مجلة المحجة البيضاء العدد العاشر

Page 1

‫العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬

‫كما تقرأ فى هذا العدد‬

‫• هؤالء أعداؤك فا‬ ‫عرفهم‪ :‬املنصرون (احللقة األولى)‬ ‫• قرأت لك‪ :‬اجلو‬ ‫اب الصحيح فى الرد على من ب‬ ‫دل‬ ‫دين‬ ‫امل‬ ‫س‬ ‫يح‬ ‫‪.....‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫صف‬ ‫حة‬ ‫‪16‬‬ ‫•م‬ ‫نهجية طلب العلم‪ :‬التدرب على‬ ‫اإلنصاف ‪...................‬صفحة ‪24‬‬ ‫• قصة العدد‪ :‬ب‬ ‫ائع الفول ‪...................‬صفحة ‪28‬‬ ‫• سير و ترا‬ ‫جم نبالء العصر‪ :‬الشيخ‪ /‬محمد‬ ‫اخل‬ ‫ضر‬ ‫ح‬ ‫سني‬ ‫‬‫رح‬ ‫مه‬ ‫ا‬ ‫هلل‪-‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫‪..............‬صفحة ‪32‬‬ ‫‪...................‬صفحة ‪8‬‬


‫فهرس العدد‬

‫صفحة‬

‫• إفتتاحية العدد‬

‫‪3‬‬

‫• ملاذا الدعوة السلفية‬

‫‪4‬‬

‫• قراءة في األحداث‪:‬‬ ‫وضع األقليات ‪ -‬فى مصر ‪-‬‬ ‫محاولة نزع املكاسب‬

‫‪6‬‬

‫• هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬املنصرون (احللقة األولى)‬

‫‪8‬‬

‫• قرأت لك‪:‬‬ ‫كتاب اجلواب الصحيح‬ ‫فى الرد على من بدل دين املسيح‬ ‫• البدائل الصحيحة‪:‬‬ ‫من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث‬ ‫املوضوعة والضعيفة املشتهرة (باب احلج ‪)2‬‬ ‫• منهجية طلب العلم‪:‬‬ ‫التدرب على اإلنصاف‬ ‫• األسرة ودورها في تربية املراهقني‬ ‫تدريب األطفال على املسؤلية و الرجولة‬ ‫• قصة العدد‪:‬‬ ‫بائع الفول‬ ‫• سير و تراجم نبالء العصر‪:‬‬ ‫الشيخ‪ /‬محمد اخلضر حسني ‪-‬رحمه اهلل‪-‬‬

‫العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬

‫‪16‬‬

‫تصدر عن الهيئة العلمية للدراسات‬ ‫الشرعية و اإلستراتيجية‬

‫‪20‬‬

‫املشرف العام على اجمللة‬ ‫فضيلة الدكتور‬

‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪32‬‬

‫• من ذخائر اخملطوطات‪ :‬نفائس دار طابه‬

‫‪34‬‬

‫• صحتك‪ :‬الربو‬

‫‪36‬‬

‫• واحـــة الـمـحـجـة‬

‫‪38‬‬

‫• بـاب الــفـتـاوى‬

‫‪40‬‬

‫أحـمـد الـنـقـيـب‬ ‫رئـيـس الـتـحـريـر‬ ‫مـحـمـود الـصـاوي‬ ‫املـديـر الـفـنـي‬ ‫تـامـر األنـصـاري‬

‫للتواصل معنا‬ ‫بريد القراء‪malmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫بريد األسئلة والفتاوى‪falmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫• نهيب بالقراء الكرام إلى أهمية التواصل معنا عبر‬ ‫بريد القراء للنصح و النقد البناء و اإلقتراحات النافعة‪،‬‬ ‫وكذلك أيضا ً نحيطهم علما ً أن مجلتنا الغراء تفتح‬ ‫ذراعيها للبحوث العلمية املعتبرة فى كافة امليادين‬ ‫الشرعية لنشرها عبر صفحاتها املباركة ‪-‬بإذن اهلل‪-‬‬ ‫على أننا سنقوم بتحكيم هذه البحوث وإعتمادها ثم‬ ‫نشرها عبر فريق من أهل العلم والباحثني النابهني ثم‬ ‫التواصل مع أصحابها لإلفادة و اإلستفاده‪.‬‬ ‫• كما نرحب مبن أراد شيئا ً من اخملطوطات املنشوره عبر‬ ‫مجلتنا‪ ،‬فليتواصل معنا عبر بريد القراء إلمداده بها‪.‬‬ ‫• من أراد نشر اجملله أو طبعها ‪-‬كما هـي بـدون حـذف‬ ‫أو إضافة أو تعديل‪ -‬أو توزيعها بأي صوره فالباب مفتوح‬ ‫لنشر اخلير‪ ،‬وليتواصل معنا عبر بريد القراء أيضا ً‬ ‫لإلستفسار أو الدعم الفنى‪.‬‬


‫إفتتاحية العدد‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫إن احلمد هلل تعالى نحمده ونس��تعني به ونس��تغفره‬

‫اهلل علىه وس��لم من خالل الرسوم املسيئة واأللفاظ‬

‫ونع��وذ باهلل تعالى من ش��رور أنفس��نا ومن س��يئات‬

‫النابية في هذا التوفيق كانت مجلتكم الغراء بأبوابها‬

‫أعمالن��ا من يهده اهلل تعالى فال مضل له ومن يضلل‬

‫الثابتة حتوي عصفا ذهنيا متميزا وفكرة رائعة ماضية‬

‫فال هادي له وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‬

‫إنه��ا ليس��ت تقليدية وإمن��ا هي تضرب ف��ي االعمال‬

‫وأش��هد أن محمدا عبده ورس��وله اللهم صل وسلم‬

‫للوصول إلي اجلذور ولذلك تنوعت املقاالت ما بني مقال‬

‫وزد وبارك علىه وعلى أصحاب��ه وأتباعه إلى يوم الدين‬

‫مباشر مفيد وقصة وبحث ومقال منوع ومقال مطول‬

‫وبــعـــد‪...‬‬

‫كل ذل��ك من أجل الوصول إل��ي املطلوب وهو محاولة‬ ‫إيصال الفكرة التي خرجت من سويداء قلوبنا وخالص‬

‫فقد وفق اهلل س��بحانه في إمتام ه��ذا العدد مع كثرة‬

‫عقولنا إلي قلوب إخواننا ومحبينا‬

‫األعباء وتنوع األشغال عند فريق عمل اجمللة ولعل اهلل‬ ‫ل��ه في ذلك حكمة على ذلك أراد أن يجبر كس��رنا وأن‬

‫ولقد ركز ه��ذا العدد على مس��ائل (النصيحة) الذي‬

‫يرت��ق فتقنا لم ال ونحن املقرون ب��كل خطأ املعترفون‬

‫لوحظ في الفترة األخيرة انتشاره ال سيما في مناطق‬

‫بكل نقيصة!!‬

‫صعيد مصر لق��د بات واضحا أن اجملل��ة حتاول اإلجابة‬ ‫عن كثير من األس��ئلة كثير عند إخواننا هذه األسئلة‬

‫أقدم إخوتي هذا العدد وال تزال هجمات أعداء اإلسالم‬

‫متثل أشواكا معوقة عن الوصول ورمبا حجزته أن يصل‬

‫مستمرة على اإلسالم وأهله ال زال أهل اإلسالم ودينهم‬

‫إلي اهلل أصال‪ ،‬يعل��م اهلل وحده كم نحاول أن نقدم ما‬

‫محارب��ا من الكفار واملش��ركني واملنافق�ين واملالحدة‪،‬‬

‫نقدم خالصني العمل هلل وحده محتسبني األجر عنده‬

‫محارب م��ن النص��ارى واليهود والهن��دوس والبوذيني‬

‫وحده راغبني فيما عنده وحده ونعلم متاما أن إخواننا لن‬

‫والرافض��ة والعلمانيني وغيرهم كثي��ر‪ ،‬لقد رأينا هذا‬

‫يقصروا في نصحنا ومدنا مبا هم أهله من النفع العلمي‬

‫التخبط في مواجهة اخملططات االجرامية ورأينا كيف‬

‫والفني واهلل أس��أل أن يوفق أسرة اجمللة وجميع إخواننا‬

‫ص��ار الصف اإلس�لامي ورأينا أن األخطاء ال يس��تفاد‬

‫واملسلمني إلي كل خير وأن يصرف عنهم كل شر‬

‫منها ورأينا تضخم الشخصية السياسية املادية على‬

‫ودونكممجلتكموفقكماهللوسددخطاكموصلياهلل‬

‫الشخصية العلمية الشرعية ورأينا محاوالت الكفار‬

‫وسلم وبارك على النبي محمد وعلى اله وصحبه وسلم ‪.‬‬

‫لالنتقاص من كينونة الدين وأقصد رس��ول‪ ‬اهلل صلي‬

‫محبكم في اهلل‪ /‬أحمد النقيب‪.‬‬

‫ ‬


‫ف‪ :‬لماذا الدعوة السلفية‬

‫مع السل‬

‫يبيب‬ ‫نقنق‬ ‫مدمدال ال‬ ‫لملمد‪ .‬د‪.‬أحأح‬ ‫بقبق‬

‫الدعوة السلفية و الثبات الفكرى‬ ‫املوقف من «قضية احلكم» منوذجا (املقال الثانى)‬ ‫من مقاصد الش��ريعة و ه��و ما قرره اإلس�لام‪ :‬احلرص على‬ ‫مصالح العباد و القائم بوظائف الدين فى سياس��ة الدنيا‪،‬‬ ‫و‪ ‬بهذا يجتم��ع الناس على مقصود واحد و رس��الة واحدة‪،‬‬ ‫اَ َ َ ُ ْ‬ ‫َ ۡ َ ُ ْ َ ۡ هَّ‬ ‫ٱللِ مَج ٗ‬ ‫ِيع��ا َول تف َّرق ۚوا ‪)١03...‬‬ ‫ق��ال تعالى (وٱعت ِصم��وا حِبب ِل‬

‫آل‪ ‬عم��ران‪ ،‬و عندما يجتمع الناس عل��ى الدين‪ :‬إقامة‪ ،‬ونصرة‪،‬‬

‫وحكم��ا ً فى الدنيا‪ ،‬يك��ون اعتصامه��م وبركتهم وقوتهم‬ ‫واجتماعهم‪ ،‬ويقل هذا االجتماع حتى ينفرط ويزول بالتفرق‬ ‫ع��ن دي��ن اهلل‪ ،‬وعنده��ا تب��زغ الفنت‪ ،‬وتنش��ر الب��دع‪ ،‬يقول‬ ‫ابن‪ ‬تيمية «كان ش��يطان اخلوارج مقموعا ً ملا كان املسلمني‬

‫المقال الثاني‬

‫مجتمع�ين فى عهد اخللفاء الثالثة أبى بكر و عمر و عثمان‪،‬‬ ‫فلما افترق��ت األمة فى خالفة على ‪-‬رض��ى اهلل عنه‪ -‬وجد‬ ‫ش��يطان اخل��وارج موضع اخل��روج‪ ،‬فخرج��وا و كف��روا عليا‬ ‫ومعاوية و من واالهما‪.»)1( ‬‬ ‫و ه��ذا يب�ين أن املقص��ود ال يك��ون فق��ط بإقام��ة اإلم��ام‪،‬‬ ‫ولك��ن يك��ون أيضا مبعاون��ة اإلم��ام؛ وال يكون ذل��ك إال من‬ ‫رعي��ة قوي��ة ذات إرادة على إنتاج اخلي��ر و الصالح و اإلصالح‪،‬‬ ‫وأم��ا أن توج��د (إمام��ا) من غير رعي��ة تُعينه‪ ،‬فه��ذا خبط‪،‬‬ ‫ول��ك أن تفرق بني إمامة أبى بك��ر و عمر و عثمان فى نصف‬ ‫علي ‪-‬رض��ى اهلل عنه��م‪ ،-‬فكلهم إمام‬ ‫خالفت��ه‪ ،‬و إمام��ة ّ‬ ‫مرضي عن��ه‪ ،‬وكلهم عز َّ أن جتد م��ن جنس الرجال‬ ‫وكله��م‬ ‫ٌ‬

‫أمثاله��م على َمر ِّ الس��نني و كَر ّ الدهور‪ ،‬وم��ع هذا ملا كانت‬ ‫الرعي��ة ملتزمة بالش��رع ظهر خي��ر اإلمام و بركت��ه و بره‪،‬‬

‫لعلي‬ ‫والعك��س يكون صحيحاً؛ و له��ذا يُرْوى أن رج�لا ً قال‬ ‫ّ‬ ‫رض��ى اهلل عن��ه‪« -‬ما بال املس��لمني اختلف��وا عليك و لم‬‫يختلف��وا على أبى بكر و عمر ‪-‬رضى اهلل عنهما‪ »-‬فقال له‬ ‫عل��ي ‪-‬رضى اهلل عن��ه‪« -‬ألن أبابكر و عمر كان��ا واليني على‬ ‫ّ‬ ‫‪4‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬مع السلف‪ :‬لماذا الدعوة السلفية‬

‫وال عل��ى مثل��ك(‪»)2‬؛ و رُوى أيضا «كيفما‬ ‫مثل��ى‪ ،‬و أنا اليوم ٍ‬

‫خاضع لسلطان الفقيه وواليته؛ ألن هذا الفقيه هو النائب‬

‫��ولَّ عليكم(‪ »)3‬فالقاعدة هى األس��اس فى احلكم‪،‬‬ ‫تكونوا ي ُ َ‬ ‫ال احلكم هو األساس فى القاعدة‪ ،‬و لذلك كان حرص «الدعوة‬

‫‪-‬ف��ى غيبة إم��ام ضالالتهم– هوالفقي��ه‪ ،‬و الكل مبن فيهم‬

‫الس��لفية» ليس الطمع فى احلكم و الكراسى‪ ،‬و إمنا تربية‬

‫احلاكم داخل حتت أمره و س��لطانه! ولذلك النعجب عندما‬

‫األجيال و نفع املس��لمني‪ .‬و صارت هذه هى سياسة الدعوة‪،‬‬

‫جند أن س��لطة املرش��د األعلى فى إيران الفارسية أعلى من‬

‫و‪ ‬هى سياس��ة تس��تمد أصولها من الدي��ن؛ فصارت إحدى‬

‫رئي��س اجلمهورية!! نعم حكم الرواف��ض حكم ثيوقراطي‪،‬‬

‫دعام��ات املنهج الس��لفى‪ .‬هذه هى السياس��ة الش��رعية‬ ‫الرباني��ة التى ظهر نورها بقوله تعال��ى (‪ ...‬إ َّن هَّ َ‬ ‫ٱلل اَل ُي َغ ّ ُ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫رِ‬ ‫َ َ ۡ َ ىَّ ُ َ ّ ُ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ما بِقو ٍم ح ٰ‬ ‫س ِه ۡمۗ ‪)١03...‬الرعد‪.‬‬ ‫يوا َما بِأنف ِ‬ ‫ت يغ رِ‬

‫أما حكم املسلمني الراشد فهو حكم راشد إصالحي‪.‬‬

‫ع��ن اإلمام الغائ��ب‪ ،‬ولهذا فإن أعلى س��لطة عند الرافضة‬

‫أع��ود ملا بدأت به؛ ألك��رر وأؤكد أن منهج الدعوة الس��لفية‬ ‫لي��س طلب احلكم وإمنا إصالح العباد والبالد؛ و عندها يخرج‬

‫إن السياس��ة (و هى حس��ن التدبيرو النظر فى األمور)(‪ )4‬تكون‬

‫احلاك��م لتعينه الرعية املؤمنة الطيبة‪ ،‬أما أن تكون الرعية‬

‫شرعية إذا وافقت الشرع(‪ .)5‬والسياسة الشرعية تتعلق بكل‬

‫يغل��ب عليها اجله��ل والبدعة و؟؟؟؟ عليه��ا النفاق والكفر‪،‬‬

‫صور العالقات البش��رية فى اجملتمع املسلم‪ ،‬ومن هذه الصور‪:‬‬

‫وتغش��اها ظلمات اخلوف واألثرة‪ ،‬و احلاكم خوار ال يقدر على‬

‫صورة نظام احلكم وإدارته ووظائف احلاكم وخصائصه وصفاته‪.‬‬

‫إظهار نور الشريعة فكيف يكون الوصف آنذاك؟‪...‬‬

‫واحلُكم فى اإلس�لام له أبع��اد ثالثة‪ ،‬أولها‪ :‬البع��د الربانى؛‬ ‫حيث يكون احلُك��م ربانيا‪ ،‬وهذا هو احلُكم الراش��د املهدى؛‬

‫هذه املقال��ة مقدمة للمقال��ة التالية الت��ى نتوصل فيها‬

‫كحكم النبى ‪-‬صلى اهلل عليه وس��لم‪ -‬و اخللفاء الراشدين‬ ‫ُ‬

‫ملعن��ى اإلمام��ة (مبصطلحاته��ا) وكيفية تنصي��ب اإلمام؟‬

‫من بعده‪ ،‬والبعد الثان��ى‪ :‬يتعلق باحلاكم وصفاته ووظائفه‬

‫وماه��ى وظائ��ف اإلمام؟ ومت��ى يخرج على اإلم��ام؟ وما هو‬

‫وطرق نصبه ومش��روعية واليته‪ ،‬والثال��ث‪ :‬يتعلق بالرعية‪،‬‬

‫مقام الوالية فى دين اهلل سبحانه؟ ومادور الرعية فى إقامة‬

‫وكونه��ا رعية مؤمنة تتعاون مع احلاكم فى إقامة العبودية‬

‫احلكم واستباب أركانه؟‬

‫فى األرض هلل وحده؛ وذلك بسياسة الدنيا بالدين‪.‬‬

‫هذا وغيره ما سنعرفه فى املقال القادم‪ ،‬واهلل املوفق‪.‬‬

‫إ ّن احلكم اإلس�لامى ف��ى الدول��ة اإلس�لامية اليعنى أنها‬ ‫دولة‪( ‬ثيوقراطي��ة) يقوم نظام احلكم فيه��ا على التفويض‬ ‫اإلله��ى‪ ،‬حي��ث متث��ل اهلل و حتك��م نياب��ة ع��ن اهلل‪ ،‬فه��ى‬ ‫معصومة مقدس��ة! وبالتالى ش��رائعها احملدثة هى شرائع‬ ‫اهلل املقدس��ة(‪ !!)5‬ب��ل إن احلكومة اإلس�لامية هى حكومة‬ ‫يق��وم صاحب األمر فيه��ا على إقامة الدي��ن؛ وهو محكوم‬ ‫بالدي��ن أيض��ا‪ ،‬وهذا فرق��ان بني احلاك��م الراش��د عند أهل‬ ‫السنة‪ ،‬و احلاكم فى دين الروافض؛ فاحلاكم عند الرافضة هو‬

‫(‪ )1‬ابن تيمية‪:‬مجموع الفتاوى(‪.)89/19‬‬ ‫(‪ )2‬ذكره ابن خلدون(‪-264/1‬املقدمة)‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ضعيف‪،‬أخرجه الديلمى و البيهقى و غيرهما من حديث أبى بكر‪-‬رضى اهلل عنه‪"-‬مرفوعا"‪،‬‬ ‫وانظر السلسلة الضعيفة‪320/‬للشيخ األلبانى‪.‬‬ ‫(‪ )4‬انظر حول هذا املعنى(‪-480/1‬املعجم الوسيط جملمع اللغة بالقاهرة‪.‬‬ ‫(‪ )5‬انظرفى هذا د‪.‬جمال املراكبى‪:‬اخلالفة اإلسالمية ‪.295-294/5‬‬

‫‪5‬‬


‫صر ‪ -‬محاولة نزع المكاسب‬

‫داث‪ :‬وضع األقليات ‪ -‬فى م‬

‫قراءة في األح‬

‫وضع األقليات‬ ‫‪-‬فــى مـــصـــر‪-‬‬

‫محاولة نزع‬

‫المكاسب‬ ‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫أش��ار التقري��ر األمريك��ى ع��ن وض��ع األقليات ف��ى مصر‬ ‫أن عدد مس��لمى مصر يتج��اوز ‪ %94,6‬مقابل ‪ %5,4‬لألقليات‬ ‫جميع��ا (نصارى ‪ +‬يه��ود ‪ +‬أجانب ‪ +‬روافض ‪ +‬س��يخ ‪ +‬بهرة ‪+‬‬ ‫أحمدي��ة ‪ +‬قادياني��ة‪ )...‬وأش��ارت إح��دى التقاري��ر أنه خالل‬ ‫العشرين سنة املقبلة رمبا ينقرض النصارى من مصر متاما(*)‪...‬‬ ‫(*)‬

‫وقفة يسيرة مع هذا التقرير نقرأ هذه القراءات‪:‬‬ ‫سلم على‬ ‫القراءة األولى‪ :‬أن مصر إس�لامية؛ فالش��عب ُم ْ‬ ‫دين محم��د‪ ،j ‬وإس�لامية الدولة بالنس��بة إلى إس�لام‬ ‫أهلها معتبرة فى حكم الديار‪ ،‬فالتتر حكموا ديار اإلس�لام‬ ‫ومتكنوا من رقاب املس��لمني‪ ،‬وكذل��ك فعل الصليبيون‪ ،‬فما‬ ‫خرجت ديار اإلس�لام عن حكم اإلس�لام‪ ،‬بل استمر اإلسالم‬ ‫قائما يهدى‪ ،‬وق��وة تنمى‪ ،‬وروحا يخف��ق‪ ،‬وقلبا ينبض‪ ،‬حتى‬ ‫دبت احلياة فى اجلسد كله‪ ،‬فانتفض اجلسد باإلسالم‪ ،‬وحارب‬ ‫املس��لمون حتت لواء أمراء اخلير والهدى املعتدين الكفار من‬ ‫التت��ر والصليبني‪ ،‬ونعم��ت الديار باحلكم اإلس�لامى‪ ،‬ودارت‬ ‫الدائرة على كل منحرف أو زائغ‪ ،‬وعاش الناس باإلسالم حكما ً‬ ‫نورانيا ً شامخاً‪ ...‬وهذه القراءة تهدى إلى القراءة الثانية‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬

‫القراءة الثانية‪ :‬إن إس�لامية الش��عب خير ضم��ان للبالد‪،‬‬ ‫ف�لا ميكن لع��دو أن يزايد على هذا الش��عب أو أن يطمع فى‬ ‫توجيهه كيف ش��اء إال فى حال��ة واحدة‪ :‬إذا تمََّ تغيير بوصلة‬ ‫هذا الش��عب لينح��رف عن اإلس�لام‪ :‬دينا ً ونظاما ً ورس��الة‬ ‫ومنه��ج حي��اة‪ ،‬عنده��ا يكون الش��عب ق��د أض��اع قيمته‬ ‫احلقيقية‪ ،‬وصار تائها وس��ط دخان الثقافات‪ ،‬وعندها يفقد‬ ‫الش��عب أعظ��م مكون م��ن مكون��ات كينونت��ه وماهيته‪،‬‬ ‫إنه ُم ًك ِّون اإلسالم؛ الذى أنهض العرب من اخلمول والسفول‬ ‫إلى العز والشرف والذكر‪ ،‬إنه امل ُ َك ِّون الذى جابَه به املسلمون‬ ‫أعداءهم فكسروهم جميعا من‪ :‬مشركى العرب إلى الفرس‬ ‫والروم إلى احلبش والبربر إلى القوط والفرجنة إلى الترك والتتر‬ ‫والديلم‪ ...‬أ ُ مَمٌ كثيرة انضوت حتت لواء اإلس�لام عندما حافظ‬ ‫املسلمون على ُم َك ِّون وجودهم وسر شرفهم وعزهم‪.‬‬ ‫القراءة الثالثة‪ :‬إس�لامية مصر ضمان لإلسالم واملسلمني؛‬ ‫فلو الحظت الفارق بني الفتح اإلسالمى ملصر وفتح غيرها من‬ ‫البالد‪ ،‬لوجدت الفارق الذى ال يضارع‪ ،‬لقد حدثت فترات التأمل‬ ‫لقبول الدين اجلديد الوافد‪ ،‬أما فى احلالة املصرية‪ ،‬فقد سارع‬


‫تابع‪ :‬قراءة في األحداث‪ :‬وضع األقليات ‪ -‬فى مصر ‪ -‬محاولة نزع المكاسب‬

‫املصريون جميعا نحو اإلسالم‪ ،‬وما هى إال‪ ‬أشهر قالئل حتى‬ ‫فشا اإلسالم فى ربوع مصر؛ ومن هذه اللحظة حتملت مصر‬ ‫أمانة حماية الدين وحفظ الثغور فى البر والبحر‪ ،‬وانطلقت‬ ‫أول غ��زوة بحرية إس�لامية ف��ى البحر املتوس��ط متحدية‬ ‫البحري��ة الروماني��ة العاملية (آنذاك!!)‪ ،‬كان��ت هــذه هــى‬ ‫(معـركـ��ة ذات الصــوارى الـبـحـريــة) وكان األس��طول‬ ‫اإلس�لامى األول ه��و أمير مص��ر‪ :‬عبد‪ ‬اهلل‪ ‬بن‪ ‬أبى‪ ‬السَّ��رح‪،‬‬ ‫��م املصريون فى رباط‬ ‫وب��ذا دخل املس��لمون فى مصر ومن ث َ َّ‬ ‫إلى ما ش��اء اهلل‪ ،‬هم فى رباط ليحافظوا على دين اهلل من‬ ‫الغزوات الفكرية والعس��كرية‪ ،‬ورأينا ذلك فى فتحهم بالد‬ ‫إفريقي��ا وب�لاد البربر‪ ،‬ورأين��ا ذلك فى صده��م حمالت التتر‬ ‫والصليب�ين‪ ،‬إنه��م ف��ى رباط مل��ا يبذل��ون مختارين محبني‬ ‫إن فى أموالهم أو فى أنفسهم‪ ،‬هم فى رباط ملا جبلهم اهلل‬ ‫وح ِّب لنصرة الضعيف ومس��اعدة احملتاج‪،‬‬ ‫علي��ه من كرام ٍة ُ‬ ‫وق��د جتلى هذا ف��ى موقف أه��ل مصر بع��د أحداث‪25‬يناير‬ ‫س��نة‪2011‬م من إخوانه��م فى ليبيا والس��ودان والصومال‬ ‫وس��وريا وقبل ذلك موقفهم م��ن األوضاع املتردية فى غزة‪...‬‬ ‫هذا كله يدل على خصيصة ربانية لهذه األمة اإلس�لامية‬ ‫املباركة‪ ...‬وهذا يفضى بك إلى القراءة الرابعة‪...‬‬ ‫الق��راءة الرابعة‪ :‬ملا وقف أعداء اإلس�لام على أحوال مصر‬ ‫وأهلها‪ ،‬أيقنوا أنهم لن يقدروا على ديار اإلس�لام للنيل من‬ ‫اإلس�لام حتى يقضوا على األسد فى عرينه‪ ،‬ومن هنا كانت‬ ‫الهجمات العس��كرية الشرس��ة على مصر طوال التاريخ‬ ‫اإلس�لامى‪ ،‬كان��ت الهجمات ب��را وبحراً‪ ..‬فم��ن متلك مصر‬ ‫متلك س��ارى البالد‪ ،‬وه��ذا هو عني ما فكر في��ه نابليون عند‬ ‫احتالله مصر فى القرن الثامن عش��رالفائت!! وهو السبب‬ ‫الذى جعل اجنلترا ش��جعته فى إفش��ال املشروع الفرنسى‬ ‫الطموح فى بالد املش��رق‪ ،‬وهو الس��بب نفس��ه الذى جعل‬ ‫االجنليز الحقا يواصلون جهدهم لدخول مصر‪ ،‬حتى دخلوها‬ ‫غدرا وخيانةس��نة‪1882‬م‪ ،‬والتزال األطم��اع جارية على قدم‬ ‫وساق البتالع (مصر اإلس�لامية) أو تقليم أظافرها وتخليع‬ ‫أنيابها وأس��نانها وضروس��ها‪ ،‬أو تقزميها‪ ،‬كل هذه احملاوالت‬ ‫تق��وم بها قوى مجرمة محلي��ة وإقليمية ودولية‪ ،‬و منتهى‬ ‫أملهم أن يظفروا بشئ من هذا الكيان املسلم‪.‬‬ ‫س��بحانه أن تتعدد‬ ‫الق��راءة اخلامس��ة‪ :‬كان من ق��در اهلل ُ‬ ‫االجتاهات اإلس�لامية إلقامة الدولة اإلسالمية الشرعيــة‬ ‫فــى مـصــر‪ ،‬ومــن أعـظــم هــذه املشروعــات ثالثــة‪:‬‬

