مجلة المحجة البيضاء العدد الثامن

Page 1

‫العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫كما تقرأ فى هذا العدد‬

‫•ه‬ ‫ؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬البوذيون‬ ‫• قرأت ل‬ ‫ك‪ :‬امللل والنحل (للشهرستاني)‬

‫‪...................‬صفحة ‪10‬‬ ‫‪...................‬صفحة ‪16‬‬

‫• البدائل الصحيحة‪( :‬ب‬ ‫• األسرة ودو‬ ‫رها في تربية املراهقني‪ :‬التدريب ال‬ ‫عم‬ ‫لى‬ ‫ع‬ ‫لى‬ ‫ا‬ ‫الس‬ ‫تف‬ ‫ادة‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫لوق‬ ‫ائع ‪...................‬صفحة ‪24‬‬ ‫• قصة‬ ‫العدد‪ :‬الريس مدكور‪ ..‬والبداية‬ ‫من جديد ‪...................‬صفحة ‪26‬‬ ‫اب احلج) ‪...................‬صفحة ‪20‬‬


‫فهرس العدد‬

‫صفحة‬

‫• إفتتاحية العدد‬

‫‪3‬‬

‫• ملاذا الدعوة السلفية‬

‫‪4‬‬

‫• قراءة في األحداث‪:‬‬ ‫مسلموا بورما ودليل فشل املشروع‬ ‫الدميوقراطى َ‬ ‫املؤ َ‬ ‫سلم‬

‫‪8‬‬

‫• هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬البوذيون‬

‫‪10‬‬

‫• قرأت لك‪ :‬امللل والنحل (للشهرستاني)‬

‫‪16‬‬

‫• البدائل الصحيحة‪:‬‬ ‫من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث‬ ‫املوضوعة والضعيفة املشتهرة (باب احلج)‬ ‫• منهجية طلب العلم‪:‬‬ ‫أهمية فهارس الكتب لطالب العلم‬ ‫• األسرة ودورها في تربية املراهقني‬ ‫التدريب العملى على االستفادة من الوقائع‬ ‫• قصة العدد‪:‬‬ ‫الريس مدكور‪ ..‬والبداية من جديد‬ ‫• سير و تراجم نبالء العصر‪:‬‬ ‫الشيخ‪ /‬محب الدين اخلطيب ‪-‬رحمه اهلل‪-‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪29‬‬

‫• من ذخائر اخملطوطات‪ :‬نفائس دار طابه‬

‫‪32‬‬

‫• صحتك‪:‬‬ ‫قصر النظر و االستجماتزم‪ ،‬نصائح و وسائل العالج‬

‫‪34‬‬

‫• واحـــة الـمـحـجـة‬

‫‪36‬‬

‫• بـاب الــفـتـاوى‬

‫‪38‬‬

‫العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫تصدر عن الهيئة العلمية للدراسات‬ ‫الشرعية و اإلستراتيجية‬ ‫املشرف العام على اجمللة‬ ‫فضيلة الدكتور‬

‫أحـمـد الـنـقـيـب‬ ‫رئـيـس الـتـحـريـر‬ ‫مـحـمـود الـصـاوي‬ ‫املـديـر الـفـنـي‬ ‫تـامـر األنـصـاري‬

‫للتواصل معنا‬ ‫بريد القراء‪malmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫بريد األسئلة والفتاوى‪falmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫• نهيب بالقراء الكرام إلى أهمية التواصل معنا عبر‬ ‫بريد القراء للنصح و النقد البناء و اإلقتراحات النافعة‪،‬‬ ‫وكذلك أيضا ً نحيطهم علما ً أن مجلتنا الغراء تفتح‬ ‫ذراعيها للبحوث العلمية املعتبرة فى كافة امليادين‬ ‫الشرعية لنشرها عبر صفحاتها املباركة ‪-‬بإذن اهلل‪-‬‬ ‫على أننا سنقوم بتحكيم هذه البحوث وإعتمادها ثم‬ ‫نشرها عبر فريق من أهل العلم والباحثني النابهني ثم‬ ‫التواصل مع أصحابها لإلفادة و اإلستفاده‪.‬‬ ‫• كما نرحب مبن أراد شيئا ً من اخملطوطات املنشوره عبر‬ ‫مجلتنا‪ ،‬فليتواصل معنا عبر بريد القراء إلمداده بها‪.‬‬ ‫• من أراد نشر اجملله أو طبعها ‪-‬كما هـي بـدون حـذف‬ ‫أو إضافة أو تعديل‪ -‬أو توزيعها بأي صوره فالباب مفتوح‬ ‫لنشر اخلير‪ ،‬وليتواصل معنا عبر بريد القراء أيضا ً‬ ‫لإلستفسار أو الدعم الفنى‪.‬‬


‫إفتتاحية العدد‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫إن احلمد هلل تعالى نحمده ونس��تعني به ونس��تغفره‬ ‫ونستهديه ونعوذ باهلل تعـالـى مـن شـرور أنفسنــا‬ ‫ومن سيئات أعمالنا من يهده اهلل تعالي فال مضل له‬ ‫ومن يضلل فال هادي له‪...‬‬ ‫وأشهـــد أن ال إلــه إال اهلل وحــده ال شــريك لـــه‬ ‫وأش��هد أن محمدا عبده ورس��وله صلي اهلل وس��لم‬ ‫وبارك عليه وعلي آله وأصحابه ومن تبعهم بإحس��ان‬ ‫إلي يوما الدين ثم أما بعد‪...‬‬ ‫فه��ذا إص��دار جدي��د م��ن مجل��ة احملج��ة البيض��اء‬ ‫وقد تنوعت مجاالتها وأغراض الكتابة فيها لتش��مل‬ ‫مواضيع ش��تى ال غنى للمس��لم عنها فهى تشمل‬ ‫أخبار الس��اعة وأعمق التحاليل االس��تراتيجية وفن‬ ‫النظ��رات العلمي��ة العقائدية الش��املة‪ ،‬وهذا جنده‬ ‫جلي��ا في كثي��ر من املق��االت وه��ى تهت��م بأحـداث‬ ‫املسـلـمـني ال سيما في خارج الكيان العربي ال سيما‬ ‫هاكم األقليات التي سلبها الكفار اجملرمون كل ما هو‬ ‫مس��لم‪ ‬به وفق املواثيق واألع��راف الدولية وأعني هنا‬ ‫إخوانن��ا في بورما‪ -‬ومتض��ي موضوعات اجمللة لتعالج‬‫جوانب تربوية غاية في األهمية عند فصيلني من أهم‬ ‫فصائل األمة أعني األسرة و طالب (العلم)‪...‬‬ ‫ومل��ا كانت اجملل��ة معنية ببيان ماهية الس��لفية كان‬ ‫مقاله��ا الثاب��ت «مل��اذا الدع��وة الس��لفية» دراس��ة‬ ‫ف��ي العم��ق املنهج��ي بعيدا ع��ن التره��ات واألوهام‬ ‫والتخرص��ات‪ ،‬وناس��ب ذلك مقالة ش��يخنا االس��تاذ‬ ‫مح��ب الدين اخلطي��ب‪ ،‬وملا كان الكالم عن مس��لمي‬ ‫بورم��ا واضطهاده��م علي ي��د البوذيني الكف��ار كان‬ ‫التوفيق في اختيار دراس��ة عقائد البوذيني وعالقتهم‬ ‫بأديان الهندوسية الشركية‪...‬‬

‫وناس��ب أيضا في مج��ال الدرس العقائ��دي أن تكون‬ ‫مخطوط��ات العدد لها صلة بهذا االجتاه فكان اختيار‬ ‫بعض مخطوطات العقيدة احملفوطة لدينا بدار طابة‬ ‫للدراس��ات والنش��ر ه��ذه اخملطوطات الفري��دة ألئمة‬ ‫من الس��لف معروفني وهم ابن الوردي رحمه اهلل وابن‬ ‫الهمام احلنفي واالمام السيوطي رحمهم اهلل جميعا‪.‬‬ ‫وم��ن طرائف اجملل��ة وفوائدها احلس��ان‪ :‬ه��ذه املقالة‬ ‫املتخصصة في البدائل الصحيحة ملا عرف واش��تهر‬ ‫من األخبار الضعيفة في باب احلج‪ ،‬ثم مقالة في قصر‬ ‫النظر وهذا املرض منتش��ر ابتلي ب��ه كثير من الناس‬ ‫نظرا للظ��روف البيئي��ة التي يعيش��ون فيها وبينت‬ ‫ه��ذه املقالة بعض ما ميكن أن يك��ون مفيدا للوقاية‬ ‫م��ن هذا املرض‪ ،‬ثم ل��م تخل اجمللة م��ن اجلانب األدبي‬ ‫بالطريقة الس��لفية الرش��يدة فكان��ت قصة العدد‬ ‫درسا في اإليضاح الشرعي حلكم اهلل ورفض الربا ولو‬ ‫كان قليال ‪-‬خالفا ملا أجازه بعض املنس��وبني للسلفية‬ ‫س��امحهم اهلل‪ -‬ثم هذه الواحة الفيح��اء من باقات‬ ‫األقوال الرقراق��ة واألزاهير الفواحة ولم يفتنا أن جنيب‬ ‫عن فتاوي بعض السائلني ونشكر اهلل أوال ثم إخواننا‬ ‫املشاركني في أداء اجمللة وإخراجها نشكر كل من قدم‬ ‫أي مس��اهمة علمية أو غير علمية ال سيما أصحاب‬ ‫القلوب الرحيم��ة الذين قبلوا ح��االت (دعوة في خير)‬ ‫واهلل أس��أل أن يوفقن��ا وأن يعيننا وصلي اهلل وس��لم‬ ‫وبارك علي النبي وآاله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫ ‬

‫محبكم في اهلل‪ /‬أحمد النقيب‪.‬‬


‫ف‪ :‬لماذا الدعوة السلفية‬

‫مع السل‬

‫يبيب‬ ‫نقنق‬ ‫مدمدال ال‬ ‫لملمد‪ .‬د‪.‬أحأح‬ ‫بقبق‬

‫المقال األول‬

‫احلم��د هلل وحده والصالة والس�لام علي م��ن النبي بعده‪...‬‬ ‫وبـعـــد‪...‬‬ ‫ق��ال اجلوهري‪ :‬الفتن��ة االمتحان واالختب��ار(‪ )1‬وتتعدد معاني‬ ‫الفتنة لتش��مل‪ :‬الضالل واإلثم وم��ن يقوم بالفتنة والكفر‬ ‫والفضيحة والعذاب وم��ا يقع بني الناس من القتال وأحيانا‬ ‫القت��ل واحملنة واملال واألوالد والكفر واالح��راق بالنار وإعجاب‬ ‫الكف��ار بكفره��م‪ ،)2(...‬وه��ذه الفتن��ة إن كان��ت م��ن اهلل‬ ‫فه��ي علي وج��ه احلكم��ة وإن كانت من االنس��ان بغير أمر‬ ‫(‪ ...‬و ۡٱلف ۡت َن ُة أَ َش ُّ‬ ‫��د م َِن‬ ‫اهلل فه��ي مذمومة كقول��ه تعال��ى‬ ‫َ ِ‬ ‫ذَّ‬ ‫ۡ‬ ‫ْ‬ ‫ِين َف َت ُن��وا ٱل ُم ۡؤ ِمن ِنيَ‬ ‫ۡٱل َق ۡتل‪ )191 ...‬ابلق��رة وقوله تعال��ى (إ َّن ٱل َ‬ ‫ِ‬ ‫ۡ ِ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ٰ‬ ‫ت‪ )10 ...‬ال�بروج ‪ ،‬واملدقق ف��ي أحاديث أخبار الفنت‬ ‫َوٱل ُمؤمِن ِ‬ ‫يج��د أن الصحابة الكرام جعلوا الفتن��ة صغارا وكبارا يدل‬ ‫عليه ما رواه أبو وائل ش��قيق بن س��لمة أن حذيفة‪ d‬ذكر‬ ‫فتن��ة الرجل في أهل��ه وماله وولده وج��اره تكفرها الصالة‬ ‫والصدق��ة واألم��ر باملعروف والنه��ي عن املنك��ر فقال عمر‬ ‫ابن‪ ‬اخلطاب‪ d‬ليس عن هذا أسألك ولكن التي متوج كموج‬ ‫البحر قال حذيفة‪« :‬لي��س عليك منها بأس يا أمير املؤمنني‬ ‫إن بينك وبينها بابا مغلقا‪ ،‬قال عمر‪ :‬أيكسر أم يفتح قال بل‬ ‫يكسر‪ ،‬قال عمر‪ :‬إذا ال يغلق أبدا قال حذيفة أجل»(‪.)4‬‬ ‫ث��م هذه الفتنة منها املعنوي واحلس��ي‪ ،‬واحلس��ي له أطوار‬ ‫وأزمن��ة وأمكنة وأش��خاص‪ ،‬وأحيانا تكون عام��ة للتحذير‬ ‫واالجتن��اب وهي في تواليها وتنوعها يش��به بعضها بعضا‬ ‫وإن كان بعضه��ا أق��رب من بعض؟ لذا يفه��م اللبيب اآلتي‬ ‫م��ن الفتنة لفهمه ما س��بق منه��ا يدل عليه م��ا ورد عن‬ ‫السفر‪ ‬بن‪ ‬نسير االزدي عن حذيفة رضي اهلل عنه قال‪ :‬قلت‬ ‫يا رس��ول اهلل إنا كنا في ش��ر فذهب اهلل بذلك الشر وجاء‬ ‫بخير علي يديك فهل بعد اخلير من شر قال‪ :‬نعم قلت‪ :‬ماهو‬ ‫ق��ال فنت كقطع الليل املظلم يتب��ع بعضها بعضا تأتيكم‬ ‫مشتبهة كوجوه البقر ال تدرون أيا من أي‪.‬‬ ‫فمن أدرك ش��يئا من ه��ذه الفتنة بعد ولم يش��ارك أو يزيد‬ ‫أو‪ ‬يؤصل لهذه الفتنة‪.‬‬ ‫واملطلوب عند نزول الفتنة ووقوعها اجتنابها س��واء كانت‬

‫‪4‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬مع السلف‪ :‬لماذا الدعوة السلفية‬

‫الفتنة في أوائلها أو أواخرها يدل عليه أن املقداد بن األسود‬ ‫قال‪ :‬وأمي اهلل لقد سمعت رسول اهلل‪ j ‬يقول‪ :‬إن السعيد‬ ‫مل��ن جنب الفتنة إن الس��عيد ملن جنب الفتنة إن الس��عيد‬ ‫ملن جن��ب الفتنة وملن ابتلي فصبر فواها‪ )6(.‬و(واها) تدل على‬ ‫التعج��ب ويدل عل��ى معني الصبر علي الف�تن عند نزولها‬ ‫أن‪ ‬أنس رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل‪ :j ‬ما يأتي على‬ ‫الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على اجلمر(‪.)8‬‬ ‫ومم��ا يدل عل��ى أن الصب��ر هو معن��ى الثبات عل��ى الطريق‬ ‫املس��تقيم وه��و الثبات على احل��ق وهو األم��ر األول وهو ما‬ ‫كنت عليه قبل االختالف والفنت أن النبي‪ j ‬ملا ذكر الدجال‬ ‫وفتنه واختالف الناس فيه قال‪ :j ‬يا عباد اهلل فاثبتوا(‪.)9‬‬ ‫كيف تعرف أنك واقع في الفتنة؟‬ ‫وهذه مس��ألة مهم��ة ال بد أن نعلمه��ا تالميذنا ونذكر بها‬ ‫أنفس��نا‪ ،‬ما عالمة الوقوع في الفتنة؟ ليتس��نى للحريص‬ ‫أن يجتنبه��ا ويدخل ف��ي قوله‪( :j ‬فواها ل��ه)‪ ،‬إنها عالمة‬ ‫فارقة خطيرة‪ :‬وهي أال تتناقض مواقفه‪ ،‬فارق كبير بني تغير‬ ‫الفت��وى‪ ،‬وتناقض املواق��ف‪ ،‬فالفتوى ال حت��ل حراما وال‪ ‬حترم‬ ‫ح�لاال فه��ي تتعل��ق بحال مع�ين وه��ذا احل��ال ال يغير عني‬ ‫األشياء بل تعود األشياء إلي حقائقها إذا عادت االحوال إلى‬ ‫طبائعه��ا مثل‪ :‬أكل امليتة حرام لك��ن يجوز أكل امليتة عند‬ ‫الضرورة ف��إذا انتفت الضرورة عاد احلك��م إلي أصله ويكون‬ ‫هذا احملظ��ور مقدرا بقدره فكل محظور م��ع الضرورة يقدر‬ ‫م��ا حتتاجه الضرورة والضرورة تق��در بقدرها ال تزيد عن هذا‬ ‫القدر وإال ص��ارت هوى متبعا وانحرافا وزيغا عن ش��رع اهلل‬ ‫س��بحانه يدل على هذا املعنى املهم مارواه ابن ابي ش��يبة‬ ‫عن حذيفة‪ d ‬ق��ال‪« :‬إن الفتنة لتعرض على القلوب فأي‬ ‫قلب أشربها نقط على قلبه نقط سود واي قلب أنكرها نقط‬ ‫(‪)10‬‬ ‫عل��ى قلبه نقطة بيضاء فم��ن أحب منك��م (أي أن يعلم)‬ ‫أصابت��ه الفتنة أم‪ ‬ال؟ فلينظر ف��إن رأى حراما كان يراه حالال‬ ‫أو‪ ‬يرى حالال ماكان يراه حراما فقد أصابته»(‪.11‬‬ ‫وعالمة أخرى ثانية فارقة أال وهي حسبان اخملالف للهدى أنه علي‬ ‫الهدى مخالفا ما كان عليه صنيع السلف‪ ،‬قافيا ما أشكل‪،‬‬ ‫متوهما املظن��ون حقا‪ ،‬واحلق مرجوحا‪ ،‬واملتس�نن متحجرا‪،‬‬

‫واملتوس��ع في ضاللته متس��ننا بحبوحيا!! قال س��بحانه‪:‬‬ ‫ُ ۡ َ ۡ ُ َ ّ ُ ُ أۡ َ ۡ رَ َ َ‬ ‫ِين َض َّل َس ۡ‬ ‫ين أ ۡع َم ٰ اًل ‪ ١٠٣‬ذَّٱل َ‬ ‫س‬ ‫��ع ُي ُه ۡم‬ ‫(قل هل ننبِئكم بِٱلخ ِ‬ ‫حۡ َ َ ٰ ُّ ۡ َ َ ُ ۡ حَ ۡ َ ُ َ َ َّ ُ ۡ حُ ۡ ُ َ‬ ‫ۡ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫يِف ٱليوة ِ ٱدلنيا وهم يسبون أنهم يسِنون صنعا ‪ )١٠٤‬الكهف‪.‬‬ ‫ذكر املفس��رون أن فس��اد العم��ل وإحباط الس��عي يوجب‬ ‫إمـــا‪ ‬فـسـاد االعـتـقـاد أو‪ ‬املـراءاة‪ ،‬واملـراد هنا‪ :‬الـكفر(‪.)12‬‬ ‫وعن أبي موس��ي االش��عري‪ d‬قال حدثنا رسول اهلل‪:j ‬‬ ‫«إن ب�ين يدي الس��اعة لهرجا قيل‪ :‬وما اله��رج قال‪ :‬الكذب‬ ‫والقت��ل(*) قال��وا‪ :‬أكث��ر م��ا نقت��ل اآلن؟! ق��ال‪ j ‬إنه ليس‬ ‫بقتلك��م الكفار ولك��ن يقتل بعضكم بعض��ا حتي يقتل‬ ‫الرج��ل جاره ويقتل أخاه ويقت��ل عمه ويقتل ابن عمه قالوا‪:‬‬ ‫س��بحان‪ ‬اهلل ومعنا عقولنا؟! قال‪ :j ‬ال إال أنه ينزع عقول‬ ‫أهل ذاكم الزمان حتي يحسب أحدكم أنه على شئ وليس‬ ‫على شئ(‪.)13‬‬ ‫وهنا ترتع التأويالت الفاس��دة ويظن أصح��اب الهوي أنهم‬ ‫يخدمون الدين وينصرون الش��رع واحلقيقة أنهم والغون في‬ ‫اإلثم مبالغون في العدوان مفججون السبل متبعون سبل‬ ‫الش��يطان وهنا أيض��ا تزدهر لوامع األنوار الس��لفية لتبدد‬ ‫ه��ذه الظلم البغية الهوية فعن عبد اهلل بن مس��عود‪d‬‬ ‫قال‪ :‬القصد في السنة خير من االجتهاد في البدعة(‪ .)14‬وعن‬ ‫َ اَ َ َّ ُ ْ ُّ ُ َ‬ ‫مجاهد رضي اهلل عن��ه (‪ ...‬ول تتبِعوا ٱلس��بل‪ )153 ...‬األنعام‬ ‫قال البدع والشبهات(‪.)15‬‬ ‫كيف النجاة من الفنت؟‬ ‫ال جن��اة من الفنت إال بالرجوع إلى األمر األول وهو الهدى الذي‬ ‫كان علي��ه املتقدم��ون وهو طريق الس��لف األول يدل عليه‪:‬‬ ‫م��ا ورد ع��ن األعمش رحم��ه اهلل تعالى قال‪ :‬ق��ال عبد‪ ‬اهلل‬ ‫ابن‪ ‬مس��عود رضي اهلل عنه‪« :‬أيها الناس إنكم س��تحدثون‬ ‫(‪)16‬‬ ‫ويح��دث لكم فإذا رأيت��م محدثة فعليكم باألم��ر االول»‬ ‫وع��ن عائ��ذة رحمه��ا اهلل قال��ت‪ :‬رأي��ت ابن مس��عود ‪d‬‬ ‫يوص��ي الرجال والنس��اء ويقول‪« :‬م��ن أدرك منكن من امرأة‬ ‫أو‪ ‬رجل فالس��مت األول الس��مت األول فإنا عل��ى الفطرة»‬ ‫ق��ال عبد اهلل ب��ن محمد وهو ش��يخ الدارم��ي رحمه اهلل‪:‬‬ ‫السمت (الطريق)(‪.)17‬‬ ‫‪5‬‬


‫تابع‪ :‬مع السلف‪ :‬لماذا الدعوة السلفية‬

‫واألم��ر األول أو‪ ‬الطريق األول ل��ن نكون عليه إال إذا حققنا‬ ‫ثــالثــة أمـــور‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن نخرج مما تلبس��نا به من اخملالفة لنعود إلى ما كنا‬ ‫عليه من الهدى والتوفيق‪ ،‬يدل عليه أن رس��ول اهلل‪ j ‬ذكر‬ ‫للصحابة يوما أنها س��تكون فتنة فلم يس��معه كثير من‬ ‫الناس فقال معاذ‪ d‬تس��معون ما يقول رس��ول اهلل‪j‬؟‬ ‫قالوا ما قال؟ قال يقول إنها ستكون فتنة قالوا‪ :‬فكيف لنا يا‬ ‫رسول اهلل؟ أوكيف نصنع؟ قال ترجعون إلي أمركم األول(‪.)18‬‬ ‫وف��ي خب��ر أبي موس��ى األش��عري أن النبي‪ j‬ذك��ر الهرج‬ ‫من القتل والتكذيب وأن يحس��ب كل امرئ أنه على ش��يئ‬ ‫وليس على ش��يئ قال أبو موسى‪« :‬والذي نفس محمد بيده‬ ‫لقدخشيت أن تدركنى وإياكم تلك األمور وما أجد لي ولكم‬ ‫منه��ا مخرجا فيما عهد إلينا نبين��ا إال أن نخرج منها كما‬ ‫دخلناها لم نحدث فيها شيئا»(‪.)19‬‬ ‫الثاني‪ :‬التأني وعدم العجلة‪ ،‬فإن اهلل سبحانه يحب التأني‬ ‫وه��و التمه��ل وعدم التس��رع فال يغلنب الوهم متس��رع أن‬ ‫خيرا ما سيفوته أو أن شرا ما سينزل عليه وهذا وهم زاعق‬ ‫وفس��اد صاعق فإذا نزلت الفتنة وجب االستمس��اك باألمر‬ ‫األول فتتأخ��ر ع��ن رأيك مل��ا كنت عليه أوال وه��ذا هو التأني‬ ‫وه��و اخلير للمس��لم وألمت��ه ولدينه يدل عل��ي هذا األصل‬ ‫املهم قوله صلى اهلل عليه وسلم لألشج العصري إن فيك‬ ‫خصلتني يحبهما اهلل ورس��وله ثم ذكر‪ j ‬احللم واألناة(‪.)20‬‬ ‫وعن الش��عبي عن شريح أن عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه‬ ‫كت��ب إليه‪ :‬فإن جاءك م��ا ليس في كتاب اهلل ولم يكن فيه‬ ‫س��نة من سول اهلل‪j‬ولم يتكلم فيه أحد قبلك فاختر أي‬ ‫األمرين شئت إن شئت أن جتتهد برأيك ثم تتقدم فتقدم وإن‬ ‫شئت أن تتأخر فتأخر وال أري التأخر إال خيرا لك(‪.)21‬‬ ‫وعن عبد اهلل بن مس��عود رضي اهلل عنه قال‪ :‬إمنا س��تكون‬ ‫هن��ات وأمور مش��تبهات فعليك بالتؤدة فتك��ون تابعا في‬ ‫اخلير خير من أن تكون رأسا في الشر(‪.)22‬‬ ‫الثالث‪ :‬االستمس��اك باحلق وهو املتيق��ن فيه وهو ما كان‬ ‫علي��ه األمر األول قبل هرج الناس ومرجهم وهو الهدى الذي‬ ‫ورثناه ع��ن النبي صلى اهلل عليه وس��لم وصحابته الكرام‬ ‫‪6‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫الراشدين ومن بعدهم يدل عليه حديث العرباض بن سارية‬ ‫رض��ي اهلل عنه وفيه‪ :‬صلى بنا رس��ول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت‬ ‫منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رس��ول اهلل‬ ‫كأن ه��ذه موعظة مودع فماذا تعه��د إلينا فقال صلى اهلل‬ ‫عليه وس��لم «أوصيكم بتقوى اهلل والس��مع والطاعة وإن‬ ‫عبدا حبش��يا فإنه من يعش منكم بعدي فس��يرى اختالفا‬ ‫كبيرا فعليكم بس��نتي وس��نة اخللفاء املهديني الراشدين‬ ‫من بعدي متس��كوا به��ا وعض��وا عليها بالنواج��ذ وإياكم‬ ‫ومحدثات األمور‪.)23(»...‬‬ ‫وع��ن أبي واقد الليث��ي رضي اهلل عنه أن رس��ول اهلل صلى‬ ‫اهلل علي��ه وس��لم ق��ال ونحن جل��وس علي بس��اط «إنها‬ ‫س��تكون فتنة قالوا كيف نفعل يا رس��ول اهلل قال فرد يده‬ ‫إلى البس��اط فأمس��ك به قال‪ :‬تفعلون هك��ذا»(‪ )24‬ويقصد‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم اإلشارة إلى االستمساك‬ ‫مب��ا جاء به رس��ول اهلل صل��ى اهلل عليه وس��لم دون غيره‪.‬‬ ‫َّ ُ ْ َ ٓ ُ َ يَ ۡ ُ ّ َّ ّ ُ ۡ َ اَ َ َّ ُ ْ‬ ‫ن��زل إِلكم مِن ربِك��م ول تتبِعوا‬ ‫ق��ال تعالى َ(ٱتب ِ ٓعوا ما أ ِ‬ ‫ُ‬ ‫مِ��ن دونِهِۦٓ أ ۡو يِلَا َء ۗ‪ )3 ...‬األع��راف‪ .‬قال اإلمام أحمد رحمه اهلل‬ ‫تعال��ى ف��ي أصول الس��نة عندنا التمس��ك مب��ا كان عليه‬ ‫أصح��اب النبي صل��ى اهلل عليه وس��لم واالقت��داء بهم‪...‬‬ ‫والسنـة عـنـدنـا آثـار رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلـم‪...‬‬ ‫وال نض��رب لها األمثال وال ت��درك بالعقول واأله��واء إمنا هو‬ ‫االتباع وترك الهوى(‪.)25‬‬ ‫وم��ا جاء به النبي صلى اهلل عليه وس��لم وأثر عن صحابته‬ ‫هو ما كان عليه الس��لف الصال��ح فمن حاد عن طريقتهم‬ ‫ف��ي الفهم واالس��تدالل والعم��ل فقد ضل‪ ،‬ق��ال األوزاعي‬ ‫رحم��ه اهلل عليك بآثار من س��لف وإن رفض��ك الناس وإياك‬ ‫وآراء الرجال وإن زخرفوا لك القول(‪.)26‬‬ ‫وفي ه��ذا املعني يقول الطحاوي معلق��ا على احلديث الذي‬ ‫أخرجه فعلى الناس التمسك بذلك ولزومه‪.‬أهـ (‪.)27‬‬ ‫وع��ن عام��ر ب��ن مط��ر رحم��ه اهلل ق��ال كنت م��ع حذيفة‬ ‫رض��ي اهلل عنه فقال أما يوش��ك أن تراه��م فينفرجون عن‬ ‫دينه��م ما تنف��رج املرأة عن قبلها فأمس��ك مب��ا أنت عليه‬


