العدد للطبع 30

Page 1

‫السوداني يؤكد إنضمام‬ ‫العراق رسمي ًا الى إتفاقية‬ ‫الهاي الخاصة بالجوانب‬ ‫المدنية لإلختطاف الدولي‬

‫العدد (‪)30‬‬ ‫حزيران ‪2014 /‬‬

‫للطفل‬

‫رقم اإلعتماد لدى نقابة الصحفيين‬ ‫العراقيين ‪176‬‬

‫حرية التعبير‬

‫حق اإلنسان‬

‫في بيئة نظيفة‬

‫بين المفاهيم الدستورية‬ ‫والمظهرية اإلنحرافية‬

‫متى‬

‫تنصف هوليوود‬ ‫العرب والمسلمين ؟‬

‫بمناسبة العيد‬ ‫الوطني للصحافة‬ ‫العراقية‬ ‫نظرة على ‪145‬‬ ‫عام ًا من عمر‬ ‫الصحافة العراقية‬

‫فـــي ظاهــرة‬

‫الحسد‬ ‫والعين‬ ‫‪1 8 1 7 2‬‬

‫‪7‬‬

‫‪2 9 9‬‬


‫اخبار الوزارة‬

‫‪2‬‬


‫ال‬

‫‪ ...‬لحقوق االنسان‬

‫كثريا ً ما يحدونا األمل والطموح نحن العاملون يف ميدان حقوق االنســان ‪ ،‬يف رؤية مجتمعنا وهو‬ ‫يرفل بثقافة حقوق االنسان عىل املستويني النظري والتطبيقي ال ألنها مفردة جميلة آلفناها بعد عام‬ ‫‪ ،2003‬بل لكونها تمثل جوهر وجود االنســان من خالل حفظ كرامت ِه وصونها من عبث العابثني ‪،‬‬

‫األفتتـــاحيـــة‬

‫أتون الحروب الطائشــة و غياهب الســجون والظلمات ‪ ،‬لكن وبرغم هذا التغييب والرسقة املعلنة‬

‫د‪ .‬خليل الزبيدي‬

‫فلطاملا أبرع النظام البائد وبإمتياز غري مســبوق يف رسقة أحىل سني العمر من أبناء شعبنا ما بني‬ ‫لسنني العمر ‪ ،‬بقيت احالمنا والتي ال يستطيع أعتى الجبابرة ان يرسقها منا كونها تنبع من صميم‬ ‫الروح لتســبح يف فضاءات الخيال الساحر بحرية مطلقة دون قيود ‪ .‬إن أثمن ما يملكه االنسان يف‬ ‫ظروف كالتي عاشــها مجتمعنا هو بقية األحالم املكبوتة يف صدره منتظرة أمل االنطالق اىل ميدان‬ ‫الحقيقة وهذا ما أستشعرناه للوهلة األوىل عقب االعالن عن سقوط الصنم يف ساحة الفردوس فيا لها‬ ‫من لحظات مليئة باالمل وبإرشاقات صفحات التغيري يف كتيب حياتنا املظلمة ‪.‬‬ ‫ونحن نعيش دوامة الفرح بهذا األمل نســينا لألســف أن هنالك من يرتبص بأحالمنا ‪ ،‬إنها نفس‬ ‫األيادي التي دفعت بشبابنا ورجالنا اىل املهالك ‪ ،‬هي من يرسق أحالمنا اليوم‪ .‬والسؤال املهم يف هذه‬ ‫املرحلــة الحرجة ونحن نواجه فكرا ً ارهابيا ً متطرفا ً هو‪ ...‬كيف نتعامل مع من يحاول قتل أحالمنا‬ ‫وتســفيهها وسط دعوات العمل عىل نرش ثقافة حقوق االنسان يف املجتمع ؟ كيف لنا التعامل وفق‬ ‫أليات ومعايري حقوق االنســان مع من ال يتوانى عن قتل املئات من األبرياء يف لحظة عمياء ؟ كيف‬ ‫لنا االستجابة لبعض األصوات التي تحاول تضليل الرأي يف املطالبة بتطبيق معايري و أليات حقوق‬ ‫االنسان أزاء املجازر الناجمة عن الهجمات االرهابية التي تستهدف وبشكل أعمى أرواح األبرياء من‬ ‫أبناء شعبنا كل يوم دون أي وازع من الضمري االنساني الذي جُ بلت عليه الطينة األدمية ‪ ،‬أعتقد ان‬ ‫االجابة عىل هذه التساؤالت يشاطرني فيها رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كامريون أذ يقول « عندما‬ ‫يتعلق األمر بأمــن املواطنني والوطن ‪ ،‬فال أحد يحدثني عن حقوق االنســان»‪ .‬أذن ‪ ...‬ال لحقوق‬ ‫اإلنســان ملن ال يمت بأية صلة لإلنسانية ‪ ،‬فمن املبادئ االساســية لحقوق االنسان العدل وهو ان‬ ‫تعطي كل ذي حق حقه ‪ ،‬فليس من الحق ان يمارس الجريمة بأبشــع أشــكالها ثم يلوذ بمبادئ‬ ‫حقوق االنســان التي هي يف األســاس ال تحمي املجرمني والقتلة ‪ ،‬فهذا ظلم واضح للضحايا الذي‬ ‫يأملون ان يأخذ العدل مجراه الطبيعي وفق القانون ‪ .‬أذن ما مطلوب منا يف هذه املرحلة هو الشــد‬ ‫عىل يد قواتنا األمنية ودعمها يف مواجهة هذه األفة الخطرة موحدين صفوفنا ومتحملني مسؤولياتنا‬ ‫‪ ،‬كي نستطيع ترجمة أحالمنا اىل واقع حي نرى من خالله عراقا ً ملؤه املحبة والخري والسالم ينعم‬ ‫بخريه الجميع دون إقصاء أو إستثناء‪.‬‬ ‫ ‬


‫اخبار الوزارة‬

‫الخطوط الساخنة‬

‫مكاتب المحافظات‬ ‫‪ -1‬مكتب نينوى‬ ‫‪07481700258‬‬ ‫‪07705944850‬‬ ‫‪ -2‬مكتب كركوك‬

‫حقوق االنسان تستذكر‬ ‫شهداء المقابر الجماعية‬ ‫في حفل بالبصرة‬

‫‪9‬‬

‫‪07435051513‬‬ ‫‪ -3‬مكتب صالح الدين‬ ‫‪07703766112‬‬ ‫‪ -4‬مكتب االنبار‬ ‫‪07905972644‬‬

‫حقوق اإلنسان تتفقد‬ ‫بناية مكتبها في‬ ‫محافظة كركوك‬

‫‪ -5‬مكتب بابل‬

‫‪10‬‬

‫‪07800304080‬‬ ‫‪ -6‬مكتب كربالء املقدسة‬ ‫‪333405‬‬ ‫‪ -7‬مكتب النجف االشرف‬ ‫‪07711198311‬‬ ‫‪07810001151‬‬ ‫‪ -8‬مكتب الديوانية‬ ‫‪653451‬‬ ‫‪ -9‬مكتب واسط‬ ‫‪07803063768‬‬ ‫‪ -10‬مكتب املثنى‬

‫تعلن وزارة حقوق االنســان عن اســتقبال شــكاوى وطلبات المواطنين الكرام‬ ‫وذلك من خالل قسم شؤون المواطنين التابع الى مكتب الوزير في مقر الوزارة‬ ‫ومن خالل مكاتب الوزارة في المحافظات عبر الخطوط الساخنه‬ ‫(‪ )07707127782 - 07812753736‬والخط الساخن (‪)5621‬‬ ‫وعبر بريد الوزاره االلكتروني ‪shakawa@humanright.gov.iq ..‬‬

‫‪07801621789‬‬ ‫‪ -11‬مكتب ميسان‬ ‫‪0781001797‬‬ ‫‪ -12‬مكتب ذي قار‬ ‫‪07809734468‬‬ ‫‪ -13‬مكتب البصرة‬ ‫‪07804765306‬‬ ‫‪07705705518‬‬ ‫‪ -14‬مكتب دياىل‬

‫‪07813650076‬‬ ‫‪4‬‬

‫الموقع االلكتروني للوزارة‪:‬‬ ‫‪www.humanrights.gov.iq‬‬ ‫البريد االلكتروني‬ ‫ضحايا االرهاب‪:‬‬ ‫‪cliam_mohr69@yahoo.com‬‬ ‫المركز االعالمي‬ ‫‪mediacenter@humanrights.gov.iq‬‬


‫‪24‬‬

‫مجلة شهرية‬ ‫تصدر عن وزارة‬ ‫حقوق االنسان‬

‫من شقاء الوعي الى‬ ‫إضطهاد العقول‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬

‫املهندس محمد شياع السوداني‬ ‫رئيس التحرير‬

‫مفيد الجزائري ‪ :‬إن صفة‬ ‫التسامح من الصفات‬

‫‪38‬‬

‫األصيلة فينا نحن العراقيون‬

‫البدائل‬ ‫الطبيعية‬ ‫لجمال المرأة‬

‫‪62‬‬ ‫الكتابات املنشورة يف املجلة تعرب عن رأي كتابها‬ ‫املجلة غري ملزمة بإعادة املواد غري الصالحة للنرش اىل أصحابها‬ ‫للمجلة الحق يف إعادة صياغة وتصحيح املعلومات التي ترد يف املقاالت‬ ‫ترحب املجلة باملقاالت والبحوث ذات العالقات بمسار املجلة‬

‫د‪ .‬خليل ابراهيم الزبيدي‬ ‫المستشار اإلعالمي‬

‫د‪ .‬حسني دبي الزويني‬ ‫المحررون‬

‫عمار منعم‬ ‫كميلة شذر‬ ‫ايالف فارس‬ ‫عبد الجبار العتابي‬ ‫عيل البدراوي‬ ‫نادية صفر‬ ‫ميادة عبد الوهاب‬ ‫فاطمة عيل كمال‬ ‫نداء عباس‬ ‫االشراف اللغوي‬

‫فاضل عيىس الشوييل‬ ‫االخراج و التصميم‬

‫مرتىض محمد رسن‬ ‫فارس جميل‬ ‫التصوير‬

‫هيثم عبد كريم‬ ‫عيل محمد قاسم‬ ‫جبار علك‬


‫اخبار الوزارة‬

‫العراق يعلن رسمي ًا إنضمامه الى اتفاقية الهاي الخاصة بالجوانب‬ ‫المدنية لإلختطاف الدولي للطفل‬ ‫اكد وزيــر حقوق االنســان‬

