مجلة حقوقنا العدد28

Page 1

‫نصائح انتخابية‬ ‫وزير حقوق االنسان لمجلة حقوقنا ‪:‬‬

‫عملنا مع اليونسكو لوضع‬ ‫انتهاكات النظام الدكتاتوري‬ ‫المباد في الئحة الذاكرة العالمية‬ ‫العدد (‪)28‬‬ ‫نيسان ‪2014 /‬‬ ‫رقم االعتماد لدى نقابة الصحفيين‬ ‫العراقيين ‪176‬‬

‫عزام صالح ‪..‬‬ ‫اول ﻣﺨﺮج تلفزيوني‬ ‫ﻳﺪﺧﻞ ﻋﺎﻟﻢ االهوار ‪..‬‬ ‫ويدافع عن حقوق اهاليها‬

‫الحـلم؟‬

‫هل ان (الشك) و (عدم الثقة)‬

‫وراء تأخر قرار‬ ‫الزواج ؟‬

‫كيف نريد بغداد‪..‬‬

‫‪1 8 1 7 2‬‬

‫‪7‬‬

‫‪2 9 9‬‬

‫نعيم الهوية‬

‫أم جحيمها‬ ‫في العراق ؟‬


‫اخبار الوزارة‬

‫‪2‬‬


‫بأصابعنا البنفسجية نرسم مستقبلنا‬ ‫إنها أيام تفصل العراقيني عن يوم الثالثني من نيسان ‪ ،‬ليكون يوما ً تاريخيا ً جديدا ً يف حياتهم ‪ ،‬يحصلوا‬ ‫فيــه عىل أهم حق من حقوقهم املغيبة لعقود من الزمن‪ .‬لقد حصلوا عىل الحرية ‪ ،‬ونما الشــعور لديهم‬ ‫بأن البالد بالدهم ‪ ،‬ال بالد الحزب الواحد والقائد الرضورة‪ ،‬وأن الثروة ثروتهم ‪ ،‬وبالســبابة البنفسجية‬ ‫ســيقررون تولية هذا وخلع ذاك‪ .‬لقد مرَت عىل العراق زعامات كثرية طاملا آمنت بالسلطة األبدية أبتداءا ً‬ ‫بدولة العباســيني وانتهاءا ً بزمن البعثيني أصحاب املقولة الشــهرية (جئنا لنبقى)‪ .‬ولكن ما حصل من‬ ‫تغيري جذري يف البنية السياســية للعراق بعد عام ‪ 2003‬ســفه كل أحالم أصحاب مشاريع الزعامات‬ ‫األبديــة ‪ ،‬لتصبح عجلة األمل يف التغيري تدور كل أربعة أعــوام عرب صندوق االقرتاع ‪ ،‬بينما كانت عقلية‬ ‫الخلود يف ســدة الحكم هي الســائدة حتى يقيض الله أمرا ً كان مفعوال‪ .‬أعلموا ايها العراقيون أنه ليس‬ ‫من خيار أمامنا ســوى الحرية ‪ ،‬ألنها أم الفضائل‪ ،‬فقد حصلنا عليها منذ عرش سنوات بأثمان باهظة ‪،‬‬ ‫رقاب تقطف و دماء تســيل يوميا ألجلها ‪ ،‬لذا يجب أن نحافظ عىل هذا املكتسب فهو الثروة الحقيقية ‪،‬‬ ‫فالطريق اىل صندوق االقرتاع هو التعبري األصدق عن الحرية التي ال يعبد طريق الوصول اليها اال بالدماء‬ ‫الزكية‪ .‬وأقول بكل أسف لقد أفسد البعض من الساسة األمل لدى أجيال عاشت تفرتش األرض وتلتحف‬ ‫الســماء ‪ ،‬فالطاغية األكرب وناهب املال العام قد تشظى إىل مجاميع من الطغاة واألرهابيني والفاسدين‬ ‫من رساق املال العام يعبثون بأرواح ومقدرات هذا الشــعب كل يوم ‪ ،‬وسط جهود حكومية مكثفة للحد‬ ‫من األثر السلبي لهؤالء عىل سري البناء الديمقراطي الذي يطمح كل الرشفاء اىل مواصلته ‪ .‬لذا تمعنوا أيها‬ ‫العراقيون يف يافطات املرشحني‪ ،‬وتفحصوا األسماء والوجوه جيداً‪ ،‬وارسحوا يف تفاصيل حياتهم‪ ،‬خالل‬ ‫الســنوات املاضية ‪ ،‬وأحذروا َم ْن يرفع لواء الطائفية‪ .‬اسألوا قبل رمي ورقة التصويت‪ ،‬ملاذا يحاول هذا‬ ‫الكيان أو ذاك رشاء ذمم الناخبني ُقبيل االنتخابات وتوزيع الهدايا للمساكني من املواطنني! ‪ ،‬فهل يستحق‬ ‫أمثال هؤالء أن يرتبعوا عىل كرايس املســؤولية ألربع ســنوات من عمر هذا الشــعب وتاريخه‪ .‬ونقيضا ً‬ ‫لهذه النماذج‪ ،‬ال تخلو قوائم املرشــحني من نماذج م َ‬ ‫ُرشفة تحمل أيا ٍد بيضاء‪ ،‬لم تفسد باملال العام‪ ،‬ولم‬ ‫تتطرف بشــعار إقصائي‪ ،‬ولم تدعوا للثارات ‪ ،‬ولم ُ‬ ‫تقم بتقديــم الرىش لرشاء األصوات‪ ،‬ألنها ال تمتلك‬ ‫ماال ً فاســداً‪ .‬فعراقكم أيها العراقيون أرضه معطاء لم يصبه العقــم عىل مر األزمنة من أنجاب الرجال‬ ‫املخلصني القادرين عىل حمل األمانة‪ .‬فقيســوا عىل هذا وانتخبوا حتى يكون حارضكم ومستقبل ابناءكم‬ ‫بأي ٍد أمينة بيضاء‪ ،‬لم يلوثها دم أو مال حرام ! فكونوا أحرارا ً يف أصواتكم وتخريوا ألنفســكم من يجعل‬ ‫مصلحة العراق هي العليا ‪ ،‬ومن ال يختل عقله إزاء زخارف الســلطة وزينتها متأسني بذلك بعيل بن أبي‬ ‫طالب (عليه السالم) وهو يقول ( والله لو شئت ألهتديت الطريق اىل مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح‬ ‫ونسائج هذا القز‪ ،‬ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي اىل َ‬ ‫تخري األطعمة ‪ ،‬ولعل يف الحجاز أو‬ ‫اليمامة من ال طمع له بالقرص وال عهد له بالشــبع ‪ ،‬أو أبيت مبطانا ً وحويل بطون غرثى وأكباد حرى)‪.‬‬ ‫أمنياتنا ان يكون سلفنا الصالح قدوة ملرشــحينا وأن يضعوا هذا املوروث األنساني نصب أعينهم ‪ ،‬وأن‬ ‫ينعم الله عىل شعبنا بنواب صدقوا ما عاهدوا الشعب عليه يف حمالتهم االنتخابية‪.‬‬

‫األفتتـــاحيـــة‬ ‫د‪ .‬خليل الزبيدي‬


‫اخبار الوزارة‬

‫الخطوط الساخنة‬

‫مكاتب المحافظات‬ ‫‪ -1‬مكتب نينوى‬ ‫‪07481700258‬‬ ‫‪07705944850‬‬ ‫‪ -2‬مكتب كركوك‬ ‫‪07435051513‬‬ ‫‪ -3‬مكتب صالح الدين‬ ‫‪07703766112‬‬ ‫‪ -4‬مكتب االنبار‬ ‫‪07905972644‬‬ ‫‪ -5‬مكتب بابل‬

‫وكيل وزارة حقوق يؤكد ان‬ ‫الوزارة أثبتت نجاحا كبيراً‬ ‫في جميع المجاالت‬

‫‪14‬‬

‫حقوق االنسان تجري‬ ‫عملية تشاورية في‬ ‫اربيل وترأس االجتماع‬ ‫الخاص بدراسة مشروع‬ ‫مسودة تقرير العراق‬

‫‪15‬‬

‫‪07800304080‬‬ ‫‪ -6‬مكتب كربالء املقدسة‬ ‫‪333405‬‬ ‫‪ -7‬مكتب النجف االشرف‬ ‫‪07711198311‬‬ ‫‪07810001151‬‬ ‫‪ -8‬مكتب الديوانية‬ ‫‪653451‬‬ ‫‪ -9‬مكتب واسط‬ ‫‪07803063768‬‬ ‫‪ -10‬مكتب املثنى‬

‫تعلن وزارة حقوق االنســان عن اســتقبال شــكاوى وطلبات المواطنين الكرام‬ ‫وذلك من خالل قسم شؤون المواطنين التابع الى مكتب الوزير في مقر الوزارة‬ ‫ومن خالل مكاتب الوزارة في المحافظات عبر الخطوط الساخنه‬ ‫(‪ )07707127782 - 07812753736‬والخط الساخن (‪)5621‬‬ ‫وعبر بريد الوزاره االلكتروني ‪shakawa@humanright.gov.iq ..‬‬

‫‪07801621789‬‬ ‫‪ -11‬مكتب ميسان‬ ‫‪0781001797‬‬ ‫‪ -12‬مكتب ذي قار‬ ‫‪07809734468‬‬ ‫‪ -13‬مكتب البصرة‬ ‫‪07804765306‬‬ ‫‪07705705518‬‬ ‫‪ -14‬مكتب دياىل‬

‫‪07813650076‬‬ ‫‪4‬‬

‫الموقع االلكتروني للوزارة‪:‬‬ ‫‪www.humanrights.gov.iq‬‬ ‫البريد االلكتروني‬ ‫ضحايا االرهاب‪:‬‬ ‫‪cliam_mohr69@yahoo.com‬‬ ‫المركز االعالمي‬ ‫‪mediacenter@humanrights.gov.iq‬‬


‫ممثل االمم المتحدة في بغداد السيد ميالدينوف ‪:‬‬

‫شهدنا العديد من االنجازات والخطوات االيجابية‬ ‫التي اتخذتها الحكومة العراقية خالل السنوات‬ ‫العشر الماضية لاليفاء بالتزاماتها الدولية‬

‫مجلة شهرية‬ ‫تصدر عن وزارة‬ ‫حقوق االنسان‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة‬

‫املهندس محمد شياع السوداني‬

‫‪12‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫د‪ .‬خليل ابراهيم الزبيدي‬ ‫المستشار اإلعالمي‬

‫د‪ .‬حسني دبي الزويني‬ ‫المحررون‬

‫عمار منعم‬ ‫كميلة شذر‬ ‫ايالف فارس‬ ‫عبد الجبار العتابي‬ ‫عيل البدراوي‬ ‫نادية صفر‬ ‫ميادة عبد الوهاب‬ ‫فاطمة عيل كمال‬ ‫نداء عباس‬

‫العنف اللفظي يهدد الحياة‬

‫‪26‬‬

‫النفسية لألطفال‬

‫‪10‬‬

‫االشراف اللغوي‬

‫فاضل عيىس الشوييل‬

‫أفضل‬

‫طرق للتخلص من الضغط النفسي‬

‫االخراج و التصميم‬

‫‪62‬‬ ‫الكتابات املنشورة يف املجلة تعرب عن رأي كتابها‬ ‫املجلة غري ملزمة بإعادة املواد غري الصالحة للنرش اىل أصحابها‬ ‫للمجلة الحق يف إعادة صياغة وتصحيح املعلومات التي ترد يف املقاالت‬ ‫ترحب املجلة باملقاالت والبحوث ذات العالقات بمسار املجلة‬

‫مرتىض محمد رسن‬ ‫فارس جميل‬ ‫التصوير‬

‫هيثم عبد كريم‬ ‫عيل محمد قاسم‬ ‫محمــــد صالــــح‬ ‫جبار علك‬ ‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪5‬‬


‫اخبار الوزارة‬

‫السوداني خالل لقائه السفير التركي ‪:‬‬

‫العراق من البلدان الفاعلة واستقراره يساهم‬ ‫في استقرار المنطقة‬

‫أعرب وزير حقوق االنســان‬ ‫املهنــدس محمــد شــياع‬ ‫الســوداني عــن ثقته بعمق‬ ‫الروابط املتينة التي تجمع بني‬ ‫العراق وتركيا وتذليلها امام‬ ‫التحديات التي تواجه العالقة‬ ‫بني البلديــن وهو ما أنعكس‬ ‫بشــكل ايجابــي ايضا ً عىل‬ ‫حجم االستثمارات واملشاريع‬ ‫الرتكية يف العــراق‪ ،‬وأضاف‬ ‫معاليه خالل لقائه الســفري‬ ‫الرتكي يف بغداد يوم الخميس‬ ‫املوافــق ‪ " 2014/3/27‬ان‬ ‫العراق من البلــدان الفاعلة‬ ‫واستقراره يساهم يف استقرار‬ ‫املنطقة بشــكل عــام‪ ،‬وهو‬ ‫يواجه اليــوم هجمة أرهابية‬

‫‪6‬‬

‫رشســة تقف ورائها بعض‬ ‫بلدان الجــوار التي تمد تلك‬ ‫املجاميع االرهابية باالسلحة‬ ‫وتروج الفكارهــم التكفريية‬ ‫عرب وسائل االعالم يف محاولة‬ ‫إلثارة الفتنــة وتعكري صفو‬ ‫العالقــة التــي تجمع بني‬ ‫مكوناته التــي اثبتت رغبتها‬ ‫الصادقة يف التعايش السلمي‪.‬‬ ‫من جانبه أشاد السفري الرتكي‬ ‫بدور الوزارة يف نرش وتعزيز‬ ‫حقوق االنسان مثمنا ً جهودها‬ ‫يف القيام بمهامها رغم الواقع‬ ‫الصعب الذي يعيشه العراق‬ ‫مؤكــدا ً ان العــراق ورغم‬ ‫املنجــزات التــي حققها يف‬ ‫مجال حقوق االنسان يواجه‬

‫بعض االصوات التي تحاول‬ ‫عكس صــورة مغايرة‪ .‬ويف‬ ‫ذات السياق اوضح معاليه"‬ ‫ان الــوزارة تعمــل بكوادر‬ ‫تمتلــك الكثري مــن الخربة‬ ‫واملهنيــة وهو ما أنعكس عىل‬ ‫طبيعة التقاريروالدراســات‬ ‫التي تصدرها الوزارة ومنها‬ ‫تقرير اتفاقية مناهضة العنف‬ ‫ضد املرأة الذي تم مناقشــته‬ ‫اخريا ً ونال استحسان املجتمع‬ ‫الدويل كما ان الوزارة تعكف‬ ‫حاليا ً عىل انهاء تقرير العراق‬ ‫الوطني الثاني لالســتعراض‬ ‫الدوري الشامل " واضاف "‬ ‫ان الــوزارة تعمل من خالل‬ ‫مكاتبها املنترشة يف املحافظات‬

‫عىل رصد كل ما يتعلق بحقوق‬ ‫املواطــن العراقــي ومراقبة‬ ‫اداء املؤسسات الحكومية بما‬ ‫ينسجم وحقوق االنسان وهي‬ ‫تأخذ عىل عاتقها اقامة برامج‬ ‫التدريب لكافة فئات املجتمع‬ ‫ومؤسساته فضالً عن منظمات‬ ‫املجتمع املدني والقوات االمنية‬ ‫من الجيش والرشطة باالضافة‬ ‫اىل جهودهــا يف تضمني مادة‬ ‫حقوق االنســان يف املناهج‬ ‫الدراســية " ويف ختام اللقاء‬ ‫اعــرب الســفري الرتكي عن‬ ‫سعادته بهذا اللقاء متمنيا ً ان‬ ‫يواصل العراق مسريته نحو‬ ‫الديمقراطية عرب االنتخابات‬ ‫املقبلة‪.‬‬


‫حقوق االنسان خالل احتفالية اليوم العالمي للمرأة‬

‫تؤكد ان العراق اول دولة في الشرق االوسط‬ ‫وشمال افريقيا يطبق استراتيجية وطنية لمناهضة‬ ‫التمييز والعنف ضد المرأة‬ ‫أكد السيد وزير حقوق االنسان املهندس‬ ‫محمد شياع السوداني ان العراق اصبح‬ ‫اول دولة يف الرشق االوســط وشمال‬ ‫افريقيا تطلــق ســراتيجية وطنية‬ ‫ملناهضة جميع اشكال العنف والتمييز‬ ‫ضد املرأة ‪ ،‬واضاف السيد الوزير خالل‬ ‫االحتفالية التي نظمتها الوزارة برعايته‬ ‫بمناسبة اليوم العاملي للمرأة عىل قاعة‬ ‫الشهيد ســعد كاطع يف املركز الوطني‬ ‫لحقوق االنســان يوم االثنني املوافق‬ ‫‪ 2014 /3/10‬تحت شعار ‪ "..‬املرأة‬ ‫العراقية ‪ ...‬طاقــات متجددة وابداع‬ ‫دائم"‪ ،‬وحرضها ممثــل االمم املتحدة‬ ‫يف العراق الســيد نيكوالي ميالدينوف‬ ‫وعــدد من ســفراء الــدول العربية‬

‫واالجنبية املعتمدين يف بغداد وعدد من‬ ‫اعضاء املفوضية العليا لحقوق االنسان‬ ‫والسادة املسؤولني يف الوزارة وممثيل‬ ‫منظمات املجتمع املدنــي‪ ،‬ان العراق‬ ‫بات يفخر بما تحقق من تطور نوعي‬ ‫لحقــوق املرأة بعد ســنوات التغيري‪.‬‬ ‫مشــرا اىل جهود الحكومة العراقية‬ ‫وعملها عىل ترشيع العديد من القوانني‬ ‫واطالق املبادرات التي تعمل بمجملها‬ ‫عىل تحسني واقع املرأة العراقية‪ ،‬وشدد‬ ‫الوزير عىل ان وزارة حقوق االنســان‬ ‫تهتم وتعمل عىل التصدي لجميع اشكال‬ ‫العنف والتمييز ضد املرأة والعمل بمبدأ‬ ‫اممي شعاره " حق املساواة "‪ .‬بدوره‬ ‫اشاد ممثل االمم املتحدة السيد نيكوالي‬

‫ميالدينوف بدور النساء العراقيات وما‬ ‫قدمنه مــن تضحيات من اجل العيش‬ ‫بكرامة‪ .‬داعيا ً الرجال والنســاء للعمل‬ ‫سوية من اجل اســتقرار العراق‪ .‬كما‬ ‫اكد اهمية دور املرأة العراقية يف تثبيت‬ ‫دعائم املؤسسات الديمقراطية وحقوق‬ ‫االنســان يف العراق‪ .‬ونوه ميالدينوف‬ ‫بالدور االيجابي لوزير حقوق االنسان‬ ‫وكافــة العاملني بالــوزارة يف تعزيز‬ ‫دور املرأة العراقية وابراز انجازاتها‪...‬‬ ‫والقت ممثلة منظمات املجتمع املدني‬ ‫كلمة يف املناسبة اشــادت فيها بدور‬ ‫املرأة العراقية ودعتهــا اىل املزيد من‬ ‫العمــل لتحقيق اآلمــال التي تتطلع‬ ‫لتحقيقها‪. .‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪7‬‬


‫اخبار الوزارة‬

‫في يوم السجينة السياسية وزير‬ ‫حقوق اإلنسان رئيس مؤسسة‬ ‫السجناء السياسيين يؤكد‪:‬‬

‫‪ 17‬مليار دينار‬ ‫ستوزع على‬ ‫مستحقيها من‬ ‫السجناء السياسيين‬ ‫كتعويضات مالية‬

‫‪8‬‬


‫أكد وزير حقوق اإلنسان املهندس محمد‬ ‫شياع السوداني رئيس مؤسسة السجناء‬ ‫السياســيني خالل حضوره االحتفالية‬ ‫التي اقامتها مؤسسة السجناء السياسيني‬ ‫بمناسبة يوم الســجينة السياسية يوم‬ ‫االربعــاء املصــادف ‪2014/3/19‬‬ ‫ان املؤسســة خصصت مبالــغ مالية‬ ‫كتعويضات ســتوزع عىل الســجينات‬ ‫والسجناء السياســيني يف حال اكتمال‬ ‫االجراءات املالية موضحا ً ان هذه املبادرة‬ ‫جاءت تمجيدا وعرفانا ملعاناة السجينة‬ ‫السياســية‪ ،‬وقال الســيد الوزير خالل‬ ‫االحتفالية التي اقيمت تحت شعار( ثبات‬ ‫الســجينة السياسية عىل املبادئ صفحة‬ ‫ناصعة يف تاريــخ العــراق الحديث)‬ ‫وحرضها رئيس لجنة الشهداء والسجناء‬ ‫السياســيني الربملانيــة النائب محمد‬ ‫الهنداوي وعضو لجنة الشهداء الربملانية‬

‫النائبة ناجحة األمريي والنائب عبد اإلله‬ ‫ألنائيل فضال عــن حضور عدد كبري من‬ ‫السجينات السياسيات وعدد من منظمات‬ ‫املجتمع املدني "من خالل موقعنا ومن‬ ‫منطلق رشعي وقانوني مطالبون برعاية‬ ‫الســجينات ماديا ومعنويا وذلك لرفع‬ ‫املســتوى املعييش بما يتناســب مع ما‬ ‫قدمن من تضحيات للعراق"‪ ،‬مشــرا‬ ‫إىل "وجود مبالغ مالية كبرية ســتوزع‬ ‫عىل الســجينات السياسيات ملن قضني‬ ‫ســنينا طويلة يف غياهب سجون النظام‬ ‫البائد"‪ .‬واوضح إن العراق أصبح بلدا‬ ‫فاعال عىل مســتوى احرتام حقوق املرأة‬ ‫وتبنــي االتفاقيات الدولية واإلنســانية‬ ‫وألول مرة يناقش العــراق تقريرا عن‬ ‫شؤون املرأة يف األمم املتحدة " وحذر من‬ ‫محاوالت مشــبوهة تحاول طمس هوية‬ ‫السجناء والسجينات واإلساءة للمنظومة‬

‫األمنية والقانونية والسياسية يف العراق‬ ‫الجديد جازما ً بان السجناء والسجينات‬ ‫واملعتقلــن ومحتجزي رفحــاء الذين‬ ‫عانوا من ظلم النظام الدكتاتوري املباد‬ ‫هم األحرص يف الحفاظ عىل مؤسســات‬ ‫الدولة وعىل املنجــزات التي تحققت "‬ ‫ومن جهته قال رئيس لجنة الشــهداء‬ ‫والسجناء السياســيني محمد الهنداوي‬ ‫إن "االحتفالية التــي أقيمت اليوم هي‬ ‫تجســيد ودعم لدور السجينة السياسية‬ ‫التي قضت أجمل أيــام عمرها يف قعور‬ ‫الســجون وتحت ســياط جالديها"‪.‬‬ ‫وأضاف الهنداوي إن "يوم السجينة هو‬ ‫يوم ممجد يحمل معاناة نســوة قاومن‬ ‫النظام املباد وجالديه يف اقىس الظروف‬ ‫"‪ .‬وأشــار الهنداوي إىل "دور الحكومة‬ ‫العراقية بدعم املؤسســة بشــكل عام‬ ‫والسجينة بشكل خاص‪.‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪9‬‬


‫اخبار الوزارة‬

‫تضمين مبادئ حقوق االنسان في الكتب‬ ‫المنهجية هو ترسيخ لهذه المبادئ لدى الطلبة‬ ‫والهيئات التدريسية‬

‫استعرض وزير حقوق االنسان املهندس‬ ‫محمد شياع السوداني منجزات الوزارة‬ ‫يف دعم قطاعــي الرتبية والتعليم‪ ،‬مؤكدا‬ ‫خــال كلمته يف املؤتمــر الرتبوي االول‬ ‫ملناقشــة واقــع الرتبيــة والتعليم من‬ ‫منظور حقوق االنســان والــذي اقامه‬ ‫املركز الوطني لحقوق االنســان السبت‬ ‫‪ 2014/4/5‬وعىل قاعة الشــهيد سعد‬ ‫كاطع‪ ،‬ان وزارة حقوق االنسان انجزت‬ ‫العديــد من امللفــات الرتبوية يف العراق‬ ‫انطالقا من مهامها املتمثلة بنرش وتعزيز‬ ‫ثقافــة حقوق االنســان‪ ،‬ففــي مجال‬ ‫اعداد الدراســات والبحوث واملسوحات‬ ‫فقد انجــزت الوزارة العديد منها كواقع‬ ‫الطلبة االيتام لكافــة محافظات العراق‬ ‫غري املنتظمــة باقليم واملســح امليداني‬ ‫للطلبة والتالميذ مــن ذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة فضالً عن الدراســات امليدانية‬

‫‪10‬‬

‫التي اعدتها الــوزارة عن الواقع الرتبوي‬ ‫يف محافظات العراق بعــد عام ‪.2003‬‬ ‫واضاف االوزير ان الوزارة اجرت دراسة‬ ‫عن الحق يف التعليم وفرص التمتع به يف‬ ‫العراق ودراسة آخرى عن «مؤرش الحق‬ ‫يف التعليم» كما انجزت الوزارة التقارير‬ ‫التعاهدية الخاصــة باالتفاقيات الدولية‬ ‫مثل « العهد الدويل للحقوق االقتصادية‬ ‫واالجتماعيــة والثقافية واتفاقية حقوق‬ ‫الطفل واتفاقية الغاء كافة اشكال التمييز‬ ‫ضد املرأة» اذ نصت جميعها عىل الحق يف‬ ‫التعليم‪ .‬ويف مجال رصد ومراقبة الواقع‬ ‫الرتبوي اشار الســيد الوزير اىل ان فرق‬ ‫الرصد يف دوائر الــوزارة ارشت العديد‬ ‫من املشــاكل التي تعيق ســر العملية‬ ‫الرتبوية‪ ،‬واهمهــا ظاهرتي االكتظاظ‬ ‫والترسب من املــدارس وخصوصا بني‬ ‫االناث وظاهرة املدارس الطينية وافتقار‬

‫العديــد من املــدارس اىل البنى التحتية‬ ‫مثل « تقادم االبنية املدرسية‪ ،‬االفتقار اىل‬ ‫املختربات واملراسم واللوازم االخرى التي‬ ‫يحتاجها الطالب يف دراسته‪ ،‬وقلة الكادر‬ ‫التدرييس يف املناطــق الريفية ومناطق‬ ‫العشــوائيات البعيدة عن مراكز املدن‪.‬‬ ‫اما يف مجــال التوعية والتثقيف للعاملني‬ ‫يف الحقل الرتبوي فقد أكد السيد الوزير‬ ‫ان الوزارة عملت بموجب املهام املرسومة‬ ‫اليها عرب الســنوات املاضية وســاهمت‬ ‫بشــكل ملحوظ يف تطوير هذا امللفات يف‬ ‫العراق رغم التحديــات واملصاعب التي‬ ‫من اهمها االرهاب االعمى وضعف الوعي‬ ‫الثقايف بحقوق االنسان يف املجتمع حتى‬ ‫عىل مستوى بعض املؤسسات الرسمية ‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬ثمن رئيس اللجنة التحضريية‬ ‫للمؤتمر الدكتــور منصور كاظم جهود‬ ‫وزارة حقوق االنســان الساعية لتطوير‬ ‫واقــع الرتبية والتعليــم يف العراق‪ .‬كما‬ ‫اعطى نبــذة عن واقع الرتبية والتعليم يف‬ ‫منظور االســام وعن اهميتها يف توعية‬ ‫االنسان بعيدا عن التمييز ‪.‬‬ ‫وخــرج املؤتمر بجملة مــن التوصيات‬ ‫اهمها تحصني االســتاذ واملعلم حياتيا ً‬ ‫وايجــاد مناهج تدريــس للطلبة حول‬ ‫مفهوم حقوق االنسان باعتبار ان العراق‬ ‫حديث العهــد يف الديمقراطية وتطبيق‬ ‫مبــادىء حقوق االنســان بعد ان قىض‬ ‫عقود مــن الدكتاتورية‪ ،‬ومن التوصيات‬ ‫االخرى تأكيــد أهمية تحســن الواقع‬ ‫املعــايش والحياتي لرشيحــة مهمة من‬ ‫رشائح املجتمع اال وهم املعلمون‪.‬‬


‫السوداني‪:‬جرائم النظام المباد ضد الكرد الفيليين‬ ‫تمثل اخطر الجرائم اإلنسانية‬ ‫اكــد وزيــر حقوق االنســان لشهداء الكرد الفيليني عىل قاعة داللة لألجيال عىل تلك الجريمة‪ .‬زمــن الطاغية املقبور قد طالت‬ ‫املهندس محمد شياع السوداني‪ ،‬الشهيد «سعد كاطع» يف املركز ودعا الســوداني جميــع ابناء جميع مكونات الشعب العراقي‬ ‫ان ما وقع عىل ابنائنا من الكرد الوطني لحقوق االنســان يوم الشــعب العراقي ومنهم املكون وتخلــل االحتفالية عرض فيلم‬ ‫الفيليني يف زمــن النظام املباد الخميس املوافق ‪2014/4/3‬‬

‫الفييل اىل دفــع عجلة بناء البلد وثائقي جســد معانــاة الكرد‬

‫يمثل ناقوس خطر مشــؤوم يف وحرضهــا عدد من مســؤويل نحو نظــام ديمقراطي رصني الفيليني يف زمــن النظام املباد‬ ‫تاريــخ حقوق االنســان‪ ،‬وهو الوزارة ان الحكومة تسعى وبكل تتحقق فيه اهــداف املواطنة‪ .‬وكذلــك عرضــت لقطات من‬ ‫اخطر الجرائم ضد االنســانية جهد اىل تحسني احوال املناطق من جهته‪ ،‬ثمن الشــيخ محمد مسلسل « رباب» بحضور ابطال‬ ‫وجســدها الدكتاتــور املقبور التي ترضرت من تلك الجرائم‪ .‬سعيد النعماني « رئيس املؤتمر املسلســل الفنانني اسيا كمال ‪،‬‬ ‫ســلوكا وفعال من خالل االوامر وابــدت العديد مــن الوزارات الوطني العــام للكرد الفيليني» غانم حميد‪ ،‬باسل الشبيب ‪ .‬حيث‬ ‫الصــادرة والتعليمات وقرارات تعاونها من اجل تخفيف معاناة دور وزارة حقوق االنســان يف تم توزيع الدروع التقديرية عىل‬ ‫مجلس قيادة الثــورة املنحل‪ .‬اهايل تلك املناطــق‪ .‬مؤكدا ان فضح ممارسات النظائم املباد هؤالء الفنانني وعــى عدد من‬ ‫مضيفا خالل كلمته التي القاها معاناة هذه الرشيحة املهمة من ضــد رشيحة ومكــون مهم يف املواطنني من الكــرد الفيليني‬ ‫يف االحتفاليــة الســنوية التي مجتمعنا تــم تخليدها بنصب املجتمع العراقي ‪ ،‬اال وهم الكرد من ضحايا النظام الدكتاتوري‬ ‫اقامتها الوزارة باليوم الوطني الشــهيد الكردي الفييل ليكون الفيليني ‪ ،‬مؤكــدا ان املعاناة يف املباد‪.‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪11‬‬


‫لقاء‬

‫على هامش احتفالية الوزارة بيوم المرأة العالمي‬

‫ممثل االمم المتحدة في بغداد السيد ميالدينوف ‪:‬‬

‫شهدنا العديد من االنجازات والخطوات االيجابية التي‬ ‫اتخذتها الحكومة العراقية لاليفاء‬ ‫بالتزاماتها الدولية‬ ‫حوار‪ :‬كميلة شذر‬

‫الدســتور العراقي يضمن كافة الحقــوق للعراقيني جميعا ً‬ ‫بالنسبة للمرأة وباقي فئات املجتمع‪ ،‬والعراق طرف موقع يف‬ ‫العديد من االتفاقيات الدولية‬

‫ماذا تقولون للمرأة العراقية‬ ‫في هذه المناسبة ؟‬

‫ اود القــول ان من الرضوري‬‫للمرأة العراقية ان تنخرط بشكل‬ ‫عام يف بناء الدولة وبناء السالم‬ ‫وبناء وطنهــا‪ ،‬حيث ال يمكن‬ ‫للديمقراطية ان تسري عىل نحو‬ ‫فعال دون وجود مســاواة بني‬ ‫املرأة والرجــل وقد رأينا العديد‬ ‫من االنجــازات التي تحققت يف‬ ‫السنوات املنرصمة يف هذا املجال‪،‬‬ ‫ولكني اطمــح برؤية املزيد من‬ ‫انخراط املرأة وزيادة فعالياتها‬ ‫يف مجال القضاء والسياسة ويف‬ ‫املجاالت كافة‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫هل يعني باالنجازات‬ ‫المتحققة ان العراق يؤكد‬ ‫التزامه باالتفاقيات الدولية‬ ‫من خالل خطوات معينة ؟‬

‫ الدســتور العراقــي يضمن‬‫كافة الحقوق للعراقيني جميعا ً‬ ‫بالنســبة للمــرأة وباقي فئات‬ ‫املجتمــع‪ ،‬والعــراق طــرف‬ ‫موقــع يف العديد من االتفاقيات‬ ‫الدولية وقد شــهدنا العديد من‬ ‫االنجازات والخطوات االيجابية‬ ‫التي اتخذتها الحكومة العراقية‬ ‫خالل السنوات املاضية لاليفاء‬ ‫بالتزاماتــه الدوليــة لحقوق‬ ‫االنسان ‪..‬‬

‫مثل ماذا ؟‬ ‫الترشيعات العراقية كافة تأتي‬ ‫ عىل سبيل املثال تقاريره التي عىل نحو يتوائم مــع التزامات‬‫تعد االوىل من نوعها يف غضون العراق الدولية‪.‬‬ ‫العرش سنوات املنرصمة كتقديم ماذا تقصد بموائمة‬ ‫العــراق لتقريره عــن حقوق التشريعات العراقية مع‬ ‫االنســان عام ‪ 2010‬والخطة التزامات العراق الدولية ؟ هل‬ ‫تقصد قانون ًا معين ًا ؟‬ ‫الوطنية لحقوق االنسان وتقريره‬ ‫ال بد من الغــاء بعض الفقرات‬ ‫االخري حول القضاء عىل جميع‬ ‫من الترشيعــات العراقية التي‬ ‫اشــكال التمييز والعنف ضد‬ ‫ربما يكــون لهــا تأثري معني‬ ‫املرأة ‪.‬ضمن اتفاقية (ســيداو)‬ ‫او تمييــز عىل اســاس النوع‬ ‫ومن املهــم الــروع باقامة‬ ‫االجتماعي ‪ ..‬ومنهــا القانون‬ ‫املالذات اآلمنــة وامليض قدما ً يف‬ ‫الجعفري الــذي يحتاج لبعض‬ ‫تنفيذ االجزاء املتبقية منه‪ .‬واؤكد‬ ‫التعديالت وقانــون العقوبات‬ ‫عىل نقطة هنا بالنسبة للحكومة‬ ‫العراقي واحكاما ً اخرى يف عدد‬ ‫والربملــان يســعيان الن تكون‬ ‫من القوانني‪ ..‬مــن الرضوري‬


‫اعادة النظر فيها حتى تستطيع‬ ‫الدولة مــن تمكــن املرأة يف‬ ‫املجاالت كافة ‪.‬‬ ‫كيف تقيمون واقع حقوق‬ ‫االنسان في العراق وهل‬ ‫لمستم تطوراً معين ًا في‬ ‫هذا الملف ؟‬

‫هل لديكم خطط وبرامج‬ ‫رسمتموها لعملكم في‬ ‫العراق ام تبدأون من حيث‬ ‫انتهى السيد كوبلر ؟‬

‫ دورنا هو مســاعدة العراق‬‫خالل املرحلــة املقبلة ونعمل‬ ‫مع الجميع حكومة ومنظمات‬ ‫مجتمع مدني الستقدام افضل‬ ‫الخربات اىل العراق كي يتسنى‬ ‫له التعلم واالســتفادة من هذه‬ ‫الخــرات يف املجــاالت كافة‬ ‫وتطبيقها عىل ارض الواقع ‪.‬‬

‫منذ ان تســلمت مهامي كنت‬‫اشهد التحســينات االساسية‬ ‫الرضورية يف حقوق االنســان‬ ‫واود اعطاء مثاال ً عىل ذلك ففي‬ ‫مجلس النــواب العراقي هناك‬ ‫لجنة فعالــة تدافع عن حقوق برأيك ما الذي يعترض‬ ‫املرأة عــى االصعــدة كافة‪ ..‬النهوض بواقع حقوق‬ ‫والدور املتميــز والفعال الذي االنسان في العراق على نحو‬ ‫مثالي رغم التحسن الذي‬ ‫تقوم به وزيرة الدولة لشؤون‬ ‫ذكرتموه ؟‬ ‫املرأة يف الدفاع عن حقوق املرأة‬ ‫ التحــدي االســاس يتمثل‬‫االمــر الذي يعكــس اهتمام‬ ‫بالتصدي لالرهاب الجل تحقيق‬ ‫الحكومة العراقية بحقوق املرأة‬ ‫االســتقرار األمنــي ‪ ..‬لكون‬ ‫عىل نحو جيد‬ ‫االرهاب يشــكل التهديد االكرب‬ ‫للسلم االهيل‪ ،‬ونحن نعرب عن‬

‫اســفنا ملا يتعرض له الشعب‬ ‫العراقي‪ ،‬ونشد عىل ايدي القوات‬ ‫االمنيــة العراقيــة التي يقدم‬ ‫افرادها دمائهم من اجل حماية‬ ‫بلدهم‪ ..‬والتي تحتاج اىل تدريب‬ ‫وتجهيزها بالســاح واملعدات‬ ‫املتطورة مع تطوير جهاز جمع‬ ‫املعلومــات ملكافحة االرهاب ‪..‬‬ ‫لكن الحلول العسكرية ال تكفي‬ ‫لحل االزمة دون ان يأتي القادة‬ ‫السياســيون للحوارالسيايس‬ ‫ونبذ الخالف والتصدي للعدو‬ ‫االســايس وهواالرهاب ‪..‬حيث‬ ‫اننا نعمل عن كثب مع الحكومة‬ ‫العراقيــة وبمســؤولية كبرية‬ ‫لتحقيــق هذا الهــدف‪ ،‬وتلك‬ ‫االعمال قد دانها يف بيانه اخريا ً‬ ‫مجلس االمن الدويل ‪ ..‬اذن ال بد‬ ‫من وجود املبادرات السياســية‬ ‫والسياســات االجتماعية التي‬ ‫تتسم بالشمولية ‪.‬‬