‫املش��روع اجلهادى‪ ،‬الذى يرى حتمي��ة املواجهة‪ ،‬وأن بذل الدم‬ ‫أه��ون من تضييع الش��ريعة‪ ،‬وأن املس��لمني ماداموا قادرين‬ ‫على اخل��روج فيجب عليهم اخل��روج‪ ،‬وقد َجرَّ هذا املش��روع‬ ‫الويالت على احلركةاإلسالمية مبصر بل وخارج مصر؛‬ ‫املش��روع البرملانى‪ ،‬أن احلل هو اإلس�لام‪ ،‬لك��ن لن نصل إليه‬ ‫إالعب��ر صنادي��ق االقت��راع‪ ،‬وعلين��ا أن نصبر حت��ى يتحقق‬ ‫الفوز يوما‪ ،‬وهذا اإلجتاه‪ :‬س��بب نكس��ة للحركة؛ إذ أضفى‬ ‫بالش��رعية عل��ى من لم يحكم مب��ا أن��زل اهلل‪ ،‬ولَ َّبس على‬ ‫الناس مفاهيم الدين و ِق َيم االعتقاد‪.‬‬ ‫املشروع التربوى‪ ،‬ذلك أن العمل من خالل الرأس يلغى قيمة‬ ‫(الش��عب)‪ ،‬وفى الوق��ت ذات��ه أن العمل الرأس��ى (جهادى‪/‬‬ ‫برملان��ى) مخال��ف لس��نة اهلل ف��ى كون��ه وأمره وش��رعه‪،‬‬ ‫وأن اهلل ((اليغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))‪...‬‬ ‫وقد تبنى الس��لفيون هذا املش��روع الترب��وى‪ ،‬وقامت عليه‬ ‫دعوته��م املباركة (الدعوة الس��لفية)‪ ،‬لك��ن عندما قامت‬ ‫أح��داث ‪ 25‬يناي��ر س��نة ‪2011‬م انخل��ع كثير من مش��ايخ‬ ‫وأبن��اء الدعوة الس��لفية عن مش��روعهم خلف املش��روع‬ ‫البرملانى‪ ،‬وتش��تت الدعوة ومتزق الصف‪ ،‬وانكش��ف العوار‪،‬‬ ‫وبدت الس��وءة‪ ،‬وصار ترك االجتاه الس��لفى ‪-‬وهو األمني حقا‬ ‫عل��ى مقدرات الب�لاد ومصالح العباد‪ -‬حلصونة‪ :‬س��ببا فى‬ ‫جرأة (‪- )%5,4‬وه��م األقلية‪ -‬للمطالبة مبكاس��ب مزعومة‪،‬‬ ‫فظه��رت احلركات النصرانية املتش��ددة‪ ،‬وظه��رت احلركات‬ ‫ُّ‬ ‫والكل‬ ‫الرافضي��ة اخلبيثة‪ ،‬كما ظهرت العلماني��ة العفنة‪،‬‬ ‫أس��فر عن وجه خبيث يريد أن يحقق أكبر قدر من املكاسب‬ ‫التى حتقق له (الكينونة) وس��ط (الش��عب املصرى املسلم‬ ‫الس��نى) متوس��لني إل��ى حتقيق ذل��ك ما ميك��ن فعله من‪:‬‬ ‫اإلغراء االقتص��ادى ‪ -‬والتخويف الدولى ‪ -‬والتهويش احمللى‪...‬‬ ‫وه��ذا عبر‪ :‬املقاالت ‪ -‬القن��وات ‪ -‬اإلذاع��ات ‪ -‬االعتصامات ‪-‬‬ ‫االضطرابات ‪ -‬املسيرات ‪ -‬الندوات ‪ -‬املؤمترات‪...‬‬ ‫ويبقى الش��عب املصرى الذى ينتظر كسر املشاريع الهزيلة‬ ‫على َح ّد املش��روع النب��وى األصيل‪ ،‬واهلل غال��ب على أمره‪،‬‬ ‫واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫(*)هذا التقرير تابع ملركز(فيو) للدراسات‪ ،‬واشنطن ‪2010 -‬م‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪:‬‬

‫المنصرون (الحلقة األولى)‬

‫(الحلقة األولى)‬

‫بقلم أ‪ .‬محمود الصاوي‬ ‫بس��م اهلل الرحم��ن الرحي��م‪ ...‬إن احلم��د هلل تعال��ى نحم��ده‬ ‫ونس��تعينه ونس��تغفره ونع��وذ باهلل من ش��رور أنفس��نا ومن‬ ‫سيئات أعمالنا من يهده اهلل فال مضل له ومن يضلل فال هادى‬ ‫له وأش��هد أن ال اله إال اهلل وحده ال شريك له وأشهد أن محمد‬ ‫عبده ورسوله أما بعد‪...‬‬ ‫نقدم للس��ادة الق��راء في هذا الع��دد اجلديد ق��راءة ملالمح عدو‬ ‫جديد حتذيرا ألمتنا ونصحا للمس��لمني‪ ،‬نواص��ل في هذا الباب‬ ‫بيان مكامن اخلطورة واس��تجالء وجوه الع��داوة لعدو من أعداء‬ ‫اإلس�لام إس��هاما فى الدور الفعال الذي يق��وم به حراس احلدود‬ ‫من ه��ذه األم��ة على م��دي األعص��ار واألزمنة وفي ه��ذا العدد‬ ‫اجلدي��د نحن أمام عدو قدمي جديد خفي��ت عداوته على كثير من‬ ‫املسلمني نظرا ملايستتر به من أقنعة تبدو في ظاهرها كنوع من‬ ‫التسامح والدعوة للس�لام وخدمة خالصة للعلم وهنا مكمن‬ ‫اخلط��ورة إنه��م طائف��ة املنصرين تل��ك الطائف��ة اخلبيثة التي‬ ‫أودعت سمومها على مر التاريخ في عصب األمة حرصا أال تقوم‬ ‫لإلس�لام قائمة لكن أب��ي اهلل إال أن ينصر دين��ه وأولياءه ونظرا‬

‫‪8‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬

‫خلط��ورة هذا العدو املن��دس آثرنا في هذ املق��ام ان نقدم للقارئ‬ ‫الكرمي هذا املقال املتواضع في ش��كل دراسة مختصرة لظاهرة‬ ‫التنصير نسأل اهلل تعالى التوفيق والسداد‪.‬‬ ‫متهيد‬ ‫إن دراس��ة ظاه��رة التنصير ال تخلو من أهمية نابعة باألس��اس‬ ‫م��ن ارتباطها بالدين‪ ،‬والدين في حياة األمة ليس مس��أل ًة فردي ًة‬ ‫وال أمرًا ش��خصيًّا‪ ،‬بل هي قضية وجودي��ة لألمة ككل؛ ألنه غزو‬ ‫يس��خر أحدث اإلمكانيات وآخر املبتك��رات‪ ،‬من أجل هدف واحد‪:‬‬ ‫هو السعي لزعزعة عقيدة املسلم‪ ،‬وتشكيكه في دينه و ُه ِويَّته‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فالتنصير ال يقل أهمية عن حسابات األمن اإلستراتيجي‪،‬‬ ‫عل��ى اعتبار أنه يهدد بش��كل مباش��ر األمن الروح��ي والديني‪،‬‬ ‫والتيقظ ومواجهة مثل هذه الظواهر هي مس��ؤولية يش��ترك‬ ‫فيها اجليمع دون استثناء‪ ،‬كل من موقعه وزاوية عمله‪.‬‬ ‫ولقد أدرك ساس��ة الغرب ورجاالته بعد صراع دام لقرون أن احلرب‬ ‫مع اإلس�لام تختلف عن باق��ي احلروب‪ ،‬ومواجهت��ه تختلف عن‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬المنصرون (الحلقة األولى)‬

‫عدلوا من أساليبهم وتخلوا‬ ‫مواجهة غيره من األعداء‪ ،‬ولذا فقد ّ‬ ‫عن كثير من أفكارهم خلوض تلك املعركة‪.‬‬ ‫فهذه احلرب تختلف عن سابقاتها كليا‪ ،‬وإن كنا ال نشك أن اإلسالم‬ ‫سيخرج منها منتصرًا قويًا؛ ألنه قدر اهلل الغالب على أمره‪.‬‬ ‫فاحل��رب تتم دائما على ثالث��ة جوانب‪ :‬اجلانب الفك��ري الثقافي‪،‬‬ ‫واجلانب السياس��ي‪ ،‬واجلانب العس��كري‪ ،‬لكنن��ا نالحظ أن هذه‬ ‫احلرب قد اختفى منها اجلانب السياسي مما يعني أنها حرب إبادة‬ ‫وصراع بقاء ال غير‪ ،‬وأنها لن تهدأ أو تنتهي إال بنهاية أحد األطراف‪.‬‬ ‫وعلين��ا أن ندرك أن ما يتعرض له املس��لمون اليوم ليس��ت حربا‬ ‫عادية‪ ،‬بل هي حرب ضارية‪ ،‬مما يعني أن االشتباك حادث على كل‬ ‫صعيد‪ ،‬والقتال في كل اجلبهات‪ ،‬فالكاتب يحارب بقلمه‪ ،‬والفنان‬ ‫بفن��ه‪ ،‬واملفكر بفكره‪ ،‬والتاجر بتجارته‪ ،‬والعس��كري بس�لاحه‪،‬‬ ‫والسياس��ي بسياس��ته‪ ،‬وهكذا من كل موقع ومن كل صعيد‪،‬‬ ‫وهذا ما نراه اليوم في أرض اإلس�لام؛ حتى أنه ليصعب على املرء‬ ‫أن يحصي سهام الكفر املوجهة صوب العقيدة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ما هو التنصير؟ ومن هم املنصرون؟‬ ‫ونص��ره أي جعله‬ ‫التنصي��ر لغ��ة‪ :‬هو الدخ��ول ف��ي النصرانية ّ‬ ‫نصراني��ا والتنصي��ر هو الدع��وة إل��ى اعتق��اد النصرانية ففي‬ ‫الصحيحني عن أبي هري��رة أن النبي‪ j ‬قال «ما من مولود يولد‬ ‫إال عل��ى الفط��رة فأبواه يهودان��ه أو ينصرانه أو ميجس��انه كما‬ ‫تنت��ج البهيم��ة بهيمة جمعاء هل حتس��ون فيها م��ن جدعاء»‬ ‫والفطرة هنا اإلسالم‬ ‫وأما التنصير اصطالحا‪ :‬فقد تعددت تعريفاته‪:‬‬ ‫منها حتويل البش��رية إلى املسيحية باستخدام جميع الوسائل‬ ‫املتعددة مشروعة أو غير مشوعة‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬هي حركة دينية استعمارية [جاهدة لتبديل دين البشرية‬ ‫إلى املس��يحية] ته��دف إلى نش��ر النصرانية ب�ين األمم اخملتلفة‬ ‫وبني املس��لمني خاصة أو هو اجلهد الكنس��ي الهادف إلى إدخال‬ ‫الش��عوب في النصرانية وتكون هذه الدعوة ب�ين أبناء الديانات‬ ‫االخري وفي أوساط الوثنيني والالدينني وتكون مقرونة بنبذ غيها‬ ‫من الديانات األخري سواء أكانت سماوية أم غير سماوية واضعة‬ ‫نصب أعينها هدفا هو تنصير اجملتمعات ونش��ر املس��يحية في‬ ‫كل بقاع األرض واالستمرار في ذلك النشاط حتى نهاية اخلليقة‪.‬‬ ‫إذن ه��ذا االجتاه الذي يحمل��ه املنصرون يهدفون ب��ه في النطاق‬ ‫االول جماهي��ر املس��لمني لتحويله��م إل��ى النصراني��ة فإن لم‬

‫يك��ن فتحويلهم عن دينهم ول��و إلى االحل��اد والكفر نالحظ ان‬ ‫م��ا يرنوا إلي��ه املنصرون إزاء املس��لمني أن يخرجوهم من دينهم‬ ‫ويزحزحزونهم عنه‪.‬‬ ‫ففي اخلطاب الذي ألقاه البابا ش��نوده في الكنيس��ة املرقصية‬ ‫في االس��كندرية ف��ي صفر ‪ 1393‬ه��ـ املواف��ق ‪1973‬م ذكر فيه‬ ‫يج��ب مضاعف��ة اجلهود التبش��يرية التي وضع��ت وبنيت على‬ ‫أساس هدف اتفق عليه للمرحلة القادمة وهي زحزحة أكبر قدر‬ ‫من املس��لمني عدد منهم والتمك على اال يك��ون من الضرروري‬ ‫اعتناقهم املسيحية فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم‪.‬‬ ‫يزع��م النصارى أن هذا األمر قد صدر لهم من املس��يح حني قال‬ ‫«فاذهب��وا وتلمذوا جميع األمم وعمروهم باس��م األب واالبن وروح‬ ‫الق��دس وعلموه��م أن يحفظ��وا جميع م��ا أوصيتكم ب��ه‪».....‬‬ ‫فبموج��ب هذا األمر كان لزاما أن يس��يروا لتبليغ النصرانية إلى‬ ‫األمم وم��ن هذه األصول اس��تمدت النصرانية مبررات هذه احلركة‬ ‫حتت مسمي «التبشير» هذا املصطلح املشتق من كلمة «إجنيل»‬ ‫في اللغة اليونانية وتعني البشرى ألنه أتى ببشرى اخلالص على‬ ‫يد املس��يح ولذلك ينبغي أن تتوقف مليا ح��ول هذا املصطلح‪.‬‬ ‫لتتعرف على حقيقته وتبيني أيهما أولي باإلطالق وذلك من خالل‬ ‫الواقع وحيثيات املصطلح ذاته‪.‬‬ ‫تبشير أم تنصير؟‬ ‫التبش��ير ف��ي اللغة كما جاء في لس��ان العرب من الش��ر وهو‬ ‫الطالقة يقال بشرته فأبش��ر واستبشر وبشر أي فرح والبشارة‬ ‫املطلق��ة ال تكون إال باخلي��ر وإمنا تكون بالش��ر إذا كانت مغلقة‬ ‫ۡ ُ َ‬ ‫هَّ‬ ‫َّ ذَّ َ َ ۡ ُ ُ َ َ َ َ‬ ‫��ت ٱللِ َو َيق ُتلون‬ ‫��رون ب ِٔاي ٰ ِ‬ ‫كقول��ه تعالى (إِن ٱلِي��ن يكف ۡ‬

‫َ ۡ‬ ‫َّ ّ َ َ رۡ َ ّ َ َ ۡ ُ ُ َ‬ ‫ون ذَّٱل َ‬ ‫ِين يَأ ُم ُرون بِٱلقِ ۡس ِط م َِن ٱنلَّ ِ‬ ‫اس‬ ‫ي ح ٖقَ ويقتل‬ ‫ٱنلب ِ ِ ‍‬ ‫يۧن بِغ َ ِ‬ ‫َ​َ ّ ۡ ُ‬ ‫َ‬ ‫اب أ يِل ٍم ‪)٢١‬آل‪ ‬عمران‪.‬‬ ‫فب رِشهم بِعذ ٍ‬

‫فأص��ل التبش��ير في اللغ��ة‪ :‬االخبار مبا يس��ر ويف��رح لكن حال‬ ‫املبشرين الصليبيني يحمل معني اخر‪.‬‬ ‫حي��ث يخبرن��ا قاموس الكت��اب املقدس عن املبش��ر «تطلق في‬ ‫العهد اجلديد من يعظ ببش��ارة اخلالص تنقال من مكان إلى اخر‬ ‫وال يس��تقر في مكان مخصوص إمنا همه التجول يعظ باإلجنيل‬ ‫ويؤسس الكنائس باسم املسيح»‪.‬‬ ‫فالتبش��ير إذا أطلقه رجال الكنيسة على األعمال التي يقومون‬ ‫به��ا لتنصي��ر الش��عوب غي��ر النصرانية ال س��يما املس��لمون‬ ‫األولى إطالق مصطلح التنصير لألسباب االتية‪:‬‬

‫‪9‬‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬المنصرون (الحلقة األولى)‬

‫• أن اهلل س��ماهم نصارى في أربعة عشر موضعا في القرآن لذا‬ ‫ينبغي أن نقتدي مبا ورد في القران‪.‬‬ ‫ورد النهي الصريح في الس��نة النبوية بتس��مية تغيير الفطرة‬ ‫إلى النصرانية باسم «التنصر» ففي الصحيحني من حديث أبي‬ ‫هريرة أن النبي‪ j ‬قال «ما من مولود إال يولد على الفطرة فأبواه‬ ‫يهودانه أو ينصرانه أو ميجسانه‪ »...‬والفطرة هنا اإلسالم‪.‬‬ ‫التحريف والبطالن‬ ‫• التبشير يصدق على من حمل دينا ساملا من‬ ‫َّ ٓ َ ۡ َ ۡ َ ٰ َ َ ٰ ٗ‬ ‫واهلل تعالى قد وصف نبيه‪ j ‬فقال تعالى (إِنا أرسلنك ش ِهدا‬ ‫شا َونَذ ٗ‬ ‫َو ُمبَ ّ رِ ٗ‬ ‫ِيرا ‪)٨‬الفتح‪ .‬وعيسى عليه السالم كان مبشرا في‬ ‫وقته حيث كان يدعوا إلى الصراط املستقيم‪.‬‬ ‫أما هؤالء النصارى فقد حرفوا دينهم وأدخلوا فيه املعتقدات الفاسدة‬ ‫والشرائع الباطلة ومن ثم فال يستحقون بحال وصف التبشير‪.‬‬ ‫• أن مصطل��ح التنصي��ر أدل عل��ى املعني املقص��ود وعلى املراد‬ ‫من دعوة هؤالء وأما التبش��ير يعدل��ون به عن املصطلح األصلي‬ ‫لترغيب الناس في هذا الدين الباطل‪ .‬س��الكني بذلك كل سبيل‬ ‫للتعمية وخداع املساكني الذي ال يعرفون حقيقة هذه الدعوة‪.‬‬ ‫وم��ن هن��ا ميكننا التعرف عل��ى حقيقة املنصري��ن أنهم أولئك‬ ‫الفئام الذين يروجون للنصراني��ة والفكر التنصيري بغية حتويل‬ ‫الناس عن دينه الس��يما املس��لمونأو على األقل س��لخهم عن‬ ‫عقيدتهم ولو لم يتنصروا‬ ‫تاريخ التنصير (النشأة والتطور وأهم الشخصيات)‬ ‫مجرد الدعوة إلى النصرانية أمر كائن منذ قرون وليس��ت وليدة‬ ‫العص��ر لك��ن التنصير ش��ئ اخر أوس��ع وأكبر يس��تهدف في‬ ‫مضمونه بس��ط الهيمنة النصرانية عل��ى العالم وخاصة من‬ ‫خالل احتالل أراض اإلسالم دون احلاجة إلى سفك الدماء‪.‬‬ ‫وعليه فقد بدأت احلركة التنصيرية بالظهور على إثر االنهزامات‬ ‫التي من��ي بها الصليبيون ط��وال قرنني في بالد اإلس�لام والتي‬ ‫أرى أنها أحد الوس��ائل املتغطرس��ة للتنصير‪ ،‬وملا بدا فشل هذا‬ ‫السالح عدلوا إلى س�لاح اخر وصوال إلى نفس الغرض‪ .‬فعمدوا‬ ‫إل��ى إعداد جملة من أجن��اد املنصرين أوقفوهم حملاربة اإلس�لام‬ ‫وكان��وا مبثابة مبعوث رس��مي للغرب الصليبي��ي وعلى إثر هذه‬ ‫احل��روب أيضا ق��ام البابا أنو س��نت الراب��ع بإنش��اء أول جمعية‬ ‫للتبشير س��نة ‪1253‬م وبعد ذلك بدأ التبشير يتسارع حتى عم‬ ‫كثيرا من أرجاء العالم اإلسالمي‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬

‫أهم مبعوثي التنصير في العالم قدميا وحديثا‬ ‫املل��ك لويس التاس��ع‪ :‬الذي دعا من س��جن باملنصورة إلى حتويل‬ ‫احل��رب الصليبية إلى ح��رب تنصيرية ملواصلة أه��داف احلمالت‬ ‫الصليبية‪.‬‬ ‫روجر بيكون‪ :‬كان أول من دعا إلى ضرورة تعليم اللغة العربية من‬ ‫أجل تنصير املسلمني‪.‬‬ ‫دميون��د لوك‪ :‬أول من تولى التنصير بعد فش��ل احلروب الصليبية‬ ‫وكان كثيرا ما يفد إلى بالد الشام جلالل علماء املسلمني‪.‬‬ ‫البادون دوبتيز‪ :‬حرك ضمائر النصارى منذ عام ‪ 1664‬إلى تأسيس‬ ‫كلية تكون قاعدة لتعليم التبشير املسيحي‪.‬‬ ‫هنري مارتن كان له أيادي طويلة في إرسال املبشرين إلى بالد اسيا‬ ‫الغربية وقد ترجم التوراة إلى الهندية والفاسية واألرمينية‪.‬‬ ‫صموئيل زرمير‪ :‬رئيس ارس��الية التبشير العربية ورئيس جمعية‬ ‫التنصير في الش��رق االوس��ط وكان يتوح إدارة العالم اإلسالمي‬ ‫االجنليزية التي أنشأها عام ‪1911‬م‪.‬‬ ‫لويس ما س��ينيون ق��ام على رعاية التش��ير والتنصير في مصر‬ ‫وكان عض��و مجم��ع اللغة العربي��ة بالقاهرة وكان مستش��ارا‬ ‫لوزارة املستعمرات الفرنسة في شئون شمال افريقيا‪.‬‬ ‫أشهر املنصرين املعاصرين‬ ‫دون ماكري‪ :‬كان أكبر ش��خصية في مؤمت��ر لوزان التنصيري عام‬ ‫‪1974‬م وهو بروتس��تنتي عمل كمنصر في باكستان عام ‪1950‬م‬ ‫مدة عش��رين س��نة ثم عاد ليواصل دراس��ته ف��ي كلية «فولر»‬ ‫إلرس��الية تنصير العال��م وتول��ى إدارة مؤمتر كول��ورادو ‪1978‬م‪،‬‬ ‫وبعد هذا املؤمتر أصبح مديرا ملعهد صمويل زومير الذي يضم إلى‬ ‫جانبه دار للنش��ر وإصدار الدراسات املتخصصة بقضايا تنصير‬ ‫املسلمني مقرها في كاليفورنيا‪ ،‬وهو يقوم بإعداد دورات تدريبية‪،‬‬ ‫إلعداد املنصرين وتأهيلهم(‪.)3‬‬ ‫باب��ا الفاتيكان ج��ون بول الثاني‪ :‬وي��رى بابا الفات��كان أن مصلحة‬ ‫الكنيسة ومصلحة رجال السياسة توجه عموم الشعب املسيحي‬ ‫نح��و خصم جديد يختفي به وجتنده ضد اإلس�لام وهو الذي ميكن‬ ‫أن يق��وم بهذا الدور في املق��ام األول‪ ،‬وكان البابا يوحنا بولس الثاني‬ ‫يق��وم مبغادرة مقره مبع��دل أربع رحالت دولية لكس��ب الصراع مع‬ ‫اإليديولوجات العاملية على رأسها اإلسالم‪ ،‬وتوجد ماليني الدوالرات‬ ‫حتت تصرفه لألنفاق منها على إرس��ال املنصري��ن وإجراء البحوث‬ ‫وعقد املؤمترات والتخطيط لتنصير أبناء العالم الثالث‪.‬‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬المنصرون (الحلقة األولى)‬

‫فيلي��ب مارتيناز‪ :‬ولد عام ‪1948‬م في باب الوادي اجلزائر العاصمة‬ ‫التحق باملدرسة العسكرية وأصبح ظابطا في اجليش الفرنسي‪،‬‬ ‫كما عمل في سلك الشرطة الفرنسية إلى سنة ‪1980‬م‬ ‫اعت��زل وظيفت��ه ليتفرغ كلي��ا للعمل في الكنيس��ة اإلجنيلية‬ ‫عندما قرر إطالق نشاط تنصيري في القارة األفريقية‪ ،‬وقد سافر‬ ‫لهذا الغرض إلى دولة تشاد ومناطق أفريقيا الوسطى حيث جنح‬ ‫في إقامة العديد من املش��اريع التي تساعده في تنصير الفقراء‬ ‫في هذه املناطق‪.‬‬ ‫ه��وج جونس��ن‪ :‬أمريك��ي األصل ومقي��م في اجلزائ��ر العاصمة‬ ‫يش��رف عل��ى رئاس��ة اجلمعي��ة اجلزائري��ة البروتس��تنتية‪ ،‬كان‬ ‫نشاطه التنصيري قدميا في اجلزائر‪ ،‬حيث أوفد من قبل الكنيسة‬ ‫األمريكية إلى اجلزائر سنة ‪1963‬م وكان أول من أقام كنيسة في‬ ‫مدينة تيزي وزو في نفس السنة‪.‬‬ ‫عبد القادر الصامي‪ :‬جزائري من منطقة تيزي وزو تنصر سنة ‪1970‬م‬ ‫على يد جونس��ن‪ .‬متزوج من منصرة سويس��رية متارس نشاطها‬ ‫مع��ه تدع��ى «إيرنا إتوب��ارت»‪ ،‬كان يس��ير كنيس��ة الواضية ثم‬ ‫إنتقل إلى كنيسة قسنطينة البروتستنتية تاركا تولي كنيسة‬ ‫الواضي��ة البنته «تاتيانا» التي أش��ركت زوجه��ا املتنصر «مقران‬ ‫جيالل��ي» معها في املهمة بعدما عادت من سويس��را أين كانت‬ ‫تزاول دراس��تها ف��ي معهد خاص بتكوين املتنص��رات وإلى جانب‬ ‫نش��اطها في الكنيس��ة‪ ،‬فهي تش��رف على روضة األطفال أما‬ ‫زوجها فيزاول نشاطات أخرى كإنشاء اجلمعيات واملراكز الثقافية‪.‬‬ ‫األس��قف هنري تيس��ي‪ :‬تولى مهامه كأسقف لكنيسة اجلزائر‬ ‫الكاثوليكية ‪1928‬م‪ ،‬يقوم بنشاط تنصير سري‪.‬‬ ‫كامي��ف بيار‪ :‬ه��و من موالي��د وج��دة باملغرب األقص��ى‪ ،‬ميارس‬ ‫نش��اطه في كنيس��ة «القلب املقدس» باجلزائر العصمة والتي‬ ‫يس��يرها القس ريتش��ارد‪ ،‬وه��و طبيب أجنبي دخ��ل اجلزائر حتت‬ ‫الغطاء اإلنساني‪.‬‬ ‫س��عيد عزوق‪ :‬أعتنق املس��يحية في منتص��ف األربعينيات من‬ ‫عم��ره وحتول إلى املذه��ب البروتس��تنتي ‪1992‬م‪ ،‬جعل من بيته‬ ‫في ذراع بن خدة لتجمع املنصرين يقيم فيه الصلوات والتعميد‬ ‫وق��راءة اإلجني��ل‪ ،‬ويزعم أن��ه اس��تطاع إدخال ‪ 600‬مس��لم إلى‬ ‫النصرانية منهم زوجته‪.‬‬

‫وسائل إعداد املنصرين‬ ‫اختلفت أس��اليب ووس��ائل التنصير من جيل إل��ى جيل وكذلك‬ ‫طرق إعداد املنصرين اختلفت من زمن إلى آخر‪ .‬ورغم اختالف هذه‬ ‫املناهج اإلعدادية إال أن هناك سياس��ة تهيمن على هذه املناهج‪،‬‬ ‫وهي تصوير الشرق بصورة من التأخر والسوء حتمل طالب التنصير‬ ‫أن يندف��ع في مهمته اندفاعا أعمى‪ ،‬ولق��د أوجدت مدارس لهذه‬ ‫املهمة من��ذ زمن بعيد في روما وباريس وفي طليطلة بأس��بانيا‪.‬‬ ‫وتقوم مواد الدراسة التنصيرية أساسا على درس الكتاب املقدس‪،‬‬ ‫إلى جانب دراس��ات من كتب املستشرقني خاصة ما يتعلق منها‬ ‫باإلس�لام‪ .‬ولم تك��ن مدارس التنصي��ر في بادئ األم��ر تركز على‬ ‫الدراس��ات اإلس�لامية العميقة‪ ،‬وعندما يهيأ دارس لإلرسال إلى‬ ‫بلد إس�لامي أو شرقي يدرس من ديانته وتاريخه ما يهيئه لنجاح‬ ‫دعوته ويكفي أن يعرف من اإلسالم عمومياته وما ميكن أن يهجم‬ ‫به عليه‪ ،‬ويقوم إعداده األساسي على الكتاب املقدس‪ ،‬ثم يتناول‬ ‫درس التاري��خ الذي ميس األحداث التي ج��اءت في العهدين القدمي‬ ‫واجلديد‪ .‬ثم يركز على جملة من املوادإلى جوار ذلك منها‪:‬‬ ‫• اللغة اإلجنليزية‪ :‬األدب والقواعد والقراءة في أمهات الكتب‪.‬‬ ‫• اللغ��ة العربية‪ :‬الق��رآن الكرمي‪ ،‬احلديث النب��وي‪ ،‬اآلراء املذهبية‪،‬‬ ‫عقيدة اإلسالم والرد على اإلسالم بدراسة كتب املستشرقني‪.‬‬ ‫• اللغة اليونانية‪ :‬لدراسة اإلجنيل وتستغرق ثالثة أعوام متتالية‪.‬‬ ‫• اللغة العبرية‪ :‬لدراسة التراث وتستغرق أيضا ثالثة أعوام متتالية‪.‬‬ ‫• مقارنة األديان‪ :‬مع التركيز على تزيني صورة املسيحية‪ ،‬وتشويه‬ ‫اإلسالم وأبطاله‪.‬‬ ‫• مقدمات الكتاب املقدس‪ :‬وهي دراسة عن أسفاره وحوادثها‪.‬‬ ‫• تفسير الكتاب املقدس‪.‬‬ ‫• تاريخ الكنيس��ة‪ :‬دراس��ة للعالم عند ظهور املسيحية وحتى‬ ‫القرن اخلامس عشر‪.‬‬ ‫• التاريخ القدمي‪ :‬وهي دراسة األمم التي عاصرة األمة العبرانية بدا‬ ‫من حياة الكلدانيني‪.‬‬ ‫• علم الوعظ‪ :‬ويراد به تعليم طريقة الوعظ والتأثير في السامع‪.‬‬ ‫• علم الرعوية‪ :‬أو رعاية الكنيسة والذين يتبعونها‪.‬‬ ‫• علم املنطق‪.‬‬ ‫• علم النفس‪.‬‬ ‫• علم اخلطابة‪.‬‬ ‫• الفلسفة‪ :‬وهي تدرس فلسفة عامة‪ ،‬ولكنها تتركز في اجلوانب‬ ‫اإللهية في الفكر البشري حتى ظهور املسيحية‪.‬‬ ‫• سياسة الكنيس��ة‪ :‬هي دراسة فقهية عن الشريعة وعالقات‬ ‫األفراد واجملتمعات‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬المنصرون (الحلقة األولى)‬

