تمهيد للكتاب ليس هو الراس الذي يجب رفعه عاليا ولكنه القلب ...لذلك كان الحب هو المحرك األهم في الوجود ......لذلك نُثرت تلك الحروف..... نوره
سم حب ...خا ٍل من الد َ مالصقا ً لسور المستشفى ،حيث كان يعتصم بائع الكعك بمنقله وكعكاته الشهية التي إستوقفت المرأة لتنتقي منها قمرا ً ذهبيا ً ساخنا ً شَرعت في إلتهامه بشهية سرها. مفتوحة وحدها تعرف ّ كدشة وراء كدشة من العجين الساخن والزعتر كانت تجرفها في نشوة عارمة من األخذ بالثأر من ذاك الرجل الذي يرقد في المستشفى أمامها على سرير أبيض تحفه أغطية بيضاء. هو نفسه الذي أوصاها البارحة على كعكة يزعتر بها خفية عن طاقم األطباء والممرضات ونظامهم الغذائي الصارم. سمت لنفسها منتشية حين الحظت القمر الذهبي الدافئ بين يديها ،يتناقص تب ّ تدريجيا ً ويكاد يصبح هالالً يتالشى بسرعة قياسية. لجمت شهيتها المفتوحة على كل اإلحتماالت .لفّت بالورقة ما تبقّى من الكعكة، ستها في حقيبتها وإنطلقت تصعد الساللم نحو باب المستشفى منتصبة القامة د َّ مرفوعة الرأس واثقة ال ُخطى ،ال يخالطها أدنى شعور بالذنب أو الندم على عطها طيلة مسيرة حياتها سوى نصف كعكة ستعطيها لهذا الرجل الذي لم يُ ِ مجموعة انصاف. أعطته حبا ً كامالً ،قلبا ً كامالً ،عمرا ً كامالً ،ودائما ً كان بكامل قواه العاطفية ال عمر. يتصدّق عليها سوى بنصف قلب ،بنصف حب ونصف ُ حتى حين وعدها ببيت األحالم بنى لها نصف بيت تاركا ً أعمدة األساسات على السطح منتصبة تتورم تعبا ً من الوقوف وتتثاءب ضجرا ً من الملل. ملل من طول إنتظار عائلة لم تكتمل. حتى القدر تآمر عليها معه فخذلها على طريقته حين أهداها هذا الرجل الذي ص ّرت أن تكون له عائلته ّ كونت معه نصف عائلة فقط دون أبناء .رغم ذلك أ َ الكبرى من األم واألخت والحبيبة ،حتى الزوجة واألبنة ،رغم علمها جيدا ً أنها ربما لو َح َملت إسم غيره لَ َح ْ ملت ربما بقبيلة من األطفال. هو القدر وهي مستسلمة لقدرها ساكنة ذاك السكون المتخاذل األحمق قانعة بقسمتها ونصيبها بذاك النصف الفارغ الذي يَ ّ من به عليها والذي ال يروي وال سمن وال يغني عن جوع. يُ ِ كانت تخطو برشاقة ُمل ِفتة في ممر المستشفى يخالطها شعور خفيف بالشبع سنَدت قلبها منذ قليل بنصف كعكة ساخنة إقتنصتها من حين تذكرت أنها َ
حصة هذا الرجل الذي لن يطال منها بعد اليوم سوى النصف من كل شيء. بدءا ً من نصف الكعكة ستنقلب اآلية. ستكون باسلةً ،ستستجمع شجاعتها المتخاذلة وإصرارها لتسترجع منه كل ما لها بذمته من أنصاف ،عبر ربع قرن ،وتبدأ هي بالتالي تتصدّق عليه وهي بكامل قواها العقلية والعاطفية. من قلبها لن تهبه سوى النصف .ومن حبها ستحجب عنه النصف ،حتى جسدها لن تدعه بعد اليوم يتحلل بكامله بين ذراعيه ،ستعطيه نصفه الصنم البارد ،المبلّد األحاسيس وتحتفظ لنفسها بنصفه الدافئ النابض بالحب والحياة. منذ الغد حين يغادر المستشفى سليما ً معافى ستباغته بسياسة الند للند ،العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم ومثلما تراني يا جميل أراك. كانت أفكارها تغافلها متسللة تجتمع بين شفتيها تمتمات شبه مسموعة وسط حلقة أشخاص ظلوا يُحدّقون إليها بفضول غريب وهي تتخذ مكانها بينهم أمام باب المصعد تنتظر بدورها وصوله .شعرت باألحراج ،إبتلعت ريقها ،علّقت حقيبتها في كتفها ثم شبكت يديها على صدرها متجاهلة األمر ،شاخصةً ببصرها مع الشاخصين بأبصارهم نحو اإلشارة الضوئية وهي تشير الى المصعد في الطبقة األرضية. حين فُت َح الباب وولجت المجموعة داخل الكابين كان عددهم معها ال يتجاوز الخمسة أشخاص ،ضغط كل بدوره على رقم طابقه وأخذ ينتظر ألكثر من ّ ويعن مستنفرا ً كل قواه ليحملهم ببطء شديد لفت خمس ثوان ،أخذ المصعد يئن إنتباه المرأة وأثار همة تفكيرها. عزت األمر لسالمة المرضى ربما أو للحرص على راحتهم أثناء نقلهم ربما. ُّ يشت في إتجاه بينما خيالها يجنح صوب إحتمال آخر .لعله لم يكن كان عقلها مجرد مصعد عادي بقدر ما كان حماالً للهموم .يحمل ه ّمها وهم هؤالء األفراد المحيطين بها. إختطفت من الوجوه حولها نظرة عابرة .ال إبتسامات في مصاعد المستشفيات ،ليس هناك سوى التنهدات والكل يغني على مواله الحزين. كانت المرأة عن يمينها تزفر الزفرة تلو األخرى والرجل عن يسارها يتمتم راجيا ً رحمة هللا وفرجه ،حين فتح الباب وأُفرج عنهما معا ً في الطابق األول عند قسم العالج الكيميائي واألمراض المستعصية .سبحان هللا ،أخذت المرأة تحدث نفسها ،بالتأكيد هما قريبا شخص عزيز دخل نفق هذا العالج المشؤوم
طامعا ً بوصلة إضافية إصطناعية من الحياة. في الطابق الثاني إستراح المصعد أمام قسم الوالدات واألطفال حيث أحد لم يدفع الباب .أخذت تتخيّل رواد هذا القسم وزواره ،بالتأكيد ال ينتظرون المصاعد ،اقدامهم تصعد الساللم بخفة الغزالن مح َّملين بهدايا الحدث السعيد، علب الشوكوال ،باقات الزهور وافراحهم بالمولود الجديد .حماسهم وحده كفيل بأن يحملهم حتى الطابق العاشر على رجل واحدة ،سبحان هللا ...كانت تتمتم لنفسها وهي تغادر الكابين عند الطابق الثالث حيث جناح العناية المركزة وأمراض القلب والشرايين. ر ّكزت حقيبتها على كتفها وانطلقت تقطع الممرات الطويلة بخطواتها صة حتى بلغت الغرفة إياها حيث دفعت الباب برفق وحذر تتفقّد رجلها، المترا ّ فأذا بها تعاين فراغ المكان .إرت ّج قلبها في صدرها وكاد يقع فريسة أسوأ األحتماالت لوال تلك الممرضة التي أسعفتها في توضيح المالبسات« .ال تجزعي يا سيدتي زوجك في العناية الفائقة بعد تعرضه البارحة لنوبة قلبية، اتبعيني لزيارته من فضلك». في غرفة العناية المركزة أعطوها جهازا ً كامل التعقيم ،من غطاء الرأس ،الى الروب األبيض حتى الجوارب المعقّمة ثم أوصوها التوجه مباشرة نحو الغرفة الزجاجية حيث يرقد المريض مع التقيّد بالتعليمات. سي شيئا ً في طريقك حتى ال تنتشر الجراثيم، «احرصي سيدتي على أال تم ّ أخذت تخطو نحوه بتأن ،كانت تحفّها طاقة حب فت ّ ش ُع منها هالة افكار وتساؤالت .ترى اليست اشعاعات هذا الحب الذي يمألها كفيلة بتعقيم تلك األرجاء حولها .خيالها كان جامحاً ،أما عقلها فكان يتولى أمر ردّه لجادة الصواب ،يخبرها حقيقة ال مناص منها في هذا المكان هنا ،حيث ال يؤمنون سوى بما تشير اليه األجهزة واألنابيب وتسجله اآلالت التي يرقد بينها الرجل على ظهره. تأملته ،سبحان هللا هو نفسه الذي بقي لسنوات طوال يدير لها ظهره ،عادت تشوش على تركيزها ،كيف أسرفت قلبها لتفديه؟! قضية األنصاف ّ كيف بذّرت كامل حبها لترضيه؟! كيف سفحت كامل عمرها عند قدميه لتسعده وترويه؟! كيف وكيف ،كيف كانت هي وكيف كان هو بكامل قواه العقلية والعاطفية شحيحا ً وضنينا ً ال يتصدَّق عليها سوى بنصف قلبه ،بنصف حبه ،بنصف
إهتمامه معظم الرجال من حولها يخصمون سلفا ً من حصص نسائهم نصف قلوبهم ،نصف حبهم ونصف إهتمامهم. أكثر النساء من معارفها يكابدن مثلها وجع تلك األنصاف وسوء مرارتها. كانت تتقدم منه وهي تحدّق به عاجزا ً ال حول له وال قوة ،ودّت ساعتها لو ترشقه بسهام تلك األسئلة الصعبة. ترى أين يذهب الرجال بكنوز أنصافهم؟! ماذا يفعلون بها؟ هل يرمونها في البحر مثال؟!أين يهدرونها؟! هل يختزنونها ألمرأة اخرى؟! هل لديهم في األساس ش ّحا ً في عواطفهم؟! أم يكدّسونها في صدورهم عمدا ً عبر السنين حتى تنفجر بهم ذات ليلة في نوبة قلبية؟! أخذت تدنو أكثر فأكثر من العازل الزجاجي ،صدرها يعلو ويهبط على وقع أنفاسها الدافئة المتالحقة على صفحة الزجاج بقعا ً ضبابية تتبينه من خاللها. صة اعتذار تتلوان عليها كانت تقرأه وكان يرنو إليها بحب كبير ،عيناه من ّ قصيدة حسرة وندم ،طاف في بالها ساعتها إحتمال وخطر لها ما لها بذمته!! كان مدينا ً لعمرها بمخزون الحب الهائل. ماذا لو قرر اآلن أن يصفّي حساباته أو يبرئ ذمته أمام ربه ونفسه فيعيد إليها حقها من قلبه ويفرغ لها مرة ً واحدة كل بيادر حبه .ماذا ستفعل عندها؟! كيف ستتدبر األمر هي التي أصبحت في المقلب الثاني من العمر؟؟ ربع قرن كانت خالله تَض ُّخ في أيامه حبا ً غنيا ً كامل الدسم ،غذا ًء ملكيا ً للقلب والعقل والروح .ربع قرن قضاها ذاك الرجل يمتص رحيق هذا الحب يشرب من زبدته وال يشبع!! كيف سيعيده إليها اليوم وقد صار بال لون وال طعم وال رائحة .لم يعد يلزمها حب صار ماصالً!! ٌ سيعيده اليها حبا ً خاليا ً من الدسم...