‫دورنا هو‬ ‫مساعدة العراق‬ ‫خالل المرحلة‬ ‫المقبلة ونعمل‬ ‫مع الجميع‬ ‫إلستقدام أفضل‬ ‫الخبرات الى العراق‬

‫«‬ ‫«‬

‫التحدي األساس‬ ‫يتمثل بالتصدي‬ ‫لإلرهاب إلجل‬ ‫تحقيق األستقرار‬ ‫األمني ‪ ..‬لكون‬ ‫اإلرهاب يشكل‬ ‫التهديد األكبر‬ ‫للسلم األهلي‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪13‬‬


‫اخبار الوزارة‬

‫وكيل وزارة حقوق يؤكد ان الوزارة أثبتت نجاحا كبيراً‬ ‫في جميع المجاالت‬ ‫اكد وكيــل وزارة حقوق‬ ‫االنسان الســيد حسني‬ ‫الزهــري ان الــوزارة‬ ‫اثبتــت نجاحــا كبريا ً يف‬ ‫جميــع املجــاالت التي‬ ‫كلفت بها منذ تأسيســها‬ ‫ولحــد االن وخاصــة‬ ‫ملفات ضحايــا املقابر‬ ‫الجماعيــة واملفقودين يف‬ ‫الحرب العراقية االيرانية‬ ‫وحرب الخليــج الثانية‬ ‫وضحايــا االرهاب‪ .‬ودعا‬ ‫السيد حســن الزهريي‬ ‫خالل لقائه يوم الخميس‬ ‫‪ 2014/3/27‬الســيد‬ ‫(وليم سبينس سبينرس)‬ ‫املدير التنفيــذي ملعهد‬ ‫القانون الــدويل وحقوق‬ ‫االنســان اىل ايجاد حاله‬ ‫من التعاون والتنســيق‬ ‫بني وزارة حقوق االنسان‬ ‫واملفوضية العليا لحقوق‬ ‫االنسان من اجل النهوض‬ ‫واالرتقاء بواقــع ثقافة‬ ‫حقوق االنسان يف العراق‬ ‫ورصــد ومعالجة جميع‬

‫‪14‬‬

‫االنتهــاكات التي تطال‬ ‫مختلــف رشائح املجتمع‬ ‫العراقي يف ظل الظروف‬ ‫الراهنة والتداعيات االمنية‬ ‫التي يعيشها البلد يف هذه‬ ‫املرحلة‪ .‬واضاف الســيد‬ ‫الوكيل خالل اللقاء الذي‬ ‫حرضه (الســيد حيدر‬ ‫العكيــي املديــر العام‬ ‫لدائرة الشؤون القانونية‬ ‫والســيد نجم الخفاجي‬ ‫مديــر معهــد القانون‬ ‫الدويل وحقوق االنســان‬ ‫يف العراق والسيدة روبن‬ ‫غاري منسق املرشوع يف‬

‫معهد القانــون الدويل)‬ ‫اننا يف العــراق ويف ظل‬ ‫الظــروف الراهنة التي‬ ‫نعيشــهايتوجب علينــا‬ ‫العمــل بأخالص وتفاني‬ ‫لبناء العــراق واالرتقاء‬ ‫بجميع مؤسساته الخدمية‬ ‫والصحيــة والرتبويــة‬ ‫بعيــدا عــن التنظــر‬ ‫والخالفــات السياســية‬ ‫واحــرام القوانني التي‬ ‫اقرها الدستور العراقي‪.‬‬ ‫من جانبه اشــاد السيد‬ ‫وليم ســبينس سبينرس‬ ‫املدير التنفيــذي ملعهد‬

‫القانون الــدويل بالدور‬ ‫الكبريوالفاعــل والعمل‬ ‫الدؤوب لــوزارة حقوق‬ ‫االنســان خــال عملها‬ ‫املتواصــل يف العثور عىل‬ ‫ضحايا املقابر الجماعية‬ ‫واملفقوديــن وتحقيــق‬ ‫نتائــج جيــدة يف هذه‬ ‫املجــاالت‪ .‬معربــا عن‬ ‫اعجابــه بتنظيم متحف‬ ‫توثيق انتهــاكات النظام‬ ‫املبــاد ومقتنيات ضحايا‬ ‫النظام الدكتاتوري خالل‬ ‫جولته والوفد املرافق له يف‬ ‫قاعات املتحف‪.‬‬


‫وكيل وزارة‬ ‫حقوق اإلنسان‬ ‫يدعو إلى تقديم‬ ‫المزيد من‬ ‫الدعم والرعاية‬ ‫للمعاقين‬ ‫دعا وكيل وزارة حقوق اإلنسان‬ ‫السيد حسني الزهريي الجهات‬ ‫الحكوميــة ومنظمات املجتمع‬ ‫املدني إىل تقديم املزيد من الدعم‬ ‫والرعاية واالهتمــام برشيحة‬ ‫املعاقني خاصة ضحايا األلغام‬ ‫التي خلفها النظام الدكتاتوري‬ ‫املباد وجرائم اإلرهاب‪ .‬وأشــاد‬ ‫الســيد الوكيل خالل لقائه يوم‬ ‫الثالثاء ‪ 2014/3/11‬السيدة‬ ‫سؤدد حميد مســؤولة برامج‬ ‫مســاعدة الناجني من حقول‬ ‫األلغام يف املنظمة العراقية إلزالة‬ ‫األلغام بعمل املنظمة اإلنساني‬ ‫ودورها الكبــر يف إزالة األلغام‬ ‫والقذائف غري املنفلقة يف مناطق‬ ‫العمليــات العســكرية نتيجة‬ ‫الحرب العراقية اإليرانية‪ .‬معربا ً‬ ‫عن اســتعداد الوزارة للتعاون‬ ‫مع هذه املنظمة اإلنسانية‪ .‬من‬ ‫جانبها أشــارت السيدة سؤدد‬ ‫حميد إىل أهم النشــاطات التي‬ ‫تمارســها املنظمــة العراقية‬ ‫إلزالة األلغــام واملتعلقة بالحد‬ ‫من عمليات العنف املســلح عن‬ ‫طريــق إزالة األلغــام وبقايا‬ ‫الحروب التي تشكل عقبة كبرية‬ ‫يف طريق إعادة األعمار والتنمية‪.‬‬

‫لجنة اعداد تقرير العراق لإلستعراض‬ ‫الدوري الشامل تنهي اعمالها وتسلم‬ ‫التقرير الى وزير حقوق االنسان‬

‫أجرى وكيل وزارة حقوق اإلنســان رئيس لجنة اعداد تقرير العراق آلليه‬ ‫االستعراض الدوري الشــامل الدكتور عبد الكريم عبد الله شالل والوفد‬ ‫املرافق له عملية تشاورية واسعة يف اقليم كردستان العراق ‪2014/3/7-1‬‬ ‫مع الهيئة املستقلة لحقوق اإلنسان ومنظمات املجتمع املدني وحكومة اقليم‬ ‫كردســتان بخصوص مرشوع مسودة تقرير جمهورية العراق ضمن آليه‬ ‫االســتعراض الدوري الشامل‪ /‬الجولة الثانية وحرض االجتماع ممثل بعثة‬ ‫اليونامي يف اربيل ونائب رئيس لجنة العالقات الخارجية يف حكومة االقليم‬ ‫الدكتــور ديندار زيباري واعضاء اللجنة ضمــن االقليم أضافة اىل ممثيل‬

‫وزارات ( العــدل‪ ,‬الداخلية‪ ,‬الرتبية‪ ،‬العمل والشــؤون االجتماعية) فضالً‬ ‫عن ممثيل نقابــة الصحفيني العراقيني‪ ،‬حيث ناقش الحضور االطار العام‬ ‫ملرشوع املسودة والتحديات التي تواجه حقوق االنسان يف العراق واالقليم‪،‬‬ ‫سلط الضوء عىل االراء واالفكار الخاصة بالتقرير وما يتضمنه من عمل‬ ‫كما ُ‬ ‫وانجازات يف حقوق االنسان عىل مستوى االقليم‬ ‫كما ان اللجنة املعنية بكتابة تقرير العراق(‪ )UPR‬قد انجزت كتابة التقرير‬ ‫وسلمته اىل معايل وزير حقوق االنسان يوم الخميس املوافق ‪2014/4/3‬‬ ‫بحضور اعضاء اللجنة كافة بعدها ســيتم رفعه اىل االمانة العامة ملجلس‬ ‫الوزراء قريبا ً للمصادقة عليه ‪ ،‬علما ً ســتجري مناقشة هذا التقرير مطلع‬ ‫ترشين االول املقبل يف مجلس حقوق االنسان يف جنيف‪.‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪15‬‬


‫حوار خاص‬

‫وزير حقوق االنسان المهندس محمد شياع‬ ‫السوداني لمجلة حقوقنا ‪:‬‬

‫عملنا مع اليونسكو لوضع انتهاكات النظام‬ ‫الدكتاتوري المباد في الئحة الذاكرة العالمية‬ ‫بكثري من الصــر وبأرصار عىل تحدي الظروف العصيبة من اجل النجاح بجدارة ‪،‬كانت ســرة وزير‬ ‫حقوق االنســان املهندس محمد شياع السوداني تتجســد بصورها املعربة ‪ ،‬فتصدى لحالة اليتم التي‬ ‫اضطره عليها النظام الدكتاتوري وهو ابن عرش سنوات حني اعدم والده ‪،‬وحني ركز املنافقون البعثيون‬ ‫انظارهم عىل ارسته ومراقبته خشية ان يكون االبن امتدادا البيه يف العقيدة والنضال والكربياء ‪،‬وجد ان‬ ‫الراية التي حملها عن ابيه ترفرف يف دواخله وتزيده عزما عىل اداء الواجب تجاه ارسته ووطنه ‪،‬فأجتهد‬ ‫ونجح وعشق النضال ذاته ليكون شأنه عاليا بحبه لوطنه وقضايا الناس الذين يعيش بينهم ‪.‬‬

‫تركيزنا على كشف تركة النظام الدكتاتوري المباد‬

‫و جرائم االرهاب كان مبررا الستهدافنا من قبل قوى‬ ‫الظالم ودكتاتورية التضليل‬ ‫نتحدث كثريا عن حقوق االنسان وعن كيفية الدفاع عنها ‪ ،‬لكننا نتحدث يف الوقت‬

‫حاور ُه عمار منعم‬

‫ذاته عن القائمني بهذه املهمة النبيلة والصعبة ‪ ،‬هؤالء الذين يضحون بحياتهم من‬ ‫اجل حماية حقوق االنسان أينما ولدوا ‪ ،‬واينما يكونوا بغض النظر عن الهوية او‬ ‫العرق او اللون او الهوية ‪ ،‬لذلك فأن وزارة حقوق االنسان تسعى يف محاولة جادة‬ ‫ألنسنة االنسان يف اطار مؤسســاتي والعمل بأقىص جهد وبمهنية عالية ملتابعة‬ ‫الحقوق ورصد االنتهــاكات ‪ ،‬خاصة وأننا نعيش بمرحلة أنتقالية تحتاج ملتابعة‬ ‫امللفات املهمة والقضايا العالقة التي دأبت وزارة حقوق االنســان عىل متابعتها‬ ‫امام املجتمع الدويل ‪.‬وملعرفة انجازات وزارة حقوق االنســان يف حماية الحقوق‬ ‫ورصد االنتهــاكات كان ملجلة (حقوقنا ) هذا الحوار مع وزير حقوق االنســان‬ ‫املهندس محمد شياع السوداني ‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫«‬


‫ماذا قدم املهنــدس محمد‬ ‫شــياع الســوداني لوزارة‬ ‫حقوق االنسان ؟‬ ‫وفق مهام الــوزارة املنصوص‬ ‫عليها يف امر ســلطة االئتالف‬ ‫الذي يمثل القانــون رقم ‪60‬‬ ‫لســنة ‪ 2004‬عملت الوزارة يف‬ ‫محاور اساســية عديدة اهمها‬ ‫محــور تصفية تركــة النظام‬ ‫الدكتاتوري ‪ :‬نستطيع القول أنه‬ ‫يف هذه املدة وضعنا ملف املقابر‬ ‫الجماعية عىل الطريق الصحيح‬ ‫مــن خالل زيادة عــدد الفرق‬ ‫التي تفتح املقابر وتســتخرج‬ ‫الرفات وبنفــس الوقت أطلقنا‬ ‫عملية أعداد قاعــدة البيانات‬ ‫وجمع عينات الــدم من ذوي‬ ‫الضحايا ومعلومــات ما قبل‬ ‫الفقدان والفرق الفنية واالدارية‬ ‫والقانونية تعمل عىل هذا امللف‬ ‫بال أنقطاع ‪.‬‬ ‫وايضــا من ضمن هــذا املحور‬ ‫اي محور تصفيــة تركة النظام‬ ‫الدكتاتــوري فالعــراق مثقل‬ ‫بألتزامات دوليــة مع الجارتني‬ ‫الكويت وايــران وخصوصا ً مع‬

‫جهود الوزارة اثمرت في الحصول على‬ ‫تأييد دولي مطلق ألجراءات الحكومة‬ ‫في محاربة االرهاب‬ ‫الكويت الن االمر يتعلق بالفصل‬ ‫الســابع هذه العقوبات عقوبات‬ ‫احكام الفصل السابع املفروضة‬ ‫عىل العراق متعلقة بثالثة ملفات‬ ‫هي ترســيم الحــدود‪ ،‬ودفع‬ ‫الديــون‪ ،‬والبحث عن املفقودين‬ ‫‪ ،‬وعن ترســيم الحدود فالحدود‬ ‫مرسمة منذ زمن النظام السابق‬ ‫ودفــع التعويضــات والعراق‬ ‫مســتمر بدفع التعويضات ولم‬ ‫تبادر الكويت اىل اطفاء اي دين‪،‬‬ ‫بقي ملــف املفقودين الذي كان‬ ‫غري مفعالً ولكن بعــد مجيئنا‬ ‫للوزارة أولينــا اهتماما ً خاصا ً‬ ‫بهذا امللف حيث بــدأت تقارير‬ ‫منسق االمني العام لالمم املتحدة‬ ‫الرويس تراسوف الذي بدأ يقدم‬ ‫تقاريرا ً ايجابيــة امام مجلس‬ ‫االمن يوضح فيها تجاوب وعمل‬

‫الوزارة الحقيقي يف مجال البحث‬ ‫عن املفقوديــن الكويتيني واكثر‬ ‫من مرة اشــار اىل جهود وزارة‬ ‫حقوق االنسان وشخص الوزير‬ ‫يف انجاز هذا امللف‪ ،‬وحتى الجانب‬ ‫الكويتي يف كافة االجتماعات كان‬ ‫يثني عىل العمل الدؤوب للوزارة‬ ‫وهذا االمر هيأ للساســة والقادة‬ ‫السياســيني العراقيني حقيقة‬ ‫ان العــراق انجز ما مطلوب منه‬ ‫من التزامــات دولية ولله الحمد‬ ‫حصل العراق عىل قرار أخراجه‬ ‫من طائلة احكام الفصل السابع‬ ‫او عقوبات الفصل الســابع لذا‬ ‫نعتقد ان الوزارة ومن خالل عمل‬ ‫املالكات الكبرية من وكالء ومدراء‬ ‫عامــن وموظفــن يف ظروف‬ ‫مناخية وامنية صعبة استطعنا‬ ‫أنجاز عمل مهم للعراق من خالل‬

‫هذا امللــف ‪ ،‬ايضا ضمن تصفية‬ ‫تركة النظام السابق ففي بداية‬ ‫عمل الحكومة تــم الرتكيز عىل‬ ‫فضح جرائم النظام الدكتاتوري‬ ‫املباد امام املجتمــع الدويل من‬ ‫خالل اقامة مؤتمــرات يف لندن‬ ‫وجنيف وكذلك اصدار مجلدات‬ ‫ضخمة أحتوت عىل كافة القرارات‬ ‫التي كانت تمثل أنتهاكا ً صارخا ً‬ ‫لحقــوق االنســان العراقي من‬ ‫قبل النظام الدكتاتوري تضمنت‬ ‫وثائق وصور مصنفة حســب‬ ‫الجرائم عىل مدى حقبة ‪ 35‬سنة‬ ‫هذه املجلدات مرتجمــة باللغة‬ ‫العربية واالنكليزية والفرنســية‬ ‫وســوف تنرش يف مكتبات عاملية‬ ‫معروفــة يف عواصم دول العالم‬ ‫لكي يطلع املجتمــع الدويل عىل‬ ‫حجم معاناة الشعب العراقي يف‬ ‫زمن النظام الدكتاتوري‪.‬‬ ‫ وما دوركــم يف مجال اقناع‬‫املجتمــع الــدويل بخطورة‬ ‫االرهاب وأســاليبه التضليلية‬ ‫للرأي العام ؟‬ ‫الــوزارة بعدما قطعت شــوطا ً‬ ‫كبــرا ً يف تعريف املجتمع الدويل‬

‫المراقبة الشعبية عامل مساعد في تصحيح مسار البرلمان والحكومة ‪.‬‬ ‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪17‬‬


‫حوار خاص‬

‫بأنتهــاكات النظــام الدكتاتوري‬ ‫ومع ارتفاع وترية االعمال االرهابية‬ ‫ضد الشــعب العراقي ولالسف يف‬ ‫ظل وجود عمليــة تزييف وتضليل‬ ‫للــرأي العام عن حقيقــة االرهاب‬ ‫بدأنا بنشــاط مكثــف يف املحافل‬ ‫الدولية وتبّني خطاب يفضح جرائم‬ ‫االرهــاب التي اســتهدفت جميع‬ ‫مكونات الشعب العراقي وقمنا بعقد‬ ‫مؤتمرات واصطحاب شــهود من‬ ‫ذوي الضحايا لــرح مظلوميتهم‬ ‫وتعرضهــم للعمليــات االرهابية‬ ‫وكذلك اقامة معارض فوتوغرافية يف‬ ‫كثري من العواصم الدولية وزيارات‬ ‫مستمرة مع االمم املتحدة وخصوصا‬ ‫يف جنيــف ونيويــورك واللقاء مع‬ ‫املســؤولني وتذكريهم بواجباتهم‬ ‫االخالقيــة والقانونيــة التي أقرت‬ ‫بقــرارات الجمعيــة العامة لالمم‬ ‫املتحدة وقــرارات مجلس االمن هذا‬ ‫الجهد خرجنا منه بأن لغة البيانات‬ ‫والقرارات للمجتمــع الدويل بدأت‬ ‫تتضمــن تأييدا ً مطلقــا ً ألجراءات‬ ‫الحكومــة يف محاربة االرهاب وهذا‬ ‫مــا صدر يف بيانــات مجلس االمن‬ ‫الــدويل والجمعية العامــة لالمم‬ ‫املتحدة وكان ايضــا ثمرة انجازنا‬ ‫املؤتمر الدويل االول لالرهاب وأثره‬ ‫عىل حقوق االنســان الذي أقيم يف‬ ‫بغداد كل هذه النشــاطات وضحت‬ ‫الصورة امام املجتمع الدويل ولدينا‬ ‫مساهمات مهمة عىل صعيد القوانني‬ ‫التي تتعلــق برشيحــة الضحايا‬ ‫والفئات الضعيفة يف املجتمع حيث‬ ‫ترأســت الوزارة لجنة بتكليف من‬ ‫دولة رئيس الوزراء بأيجاد مقاربة‬ ‫لحقــوق الشــهيد ضمــن قانون‬ ‫مؤسسة الشهداء والشهيد بالعمليات‬ ‫االرهابية وبالفعــل صادق مجلس‬ ‫الــوزراء عىل هــذا التقرير وقدمنا‬ ‫التوصيات النهائية للقانون ‪.‬واليوم‬ ‫تعديل قانون رقم ‪ 20‬لسنة ‪2009‬‬

‫‪18‬‬

‫املعروض امــام مجلس النواب لكي العراق ؟‬ ‫تتساوى حقوق وامتيازات الشهداء الفصل الســابع هو تقييد عىل ممارسة‬ ‫من ضحايا النظام الدكتاتوري مع دوره عىل سيادة أمواله وكان يعيق أي‬ ‫شــهداء ضحايا العمليات االرهابية مرشوع تنموي وكانــت اغلب وزارات‬ ‫كذلــك لوزارتنا حضور واســع يف الدولة مقيــدة بأســترياد الكثري من‬ ‫ترشيع القوانــن الخاصة للمعاقني املواد حتــى ان وزارة الصحة تمنع من‬ ‫وكذلك اسرتاتيجية الرتبية والتعليم استرياد اكثر من ‪ %75‬من مستلزماتها‬ ‫العايل وكذلك القانون املهم والحيوي‬ ‫كونها تدخل ضمن االستخدام املزدوج‬ ‫وهــو قانون الحمايــة االجتماعية‬ ‫والعراق ال يمكنه ان يتعاقد مع رشكات‬ ‫الذي يمثل افضل صيغة من قوانني‬ ‫او دول ألنه محكوم بالفصل الســابع‬ ‫التكافل والضمــان االجتماعي التي‬ ‫وكان اسلوب السيادة عىل امواله ‪ ،‬اليوم‬ ‫تهيئ ســبل العيش الكريم للفئات‬

‫لذلك فأن ما تحقق كثري بشــهادة‬ ‫املنصفني وكذلك املؤسسات الدولية‬ ‫‪ ،‬ان اداء وزارة حقوق االنسان كان‬ ‫أداءا ً مهنيا ً وعايل املســتوى وكانت‬ ‫متواجدة يف كافــة امللفات يف داخل‬ ‫وخارج العراق وســاهمت بشكل‬ ‫واضح يف هــذا التطور امللحوظ عىل‬ ‫صعيد بناء املؤسسات وعىل صعيد‬ ‫ترشيع القوانني التي تكفل املمارسة‬ ‫كذلك رصد اي ممارســة سلبية يف‬ ‫استهداف هذه الحقوق ‪ .‬كما ان كل‬ ‫الخطط السنوية كانت تنفذ بشكل‬

‫عملنا ضمن اطار مؤسسات العدالــــــ‬ ‫حقوق االنسان بمختلف المستويات‬ ‫الضعيفة يف املجتمع العراقي ‪.‬‬

‫العراق بلــد حر بامكانه ان يتعاقد وان ممنهج وبدون تلكؤ‪.‬‬

‫يشــري وان ينفذ اي مــروع بدون‬ ‫ما اهم انجاز قامت به الوزارة الرجوع اىل الهيئة الدولية وامواله تحت‬ ‫خالل الفرتة املنرصمة ؟‬ ‫ترصفه وتحت ترصف مؤسساته املالية ‪.‬‬

‫سلسلة االنجازات كثرية للوزارة كل‬ ‫انجاز هو يتعلق باالنسان العراقي‬ ‫وأي شئ يتعلق باالنسان يساهم يف‬ ‫تمكني االنسان العراقي وحقوقه هو‬ ‫منجز والوزارة تعمل يف رصد واقع‬ ‫حقوق االنسان العراقي وتشخيص‬ ‫كل الســلبيات حيث تعمل الوزارة‬ ‫عىل تحسني هذا الواقع والدخول يف‬ ‫ترشيعات تضمــن حقوق املواطن‪،‬‬ ‫اهم انجاز لنا هو مساهمتنا يف أخراج‬ ‫العراق من طائلــة احكام عقوبات‬ ‫الفصل السابع ووصول قناعة لدى‬ ‫املجتمع الــدويل بوجهة نظر وزارة‬ ‫حقوق االنسان والحكومة العراقية‬ ‫يف اثر االرهاب عىل االنسان العراقي‬ ‫هو من اهم االنجازات ايضا‪.‬‬ ‫ما هو تاثري الفصل السابع عىل‬

‫بداية تسلمك للوزارة كانت هناك‬ ‫طموحــات معينة ‪ ،‬هل حققت‬ ‫شيئا من هذه الطموحات او ما‬ ‫كانت تصبو اليه الوزارة ؟‬ ‫لم نتبنى رؤية بشكل انفرادي وأنما‬ ‫كانت رؤيتنا رؤية جماعية حيث تم‬ ‫تبني سياســة االنفتاح عىل الجميع‬ ‫خــارج الوزارة قبــل ان نتفق عىل‬ ‫رؤية محددة داخل الوزارة من خالل‬ ‫دوائرها ومؤسســاتها من السادة‬ ‫الوكالء واملفتش العام واملستشارين‬ ‫نزوال ً اىل ابسط موظف داخل الوزارة‬ ‫وأنتقلنا اىل فضاء واسع يف االنفتاح‬ ‫عىل مؤسســات املجتمــع املدني‬ ‫والناشــطني واملدافعني عن حقوق‬ ‫االنســان وكنا دائما ً نتواصل معهم‬

‫هل نجحت الوزارة يف ارســاء‬ ‫قواعد حقوق االنسان بأعتبارها‬ ‫مفهوم جديد يف العراق ؟‬ ‫ســاهمت الوزارة يف ارســاء هذا‬ ‫املفهوم وبالتاكيــد ان هذا الدور ال‬ ‫تضطلع فيه الوزارة يف بلد خرج من‬ ‫حقبة نظام دكتاتوري وأنما يحتاج‬ ‫اىل جهد وطنــي ولكن الوزارة كان‬ ‫لها دور ريــادي من خالل تأكيدها‬ ‫عىل عاملني أساسيني اولهما حماية‬ ‫ورصد الحقــوق هذه الحقوق التي‬ ‫ملســها املواطن العراقي والقوانني‬ ‫واالتفاقيات الدولية ومدى تمتعه بها‬ ‫وكيفية ممارسة هذا الحق بالشكل‬ ‫الذي ال يتجاوز عىل حقوق االخرين‬ ‫وحقــوق الدول يف ظــل مواجهتنا‬ ‫لتحديات اهمها االرهاب والتدخالت‬ ‫الخارجية ‪.‬‬ ‫وثانيهمــا عملنا عىل نــر ثقافة‬


‫حقوق االنسان وكيفية ان ننمي هذه‬ ‫الثقافة يف الجيل والوســط العراقي‬ ‫يف مختلف املســتويات الثقافية يف‬ ‫عدة نشاطات هذه السياسة بهذين‬ ‫االتجاهني كانت مهمــة جدا ً يف بلد‬ ‫ال يزال يمر بمرحلــة انتقالية ويف‬ ‫كثري من التجــارب الديمقراطية قد‬ ‫تستمر لعرشات السنني‪ ،‬لكن العراق‬ ‫ويف ظل ظروف غري مستقرة انجز‬ ‫الكثري واصبح هنــاك فهم حقيقي‬ ‫حول هذه الحقوق والحريات ووعي‬ ‫حول التمســك بها باعتبارها منجز‬ ‫دفع العراق اىل املزيد من التضحيات‬

‫ال يزال يمارس املراقبة الشــعبية فهو‬ ‫ينزل اىل الشــارع يتظاهر ويعتصم‬ ‫وينتقد ‪ ,‬كما نجد ان الربملان والحكومة‬ ‫متجاوبة مع كل املطالب الشعبية‪.‬‬

‫دور الــوزارة يف دعــم حقوق‬ ‫االقليات وضحايا النظام املباد ؟‬ ‫عملنا ضمن اطار مؤسســات العدالة‬ ‫االنتقاليــة دعمنــا كل املؤسســات‬ ‫كمؤسسة الشــهداء والسجناء وهيئة‬ ‫دعاوى امللكية وهيئة املساءلة والعدالة‬ ‫ونعتقد ان هذا املرشوع مرشوع رائد‬

‫ــــــــة االنتقالية على نشر ثقافة‬ ‫الثقافية ‪.‬‬ ‫ســواء كان يف معركته وكفاحه ضد‬ ‫الدكتاتوريــة او يف تصديــه لقوى‬ ‫االرهاب والظالم ‪.‬‬ ‫ماذا عن حرية املواطن وحرية‬ ‫االعالم؟‬

‫اليوم مبدأ التداول الســلمي للسلطة‬ ‫اصبــح واضحا ً للجميــع من خالل‬ ‫سلسلة االنتخابات املحلية عىل املستوى‬ ‫االتحــادي ‪ ,‬اليــوم ســلطة االعالم‬ ‫واالنفتاح املوجود يف وســائل االعالم‬ ‫وتبادل املعلومة وخدمــات االنرتنت‬ ‫متاحة يف كل انحــاء العراق وقنوات‬ ‫التواصل موجــودة وبدون تقييد من‬ ‫الســلطة ‪ ،‬اليوم اصبح االنتقاد متاح‬ ‫لــكل مواطن بأســتطاعته ان ينتقد‬ ‫الســلطة التنفيذية والترشيعية ال بل‬ ‫ان هناك ممارسة قد ينفرد بها العراق‬ ‫بخالف كل دول املنطقة عىل الرغم من‬ ‫وجود ســلطة منتخبة اال ان الشعب‬

‫ومهم كونه يطــوي ملفا ً يفرتض ان‬ ‫نتجاوزه يف هذا الوقت ‪.‬‬ ‫ان املكونــات واالقليات هي جزء مهم‬ ‫من عمل الوزارة هناك قسم متخصص‬ ‫يف االقليات يف وزارة حقوق االنســان‬ ‫ولدينــا حضور يف كافة املناســبات‬ ‫مع هــذه املكونات ولدينــا اجراءات‬ ‫بشــأن حمايتهــم وتمكينهــم من‬ ‫ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية‬ ‫وثقافاتهم يف مناطق تواجدهم ‪.‬‬

‫سمعنا ان هناك قاعدة بيانات‬ ‫لشــهداء االرهاب واملفقودين‬ ‫تعدها الوزارة اين وصلتم بها ؟‬ ‫ضمن متابعة وزارتنا لتحدي االرهاب‬ ‫فالوزارة مع كل حدث اجرامي هي‬ ‫متواجدة يف موقع الحدث تشــخص‬ ‫وترصد عدد الشــهداء والجرحى و‬ ‫من ثم تطابق هذه االحصائية االولية‬ ‫مع احصائيــة وزارة الصحة لكي‬

‫تكون مــؤرشا ً ضمن املؤرشات التي العالم يف هذا املجال وقد اســتفدنا‬ ‫تدرج يف التقارير الســنوية و حول منها‬ ‫اثــر االرهاب عىل حقوق االنســان‬ ‫وهنــاك احصائية معتمــدة لدى وزير حقوق االنسان غالبا ما‬ ‫الوزارة للشــهداء املفقودين حيث يكون عىل طاولــة االتهام من‬ ‫لدينا استمارات خاصة باملفقودين خالل التلفيق واالكاذيب ‪ ،‬بماذا‬ ‫من ضحايا العمليات االرهابية وان ترد عىل هذا االتهام ؟‬ ‫عدد املفقودين بدأ يتناقص اىل حد ‪ -‬بســبب طبيعة وحساسية ملف‬ ‫كبري عما كانت عليه االرقام يف فرتة حقوق االنسان اصبح ولالسف ويف‬ ‫التاجيــج الطائفي ســنة ‪ ،2007‬خضم التجاذبات السياســية مادة‬ ‫وهذه االستمارة تمأل من قبل ذوي للطعن والتشــكيك مــن قبل هذا‬ ‫املفقودين وتبقى الوزارة تتابع مع الفريق او ذاك‪ ،‬لذا فان اي شخص‬ ‫الطب العديل وقسم املقابر الجماعية موجود ضمن هــذا امللف هو تحت‬ ‫دائرة االتهام واالستهداف‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫وان عمل وزراتنا يتعلق بالرتكيز عىل‬ ‫قضايا اساســية منها تركة النظام‬ ‫الدكتاتوري وكشــفها امام املجتمع‬ ‫الدويل فضال عــن دخولنا اىل ملف‬ ‫االرهاب وكشــفنا حقيقة ما يجري‬ ‫امام املجتمع الدويل وتوجهنا ايضا‬ ‫لدعم االجهزة االمنية وبشكل مطلق‬ ‫‪.‬‬ ‫كونها مطالبة وفق الدستور بتحمل‬ ‫مســؤليتها يف رضب االرهاب اين‬ ‫ما الجهات الدولية التي تتعامل ما كان مع مواقفنــا الرصيحة من‬ ‫معها الــوزارة والتي تقدم لها موضوعة االعــدام بحق االرهابيني‬ ‫الدعم واملساندة يف نرش ثقافة الذين يسرتخصون الدم العراقي‪.‬‬ ‫حقوق االنسان ؟‬ ‫هل من كلمة اخرية ؟‬ ‫ بعثة االمم املتحدة وبعثة االتحاد من ضمن عملنــا يف تصفية تركة‬‫االوروبي ومكتب املفوضية السامية النظام بارشنا بالخطــوات االولية‬ ‫لحقوق االنســان لدينا ايضا انفتاح فاذا انجز هذا العمل ســوف يكون‬ ‫مع وزارات حقوق االنسان يف الوطن انجــاز تاريخي وضمــان للعراق‬ ‫العربــي واملراكز املعنيــة ولدينا والعراقيــن الذيــن ناضلوا ضد‬ ‫اطالع مــع االصدقاء حيث ان هناك النظام الدكتاتــوري فقد عملنا مع‬ ‫دعم كبري حصلنا عليه من اسرتاليا اليونسكو يف وضع انتهاكات النظام‬ ‫باقامة دورات متخصصة واساسية الدكتاتوري يف الئحة الذاكرة العاملية‬ ‫ومتقدمة يف مجال حقوق االنســان عىل ضوء ما موجود من ادلة ووثائق‬ ‫عىل مــدى اكثر من ثالث ســنوات وبراهني وســوف تكون اليونسكو‬ ‫وهنــاك رشاكة مع معهــد الذاكرة البوابة التي نطــل منها عىل العالم‬ ‫الوطني يف ســلوفاكيا ورشاكة مع لتوضيــح حقيقة ما جــرى وما‬ ‫ارمينيــا يف هذا الجانــب ‪ ،‬لذا فان تعرض له الشــعب يف ظل الحقبة‬ ‫الوزارة منفتحــة عىل كافة تجارب الدكتاتورية ‪.‬‬ ‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪19‬‬


‫أراء‬

‫اخبار الوزارة‬

‫ضمانات حماية حقوق اإلنسان‬

‫أمام جرائم النشر األلكتروني‬ ‫لينا محمد األسدي‬ ‫باحثة واكاديمية‬ ‫كان لزامــا ً علينا ان نبحث يف الحماية‬ ‫التي وفرتهــا القوانــن لضمان حق‬ ‫االنسان يف حياة حرة كريمة مستقرة ال‬ ‫يعكر صفوها تلك التحوالت االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والثقافيــة ‪ .‬تلك الحقوق‬ ‫التي اقرتها الرشائع الدينية وعىل رأسها‬ ‫االســام الذي كرم االنســان تكريما ً‬

‫‪20‬‬


‫عظيما ً ورفع من قدره وفضله عىل سائر‬ ‫املخلوقات وكفل له الحقوق التي تتالءم‬ ‫مع مكانــة ذلك التكريــم االلهي الذي‬ ‫اكدته العديــد من االيات الكريمة ليمنح‬ ‫من خاللها االنســان حقوقا ً معينة ثابتة‬ ‫يتحقق بها التفضيــل فعالً ‪ .‬قال تعاىل‬ ‫‪ (( :‬ولقد كرمنــا بني ادم وحملناهم يف‬ ‫الرب والبحــر ورزقناهم مــن الطيبات‬ ‫وفضلناهم عىل كثري من خلقنا تفضيالً‬ ‫)) ‪.‬‬ ‫كما جــاء القرأن الكريــم ليضمن حق‬ ‫االنســان يف حماية خصوصياته وعدم‬ ‫التعدي عليها فجاء قولــه تعاىل ‪ (( :‬يا‬ ‫أيها الذيــن امنو اجتنبوا كثريا ً من الظن‬ ‫ان بعض الظن اثم وال تجسسو وال يغتب‬ ‫بعضكم بعضا ‪.)) ...‬‬ ‫كما اعطى االســام للحرية قيمة كربى‬ ‫واساســية بأعتبارها الصفة الطبيعية‬ ‫االوىل التي يولد بها االنســان والدعامة‬ ‫لجميع ما ســنه الله تعــاىل للناس من‬ ‫عقيدة وعبادة ونظــم ‪ ،‬ولم تقيد اال يف‬ ‫الحدود التي يقتضيها الصالح العام او‬ ‫يدعو اليها احرتام حرية االخرين ‪.‬‬ ‫كما جاءت العديد من االحاديث النبوية‬ ‫الرشيفة لتؤكد تمتع االنسان بالعديد من‬ ‫الحقــوق والحريات ومنها قوله (ص) ‪:‬‬ ‫(( وال تجسسوا وال تقاطعوا وال تدابروا‬ ‫وكونو عباد الله اخوانا ))‪.‬‬ ‫وقوله (ص) ‪ (( :‬من اطلع يف كتاب اخيه‬ ‫دون امره فأنما اطلع يف النار )) ‪.‬‬ ‫ونتيجة لالنتهــاكات الواقعة عىل حقوق‬ ‫االنسان بكل انواعها كان من الرضوري‬ ‫اصدار القوانني التــي تجرم اي انتهاك‬ ‫واعتداء يقع عىل تلــك الحقوق بأعتبار‬ ‫ان القانون هو االداة لتوجيه النشــاط‬