‫األساليب والوسائل التي تبعها املنصرون في العلن واخلفاء‬ ‫لقد عمد القوم إلى جملة من الوسائل واألساليب إلذكاء احلرب‬ ‫وإح��كام اخلط��ة حتى تؤت��ي ثماره��م اخلبيثة تلك الثم��ار التي‬ ‫س��رعان ما أينعت كدرا في بالد اإلسالم هذه األساليب اعتمدت‬ ‫على طبيعة تلك البالد الفقيرة وبس��اطة أهلها من ناحية ومن‬ ‫ناحية اخري اختزلت كل وس��ائل املكر واخلداع والعداوة الظاهرة‬ ‫والباطن��ة وصوال إلى الهدف املنش��ود وهو اخماد ثائرة اإلس�لام‬ ‫واستئصال تأمنة لذلك عمدوا إلى منطني من الوسائل‪:‬‬ ‫النم��ط األول‪ :‬التنصي��ر الصري��ح ويحت��وي عل��ى نوع�ين هما‬ ‫التنصير العلمي القائم على النقاش والسفسطه والتشكيل‬ ‫ث��م التنصير القس��ري املتمثل في احل��روب الصليبية ومحاكم‬ ‫التفتي��ش واختط��اف االطفال وهن��اك العديد من املؤسس��ات‬ ‫واجلمعيات التي تدعم هذا النشاط‪.‬‬ ‫والنمط الثاني‪:‬هو ذلك النمط املتخفي الس��ري الذي يعتمد على‬ ‫جملة من الوسائل املتعددة والتي نقدم لها في هذا العرض اخملتصر‪:‬‬ ‫‪ -1‬التدف��ق املال��ي املنظم والدائم وه��و العم��ود احلامل لبقية‬ ‫الوس��ائل فباملال تتوف��ر له��م كل الغايات‪ .‬وتع��د الكوارث من‬ ‫فيضان��ات ومجاع��ات وزالزل فرصة ذهبية لهم يج��ب أن تنتهز‬ ‫بقواف��ل اإلغاثة واملس��اعدات الغذائي��ة تتقدمها اإلرس��اليات‬ ‫الطبي��ة مدجج��ة باألدوي��ة واملستش��فيات املتنقل��ة‪ ،‬وه��ذه‬ ‫الوسيلة من أخبث وأسرع أساليب املبشرين لتحقيق أهدافهم‬ ‫التنصيرية في صفوف املسلمني الفقراء‪ .‬يقول موريسون‪( :‬نحن‬ ‫متفق��ون بال ريب على أن الغاية األساس��ية من أعمال التنصير‬ ‫بني مرضى العيادة اخلارجية في املستش��فيات أن نأتي بهم إلى‬ ‫املعرفة املنقذة‪ .‬معرفة ربنا يس��وع املسيح‪ ،‬وأن ندخلهم أعضاء‬ ‫عاملني في الكنيسة)‪.‬‬ ‫ويقول بول هايس��ون في كتابه ((الطبيب في بالد العرب))‪( :‬لقد‬ ‫وجدنا نحن في بالد العرب لنجعل رجالها ونسائها نصارى)‬ ‫لذا يسعى املنصرون لبذل اخلدمات الطبية وخاصة في األوساط‬ ‫الفقيرة‪ ،‬استغالال حلاجة الناس وعوزهم‪ ،‬ومن خالل هذه اخلدمات‬ ‫يحاولون حتقيق أهدافهم التنصيرية‪.‬‬ ‫‪ -2‬تشييد القرى الكبيرة لألطفال البؤساء حول العالم‪ ،‬والعمل‬ ‫جار منذ األربعينيات وأجنز منها اليوم ‪ 371‬قرية محضرة بأحدث‬ ‫التجهيزات العلمية والطبية والتنصيرية‪.‬‬ ‫‪ -3‬االهتم��ام الفائ��ق باملعرف��ة والتعليم‪ :‬وباس��تغالل التعليم‬

‫‪12‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬

‫يت��م التنصي��ر‪ ،‬فبن��وا امل��دارس واجلامع��ات وري��اض لألطف��ال‪.‬‬ ‫ودب��روا ف��رص املن��ح الدراس��ية الغالية ف��ي أحض��ان جامعات‬ ‫دول الكفــ��ر‪ ،‬فتأثــرت عقليــة ونفس��يــة أبنـاء املس��لمني‪،‬‬ ‫فعادوا إلى أوطانهم بدناء متعكرين مشوشني بالثقافة الغربية‪.‬‬ ‫وأنش��ئت املكتبات التبش��يرية وأصبحت الصحافة التلفزيونية‬ ‫واإلذاع��ة فى كثي��ر من الدول اإلس�لامية حصرية عليهم من غير‬ ‫رقيب فتمكنوا من نش��ر اجملالت اخلليعة والكتب العابثة والبرامج‬ ‫التلفزيونية الفاس��دة‪ ،‬الس��اخرة من علماء الدي��ن واجلاهدة على‬ ‫إفس��اد املرأة املس��لمة ومحاربة اللغة العربية‪ .‬كما أقاموا املراكز‬ ‫والدور لتوزيع الكتيبات في شتى املوضوعات وقد طبعوا عام ‪2000‬م‬ ‫(‪ 88600‬كتاب) كل يطبع مئات اآلالف من النسخ هذا فضالً أنه طبع‬ ‫‪ 53‬مليون نسخه من اإلجنيل غالبها يوزع على املسلمني مجاناً‪.‬‬ ‫‪ -4‬خدم��ة اجملتم��ع ورعايت��ه‪ :‬وتتلخ��ص ف��ي جتهي��ز الداخليات‬ ‫والبيوت��ات ف��ى احل��واري واألزق��ة للطلب��ة الفقراء م��ن الذكور‬ ‫واإلن��اث‪ ،‬وفي تبني حركة األندية الترفيهية والرياضية املش��بوة‬ ‫وتزويدها باملس��ابح واملراق��ص‪ ،‬واالهتمام باملالج��ئ للكبار ودور‬ ‫لليتامى واللقطاء‪ ،‬وإنش��اء مخيمات الكش��افة التي تس��تغل‬ ‫أفضل اس��تغالل في التنصي��ر‪ ،‬وزيارة املس��جونني واملرضى في‬ ‫املستشفيات وتقدمي الهدايا واخلدمات لهم‪.‬‬ ‫‪ -5‬والتروي��ج لفكرة تنظيم النس��ل بني املس��لمني‪ ،‬والتفنن في‬ ‫صناع��ة العقاقير القاتلة لألجنة واألجه��زة الصناعية املتعددة‬ ‫واملتخصصة فى منع احلمل وبيعها بأقل من سعر تكلفتها‪ ،‬فى‬ ‫مقابلة تشجيع اإلكثار من نسل النصارى‪.‬‬ ‫في اجتماع البابا شنودة‪ ،‬في ‪1973/3/5‬م مع القساوسة واألثرياء‬ ‫في الكنيسة املرقسية باإلسكندرية طرحوا‪ ،‬حترمي حتديد النسل‬ ‫أو تنظيمه بني ش��عب الكنيسة‪ ،‬وتش��جيع اإلكثار من النسل‬ ‫بوض��ع احلوافز وباملقابل حتديد النس��ل بني املس��لمني‪ ،‬علما ً بأن‬ ‫أكث��ر من ‪ %65‬من األطباء القائمني عل��ى اخلدمات الصحية هم‬ ‫من ش��عب الكنيس��ة‪ ،‬وهي وس��يلة طاملا حلم أعداء اإلس�لام‬ ‫بتحقيق مآربهم القبيحة عن طريقها‪،‬‬ ‫‪ -6‬إقام��ة املراقص بالقرب من املس��اجد الس��تقطاب الش��باب‬ ‫املس��لم‪ ،‬خصوصا ًَ في البلدان التي تسمح قوانينها بذلك مثل‬ ‫نيجيريا‪ ،‬وهو أس��لوب عرف لهم عبر التاريخ فقد كان ابن خطل‬ ‫يهج��و النبي صلى اهلل عليه وس��لم ويس��به وكانت له قينتان‬ ‫تغنيان بهجاء النبي صلى اهلل عليه وسلم واملسلمني‪.‬‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬المنصرون (الحلقة األولى)‬

‫‪ -7‬إذكاء نار احلروب والفنت والضغائن إلضعاف ش��وكة الشعوب‬ ‫اإلسالم فى املدينة‬ ‫اإلس�لامية‪ ،‬وهو مسلك س��لكته يهود قبل‬ ‫(‪ ...‬و َأ ۡل َق ۡي َنا بَ ۡي َنه ُمُ‬ ‫َ‬ ‫تعالـــ��ى‬ ‫املن��ورة بني األوس واخل��زرج‪ ،‬قـــال‬ ‫َ‬

‫ۡٱل َع َ َ َ َ بۡ َ ۡ َ ٓ َ ىَ َ ۡ ۡ َ َ لُ َّ َ ٓ ۡ َ ُ ْ َ ٗ ّ ۡ َ ۡ‬ ‫ب‬ ‫��دٰوة وٱلغض��اء إ ِ ٰل يو ِم ٱلقِيٰمةِۚ كما أوق��دوا نارا ل ِلحر ِ‬ ‫َ ۡ َ َ َ هَّ ُ‬ ‫أطفأها ٱللۚ ‪)٦٤... ‬المائدة‬

‫‪ -8‬إيج��اد منصري��ن من بني املس��لمني من أنفس��هم‪ ،‬وتكثيف‬ ‫زي��ارات املنص��رات لبيوت املس��لمني واالجتماع بالنس��اء وتوزيع‬ ‫املؤلفات والكتب التنصيري��ة عليهن واللُعب والهدايا لألطفال‪.‬‬ ‫وتدريب العاملني في السفارات وغيرها على التنصير واستغالل‬ ‫العامل�ين النص��ارى ف��ي اجملتمع��ات املس��لمة عل��ى مختلف‬ ‫مستوياتهم العملية‪.‬‬ ‫‪ -9‬إنش��اء الكتل البرملانية وحتزيب األح��زاب النيابية واملنظمات‬ ‫صاحب��ة املناه��ج اخملالفة لإلس�لام تخ��دم أغراضه��م وتصرف‬ ‫املسلمني عن دينهم‪.‬‬ ‫تبغيض صورة العربي وتش��ويهها‪ :‬و ترويج أن العرب شهوانيون‪،‬‬ ‫متكبرون‪ ،‬ال يحترمون املثل‪ ،‬عاجزون عن مسايرة احلضارة احلديثة‬ ‫ومبادئ املساواة‪.‬‬ ‫‪ -10‬امل��دارس واملعاهد واجلامعات املفتوح��ة للنصارى ولغيرهم‪،‬‬ ‫وتتميز مبناهجها التنصيرية املباش��رة وغير املباش��رة‪ ،‬وتكثيف‬ ‫الطابع النصراني الغربي‪ ،‬بحيث يألفه الدارسون وال ينكرونه‪.‬‬ ‫ويق��ول زومي��ر‪( :‬إن أه��م األس��اليب إل��ى تدمي��ر أخالق املس��لم‬ ‫وشخصيته ميكن أن يتم بنشر التعليم العلماني)‪.‬‬ ‫ويق��ول في موض��ع آخر‪( :‬ما دام املس��لمون ينف��رون من املدارس‬ ‫املس��يحية فال بد أن ننش��ئ له��م املدارس العلمانية ونس��هل‬ ‫االلتح��اق به��ا‪ ،‬هذه املدارس التي تس��اعدنا عل��ى القضاء على‬ ‫الروح اإلسالمية عند الطالب)‪.‬‬ ‫لذلك انتشرت املدارس التبشيرية في أنحاء العالم اإلسالمي عامة‪،‬‬ ‫وف��ي اخلليج عل��ى وجه اخلصوص حتى أن دول��ة اإلمارات يوجد بها‬ ‫عشر مدارس تبشيرية ظاهرة وما كان في اخلفاء فاهلل أعلم به‪.‬‬ ‫وانتشرت اجلامعات التي يديرونها منصرون في العالم اإلسالمي‬ ‫كاجلامعات األمريكية في القاهرة وبيروت واستانبول‪.‬‬ ‫‪ -11‬الوس��ائل اإلعالمي��ة مث��ل اجمل�لات والصح��ف‪ ،‬واإلذاع��ات‪،‬‬ ‫والفضائيات التي تتميز باإلغراء‪ ،‬ومراعاة ما يجذب الناس خاصة‬ ‫فئة الشباب‪.‬‬

‫‪ -12‬البعثات العلمية املتبادلة بني اجملتمعات النصرانية وغيرها‪،‬‬ ‫بحج��ة التخص��ص والدراس��ة امليداني��ة‪ ،‬وعادة م��ا تتميز هذه‬ ‫البعثات باملكث الطويل في البالد واملراكز النصرانية‪ ،‬واالحتكاك‬ ‫الكثير بني املنصرين واآلخرين املراد تنصيرهم‬ ‫‪ -13‬املناظرات العلمية‪ ،‬والدينية‪ ،‬واحلضارية‪ ،‬حتى لو لم تكن نتيجة‬ ‫ه��ذه املناظرات لصاحلهم‪ ،‬ألنهم يعدونها فرصة للتش��كيك في‬ ‫املسلَّمات والثوابت العلمية والدينية واحلضارية؛ األمر الذي يضعف‬ ‫َ‬ ‫الثقة فيها لدى العوام ؛ فيسهل اختراقهم وغزوهم فكريا‪.‬‬ ‫‪ -14‬الدراس��ات االستش��راقية وه��ي إحدى الوس��ائل الفكرية‬ ‫للتنصير‪ ،‬حيث يحارب املستشرقون اإلسالم بنوع من العقالنية‬ ‫الظاهرة مخلصني للكنيس��ة‪ ،‬كما كانت الكنيسة مصدر رزق‬ ‫وفي��ر لعلمائه��ا‪ ،‬منكلة بكل م��ن يحاول أن يكت��ب منهم عن‬ ‫اإلسالم مبوضوعية أو إنصاف‪.‬‬ ‫‪ -15‬االش��تراك في وضع املناهج التعليمية في بالد املس��لمني‪،‬‬ ‫وهذه وس��يلة خفية ال ينتب��ه لها الكثيرون‪ ،‬حي��ث يركزون في‬ ‫ه��ذه املناهج على وضع ف��روع من العلوم النظري��ة والترفيهية‬ ‫مهمش�ين بذل��ك العل��وم التطبيقي��ة؛ للحيلول��ة دون تكوين‬ ‫جيل مس��لم ق��ادر على النهوض باألمة‪ ،‬إضاف��ة إلى ما تعج به‬ ‫ه��ذه املناهج من األخط��اء والتج��اوزات العقدي��ة‪ ،‬والتاريخية‪،‬‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬واحلضارية ولعلنا في هذه األيام نشهد ذلك واقعا‬ ‫فيما رأيناه في منهج التربية الوطنية من حتريف ظاهر‪.‬‬ ‫‪ -16‬البث اإلذاعي والتلفزيوني وذلك ملا لوس��ائل اإلعالم من تأثير‬ ‫بال��غ على الناس‪ ،‬األمر ال��ذي جعل املنصرين يرك��زون على هذه‬ ‫الوس��ائل لغزو قلوب الناس وعقولهم‪ .‬وقد وافق الفاتكان على‬ ‫مش��روع إقامة أكبر محطة تبشير تلفزيونية للتبشير بتعالىم‬ ‫اإلجني��ل إل��ى بقاع العالم‪ ،‬والس��يما ف��ي أفريقيا وآس��يا؛ حيث‬ ‫الكثافة السكانية اإلسالمية العالية‪.‬‬ ‫‪ -17‬اس��تغالل املناصب السياس��ية واإلعالمي��ة‪ :‬بالرغم من أن‬ ‫الكنيس��ة ترف��ع ش��عار االبتعاد ع��ن السياس��ة إال أنها تدفع‬ ‫بالرهبان والقس��س لتقلد املناصب السياس��ية‪ ،‬ليتس��نى من‬ ‫خاللها خدم��ة التنصير‪ ،‬ففي خمس��ة دول إفريقية هي‪ :‬توغو‪،‬‬ ‫بن�ين‪ ،‬الكونغو‪ ،‬الغاب��ون‪ ،‬زائير‪ .‬يترأس اجملال��س النيابية في هذه‬ ‫البلدان قسس ورهبان‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬المنصرون (الحلقة األولى)‬

‫‪ -18‬األدب التنصي��ري‪ :‬ويش��مل كل فن��ون األدب‪ :‬كالقص��ة‪،‬‬ ‫واملس��رحية‪ ،‬والقصي��دة‪ ،‬واخلاط��رة‪ ،‬والنص��وص الس��نيمائية‪،‬‬ ‫واملقالة‪ ،‬وكلها حتمل رسالة مفادها‪ :‬اعتناق النصرانية والتنفير‬ ‫من اإلسالم‪.‬‬ ‫وق��د حذر األديب جنيب الكيالني ّ‬ ‫(حذر م��ن األدب التنصيري الذي‬ ‫اس��تخدم اإلمكان��ات الفن ّية بده��اء وحنكة بالغ�ين‪ ،‬فمزجت‬ ‫فنونه الس��م بالدس��م‪ ،‬وجلأت إلى التلميح ب��دال ً من التصريح‪،‬‬ ‫واس��تخدمت الرمز وألوان اإلثارة والتش��ويق‪ ،‬ون��أت بجانبها عن‬ ‫السرد األجوف‪ ،‬والتعبير املباشر اململ‪ّ ،‬‬ ‫ووظفت اإليحاءات توظيفا ً‬ ‫ماكراً‪ ،‬ورسمت حركة احلياة واألفراد وأمناط السلوك رسما ً يتّفق‬ ‫ومعتقداتها)‪.‬‬ ‫واألدب التنصي��ري الغربي ليس في احلقيقة مجرد تبيان حملاس��ن‬ ‫أخالق املنصرين والقساوسة والرهبان فحسب‪ ،‬ولكن هناك ما هو‬ ‫أخطر من هذا التصور؛ إذ يهدف هذا األدب إلى أمرين خطيرين هما‪:‬‬ ‫‪ .1‬تش��ويه صورة اإلس�لام والنيل منه‪ ،‬وتوهني عرى االلتقاء بني‬ ‫املسلم وتراثه العقدي والسلوكي‪.‬‬ ‫‪ .2‬التمهي��د ملفاهي��م غربي��ة أش��د التصاق��ا ً باالجت��اه الديني‬ ‫النصراني‪ ،‬ولعل هذا يفس��ر الس��لوك الغربي املنافي لعقيدتنا‬ ‫في السهرات واالختالط‪ ،‬وجتاهل القيام بالفرائض‪ ،‬والتخلي عن‬ ‫السنن واآلداب اإلسالمية‪.‬‬ ‫و(روس��و) و(فولتير)‬ ‫وقدميا ً كتب كل من (إس��كندر دوين) و(بريدو)‬ ‫ّ‬ ‫قصصا ً تنصيرية أوس��عوا اإلسالم وأش��بعوه فيها سبا ً وقذفاً‪،‬‬ ‫ولنس��مع ما قاله توفي��ق احلكيم عن مس��رحية (محمد) التي‬ ‫كتبها (فولتير) حيث قال‪« :‬قرأت قصة فولتير التمثيلية (محمد)‬ ‫فخجل��ت أن يكون كاتبها معدودا ً م��ن أصحاب الفكر احل ّر؛ فقد‬ ‫��ب فيها النبي صلى اهلل عليه وسلم سبا ً قبيحا ً عجبت له‪،‬‬ ‫َ‬ ‫س ّ‬ ‫وم��ا أدركت له علة؛ لكن عجبي لم يطل؛ فقد رأيته يهديها إلى‬ ‫الباب��ا (بنوا الرابع عش��ر)»‪ ،‬ويضيف توفيق احلكي��م‪« :‬لقد قرأت‬ ‫فيما بعد ر َ ّد البابا على فولتير فألفيته ر ّدا ً رقيقا ً ك ِّيس��ا ً ال يشير‬ ‫بكلمة واحدة إلى الدين‪ ،‬وكله حديث في األدب»‪.‬‬ ‫‪ -19‬بناء أكبر عدد من الكنائس في البالد اإلس�لامية واالهتمام‬ ‫مبظهره��ا‪ ،‬حتى ف��ي األماكن الت��ي ال يعيش فيه��ا أي نصراني‪،‬‬ ‫لتك��ون مكان��ا ً ينطلق من��ه العم��ل التنصيري ف��ي املنطقة‪،‬‬ ‫ولتحقق بعض ما أنش��ئت م��ن أجله ولذلك يح��رص املنصرون‬ ‫أن تكون مباني الكنائس واإلرس��اليات واملدارس ش��اهقة غريبة‬

‫‪14‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬

‫املظهر حتى تؤثر في عقول الزائرين وفي عواطفهم وخياالتهم‪،‬‬ ‫إن ذلك في اعتقاد املنصرين يقرب غير النصارى إلى النصرانية‪.‬‬ ‫‪ -20‬اإلس��اءة إلى الثوابت كالقرآن الكرمي والنبي الكرمي‪ j ‬فهم‬ ‫يس��تخدمون ذلك كأس��لوب يقيس��ون ب��ه نس��بة الغيرة عند‬ ‫املسلمني‪ ،‬ومعرفة من تأخذه العاطفة ممن دخل في نصرانيتهم‪،‬‬ ‫ففي اليمن وف��ي محافظة إب‪ /‬مديرية جبلة وفي مستش��فى‬ ‫جبل��ة بالذات ح��دث عام ‪1419‬ه��ـ متزيق للمصاح��ف ووضعت‬ ‫أوراقه��ا في أماكن جنس��ة‪ ،‬وال��ذي قام بهذا بعض م��ن ارتد عن‬ ‫اإلس�لام وتنصر‪ ،‬على يد جماع��ة من املنصرين الذين ينش��رون‬ ‫التنصير في اليمن حتت غطاء اخلدمات الطبية وتقدمي العون من‬ ‫العالج اجملاني أو الرخيص‪.‬‬ ‫وق��د انتهت هذه القصة بقضية قتل مش��هورة حيث قام رجل‬ ‫بقتل الرجل واملرأة األمريكيني‪.‬‬ ‫أهداف التنصير‬ ‫إن الباح��ث ف��ي أهداف التنصي��ر يجد أن هن��اك أهدافا معلنة‬ ‫ظاهرة وأخري حقيقي��ة يوضحها أقواله��م وأفعالهم فالغاية‬ ‫مكش��وفة يجاهر بها الساس��ة ورجال الدين والفكر واالقتصاد‬ ‫كم��ا يحاول بع��ض هؤالء أن يكن��وا حقيق��ة أهدافهم بضروب‬ ‫م��ن املراوغة التي تلبس ث��وب الدعاوي العريضة مثل الرس��الة‬ ‫االنسانية ونشر احلضارة وبث املدنية والنهوض والتقدم وعلى إثر‬ ‫ذلك بذلوا جهودا مضنية لتحقيق األهداف املرس��ومة للخطط‬ ‫ضخمة فقط للصد عن دين اهلل تعالى‬ ‫التنصيرية وبذلوا أمواال‬ ‫َ‬

‫َّ ذَّ َ َ َ ُ ْ ُ ُ َ‬ ‫هَّ‬ ‫ون أ ۡم َوٰل َ ُه ۡم يِلَ ُص ُّدوا ْ َعن َ‬ ‫ب‬ ‫��‬ ‫س‬ ‫(إِن ٱلِي��ن كفروا ينفِق‬ ‫يل ٱللِۚ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َۡ َ ِ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ ُ َّ َ ُ ُ‬ ‫س ٗة ث َّم ُيغلبُ‬ ‫��ونۗ َو ذَّٱلِينَ‬ ‫��ون َعلَ ۡيه ۡم َح رۡ َ‬ ‫فس��ين ِفقونها ثم تك‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ُ ٓ ْ ىَ ٰ َ َ َّ َ حُ ۡ رَ ُ َ‬ ‫كفروا إِل جهنم يشون ‪)٣٦‬األنفال‪.‬‬ ‫وكانت هذه األهداف في جملتها كاالتي‪:‬‬ ‫‪ )1‬القضاء على اإلسالم في نفوس املسلمني‪:‬‬ ‫يقول زومير في مؤمتر تبش��يري أقيم بالق��دس عام ‪1928‬م والذي‬ ‫جم��ع في��ه خالصة أعم��ال املبش��رين ف��ي العالم اإلس�لامي‪:‬‬ ‫(‪ ...‬مهم��ة التبش��ير التي ندبتك��م دول املس��يحية للقيام بها‬ ‫في البالد احملمدية‪ ،‬ليس��ت إدخال املس��لمني في املسيحية‪ ،‬فإن‬ ‫هذا هداي��ة لهم وتكرمي‪ ،‬وإمنا مهمتكم أن تخرجوا املس��لم من‬ ‫اإلس�لام ليصب��ح مخلوقا ً ال صل��ة له ب��اهلل‪ ،‬وبالتالي فال صلة‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬المنصرون (الحلقة األولى)‬

‫تربط��ه باألخ�لاق الت��ي تعتمد عليه��ا األمم في حياته��ا‪ ،‬وبذلك‬ ‫تكون��ون أنتم بعملك��م هذا طليع��ة الفتح االس��تعماري في‬ ‫املمالك اإلسالمية)‪.‬‬

‫َ َّ َ‬ ‫(ود كثِري‪ّ ٞ‬م ِۡن‬ ‫َوقد أخبرنا بذلك العليم احلكيم في قوله تعالى‪:‬‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ َ ٰ َ ۡ َ ُ ُّ َ ُ ّ ۢ َ ۡ َ ٰ ُ ۡ ُ َّ ً َ َ ٗ‬ ‫��ل ٱلكَِت‬ ‫أه‬ ‫ب لو يردونكم ِمن بع ِد إِيمن ِكم كفارا حس��دا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي ل َ ُه ُم حۡ َ ُّ‬ ‫سهم ّ ِم ۢن َب ۡع ِد َما تَبَ نَّ َ‬ ‫ّ ۡ‬ ‫ٱلقۖ‪)... ‬ابلقرة‬ ‫مِن عِن ِد أنف ِ ِ‬ ‫‪ )2‬التمهيد لالستعمار‪:‬‬ ‫ويتض��ح ذلك من حدي��ث زومير الس��ابق ذكره ف��ي الهدف األول‬ ‫ح�ين قال‪( :‬وبذل��ك تكونون أنت��م بعملكم ه��ذا طليعة الفتح‬ ‫االستعماري في املمالك اإلسالمية)‪.‬‬ ‫‪ )3‬القضاء على وحدة العالم اإلسالمي‪:‬‬ ‫يقول املبش��ر لورانس براون‪( :‬إذا احتد املس��لمون في امبراطورية‬ ‫عربي��ة أمكن أن يصبحوا لعنة عل��ى العالم وخطراً‪ ،‬أو أمكن أن‬ ‫يصبحوا أيضا ً نعمة‪ ،‬أما إذا بقوا متفرقني‪ ،‬فإنهم يظلون حينئذ‬ ‫بال وزن وال تأثير) ويقول القس سيمون‪( :‬إن الوحدة اإلسالمية جتمع‬ ‫آمال الش��عوب اإلسالمية‪ ،‬وتساعد على التملص من السيطرة‬ ‫األوروبي��ة‪ ،...‬ويجب أن نحول بالتبش��ير مجاري التفكير في هذه‬ ‫الوحدة حتى تستطيع النصرانية أن تتغلغل في املسلمني)‪.‬‬ ‫لذلك جندهم يس��عون جاهدي��ن إلثارة الف�تن‪ ،‬وخلخلة الصف‬ ‫اإلس�لامي‪ ،‬والبالد املس��لمة‪ ،‬وإلثارة الفنت الطائفي��ة‪ ،‬ويذكر أن‬ ‫زومير اندس بني طلبة األزهر في زي طالب علم وأخذ يوزع نشرات‬ ‫تثير الفتنة بني املسلمني واألقباط عام ‪1919‬م‪.‬‬ ‫‪ )4‬محاولة وقف انتشار اإلسالم‪:‬‬ ‫ي��درك قادة الغرب أن اإلس�لام قوة غالبة‪ ،‬وأن��ه متى عرض على‬ ‫الناس عرفوا فيه احل��ق والهدى‪ ،‬فيقبلون عليه‪ ،‬ويقبلونه‪ ،‬لذلك‬ ‫فهم يحاربون اإلس�لام خش��ية توس��عه وانتش��اره‪ ،‬ويسلكون‬ ‫لذلك كل السبل فتراهم في الوقت الذي يهدمون فيه الكنائس‬ ‫في الغرب‪ ،‬يس��ارعون في إنفاق األموال الطائلة لبنائها في بالد‬ ‫املس��لمني‪ ،‬وأما عن بالدهم فيس��عون جاهدين لتش��ويه صورة‬ ‫اإلس�لام واملس��لمني في نظر الش��عوب األوروبية‪ ،‬سالكني كل‬ ‫طريق��ة ممكنة في ذلك‪ ،‬كنش��ر املعلومات املغلوط��ة عن ديانة‬ ‫اإلس�لام وأتباع��ه س��عيا ً بذلك لتعمي��م صورة منطي��ة واحدة‬