‫جوزيــف داموي ســيوكس‬

‫املهندس محمد شياع السوداني‬

‫الحكومة العراقيــة لجديتها‬

‫اعالن انضمام العراق رســميا ً‬

‫وحرصهــا لالنضمــام اىل‬

‫اىل اتفاقيــة الهــاي الخاصة‬

‫االتفاقيــات التــي تضمــن‬

‫بالجوانــب املدنية لالختطاف‬

‫حقوق االرسة والطفل وتعمل‬

‫الدويل للطفل‪ ..‬واوضح الوزير‬

‫عىل تعزيــز اســس النظام‬

‫ان ســفري العراق يف الهاي قد‬

‫الديمقراطــي‪ .‬وقال الســيد‬

‫تســلم وثيقة تؤيــد انضمام‬

‫الوزير ان الســفري العراقي يف‬

‫بالده لالتفاقية املذكورة موقعة‬

‫الهاي اكد التزام العراق الجديد‬

‫من قبل رئيس دائرة املعاهدات‬

‫بدعم مبادئ العدل والســلم‬ ‫االهليني‪ .‬الفتا ً اىل ان االتفاقية‬

‫يف وزارة الخارجية الهولندية‪ ،‬الســام للدول التي انضمت عدد من سفراء وممثيل الدول‬ ‫وقال ان ذلك جــرى يف حفل مؤخرا ً لالتفاقيــة املذكورة‪ ..‬املعتمــدة يف الهاي‪ ..‬وشــكر دخلت حيــز التنفيذ يف العراق‬

‫اقيم يف مقــر اكاديمية قرص ومن ضمنها العراق بحضور رئيس دائرة املعاهدات السيد يوم االحد املصادف ‪2014‬‬

‫العراق ينهي كتابة تقريره الخاص بالميثاق العربي لحقوق اإلنسان‬ ‫قال وزير حقوق حقوق االنسان‬ ‫املهندس محمد شياع السوداني‬ ‫ان اللجنة املكلفة بكتابة تقرير‬ ‫الدولة الخاص بامليثاق العربي‬ ‫لحقوق االنسان والتي ترتأسها‬ ‫وزارة حقوق االنسان وعضوية‬ ‫( االمانة العامة ملجلس الوزراء‪،‬‬ ‫ووزارات الهجرة واملهجرين‪،‬‬ ‫الداخليــة ‪،‬الخارجية ‪،‬العدل‬ ‫ووزارة الدولة لشؤون املراة) مناقشته واعتماده ليتم تسليمه امليثاق العربي لحقوق االنسان حقوق االنسان برتأس اللجنة‬ ‫قد انهــت اعمالهــا يف كتابة اىل اللجنــة العربيــة لحقوق بموجب القانون رقم ‪ 27‬لسنة عمــا باحكام املــادة ‪ 48‬ف‬ ‫التقرير وتم ارساله اىل االمانة االنســان خالل املدة املحددة ‪ .2012 ،‬يذكر ان االمانة العامة ‪ 1،2‬من امليثاق العربي لحقوق‬ ‫العامة ملجلس الوزراء لغرض مؤكدا ً ان العراق قد انضم اىل ملجلس الــوزراء كلفت وزارة االنسان‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫السوداني يثني على إهتمام ورعاية األمانة العامة لمجلس الوزراء‬ ‫لملف المقابر الجماعية باإلستذكار والتوثيق‬ ‫نظمت االمانة العامة ملجلس‬ ‫الوزراء احتفالية بمناسبة‬ ‫اليــوم الوطني لشــهداء‬ ‫املقابر الجماعية عىل مرسح‬ ‫ساحة االحتفاالت يف املنطقة‬ ‫الدولية تحت عنوان ( املقابر‬ ‫الجماعية‪ ..‬عــرس الرتاب‬ ‫والضحايا ) حرضها االمني‬ ‫العام ملجلس الوزراء السيد‬ ‫عيل محسن اسماعيل ووزير‬ ‫حقوق االنســان املهندس جرائم االبــادة الجماعية لجميع املبادرات االبداعية والتوثيق‪..‬واوضح ان جرائم‬ ‫محمد شياع السوداني وعدد " الفتــا ً اىل ان ما حدث يف والثقافية التــي يمكن ان االبادة من هذا النوع تتطلب‬ ‫من الدبلوماســيني وممثلو العراق مــن املأيس والظلم تصبح مرآة تعكس معاناة تعريــف املجتمــع الدويل‬ ‫السفارات العربية واالجنبية واالســتبداد يمكن ان ينال العراقيني من ممارســات بها ولذلــك عملت الوزارة‬ ‫العاملة يف العــراق وعدد‬

‫من املســؤولني الحكوميني‬ ‫ري من املواطنني‬ ‫وحشــ ٌد كب ٌ‬ ‫‪.‬واســتهل الحفل بعرض‬

‫وهي مستمرة بالعمل عىل‬

‫إن جرائم اإلبادة من هذا النوع‬

‫اقامــة املؤتمرات والندوات‬

‫تتطلب تعريف المجتمع الدولي بها‬

‫والفعاليات املختلفة ‪.‬و عىل‬ ‫هامش االحتفالية تم افتتاح‬

‫فيلم (تحت رمــال بابل ) اهتمــام االعمــال الفنية ابشــع تجربة دكتاتورية معرض يضم صور للمقابر‬ ‫للمخرج محمد الدراجي ‪.‬‬ ‫واالدبية من اجل تجسيده عرفتها املنطقة يف تاريخها الجماعية نظمتــه وزارة‬

‫والقى االمني العام ملجلس وتعريــف املجتمع الدويل الحديــث ‪ .‬بدوره اشــاد حقوق االنســان يجســد‬ ‫الــوزراء كلمــة خــال بحجــم مــا تعــرض له السيد وزير حقوق االنسان جرائم النظام الدكتاتوري‬ ‫االحتفالية قــال فيها "ان العراقيون بجميع طوائفهم يف كلمــة لــه باالحتفالية املباد‪ ،‬وتخلــل االحتفالية‬ ‫الشــعب العراقــي عانى من انتهــاكات واعتداءات ‪ .‬باالهتمــام والرعاية اللتان عزف مقطوعة من سمفونية‬

‫الكثري خــال حكم النظام واكد االمني العام استعداد تقدمهمــا االمانــة العامة حملــت عنــوان (الروح‬ ‫املباد حيث تم انتهاك كرامة االمانة العامة ملجلس الوزراء ملجلس الوزراء بملف املقابر العراقية) للمايسرتو كريم‬

‫االنســان عرب ارشس انواع لتقديــم الدعم واالســناد الجماعية عرب االســتذكار كنعان وصفي ‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪7‬‬


‫اخبار الوزارة‬

‫حقوق اإلنسان تؤكد إن إرتباط ُ‬ ‫شعب حقوق اإلنسان في الوزارات‬ ‫بأقسام شؤون المواطنين خطوة غير مجدية‬ ‫اكدت وزارة حقوق االنسان عدم جدوى ويحولهــا اىل وحدات اشــبه ما تكون املرتبطة بوزارة وبالتنســيق مع وزارة‬ ‫ارتباط الشعب املعنية بحقوق االنسان بجهات نقابية او مطلبية‪.‬‬

‫حقوق االنسان بخصوص ذلك‪.‬واضاف‬

‫باقسام شــؤون املواطنني املوجودة يف وقال السيد الوزير ان مثل هذا االجراء ان من الرضوري قيام الوزارات بتزويد‬ ‫املؤسســات الحكومية حرصا‪ .‬وأوضح سيؤثر عىل املهام املوكلة اىل هذه الشعب وزارة حقوق االنسان بكافة التفاصيل‬ ‫وزير حقوق االنســان املهندس محمد عند تشكيلها واملتمثلة باملساعدة يف انشاء عن نشاطاتها يف مجال حقوق االنسان‬ ‫شياع الســوداني لالمانة العامة ملجلس وتطوير البيئة املالئمة ملمارسة الحقوق ‪ ،‬والتنســيق معها يف مجــاالت الرصد‬ ‫الــوزراء ردا عىل مقرتحهــا املتضمن ضمن عمل الــوزارات او الجهات غري والتوعية وكتابة التقارير بجميع انواعها‬ ‫ارتباط الشعب املعنية بحقوق االنسان املرتبطة بوزارة ‪ ،‬وكذلك عىل نرش ثقافة ‪ ،‬واملساعدة يف رســم سياسات الوزارة‬ ‫باقســام شــؤون املواطنني املوجودة حقوق االنســان والرتبية عليها‪،‬واعداد او الجهة غري املرتبطة بوزارة ‪ ،‬اضافة‬ ‫يف املؤسســات الحكومية حرصا ‪ ،‬بان قاعدة بيانات حول كل ما يتعلق بالحق اىل رصد االنتهاكات الحاصلة يف مجال‬ ‫هذا االجراء ســربك عمل هذه الشعب الذي ترعــاه الــوزارة او الجهة غري الحق الذي تتواله الوزارة‪.‬‬

‫وزير حقوق اإلنســان يؤكد دعم الوزارة لألعمال الفنية التي تساهم‬ ‫في تدويل جرائم النظام المباد‬ ‫التقى معايل وزير حقوق االنسان املهندس أبناء الشــعب عىل األصعدة كافة املدنية بعرض األفــام التي تتناول حقبة النظام‬ ‫محمد شــياع الســوداني يوم الخميس والسياسية منها و تم خالل اللقاء مناقشة املباد يف كل محافظات العراق ومنها أفالم‬ ‫املصادف ‪ 2014/5/15‬املخرج العراقي املرشوع الذي تقدم بــه الدراجي والذي املخرج الدراجي التي حازت عىل عدد من‬ ‫محمــد الدراجي الذي نــال فلمه" تحت يهدف اىل تأسيس ســينما متنقلة تقوم الجوائز العربية والعاملية‪.‬‬ ‫رمال بابل" جائزة افضــل فلم عربي يف‬ ‫مهرجان أبو ظبي الســينمائي يف دورته‬ ‫السابعة عام ‪ 2013‬ويأتي اللقاء يف اطار‬ ‫جهود الوزارة الحثيثــة يف تدويل جرائم‬ ‫النظام الدكتاتوري البائد وبشكل خاص‬ ‫جريمة املقابر الجماعية وكشف الفظائع‬ ‫التي ارتكبت بحق أبناء الشــعب العراقي‬ ‫اىل العالم اجمع حيــث اعرب معاليه عن‬ ‫دعم الوزارة الدائم للمشاريع الفنية التي‬ ‫توثــق مرحلة حكم النظــام الدكتاتوري‬ ‫املبــاد واالنتهاكات التي مارســها بحق‬

‫‪8‬‬


‫حقوق اإلنسان تستذكر شهداء المقابر الجماعية في حفل بالبصرة‬ ‫نظمت وزارة حقوق االنسان‪/‬‬ ‫مكتــب النجــف االرشف‬ ‫يــوم الخميــس املصــادف‬ ‫‪2014/5/22‬‬

