حقوقنا العدد 32 جاهز للطبع

Page 1

‫السوداني ‪ ..‬اللجنة الدولية‬ ‫للصليب األحمر في العراق شريك‬ ‫أساسي معنا في كثير من‬ ‫العدد (‪)32‬‬ ‫آب ‪2014 /‬‬

‫الملفات اإلنسانية‬

‫رقم اإلعتماد لدى نقابة الصحفيين‬ ‫العراقيين ‪176‬‬

‫مستقبل الوجود‬ ‫المسيحي في العراق‬ ‫بعد فتاوى التكفير‬

‫المشاركة‬

‫«الداعشية»‬

‫السياسية للمرأة‬ ‫العراقية‬ ‫ودورها في ُ‬ ‫صنع‬ ‫القرار‬

‫التايمز‪ :‬ال ينبغي‬ ‫أن تشتري أموال‬ ‫السعودية صمتنا‬

‫رياضة‬ ‫المشي‬ ‫مفتاح الصحة‬ ‫والنشاط‬

‫عراقيو‬

‫ثقافة‬ ‫التشكيك‬ ‫في حقوق‬ ‫اإلنسان‬

‫‪1 8 1 7 2‬‬

‫‪7‬‬

‫‪2 9 9‬‬


‫اخبار الوزارة‬

‫‪2‬‬


‫إنحراف الفكر آفة تهدد أمن املجتمع‬

‫اإلنحراف بمعناه الواسع هو إنتهاك للتوقعات واملعايري اإلجتماعية‪ ،‬وهو إرتكاب لفعل نهت‬ ‫عنه كل األديان والرشائع الســماوية واألعراف اإلجتماعية والعادات والتقاليد املوروثة ‪ .‬ويف‬ ‫ضوء ما نعيشــ ُه يف عالم اليوم الذي تموج به رصاعات عديدة أخطرها رصاع األفكار يتقافز‬ ‫أمام أنظارنا مفهوم جديد يف اإلنحراف إال وهــو إنحراف الفكر وهو نوع يخالف كل القيم‬ ‫الروحية واألخالقية والحضارية للمجتمع فضالً عــن مخالفته للضمري املجتمعي‪ ،‬بل حتى‬ ‫أصبح مخالفا ً للمنطق والتفكري السليم يف عالم اليوم امليلء باألوبئة الفكرية والثقافية املنحلة‪،‬‬ ‫إنه ذلك الفكر الشــاذ الذي لم يألفه مجتمعنا من قبل (فكر اإلجتهاد الديني املنحرف) الذي‬ ‫تبنى عليه آراء وفتاوى وإجتهادات ترتكز يف أساســها عىل التطرف والغلو ‪ ،‬أنه الفكر الذي‬ ‫ال ينســجم أو يتطابق بإنطباعاته وتصوراته وآرائه مع مجموعة املبادىء والقيم العقائدية‬ ‫والثقافية التي درج عليها املجتمع وتربى عليها أفراده ونشأت عليها األجيال ‪.‬‬ ‫إنه إنتهاك صارخ للمعايري والقيم التي تربينا عليها وهو محاولة للخروج عىل القيم والضوابط‬ ‫التي يحملها املجتمع الطبيعي بل هو خروج عن الوســطية واإلعتدال يف فهم األمور الدينية‬ ‫وتطبيقاتها مما يشكل خطرا ً كبريا ً عىل أمن املجتمع وتهديدا ً واضحا ً نلمس آثاره كل يوم عن‬ ‫طريق ألة األرهاب األعمى التي تحصــد أرواح البرش بدعم وارشاف من أصحاب ذلك الفكر‬ ‫الشاذ ‪ ،‬مما يشكل مخالفة رصيحة و واضحة لكل ما هو سماوي كونه ال يلتزم بما تدعو إليه‬ ‫كافة الرشائع واألديان السماوية ‪.‬‬ ‫فإذا ما إنحرف الفكر وخالف عقيدة املجتمع وناقض ثوابت األمة فعندها ســيتحقق البالء‬ ‫وتعم الفوىض ويدب الفساد الفكري والعقيل والســلوكي ألن الفكر املنحرف يستهدف قيم‬ ‫وأخالق و روح املجتمــع يف الصميم وله تأثري مدمر أن تمكن من بلوغ غاياته‪ ،‬لذا فالحفاظ‬ ‫عىل فكر املجتمع وصيانته من اإلنحراف هو القاعدة األســاس لتحقيق األمن واإلســتقرار ‪.‬‬ ‫فالفكر السليم يشــكل ركيزة مهمة يف املحافظة عىل األمن وإستقامة السلوك وحفظ األموال‬ ‫واألعراض وصيانة لألعراف االجتماعية السليمة عندها سننعم بمجتمع محصن خا ٍل من هذا‬ ‫الوباء الخطري ‪.‬‬

‫اإلفتتـــاحيـــة‬ ‫د‪ .‬خليل الزبيدي‬


‫اخبار الوزارة‬

‫الخطوط الساخنة‬

‫وكيل وزارة حقوق اإلنسان ‪:‬‬

‫مكاتب المحافظات‬

‫مايميز العيد في العراق هو‬

‫‪ -1‬مكتب نينوى‬ ‫‪07481700258‬‬ ‫‪07705944850‬‬ ‫‪ -2‬مكتب كركوك‬

‫األلفة والمحبة بين أبنائه‬

‫‪8‬‬

‫‪07435051513‬‬ ‫‪ -3‬مكتب صالح الدين‬

‫حقوق االنسان تؤكد اهمية‬

‫‪07703766112‬‬

‫تشكيل هيئة‬

‫‪ -4‬مكتب االنبار‬ ‫‪07905972644‬‬

‫لألشخاص ذوي اإلعاقة‬

‫‪ -5‬مكتب بابل‬

‫‪9‬‬

‫‪07800304080‬‬ ‫‪ -6‬مكتب كربالء املقدسة‬ ‫‪333405‬‬ ‫‪ -7‬مكتب النجف االشرف‬ ‫‪07711198311‬‬ ‫‪07810001151‬‬ ‫‪ -8‬مكتب الديوانية‬ ‫‪653451‬‬ ‫‪ -9‬مكتب واسط‬ ‫‪07803063768‬‬ ‫‪ -10‬مكتب املثنى‬

‫تعلن وزارة حقوق االنســان عن اســتقبال شــكاوى وطلبات المواطنين الكرام‬ ‫وذلك من خالل قسم شؤون المواطنين التابع الى مكتب الوزير في مقر الوزارة‬ ‫ومن خالل مكاتب الوزارة في المحافظات عبر الخطوط الساخنه‬ ‫(‪ )07707127782 - 07812753736‬والخط الساخن (‪)5621‬‬ ‫وعبر بريد الوزاره االلكتروني ‪shakawa@humanright.gov.iq ..‬‬

‫‪07801621789‬‬ ‫‪ -11‬مكتب ميسان‬ ‫‪0781001797‬‬ ‫‪ -12‬مكتب ذي قار‬ ‫‪07809734468‬‬ ‫‪ -13‬مكتب البصرة‬ ‫‪07804765306‬‬ ‫‪07705705518‬‬ ‫‪ -14‬مكتب دياىل‬

‫‪07813650076‬‬ ‫‪4‬‬

‫الموقع االلكتروني للوزارة‪:‬‬ ‫‪www.humanrights.gov.iq‬‬ ‫البريد االلكتروني‬ ‫ضحايا االرهاب‪:‬‬ ‫‪cliam_mohr69@yahoo.com‬‬ ‫دائرة االعالمي واالتصال الحكومي‬ ‫‪mediacenter@humanrights.gov.iq‬‬


‫‪30‬‬

‫مجلة شهرية‬ ‫تصدر عن وزارة‬ ‫حقوق االنسان‬

‫عفواً يا عرب‪..‬‬

‫الخالف في الرأي ال يفسد للود قضية !‬

‫املهندس محمد شياع السوداني‬ ‫رئيس التحرير‬

‫داعش‪..‬‬

‫د‪ .‬خليل ابراهيم الزبيدي‬

‫المعزوفة الماسونية لتمزيق الوحدة‬

‫‪48‬‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬

‫المستشار اإلعالمي‬

‫د‪ .‬حسني دبي الزويني‬ ‫المحررون‬

‫اإلسالمية‬

‫ستار خضير‪:‬‬

‫سفينة سومر ‪ ..‬له‬ ‫نكهة خاصة كون‬ ‫أبطالــه مــن أبنــاء‬ ‫األهوار‬

‫عمار منعم‬ ‫كميلة شذر‬ ‫ايالف فارس‬ ‫عبد الجبار العتابي‬ ‫عيل البدراوي‬ ‫نادية صفر‬ ‫ميادة عبد الوهاب‬ ‫فاطمة عيل كمال‬ ‫نداء عباس‬ ‫االشراف اللغوي‬

‫فاضل عيىس الشوييل‬

‫‪60‬‬ ‫الكتابات املنشورة يف املجلة تعرب عن رأي كتابها‬ ‫املجلة غري ملزمة بإعادة املواد غري الصالحة للنرش اىل أصحابها‬ ‫للمجلة الحق يف إعادة صياغة وتصحيح املعلومات التي ترد يف املقاالت‬ ‫ترحب املجلة باملقاالت والبحوث ذات العالقة بمسار املجلة‬

‫االخراج و التصميم‬

‫مرتىض محمد رسن‬ ‫مظفر سعيد‬ ‫فارس جميل‬ ‫التصوير‬

‫هيثم عبد كريم‬ ‫عيل محمد قاسم‬ ‫جبار علك‬


‫اخبار الوزارة‬

‫إجراءات عملية بحق المجاميع اإلرهابية إلنتهاكها حقوق اإلنسان‬

‫اكد وزيــر حقوق االنســان املهندس منحة املليــون دينــار «‪ ،‬مضيفا ً انه اآلونــة االخرية األخوة املســيحيون يف‬ ‫محمد شياع الســوداني وزير الهجرة وبالتعاون مــع وزارة املالية تم تذليل نينوى وأجبارهم عــى دفع الجزية او‬ ‫واملهجريــن وكالة اســتمرار موظفي املعوقات لــارساع يف عملية الرصف و إعتناقهم االسالم او القتل باالضافة اىل‬ ‫وزارة الهجرة بالدوام الرســمي يومي تحويل املبالغ‪ ،‬حيــث تمكنت الوزارة استهدافهم للمراقد املقدسة واملزارات‬ ‫الجمعة والسبت وذلك لضمان استمرار مــن املبارشة بتوزيــع املنحة يف اغلب الدينية ودور العبادة عادا ً اياها تجاوزا ً‬ ‫عملية توزيع منحــة املليون دينار عىل املحافظات الوسطى والجنوبية وبعض عىل حقوق وكرامة االنســان العراقي‬ ‫االرس النازحة من املناطق الســاخنة مناطــق اقليم كردســتان فضالً عن بغض النظر عــن ديانته او قوميته او‬ ‫َ‬ ‫وبــن ان « الهيئات الدولية‬ ‫اثر دخــول املجاميــع االرهابية لها‪ .‬استمرار توزيع املنحة يف جانبي الكرخ مذهبه «‪.‬‬ ‫واعلن الوزير يف كلمة له خالل املؤتمر والرصافة مــن محافظة بغداد ‪ .‬وعىل واالمم املتحــدة باتت تركز عىل الحلول‬ ‫ً‬ ‫متناسية الخطأ الكبري التي‬ ‫الصحفــي الذي عقــده يف مقر وزارة صعيد متصل حمَل السوداني املجتمع السياســية‬ ‫الهجرة ان « الوزارة بارشت بارســال الــدويل واملنظمات الدولية ما يجري يف ُتروج له هذه العصابــات بهذا الفكر‬ ‫‪ 110‬موظف وعدد من كبار املسؤولني بعض مناطق العراق كاملوصل وصالح املنحرف واالستهداف املمنهج الذي ال‬ ‫فيها‪ ،‬وتوزيعهم يف عموم املناطق التي الدين وكركــوك ودياىل من جرائم قتل يمت لالنسانية بصلة « مطالبا ً يف الوقت‬ ‫تشهد عمليات نزوح وعن طريق لجان وتهجري قرسي واســتهداف عصابات ذاته الهيئات الدولية باتخاذ اجراء عميل‬ ‫مختصة تقوم بتسجيل االرس النازحة يف داعــش ملكونات االقليــات ‪ ،‬موضحا ً رسيــع بحق هذه املجاميــع االرهابية‬ ‫قاعدة بيانات الوزارة ومن ثم تسليمهم ان « املجاميع االرهابية اســتهدفت يف والدول الداعمة لها‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫السوداني ‪ ..‬اللجنة الدولية للصليب األحمر في العراق شريك أساسي‬ ‫معنا في كثير من الملفات اإلنسانية‬ ‫اشــار وزير حقوق االنسان املهندس يقارب ‪ 530‬ســجني يف سجن بادوش محافظات االنبار و نينوى وصالح الدين‬ ‫محمد شياع الســوداني اىل أهمية ان يف محافظــة نينوى عىل خلفية طائفية بالتعاون مع جمعيــة الهالل األحمر‬ ‫تعكس التقارير التي تصدرها البعثات وحرق جثثهم فيمــا بعد‪ ،‬واوضح ان حيث شملت عمليات اإلغاثة ‪ 150‬الف‬ ‫والهيــآت الدولية العاملــة يف العراق الهجمات التي تشــنها تلك العصابات عائلة ‪ ،‬مؤكدا عىل أهمية استعادة األمن‬ ‫حقيقة وحجــم الهجمة اإلرهابية التي هجمات ممنهجــة ترقى بالوصف اىل يف هذه املحافظات وإعادة النازحني اىل‬ ‫يتعرض لها أمــن ووحدة العراق‪ ،‬وان جرائم ضد اإلنسانية‪.‬‬

‫مساكنهم ‪ ،‬ويف هذا الشأن أشاد السيد‬

‫تعتمد املهنية والدقة يف تناول وعرض جاء ذلك خالل لقــاء معاليه برئيس الوزير بجهود اللجنة الدولية للصليب‬ ‫املعلومات‪ ،‬مشددا ً عىل أهمية ان يكون بعثة الصليب األحمر يف العراق الســيد األحمــر يف العراق والتــي ُتعد رشيك‬ ‫للجنة الدولية للصليب األحمر يف العراق باتريك يوســف يوم األربعاء املصادف أسايس مع العراق يف الكثري من امللفات‬ ‫دورا ً فاعالً يف هــذا املجال عرب أظهار ‪ ، 2014/7/16‬الــذي اســتعرض االنسانية وبشــكل خاص فيما يتعلق‬ ‫الحقيقة للعالم أجمع وفضح الجرائم الجهود املبذولة من قبل اللجنة الدولية بجهودها يف ملــف األرسى واملفقودين‬ ‫واالنتهاكات التي تقــوم بها عصابات للصليب األحمر يف مجال إغاثة النازحني خالل الحرب العراقية اإليرانية وملف‬ ‫داعش اإلرهابية ومنها جريمة اعدام ما يف العراق خالل االحداث التي شهدتها املفقودين الكويتيني ‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪7‬‬


‫اخبار الوزارة‬

‫وكيل وزارة حقوق اإلنسان ‪:‬‬ ‫مايميز العيد في العراق هو األلفة والمحبة بين أبنائه‬ ‫قال وكيل وزارة حقوق االنســان السيد‬ ‫حســن الزهريي ان ما يميــز العيد يف‬ ‫مجتمعنا العراقي هو االلفه واملحبة التي‬ ‫تجمع ابنائه واالبتســامه املرسومة عىل‬ ‫وجوههم رغم التحديات التي يمر بها بلدنا‬ ‫العزيز‪ ،‬واضاف سيادته خالل استقباله‬ ‫وفــود املهنئني مــن موظفــي الوزارة‬ ‫بمناســبة عيد الفطر املبارك يوم االحد‬ ‫املصادف ‪ 2014/8/3‬ان املرحلة الراهنة‬

‫تتطلب من جميع العراقيني الوقوف صفا ً‬

‫واحدا ً امام الهجمة االرهابية الرشسة التي هذه الجرائم بحجج و مسميات مختلفة يف الوزارة وتحقيق اهدافها مشــددا ً عىل‬ ‫تقوم بهــا الزمر التكفريية والتي تمارس كالثورة وهي بعيدة كل البعد عن ابسط رضورة التحيل بالوعــي والنظرة الثاقبة‬ ‫شتى انواع الجرائم واالنتهاكات بحق ابناء الفاهيم االنسانية‪ ....‬واشاد السيد الوكيل لالمور ملواجهة مخططات االعداء الرامية‬ ‫شعبنا بكل همجية و تتذرع عند ممارسة بالدور املتميز والجهود الكبرية للعاملني للنيل من عراقنا الحبيب ووحدة ابنائه‪.‬‬

‫حقوق اإلنسان تؤكد إن العراق سيجتاز األزمــــة وعصابات داعش‬ ‫اإلجرامية مصيرها الفشل‬ ‫دعا وكيل وزارة حقوق اإلنسان الدكتور‬ ‫عبد الكريم عبد الله شــال املوظفني‬ ‫كافة اىل وحــدة الصف ملؤازرة القوات‬ ‫األمنيــة العراقية الباســلة يف حربها‬ ‫ضد عصابــات داعش االرهابية‪ ،‬وقال‬ ‫سيادته يجب عىل الجميع االبتعاد عن‬ ‫االشاعات املغرضة التي تثار إلسقاط‬ ‫العملية السياسية يف العراق سيما انه‬

‫‪8‬‬

‫يمر بظروف عصيبة لذلك يتوجب عىل‬ ‫الجميع التعامل بروح املواطنة لحماية‬ ‫ارضه وسالمته‪.‬واشار السيد الوكيل اىل‬ ‫دور الــوزارة يف توثيقها لكل الجرائم‬ ‫واالنتهاكات التــي ارتكبتها عصابات‬ ‫داعش االرهابيــة يف بعض املحافظات‬ ‫لعرضها أمام مجلس حقوق اإلنســان‬ ‫ملعرفة حجم االنتهاكات الجسيمة التي‬

‫طالت ابناء العراق‪.‬‬ ‫جاء ذلك خالل زيارة الســيد الوكيل‬ ‫لدوائــر الــوزارة (دائرة شــؤون‬ ‫املحافظــات ‪ ،‬رصــد االداء وحماية‬ ‫الحقوق) ولقائه بعدد من منتســبي‬ ‫الدوائر االخرى خــال جولة تفقدية‬ ‫لتلك الدوائر بحضور املديرين العامني‬ ‫للدوائراملذكورة ‪.‬‬


‫حقوق االنسان تؤكد اهمية تشكيل هيئة‬ ‫لألشخاص ذوي اإلعاقة‬ ‫أكد وكيل وزارة حقوق االنسان الدكتور‬ ‫عبد الكريم عبدالله شالل حرص الوزارة‬ ‫عىل تشكيل هيئة لالشخاص ذوي االعاقة‪،‬‬ ‫ورضورة تسميتهم بالفئات االوىل بالرعاية‪.‬‬ ‫وقال خالل لقائه بالخبري ماجد ترمساني‬ ‫من برنامج العدالــة يف متناول الجميع‬ ‫التابع للوكالة االمريكية للتنمية الدولية‪،‬‬ ‫«ان موضــوع ذوي االعاقــة يعترب من‬ ‫أولويات السياسة الحكومية العامة وهناك‬ ‫جهد كبري ومتواصل يبدأ من الدستور اىل‬ ‫اإلتفاقية اىل القانــون لكننا يف صدد بناء جانبه ثمن الخبري ماجد ترمساني جهود القانوني يف الربنامج عىل اهمية تشــكيل‬ ‫مؤسسات جديدة وهذا يتطلب تظافر كل الوزارة وقدراتها املتميزة يف مجال حماية هيئة خاصة لذوي االعاقة ترتبط بوزارة‬ ‫الجهود كي ترتقي هذه املؤسســات اىل حقوق االشخاص ذوي االعاقة‪ .‬وبدورها العمل والشؤون االجتماعية ولها استقالل‬ ‫مســتوى حقوق هؤالء االشخاص» ‪ .‬من أكدت السيدة سهاد عطية نجم ‪ ،‬املستشار مايل واداري‪.‬‬

‫إجتماع لجنة الخطة الوطنية للتنسيق والمتابعة‬ ‫اوضح وكيل وزارة حقوق االنســان لحقوق االنسان ليتم رفعها اىل االمانة بحضور أعضــاء اللجنة يوم الثالثاء‬ ‫الدكتور عبد الكريم عبد الله شــال العامة ملجلس الوزراء‪ ،‬وشــدد عىل املوافق ‪ 2014/7/22‬يف مقر الوزارة‬ ‫ان نــر ثقافة حقوق اإلنســان يف رضورة االرساع يف تحديث املعلومات جملة مــن املواضيع التــي ضمها‬ ‫العــراق من اولويات عمــل الوزارة الخاصة بالخطــة الوطنية من قبل التقرير واالنجازات التي قدمها أعضاء‬ ‫بشكل رئيس ‪ ،‬مشــرا ً اىل ان اللجنة الوزارات املعنية‪ .‬واستعرض سيادته اللجنة اضافة اىل معرفة التلكؤات يف‬ ‫شــارفت عىل اعداد املسودة النهائية خــال االجتماع الرابــع والعرشين ذلك التقرير وكيفيــة ايجاد الحلول‬ ‫للتقريرالنهائــي للخطــة الوطنية للخطة الوطنية للتنســيق واملتابعة الناجعة لتصحيح االخطاء‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪9‬‬


‫اخبار الوزارة‬

‫حقوق اإلنسان تستمر‬ ‫بأستالم االستمارة‬ ‫الخاصة بالمفقودين‬ ‫مابعد احداث ‪2014 /6/ 9‬‬

‫األقليات في العـــ‬ ‫صوره المفقود‬

‫وزارة حقوق االنسان‬

‫(استمارة معلومات ‪/‬مفقود ما بعد أحداث ‪)4102\6\9‬‬ ‫الرقــــم‪-:‬‬ ‫التاريخ‪-:‬‬ ‫الجنس‪:‬‬

‫االســم الرباعي واللقب‬

‫ذكر‬

‫انثى‬

‫محـل وتاريح الوالده‬ ‫التحصيل الدراســـي‬ ‫الجنسية‬

‫القوميـــــة‬

‫الديانـــة‬ ‫محافظة‬ ‫التسجيل‬

‫رقم البطاقة التموينية‬

‫اسم ورقم‬ ‫مركز التموين‬

‫اســـم االم الكامل‬ ‫اسم الزوج‪ /‬الزوجة (في‬ ‫حال كان المفقود متزوج)‬

‫املستشار حسني الساعدي‬ ‫كما ُ‬ ‫مثل الوجود االيزيدي عمق الديانة العراقية القديمة التي جعلت‬ ‫الخري عنوانا ً واسما ً لها ‪ .‬والصابئة تلك الديانة العراقية التي يربوا‬ ‫وجودها عىل اكثر من ( ‪ ) 2000‬عاما ً ومثلت الفن العراقي االصيل‬

‫حيث اليمكن االســتغناء عنهم يف حياة الجنوب واالهوار والتصق‬

‫مكان الفقدان \ االعتقال‬ ‫العنوان المدني للمفقود‬

‫بهم ســكان البطائح يف صناعتهم املتميزة واملتقنة واالمينة التي‬

‫العنوان العسكري ان كان عسكريأ‬ ‫يوم ‪:‬‬

‫تاريخ الفقدان \ االعتقال‬

‫شهر ‪:‬‬

‫اذا كان المفقود قد فقد مع مركبة نوعها ‪:‬‬ ‫مهنة المفقود‪:‬‬

‫سنة ‪:‬‬ ‫رقمها ‪:‬‬

‫تدخل يف تفاصيل حياة الصياد والفــاح والعامل ‪ ،‬وال ننىس ابدا ً‬

‫مكان عمله ‪:‬‬ ‫عالقته‬ ‫بالمفقود‬

‫االسم الكامل لمقدم المعلومات‬

‫دورهم يف تاريخنا وواقعنا فقد كان منهم االديب والعالم واملبدع ‪.‬‬

‫عنوان المبلغ ‪:‬‬ ‫البريد االلكتروني‪:‬‬

‫رقم الهاتف ‪:‬‬

‫المرفقات ‪ :‬نسخه من وثيقة تعريفية لمقدم الطلب و المفقود ان وجدت ‪.‬‬

‫تســتمر وزارة حقوق اإلنسان يف استالمها‬ ‫التوقيع ‪:‬‬

‫البصمة‬

‫التاريخ‪:‬‬

‫لطلبات االســتمارة الخاصة باملفقودين ما‬ ‫اتعهد بصحة البيانات المقدمة اعاله ‪.‬‬

‫بعد احداث ‪ 9/6/2014‬من خالل مكاتب‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫مالحظة‪-:‬‬ ‫‪ ‬ترسل مع المرفقات على االيميل ‪ mis.ppl.hr@gmail.com‬او ‪mis.ppl.hr@humanrights.gov.iq‬‬ ‫او تسلم الى مكاتب الوزارة في المحافظات او الى مقر الوزارة (بغداد‪ /‬المنصور‪ /‬شارع النقابات)‬ ‫‪ ‬تهمل أية إستمارة غير مثبت فيها وسيلة إتصال واحدة على األقل (رقم هاتف‪ /‬موبايل أو عنوان بريد الكتروني)‬

‫الــوزارة يف املحافظــات او مقرها الكائن‬

‫تنبيه‪ -:‬توزع هذه االستمارة مجانا ً وهي متوفرة على موقع وزارة حقوق اإلنسان (‪)www.humanrights.gov.iq‬‬

‫يف بغداد ‪ /‬املنصور ‪ /‬شــارع النقابات او‬ ‫عن طريق الربيد االلكرتوني وبشكل يومي‬ ‫خالل اوقات الدوام الرسمي‪.‬‬ ‫وأكــد مصدر من وزارة حقوق اإلنســان ان‬ ‫الوزارة مســتمرة يوميا ً بأســتقبال طلبات‬ ‫املواطنني الذيــن يرغبــون بالحصول عىل‬ ‫االســتمارة) ليتم ملئها باملعلومات الخاصة‬ ‫باملفقود وارسالها عرب الربيدين االلكرتونيني‪:‬‬ ‫‪mis.ppl.hr@gmail.com‬‬ ‫‪mis.ppl.hr@humanrights.gov.iq‬‬ ‫وبني املصدر ان االستمارة يمكن الحصول‬ ‫عليها من خالل املوقع الرسمي للوزارة‬ ‫( ‪ ) www.humanrights.gov.iq‬او من‬ ‫مكاتبها يف املحافظات ‪ ،‬كما شــدد املصدر‬ ‫عــى رضورة ارفــاق نســخة واحدة من‬ ‫املستمسكات الثبوتية‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫اما الكاكائية فهــي من عنوانها الذي‬ ‫يعني االخوة واآلخاء تمثل اثارة جميلة‬ ‫يف القراءة والتأمل وصورة من التعايش‬ ‫مع اخوانهم يف شمال العراق الحبيب ‪.‬‬ ‫واما الجانب اآلخر من التنوع والتعدد‬ ‫لالقليــات يف العراق فهنــاك التعدد‬ ‫العرقي كالرتكمان والفيلية والشبك ‪.‬‬ ‫فالرتكمان هم القوميــة الثالثة التي‬ ‫حكمت العراق الكثــر من قرنني من‬ ‫الزمــن كان لها الحضــور املتميز يف‬ ‫تاريخ وحارض العراق ‪ .‬والفيلية الذين‬ ‫يمتد وجودهم الكثــر من ( ‪) 3000‬‬

‫سنة ‪ ،‬ظل انتشــارهم يف رشق دجلة‬ ‫يمد العراق وبكل حيوية يف الســوق‬ ‫والصناعــة واالدب والعلم‪ ،‬والشــبك‬ ‫ذلك الوجود املتميز بلغتهم وملبسهم‬ ‫وعاداتهم وحبهم للحياة والعمل ‪.‬‬ ‫ان املسيح والصابئة وااليزيدية والشبك‬ ‫والكاكائية والفيلية نسيج يمثل عمق‬ ‫العراق وجزءا ً من تاريخه ووجوده لذا‬ ‫اليمكن ان نتصــور العراق بدون هذا‬ ‫التعدد والتنوع والتعايش ‪.‬‬ ‫ورغم هذا العمــق بالوجود والتاريخ‬ ‫لالقليات يف العــراق فقد عانت العديد‬


‫ــــراق ‪ ...‬الجذور والتحديات‬ ‫مــن االنتهاكات يف زمــن النظام‬ ‫الدكتاتــوري البائد فقد تعرضت‬ ‫دور العبــادة للهدم واالهمال وقد‬ ‫عانوا من عمليات التهجري القرسي‬ ‫واالعتقال والســجن التعســفي‬ ‫والتصفية الجسدية وهدم قراهم‬ ‫واماكن سكناهم ومورست بحقهم‬ ‫حمالت التعريــب وتغيري الهوية‬ ‫ومنعوا مــن حقوقهــم الثقافية‬ ‫واملدنية وتم اقصائهم من املشاركة‬ ‫السياســية وصــودرت اموالهم‬ ‫واراضيهم بهــدف طمس هوية‬ ‫االقليات وتجاهل وجود افرادها ‪.‬‬ ‫ثم جــاء االرهــاب ليصب حقده‬ ‫ويعلــن عــداءه لكل انســان يف‬ ‫العراق مهما كان عنوانه ووجوده‬ ‫فقد تعرضــت االقليات للعمليات‬ ‫االرهابيــة الداميــة ‪ ،‬حيــث تم‬ ‫تفجــر دور العبــادة والكنائس‬ ‫واملساجد والتكايا واصبحت مدن‬ ‫وقرى الشــبك وااليزيدية واملسيح‬ ‫عرضــة لالعمــال االجرامية كما‬ ‫تعرضــت الشــخصيات الدينية‬

‫والسياســية لالغتيال ‪ .‬ويف اجواء‬ ‫االعتداء االرهابــي والعمل الجاد‬ ‫للحكومــة العراقيــة يف تمكني‬ ‫االقليات وحمايتهــا وتعويضها‬ ‫عما تعرضت اليــه من انتهاكات‬ ‫زمن النظام الدكتاتوري ‪ ،‬تعصف‬ ‫بالعــراق فتنة داعــش االرهابية‬ ‫وتسيطر عىل املوصل مدينة التنوع‬ ‫والتعدد التعايش واالنسجام الذي‬ ‫يضــم معظم االقليــات العراقية‬ ‫كاملســيح وااليزيدية والرتكمان‬ ‫والشبك ليصبحوا عرضة لالنتقام‬ ‫واملمارســات الهمجيــة لداعش‬ ‫وحلفائهــا‪ ،‬فقد كان لهم تصنيف‬ ‫خاص لالنســان(كفار ومرشكني‬ ‫ومرتدين) وجميعهم يجوز قتلهم‬ ‫وفق رشيعتهم الرببرية‪.‬‬ ‫فــأول ما تعــرض له الشــيعة‬ ‫الرتكمــان يف تلعفــر والقصبات‬ ‫املحيطة ويف كركــوك تحديدا ً يف‬ ‫ناحية تازة وبشــر يف محافظة‬ ‫صالح الدين قضاء طوز خورماتو‬ ‫وناحية آمريل والقــرى املحيطة‬

‫بها‪ ،‬فقد تعرض املكون الرتكماني‬ ‫البــادة جماعية عرقيــة طائفية‪،‬‬ ‫حيث قامــت داعش بــكل تلك‬ ‫املناطق التي يتواجد فيها الشيعة‬ ‫بتهجريهــم جميعا ً عــن ديارهم‬ ‫وقتل من ُقتــل منهم ففروا للعراء‬ ‫بال مــال وال حال حتى وصلوا اىل‬ ‫ســنجار وكردستان ثم وصلوا اىل‬ ‫بغداد ومدن جنوب العراق يف حالة‬ ‫تبعث عىل اآلىس والحزن‪ .‬ثم جاء‬ ‫دور املســيحيني الذين خريوا بني‬ ‫البقاء أودفــع الجزية وإال القتل‪،‬‬ ‫فحصلت هجرة جماعية واســعة‬ ‫جدا ً لم يشــهد سهل نينوى مثلها‬ ‫منذ وجود املسيح قبل دهرين من‬ ‫الزمن‪ .‬وقد نــال االيزيدية مرارة‬ ‫اخرى ‪ ،‬فيجوز سبي نساءهم واخذ‬ ‫بناتهم كجواري وما نشــاهده كل‬ ‫يوم يف االعــام وما تصل ألينا من‬ ‫تقارير تمثل صورا ً مُفزعة ومُرعبة‬ ‫تفــوق الخيال‪ .‬ومــا كانت حال‬ ‫الشبك إال كحال غريهم من االقليات‬ ‫من قتل وتهجري ومصادرة لألموال‬

‫واملمتلكات‪.‬ثم فرضوا البيعة عىل‬ ‫املسلمني السُ نة ومن أبى فهو مرتد‬ ‫ومصريه القتل والتهجري‪ .‬وبعدها‬ ‫توجهــوا للرتاث االنســاني الذي‬ ‫تضمه نينوى من أرضحة وأماكن‬ ‫للعبــادة وكنائس وآثار ففجروها‬ ‫وهدموها‪.‬‬ ‫أن سيطرة داعش عىل نينوى أدى‬ ‫اىل اخالءها من االقليات التي عاشت‬ ‫قرونا ً طويلة فيها‪ ،‬لذا فأن الواجب‬ ‫الوطني واالخالقي واالنساني يُلزم‬ ‫جميع القوى السياسية والحكومة‬ ‫العراقية واملحافــل الدولية يف ان‬ ‫تقف وقفــة واحــدة للدفاع عن‬ ‫االقليات يف العراق وحماية أفرادها‬ ‫من القتل والتهجري والتعاون ألجل‬ ‫اغاثتهم ومد يــد العون والرعاية‬ ‫وتوفري الغذاء واملســكن والدواء‬ ‫وحشــد كل الجهود وشحذ الهمم‬ ‫لطرد داعش مــن العراق وتمكني‬ ‫االقليــات من العــودة اىل مدنهم‬ ‫وقراهم وديارهم وتعويضهم عما‬ ‫فقدوه‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪11‬‬