‫مش��وهة عن اإلس�لام وأهله وعلى رأس��هم رمز اإلس�لام نبينا‬ ‫محمد صلى اهلل عليه وس��لم‪ ،‬وما أمر الرس��وم الكاريكاتورية‬ ‫الدمناركية عنا ببعيد‪.‬‬ ‫‪ )5‬بث الهزمية النفسية بني املسلمني‪:‬‬ ‫أدرك املستش��رقون عظم��ة الثقافة اإلس�لامية وما تكس��به‬ ‫ألفراده��ا م��ن ق��وة وع��زة وثق��ة‪ ،‬فوجه��وا س��هامهم نحوها‪،‬‬ ‫يش��وهونها ويحطون من ش��أنها حتى يتخاذل املسلمون عنها‬ ‫وعن الدفاع عن دينهم‪.‬‬ ‫‪ )6‬خدمة الصهيونية العاملية‪:‬‬ ‫املس��تعرض لتاري��خ املنصرين يج��د أنهم عقدوا ع��دة مؤمترات‬ ‫الغتصاب فلسطني وتسليمها لليهود‪ ،‬وإماتة الروح اإلسالمية‬ ‫عند املسلمني‪ ،‬فكان هدف املنصرين‪ :‬القضاء على وحدة اإلسالم‪،‬‬ ‫وهدف اليه��ود‪ :‬إقامة دولتهم وهيكلهم املزعوم‪ ،‬ووس��يلتهما‪:‬‬ ‫اخلديعة واملكر والتجسس‪ ،‬والوقيعة بني املسلمني‪.‬‬ ‫‪ )7‬الربح املادي واملكسب التجاري‪:‬‬ ‫وه��ذا هدف ال ينفك عن الغرب أبداً‪ ،‬وذلك لثقافتهم التي ترتكز‬ ‫على املادة‪ ،‬فنجد أن من أهداف املنصرين االس��تيالء على خيرات‬ ‫املسلمني (مبا يصدرون لهم من وسائل الترف والزينة‪ ،‬ومبا يسهل‬ ‫لهم سبالً محرمة متتص مختلف طاقاتهم الفكرية واجلسدية‬ ‫والنفسية)‪.‬‬ ‫وإلى هنا نكون قد انتهينا من هذه احللقة من دراستنا حول التنصير‬ ‫واملنصري��ن على أن نواصل كش��ف مخططاته��م وبيان مكامن‬ ‫العداوة في احللقة القادمة من العدد القادم إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬ ‫وصلى اهلل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫رد على من بدل دين المسيح‬

‫لك‪ :‬الجواب الصحيح فى ال‬ ‫قرأت‬

‫كتاب‬

‫الجواب الصحيح‬

‫د على من بدل دين المسيح‬ ‫فى الر‬ ‫لشيخ اإلسالم بن تيمية‬

‫بقلم أ‪ .‬محمود الصاوي‬

‫إن احلمد هلل تعالى نحمده ونس��تعينه ونس��تغفره ونعوذ‬ ‫باهلل من شرور أنفس��نا ومن سيئات أعمالنا من يهده اهلل‬ ‫فال مضل له ومن يضلل فال هادى له وأشهد أن ال اله إال اهلل‬ ‫وحـده ال ش��ريك له وأش��هـد أن محمـد عبـده ورسولـه‪...‬‬ ‫أما بعد‪...‬‬ ‫نق��دم إلخوانن��ا القراء في ه��ذا العدد اجلدي��د كتاب جديد‬ ‫م��ن تراثنا اإلس�لامي وهو كتاب حقيق بالعرض والدراس��ة‬ ‫والتحلي��ل وه��و كالع��ادة يأت��ي وص�لا للب��اب الس��ابق‬ ‫«هؤالء‪ ‬أعداؤك» وقد عاجلنا في هذا العدد موضوع التنصير‬ ‫فكان من املناس��ب أن نعرض لكت��اب «اجلواب الصحيح ملن‬ ‫بدل دين املس��يح» وهو في احلقيقة مؤل��ف فذ في بابه قل‬ ‫أن جت��د له نظير لعبقري من عباق��رة الزمان ورجل من أجناد‬ ‫اإلس�لام الذين جاهدوا أعداءه بالس��يف والس��نان واحلجة‬ ‫والبرهان هو شيخ اإلسالم بن تيمية رحمه اهلل تعالى‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬

‫املــؤلــف‬ ‫هو ش��يخ اإلس�لام احلبر الفهامة والعالمة اجلهبذ الكبير‬ ‫تقي الدين أحمد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن عبد‪ ‬اهلل‬ ‫ابن أبى القاس��م ب��ن اخلضر النمي��ري احلراني أب��و العباس‬ ‫املعروف بابن تيمية رحمه اهلل‪.‬‬ ‫كان رحم��ه اهلل تعالى منوذجا ً للداعية احلصيف الذى يفقه‬ ‫مقتضي��ات عصره وعلومه فقد جمع رحمه اهلل تعالى بني‬ ‫غزارة العلم وعمق الفهم واإلحاطة بعلوم الشريعة وكذلك‬ ‫اإلحاطة بعلوم امللل والنحل السيما دين النصارى الذى ألف‬ ‫فيه هذا السفر العظيم ‪-‬كتابنا‪« -‬اجلواب الصحيح فى الرد‬ ‫على من بدل دين املسيح»‪.‬‬ ‫وه��ذا هو الكت��اب الثاني ال��ذي نعرض له م��ن مؤلفات ابن‬ ‫تيمي��ة رحم��ه اهلل بعد أن عرضن��ا لكتاب منهاج الس��نة‬ ‫النبوية في الع��دد األول والثاني من أعداد هذه اجمللة الغراء‪،‬‬


‫تابع‪ :‬قرأت لك‪ :‬الجواب الصحيح فى الرد على من بدل دين المسيح‬

‫ونحن بهذا الصدد نقول إن شيخ اإلسالم رحمه اهلل تعالى‬ ‫أع��رف م��ن أن يعرف فقد بلغت ش��هرته اآلف��اق في العلم‬ ‫واجلهاد واملناظرة والتصنيف فرحمه اهلل رحمة واسعة‪.‬‬ ‫كـتـابـنـا‬ ‫كتاب اجلواب الصحيح من أش��هر كتب ابن تيمية رحمه اهلل‬ ‫تعالى في باب مقارنة األديان طبع عدة طبعات لكن جميعها‬ ‫كان��ت ناقصة إلى أن طبعته دار العاصمة بالرياض في س��تة‬ ‫مجلدات س��نة ‪1419‬هــ��ـ ‪1999،‬م بتحقي��ق (د‪ /‬عبد‪ ‬العزيز‬ ‫العس��كر‪ ،‬د‪ /‬حمدان احلمدان‪ ،‬د‪ /‬علي األملع��ي)‪ ،‬ثم طبعته دار‬ ‫الفضيلة في طبعة مضغوطة بلغت ثالثة مجلدات ثم تعددت‬ ‫بعد ذلك طبعات الكتاب في مختلف بلدان العالم اإلسالمي‪.‬‬ ‫والكتاب يعتبر مبثابة موس��وعة نافذة في باب مقارنة األديان‬ ‫والرد على النصارى ورد شبهاتهم باسلوب ابن تيمية الرصني‬ ‫احلصي��ف إضافة إلى أنه حوى الكثير من املباحث العقائدية‬ ‫والفلس��فية والفقهية فلم يكن قاصرا ً على املوضوع محل‬ ‫البحث وهذا شأن ابن تيمية رحمه اهلل تعالى في عامة كتبه‪.‬‬ ‫سبب تأليف الكتاب‬ ‫الس��بب في تأليف هذا الس��فر العظيم أن شيخ اإلسالم‬ ‫ق��رأ رس��الة وردت من قبرص منس��وبة إلى بول��س الراهب‬ ‫أسقف صيدا األنطاكى وكان قد كتبها إلى بعض أصدقائه‬ ‫ويدعي أنه له رحالت كثيرة إلى بالد الروم والقس��طنطينية‬ ‫وب�لاد املالنط��ة وبع��ض أعم��ال األف��رجن ورومي��ة واجتم��ع‬ ‫بأفاض��ل تلك الناحية وعلمائها وكان اس��م هذه الرس��الة‬ ‫«املنطيق��ي الدول��ة خان��ي املبرهن عن اإلعتق��اد الصحيح‬ ‫والرأي املس��تقيم» فلما ذكر هذا البطري��ق مقالته اآلثمة‪:‬‬ ‫«إن املس��لمني عل��ى دي��ن باط��ل ومح��رف وإني ق��د قابلت‬ ‫علماءهم وناظرتهم فأفحمتهم وأبطلت دينهم وحطمت‬ ‫ش��بهاتهم‪ »...‬إلى آخر ما افترى وكذب به هذا املفترى فلما‬ ‫بلغ ذلك شيخ اإلسالم أخذته الغيرة اإلميانية فجرد سيف احلق‬ ‫على هذا الباطل وس��يف احلجة اإلميانية على تلك الشبهات‬ ‫املفت��راة الداحضة فيفنده��ا واحدة واح��دة وأبطل كالمهم‬ ‫وجاءنا بهذا الكتاب الفذ الذي لم يكتب مثله في بابه‪.‬‬

‫منهج املؤلف في الكتاب‬ ‫ب��دأ الكتاب مبقدمة ذكر فيها س��بب تأليف��ه للكتاب وهو‬ ‫كعادته قس��م الكتاب إلى فصول تناول في الفصول األولى‬ ‫ال��رد على م��ن يدعون أن محمدا ً صل��ى اهلل عليه وعلى آله‬ ‫وس��لم إمنا بعث إل��ى العرب خاصة وأن إرس��اله كان كونيا ً‬ ‫وكان سنده في ذلك القرآن الكرمي والسنة النبوية وما أوتيه‬ ‫من قوة احلجاج واملنطق وكان ذلك هو املنهج الذي سار عليه‬ ‫في جميع فصول الكت��اب غير أنه حينما أراد أن يثبت وقوع‬ ‫التغي��ر والتبديل في عقائد النصارى واليهود فإنه يس��تدل‬ ‫حينئذ ببعض نصوص الكتب السابقة‪.‬‬ ‫وقد تقيد في رده على النصارى بترتيب الرس��الة التى جاءت‬ ‫من قبرص غير أنه كان يس��تطرد كعادته‪ .‬ومن ذلك أنه في‬ ‫اجل��زء الثاني رد على الدع��وة السادس��ة ومكانها في اجلزء‬ ‫الرابع كذلك من س��مات منهجه الت��ي اتضحت جلية في‬ ‫هذا الكتاب أنه يوفي الكالم حقه ويبني اللوازم الس��يما إذا‬ ‫كان بإزاء الرد على أناس عرفوا باملكر واخليانة لدينهم‪.‬‬ ‫كذل��ك من أهم مالم��ح منهجه في هذا الكت��اب أنه يبدأ‬ ‫دائم��ا ً بالقول اخملالف وهذا منهج مطرد في عامة كتبه في‬ ‫ال��ردود ثم يعق��ب بالرد عليه وإن كان هناك واس��طة بني أن‬ ‫ال��كالم إمنا حصل ل��ه عن طريق هذه الواس��طة كما يقول‬ ‫أحياناً‪« :‬قال احلاكي لنا»‪.‬‬ ‫م��ن منهج الكتاب أيض��ا ً مايتصل باالس��تطراد جلملة من‬ ‫املباح��ث الهامة في عل��وم مختلفة كالعقي��دة والنبوات‬ ‫والتفسير وغيرها وأنا سأذكر بيانا ً لذلك حتى يتضح للقارئ‬ ‫أهمية هذه املوسوعة وشمولها‪.‬‬ ‫مباحث في علم العقيدة‬ ‫وه��و يحوي م��ن ضمن ما يحوي‪ :‬علم العقيدة وهو أش��رف‬ ‫العلوم وأفضلها‪ ،‬توحيد األس��ماء والصف��ات‪ ،‬وفيه قواعد‬ ‫عظيمة ذكرها رحمه اهلل تعالى‪.‬‬ ‫م��ن ذلك القاع��دة العامة ف��ي توحيد األس��ماء والصفات‬ ‫املعروف��ة‪ ،‬إثب��ات ما أثبت��ه اهلل تعالى لنفس��ه أو أثبته له‬ ‫هلل عَ ل َْي�� ِه و َ َس��ل َ​َّم‪ ،‬إلى آخره مع ش��رحها‪،‬‬ ‫صلَّ��ى ا ُ‬ ‫رس��وله َ‬ ‫ومن ذل��ك بيان حقيقة م��ا يضاف إلى اهلل تب��ارك وتعالى‪،‬‬ ‫‪17‬‬


‫تابع‪ :‬قرأت لك‪ :‬الجواب الصحيح فى الرد على من بدل دين المسيح‬

‫والتفري��ق ب�ين م��ا يضاف إلي��ه عز وج��ل م��ن ذوات قائمة‬ ‫بنفسها‪ ،‬وبني ما يضاف إليه تعالى من املعاني التي ال تقوم‬ ‫إال بغيرها‪ ،‬ألن النصارى يحتجون بكون املس��يح كلمة اهلل‬ ‫أو روح اهلل‪ ،‬فق��رر ه��ذه القاعدة رحمه اهلل وب�ين أن الذوات‬ ‫القائمة بنفسها‪ ،‬كما في قول اهلل تبارك وتعالى‪ :‬نَاق َ ُة اللهَّ ِ‬ ‫[األع��راف‪ ]73:‬أو في قولنا بيت اهلل أو ما أش��به ذلك‪ ،‬فهذه‬ ‫ال‪ ‬تكون صفاتا ً هلل‪ ،‬وأما ما ال يقوم بنفسه من املعاني فإنها‬ ‫تكون صفاتا ً هلل‪ ،‬وفصل القول في هذا رحمه اهلل‪.‬‬ ‫ث��م تعرض لتوحيد األلوهية‪ ،‬وبني فيه حقائق عظيمة فيما‬ ‫وقع��ت فيه الصوفية وأش��باههم‪ ،‬والنص��ارى من تعظيم‬ ‫املوتى والغلو فيهم إلى حد عبادتهم‪ ،‬وما أحدثوه من البدع‬ ‫عن��د القبور والتصوير وغير ذلك ف��ي مواضع كثيرة‪ ،‬وكيف‬ ‫وقع فيه��ا النصارى ومن تبعهم من املس��لمني‪ ،‬وهذا أيضا ً‬ ‫جان��ب عظي��م‪ ،‬وال يخفى أنه ل��و كتب للمس��لمني اليوم‬ ‫أو ترج��م أو حقق له��م كتاب‪ ،‬عن الغلو ف��ي املوتى وحكم‬ ‫االس��تغاثة بهم ودعائهم‪ ،‬لرمبا رفضه الكثير وقالوا‪ :‬هؤالء‬ ‫وهابي��ة أو هؤالء ال يؤمنون بكرامات الصاحلني أو ينكرون حق‬ ‫األولياء أو ما أش��به ذلك‪ ،‬لكن إذا قدم إليهم هذا ضمن الرد‬ ‫على النصارى‪ .‬تقبلوه لشدة حاجة املسلمني اليوم‪.‬‬ ‫وهناك علوم عظيمة من أعظمها ما يتعلق بالنبوة وإثباتها‬ ‫وحقيقته��ا واملعجزات‪ ،‬فقد ذكر رحمه اهلل في هذا الكتاب‬ ‫هلل عَ ل َْيهِ وَ َس��ل َ​َّم أو اآليات الدالة‬ ‫صلَّى ا ُ‬ ‫أن معج��زات النبي َ‬ ‫عل��ى صدقه تزي��د على األل��ف‪ ،‬وذكر منها من��اذج عظيمة‬ ‫ال‪ ‬توجد مجموعة بهذا اإليضاح وهذا األسلوب وهذه القوة‬ ‫وه��ذه احلجة في أي كتاب آخر؛ فهو م��ن أعظم الكتب في‬ ‫هلل عَ ل َْيهِ و َ َسل َ​َّم‪.‬‬ ‫صلَّى ا ُ‬ ‫دالئل النبوة وإثبات نبوة رسول اهلل َ‬ ‫التفسير‬ ‫وف��ي الكتاب ‪-‬أيض��اً‪ -‬مباح��ث وموضوع��ات عظيمة‪ :‬في‬ ‫علم التفس��ير‪ ،‬كما ف��ي اآليات التي تتعل��ق بأهل الكتاب‬ ‫وأحكامه��م‪ ،‬وكم��ا ه��و مثال ً ف��ي موضوع الصل��ب أو رفع‬ ‫املس��يح‪ ،‬أو كون م��ا من أحد م��ن أهل الكت��اب إال ليؤمنن‬ ‫ب��ه قبل موته وما أش��به ذلك من آيات قد تش��كل وتتعلق‬ ‫‪18‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬

‫بأنبياء قبله‪ ،‬كما في ذكره رحمه اهلل لقصة موس��ى عليه‬ ‫السالم وذهابه إلى مدين ‪ ،‬وهل كان صهره هو شعيب النبي‬ ‫�لام‬ ‫��يخ اإلِ ْس ِ‬ ‫أم غيره؟ وأمثال ذلك من مواضع‪ ،‬وتعلمون َش ْ‬ ‫اب��ن تيمية رحمه اهلل إذا حقق املس��ألة كيف يبدع‪ ،‬وكيف‬ ‫يغوص في األعماق‪.‬‬ ‫علوم أخرى‬ ‫كم��ا أنه تع��رض فيه كثي��را ً لعلوم كثي��رة‪ :‬كعلم احلديث‪،‬‬ ‫وعلم املصطلح‪ ،‬ومس��ائل فقهية عظيمة النفع جداً‪ ،‬ورمبا‬ ‫ال جتد التحقيق هذا في آي كتاب آخر من كتب الفقه‪،‬‬ ‫وكذلك تعرض لعلم النفس ولعلم االجتماع ولعلم احلكم‬ ‫ولعلم السياس��ة‪ ،‬وقارن أحوال املس��لمني في ذلك بأحوال‬ ‫ال��روم؛ بل إنه تعرض لعلم املنطق ونقده‪ ،‬ونقد الفالس��فة‬ ‫وفند ش��بهاتهم في معرض رده على النصارى‪ ،‬وما احتجوا‬ ‫به من شبهات فلس��فية‪ ،‬وأيضا ً تعرض ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬لعلم‬ ‫الطبيعة وكذلك تعرض لعلم اللغة ولعلم الترجمة عندما‬ ‫تعرض لإلجنيل والتوراة وأشباهها‪.‬‬ ‫ث��م إن الكت��اب يتضم��ن فوائد علمي��ة من نواح��ي أخرى‪،‬‬ ‫مث�لاً‪ :‬يتضمن الرج��وع إلى مص��ادر مفق��ودة‪ ،‬أو رمبا تكون‬ ‫��يخ‬ ‫نادرة أو‪ ‬مخطوطة في هذا الزمن‪ ،‬مما يكش��ف اطالع َش ْ‬ ‫الم ابن تيمية رحمه اهلل اطالعا ً عظيما ً ودقيقا ً واسعا ً‬ ‫اإلِ ْس ِ‬ ‫على واق��ع عصره وعلى أحواله‪ ،‬وعل��ى الفرق التي هي فيه‬ ‫من أمور ثبتت صحتها اآلن‪ ،‬عندما يس��ر اهلل تبارك وتعالى‬ ‫وجمعت العلوم‪ ،‬واستطعنا أن نعرف الكتب في أي مكتبة‬ ‫في العالم مما كتب عن اإلسالم أو ضده‪.‬‬ ‫مضمون الكتاب‬ ‫نظرا ً لغزارة املادة العلمية لهذه املوس��وعة التي بينا أيدينا‬ ‫فإننا س��نعدل بعض الشئ عن طريقتنا في عرض محتويات‬ ‫الكت��اب كالكتب التي س��بق عرضها في األعداد الس��ابقة‬ ‫لنشير إشارة سريعة ملضمون الكتاب من خاللها يستطيع‬ ‫القارئ أن يقف على أهم عناصر موضوعاته على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫تضم��ن ه��ذا الس��فر العظي��م ع��دة عناص��ر مهم��ة‪:‬‬


‫تابع‪ :‬قرأت لك‪ :‬الجواب الصحيح فى الرد على من بدل دين المسيح‬

‫العنص��ر األول ال��رد عل��ى ماجاء ف��ي الرس��الة القبرصية‬ ‫ومضمونها ستة دعاوى‪:‬‬

‫توصيات واقتراحات‬ ‫لم يلق كتاب اجل��واب الصحيح عناية من لدن الباحثني في‬ ‫باب مقارنة األديان إال في الفترة األخيرة فقد عنى بتحقيقه‬ ‫جملة من أهل العلم كما في طبعة دار العاصمة بتحقيق‬ ‫(د‪/‬عبد العزيز عس��كر و د‪ /‬حمدان احلمدان و د‪ /‬علي االملعي)‬ ‫ثم ص��در له طبعة جدي��دة بعناية فضيلة الدكتور س��فر‬ ‫احلوال��ي حفظه اهلل‪ .‬لكن وبحس��ب رأيي ف��إن الكتاب بل‬ ‫مج��ال مقارنة األديان الس��يما نقد النصراني��ة يحتاج إلى‬ ‫مزيد من البحث والعناية وعلى سبيل املثال أقترح‪:‬‬ ‫‪ -1‬إخراج تقريب وتهذيب لكتاب اجلواب الصحيح ليكون في‬ ‫متناول الباحث واملثقف وطالب العلم‪.‬‬ ‫‪ -2‬توظيف سائر العلوم الشرعية في الرد على هذه الطائفة‬ ‫كما فعل ابن تيمية ‪-‬رحمه اهلل تعالى‪ -‬إذ أن استطرادت شيخ‬ ‫األسالم من سائر العلوم األخري في مجملها خادمة للبحث‪.‬‬ ‫‪ -3‬طريق��ة اب��ن تيمية في ال��ردود متثل مدرس��ة متفردة من‬ ‫ش��أنها اإلحاطة باخملالف وإفحامه ودح��ض حجته من خالل‬ ‫كت��ب اخملالف ثم من خالل العل��وم العقلية ونحوها ومن هنا‬ ‫ميكن استنباط منهج جديد للمتخصصني في مقارنة األديان‪.‬‬ ‫‪-4‬الكتاب ميثل أيضا ً في مجمله مصنفا ً مهما ً في الرد على‬ ‫اليهود وبي��ان عوارهم وحتريفاتهم فيمك��ن للباحث تفنيد‬ ‫ش��بهات النصارى واليهود والقيام بدراس��ة مقارنة متقنة‬ ‫بني اإلسالم واليهودية والنصرانية‪.‬‬

‫الدعوى السادسة‪ :‬أن املسيح عليه السالم جاء بعد موسى‬ ‫بغاي��ة الكمال فال حاجة بعده إالى ش��رع آخ��ر بل يكون ما‬ ‫بعد ذلك شرعا ً آخر غير مقبول‪.‬‬

‫هـ��ذا وال يـزال كـتـابـنـ��ا مـجـاال ً خـصـبـ��ا ً لـلـبـحـث‬ ‫واإلفـادة والـتـنـظـيـر والـمـقـارنــة‪.‬‬

‫الدعوى األولى‪ :‬أن محمد صلى اهلل عليه وس��لم لم يبعث‬ ‫إليه��م ‪-‬أي النصارى‪ -‬بل بعث إل��ى أهل اجلاهلية من العرب‬ ‫وأن القرآن فيه مايدل على ذلك وكذلك العقل‪.‬‬ ‫الدعوى الثانية‪ :‬أن محمدا ً ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬أثنى في‬ ‫القرآن على دينه��م أى النصرانية الذي هم عليه ومدحهم‬ ‫مبا أوجب لهم أن يثبتوا عليه‪.‬‬ ‫الدعوى الثالثة‪ :‬أن كت��ب األنبياء املتقدمني كالتوراة والزبور‬ ‫واإلجنيل وغي��ر ذلك من الصحف والنبوات تش��هد ملا عليه‬ ‫دينهم م��ن األقانيم والتثليث واإلحت��اد وغير ذلك وأنه يجب‬ ‫التمسك به إذ ال يعرضه شرع وال يدفعه عقل‪.‬‬ ‫الدعوى الرابعة‪ :‬أن ما هم عليه ثابت بالعقل والشرع متفق‬ ‫مع األصول‪.‬‬ ‫الدع��وة اخلامس��ة‪ :‬أنهم موحدون وأن م��ا عندهم مما يوهم‬ ‫التعدد كألفاظ األقاليم إمنا هى من جنس ما عند املسلمني‬ ‫من النصوص التي يظهر فيها التشبيه والتجسيم‪.‬‬

‫العنصر الثاني تفس��ير النصوص القرآني��ة والنبوية التي‬ ‫استدل بها في رده عليهم‪.‬‬ ‫العنص��ر الثال��ث تصحي��ح ما وق��ع في بع��ض النصوص‬ ‫الدينية في اإلجنيل والتوراة من أخطاء‪.‬‬ ‫العنص��ر الرابع دراس��ة مقارن��ة النبوات الثالثة اإلس�لام‬ ‫والنصراية واليهودية‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫وعة والضعيفة المشتهرة‬

‫تي تغني عن األحاديث الموض‬

‫ة‪ :‬من األحاديث النبوية ال‬

‫البدائل الصحيح‬

‫البدائل الصحيحة‬

‫من األحاديث النبوية‬

‫التي تغني عن‬

‫وعة والضعيفة المشتهرة‬

‫األحاديث الموض‬

‫بقلم أ‪ .‬تامر األنصاري‬

‫باب الحج (الحلقة الثانية)‬ ‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والس�لام على س��يد األولني‬

‫يس ُّرني أن لي بها الدنيا‪.‬‬ ‫فذكره ثم قال كلمة ما ُ‬

‫واآلخري��ن محمد بن عب��داهلل وعلى آله وصحب��ه ومن اتبع‬

‫قال شعبة‪ :‬ثم لقيت عاصما ً بع ُد باملدينة‪ ...‬فحدثنيه‪ ،‬وقال‪:‬‬

‫سنته إلى يوم الدين‪ ...‬أما بعد‪...‬‬

‫ْ‬ ‫«أشرِ ْكنا يا أخي! في دعائك»‪.‬‬

‫نس��تكمل ما بدأناه في العدد الس��ابق في باب احلج نتناول‬

‫(ق��ال األلبان��ي ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬في ضعيف أب��ي داود ‪ -‬األم ‪( -‬ج‬

‫بعض األحاديث الضعيفة املشتهرة عنه للحذر من نشرها‬

‫‪ / 2‬ص ‪ )92‬حت��ت احلديث رقم ‪ :264‬إس��ناده ضعيف؛ عاصم‬

‫أوالعمل بها واالس��تعاضة ببدائلها الصحيحة الثابتة عن‬

‫ابن عبيد اهلل قال احلافظ‪ :‬ضعيف‪ .‬إس��ناده‪ :‬حدثنا سليمان‬

‫النبي صلي اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫ابن حرب‪ :‬ثنا شعبة عن عاصم بن عبيد اهلل‪.‬‬ ‫وهذا إس��ناد ضعي��ف‪ ،‬رجاله ثق��ات رجال الش��يخني؛ غير‬

‫احلديث ‪:4‬‬

‫عاص��م بن عبي��د اهلل‪ ،‬فهو ضعيف ‪ -‬كما ف��ي (التقريب)‪،-‬‬

‫«ال تنْسنا يا أخي! من دعائك!»‬

‫وهو عاصم بن عبيد اهلل بن عاصم ابن عمر بن اخلطاب‪.‬‬

‫وهذا احلديث اشتهر قوله على لسان الناس وهو حديث جاء‬

‫واحلديث أخرجه الطيالسي في (مسنده) رقم (‪ :)10‬ثنا شعبة‪...‬‬

‫في سنن أبي داود وسنده‪ :‬عن عاصم بن عبيد اهلل عن سالم‬

‫به‪ .‬وأخرجه البيهقي من طريق أخرى عن س��ليمان بن حرب‪...‬‬

‫ابن عبد اهلل عن أبيه عن عمر رضي اهلل عنه قال‪ :‬استأذنت‬ ‫النب��ي صلَّى اللهَّ ُ‬ ‫الع ْم��ر ِة‪ ،‬فأذن لي‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫س َّ��ل َم في ُ‬ ‫َ‬ ‫َعلَ ْي ِه وَ َ‬

‫ب��ه‪ .‬وأخرجه أحمد م��ن طريق أخرى عن ش��عبة‪ ...‬به‪ .‬وتابعه‬

‫‪20‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬

‫س��فيان الثوري عن عاصم‪ ...‬به‪ .‬أخرجه أحمد‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن‬


‫تابع‪ :‬البدائل الصحيحة‪ :‬من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث الموضوعة والضعيفة المشتهرة‬

‫ماجه والبيهقي أيضاً‪ ،‬وقال الترمذي‪( :‬حديث حسن صحيح)!‬

‫احلديث ‪:5‬‬

‫كذا قال! وهو من تساهله‪ ،‬وقد تعقبه املنذري في (مختصره)‬

‫كان الركب��ان ميرون بنا ونحن محرمات مع رس��ول اهلل صلى‬

‫بأن عاصما ً قد تكلم فيه غير واحد من األئمة أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫اهلل عليه وس��لم فإذا حازونا س��دلت إحدان��ا جلبابها على‬

‫وجاء في نفس املعنى حدي��ث آخر لكن بعد أداء احلج خالف‬

‫وجهها فإذا جاوزونا كشفناه‪.‬‬

‫األول الذي كان قبل أداء النسك‪ ،‬وهو ضعيف كذلك‪:‬‬

‫أخرج��ه أبو داود ( ‪ )1833‬وعن��ه البيهقى‪ ،‬وهما عن أحمد (‪6‬‬

‫«إذا لقيت احلاج‪ ،‬فسلم عليه وصافحه‪ ،‬ومره أن يستغفر لك‬

‫‪ )30 /‬واب��ن ماجة (‪ )2935‬وابن اجل��ارود (‪ )418‬والدارقطني من‬

‫قبل أن يدخل بيته‪ ،‬فإنه مغفور له»‪.‬‬

‫طريق يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عائشة قالت‪ :‬فذكره‪.‬‬

‫رواه أحم��د ( ‪ 69/2‬و‪ ،) 128‬واب��ن حب��ان ف��ي (اجملروح�ين)‪،‬‬

‫ق��ال األلباني ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬في إرواء الغليل ‪( -‬ج ‪ / 4‬ص ‪)212‬‬

‫وأب��و الش��يخ ف��ي (التاريخ) عن محم��د بن احل��ارث عن ابن‬

‫(‪ :)1024‬يزيد بن أبي زياد هو الهاش��مي موالهم الكوفي قال‬

‫البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا‪.‬‬

‫احلافظ‪ ( :‬ضعيف كبر فتغير صار يتلقن )‪.‬‬

‫قال األلباني ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬في السلس��لة الضعيفة ‪( -‬ج ‪/ 5‬‬