الحديث األخير
" زوجتي الحبيبة ....سامحيني ...غادرتك بغتةً على عجل دون ان اطبع على خدك األسيل قبلة الوداع األخير ،،دون ان استنشق منك عطر الياسمين الرقيق ،،دون ان اروي لك على عادتي كل مساء ،تفاصيل نهاري ال ُمتعب حين أُفرغ لك بجعبة اخباري ،فتضحكين من طرافة بعضها وتُشرقين و تستاءين من بعضها اآلخر وتتعكرين ثم ال يلبث ان يستوي مزاجك وتعتدلين وسط ض ّجة أطفالنا وتحضير مائدة عشاءنا ...كان وقت العشاء في المسجد حيث كنت اؤدي آخر ركعة من فريضة صالته ...كنت اسلم يمينا ً ويسارا ً ثم اتلو الدعاء األحب على قلبي " ..اللهم اجعل في قلبي نورا ً وفي عقلي نورا ً وفي بصري نورا ً وفي سمعي نورا ً " حين ّ رن الموبايل في جيبي فكلفت قلبي تتمة الدعاء ألتكفل بالرد عليك.. "عادل حبي ال تنسى ان تحضر لنا ربطة الخبز للعشاء األوالد ينتظرونوال لقمة خبز في البيت " "حاضر حبيبتي حاضر عشر دقائق فقط واكون عندك مسافة الطريق "..أقفلت الخط وانتصبت واقفا ً برشاقة الرمح .كنت اتلفّت حولي وسط العشرات دوى مصغيا ً لتمتمات األدعية تتصاعد في الفضاء لتمأله سكينةً ورهبةً حين ّ في القرب انفجار هائل ارت ّجت له ارجاء القاعة وقلوب المصلّين .هرعت صوب باب المسجد ألتبين األمر وسامحيني يا حبيبتي ألنني لم انتعل حذائي فدُست العتبة واول درجة في السلم بجواربي البيضاء فاتسخت بالتاكيد وانا اعلم تماما ً كم تعاني اناملك الرقيقة في حكاية دعكها وتنظيفها العميقة ،،، ولكنه الحدث او األلهام الذي غلبني ودفعني ألتس ّمر على عتبة المسجد محدّقا ً شر متربّص يد على قميصه يفتح بها به قادما ً باتجاهي اسود الوجه ،في عينيه ّ زرا ً واخرى على بطنه يتحسس بها امرا ً ادركته بلمح البصر " ...كان حزاما ً ناسفا ً ""..فورا ً اتخذت قراري ،نسيت ربطة الخبز واطفالي الجائعين ولم اتخيل في الداخل سوى اشالء المصلين " ...ال والف ال ...طويلة على رقبتك تصر بين ياحقير يا سافل يا وغد يا خبيث ..انتظر وسترى " .كانت العبارات ّ اسناني صريرا ً مخيفا ً وانا االقيه مر ّحبا ً فافتح له ذراعي وآخذه في احضاني، اطوقه ألصدّه بوهلة الترحيب الوهمي وال افلته " ..اهالً اهالً ابو صطيف ّ النجس تسدّ انفاسي ...وينك يا زلمي اشتقنالك وين هالغيبة " محتضنا ً جسده ِ رائحته الن ِتنة كنت اس ّمره في مكانه في اللحظة ذاتها التي شعرت خاللها
باصابعه تكبس على بطنه حين انفجرنا سويا ً على اثره ..............تناثر لحمي وعظمي وسال دمي نهرا ً على درج السلم الرخامي األبيض ...تفتت رئتاي وذاب قلبي الذي كان منذ قليل يستأنس بحكاية حبك يا حبيبتي ....في اليوم التالي شيّعوني كما يقولون ؟؟؟ !!! ماذا شيّعوا مني ربما نثرات مبعثرة هللا واعلم ...قالوا انه لم يبق مني سوى صفحة وجهي وعيناي المفتوحتان على فرح كبير ..كانت صورة وجهك يا حبيبتي في ذاكرتي آخر مشهد سجلته عدسة المقلتان ..سامحيني يا زوجتي ألنني تاخرت ولم اعد حامالً ربطة الخبز لطعام العشاء ..لم يتعشى طفلينا ومائدة اليتم العامرة كانت وحدها حاضرة .سامحيني ألنني لم ابتسم لك عند المساء آخر ابتساماتي ولم اقطف من عينيك فرح الورد الشجي وعطر الزنبق البهي ..سامحيني واحضني طفلتنا التي تحتضن صورتي وال تنفك تردد امام عدسات المصورين انها اشتاقت لقبلة والدها الشهيد ..خذيها على صدرك ودعيها تكبر ...ذات يوم سوف تُغرم وفي يوم زفافها الموعود آسف يا حبيبتي لن اكون السند والجود ، في يوم فرحها لن يكون لي وجود وعلى ساحة صدري لن يكون رأسك هو المسنود ..على وجنتيك الناعمتين سينهمر شالل الدموع ،،،ستسألك عني صغيرتي وبين فرحها وحسرتك ال اعرف اذا كانت ستسعفك الحروف يغص من الجرح لم يزل موجوع ،،،وانينه والنبض في صدرك لم يزل ّ مسموع..
"تعي دفيكي" زوجي العزيز : هو احد امرين ،،،او انك صرت تشكو من شح خطير في المشاعر او تعطل ميزان الحس لديك لذلك صرت تستعين" ببوست" سخيف ترسله لي في عز هذا البرد كما يفعل غيرك لتحدثني عن الدفئ وتقول لي " تعي دفيكي " .... ماذا تظن نفسك ...عصري ،،مهضوم ،،ام انك صرت اخيرا الرجل المتعاطف الحنون .... لعلمك يا سيدي انني انتمي لجيل العقد الخامس عند النساء ،،الذي صار اليوم وسط تلك األجيال المعاصرة ما يسمى بالرقم الصعب و العملة النادرة .. جيلنا الذي كان عقد زواجه منذ ثالثة عقود وهو لم يزل بعد في عمر الورود .... كان الزواج المبكر الموضة في ايامنا وكنا حريصات على اتباع احدث خطوطها وازياءها وقصاتها ... كنا في عمر الورود و كنا نواكب الموضة ومع امواجها كنا نموج .... وكنت كغيرك من الرجال ،فارس األحالم جواد يمتطي جواد ،يصهل معه َ ويصهل لصهيله وحين يبلغ بوابة دارنا ،،،،يشد لجامه ويكاد يفقد صوابه حين ترحب به عرائش الياسمين ،يستقبله عطره الفواح الرقيق وتحييه شتول الورد ويسلم عليه قوام الزنبق األنيق ......... مددت لي يدك حينها فتركتها لك ببراءة عمر الطيبة والصبا ...رفعتني على َ جوادك ،،فجلست خلفك احتمي بظهرك واطوق خصرك لتنطلق بي حينها مضرجة بالخجل والوجل ... وردة ندية ّ كنت اسمع صهيل فرسك وصهيل قلبك فيرتجف قلبي حماسا ً وتاثرا ً والفرس يعدو بنا نحو ارض الحب والفرح الموعود ....... هناك شعرت بالبرد ألول مرة حين عرفت انك تنتمي لعشيرة ال تشبه عشيرتي مسور بحدود !!!!! وال يمنح للصبية الغريبة مجانا ً وله في ....الحب عندكم ّ ذلك شروط وقيود .. وكنت اشعر بالبرد بينهم .....وحينها كان عليك ان تقول لي " تعي دفيكي " ..ولكنك كنت تبقى صامتا كأبي الهول ..
ولم اكن سوى في الثامنة عشرة ...يافعة جدا وطيبة جدا ومستغربة جدا وسط وجوه مسطحة تجيد تبديل األقنعة ،،،فال اعرف األصلي فيها من التقليد واشعر انني غريبة جدا وضعيفة جدا .... سب على هفواتي وكانني املك خبرة الثامنة في االثامنة عشرة ،،،كنت أحا َ والثالثين وكم كنت ارتجف واشعر بالبرد ،،،وكم انتظرتك لتقول لي " تعي دفيكي " .. كنت احلم ان ترفع لي رأسي حين اوشك ان ان ّكسه وتثبّت لي كتفي حين اود لو الوذ بالفرار ... كنت الزعيم وكان لك السمع دون كنت الشيخ واألمير َ ،، ولكنك وسط اهلك َ تردد وكانت لك الطاعة بال حدود .وكنت اشعر بالبرد ولم تقل لي يوما ً " تعي دفيكي " .... بعدها تعلمت ان اعتمد على نفسي فاوقد لها دفئا ً من نفسي وحين جاور قلبي ذات يوم نبضا ً ضعيفا ً آخر غير نبضي عرفت انني انتظر مولودا ً منك فتفائلت ... اخيرا ستكون لي ...اخيرا ستعيش معي سحر اللحظة وروعة الحدث السعيد اخيرا سيصبح لنا عائلة واطفال وخصوصيات ...اخيرا سنصبح اسرة انت لي فيها السند والحامي وال................ ولكنك تركتني في توقيت النساء األهم ......وقت الوالدة وهن بين الحياة والموت ..وبحجة السفرة الطارئة والعمل الذي ال يرحم والمستقبل والمجد الذي تسعى له ....ادرت ظهرك ورحلت ومن قلبي من حينها تداعيت .... وكانت والدة عسيرة تركت طاقم المستشفى في عجز وحيرة ....ولم يكن يكفي صدر امي الحنون وال ساعد الطبيب الموزون ،،،وكنت احتاجك شريانا للحياة في حين كان علي ان اهب الحياة وكنت اشعر بالبرد في عز صيف " تموز " ولم تقل لي حينها " انا هنا "وتعي دفيكي " ... ثالثون عاما مضت لم تتذكر خاللها مرة عيد زواجنا لتقول لي " كل عام وانت بخير " ربي يخليلي ياك " ...حتى في عيد األم لم تكن تعايد سوى امك متناسيا انني بدوري اما .وانك بفضلي صرت ابا لثالثة من الذكور ..ومعهم غدوت الثريا المضيئة في حياتنا بثالثة شموع....
كنت تستكثر علي سواء في عيد زواجنا او في عيد األم او في اعياد ميالدي َ دائما ً " كل عام وانت بخير" و هللا يحميلي ياك ... . و كثيرا ما كنت اشعر بالبرد ولم تبادرني مرة ب " تعي دفيكي " .... ثالتون عاما مضت على هذا الزواج كنت تسافر خاللها الهثا ً خلف اعمالك طامعا في انجازاتك ،،لم تتصل بي مرة لتقول لي انك نشتاقني او تفتقدني وكنت تعود دائما ً محمال بالهدايا ،ممتلئ الجيوب ......................وفارغ القلب ... وكم كنت اشعر باألسى وانا احس انني اسكن في الجزء الخلفي من دماغك ،، واحوم دوما حول قلبك فال تترك لي منفذا اليه عن سابق تصور وتصميم .........وكانت تسري في داخلي قشعريرة برد ولم تقل لي ابدا وقتها " تعي دفيكي " . ثالثون عاما مضت ...هل تعلم يا زوجي العزيز اي شوط قطعته خاللها من العذاب الصامت حين اعلم واتاكد انك تقطع في احدى نزواتك العابرة التي يقطع بها حكما معظم الرجال ....وكان علي ان اتحمل بروح رياضية ،، فاصبر بترف واتحمل باناقة ألن ما لقنتني اياه امي كان اطروحة في حسن التصرف واللياقة .... ان للبيت اعمدة عديدة يا بنيتي هي الرجل وجسر واحد هو المرأة هو انت فال تنسفي الجسور كي ال ينهد السقف على روؤس هؤالء الصغار ابناؤك .. وكنت وفية لحكمة امي وامومتي و وصية جدتي (...الحكمة يا صغيرتي ثلثاها تغابي وثلثها فطنة) .. هكذا كانت تردد على مسامعي ...ال حقا ً حين تكررت نزواتك اضطررت للتعديل في الوصية ومسارها ...ولم تعد الحكمة في نظري تعادل ثلت فطنة وثلثان تغابي صارت باثالثها كلها .... التغابي ثم التغابي ثم التغابي ..ألن الفطنة كانت لدي والحمدهلل تحصيل حاصل.. وكنت تظن نفسك حاذقا جدا وكنت اراك متذاكيا جدا فاتركك تعتقد انني آخر من يعلم ،،ادعك في عماك وانكفئ على نفسي ،،يرتجف قلبي ويكاد يثلج من شدة البرد ورغم ذلك ......