‫دراسات‬

‫الفساد الخطر غري املُدرَك عىل األمن الدويل‬

‫ّ‬ ‫والمنظم يؤ ّثر‬ ‫الفساد الحادّ‬ ‫مركز كارنيغي للرشق االوسط‪ /‬متابعة حقوقنا‬ ‫للفســاد ّ‬ ‫املنظم تأثري غري معــرف به عىل األمن‬ ‫الدويل‪ .‬ففي كثري من األحيان‪ ،‬اليويل صنّاع القرار‬ ‫والرشكات الخاصة الفســاد اهتماما ً كافيا ً عند‬ ‫ا ّتخاذ قرار بشأن السياسات الخارجية والدفاعية‬ ‫التي يجــب ا ّتباعهــا‪ ،‬أو املكان الــذي ينبغي‬ ‫االستثمار فيه‪ .‬ومن شأن الحصول عىل فهم أكرب‬ ‫لطبيعة الفساد الحا ّد وتأثريه عىل األمن العاملي أن‬ ‫يساهم يف إجراء تقييم أفضل للتكاليف واملنافع‪،‬‬ ‫وبالتايل يؤ ّدي إىل تحسني السياسات واملمارسات‪.‬‬

‫اآلثار األمنية للفساد الحاد‬

‫التفاوت االقتصادي الحا ّد‪ ،‬لزيادة احتمال حدوث‬ ‫تح ّديات أمنية‪ .‬عادة ما يغلّب صنّاع القرار يف الغرب‬ ‫االعتبارات األخرى‪ ،‬مثل الرضورات األمنية املبارشة‬ ‫أو القيمة االقتصادية أو االسرتاتيجية‪ ،‬للحفاظ عىل‬ ‫العالقات مع حكومة معينة‪ ،‬أو مواصلة تحصيل‬ ‫االســتثمار‪ ،‬ويق ّدمونها عىل املخاوف من الفساد‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن املؤسســات واألفراد يف الغرب‬ ‫غالبا ً‬ ‫ّ‬ ‫ماتمكن الحكومات الفاســدة‪ ،‬مايؤ ّدي إىل‬ ‫تفاقم التهديدات األمنية وتكبّد مخاطر جديّة عىل‬ ‫السمعة يف بعض األحيان‪.‬‬

‫التي قد تكــون مطلوبة بخالف ذلــك‪ .‬ابتكروا‬ ‫أســاليب ّ‬ ‫خلقة لتفادي تمكني الفساد الشامل‪.‬‬ ‫ينبغي عىل صنّاع القرار االســتفادة من مجموعة‬ ‫واســعة من األدوات والنفوذ املتاح عند تعاملهم‬ ‫مع الدول الفاسدة وتبعا ً للظروف‪ ،‬ستكون هناك‬ ‫حاجة إلجراء تغيريات يف املمارســة الدبلوماسية‪،‬‬ ‫واملساعدات العسكرية‪ ،‬وجهود التنمية‪ ،‬واملعونات‬ ‫املقدمــة إىل املجتمع املدني‪ ،‬ورشوط العضوية يف‬ ‫النظم متع ّددة األطراف‪ ،‬واالســتثمار يف األعمال‬ ‫التجاريــة‪ ،‬والقواعد الناظمــة ّ‬ ‫لتدفقات رؤوس‬ ‫األموال الدولية‪.‬‬

‫ّ‬ ‫لصناع القــرار يف القطاعني‬ ‫توصيات‬ ‫الفساد والفهم املخطئ لتأثرياته‬ ‫العام والخاص‬

‫ينبغي أال يفهم الفســاد الحا ّد باعتباره فشــاً حلّلوا بدقة الدول الفاسدة بصورة شاملة‪ .‬اجمعوا‬ ‫أو تشــويها ً للحكم‪ ،‬بل نظاما ً فاعالً تســتخدم املعلومات عن بنية الشــبكات الحاكمة وأدوات‬ ‫فيه الشــبكات الحاكمــة أدوات قــوة مختارة القوة ومصادر الدخل التي تستويل عليها‪ ،‬وعوامل‬ ‫لالســتيالء عىل مصادر دخل محددة‪ .‬ويلقي هذا الخطر األخــرى التي قد يتفاعل معها الفســاد‬ ‫الجهد يف كثري من األحيان بظالله عىل األنشــطة الحا ّد‪ .‬اســتخدموا التحليل للتعريف بالخيارات‬ ‫املرتبطــة بإدارة الدولة يثري هذا الفســاد ّ‬ ‫املنظم‬ ‫سخط الســكان‪ ،‬ما يجعله عامالً ّ‬ ‫مؤثرا ً يف إثارة‬ ‫غالب ًا مايتمّ تجاهل الدور الذي يمكن أن يؤدّيه‬ ‫االضطرابات االجتماعية والتمرّد‪ .‬يساهم الفساد‬ ‫يف مخاطر أخرى عىل األمن الدويل‪ ،‬مثل العالقات املتاحة للتعامل مع األنظمة الفاســدة بشــ ّدة‪ .‬جزيرة القرم‪ .‬يف الوقت نفســه‪ ،‬توافد ( املقاتلون‬ ‫التعاضدية بني الدول وشبكات الجريمة ّ‬ ‫املنظمة يجب عــى صنّاع القرار ورجــال األعمال إجراء ) من قارّات ع ّدة إىل ســورية‪ ،‬حيث قتل مايقدر‬ ‫العابرة للحدود القومية‪ ،‬والتســهيالت التي تق ّدم تحليل دقيق للتكاليــف والفوائد قبل اتخاذ قرار بـ‪ 150‬ألف شخص بعد ثالث سنوات من الحرب‬ ‫إىل املنظمات اإلرهابية‪ ،‬ونظم األمن الدولية القابلة االستثمار يف دولة يسترشي فيها الفساد‪ .‬ويف حال األهلية وف ّر املاليني من منازلهم‪ .‬ويف أفغانستان‪،‬‬ ‫لالخــراق‪ ،‬واالضطرابات االقتصاديــة الحا ّدة‪ .‬كان االنخراط أمرا ً المف ّر منــه أو ّ‬ ‫يحقق أولوية أوقع مقاتلو طالبان خسائر قياسية بقوات األمن‬ ‫الفســاد اليؤجّ ج هذه التهديدات فقط‪ ،‬بل يتواكب سياسية منفصلة‪ ،‬فإن تعديل إجراءات التشغيل املحلّية‪ ،‬يف حني ستغادر قوات حلف شمال األطليس‬ ‫مع عوامل خطر أخرى‪ ،‬مثل الخالفات العرقية أو املوحــدة يقلل احتمال حدوث أزمات‪ ،‬ويســاعد (الناتو) بلدا ً اليزال يعاني من عدم االســتقرار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الدينية أو اللغوية لدى قطاع ّ‬ ‫ّ‬ ‫متشــددون من جماعة "بوكو‬ ‫بالتدخالت ويف نيجرييا‪ ،‬ش ّن‬ ‫معي من السكان أو عىل تجنّب تحمّــل التكاليف املرتبطة‬

‫‪12‬‬

‫تحوّلت أحــدث حلقة يف سلســلة االنتفاضات‬ ‫الشــعبية التي أســقطت الحكومات من تونس‬ ‫إىل قريغيزســتان إىل أزمة يف العام ‪ 2014‬عندما‬ ‫تخلّــص األوكرانيون من حكــم الرئيس آنذاك‬ ‫فيكتور يانوكوفيتش ور ّدت موســكو بغزو شبه‬


‫على الكثير من األولويات األمنية‬ ‫حرام" املتطرّفة سلسلة من الهجمات عىل أطفال‬ ‫املدارس والقرويني‪ ،‬يف حني تم طرد محافظ البنك‬ ‫املركزي يف البالد بســبب تحقيقه يف اختفاء نحو‬ ‫‪ 20‬مليار دوالر من عائدات النفط‪ .‬فهل ثمّة خيط‬ ‫تحتل مركزا ً‬ ‫ّ‬ ‫يربط هذه األحــداث املتباعدة والتي‬ ‫متقدما ً عىل قائمة أولويات الغرب األمنية؟ ّ‬ ‫يشكل‬ ‫ّ‬ ‫واملنظم عامالً يف كل هذه‬ ‫الفساد الحكومي الحا ّد‬ ‫األحداث‪ .‬مع ذلك‪ ،‬وعىل الرغم من الرتابط امللحوظ‬ ‫بينها‪ ،‬غالبا ً مايتــ ّم تجاهل الدور الذي يمكن أن‬ ‫تلعبه هذه الظاهرة يف مفاقمة انعدام األمن الدويل‪.‬‬ ‫يعترب الفســاد يف العادة خلالً وانحرافاً‪ ،‬أو اهرتا ًء‬ ‫يف حوايش نظام ما‪ ،‬أو عالمة عىل فشــل النظام‬ ‫يف أســوأ األحوال‪ .‬وبالتايل‪ ،‬تكلّف وكاالت املعونة‬ ‫والجهات الفاعلة املحلية يف املجتمع املدني بمهمة‬ ‫وضع الحلــول‪ ،‬حيث تهدف جهودها املضنية إىل‬ ‫تحقيق نجاحات صغرية وملموســة‪ّ .‬‬ ‫تركز هذه‬ ‫ّ‬ ‫التدخالت عىل معالجــة أوجه القصور التقنية أو‬ ‫بناء القدرات‪ .‬يعترب الفساد‪ ،‬يف طائفة من البلدان‬

‫القوي بني الفســاد الحا ّد وبني انتهاكات األمن‬ ‫الدويل‪ ،‬بأن الفساد قد يكون مشكلة تنطوي عىل‬ ‫مخاطر أعىل مما كان يُعتقد يف العادة‪ .‬ولذا يبدو‬ ‫أن صنّاع السياسة الخارجية والدفاعية‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫الرشكات متع ّددة الجنسيات‪ ،‬يف حاجة إىل إدخال‬ ‫االهتمام بالفساد يف صلب عمليات اتخاذ القرارات‬ ‫الخاصة بهم‪ .‬لكــن الحكومات الغربية والجهات‬ ‫الفاعلة التجارية الرئيسة‪ ،‬ليست مهيأة يف الوقت‬ ‫الراهن لالســتجابة بهذه الطريقة الشــمولية‪.‬‬ ‫فاملعلومات الخاصة بتنظيم وممارسات الشبكات‬ ‫الكليبتوقراطيــة وهيكلها الوظيفــي يف البلدان‬ ‫الرئيســة اليتم جمعها بصورة منتظمة‪ .‬كما أن‬ ‫الفســاد ليس عىل أجندة التبادالت والتفاهمات‬ ‫الثنائية رفيعة املستوى‪ .‬ونادرا ً ما يكون الخرباء‬ ‫املتخصصــة التــي تعمــل عىل هذه‬ ‫واإلدارات‬ ‫ّ‬ ‫القضية حارضة عند ا ّتخاذ القرارات الحاســمة‪.‬‬ ‫فهم اليحصلون عىل املــوارد الكافية حتى لتنفيذ‬ ‫املهام الهامشية نسبيا ً التي تم تكليفهم بها‪ .‬كما‬

‫ّ‬ ‫المنظم في مفاقمة إنعدام األمن الدولي‬ ‫الفساد‬ ‫يف أنحاء العالم كافــة‪ ،‬هو النظام بحد ذاته‪ .‬فقد‬ ‫تم تغيري أغــراض الحكومات لخدمة هدف ليس‬ ‫له عالقة تذكر باإلدارة العامة‪ :‬الثراء الشــخيص‬ ‫للشبكات الحاكمة‪ .‬وهي ّ‬ ‫تحقق هذا الهدف بشكل‬ ‫فعّــال تماماً‪ .‬وقد يكون عجــز القدرات وأوجه‬ ‫القصور األخرى جزءا ً من الطريقة التي يعمل بها‬ ‫النظام‪ ،‬بدل أن تكون ّ‬ ‫مؤشا ً عىل انهياره‪ .‬توحي‬ ‫هذه الديناميكية الهيكليــة‪ ،‬إضافة إىل االرتباط‬

‫أن قلّة العالقات أو نمــاذج التعاون تحول دون‬ ‫إيجاد وســائل بارعة أو مبتكرة لتعزيز أولويات‬ ‫مكافحة الفســاد وبالتايل يسود نهج كل يشء أو‬ ‫ّ‬ ‫واملنظم‬ ‫اليشء‪.‬إن توفري فهم أفضل للفساد الحا ّد‬ ‫كنظام فعّال‪ ،‬وكيــف يتفاعل مع عوامل الخطر‬ ‫األخرى ملفاقمة التهديدات التــي يتعرّض إليها‬ ‫األمن الدويل‪ ،‬يمكن أن يدخل تحسينات عىل عملية‬ ‫ا ّتخاذ القــرارات يف القطاعني العام والخاص من‬

‫خالل طرق عديدة‪ .‬فمن شأن ذلك أن‪:‬‬ ‫يحسّ ــن عملية تحليل املخاطر‪ ،‬وتحديد البلدان‬ ‫الضعيفة التي تعاني من التدهور مثل تونس أو‬ ‫مرص قبل اندالع ثورتيهما يف العام ‪ ،2011‬حيث‬ ‫أ ّدى الحكم الكليبتوقراطــي (حكم اللصوص)‪،‬‬ ‫جنبــا ً إىل جنب مع عوامل الخطــر األخرى‪ ،‬إىل‬ ‫جعل االضطرابات أمــرا ً مرجّ حاً‪ ،‬عىل الرغم من‬ ‫االســتقرار الظاهر‪ .‬وقد يساعد عىل تحديد ما إذا‬ ‫كانت البلدان األخــرى‪ ،‬بما فيها الجزائر وأنغوال‬ ‫وبلغاريا وإثيوبيا وتركيا وأوزبكســتان‪ ،‬تندرج‬ ‫تحت هذه الفئة اليوم‪ .‬يســاهم يف عملية حساب‬ ‫أكثر ّ‬ ‫دقة للمقايضات الحقيقية عندما يكون هناك‬ ‫تنافس بني أولويات السياســة الخارجية‪ .‬يرسم‬ ‫صورة أكثر تفصيالً ملا ســتؤول إليه التدخالت‬ ‫املختلفــة‪ ،‬بما فيهــا التفاعالت الدبلوماســية‬ ‫والتعاون العسكري واالستثمار الخاص واملساعدة‬ ‫اإلنسانية والتنمية‪ ،‬يف بيئات تتّسم بالفساد الحا ّد‪.‬‬ ‫التوصــل إىل اتفاقات ســام أكثر‬ ‫يســاهم يف‬ ‫ّ‬ ‫اســتدامة عن طريق الح ّد من تشويه املفاوضات‬ ‫بــن الحكومات أو بني الحكومــات والجماعات‬ ‫املتمرّدة التي غالبا ً ماتعيق عملية التوحيد والدمج‬ ‫يف فرتة مابعد الــراع‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن توفري‬ ‫فهم أكثر تطوّرا ً للفســاد الحا ّد يقلّل الحاجة إىل‬ ‫ّ‬ ‫التدخالت العســكرية عندما تندلع األزمات من‬ ‫خالل املساعدة يف تفاديها عن طريق االستخدام‬ ‫الفعّال ألدوات السياسة غري العسكرية‪ ،‬قبل وقوع‬ ‫الرصاع‪ .‬ويف حال حدث التدخل‪ ،‬فثمة إمكانية ألن‬ ‫يزيــد فرص تحقيق األهــداف األمنية من خالل‬ ‫تحسني العمليات‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪13‬‬


‫؟ ؟؟‬

‫استطالعات‬

‫!!‬

‫مين ًا لبغداد‬

‫حت امرأة أ‬

‫ماذا لو أصب‬

‫ن يعدونها‬

‫مواطنو‬

‫ن بالفكرة‬

‫رون يرحبو‬ ‫خ‬

‫مجازفة وا‬

‫فاطمة كمال‪:‬‬

‫تباينت االراء بشــأن تســنم امرأة‬ ‫ملنصب امــن بغداد حيــث اعترب‬ ‫عدد من النساء ان مسؤولية جمال‬ ‫ونظافة العاصمة ال يمكن ان تتحقق‬ ‫بدون ارشاف امــرأة كونها تمتلك‬ ‫حســا جماليا عاليــا ‪ ،‬يف وقت ع ّد‬ ‫اخرون ان مســؤولية امني بغداد ال‬ ‫تقترص عىل الجمال والنظافة وانما‬ ‫تتطلب امكانية وطاقة ال يتحملها اال‬ ‫الرجل ‪.‬‬ ‫فقد اشارت االكاديمية صابرين عىل‬ ‫اىل " قول االمام عيل عليه السالم يف‬ ‫رده عىل معاوية –ســتأتيك رجال‬ ‫قلوبهم اقىس من قلوب النساء – يف‬ ‫اشارة واضحة للقوة التي تتمتع بها‬

‫‪14‬‬

‫النساء "وقالت‪ " :‬عىل مدى متابعتي‬ ‫للنساء اللواتي شــغلن مناصب يف‬ ‫الدولة لم اشاهد حالة فساد واحدة‬ ‫بعكس الرجــال بدليل ان يف الوقت‬ ‫الحارض توجــد قائــدات يقودن‬ ‫دوال كــرى مثل املانيــا والربازيل‬ ‫واالرجنتني " ‪.‬‬ ‫وقالت القاصــة ايناس البدران‬ ‫رئيســة منتدى نــازك املالئكة ‪" :‬‬ ‫ان هذه فكــرة جميلة جدا ومبتكرة‬ ‫خصوصا ان الحس الجمايل عند املرأة‬ ‫عال وتذوقها للجمال واحساسها به‬ ‫ٍ‬ ‫كبري خاصــة اذا كانت املرأة مؤهلة‬ ‫بشكل حقيقي فأنها سوف تبدع "‬ ‫واضافت‪ " :‬نحن ال نريد ان نختلف‬

‫يف مــن يقود ولكــن لنتفق عىل ان‬ ‫االنســان املناسب يف املكان املناسب‬ ‫من خالل التخصــص واالخالص‬ ‫يف العمل وتكريــس الوقت والجهد‬ ‫الكافيــن واعطاء املســائل حقها‬ ‫وقيمتها دون االهتمام بالشكليات "‪.‬‬ ‫من جانبهــا قالت كريمة هاشــم‬ ‫مديرة معهد الفنون الجميلة للبنات‬ ‫‪ :‬ان " املــرأة قريبة جدا ً من الحياة‬ ‫التي تحتاجها بغداد لذلك ستنتعش‬ ‫العاصمة حسب رأيي اذا ما اصبحت‬ ‫امرأة امينة لبغداد " ‪.‬‬ ‫واشــرطت كريمة عىل املرأة التي‬ ‫تتــوىل هــذا املنصــب ان تتصف‬ ‫بالشجاعة الفائقة وان ال تنتمي الي‬


‫حزب سيايس وال اي فئة اخرى وان‬ ‫تتحىل بالصــر لوجود العديد من‬ ‫التحديات بهذا املنصب ‪.‬‬ ‫فيما قال املواطن محمد البياتي ‪":‬‬ ‫باعتقادي ان تويل املرأة لهذا الدور‬ ‫الفنــي واالداري صعب عىل االقل‬ ‫يف هذه املرحلة الحساســة بسبب‬ ‫الجهد امليدانــي وعمليات املتابعة‬ ‫اضافة اىل عملية تسوية املناقصات‬ ‫التــي اغلبها تتم وفــق توافقات‬ ‫مسبقة والتي تنعكس بالتايل عىل‬ ‫تنفيذ املشاريع يف البلد عموما وعىل‬ ‫االدارة خاصــة " متمنيا " تدخل‬ ‫املرأة يف كافة املجــاالت وامليادين‬ ‫ولكــن يف بلد مســتقر عىل كافة‬

‫االصعدة "‪.‬‬ ‫واوضح فــراس الالمي " ان امانة‬ ‫بغداد خدمية تتعامل مع خدمات‬ ‫املاء واملجاري والطــرق وغريها‬ ‫ولو افرتضنا ان املهندســة قادرة‬ ‫عىل العمل يف املشــاريع كاللواتي‬ ‫شــاهدتهن يف العمل امليداني لكن‬ ‫هذا ال يمنع من وجود صعوبة بالغة‬ ‫يف وظيفة امني بغداد التي يتطلب‬ ‫االمر احيانا االرشاف عىل مرشوع‬ ‫معني من الليل اىل الصباح الباكر‬ ‫او بالعكس ناهيك عن جو العمل‬ ‫القــايس ‪،‬اما بخصــوص العقود‬ ‫واملناقصــات فهــي عالم مخيف‬ ‫يتعرض فيه املسؤول اىل تهديدات‬

‫عديــدة قد تصــل اىل التهديدات‬ ‫لخطف االبناء وهذا اليش ال تتقبله‬ ‫االم نهائيا ‪.‬‬ ‫يذكر ان منصب امني بغداد لم يسبق‬ ‫ان تســنمته اية امرأة عراقية عىل‬ ‫الرغم من مرور عقود من السنني‬ ‫عىل اعالن هــذا املنصب ‪ ،‬علما ان‬ ‫عددا من النساء فزن يف االنتخابات‬ ‫خاصة االخرية التي اجريت يف ‪30‬‬ ‫‪ 4 /‬مــن العام الجاري وباصوات‬ ‫عالية نافســت بها نظريها الرجل‬ ‫وهذا يدل عــى امكانية املرأة عىل‬ ‫تحقيق كل مــا يخدم البلد يف ظل‬ ‫الظروف االستثنائية التي تمر بها‬ ‫البالد ‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪15‬‬


‫آراء‬

‫التشكيك‬ ‫ثقافة‬ ‫ثقافة التشكيك فــــ‬ ‫عبد الباسط حسن‬ ‫عجيب قــدر مفهوم حقوق اإلنســان يف مجتمعاتنا‪ .‬بل ّ‬ ‫إن بعــض الهجومات قد أداة عنــف وســيطرة وإدارة للمصالح‪،‬‬ ‫تاريخ املجتمعات العربيّة املعارصة‪ .‬فلقد استعادت نقدا قديما وتاريخيا للكونية يف واملعاناة من انفصام خطابنا الذي يسعى‬ ‫ّ‬ ‫متنقال مــن غربة إىل أخــرى داخل الغرب لتجعل منه نقدا مجردا وثابتا ومطلقا يف مستوى الشــعارات إىل تحرر عميل من‬ ‫ظل‬ ‫الخطاب الســيايس الذي يكاد ينفتح تارة يشكك يف الكونية يف حد ذاتها مهما اختلفت واقعه املريض مع إنكار أدوات هذا التّحرر‪،‬‬ ‫ألفكاره املبرشة بالحريات واملســاواة ثم مصادرها ومنطلقاتهــا‪ .‬ولكن كلما ازداد أي حقوق اإلنســان‪ .‬لقــد اعتاد الخطاب‬ ‫رسعــان ما يوصــد أمامه أبواب الشــك نقد العرب لحقوق اإلنسان حدة طلع هذا الســائد عندنا أن يلقي باملســؤولية عن‬ ‫ّ‬ ‫وتعطل معانينا‬ ‫والريبة يف مدى جــدواه العملية أو تأصله املفهوم من غربته ليؤثث مطالبتنا بالتحرر مصائبنا والقبح املحيط بنا‬ ‫ّ‬ ‫والطاغي‬ ‫يف "هويتنا الثقافيــة"‪ .‬ففيما عدا بعض من األنظمة املســتبدة ومحاربة الفســاد الحضارية عىل "اآلخر" املهيمن‬ ‫اللّحظات التاريخية التي تم فيها استلهام والفقر والتهميش والتمييز واالحتالل‪ .‬إننا وأن يربر مآســينا بثنائيــة "اآلخر" الرش‬ ‫مفاهيم حقوق اإلنســان يف النقاشــات أمام وضعية عجائبية‪ .‬فمن ناحية تطالب و"النحن" الضحية الخرية‪ .‬وانسحبت هذه‬ ‫الحضارية التحرريــة مثل حوارات عرص مجتمعاتنا بقوة باملشاركة والديمقراطية الرؤية عىل عالقتنا بحقوق اإلنسان لتتحول‬ ‫النهضة وحــركات التحــرر الوطني من والتوزيع العادل للثروات واستعادة مفهوم هي بدورها إىل رش جديد‪ .‬ولكن يبني تفكيك‬ ‫االستعمار وظهور وتطور حركة ّ‬ ‫منظمات الدولة الوطنية الحريصة عىل رفاهية األفراد بعــض مظاهر تعامل العرب كســلطات‬ ‫حقوق اإلنســان‪ ،‬فإن حقوق اإلنسان قد واملجموعــات وحقهــا يف العمل والصحة ونخب مثقفة مع مفهوم حقوق اإلنســان‬ ‫أصبحت مجاال لهجــوم عنيف من عديد والتعليم الجيد‪ ،‬ومــن ناحية أخرى يلعن أن هذه الرؤية املبنية عىل الثنائية الساذجة‬ ‫التيارات السياسية والكتابات املحافظة بل الخطاب الســيايس والثقايف السائد حول تخفي يف أعماقها رغبة عميقة واعية وغري‬ ‫و"التقدمية"‪ ،‬ممــا زاد من تعقيد املفهوم حقوق اإلنسان ومؤامراتها التي تهدف إىل واعية يف تهميش حقوق اإلنسان وإقصائها‬ ‫واســتعصائه عىل العرب‪ .‬ولقد تمحورت زعزعة "هويّتنا" واستقرارنا‪ .‬فماذا نريد من مجال سؤال الحرية‪ .‬كما تبني أن وراء‬ ‫الهجومات عىل حقوق اإلنسان عند العرب بالّضبط؟ إ ّنه مأزق يضع حقوق اإلنســان التشكيك يف حقوق اإلنسان باسم ازدواجية‬ ‫حول ازدواجية ممارسات حقوق اإلنسان يف وضعية قصور مضاعــف بني املعاناة املعايري و"الخصوصيات" أملا ً أكرب هو ألم‬ ‫عند الدول الغربية املستعمرة واالمربيالية من ازدواجية املعايري‪ ،‬أي ازدواجية بعض أسئلة وجودنا املجهضة عىل الدوام‪ .‬وفيما‬ ‫املهيمنة وتعارض مفهــوم الكونية الذي السياسات الدولية التي تربر الهيمنة باسم ييل عرض ألهم مظاهر التشكيك يف حقوق‬ ‫تقرتحه حقوق اإلنسان مع "خصوصيات" خطاب تستعمل فيه مبادئ حقوق اإلنسان اإلنسان يف العالم العربي ‪:‬‬

‫‪16‬‬


‫حقوق اإلنس‬ ‫فـي‬ ‫ـــي حقوق اإلنسان‬ ‫‪ .1‬التشكيك من منطلق احتقار الشعوب‬

‫الرأي والتعبري والتفكري والدين‪.‬‬

‫اســتيهامات مجردة عن أصولها الغربية‬

‫إنه تشكيك يف حقوق اإلنسان تعتمده قوى ‪ .3‬التشكيك انطالقا من اختالف املرجعيات ومدى "تأصلها" يف ثقافتنا ومدى تهديدها‬ ‫متعــددة سياســية واقتصادية ومعنوية وتلتقي مقوالت هــذه النظرة حول فكرة كذلك لـ"هويّتنا" ومرجعيتنا الدينية‪ ،‬وتم‬ ‫تعترب أن "الشــعوب" غري قادرة بطبعها أساســية وهي أن حقوق اإلنسان نشأت بذلك تغييب النقلة االساسية التي أحدثتها‬ ‫عىل فهم التحرر وممارســته وعىل عيش يف الغــرب وهي قديمة عنــده متأصلة يف حقوق اإلنســان يف مختلف تطوراتها عىل‬ ‫الديمقراطية واملشاركة يف صنع القرار‪.‬‬

‫تراثه فال يمكــن أن تكون بالتايل صالحة الوعي بالســيايس‪ .‬فرغــم تعدد الحقوق‬

‫‪ .2‬التشكيك االنتقائي‬

‫لكل زمان ومــكان‪ .‬فهناك طبيعة خاصة ومصادرها واختــاف طبيعتها القانونية‬

‫ويعترب أصحاب هذا املوقف أن هناك حقوقا لإلنســان الغربي املطلق تجعــل قبوله أحيانــا وصعوبــة تطبيقهــا يف بعض‬ ‫بعينها ال يمكن ملجتمعاتنا أن تتمتع بها إذ للفكرة نابعة من وجوده ذاته‪ .‬هذه الرؤية الحاالت‪ ،‬فإنها تبقى مــع ذلك أداة عمل‬ ‫أن "خصوصياتنــا" ال يمكن أن تتماىش املطلقة لآلخر تــؤدي يف النهاية إىل اعتبار أخالقي وتاريخي ملساءلة السيايس وإثرائه‬ ‫يف املطلق مع كل حقوق اإلنســان بصفتها حقوق اإلنســان فكرة مجردة لم تخضع بمفاهيم املواطنة والعدالــة االجتماعية‪.‬‬ ‫منظومــة متكاملة وغري قابلــة للتجزئة‪ .‬لتطــور تاريخي يف تشــكلها أو لتوترات كما أضفت حقوق اإلنســان عىل ممارسة‬ ‫فهناك التزامات يمكن لحكومات دولنا أن مفهومية ورصاعات بني املدارس الفلسفية السياسة مجموعة من املبادئ والقيم مثل‬ ‫املساواة والحرية والعدالة والكرامة حتّى‬ ‫تحرتمها يف إطار املعاهدات الدولية املتعلقة والسياسية والقانونية‪.‬‬ ‫بحقوق اإلنسان وهناك التزامات أخرى ال إن أنواع التشــكيك يف حقوق اإلنســان تخرج من أنفاق املنفعية املتوحشــة التي‬ ‫يمكن احرتامها إنطالقا من الخصوصيات الحادة حينا وامللتبسة حينا آخر التي سبق تأكل األفــراد والبلدان‪ .‬لقد أخرجت ثقافة‬ ‫الثّقافية‪ .‬ولكن ما نالحظه هو أن شعارات ذكرها قد ساهمت يف غربة هذا املفهوم يف التشكيك يف حقوق اإلنســان املفهوم عن‬ ‫احرتام الخصوصية ال ترفع إال عند تربير مجتمعاتنا ويف صعوبة بناء ثقافة سياسية أســئلته وإمكاناته التاريخية واألخالقية‬ ‫انتهاك حقوق النساء واألقليات والجماعات تستوعب إشكاليات وآفاق مفاهيم املواطنة وحولته إىل مجال ريبة‪ .‬هذا املأزق لم يجعل‬ ‫الضعيفة واملهمشة‪ ،‬وال ترفع كذلك إال عند والحرية واملســاواة والعدالة االجتماعية‪ .‬حقوق اإلنسان شــيئا متعاليا عىل حياتنا‬ ‫الرد عىل التقاريــر الوطنية والدولية التي وأدى ذلك إىل مآزق أخرى ال تقل خطورة ومتناقضــا مع تاريخنا فقــط‪ ،‬بل جعله‬ ‫تفضح انتهاك الحق يف املشاركة السياسية عىل ثقافــة مجتمعاتنا السياســية‪ .‬فقد عامال من العوامل األساسية يف إنكارنا ملا‬ ‫والعمل املدني والنقابــي وانتهاك حرية انحرص النقاش حول حقوق اإلنســان يف يؤسس إنسانيتنا‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪17‬‬


‫آراء‬

‫اإلغتصاب و «فتاوى جهاد النكاح» كالهما عدوان‬ ‫و إستباحة من منظور الفكر السيكولوجي‬ ‫أنترش جهاد املناكحة أو فتوى جهاد النكاح عىل هامش األزمة السورية التي نشأت يف العام ‪,2011‬‬ ‫يف ظل رصاع النظام السوري مع الفصائل املسلحة ذات الصبغة الدينية املتأسلمة بمعظمها‪ ,‬والتي‬ ‫تستهدف إسقاط النظام‪ .‬وتدعو الفتوى املذكورة النساء إىل التوجه نحو األرايض السورية من اجل‬ ‫ممارســة نوع خاص من الجهاد " الجهاد الجنيس " أي إمتاع املقاتلني السوريني وغري السوريني‬ ‫لســاعات قليلة بعقود زواج شفهية من اجل تشجيعهم عىل القتال"‪ ,‬ثم انترشت هذه الفتوى رسيعا إىل األرايض‬ ‫العراقيــة بعد إن دنس التنظيم اإلرهابي املســمى بداعش بعض املدن العراقية‪ ,‬وأجرب العديد من النســاء عىل‬ ‫ممارسة "جهاد النكاح "‪ ,‬كما اضطرت العديد من النساء إىل االنتحار للخالص من حاالت إكراههن عىل ممارسة‬ ‫هذا النوع من "االغتصاب املرشعن "‬

‫د‪.‬عامر صالح‬ ‫ويقال إن الداعية السعودي محمد العريفي‬ ‫قد اصدر هذه الفتوى يف ربيع عام ‪2013‬‬ ‫والتي تتضمن ســفر النســاء إىل سوريا‬ ‫لتلبية الرغبات الجنسية للمقاتلني هناك‪.‬‬ ‫وأشرتط العريفي حسب الفتوى املنسوبة‬ ‫له تجاوز أعمار الفتيات الرابعة عرش من‬ ‫العمر وكونهن مســلمات‪ .‬وبعد االنتشار‬ ‫الرسيع الــذي حققته الفتوى املنســوبة‬ ‫للشيخ العريفي‪ ,‬نفى األخري نسبة الفتوى‬ ‫له وقال إن حسابه عىل تويرت لم ينرش هذه‬ ‫الفتوى بل هي مفربكة‪.‬‬ ‫وبغــض النظر عــن إضفــاء الصبغة‬ ‫الرشعية لهذا النوع من املمارسة الجنسية‬ ‫والحصول عىل املتعة الجنســية من قبل‬