‫احتفاليــة‬

‫بمناسبة اليوم الوطني لشهداء‬ ‫املقابر الجماعية تحت عنوان‬ ‫(شــهداء املقابــر الجماعية‬ ‫تضحيات اسست لبناء العراق‬ ‫الديمقراطي الجديد) بحضور‬ ‫الوحــدات االدارية وجمع من يرى العالم مدى بشــاعة هذا وعرشيــن رفاتا كان من بينها‬ ‫وكيل الوزارة الســيد حسني‬ ‫النظــام "‪ ،‬واضــاف ان هذا طفالً لم يتجــاوز عمره عاما‬ ‫املثقفني واملواطنني‪.‬‬ ‫الزهــري ومديرعــام دائرة‬ ‫واكد السيد حسني الزهريي يف االســتذكار يأتي متزامنا مع واحداً‪ .‬وقال سيادته ان هؤالء‬ ‫شؤون املحافظات السيد غانم‬ ‫كلمته خالل االحتفالية ان هذا افتتاح مقربة جماعية شــمايل الشــهداء ال ذنب لهم ســوى‬ ‫عبد الكريــم وممثيل الحكومة‬ ‫اليوم يمثل استذكارا ً للجرائم النجف األرشف اطلقنا عليها انهم قالوا ال للنظام الصدامي‬ ‫املحلية وعدد من الشخصيات‬ ‫واملآيس التي قام بها الطاغية تسمية مقربة "شهداء طريق فينبغي ان يهتز ضمري العالم‬ ‫السياســية والثقافية ومدراء‬ ‫تجاه الشــعب العراقي لكي كربالء" والتي ضمت ســبع لهذه املأساة‪.‬‬

‫وكيل وزارة حقوق اإلنسان يتفقد مكتبي الوزارة في ذي قار والبصرة‬ ‫زار وكيــل وزارة حقوق االنســان الدكتور‬ ‫عبد الكريم عبد الله شــال مكتبي الوزارة‬ ‫يف محافظتي ذي قــار والبرصة للفرتة من‬ ‫‪ 19‬ولغايــة ‪ 2014/5/23‬والتقى مدراء‬ ‫املكاتب واملوظفني العاملني فيهما ‪ ..‬وجرى‬ ‫مناقشة اهم املشكالت التي تواجه سري العمل‬ ‫يف املكتبــن ومدى تنفيذ الخطة الســنوية‬ ‫الخاصة بكل مكتب‪ .‬واوضح مديرا املكتبني‬ ‫ان مــن جملة تلك املشــاكل عــدم تعاون‬ ‫بعض مؤسسات الدولة يف املحافظتني لعدم‬ ‫موافقتهــا احيانا ً بأســتقبال فرق الوزارة‪.‬‬ ‫وبهذا الصدد التقى السيد الوكيل عىل هامش‬ ‫زيارتــه ملحافظة البــرة رئيس مجلس‬ ‫املحافظــة ورئيس لجنة حقوق اإلنســان‬ ‫واوضح رؤية الوزارة حول موضوعة حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬مشــددا ً يف الوقت ذاته عىل رضورة‬ ‫تعاون جميع الجهات الرسمية وغري الرسمية‬

‫باملحافظة لالرتقاء بواقع حقوق اإلنســان‪.‬‬ ‫كما تم مناقشــة بعض االفكار حول عمل‬ ‫لجنة حقوق اإلنســان يف املحافظة والتي تم‬ ‫تشكيلها مؤخرا ً وعدها السيد الوكيل خطوة‬ ‫يف االتجــاه الصحيح لتنســيق الجهود يف‬ ‫املحافظة لحماية وتعزيز حقوق اإلنســان‪.‬‬ ‫كما توجه ســيادته لزيــارة موقع العمل‬

‫الخاص بالبنايــة الجديدة ملكتب الوزارة يف‬ ‫املحافظة الذي هو قيد االنشاء واستمع لرشح‬ ‫مفصل من قبل مدير هيئة املباني املهندس‬ ‫املرشف عــى العمل الذي أكد ان هناك تلكؤا‬ ‫يف العمل من قبــل الرشكة املنفذة للمرشوع‬ ‫( رشكة املنصور) والتي تم فرض غرامات‬ ‫تأخريية عليها جراء تاخرها يف االنجاز ‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪9‬‬


‫اخبار الوزارة‬

‫حقوق اإلنسان تتفقد بناية مكتبها في محافظة كركوك‬ ‫تفقد وكيــل وزارة حقوق اإلنســان‬ ‫الدكتور عبد الكريم عبد الله شالل يوم‬ ‫الثالثــاء املوافق ‪ 2014/6/3‬مرشوع‬ ‫بناية مكتب كركــوك بحضور ممثيل‬ ‫هيئة املباني والرشكة املنفذة للمرشوع‬ ‫رشح مفصــل من قبل‬ ‫واســتمع اىل‬ ‫ٍ‬ ‫املهندس املقيــم وممثل الرشكة املنفذة‬ ‫حول مراحل االنجاز والصعوبات التي‬ ‫تواجه العمل ‪ .‬وتجول الســيد الوكيل‬ ‫ميدانيــا ً يف البناية وابدى مالحظاته اىل‬ ‫القائمني باملرشوع ‪ ،‬بعدها زار سيادته‬ ‫مكتب الــوزارة يف املحافظــة والتقى‬ ‫باملوظفني يف املكتب واســتمع اىل أهم‬ ‫املشــاكل واملعوقات التي تواجه عملهم‬ ‫ووضع الحلول املناسبة لها‪.‬‬

‫حقوق اإلنسان تؤكد أهمية إطالع الموظفين على الئحة السلوك الوظيفي‬ ‫افتتحت السيدة فاتن محسن هادي مفتش‬ ‫عام وزارة حقوق االنســان وكالة ورشة‬ ‫عمل حول السلوك الوظيفي بمشاركة عدد‬ ‫من موظفي الوزارة ‪.‬واكدت خالل افتتاح‬ ‫الورشــة يف ‪ 2014/6/3‬ان االطالع عىل‬ ‫الئحة السلوك الوظيفي لدى املوظف قبيل‬ ‫التوقيع عليهــا يجنبه التعرض للعقوبات‬ ‫الجزائية‪ ،‬مشــددة عىل ان االلتزام ببنود‬ ‫هذه الالئحة مسؤولية كبرية تقع عىل عاتق‬ ‫املوظف‪ .‬وتم خالل افتتاح الورشــة الذي‬ ‫تم بالتنســيق مع املركز الوطني لحقوق‬

‫والخاصة بمكافحة الفساد يف املؤسسات من قبــل املوظف وأن تكــون صحيحة‬

‫االنســان التطرق اىل بعــض االتفاقيات الحكومية ‪ .‬ويف هذا الصدد اكدت السيدة لتجنب تعرضه اىل العقوبات الجزائية يف‬ ‫الدولية التي انضم وصادق عليها العراق املفتش العــام اهمية املعلومات التي ُتمأل وقت الحق ‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫بناء منظومة النزاهة الوطنية ‪ ...‬أساس في أعمال حقوق االنسان‬

‫استضاف املركز الوطني لحقوق االنسان بدورها قدمــت مفتش عام وزارة حقوق فيما يخص جهودها يف مكافحة الفساد‬ ‫الندوة العلمية التي اقامتها هيئة النزاهة االنســان الســيدة فاتن محسن عرضا اضافة اىل تنميــة دور االعالم يف مجال‬ ‫‪/‬دائرة البحوث والدراسات بالتعاون مع عن جهود وزارة حقوق االنســان متمثلة مكافحة وكشــف الفســاد واملفسدين‬ ‫وزارة حقوق االنســان ‪/‬املركز الوطني بمكتب املفتش العام لتنفيذ االسرتاتيجية وكذلك تسليط الضوء عىل جودة او رداءة‬ ‫لحقوق االنسان التي حملت عنوان " بناء الوطنيــة ملكافحة الفســاد التي انبثقت الخدمــات املقدمة للمواطنــن وتنمية‬ ‫منظومة النزاهة الوطنية ‪ ...‬اســاس يف منها اسرتاتيجية الوزارة ملكافحة الفساد الحس الوطني واشاعة ثقافة النزاهة يف‬ ‫اعمال حقوق االنسان " وذلك يوم االثنني االداري واملايل لالعوام ‪.2014 – 2010‬‬

‫املجتمع من خــال اعتماد مجموعة من‬

‫املصادف ‪ 2014/6/9‬عىل قاعة الشهيد فيما قدم مدير قســم التفتيش يف املكتب الربامج الثقافيــة والتوعوية وتبث عرب‬ ‫ســعد كاطع يف املركز الوطني ‪ .‬بحضور املذكور الســيد عالء عطا ورقة عمل عن قنوات االعالم املختلفــة وكذلك اعتماد‬ ‫عدد من ممثيل وزارات الدولة ‪.‬‬

‫"التجــارب الدولية يف مكافحة الفســاد االســلوب الناجح يف مجايل االســتبيان‬

‫وناقشــت الندوة التي ترأسها مدير قسم وعالقتها بحقوق االنســان " اوضح من والتحليل الــذي اقرته هيئــة النزاهة‬ ‫التدريب يف املركز الوطني الســيد خليل خاللها بعض التجارب الدولية يف مكافحة للوقوف عىل الواقع الحقيقي ‪ ،‬فضالً عن‬ ‫نرش ثقافــة التقايض القانوني ووضعها‬

‫ابراهيم ومدير قســم البحــوث يف هيئة الفساد‪.‬‬ ‫النزاهة الســيد حســن جلوب عددا ً من وخرجت الندوة بجملــة من التوصيات موضع االهتمام واعتمــاد نظام النزاهة‬ ‫البحــوث واوراق العمــل املتخصصة يف اهمها االلتزام الدقيق ببنود السرتاتيجية الوطني انموذجا لإلصالح وفقا ملنهجية‬ ‫خطورة الفســاد واثره عــى مدى تمتع الوطنية ملكافحة الفســاد كونها ضمانة علمية واضحة فضالً عن انشــاء مراكز‬ ‫االنسان بحقوقه قدمها باحثون من املركز اكيدة ملكافحة هــذه الظاهرة الخطرية‪ ،‬للدراسات مســتقلة و متخصصة بنرش‬ ‫والهيئة املذكوران ‪.‬‬

‫و تفعيل دور منظمــات املجتمع املدني ثقافة النزاهة ومواجهة الفساد‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪11‬‬