لم تاخذني مرة على صدرك لتقول لي انك آسف وانك اخطات " وتعي دفيكي ". ثالثون عاما مضت ... امتدت شجرة العائلة ،،ومن بيتنا تفرعت ثالثة بيوت وصار لنا باقة احفاد صاروا فرح مواسمي وصارت ضحكاتهم الدفئ الذي يسري في اوصالي .......................ولم اعد اشعر بالبرد .... زوجي العزيز ....انتهت رسالتي .. لم افكر في الكتابة لك يوما ولكنه ذاك البوست . تعي دفيكي """"" كان تلك النقطة التي طفح منها الكيل ،،،فانساب البوح وتفككت سلسلة المشاعر .. ساترك الرسالة لك جانبا واذهب للنادي حيث ينتظرني صف " األيروبيك " ودفىء الصحبة الحلوة ورفيقاتي ... زوجي الحبيب ..... ابواب الدار مشرعة لك ،، ،وصدر البيت يرحب بك ،تركت لك المدفأة مشتعلة والحساء الدافئ الذي تحبه على المائدة بانتظارك ... وفي حال كنت متعبا تستطيع التمدد عل فراشك والتامل بالسقف فوقك .... السقف مذكر اليس كذلك ؟؟؟ ولكن الوسادة التي يغرق فيها راسك وعنادك هي مؤنث ....فال تنسى ذلك وتذكر .....دائما ً تذكر ..
حكاية .....لم تعُد.... غرد في فضاءنا حاضرة ... لم تعُد طيور الفرح ت ُ ّ صارت مستوحشةً تعدّ العدّة للرحيل مهاجرة ... لم تعد توقظني باكرا ً ناهرا ً كسلي الصباحي مستهجنا ً ،حاضنا ً صينيةً وركوة قهوة تغلي وفنجانين فارغين يقرقعان بين يديك .. صارت الصينية بين يدي ،مضافةً لجهاز فحص الدم ،قياس الضغط ومعدّل سكر .... ال ُ لم يعد صوت ( فيروز) يجمعنا عند الصباح شاديا ً ولم تعد اغنية " حبيتك تنسيت النوم " تعويذتنا اىصباحية .. صرنا من محبي " هللا معك يا هوانا" والحانها الشجية ... لتقف تحت رذاذ الدوش مستنفرا ً لم تعد تهرول لحمامك الصباحي مستبشرا ً َ تطالب بليفة ٍ.جديدة ،بلوح صابونتك المفضّل ... ب لم اعد اقف على باب ح ّمامك َ انتظرك كما تقف الجواري على ابوا ِ السالطين انتظر يدك التي ستمتد ألعطيها بياض قلبي الناصعِ اكثر من طقم المناشف األبيض .... امك احتفال نشاط قب َل نهار عملك الوفير ،صار علي بعدها ان ان لم يعد ح ّم َ فك بعدها باحتفا ِل صبري الجميل ... اعدّك له على كرسي واجفّ َ لم تعد تودّعني عند الباب بقبلة تبخل علي بها مستهترا ً ،فاطالبك بها مل ّحةً وانا ادس بجيبك ما يشي به نسيانك الخفيف ،الموبايل وعالّقة المفاتيح ... ّ صرت على كرسي متحرك في ارجاء البيت يدور ،عجالته بمجهودها َ الشخصي تدور ولم يعُد يعنيك ال الموبايل وال عالّقة المفاتيح .... صرتُ ابطأ من سلحفاة لم اعد في بيتي اطير بين ارجاءه كالفراشة المبدعة ِ ، بين ه ّمك وه ّم واجبات البيت ابدا ً لست مسرعة ... سك الجوع ،لتكتشف ان الغذاء لم ينضج بعد و إنه عن لم تعد تعودَ ظهرا ً يفتر ُ س ِد جوعك لم يزل ممنوع ... . لم تعد تُرغي وتُزبد وتهدد بالويل والثبور وعظائم األمور فادخل مع غضبك في سبق محموم ألعدّ لك وجبةً سريعةً من اعصابي ثمنها مدفوع ... صار الغذاء عندك منظما ً كعقارب الساعة مسلوقا ً دون زبدة دون ملح عكس األيام الخوالي .
صار وجبةً تصيبك بالغثيان بتكرارها كل يوم على التوالي ..... وحمل األكياس متضجرا ً .. لم تعد تدقَ الباب متاففا ً من ثقل األغراض ِ دت مح ّمالً بما ال ع َ لم نعد نتشارع يوميا ً عما اوصيتك به وعنه تغاضيت و ُ يلزمنا وال يعنينا ورغم ذلك بحمله تباهيت .. التسوق صرت اشتهي غضبك وتض ّجرك واحلم بثورتك وتأففك ،تعبت من ّ وثقله من حمل ُخ ِلقت له سواعد الرجال ولم تالفه سواعد النساء التي ُو ِجدت لتهدهد اساسا ً براءة األطفال .... ظك كي عن موعدك ال تتأ ّخر ...وحين لم تعُد تاخذ قيلولتك وتوصني ان او ِق َ تأخذني مشاغلي وعنك اسهو ،تستيقظ لتلعن مع تلك المرأة حظك التعيس فوت عليك فرصةً ذهبيةً في عملك النفيس .. الذي ّ لم تعَد مساءاتنا أستعدادا ً محموما ً للزيارات ولقاءآت األصحاب ..... لم نعد نتنافس على "الريموت" انا اتعقب كاظم الساهر واغانيه العاطفية وانت تبحث عن "توك شو" اهل السياسة ومناظراتهم الكرتونية ... تخلّيت لي عن " صندوق الفرجة" وسحره وجاور سريرك المذياع وو ّ شته وضجره... لم تعُد الليالي مكللةً بذراعيك وانفاس الحياة ...وبدل احتضاني صارتا تمتدان لي ألغرس فيهما حقنةً تحافظ على شريان الحياة ... لم يعُد زندك جسر الحنان الوردي ،ولم تعُد تستلقي بجانبي مستدفئا ً بخطوط ُ ستتفتق عنه عبقرية الحب بك مترقّبةً ما عد التصق َ انفاسي األفقية ولم ا ُ وشهيته األزلية . اليوم . صارالمرض مكاني شريك فراشك..صرتما العشيران ألحميمان ...العمر يمضي والسنين تتناثر وهو يزأر بك الما ً وانت الموت رعبا ً ..اما انا تترقّب َ فاخليتُ له المكان وعلى الكنبة ارتميت بحمولتي ووسادتي واغطيتي والشوق الذي كان ..
مسدس كاتم .........للحب... قال له : بابا تصبح على خير سانام قرب الماما .. -وتتركني وحدي ... -ذقنك ّتخزني ....خدود الماما انعم بكثير .. -سأحلقها عند ألصباح ... -بابا حين اكبر ساصبح مثلك رجالً بشارب ولحية ..؟؟ -بالطبع يا حبيبي .. -ساحلق ذقني كل يوم مثلك ،وساتزوج ايضا ً مثلك ،هل تعرف من ؟؟؟؟؟؟ -ال .ال اعرف هيا اخبرني بسرعة .. -ساتزوج واحدة مثل الماما .. .ألنها احلى واحسن ام في العالم ... -بابا -بابا رد علي ..ورثت طباعي وتزوجت امراة ً بتركيبة أمك ..... حسرتي عليك يا ولدي اذا َ سيجتر التاريخ احداثه وينتهي بك األمر رجالً مهجورا ً خائبا ً في فراش بارد ّ تسكنه الوحشة ويعشش بين طياته الملل . -بابا بابا اين شردت ؟؟ -بابا رد علي واال صوبت نحوك مسدسي واطلقت عليك كل رصاصاتي .. -ال إياك ان تفعل ستزعج بفرقعته الجيران أنها العاشرة ليالً .. -طيب عندي حل . -وما هو .. -تشتري لي غدا ً مسدسا ً كاتما ً للصوت كالذي رايناه في الفيلم البارحة .. -ان شاء هللا -وتعلمني الرماية والصيد الذي تجيده .. -عندما تكبر قل " ان شاء هللا" -ان شاء هللا ...سترى يا بابا كيف ساكبر بسرعة واصبح رجالً قويا ً ،اقودعنك سيارة الجيب ،تجلس بجانبي ونذهب لنصطاد سويا ً في حقول ضيعتنا .. --وكيف ستفعل يا حبيبي الصغير ..
