ﺩﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺍﻵﺑﺎء ﻭﺍﻟﻄﻘﺲ
د .ﺟﻮرج ﺣﺒﻴﺐ ﺑﺒﺎوي ٢٠٠٨
w w w .c op t ol ogy .o rg
۲
ﻣﻮاﻫﺐ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس
دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس واﻵﺑﺎء واﻟﻄﻘﺲ روح ﻗﺪس"؟ ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﻓﺮق ﺑﻴﻦ "اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس" ،و" ٌ
أﺛــﺎر ﻫــﺬا اﻟﺴ ـﺆال أﺣــﺪ ﻋﻠﻤــﺎء اﻟﻌﻬــﺪ اﳉﺪﻳــﺪ ﰲ ﻣﻄﻠــﻊ اﻟﻘــﺮن اﳌﺎﺿــﻲ) (١دون أن ﻳﻌﺎﳉﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ واﺿﺤﺔ .وﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺘﻪ أن اﻟﻨﺺ اﻟﻴﻮﻧﺎﱐ ﻟﻠﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺗﻌﺒﲑﻳﻦ: F0
-اﻷول το πνευµα το αγιον :أي "اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس".
-اﻟﺜﺎﱐ πνευµα αγιον :أي "روح ﻗﺪس" ﺑﺪون أداة اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ أﻟـ .وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺣﻴﻨﻤﺎ
ﻳ ــﺮد اﻟﺘﻌﺒ ــﲑ اﻷول "اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس "το πνευµα το αγιονﻳﻜ ــﻮن اﳌﻘﺼ ــﻮد ﺑ ــﻪ اﻷﻗﻨــﻮم اﻟﺜﺎﻟــﺚ ﻣــﻦ اﻟﺜــﺎﻟﻮث .أ ﱠﻣــﺎ ﺣﻴﺜﻤــﺎ ورد ﺗﻌﺒــﲑ"روح ﻗــﺪس ،"πνευµα αγιον ﻳﻜﻮن اﳌﻘﺼﻮد ﺑﻪ ﻣﻮﻫﺒـﺔ أو ﻧﻌﻤـﺔ أو ﻋﻄﻴـﺔ ﻣـﻦ ﻋﻄﺎﻳـﺎ اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ،وﻟـﻴﺲ اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ﻧﻔﺴﻪ. ) (٢ وﰲ ﺳـ ــﻨﺔ ١٩٦٥ﻋـ ــﺎﰿ اﳌﻮﺿـ ــﻮع ﺑﻄﺮﻳﻘـ ــﺔ أﻛﻤـ ــﻞ اﻟﻌـ ــﺎﱂ اﳌﻌـ ــﺮوف Turner وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻣﺒﺴﻄﺔ اﻟﻌﺎﱂ .(٣ ) Bullinger ِح اﻟﺴ ـ ـﺆال ﻣﻨـ ــﺬ ١٨٩٨م ،أي ﻣﻨـ ــﺬ ﻧﺸـ ــﺮ اﻟﻌـ ــﺎﱂ وﻛ ــﺎن ﻣـ ــﻦ اﻟﻀـ ــﺮوري ،وﻗـ ــﺪ ﻃُـ ـﺮ َ ﻋﺪد ﻻ ﺣﺼـﺮ ﻟـﻪ ﻣـﻦ ﻋﻠﻤـﺎء اﻟﻌﻬـﺪ اﳌﻌﺮوف Hortدراﺳﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ أن ﻳﺘﺼﺪى ٌ F1
F2
) (١راﺟﻊ: ) (٢راﺟﻊ: ) (٣راﺟﻊ:
F. A. Hort "The Fist Epistle of St. Peter" 1898 p 61. N. Turner "Grammatical Insights into the New Testament," 1965 pp 17 – 22. E. W. Bullinger "The Giver and his Gifts" 1905. pp 24- 41.
۳
اﳉﺪﻳــﺪ ﳌﻨﺎﻗﺸــﺔ اﳌﺸــﻜﻠﺔ ،ﻻﺳــﻴﻤﺎ وأن اﻟﻨﺼــﻮص اﻟــﱵ ﺗﺘﺤــﺪث ﻋــﻦ "روح ﻗــﺪس" ﺑــﺪون أﻟ ـ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﲤﺲ اﳊﻴﺎة اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﺒﺎﺷﺮة. وﻟﻌــﻞ أﻛﺜــﺮ ﻣــﻦ ﻋــﺎﰿ ﻫــﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄــﺔ ﻣﺆﱢﻛــﺪاً أن اﻟﻌﻬــﺪ اﳉﺪﻳــﺪ ﻻ ﻳﻌــﺮف ﺑــﺎﳌﺮة اﻟﻔــﺮق ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﲔ اﻟﺘﻌﺒـ ـ ـ ـ ـ ـﲑﻳﻦ ﰲ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ το πνευµα το αγιονأي اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺮوح اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺪس،
و πνευµα αγιονأي روح ﻗـﺪس ،ﻫـﻮ اﻟﻌـﺎﱂ (١ ) C. F. D. Mouleﻷن ﻛـﻼ اﻟﺘﻌﺒﲑﻳﻦ إﳕﺎ ﳜﺺ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻧﻔﺴﻪ وﻟﻴﺲ روﺣﺎً ﻗﺪﺳﺎً. وﻗﺪ ﺑﲎ اﻟﻌﺎﱂ Mouleدراﺳﺘﻪ ﻋﻠﻰ دراﺳـﺔ أﺧـﺮى أﻃـﻮل وأﴰـﻞ ﺻـﺪرت ﰲ ﻋـﺎم ١٩٣٨م ﻟﻠﻌﺎﱂ اﻷﳌﺎﱐ اﳌﻌﺮوف .(٢ ) Adler أ ﱠﻣﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻓﻘﺪ ِﺻﻴﻐﺖ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﱄ: ﺣﻴﻨﻤــﺎ ﺗُــﺬﻛﺮ ﻋﻄﻴــﺔ أو ﻣﻮﻫﺒــﺔ ﻣــﻦ ﻣﻮاﻫــﺐ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ،ﻓــﺈن اﻟﻌﻬــﺪ اﳉﺪﻳــﺪ ﻻ ﻳﺴــﺘﺨﺪم ﺗﻌﺒــﲑ "اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس" ،ﺑــﻞ "روح ﻗــﺪس" ،وﺑﺎﻟﺘــﺎﱄ ﳓــﻦ ﻻ ﻧﺄﺧــﺬ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻧﻔﺴﻪ ،أو أﻗﻨﻮم اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،ﺑﻞ ﻣﻮاﻫﺐ اﻟﺮوح ﻓﻘﻂ. وﻛﺄﻧﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻌﻮد إﱃ ذات اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﱵ ﻃُِﺮ َﺣﺖ ﰲ اﻟﻐـﺮب ﰲ ﺳـﻨﺔ ١٨٩٨م ﻣـﻊ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺄﺧﺬ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻧﻔﺴﻪ ،ﺑﻞ ﻣﻮاﻫﺒﻪ. وﳌﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا اﳌﻮﺿـﻮع ﻗـﺪ ﻋُـﻮﰿ ﺑﻜﻔﺎﻳـﺔ ﻋﻨـﺪﻧﺎ ﰲ ﻣﺼـﺮ ﻛـﺎن ﻣـﻦ اﻟﻀـﺮوري أن ﱠ ﻧﻄﺮﺣ ــﻪ ﺑﺸ ــﻜﻞ ﻋﻠﻤ ــﻲ ﻳﺄﺧ ــﺬ ﰲ اﻋﺘﺒ ــﺎرﻩ ﻣ ــﺎ ﻳ ــﺪور اﻵن ﰲ ﺑﻌ ــﺾ اﻷوﺳ ــﺎط اﻟﻜﻨﺴ ــﻴﺔ ﻣ ــﻦ ﺟﺪال ﺣﻮل ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑﺎﻟﺬات ،وﻟﺬﻟﻚ ﺗﺄﰐ ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳـﺔ ﻟﺘﺴـﺎﻋﺪ ﻋﻠـﻰ اﺳـﺘﻘﺮار اﻟـﺮأي، ﲟــﺎ ﻳﺘﻔــﻖ واﻟﺘﺴــﻠﻴﻢ اﻵﺑــﺎﺋﻲ ،ﻣــﻊ دراﺳــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﻟﻨﺼــﻮص اﻟﻌﻬــﺪ اﳉﺪﻳــﺪ اﻟــﱵ ﻳــﺮد ﻓﻴﻬــﺎ ﻛــﻼ اﻟﺘﻌﺒﲑﻳﻦ ،وﳝﻜﻨﻨﺎ ﺑﺪاﻳﺔً أن ﻧﻮﺟﻪ ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺎرئ إﱃ اﳌﻼﺣﻈﺎت اﻵﺗﻴﺔ: F3
F4
) (١راﺟﻊ: ) (٢راﺟﻊ:
C. F. D. Moule "An Idiom Book of the New Testament," 1950 pp 11 ff. N. Adler "The Christian Gift of Pentecost" 1938.
٤
أ -ﺣﻴﺜﻤﺎ ورد ﰲ اﻟـﻨﺺ اﻟﻌـﺮﰊ ﺗﻌﺒـﲑ "اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس" ،ﻓـﺈن ذﻟـﻚ ﻳﻌـﲏ وﺟـﻮد أداة اﻟﺘﻌﺮﻳـﻒ أﻟـ ﰲ اﻷﺻﻞ اﻟﻴﻮﻧﺎﱐ. ب -ﺣﻴﺜﻤ ــﺎ ورد ﰲ اﻟ ــﻨﺺ اﻟﻌ ــﺮﰊ ﺗﻌﺒ ــﲑ "روح ﻗ ــﺪس" ،ﻓ ــﺈن ذﻟ ــﻚ ﻳﻌ ــﲏ ﻋ ــﺪم وﺟ ــﻮد أداة اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ أﻟـ ﰲ اﻷﺻﻞ اﻟﻴﻮﻧﺎﱐ. ج -اﻋﺘﻤــﺪﻧﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﻄﺒﻌــﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴــﺔ -اﻟﻼﺗﻴﻨﻴــﺔ ﻟﻠﻌﻬــﺪ اﳉﺪﻳــﺪ اﻟــﱵ ﻧﺸــﺮﻫﺎ ﻣﻌﻬــﺪ اﻟﻜﺘــﺎب اﳌﻘ ــﺪس ﰲ روﻣ ــﺎ ﺳ ــﻨﺔ ١٩٦٤ﲢ ــﺖ اﺳ ــﻢNOVUM TESTAMENTUM, : Greace et Latine.
٥
أوﻻً ﻛﻴﻒ اﺳﺘﺨﺪم اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻛﻼ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﻦ؟ إن أول ﻣﺎ ﻧﻼﺣﻈﻪ ﻫﻮ أن اﻟﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺘﻌﺒـﲑﻳﻦ ﻣﻌـﺎً دون أن ﳝﻴﱢـﺰ ﺑـﲔ "اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس" ،و "روح ﻗﺪس" .وﻟﻌﻞ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻫﻲ ﺧﲑ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻘﻮل:
-١وﻋﺪ ﻳﺴﻮع ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ ﻗﺒﻞ ﺻﻌﻮدﻩ.
* ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺲ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻷﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺑﻜﺜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮف ﺗﺘﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪون ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوح ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪس
) .εν πνευµατι αγιωأع .(٥ :١
* ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺎ ﻟﻮن ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮة ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱴ ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱠـﻞ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوح اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪس
) επελθοντος του αγιου πνευµατοςأع .(٨ :١
* واﻣ ــﺘﻸ اﳉﻤﻴ ــﻊ ﻣ ــﻦ روح ﻗ ــﺪس ) πνευµατος αγιουأع ،(٤ :٢ﺑﻴﻨﻤ ــﺎ ﰲ ِ َﱐ أَﺳـ ُﻜﺐ ر ِ وﺣــﻲ ﻧــﺺ اﻟﻨــﱯ ﻳﻮﺋﻴــﻞ ٢٨ :٢ﻳﺆﻛــﺪ أﻧــﻪ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪسَ " :وﻳَ ُﻜــﻮ ُن ﺑَـ ْﻌـ َـﺪ َذﻟـ َ ـﻚ أ ﱢ ْ ُ ُ َﻋﻠَﻰ ُﻛ ﱢﻞ ﺑَ َﺸـ ٍﺮ" .ﻓﻜﻴـﻒ ﻳﺘﺤـﺪث اﻟـﺮب ﻋـﻦ "روح ﻗـﺪس" ﰲ أﻋﻤـﺎل ،٥ :١ﰒ ﰲ أﻋﻤـﺎل ٨ :١ﻳﻜــﻮن اﳊــﺪﻳﺚ ﻋــﻦ "اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس"؟ ﻫــﻞ ﻛــﺎن ﻳﺘﺤــﺪث ﻋــﻦ ﺷــﻴﺌﲔ ﳐﺘﻠﻔــﲔ؟ ﺑﻜــﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻻ؛ ﻷن اﻟﺮوح اﻟﻮاﺣﺪ ﻫﻮ اﳌﻘﺼﻮد.
-٢اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻓﻲ ﻳﻮم اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ
* "واﻣﺘَﻸَ ْ ِ وح ﻗُـ ُﺪس ) "πνευµατος αγιουأع ،٤ :٢ﻛـﺬﻟﻚ ﰲ ﻴﻊ ِﻣ َـﻦ ُر ٍ َْ اﳉَﻤ ُ
أع ٩ :١٣ ،١٧ :٩ ،٨ :٤و .(٥٢ﻫﻨ ـ ــﺎ ﰲ ﻳ ـ ــﻮم اﳋﻤﺴ ـ ــﲔ اﻣ ـ ــﺘﻸ اﻟﺘﻼﻣﻴ ـ ــﺬ ﻣ ـ ــﻦ روح ﻗﺪس ،ﻣﻊ أ ﱠن اﻟﺬي ﺟﺎء ﻫﻮ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻧﻔﺴﻪ.
٦
وﻣــﺎذا ﻧﻘــﻮل ﻋــﻦ اﻟﻨﺼــﻮص اﻵﺗﻴــﺔ اﳋﺎﺻــﺔ ﲝﻠــﻮل اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻋﻠــﻰ أﻫــﻞ اﻟﺴــﺎﻣﺮة ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل ﺳﻔﺮ اﻷﻋﻤﺎل ﺑﻜﻞ وﺿﻮح: ِ ٍِ ِ وح ﻗُ ُﺪس" )أع .(١٧ :٨ * "ﺣﻴﻨَﺌﺬ َو َ ي َﻋﻠَْﻴ ِﻬ ْﻢ ﻓَـ َﻘﺒِﻠُﻮا ُر َ ﺿ َﻌﺎ اﻷَﻳَﺎد َ س" ﺖ َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ ﻳـَ َـﺪ ﱠ * "أ َْﻋ ِﻄﻴَـ ِـﺎﱐ أَﻧَــﺎ أَﻳْﻀ ـﺎً َﻫ ـ َﺬا اﻟ ﱡﺴ ـ ْﻠﻄَﺎ َن َﺣـ ﱠـﱴ أَ ﱡ ي َﻣـ ْـﻦ َو َ ﺿـ ْـﻌ ُ ي ﻳَـ ْﻘﺒَـ ُـﻞ ُر َ وح ﻗُـ ُﺪ َ )أع .(١٩ :٨ وﻗــﺪ ﻧﻘــﻮل إن ﻫــﺬا ﻳﺘﻤﺸــﻰ ﲤﺎﻣ ـﺎً ﻣــﻊ اﺧﺘﺒــﺎر ﻳــﻮم اﳋﻤﺴــﲔ ،ﺣـ ﱠـﻞ "روح ﻗــﺪس"، واﻣــﺘﻸ اﻟﺮﺳــﻞ ﻣ ـﻦ "روح ﻗــﺪس" ،وﻛــﺬﻟﻚ أﻫــﻞ اﻟﺴــﺎﻣﺮة أﺧــﺬوا ﻣﺜــﻞ اﻟﺮﺳــﻞ "روح ﻗــﺪس"، ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻼﺣﻆ اﻟﻨﺼﻮص اﻵﺗﻴﺔ: ﻀ ـ ـ ـ ــﺘﻚ ﻣﻌ ـ ـ ـ ـ ِ ِ ِ ـﻚ ﻇَﻨَـْﻨ ـ ـ ـ ــﺖ أَ ْن ﺗَـ ْﻘﺘَـ ـ ـ ـ ِـﲏ ﻋ ِﻄﻴﱠ ـ ـ ـ ـﺔَ◌ ِ اﷲ ﺑِـ ـ ـ ـ َـﺪ َر ِاﻫ َﻢ ـﻚ ﻟ ْﻠ َﻬ ـ ـ ـ ـﻼَ ِك ﻷَﻧﱠـ ـ ـ ـ َ * "ﻟ ـ ـ ـ ــﺘَ ُﻜ ْﻦ ﻓ ﱠ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ
) "την δωρεαν του θεονأع ،(٢٠ :٨وإذا رﺟﻌﻨ ـ ــﺎ إﱃ ﺗﻌﺒ ـ ــﲑ ﻋﻄﻴ ـ ــﺔ اﷲ، ﳒﺪ أﻧﻪ ﺗﻌﺒﲑ ﻳُﺮاد ﺑﻪ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس. وح اﻟْ ُﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُﺪ ِ س * "ﻓَـﺘَـ ْﻘﺒَـﻠُ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮا َﻋ ِﻄﻴﱠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔَ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱡﺮ ِ
) "την δωρεαν του αγιον πνευµατοأع .(٣٨ :٢ وح اﻟْ ُﻘ ـ ُﺪ ِ ِ ﺶ اﻟْ ُﻤ ْﺆِﻣﻨُــﻮ َن .....ﻷَ ﱠن َﻋ ِﻄﻴﱠ ـﺔَ اﻟ ـ ﱡﺮ ِ ﺖ َﻋﻠَــﻰ اﻷ َُﻣ ـ ِﻢ أَﻳْﻀ ـﺎً س ﻗَــﺪ اﻧْ َﺴ ـ َﻜﺒَ ْ * "ﻓَﺎﻧْـ َـﺪ َﻫ َ ) "η δωρεα του αγιον πνευµατοςأع .(٤٥ :١٠ ِ روح ٍ ﻒ ﺑﻌـﺪ ذﻟـﻚ ﺑﺄﻧـﻪ ﻋﻄﻴـﺔ اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس، ﻗﺪس"ُ ،وﺻ َ ﻓﻤﺎ أُﺷﲑ إﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ُ وإﻻﱠ ﻳﻜــﻮن أﻫــﻞ اﻟﺴــﺎﻣﺮة ﻗــﺪ أﺧــﺬوا ﻋﻄﻴــﺔ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ،ﺑﻴﻨﻤــﺎ أﺧــﺬ اﻟﺮﺳــﻞ "روح ﻗــﺪس" ﻓﻘﻂ!