‫تابع‪ :‬مع السلف‪ :‬لماذا الدعوة السلفية‬

‫الي��وم فإنه الطري��ق الواضح‪ .‬كيف أنت ي��ا عامر بن مطر؟!‬ ‫إذا أخ��ذ الن��اس طريق��ا والقرآن طريق��ا مع أيهم��ا تكون؟‬ ‫قلت مع القران أحيا معه وأموت معه قال حذيفة فأنت إذا(‪.)28‬‬ ‫نعم‪ ،‬س��ل نفس��ك أيه��ا احلبيب ه��ل أنت مع احل��ق أم ال؟‬ ‫وإذا أردت أن تعرف تخيل أن رس��ولنا صلى اهلل عليه وس��لم‬ ‫ح��ي بني أظهرنا يرزق يا ت��رى هل تراه يفعل ما يفعله أدعياء‬ ‫«الدع��وة الس��لفية» م��ن تأصي��ل مفه��وم الدميقراطي��ة‬ ‫والتزاحم من أجل الرياسة وطلب احلكم والسيادة وإضاعة‬ ‫الدين وإهمال الواجبات وغيرها كثير‪...‬‬ ‫نع��م أيها احلبي��ب إذا تعب��ت من النظ��ر فعلي��ك بالدعاء‬ ‫َ َ َ َ ُّ ُ ُ ۡ ُ ٓ َ ۡ َ ۡ َ ُ‬ ‫كۡ‬ ‫م‪ )60 ...‬اغفر‬ ‫جب ل ۚ‬ ‫ون أست ِ‬ ‫قال تعالى (وقال ربكم ٱدع يِ‬ ‫وع��ن حذيف��ة رضي اهلل عنه ق��ال ليأتني عل��ي الناس زمان‬ ‫ال‪ ‬ينجوا فيه إال الذي يدعوا بدعاء كدعاءالغريق(‪.)29‬‬ ‫فأه��ل القلب الطيب املبارك الذي��ن يدعون ربهم عند الفنت‬ ‫ويستمطرون رحمته س��بحانه أن تصيبهم أهل األمر األول‬ ‫أرباب الس��لوك واألخالق والتأني جبال االستمساك والثبات‬ ‫ه��م أرباب ورج��االت وأبناء الدع��وة الس��لفية ولهذا كانت‬ ‫الدعوة الس��لفية علما على منهج رحي��ب ضاربا في بطن‬ ‫الزم��ن متددت ج��ذوره وال تزال عليه طائف��ة باخلير والبركات‬ ‫اللهم مسكنا بهذا املنهج واقبضنا عليه يارب العاملني‪.‬‬ ‫‪ -1‬اجلوهري تاج اللغة وصحاح العربية (‪)2175/6‬‬ ‫‪ -2‬ابن األثير النهاية في غريب احلديث واألثر(‪691‬‬ ‫‪ -3‬ابن حجر ‪":‬فتح البارى"(‪،)5/13‬والقسطالني‪:‬إرشاد الساري(‪)159/10‬‬ ‫‪ -4‬أخرجه البخاري ومسلم‬ ‫‪ -5‬إسناده ضعيف‪،‬أخرجه احمد(‪)391/5‬فإن السفر لم يلق حزيفه‬ ‫‪ -6‬إسناده صحيح ‪،‬أخرجه أبو داود وصححه االلباني‬ ‫‪ -7‬انظر العظيم آبادي "عون املمعبود شرح سنن ابي داود(‪)345/11‬‬ ‫‪ -8‬صحيح‪،‬اخرجه الترمذى وصححه األلباني‬ ‫‪ -9‬أخرجه مسلم من حديث النواس بن سمعان مرفوعا‬ ‫‪ -10‬هذا اللفظ من رواية احلاكم (‪ )467/4‬املستدرك وقال صحيح علي شرط الشيخني ولم يخرجاه واحلديث‬ ‫صحيح فقد أخرجه بنحوه أيضا ابن أبي شيبة كما سيأتي والداني في الفنت (‪ )26‬وأبو نعيم في احللية‬ ‫‪ -11‬أخرجه ابن أبي شيبة في ملصنف (‪ )83/14‬ح‪38339 /‬‬ ‫‪ -12‬انظر في هذا القرطبي – اجلامع ألحكام القرآن (‪ )392/13‬ط التركي‬ ‫( * ) كما يحدث في فنت هذا الزمن من القتل وتكذيب الناس بعضهم بعضا‬ ‫‪ -13‬إسناده صحيح أخرجه ابن ماجة ( ‪ )3959‬وأحمد في املسند ( ‪) 19636‬‬ ‫‪ -14‬إسناده صحيح أخرجه الدارمي (‪223‬ـاملقدمة )‬ ‫‪ -15‬إسناده صحيح أخرجه الدارمي (‪209‬ـ املقدمة)‬ ‫‪ -16‬إسناده صحيح أخرجه الدارمي (‪174‬ـ املقدمة )‬ ‫‪ -17‬إسناده صحيح أخرجه الدارمي (‪219‬ـ املقدمة)‬ ‫‪ -18‬صحيح ‪ :‬أخرجه الطحاوي في مشكل اآلثار ( ‪ )221/3‬ح ‪ ، 1184 /‬والطبراني في "الكبير" ‪ 249/3‬ح ‪3307/‬‬ ‫‪ -19‬إسناده صحيح أخرجه ابن ماجة ( ‪ )3959‬وانظر لأللباني في الصحيحة ( ‪ )248/4‬ح‪1682 /‬‬ ‫‪ -20‬أخرجه مسلم في كتاب اإلميان‬ ‫‪ -21‬اسناده صحيح أخرجه الدارمي (‪ )169‬املقدمة‬ ‫‪ -22‬اسناده صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في املصنف ‪( ،‬ح ‪ ، ) 38184/‬وانظر كيف تزعم الغلمان عصرنا‬ ‫حتى صدروا عن فقه سقيم وآراء كاحلة‪ ،‬واهلل املستعان‬ ‫‪ -23‬صحيح أخرجه أحمد ( ‪ )126/4‬وأبو داوود ( ‪ )4607‬وغيرهما‬ ‫‪ -24‬صحيح أخرجه الطحاوي في مشكل اآلثار (ح ‪ )1184 /‬والطبراني في الكبير ( ح‪)3307 /‬‬ ‫‪ -25‬اإلمام أحمد في أصول السنة ص ‪ 37-35 /‬ط ‪ .‬دار السالم ‪ -‬حتقيق ‪ :‬عمرو عبد املنعم‬ ‫‪ -26‬إسناده صحيح أخرجه اآلجري في الشريعة ص ‪58‬‬ ‫‪ -27‬الطحاوي ‪ :‬مشكل اآلثار ( ‪)224/3‬‬ ‫‪ -28‬إسناده صحيح أخرجه ابن أبي شيبة‬ ‫‪ -29‬إسناده صحيح أخرجه ابن أبي شيبة املصنف ( ح‪)38141/‬‬

‫‪7‬‬


‫وع الديموقراطى ال َ‬ ‫مؤ َ‬ ‫سلم‬

‫وا بورما ودليل فشل المشر‬

‫قراءة في األحداث‪ :‬مسلم‬

‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫يعتمد املش��روع اإلس�لامى على نظرية تكاملية اإلس�لام‪،‬‬ ‫و هى نظرية أساس��ها «الوالء و البراء» فبدون هذه العقيدة‬ ‫يصي��ر هذا املش��روع مش��روعا مفرغا من أه��م مضامينه‬ ‫و مقومات��ه‪ ،‬و املس��لمون ف��ى ظ��ل ه��ذا املش��روع تتكافأ‬ ‫دماؤهم و هم يد على من سواهم ‪-‬كما أخبر املعصوم ‪-j‬‬ ‫و مع ما يس��مى بالربيع العربى الذى أزال أنظمة ديكتاتورية‬ ‫ليأت��ى بأنظم��ة ُج ِعلَ��ت ف��ى أكثرها ف��ى مربع اإلس�لام‪،‬‬ ‫فإن مآس��ى املس��لمني الت��زال عالقة برقابن��ا دون أن نتقدم‬ ‫خطوة واحدة فى االجتاه الصحيح‪ ،‬و من أراد أن يستدل على‬ ‫ما ذكرت فدونه عش��رات األمثلة منها «مس��ألة مس��لمى‬ ‫بورم��ا»‪ ،‬لقد حاولن��ا الوصول إلى بورما م��ن عدة طرق فلم‬ ‫نفل��ح‪ ،‬و ه��ذا منذ أكثر من ش��هرين إلى وق��ت كتابة هذه‬ ‫الس��طور‪ ،‬و فى الوقت الذى وصلت في��ه تركيا إعالميا عبر‬ ‫رئي��س وزرائه��ا دون أن تفعل ش��يئا عل��ى األرض‪ ،‬تأتى زيارة‬ ‫وزيرة اخلارجي��ة األمريكية لباجنون ‪-‬عاصمة مينامار‪-‬؛ كأنها‬ ‫تش��جيع لعصابات (باغ) البوذية املس��ئولة ع��ن ذبح مئات‬ ‫اآلالف و تشريد اآلالف و اختطاف اآلالف منذ سنة ‪1992‬م إلى‬ ‫ُش��ر الوزيرة لهذه املش��كلة‪ ،‬و لم حتذر أو تشجب‪،‬‬ ‫اآلن‪ ،‬لم ت ِ‬ ‫بل كانت زيارة اعتيادية!!‬ ‫أم��ا املنظم��ات الدولية فأعلنت عبر وكاالته��ا أن ما يحدث‬ ‫مناف لإلنس��انية‪ ،‬و كان موقف أمريكا وقف صادرات ميامنار‬ ‫‪8‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫إلى واش��نطن ملدة عام ُم ِّدد لعام آخر‪ ،‬أما مجلس األمن فلم‬ ‫ينعقد لدراس��ة و تطبيق الفصل الس��ابع من امليثاق األممى‬ ‫الذى يجيز اس��تخدام الق��وة و فرض عقوب��ات ملزمة على‬ ‫الدول التى جتاوزت املعايير الدولية فى احملافظة على اإلنسان‬ ‫أو انتهاك حريته و حرمته أو سببت عدوانا على الدول اجملاورة‪،‬‬ ‫و ق��د طبق هذا الفصل عل��ى العراق!! و إذا م��ا انتقلنا إلى‬ ‫العالم اإلس�لامى‪ ،‬فإن منظمة «مؤمتر التعاون اإلس�لامى»‬ ‫عند انعقادها اقتصر دورها على الشجب و اإلدانة و َف َ‬ ‫شلت‬ ‫فى إصدار توصيات مس��ئولة رمبا تس��هم فى حل املشكلة‬ ‫أو على األقل حتول دون تفاقمها‪...‬‬ ‫أم��ا على مس��توى الدول‪ ،‬فلم تس��حب الدول اإلس�لامية‬ ‫س��فراءها و ل��م يط��ردوا س��فراء بورم��ا م��ن دياره��م‪،‬‬ ‫و ل��م يخفض��وا أو يقطعوا كل صور التع��اون بني بلدانهم‬ ‫و‪ ‬هذه الدولة املارقة احملاربة لإلسالم و املسلمني‪...‬‬ ‫و م��ع دور اإلع�لام الضخم فى جمع املعلوم��ات و حتصيلها‬ ‫و الوق��وف على األحداث فى كاف��ة أرجاء األرض و تداول هذه‬ ‫املعلوم��ات عبر األجهزه ذات الصلة ف��إن هذا اإلعالم ال‪ ‬يزال‬ ‫عاجزا عن ب َ ّث الصورة الكاملة ألحوال املس��لمني فى بورما؛‬ ‫إليقاظ الضمير العاملى إذا لم يستيقظ الضمير اإلسالمى‬ ‫ب��وازع الديان��ة و ميث��اق التوحي��د‪ ،‬الزال هذا اإلعالم أس��ير‬ ‫الضغوط‪ ،‬فهو ال يس��رب من األخبار إال الندر اليس��ير‪ ،‬و‪ ‬مع‬


‫َ‬ ‫المؤ َ‬ ‫سلم‬ ‫تابع‪ :‬قراءة في األحداث‪ :‬مسلموا بورما ودليل فشل المشروع الديموقراطى‬

‫هذا القليل تبدو الصورة قامتة مأس��اوية تشي بالكثير من‬ ‫نذر الشر املستطير‪،‬‬ ‫و فى ضوء ما سبق جند تقازم دور دول اجلوار السيما اإلسالمى؛‬ ‫و أعن��ى به��ذا دور دول��ة بنجالدي��ش‪ ،‬فال ت��زال احلكومة فى‬ ‫(داكا) تتعن��ت مع الفارين من مذاب��ح بورما؛ فال تقدم لهم‬ ‫الدعم املطلوب‪ ،‬وال تس��مح للمؤسسات و الهيئات اخليرية‬ ‫اإلس�لامية بالوصول إلى هذه اخمليمات فى أقصى الش��مال‬ ‫الش��رقى من البالد؛ واليزال يعيش مئ��ات اآلالف من إخواننا‬ ‫مسلمى بورما و املسمون بـ(الروهينجا)‪ ،‬الزالوا يعيشون فى‬ ‫معس��كرات الالجئني فى (تكين��اف) البنجالية على احلدود‬ ‫فى وضع ُمزْرٍ حقاً‪.‬‬ ‫و دونكم قصة مسلمى بورما فى نقاط مركزة‪:‬‬ ‫‪ -1‬تغير اس��م بورما إل��ى (ميامنار) و عاصمتها (باجن��ون أو راجنون)‪،‬‬ ‫و حت��وى ه��ذه الدول��ة ع��دة ديانات‪%70،‬م��ن البوذي�ين‪،‬‬ ‫‪ %20‬م��ن املس��لمني‪ %10،‬أقلي��ات و ديانات أخ��رى‪ ،‬و يتمركز‬ ‫املس��لمون فى العاصمة (باجنون) ومدينة (ماندالى) وإقليم‬ ‫(أراكان) شمال غربى البالد على احلدود مع الهند و بنجالديش‪.‬‬ ‫‪ -2‬يسمى املسلمون فى (بورما) بـ(الروهينجا) و هى مشتقة‬ ‫من الكلمة العربية«الرحمة ‪.»Rahm‬‬ ‫‪ -3‬س��جل تاري��خ (ميامنار ‪ -‬بورم��ا) مذابح متك��ررة على يد‬ ‫البوذي�ين أو الهن��دوس ض��د املس��لمني‪ ،‬أش��هرها مذبحة‬ ‫س��نة‪1942‬م حي��ث ذب��ح أكث��ر م��ن مائ��ة ألف مس��لم‪،‬‬ ‫و ُ‬ ‫ش��رِّد أكثر من ثمانني ألف مسلم و دُ ِّمر (‪ )307‬قرية‪ ،‬و‪ ‬كان‬ ‫س��خ خالل‬ ‫ه��ذا فور انس��حاب االحت�لال البريطانى الذى ر َ َّ‬ ‫قرن من الزمان ملس��ألة التمييز العرقي و إقصاء املس��لمني‬ ‫و‪ ‬اعتبارهم ليس��وا من أهل البالد‪ ،‬بل دخ�لاء!! حتى أنه لم‬ ‫تأت فترة الستينات من القرن املنصرم حتى صار من الثوابت‬ ‫االجتماعية و السياس��ية ضرورة طرد مس��لمي الروهينجا‬ ‫من بورما إلى بنجالديش باعتبارهم أجانب و دخالء!!‪.‬‬ ‫ص��رَّح رئي��س بورما (ش�ين س�ين) ملف��وض األمم املتحدة‬ ‫‪َ -4‬‬ ‫لشئون الالجئني (انطونيو جوتيريس) أن احلل الوحيد ملسألة‬ ‫الروهيجن��ا أن يُ َج َّمع��وا فى خيام الالجئني حل�ين ترحيلهم‬ ‫خلارج البالد‪.‬‬ ‫‪ -5‬أكد وزير شئون احلدود البورمى (شني هتاى) أن أبناء أقلية‬ ‫الروهينج��ا ليس لهم احل��ق فى حمل جنس��ية بورما كما‬ ‫أنهم غير مدرجني بني أكثر من (‪ )130‬جنسية عرقية معترف‬ ‫بها فى(بورما)‪ ،‬بل إن الدولة تعتبر املس��لمني (بال جنسية)؛‬ ‫وبذا ال حقوق لهم مدنية أو صحية أو حتى إنسانية‪...‬‬ ‫‪ -6‬رفضت حكومة بنجالديش استقبال الالجئني الروهينجا‬ ‫الفارين؛ باحلجج الواهية‪ ،‬بل عاملت الفارين مبعاملة التليق‬ ‫وفق أبس��ط القواعد اإلنسانية اآلدمية فضال عن الشرعية‬ ‫اإلسالمية!!‪.‬‬ ‫‪ -7‬رفض��ت حكومات الهند و الصني و تايالند اس��تقبال أى‬ ‫من مس��لمي الروهينجا‪ ،‬حتى ُق ِتل كثير م��ن الفارين على‬ ‫حدود هذه الدول أو فى خليج البنجال‪.‬‬ ‫‪ -8‬كما َم ّر وقفت املنظمات الدولية و االقليمية و اإلسالمية‬ ‫موق��ف املتفرج الش��اجب املس��تنكر‪ ،‬و أ َ َ‬ ‫��د تصريح كان‬ ‫ش ّ‬

‫تصري��ح منظمة العفو الدولية حني اعترفت أن هناك خطأ‬ ‫إنس��انيا فادحا قد وق��ع فى والية راحنني غ��رب ميامنار على‬ ‫أيدى متطرفني بوذيني وصل إلى قتل ‪ 20‬ألفا و تش��ريد نحو‬ ‫من نصف مليون‪ ،‬أما املنظمات االسالمية فإنه مع الشجب‬ ‫دَ َعت إل��ى تفعيل القانون البورمى الص��ادر ‪1982‬م باعتباره‬ ‫فيصالً فى الشأن الروهينجى!!‪.‬‬ ‫‪ -9‬حاولت بعض املؤسسات اخليرية اإلسالمية و املتطوعني‬ ‫فى األعمال اخليرية الوص��ول إلى بورما أو حتى الوصول إلى‬ ‫احلدود مع أى من الدول اجملاورة لكن دون جدوى؛ بسبب تخاذل‬ ‫حكوم��ات الدول العربية و اإلس�لامية‪ ،‬و عدم وجود ضغط‬ ‫إسالمى مناسب فى اجتاه حماية املسلمني فى بورما‪.‬‬ ‫‪ -10‬م��ع انعق��اد مؤمتر دول ع��دم االنحياز ف��ى دولة الرفض‬ ‫و‪ ‬الكفر (ايران) لم يدرج فى جدول األعمال‪ :‬مسألة مسلمى‬ ‫ضر لها و تدرس و يتصور لها ما‬ ‫بورما؛ كمس��ألة مهمة يُ َح َّ‬ ‫يناسبها من إجراءات فاعلة‪.‬‬ ‫‪ -11‬حاول كاتب هذه السطور مع فريق إخوانه الوصول لهذه‬ ‫املنطقة لتقدمي ش��ئ إلى هؤالء املنكوبني ‪-‬كما أسلفت فى‬ ‫صدر املقالة‪ -‬لكن دون جدوى!!‪.‬‬ ‫‪ -12‬م��ا منلكه أن ندع��وا اهلل إلخواننا املس��لمني فى بورما‪،‬‬ ‫و نعتقد أنه البد من إجراءات فورية أهمها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬إقناع بعض رجال األعمال من أهل اخلير بضرورة االس��تثمار‬ ‫الزراع��ى و الصناع��ى ف��ى بنجالديش؛ ليكون��وا قاعدة خلدمة‬ ‫املسلمني فى البالد اجملاورة؛ السيما فى بورما و كاشمير و‪ ‬تايالند‪...‬‬ ‫ب‪ -‬إقالع املس��لمني األقليات فى الب�لاد البوذية و غيرها عن‬ ‫املمارسات الدميوقراطية الفاشلة؛ ألنها سبب فى نكبتهم‪،‬‬ ‫و هذا واضح فى املثال البورمى منذ سنة‪1992‬م‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ض��رورة التركي��ز عل��ى التعلي��م الع��ام و الش��رعى‪،‬‬ ‫و التعريف باإلسالم بني أهله و بَثِّ الدعاة من أبناء الروهينجا‬ ‫بني ش��عبهم؛ لتعمي��ق صلتهم باإلس�لام حقيقة و‪ ‬هوية‬ ‫و‪ ‬انتم��ا َءا و‪ ‬مصيرا‪ ...‬وذلك عن طري��ق فتح البعثات أو‪ ‬قبول‬ ‫الوافدين من الروهينجا للدراس��ة الش��رعية و‪ ‬العربية فى‬ ‫مصر و‪ ‬غيرها عن طريق املنح املؤسسية أو‪ ‬الفردية اخليرية‪.‬‬ ‫د‪ -‬إعداد جريدة مس��تقلة تصدر ش��هريا و رقيا و إلكترونيا؛‬ ‫لتعريف املس��لمني بأح��وال األقليات املس��لمة فى العالم‪:‬‬ ‫ماهيتها‪ ،‬مشاكلها‪ ،‬املساعدة فى حل هذه املشاكل‪.‬‬ ‫ه‪ -‬أن تعني كل مؤسس��ة فريق خيرى متخصص ملس��لمي‬ ‫جنوب ش��رق آسيا‪ ،‬يُ َع ّد لغويا و فنيا و تربويا و دعويا و علميا‬ ‫للتعامل مع مش��اكل املس��لمني فى ه��ذه املنطقة؛ حيث‬ ‫ال‪ ‬يقل املس��لمون فى هذه املنطقة عن ‪ 400‬مليون مسلم‬ ‫ميثلون أكثر من ‪ %25‬من نس��بة عدد املس��لمني فى العالم‪،‬‬ ‫ومع هذا فهم من أ َ َق ّل املس��لمني حظا ً فى التعليم الديني‬ ‫و‪ ‬املعرفة الش��رعية‪ ،‬كما أنهم عرضة ملس��خ الهوية على‬ ‫يد املتطرفني الكفار من الس��يخ و‪ ‬البوذيني و‪ ‬الهندوس��يني‬ ‫و‪ ‬املالحدة و‪ ‬الصليبني‪.‬‬ ‫و ف��ى النهاية‪ ،‬ندعو اهلل س��بحانه أن يجمعنا على التقى؛‬ ‫و‪ ‬أن ينصر عباده أهل الهدى‪ ،‬و صلى اهلل و سلم و بارك على‬ ‫النبى محمد و على آله و صحبه وسلم‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫عداؤك فاعرفهم‪ :‬البوذيون‬

‫هؤالء أ‬

‫بقلم أ‪ .‬محمود الصاوي‬ ‫بس��م اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬إن احلمد هلل‪ ،‬نحمده ونس��تعينه‬ ‫ونس��تغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪،‬‬ ‫من يهده اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال‬ ‫إله إال اهلل وحده ال شريك له وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ اَ َ ُ ُ‬ ‫وت َّن إ اَّل َوأَ ُ‬ ‫ِين َء َام ُنوا ْ َّٱت ُقوا ْ هَّ َ‬ ‫(يأ ُّي َه��ا ذَّٱل َ‬ ‫ٰٓ‬ ‫نتم‬ ‫ٱلل َح َّق تقات ِ��هِۦ ول تم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٓ‬ ‫ُّ ۡ ُ‬ ‫مسل ِمون ‪ )١٠٢‬ا ِل ع ِۡم َران‬ ‫َ َ‬ ‫َّ ُ َّ ُ ْ َ َّ ُ ُ ذَّ‬ ‫َّ ۡ‬ ‫َ َ​َ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ٰٓ‬ ‫(يأ ُّي َه��ا ٱنلاس ٱتقوا ربك‬ ‫��م ٱلِي اٗخلقَكم مِ��ن ٓنف ٖس َو ٰ ْحِدة ٖ‬ ‫ٗ َ َ ٗ َ َّ ُ‬ ‫َ َ َ َ ۡ َ َ ۡ َ َ َ َ َّ‬ ‫هَّ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ٱللَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫و ذَّخل��ق مِنها زوجها أۡوب َ��ث مِنهما رِجال كثِريا ون ِس��اء ۚ وٱتقوا‬ ‫َ​َ َُٓ َ‬ ‫َ ۡ َ َ َّ هَّ َ اَ َ َ َ ۡ ُ ۡ َ ٗ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٱلِي تساءلون بِهِۦ وٱلرحام ۚ إِن ٱلل كن عليكم رقِيبا ‪ )١‬الن ِساء‬ ‫َ َ ُّ َ ذَّ َ َ َ ُ ْ َّ ُ ْ هَّ َ ُ ُ ْ َ اٗ‬ ‫ٗ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٰٓ‬ ‫ٱلل َوقولوا ق ۡول َسدِيدا ‪ ٧٠‬يُ هَ ۡصل ِۡح لك ۡم‬ ‫(يأيها ٱلِين ءامنوا ٱتقوا‬ ‫َ ۡ ََٰ ُ ۡ َ َ ۡ ۡ َ ُ ۡ ُ​ُ َ ُ‬ ‫ولۥ َف َق ۡد فَازَ‬ ‫ك ۡم َو َمن يُطِعِ هَّ َ‬ ‫ٱلل َو َر ُس ُ‬ ‫أعملكم ويغ ِفر لكم ذنوب ۗ‬ ‫َ‬ ‫فَ ۡو ًزا َع ِظ ً‬ ‫يما ‪ )٧١‬األ ۡح َزاب‪ .‬أما بعد‪...‬‬

‫نقدم إلخواننا القراء فى هذه السطور بيانا لعقيدة جديدة‬ ‫ومل��ة محدثة ظه��رت عداوة أصحابها ألهل اإلس�لام على‬ ‫فترات لكن هذه العداوة بلغت أوجها من خالل املمارس��ات‬ ‫القمعي��ة التى يقوم بها أصحاب ه��ذه النحلة جتاه إخواننا‬ ‫ف��ى بورما األمر الذى تأس��ى ل��ه قلب كل مس��لم حى لذا‬ ‫رأينا من واجبنا أن نس��تجلى مالمح هذا العدو وأن نكشف‬ ‫‪10‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫عن مكامنه حتى يتمكن املس��لم من إقام��ة عقيدة الوالء‬ ‫ألهل األس�لام والبراء من الكفر وأهله وعلى رأس أهل الكفر‬ ‫البوذيون‪ ،‬أولئك الوثنيون الذين لم يرقبوا فى مؤمن إال وال ذمة‪.‬‬ ‫إن ه��ذا العداء الس��افر من البوذين جتاه أهل اإلس�لام عداء‬ ‫ق��دمي حديث‪ .‬ميارس��ه القوم كلما متكنوا الس��يما جتاه تلك‬ ‫األقليات املس��لمة فى بالد الهند وجنوب شرق آسيا‪ ،‬نسأل‬ ‫اهلل تعالى أن يوفقنا ويسددنا ملا فيه نفع املسلمني‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬ما هي البوذية ومن هم البوذيون؟‬ ‫هي فلس��لفة وثنية نشأت في ش��به القارة الهندية تنسب‬ ‫إلى رجل يسمي بوذا أي «العارف» وقد ظهرت هذه الديانة بعد‬ ‫البرهميةالهندوسيةفيغضونالقرناخلامسقبلامليالدوكانت‬ ‫في بادرة األمر تناهض األفكار الهندوسية مبا فيها من تقشف‬ ‫ورغبة عن متع احلياة الدنيا واملناداة بالتسامح وفعل اخلير لكن‬ ‫سرعان ما تطور األمر حتى تبلورت معتقداتها الفاسدة الوثنية‬ ‫ال سيما بعد أن توسعت واختلطت هذه املعتقدات بجملة من‬ ‫اآلراء الفلسفية اإلحلادية عن الكون واحلياة‪.‬‬ ‫أما البوذي��ون فهم عباد بوذا وأتباعه أولئ��ك الوثنيون الذين‬ ‫تابعوه على ه��ذا الكفر وهذه املعتقدات ش��أنهم في ذلك‬ ‫شأن كثير من الهندوس البراهمة في هذه البالد‪.‬‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬البوذيون‬

‫نشأة البوذية وتطورها‬ ‫نش��أة البوذية في األصل على يد رجل يس��مي «س��دهارتا‬ ‫جوتاما» امللقب ببوذا (‪ 480-560‬ق‪.‬م) وينتمي هذا الرجل إلى‬ ‫قبيلة «س��اكيا» على حدود نبيال وكان أبوه (سدودانا) نبيال‬ ‫أو أميرا وهكذا نش��أ سدهارتا نش��أة األمراء النبالء وكذلك‬ ‫أيض��ا تزوج من ابنة أحد األمراء اس��مها (ياس��ودهرا) وكان‬ ‫عمره آنذاك تسعة وعشرون عاما‪.‬‬ ‫ثم بعد ذلك هجر زوجته وانصرف إلى حياة الزهد والتقشف‬ ‫والتأمل ورياضة النفس ثم دعا بعد ذلك إلى فكره ومنهجه‬ ‫في التأمل والزهد ال س��يما في مدينة «بارس» واتبعه على‬ ‫ذلك جملة من النس��اك والشباب بلغوا يومئذ ستني شابا‬ ‫فعلمهم مبادئه ولقنهم دعوته وبعثهم في البالد يقومون‬ ‫بنشر هذه الدعوة‪.‬‬ ‫واس��تمر بوذا في نش��ر دعوته حتى مات في س��ن الثمانني‬ ‫فأحرق��ت جثته وقس��م أتباع��ه رمادها عل��ى ثمانية أجزاء‬ ‫بعث��وا بكل جزء منها إلى ناحية م��ن النواحي التي اتبعته‬ ‫فبني فوق الرماد تلك املعابد البوذية الضخمة‪.‬‬ ‫اجتمع أتباع بوذا بعد وفاته في مؤمتر كبير في قرية«راجا جراها»‬ ‫عام ‪483‬ق‪.‬م إلزالة اخلالف بني أتباع املذهب ولتدوين تعاليم بوذا‬ ‫خشية ضياع أصولها وعهدوا بذلك إلى ثالثة رهبان‪:‬‬ ‫‪ -1‬كاشيابا وقد اهتم باملسائل العقلية‪.‬‬ ‫‪ -2‬أويالي وقد اهتم بتطهير قواعد النفس‪.‬‬ ‫‪ -3‬أناندا وقد دون جميع األمثال واحملاورات‪.‬‬ ‫هذا ولقد أحيطت حياة بوذا بالكثير من األساطير واخلرافات‬ ‫التي طمس��تها معالم احلقيقة حتى ق��ال بعض الباحثني‬ ‫بأن حياة بوذا نفسها أسطورة مزعومة‪.‬‬ ‫السؤال الذي يطرح نفسه اآلن ما هو السر وراء انتشار هذه‬ ‫الفلس��فة الوثنية على الرغم من احتوائها على جملة من‬ ‫اخلرافات واألساطير التي يأباها أولو األلباب الفطنة‪:‬‬ ‫واجلواب أن وراء رواج هذه الفلسلفة عدة أمور‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬اضط��راب الن��اس وحيرته��م في الهند دع��ا لقبول أي‬ ‫مذهب يأتي لنقض شذوذ البرهمية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬جاء بوذا بإلغاء الطبقات وكان ذلك داعيا ألن يلحق به‬ ‫كثيرا ممن انحطت طبقاتهم‪.‬‬ ‫ثالث��ا‪ :‬كان بوذا يظهر بصورة الش��خص ال��ذي ينبذ صورة‬ ‫التعص��ب والغضب والبطش وكانت ه��ذه الصفات مصدر‬ ‫جذب لكثير من العناصر التي نبذت ذلك في البرهمية‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬نش��اط األتب��اع‪ ،‬فهو من أهم العوام��ل التى أدت إلى‬ ‫رواج ه��ذه الدعوة؛ ل��ذا فقد كان هذا العاملُ من األس��باب‬ ‫املهمة في جناح الدعوة‪،‬‬ ‫َّ‬

‫هل البوذية دين أم فلسلفة؟‬ ‫هذه س��ؤال جوه��ري ج��دا ألن البوذية في أول نش��أتها لم‬ ‫يقصد صاحبها تأسيس دين جديد فلم يتعرض لفكرة اإلله‬ ‫من حيث األصل ولم يدع صاحبها أنه نبي أو أنه يوحي إلىه‬ ‫ولم تكن «النيرفانا» كذلك تأس��يس لدين جديد وإمنا كانت‬ ‫البوذي��ة جمل��ة من اآلراء الت��ي قامت في األص��ل لتناهض‬ ‫ش��ذوذ البرهمية وتعص��ب أصحابها ونب��ذ طبقاتها‪ ...‬إلخ‬ ‫لكنها أخذت تتبلور بعد ذلك في قالب ديني إلى أن بلغ احلال‬ ‫إل��ى اتخاذ بوذا إلها ونصبوا له التماثيل واملعابد ومورس��ت‬ ‫جتاهه��ا الطقوس والعبادت حتى أخذت الطابع الديني كما‬ ‫صاحب هذه االراء نش��وء مذهب أخالقي جديد رمبا كان هذا‬ ‫أهم مامييز املذهب البوذي‪.‬‬ ‫أهم العقائد واالفكار التي نشأت علىها البوذية‬ ‫أوال‪ :‬االلوهية‬ ‫مسألة األلوهية سر غامض عند البوذيني فليس في تعاليم‬ ‫بوذا ما يدل عل��ى إميانه بإله واحد أو عدة آلهة لذلك اعتقد‬ ‫البع��ض أن ب��وذا كان ملحدا لكن الراج��ح أن البوذية كانت‬ ‫تعترف بوجود آلهة فهي امتداد في األصل للبرهمية لكنها‬ ‫تط��ورت فيما بع��د حتى التكاد تعت��رف أو تثبت وجود آلهة‬ ‫بل كان بوذا يعد ال��كالم في اإلله من جملة اخلرافات وذهب‬ ‫فريق منهم إلى أن اإلنسان مسئول عن نفسه وعن مصيره‬ ‫وليس لأللهة من األمر ش��ئ وعنده��م أن ناموس الطبيعة‬ ‫هو الذي يسيطر على كل شئ‪.‬‬ ‫واخلالص��ة أن بوذا في األصل لم ي��أت بدين جديد يخالف به‬ ‫البرهمية فلم يكن األمر ذا بال أن نخوض في فكرة االلوهية‬ ‫لكن س��رعان ما بدت له بعض األفكار التي تهون من فكرة‬ ‫االل��ه إلى حد وصل ببع��ض البوذيني إلى اإلن��كار واالعتقاد‬ ‫بعدم وجود إله‪.‬‬ ‫األم��ر الذي جعل اتباعه فيما بعد يتخذوه إلها وأقاموا على‬ ‫إثر هذا له املعابد والتماثيل‪.‬‬ ‫كان موق��ف البوذيني الرافض لفكرة االله في األصل إمنا هو‬ ‫رد فعل لس��وء تصرف طبقة البراهمة حيث خاف البوذيون‬ ‫أن تتكون عندهم طبقة الهوتية كالبراهمة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مبدأ الكارما‬ ‫يرى بوذا أن أي فرد من البشر مكون من مجموعة من العناصر‬ ‫البدنية والعقلية وقد قسمها إلى خمس مجموعات‪:‬‬ ‫‪ -1‬مجموعة الصفات البدنية‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجموعة اإلحساسات‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجموعة اإلدراكات احلسية‪.‬‬ ‫‪ -4‬ثالوث الفكر والقول والعمل‪.‬‬ ‫‪ -5‬احلاالت الشعورية األخرى‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬البوذيون‬

‫وعند امل��وت تنفصل ه��ذه اجملموعات ع��ن بعضها البعض‬ ‫فيفن��ي الفرد وال يصبح له وجود باعتباره فردا مس��تقال إال‬ ‫أن مب��دأ الكارما اخل��اص به يبقي ويصبح هذا املبدأ س��ببا‬ ‫في وجود االنس��ـان فـي بيئـة مناس��بـة مما يؤهل بعد ذلك‬ ‫لـفـكـرة الـتـنـاسخ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التناسخ‬ ‫يعتب��ر مبدأ التناس��خ من املبادئ املش��تركة ب�ين الديانات‬ ‫الهندية على اختالف نفورها حيث تنتقل الروح بطريقة ما‬ ‫إلى كائن أخر لتكفر عن س��يئاتها إن كانت ش��ريرة وحتظى‬ ‫بالسعادة إن سلكت مسلك اخلير‪.‬‬ ‫أما مبدأ التناسخ عند بوذا فهو نتيجة حتمية ملبدأ الكارما‬ ‫إذ أن س��بب التناس��خ أن الروح خرجت من اجلسم وما تزال‬ ‫لها أهواء وش��هوات لم تتحقق وكذلك علىها ديون نش��أت‬ ‫م��ن عالقتها باآلخرين فال بد من اس��تيفاء الش��هوات وأداء‬ ‫الدي��ون ألجل ذلك فهي تنتقل إلى كائن آخر تؤدي من خالله‬ ‫هذه الشهوات والديون‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬قانون اجلزاء‬ ‫يعتقد البوذويون والهندوس أنه ال بد من اجلزاء على االعمال‬ ‫خي��را أو ش��را لكنهم يرون ذلك إمنا يحدث ف��ي احلياة الدنيا‬ ‫لذلك فهم ينكرون البعث واجلزاء بعد املوت وينكرون كذلك‬ ‫اإلسالم بالضرورة‬ ‫اجلنة والنار بال دليل أو برهان وهذا مما ينكره‬ ‫َ َ َ ذَّ َ َ َ ُ ٓ ْ َ َّ ُ ۡ َ ُ ْ ُ ۡ َ ىَ ٰ َ َ ّ‬ ‫تعال��ى (زعم ٱلِين ۡكفروا أن ل لَىَن يبعث ۚ‬ ‫��وا قل بل ور يِب‬ ‫قال‬ ‫هَّ‬ ‫لتَ ُ ۡ َ نَُّ ُ َّ لتَ ُ َ َّ ُ َّ َ َ ُ ۡ َ َ ٰ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ٞ‬‬ ‫بعث ثم نبؤن بِما ع ِملت ۚم وذل ِك ع ٱللِ يسِري ‪ )٧‬اتلغابن‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬إلغاء نظام الطبقات‬ ‫نشأت البوذية مناهضة ملذهب الهندوس واتخذت لنفسها‬ ‫قال��ب التمرد ولذلك كان��وا يحاربون نظ��ام الطبقات الذي‬ ‫كان يغل��ب على نظام الهندوس ولذل��ك فر كثير من فقراء‬ ‫الهن��دوس إلى مذهب البوذيني‪ ،‬يق��ول بوذا «إعلموا أنه كما‬ ‫تفق��د األنه��ار الكبيرة أس��ماءها عندما تص��ب في البحر‬ ‫كذلك تبط��ل الطبقات األربع عندما يدخل الش��خص في‬ ‫النظام ويقبل الشريعة»‪.‬‬ ‫أصل نظ��ام إلغاء الطبقي��ة يقوم على تس��اوي الناس في‬ ‫احلقوق والواجبات لكن هذا الش��ك أنه ينافي ش��ريعة اهلل‬ ‫سبحانه وتعالى‪،‬‬ ‫حَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫قال تعالى (أَ ُه ۡم َي ۡقس ُِمون َر َ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َر ّبِكۚن ُن ق َس ۡم َنا بَ ۡي َن ُهم َّمعِيش َت ُه ۡم‬ ‫حۡ َ َ ٰ ِ ُّ ۡ َ َ َ َ ۡ َ َ ۡ َ ُ ۡ َ ۡ َ َ ۡ َ َ َ ٰ ّ َ َّ َ ُ‬ ‫خذ َب ۡعض ُهم‬ ‫ت يِلت ِ‬ ‫يِف ٱليوة ٱدلنيا ۚورفعنا بعضهم فوق بع ٖض درج ٖ‬ ‫َ‬ ‫جَ ۡ‬ ‫َ‬ ‫َب ۡع ٗضا ُس ۡخر ّٗياۗ َو َر مۡ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت َر ّبِك خَيرۡ ‪ّ ٞ‬م َِّما ي َم ُعون ‪ )٣٢‬الزخرف‪.‬‬ ‫ِ َ هَّ ُ َ َّ َ َ ۡ َ ُ ۡ لَىَ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٰ‬ ‫ٱلرز ِق‪ )71 ...‬انلحل‪.‬‬ ‫وقالتعالى(وٱلل فضل بعضكم ع بع ٖض يِف ِ‬ ‫‪12‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫سادسا‪ :‬التسول والبطالة‬ ‫إن أجلى مظاهر البوذي عند بوذا أن يتنازل البوذي عن أمواله‬ ‫وعق��اره ثم يحم��ل مخالته ويعيش على التس��ول ومواليد‬ ‫وال‪ ‬شك أن هذه تعاليم ال تس��تقيم معها احلياة وال ترتقي‬ ‫بـهــا األمـــم‪.‬‬ ‫بل على النقيض من ذلك هي مدعاة إلى الكسل والتراخي‬ ‫سابعا‪ :‬النجاة عند بوذا‪ :‬أو ما يسمى بـ «النيرفانا»‬ ‫وه��ذه حتصل مل��ن اس��تطاع أن يعيش حياة يس��ودها عدل‬ ‫كامل‪ ،‬حياة يس��ودها صبر وش��فقة على الكائنات جميعا‪،‬‬ ‫وأن يخمد ش��هوات نفسه ساعيا ً وراء فعل اخلير دون سواه‪،‬‬ ‫عندئذ يج��وز أن يجنب نفس��ه العودة إلى احلي��اة‪ ،‬وعندها‬ ‫س��ينجو وس��ينطلق إلى عالم آخر عالم ال ميت إلى الواقع‬ ‫بصل��ة‪ .‬عالم يصف��ه بوذا بقول��ه‪« :‬أيها املري��دون هي طور‬ ‫ال‪ ‬أرض في��ه وال ماء‪ ،‬وال نور وال هواء‪ ،‬ال فيه مكان غير متناه‪،‬‬ ‫وال‪ ‬عقل غير متناه‪ ،‬ليس فيه خالء مطلق‪ ،‬وال ارتفاع اإلدراك‬ ‫وال�لا إدراك معا‪ ،‬ليس هو هذا العال��م‪ ،‬وذاك العالم‪ ،‬ال فيه‬ ‫شمس وال قمر»‪ .‬وهذا الطور أو هذه احلياة التي يصفها بوذا‬ ‫به��ذا التعثر واالضطراب هو م��ا يدعونه النيرفانا واملقصود‬ ‫بها النجاة‪ ،‬وهي خياالت وأوهام فاسدة‪.‬‬ ‫الكتب البوذية املقدَّسة‬ ‫لق��د َح ِفظ أتبا ُع بوذا عنه أحاديثَ��ه ومبادئه وخط َبه‪ ،‬ولكن‬ ‫مجلس��ا سنة‬ ‫ظهر اخلالف بينهم‪ ،‬فعقد أتباعُ ه‬ ‫بعد وفاته َ‬ ‫ً‬ ‫ليزيلوا أس��باب اخلالف‪ ،‬واستقر َّ رأيهم على كتاب ِة‬ ‫‪ 483‬ق‪.‬م؛ ُ‬ ‫وقس��موها ثالث مجموعات‪،‬‬ ‫مبادئ بوذا و ِحفْظها في كُتب‪َّ ،‬‬ ‫وس َّموها بالسالت الثالث‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وس ِّميت‪ :‬سلة العقائد‪.‬‬ ‫وحتتوي السل ُة األولى على العقائ ِد‪ُ ،‬‬ ‫��ميت‪ :‬س��لة‬ ‫والس��لة الثاني��ة حتتوي على الش��ريعة‪ُ ،‬‬ ‫وس ِّ‬ ‫��ماها‪:‬‬ ‫الش��ريعة‪ .‬أما الثالثة فتحت��وي على احلكايات‪َ ،‬‬ ‫وس َّ‬ ‫سلة احلكايات‪.‬‬ ‫وهذه الس�لات الثالث يُقال لها القانون البالي؛ نس��ب ًة إلى‬ ‫اللغة الباليَّة التي دُوِّنت بها‪.‬‬ ‫فلسفة األخالق عند البوذين‬ ‫إن الس��مات األخالقية فى املذهب الب��وذى من أبرز النقـاط‬ ‫احليويـ��ة التـى ميكـن دراس��تهـا ألن هذه الفلس��فــة فى‬ ‫األصل إمنا ج��اءت فى األصـل لتهذيب الــ��روح وتنقيتهــا‬ ‫من األخالط عن طريـق العــ��زوف عـن متـع احليـاة الدنيـا‬ ‫والتركيز على حياة التقش��ف لذلك أعتنى بوذا منذ نش��أة‬ ‫دعوت��ه بتربية أتباعه على إكتس��اب اخلصال النفس��يــة‬ ‫والفضائ��ل األخالقية وذلك هو النظ��ام املعرفى «النيرفانا»‬ ‫الذى توصل إلىه بوذا ومن ثم أخذ يلقنه أتباعه ويبـدوا هذا‬ ‫واضحا من خالل احلوار اآلتى بني بوذا وأحد مريديه ويس��مى‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬البوذيون‬

‫«بودنا» حيث أراد بوذا أن يبعث أحد مريديه إلى أحد القبائل‬ ‫املعروفة بالشراسة فأراد بوذا إختبار قدرته على التحمل فقال‬ ‫له إن رجال هذه القبيلة قساة سريعوا الغضب فإن غضبوا‬ ‫علىك وسبوك ماذا كنت فاعال؟ فأجاب بودنا أقول الشك أن‬ ‫هؤالء قوم طيبون لينو العريكة ألنهم لم يضربوني بأيديهم‪،‬‬ ‫ولم يرجموني باحلجارة‪.‬‬ ‫قال ف��إن ضربوك بأيديه��م ورجموك باحلج��ارة‪ ،‬فماذا كنت‬ ‫قائ�لا؟ قال أق��ول‪ :‬إنه��م طيب��ون لين��ون إذ ل��م يضربوني‬ ‫بالعصى وال بالسيوف‪.‬‬ ‫قال فإن ضربوك بالعصي والسيوف؟ قال أقول إنهم طيبون‬ ‫لينون إذ لم يحرمونى احلياة نهائيا‪.‬‬ ‫قال ف��إن حرموك احلياة؟ أقول إنهم طيبون لينون إذ خلصوا‬ ‫روحي من سجن هذا اجلسد السيئ بال كبير ألم‪.‬‬ ‫فأعجب به بوذا وطلب منه الذهاب إلى تلك القبيلة‪.‬‬ ‫هذا ولقد أقام بوذا فلسفة األخالق عنده على حقائق أربع‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن ه��ذا العال��م َمليء باأللَم وهي عن��ده حقيقة واقعة‪،‬‬ ‫ف��كلُّ فردٍ عند ب��وذا يولَد أوالً‪ ،‬ث��م ينمو‪ ،‬ث��م يُدركه املرض‪،‬‬ ‫ثم تَلحقه الشيخوخة‪ ،‬ثم ميوت‪.‬‬ ‫كش��ف‪،‬‬ ‫‪ -2‬أن ه��ذا العالم املؤلِم‪ ،‬له مصدر وس��بب يجب‬ ‫ُ‬ ‫وسبب األلَم ومصدر الغم واحلزن هو َّ‬ ‫الشهوة‪.‬‬ ‫‪ -3‬معرفة سبب األلَم تقودُنا إلى الوسيلة التي بها نقضي‬ ‫على األلَم‪ ،‬فلكي يتخلَّص اإلنس��ان من هذه اآلالم واألحزان‪،‬‬ ‫يجب علىه أن يتغل َ​َّب على الشهوات وامللذ َّات‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫يجب أن يتَّب َع اإلنسا ُن‬ ‫َّات‪،‬‬ ‫ذ‬ ‫واملل‬ ‫��هوات‬ ‫الش‬ ‫على‬ ‫للقضاء‬ ‫‪-4‬‬ ‫ُ‬ ‫املس��لك املكوَّن م��ن ثمانية‬ ‫س��لك‬ ‫أس��لوبًا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫صحيحا‪ ،‬وأن ي َ‬ ‫عناصر؛ أي‪ :‬يَتَّبع في حياته ثماني َة مبادئ ت ُ َسبِّب له السعادة‪،‬‬ ‫وتَكف��ل ل��ه الرَّاح�� َة والتح��رُّر من أغ�لال احلي��اة ومتاعبها‬ ‫وهــذه الـمــبــادئ هـــي‪:‬‬ ‫‪-1‬العقائ��د الصحيح��ة‪ ،‬ويُ��راد بها‪ :‬اإلمي��ان باحلقائق الثالث‬ ‫بالهم واحلزن‪.‬‬ ‫األولى من األربعة املتعلِّقة‬ ‫ِّ‬ ‫دائما‪،‬‬ ‫‪ -2‬األغ��راض الش��ريفة؛ أي‪ :‬االجت��اه إل��ى عمل اخلي��ر ً‬ ‫واجتناب االجتاه إلى الشر والتفكير فيه‪.‬‬ ‫الطي��ب‪ ،‬ويُ��راد ب��ه ِحفظ اللس��ان م��ن الكذب‬ ‫‪ -3‬الق��ول‬ ‫ِّ‬ ‫والسب‬ ‫والنميمة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -4‬العم��ل الصالح‪ ،‬وهو عمل كلِّ ما ينفع الناس‪ ،‬متضمنًا‬ ‫االبتع��ادَ ع��ن األعم��ال ِّ‬ ‫الش��ريرة‪ ،‬كاالعت��داء عل��ى األرواح‬ ‫ بشريَّة‪ ،‬أو حيوانيَّة ‪ -‬واألموال واألعراض‪.‬‬‫س��ب العي��ش‪ ،‬مبعنى‬ ‫‪ -5‬اتِّب��اع ُخط��ة قومي��ة في احلياة وكَ ْ‬ ‫اإلحس��ان إل��ى الناس‪ ،‬وعدم كس��ب امل��ال إال َّ م��ن وجوهه‬ ‫املقبولة في اجملتمع‪.‬‬ ‫‪ -6‬ب��ذ ْل اإلحس��ان واجلُه��د الص��ادق ف��ي األعم��ال‪ ،‬وغَرْس‬ ‫الطيبة املقبولة‪ ،‬وال ُبعد عن النزعات ِّ‬ ‫الشريرة‪.‬‬ ‫االجتاهات‬ ‫ِّ‬

‫الس ْير‬ ‫‪ -7‬االهتمام؛ أي‪ :‬انغماس اإلنسان في عمله‪ ،‬ومتابعة َّ‬ ‫فيه‪ ،‬دون الشعورِ بيأس في احلال‪.‬‬ ‫التأم��ل الرُّوح��ي‪ ،‬وهو التف��رُّغ للتب ُّت��ل والرياضة‬ ‫‪ -8‬ص��دق‬ ‫ُّ‬ ‫واالنغماس فيها‪.‬‬ ‫ويلخ��ص ب��وذا املب��ادئ الثماني��ة في ث�لاث كلم��ات‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫«الش��فقة‪ ،‬التق��وى‪ ،‬احملبَّة»‪ ،‬إال َّ أنَّ الش��فقة عن��د بوذا لها‬ ‫معنًى خاص‪ ،‬ويقصد بها الش��فقة عل��ى جميع الكائنات‬ ‫احليَّة؛ ألنه كان يَعتقد خالل عمليَّة التناسخ مبرور كلّ واح ٍد‬ ‫معا‪،‬‬ ‫منَّا‬ ‫بأش��كال كثيرة م��ن الكائنات؛ حيوانية وبش��ريَّة ً‬ ‫ٍ‬ ‫رباط مشترك من العذاب‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك يربطنا‬ ‫جميعا ٌ‬ ‫ً‬ ‫الوصايا العشر‬ ‫ترتَّ��ب عند بوذا على ه��ذه املبادئ الثمانية اإليجابيَّة عش��ر‬ ‫وصايا سلبيَّة‪ ،‬منها خمس وصايا إلى العامة وجميع الناس‪،‬‬ ‫وأخرى للرُّهبان وتالميذ بوذا‪،‬‬ ‫أ َّما عن اخلمس العا َّمة‪ ،‬فهي‪:‬‬ ‫تزن‪ ،‬ال تكذب‪ ،‬ال تتناول ُمسكرًا‪.‬‬ ‫ال تقتل‪ ،‬ال تَسرق‪ ،‬ال ِ‬ ‫واخلمس األخرى اخلاصة‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫يابسا بعد الظهر‪.‬‬ ‫‪ -1‬ال تتناول‬ ‫طعاما ً‬ ‫ً‬ ‫ضر حفالت الغناء والرقص والتمثيل‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال تحَ ُ‬ ‫م على فراش وثير‪.‬‬ ‫‪ -3‬ال ت َ َن ْ‬ ‫ضة‪.‬‬ ‫‪ -4‬ال تقبل من أحد ذه ًبا وال فِ َّ‬ ‫‪ -5‬ال تتزيَّن بأيِّ نوع من أنواع الزينة‪ ،‬وال تَس��تخدم أيَّ نوع من‬ ‫الطيب‪.‬‬ ‫أنواع ِّ‬ ‫بلوغ اإلنس��ان‬ ‫لكن َّ بوذا يرى أنَّ هناك قيودًا عش��رة حتولُ دو َن ِ‬ ‫درج َة النجاة والسالم‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الوهم اخلادع في وجود النَّفس‪.‬‬ ‫‪ -2‬الشك في بوذا وتعاليمه‪.‬‬ ‫‪ -3‬االعتقاد في تأثير الطقوس والتقاليد الدينيَّة‪.‬‬ ‫‪ -4‬الشهوة‪.‬‬ ‫‪ -5‬الكراهية‪.‬‬ ‫‪ -6‬الغرور‪.‬‬ ‫‪ -7‬الرغبة في البقاء املادي‪.‬‬ ‫‪ -8‬اجلهل‪.‬‬ ‫‪ -9‬االعتداء الذاتي‪.‬‬ ‫‪ -10‬الكبرياء‪.‬‬ ‫وم��ن املمكن حتطيم هذه القيود العش��رة عن طريق اإلميان‬ ‫باحلقائق األربعة‪ ،‬واتِّباع املبادئ الثمانية والتخلُّق بها‪ ،‬وبذلك‬ ‫يصلُ اإلنسا ُن إلى النرفانا أو النجاة (املزعومة)‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬البوذيون‬

‫نقد املذهب األخالقي عند بوذا‬ ‫المع��ا جذ َّابًا؛‬ ‫املذه��ب الب��وذي ف��ي األخالق يب��دو ظاهرًا ً‬ ‫َ‬ ‫إنَّ‬ ‫ت في محاربة أهواء النفس ورَغباتها‪،‬‬ ‫الحتوائه على توجيها ٍ‬ ‫لكن إذا دُقِّق النظر فيه تهاوى وتس��اقَط أمام األعني‪ ،‬ويقدَّم‬ ‫النقد إلىه في عد ِة أمور‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫سي َطرت‬ ‫‪ -1‬فكرة اإلحس��اس باأللم والش��عور بالش��ر‪ ،‬قد ْ‬ ‫أنفس��هم‪ ،‬وش��ك َّلت اجلوهر األس��اس‬ ‫عقول البوذيني‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واقعيا يتقلَّب فيه اإلنسان‬ ‫ملذهب بوذا‪ ،‬واعتبر احلياة؛ إ َّما ألمَ ًا‬ ‫ًّ‬ ‫أيضا إلى األلَم‪.‬‬ ‫طيلة حياته‪ ،‬وإ َّما سرورًا ولذ َّة مآلها ً‬ ‫إن اإلنسان ال يمَ لك اختيارًا في هذا األمر؛ فكله هلل ‪-‬عز َّ وجلَّ ‪-‬‬ ‫الذي بيده األمر كله‪ .‬وهل استطاع بوذا بكلِّ هذه التعلىمات‬ ‫ت وألمَه‪،‬‬ ‫نفس��ه م��ن املو ِ‬ ‫والتوجيه��ات التي أتى بها‪ ،‬أن مين َع َ‬ ‫وأحس بألَم املوت‪ ،‬وم��ات أتباعه‪ ،‬فاملوت مقدَّر‬ ‫بل مات ب��وذا‬ ‫َّ‬ ‫عل��ى كلِّ البش��ر‪ ،‬و ِحرم��ان النفس من اللذائ��ذ املباحة من‬ ‫هذه الدنيا‪ ،‬يمَ نعها من االس��تمرار في االجتاه الصحيح على‬ ‫عكس ما قال بوذا‪.‬‬ ‫املذه��ب األخالقي عند بوذا تَنقصه الفضائل املتنوعة‬ ‫َ‬ ‫‪ -2‬إنَّ‬ ‫بتنوع احلياة اإلنسانيَّة‪ ،‬كالفضائل في العالقات االجتماعيَّة‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫وأيض��ا في مجال‬ ‫والفضائ��ل العا َّمة‪ ،‬والعالق��ات الدوليَّة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لب‬ ‫الفضيلة الشخصيَّة نفسها كمبدأ «النية»‪ ،‬باعتبارها َّ‬ ‫العمل األخالقي‪.‬‬ ‫‪ -3‬تخل��و املب��ادئ الثماني��ة عن��د ب��وذا من تعري��ف معنى‬ ‫الصح��ة و ْحدها‪ ،‬فإنَّ الناس يختلفون‬ ‫الصحيح‪ ،‬وما مقدار ِّ‬ ‫في معنى السلوك الصحيح‪ ،‬والبعض يرى الصدق فضيلة‬ ‫مرفوضا؛ ألنه‬ ‫صحيحا‪ ،‬والبعض اآلخر يراه سلوكًا‬ ‫وسلوكًا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يو ِقع في مشكالت‪.‬‬ ‫‪ -4‬تخل��و البوذي�� ُة من فكرة الث َّ��واب والعقاب‪ ،‬فم��ا الثواب‬ ‫لمِ َ��ن يعملُ بالوصايا العش��ر؟ وما العقاب لمِ َ��ن يُخالف هذه‬ ‫الوصايا؟‬ ‫يس��مى ف��ي علم األخالق بعناصر اإللزام أو وس��ائل‬ ‫وهو ما‬ ‫َّ‬ ‫ال��رَّدع‪ ،‬وهي التي تُلزم الناس بس��لوك الطريق القومي‪ ،‬وتردع‬ ‫املنحرفني اخلارجني عنها‪.‬‬ ‫‪ -5‬أي بناء أخالقي لكي يكون متماسكًا‪ ،‬فال بد َّ له من عقيد ٍة‬ ‫تقوي��ه‪ ،‬لكن البوذية خلَت م��ن عقيدة اإلله‪ ،‬بل مال بوذا إلى‬ ‫ِّ‬ ‫إنكار اإلله‪ ،‬وت َ ِبع ذلك إنكار ُ العبادات؛ ألن العبادات ال تكون إال َّ‬ ‫عن طريق اإلله‪ ،‬ون َتج عن ذلك أن نقل البوذيون بوذا من معلِّم‬ ‫إلى رائ ٍد‪ ،‬ثم إلى إله‪ ،‬واخترعوا ألوانًا من الصلوات واألدعية‪.‬‬ ‫فليس��ت فيه‬ ‫املذهب أقرب إلى اخليال من الواقع‪،‬‬ ‫‪ -6‬إ َن هذا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫حدود مميزة ت ُ َعرِّفنا كيفي��ة اجتياز مرحلة االجتاه إلى مرحل ِة‬ ‫اإلش��راق‪ ،‬ثم التفكير فالس��لوك‪ ،‬فاملب��ادئ األخالقيَّة التي‬ ‫آليا يَس��ير على قُضبان‬ ‫َ‬ ‫وضعها بوذا جتعلُ من املرء إنس��انًا ًّ‬ ‫كالقطار‪ ،‬وينتقل من محط ٍة إلى أخرى‪ ،‬ويقطع مسافة ما‬ ‫بحكم طبيعة‬ ‫لينتقل إلى غيرها‪ ،‬ال يَنحرف ميينًا أو يس��ارًا ُ‬ ‫يحكم حرك َته‪.‬‬ ‫اخلط احلديدي الذي‬ ‫ُ‬ ‫‪ 14‬مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫يصلح‬ ‫بنجاح البعض في اجتياز هذا املنهج‪ ،‬فال‬ ‫وإذا سلَّمنا‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫تعميم احلُكم على جميع البشر‪ ،‬وإن صلح في مرحلة عُ مر‬ ‫اإلنس��ان املتأ ِّخرة‪ ،‬وبواس��طة الرجال احلُكماء الذين يُغلِّبون‬ ‫ض ُع��ف ش��هواتهم‪ ،‬فال يَصل��ح ملرحل ِة‬ ‫ص��وت‬ ‫العق��ل‪ ،‬وت َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫الشباب املُتَّ ِسمة باحليويَّة والنشاط‪.‬‬ ‫عدم أ ْخ��ذ الذهب والفضة‪،‬‬ ‫‪ -7‬لق��د فرَض ب��وذا على أتباعه َ‬ ‫له��و‪ ،‬أو اتخاذها كذبيحة‬ ‫وع��دم ذبْح احليوانات؛ س��واء في‬ ‫ٍ‬ ‫للطع��ام‪ ،‬وفرَض علىه��م أكْلَ وجبة واحدة ف��ي اليوم وقت‬ ‫الفجر‪ ،‬وأن يحملوا في أيديهم طبق اإلحسان‪ ،‬أو الكشكول‬ ‫قوت يوم��ه‪ ،‬فإنَّ ألوفًا‬ ‫ينتق��ل به من بي�� ٍ‬ ‫ت إلى بيت؛ ليجمع َ‬ ‫مؤل َّفة من البوذيني يعيش��ون على التسول‪ ،‬ولكن هل ميكن‬ ‫والصدقات؟ وهل‬ ‫التس��ول‬ ‫أن يعي��ش عال��م بأكْمله عل��ى‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫م��ن الطَّ بيعي أن تمُ ته َن النفس هك��ذا‪ ،‬وأن ن ُ َعرِّضها لطلب‬ ‫الصدق ِة دون حاجة؟‪.‬‬ ‫ْضه لقَ بول النساء‪ ،‬ثم قَبولهن َّ بتردُّد‬ ‫‪ -8‬مما يؤخذ على بوذا رَف ُ‬ ‫وخوف‪ ،‬وإش��ارة إلى خطرهن َّ على النظ��ام‪ ،‬وحتذيره ألتباعه‬ ‫بالتمساح َّ‬ ‫قاس بني‬ ‫ووصفها‬ ‫من املرأة‪ْ ،‬‬ ‫الشرس‪ ،‬وهذا تفريق ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وظلم لها وحلقوقها‪.‬‬ ‫املرأة والرجل‪ ،‬وإهدار حلق ِّ املرأة‪ُ ،‬‬ ‫العداء البوذى ألهل اإلسالم‬ ‫مما الش��ك فب��ه أن الصراع ب�ين احلق والباطل ص��راع تضرب‬ ‫جذوره فى أعماق التاريخ وس��تظل عداوة الكفروأهله ألهل‬ ‫اإلمي��ان ماضي��ة إلى أن يرث اهلل األرض وم��ن علىها‪ .‬ومن ثم‬ ‫تأت��ى األحداث لتؤكد عم��ق هذه العداوة من ل��دن البوذيني‬ ‫اجملرمني فى بالد الهند وش��رق آس��يا لألقليات املسلمة فى‬ ‫ه��ذه البالد حي��ث تتجلى هذه الع��داوة فى اإلب��ادة والقتل‬ ‫والط��رد والتهجير وحرمانهم من أبس��ط حق��وق املواطنة‬ ‫وممارس��ة ش��عائرهم الدينية‪ .‬يتض��ح من خالله��ا أن تلك‬ ‫الفلس��فة األخالقي��ة الت��ى عرضن��ا لها المت��ارس إال ألبناء‬ ‫جنسهم وعقيدتهم‪.‬أما أهل اإلسالم فيشهد الواقع أنهم‬ ‫ح��رب علىهم وهذا نراه عيانا بيان��ا فى الفلبني والهند وفى‬ ‫كش��مير وفى الصينوف��ي تايالند وفى هذا املق��ال لو رحت‬ ‫أعدد جرائ��م البوذيني فى ح��ق األقليات املس��لمة فى هذه‬ ‫األقاليم لسودنا كثيرا من الصحائف لكنى سأكتفى فقط‬ ‫بعرض موجز ملا يالقيه أقلية الروهينجا فى إقليم آراكان فى‬ ‫«ميامن��ار» لتعلم��وا عمق القضية‪ .‬وأن ه��ؤالء ال يالقون هذا‬ ‫الهوان إال ألنهم مسلمون‪.‬‬ ‫فإقلي��م أراكان املس��لم الذي توالى على حكم��ه ‪ 48‬ملكا ً‬ ‫مس��لماً‪ ،‬وأصب��ح دول��ة إس�لامية يُض��رب به��ا املثل في‬ ‫احلض��ارة واالزدهار في جمي��ع اجملاالت‪ ،‬ودخل أهله اإلس�لام‬ ‫بس��ماحتهم وأخالقه��م وكرمه��م دون أن ت��راق قطرة دم‬ ‫واحدة؛ يتعرَّض اليوم ألبش��ع اجلرائم في مأس��اة تتكرَّر منذ‬ ‫أن احت��ل امللك الب��وذي «بوداياي» هذا اإلقلي��م عام ‪1784‬م‬