‫ثقافية‬

‫الكراهية ( الواقع المأزوم)‬ ‫املستشار‪:‬حسني الساعدي‬ ‫ان املشــاعر واالحاسيس وما يرافقها من تمظهر يف سلوك الفرد والجماعة تعد ركنا اساسيا يف بناء شخصية االنسان الن‬ ‫الحب والكره وانعكاساتها عىل الحياة تحدد طبيعة انسجام وتعاون وتعايش املجتمع او تعكس ازمة التباغض والتقاطع‬ ‫واالبتعاد واالنقسام‪ .‬فالكراهية هي مشاعر انســحابية يصاحبها اشمئزاز شديد وعداوة او عدم تعاطف مع شخص ما‬ ‫او يشء او حتــى ظاهرة او جماعة وتؤدي اىل الرغبة يف تجنب او عزل او نقل او تدمري او ابادة اليشء املكروه وتســتخدم‬ ‫لفظة الكراهية لوصف اجحاف او حكم مســبق او تعصب او ادانة تجاه فئة او طبقة او مجموعة من الناس ‪.‬الن مشاعر‬ ‫الحقد والغصب والعنف والتطرف بطريقة عدائية اتجاه الكائنات املكروهة تدفع الشخص لقيام باعمال متطرفة كالحرب‬ ‫والدمار والتهجري والقتل والقتال ‪.‬‬ ‫تعد الكراهية احــدى املخاطر‬ ‫التي تهدد وحدة االمة ونسيجها‬ ‫االجتماعــي اذ اصبحــت لها‬ ‫امتداد واتساع يف وسط املجتمع‬ ‫لوجود من يأجج مشاعر الحقد‬ ‫والبغــض والكره مــن خالل‬ ‫االقتتــال الطائفــي والتمايز‬ ‫العرقي والتفاخر القبيل والنزاع‬ ‫الفئــوي والفوىض السياســية‬ ‫التــي تشــهدها املنطقة عىل‬ ‫خلفية ســقوط وانهيار االنظمة‬ ‫الدكتاتوريــة التي كان لها االثر‬ ‫الكبري يف تعميــق االزمة املتمثلة‬ ‫بكراهيــة االنظمــة واجهزتها‬ ‫وشخوصها‪ ،‬وظل الكره مكبوت‬ ‫تحت تهديد الســلطات وما ان‬ ‫زالت تلك االنظمة حتى طفحت‬ ‫عىل السطح االجتماعي والسيايس‬ ‫ممارسات العنف والكراهية التي‬ ‫تصل اىل حد ابادة املكروه مهما‬ ‫كان حجمه ‪ ،‬ورافق ذلك سيطرة‬ ‫املجاميع املســلحة عىل ترسانة‬ ‫ضخمة من االسلحة مما زاد الجو‬ ‫تعقيدا للرصاع االقليمي والدويل‬ ‫حول مناطق النفوذ والســيطرة‬

‫‪12‬‬


‫واعتمد هذا الرصاع عىل تعميق‬ ‫نزعة الكراهية عىل اساس ديني‬ ‫او طائفي او عرقي ‪.‬‬ ‫فقد كان وما يزال الكره املستند‬ ‫ملقوالت الديــن او الرصاع عىل‬ ‫بعــد دينــي له حضــوره يف‬ ‫الســلطة السياســية‪ ،‬فاليهود‬ ‫الذين يؤمنون بانهم شعب الله‬ ‫املختار قاموا بتهجري شــعب‬ ‫باكمله بدوافــع دينية مما ولد‬ ‫الكراهية لهم من قبل املسلمني‬ ‫وهكذا يف الحمــات الصليبية‬ ‫بانواعها واشكالها التي انتهت‬ ‫بحمالت االستعمار الذي مازالت‬ ‫الكثري من اثاره مقرونة بالكره‬

‫والرفض ‪ .‬كما تعــرض اتباع‬ ‫العديد من االديان سواء ان كانوا‬ ‫يمثلوا اقلية او اكثرية لعمليات‬ ‫التفجري و االرهــاب باعتبارهم‬ ‫كفار اليستحقون الحياة ‪.‬‬ ‫ويعتمــد يف ذلك عــى قراءة‬ ‫مغلوطــة ومجتزئــة للدين يف‬ ‫كره اصحاب االديــان االخرى‬ ‫يف حــن ان النظرة االســامية‬ ‫والتعاليم الســماوية بعيدة كل‬ ‫البعد عن هذه املمارســة حيث‬ ‫انها تحث عىل الحوار واالحرتام‬ ‫وااللتقاء باملشــركات ( قل يا‬ ‫اهل الكتاب تعالوا اىل كلمة سواء‬ ‫بيننا وبينكم اال نعبد اال الله وال‬ ‫نرشك به شــيئا ) و (ان الذين‬ ‫امنوا والذين هادوا والنصارى‬ ‫والصابئني من امن بالله واليوم‬ ‫االخر وعمل صالحا فلهم اجرهم‬ ‫عند ربهم وال خوف عليهم ال هم‬ ‫يحزنون ) ‪ .‬اما النزعة الطائفية‬ ‫املثقلة بقــراءة التاريخ واعادة‬ ‫قضاياه املأزومة وعمليات الكره‬ ‫والتكفــر والثأر فقــد اخذت‬ ‫مجاالت واســعة جدا وقد كان‬ ‫ملجموعــة من وســائل االعالم‬ ‫التي يمتلكها كال الطرفني دور‬ ‫يسء يف اعتماد الســب والشتم‬ ‫واشاعة الفحشاء واملنكر وتبادل‬ ‫التهم فبعضهم يصف الصحابة‬ ‫وازواج الرسول (ص) بالباطل‬ ‫حتى يحاول اخــراج اتباعهم‬ ‫ومحيهم عن االيمان واالسالم –‬ ‫معاذ الله‪-‬‬ ‫واالخر لم يكن اقل منهم تطرفا‬ ‫او حقــدا او كرهــا يف وصف‬ ‫خصومهــم باليهوديــة (اتباع‬ ‫عبد الله بن ســبأ) والشعوبيني‬ ‫واملجوسيني وغريها ‪.‬‬ ‫ان تلك االتهامــات واالوصاف‬

‫تكون املادة االساسية يف ايجاد‬ ‫نفسية مأزومة تعتمد الكراهية‬ ‫يف ممارستها وتعابريها وتشعل‬ ‫نار الحروب واالبادة يف كل مكان‬ ‫يتواجد فيه التعدد املذهبي الذي‬ ‫رسعــان ما يتحــول اىل رصاع‬ ‫طائفي يف تلك االجواء‪.‬‬ ‫اما الكراهية الناتجة عن التعدد‬ ‫القومي والعرقي باعتبار بعض‬ ‫االعــراق واالقوام هــم االفضل‬ ‫الذين يســتحقون الحياة وعىل‬ ‫واالخر ان يكــون تابعا ً وخادما‬ ‫ومطيعــا ‪ ،‬ان تلــك النظــرة‬ ‫االحاديــة االســتعالئية كانت‬ ‫سببا بقيام حربني عامليتني راح‬ ‫ضحاياهــا ماليني البرش وعانى‬ ‫منها املجتمع االسالمي والعربي‬ ‫يف تهميــش واقصــاء قوميات‬ ‫وشعوب عاشت قرون بانسجام‬ ‫وتعاون وحب امتزجت واختفت‬ ‫الفوارق واصبحت اللغة العربية‬ ‫باعتبارها لغة القران وســيلة‬ ‫للتواصل والتفاهم والتخاطب‪،‬‬ ‫لكن العمل عىل ايجــاد النزعة‬ ‫العرقيــة من خــال الحركة‬ ‫القوميــة جعلت االخــر اكثر‬ ‫اهتمامــا بخصوصيته القومية‬ ‫وعوضا عن تفهم مطالبه عمدة‬ ‫االنظمــة اىل اضطهاده واذالله‬ ‫حتــى اســتحكمت الكراهية‬ ‫بينهما‪.‬ان للعادات والتقاليد يف‬ ‫اجواء التفاخر والتنابز بااللقاب‬ ‫دور يف ايجــاد الكراهيــة كما‬ ‫للتمايز الطبقي واملناطقي ونزعة‬ ‫االستعالء وادعاء االفضلية تمثل‬ ‫سببا اخرا ‪ .‬وعندما نقرا التاريخ‬ ‫نجد ان للعصبية والبداوة القبلية‬ ‫دور يف قيام العديد من املعارك‬ ‫والحروب والرصاعات وقد كان‬ ‫لكتب االدب والتفاخر بني العرب‬

‫والعجم او بــن الرتك والفرس‬ ‫او بني العــرب والرببر وغريها‬ ‫وما نتج عنها من نصوص ادبية‬ ‫وقصائد شعرية دورا يف انعكاس‬ ‫حجم تلك االجواء يف واقع وعقلية‬ ‫املنافسة‪ ،‬ظلت وال زالت محفزا‬ ‫ملن يريد اعادة زرع بذور الرصاع‬ ‫القومي والشعوبي‬ ‫اما وســائل االعالم فهي املحرك‬ ‫االســايس حينمــا يطغى عىل‬ ‫اخبارهــا وبرامجها وحواراتها‬ ‫واعالناتهــا وخطاباتها الجانب‬ ‫الســلبي املأزوم ‪ ،‬عندما تجول‬ ‫النظر يف برامــج اغلب القنوات‬ ‫الفضائية تجدهــا تتحدث عن‬ ‫ازمــة او ادارات ازمة او اذكاء‬ ‫ازمــة وليــس يف الوجود يشء‬ ‫ايجابــي وهذا يعني ســيطرة‬ ‫االجواء املأزومة التي تســاهم‬ ‫بشكل واســع يف تعميق نزعة‬ ‫الكراهيــة‪ .‬ان تلك النزعة وبكل‬ ‫ابعادها واسبابها املتقدمة تعد‬ ‫ظاهرة خطرة تستدعي التأمل‬ ‫والبحث والدراسة لوضع الحلول‬ ‫والدراســات واستبدال املفاهيم‬ ‫والخطابــات باخــرى تعمل‬ ‫عىل ترســيخ قيم الحق والعدل‬ ‫واملســاواة والحرية والكرامة‬ ‫والتســامح والتعايش والتفاهم‬ ‫والتعــاون واملحبــة واالخوة‬ ‫والحياة املشرتكة والعمل والبناء‬ ‫والحياة الحرة الكريمة والرفاه‬ ‫والســعادة والعيــش الرغيد‬ ‫والتطور واالعمار وغريها ‪.‬‬ ‫ان تلك البدائل من حيث املفاهيم‬ ‫واالفكار واالمال يتوق اليها كل‬ ‫ذي لب ووعي وارادة ويعمل من‬ ‫خالل موقعه ودوره ووجوده يف‬ ‫اعادة الحياة االيجابية ونبذ كل‬ ‫اسباب الكراهية ‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪13‬‬