-هناك في الحقول ستصطاد انت كل الطيور والنسور ....وساصوب انا علىالقوارير الفارغة فانسفها كلها دون ان ازعج احد.. -وكيف سيكون ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ -الم تعدني منذ قليل انك ستشتري لي مسدسا ً كاتما ً الصوت !!! -آه صحيح نسيت ... -غدا ً ال تنسى تذكر .. -لن انسى يا حبيبي .. -واآلن تصبح على خير .. -ولكن اين تذهب وتتركني ،ساخاف وحدي .. -تخاف ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!الم تقل لي البارحة حين كنت ابكي ان الرجال ال يبكون وال يخافون .. -آه صحيح نسيت -واآلن تصبح على خير سانام مع الماما ،خدودها انعم وارق من خدودك... الماما دائما ً الماما ....عند الصباح خالل النهار وعند المساء ال يلهج لسانك أال بذكرها .... الماما حضّرت طعاما ً شهيا ً ،الماما اشترت لك تيابا ً جميلة ،الماما وعطرها تقارن نعومة خدودها بخشونة خدودي .. الرقيق الماما الرائعة والماما ال َ واتحسس وجهي فالعن جنسي وخشونته ،جلدي وخصوبته وذقني التي احلقها عند الصباح فتعود لتنبت في المساء ّ ، تخزك وتكاد تدمي بشرتك ،فتفر منها وتحتمي بجوار تلك المرأة التي نبذتني لتزاحمك غرفتك ،تقاسمك سريرك ، وسادتك واغطيتك ،فتبدو راضيا ً مستمتعا ً بدفئ جوارها الهيا ً بمتعة صحبتها ،بدليل ضحكتك الصاخبة التي تتسلل إلى مسمعي فتثير غيظي وتفتح شهية حنقي عليك وعلى امك .... احسدك ويثور فضولي واتمنى لو كنت شريكا ً في سعادتك الصغيرة ،انصت لما تنصت ،اضحك لما تضحك واه ّم باللحاق بك يا صغيري حين اتذكر انك لم تودعني قبلة المساء ثم اعود فاتريث حين اتذ ّكر حساسية الموقف ودقته وانا اتصورها تستلقي بجوارك . سر األمر على هواها كيف سانحني فوق وجهك ألقبّلك ؟؟ ستستغلها فرصة لتف ّ
ستظنني وال بد افتعل حجة تقبيلك كي ام ّهد لجسور الصلح بيننا .... ال لن اخطو الخطوة األولى حتى ولو كنت مذنباً... غادرتني بطوعها وستعود بكيفها ... كيف نسيت أني رجل وان الرجال ال يبكون وال يخافون وال يعتذرون ....مواقفهم حازمة وقراراتهم حاسمة... انا ابن رجل كان يامر وينهي بعينيه وانا حفيد رجل ،كانت جدتي ترتجف قصبا ً في حضوره ،انا ال ارهب الوحدة وال وحشة العتمة وال القي باالً لبرودة سريري الفارغ وال لعرضه الهائل ... فقط لو استطيع اغراءك يا صغيري فتقبل المبيت الى جانبي ،تسليني واستانس برفقتك ع ّل طوق وحدتي يلين ،ع ّل سالسل عزلتي تتفكك .. اجتر فشلي ليلة وراء اخرى ،اسبوعا فشلت في اقناعك تلك الليلة وظللت ّ وراء آخر ،سنة بعد اخرى حتى تواترت السنون وخلفتني وراءها كهالً مهجورا ً على ابواب الستينات..؟؟؟!!!! كيف تتالت فقطعت بك يا صغيري من ارصفة الطفولة اآلمنة لشوارع المراهقة الخطرة ؟؟!! كيف توالت وابحرت اشرعتها بزوارق تلك المرأة فبلغت مرافئ الثالثينات؟؟!! تبدّلت امك ازدادت غموضا ً وامتألت سحرا ً .. نضجت تلك المراة التي غضبت مني ذات ليلة ،فهجرت فراشي ولم تعد بعدها ابدا ً ... اكثر دفئا ً اصبحت اكثر رقةً وشفافية ،عذوبتها التي كانت ترهقني باتت تمزقني ،رقتها التي كانت تسبب لي صداعا ً تحولت لمطارق حادة تقرع في رأسي نهارا ً ،تقرع في راسي ليالً فاكاد اجن حين أوقن ان زواجنا البارد محكوم بسجن مؤبد اسعى جاهدا ً لألفراج عنه دون جدوى .. كنت اعود لفراشي ككل مساء اغالب فيه شوقي وحنيني اليها و يستيقظ مارد حبها الغافي في اعماقي واتذكر يا صغيري المراهق انك آنستني قليالً ثم غادرتني بعدها دون ان تودعني قبلة المساء واه ّم باللحاق بك لوال ...... واتذكر يا صغيري المراهق انك غادرتني دون ان تودعني قبلة المساء ،وا ِه ّم سني اسالك قهقهتك ألمتوترة ،تكهربني وهي تتصاعد الي من باللحاق بك فتم ّ
الغرفة المجاورة ،وادرك حينها ان الجلسة بينكما دافئة حميمة وال تحتمل ابدا ً عبئ تطفلي . على عادتك كل مساء تفرغ بجعبة اخبارك ،تحدثها عن رفاقك وتقلّد لها اساتذتك ،تدفع بها في نوبة ضحك عارمة ال تلبث ان تفرملها نبرة صوتك المختالة ببراعتك في حقل الرماية والتصويب ... واتذكر رحالت صيدنا األسبوعية ،مسدسك الكاتم للصوت وعشرات كصف األسرى ،فال يرحمها مسدسك ، القوارير التي تصطف مذعورة ّ يرديها بخفة واحدة تلو األخرى شظايا متطايرة فتخف عندها ّ قدماك وهي ترتفع في الهواء مع هتافك متفاخرة . " نعم اجدتها نعم اجدتها " وها انت تصف ألمك بطولتك وتهتف حقا ً فتشدّ اوتار وعيي الى الغرفة المجاورة حيث تضحك امك عل جنون مراهقتك .... سمفونية ضحكتها تشعل الحماس في جوف قلبي واتمنى مشاركتك في متعتك الكبيرة ولكني اعود فاتريث ... ربما فسرت األمر على هواها ،ربما حلّق خيالها صوب اعتذار ّ مبطن ،ام ّهد له بحجة تقبيلك ،تجهل انني رجل ؟؟!! والرجال ال يبكون ال يخافون وال يعتذرون ...حتى لو كانت تلك المراة التي تتالت على سطح حضورها الفصول .... لكيا بني دفئ رببعها وصيفها المشرق ،ولي حزن الخريف ،صقيع الشتاء والزمهرير ..... وارتجف حين تعوم في راسي صور وتفاصيل تلك اللحظات التي اقتنص وتغص بها تغص خاللها متعتي من عينين معلقتين في السقف وشبه جثة تظل ّ ّ روحي حتى يدركني القيئ بدل الشبع ،فاعود لسريري يائسا ً حين ادرك ان عزلة القلب هي وحدها العذاب الحقيقي في هذا العالم . وال اصدق ارفض ان اصدّق ان ما يصفونه باألمومة هو تلك التفاصيل اليومية الصغيرة التي تجمع بينكما تتاملك وتسرح بانظارها ،تشيّعك بها لتحرسك وتحميك ،تشتاق اليك ،تعد لك ما تحبه وهي تكابد مشقّة األنتظار .
تشرع لها ذراعيك فترتمي في احضانك تتعلق بجذع رقبتك ، عند العتبة ّ فترفعها ذراعاك وتدور بها حول نفسك ويدور راسي واتوه في رموز تلك العاطفة التي تربط بينكما . عيناها اللتات تفيضان لهفة وتقطران هياما ً وحنانا ً . انظارها التي تسترسل نحوك في تلك األنجذابة العنيفة ،واكاد اجن وتمزقني الغيرة ويحفر في جوفي الشك حين افكر في ماهية تلك األمومة التي يخالطها هذا القدر الغريب من العشق .. واصل لقناعة تتملكني . .. عاشقة تلك المرأة .. عاشقة دون شك لرجل آخر ،تفتقده ّ تحن اليه ،تحلم بقربه فتذكرها به عيناك ، احضانك وارجوحة يداك . بدات اراقبها وانا اقرأ كل ما قيل و كتب في احوال العاشقين واطوارهم ، صرت احصي عليها ادق حركاتها وادنى سكناتها ،اراقبها مرة مشرقة ،مرة ذابلة ،احيانا ً منتعشة وغالبا ً ما يلوح في عينيها حزن فار من رقابة ارادتها... وبدات ّ اشك واخذت اطلق عليها كالب خيالي المسعورة لتنهشها بانياب ظنوني ومخالب شكوكي حتى صارت فكرة خيانتها في بالي يقينا ً يعذبني ، يزلزلني وهو يحفر بازميله في صندوق راسي جاهرا ً ذات يوم باعلى صوته .. كان عصر ذلك اليوم ،في ضيعتنا ،في حقل الرماية ومسدسك يردي بكل القوارير الرقيقة الفارغة وفمي يلقي بالحكايات المفخخة باحداث القنابل الموقوتة . حلقت بومة في الفضاء ،نعق غراب تناثرت شظايا الزجاج الملون ،وتحت جلد وجهك تقاتل الحب والبغض ،على صفحة وجهك تفجرت ينابيع دماءك واحتفلت بعرس األلوان ..... تصوب نحو آخر قارورة كانت تحت رايتك تستدير ،تمسك بالمسدس ، ّ انظارك نحو أمك ...... تصوب جيدا ً ثم تطلق.....فيرت ّج الكون ،تتصادم الكواكب ، راقبتك كيف ّ سخ السقوف ،تتصدع الجدران وتتشىلع النوافذ فتصرخ بي مرعوبا ً .... تتف ّ بابا ...
اليس هذا المسدس كاتما ً للصوت .. واجيبك ... -كاتما ً للصوت وليس كاتما ً للحب ليس كاتما ً للحب ....... -بابا ..بابا ...استيقظ ما بك ..الم تقل لي اننا سنشتري اليوم مسدسا ً كاتمأ للصوت .. -ماذا قلت ؟؟؟؟!!!! خير اللهم اجعله خيرا ً -بابا ..بابا ...اتبكي ؟؟!!! -كنت احلم كان كابوسا ً مرعبا ً . -الم تقل لي البارحة ان الرجال ال يبكون !!!!!!!وال يخافون !!!!.؛ الرجال يبكون ياصغيري ،احيانا ً يخافون وغالبا ً يعتذرون ...
عمر الهوى الثاني.. "ال شئ يكفل راحة ألقلب مثل شغل العقل ،اما افضل األنتصارات ،فهي تغلّب ألمرء على فلبه "...إسمع يا قلب !!!! إسمع!!!! ّ ينظرون فيك أقوال ويشيعون ِح َكم .إسمع..ال تبالي بكل ما تسمع ،إضرب به عرض الحائط ثم ّ وتحطم .هيا كن باسالً ولو في العمر مرة ،إخلع عنك أضرب ضربتك األخير معطف ألحكمة ّ ، مزق شال ألرزانة ،أرم بقبّعة ألوقار والرصانة وال تخجل نضجت بخمسيناتك وآهاتها ،لوعتها وتجلّياتها .هيا يا خافقي ماذا تنتظر ؟! َ في الحب ،ولم تعد هاويا ً ،هيا أضرب ضربتك األخيرة وبعدها لو شئت ّ تحطم ....عليك اللعنة ..ال عليك األمان ..هبا تكلم ..دع مارد ذلك الحب الغافي يقهقه يحكي الحكاية وهو يتألم ..في بهو األفندق. كنت يومها بصحبة زوجتي حاضرا ً باألسم فقط ،فكري مشتّت شريد في رحالت مكوكية ببن الفندق حيث قاعة الحفالت والكلية حيث قاعة المحاضرات وتالمذتي وغيابي ومحاضرتي " .إنه زفاف وحيدتنا واألمر بفتضي تعاوننا عليك تدبّر أمرك" عزمت جاهدا ً على تدبّر امري الذي كاد يخونني ويفلت مني عدة مرات حين تشوش علبها زوجتي يثور ضميري المهني ويعصف برأسي كموجة مل ّحة ّ وهي تناقش في اكثر ألتفاصيل دقّة .الوان الشراشف ،ديكور ألموائد ،أنواع الزهور ،وبين حين وآخر كانت تستطلع رأيي في بعض األمور..وكنت أجيبها كألببغاء ألمبرمج "...كما تحبّين ..كما تريدين "..كنت غي ورطة بدت لي حينها ابدية سرمدية ،لوال ظهورك ال ُمبهر المبا ِغت. ت كشمس في طللتك البهية .وراء " الكونتوار" خلف كتف زميلتك اشرق ِ صغيرة تش ّع بالف وهج ووهج ..ماذا حدث بعدها؟؟؟؟!!! حتى تلك اللحظة يعجز الشرح ويستحيل التفسير !! ات ِعب الزمن من إندفاعه ألمجنون ،فتوقّف لحظة ليلتقط انفاسه..أم ُجنت الكرة األ،ضية فداست على مكابحها واخذت تدور عكس دورتها ويدور معها كل ما في الكون معكوسا ً فاعود طفالً في الخامسة وتعود امي التي تشبهك حد الذهول ،لتنبعث من كل تفصيلة فيك .من المكور الشامخ ،من شعرك األشقر األجعد من عينيك الزرقاوين من انفك ّ المشرعة فوق قميص مهفهف ابيض شفتيك المكتنزتين و" الجيليه" التركواز ّ يوقظ نداء امي من الزمن البعيد األغبر .