‫‪18‬‬


‫املحاربــن فهي ال تختلــف يف جوهرها وماديا مما يتسبب يف إحداث أرضار مادية لــه باعتباره أحد مظاهــره‪ ,‬وهو مدان‬ ‫عن االغتصاب الجنيس الذي يســتخدم أو معنوية أو نفسية لفرد واحد أو جماعة عامليا بعرف وتقاليد املنظمات اإلنسانية‬ ‫القوة الخفية واملعلنة ضد الضحية األنثى أو طبقة اجتماعية أو دولة‪ ,‬ويتسع مفهوم الدولية‪ ,‬وخاصة األمم املتحدة واملنظمات‬ ‫للحصــول عىل اللذة الجنســية من قبل العدوان والعنف ليشمل مظاهر ومجاالت العامليــة ذات الصلة والتي تســعى يف‬ ‫الذكر‪ .‬وينترش االغتصاب يف زمن الحروب مختلفة يصعب حرصهــا‪ ,‬ولعل أبرزها محاوالتها لوضع حد له‪ .‬ويحدث العنف‬ ‫واالحتــال ألرايض الغري ليتحول إىل رمز كما تشري إليه األدبيات املتخصصة يف هذا الجنيس العام والقائم عىل نوع الجنس يف‬ ‫من رموز االســتباحة لألطراف املتحاربة املجال هو‪ :‬العنف األرسي‪ ,‬العنف البدني جميع الطبقــات‪ ,‬والثقافات‪ ,‬والديانات‪,‬‬ ‫وإنــزال الهزيمة النفســية واملعنوية يف أو الجســدي‪ ,‬العنف املدريس‪ ,‬االغتصاب واألعراق‪ ,‬ويف الجنســن ويف كل األعمار‪.‬‬ ‫الطرف اآلخر عرب النافذة الجنسية‬

‫بمظاهره وأشكاله وضحاياه‪,‬الخ‪.‬‬

‫ويمكن اإلشارة هنا إىل أكثر أشكال العنف‬

‫ومن هنا تأتي رشح الرابطة الوثيقة بني ويــرى الفكــر اإلنســاني العاملي أن الجنيس انتشــارا يف العالم وهي‪ :‬العنف‬ ‫الجنس والعــدوان واالغتصاب‪ .‬العدوان ممارســة العنف والعدوان للحصول عىل الجنيس ( االغتصاب واالغتصاب الزوجي‪,‬‬ ‫هو ســلوك أو فعل يتسم بالعنف يصدر إشــباع للغريزة الجنسية هو مظهرا من االعتــداء الجنيس عىل األطفــال وانتهاك‬ ‫عن طرف قد يكون فــردا أو جماعة أو مظاهــر العنف الجنــي بمعناه العام‪ ,‬عفتهم وزنــا املحارم بهم‪ ,‬االســتغالل‬ ‫طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغالل والذي يتجاوز املفهــوم الضيق الخاص الجنيس كاالتجــار بالنســاء واألطفال‬ ‫وإخضاع طــرف آخر يف إطار عالقة قوة يف املمارسة الجنســية املقرتنة بالعنف‪ ,‬وإجبارهم عىل البغاء‪ ,‬والتحرش الجنيس ‪.‬‬ ‫غري متكافئة اقتصاديا وسياسيا وجسديا إىل مفهوم أوســع من ذلك‪ ,‬رغم احتوائه يف علم النفس يجــري البحث عن دالالت‬ ‫وألية هذه العالقة بني الجنس والعدوان يف‬ ‫حالتي الصحة واملرض‪ .‬وهذا سلوك جنيس‬ ‫يتضمن معاناة نفســية أو جســدية لدى‬ ‫الطرف اآلخر يف العالقة الجنســية‪ ,‬وهذه‬ ‫املعاناة تسبب إثارة جنسية لدى الشخص‬ ‫الســادي مما يؤدي إىل اســتخدام القوة‬ ‫والعنف املفرط يف املمارسة مع الرشيك أو‬ ‫الضحية‪ ,‬يؤدي إىل إلحاق األذى الجسدي‪,‬‬ ‫قد يصــل إىل درجة القتل‪ .‬ويف الســلوك‬ ‫الجنيس الســادي تختلط نزعتي الجنس‬ ‫والعدوان أثناء الفعــل الجنيس‪ ,‬والعدوان‬ ‫هنا تعبريا صارخا عن الذكورية املفرطة‪,‬‬ ‫يضاف إىل ذلك أن تفريغ شحنات الجنس‬ ‫والعدوان يف نفس الوقت يعطي للشخص‬ ‫الســادي ارتياحا ألنه يحقق هدفني يف آن‬ ‫واحد‪ .‬فالشــخصية السادية تستلذ برؤية‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪19‬‬


‫عذاب اآلخرين ومعاناتهــم‪ .‬وقد اتضح أن واإلذالل وإضعــاف الروح املعنوية للطرف وخاصة عندما يكون مدججا يف الســاح‪,‬‬ ‫بعض هذه الحــاالت لديها اضطرابات مثل الذي يقع عليــه فعل االغتصاب‪ .‬لذلك تقوم فان هــذا املوقف يظل عالقا بذاكرتها طول‬ ‫الشيزوفرينيا ( الفصام ) أو اضطراب الهوية الكثري مــن الجيوش املحتلــة وبأوامر من الدهــر‪ ,‬إذ يعترب الخوف مــن أهم مظاهر‬ ‫االنشطاري أو لديهم تاريخ إصابات مسبقة حكوماتها وكذلك الفصائل املسلحة املختلفة االعتداء‪ ,‬أما قبل ذلك فتكون فريســة للظن‬ ‫يف الدماغ‪ .‬ويف تفسري االغتصاب ترد نظريات باغتصاب النســاء واألطفال يف البالد التي بأنه سيقتلها كما حدث مع غريها من النساء‬ ‫عدة تفرس نوعا أو آخر من أنواع االغتصاب يقومون باحتاللها‪ ,‬وممارســة هذه األفعال الالتي اغتصبن ثم قتلــن‪ ,‬إىل جانب اآلثار‬ ‫التي ســبق ذكرها‪ .‬ومن هذه النظريات أن باعتبارهــا طريقة قوية ومبــارشة إلهانة االجتماعية وخاصة يف املجتمعات املنغلقة‪,‬‬ ‫االغتصاب يمثل مرحلــة من مراحل التدني الشــعب وإذالل رجاله‪ ,‬بل ويتعمد الكثري حيث تتعرض الضحية إىل الضياع والرفض‬ ‫الحضاري بالنســبة للعالقــة بني الرجل من الجنود اغتصاب النســاء أمام رجالهم االجتماعي‪ ,‬مما يشكل ذلك مقدمات الحقة‬ ‫واملرأة وهي ترمز إىل رجولة الرجل وتسلطه إمعانا وتنكيال بهم‪ .‬وإذا كان إضفاء الصفة النحرافهــا‪ ,‬وخاصة إذا لم يجري احتضان‬ ‫وقوته وضعف املرأة واستســامها‪ ,‬ولعل الرشعية لالغتصاب عرب إيجاد "فتاوى جهاد الضحية من قبــل وســطها االجتماعي‪,‬‬ ‫أكثر اآلراء قبوال هي أن املغتصب يعاني من النكاح " يــريض مرتكب الجريمة بقناعات وإذا لم يقدم لهــا العالج الرتبوي والنفيس‬ ‫اضطراب نفيس لذلك نراه يســتعمل العنف وهمية مزيفة فأن الضحيــة تبقى ضحية الالزم لتجاوز الصدمة وتســهيل اندماجها‬ ‫يف خدمــة الجنس‪ .‬وقد أثبتــت الكثري من مهما اختلفــت رشعنة الفعــل الذي وقع اجتماعيــا‪ .‬هذا وتعتــر جرائم االغتصاب‬ ‫الدراسات النفسية عىل مجموعات كبرية من عليها‪ .‬ويتعرض ضحايا االغتصاب إىل شتى املرشعنــة وغــر املرشعنة من الوســائل‬ ‫الرجال املغتصبني والنســاء الالتي تعرضن صنوف التعذيب الجسدي‪ ,‬من رضب مربح املرفوضة دوليا يف الحــروب‪ ,‬فاالغتصاب‬ ‫لجرائم االغتصاب‪ ,‬أن االغتصاب يف حقيقته وإيــذاء مبارش ألعضاء الجســم‪ ,‬إىل جانب يرقى إىل مســتوى جريمة اإلبــادة‪ .‬وهذه‬ ‫ليست جريمة جنســية بل هو جريمة عنف اآلثار النفســية‪ ,‬إذ تعترب جريمة االغتصاب الجريمة خرق للقوانني الدولية ويحاســب‬ ‫وتعدي وعدوان يكون الهــدف منها ليس من أقىس التجارب التي يمكــن للمرأة أن مقرتفوها وتوجه إليهم تهمة جريمة حرب‪,‬‬ ‫التفريغ الجنيس لحالــة الكبت التي يعاني تواجهها‪ ,‬فحالة الخوف الشــديد والذعر ريمة ضد اإلنسانية‪ ,‬أو جريمة إبادة للجنس‬ ‫منها املغتصب‪ ,‬بــل الهدف منها هو اإلهانة التي تعرتي املــرأة عندما يهاجمها الجاني‪ ,‬البرشي بحسب الظروف ‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫التايمز‪ :‬ال ينبغي أن تشتري أموال السعودية صمتنا‬ ‫فدعمها للجهاديين يهدد أمننا القومي‬

‫تناول مقــال رأي يف صحيفــة التايمز الجهاديني السعوديني أكرب بكثري من أي هم من قدامى املحاربني يف افغانســتان‬ ‫لروجر بويز بعنوان "حان الوقت لنقول دولة أخرى‪ ،‬فاملشــايخ السلفية تشجع والشيشان و البوسنة‪ ،‬هم املسؤولون عن‬ ‫للسعوديني بعض الحقائق"‪،‬ويقول كاتب الشباب يف بريطانيا والدول األوروبية عىل تنظيم هذه املجموعات القتالية األجنبية"‪،‬‬ ‫املقال مخاطبا القراء الربيطانيني إنه "ال حمل السالح والقتال ضد املسلمني الشيعة مضيفا ً "هناك ‪ 1200‬جهادي سعودي يف‬ ‫ينبغي أن تشرتي أموال السعودية صمتنا‪ ،‬وغري املسلمني‪ ،‬بحسب رأيه‪.‬‬ ‫فدعمها للجهاديني يهدد أمننا القومي"‪.‬‬

‫ميادين القتال‪ ،‬إن لم يكن ‪ ،2000‬وقد قتل‬

‫ويقول بويز "نحن نقلق من الجهاديني حوايل ‪ 300‬ســعودي خالل العام املايض‬

‫ويشــر كاتب املقال إىل أنه بالرغم من أن الربيطانيــن‪ ،‬إال أن الســعوديني الذين جراء مشــاركتهم يف القتال خارج البالد‪،‬‬ ‫اململكة العربية الســعودية ما زالت من‬ ‫أفضل زبائن رشاء األسلحة الربيطانية"‪،‬‬ ‫مشــرا ً إىل أن صفقة طائرات التايفون‬

‫وهم ينتمون إىل تنظيمات مختلفة ومنها‪:‬‬ ‫تصرفــات الريــاض بــدأت‬

‫جبهة النرصة وتنظيم الدولة اإلسالمية يف‬ ‫العراق وبالد الشام‪.‬‬

‫تزعــزع اســتقرار العــراق‬

‫وختم بويز مقاله بالقول إن "السعودية‬

‫‪ 5000‬وظيفة يف النكشري‪ ،‬إال أن "الزبائن‬

‫الــذي يعد ثاني أكبر دولة‬

‫أضحت حليفتنا ألنهــا أمنت لنا البرتول‬

‫الحلفاء‪ ،‬إذ أن الســعودية تعمل منذ عام‬ ‫تقريبا ً ضد مصالحنا" حسب قوله ‪.‬‬

‫مصــدرة للنفــط فــي‬

‫التي أبرمت مؤخرا ً ‪،‬ساهمت بالحفاظ عىل‬ ‫الجيدين ليسوا بطبيعة الحال من أفضل‬

‫ويربر الكاتــب آراءه بالقول إن أعداد‬

‫العالم‬

‫الذي حافظ عىل تنشيط اقتصادنا‪ ،‬إال أن‬ ‫ترصفات الرياض بدأت تزعزع استقرار‬ ‫العراق الذي يعد ثاني أكرب دولة مصدرة‬ ‫للنفط يف العالم"‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪21‬‬


‫مقاالت‬

‫الحب هو الدين‬ ‫ليس أمة عىل وجه االرض‪ ،‬اليوم‪ ،‬بحاجة اىل الحب‪ ،‬كحاجة املسلمني اليه‪ ،‬فهم أوىل‬ ‫به من غريهم‪ ،‬وهم أحوج ما يكونوا اليه اليوم‪ ،‬من اي يوم اخر‬ ‫نزار حيدر‬ ‫انهم بحاجة اليه‬

‫واإلرهاب عن انفســهم وعن غريهم كذلك‪ ،‬وكأنما يريدون عليهم تبادل الورود كهدايا يف‬

‫ليثبتوا انهم اصحاب دين‪ ،‬الن دينهم‪ ،‬بعد ان نجح التكفرييون للحياة ان تصطبغ بلون الحقد املناســبات الخاصة والعامة‪،‬‬ ‫معيار التدين هو الحب‪،‬‬

‫باغتصاب الديــن واختطاف والكراهية والبغضاء‪ ،‬فرتاهم كما انهم يحرَمون عىل الناس‬

‫اذا أردت ان تمتحــن دينــك قيمه االنسانية‪ ،‬حتى اقرتن كل يحرَمون عىل الناس االحتفال كل معاني الحب او ما يسمونها‬ ‫فاســتفت قلبك‪ ،‬ما الذي تربع ما يتعلق به بصور ومشــاهد بمثل يوم الحب‪ ،‬كما يحرَمون بمظاهر الرومانسية حتى اذا‬ ‫يف شــغافه؟ أهــو الحب ام القتل والتفجري والتدمري وقطع‬ ‫البغض؟ا‬

‫الرؤوس وغري ذلك‪.‬‬

‫فمن يتصــور ان الدين يعني ان القلــب ال يحتضن اال احد‬ ‫الصالة والصوم والحج وغريها أمرين‪ ،‬امــا الحب أوالكراهية‬ ‫من العبادات‪ ،‬فهو واهم بل عىل ‪ ،‬وعندما يدعــو البعض ربه‬ ‫خطأ‪ ،‬فما قيمة صالة عبد يكره بقوله {اللهم إني اســالك ان‬ ‫النــاس وال يحب لهم ما يحب تمال قلبي حُ با لك} فهي دعوة‬ ‫لنفســه؟ وما قيم صوم عبد لغلق الباب بوجه البغض كي‬ ‫يفجر نفسه وسط األبرياء النه ال يســكن قلبه وال يتسلل اىل‬ ‫ال يحب الحياة فيكرهها لغريه روحه‪.‬‬ ‫كما يكرهها لنفسه؟‬

‫وإنما ينتهــج البعض طريق‬

‫كما هم بحاجــة اليه ليتّحدوا العنــف واإلرهاب‪،‬فبســبب‬ ‫ويواجهوا مــن يوظف الدين البغض الــذي طرد الحب من‬ ‫لنرش ثقافــة الحقد والكراهية قلبه فســكنه‪ ،‬لدرجــة انهم‬ ‫والتكفــر وإلغــاء االخــر‪ ،‬يحرَمــون الحــب‪ ،‬ليس عىل‬ ‫وليدفعوا بالحب تهمة العنف انفسهم فحســب‪ ،‬وإنما عىل‬

‫‪22‬‬


‫كانت بني زوج وزوجه‪ ،‬تخيلوا اجل حياة افضل‬ ‫انهــم يكرهــون الحياة وال‬ ‫معنى للحب‪ ،‬ولذلك‬ ‫يعرفون‬ ‫ً‬ ‫تحولوا اىل بهائم تفجر نفسها‬ ‫لتنتحر وتقتل الناس األبرياء ‪.‬‬ ‫لذا‬ ‫يجب ان نســتصحب الحب‬ ‫دائما ً ليمــأ كل حياتنا‪ ،‬فمن‬

‫وتتقاتــل شــعوبنا فينحر تحقق ذواتهم‪ ،‬ولذلك تراهم‬

‫تعالوا ننزع عــن قلوبنا الغل بعضه البعض االخر؟‬ ‫والبغضــاء والكراهية‪ ،‬فنحب اىل متى تظل شعوبنا مغرمة‬ ‫لغرينا ما نحب ألنفسنا ونكره باملوت؟‬ ‫له ما نكره ألنفســنا‪ ،‬فالحياة دعــوا النــاس يحبّــون‬ ‫تتسع لكل من خلقه الله تعاىل‪ ،‬ويتحابّون‪ ،‬فال تمنعوا عنهم‬ ‫فلماذا نتخيلها ضيّقة ال تتسع ما حلّله الله تعــاىل والخلق‬ ‫لغرينا فنقتــل االخر لنعيش العظيــم والــذوق الرفيع‪،‬‬

‫يتعاملــون مع املســؤولية‬ ‫تعامل األناني الذي يكره كل‬ ‫يشء اال ذاته‪.‬‬ ‫فالحب‪ ،‬إذن‪ ،‬أساس النجاح‪،‬‬ ‫وهو أســاس اإلبــداع‪ ،‬وهو‬ ‫أســاس االســتقرار‪ ،‬وهو‬ ‫أساس الدين اوال واخريا‪ ،‬فإذا‬

‫ال يسكن الحب قلبه ال يسكن حياتنا‪ ،‬او نظن ان الله تعاىل وتفرضوا عليهم كل ما يحوّل صادفت احدا يتعامل بعنف‪،‬‬ ‫اإليمان قلبه‪.‬‬ ‫خلق الحياة لغرينــا فنقتل حياتهم اىل جحيم تتحكم فيه فتأكد بــان ال وجود للحب يف‬ ‫تعالوا نمأل قلوبنا حبا لنطرد انفسنا ليعيش اآلخرون؟‬ ‫قلبه وإذا رايت إرهابيا يفجر‬ ‫البغضاء والكراهية‬ ‫ما دونه منه‪ ،‬فيكتمل إيماننا‬ ‫لقد خلق الله الحياة لنا جميعا ان الحــب أســاس النجاح‪ ،‬نفســه يف الناس فتأكد بان‬ ‫تعالوا نحب الحياة‪ ،‬من اجل‬ ‫َّ‬ ‫فلماذا يجب عــي ان أموت فالزوجة التي ال تحب زوجها البغض هو األصل يف حياته‪.‬‬ ‫اآلخرة‪ ،‬والعمــل الصالح من‬ ‫ليحيا غريي؟ ملــاذا ال نتمتع لن تكــون مصــداق القول ان الذيــن ال يحبــون هــم‬ ‫اجل مرضاة الله تعاىل‪ ،‬واآلخر‬ ‫بالحيــاة معا؟ ملــاذا تعيش املعــروف (وراء كل عظيم الفاشــلون‪ ،‬ألنهم ال يجدون‬ ‫من اجل انفسنا‪ ،‬والجمال من‬ ‫شعوب العالم الحر حياتها‪ ،‬امرأة) واألب الــذي ال يحب ما يحبونــه يف حياتهم‪ ،‬اما‬ ‫بيته وعائلته لــن يخلق لها الناجحون فهم الذين اعتمدوا‬ ‫يهيء لها الحــب منهاجــا لتحقيــق‬ ‫اجواء النجــاح وال ّ‬ ‫ظروف االمل الــذي يدفعها نجاحاتهم‪ ،‬وبمرور رسيع عىل‬ ‫لتحقيق االستقرار والنجاح‪ ،‬حياة العظماء والناجحني يف‬ ‫واألســتاذ الــذي ال يحــب الحياة‪ ،‬فستجد انهم اعتمدوا‬ ‫مهنته ال يحقق نسب النجاح الحب لتحقيــق نجاحاتهم‪،‬‬ ‫املطلوبــة‪ ،‬والطالب الذي ال ولذلك فليــس غريبا ان ترد‬ ‫يحب الدراســة ال يمكن ان كلمة (الحــب) عدة مرات يف‬ ‫تنتظر منه االرتقاء يف مراحل القران الكريم‪ ،‬كما انها كانت‬ ‫الدراســة‪ ،‬وهكــذا العامل كثريا ما ترد عىل لسان رسول‬ ‫واملوظف والسيايس‪ ،‬اال ترون اللــه (ص) وأئمة اهل البيت‬ ‫كيف فشل بعض السياسيون عليهم السالم‪ ،‬ألنهم من اكثر‬ ‫يف العــراق الجديــد؟ ألنهم الناس إيمانا ً وقلوبهم عامرة‬ ‫ال يحبــون املســؤولية التي أكثر مــن غريهم حبا ورحمة‬ ‫تصدوا ملوقعها اال بمقدار ما بالناس‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪23‬‬


‫مقاالت‬

‫مسلمو كشمير ‪..‬‬ ‫انتهــاكات متكــررة تفوق بشــاعتها مــا كان يحدث‬ ‫للعبيد في غابر الزمان‬ ‫تبلغ مساحة كشمري بشقيها الحر واملحتل ‪ 240‬ألف كيلو مرت مربع ‪ .‬وتقع يف منطقة‬ ‫ما بني الهند وباكســتان ويبلغ عدد ســكانها أكثر من ‪ 12‬مليون نسمة ‪ %85‬منهم‬ ‫يدينون باإلسالم‪ ،‬بينما الباقون خليط من الهندوس والسيخ والبوذيني وغريهم ‪ .‬وعىل‬ ‫خالف مزاعم الهنود فإن أهل كشمري ال ينتمون إىل العرق الهندي‪.‬‬ ‫ميادة عبد الوهاب‬ ‫تمارس القوات الهندية جرائم املحتلة ‪ .‬فالقــوات الهندية ال‬ ‫وحشــية بربرية ال مثيل لها تتورع عن اســتخدام أبشع‬ ‫يف التاريخ‪ :‬مــن قتل وتعذيب الوســائل الشــيطانية لقمع‬ ‫وترشيــد للســكان ‪ ،‬وهتك انتفاضة شعب كشمري املسلم‪،‬‬ ‫لألعراض ‪ ،‬وحــرق للمنازل وتصفيــة شــبابه وأطفاله‬ ‫واملتاجر والحقول‪.‬‬

‫خشــية أن يأتي اليــوم الذي‬

‫ولقد فقدت الوالية املســلمة يحررون فيه أرضهم وعرضهم‬ ‫يف ظــل االحتــال الهندويس ‪ ،‬ويطهرون فيــه ديارهم من‬ ‫جمالهــا ورونقها وتحولت إىل رجس عبدة األبقــار واألوثان‬ ‫قفار منعزلة ‪ ،‬وقبور موحشة ‪ .‬ومن الواضح أن املمارســات‬ ‫مهجورة ‪ ،‬بعد أن بلغت تعداد الهندوســية تنــدرج يف إطار‬ ‫القوات الهندية ‪ 800‬ألف جندي مخطــط متكامــل للتطهري‬ ‫هندويس يف كشمري يمثلون ‪ 44‬العرقي بعيد املــدى ‪ .‬فهناك‬

‫‪ %‬من تعداد الجيش الهندي ‪ .‬اإلبادة الجماعية للرجال رميا ً‬ ‫منــذ اللحظــة األوىل لفــرة بالرصاص أو ذبحا ً بالسكاكني‬ ‫االحتالل التي دامت ستني عاما ً واملــدى أو حرقــا ً بالنار أو‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬لم تتوقف الجرائم بإلقــاء أحمــاض كيميائية‬ ‫الوحشــية ضد أبناء كشمري قاتلــة عىل رؤوس وأجســاد‬

‫‪24‬‬


‫الضحايا ‪ ..‬وهنــاك االعتقال ال ينجبوا ذرية يف املســتقبل آســيا ومنظمة أطبــاء بال املحــرر من كشــمري تمهيدا ً‬ ‫العشــوائي املقرتن بتعذيب او يقومون بـ(عقم) الفتيات حدود وغريهــا‪ -‬صارخة من إلحالل الهنــدوس بدال ً منهم‪،‬‬ ‫عرشات األلوف بال محاكمات كي ال يلــدن !! ومن الجرائم هول وبشاعة جرائم سلطات اما بالنســبة للغزو الفكري‬ ‫أو تحقيقــات عادلة‪ ،‬وإحراق اليوميــة كذلــك مصــادرة االحتالل الهندي ضد السكان والثقايف وهو أشد وأشنع ويدل‬ ‫املتاجر واملنازل واملزارع عىل وإتالف ممتلكات املســلمني العزل يف إقليمي جامو وكشمري عىل ذلك الســراتيجية التي‬ ‫أوســع نطاق وفرض حظر وإحراق حقولهم ومواشــيهم ‪ ،‬والتي تفوق بشاعتها ما كان وضعت للقضاء عىل اإلســام‬ ‫التجــوال معظم االوقات وبرت وأغنامهم حية ‪ ،‬ومن يعرتض يحدث للعبيد يف غابر الزمان ‪.‬‬ ‫األطراف ‪ .‬إلخ ‪.‬‬

‫و الحضارة اإلســامية ومن‬

‫فإن مصريه املحتوم رصاصة وعــى الرغم من السياســة أهم األســاليب التي اختارها‬

‫ومن أغرب وأبشــع الوسائل يف القلــب‪ ،‬أو طعنة مهلكة يف الهنديــة الثابتــة واملتمثلة االستعمار الهندويس ما يأتي‪:‬‬ ‫التي تلجــأ إليها ســلطات العنــق ‪ ،‬أو الذوبان الرهيب يف منــع دخــول الصحفيني تغيري املنهج التعليمي ووضع‬ ‫االحتــال الهنــدي للحد من يف أحــد أحــواض حامض وبعثــات منظمــات حقوق منهج هندويس يشــتمل عىل‬ ‫تزايد عدد الســكان املسلمني الكربيتيــك املركــز!! وتضج اإلنسان إىل كشــمري املحتلة املعتقدات الهندوسية الوثنية‬ ‫أنهم يقومون بخيص الشباب التقاريــر الدوليــة ملنظمات ملتابعــة ما يــدور هناك‪ ،‬إال مــن ناحية وفلســفة وحدة‬

‫واألطفــال – اســتئصال حقوق اإلنسان ‪ -‬وعىل رأسها أن هذه املنظمات اســتطاعت األديان من ناحية ثانية‪ ،‬وأخريا ً‬ ‫الخصيتني للذكور‪ -‬قهرا ً حتى منظمة العفو ومنظمة مراقبة بمصادرها ووسائلها الخاصة تدريس الفلسفات الغربية‪.‬‬ ‫أن تخرتق الســتار الحديدي‪ • ،‬تحويل املعاهد التعليمية إىل‬ ‫وأن تجمع املعلومات الوفرية أوكار لنرش اإلباحية والفساد‬ ‫واألدلة القاطعــة عىل جرائم الخلقي‪.‬‬ ‫القوات الهندية ضد شــعب • تشجيع الزواج بني املسلمني‬ ‫كشــمري األعزل إال من اإليمان والهندوس إليجاد جيل مسلم‬ ‫بالله الواحد ولو كره الهندوس باالسم هندوسيا ً عقيدة وفكراً‪.‬‬ ‫وتعذيــب املعتقلــن اثناء • تجريــد اللغــة األرديــة‬ ‫التحقيقــات بقصد الحصول والكشــمريية مــن األلفاظ‬ ‫عىل معلومات ‪.‬‬

‫العربية للقضاء عىل الصلة بني‬

‫ويعد (االغتصاب الجماعي يف الجيل النايشء وكتاب الله‪.‬‬ ‫كشــمري) من أخطر التقارير • بث الخالفات الطائفية بني‬ ‫املوثقة عــن املخطط الهندي املسلمني‪.‬‬ ‫الرهيب إلذالل املســلمني يف • ترويج حركة تحديد النسل‬ ‫كشــمري وإضعــاف الروح بني املسلمني لتحويل األغلبية‬ ‫املعنويــة لديهــم‪ ،‬ومن ثم اإلسالمية إىل أغلبية هندوسية‪.‬‬ ‫تســهيل عمليــة التطهــر • طمــس معالــم التاريخ‬ ‫العرقــي‪ ،‬وإجبارهــم عىل اإلسالمي والحضارة اإلسالمية‬ ‫الهجرة إىل باكستان أو الجزء يف الوالية‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪25‬‬


‫تحقيقات اجتماعية‬

‫ما مستقبل الوجود المسيحي في العراق‬ ‫بعد فتاوى التكفير «الداعشية»؟‬ ‫مريم سمري‬ ‫املســيحية هي ثاني أكرب الديانات يف العراق من حيث عدد األتباع بعد اإلســام‪ ،‬وهي ديانة مُ َ‬ ‫عرتف بها حســب‬ ‫ً‬ ‫كلغة أم يف حني أن نسبة‬ ‫الدســتور العراقي‪ .‬يتوزع أبنائها عىل عدة طوائف ويتحدث نســبة منهم اللغة العربية‬ ‫منهم تتحدث اللغة الرسيانية بلهجاتها العديدة واللغة األرمنية‪ .‬وان أكرب كنيسة يف الرشق األوسط تقع يف العراق‬ ‫وهي كنيسة الطاهرة الكربى‪.‬‬

‫احتفظت املسيحية يف العراق وعىل تاريخيــا ً لعب مســيحيو العراق‬ ‫خالف سائر الدول العربية بطابعها وخاصــة الرسيان مــن "يعاقبة"‬ ‫األصيل‪ ،‬فظلت مسيحية رسيانية ولم و"نساطرة" دور مهم يف الرتجمة‬ ‫تتعرب بنســب كبرية كما حصل يف والعلوم والطــب خالل فرتة الدولة‬ ‫بالد الشام ومرص‪ ،‬وإن كان معظم العباسية‪ ،‬لقد ترجم املسيحيون من‬ ‫أتباع هذه الكنائس يجيدون العربية اليونانية والرسيانية والفارســية‪،‬‬ ‫حاليا ً كلغة تخاطب يومي السيّما يف واســتفادوا مــن املــدارس التي‬ ‫املدن الكربى‪ .‬أما بالنســبة للوضع ازدهــرت فيها العلــوم قبل قيام‬ ‫الســيايس‪ ،‬فللعراقيني املسيحيني الدولة العربيــة خصوصا ً مدارس‬ ‫قانون أحوال شخصية خاص بهم‪ ،‬مــدن "الرهــا" و"نصيبــن"‬ ‫وتعترب الرسيانية لغة رســمية يف و"جنديســابور" و"إنطاكيــة"‬ ‫املناطق التي يشــكلون فيها أغلبية و"اإلسكندرية املســيحية" والتي‬ ‫يف شمال العراق‪ .‬كما يوجد عدد من خرَجت منها فالسفة وأطبّاء وعلماء‬ ‫ّ‬ ‫ومرشعون ومؤ ّرخــون وفلكيّون‬ ‫األحزاب السياسية املسيحية تمارس‬ ‫دورها السيايس بكل حرية ‪ ،‬ويمثل وضمت مستشــفى و مخترب و دار‬ ‫املســيحيني العراقيــن يف الربملان ترجمة و مكتبة ومرصد‪.‬‬ ‫العراقي كل من الحركة الديمقراطية تعــود هجــرة مســيحيي العراق‬ ‫اآلشورية واملجلس الشعبي الكلداني إىل بدايــة القرن العرشين بســبب‬ ‫الرسياني اآلشوري‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫مجزرة ســميل يف شــمال العراق‬


‫التي دعت عرشات اآلالف للنزوح ‪ ،‬فعىل سبيل املثال ومع بداية صوم فيما يتعرض له املسيحيون اليوم امللكي راح ضحيتهــا ما يقارب‬ ‫لســوريا‪ ،‬ومن ثم أعقبتها هجرة العذراء يف ‪ 1‬أغسطس‪/‬آب ‪ 2004‬ينبغي أن نشــر بشكل مخترص من ثالثة أالف شــخص‪ ،‬بينهم‬ ‫ثانية كبرية بســبب األحداث التي تعرضت خمــس كنائس للتفجري إىل أن املســيحيني العراقيني قبل نساء وشيوخ وأطفال‪ ،‬وثم جاءت‬ ‫مرت بالعــراق يف نهايات القرن ســويّة يف أعنف مسلسل دموي ‪ ،‬التغيــر الذي حصــل بعد عام مذبحة صوريا عام ‪ 1969‬يف عهد‬ ‫العرشين لتعود ظاهــرة الهجرة كذلك تعرضت النساء املسيحيات ‪ ، 2003‬لــم يكونوا يعيشــوا يف البعث‪ ،‬العهد الذي شــهد أسوأ‬ ‫ً‬ ‫ثانية متأثــرة بعوامل اقتصادية إىل التهديد ‪،‬وحدثت عمليات اغتيال رخاء‪ ،‬بل مورست ضدهم خالل املمارســات تجاه املسيحيني فقد‬ ‫واجتماعيــة خصوصا ً بعد حصار لعدد من املسيحيني بشكل عشوائي األنظمــة املتعاقبة عــى الحكم مورست ضدهم سياسات التغيري‬ ‫العراق وحــرب الخليج الثانية‪ ،‬إال ‪ ،‬األمر الذي أدى اىل تنشيط حركة بالعــراق منذ تأســيس الدولة الديموغرايف‪ ،‬وأعمال االستيعاب‬ ‫أن وتريتها تســارعت بشكل كبري الهجرة خارج البالد‪.‬‬ ‫يف أعقاب غزو العراق عام ‪2003‬‬ ‫وما رافقه من انتشار لتننظيمات‬

‫سياسات متعاقبة‬ ‫وأقلية مستضعفة‬

‫العراقية‪ ،‬سياسات مختلفة‪ ،‬أدت القرسي‪ ،‬وتدمري أكثر من (‪)200‬‬ ‫إىل جعلهــم أقلية مســتضعفة‪ .‬قريــة‪ ،‬وتهجري ســكانها وهدم‬ ‫فكانــوا أول املجموعــات التي وتدمري عــرات الكنائس التي‬