‫مفاهيم دولية‬

‫عن اإلســتعراض‬

‫الدوري الشامل (‪)UPR‬؟‬

‫يضطلع الفريق العامل املعني أنــه يمكــن ألي دولة عضو من فريــق من ثــاث دول‪ ،‬قرعة قبــل كل دورة للفريق‬ ‫باالستعراض الدوري الشامل يف األمــم املتحدة أن تشــارك يعــرف باســم «الرتويكا»‪ ،‬العامل ‪ .‬وتتمثل الوثائق التي‬ ‫الذي يتألف من أعضاء مجلس يف املناقشــات و الحــوار مع ويتوىل القيــام بمهمة املقرر‪ .‬تســتند إليها االستعراضات‬ ‫حقوق اإلنســان البالغني ‪ 47‬الدولة قيد االستعراض‪ .‬ويتم ويتم اختيار الرتويكا الخاصة معلومات مقدمــة من الدولة‬ ‫عضوا باالســتعراضات؛ بيد استعراض كل دولة بمساعدة بــكل دولة من خــال إجراء قيــد االســتعراض يمكن أن‬

‫‪14‬‬


‫تأخذ شكل «تقرير وطني» ألي دولة عضــو يف األمم يجــري النظر فيــه أثناء املصلحــة لعرائضهم ‪ .‬كما‬ ‫ومعلومات واردة يف تقارير املتحــدة أن تطرح خالل االســتعراض‪ .‬ويمكن ألي يعمل االستعراض الدوري‬ ‫خــراء حقوق اإلنســان تلك املناقشــات أسئلة أو دولة تشارك يف املناقشات الشــامل عىل تقييم مدى‬ ‫وكيانــات األمــم املتحدة تعليقات وأن تقدم توصيات أن تشري إىل املعلومات التي احرتام الــدول اللتزاماتها‬ ‫األخــرى ‪ ،‬ومعلومات من إىل الدولة قيد االستعراض‪ .‬تقدمها تلك املنظمات أثناء إزاء حقــوق اإلنســان‬ ‫أصحاب املصلحة اآلخرين ويمكن للرتويكا أن ُتجَ مع االســتعراض يف اجتمــاع املنصوص عليها يف االعالن‬ ‫ومن بينهــم املنظمات غري القضايا أو األســئلة التي الفريق العامــل‪ .‬ويمكن العاملي لحقوق االنســان‬ ‫الحكوميــة واملؤسســات يتم تقاســمها مع الدولة للمنظمات غــر الحكومية وميثــاق االمــم املتحدة‬ ‫الوطنية لحقوق اإلنسان ‪.‬‬

‫قيد االســتعراض لضمان أن تحــر دورات الفريق وصكوك حقوق اإلنســان‬ ‫أن يجري الحوار التفاعيل العامل املعني باالستعراض التي تكــون الدولة طرفا‬

‫كيف يتم إجراء‬

‫بسالسة وبطريقة منظمة‪ .‬الدوري الشامل وتستطيع فيها ومعاهــدات حقوق‬

‫االستعراضات؟‬

‫وفرتة االستعراض يف الفريق اإلدالء ببيانات يف الدورات اإلنسان التي صادقت الدولة‬

‫تجرى االســتعراضات من العامل ثالث ســاعات لكل العاديــة ملجلــس حقوق املعنية عليهــا والتعهدات‬ ‫خالل مناقشــات تفاعلية بلد ‪ .‬كما يمكن للمنظمات اإلنسان عندما يجري النظر وااللتزامات الطوعية التي‬ ‫بني الدولة قيد االستعراض غري الحكومية أن تشــارك يف نتائــج اســتعراضات قدمتهــا الدولــة (مثال‪،‬‬ ‫وغريها من الدول األعضاء يف عمليــة االســتعراض الــدول‪ .‬وقــد أصــدرت سياســات و برامج وطنية‬ ‫يف األمم املتحــدة‪ .‬ويجري الدوري الشامل و ان تقدم مفوضيــة األمــم املتحدة بشــأن حقوق اإلنســان‬ ‫ذلك خالل اجتماع الفريق معلومــات يمكن إضافتها الســامية لحقوق اإلنسان تم تنفيذهــا) ‪ ،‬والقانون‬ ‫العامل املعني باالستعراض إىل تقريــر «أصحــاب مبــادئ‬

‫توجيهية تقنية اإلنســاني الــدويل القابل‬

‫الدوري الشــامل‪ .‬ويمكن املصلحة اآلخــرون» الذي من أجل تقديــم أصحاب للتطبيق‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪15‬‬


‫دراسات‬ ‫اخبار الوزارة‬

‫ثقافة الرأي العام في المجتمع‬ ‫عبد القادر البدري‬ ‫باحث وأكاديمي‬

‫املساواة بني الناس واقامة العدل ‪ ..‬هدف كل ثقافة مسيسة كانت ام متدينة‪..‬‬ ‫ام ال أعتقادية‪..‬واملثقفون يف طليعة املدركني ‪ ..‬لكن املثقفون غالبا ما يشكون‬ ‫من مأزقهم املستديم بني السلطة و املجتمع"‪..‬‬

‫وهنــا يلعب األعــام دورا هاما ً‬ ‫وبــارزا ً يف تكوين الــرأي العام‬ ‫للمجتمع تجاه قضية ما ‪ ,‬ســواء‬ ‫كانت سياســية أو اقتصادية أو‬

‫‪16‬‬

‫اجتماعيــة ‪.‬فاألعالم يقوم بتعبئة‬ ‫الجماهــر ملواجهــة قضايا أو‬ ‫أحداث معينة مــن خالل أخبار‬ ‫الناس بهــذه القضايا عن طريق‬

‫وســائل األعــام املختلفــة من‬ ‫صحف ومجالت واذاعة وتلفزيون‬ ‫وفضائيــات وانرتنت وعن طريق‬ ‫الخطابات املختلفــة والندوات و‬


‫األجتماعات و اللقاءات و النرشات‬ ‫املطبوعة والكتب و الكتيبات واية‬ ‫وســيلة أعالمية يراها القائمون‬ ‫عىل االعــام رضوريــة لتوجيه‬ ‫الجماهــر والتأثري يف ســلوكهم‬ ‫وأتجاهاتهم وبالتايل تكوين رأي‬ ‫عام لديهم تجاه الحدث‪ .‬ان الرأي‬ ‫العام يتكــون نتيجة لتفاعل عدة‬ ‫عنارص نفســية واجتماعية ‪ ,‬وأذا‬ ‫كان الرأي العام عبارة عن ثقافة‬

‫يقوم بهــا او يتزعمها قادة الرأي‬ ‫يف املجتمع ‪ ,‬فانها يف بالدنا اشــبه‬ ‫باملعركة ‪ ,‬لتمتد من املجتمعات اىل‬ ‫السلطات ‪ ,‬وهي معركة مسكونة‬

‫بالتاريــخ ومســكونة بالرصاع‬ ‫األجتماعي‪ .‬ويقف املثقف محاربا ً‬ ‫بني نار الســلطة وجليدها ‪ ,‬فهو‬ ‫ان اقــرب منها كثــرا ً أحرقته‬ ‫برتابتها و قيودها ورشوط ازمتها‪.‬‬ ‫وان ابتعد عنها كثريا وجد نفســه‬ ‫منفيا ً يف عزلــة كأنه منبوذ يعمل‬ ‫لعالم مغلق ويف الوقت نفسه يتهم‬ ‫بأنه أنغالقــي ‪ ,‬ويتناثر املثقفون‬ ‫سياسيا ً ‪ ,‬ويتنازلون عن حقوقهم‬ ‫كقــوة اجتماعيــة ‪ .‬كما البد من‬ ‫األخذ بنظر األعتبار أن الجمهور أو‬ ‫املجتمع منقسم اىل فئتني من حيث‬ ‫درجة التثقيــف ‪ .‬األوىل جمهور‬ ‫عام والثانية جمهور خاص وهو‬ ‫جمهور قاريء ‪ ,‬مشــاهد ‪ ,‬سامع‬ ‫للكاتب أو للمفكــر أو للفنان أو‬ ‫للمبدع ‪ ,‬اما الجمهور العام فهو‬ ‫للســلطة ‪ ,‬والفرق بــن الفئتني‬ ‫هو أن الســيايس يشــعر بالقوة‬ ‫العارمة بســعة الجمهور ‪ ,‬بينما‬ ‫يشــعر املثقف بمحدودية قوته ‪.‬‬ ‫وهنا منشــأ الرصاع الداخيل مع‬ ‫نفســه‪ .‬فأما أن يندمج بالحراك‬ ‫الســيايس ‪ ,‬واما ان يحافظ عىل‬ ‫الحياد بني الجمهور والســلطة ‪.‬‬ ‫وهنا تدخل وســائل األعالم كقوة‬ ‫هائلة تشــكل االراء و املعتقدات‬ ‫وتغري العادات والسلوك‪ .‬وجاءت‬ ‫هذه النظرة لوسائل األعالم بتأثري‬ ‫الدعاية الحكوميــة ابان األزمات‬ ‫ومنهــا الحروب ‪ .‬اال أن وســائل‬

‫األعالم التعمل عادة كسبب كاف‬ ‫رضوري ألحــداث تأثــرات عند‬ ‫الجمهور ‪ .‬لكنها تعمل من خالل‬ ‫سلســلة مرتابطة مــن العوامل‬ ‫الوسيطة ‪ .‬فاألعالم تنحرص مهمته‬ ‫باألثار املعرفية ال األثار األقناعية‬ ‫‪ .‬ودور األعــام يف بناء املعاني و‬ ‫الصور و هي مجاالت ذات عالقة‬ ‫قوية بمواقف األزمة او الكارثة ‪.‬‬ ‫وكمــا أن للوعي الرتبوي اثره عىل‬ ‫الرتبية الحــرة ‪,‬فان لأليديولوجيا‬ ‫تأثــرا ً تربويا ً لرتســيخ مبادئ‬ ‫الحرية والديمقراطية والســام‪,‬‬ ‫وتؤثر يف حياة كل انسان يعيش‬ ‫يف هــذا املجتمع بما يف ذللك اثرها‬ ‫عىل الرتبيــة ونظــم التعليم يف‬ ‫نفــس الوقت الــذي تتحكم فيه‬ ‫(اي االيديولوجيــا) مــع عامل‬ ‫الرتكيب السكاني والديموغرايف و‬ ‫االقتصادي‪ .‬أن ما يميز األنســان‬ ‫هو انــه مفكر حــر ‪ ,‬وكما قال‬ ‫غاندي ((سنحصل عىل االستقالل‬ ‫عندما نتعلم أن نحكم انفســنا ))‬ ‫‪,‬فالرتبية السياســية الحقة تقوم‬ ‫عىل حرية األرادة وبأن يتعلم الفرد‬ ‫أن ال يســلب اخاه األنسان حريته‬ ‫‪ ,‬وأن القيود العلمية عليه ليســت‬ ‫اال تمكينا ً لالنسان من أن يمارس‬ ‫حريته عىل أوسع نطاق‪ .‬فالبد أن‬ ‫يرتبى األنســان بأن يتمتع بقسط‬ ‫كبري مــن الحريــة أزاء التاريخ‬ ‫وتطوره ‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪17‬‬