" تعال يا حبيبي تعال الي " ".بدي ش ّمك ول ّمك و ض ّمك " وكنت اكاد ّ أجن فأهرع إليك طفالً بطاعة عمياء لوال تلك النظرة الغريبة التي أنفجرت من وجهك تكتسحني ولوال قلبي الذي إرت ّج قلقا ً مطلقا ً طلقته التحذيرية .ال ال تلك ّ ويهتز إهتزازات النظرة لم ألمحها قط في وجه امي .كان صدري يعلو ويهبط ت في الثامنة إرتدادية ،تردّ لي صوابي وشيئا ً من رشدي أتف ّحصك به .كن ِ عشرة أو أكثر بقليل وكان يسكن وجهك نور إلهي ال بلفح الوجوه إال في ت ترشحين طيبةً وتذوبين سذاجةً ،طاهرة نقيّةً تشبهين الثامنة عشرة .كن ِ المفوح سبع مرات ،وكنت عزالء حائرة في ارض مكشوفة الغسيل األبيض ّ ال تجبدين بعد رصد ألمواقف ودقّة ألتصويب تحتمين بكتف زميلتك ،تغيبين وراءه ثم تطلّين بكل ما في روعة شبابك وتحدّيه وتلك النظرة ألكاسحة الكاسرة المزدحمة بالشهوة والشوق والحب والفضول والحنين !!! هل كنت تتاملينني يا حبيبتي؟؟ ال على األرجح كنت تمارسين تقشيري طبقة بعد طبقة وكنت مستسلما ً عقدي عقدة بعد عقدة لعينيك أتخفف من أثقال ُ ِ فتستطيل قامتي ويكسو الشعر صلعتي ويرتفع أصلي ألشعبي ألمتواضع فأصير إبن حسب ونسب أفاخر بجناحه أحلّق به وانا أضغط زناد قلبي فيطلق طلفاته الترحيبية مهلالً معي " مرحبا ً ايها الحب مرحبا ً ابها الحب" الخافق الخببث كان يعلن نيّة ويبيّت أخرى ،كان يسايسني مهلالً للحب معي مر ّحبا ً ثم عدا ً .كان يجمع لي رصيدي الماضي وكلفة يعود فيهمس في أذني مذ ّكرا ً متو ّ الحاضر ث ّم يُنبئني بصورة المستقبل و يغويني الربح معك يا حبيبتي و تذبحني ت في أول سطر من الهوى وكنتُ في الخسارة وانا اتاملك يا صغيرتي .كن ِ السطر األخير وكانت بك إشراقة الصباح وكان بي حزن المغيب ومن حطام سرحته في إجازة ولسان إنعقد يتأتئ امام زوجتي الدنيا لم اكن املك سوى عقل ّ وهي تغزل بين عيني وعينيك نظرة ً بهلوانيةً تقفز دها ًء وحنكة . سرحته في إجازة من حطام ألدنيا لم أكن املك سوى عقل ّ ولسان إنعقد يتأتئ أمام زوجتي وهي تغزل بين عيني وعينيك نظرة بهلوانية تقفز دها ًء وحنكة . ضبطتك متلبسةً بتلك النظرة الكاسحة وقبضت علي مستسلما ً لها متلذذا ً بها فلمعت عيناها بتصميم غريب ومالت على كتفي تهمس في أذني آمرة . " هيا بنا با عزيزي أراك تعبت ،كفاك هذا اليوم "
أجل كان كافيا ً يا صغيرتي وطافحا ً جدا ً ما حصل لي في ذلك اليوم ولم يكن ينقصني بتاتا ً ليلةً طويلةً ببضاء تليه وصداع أليم ،عصبت منه رأسي ورحت أدور في أرجاء البيت اتخيّلك ،واستعبد سهام عينيك الكاسرة فأعرف أنني سقطتُ صريع هواك وانتهى األمر .... ال زلت أذكر كيف إبتلعتُ في حينها كل ما طالته يداي من أنواع ألمس ّكنات دون جدوى ،كان يسكنني الخوف وتنفرد بي الكآبة والوحدة ،وكنت أحتاجك سدي لي خصالت شعري المعدودة بجنون لكي تأخذي برأسي على كتفك ،فتم ّ وتفركي شحمة أذني كي اهدأ فيزول تشنّجي وتنح ّل عقدة لساني فأستكين ألمروع اكثر من خوف األحالم واحدّثك عن وأشكو إليك من خوف الرجال ّ وحدة الرجال التي هي أقسى من وحدة األطفال وأود لو أصرخ غي وجه العالم أنني احبك علّني أغربل روحي بك واتخلّص من فائض الحزن في داخلي ولكن هيهات ....هيهات يا صغيرتي ...فصوتي كان يشبه آهةً عميقة في أغنية إسبانية شجيّة عتيقة ،مزيج من فرح والم لم يهدأ إال حين مدّت لي زوجتي يدها بتلك الحبة الصغيرة الببضاء " خذ يا عزيزي إبلع هذا ما يلزمك ،مهدئ اعصاب ال مس ّكن صداع ..ثم ربتت على كتفي وكأنها تخفف عني . طول بالك ِشدّة وبتزول بإذن هللا ' ـ "بسيطة يا عزيزي ّ وكنت أطرق برأسي صامتا ً ،وكان صمتي متواطئا ً مع مراسيم ظنونها وإستنتاجاتها . أهذه زوجتي حقا ً ؟؟؟!!! كيف تستوعبني بتلك الفلسفة البسيطة ؟؟؟!!! من أية طينة ُجبلت تلك المرأة ؟! ومنذ متى تتمتع بحكمة العقالء وأناة ألمفكرين ؟؟!! كنت بدأت استسلم لغفوة اصطناعية متخيّالً معشرنا نحن الرجال ..نحن العباقرة ،نحن أنصاف اآللهة نحن الذبن ّ ونشرع األحكام نسن للمرأة القوانين ّ ّ ألدق اسرارها ،نحن فقط نحن ومن ،نحن العارفون المدركون لخفابا الحياة بعدنا الطوفان ... في الحقيقة نحن مجانين جهلة واحيانا ً اغبياء ،وكم يلزمنا بعد في مسبحة العمر من حبات إضافية علّنا نفهم فيها خلطة المرأة السحرية
في اليوم التالي اذكر انني استيقظت على اجمل نهار ربيعي ألنني كنت مغرما ً بك يا صغيرني . ارق والهواء الطف حتى الورود في حديفتي كانت اشدّ إحمرارا ً كانت السماء ّ ،وحين أقفلت ورائي باب السور كعادتي وخزتني شجرة " البوغونفيليا " كعادتها فإبتسمت لها على غير عادتي وإنطلقت صوب الجامعة ليس ّجل تاريخي المهني سابقةً لم يشهدها من قبل حين اخذت إجازة ً طويلةً متذرعا ً بالتحضير لحفل زفاف إبنتي األسطوري . ّ انعم بمرآك بين حين وآخر في قاعة الفندق ،تحررت وهكذا يا حبيبتي ..كي َ وتبرعت بحمل اعباء زوجاتي في التحضيرات من إعباء ضميري المهني ، ّ لحفل الزفاف وهمومه . صرت ملتصقا ً بها كظلّها وصار ألبنتي بدل ام العروس الواحدة إثنتان !!!. يختص بالشوؤن النسائية وتفاهاتها ،صرت وبعد المباالة ظننتها أبدية بكل ما ّ فجأة ً شغوفا ً بها وبكل تفاصيلها !!!! كل ذلك في سبيل عينيك وتلك النظرة الكاسحة التي كانت مكافأتي في آخر كل نهار ُمت ِعب تحملت فيه ما لم اكن اتخيّله ذات يوم . تصوري ..عانيت طويال مشقّة اإلنتظار في صالونات المصممين ،حتى حفظتُ غيبا ً موديل فستان الزفاف ،عدد ازراره هندسة قصاّته ،ومواعيد بروفاته ..وألجل عينيك فقط صرت خبيرا ً بكل انواع الزهور رغم ذلك بقيت وفيا ً للورود مخلصا ً لها محذّرا ً زوجتي من إستبدالها بأي نوع آخر في زينة الموائد .... لماذا الورود ؟؟!! ألنها كانت تشبهك أنت بكل ما فبك من تألق الشباب وفتنته .... وهكذا صارت نهاراتي سعيا ً حثيثا ً متواصالً وصرت نموذجا ً يحتذى لألب الصبور الحنون . تحملت زحمة السير الخانقة بإبتسامة رضيّة ،وتهت في الشوارع الفرعية باحثا ً عن ذاك الكندرجي الشهير بتطريز احذية العروس الجلدية . كرمى عيون وحيدتي ؟! ال كرمى عيونك يا حبيبتتي التي كانت مكافأتي في آخر كل نهار ُمت ِعب . صرت ألهث وراء تفاصبل تافهة في عرفنا نحن الرجال وهي في الحقيقة ما يصنع سحر عالم النساء ..
صحوت بغتةً ألكتشف ان كل ماهو رقيق ومنسجم من حولي هو من صنع إمرأتي وأنني ال املك من امري سوى هذا الدماغ الف ّج الحزين الذي كاد يهترئ من حل المعادالت الفبزيائية ،حتى صرت أصلعا ً معقّدا ً بإمتياز ،ال يتحرر من عقده ويدوس عليها إال في قاعة الفندق امام عينيك وهي ترشقني بتلك النظرة الكاسرة الكاسحة .. كنت اشرب منها اكسير الحياة فتتفتح شهية عروقي على الوان قوس قزح عدا ً مستنكرا ً ويصدح قلبي للحب مر ّحبا ً ثم يغضب وهو يزمجر متو ّ فاضطرب ،تختلج اطرافي وينعقد لساني حين تضبطنا زوجتي متلبّسين بتلك النظرة المتآمرة. كم كانت متف ّهمةً تلك المراة ،متسامحة وهي تربّت على كتفي في كل مرة تلك الترببتة اآلمرة وكم كنت طائعا ً هيّنا ً ليّنا ً وانا اختم كل بوم ككل يوم كان يسبقه بليلة طويلة بيضاء وحبات صغيرة أنصع بباضا ً تقدمها لي زوجتي على طبق حكمتها الماكرة!!!!. " طول بالك شدّة وبتزول بإذن هللا تعالى" كيدهن عظيم اقسم باهلل ان كيدهن عظبم . كيف كانت تستعبط وهي تدرك تماما ً انها تعزف على اشد اوتاري حساسية مرة وكيف كنت اكابر فأعض على جرحي وأصبر تح ّ ّ سبا ً وإحترازا ً في كل ّ ....حتى حان موعد الزفاف الموعود .. ..ويا ليتني حينها لم اكن على سطح هذا الوجودً ....... أذكر جيدا ً كيف إستيقظت صبيحة ذاك اليوم ،بجناحين .كنت أكاد اطير ببن فيترينات المخازن ،باحثا ً عن ربطة عنق تناسب والد العروس المغروم ...حتى عثرت أخيرا ً على ضالتي المنشودة في مساحة حريرية متدفقة بأللون وتموجاته .....وال تسالي با حبيبتي عن حدث األناقة الذي شكلته " البنفسجي ّ الكراڤات" البنفسجية حين تناغمت مع القمبص " البيج" والبدلة الكحلية . هل كنت أخبئ في داخلي موهبة الحس المرهف األنبق ،وانتظر فقط الفرصة السانحة لتفجيرها .؟؟!! ال ال اعتقد ولكنه الحب الذي يصنع من الرجال ااتقليدين المضجرين والمملبن ،شعراء وفالسفة ومبدعين . كنت في عمر الهوى الثاني وكان هواك !!!
بعده صرت عاشقا ً مستبشرا ً يبرق الحب من عينيه ويش ّع من لفتاته فتضي اساريره وتنهمر علبه اإلطراءات سخية ندية كزخات المطر . ليلة الزفاف كنت ار ّحب بالمدعوين أصافحهم متلقيا ً من المديح ما يخفف من روح أشد الرجال رصانة وهيبة . "شو هالحلو يا عم مين بيقول إنك أبو العروس .دخلك مين فيكن العريس انت ام هوي " ويشيرون الى صهري عن يميني . كانت تدغدغني متعة الكلمات وتسحرني مخارج الحروف حتى اكاد اطير واحلّق ،اما زوجتي التي كانت بالعادة وحدها من يستاثر بتلك النعمة ،بدت بجانبي هادئة ،رزبنة ،ال مبالية تغمز لي بطرفها بين حين وآخر ،مبتسمة تلك اإلبتسامات الصغيرة.الغامضة ،فال اعيرها من انتباهي شيئا ً يذكر ،كنت أصرف بعضه على الضيوف وأحتفظ بالباقي كله متأهبا ً ينتظرك وراء " الكونتوار " خلف كتف زميلتك المنهمكة باأخذ المعاطف وتعليقها . أبن انت ؟؟!! اين عبنيك وسهامها ،وعودها وعهودها..؟؟!! وحدها كانت تساوي حينها كنوز الدنيا ومديح الكون . كنت أداعب نفسي فأالعبها لعبة الغميضة ،أغ ّمض وافتّح ،وأفتّح وأغ ّمض ّ تنشق سوى عن ذلك متمنيا ً لو تنبثقين فجأة ً امامي ولكن عبثا ً فاألرض لم تكن المصور الذي كان يضغط الفالش في وجهي وهو يقفز امامي عن البهلوان ّ يميني ويساري ،يكاد يعميني فألعن المصورين ومن اخترع آالت التصوير واوشك ان احطمها فوق راسه لوال عذره السوبر مقبول ... " بعتذر استاذ بس و ّجك مش معقول شو فوتوجينيك " كنت اعبس في وجهه واتج ّهم وفي داخلي كنت أسعد وأستانس وأصبر علبه ، حبن اتصورك كيف ستطلّين بين لحظة واخرى ،كبف ستدهشك وسامتي وتبهرك أناقتي وكيف ستتمتمين لي بكلمة او تهمسين لي بهمسة تعزلني عن كل ما يحيط بي من صخب وزيف وضوضاء .كنت لمجرد تصور األمر وتتورد خدودي خجالً . تلتهب أذناي ّ سرك... تعرفبن يا صغيرتي .ٌٍ ..والكالم في ّ بحدث للرجال في الخمسين ان يصابوا بحياء العذارى وارتباكهن خصوصا ً حين يكونوا عشاقا ً في عمر الهوى الثاني وفي خانة والد العروس ودوره المن ّمق المرسوم . رايت زوجتي من البعيد تومئ لي ...بما معناه ..