‫وهذا احلديث مش��هور على لس��ان من ال يريد كش��ف وجه‬

‫ص ‪ )410‬في احلديث رقم ‪ :2411‬موضوع‪ ،‬آفته ابن البيلماني‪،‬‬

‫النساء أثناء اإلحرام‪.‬‬

‫واس��مه محمد بن عبد الرحمن ب��ن البيلماني‪ ،‬وهو متهم‬

‫البديل الصحيح‪:‬‬

‫بوضع نس��خة (حيث إنه حدث عن أبيه بنسخة موضوعة)‪.‬‬

‫أخرج اإلمام مالك ‪-‬رحمه اهلل‪ ) 16 / 328 / 1 ( -‬عن هشام بن‬

‫ومحمد بن احلارث ضعيف‪.‬‬

‫ع��روة عن فاطمة بنت املنذر أنها قالت‪ ( :‬كنا نخمر وجوهنا‬

‫البديل الصحيح‪:‬‬

‫ونحن محرمات ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق )‪.‬‬

‫قد ال يوجد حديث مرفوع ‪-‬فيما أعلم‪ -‬بخصوص طلب الدعاء‬

‫ق��ال األلباني ‪-‬رحم��ه اهلل‪ -‬في إرواء الغلي��ل (‪ :)1023‬وهذا‬

‫م��ن احلاج أو املعتمر قبل أو بعد أدائه النس��ك‪ ،‬لكن جند لنا‬

‫إسناد صحيح‪.‬‬

‫متس��عا في هذا حيث إنه يوجد حديث صحيح وصريح عن‬

‫ورواه علي بن مس��هر عن هش��ام بن عروة عن فاطمة بنت‬

‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يدل على طلب الدعاء من‬

‫املن��ذر عن أس��ماء بنت أبي بك��ر رضي اهلل عنهم��ا قالت‪:‬‬

‫أهل الفضل والصالح عامة عن غير التقييد باحلج أوالعمرة‬

‫(كن��ا نغطي وجوهنا من الرجال وكنا منش��ط قبل ذلك في‬

‫وهو في صحيح مسلم ‪( -‬ج ‪ / 12‬ص ‪ )372‬فقد قال‪:‬‬

‫االحرام)‪ .‬أخرجه احلاكم ( ‪ ) 454 / 1‬وقال‪( :‬صحيح على شرط‬

‫َح َّدثَنَ��ا زُ َه ْي ُر ب ْ ُن َحرْ ٍب وَ ُم َح َّم ُد بْ�� ُن المْ ُ َثنَّى َقالاَ َح َّدثَنَا َع َّفا ُن ب ْ ُن‬ ‫س ِعي ٍد الجْ ُرَيْرِ ِّي ب ِ َه َذا‬ ‫سلَ َم َة َع ْن َ‬ ‫سلِ ٍم َح َّدثَنَا َح َّما ٌد وَ ُه َو اب ْ ُن َ‬ ‫ُم ْ‬ ‫للهَّ‬ ‫س��نَادِ َع ْن ُع َمرَ ب ْ ِن الخْ َ َّ‬ ‫الإْ ِ ْ‬ ‫اب َقا َل إِن ِّي َ‬ ‫س ِ��م ْع ُت ر َ ُ‬ ‫س��و َل ا ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫صلَّى اللهَّ ُ‬ ‫ني ر َ ُج ٌل ي ُ َقا ُل لَ ُه‬ ‫س َّ��ل َم ي َ ُقو ُل إ ِ َّن خَ ْيرَ التَّاب ِ ِع َ‬ ‫َ‬ ‫َعلَ ْي ِه وَ َ‬ ‫س َت ْغ ِفرْ لَ ُك ْم‪.‬‬ ‫س وَلَ ُه وَالِ َد ٌة وَ َكا َن ب ِ ِه ب َ َي ٌ‬ ‫أُوَي ْ ٌ‬ ‫اض َف ُم ُرو ُه َفلْ َي ْ‬ ‫قال اإلمام النووي في شرح احلديث‪ :‬وفيه‪ :‬استحباب طلب الدعاء‬

‫الشيخني)‪ .‬ووافقه الذهبي وهو كما قاال (األلباني)‪.‬‬ ‫وله ش��اهد م��ن حديث عائش��ة قالت‪ ( :‬احملرم��ة تلبس من‬ ‫الثي��اب ما ش��اءت إال ثوبا مس��ه ورس أوزعف��ران وال تتبرقع‬ ‫وال تتلثم وتس��دل الث��وب على وجهها إن ش��اءت )‪ .‬أخرجه‬ ‫البيهقى ( ‪ ) 47 / 5‬بسند صحيح‪.‬‬

‫واالستغفار من أهل الصالح وإن كان الطالب أفضل منهم‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫تابع‪ :‬البدائل الصحيحة‪ :‬من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث الموضوعة والضعيفة المشتهرة‬

‫احلديث ‪:6‬‬

‫رأيت عبد اهلل بن عباس قبله وسجد عليه فقال ابن عباس‪:‬‬

‫«يا عمر ! ههنا تسكب العبرات»‪.‬‬

‫رأيت عمر بن اخلطاب قبله وسجد عليه ثم قال عمر‪ :‬لو لم‬

‫أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 222-221/2‬واحلاكم ( ‪ ) 454/1‬عن محمد‬

‫أر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قبله ما قبلته‪.‬‬

‫بن عون عن نافع عن ابن عمر قال‪ :‬استقبل رسول اهلل صلى‬

‫قل��ت (األلباني)‪ :‬ومما يؤي��د أنه موقوف رواية الش��افعي إياه‬

‫اهلل عليه وسلم احلجر‪ ،‬ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويال‪،‬‬

‫من طريق أخرى ع��ن ابن عباس موقوفا فقال (‪ :)1057‬أخبرنا‬

‫ثم التفت‪ ،‬فإذا هو بعمر بن اخلطاب يبكي‪ ،‬فقال‪ :‬فذكره‪.‬‬

‫س��عيد عن ابن جريج ع��ن أبي جعفر قال‪ :‬رأي��ت ابن عباس‬

‫قال األلباني في (السلس��لة الضعيفة واملوضوعة) ( ‪) 91/3‬‬

‫جاء يوم التروية مس��بدا رأسه فقبل الركن ثم سجد عليه‬

‫‪ 1022‬وفي إرواء الغليل ‪( -‬ج ‪ / 4‬ص ‪ :)309 ،308‬ضعيف جدا‪.‬‬

‫ث�لاث مرات‪ .‬وأخرج��ه األزرقي في ( أخبار مك��ة ) ( ‪ ) 233‬عن‬

‫وقال احلاكم‪ :‬صحيح اإلسناد‪ ،‬ووافقه الذهبي‪.‬‬

‫اب��ن عيينة ع��ن ابن جريج به‪ .‬قلت‪ :‬وهذا إس��ناد صحيح ان‬

‫قلت (األلباني)‪ :‬وذلك من أوهامهما‪ ،‬فإن محمد بن عون هذا‬

‫كان ابن جريج سمعه من أبي جعفر وهو محمد بن علي بن‬

‫وهو اخلراس��اني متفق على تضعيف��ه‪ ،‬بل هو ضعيف جدا‪،‬‬

‫احلسني الباقر رحمه اهلل‪ .‬ثم وجدت تصريحه بالتحديث في‬

‫وقد أورده الذهبي نفسه في (الضعفاء) وقال‪ :‬قال النسائي‪:‬‬

‫( مصن��ف عبد الرزاق ) ( ‪ ) 8912‬فصح االس��ناد واحلمد هلل‪.‬‬

‫مت��روك‪ ،‬وفي (امليزان) وزاد‪ :‬وقال البخاري‪ :‬منكر احلديث‪ ،‬وقال‬

‫والطريق األولى عند العقيلي موقوفا جيدة‪.‬‬

‫ابن معني‪ :‬ليس بش��يء‪ .‬ثم س��اق له الذهب��ي هذا احلديث‬

‫قلت (األلباني)‪ :‬فيبدو من مجموع ما سبق أن السجود على‬

‫مشيرا إلى أنه مما أنكر عليه‪ ،‬والظاهر أنه احلديث الذي عناه‬

‫احلجر االسود ثابت مرفوعا وموقوفا‪ .‬واهلل أعلم‬

‫أب��و حامت بقوله‪ :‬ضعيف احلديث‪ ،‬منكر احلديث‪ ،‬روى عن نافع‬ ‫حديثا ليس له أصل‪.‬‬

‫احلديث ‪:7‬‬

‫ذكره ابن أبي حامت ( ‪ ،) 47/1/4‬وس��اق ل��ه في (التهذيب) هذا‬

‫كان إذا نظ��ر إل��ى البيت ق��ال‪ :‬اللهم زد بيتك هذا تش��ريفا ً‬

‫احلديث ثم قال‪ :‬وكأنه احلديث الذي أشار إليه أبو حامت‪.‬‬

‫وتعظيما ً وتكرميا ً وبرا ً ومهابة‪.‬‬

‫و قال احلافظ في (التقريب)‪ :‬متروك‪.‬‬

‫رواه الطبران��ي (‪ ،)313-312 /1‬وفي "األوس��ط" (‪،)1 /117 /1‬‬

‫البديل الصحيح‪:‬‬

‫وعنه عبدالغني املقدس��ي في "السنن" (‪ )2 /314‬من طريق‬

‫مس��ألة حث النبي ‪ j‬على البكاء عند احلجر األس��ود رمبا‬

‫عمر بن يحيى األيلي‪ :‬حدثنا عاصم بن سليمان الكوزي‪ ،‬عن‬

‫تكون غير ثابتة لكن صح عنه ‪ j‬تقبيله والس��جود عليه‬

‫زيد بن أسلم‪ ،‬عن أبي الطفيل‪ ،‬عن حذيفة بن أسيد مرفوعاً‪.‬‬

‫والدليل على ذلك‪:‬‬

‫وق��ال الطبراني‪« :‬ال يروى عن أبي س��ريحة إال بهذااإلس��ناد‪،‬‬

‫(السجود على احلجر فعله ابن عمر وابن عباس‪ .‬نقله األثرم)‬

‫تفرد به عمر»‪.‬‬

‫قال (األلباني) في إرواء الغليل ‪( -‬ج ‪ / 4‬ص ‪:)309‬‬

‫قال األلباني في (السلس��لة الضعيفة واملوضوعة) ‪227 /9‬‬

‫صحيح‪ .‬أخرجه الطيالس��ي في ( مسنده ) ( ص ‪ :) 7‬حدثنا‬

‫(‪ :)4215‬موضوع‬

‫جعف��ر ب��ن عثمان القرش��ي ‪ -‬من أه��ل مكة ‪ -‬ق��ال‪ :‬رأيت‬

‫قلت (األلباني)‪ :‬وعمر هذا ؛ أشار ابن عدي إلى أنه يسرق احلديث‪.‬‬

‫محمد ابن عباد بن جعفر قبل احلجر وس��جد عليه ثم قال‪:‬‬

‫وعاصم بن سليمان الكوزي شر منه بكثير ؛ فإنه كان يضع‬

‫‪22‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬البدائل الصحيحة‪ :‬من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث الموضوعة والضعيفة المشتهرة‬

‫احلدي��ث ؛ كما قال الف�لاس وابن عدي والس��اجي‪ ،‬وبه أعل‬

‫كما يس��تفاد من مجموع كالم األئم��ة فيه على ما خلصه‬

‫احلديث الهيثمي ؛ إال أنه قال فيه (‪« :)238 /3‬وهو متروك»‪.‬‬

‫ابن‪ ‬حجر ف��ي (التهذيب) وفاته وهيب فلم يذكره في جملة‬ ‫هؤالء الثقات! وعلى كل حال فليس منهم ورقاء وهو ابن‪ ‬عمر‬

‫ث��م رأيت رواية أخرى ف��ي أوردها الش��يخ األلباني في كتاب‬

‫راوي ه��ذا احلديث عنه‪ ،‬فيتوقف عن االحتجاج بحديثه كما‬

‫دفاع عن احلديث النبوي ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪ )37‬وهي‪:‬‬

‫هو مقرر في (املصطلح) ويعامل معاملة احلديث الضعيف‬

‫اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكرميا ومهابة وزد من‬

‫حت��ى يثبت‪ ،‬وهيه��ات‪ ،‬فقد جاء احلديث م��ن طريق طاووس‬

‫عظمه ممن حجه واعتمره تش��ريفا وتكرميا ومهابة وتنظيما‬

‫ع��ن ابن عباس مرفوعا بالش��طر األول منه‪ ،‬رواه الش��يخان‬

‫وبرا (رواه الطبراني وابن سعد)‬

‫وغيرهما‪ ،‬وهو مخرج في (اإلرواء) (‪.)310‬‬

‫ثم قال‪ :‬وهذا ضعيف جدا بل موضوع‬

‫فالش��طر الثان��ي منكر عن��دي (األلباني) لتف��رد عطاء به‪،‬‬ ‫وق��د أعله الهيثمي في (اجملمع) فق��ال (‪ :) 238/3‬وفيه عطاء‬

‫وفي مس��ألة رف��ع اليدين بالدع��اء عند رُأي��ت البيت يوجد‬ ‫حديث آخر ضعيف ‪:‬‬

‫ابن‪ ‬السائب وقد اختلط‪.‬‬ ‫البديل الصحيح‪:‬‬

‫«الس��جود على سبعة أعضاء‪ :‬اليدين‪ ،‬والقدمني‪ ،‬والركبتني‬

‫إذا رأى احلاج أو املعتمر الكعبة رفع يديه إن شاء‬

‫واجلبه��ة‪ ،‬ورفع األي��دي إذا رأيت البيت‪ ،‬وعل��ى الصفا واملروة‪،‬‬

‫لثبوت��ه عن اب��ن عباس موقوف��ا كما قال الش��يخ األلباني‬

‫وبعرفة‪ ،‬وبجمع‪ ،‬وعند رمي اجلمار‪ ،‬وإذا أقيمت الصالة»‪.‬‬

‫‪-‬رحمه اهلل‪ -‬في كتابه (مناس��ك احلج والعمرة في الكتاب‬

‫أخرج��ه الطبراني في (املعجم الكبي��ر) ( ‪ :) 1/155/3‬حدثنا‬

‫والس��نة وآثار السلف وس��رد ما أحلق الناس بها من البدع)‬

‫أحمد بن ش��عيب أب��و عبد الرحمن النس��ائي‪ :‬حدثنا عمرو‬

‫رواه ابن أبي ش��يبة بس��ند صحيح عنه‪ ،‬ورواه غيره مرفوعا‬

‫ابن‪ ‬يزي��د أب��و بري��د اجلرم��ي‪ :‬أخبرنا س��يف ب��ن عبيد اهلل‪:‬‬

‫وإسناده ضعيف‪.‬‬

‫أخبرنا ورقاء عن عطاء بن الس��ائب عن س��عيد بن جبير عن‬

‫ولم يثبت عن النبي صلى اهلل عليه وس��لم هنا دعاء خاص‬

‫ابن‪ ‬عباس‪ :‬أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪ :‬فذكره‪.‬‬

‫فيدعو مبا تيس��ر له وإن دعا بدعاء عمر‪( :‬اللهم أنت السالم‬

‫قال األلباني في (السلسلة الضعيفة واملوضوعة) ( ‪)163/3‬‬

‫ومنك السالم فحينا ربنا بالسالم) فحسن لثبوته عنه رضي‬

‫‪ :1053‬منكر بذكر رفع األيدي‪ .‬قلت (تامر)‪ :‬أي أن اجلزء األول من‬

‫اهلل عنه كما قال الش��يخ األلبان��ي ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬في كتابه‬

‫احلدي��ث صحيح‪ ،‬فقد جاء احلديث من طريق طاووس عن ابن‬

‫(مناس��ك احلج والعمرة في الكتاب والس��نة وآثار الس��لف‬

‫عباس مرفوعا بالشطر األول منه‪ ،‬رواه الشيخان وغيرهما)‪.‬‬

‫وس��رد ما أحلق الناس بها من الب��دع) رواه البيهقي (‪)72 / 5‬‬

‫و عن الطبراني رواه الضياء في (اخملتارة) ( ‪.) 2/249/61‬‬

‫بسند حسن عن س��عيد بن املسيب قال‪ :‬سمعت من عمر‬

‫قلت (األلباني)‪ :‬وهذا سند ضعيف‪ ،‬وعلته عطاء بن السائب‬

‫كلمة ما بقي أحد من الناس س��معها غيري سمعته يقول‬

‫وكان اختل��ط‪ ،‬فال يحتج بحديثه إال ما رواه الثقات عنه قبل‬

‫إذا رأى البيت‪ :‬فذكره‪ .‬ورواه بإس��ناد آخر أيضا عن س��عيد بن‬

‫اختالطه وهم‪ :‬س��فيان الثوري‪ ،‬وش��عبة‪ ،‬وزهير بن معاوية‪،‬‬

‫املسيب أنه كان يقول ذلك ورواه ابن أبي شيبة (‪ )97 / 4‬عنهما‪.‬‬

‫وزائدة بن قدامة‪ ،‬وحماد بن زيد‪ ،‬وأيوب الس��ختياني‪ ،‬ووهيب‪،‬‬ ‫‪23‬‬


‫منهجية طلب العلم‬

‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫التدرب على اإلنصاف‬ ‫احلم��د هلل وح��ده والصالة والس�لام علي م��ن النبي بعده‬ ‫وبعد‪...‬‬ ‫م��ن األخالق الفاضلة التي يحس��ن لطال��ب العلم التدرب‬ ‫عليه��ا‪ :‬خُ لُ��ق اإلنص��اف‪ ،‬واإلنصاف ه��و ال َع�� ْدل في احلكم‬ ‫على األَعيان‪ ،‬تق��ول أنصف فالن‪َ :‬ع�� َدل‪ ،‬وأَن ْصف فال ٌن فالناً‪:‬‬ ‫عامله بالعدل‪ ،‬ويُقال‪ :‬أنصف فال ٌن فالنا ً من فالن‪ :‬اس��توفى‬ ‫له حق��ه منه(‪ .)1‬والعدل‪ :‬إعطاء املرء مال��ه وأخذ ما عليه(‪.)2‬‬ ‫َ َ‬ ‫وقد أمرنا ربنا س��بحانه باإلنصاف فقال س��بحانه‪ٰٓ :‬‬ ‫(يأ ُّي َها‬ ‫ذَّ َ َ َ ُ ْ ُ ُ ْ َ َّ ٰ َ للِهَّ ُ َ َ ٓ َ ۡ ۡ ۖ اَ جَ ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ط َول ي ِر َم َّنك ۡم‬ ‫ٱلِين ءامنوا كونوا قومِني ِ شهداء بِٱلقِس ِ‬ ‫َ َ َ ُ َ ۡ لَىَ ٰٓ َ اَّ َ ۡ ُ ْ ۡ ُ ْ ُ َ َ ۡ َ ُ َّ ۡ َ ٰ َ َّ ُ ْ‬ ‫��نان قو ٍم ع أل تعدِل ۚوا ٱعدِلوا هو أق��رب ل ِلتقوىۖ وٱتقوا‬ ‫ش ‍ٔ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هَّ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫هَّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٱللۚ إِن ٱلل خبِري ۢ بِم��ا تعملون ‪)٨‬المائدة ( ‪ ،)3‬فهذا هو ال َع ْدل‬ ‫التام ألاَ مينعك بغضك لش��خص أن تؤدي إليه حقه وتوفيه‬ ‫ق��ص اهلل علينا من حكمتها عندما‬ ‫إياه‪ ،‬وهذه ملكة س��بأ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عرضت كتاب سليمان ‪-‬عليه السالم‪ -‬على قومها فقال املأل‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ْ حَ ۡ ُ‬ ‫ن ُن أ ْولُوا ْ قُ َّوة ٖ َوأ ْولُوا ْ بَأ ٖس َشدِي ٖد َوٱلأۡ ۡم ُر إ ِ يَ ۡ‬ ‫ك‬ ‫من قومها (قالوا‬ ‫ل ِ‬ ‫َ َ َۡ‬ ‫َ َ ۡ َّ ۡ ُ ُ َ َ َ َ ُ ْ َ ۡ َ ً‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫��ري ماذا تأم ِري��ن ‪ ٣٣‬قالت إِن ٱلمل��وك إِذا دخلوا قرية‬ ‫فٱنظ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ َ َ َ ۡ ٓ َ َّ ٗ َ َ َ ۡ ُ َ‬ ‫َۡ َ ُ َ‬ ‫أفس‬ ‫��دوها َو َج َعل ٓوا أع َِّزة أهل َِها أذِلة ۚ َوكذٰل ِك َيف َعلون ‪)٣٤‬انلمل‪،‬‬ ‫َ َ َٰ َ َ ۡ َ ُ َ‬ ‫قال اهلل سبحانه (وكذل ِك يفعلون) وهذه اجلملة املستأنفة‬ ‫(‪)7‬‬ ‫من اهلل سبحانه‪ ،‬وهذا قول عبد اهلل بن عباس‬ ‫فانظ��ر ‪-‬طال��ب العل��م– كيف أ َ َق�� ّر اهلل كالم ه��ذه امللكة‬ ‫املش��ركة وحكم بصدق حكمها !! واألمر نفس��ه جنده في‬ ‫‪24‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬

‫حديث أب��ي هريرة رض��ي اهلل عنه قال‪ :‬وكلني رس��ول اهلل‬ ‫آت فجع��ل يحثو من الطعام‬ ‫بحفظ زكاة رمض��ان‪ ،‬فأتاني ٍ‬ ‫فأخذته وقلت‪ :‬واهلل ألرفعنّك إلى رسول اهلل قال‪ :‬إني محتاج‬ ‫فأصبحت فقال‬ ‫يت عنه‬ ‫ُ‬ ‫وعلي عيال ولي حاجة شديدة‪ ،‬فخ ّل ُ‬ ‫َّ‬ ‫النب��ي يا أبا هريرة ما فعل أس��يرك البارحة؟ قلت يا رس��ول‬ ‫اهلل ش��كا حاجة ش��ديدة وعياال ً فرحمته فخليت سبيله‪،‬‬ ‫قال‪( :‬أما إنه قد كذبك وسيعود) وفي ذيل احلديث قال دعني‬ ‫أعلمك كلمات ينفعك اهلل بها قلت ما هو قال إذا أويت إلى‬ ‫فراش��ك فاقرأ آية الكرس��ي {اهلل ال إله إال هو احلى القيوم}‬ ‫حت��ى تخت��م اآلية فإنك ل��ن ي��زال عليك م��ن اهلل حافظ‪،‬‬ ‫وال يقربنك ش��يطان حتى تصبح والشاهد أن النبي قال له‪:‬‬ ‫(صدقك وهو ك��ذوب)(‪ )8‬فتأمل كيف أ َ َق ّر النبي ما هو صواب‬ ‫من قول الشيطان!!‬ ‫فقب��ول الصواب الصالح من أق��وال اخللق مع كفرهم جائز‪،‬‬ ‫فما بالك إن كان مسلما ً لكن تلبس ببدعة أو معصية أليس‬ ‫من األولى أن نعدل معه وننصفه؛ بأن نأخذ خيره وحس��نته‬ ‫ونحكم بها‪ ،‬ونرد ش��ره وبدعت��ه وال نقرها وال نحكم بها؟!!‬ ‫إن طال��ب العلم البد أن تكون عنده ملكة التمييز بني الغث‬ ‫والثم�ين‪ ،‬ب�ين الصالح والطال��ح‪ ،‬بني الس��نة والبدعة‪ ،‬بني‬ ‫احملمود واملذموم‪ ،‬بني احلس��ن والقبي��ح‪ ،‬بني الطيب واخلبيث‪،‬‬ ‫بني احلق والباط��ل‪ ،‬بني النور والظلمة‪ ،‬ب�ين املقبول واملردود‪،‬‬ ‫بني النبيل واملرذول‪ ،‬أم��ا أن يخْ رق الثوب كله‪ :‬لعدم التمييز‪،‬‬


‫تابع‪:‬منهجية طلب العلم‬

‫أو للتنبي��ه‪ ،‬أو ‪-‬وهم��اً‪ -‬أنه نصيحة‪ ،‬فه��ذا يحتاج إلى تأمل‬ ‫وتأم��ل؛ ذلك أن طرح الكل الفاضل لتلبس��ه باجلزء اخلبيث‪:‬‬ ‫مخال��ف للش��ريعة‪ ،‬مخال��ف للفط��رة‪ ،‬مخالف للس��نة‬ ‫الكوني��ة املاضي��ة!! إننا بتدريب تالميذنا عل��ى التجرؤ على‬ ‫الفض�لاء ‪-‬زعم��ا ً أن هذا هو الس��بيل في تخلي��ص الدعوة‬ ‫وحتبي��ب األمة في دي��ن اهلل س��بحانه!! إننا بذلك نفس��د‬ ‫فسادا ً ذريعاً‪ ،‬ونهلك هذه األجيال ونضرب عليها طوق اخلوف‬ ‫والوجل وفي الوقت نفسه نحفها بشآبيب التجرؤ الفارغ‪.‬‬ ‫وما ذكرته هو هدي الس��لف‪ ،‬فقد قال عمار بن ياسر ‪-‬رضي‬ ‫اهلل عن��ه‪« -‬ثالث��ة من جمعهن فقد جم��ع اإلميان‪ :‬اإلنصاف‬ ‫(‪)10‬‬ ‫من نفس��ك‪ ،‬وبذل الس�لام للعالَم‪ ،‬واإلنفاق من اإلقتار »‬ ‫«ظل��م ألخيك أن تذكر‬ ‫وقال محمد بن س��يرين رحمه اهلل‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ اَ‬ ‫منه أس��وأ ما رأيت وتكتم خيره»(‪ )9‬وف��ي قوله تعالى‪( :‬ول‬ ‫جَ ۡ َ َّ ُ ۡ َ َ َ ُ َ ۡ لَىَ ٰٓ َ اَّ َ ۡ ُ ْ ۡ ُ ْ ُ َ َ ۡ‬ ‫��و أق َر ُب‬ ‫��نان ق��و ٍم ع أل تعدِل ۚوا ٱعدِلوا ه‬ ‫ي ِرمنك��م ش ‍ٔ‬ ‫ل َِّلت ۡق َو ٰ‬ ‫ىۖ) قال ش��يخ اإلس�لام ابن تيمي��ة‪« :‬فنهى أن يحمل‬ ‫املؤمن�ين بغضهم للكف��ار عل��ى أن ال يعدل��وا‪ ،‬فكيف إذا ً‬ ‫البغض لفاسق أو مبتدع أو متأمل من أهل اإلميان؟ فهو أولى‬ ‫أن يج��ب عليه ألاّ يحمله ذلك عل��ى أن ال يعدل على مؤمن‬ ‫وإن كان ظامل��ا ً ل��ه»(‪ )11‬وانظ��ر هذا التطبي��ق العملي حملدث‬ ‫اإلسالم ومؤرخه‪ ،‬شمس الدين الذهبي حيث ي ُ َترْجم لقتادة‬ ‫السدوس��ي البصري (ت‪118‬هـ) فيقول وهو حجة‬ ‫بن دعامة َّ‬ ‫باإلجماع إذا بَينّ الس��ماع‪ ،‬فإن��ه مدلس معروف بذلك‪ ،‬وكان‬ ‫يرى القدر‪ ،‬نس��أل اهلل العفو‪ ،‬ومع ه��ذا فما توقف أح ٌد في‬ ‫صدقه وعدالته وحفظ��ه‪ ،‬ولعل اهلل يعذر أمثاله ممن تلبس‬ ‫ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه وبذل وس��عه‪ ،‬واهلل‬ ‫حكم عدل لطيف بعباده وال يسأل عما يفعل‪ ،‬ثم إن الكبير‬ ‫م��ن أئمة العلم إذا كث��ر صوابه و ُعلِم حتريه للحق وات َّس��ع‬ ‫علم��ه وظهر ذكاؤه وعرف صالحه وورع��ه واتباعه‪ :‬يغفر له‬ ‫ذلك‪ ،‬وال نضلله ونطرحه وننسى محاسنه‪ ،‬نعم وال نقتدي‬ ‫(‪)12‬‬ ‫به في بدعته وخطئه‪ ،‬ونرجو له التوبة من ذلك أ هـ‬ ‫نع��م‪ ،‬إن عدم ملكة التمييز بني طلب��ة العلم‪ ،‬وصيرورتهم‬ ‫ف��ي احلقيق��ة ‪ -‬مقل��دة ملش��ايخهم‪ ،‬يجعل ه��ذه امللكة‬ ‫ضعيفة‪ ،‬وأحيانا ً ملغاة وهنا مكمن اخلطر‪ ،‬إن اإلنصاف ِع ْدله‬