‫مســلحة و متطرفة أسهمت من محطتنا االوىل كانت مع الباحث تعرضت إىل عملية إبادة جماعية يعود تاريخهــا إىل القرون األوىل‬ ‫خالل جرائمهــا العديدة يف نزوح واالكاديمي (عبد القادر البدري) بعد تأسيس دولة العراق الحديثة‪ ،‬للميالد يف شــمال العراق تحت‬ ‫وهجرة آالف العوائل خارج العراق الذي حدثنــا قائال‪..‬قبل الخوض يف "سميل" عام ‪ 1933‬يف العهد أعذار أمنية وعسكرية‪ ،‬ومصادرة‬ ‫األرايض دون تعويض‪ ،‬واستخدام‬ ‫سياسات التعريب‪ .‬كما أن عمليات‬ ‫األنفال سيئة الصيت غيبت املئات‬ ‫من املسيحيني ودمرت فيها قرى‬ ‫مسيحية عديدة‪.‬‬ ‫تكرار مشهد‬ ‫االستهداف‬

‫اما الدكتور (صــادق الكعبي)‬ ‫اســتاذ يف جامعة بغداد يقول‪..‬‬ ‫تكرر مشهد اســتهداف املكون‬ ‫املســيحي عــى يــد اإلرهاب‬ ‫والعصابــات املســلحة املنفلتة‬ ‫والخارجــة عــن القانــون‬ ‫"الدواعش"‪ ،‬حيث يتم استخدام‬ ‫الدين لتربير األعمــال اإلجرامية‬ ‫التي كلفــت حيــاة املئات من‬ ‫األبريــاء يف مختلــف مناطق‬ ‫املوصل وكركوك بعد االســتيالء‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪27‬‬


‫تحقيقات اجتماعية‬

‫عــى ممتلــكات املســيحيني‪ ،‬فتاواهم التكفريية السخيفة‪.‬‬ ‫معتربين إياها غنائم يحق جمعها‬ ‫حســب تربيــرات واجتهادات‬

‫كردستان تفقد‬ ‫موقعها كمعقل أخير‬

‫االصلية‪ .‬التقاريــر كانت تقدر الناسفة‪ .‬أقىص ما يمكن ان يهدد‬ ‫عــدد العائالت‏املســيحية التي حياته هو حوادث الســر ‪،‬ومع‬ ‫نزحت اىل مدن كردستان وسهل هذا ال تتوقف رحــات الهجرة‬

‫مختلفــة‪ ،‬مثلما وردت يف العديد‬

‫نينوى بأكثر من ‪ 65‬الف عائلة‪ ..‎‬من كردســتان اىل الخارج‪ ،‬وقد‬ ‫لمسيحيي العراق‬ ‫الباحث (محمــد جمال) يقول‪ ..‬فهل ان كردستان فعالً حاضنة تتســارع او تتباطأ قليالً ‏‏لكنها‬ ‫راهن كثريون‪ ،‬بمــن فيهم قادة ‏"مؤقتة" للمسيحيني كما يعتقد أبــدا ً ال تتوقف‪،‎‬فالعنــف ليس‬ ‫مسيحيون وناشطون وقساوسة‪ ،‬البعض أم انهــا املحطة االخرية دائما ً ســببا ً لهجرة املسيحيني‬

‫العراق ‪.‬‬

‫حاضنة مؤقتة للمسيحيني توفر املســيحي القاطن يف كردستان الذين جــاؤوا مــن مجتمعات‬ ‫لهم األمان ريثما تستقر االوضاع عادة‪ ،‬مخاطر االختطاف او القتل منفتحة ومختلطة نســبيا ً مثل‬ ‫‏السياســية واالمنيــة يف العراق او حتى التعرض بشــكل عابر بغداد ونينوى‪ ،‬‏وجدوا انفســهم‬ ‫ويعودون مجــددا ً اىل مناطقهم ‏للســيارات املفخخــة والعبوات مُرغمني عــى العيش يف مجتمع‬

‫من كتب ورســائل التهديد التي‬ ‫تلقاها املســيحيون وأيضا ً باقي‬ ‫األقليات غري املسلمة‪ .‬وقد أفرزت‬

‫هذه املمارســات نتائج وخيمة وحتى قادة اكراد وعرب‪ ،‬عىل أن قبل الهجــرة النهائية اىل خارج ‏من كردستان اىل خارج العراق‪.‎‬‬ ‫عىل مستقبل الوجود املسيحي يف ‏كردستان العراق يمكن ان تكون العراق‪ .‎‬واضاف قائال‪..‬ال يواجه اذ يعتقد البعض ان املســيحيني‬

‫الكنائس هدفا رئيسيا‬ ‫لتنظيم "داعش"‬ ‫االرهابي‬

‫املواطــن (ســرمون محمــد)‬ ‫يقول‪..‬يف مدينــة املوصل تفنن‬ ‫املســلحون او مــا يطلق عليهم‬ ‫"داعــش" يف تنفيذ عمليات قتل‬ ‫‏مروعة اســتهدفت املســيحيني‬ ‫بكل فئاتهم‪ ،‬اطباء‪ ،‬وأســاتذة‪،‬‬ ‫ومتقاعدين‪ ،‬وتجار وقساوســة‪،‬‬ ‫بل حتى بائعي ‏خضار وسائقي‬ ‫ســيارات أجرة‪،.‎‬ولــم يســلم‬ ‫الرهبان والقساوسة من «عدالة»‬ ‫الجماعات املتشــددة يف توزيع‬ ‫القتل عىل املسيحيني ‏بالتساوي‪.‬‬ ‫وقــد كانت الكنائــس واألديرة‬ ‫هدفا ً رئيســا ً لتنظيم ‏"داعش"‬ ‫االرهابي‪ ،‬بهدف إرغام املسيحيني‬ ‫عىل مغادرة املدن التي يسكنونها‬ ‫باعتبارهم «ديانــة غري مُرحب‬ ‫بها»‏بني صفوف املسلمني حسب‬

‫‪28‬‬


‫عشــائري محافظ‪ .‬وبالتأكيد ان زوجي"‪ ،‬وذكرت أن املســيحيني وعن فرض الجزية عىل املسيحيني تالحقهم منذ سنوات"‪.‬‬ ‫هذا االمر قد ولّد لدى‏املســيحيني لم يتعرضــوا يف األيام األوىل من يف املوصل‪ ،‬كما ذكرت (أم إيناس)‬ ‫"إحساسا ً بالغربة"‪ ،‎‬وصعوبة يف دخول العصابات التكفريية ألي أن سكان املوصل بكل طوائفهم‬

‫كلمة اخيرة‬

‫التجانس مع مجتمع تسوده هكذا أذى‪ ،‬وأنهــا كانت شــاهدة عىل يدفعون منذ أعوام أمواال وأتاوات بالرغم مــن ان الدســتور‬ ‫زيارة عنارص ومسلحي (داعش) للجماعات املســلحة بشكل خفي العراقي ضمــن لكل األقليات‬ ‫أنماط حياتية‪.‬‬ ‫الدينية حريــة املعتقد‪ ،‬لكن‬ ‫إىل الكنيسة‪ ،‬وتم ابالغ الحارضين خشية التهديد بالقتل‪.‬‬ ‫فرض الجزية‬

‫بإن املسيحيني لن يتعرضوا ألي‬

‫هذا الضمــان اليكفي لوحده‬

‫ممتلكات المسيحيين‬

‫مــن أن يحميهم من اعتداءات‬

‫تقــول الســيدة ( أم إيناس) يف أذى‪ ،‬ولكن فيما بعد "تم تكسري‬ ‫األربعني مــن العمــر‪" ..‬هربنا بعض تماثيل الرموز املســيحية واشتكت الســيدة أم جورج من املتطرفــن والتكفرييني وهم‬ ‫خوفا ً مــن البطش‪ .‬إنهم يعدوننا أمام وفــوق الكنائــس"‪ ،‬كما قيام تنظيــم "داعش" بمنع بيع عرضة لالعتداءات العديدة كل‬ ‫باآلمان يف كل مرة وبعدها يقتلون أكدت أم إيناس حادثة اختطاف ورشاء منازل املســيحيني وعدم يوم يف املناطق التي يقطنونها‬ ‫أبناءنــا‪ ،‬دفعت ثمنــا كبريا قبل راهبتني مع شــاب يف الـ‪ 15‬من التداول بها يف مكاتب العقارات ‪ ،‬والتفجــرات اإلرهابية ‪ ،‬كما‬ ‫أربع ســنوات عندما تم اغتيال العمــر والزال مصريهم مجهوال‪ .‬حيث تم تحذير أصحاب مكاتب يعمد البعــض إىل اختطاف‬ ‫العقارات من التــداول بها كي املســيحيني للحصــول عىل‬

‫تنخفــض قيمتها ممــا يضطر فديــة مالية عاليــة‪ .‬وبعض‬ ‫مالكيهــا اىل تركها بســهولة‪ .‬الجماعــات املتطرفة تعتدي‬ ‫وبهــذا القــرار انخفضت قيمة عىل املحــات التجارية التي‬ ‫بيتها يف ســوق العقار اىل الربع يملكها املسيحيون‪ ،‬لكن تبقى‬ ‫خصوصا وأن البيت مســجل يف تلك الرهانات التي تســتهدف‬ ‫دائرة التســجيل العقاري بأسم تمزيق ألوان الطيف العراقية‬ ‫مالكه املســيحي ‪ .‬وأشــارت أم هي رهانات خارسة وسيكتب‬ ‫جورج أنها حاولــت بيع منزلها التاريــخ عــن " فظاعتهــا‬ ‫لرشاء بيت آخر يف بلدة "برطلة" وبشاعتها " وإساءتها اىل كل‬ ‫القريبة من أربيــل‪ ،‬لكن عملية الرشائع واألديان السماوية بعد‬ ‫البيع توقفت بعد معرفة املشرتي ان إصطدمت بـصخرة التالحم‬ ‫وصاحب مكتــب الداللية بديانة الشعبي وعمق األخوة االنسانية‬ ‫مالك البيت‪ .‬وخلصت قائلة " لقد بني مكونات الشــعب الواحد‬ ‫هرب العرشات من املسيحيني من وقد ترجم ابناء شعبنا يف املدن‬ ‫قريتنا‪ ،‬بعضهم ســافر إىل تركيا واملحافظات اآلمنة تلك املعاني‬ ‫بانتظار الهجرة إىل إحدى الدول الجميلــة اىل واقع ملموس لن‬ ‫األوربية ‪ ،‬ألنهم يئسوا من إمكانية تنساه االجيال أبدا ً‪.‬‬ ‫العيش هنا وســط املخاوف التي‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪29‬‬


‫مقاالت‬

‫أ‪.‬د‪ .‬سيّار الجَ ميل‬ ‫تبدد هرمونية‬ ‫التعايشات‬ ‫عندما يختلــف املرء سياســيا ً‬ ‫أو فكريــا ً مع أفــراد معينني أو‬ ‫جماعات محددة‪ ،‬فــا يمكن له‬ ‫أبدا ً أن يتحول مرشوع االختالف‬ ‫يف الــرأي أو توضيــح األخطاء‬ ‫يف املعلومات‪ ..‬حتــى وإن كانت‬ ‫رشوخاته كربى وثقيلة إىل مرشوع‬ ‫هدم وإقصاء لذوى القربى كلهم‬ ‫وإهدار للمكان الــذي يقطنونه‬ ‫بكل جمالياته وعبقرياته وإسقاط‬ ‫لكل الرشاكات القديمة‪ ،‬فناء لكل‬ ‫روح األلفة والتعايشات التاريخية‬ ‫والعنــارص املشــركة‪ ..‬وعندما‬ ‫تصل درجة العــداء إىل حدودها‬ ‫القصوى بني طرفــن متالزمني‬ ‫حينا ومفرتقني حينا ً آخر‪ ،‬فليس‬ ‫من املعقول أن تبدد كل منظومات‬ ‫القيم الجميلــة وته ّدم كل معاني‬ ‫الحياة الســامية‪ .‬إذ لســنا نحن‬ ‫اليوم باألوصياء عىل التاريخ كله‪،‬‬ ‫فثمة أجيال قادمــة البد لها من‬ ‫التعايش الحقيقــي وبناء حياة‬ ‫املســتقبل‪ .‬ومهما بلغت درجات‬ ‫الغلو بنا اليوم‪ ،‬فال يمكننا أبدا ً أن‬ ‫نصبغ حياة الطــرف اآلخر كلها‬ ‫بأســوأ األوصاف‪ ،‬فهذا هو أقىص‬

‫‪30‬‬

‫عفواً يا عرب‪..‬‬ ‫الخالف في الرأي ال يفسد للود قضية !‬ ‫درجات الســلبية وأقىص درجات‬ ‫التمرد الــذي ال نتائج يمكن أن‬ ‫تجنــى منه غــر زرع الكراهية‬ ‫وتضخيم األحقاد إىل الدرجة التي‬ ‫سيتأثر بها أبناء األجيال القادمة‪..‬‬ ‫ومهما بلغ حجم املثالب عند أقوام‬ ‫معينة‪ ،‬فإن فيهــا حجوما ً أخرى‬ ‫من مظاهر الخري وزهرة األعمال‬

‫وطيب األفعال وحسن املناقب التي بعد تاريخ طويل مــن الرشاكة‬ ‫ال يمكن نكرانهــا‪ ،‬وهذا ما يميز واالنسجام يف مجاالت ال حرص لها‪.‬‬ ‫كل مجتمع مــن مجتمعات الدنيا‬ ‫قاطبة أو أي مجتمــع يف حياتنا أين الحقائق ؟‬ ‫العربيــة التي ال يمكن أبدا ً نكران أوهام أم أحالم ؟‬ ‫انتمائنا التاريخــي واالجتماعي عندمــا تربينا نحــن أبناء جيل‬ ‫لها حتى وإن غدونا أمما ً وشعوبا ً ما بعد الحرب العامليــة الثانية‪،‬‬ ‫وقبائل افرتقت وضاعت بها السبل وتشبعنا إبان عقدي الخمسينيات‬


‫والستينيات إىل حد غري معقول‪،‬‬ ‫بــل إىل حد مهــووس باألفكار‬ ‫القومية إذ كانت العروبة بالنسبة‬ ‫لنا وللجيل الذي ســبقنا مسألة‬ ‫حياة أو مــوت‪ ..‬وال يمكن ألي‬ ‫عاقل أن ينكر هذا ليس من خالل‬ ‫السياســات العربية وبياناتها‪،‬‬ ‫بل حتى يف أناشــيدنا املدرسية‬ ‫وتربيتنــا البيتية‪ ،‬يف ســماعنا‬ ‫لألغانــي الوطنيــة وترديدنــا‬ ‫لألدبيات العربية ومشــاهدتنا‬ ‫لألفالم واملرسحيات القادمة كلها‬ ‫من مرص‪ ..‬وقراءتنــا للروايات‬ ‫والقصص الفنيــة والتاريخية‬ ‫وإنصاتنا لإلذاعــات والخطب‬ ‫السياســية الرنانة‪ ..‬وخصوصا ً‬ ‫تلــك املذاعة عــى موجات عدة‪،‬‬ ‫سياســيا ً وإعالميــا ً والتي لم‬ ‫تكتف باســمها فقط بل تضفى‬ ‫عليهــا صفة العروبــة وتذيلها‬

‫بالتمجيد والخلود وكل األوصاف‬ ‫املق ّدســة‪ ..‬اليوم‪ ،‬نعيش مرحلة‬ ‫تاريخية صعبة جدا ً افرتقت فيها‬ ‫التوجهات والسياسات وتصادمت‬ ‫فيها املصالح الذاتية‪ ..‬وستطيب‬ ‫األوضاع وتعدل املســارب بعد‬ ‫زمن عندما يشعر الفرقاء بأن من‬ ‫املصلحة املشرتكة عدم التدخل يف‬ ‫شئون اآلخرين من طرف وعدم‬ ‫كيل الشتائم والسباب وكل الباليا‬ ‫من طرف آخر!‬ ‫إن قراءتي التاريخية املتواضعة قد‬ ‫علمتني بأن العرب‪ -‬مع احرتامي‬ ‫لهم‪ -‬عندما يتدخلون يف أي حالة‬ ‫عربية قد دولت فليس من ورائهم‬ ‫إال اإلخفاق! ولم يزل العرب حتى‬ ‫هذه اللحظــة ال يدركون إبعاد‬ ‫معضالتهــم وشــأنها املعارص‬ ‫وقضاياهــا املتعددة! فالشــأن‬ ‫العربي اليوم له تعقيدات ضخمة‪،‬‬

‫وأن الخطاب الثقــايف ينبغي أن‬ ‫يعب عن واقع مرير سيايس وأمنى‬ ‫ّ‬ ‫واجتماعــي ولــه مخاطره وأن‬ ‫معضالته الصعبة لها حساسيتها‬ ‫التاريخية واألمنيــة‪ ..‬فليس من‬ ‫املنطــق أن يأتي أي كاتب عربي‬ ‫ليــوزع أحكامه الشــخصية أو‬ ‫ليثري شعارات ونداءات أو ليتبنى‬ ‫مواقف وهتافات‪ ..‬كلها ســتؤثر‬ ‫كما هــو حال بعــض القنوات‬ ‫الفضائية العربية يف ذلك الشأن‬ ‫العام! املطلوب من اإلخوة العرب‬ ‫سواء كانوا مفكرين وأكاديميني‬ ‫وكتابا ً ومثقفني أن يجلس أحدهم‬ ‫من وراء الرباري والبحار ويكتب‬ ‫أفــكارا ً وتحليــات يف الصحف‬ ‫واملجالت منطلقا ً من مرجعيات‬ ‫املايض‪ ،‬أو يتفلســف سياســيا ً‬ ‫عىل شاشات الفضائيات يف شأن‬ ‫هذا أو ذاك‪ ،‬فهذا هو عني الخطأ‬ ‫وخصوصــا ً إذا ابتعــد الكتاب‬ ‫العــرب عن األمانــة والحيادية‬ ‫واملوضوعية وعــن النزاهة وعن‬ ‫األفق الواسع!‬ ‫ثنائية األضداد فى‬ ‫كل مكان‬ ‫إنني أصعق كل يوم‪ ،‬وأنا أتصفح‬ ‫ما ينرش يف الصحف العربية‪ ،‬أو ما‬ ‫يذاع ويبث محليا ً وفضائياً‪ ..‬لرتى‬ ‫سيل السباب والشتائم الرخيصة‬ ‫التــي تنــال من هــذا الطرف‬ ‫أو ذاك‪ ..‬واملشــكلة أنهــم ليس‬ ‫بمقدورهم أن يحققوا أغراضهم‬ ‫بوسائل ســلمية وحوارية وحتى‬ ‫جدلية ىف إطار االختالف السيايس‬ ‫والفكــري‪ ..‬وعليه‪ ،‬فــإن هكذا‬ ‫اتهامات ســوف تزيد من رشوخ‬ ‫الثقافة العربية التي لها رشاكتها‬

‫املعنويــة والقيميــة واألخالقية‬ ‫والتاريخية برغــم كل التباينات‬ ‫واالختالفــات‪ ..‬ربمــا اهتزت‬ ‫قناعاتي بالفكر القومي العربي‪،‬‬ ‫ولكــن ثوابت العروبة راســخة‬ ‫وعميقة الجذور عندي وال يمكن‬ ‫أبدا ً تشويهها بمثل هذه االتهامات‬ ‫التي ستفقدنا أصدقاءنا وأحباءنا‬ ‫كلهــم‪ ..‬فليس مــن املعقول أن‬ ‫أخلــط الخبثــاء بالطيبني‪ ،‬وال‬ ‫الصادقني باملنافقني‪ ،‬وال العقالء‬ ‫باملجانني‪ ،‬وال املخلصني األوفياء‬ ‫بالغادرين التعســاء‪ ..‬ال يمكننا‬ ‫أن نعمم األشياء‪ ،‬ونكتب هذيانا‪،‬‬ ‫ونقيم الدنيا وال نقعدها بالسباب‬ ‫والشتائم املقذعة! من قال بمثل‬ ‫هذا املنهج وهــذا التفكري؟ ربما‬ ‫كانت هناك أســاليب لم نرض‬ ‫عنها منذ خمســن سنة وحتى‬ ‫اليــوم تصدر من هــذا الطرف‬ ‫أو ذاك ســواء عن إعالم إذاعي‪،‬‬ ‫أو سياسات رســمية‪ ،‬أو خطط‬ ‫أمنية‪ ،‬أو مالحقات مخابراتية‪..‬‬ ‫فهــل يمكننا أن نتخــذ مواقف‬ ‫تعسفية من املجتمع كله؟ وربما‬ ‫كانت هنــاك بضعــة مواقف‬ ‫سياســية معينة لهــذا الطرف‬ ‫من ذاك‪ ..‬أو إجــراءات أمنية يف‬ ‫مطارات هــذا البلد‪ ،‬وموانئ تلك‬ ‫أو غري ذلــك‪ ،‬ربما تجعلني أكفر‬ ‫حتى بعروبتــي‪ ،‬ولكن ما ذنب‬ ‫املجتمعــات العربية كاملة؟ وما‬ ‫ذنب كل مثقفيها ونخبها الذكية؟‬ ‫ومــا ذنب النــاس كل الناس يف‬ ‫أعماق مدننــا ومجتمعاتنا؟ لقد‬ ‫مررت بتجارب شــتى مع إخوة‬ ‫عرب منذ أكثر من أربعني ســنة‪،‬‬ ‫فكان منهــم الصديق الصدوق‬ ‫الذي ال أنساه وال يمكنني أن أنىس‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪31‬‬


‫مقاالت‬

‫وقفاته األصيلة معي يف الرساء والرضاء‪ ،‬ولكن‬ ‫بالوقت نفسه‪ ،‬كان هناك الخصم اللدود الذي‬ ‫يحارب األذكياء حتى يف رزقهم‪ ..‬ولكن كل هذا‬ ‫وذاك ال يقودنــي إىل أن أجعل من نفيس عدوا ً‬ ‫لبلد كامل مهما كانت املواقف السياسية لذلك‬ ‫البلد‪ ،‬وأنا أدرك تمام اإلدراك أن يف مجتمع من‬ ‫مجتمعاتنا املاليني من الطيبني واألوفياء الذين‬ ‫يعشــقون هذا البلد أو ذاك أو أي بقعة أخرى‬ ‫من األرض العربية‪.‬‬

‫لعرص السكونيات والبالدة والتقاليد البالية ىف‬ ‫مثل هذا املستوى من االضمحالل والبذاءات‪..‬‬ ‫لقد اكتشــفت ألول مرة بأن ال فكر حضاريا ً‬ ‫ناضجا ً يحكــم العالقات العربيــة النظيفة‬ ‫حتى بني املثقفني الذيــن يتبجحون بالتنوير‬ ‫والحرية والتقدم‪ ،‬بل هناك مجموعة سياسية‬ ‫ملغمة يحتويها هذا ضد اآلخر‪ ،‬وكلها تتحدث‬ ‫عن القيم واألخالق واألســاليب الديمقراطية‬ ‫والتوجهات الحضارية!‬

‫من أجل قيم حضارية عليا!‬ ‫ان القيم الحضاريــة العليا ال تمنعنا أو تمنع‬ ‫أي واحد منــا يف مجتمعاتنا أن يخالف اآلخر‬ ‫وينتقده ويوضح له بعــض هناته وأخطائه‬ ‫أو ّ‬ ‫يقوم له بعض وجهات نظره أو منهجه أو‬ ‫حتى طريقة تفكريه‪ ..‬وسواء كانت الخالفات‬ ‫فكريــة أم سياســية أم معلوماتية‪ ،‬فاألمر ال‬ ‫يمكن أن يفتح بابا ً واسعا ً للقطيعة أو يؤسس‬ ‫مرشوعا ً بائسا ً للردح كما هي عادة السياسيني‬ ‫يف مماحكاتهم وشتائمهم ومخاطباتهم‪ ..‬ولقد‬ ‫وجدت هذا واكتشفته يف الســنوات األخرية‪،‬‬ ‫فتجد األمر يف ثقافتنــا العربية وكأن النقد‪-‬‬ ‫كما يتصورونه‪ -‬مرشوعا ً للهدم واالنقسام ال‬ ‫طريقا ً للتعايش والتفاهم‪ ،‬فليس من املعقول‬ ‫أن تبقــى ثقافتنا العربيــة املعارصة وريثة‬

‫وأخيراً‪ :‬ما الذي يمكنني‬ ‫قوله؟‬ ‫إن فسحة الحريات وهوامشها جمعاء ال تمنحنا‬ ‫الحق نحن العرب أبدا ً بالتطاول والشــتم وكيل‬ ‫األوصاف الســيئة بحق شعب كامل أو مجتمع‬ ‫معني‪ ..‬أو حتى بتيــار أو فصيل أو نخبة كما‬ ‫اعتــاد العرب ذلــك يف كتاباتهــم وإذاعاتهم‬ ‫وخطاباتهم! فاألمر ال يحتاج يف ثقافتنا العربية‬ ‫الحديثــة إىل كل هــذا التدافــع وإىل كل هذه‬ ‫القطائع وإىل كل هذه الفظائع‪ ،‬فما يتصف به‬ ‫هذا من فضائل وحســنات ربما ال أمتلكها‪ ،‬وما‬ ‫لدى من مواصفات ومميزات ربما ال يمتلكها‪..‬‬ ‫فعالم كل املشاحنات واإلساءة واالحتداد؟ ولكن‬ ‫مع كل هذا وذاك أقول بأن من الشــيم العربية‬ ‫القديمة‪ :‬العفو عند املقدرة ومرشوعات التسامح‬

‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬

‫بعيــدا ً عن األحقاد والكراهيــة التي لن تجلب‬ ‫غــر الفرقة واالنقســامات والتناحرات والتي‬ ‫تزدحم كثــرًا يف كتب التاريخ وهى تتحدث عن‬ ‫العرب شــعوبا ً وقبائل وفصائل‪ ..‬فهل سيبقى‬ ‫العرب عــى حالهم منذ ولــدوا عىل وجه هذه‬ ‫األرض حتى اليوم‪ ،‬أم ســرتقي بهم التجارب‬ ‫املريرة واالجتهادات الناصعة إىل مصاف الحياة‬ ‫الجديــدة؟ إن أوضاعهم اليــوم ال تنم عن أي‬ ‫قطائع بينهم وبني تقاليدهم وعاداتهم‪.‬‬ ‫وال أعتقد بأن التجارب سرتتقي بهم إىل مصاف‬ ‫الرقى ماداموا يرصون عىل الخطأ ويدافعون‬ ‫عن الجالدين ويمنون أنفســهم باألوهام‪ ،‬ولم‬ ‫يتخلص أكثريتهم من املازوشية وشتم اآلخر‬ ‫والنرجســية وتأليه الذات واالستبداد بالرأي‬ ‫والبحث عن املصالح الخاصة واســتعراض‬ ‫العضالت بإيهام الناس عن التنوير والحرية‬ ‫والتقــدم‪ ،‬إنها دعوة رصيحة من أجل تصفية‬ ‫القلوب واالســتماع للنقد ومكاشفة الحقائق‬ ‫وإيقاف الشتائم والسباب‪ ..‬إن مجتمعاتنا البد‬ ‫أن تأخذ دورها الحقيقــي يف العالم املعارص‬ ‫ويكفيهــا خمــوال ً وضياعاً‪ ..‬فهل ســتتغري‬ ‫الصورة كاملة عىل امتداد ثالثني سنة قادمة؟‬ ‫وهل ســتتخلص مجتمعاتنــا قاطبة من كل‬ ‫الرتســبات القديمة؟ نأمل بحــدوث ثورة يف‬ ‫التحوالت نحو األفضل‪.‬؟‬


‫عتمة األعمى وصراخ األبكم‬ ‫أعجبنــي قول جميل جدا لــ ( جربان خليل جربان) يقول فيــه‪َ »:‬‬ ‫أنت أعمى وأنا أصم أبكم‪ ،‬إذن ضع يدك بيدي فيدرك‬ ‫أحدنا اآلخــر»‪ .‬أليس جميال بكل معانيه ويحمل الكثري من معالم الرصح اإلنســاني بني معاني حروفه؟! قول يعطيك‬ ‫من أول وهلة لقراءته شــعورا ً يختلف عن شعور األعمى يف عتمته وشعور األبكم يف صومعة نفسه‪ .‬أنها علّة تساند علّة‬

‫ومضة‬ ‫سهى بطرس‬

‫فتدرك الواحدة األخرى طريقها لتشق الحياة‪ ،‬فما بالك باألصحاء الكثريين املوجودين اليوم يف مجتمعاتنا الساعني لفقع‬ ‫العيون وقطع األلســنة وضياع معالم الحقيقة ؟ هؤالء هم أصحاب العلل الحقيقية‪ ،‬هؤالء هم العميان والبُكم الحقيقيني‬ ‫يف ذات الوقت وهؤالء هم الحارضين الغائبني‪ .‬وما أكثر تواجدهم يف مختلف بقاع العالم وما أكثر فعلهم الغليظ وما أكثر‬ ‫رصاخهم املزعج عندما قرأت هذا القول‪ ،‬حرضتني طرفة لطيفة من هذا العالم‪ ،‬ليســت من زمن بعيد وال قريب ولكنها‬ ‫واحدة من الكثريات املتواجدات يف زمننا ونأســف من أجلها‪ ،‬تحكي عن شــخصا ً كان قاسيا بمعنى القسوة ويبحث عن‬ ‫فرحة تسكن نفســه املهجورة ! حاول جاهدا ً وبكل الطرق أن يجدها ويأتي بها ولكن يف كل مرة عندما كان يقرتب من‬ ‫أســوارها كان يصطدم بعاصفة هوجاء صماء تؤمله وتهز قالع نفسه ولكن لم تكن قادرة عىل كرس قسوته‪ ،‬كان متمسكا‬ ‫بها ال يل ُّ‬ ‫ني! مما جعل من محاوالته مصدر ســخرية لنفســه منه هو! لم يدرك أن معظم مــا يف الحياة ال يأتي بالتملك‬ ‫وخصوصا ً فيما يتعلق بما هو بلســم للروح‪ ،‬فكيف لتلك البسمة أن تحيا يف ظل قلعة مهجورة ال تسكنها غري الخفافيش‬ ‫وعتمة الظالم! وكيف لها أن تعيش يف قب ّو رائحته نتنة! أكيد ستتبعثر حال لقائها بقسوته وجلمود ذاته‪.‬‬ ‫هل ســمعتم أو رأيتم يوما ً ان النار واملاء قد أجتمعا! بالتأكيد ال‪ ،‬كذلك هذا الشــخص أنه يبحث عن بسمة تسكن كيانه‬ ‫القايس‪ ،‬فكيف يجتمع الغراب مع البلبل ‪ ،‬وكيف يســتقر الحنني يف القلب املتحجر‪ ،‬وكيف توضع زهرة يف ماء عكر! كل‬ ‫هذه األمور تتنافر وال يمكن أن تتقابل يوما ً ‪ ،‬فكيف سرتســم خطوط األبتسامة وتبقى عىل لوحة لوجه عبوس! حكاية‬ ‫أخرى أرسدها ببضعة أسطر‪ ،‬تتحدث عن شخص آخر متعصب لكل يشء ويتكلم عن الحق والحقوق‪ ،‬كان يعمل تقريبا‬ ‫أقل من ربع ما يقول‪ ،‬ويتحدث عن كل ما لــم يعمله‪ ،‬يلوح بيديه وينادي بعلو صوته وهو ملعنى الكلمات مُضيعاً‪ ،‬كان‬ ‫يســتغرق أياما يف تحضري خطابه ويتعب عىل ترتيبه‪ ،‬لكن مثلما كان يُلقيه هكذا كان ينىس! لم يكن له أساسا يف الواقع‬ ‫ولم يجد غري أذن صماء يصطدم بها ويُلقى عىل قارعة الطريق! كان يردد يف أحاديثه العقيمة القول الشهري‪ »:‬خري األمور‬ ‫أوسطها»‪ ،‬ثم تراه يحرق األخرض واليابس! أمثال هؤالء هوايتهم الثرثرة وتعظيم النفس وسلب دروب الغري بمكر وخبث‬ ‫غــر معهود‪ ،‬لذلك تجدهم بعد فرتة يعانون االنكماش واالضمحالل ‪ ،‬قد ضاع كالمهم القليل وفعلهم املعدوم ومطاليبهم‬ ‫التعجيزية‪ .‬برش غريبي األطوار‪ ،‬أزدواجيني يعيشون حاالت عديدة يف حالة واحدة‪ ،‬ويريدون ويطالبون غريهم باملثالية!‬ ‫كم يف الحياة من عميان وهم يبرصون‪ ،‬وكم يوجد من أبكم ويف داخله أعظم كالم‪ .‬والحياة باقية ال يعرفها أال من يســمو‬ ‫بها ويعرف ذات ُه‪ ،‬ولكن أين هم اليوم هؤالء؟ غابت الحقيقة وضاعت الحقوق بسبب البعض الذين اتخذوا منها شعارات‬ ‫كاذبة من أجل مصالحهم الوصولية‪ ،‬أمثال هؤالء كنــا نتمنى أن يكونوا عميان حتى يدركوا حقيقة الحياة‪ ،‬وكنا نتمنى‬ ‫أن يكونوا بُكما ً حتى يعرفوا كيف يكون الكالم بدون زيف‪ .‬نأســف لهم فعــا ألنهم ال يعرفون ما يفعلون وأي طريق‬ ‫يسلكون‪ ،‬يلهثون ويركضون وال يعلمون أن يف نهاية طريقهم هنالك هاوية ستكون من نصيبهم وهم ال يشعرون‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪33‬‬


‫دراسات‬

‫المشاركة السياسية للمرأة العراقية‬ ‫ودورها في صنع القرار‬

‫محمد وليد‬ ‫باحث واكاديمي‬

‫تعرَف املشاركة السياســية عىل إنها طريقة رشعية للتعبري عن أفكار الفرد واحرتام‬ ‫حقوقه ضمن إطار مؤسســات او جماعات املجتمع من خالل اإلسهام واملمارسة يف‬ ‫عملية اتخاذ القرارات او السياسات املجتمعية سواء بطريقة مبارشة او غري مبارشة‪.‬‬ ‫ويعرفها أخرون عىل إنها حق الفرد يف أن يــؤدي دورا ً معينا ً يف عملية صنع القرارات‬ ‫السياســية وان يراقب هذه القرارات بالتقويم والضبط عقــب صدورها من جانب‬