‫االنساني وتقويمه ووضع القيود عليه اذا‬ ‫ما توجه نشاط االنسان لالخالل بحقوق‬ ‫وحريــات االفراد يف املجتمــع ‪ ،‬حماية‬ ‫وضمانة لها ‪.‬‬ ‫توجــت هذه الحماية بأصــدار االعالن‬ ‫العاملي لحقوق االنســان الصادر عام‬ ‫‪ 1948‬والذي تناول الحقوق الفردية يف‬ ‫مواجهة الجماعة والحقوق الشــخصية‬ ‫للفرد والحريــات العامــة والحريات‬ ‫السياســية واالقتصاديــة واالجتماعية‬ ‫والثقافية متسمة بالصبغة العاملية ‪ .‬وان‬ ‫لم تتمتع بقوة قانونية ملزمة اال اننا نرى‬ ‫ذلك واضحا ً من خالل االثار التي خلفها‬ ‫يف االعالنات واملواثيق الالحقة به ‪.‬‬ ‫باالضافــة اىل العهد الــدويل الخاص‬ ‫بالحقــوق االقتصاديــة واالجتماعية‬

‫والتي عرفت بأســم االتفاقية االوربية‬ ‫لحقوق االنســان والنافذة عام ‪1953‬‬ ‫‪ ،‬واالتفاقية االمريكية لحقوق االنســان‬ ‫النافذة عــام ‪ ، 1978‬وامليثاق االفريقي‬ ‫لحقوق االنسان والشعوب االفريقية عام‬ ‫‪ ، 1986‬واعالن القاهــرة حول حقوق‬ ‫االنسان يف االسالم عام ‪ ، 1990‬وامليثاق‬ ‫العربي لحقوق االنسان عام ‪. 1997‬‬ ‫اما التطور التكنلوجــي وما لحقه من‬ ‫انتهاكات تمس حقوق االنســان سواء‬ ‫كان حقه يف الخصوصية او الحفاظ عىل‬ ‫سمعته وارساره او صوره الشخصية او‬ ‫العائلية عن طريــق نرشها عىل املواقع‬ ‫االلكرتونية او افشاء ارساره او املساس‬ ‫بسمعته او رشفه او اعتباره ‪ ،‬ما ادى اىل‬ ‫استمرار مسرية الفكر القانوني والعقول‬

‫مخاطر التكنولوجيا وتهديدها لحقوق االنسان‬ ‫لكل فرد الحق في الخصوصية الشــخصية بما ال‬ ‫يتنافى مع حقوق االخرين واالداب العامة‬ ‫والثقافيــة والعهــد الــدويل الخاص‬ ‫بالحقوق املدنية والسياســية النافذان‬ ‫عام ‪ . 1967‬واللذان تميزا بوجود لجنة‬ ‫ملراقبــة تطبيق حقوق االنســان ‪ ،‬ومن‬ ‫خاللهما تم اقــرار العديد من الحقوق‬ ‫التي يتمتع بها االنسان منها عدم التدخل‬ ‫يف خصوصيات الفرد وعائلته ومراسالته‬ ‫وغريها من الحقوق ‪.‬‬ ‫فضالً عن هذا وذاك ‪ ،‬فقد عقدت اتفاقية‬ ‫حقوق االنســان يف نطاق مجلس اوربا‬

‫القانونية والتي حركتها الرغبة الجامحة‬ ‫لحماية وصيانة حقوق االنسان وحرياته‬ ‫‪.‬‬ ‫وبالرجوع اىل احكام الدستور العراقي‬ ‫لعــام ‪ 2005‬نجد النــص عىل حقوق‬ ‫االنسان يف الباب الثاني منه تحت عنوان‬ ‫( الحقوق والحريات ) ما يعني ان لهذه‬ ‫الحقوق والحريات صفة دســتورية ‪،‬‬ ‫ولذلك ال يحق الي جهــة او اي قانون‬ ‫ان يخالف ما جــاءت به هذه النصوص‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪21‬‬


‫أراء‬

‫اخبار الوزارة‬

‫بأعتبار ان الدستور اسمى واعىل ترشيع‬ ‫يف الدولة ‪.‬‬ ‫لذلك جاء النص يف املادة ‪ 17‬من الدستور‬ ‫العراقي لتنص عىل ‪ (( :‬لكل فرد الحق‬ ‫يف الخصوصية الشــخصية بما ال يتناىف‬ ‫مع حقوق االخرين واالداب العامة ))‪.‬‬ ‫واملادة ‪ 38‬منــه ‪ (( :‬تكفل الدولة بما ال‬ ‫يخل بالنظام العام واالداب حرية التعبري‬ ‫عن الرأي بكل الوسائل ‪ ،‬حرية الصحافة‬ ‫والطباعة واالعالن واالعالم والنرش ))‪.‬‬ ‫اذا كان النص عىل حقوق االنســان يف‬ ‫الدستور يؤدي اىل ضمان حقوق االنسان‬ ‫وحرياته االساســية ‪ ،‬فأن الرقابة عىل‬ ‫دستورية القوانني هي االخرى تؤدي اىل‬ ‫تحقيق هذا الهدف ايضا ً وهو املحافظة‬ ‫عىل هذه الحقوق وعدم انتهاكها ‪.‬‬ ‫واملــادة ‪ 40‬مــن الدســتور (( حرية‬ ‫االتصاالت واملراسالت الربيدية والربقية‬ ‫والهاتفية وااللكرتونية وغريها مكفولة ‪،‬‬ ‫وال يجوز مراقبتها او التنصت عليها ‪ ،‬او‬ ‫الكشف عنها اال لرضورة قانونية وامنية‬ ‫‪ ،‬وبقرار قضائي))‪.‬‬ ‫وتعريجا ً اىل احكام قانــون العقوبات‬ ‫العراقي رقم ‪ 111‬لســنة ‪ 1969‬املعدل‬ ‫فقد جاء الفصل الثالث منه تحت عنوان‬ ‫( املســؤولية يف جرائم النرش ) حيث اقر‬ ‫املرشع العراقي املسؤولية الجنائية عن‬ ‫كل فعــل يؤدي اىل نــر معلومات او‬ ‫بيانات خاصة باآلخرين سواء اكانت عن‬ ‫طريق الكتابة او الرســم او اي وسيلة‬ ‫تعبري اخرى استخدمت لهذا الفعل ‪.‬‬ ‫هذا وتعتــر العالنية متحققة يف جريمة‬ ‫النرش االلكرتوني باعتبارها احد وسائل‬ ‫العالنية التي اشار اليها املرشع العراقي‬ ‫يف املــادة ‪/3/19‬جـ والتي نصت عىل ‪:‬‬

‫‪22‬‬

‫((الصحافة واملطبوعات االخرى وغريها‬ ‫من وسائل النرش والدعاية ))‪.‬‬ ‫وايا ً كانت الطريقة التي تم بها هذا النرش‬ ‫سواء اكانت عن طريق الكتابة او الرسوم‬ ‫او الصور او االشارات او االفالم ونحوها‬ ‫وعرضها بأي وســيلة ‪ ،‬وهذا ما نستقيه‬

‫التشريعات‬ ‫وجدت لمواجهة‬ ‫النفوس الضعيفة‬ ‫التي استغلت‬ ‫اجهزة االتصال‬ ‫الحديثة كالترويج‬ ‫لالتهامات‬ ‫والكتابة باسماء‬ ‫وهمية‬

‫من املادة ‪/3/19‬د ‪.‬‬ ‫وبنفس االتجاه ذهبت بقية الترشيعات‬ ‫ومنها املرشع املرصي يف قانون العقوبات‬ ‫يف املادة ‪ 309‬منه من خالل حظر تسجيل‬ ‫الصوت او الصورة بطريق غري مرشوع‬ ‫او افشاء االرسار واذاعتها ونرشها بأي‬ ‫طريقة كانت ‪.‬‬ ‫كمــا وضعت عدد من الــدول االجنبية‬ ‫ترشيعات خاصة لحماية حقوق وحياة‬ ‫االفراد يف مواجهة اخطــار املعلوماتية‬ ‫ومنهــا الواليات املتحــدة االمريكية يف‬ ‫ترشيعها الصادر عام ‪ ، 1974‬فضالً عن‬ ‫كندا من خالل ترشيع كيوبك (‪)quebec‬‬ ‫لعام ‪. 1994‬‬ ‫ان ظهور هــذه الترشيعات وغريها انما‬ ‫وجدت لتواجه تلــك النفوس الضعيفة‬ ‫التي اســتغلت اجهزة االتصال الحديثة‬ ‫التي عنت بعرض مقاطع الفديو السيئة‬ ‫او بث الشائعات والتحريض عىل العنف‬ ‫والفســوق ونرش املقــاالت والكتابات‬ ‫واالتهامات وبأســماء وهمية او انشاء‬ ‫مواقع متخصصة يف نرش الصور العائلية‬ ‫او الشــخصية او نرش الصور االباحية‬ ‫التي تخدش الحياء ‪.‬‬ ‫وساعدها يف ذلك الكفاءة العالية لوسائل‬ ‫التقنية واالمكانات غري املحدودة يف مجال‬ ‫تحليل واســرجاع املعلومات فضال عن‬ ‫اتساع اســتخدام الحواسيب خاصة يف‬ ‫االونة االخرية ‪.‬‬ ‫كل هــذا ادى اىل الشــعور بمخاطــر‬ ‫التكنولوجيا وتهديدها لحقوق االنسان‬ ‫‪ ،‬هــذه الحقوق التي اهتمت بها واقامت‬ ‫اسســها الرشائع الســماوية ووفرت‬ ‫القوانني الوضعيــة الحماية لها ضد اي‬ ‫اعتداء يمس بها ‪.‬‬


‫تعليب األكاذيب‬ ‫الصحافة وسيلة تضمن حرية اإلنســان وتحل مشكالتة اليومية ‪ ،‬بحيث يمكن القول إن حرية الصحافة‬ ‫تعد مقياسا لحرية الشعوب‪ ،‬فحرية الرأي والتعبري تكمن يف جريدة أو كتاب أو يف خطاب مصور أو مذاع وقد‬ ‫نصت عىل هذه الحريات اإلعالنات الوطنية واإلقليمية والدولية‪ ،‬وجميع الرشائع والدساتري العاملية انطالقا من‬ ‫الرشيعة اإلسالمية مرورا باإلعالنات العاملية وصوال إىل الدساتري الوطنية‪.‬‬ ‫والصحافة لها دور سيايس واجتماعي هام يف تنوير العقول ورفع اللبس ونرش الحقائق للناس‪ ،‬لكن بالرغم‬ ‫من كل هذا‪ ،‬ال تعفى من املســؤولية عندما يتم تجاوز الحدود وإحداث أرضار تمس املواطن وحتى النظام‬ ‫العام للدولة التي يقعــون تحت نظامها القانوني ومع دخولنا مرحلة االنتخابات النيابية كشــفت مواقع‬ ‫اخبارية ووكاالت وصحف الكرتونية غري معلومة الجهات التي تديرها او تمولها يف بث االكاذيب واالشاعات‬ ‫واالخبار املغرضة والتي عادة ما تبدأ بعبارة ذكر مصدر مطلع يف (وزارة ‪ ) ....‬رفض الكشــف عن اســمه‬ ‫بعد فربكة قصص ملفقة وخيالية ما انزل الله بها من ســلطان او نســب هــذه االكاذيب اىل وكاالت انباء‬ ‫اجنبية اليمكن للقارئ او حتى الصحفي من الوصول اليها كذلك لجأت هذه املواقع اىل اجراء اعالنات ممولة‬ ‫الخبارها وانشــاء صفحات عىل موقع التواصل االجتماعي (الفيس بوك) من اجل الوصول اىل اكرب رشيحة‬ ‫ممكنة من املواطنني للتاثري باتجاه معني عىل املتلقي حتى اصبح االعالم االلكنروني ســاحة رصاع متقدمة‬ ‫لتصفية الحسابات السياسية او التاثري عىل الناخب ورغم ان هذه املواقع معلومة الجهات التي تقف ورائها‬ ‫او تخدمهــا بالخفاء اال انها بموجب القانون اليمكن الوصول اليها الن الكثري منها يتم اســتضافة مواقعها‬ ‫االلكرتونية من قبل رشكات خارج العراق وان الوصــول اىل االدارة الحقيقية والفعلية لهذه املواقع يتطلب‬ ‫مجموعه من االجــراءات القانونية واالدارية التي تتضمن معرفة الرشكة املضيفة ومكان تواجدها واســم‬ ‫(السريفر) مع تنســيق وجهد حكومي يف وزارة الخارجية والســفارت العراقية هناك ‪ ,‬املشكلة ان هنالك‬ ‫مواقع اخرى وصحــف ورقية تعتمد يف حصولها عىل املعلومات من هــذه املواقع املغرضة والصفراء بحثا‬ ‫عن االثارة او تصفية الحسابات السياســية حتى باتت عملية التسقيط والتلفيق والتزييف للحقائق الصفة‬ ‫البــارزة ‪ ,‬خرباء قانونيون اكدوا ان جرائم النرش بموجب القانون العراقي التشــمل املواقع االلكرتونية فيما‬ ‫اكدت محكمة النرش شــمولها بالقانون ‪ ,‬هذه الحملة املسعورة ستزداد وتتصاعد وتتعاىل مع اقرتاب اجراء‬ ‫االنتخابات النيابية وستســتمر طاملا هي بمالذ آمن عن املحاسبة واملسائلة ‪ ,‬خرباء يف منظمة اليونسكو اكدوا‬ ‫ان االعالم يف العراق ســاهم بقصد او دون قصد يف اثارة النعرات الطائفية والرتويج للحرب االهلية ودعم‬ ‫االرهاب تحت غطاء الحرية والديمقراطية مســتغربني صمت االجهزة املعنية وعدم التنســيق فيما بينها‬ ‫ملعالجة هذه الظاهرة الخطرية التي تدعم وتؤازر االرهاب عىل خالف دول عربية مثل االردن ومرص يف ايجاد‬ ‫جهاز استخبارات خاص باملواقع االلكرتونية ومعرفة من يوجهها ويسريها ويستخدمها الغراض بعيدة عن‬ ‫حرية التعبري والنظام الديمقراطي واستطاعت هذه الدول اعداد توصيف قانوني واصدار ترشيعات اعالمية‬ ‫تنظم الحرية وتحسن استخدامها بطريقة ايجابية بعيده عن التشهري والتسقيط وسبق وان قررت االردن‬ ‫ومنذ عام ‪ 2007‬إخضاع املواقع اإلخبارية عىل الشبكة العنكبوتية للرقابة ومعاملتها أسوة بالصحف املحلية‬ ‫ملتابعة مضمون هذه املواقع ولذا فان ما ينطبق عىل الصحف ينطبق عىل كل وسيلة نرش أخرى‪.‬‬ ‫الســؤال املطروح هل توجد جهه رسمية او غري رســمية تمتلك خارطة لالعالم غري الرسمي وبالخصوص‬ ‫االعــام االلكرتوني ؟ وهل تخضع هذه املواقع للرصد الحكومي املتمثل بهيئة االتصاالت واالعالم ؟ يف وقت‬ ‫يقف فيه الجميع موقف املتفرج او شيطان اخرس ‪.‬‬

‫صفيح ساخن‬ ‫عمـــــار منعم‬

‫‪ammar.muneam@gmail.com‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪23‬‬


‫افكار‬

‫كيف نريد بغداد‪..‬الحلم‪..‬؟‬ ‫ما دخلت بلداً قط إال عددته سفراً‪..‬إال بغداد فأني‬ ‫حين دخلتها عددتها وطن ًا‬ ‫عدنان نعمة العابدي‬ ‫من لم ير بغداد لم ير عاصمة العلم والعلماء والشــعر واالدباء والفنانني والفصحاء واملناظرين والظرفاء والكرماء ‪ ..‬بغداد من املدن‬ ‫االســراتيجية يف الرشق األوسط ‪ ،‬ألسباب جغرافية تاريخية ‪ ،‬ثقافية ‪ ،‬بحيث واجهت الكثري من الغزاة والكوارث عىل مرور التاريخ‬ ‫وعانت مرارة الظروف القاســية ‪ ،‬لكن رغم ذلك بقيت تحمل الكثري من الثقافة والعلوم والفنون املتصدرة لحضارات املدن العاملية ‪،‬‬ ‫وبغداد أصيلة بمجتمعها الذي واجه كل املؤثرات الدخيلة وحافظ عىل جزء كبري من تراثه من االندثار ‪..‬‬

‫‪24‬‬


‫إن مدينــة مثل بغداد لهــا ماض عميق ال‬

‫دخلــت بلدا قط اال عدته ســفرا‪،‬اال بغداد‬

‫بحارك الســندباد عاد مرسورا اىل البالد‪..‬‬

‫يمكن أن تنطمــس معاملها مرة واحدة فال‬

‫فأني حني دخلتها عددتها وطنا"‪.‬‬

‫يركــن الســفينة يف دجلة‪..‬وينتظر منك‬

‫بد أن تظل ضمن املرياث الشــعبي أبدا "‪.‬‬

‫وقال أحد الفضــاء‪"..‬االرض كلها بادية‪..‬‬

‫قبلة ‪..‬نعلم ان "الحواجــز الكونكريتية"‬

‫حيــث كان البغداديون مــرب املثل يف‬

‫وبغــداد حضارتهــا" وعن ابــن عباس‬

‫جاثمة عــى صدرك‪ ..‬ومازلــت متعبة يف‬

‫النظافة‪،‬وخاصة نظافة االجســاد والثياب قال‪"..‬االســام ببغداد‪..‬وانهــا لصيادة‬

‫زمن الديمقراطيات‪..‬لكن يعرتينا التفاؤل‬

‫واملساكن والطرق والرحاب‪،‬ولهذا اشتهرت‬

‫عظمــاء الرجال" وقــال أبو القاســم‬

‫بالجهود التي يبذلها "عشاق بغداد" الذين‬

‫بكثــرة الحمامــات واالناقــة يف املالبس‬

‫الديلمي‪"..‬ســافرت االفاق ودخلت البلدان‬

‫يقاتلون من اجل اظهارها بأبهى شــكل‬

‫واملطاعم واملســاكن‪،‬كما عرف ســكانها‬

‫من جد سمرقند اىل القريوان ومن رسنديب‬

‫وصورة‪،‬ليعيدوا ما خربه الدهر‪.‬‬

‫بالسخاء و"االريحية" والعادات البغدادية‬

‫اىل بلــد الروم فما وجــدت بلدا افضل وال‬

‫دعوة لعشــاق بغداد ومحبيها وساكنيها‬

‫االصيلة والجديــة يف طلب العلوم واملعرفة أطيب مــن بغداد"‪..‬والــكالم يطول عن‬

‫وقاطنيهــا والغيارى والخرييــن فيها ان‬

‫والتطــرف يف حب الوطن ‪،‬اذ انهم ال يرون بغداد‪.‬‬

‫يعيدوا ألقهــا وجمالها وبهائها واملحافظة‬

‫بلدا يســاوي بلدهم او يدانيه‪..‬والبغدادي‬

‫وبرغم الظروف العصيبــة التي واجهتها‬

‫عىل تصميمها وشكلها‪،‬النها هويتنا وفخرنا‬

‫اذا فارق مدينته يشعر انه كالسمكة خارج‬

‫واملصائب واملحن التــي تعرضت لها‪..‬اال‬

‫وموطن كل الهويات ومســاحة انســانية‬

‫املياه‪..‬يموت شــوقا وحنينــا حتى يعود‬

‫انها كانت عصيبة‪ ..‬تكرس الرياح ‪..‬قوية‪..‬‬

‫لكل االتجاهات واالنتماءات‪..‬وينبغي لهذه‬

‫ويذكر مباهج جانبيها‪..‬كرخها ورصافتها‪..‬‬

‫أبية‪ ..‬تنهض وتســتعيد ألقهــا الجميل‬

‫املدينة التاريخية العريقة ان تعود لعرصها‬

‫فقد ذكــر العظماء وأهــل الفضل بغداد‬

‫‪..‬وشموخها املرتفع كالنخيل‪..‬‬

‫الذهبي املفقود واســمها وألقها املعهود‪..‬‬

‫كثريا‪،‬حيث قال عنها االمام الشــافعي‪":‬ما‬

‫بغداد‪..‬تغــزل االدباء والشــعراء فيك‪..‬‬

‫ملكة رشقية يف الوجود‪.‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪25‬‬


‫دراسات‬

‫العنف اللفظي يهدد الحياة‬ ‫النفسية لألطفال‬ ‫من مظاهره السب والشتم والتحقير‬

‫العنف اللفظي تجاه األبناء يؤثر على‬ ‫تكوينهم النفسي واالنفعالي‬ ‫تعترب األرسة هي املؤسسة االجتماعية األوىل التي ينمو فيها‬ ‫الطفل‪ ،‬ويكتســب من خاللها معايــر الخطأ والصواب‪،‬‬ ‫ولكن كيف إذا تحولت هذه املؤسســة املهمة إىل ســاحة‬ ‫ملمارســة مختلف أنواع العنف نتيجة للترصفات السلوكية‬ ‫بني الزوجني‪ ،‬ونتيجة تسليط العنف اللفظي عىل األطفال‪،‬‬ ‫وبأســوأ الحاالت تمتــد عىل األبناء‪ ،‬ما ينتج شــخصيات‬ ‫مجتمعية غري إيجابية‪ ،‬ومما ال شــك فيه أن رضب الطفل‬ ‫يؤمله‪ ،‬ويرتك كدمات وندبات عىل جسمه‪ ،‬ولكن هناك شكالً‬ ‫آخر من أشــكال إساءة املعاملة التي ال يتحدث عنها الناس‬ ‫كثرياً‪ ،‬وهي العنف اللفظي املوجه لألطفال‪ ،‬والذي يســبب‬ ‫جروحا ال تــرى بالعني‪ ،‬ولذلك ال أحــد يعرف ما يحدث‬ ‫للطفل‪ ،‬ما أثر هذا العنف اللفظي عىل الطفل؟ وكيف يمكن‬ ‫تثبيت ودعم سلوكيات الطفل اإليجابية؟‬ ‫يقول أحمد عيل‪ ،‬إنه تعــرض وهو صغري لكمية كبرية من‬ ‫العنف اللفظي‪ ،‬صدرت عن والــده وأعمامه‪ ،‬بحيث كانوا‬ ‫يلقبونه بالغبي‪ ،‬وبعديم الرتبية‪ ،‬وارتبط اســم أهله بهذه‬ ‫الكلمات التي تركت جروحــا غائرة يف ذاكرته‪ ،‬لكن محمد‬ ‫اســتطاع تجاوز كل هذه املنغصات ورفع التحدي ليتبوأ‬

‫‪26‬‬


‫أحســن املراكز‪ ،‬بل ليقول كلمته يف مجتمعه‪،‬‬ ‫بحيث أصبح مخرتعــا ألجهزة عدة‬ ‫يف مجــال تصفية املاء وأســس‬ ‫رشكة كبــرة يف هــذا اإلطار‪،‬‬ ‫أصبحــت تنافس عامليــاً‪ ،‬هذه‬ ‫تجربة الناجحة قــد ال تنطبق‬ ‫عىل كل شــخص‪ ،‬بحيث يحول‬ ‫كل الســلبيات إليجابيــات‪ ،‬بل‬ ‫هناك من تكون شــخصيته هشة‬ ‫سهلة العطب مما يؤثر هذا العنف‬ ‫عــى حياته املســتقبلية من خالل‬ ‫تثبيت األلفاظ الســيئة التي تلقاها‪،‬‬ ‫ويصبح تلقائيا يؤمن بها‪ ،‬ينتج عن ذلك‬ ‫إنسان غري صالح للمجتمع بعد أن تبلورت‬ ‫شخصيته يف وسط أرسي سيئ ‪.‬‬

‫أنواع العنف اللفظي‬ ‫تشــدد االستشــارية الرتبوية وخبرية‬ ‫التدريب الدكتــورة إيمان صادق عىل‬ ‫رضورة تجنــب التلفــظ بالكلمات‬ ‫القاسية عىل الطفل‪ ،‬وتعزيز السلوك‬ ‫الحسن فيه‪ ،‬ملا لذلك من انعكاس عىل‬ ‫نموه السليم وعىل شخصيته‪ ،‬محذرة‬ ‫الوقوع يف الخطــأ بإنتاج أجيال غري‬ ‫صالحة يف املجتمــع‪ ،‬وتضيف ( تتنوع‬ ‫أشــكال العنف اللفظي التي يستخدمها‬ ‫اآلباء وتشمل إطالق أسماء عىل الطفل أو‬ ‫استخدام لغة سوقية‪ ،‬باإلضافة إىل انتقاده‬ ‫باستمرار‪ ،‬والرفض أو التهديد برتك الطفل‬ ‫أو تمني عدم وجوده وإشعاره بأن األرسة‬ ‫ال تريده‪ ،‬والتهديد بالرضر الجســدي‬ ‫كتهديــد الطفل برضبــه‪ ،‬ما يزيد‬ ‫مخاوفه‪ ،‬وإلقــاء اللوم البالغ عليه‪،‬‬ ‫بحيث أن لومه الدائم يمنحه الشعور‬ ‫بأنه شــخص ســيئ يفعل الخطأ‬

‫املتكــرر بعدم القدرة عىل تحمل املســؤولية‬ ‫والشعور بالضعف‪ ،‬كما أنه من الصعب جدا‬ ‫تحديد العنــف اللفظي إن وجد‪ ،‬ألنه ال توجد‬ ‫له عالمــات ظاهرة مثل عالمات أو كدمات أو‬ ‫أي من األشــكال األخرى التي يحدثها العنف‬ ‫البدنــي‪ .‬وحول عوامل الخطــر التي يمكن‬ ‫أن تبــن أن الطفل قد يكــون أكثر عرضة‬ ‫لســوء املعاملة العاطفية‪ ،‬تقول (إنها تتمثل‬ ‫يف وجــود تاريخ للعنــف اللفظي يف األرسة‬ ‫أو الحصول عىل نتائج ضعيفة يف املدرســة‬ ‫أو أن يكون الطفل معــزوال ً اجتماعيا ً أو أن‬ ‫يظهر عىل الطفل ســلوك معا ٍد للمجتمع‪ ،‬كما‬ ‫أن هناك العديد من املؤرشات الســلوكية التي‬ ‫تدل عىل تعرض الفرد لإلساءة اللفظية أثناء‬ ‫طفولته منها‪ :‬السلوكيات الطفولية‪ ،‬العدوانية‬ ‫املفرطة‪ ،‬الســلوك املخــرب والهجومي مع‬ ‫اآلخرين‪ ،‬مشــكالت النوم‪ ،‬اضطراب الكالم‪،‬‬ ‫عــدم االندماج يف نشــاطات اللعب‪ ،‬صعوبة‬ ‫التفاعل مع اآلخرين‪ ،‬االضطرابات النفســية‬ ‫كاالنفعاالت الحادة والوســاوس واملخاوف‬ ‫والهسترييا‪ ،‬وصف الفرد ذاته بعبارات سلبية‪،‬‬ ‫الخجل والسلبية‪ ،‬ســلوكيات التدمري الذاتي‪،‬‬ ‫تعطيل طاقات اإلبداع واالبتكار لدى الطفل‪،‬‬ ‫عدم القدرة عىل تحمل املســؤولية‪ ،‬والشعور‬ ‫بالضعف)‪.‬‬

‫باستمرار‪ ،‬واستخدام السخرية والتهكم عليه‬ ‫مما يحط من اعتداده بنفسه)‪.‬‬ ‫ومما ال شــك فيه أن آثار العنف اللفظي عىل‬ ‫األطفال بالغة جــداً‪ ،‬ألن الطفل يف محاولته‬ ‫التغلب عىل الشــعور بأنه غري مرغوب فيه‪،‬‬ ‫يحاول أن يتكيف مع آثار الشــتائم من أعز‬ ‫وأقرب األقرباء لــه‪ ،‬ويتوافق هذا التحليل مع‬ ‫ما نرشته أحدى الدراســات األمريكية للطب‬ ‫النفيس‪ ،‬حيث كشــفت أن اإلســاءة اللفظية‬ ‫يف الطفولة يمكن أن تجرح األطفال بشــدة ‪.‬‬ ‫وتضيف الدكتورة ايمان صادق يف هذا اإلطار‬ ‫(من آثار العنف اللفظي عىل الطفل هو تدني‬ ‫مستوى االعتداد بالذات أو عدم الثقة النفس‪،‬‬ ‫واكتســاب تدمري الذات مثل إيذاء نفسه عن‬ ‫طريــق قطع الجلــد بآلة حادة‪ ،‬والســلوك‬ ‫املعادي‪ ،‬وقد يظهر ذلك كرد فعل لدى بعض‬ ‫األطفــال من خالل إظهار ســلوك عدواني‪،‬‬ ‫برضب األطفال اآلخرين أو الشــجار الدائم‬ ‫مع غريهم من األطفال‪ ،‬كما أن ســوء املعاملة‬ ‫املســتمر قد يؤثر عىل نمو الطفل جسمانيا‪،‬‬ ‫واجتماعيا‪ ،‬وأكاديميــا أو عاطفيا‪ ،‬وقد يبدأ‬ ‫الطفل بإظهار عالمات االضطراب العاطفي‬ ‫مثل مص اإلبهام أو التبول الالإرادي أو عدم‬ ‫التفوق الدرايس)‪ .‬توضح أن هذه السلوكيات‬ ‫تظهر عىل املدى القصري‪ ،‬وهناك ما ال يتبلور‬ ‫إال عىل املدى الطويل إذ أظهرت الدراسات أن‬ ‫الطفل قد يكون عرضة لالكتئاب والقلق عند‬ ‫الكرب‪ ،‬بحيث إن بعــض األطفال قد يلجأون خطوات التجنب‬ ‫للعنف كوسيلة للتفاهم‪.‬‬ ‫وتشري السيدة فرح غانم وهي باحثة اجتماعية‬ ‫إىل أن هناك أخطاء وممارسات شائعة يف تربية‬ ‫البنني والبنات تقــع أحيانا ً عن جهل وأحيانا ً‬ ‫تعطيل طاقات اإلبداع‬ ‫ً‬ ‫وقد يؤدي العنف اللفظي أو اإلساءة اللفظية عن غفلة وأحيانا عن عمــد وإرصار‪ ،‬مؤكدة‬ ‫إىل إعاقــة النمو العاطفــي للطفل‪ ،‬ويفقده أن لهذه املمارسات الخاطئة آثارا ً سلبية عىل‬ ‫إحساســه بأهميته واعتداده بنفسه‪ ،‬ويؤدي استقامة األبناء وصالحهم‪ ،‬من ذلك‪( :‬تحقري‬ ‫إىل تعطيــل طاقات اإلبداع لديه‪ ،‬وشــعوره الولد وتعنيفــه عىل أي خطأ يقع فيه بصورة‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪27‬‬


‫دراسات‬

‫تشــعره بالنقص واملهانة‪ ،‬والصواب هو‬ ‫تنبيه الولد عــى خطئــه إذا أخطأ برفق‬ ‫ولني‪ ،‬مع تبيــان الحجج التي يقتنع بها يف‬ ‫اجتناب الخطــأ)‪ .‬وتضيف (إذا أراد املربي‬ ‫زجر الولد وتأنيبه ينبغي أال يكون ذلك أمام‬ ‫رفقائه وإنما ينصحــه منفردا ً عن زمالئه‪،‬‬ ‫وتجنب احتقار األوالد وإسكاتهم إذا تكلموا‬ ‫والســخرية بهم وبحديثهم‪ ،‬ما يجعل الولد‬ ‫عديم الثقة بنفســه قليل الجرأة يف الكالم‬ ‫والتعبري عن رأيه‪ ،‬وكثري الخجل أمام الناس‬ ‫ويف املواقف الحرجة‪ .‬ومن أخطر ما ينعكس‬ ‫عىل نفسية الطفل هو أن تبث فيه اإلحساس‬ ‫بالذنــب عن طريق تحقــره أو حمله عىل‬ ‫الخجل من نفسه؛ فالفكرة التي تغرسها يف‬ ‫الطفل أن به نقصا ً لن يفلح يف عالجه مهما‬ ‫يحاول‪ ،‬وأنه لهذا يستحق العقاب‪ ،‬ويعترب‬ ‫ذلك من أســوأ ما يمكن أن يغرس يف نفس‬ ‫و يلحق‬ ‫الطفــل‪،‬‬

‫‪28‬‬

‫الــرر بكيانه العاطفي‪ ،‬ومــع ذلك فإن‬ ‫األشــياء التي يحقر اآلباء أبناءهم بسببها‬ ‫ربما عانوا مــن أجلها مرارة اإلحســاس‬ ‫بالذنب يف صباهم عىل أيدي آبائهم‪ ،‬ويجب‬ ‫أن يعلم الوالدان أن سوء معاملة األبناء ِّ‬ ‫يؤثر‬ ‫تأثريا كبريا يف شخصياتهم املستقبلية‪ ،‬ومن‬ ‫مظاهر ذلك‪ :‬ضعــف الثقة بالنفس‪ ،‬حيث‬ ‫إن ثقة الفرد بنفســه وقدراته عامل مهم‬ ‫ِّ‬ ‫يؤثر يف شخصيته ويف تحصيله وإنجازاته‪،‬‬ ‫وقد أشارت كثري من الدراسات إىل أن هناك‬ ‫ارتباطا كبريا بني مفهوم الذات والتحصيل‬ ‫الــدرايس‪ ،‬فالطفل الذي يفتقــد إىل الثقة‬ ‫بالنفس يخاف من املبــادرة يف القيام بأي‬ ‫عمل أو إنجاز ألنه يخاف الفشل والتأنيب‪،‬‬ ‫لذا تراه مرتددا يف القيام بأي عمل‪ ،‬حيث إن‬ ‫األبناء يشعرون باإلحباط إذا ما تهدد أمنهم‬ ‫وسالمتهم‪ ،‬وأن اإلحباط الناشئ عن التهديد‬ ‫واســتخدام كلمات التحقري أمــام الزمالء‬ ‫واالستهزاء بقدراتهم وعدم إشباع حاجاتهم‬ ‫الســيكولوجية ِّ‬ ‫يؤثر تأثريا ً كبريا ً يف سلوك‬ ‫الطفل ‪ .‬وتضيف ان العقاب الذي يوقعه‬ ‫الوالــدان عىل الطفل يزيــد عدوانيته‬ ‫ورشاســته‪ ،‬وقــد يكــون رد فعل‬ ‫الطفل اإلمعان يف ســلوك العدوان‬ ‫عىل اآلخرين‪ .‬والشــعور بالقلق‬ ‫وعدم االســتقرار النفيس والتوتر‬ ‫والخــوف من العقــاب‪ ،‬فضالً‬ ‫عن الشــعور بالعجز والنقص‬ ‫والرصاع الداخيل‪ ،‬ومن مظاهره‬ ‫أيضــا املشــكالت‬ ‫ا لنفســية‬

‫والســلوكيات الطويلة األمــد مثل الخوف‬ ‫الشــديد‪ ،‬الهلع‪ ،‬والسلوك املضطرب أو غري‬ ‫املســتقر‪ ،‬ووجود صور ذهنية أو أفكار أو‬ ‫إدراكات أو ذكريات متكــررة وملحة عن‬ ‫الصدمة‪ ،‬واألحالم املزعجة (الكوابيس) أثناء‬ ‫النوم‪ ،‬السلوك االنسحابي‪ ،‬االستثارة الزائدة‪،‬‬ ‫صعوبة الرتكيز‪ ،‬وصعوبات النوم‪.‬‬

‫اإلناث األكثر تأثراً‬ ‫أثبتت دراسات أن أشــكال اإلساءة للطفل‬ ‫ال تحدث مســتقلة عن بعضهــا بعضا ً إال‬ ‫بنســب قليلة من الحــاالت‪ ،‬واألغلب أنها‬ ‫تحدث بالتسلســل‪ ،‬فقد وجد أن اإلســاءة‬ ‫اللفظية يتبعها عــادة إهمال عاطفي‪ ،‬كما‬ ‫أن اإلســاءة اللفظية مرتبطة بشــكل عا ٍل‬ ‫باإلساءة البدنية‪ ،‬وتذكر الدراسات واملراجع‬ ‫أن اإلساءة اللفظية للطفل تزداد أو تنقص‬ ‫باختالف متغريات معينــة تتعلق باألرسة‬ ‫والبيئــة االجتماعيــة واالقتصادية وأمور‬ ‫أخرى‪ ،‬كما إن نتائج الدراســات والبحوث‬ ‫أظهرت أن األطفال اإلناث كــن أكثر تأثرا ً‬ ‫باإلســاءة اللفظية من الذكــور يف حني أن‬ ‫األطفال الذكور أكثر تعرضا ً لتكرار اإلساءة‬ ‫اللفظية مــن اإلناث‪ ،‬وقــد هدفت إحدى‬ ‫الدراســات إىل فهم األســباب التي تجعل‬ ‫الوالدين يســيئون ألطفالهــم وعالقة ذلك‬ ‫بالطريقة التي تم اإلســاءة بها إليهم‪ ،‬و قد‬ ‫شملت خمســة أنواع من اإلساءة لألطفال‬ ‫وهي‪ :‬اإلساءة اللفظية‪ ،‬الجسمية‪ ،‬الجنسية‪،‬‬ ‫اإلهمال الجنيس‪ ،‬اإلهمال االنفعايل‪ ،‬وأشارت‬ ‫النتائج إىل وجود ارتبــاط إيجابي مرتفع‬ ‫بني شكل اإلســاءة التي تعرض لها األبوان‬ ‫من قبل آبائهم ســابقا ً مع شكل إساءتهم‬ ‫ألطفالهم يف الوقت الحارض‪.‬‬