۷
-٣اﺧﺘﺒﺎر ﻛﺮﻧﻴﻠﻴﻮس
ِ ِِ س س ﻳَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘَ َﻜﻠﱠ ُﻢ ﺑَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻷ ُُﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮِر َﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱠـﻞ اﻟــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱡﺮ ُ وح اﻟْ ُﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُﺪ ُ * "ﻓَـﺒَـْﻴـﻨَ َﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑُﻄْـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﺮ ُ ِ ﱠِ ﻳﻦ َﻛــﺎﻧُﻮا ﻳَ ْﺴـ َـﻤﻌُﻮ َن اﻟْ َﻜﻠِ َﻤ ـﺔَ" )أع :١٠ َ το πνευµα το αγιονﻋﻠَــﻰ َﲨﻴ ـ ِﻊ اﻟــﺬ َ .(٤٤ س َ το πνευµα το αγιουﻋﻠَ ـ ْـﻴ ِﻬ ْﻢ * "ﻓَـﻠَ ﱠﻤ ــﺎ اﺑْـﺘَـ َـﺪأْ ُ ت أَﺗَ َﻜﻠﱠـ ُـﻢ َﺣ ـ ﱠـﻞ اﻟـ ـ ﱡﺮ ُ وح اﻟْ ُﻘـ ـ ُﺪ ُ َﻛ َﻤﺎ َﻋﻠَْﻴـﻨَﺎ أَﻳْﻀﺎً ِﰲ اﻟْﺒَ َﺪاءَ ِة" )أع .(١٥ :١١ واﻟﻌﺠﻴــﺐ أن اﻟﻘــﺪﻳﺲ ﺑﻄــﺮس -وﻫــﻮ ﻳﺸــﺮح اﺧﺘﺒــﺎر ﻛﺮﻧﻴﻠﻴــﻮس -ﻳﻀــﻴﻒ" :ﺣـ ﱠـﻞ ﺣﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻳﻀﺎً ﰲ اﻟﺒﺪء". اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﱠ * ﺳــﺒﻖ ﻟﻨــﺎ أن اﻗﺘﺒﺴــﻨﺎ ﻧــﺺ أﻋﻤــﺎل ٤٥ :١٠وﻫــﻮ ﺧــﺎص ﺑ ـ "ﻋﻄﻴــﺔ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس" ،وﻫــﻮ ﻧﺺ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻼ ﺷﻚ ﺑﻨﺺ أﻋﻤﺎل .٤٤ :١٠ ِ ﱠِ ِ ِ س َﻛ َﻤـﺎ ﻳﻦ ﻗَﺒِﻠُـﻮا اﻟ ﱡﺮ َ ﻴﻊ أ َ * "أَﺗُـَﺮى ﻳَ ْﺴﺘَﻄ ُ وح اﻟْ ُﻘـ ُﺪ َ َﺣ ٌﺪ أَ ْن ﳝَْﻨَ َﻊ اﻟْ َﻤﺎءَ َﺣ ﱠﱴ ﻻَ ﻳَـ ْﻌﺘَﻤ َﺪ َﻫ ُﺆﻻَء اﻟﺬ َ َْﳓـ ـ ـ ـ ـ ُـﻦ أَﻳْﻀ ـ ـ ـ ـ ـﺎً؟" )أع ، (٤٧ :١٠وﻫﻨـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧﻠﻔـ ـ ـ ـ ــﺖ اﻟﻨﻈـ ـ ـ ـ ــﺮ إﱃ أن اﻻﺧﺘﺒـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻫـ ـ ـ ـ ــﻮ ذاﺗـ ـ ـ ـ ــﻪ .το πνευµα το αγιον ِ س * "اﻟﻠﱠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪُ اﻟْ َﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ِر ُ ـﻮب َﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِﻬ َﺪ َﳍ ـُ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻢ ُﻣ ْﻌﻄﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎً َﳍ ـُ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻢ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱡﺮ َ ف اﻟْ ُﻘﻠُ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ وح اﻟْ ُﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُﺪ َ َ το πνευµα το αγιονﻛ َﻤﺎ ﻟَﻨَﺎ أَﻳْﻀﺎً" )أع .(٨ :١٥ * وﻫﻨــﺎك ﻧــﺺ أﻋﻤــﺎل ١٧ ،١٦ :١١وﻫــﻮ ﻧــﺺ ﻫــﺎم ﻳﺸ ـ ﱢﻜﻞ ﺧﻠﻔﻴــﺔ اﺧﺘﺒــﺎر ﻛﺮﻧﻴﻠﻴــﻮس، ـﺎل :إِ ﱠن ﻳﻮﺣﻨﱠـﺎ ﻋ ﱠﻤـﺪ ِﲟ ٍ ـﺎء َوأَﱠﻣـﺎ ـﻒ ﻗَ َ ت َﻛـﻼَ َم اﻟـﱠﺮ ﱢ َُ َ َ َ ب َﻛْﻴ َ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل اﻟﻘـﺪﻳﺲ ﺑﻄـﺮس" :ﻓَـﺘَـ َﺬ ﱠﻛ ْﺮ ُ وح ﻗُـ ُﺪ ٍ ـﺎﻫ ُﻢ اﻟْ َﻌ ِﻄﻴﱠـﺔَ َﻛ َﻤــﺎ ﻟَﻨَــﺎ أَﻳْﻀـﺎً ﺑِﺎﻟ ﱠﺴـ ِﻮﻳﱠِﺔ أَﻧْــﺘُ ْﻢ ﻓَ َﺴـﺘُـ َﻌ ﱠﻤ ُﺪو َن ﺑِـ ُـﺮ ِ س .ﻓَـِﺈ ْن َﻛــﺎ َن اﷲُ ﻗَـ ْﺪ أ َْﻋﻄَـ ُ ِِ ﻴﺢ ﻓَ َﻤ ْﻦ أَﻧَﺎ؟ أَﻗَ ِﺎدٌر أَ ْن أ َْﻣﻨَ َﻊ اﷲَ؟«. ﻮع اﻟْ َﻤ ِﺴ ِ ﲔ ﺑِﺎﻟﱠﺮ ﱢ ب ﻳَ ُﺴ َ ُﻣ ْﺆﻣﻨ َ
۸
-٤ﻣﻌﻤﻮدﻳﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ
ِ س ﻳﻘــﻮل اﻟﻘــﺪﻳﺲ ﻟﻮﻗــﺎ ﰲ إﳒﻴﻠــﻪ ﻋــﻦ ﻣﻌﻤﻮدﻳــﺔ اﳌﺴــﻴﺢَ " :وﻧَـ َـﺰَل َﻋﻠَْﻴــﻪ اﻟ ـ ﱡﺮ ُ وح اﻟْ ُﻘ ـ ُﺪ ُ ) "το πνευµα το αγιονﻟ ـ ــﻮ ،(٢٢ :٣ﺑﻴﻨﻤ ـ ــﺎ ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤ ـ ــﺪث ﻋ ـ ــﻦ ﻧﻔـ ـ ــﺲ اﳌﻮﺿــﻮع ،أي ﻣﻌﻤﻮدﻳــﺔ اﳌﺴــﻴﺢ ﰲ ﺳــﻔﺮ أﻋﻤــﺎل اﻟﺮﺳــﻞ ،ﻳﻘــﻮل" :ﻳﺴــﻮع اﻟﱠـ ِـﺬي ِﻣــﻦ اﻟﻨ ِ ﱠﺎﺻـ َـﺮِة َُ ُ َ وح ﻗُـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُﺪ ٍ س َوﻗُ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱠﻮٍة ـﺤﻪُ اﷲُ ﺑِـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُﺮ ِ َﻛْﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ ـﻒ َﻣ َﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ ،"πε πνευµατι αγιω και δυναµειﻓﻬ ــﻞ ﻳﻌﻘ ــﻞ أن ﻳﻜ ــﻮن ﻳﺴ ــﻮع ﻗ ــﺪ ُﻣ ِﺴـ َـﺢ ﺑــﺎﻟﺮوح اﻟﻘــﺪس ﰲ اﻹﳒﻴــﻞ ،ﺑﻴﻨﻤــﺎ ﳝﺴــﺢ ﺑــﺮوح ﻗــﺪس ﰲ ﺳــﻔﺮ اﻷﻋﻤــﺎل؟ أﻟــﻴﺲ اﻟــﺮوح روح ﻗُﺪس؟ اﻟﻘﺪس ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ٌ ﻳﺴــﺘﺨﺪم اﻟﻘــﺪﻳﺲ ﻟﻮﻗــﺎ ﻓﻌــﻞ ﻳﻘﺒــﻞ λαµβανωﲬــﺲ ﻣ ـﺮات ،ﰲ أرﺑ ـ ٍﻊ ﻣﻨﻬــﺎ
ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻗﺒﻮل روح ﻗﺪس πνευµα αγιονﰲ أﻋﻤـﺎل ،١٩ ،١٧ ،١٥ :٨ﰒ ﰲ أﻋﻤ ــﺎل .٢ :١٩وﻟﻜﻨ ــﻪ ﻳﺴ ــﺘﺨﺪم اﻟﻔﻌ ــﻞ ﻣ ــﺮًة واﺣ ــﺪ ًة ﻳﺘﺤ ــﺪث ﻓﻴﻬ ــﺎ ﻋ ــﻦ ﻗﺒ ــﻮل اﻷﻣ ــﻢ
اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس وذﻟﻚ ﰲ أﻋﻤﺎل .٤٧ :١٠ روح ﻗﺪس"؟ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻻ. ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎك ﻓﺮق ﺑﲔ "اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس" ،و " ٌ وﻣﻦ اﻟﻄﺮﻳﻒ أن ﻧﻼﺣﻆ أن اﳌﺴﻴﺢ ُﺣﺒِ َـﻞ ﺑـﻪ ﺑـﺎﻟﺮوح اﻟﻘـﺪس ،وﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﻓﺤﺴـﺐ ﻧﺺ ﻟﻮﻗﺎ " ٣٥ :١روح ﻗُ ُﺪ ٍ ِ ِ روح ٍ ﻗﺪس ﻋﻠﻰ اﻟﻌـﺬراء ،ﺑﻴﻨﻤـﺎ ﳛـﻞ ُ ُ س َﳛ ﱡﻞ َﻋﻠَْﻴﻚ" ،ﻓﻬﻞ ﳛﻞ ُ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻛﻤﺎ ﰲ أﻋﻤﺎل ٨ :١؟
-٥ﻋﻤﻞ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻓﻲ اﻷﻧﺒﻴﺎء
ﻧﻘﻮل ﰲ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﳝﺎن" :اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس اﻟﻨـﺎﻃﻖ ﰲ اﻷﻧﺒﻴـﺎء" ،وﻳﻘـﻮل اﻟﻘـﺪﻳﺲ ﻟﻮﻗـﺎ: ِ ِ ِ س ـﻮب اﻟﱠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬي َﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒَ َﻖ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱡﺮ ُ " َﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ َن ﻳَـْﻨﺒَﻐـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أَ ْن ﻳَ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘ ﱠﻢ َﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َﺬا اﻟْ َﻤﻜْﺘُ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ وح اﻟْ ُﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُﺪ ُ το πενµα το αγιονﻓَـ َﻘﺎﻟَــﻪُ ﺑَِﻔ ـ ِﻢ َد ُاوَد" )أع ،(١٦ :١وﺑﺎﻟﺘــﺎﱄ ﳓــﻦ ﻫﻨــﺎ أﻣــﺎم وح اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﻧﻄﻖ ﺑﻔﻢ داود .وﻟﻜﻦ اﻟﻘـﺪﻳﺲ ﻟﻮﻗـﺎ ﻳﻌـﻮد ﻓﻴﻘـﻮل" :اﻟْ َﻘﺎﺋِ ُـﻞ ﺑ ُـﺮ ِ
۹
ﻗُـ ٍ ـﺪس δια πνευµατος αγιονﺑَِﻔـ ـ ِﻢ َد ُاوَد" )أع .(٢٥ :٤ﻓﻬ ــﻞ ﺗﻐ ـ ﱠـﲑ اﻟ ــﺮوح اﻟﻘﺪس وﻫﻮ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻔﻢ داود ﻣﻦ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس إﱃ روح ﻗﺪس؟ اﳉﻮاب ﻫﻮ ﻻ ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ. ﻟﻘــﺪ ﻻﺣﻈﻨــﺎ أن اﻟــﺬي ﺣـ ﱠـﻞ ﻋﻠــﻰ اﳌﺴــﻴﺢ ﰲ اﳌﻌﻤﻮدﻳــﺔ ﺣﺴــﺐ ﻟﻮﻗــﺎ ٢٢ :٣ﻫــﻮ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ،وﻟﻜــﻦ ﰲ ﻣــﱴ " ١٦ :٣وإِ َذا اﻟ ﱠﺴــﻤﺎو ِ وح اﻟﻠﱠـ ِـﻪ ات ﻗَــﺪ اﻧْـ َﻔﺘَ َﺤـ ْ ََ ُ ـﺖ ﻟَــﻪُ ﻓَ ـ َـﺮأَى ُر َ َ ِ ِ وح πνευµα θεουﻧَــﺎ ِزﻻً" .وﰲ ﻣ ــﺮﻗﺲ َ " ١٠ :١رأَى اﻟ ﱠﺴ ـ َـﻤ َﺎوات ﻗَــﺪ اﻧْ َﺸ ـﻘ ْ ﱠﺖ َواﻟ ـﱡﺮ َ ِ το πνευµαﻣﺜْـ َـﻞ َﲪَ َﺎﻣـ ٍـﺔ ﻧَــﺎ ِزﻻً َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ" .ﻓﻤــﺎ ﻳُﺴـ ﱠﻤﻰ "روح اﷲ" ﺑــﺪون أداة اﻟﺘﻌﺮﻳــﻒ أﻟ ـ ﰲ ﻣﱴ ،ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﻳُﺴ ﱠﻤﻰ "اﻟﺮوح" ﻓﻘﻂ ﰲ ﻣﺮﻗﺲ ﻣﻊ اﺳﺘﺨﺪام أداة اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ أﻟـ. ﻟﻜــﻦ ﻛﻴــﻒ ﻧﻔ ﱢﺴــﺮ ﻫــﺬﻩ اﻟﻈــﺎﻫﺮة ﻻﺳــﻴﻤﺎ ﻋﻨــﺪﻣﺎ ﻳﺴــﺘﺨﺪم ﻧﻔــﺲ اﻟﻜﺎﺗــﺐ ﰲ ﻧﻔــﺲ اﻹﺻــﺤﺎح ﺗﻌﺒــﲑ "روح ﻗــﺪس" ،ﰒ ﻳﻌــﻮد ﺑﻌــﺪﻫﺎ وﻳﺴــﺘﺨﺪم ﺗﻌﺒــﲑ "اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس" ،أﻻ ﻳﺆﻛــﺪ ﻟﻨﺎ ذﻟﻚ أن اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺒـﻮا ﱂ ﻳﻌـﲑوا أداة اﻟﺘﻌﺮﻳـﻒ أﻟ ـ أي اﻫﺘﻤـﺎم؟ وﻟـﺬﻟﻚ ﳝﻜﻨﻨـﺎ ﻫﻨـﺎ أن ﻧﻘـﺮر ﺑﻜﻞ اﺳﺘﻘﺎﻣﺔ أن اﻟﻼﻫﻮت ﻻ ﳜﻀﻊ ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻹﻋﺮاب.
۱۰
ﺛﺎﻧﻴﺎً ﻣﺎذا ﻳﻘﻮل اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ؟ ِح اﻟﺴ ـﺆال ﻋــﻦ أداة اﻟﺘﻌﺮﻳــﻒ أﻟ ـ ﰲ زﻣــﻦ اﻟﻘــﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳــﻴﻮس ﺑــﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﺳــﺒﻖ أن ﻃُـﺮ َ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻄـ ﱠﻮر اﳉـﺪل اﻷرﺛﻮذﻛﺴـﻲ ﻣـﻊ اﻷرﻳﻮﺳـﻴﺔ وﻃـﺎل ﻣﻮﺿـﻮع اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس .ﻓﻤـﺎذا ﻳﻘـﻮل أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑﺎﻟﺬات؟ "ﻗﻮﻟﻮا ﻟﻨﺎ إذن ،ﻫﻞ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻘﺮة ﰲ اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻘﺪس اﻹﳍـﻲ ﺗﺸـﲑ إﱃ اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ﺑﻜﻠﻤﺔ "روح" ﻓﻘﻂ ﺑﺪون إﺿﺎﻓﺔ ﻛﻠﻤـﺔ أو ﺣـﺮف إﻟﻴﻬـﺎ ﻣﺜـﻞ اﷲ أو اﻵب أو ﻳـﺎء اﳌـﺘﻜﻠﻢ أو اﳌﺴ ــﻴﺢ ﻧﻔﺴ ــﻪ أو اﻻﺑ ــﻦ أو ﻣ ــﲏ )أي ﻣ ــﻦ اﷲ( ،أو أداة اﻟﺘﻌﺮﻳ ــﻒ أﻟـ ــ ،ﻓ ــﻼ ﻳﻘ ــﺎل روح ،ﺑ ــﻞ "اﻟــﺮوح" ،أو اﻻﺻــﻄﻼح اﻟﻜﺎﻣــﻞ "اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس" ،أو "روح اﳊــﻖ" ،أي روح اﻻﺑــﻦ اﻟــﺬي ﻳﻘﻮل" :أﻧﺎ ﻫﻮ اﳊﻖ" )ﻳﻮ ... (٦ :١٤ ﻀــﻒ أداة اﻟﺘﻌﺮﻳــﻒ أﻟ ـ أو إﺣــﺪى اﻹﺿــﺎﻓﺎت اﻟﺴــﺎﺑﻘﺔ، وﺑﺎﻹﳚــﺎز ﻧﻘــﻮل إﻧــﻪ إن ﱂ ﺗُ َ ﻓﺈن اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻻ ﺗﺸﲑ إﱃ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس .ﺧﺬ ﻣﺜﻼً ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺑـﻮﻟﺲ إﱃ أﻫـﻞ ﻏﻼﻃﻴـﺔ "أرﻳـﺪ أن أﺗﻌﻠﻢ ﻣﻨﻜﻢ ﻫﺬا ﻓﻘﻂ أﺑﺄﻋﻤﺎل اﻟﻨﺎﻣﻮس أﺧﺬﰎ اﻟﺮوح أم ﲞﱪ اﻹﳝﺎن" )ﻏﻼ .(٢ :٣ﻓﻤـﺎذا ﻗﺒﻠ ـﻮا إﻻﱠ اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس اﻟ ــﺬي ﻳُﻌﻄ ــﻰ ﻟﻠ ــﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨ ــﻮن وﻳﻮﻟ ــﺪون ﺛﺎﻧﻴـ ـﺔً ﺑﻐﺴ ــﻞ اﳌ ــﻴﻼد اﻟﺜ ــﺎﱐ )ﺗﻴﻄﺲ .(٥ :٣ وﻋﻨــﺪﻣﺎ ﻛﺘــﺐ إﱃ أﻫــﻞ ﺗﺴــﺎﻟﻮﻧﻴﻜﻲ "ﻻ ﺗﻄﻔﺌ ـﻮا اﻟــﺮوح" ﻛــﺎن ﻳﺘﺤــﺪث إﱃ اﻟــﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻣﻦ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻗﺒﻠﻮﻩ ﻟﺌﻼ ﺑﺴﺒﺐ اﻹﳘﺎل ﻳﻄﻔﺌﻮا ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺮوح اﻟﺬي ﻛﺎن ﻗﺪ اﺷﺘﻌﻞ ﰲ داﺧﻠﻬــﻢ .وﻋﻨــﺪﻣﺎ اﺳــﺘﺨﺪم اﻹﳒﻴﻠﻴــﻮن ﰲ اﻷﻧﺎﺟﻴــﻞ اﺻــﻄﻼﺣﺎت ﺑﺸـﺮﻳﺔ ﻋــﻦ اﳌﺨﻠﱢــﺺ ﻣــﻦ أﺟـﻞ اﳉﺴـﺪ اﻟـﺬي اﲣـﺬﻩ ،ﻗـﺎﻟﻮا" :أ ﱠﻣـﺎ ﻳﺴـﻮع ﻓﺮﺟـﻊ ﻣـﻦ اﻷردن ﳑﺘﻠﺌـﺎً ﺑـﺎﻟﺮوح" )ﻟــﻮ ،(١ :٤ "ﰒ أُﺻﻌِ َﺪ ﻳﺴﻮع إﱃ اﻟﱪﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺮوح" )ﻣﺖ ،(١ :٤ﻓﺈ�ﺎ ﻫﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻜﻠﻤـﺔ ،وذات اﳌﻌـﲎ