‫التعص��ب‪ ،‬وإذا كنا نري��د أن جنعل من تالميذن��ا (منصفني)‬ ‫فالبد أن نرب��ي عندهم (ملكة التميي��ز)؛ ليتحرروا من ربقة‬ ‫التعصب‪ ،‬وعندها يكون املراد سهالً ميسوراً‪ ،‬فطالب العلم‬ ‫عندما ي��درس العلم فإنه ينمي مع��ه قدراته الذهنية ورمبا‬ ‫ينسى حال قلبه‪ ،‬هذا القلب الذي تتولد فيه املعاني وتتفجر‬ ‫من جنباته ن َ ْبع األخالق‪ ،‬يتس��ع عق��ل الطالب ويضيق قلبه‬ ‫ويضيق‪ ،‬حتى رمبا ال جند له قلب !!‬ ‫إن من أولى واجبات طالب العلم ليحافظ على قلبه و ِمن‬ ‫َث َّم يتدرب على اإلنصاف أن يقوم باآلتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬قراءة القرآن مع التدبر‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلحلاح املستمر بالدعاء بسالمة الصدر مع البكاء‪.‬‬ ‫‪ -3‬قراءة تراجم أهل العلم للمشايخ والعلماء والنبالء‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلحساس بالعبودية هلل سبحانه‪ ،‬وأنه فوق كل ذي علم عليم‪.‬‬ ‫‪ -5‬عدم االجتهاد في تتبع العوار عند األفاضل إال إذا ُ‬ ‫ش��هر‪،‬‬ ‫َُ ّ‬ ‫(وق��ل لِعِ َبادِي‬ ‫فالنص��ح بالتي هي أحس��ن؛ لقوله تعالى‪:‬‬ ‫َ َ ۡ َ ُ َّ َّ ۡ َ َ َ َ ُ‬ ‫ُ ُ ْ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َيقولوا ٱل يِت يِه أحس��نۚ إِن ٱلشيطٰن ي‬ ‫زنغ بَ ۡين ُه ۡ ۚم إِن ٱلش ۡي َطٰ َن‬ ‫اَ َ إۡ َ‬ ‫نسن َع ُد ّٗوا ُّمب ٗ‬ ‫ٰ‬ ‫ينا ‪)٥٣‬اإلرساء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫كن ل ِ​ِل ِ‬ ‫‪ -6‬التدرب على ذكر احلس��نات مع السيئات ‪-‬عند الضرورة‪-‬‬ ‫ال‪ ‬في احلسنات ونشر السيئات‪.‬‬ ‫‪ -7‬التفكي��ر ف��ي املوت والقبر والنش��ر واملوقف واحلس��اب‪،‬‬ ‫فطلب السالمة ال يعدله شيء‪.‬‬ ‫‪ -8‬االنشغال بنفع املسلمني بالعلم النافع والعمل الصالح‪.‬‬ ‫واهلل يوفقنا جميعا ً إلى كل خير‪.‬‬

‫‪ -1‬املعجم الوسيط (‪)963/2‬‬ ‫‪ -2‬املعجم الوسيط (‪)609/2‬‬ ‫‪ -3‬املائدة ( اآلية ‪)8‬‬ ‫‪-4‬النمل (اآلية ‪)33‬‬ ‫‪-5‬النمل (اآلية ‪)34‬‬ ‫‪-6‬النمل (اآلية ‪)34‬‬ ‫‪-7‬انظر في هذا البن عطية املعجم الوجيز (‪)203/11‬‬ ‫أ‪-8‬خرجه البخاري‬ ‫‪-9‬راجعه عند ابن حجر ‪ :‬فتح الباري (‪)103/1‬‬ ‫‪-10‬راجعه عند ابن كثير ‪ :‬البداية والنهاية (‪)275/9‬‬ ‫‪ -11‬ابن تيمية ‪ :‬االستقامة (‪)38/1‬‬ ‫‪-12‬الذهبي ‪ :‬سير أعالم النبالء (‪)271/5‬‬

‫‪25‬‬


‫األسرة‬

‫ودورها في تربية المراهقين‬

‫ت‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫أل‬ ‫ط‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ى‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫سؤلية و الرجولة‬

‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫تدريب األطفال على املسؤلية و الرجولة‬ ‫لع��ل من أعظ��م أس��باب االنف�لات التربوى لدى ش��ريحة‬

‫على الرجولة و املس��ئولية وليش��بوا عليها‪ ،‬فتكون صفة‬

‫املراهقني‪ ،‬أنهم لم يربوا على املس��ئولية و الرجولة‪ ،‬بل هم‬

‫دائمة الخلقا عارضا!!‬

‫دوما أطفال‪ ،‬حدثاء األس��نان‪ ،‬قليل��وا اخلبرة‪ ،‬عدميو الكفاءة‪،‬‬

‫فقد أسلم علي بن أبى طالب و هو ابن عشر سنني‪ ،‬و‪ ‬أسلم‬

‫إن األطفال هذا ش��أنهم‪ ،‬والبد أن نعاملهم بأخالق سنهم؛‬

‫مس��لمة بن مخلدبن الصامت وعمره أربع سنوات (طبقات‬

‫م��ن التج��اوز و الرف��ق‪ ،‬و العف��و والصف��ح‪ ،‬والتوجيه الذى‬

‫ابن س��عد)‪ ،‬وأس��لم الزبير بن العوام وهو ابن ثمانى سنوات‬

‫ال‪ ‬ينقطع‪ ،‬و قبول األعذار وسد الثغار‪ ،‬لكن فى الوقت نفسه‬

‫(حلية األولياء)‪ ،‬وأسلم عبداهلل بن عمر ‪-‬مع أبيه مبكة‪ -‬وهو‬

‫البد من تعويده��م الرجولة وحتمل املس��ئولية‪ ،‬ولذلك جند‬

‫صغير لم يبلغ احللم (تاريخ دمشق) و دخل ابن عباس وأخوه‬

‫أن «الطفولة» فى التراث اإلس�لامى‪ :‬مرحلة لها أحكامها‪،‬‬

‫الفضل بن العباس املدينة عام اخلندق وهو ابن ثمانى سنني‬

‫ليس��ت وصفا دائما؛ ولذا كان لزام��ا أن يعامل صاحب هذه‬

‫والفضل ابن ثالث عشرة سنة‪ ،‬وخرج رافع بن خديج وسمرة‬

‫املرحل��ة مبا ينفعه فى املراح��ل التالية‪ ...‬لقد رأينا «الطفل»‬

‫بن جندب فى أحد فردهما رسول اهلل ‪ j‬لصغرهما‪.‬‬

‫فى التراث اإلس�لامى يعرض عليه اإلس�لام فيس��لم‪ ،‬ونراه‬ ‫وش��ارك األطفال املس��لمون فى املهام اجلسيمة‪ ،‬فقد خرج‬

‫يتحمل املس��ئولية و يش��ارك فى املهام اجلس��ام‪ ،‬ويُرْس��ل‬ ‫ويس��تأمن عل��ى األس��رار؛ ول��ذا كان الن��اس يقبل��ون م��ن‬

‫عبد الرحمن بن احلارث بن هش��ام مع أبيه مجاهدا بالش��ام‬

‫«األطفال» نصائحهم ويصغوا لهم أسماعهم ليعودوهم‬

‫وهو صغير (تاريخ دمشق)‪ ،‬وغزا زيد بن أرقم أول أمره فى غزوة‬

‫‪26‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬األسرة ودورها في تربية المراهقين‬

‫املريس��يع وهو غالم صغير (تاريخ دمشق)‪ ،‬وفى سنة‪165‬هـ‬

‫س��ت ْ‬ ‫يحك��ى صاح��ب (املس��ت ْ‬ ‫َظرف)‪،‬‬ ‫َطرَف م��ن كل َف�� ِّن ُم ْ‬ ‫��ب‬ ‫أن غلمانا ً بنجران كانوا يلعبون‪ ،‬فس��معوا أ ُ ْ‬ ‫س�� ُقفا ً ي َ ُ‬ ‫س ّ‬

‫وف��ى البخارى عن عب��د الرحمن بن ع��وف ‪-‬رضى اهلل عنه‪-‬‬

‫رس��ول اهلل‪ .j ‬يقول‪« :‬فما زال��وا يضربونه حتى قتلوه»‪.‬‬

‫قال بينم��ا أنا واقف فى الصف يوم ب��در‪ ،‬فنظرت عن ميينى‬

‫فف��رح عمر بن اخلط��اب‪ ،‬وقال‪« :‬اآلن عز اإلس�لام! إن أطفاال‬ ‫صغارا ُ‬ ‫ش�� ِتم نبيهم فغضبوا له و انتص��روا!!»‪ .‬فانظر إلى‬

‫غزى هارون الرش��يد و هو غالم أمرد صغير (شذرات الذهب)‪،‬‬

‫و ش��مالى فإذا أنا بني غالمني من األنصار حديثة أسنانهما‪،‬‬

‫ه��ؤالء األطفال و غيرتهم على رس��ول اهلل‪ j ‬و غضبتهم‬

‫فغمزنى أحدهما فقال‪ :‬ياعم! هل تعرف أباجهل؟ قال‪ :‬قلت‪:‬‬ ‫��ب‬ ‫نع��م‪ ،‬وم��ا حاجتك إليه يا اب��ن أخى؟ قال‪ :‬أُخْ ِب ُ‬ ‫رت أنه َ‬ ‫س َّ‬ ‫رسول اهلل ‪ ،j‬والذى نفس��ى بيده لو رأيته اليفارق سوادى‬

‫أمي��ر‪ ،‬وإمنا حتركوا وفق م��ا تربوا عليه‪ ،‬ونحن إذ نعيش حملة‬

‫س��واده حتى ميوت األعجل! و غمزنى اآلخر‪ ،‬فقال لى مثلها‪،‬‬

‫احلرب على اإلسالم و نبيه و أصحابه واملسلمني‪ ،‬الجند حراكا‬

‫فلم��ا رأيته‪ ،‬قلت‪ :‬ه��ذا صاحبكم��ا! فابتدراه بس��يفيهما‬

‫من الكبار‪ ،‬فما بالت الصغار!! إنها أزمة أم وإش��كال ثقافة‬

‫فضرباه حتى قتاله‪ ...‬احلديث‪.‬‬

‫معاصرة مخالفة لثقافة اإلسالم!!‬

‫لق��د تدرب��وا كثي��را عل��ى ممارس��ة الرجولة وه��م أطفال؛‬ ‫وبالتالى كانوا رجاال ً وهم أطف��ال؛ بخالف رجال اليوم الذين‬

‫ومل��ا كان أطفال األم��س بهذه الصورة‪ ،‬كان��ت تقبل آراؤهم‬ ‫ونصائحهم‪ ،‬فيكون ذلك دافعا لهم ملواصلة التحلى بأخالق‬

‫لم ينس��لخوا بعد م��ن الطفولة؛ ول��ذا عندما يصطدمون‬

‫الرجال والتدري��ب على معالى األمور‪ ،‬فف��ى (حلية األولياء)‬

‫باحلي��اة يضطربون وتتدهور أحواله��م‪ ...‬و تأمل هذا املوقف‬

‫س�� ِئل م��ا التواضع؟ فقال‪ :‬أن تخضع‬ ‫أن الفضيل بن عياض ُ‬ ‫للح��ق وتنقاد له ولو س��معته من صبى‪ .‬و َط َّبق ذلك األئمة‬

‫رسول‪ ‬اهلل‪ ،j ‬ثم أرس��له فى حاجة‪ ،‬وجلس النبى‪ j ‬فى‬ ‫الطريق ينتظر أنس��اً‪ ،‬حتى رج��ع إليه‪ ...‬يقول أنس‪ :‬و أبطأت‬

‫أن أباحنيف��ة رأى صبي��ا‪ ،‬فق��ال له‪ :‬ال تس��قط ف��ى الطني‪،‬‬

‫الترب��وى أيضا!! و فى اخلبر الصحي��ح أن أنس بن مالك ‪d‬‬ ‫َمرَّ عليه النبى‪ j ‬وهو يلعب مع الصبيان‪ ،‬فس��لم عليهم‬

‫دخلت عل��ى أمى و هى أم س��ليم‪ ،‬قالت‪ :‬ما‬ ‫عل��ى أم��ى‪ ،‬ثم‬ ‫ُ‬ ‫حبس��ك؟ قلت بعثنى النبى‪ j ‬فى حاجة‪ ،‬قالت‪ :‬و ما هى‪،‬‬ ‫سرَّ رسول اهلل‪.j ‬‬ ‫س ّر‪ ،‬قالت‪ :‬فاحفظ ِ‬ ‫قلت‪ :‬إنها ِ‬ ‫وانظ��ر ه��ذه القصة أيض��اً؛ لتعلم أن تربي��ة األطفال على‬ ‫أخالق الرجال كانت سمة الثقافة اإلسالمية‪ ،‬ففى (شذرات‬ ‫الذهب) ع��ن أبى بك��ر املوصلى قال «كنت ف��ى املكتب ابن‬ ‫س��ا أو درهما‪ ،‬فأنظر أقرب دار‬ ‫س��بع س��نني‪ ،‬فلرمبا لقيت َفلْ ً‬ ‫فأعطيهم إياه‪ ،‬وأقول‪ :‬لقيته قرب داركم!!»‪.‬‬ ‫إن أطفاال ً هكذا قد تربوا على األمانة و املسئولية و املشاركة فى‬

‫نصرة لرسول اهلل‪ ،j‬لم ينتظروا إذنا من كبير أو إشارة من‬

‫الك��رام‪ ،‬فف��ى (حاش��ية اب��ن عابدين ف��ى الفق��ه احلنفى)‬ ‫ف��رد الصب��ى‪ :‬إياك أن��ت من الس��قوط! فس��قوط العالِم‬ ‫العالم‪ ،‬فكان أبو حنيفة ال يُ ْفتى بعد س��ماع هذه‬ ‫س��قوط‬ ‫ُ‬ ‫الكلمة إال بعد النظر و الدرس مع تالميذه شهرا‪.‬‬ ‫إنن��ا ف��ى حاجة إلى إع��داد جيل جديد م��ن املراهقني الذين‬ ‫ارتبطوا باإلس�لام ثقافة و رسالة‪ ،‬آماال وطموحاً‪ ،‬يوما ً وغداً‪،‬‬ ‫وك��ى نصل إلى ه��ذا املأم��ول‪ :‬كان من ال�لازم أن نتعب فى‬ ‫تدريبهم على األخالق الفاضلة واألعمال املس��ئولة؛ ليكون‬ ‫ذلك أدعى إلى حص��ول املقصود‪ ،‬و اهلل يوفقنا إلى كل خير‬ ‫فهو نعم املولى و نعم النصير‪.‬‬

‫املهام‪ ،‬واحملافظة على السرار‪ ،‬فكانوا كفوا للرجال فى عقولهم‬ ‫وجهدهم وعملهم وآمالهم وآالمهم وهمهم وإرادتهم!!‬ ‫‪27‬‬


‫قصة بائع الفول‬

‫م��رض عم محم��ود السُّ��كرى بالكب��د‪ ،‬وتردد على املش��افى‬ ‫والعي��ادات اخلاص��ة‪ ،‬وكان��ت ل��ه قطع��ة أرض (‪ 5‬قراري��ط)‬ ‫اخلص والس��ريس واجلرجير والش��بت‬ ‫يق��وم بزراعتها بزراعات‬ ‫َّ‬ ‫والبقدون��س‪ ،‬فلم��ا َم��رِض‪ ،‬قام��ت زوجت��ه أم أحم��د بعمله‪،‬‬ ‫واس��تمرت أم أحم��د ترعى زوجه��ا املريض وأوالدها اخلمس��ة‬ ‫طيلة ثالث س��نوات‪ ،‬وقد حاولت أم أحم��د أن تعمل فى منازل‬ ‫الن��اس باألج��رة؛ لعله��ا جت��دى فتيال أم��ام مصاري��ف العالج‬ ‫الباهظ��ة‪ ،‬لق��د تليف الكبد‪ ،‬وص��ارت غيبوب��ة الكبد تضرب‬ ‫س��د (عم محمود) بال هوادة فى أى وقت؛ صار الرجل يتلمظ‬ ‫َج َ‬ ‫من ش��دة الوجع‪ ،‬ويش��تد أمله عندما يرى فل��ذات كبده فراخا‬ ‫صغارا ينتظ��رون أمهم من العمل‪ ،‬فأكبرهم ثمانى س��نوات‪،‬‬ ‫وهو أحمد‪ ،‬والباقون دون هذا الس��ن‪ ،‬والصغيرة (صابرين) ابنة‬ ‫الس��نة الواح��دة‪ ،‬تأخذها أمها ف��ى األرض وعن��د العمل فى‬ ‫املنازل‪ ،‬وس��موها (صابرين) ألن اهلل رزقهم بها وهم فى سورة‬ ‫احلاجةوش��دةاملعيش��ة‪...‬‬ ‫تده��ورت األحوال كثيرا‪ ،‬و َقرَّر األطب��اء نوعان من احلقن‪ ،‬تتجاوز‬ ‫احلقن��ة الواحدة عش��رين جني��ة‪ ،‬إن عالج (أبو أحم��د) يحتاج‬ ‫إلى آالف‪ ،‬لكن أن َّى الس��بيل إلى ذلك؟ صارت الزوجة تفكر فى‬ ‫األمر تس��ابقها دموعها التى تنهمر بقس��وة عل��ى وجنتيها‬ ‫الذابلتني‪ ،‬فيكاد قلبها يعتصر مع البكاء عندما تتذكر زوجها‪،‬‬ ‫وأن��ه رمبا يُ ْف َق��د ويتربى األوالد من غير أبيه��م! ما معنى احلياة‬ ‫ب��دون (أبو‪ ‬أحمد)‪ ،‬فهو م��ع مرضه دائم التس��بيح‪ ،‬تام الرضا‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ب��اش احمليا‪ ،‬فاغر ال َّثغ��ر‪ ،‬يقرأالقرآن‪ ،‬ويوزع بس��مته على أوالده‬ ‫بالقس��طاس‪ ،‬ولرمبا احتضنهم جميعا فردا فردا‪ ،‬ولكن يخص‬ ‫بنصيحته ابنه (أحمد)‪ ،‬يحدث هذا والزوجة الطيبة تش��اهده‬ ‫وتدع��وا له‪ ...‬ويس��ـرح خاطرها ت��ارة إلى عمق الزم��ن وبداية‬ ‫التع��ارف وبناء اللبنات األول من ع��ش الزوجية ثم يرتد اخلاطر‬ ‫س��ريعا إلى الوقت وما دهمهم فيه من مرض وحاجة وفقر!!‬ ‫‪28‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬قصة بائع الفول‬

‫ه��ذه الس��نوات َمرَّت عل��ى (أم أحمد) دهرا‪ ،‬إنه��ا لم متتهن‬

‫أجهش أحم��د بالبكاء ثم أجه��ش األوالد باكني‪ ،‬منهم من‬

‫عم�لا قط‪ ،‬ب��ل كانت ف��ى دار أهلها معززة مكرم��ة‪ ،‬إلى أن‬

‫أدرك حقيق��ة اللحظة‪ ،‬ومنهم من بكى بالتأثر‪ ...‬أخذت األم‬ ‫تهدأ ُ من روعهم وتقول لهم إن أباكم قد مات طيبا مباركا‪،‬‬

‫االقتراض من أجل ش��راء الع�لاج! ن َ​َظر إليه��ا زوجها‪ ،‬وقال‬

‫كان حسن اخللق طيب القلب هادئ الطرف نظيف السريرة‬

‫الميكن أب��دا أن نقترض‪ ،‬وقد وَسَّ��ع اهلل علينا! أمرها زوجها‬ ‫أصرَّ ‪،‬‬ ‫ببي��ع الرض‪ ،‬ناقش��ته الزوجة كثيرا‪ ،‬لك��ن (أبوأحمد) َ‬

‫واصال لرحمه نافعا للمس��لمني‪ ...‬ل��م يَن َْح ِن أبدا ألحد‪ ،‬وإمنا‬

‫ذله وخضوعه للواحد األحد‪ ،‬إن أباكم قد عاش حميدا ومات‬

‫فاضطرت الزوجة إلى بيع األرض؛ لعالج زوجها وللمساعدة‬

‫ش��هيدا‪ ،‬فيا أحبابى ال نهتز وال نغضب اهلل‪ ...‬أخذتهم األم‬

‫فى نفقات ومصاريف منزلها‪ ...‬لقد استقرت األحوال قليال‪،‬‬

‫فى حجرة مج��اورة وأعدت لهم اإلفطار وش��جعتهم على‬

‫فـ(أبوأحمد) يتناول عالجه بانتظام‪ ،‬وصارت أم أحمد تالزمه‬

‫األكل‪ ،‬ثم انصرفت س��ريعا إلى جارته��ا (رَبَاب) حيث أبلغت‬

‫لتش��رف على عالجه وغذائه‪ ،‬وتقوم بتجهيز ولدها (أحمد)‬

‫ألهلها وجيرانها‪ ،‬وأرسلت باخلبر إلى أهل زوجها وأهلها‪...‬ما‬

‫إلى املدرس��ة‪ ،‬ثم‪ ‬تنهض إلى أش��غال املنزل بهمة ونش��اط‬

‫هى إال دقائق و َع ّج البيت باخلالئق‪ ،‬حيث امتأل الشارع بزقاقه‬

‫لتحاول االنتهاء من أعمال املنزل وأعباء املعيش��ة قبل إتيان‬

‫وحناياه بالناس‪ ،‬وأت��ي أصدقاء أحمد وهم أترابه وزمالؤه في‬

‫أحمد من املدرسة‪...‬‬

‫طلب العلم الكل يبك��ون (أبو أحمد)‪ ...‬الكل يذكره بخير‪...‬‬

‫كان م��رض زوجه��ا‪ ...‬فاحت��ت الزوجة زوجها أنه��ا ترغب فى‬

‫ال��كل يدعو ل��ه‪ ...‬ال��كل يبكي��ه‪ ...‬خَ رَجت البل��دة بآالفها‬ ‫استمرت احلياة بهذه الصورة قليال‪ ،‬وفجأة دهمهم ما كانوا‬

‫ورجاالتها وشبابها وأطفالها لتشييع (أبو أحمد) حتى واروه‬

‫يحذرون؛ إنه املوت‪ ،‬ففى الصباح أيقظ أبوأحمد زوجه‪ ،‬صليا‬

‫مثواه وعاد اجلميع‪...‬‬

‫الفجر‪ ،‬وأيقظ��ا ابنهما أحمد‪ ،‬ثم قام��ت الزوجة بأعمالها‬ ‫املنزلي��ة‪ ...‬وأت��ت بكوب الش��اى األخضر إل��ى زوجها‪ ،‬فقال‬

‫فى صباح اليوم التالى جهزت أم أحمد (أحمد) للمدرس��ة‪...‬‬

‫لها هات أحم��د‪ ...‬نادت األم على ابنها‪ ،‬أتى أحمد مس��رعا‪،‬‬

‫ذهب نش��يطا متذك��را أباه وأقواله الس��يما (ربيتك لتكون‬

‫التزم��ه والده وعانقه وانهمرت الدموع من عينه لتبلل وجه‬

‫رج�لا) والدم��وع تس��ابق أنفاس��ه ونبض��ات قلب��ه‪ ،‬لكنه‬

‫ابنه‪ ،‬ثم أمرها أن تأتى بأوالدها‪ ،‬فأتت بهم جميعا َ‬ ‫‪،‬ش�� َّمهم‬

‫ق��ال ال ب��أس‪َ ...‬مرَّت األيام متش��ابهة‪ ،‬وأحمد يش��ب ويزداد‬

‫واحتضنه��م وقبلهم بح��رارة وأوصاهم بتق��وى اهلل والبر‬

‫استمس��اكا بالدي��ن وص��ار م��ع صغ��ر س��نه م��ن حملة‬

‫ألمهم واالنش��غال مبا ينفع وحس��ن الظن باهلل س��بحانه‬

‫نيش��ان اإلس�لام الظاهر النقي ال��ذي جمع علم��ا وفهما‬

‫واالجته��اد فى طاعته وحب املس��لمني‪ ...‬ث��م وَ َّجه خطابه‬

‫وعم�لا صاحل��ا‪ ،‬حت��ي إن بعض زمالئ��ه إذا دع��وه لإلنضمام‬

‫لول��ده أحمد‪ :‬ك��ن رجال يا أحمد‪ ،‬فقد ربيت��ك لتكون رجال!!‬

‫حلزب العمل (وكان حزبا زمن أنور الس��ادات يتبني املش��روع‬

‫ثم ارتش��ف من الكوب ش��يئا يس��يرا‪ ،‬وكاد أن يسقط من‬

‫اإلسالمي) يرفض قائال إن الدميقراطية تنافر حقيقة املنهج‬

‫يده‪ ،‬س��ارع ولده (أحمد) فأمس��ك الك��وب ألبيه‪ ،‬لكن وجد‬

‫الس��لفي كما أن النور ينافي الظلمة‪ ،‬وب َ َدأ املال ي َ ِق ّل بشدة‪،‬‬

‫أباه يش��هد شهادة احلق‪ ،‬ثم نظر إلى السقف شاخصا‪ ،‬ثم‬

‫وأم أحمد تنفق من مال األرض املباعة‪ ،‬ال تس��أل أحدا شيئا‪،‬‬

‫س ُده بال حراك!!‬ ‫شهق شهقة‪ ،‬وبات َج َ‬

‫وال تنتظ��ر نوال وعط��اء قريب أو بعيد‪ ،‬ه��ى واثقة برزق اهلل‬ ‫‪29‬‬


‫تابع‪ :‬قصة بائع الفول‬

‫وإن تأخر قليال‪ ،‬لكن املال ي َ ِق ُّل بش��دة‪ ،‬والبد من التفكير فى‬

‫وكيف يعمل��ون جميعا فى صناعة الف��ول‪ ،‬وكيف يبيعون‬

‫َح ّل‪ ،‬عندما أتى أحمد من مدرسته‪ ،‬فاحتته أمه فى أحوالهم‪،‬‬

‫الف��ول‪ ،‬وبج��وار الفول الب��أس بصنع بع��ض (اخمللالت) من‬

‫واقترح��ت عليه أن تعود إل��ى العمل فى املن��ازل مرة ثانية!‬

‫الباذجنان احملش��و الصغي��ر والكبير‪ ...‬تعجب��ت األم‪ ،‬وكيف‬

‫لق��د كانت املفاج��أة التى ل��م تتوقعها األم م��ن ابنها ابن‬

‫عرف��ت ه��ذه املعلومات ي��ا أحمد؟ ق��ال أحمد‪ :‬ل��ى زميل‬

‫الثالثة عش��رة من من عمره‪ ،‬قال أحم��د‪ :‬واهلل ال ميكن أبدا‬

‫باملدرس��ة يعم��ل أبوه بالف��ول (صناعة وبيع��ا) وفتح اهلل‬

‫أن تعمل��ى عند أحد‪ ،‬وابنك أحمد على قيد احلياة‪ ،‬لقد ربانى‬

‫عليه��م باملال الطي��ب‪ ،‬وكنت أذهب إليهم طوال الس��نة‬

‫أبى ألكون رجال‪ ،‬ليس من الرجولة أن تعملى فى بيوت الناس‬

‫املاضي��ة حتى تولدت عندى هذه الفكرة بتمامها‪ ...‬وافقت‬ ‫األم على الفور‪ ،‬وأَعطت ابنها ماال ليحاس��ب وذهبت معه‬

‫وأنا فى منزلنا آكل وأشرب‪ ...‬الميكن ياأمى‪ ...‬ال ميكن يا أمى‪...‬‬

‫إلى (بائع البقول) اش��تريا فوال وعدس��ا‪ ،‬واجتمعت األسرة‬ ‫أخل��دت األس��رة إلى الن��وم‪ ،‬وناموا جميعا م��لء أجفانهم‬ ‫إال ع�ين واحدة لم تن��م وقلب واحد ي َ َّت ِق��د حبا وحرصا على‬

‫عل��ى (تنقي��ة) الفول‪ ،‬ثم وضعه ف��ى (الِق�� ْدر) ((الإِ دْرَة)) ثم‬

‫نضجوه على النار اخلفيفة بعد إضافة اليس��ير من (شربة‬ ‫ّ‬

‫واع متوثب‪ ،‬إنه (أحمد) إنه يفكر فى حياتهم‬ ‫األس��رة و َع ْقل ٍ‬

‫ال َع�� ْدسوقلي��لم��نزي��تالزيت��ون)‪...‬‬

‫ومس��تقبلهم‪ ،‬يا ترى ما هو احلل للخروج من احلاجة وسؤال‬ ‫اخللق‪ ،‬أخ��ذ يدعو اهلل‪ ...‬ثم أخذ يفعل م��ا كان يفعله أبوه‪،‬‬

‫وأقب��ل الناس على ش��راء الفول واخمللل الس��يما الباذجنان‪،‬‬ ‫واتس��عت األرزاق مع األس��رة‪...‬‬

‫قام ‪-‬مع ش��دة البرد‪ -‬فتوضأ وصلى داعيا اهلل س��بحانه أن‬ ‫يوفقه ويلهمه‪...‬‬

‫استطاع أحمد وإخوته الصغار مبعاونة األم أن ينجحوا هذا‬ ‫املشروع بالصبر والدأب واجللد وحسن اخللق‪ ،‬واستطاعوا أن‬

‫متدد أحمد قليال‪ ،‬ولم يراع إال أذان الفجر يبدد س��كون الكون‬

‫يجمعوا مع هذا املشروع‪ :‬االجتهاد فى الدراسة‪ ،‬حتى كان‬

‫بكلمات التوحيد والنش��اط والعمل فى الطاعة واالجتماع‬

‫م��ن فضل اهلل عليهم أن تفوق أحمد وأخوته فى س��نوات‬

‫عل��ى الطاع��ة‪ ...‬قام أحم��د فأيقظ والدته‪ ،‬وصل��ى الفجر‪،‬‬

‫الدراس��ة‪ ،‬فلما كانت الثانوي��ة العامة‪ ،‬ارتأت األم أن يدخل‬

‫ث��م جلس يواصل تفكيره!! ثم لمَ َعت له فكره كأنها أضاءت‬

‫(أحم��د) القس��م األدبى‪ ،‬إال أن��ه أبى إالّ أن يدخل القس��م‬

‫دياجير كيانه كله‪ ،‬انتفض واقفا‪ ،‬ثم ذهب مسرعا إلى أمه‪،‬‬ ‫َح َّياه��ا و َق َّبل يدها‪ ،‬وقال يا أ ُ ّم ! لقد وفقنى اهلل إلى َح ّل كل‬

‫العلم��ى؛ وملا قالت والدته إن عملنا ثقيل‪ ،‬وميكن بقليل من‬ ‫اجملموع فى القسم األدبى أن تدخل الكلية‪ ،‬بخالف القسم‬

‫مشاكلنا دون أن نحتاج أحدا أو ننتظر عطاء أحد‪...‬‬

‫العلم��ى‪ ،‬قال أحمد إنه يريد أن يدخل كلية الطب؛ ليعمل‬ ‫فى قس��م «اجلهاز الهضمى»‪ ،‬ث َ َّمنت األم كالم ورغبة ابنها‬