‫‪34‬‬

‫املؤسسة السياسية‪.‬‬


‫يتضح ممّا تقدم أن دخول املرأة مجاالت األوىل عــام ‪ ،1958‬كان للمرأة تمثيل يف وساهمت يف التشكيلة الوزارية للحكومة‪،‬‬ ‫الحياة السياســية ومطالبتها بحقوقها التشــكيلة الحكومية‪ ،‬ففي عام ‪ 1959‬اذ ضمت تشــكيلة الحكومة املؤقتة التي‬ ‫كاملــة يف جميع املجــاالت‪ ،‬من خالل وصلت املرأة إىل تســلم منصب الوزارة‪ ..‬أعلنت يف ‪/1‬حزيران ‪ )6( 2004‬عضوات‬ ‫االنتخاب والتمثيــل النيابي واملنظمات وكانت الدكتورة نزيهة الدليمي الوزيرة من مجموع (‪ )33‬عضوا ً وبنسبة تمثيل‬ ‫الحكومية وغــر الحكومية والتظاهرات التي اشــركت مع الرجــل يف تخطيط ‪ .%18‬وقد ارتفعت نسبة تمثيل املرأة يف‬ ‫السياســية‪ ،‬لكي تكون عضوا ً فاعالً يف سياســة البلد آنذاك‪ ..‬والدكتورة سعاد الحكومة بعد ان ضمت تشكيلة الحكومة‬ ‫عملية التنمية يف املجتمع‪.‬‬

‫خليل إســماعيل التي تولّت مســؤولية االنتقالية التــي أعلنت يف ‪/3‬ايار ‪2005‬‬

‫ومن خالل تتبــع تاريخ العراق املعارص وزارة التعليم العايل يف ‪ )6( 1969/12/31‬عضوات مــن مجموع (‪ )30‬عضوا ً‬ ‫نجد ان العمل السيايس لم يكن مقترصا ً ويف مجــال العمل الدبلومــايس كانت وبنسبة تمثيل ‪ .%20‬وانخفضت حصتها‬ ‫عىل الرجــل وحده بل شــاركته املرأة‪ ،‬رسّية الخوجة هي الدبلوماسية األوىل يف بعد ان ضمت تشــكيلة الحكومة الدائمة‬

‫التي أعلنــت يف ‪/20‬ايــار ‪)4( 2006‬‬ ‫وراحت تســانده يف الكثري من املواقف الجمهورية العراقية‪.‬‬ ‫الوطنية‪ .‬ابتدا ًء من ثورة العرشين وحتى وبعد عام ‪ 2003‬وما حصل من تغيري يف عضوات من مجموع (‪ )37‬عضوا ً وبنسبة‬ ‫ثورة مايس ‪ ،1941‬وموقفها من معاهدة النظام الســيايس أعقبه اإلعالن يف ‪ /13‬تمثيل بلغت حوايل ‪.%11‬‬ ‫بورتســموث ســنة ‪ 1948‬وما بعد ‪ 14‬تموز‪ 2003‬عن تشــكيل مجلس الحكم ويف الواقع إن التمييز هو جوهر وأساس‬ ‫االنتقــايل ‪ ،‬أذ بلغ عــدد العضوات فيه ما تعانيــه املرأة من تهميــش ومعاناة‬ ‫تموز ‪.1958‬‬ ‫ويف املــدة املمتدة بني ســنتي (‪ )3( -1921‬من مجموع (‪ )25‬عضوا ً وبنســبة وتســتند إىل الثقافة التقليدية السائدة‪.‬‬ ‫‪ ،)1958‬أي منذ تأسيس الدولة العراقية تمثيل ‪ ،%12‬وأعطى قانون إدارة الدولة فان التمييز يعني (اســتثناء أو تفضيل‬ ‫الحديثة إىل حني قيام الحكم الجمهوري‪ ،‬للمرحلة االنتقالية لســنة ‪ ،2004‬فرصة عىل أساس العنرص أو اللون أو النوع أو‬ ‫لم تسجل مشاركة للمرأة يف مجليس األمة للمرأة للرتشــيح إىل الجمعية الوطنية‪ ،‬العقيدة السياسية أو األصل أو الوطن‪..‬‬ ‫أو األعيان‪ ،‬اذ لم ترد إشــارة يف املصادر واملســاهمة يف الحكــم بنســبة ال تقل والذي من شــأنه منع أو إســاءة تكافؤ‬ ‫التاريخيــة إىل تمثيل املــرأة يف مجليس عن ‪ ،%25‬إذ ســاهمت املرأة يف العملية الفرص)‪ .‬وتأتي أهمية النوع االجتماعي‬ ‫األمة او األعيان‪ .‬إال أنه يف ســنة ‪ 1924‬االنتخابيــة التي جــرت يف ‪ /30‬كانون (‪ )GENDER‬بعد إن أدى دخول أعداد‬ ‫تأسســت يف العراق أول جمعية نسوية الثاني ‪ 2005‬النتخاب الجمعية الوطنية‪ ..‬من النســاء إىل مختلف ميادين الحياة‪،‬‬ ‫تحمل أســم (جمعية النهضة النسوية) وبلغــت نســبة مشــاركتها يف عملية من تعليم وعمل ونشــاط سيايس وثقايف‬ ‫برئاسة أســماء الزهاوي التي وقفت مع التصويت ‪ ..%65‬وحصل ّن عىل نسبة من وما رافق ذلك من تزايد االعرتاف الرسمي‬ ‫بعــض صويحباتها إىل جانب الشــاعر املقاعد بلغــت (‪ )75‬عضوة من مجموع وغري الرســمي بالدور الــذي تقوم به‬ ‫جميل صدقي الزهــاوي يف وجه الحكام (‪ )275‬عضوا ً أي بنســبة تمثيل ‪ ..%27‬املرأة‪ ..‬فالرجال والنساء يؤدون وظائفهم‬ ‫َ‬ ‫اإلنكليز‪ ..‬وكانت وانخفضت حصة املرأة يف املشــاركة يف التقليديــة وغري التقليديــة ضمن بُنى‬ ‫العثمانيني وبعدهــم‬ ‫تهدف إىل ترسيخ مهمة املرأة العراقية يف مجلس النواب عــام ‪ ،2006‬وبلغ عدد ومؤسســات اجتماعية محددة كالعائلة‬ ‫العضوات فيه (‪ )72‬عضوة من مجموع واملدرســة ومؤسســة العمل والنقابات‬ ‫نهضتها ضد الجهل‪.‬‬ ‫وبعد تأســيس الجمهوريــة العراقية (‪ )274‬عضــوا ً وبنســبة تمثيل ‪ .%26‬املهنية أو املنظمات السياسية وغريها‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪35‬‬


‫روائع الكتب‬

‫اإلمام علي‬

‫(عليه السالم)‬

‫صــوت العــدالــة اإلنســــانيــة‬ ‫الحلقة الرابعة‬

‫ثورة اإلنسان املرهق املظلوم الذي تبنى قصة الدفاع عن نفسه وعن املستضعفني واملضطهدين‬ ‫؛ مختارا ً أو مسوقا ً ال فرق ‪ .‬وقصة هذه الثورة الطويلة التي عللها كثريون فقال بعضهم ‪ :‬إنها‬ ‫خــ ٌ‬ ‫ر كلها فأيدوها ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬إنها رش كلها فأنكروها ؛ جديرة بأن تدرس يف ضوء جديد‬ ‫وهي يف حقيقتها البعيدة التي نراها استمرار مشدود عىل الزمان لقصة االمام عيل عليه السالم‬

‫جورج جرداق‬

‫ذاتها مع محاربيه بالسيف والحيلة ‪ .‬وهي بذلك صفحات من الكفاح يف سبيل الحياة خطها يف‬ ‫تاريخنا آباء لنا سابقون ‪ ،‬فكانت لنا تعويضا ً عظيما ً عما يف أمسنا من آثام واعتداءات ‪.‬‬

‫وخالصة القــول ‪ ،‬اننا إذ ننطلق من أليس من الغبن ان يــدور الحديث جوانب العظمة الحقيقية يف عيل ابن‬ ‫النطاق العربــي إىل النطاق العاملي يف اكثر املؤلفــات املوضوعة عن عيل ابي طالب عليه السالم أكثر من ذلك ‪.‬‬ ‫الوسيع ‪ ،‬ومن حدود الزمان العربي ابــن أبي طالب عليه الســام حول وهي إن درست فلكي تتوضح بعض‬ ‫املقيد بتاريخني متقاربني إىل حدود موضوعات تــكاد تنحرص يف واحد الخفايا التاريخيــة يف حياة الرجل‬ ‫الزمان العاملي الذي يشمل بدء وجود يدور فيه كل بحث وكل جدال ‪ ،‬وهو وحياة معارصيه ‪ ،‬ال لكي يدور عىل‬ ‫اإلنسان حتى عرص النهضة يف أوربا إن جــاوزه ؛ فللــكالم عىل الرضب محورهــا كل بحث وكل نقاش ‪ .‬لقد‬ ‫‪ ،‬والــذي عاش فيه عباقــر ٌة عظام بالســيوف حتى تتقوس ‪ ،‬والطعن جهدنا ان يحفل هذا الكتاب بنظرات‬ ‫‪ ،‬وسُ ــنت دســاتري ‪ ،‬وقامت ثورات بالرمــاح حتى تتقصــف ‪ ،‬ثم عن جديدة تتعلق بعرص االمام عيل عليه‬ ‫اجتماعية واخالقية وسياسية ‪ ،‬ال بد مقاتليــه تنحط عليهــم الطري من الســام ‪ ،‬وبنظرات موسعة جديدة‬ ‫لنا أن ندرك أن البن أبي طالب مكانة الســماء وتمزقهم ســباع االرض ؟ كذلك تتنــاول عبقريته ‪ ،‬ثم بالتفاتة‬ ‫بني هؤالء االفذاذ أصحاب الدســاتري إن لهذه االمــور موضوعا ً يف تاريخ جامعة تشمل ما انطوى عليه تاريخ‬ ‫ومحدثــي الثورات ‪ ،‬فمــا هي هذه االمام عيل عليه السالم وال ريب ‪ ،‬ألن اإلنسانية من معنى اإلنسان بوصفه‬ ‫املكانــة ! وما هو محــل الرجل بني أخبارها قد انحرست عن ألف قضية كائنــا ً اجتماعيا ً وكيــف تدرج هذا‬ ‫وقضيــة يف التاريــخ البعيد ‪ .‬ولكن املعنى من طو ٍر إىل طور وفقا ً لســر‬ ‫أولئك الرجال؟‬

‫‪36‬‬


‫التاريخ العام ‪ ،‬لنوضــح بعد ذلك ما الكشف عن مقدار ما يف شخصية عيل أن نــدرس تاريخنا ضمنها‪ .‬وأنهيناها‬ ‫أمكننا أن نوضح من معنى اإلنســان ابن أبي طالب عليه السالم من تماس ٍك بالنظــر يف الدراســات التي وضعها‬ ‫ٌ‬ ‫بحث وال يستقيم املؤلفون العرب واالجانب عن عيل ابن‬ ‫عنــد عيل بن أبي طالب عليه الســام ال يصح بغري وجوده‬ ‫باملقابلة بينه وبــن مفكري العصور رأي ‪ .‬ولقــد بدا لنا من تماســك هذه أبي طالب عليه الســام وبإبداء رأينا‬ ‫من بعــض الجوانب ‪ ،‬وبــن مبادئه الشــخصية ما يُدهــش ويعجب ‪ .‬ثم فيها‪ .‬بقي أن نوضــح أمرا ً يتعلق بما‬ ‫العامة ومبادئ الثورة الكربى املعروفة أبحاث تدور حول معنى التشــيع يف أشار إليه بعض النقاد من مقاطع هنا‬ ‫ٌ‬ ‫كشف عن األغالط أو هناك هي أقرب اىل الشــعر منها إىل‬ ‫بالثورة الفرنســية بوصفها تجمع ما التاريخ العربي وفيها‬

‫يف اإلنســانيات القديمة واملتوسطة من التي رضيها أكثر املؤلفني ألنفســهم البحث ‪ .‬وملا كان هــذا االمر موضحا ً‬ ‫معنى اإلنســان ‪ ،‬ثم بوصفها خاتمة بصدد هــذا املوضوع الدقيق ‪ .‬واخرى يف الفصل الــذي عقدناه عن االوربيني‬ ‫عهــود يف تاريخ البــر وفاتحة عهد تتناول أثر االمام عيل عليه الســام يف واالمام ‪ ،‬فقد كفينا نفسنا والقارئ عناء‬ ‫جديد !ومما أثبتناه أيضا ً يف هذا الكتاب االدب العربي خالل العصور املتوسطة إيضاحه اآلن‪ .‬وإن ردنا عىل هذا التزمت‬

‫ٌ‬ ‫ودراســة خاصة بعنوان ‪ :‬اإلمام عيل املنسوب زورا ً اىل العلم ‪ ،‬والذي يريد أن‬ ‫أبحاث تتناول كالً من االمام عيل عليه ‪.‬‬ ‫السالم وسقراط بالتحليل ‪ ،‬ثم تتناول والقومية العربية ‪ .‬ثم دراســات كثرية يســلب النار حرارتها والريح عصفها‬ ‫الرجلني باملقارنة واملوازنة يف فلســفة غريها‪ .‬وقد مهدنا لهذه االبحاث جميعا ً والنهر مجاريه ‪ ،‬والذي ال نرى فيه إال‬ ‫األخالق ويف غريها من شؤون اإلنسان برأي لنا مفصل يف أســاليب الباحثني كالال ً وعجزا ً يتســران بربقع صنعاه‬ ‫ٌ‬ ‫وبحث يظهــر أن عليا يمثل يف جملة ساعة يدرسون تاريخنا القديم ويرون وقاال إنه مــن صنع العلم ‪ ،‬لجدي ٌر بأن‬ ‫‪.‬‬ ‫كيانه جانبا ً عظيما ً من العدالة الكونية آراءهم يف قضايــاه‪ .‬وبفضل تحدثنا نلفت اليه النظر النه يتناول جوهرا يف‬ ‫الشاملة ‪ .‬ودراسة واسعة الغرض منها فيه عن الحدود الحقيقية التي يمكننا اسلوب الدراسات‪ ،‬ال عرضاً‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪37‬‬


‫قصص‬

‫الطوفان‬

‫في اساطير الشعوب وكتب األديان ‪..‬‬ ‫نداء عباس ادريس‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫إ ِ َّنا أ َ ْر َسلْ َنا ُن ً‬ ‫وحا إ ِ َل َقوْمِ ِه أ َ ْن أَن ِذ ْر َقو َْم َك مِ ن َق ْب ِل أن َيأ ِت َي ُه ْم َعذ ٌ‬ ‫اب ألِي ٌم‬ ‫صدق الله العيل العظيم‬ ‫جاء ذكر النبي (نوح) عليه السالم يف العديد من اآليات القرآنية يف اربع سور باالضافة اىل (سورة نوح) وفيها ان الله أرسل (نوح) عليه السالم لقوم‬ ‫عبدوا األوثان ودعاهم إىل عبادة الله‪ ،‬وأن الله أمره ببناء الســفينة وأوحي له بأن عالمة الطوفان بدأت من الله بفوران كفوران التنور‪ ،‬و ملا تحققت‬ ‫العالمة حمل (نوح) عىل متن السفينة من كل دواب األرض زوجني اثنني وأهله ومن آمن معه ‪.‬‬ ‫لم تكن زوجة (نوح) مؤمنة به فلم تركب‪ ،‬وكان أحد أبنائه يخفي عصيانه ويبدي اإليمان أمام (نوح)‪ ،‬فلم يركب هو اآلخر و كذلك كانت أغلبية الناس‬ ‫غري املؤمنة وصعد املؤمنون فقط ‪ .‬بدأ (نوح) عليه السالم تحميل السفينة ثم انفجرت األرض عيونا وهطلت االمطار وارتفع املاء حامال السفينة وهي‬ ‫تجري بهم يف موج كالجبال وهلك الباقون ولم يبقي الله عىل األرض منهم ديارا ‪ ،‬ثم اســتقرت عىل جبل الجودي لتبدا الحياة عىل األرض مرة ثانية‬ ‫وروي عن النبي محمد « صىل الله عليه وسلم انه قال (سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم) وهم أبناء نوح عليه السالم ‪ .‬ان هذه القصة‬

‫‪38‬‬


‫القرآنية التي تروي هالك البرشية‬ ‫اال مــن حملتهم الســفينة ورد‬ ‫ذكرهــا يف كل الكتب الســماوية‬ ‫التي ســبقت نزول القران الكريم‬ ‫كمــا الكثري من االســاطري حول‬ ‫العالم حملت تفاصيل تلك القصة‬ ‫مع اختالف بسيط هنا او هناك ‪.‬‬ ‫بالنسبة للديانة اليهودية فقد ورد‬ ‫ذكر الطوفان يف سفر التكوين يف‬

‫األمطار ملــدة ‪ 40‬يومــا و ليلة‬ ‫وغطت امليــاه االرض ‪ 150‬يوما‬ ‫وإستقرت السفينة اثرها عىل جبل‬ ‫آرارات ويــرون ان ثالثة من أبناء‬ ‫نوح إنبثقت البرشيــة منهم بعد‬ ‫الطوفان ‪.‬امــا يف (العهد الجديد)‬ ‫الكتــاب املقدس للمســيحيني‬ ‫يعترب نوح مطيعا للخالق األعظم‬ ‫ويضعه إنجيــل مرقص يف منزلة‬ ‫(ابراهيــم) و (يعقــوب) عليهم‬ ‫السالم وتتكرر يف (العهد الجديد)‬ ‫الفكرة التــي حملتها التوراة بأن‬ ‫نوحا ً عليه الســام بنى السفينة‬ ‫يف محاولة إلقنــاع الناس باتباع‬ ‫ما أمــر به الخالــق األعظم و يف‬ ‫املدونات املســيحية التي كتبها يف‬ ‫القرن الثالث بعد امليالد (أوريليس‬ ‫أوغســطني) إعطاه أهمية دينية‬ ‫كبرية واعتــره رمزا للخالص من‬ ‫خالل تشبيه السفينة بالكنيسة‪.‬‬

‫ذكر الطوفان يف اساطري‬ ‫الشعوب ‪.‬‬ ‫ملحمة جلجامش البابلية‬

‫العهد القديم وجاء فيه ان (نوح)‬ ‫ابن الميخ وكان من الجيل العارش‬ ‫بعد آدم و عمره ‪ 600‬عاما عندما‬ ‫اوكل الخالق له مهمة بناء السفينة‬ ‫ومــات ‪ 350‬عام بعــد الطوفان‬ ‫وكان عمره عند الوفاة إســتنادا‬ ‫عىل التوراة ‪ 950‬عاما‪ .‬ويف الرواية‬ ‫التوراتية إن الخالق قرر ان يمحو‬ ‫بني البرش من الوجود بإســتثناء‬ ‫الصالحني بســبب كثرة املعايص‬ ‫والذنوب التي كانت ترتكب فنزلت‬

‫وهي امللحمــة البابلية املكتوبة يف‬ ‫أثنــى عرش نشــيداً‪ ،‬أو باألحرى‬ ‫لوحاً‪ ،‬ومحتوية عىل قصة الطوفان‬ ‫يف لوحهــا الحادي عرش وملخص‬ ‫القصة أنه كان هناك رجل يسمى‬ ‫جلجامش أمرته اآللهة بأن يبني‬ ‫ســفينة‪ ،‬وأن يــدع األمالك وأنه‬ ‫يحمل عىل ظهر الســفينة بذور‬ ‫كل يشء حــي‪ ،‬والســفينة التي‬ ‫بناها سيكون عرضها مثل طولها‬ ‫و اســتوت الســفينة عىل جبل‬ ‫نيصريوهو جبل بــن نهر دجلة‬ ‫والزاب األسفل بعد ان غمرت االله‬ ‫األرض باملياه الشهر طويلة‪.‬‬

‫اسطورة ديوكاليون‬ ‫اليونانية‬

‫تنقل أســطورة ديوكاليون غضب‬ ‫اإلله زيــوس من البرش وعزمه عىل‬ ‫إهالك البرشيــة بالطوفان إال أن‬ ‫بروميثيوس ينبأ ابنه بنوايا زيوس‬ ‫وينصحه ببنــاء تابوتــا ً أو فلكا ً‬ ‫ليصحب فيــه زوجته يدفع زيوس‬ ‫بالطوفان الذي يغــرق البرش إال‬ ‫ديوكاليــون وزوجته وبعض ممن‬ ‫اندفعوا لالعتصام بقمم الجبال بعد‬ ‫أن يتوقــف املطر ينزل ديوكاليون‬ ‫من السفينة ويقدم األضحية لإلله‬ ‫زيــوس الذي يقبلها ويســمح له‬ ‫باختيار ما يشاء يختار ديوكاليون‬ ‫عودة البــر إىل الحياة مرة أخرى‬ ‫فيجعل زيوس عــودة البرش مرة‬ ‫أخرى عــى يديه حيــث تتحول‬ ‫األحجار التي سيلقيها خلف ظهره‬ ‫إىل رجال بينما تتحــول األحجار‬ ‫التي تلقيها زوجته خلفها إىل نساء‬

‫األسطورة الزرادشتية‬

‫تحكي األسطورة عن الباريما وهو‬ ‫أول من كرمه أهــورا مازدا « اله‬ ‫الديانة الزرداشتية «وحفاه برشف‬ ‫الحديث إليه‪ .‬وجعــل له مكانه‬ ‫رفيعة وجعله يســود كل البرش و‬ ‫عرب تســعمائه عام خضع العالم‬ ‫فيه لســطوة ميا حظاه الله فيهم‬ ‫وحظــى األرض برعاياته اإللهية‬ ‫لكن ما لبــث وازدحمت األرض‬ ‫بســكانها من البرش والحيوانات‬ ‫والنريان الحمراء املشتعلة حتى لم‬ ‫تعد كافية ألهلها و أن صرب الخالق‬ ‫قد نفذ فاجتمع باآللهة السماويني‬ ‫وأسفرت نتيجة االجتماع عن إفناء‬ ‫األرض باملاء املنهمر واخرب الخالق‬

‫ميا بمــا اقره اآللهــة من نزول‬ ‫األمطار والجليد لتغمر النهر اآلري‬ ‫ولتعلو قمم الجبــال العالية وان‬ ‫كل الحيوانات عىل الربيه ستموت‬ ‫وأعطى له دليل النجاة وهو بناء‬ ‫حظرية مســيجة يضع فيه زوج‬ ‫من كل الحيوانات التي ســيأمره‬ ‫بهــا وكذلك كل بــذور النباتات‬ ‫التي عىل اليابســة ثم يرســم له‬ ‫اإللــه مواصفات هــذه الحظرية‬ ‫والتعليمــات التي يجــب عليه‬ ‫إتباعها داخلهــا وتنتهي القصة‬ ‫بنجاه ميا وباقــي الكائنات من‬ ‫خطر األمطار املنهمرة‪.‬‬

‫األسطورة الهندوسية‬

‫وفيها مزج بني األسطورة والروح‬ ‫الهندوســية املتعلقــة بالطبيعة‬ ‫وسائر الكائنات الحية وتبدأ بإنقاذ‬ ‫مانو لسمكة صغرية وجدها يف إناء‬ ‫املــاء الذي أخذه مــن البحر لكي‬ ‫يغتســل به وحينما هــم بالقائها‬ ‫ترضعت إليه السمكة وطلبت منه اال‬ ‫يفعل ذلك حتى ال تفرتسها األسماك‬ ‫الكربى فاستجاب لترضعها واخذها‬ ‫واعتنى بها حتى كربت واصبحت‬ ‫قــادرة عىل الحيــاة يف البحر قام‬ ‫بإلقائها يف املاء وقبل أن تغوص يف‬ ‫املاء اخربته بأنها تجسيد الحد االله‬ ‫وان عليه أن يأخذ حذره من طوفان‬ ‫قادم مهلك ال محالة وعليه ان يبني‬ ‫الفلك لكي ينقذ البرش الصالحون‬ ‫واصناف الحيوانات والنباتات من‬ ‫كل األجناس وبالفعــل انقذ مانو‬ ‫البرشية من الهالك ونزل بسفينته‬ ‫عىل أحــد الجبال العالية وانشــأ‬ ‫مملكته الجديدة واصبح اول ملكا ً‬ ‫عرفته البرشية ‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪39‬‬


‫بحوث‬

‫دور وسائل اإلتصال‬

‫في التسويق الثقافي‬ ‫د‪.‬سالم العزاوي‬

‫‪40‬‬


‫قد يبدو الحديث عــن االتصال ووظائفه‬ ‫موضوعــا ً جديدا ً ولكــن حقيقة األمر أن‬ ‫االتصــال قديم قدم البرشية فمنذ أن خلق‬ ‫اللــه تعاىل آدم (ع) حدثــت عملية اعالم‬ ‫وتعليم ‪ ،‬لقوله تعــاىل يف القرآن الكريم(‬ ‫ــما َء ُكلَّها ) ‪ ،‬ومن ثم تحمل‬ ‫َوعَل َّ َم آ َد َم األ َ ْس َ‬ ‫األنبيــاء (عليهم الســام) مهمات نرش‬ ‫األديان الســماوية مستخدمني كل وسائل‬ ‫االتصال املتاحة آنذاك وهــي تعد عملية‬ ‫تســويق ثقايف من الناحية الدينية ‪ ،‬إال أن‬ ‫االختالف اآلن فهو يف حجم ما يستخدم من‬ ‫وسائل اتصال تغطي العالم كله ‪ .‬ويجمع‬ ‫علماء االتصال واالجتماع والفلســفة عىل‬ ‫أن االتصال أساس تكوين املجتمع‪ ،‬إذ ان‬ ‫انتقال الثقافة بني األطراف املختلفة سواء‬ ‫أكانــوا أفرادا ً أم جماعــات أم أجيال يتم‬ ‫عرب عملية االتصال ‪ ،‬وبسبب حجم الدور‬ ‫الثقايف الكبري الــذي يؤديه االتصال ذهب‬ ‫بعض الباحثــن اىل ان نقل الرتاث الثقايف‬ ‫بني األطراف مهمة أساسية لالتصال ‪ ،‬وقد‬ ‫أكد أدوارد هول يف كتابه (اللغة الصامتة)‬ ‫قوة الرابطة بني األتصال وانتقال الثقافة‬ ‫إذ قال ‪(( :‬االتصال هــو الثقافة والثقافة‬ ‫هي االتصال))‪.‬‬ ‫وال يقتــر دور االتصال عىل مجرد نقل‬ ‫الثقافة وإنما يتعدى ذلك إىل اإلســهام يف‬ ‫خلق الثروة الحقيقيــة للثقافة من خالل‬ ‫قيادته للنشاط الفكري يف املجتمع‪ ،‬ويؤكد‬ ‫ذلك مــا جاء يف تقرير اليونســكو (( إن‬ ‫وسائل االتصال هي أدوات ثقافية تساعد‬ ‫عىل دعم املواقف أو التأثــر فيها ‪ ،‬وهي‬ ‫تلعب دورا ً أساســيا ً يف تطبيق السياسات‬ ‫الثقافية ويف تيسري اضفاء طابع ديمقراطي‬ ‫عىل الثقافة ‪ ،‬وهي تشــكل بالنسبة ملاليني‬ ‫من الناس الوسيلة األساسية يف الحصول‬

‫عىل الثقافة وجميع أشكال التعبري الخالق‬ ‫‪ ،‬كذلك فلالتصال دور يف تدبري شــؤون‬ ‫املعرفــة وتنظيــم الذاكــرة االجتماعية‬ ‫للمجتمع‪ ،‬وبخاصة جمع املعلومات العلمية‬ ‫واستخدامها وهو يستطيع – واحتماال ً عىل‬ ‫األقل إعادة صياغة القالب الثقايف للمجتمع‬ ‫)) ‪ ،‬ويف عرصنا الحــايل عرص االتصاالت‬ ‫وانفتاح الثقافات عىل بعضها لم يعد دور‬ ‫وسائل االتصال وبخاصة الجماهريية منها‬ ‫يقترص عىل مجرد نقل الثقافة ونرشها بل‬ ‫يتعدى ذلك اىل انتقاء محتواها أو ابتداعه‪.‬‬ ‫ولكي تتوفر للثقافة امكانية االنتقال البد‬ ‫من توفر ثالثة عنارص هي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬وجود ثقافة معينة يراد نقلها ‪.‬‬ ‫‪ -2‬وجود وسيلة اتصالية تنتقل من خاللها‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -3‬وجود فرد أو مجموعة افراد او مجتمع‬ ‫يمكن ان يستقبل ويتقبل تلك الثقافة‪.‬‬ ‫وقــد اصبح نرش الثقافة عرب الوســائل‬ ‫اإلعالميــة عامالً أساســيا ً يف بنــاء البلد‬ ‫ً‬ ‫املتحرض ومؤرشا ً‬ ‫حقيقيــا عىل تبني هذا‬ ‫البلد سياسة ثقافية مبنية عىل أساس علمي‬ ‫صحيح وقد أخذ اإلعــام زمام املبادرة يف‬ ‫قيادة الشــعوب وتقدمها من حيث نظمها‬ ‫وسياســاتها وثقافاتها ‪ ،‬فظاهرة املجتمع‬ ‫اإلنســاني يف أساسها هي ظاهرة اتصالية‬ ‫بحتــة ومن غري االتصال تنعدم أســباب‬ ‫الحياة االجتماعية من أساسها ومن خالل‬ ‫االتصال كوســيط بني أفراد املجتمع يتم‬ ‫تداول واثراء املعايــر الثقافية الخاصة‬ ‫باملجتمع واملحافظــة عليها وترحيلها من‬ ‫مكان اىل آخر ومن جيل اىل آخر ‪ .‬‬ ‫وتأريخيا ً فإن كل تغري أســايس يف أسلوب‬ ‫الحيــاة صاحبتــه تغــرات يف مختلف‬ ‫األوضاع االجتماعية والثقافية وأن وسائل‬

‫االتصال لعبت دورا ً بــارزا ً يف هذا التغيري‬ ‫نظــرا ً لقدرتها عىل إحــداث تغيريات يف‬ ‫الســلوك واملواقف واملعتقدات واألوضاع‬ ‫وغريها وذلك راجــع اىل ما تتمتع به هذه‬ ‫الوســائل من قدرة عالية يف تقديم ألوان‬ ‫مختلفة من الخربة واملعرفة اإلنســانية ‪،‬‬ ‫وتكمن األهمية الجوهرية لوسائل االتصال‬ ‫يف تعاملها مع املواطنني من مختلف رشائح‬ ‫املجتمع لتحقيق أهداف التنمية والتثقيف‬ ‫وال يقترص هذا التعامل داخل البلد بل يمتد‬ ‫اىل مختلف الناس من شتى الشعوب وتمثل‬ ‫هذه الوسائل نافذة للبلد وواجهه له أمام‬ ‫العالم تعكس مختلف الجوانب االنمائية ‪،‬‬ ‫والثقافية وغريهــا فضالً عن هدف تقوية‬ ‫أوارص التقارب والتفاهم بني الشعوب من‬ ‫خالل ما تطرحه من نتاجات ثقافية ‪ ،‬وأن‬ ‫اإلعالم بوسائله املختلفة اصبح من املهام‬ ‫القيادية للدولة وهذا ما أكده برجنســكي‬ ‫مستشــار األمن القومي األمريكي ‪1976‬‬ ‫(اإلعالم حاليا ً هو القــوة الثالثة بعد قوة‬ ‫وينظــر اىل‬ ‫السالح وقوة املال )‪ .‬‬ ‫االتصــال عىل أنه أحد أشــكال العالقات‬ ‫بني الناس ومن خالله تــدور عملية نقل‬ ‫وتلقي الحقائق واآلراء واألفكار ‪ ،‬واملعاني‬ ‫‪ ،‬واملهارات والتجارب واالتجاهات وطرق‬ ‫األداء املختلفة من شخص اىل شخص ومن‬ ‫جماعــة اىل أخرى وألن الهدف األســاس‬ ‫لالتصال هو املشــاركة يف الخربة بحيث‬ ‫تصبح األفكار واملعاني والتجارب مشرتكة‬ ‫أو مشــاعة بني أطراف العملية االتصالية‬ ‫فإن الفضل األكرب فيما حققته اإلنســانية‬ ‫من تقدم عىل مر الزمن يعود اىل االتصال‬ ‫ألن التاريخ البرشي سلســلة من عمليات‬ ‫انتقــال األفكار بني األفــراد والجماعات‬ ‫واألجيال‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪41‬‬


‫حقوق انسانية‬

‫الهاي وهاجس العدالة‬ ‫د‪.‬عبد الحسني شعبان‬

‫تعترب الهاي (هولنــدا) عاصمة القضاء الدويل بامتياز‪ ،‬ففيها تنتصب محكمة‬ ‫العدل الدولية‪ ،‬الذراع القضائية لهيئة األمم املتحدة من بني األجهزة الستة التي‬ ‫تتألف منها‪ ،‬والتي يقع مقرّها جميعها يف نيويورك باســتثناء محكمة العدل‬ ‫الدولية ‪ .‬وتنظر املحكمة التي تم تأسيسها ترافقا ً مع إبرام ميثاق األمم املتحدة‬ ‫يف ‪ 26‬يونيو‪/‬حزيــران يف العام ‪ 1945‬يف القضايا التــي تضعها الدول أمامها‪،‬‬ ‫كما تق ّدم االستشارات القانونية للهيئات الدولية التي تطلب منها ذلك‪ ،‬وتقوم‬ ‫بتفسري االتفاقيات واملعاهدات الدولية وقواعد القانون الدويل ‪.‬‬