۱۱
اﻟــﺬي ﺳــﺒﻖ ﻟﻮﻗــﺎ وذﻛــﺮﻩ "وﳌــﺎ اﻋﺘﻤــﺪ اﻟﺸــﻌﺐ اﻋﺘﻤــﺪ ﻳﺴــﻮع أﻳﻀ ـﺎً وﻛــﺎن ﻳﺼــﻠﻲ اﻧﻔﺘﺤــﺖ ﱠ ﻟﺴــﻤﺎء وﻧــﺰل ﻋﻠﻴــﻪ اﻟــﺮوح اﻟـــﺪس ﻬﺑﻴﺌــﺔ ﺟﺴــﻤﻴﺔ ﻣﺜــﻞ ﲪﺎﻣــﺔ" )ﻟــﻮ .(٢٢ - ٢١ :٣ﻫــﺬﻩ ﺗﻮﺿﺢ ﺟﻠﻴﺎً أن اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻫﻮ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﻜﻠﻤﺔ "اﻟﺮوح" ،وﻫﻜﺬا أﻳﻀﺎً ﺣﻴﻨﻤـﺎ اﻗـﱰن اﺳـﻢ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﺑﺎﻟﺒﺸــﺮ – ﺣــﱴ وإن ذُﻛِـ َـﺮ ﺑــﺪون أﻳــﺔ إﺿــﺎﻓﺔ ﻷﲰــﻪ – ﻓــﻼ ﺷــﻚ ﰲ أن اﻟــﺮوح اﻟﻘﺪس ﻫﻮ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺬات ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻀﺎف إﻟﻴﻪ أداة اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ" ) .(١ وﻫﻜــﺬا ﻳﺘﻀــﺢ ﻟﻨــﺎ أن اﻟﻘــﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳــﻴﻮس وﻫــﻮ ﻳﺸــﻌﺮ ﺑﺄﳘﻴــﺔ ﻣــﺎ ﺳــﻴﻘﺎل ﻋــﻦ أداة اﻟﺘﻌﺮﻳــﻒ أﻟ ـ ﻳﻘــﻮل ﺣﻴﺜﻤــﺎ ذُﻛِـ َـﺮ اﻟــﺮوح ﺑــﺄداة اﻟﺘﻌﺮﻳــﻒ ،ﻓــﺈن اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻫــﻮ اﳌﻘﺼــﻮد ﺑــﻪ، وﻟﻜﻦ "ﺣﻴﻨﻤﺎ اﻗﱰن اﺳﻢ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ – ﺣﱴ وإن ذُﻛَِﺮ ﺑﺪون أﻳـﺔ إﺿـﺎﻓﺔ ﻻﲰـﻪ – ﻓ ــﻼ ﺷ ــﻚ ﰲ أن اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس ﻫ ــﻮ اﳌﻘﺼ ــﻮد ﺑﺎﻟ ــﺬات ﻻﺳ ــﻴﻤﺎ ﻋﻨ ــﺪﻣﺎ ﺗﻀ ــﺎف إﻟﻴ ــﻪ أداة اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ". ﻓﻤــﻦ اﳌﺆﻛــﺪ أن ﻫــﺬا اﻟﺮﺟــﻞ اﻟــﺬي ﺣﺼــﺮ ﻋــﺪد اﳌ ـﺮات اﻟــﱵ ورد ﻓﻴﻬــﺎ ذﻛــﺮ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﰲ اﻟﻌﻬــﺪﻳﻦ ﻗﺒــﻞ أن ﻳﻜﺘــﺐ رﺳــﺎﺋﻠﻪ ،ﻛــﺎن ﻗــﺪ ﺷــﻌﺮ ﺑﺎﳌﺸــﻜﻠﺔ ،وﻟﻜﻨﻬــﺎ ﱂ ﺗﺰﻋﺠــﻪ ﺑــﺎﳌﺮة؛ ﻷن اﳌﻌــﲎ واﺿــﺢ وﻣﻌــﺮوف أﻧــﻪ ﻻ ﻳﻮﺟــﺪ روح ﻗــﺪس ﳐﺘﻠــﻒ أو ﻏﺮﻳــﺐ ﻋــﻦ اﻟــﺮوح ﺗﻐﲑ اﳌﻌﲎ ﺑﺎﳌﺮة. اﻟﻘﺪس ،وأن أداة اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ أﻟـ ﻻ ﱢ F5
ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﻓﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮاﻫﺐ واﻷﻗﻨﻮم؟
ﰲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﱂ ﻳُﻄﺮح ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﺑﺎﳌﺮة ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻜﻨﺴﻲ ،وﻻ ﺗﻌﺮف ﻛﺘـﺐ اﻵﺑـﺎء ﺑﺄﺳــﺮﻫﺎ ﻧﺼ ـﺎً واﺣــﺪاً ﻳﻘــﻮل إﻧﻨــﺎ ﻻ ﻧﺸــﱰك ﰲ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻧﻔﺴــﻪ ،ﺑــﻞ ﻧﺸــﱰك ﰲ ﻣﻮاﻫﺒــﻪ ﻓﻘﻂ .وإذا ﻛﻨﺎ ﻗﺪ أﺛﺒﺘﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻬـﺪ اﳉﺪﻳـﺪ أن اﻟـﺬي ﻧﺄﺧـﺬﻩ ﻫـﻮ اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ﻧﻔﺴـﻪ ،ﻓﻬـﻞ
) (١راﺟﻊ رﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس ﻋﻦ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس – ﺗﺮﲨﺔ اﻟﻘﻤﺺ ﻣﺮﻗﺲ داود ص ١٣ – ١١ﻣﻊ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻃﻔﻴﻒ ﰲ اﻟﻨﺺ اﻟﻌﺮﰊ ﺑﻌﺪ ﻣﺮاﺟﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻞ اﻟﻴﻮﻧﺎﱐ .وﳝﻜﻦ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ذات اﻟﻨﺺ ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻧﺼﻮص آﺑﺎﺋﻴﺔ رﻗﻢ ٩٥اﻟﱵ ﻳﺼﺪرﻫﺎ ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻵﺑﺎء ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة – ﻃﺒﻌﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،٢٠٠٥ ،ص .٣٤ – ٣٣
۱۲
ﻫﻨــﺎك ﻓﺮﺻــﺔ ﻷن ﻳﻄــﺮح اﻟﻌﻬــﺪ اﳉﺪﻳــﺪ ﺑﺸــﻜﻞ أو آﺧــﺮ أﻧﻨــﺎ ﻧﺄﺧــﺬ ﻣﻮاﻫــﺐ اﻟــﺮوح ﻓﻘــﻂ دون اﻟﺮوح ﻧﻔﺴﻪ؟ ﺳﻮف ﻧﺮى اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﺑﻜﻞ وﺿﻮح. أوﻻً :ﺣﻴﺜﻤﺎ ذُﻛﺮت ﻣﻮاﻫﺐ اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ﻓﺈ�ـﺎ ﻻ ﺗـﺬﻛﺮ إﻻﱠ ﻛﻨﺘﻴﺠـﺔ ﳊﻠـﻮل اﻟـﺮوح
اﻟﻘﺪس: ِ ٍ وح اﳉَ ِﻤﻴـ ُـﻊ ِﻣـ َـﻦ اﻟـﱡﺮ ِ * " َو ْاﻣــﺘَﻸَ ْ وح اﻟْ ُﻘـ ُـﺪ ِس َواﺑْـﺘَـ َـﺪأُوا ﻳَـﺘَ َﻜﻠﱠ ُﻤــﻮ َن ﺑِﺄَﻟْﺴــﻨَﺔ أ ْ ُﺧـ َـﺮى َﻛ َﻤــﺎ أ َْﻋﻄَـ ُ ـﺎﻫ ُﻢ اﻟـﱡﺮ ُ أَ ْن ﻳَـْﻨ ِﻄ ُﻘﻮا" )أع .(٤ :٢ * "ﻓَﺎﻧْ َﺪﻫﺶ اﻟْﻤ ْﺆِﻣﻨُﻮ َن اﻟﱠ ِﺬﻳﻦ ِﻣﻦ أَﻫ ِﻞ ِْ ِ س ﻷَ ﱠن َﻋ ِﻄﻴﱠـﺔَ ) َﻣ ْﻮِﻫﺒَـﺔَ( َ ْ ْ َ َ ُ اﳋﺘَـﺎن ُﻛ ﱡـﻞ َﻣ ْـﻦ َﺟـﺎءَ َﻣ َـﻊ ﺑُﻄْ ُـﺮ َ ِ ﱠﻬـ ْـﻢ َﻛــﺎﻧُﻮا ﻳَ ْﺴـ َـﻤﻌُﻮﻧَـ ُﻬ ْﻢ ﻳَـﺘَ َﻜﻠﱠ ُﻤــﻮ َن ﺑِﺄَﻟْ ِﺴــﻨَ ٍﺔ اﻟـﱡﺮ ِ وح اﻟْ ُﻘـ ُـﺪ ِس ﻗَــﺪ اﻧْ َﺴـ َﻜﺒَ ْ ﺖ َﻋﻠَــﻰ اﻷ َُﻣـ ِﻢ أَﻳْﻀـﺎً .ﻷَﻧـ ُ َوﻳـُ َﻌﻈﱢ ُﻤﻮ َن اﷲَ" )أع .(٤٦ - ٤٥ :١٠ * "وﻟَ ﱠﻤ ــﺎ وﺿ ــﻊ ﺑ ـﻮﻟُﺲ ﻳ َﺪﻳ ـ ِـﻪ ﻋﻠَــﻴ ِﻬﻢ ﺣ ـ ﱠـﻞ اﻟ ـﱡﺮوح اﻟْ ُﻘ ـ ُـﺪس ﻋﻠَــﻴ ِﻬﻢ ﻓَﻄَِﻔ ُﻘ ـﻮا ﻳـﺘ َﻜﻠﱠﻤ ــﻮ َن ﺑِﻠُﻐَـ ٍ ـﺎت َ َََُ َُْ َْ ْ َ ُ َْ ْ ُ ََ ُ َوﻳَـﺘَـﻨَﺒﱠﺄُو َن" )أع .(٦ :١٩ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﺣﺎﻟﺔ واﺣﺪة ﰲ ﺳﻔﺮ اﻷﻋﻤـﺎل ﻧـﺎل ﻓﻴﻬـﺎ إﻧﺴـﺎن واﺣـﺪ ﻣﻮﻫﺒـﺔ ﻗﺒـﻞ أن ﳛﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،أو ﻗﺒﻞ أن ﳝﺘﻸ ﻣﻦ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس. ﺛﺎﻧﻴﺎً :ﻓﺈذا اﲡﻬﻨﺎ إﱃ أﻃﻮل ﻧـﺺ ﻋـﻦ اﳌﻮاﻫـﺐ اﻟﺮوﺣﻴـﺔ ﰲ ﻛﻮرﻧﺜـﻮس اﻷوﱃ – ١٢ ،١٤ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﳒﺪ إﺷﺎرة واﺣﺪة إﱃ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺗُﻌﻄﻰ ﺑﺪون اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻧﻔﺴﻪ ،وﻟﻜﻨﻨـﺎ ﺳـﻮف ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﺪراﺳﺔ ﻛﻮرﻧﺜﻮس اﻷوﱃ .١٣ – ٣ :١٢ ِ وح ِ َﺣ ـ ٌﺪ ﻳَـ ْﻘـ ِـﺪ ُر أَ ْن َﺣ ـ ٌﺪ َوُﻫـ َـﻮ ﻳَــﺘَ َﻜﻠﱠ ُﻢ ﺑِـ ُـﺮ ِ اﷲ ﻳَـ ُﻘـ ُ ﺲأَ ﺲأَ ـﻮل» :ﻳَ ُﺴــﻮعُ أَﻧَﺎﺛ َ ﻴﻤــﺎ«َ .وﻟَـ ْـﻴ َ * " -٣ﻟَـ ْـﻴ َ وح اﻟْ ُﻘ ُﺪ ِس" .ﻫﻞ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎ إﺷﺎرة ﻟﻠﻤﻮاﻫـﺐ أم ﻟﻠـﺮوح اﻟﻘـﺪس ب« إِﻻﱠ ﺑِﺎﻟﱡﺮ ِ ﻳَـ ُﻘ َ ﻮل» :ﻳَ ُﺴﻮعُ َر ﱞ ﻧﻔﺴﻪ؟
۱۳
* " -٤ﻓَﺄَﻧْـﻮاع ﻣﻮ ِاﻫﺐ ﻣﻮﺟﻮدةٌ وﻟَ ِﻜ ﱠﻦ اﻟﱡﺮوح و ِ اﺣ ٌﺪ" .ﻓﺎﳌﻮاﻫﺐ ﻣﺘﻌﺪدة ،وﻟﻜﻦ اﻟﺮوح اﻟﺬي ََ َ ُ ََ َ َْ ُ َ َ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ واﺣﺪ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺘﻌﺪد ﺳﻜﲎ اﻟﺮوح ،ﺑﻞ ﻫـﻮ روح واﺣـﺪ ﻳﺴـﻜﻦ ﰲ اﻟﻜـﻞ ،وﻟﻜـﻦ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻊ ﺳﻜﻨﺎﻩ ﻣﻮاﻫﺐ ﳐﺘﻠﻔﺔ .دﻗﻖ ﰲ اﻟﻘﺮاءة. ِ بوِ ِ ِ اﺣ ـ ٌﺪ .وأَﻧْ ــﻮاعُ أ َْﻋﻤـ ٍ ـﺎل َﻣ ْﻮ ُﺟـ َ * َ " ٦ – ٥وأَﻧْـ َـﻮاعُ ﺧـ َـﺪٍم َﻣ ْﻮ ُﺟـ َ ـﻮدةٌ َوﻟَﻜ ـ ﱠﻦ اﷲَ َ َ َ ـﻮدةٌ َوﻟَﻜ ـ ﱠﻦ اﻟ ـﱠﺮ ﱠ َ وِ اﺣ ٌﺪ اﻟﱠ ِﺬي ﻳَـ ْﻌ َﻤ ُﻞ اﻟْ ُﻜ ﱠﻞ ِﰲ اﻟْ ُﻜ ﱢﻞ". َ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ وح ﻟ ْﻠ َﻤْﻨـ َﻔ َﻌ ـﺔ" .وﻫﻨــﺎ ﻧﻼﺣــﻆ أن اﻟــﺬي ﻳﻈﻬــﺮ ـﺎر اﻟ ـﱡﺮ ِ * َ " -٧وﻟَﻜﻨﱠــﻪُ ﻟ ُﻜـ ﱢـﻞ َواﺣــﺪ ﻳـُ ْﻌﻄَــﻰ إﻇْ َﻬـ ُ ﻟﻴﺲ اﳌﻮﻫﺒﺔ ،وإﳕﺎ اﻟﺮوح ،وﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪﻩ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﺒﺎﺷﺮًة. * " ٩ - ٨ﻓَِﺈﻧﱠــﻪ ﻟِﻮ ِ وح َﻛ ـﻼَ ُم ِﺣﻜْﻤ ـ ٍـﺔ .وﻵ َﺧ ــﺮ َﻛ ـﻼَ ُم ِﻋ ْﻠ ـ ٍﻢ ِﲝَﺴ ـ ِ وح ـﺐ اﻟ ـﱡﺮ ِ اﺣ ـ ٍـﺪ ﻳـُ ْﻌﻄَــﻰ ﺑِــﺎﻟﱡﺮ ِ ُ َ َ َ َ َ وح اﻟْﻮ ِ اﺣ ِﺪ .وﻵﺧﺮ إِﳝَﺎ ٌن ﺑِﺎﻟﱡﺮ ِ ِ ِ اﺣ ِﺪ .وﻵ َﺧـﺮ ﻣﻮ ِاﻫ ِ ٍ ِ اﺣ ِـﺪ" .واﻟﺘﺸـﺪﻳﺪ ﻫﻨـﺎ وح اﻟْ َﻮ َ َ َ َ ُ ـﺐ ﺷـ َﻔﺎء ﺑـﺎﻟﱡﺮ ِ َ اﻟْ َﻮ َ َ َ ﻋﻠــﻰ ﻛﻠﻤــﺔ اﻟــﺮوح اﻟﻮاﺣــﺪ ﺗﺄﻛﻴــﺪاً ﻋﻠــﻰ وﺣﺪاﻧﻴــﺔ اﻟــﺬي ﻳﻌﻤــﻞ ﻛــﻞ ﻫــﺬﻩ اﻟﻌﻄﺎﻳــﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ واﳌﺘﻨﻮﻋﺔ. ٍ ِ ٍ ﻵﺧـ َـﺮ ﻵﺧـ َـﺮ أَﻧْـ َـﻮاعُ أَﻟْﺴــﻨَﺔ َو َ ﻵﺧـَـﺮ ﲤَْﻴِﻴـ ُـﺰ اﻷ َْرَو ِاح َو َ ﻵﺧـ َـﺮ ﻧـُﺒُ ـ ﱠﻮةٌ َو َ ﻵﺧـَـﺮ َﻋ َﻤـ ُـﻞ ﻗُـ ﱠﻮات َو َ * َ " -١٠و َ ﺗَـ ْﺮ َﲨَﺔُ أَﻟْ ِﺴﻨَ ٍﺔ" .ﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﳌﻮاﻫﺐ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ، اﺣ ـ ُـﺪ ﺑِﻌﻴﻨِـ ِـﻪ ﻗَ ِﺎﲰ ـﺎً ﻟِ ُﻜ ـ ﱢـﻞ و ِ * " -١١وﻟَ ِﻜ ـ ﱠﻦ ﻫ ـ ِـﺬ ِﻩ ُﻛﻠﱠﻬ ــﺎ ﻳـﻌﻤﻠُﻬ ــﺎ اﻟ ـﱡﺮوح اﻟْﻮ ِ اﺣ ـ ٍـﺪ ِﲟُْﻔ ـ َـﺮِد ِﻩ َﻛ َﻤ ــﺎ َ َْ َ َْ َ َ َ َ ُ َ ﻳَ َﺸﺎءُ". ﳌﺎذا ﻳﺸﺪد اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻰ ُﺳﻜﲎ وﻗﺒﻮل اﻟﺮوح اﻟﻮاﺣﺪ؟ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ واﺿﺢ ﻣﻦ ﺳﻴﺎق اﻟﻜﻼم ﻻﺳﻴﻤﺎ ﰲ اﻟﻌﺪد ١٢ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻴﻪ وﺣﺪة اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﻮﺣﺪة اﳉﺴﺪ .ﻓﺎﳌﺴﻴﺢ ﻣﺜﻞ اﳉﺴـﺪ ،وﻟﻜـﻦ رﻏـﻢ ﺗﻌـﺪد اﻷﻋﻀـﺎء ،ﻛـﻞ ﻋﻀـﻮ ﻫـﻮ ﺟـﺰء ﻣـﻦ اﳉﺴــﺪ اﻟﻮاﺣــﺪ ﻻ ﲣﺘﻠــﻒ ﻃﺒﻴﻌــﺔ أي ﻋﻀــﻮ ﻋــﻦ اﻟﻌﻀــﻮ اﻵﺧــﺮ .اﻻﺧــﺘﻼف ﻫــﻮ ﰲ اﻟﻮﻇﻴﻔــﺔ ﻓﻘﻂ ،وذﻟﻚ ﻛﺎﻵﰐ: اﺣ ٌﺪ وﻟَﻪ أَﻋﻀﺎء َﻛﺜِﲑةٌ وُﻛﻞ أَﻋ ِ اﳉﺴ ِﺪ اﻟْﻮ ِ ِ اﺣ ِـﺪ * " ١٣ -١٢ﻷَﻧﱠﻪُ َﻛ َﻤﺎ أَ ﱠن ْ اﳉَ َﺴ َﺪ ُﻫ َﻮ َو َ ُ ْ َ ٌ َ َ ﱡ ْ َ ﻀﺎء َْ َ َ وح و ِ اﺣـ ٌﺪ َﻛـ َﺬﻟِ َ ِ إِ َذا َﻛﺎﻧَــﺖ َﻛﺜِــﲑةً ِﻫــﻲ ﺟﺴـ ٌﺪ و ِ ِ ِ اﺣـ ٍـﺪ أَﻳْﻀـﺎً ﻚ اﻟْ َﻤﺴـ ُ ـﻴﺢ أَﻳْﻀـﺎً .ﻷَﻧـﱠﻨَــﺎ َﲨ َﻴﻌﻨَــﺎ ﺑـ ُـﺮ ٍ َ ْ َ َ ََ َ
۱٤
ٍ ِ اﺣ ـ ٍـﺪ ﻳـﻬ ــﻮداً ُﻛﻨﱠــﺎ أَم ﻳﻮﻧَــﺎﻧِﻴﱢﲔ ﻋﺒِﻴ ــﺪاً أَم أَﺣ ــﺮاراً .و َِ ﲨﻴﻌُﻨَــﺎ ُﺳ ـ ِـﻘﻴﻨَﺎ ُروﺣ ـﺎً ُْ َ َ ْاﻋﺘَ َﻤ ـ ْﺪﻧَﺎ إِ َﱃ َﺟ َﺴ ــﺪ َو َ ُ ْ َْ َ وِ اﺣﺪاً". َ ﻓﻬﻞ ﻣﻴﱠﺰ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﲔ اﳌﻮاﻫﺐ واﻷﻗﻨﻮم؟ أﻻ ﻳﺴــﻜﻦ أﻗﻨــﻮم اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﰲ اﻟﻜــﻞ؟ ﻫــﺬﻩ ﻫــﻲ ُﺳ ـﻜﲎ اﻟــﺮوح اﻟﻮاﺣــﺪ ،وإن ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻮاﻫﺐ ﻣﺘﻌﺪدة.