‫تابع‪ :‬هؤالء أعداؤك فاعرفهم‪ :‬البوذيون‬

‫وأمع��ن ف��ي اضطه��اد أهل��ه وترهيبه��م وتهجيرهم من‬ ‫مدنهم وقراهم‪ .‬ومبس��اعدة بريطانيا ف��ي ذلك احلني أخذت‬ ‫اجلرمية تتك��رَّر‪ ،‬خصوصا ً مع ضم بورم��ا إلى حكومة الهند‬ ‫االس��تعمارية‪ ،‬التي قامت بطرد املس��لمني م��ن وظائفهم‬ ‫احلكومي��ة‪ ،‬ومص��ادرة أمالكه��م وتوزيعها عل��ى البوذيني‪،‬‬ ‫وحتري��ض وتقوية البوذيني على املس��لمني‪ ،‬وإغ�لاق املعاهد‬ ‫الشرعية واملدارس واحملاكم اإلسالمية ونسفها باملتفجرات‪.‬‬ ‫واليوم املأس��اة نفس��ها يعيش��ها س��كان األراكان البالغ‬ ‫عددهم أربعة ماليني مسلم‪.‬‬ ‫في ع��ام ‪ 1942‬وفي أجواء احلرب العاملية الثانية‪ ،‬كانت دولة‬ ‫أراكان ملتق��ى الياباني�ين واإلجنلي��ز‪ ،‬فدارت عل��ى أراضيها‬ ‫مع��ارك راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مس��لم بتآمر من‬ ‫جماعات «املاغ» البوذية‪ ،‬حيث زوَّدهم اليابانيون باألس��لحة‬ ‫والذخائر وكذلك البريطانيون الذين كانوا يستعمرون الهند‬ ‫في تلك احلقبة‪ُ ،‬‬ ‫وشرِّد نصف مليون مسلم جراء هذه اجملزرة‪،‬‬ ‫كما أُحرقت ودُ ِّمرت ‪ 307‬من قرى املسلمني تدميرا ً كامالً‪.‬‬ ‫وقب��ل أيام قامت جماعات بوذية بتكرار اجلرمية نفس��ها من‬ ‫خالل مهاجمة قرى وبيوت املس��لمني‪ ،‬حيث قتلت أكثر من‬ ‫‪ 400‬ش��خص‪ ،‬وجرحت اآلالف‪ ،‬إضافة إلى تدمير العش��رات‬ ‫م��ن القرى واملدن على مس��مع وم��رأى املدافعني عن حقوق‬ ‫اإلنسان في العالم الغربي‪.‬‬ ‫يتج��اوز عدد الالجئني املس��لمني من أراكان ف��ي بنغالديش‬ ‫بحس��ب اإلحصاءات الرس��مية‪ ،‬أكثر م��ن ‪ 700‬ألف الجئ‪،‬‬ ‫واملس��جل منهم لدى وكالة الالجئني التابعة لألمم املتحدة‬ ‫‪ 30‬أل��ف الجئ فق��ط‪ ،‬والبقية من الالجئني غير املس��جلني‬ ‫حالي��ا ً ال يتمتع��ون باحلماية م��ن جانب املفوضي��ة؛ ألنهم‬ ‫وصلوا بعد توقف حكومة بنغالديش عن منح مرتبة الالجئ‬ ‫للروهنجيني املس��لمني املهاجرين من بورم��ا هربا ً من قطار‬ ‫املوت الذي تقوده جماعة «املاغ» البوذية املتطرفة‪.‬‬

‫املس��لمني من أراكان الذين حاولوا اللجوء إلى أراضيها بعد‬ ‫تعرّضهم جملازر وحش��ية على يد البوذيني «املاغ» في شمال‬ ‫أراكان خالل شهر يونيو ‪2012‬م‪.‬‬ ‫وقبل أيام نُش��ر خبر عن وفاة أربعة س��جناء من املس��لمني‬ ‫في سجن بوسيدنغ بعد تعرضهم للضرب املبرح على أيدي‬ ‫الش��رطة ف��ي ميامنار‪ .‬ويقول ش��هود عيان إن��ه مت نقل ‪218‬‬ ‫س��جينا ً من مدينة منغدو إلى سجن بوسيدنغ بعد أحداث‬ ‫يونيو‪ ،‬وه��م يتعرضون ألبش��ع أنواع التعذيب‪ ،‬وال يُس��مح‬ ‫ألحد‪ ،‬حتى الس��جناء املوجودين في الس��جن نفسه‪ ،‬بزيارة‬ ‫هؤالء املعتقلني‪.‬‬ ‫أيه��ا الق��ارئ الكرمي هذا غيض من فيض م��ا يالقيه إخواننا‬ ‫ف��ي هذه الب�لاد أردن��ا الوقوف على ش��ئ منه ك��ي تتضح‬ ‫الصورة جلية السيما أمام الطيبني من أبناء أمتنا الذين قد‬ ‫يحسنون الظن أمام الدعيات اإلعالمية الزائفة‪.‬‬ ‫وفي اخلتام أرجوا من خالل العرض السابق لصورة البوذية أن‬ ‫يستش��عر القارئ الكرمي عظيم النعمة التي أنعم اهلل بها‬ ‫علىنا أال وهي ذلكم اإلس�لام العظيم‪،‬أس��أل اهلل تعالي أن‬ ‫يحيينا على اإلس�لام وأن يقبضنا على االسالم وأال يحرمنا‬ ‫من شرف الدعوة إلىه والذب عن هذا الدين العظيم‪،‬‬ ‫وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫أهم املرجع‪:‬‬ ‫• (اإلسالم وألديان) د‪.‬مصطفى حلمى‪.‬‬ ‫• (البوذين عرض ونقد وشرح وحتليل) د‪.‬عبد احلميد محمد قشطة‪.‬‬ ‫• (املوجز فى املذاهب وألديان) د‪ .‬ناصر القفارى‪ /‬د‪.‬ناصر العقل‪.‬‬ ‫• (األديان والفرق واملذاهب املعاصرة) عبد القادر بن شيبة احلمد‪.‬‬ ‫• (أديان الهند الكبرى) د‪.‬أحمد شلبى‪.‬‬ ‫• (مجلة البيان) عدد (‪ )301‬رمضان ‪1433‬هـ‪.‬‬

‫وتقوم حكومة بنغالديش بطرد الكثيرىن منهم وتعرّضهم‬ ‫لالعتقال التعسفي بهدف ردعهم عن الفرار إلى أراضيها‪.‬‬ ‫ويش��ير تقري��ر إخباري إلى أن عش��رات اآلالف م��ن الالجئني‬ ‫البورمي�ين غير املس��جلني في اخملي��م املؤق��ت ببنغالديش‪،‬‬ ‫ال يستطيعون احلصول على املعونات الغذائية‪،‬‬ ‫وأن ‪ %25‬من األطفال يعانون حاالت سوء التغذية احلادة‪،‬‬ ‫وأن ‪ %55‬من األطفال ما بني ‪ 6‬و ‪ 59‬ش��هرا ً يعانون اإلسهال‪،‬‬ ‫ويتسولون ليأكلون‪.‬‬ ‫وأن ‪ %95‬من الالجئني يقترضون‬ ‫ّ‬ ‫وفي موقف خبيث من قبل حكومة ميامنار‪ ،‬التي من املفترض‬ ‫أن تقوم بحماية هؤالء األبرياء‪ ،‬ش��كر نائ��ب وزير خارجيتها‬ ‫ماونغ مين��ت حكومة بنغالديش على عدم قبولها النازحني‬ ‫‪15‬‬


‫لل والنحل (للشهرستاني)‬

‫قرأت لك‪ :‬الم‬

‫كتاب‬

‫الملل و النحل‬ ‫للشهرستاني‬

‫بقلم أ‪ .‬محمود الصاوي‬

‫بس��م اهلل واحلمد هلل والصالة والس�لام على رس��ول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ...‬أما بعد‪...‬‬ ‫فكتابن��ا في ه��ذا العدد اجلديد ه��و كتاب (املل��ل و النحل)‬ ‫للشهرستاني وكان اختياري لهذا الكتاب لألسباب التالية‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬ألنه تعرض لبعض عقائد البراهمة الهندوس ومن على‬ ‫ش��اكلتهم من عباد األوثان م��ن البوذيني والطبيعة فيكون‬ ‫هذا وص�لا للمقال الس��ابق ع��ن البوذية وعقائده��ا وبيان‬ ‫عدائها ألهل اإلسالم‪.‬‬ ‫ثاني��ا‪ :‬أن الكتاب يغلب عليه الطابع الفلس��في والكالمي‬ ‫وهو من هذا الوجه يطابق أحوال البوذية والهندوكية حيث‬ ‫ذهب جم��ع من العلماء املعاصرين إلى أن البوذية فلس��فة‬ ‫ورؤية أكثر من كونها ديانة حيث تأثر بوذا في األصل بجملة‬ ‫من اآلراء الفلسفية القدمية‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أن أصحاب الديان��ات الوثنية و الرؤى اإلحلادية غالبهم‬ ‫‪16‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫يصدرون عن أصول واحدة وهذا ما عاجله الشهرس��تانى فى‬ ‫القس��م الثان��ى من كتاب��ه حيث تناول حديث��ه الكالم عن‬ ‫اجملوس وطرائقه��م وعقائد الفالس��فة اإلحلادية ثم تعرض‬ ‫لعبدة الطبيعة وعبدة األوثان السيما فى بالد الهند وجنوب‬ ‫شرق آسيا التى هى موطن البوذية‪.‬‬ ‫رابع��ا‪ :‬أن الكتاب مع إختصاره لكنه مبثابة موس��وعة جمع‬ ‫فيه صاحبه مختلف اآلراء اإلس�لامية وغير اإلس�لامية مما‬ ‫يجعل قارئه يقف على اخلطوط العريضة ألصحاب الديانات‬ ‫والفرق التى خالفت منهج أهل احلق‪.‬‬ ‫الــمــؤلـــف‬ ‫هو ابو الفتح محمد بن عبد الكرمي املعروف بالشهرس��تانى‬ ‫وه��و أحد األعالم البارزين الذين كان لهم دور ظاهر فى تدوين‬ ‫مقاالت الفرق واملذاهب سواء أكانت إسالمية أوغير إسالمية‪.‬‬


‫تابع‪ :‬قرأت لك‪ :‬الملل والنحل (للشهرستاني)‬

‫ول��د رحم��ه اهلل س��نة ‪479‬هـ ببل��دة شهرس��تان بإقليم‬ ‫خراسان وتوفي ‪ 548‬هـ‪،‬‬ ‫وه��و كما يقول الذهبى رحمه اهلل تعالى (ش��يخ أهل الكالم‬ ‫واحلكمة وصاحب التصانيف برع فى الفقه واألصول تفقه على‬ ‫أحمد اخلوافى وأخذ األصول والكالم على أبى نصر بن القشيرى)‪.‬‬ ‫ألف الشهرستاني جملة من التصانيف تصل إلى ‪ 29‬كتابا‬ ‫من أش��هرها كتابنا (امللل والنحل) – (نهاية اإلقدام في علم‬ ‫الكالم) – (مصارعة الفالسفة) وغيرها‪.‬‬

‫منهج املؤلف في الكتاب‬ ‫أشار املصنف إلى طريقته في ترتيب الفرق وهي أنه يضع للرجال‬ ‫وأصحاب املقاالت أصوال ثم يورد مذاهبهم في كل مسألة‪.‬‬ ‫وأما شرطه في إيراد الفرق فيقول‪« :‬وشرطي على نفسي أن أورد‬ ‫مذه��ب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم من غير تعصب‬ ‫لهم وال كسر عليهم دون أن أبني صحيحه من فاسده»‪.‬‬ ‫وإن كان الكت��اب بالفع��ل ق��د يحت��وي على بع��ض الردود‬ ‫واملناقشات التي مدارها على النقد والتعقيب‪.‬‬ ‫وم��ن منهجه أيضا أنه يع��رف بالفرق ابتداء ثم يورد األصول‬ ‫التي اتفقت عليها إحدى الفرق اإلس�لامية الكبار ثم يذكر‬ ‫ما يختص بكل طائفة من طوائف هذه الفرقة‪.‬‬ ‫كم��ا يهتم الكتاب بذكر أبرز رجال بع��ض الفرق وذلك عند‬ ‫نهاية احلديث عن كل فرقة‪.‬‬

‫مآخذ على املؤلف في املنهج واالعتقاد‬ ‫اتهم الشهرس��تاني بع��دة من املقاالت لع��ل أهمها ميله‬ ‫إلى اإلس��ماعيلية لكن برأه من ذل��ك جملة من أهل العلم‬ ‫مستدلني ببعض تصانيفه في نقض الباطنية وعقائدهم‪.‬‬ ‫ولعل س��بب هذا االتهام أن الشهرس��تاني –ولألسف– مع‬ ‫كثرة اطالعه ومعرفته باملذاهب والفرق اإلسالمية فإنه كان‬ ‫جاهال مبذهب الس��لف الصالح رحمهم اهلل مما أورثه حيرة‬ ‫واضطرابا عبر عنها بقوله‪:‬‬ ‫لعمري لقد طفت املعاهد كلها‬ ‫ ‬ ‫وسيرت طرفي بني كل املعالــم‬ ‫ ‬ ‫فلم أر إال واضعـا كف حــائــر‬ ‫ ‬ ‫علـى ذقــن أو قارعـا سـن نادم‬ ‫ ‬ ‫إن ه��ذه احليرة ظه��رت منه على إثر مواق��ف متعددة منها‬ ‫إظهار التش��يع أحيانا وإغراقه في التمشعر وتأثره مبقاالت‬ ‫املتفلس��فـة واملتطرفـة ومداهنتـه ومدحه ألئمـة وأمـراء‬ ‫أهــل الــبــدع‪.‬‬

‫مصادر الكتاب‬ ‫الشهرس��تاني كغيره من املصنفني في هذا الباب عامتهم‬ ‫ينق��ل عن بعض وكثي��ر منهم ال يحرر األق��وال املنقولة بل‬ ‫أحيانا تذكر بغير إس��ناد فينقل أحيانا من كتب أبي عيسى‬ ‫ال��وراق وه��و ممن يؤل��ف للرافض��ة وينقل أحيان��ا عن كتب‬ ‫املعتزل��ة إذ أنه��م من أوائ��ل من صنف في ه��ذا الباب كما‬ ‫يقرره شيخ اإلسالم ابن تيمية –رحمه اهلل–‬ ‫وينقل كذلك أحيانا عن األش��عري ومن كتب ابن كرام وعن‬ ‫كثي��ر من مق��االت اخلوارج من أمثال احلس�ين الكرابيس��ي‬ ‫وأحيانا ينقل عن بعض أصحاب املقاالت دون عزو أو متحيص‬ ‫أو حتى نقد ملا قد يخالف عقيدة أهل اإلسالم‪.‬‬

‫كــتــابــنــا‬ ‫كت��اب املل��ل والنحل من أش��هر كتب املق��االت طبع كثيرا‬ ‫واعتن��ى ب��ه جمل��ة م��ن احملقق�ين ب��ل وترج��م إل��ى عدة‬ ‫لغ��ات اعتن��ى فيه الشهرس��تاني بحس��ن الترتيب وجودة‬ ‫التنظيم وع��رض املعلوم��ات‪ .‬يقول الس��بكي رحمه اهلل‪:‬‬ ‫«وه��و ‪-‬أى كتاب امللل والنحل‪ -‬عن��دي خير كتاب صنف في‬ ‫هذا الباب ومصنف ابن حزم (الفصل) وإن كان أبس��ط منه‬ ‫إال أنه مبدد ليس له نظام»‪.‬‬

‫عرض ألهم ما ورد في الكتاب من موضوعات‬ ‫قسم املصنف ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬كتابه إلى قسمني‪:‬‬ ‫القس��م األول م��ن الكت��اب عرض ألرب��اب الديان��ات وامللل‪.‬‬ ‫والقسم الثاني يبان حلال أهل األهواء والنحل‪.‬‬ ‫أما القس��م األول فصدره –رحمه اهلل– عدة مقدمات هامة‬ ‫جاءت على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫املقدمة األولى‪ :‬في بيان تقسيم أهل العالم جملة مرسلة‬ ‫أشار فيها إلى تقسيمات الناس للعالم وانتهى إلى غرضه‬ ‫‪17‬‬


‫تابع‪ :‬قرأت لك‪ :‬الملل والنحل (للشهرستاني)‬

‫وهو تقسيمهم إلى أهل الديانات وامللل وأهل األهواء والنحل‪.‬‬ ‫واملقدمة الثانية‪ :‬في تعي�ين قانون يبني عليه حتديد الفرق‬ ‫اإلس�لامية حيث حصر مسائل اخلالف بني الفرق اإلسالمية‬ ‫في اآلتي‪:‬‬ ‫‪ )1‬التوحيد والصفات‪.‬‬ ‫‪ )2‬القدر وما يلحق به‪.‬‬ ‫‪ )3‬الوعد والوعيد واألسماء واألحكام‪.‬‬ ‫‪ )4‬السمع والعقل والرسالة واإلمامة‪.‬‬ ‫ثم انتهى بعد ذلك إلى حتديد أصول أو كبار فرق أهل اإلسالم‬ ‫وحصرها في اآلتي‪:‬‬ ‫‪ )1‬القدرية‪.‬‬ ‫‪ )2‬الصفاتية‪.‬‬ ‫‪ )3‬اخلوارج‪.‬‬ ‫‪ )4‬الشيعة‪.‬‬ ‫املقدم��ة الثالث��ة‪ :‬في بي��ان أول ش��بهة وقعت ف��ي امللة‬ ‫اإلس�لامية ومثل لهذه الشبهة مبا كان عليه املنافقون في‬ ‫عهده صلى اهلل عليه وس��لم ومن كان على شاكلتهم من‬ ‫أمثال ذي اخلويصرة الذي قال للنبي‪ ‬صلى‪ ‬اهلل‪ ‬عليه‪ ‬وسلم‪:‬‬ ‫(اع��دل فإنك لم تعدل) ث��م عرض إزاء ه��ذه املقدمة جلملة‬ ‫اخلالف��ات التي تل��ت مرض النب��ي صلى اهلل عليه وس��لم‬ ‫ووفاته‪ .‬وعدها نحوا من عشر من النزاعات‪.‬‬ ‫أما املقدمة اخلامسة‪ :‬في بيان سبب ترتيب الكتاب وبيان أنه‬ ‫رتبه على طريقة احلساب وضمنها إشارة ملناهج أهل احلساب‪.‬‬ ‫ثم ش��رع بعد ه��ذه املقدمات ف��ي اس��تعراض موضوعات‬ ‫القسم األول من الكتاب عن أرباب الديانات وامللل‪.‬‬ ‫وابتدأ هذا القس��م باملسلمني مش��يرا إلى معنى اإلسالم‬ ‫واإلميان واإلحس��ان ثم أشار إلى أصول اخلالف بني الفرق وهي‬ ‫التوحيد والعدل والوعد والوعيد والس��مع والعقل والشك‬ ‫أن هذه أصول املعتزلة اخلمسة ثم استطرد في بيان املقابلة‬ ‫ب�ين كبار الفرق كاملعتزل��ة والصفاتي��ة‪ ،‬والقدرية واجلبرية‪،‬‬ ‫واملرجئة والوعيدية‪ ،‬والشيعة واخلوارج‪.‬‬ ‫ثمانتقللبيانحالاملعتزلةوبيانأهمأصولهاثمبيانألهمالفرق‬ ‫املنبثقةعنهامثلالواصليةوالهذيليةوالنظاميةوغيرهم‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫ث��م انتقل إلى الب��اب الثاني في بيان ح��ال اجلبرية ومن قال‬ ‫بقولهم من اجلهمية والنجارية والفرارية‪.‬‬ ‫أم��ا الباب الثالث فكان في بيان حال الصفاتية وقس��مهم‬ ‫إلى أشعرية واملشبهة والكالمية‪.‬‬ ‫وهك��ذا دواليك تعرض بعد اخلوارج وما نش��أ عنهم من فرق‬ ‫كاألزارق��ة والنجدات ونحوهم‪ ،‬واملرجئ��ة ومن قال بقولهم‬ ‫من اليونسية والعبيدية والغسانية ونحوهم‪.‬‬ ‫ث��م بيان أهم فرق الش��يعة كالزيدية واإلمامية والكيس��انية‬ ‫والغاليةثمأفردبعدذلكبابانافعاجداعلىغيرشاكلةالكتـاب‬ ‫وطـريقتـه وهـو بـاب أهـل الفروع أش��ار في��ه لبيان حال أهل‬ ‫االجتهاد في األصول والفروع وأصحاب احلديث وأصحاب الرأي‪.‬‬ ‫أم��ا اجلزء الثاني‪ :‬اس��تعرض في��ه املؤلف بي��ان أحوال أهل‬ ‫الكت��اب م��ن اليه��ود والنصارى وم��ا هم عليه م��ن عقائد‬ ‫وطرائ��ق ونـحـل ثـم بـيـان أهـم فـرق هـؤالء القـوم فكان‬ ‫من أهم م��ا ذكر من فـرق الـيـهـود‪ :‬العنانية والعيس��وية‬ ‫والـمـتـاربــة والـسـامـرة‪.‬‬ ‫وكان م��ن أه��م م��ن ذك��ر م��ن ف��رق النص��ارى‪ :‬امللكاني��ة‬ ‫والنسطورية واليعقوبية‪.‬‬ ‫أما اجلزء الثالث‪ :‬اس��تعرض فيه أحوال من له شبهة كتاب‬ ‫من اجملوس وأصحاب األثنني واملانوية وسائر فرقهم‪.‬‬ ‫أما القسم الثاني من الكتاب‬ ‫ويع��رض فيه املؤلف رحمه اهلل ألهل األه��واء والنحل وبدأه‬ ‫باجلزء األول عن الصابئة وقسمه كذلك إلي عدةأبواب‪:‬‬ ‫أم��ا الباب األول فتناول فيه رحم��ه اهلل أصحاب الروحانيات‬ ‫ثم عرض لط��رف من أهم املناظرات ب�ين الصابئة واحلنفاء‪،‬‬ ‫وأم��ا الب��اب الثاني فتن��اول أصحاب الهياكل واألش��خاص‬ ‫وط��رف م��ن مناظ��رات إبراهي��م علي��ه الس�لام للطرفني‪،‬‬ ‫ث��م الباب الثالث ففيه عرض موج��ز ألهم مقاالت احلرنانية‬ ‫وما اتصل بهم من مقالة التناسخ واحللول‪.‬‬ ‫أم��ا اجلزء الثان��ي وفيه الكالم عن الفالس��فة فينقس��م‬ ‫كذلك إلي أربعة أبواب‪:‬‬ ‫اما الب��اب األول‪ :‬فتناول فيه باختص��ار احلديث عن احلكماء‬ ‫الس��بعة من فالس��فة اليونان وهم (تاليس‪-‬أنكساغورس‪-‬‬ ‫أنكسيمانس‪-‬أنبادقليس‪-‬فيثاغورس‪-‬س��قراط‪-‬أفالطون)‬


‫تابع‪ :‬قرأت لك‪ :‬الملل والنحل (للشهرستاني)‬

‫وأما الب��اب الثاني فتناول فيه آراء حكماء األصول من أمثال‬ ‫فلوطرخيس وأكسنوفانس وغيرهم‪.‬‬ ‫وأما الب��اب الثالث فتناول فيه طرفا من آراء متأخري حكماء‬ ‫اليونان أمثال أرسطو طاليس واألسكندر الرومي وغيرهم‬ ‫أما الباب الرابع‪ :‬فعنون له (املتأخرون من فالسفة اإلسالم) ثم‬ ‫استغرق في عرض آراء ابن سينا كنموذج لهؤالء الفالسفة‪.‬‬ ‫أما اجلزء الثالث من هذا القس��م فخصصه آلراء العرب في‬ ‫اجلاهلية وقسمه كعادته إلي عدة أبواب‪:‬‬ ‫فكان الباب األول في ذكر أقوال معطلة العرب الذين أنكروا‬ ‫اخلال��ق والبع��ث واإلعادة ونحو ذلك ثم ذكر منكري الرس��ل‬ ‫وعباد األصنام منهم‬ ‫ثم الباب الثاني في ذكر احملصلة من العرب وأرباب العلوم‬ ‫أم��ا اجل��زء الرابع واألخير‪ :‬ففي��ه بيان جملة م��ن آراء أرباب‬ ‫الديانات في ش��به القارة الهندية وابتدأهم بالبراهمة ونوه‬ ‫على بعض معتقداتهم الوثنية وقولهم بالتناسخ‪.‬‬ ‫وفي الباب الثاني‪ :‬عرج على أصحاب الروحانيات‪.‬‬ ‫ث��م باق��ي الب��اب الثال��ث‪ :‬تن��اول عب��اد الكواك��ب كعباد‬ ‫الش��مس والقم��ر أما الب��اب الرابع فقد تن��اول عباد أصنام‬ ‫وأطيافه��م في هذه البالد وكذلك عب��اد املاء والنار وغيرهم‬ ‫أم��ا الباب اخلام��س واألخير فتناول فيه م��ا يتصل بحكماء‬ ‫الهند وبعض آرائهم وبعض اآلراء والنظريات املنتش��رة في‬ ‫هذه البالد من آثار حكماء اليونان‪.‬‬ ‫مآخذ على الكتاب‬ ‫ه��ذا الكت��اب القيم على ج��ودة ترتيبه ونظام��ه إال أنه لم‬ ‫يسلم من بعض املآخذ ألهل العلم‪ .‬منها‪:‬‬ ‫‪1 .1‬اس��تطراده في املوضوعية واحلياد إال فيما يخص الفرق‬ ‫اإلس�لامية حيث تكلف في إيصالها إلى ثالث وسبعني‬ ‫فرقة ملطابقة احلديث الوارد في ذلك‪.‬‬ ‫‪2 .2‬ترتيبه الكتاب على طريقة محدثة جانب فيها طريقة‬ ‫الراسخني في العلم وهي طريقة احلساب والزالت هذه‬ ‫طريقة معمية على كثير من أهل العلم‪.‬‬ ‫‪3 .3‬أخذ عليه جملة من األخطاء التاريخية كنسبته فرقة‬ ‫النس��طورية إلى نس��طور ف��ي زمن املأم��ون بينما هو‬ ‫بطريرك القسطنطينية قبل اإلسالم مبدة طويلة‪.‬‬ ‫‪4 .4‬ظه��ور ميله للتش��يع على نحو كبير إما على س��بيل‬

‫املداهنة ظاهرا أو التش��يع باطنا وقد ظهر هذا النفس‬ ‫في الكالم على الشيعة وفرقها‪.‬‬ ‫‪5 .5‬التزامه في أكثر نقله عن املعتزلة وهم يكذبون بالقدر‬ ‫ثم هو في ذات الوقت لم يكن على دراية بأصول مذهب‬ ‫أهل السنة ومقاالت السلف‪.‬‬ ‫توصيات واقتراحات‬ ‫مج��ال الف��رق واألدي��ان واملذاهب م��ن اجمل��االت اخلصبة في‬ ‫البحث الت��ي طرقها األوائل والزالت بحاجة إلى الدراس��ات‬ ‫والتنقيحات لذلك أوصي باآلتي‪:‬‬ ‫‪1 .1‬القيام بدراس��ات مقارنة بني أصول الف��رق الكبار وأصول‬ ‫مذهب أهل السنة ونقوم على إثر ذلك بتجلية نقاط االتفاق‬ ‫واالختالف حتى يصبح القاريء املثقف على بينة من أمره‪.‬‬ ‫‪2 .2‬القيام بدراس��ات الغ��رض منها بيان أوج��ه االتفاق بني‬ ‫أصول األحزاب والفرق املعاصرة وأمهات الفرق املتقدمة‬ ‫ومن ثم االستفادة في باب الردود من كتب األوائل‪.‬‬ ‫‪3 .3‬العناية بكتب ردود أهل الس��نة في الباب تقريبا وترتيبا‬ ‫وتهذيب��ا الذين عن��وا بال��رد على املتكلم�ين وأصحاب‬ ‫املقاالت كشيخ اإلسالم ابن تيمية ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬وتلميذه‬ ‫ابن القي��م ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬فهو من أخص��ب الكتب التي‬ ‫عنيت بهذه الدراسات‪.‬‬ ‫‪4 .4‬اهت��م كثير من الباحث�ين في هذا الب��اب التي منت في‬ ‫بالد اإلسالم وغفل كثير منهم عن بعض امللل واألفكار‬ ‫ال��واردة من بالد الكفر الس��يما ذلك اخلط��ر الوافد من‬ ‫ش��به القارة الهندية وجنوب ش��رق آس��يا فكان حتما‬ ‫توجيه بعض الدراس��ات صوب ه��ذه الوجهة للتصدي‬ ‫لهذا اخلطر الوافد‪.‬‬ ‫‪5 .5‬القيام بحصر ش��بهات أص��ول الف��رق املناهضة ألهل‬ ‫الس��نة وكذلك ش��بهات أهل امللل الباطلة وتفنيدها‬ ‫والرد عليها في موسوعة مفردة تقوم عليها مؤسسة‬ ‫من الباحثني والعلماء‪.‬‬ ‫‪6 .6‬تكريس التقنيات احلديثة كالفضائيات ومواقع اإلنترنت‬ ‫التي تقوم على املتخصصني في كل فن للدفاع والهجوم‪.‬‬ ‫‪7 .7‬االس��تفادة من كتب أهل البدع في ردودهم على بعض‬ ‫ومقابل��ة أقواله��م بأقوال خصومهم يك��ن ذلك نصرا‬ ‫ألهل السنة إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫وعة والضعيفة المشتهرة‬