‫مقاالت‬

‫‪4‬‬

‫تحدّيات و‬

‫‪4‬‬

‫إتجاهات في حركة حقوق اإلنسان‬

‫واجهت الحركة العربية لحقوق اإلنســان تح ّديات جديدة يف السنوات الثالث ونيّف املاضية‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫بعد حركة االحتجاج الواســعة التي شهدها العالم العربي والتغيريات الكبرية التي عصفت بالعديد من‬ ‫األنظمة العربية‪ ،‬منذ مطلع العام ‪ ، 2011‬وأخريا ً الحرب املستمرة واملست ِعرة يف سوريا‪ ،‬التي بدت كأنها‬ ‫مصارعة عىل الطريقة الرومانية‪ ،‬من دون أن تجد حال منظورا ً لها‪ ،‬سوا ًء يف "جنيف ‪ "1‬أو "جنيف ‪،"2‬‬

‫باستمرار اإلرهاب والعنف والحرب األهلية‪ ،‬وكل ذلك دفع الوسيط الدويل األخرض اإلبراهيمي إىل تقديم‬ ‫د‪ .‬عبد الحسني شعبان‬

‫استقالته لشعوره بعدم جدوى استمراره ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ولعل تلك التطورات الرسيعة وبمشاركة نخبة متميّزة من ومهنيتهــا ودورهــا الحايل بــن الســيايس والحقوقي‬ ‫والدراماتيكية وجدت طريقها الخــراء والباحثني والكتّاب واملســتقبيل‪ ،‬أي أن بعــض وبني السيايس واالجتماعي‪،‬‬ ‫إىل الحوار والجــدل‪ ،‬وربّما ‪ .‬ويعود بعضها إىل خلفيات التح ّديات القديمة أو السابقة ثم يف جدل الداخل والخارج‬ ‫االختالف يف إطــار الحركة الحركة ومرجعيتها وعالقتها تموضعت لدرجة اإلشكالية والخاص والعام‪ ،‬السيّما من‬ ‫العربيــة لحقوق اإلنســان وموقفها مــن قضية التغيري متّخذة شكل تح ّديات راهنة حيث األهداف والوســائل‪،‬‬ ‫يف مؤتمر مهــم يف القاهرة ومن موضوع اســتقالليتها ومستقبلية‪ ،‬خصوصا ً العالقة إذ ال يمكــن فصل الغاية عن‬

‫‪18‬‬


‫الوسيلة‪ ،‬وهي حسب الزعيم العامة التي كانت مشــركا ً املســلّحة التي تعتمد عىل فيهــم‪ ،‬بما فيهــا للجهات‬ ‫الهندي املهاتما غاندي فإن لجميع حركات االحتجاج يف العنف كأســاس يف تعاملها الدولية‪ ،‬بحيــث تأتي نربة‬ ‫لتحقيق أهدافها السياسية النقد خافتــة وغري مؤثرة‪،‬‬ ‫الوســيلة مــن الهدف مثل العالم العربي ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ظــل غيــاب الحريات ويف ذلك أحد التح ّديات التي‬ ‫الشــجرة من البذرة‪ ،‬ولكي وتواجــه الحركــة العربية ويف‬ ‫تكون الغايات رشيفة‪ ،‬فال ب ّد لحقوق اإلنسان اليوم أربع وانعــدام فــرص الحوار تؤثر يف صدقية الحركة ‪.‬‬ ‫وسماع الرأي اآلخر ‪.‬‬ ‫من وسائل رشيفة للوصول تح ّديات رئيسية هي‪:‬‬ ‫التحــ ّدي األول‪ :‬محاولــة التحــ ّدي الثالــث‪ :‬انتحال العربية لحقوق اإلنســان‬ ‫إليها ‪.‬‬ ‫وبقــدر حفــاظ الحركة‬

‫ما زالــت تضاريس حقوق الحكومــات تدجينهــا أو دورها‪ ،‬وهو ما تسعى بعض عىل هوّيتها املســتقلة‪ ،‬وعىل‬ ‫اإلنســان عــى الخريطة احتوائهــا أو تبهيت لونها ‪ .‬الحكومــات واملعارضــات وضع مسافة مناسبة بينها‬ ‫السياسية العربية وعرة وغري وهذا هو التح ّدي األســايس القيام به بتشــكيل هياكل وبني الجهــات املتصارعة‬ ‫سالكة يف الكثري من األحيان‪ ،‬من خارجهــا‪ ،‬وهو أخطر منظمات وجماعات ومكاتب وعدم خضوعهــا للضغوط‬ ‫وهي تستوجب تيسري السبل تح ّد ألنه يتعلق بصدقيتها ‪ .‬باسم حقوق اإلنسان تكون مــن أي كان حكومات أو‬ ‫وإعمــال الفكــر وإمعان التحــ ّدي الثانــي‪ :‬محاولة تابعــة وتهدف هــذه إىل جهات سياسية أو جماعات‬ ‫النظــر يف زواياها املختلفة‬ ‫كــي يتم توطينها الســيّما‬ ‫بزيــادة املناعــة الوطنية‪،‬‬ ‫فالغــذاء والتعليم وفرص‬

‫الحركة والقوى السياســية نرش أفكارهــا والرتويج لها تمويل خارجية تستطيع أن‬ ‫احتوائها لكي تكون واجهة ولدعايتها السياســية بما تق ّدم خدمة لقضايا حقوق‬ ‫سياسية ضيّقة لهذه الجهة يؤدي أحيانا ً إىل التشــويش اإلنســان وتكــون جهازا ً‬ ‫أو تلك أو لهــذا الحزب أو عىل حركة حقوق اإلنســان حقيقيــا ً للمراقبة والرصد ‪.‬‬ ‫ويمكنها أن تنشط يف إدارة‬

‫العمــل والخدمات الصحية التيار الســيايس أو الديني وخلط األوراق ‪.‬‬ ‫والضمانــات االجتماعيــة أو ذاك‪ ،‬وإن كانــت بعض التحــ ّدي الرابــع‪ :‬محاولة حــوار فكري معــريف بني‬ ‫لدى املواطنني هي الشــغل املعارضات تحاول توظيفها بعــض القــوى األجنبية التيارات املختلف تحت راية‬ ‫الشاغل‪ ،‬يف حني ّ‬ ‫تركز النخبة باالتجاه الذي يخدم أهدافها‪ ،‬توظيفهــا بمــا يخــدم حقوق اإلنسان ‪ .‬وأعتقد أن‬

‫عىل قضايا مثل ح ّرية التعبري اال ّ أنهــا ال تــدرك خطورة أهدافها ومصالحها الدولية جميع األطــراف يمكن أن‬ ‫ّ‬ ‫وإغــاق صحيفة أو تغييب هذا النهج حتى ْ‬ ‫شــكل واإلقليمية‪ ،‬سواء عن طريق تلتقــي وتتحاور عند نقطة‬ ‫إن‬ ‫مفكر أو سجناء رأي أو إعالن كسبا ً سياسيا ً آنيا ً لها‪ ،‬لكنه التمويل أو بعض األجندات حقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫حالة الطوارئ أو اســتمرار ســيجعلها تفقد صدقيتها الخاصــة ‪ .‬ويف هذا املضمار ورغم وجــود خالفات حول‬ ‫ّ‬ ‫ويعطــل دورها لكي تكون تربز بعض املحاوالت إلغراء محتــوى وجوهــر حقوق‬ ‫األحكام العرفية‪ ،‬وقد وجدت‬ ‫حركة التغيري التي انطلقت مرجعية ذات نزاهة‪ ،‬يمكن بعض العاملــن يف ميدان اإلنســان من حيث عامليتها‬ ‫يف موجة ما ســمّي بالربيع التعامــل معهــا تدريجيا ً حقــوق اإلنســان وممن ومحليتهــا‪ ،‬خصوصيتها‬ ‫والثقافيــة‬ ‫العربي‪ ،‬هذا التداخل العفوي وهدفها الدفــاع عن قضايا يحتّلون بعض املواقع‪ ،‬لكي القوميــة‬ ‫ولكنه العضوي بني األهداف حقــوق اإلنســان ضد أي يــرّروا أو ّ‬ ‫يخففــوا النهج وشموليتها‪ ،‬بمعنى املعايري‬ ‫واملنطلقات‪ ،‬فحملت شعارات انتهاكات سواء من الخارج املنــاوئ لحقوق اإلنســان التي يمكــن اعتمادها‪ ،‬فإن‬ ‫الحريــة والكرامة والعدالة أو الداخــل‪ ،‬أي من الجهات للحكومــات والجماعــات الحوار ســيكون مفيدا ً بهذا‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وهي الشعارات الرسمية أو بعض الحركات السياسية التي تحاول التأثري امليــدان أيضــا ً ‪ .‬ويمكن‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪19‬‬


‫مقاالت‬

‫للحوار أن يشمل الحكومات‬ ‫أيضاً‪ ،‬إىل الفاعليات الفكرية‬ ‫والسياسية والثقافية‪ ،‬وأعتقد‬ ‫أن الحوار هو السبيل الوحيد‬ ‫إلنضاج مواقف تحمي جميع‬ ‫التيارات بإقرار تعايشــها‬ ‫وباإلقرار بالتعددية وتنوّع‬ ‫االتجاهــات وبحق الجميع‬ ‫بالعمل والدعــوة ألفكاره‪،‬‬ ‫ويحق للجميــع باالنتقال‬ ‫الســلمي إىل مواقع الحكم‬ ‫ومغادرتها بصورة ســلمية‬ ‫بحيث يكون صندوق االقرتاع‬ ‫هو الفيصــل يف رشعية أي‬ ‫ّ‬ ‫ولعل ذلك ســيصب‬ ‫حكم‪،‬‬

‫بتقديري اتجاه انعزايل يغلب بعض االنتهاكات‪ ،‬وغالبا ً ما التفاهمي" أو "التوافقي"‬