"هيا أستعد حان دورك ..ها هي العروس مقبلةً نحوك فقط كن هادئأ ً ور ّكز إنتباهك " ار ّكز إنتباهي ....؟؟؟!!! يا للهول وتركيزي كله كان يحوم حول مكانك الفارغ الملحوظ . رحت أحسب خطوات العروس ألمتأنية من أعلى درجات السلم حتى أسفله .كم يلزمها من الوقت لتوافيني ؟؟ دقيقة ،او دقيقتان ربما .حسنا ً أستعيرها واستفسر خاللها عنك وليكن ما يكون . " عقبالك دموازيل " قلت لزميلتك ،بالمناسبة اين هي رفيقتك اليوم؟ " مرسي إستاذ" رفيقتي خطبت والليلة عقد قرانها ،ليش ما خبّرتك المدام .. المدام زوجتي تخبرني ؟! بماذا ؟! بما سمعت ؟ ولكن ماذا سمعت ؟! ّ تعطل سمعي تالشى وجرفني دوار حين زلزلت األرض تحت قدمي ،إرت ّجت القاعة من حولي ،أطفأت األنوار ،أضيئت الشموع واخذت دفوف الزفّة تقرع من و" دقوا المزاهر" تصدح والعروس وحيدتي تهبط كالحلم آخر درجات السلم كمالك يهبط من السماء ،فيهبط قلبي بين رجلي هلعا ً حين اتصورك عروسا ً تتقدّمين كأبنتي تشبكين ذراعك بذراع رجل آخر سيراقصك ،سيش ّمك ،سيل ّمك بين ذراعيه ويض ّمك و... وخطوات إبنتي تدنو فتكاد تدانيني وانا مزروع بأرضي يقفز افراد الزفّة ّ فتسك ركبتاي كألمهرجين واسمع الزغاريد فوق راسي كالعويل ، حولي ّ ّ معطلة ،تطفئها زوجتي حين وارتجف بأرضي أضيء واطفيء كأشارة سير تمسك بيدي وتشبكها بذراع إبنتي فاخطو معها ألسلّمها لعريسها وسط الزفّة واألهازيج الشعبية ... كانوا يرددون زجالً يوصي العريس بعروسته والعروس بعريسها ..... لم أفهم شيئا ً حينها ،كان هناك فرد واحد يحتاج لموسوعة توصية كان هو والد العروس ...وعمر هواه الثاني المصدوم . تلك حكايتي يا حبيبتي حتى تلك االحظة اما ما جرى بعدها فلن تفهميه إال إذا المتنوعة . إنضممت لنادي اسرار النساء وغرابة طقوسه الفريدة ّ تخيلي بعدها كيف قادت زوجتي حفل ألزفاف من األلف إلي الياء بإتقان مذهل وتخيّلي كيف كنت أنا "محسوبك" ببن يديها . روبوت مبرمج بشحنات آمرة من عينيها .كانت تجلس فأجلس ،تنصت فأنصت ،تساير فأساير ،تتلقّى التهاني فأتلقّتى التهاني وفي نهاية الحفل
حصدت هي من األطراءات المستحقة ما بكفيها خزينا ً يرويها حتى آخر ألعمر وحصدت أنا من ألخيبة ما طرحني في فراشي لبلتها فريسة ليلة سوداء لم تنفع معها سوى حبة صغيرة بيضاء وحكمة حاسمة رقطاء . " ،ما قلتلك شدة وبتزول الحمدهلل ..احمد هللا " رددت إمرأتي كلماتها مبتسمة توأم اإلبتسامة التي كانت ترشقني بها في بداية حفل ألزفاف . ّ كيدهن عظيم وهللا كيدهن عظيم . حينها فقط فطنت لألمر فصحوت وتيقنت ... كانت تعلم باألمر.وكل تفاصيله ،فتتكتّم وتتجاهل لتشمت بي وتتشفّى مني . " ألم اقل لك شدة وبتزول " كانت شدّة نعم خفّت قليالً ،بهتت ربما لكنها أبدا ً يا حبيبتي لم تزول .. سنوات مضت على زواج وحيدتي وال زلت بين حين وآخر اقلّب في صفحات البوم الزفاف ،.أستعيد الذكريات ،متأنيا ً بين الصور ،مفتشا ً ببن الوجوه علّني أعثر على ذاك الرجل الحاضر الناضر ذو الوجه الفوتوجينيك "الذي كان يستقبل المدعوين ....ال اثر له.؟؟؟!!! نجمة األلبوم إبنتي كاألميرات ،تليها زوجتي كالملكات وانا بينهما اشبه كهالً هرما ً بربطة عنق بنفسجية فاقعة وصلعة شاسعة . من هو هذا الذي اراه ال يشبه بتاتا ً ذاك الذي كنته بشئ .كيف أختفى؟! اين الصور . دُفنت تلك َ استنفر كعادتي كل مرة وأعود ألستنطق زوجتي مستفسرا ً فتنعتني برجل المصور الذي يصاب والتصورات واألوهام ،اتركها لشأنها وأقصد الخياالت ّ ّ بغتة عند رؤيتي بداء الخرف المب ّكر فال يتذ ّكر شيئا ً ،ال حفل الزفاف وال تاريخه وال كيف كان يضغط على الفالش وبقفز امامي كالسعدان متعلالً بوجهي" الفوتوجينيك " واعيد واعيد تذكيره بالتفصيل الممل فيعيد تأملي ببالهة.الحمقى والمهابيل ، محدّقا ً بعرض صلعتي وطول قامتي متسائالً بالتأكيد عما أحمله من شروط ومؤهالت ال"فوتوجينيك " ال شئ على األرجح !!. والمصور ُ غسل دماغه الصور إختفت تحت سابع ارض ،زوجتي تنصلت ّ َ وحتى اليوم لم يستطع شئ ان يغسل عينيك وسهامها وتلك النظرة الكاسحة عن جدران قلبي . ايه يا قلب ..
ايه يا حبيبتي !!! ،تلك هي الحكاية من األلف حتى آخر ابجدية فرح الحب في هذا العالم الحزين . أغلق صفحات األلبوم والزكريات النابضة وافتح كتاب الكيمياء والفيزياء والمعادالت الغامضه عمالً بتلك المقولة الشائعة ".ال شئ يكفل راحة القلب مثل شغل العقل" . اغوص في المسائل المعقّدة احلل وانقّب ،ادقق واستنتج اراجع واراجع مرة مرتبن عشرات المرات فال شئ يكفل راحة القلب مثل شغل العقل صحيح ؟! ربما احيانا ً ؟! إلى حد ما .او.....
أمي.... أمي الحبيبة... لم يمهلني ألقدر يومها للحظة قصيرة أقول لك فيها وداعاً.
لم يمهلني حتى ألطبع على وجنتيك قبل ًة صغيرة قبل أن تلفظي أنفاسك األخيرة ..
إنقضت عليك بطريقة غدرني ذلك ألحادث ألمشؤوم ،بتلك ألشاحنة التي ّ هستيرية لترسلك نحو األبدية بسرعة قياسية.
أذكر تماماً تفاصيل ذلك أليوم البعيد ،وكيف كان ُمضج اًر وروتينياً ثم كيف
حمالة بدل ان اهرع إليك يا ّ تحول بغت ًة رهيباً ومأساوياً حين إستقبلتك على ّ امي آلخذك في األحضان!!!
وحيدة كنت وتائهة في ذاك اليوم مذهول ًة في قلب الحدث أشبه ضلعاً ضعيفاً متصلٍباً في مثلث ألمأساة ..
" كنا انا وانت وحضرة ألموت "
كانت اطرافك ساخن ٌة لم تزل ،وكنت ارفض ان اصدق انك إنسحبت نهائياً
والى أألبد من لعبة الحياة .
اذكر جيداٌ كيف نزعت عنك ثوب الحادث المشؤوم ،وكيف البستك وسط سيول دموعي قميصك األبيض المطرز بخرز اللؤلؤ المنظوم ..
مشطت خصالت شعرك المبعثرة ،مسحت وجهك بماء الورد وعن طرف ّ لت خيطاً رفيعاً يابساً منساالٌ من الدم . ثغرك از ُ المخ. كان يشي بجنون نزيف داخلي حدث كله مستت اًر داخل ّ
أعزي نفسي وأقنعها ،أنك وال ّبد ستفتحين عينيك ألخضراوين ألجميلتين كنت ّ ،او ستبتسمين لي ربع إبتسامتك المعهودة .عبثاً ..كانت األماني سراباً .. ِ فات األوان ِ ، أصبحت طيفاً وُقضي األمر .. كنت قد ِ فخلفت في قلبي لوعة وفي قلب والدي حسرة. غادرِتنا أمي ،
قبل رحيلك لم أكن اتصور ابداٌ ان ابي بدوره سيصبح احد هؤالء الرجال الذين
ُكتب عل جبينهم اليتم ثالث مرات .مرةً من األم ومرةٌ من األب ومرةٌ من الزوجة ويتم الزوجة كان اليماً وموجعاٌ لرجل صار في أواخر خريف العمر . ِ فك صار والدي يتيماً بحق بعد رحيلك ولم بكن ينفع كل اهتمام األبناء في ّ دمعة مترقر ٍ ٍ قة دائماٌ في عينيه تلك العقدة المتربعة بين حاجبيه او في تجفيف
..
ٱه لو تعلمبن يا امي .....
يحدث للبيوت ايضاً ان تموت مباشرًة بعد موت أصحابها . صار ببتنا جثّ ًة هامدة من بعدك ... ِ وسره ومن اناملك كان كنت تطوفين بين ارجاءه فيعبق اريج الحياة .كنت ربتُ ُه ّ ذبلت يكمن سحره .عقب رحيلك يبست على الشرفة شجرة " الغاردينيا" ُ ، ونكست رؤوسها اعواد "الياسمين ". شتول الورد "والقرنفل" ّ تعدينه تعشعش في زوايا المطبخ لم تعد رائحة طعامك الشهي الذي كنت ّ
وحبال الغسيل أهترأت من طول الهجر ،إفتفدت طويالً ألناملك والمالقط
الفواحة من غسيلك المنشور . ورائحة النظافة ّ صار والدي في الببت من بعدك عنوان الضيف الثقيل ،ال يكاد يطأ عتبته ، يفر هارباً من وجع العمر وعفونة الذكريات . يتجول بين غرفه حتى ّ
رحل ابي بعد رحيلك بخمسة عشر عاماً غادر الحياة كما هو متعارف عليه ،
فعليا كما كنت اشعر هو غادرها تماماً مع وفاتك ،كان يعيش بيننا كالموت الذي يتنفس على شكل حياة .
بعد رحيله اقفلنا الباب للمرة األخيرة ورمينا بالمفتاح.
أليوم يسكن المكان اناس ٱخرون ،بين جدرانه تدور حكاياتهم وقصصهم ، اوجاعهم ،همومهم ،فرحهم وذكرياتهم .