‫تلهف��ت األم بش��وق‪ :‬ق��ل ي��ا أحمد ما ه��ى فكرت��ك التى‬

‫وضمت��ه إلى صدرها ودعت له بالتوفي��ق والبركة والنجاح‬

‫وفقك اهلل إليها؟!‪...‬‬

‫والفالح والرباح وأن يحس��ن قصده وعمله‪ ،‬وأن يكون نافعا‬

‫كان��ت الفكرة هى «بيع الفول»‪ ،‬قالها أحمد‪ ،‬وكأنه قد أ َ َع ّد‬

‫للمس��لمني كم��ا كان أبوه ‪-‬عليه رحم��ة اهلل‪ -‬ليكون من‬

‫دراس��ة جدوى‪ ،‬ثم أخذ يش��رح ألمه من أين يشترون الفول‪،‬‬

‫جملة حس��نات أبيه!!‬

‫‪30‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬قصة بائع الفول‬

‫تفوق (أحمد) فى الثانوية ودخل كلية الطب‪ ،‬وكان طالبا دَيِّنا‬

‫اجلهاز الهضمى نش��اطا وكفاءة؛ مع علم واسع وأَدَب َج ّم‪،‬‬

‫َس��نَّنا‪ ،‬يعمل بالفول بعد الفجر حتى الساعة السابعة‬ ‫ُمت َ‬

‫حت��ى ُع��رِف أيضاعند أس��اتذته باجل��د والتواض��ع والعلم‬

‫والنصف‪ ،‬ثم يغتس��ل ويذهب إلى كليته‪ ،‬ثم يحضر دروس‬

‫والتفوق‪ ...‬وهو مع ش��غله هذا لم ينش��غل عن إخوته وأمه‬

‫العلم بعد املغرب‪ ،‬ثم يقسم الليل‪ ،‬قسما للراحة‪ ،‬وقسما‬

‫فى (صناعة الفول وبيعه)‪.‬‬

‫للمذاكرة وقسما يسيرا للمساعدة فى جتهيز الفول‪...‬لقد‬ ‫وَفَّ��قَ اهلل أحم��د حيث رَتَّ��ب ون ََّظم وَ ْقته‪ ،‬ف��كان موفقا فى‬

‫َم��رَّت الس��نني وأح��وال (أحم��د) تتق��دم وترتق��ى‪ ،‬فهو مع‬

‫صناعة الفول وبيعه‪ ،‬وكان موفقا فى دراسة الطب‪،‬‬

‫اجته��اده ف��ي الدع��وة إلى اهلل وع��دم تضييع��ه فقد أخذ‬ ‫املاجس��تير ث��م الدكت��وراة‪ ،‬ث��م س��افر ألش��هر ألمري��كا‪،‬‬

‫وكان موفق��ا فى طلب العلم الش��رعى والدعوة إلى اهلل‪...‬‬

‫ثم س��افر ألش��هر أيضا إل��ى (أوروبا)‪ ،‬وما هو إال ز َ َمن يس��ير‬

‫س��اعده فى ذلك‪ُ :‬حس��ن خلق��ه‪ ،‬وصبره‪ ،‬وحرص��ه على ما‬

‫ش��ير علي��ه أحد أس��اتذته أن ي َ ْفتح مستش��فى خاصة‬ ‫وي ُ ِ‬

‫ينفعه‪ ،‬وع��دم تضييعه األوقات فى مجادالت أو مناظرات أو‬

‫له‪،‬فيأبى‪ ،‬و يقول احلمد هلل رزقنى اهلل (العيادة) والكش��ف‬

‫محادث��ات ال تفيد إال إيغار الصدور وضياع األعمار‪ ،‬لقد َح َّدد‬

‫فيها بثالث جنيهات فقط‪ ،‬والفقير باجملان مع الدواء والعالج‬

‫أحمد هدفه جيدا ‪-‬الس��يما أن اهلل وفقه إلى أحد مش��ايخ‬

‫مجانا‪ ،‬تزوج (أحمد) وأجنب‪ ،‬وكان يذهب فى كل أس��بوع يوم‬

‫الس��لف‪ :-‬العلم النافع والعمل الصال��ح والدعوة الدؤوب‬

‫اجلمع��ة ليعيش مع أمه وإخوته‪ ،‬ف��ى الصباح‪ :‬يبيع معهم‬

‫ونفع املس��لمني والصبر م��ن وراء ذلك وأثناء ذل��ك؛ وبذا لم‬

‫الف��ول‪ ،‬وبعد صالة اجلمع��ة يفتح املنزل للكش��ف باجملانى‬

‫ينخرط أحمد فى التفاهات احلزبي��ة أو التصورات العنيفة‪،‬‬

‫لفقراء املس��لمني‪ ،‬واملري��ض الذى يحتاج إل��ى أن يُ َح َّول إلى‬

‫ب��ل كان ماضيا إل��ى اهلل بقلبه وعمله قائال بلس��ان حاله‬

‫املستش��فى َح َّول��ه ووقع على اخلطاب باس��مه واضحا‪ ،‬ثم‬

‫رب لترضى))‪...‬‬ ‫ومقاله ((و عجلت إليك ِّ‬

‫يتابع حالته باملستش��فى‪ ...‬ثم ت َ َوسَّ��ع فى عم��ل اخلير بأن‬ ‫تواصل مع مؤسسة تس��مى (اإلصالح اخليرية) و اتفق على‬

‫أنهى (أحمد) دراسة الطب‪ ،‬وخَ َّيروه أن يدخل أقسام (الكلى)‬

‫بناء مستشفى خاص ملرضى اجلهاز الهضمى يتقرب بذلك‬

‫أو(الرمد) أو(األطفال)‪ ،‬لكنه أبى إال أبن يدخل قسم (الباطنة)؛‬

‫إلي اهلل وليحقق نصرة الدعوة بطريقة عملية نافعة‪...‬‬

‫ليتخص��ص فى (أمراض اجله��از الهضم��ى)‪ ،‬و بالفعل عُينِّ‬ ‫‪-‬كواحد من أوائل الدفعة‪ -‬نائبا مبستشفى اجلهاز الهضمى‪،‬‬

‫وال يزال الدكتور أحمد يعيش مبنهجه الس��لفى ‪-‬ببركة ما‬

‫ف��كان يذه��ب إلى املستش��فى للعم��ل‪ ،‬و يس��اعد أخوته‬

‫حصل��ه من علم نافع وتربي��ة صاحلة‪ -‬لم يتغي��ر ولم ي ُ َغ ِّير‬

‫وأم��ه فى (صناعة الف��ول وبيعه)‪ ،‬حت��ى كان حديث زمالئه‬

‫ماض إلى اهلل‬ ‫ولم يَخَ ف ولم يُرْ َهب من مخالفة أمر‪ ،‬بل هو ٍ‬

‫فكان��وا يلقبونه بالدكتور (بائع الفول) وهو يبتس��م إليهم‬ ‫مفتخرا‪ ،‬يقول لهم‪ :‬نعم أنا بائع الفول وسأظل أبيع الفول‬

‫ماض‬ ‫بقلب مل��ؤه إميان عميق وعقل ُغ ِّذى بالعل��م الدقيق‪ٍ ،‬‬ ‫إلى اهلل واليزال ماضيا ً إلى اهلل‪...‬‬ ‫ ‬

‫مع أم��ى وأخوتى‪ ...‬كان عطوفا مع مرض��اه‪ ،‬دائما يذكر أباه‬

‫ ‬

‫‪-‬علي��ه رحمة اهلل‪ -‬مع وعند كل حالة‪ ...‬كان من أكثر أطباء‬

‫ ‬

‫كتبها‬ ‫املعتصم باهلل الشبلي السلفي‬ ‫‪31‬‬


‫لعصر‪ :‬ترجمة الشيخ‪ /‬محمد‬

‫سير و تراجم نبالء ا‬ ‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫الخضر حسين ‪ -‬رحمه اهلل ‪-‬‬

‫الشيخ‬

‫محمد الخضر حسين‬ ‫(رحمه اهلل تعالى)‬

‫مولده ونشأته وبداية طلبه للعلم‬ ‫ول��د ‪-‬رحم��ه اهلل‪ -‬فى مدين��ة (ن َ ْف َ‬ ‫طة) بتون��س فى‪26‬رجب‬ ‫سنة‪1293‬هـ=‪16‬أغسطس‪1876‬م‪ ،‬وأصلة من أبويه‪:‬جزائرى‪،‬‬ ‫واس��م الش��يخ‪ :‬محمد األخضر بن احلسني بن على بن عمر‪،‬‬ ‫��ل ببالد َّ‬ ‫فلم��ا َح َّ‬ ‫املش��رق ُح��ذف (ب��ن) وغلب (اخلض��ر) على‬ ‫(األخض��ر)‪ .‬وكان��ت (ن َ ْفط��ة)‪ :‬بلد عل��م وديان��ة ودعوة تعج‬ ‫باملس��اجد‪ ،‬وإذا كانت فى األصل واحة فى وس��ط الصحراء‪،‬‬ ‫فإنه��ا واح��ة ِعلْم واس��عة؛ حتى إنه��ا لتلق��ب بـ(الكوفة‬ ‫الصغ��رى)‪ ،‬فى هذه الواح��ة‪ ،‬وفى هذه األس��رة التى يغلب‬ ‫عليها العلم‪ ،‬دَرَج شيخنا‪ ،‬فقد حفظ القرآن‪ ،‬ودرس العلوم‬ ‫الش��رعية واللغوية على يد كثير م��ن العلماء منهم خاله‬ ‫الشيخ محمد املكى بن عزوز‪ ،‬كما درس فى تونس العاصمة‬ ‫على يد مش��ايخ آخرين‪ ،‬منهم‪ :‬الش��يخ عمر بن الش��يخ‪،‬‬ ‫والش��يخ محمد النجار‪ ،‬والش��يخ س��الم بو حاجب‪ :‬حيث‬ ‫درس عل��ى يدي��ه صحيح البخ��ارى‪ ،‬و دَرَس الش��يخ محمد‬ ‫اخلضر فنون األدب واطلع على فروع العلم اخملتلفة‪.‬‬ ‫رحالته خارج تونس‬ ‫ملا نال الش��يخ محمد اخلضر ش��هادة العاملي��ة من جامعة‬ ‫الزيتونة‪ ،‬رحل إل��ى طرابلس ليبيا‪ ،‬حيث مكث بها أياما‪ ،‬ثم‬ ‫عاد إلى تونس‪ ،‬وزار الشيخ اجلزائر‪ ،‬وزار معظم املدن اجلزائرية‪،‬‬ ‫فزار املس��اجد واملكتب��ات‪ ،‬وألقى الدروس الش��رعية وعقد‬ ‫اجملالس األدبية‪ ،‬ثم رجع ثانية إلى تونس‪ ،‬وعندما اضطهدته‬ ‫القوات الفرنس��ية بتونس س��افر إلى مصر وحاضر باألزهر‪،‬‬ ‫وزار بعض مش��ايخ مصر‪ ،‬ثم س��افر إلى دمشق‪ ،‬ومنها إلى‬ ‫القس��طنطينية‪ ،‬ثم عاد أدراجه إلى تون��س مارا بإيطاليا‪...‬‬ ‫ومل��ا وصل إلى تونس‪ :‬وَ َجد احلال مزريا وأيقن بضرورة الهجرة‪،‬‬ ‫فهاجر إلى بالد املشرق وزار وطاف بالدا بأوروبا كأملانيا وغيرها‪،‬‬ ‫وعاد إلى مصر فاستقر بها‪...‬‬ ‫استقراره مبصر‬ ‫ملا وصل الش��يخ إلى مصر‪ ،‬ألقى عصا الترحال‪ ،‬حيث تقدم‬ ‫المتحان شهادة العاملية‪ ،‬وأثنت اللجنة املمتحنة عليه خيرا‬ ‫ف��ى عميق علمه وق��وي حجته وناصع رأيه‪ ،‬فن��ال العاملية‪،‬‬ ‫وانض��م إلى طليعة علماء األزهر‪ ،‬وفى مصر عمل مصححا‬ ‫بدار الكتب املصرية بش��فاعة أحمد تيمور باشا الذى وَ َقف‬ ‫‪32‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬

‫عل��ى علمه وفهمه‪ ،‬كما كان يلق��ى احملاضرات والدروس فى‬ ‫املساجد‪ ،‬ويكتب أيضا املقاالت املتنوعة الكثيرة‪ ،‬وفى مصر‪،‬‬ ‫صاح��ب كثيرا من العلماء كالش��يخ محب الدين اخلطيب‪،‬‬ ‫كم��ا نافر العديد منهم كالش��يخ رش��يد رض��ا ومن أهم‬ ‫أعماله مبصر‪:‬‬ ‫أ‪ -‬احملاضرات والندوات والدروس الشرعية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التصنيف والبحث العلمى والردود املنهجية وكتابة املقاالت‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬تأس��يس واملشاركة فى تأس��يس اجلمعيات اإلسالمية‬ ‫الدعوية واإلجتماعية‪.‬‬ ‫د‪ -‬عندما عني مدرسا بكلية أصول الدين كان يقضى أوقاته‬ ‫بني البحث والتحصيل والدرس والتدريس‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬تولـى رئاس��ـة حترير مجلـة (نور اإلس�لام) وهى مجلة‬ ‫(األزهر) الحقا قريبا من عشرين سنة‪.‬‬ ‫و‪ -‬تولي��ه مش��يخة األزه��ر فى الثان��ى من جم��ادى األولى‬ ‫سنة‪1373‬هـ = السادس من يناير سنة‪1954‬م‪.‬‬ ‫صفاته‬ ‫كان الشيخ ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬مؤثرا للهدوء فى النقاش واحلديث‪،‬‬ ‫عفيف اللسان‪ ،‬جرئ اجلنان‪ ،‬محبا لإلصالح‪ ،‬عامال على جمع‬ ‫الكلم��ة‪ ،‬زاهدا متواضع��ا‪ ،‬حتى كان يردد كثي��را «يكفينى‬ ‫كوب لنب وكسرة خبز وعلى الدنيا بعد ذلك العفاء»‪.‬‬ ‫وكان ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬قويا حدي��دا فى مواقفه‪ ،‬صلبا فى آرائه‪،‬‬ ‫ال يخاف فى اهلل لومة الئم‪ ،‬وكان حسن السيرة‪ ،‬لَينِّ العريكة‪،‬‬ ‫له همة عالية وإرادة هى أرسى من اجلبال الشوامخ‪.‬‬ ‫عقيدته وآراؤه‬ ‫‪ -1‬إميانه باإلس�لام عقيدة ونظاما‪ ،‬وأه��م مظاهر العقيدة‪:‬‬ ‫الوالء والبراء؛ وهذا ما حدا به إلى تبنى املش��روع اإلس�لامى‬ ‫املتمثل فى مساندة الدولة العثمانية اإلسالمية ومعاونتها‬ ‫ضد الطليان فى احلروب الطرابلس��ية بليبي��ا‪ ،‬وأيضا تبنيه‬ ‫ونصرت��ه فكرة (اجلامعة اإلس�لامية) القائم��ة على خدمة‬ ‫اإلس�لام دون النظر إلى األوطان فاملس��لمون جميعا أخوة‪،‬‬ ‫ومن جانب آخر كان الشيخ يحارب البدع واخلرافات واجلهاالت‬ ‫واملنكرات‪.‬‬ ‫‪ -2‬ذَ ّم��ه للتعص��ب والتقلي��د املذهبى‪ ،‬بل كان ي��رى ضرورة‬ ‫اإلجتهاد‪ ،‬وأن بابه الزال مفتوحا لم ي ُ ْغلق حتى يفتح‪.‬‬ ‫ض الش��يخ‬ ‫‪ -3‬وج��وب جهاد احملتلني ديار اإلس�لام؛ ولهذا َح َّ‬ ‫على التطوع جلهاد احملتلني الفرنسيني والطليان‪ ،‬كما شحن‬ ‫املغاربة والتوانسة اجملندين فى اجليش التونسى على اجلهاد‬ ‫ض��د فرنس��ا‪ ...‬و هذا ما س��بب مالحقة فرنس��ا له‪ ...‬حيث‬


‫تابع‪ :‬سير و تراجم نبالء العصر‪ :‬ترجمة الشيخ‪ /‬محمد الخضر حسين ‪ -‬رحمه اهلل ‪-‬‬

‫حكمت فرنسا عليه باإلعدام غيابيا‪.‬‬ ‫‪-4‬أن املس��لم ثابت فى آرائ��ه ومواقفه مادام موافقا ش��رع‬ ‫اهلل س��بحانه مدافعا عنه‪ ،‬ففى عام‪1326‬هـ عرضت عليه‬ ‫السلطات بتونس املشاركةفى احملكمة اخملتلطة التى يكون‬ ‫أح��د طرفيه��ا أجنبيا‪ ،‬فرفض أن يكون ف��ى خدمة االحتالل‬ ‫أو‪ ‬حتت إم��رة قانون يحكم بغير ما أن��زل اهلل!! وعندما صار‬ ‫ش��يخا لألزهر‪ ،‬دع��ا أحد أعضاء مجلس الث��ورة املصرى إلى‬ ‫املس��اواة ب�ين اجلنس�ين ف��ى امليراث فه��دد الش��يخ إن لم‬ ‫يتراجعوا عن هذا ‪ -‬بلبس كفنه واس��تنفار الشعب جميعا‬ ‫وإزالة احلكومة؛ العتدائها على حكم من أحكام اهلل‪ ،‬فكان‬ ‫له ما أحب وفى عام‪1344‬هـ أصدر الش��يخ على عبد الرزاق‬ ‫كتابه (اإلس�لام وأص��ول احلكم) حيث دع��ا إلى الفصل بني‬ ‫الدين والدولة‪ ،‬وحط من نظام الدولة اإلس�لامية‪ ،‬فانتفض‬ ‫الش��يخ محمد اخلضر حس�ين للرد عليه فى كتابه (نقض‬ ‫كتاب اإلسالم وأصول احلكم)‪ ،‬وفى عام‪1345‬هـ أصدر كتابه‬ ‫(نقض كتاب فى الش��عر اجلاهلى) ردا على د‪.‬طه حسني فى‬ ‫كتاب��ه (فى الش��عر اجلاهلى) حيث تبن��ى نظرية مرجليوث‬ ‫فى انتحال الشعر العربى‪ ،‬وهمز فى القرآن الكرمي وفى لغة‬ ‫العرب!! واس��تقال من األزهر عندما ضم القضاء الش��رعى‬ ‫إلى القضاء األهلى حتت حكم االجنليز‪.‬‬ ‫‪ -5‬أن إص�لاح األم��ة يك��ون باإلص�لاح الدين��ى والترب��وى‬ ‫واالجتماع��ى ال باملزاحم��ات السياس��ية واألف��كار احلزبية‬ ‫العفن��ة وه��ذا من واقع خبرة الش��يخ‪ ،‬فقد َمرَس الش��يخ‬ ‫السياس��ة وأالعيبها‪ ،‬فوجد َّ‬ ‫الش��ر كله فى ممارسة احلكم‬ ‫وأنه ال مصلحة فى ذلك‪ ،‬وأن تقليل املفاسد فى هذا اجلانب‬ ‫موهوم مظنون؛ ولذا اجتهد الش��يخ فى مجاالت‪ :‬التعليم‬ ‫والدع��وة إل��ى اهلل‪ -‬والعم��ل االجتماع��ى‪ ،‬وأس��س لذلك‬‫اجلمعيات أو شارك فى تأسيسها ‪-‬كما أسلفت‪.-‬‬ ‫‪ -6‬اهتمام��ه باللغة العربية‪ ،‬تعلما وتعليما ون ْ‬ ‫َش��را‪ ،‬وذلك‬ ‫عندما رأى الهجمة ش��ديدة على اللغ��ة العربية‪ ،‬واجتمع‬ ‫س��د اللغ��ة العربية يريدون‬ ‫جرذان احلضارة األرضية على َج َ‬ ‫انتقاصه‪ ،‬باالزدراء من اللغة طورا‪ ،‬وتشجيع اللهجات احمللية‬ ‫ملزاحمة اللغة العربية ‪ ،‬بل وصل األمر عند بعض احلمقى أن‬ ‫دعا إلى كتابة القرآن باللهجة العامية‪...‬‬ ‫مصنفاته وانتاجه العلمى‬ ‫للش��يخ ع��دة كتب منها‪« :‬وس��ائل اإلصالح» ثالث��ة أجزاء‪.‬‬ ‫وفى الكتاب نقد لألوضاع القائمة‪ ،‬وتقومي لها‪ ،‬وفيه ردُّ على‬ ‫بع��ض الض�لال الفكرى الذى كان س��مة من س��مات ذلك‬

‫العص��ر‪ ،‬وفيه تركيز على أثر العلماء والعناية بهم وحثهم‬ ‫على القيام بوظائفهم‪.‬‬ ‫وم��ن كتبه أيض��ا‪ :‬بالغة القرآن ‪ -‬أديان العرب قبل اإلس�لام‬ ‫ تون��س وجامع الزيتون��ة ‪ -‬حياة ابن خلدون ‪ -‬دراس��ات فى‬‫العربية وتاريخها ‪ -‬تونس‪67..‬عاما حتت االحتالل الفرنساوى‬ ‫(أص��دره س��نة‪1948‬م) ‪ -‬أدب الرحالت ‪ -‬احلرية فى اإلس�لام‬ ‫ آداب احلرب فى اإلس�لام ‪ -‬تعليقات عل��ى كتاب املوافقات‬‫(للشاطبى) ‪ -‬إضافة إلى مئات املقاالت واحملاضرات‪.‬‬ ‫الشيخ محمد اخلضر األديب الشاعر‬ ‫لش��يخنا ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬ش��عر رائق ضمن بعض��ه فى ديوان‬ ‫منش��ور‪ ،‬س��ماه «خواطر احلي��اة»‪ ،‬فمنه ف��ى ذم الكماليني‬ ‫الذين ألغوا اخلالفة‪:‬‬ ‫ما خَ ْط ُب قــوم طاملـا وصلــوك‬ ‫ ‬ ‫و اعتز باسمك عرشهم هجروك‬ ‫ ‬ ‫حرسوك أحقابا وحلق صيتهـم‬ ‫ ‬ ‫فى اخلـافقـني ألنهـم حرسـوك‬ ‫ ‬ ‫و منه حني نصحه بعض أصحابه بالرجوع إلى الشام وترك مصر‪:‬‬ ‫تقيــم فــى مصــر وحيــدا‬ ‫ ‬ ‫و فقـد األنـس إحـدى املوتتني‬ ‫ ‬ ‫أال حتــدوا املطيـة نحــو أرض‬ ‫ ‬ ‫تعيــد إليك أنــس األسـرتني‬ ‫ ‬ ‫و عيشا ناعمــا يــدع البقايا‬ ‫ ‬ ‫مـن األعمـار بيضـا كاللجـني‬ ‫ ‬ ‫فقلت لـه‪ :‬أيحلـو لــى إيـاب‬ ‫ ‬ ‫(*)‬ ‫و تلك األرض طافحـة بغـيـن‬ ‫ ‬ ‫و ما غني البالد سوى اعتساف‬ ‫ ‬ ‫يدنسهــا به خــرق اليديــن‬ ‫ ‬ ‫(*) والغني هو الغيم‪ ،‬واملقصود به االستخراب الفرنسي الذى‬ ‫خرب الشام آنذاك‪.‬‬ ‫وفاة الشيخ‬ ‫استمر الشيخ فى مش��يخة األزهر نحوا من سنتني؛ حيث‬ ‫عمل على تنش��يط الدعوة فى مصر والس��ودان‪ ،‬ولكنه لم‬ ‫ط��قْ مش��اغبات احلك��م وأزماته‪ ،‬فاس��تقال‪ ،‬حيث عكف‬ ‫يُ ِ‬ ‫على الدع��وة والتصنيف وكتابة املق��االت‪ ،‬وأوصى مبكتبته‬ ‫العلمية النادرة الضخمة لزوجته األخيرة ‪-‬حيث لم يُخَ لِّف‬ ‫ول��دا‪ -‬ومات ودُفن بالقاهرة فى مقبرة أصدقائه آل تيمور فى‬ ‫رج��ب مضر س��نة‪1377‬هـ = ‪1958‬م عن أربع وثمانني س��نة‬ ‫رحمه اهلل رحمة واسعة‪.-‬‬‫‪33‬‬


‫ذخائر المخطوطات‬

‫ننتق��ي لكم فى هذا الباب من كل عدد من اجمللة‬ ‫بيانات عن النفائس املوجودة فى‪:‬‬

‫وحدة اخملطوطات‬ ‫فى دار طابه للدراسات والنشر‪.‬‬

‫للتواصل معنا ملن أراد نسخة من أحد اخملطوطات املعروضه‪،‬‬ ‫عبر بريد القراء‪malmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫تقدمي‪ /‬م‪ .‬محمد عبد العظيم‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫العقيدة‬

‫‪ 20‬نــوع الـفــن‬ ‫السهروردي‬ ‫أعالم الهدى وعقيدة أرباب التقى‬ ‫‪ ...... – ...... – ... – ......‬هـ‬ ‫‪29‬‬ ‫نسخ‬

‫مصدر اخملطوط‬

‫مجهول‬

‫إسـم الناسخ‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫حـال اخملطوط‬

‫أحمد بن عبد النبي‬ ‫‪19‬‬ ‫جيد‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫احلمد هلل الذي رفع غشاوة الغم عن بصائر ذوي الوداد‪ ،‬وهداهم بنور اصطفائه إلى أقوم مناهج الرشاد‪ ،‬وزكى نفوسهم عن امليل للدنيا‬ ‫حتى سلكوا أعدل طرق الزهاد‪...،‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫وجوب قضاء‪ ،‬وحقوق المسلمين واالتفاق معهم على ما اتفقوا عليه‪ ،‬وانعقد إجماعهم فيه‪ ،‬وال نستبد‬ ‫‪ ...‬ونعتقد الجمعة الجامعة‬ ‫َ‬ ‫ما رأينا دون إجماع المسلمين وكل ذلك بتوفيق اهلل العلي العظيم‪ ،‬واهلل أعلم‪ ،‬وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله أجمعين‪ .‬تمت هذا‬ ‫الكتاب بعون الملك المنان وحسن توفيقه‪.‬‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫مصدر اخملطوط‬

‫العقيدة‬ ‫‪ 21‬نــوع الـفــن‬ ‫تقي الدين أحمد بن عبد احلليم بن تيمية‬ ‫اقتضاء الصراط املستقيم خملالفة أصحاب اجلحيم‬ ‫‪ ...... – ...... – ... – ......‬هـ‬ ‫إسـم الناسخ‬ ‫‪89‬‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫حـال اخملطوط‬ ‫نسخ معتاد‬

‫اخملطوطات‬ ‫النسـخ بالـدار‬ ‫رقـم– قسم‬ ‫مكتبة جامعة الرياض‬

‫لم يُذكر‬ ‫‪26 - 25‬‬ ‫جيد‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بس��م اهلل الرحمن الرحيم وبه نس��تعني‪ ،‬وصلى اهلل على س��يدنا محم��د وآله وصحبه أجمعني‪ ،‬احلمد هلل ال��ذي أكمل لنا ديننا‪ ،‬وأمت‬ ‫علينا نعمته ورضي لنا اإلس�لام دينا‪ ،‬وأمرنا أن نس��تهديه الصراط املستقيم‪ ،‬صراط الذين أنعم عليهم‪ ،‬غير املغضوب عليهم اليهود‪،‬‬ ‫وال الضالني النصارى‪ ،‬وأش��هد أال إله إال اهلل وحده ال ش��ريك له‪ ،‬وأش��هد أن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬أرسله بالدين القيم وامللة احلنيفية‪،‬‬ ‫وجعله على شريعة من األمر أمره باتباعها ‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬ناقص اآلخر‬

‫‪34‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬ذخائر المخطوطات‬

‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫مصدر اخملطوط‬

‫غير واضح‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬

‫العقيدة‬ ‫‪ 2-21‬نــوع الـفــن‬ ‫تقي الدين أحمد بن عبد احلليم بن تيمية‬ ‫اقتضاء الصراط املستقيم خملالفة أصحاب اجلحيم ( من مجموع )‬ ‫‪ ...... – ...... – ... – ......‬هـ‬ ‫إسـم الناسخ لم يُذكر‬ ‫‪119‬‬ ‫عــدد األسطر ‪20 - 19‬‬ ‫ّ‬ ‫ص ّورت معكوسة فصار اخلط من اليسار إلى اليمني‬ ‫النسخة‬ ‫ألن‬ ‫قراءته‬ ‫ر‬ ‫تعذ‬ ‫لكن‬ ‫جيد‬ ‫ُ‬ ‫حـال اخملطوط‬ ‫نسخ معتاد‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬ناقص اآلخر‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫‪ 22‬نــوع الـفــن‬ ‫علي املنشليلي املالكي‬ ‫أشراط الساعة‬ ‫‪ – 27 – ......‬ربيع – ‪ 1252‬هـ‬ ‫‪58‬‬ ‫‪ :‬نسخ معتاد‬

‫العقيدة‬

‫مصدر اخملطوط‬

‫إسـم الناسخ‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫حـال اخملطوط‬

‫املكتبة األزهرية‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬

‫إبراهيم بن مصطفى البرديني‬ ‫‪17 - 15‬‬ ‫ممتازة‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬احلمد هلل القامي على كل نفس مبا كسبت‪ ،‬الرقيب على كل جارحة مبا اجترحت‪ ،‬املطلع على ضمائر القلوب‬ ‫إذا هجس��ت‪ ،‬احلس��يب على اخلواطر إذا اختلجت‪ ،‬الذي ال يعزب عنه مثقال ذرة في الس��ماوات واألرض حتركت أو س��كنت‪ ،‬احملاسب على‬ ‫النقير والقطمير والقيليل والكثير من األعمال وإن خفيت‪...،‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬وعن حبيبة عن النبي – صلى اهلل عليه وسلم – قال ‪« :‬ما من ُمسلِ َمين يموت لهما ثالث من الولد لم يبلغوا الحنث‪ ،‬جيء بهم يوم‬ ‫القيامة حتى يقفوا على باب الجنة‪ ،‬ف ُيقال لهم‪ :‬ادخلوا‪ ،‬فيقولون‪ :‬حتى يُدخلوا آباءنا‪ ،‬ف ُيقال‪ :‬ادخلوا أنتم وآباؤكم‪ ،‬رواه الطبراني‪ .‬أهـ‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫العقيدة‬

‫‪ 23‬نــوع الـفــن‬ ‫حمد بن عتيق‬ ‫إبطال التنديد باختصار شرح التوحيد‬

‫‪ ...... – ...... – ... – ......‬هـ ( القرن الثالث عشر الهجري تقديرا )‬

‫‪14‬‬ ‫نسخ ُمعتاد‬

‫مصدر اخملطوط مكتبة جامعة الرياض رقـم النسـخ بالـدار‬

‫إسـم الناسخ‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫حـال اخملطوط‬

‫لم يُذكر‬ ‫‪24‬‬ ‫جيد‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬رب يسر وأعن يا كرمي‪،‬‬ ‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وصلى اهلل على محمد وعلى آله وصحبه‪ ،‬هذا تعليق على كتاب التوحيد‪ ،‬تصنيف الشيخ اإلمام محمد بن عبد الوهاب‪،‬‬ ‫أجزل اهلل له الثواب‪ ،‬وأدخله اجلنة بغير حساب‪ ،‬وأكثر مافيه من املنقوالت‪ ،‬وغالب األحاديث املنسوبات‪...،‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬ناقص اآلخر‬

‫‪35‬‬


‫صحتك‪ :‬الربو‬

‫بقلم‪ /‬د‪ .‬شكري محسن‬

‫احلمد هلل والصالة والس�لام على رس��ول اهلل‪ ،‬حديثنا فى هذا‬ ‫العدد عن الربو‪ ،‬س��ائلني اهلل أن ينفع به‪ ،‬وأن يش��فى مرضانا‪،‬‬ ‫وبعد‪...‬‬ ‫فا لرب��و حالة مرضية يعاني منها املص��اب من صعوبات في‬ ‫ّ‬ ‫متقطع للمجاري الهوائية‪.‬‬ ‫التنفس نتيجة تضيّق‬ ‫ف��ي احلاالت اخلفيف��ة ميكن أن يعاني الش��خص املصاب من‬ ‫نوبات متفرقة من األزيز ‪ Wheezing‬وضيق النفس‪.‬‬ ‫ف��ي الربو تتقل��ص عض�لات القصب��ات‪ ،‬األمر الذي يس��بب‬ ‫تضيّقها‪ ،‬وفي نف��س الوقت‪ ،‬يتم إفراز الكثير من اخملاط الذي‬ ‫يحمي اجملاري الهوائية من العداوي‪.‬‬ ‫ويؤدي إل��ى إصابة بطانة اجمل��اري الهوائي��ة باإللتهاب ويعني‬ ‫هذا أن مقدارآ قليآل جدآ من الهواء ميكن أن يدخل إلى الرئتني‬ ‫ويخرج منهما‪.‬‬ ‫عالمات وأعراض الربو‬ ‫ أزيز وس��عال يسوء غالبآ في الليل وفي ساعات الصباح األولى‬‫وبعد ممارسة الرياضة‪.‬‬ ‫ إنقباض في الصدر‪.‬‬‫ ضيق نفس‪.‬‬‫ خوف وقلق‪.‬‬‫ صعوبة الزفير‪.‬‬‫ميكن أن ينشأ الربو في أي عمر‪ ،‬لكنه يحدث بشكل عام في سن‬

‫وَبَر ولعاب احليوانات املغطاه بالفرو كالقطط والكالب‪.‬‬

‫الطفولة أوآل‪.‬‬

‫‪ -‬التعرض للهواء البارد‪.‬‬

‫ومعظم البالغني الذين يعانون من الربو هم في الواقع مصابون‬

‫‪ -‬الرطوبة والعفن‪.‬‬

‫به منذ الصغر‪ ،‬ومع ذلك ميكن أن يبدأ الربو في سن البلوغ‪.‬‬

‫‪ -‬القلق والكرب والتوتر واإلجهاد‪.‬‬

‫أمثلة على أمور تساعد على الربو‪:‬‬

‫‪ -‬تلوث الهواء‪.‬‬

‫‪ -‬عدوي اجلهاز التنفسي العلوي‪ :‬مثل حاالت الزكام واإلنفلونزا‪.‬‬

‫‪-‬دخان السجائر‪.‬‬

‫‪ -‬عدوي اجلهاز التنفسي السفلي‪ :‬مثل اإللتهاب الرئوي وإلتهاب‬

‫وم��ن جهة أخرى فإن الينس��ون يس��اعد على توس��عة املمرات‬

‫القصبات‪.‬‬

‫الهوائي��ة وتخ��رج االفرازات‪ ،‬واس��تخدم العرقس��وس من مئات‬

‫ احلساس��ية‪ :‬تش��مل ّ‬‫عث الغب��ار‪ ،‬الغبار املنزلي‪ ،‬غب��ار الطلع‪،‬‬

‫السنني لعالج امراض احللق والكحة والربو‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬صحتك‪ :‬قصر النظر و االستجماتزم‪ ،‬نصائح و وسائل العالج‬

‫عالج الربو‬ ‫موسع قصبي‪ :‬كالثيوفيلني التي تقلل التقلصات الرئوية‪.‬‬ ‫مضاد التهاب‪ :‬كالكورتيكوستيرويدات التي تتدخل في نشاط وكيماوية اخلالية املناعية وتساعد علي ارتخاء جدران املمرات الهوائية ومنع‬ ‫تقلصات العضالت التي تضييقها بسبب التقلصات الرئوية‪ .‬ومع الوقت تقلل حساسية الشعب الهوائية للمواد التي تسبب احلساسية‬ ‫الش��عبية‪ .‬واآلثار السيئة لإلستيرويدات كالكورتيزونات‪ :‬قد يكون لها آثارها السيئة مع طول االستعمال‪ .‬ومن بني هذه اآلثار يصفة عامة‬ ‫علي اجلسم بعد استعمالها لعدة سنوات ظهور حب الشباب وزيادة الوزن وشعور بالضيق في املعدة‬ ‫• العالج املناعي‪ :‬عالج خياري للربو الذي س��ببه احلساس��ية لبعض املواد بالتعرف عليها من خالل االختيار اجللدي علي املواد التي تس��بب‬ ‫احلساسية‪ .‬وحتضر أمصال منها حلقنها للمريض لتحسني املناعة لديه ضد هذه املواد التي تسبب له احلساسية الربوية‬

‫وأخيرا كيف نستخدم بخاخة الصدر؟‬ ‫‪ -1‬اجلس باعتدال والرأس مرفوعا ً إلى الوراء‪.‬‬ ‫‪ -2‬انزع الغطاء ورج البخاخ جيدا ً قبل كل استخدام‪.‬‬ ‫‪ -3‬قم بزفير معتدل إلخراج الهواء من الصدر‪.‬‬ ‫‪ -4‬افتح فمك وأمسك البخاخ على بعد ‪ 5-3‬سم (أو على بعد اصبعني) من الفم‪.‬‬ ‫‪ -5‬خذ شهيق متوسط في نفس الوقت الذي تضغط ضغطة واحدة من البخاخ‪.‬‬ ‫‪ -6‬أوقف النفس ملدة ‪ 10-5‬ثوان حسب استطاعتك‪.‬‬ ‫‪ -7‬تنفس ببطء بعد ذلك‪.‬‬ ‫‪ -8‬في حال وصف الطبيب بختني‪ .‬انتظر قليالً ‪-‬دقيقة واحدة‪ -‬قبل أخذ اجلرعة ‪-‬البخة‪ -‬الثانية وكرر جميع اخلطوات السابقة‪.‬‬ ‫‪ -9‬متضمض بعد االنتهاء للمساعدة على تخفيض اآلثار اجلانبية الغير مرغوبة‪.‬‬ ‫واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫واحــة الــمــحــجــة‬

‫إعداد‪ /‬أ‪ .‬محمود الصاوي‬

‫بس��م اهلل واحلمد هلل والصالة والسالم على رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ...‬أما بعد‪...‬‬ ‫فهذا باب واح��ة احملجة نقدمه إلخوانن��ا القراء فى‬ ‫هذا العدد اجلديد وصال لقصدنا من اجمللة إذ املقصود‬ ‫منه��ا نفع املس��لمني وال ش��ك أن تروي��ح النفس‬ ‫وإجمامها مبواقف املواعظ والطرف ولطائف الشعر‬ ‫واألدب ومواق��ف العلماء الرباني�ين وملح اللغويني‬ ‫والش��عراء على تن��وع ذلك كله مما نرج��و به النفع‬ ‫إلخواننا على اختالف طرائقهم‬ ‫من طرائف الشعراء في ذم الثقالء‬

‫قال أحدهم‪:‬‬ ‫سقط احلمار من السفينة بالدجى‪ .......‬فبكى عليه رفاقه وترحـموا‬ ‫حتــى ادا طلــع النهــار أتت بــه‪ .......‬نحو السفينة موجة تتدفق‬ ‫قالــت خــدوه كما أتاني ساملـــا‪ .......‬لـم ابتلعـه ألنـه اليهضـم‬ ‫مفتى اخلنفشار‬ ‫ف��ي كتب احملاضرات أن رجال ً كان يفتي كل س��ائل‪ ،‬دون توقف‪ ،‬فلحظ‬ ‫أقران��ه ذلك منه‪ ،‬فأجمعوا أمرهم المتحان��ه بنحت كلم ٍة ليس لها‬ ‫أصل هي (اخلنفشار) فسألوه عنها فأجاب على البديهة‪:‬‬ ‫نب��ت طيب الرائح ٍة ينب��ت بأطراف اليم��ن‪ ،‬إذا أكلته اإلبل عقد‬ ‫بأن��ه‬ ‫ٌ‬ ‫لبنها‪ ،‬قال شاعرهم اليماني‪:‬‬ ‫لقد عقدت محبتكم فؤادي‪........‬كما عقد احلليب اخلنفشار‬ ‫من أخبار احلمقي‬ ‫كان لقوم إمام أحمق‪ ،‬فقال لهم يوماً‪ ،‬وقد انفتل من صالته‪:‬‬ ‫ويلكم تسابقونني في الصالة‪ ،‬قالو‪ :‬و من أين لك معرفة هذا؟ قال‪:‬‬ ‫ما أركع ركعة وال أسجد سجدة إال التفت إليكم‪ ،‬أرى ما تفعلون‬ ‫قال اجلاحظ‪ :‬أنشدني بعض احلمقى (مجزوء الرمل)‬ ‫القرار‬ ‫إن داء احلب سقم‪.....‬ليس يهنيه‬ ‫ُ‬ ‫وجنا من كان ال يع‪ .....‬شق من تلك اخملازي‬

‫‪38‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬

‫فقلت له‪ :‬إن القافية األولى راء واألخرى زاي فقال‪ :‬ال تنقط ش��يئاً!‬ ‫فقلت‪ :‬إن األولى مرفوعة واألخرى مكسورة‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان اهلل أقول‬ ‫له ال تنقط وهو يشكل!‬ ‫من روائع امللوك‬ ‫إش��تد املرض على اخلليفة األموي عب��د امللك بن مروان في آخر أيامه‪،‬‬ ‫وف��د إليه الزائ��رون من كل ص��وب ليتفق��دوا حاله ويخفف��وا عنه‪،‬‬ ‫فأخذته غش��ية طويل��ة ثم انتبه وه��و يصيح ويصرخ ويس��تغيث‪،‬‬ ‫فجعل��وا يهدئوا من روعه‪ :‬مالك يا إبن م��روان ؟ ماذا دهاك ؟ فانتحب‬ ‫وأنشأ يقول‪:‬‬ ‫قيامتي‪.....‬وإصباح خدي في املقاب ِر ثاويا‬ ‫ويوم‬ ‫حشري‬ ‫في‬ ‫تفكرت‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫فريدا ً وحيـدا ً بعد ع ٍز ومنع ٍة‪.....‬رهينا ً بجرمي والتراب وساديا‬ ‫احلساب وعرضه‪.....‬وذلِّ مقامي حني أُعطى كتابيا‬ ‫طول‬ ‫تفكرت في‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولكن رجائي فيك ربي وخالقي‪ .....‬بأنك تعفو يا إلهى مساويا‬ ‫فبكوا جميعا ً ثم دعوا له باملغفرة والرحمة وانصرفوا‪.‬‬ ‫من فطنة العلماء‬ ‫ذُ ِك��ر َ الظلم في مجلس ابن عباس‪ ،‬فقال كعب‪ :‬إني ال أجد في كتاب‬ ‫اهلل املن��زل أن الظلم يخرب الدي��ار‪ .‬فقال ابن عباس‪ :‬أن��ا أ ِج ُدكَ ُه في‬ ‫القرآن‪ ،‬قال اهلل عز وجل‪ { :‬فتلك بيوتهم خاوية مبا ظلموا } [النمل‪.]52‬‬ ‫حسن التخلص‬ ‫حكي عن اإلمام الشافعي رضي اهلل عنه أنه ملا سأله بعض املعتزلة‬ ‫بحضرة الرشيد‪ (( :‬ما تقول في القرآن؟)) مخلوق هو؟‬ ‫فقال الشافعي‪ (( :‬أياي تعني؟))‬ ‫قال‪ (( :‬نعم‪).‬‬ ‫قال‪( :‬مخلوق) يقصد نفسه‬ ‫من روائع احلكماء‬ ‫قيل حلكيم‪ :‬أي األشياء خير للمرء؟‬ ‫قال‪ :‬عقل يعيش به‬ ‫قيل‪ :‬فإن لم يكن‬ ‫قال‪ :‬فإخوان يسترون عليه‬ ‫قيل‪ :‬فإن لم يكن‬ ‫قال‪ :‬فمال يتحبب به إلى الناس‬ ‫قيل‪ :‬فإن لم يكن‬ ‫قال‪ :‬فأدب يتحلى به‬ ‫قيل‪ :‬فإن لم يكن‬ ‫قال‪ :‬فصمت يسلم به‬ ‫قيل‪ :‬فإن لم يكن‬ ‫قال‪ :‬فموت يريح منه العباد والبالد‪.‬‬ ‫من درر السلف‬ ‫أنت الراكب‪ ..‬وأنا املاشي‬ ‫خ��رج إبراهيم ابن ادهم إلى احلج ماش��يا‪ ..‬فرآه رجل على ناقته فقال‬ ‫ل��ه‪ :‬إلى أين يا إبراهيم؟ قال‪ :‬أريد احلج‪ .‬ق��ال‪ :‬أين الراحلة فإن الطريق‬ ‫طويلة؟ فقال‪ :‬لي مراكب كثيرة ال تراها‪ ..‬قال‪ :‬ماهي؟‬ ‫قال‪ :‬إذا نزلت بي مصيبة ركبت مركب الصبر‬ ‫وإذا نزلت بي نعمة ركبت مركب الشكر‬ ‫وإذا نزل بي القضاء ركبت مركب الرضا‬ ‫فقال له الرجل‪ :‬سر على بركة اهلل‪ ،‬فأنت الراكب وأنا املاشي‬ ‫يطفيء السراج لئال يتحرج السائل‬ ‫روي عن س��عيد بن العاص أنه كان يطعم الناس في رمضان فتخلف‬ ‫عنده ذات ليلة شاب من قريش بعدما تفرق الناس‬ ‫فقال له سعيد‪ :‬أحسب أن الذي خلفك حاجة؟ قال‪ :‬نعم‪ :‬أصلح اهلل‬ ‫األمير‪ .‬فأطفأ سعيد الشمعة ثم قال ما حاجتك؟ قال‪ :‬تكتب لي إلى‬


‫تابع‪ :‬واحــة الــمــحــجــة‬

‫علي دينا‪ ،‬واحتاج إلى مس��كن‪ .‬قال‪ :‬كم دينك؟ قال‬ ‫أمي��ر املؤمنني أن‬ ‫ّ‬ ‫ألفا دينار‪ ،‬وذكر ثمن املسكن‪ .‬فقال سعيد‪ :‬خذها منا ونكفيك مؤونة‬ ‫الس��فر‪ ..‬فكان الناس يقولون‪ :‬إن إطفاء الشمعة أحسن من إعطائه‬ ‫املال‪ ،‬لئال يرى في وجهه ذل املسألة‬ ‫من لطائف السلف‬ ‫أصبت في صمتك‬ ‫قيل‪ :‬كان يجلس إلى أبي يوسف ( القاضي ) رجل فيطيل الصمت وال‬ ‫يتكلم‪ ،‬فقال له أبو يوسف يوماً‪ :‬أال تتكلم ؟‬ ‫فقال‪ :‬بلى‪ ،‬متى يفطر الصائم ؟‬ ‫قال أبو يوسف‪ :‬إذا غابت الشمس‪.‬‬ ‫قال الرجل‪ :‬فإن لم تغب إلى نصف الليل كيف يصنع ؟‬ ‫فضح��ك أب��و يوس��ف وق��ال‪ :‬أصبت ف��ي صمت��ك وأخط��أت أنا في‬ ‫استدعائي نطقك‬ ‫ال تفهم غلط‬ ‫ق��ال أبو إس��حاق احلبال‪ :‬كنا يوما ً نقرأ على ش��يخ فقرأنا قوله صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ " :‬ال يدخل اجلنة قتَّات " وكان في اجلماعة رجل يبيع‬ ‫الق��ت – وهو عل��ف الدواب – فقام وبكى‪ ،‬وق��ال‪ :‬أتوب إلى اهلل‪ ،‬فقيل‬ ‫ل��ه‪ :‬ليس ه��و ذاك‪ ،‬لكنه النمام الذي ينقل احلدي��ث من قوم إلى قوم‬ ‫يؤذيهم‪ ،‬فسكن الرجل وطابت نفسه‪.‬‬ ‫ال فائدة من العجلة‬ ‫قال جعفر بن أبي عثمان‪ :‬كنا عند يحي بن معني‪ ،‬فجاءه رجل متعجل‬ ‫فقال‪ :‬يا أبا زكريا‪ :‬حدثني بشيء أذكرك به ‪،‬‬ ‫فقال يحيي‪ :‬اذكرني أنك سألتني أن أحدثك فلم أفعل‪.‬‬ ‫النقع أفضل !‬ ‫س��ئل اإلمام الش��عبي رحمه اهلل عن املس��ح عل��ى اللحية ؟ فقال‪:‬‬ ‫خللها بأصابعك‪ ،‬قال الس��ائل‪ :‬أخ��اف أالتبلها‪ ،‬قال‪ :‬إن خفت انقعها‬ ‫من أول الليل !‬ ‫وللحك أنواع !‬ ‫س��ئل اإلمام الش��عبي رحمه اهلل‪ :‬هل يجوز للمحرم أن يحك بدنه ؟‬ ‫قال‪ :‬نعم ‪ ،‬قال‪ :‬مقدار كم ؟ قال‪ :‬حتى يبدو العظم !‬ ‫زواج غير مشهود‬ ‫سأل رجل اإلمام الشعبي رحمه اهلل‪ :‬ما اسم امرأة إبليس ؟‬ ‫فقال الشعبي‪ :‬ذاك نكاح ماشهدناه !‬ ‫الصباحة في الوجه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الوضاءة في ال َبشرة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫اجلمال في األنف‪،‬‬ ‫املالحة في الفم‪،‬‬ ‫احلالوة في العينني‪،‬‬ ‫الظَّ رْف في اللسان‪،‬‬ ‫الرّشاقة في الق ّد‪،‬‬ ‫الّلباقة في الشمائل‪،‬‬ ‫كَمال احلسن في الشعر‪.‬‬

‫من فقه اللغة‬

‫وعلى الذقن واحلنك‪ :‬وهز‪،‬‬ ‫وعلى اجلنب‪ :‬وخز‪،‬‬ ‫وعلى الصدر والبطن بالكف‪ :‬وكز‪،‬‬ ‫وبالركبة‪ :‬زبن‪،‬‬ ‫وبالرجل‪ :‬ركل‪،‬‬ ‫وكل ضارب مبؤخره من احلشرات كلها كالعقارب‪ :‬تلسع‪،‬‬ ‫وكل ضارب منها بفيه‪ :‬يلدغ‪.‬‬ ‫والظفر لإلنسان وهو من ذوات اخلف‪ :‬املنسم‪،‬‬ ‫ومن ذوات الظلف‪ :‬الظلف‪،‬‬ ‫ومن ذوات احلافر‪ :‬احلافر‪،‬‬ ‫ومن السباع والصائد من الطير‪ :‬اخمللب‪،‬‬ ‫ومن الطير غير الصائد والكالب ونحوها‪ :‬البرثن‪،‬‬ ‫ويجوز البرثن في السباع كلها‪.‬‬ ‫والثدي للمرأة‬ ‫وللرجل‪ :‬ثندؤة‪،‬‬ ‫ومن ذوات اخلف‪ :‬اخللف‪،‬‬ ‫ومن ذوات الظلف‪ :‬الضرع‪،‬‬ ‫ومن ذوات احلافر والسباع‪ :‬الطبي‪.‬‬ ‫التبسم أول مراتب الضحك‬ ‫ثم اإلهالس‪ ،‬وهو إخفاؤه‪،‬‬ ‫ثم االفترار واالنكالل وهما‪ :‬الضحك احلسن‪،‬‬ ‫ثم الكتكتة أشد منهما‬ ‫ثم القهقهة‬ ‫ثم القرقرة‬ ‫ثم الكركرة‬ ‫ثم االستغراب‬ ‫ثم الطخطخة‪ ،‬وهي أن يقول‪ :‬طيخ طيخ‬ ‫ثم اإلهزاق والزهزقة‪ ،‬وهي أن يذهب الضحك به كل مذهب‪.‬‬ ‫ويفرقون في املنازل‬ ‫فإن كان من مدر‪ ،‬قالوا‪ :‬بيت‪،‬‬ ‫وإن كان من وبر‪ ،‬قالوا‪ :‬بجاد‪.‬‬ ‫وإن كان من صوف‪ ،‬قالوا‪ :‬خباء‪.‬‬ ‫وإن كان من الشعر‪ ،‬قالوا‪ :‬فسطاط‪.‬‬ ‫وإن كان من غزل‪ ،‬قالوا‪ :‬خيمة‪.‬‬ ‫وإن كان من جلود‪ ،‬قالوا‪ :‬قشع‪.‬‬

‫ويفرقون في الضرب فيقولون‪:‬‬ ‫للضرب بالراح على مقدم الرأس‪ :‬صقع‪،‬‬ ‫وعلى القفا‪ :‬صفع‪،‬‬ ‫وعلى الوجه‪ :‬صك‪،‬‬ ‫وعلى اخلد ببسط الكف‪ :‬لطم‪،‬‬ ‫وبقبضها‪ :‬لكم‪،‬‬ ‫وبكلتا اليدين‪ :‬لدم‪،‬‬

‫‪39‬‬


‫باب الفتاوى‬

‫فى هذا الباب جتيب جلنة الفتوى بالهيئة العلمية‬ ‫للبحوث الش��رعية و اإلستراتيجية عن أسئلة‬ ‫قرائنا الكرام الواردة إلينا عبر البريد اإللكتروني‪.‬‬

‫للتواص��ل معنا و إرس��ال س��ؤالك‪ ،‬عب��ر بريد األس��ئلة‬ ‫والفتاوى‪falmhgh@yahoo.com :‬‬

‫عنوان الرسالة‪:‬‬ ‫السؤال‪ :‬الس�لام عليكم ورحمة اهلل أس��أل فضيلة الش��يخ أحمد النقيب حفظه اهلل عن رأيه الشخصي في منهج‬ ‫السلفية اجلهادية وتنظيم القاعدة ومنهج علمائهم كالشيخ أحمد عشوش والشيخ أبي محمد املقدسي‬ ‫الذي��ن يكف��رون احلاكم بغير ما أنزل اهلل اس��تدالال يقول اهلل في س��ورة املائدة ( ومن ل��م يحكم مبا أنزل اهلل‬ ‫فأولئك هم الكافرون ) وقول بعضهم أن مش��ايخنا من الدعوة الس��لفية زلوا وهم متأولون في مسألة خوض‬ ‫االنتخابات بنية املصالح واملفاسد فنرجوا التأصيل والتوضيح منكم وجزاكم اهلل خيرا‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫احلمد هلل والصالة والس�لام علي رس��ول اهلل ‪ :‬فإن الدعوة السلفية منهج رباني ال ينسب إلي فرد أو طائفة أو‬ ‫زم��ان أو م��كان بل هو أصول وقواعد في االعتقاد والفهم واالخالق والعلم والدعوة ونفع االمة فمن التزمه كان‬ ‫س��لفيا وكان من جملة أهل الس��نة واجلماعة وكان من الطائفة الناجية إن ش��اء اهلل تعالي وهذا املنهج في‬ ‫أصول��ه ف��ي الفهم أن التغيير ال يكمن بأي من الوس��يلتني البرملانية أو القتالية ؟بل نري أننا في وضع ش��بيه‬ ‫بوض��ع أه��ل اإلميان في مكه ؟فالصب��ر والعلم والتربية واالعداد وتهيئة االمة حلمل رس��الة االس�لام قال اهلل‬ ‫مشيرا إلي أن التغير بالتغيير وأفهم أخي احلبيب املقصود ( إن اهلل ال يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم‬ ‫) ونح��ن ال نتكلم عن أش��خاص بل كل من كان س��لفيا في املنهج وزل في بعض مفردات��ه فله حظ من اخلير‬ ‫وندع شره إلي اهلل مع التنويه وانتقاد االخطاء دون النظر إلي مرتكبه فنحن مهمتنا تصحيح االخطاء ونصح‬ ‫صاحبه أماهمز صاجبه أو تناوله فليس هنا لنا بس��بيل اهلل أس��ال ان يؤلف بني القلوب ويكشف علنا الطبع‬ ‫لنتوب ويجعلنا أهال للخير لنأوب وصلي اهلل وسلم وبارك علي النبي محمد وسلم تسليما كثيرا‬ ‫عنوان الرسالة‪:‬‬ ‫السؤال‪:‬‬

‫ما هو احلكم الشرعي في اإلضراب احلالي لألطباء ؟‬

‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فلي��س كل مطلوب يطلب مبا ليس مبطل��وب ولعل من هذا الباب اضراب االطباء فمهنتهم ال جزاء لها إال عند‬ ‫اهلل سبحانه وتعالي ال سيما ان حسنت النوايا واهلل تعالي اعلم ‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد العاشر ‪ -‬ذو القعدة ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬باب الفتوى‬

‫عنوان الرسالة‪:‬‬ ‫السؤال‪ :‬هل تقصير الشعر كله ولكن بعدم التساوي يكون من القزع ؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫ليست الصورة املذكورة من القزع املنهي عنه فإن القزع املنهي عنه هو إزالة جزء واضح من الشعر بالرأس متاما وترك‬ ‫بقية شعر الرأس في وفرة وهذا فيه من التشبه بالكفار ما فيه ولذا ورد النهي عنه واهلل أعلم ‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪:‬‬ ‫السؤال‪ :‬ان��ا كن��ت في الفترة املاضية مقصر في صالتي فيوما أصليها ويوما ال أصليها بنية قضائها فيما بعد فكتبت‬ ‫كمية الصلوات التي لم أصلي هل كفرت في فترة تركي وتأخيري للصلوات ؟‬ ‫الصل��وات كثيرة جدا (ش��هر ونص��ف من الصلوات فهل يجوز ل��ي ان اقضيها بالتدريج وه��ل يجوز لي ان اقرأ‬ ‫الفاحتة فقط من دون أي سور إضافية ؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فقد قال صلي اهلل عليه وسلم التوبة جتب ما قبلها فإذا أردت وعزمت علي اال تترك الصالة فقد سقط عنك ما مضي‬ ‫واهلل اعلم ‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪:‬‬ ‫السؤال‪ :‬بلغنا انكم تتكلمون في بعض مشايخ الدعوة فماذا قولكم ؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فنحن اخي الكرمي ال نتكلم عن احد وامنا نيد النصيحة والنقد البناء وأحسب انه اختلط عليك االمر ونذكرك أنه فارق‬ ‫بني موقعنا (البصيرة) الذي يعمل منذ ست سنوات وبني قناة البصيرة التي تعمل منذ أقل من سنة وباهلل وحده‬ ‫التوفيق ‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪:‬‬ ‫السؤال‪ :‬يقول الس��ائل‪:‬الدكتور النقيب ‪:‬ارعي بقيدك بعيدا عن جنوب الس��ودان ولن ندخل ملة االسالم ملة نبي حترش‬ ‫بطفلة عمرها ‪ 8‬سنوات والزم حدودك‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فأرض السودان هي أرض االسالم وأمنها هذا أمن للمسلمني فنحن ال نعترف إال بأرض السودان املوحد احلر الذي ال يعبد‬ ‫أمريكا أو اسرائيل أو اثيوبيا أو أوغندا أو كينيا وامنا نعرف شعبا أبيا حرا مباركا يحب احلرية ويحب الكرامة وعن الكالم‬ ‫عن االسالم فاملرجو ان تراجع اقول املنصفني من أسيادكم الغرب لتعرفوا كم هم يقرون بعظمة هذا الرسول محمد‬ ‫صلي اهلل عليه وسلم وما ذكرته عن زواج النبي من عائشة ابنة التسع سنني فهذا وأمثاله كثير في أنا جيلكم وكتب‬ ‫تراثكم فاقرأ ثم تعقب هداك اهلل لدينه احلق دين النبياء ابراهيم وموسي وعيس ومحمد دين التوحيد دين الفطرة‬ ‫والعثل السليم والسالم علي من اتبع الهدي ‪.‬‬ ‫‪41‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.