‫عليه طابع التســييس‪ ،‬أي تبتلــع الحكومات مثل هذه الذي يســعى إىل فتح حوار‬ ‫يف عملية التنمية املســتدامة‬ ‫ّ‬ ‫التأثــر باملواقف والخلفيات املؤسســات التي يضعف مع الحكومــات وصوال ً إىل‬ ‫بــكل أبعادها السياســية‬ ‫السياســية‪ ،‬وهــذا االتجاه تأثريها يف املجتمع ‪ .‬ويمكن املداولة والرشاكــة‪ ،‬بعيدا ً‬ ‫واالقتصاديــة واالجتماعية‬ ‫أقــرب إىل اتجاهات بعض أن نطلق عىل مثل هذا التوجه عن التصــادم أو التخاذل‬ ‫والرتبويــة‬ ‫والثقافيــة‬ ‫املعارضات أو يخضع لبعض "باالتجــاه التخاذيل" الذي والتخادم ‪ .‬وبتقديري فإن‬ ‫والترشيعية وغريها ‪.‬‬ ‫يريد االنصياع للحكومات‪ ،‬هذا االتجــاه هو األقرب إىل‬ ‫تأثرياتها ‪.‬‬ ‫وملواجهة هــذه التح ّديات‬ ‫االتجاه الثاني‪ :‬وهو ما يمكن بحجة عدم إمكانية تحقيق العقالنية واملهنية والنظرة‬ ‫تربز أربع اتجاهات تتفاعل‬ ‫أن نطلــق عليــه "االتجاه أهداف الحركة إال ّ بالتفاهم االســراتيجية البعيــدة‬ ‫وتتفــق وتختلف‪ ،‬من حيث‬ ‫التساومي" أو "التخادمي"‪ ،‬معهــا ‪ .‬االتجــاه الثالث‪ :‬املدى‪ ،‬وهو يقوم عىل النقد‬ ‫الش ّد واإلرخاء‪ ،‬بحيث تستمر‬ ‫حيث تســعى الســلطات يــراوح بــن التغريــب والتعاون‪ ،‬أي التطوير عرب‬ ‫يف تجــاذب حركــة حقوق‬ ‫الحتــواء أو تدجني حركة والتقليد‪ ،‬ففــي حني يميل التــد ّرج والرتاكــم وصوال ً‬ ‫اإلنســان العربية وهي عىل‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬كما يسعى البعض إىل كل ما هو غربي للتغيري يف املجاالت املختلفة‬ ‫النحو التايل‪:‬‬ ‫بعض العاملني يف هذا امليدان باعتباره ينسجم مع حقوق ‪ .‬فمؤسسات املجتمع املدني‬ ‫االتجــاه األول‪ :‬ويمكــن‬ ‫وبحجة "الواقعية" إىل التخيل اإلنســان‪ ،‬ينغلــق البعض وحركــة حقوق اإلنســان‬ ‫أن نطلــق عليــه "االتجاه‬ ‫ً‬ ‫رافضــا كل ما بطبيعتها ال تسعى للوصول‬ ‫عن بعض املنطلقات املبدئية عىل املايض‬ ‫التصادمي"‪ ،‬إذ تميل بعض‬ ‫كاالســتقاللية والحيادية يأتي منه‪ ،‬بحجة االستتباع إىل السلطة‪ ،‬كما أنها ليست‬ ‫املؤسسات إىل اتخاذ مواقف‬ ‫وغريهما بحجة االبتعاد عن ‪ .‬االتجاه الرابــع‪ :‬وهو ما جزءًا من الرصاع السيايس‪،‬‬ ‫حادة داعيــة إىل املواجهة‬ ‫السياسة‪ ،‬فينرصف إىل تأييد يمكن أن نطلق عليه االتجاه وهدفهــا ينحرص يف تطوير‬ ‫والقطيعــة (بني الحكومات‬ ‫مواقف الحكومات ويربّر لها التصالحــي أو "االتجــاه املجتمع والدفاع عن حقوقه ‪.‬‬ ‫وحركة حقوق اإلنسان) وهو‬

‫‪20‬‬


‫عندما ينفجر الجهل‪ ..‬عبوة ناسفة‬

‫تعددت طرق الخاليا اإلرهابية يف التعبري عن نزعاتها اإلجرامية‪ ،‬فنســفت الجســور واملدارس‬ ‫واملســاجد والكنائس واألسواق والتجمعات السكانية‪ ،‬ثم توســعت يف نرش أفكارها الظالمية‪،‬‬ ‫وتمادت يف التهديد بخناجرهــا لتزهق أرواح الصغار والكبار بدم بــارد‪ ،‬فاغتالت اإلعالميني‬ ‫والفنانني واألساتذة واملهندسني‪ ،‬حتى صار القتل والتفجري عنوانا ً من عناوين الخراب الشامل‪،‬‬

‫ومضة‬ ‫كاظم فنجان الحمامي‬

‫وبركانا ً عنيفا ً من براكني صناعة املوت ونرش الدمار‪ ،‬فأحرقوا الحرث وقطعوا النســل‪ ,‬ورفعوا‬ ‫رايات الرعب بني األحياء الفقرية‪.‬كنا نتوقع ظهور مخالبهم يف كل مكان‪ ،‬لكننا لم نتوقع أن تصل‬ ‫بهم الخســة والنذالة إىل قتل الفرق الطبية املكلفة بالتطعيم ضد مرض شلل األطفال‪ ،‬ولم نكن‬ ‫نتوقع أنهم سيمنعون التعامل مع الحمالت الصحية املكلفة بالتلقيح‪ ،‬ويفتون بقتلهم والتمثيل‬ ‫بأجسادهم ‪.‬‬ ‫لم تأت العمليات اإلرهابية التي اســتهدفت الفرق الطبيــة يف الرمادي واملوصل ودياىل من باب‬ ‫الصدفة‪ ،‬فقد كانت لهــا جذورها التعبوية املنبثقة من بؤر الظــام‪ ,‬بنا ًء عىل فتوى أصدرتها‬ ‫األوكار اإلرهابية‪ ،‬حرمت بموجبها الســماح لفرق تلقيح شلل األطفال بالعمل يف القرى النائية‬ ‫بذريعة التشكيك بصالحية اللقاح‪ ،‬أو التشــكيك بنوايا الفرق نفسها‪.‬تعود تلك الفتوى إىل عام‬ ‫‪ ،2011‬وهو العام الذي قررت فيه طالبان توجيه هجماتها نحو فرق التطعيم ضد شلل األطفال‪،‬‬ ‫وكانت القرى الباكســتانية واألفغانية والبنغالية هي األهداف السهلة لتنفيذ التفجريات املتوالية‬ ‫ضد قوافل فرق التلقيح‪ ،‬فســقط حتى اآلن مئات القتىل من العاملني يف حمالت املكافحة‪ ,‬راحوا‬ ‫جميعهم ضحية الفكر املتخلف‪ ،‬وتشري التقارير املرسلة من تلك البلدان إىل عزوف آالف الفقراء‬ ‫عن التطعيم‪ ،‬ورفضهم تلقيح أطفالهم ضد الشلل الذي مازال متفشيا ً بينهم‬ ‫مما ال جدال فيه أن تنفيذ الهجوم املســلح ضد الفرق املكلفة بمكافحة األمراض الفتاكة‪ ،‬ومنها‬ ‫شــلل األطفال‪ ،‬واإلفتاء بتحريم التعامل معها‪ ،‬يعد من األفعال العدوانية املوجبة للعقاب رشعاً‪,‬‬ ‫بقدر الرضر املرتتب عليها‪ .‬نحن اآلن يف أمس الحاجة إىل التصدي للفتاوى الباطلة‪ ،‬التي ظهرت‬ ‫مؤخراً‪ ,‬والتي تحرم التطعيم ضد شــلل األطفال يف الديار اإلســامية‪ ،‬ويتعني علينا العمل عىل‬ ‫تصحيح املفاهيم الخاطئة‪ ،‬وتمويل حمالت التوعية يف املناطق املوبوءة‪.‬من املفارقات الغريبة أن‬ ‫املنظمات الدولية رصدت مئات املاليني من الدوالرات لدعم الحكومات املترضرة‪ ،‬وتعزيز جهودها‬ ‫نحو تطعيم أطفالها ضد الشلل‪ ،‬بينما تتعمد منظماتنا العربية تجاهل العمليات اإلرهابية‪ ،‬التي‬ ‫استهدفت فرق التلقيح واإلسعاف الفوري يف سوريا والعراق‬ ‫ربنا مسنا الرض وأنت أرحم الراحمني‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪21‬‬


‫مقاالت‬

‫إستراتيجيات‬ ‫تعليــم حقــوق اإلنســان‬ ‫وأثرها على ثقافة الطالب‬ ‫د‪.‬عالء حسني جاسم‬

‫‪22‬‬


‫إذا كان التعليــم‬ ‫ ‬ ‫هو إعادة تكويــن الثقافة‬ ‫فإن علينا أن نتأمل طبيعة‬ ‫الثقافة التي أنشأها التعليم‬ ‫‪ ،‬وإن تعليم حقوق اإلنسان‬ ‫ال يســتقيم مع نفسه إال إذا‬ ‫اعــرف منذ البدايــة بأنه‬ ‫نظام مفتوح ‪ ،‬أي أنه نظام‬ ‫ال يتحقــق يف الواقع بما يف‬ ‫ذلــك الواقــع التعليمي إال‬ ‫إذا أصبــح املتعلمون جزءا ً‬ ‫منه ‪ ،‬إذ هو ينبع من داخل‬ ‫الفرد وليــس خارجا عنه ‪،‬‬ ‫وإن انتهاك حقوق اإلنسان‬ ‫اليــوم يف أغلب بقاع األرض‬ ‫ويف أكثر البلدان تقدما دليل‬ ‫عىل أن حقوقه ليست معتربه‬ ‫‪ ،‬وأن احرتامهــا يفتقر إىل‬ ‫اعتقاد راسخ بها يف النفس‬ ‫البرشية وهــذا االعتقاد ال‬ ‫يتأتى إال إذا ترســخت يف‬ ‫النفــوس وظهــر أثرها يف‬ ‫الســلوك‪ .‬إن النتيجة التي‬ ‫ننشدها لعملية التعليم هي‬ ‫أن يحول املتعلم نفســه إىل‬ ‫مناضل حقوقي باملشاركة‬ ‫مع غريه‪ ،‬ومن املهم للغاية‬ ‫أن نستنبط القنوات املالئمة‬ ‫التي تجعــل التعليم فعالً‬ ‫نضاليا ً وبيئة النبثاق إرادة‬ ‫نضالية من جانب املتعلمني‬ ‫وبهــذا املعنــى يتحــول‬ ‫املتعلمون إىل موجات تأثري‬