‫نصائح إنتخابية‬ ‫عبدالزهرة الطالقاني‬

‫االنتخابات عىل األبواب ولم تعد بيننا وبني‬ ‫يوم ‪ 2014\4\ 30‬مسافة زمنية بعيدة‬ ‫‪ ..‬بل أن الزمن بدأ يأكل بعضه وصوال ً إىل‬ ‫ذلك اليوم ‪ ..‬باألمس القريب ويف نيسان‬ ‫من عام ‪ 2010‬أدلينا بأصواتنا يف دورة‬ ‫انتخابية برملانية جديدة ‪ ,‬تمخض عنها‬ ‫مجلسا ً للنواب بـ(‪ )325‬نائبا ‪ ،‬وحكومة‬ ‫سميت حينها (حكومة الرشاكة الوطنية)‬ ‫ومضت األشهر تأكل األشهر ‪ ,‬والسنوات‬ ‫تأكل بعضها ‪ ,‬حتــى اقرتبنا من موعد‬ ‫جديد لدورة انتخابية جديدة مطلوب فيها‬ ‫وجوه جديدة ‪ ،‬وليست الوجوه الجديدة‬ ‫أفضل من ســابقتها دائمــا ً ‪ ..‬فالربملان‬ ‫العراقي ليس مجلس خدمة يوفر فرص‬ ‫عمل لعدد من املرشــحني من األحزاب‬ ‫والكتــل ‪ ..‬وهو ليــس فرصة للحصول‬ ‫عىل مناصب ومكاســب ورواتب عالية‬ ‫تمول األحزاب وتعمل عىل اســتمراريتها‬ ‫وديمومتها ‪ ..‬وفاعليتها‪ ..‬إنما هو مجلس‬ ‫للمخلصني من ابناء األمــة ‪ ,‬الذين جل‬ ‫اهتمامهم خدمة بلدهم وشعبهم ‪ ..‬لذلك‬ ‫فأن كثريا من الوجوه الربملانية تتمنى ان‬ ‫تعود لتشغل كراسيها يف قاعة املجلس ‪..‬‬ ‫كما أن كثــرا من اعضاء الحكومة اثبتوا‬ ‫جدارتهم وهمتهم يف العمل ‪ ,‬وتميزوا عن‬ ‫اآلخرين ‪ ,‬فهم أيضا ً جديرون بأن تجدد‬ ‫لهم الثقة لدورة ثانية ‪ ..‬فهؤالء وأولئك ‪,‬‬ ‫اكتسبوا خربات مهمة خالل السنني األربع‬ ‫التــي مضت ‪ ,‬وتلقــوا تدريبات يف عدة‬ ‫اختصاصات واكتسبوا مهارات مهمة ‪..‬‬

‫كما انهم ونقصد الفاعلني منهم استطاعوا‬ ‫ان يضيفوا افــكارا ورؤى اىل القوانني‬ ‫والترشيعات واالنظمة التي طرحت عىل‬ ‫املجلــس ‪ ,‬وكذلك ان يســهموا بفاعلية‬ ‫يف اللجان التي اصبحــوا اعضاء فيها ‪..‬‬ ‫والوزير الذي مــارس مهامه ملدة أربع‬ ‫سنوات ‪ ,‬أصبح ذا قدرة عىل ادارة الوزارة‬ ‫واكثر كفاءة من أي وزير آخر تفرزه لنا‬ ‫االنتخابــات الجديدة وآليات املحاصصة‬ ‫‪ ..‬هذه وجهة نظــر ‪ ،‬وحتما ً تختلف عن‬ ‫وجهات نظر أخــرى ‪ ،‬فالبعض يرى يف‬ ‫التجديــد فائدة ‪ ..‬وهــي عملية تحديث‬ ‫ملاكنة الحكومــة والربملان ‪ ..‬وهي وجهة‬ ‫نظر محرتمة أيضا ً ‪ .‬ويف كال الحالتني فأن‬ ‫الجموع التي ستزحف يف نيسان القادم‬ ‫إىل مراكز االنتخابــات ‪ ,‬تحتاج إىل أنواع‬ ‫أخرى من االرشادات والتوعية ‪ ..‬وال تكفي‬ ‫الدعاية االنتخابية التي تروج لها األحزاب‬ ‫والكتل واالشخاص لرتسيخ القناعات ‪..‬‬ ‫فان وراء تلك الدعاية االنتخابية مصالح‬ ‫حزبية ضيقة ‪ ..‬لذلك عىل وسائل االعالم‬ ‫أن تتبنى ثوابت واســس البد من توفرها‬ ‫يف املرشح ‪ ,‬حتى يصلح لنيل العدد األكرب‬ ‫من األصــوات ‪ .‬وهناك مجموعة نصائح‬ ‫البد أن نطلقها عىس أن يستأنس البعض‬ ‫بها ‪ ,‬ويقتنع بمعطياتها وتكون له دليالً‬ ‫عند األدالء بصوته ‪ .‬وأول هذه النصائح‬ ‫أن ال تنتخــب الطائفيــن ‪ ..‬الن هؤالء‬ ‫وبا ُء علينــا فهم نوع من البرش متخلفني‬ ‫‪ ..‬يمتازون بأنهــم ذوي عقول مغلقة ‪..‬‬

‫وهم سبب بلوانا ومشاكلنا وحتى تهديد‬ ‫حياتنا ‪ ..‬وهم أيضا ً الســبب يف سقوط‬ ‫العديد من الضحايا خالل الســنني التي‬ ‫مضت‪ ،‬فكيف ننتخــب مثل هؤالء ‪ .‬كما‬ ‫يجب علينا اســتبعاد األحــزاب والكتل‬ ‫التي لديها جيوش وميليشــيات ‪ ،‬فهؤالء‬ ‫ال يبنــون العراق بــل يدمرونه ‪ ،‬وعلينا‬ ‫ابعادهم عــن صناديق االنتخابات حتى‬ ‫ال يتمكنــوا منا ‪ ..‬كمــا أنهم ال يحملون‬ ‫أفكارا ً لبناء العــراق بل إىل خرابه فبُعدا ً‬ ‫ألولئــك ‪ .‬والنصيحة الثالثــة أن نبتعد‬ ‫عــن انتخاب الوصوليــن واالنتهازيني‬ ‫وأصحاب املصالح اآلنية ‪ ,‬ومن يحاولون‬ ‫استغالل الجماهري للوصول إىل غاياتهم‬ ‫وأهدافهم ‪ ..‬ومن يحاول أن يصور لنا أن‬ ‫الدنيا ستصبح وردية يف عهدهم ‪ ..‬وعند‬ ‫انتخابهم ســيحققون أحالم كل الشعب‬ ‫‪ .‬والبــد أن نبتعد عن اولئــك املزورين‬ ‫ودافعي األموال والرشاوى لكي ينتخبهم‬ ‫الناس ‪ ..‬فهؤالء غري مؤتمنني أساسا ً عىل‬ ‫النــاس وعىل نفوســهم وأموالهم فهذه‬ ‫الطرق القذرة إنما تشــر بشكل واضح‬ ‫إىل قذارتهم وقذارة وسائلهم وأساليبهم‬ ‫فابتعدوا عنهم ‪ .‬هذا ال يعني خلو الساحة‬ ‫من الصالحــن واملخلصني والحريصني‬ ‫والوطنيني ممــن يمتلكون الخلق الرفيع‬ ‫والحس الوطني الواضح فهم موجودون‬ ‫‪ ,‬وال يــكاد مكان او زمــان يخلو منهم‬ ‫عندئ ٍذ سيكون اختيارنا هو االفضل بكل‬ ‫تأكيد ‪.‬‬ ‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪29‬‬


‫مقاالت‬

‫الوعي‬

‫بحقوق اآلخـــر‬

‫بدر الشبيب‬

‫يمكن أن نطلق عىل عالــم اليوم بعالم الحقوق‪ ،‬ال ألن أغلب الناس قــد حصلوا عىل حقوقهم وانتهى كل‬ ‫يشء‪ ،‬ولكن ألن الحديث اليوم أصبح يمأل الدنيا ويشغل الناس‪ .‬فالشعوب تتحدث عن حقوقها يف املشاركة‬ ‫السياســية واالنتخابات والحرية والعدالة وما إىل ذلك من املفــردات؛ واألفراد تتحدث عن حقوقها كأفراد‪،‬‬

‫والجماعات كجماعات‪ .‬ما نريد الرتكيز عليه هنا هو أن اإلنســان قد ينشغل ويهتم كثريا بمعرفة حقوقه‪،‬‬ ‫وهذا يشء مستحسن ومطلوب‪ .‬ولكن املشــكلة تكون حني يتجاهل الواحد منا الحقوق التي عليه‪ ،‬ألن ذلك‬ ‫سيؤدي إىل معرفة ناقصة‪ ،‬ويكشف عن أنانية تزيد املسألة سوءا ً ‪،‬‬

‫فحني يبحث الوالد عن حقه دون‬ ‫أن يســأل عن حق ولده عليه‪،‬‬ ‫وحني يسأل الزوج عن حقه دون‬ ‫أن يلتفــت إىل حق زوجته عليه‪،‬‬ ‫وحني يحفظ املعلم حقه وينىس‬ ‫حقوق طالبه عليه‪ ،‬وحني يهتم‬ ‫الحاكم بحقــه ويهمل حقوق‬ ‫شعبه عليه‪ ،‬وحني يحاسب رب‬ ‫العمل العامــل عىل كل صغرية‬ ‫وكبرية وينىس حقوق عماله عليه‪،‬‬

‫وحني‪ ،‬وحني ‪ ...‬حني يحدث ذلك‬ ‫تتصاعد وترية األزمات‪ ،‬ويتحول‬ ‫املجتمــع إىل بيئة صالحة إلنتاج‬ ‫التشوهات النفسية والرصاعات‬ ‫البينية التي ال تنتهي عند حد‪.‬‬ ‫نقرأ أو نسمع أو نشاهد كل يوم‬ ‫يف وسائل اإلعالم املختلفة الكثري‬ ‫من القصص التــي يتفنن فيها‬ ‫البعض بانتهــاك حقوق اآلخر‬ ‫بأبشــع صورة وألتفه األسباب‬

‫يف مجتمــع يفــرض أنه يتخذ‬ ‫اإلسالم دينا ً والقرآن كتابا ً‪ .‬أب‬ ‫يرضب ابنته حتى املوت بداعي‬ ‫تأديبها‪ ،‬معلم يعتدي عىل طالب‬ ‫أمام زمالئه بالــرب املربح ‪،‬‬ ‫زوج يعتدي عىل زوجته بالرضب‬ ‫ويُحــدث بها إصابــات خطرة‬ ‫برأسها‪ ,‬زوج يحبس عائلته أكثر‬ ‫من ‪ 10‬ســنوات‪ ،‬أحدهم يطلَق‬ ‫زوجته بســبب طبخة طعام لم‬


‫تعجبه وهلم جرا من الحوادث‬ ‫الحقيقيــة وليســت الخيالية‬ ‫التي تخلو من اإلنسانية تماما‬ ‫ويكون العنف الجســدي فيها‬ ‫مصحوبا بأبشــع التجاوزات‬ ‫اللفظية‪ ،‬والتــي ال تقيم لحق‬ ‫اآلخر وزنا أو قيمة‪.‬‬ ‫إن هــذه الحــوادث وأمثالها‬ ‫تكشف يف جانب منها عن قصور‬ ‫شــديد يف املعرفــة بالحقوق‬ ‫الخاصة والعامة‪ ،‬فالوالد مثال‬ ‫قد يترصف مع أبنائه بكل قسوة‬ ‫بداعي الحرص عىل تنشــئتهم‬ ‫والحفاظ عىل مستقبلهم‪ ،‬دون‬ ‫أن يدرك حدود واليته‪ ،‬أين تبدأ‬ ‫وأين تنتهي‪.‬‬ ‫وحــن نراجــع النصوص‬ ‫الرشيفــة خصوصا رســالة‬ ‫الحقوق لإلمام عيل بن الحسني‬ ‫عليهما السالم سنلحظ الرتكيز‬ ‫الشــديد عــى رضورة الوعي‬ ‫الحقوقي لدى كل واحد منا يف‬ ‫كل فعل أو ترصف يقوم به‬ ‫ينبه اإلمام الســجاد يف بداية‬ ‫رســالته التي تشمل خمسني‬ ‫حقا ً عىل اإلنســان ‪ ،‬ابتدا ًء من‬

‫نحن محتاجون‬ ‫إلى معرفة‬ ‫حقيقية تضبط‬ ‫تصرفاتنا حتى‬ ‫ال نتجاوز حدودنا‬ ‫فنقع فيما ال‬ ‫نرضاه ألنفسنا‬ ‫من ظلم واعتداء‬ ‫وانتهاك‬

‫حقوق الله تعاىل إىل حق نفسه‬ ‫ومحيطــه ومجتمعه ودولته ‪،‬‬ ‫وحقوق أهــل األديان األخرى‪،‬‬ ‫إىل هذا األمر الخطري قائال ‪:‬‬ ‫َحـــــم َ‬ ‫َك الل ُه‬ ‫( اعْلَــــ ْم ر ِ‬ ‫ُح َ‬ ‫ــــق ً‬ ‫ُ‬ ‫يط ًة‬ ‫أ َ َّن لل ِه عَلَي َْك حُ‬ ‫وقا م ِ‬ ‫َ‬ ‫بك ِف ك ُـ ِّل حَ ر َ​َك ٍة َتحَ َّر ْكتَهَا‪ ،‬أ َ ْو‬ ‫سَ َكـــــنَ ٍة سَ َكنْتَهَا‪ ،‬أ َ ْو َمنْ ِزلَ ٍة‬ ‫َن َزلْتَهَا‪ ،‬أ َ ْو جَ ا ِرحَ ٍة َقلَّبْتَهَا‪ ،‬وَآلَ ٍة‬ ‫ت بهَا‪َ ،‬بع ُ‬ ‫ص ْف َ‬ ‫ب ِم ْن‬ ‫ْضهَا أ َ ْك َ ُ‬ ‫َت َ َّ‬ ‫ْض )‬ ‫َبع ٍ‬ ‫إذن نحن محتاجون إىل معرفة‬ ‫حقيقية تضبط ترصفاتنا حتى‬ ‫ال نتجاوز حدودنا فنقع فيما ال‬ ‫نرضاه ألنفسنا من ظلم واعتداء‬ ‫وانتهاك‪.‬‬ ‫فعىل منابرنا اإلعالمية والثقافية‬ ‫تكثيف الرتكيز عىل املســائل‬ ‫الحقوقية بكافة مســتوياتها‬ ‫الفردية واألرسية واالجتماعية‬ ‫والسياسية واالقتصادية وغريها‬ ‫من أجل خلــق مجتمع املعرفة‬ ‫الذي ننشده جميعا والذي يجمع‬ ‫بني أداء الحقوق املفرتضة علينا‬ ‫واملطالبة بحقوقنا‪.‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪31‬‬


‫مقاالت‬

‫نعيم الهوية‬

‫أم جحيمها في العراق ؟‬

‫د‪.‬عبد الحسني شعبان‬ ‫كان موضوع “الهوّية‬ ‫واملواطنة” مثار نقاش جاد‬ ‫وهادف يف قرص الثقافة‬ ‫والفنون يف تكريت “محافظة‬ ‫صالح الدين” يف العراق‪،‬‬ ‫بحضور ومشاركة نخبة‬ ‫من األكاديميني‪ ،‬السيما من‬ ‫أساتذة الجامعة ومن املثقفني‬ ‫والفنانني واألدباء واملبدعني‬ ‫بشكل عام‪ ،‬وذلك يف حوار‬ ‫مفتوح خصوصا ً لجهة‬ ‫االلتباس واإلشكال بشأن‬ ‫جدل أو رصاع الهويات‪ ،‬وهو‬ ‫موضوع استأثر باهتمام‬ ‫الشارع العراقي وال سيما بعد‬ ‫العام ‪. 2003‬‬

‫‪32‬‬


‫وســبق للباحث أن طرح هذا املوضوع عىل‬ ‫نحو موسّ ع يف كتاب صدر له بعنوان “جدل‬

‫وهــو األمر الذي كان مطروحــا ً يف املايض‪ ،‬التدريجي الرتاكمي لفــرات زمنية طويلة‪،‬‬ ‫ولكنه يصبح أكثر إلحاحا ً وأشــد خطورة يف وذلك من خالل العالقة مع اآلخر إنســانيا ً‬

‫الهوّيات يف العراق ‪ -‬املواطنة والدولة” اقرتح‬

‫الوقت الحارض‪ ،‬خصوصا ً ما يعانيه املجتمع وعرب العادات والتقاليد التي تعكس ســلوك‬

‫فيه مرشوع قانون لتحريم الطائفية وتعزيز‬

‫العراقــي من انقســامات طائفية ومذهبية الناس وحياتهم‪ ،‬وبالتايل فاألمر مثل الكائن‬

‫املواطنة يف العراق‪ ،‬تلك التي ينبغي أن تقوم‬

‫وإثنية‪ ،‬تركــت بصماتها عىل مجمل العملية الحي يخضع لقوانني التطور الحياتية ذاتها‪،‬‬

‫عىل أســاس الحرية واملســاواة واملشاركة‬

‫السياسية‪ .‬وقد شهدت الســاحة العراقية وبقدر انطباق األمر عىل املســتوى الفردي‪،‬‬

‫والعدالــة‪ ،‬وهي أركان أساســية للمواطنة‬ ‫املتكافئة والفاعلة دون أي تمييز أو استقواء‪،‬‬

‫تطهريات مذهبية وإثنية خالل عامي ‪ 2006‬فإنه ينطبق عىل املســتوى الجماعي أيضا ً‬ ‫ ‪ 2007‬ومــا بعدهما عىل نحــو أقل‪ ،‬لكن ‪ .‬هل ينفرد املجتمــع العراقي بوجود هوّية‬‫ذيولها وتأثرياتها ظلّت ّ‬ ‫تطل برأسها بشكل أو موحّ دة وهوّيات فرعية؟ وكيف الســبيل إىل‬ ‫بآخر وبني فينة وأخرى‪ ،‬خصوصا ً عند بعض عالقة تكاملية بــن الهوّيات املتنوعة؟ وكان‬

‫االحتكاكات السياسية‪ ،‬تلك التي ترفع درجة املايض بقدر ما يزخــر بالعالقات اإليجابية‬ ‫الشــعور بالتمييز والحرمان وعدم املساواة الودية‪ ،‬فإنــه يحمل ذكريات مؤملة يف الوقت‬ ‫والتهميش‪ ،‬وهو األمر الذي انعكس مؤخرا ً يف نفسه‪ ،‬وهو الشعور الذي ظل مالزما ً لبعض‬ ‫صيغة التظاهرات ذات الطبيعة االحتجاجية القوى السياسية ‪ ،‬السيما يف ظل املحاصصة‬ ‫واملطلبية‪ ،‬وهذا ما يطرح مجددا ً هوّية الدولة الطائفية ‪ -‬اإلثنية ‪ .‬ولكن هل أصبح التعايش‬

‫العراقيــة “املوحدة”‪ ،‬ذات التنــوّع الثقايف مستحيالً؟ وما هو دور السياسة يف استعادة‬ ‫ّ‬ ‫وحل اإلشكاالت‬ ‫والهويات الفرعية لجهة التوازن‪ ،‬وعدم تغوّل التوازن والتواؤم واالنسجام‬ ‫أية هوّية عىل أخرى بما فيها الهوّية الجامعة القائمة بروح الوحدة والتســامح واملصري‬ ‫أو “الكربى” عىل الهوّيــات الفرعية‪ ،‬مثلما املشــرك؟ وما هي تجــارب الغري عىل هذا‬ ‫يفرتض احــرام الهوّيات الفرعية للتطلعات الصعيد؟‬

‫العامة للهوّية الجامعــة املوحدة‪ ،‬بما فيها يف املجتمعات املتقدمــة تقلّص الرصاع إىل‬

‫ملكوّناتهــا األساســية ‪ .‬وإذا كان املجتمع حدود غري قليلة‪ ،‬الســيما الرصاع املســلح‪،‬‬ ‫العراقي واحداً‪ ،‬لكنه يزخر بهوّيات متعددة‪ ،‬ولكن الجدل يســتمر ويتواصل ويتصاعد‬ ‫وهناك فرق كبري بني الوحدة والواحدية‪ ،‬فهو‬

‫أحيانا ً حتى وإن قــررت األطراف املتنازعة‬

‫يشــرك بهوّية عامة ويمتاز بهوّيات فرعية‪ ،‬االفرتاق‪ ،‬لكنها تختار الطريق السلمي املدني‬ ‫والهوّية العامة غري مفروضة وإنما تتشــكل‬

‫يف األغلــب‪ ،‬بعد أن جرّبت طريق العنف بكل‬

‫كهوّية طوعية واتحاد اختياري‪ ،‬وهي بالتايل‬

‫مآس ووعورة وآثار ســلبية ‪ .‬إن‬ ‫ما فيه من ٍ‬

‫ليست هوّية إكراهية مفروضة أو استعالئية‬

‫لغة الحوار والوســائل السلمية هي األساس‬

‫أو ر ّد فعــل لها ‪ .‬ولعــل الثقافة هي الوعاء لحل مشــكالت البلدان املتق ّدمة مع بعضها‬ ‫الذي يستوعب ويجسّ ــد الهوية‪ ،‬خصوصا ً بعضاً‪ ،‬يف حني أن العنف هو الشــكل السائد‬ ‫الشــعور باالنتماء‪ ،‬والسيما أن الهوّية تقوم‬

‫يف بلداننــا لحل قضايا الهوّيــة واملواطنة‪،‬‬

‫عىل التوليف بني القيــم املرتاكبة واملتفاعلة‪،‬‬

‫أي أن البلــدان املتقدمة يغيــب فيها البعد‬

‫واملتغية عىل نحو عميق‪ ،‬عرب التطور االستئصايل واإلقصائي‪ ،‬بينما الجانب العنفي‬ ‫ّ‬ ‫الثابتة‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪33‬‬


‫مقاالت‬

‫والعسكري يستمر يف مجتمعاتنا‪ ،‬إللغاء اآلخر‬

‫بعد ما تبنّاه دستورها يف العام ‪ 1977‬بحكم عىل الجماعة يف إطار مجتمع متع ّدد ومتنوّع‬

‫أو ترويضه ‪ .‬ثمة أوهام أربعة عاشت معنا ما‬

‫نظامها االجتماعي املختلــف‪ ،‬وإذا بالبنيان ومختلف‪ ،‬لكنه متعايش ومتواصل ومتكامل‪،‬‬ ‫ينهار رسيعا ً بانهيار جدار برلني يف شــهر بل مجتمع موحد ْ‬ ‫وإن ليس واحدا ً ‪ .‬وإذا كان‬

‫قبل التغيريات التي حصلت يف أوروبا الرشقية‬ ‫وربما بعضها اليزال مســتمراً‪ ،‬فالوهم األول‬ ‫الذي يقول إن الدول الصناعية والديمقراطية‬ ‫التي اعتمدت املواطنة قد حلّت مسألة الهوية‪،‬‬ ‫لكن الواقع يثبت يومــا ً بعد آخر أن مثل هذا‬ ‫الحل اليزال ناقصا ً ومبتوراً‪ ،‬بدليل التح ّديات‬ ‫التي تواجهها‪ ،‬فضالً عن التعبري عن حاجات‬

‫ترشين الثاني (نوفمرب) العام ‪ 1989‬ويلتقي موضوع الهوّية واملواطنة مصدر جدل فكري‬

‫األملانــي باألملانــي دون أيديولوجية‪ ،‬ولكن وســيايس وثقايف واجتماعي‪ ،‬لكنه اتخذ بُعدا ً‬ ‫الجامع املشرتك هو اللغة والدين أساسا الهوية أكثر ح ّدة وتعارضا ً ودراماتيكية يف ربع القرن‬ ‫‪ .‬والوهم الرابــع أن رصاع الهوّيات وجدلها‪،‬‬

‫املايض‪ ،‬ال سيما بعد انتهاء عهد الحرب الباردة‬

‫إنما هو حكر أو دمغة خاصة بالعالم الثالث وانحالل الكتلة االشرتاكية‪ ،‬وتحفيز الهوّيات‬ ‫الذي يعاني أزمــة تعايش‪ ،‬لكن تجربة الهند‬

‫الفرعية إىل التعبري عن نفسها‪ ،‬وهو األمر الذي‬ ‫ينبغي أخذه يف الحسبان‪ ،‬خصوصا ً يف البلدان‬

‫وطموحات إنســانية ‪ .‬أما الوهم الثاني فهو التي اتخذت من الديمقراطيــة والفيدرالية‬ ‫الذي يقول إن تحقيق الديمقراطية واملواطنة طريقــا ً لتحقيــق املواطنة أوجدت شــكالً املتعــددة التكوينات مثل العــراق‪ ،‬للبحث‬ ‫يدفع بــراع الهوّيــات إىل الخلف مقابل جديدا ً لتعايش األديــان والقوميات واللغات عن حلــول ممكنة وواقعية ســلمية ومدنية‬ ‫املصالح والحقوق‪ ،‬ولكن الواقع يزخر باملزيد والسالالت‪ ،‬و مازال قائما ً وبصورة سلمية و تجنّب البالد الرصاعات املسلحة وتؤمن قيام‬ ‫من التمسك بالهوّيات الفرعية التي يبدو أنها يستمر ويتعزز عىل الرغم من تحدياته‪ ،‬وهناك‬ ‫ترتفع فوق االعتبارات األخرى أحيانا ً ‪ .‬وكان تجربــة ماليزيا وتجــارب أخرى ‪ .‬وخالصة‬

‫مواطنة ســليمة وكاملة دون تمييز‪ ،‬واحرتام‬ ‫الهوّيات الفرعية‪ ،‬واإلثنيــة والدينية‪ ،‬ونزع‬ ‫فتيل الطائفية بتحريمها قانونا ً يف إطار توافق‬

‫الوهم الثالــث ينطلق من رؤية افرتاضية هي األمر‪ ،‬فــإن الهوّية تتعلق بوعي اإلنســان‬ ‫أن البلدان االشرتاكية قد حلّت مسألة الهوّيات‪ ،‬وإحساســه بذاته وانتمائه إىل جماعة برشية وطني عام‪ ،‬وإال فإن جحيم الهوّية ســيؤدي‬ ‫حتى اعتقدنا أن أملانيا الديمقراطية أصبحت قومية أو دينية‪ ،‬مجتمعــا ً أو أمة أو جماعة إىل املزيد من التناحر واالحرتاب يف ظل انعدام‬ ‫أمة منفصلة عن األمة األملانية (الغربية)‪ ،‬وذلك يف إطار االنتماء اإلنســاني‪ ،‬وهذا ما ينطبق‬

‫‪34‬‬

‫الثقة وغياب اإلرادة املوحّ دة للعيش املشرتك ‪.‬‬


‫نا‬ ‫ف‬ ‫ذ‬ ‫ة‬ ‫حول‬

‫ا‬

‫لعالم‬

‫سلطات البحرين‪ ...‬ماكنة للقمع‪ ،‬وأسوأ‬ ‫مثال على إنتهاك حقوق اإلنسان‬ ‫ان الرصاع يف البحريــن ليس رصاع طائفيا‬ ‫بل هــو رصاع بني حكومــة يتجاوز عمرها‬ ‫‪ 43‬عاما‪ ،‬وشــعب يطالب بحقوقه املكفولة‬ ‫يف العهــود واملواثيق الدوليــة املتمثلة بحق‬ ‫املشاركة الفعلية يف تقرير مصريه و تحقيق‬ ‫املواطنة املتســاوية واألمن للجميع والعدالة‬ ‫واملســاواة االجتماعيــة‪ ،‬ورضورة االنتقال‬ ‫بالبحرين من النظــام الدكتاتوري إىل نظام‬ ‫الدولة الديمقراطية الحديثة التي تحرتم ارادة‬ ‫وحقوق مواطنيها ‪ ،‬إذ ان الشعب البحريني‬ ‫لديه إرصار لتحقيق مطالبه رغم اســتمرار‬ ‫الســلطة يف منهجية القمع واستخدامها للغة‬ ‫السالح ضد التظاهرات والحراك السلمي‪.‬‬ ‫لقد اكد العديــد من املنظمــات الحقوقية‬ ‫الدولية ان مسار تعاطي العائلة الحاكمة يف‬ ‫البحرين مع املطالب الشعبية التي ينادي بها‬ ‫املتظاهرون منذ سنني عدة‪ ،‬والذي لم يدلل عىل‬

‫صدق نوايا النظام يف االستجابة الجادة لها‪،‬‬ ‫او عىل األقل مناقشتها‪ ،‬ربما يكون هو املسبب‬ ‫األول عن احتمالية انفجار الوضع الحقاً‪ ،‬بعد‬ ‫ان فقدت الثقة تماما ً بالعائلة املالكة ونظام‬ ‫ال خليفة‪ .‬يضاف اىل ذلك ان األســاليب التي‬ ‫اعتمدتها الحكومة منذ انــدالع التظاهرات‬ ‫بطابعها السلمي‪ ،‬والتي عربت عنها من خالل‬ ‫قمع املتظاهرين والزج بسجناء الرأي داخل‬ ‫السجون والتعذيب الذي اودى بحياة الكثري‬ ‫منهــم‪ ،‬اىل جانب االســتعانة بقوات اجنبية‬ ‫ومرتزقــة يف التنكيــل باملتظاهرين واهانة‬ ‫رموزهم الدينية ‪ ،‬وتعمد تحويل التظاهرات‬ ‫اىل اعمال إرهابية‪ ،‬وافشــال أي جهد حواري‬ ‫حول املطالــب املرفوعة من قبل الشــعب‬ ‫البحريني‪،‬اضافة اىل ممارسة سياسة تضييق‬ ‫ومصادرة الحريــات الصحافية والحريات‬ ‫العامة والسيطرة عىل وسائل االعالم الرسمية‬

‫وبذلك كانت الصحافة محسوبة عىل السلطة‬ ‫وتتحدث بلغة الســلطة‪ ،‬كل تلك األســاليب‬ ‫عربت بوضوح عن عدم رغبة الحكومة يف أي‬ ‫ايجاد حل قد يزعزع مكانتها الســلطوية يف‬ ‫البحرين‪.‬‬ ‫إذ تشــتكي األغلبية من شعب البحرين وعىل‬ ‫مدى زمن طويــل من التمييــز ضدهم يف‬ ‫مجــاالت مثل الوظائــف والخدمات العامة‬ ‫وترفض أرسة آل خليفــة التي تحكم البالد‬ ‫املطالب الرشعية للشــعب املتمثلة بحكومة‬ ‫منتخبة وليس حكومة يختارها امللك‪ ،‬وكثريا‬ ‫ما يتعرض ســجل البحرين يف مجال حقوق‬ ‫االنسان النتقادات يف الداخل والخارج‪ ،‬ولطاملا‬ ‫عربت االمم املتحدة عــن قلقها من التقارير‬ ‫الواردة عن االحداث التي تحصل يف البحرين‬ ‫وحث السلطات عىل التقيد الصارم بالتزاماتها‬ ‫بموجب املواثيق الدولية لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪35‬‬


‫الحقوق في االسالم‬

‫الحقوق اإلجتماعية واألقتصادية والثقافية عند اإلمام علي (عليه السالم)‬ ‫د‪ .‬غسان السعد‬

‫تعد الحقوق االجتماعية والثقافية واالقتصادية من المواضيع المهمة في منظومة حقوق االنســان كونها اســلوبا لحياه الفرد‬ ‫وآلية لتنظيم المجتمع ســتتناول هذه الحقوق الحيوية عن االمام علي (ع) ضمن عدة مباحث وقد تطرقنا في االعداد الســابقة‬ ‫المبحث االول الخاص بحقوق المرأة وسنتطرق في هذا العدد لحقوق العمل والعمال‪.‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬حق الضمان االجتماعي‬ ‫ويعد هذا الجزء من العهــد الذي كتبه االمام‬ ‫لالشــر من اوضح وادق ‪ ،‬مــا امكننا العثور‬ ‫عليه يف تراث االمام عيل ‪ ،‬بشــأن حق الضمان‬ ‫االجتماعي ‪ ،‬ويمكن ان نتلمس من خالله اكثر‬ ‫من اشارة مهمة ‪ ،‬وعىل النحو اآلتي ‪:‬‬ ‫‪ .1‬رســم الية وصيــغ تنفيذ حــق الضمان‬ ‫االجتماعي ونقله من النظرية املثالية اىل الواقع‬ ‫العميل امللموس ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تحديد الفئات االجتماعية املستفيدة من حق‬ ‫الضمان االجتماعي ‪،‬واملســاحات التي يعمل‬ ‫فيها واالهداف التي يسعى النجازها هذا الحق ‪،‬‬ ‫والهمية كل من املوضوعني يف فهم حق الضمان‬ ‫االجتماعي عند االمام سنستعرضهما بيشء من‬ ‫التفصيل يضاف اليها اقوال وافعال االمام(ع)‬ ‫بهذا الصدد ‪.‬‬ ‫أوال ً ‪:‬اليــة تنفيذ حق الضمــان االجتماعي ‪،‬‬ ‫تتضمن جملة من الخطوات العملية تتجســد‬ ‫باالتي ‪:‬‬ ‫انشــاء هيئة الضمان االجتماعي ‪،‬‬ ‫‪ -1‬‬ ‫ً‬ ‫انطالقا من اهمية موضوع الضمان االجتماعي‬ ‫وشموله فئات رئيســة يف املجتمع ناهيك عن‬ ‫اثاره االنســانية والرشعية والسياســية‪،‬فان‬ ‫االمام عيل(ع)سعى اىل انشاء « وزارة الشؤون‬ ‫االجتماعيــة « عىل وفق رؤيــة كاتب معارص‬ ‫‪،‬ولعل من اهــم واجبات هذه الهيئة هي تنفيذ‬ ‫مبــادئ الضمان االجتماعــي ‪ ،‬ويحدد االمام‬ ‫(ع) مالمح وصفات املســؤولني يف هذه الهيئة‬ ‫بأن يكونوا ‪ « :‬من اهل الخشــية والتواضع «‪.‬‬ ‫إذ ان خشــية الله يجب ان تكون حارضة عند‬

‫‪36‬‬

‫القائمني عىل هذه الهيئة ‪ ،‬عىل وفق رؤية االمام‬ ‫(ع) كونهم يتعاملون مع اكثر املسائل حيوية‬ ‫من جهة وفئات ذات متطلبات خاصة من ابناء‬ ‫االمة من جهة اخرى ‪ ،‬ويؤكد رضورة استشعار‬ ‫مرضاة الله يف اداء هذا الواجب ‪ ،‬فان من صفات‬ ‫القائم عىل هذه الهيئة ان يتقي « الله يف رسائر‬ ‫اموره وخفيات اعماله حيث الشــهيد غريه وال‬ ‫وكيل دونه»‪ ،‬فضالً عن اشــراطه (ع) فيهم‬ ‫ان يكونوا من « ذوي االصول الثابتة والفروع‬ ‫النابتة من اهل الرحمة وااليثار والشفقة فانهم‬ ‫اقىض للحاجات وامىض لدفع امللمات» ‪.‬‬ ‫اما بشأن عمل هذه الهيئة ‪،‬فان االمام يجعلها‬ ‫مرتبطة مبارشة بالحاكم وذات اولوية خاصة‬ ‫لديه ‪ ،‬إذ يقول (ع)لوالته‪ »:‬ليكن احىض الناس‬ ‫منك احوطهم عىل الضعفاء واعملهم بالحق «‪.‬‬ ‫وهذا االهتمــام من االمام (ع) بنوعية العاملني‬ ‫وارتباطهــم بالحكم واعطائهــم االولوية يف‬ ‫هيئات الدولة ســينعكس بصورة مبارشة عىل‬ ‫ادائهم التي حدد االمــام اليات عملها يف رؤية‬ ‫انسانية وسياسية غاية يف االهمية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الية العمل ‪ ،‬وهي خطة عمل رسم مالمحها‬ ‫االمام عــي (ع) ‪ ،‬بهدف التطبيق الفاعل لحق‬ ‫الضمان االجتماعــي وتكمن ابــرز معاملها‬ ‫الرئيسة يف ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الرتكيز عىل اعطاء الحقوق ملســتحقيها إذ‬ ‫يقول (ع) ‪ »:‬افضل الجود ايصال الحقوق اىل‬ ‫اهلها « و « خري الرب ما وصل اىل املحتاج « و «‬ ‫وافضل الرب ما اصيب به االبرار»و « خري الرب ما‬ ‫وصل اىل االحرار «‪.‬‬

‫الجزء السادس عشر‬ ‫ب ‪ -‬التاكيد عىل اعطاء الحق من دون مماطلة‬ ‫او تســويف من الجهة املانحة ‪ ،‬ســواء كانت‬ ‫الدولة ام غريها ‪ ،‬اذ يقول (ع) ‪ « :‬افضل الجود‬ ‫العطية قبل ذل الســؤال « ‪ « ،‬السخاء ما كان‬ ‫ابتداء فاما ما كان عن مســالة فحياء وتذمم*‬ ‫« ان تاكيــد االمام عدم التلكــؤ يف تنفيذ حق‬ ‫الضمان االجتماعي يضــع الحاكم واملجتمع‬ ‫امام مسؤوليته يف مالحظة الحاجة والسعي اىل‬ ‫ســدها اذ ان « ابلغ الشكوى ما نطق به ظاهر‬ ‫البلوى» يف رؤيته (ع)‪.‬‬ ‫جـ‪-‬االستمرارية والشمولية ‪ ،‬اذ ان االمام يدعو‬ ‫اىل استمرارية العمل بهذا الحق وعدم التنصل‬ ‫منه اذ يقــول (ع) ‪ »:‬افعلوا الخري وال تحقروا‬ ‫منه شــيئا ‪،‬فان صغريه كبري وقليلة كثري وال‬ ‫يقولن احدكم ان احــدا اوىل بفعل الخري مني‬ ‫فيكون والله كذلك «ويقول (ع) ‪ »:‬ال تستح من‬ ‫اعطاء القليل فان الحرمان اقل منه « ‪.‬‬ ‫اما من ناحية شــمولية هذا الحق ‪ ،‬فان االمام‬ ‫ســعى الن يغطي هذا الحــق جميع مواطن‬ ‫الحاجة من جهة واالرتقــاء بواقع الحياة من‬ ‫جهة اخرى كما ســنتعرض الحقا ً ‪ ،‬لذلك كان‬ ‫(ع) يقول ‪« :‬اني الرفع نفيس ان تكون حاجة ال‬ ‫يسعها جودي وجهل ال يسعه حلمي « ‪.‬‬ ‫د‪-‬الحفاظ عــى كرامة مســتحقي الضمان‬ ‫االجتماعــي ‪ ،‬حيث يؤكد االمــام(ع) كرامة‬ ‫االنسان ‪،‬ومجرد شــمول الفرد بهذا الحق ال‬ ‫يعني ان يتنازل ولو بمقدار يسري عن كرامته‪،‬‬ ‫إذ «بني االمام عيل (ع) ان العناية باملشــمولني‬ ‫بحق الضمان االجتماعي ليست احسانا اليهم‬