يغص قلبي ويجتاحني حنين ليس أليوم كلما قطعت بجانب بيتنا ورصيفه ّ ، لمكان ترعرعت وصرت صبي ًة فيه وانما شوقاً وحنيناً لك امي وقد ِ كنت شمسه ُ ُ وقمره ومن بعدك اظلم واقفر .. اشتاقك امي مع اننا لم نكن نتسامر إال قليالً وكنا نتناقش كثي اًر كثي اًر ..
أشتاقك امي ،يفتقدك هذا القلب الذي صار ناضجاً جداً راشداً جداً ورغم
ذلك لم يزل يحبو دوماً بالسر نحو
قدميك....
بحبَك قد الدني مالت براسها قليالً متكئةً به على وسادة األثير وقالت له على عادتها مرات ومرات في كل يوم * ،بحبك قد الدني * نفث الرجل دخان سيجارته سهما ً مشتتا ً ثم غرق في قهقهة صاخبة ارت ّج منها فضاء الغرفة وأرتجف اثيرها.. تاملته بخيبة الحب المسكوب ،،،كان الدمع في عينيها بين نية األشراق وتراجع األخفاق ... -اتسخر من بهاء بوحي وتهزأ بمصابيح حبي " قالت له" .اطفأ الرجل سيجارته وتقدم منها ،،امسك براسها جلّسه بين يديه ،غرز أنظاره في عينيها وقال لها : --ايا ساذجتي اليس الحب فرح .؟؟؟وعاد لمقعده امسك الموبايل في عالمه األفتراضي يجول بينما كريات التساؤل في رأسها كانت تجول... ايكون هذ الرجل حليف الحب وصديقه وبيت سره.. تصرح بها له ..وهاهو يفنّد العبارة ،يعيش نبض حروفها *بحبك قد الدني * ّ ويغرق في امواج حبورها... يصرح لها بحبه تغرق في تأمل حزين... وهي لماذا حين ّ هي تقول له * احبك * في اليوم الواحد اربعين مرة ربما ،،،وهو يصرح لها بها مرة واحدة فقط كل اربعين يوما ً .... تراجعت لمقعدها اخذت الموبايل ،،،،،وفتحت " غوغل " وكتبت ...كيف يحب الرجل ؟؟ وكيف تحب المراة ؟؟ *مقال في الحب *...كتبت الشاشة امامها .. كانت تتامل في كلمة الحب لتكتشف انها اكثر ما تجهل في تلك الكلمة هي ال تعريفها .؟؟؟؟ !!!!!
الرجل الرمادي اعرف نفسي بالرجل الخارق وال قلت انني نعم انا الرجل الرمادي ،،،،لم ّ الرجل ألفوالذي او الرجل الحديدي ،،،بكل بساطة انا الرجل الرمادي..... إذا شقوا راسي ،سيكتشفون ان نخاعي رمادي وإذا تاملوني سيالحظون ان ي ،رموشي رمادية ،ذقني رمادية ،حتى جلدي بدوره ود ٍّّع شعري رماد ً لونه الزهري الباهت وأتّحد مع هذ اللون الغريب الذي ال يعني احدا ً ... انا الرجل الرمادي المقيم في المربع األمني منذ سنوات طويلة او " او غرفة الجلوس " التي استوطنتها هاربا ً من سريري وغرفة ونومي وخط النار ، احتللت اكبر كنبة بالغرفة حيث اعتمرت القبعة الزرقاء وصرتُ حارسا ً على مستوطنتي ،اتشمس على الخط األزرق رافعا ً يافطة ُكتب عليها "الف كلمة جبان وال كلمة هللا يرحمو " الثالثة بعد منتصف الليل ،في مكان إقامتي المعتاد المكان األكثر عمومية في المنزل ،المكان الذي يعبره ال ُكل ويستريح فيه ال ُكل ويهجره الكل في آخر النهار ،ما عداي انا المستوطن األبدي فيه.. انا الرجل الرمادي الذي مال ّ عز رجولته ،فصار الرجل المتألم بعد ان كان المؤرق الذي يؤ ِلم. الرجل ِ انا الرجل الذي غدوت بال لون وال طعم وال تاثير وال رائحة وهل هناك اجمل من رائحة الرجال حين تفوح في ارجاء الدار وفي اثير المكان... رمادي انا غدوت ولم اعد ّ فزاعةً لتلك المرأة الذهبية التي تقبع هناك في غرفة يتسلل منها ضوء خافت ويفصل بيني وبينها رواق ..... ال زلت ِارقا ً تحيط بي اشيائي او كما تسميها تلك المرأة " اكسسواراتي" . عصاي ،هاتفي ،نظاراتي ،والريموت التي ال تكاد تهدا في يدي ،،،،،اقلّب المحطات ،فتقفز الصور وتختلط األلوان وتتشابك األصوات فال افقه شيئا ً ،،،عقلي سابح في مداره الخاص يحاول فك لغزه الليلي المعتادالكائن في آخر الرواق ،،،،،حيث غرفة بابها نصف ُمغلق ،يتسلل منها ضوء خافت وتسكنها امرأة يقال انها زوجتي ... .
ليلة اخرى بيضاء ،انا بطلها والشاهد علي كنبة مزروع انا وسطها مثل عمود فارغ ،في قبضتي عصا تنحني فوقها هامتي ويتكئ على مقبضها جبيني.... المقوس الحزين " "العمود ّ تسمية تطلقها علي المرأة الذهبية كلما لمحتني في تلك الوضعية لتتحفني عندها بتوصياتها الخنفشارية. . "جلّس ظهرك ،هات العصا ،إرفع راسك وقل يا رب ،ال تحدّق الى األسفل فتجذب اليك الطاقة السلبية ..ال وال وال. ... ما اصعب ان تكون رجالً رماديا ً ،مريضا ً ومتشائما ً فيهديك القدر امرأة ذهبية بخلطة الجاذبية ،فيها شيئأ ً أعشقه من امي وشيئا ً اكرهه في اختي وشيئا ً اعبده في خالتي وشيئا ً يجذبني لجارتي .. امراة ً تش ّع فرحا ً وتنهمر علي الطيبة منها شالالً ،،،تطوف حولي ملبيةً كل احتياجاتي بعصا روحها السحرية ...امراة ً صارت لغزا ً عصيا مثيرا ً ،جذابا ً ،،امراة .تسكن تلك الغرفة في آخر ذاك الرواق ،حيث يتسلل من بابها ضوء خافت وإذا اصغتُ السمع اكاد اسمع حفيف قميص نومها األبيض واتخيل طراوة وسادتها الحريرية.
احالم ...انثوية... كانت المرأة بالكاد دافئة تتقوقع داخل نفسها ،،،،حين سمعت الصوت اياه يناديها وانتبهت انها كانت غافية ،،طافية على سطح الحلم اللذيذ . اتجهت صوبه ال شعوريا ً ،،،كانت تحركها قوة مغناطيسية خفية. لم يكن صوته أنما حروف اسمها سابحةً نحو اذنيها عبر األثير ..لطالما احبّت هذا األسم خصوصا ً حين علمت معنى حروفه ... يطوقها بحب ،بشوق حين التقته كان يأسرها فرح طفولي غامر ،،،ها هو ّ ساخن تماما ً كنا كانت تحلم منذ قليل ... وضع يده اليمنى على كتفها األيسر ،ضاغطا ً اياها متكئا ً عليها ،،،،،لم تصدق ما كانت تعيشه ها هو بكل جبروته وعنفوانه ينحني فوق راسها ويشرع بضغط جبينه الى جبينها..... ياهللا سبحان مغير األحوال " قالت لنفسها " هذا الرجل الذي طالما عاب عليها قصر قامتها المعتدلة بالنسبة لهامته المشرعة.... ّ هاهو يتشبث بها باصرار طفل رضيع عثر على صدر امه بعد طول عناء .. كانت فرحة منتشية وهو يتكئ بذراعه اليسرى على كتفها األيمن ،،فيكمل بحركته حولها نصف دورة حب.... ها هو اخيرا ً يضغطها اليه ضغطةً خفيفة ال تلبث ان تشتدّ شيئا ً فشيئا ً حتى كادت تذوب فيها وتتالشى.... ها هي اخيرا ً ستتغلغل في طيات صدره كما كانت تحلم قبل قليل ،،،وهل يحدث ان يهدينا القدر هداياه بتلك السرعة .... كانت تستعدّ ألحتفال ذوباني شهي يشبه قالب الزبدة الذي اسمتعت بطعمه هذا الصباح ،،،حين اقترب من اذنها هامسا ً لها يوشوشها بصوته الواهن الضعيف : "حبيبتي معدتي تؤلمني كثيرا ً ..هل لي بفنجان نعناع ساخن لو سمحت ". بغتة صارت تمثاال رخاميا ً باردا ً تنزلق عنه ساعدا الرجل لتفلت منها متجهة صوب المطبخ وهي تفكر بسذاجة قلبها وطيبة مشاعرها واحاسيسها وكومة احالمها ....كانت تفكر وتفكر وتضع الركوة على النار وهي تفكر .
هي صرة احالمها وتجلياتها كم صارت رخيصةً في ذلك المساء كم صارت في ذلك المساء سخيفة غبية...
مقعد شاغر.......للحب ألحب للشجعان .....الجبناء تزوجهم أمهاتهم. لم أكن شجاعا ً كفايةً تلك الليلة ألتحرش بكوكب متألق من الحب ،كنت جبانا ً متوجا ً بأمتياز ,ماتت امي منذ زمن بعيد وخلفتني عازبا ً يدور حول نفسه في ّ تلك السهرة حائرا في منطقة وسطى ما بين الحب والالحب ،ما بين الجنة والنار ،ما بين حضور تلك المراة و حضور احالم صيفية عابرة. وحده القمر كان مناوبا ً على الحراسة تلك الليلة فاألمسية من ايلول ،مستغربة على مفترق ألفصول ،ليلها مستوحش ونجومها في إجازة قد تطول . البساط تحت قدمي كان سندسيا ً والموائد من حولي عامرة ً سخية وصديقي صاحب الدعوة ،يطوف بينها متفقدا ً مدعويه في جوالت مكوكية ،ينثر خاللها دعاباته مرحبا ً بي بين حين وآخر.... -اهالً اهالً كل شي عذوقك تمام.؟؟وكنت أجيب. -أكيد تمام بوجودك..بنبرة مشبعة بألحماس كنت أجيبه فأخدعه كما اخدع نفسي التي لم تكن أبدأ تمام او على ما يرام بجانب المقعد الشاغر الذي كان يفصلني عن تلك ألمرأة. اصب لنفسي كأسا ً مثلّجا ً وارفعه كانت هناك بجانبي وكنت غافالً بادئ األمر ، ّ شاربا ً نخب ألمعارف واألصحاب حين افلتت من نطاق رؤيتي نظرة عفوية ، لمحتها عن يساري وحيدة خلفها ينبسط الشاطئ والبحر وبيني وببنها مقعد شاغر....... بغتة تالشت كل الوجوه ،تحللت كل األقنعة ولم يبقى في مداري سابحا ً سوى حنين شهر ايلول ،ضوء القمر ،قفشات الموج ،عطر تلك المراة سحر حضورها والمقعد الشاغر الذي يفصلني عنها.... فكرت باحتالله... داهمني الخاطر مفاجئأ ً وكدت أباشره بفعل قوة مغناطيسية تجذبني لجوارها ، لكنني تريثت تاركا ً للعقل فرصة سانحة ليستعرض خاللها عضالته الكابحة. ربما لم يكن المقعد شاغرا ً ،ربما هو خاصة زوجها او احد أقاربها وما شأني انا بها وما بال فكري العابث المشتت في ليالي ايلول .