‫وعنــد تأســيس املحكمة‬ ‫الجنائيــة الدولية يف روما‬ ‫يوليو‪/‬تمــوز يف العــام‬ ‫‪ 1998،‬التــي دخلت حيّز‬ ‫التنفيذ يف العام ‪ 2002‬وبلغ‬ ‫عدد الدول األعضاء الذين‬ ‫انضموا إليهــا حتى األول‬ ‫مــن يوليو‪/‬تموز ‪2012‬‬ ‫نحــو ‪ 121‬دولــة‪ ،‬كانت‬ ‫الهاي مقــرا ً لها ‪ .‬ونظرت‬ ‫املحكمة يف أربــع قضايا‬ ‫مهمة هي‪ :‬انتهاكات حقوق‬ ‫اإلنسان يف أوغندا الشمالية‬ ‫وجمهوريــة الكونغــو‬ ‫الديمقراطية والجمهورية‬ ‫اإلفريقيــة الوســطى‬ ‫ودارفــور يف الســودان‪،‬‬ ‫وأصدرت مذكرات اعتقال‬ ‫شملت الرئيس السوداني‬ ‫عمر حســن البشــر‪ ،‬يف‬ ‫حني استبعدت مساءلة أي‬

‫‪42‬‬

‫شــخص من دولة كربى‬ ‫‪ .‬كمــا احتضنــت الهاي‬ ‫املحكمة الجنائية الخاصة‬ ‫يف الجرائم التي ارتكبت يف‬ ‫يوغسالفيا يف العام ‪1993‬‬ ‫‪ ،‬ومنذ العام ‪ 2006‬كانت‬ ‫الهــاي مقــ ّرا ً للمحكمة‬ ‫الجنائيــة الدولية الخاصة‬ ‫بمحاكمة املتهمني بارتكاب‬ ‫جريمة اغتيــال الرئيس‬ ‫رفيق الحريــري يف لبنان‬ ‫يف العــام ‪ . 2005‬ولهذه‬ ‫األسباب تعترب الهاي بحق‬ ‫باحة قضاء دويل‪ ،‬ال سيّما‬ ‫باحتشــاد العدد الهائل يف‬ ‫املنظمات القضائية العاملية‬ ‫فيها‪ .‬ويبقى الســؤال ملاذ‬ ‫العدالــة ويف هــذا الوقت‬ ‫بالذات‪ ،‬ال ســيّما الرتكيز‬ ‫عــى موضوع اســتقالل‬ ‫القضاء ومهنيته ونزاهته‪،‬‬


‫وكذلك موضوع الفساد املايل‬ ‫واإلداري وسبل مكافحة هذه‬ ‫الظاهرة املســتفحلة دولياً‪،‬‬ ‫ارتباطا ً بحكم القانون ودور‬ ‫الفن واألدب والرتبية والتعليم‬ ‫واإلعــام والبيئــة‪ ،‬وذلك يف‬ ‫إطار خريطة شاملة ومسطرة‬ ‫قانونية متنوّعة‪ ،‬عىل الصعيد‬ ‫العاملي ؟‪.‬‬ ‫هنا ال ب ّد من قراءة مدققة لسري‬ ‫توجه الرأي األغلب‪ ،‬ال سيّما يف‬

‫مثل هذه املؤسســات الدولية‬ ‫الكــرى‪ ،‬ومــاذا يعني ذلك‪،‬‬ ‫خصوصا ً خلفيّاتــه الفكرية‬ ‫والتعبوية‪ ،‬ونشــاط املجتمع‬ ‫املدني‪ ،‬وبالتايل التوجّ ه الدويل‬ ‫والحكومي‪ ،‬لوضع حد لبعض‬ ‫هذه الظواهــر الخطرة‪ ،‬عىل‬ ‫املســتوى الكوني‪ ،‬لدرجة أن‬ ‫منتدى العدالة الدويل ‪World‬‬ ‫‪ ،))Justice Forum‬وهــو‬ ‫مؤسســة كــرى مرموقة‪،‬‬

‫س مؤتمــره الدوري‬ ‫يكــ ّر َ‬ ‫(كل ســنتني) لبحثه وبلورة‬ ‫توصيات بشــأنه ‪ .‬لقد ظلّت‬ ‫العدالة كفكرة هاجسا ً إنسانيا ً‬ ‫يســعى إليه اإلنسان‪ ،‬ومهما‬ ‫حاول مقاربته‪ ،‬فإنه ســيجد‬ ‫أن هناك بونا ً شاســعا ً بينه‬ ‫وبــن تحقيق قيــم العدالة‬ ‫كاملــة ‪ .‬ولهذا فــإن األديان‬ ‫والفلســفات واأليديولوجيات‬ ‫كانت وال تزال تسعى لتحقيق‬ ‫شــكل من أشــكال العدالة‬ ‫مســترشفة طموحا ً ال ينتهي‬ ‫لتحقيقها كاملة‪ ،‬ســوا ًء عىل‬ ‫الصعيد القانوني واالجتماعي‬ ‫واالقتصادي والثقايف والنوع‬ ‫االجتماعي (الجندر)‪ ،‬والقومي‬ ‫والديني‪ ،‬بكل أشكاله‪ ،‬لتلبية‬ ‫الحاجات األساسية واملتطوّرة‬ ‫لإلنســان‪ ،‬تلك التي ال تتوقف‬ ‫عند حدود‪ ،‬ألنها تتعلق بحقوقه‬ ‫املتوالدة املرتاكبة‪ ،‬املتخالقة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وشكلت العدالة‬ ‫واملستمرة ‪.‬‬ ‫ركنا ً أساسيا ً من أركان كفاح‬ ‫اإلنســان عــر التاريخ‪ ،‬بني‬ ‫الحق والباطــل‪ ،‬وبني الغنى‬ ‫والفقــر‪ ،‬ومن يملك وال يملك‪،‬‬ ‫وبــن الجهــل والعلم‪ ،‬وبني‬ ‫الخري والرش‪ ،‬وذلك عىل امتداد‬ ‫الحضارات والثقافات والدول‬ ‫واألمــم والشــعوب‪ ،‬وكانت‬ ‫مســألة عدالة النظام الدويل‬

‫محل تســاؤل كبري منذ نهاية‬ ‫الحرب العاملية األوىل‪ ،‬فهل هي‬ ‫عدالة املنترص؟ وما الســبيل‬ ‫لقواعد ناظمة لســلوك الدول‬ ‫بحيث يتحقــق التوازن بني‬ ‫الحق والواجب من دون إهمال‬ ‫موازين القوى وإمكانات الدول‬ ‫وأحجامهــا وطاقاتها‪ ،‬وهي‬ ‫مسألة تؤخذ بنظر االعتبار من‬ ‫الناحيــة الواقعية‪ ،‬حتى وإن‬ ‫كانت الدعوة للمســاواة بني‬ ‫الدول تأخذ طريقها إىل الدول‬ ‫الصغرية والكبرية ‪.‬‬ ‫وقــد كان القانــون الدويل‬ ‫التقليــدي مثــاً يجيز حق‬ ‫الفتــح والغــزو‪ ،‬من خالل‬ ‫الحق يف الحرب واســتخدام‬ ‫القوة لتحقيــق أهداف الدولة‬ ‫“القوميــة”‪ ،‬بما فيها شــن‬ ‫الحرب تحــت عناوين الخطر‬ ‫الوشــيك الوقــوع‪ ،‬والحرب‬ ‫االســتباقية‪ ،‬ولكنه بالتدريج‬ ‫أخذت تلك املفاهيم تنحرس‪ ،‬وال‬ ‫سيّما بعد أن تأسست عصبة‬ ‫األمم يف العــام ‪ 1919‬وقبل‬ ‫ذلك إعــان الرئيس األمريكي‬ ‫ويلسون مبادئه األربعة عرش‬ ‫يف العــام ‪ 1918،‬والتي دعت‬ ‫إىل حــق الشــعوب يف تقرير‬ ‫مصريها‪ ،‬وهو ما كانت ثورة‬ ‫أكتوبر االشرتاكية قد دعت إليه‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪43‬‬


‫منذ العام ‪ . 1917‬وقد جاء‬ ‫ميثاق باريــس أو ما يعرف‬ ‫باسم “ميثاق بريان كيلوك”‬ ‫يف العــام ‪ 1928،‬ليحــ ّدد‬ ‫استخدام القوة يف العالقات‬ ‫الدوليــة ويقننه‪ ،‬وصوال ً إىل‬ ‫ميثاق األمــم املتحدة الذي‬ ‫صــدر بعد انتهــاء الحرب‬ ‫العاملية الثانية يف العام ‪1945‬‬ ‫والذي ح ّرم استخدام القوة‬ ‫أو التهديد بها‪ ،‬باســتثناء‬ ‫حاالت الدفاع عــن النفس‬ ‫وفقا ً للمــادة ‪ 51‬من امليثاق‬ ‫أو يف إطار النضال من أجل‬ ‫حق تقرير املصري واالنعتاق‬ ‫من االستعمار والتبعية‪ ،‬ودعا‬ ‫إىل الحل السلمي للمنازعات‬ ‫الدولية‪ ،‬وخصوصا ً بتأكيده‬ ‫احرتام حق الســيادة وعدم‬ ‫التدخل يف الشؤون الداخلية‬ ‫واملساواة بني الدول وحقها‬ ‫يف تقرير مصريهــا‪ ،‬مثلما‬ ‫دعــا إىل التعــاون الدويل‬ ‫إلنمــاء عالقاتها االقتصادية‬ ‫والثقافية واإلنســانية‪ ،‬وهي‬ ‫مبــادئ جديــدة انترشت‬ ‫بفضــل شــيوع األفــكار‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬بعد ســقوط‬ ‫النازية والفاشية ‪ .‬ولعل تلك‬ ‫القواعد األساســية اعتمدها‬ ‫القانون الدويل‪ ،‬وســعى إىل‬ ‫تطويرهــا خــال العقود‬ ‫الســبعة املاضيــة تقريباً‪،‬‬ ‫حتى وإن تم التجاوز عليها‬

‫‪44‬‬

‫وانتهاك بعضهــا أو كلّها‪،‬‬ ‫كما هو بالنسبة لفلسطني‪،‬‬ ‫إال ّ أن وجود هــذه القواعد‬ ‫يعد تطويرا ً للقانون الدويل‬ ‫يســتحق العمل من أجل‬ ‫وضعها موضــع التطبيق‪،‬‬ ‫جهــودا ً كبــرة حكومية‬ ‫وغــر حكوميــة باتجاه‬ ‫مقاربة للعدالة ومفاهيمها‬ ‫‪ .‬وعشــية الحرب العاملية‬ ‫الثانية وبُعيدها‪ ،‬تأسســت‬ ‫الكثري من املنظمات الدولية‬ ‫واإلقليمية الخاصة بالعدالة‪،‬‬ ‫ومن بينها منظمة أمريكية‬

‫عُرفت باسم “عالم السالم‬ ‫من خــال القانون” والتي‬ ‫بدأت عملها بعقد عدد من‬ ‫املؤتمرات املهمة دعت إليها‬ ‫أعدادا ً من املحامني والقضاة‬ ‫والعاملــن يف الحقل العام‬ ‫من نشطاء حقوق اإلنسان‬ ‫واملجتمــع املدنــي‪ ،‬وكان‬ ‫من أبرز هــذه املؤتمرات‪،‬‬ ‫مؤتمر أثينا الذي انعقد يف‬ ‫العــام ‪ 1963‬تحت عنوان‬ ‫“السالم من خالل القانون”‬ ‫ومؤتمر واشنطن الذي ضم‬ ‫‪ 110‬دول وحــره نحو‬

‫‪ 3200‬محــام وقاض بما‬ ‫فيهم قضاة املحكمة العليا‬ ‫و‪ 3‬مــن أعضــاء محكمة‬ ‫العــدل الدولية وحقوقيون‬ ‫وأكاديميــون ونشــطاء‬ ‫مدنيون‪ ،‬كما انعقد مؤتمر‬ ‫نيودلهــي يف العام ‪1967،‬‬ ‫وكانت تلك محطات مهمة‬ ‫عىل صعيــد متابعة فكرة‬ ‫العدالــة‪ ،‬ال ســيّما خالل‬ ‫فرتة الــراع األيديولوجي‬ ‫بني الــرق والغرب والذي‬ ‫دام كل فــرة الحــرب‬ ‫الباردة (‪. )1989-1947‬‬ ‫وبحكم العوملــة وتأثرياتها‬ ‫يف املجتمــع الــدويل فقد‬ ‫تعاونت شخصيات وهيئات‬ ‫لتأســيس منتدى العدالة‬ ‫الدويل يف العام ‪ 2007‬الذي‬ ‫نظم أربعة مؤتمرات‪ ،‬األول‬ ‫يف فيينا (النمسا) والثاني يف‬ ‫إفران (املغرب) والثالث يف‬ ‫برشلونة (إسبانيا) والرابع‬ ‫يف الهــاي (هولندا)‪ ،‬وكان‬ ‫األخري بحكم تنوّع الحضور‬ ‫واملوضوعات التي ناقشــها‬ ‫تتويجا ً للمؤتمرات الثالث‪،‬‬ ‫ال ســيّما أن فكرة العدالة‬ ‫ســواء عىل املستوى الدويل‬ ‫أو اإلقليمي أو املحيل ال تزال‬ ‫تشكل أمالً موعودا ً وإن كان‬ ‫غائبا ً من عالم اليوم‪ ،‬وما بني‬ ‫العدالة املنشــودة والعدالة‬ ‫القائمة فارق كبري ‪.‬‬


‫سلسلة حماقات!!‬ ‫االدارة األمريكية ارتكبت أكرب حماقة عندما توهمت إن إقامة نظام ديمقراطي يف العراق سيكون مقبوال ً من جوار‬ ‫اقليمي دكتاتوري قبيل عائيل ينتمي للعصور الجاهلية!!‬ ‫األنظمة العائلية الجاهليــة الخليجية ارتكبت أكرب حماقة عندما راهنت عىل عدد من الطائفيني العراقيني لتدمري‬

‫قاب قوسين‬ ‫د‪.‬محمد فلحي‬

‫النظام السيايس الجديد يف العراق!!‬ ‫بعض السياســيون الطائفيون ارتكبوا أكرب حماقة عندما استعانوا باملســلحني القاعديني والداعشيني من كل‬ ‫الجنسيات واحتضنوهم ووصفوهم بالثوار وتحالفوا معهم الحتالل مدن عراقية!!‬ ‫القاعديون الداعشــيون القادمون من وراء الحــدود ارتكبوا اكرب حماقة عندما أعلنــوا عن منهجهم الدموي‬ ‫اإلرهابي وأنشاوا دولة الخالفة الزائفة يف املوصل ليستفزوا العالم كله وينقضوا تحالفاتهم مع حلفائهم البعثية‬ ‫النقشبندية!!‬ ‫البعثيون ارتكبوا اكرب حماقة عندما صدقوا وعود الداعشيني وشاركوهم يف احتالل املوصل‪،‬فأصبحوا اليوم أرسى‬ ‫ومطاردين من الخليفة البغدادي الجديد الذي ال يعرتف بخليفتهم الدوري!!‬

‫الخليفــة الداعيش املزعوم ارتكب أكرب حماقة عندما ظهر يف أحد مســاجد املوصل‪،‬ليكون هدفا ً ملخابرات دولية‬

‫عديدة رصدت جائزة مقدارها عــرة ماليني دوالر الصطياده‪،‬من األرض أو الجو‪،‬ولن يكون مصريه أفضل من‬ ‫أساتذته يف اإلرهاب مثل بن الدن والزرقاوي وأبو عمر وغريهم!‬ ‫مشايخ الفتنة وشيوخ الرذيلة الذين (بايعوا) الخليفة الداعيش‪،‬تورطوا يف حماقة ستطاردهم حتى قبورهم‪ ،‬فقد‬ ‫باعوا األرض والعرض والرشف‪،‬وارتضوا العار والذل تحت خيمة جهاد النكاح‪،‬وأعلنوا ثورتهم من غرف الفنادق‬ ‫يف أربيل وعواصم معروفة!‬ ‫بعض الساسة األكراد ارتكبوا اكرب حماقة عندما خرقوا الدستور وانتهزوا الفرصة وسيطروا عىل كركوك واعلنوا‬ ‫نواياهم االنفصالية وسط محيط اقليمي ودويل لم يتفق بعد عىل قيام دولة كردية!!‬ ‫األمريكيون ارتكبوا حماقة جديدة عندما لم يقرأوا جيدا املوقف الدويل املتضامن مع العراق يف حربه ضد االرهاب‬ ‫وتخاذلوا عن دعم الحكومة العراقية يف مواجهة املؤامرة فســمحوا ملوســكو وطهران أن تتوليا انقاذ العراق من‬ ‫االنهيار!!‬ ‫حكام املمالك واملشيخات النفطية بدأوا يحصدون ثمار حماقاتهم من خالل ارتداد مرشوعهم الفوضوي االرهابي‬ ‫إىل معاقلهم وإعالن الخليفة الداعيش الذي صنعوه‪ ،‬وأن تلك الحكومات الفاســدة ســتكون هدفا لحملته املقبلة‬ ‫وتصبح واليات يف دولة الخالفة‪ ،‬وأن هدم املراقد املقدسة سيكون مقدمة لتدمري املدينة املنورة والكعبة الرشيفة!!‬ ‫بعد كل هذه الحماقات املتسلسلة‪ ،‬هل هناك احد ما‪ ،‬ال زال يصدق أن العملية السياسية الديمقراطية سوف تسري‬ ‫بانتظام دون عقبات او عراقيل اعتقد انه لو وجد فسيكون اكرب احمق يف التاريخ‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪45‬‬


‫آراء‬

‫المرأة‬ ‫بين تأثير اإلطار الفكري‬ ‫وظهور العبقرية‬ ‫حيدر حسني سويري‬ ‫لكل منا اطاره الفكري الذي يتحكم بفكره العبقريــة فقد جاء يف تراثنــا العربي ان مقدرة فائقة ولكنها لن تستطيع ان تكون‬ ‫من حيث ال يشــعر ‪ ،‬فأن االنسان غالبا ً ما هناك وادي يف اليمن يسمى بوادي " عبقر عبقرية ألنها ال تقدر عىل الخروج من ذاتها‬

‫يكون منوم مغناطيسيا ً ألطاره الفكري من " تســكنه الجن وألنهم يتهمون العبقري ‪ ،‬فهــي ميالة اىل النظر يف االمور من خالل‬ ‫قبل عدة عوامل كونت ذلك االطار الفكري بالتلبس وبالجنون نسبوه اىل ذلك الوادي ‪ ،‬عواطفها ورغباتها الشــخصية ) ويعقب‬ ‫‪ .‬ويجدر بنا ان نفهــم ما هي القيود التي والرصاحة نجد ان اغلب شعوب العالم تتهم االستاذ الوردي عىل هذا الكالم قائالً ( يؤيد‬ ‫تقيد عقل االنسان يف نظره اىل الحقيقة ‪ ،‬او العبقري بالجنون اي تنسبه اىل " الجن " علماء النفس واالجتماع هذا الرأي يف املرأة‬ ‫بعبارة اخرى ‪ ،‬ما هي العنارص التي يتالف ففي اللغة االنكليزية ترتجم لفظة عبقري ولكنهم يعللون ذاتية املــرأة أو عاطفتها‬ ‫منها اطاره الفكري‪ ،‬ان من املمكن القول (‪ )genius‬وتقرأ (جنيــس) ‪ ،‬والناس ال بضيق محيطها عــى اعتبار ان العقل هو‬ ‫بان هنالك ثالث انواع من القيود موضوعة تفرق بــن املجنون والعبقري اال بشــئ وليد املحيط االجتماعي) ‪ .‬ان من يريد من‬ ‫عىل عقل االنســان او عند نظره يف االمور ظاهري بسيط ‪ ،‬وكما قيل ‪ :‬خذ الحكمة من املرأة ان تكــون عبقرية يجب عليه اوال ً ان‬ ‫وهي القيود النفســية والقيود االجتماعية افواه املجانني!! والحقيقة انما خذ الحكمة يجعلها تختار اطارها الفكري الذي تريد‬ ‫والقيود الحضارية ( عيل الوردي ‪ /‬خوارق من افواه العباقــرة ‪ .‬ان الظلم والحرمان وترغب لكي تتمكن مستقبالً من الخروج‬ ‫الالشــعور) ‪ .‬ان االنسان الذي يبقى تحت اللذان وقعت تحت وطأتهما املرأة (العربية من ذلك األطــار الفكــري والتحرر منه‬ ‫ســيطرة هذه القيود والتي تشكل اطاره بشكل خاص) كوّن لها اطارا ً فكريا ً خاصا ً للوصــول اىل مرحلة االبــداع والعبقرية ‪،‬‬ ‫الفكري وال يتحرر منها او حتى يســعى (يصعب التحرر منه اال باستخدام وسائل وال أقصد بكلمة التحرر هنا ما يعرف من‬ ‫اىل التحــرر منها (ال نقول مطلقا ً فمن غري فكرية واجتماعيــة جديدة) ‪ ،‬وجعل منها ابتذال ومتاجرة بالجســد وأنما أقصد به‬ ‫املمكن ذلك) سيبقى انســان رتيبا ً نمطيا ً انســانا ً رتيبا ً نمطيا ً يســر بأتجاه معني ان يكون للمــرأة حرية كافية لتكوين فكر‬ ‫ال يأتي بشــئ جديد وال تظهر لديه بوادر رســمته له القيود اعاله ‪ .‬يقول شوبنهور وابداع من شــأنه ان يسهم يف عملية البناء‬ ‫العبقرية واالبــداع ‪ .‬وللتعرف عىل معنى الفيلسوف االملاني ( قد تمتلك املرأة أحيانا ً يف املجتمع ‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫خليفة الله قاتل !‬ ‫ليس دينا ً بل هو وباء الفاشــية والنازية ‪ ,‬أنه الوباء االشد فتكا ً بالحياة ‪ ,‬انها ليست‬ ‫حربا ً طائفية بل أنها حرب ابادة للبرشية ‪ ,‬أنهــا عصارة الحقد الذي ابتلينا به ممن‬

‫اقواس‬ ‫مناضل الفياض‬

‫يَدعون االســام ‪ .‬كيف ومن أين لهم هذه القســوة والجربوت ‪ ,‬من يدعمهم ومن أي‬ ‫أرض خرجوا وكيف غفلت عنهم االنســانية ‪ ,‬واخريا بأي كتاب سماوي يؤمنون ومن‬ ‫هو ربهم األعىل‪.‬‬ ‫يالغباء بعض سيايس الصدفة الذين أغتالوا الوطنية بواسطة الطائفية وحني سيطرة‬ ‫الطائفيــة والهمجية عىل املجتمع اصبحت منبوذة ولكنهــا مازالت جاثمة عىل صدر‬ ‫املجتمع وبديلها هو الوطنية ولكن لألســف قد أطيح بها‪ ,‬فعاش املجتمع بني الخوف‬ ‫واالرهاب وبني الهروب خارج الوطن وتركه للقتلة من الدواعش‪.‬‬ ‫وهكذا اصبح جزء من الســاحة العراقية املدنســة بالدواعش مهيئ ألصحاب النهج‬ ‫التكفريي بفضل غياب الحس الوطني للبعض ممن باع ضمريه لآلخر تقربا ً للشيطان‪،‬‬ ‫فال وجود لوطن اســمه العراق يف قواميســهم وهكذا تم فتح ابواب الوطن للدواعش‬ ‫املنحرفني دينا ً‬ ‫ً‬ ‫وانسانية‪.‬‬ ‫من هم الدواعش ؟ هم الصورة املشــوهة لالسالم برعاية علماء لهم فكرهم التحريفي‬ ‫املحرض عىل القتل والذبح املسند بأحاديث دينية كاذبة ‪ ,‬هنالك علماء يتبنون قتل كل‬ ‫من يخالفهم بالرأي ‪ ،‬انهم ليسوا طائفيني فقط بل هم قتلة ومرتزقة ‪ ,‬انهم يقتلون‬ ‫املسلم بصلبه عىل الصليب ويقتلون الشيعي والسني واملسيحي فقط النهم ال يبايعون‬ ‫الخليفة امللعون ‪ ,‬والســؤال هنا من أمرهم بالذبح والقتــل والتنكيل والتهجري ؟ ان‬ ‫الذبح جاءوا به من تعاليمهم الدينية املشوهة ‪ ,‬هذا الخليفة قد قام بمحاولة لالنقالب‬ ‫عىل تعاليم الله ورشائعه الســمحاء وراح يتحدث بأسمه ‪ ,‬وبالنتيجة فأن البعض من‬ ‫ســيايس الغفلة هم من اغتالوا الدين والوطنية ولم يعد لديهم يشء يتحدثون عنه لكي‬ ‫يلملموا صفوفهم فال احد يؤمن بهم وكل أعوانهم لصوص وقتلة وخليفتهم قاتل وهذا‬ ‫االنقالب عىل الله ســيجنون ثماره عاجالً ام اجالً ( وســيعلم الذين ظلموا اي منقلب‬ ‫ينقلبون والعاقبة للمتقني)‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪47‬‬


‫مقاالت‬

‫داعش‪..‬‬ ‫المعزوفة الماسونية لتمزيق الوحدة اإلسالمية‬ ‫داعش احدث ضجة يف االوســاط االعالمية عىل املستويني املحيل والعاملي واصبحت معظم وسائل االعالم تردد كالببغاء يف املبالغة‬ ‫وتضخيم الحدث من دون التأكد من الحقيقة الن الصحافة مرآة تعكس الحقيقة لسبيني هما سيطرة االعالم املاسوني عىل االعالم‬ ‫العاملي وتمرير معزوفته يف املكر والخداع من اجل تمزيق الوحدة االسالمية ‪ .‬وثانيهما عدم استقصاء الجذور التاريخية حتى يتم‬ ‫تشخيص االسباب التي دفعت اليهود لتمرير مآربهم العدوانية يف التآمر عىل االمة االسالمية‪.‬‬ ‫الدكتور صبيح الكعبي‬ ‫ولو تصفحنــا التاريخ لوجدنــا ان هذا كتب القرآن الكريم وسلمه اىل النبي محمد االســام الذي يحمل بني طياته التماسك‬ ‫املخطط االســتعماري بدأ بعــد معاهدة (ص) يف املــكان الذي يقــوم به الحجاج والتضامــن واالخالق الحميــدة الصالحة‬ ‫(سايكس بيكو) وابان االنتداب الربيطاني برجم الشــيطان عالوة عىل انهم يقرأون وليس الطالحة الن مبادئ االســام تؤكد‬ ‫يف الرشق االوســط وبموجب هذه املعاهدة السور واآليات القرآنية بشكل معكوس من مكانة واهمية العائلة يف الرتبية والرضاعة‬ ‫تمت تجزئة وتمزيق االمة االســامية من الحرف االخري اىل الحرف االول فمثالً كلمة الطبيعيــة واملراقبة والتوجيــه عند الكرب‬ ‫خالل وضــع الحدود الوهمية (سياســة (رحمة) تقرأ (تمحــر) ونور (رون) والله خصوصــا ً يف مرحلة (املراهقــة التي تعد‬ ‫فرق تســد) وتكليف محمد بن عبدالوهاب سبحانه وتعاىل (هالال) والهدف واضح هو املرحلــة الحرجة يف حياة االنســان وهذا‬ ‫بالحمالت التبشــرية للمذهــب الوهابي االساءة اىل االسالم‪ .‬فقد استهدفت املنظمات ما دفع املنظمات املاســونية اىل استخدام‬ ‫الذي ظهر يف جنوب تركيا‪/‬سلســلة جبال املاسونية العلنية والرسية وبرتويج لالفكار املال والجنــس وافالم األباحــة من اجل‬ ‫االناضــول‪ ،‬والذين يعتقــدون ان يهوديا وااليديولوجيات املســمومة لتشويه مبادئ طمــس ثقافتنا املحليــة والهوية الوطنية‬

‫‪48‬‬ ‫‪48‬‬


‫وضعف االيمان بســبب التقليد االعمى اليهود يقدمون الدعم املادي واملعنوي قل الروح من امر بي وما اوتيتم من العلم‬ ‫لثقافة الغرب وعــدم تطوير وتحوير اىل اصحاب مزارع املخدرات وتهريبها اال قليالً)) و ((نفخنا فيه من روحنا))‬ ‫اآللــة لخدمة ثقافتنــا املحلية ورفض عرب الحدود او زراعتها يف بعض الدول الن االنســان معجزة يف خلقه ومعقد‬ ‫ما يحرمه االســام من تحريف للقرآن العربية‪ ،‬اذن االســتعمار الجديد اعتمد يف شــخصيته وهذا ما جعل االمريكان‬ ‫الكريم والســنة النبوية وتهديم الكعبة عىل االيديولوجيات املسمومة يف تمزيق واليهود ومن لف لفهــم يتخبطون يف‬ ‫ومراقد االئمة واالوليــاء وقتل النفس األمتني االسالمية والعربية خاصة وهذه ظالم دامس وهالوس سمعية وبرصية‬ ‫بدون حق وتشجيع االغتصاب واللواطة االيديولوجيــات دفعته اىل اســتخدام لتحقيق احالمهم يف امرباطورية ماسون‬ ‫والزنا باملحرمات وزواج املثليني وهذه معزوفــات املكر والخــداع ومن هذه العظمى التي تمتد من الفرات اىل النيل‬ ‫املوبقــات التي يحرمها االســام من املعزوفات (داعش) وتعني حســب ما حســب مفهوم كلمة (داعــش) التي‬ ‫اهم فقرات املخطط االستعماري الذي يروجه االعالم املاسوني (دولة االسالم تعني تكوين (دولــة اليهود يف العراق‬ ‫أرشف عىل تنفيــذه املندوب الربيطاني يف العراق والشــام) واالســام بريء والشام) وليس (دولة االسالم يف العراق‬ ‫يف الرشق االوســط الكولونيل (همفر) من قذارتهم ‪ .‬ان علماء امريكا فشــلوا والشام)‪ .‬اذن هذا هو املفهوم الحقيقي‬ ‫واألدهى من ذلك فرض لغة االستعمار يف االستنســاخ البرشي عندما كشفوا لكلمة (داعش) من اجل إكمال املخطط‬ ‫يف بعض الدول العربيــة مثالً الجزائر مكونــات الخليــة االوىل لنمو الجنني االستعماري الذي وضعت ركائزه مطلع‬ ‫وتونــس فرض فيها اللغة الفرنســية (الجينيوم) الن الروح تنزل اىل الجنني القرن املايض والذي يهدف اىل تقســيم‬ ‫وطمس الثقافــة العربية عالوة عىل ان بعد ثالثة اشهر ((ويسألونك عن الروح العراق اىل ثالثة اقاليم متناحرة ‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪49‬‬