‫وانمــا هي واجب تقوم به الســلطة ولذا فال‬ ‫يجوز ابدا ان يعاملوا باحتقار وازدراء وانما‬ ‫يجب ان تحفظ كرامتهم»‪.‬‬ ‫ولعل من اهم صيغ حفظ كرامتهم هو اعطائهم‬ ‫حقوقهم دون ان يستشعروا الخرين بضعفهم‬ ‫وهنا تربز فلسفة صدقه الرس التي شجع عليها‬ ‫االمام بوصفه لهــا « تطفئ الخطيئة وتطفئ‬ ‫غضــب الرب « ويعطي االمــام املثال العميل‬ ‫لصيانة الكيــان املعنوي للمحتاجني للضمان‬ ‫االجتماعــي ‪ ،‬فحني قال له رجــل احتاج اىل‬ ‫مســاعدة اجابه االمام ‪ « :‬اكتب حاجتك عىل‬ ‫االرض ‪ ،‬اني اكره ان ارى ذل السؤال يف وجهك‬ ‫« ‪ .‬ويقول (ع) ‪ »:‬املوت اهون من ذل السؤال‬ ‫« فـ « الســؤال يضعف لسان املتكلم ويكرس‬ ‫قلب الشجاع ويوقف الحر العزيز موقف العبد‬ ‫الذليل ويذهب بهاء الوجه «‪.‬‬ ‫ان فلســفة الضمان عند االمــام عيل(ع) هي‬ ‫لصيانة حياة االنسان املادية واملعنوية ‪ ،‬والرفع‬ ‫من شــانه وليس االساءة اليه او اهانة كرامته‬ ‫‪،‬ويوجز االمام مفهومه اللية العمل يف تحقيق‬ ‫الضمان االجتماعي بقوله (ع) ‪ »:‬املعروف كنز‬ ‫من افضل الكنوز وزرع من ازكى الزروع ‪ ،‬فال‬ ‫يزهدنكم يف املعروف كفر من كفره وجحد من‬ ‫جحده ‪ ..‬ان املعروف ال يتم إال بثالث خصال‪:‬‬ ‫تصغريه ‪ ،‬وسرته ‪ ،‬وتعجيله فاذا صغرته فقد‬ ‫عظمته واذا سرتته فقد اتممته واذا عجلته فقد‬ ‫هنأته» ‪ .‬وهذا العمل الضخــم املراد انجازه‬ ‫يف املجتمع يســتدعي متطلبات مادية توظف‬ ‫لصالح هــذا الهدف وهذا ما كان حارضا عند‬ ‫االمام (ع) ‪.‬‬ ‫‪-3‬توفري املوارد الرضورية لتنفيذ حق الضمان‬ ‫االجتماعــي‪،‬ان تاكيد االمام عــي (ع) حق‬ ‫الضمان وانشــاء هيئة خاصة تتكفل العمل‬ ‫لتجسيد هذا الحق عىل الصعيد العميل تكامل‬ ‫مع ســعيه لتوفري املوارد املالية التي تغطي‬ ‫االلتزامات املتعلقة بهذا الحق كالزكاة « والتي‬ ‫هي حق الزم تاخذه الدولة وتقاتل عليه وهي‬ ‫احد اركان االسالم وقد جاء االمر بها مقرونة‬ ‫بالصالة نحو ثالثني موضعا»‪.‬‬ ‫و» ثبت عن االمام امــر املؤمنني (ع) من انه‬

‫وضع الزكاة عــى اموال غري االمــوال التي‬ ‫وضعت عليها الــزكاة يف الصيغة الترشيعية‬ ‫الثابتة * ‪ ...‬وهذا عنرص متحرك يكشــف عن‬ ‫الزكاة كنظرة اســامية التختص بمال دون‬ ‫مــال وذلك من حق ويل االمــر ان يطبق هذه‬ ‫النظرية يف أي مجال يراه رضورياً» ‪.‬‬ ‫اما الرافد الثانــي الذي دعا االمام اىل تطبيقه‬ ‫وتفعيله تأكيــدا ً للضمــان االجتماعي فهو‬ ‫االعتماد عىل (خمس املكاسب) والذي يتضمن‬ ‫اســتنادا اىل ادلة رشعية من القران والســنة‬ ‫النبوية»خمس اربــاح التجارات والصناعات‬ ‫واالجارات والعمل والوظائف والهديةوالوصية‬ ‫وارباح مالك املنجم واملدخرات من الكســب‬ ‫الحرام اذا اختلط بالحــال ولم يتميز ‪،‬فان‬ ‫تميز اخرج كله واللؤلؤ املســتخرج واملواريث‬ ‫التي لم يــؤد عنها الخمس ‪،‬وذلــك بعد ان‬ ‫يســتنزل املكلف مؤنة الحفــظ ومؤنة الذين‬ ‫يعولهم ومركبه ومسكنه ونفقات اضافية ملدة‬ ‫ســنة كاملة وما زاد عن ذلك ففيه الخمس «‪،‬‬ ‫ويمكن القول ان مبدأ خمس املكاسب يمكن ان‬ ‫يكون احدى الوسائل املجدية لتحقيق الضمان‬ ‫االجتماعي يف مجتمعاتنا املعارصة ‪.‬‬ ‫والرافد الثالث هو اشاعة فلسفة البذل والسخاء‬ ‫‪ ،‬من االغنياء ازاء الفقراء اذ يقول (ع)‪ « :‬داووا‬

‫الفقر بالصدقة والبذل « ‪.‬‬ ‫اما الرافد الرابع يف تغطية نفقات حق الضمان‬ ‫االجتماعي فنجده يف قولــه(ع) الحد والته «‬ ‫اجعل لهم قســما من بيت مالك ‪ ،‬وقسما من‬ ‫غالت صوايف االســام يف كل بلد» ناهيك عن‬ ‫القاء االمام (ع) ملسؤولية الضمان االجتماعي‬ ‫عىل عاتق املجتمع وبجميع افراده‬ ‫ومؤسساته‪ ،‬مع تاكيده (ع) عىل الحفاظ عىل‬ ‫هــذه االموال ‪ ،‬إذ يقول (ع) ‪ « :‬كن سمحـــا ً‬ ‫والتكن مبــذرا ‪ ،‬وكن مقــدرا وال تكن مقرتا‬ ‫«وتخصيصه للفئات والحاالت املشمولة بحق‬ ‫الضمان حيث يقول (ع)‪ « :‬ان اعطاءك املال يف‬ ‫غري وجهه تبذير وارساف « ‪.‬‬ ‫ويرى محمد مهدي شــمس الدين ان مميزات‬ ‫الترشيع العلوي عن الترشيعــات (العمالية‬ ‫الحديثة) يف بعض الدول بان « هذه الترشيعات‬ ‫صدرت من فــوق ‪ ،‬من طبقة الحاكمني‪ ...‬من‬ ‫دون ان يحدث من طبقة [ الفقراء والعمال ]‬ ‫تحســس يلجا اىل هذا ‪،‬فهو يدل عىل ان االمام‬ ‫كان يفكر يف هذه الطبقة ويعمل لخريها ‪.‬‬ ‫وثانيــا ‪ :‬ان ما تدفعه الدولــة اىل هؤالء ليس‬ ‫احســانا منها اليهم ‪ ،‬وانما هو حق لهم عليها‬ ‫‪ ،‬يجب ان تؤديــه ‪،‬وعهد االمام رصيح يف هذا‬ ‫‪ ..‬ومغزى هذه املالحظة عظيم‪ ،‬فعندما ياخذ‬ ‫املعوز ما ياخذه عىل انه (احســان) يشــعر‬ ‫بالدونية ‪ ،‬اما حني ياخذه عىل انه (حق) فانه ال‬ ‫يشعر بيشء من هذا ‪ ،‬وثالثا‪ :‬ان الترشيع الذي‬ ‫سنه االسالم وذكره االمام يشمل كل حالة عجز‬ ‫«( ) ‪ .‬وهذا ما يجعلنا ننتقل اىل تحديد الفئات‬ ‫والحاالت املشمولة بحق الضمان االجتماعي ‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬الفئات والحاالت املشمولة بحق الضمان‬ ‫االجتماعي ‪.‬‬ ‫من الجدير بالذكر ‪ ،‬ان حق الضمان االجتماعي‬ ‫هو لجميع افراد االمة ولكن بوجود ظروف او‬ ‫متطلبات خاصة والسيما يف املرحلة االوىل منه‬ ‫وهو رفع الرضر ومن ثم االنطالق نحو تحقيق‬ ‫الكفاية والرفاه اما اهم مجاالت وساحات عمل‬ ‫الضمان االجتماعي والفئات التي تعامل معها‬ ‫فهي ‪:‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪37‬‬


‫تحقيقات إجتماعية‬

‫بين التزامات الزواج وتكاليفه‪:‬‬

‫العنوسة‪..‬‬

‫شبح يطارد الفتيات‬

‫هل إن (الشك) و(عدم الثقة)‬ ‫وراء تأخر قرار الزواج؟‬ ‫مريم سمير‬

‫‪38‬‬

‫إن حلم الزواج الذي طاملا أنتظره كل شــاب وشــابة أصبح أسري‬ ‫العــادات والتقاليد املتخلفة ومرهونا بالوضــع االجتماعي والفكر‬ ‫الثقايف‪ ،‬فتأخر سن الزواج أصبح مشــكلة اجتماعية باتت تتفاقم‬ ‫يف العديــد من الدول وارتبطت مؤخرا بغالء املهور يف عالم أصبحت‬ ‫تخنقه رائحة "الدوالرات" ويف إطــار فرضته عجرفة اآلباء فباتت‬ ‫العنوســة مرضا ً يخرق عظامنا وشــبحا ً يطارد أبناء املستقبل‪،‬‬ ‫فالتزامات الزواج وتكاليفه التي باتت تفوق الدخل اليومي مع عدم‬ ‫تحمل الشباب مسؤولية البيت واألوالد جعلت قرار الزواج صعبا ً جدا‬ ‫بل مستحيال‪ ،‬فالبعض وجد أن التسيب واإلنحراف لدى العديد من‬ ‫الفتيات وتعدد عالقاتهم وصديقات الســوء من أقوى أسباب تأخر‬ ‫الزواج‪ ،‬والبعض ربط الزواج بمردود الدخل الشــهري فاشــرط‬ ‫أن تكون زوجته دكتورة أو مهندســة يف ظل غالء املعيشة‪ ،‬فبدأت‬ ‫املفاهيم التافهة واملبالغة يف مواصفات فتى أو فتاة األحالم تسيطر‬ ‫عىل عقول الشــباب‪ ،‬فأصبحت فكرة الــزواج اختيارية أكثر منها‬ ‫تقليدية كانتظار رشيك العمر ودخول املراة معرتك العمل ‪.‬‬ ‫محطتنا االوىل كانت مع "أمرية" وهي موظفة تقول‪ :‬أرى أن العديد‬

‫!‬


‫مــن الشــباب ال يريدون‬ ‫تحمــل مســؤولية البيت‬ ‫واألوالد ويعتربون أن قرار‬ ‫الــزواج قــرار صعب جدا‬ ‫وأن دخولــه معرتك الحياة‬ ‫الزوجية سيفتح له بابا من‬ ‫املشــاكل وأنا حتى اآلن لم‬ ‫أجد الشــخص الــذي يريد‬ ‫الزواج بمفهومه الذي عرفناه‬ ‫وأرى أن شــباب اليوم يرغب‬ ‫يف العبث واللعــب فقط وأن‬ ‫الزواج آخر ما يفكر به‪.‬‬ ‫أما "منى " فتقول‪ :‬إن التسيب‬ ‫واالنحراف لــدى العديد من‬ ‫الفتيــات وتعــدد عالقاتهم و‬ ‫صديقات الســوء ولد يف عقول‬ ‫الشــباب انه ال يمكن أن يجد‬ ‫فتاة صالحة فبات الشــك وعدم‬ ‫الثقة هما ســمة الشباب تجاه‬ ‫العديد من الفتيات‪ ،‬فأنا ال أقف‬ ‫ضد االنفتاح ولكن يجب ان يكون‬ ‫يف حدود األخــاق واملبادئ لذلك‬ ‫أنصح جميع الفتيات أن يتمسكن‬ ‫بدينهن وبأخالقهن وأن شاء الله‬ ‫ستجد من يستحقها‪.‬‬ ‫تقول "ســـــــارة "‪..‬أرى أن‬ ‫انتظار الفتاة لرشيك العمر يجعلها‬ ‫ترفض كل من يتقدم إليها فتصبح‬ ‫حياتها مرهونة بقدوم الشــخص‬ ‫الذي تحبه الذي قد ال يأتي‪ ،‬بحجة‬ ‫أن نية الزواج ســتأتي قريبا عندما‬ ‫تتحســن أوضاعه املاديــة ‪،‬فتكون‬ ‫الفتاة يف النهاية ضحية هذا الشــاب‬ ‫العابث وأســرة الكلمات املعسولة‬ ‫التي غيبت عقلهــا وجعلتها بعيدة‬ ‫عن الواقع فأنا أنصح جميع الفتيات‬ ‫أال يثقن بأي شــاب وال تقيض زهرة‬ ‫شــبابها بني يدي هــذا العابث الذي‬

‫استهرت بمشاعرها وأفنت عمرها برفقة‬ ‫وعوده الكاذبة‪ ،‬فكوني واقعية وعالجي‬ ‫األمر يف البداية قبل أن تشــعري أنك‬ ‫أعطيت قلبك وعمرك ملن ال يستحقك‪.‬‬ ‫بدورها تؤكد "نرسين" موظفة ‪ :‬أجد‬ ‫أن انفتاح العالم ودخول املراة معرتك‬ ‫العمل ورصاعها لنيل أعىل الشهادات قد‬ ‫قلب املوازيــن وأصبحت هي من تضع‬ ‫رشوطا يف اختيــار رشيك حياتها فهي‬ ‫قادرة عىل أن تتحمل مسؤولية نفسها‬ ‫وعائلتهــا فخرجت من إطار أن الرجل‬ ‫يستطيع التحكم بها ألنه الذي يرصف‬ ‫عىل البيت فأصبح علمها السالح الذي‬ ‫تحارب به العــادات والتقاليد‪ ،‬فباتت‬ ‫العنوســة أمرا اختياريا ال يكون تحت‬ ‫ضغط األهل أو التقاليد‪.‬‬ ‫يف حني تقول "زينــب" وهي موظفة‬ ‫استقبال يف احد املستشفيات الخاصة‪:‬‬ ‫أنا فتاة أبلغ مــن العمر ‪ 27‬عاما ولم‬ ‫أتــزوج حتــى اآلن ألن والدي يرفض‬ ‫زواج الصغــرى قبل الكربى وبإرصار‬ ‫الوالد عــى تزويج اختي الكربى تكون‬ ‫رضيبتها أن ندخل أنا وأخواتي مرحلة‬ ‫العنوسة ونصبح ضحية تخلف العادات‬ ‫والتقاليد وهذا ليــس عدال فيجب عىل‬ ‫اآلبــاء أن ينظروا بعــن البصرية ألن‬ ‫الزواج قسمة ونصيب ولعل إذا فتحت‬ ‫املجــال أمامي أنا وأخواتي ســيتقدم‬ ‫للكربى الكفء‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬تضيف "نوال" ‪ :‬أرى أن‬ ‫النظرة املادية وغــاء املهور ارتبطتا‬ ‫بالزواج ارتباطا وثيقا جدا و أصبحت‬ ‫تســيطر عىل العديد من اآلباء ويكون‬ ‫الهدف من زواج الفتاة هو فقط ملجرد‬ ‫الحصول عىل مهرهــا فريفض العديد‬ ‫ممن تقدموا لخطبتها بحجة أنه يطالب‬ ‫بمهر غال وابنتي ســتكون ملن يدفع‬ ‫أكثر ضاربني بظروف ومشقة الحياة‬

‫عرض الحائط فكيف نشــعر باألمان‬ ‫واالستقرار ونحن نشــعر بأننا سلعة‬ ‫يتاجر بها ملن يدفع أكثر‪.‬‬ ‫يضيف أحمد سالم وهو طالب جامعي‬ ‫يبلغ من العمر ‪ 23‬سنة يقول‪ :‬أجد أن‬ ‫الطلبات املرهقة التي يطلبها والد الفتاة‬ ‫ممن يتقدم للزواج من ابنته من أقوى‬ ‫أســباب تأخر الزواج فإنا أجده يضع‬ ‫عقبات أكثر منهــا رشوط والفتاة يف‬ ‫الغالب هي من تدفع ثمن ذلك‪ ،‬فيجب‬ ‫أن يعيش األهــل يف الواقع فالزمن قد‬ ‫تغري واصبحت تكاليف الحياة واملعيشة‬ ‫يف ارتفاع متزايد‪.‬‬ ‫يشــر هاني جمعة موظف إداري يف‬ ‫إحدى الجامعات االهلية‪ :‬هناك مبالغة‬ ‫من بعض الفتيات يف مواصفات رشيك‬ ‫الحياة فهي ترفــض جميع من يتقدم‬ ‫لها وتطلب يف أن يكــون «توم كروز»‬ ‫فتعلل ذلك الرفض بــأن فالنا طويل‬ ‫وهذا قصري وهذا ليس شــخصية وهذا‬ ‫غري جميل ووظيفته وراتبه ال يتناسب‬ ‫معي وبالتايل يفوتها القطار وتتجاوز‬ ‫الثالثني ويكون الندم نهايتها فأنا أقول‬ ‫لها ال تشــاهدي التلفاز كثريا فالواقع‬ ‫بعيد عن دنيا الخيال‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬يقــول أحمد صادق‪ :‬أرى‬ ‫أن املفاهيم التافهة بدأت تســيطر عىل‬ ‫عقول الكثري مــن الفتيات فمعظمهن‬ ‫يفضلن الشــاب املنفتح"السبورت"‬ ‫ويرفضن الشاب الخلوق امللتزم بحجة‬ ‫أنه يرفــض ترصفاتها الســيئة من‬ ‫خروجها مع األصدقاء أو ارتداء املالبس‬ ‫الضيقة أو تعدد عالقاتها مع الشــباب‬ ‫وغريهــا الكثري وال ينحــر ذلك عىل‬ ‫الفتاة فقط فالشباب أيضا يريد الفتاة‬ ‫املتفتحة ويعترب الفتاة املنغلقة متخلفة‬ ‫وهذا بــدوره كارثة ترجع إىل ســوء‬ ‫الرتبية وعدم نضوج الفكر‪.‬‬ ‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪39‬‬


‫تحقيقات إجتماعية‬

‫أما ســامية وهي ربــة بيت تقول‪:‬‬ ‫أعتقــد أن الفكر املتخلــف مازال‬ ‫يسيطر عىل عقول كثري من الشباب‬ ‫وأنا أتحدث عن الجنسني فأستغرب‬ ‫من اشــراط العديد من الشباب أن‬ ‫تكون زوجته دكتورة أو مهندســة‬ ‫فريبط زواجهــا بمــردود دخلها‬ ‫الشهري وارتفاع أسهمها وهذا خطأ‬ ‫كبري فيجب اختيار الزوج والزوجة‬ ‫عىل أساس األخالق والتفاهم لتدوم‬ ‫الحياة الزوجية ففــي النهاية اقول‬ ‫نحن برش وال يمكن أن نكون تجارة‬ ‫لهذا العرص‪.‬‬ ‫يضيف "زياد" وهو محاســب يف‬ ‫رشكة اســتثمارية‪ :‬إن غالء املعيشة‬ ‫ال يســنح للعديد من الشــباب أن‬ ‫يفتح بيتا ويتحمل مسؤولية عائلة‪،‬‬ ‫فالتزامات الــزواج وتكاليفه تفوق‬ ‫دخيل اليومي‪ ،‬والــذي أتقاضاه من‬ ‫وظيفتي ال أملك منه شيئا بعد سداد‬ ‫األقســاط وخالفه حتى أقل القليل‬ ‫والذي يقودنــا اىل تكاليف باهظة‬ ‫جدا يف ظل غالء االســعار واملعيشة‬ ‫فال يســتطيع الشاب أن يسد جميع‬ ‫احتياجاته الخاصة بالتايل أدى ذلك‬ ‫إىل تقليل فــرص الزواج لعدم قدرة‬ ‫الشاب عىل القيام ِّ‬ ‫بكل هذه األعباء‪.‬‬ ‫أمــا "إيمان" موظفــة فرتى‪ ..‬أن‬ ‫البطالة املقنعة وغالء املعيشة ساعدا‬ ‫يف هجــرة معظم الشــباب خارج‬ ‫البالد للبحث عن فرص عمل أفضل‬ ‫والتغلب العقبــات التي تواجههم يف‬ ‫بلدهم بســبب ضعف فرص العمل‬ ‫وقلــة املداخيل‪.‬فهنــا الدولة هي‬ ‫املسؤول األول عن عزوف الشباب عن‬ ‫فكرة الــزواج حتى ينتهي بهم األمر‬ ‫بالزواج من أجنبيات ويســتقرون‬ ‫يف بــاد الغربة بعيــدا عن تكاليف‬ ‫الزواج واإلرهاق املادي الذي ساد يف‬

‫‪40‬‬

‫مجتمعنا العربي‪.‬‬ ‫لطيف يقول‪ :‬أنا ال أستطيع أن أفكر‬ ‫يف الزواج اآلن فأنا تجاوزت سن ‪30‬‬ ‫فالظروف القاســية هي من فرضت‬ ‫نفسها وحالت دون الزواج‪ ،‬فوالدي‬ ‫متقاعــد وال يســتطيع أن يتحمل‬ ‫األعباء وحــده وعنــدي ‪ 4‬أخوات‬ ‫مازلن يف طور التعليــم ‪،‬لذلك فإن‬ ‫تحمل مسؤولية بيت آخر سيقلل من‬ ‫اهتمامي بأهيل وهم يف أكثر الحاجة‬ ‫ألن أقف معهم وان كان هذا الوقوف‬ ‫ثمنه عدم زواجي فهذا أقل ما يمكن‬ ‫أن أقدمه لهم‪.‬‬ ‫أما محمد فقد كان رأيه عكس ذلك‬ ‫فيضيف‪:‬أعتقــد أن زواج الرجل من‬ ‫أجنبيات ســببه التناقض الفكري‬ ‫وعدم رغبته بفكرة الزواج التقليدي‬ ‫أو االرتباط بفتاة ال يعرف صفاتها‬ ‫وميولها‪ ،‬فغالبا ما تكون نتائج هذا‬ ‫الزواج غري مضمونة وأنا أكره فكرة‬ ‫الزواج التي يفرضها األهل مثل ابنة‬ ‫العم أو الخــال أو الزواج عن طريق‬ ‫"الخطابــة" ألنها بذلــك ال تراعي‬ ‫التكافؤ الفكري أو الثقافة فأنا أحفز‬ ‫فكرة الزواج العرصي الذي تســبقه‬ ‫املعرفة وذلك خوفا من الوقوع ال قدر‬ ‫الله يف مشكلة أكرب وهي الطالق‪.‬‬

‫أما أســامة فيقــول ‪ :‬يف اعتقادي‬ ‫أن أحد أهم أســباب العنوســة هي‬ ‫العــادات والتقاليــد التي فرضت‬ ‫نفســها‪ ،‬فالغالب يرفــض زواج‬ ‫الفتاة من شــخص غريب حتى وإن‬ ‫كانت تحبه بســبب التفاوت الثقايف‬ ‫ِّ‬ ‫بغض‬ ‫واالجتماعي ألحــد الطرفني‬ ‫النظر عن املالئمة الفكرية أو العالقة‬ ‫العاطفيــة ويرغموها عىل زواج إبن‬ ‫العم متحججون أنه ليس (كد املقام)‬ ‫أو أن أصله وفصله ال يتناســب مع‬ ‫أصل الفتاة وأعتقد أن فرض الزواج‬ ‫حرمه اإلسالم فيجب أن يكون الزواج‬ ‫أساسه القبول والتفاهم والحب وأن‬ ‫يكون يف رضا كل من الطرفني‪.‬‬ ‫أما أحمد وهــو طالب جامعي يف‬ ‫الســنة األوىل يقول‪ :‬ملاذا عيب الفتاة‬ ‫مــن زوج متزوج مــادام عىل دين‬ ‫وخلق ولعل هــذه الطريقة قد تحل‬ ‫هذه املشــكلة فاألرقام التي نسمعها‬ ‫عن االحصائيات تشــهد أن ازدياد‬ ‫نســبة اإلنــاث عموما عن نســبة‬ ‫الذكــور أدت إىل وجود خلل طبيعي‬ ‫يخلق أزمــة كبرية‪ ..‬أنــا أعتقد أن‬ ‫املشــكلة طبيعية أكثر منها تقليدية‬ ‫أو اختياريــة فالطبيعة وحكمة الله‬ ‫هي التي فرضت نفسها ويف النهاية‬

‫غالء المعيشة ال يسمح‬ ‫للعديد من الشباب أن يفتح‬ ‫بيتا ويتحمل مسؤولية عائلة‪،‬‬ ‫فالتزامات الزواج وتكاليفه‬ ‫تفوق دخلي اليومي‬

‫الزواج قسمة ونصيب‪.‬‬ ‫يلفت أمــر وهو محاســب ‪ :‬لقد‬ ‫تعرضت لكثري مــن التجارب وكلها‬ ‫باءت بالفشــل وأنا ال أتحمل أن أقع‬ ‫يف رصاع نفــي وأخــوض تجربة‬ ‫جديدة كمثيالتهــا فالزواج هو أكرب‬ ‫بوابة لدخول املشاكل والنكد فعالقة‬ ‫الصداقة هي من تربطني بالفتيات‬ ‫وال أفكر يف الزواج من أي منهن‪.‬‬ ‫أما أحمد شــاكر فيقول‪ :‬أنا أحبذ‬ ‫املرأة الخاضعة ‪..‬املستكينة‪ ..‬املطيعة‬ ‫ألوامر زوجهــا التي تســاعده يف‬ ‫تأســيس أرسة يكون قوامها الرجل‬ ‫ويستطيع بذلك أن يسيطر عىل زمام‬ ‫األمور فغالبا أكره املرأة "التحاورية"‬ ‫والتي تناقشني يف كل صغرية وكبرية‬ ‫وهذه الصفة أجدها يف املرأة املتعلمة‬ ‫التي لديها من الخــرة ما تجعلها‬ ‫يوما أن تــرخ يف وجه زوجها فأنا‬ ‫أفضل متوسطة التعليم ففي الغالب‬ ‫ال تستفيد املرأة من شهادتها فالبيت‬ ‫واألوالد هما ما خلقت ألجله والقوامة‬ ‫للرجل يف النهاية‪.‬‬ ‫أما نور وهي يف الســنة األخرية من‬ ‫كلية االدارة واالقتصاد فتقول‪:‬‬ ‫أنا مازلت أدرس يف الجامعة وأعتقد‬ ‫أن التفكري يف مبدأ الزواج ســيكون‬ ‫عائقا يف مواصلة دراستي ويقلل من‬ ‫الفهم والرتكيــز وأنا أريد أن أحصد‬ ‫أعىل الدرجات فالزواج مســؤولية‬ ‫كبرية يجب التفرغ الكامل لها‪.‬‬

‫كلمة اخيرة‬ ‫تبقى مسألة القناعات املشرتكة بني‬ ‫الطرفني مســألة غايــة يف االهمية‪،‬‬ ‫اذ ان اتفاق الطرفــان للوصول اىل‬ ‫الهدف املنشود قد يقيض عىل الكثري‬ ‫من العقبات التي تهدد مســتقبلهم‬ ‫ومصريهم يف االرتباط‪.‬‬


‫تحـقـيــــق‬

‫الفضائيات العربية في عيون العراقيين‬ ‫يشــعر العراقيون أنهم مســتهدفون من محيطهم العربي‪ ،‬ويمتعض كثري منهم من املواقف العربيــة إزاء األزمة العراقية التي‬ ‫امتدت عقودا طويلة‪..‬ويقولون أن هذه الفضائيات وتحديدا ً الجزيرة والعربية قد وقفت ضد الشعب العراقي بعد أن سقط صدام‬ ‫ونظامه‪ ..‬ويرشح العراقيون سخطهم عىل هذه الفضائيات بالقول ( إنها تكرس الطائفية وتدعو للفرقة والعنف يف العراق)‪..‬‬ ‫السيد فاضل الهنداوي وهو رسام ومخرج يرى‪:‬‬ ‫(أن فضائية الجزيــرة والعربية تثريان النعرات‬ ‫الطائفية وهو أمر واضح للعيان‪ ،‬وقد رأينا ذلك‬ ‫بعد سقوط النظام مبارشة حيث عزفت عىل الوتر‬ ‫الطائفي واتهمت مجلس الحكم بأنه طائفي وال‬ ‫يمثل خيارات العراقيني‪ ..‬ولكن هذه الفضائيات‬ ‫لم تقل يوما أن صدام كان طائفيا ً ولم تتعاطف‬ ‫مع معاناة العراقيني ولم تغط بشــكل حريص‬ ‫وحيادي الجرائم التــي ارتكبها بحق العراقيني‬ ‫طوال فرتة حكمه)‪ .‬الســيدة سناء علوان مديرة‬ ‫ثانوية قالت‪ ( :‬ليت هؤالء الذين يحرصون اليوم‬ ‫عــى التواجد يف أمكنة الحدث قبل الحدث‪ ،‬ليتهم‬ ‫تواجــدوا عند قبور موتانــا يف املقابر الجماعية‬ ‫التي مألت آفاق العراق‪..‬إنهم لم يســجلوا موقفا ً‬ ‫ينصف الحقيقة‪ ،‬لو كانوا حقا ً حريصني عىل نقل‬ ‫الحقيقة والبحث عنها)! وتتساءل السيدة ذكرى‬ ‫محمد وهي موظفة يف أحد املصارف قائلة‪( :‬من‬ ‫أين انطلقت القوات الدوليــة باتجاه العراق‪...‬‬ ‫أليس مــن البلدان العربية‪ ،‬فلمــاذا إذن يتهمنا‬ ‫القائمني عــى تلك القنوات بالخيانة والعمالة وال‬ ‫يتهمون الدول العربية التي انطلقت منها قوات‬

‫االحتالل بذلك؟)‪.‬‬ ‫أما السيد كمال محمود عبد الوهاب وهو مدرس‬ ‫فقال‪( :‬من يتتبــع قناتي العربية والجزيرة يجد‬ ‫يف ما تبثانه لحنا خاصا تكررانه وتؤكدان عليه‪..‬‬ ‫هاتان الفضائيتان تحرضان عىل العنف والقتال‬ ‫يف العــراق‪ ،‬وال ندري حقيقــة الهدف من وراء‬ ‫هذا التوجه‪ ..‬بلدنا يمر بظرف عصيب وشــعبنا‬ ‫منهك جراء ما خاضــه النظام البائد من حروب‬ ‫وما تســبب به من معاناة‪ ...‬نحــن بحاجة إىل‬ ‫الهدوء وإىل أن نلتفــت إىل إعمار بلدنا واالهتمام‬ ‫بمستقبل أجيالنا‪ )..‬لقد ترضرت قطاعات واسعة‬ ‫ال ســيما قطاع املاء والكهرباء والخدمات بسبب‬ ‫االعمال االرهابية ‪ ،‬فمن املترضر من وراء ذلك غري‬ ‫العراقيني ‪ ..‬املواطن العراقي ال يحتاج ملن يحرضه‬ ‫عىل العنف والقتال وممارسة القتل واإلرهاب‪...‬‬ ‫العراقيون بحاجة إىل كشــف املرشقة من حياة‬ ‫العراقيني كالتعليــم والبناء وأجواء الحرية التي‬ ‫يعيشها الفرد العراقي والتي لم تكن موجودة‪...‬‬ ‫فاالعالم وسيلة مهمة لنرش الوعي والثقافة وقيم‬ ‫التحرض‪ ،‬ولكن بعض املؤسسات وبعض الدول‬ ‫لألسف تحرض عىل استغالل اإلعالم لنرش الفتنة‬

‫وإثارة النعرات الضيقة‪ ،‬سيما يف األماكن التي لم‬ ‫تعي بعد أالعيب بعض اإلعالميني يف صياغة الخرب‬ ‫وتمرير الغايات غــر النزيهة‪ ،‬فاملواطن العادي‬ ‫مثالً لن يكتشف الدس يف خرب تبثه قناة الجزيرة‬ ‫وتقول فيه‪( :‬انفجرت عبوة ناسفة يف أحد شوارع‬ ‫العاصمة بغداد صباح اليــوم ما أدى إىل مقتل‬ ‫طفل وإصابة آخر كانا يف طريقهما إىل املدرسة‪.‬‬ ‫ويبدو أن العبوة الناســفة قد استهدفت دورية‬ ‫أمريكية كان من املفرتض أن تمر من هذا املكان)‪.‬‬ ‫فيصور الخرب زارع العبوة الناسفة وكأنه مقاوم‬ ‫أراد إصابة آلية أمريكيــة بينما انفجرت عبوته‬ ‫بطريق الخطــأ عند مرور طفلني فقتلت أحدهما‬ ‫وأصابت اآلخر بجروح‪ ،‬ولو أراد املحرر صياغة‬ ‫الخرب بطريقة أخرى لفعل ولكان أقرب إىل الواقع‬ ‫كقوله ( قتل صبــي يف الثامنة من عمره وجرح‬ ‫زميلــه إثر انفجار عبوة زرعهــا مجهولون عىل‬ ‫أحد الطرق يف بغداد‪ ،‬ويذكــر أن املدن العراقية‬ ‫شهدت حوادث كثرية من هذا النوع راح ضحيتها‬ ‫مواطنون أبرياء‪ ،‬ولم تعلن أي جهة مســؤليتها‬ ‫عن تلك الحــوادث األمر الذي يحيطها بكثري من‬ ‫الشكوك والتساؤالت)‪.‬‬ ‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪41‬‬


‫مقاالت‬

‫حاجتنا الى ثورة‬ ‫نقدية في التفكير‬ ‫د‪ .‬سيّار الجَ ميل‬

‫لقد عملت املتغريات التي شــهدها العالم يف العرشين سنة األخرية‪ ،‬عىل‬ ‫حدوث جملة مــن ردود أفعال ومؤثرات عىل مجتمعنا العربي املعارص‪،‬‬ ‫سواء يف فئاته االجتماعية أو نخبه املثقفة واملهنية‪ ،‬أو حتى عىل قياداته‬ ‫السياســية‪ .‬فرسعة املؤثرات قد أنتجت تداعيــات ال حرص لها يف ظل‬ ‫معطيات لم تكن موجودة سابقاً‪ ،‬فجاءت ردود األفعال مؤثرة ومأساوية‬ ‫حقاً‪ ،‬ولكنها فاعلة يف أكثــر من بلد عربي ‪ ،‬وعليه فقد باتت مجتمعاتنا‬ ‫بحاجة ماســة إىل ثورة نقدية يف التفكــر‪ ،‬يف إطار املرشوع النهضوي‬ ‫املعارص يف تجربته التاريخية الثانية‪ ،‬إن نجحت يف فهم ما يريده الناس‬ ‫ورسم ما يتطلعون إليه‪.‬‬

‫إننا نحتاج للبحث عن ديالكتيكات‬ ‫جديــدة‪ ،‬تحاول أن تــوازن بني‬ ‫مختلف األضداد السياسية القائمة‬ ‫والتي ســيهدأ غليانها بعد زمن‪..‬‬ ‫كما أن الحاجة ماسة لتأسيس عقد‬ ‫اجتماعي قــوي بني قوى املثقفني‬ ‫وبني القادة السياســيني‪ ،‬من أجل‬ ‫خلق إمكانات جديدة للحياة املقبلة‪،‬‬ ‫التي ال بد أن يحكمها دستور مدني‬ ‫محرتم‪ ،‬يتضمن طبيعة العالقة بني‬ ‫الدولة واملجتمع‪ ،‬من خالل الحقوق‬ ‫والواجبات وسيادة أركان املواطنة‬ ‫الحقيقية وبناء التمدن‪ ..‬لقد طالت‬ ‫الثورة املعرفية جانبي العالم بني‬ ‫الرشق والغرب‪ ،‬وانعكســت فجأة‬ ‫اتجاهاتها اليوم لتغــدو املعادلة‬

‫‪42‬‬

‫غري متكافئة بني الشمال والجنوب‪،‬‬ ‫من خالل املتغــرات الجديدة يف‬ ‫السنوات العرش األخرية‪ ،‬وخصوصا ً‬ ‫يف محتويــات وأوزان املفــردات‬ ‫املتنوعــة يف املجتمعــات‪ ،‬بكل ما‬ ‫يتم تبادله من الوســائل الثقافية‬ ‫واإلعالميــة واالقتصادية والتقنية‪،‬‬ ‫التي تعرب عن حاالت مســتحدثة‬ ‫من التطورات املذهلة‪ ،‬وخصوصا ً‬ ‫يف اللغة ووســائل االتصال وقوى‬ ‫اإلبــداع والتجمعــات والعمليات‬ ‫وطواقم العمل املنتج عرب القارات‪...‬‬ ‫الخ‪ ،‬ممــا أنتج مفاهيــم جديدة‬ ‫للعمل واملصالح‪ ،‬والزمن واإلبداع‬ ‫واملســافات واإلنتاج‪ ،‬والحريات‬ ‫واإلنسان واملرأة والطفولة‪ ،‬واإلدارة‬