۱٥
ﺛﺎﻟﺜﺎً ﻣﺎذا ﻛﺎن وﻋﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻨﺎ؟ ِ ِ * "وأَﻧَــﺎ أَﻃْﻠُــﺐ ِﻣــﻦ ِ ِ ِ وح آﺧـ َـﺮ ﻟﻴَ ْﻤ ُﻜـ َ اﻵب ﻓَـﻴُـ ْﻌﻄــﻴ ُﻜ ْﻢ ُﻣ َﻌﱢﺰﻳ ـﺎً َ ـﺚ َﻣ َﻌ ُﻜـ ْـﻢ إ َﱃ اﻷَﺑَــﺪُ .ر ُ َ ُ َ ِ ِ ْ ﻴﻊ اﻟْ َﻌ ــﺎ َﱂُ أَ ْن ﻳَـ ْﻘﺒَـﻠَــﻪُ ﻷَﻧﱠــﻪُ ﻻَ ﻳَ ـ َـﺮاﻩُ َوﻻَ ﻳَـ ْﻌ ِﺮﻓُــﻪُ َوأَﱠﻣ ــﺎ أَﻧْ ــﺘُ ْﻢ ﻓَـﺘَـ ْﻌ ِﺮﻓُﻮﻧَــﻪُ ﻷَﻧﱠــﻪُ اﳊَ ـ ﱢﻖ اﻟﱠــﺬي ﻻَ ﻳَ ْﺴ ــﺘَﻄ ُ ﺚ َﻣ َﻌ ُﻜ ْﻢ َوﻳَ ُﻜـﻮ ُن ﻓِـﻴ ُﻜ ْﻢ" )ﻳـﻮ .(١٧ - ١٦ :١٤ﱂ ﻳﻜـﻦ وﻋـﺪ اﳌﺴـﻴﺢ ﻟﻨـﺎ ﺑﺎﳌﻮاﻫـﺐ، َﻣﺎﻛِ ٌ وإﳕﺎ ﺑﺬات اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس. * "وأَﱠﻣــﺎ اﻟْﻤﻌ ـﱢﺰي اﻟ ـﱡﺮوح اﻟْ ُﻘـ ُـﺪس اﻟﱠـ ِـﺬي ﺳﻴـﺮِﺳ ـﻠُﻪ اﻵب ﺑِـ ِْ ـﺎﲰﻲ ﻓَـ ُﻬـ َـﻮ ﻳـُ َﻌﻠﱢ ُﻤ ُﻜـ ْـﻢ ُﻛـ ﱠـﻞ َُ َُْ ُ ُ ُ َ ُ َﺷ ْﻲ ٍء َوﻳُ َﺬ ﱢﻛ ُﺮُﻛ ْﻢ ﺑِ ُﻜ ﱢﻞ َﻣﺎ ﻗُـ ْﻠﺘُﻪُ ﻟَ ُﻜ ْﻢ" )ﻳﻮ .(٢٦ :١٤ﻟﻘﺪ ﺟـﺎء اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ﻧﻔﺴـﻪ ﻟﻴﺴـﻜﻦ ﻓﻴﻨﺎ ،وﳌﺎ ﺳﻜﻦ ﻓﻴﻨﺎ أﺻﺒﺢ اﻟﺮوح اﻟﺴﺎﻛﻦ ﻓﻴﻨﺎ ﻳﻌﻠﱢﻤﻨﺎ داﺧﻠﻴﺎً وﻳﺬ ﱢﻛﺮﻧﺎ داﺧﻠﻴﺎً. ﱠ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ﱠ اﳊَـ ﱢﻖ اﻟﱠــﺬي ﻣـ ْـﻦ وح ْ * " َوَﻣـ َـﱴ َﺟــﺎءَ اﻟْ ُﻤ َﻌ ـﱢﺰي اﻟــﺬي َﺳﺄ ُْرﺳ ـﻠُﻪُ أَﻧَــﺎ إﻟَـ ْـﻴ ُﻜ ْﻢ ﻣـ َـﻦ اﻵب ُر ُ ِﻋْﻨـ ِـﺪ ِ اﻵب ﻳَـْﻨﺒَﺜِـ ُـﻖ ﻓَـ ُﻬ ـ َـﻮ ﻳَ ْﺸ ـ َﻬ ُﺪ ِﱄ" )ﻳ ــﻮ .(٢٦ :١٥اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس اﻟــﺬي ﻳﻨﺒﺜ ــﻖ ﻣ ــﻦ ﻋﻨ ــﺪ ﺣﻞ؟ ﺣﻞ أﻗﻨﻮم اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،أم ﻏﲑﻩ ﻫﻮ اﻟﺬي ﱠ اﻵب ﻫﻮ أﻗﻨﻮم اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس .ﻓﻬﻞ ﱠ ﺖ اﻟْ َﻌﺎ َﱂَ َﻋﻠَـﻰ َﺧ ِﻄﻴﱠ ٍـﺔ َو َﻋﻠَـﻰ ﺑِـﱟﺮ َو َﻋﻠَـﻰ َدﻳْـﻨُﻮﻧَ ٍـﺔَ ....وأَﱠﻣـﺎ َﻣ َـﱴ * " َوَﻣ َﱴ َﺟﺎءَ َذ َاك ﻳـُﺒَ ﱢﻜ ُ اﳊ ـ ﱢﻖ ﻓَـﻬــﻮ ﻳـﺮِﺷ ـ ُﺪ ُﻛﻢ إِ َﱃ َِ اﳊَـ ﱢﻖ" )ﻳــﻮ .(١٣ ،٨ :١٦ﻓــﻨﺤﻦ ﻻ ﻧﻌــﺮف ﲨﻴ ـ ِﻊ ْ وح َْ ُ َ ُْ ْ َﺟــﺎءَ َذ َاك ُر ُ اﳊــﻖ ،وﻻ ﻧﺴــﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻌﺮﻓــﻪ إﻻﱠ ﻣــﻦ روح اﳊــﻖ ﻫــﻮ ﻧﻔﺴــﻪ ،أي أﻗﻨﻮﻣــﻪ ﻫــﻮ ،أي ﺷﺨﺼــﻪ اﻟــﺬي ﻳﺮﺷــﺪ إﱃ ﲨﻴــﻊ اﳊــﻖ ،ذﻟــﻚ أن ﻗﻴــﺎدة اﻟﻨﻔــﻮس ﻻ ﺗــﺘﻢ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ اﳌﻮاﻫــﺐ ،ﺑــﻞ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺷﺨﺺ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻧﻔﺴﻪ .وﻣﻊ أن ﻛﻠﻤﺎت اﻟﺮب واﺿﺤﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻦ ﺣﻠﻮل اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻧﻔﺴــﻪ ﻛــﺄﻗﻨﻮم ﻓﻴﻨــﺎ ،إﻻﱠ أﻧــﻪ ﻳﻠﺰﻣﻨــﺎ أن ﻧﺴــﺄل ﺳ ـﺆاﻻً أﺳﺎﺳــﻴﺎً :ﻫــﻞ ﻛــﺎن ﳎــﻲء ﺚ َﻣ َﻌ ُﻜ ْـﻢ إِ َﱃ اﻷَﺑَ ِـﺪ" ،ﻓﻬـﻮ ﻣﻌﻨـﺎ وﺳﻜﻨﺎﻩ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﺆﻗﺘﺎً؟ اﻟﺮب ﻳﺴﻮع ﻳﻘﻮل" :ﳝَْ ُﻜ َ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ُ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ اﳋﺮوج ﻣﻦ اﳉﺴﺪ ،ﺑﻞ وﻣﻌﻨﺎ ﰲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎوات.
۱٦
ﻓ ــﺈذا ﻛ ــﺎن اﻟﺮﺳ ــﻮل ﺑ ـﻮﻟﺲ ﻳﻘ ــﻮل إن :اﻟﻨﺒ ـﻮات ﺳ ــﺘﺒﻄﻞ واﻷﻟﺴ ــﻨﺔ ﻓﺴ ــﺘﻨﺘﻬﻲ واﻟﻌﻠ ــﻢ ﻓﺴــﻴﺒﻄﻞ ،وإذا ﻛﺎﻧــﺖ اﻟﻨﺒــﻮة وﻫــﻲ أﻋﻈــﻢ ﻋﻄﺎﻳــﺎ وﻣﻮاﻫــﺐ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس " -ﻷَ ﱠن َﻣـ ْـﻦ ﻳَـﺘَـﻨَﺒﱠـﺄُ أ َْﻋﻈَ ُﻢ ِﳑ ْﱠﻦ ﻳَـﺘَ َﻜﻠﱠ ُﻢ ﺑِﺄَﻟْ ِﺴﻨَ ٍﺔ" )١ﻛﻮر - (٥ :١٤ﺳﺘﺰول ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻮاﻫﺐ ﻛﻠﻬـﺎ إﱃ زوال وﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﳍﺎ ﺑﺎﳌﺮة ﰲ اﳌﻠﻜﻮت ،وإذا ﻛﻨﺎ ﻗﺪ أﺧﺬﻧﺎ اﳌﻮاﻫﺐ ﻓﻘﻂ ،أﻓﻼ ﻳﺼﺒﺢ اﳌﺴﻴﺢ ﻛﺎذﺑـﺎً ﺚ َﻣ َﻌ ُﻜ ْﻢ إِ َﱃ اﻷَﺑَ ِﺪ"؟ إذ ﻗﺎل إﻧﻪ "ﳝَْ ُﻜ َ إذا ﻛﻨﺎ ﻗﺪ أﺧﺬﻧﺎ اﳌﻮاﻫﺐ ﻓﻘﻂ دون اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺧﺴﺮﻧﺎ ﻛﻞ ﺷـﻲء، وﻫﺬا ﻫـﻮ ﻣـﺎ ﻳﺆﻛـﺪﻩ اﻟـﺮب ﻳﺴـﻮع ﻧﻔﺴـﻪ ﰲ ﺣﺪﻳﺜـﻪ ﻋـﻦ اﳍـﺎﻟﻜﲔ اﻟـﺬﻳﻦ ﲤﺘﻌـﻮا ﲟﻮاﻫـﺐ اﻟـﺮوح ِ ب أَﻟَــﻴﺲ ﺑِ ِْ ـﻚ ﺗَـﻨَﺒﱠﺄْﻧَــﺎ ـﻚ اﻟْﻴَ ـ ْـﻮِم :ﻳَــﺎ َر ﱡ ﺎﲰ ـ َ اﻟﻘ ــﺪس ﻓﻘ ــﻂ " َﻛﺜِــﲑُو َن َﺳ ـﻴَـ ُﻘﻮﻟُﻮ َن ِﱄ ِﰲ َذﻟ ـ َ ب ﻳَــﺎ َر ﱡ ْ َ ِ ٍِ ٍ ِ ﺎﻃﲔ وﺑِ ِْ وﺑِ ِْ ِ ُﺻﱢﺮ ُح َﳍُ ْﻢ :إِ ﱢﱐ َﱂْ أ َْﻋ ِﺮﻓْ ُﻜ ْﻢ ﺎﲰ َ ﺎﲰ َ ﻚأْ ﺻﻨَـ ْﻌﻨَﺎ ﻗُـ ﱠﻮات َﻛﺜ َﲑًة؟ .ﻓَﺤﻴﻨَﺌﺬ أ َ ﻚ َ َﺧَﺮ ْﺟﻨَﺎ َﺷﻴَ َ َ َ ﻂ! ا ْذﻫﺒـﻮا ﻋ ﱢـﲏ ﻳـﺎ ﻓَ ِ ـﺎﻋﻠِﻲ ا ِﻹ ِْﰒ!" )ﻣـﺖ .(٢٣ - ٢٢ :٧ﻓﻬـﻞ ﻧﻄﻠـﺐ اﳌﻮاﻫـﺐ ﻓﻘـﻂ ،أم ﻗَ ﱡ َ ُ َ َ وﺳﻜﲎ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻧﻔﺴﻪ؟ ﻗﻴﺎدة ُ
ﺷﻬﺎدة اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ
ﺳــﻨﻜﺘﻔﻲ ﻓﻘــﻂ ﺑﺸــﻬﺎدة ﻛـ ٍـﻞ ﻣــﻦ اﻟﻘــﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳــﻴﻮس اﻟﺮﺳــﻮﱄ ،واﻟﻘــﺪﻳﺲ ﻛ ـﲑﻟﺲ اﻟﻜﺒﲑ ﻧﻈﺮاً ﻟﻀﻴﻖ اﻟﺎل. ﻳﻘﻮل اﻟﻘﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس: "وﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﻄﺎﻩ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ ،ﻗﺎل ﳍﻢ" :اﻗﺒﻠﻮا اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس" )ﻳﻮ ،(٢٢ :٢٠ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﱠﻤﻬــﻢ ﻗــﺎﺋﻼً" :وأﻣــﺎ اﳌﻌــﺰي اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس اﻟــﺬي ﺳﲑﺳــﻠﻪ اﻵب ﺑــﺎﲰﻲ ﻓﻬــﻮ ﻳﻌﻠﻤﻜــﻢ ﻛــﻞ ﺷــﻲء" )ﻳــﻮ ،(٢٦ :١٤وﺑﻌــﺪ ﻗﻠﻴــﻞ ،ﻗــﺎل ﻋــﻦ ﻧﻔــﺲ اﳌﻮﺿــﻮع" :وﻣــﱴ ﺟــﺎء اﳌﻌــﺰي اﻟــﺬي أرﺳــﻠﻪ أﻧــﺎ إﻟــﻴﻜﻢ ﻣــﻦ اﻵب ،روح اﳊــﻖ اﻟــﺬي ﻣــﻦ ﻋﻨــﺪ اﻵب ﻳﻨﺒﺜــﻖ ،ﻓﻬــﻮ ﻳﺸــﻬﺪ ﱄ" )ﻳــﻮ ،(٢٦ :١٥وﻗﺎل أﻳﻀﺎً" :ﻟﺴﺘﻢ أﻧـﺘﻢ اﳌﺘﻜﻠﻤـﲔ ﺑـﻞ روح أﺑـﻴﻜﻢ اﻟـﺬي ﻳـﺘﻜﻠﻢ ﻓـﻴﻜﻢ" )ﻣـﺖ ،(٢٢ :١٠وﺑﻌــﺪ ﻗﻠﻴــﻞ ﻗــﺎل" :وﻟﻜــﻦ إن ﻛﻨــﺖ أﻧــﺎ ﺑــﺮوح اﷲ أُﺧــﺮج اﻟﺸــﻴﺎﻃﲔ ﻓﻘ ـﺪ أﻗﺒــﻞ
۱۷
ﻋﻠ ــﻴﻜﻢ ﻣﻠﻜ ــﻮت اﷲ" )ﻟ ــﻮ .(٢٠ :١١وﻟﻜ ــﻲ ﻳﻜ ﱢﻤـ ـﻞ ﻓﻴ ــﻪ ﻛ ــﻞ ﻣﻌﺮﻓﺘﻨ ــﺎ ﻋ ــﻦ اﷲ )أي ﻛ ــﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ اﷲ( وﻳﻀﻊ ﻃﻘـﺲ اﻻﻧﻀـﻤﺎم إﱃ اﻟﻜﻨﻴﺴـﺔ اﻟـﺬي ﺑـﻪ أﲢـﺪﻧﺎ ﺑﺸﺨﺼـﻪ ،وﺑـﺎﻵب، أوﺻــﻰ ﺗﻼﻣﻴــﺬﻩ ﻗــﺎﺋﻼً" :اذﻫﺒـﻮا وﺗﻠﻤــﺬوا ﲨﻴــﻊ اﻷﻣــﻢ وﻋﻤــﺪوﻫﻢ ﺑﺎﺳــﻢ اﻵب واﻻﺑــﻦ واﻟــﺮوح اﻟﻘﺪس" )ﻣﺖ .(١ )(١٩ :٢٨ ﻣﺎذا ﻋﻦ ﺗﻌﺒﲑ "اﻟﺬي ﺑﻪ أﲢﺪﻧﺎ ﺑﺸﺨﺼـﻪ"؟ ﻫـﻞ ﺷـﺨﺺ اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ﻏـﲑ أﻗﻨـﻮم اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس؟ ﻻ ﺑﻜــﻞ ﺗﺄﻛﻴــﺪ .وﺣــﱴ ﻻ ﻳﻈــﻦ أﺣــﺪ أﻧﻨــﺎ ﻧﺼــﻄﺎد ﻛﻠﻤـﺔً ﺷــﺎرد ًة ﰲ ﻛﺘﺎﺑــﺎت اﻟﻘﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس ﻋﻦ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ أن ﻧﺪ ﱢﻋﻢ اﳌﻌﲎ اﻟﺬي ذﻛﺮﻩ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس. ﻳﻘﻮل اﻟﻘﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس: "واﻟــﺮوح ﻳــﺪﻋﻰ ﻣﺴــﺤﺔ ،وﻫــﻮ اﳋــﺘﻢ؛ ﻷن ﻳﻮﺣﻨــﺎ ﻳﻜﺘــﺐ" :أﻣــﺎ أﻧــﺘﻢ ﻓﺎﳌﺴــﺤﺔ اﻟــﱵ أﺧــﺬﲤﻮﻫﺎ ﻣﻨــﻪ ﺛﺎﺑﺘــﺔ ﻓــﻴﻜﻢ وﻻ ﺣﺎﺟــﺔ ﺑﻜــﻢ إﱃ أن ﻳﻌﻠﻤﻜــﻢ أﺣــﺪ ﺑــﻞ ﻛﻤــﺎ ﺗﻌﻠﻤﻜــﻢ ﻫــﺬﻩ اﳌﺴﺤﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ )روﺣﻪ اﻟﻘﺪس( ﻋﻦ ﻛـﻞ ﺷـﻲء" )١ﻳـﻮ .....(٢٧ :٢وﻳﻘـﻮل ﺑـﻮﻟﺲ" :اﻟـﺬي ﻓﻴ ــﻪ أﻳﻀـ ـﺎً أﻧ ــﺘﻢ إذ آﻣﻨ ــﺘﻢ ﺧﺘﻤ ــﺘﻢ ﻟﻴ ــﻮم اﻟﻔ ــﺪاء" )أف .(١٣ :١واﳌﺨﻠﻮﻗ ــﺎت ﺧﺘﻤـ ـﺖ ﺑ ــﻪ وﻣﺴﺤﺖ ﺑـﻪ وﺗﻌﻠﻤـﺖ ﻣﻨـﻪ ﻛـﻞ ﺷـﻲء .وإذا ﻛـﺎن اﻟـﺮوح ﻫـﻮ اﳌﺴـﺤﺔ واﳋـﺘﻢ اﻟـﺬي ﺑـﻪ ﳝﺴـﺢ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻛﻞ اﻷﺷﻴﺎء وﳜﺘﻤﻬﺎ ،ﻓﺄي ﺷﺒﻪ أو ﻋﻼﻗﺔ ﳝﻜﻦ أن ﺗﻜـﻮن ﺑـﲔ اﳌﺴـﺤﺔ واﳋـﺘﻢ وﺑـﲔ وﲣﺘﻢ؟ .....ﻓﺎﳋﺘﻢ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺿـﻤﻦ اﳌﺨﻠﻮﻗـﺎت اﻟـﱵ ُﲣـﺘَﻢ، اﳌﺨﻠﻮﻗﺎت اﻟﱵ ُﲤﺴﺢ ُ واﳌﺴـﺤﺔ ﻻ ﳝﻜــﻦ أن ﺗﻜــﻮن ﺿـﻤﻦ اﳌﺨﻠﻮﻗــﺎت اﻟـﱵ ُﲤﺴــﺢ ،وﻟﻜﻨــﻪ )اﳋــﺘﻢ واﳌﺴــﺤﺔ( ﻳﻨﺘﻤــﻲ وﳜ ـﺘﻢ ....،وﻫﻜــﺬا إذ ُﳔ ـﺘﻢ ﻧﺼــﲑ ﲝــﻖ – ﻛﻤــﺎ ﻳﻘــﻮل ﺑﻄــﺮس - إﱃ اﻟﻜﻠﻤــﺔ اﻟــﺬي ﳝَﺴــﺢ َ "ﺷﺮﻛﺎء اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﳍﻴﺔ" )٢ﺑﻂ .(٢ ) "(٤ :١ وﻫﻜــﺬا ﻳــﺪاﻓﻊ أﺛﻨﺎﺳــﻴﻮس ﻋــﻦ إﻟﻮﻫﻴــﺔ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﺑﺎﲣــﺎذ ﻋﻤﻠــﻪ ﻓﻴﻨــﺎ ﰲ اﳌﺴــﺤﺔ واﳋــﺘﻢ دﻟــﻴﻼً ﻋﻠــﻰ اﻹﻟﻮﻫﻴــﺔ؛ ﻷن اﻟــﺬي ﻳﻌﻤــﻞ ﻓﻴﻨــﺎ ﻫــﻮ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻧﻔﺴــﻪ اﻟــﺬي ﺑﺴــﺒﺐ F6
F7
) (١اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص ١٧ﰲ ﺗﺮﲨﺔ اﻟﻘﻤﺺ ﻣﺮﻗﺲ داود ،وص ٣٧ – ٣٦ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻵﺑﺎء. ) (٢اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص ٦٢ – ٦١ﰲ ﺗﺮﲨﺔ اﻟﻘﻤﺺ ﻣﺮﻗﺲ داود ،وص ٧٢ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻵﺑﺎء.