كنت اسعى ألنتشال حضوري من شباك حضورها ،فاشيح بوجهي واتابع تواصلي مع من حولي ،فآكل وأشرب واثرثر وأقهقه دون جدوى... لم اكن افلح في مقاومة تلك تلك األنجذابة العنيفة التي كانت توخزني من كتفي اصوب بين الفينة والفينة ،تدفعني كي استدير بحذر ،اوهم نفسي بتامل البحر ّ نحوها انظاري اطلقها موازية لصفحة وجهها فيطرق راسها بقليل من حياء وشيئ من خضوع يخفق له قلبي وانتهزها فرصة ألغرق في تأملها . دفء انظارها ،عذوبة صوتها ،سحر ابتسامتها ،كان ذلك الشئ الغامض ، الحريري والمقدس يطوف في توازن غريب ي ّ شع من حضورها. هل كنت مسحورا ً تلك الليلة ؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!! كانت الموسيقى حالمةوكان نسيم ايلول يتصاعد من شاطئ البحر فيغمرها قبل عبوره صوب رأسي ُمشبعا ً بخدر عطرها ،وتستيقظ توا ً في داخلي وحدة ً حنين ينتفض وفي صدري تعصف ريح الفراغ تعترض ،ويُزهر في قلبي حائرة ً كيف تستند .. وكنت إعود ألفكر بامر المقعد الشاغر ......فأقدح زناد فكري باحثا ً عن وسيلة تبرر لي احتالله فأنزع يد" الغرسون " عنه كلما امتدت اليه تحاول استعارته وأكذب بيقين وادّعي ان له صاحبا ً سيعود بعد قليل وأنقّب بالتالي عن حجة تحلله لي. اادعي حاجتي للملح او لبعض قطع الثلج او لكوب ماء وهكذا احاورها فأبدأ الحديث معها عن حال الطقس او عن حال األوضاع األجتماعية وبعده..... كم كنت سأبدو مضجرا ً وسخيفا ً..... في تلك السهرة الشاعرية هل يحلو الحديث عن غير الموسيقى والحب والشعر والغزل. كنت منهمك الفكر ،كيف ابرر إقترابي منها بحاجتي للملح او لقطع الثلج ، األهمية كانت في الخطوة األولى بعدها تتسلسل الخطوات تلقائيا ً المهم ان اسابق الوقت قبل ان يسبقني فتنتهي دعوة العشاء وانا ملتصق بمقعدي والمقعد بجانبي شاغر يضيئ في عيون النادلين تمتد األيدي إليه فانزعها عنه وانا اكرر حكاية عودة صاحبه الوشيكة وانشغل عن خطوتي األولى وترتيب اسبابها ،اابدأ بالملح او قطع الثلج وتتوه افكاري وتتشوش واسهو عن حضور رئيس الخدم قارئ األفكار و الرابض فوق راسي كظلي. بقدرة قادر إنهارت قطع الثلج في كاسي .بسحر ساحر زرعت زجاجة الملح
قرب صحني وكنت ابتسم له شاكرأ وانا العن في سري حسن الضيافة ودقتها التي تنسف كل مخططاتي ،تتواطئ مع مراسيم عقلي تردني لجادة صوابي ، لحسرة خمسيناتي وقطارها المتعب الذي يصفّر مقتربا ً من آخر محطات العمر . تلوح لي ضاعت فرص الحب ولم يعد هناك سوى محطة التقاعد األخيرة التي ً بهدؤها آمرة وتمد لي لسانها ساخرة. كان الضيق يعتصرني ،في صدري تتزاحم تنهدات الشوق والحنين ألى المجهول التي تجتاحني فقط في شهر ايلول ،تتدفق في دمي ،تسيل في اوردتي ،فاسيل معها كالمادة الخام التي تحتاج ألنامل امرأة تعيد تشكيلها. إمرأة تشبه تلك الحسناء التي كانت تجاورني وبيني وبينها مقعد شاغر انهكني في الحفاظ عليه حتى قررت حسم األمر في النهاية .نزعت عنه يد الغرسون وهممت باألنتقال اليه حين غادرت المراة مقعدها واختفت تحت جناح الليل ..... الواحدة بعد منتصف الليل صرعني الوقت قبل ان اصرعه. بغتة تالشى السحر من حولي ،القمر بدا شاحبا ً والناس من حولي مضجرين ، شعرت بالبرد وخشيت على نفسي من نزلة صدرية......... حدث كل ذلك منذ عام اقسمت بعدها يمينا ً اال البي دعوة عشاء احد في شهر ايلول. مضى الصيف بعدها ومضت سهراته الرومانسية الحالمة ،لم التق بتلك المرأة فيما بعد ،حتى اليوم ال اعرف من هي واي اسم يميّزها.... كل ما بقي لي منها ذكرحضورها الوهاج ،حقيقة كونها امرأة ،حقيقة كونها تعي ذلك تماما ً. بعض النساء تلتقيهن مرة واحدة فال يعود زمنك مقفرا ً والوانه بال نبض.... بعض النساء يعبرن صفحة حياتك مرة ً واحدة فيدمغن صفحة الروح إلى األبد . أكتب لك يا سيدي بعد ان قرأت على صفحات " الفايسبوك" قصة بعنوان ". مقعد شاغر للحب " اكتب لك ألخبرك أنني كنت اقرأ واقرأ واغوص في التفاصيل بين الحروف واغرق ،ألكتشف أن العنوان المبتكر ليس سوى لقصة حب مختصر بيني وبينك ومقعد شاغر كان بيننا يندب حظه العاثر في
دفئه المنتظر. قرأت القصة مرة ثالث مرات عشر مرات ،تشتت صور الحاضر في ذهني وازاحتها تلك الزيارة اليتيمة الى الوطن في شهر ايلول ودعوةصديقتي الملحة لذلك االعشاء الساهر... اتذكر دائما ً األمر بالتفصيل. ً.. تايوري ألشانيل الزهري الذي كنت ارتديه والعطر الذي كنت انثره باسراف في أرجاء الغرفة وانا ادور فيها أللتصق برزازه المبعثر ......امام المرآة كنت اغازل نفسي وأتاملها بحب وموجة من الرومانسية تهدهدني وتخدر اوصالي ، كان يحتلني شعور مبهم وتوشوشني الروح بوعد سري بفرحة صغيرة بذلك األكيد الذي ال نراه ولكننا نحسه بوفرة اللمعان. عرفتني بالحاضرين ،قدمتني على طاولة العشاء رحبّت بي صديقتي ّ ، لمقعدي وهي تنصرف لمدعوبها. استرخيت مكاني وانا اتأمل ما يحيطني ،عن يميني كان هناك مقعدان شاغران ،رحت اتخيل شكل " الكوبل' الذي سيحتلهما بعد قليل. المرأة بالتأكيد دمية متقنة متصنعة على األرجح تشبه اللواتي يحطن بي !!!!!. والرجل بعد كاسه الثالثة سيفقد بعض صوابه وينضم ألشباه الرجال ذوي النظرات الجائعة البلهاء !!!!.. كانت القهقهات تلعلع من حولي فارغة تهلل لفرح كاذب ال اعرف كيف اقلدّه في وسط ال انتمي اليه. ضاق صدري وندمت ماذا افعل هنا؟؟ !! بصحبة من استمتع؟؟ ? صديقتي ملهوة بواجب المضيفة المتمرسة وانا مس ّمرة في مقعدي كمجهر يتفحص وجوه الحاضرين ينقّب ويحلل..... لو انتهزت ذلك الوقت في توضيب حقائبي ،ايام معدودة وموعد سفري الوشيك ..... قررت األنسحاب .. تناولت حقيبتي ،حاولت األيماء لصديقتي الغارقة في موجة تاهيل وترحيب. المقعدان شاغران بجانبي ال بد انه ذلك الثنائي المنتظر....... تصاعدت همسات النساء من حولي فثار فضولي ،نسيت ما كنت بصدده
واستدرت استطلع شكل هذا الثنائي المثير لألهتمام ،حين رأيتك وحيدا ً منتصب القامة ببذلتك " الدوباتي "األنيقة تسلم بيد وتدس األخرى في جيبك وانت تتقدم نحونا تحفّك طلة تفيض رجولة حانية. كنت واثق الخطوة تتجه صوبي ملكا ً.... غاص قلبي بين ضلوعي وانا أتأملك بما يشبه الذهول فأضغط حقيبتي بأصابع متشنجة ال البث ان اصافحك بها فأبادلك تحية عفوية انيقة تن ّم عن تهذيب رفيع متأصل فيك. إتخذت مكانك بجانبي متجاهالً عمدا ً او سهوا ً المقعد الشاغر الذي لم استطع ابدا ً تجاهله. تمنيتك له وخشيت فقدانه او احتالله ولم اكن املك شاالً او معطفا ً اشغله به و بين يدي لم يكن سوى حقيبة صغيرة ،شاخ جلدها من دعك اصابعي رميت بها دون وعي الى المقعد الشاغر واسترخيت في مقعدي استرد انفاسي فادخل مجهري اتأمل كل شاردة وواردة فيك. كنت تشعل سيجارتك تفرج عن اكمام قميصك العاجية وازراره الفضية فيضرب قلبي بعنف وانا اتذكر بغتة قميص ابي وازراره الفضية واستعيد وشوشة الروح ووعدها السري لي امام المرآة. إذن هذا هو انت ،هذا هو حضوره ،إذن كل ما يحيطنا هو آخر همي ووحدك صرت همي الوحيد. ماذ حل بي بعدها ؟ ! حتى اآلن ال اجد له تفسيرا ً اهو حنين شهر ايلول ام هي نسماته البحرية التي كانت تلفّنا في دورة منتظمة فيتغلغل في حواسي عطرك ينبهني لسر العطور وخطورتها فاشعر انك بعض مني وأنني بعض منك ويجرفني الحنين ألبي الساحر فاشتاقه وانتشله من قاع الذاكرة ،شامخا ً منتصب القامة ببدلته " الدوباتي " األنيقة ويده المدسوسة في جيبها. كانت له تلك الطلة األخاذة تلك القوة الملفلفة بالحنان والتي تخضع لها اكثر النساء صالبة. كله كان يشبهك وكلك كنت تجسده بعفوية الجرح المفتوح فانزف في داخلي الما ً لفقدانه واتهلل فرحا ً للقياك لوال ذلك المقعد الشاغر بينناوالذي كان يُش ِغلك
ف َيشغلك عمن حولك ويخفض معدّل تركيزك وانت تحاول اختراع حجة ألحتالله بين الحين واآلخر دون جدوى. خدمة نوعية كانت تكلل راسك تقرأ افكارك وتنسف بالتالي كل خططك الخبيثة الصغيرة. بسحر ساحر كانت تطير زجاجة الملح او تقفز قطع الثلج من مكانها امامي لتحط على مدرجها امامك. وكنت استمتع برؤياك حائرا ً مرتبكا ً ترمي رئيس الخدم بنظرة سخط قاتلة وشفتاك تتمتمان بما احسه انا كالشتائم ويفهمه االمسكين بعبارات الشكر فيبتسم لك ابتسامته المهذبة األنيقة مرددا ً عبارته األشهر "في خدمتك يا سيدي " الى صوابه كان يرتد السيد ويتراجع فيسحب يده عن المقعد بجانبه يشعل سيجارته وينغمس في الحلقة حوله متبادال معها األنخاب فرصة نادرة كنت انتهزها بحذر ألرقبك بعين المرأة المحنكة ألخبيرة فاضحك في سري من غرابة الرجال وتركيبتهم العبثية العجيبة.... كيف يشنّون الحروب ،يبنون القالع ويغزون الفضاء ثم يعجزون عن ملء مقعد شاغر .....يفصلهم عن امرأة مربكة األنوثة وتجذبهم......
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ال يجوز طبع هذا الكتاب أو نشر أو تصوير أو تخزين أى جزء منه ، بأية وسيلة ألكترونية أو ميكانيكية أو بالتصوير أو غير ذلك إال بإذن من المؤلفة