‫واألفــكار وتجديــد الرتبويات‬ ‫ومناهج التعليــم‪ ،‬وصنع القرار‬ ‫والقيادات وإدارة شــؤون السلم‬ ‫والحرب‪ ،‬والصفــوات النخبوية‬ ‫مــن األنتلجنســيا (املثقفــون‬ ‫واملفكرون) الفاعلة‪ ،‬والتمايزات‬ ‫والتبادالت وشــبكة املعلومات‪،‬‬ ‫ونسبية األشياء‪ ،‬والبيئة واملعيشة‬ ‫والصحة‪ ،‬والتنظيم واســتخدام‬ ‫الفضــاء والــذرة والبيولوجيا‬ ‫والجينات‪ ..‬الــخ‪ ،‬وغري ذلك كثري‬ ‫مما يمكن اعتباره جملة مقاييس‬ ‫ليست حضارية أساساً‪ ،‬بل ثقافية‬ ‫بالدرجة األوىل‪.‬وعليه‪ ،‬نتساءل عن‬ ‫دور القوى الفاعلــة يف التكامل‬ ‫الثقايف إبــان مرحلة العوملة التي‬ ‫بدأها العالــم؟ وعن دور التنمية‬ ‫الثقافية والوعي الثقايف يف تشكيل‬ ‫الهياكل املؤسسية يف املجتمع أوالً‪،‬‬ ‫ويف بناء الوعي عند اإلنسان ثانياً؟‬ ‫وعلينــا أن نــدرك أن املصنفات‬ ‫الرائجــة عربيا ً اليــوم‪ ،‬بدءا ً بما‬ ‫ينرش من كتب ومجالت وصحف‬ ‫وانتها ًء بما تشــكله املؤسسات‬ ‫واملراكز والجامعات‪ ،‬ليســت لها‬ ‫أي قيمة تذكــر أو دور مؤثر يف‬ ‫الثقافة العامليــة املعارصة أوالً‪،‬‬ ‫وليس لها أيضا ً أي تأثري إيجابي‬ ‫يف الحياة العربيــة املعارصة‪.‬إن‬ ‫املــرء لينبهر جدا ً بحجم ما نرشه‬ ‫العرب إبان القرن العرشين‪ ،‬ولكن‬ ‫ مع األسف ‪ -‬لم يتطور‪ ،‬بدليل‬‫ما حدث من انتكاسات مرعبة عند‬ ‫الجيل الجديــد‪ ،‬الذي أخذ يلتفت‬ ‫نحــو املايض ليجد فيــه ضالته‬ ‫املؤقتة‪ ،‬ولينكر مــن خالله كل‬ ‫متغريات العرص ويتهمها بشتى‬ ‫التهم‪ ،‬كونه يجد نفسه دوما ً عىل‬ ‫صواب وغريه عىل خطأ‪.‬إن املطلوب‬ ‫عربيــا ً هو حدوث ثــورة نقدية‬ ‫لكل منتجاتنا الفكرية والثقافية‪،‬‬

‫فيتــم تفكيكها مــن أجل إعادة‬ ‫صياغتها وتركيبهــا من جديد‪،‬‬ ‫كأي متغــرات أخرى يف املفاهيم‬ ‫واألدوات واألســاليب‪ ،‬وحتــى‬ ‫األنظمــة والعالقــات‪ ،‬ولتصبح‬ ‫املعرفة واملعلومــات أول مصدر‬ ‫للقيمة‪ ،‬بدل تكريس اإلنشائيات‬ ‫والكالم الفارغ! وإن ما تحتاجه‬ ‫األجيال القادمة‪ ،‬يكمن يف تأسيس‬ ‫ذهنية جديدة تقبل حاالت التغري‬ ‫يف التفكري والوعــي الجمعيني‪..‬‬ ‫ذلك أن التطورات العلمية التقنية‬ ‫الرسيعــة واملفاجئــة‪ ،‬قد نقلت‬ ‫اإلنسان يف عموم األرض إىل مصري‬ ‫مدهش ومذهل‪ .‬ولــم يزل أبناء‬ ‫مجتمعاتنا غري مدركني ملا سيؤول‬ ‫إليه مصريهــم يف ظل أوضاعهم‬ ‫الحالية‪ ،‬خصوصا ً وأنهم يختلفون‬ ‫عن غريهــم‪ ،‬إذ يعدون من ضمن‬ ‫املجتمعــات الثقيلــة املغرقــة‬ ‫بالرتســبات واملواريث القديمة‪،‬‬ ‫التي لم تســتطع أن تســتجيب‬ ‫برسعــة ملا يحــدث يف الثقافات‬ ‫األخــرى‪ ،‬وخصوصــا ً يف الوعاء‬ ‫الثقايف العربي املثقل برواســب‬ ‫ومواريث كامنة يف ذهنه‪ ،‬ولم تزل‬ ‫بقاياها مطبقة عىل التفكري بكل‬ ‫الطوباويــات والخياالت واألحالم‬ ‫الورديــة! إن تجــارب العرب‬ ‫املتنوعــة يف القرنــن األخريين‪،‬‬ ‫تبدو وكأنها ترتاقص عىل نغمات‬ ‫متالحقة ومتناسقة يف ترويج كل‬ ‫ما يف الثقافــات الغربية الكربى‪،‬‬ ‫وخصوصــا ً يف تقليــد األفكار‬ ‫واستنســاخ األيديولوجيــات‬ ‫ومالحقة املوديالت واســتخدام‬ ‫التقنيات طورا ً بعد آخر! وعلينا‬ ‫أن نرصد جملة مــن املفاهيم‬ ‫واأليديولوجيــات الغربية‪ ،‬التي‬ ‫قلدتها الثقافة السياسية العربية‬ ‫عــى امتداد القــرن العرشين‪،‬‬

‫بدءا ً بـ"التعاونية" والداروينية‬ ‫والقومية واالشرتاكية واملاركسية‬ ‫والفاشــية والنازية والوجودية‬ ‫وغريها‪ ..‬الخ‪ .‬فــإذا كان األمر‬ ‫يقترص عىل اإلعجاب واالندهاش‬ ‫والتمثل عىل امتداد القرن التاسع‬ ‫عرش‪ ،‬فقــد حدثــت تمردات‬ ‫وديماغوجيــات وازدواجيات‬ ‫وتناقضات مضحكة عىل امتداد‬ ‫القرن العرشيــن‪ ..‬ولكن ربما‬ ‫يبدو الفرق واضحا ً بني نهايات‬ ‫القرنني الســابقني‪ ،‬فلقد برز‬ ‫عربيا ً بعــض املثقفني العرب‬ ‫عند نهايــات القرن التاســع‬ ‫عرش‪ ،‬تفوقــوا بأعمالهم الكربى‬ ‫عىل منتجات مؤسســات عربية‬ ‫بالكامــل عند نهايــات القرن‬ ‫العرشين‪ ..‬ويكفــي مقارنة ما‬ ‫أنجز من موســوعات ومعاجم‬ ‫وترجمــات‪ ،‬قــام بهــا أفراد‬ ‫بأنفســهم وبمفردهم قبل مائة‬ ‫ســنة‪ ،‬بمــا تعجز عــن فعله‬ ‫مؤسســات ثقافية عربية اليوم‬ ‫‪ .‬وأخرياً‪ ،‬ال بــد أن نردد جميعا ً‬ ‫بتفاؤل متى يتحقق الحلم لبناء‬ ‫مستقبلنا املنشــود‪ ،‬من خالل‬ ‫توظيف مرشوعنــا النهضوي‬ ‫عىل ما تقدم ذكره من إرســاء‬ ‫املرتكزات الحقيقية التي تحتاج‬ ‫إىل مجهودات مضاعفة ومتطلبات‬ ‫كربى‪ ،‬يف ظــل واقع مرير كالذي‬ ‫نجتازه اليــوم يُق ّدر فيه الجهالء‬ ‫ويهجُ ــر منه العلمــاء؟ وال يتم‬ ‫التمييز فيه بني األميني املتخلفني‬ ‫وبني املثقفني الحقيقيني! هذا ما‬ ‫سيجيب عنه املستقبل من خالل‬ ‫ما ســتفعله األجيــال القادمة‪،‬‬ ‫وعندئذ سيصفق العقالء قائلني‪:‬‬ ‫لقد انتهــت املهزلة ومات العبث‪،‬‬ ‫وبــدأت الحيــاة تشــع بأبهى‬ ‫صورها‪.‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪43‬‬


‫آراء‬

‫ثنائية الحرية والمسؤولية ‪...‬‬ ‫وجهان لعملة واحدة‬ ‫إن الحرية بمفهومها العام تشــكل العمود الفقري يف املنظومة الحقوقية‪ ،‬وتندرج ضمن املقومات الرئيسية للمجتمع الديموقراطي‪ ،‬وتعد‬ ‫عنرصا أساسيا إلتاحة املجال لإلبداع والخلق‪ ،‬وال يمكن بد ونها تحقيق التطور والتقدم يف حياة اإلنسان؛ وهي ال ُتنتج كل ما تنطوي عليه‬ ‫من قيم ومزايا إال بارتباطها الوثيق مع املسؤولية التي يحدد مداها القانون‪ .‬ولكل من الحرية واملسؤولية أبعاد وجوانب فلسفية وسياسية‬ ‫وقانونية واجتماعية وأخالقية‪ ،‬ليســت هي موضوع هذه العجالة‪ ،‬التي نتوخى منها فقط محاولة تبســيط فكرة الربط بني حق التمتع‬ ‫بالحرية‪ ،‬وتحمل املسؤولية كالتزام ناتج عن ممارسة هذا الحق‪.‬‬

‫منري العلمي‬ ‫فــإذا كان كل شــخص من حقــه الطبيعي‬ ‫والقانونــي أن يمارس حريته يف الفكر والتعبري‬ ‫ويف االنتماء‪ ،‬ويف اختيار املجال املهني الذي يعمل‬ ‫فيه‪ ،‬ويف ممارسة النشــاط السيايس والنقابي‬ ‫والثقايف والريايض والجماعي الذي يرغب فيه‪..‬‬ ‫أو يف اإلعــراض عن ذلك‪ ،‬أو عدم ممارســة أي‬ ‫نشاط‪ ،‬فإن كل شخص إذ يمارس حريته يبقى‬ ‫مســؤوال عن كل ما يصدر عنه‪ ،‬أي أن حريته‬ ‫ليســت مطلقة‪ ،‬وأنه ال يمكنه بأسم الحرية أن‬ ‫يفعل أي يشء يتبادر إىل ذهنه‪ ،‬أو يروق مزاجه‪،‬‬ ‫أو يراود مخيلته‪ ،‬دون أي اعتبار ملا قد يرتتب عن‬ ‫ذلك من أرضار لآلخرين‪ ،‬فالشــخص الذي يمر‬ ‫يف الشارع العمومي ويرشق الناس بالحجارة‪ ،‬ال‬ ‫يمكن أن يوصف فعله بممارسة الحرية‪ ،‬وإنما‬ ‫يوصف من طرف املجتمــع بالجنون‪ ،‬ويكيَف‬ ‫قانونــا باالعتداء الذي يســتوجب العقاب‪ ،‬كما‬ ‫أنه ال يمكن التشــهري بأعراض اآلخرين‪ ،‬واملس‬ ‫بمشــاعرهم ومعتقداتهم الدينية‪ ،‬أو السخرية‬ ‫من مقدساتهم‪ ،‬أو النيل من كرامتهم‪ ،‬أومحاولة‬ ‫اإلساءة إىل سمعتهم‪ ،‬عن طريق خطابات موجهة‬ ‫إىل العموم‪ ،‬أو عرب مقاالت صحفية‪ ،‬أو رسومات‬

‫‪44‬‬

‫كاريكاتوريــة‪ ،‬أو غريها‪ ،‬بدعوى حرية التعبري‪،‬‬ ‫ألن الحرية محدودة يف إطار ما ال يرض باآلخرين‪،‬‬ ‫وال يحد من حرياتهم‪ ،‬وال يتجاوز حقوقهم‪ ،‬وال‬ ‫يمس معتقداتهم الدينية‪ ،‬وال يحد من ممارستهم‬ ‫لشعائرهم‪ ،‬وال يخدش مشــاعرهم وكرامتهم‪،‬‬ ‫وال يرضب األســس التي يرتكز عليها املجتمع‪،‬‬ ‫وهذه الحدود هي التي يرســمها عادة القانون‬ ‫الذي ينظم حياة األفراد يف املجتمع ‪ ،‬ويخول لكل‬ ‫مترضر الدفاع عن حقوقه‪ ،‬والتصدي ألي اعتداء‬ ‫يتعرض له برفع األمر إىل القضاء‪ ،‬الذي له وحده‬ ‫صالحية البــت يف كل نازلة تعرض عليه‪ ،‬طبقا‬ ‫للمقتضيات القانونيــة‪ .‬ودور القانون هنا هو‬ ‫وقاية املجتمع من االختالل واالضطراب‪ ،‬وصيانة‬ ‫قيمه من العبث‪ ،‬وحمايــة األفراد ومصالحهم‪،‬‬ ‫وضمان التكافؤ بينهــم‪ ،‬وتحقيق التوازن بني‬ ‫املصالح املختلفة‪ ،‬وهو أســمى تعبري عن إرادة‬ ‫املجتمع ‪ ،‬ألن الســلطة التي تــرع وتصدر‬ ‫القوانني‪ ،‬تكون وفق القواعد الديمقراطية نابعة‬ ‫من الشــعب‪ ،‬وممثلة لفئاتــه املختلفة‪ ،‬فتأتي‬ ‫القوانني معربة عن اإلرادة الجماعية للشعب ‪ ،‬كما‬ ‫ان احرتام سيادة القانون داخل الدولة من قبل‬

‫الجميع‪ ،‬حاكمني ومحكومني‪ ،‬مؤسسات وأفرادا‪،‬‬ ‫ودونما اعتبــار للمواقع السياســية والنفوذ‪،‬‬ ‫والجــاه واملال‪ ،‬هو ما يعــرف بدولة القانون‪.‬‬ ‫ومسؤولية األشــخاص عن كل ما يصدر عنهم‬ ‫هي التي تفصل بني العقالنية والتســيب‪ ،‬بني‬ ‫املمارسة املتحرضة‪ ،‬والسلوك البدائي املتوحش‪،‬‬ ‫ألن اإلنســان حينما يفعل كل مــا يمليه عليه‬ ‫مزاجه دون تحكيم العقــل‪ ،‬ودون التمييز بني‬ ‫ما ينفــع الناس واملجتمع‪ ،‬وما هو مرض بالغري‪،‬‬ ‫أو حتى إذا كان قادرا عىل التمييز وأعرض عنه‬ ‫ليمارس ما ُتمليه عليــه األهواء الخاصة‪ ،‬يكون‬ ‫قد غلب عليه الســلوك غــر املتحرض‪ ،‬بل غري‬ ‫اإلنساني ‪ .‬وحماية للمجتمع من الفوىض والعبث‬ ‫والتســيب‪ ،‬يتحمل كل شــخص متمتع بقواه‬ ‫العقلية‪ ،‬مســؤولية كل ما يصدر عنه من أفعال‬ ‫وأقوال وكتابات وسلوكيات‪ ،‬وال مجال للتملص‬ ‫من األحكام القانونية التي تطال ما يصدر عنه‬ ‫إذا كان مخالفــا أو متجاوزا لتلك األحكام‪ .‬وإذا‬ ‫كان من النبــل الدفاع عن الحرية كإحدى القيم‬ ‫املرتبطة بكيان اإلنســان‪ ،‬واملالزمــة لحياته‪،‬‬ ‫من طرف حقوقيني‪ ،‬أو مناضلني سياســيني‪،‬‬


‫أو نقابيــن‪ ،‬أو مثقفــن وإعالميني‪ ،‬فإنه من‬ ‫الوعــي والنضج‪ ،‬ومن الشــهامة أيضا‪ ،‬ربط‬ ‫الحرية باملسؤولية‪ ،‬ألنه يف هذه الحالة يتحقق‬ ‫كنه الحرية بالنسبة لســلوك الفرد يف عالقته‬ ‫بذاته وبمجتمعه‪ ،‬وتتبلــور الغاية االجتماعية‬ ‫واإلنسانية من التمتع بالحرية‪ .‬ويف البلدان التي‬ ‫تتطلع شــعوبها إلقرار الديمقراطية واحرتام‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬وخاصة يف العالم الثالث‪ ،‬يتزايد‬ ‫االهتمام باالرتباط القائم بــن ثنائية الحرية‬

‫واملسؤولية كوجهني لعملة واحدة‪ ،‬ويأتي ذلك‬ ‫يف ســياق تطور الثقافة السياســية‪ ،‬واألتجاه‬ ‫نحو قيم املواطنة التي ترتبــط فيها الحقوق‬ ‫بالواجبات ‪ .‬ويمكن القول من الناحية النظرية‬ ‫أن الرتابط بني الحرية واملسؤولية مبدأ بديهي‪،‬‬ ‫غري أن تبلور هــذا املبدأ يف الحيــاة العملية‪،‬‬ ‫يتوقف عىل مدى انتشار الثقافة الديمقراطية يف‬ ‫املجتمع‪ ،‬ومدى تشبع مختلف الفاعلني بها‪ ،‬وإىل‬ ‫أي حد يرتجمونها يف سلوكهم اليومي‪ ،‬وعندما‬

‫تحرص مختلف مكونات املجتمع عىل استغالل‬ ‫ذلك يف تعزيز املكتســبات‪ ،‬وتعميم وترســيخ‬ ‫الثقافة الديمقراطية‪ ،‬تكون قد اختارت االتجاه‬ ‫الطبيعــي والصحيح‪ ،‬بينما يــؤدي االنزالق‬ ‫يف مواقــف غري مســؤولة إىل تعطيــل البناء‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬والتشــكيك يف مقوماته وآلياته‪،‬‬ ‫لدرجة قد تصل إىل حد اليأس من جدواه‪ ،‬وترتك‬ ‫الباب مفتوحا للعبث الذي ال تستفيد منه سوى‬ ‫حفنة الفاسدين‪.‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪45‬‬


‫قضايا‬

‫ة‬ ‫ي و‬

‫ئف هر‬ ‫طا ظا‬ ‫ال لم‬ ‫ا‬

‫ومــن اجل اثارة املوضوع يف مجــال توضيح تلك‬ ‫االزمة نضع جملة من االفكار والتصورات يف تعريف‬ ‫الطائفية واثارها علنا نســاهم يف تشخيص االزمة‬ ‫وفهمها بشــكل واضح ‪ .‬الطائفية مفهوم مشتق من‬ ‫( طــاف ‪ ،‬يطوف ‪ ،‬طواف ‪ ،‬فهــو طائف ) فالبناء‬ ‫اللفظــي يحمل معنى تحرك الجــزء من الكل دون‬ ‫ان ينفصــل عنه بل يتحرك يف اطاره وربما لصالحه‬ ‫‪ ،‬والطائفيــة هــو انتماء لطائفة معينــة دينية او‬ ‫اجتماعية ولكن ليست عرقية فمن املمكن ان يجتمع‬ ‫عدد من القوميات يف طائفة واحدة بخالف اوطانهم‬ ‫او لغاتهم ‪.‬‬ ‫فالطائفة هو تعبري عن تشكيل املجموعة او الحزب‬ ‫او الجماعة ‪ ،‬والطائفية هي ســلوك التعصب لتلك‬ ‫املجموعات واالحزاب والجماعــات بأظهار التباين‬ ‫مع اآلخرين وبناء فهمه مع اآلخر عىل اساس التمايز‬ ‫واالختالف والبحث عنها وتعميقها لتحقيق املجموعة‬ ‫املتعصبة املتميــزة لتكون قادرة عىل الفعل بصفتها‬ ‫طائفة او تستطيع مواجهة اي تهديد تتعرض له ‪.‬‬ ‫وهي معاني واردة يف مقــام الوالء لجهة دون جهة‬ ‫‪ ،‬واالقتــداء بتعاليم جهة دون جهــة ‪ ،‬او تصنيف‬ ‫جماعة دون الجماعة االخرى ‪ ،‬كاملمارسة الفرعونية‬ ‫اتجاه بني ارسائيل ( ان فرعون عال يف االرض وجعل‬ ‫اهلها شيعا ً يســتضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم‬ ‫ويستحيي نساءهم انه كان من املفسدين ) ‪.‬‬ ‫وان تلك الظاهرة قد تمتــد اىل االمة الواحدة كالذي‬ ‫يعرضــه القــرآن الكريم يف وصــف طائفتني من‬ ‫املؤمنني يحصــل بينهما نزاع وقتال وكيفية معالجة‬ ‫املوقف بقوله تعاىل ‪-:‬‬

‫‪46‬‬

‫ثار‬

‫األ‬

‫املستشار حسني الساعدي‬

‫«‬

‫ان موضوع الطائفية من اوسع املواضيع يف تاريخنا االسالمي من حيث االحداث واالثار التي تركتها يف الذاكرة‬ ‫والتاريخ وان قراءتها تستدعي جهدا ً ووقتا ً وخصوصا اذا كنا نعيش تداعياتها حيث يشهد العالم االسالمي حمى‬ ‫طائفيــة عصفت به تاركة الضحايا من القتىل والجرحى واملهجرين واملرشدين ويف العراق تمثل الطائفية ازمة‬ ‫حقيقية النها تمتد اىل زمن الدولة العثمانية وتأســيس الدولة العراقية الحديثة وممارسات النظام الدكتاتوري‬ ‫الذي كرس الطائفية بشــكل كبري اىل تداعيات العملية السياسية يف العراق حيث االنقسام الذي يشهده املجتمع‬ ‫والعمليات االرهابية التي تتخذ الطائفية املقيتة ذريعة لها يف هذه االجواء التي توجب عىل كل ذو حسن واخالص‬ ‫من السياسيني والباحثني والدارسني واملثقفني يف دراستها ووضع الحلول لها ‪.‬‬

‫( وان طائفتان من املؤمنني اقتتلوا فأصلحوا بينهما‬ ‫فان بغت احداهما عىل االخــرى فقاتلوا التي تبغي‬ ‫حتى تفيء اىل امــر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما‬ ‫بالعدل واقسطوا ان الله يحب املقسطني )‪.‬‬ ‫وعادة تربز الطائفية عند اصحاب املفاهيم املشرتكة‬ ‫بحثا ً عن التخصيص والتميز يف الطرح عىل اســاس‬ ‫ان هذه الطائفة تبني وجهة نظرها وفهمها الخاص‬ ‫بطريقة ما لتحقيق املفهــوم العام ‪ .‬الذي يعرب عن‬ ‫وجودها وكيانها الخاص املتميز عن االخر القريب‬ ‫والبعيد وهذا الهدف يصحبه بعض االحيان إفتعال‬ ‫احداث تكون مجاال للعسكرة والفرقة واالختالف ‪.‬‬ ‫ويتعمق مفهــوم الطائفية نتيجــة عملية الرصاع‬ ‫والتصنيــف الحاد بني ابناء االمــة الواحدة لينتهي‬ ‫اىل حالة االنقســام والتعبري عن ازمــة حقيقية يف‬ ‫جســم االمة ثم يتطور اىل التمييز بالعمل واملدخول‬ ‫واالمتيــازات الحياتية ليغيــب يف اجواءها مفهوم‬ ‫العدالة واملساواة فالعدالة الغائبة يف اجواء الطائفية‬ ‫الن العدل واالنصاف وتحقيق الحقوق ليس له وجود‬ ‫اذا كان التقييــم واالحرتام والتعامل عىل اســاس‬ ‫طائفي وكذا املساوات فأن الظلم والتمايز والتمييز‬ ‫وليد الطائفية ‪ ،‬واخريا ً تكون االدانة والعقوبة والقتل‬ ‫والقتال عىل اساس طائفة الشخص ودينه ‪.‬‬ ‫وقد تكــرس الطائفية الغراض سياســية انتهازية‬ ‫للحصول عىل عصبيــة كما يســميها ابن خلدون‬ ‫او شــعبية للوصول اىل الســلطة او الحصول عىل‬ ‫امتيازات ‪.‬ان مفهــوم الطائفية يتمظهر يف الجماعة‬ ‫التي التتعرف بوجــود اآلخر الرشيك معها وتغمطه‬ ‫حقه وتضطهــده وتتجاهل وجوده وتتعصب ضده‬

‫وتتعــاىل عليه وتمارس القتل واالبعــاد واالباده له‬ ‫‪.‬وان هذه الظاهرة لها جذورها واحداثها واثارها يف‬ ‫التاريخ االسالمي ‪.‬‬ ‫منذ ظهور املذاهب وتعدد اآلراء االجتهادية واملدارس‬ ‫العقائديــة يف االســام وظهرت مســائل الخالف‬ ‫وتعصب اتبــاع كل فقيه لصاحبهــم واخذ يكفر‬ ‫بعضهم البعض عىل اســاس الرأي وجذر االختالف‬ ‫بينهم الرجوع للحديث ( تفرتق امتي اثنى عرش فرقة‬ ‫فرقة ناجية والباقي بالنار ) ‪.‬‬ ‫فاصبحت دعوى الفرقة الناجية مربر لوصف االخر‬ ‫بالفرقة الهالكة واختلطت تلك الدعوى مع االغراض‬ ‫السياسية واملطامع الشــخصية واالغراض الذاتية‬ ‫لتنتج فتاوي التكفري عمليــات القتل واالبادة التي‬ ‫نقراءها يف تاريخ املسلمني ‪.‬‬ ‫ان قصة التفكري والنزعة الطائفية تظرب جذورها يف‬ ‫اعماق التاريخ االسالمي وتظهر يف واقعه عىل شكل‬ ‫نزعات ونزاعات يف وقتنا الحارض ‪.‬‬ ‫ان ما يعانيه العالم االسالمي من نزاعات طائفية يف‬ ‫باكستان وافغانستان والقتال يف سوريا واالضطهاد‬ ‫يف البحرين والتمييز يف الســعودية وبعض االحداث‬ ‫يف مــر ومايجري يف العراق كانــت نتيجة اذكاء‬ ‫الطائفية وافتعال االحداث مــن وحي التعصب لها‬ ‫فالطائفيــة لها دور يف تحريك االحداث وتشــكيل‬ ‫املواقف يف تقييم االشــياء ودعمها او رفضها حتى‬ ‫تعدى االمــر اىل ان اصبحت بعض االحداث تعرب‬ ‫عن انتماء لطائفة معينة وهذا االنقسام الحاد الذي‬ ‫تشهده املنطقة له اثاره ومخاطره املستقبلية كما له‬ ‫ضحاياه يف االحداث اليومية ‪.‬‬


‫مواقف طريفة من التاريخ‬ ‫ً‬ ‫التماســا ملكافأة‪ ،‬ولكن الوايل لم يعطه شيئا ً وسأله ‪ ،‬ما بال فمك‬ ‫ وقف اعرابي معوج الفم أمام أحد الوالة فألقى عليه قصيدة يف الثناء عليه‬‫معوجاً؟‬ ‫فرد الشاعر‪ :‬لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل عىل بعض الناس‪.‬‬ ‫ كان الحجاج بن يوســف الثقفي يستحم بالنهر فأرشف عىل الغرق فأنقذه أحد املارة و عندما حمله إىل الرب قال له الحجاج ‪ :‬أطلب ما تشاء‬‫فطلبك مجاب ‪.‬‬ ‫فقال الرجل ‪ :‬ومن أنت حتى تجيب يل أي طلب ؟‬ ‫قال‪ :‬أنا الحجاج الثقفى‬ ‫ً‬ ‫قال له ‪ :‬طلبي الوحيد أنني سألتك بالله أن ال تخرب أحدا أنني أنقذتك‬ ‫ اســتأجر رجال دارا للسكن وكان خشب الســقف قديما ً باليا ً فكان يتفرقع كثريا ً ‪ ،‬فلما جاء صاحب الدار يطالبه األجرة قال له ‪ :‬أصلح هذا‬‫السقف فإنه يتفرقع‬ ‫قال‪ :‬ال تخاف و ال بأس عليك فإنه يسبح لله‬ ‫فقال له ‪ :‬أخىش أن تدركه الخشية فيسجد‬ ‫ سأل مسكني أعرابيا أن يعطيه حاجة‬‫فقال ‪ :‬ليس عندي ما أعطيه للغري فالذي عندي أنا أحق الناس به‪.‬‬ ‫فقال السائل ‪ :‬أين الذين يؤثرون عىل أنفسهم؟‬ ‫فقال األعرابي ‪ :‬ذهبوا مع الذين ال يسألون الناس إلحافا ً‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪47‬‬


‫حكايات‬

‫«الكتاب»‬

‫يوميات موظف في وزارة حقوق االنسان‬

‫سفير وزارتنا في النجف األشرف‪!..‬‬

‫الباحث املوسوعي‪ /‬عيل البدراوي‬ ‫يف صبيحة أحد االيام املمطرة كلمني‬

‫مختلف دول العالم‪ .‬وصلنا اىل النجف‬

‫الصديق املثقف االستاذ صاحب الكتبي‬

‫االرشف فكان االستاذ عبد الكريم بالل‬

‫طالبا مني اســتالم دعوته الرسمية‬

‫مدير مكتب الــوزارة يف النجف هناك‬

‫الشرتاك وزارة حقوق االنسان بجناح‬

‫بإستقبالنا مهيئا كل التسهيالت أمام‬

‫خاص تعرض من خاللــه نتاجاتها‬

‫مهمتنا الكبرية فكان أن وضعنا وإياه‬

‫املطبوعة اىل جمهور معرض النجف‬

‫خطة عمل ننطلق مــن خاللها نحو‬

‫الدويل السادس للكتاب‪ ..‬عرضت االمر‬

‫مرتادي املعرض يف أول أيامه‪.‬‬

‫عىل رئييس بالعمل الدكتور خليل الذي‬

‫يف صبيحة اليوم الثاني اســتيقظنا‬

‫بادر بمخاطبــة جهات الوزارة العليا‬

‫مبكرين لنتوجه صوب الهدف املنشود‬

‫بخصوص االمر وما هي اال سويعات‬

‫الذي جئنا من أجله لنرى أناقة املكان‬

‫قالئل مرت عىل يومي الوظيفي حتى‬

‫وتحضريه الراقــي‪ ،‬اضافة اىل جناح‬

‫حصلت عىل كافة املوافقات القاضية‬

‫الوزارة الالئق الذي تعب عليه املنسق‬

‫باشرتاك نتاجات الوزارة الفكرية بهذا‬

‫معنا االستاذ صاحب الكتبي لتنطلق‬

‫املحفل الدويل الثقايف الكبري‪ .‬مع تقديم‬

‫فعاليات املعرض طيلة ثالثة أيام من‬

‫كافة التســهيالت للموفدين من قبل‬

‫بقائنا فيه فكانت مشاهداتي كاالتي‪:‬‬

‫املركز االعالمي للوزارة اليه‪.‬‬

‫‪-1‬رجل ثمانيني مُســن كان يقلب يف‬

‫كنا ثالثة إعالميني (عيل وعيل وحسني‬

‫كتب االجنحة بشكل الفت وكأنه يبحث‬

‫مع ســائقنا عباس) نســتقل سيارة‬

‫عن يشء لم يجــده‪ ،‬يتوقف لبضعة‬

‫املركــز االعالمي حاملــن املئات من‬

‫دقائق أمــام جنــاح وزارة حقوق‬

‫مطبوعــات الــوزارة حاثني الخطى‬

‫االنســان يف املعرض وســط ترقبنا‬

‫صوب إحــدى قالع الفكــر بالعالم‬

‫وصمته ليمسك (جواز سفر اىل حقوق‬

‫االسالمي "النجف االرشف"‪.‬‬

‫االنسان) الذي خرج من رحم الوزارة‬

‫حديث دار بيننــا يف الطريق تمحور‬

‫قائال‪ :‬اال تخافون من التزوير؟‬

‫حول مهمتنا التي التخلو من الصعوبة‬

‫حسني قاسم ينربي له قائال‪ :‬ملاذا؟‬

‫كوننا حاملني ملهمة خاصة قد التخلوا‬

‫‪-‬فأجاب الرجل املسن انه جواز السفر‬

‫من املشــاق تكمــن بتعريف أهداف‬

‫العراقي وأنتم تعرضونه باملجان من‬

‫وزارة حقــوق االنســان اىل زائري‬

‫باب الدعاية؟‬

‫مدينة يؤمها يوميا عرشات االالف من‬

‫عيل جــواد عســكر يفتحــه مقلبا‬

‫‪48‬‬

‫صفحاته أمامه قائال‪:‬‬

‫بجوازنا!‪.‬‬

‫بل اقرأ ما فيه قبل أن تبدي رأيك من‬

‫‪-2‬رجل ديــن مُعمم يتكلم االنكليزية‬

‫غالفه فقط‪.‬‬

‫بطالقة قلب صفحــات كتب الجناح‬

‫يندهش مــن محتواه قائال‪ :‬ان فكرته‬

‫يتوقف مليا عند كتب الوزارة املنهجية‬

‫رائعة‪ ..‬جواز سفر اىل حقوق االنسان‪.‬‬

‫متمتما بعبــارات انكليزية لينربي له‬

‫ألجيبه بدوري‪:‬انه رســالتنا اىل ابناء‬

‫حسني قاســم عن طلبه فيتضح انه‬

‫شعبنا‪ .‬فيحتضننا نحن الثالثة قائال‪:‬‬

‫من الباكستان ويدور بينهما الحديث‬

‫وصلت رســالتكم ليس يل وحدي بل‬

‫االتي‪:‬‬

‫الهيل وجرياني ويضعه يف جيبه فرحا‬

‫*لم أكن أعــرف أن بالعراق وزارة‬

‫خارجا من املعــرض دون أن يُكمل‬

‫تعنى بحقوق االنسان؟‬

‫أجنحته وكأنه وجدا ضالته املنشودة‬

‫‪-‬حسني‪ :‬وها أنت ذا تعرف من خالل‬


‫تجربتنا مع هذه االفة رغم أننا ابتلينا‬

‫بشكل مبارش ال أن ننتظرهم يأتون‬

‫اتفاق التناوب فيما بيننا لتقف أمام‬

‫بها قبلكم‪..‬‬

‫الينا أو يقرأون موقعنا االلكرتوني‬

‫مطبوعــات الوزارة شــابة عراقية‬

‫وهنا يفتح الرجل الباكستاني كيسه‬

‫أو يــزورون مقــر وزارتنا لطرح‬

‫مقتنية إحــدى اصداراتنا املنادية‬

‫فيمأله بإصدارات الــوزارة قائال‪:‬‬

‫مشــاكلهم‪ ،‬فتوزيع املطبوع الذي‬

‫بحقوق املرأة سائلة اياي عن نشاط‬

‫ســتكون ســفريتكم يف الباكستان‬

‫يخرج عنا وانتشــاره يعد أهم مادة‬

‫الــوزارة املتعلق بحقوق النســاء‬

‫واعتربوني مندوبكم هناك‪.‬‬

‫مكملة لتأليفه وطباعته‪.‬‬

‫العراقيات الســيما االرامل منهن‪..‬‬

‫‪-3‬عندما اشــركنا باملعرض وضع‬

‫‪-5‬يف مســاء يــوم االفتتاح وصل‬

‫قلت لها بعبارات يتخللها االلم بأن‬

‫املركــز االعالمي لــوزارة حقوق‬

‫من بغداد الدكتــور خليل ابراهيم‬

‫ما اقتنيته هو افضل مرآة عاكســة‬

‫االنســان نصب أعينــه الرشائح‬

‫الزبيدي معاون مديــر عام املركز‬

‫لنشاطنا تجاهكن لتطلب مني زيارة‬

‫التي تؤمه لذلك لم تكن مشــاركتنا‬

‫االعالمي ليتوىل بنفسه إدارة جناح‬

‫وزارة وصفتها بأن اسمها يدعو اىل‬

‫عشوائية الجل املشــاركة فحسب‬

‫وزارة حقوق االنســان يف معرض‬

‫االمل بغد اجمــل وهي ارملة فقدت‬

‫بل جاءت مدروسة وفق خطة عمل‬

‫النجــف الدويل الســادس للكتاب‬

‫زوجها بإنفجار ارهابي غادر‪.‬‬

‫محكمة اشرتكنا بها جميعا كفريق‬

‫ويقدم رســالة الوزارة اىل مرتاديه‬

‫وإكتملت املهمــة بفراغ جناحنا من‬

‫عمل واحد‪ ..‬فما بني إصدار للطفولة‬

‫الذين ازدادوا مســاءا عرب جلســة‬

‫إصداراته‬

‫ونتاج لكبار الســن ولحقوق املرأة‬

‫حوارية جمعتــه معهم‪ .‬كنت عائدا‬

‫بثالثة أيام ختمنا كوفد مرســل من‬

‫وتعريف الضحايا بحقوقهم اضافة‬

‫مــن صالة املغــرب ألرى من بعيد‬

‫قبل وزارة حقوق االنسان للمشاركة‬

‫اىل الكتــب املنهجيــة والفولدرات‬

‫حشد من الناس يلتف حول الدكتور‬

‫يف معرض النجــف للكتاب مهمتنا‬

‫الجناح‬

‫التعريفية اكتملــت عندنا الصورة‬

‫خليل وهو يُلقي كالمه عليهم‪ ،‬بالبدء‬

‫عىل أتم وجــه منفذين الوصية ولله‬

‫*ال بل عرفت من خالل مطبوعاتكم‬

‫التي من خاللها نخاطب كل رشائح‬

‫لم أفهم سبب تخلل بعض مفردات‬

‫الحمد بــأن نعود وقد اســتفرغ‬

‫املذهلة‪ ..‬انها تجربة نحسدكم عليها‬

‫املجتمع وفئاته‪.‬‬

‫حديثــه باالنكليزيــة اال من خالل‬

‫الجناح بالكامــل من أية مطبوعات‬

‫بل ســأرفعها من خالل أحد اقاربي‬

‫‪-4‬محاميــة ومهنــدس وطبيب‬

‫اقرتابي نحوه الرى من خالل امللتفني‬

‫كونها نفذت جميعا خالل ثالثة أيام‬

‫لنستقي من عراقكم العظيم التجربة‬

‫وعامل بناء وطالبة دراســات عليا‬

‫حوله أشخاص أجانب من مدغشقر‬

‫من تواجدنا هناك‪.‬‬

‫وتكون لدينا بالباكستان وزارة تعنى‬

‫كانت لهــم وقفات عديدة مع جناح‬

‫ونيجرييا والهند وايران وباكستان‬

‫انها رســالتنا يف إيصــال صوت‬

‫بحقوق االنسان‪..‬‬

‫الوزارة باملعرض يجمعهم االنطباع‬

‫اضافة اىل بعض االخوة العرب‪.‬‬

‫الحقوق املدوي لكل رشائح املجتمع‬

‫يا الهي‪ ..‬تكتبــون وباالنكليزي عن‬

‫الطيب عن االصــدارات التي تخرج‬

‫أين حقي‬

‫أينما كانوا وبــكل اهتمام‪ ،‬عندها‬

‫ضحاياكم مــن جرائم االرهاب؟ أين‬

‫من الوزارة وتجمعنــا نحن قناعة‬

‫يف اليوم الثاني ذهب زمالئي بالوفد‬

‫ســتكون وزارة حقوق االنســان‬

‫نحن من هــذا؟ ونحــن البلد الذي‬

‫بأن علينا أن نسعى أكثر لالحتكاك‬

‫اىل صالة الظهر ألتوىل إدارة الجناح‬

‫حارضة يف كل البيوت وهذا ما نطمح‬

‫يفاخر بتطوره وذرته ولم ندون قط‬

‫باملجتمــع وتقديم رســالتنا اليه‬

‫لحني عودتهم ومن ثم ذهابي حسب‬

‫اليه‪.‬‬ ‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪49‬‬


‫ثقافية‬

‫عزام صالح ‪..‬‬ ‫أول ﻣﺨﺮج تلفزيوني ﻳﺪﺧﻞ ﻋﺎﻟﻢ األهوار ‪..‬‬ ‫ويدافع عن حقوق أهاليها‬ ‫عبد الجبار العتابي‬ ‫ﻛﻨﺖ ﺷﺎھﺪا ﻋﻰﻠ اﺣﺪاث جرت يف االهوار ﻲﻓ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن‬ ‫‪ ،‬وبالتحديد يف ﻋﺎم ‪ 1985‬وﺷﺎھﺪت اﻟﺠﺎﻣﻮس ﻛﯿﻒ‬ ‫ﻳﻤﻮت وﺳﻜﺎن اﻻھﻮار ﻛﯿﻒ ﺗﻢ ترحيلهــم وﺷﺎھﺪت‬ ‫اﻤﻟﺨﯿﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﻜﻨﻮھﺎ‪ ،‬ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﺪرﺳﺎ‬ ‫ﻲﻓ ﻣﺪرﺳﺔ ســكانها ﻣﻦ اھﻞ اﻻھﻮار وﻟﺪيّ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ‬ ‫معهم واﻋﺮف ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ حياتهم‪ ،‬وكلها ﺑﻘﯿﺖ ﻣﺨﺰوﻧﺔ‬ ‫ﻲﻓ اﻟﺬاﻛﺮة وﻗﺪ اﺳﺘﻔﺪت منهــا ﻲﻓ ﺘﺼﻮﻳﺮ مسلســل‬ ‫(امطار النار)‪.‬‬ ‫هكذا تحدث املخــرج التلفزيوني عزام صالح عن‬ ‫اهل االهوار الذين اضطهدهــم النظام الدكتاتوري‬ ‫وقام بتهجريهم من موطنهــم االصيل بعد ان جفف‬ ‫االهوار وقتل الحيوانات وحرق الزرع ‪،‬فكانت الصورة‬ ‫واضحة امام املخرج الذي ما ان وقع بني يديه النص‬ ‫حتى وجد نفسه متحمســا للدفاع عن حقوق اولئك‬