‫مفاتيح الحياة‬

‫تيح‬

‫مفا‬

‫ياة‬

‫الح‬

‫الناس نوعان منهم من يتذكر أنك فعلت الكثــر من أجله فيحرتمك ومنهم من يتذكر أنك‬ ‫فعلت الكثري من أجله فيستغل طيبتك ‪.‬‬ ‫الدنيا ممر وليست مستقر فما دمت تنوي الخري فأنت بخري ‪.‬‬ ‫أهــم الحبال هو الحبل الرسي الذي يُبقي الجنني حيا ً وأفظعها حبل املشــنقة الذي يوقف‬ ‫األنفــاس وأرقها حبل األفكار الذي يُقطع بكلمة وأقرصها حبــل الكذب الذي ينتهي حيث بدأ‬ ‫وأقواها وأجملها حبل مع الله ال ينقطع حتى تقطع ُه أنت ‪.‬‬ ‫أقىس اللحظات أن تبكي عىل وسادتك بصمت والكل يّظن أنك نائم ‪.‬‬ ‫من يتمسك بك لن يرتكك أبدا ً حتى لو كنت كومة من األخطاء والذي ال يريدك سيتخلص منك‬ ‫حتى لو كلف األمر أن يتعمد فهمك خطأ ً ‪.‬‬ ‫ال تبحث عن شخص تتمناه ‪ ،‬فيجعلك عبدا ً بل أبحث عن شخص يتمناك فيجعلك ملكا ً ‪.‬‬ ‫املرأة كاألســفنجة إذا ضغطت عليها برفق أفرغت لك حنانها وعاطفتها وإذا تركتها جفت‬ ‫وذبلت ‪.‬‬ ‫أحذر من ثالث الوعد عند السعادة والرد عند الغضب والقرار عند الحزن ‪.‬‬ ‫كي يحرتمك الحارضون أحرتم الغائبون ‪ ،‬فتلك ثقافة ال يعرفها املنافقون ‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫التسويق لثقافة الحرب االهلية‬ ‫يتبارى العديد من املحللني والسياسيني يف مهاراتهم االحرتافية املتخصصة بقراءاتهم «الفنجانية» ملستقبل‬ ‫االوضاع األمنية وتداعياتها عىل الشارع العراقي‪،‬وعادة ما تتصدر أولويات تلك التحليالت التسويق لثقافة‬ ‫الحرب االهلية‪،‬وكثريا ما تشكل الحروب األهلية فرصة لتدخل الدول الكربى أو املجاورة يف مجريات األمور‬ ‫الداخلية للدولة املعرضة ملثل تلك الحروب‪ .‬ذلك أن وقوع مثل تلك الحروب يضعف كثريا من سيادة الدولة‬ ‫ويزيل التماســك الداخيل يف وجه التدخل الخارجي‪ ،‬كمــا أن احتماالت التغري يف موازين القوى داخليا قد‬ ‫يؤثر عىل الدول املجاورة سلبا وإيجابا فرتى بعض الدول يف انتصار فريق عىل فريق اخر تهديدا ألمنها‪ ،‬أو‬ ‫للتوازن يف تلك املنطقة من العالم أو عىل صعيد أوسع‪.‬‬ ‫وبالتأكيد ان العوامل املســاعدة لنشــوب الحــرب االهلية هي متوفرة وخضعــت للعديد من التجارب‬ ‫الدولية‪،‬لكن هناك عوامل اخرى تجعل الرهان عىل الحرب االهلية «رهان خارس»‪،‬ومن تلك العوامل صوت‬ ‫املرجعية الرشــيدة وصوت الحكماء ممن يدركون الجهود واالموال املسخرة إليقاد جذوة الفتنة الطائفية‬ ‫بني ابناء الشعب الواحد‪.‬‬ ‫ومازالت طموحات بعض السياسيني تدفعهم باتجاه انحرافات غري منطقية يف قاموس العمل السيايس‪،‬ففي‬ ‫الوقت الذي تتقدم فيه العملية السياســية باتجاه «املقبولية» وما افرزته مــن نتائج واتفاقيات وصوال‬ ‫لتشكيل الكابينة الوزارية‪،‬يحاول البعض التسويق ألوهام تشكيل حكومة «مشلولة االطراف»‪،‬يف محاولة‬ ‫يائسة لخلط االوراق وإعادة تشكيل خارطة الحكم وفقا لألجندات التي يحملها اولئك الواهمون‪.‬‬ ‫وبعد ســقوط األقنعة يف مؤامرة «بيع املدن» ومحاولة تنفيذ ســيناريوهات تقســيم البلد صار بعض‬ ‫السياسيني يفكرون باسلوب «العقل الجمعي» للطريقة «الداعشية» ‪،‬بل انهم يخططون ليل نهار لكيفية‬ ‫اعادة صياغة الدستور وفقا لشــهيتهم‪،‬وقد تصطدم تلك املخططات بالعديد من االخرتاقات الدستورية‬ ‫واالنتهاكات للقيم االنســانية‪،‬وبالتأكيد ان اولئك السياسيني ال يكرتثوا لإلبادة الجماعية التي يتعرض لها‬ ‫ابناء الشــعب العراقي الذي عانى الويالت عىل مر العصور‪،‬وكل ما يهمهم ممارسة ضغوطاتهم وتمرير‬ ‫مخططاتهم التي رســموها… يف عالم فرقته السياســة وجعلته اوطانا ً داخل كل وطن كما تف ّرق الذئاب‬ ‫قطعان األغنام‪..‬انهم ادعياء الوطنية يتشــدقون بالحديث عن الوطن والوالء له بفرضيات «قصخونية»‪،‬‬ ‫وهي يمارسون العهر الســيايس باحرتاف وأمام املأل‪ .‬فال يشء يحشــمهم او يخجلهم‪..‬يدعون اىل هدم‬ ‫تماثيل التهميش واالقصاء واالنتماءات املزيفــة‪ ..‬لكنهم مجموعات تدعي القومية وهي منهم ب ّراء‪ ،‬تدعي‬ ‫محاربة ارسائيل وهي تعمل بعباءتها‪ ،‬تلبس ثوب االسالم وهو منهم ب ّراء‪..‬يراهنون عىل اختالط الفضيلة‬ ‫بأالعيب السياســة‪ ..‬فيه يختلط التواضع بالكربياء‪ ،‬والنزاهة بالســطو عىل املال العام والكفر بالتديّن‪..‬‬ ‫فيه تضيع القيم واالخالق‪ ،‬ويمتزج العدل باملحســوبية‪ ،‬واالتهام بالرباءة ومحاسبة اآلخرين بالتملص من‬ ‫املساءلة وكشف الفضائح الجديدة التي ترتكب يوميا ً بسبب انانية اصحابها‪.‬‬ ‫ومهما يكن من أمر ينبغي عىل ساســتنا الرشفاء تغليب مصلحة البلد فــوق املصالح الحزبية والوالءات‬ ‫الضيقة ودعم الحكومة الجديدة بعيدا عن تأثريات اضعافها املرتبطة بالصفقات السياســية املشــبوهة‬ ‫والثوابت الوطنية التي ال يمكن املساومة عليها‪.‬‬

‫ساعة الصفر‬ ‫د‪.‬حســين دبي الزويني‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪51‬‬


‫حكايات‬

‫حرب المراقد والمساجد بين التصعيد الطائفي‬ ‫والتكفير العقائدي‬

‫د‪ .‬حسن منديل العكييل‬ ‫لقد تعرضت املــزارات واملقامات الرشيفة رصاع واضــح املعالم بني الحــق والباطل أصحابها‪ ،‬ومن أولويات برنامجها السيايس‬ ‫يف املحافظات الســاخنة اىل انتهاك واضح الذي يســتمد جذوره من الفكر التكفريي هو تصعيد الفتنة الطائفية حتى الذروة من‬ ‫وعدوان ســافر حاقد من قبــل املجاميع املتطرف الذي أصاب جســد االمة وهنا البد خالل االعتداء املقدســة‪ ،‬وأصبح هناك نمط‬ ‫االرهابيــة من" داعش" ومــن التحق بهم لنا من العمل والســعي الحثيث واملشــرك من الجرائم التي يجــري تنفيذها يف خدمة‬ ‫اســتهدفت مقدسات املســلمني باالعمال إلبطال هذا املنهج ومحاربته واإلعداد السليم العقيدة التكفريية التي تــرى يف عباد الله‬ ‫االرهابية ‪ ،‬وما فعلة هــذا التنظيم اال دليل واملنظم وفقا آلية ( وأعدوا لهم ما استطعتم الصالحني من أهــل بيت النبوة ويف قبورهم‬ ‫عىل فجوره وفســوقه وانحراف وفســاد ‪ ) ....‬من خالل وضع اســراتيجية واليات مجرد أوثان يتعــن هدمها وتطهري األرض‬ ‫العقيدة التي تؤمن بهــا تلك املجاميع التي واضحة ومميزة ورسيعة تعالج اهم املشاكل منها ولــذا فالجريمة هي عمل عقائدي ذو‬ ‫قامت بهذه االعمال املشــينة‪ ،‬والكشف عن وتضع الحلول الرسيعة واملناســبة ‪ .‬ومهما بعد ســيايس أكثر من كونها عمال سياسيا‬ ‫نواياهم الخبيثة ومنهجهم املنحرف املمتلئ يكن من أمر فإن حرب املراقد واملساجد لها وال شك أن الئحة السوابق اإلجرامية من هذا‬ ‫غيظا وحقدا عىل االسالم واملسلمني ‪ ،‬اذ ّ‬ ‫ان ما جانبان‪ :‬سيايس وعقائدي‪ .‬فهناك جماعات النوع تطول وتطول‪...‬كما إن تفجري بيوت‬ ‫تتعرض له دور العبادة واألرضحة املقدسة ال تؤمن ببناء املراقد وتدعو لهدمها وازالتها الله والهرب هو عمل إرهابي جبان بصفاته‬ ‫واملزارات الرشيفة من اســتهداف منظم هو وتكفري مــن يتربك بها مهمــا كانت منزلة الفاشية أي عملية ابادة وقتل لشعب بكامله‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫ّ‬ ‫شتان ما بين (نون و نون)‬ ‫جرائــم داعش ال تعد والتحىص بل ال يمكن حرصها برشيحة أو فئة أو طائفة أو أي نوع برشي ســليم ‪ ..‬فقد‬ ‫تنوعت (مكارمهم الدموية) عىل كل صنوف البرش ما بني قتل وذبح وتفخيخ بل وحتى تفجري النفس وإفنائها‬ ‫إلبادة اآلخرين ممن يظنون أنهم كفرة ومرشكني‪ .‬داعش ختمت باالونة االخرية عىل دور ابناء الطائفة الشيعية باملوصل‬ ‫بحرف الـ (ر) جاعلني منه رمزا ارهابيا لكل من يقرأه مثلما قامت بالفعل نفسه عىل دور املسيحيني يف هذه املدينة التي‬ ‫دنسوها بجرائمهم وافعالهم الخسيسة لكن بحرف آخر وهو الـ (ن) لتكون حصيلة هذه الفعلة الشنيعة آالف‬ ‫عديدة من املُهجرين الجدد قرسا ً من ذوي حريف الراء والنون الذين أوحى رب داعش بحتمية قتلهم وإبادتهم‪.‬‬ ‫الباحث املوسوعي‪ /‬عيل البدراوي‬

‫نون هذه تعامل معها صديقي املســيحي‬ ‫إبن قره قوش نينوى بصورة أخرى يُدرك‬ ‫مــن خاللها أنهــا لن تــروق لداعش بل‬ ‫ُترهبُهم و ُتخيفهم طاملا أنها ترمز اىل الحياة‬ ‫التي هي أشد ما يكرهون‪ ..‬فكان أن وضع‬ ‫ذلك الختم الكريه الــذي أرادت له داعش‬ ‫أن يكون مُخيفا ملن يعنيه ليكون رمزا عىل‬ ‫(كعكة) ميالد أبنه الصغري (ألن) الذي كان‬ ‫ذلك الـ (ن) آخر حرف من اسمه فكتب عىل‬ ‫جدار صفحة الفيس بوك الخاصة به قائال‪:‬‬ ‫اليوم ميالد ابني ألـ‪(....‬ن)!‬ ‫يوقد اليوم ابني الصغري ألن شمعة جديدة‬ ‫ُ‬ ‫آثــرت أن أوقدها له رغم‬ ‫من عمره املديد‬ ‫كل الجراحات والظروف التي تعرتي أبناء‬ ‫شعبنا العراقي الحبيب بكل أطيافه‪ ،‬وعندما‬ ‫أوُقد ألبني الصغري ألن شــمعة من عمره‬ ‫يصادف أن يتواجــد آالف كثرية من أبناء‬ ‫شــعبي العراقي يف خيام النازحني ومنهم‬ ‫نحن املســيحيون الذين ختمت داعش عىل‬

‫دورنا ومنازلنا وعقاراتنا وأمالكنا بحرف‬ ‫النون مُعتربينا نصارى أحل لهم إله داعش‬ ‫كل يشء بحقنــا بما فيــه القتل والرسقة‬ ‫‪ .‬أمــا كعكة ميالد ألن فقد شــاءت األرسة‬ ‫بأن تختمها بآخر حرف من اســمه (ن)‬ ‫وهو ذات الحــرف الذي ختمته داعش عىل‬ ‫بيوت اآلمنني املســاملني من أهل هذا الوطن‬ ‫بحجة أنهم نصــارى عليهم الهجرة دون‬ ‫أمالكهم أو املوت بسيوف القتل واالرهاب‪،‬‬ ‫ليجيبهم أبني ( ألــن ) بنون من نوع آخر‬ ‫يجهلوه تماما ً هي نــون الحياة الطبيعية‬ ‫لبني البــر التي خلقنا اللــه فيها لنحيا‬ ‫ونتعايش ونشق أدوارنا فيها بهدف بنائها‬ ‫واصالحهــا ‪ .‬فـــ(نونك) يا إبني ألن هي‬ ‫نون النرص والقوة والبقاء ‪ ،‬هي رمز للحياة‬ ‫الجميلة التي تزهــو بضوء النهار وحالوة‬ ‫الليل ســنمحوا بها كل نون ختم ُه االرهاب‬ ‫عىل منازل اآلمنني فــكل عام ونونك يا ألن‬ ‫بألف خري‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪53‬‬


‫شخصيات دولية‬

‫األم تيريزا‪..‬‬ ‫قديسة اإلنسانية‬ ‫في القرن العشرين‬

‫جســدت هذه املرأة معاني االنسانية بجميع تعلقا باإليمان‪ .‬يف نوفمرب ‪ 1928‬م أرسلت إىل والعناية بهم ومع اتساع عملها أسست جمعية‬ ‫صورها‪ ..‬فهي من لم تكتفي باملناداة بل قامت دبلن يف إيرلندا للدراسة والتأهيل الديني ويف عام أخوة املحبة عــام ‪ 1963‬م خاصة بالرهبان‪،‬‬ ‫بتجســيد تلك املناداة اىل افعــال حب وأخاء ‪ 1929‬م أرسلت للبنغال لتعمل يف دير لوريتو‪ .‬وهي يف الخامســة والسبعني من العمر ذهبت‬ ‫وتعاون ومد يد العــون اىل بني البرش أيا كان يف عام ‪ 1931‬م دخلت آغنيس يف سلك الرهبنة للحبشة ملساعدة املنكوبني هناك وأغاثتهم من‬ ‫جنســهم أو عرقهم أو دينهم‪ ...‬لتكون بفعل اتخذت اســم األخت تريزا لها‪ ،‬ويف عام ‪ 1937‬الجوع والتــرد‪ .‬إال أن عمل األم تريزا العظيم‬ ‫قديسة االنسانية ورسولتها يف القرن العرشين‪ .‬م نذرت نفســها وأصبحت األم تريزا‪ .‬يف عام لم يخلو مــن أن يجابه بانتقادات عديدة منها‬ ‫األم ترييزا‪ ..‬هي الراهبة االنسانية ذات األصول ‪ 1948‬م اهتمــت األم تريزا بالعناية باألطفال أن فريق األم ترييزا لم تكن له دراية واســعة‬ ‫األلبانيــة املمرضة العاملــة يف كالكتا‪ ،‬الهند املهملني وعــى أثر ذلك خلعــت زي الرهبنة بالطب‪ ,‬وأيضا أن األســاليب املتبعة يف العناية‬ ‫والحائزة عىل جائزة نوبل للســام عام ‪ 1979‬ولبست الساري الهندي القطني بلونه األبيض الطبية لم تراع املعايري الطبية مثل اســتخدام‬ ‫م‪ .‬توفيــت يف كالكوتا يف ‪ 5‬ايلول ‪ 1997‬م بعد والخط األزرق عىل كمية الذي عرفت به فيما بعد الحقن عدة مــرات وبدون تعقيم‪ ,‬كما أن عدد‬ ‫مرض عضال‪ .‬اســمها األصيل آغنيس غونكزا حيث توجهت إىل دير للرهبنة األمريكية يعنى الذين تمت العناية بهم قد تم التشكيك به كثريا‪.‬‬ ‫بوجاكســيو ولدت يف ‪ 26‬آب ‪ 1910‬م يف قرية بالعنايــة الطبية والتمريض‪ ،‬وكذلك لم تريض وكان رد األم ترييــزا عىل بعض تلك االنتقادات‬ ‫ســوكجية من عائلة متدينة للغاية مهاجرة إىل توجهاتها مسئويل الدير فاعتمدت عىل نفسها يف هو أن النجاح ليس املقياس بل الصدق واألمانة‬ ‫يوغســافيا أصلها من ألبانيا كانت تعمل يف البداية‪ ،‬ثم جاءتها املعونة من متربعات أخرىات واإلخالص يف العمل هي املقياس‪ .‬لم تهتم األم‬ ‫الفالحة‪ ،‬تعلمت يف بداية حياتها يف مدرســة فأسست جمعيتها لراهبات املحبة عام ‪ 1950‬تريزا باملال يومًا ما فقد عرفت برفضها للمال‬ ‫لليسوعيني يف الرهبانية اليسوعية اليوغسالفية‪ .‬م‪ ،‬التي اهتمت باألطفــال املرشدين والعجزة‪ .‬والتربعات املالية حيث كانت ترص عىل املساعدة‬ ‫وعندما كانت يف سن العارشة توىف أبوها فإزدات يف عــام ‪ 1957‬م اهتمت بموضوع املجذومني واملشاركة الشخصية‪.‬‬

‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬


‫من أقوالها‬

‫نفســه" هذه األقوال وغريها كشفت عن أزمة يشعرون بأنهم غري مرغوب فيهم أو محرومون‬ ‫إيمان حادة ظلــت األم تريزا تعاني منها ملدة من العنايــة واملحبة‪ .‬أولئــك الذين يعتربهم‬

‫"إذا شعر أح ُدنا أ ّنه مدع ٌو للتجديد يف املجتمع‪ ،‬عقود‪ .‬إال أن ذلك لم يمنع الفاتيكان من إعالنها أفراد املجتمع عبئا عليهــم فيتجنبونهم)‪ .‬وىف‬

‫فهذا أم ٌر يعنيه ويعني عالقته الخاصة بالله‪ .‬كقديســة وتم تربير ذلــك أن جوانب الروح عام ‪ 1965‬م منحها البابا بولس الثاني اإلذن‬ ‫ٌ‬ ‫فمفروض علينا أن نخــدم الله حيث يدعونا‪ .‬املظلمة شأن معروف عند كثري من القديسني‪ .‬بالتوسع والعمل يف كافة أنحاء العالم‪ ،‬ال الهند‬

‫أمّا بالنسبة يل‪ ،‬فإ ّنني أشعر أني مدعوة لخدمة‬

‫كل إنســان وملحبته بطريق ٍة خاص ٍة به حسب كفاح القديسني يف الهند‬

‫وحسب‪ .‬وهكذا راح عدد املنتسبات إليها يزداد‬ ‫وفروعها تشــمل معظم دول العالم الفقرية أو‬

‫حاجاته‪ .‬وإ ّنني ال ّ‬ ‫أفكر قطعا ً أن تكون محبتي و يف كلكوتا حولــت األم تريزا جزءا من معبد التي تشهد حروبا ونزاعات‪ .‬فعملت يف أثيوبيا‬ ‫ً‬ ‫شــاملة للجميع كأ ّنها دون تحديد‪ ،‬بل تهدف كايل (إلهة املوت والدمــار عند الهندوس) إىل املهددة بالجوع إىل جيتوات الســود املقفلة يف‬

‫ُ‬ ‫فكرت بالناس منــزل لرعاية املصابني بأمــراض غري قابلة جنوب أفريقيا‪ ،‬إىل ألبانيا مســقط رأسها بعد‬ ‫ملحبة كل إنســان بمفرده‪ .‬فإذا‬ ‫جميعا ً كجماعات وحسب‪ ،‬فهذا ليس حبا ً كما للشــفاء والعناية بهم يف أيامهم األخرية لكي سقوط الشيوعية‪ ،‬ومن أعمالها املشهودة أنها‬ ‫يريده املســيح‪ّ .‬‬ ‫إن الفرد هــو املعني بالحب يموتوا بكرامة‪ ،‬ويحســوا بالعطف والقبول استطاعت خالل االجتياح اإلرسائييل للبنان عام‬ ‫بدل البغض والرفض من مجتمعهم‪ ،‬وتوالت ‪ 1982‬ان توقف إطالق النار ملدة معينة إىل ان‬ ‫الحقيقي‪ .‬وإنني أؤمن بالحب وجها ً لوجه"‬ ‫مرض هنــاك عدد كبري مــن األدوية بعد ذلك املؤسســات التي أنشأتها األم تريزا‪ ،‬تمكن رجال الدفاع املدني من إنقاذ ‪ 37‬طفال‬ ‫"لكل‬ ‫ٍ‬ ‫والعالجات‪ ،‬ولكــن إذا لم يكن هناك يد ناعمة فأقامت "القلــب النقي" (منــزل للمرىض مريضا كانوا محارصين يف إحدى املستشفيات‪.‬‬

‫وحارضة للخدمــة‪ ،‬وقلب كريم حارض للحب‪ ،‬املزمنني أيضا)‪ ،‬و"مدينة الســام" (مجموعة ولكن صحــة األم تريزا بدأت تتدهور منذ عام‬ ‫فإنني ال أعتقد أ ّنه باإلمكان شــفاء ما يسمّى من املنازل الصغــرة إليــواء املنبوذين من ‪ .1985‬ويعود ذلك يف جزء منه إىل عمرها‪ ،‬ويف‬ ‫بنقص الحب‪ّ .‬‬ ‫إن األشياء التي تؤمّن لنا دخول املصابني بأمراض معدية)‪ .‬ثم أنشــأت أول جزء آخــر إىل األوضاع الصحية للمرىض الذين‬ ‫الســماء هي أعمال املحبة والكرم التي يجب مأوى لأليتام‪ .‬وبازدياد املنتســبات إىل رهبنة عملت معهــم‪ ،‬واىل إنفاقها معظــم وقتها يف‬ ‫أن يمتلئ وجودنا بها‪ .‬هــل نعرف كم تقدم "اإلرسالية الخريية"‪ ،‬راحت األم تريزا تنشئ رحالت حول العالم لجمع األموال واملساعدات‬ ‫بسمة محبة إىل مريض؟ هكذا نعلن من خالل مئات البيــوت املماثلة يف طول الهند وعرضها من أجل الفقــراء‪ ،‬دون أن ترصف وقتا كافيا‬ ‫بسمتنا كم ّ‬ ‫أن الله سامحنا إذا أحببنا مرضانا لرعاية الفقراء ومســح جروحاتهم وتخفيف للعناية بصحتها‪،‬‬ ‫وســاعدنا الفقراء‪ .‬إ ّنه بذلك يغفر لنا جميع آالمهم‪ ،‬واألهم من كل ذلك لجعلهم يشــعرون‬ ‫ّ‬ ‫خطايانا""إن عدم اكرتاث بعض الناس الذين بأنهم محبوبــون ومحرتمــون كبرش‪ .‬وقد معاناة األم تريزا‬

‫يم ّرون باملرىض والفقراء واألطفال وال ينظرون اختارت األم تريزا لرهبنتها ثوبا بســيطا هو أصيبت بذبحة قلبية عــام ‪ 1985‬فيما كانت‬ ‫إليهم‪ ،‬يعود إىل أ ّنهم فقدوا اإليمان والوعي‪ .‬فلو عبارة عن ساري أبيض اللون ذي إطار ازرق يف رومــا‪ .‬وأخرى عــام ‪ 1989‬كانت أخطر‬ ‫كانت لهم القناعــة الحميمة بأن الذي يزحف مع شــارة الصليب عىل الكتــف األيرس‪ ،‬لكي وكادت تــودي بحياتها‪ ،‬مــا اضطرها إىل أن‬ ‫عىل األرض وهو يتألم هو أخوه أو أخته‪ ،‬لكان يصري بإمكان املحتاجني معرفة الراهبات‪.‬‬ ‫ترصّف بعكس ذلك‪ ،‬ولكان اهتم قليالً ألمرهم‪.‬‬

‫ولكن‪ ،‬مع األســف‪ ،‬فإ ّنهم ال يعرفون معنى عنوان طريق األم تريزا يف الرهبنة‬

‫تخضع لعملية جراحية جــرى خاللها زرع‬ ‫منظم للنبض ‪،‬عام ‪ 1991‬كانت يف املكســيك‬ ‫وأصيبت بمرض ذات الرئة فأثر ذلك عىل عمل‬

‫الشفقة وال يأبهون لهؤالء التعساء‪ .‬ولو فهموا وكانت مهمة الرهبنة‪ ،‬كما حددتها األم تريزا لدى القلب‪ ،‬عانت من مرض املالريا والتهاب الصدر‬

‫قيمة هذا اإلنسان املتألم لكانوا ترصفوا بوعي تلقيها جائزة نوبل للسالم عام ‪(1979‬العناية وخضعت لعملية جراحية يف القلب عام ‪،1996‬‬ ‫وعرفوا أن الله يســكن فيه‪ ،‬وحينئ ٍذ يبدؤون بالجائعــن والعراة واملرشديــن والعاجزين توفيت يف كالكوتا يف ‪ 5‬سبتمرب وتبقى ذكراها‬ ‫بمســاعدته وبخدمته كما خدمهم املســيح والعميان واملنبوذين‪ .‬كل هــؤالء البرش الذين راسخة يف أذهان االجيال كرسولة لالنسانية‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪55‬‬


‫رموز عراقية‬

‫لميعة عباس عمارة‬ ‫كثرية هي االســماء‬ ‫التــي مــرت عــى‬ ‫ســجالت الزمن لكن‬ ‫قلة منهــا من بقيت‬ ‫راســخة يف أذهــان‬ ‫الشــعوب وقلوبهم‬ ‫لتتناقلهــا االجيال‬ ‫حقبة بعــد أخرى‪.‬‬ ‫وإن حرصنــا رموز‬ ‫العــراق يف زاويــة‬ ‫الرصد والتشــخيص‬ ‫لرأيناها شــاخصة‬

‫مليعة عباس عمارة شــاعرة عراقية بامتياز‪ ،‬فهي تنحدر من ساللة‬ ‫اتخذت من املاء ‪ -‬وهو أصل الحياة ‪ -‬مكانا ً لعبادتها وحياتها‪ ،‬وقومها‬

‫ولطاملــا كانت أرض‬ ‫العراق والّدة للرموز‬

‫جنوبية فهي مرتعة بالحنان الذي تستمده من بلل مياه األهوار وهي‬ ‫شاعرة حلقت يف الفضاء طويالً كطيور املاء يف بلدتها األوىل‪.‬‬

‫عىل مــر العصور ملا‬ ‫قدمته لهذا الشعب‪.‬‬

‫االنسانية التي فنت‬ ‫ســني عمرهــا يف‬ ‫سبيل خدمة شعبها‬ ‫واالنسانية جمعاء‪..‬‬

‫من تلك األقوام املوجودة بالعراق قبل أن يكون العراق عراقاً‪ ،‬وألنها‬

‫تعــود أصــول الشــاعرة مليعة اىل شهرين من ذاك اللقاء‪ ،‬فعاد انتماؤها‬ ‫ميســان يف جنوب العراق حيث أنشأ اىل العراق أقــوى فصار هو األب واألم‬ ‫الســومريون حضارتهم‪ ،‬لكنها فتحت والحبيب ‪.‬‬

‫فكان من حقهم علينا‬

‫عينيها يف بغداد حتــى صار التبغدد مليعة عبــاس عمارة شــاعرة عراقية‬

‫وقفة مع كل منهم‪..‬‬

‫جز ًء من حياتهــا تتمثله وتدافع عنه‪ ،‬مُحدثة تعد محطة مهمة من محطات‬ ‫فكان انتماؤها اىل بغداد قوياً‪ ،‬بعد أن الشعر يف العراق‪ ،‬ولدت لعائلة عريقة‬

‫أن تكون لـ(حقوقنا)‬

‫‪56‬‬

‫اغرتب أبوها الرسام بعيدا ً عن العراق‪ ،‬ومشهورة يف بغداد حيث عمها صائغ‬ ‫وحني سعت إليه أدركته لكنه مات بعد الفضــة املعروف زهــرون عمارة يف‬


‫منطقة الكريمات وهــي منطقة تقع مايض بنقــد وتعليق مــع احتاللها والعيىس وعبــد الرزاق عبــد الواحد‬ ‫يف وســط املنطقة القديمة من بغداد الصفحة األوىل مــن املجلة إذ قال‪( :‬ان وغريهــم‪ ،‬وكان التنافس الفني بينهم‬ ‫واملحصورة بني جرس االحرار والسفارة يف العــراق مثل هؤالء االطفال فعىل أية شديداً‪ ،‬تمخض عنه والدة الشعر الحر‪.‬‬ ‫وحني كرمتها الحكومة اللبنانية بوسام‬ ‫الربيطانية عىل ضفة نهر دجلة يف جانب نهضة شعرية سوف يقبل العراق)‪.‬‬ ‫الكــرخ ســنة ‪ 1929‬وديانة أرستها – وقد صــادف أن اجتمــع عدد من اإلرز تقديرا ً ملكانتها االدبية لم تتســلم‬ ‫صابئية (مندائية)‪.‬‬

‫الشــعراء يف ســنوات الدراسة يف دار الوســام (الن الحــرب االهلية قائمة)‬

‫جاء لقبها عمارة مــن مدينة العمارة املعلمــن العالية ‪ ،‬الســياب والبياتي وكتبت تقول‪-:‬‬ ‫حيث ولد والدها‪ .‬حصلت عىل شــهادة‬

‫عىل أي صدر ُ‬ ‫أحط الوسام ‪ ....‬ولبنان‬

‫الثانويــة العامة يف بغــداد‪ ،‬وحصلت‬

‫جُ رح بقلبي ينام‬

‫عــى شــهادة دار املعلمــن العالية‬

‫كتبت الشــعر الفصيح فأجادت فيه‬

‫ســنة ‪ ،1955‬وعُينت مدرسة يف دار‬

‫كما كتبت الشــعر العامــي وأجادته‬

‫املعلمات‪ .‬كانت مليعــة عباس عمارة‬

‫كذلك‪ ،‬أحبت الشــاعرة لغتها العربية‬

‫عضوة للهيئة اإلداريــة التحاد األدباء‬

‫وتخصصت بها ومارســت تدريسها‬

‫العراقيني يف بغداد للفرتة من [‪-1963‬‬

‫فتعصبت لهــا أكثــر دون أن تتنكر‬

‫‪ .]1975‬وكذلك عضوة الهيئة اإلدارية‬

‫للهجتها الدارجة فوجدت نفســها يف‬ ‫ً‬ ‫معــا‪ .‬إن مليعة تــرى يف اللغة‬ ‫األثنني‬

‫نائب املمثل الدائــم للعراق يف منظمة‬

‫العربية الفصيحة وسيلتها للتواصل مع‬

‫اليونسكو يف باريس (‪.)1975-1973‬‬

‫اآلخرين ‪ ،‬لكنها تجد يف لهجتها العراقية‬

‫ويف عام ‪ 1974‬منحت درجة فارس من‬

‫العامية ما يُقربها من جمهورها املحيل‬

‫دولة لبنان‪.‬‬

‫الذي اســتعذب قصائدهــا فتحول‬

‫للمجمع الرسياني يف بغداد‪ .‬وهي أيضا‬

‫بعضهــا إىل أغنيــات يرددها الناس‪.‬‬

‫مسيرتها مع الشعر‬

‫عاشــت أغلب ايام غربتها يف الواليات‬

‫بدأت مليعة كتابة الشعر يف وقت مبكر‬

‫املتحــدة بعد هجرتها مــن العراق يف‬

‫مــن حياتها منذ أن كانــت يف الثانية‬

‫زمن النظــام الدكتاتوري البائد‪ .‬ومن‬

‫عــرة‪ ،‬وكانت ترســل قصائدها إىل‬

‫دواوينها الشــعرية (الزاوية الخالية‬

‫الشاعر املهجري ايليا أبو مايض الذي‬ ‫كان صديقا ً لوالدها‪ ،‬ونرشت لها مجلة‬

‫‪ ،1960‬عودة الربيــع ‪ ،1963‬أغانى‬ ‫عشتار ‪ ،1969‬يسمونه الحب ‪،1972‬‬

‫الســمري أول قصيدة وهي يف الرابعة‬

‫لو أنبائى العراف ‪1980‬والبعد األخري‬

‫عرش من عمرها وقــد عززها ايليا أبو‬

‫‪.)1988‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪57‬‬


‫دراسات اجتماعية‬

‫مكانة األسرة بين األمس واليوم‬ ‫( صراع القيم والتقنية )‬ ‫األرسة هي النواة األساســية التى ينبثق منها املجتمع فهي األساس لبناء اي مجتمع انساني‪.‬‬ ‫فلو ال وجودها ملا استطاع االنسان التقدم بالحياة االجتماعية‪ ,‬وقد حاول الفيلسوف االمريكي «‬ ‫الفني توفلر « الوقف عند االرسة يف محاولة لوصف التغريات التى طرأت عليها والتنبؤ بما ستصل‬ ‫اليه األرسة يف املســتقبل‪ .‬يقف توفلر عند التغريات الكبرية التي طرأت عىل االعراف االجتماعية‬ ‫والعادات والتقاليد واالخالقيات‪ ,‬وسبل العيش التي كانت متبعة لدى الشعوب‪ ,‬فيشري اىل التقلبات‬ ‫والتطورات التي شهدتها االفكار األنسانية‪ ,‬وبما انه عاش يف بيئة متقدمة علميا ً تمتلك الطاقات‬ ‫الكبرية يف املجال العلمي والتكنولوجي‪ ,‬فقد شهد االنقالبات التي رافقت ذلك‪.‬‬ ‫مؤيد بركات حسن‬ ‫فاملعروف عن توفلر تقســيمه‬ ‫التطور الحضــاري‪ ,‬أو التقدم‬ ‫التاريخــي اىل موجات( املوجة‬ ‫االوىل التي شهدت وصول االنسان‬ ‫ايل اكتشــاف الزراعة واملراعي‬ ‫وتدجني الحيوانات‪ ,‬والثانية هي‬ ‫املوجة الصناعية‪ ,‬وما افرزت من‬ ‫توفري حيــاة مريحة‪ ,‬أما املوجة‬ ‫الثالثة فهي تلــك التي افرزت‬ ‫التكنولوجيا والثــورة التقنية‬ ‫)‪ّ .‬‬ ‫إن هذه التغيــرات لم تكن‬ ‫سهلة يف تقبله لدى الناس‪ ,‬فقد‬ ‫عــاش املجتمع الغربي وســط‬ ‫عاصفة ناريــة من التغيري هذه‬ ‫العاصفة‪ ،‬بدال ً من أن تهدأ‪ ،‬تلوح‬ ‫وكأنها تجمع قواها ألعصار أشد‬ ‫عنفواناً‪ ،‬وان موجــات التغيري‬ ‫تكتســح املجتمعــات املتقدمة‬ ‫صناعيا ً بعنــف متفاقم ورسعة‬

‫‪58‬‬

‫متزايدة‪ ،‬وهي تحمل يف براثنها‬ ‫كل أنــواع البيئــات الغريبــة‬ ‫املســتحدثة من ابتداع وسائل‬ ‫لم تكــن معروفة لــدى الناس‬ ‫أثرت يف عقول الشــباب سلباً‪.‬‬ ‫ومن أجل البقاء واالســتمرار يف‬ ‫الحياة‪ ،‬البــد وأن يصبح الفرد‬ ‫أكثر قدرة عــى التكيف منه يف‬ ‫أي وقت مــى ربما ألنها واقع‬ ‫حال ال مهرب منه‪ ،‬والبد من أن‬ ‫يبحث عن مسالك جديدة تماما ً‬ ‫توصله إىل بــ ّر األمان‪ ,‬وتجعله‬ ‫متمسكا ً بالحياة بعد التغيريات‬ ‫التي طرأت عىل وســائل العيش‬ ‫وتغيري القيــم إن صحّ تعبرينا‪،‬‬ ‫حيث إن كل الجــذور القديمة‬ ‫الثابتة كالدين واملجتمع واألرسة‪،‬‬ ‫واملهنة تهتز اآلن كلها بقوة تحت‬ ‫التأثــر العاصف لدفعة التغيري‬