‫تي تغني عن األحاديث الموض‬

‫ة‪ :‬من األحاديث النبوية ال‬

‫البدائل الصحيح‬

‫البدائل الصحيحة‬

‫من األحاديث النبوية‬

‫التي تغني عن‬

‫وعة والضعيفة المشتهرة‬

‫األحاديث الموض‬

‫بقلم أ‪ .‬تامر األنصاري‬

‫باب الحج‬ ‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والس�لام على س��يد األولني‬ ‫واآلخري��ن محمد بن عب��داهلل وعلى آله وصحب��ه ومن اتبع‬ ‫سنته إلى يوم الدين‪ ...‬أما بعد‪...‬‬ ‫مع قرب موس��م احل��ج ذلك النس��ك العظيم والش��عيرة‬ ‫الكبي��رة والذي يق��ول اهلل عز وجل عنه ف��ي كتابه الكرمي‪:‬‬ ‫َ ذَّ‬ ‫َ َّ َ ُ َ َ اٗ ُ ٗ‬ ‫َّ َ َّ َ َ ۡ‬ ‫ض َ‬ ‫��ع ل َِّلن ِ‬ ‫��ارك َوهدى‬ ‫��اس ل�َّل�ِي بِبك��ة مب‬ ‫��ت ُو ِ‬ ‫(إِن أول بي ٖ‬ ‫َ َ َ‬ ‫�ين ‪ ٩٦‬فِيهِ َء َاي ٰ ُ ۢ َ ّ َ ‪ُ َ َّ ٞ‬‬ ‫ّل ِۡل َعٰلَم َ‬ ‫ام إبۡ َرٰه َ‬ ‫ِي��مۖ َو َمن دخل ُهۥ‬ ‫ِ‬ ‫��ت بيِنٰت مق ِ‬ ‫اَ َ َ ٗ َ للِهَّ لَىَ‬ ‫ُّ لبۡ َ ۡ َ ۡ َ َ َ ۡيَ‬ ‫َّ‬ ‫كن ءامِن��اۗ و ِ ع ٱنل ِ‬ ‫ت م ِن ٱس��تطاع إِلهِ‬ ‫��اس حِ��ج ٱ ي ِ‬ ‫َ اٗ‬ ‫ۡ ََٰ‬ ‫َ‬ ‫هَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يل َو َ‬ ‫َ‬ ‫ك َف َ‬ ‫��ر فَإ ِ َّن ٱلل غ ٌّ‬ ‫مني ‪ )٩٧‬آل عمران‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫��ن ٱلعل ِ‬ ‫ۚ‬ ‫س��ب ِ‬ ‫يِ‬ ‫ِ‬ ‫نتن��اول األحاديث الضعيفة املش��تهرة على ألس��نة الناس‬ ‫وبدائلها الصحيحة في هذا الباب‪.‬‬ ‫احلديث ‪:1‬‬ ‫«م��ن مل��ك زادا وراحلة تبلغ��ه إلى بيت اهلل ول��م يحج فال‬ ‫عليه أن ميوت يهوديا أو نصرانيا وذلك أن اهلل يقول في كتابه‬ ‫(وهلل على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال)»‬ ‫رواه الترمذي في سننه (‪)812‬‬ ‫‪20‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫قال‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى القطعي البصري حدثنا مسلم‬ ‫ب��ن إبراهيم حدثنا هالل بن عب��د اهلل مولى ربيعة بن عمرو‬ ‫ابن‪ ‬مس��لم الباهلي حدثنا أبو إسحق الهمداني عن احلارث‬ ‫عن علي قال‪ :‬قال رسول اهلل‪ j ‬ثم ذكره‪.‬‬ ‫قال أبو عيسى هذا حديث غريب ال نعرفه إال من هذا الوجه‬ ‫وف��ي إس��ناده مق��ال وهالل بن عب��د اهلل مجه��ول واحلارث‬ ‫يضعف في احلديث‪.‬‬ ‫حتقيق األلباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي‪ :‬ضعيف‪.‬‬ ‫البديل الصحيح‪:‬‬ ‫«إن اهلل يقول‪ :‬إن عبدا أصححت له جسمه‪ ،‬و وسعت عليه‬ ‫إلي حملروم»‪.‬‬ ‫في املعيش��ة‪ ،‬متضي عليه خمسة أعوام ال يف ُد َّ‬ ‫السلسلة الصحيحة ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪1662 )406‬‬ ‫قال األلباني في (السلسلة الصحيحة) ‪:22 / 4‬‬ ‫ورد من حديث أبي سعيد و أبي هريرة‪.‬‬ ‫‪ -1‬أما حديث أبي س��عيد فيرويه العالء بن املسيب عن أبيه‬ ‫عنه مرفوعا به‪ .‬أخرجه أبو يعلى في (مسنده) (‪)290-289/1‬‬ ‫و اب��ن حبـ��ان (‪ )960‬و أبو بك��ر األنباري ف��ي (األمالي) (‪)2/10‬‬


‫تابع‪ :‬البدائل الصحيحة‪ :‬من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث الموضوعة والضعيفة المشتهرة‬

‫و اب��ن مخلد العط��ار في (املنتقى م��ن أحاديث��ه) (‪)2/85/2‬‬ ‫و‪ ‬القاضي الش��ريف أبو احلسني في (املش��يخة) (‪)1/178/1‬‬ ‫والبيهق��ي ف��ي (الس�نن)(‪ )262/5‬واخلطي��ب ف��ي (التاريخ)‬ ‫(‪ )318/8‬كلهم من طريق خلف بن خليفة عن العالء به‪.‬‬ ‫قلت (األلباني)‪ :‬و هذا إس��ناد رجاله ثقات رجال مسلم إال‪ ‬أن‬ ‫خلفا هذا كان اختلط ‪ ،‬لكنه قد توبع‪ .‬فقال اخلطيب عقبه‪:‬‬ ‫«رواه سفيان الثوري عن العالء مثل رواية خلف بن خليفة»‪.‬‬ ‫قل��ت (األلباني)‪ :‬وصله عب��د الرزاق عن س��فيان به‪ .‬أخرجه‬ ‫الطبراني في (األوس��ط) (‪ )1/110/1‬و كذا الدبري في حديثه‬ ‫عن عبد ال��رزاق (‪ )1/174-2/173‬إال أنه ق��ال‪« :‬عن أبيه أو عن‬ ‫رج��ل ع��ن أبي س��عيد»‪ .‬و ق��ال الطبراني‪« :‬ل��م يرفعه عن‬ ‫سفيان إال عبد الرزاق»‪.‬‬ ‫قل��ت (األلباني)‪ :‬و هو ثقة حجة م��ا لم يخالف‪ .‬و خالفهما‬ ‫محم��د بن فضيل فق��ال‪ :‬عن العالء بن املس��يب عن يونس‬ ‫ابن‪ ‬خب��اب ع��ن أبي س��عيد ب��ه‪ .‬أخرجه أب��و بك��ر األنباري‬ ‫و‪ ‬اخلطيب البغدادي و‪ ‬علقه البيهقي‪.‬‬ ‫قلت (األلباني) ‪ :‬و محمد بن فضيل بن غزوان ثقة محتج به‬ ‫في (الصحيحني)‪ ،‬فروايت��ه أصح من رواية خلف بن خليفة‪،‬‬ ‫لكن متابع��ة الثوري خللف مما يقوي روايت��ه و يرجحها على‬ ‫رواية ابن فضيل‪ ،‬و بذلك يصير اإلس��ناد صحيحا‪ ،‬لكن لعل‬ ‫األول��ى أن يق��ال بصحة الروايتني‪ ،‬و أن للعالء فيه إس��نادين‬ ‫ع��ن أبي س��عيد‪ ،‬فكان تارة يروي��ه عن أبيه عن��ه‪ ،‬و تارة عن‬ ‫يونس‪ ‬بن‪ ‬خب��اب عن��ه ‪ .‬فروى عن��ه كل من خل��ف و الثوري‬ ‫و‪ ‬ابن‪ ‬فضيل ما سمع‪ .‬و اهلل أعلم‪.‬‬ ‫‪ -2‬و أما حديث أبي هريرة‪ ،‬فله عنه طريقان‪:‬‬ ‫األول��ى‪ :‬ع��ن صدق��ة ب��ن يزي��د اخلراس��اني ق��ال‪ :‬حدثن��ا‬ ‫العالء‪ ‬بن‪ ‬عبد‪ ‬الرحم��ن ع��ن أبي��ه عنه مرفوعا ب��ه‪ .‬أخرجه‬ ‫العقيل��ي ف��ي (الضعف��اء)( ‪ )188‬و اب��ن ع��دي (‪)2/201‬‬ ‫و‪ ‬البيهق��ي أيض��ا و الواح��دي ف��ي (الوس��يط)(‪)2/125/1‬‬ ‫و اب��ن عس��اكر (‪ )2/142/8‬م��ن طري��ق الولي��د بن مس��لم‬ ‫حدثن��ا صدقة بن يزيد به‪ .‬و ق��ال العقيلي‪« :‬و فيه رواية عن‬ ‫أبي‪ ‬س��عيد اخلدري‪ ،‬فيها لني أيضا»‪ .‬و قال ابن عدي‪« :‬و هذا‬ ‫ع��ن العالء منك��ر كما قاله البخ��اري‪ ،‬و ال أعل��م يرويه عن‬ ‫الع�لاء غير صدق��ة‪ ،‬و إمنا يروي هذا خلف ب��ن خليفة ‪-‬و هو‬

‫مشهور به و‪ ‬روى عن الثوري أيضا‪ -‬عن العالء بن املسيب عن‬ ‫أبيه عن أبي سعيد اخلدري عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫فلع��ل صدقة هذا س��مع بذك��ر العالء فظن أن��ه العالء ابن‬ ‫عبد‪ ‬الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة‪ ،‬و كان هذا الطريق أسهل‬ ‫عليه و إمنا هو العالء بن املسيب عن أبيه عن أبي سعيد»‪.‬‬ ‫قلت (األلبان��ي)‪ :‬و صدقة هذا ضعفه جم��ع‪ ،‬فهو مبثل هذا‬ ‫النقد حري‪ ،‬لكن لعل الطريق اآلتية تقويه‪ .‬و اهلل أعلم‪.‬‬ ‫األخ��رى‪ :‬عن قيس بن الربي��ع عن عباد بن أبي صالح عن أبيه‬ ‫عن أبي هريرة به‪ .‬أخرجه اخلطيب في (املوضح)(‪.)152/1‬‬ ‫قل��ت (األلباني)‪ :‬و عباد اس��مه عبد اهلل ب��ن أبي صالح لني‬ ‫احلديث كما في (التقريب) و مثله قيس بن الربيع‪ ،‬وضعفهما‬ ‫من قبل حفظهما‪ ،‬فمثلهما يستشهد بحديثه‪.‬‬ ‫و جمل��ة القول (األلباني)‪ :‬إن احلديث صحيح قطعا مبجموع‬ ‫هذه الطرق‪ .‬و اهلل أعلم‪.‬‬ ‫(فائدة) قال املنذري في (الترغيب)(‪ :)134/2‬قال علي بن املنذر‬ ‫أخبرن��ي بع��ض أصحابنا قال‪ :‬كان حس��ن بن ح��ي يعجبه‬ ‫ه��ذا احلديث‪ ،‬و به يأخذ‪ ،‬و يحب للرجل املوس��ر الصحيح أن‬ ‫ال‪ ‬يترك احلج خمس سنني‪.‬‬ ‫أق��ول (تامر) ‪:‬إذا كان هذا حال من يترك احلج التطوع النافلة‬ ‫أكث��ر من خمس س��نوات بع��د أداء الفريض��ة يتوعده اهلل‬ ‫بقول��ه ‪-‬تعالى‪ -‬حملروم فما بالن��ا مبن يترك فريضة احلج وهو‬ ‫يستطيع إلى ذلك سبيال!‪.‬‬ ‫احلديث ‪:2‬‬ ‫«م��ن ح��ج البي��ت أو اعتم��ر؛ فليكن آخ��ر عه��ده بالبيت»‪.‬‬ ‫فقال له عمر‪ :‬خَ رَر ْ َت من يديك! س��معت هذا من رسول اهلل‬ ‫صلَّى اللهَّ ُ‬ ‫سلَّ َم ولم تخبرنا به!!‬ ‫َ‬ ‫َعلَ ْي ِه وَ َ‬ ‫أخرج��ه أحم��د‪ ،‬والترمذي م��ن طريق احلجاج ب��ن أرطاة عن‬ ‫عبداملل��ك اب��ن املغيرة عن عب��د الرحمن ب��ن ال َب ْيلَ َمان ِ ِّي عن‬ ‫عم��رو ب��ن أوس ع��ن احلارث ب��ن عب��د اهلل‪ .‬وق��ال الترمذي‪:‬‬ ‫(حديث‪ ‬غريب)‪.‬‬ ‫ق��ال األلباني في صحي��ح أب��ي داود ‪ -‬األم ‪( -‬ج ‪ / 6‬ص ‪:)247‬‬ ‫وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف ابن البيلماني‪ ،‬وعنعنة احلجاج‬ ‫بن أرطاة؛ فإنه كان مدلساً‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫تابع‪ :‬البدائل الصحيحة‪ :‬من األحاديث النبوية التي تغني عن األحاديث الموضوعة والضعيفة المشتهرة‬

‫البديل الصحيح‪:‬‬

‫و مما يدل على وضعه أن جفاء النبي صلى اهلل عليه وس��لم‬

‫لق��د ثب��ت عن النبي ‪ j‬ط��واف الوداع في احل��ج فقط دون‬

‫م��ن الكبائر إن لم يكن كف��را‪ ،‬و عليه فمن ترك زيارته صلى‬

‫العمرة‪ :‬ففي صحيح مسلم ‪ -‬برقم ‪( 2350‬ج‪/7‬ص‪)6‬‬ ‫س ْف َيا ُن‬ ‫س�� ِعي ُد ب ْ ُن َمن ُ‬ ‫َح َّدثَنَا َ‬ ‫ْصورٍ وَزُ َه ْي ُر ب ْ ُن َحرْ ٍب َقاال َح َّدثَنَا ُ‬ ‫َ‬ ‫اس َقا َل‬ ‫َع ْن ُ‬ ‫س َع ْن اب ْ ِن َع َّب ٍ‬ ‫سلَ ْي َما َن األ ْح َو ِل َع ْن َطا ُو ٍ‬ ‫للهَّ‬ ‫صلَّى‬ ‫س��و ُل ا ِ َ‬ ‫َّ��اس يَن َ‬ ‫ْصرِ ُفو َن ِفي ُك ِّل وَ ْج ٍه َف َقا َل ر َ ُ‬ ‫َكا َن الن ُ‬ ‫اللهَّ ُ‬ ‫آخ ُر َع ْه ِد ِه بِالْ َب ْي ِت‬ ‫َعلَ ْي ِه وَ َ‬ ‫سلَّ َم ال ي َ ْن ِفرَ َّن أ َ َح ٌد َحتَّى ي َ ُكو َن ِ‬

‫اهلل عليه وسلم يكون مرتكبا لذنب كبير و ذلك يستلزم أن‬

‫قال األلباني في صحيح أبي داود ‪ -‬األم ‪( -‬ج ‪ / 6‬ص ‪ )244‬باب الوداع‬ ‫‪ :1747‬وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخني؛ وقد أخرجاه‪.‬‬ ‫وس��فيان‪ :‬هو ابن عيينة‪ .‬واحلديث أخرجه الشافعي (‪،)73/2‬‬ ‫وأحمد (‪ ،)222/1‬واحلميدي (‪ )502‬قالوا‪ :‬ثنا سفيان ‪ ...‬به‪.‬‬ ‫وأخرجه مس��لم (‪ ،)93/4‬والدارمي (‪ ،)72/2‬وابن ماجه (‪،)251/2‬‬ ‫وابن اجلارود (‪ ،)495‬والبيهقي (‪ )161/5‬من طرق عن سفيان ‪ ...‬به‪.‬‬ ‫ولسفيان فيه إس��ناد آخر‪ ،‬يرويه عن ابن طاوس عن أبيه عن‬ ‫بالبيت إال‬ ‫عهدهم‬ ‫اب��ن عباس قال‪ :‬أ ُ ِمرَ الناس أن يك��ون آخ ُر‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫أنه خُ ِّف َ‬ ‫ف عن املرأة احلائض‪.‬‬ ‫احلديث ‪:3‬‬ ‫«من حج البيت و لم يزرني فقد جفاني»‪.‬‬ ‫ق��ال األلبان��ي في سلس��لة األحاديث الضعيف��ة (‪)119 / 1‬‬ ‫برقم ‪ :45‬موضوع‪.‬‬ ‫قال��ه احلافظ الذهبي في (املي��زان)(‪ ،)237/3‬و أورده الصغاني‬ ‫في (األحاديث املوضوعة) (ص‪ )6‬و كذا الزركشي و الشوكاني‬ ‫في (الفوائد اجملموعة في األحاديث املوضوعة)(ص‪.)42‬‬ ‫قلت (األلباني)‪ :‬و آفته محمد بن محمد بن النعمان بن شبل‬ ‫أو جده قال‪ :‬حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا‪.‬‬ ‫أخرجه ابن عدي (‪ ،)2480/7‬و ابن حبان في (الضعفاء)(‪،)73/2‬‬ ‫و‪ ‬عنه ابن اجلوزي في (املوضوعات)(‪ )217/2‬و قاال‪ :‬يأتي عن الثقات‬ ‫بالطام��ات و عن األثبات باملقلوبات‪ ،‬قال ابن اجلوزي عقبه‪ :‬قال‬ ‫الدارقطني‪ :‬الطعن فيه من محمد بن محمد بن النعمان‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫الزيارة واجبة كاحلج و هذا مما ال يقوله مسلم‪ ،‬ذلك ألن زيارته‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم و إن كانت من القربات فإنها ال‪ ‬تتجاوز‬ ‫عند العلماء حدود املستحبات‪ ،‬فكيف يكون تاركها مجافيا‬ ‫للنبي صلى اهلل عليه وسلم و معرضا عنه؟!‪.‬‬

‫البديل الصحيح‪:‬‬

‫صحيح البخاري ‪( -‬ج ‪ / 4‬ص ‪)376‬‬ ‫ص ب ْ ُن ُع َمرَ َح َّدثَنَا ُ‬ ‫ش ْع َب ُة َقا َل أَخْ َبرَنِي َع ْب ُد‬ ‫‪َ -1115‬ح َّدثَنَا َح ْف ُ‬ ‫المْ َلك بن عمير عن َقزَع َة َقا َل س��معت أَبا س��عيد رضي اللهَّ ُ‬ ‫ِ ِ ُْ ُ َ ٍْ َ ْ َ‬ ‫َ ِ ْ ُ َ َ ِ ٍ َ ِ َ‬ ‫عنْ��ه أَربعا َقا َل س��معت من النَّبي صلَّى اللهَّ ُ‬ ‫س َّ��ل َم‬ ‫َ ُ َْ ً‬ ‫َ ِ ْ ُ ِ ْ ِ ِّ َ‬ ‫َعلَ ْي ِه وَ َ‬ ‫و َكان َغزَا مع النَّبي صلَّى اللهَّ ُ‬ ‫سلَّ َم ث ِ ْنت َْي َع ْ‬ ‫شرَ َة َغزْوَ ًة‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ِ ِّ َ‬ ‫َعلَ ْي ِه وَ َ‬ ‫س ِعي ٍد َع ْن أَبِي‬ ‫س ْ��ف َيا ُن َع ْن ال ُّز ْهرِ ِّي َع ْن َ‬ ‫ح َح َّدثَنَا َعلِ ٌّي َح َّدثَنَا ُ‬ ‫ُهرير َة رضي اللهَّ ُ ع ْنه عن النَّبي صلَّى اللهَّ ُ‬ ‫س َّ��ل َم َقا َل‬ ‫َ ُ َ ْ ِ ِّ َ‬ ‫َعلَ ْي ِه وَ َ‬ ‫ََْ َ ِ َ‬

‫لحْ َ‬ ‫ال ت َ‬ ‫س ِج ِد‬ ‫ُش ُّد الرِّ َحا ُل إِال إِلَى ثَالث َ ِة َم َ‬ ‫اج َد المْ َ ْ‬ ‫ام وَ َم ْ‬ ‫س ِ‬ ‫س ِج ِد ا رَ ِ‬ ‫الرسول صلَّى اللهَّ ُ‬ ‫صى‪.‬‬ ‫س ِج ِد األ َ ْق َ‬ ‫َّ ُ ِ َ‬ ‫سلَّ َم وَ َم ْ‬ ‫َعلَ ْي ِه وَ َ‬ ‫صحيح البخاري ‪( -‬ج ‪ / 4‬ص ‪)377‬‬ ‫للهَّ‬ ‫وس َ��ف َقا َل أَخْ َبرَن َا َمالِ ٌك َع ْن زَي ْ ِد‬ ‫‪َ -1116‬ح َّدثَنَا َع ْب ُد ا ِ ب ْ ُن ي ُ ُ‬ ‫للهَّ‬ ‫للهَّ‬ ‫للهَّ‬ ‫اح وَ ُع َب ْي ِد ا ِ ب ْ ِن أَبِي َع ْب�� ِد ا ِ األ َ َغرِّ َع ْن أَبِي َع ْب ِد ا ِ‬ ‫بْ ِ‬ ‫��ن رَب َ ٍ‬ ‫الأْ َ َغ��ر عن أَبي ُهرير َة رضي اللهَّ ُ‬ ‫صلَّى اللهَّ ُ َعلَ ْي ِه‬ ‫َع ْن ُه أ َ َّن الن َِّب َّي َ‬ ‫ِّ َ ْ ِ َ ْ َ َ ِ َ‬ ‫صال ٍة ِفي َما‬ ‫ف َ‬ ‫س��لَّ َم َقا َل َ‬ ‫صال ٌة ِفي َم ْ‬ ‫وَ َ‬ ‫س ِج ِدي َه َذا خَ ْي ٌر ِم ْن أَلْ ِ‬ ‫س ِج َد الحْ َرَا َم‪.‬‬ ‫س َوا ُه إِال المْ َ ْ‬ ‫ِ‬


‫منهجية طلب العلم‬

‫أهمية فهارس الكتب‬ ‫بقلم د‪ .‬أح لطالب العلم‬ ‫مد النقيب‬

‫ل��م تكن احلاجة ماس��ة إلى وض��ع فهارس لكت��ب فى آخر‬ ‫الق��رن األول الهج��رى‪ ،‬و كذا ف��ى القرن الثان��ى الهجرى‪ ،‬و‬ ‫اس��تمر هذا االجتاه حتى آخر القرن الثالث الهجرى و بدايات‬ ‫الق��رن الرابع الهجرى‪ ،‬ولعل احملاوالت األولى للفهارس كانت‬ ‫عل��ى ي��د الوراقني‪ ،‬و الوراق��ون هم الذى يعملون فى نس��خ‬ ‫الكتب و‪ ‬بيعه��ا و‪ ‬تداولها‪ ،‬ومن أش��هر الوراقني‪ :‬محمد بن‬ ‫اسحاق ال َورَّاق (نس��بة‪ ‬إلى‪ ‬مهنته) وهو امللقب (بابن الندمي)‬ ‫صنَّفه‬ ‫(ت‪380‬هجرياً)‪ ،‬و‪ ‬قد ألف كتابا أسماه «الفهرست»‪َ ،‬‬ ‫صنَّفة فى موضوع‪ ‬ما؛ و لهذا يستفاد‬ ‫جلرد و ترتيب الكتب امل ُ َ‬ ‫بهذا «الفهرس��ت» فى توثيق نسبة الكتب إلى مصنفيها‪،‬‬ ‫فهو مصدر مهم فى باب «حتقيق النصوص التراثية»‪.‬‬ ‫و تسميته «بالفهرس��ت» [بالتاء املفتوحة] إبقا ًء للفظ على‬ ‫أصله الفارسى‪ ،‬فـ«الفهرست» كلمة «فارسية» تطلق على‬ ‫جدول األبواب و فصول الكتاب(‪ ،)1‬لكن ابن الندمي لم يستعمله‬ ‫للكتاب الواحد‪ ،‬و إمنا استعمله ملا أشرت إليه آنفا‪ ،‬ولعل مجمع‬ ‫اللغة العربية بالقاهرة كان موفقا فى االستفادة بهذا اللفظ‬ ‫الفارسى و تعريبه بـ«الفهرسة» للداللة على ملحق يوضع فى‬ ‫أول الكتاب أو فى آخره‪ ،‬يذكر فيه ما اشتمل عليه الكتاب من‬ ‫املوضوعات و األعالم و الفصول و األبواب مرتبة بنظام معني(‪.)2‬‬ ‫و ه��ذا التعري��ب للداللة على املقصود أوف��ق من مصطلح‬ ‫«الثبت»؛ حيث يُعنى به الصحيفة يثبت فيها ما يجمع أسماء‬ ‫الش��يوخ و مروياتهم‪ ،‬و منه يُطلق على «فهرس الكتاب(‪»)3‬‬ ‫و ال يخفى أن هذا اإلطالق مجازى فيه توس��ع!! و أيضا يحلو‬ ‫لبعض املؤلفني أن يلحقوا مصنفاتهم بالفهارس و يسمون‬ ‫الواحد منها كش��افا‪ ،‬و هذا ال بأس به؛ باعتبار عموم معناه‬ ‫اللغوى‪ ،‬فـ‪:‬كشف الشئ‪ :‬أظهره و رفع عنه ما يواريه(‪.)4‬‬ ‫و إذا كانت حاجة املتقدم�ين إلى فهارس الكتاب ال تكاد تذكر‪،‬‬ ‫لق��وة همتهم و اس��تحكام عزميته��م‪ ،‬فإن هذه الق��وى مبرور‬ ‫األزم��ان قد انفتل��ت ثم ضعفت و رقت حتى لت��كاد ‪-‬أيضا‪ -‬أن‬ ‫تك��ون معدومة إال عند األفراد‪ ،‬و من هنا ‪ -‬الس��يما فى الكتب‬ ‫املوس��وعية أو‪ ‬الكت��ب ذوات األجزاء ‪-‬كانت احلاجة ماس��ة إلى‬ ‫«فه��رس الكتاب» كضرورة م��ن ضروريات طلب العلم فى هذا‬ ‫العصر؛ حيث ال يستطيع الطالب قراءة كثير من الكتب قراءة‬ ‫واعية من العنوان إلى الفهرس العام!! إن هذا األمر يحتاج إلى‬ ‫س و دُرْبة و ُجهد و اجتهاد‪ ،‬و نحن ال نريد أن ن ُو ِّعر طريق العلم‬ ‫ن َ َف ٍ‬ ‫علىسالكيه‪ ،‬ال سيما فى أزمانالوهن والعجز ‪ -‬واهللاملستعان ‪.-‬‬ ‫(‪ )1‬د‪.‬محمد التوجنى‪:‬املعجم الذهبى(فارسى‪/‬عربى)ص‪436/‬دار العلم للماليني‪،‬بيروت‪1969-‬م‪ .‬‬ ‫(‪ )4‬انظر البن منظور‪:‬لسان العرب(‪)3883/5‬ط دار املعارف‪ ،‬وأيضا املعجم الوسيط(‪.)280/2‬‬

‫لك��ن أريد أن أركز على فائدة عظيم��ة‪ ،‬أنه من خالل جتربتى‬ ‫على م��دار أكثر من خمس و ثالثني س��نة ف��ى الطلب‪ ،‬فإن‬ ‫فه��ارس الكت��ب ل��م يضعه��ا مصنفوه��ا‪ ،‬و إمن��ا وضعها‬ ‫الناش��رون‪ ،‬فهى عاجزة قاصرة قليل��ة النفع ملن أراد التبحر‬ ‫و اس��تنطاق ما كتب املصنف‪ ،‬أيض��ا املصنفون املحُ ْدثَون (إال‬ ‫األف��راد) لم يجيدوا وضع الفهارس الدقيقة الكاش��فة عن‬ ‫صنَّف فى الفهارس‬ ‫صنَّف‪ .‬و لعل من أفضل م��ن َ‬ ‫دقائ��ق امل ُ َ‬ ‫أستاذنا عبدالس�لام هارون فى نش��رته لكتاب «سيبويه»‪،‬‬ ‫وهذا مثال ُم َ‬ ‫شرِّف ملا يكون عليه الفهرس العلمى‪...‬‬ ‫و أذك��ر هنا من ب��اب الطرفة أنه فى س��نة‪1989‬م ذكر أحد‬ ‫احملققني أنه جمع تراث ابن تيمية اخملطوط و املطبوع واصطفى‬ ‫منه تفس��يره!!‪ ،‬و كنت ابحث فى جه��د ابن تيمية اللغوى‬ ‫و تطبيقات��ه اللغوية و آثارها فى تفس��ير الق��رآن‪ ،‬فراعنى‬ ‫أن األس��تاذ احملقق اجلامع فاته عش��رات اآليات التى فسرها‬ ‫ابن‪ ‬تيمي��ة ‪-‬و لم يس��قها‪ -‬و مل��ا بحثت وجدت الس��بب أن‬ ‫األس��تاذ ‪-‬عف��ى اهلل عنه‪ -‬اعتمد على الفه��ارس املصنفة‬ ‫فى ذيل كتب ابن تيمية ‪-‬السيما مجموع فتاوى ابن تيمية‪-‬‬ ‫و اس��تفاد من هذه الفه��ارس مادة مصنف��ه التى زعم أنه‬ ‫جمعها من الكتب اخملطوطة و املطبوعة!!‬ ‫و م��ن هنا كان لزاما على طالب العلم أال يطمئن كثيرا بهذه‬ ‫يعد فهرسا‬ ‫الفهارس بذيل أو بصدر الكتب‪ ،‬فلو اس��تطاع أن ُ‬ ‫علميا تفصيليا يشمل كل دقائق الكتاب لكان خيرا‪ ،‬و إن لم‬ ‫يس��تطع فليحاول االس��تفادة لكن ال ميكن له أن يثبت قوال ً‬ ‫أو‪ ‬ينفي��ه فى هذا الكتاب؛ ألنه لم يقرأه‪ ،‬إال إذا كان هذا القول‬ ‫من جملة املشهور عن صاحب هذا الكتاب‪ ،‬إذ إن املصنف قد‬ ‫يتعارض قوله‪ ،‬أو يناقش قوال ً يبطله بعد عشرات الصفحات؛‬ ‫و‪ ‬بسبب قلة خبرة القارئ أو الباحث يظن أن هذا القول املُنَا َقش‬ ‫صنِّف براء‬ ‫صنِّف‪ ،‬فيقيم النكير على املصنف‪ ،‬و امل ُ َ‬ ‫هو قول امل ُ َ‬ ‫من هذا‪ ،‬و قد وقع هذا مع أحد األساتذة الذين كتبوا فى قضية‬ ‫«الني��ة» حيث بحثها فى مجلدين ضخام‪ ،‬و خَ َّ‬ ‫طأ ابن القيم‪،‬‬ ‫صنِّف للسبب الذى ذكرت‪.‬‬ ‫و‪ ‬الزلل كان من جانب امل ُ َ‬ ‫ال بأس للطالب أن يكتب فهرسا للكتاب الذى يروقه‪ ،‬و ليعمل‬ ‫ه��ذا العمل تدريبا على جودة الفه��م‪ ،‬و الصبر و األناة‪ ،‬و جمع‬ ‫احلد‬ ‫لم الش��عث‪ ،‬و التأليف بني القريب املتشابه‪ ،‬و ّ‬ ‫األطراف‪ ،‬و ّ‬ ‫ثم‬ ‫ب�ين البعيد املتنافر؛ ليس��تقيم له (فهرس) يفي��ده‪ ،‬و من َّ‬ ‫يفيد غيره‪ ،‬وهذا ‪-‬حس��ناً‪ -‬ما فعلناه مع بعض طلبتنا ؛ حيث‬ ‫أعدوا بالفعل بعض الفهارس العلمية الدقيقة‪ ،‬ونحن بصدد‬ ‫يعم نفعها‪،‬‬ ‫مراجعتها؛ لتنشر و ّ‬ ‫اهلل أسأل أن يوفقنا و يوفق إخوتنا من طلبة العلم و مشايخنا‬ ‫و أصحاب احلق علينا‪ ،‬و احلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫(‪ )2‬مجمع اللغة العربية‪:‬املعجم الوسيط(‪ .)730/2‬‬

‫(‪ )3‬انظر فى هذا املعجم الوسيط(‪.)97/1‬‬

‫‪23‬‬


‫األسرة‬

‫ودورها في تربية المراهقين‬

‫ا‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ى‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ى‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫س‬ ‫تفادة من الوقائع‬

‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫التدريب العملى على االستفادة من الوقائع‬ ‫الناظ��ر إلى كثي��ر من اخلالفات فى ال وعي جي��ل اآلباء و جيل‬ ‫األبن��اء يجد أن اآلباء أكثر حكمة و تؤدة و عمقا فى التفكير‪،‬‬ ‫بينما األبناء ‪ -‬فى الغالب دون آبائهم‪ ،‬و بس��بب قلة التواصل‬ ‫احلميم بني اجليلني‪ :‬حدثت فجوة خطيرة فى طرائق التفكير‬ ‫و أمن��اط الس��لوك‪ ،‬أثر س��لبا فى اس��تقرار األس��رة و تدهور‬ ‫املس��توى األخالق��ى و الدين��ى لدي جي��ل األبن��اء و آبائهم!!‬ ‫و لعل الكثير يش��ير إل��ى دور املؤثر اخلارجى ف��ى إحداث هذا‬ ‫التدهور‪ ،‬و هذا صحيح بنسبة كبيرة جدا؛ إذ األوضاع و األمزجة‬ ‫العامة و طرائق احلياة احلديثة تختلف متاما عن نظائرها منذ‬ ‫أكثر من أربعني سنة هى عمر معظم آباء اليوم!!‬ ‫لك��ن دعون��ا ننقاش األمر مبا نق��در علي��ه‪ ،‬و إال فإننا ‪-‬دوما‪-‬‬ ‫لن نصل إلى حل فى أى مش��كلة أس��رية؛ إذ تعليق أسباب‬ ‫املشاكل على الوافد اخلارجى يصيب الفكر األسرى بالشلل‬ ‫و اإلحب��اط و العج��ز‪ ،‬و يجعل أى محاولة لإلصالح األس��رى‬ ‫ت��كاد تكون مس��تحيلة؛ و ل��ذا ال ميكن أبدا ال��دور فى فلك‬ ‫‪24‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫ع��دم املقدور علي��ه (الذى ه��و إمكانيات العص��ر من النت‬ ‫و‪ ‬التعلي��م و‪ ‬اإلعالم و الصحافة و الوس��ائل احلديثة املرئية‬ ‫و املس��موعة‪ )...‬لنترك املقدور علي��ه‪ ،‬وأعنى به‪ :‬كيف ميكن‬ ‫صوره بطريقة‬ ‫لألس��رة أن توجد التواصل األسرى بعالقاته و ُ‬ ‫فاعل��ة ال بطريقة نظري��ة عقيمة ت َُكرِّس ملب��دأ «اإلحباط»‬ ‫ال‪« ‬لألمل» و‪« ‬للفش��ل» ال‪« ‬للنجاح» و‪« ‬التدنى و السفول»‬ ‫ال‪« ‬للترقى و التقدم»!!‬ ‫و‪ ‬عند مالحظة طرائ��ق «اآلباء‪-‬وآبائهم» و‪« ‬اآلباء‪-‬وأبنائهم»‬ ‫(فنحن أمام ثالثة أجي��ال‪ :‬األجداد‪-‬اآلباء‪-‬األبناء) جند أن تربية‬ ‫اآلباء (األج��داد) آلباء الي��وم كانت تقوم على أص��ول تربوية‬ ‫عملية‪ ،‬لم يتعلموها فى املعاهد أو الكليات و إمنا عرفوها و‬ ‫مارسوها حياة عملية صحيحة‪ ،‬و هذا كحال من يقرأ القرآن‬ ‫بالتجويد بطريقة صحيحة متاما دون حلن جلى أو‪ ‬خفى و‪ ‬هو‬ ‫لم يدرس أ ّيا من قواعد التجويد!! هكذا‪ ...‬بخالف جيل اآلباء‬ ‫و أبناءهم فإن جيل آباء العصر‪ ،‬رمبا يكونون قد أَلمَ ُّوا بقدر من‬


‫تابع‪ :‬األسرة ودورها في تربية المراهقين‬

‫علوم التربي��ة نظريا‪ ،‬لكن لم ينجحوا فى تطبيقها عمليا‪،‬‬ ‫و الس��بب ‪-‬فى غالب��ه‪ -‬عوامـل ذاتيـة داخليـ��ة؛ أهمهــا‪:‬‬ ‫قل��ة التواص��ل الفاع��ل البناء فى اس��تقرار الش��خصية‬ ‫و‪ ‬تكاملها و‪ ‬اتساقها و‪ ‬توائمها لدى األبناء!!‬ ‫إن من أطرف وسائل اإلتصال بني اآلباء و أبنائهم «املصاحبة»؛‬ ‫أن يصحب االبن أباه فى (مشاويره) و قضاء أغراضه و أسفاره؛‬ ‫ألنه يطلع على أمناط السلوك الراقى عن هذا اجليل؛ فيحدث‬ ‫التأث��ر و التق��ارب و االندماج ب�ين اجليلني؛ بس��بب التقارب‬ ‫احلثي��ث بني اجليلني؛ مل��ا يحدثه هذا التالحم م��ن‪ :‬التفاهم‪،‬‬ ‫و‪ ‬املالحظة املفيدة‪ ،‬و‪ ‬التأثر البناء‪ ،‬و‪ ‬إرساء للقيم اإلسالمية‬ ‫األخالقية الفاضل��ة‪ ،‬و تدعيم األواصر االجتماعية‪ ،‬و التقرير‬ ‫العمل��ى ألهمية األخالق فى احلي��اة‪ ،‬و أهمية ارتباط األخالق‬ ‫بالوجدان و‪ ‬الشعور وأثر ذلك فى دنيا الناس‪ ...‬مضامني كثيرة‬ ‫ميكن لإلبن أن يس��تفيدها من صحبة أبيه (املتصور فيه أنه‬ ‫ُم��رَ ٍّب فاضل يحمل مش��روع بن��اء جيل إس�لامى ملصلحة‬ ‫إسالمه ثم أمته)‪.‬‬ ‫و تأم��ل معى هذا املوقف‪ :‬خرج (زياد) مع أبيه لصالة الظهر‪،‬‬ ‫و فى الطريق ظهر لهما (شحاذ) يطلب املساعدة‪ ،‬قال‪( ‬زياد)‬ ‫ألبي��ه‪ :‬أَبَ��ى ه��ؤالء ق��و ٌم الخ�لاق له��م‪ ،‬ال تعط له ش��يئا!‬ ‫فر ّد الوالد عليه‪ :‬بُن َّى! قال ربنا س��بحانه (و أما الس��ائل فال‬ ‫تنه��ر) خذ هذا اجلنيه فأعطه له‪ ،‬ففعل زياد‪ ،‬ثم قال الوالد‪:‬‬ ‫أحس��نت‪ ،‬أم��ا علمت أن الصدق��ة طهارة للقل��ب و إرضاء‬ ‫للرب‪ ،‬نس��أل اهلل س��بحانه القبول‪ ،‬دخال املس��جد‪ ،‬فدخل‬ ‫الوالد برجل��ه اليمنى ثم قال الدعاء‪ ،‬ثم صلى ركعتني حتية‬ ‫املس��جد‪ ،‬ثم جلس يقرأ الق��رآن‪ ،‬أَذَّن (زياد) للص�لاة‪ ،‬و الزال‬ ‫الوال��د يقرأ القرآن (رمبا أخذ القرآن بقلبه) فلم يراع إال و ابنه‬ ‫يؤذن لإلقامة دون إخبار والده‪ ،‬قام الوالد (الذى لم يصل سنة‬ ‫الظهر القبلية) إلى صالة اجلماعة !!وفى (أذان زياد دون إخبار‬ ‫والده) نتصور موقفان‪:‬‬ ‫‪ -1‬موق��ف العاقل املربى‪ ،‬الذي يس��تفيد من ه��ذه احلادثة؛‬ ‫ليتعل��م (األب أيض��ا) أن واج��ب الوقت يجب االنش��غال به‬ ‫و‪ ‬تقدمي��ه على ما س��واه‪ ،‬فوقت ما بعد األذان (الس��يما فى‬ ‫املس��اجد اجلامعة) ال يحتمل قراءة الورد‪ ،‬لكنه اليحتمل إال‬

‫ص�لاة النفل (و بقدر)‪ ،‬فالصحيح أن ينش��غل الوالد بواجب‬ ‫الوق��ت‪ ،‬و هو صالة النفل‪ ،‬فإذا اتس��ع الوقت قرأ القرآن‪ ،‬فى‬ ‫احلقيق��ة يس��عد األب العاق��ل و املربى له��ذا املوقف؛ ألنه‬ ‫تعلم من��ه عمليا‪ ،‬و عندها لن يوجه أى ل��وم أو نقد (لزياد)‪،‬‬ ‫وعنده��ا تتحق ف��ى ذاته كينونت��ه (القدوة الفاعل��ة) لزياد‪،‬‬ ‫و‪ ‬تزداد الص��ورة بصالته س��نة الظهر القبلي��ة قضا ًء بعد‬ ‫صد مواقف‬ ‫ص�لاة الظهر‪ ،‬و فى كل األحوال كان حظ (زياد) ر َ ْ‬ ‫أبي��ه و تصرفاته إن فى «الصدقة» أو فى «الصالة» و كيفية‬ ‫توجيهه‪ ،‬و كيفية االس��تفادة م��ن األخطاء و توظيفها فى‬ ‫إكمال الصرح التربوى‪.‬‬ ‫‪ -2‬موق��ف العجول امللتفت إلى نفس��ه‪ ،‬إذ اليلحظ (الوالد)‬ ‫إال‪( ‬نفس��ه) حيث فاتته س��نة الظهر القبلي��ة‪ ،‬و اليالحظ‬ ‫(حتليل املوقف بصورة إيجابية) وال يالحظ (ابنه زياد) و عندها‬ ‫يوج��ه (الوالد) لومه و عتابه البنه‪ ،‬و رمبا نهره أو س��به‪ ،‬نعم‬ ‫ه��ذا حرص منه على س��نة الظه��ر‪ ،‬لكن فات��ه أنه ال ميثل‬ ‫(مص��ل) عاديا‪ ،‬بل هو ميثل (القدوة) البنه زياد‪ ،‬و هنا تنش��رخ‬ ‫ٍ‬ ‫القدوة فى نفس الولد حيال هذا املوقف اجلزئى‪...‬‬ ‫و باس��تمرار املواق��ف الس��لبية اجلزئية تتولد ص��ورة قامتة‬ ‫حلقيق��ة األب ف��ى الوع��ي (زي��اد)‪ ،‬رمب��ا كانت ه��ذه الصورة‬ ‫القامت��ة هى امل ُ َ‬ ‫ش ِّ‬ ‫��كلَة ‪-‬الحقا‪ -‬لطبيعة العالق��ة بني (زياد)‬ ‫و أبي��ه فى املس��تقبل الذى رمب��ا يكون قريبا ص��ورة مهزوزة‬ ‫مشروخة؛ رمبا تكون س��ببا فى اضطراب نفسية (زياد) عند‬ ‫املراهق��ة‪ ،‬وعنده��ا ال يجدى النصح فتي�لا إال من رحم ربك‬ ‫و قليل َم ْن هم‪.‬‬ ‫الله��م اه��د أبناءن��ا و إخوانن��ا و ب��ارك الله��م ف��ى آبائنا‬ ‫و مش��ايخنا و أصحاب احل��ق علينا‪ ،‬و صلى اللهم و س��لم‬ ‫و بارك على النبى محمد و آله و صحبه و سلم‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫قصة الريس‬

‫مدكور‪ ..‬والبداية من جديد‬

‫في أقصى ش��مال مص��ر وعلى الس��احل مباش��رة تقع بلدة‬ ‫«برج‪ ‬البرلس» وأقرب ُمدن مص��ر لها هى مدينة بلطيم‪ ،‬ومتتاز‬ ‫ه��ذه البلدة أ َ َّن لها امتدادا س��احليا هائ�لا على كل من بحيرة‬ ‫البرل��س‪ ،‬وهى إح��دى البحي��رات املائية الش��هيرة مبصر‪ ،‬ولها‬ ‫امت��داد أيضا على س��احل البحر املتوس��ط‪ ،‬مي��ارس أهلها مع‬ ‫حرفة الصيد حرفة الزراعة؛ حيث تنتشر مساحات واسعة من‬ ‫النخيل واألعناب وزراعات الطماطم واخليار وغيرها من الزراعات‬ ‫املعروفة ف��ى ريف مصر‪ ،‬ومن أ َ َه ّم ما متتاز به هذه البلدة حرارة‬ ‫العالقات االجتماعية بني سكانها؛ فهم أسرة واحدة‪ ،‬وال‪ ‬يخفى‬ ‫خبر أو همس‪ ،‬يتشاركون فى أفراحهم وأحزانهم‪ ،‬ولم تغيرهم‬ ‫األيام وكر السنني كثيرا ‪-‬كحال كثير من ريف مصر!!‪-‬‬ ‫يب��دأ يوم ه��ذه البلدة مع بزوغ الفجر املس��تطير؛ مؤذنا ً بصالة‬ ‫الفج��ر؛ حيث يه��رع الناس إلى مس��جد البلدة؛ ف��كأن صالة‬ ‫الفج��ر صالة جمعة؛ الس��يما في فجر اجلمع��ة‪ ،‬عندما يرجع‬ ‫الصيادون ‪-‬غالبا‪ -‬فى نهاية األسبوع لقضاء اجلمعة مع ذويهم‪،‬‬ ‫ث��م يذهب كل عامل بعد الفجر إلى عمله؛ وهكذا تدب احلركة‬ ‫واحلياة ف��ي جنبات هذه البلدة‪ ،‬ومع الظهي��رة يفئ الناس إلى‬ ‫منازلهم أو عرائشهم في احلقول أو ينزلون أكنان مراكبهم في‬ ‫ع��رض البحر أو البحيرة‪ ،‬حتى إذا ما مالت الش��مس وبدأ وقت‬ ‫العصر‪ ،‬دَ َّب النشاط تارة أخرى‪ ،‬حتى تغيب الشمس؛ فيرجعون‬ ‫إلى ديارهم أو مبايتهم‪ ،‬وهكذا دواليك‪ ...‬تبدو هذه احلياة حافلة‬ ‫هادئة متناغمة‪ ،‬الكل يعرف حدوده وعالقاته‪ ،‬الكل يعيش وفق‬ ‫هذه املنظومة مشدودة احلبال وشيجة الصالت‪...‬‬ ‫أح��د كبار وأعيان هذه البلدة «الريس مدكور» له أس��رة كبيرة‪،‬‬ ‫أحد عش��ر ولدا أكبرهم في العش��رين من عمره‪ ،‬وس��ت بنات‬ ‫أكبرهن ناهزت الثامنة عش��رة من عمرها‪ ،‬له زوجتان فضليان‪،‬‬ ‫ال��كل يعي��ش في س��عادة بالغة‪ ،‬يصل��ون الصل��وات لوقتها‪،‬‬ ‫ويحفظ��ون القرآن أو منه‪ ،‬والكل يعمل إم��ا فى مزرعة الريس‬ ‫مدك��ور التى تزيد عن ثمان��ى فدادين جعله��ا جميعا للماجنو‬ ‫والنخي��ل واجلوافة واألعن��اب‪ ،‬أو يعملون فى الصي��د‪ ،‬فالريس‬ ‫‪26‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬قصة الريس مدكور‪ ..‬والبداية من جديد‬

‫مدك��ور ميلك مركبني للصي��د‪ ،‬أحدهما كبي��ر يعمل عليه‬

‫مين��اء أبى قير‪ ،‬قاب��ل من أخبره أن مركب��ه «مركب التونة»‬

‫أكث��ر من أربعني رجال‪ ،‬وهذا املركب يس��افر في عرض البحر‬

‫كس��ر وكاد أن يغ��رق‪ ،‬ومت َج�� ُّره إل��ى االس��كندرية‪ ،‬وهو فى‬

‫املتوس��ط ليصل إلى صقلية أو رودس الس��يما في ش��هور‬

‫طريقه إلى هناك‪...‬‬

‫(‪ )6،5،4‬وه��ذا املركب مخصص لصيد س��مك التونة‪ ،‬ولرمبا‬ ‫أبحر ه��ذا املركب فى قناة الس��ويس ليعب��ر البحر األحمر‬

‫س��أل الري��س مدكور‪ ،‬وك��م يتكل��ف اصالح ه��ذا املركب؟‬

‫فيص��ل إلى احملي��ط الهن��دي قريبا م��ن اليم��ن والصومال‬

‫قالوا‪:‬رمبا يدخل فى مليون جنيه‪ ،‬قال الريس مدكور مدهوشا ً‬

‫وأثيوبي��ا‪ ،‬أما املركب اآلخر‪ ،‬فهو مركب بـ(ماتور) يعمل عليه‬

‫مليون جنيه!! َكلَّف الريس مدكور أحد رجاله مبتابعة وصول‬

‫نحوا من أربعة عشر رجال‪ ،‬ولكنه يعود أسبوعيا إلى (البلدة)‬

‫«مركب التونة» ورجع هو إلى «برج البرلس» وهو يس��ترجع‬

‫لبيع السمك وتسليم (النقدية) إلى الريس مدكور‪.‬‬

‫«إن��ا هلل وإنا إلىه راجعون!!» يس��ترجع ويفك��ر ماذا يصنع؟‬ ‫ه��ل يقترض هذا املبلغ من زمالئ��ه و رجاالت بلدته؟ رمبا كان‬

‫ميلك الريس مدكور بيتا ضخما يش��رف على بحيرة البرلس‬

‫ه��ذا عيبا!! ماذا يقولون؟ هل يبيع األرض؟ ماذا يقول الناس؟‬ ‫عيب َ‬ ‫أش ّد!! طلب الريس‬ ‫باع الريس مدكور أرضه؟ هذا أيضا ٌ‬

‫عن ستة أمتار‪ ،‬أعد بالبيت الدور األرضى الستقبال الضيوف‬

‫مدكور من زوجاته و أوالده املوجودين فى البلدة أن يجتمعوا‪،‬‬

‫واكرامهم‪ ،‬وأيضا متابعة س��ير العمل ف��ى األرض والبحر؛‬

‫س��نَّا‬ ‫كم��ا طلب من أخويه (عباس و منيب) و هما أقل منه ِ‬ ‫و‪ ‬ماالً‪ ،‬يعمالن لديه فى األرض‪ ...‬قاال له و أشارا عليه أن يبيع‬

‫ويوقع الريس مدكور أس��فل كل ورقة بعد تشطيب اخلانات‬

‫ثلثى األرض بهذا املبلغ‪ ،‬و ال يبال بكالم الناس!!‬

‫مباش��رة ال يفصله عن البحيرة إال عرض الطريق الذى يقل‬

‫حيث يأتى له احملاسب بكشوف اليومية‪ ،‬الداخل واملنصرف‪،‬‬ ‫واألسطر الفارغة‪ ،‬فإذا ما أنهى عمله استراح قليال أو جلس‬ ‫مع أوالده الصغار يتحدث معهم أو يداعبهم‪ ،‬ورمبا ذهب إلى‬

‫كان هذا رأى كل أوالده و أخويه و زوجتيه‪ ،‬إال أن الريس مدكور‬

‫املس��جد ليصلى الظهر وميكث فى املسجد لصالة العصر‪،‬‬ ‫فيصل��ى العصر ث��م ينصرف إلى بيته للغ��داء والراحة إلى‬

‫وج��د فى ذلك َع ْيب��ا‪ ،‬فاقترح عليهم أن يقت��رض من البنك‬

‫ه��ذا املبلغ و يره��ن األرض‪ ،‬قال أخوه (مني��ب) و كان متدينا‬

‫ص�لاة املغرب‪ ...‬وبني ه��ذه األوقات رمبا يأتي��ه أوالده البالغون‬

‫ف�لا يرد طالب��ا أو مينع حاجة لس��ائل‪ ...‬وهك��ذا كانت حياة‬ ‫«الريس‪ ‬مدك��ور» هادئ��ة مليئ��ة باألعم��ال‪ ...‬وكان كل أهل‬

‫متس��ننا‪ ،‬هذا ال يجوز يا مدكور‪ ،‬ه��ذا ربا‪ ،‬و هذا حرام‪ ،‬و قال‬ ‫َّ َ َ‬ ‫(ي ۡم َ‬ ‫ح ُ‬ ‫س��بحانه َ‬ ‫��ق هَّ ُ‬ ‫ٱلر َب ٰوا ْ َو ُي ۡ‬ ‫ٱلل ّ‬ ‫ت) و هدد اهلل‬ ‫��ر يِب ٱلصدق ٰ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ ۡ َ ۡ َ ُ ْ َ ۡ َ ُ ْ‬ ‫م��ن يتاج��ر و يتعامل بالربا باحملارب��ة (فإِن لم تفعل��وا فأذنوا‬ ‫هَّ‬ ‫َۡ‬ ‫ب ّم َِن ٱللِ َو َر ُس هِ‬ ‫ولِۦ) و لعن رسول اهلل –صلى اهلل عليه‬ ‫حِبر ٖ‬ ‫و س��لم‪ -‬الربا فى كل صورها فقال عليه الصالة و الس�لام‬

‫البل��دة يحبونه ويعتبرونه من أفض��ل رجاالتهم‪ ،‬ولذا كانت‬

‫«لعن اهلل آكل الربا و موكله و كاتبه و ش��اهديه و قال هم‬

‫كلمته مسموعة وحكمه نافذا و رأيه مسددا‪ ،‬و كان الشرف‬

‫س��واء» ‪-‬أى فى اللعن‪ .-‬فقال الريس مدك��ور‪ ،‬هذا ليس رِبا‪،‬‬ ‫هذا قرض و حلاجة و الفائدة رمبا تقل عن‪ %2‬كما أفتى بعض‬

‫يخبرون��ه عن أعماله��م فى األرض أو فى املراك��ب‪ ،‬ورمبا أتاه‬ ‫بع��ض أهل البل��دة طلب��ا ً لصدقته أو مش��ورته أو حكمه‪،‬‬

‫كل الشرف ملن زار «الريس مدكور» أو وقف معه أو كلمه‪...‬‬

‫قرض َجرَّ نفعا‪،‬‬ ‫املشايخ!! قال منيب‪ :‬الربا صورته فى الشرع‪ٌ :‬‬

‫و ف��ى عص��ر أح��د األي��ام همس ف��ى أذن��ه هام��س‪ ،‬فقام‬

‫و هذا متحقق فى صورة مش��كلتك يا مدكور! ثم ليس��ت‬

‫«الريس‪ ‬مدكور» كأمنا لدغته عقرب‪ ،‬حيث جمع عليه بعض‬

‫هن��اك ضرورة‪ ،‬فالضرورة لها أحكامها‪ ،‬و احملظور يكون بقدر‬ ‫ً‬ ‫ارض��ا ميكن لك أن تبيع جزء منها لتحل‬ ‫احلاجة‪ ،‬و أنت متلك‬

‫ثيابه وسافر إلى بلطيم ومنها إلى األسكندرية‪ ،‬وهناك فى‬

‫‪27‬‬


‫تابع‪ :‬قصة الريس مدكور‪ ..‬والبداية من جديد‬

‫مش��كلتك!! قال الريس مدكور‪ :‬ال ميكن يا منيب أن يتكلم‬

‫و هك��ذا ضاعت األرض من الريس مدكور‪ ،‬ومركب التونة فى‬

‫الن��اس أن الريس مدكور باع أرضه ألنه محتاج‪ ،‬سأس��تعني‬

‫غاط��س ميناء أبى قير لإلصالح يدفع ل��ه يومية انتظار دون‬

‫ب��اهلل و أره��ن غدا صباح��ا األرض و آخذ الق��رض من البنك‬

‫أمل فى اصالحه قريبا!! دفع هذا املال إلى إدارة امليناء رسوما ً‬

‫بكفر الش��يخ‪ ،‬قال منيب‪ :‬إن فعلت يا مدكور فاعلم أن هذا‬

‫لإلص�لاح‪ ،‬و ملا ضاق به األمر عرض املرك��ب للبيع‪ ،‬فبيع مبلغ‬

‫امل��ال ح��رام‪ ،‬و أن هذا احلرام لن يدخل فى ش��ئ إال أفس��ده‪،‬‬

‫مليون و مائة ألف جنية‪ ،‬أخذ املال و فى الس��يارة النيس��ان‬

‫و اعل��م أن��ك حتارب اهلل و رس��وله و ش��رعه‪ ،‬و لن تكس��ب‬

‫و على الطرق الساحلى و قبيل الفجر هجم عليه اللصوص‬

‫مطلقا‪ ،‬و لرمبا كان هذا بداية الشر لك و ألسرتك السعيدة‬

‫فسرقوا الس��يارة و مابها من مال و تركوه مع ابنه الصغير‬

‫الهادئة املباركة‪ ،‬فانظر إلى أوالدك الصغار قبل الكبار‪ ،‬انظر‬ ‫إلىه��م فهم َفرْخ صغي��ر ينتظرون طعمته��م الطيبة من‬

‫فى العراء الوبيل فى قرس الشتاء و عواصف الرياح!!‬

‫احل�لال الذى عرقت فيه و جلبته إلىهم‪ ،‬فال تفس��د حياتك‬

‫ذهب الريس مدكور فى الصباح إلى قس��م ش��رطة بلطيم‬

‫يا مدكور‪!!...‬‬

‫ليبلغ ع��ن احلادثة‪ ،‬و رجع إلى بيته مثق�لا ال حتمله قدماه‪...‬‬ ‫تذك��ر كالم أخي��ه منيب ((فأذنوا بحرب من اهلل و رس��وله))‬

‫فى صباح اليوم التالى س��افر «الريس مدكور» فى س��يارته‬

‫و عنده��ا عل��م أن التوفي��ق م��ن اهلل وأن الش��رع كله خير‬

‫الـ «النيس��ان» إلى كفر الش��يخ و مع��ه أوراق حيازة األرض‬

‫و أنه ال ينبغى أن يُخدع فى فتاوى بعض املشايخ التى فقدت‬

‫و ملكيتها‪ ،‬و س��حب املال و رهن األرض و كان الس��داد بعد‬

‫نور احلق و هداية الش��رع‪ ،‬و أنه البد من املسارعة فى التوبة‪،‬‬

‫س��نة و ثالثة أش��هر!! أخذ الريس مدكور املال و أنفقه كله‬

‫و إن كان اهلل قد ابتلى مبا قد تلوث من املال‪ ،‬فاحلمد هلل فقد‬ ‫ابقى اهلل له زوجا ً و ولدا ً و دارا ً و مركبا ً صغيراً‪ ،‬حسناً‪ ،‬فليبدأ‬

‫موجودة‪ ،‬البد أن جتلب من اليابان‪ ،‬س��يحتاج هذا إلى س��ته‬

‫م��ن جدي��د‪ ،‬و الينبغى للم��رء أن يالحظ الناس‪ ،‬ب��ل ال بد أن‬

‫أش��هر‪ ،‬رباه‪ ،‬إذن لن يبحر املركب‪ ،‬لن يأتى بخيره إال بعد هذه‬

‫يالحظ رب الناس‪ ،‬ال ينبغى أن يرضى اإلنسان اخللق ويسعى‬

‫امل��دة؟! ترك العم��ال و الصيادون الري��س مدكور للعمل فى‬

‫مب��ا فيه رضاه��م عنه و ثناؤهم عليه‪ ،‬بل الب��د أن يرضى ربه‬

‫مركب آخر‪ ،‬و مرت األش��هر الس��تة و لم تأت هذه القطعة؛‬

‫و مواله‪ ،‬و هذا ه��و النعيم و اللذة‪ ،‬لقد تعلم الريس مدكور‬

‫ألنه��ا نفذت‪ ،‬و املصن��ع يقوم بتصنيعها م��ن جديد‪ ،‬و لرمبا‬

‫أن يكون مع اهلل و هلل‪ ،‬و هكذا كان الدرس مع قسوته لذيذا ً‬

‫احتاجت دورة التصنيع و التوزيع إلى سنة‪ ،‬و هكذا مرت املدة‬ ‫س ّد الدين‪ ،‬و َق َّل ال َدخْ ل ج َّدا‪،‬‬ ‫و لم يستطع الريس مدكور أن ي َ ُ‬

‫ممتعاً؛ ألن طريق اهلل قد ُم َّد من جديد للريس مدكور؛ لعيش‬

‫عل��ى مرك��ب التونة‪ ،‬لك��ن كانت هن��اك قطعة غي��ار غير‬

‫باحلالل و ليبدأ من جديد‪...‬‬

‫و ب��دأت احلي��اة تقلب له ظه��ر اجملن‪ ،‬و ألول م��رة يأتيه أوالده‬

‫ ‬

‫الصغ��ار يطلب��ون لعبة صغي��رة أو ثوبا جدي��دا يقول لهم‬

‫ ‬

‫و الدموع متأل عينيه انظرونى‪( ...‬ربنا يفرجها)‪...‬‬ ‫أن��ذر البنك الريس مدكور بالس��داد‪ ،‬و لم يس��تطع الريس‬ ‫الس��داد‪ ،‬فقام البن��ك بتثمني األرض كله��ا فبلغت مليونا‬ ‫و أربعمائ��ة ألف جنيه‪ ،‬أخذ البن��ك أمواله و عموالته و نحو‬ ‫ه��ذا و رَدَّ إل��ى الري��س مدكور نح��وا من مائت��ى ألف جنيه‪،‬‬ ‫‪28‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫ ‬

‫كتبها‬ ‫املعتصم باهلل الشبلي السلفي‬


‫سير‬ ‫و تراجم نبالء العصر‪ :‬ترجمة‬

‫الشيخ‪ /‬محب ا‬ ‫لدين الخطيب ‪ -‬رحمه اهلل ‪-‬‬

‫بقلم د‪ .‬أحمد النقيب‬

‫الشيخ‬

‫الشيخ محب الدين الخطيب‬ ‫(رحمه اهلل تعالى)‬

‫أح��د أع�لام الس��لفية مبص��ر و العال��م اإلس�لامي‪،‬‬ ‫ب��ل كان م��ن أوائل من أظه��ر املنهج الس��لفي في مصر‬ ‫و‪ ‬الش��ام ف��ي العص��ر احلدي��ث؛ حي��ث س��اهم مبقاالته‬ ‫و‪ ‬مطبوعات��ه و‪ ‬حتقيقاته و‪ ‬مناقش��اته في رس��م حدود‬ ‫و‪ ‬توضي��ح و‪ ‬بيان أص��ول املنهج الس��لفي و‪ ‬الدعوة إليه‬ ‫اً‬ ‫متنقل بني تركيا و‪ ‬دمشق و‪ ‬بيروت‬ ‫و‪ ‬الذب عنه‪ ،‬كما عاش‬ ‫و‪ ‬مك��ة و‪ ‬مص��ر و‪ ‬اليمن حت��ى اس��تقر به املق��ام مبصر‬ ‫و‪ ‬بها مات ‪ -‬عليه رحمة اهلل ‪.-‬‬

‫مولده و حياته األولى و بداية املشوار احلافل‬ ‫ولد الش��يخ ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬بدمشق سنة‪1886‬م‪ ،‬و كان والده‬ ‫عاملًا من علماء الشريعة‪ ،‬يخطب و يدرس فى أحد املساجد‪،‬‬ ‫كما كان يعمل أمينًا لدار الكتب الظاهرة بدمشق الفيحاء‪،‬‬ ‫و بذا نشأ الشيخ فى بيئة علمية‪ ،‬حيث حفظ القرآن الكرمي‬ ‫وتعلم القراءة و الكتابة‪ ،‬ثم التحق باملدرس��ة االبتدائية ثم‬ ‫املدرس��ة الثانوية التى كان��ت تُ َدرِّس مواده��ا كلها باللغة‬ ‫س��لَّ ٌم للكليات‬ ‫التركية‪ ،‬وكان االقبال عليها ش��ديداً؛ ألنها ُ‬ ‫العلي��ا بجامع��ة اس��تنبول‪ ،‬و كانت الش��ام آن��ذاك تابعة‬ ‫للخالفة العثمانية‪ ،‬و ملا ذهب للدراس��ة ف��ى كلية احلقوق‬ ‫سس مع زمالئه (جمعية النهضة‬ ‫و اآلداب َم ًعا باس��تنبول أ َ َّ‬ ‫العربية) التي تركزت رسالتها في الدعوة إلى نهضة اللغة‬ ‫العربي��ة و إحي��اء الثقافة اإلس�لامية املبثوثة ف��ي التراث‬ ‫العرب��ي‪ ،‬و كان م��ن اإلجراءات العملية للجمعي��ة أن ت َُك ِّون‬ ‫فرو ًعا لها في عواصم الدول العربية‪.‬‬ ‫الشرعي و مشايخه‬ ‫طلبه للعلم‬ ‫ّ‬ ‫قب��ل مرحلة الثانوية و بعدها‪ ،‬اس��تفاد الش��يخ كثيرًا من‬ ‫وال��ده‪ ،‬و بع��د وفاة والده اس��تفاد من العلم��اء زمالء والده‬