‫عزام صالح‬

‫‪50‬‬

‫النــاس ‪ ،‬حقوقهم الكثرية يف العيش بكرامة يف املكان‬ ‫الــذي يحبونه وفيه تنبت جذورهــم ‪ ،‬عزام ‪ ..‬يؤكد‬ ‫انه اشــتغل املسلســل لكي يظهر بشكل واضح ما‬ ‫تعرض له سكان االهوار من سلب لحقوقهم املرشوعة‬ ‫ولحريتهم وانتزاعهم من اراضيهم بالتعسف‪ ،‬واراد‬ ‫ان يرشح ما اخفاه النظــام وما افرتاه عىل الناس يف‬ ‫محاوالته لتربير تجفيف االهوار ‪.‬‬ ‫اﻤﻟﺨﺮج ﻋﺰام ﺻﺎﻟﺢ ‪ ..‬يؤكــد انه اول ﻣﺨﺮج ﻋﺮﺑﻲ‬ ‫ﻳﺪﺧﻞ ھﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻤﻟﺎﺋﻲ ﻣﺮﺘاﻣﻲ اﻻطﺮاف وﻳﺮﻛﺰ‬ ‫ﻛﺎﻣﯿﺮاﺗﻪ ﺑﯿﻦ ﻗﺼﺒﻪ وﺑﺮدﻳﻪ وﺳﻂ ﻣﯿﺎه ﺗﻐﺘﺴﻞ‬ ‫بنفســها وﺗﺘﺼﺒﺐ ﺑﯿﻦ جوانبهــا وﺗﺤﺎﻛﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ‬ ‫اﻤﻟﻤﺘﺪ اﻰﻟ اﻗﺎﻲﺻ اﻟﺪﻧﯿﺎ‪ ،‬ﻓﻜﺎن ﻋﺰام ﺻﺎﺣﺐ اول ﻋﻤﻞ‬ ‫دراﻣﻲ ﻳﺼﻮر ﻲﻓ اھﻮار اﻟﻌﺮاق ﺣﻤﻞ اﺳﻢ (اﻣﻄﺎر‬ ‫اﻟﻨﺎر)‪ ،‬تأليف الكاتب صباح عطوان ‪،‬وھﻮ اﻳﻀﺎ ً اول‬


‫ﻣﺴﻠﺴﻞ ﻋﺮﺑﻲ ﻳﺴﺮﺒ اﻏﻮار اﻻھﻮار وﻳﺮﺸح ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ‬ ‫ﻣﻦ ايامهــا ولياليهــا ﻲﻓ زﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﯿﻪ ﺗﺘﻨﻔﺲ‬ ‫ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ وﻻ ﺗﻌﺮف ﺳﻮى اﻟﻀﺠﯿﺞ واﺮﺳاب اﻤﻟﻮت‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺣﺎﻣﺖ ﻓﻮق ﻣﻮﺟﺎت اﻤﻟﺎء فجففتها وﻏﯿﺮت ﻟﻮن‬ ‫وجهها اﻤﻟﺎﺋﻲ اﻰﻟ ﺗﺮاﺑﻲ ﻛﺎﻟﺢ‪ ،‬وﻗﺪ ﻧﺎﻟﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﺰام‬ ‫ھﺬه ﻗﺪرا ﻛﺒﯿﺮا ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎح ﺿﺎھﻰ ﻣﺎ ﻧﺎﻟﻪ ﻏﯿﺮه‬ ‫ﻣﻦ اﻻﻋﻤﺎل اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﺎﻤﻟﯿﺰاﻧﯿﺎت اﻟﻀﺨﻤﺔ واﻟﻨﺠﻮم‬ ‫اﻤﻟﻌﺮوﻓﯿﻦ ﻟﻜﻦ ھﻨﺎ ﻛﺎن الهور ھﻮ اﻟﺒﻄﻞ‪ ،‬وســكانه‬ ‫هم االبطال الذين شعر بعذاباتهم وقلة حيلتهم امام‬ ‫سلطة متجربة ‪،‬‬ ‫يقول املخرج عزام صالــح ‪ :‬انا اول مخرج درامي‬ ‫دخل االهوار حامال كامريته التلفزيونية ‪ ،‬اردت ان‬ ‫اقول كل ما نفيس تجاه الناس الذين سلبت السلطة‬ ‫حقوقهم وها انذا اعلن احتجاجي دفاعا عنهم وعن‬ ‫ما عانوه من ظلم وعذاب‪ ،‬وكانت ســعادتي ﻛﺒﯿﺮة‬ ‫وانا اوثق ذلك‪ ،‬ﻓﻠﯿﺲ ﺷﯿﺌﺎ ﺳهال اﻟﺪﺧﻮل اﻰﻟ ﻋﺎﻟﻢ‬ ‫اﻻھﻮار وﺗﺼﻮﻳﺮ اﺣﺪاث ﺟﺮت ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﻳﺴﻌﺪﻧﻲ‬ ‫اﻧﻨﻲ اول ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻋﺎم ‪ 2007‬وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻲ‬ ‫ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﺠﻮم اﻟﻔﻦ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻣﺜﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر‬ ‫ا ﻟﺴﻠﻤﺎ ن‬ ‫اﻟﺒﺮﺼي وﻋﻮاطﻒ‬ ‫و ﻛﺎ ظ ﻢ‬ ‫وﺳﺎﻣﻲ ﻗﻔﻄﺎن‬ ‫ا ﻟﺠﺒﺎ ر‬ ‫اﻟﻘﺮﻳﻲﺸ وﻋﺒﺪ‬ ‫ا ﻟﺮﺸﻗﺎ و ي‬ ‫وﻧﺠﻼء‬ ‫وﻋﺪﻧﺎن ﺷﻼش‬

‫ﻓهمــي وﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ﺳﻜﺮ وﻋﻮاطﻒ ﻧﻌﯿﻢ وطﻪ مثلمــا ﻟﻢ اﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮھﺒﺔ ﻻﻧﻨﻲ ﺳﺒﻖ ﻲﻟ ان ﻋﺸﺖ ﻲﻓ‬ ‫اﻤﻟﺸهداﻧﻲ وﻣهران ﻋﺒﺪ اﻟﺠﺒﺎر وﺣﻤﯿﺪﻋﺒﺎس وﻣﯿﻼد ھﺬه اﻟﺒﯿﺌﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺟﻨﺪﻳﺎ ﻲﻓ اﻳﺎم اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ‬ ‫ﺮﺳي وﻏﯿﺮھﻢ ﻛﺜﯿﺮون‪ ،‬وﻗﺪ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﻛﻔﺮﻳﻖ ان اﻻﻳﺮاﻧﯿﺔ واﻋﺮف اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ تفاصيلها ﻟﺬﻟﻚ وﺟﺪﺗﻨﻲ‬ ‫ﻧﺘﺤﺪى اﻟﻈﺮوف اﻟﺒﯿﺌﯿﺔ واﻻﻧﺘﺎﺟﯿﺔ وان نجتهد ﻲﻓ ان اﻋﺮﺒ ﻋﻦ اﻓﻜﺎري‪ ،‬وﺑﺎﻤﻟﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻻھﻮار وﻗﺖ‬ ‫ﻧﻘﺪم ﻋﻤﻼ ﻳﻠﯿﻖ ﺑﺎﻟﺪراﻣﺎ اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ‪ ،‬اﻧﺎ ﺳﻌﯿﺪ ﻻن ﻣﺎ ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﻌﻤﻞ ﻛﻤﺎ ھﻲ اﻻن ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺎطﻖ ﻗﻠﯿﻠﺔ‬ ‫ﺣﺪث ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻢ اتوقعها‪ ،‬واﺳﺘﻄﻌﺖ ﻛﺄول ﻣﺨﺮج ان اﻤﻟﯿﺎه ﻟﺬﻟﻚ اﺷﺘﻐﻠﺖ ﻋﻰﻠ ان اظهرهــا ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﺎﻲﻟ‬ ‫ﻳﻨﻘﻞ اﻰﻟ اﻤﻟﺸﺎھﺪ ﺑﯿﺌﺔ اﻻھﻮار اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺸﺎھﺪھﺎ ﻣﻦ وﺣﺎوﻟﺖ ان اﺑﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻠﻘﻄﺎت اﻟﺠﻤﯿﻠﺔ اﻤﻟﻌﺮﺒة ﻋﻦ‬ ‫ﻗﺒﻞ‪ ،‬وﺑﺮﺼاﺣﺔ ﻟﺴﺖ ﺳﻌﯿﺪا‪ ،‬ﻓﻘﻂ ﺑﻞ اﻧﺎ ﻣﺤﻈﻮظ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻻھﻮار ‪.‬‬ ‫وتابــع ‪ :‬اﻋﻄﺘﻨﻲ االهوار ﻛﻞ اﻟﺠﻤﺎﻟﯿﺎت‪ ،‬واﺳﺘﻔﺪت‬ ‫اﻳﻀﺎ‪.‬‬ ‫واضــاف ‪ :‬ﻛﺎﻧﺖ التجربة ﻛﺒﯿﺮة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻲﻟ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺒﯿﺌﺔ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ اﻟﺤﯿﺎة فيها‪ ،‬ﻣﻦ بيوتها اﻤﻟﺒﻨﯿﺔ ﺑﺎﻟﻘﺼﺐ‬ ‫ﺗﺨﺘﻠﻒ وھﻨﺎك ﻓﺮﺻﺔ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻜﺎﻣﯿﺮا‪ ،‬واﻟﺮﺒدي وﻣﻦ ﺗﻨﻮر اﻟﺨﺒﺰ وﻣﻦ اﻟﺰوارق وﻣﻦ ﻣﻼﺑﺲ‬ ‫ﻓﺎﺷﺘﻐﻠﺖ ﻋﻰﻠ اﻟﺤﺮﻛﺔ واﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻣﻔﺮدات اﻟﺒﯿﺌﺔ اﻟﺴﻜﺎن ھﻨﺎك واﺳﺘﻔﺪت ﺣﺘﻰ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ‪ ،‬وﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻛﺎﻟﺰوارق ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ھﻨﺎك ﺣﺮﻛﺔ اﻤﻟﺠﺎﻣﯿﻊ اﻟﺘﻲ ﻋﯿﻮﻧﻲ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻲﻓ اﻻرﺟﺎء ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺬي‬ ‫ﻳﻤﻜﻦ ان ﺗﻌﻄﻲ ﺻﻮرة ﻣﻠﺤﻤﯿﺔ‪ ،‬وﻻﻧﻪ ﻻﻳﻮﺟﺪ رﻗﯿﺐ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﻪ اﻻھﻮار‪ ،‬وﺑﺮﺼاﺣﺔ اﻻھﻮار ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻄﻠﺔ اﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ّ‬ ‫ﻋﻠّ ﻛﺎﻤﻟﻮﺿﻮع اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺬي ﻳﺠﺐ ان اﺗﻤﺴﻚ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﺘﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﺟﻤﺎل وﺳﺤﺮ ‪.‬‬ ‫ﺑﻪ ﺣﺮﻓﯿﺎ‪،‬ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻄﻌﺖ ان اطﺮح اﻓﻜﺎري ﺑﺸﻜﻞ وختــم حديثه قائال ‪ :‬لم اﺷﻌﺮ ﻲﻓ ﻟﺤﻈﺔ ما ﺑﺎﻟﺨﻮف‬ ‫ﻣﻤﯿﺰ وھﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ اﻗﻮل ان اﻤﻟﺼﺪاﻗﯿﺔ ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻔﺸﻞ‪ ،‬فأنــا ﻣﻨﺬ ان ﻗﺒﻠﺖ اﻟﻌﻤﻞ وﻗﺮأت اﻟﻨﺺ‬ ‫مئة باملئة‪ ،‬فلــم أﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮھﺒﺔ ﻣﻦ النص الذي ﻛﺘﺒﻪ ﻓﺘﺤﺖ ﻋﯿﻨﻲ ﻋﻰﻠ وســعهما ورﺣﺖ اﻓﻜﺮ ﻛﯿﻒ‬ ‫ﻛﺎﺗﺐ ﻛﺒﯿﺮ ﻣﺜﻞ ﺻﺒﺎح ﻋﻄﻮان وﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﻏﺎﻣﺾ ﺳﯿﻜﻮن‪ ،‬وﺑﺮﻏﻢ اﻧﻨﻲ اﻋﺮف اﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻻﻧﺘﺎج وﺻﻌﻮﺑﺔ‬ ‫ﻣﺜﻞ اﻻھﻮار ‪ ،‬بــل ﻋﻰﻠ اﻟﻌﻜﺲ ‪،‬ﻓﻘﺪ ﻓﺘﺤﺖ اﻻھﻮار اﻟﻈﺮف واﻟﻮزر اﻟﺬي اﺗﺤﻤﻠﻪ ان ﺣﺪﺛﺖ اﻳﺔ اﺷﻜﺎﻻت‬ ‫اﻣﺎﻣﻲ آﻓﺎﻗﺎ واﺳﻌﺔ وﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ارﺳﻢ اﻓﻜﺎري ﻋﻰﻠ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺰﻣﻦ‪،‬كان همي االول ان اعيد لهؤالء الناس‬ ‫عاملهــا اﻟﻔﺴﯿﺢ وﺗﻌﻄﯿﻨﻲ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ‪ ،‬اﻣﺎ حقوقهم املغتصبة من خالل الدفاع عنها وتأكيدها‬ ‫ﺻﺒﺎح ﻋﻄﻮان ﻓﺄﻧﺎ افهمه ﺟﯿﺪا‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﯿﺪ ‪ ..‬ﻟﻢ اﺷﻌﺮ وتوثيقها يف هذا املسلســل الذي نــال اعجاب اهل‬ ‫ﺑﺎﻟﺨﻮف ﻣﻦ املشاهد التي كتبها وان كانت طويلة ‪ ،‬االهوار قبل غريهم‪.‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪51‬‬


‫منوعات‬

‫تيح‬

‫مفا‬

‫ياة‬

‫الح‬

‫الذات ليست شيئا جاهز الصنع‪ ،‬بل هي شيء دائم التك ّون عرب إختيار األفعال‪.‬‬ ‫احل��ظ حس��نا كان أم س��يئا‪ ،‬دائم��ا ما س��يكون معنا‪ ،‬لكن��ه غالبا ما ميي��ل للذكي ويدير‬ ‫ظهره للغيب‪.‬‬ ‫من املفيد دائما أن تضع عالمة استفهام على االشياء اليت طاملا اعتربتها من املسلمات‪.‬‬ ‫الذكريات هي اللعنة اليت ال تفارقنا‪ ،‬إذ مبقدار ما تتيح لنا الس��فر حنو فضاءات واس��عة‬ ‫من احلرية‪ ،‬فإنها يف نفس الوقت تصبح سجنا حنبس أنفسنا فيه‪.‬‬ ‫إمتناع الصاحلني من املواطنني عن االدالء بأصواتهم يقابله فوز الفاسدين يف االنتخابات‪.‬‬ ‫نه��ر احلي��اة مليء بالعثرات‪ ،‬وقد تس��اعدنا كلمة مسعناها أو قرأناه��ا أن نتجنب إحدى‬ ‫عثرات احلياة أو ننهض بعد كبوة‪.‬‬ ‫احلب والكرامة كاملاء والزيت ال ميتزجان ابدا‪.‬‬ ‫ميكننا أن نتعلم حتى من أعدائنا‪.‬‬ ‫إذا جاريت يف خلق دنيئا فأنت ومن جتاريه سواء‬ ‫ان أعظم ما يف حياتنا ليس أن نعرف أين نقف‪ ،‬بل معرفتنا لالجتاه الذي نتقدم حنوه‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫التأثريات الدولية والنوايا السياسية‬ ‫بالتأكيد ان حالة الرصاعات التي تشــهدها البلدان غري املستقرة سياســيا وعسكريا وامنيا تكون بيئة‬ ‫مالئمــة لتدخالت وتأثريات الكثري من الــدول املجاورة لها وغري املجاورة‪ ،‬وهــذه التدخالت مصدرها‬ ‫ضعف القرار الســيايس وانعدام تماسك النســيج الربملاني الذي اصبح سوقا لتصدير االزمات املفتعلة‬ ‫وغري املفتعلة‪ ،‬وبالتأكيد أنه ال يخفى عىل الكثري من السياســيني املواقف املزدوجة التي تتصدر اولويات‬ ‫عملهم الســيايس‪ ،‬اذ انهم ومن خالل زياراتهم الدولية يحملون معهم مشاريع وسيناريوهات لتمزيق‬

‫ساعة الصفر‬ ‫د‪.‬حســين دبي الزويني‬

‫البلد وتمرير مخططات عقدت يف غرف حمراء وجلســات العهر السيايس التي دأب اغلبهم عىل تسميتها‬ ‫بـ»االجندات» واملصالح الدولية التي تتناغم مع طبيعة ميول السيايس املعارض للحكومة تارة واملشارك‬ ‫فيها تارة اخرى‪.‬‬ ‫كما ان حدود التأثريات الدولية يف بعض االحيان يصل اىل مديات تعطل دور الحكومة وسياقاتها الربملانية‬ ‫عىل كافة املســتويات‪ ،‬لكن استمرار حالة «املد والجزر» بني قادة الكتل السياسية دفعت بتلك الدول اىل‬ ‫«التفكري بالنيابة» مللء الفراغ السيايس واالسرتاتيجي‪.‬‬ ‫وقد ترتفع اصوات املناشــدة واالســتغاثة الدولية يف بعض االحيان اىل حدود غري معقولة‪ ،‬خاصة وان‬ ‫الجميع يعلم بان الرصاعات يف العراق هي رصاعات ســلطوية مصدرها االحزاب املتناحرة‪ ،‬ففي الوقت‬ ‫الذي نجد فيه طرفا يتحدث عن الحوار السيايس ورضورة االصالحات السياسية للمواقف املختلف عليها‪،‬‬ ‫باملقابل نجد طرفا اخر يتمسك ويشــكك يف النوايا السياسية للحكومة وجديتها يف املشاركة السياسية‬ ‫الحقيقية‪ ،‬وهنا بيت القصيد‪ ..‬مادامت املسألة تتعلق بالنوايا الحسنة والسيئة‪ ،‬فالطرفان قد فقدا الثقة‬ ‫احدهما باالخر‪ ،‬ولذلك نحن أزاء مشــكلة اخرى وهي «ازمة الثقة» بني االطراف السياســية املختلفة‪،‬‬ ‫وهذه ليســت باملســألة بالغة التعقيد‪،‬اذ يمكن تجاوزها من خالل عقد االتفاقيات التي ال تمس سيادة‬ ‫الدولة وال ترجح كفة اذعانها لرغبات سياسية غري رشعية وال دستورية‪ ،‬ويف أسوأ االحوال يمكن اللجوء‬ ‫اىل التصويت الســيايس بخصوص تحديد مســتقبل الحكومة بعيدا عن الصفقات املشبوهة التي تقف‬ ‫وراءها الدوافع السياسية غري املنضبطة‪ ،‬وال نريد للعقل الجمعي السيايس ان يفكر خارج نطاق التغطية‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫ومهما يكن من أمر فان الدول العظمى ذات النفوذ االخطبوطي يف الرشق االوسط ال تؤمن بنظرية النوايا‬ ‫الحســنة والسيئة‪ ،‬لكنها تغازل دول الالســتقرار للوصول اىل غاياتها املتوارثة والنابعة من طموحات‬ ‫السيطرة واالســتحواذ عىل الدول التي تقاس رسعة تطورها بعدد ترددات حركاتها «السلحفاتية»‪..‬وال‬ ‫نريد بذلك ان نقلل من شأن الدول ذات النمو البطيء‪ ،‬لكنها وبامتياز حملت لقب الدول االستهالكية سواء‬ ‫كانت منبعا لثروات نفطية او منبعا لرساق «فذلكية»‪ ،‬ويف كلتا الحالتني هي تعاني من حاالت «الشفط»‬ ‫وعمليات «التشــويه» لخارطتها السياسية الوطنية‪ ،‬اي انها تعيش حالة الالتوازن نتيجة دوامة «النهب‬ ‫املستمر» لعطاءها وتهمة «التبعية» امللصقة بجبينها حتى يف ظل دورها الريادي ونهجها السيادي‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫منوعات‬

‫مازلنا على قيد الحياة !!‬ ‫عيل البدراوي‬ ‫صورتان جمعت بينهما ســمة مشرتكة‬ ‫تكمن يف أنه ليــس كل ضحية مصريها‬ ‫املوت‪ ..‬فكم من ضحيــة فعل إجرامي‬ ‫نفذت من شباك املوت ولسان حالها يردد‬ ‫ما زلت عىل قيد الحياة ورحل جالدي اىل‬ ‫األبد‪ .‬صورتان بغض النظر عما اذا كانتا‬ ‫قــد ُألتقطتا يف ميادين الحروب او خالل‬ ‫املآيس العديدة التي شــهدتها البرشية‬ ‫لكنهمــا دمجتــا يف كل منهما املايض‬ ‫بالحارض لتكون ملن يراها إيقونة مصري‬ ‫إنساني جسدت مأســاة طفولة تحولت‬ ‫فيما بعد اىل مستقبل مرشق ألصحابها‪.‬‬ ‫أولهما صورة هزت االنسانية يف عرصها‬ ‫وكانت إحدى أسباب وضع الحد لحرب‬ ‫فيتنام ‪ ،‬فقد التقطت باالبيض واالســود‬ ‫لفتاة عارية تهــرب مذعورة من قريتها‬ ‫التــي تعرضت لقصــف بالنابالم أيام‬ ‫الحرب الفيتنامية‪.‬‬ ‫من يرى الصورة يخيل له بأن صاحبتها‬ ‫قــد ماتت يف لحظتها لكن تشــاء ارادة‬ ‫اللــه أن تحيا لتكون شــاهدة حية عىل‬ ‫صــورة انتهاك فاضح بحــق الطفولة‪.‬‬ ‫يخيل للمشــاهد بأن الحياة توقفت عند‬ ‫هذه اللقطــة التي كانت تهــرول فيها‬ ‫الطفلة كيم فــوك املصابة بنابالم الغزاة‬

‫‪54‬‬

‫صارخة (ساخن ‪ ...‬ساخن‪ ...‬ال أحتمله)‬ ‫‪ ،‬لكنها تعافت فيما بعد وشــفيت حتى‬ ‫أشتد عودها وكربت ثم هاجرت اىل كندا‬ ‫حيث هي اآلن لتســاعد االطفال الذين‬ ‫يعانون من أهوال الحــروب يف العالم‪.‬‬ ‫قليل مــن الناس يمكن ان يخطر ببالهم‬ ‫عندما يصادفون كيم فوك يف شــوارع‬ ‫تورونتو الكندية حيث تعيش مع زوجها‬ ‫وطفليها‪ ،‬ان هذه السيدة هي تلك الطفلة‬ ‫الصغرية التــي صعقت العالم بالصورة‬ ‫التي ُألتقطت لهــا وهي تفر من النابالم‬ ‫اىل درجة ان الرئيس االمريكي ريتشارد‬ ‫نيكسون شــكك آنذاك يف كون أن هذه‬ ‫الصورة مبارشة وحقيقيــة‪ .‬لقد بدأت‬ ‫معاناة كيم فوك يف الثامن من يونيو من‬ ‫عــام ‪ 1972‬حني بدأت تنترش معلومات‬ ‫بان مليشيا «الفايت كونغ» يتقدمون نحو‬ ‫قريتها الواقعة يف جنوب فيتنام‪ .‬واعقب‬ ‫ذلك وصول جنود من فيتنام الجنوبية‪،‬‬

‫االمر الذي ادى اىل وقوع اشتباكات قوية‬ ‫اضطرت عائلة كيــم فوك من الهرب اىل‬ ‫معبد قريب‪ .‬ويف احدى اللحظات خرجت‬ ‫الطفلة من املعبد الذي كانت هربت اليه‬ ‫مع عائلتها خوفــا من املعارك‪ ،‬فظهرت‬ ‫يف الجــو فجأة طائــرات يقول البعض‬ ‫انها كانت تابعة لفيتنام الجنوبية‪ ،‬فيما‬ ‫تقول مصادر اخرى انها امريكية وبدأت‬ ‫ترمي بالنابالم عىل القرية ظنا ً منها انها‬ ‫تهاجم مليشيا الفايت كونغ‪ .‬كيم تتذكر‬ ‫تلك اللحظات بدقــة‪ ،‬حيث تقول‪ :‬رأيت‬ ‫طائرات تنخفض ثم شــاهدت سقوط‬ ‫اربــع قنابل‪ ،‬فاشــتعلت النريان يف كل‬ ‫مكان حويل‪ ،‬وبعدئذ رأيت النريان تشتعل‬ ‫بجســدي‪ ،‬وال ســيما عىل اليد اليرسى‬ ‫فاحرتقت ثيابــي ‪ ،‬و بكيت وهربت من‬ ‫النار‪ ،‬وكانت املعجزة ان أرجيل لم تحرتق‬ ‫ولهذا تمكنت من الفرار‪.‬لقد هربت كيم‬ ‫من الجحيم املشــتعل مع اطفال آخرين‬


‫وجنود من فيتنام الجنوبية عرب الطريق‬ ‫الرئيــي‪ ،‬وهناك التقــط مصور وكالة‬ ‫االسوشــيتدبرس صورته املؤثرة لها ‪،‬‬ ‫وعندما وصلت كيم اىل املراسلني والجنود‬ ‫كانت يف حالة صدمــة‪ ،‬ولذلك لم تتمكن‬ ‫ســوى من رشب املاء ثم أغمي عليها‪ .‬نك‬ ‫اوت مصور وكالة االسوشــيتدبرس لم‬ ‫يكن املصور الــذي ألتقط صورتها التي‬ ‫دخلت عالــم الصحافة كرمز لبشــاعة‬ ‫حرب فيتنام فحسب‪ ،‬وانما ايضا منقذها‪،‬‬ ‫حيث وضعها يف ســيارته ونقلها اىل أحد‬ ‫املستشــفيات ثم قام بتحميض الفيلم‪،‬‬ ‫وقد حصل الحقا عىل جائزة بولتز عليها‪.‬‬ ‫يقول نك عــن الصورة التــي ألتقطها‬ ‫« بأنهــا لم تعجب مســؤويل الوكالة يف‬ ‫البدايــة ألن الطفلة كانــت عارية‪ ،‬لكن‬ ‫عندما قلت لهم إن القرية التي كانت فيها‬ ‫تعرضت للنابالــم وان ثيابها احرتقت‪،‬‬ ‫وســمح بنرشها »‪ .‬وعىل‬ ‫اختلف الوضع ُ‬ ‫الرغم من ان حروق كيــم كانت عميقة‬ ‫ولم يمنحها االطباء فرصة كبرية للعيش‬

‫فإنها تمكنت بعد ‪ 14‬شهرا ً من االقامة يف‬ ‫املشفى خضعت فيها لسبع عرشة عملية‬ ‫من العودة اىل أهلهــا‪ .‬الحقا أوفدت كيم‬ ‫للدراسة يف كوبا‪ ،‬حيث تعرفت عىل طالب‬ ‫فيتنامي‪ ،‬ثم تزوجا هناك‪ ،‬وعندما توجها‬ ‫عام ‪ 1992‬يف رحلة شهر العسل توقفت‬ ‫الطائرة يف كندا للتزود بالوقود فطلبا حق‬ ‫اللجوء وبقيا هناك اىل اليوم‪ .‬وبعد أربعة‬ ‫أعوام من ذلك توجهت كيم اىل واشنطن‬ ‫للمشاركة يف احتفاالت املحاربني القدماء‬ ‫ممن شــاركوا يف حرب فيتنــام‪ ،‬وهناك‬ ‫ألتقت الطيــار االمريكي الذي قاد رسب‬ ‫الطائرات التي هاجمت قريتها يف ‪ 8‬يونيو‬ ‫‪ ، 1972‬وخالل اللقاء سامحته عىل الفعل‬ ‫العنيف الذي أرُتكب بحقها‪ .‬وأثناء ذلك‬ ‫الوقت نشأت لديها فكرة تأسيس جمعية‬ ‫كيم فوك ملســاعدة االطفال من ضحايا‬ ‫الحروب ‪ ،‬وهي جمعية انسانية تعمل عىل‬ ‫توفري االدوية والعربات لالطفال املعاقني‬ ‫والجرحى واملرىض‪.‬‬ ‫الصورة الثانية‬

‫ما ذكرنــاه آنفا كان حدثــا عامليا أثر‬ ‫باالنســانية جمعاء من خــال صورة‬ ‫عربت عما بداخــل صاحبتها‪ ،‬أما حدثنا‬ ‫الثاني فداللته تكمن بما أعرتى شــعبنا‬ ‫مآس أصابته‬ ‫من أقصــاه اىل أقصاه من‬ ‫ٍ‬ ‫من قبل نظــام قمعي تعســفي‪ ..‬فمع‬ ‫الذكرى السادســة والعرشون ملأســاة‬ ‫حلبجة انترشت عــى صفحات التواصل‬ ‫االجتماعي الصورة الشهرية للطفلة التي‬ ‫تحمل أختهــا الصغرية هاربة من جحيم‬ ‫القصف الكيمياوي االجرامي الذي طال‬ ‫مدينتهم تلوذان بمأوىً يقيهم من جور‬ ‫املجرمني أعداء االنسانية‪ ..‬أثرت الصورة‬ ‫كثــرا وقتها والتزال لكــن دون معرفة‬ ‫مصري صاحبتيهــا اللواتي كان الجميع‬ ‫يع ُ‬ ‫ُدهن رقما مــن أرقام ضحايا حلبجة‪،‬‬ ‫حتى حانت لحظة ظهور الوجوه املرشقة‬ ‫لشابتني ظهرتا تزامنا مع الذكرى ‪ 26‬من‬ ‫مآســاة حلبجة ‪ ،‬وهما بجوار بعضيهما‬ ‫قائلتان لكل من يــرى صورتيهما بأننا‬ ‫الزلنا عىل قد الحياة‪.‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪55‬‬


‫مؤثرون‬

‫هو تشي منه‬ ‫أصمدوا و واجهوا كما صمد‬ ‫الحسني بن عيل بوجه الظلم‬ ‫هو ىش منه (‪)1969 - 1890‬‬ ‫يعد مؤسس الدولة الفيتنامية‬ ‫الشمالية ورائد النهضة‬ ‫الوطنية يف الهند الصينية‪.‬‬ ‫ينتمى (هو ىش منه) إىل‬ ‫أرسة فقرية معدمة ‪ ،‬هاجر‬ ‫اىل بريطانيا للعمل هناك عام‬ ‫‪ 1914‬ثم عاد وألتحق باحدى‬ ‫حركات التحرير ليخوض مع‬ ‫رفاقه حروبا محدودة ضد‬ ‫االستعمار الفرنيس لبالده عام‬ ‫‪. 1917‬‬

‫‪56‬‬

‫«‬


‫يف عام ‪ 1924‬قام بزيارة روســيا ويف عام‬ ‫‪ 1930‬أصبــح عضوا فاعالً ضمن الحركة‬

‫الفييتنامــى بدال من الفرنســيني‪ .‬أقرت‬

‫الوطنية الفييتنامية ‪ ،‬ويف عام ‪ 1940‬دخلت‬

‫أتفاقية جنيف‪ 21‬تموز‪1954‬عىل تقسيم‬

‫اليابان الحرب ضد فرنسا فاحتلت فييتنام‬

‫فيينام إىل جمهورية فييتنام الديموقراطية‬

‫وبسطت نفوذها مكان الفرنسيني وواصل‬

‫بقيادة هو ىش منــه ‪ ،‬وجمهورية فييتنام‬

‫نضاله السياىس والعسكري ضد اليابانيني‬

‫وحكومتها يف الجنوب ‪ ،‬وبعد عامني من عقد‬

‫الذين خرسوا الحرب العامليــة الثانية يف‬ ‫‪ 14‬آب ‪ ، 1945‬وأُعلن اســتقالل فيتنام ‪،‬‬

‫هذه األتفاقية اندلعت الحرب مجددا لتمتد‬

‫حتــى دخلت الواليات املتحدة املســتنقع‬

‫إىل كامل شبة جزيرة الهند الصينية وذلك‬

‫بعدها أُقرت اتفاقية بوتسدام حول املشكلة‬

‫بســبب تنامى الوعى السياىس يف فييتنام‬

‫الفيتنامية بأن تحل بريطانيا محل اليابان‬

‫الجنوبية وازدياد النقمة عىل نظام الرئيس‬

‫يف القســم الجنوبي واحتفاظ هو ىش منه‬

‫الفييتنامى الجنوبى (نغودين ديام) الذي‬

‫بالقسم الشــمايل من فيتنام ‪ ،‬ومع تمركز‬

‫فرضته الواليات املتحدة‪ ،‬وقد اخذت الحرب‬

‫هوىش منه يف الشــمال ودعم الصينيني له‬

‫تنتقــل إىل جنوب فييتنام بشــكل حرب‬

‫اتخذ من هانــوي عاصمة لحكومته قامت‬

‫عصابات عىل اتبــاع الرئيس وعىل الوجود‬

‫القوات الربيطانية بالســماح للفرنسيني‬

‫العسكري االمريكى واســتطاعت القوى‬

‫باحتالل املنطقة الوســطى والجنوبية من‬

‫الثورية الجنوبية ان تؤسس جبهة التحرير‬

‫فييتنام عىل أثرها خاض هو ىش منه معارك‬

‫الوطنية لجنــوب فييتنام ‪ ،‬حيث كان دور‬

‫عنيفة ألجبار الفرنســيني عىل االنسحاب‬ ‫وكانت هذه املعــارك التي امتازت بحرب‬ ‫العصابات مرهقة ومكلفة للقوات الفرنسية‬ ‫املســتعمرة‪ .‬يف عام ‪ 1949‬اقيم تحالف‬ ‫معادي لالســتعمار الفرنيس يف فييتنام ‪،‬‬ ‫وازاء هذا الحلف اقرت فرنســا بهزيمتها‬ ‫العسكرية يف فيتنام وأُعلن استقالل القسم‬ ‫الجنوبي من فيتنام لكن رسعان ما تشكلت‬ ‫فيه حكومة عميلة للفرنسيني ‪ ،‬واستطاعت‬ ‫فرنســا أن تصور للعالــم أن الحرب يف‬ ‫فييتنام هي حرب داخلية أهلية ذات طابع‬ ‫دويل لتطلب من الواليات املتحدة املساعدة‬

‫استطاعت فرنسا‬

‫(هو يش منه) يف تلك الحرب رئيســيا إذ‬

‫أن تصور للعالم‬

‫أمن للثوار كل أنواع الدعم واملساندة وهذا‬

‫أن الحرب يف‬

‫ما جعــل األمريكان ينقلــون املعركة إىل‬ ‫قلب فييتنام الشمالية عرب الغارات الجوية‬