‫املتسارعة‪ .‬ومن اجل ذلك نشهد‬ ‫االنقســامات والرصاعات التي‬ ‫تخلق الفجوات وتبعد املسافات‬ ‫بني الشعوب ‪ ,‬وتجعلهم يسعون‬ ‫اىل تآمر بعضهــم عىل بعض ‪,‬‬ ‫ويدخلون يف تكتالت ومعسكرات‬ ‫لكــي تحــارب مــن يعرتض‬ ‫افكارهــم وآرائهم ومصالحهم‬ ‫التي تأتــي يف الدرجة االوىل ويف‬ ‫املقام االول ‪ .‬إنها تفجر ســوء‬ ‫الفهم املرير بــن اآلباء واألبناء‪،‬‬ ‫بني الرجال والنساء‪ ،‬بني الرشق‬ ‫والغرب‪ ...‬الــخ‪ .‬ويف ظل هذه‬ ‫التغيريات ماذا يتوجب علينا ان‬ ‫نفعل هل نستســلم‪ ,‬أو نحاول‬

‫التصدي لذلك‪ ,‬أو نحاول التوافق‬ ‫مع الظاهــرة الجديدة ؟ يجيب‬ ‫توفلر عن هذه التساؤالت بقوله‬ ‫‪ " :‬يف اللحظــة الحارضة‪ ،‬ويف‬ ‫كل مجاالت الحياة االجتماعية‪،‬‬ ‫ســواء تعلق األمر باألرسة‪ ،‬أم‬ ‫باملدرسة‪ ،‬أم بالدين‪ ،‬أم بأنظمة‬ ‫الطاقة‪ ،‬أم بشــبكات االتصال‪،‬‬ ‫نجد أنفســنا أمام رضورة خلق‬ ‫أشــكال مالئمة جديدة للموجة‬ ‫الثالثــة‪ ،‬إذ " إن االرتبــاط‬ ‫بمجتمع متسارع علميا ً و تقنيا ً‬ ‫يعني االرتبــاط بعالم يتحرك‬ ‫برسعة لم يعــرف لها مثيل من‬ ‫قبل‪ .‬ويف طرح مســالة التعاون‬

‫والتفاهم بني أفــراد االرسة يف‬ ‫السابق قبل املوجة الجديدة التي‬ ‫ادخلت مفاهيم وقيم يف النظام‬ ‫االرسي اســتطاعت ان تغيــر‬ ‫االفكار ففي السابق(قبل الثورة‬ ‫الصناعية) مثــاُ كانت هيكلية‬ ‫األرسة واســعة‪ ,‬وكانــت هي‬ ‫النوع الغالــب‪ ،‬وكانت حياتها‬ ‫تدور حول البيت املشرتك‪ ،‬حيث‬ ‫يعمل الناس ويعتنون باملرىض‬ ‫ويربون األطفال‪ .‬فكانت األرسة‪،‬‬ ‫أيام املوجــة األوىل مركز العالم‬ ‫االجتماعــي ‪ ,‬فقد كانت تجتمع‬ ‫يف اتخاذ القــرارات وتتوحد يف‬ ‫مواجهة صعــاب الحياة‪ .‬اال ان‬ ‫هذه الحالة تغــرت ولم تبقى‬ ‫عــى حالها فمع قيــام الثورة‬ ‫الصناعية‪ ،‬نشأت األرسة النووية‬ ‫" التــي تتكون مــن الزوج‪،‬‬ ‫الذي كان يعمل كســبا ً للرزق‪،‬‬ ‫والزوجة هي ربة البيت وعدد من‬ ‫األطفال" ‪.‬‬ ‫فرفعــت املوجــة الثانية من‬ ‫شــأن هــذه األرسة وجعلتها‬ ‫أُنموذجا ً عامــا ً نرشته يف العالم‬ ‫أجمع‪ ،‬فأصبح املقياس املقبول‬ ‫اجتماعيا ً ملالءمة حاجات املجتمع‬ ‫ذي القيم واألســاليب الحياتية‬ ‫املشــركة والســلطة الهرمية‬ ‫والبريوقراطيــة‪ ،‬والذي يفصل‬ ‫حياة املنزل عــى حياة العمل‪،‬‬ ‫إذ انتقــل العمــل إىل املصانع‬ ‫واملكاتب‪ ،‬ثم أرســل باملرىض‬ ‫إىل املستشــفيات‪ ،‬والصغار إىل‬ ‫املدرسة ‪.‬‬ ‫ففي مجــال تربيــة األطفال‬

‫فســيفضل الكثري مــن الناس‬ ‫املوجــة الثالثــة‪ ،‬وأن تتم هذه‬ ‫العمليــة يف املنــزل‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫بعد أن تم دخول "التلفزيون‪-‬‬ ‫الحاسوب" إىل البيوت ‪ ,‬اال ان يف‬ ‫ذلك ســلبيات ايضا ً فأنها تخلق‬ ‫تباعــدا ً اجتماعيــا ً بني الناس‪,‬‬ ‫فقد َّ‬ ‫يضيع الفــرد معظم وقته‬ ‫ان لم نقل كله عىل االنرتنيت او‬ ‫أيّ وســيلة من وسائل التطور‬ ‫التي ال يــكاد اي بيــت يخلو‬ ‫منها‪ ,‬وأن مقدارا ً متصاعدا ً من‬ ‫األعمال يف القطاع التقني يمكن‬ ‫إنجازها– بمســاعدة وســائل‬ ‫االتصال عن بعد والكمبيوتر‪ -‬يف‬ ‫أي مكان حتى يف غرفة الجلوس‪.‬‬ ‫وينشــأ نتيجة لذلك ما يعرف‬ ‫بـ"االقتصاد املنزيل"‪.‬‬ ‫وســيؤدي العمــل يف املنــزل‬ ‫إىل تقويــة أوارص العالقــات‬ ‫االجتماعية التي أضعفها العمل‬ ‫يف خــارج املنزل ولســاعات‬ ‫طويلة‪-‬عمــل عضــي يرهق‬ ‫اإلنسان ويســلب قواه ووقته‪-‬‬ ‫ومن ثم " سيخرج العمال الذين‬ ‫يكونون قد قضوا طيلة نهارهم‬ ‫يف البيــت للذهــاب إىل املرسح‬ ‫املحيل‪ ,‬أو ليشاركوا يف أمسية مع‬ ‫جريانهم‪ ,‬أو يف مناقشة سياسية‪,‬‬ ‫أو اجتماع يضــم األصدقاء "‪.‬‬ ‫ولهــذا األمر أثر ســيكولوجي‬ ‫إيجابي يتمثل يف زيادة االستقرار‬ ‫االجتماعي والنفيس‪ ،‬إذ إن البيت‬ ‫اإللكرتوني سيجعل من اإلنسان‬ ‫متعدد األبعاد بدال ً من أن يكون‬ ‫ذا بع ٍد واحد‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪59‬‬


‫فنون‬

‫ستار خضير‪:‬‬ ‫ســفينة ســومر ‪ ..‬له نكهة خاصة‬ ‫كون أبطاله من أبناء األهوار‬ ‫اثار اداء الفنان ســتار خضري يف مسلسل (سفينة سومر)‬ ‫اعجاب املشــاهدين كونه اعطى الشخصية الكثري من روحه‬ ‫وابداعه ‪،‬ولتميزه الواضــح وان كان يرتدي املالبس الريفية‬ ‫عىل مدى حلقات املسلســل ‪ ،‬فهو الشخصية االكثر حضورا‬ ‫يف العمل الذي تم تصويره يف اهوار ميسان وكشف عن وثيقة‬ ‫تاريخية مثلما كشــف عن وجه من وجوه الحضارة العراقية‬ ‫‪،‬هنا حاورنا الفنان ســتار خضري عن شخصيته يف املسلسل‬ ‫الذي كتب له السيناريو والحوار عبد املطلب السنيد واخرجه‬ ‫عيل ابو سيف ‪.‬‬ ‫حاوره ‪ :‬عبد الجبار العتابي‬

‫* حدثنا عن شــخصيتك يف (سفينة تمنع بناء السفينة حيث هناك ارشار ايضا جيدة كي اعمل بشكل جيد ‪،‬خاصة انني‬ ‫سومر) ؟‬

‫فهو يتصدى لكل هذه االشياء ‪،‬ومعاناته منذ فرتة طويلــة لم اعمل‪ ،‬لذلك اعتقد ان‬

‫ اجسد يف العمل شــخصية (املختار) هذه تنتقل اىل بيتــه املكون من زوجته املشــاهد انتبه فعال اىل هذه الشــخصية‬‫وهي شــخصية رئيســية ومهمة جدا يف وابنتني مع ابن اخته اليتيم (شــكوري) وشدته كثريا لالنفعاالت التي تفجرت من‬ ‫العمل فضال عن املساحة الواسعة فيها ويف الذي يشــكل حلقة مهمة يف حياته جسد روح الشــخصية وان كانت متعبة لكنني‬ ‫الشغل االدائي ‪،‬وانا اعدها من الشخصيات الشخصية الفنان (باسم الطيب) فيكون شعرت باملتعة يف ادائها‪.‬‬ ‫املركبة الن هــذا املختار هو حلقة الوصل بمثابة ابنه لكنه يدخله يف مشاكل ومطبات * وكيف تعاملت مع اللهجة؟‬ ‫ما بــن اهل القرية والوفــد الذي يقوده وتبقى الشــخصية عمالقة اىل حد ما وان ‪ -‬لهجة الريف ليســت ســهلة ‪ ،‬فكان يف‬ ‫العالم النرويجي(هيدرل) لبناء ســفينة شاء الله النجاح‪.‬‬

‫املسلسل مرشفان من اهايل مدينة العمارة‬

‫سومر ‪ ،‬فأهل القرية يخافون عىل قريتهم *كيف وجدت نفسك فيها خاصة ان عن اللهجة واعتقــد ان ‪ %80‬كانت فيها‬ ‫ومواشــيهم لذلك يعاني املختار كثريا كي الحدث معارص؟‬

‫جيدة ولم اجــد صعوبــة كوني عملت‬

‫يعرف حقيقة وجود هذا الوفد اوال ‪،‬ومن ‪ -‬الشــخصية مكتوبة بشكل جيد ولديها مسلســات ريفية عديدة ثــم انني ابن‬ ‫ثم معاناته لكي يجــد عمال البناء القرية اكثر من مســار واكثر من خط بياني يف الجنوب فأعتقد انني اجدت فيها عىل الرغم‬ ‫مع هؤالء ومن ثم يعاني لوجود منغصات حياتها الدرامية وهذا اعطاني مســاحة من وجود (حسجة) عند اهل الهور‪ ،‬التي‬

‫‪60‬‬


‫هي اكثر من اللهجة الجنوبية ‪.‬‬

‫الحرق فلم نجد ‪،‬فالذروة يف املسلســل هو ‪ -‬حســب موقع العمل نفسه‪ ،‬هناك عمل‬

‫*ما الذي اعجبك فيها؟‬

‫الحرق الن العمل اراد ان يقول ان السفينة يوزع ادواره املنتــج ‪،‬واذا ما كان املنتج‬

‫ احببت الشخصية لســبب بسيط وهو لو لم تحرتق لوصلت اىل كل العالم يف عام فنانا فهذه كارثة النه يجلب املمثلني الذين‬‫انها لم تمش عىل خط معني واحد ‪،‬فهناك ‪ 1978‬وهي عنوان للحضارة السومرية‪.‬‬

‫هم اقل منه مســتوى ‪،‬وهذه معروفة يف‬

‫لحظات فرح ولحظات كرم تميز بها حينما *كان هذا العمل الوحيد لك هذه السنة الوسط‪ ،‬النه يخىش ان يجلب ممثال حتى‬ ‫يقيم الوالئم للوفــد االجنبي ‪،‬فكان الكرم ‪،‬هل هذا يريض طموحك؟‬

‫لو كان يوازيه ‪،‬واذا ما فكر ان يجلب ممثال‬

‫العراقي الجنوبي واضح يف الشــخصية ‪ - ،‬مستحيل ولكن كما تعرف انا اكثر من جيدا فأنه يعطيه ادوارا ثاتوية‪ ،‬وال اعتقد‬ ‫ثم ان معاناته واضحة يف عمله الذي كان ســنتني بال عمل وال اريد ان اتحدث عن ان منتجا يفكــر ان يعطيني دورا ثانويا‬ ‫عليه ان يحتوي الجميع ويحل مشــاكلهم مسألة (الكروبات) او االدوار التي تتوزع النه يعرف ردي‪.‬‬ ‫‪،‬كما ان اعتماد الوفد االجنبي عليه اكثر من بشكل مؤســف لكنني مقتنع اىل حد ما * هل تعتقد ان (ســفينة ســومر)‬ ‫غريه فــكان حلقة الوصل بني الجيد وغري بأنني اذا ما قدمت يف السنة عمال واحد من ممكن ان يكون عالمة فارقة يف الدراما‬ ‫الجيد‪ ،‬فضال عن ان الشخصية فيها اكثر املمكن ان اقول انا موجود‪.‬‬

‫العراقية؟‬

‫من زاوية و(كاركرت) وعندما تجمع الصدر * هل شعرت بالغبن للغياب القرسي ‪ -‬نوعية املسلســل خاصــة ‪ ،‬وانا اعتربه‬ ‫تظهر شــخصية املختــار مختلفة ‪،‬مثال عن الشاشة؟‬

‫وثيقــة درامية حضاريــة تاريخية‪،‬فهو‬

‫ادائي مع ابن اختي ليــس مثل ادائي يف ‪ -‬اشعر بالغبن طبعا والجمهور يدرك ذلك مهم الن فيه هذه النوعية الخاصة املتمثلة‬ ‫بيتي مع زوجتي وبناتي حينما احكي لهن ويشعر به عندما يسالني الكثريين ملاذا ال يف حدث عاشــته الناس وليس مثل باقي‬ ‫همومي ‪ ،‬وليس مثل عالقتي بالنرويجي نراك عىل الشاشة‪ ،‬االن مثال وزعوا اربعة االعمال‪ ،‬ربما مسلســل (فدعة) ذو اهمية‬ ‫واالجانب فهي متنوعة اىل حد ما‪.‬‬

‫اعمال تجد ان املمثلني الذين تم اختيارهم اكرب لهم كونها امرأة من التاريخ‪ ،‬او هناك‬

‫* مــا شــعورك كفنان عنــد حرق ‪ ،‬مع احرتامي الكبري لهم ‪،‬عندما تضعهم عمل ليست فيه قضية تاريخية‪ ،‬لكن هذا‬ ‫السفينة؟‬

‫اىل جانب ستار خضري اعتقد انك ستجده العمل يعني الكثري فالناس الذين يسمعون‬

‫ انا واكبت بناء الســفينة من اول لحظة فرق واضح‪ ،‬وهذا لست انا من يقوله‪ ،‬بل اسم الســفينة يتمنون ان يعرفوا الكثري‬‫لذلك حزنت كثريا عند حرقها وكنت اتمنى يقولونه هم والناس‪ ،‬ولكن ربما املنتج او عنها ‪ ،‬اعتقد ان له نكهة خاصة تعرب عن‬ ‫ان تبقى ولكن الحدث يجربنا عىل حرقها ‪ ،‬املخرج هو الذي يختارهم ‪.‬‬

‫قيمة الحدث الحضاري الذي كان ابطالهم‬

‫وحاولنا ايجاد معالجة النقاذ السفينة من * برأيك من يتحمل هذه املسؤولية ؟‬

‫ابناء االهوار ‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪61‬‬


‫فنون‬

‫لمياء حسين ‪ :‬لوحاتي تدافع عن حقوق المرأة وتطرح معاناتها‬

‫اكدت الفنانة التشــكيلية ملياء حسني ان تفهم معنى اللوحة بالغريزة‪ ،‬فبالفطرة كلها اراها تخص املرأة‪.‬‬ ‫كل رسوماتها تتناول املرأة عىل اختالف التي تمتلكهــا املرأة يمكنهــا ان تعي‬

‫وأوضحت ان الفنانة التشــكيلية لم تنل‬

‫معاناتها‪ ،‬وال تخلو لوحة لها من موضوع معنى بوح اللوحــة‪ ،‬البوح الذي باملقابل حقها مــن حرية التعبــر كاملة‪ ،‬وأنها‬ ‫املرأة وحقوقها والدفاع عنها‪.‬‬

‫هو يتحدث مع املــرأة من خالل الدالالت مــا زالت تصارع من اجــل تحقيق هذا‬

‫وقالت ‪ :‬بامكان اللوحــة ان تدافع عن املوجودة‪ ،‬لذلك هي تفهمها بسهولة ملجرد الهدف‪ ،‬فأنهــا يف حقيقة االمر‪ ..‬لن تناله‬ ‫املرأة‪ ،‬خاصة انها تطــرح كل معاناتها ان تتأمل ما فيها‪.‬‬

‫ابدا ومطلقا‪ ،‬فاملرأة ما زالت وســتبقى‬

‫االنســانية‪ ،‬وان تبدو املرأة ضمن واقعها وتابعت ‪ :‬استخدم االلوان حسب املوضوع معاناتها قائمــة يف كل مجاالت الحياة‪،‬‬ ‫يف تقوقع او عزلة تامة‪ ،‬ولكن انا ارى ان الذي اطرحه‪ ،‬ولكن االلوان التي تجذبني فمجتمعنا العراقي ذكوري تسلطي وهذه‬ ‫املرأة قوية‪ ،‬فهي يف اعمق حاالت ضعفها اليها اكثر هي االلــوان الرتابية‪ ،‬وكذلك هي النقطة االوىل‪ ،‬وثانيا ليست لها فسحة‬ ‫قوية‪ ،‬فال بد لالخريــن ان يفهموا ما يف البنفســجيات الواقعية اكثــر من غري من حرية التعبري من املمكن ان تنفس عن‬ ‫اللوحة ومــا تعنيه‪ ،‬واعتقد ان الكثري من الواقعية‪ ،‬فالرتابيات تمثل االرض والشجر همومها‪ ،‬وليســت لديها الوسائل املمكنة‬ ‫اللوحات كان لها تأثري يف االخر‪.‬‬

‫وكل رمز تالحظ فيــه تداخل املرأة‪ ،‬اي لطرح موضوعها االزيل‪ ،‬فاالبواب موصدة‬

‫واضافت ‪ :‬اعتقد ان اي امرأة بامكانها ان جذور وأي رمز وأية تربة وورقة اشجار‪ ،‬امامها‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫املخرج التلفزيوني نزار شهيد الفدعم ‪:‬‬

‫اإلنسان وحريته وبحثه عن وجود في عالم متغيير‬ ‫أهم موضوعات أعمالي‬

‫ارتبط املخــرج نزار شــهيد الفدعم التي تحاول ان تقمع فكرها وتطلعاتها الذي قمــت بكتابة نصفه بمشــاركة‬ ‫باالنســان وقضاياه منذ باكورة اعماله وتســتغل انتماء والدها السيايس املغاير الكاتــب فاروق محمــد لكنني رفضت‬ ‫السينمائية والتلفزيزنية من خالل الهم للنظام يف ترويضها ‪.‬‬ ‫اليومــي للمواطن العــادي وهو يواجه‬

‫ان اضع اســمي عليه‪ ،‬طرحت مشكلة‬

‫واضاف ‪:‬ويف سلسلة (حذار من اليأس) االضطهاد الســيايس والفكري والقمع‬

‫التحديــات االجتماعيــة واالقتصادية قدمت مجموعــة مشــاكل اجتماعية الذي تعرض له االنسان العراقي يف نهاية‬ ‫والفكرية يف عالم رسيع التغيري ‪.‬‬

‫كانت تــؤرق العائلة العراقية اســتمد القرن املــايض وخــال ‪ 30‬عام حتى‬

‫ويقول ان‪ :‬الطبقة املتوســطة كانت هي موضوعاتها من رسائل املواطنني الذين اصبح مســلوب االرادة والفعل ومطارد‬ ‫املحور االسايس يف موضوعات اعمايل مثل كانوا يبعثونها للتلفزيون وتحولت هذه من قبل السلطة يف رزقه وحياته ‪ ،‬تناولت‬ ‫الفلم التلفزيوني (امليــاه الدافئة) الذي القصــص التي كانت حافلة بمشــاكل فيه اخر ستة اشــهر من حياة مجموعة‬ ‫كتبه صباح عطوان والذي عمق االحساس العائلة العراقيــة اىل رصاخات وآهات من العراقيني الهاربني لالردن وعراقيوا‬ ‫بمأســاة االنســان العراقــي الطبقية وهمس عايل بالحصار والظلم واملعاناة الداخل الذين يعيشون ازمة مزدوجة ‪.‬‬ ‫واالجتماعية عندما تقف الظروف املادية التي يعيشها االنســان العراقي يف فرتة‬

‫وختم حديثه بالقول ‪ :‬االنسان وحريته‬

‫حائال لتحقيق حلمه باالقرتان بمن يحب التسعينات ‪ ،..‬كانت حربا" عىل العادات وبحثه عن وجود يف عالم متغيري وتطلعاته‬ ‫رغم ان حبيبته هي عاملة مثله يف مطبعة والتقاليد وعىل التفاوت االجتماعي وعىل الفكريــة واالقتصادية وبحثه عن االخر‬ ‫لكــن ظروفه االقتصاديــة واعالته الخ تهميش االخر وعىل الفــرص الضائعة من خالل ايجاد ارضية مشــركة كانت‬ ‫معوق حرب واخت مجنونة تجعله يف اخر وعىل بعض القوانيــن واالعراف التي هي اهم موضوعاتي ‪،‬وقد ارتبطت فكريا‬ ‫السلم االجتماعي بينما تخوض حبيبته الترحم ‪.‬‬ ‫رصاع من نوع اخر مــع ادارة املطبعة‬

‫بالقضايا االجتماعية والتطلعات الفكرية‬

‫وتابع ‪ :‬ويف مسلســل (نفوس مهشمة) للمواطن العادي‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪63‬‬


‫منوعات‬

‫الاليك ‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عابرة للحدود‬ ‫شفرة‬ ‫وارد بدر السالم‬ ‫واحدة من تفصيالت الفيسبوك الجزئية هي "الاليك" او ما يسمى بـ اإلعجاب ‪ ..‬وهي وصلة صغرية يمارسها‬ ‫الجميع بال اســتثناء ‪ ،‬تعبريا ً عن مجاملة لطرف آخر أو إعجابــا ً بكتابة أو لوحة أو صورة أو تصميم ‪ .‬وربما‬ ‫هي إشــعار اآلخر باملرور عىل الصفحة الشــخصية له ‪ ،‬ويف الحاالت كلها فإن هذه البصمة هي الشائعة بني‬ ‫الفيسبوكيني واملمارسة الدائبة بني الجميع ‪.‬الاليك بصمة بدالّتني ‪..‬‬

‫إرسال واســتقبال ‪.‬عالمة رسيعة لطرف شعورية اىل أخرى تســتقبلها بالشعور ســهالً يقتيض فقط اإلفصاح عن املرور‬ ‫يوحي باملرور لشخص غري مرئي‪ ،‬يقابلها ذاته يف صمت ال يبــدو صمتا ً‬ ‫أخرس اىل العابر ويشــر اىل الطرف اآلخر بهذا من‬ ‫َ‬ ‫رد آني أو مؤجل آلخر غائب يف تضاعيف هذا الحد ؛ لكنه صمت ينطق عىل نح ٍو ما دون أن يتحمل وَصفة أخرى ‪.‬‬ ‫الوقت الفيسبوكي الذي ال يتوقف عىل مدار حينما يتلبس رأيا ً موقعــا ً بهذه البصمة الاليــك إذن بصمة هوائيــة عىل زر ثابت‬ ‫اليوم ‪ .‬وهي إشــارة مرور خفيفة الوقع املختزلة أو يشري اىل إعجاب بمادة مكتوبة نتعاطــاه بقصــد أو مــن دون قصد ‪،‬‬ ‫فالقصد هو ما ذكرنــا ومن دون القصد‬ ‫مرسَ ــلَة لغاية وهدف بلغة صامتة تقول أو صور ٍة مرئية‪.‬‬ ‫الكثري او القليل ‪ ،‬وبالتايل تعني إنها موقعة الاليك قراءة صامتة وإرسال ّ‬ ‫مشفر يحتفظ ؛ وهو األكثر شــيوعا ً ؛ يتوخى التنبيه اىل‬

‫نفس حيّة اىل أخرى تقابلها يف طرف بنكهته النقدية الرسية التي ال تشري بشكل املرور بطريقة ربما فقدت معناها بسبب‬ ‫من ٍ‬ ‫آخر من الحياة والجغرافية واللحظة اآلنية واضح اىل نوعية النقد ســوى إنه انطباع تكرارهــا الدائم عىل نصوص ألســماء ال‬

‫أويل عن إعجاب عابر ال يقول سوى هذا ‪ ،‬تحمل سماتٍ أدبية او ثقافية ؛ فصفحات‬ ‫املكثفة بهذه البصمة الخاطفة ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫نوازع برشية‬ ‫مخلوط من‬ ‫خليط‬ ‫إنها إشارة إرســال رسيعة عابرة للحدود لكن ربما هو ليس اعجابا ً بمعنى مجاورة الفيسبوك‬ ‫ومكاتب الســفر وهي لحظــة تضمني النص املكتوب وتأييده ؛ فقد يكون مرورا ً متعددة الثقافات واألغلبية الساحقة فيها‬

‫‪64‬‬


‫رياضة المشي مفتاح‬ ‫الصحة والنشاط‬ ‫نجلة عبد االمري جواد‬

‫من الهواة واملتطفلني عــى األجناس األدبية‬ ‫الســيما الشــعر منها‪ ،‬وبالتايل يف كثري من‬ ‫األحيان ال يحمل الاليك أية إشارة نقدية سوى‬ ‫معناه االجتماعي الذي يزيد من رصيد النص‬ ‫وصاحبه او صاحبته ‪ ،‬وهو ما يتسارع اليه‬ ‫هؤالء َ‬ ‫الكتَبة يف وجو ٍد يومي مستمر بخواطر‬ ‫إنشــائية يف األغلب األعم ‪ .‬ومن ثم ال يمكن‬ ‫حساب الاليك يف هذه الخصوصية االجتماعية‬ ‫ســوى إنه يزيد مــن وهم الطــرف اآلخر‬ ‫ويشــجعه عىل البقاء حيا ً عــى مدار النص‬

‫باليكات تزيد الرسابَ رسابا ً ‪.‬‬

‫الاليك اصبع ‪ ..‬حســبنا أن نقول إنه يمكن‬ ‫أن يكون اصبعا ً نقديــا ً لو توفرت فيه بذرة‬ ‫النقد أو يف أقل احتمال بذرة القراءة الواعية‬ ‫لنصــوص يف معظمها نصــوص فوضوية‬ ‫مرتجلة أو منقولــة أو مرسوقة أيضا ً لهواة‬ ‫وربات بيوت وعاطالت عن العمل ومراهقات‬ ‫يبحثن دائما ً عن كلمات حب مكررة أو جديدة‬ ‫‪..‬‬ ‫قد يكون الاليــك أحد أصابع الكتابة النقدية‬ ‫غري املتطورة حتــى اآلن ‪..‬بمعنى هو والدة‬ ‫قيرصية يف عالم إلكرتوني فيه من العشوائية‬ ‫أكثر مما فيه من التنظيم ‪.‬وربما سيســتقر‬ ‫ذات يوم عىل منهج واضــح بعد غربلته من‬ ‫شوائب الفيسبوكيني ويسهم بوضع جماليات‬ ‫ثقافية يُعتد بها‬

‫ممارســة التمارين الرياضية رضورة من رضورات الحياة اليمكن االستهانة‬ ‫بها ملا لها من فائدة كبرية عىل صحة االنسان يف مختلف مراحل عمره وعىل حد‬ ‫ســواء املرأة والرجل ‪ .‬فقد اشارت الدراسات الحديثة اىل ان ممارسة التمارين‬ ‫الرياضية بشكل يومي تحافظ عىل صحة االنسان وحيويته اضافة اىل حصوله‬ ‫عىل اللياقة البدنية والنفســية ‪ ،‬ومن اســهل هذه التمارين هي رياضة امليش‬ ‫حيث افادت هذه الدراســات بان رياضة املــي وبمعدل ( ‪ )20‬دقيقة يوميا‬ ‫وبشكل يومي يفيد كثريا صحة االنسان ‪ ،‬وعند مقارنة نتائج الدراسات تبني ان‬ ‫الذين لم يمارســوا هذه الرياضة لفرتة طويلة قد ازداد وزنهم وارتفع ضغط‬ ‫الدم وازدادت نسبة الشحوم (الكولسرتول) لديهم ‪ ،‬يف حني ان الذين مارسوها‬ ‫حافظوا عىل نسبة الكولسرتول والضغط ومعدل وزنهم ايضا ‪ .‬اضافة اىل ذلك‬ ‫فأن مثل هذا النوع من الرياضة يضفي عىل حياة ممارسيها املزيد من النشاط‬ ‫والحياة الصحية الخالية من االضطرابات‪ .‬وملمارسة رياضة امليش البد من اتباع‬ ‫بعض االمور االساسية لنجعل منها رياضة مفيدة ‪.‬‬ ‫ تجنب امليش عىل امشاط االصابع الن ذلك من شأنه ان يسبب االجهاد العضيل‬‫وبعض االصابات ‪.‬‬ ‫ الحرص عند امليش عىل استقامة العمود الفقري مع اسرتخاء جميع عضالت‬‫الجسم االمامية والخلفية والجانبية ‪.‬‬ ‫ ان يكون الهدف من امليش الحركة بأتجاه االمام وتحديد الحركة من السطح‬‫الجانبي للجسم وتحديد الحركة بني الذراعني والرجلني مع تقليل حركة الجذع‪.‬‬ ‫ ارتداء املالبس واالحذية املناسبة ‪.‬‬‫ تحديد الوقت املناسب مع الحرص ان تكون برفقة االصدقاء او افراد االرسة‬‫لتضفي عىل ممارسيها املزيد من الراحة النفسية حتى يشعر ممارسوها انهم‬ ‫يف نزهة حقيقية‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪65‬‬


‫الربملان الجديد‪ ..‬واملرحلة املقبلة‬ ‫مما يبعث عــى االمل والتفاؤل بعد أن تمكن مجلس النواب بانتخاب رئاســته الجديدة‬ ‫ضمن املدة الدســتورية املقررة ‪ ..‬وكذلك انتخاب رئيــس الجمهورية الذي قام بتكليف‬ ‫مرشــح الكتلة االكرب عددا ً لتشكيل الحكومة الجديدة يف االيام املقبلة ‪ ..‬يكون هذا الربملان‬ ‫الجديد قد بعث رســالة امل ايجابية للمواطن العراقي بانه يتحمل املســؤولية كاملة يف‬ ‫املرحلة الراهنة من اجل ترشيع القوانني املهمة املعطلة والتي فشــل الربملان السابق من‬ ‫تمريرها خاصة ما يتعلق بقانون املوازنة للعام الحايل والذي أوشك عىل االنتهاء بعد مرور‬ ‫ثمانية شــهور من عدم اقرارها ‪ ..‬وكذلك القوانني االخرى كالنفط والغاز والبنى التحتية‬ ‫واملحكمة االتحادية واالحزاب وغريها ‪ ..‬كما ان الرئاســة الشابة للربملان الجديد – وكما‬ ‫يبــدو – انها ادركت خطورة املرحلة العصيبة التي يمــر بها العراق حاليا ً من تداعيات‬ ‫امنية ومحاوالت التهجري القرسي للمواطنني عىل اسس طائفية وعرقية ودينية من مناطق‬ ‫سكناهم يف محافظات نينوى وصالح الدين واالنبار وكركوك وغريها من املدن التي سيطر‬ ‫عليها الداعشــيون املجرمون واعوانهم من ازالم النظــام الدكتاتوري املقبور ومحاوالت‬ ‫التآمر االقليمي لتقسيم العراق عىل اسس طائفية وعرقية‪ .‬كما استفادت الرئاسة الجديدة‬ ‫للربملان من االخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الرئاسة السابقة والتي حولت جلسات الربملان‬ ‫اىل تجاذبات سياسية ومناكفات ابعدته عن مسؤوليته ودوره الحقيقي يف ترشيع القوانني‬ ‫والوضع الرقابي ملؤسسات الدولة‪ .‬لذلك بادرت الرئاسة الجديدة لتشكيل اللجان الربملانية‬ ‫لبدء العمل بجد يف املرحلة الراهنة وخاصة اللجنة املالية بهدف تمرير واقرار املوازنة الذي‬ ‫تاخر كثريا ً ‪.‬وكذلك فتح الحوار مع رئاســة الحكومة من اجل التعاون بترشيع القوانني‬ ‫التي تهم مصلحة املواطن بالدرجة االوىل خاصة مشــاريع الخدمات يف مجال الكهرباء‬ ‫واملــاء والطرق والتعليم والصحة وغريها ‪ ...‬ومن هــذا املنطلق فاننا نامل خريا ً بتعاون‬ ‫مثمر وبناء بني السلطات الثالث الترشيعية والتنفيذية والقضائية من اجل النهوض بواقع‬ ‫العراق نحو مســتقبل زاهر يسوده االمان والتقدم عىل مختلف الصعد والتعجيل بتطور‬ ‫الواقع االمني من خالل تسليح القوات املســلحة وقوات االمن االخرى بمختلف االسلحة‬ ‫املتطورة والتدريب التعبوي املكثف لرفع القدرات القتالية واملعنوية للقوات املسلحة لدحر‬ ‫جميع التنظيمات املســلحة الخارجة عن القانون ووضع نهاية لتنظيم داعش عىل ارض‬ ‫العراق املقدسة ‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫رؤيــة اخيـــرة‬ ‫فاضل عيسى الشويلي‬


‫تصوير ‪ :‬ياسر الياسري‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪67‬‬


‫(اللش) اقدم معبد يف سنجار للطائفة االيزيدية‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.