‫في دراس��ة العلوم الش��رعية و آداب اللغ��ة العربية‪ ،‬و كان‬ ‫أظهر من َم َّد له يد العون شييخه العالمة طاهر اجلزائرى‪ ،‬و‬ ‫كان مجاه ًدا في نش��ر الثقافة اإلسالمية و العربية و جمع‬ ‫التراث العلمي‪ ،‬و صار الشيخ محب أثِرا ً لدى شيخه فخصه‬ ‫بنس��خ كثير من اخملطوطات النادرة املفيدة السيما لشيخ‬ ‫اإلس�لام ابن تيمية و ابن القيم ليستفيد من علمها‪ ،‬و لرمبا‬ ‫صل شيئًا من الرزق من نسخها و كانت هذه هى بواكيره‬ ‫َح َّ‬ ‫األولى لالطالع على املنهج الس��لفى‪ ،‬كما خصه الش��يخ‬ ‫طاهر بحض��ور مجالس��ه اخلاصة حيث كانت املناقش��ات‬ ‫العلمية و الفكرية الس��اخنة الس��يما فى مجال الرد على‬ ‫َصرين الذين يثيرون الشبهات حول اإلسالم و الرسول‪j ‬‬ ‫املُن ِّ‬ ‫و هن��ا تبلورت العقلي��ة العلمية املتحف��زة اجملاهدة الوثابة‬ ‫لدى الشيخ ‪-‬رحمه اهلل‪.-‬‬ ‫َ‬ ‫الدعوى و اإلجتماعى‬ ‫مشواره العلمي و‬ ‫ملا س��افر إل��ى تركيا للدراس��ة اجلامعية و أس��س اجلمعية‬ ‫املش��ار إليها آن ًفا‪ ،‬التقى مبش��ايخ تركيا و اس��تفاد منهم‪،‬‬ ‫ثم رحل من تركيا إلى دمش��ق حيث استقر قليالً‪ ،‬ثم سافر‬ ‫منه��ا إلى احلديدة باليمن‪ ،‬حيث عم��ل مترج ًما بالقنصلية‬ ‫التركي��ة هناك‪ ،‬كما َم��رَّ على القاهرة‪ ،‬حي��ث التقى هناك‬ ‫بش��يخه طاهر اجلزائ��رى و بعض أقران��ه كمحمد كرد علي‬ ‫و‪ ‬رفيق العظم‪ ،‬و من مش��ايخه الذين استفاد منهم أيضاً‪:‬‬ ‫أحم��د النوبالتى‪ ،‬و جم��ال الدين القاس��مى‪ ،‬و محمد علي‬ ‫مس��لم‪ ،‬و كان للش��يخ ‪-‬رحم��ه اهلل‪ -‬اهتم��ام بال��رد على‬ ‫املفتري��ن من النص��ارى‪ ،‬و بيان أحوال املس��لمني فى نس��ق‬ ‫احلروب الصليبية املعاصرة الفكرية و العس��كرية‪ ،‬ويتضح‬ ‫هذا جليا ً فى الفقرة التالية‪.‬‬ ‫استقراره مبصر وجهاده العلمى و الدعوى و العملى‬ ‫و ملا اس��تقر الش��يخ مبص��ر أول��ى اهتما ًم��ا كبيرًا بنش��ر‬ ‫أيض��ا مجلة‬ ‫آرائ��ه و‪ ‬أف��كاره‪ ،‬فأص��در مجلة «الزه��راء» و ً‬ ‫«الفت��ح» كما كتب أجزا ًءا من مجموع��ات علمية صغيرة‪،‬‬ ‫كما كت��ب فى جريدة «املؤي��د» و هى اجلري��دة األولى مبصر‪،‬‬ ‫‪29‬‬


‫تابع‪ :‬سير و تراجم نبالء العصر‪ :‬ترجمة الشيخ‪ /‬محب الدين الخطيب ‪ -‬رحمه اهلل ‪-‬‬

‫و نشرت له مجلة املنار ترجمات عدة ملقاالت فكرية و تربوية‬ ‫و سياس��ية‪ ،‬و لقد كان الش��يخ ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬مطل ًعا على‬ ‫ثقاف��ة األوروبني و األتراك مجي ًدا للغة العربية‪ ،‬و مكنه ذلك‬ ‫م��ن اإلطالع عل��ى ثقافات العالم باللغ��ات احلية ثم القيام‬ ‫بتحليله��ا و ترجم��ة املفيد منه��ا مع تعليقات��ه الدقيقة‬ ‫و‪ ‬العميقة‪ ،‬و كان ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬ينش��ر ه��ذه التحليالت فى‬ ‫«ملحق جريدة املؤيد»‪ ،‬و اس��تمر به العمل أن أنشأ «املكتبة‬ ‫الس��لفية و مطبعته��ا»‪ ،‬و جعل رس��التها‪ :‬نش��ر الكتب‬ ‫الس��لفية الهادفة من خ�لال اخلطى فى خط�ين متوازيني‪:‬‬ ‫أيضا الكتب املعاصرة التى‬ ‫نش��ر الكتب التراثية املفيدة‪ ،‬و ً‬ ‫يعود خيرها على أمة اإلس�لام‪ ،‬و اخلط الثانى‪ :‬جعل األفكار‬ ‫و املب��ادئ فى نش��رات و كتيبات صغيرة متواضعة س��عرها‬ ‫رمزى‪ ،‬ليسهل حملها و نشرها و انتشارها‪.‬‬ ‫و كان من مواقفه أنه َح َ‬ ‫ش��د ال َدع��م املعنوى و املادى جلهاد‬ ‫اإليطاليني ف��ى ليبيا‪ ،‬فعلى صفحات مجل��ة «املؤيد» َفتَح‬ ‫ب��اب التبرع املادى و املعنوى‪ ،‬و كتب أس��ماء املتطوعني‪ ،‬ومن‬ ‫مواقف��ه دع ًما لوحدة املس��لمني وألاَّ يغت��روا بالكفار‪ ،‬وهذا‬ ‫دلي��ل العقيدة الس��لفية و احلنك��ة السياس��ية الواعية‪،‬‬ ‫رفضه و انكاره على الشريف احلسني بن علي شريف احلجاز‬ ‫انش��قاقه على األتراك و حتالفه مع احللفاء (اجنلترا و فرنسا‬ ‫و روس��يا)‪ ،‬و لقد كان من آثار حركة احلس�ين بن علي دخول‬ ‫الفرنس��يني و احتاللهم س��وريا و لبنان‪ ،‬و اس��تقرار العراق‬ ‫و‪ ‬األردن و‪ ‬فلس��طني الجنلترا‪ ،‬و هكذا تبني سداد رأى الشيخ‬ ‫مح��ب الدي��ن‪ ،‬و أن الفالح و‪ ‬النص��ر ال يكون أب��دا مبحالفة‬ ‫الكفار أو الثقة فى وعودهم‪.‬‬ ‫من آراء الشيخ و أفكاره‬ ‫‪ -1‬االهتمام بصالح األمة و إقامة ش��رع اهلل عن طريق تربية‬ ‫النشء اإلس�لامى‪ ،‬فاألمة تتكون من طبقات متوالية‪ ،‬أولها‬ ‫تربية األفراد ثم تربية اجلماعات فى املنزل و األسرة و املدرسة‬ ‫ثم تربي��ة قطاع��ات اجملتمع املتخصص��ة (جتاري��ة‪ /‬زراعية‪/‬‬ ‫صناعي��ة)‪ ...‬و يق��وم بهذا العبء جيل م��ن املربني الربانيني؛‬ ‫‪30‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫ومن أجل هذا أسس الشيخ جمعية إسالمية خالصة تقوم‬ ‫على أكتاف الش��باب الصالح‪ ،‬وكان من أعضائها الغيورين‪:‬‬ ‫أحم��د تيم��ور و عبد العزي��ز جاويش و عبد الوه��اب النجار‬ ‫و‪ ‬غيرهم و أسندت رئاسة اجلمعية إلى الدكتور‪ /‬عبداحلميد‬ ‫سعيد؛ و بهذا ظهرت جمعية «الشبان املسلمني» و امتدت‬ ‫فروعها داخل و خارج مصر‪.‬‬ ‫‪ -2‬االعتقاد اجلازم أن االصالح السياسى و االجتماعى و‪ ‬التربوى‬ ‫و االقتص��ادى ال يكون إال عن طريق االس�لام وحده‪ ،‬االس�لام‬ ‫الصافى النقى عن ش��وب الثقافة الواف��دة أو املصطلحات‬ ‫معان صاحلة!!!‬ ‫الفاسدة مهما حاولنا إكسابها‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -3‬التجديد احلقيقى إمنا ينبعث من ب َ ْعث النهضة اإلسالمية‬ ‫م��ن جديد آخذين بأس��باب العزة و الق��وة‪ ،‬دون أن نذوب فى‬ ‫غيرنا أو نخرج من أنفسنا‪.‬‬ ‫‪ -4‬ض��رورة االرتق��اء العلم��ى؛ إذ إن العل��م ال��ذى ب��ه تقوم‬ ‫أس��باب احلض��ارة عل��م عاملى ال تخت��ص به أم��ة دون أمة‪،‬‬ ‫و إن خرج من إحدى األمم‪.‬‬ ‫‪ -5‬ض��رورة التع��اون على نفع األمة؛ إذ االس�لام مس��ؤلية‬ ‫كل مس��لم‪ ،‬و كل مسلم ش��ريك لكل مسلم فى جامعة‬ ‫االس�لام‪ ،‬فال بد من مراع��اة أخـالق الش��راكـة و إال كـانت‬ ‫اخليانـة و كان املس��لـم عاطـالً يتغـذى مـن اجلـس��ـم دون‬ ‫أن يـفـيـده شـيـئـاً‪.‬‬ ‫‪ -6‬هن��اك قومية أس��مى م��ن القوميات الوطني��ة احملدودة؛‬ ‫إنها قومية احلضارة االسالمية؛ إذ إن مناطها اللغة و املولد‬ ‫و‪ ‬الش��عور املش��ترك‪ ،‬و مصر عل��ى رأس القي��ادة الفكرية‬ ‫و‪ ‬الدينية فى العالم العربى و االسالمى‪.‬‬ ‫‪ -7‬األدب مرآة للبيئة التى فيها نش��أ األديب‪ ،‬و بني س��طوره‬ ‫تتجلى آالم األمة و آمالها‪.‬‬ ‫‪ -8‬الدعوى إلى العامية ه��دم للفصحى‪ ،‬و دعاتها يكرهون‬ ‫اللغة العربية‪.‬‬ ‫‪ -9‬بي��ان األخط��ار العقائدية و الفكرية التى ت��دور بالعالم‬ ‫اإلس�لامى‪ :‬النصراني��ة و اليهودي��ة و البوذي��ة و الرافضية‬ ‫و املستش��رقية و العلماني��ة و فض��ح مخططاتهم لغزو‬ ‫العالم اإلسالمى فكريا ً و ثقاف ًيا‪.‬‬


‫تابع‪ :‬سير و تراجم نبالء العصر‪ :‬ترجمة الشيخ‪ /‬محب الدين الخطيب ‪ -‬رحمه اهلل ‪-‬‬

‫‪ -10‬رفض��ه الت��ام للتقارب مع الش��يعة الرافضة‪ ،‬و‪ ‬انكاره‬ ‫الش��ديد عل��ى «اإلخ��وان املس��لمني» الذي��ن حاول��وا هذا‬ ‫التق��ارب و انّتقدهم بش��دة فى مق��ال «كالم صريح و كالم‬ ‫مبهم حول خرافة التقريب بني املذاهب» و نش��ر هذا املقال‬ ‫ف��ى صحيف��ة «الفت��ح»‪ ،‬و كان يق��ول عن عب��ارة التقريب‬ ‫بني الس��نة و‪ ‬الرافض��ة «التخريب»‪ ،‬و يس��مى دار التقريب‬ ‫ب��ـ «دار التخريب» و قد س��بب هذا املوقف َج َف��ا ًء بينه وبني‬ ‫اإلخوان –عليه رحمة اهلل‪.-‬‬ ‫انتاجه العلمى‬ ‫‪ -1‬لع��ل مقاالت��ه ف��ى األه��رام و املؤي��د و الزه��راء و الفتح‬ ‫و‪ ‬غيرها‪ ،‬ثم رئاسته لتحرير مجلة األزهر و مقاالته بها‪ ،‬تُ َع ّد‬ ‫كنزًا دفينا ً فى حاجة إلى جمع و دراسة‪.‬‬ ‫‪ -2‬ل��ه من املصنف��ات‪ :‬الرعيل األول ‪ -‬تقومينا الشمس��ى ‪-‬‬ ‫األزهر ‪ -‬قص��ر الزهراء باألندلس ‪ -‬تاغور ‪ -‬اخلطوط العريضة‬ ‫للشيعة اإلمامية االثنى عشرية‪.‬‬ ‫‪ -3‬حق��ق ع��ددًا من الكت��ب العربية القدمية‪ ،‬مثل‪ :‬امليس��ر‬ ‫و‪ ‬القداح الب��ن قتيبة‪ ،‬و اخلراج البى يوس��ف‪ ،‬و تاريخ الدولة‬ ‫النصرية للسان الدين بن اخلطيب‪ ،‬و العواصم من القواصم‬ ‫ألبى بكر بن العربى‪ ،‬كما حقق كتاب «األدب املفرد» للبخارى‬ ‫و خَ رَّج أحاديثه‪.‬‬ ‫‪ -4‬ترج��م إل��ى العربي��ة مذكرات غلي��وم الثان��ى‪ ،‬و الدولة‬ ‫و اجلماع��ة للترك��ى‪ /‬أحم��د ش��عيب و غيرها م��ن الكتب‪،‬‬ ‫و م��ن أش��هرها كت��اب «الغ��ارة عل��ى العالم اإلس�لامى»‬ ‫ل��ـ «ا‪.‬ل‪.‬ش��افليه» و س��اعــده فـ��ى نقلــه إل��ى العربية‬ ‫مـسـاعـد الـيـافـعـي‪.‬‬ ‫‪ -5‬قام باإلش��راف على طباعة العديد من الكتب السلفية‬ ‫فى مطبعته ذائعة الصيت‪ ،‬املطبعة السلفية و مكتبتها‪،‬‬ ‫و من أش��هرها كتب ش��يخ اإلس�لام ابن تيمية كالعبودية‬ ‫و احلِس��بة و غيره��ا‪ ،‬كما نش��ر فتح البارى ش��رح صحيح‬ ‫البخارى بتعليقات ابن باز ‪-‬عليهما رحمة اهلل‪.-‬‬ ‫‪ -6‬مراس�لاته من علماء وأدباء عصره‪ ،‬ومن أشهرها رسائله‬ ‫للش��يخ األلبان��ي‪ ،‬ومنها رس��الة قيدت ف��ى مقدمة آداب‬

‫الزفـاف ومـراسالتـه مـع األميـر سكيب آرسلـن وبلغــت‬ ‫ألـف رسـالــه‪.‬‬ ‫‪ -7‬له تعليقات ماتعة‪ ،‬ومنها تعليقاته علي كتاب املنتقي من‬ ‫منهاج االعتدال للذهبي وغيرها من الكتب السلفية النافعة‪.‬‬ ‫وفــاتـــه‬ ‫ف��ي الس��نني األخي��رة عكف ف��ي بيت��ه للق��راءة والبحث‬ ‫والتصنيف‪ ،‬وكان ال يخرج إال عصر يوم اجلمعة حيث يذهب‬ ‫إل��ي س��ور األزبكية مش��يا علي قدمي��ه‪ ،‬ولرمبا أخ��ذ ولده‬ ‫«قصى» وكان صغيرا(*)‪ ،‬ثم يعود أدراجه إلي منزله‪ ،‬واس��تمر‬ ‫ه��ذا حاله‪ ،‬ثم أَلَ َّم به َمرَض‪ ،‬فنقل إلى مستش��فى الكاتب‬ ‫بالدق��ى باجليزه‪ ،‬وأ َ ْجرَوا له عملية جراحية س��رعان ما توفى‬ ‫بعدها يوم ‪ 22‬ش��وال س��نة ‪ 1389‬هـ املوافق ‪ 30‬ديس��مبر‬ ‫سنة ‪ 1969‬م‪ .‬عليه رحمة اهلل‪.‬‬ ‫سن اخلُلق‬ ‫(*) وهو زميل بكلية اآلداب جامعة القاهرة وكان مدرسا لألدب العربي بقسم اللغة العربية‪َ ،‬ح َ‬ ‫والديانة‪-‬رحمه اهلل تعالى‪.-‬‬

‫‪31‬‬


‫ذخائر المخطوطات‬

‫ننتق��ي لكم فى هذا الباب من كل عدد من اجمللة‬ ‫بيانات عن النفائس املوجودة فى‪:‬‬

‫وحدة اخملطوطات‬ ‫فى دار طابه للدراسات والنشر‪.‬‬

‫للتواصل معنا ملن أراد نسخة من أحد اخملطوطات املعروضه‪،‬‬ ‫عبر بريد القراء‪malmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫تقدمي‪ /‬م‪ .‬محمد عبد العظيم‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫‪ 12‬نــوع الـفــن‬ ‫محمد بن الوردي‬ ‫حتذير ونهاية عن اتباع البدع‬ ‫‪ 1273 – ...... – ... – ......‬هـ‬ ‫‪9‬‬ ‫مغربي‬

‫العقيدة‬

‫مصدر اخملطوط‬

‫إسـم الناسخ‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫حـال اخملطوط‬

‫املكتبة األزهرية‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬

‫لم يُذكر‬ ‫‪24 -18‬‬ ‫جيد‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬وصلى اهلل على نبينا محمد وآله وصحبه‪،‬‬ ‫احلمد هلل وحده ال رب غيره وال معبود سواه‪ ،‬نحمده حمدا كثيرا ونشكره شكرا بالغا‪...،‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬وهذا ما تيسر لي جمعه‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا‪.‬‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫مصدر اخملطوط‬ ‫العقيدة‬ ‫‪ 13‬نــوع الـفــن‬ ‫يوسف بن محمد بن مسعود بن محمد السرمري‬ ‫نهج الرشاد في نظم االعتقاد‬ ‫اخلميس – ‪ – 14‬صفر – ‪ 730‬هـ‬ ‫إسـم الناسخ‬ ‫‪9‬‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫حـال اخملطوط‬ ‫نسخ‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بدأت اعتقادي باسم ذي العفو والغفر‬ ‫وأال إلــه يـعـلـم اجلـهـــر واخلفــــا‬

‫وثـنـيـت أن الـحـمـد للـواحـد البــر‬ ‫سـوى اهلل بــاري خلقـه منزل القطر‬

‫نهاية اخملطوط‬ ‫وأبياتهــا خمسـون مـع مـائـة لـهـا‬ ‫مـؤلفهـا نـجـل الـعـبـادي يوســف‬

‫‪32‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫سنا البدر مع صوب الغمام على البدر‬ ‫وخـاتـمـهـا بالحمـد هلل والـشـكـر‬

‫بدمشق‬ ‫بالـدار‬ ‫األسد‬ ‫النسـخ‬ ‫رقـممكتبة‬ ‫دار الكتب األهلية ( ‪) ...‬‬

‫اسحاق بن محمد الرشيد الهاشمي العباسي‬ ‫‪15‬‬ ‫جيد‬


‫تابع‪ :‬ذخائر المخطوطات‬

‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫العقيدة‬

‫مصدر اخملطوط‬

‫‪ 14‬نــوع الـفــن‬ ‫جالل احلقيقة والدين‬ ‫أسماء اهلل احلسنى وخواصها على التمام والكمال‬ ‫‪ ...... – ...... – ... – ......‬هـ‬ ‫إسـم الناسخ‬ ‫‪9‬‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫حـال اخملطوط‬ ‫نسخ‬

‫املكتبة األزهرية‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬

‫لم يُذكر‬ ‫‪20 - 19‬‬ ‫جيد ‪ ،‬لكنه ناقص اآلخر‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬هو اهلل الذي ال إله إال هو عالم الغيب والشهادة‪ ،‬من قرأ هذه األسماء احلسنى هذا القدر‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬الرشيد‪ :‬من قرأ هذا االسم مائة مرة في الليل فإن اهلل يقبل عمله‪ ،‬الصبور‪ ...:‬ناقص اآلخر‪.‬‬ ‫رقم اخملطوطة‬ ‫إســم املؤلف‬ ‫إسـم اخملطوط‬ ‫تاريـخ النسخ‬ ‫عـــدد األوراق‬ ‫نـــوع اخلــط‬

‫العقيدة‬

‫‪ 15‬نــوع الـفــن‬ ‫جالل الدين السيوطي‬ ‫ال ُّدر املنظم في اسم اهلل األعظم‬ ‫‪ ...... – ...... – ... – ......‬هـ‬ ‫‪3‬‬ ‫نسخ‬

‫مصدر اخملطوط‬

‫إسـم الناسخ‬ ‫عــدد األسطر‬ ‫حـال اخملطوط‬

‫املكتبة األزهرية‬

‫رقـم النسـخ بالـدار‬

‫لم يُذكر‬ ‫‪23‬‬ ‫جيد‬

‫بداية اخملطوط‬ ‫بس��م اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬احلمد هلل الذي له األس��ماء احلس��نى والصفات العليا‪ ،‬والصالة والس�لام على س��يدنا محمد اخملصوص‬ ‫سئلت عن االسم األعظم وما ورد فيه‪...‬‬ ‫بالشفاعة العظمى‪ ،‬وبعد‪ :‬ملا ُ‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬تم الكتاب بحمد اهلل وعونه‪ ،‬وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‪ ،‬آمين‪.‬‬ ‫رقـم النسـخ بالـدار‬ ‫املكتبة األزهرية‬ ‫مصدر اخملطوط‬ ‫العقيدة‬ ‫رقم اخملطوطة ‪ 1-19‬نــوع الـفــن‬ ‫إســم املؤلف محمد بن عبد الواحد بن مسعود السكندري السيواسي املعروف بابن الهمام احلنفي ت ‪ 861‬هـ‬ ‫إسـم اخملطوط األحكام املنيفة لإلمام أبي حنيفة‬ ‫تاريـخ النسخ األحد – ‪ – 17‬ذي احلجة – ‪ 1113‬هـ‬ ‫إسـم الناسخ عثمان بن إلياس‬ ‫عـــدد األوراق ‪41‬‬ ‫عــدد األسطر ‪17‬‬ ‫حـال اخملطوط جيد‬ ‫نـــوع اخلــط نسخ‬ ‫بداية اخملطوط‬ ‫س��ئلت جمعه وترتيبه وتهذيب��ه عن املكررات وتقريبه من األصول‬ ‫حمدا هلل كفاء أفضاله‪ ،‬والصالة على س��يدنا محمد وآله‪ ،‬فهذا ما ُ‬ ‫املنيفة لإلمام أبى حنيفة‪ ،‬جمعتها من أصول كتبه التي أمالها على أصحابه من الفقه األكبر و الرسالة و‪...‬‬ ‫نهاية اخملطوط‬ ‫‪ ...‬والش��يخ اإلمام محمد بن مقاتل الرازي عن اإلمامين القاضي أبي مطيع الحكم بن عبد اهلل البلخي‪ ،‬وأبى مقاتل حفص بن مس��لم‬ ‫السمرقندى‪ ،‬وهم عن إمام األئمة أبى حنيفة نعمان بن ثابت الكوفي ‪-‬رضى اهلل تعالى عنه‪.-‬‬

‫‪33‬‬


‫تزم‪ ،‬نصائح و وسائل العالج‬

‫حتك‪ :‬قصر النظر و االستجما‬

‫ص‬

‫بقلم‪ /‬د‪ .‬شكري محسن‬

‫بس��م اهلل‪ ،‬والصالة والس�لام على رس��ول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫بعد‪ ...‬فإن من أجل نعم‬ ‫وس��لم‪ ...‬هَّ ُأما َ ۡ َينۡ‬ ‫وس��لم وعلى اله وصحبه َ َ ۡ جَ ۡ‬ ‫َ‬ ‫اهلل العينني قال تعالى‪( :‬ألم نعل لۥ عين ِ ‪ )٨‬ابلدل‪،‬‬ ‫حت��ى قيل‪ :‬لو لم يكن في الكون س��وى اإلنس��ان‪ ،‬ولم يكن من‬ ‫وجود اإلنسان س��وى العني‪ ،‬لكانت مطالعة هذا العضو كافية‬ ‫وحدها ملعرفة علم اهلل الواسع وقدرته جل وعال‪.‬‬ ‫وفى هذا املقال نعرض ملوضوع قصر النظر وعالجه واالستجماتزم‬ ‫والعادات التي تؤثر على ضعف النظر‪.‬‬ ‫ونتعرض بشىء من التفصيل عن الليزك واالسئلة املثارة حوله‪.‬‬

‫قصر النظر‬ ‫من أكثر عيوب األبصار شيوعا‪ ،‬وفيه ترى األشياء البعيدة غير واضحة‪.‬‬ ‫فى العني الطبيعية عندما تس��قط األشعة املرئية على سطح‬ ‫العني تنثنى من خالل القرنية ثم تنثنى مرة أخرى من خالل عدسة‬ ‫العني لتتجمع األشعة فى صورة واضحة على سطح الشبكية‬ ‫فى اجل��زء اخللفى للعني‪ ،‬اما فى حالة قصر النظر وبس��بب كبر‬ ‫حج��م العني عن الطبيعى فإن الص��ورة بعد مرورها من القرنية‬ ‫والعدسة تتكون أمام الشبكية وليس على الشبكية ثم تتفرق‬ ‫األشعة بعد ذلك لتصل إلى الشبكية غير واضحة‪.‬‬ ‫وعادة مايب��دأ قصر النظر فى الطفولة وت��زداد درجته تدريجا أثناء‬ ‫النمو واملراهقة لتس��تقر عادة مع اكتمال النمو عند سن الثامنة‬ ‫عش��ر وأحيانا بعد ذلك‪ .‬وتعنى مصطلح قص��ر النظر أن املصاب‬ ‫به يس��تطيع رؤية األش��ياء القريب��ة بوضوح بدون نظ��ارة‪ ،‬ولكنه‬ ‫اليستطيع رؤية األش��ياء البعيدة بوضوح‪ ،‬وكلما زادت درجة قصر‬ ‫النظر يقل وضوح البعيد ويزداد سمك عدسات النظارة املستخدمة‬ ‫ميك��ن تصحيح قصر النظ��ر بأى طريقة تقلل من قوة انكس��ار‬ ‫العني‪ ،‬كالنظارات والعدس��ات الالصقة والليزك‪ ،‬وفى النظارات‬ ‫والعدس��ات الالصقة يتم اس��تخدام عدسة سالبة أسمك فى‬ ‫أطرافها عن مركزها‪ ،‬بينما يقوم الليزك والليزر بتعديل س��طح‬ ‫القرنية بواسطة ليزر اإلكزامير البارد‪.‬‬ ‫العادات أو بعض االمراض التي تؤثر على ضعف النظر‬ ‫‪ )1‬مرض السكري يلعب دور اساسي‪.‬‬ ‫‪ )2‬مشاهدة التلفزيون على مسافه قريبه‪.‬‬ ‫‪ )3‬استخدام الكمبيوتر بكثرة فهو يؤثر على صحة العني‪.‬‬ ‫‪ )4‬اللي��ز او ضوء املصباح العادي او ضوء الش��مس عندما يوجه‬ ‫الي العني مباشرة و بكثرة‪.‬‬ ‫‪ )5‬استخدام نظارات طبيه بدون حاجه اليها يضعف النظر كثيرا‪.‬‬ ‫‪ )6‬نقص االكسجني عند الوالدة‪.‬‬ ‫االستجماتزم‬ ‫فى حاالت االس��تجماتزم تكون القرنية غير منتظمة اإلستدارة‬ ‫مم��ا يجعل قوتها ف��ى احملور األفقى مثال مختلف��ة عن قوتها فى‬

‫‪34‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬

‫احملور الرأس��ى مما يجعل األش��عة الواصلة إلى العني تتجمع فى‬ ‫عدة نقاط أمام أو خلف الش��بكية وليس فى نقطة واحدة على‬ ‫الش��بكية‪ ،‬ويجعل الصورة التبدو واضحة قريبة كانت أو بعيدة‬ ‫من العني‪ ،‬وعادة مايصاحب االستجماتزم قصر أو طول نظر‪.‬‬

‫ويتم تصحيح االستجماتزم فى النظارات أو العدسات الالصقة‬ ‫مبا يسمى العدسات االسطوانية والتى تختلف قوتها فى اجتهاتها‬ ‫اخملتلفة‪ ،‬كما أثبت األجيال احلديثة من أجهزة الليزر فعالية عالية‬ ‫جدا فى عالج االستجماتزم بواسطة تقنية الليزك‪.‬‬ ‫ماهو الليزك‬ ‫اللي��زك هو نوع م��ن جراحات الليزر التى يت��م إجراؤها للحصول‬ ‫على رؤية ممتازة دون اإلعتماد على النظارة أو العدسات الالصقة‪،‬‬ ‫وكلمة الليزك هى اختصار لعدة كلمات إجنليزية والتينية تعنى‬ ‫استخدام الليزر لتعديل شكل القرنية‬ ‫‪Laser-Assisted In Situ Keratomileusis‬‬ ‫والقرنية هى النسيج الش��فاف املوجود فى مقدمة العني وهى‬ ‫املس��ؤولة عن اجل��زء األكبر من تركي��ز الص��ورة الواصلة للعني‬ ‫بصورة حادة على س��طح الش��بكية‪ ،‬وهذا التعديل فى سطح‬ ‫القرنية بواسطة ليزر اإلكزامير البارد هو تغيير دائم وثابت‪.‬‬ ‫وف��ى عملية الليزك يتم رفع جزء رقيق جدا من س��طح القرنية‬ ‫ثم يتم تس��ليط ليزر فائق الدقة على القرنية حتت اجلزء الذى مت‬ ‫رفعه بكمية مس��اوية متاما لدرجة قصور اإلبصار‪ ،‬ثم يتم إعادة‬ ‫هذا اجلزء من القرنية ليثبت مكانه دون احلاجة ألى غرز‪،‬‬ ‫وتتميز عملية الليزك بهذا األس��لوب باإللتئام الس��ريع وظهور‬ ‫نتيجة سريعا مع استعادة اإلبصار اجليد بعد العملية بساعات‬ ‫قليل��ة مع مزاولة النش��اط املعتاد ف��ى اليوم التال��ى للعملية‬ ‫مباش��رة بعكس أسلوب الليزر العادى الذى كان يتم إجراؤه قبل‬ ‫ظه��ور الليزك‪ ،‬إذ أن��ه كان البد من اإلنتظار لعدة أس��ابيع حتى‬ ‫ته��دأ حالة العني و تس��تعيد الق��درة على اإلبص��ار اجليد‪ ،‬وفى‬ ‫الس��نوات األخيرة ظهرت تكنولوجيا بصمة العني (‪)wavefront‬‬ ‫لكى تقدم إمكانية العالج التفصيلى للحاالت الصعبة‪.‬‬ ‫خطوات الليزك‬ ‫اخلط��وة األولى‪ :‬خارج غرفة الليزر‪ :‬يقوم أحد املس��اعدين بوضع‬ ‫قط��رة فى العينني ثم يتم إدخالك إلى غرفة الليزر ويطلب منك‬ ‫أن تستلقى على سريــر الليــزر‪،‬‬ ‫يتم وضع نقطة قطــرة أخــرى‬ ‫فـى العــني ثـم يقــوم الطبيب‬ ‫بوضع مباعد للجفون للتأكد من‬ ‫عدم إغماض العني أثناء الليـــزر‪.‬‬