‫فيتنام هي حرب‬

‫املتكررة واملدمــرة دون تمييز عىل مدينة‬

‫داخلية أهلية ذات‬

‫هانوي‪ .‬تــوىف هو يش منه يف ايلول ‪1969‬‬

‫طابع دويل لتطلب‬

‫دون أن يحقق حلمــه التاريخي بتحرير‬ ‫الجنــوب واقامة دولة فييتنــام املوحدة‬

‫من الواليات‬

‫لكن مع اســتمرار القتال من قبل الثوار‬

‫املتحدة املساعدة‬

‫وتحريرهم للمــدن الفييتنامية الجنوبية‬

‫العسكرية‬

‫الواحدة تلــو األخرى وتراجــع القوات‬ ‫األمريكية اســتطاعت املعارضة الوطنية‬

‫العسكرية وخصوصا ان االمريكيني كانوا‬

‫املســلحة يف ‪ 29‬نيسان‪ 1975‬من إسقاط‬

‫ينظــرون بقلــق إىل نمــو وتصاعد قوة‬

‫العاصمة ســايجون نفسها وتغيري اسمها‬

‫حركات التحــرر يف هذه البقعة من العالم‬

‫فورا إىل مدينة "هو يش منه"‪.‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪57‬‬


‫منوعات‬

‫اإلسالم منح غير المسلمين حرية‬ ‫مطلقة إنطالقا من مبدأ اإلخوة اإلنسانية‬ ‫نــوه باحث مرصي مســيحي يف أطروحته‬ ‫لنيل درجــة الدكتوراه بأن االســام منح‬ ‫غري املســلمني (حرية مطلقــة) عىل جميع‬ ‫املستويات انطالقا من مبدأ االخوة االنسانية‪.‬‬ ‫واســتعرض الباحث نبيل لوقــا بباوي يف‬ ‫دراسة بعنوان (حقوق وواجبات املسيحيني‬ ‫يف الدولة االســامية) طبيعــة العالقة بني‬ ‫النظم الحاكمة واملســيحيني يف بعض دول‬ ‫العالم االسالمي كالعراق و مرص وسوريا ‪.‬‬ ‫وفيما يخص الحقوق املتعلقة بالعقائد لغري‬ ‫املســلمني يف الدولة االسالمية أشار الباحث‬ ‫اىل وجود تســامح يف (مبــارشة العقيدة‬ ‫الدينيــة بحرية مطلقة) منهــا حرية بناء‬ ‫دور العبادة مشــددا عىل أن أية تجاوزات‬ ‫ال يتحملهــا االســام بل يتحمــل وزرها‬ ‫مرتكبيهــا‪ .‬وقال انه انطالقــا من (تكريم‬

‫‪58‬‬

‫االنسان يف االسالم وتأكيدا لالخوة االنسانية)‬ ‫أقر االســام بالحقوق العامــة والحريات‬ ‫االساسية لغري املســلمني فضال عن حقهم‬ ‫يف الحماية من االعتــداء الخارجي وحقهم‬ ‫يف التعليم (بالنسبة للرجل أو للمرأة مثلهم‬ ‫مثل املسلمني)‪ .‬وقال الباحث انه اختار هذه‬ ‫القضية موضوعا لدراســته نظرا لســيادة‬ ‫ما وصفه بالفوىض التــي أدت اىل (تحول‬ ‫العالم اىل غابة كبرية) أهدرت فيها املواثيق‬ ‫واالعراف الدولية منذ هجمات ‪ 11‬ســبتمرب‬ ‫أيلول ‪ 2001‬يف الواليــات املتحدة‪ .‬وأضاف‬ ‫أن هذه الحالة أدت اىل غياب بعض املفاهيم‬ ‫حول االســام الذي تعرض (لحملة رشسة‬ ‫من التزييف)‪ .‬وأشار إىل أن االسالم تعرض‬ ‫يف الســنوات االخرية ملا وصفه بالتشــويه‬ ‫بوصفه (املحرض عــى االرهاب وبتجريده‬

‫من كل القيم االنسانية) حيث روج االعالم يف‬ ‫الغرب عموما ويف الواليات املتحدة خصوصا‬ ‫(مفاهيم مغلوطة وأفكارا خاطئة عن االسالم‬ ‫واملسلمني)‪ .‬وقال ان االسالم بريء من سلوك‬ ‫من وصفهم بأنهم (بعــض املتطرفني من‬ ‫أبنائه الذين يبغون السلطة والحكم)‪ .‬وأشار‬ ‫يف دراسته التي نال بها درجة الدكتوراه يف‬ ‫العلوم االنســانية اىل وجود متطرفني يف كل‬ ‫الحضارت االنسانية قائال ان (جماعة العنف‬ ‫املسيحي يف والية أوكالهوما يف أمريكا فجرت‬ ‫يف عام ‪ 1995‬مبنى فيدراليا أدى اىل مرصع‬ ‫‪ 197‬أمريكيا واصابة ‪ 300‬اخرين)‪ .‬وتساءل‬ ‫الباحث الذي ســبق أن نال درجة الدكتوراه‬ ‫مرتني يف القانــون واالقتصاد (هل يعقل أن‬ ‫يتحمل االنجيل واملســيحية هذه الترصفات‬ ‫الحمقاء؟)‪.‬‬


‫قل ‪ ..‬وال تقل‬ ‫لتعديل األخطاء الشائعة يف اللغة العربية‬ ‫عىل لسان العامـة‬ ‫كمال الزبيدي‬ ‫قل‪ :‬هو جَ ْهوَري الصوت‪ ،‬وجَ هــر الصوت؛ وال تقل‪:‬‬

‫وال تقل‪ :‬حقوق الطبع محفوظة للمؤلف‪ ،‬وال للنارش‪.‬‬

‫مَفادها‪.---‬‬

‫جَ ُهوْري الصوت‪.‬‬

‫قل‪ :‬تساهل عليه‪ ،‬وتجاهل عليه؛ وال تقل‪ :‬تساهل معه‪،‬‬

‫قل‪ :‬أعتذر من التقصري‪ ،‬أو الذنب؛ وال تقل‪ :‬أعتذر عن‬

‫وال تجاهل معه‪.‬‬ ‫طوابع‪[ ،‬هوي عىل وزن فرح]‪ ،‬وهؤالء‬ ‫قل‪ :‬هذا َهــ ِوي‬ ‫ٍ‬

‫التقصري أو الذنب‪.‬‬

‫قل‪ِ :‬خطبة الزواج؛ وال تقل‪ُ :‬خطبة الزواج‪.‬‬

‫قل‪ :‬يود فالن أن يفنى يف خدمة الوطن‪ ،‬ويود الفناء يف‬

‫خدمة األمة؛ وال تقل‪ :‬يريد أن يتفانى يف خدمة الوطن‪،‬‬ ‫قل‪ :‬جندي ماش‪ ،‬وجنو ٌد مُشــاة؛ وال تقل‪ :‬مَشاة‪ ،‬وال‬

‫َهوو طوابع‪ ،‬وهو ال َه ِويُ ‪ ،‬وهــم ال َهوُون‪ ،‬ولم يكونوا‬ ‫َه ِوين ِمن قبْل؛ وال تقــل‪ :‬هذا هاوي طوابع‪ ،‬وال هؤالء‬

‫هواة طوابع‪ ،‬وال هم الهُواة‪.‬‬

‫ِمشاة‪.‬‬

‫قل‪ :‬ينبغــي لك أن تعمل‪ ،‬وال ينبغي لك أن تكســل‪،‬‬

‫قل‪ :‬يف األقل‪ ،‬ويف األعم‪ ،‬ويف األغلب‪ ،‬ويف الغالب؛ وال تقل‪:‬‬

‫وينبغي لك العمل‪ ،‬وال ينبغي لك هذا اليشء‪ ،‬وما ينبغي؛‬

‫عىل األقل‪ ،‬وعىل األعم‪ ،‬وعىل األغلب‪ ،‬وعىل الغالب‪.‬‬ ‫قــل‪ :‬ما زال الخالف قائماً‪ ،‬ولم يــزل قائماً‪ ،‬وما زلت‬

‫وال تقل‪ :‬ينبغــي عليك أن تعمل‪ ،‬وال تقل‪ :‬ينبغي عليك‬

‫وال يريد التفاني يف خدمة الوطن‪.‬‬

‫أن ال تكسل‪.‬‬

‫قل‪ :‬الدين اإلســامي السَّ ــمْح‪ ،‬والديانة اإلســامية‬ ‫السَّ مْحة‪ ،‬والرجل الســمح‪ ،‬واملرأة السمحة؛ وال تقل‪:‬‬ ‫الديانة السمحاء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫قــل‪ :‬رأيته البارحة‪ ،‬لليل ِة التي قبل نهارك‪ ،‬وقل‪ :‬رأيته‬ ‫َ‬ ‫البارحة األوىل‪ ،‬للتي قبلها؛ وال تقل‪ :‬رأيته الليلة املاضية‪،‬‬ ‫وال َ‬ ‫ليلة أمس‪.‬‬

‫قل‪ :‬باإلضافة إىل اليشء‪ ،‬أي بالنســبة إليه‪ ،‬والقياس‬ ‫ً‬ ‫زيادة عليه‬ ‫عليه؛ وال تقــل‪ :‬باإلضافة إليه‪ ،‬بمعنــى‪:‬‬ ‫ومضافا ً إليه‪.‬‬

‫قل‪ :‬هذا تلميذ مســتَتِمٌّ‪ ،‬وهذه تلميذة مستتمة‪ ،‬وهذا‬ ‫تلميذ إكمايل‪ ،‬وهذه تلميذة إكمالية؛ وال تقل‪ْ :‬‬ ‫مك ِمل‪ ،‬وال‬

‫قل‪ :‬فالن ذو كفاية يف العمل؛ وال تقل‪ :‬فالن ذو كفاءة‬

‫إال بأحد رشطني‪ :‬إمــا تكرارها‪ ،‬وإما أن تكون الجملة‬

‫إكمال‪ ،‬وال مستك ِمل‪.‬‬

‫يف العمل‪.‬‬

‫للدعاء‪ ،‬أو للرجاء‪.‬‬

‫قل‪ :‬عُمران البالد؛ وال تقل‪ِ :‬عمران البالد‪.‬‬ ‫قل‪ُ :‬‬ ‫الخطة االقتصادية‪.‬‬ ‫الخ َّطة االقتصادية؛ وال تقل‪ِ :‬‬ ‫قل‪ :‬نق َد عىل فالن قولَه‪ ،‬وانتقد عليه قولَه؛ وال تقل‪ :‬نقد‬

‫قل‪ :‬حاز فالن اليشء؛ وال تقل‪ :‬حاز عليه‪.‬‬

‫أقرأ؛ وال تضع يف مثل هــذه التعبريات (ال) بدل (ما)‪،‬‬ ‫فال يستقيم اســتعمال (ال) مع فعل االستمرار (زال)‪،‬‬

‫قل‪ :‬هو عائل عىل غريه‪ ،‬وهم عالة عىل غريهم؛ وال تقل‪:‬‬ ‫هو عالة عىل غريه‪.‬‬

‫قل‪ :‬وقفت ُتجاه فالن‪ ،‬وبإِزائه‪ُ ،‬‬ ‫وقبالته؛ وال تقل‪ :‬وقفت‬ ‫أَمامَه‪.‬‬

‫قل‪ :‬دعا لكم بالرِّفاء والبنني؛ وال تقل‪ :‬بالرفاه والبنني‪.‬‬

‫فالنا ً وانتقده‪.‬‬

‫قل‪ :‬كشــفتُ عن األمر الخفي خفاءه؛ وال تقل‪ :‬كشفت‬

‫قل‪ :‬حقوق الطبــع محفوظة عىل املؤلف‪ ،‬وعىل النارش؛‬

‫قــل‪ :‬وردت علينا برقيــة مُفادها كيــت؛ وال تقل‪:‬‬

‫الخفي‪.‬‬ ‫األم َر‬ ‫َّ‬ ‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪59‬‬


‫رموز عراقية‬

‫طه باقر‪..‬‬ ‫كث�يرة ه��ي االمس��اء‬ ‫اليت م��رت على س��جالت‬ ‫الزم��ن لك��ن قل��ة منه��ا‬ ‫م��ن بقي��ت راس��خة يف‬ ‫أذه��ان الش��عوب وقلوبهم‬ ‫لتتناقله��ا االجيال حقبة‬ ‫بع��د أخ��رى‪ .‬وإن حصرنا‬ ‫رم��وز الع��راق يف زاوي��ة‬ ‫الرص��د والتش��خيص‬ ‫لرأيناه��ا ش��اخصة عل��ى‬ ‫مر العصور ملا قدمته هلذا‬ ‫الشعب‪.‬‬ ‫ولطامل��ا كان��ت أرض‬ ‫الع��راق و ّالدة للرم��وز‬ ‫االنس��انية ال�تي فن��ت‬ ‫س�ني عمره��ا يف س��بيل‬ ‫خدمة ش��عبها واالنسانية‬ ‫مجع��اء‪ ..‬ف��كان من حقهم‬ ‫علينا أن تكون لـ(حقوقنا)‬ ‫وقفة مع كل منهم‪..‬‬

‫‪60‬‬

‫قطعة أثرية نادرة‬ ‫يف تاريخ وادي الرافدين هناك شــخصيات خالدة نعتز بها نقشــت أســمائها يف طني هذا البلد‬ ‫وامتزجت مع ماءه وترابه بنصوص سحرية مقدسة ‪ ,‬ودخلت تلك القلوب وعشقتها االفئده ‪,‬ومن‬ ‫هذه الشــخصيات الخالدة األســتاذ الكبري طه باقر الذي أصبح محط فخر لتلك الحضارة التي‬ ‫أنجبته‪ ،‬وقدرت علية مهمة اكتشافها وتنقيبها وترجمة أساطريها‪ ،‬فمنذ كان طفل صغري سار عىل‬ ‫أرض بابل أستلهم منها عبق املايض العظيم‪ ،‬ونفحات ملوكها وآلهتها‪ ،‬فلم تغب عن ذاكرته بوابة‬ ‫عشتار وشارع املوكب ومعبد مردوخ واألسد الشامخ بعنفوان الحضارة‪.‬‬


‫أنهى األســتاذ طه باقر مرحلة‬ ‫اإلعدادية بفرعهــا العلمي وبكل‬ ‫تفوق‪.‬‬ ‫كان تسلســله الرابع عىل العراق‬ ‫يف املعــدل كان بإمكانه أن يدخل‬ ‫إىل كلية الطب لكنة لم يرى أمامه‬ ‫سوى اآلثار وحب هذه الحضارة‬ ‫التي ادخرته لهذا اليوم منذ آالف‬ ‫الســنني ‪,‬فأوفدته وزارة املعارف‬ ‫إىل جامعة شيكاغو ودرس هناك‬ ‫النثروبولوجيا (علم اإلنســان)‬ ‫ومواد اآلثار‪ ،‬والتنقيب‪ ،‬والتاريخ‬ ‫القديــم ‪ ,‬واللغــات التي كتبت‬ ‫بالخط املســماري كالســومرية‬ ‫واالكديــة وفروعهــا البابليــة‬ ‫واآلشورية‪.‬‬ ‫عاد من أمريكا عام ‪ 1938‬ليعني‬ ‫يف دائــرة اآلثار العراقية بمنصب‬ ‫خبــر آثاري حتى عــام ‪1941‬‬ ‫حيث تقلــد منصب أمني املتحف‬ ‫العراقــي‪ ،‬وبعد قضائه بوظيفته‬ ‫أمني متحف مــدة قدرها إحدى‬ ‫عرشه ســنه تقلد عــام ‪1951‬‬ ‫منصب معاون مدير اآلثار العام‬ ‫وأســتمر فيه حتى عام ‪1958‬‬ ‫حيث تــم تعينه يف هــذا العام‬ ‫بمنصب مفتش اآلثار العام ‪ ,‬حتى‬ ‫عني يف نفس العــام مدير اآلثار‬ ‫العراقية وأســتمر يف هذا املنصب‬ ‫حتى عام ‪. 1963‬‬ ‫وقد عانى األستاذ طه باقر كثريا‬ ‫من جهل املسؤولني وعدم فهمهم‬ ‫لآلثار وقيمتهــا ‪ ,‬حيث قال مرة‬ ‫كيف إن أمني العاصمة أمر بتهديم‬ ‫املدرسة املرجانية (جامع مرجان)‬ ‫بحجة إنها تعرتض مسار شارع‬ ‫الرشــيد‪ ,‬ولم يسمعوا رأي دائرة‬ ‫اآلثــار واحتجاجها ‪ ,‬وذكر أيضا‬ ‫كيف أن مجلــس الوزراء قد قرر‬

‫رفع الباب الرشقــي عىل الرغم‬ ‫من محــاوالت الدكتور طه باقر‬ ‫إلقناع أعضــاء املجلس برضورة‬ ‫الرتيث وعدم تهديم الباب‪ ،‬وكان‬ ‫يرى األستاذ طه باقر عدم اهتمام‬ ‫املسؤولني باآلثار وعدم تحسسهم‬ ‫ألهمية هذا املوضوع‪.‬‬ ‫وقد درس مــادة التاريخ القديم‬ ‫يف كلية دار املعلمني العالية وكان‬ ‫هدفه بث الوعي االثاري يف العراق‬ ‫‪ ,‬ولألستاذ طه باقر يرجع الفضل‬ ‫الكبري يف تأســيس قسم اآلثار يف‬ ‫كلية اآلداب جامعة بغداد ‪ ,‬وكان‬ ‫أستاذا تدريسيا بها‪ ،‬وحصل عىل‬ ‫لقــب األســتاذية ‪ ,‬وكان يتمتع‬ ‫بمهارة ايصال املــادة إىل طالبه‬ ‫ألن جميــع الطالب كانوا يحبونه‬ ‫ويعشــقون تدريســه‪ .‬مارس‬ ‫الدكتــور طه باقــر التنقيب يف‬ ‫أغلب مناطق العراق وكان منقب‬ ‫بارع وعىل درايــة وخربة عالية‬ ‫باستخراج األثر ورسمه وصيانته‬

‫‪ ,‬وكان رئيســا للهيئات االثارية‬ ‫التــي نقبت يف مدينة واســط ‪,‬‬ ‫ورئيسا لبعثة تل الدير ‪ ,‬ورئيسا‬ ‫لبعثة التنقيب يف موقع عقرقوف ‪,‬‬ ‫ورئيسا لبعثة تل حرمل ‪ ,‬ورئيسا‬ ‫لبعثة تل الضباعي ‪ ,‬وأرشف عىل‬ ‫التحريات االثارية الواســعة يف‬ ‫منطقتي دوكان وشهرزور إلنقاذ‬ ‫اآلثار وتسجيل األدوار التاريخية‬ ‫فيهــا عىل اثر إنشــاء مرشوعي‬ ‫السدين (دوكان ودربندخان)‪.‬‬ ‫وكان األســتاذ طه باقر ال يبخل‬ ‫بأي معلومة عىل اآلثاريني وكان‬ ‫طيب األخالق ورسيع الدعابة ‪.‬‬ ‫وعمل خارج العــراق حيث عني‬ ‫عــام ‪ 1965‬بمنصــب خبــر‬ ‫فنــي يف مصلحة اآلثــار الليبية‬ ‫ويف عــام ‪ 1966‬أعطي منصب‬ ‫مستشــار اآلثار الليبيــة ‪ ,‬وقد‬ ‫درب أعداد كبرية من اآلثاريني ‪,‬‬ ‫وقام بتصنيــف املتحف الليبي ‪,‬‬ ‫وتأســيس أوائل بعثات التنقيب‬

‫هناك‪.‬‬ ‫ويعد الدكتور طه باقر أســتاذ‬ ‫جميع اآلثاريني العراقيني والعرب‬ ‫‪ ,‬وقد وصفة الدكتور فاضل عبد‬ ‫الواحد أســتاذ الســومريات إذا‬ ‫كانت ملحمة كلكامش تبدأ بالبيت‬ ‫الشهري الذي يقول (هو الذي رأى‬ ‫كل يش) فأنا أقــول (( إىل الذي‬ ‫عرف كل يش ‪...‬إىل األســتاذ طه‬ ‫باقر))‪.‬‬ ‫ومن أشــهر مؤلفــات الدكتور‬ ‫طه باقــر ((مقدمــة يف تاريخ‬ ‫الحضارات القديمــة)) الذي لم‬ ‫يغفل أي صغــرة أو كبرية عن‬ ‫تاريخ العراق القديم‪ ،‬وأنا أنصح‬ ‫كل قاري ومثقــف وطالب علم‬ ‫باالطالع عىل هذا الكتاب الزاخر‬ ‫بالعلم‪.‬‬ ‫ومن الكتب األخــرى ((ملحمة‬ ‫كلكامــش)) وقد قــال الدكتور‬ ‫فوزي رشــيد عندما قرأ امللحمة‬ ‫((لو قدر لكلكامش أن يعود إىل‬ ‫الحياة يف مدينة الــوركاء ليوم‬ ‫واحد فقط فأن أول عمل يقوم به‬ ‫هو أنه يأمر أمهر النحاتني بعمل‬ ‫تمثال من الذهب إىل الدكتور طه‬ ‫باقر ألن ترجمة األستاذ طه باقر‬ ‫مللحمته وســفرة اىل وتونابشتم‬ ‫هي التي أعطت الخلود لكلكامش‬ ‫يف القــرن العرشيــن الذي كان‬ ‫يبحث عنة يف عام ثالثة آالف عام‬ ‫قبل امليالد))‪ .‬فضال عن عرشات‬ ‫الكتب واملؤلفات التي نرشت‪.‬‬ ‫اننا اليــوم بأمس الحاجة المثال‬ ‫الدكتور طه باقر كي يرســموا‬ ‫لنا طريق اآلثار املتعثر‪ ،‬ونحمي‬ ‫آثارنا ونستعيد ما رسق‪ .‬ونكتب‬ ‫باقالمنا الرشــيقة عن حضارتنا‬ ‫العظيمة‪.‬‬ ‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪61‬‬


‫صحة‬

‫‪10‬‬

‫أفضل‬

‫طرق للتخلص من الضغط النفسي‬ ‫منــذ االســتيقاظ صباحا‬ ‫ينغمــس املرء يف مشــاغل‬ ‫الحياة اليومية‪ ،‬التي تختلف‬ ‫تأثرياتها عىل اإلنســان من‬ ‫شخص إىل آخر‪ .‬وقد أصبح‬ ‫الضغط النفيس بسبب كثرة‬ ‫هذه املشــاغل همّا ً مشرتكا‬ ‫لدى الكثري من الناس‪.‬‬ ‫موقع "غيزوندهايت بونكت‬ ‫دي إيه" األملاني الذي يعنى‬ ‫بصحة اإلنســان الجسدية‬ ‫والنفســية‪ ،‬يقــدم عرشة‬ ‫خطوات تســاعد يف القضاء‬ ‫عىل الضغط اليومي‪:‬‬ ‫‪ .1‬الرياضة‪:‬‬ ‫فالرياضــة تســاعد عىل‬ ‫التخلص من الضغط النفيس‪،‬‬ ‫خاصة الجري والســباحة‬ ‫ورياضــة التجديف املائي‪.‬‬ ‫كما قد يكون امليش أو التنزه‬ ‫يف الهــواء الطلق أيضا ً كافيا ً‬ ‫للتخلص من أعراض الضغط‬ ‫النفيس‪.‬‬ ‫‪ .2‬الطعام‪:‬‬ ‫فبعض األغذية يكون لها أثر‬ ‫إيجابي عىل نفسية اإلنسان‬ ‫كتلــك الغنية بالكالســيوم‬ ‫واملغنيزيــوم وفيتامني ب‪،‬‬

‫‪62‬‬

‫مثل املوز ومشتقات الحليب‪،‬‬ ‫والقمــح‪ ،‬والجــوز بجميع‬ ‫أنواعه‪.‬‬ ‫‪ .3‬الضحك‪:‬‬ ‫"اضحك‪ ،‬تضحك لك الدنيا"‬ ‫هو مثــل شــائع ومعرب‪..‬‬ ‫فالضحك مفيد للجســم ألنه‬ ‫يســاعده عىل إفــراز مادة‬ ‫السريوتونني التي تلعب دورا ً‬ ‫هاما ً يف تنظيم مزاج اإلنسان‪،‬‬ ‫والتي يطلق عليها أيضا ً اسم‬ ‫"هرمــون الســعادة"‪ .‬أما‬ ‫إذا لم تتمكــن من الضحك‪،‬‬ ‫فيكفي أن تغمــض عينيك‬ ‫وتسرتيح وتبتســم إلفراز‬ ‫هرمون السعادة‪.‬‬ ‫‪ .4‬الشاي‪:‬‬ ‫من املمكن أن يكون فنجان‬ ‫شــاي قادرا ً عــى إعطائك‬ ‫الشعور باالرتياح‪ ،‬ويشرتط‬ ‫يف رشب الشاي أن يكون املرء‬ ‫جالسا ً ال واقفا ً حتى يستمتع‬ ‫بهذه اللحظة‪.‬‬ ‫‪ .5‬مشاهدة صور املايض‪:‬‬ ‫إذ أن مشــاهدة هذه الصور‬ ‫تبعث عىل الشعور بإحساس‬ ‫جميــل ومــا يصاحبه من‬ ‫مشاعر االرتياح والسعادة‪.‬‬

‫خصــص بعض الوقت‬ ‫‪.6‬‬ ‫ّ‬ ‫لنفسك‪:‬‬ ‫كالتفكري فيمــا كنت تريد‬ ‫القيام به األسبوع املايض ولم‬ ‫تتمكن من فعلــه‪ ،‬أو قراءة‬ ‫كتاب أو القيــام برحلة يف‬ ‫نهاية االسبوع‪.‬‬ ‫‪ .7‬النوم الكايف‪:‬‬ ‫فقلــة النوم تعد ســببا ً من‬ ‫أســباب الضغــط النفيس‪،‬‬ ‫واختالل وظائف الجسم‪.‬‬ ‫‪ .8‬التخــي عن مســببات‬ ‫الضغط‪:‬‬ ‫كاستخدام الهواتف الذكية‪،‬‬ ‫إذ ينصح الخــراء بالتخيل‬ ‫ملدة ‪ 24‬ســاعة عن األجهزة‬ ‫التقنية‪.‬‬ ‫‪ .9‬الطبخ‪:‬‬ ‫فعمليــة تقشــر الخضار‬ ‫مثالً‪ ،‬يكون لها تأثري مهدئ‬ ‫للجسم‪.‬‬ ‫‪ .10‬اإلدراك الجيــد لكل ما‬ ‫هو ممتع‪:‬‬ ‫فإذا أكلت قطعة شــوكوالتة‬ ‫فيجب أكلهــا ببطء وتركها‬ ‫تــذوب يف الفــم‪ ،‬مادامت‬ ‫الشوكوالتة تساعد عىل إفراز‬ ‫هرمون السعادة‪.‬‬


‫نور الصباح‬

‫يساعد على النحافة‬ ‫تقليل الطعام‪ ،‬النوم الكايف‪ ،‬ممارســة الرياضة‪..‬كلهــا أمور ينصح بها الخرباء‬ ‫للراغبني يف فقدان الوزن‪ .‬مدرسة حديثة أثبتت أن مجرد التعرض لضوء الشمس‬ ‫يف الصباح الباكر يؤدي لفقدان الوزن بشكل واضح‪.‬‬ ‫يؤثر الضوء بشكل كبري عىل عمل ســاعتنا البيولوجية وتغيري معدالت الحرق يف‬ ‫النهار والليل‪ .‬وملعرفة تأثري ضوء النهار عىل وزن اإلنســان‪ ،‬أجرى باحثون من‬ ‫جامعة نورث ويسرتن األمريكية دراســة لرصد تأثري الضوء عىل زيادة وفقدان‬ ‫الوزن‪ .‬شملت الدراسة ‪ 52‬شخصا ً نصفهم من النساء‪ .‬وتم تركيب جهاز استشعار‬ ‫يف أيدي املشاركني يف الدراسة ليقيس بدقة وقت تعرضهم لضوء الشمس كما تمت‬ ‫مراقبة معدالت حركتهم ونومهم وطريقة تغذيتهم‪.‬‬ ‫وبعد أســبوع كامل أظهرت النتيجة تراجعا ً كبريا ً يف "مؤرش كتلة الجسم" لدى‬ ‫األشخاص الذين تعرضوا للشــمس والهواء يف الفرتة بني الثامنة والثانية عرشة‬ ‫صباحاً‪ .‬ونقل موقع ‪ scinexx‬املعني باألخبار العلمية‪ ،‬عن الباحثني قولهم "ارتفع‬ ‫هذا التأثري بشكل ملحوظ كلما كان التعرض لضوء الشمس يف وقت مبكر"‪ .‬ووفقا ً‬ ‫للدراسة فإن التعرض للشــمس والهواء النقي ملدة ‪ 20‬إىل ‪ 30‬دقيقة يف الصباح‬ ‫يؤثران بشــكل ملحوظ عىل وزن الجسم‪ .‬وأوضح الباحثون أن إضاءة املنازل أو‬ ‫املكاتب ال تحمل نفس تأثري التعرض للضوء الطبيعي حتى يف األيام الغائمة‪ .‬وقال‬ ‫الباحثون "الفكرة كلها ترجع للساعة البيولوجية‪ ..‬فعدم التعرض لضوء النهار‬ ‫يغري معدالت الحرق وبالتايل قد يؤدي إىل زيادة الوزن"‪.‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪63‬‬


‫منوعات‬

‫رجل صنــع منزل خالل‬ ‫‪ 6‬أســابيع بكلفــة ‪9‬‬ ‫آالف دوالر‬ ‫بنى رجل يدعى ستيف أرين ‪ Steve Areen‬منزل يف أحد مزارع‬ ‫املنجا يف تايلنــد بمزرعة أحد األصدقاء والــذي يدعى ‪Hajjar‬‬ ‫‪ ، Gibran‬وقد أعطــاه صديقه بقعة ليبنى منزله عىل شــكل‬ ‫قباب حيث كلف ُه مبلــغ ‪ 9‬آالف دوالر مع األثاث ‪ ،‬مع أن التكلفة‬ ‫األساســية للمنزل فقط كانت ‪ 6‬آالف دوالر ‪.‬وقد بنى فوق املنزل‬ ‫جلسة جميلة تطل عىل مناظر خالبة ‪ ،‬مع بحرية أمام منزله‪.‬‬

‫هل تعرف ما هو طائر تويتر الحقيقي؟‬ ‫منذ إنطالق “تويــر” يف عام ‪ 2006‬كان الطائــر األزرق الخاص بالعالمة‬ ‫التجارية لتويرت مجهول الهوية‪.‬لكن يف العام املايض أعلن مســئول يف الرشكة‬ ‫أن لطائرهم األزرق أســم وهو “الري”‪ .‬وهناك الكثري من التســاؤالت حول‬ ‫مصدر االسم وملاذا تم إطالق إســم الري عليه‪ ،‬حيث يقول البعض أنه سمي‬ ‫بهذا اإلسم تيمنا ً بالعب كرة السلة الشهري للفريق األمريكي “الري بريد” ولكن‬ ‫هذه من بعض التخمينات الكثرية‪.‬كمــا ذكر أحد العاملني يف رشكة “تويرت”‬ ‫انه بإمكانك إغالق جميع التغريدات املنتــرة من خالل النقر عىل مفتاح ‪L‬‬ ‫عىل لوحة املفاتيح كما يف “الري”‪ ،‬لكن لم يعر أحد انتباهه أن اســم الري هو‬ ‫االسم الحقيقي لطائر “تويرت” األزرق‪.‬عصفور صغري أزرق اللون يغرد معه‬ ‫يوميا ماليني النــاس من مختلف بقاع العالم‪ ،‬ينقل األخبار واالحداث العاجلة‬ ‫‪ ،‬يكشف عن “املستور واملســتخبي” يف تغريدات من ‪ 140‬حرفا فقط ‪ .‬تعلم‬ ‫لغته رؤساء دول عظمى وفنانني ومشاهري وبسطاء وكل واحد يغرد عىل لياله‬ ‫فماحقيقة هذا العصفور‪ .‬يســمى “عصفور تويرت” بخاطف الذباب األزرق‬ ‫هو طائــر ينتمي إىل (فصيلة‪ )Muscicapidae :‬وهو طائر مهاجر يعيش يف‬ ‫اليابان وكوريا‪ ،‬ويف أجزاء من الصني وروسيا‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫علمــاء يكتشــفون دودة‬ ‫مدمنة على التدخين‬

‫سيارات قديمة‬ ‫معدله بتصميم مميز‬

‫اكتشــف علماء أملان يرقة دودة جديدة أطلق عليها “دودة التبغ‬ ‫املقرنة”‪ ،‬تمتاز بأنها مدمنة عىل التدخني برشاهة‪.‬‬ ‫وأشــار العلماء من معهد “ماكس بالنــك” للعلوم البيئية إىل أن‬ ‫“دودة التبغ” تأكل نباتات التبغ وتستخلص منها كميات كبرية‬ ‫من النيكوتني‪ ،‬وتستعني بالرائحة الكريهة التي تخرج منها؛ كآلية‬ ‫تبعد بها الحرشات املفرتسة األخرى‪.‬‬ ‫وأشــار العلماء‪ ،‬يف ما نرشته صحيفة “نايتــر وورلد نيوز”‬ ‫األمريكية‪ ،‬إىل أن كمية النيكوتــن التي تمتصها تلك الحرشات‬ ‫يمكن أن تكون قاتلة للبرش‪ ،‬خاصة أنها تعادل ستة أضعاف‬ ‫الجرعة التي يمكن أن تقتل أي إنســان‪ .‬وتستخدم الدودة التبغ‬ ‫للدفاع عن نفسها من هجمات حرشات “العنكبوت الذئب”‪ ،‬وتصدر‬ ‫روائح منفرة تبعد كل تلك الحرشات عنها‪ ،‬واكتشــف العلماء أن‬ ‫تلك العناكب ال تفرتس الريقات‪ ،‬التي تخرج روائح النيكوتني من‬ ‫شقوقها التنفسية‪ .‬وال يزال العلماء يدرسون كيفية تحمل جسم‬ ‫هذه الريقة لتلك الجرعة القاتلة من النيكوتني‪ ،‬خاصة أن دماءها‬ ‫مليئــة بكميات كبرية من تلك املادة‪ ،‬وال كيفية تحويلها للنيكوتني‬ ‫إىل سالح ردع قوي‪.‬‬

‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪65‬‬


‫حقوق االنسان واملجتمع ؟!‬ ‫يبدو ان مبادئ ثقافة حقوق االنسان وارساء دعائم هذه الثقافة لم تكن فاعلة او مؤثرة يف مديات‬ ‫املايض القريب بني اوســاط املجتمع العراقي وتحديدا ً لدى البعض من منتسبي االجهزة االمنية‬ ‫والكوادر الرتبوية وحتى داخل االرسة العراقية ‪.‬‬ ‫وقد تجلت هذه الظاهرة بشكل كبري من خالل وسائل االعالم بما فيها القنوات الفضائية والصحف‬ ‫وما تنرشه بني الحني واآلخر من انتهاكات لحقوق االنســان يف املدارس ويف االســواق والدوائر‬ ‫الرسمية والسيطرات االمنية املنترشة يف جميع شوارع املدن العراقية وغريها ‪.‬‬ ‫وعىل ســبيل املثال لهذه االنتهاكات ما حدث يوم السبت الثاني والعرشين من آذار املايض عندما‬ ‫حدثت مشــادة كالمية بالقرب من املنطقة الرئاســية يف منطقة الجادرية بني االستاذ الصحفي‬ ‫الشهيد محمد بديوي الشمري االســتاذ يف كلية االعالم يف الجامعة املستنرصية وبعض عنارص‬ ‫نقطة التفتيش من البيشمركة مما جعل احد الضباط املتهورين ان يطلق عددا ً من االطالقات من‬ ‫مسدسه الشخيص بأتجاه االستاذ الشــمري مما أدى هذا الفعل الشنيع اىل استشهاده يف الحال‬ ‫واالنكى من ذلك ان تمتنع عنارص الســيطرة عن تسليم الجاني اىل الجهات االمنية ‪ ،‬ولوال تدخل‬ ‫دولة رئيس الوزراء شــخصيا ً وحضوره اىل مكان الحادث ملا تم القاء القبض عىل املجرم الجاني‬ ‫ولتم تهريبه اىل اقليم كردســتان كما فعل املجرم الهاشــمي من قبل ‪ ...‬هذا شاهد عىل انتهاك‬ ‫حقوق املواطن العراقي يف الجانب االمني ‪ .‬وهناك مثال آخر عىل انتهاك حقوق الطفل يف الجانب‬ ‫الرتبــوي ‪ ..‬قرأت قبل ايــام يف احدى الصحف املحلية خربا ً مفاده قيــام احد املعلمني يف احدى‬ ‫املدارس االبتدائية يف محافظة ميسان برضب احد التالميذ بقضيب حديدي تم نقله اىل املستشفى‬ ‫وبعد ساعات فارق هذا التلميذ املسكني الحياة ‪ ...‬واالمثلة كثرية وال يمكن حرصها يف هذا املقال‬ ‫منها أهانة الزوجة ورضبها داخل االرسة ورضب االطفال وعدم احرتام املراجعني يف دوائر الدولة‬ ‫وعرقلة معامالتهم وعدم مراعاة املســنني الكبار من الرجال والنســاء وخاصة املتقاعدين عند‬ ‫استالم رواتبهم ‪ ،‬حيث ال توجد هناك قاعات مريحة تتناسب وراحة هؤالء وخاصة املعاقني منهم ‪،‬‬ ‫نأمل ان تأخذ الحكومة والدوائر املعنية ووسائل االعالم كافة ومنظمات املجتمع املدني ومفوضية‬ ‫حقوق االنســان ووزارة حقوق االنســان عىل عاتقها القيام بوضع أسرتاتيجية كاملة تهدف اىل‬ ‫نرش وتوعية املواطن والكوادر التي لها مساس بحياة املواطن يف املدارس واملستشفيات والدوائر‬ ‫الحكومية تهدف اىل توعيتهم بمفاهيم حقوق االنســان من اجل تجاوز هذه االنتهاكات الخطرية‬ ‫يف املجتمع العراقي ‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫رؤيــة اخيـــرة‬ ‫فاضل عيسى الشويلي‬


‫جملة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪67‬‬


‫سوق الصفافري‬

‫اخبار الوزارة‬

‫‪68‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.