۱۸
ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻴﻨﺎ ﻧﺼﺒﺢ ﺷﺮﻛﺎء اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﳍﻴﺔ ،وﻫﻲ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ إﻻﱠ إذا ﻛﺎن اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻫﻮ ﻣﻦ ذات ﺟﻮﻫﺮ اﻵب ،وﻫﻮ اﻟﱪﻫﺎن اﻟﺬي ﻳﻜﻤﻞ ﺑﻪ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس ﺷﺮﺣﻪ. "وﻫﻜــﺬا ﻓﻜــﻞ اﳋﻠﻴﻘــﺔ ﺗﺸــﱰك ﰲ اﻟﻜﻠﻤــﺔ ﺑــﺎﻟﺮوح اﻟﻘــﺪس .وﻓﻀـﻼً ﻋــﻦ ﻫــﺬا ،ﻓﺈﻧﻨــﺎ ﺑــﺎﻟﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻧﺸــﱰك ﻛﻠﻨــﺎ ﰲ اﷲ؛ ﻷﻧــﻪ ﻳﻘــﻮل" :أﻣــﺎ ﺗﻌﻠﻤــﻮن أﻧﻜــﻢ ﻫﻴﻜــﻞ اﷲ وروح اﷲ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻴﻜﻢ؟" )١ﻛﻮ .(١٧ ،١٦ :٣ ﻓﻠــﻮ ﻛــﺎن اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﳐﻠﻮﻗـﺎً ،ﳌــﺎ ﻛﺎﻧـﺖ ﻟﻨــﺎ ﺷــﺮﻛﺔ ﻣــﻊ اﷲ ﻓﻴــﻪ .وﻟــﻮ ﻛﻨــﺎ ﺣﻘـﺎً ﻗــﺪ اﲢـﺪﻧﺎ ﲟﺨﻠــﻮق ﻷﺻــﺒﺤﻨﺎ ﻏﺮﺑــﺎء ﻋــﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ اﻹﳍﻴـﺔ ﻷﻧﻨــﺎ ﱂ ﻧﺸــﱰك ﻓﻴﻬــﺎ .أ ﱠﻣـﺎ اﻵن ﻓﻠﻜﻮﻧﻨــﺎ ﻧــﺪﻋﻰ ﺷــﺮﻛﺎء اﳌﺴــﻴﺢ وﺷــﺮﻛﺎء اﷲ ،ﻓﻬــﺬا ﻷن اﳌﺴــﺤﺔ واﳋــﺘﻢ اﻟــﺬي ﻓﻴﻨــﺎ ،ﻟــﻴﺲ ﻣــﻦ ﻃﺒﻴﻌــﺔ اﻷﺷﻴﺎء اﳌﺨﻠﻮﻗﺔ ،ﺑﻞ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻻﺑﻦ ،اﻟﺬي ﻳﺘﺤﺪﻧﺎ ﺑﺎﻵب ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺮوح اﻟﺬي ﻓﻴﻪ .ﻫـﺬا ﻣﺎ ﻋﻠﱠﻤﻨﺎ إﻳﺎﻩ ﻳﻮﺣﻨﺎ -ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﺳﺎﺑﻘﺎً -ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻗﺎﺋﻼً" :ﺑﺬا ﻧﻌﺮف أﻧﻨﺎ ﻧﺜﺒـﺖ ﰲ اﷲ وﻫــﻮ ﻓﻴﻨ ـﺎ اﻧــﻪ ﻗــﺪ أﻋﻄﺎﻧــﺎ ﻣــﻦ روﺣــﻪ" )١ﻳــﻮ .(١٣ :٤وﻟﻜــﻦ إن ﻛﻨــﺎ ﺑﺎﻻﺷ ـﱰاك ﰲ اﻟــﺮوح ﻧﺼـﺒﺢ "ﺷــﺮﻛﺎء اﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ اﻹﳍﻴــﺔ" )٢ﺑــﻂ ،(٤ :١ﻓﺈﻧــﻪ ﻳﻜــﻮن ﻣــﻦ اﳉﻨــﻮن أن ﻧﻘــﻮل إن اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻟــﻪ ﻃﺒﻴﻌــﺔ ﳐﻠﻮﻗـﺔ ﻻ ﻃﺒﻴﻌــﺔ اﷲ .ﻷن اﻟــﺬﻳﻦ ﻓــﻴﻬﻢ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﺗﺼــﺒﺢ ﳍــﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ اﻹﳍﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳـﺎس .وإن ﻛـﺎن اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ﳚﻌـﻞ اﻟﺒﺸـﺮ ﺷـﺮﻛﺎء اﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ اﻹﳍﻴـﺔ ،ﻓـﻼ ﺷﻚ ﰲ أن ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﻫﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ إﳍﻴﺔ") .(١ ﻫﻜــﺬا ﻳــﱪﻫﻦ أﺛﻨﺎﺳــﻴﻮس ﻋﻠــﻰ إﻟﻮﻫﻴــﺔ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻣــﻦ واﻗــﻊ اﻟﻨﻌﻤــﺔ اﻟــﱵ ﻣﻨﺤــﺖ ﻟﻨــﺎ ،وﻫــﻲ ﺷــﺮﻛﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ اﻹﳍﻴــﺔ .وﳌــﺎ ﻛﺎﻧــﺖ ﻫــﺬﻩ اﻟﺸــﺮﻛﺔ ﻗﺎﺋﻤــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺣﻠــﻮل اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﱠ ﻔﺴــﻪ ،واﻟــﱵ ﻬﺑــﺎ ﻧﺼــﻞ إﱃ اﻻﺑــﻦ واﻵب ،ﻓﻤــﻦ اﳌﺆﻛــﺪ أن اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻫــﻮ اﷲ ،وﻫــﺬا ﻣــﺎ ﻳﻌﻮد وﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮةً ﺛﺎﻧﻴﺔً ،ﻓﻴﻘﻮل: F8
) (١اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص ٦٣ – ٦٢ﰲ ﺗﺮﲨﺔ اﻟﻘﻤﺺ ﻣﺮﻗﺲ داود ،وص .٧٤ – ٧٣
۱۹
"ﻛﻤ ــﺎ ﻳﻘ ــﻮل اﻟﻜﺘ ــﺎب إن اﻟ ــﺬﻳﻦ اﺳ ــﺘُﻨﲑوا ﻣ ــﺮًة وذاﻗـ ـﻮا اﳌﻮﻫﺒ ــﺔ اﻟﺴ ــﻤﺎوﻳﺔ ،وﺻ ــﺎروا ﺷﺮﻛﺎء اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس وذاﻗﻮا ﻛﻠﻤﺔ اﷲ اﻟﺼﺎﳊﺔ )ﻋﺐ ،(٥ - ٤ :٦ﻓﺎﳌﻼﺋﻜﺔ وﺳﺎﺋﺮ اﳋﻠﻴﻘﺔ ﺗﺸﱰك ﰲ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻧﻔﺴﻪ") .(١ ﻓــﺈذا ﻗــﺎل أﺛﻨﺎﺳــﻴﻮس "اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻧﻔﺴــﻪ ،أي ﻫــﻮ ذاﺗــﻪ" ،ﻓﻬــﻞ ﳝﻜــﻦ أن ﻳﻜــﻮن ﻟﻜﻠﻤـﺔ ذاﺗــﻪ أو ﻧﻔﺴــﻪ أي ﻣﻌـﲎ آﺧــﺮ ﻏــﲑ أﻗﻨـﻮم اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس؟ وﻛﻴـﻒ ﻧُﻮﺻــﻒ ﺑﺄﻧﻨــﺎ ﺷــﺮﻛﺎء اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس دون أن ﳓﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻧﻔﺴﻪ؟ ﻛﻴﻒ ﻧﻨﺎل ﻣﻮاﻫﺐ اﻟﺮوح ﻓﻘـﻂ ،ﰒ ﻮﺻــﻒ ﺑﺄﻧﻨــﺎ ﺷــﺮﻛﺎء اﻟــﺮوح ،وﻫــﻮ ﺗﻌﺒــﲑ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺮﻏﻢ ﻣــﻦ ﻧﺪرﺗــﻪ ﰲ اﻟﻌﻬــﺪ اﳉﺪﻳــﺪ ،إﻻﱠ أﻧــﻪ ﻻ ﻧُ َ ﻳﻮﺟ ــﺪ ﺗﻌﺒ ــﲑ آﺧ ــﺮ ﻳﻘ ــﻮل إﻧﻨ ــﺎ ﺷ ــﺮﻛﺎء ﻣﻮاﻫ ــﺐ اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس .وﻋ ــﻦ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﺸ ــﺮﻛﺔ ﻳﻘ ــﻮل أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس ﻣﺮًة أﺧﺮى: "ﻓﺎﳌﻮاﻫــﺐ اﻟــﱵ ﻳﻘ ﱢﺴـﻤﻬﺎ اﻟــﺮوح ﻟﻜــﻞ واﺣــﺪ ﲤـُﻨﺢ ﻣــﻦ اﻵب ﺑﺎﻟﻜﻠﻤــﺔ .ﻷن ﻛــﻞ ﻣــﺎ ﻫﻮ ﻟﻶب ﻫـﻮ ﻟﻼﺑـﻦ أﻳﻀـﺎً .إذن ﻓﺘﻠـﻚ اﻷﺷـﻴﺎء اﻟـﱵ ُﲤـﻨﺢ ﻣـﻦ اﻻﺑـﻦ ﰲ اﻟـﺮوح ﻫـﻲ ﻣﻮاﻫـﺐ اﻵب .وﻋﻨ ــﺪﻣﺎ ﻳﻜ ــﻮن اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس ﻓﻴﻨ ــﺎ ،ﻳﻜ ــﻮن ﻓﻴﻨ ــﺎ أﻳﻀـ ـﺎً اﻟﻜﻠﻤ ــﺔ اﻟ ــﺬي ﳝـ ـﻨﺢ اﻟ ــﺮوح اﻟﻘﺪس ،واﻵب اﻟﺬي ﻫﻮ ﰲ اﻟﻜﻠﻤﺔ .وﻫﺬا ﻳﺘﻔﻖ ﻣـﻊ ﻣـﺎ ﻗﻴـﻞ" :إﻟﻴـﻪ ﻧـﺄﰐ أﻧـﺎ واﻵب وﻋﻨـﺪﻩ ﻧﺼﻨﻊ ﻣﻨﺰﻻً" )ﻳﻮ .(٢٣ :١٤ﻷﻧﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﻜـﻮن اﻟﻨـﻮر ﻓﻬﻨـﺎك اﻟﺸـﻌﺎع أﻳﻀـﺎً ،وﺣﻴـﺚ ﻳﻜـﻮن اﻟﺸﻌﺎع ﻓﻬﻨﺎك أﻳﻀﺎً ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ وﻧﻌﻤﺘﻪ اﳋﺎﻟﻘﺔ) .(٢ وﻫــﺬا ﻫــﻮ ﻣــﺎ ﻋﻠــﻢ ﺑــﻪ اﻟﺮﺳــﻮل أﻳﻀـﺎً ﺣﻴﻨﻤــﺎ ﻛﺘــﺐ إﱃ اﻟﻜــﻮرﻧﺜﻴﲔ ﰲ اﻟﺮﺳــﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ ﻗﺎﺋﻼً" :ﻧﻌﻤﺔ رﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮع اﳌﺴـﻴﺢ وﳏﺒـﺔ اﷲ وﺷـﺮﻛﺔ اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ﻣـﻊ ﲨـﻴﻌﻜﻢ" )٢ﻛـﻮ :١٣ .(١٣ﻷن ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤﺔ واﳌﻮﻫﺒﺔ اﻟﱵ ُﲤـﻨﺢ ،إﳕـﺎ ُﲤـﻨﺢ ﰲ اﻟﺜـﺎﻟﻮث ﻣـﻦ اﻵب ﺑـﺎﻻﺑﻦ ﰲ اﻟـﺮوح اﻟﻘ ــﺪس ،وﻛﻤ ــﺎ أن اﻟﻨﻌﻤ ــﺔ اﳌﻌﻄ ــﺎة ﻫ ــﻲ ﻣ ــﻦ اﻵب ﺑ ــﺎﻻﺑﻦ ،ﻫﻜ ــﺬا ﻻ ﳝﻜﻨﻨ ــﺎ أن ﻧﺸ ــﱰك ﰲ F9
F10
) (١اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص ٦٩ﰲ ﺗﺮﲨﺔ اﻟﻘﻤﺺ ﻣﺮﻗﺲ داود ،وص ٧٩ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻵﺑﺎء. ) (٢اﻟﻨﻌﻤﺔ اﳋﺎﻟﻘﺔ ﺗﻌﺒﲑ ﻫﺎم ﺟﺪاً ،ﻳﺆﻛﺪ أن اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻣﻦ اﷲ.
۲۰
اﻟﻌﻄﻴــﺔ إﻻﱠ ﰲ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس .ﻷﻧﻨــﺎ ﻋﻨــﺪﻣﺎ ﻧﺸــﱰك ﻓﻴــﻪ ﺗﻜــﻮن ﻟﻨــﺎ ﳏﺒــﺔ اﻵب وﻧﻌﻤــﺔ وﺷــﺮﻛﺔ اﻟﺮوح ﻧﻔﺴﻪ") .(١ ﻫــﻞ ﻫﻨــﺎك أوﺿــﺢ ﻣــﻦ ﻫــﺬا اﻟﻜــﻼم؟ اﻟﻨﻌﻤــﺔ واﳌﻮﻫﺒــﺔ ﻫــﻲ ﺷــﺮﻛﺘﻨﺎ ﳓــﻦ ﰲ اﻟــﺮوح اﻟﻘﺪس ﻧﻔﺴﻪ. F1
ﻋﻤﻞ أﻗﻨﻮم اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻓﻲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺳﺮاﺑﻴﻮن أوﻻً :وﺣﺪة ﺟﻮﻫﺮ وﺣﻴﺎة اﻟﺜﺎﻟﻮث ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻻﻧﻘﺴﺎم "أ ﱠﻣﺎ ...اﻟﺬﻳﻦ ﳍﻢ ﻧﻔﺲ ﻓﻜﺮ أرﻳﻮس ،ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن أن ﻳﺪرﻛﻮا ،وﻻ أن ﻳﺆﻣﻨـﻮا أن اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻟﻘﺪوس ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻘﺴﻴﻢ؛ ﻷن اﳊﻜﻤﺔ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻘﻮﳍﻢ ﻏﲑ اﳌﺴﺘﻨﲑة" ) .(٢ ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪة ،ﻳﺆﻛﺪ اﳌﻌﻠﻢ اﻟﻜﻨﺴﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ أ�ﺎ: "ﺗﻘﻠﻴــﺪ اﻟﻜﻨﻴﺴــﺔ اﳉﺎﻣﻌــﺔ وﺗﻌﻠﻴﻤﻬــﺎ وإﳝﺎ�ــﺎ اﻟــﺬي ﻫــﻮ ﻣــﻦ اﻟﺒﺪاﻳــﺔ ،واﻟــﺬي أﻋﻄــﺎﻩ اﻟﺮب وﻛﺮز ﺑـﻪ اﻟﺮﺳـﻞ وﺣﻔﻈـﻪ اﻵﺑـﺎء ،وﻋﻠـﻰ ﻫـﺬا اﻷﺳـﺎس ﺗﺄﺳﺴـﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴـﺔ ،وﻣـﻦ ﻳﺴـﻘﻂ ﻣﻨﻪ ،ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﺴﻴﺤﻴﺎً ،وﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳُﺪﻋﻰ ﻣﺴﻴﺤﻴﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ. إذن ،ﻳﻮﺟــﺪ ﺛــﺎﻟﻮث ﻗــﺪوس وﻛﺎﻣــﻞ )ﰲ ﺟــﻮﻫﺮﻩ( ،ﻧﻌــﱰف ﺑﻼﻫﻮﺗــﻪ ﰲ اﻵب واﻻﺑــﻦ واﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ،وﻟــﻴﺲ ﻓﻴــﻪ ﺷــﻲءٌ ﻏﺮﻳــﺐ ،أو ﳝﺘــﺰج ﺑــﻪ ﻣــﻦ اﳋــﺎرج ،وﻻ ﻳﺘﻜــﻮن ﻣــﻦ ﺧــﺎﻟﻖ وﳐﻠ ــﻮق ،وﻟﻜ ــﻦ )اﻟﺜ ــﺎﻟﻮث( ﻳﺒ ــﲏ اﻟﻜ ــﻞ وﳜﻠ ــﻖ اﻟﻜ ــﻞ ،وﻫ ــﻮ ﻣﺴ ــﺎ ٍو وﻏ ــﲑ ﻣﻨﻘﺴ ــﻢ ﺣﺴ ــﺐ اﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ وﻋﻤﻠــﻪ واﺣــﺪ .ﻓــﺎﻵب ﺑﺎﻟﻜﻠﻤــﺔ ﰲ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻳﻌﻤــﻞ ﻛــﻞ اﻷﺷــﻴﺎء ،وﻫﻜــﺬا )أي ﺑﺬا اﻹﳝﺎن( ﳓﻔﻆ ﳓﻦ وﺣﺪة اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻟﻘﺪوس ﻛﺎﻣﻠﺔ" ) .(٣ F12
F13
) (١اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص ٧٧ – ٧٦ﰲ ﺗﺮﲨﺔ اﻟﻘﻤﺺ ﻣﺮﻗﺲ داود ،وص ٨٦ﰲ ﻧﺮﲨﺔ ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻵﺑﺎء. ) (٢اﻟﻘﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس اﻟﺮﺳﻮﱄ ،اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻋﻦ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس إﱃ اﻷﺳﻘﻒ ﺳﺮاﺑﻴﻮن ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻧﺼﻮص آﺑﺎﺋﻴﺔ رﻗﻢ ،٩٥إﺻﺪار اﳌﺮﻛﺰ اﻷرﺛﻮذﻛﺴﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻵﺑﺎﺋﻴﺔ :اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،١٧ :١ص .٥٩ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ أن اﻟﻨﺺ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫﻮ ﻨﺺ اﻟﻴﻮﻧﺎﱐ ﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻵﺑﺎء اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﲔ ﻣﻊ اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﰲ ﺗﺮﲨﺔ C.R.B.Shaplandﻃﺒﻌﺔ ،١٩٥١وﻫﻲ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﱵ ﺳﺘﻌﺎن ﻬﺑﺎ أﺳﺘﺎذﻧﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﻮرﻳﺲ ﺗﺎوﺿﺮوس ،واﻟﺪﻛﺘﻮر ﻧﺼﺤﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺸﻬﻴﺪ ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ. ) (٣اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .٨١ – ٨٠
۲۱
ﻓﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﻫﺬا اﻹﺻﺮار؟ واﳉ ـﻮاب ﺳ ــﺒﻖ أن ﻗِﻴ ــﻞ ﻗﺒ ــﻞ ذﻟ ــﻚ ﰲ اﻟﻔﻘ ــﺮة ١٤ﻣ ــﻦ اﻟﺮﺳ ــﺎﻟﺔ اﻷوﱃ ،ﻣﺆﻛ ــﺪاً أن اﻹﳝﺎن اﻟﺮﺳﻮﱄ ﻫﻮ: " اﻟﺜــﺎﻟﻮث اﻟﻘ ــﺪوس اﳌﺒ ــﺎرك ﻏ ــﲑ ﻣﻨﻘﺴ ــﻢ ،وﻫ ــﻮ واﺣ ــﺪ ﰲ ذاﺗ ــﻪ One in .(١ ) " Himself وﻋﻨﺪﻣﺎ ﳓﻔﻆ ﳓﻦ اﻟﺒﺸﺮ وﺣﺪة اﻟﺜﺎﻟﻮث ،ﻓﺈن اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻮاﺿﺢ واﳊﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ: " ﻋﻨــﺪﻣﺎ ﻧــﺬﻛﺮ اﻵب ،ﻓﺎﻟﻜﻠﻤــﺔ ُﻣﺘَﻀ ـ ﱠﻤﻦ ،واﻟــﺮوح أﻳﻀ ـﺎً؛ ﻷﻧــﻪ ﰲ اﻻﺑــﻦ .وﻋﻨــﺪﻣﺎ ﻧـ ــﺬﻛﺮ اﻻﺑـ ــﻦ ،ﻓﺈﻧﻨـ ــﺎ ﻧـ ــﺬﻛﺮ اﻵب؛ ﻷن اﻵب ﰲ اﻻﺑـ ــﻦ ،وﻻ ﻳﺼـ ــﺒﺢ اﻟـ ــﺮوح ﺑـ ــﺬﻟﻚ ﺧـ ــﺎرج اﻟﻜﻠﻤﺔ" ) .(٢ وﻫﺬا ﻳﻌﲏ ﺣﺴﺐ اﳌﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻜﻨﺴﻴﺔ: "ﻷن اﻟﻨﻌﻤــﺔ اﻟــﱵ ﻣــﻦ اﻵب ﻫــﻲ واﺣــﺪة ،وﻫــﻲ ﺗــﺘﻢ ﺑــﺎﻻﺑﻦ ﰲ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس؛ ﻷن اﻷﻟﻮﻫﺔ واﺣﺪة ،وإﻟﻪٌ واﺣ ٌﺪ ﻫﻮ اﻟﺬي "ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻞ وﺑﺎﻟﻜﻞ وﰲ اﻟﻜﻞ" )أف .(٣ ) "(٦ :٤ وﻳﻌــﻮد اﻟﻘــﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳــﻴﻮس إﱃ ﻧﻔــﺲ اﻟﺘﻌﻠــﻴﻢ اﻟﺮﺳــﻮﱄ ﰲ اﻟﻔﻘــﺮة ٣٠ﻋﻨــﺪﻣﺎ ﻳﺸــﺮح اﻟﱪﻛــﺔ اﻟﺮﺳ ـﻮﻟﻴﺔ اﻟــﱵ ﺗﻘــﺎل ﰲ اﻟﻘﺪاﺳــﺎت ،وﰲ اﻟﺼــﻠﻮات اﻷرﺛﻮذﻛﺴــﻴﺔ ،وﻫــﻲ" :ﻧﻌﻤــﺔ رﺑﻨــﺎ ﻳﺴــﻮع اﳌﺴــﻴﺢ ،وﳏﺒــﺔ اﷲ ،وﺷــﺮﻛﺔ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻣــﻊ ﲨــﻴﻌﻜﻢ" ) ٢ﻛــﻮر .(١٣ :١٣وﻫﻨــﺎ ﻳﻘﻮل: "ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤﺔ واﳍﺒﺔ ﺗﻌﻄﻰ ﰲ اﻟﺜﺎﻟﻮث ﻣﻦ اﻵب ﺑﺎﻻﺑﻦ ﰲ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس، F14
F15
F16
) (١اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،١٤ :١ص .٥٣وراﺟﻊ اﻟﱰﲨﺔ اﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ص .٩٣ ) (٢اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،١٤ :١ص .٥٣ ) (٣اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،١٤ :١ص .٥٤
۲۲
وﻛﻤﺎ أن اﻟﻨﻌﻤﺔ اﳌﻌﻄﺎة ﻫﻲ ﻣﻦ اﻵب ﺑﺎﻻﺑﻦ، ﻫﻜﺬا ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻟﻨﺎ ﺷـﺮﻛﺔ ﰲ اﻟﻌﻄﻴـﺔ إﻻﱠ ﺑـﺎﻟﺮوح اﻟﻘـﺪس؛ ﻷﻧﻨـﺎ ﺣﻴﻨﻤـﺎ ﻧﺸـﱰك ﻓﻴﻪ ﺗﻜﻮن ﻟﻨﺎ ﳏﺒﺔ اﻵب وﻧﻌﻤﺔ وﺷﺮﻛﺔ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻧﻔﺴﻪ" ) .(١ ﻫﺬا ﳚﻌﻠﻨـﺎ ﻧﻘـﻒ ﺑـﺬات ﺻـﻼﺑﺔ اﻟﻘـﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳـﻴﻮس اﻟـﺬي رﻓـﺾ ﺗﻘﺴـﻴﻢ اﻟﺜـﺎﻟﻮث، ﻫــﻮ اﻟﺘﻘﺴــﻴﻢ اﻟﻮاﻓــﺪ ﻣــﻦ اﻟﻮﺛﻨﻴــﺔ ،واﻟــﺬي ﺟﻌﻠﺘــﻪ اﻷرﻳﻮﺳــﻴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤــﺎً ﺧﺎﺻــﺎً ﻬﺑــﺎ .وﻫﻨــﺎ ﻧﻘــﻮل ﻟﻜــﻞ اﻟــﺬﻳﻦ ﻳﻘ ﱢﺴــﻤﻮن اﻟﺜــﺎﻟﻮث إﱃ ﻋـ ٍ ـﺐ ،واﺑـ ٍﻦ ﻣﻐﻀـ ٍ ـﺪل ،ورﲪـ ٍـﺔ – إﱃ إﻟـ ٍـﻪ ﻏﺎﺿـ ٍ ـﻮب ﻋﻠﻴــﻪ، أ� ــﻢ ﻋ ــﺎدوا إﱃ اﻟﻮﺛﻨﻴ ــﺔ ﲢ ــﺖ ﺳ ــﺘﺎر ﻋﻘﻴ ــﺪة اﻟﻜﻔ ــﺎرة واﻟﻔـ ـﺪاء .وأ ﱠﻣ ــﺎ اﻟ ــﺬﻳﻦ أﺧ ــﺬوا ﺑﺮﻃﻘ ــﺔ "أﻧﻮﻣﻴــﻮس" اﻟــﱵ ﺗﻔﺼــﻞ ﺑــﲔ اﳉــﻮﻫﺮ واﻷﻗﻨــﻮم واﻟﻘــﻮة اﻟﻔﺎﻋﻠــﺔ energyﻓﻴﻘــﻮل ﳍــﻢ ﻣﻌﻠﻤﻨــﺎ اﻟﻌﻈﻴﻢ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس: "ﻓﻌﻞ )ﻋﻤﻞ( اﻟﺜﺎﻟﻮث واﺣﺪ، ﻓﺎﻟﺮﺳﻮل ﻻ ﻳﻘﺼﺪ أن ﻣﺎ ﻳُﻌﻄﻰ ،ﻳُﻌﻄﻰ ﻣﻦ ﻛﻞ )أﻗﻨﻮم( ﻋﻠﻰ ﺣﺪة )ﻛﺄن اﻷﻗـﺎﻧﻴﻢ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﳎﱠﺰأة(، وﻟﻜﻦ ،ﻣﺎ ﻳُﻌﻄﻰ ،إﳕﺎ ﻫﻮ ﻳُﻌﻄﻰ ﰲ اﻟﺜﺎﻟﻮث ،واﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﷲ اﻟﻮاﺣﺪ" ) .(٢ وﻳــﺄﰐ ﲢــﺬﻳﺮ اﻟﻘــﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳــﻴﻮس ﺑــﺄن ﺗﻘﺴــﻴﻢ اﻟﺜــﺎﻟﻮث ﰲ ﻋﻘــﻮل اﳍﺮاﻃﻘــﺔ ﻳﻔﺼــﻠﻬﻢ ﻋﻦ اﳊﻴﺎة اﻹﳍﻴﺔ ) .(٣ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﺮح اﻟﱪﻛﺔ اﻟﺮﺳﻮﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻳﻘﻮل: "ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺸﱰك ﰲ اﻟﺮوح ،ﺗﻜﻮن ﻟﻨﺎ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ، وﰲ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺗﻜﻮن ﻟﻨﺎ ﳏﺒﺔ اﻵب، وﻛﻤﺎ أن ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺜﺎﻟﻮث واﺣﺪة ،ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺜﺎﻟﻮث ﻏﲑ ﻣﻨﻘﺴﻢ" ) .(٤ F17
F18
F19
F20
) (١اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،٣٠ :١ص .٨٦ ) (٢اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،٣١ :١ص .٨٧ – ٨٦ ) (٣اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،٣٣ :١ص .٩٢ ) (٤اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،٦ :٣ص .١١٦
۲۳
وﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻼﺣﻆ ﻋﺒﺎرة اﻟﻘﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس ﻋﻦ اﻹﳝﺎن ﺑﺎﻟﺜﺎﻟﻮث: ﺻﻠﻬﺎ ﰲ اﻟﺜﺎﻟﻮث" ) .(١ "ﻫﺬا ﻫﻮ إﳝﺎن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﳉﺎﻣﻌﺔ؛ ﻷن اﻟﺮب أﺳﺴﻬﺎ وأ ﱠ F21
ﺛﺎﻧﻴﺎً:ﺑﺸﺎرة اﻟﻤﻼك ﻟﻮاﻟﺪة اﻹﻟﻪ وﻫﻨﺎ ﻧﱰك اﻟﺸﺮح ﻟﻠﻘﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس: "ﺣﻴﻨﻤﺎ أُرﺳﻞ اﳌﻼك ﺟﱪاﺋﻴﻞ ﻟﻴﻌﻠﻦ ﺣﻠﻮل اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎل" :اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﳛﻞ ﻋﻠﻴــﻚ" )ﻟــﻮ ،(٣٥ :١ﻋﺎﳌ ـﺎً أن اﻟــﺮوح ﻛــﺎن ﰲ اﻟﻜﻠﻤــﺔ ،وأﺿــﺎف )اﳌــﻼك( ﻣﺒﺎﺷــﺮًة "وﻗــﻮة اﻟﻌﻠﻲ ﺗﻈﻠﱢﻠُ ِ ﻚ" )ﻟﻮ (٣٥ :١؛ ﻷن اﳌﺴﻴﺢ ﻫﻮ "ﻗﻮة اﷲ وﺣﻜﻤﺔ اﷲ" ) ١ﻛﻮر .(١٤ :١ وﻣﺎذا ﻳﻌﲏ ﻫﺬا؟ "وإذا ﻛ ــﺎن اﻟ ــﺮوح ﰲ اﻟﻜﻠﻤ ــﺔ ،ﻓﻤ ــﻦ اﻟﻮاﺿ ــﺢ أﻳﻀـ ـﺎً أن اﻟ ــﺮوح ﻛ ــﺎن ﰲ اﷲ أﻳﻀـ ـﺎً ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ" ) .(٢ وﻛﺄن اﻟﻘﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس ﻛﺎن ﻳﺮى ﺑﺮوح اﻟﻨﺒﻮة اﳍﺠﻮم ﻋﻠﻰ اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ﺑﻮاﺳـﻄﺔ ﺑﻌﺾ اﻹﻛﻠﲑوس ،ﻓﻜﺘﺐ ﻳﻘﻮل: "وﺑﺎﳌﺜﻞ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﲑ اﻟﺮوح ﻓﻴﻨﺎ، ٍ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻳﺄﰐ اﻻﺑﻦ واﻵب وﻳﺼﻨﻌﻮن ﻣﻨﺰﻻً ﻓﻴﻨﺎ؛ ﻷن اﻟﺜﺎﻟﻮث ﻏﲑ ﻣﻨﻘﺴﻢ؛ ﻷن أﻟﻮﻫﺘﻪ واﺣﺪة، وﻳﻮﺟﺪ إﻟﻪ واﺣﺪ "ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻞ وﺑﺎﻟﻜﻞ وﰲ اﻟﻜﻞ" )أف .(٣ ) "(٦ :٤ F2
F23
ﺛﺎﻟﺜﺎً:ﺳﺮ اﻟﻤﻌﻤﻮدﻳﺔ ﻳﺆﻛـﺪ اﻟﻘـﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳــﻴﻮس اﻹﻟﻮﻫـﺔ اﻟﻮاﺣــﺪة ﻟﻠﺜـﺎﻟﻮث؛ ﻷن ﻫـﺬا ﻫــﻮ أﺳـﺎس اﻧﻀــﻤﺎم اﳌﺴﻴﺤﻲ إﱃ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺟﺴﺪ اﳌﺴﻴﺢ: ) (١اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،٦ :٣ص .١١٧ – ١١٦ ) (٢اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،٦ :٣ص .١١٦ ) (٣اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،٦ :٣ص .١١٦
۲٤
"أﻟﻮﻫـﺔ واﺣــﺪة ﰲ اﻟﺜــﺎﻟﻮث )أي( ﰲ اﻵب ،وﰲ اﻻﺑــﻦ ،وﰲ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻧﻔﺴــﻪ، وﰲ اﻟﺜﺎﻟﻮث ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻌﻤﻮدﻳﺔ واﺣﺪة وإﳝﺎن واﺣﺪ" ) .(١ ﻫﺬا اﻹﳝﺎن ﺑﺎﻟﺜﺎﻟﻮث اﻟﻮاﺣﺪ ﻫﻮ رﺟﺎء ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﺎل ﺳﺮ اﳌﻌﻤﻮدﻳﺔ .وﻟـﺬﻟﻚ ﻳﺴـﺄل أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻻ ﺑُـﺪ أن ﻳﺴـﻤﻌﻪ ذﻟـﻚ اﳉﻴـﻞ اﻟـﺬي رأى وﲰـﻊ اﳊـﺮب ﻋﻠـﻰ اﻟـﺮوح اﻟﻘﺪس: روح آﺧ ــﺮ أﺧ ــﺬﻩ ﻫ ــﺆﻻء ﻏ ــﲑ اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس اﻟ ــﺬي ﻳُﻌﻄ ــﻰ ﻟﻠ ــﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨ ــﻮن أي ٍ " ُ وﻳُﻮﻟﺪون ﺛﺎﻧﻴﺔً ﺑﻐﺴﻞ اﳌﻴﻼد اﻟﺜﺎﱐ؟" ) .(٢ ﻷﻧﻨﺎ "ﻧﺘﺠﺪد ﺑﺮوح اﷲ" ) .(٣ ﻷن اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس "ﻫ ــﻮ اﻟ ــﺬي ﻓﻴ ــﻪ ﺑﻮاﺳ ــﻄﺔ اﻟﻜﻠﻤ ــﺔ ﻳﻜ ﱢﻤـ ـﻞ اﻵب ﻛ ــﻞ اﻷﺷ ــﻴﺎء وﳚﺪدﻫﺎ" ) .(٤ وﳚﺐ أن ﻧﻀﻴﻒ ﻫﻨﺎ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻹﳝﺎﻧﻴﺔ اﳋﺎﺻـﺔ ﺑﻌﻤـﻞ اﻟﺜـﺎﻟﻮث ﰲ اﻟﺘﻘـﺪﻳﺲ؛ ﻷ�ـﺎ ﲤــﺲ ﻗــﺪس أﻗــﺪاس اﳊﻴــﺎة اﻟﻜﻨﺴــﻴﺔ ،وﻫــﻲ اﻷﺳـﺮار ﻻ ﺳــﻴﻤﺎ اﻹﻓﺨﺎرﺳــﺘﻴﺎ ،إذ ﻳﻘــﻮل ﻣﻌﻠﻤﻨــﺎ اﻟﻜﺒﲑ إن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ -ﺑﺪون اﻟﻮﻗﻮع ﰲ ﺧﻄﺮ اﻻﺑﺘﻌـﺎد ﻋـﻦ اﻷرﺛﻮذﻛﺴـﻴﺔ ،وإن اﻟﺘﻔﻜـﲑ اﻟﺴـﻠﻴﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ اﳋﺎص ﺑﺎﻹﳝﺎن ﻫﻮ: "ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻘﺪاﺳﺔ واﺣﺪة ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻵب ﺑﺎﻻﺑﻦ ﰲ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس" ) .(٥ وﻣﻌﻠَﻨــﺔ ﰲ ﻫــﺬﻩ اﻟﻘﺪاﺳــﺔ ﺗﺼــﻞ إﻟﻴﻨــﺎ ﻣــﻦ ﻣﺼــﺪر واﺣــﺪ ﻫــﻮ اﻟﺜــﺎﻟﻮث ،وﻫــﻲ آﺗﻴــﺔ ُ اﻻﺑﻦ ،وﺗُﻌﻄﻰ ﺑﺎﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،وﻟﺬﻟﻚ ﻳﺆﻛﺪ اﻟﻘﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﺒﺎﺷﺮةً: ﺮﺳــﻞ "ﻷﻧــﻪ ﻛﻤــﺎ أن اﻻﺑــﻦ ﻫــﻮ اﻻﺑــﻦ اﻟﻮﺣﻴــﺪ ،ﻫﻜــﺬا أﻳﻀ ـﺎً اﻟــﺮوح اﻟــﺬي ﻳُﻌﻄــﻰ وﻳُ َ ﺑﺎﻻﺑﻦ" ) .(١ F24
F25
F26
F27
F28
F29
) (١اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٣ :٤ص .١٢٣ – ١٢٢ ) (٢اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٤ :١ص .٣٣ ) (٣اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٩ :١ص .٤٤ ) (٤اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٩ :١ص .٤٤ ) (٥اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٢٠ :١ص .٦٦
۲٥
ووﺣـ ــﺪة ﺟـ ــﻮﻫﺮ اﻟﺜـ ــﺎﻟﻮث ousiaﻫـ ــﻲ ﻣﺼـ ــﺪر اﻟﻘـ ــﻮة اﻟﻔﺎﻋﻠـ ــﺔ dynamisأو اﻟﻘ ــﺪرة اﻟﻔﺎﻋﻠ ــﺔ energiaﻷن ﻋ ــﺪم اﻧﻘﺴ ــﺎم ﺟ ــﻮﻫﺮ اﻟﺜ ــﺎﻟﻮث ،ووﺣ ــﺪة ﻋﻤ ــﻞ اﻟﺜ ــﺎﻟﻮث اﻟﻮاﺣــﺪ ﻫــﻮ اﻟــﺬي ﳚﻌــﻞ اﻟﻘــﻮة اﻟﻔﺎﻋﻠــﺔ أو اﻟﻘــﺪرة اﻟﻔﺎﻋﻠــﺔ ﻫــﻲ ﻋﻤـ ٌـﻞ واﺣــﺪ اﻟــﱵ ﲢﻴــﻲ اﻟﻜــﻞ وﺗﻘﺪس اﻟﻜﻞ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻳﺆﻛﺪ ﻧﻔﺲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻮﱄ ﰲ اﻟﻔﻘﺮة ٣١ﻛﺎﻵﰐ: "ﻓﻌــﻞ اﻟﺜــﺎﻟﻮث ﻫــﻮ واﺣــﺪ ...ﻷﻧــﻪ ﻻ ﻳﻮﺟــﺪ ﺷــﻲء ﱂ ُﳜﻠــﻖ وﻳُﻌﻄــﻰ اﻟﻘــﺪرة ﻋﻠــﻰ اﻟﺒﻘ ــﺎء ﺑﺎﻟﻘ ــﺪرة اﻟﻔﺎﻋﻠ ــﺔ إﻻﱠ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤ ــﺔ وﰲ اﻟ ــﺮوح ،وﻫﻜ ــﺬا ﻳﺮﺗ ــﻞ ﰲ اﳌـ ـﺰاﻣﲑ" :ﺑﻜﻠﻤ ــﺔ اﻟ ــﺮب ﺻﻨﻌﺖ اﻟﺴﻤﻮات وﺑﺮوح ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺟﻨﻮدﻫﺎ" )ﻣﺰ .(٢ ) "(٦ :٣٢ ُ وﺳ ــﻮف ﻳ ــﺪرك اﻟﻘ ــﺎرئ أن اﻻﺑ ــﻦ اﻟﻮﺣﻴ ــﺪ ﱂ ﻳﺮﺳ ــﻞ ﻣﻮاﻫ ــﺐ ﻟﻜ ــﻲ ﻳﺸ ــﺘﺖ وﺣ ــﺪة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺑﻞ أرﺳﻞ اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس .وﻛﻠﻤـﺎت اﻟﻘـﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳـﻴﻮس ﻗﺎﻃﻌـﺔ ﻣﺜـﻞ ﺳـﻴﻒ اﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ اﻟﺮﺳﻮﱄ: "اﻻﺑﻦ ﻳﺮﺳﻞ اﻟﺮوح ،ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮل" :إن ذﻫﺒﺖ أُرﺳﻞ اﳌﻌـﱢﺰي" )ﻳـﻮ .(٧ :١٦واﻻﺑـﻦ ﳝﺠــﺪ اﻵب ﻗــﺎﺋﻼً" :أﻳﻬــﺎ اﻵب أﻧــﺎ ﳎﱠــﺪﺗﻚ" )ﻳــﻮ ،(٤ :١٧ﺑﻴﻨﻤــﺎ اﻟــﺮوح ﳝ ﱢﺠــﺪ اﻻﺑــﻦ؛ ﻷﻧــﻪ ﻳﻘﻮل" :ذﻟﻚ ﳝﺠﺪﱐ" )ﻳﻮ .(٣ ) "(١٤ :١٦ وﺣﺘﻤﺎً إن ﻛﺎن اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﳝ ﱢﺠﺪ اﻻﺑﻦ ،ﻓﻬﺬا ﻟﻴﺲ ﳎﺪاً ﺑﺸﺮﻳﺎً – ﺣﺴﺐ ادﻋﺎء اﻷﻧﺒﺎ ﺷﻨﻮدة اﻟﺜﺎﻟﺚ) - (٤ﺑﻞ ﻫﻮ ﳎﺪ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻟﻮاﺣﺪ ﻏﲑ اﳌﻨﻘﺴﻢ. وﻣﻦ ﰒﱠ ﳜﺘﻢ اﻟﻘﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس ﻫﺬﻩ اﻟﻔﻘﺮة ﺑﻘﻮﻟﻪ: "ﻓﺈن اﻟﺮوح ﻳﺄﺧـﺬ ﻣـﻦ اﻻﺑـﻦ ﻷﻧـﻪ ﻳﻘـﻮل" :ﻷﻧـﻪ ﻳﺄﺧـﺬ ﳑـﺎ ﱄ وﻳﻌﻄـﻴﻜﻢ" )ﻳـﻮ :١٦ ١٤ﺣﺴﺐ اﻷﺻﻞ اﻟﻴﻮﻧﺎﱐ(" ) .(٥ F30
F31
F32
F3