‫تابع‪ :‬صحتك‪ :‬قصر النظر و االستجماتزم‪ ،‬نصائح و وسائل العالج‬

‫اخلطوة الثانية‪ :‬يتم رفع اجلزء السطحى من القرنية بواسطة‬ ‫جه��از امليكروكيرات��وم بعد رفع الضغط داخ��ل العني للحصول‬ ‫على س��طح أملس ومستو‪ .‬وتس��تغرق هذه اخلطوة من ‪20-15‬‬ ‫ثاني��ة يقل خاللها إحساس��ك بالنور بدرج��ة كبيرة‪ ،‬وفى بعض‬ ‫املراكز االن تتم هذه اخلطوة بواس��طة جهاز لي��زر اخر (انتراليز)‪،‬‬ ‫ول��م يثبت حتى االن أفضلية لهذا األس��لوب‪ ،‬وس��مك قش��رة‬ ‫القرنية التى يتم رفعها يت��راوح بني ‪ 160-90‬ميكرون‪ ،‬وامليكرون‬ ‫هو جزء من ألف جزء من امللليمتر‪،‬‬

‫اليس��مح س��مك القرنية أحيانا بإضالح أكثر م��ن ‪ 7‬أو ‪ 8‬درجات‬ ‫من‪ ‬قصر النظر‪ ،‬وعل��ى اجلانب االخر ميكن إجراء الليزك فى حاالت‬ ‫قليلة من قصرالنظر تتجاوز‪ 10‬درجات‪ ،‬ولذلك يجب إجراء العديد‬ ‫من الفحوص لتحديد العملية املناسبة لكل شخص‪ .‬‬ ‫كم من الوقت تستغرق عملية الليزك؟‬ ‫حوال��ى عش��ر إل��ى خمس��ة عش��رة دقيق��ة للعين�ين اإلثنني‪،‬‬ ‫والعودة إلى املنزل بعدها مباشرة‪.‬‬ ‫ماهو نوع التخدير املستخدم فى الليزك؟ وهل هناك ألم؟‬ ‫التخدير بقطرة فقط توضع قبل العملية مباشرة بدون أى حقن‬ ‫أو أى شئ من هذا القبيل‪ ،‬ولن يكون هناك أى ألم فى أى مرحلة‬ ‫من العملية‪ ،‬بالطبع س��وف تش��عر بحركة يد الدكتور وضغط‬ ‫أحيانا فى منطقة العني‪ ،‬ولكن ليس أملا على اإلطالق‪.‬‬ ‫هل يتم عمل العينني فى نفس الوقت؟‬ ‫يفضل ذلك‪ ،‬وهذا ما يقوم ب��ه الطبيب عادة‪ ،‬حيث يجنبك ذلك‬ ‫اإلحساس املزعج بالفرق بني العينني‪.‬‬ ‫ماهى نسبة جناح العملية؟‬ ‫حتقيق الهدف املنش��ود لقوة اإلبصار يت��م فى أكثر من ‪ %95‬من‬ ‫احلاالت بفضل اهلل‪ ،‬وهى تعتمد على درجة قصر النظر املوجودة‬ ‫قبل العملية‪ ،‬وباقى احلاالت تقل س��طرا أو اثنني فقط عن الرقم‬ ‫املنش��ود‪ .‬وبصفة عامة فإن نس��بة من يس��تغنون عن النظارة‬ ‫رؤي��ة ‪ 12/6‬أو أفضل تصل إلى أكثر م��ن ‪ ،%95‬وحوالى‪ %80‬تصل‬ ‫قوة اإلبصار إلى ‪ 6/6‬بدون نظارة‪ ،‬وبعض الناس تفضل استخدام‬ ‫نظارات خفيفة أثناء قيادة الس��يارة ليال أو للقراءة‪ ،‬وفى احلاالت‬ ‫الن��ادرة التى ال يتم إص�لاح قصر النظر فيه��ا بالكامل فى املرة‬ ‫األولى ميكن إضافة عالج بالليزر‪.‬‬ ‫متى يستقر النظر بعد العملية؟ ومتى ميكن العودة للعمل؟‬ ‫ع��ادة يوجد زغلل��ة تختلف درجتها من ش��خص الخ��ر فى يوم‬ ‫العملي��ة‪ ،‬ونس��تطيع الق��ول بأن الرؤية تس��تقر بنس��بة ‪%80‬‬ ‫ف��ى اليوم التالى للعملية حيث ميكن ممارس��ة كافة األنش��طة‬ ‫الطبيعية بدون نظارة‪ ،‬وخالل األس��بوع األول تزيد هذه النس��بة‬ ‫إلى ‪ %90‬ثم يستقر متاما بعد ستة أشهر‪.‬‬

‫اسئلة حول الليزك‬ ‫هل تأثير الليزك دائم و ثابت؟ أال يعود قصر النظر بعد ذلك؟‬ ‫نعم‪ ،‬ولكن فى األشهر األولى حيث تلتئم أنسجة القرنية حتدث‬ ‫بعض التغيرات البس��يطة املتوقعة‪ ،‬ثم يس��تقر الوضع نهائيا‬ ‫بعد ستة أشهر‪ ،‬وال يعود قصر النظر بعد ذلك‪.‬‬ ‫هل الليزك مناسب لكل األعمار؟‬ ‫ال يجب إجراء الليزك قبل سن الثامنة عشرة إال فى حاالت وجود‬ ‫فرق كبير بني العينني‪ ،‬وذلك عندما تس��تقر مقاس��ات اإلبصار‪،‬‬ ‫ويكون ذلك عادة بني س��ن الثامنة عش��رة والعش��رين‪ ،‬واليوجد‬ ‫حد أقصى للعمر املناسب لليزك طاملا كانت العينان سليمتان‪،‬‬ ‫وق��د أجرى��ت عملي��ات اللي��زك ألفراد بني س��ن الثامنة عش��رة‬ ‫والسادسة والستني‪.‬‬ ‫هل الليزك مناسب لكل الدرجات؟‬ ‫ال‪ ،‬بصف��ة عام��ة ميكننا إجراء الليزك فى ح��االت قصر النظر من‬ ‫درج��ة واحدة إلى ‪ 10‬درجة‪ ،‬وفى حاالت طول النظر حتى ‪ 5‬درجات‪،‬‬ ‫ولكن يجب مراعاة أن هناك اختالفات بني ش��خص واخر حيث قد‬

‫بعض املصاعب اخلفيفة التى قد تواجه من يجرى الليزك‬ ‫(ف��ى معظم احلاالت) وهى ليس��ت اث��ارا جانبي��ة حقيقية وإمنا‬ ‫نتيجة طبيعية لبعض خطوات عملية الليزك‪.‬‬ ‫• حساسية من الضوء فى اليوم األول بعد الليزك‪.‬‬ ‫• اإلحساس بالرغبة فى دعك العينني فى األيام األولى‪.‬‬ ‫• بعض اإلحمرار قد يحدث فى إحدى العينني أو كلتيهما بسبب‬ ‫قوة ش��فط امليكروكيراتوم أثناء العملية‪ ،‬وهذه تزول متاما بدون‬ ‫عالج فى خالل أسبوعني‪.‬‬ ‫• اإلحس��اس ببعض اجلفاف فى العني فى األس��ابيع األولى بعد‬ ‫الليزك‪ ،‬ولهذا فإننا دائما نطلب استعمال نوع من القطرة املرطبة‬ ‫اخلالية من املواد احلافظة فى الشهور األولى بعد عملية الليزك‪.‬‬ ‫• ككل األش��خاص الطبيعي�ين بال قصر أو طول نظر بعد س��ن‬ ‫األربع�ين فمن اجلائز جدا احلاجة الس��تخدام نظارة للقراءة‪ ،‬وفى‬ ‫ه��ذا اجملال فى احلقيقة يعطينا الليزك ميزة كبيرة بضبط درجة‬ ‫الع�لاج لتأخير اس��تخدام نظارة الق��راءة لعدة س��نوات أخرى‬ ‫وأحيانا إلغاءها متاما‪.‬‬

‫اخلطوة الثالثة‪ :‬سيطلب منك الطبيب النظر إلى مصدر ضوء‬ ‫صغي��ر داخل جهاز اللي��زر لتجنب حركة العني‪ ،‬ويبدا تس��ليط‬ ‫ش��عاع الليزر ويسمع صوته دون حدوث أى ألم أو ضيق‪( .‬حتى إذا‬ ‫حتركت العني ال إراديا فإن اجلهاز املستخدم يتبع حركتها بسرعة‬ ‫فائق��ة متجنب��ا خ��روج الليزر عن مكان��ه املف��روض‪ ،‬و إذا كانت‬ ‫حركة العني زائدة فإن اجلهاز يتوقف أتوماتيكيا حتى تأخذ العني‬ ‫وضعها الصحيح مرة أخرى)‪.‬‬

‫اخلطوة الرابعة‪ :‬بعد انتهاء الليزر والذى يستغرق ثوان معدودة‬ ‫باجلهاز احلديث املس��تخدم يقوم الطبيب بإعادة قش��رة القرنية‬ ‫لتلتصق فى مكانها‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫واحــة الــمــحــجــة‬

‫إعداد‪ /‬أ‪ .‬محمود الصاوي‬

‫بس��م اهلل واحلمد هلل والصالة والسالم على رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ...‬أما بعد‪...‬‬ ‫فهذا باب واح��ة احملجة نقدمه إلخوانن��ا القراء فى‬ ‫هذا العدد اجلديد وصال لقصدنا من اجمللة إذ املقصود‬ ‫منه��ا نفع املس��لمني وال ش��ك أن تروي��ح النفس‬ ‫وإجمامها مبواقف املواعظ والطرف ولطائف الشعر‬ ‫واألدب ومواق��ف العلماء الرباني�ين وملح اللغويني‬ ‫والش��عراء على تن��وع ذلك كله مما نرج��و به النفع‬ ‫إلخواننا على اختالف طرائقهم‬

‫قال احلجاج‪ :‬فلو شكومتوه إلى أمير املؤمنني؟‬ ‫قال األعرابي‪ :‬هو أظلم منه وأغشم‪ ،‬عليه لعنة اهلل!‬ ‫فذه��ب عن��ه احلجاج حت��ى وصل جنده ث��م قال لهم‬ ‫هات��وا به وقيدوه معن��ا إلى القصر‪ ،‬فأخ��ذوه وحملوه‬ ‫فلما س��اروا سأل األعرابي اجلند‪ :‬من هذا؟ قالوا‪ :‬األمير‬ ‫احلجاج‪ ،‬فعلم أنه قد أحيط به فحرّك دابته حتى صار‬ ‫بالق��رب من احلجاج‪ ،‬فناداه األعرابي‪ :‬أيها األمير‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ما تشاء يا أعرابي؟‬ ‫السر الذي بيني وبينك مكتوما ً‬ ‫قال‪ :‬أحب أن يكون ِّ‬ ‫ً‬ ‫فتوقف احلجاج وضحك من قوله كثيرا ثم خلّى سبيله‪.‬‬ ‫يتصيد‪ ،‬فغار به فرسه حتى وقع فــــي‬ ‫• خرج املهدي‬ ‫ّ‬ ‫خــب��اء أعرابي‪ ،‬فقال‪ :‬يا أعرابي هــ��ل مـــن قرى (أي‬ ‫ثم‬ ‫طع��ام الضيف)‪ ،‬فأخرج ل��ه قرص ش��عير‪ ،‬فأكله ّ‬ ‫ثـم أت��اه بنبيذ في‬ ‫أخ��رج له فضلة من لنب فس��قاه‪ّ ،‬‬ ‫ركوة فس��قاه‪ ،‬فلما ش��رب قال‪ :‬أتدري من أنا؟ قال‪ :‬ال‪،‬‬ ‫قال‪ :‬أنا من خ��دم أمير املؤمــنني اخلاص��ة‪ ،‬قال‪ :‬بـارك‬ ‫ثم س��قاه مرة أخرى‪ ،‬فشرب‬ ‫اهلل لك فـي مـوضـعك‪ّ ،‬‬ ‫فق��ال‪ :‬يا أعرابي‪ ،‬أتدري من أنا؟ قال‪ :‬زعـمـت أنـك مـن‬ ‫قواد‬ ‫خـ��دم أمـيـر املـؤمنني اخلاص��ة‪ ،‬قال‪ :‬ال‪ ،‬أن��ا من ّ‬ ‫أمي��ر املؤمن�ين‪ ،‬قــــال‪ :‬رحب��ت بالدك وط��اب مرادك‪،‬‬ ‫ثم س��ـقـاه الـثالثة‪ ،‬فلما فرغ قال‪ :‬ي��ا أعرابي‪ ،‬أتدري‬ ‫ّ‬ ‫قواد أمي��ر املؤمنني‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫من‬ ‫انك‬ ‫زعم��ت‬ ‫قال‪:‬‬ ‫أنا؟‬ ‫م��ن‬ ‫ّ‬ ‫ال‪ ،‬ولـكـنـ��ي أمـيـر الـمـؤمنني‪ .‬ق��ال‪ :‬فأخذ األعرابي‬ ‫الركوة فــوكــأها وقال‪ :‬إليك عني‪ ،‬فواهلل لو ش��ربت‬ ‫الرابعة الدعيت انّك رسول اهلل‪ ،‬فضحك املهدي حتــى‬ ‫ثم أحاطت به اخليل‪ ،‬ونزلت إليه امللوك‬ ‫غــشـي عليه‪ّ ،‬‬ ‫واألش��راف‪ ،‬فطار قلب األعــرابـــ��ي فقال له‪ :‬ال بأس‬ ‫ثم أمر له بكسوة ومال جزيل‪.‬‬ ‫عليك وال خوف‪ّ ،‬‬

‫من طرائف أهل العلم‬ ‫•كان الش��يخ صفي الدي��ن الهندي‪ ،‬محم��د بن عبد‬ ‫الرحي��م‪ ،‬الفقي��ه الش��افعي‪ ،‬املتوفى س��نة ‪ 715‬هـ‬ ‫ رج�لا ً ظريف��ا ً س��اذجاً‪ ،‬فيحكى أنه ق��ال‪ :‬وجدت في‬‫س��وق الكتب مرة كتابا ً بخط ظننته أقبح من خطي‪،‬‬ ‫فغاليت في ثمنه واش��تريته ألحتج به على من يدعي‬ ‫أن خط��ي أقبح اخلطوط‪ ،‬فلما عدت إلى البيت وجدته‬ ‫بخطي القدمي‪.‬‬ ‫• عن األعمش قال‪:‬‬ ‫أتى رجل إلى الشعبي فقال‪ :‬ما اسم امرأة ابليس؟‬ ‫فقال‪ :‬ذلك عُ رس ما َشهد‪.‬‬

‫من ملح النحاة‬ ‫• روي أن رج�لا قص��د س��يبويه لينافس��ه ف��ي النحو‬ ‫فخرجت له جارية س��بيويه فسألها قائال‪ :‬أين سيدك‬ ‫يا جارية؟‬ ‫فأجابته بقولها‪ :‬فاء إلى الفيء فإن فاء الفيء فاء‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬واهلل إن كانت هذه اجلارية فماذا يكون سيدها‪.‬‬

‫من طرائف األعراب‬ ‫متصيداً‪ ،‬وملا ابتعد عن جنده مر ّ بأعرابي‬ ‫• خ��رج احلجاج‬ ‫ّ‬ ‫يرعى إبالً‪ ...‬فقال له احلجاج‪ :‬كيف سيرة أميركم احلجاج؟‬ ‫بياه‪.‬‬ ‫حياه اهلل وال ّ‬ ‫فقال األعرابي‪ :‬غشوم ظلوم‪ ،‬ال ّ‬

‫طفل فقير‬ ‫س��مع صبي فقير امرأة حملوا م��ن بيتها ميت تقول‬ ‫ل��ه يذهبون ب��ك إلى بيت لي��س فيه غط��اء وال وطاء‬ ‫وال‪ ‬عشاء وال غذاء وال سراج‪...‬‬ ‫قال الصبي انهم يذهبون به الى بيتنا‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬واحــة الــمــحــجــة‬

‫من أخبار الطفيلني‬ ‫ظر طفيلى الى قوم س��ائرين فظ��ن انهم ذاهبون الى‬ ‫وليمه فتبعهم فاذا هم شعراء‬ ‫قص��دوا االمير مبدائح فلما انش��د كل واحد قصيدته‬ ‫في حض��رة االمير لم يب��ق اال الطفيلى فق��ال االمير‬ ‫انش��د شعرك قال لست بش��اعر قال االمير فمن انت‬ ‫ق��ال الطفيل��ى م��ن الغاوي��ن ال��ذى ق��ال اهلل فيهم‬ ‫(والشعراء يتبعهم الغاون)‬ ‫فضحك االمير وامر له بجائزة‬ ‫حسن التخلص‬ ‫وم��رة كان واص��ل ب��ن عط��اء إم��ام املعتزلة‪ ،‬ميش��ي‪،‬‬ ‫فاعترضه جماعة من الزنادقة‪ ،‬وسألوه هل أنت مسلم‬ ‫أم مش��رك؟ فلو قال لهم‪ :‬مسلم‪ ،‬لقتلوه‪ ،‬فقال لهم‪:‬‬ ‫ۡ َ َ ‪ٞ‬‬ ‫ٱس َ‬ ‫��ت َ‬ ‫ِني ۡ‬ ‫��د ّم َِن ٱل ۡ ُم رۡشك َ‬ ‫ج َ‬ ‫ار َك‬ ‫مش��رك‪ ،‬فقالوا‪ِ(:‬إَون أح‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ۡ ُ َ ىَّ ٰ َ ۡ َ َ َ َ ٰ َ هَّ ُ َّ َ ۡ ۡ ُ َ ۡ َ َ ُ َ ٰ َ‬ ‫ج��ره حت يس��مع كلم ٱللِ ث��م أبل ِغه مأمن��ه ۚۥ ذل ِك‬ ‫فأ ِ‬ ‫َ َّ ُ ۡ َ ۡ ‪ ٞ‬اَّ َ ۡ َ ُ َ‬ ‫بِأنهم قوم ل يعلمون ‪)٦‬اتلوبة‪ .‬فقالوا أبلغوه مأمنه‪.‬‬ ‫فِطْ َنة أبي حازم‬ ‫جاء رجل إلى أبي حازم‪ ،‬فقال له‪ :‬إنَّ َّ‬ ‫الش��يطان يأتيني‪،‬‬ ‫فيقول‪ :‬إنَّك قد طلَّقت زوجتك‪ ،‬فيشكِّكُني‪ ،‬فقال له‪:‬‬ ‫أو لي��س قد طلَّقته��ا؟ قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬أل��م تأتيني أمس‪،‬‬ ‫فطلَّقته��ا عن��دي‪ .‬فق��ال‪ :‬واهلل‪ ،‬ما جئت��ك إلاَّ اليوم‪،‬‬ ‫وال‪ ‬طلَّقتها بوجه من الوجوه‪ .‬قال‪ :‬فاحلف َّ‬ ‫للشيطان‬ ‫إذا جاءك‪ ،‬كما حلفت لي‪ ،‬وأنت في عافية‪.‬‬ ‫من فقه اللغة‬ ‫• تُفرق العرب في الشهوات فيقولون‪:‬‬ ‫فالن جائع إلى اخلبز‪،‬‬ ‫ق َ ِرم إلى اللحم‪،‬‬ ‫عَ طْ شان إلى املاء‪،‬‬ ‫عَ ْيمان إلى اللّنب‪،‬‬ ‫ب َ ِرد إلى التمر‪،‬‬ ‫َج ِعم إلى الفاكهة‪،‬‬ ‫َش ِبق إلى النكاح‪.‬‬ ‫• ويفرقون في األوطان فيقولون‪:‬‬ ‫وطن اإلنسان‪،‬‬ ‫وعطن البعير‪،‬‬ ‫وعرين األسد‪،‬‬ ‫و وجار الذئب والضبع‪ ،‬وكناس الظبي‪،‬‬ ‫وعش الطائر‪ ،‬وقرية النمل‪.‬‬

‫• يفرقون في الكشف عن الشيء من البدن‪ ،‬فيقولون‪:‬‬ ‫حسر عن رأسه‪ ،‬وسفر عن وجهه‪،‬‬ ‫وأفتر عن نابه‪ ،‬وكشر عن أسنانه‪،‬‬ ‫وأبدى عن ذراعيه‪ ،‬وكشف عن ساقيه‪،‬‬ ‫وهتك عن عورته‪ .‬وكور الزنابير‪ ،‬ونافقاء اليربوع‪.‬‬ ‫من طرائف أمهات املؤمنني‬ ‫• حدثنا املؤمل بن هشام‪ ،‬حدثنا إسماعيل بن إبراهيم‪،‬‬ ‫عن محمد ب��ن عمرو عن يحيى بن عب��د الرحمن قال‪:‬‬ ‫قالت عائشة ‪-‬رضى اهلل عنها‪:-‬‬ ‫فجلس��ت و رسول اهلل‬ ‫دخلت على س��ودة بنت زمعة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫صنعت‬ ‫صل��ى اهلل عليه و س��لم بيني و بينه��ا‪ ،‬وقد‬ ‫ُ‬ ‫َحريرةَ‪ ،‬فجئت بها فقلت‪ :‬كُلي‪.‬‬ ‫فقالت‪ :‬ما أنا بذائقتها‪.‬‬ ‫فقلت‪ :‬و اهلل لتأكلني َ منها أو أللطخن َّ منها بوجهك!‬ ‫فقالت‪ :‬ما أنا بذائقتها!‬ ‫فمس��حت بوجهه��ا‪ ،‬فجعل‬ ‫فتناول��ت منها ش��يئاً‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يضح��ك و هو‬ ‫رس��ول اهلل صل��ى اهلل عليه و س��لم‬ ‫ُ‬ ‫بيني و بينها‪ .‬فتناولت منها شيئا ً‬ ‫لتمسح به وجهي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫يخفض‬ ‫فجع��ل رس��ول اهلل صلى اهلل عليه و س��لم‬ ‫ُ‬ ‫فأخذت‬ ‫مني‪،‬‬ ‫عنها ركب َت ُه ‪ -‬وهو يضحك ‪ -‬لتس��تقي َد‬ ‫ْ‬ ‫فمس��حت به وجهي‪ ،‬و رس��ول اهلل صلى اهلل‬ ‫ش��يئا‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫عليه و سلم يضحك!‪.‬‬ ‫وهذا آخر ما تيسر ذكره وصلي اهلل علي محمد وعلى‬ ‫آله وصحبه وسلم‬

‫احلم��د هلل وح��ده والص�لاة والس�لام علي م��ن النبي‬ ‫بعده‪ ...‬هذه مجلتكم الغ��راء "احملجة البيضاء" تقدم‬ ‫دعوة ألهل اإلحسان واخلير للصدقة والتبرع حرصا من‬ ‫اجمللة علي نفع املسلمني وبذل اخلير انطالقا من منهج‬ ‫السلف الصالح في بذل املعروف واإلحسان وإعانة ذوي‬ ‫احلاجة من املسلمني‪.‬‬ ‫حــالــةالــعــدد‬ ‫السيدة {س ‪ -‬م ‪ -‬ز} تعاني من مرض التهاب الكبد الوبائي‬ ‫والفقر املرتع وال جت��د لها عائال إذ هي مطلقة وكبيرة في‬ ‫الس��ن وحتتاج إلي النفقة والعالج فمن يرغب في التبرع‬ ‫الرج��اء االتصال ب��ـ (‪ )01147243452‬ه��ذا ونحن إذ نهيب‬ ‫بإخواننا القراء بالتبرع ندعوا اهلل عز و جل أن يبارك فيهم‬ ‫وأن يخلفهم بخير في أموالهم وأهليهم إنه بكل جميل‬ ‫كفيل وهو نعم املوالى ونعم النصير وجزاكم اهلل خيرا‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫باب الفتاوى‬

‫فى هذا الباب جتيب جلنة الفتوى بالهيئة العلمية‬ ‫للبحوث الش��رعية و اإلستراتيجية عن أسئلة‬ ‫قرائنا الكرام الواردة إلينا عبر البريد اإللكتروني‪.‬‬

‫للتواص��ل معنا و إرس��ال س��ؤالك‪ ،‬عب��ر بريد األس��ئلة‬ ‫والفتاوى‪falmhgh@yahoo.com :‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬يعاني من الوسواس‬ ‫السؤال‪ :‬ه��ل يأثم ش��خص يعاني من الوس��واس وخاصة في الصالة ق��د توصله أن يثب في الص�لاة ممكن إذا ذكر اهلل‬ ‫أو‪ ‬املالئكة أو الرس��ل‪ ...‬ويعاني من هذا بش��دة ويش��عر بضيق ش��ديد في صدره مما يعاني ويخشى أن يكون ما‬ ‫يقوله بإرادته وليس من الوساوس ولكنه في مرحلة سابقة كان يعاني من وساوس شديدة من ناحية الطهارة‬ ‫ومن املمكن أن يعيد الوضوء أكثر من مرة أو يغير الثياب جملرد االحتياط من النجاسة‪ ...‬فما حكم من يعاني من‬ ‫الوساوس؟ وجزاكم اهلل خيرا‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫عالج هذا الوارد الضاغط أن ال تلتفت له‪ ،‬واهلل يوفقك ويتوالك‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬صحة عقد نكاح‬ ‫السؤال‪ :‬الس�لام عليك��م ورحمة اهلل وبركاته أريد أن أس��أل عن صحة عقد نكاح رجل تزوج بام��رأة بكر يتيمة لها أخ‬ ‫ولها عم مس��افر إلى دولة أخرى فوكل أخوها خالها لتزويجها ولكن األخ كان غير منتظم في الصالة وكثيرا‬ ‫ال يصل��ي فهل الوكال��ة صحيحة وهل العقد صحيح وإذا كان العقد غي��ر صحيح فكيف يصحح وما حكم‬ ‫األوالد من هذا النكاح؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫الوكالة صحيحة في العقد والصورة املذكور علي فسق االخ علي قول أحد أهل العلم وكالتها صحيحة غير‬ ‫ملغاة وبالتالي فالعقد صحيح ويترتب عليه آثاره واهلل اعلم‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬قراءة احلائض للقرآن‬ ‫السؤال‪ :‬مل��اذا لم جتب إلى اآلن على س��ؤالي عن قراءة احلائض للق��رآن وهل متس املصحف دون حائل؟ هل هناك خطأ في‬ ‫طريقة عرض السؤال؟ دلني على طريقة التواصل مع الشيخ‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فه��ذه من مس��ائل اخلالف وما أميل إليه هو اجلواز في كل ما ذكرت ألن املس��لمة ف��ي كل أوقاتها طاهرة كما‬ ‫أخبرنا بذلك الصادق املصدوق صلي اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫مجلة احملجة البيضاء ‪ -‬العدد التاسع ‪ -‬شوال ‪ 1433‬هـ‬


‫تابع‪ :‬باب الفتوى‬

‫عنوان الرسالة‪ :‬سلسلة فقهاء التنوير‬ ‫السؤال‪ :‬اليوم السابع يحاربون الدين ويلقون الشبه من خالل سلسلة فقهاء التنوير‪ ،‬فماذا نفعل؟ وما دورنا؟‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫ال تلتفت إلي هؤالء وانشغل مبا ينفعك واعلم أن احلق أبلج فاحرص عليه‪ .‬وصلى اهلل وسلم وبارك على سيدنا محمد‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬سلسلة فقهاء التنوير‬ ‫السؤال‪ :‬أنا ش��اب عمري ‪ 21‬س��نة أحترق لدم��اء األبرياء وأعراض الطاه��رات وطعنات الكفار في دي��ن رب العاملني ككل‬ ‫مس��لم موحد وس��ؤالي هو هل يجوز النفير إلى أرض الش��ام حتت راية جماعة إس�لامية تقاتل من أجل رفع‬ ‫كلمة ال‪ ‬إله‪ ‬إال‪ ‬اهلل وبدون االس��تئذان من الوالدين مع العلم عندما فاحتتهم باملوضوع قالوا بأنهم غير راضني‬ ‫عني وأنا الذي أعلمه أننا في جهاد دفع؟ فأجيبوني بارك اهلل فيكم بجواب يشفي الغليل من الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫ال تسافر هناك وفي أرضك فجاهد بطلب العلم النافع والعمل الصالح وبر الوالدين وأنت مأجور بالنية وال بأس‬ ‫بدعم إخوانك في سوريا باملال والدعاء ومن يدري لعل بلدك حتتاج إليك‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬اجلهاد‬ ‫السؤال‪ :‬أنا ش��اب عمري ‪ 21‬س��نة أحترق لدم��اء األبرياء وأعراض الطاه��رات وطعنات الكفار في دي��ن رب العاملني ككل‬ ‫مس��لم موحد وس��ؤالي هو هل يجوز النفير إلى أرض الش��ام حتت راية جماعة إس�لامية تقاتل من أجل رفع‬ ‫كلمة ال‪ ‬إله‪ ‬إال‪ ‬اهلل وبدون االس��تئذان من الوالدين مع العلم عندما فاحتتهم باملوضوع قالوا بأنهم غير راضني‬ ‫عني وأنا الذي أعلمه أننا في جهاد دفع؟ فأجيبوني بارك اهلل فيكم بجواب يشفي الغليل من الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫ال تسافر هناك وفي أرضك فجاهد بطلب العلم النافع والعمل الصالح وبر الوالدين وأنت مأجور بالنية وال بأس‬ ‫بدعم إخوانك في سوريا باملال والدعاء ومن يدري لعل بلدك حتتاج إليك‪.‬‬ ‫عنوان الرسالة‪ :‬األوقات التي يحاضر فيها الشيخ‬ ‫السؤال‪ :‬أريد معرفة عنوان املسجد واألوقات التي يحاضر فيها الشيخ أحمد وهل باإلمكان أخذ رقم هاتفه؟‬ ‫وجزاكم اهلل خيرا‪.‬‬ ‫اإلجابة‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ...‬احلمد اهلل والصالة والسالم على الرسول ‪ ...j‬وبعد‪...‬‬ ‫فالش��يخ حفظه اهلل يلقي درسه االس��بوعي يوم االحد بعد املغرب مبسجد عباد الرحمن بجوار كلية التربية‬ ‫جامعة املنصورة وكذلك درس��ه مبس��جد التوحيد مبس��اكن الش��ناوي باملنصورة أيضا يوم االثنني بعد املغرب‬ ‫أم��ا هاتف الش��يخ فه��و (‪ )01001695920‬وملطالعة املزيد يرجي الرجوع ملوقع البصيرة حتت إش��راف الش��يخ‬ ‫حفظه اهلل علي الشبكة العنكبوتية‪.‬‬ ‫‪39‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.