) (١اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٢٠ :١ص .٦٧ – ٦٦ ) (٢اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٣١ :١ص .٨٧ – ٨٦ ) (٣اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٢٠ :١ص .٦٧ ) (٤راﺟﻊ ﻗﺪاﺳﺔ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺷﻨﻮدة اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺗﺄﻟﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن ،اﻟﻜﺘﺎب اﻷول. ) (٥اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٢٠ :١ص .٦٧
۲٦ ) (١
راﺑﻌﺎً :ﻣﻌﻤﻮدﻳﺔ اﻟﺮب ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﻧﻬﺮ اﻷردن ﱂ ﻳﺄﺧ ــﺬ اﻟ ــﺮب ﻳﺴ ــﻮع ﻣﻮﻫﺒ ــﺔ أو ﻣﻮاﻫ ــﺐ اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس؛ ﻷن اﻟﺘﻌﻠ ــﻴﻢ اﻟﺮﺳ ــﻮﱄ واﺿﺢ ،ﻓﻘﺪ " ُﻣ ِﺴ َﺢ" ﻳﺴﻮع ،وﺻﺎر ﺑﺎﳌﺴﺤﺔ "اﳌﺴﻴﺢ" ،ﻣﺴﺤﻪ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،وﻛﻨﱠﺎ ﳓـﻦ – وﻣ ِﺴــﺤﻨﺎ ﻓﻴــﻪ ،ﺑــﻞ ﻛﻨﱠــﺎ ﳓــﻦ اﻟــﺬﻳﻦ ﰲ ﻛﻤــﺎ ﻳﻘــﻮل اﻟﻘــﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳــﻴﻮس – اﻟــﺬﻳﻦ اﻏﺘﺴــﻠﻨﺎ ﻓﻴــﻪ ُ اﳌﺴﻴﺢ ﺗﻘﺪﱠﺳﻨﺎ ﻓﻴﻪ: ٍ ﻛﺈﻧﺴﺎن ﻳﻘﺎل ﻋﻨﻪ إﻧﻪ ُﳝﺴﺢ ﺑﺎﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﺣﱴ ﻳﺒـﲏ أو " َﻳﺆ ﱢﺳـﺲ" ﻓﻴﻨـﺎ ﳓـﻦ "ﻷﻧﻪ اﻟﺴﻜﲎ ﻛﻌﻼﻗﺔ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ" ) .(٢ اﻟﺒﺸﺮ ُﺳﻜﲎ اﻟﺮوح ،وﳚﻌﻞ ﻫﺬﻩ ُ وﺑﻜﻠﻤﺎت ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻳﻘﻮل أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس ﻋﻦ اﻟﺮب ﻧﻔﺴﻪ: ِ ـﺮت إﻧﺴــﺎﻧﺎً أﺗﻘـﺪﱠس ﻓﻴــﻪ ﻟﻜــﻲ ﻳﺘﻘـﺪﱠس "أﻧــﺎ ﻧﻔﺴــﻲ أُﻋﻄــﻲ ذاﰐ اﻟــﺮوح ،أﻧــﺎ اﻟــﺬي ﺻـ ُ ﰲ" ) .(٣ اﳉﻤﻴﻊ ﱠ ﰒ "إن ﻧـﺰول اﻟــﺮوح ﻋﻠﻴـﻪ ﰲ اﻷردن ،إﳕــﺎ ﻛـﺎن ﻧــﺰوﻻً ﻋﻠﻴﻨـﺎ ﳓــﻦ ﺑﺴـﺒﺐ اﲣــﺎذﻩ )ﻟﺒﺴــﻪ( ﺟﺴﺪﻧﺎ ...ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﺪﻳﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ" ) .(٤ ﰒ "ﻟﻜــﻲ ﻧﺸــﱰك ﰲ ﻣﺴــﺤﺘﻪ ،وﻟﻜــﻲ ﻳﻘــﺎل ﻋﻨﱠــﺎ" :أﻟﺴــﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤــﻮن أﻧﻜــﻢ ﻫﻴﻜــﻞ اﷲ، وروح اﷲ ﻳﺴــﻜﻦ ﻓــﻴﻜﻢ )١ﻛــﻮر .(١٦ :٣ﻓﺤﻴﻨﻤــﺎ اﻏﺘﺴــﻞ اﻟــﺮب ﰲ اﻷردن ﻛﺈﻧﺴــﺎن ،ﻛﻨﱠــﺎ ﳓﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻐﺘﺴﻞ ﻓﻴﻪ وﺑﻮاﺳﻄﺘﻪ" ) .(٥ ﰒ F34
F35
F36
F37
F38
) (١راﺟﻊ دراﺳﺘﻨﺎ :ﳌﺎذا اﻋﺘﻤﺪ ﻳﺴﻮع؟ ﻣﻨﺸﻮرة ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺒﻄﻴﺔ واﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ. ) (٢ﺿﺪ اﻷرﻳﻮﺳﻴﲔ – ٤٦ :١ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻧﺼﻮص آﺑﺎﺋﻴﺔ رﻗﻢ – ٦٤اﳌﺮﻛﺰ اﻷرﺛﻮذﻛﺴﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻵﺑﺎﺋﻴﺔ -اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ص .١١٥ ) (٣اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٤٦ :١ص .١١٥ ) (٤اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٤٧ :١ص .١١٥ ) (٥اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٤٧ :١ص .١١٦ – ١١٥
۲۷
"وﺣﻴﻨﻤﺎ اﻗﺘﺒﻞ اﻟﺮوح ،ﻛﻨﱠﺎ ﳓﻦ اﻟـﺬﻳﻦ ﺻـﺮﻧﺎ ﻣﻘﺘﺒﻠـﲔ ﻟﻠـﺮوح ﺑﻮاﺳـﻄﺘﻪ ...إذن ِ ﻓﻤـﻦ ذﻟــﻚ )أي ﲟﻌﻤﻮدﻳــﺔ اﻟــﺮب وﻣﺴــﺤﺘﻪ( ﺑــﺪأﻧﺎ ﳓــﻦ ﻧﻨــﺎل اﳌﺴــﺤﺔ واﳋــﺘﻢ ،ﻛﻤــﺎ ﻳﻘــﻮل ﻳﻮﺣﻨــﺎ: "أﻧــﺘﻢ ﻟﻜــﻢ ﻣﺴــﺤﺔ ﻣــﻦ اﻟﻘــﺪوس" )١ﻳــﻮ ،(٢٠ :٢واﻟﺮﺳــﻮل ﻳﻘــﻮل" :أﻧــﺘﻢ ُﺧﺘﻤــﺘﻢ ﺑــﺮوح اﳌﻮﻋﺪ اﻟﻘﺪوس" )أف .(١ ) "(١٣ :١ وﻫﻨــﺎ ﻧﺸــﲑ إﱃ أن اﳌﺴــﺤﺔ ،وﺑﺸــﻜﻞ ﺧــﺎص ،اﳋــﺘﻢ ،ﻫــﻮ اﻻﺳــﻢ اﻟﻄﻘﺴــﻲ اﻟﻘــﺪﱘ ﺟ ــﺪاً ﳌﺴ ــﺤﺔ اﳌ ــﲑون ،وذﻟ ــﻚ ﻛﻤ ــﺎ ﺷ ــﺮﺣﻨﺎ ﰲ دراﺳ ــﺘﻨﺎ ﻋ ــﻦ اﳌﻌﻤﻮدﻳ ــﺔ ﰲ اﻟﻘ ــﺮون اﳋﻤﺴ ــﺔ اﻷوﱃ) .(٢ F39
F40
) (١اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٤٧ :١ص .١١٦ ) (٢ﳝﻜﻦ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻨﺸﻮرة ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺒﻄﻴﺔ واﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ.coptology.com :
۲۸
راﺑﻌﺎً اﻟﺮب ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗَﺒِ َﻞ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻷﺟﻠﻨﺎ ﻻ ﺷﻚ أن ﻣﻌﻤﻮدﻳﺔ اﻟﺮب ﻳﺴﻮع ﻫﻲ ﻋﻴﺪ "اﻟﻈﻬﻮر اﻹﳍﻲ" ﻟﻠﺜـﺎﻟﻮث ،وﻟﻜـﻦ ﻫـﺬا "اﻟﻈﻬــﻮر" ،ﻟــﻴﺲ ﳎــﺮد "اﺳــﺘﻌﺮاض" ﻟﻠﺜــﺎﻟﻮث؛ ﻷن رﻛﻨ ـﺎً ﻣــﻦ أرﻛــﺎن ﻫــﺬا اﻟﻈﻬــﻮر ﻟــﻴﺲ ﳎــﺮد ﻧ ــﺰول اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس ،ﺑ ــﻞ "اﺳ ــﺘﻘﺮار" اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس ﻋﻠ ــﻰ اﳌﺴ ــﻴﺢ ﺣﺴ ــﺐ ﻋﺒ ــﺎرة اﻹﳒﻴ ــﻞ: "وﺷﻬﺪ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻗﺎﺋﻼً إﱐ ﻗﺪ رأﻳﺖ اﻟﺮوح ﻧﺎزﻻً ﻣﺜﻞ ﲪﺎﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء واﺳﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴـﻪ ...ﺗـﺮى اﻟــﺮوح ﻧــﺎزﻻً وﻣﺴــﺘﻘﺮاً ﻋﻠﻴــﻪ" )ﻳــﻮ .(٣٣ - ٣٢ :١واﺳــﺘﻘﺮار اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻋﻠــﻰ ﻳﺴــﻮع – ـﺲ ﻋﻠـﻰ ﺣﻘﻴﻘﻴـﺔ ﺛﺒـﺎت اﻟﻠﻮﻏـﻮس اﳌﺘﺠﺴـﺪ وﻋـﺪم ﺣﺴﺐ ﺷـﺮح اﻟﻘـﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳـﻴﻮس – ﻣﺆﺳ ٌ ﺗﻐﲑﻩ. ﱡ ﻳﻘﻮل أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس: "ﻷﻧــﻪ ﲟــﺎ أن ﻃﺒﻴﻌــﺔ اﳌﺨﻠﻮﻗــﺎت ﻣﺘﻐـ ﱢـﲑة ،ﻓــﺎﻟﺒﻌﺾ ﺗﻌ ـ ﱡﺪوا اﻟﻮﺻــﻴﺔ ،واﻟــﺒﻌﺾ اﻵﺧــﺮ ﲤﺮدوا ...ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﺿﺮورﻳﺎً أن ﻳﺄﰐ واﺣـ ٌﺪ ﻏـﲑ ﻣﺘﻐ ﱢـﲑ ﻟﻜـﻲ ﳛﺼـﻞ اﻟﺒﺸـﺮ ﻋﻠـﻰ ﻋـﺪم ﺗﻐ ﱡـﲑ ﺑﺮ اﻟﻠﻮﻏﻮس ﻛﺼﻮرة وﻣﺜﺎل ﳌـﺎ ﺳـﺘﻜﻮن ﻋﻠﻴـﻪ ﺛﺒـﺎت اﻟﻔﻀـﻴﻠﺔ ...ﻷﻧـﻪ ﲟـﺎ أن اﻹﻧﺴـﺎن اﻷول آدم )١ﻛــﻮر ،(٤٥ :١٥ﺗﻌ ـﱠﺮض ﻟﻠﺘﻐﻴــﲑ ،وﺑﺴــﺒﺐ اﳋﻄﻴــﺔ دﺧــﻞ اﳌــﻮت إﱃ اﻟﻌــﺎﱂ )رو :٥ ،(١٢ﻟــﺬﻟﻚ اﻟﺴــﺒﺐ ﻋﻴﻨــﻪ ﺟــﺎء آدم اﻟﺜــﺎﱐ ﻏــﲑ اﳌﺘﻐـ ﱢـﲑ ...أ ﱠﻣ ـﺎ اﻟــﺮب ﻓﻠﻜﻮﻧــﻪ ﻏــﲑ ﻣﺘﻐـ ﱢـﲑ وﺛﺎﺑــﺖ ،ﺗﺼــﲑ اﳊﻴ ـﺔُ ﻋــﺎﺟﺰة ﰲ ﺣﻴﻠﻬــﺎ ﺿــﺪ اﳉﻤﻴــﻊ؛ ﻷﻧــﻪ ﻋﻨــﺪﻣﺎ ﺳــﻘﻂ آدم ﰲ اﻟﻌﺼــﻴﺎن "اﺟﺘﺎزت اﳋﻄﻴﺔ إﱃ ﲨﻴـﻊ اﻟﻨـﺎس" )رو ،(١٢ :٥وﻟﻜـﻦ ﺣﻴﻨﻤـﺎ ﺻـﺎر اﻟـﺮب إﻧﺴـﺎﻧﺎً ،ﺣﻄﱠـﻢ اﳊﻴﺔ ،وﻧﻘﻞ ﻗﻮﺗﻪ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ إﱃ ﲨﻴﻊ اﻟﻨﺎس" ) .(١ F41
) (١ﺿﺪ اﻷرﻳﻮﺳﻴﲔ ٥١ :١ص .١٢٣ – ١٢٢
۲۹
إذن ﻓﻘ ــﺪ ﻓَـ َﻘ ـ َﺪ آدم ُﺳ ــﻜﲎ اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس ﺑﺴ ــﺒﺐ اﻟﺴ ــﻘﻮط ،وﻫ ــﻲ أﺣ ــﺪ ﺟﻮاﻧ ــﺐ ﺗﻌﻠــﻴﻢ ﻛﻨﻴﺴــﺔ اﻹﺳــﻜﻨﺪرﻳﺔ اﻟــﺬي ُد ﱢو َن ﰲ ﻛــﻞ ﻛﺘﺎﺑــﺎت آﺑــﺎء اﻹﺳــﻜﻨﺪرﻳﺔ ،وﺳــﻮف ﻧﻜﺘﻔــﻲ ﺑﺎﻟﻘﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس واﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ اﻟﻜﺒﲑ: ً ﺃﻭﻻ :ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﺛﻨﺎﺳﻴﻮﺱ: " -١إن اﻟﺒﺸﺮ ﻧﺎﻟﻮا اﻟﺮوح ﺣﺴﺐ اﻟﺸـﺮﻛﺔ ...وﺑﻜـﻦ ﲟـﺎ أ�ـﻢ ﻟﻴﺴـﻮا أﺑﻨـﺎء ﲝﺴـﺐ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈ�ﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻐﲑون ﻳُﻨﺰع ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺮوح وﻳﺘﱪأ ﻣﻨﻬﻢ" ) .(١ " -٢ﻟﻘﺪ ﺻﺎر ﻳﺴﻮع ﳑﺴﻮﺣﺎً ﺑﺎﻟﺮوح اﻟﻘﺪس؛ ﻟﻜﻲ ﻳﻘ ﱢﺪس اﳉﻤﻴﻊ ﺑﺎﻟﺮوح") .(٢ " -٣ﻓﻘﺪ ﺟﺎء ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻄﻲ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ" ) .(٣ ً ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ: ﺣﺴﺐ ﺷﻬﺎدة إﳒﻴﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ ،اﺳﺘﻘﺮ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻋﻠـﻰ ﻳﺴـﻮع؛ ﻷن ﻳﺴـﻮع ﺳـﻮف ﻳُﻌ ﱠﻤﺪ ﺑﺎﻟﺮوح اﻟﻘﺪس )ﻳﻮ .(٣٣ - ٣٢ :١وﻗﺪ ﺧﺼﺺ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ ﻓﺼﻼً ﻛـﺎﻣﻼً ﻋـﻦ ﻣﻌﻤﻮدﻳﺔ اﻟﺮب ﻳﺴﻮع ﰲ ﺷﺮح إﳒﻴﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ) ،(٤ووﺿـﻊ ﻟـﻪ اﻟﻌﻨـﻮان اﻟﺘـﺎﱄ" :اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ﰲ اﻻﺑﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺸﺮﻛﺔ ﻣﻦ اﳋﺎرج ،ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻛﺔ ﺣﺴﺐ اﳉﻮﻫﺮ وﺣﺴﺐ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ". وﺗﻌﺒﲑ "اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻣـﻦ اﳋـﺎرج" ﺗﻌﺒـﲑ ﻫـﺎم ﻳﺆﻛـﺪ ﺑـﻪ اﻵﺑـﺎء أن ﺷـﺮﻛﺘﻨﺎ ﰲ اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ﻫﻲ ﺷﺮﻛﺔ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ،وذﻟﻚ ﻟﻸﺳﺒﺎب اﻵﺗﻴﺔ: -١ﻻﺧﺘﻼف ﺟـﻮﻫﺮ وﻃﺒﻴﻌـﺔ اﻹﻧﺴـﺎن ﻋـﻦ ﻃﺒﻴﻌـﺔ اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ،وﻫـﺬا ﻳﻌـﲏ أ�ـﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺷـﺮﻛﺔ ﺣﺴـﺐ اﳉـﻮﻫﺮ اﻟﻮاﺣـﺪ؛ ﻷﻧـﻪ ﻻ ﻳﻮﺟـﺪ ﺟـﻮﻫﺮ واﺣـﺪ ﳚﻤـﻊ اﷲ واﻹﻧﺴـﺎن ،ﺑـﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﺟﻮﻫﺮ واﺣﺪ ﻟﻠﺒﺸﺮ ،وﺟﻮﻫﺮ واﺣﺪ ﻟﻠﺜﺎﻟﻮث. F42
F43
F4
F45
) (١ﺿﺪ اﻷرﻳﻮﺳﻴﲔ ٣٧ :١ص .١٠١ ) (٢ﺿﺪ اﻷرﻳﻮﺳﻴﲔ - ١٤ :٢ﻃﺒﻌﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻣﻨﻘﺤﺔ ،ص.٣٤ ) (٣ﺿﺪ اﻷرﻳﻮﺳﻴﲔ ١٨ :٢ص .٤٠ ) (٤راﺟﻊ اﻟﱰﲨﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ إﱃ اﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ اﻟﱵ ﻧﺸﺮت ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ "ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ" – اﳉﺰء اﻷول ،ﲢﻘﻴﻖ Peter Farrington
۳۰
-٢اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻣﻦ اﳋﺎرج ﺗﻌﲏ أن ُﺳﻜﲎ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،أو اﻟﺜـﺎﻟﻮث ﻓﻴﻨـﺎ ﻫـﻲ ُﺳـﻜﲎ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﱵ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﳍﺎ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ وﺟﻮﻫﺮ اﻹﻧﺴﺎن .ﻫﺬا ﲤﻴﻴﺰ ﺿﺮوري؛ ﻷن اﺧـﺘﻼف اﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ ﻫــﻮ ﺳــﺒﺐ ﻋﻤــﻞ اﻟﻨﻌﻤــﺔ ووﺟﻮدﻫــﺎ؛ ﻷن وﺣــﺪة اﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ ﻻ ﲢﺘــﺎج إﱃ ﻧﻌﻤــﺔ ،ﺑــﻞ ﻣــﺎ ﻫــﻮ ﰲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺧـﺎص ﺑﻌﻤـﻞ وﺻـﻔﺎت ﻫـﺬﻩ اﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ ،وﻟـﺬﻟﻚ اﻟﻨﻌﻤـﺔ ﻋﻄﻴـﺔ ﻟـﻴﺲ ﳍـﺎ ﻋﻼﻗـﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌـﺔ اﻹﻧﺴﺎن) .(١ ﻟﻘـﺪ ﻛﺘـﺐ اﻟﻘـﺪﻳﺲ ﻛـﲑﻟﺲ ﻫـﺬا اﻟﻔﺼــﻞ ﺑﺎﻟـﺬات ﺿـﺪ أرﻳـﻮس وﻧﺴـﻄﻮر ،وﻣـﻦ ﻫــﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻧﻘﺪم ﻫﺬﻩ اﳌﻘﺎﻃﻊ: F46
اﻟﻤﻘﻄﻊ اﻷول :وﻫﻮ ﺧﺎص ﺑﺈﺧﻼء اﻻﺑﻦ ﻟﺬاﺗﻪ
"ﲟ ــﺎ أن ﻛﻠﻤ ــﺔ اﷲ ﺗ ــﺄﻧﺲ ،ﻓﻘ ــﺪ ﺗﻘـ ـﺪﱠس أﻳﻀـ ـﺎً ﺑﺎﻗﺘﺒ ــﺎل اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس ،ﻟﻜ ــﻦ ﻗﺒ ــﻞ ﲡﺴــﺪﻩ ﻛــﺎن ﰲ ﺻــﻮرة وﻣﺴــﺎواة اﻵب )ﻓﻠﻴــﱯ ... (٦ :٢ﻣــﺎ أﻋﻈــﻢ ﻫــﺬا اﻟﻌﻤــﻞ اﻟﻌﺠﻴــﺐ؛ ﻷن اﻻﺑﻦ اﳌﺴﺎوي ﷲ اﻵب واﻟﺬي ﻟﻪ ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻵب ،وﻣـﻦ أﺟـﻞ ﳏﺒﺘـﻪ ﱂ ﳜـﺘﻠﺲ ﻫـﺬﻩ اﳌﺴﺎواة ،ﺑﻞ ﻧﺰل إﱃ ﺣﻘﺎرﺗﻨﺎ وأﺧﺬ ﺻﻮرة اﻟﻌﺒﺪ وأﺧﻠﻰ ذاﺗﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺄﻧﺲ ."...
اﻟﻤﻘﻄﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ :وﻫﻮ ﺧﺎص ﺑﺨﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﻮرة اﷲ
"ﻳﻘــﻮل اﻟﻜﺘــﺎب اﻷول ﻣــﻦ ﻛﺘــﺐ ﻣﻮﺳــﻰ اﳋﻤﺴــﺔ – وﻫــﻮ أﻛﺜــﺮ ﺑــﲏ اﻟﺒﺸــﺮ اﻟــﺬﻳﻦ ﻋﺮﻓ ـﻮا اﷲ – إن اﷲ "ﺧﻠــﻖ اﻹﻧﺴــﺎن ﻋﻠــﻰ ﺻــﻮرﺗﻪ" )ﺗــﻚ ،(٢٦ :١وﻟﻜــﻦ ﺑﻮاﺳــﻄﺔ اﻟــﺮوح ُﺧ ــﺘِ َﻢ Sealedﺑﺎﻟﺼ ــﻮرة اﻹﳍﻴ ــﺔ .وﻗ ــﺪ ﻋﻠﱠﻤﻨ ــﺎ ﻣﻮﺳ ــﻰ ﻧﻔﺴ ــﻪ ﺑﻘﻮﻟ ــﻪ إن اﷲ "ﻧﻔ ــﺦ ﰲ أﻧﻔ ــﻪ ﻧﺴــﻤﺔ اﳊﻴــﺎة" ،وﻋﻠــﻰ اﻟﻔــﻮر ﺑــﺪأ اﻟــﺮوح ﰲ وﻗــﺖ واﺣــﺪ أن ﻳﻌﻄــﻲ ﻣﻌـﺎً اﳊﻴــﺎة ﻟﻜﻴــﺎن )آدم(، وﺑﻌﻤﻞ إﳍﻲ ﻳﻄﺒﻊ ﺻﻮرﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ )آدم(") .(٢ F47
)(١ﱂ ﻳﺬﻛﺮ أﺣ ٌﺪ ﻗﺒﻞ اﻷﻧﺒﺎ ﺷﻨﻮدة أن اﻟﺸﺮﻛﺔ ﰲ اﻟﻼﻫﻮت ﺗﻌﲏ أن ﻳُﺼﺒﺢ اﻹﻧﺴﺎن إﳍﺎً ﻣﻮﺟﻮداً ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ...إﱁ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻼﻫﻮت. ) (٢اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص .١٣٦ – ١٣٥
۳۱
وﻫﻨـ ــﺎ ﳚـ ــﺐ أن ﻧﺴـ ــﺄل :ﻣـ ــﺎ ﻫـ ــﻲ ﻋﻼﻗـ ــﺔ ﺧﻠـ ــﻖ اﻹﻧﺴـ ــﺎن اﻷول ﲟﻌﻤﻮدﻳـ ــﺔ اﻟـ ــﺮب؟ واﳉﻮاب ﻫﻮ ﻟﻠﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ: "ﻛﺎن اﻹﻧﺴﺎن اﻷول ﰲ اﻟﻔـﺮدوس – ﻛﻤـﺎ ﻫـﻮ ﻣﻜﺘـﻮب – ﺣﺎﻓﻈـﺎً اﻟﻌﻄﻴـﺔ وﺳـﺎﻣﻴﺎً ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻹﳍﻴﺔ اﻟﱵ ُﺧﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺑﻮاﺳـﻄﺔ اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس اﻟـﺬي ﺣ ﱠـﻞ ﻓﻴـﻪ .وﻟﻜـﻦ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻓﺴـﺪ ﺑﻐﻮاﻳﺔ اﻟﺸـﻴﻄﺎن وﺑـﺪأ ﳛﺘﻘـﺮ ﺧﺎﻟﻘـﻪ وﻳﺘﻌـﺪى اﻟﻨـﺎﻣﻮس اﻟـﺬي أُﻋﻄـﻰ إﻟﻴـﻪ ،وأﺣـﺰن اﷲ اﶈﺴـﻦ إﻟﻴﻪ ،أﺧﺬ اﷲ اﻟﻨﻌﻤﺔَ ﻣﻨﻪ ،واﻟﺬي ُﺧﻠِ َﻖ ﻟﻴﻜﻮن ﺣﻴﺎً َِﲰ َﻊ ﻷول ﻣﺮة "ﺗـﺮاب أﻧـﺖ وإﱃ اﻟـﱰاب ﺗﻌﻮد" .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻐ ﱠـﲑ ﻣﺜـﺎل اﷲ اﻟـﺬي ﺗﻠـﻮث ﺑﺎﳋﻄﻴـﺔ ،وﺑـﺪأ اﳌﺜـﺎل ﻳﻀـﻤﺤﻞ ،وﱂ ﻳﻌُـﺪ اﳋـﺘﻢ ﻣﻨﲑاً ،ﺑﻞ اﻇﻠﱠ َـﻢ ﺑﺴـﺒﺐ اﻟﺘﻌـﺪي .وﻋﻨـﺪﻣﺎ ازداد ﺟـﻨﺲ اﻟﺒﺸـﺮ ﰲ اﻟﺘﻌـﺪي ووﺻـﻠﻮا إﱃ أﻗﺼـﻰ درﺟ ــﺎت اﻻﳓﻄ ــﺎط ،وﺳ ــﺎدت ﻋﻠ ــﻴﻬﻢ ﲨﻴﻌ ـﺎً اﳋﻄﻴ ــﺔ) (١وﺑﺼ ــﻮرة ﺗﺎﻣ ــﺔُ ،ﺟ ـﱢﺮدت ﻧﻔ ــﺲ ﻛ ــﻞ إﻧﺴ ــﺎن ،وﻓﻘ ــﺪت ﺑ ــﺬﻟﻚ ﻃﺒﻴﻌ ــﺔ ﻛ ــﻞ إﻧﺴ ــﺎن اﻟﻨﻌﻤ ــﺔ اﻟﻘﺪﳝ ــﺔ ،ﻓ ــﺎرق اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس اﻟﻜ ــﻞ، وﺳﻘﻄﺖ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ إﱃ أﺣﻂ درﺟﺎت اﻟﻐﺒﺎء ."... "وﻟﻜــﻦ ﺻــﺎﻧﻊ اﻟﻜــﻞ ،ﺑﻌــﺪ زﻣــﺎن اﺣﺘﻤــﺎل ﻃﻮﻳــﻞ َﺣـ ِﺰ َن ﻋﻠــﻰ اﻟﻌــﺎﱂ اﻟﻔﺎﺳــﺪ ،وﻷﻧــﻪ ﺻـﺎﱀ ،وﻛـﺮ ٍاع ﺻـﺎﱀٍ ،أﺳــﺮع ﻟﻜـﻲ ﳚﻤــﻊ اﻟﻘﻄﻴـﻊ اﻟﻀــﺎل اﻟـﺬي ﻋﻠــﻰ اﻷرض ،وﻗـﺮر أن ﻳﺒــﺪل trans - elementاﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ وﳚــﺪدﻫﺎ وﻳﺮدﻫــﺎ إﱃ اﻟﺼــﻮرة ﺑــﺎﻟﺮوح؛ ﻷﻧــﻪ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك وﺳﻴﻠﺔ أﺧﺮى ﳑﻜﻨﺔ ﻹﻋﺎدة اﳋﺘﻢ اﻹﳍﻲ ﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ .(٢ ) "... F48
F49
اﻟﻤﻘﻄﻊ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻛﻴﻒ أُﻋﻴﺪت إﻟﻴﻨﺎ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻐﻠﻮﺑﺔ؟
"ﻛﻴــﻒ ﻳﻐــﺮس ﻓﻴﻨــﺎ اﻟﻨﻌﻤــﺔ ﻏــﲑ اﳌﻐﻠﻮﺑــﺔ؟ أو ﻛﻴــﻒ ﻳﺘﺠ ـ ﱠﺬر )ﻣــﻦ اﳉــﺬر( اﻟــﺮوح ﰲ اﻹﻧﺴـ ــﺎن؟ وﺑـ ــﺄي وﺳـ ــﻴﻠﺔ أُﻋﻴـ ــﺪ ﲡﺪﻳـ ــﺪ اﻟﻄﺒﻴﻌـ ــﺔ إﱃ ﺣﺎﻟﺘﻬـ ــﺎ اﻷوﱃ؟ ﻫـ ــﺬﻩ أﺳـ ــﺌﻠﺔ ﺗﺴـ ــﺘﺤﻖ اﻹﺟﺎﺑﺔ" ) (١راﺟﻊ ﲡﺴﺪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻠﻘﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس ،اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس. ) (٢راﺟﻊ اﻟﱰﲨﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻹﳒﻴﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ إﱃ اﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ اﻟﱵ ﻧﺸﺮت ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ "ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ" – اﳉﺰء اﻷول، ص .١٣٦
۳۲
أ -اﻹﻧﺴــﺎن اﻷول ﺗـﺮاﰊ؛ ﻷﻧــﻪ ُﺧﻠِـ َـﻖ ﻣــﻦ ﺗـﺮاب ،وأُﻋﻄــﻲ ﻟــﻪ اﻟﻘــﺪرة ﻋﻠــﻰ أن ﳜﺘــﺎر اﳋﲑ أو اﻟﺸﺮ ،وﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎر ﻳﺼﺒﺢ ﺳﻴﺪ أﻳﻬﻤﺎ )اﳋﲑ أو اﻟﺸﺮ(. ب -ﻟﻜﻨﻪ أ ُِﺳَﺮ ﲟﻜ ٍﺮ ﻣﺮﻳﺮ ،وﻣﺎل إﱃ اﻟﻌﺼﻴﺎن ،وﺳﻘﻂ ﰲ اﻷرض ،اﻷم اﻟـﱵ ﻧﺸـﺄ ﻣﻨﻬﺎ وﺳﺎد ﻋﻠﻴﻪ اﻵن اﻟﻔﺴﺎد واﳌﻮت. ﺟـ -ووﱠرث إﱃ اﳉﻨﺲ اﻟﺒﺸﺮي ﻛﻠﻪ ﺣﻜﻢ اﳌﻮت. د -وﳕــﺎ اﻟﻔﺴــﺎد ،واﻧﺘﺸــﺮ ﻓﻴﻨــﺎ ،واﳓــﺪر اﻹدراك إﱃ ﻣــﺎ ﻫــﻮ أﺳ ـﻮأ ،وﻣﻠــﻚ اﳌــﻮت، وﺑﺸــﻜﻞ ﺗــﺎم ﺻــﺎرت اﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎرﻳــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس اﻟــﺬي ﺳــﻜﻦ ﻓﻴــﻪ )ﻋﻨــﺪ ﺧﻠﻘﻪ(. ﻫـ" -ﱂ ﳛﻔﻆ اﻹﻧﺴﺎن اﻷول اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﱵ أﻋﻄﺎﻫﺎ اﷲ ﻟﻪ" ) .(١ F50
اﻟﻤﻘﻄﻊ اﻟﺮاﺑﻊ :ﺗﺪﺑﻴﺮ اﻟﺨﻼص
أ" -دﺑﱠﺮ اﷲ اﻵب أن ﻳﺮﺳﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء آدم اﻟﺜـﺎﱐ ،ﻓﺄرﺳـﻞ إﻟﻴﻨـﺎ اﺑﻨـﻪ اﻟﻮﺣﻴـﺪ اﻟﺘﻐﲑ أو اﻟﺘﺤﻮل ،ﺑﻞ ﻻ ﻳﻌﺮف اﳋﻄﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎً". ﰲ ﺷﻜﻠﻨﺎ ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺮف ﱡ ب" -وﻛﻤ ــﺎ ﺑﺴ ــﺒﺐ ﻣﻌﺼ ــﻴﺔ اﻷول ،ﺻ ــﺎر )آدم اﻟﺜ ــﺎﱐ( ﺧﺎﺿ ــﻌﺎً ﻟﻠﺤﻜ ــﻢ اﻹﳍ ــﻲ ﻟﻜﻲ ﺑﻄﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﱐ ﻧﻨﺠﻮ ﻣﻦ اﻟﻠﻌﻨﺔ وﺗﺒﺎد ﺷﺮورﻫﺎ". ﺟـ" -وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎء ﻛﻠﻤﺔ اﷲ وﺗﺄﻧﱠﺲ ،اﻗﺘﺒﻞ اﻟﺮوح ﻣـﻦ اﻵب ﻛﻮاﺣ ٍـﺪ ﻣﻨﱠـﺎ ﳓـﻦ اﻟﺒﺸﺮ -وﱂ ﻳﻘﺘﺒﻞ اﻟﺮوح ﻟﺬاﺗﻪ ﻛﻤﻦ ﻫﻮ ﳏﺘﺎج ﻷﻧﻪ ُﻣﻌﻄﻲ اﻟﺮوح – وﻟﻜﻦ ﲟﺎ أﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺮف ﺧﻄﻴـﺔ ،ﻗﺒﻠـﻪ )أي اﻟـﺮوح( ﻛﺈﻧﺴـﺎن ﳛﻔـﻆ اﻟـﺮوح ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻨـﺎ وﻳﻌﻴـﺪ ﻏـﺮس in root ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻴﻨﺎ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﱵ ﻓﺎرﻓﺘﻨـﺎ .ﻟـﺬﻟﻚ اﻟﺴـﺒﺐ – ﻛﻤـﺎ أﻋﺘﻘـﺪ – ﻗـﺎل اﳌﻌﻤـﺪان اﻟﻘـﺪﻳﺲ ﻣﺘﻨﺒﺌﺎً "رأﻳـﺖ اﻟـﺮوح ﻧـﺎزﻻً ﻣـﻦ اﻟﺴـﻤﺎء واﺳـﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴـﻪ"؛ ﻷن اﻟـﺮوح ﻫـﺮب ﻣﻨﱠـﺎ ﺑﺴـﺒﺐ اﳋﻄﻴـﺔ، وﻟﻜـﻦ ﳌــﺎ ﺟــﺎء اﻟــﺬي ﻻ ﻳﻌــﺮف ﺧﻄﻴـﺔً ،وﺻــﺎر ﺑﺸـﺮاً وﻛﻮاﺣـ ٍـﺪ ﻣﺜﻠﻨــﺎ ،ﺟــﺎء اﻟــﺮوح ﻟﻜــﻲ ﻳﺘﻌـ ﱠﻮد ﱠ ) (١اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص .١٣٧ – ١٣٦
۳۳
accustomedأن ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻴﻨﺎ ﳓﻦ ﻷﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟـﺪ ﻣﻨﺎﺳـﺒﺔ أو ﺳـﺒﺐ ﻷﺟﻠـﻪ ﻳﻔﺎرﻗـﻪ )أي ﻳﺴﻮع( اﻟﺮوح" ) .(١ F51
اﻟﻤﻘﻄﻊ اﻟﺨﺎﻣﺲ :ﻧﺤﻦ ﻧﺄﺧﺬ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ
"ﻫﻜﺬا ﻛﺎﻧﺖ أﺣﺪى ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻘﻮط ،ﻣﻔﺎرﻗﺔ أو ﻫﺮوب اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ ،وﻫــﻮ اﻟﺴــﺒﺐ اﻟﻜــﺎﻣﻦ وراء ﺻ ـﺮاخ داوود "روﺣــﻚ اﻟﻘــﺪوس ﻻ ﺗﻨﺰﻋــﻪ ﻣــﲏ" )ﻣــﺰ ،(٥١وﻟﻜ ــﻦ ﰲ اﻟﺘ ــﺪﺑﲑ ﺟ ــﺎء اﻟ ــﺮوح ﻟﻴﻤﺴ ــﺢ ﻳﺴ ــﻮع وﻳﻌﻠﻨ ــﻪ ﻣﺴ ــﻴﺤﺎً ﺑﺸ ــﻜﻞ ﺧ ــﺎص ،أي اﳌﺨﻠﱢﺺ اﻟﺬي ﺳﻮف ﻳﻌﻴﺪ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ" ) .(٢ وﰲ ﻫﺬا اﳌﻘﻄﻊ ﻳﻀﻊ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻛﲑﻟﺲ اﻷﺳﺎس اﻟﻼﻫـﻮﰐ ﻟﺸـﺮﻛﺘﻨﺎ ﰲ اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ﻫﻜﺬا: أ" -ﻟﺬﻟﻚ ﰲ ذاﺗﻪ ﻗَﺒِ َﻞ اﻟﺮوح اﻟﻘـﺪس ﻷﺟﻠﻨـﺎ ﻟﻜـﻲ ﳚـﺪد ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻨـﺎ اﻟﺼـﻼح اﻟﻘـﺪﱘ )اﻟــﺬي ﻓﻘــﺪﻧﺎﻩ(؛ ﻷﻧــﻪ ﻗﻴــﻞ" :اﻟــﺬي ﻷﺟﻠﻨــﺎ اﻓﺘﻘــﺮ وﻫــﻮ اﻟﻐــﲏ" )٢ﻛــﻮر .(٩ :٨ﻓﻬــﻮ ﻏــﲏ؛ ﻷﻧﻪ – ﻛﺈﻟﻪ – ﻻ ﻳﻌﻮزﻩ ﺷﻲء ﺻﺎﱀ .وﳌﺎ ﺗﺄﻧﱠﺲ ﻛﺎن ﻳﻔﺘﻘﺮ إﱃ ﻛﻞ ﺷﻲء ...وﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻫﻮ ﱠ اﳊﻴﺎة ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،وﻣﺎت ﺑﺎﳉﺴﺪ ﻷﺟﻠﻨﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﺪوس اﳌـﻮت ﻷﺟﻠﻨـﺎ وﻳﻘـﻴﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ ﻛﻠﻬـﺎ ﻣﻌـﻪ – ﻷن ﻛــﻞ اﻟﺒﺸــﺮ ﻛــﺎﻧﻮا ﻓﻴــﻪ ﻋﻨــﺪﻣﺎ ﺻــﺎر إﻧﺴــﺎﻧﺎً – ﻫﻜــﺬا أﻳﻀ ـﺎً ﻳﻘﺒــﻞ اﻟــﺮوح ﻷﺟﻠﻨــﺎ ﻟﻜــﻲ ﻳﻘــﺪس ﻃﺒﻴﻌﺘﻨــﺎ ﻛﻠﻬــﺎ .ﻟﻘــﺪ ﺟــﺎء ﻻ ﻟﻜــﻲ ﻳﻨــﺎل ﻫــﻮ ذاﺗــﻪ ﻓﺎﺋــﺪة ،ﺑــﻞ ﻟﻜــﻲ ﻳﺼــﺒﺢ ﻟﻨــﺎ ﲨﻴﻌ ـﺎً "اﻟﺒﺎب" ،و"اﻟﺒﺪء" ،و"اﻟﻄﺮﻳﻖ" إﱃ ﻛﻞ اﳋﲑات اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ". F52
) (١اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص .١٣٧ ) (٢اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .وﻫﻨﺎ ﳚﺐ أن ﻧﻘﻮل ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﺎدي ﺑﻌﺪم ُﺳﻜﲎ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻓﻴﻨﺎ -ﺗﻠﻚ اﶈﺎوﻟﺔ اﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻔﺼﻞ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس اﻷﻗﻨﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ و"اﻟﺮب اﶈﻴﻲ" ﻋﻦ اﳌﻮاﻫﺐ -إن ﺧﻄﺄ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ – ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ وأﺷﺮﻧﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة – ﳚﻌﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎرﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻼﻫﻮت ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻣﻌﻠﻤﻨﺎ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس ﻟﻸرﻳﻮﺳﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ أﻧﻜﺮوا إﻟﻮﻫﻴﺔ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس.
۳٤
ب" -وإذا ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻣﺴﺮة )أو إرادة( ﻷن ﻳﻘﺒﻞ ﻛﺈﻧﺴﺎن أو أن ﻳﺘﺄﱂ ﻛﻮاﺣ ٍـﺪ ﻣـﻦ اﻟﺒﺸــﺮ ،ﻓﻜﻴــﻒ ﳝﻜــﻦ أن ﻳﻘــﺎل إﻧــﻪ "أﺧﻠــﻰ ذاﺗــﻪ"؟ أو ﻛﻴــﻒ ﳝﻜــﻦ ﻟـ ـ "ﺻــﻮرة اﻟﻌﺒــﺪ" إذا ﱂ ﺗﻜﻦ ﳍﺬا اﻟﻌﺒﺪ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت؟" ) .(١ F53
) (١اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص .١٣٨ – ١٣٧
۳٥
ﺧﺎﻣﺴﺎً ﺷﻬﺎدة اﻟﻄﻘﻮس اﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﻔــﻲ ﰲ ﻫــﺬا اﺠﻤﻟــﺎل أن ﻧﻘﺘــﺒﺲ ﻧــﺺ ﺻــﻼة اﺳــﺘﺪﻋﺎء اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﰲ اﻟﻘــﺪاس اﻟﻜﲑﻟﺴﻲ ،وﻫﻮ أﺣﺪ اﻟﻘﺪاﺳﺎت اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل اﻟﻜﺎﻫﻦ: "وأرﺳﻞ إﱃ أﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﻋُﻠ ﱢﻮ َك اﳌﻘﺪس ،وﻣﻦ ﻣﺴﻜﻨﻚ اﳌﺴﺘﻌﺪ ،وﻣﻦ ﺣﻀـﻨﻚ ﻏـﲑ اﶈﺼ ــﻮر ،وﻣ ــﻦ ﻛﺮﺳ ــﻲ ﳑﻠﻜ ــﺔ ﳎ ــﺪك اﻟﺒﺎرﻛﻠﻴ ــﺖ روﺣ ــﻚ اﻟﻘ ــﺪوس اﻟﻜ ــﺎﺋﻦ ﺑ ــﺎﻷﻗﻨﻮم .ﻏ ــﲑ اﳌﺴ ــﺘﺤﻴﻞ وﻻ ﻣﺘﻐ ـ ﱢـﲑ اﻟ ــﺮب اﶈﻴ ــﻲ .اﻟﻨ ــﺎﻃﻖ ﰲ اﻟﻨ ــﺎﻣﻮس واﻷﻧﺒﻴ ــﺎء واﻟﺮﺳ ــﻞ .اﳊ ــﺎل ﰲ ﻛ ــﻞ ﻣﻜــﺎن ،اﳌــﺎﻟﺊ ﻛــﻞ ﻣﻜــﺎن وﻻ ﳛﻮﻳــﻪ ﻣﻜــﺎن .اﻟﻔﺎﻋــﻞ ﺑﺴــﻠﻄﺔ ﲟﺴ ـﺮﺗﻚ اﻟﻄﱡﻬـ َـﺮ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺬﻳﻦ أﺣــﺒﻬﻢ وﻟــﻴﺲ ﻛﺎﳋــﺎدم .اﻟﺒﺴــﻴﻂ ﰲ ﻃﺒﻴﻌﺘــﻪ اﻟﻜﺜــﲑ اﻷﻧ ـﻮاع ﰲ ﻓﻌﻠــﻪ .ﻳﻨﺒــﻮع اﻟــﻨﻌﻢ اﻹﳍﻴــﺔ، اﳌﺴﺎوي ﻟﻚ اﳌﻨﺒﺜﻖ ﻣﻨﻚ". ﻫ ــﻞ ﺗﺆﻛ ــﺪ ﻛ ــﻞ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻌﺒ ــﺎرات اﻟﻮاﺿ ــﺤﺔ أن اﻟ ــﺬي ﺳ ــﻴﺄﰐ ﻫ ــﻮ ذات أﻗﻨ ــﻮم اﻟ ــﺮوح اﻟﻘــﺪس؟ أﻋﺘﻘــﺪ أ�ــﺎ واﺿــﺤﺔ ﺟــﺪاً ﻻﺳــﻴﻤﺎ ﻣــﺎ ﻳﻘﻮﻟــﻪ اﻟﻜــﺎﻫﻦ ﺑﻌــﺪ ذﻟــﻚ ﻣﺒﺎﺷــﺮًة" :ﺷ ـﺮﻳﻚ ﻛﺮﺳﻲ ﳑﻠﻜﺔ ﳎﺪك" .ﻛﻞ ﻫﺬا "ﻋﻠﻴﻨﺎ ﳓﻦ ﻋﺒﻴﺪك وﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺮاﺑﲔ اﻟﱵ ﻟﻚ". ﺑﻌــﺪ ﻛــﻞ ﻣــﺎ ﺗﻘــﺪم ،ﻫــﻞ ﳝﻜــﻦ أن ﻳﻜــﻮن ﻫﻨــﺎك ﺷــﻚ ﰲ أﻧﻨــﺎ ﻧﻨــﺎل اﻟــﺮوح اﻟﻘــﺪس ﻧﻔﺴ ــﻪ .وﻫ ــﻞ ﳝﻜ ــﻦ أن ﻳﻜ ــﻮن ﻫﻨ ــﺎك ﺷ ــﻚ ﰲ أن ﻛﻠﻤ ــﺔ "ﻧﻔ ــﺲ" اﻟ ــﺮوح اﻟﻘ ــﺪس – اﻟ ــﱵ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻟﻘﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس) - (١ﻫﻲ ذات ﻛﻠﻤﺔ "أﻗﻨـﻮم" اﻟـﺮوح اﻟﻘـﺪس ﻛﻤـﺎ ﺟـﺎءت ﰲ ﺻﻠﻮات اﻟﻘﺪاس اﻹﳍﻲ؟ F54
) (١راﺟﻊ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺳﺎﺑﻘﺎً ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ص .١٩