‫مستقل‪ .‬إن أسلوب التعليم‬ ‫الذي يجسد هذا الطموح كله‬ ‫هو الــذي يتعامل مع مادة‬ ‫تاريخية وحارضة بقوة يف‬ ‫أذهان املخاطبني بالتعليم‪،‬‬ ‫والتعامــل مــع معضالت‬ ‫الحياة التي يعيشــها كل‬ ‫النــاس وتنطبــع بقوة يف‬ ‫أذهانهم وتطرح تحدياتها‬ ‫عىل عقولهــم ووجدانهم ‪.‬‬ ‫إن اإلعــان العاملي لحقوق‬ ‫اإلنســان يتوافق مع دعوة‬ ‫لحماية الحقــوق ونرصة‬ ‫املظلــوم ‪ ،‬ومن هذا املنطلق‬ ‫وهــذا الضمــان يجب أن‬ ‫ننطلق إىل هــذه الحضارة‬ ‫الجديــدة بتكثيف الجهود‬ ‫الوطنيــة واملســاهمة يف‬ ‫الجهــود العامليــة لوضع‬ ‫اإلعــان واملواثيق والعهود‬ ‫ومدونات العمــل األخرى‬ ‫الخاصة بحقوق اإلنســان‬ ‫موضــع التطبيق ‪ .‬والبد أن‬ ‫نعرتف بــأن تطبيق حقوق‬ ‫اإلنســان عىل املدى الطويل‬ ‫هو أمر مرهــون بالتعليم‬ ‫والتثقيــف عىل املســتوى‬ ‫الجماهــري ‪ .‬وكمــا هو‬ ‫معلوم فان حقوق اإلنسان‬ ‫ليســت مصانــة يف جميع‬ ‫املجتمعات‪ ،‬لــذا علينا ان‬ ‫نركز عىل موضوعة التعليم‬ ‫لحقوق اإلنســان يف جميع‬

‫املراحل الدراسية‪ ،‬وحتى يف‬ ‫املرحلة قبل املدرســية ويف‬ ‫املراحل األعــى وخاصة يف‬ ‫املرحلــة الجامعية ليصبح‬ ‫األمر أسهل‪ ،‬ألن الطالب يف‬ ‫هذه املرحلة يكــون واعيا ً‬ ‫للمخاطــر الناجمــة عن‬ ‫الفقر وعدم املساواة وسلب‬ ‫الحريــات‪ ،‬والرصاعــات‬ ‫البرشيــة‪ .‬إن إقامة حقوق‬ ‫اإلنســان عىل أرضية صلبه‬ ‫تجعلها مصانة ومرعية وال‬ ‫يكون ذلــك إال بالتأكيد عىل‬ ‫أهمية تأصيــل قيم حقوق‬ ‫اإلنســان يف الثقافة والفكر‬ ‫ليتســنى الوقوف عىل أنواع‬ ‫هذه الحقوق باالرتكان إىل‬ ‫النصوص وفــق املقاصد‬ ‫الكربى مما ينتج عنه ما ييل‬ ‫‪ -1‬إن ذلــك أدعى لألفراد‬ ‫والجماعــات للشــعور‬ ‫بااللتزام األصدق والتطبيق‬ ‫العميل ملبادئ حقوق اإلنسان‬ ‫إذا ما أدركوا أنها نابعة من‬ ‫قيم مجتمعاتهم أو متسقة‬ ‫معها ‪.‬‬ ‫‪ -2‬بقدر النجاح يف تأصيل‬ ‫قيم حقوق اإلنسان يف ثقافة‬ ‫مــا بقدر ما يكــون هناك‬ ‫صعوبــة لتربيــر انتهاك‬ ‫حقوق اإلنسان من منطلق‬ ‫الخصوصيــة الثقافية‪ ،‬ألنه‬ ‫يصبح من املمكــن حينئذ‬

‫بيان أن املبادئ املراد تربير‬ ‫انتهاكها تنبعــث من قيم‬ ‫وأعراف تلك الثقافة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬املســاهمة يف تنميــة‬ ‫االجتماع الشــعبي العاملي‬ ‫حول مفهوم ومبادئ حقوق‬ ‫اإلنســان ومن هنا يتضح‬ ‫لنا موقــع النظام التعليمي‬ ‫باعتبــاره أحــد القنوات‬ ‫الرئيســية التي يمكن أن‬ ‫تصوغ الوعــي االجتماعي‬ ‫وتدربه عىل حماية مرتكزات‬ ‫حياته اإلنسانية ‪.‬‬ ‫غري أنــه وبعــد التطور‬ ‫التكنولوجي وثورة املعلومات‬ ‫لم تعد وسائل اإلعالم تؤدي‬ ‫فقــط وظائفها الســابقة‬ ‫وتخضع بشكل كبري للسلطة‬ ‫السياســية وإنما شــهدت‬ ‫توســعا وحرية أكرب حيث‬ ‫أصبح الحديــث عن اإلعالم‬ ‫كآلية لحماية وترقية حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ومراقب لنشاطات‬ ‫ســلطات الدول واملنظمات‬ ‫والجماعــات واألفــراد يف‬ ‫الوقت الحــارض‪ ،‬من قبيل‬ ‫الكشف عن انتهاكات حقوق‬ ‫اإلنسان وفضح مرتكبي تلك‬ ‫التجاوزات دوال أو جماعات‬ ‫أو أفــرادا ً فضال عما يؤديه‬ ‫مــن دور يف تنوير املواطن‬ ‫وتوعيته بحقوقه كاملة غري‬ ‫منقوصة ‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪23‬‬


‫مقاالت‬

‫من شقاء الوعي الى إضطهاد العقول‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬س ّيار َ‬ ‫الجميل‬

‫ال يمكن للعقالء أن ينكروا التشــظيات التي تعيشها مجتمعاتنا اليوم‪ ،‬وأن االنقسامات‬ ‫املريعــة املتزايدة اليوم‪ ،‬ال يمكن أن يتجاهلها كل من خــر تموجات تاريخ مجتمعاتنا‬ ‫وخطوات تقدمها وتأخرها‪ ،‬تحدياتها واستجاباتها‪ ،‬ومجتمعاتنا رهينة ألفكار وتقاليد‬ ‫بالية ‪ ،‬وقد أصبحت يف مجتمعاتنا قوى متســلطة‪ ،‬تضطهد العقل والقيم واألفكار تحت‬ ‫مسميات شتى‪.‬‬

‫لقــد كنت قد أســميت ذلك منذ إن املعنى الحقيقــي الضطهاد‬ ‫أكثر من عرشين ســنة بـ"شقاء النخب العاقلــة واملفكرة‪ ،‬يكمن‬ ‫الوعــي"‪ ،‬وها أنــا ذا اليوم أجد يف معاناتها من أوضاع بائســة‬ ‫حالة يتفاقم خطرهــا ممثلة يف وبيئات موبوءة بالتخلف املرير‪..‬‬ ‫"اضطهاد العقل"‪ ،‬الذي يعيشه وقد عــ ّر العديد مــن املثقفني‬ ‫أي عاقــل عربــي‪ ،‬حقيقي يف العامليــن عن ذلــك املعنى من‬ ‫وطنيته ‪ ،‬حر التفكري‪ ،‬مســتنري الوجــع الذي أنتجتــه تجاربهم‬ ‫العقل‪ ،‬جــريء الــرأي‪ ،‬قوي املريرة‪ ،‬سواء يف عزلتهم الفكرية‪،‬‬ ‫اإلرادة يف مجتمــع طالته أوبئة أو غيبوبتهــم السياســية‪ ،‬أو يف‬ ‫األضاليل والجهالــة والتفاهات‪ ،‬ترشدهم وضياعهم‪ ،‬أو يف منافيهم‬ ‫واآلراء البالية‪ ،‬والنزعات الرشيرة‪ ،‬القصية‪ ،‬خصوصــا أولئك الذين‬ ‫والتناقضــات الحــادة‪ ،‬وموجة كانوا يعملون من أجل اســتنارة‬ ‫الطائفيــة البغيضــة واالنتقال مجتمعاتهــم وتغيريها‪ .‬إن كال‬ ‫من العنف "الثوري" إىل العنف من الشــقاء واالضطهاد معا ال‬ ‫الهمجــي‪ ..‬أي أن أي عاقل واع يتأتيان بواسطة سلطات سياسية‬ ‫أو مثقف حقيقــي‪ ،‬يبدو اليوم لوحدهــا‪ ،‬بل يأتيــان أيضا عرب‬ ‫كالشــمعة التي تبقى صامدة يف سلطات اجتماعية‪ ،‬لها ممارساتها‬ ‫ظالم دامس يندر فيه األوكسجني‪ ،‬األبوية ونفوذها القاهر وأساليبها‬ ‫حتى تذوب وتموت!‬

‫‪24‬‬

‫املتوحشــة يف فرض إرادتها‪ ،‬بل‬


‫يصون عىل‬ ‫إنها تعتقد اعتقادا راسخا أنها من حماقات منــذ نصف قرن صامتة يف البيــوت! إن الناس الناس إعالميا‪ ،‬بل ّ‬ ‫وحدها مالكــة للحقيقة‪ ،‬وهي مىض‪ .‬لقد انتقــل الخراب إىل الذين يعّربون عــن وطنيتهم أخطائهم وترويجها! يرفضون‬ ‫صماء بكماء عمياء ال تفقه شيئا مجتمعاتنا بحيث نجدها تتم ّزق وإنسانيتهم وعقالنيتهم‪ ،‬بعيدا اآلخــر وكأنه مزبلــة أو جيفة‬ ‫من حياة العــر‪ .‬إن تفاقم أمــام أعيننا‪ ،‬بإثــارة األحقاد عن أية انقســامات أو نزعات‪ ،‬ينبغي رميها وراء الحدود!‬ ‫االنقســامات السياسية قد ولّد الدفينــة‪ ،‬وتزويــر التاريخ‪ ،‬يضطهدون اليوم إن سلموا عىل إن أصعــب ما يمــارس من‬ ‫ّ‬ ‫وتشــويه الصفحات‪ ،‬ويتفجر حياتهم‪ ،‬أو تراهم يسكتون وهم اضطهاد هــو ذاك الذي يمس‬ ‫تشــظيات اجتماعية مفجعة‪،‬‬

‫ليــس بتأثري ه ّزات سياســية الكبت املخــزون‪ ،‬وتطغى لعنة يكظمون غيظهم!‬ ‫ورصاعات إيديولوجية فحسب‪ ،‬الطائفيــة وامل ِلَليــة والجهوية فأصبــح كل من هــبّ ودبّ‬

‫عصب الوعي‪ ..‬إنهم ال يكتفون‬

‫باضطهــاد اإلنســان أو حتى‬ ‫ّ‬ ‫والتشفي فيه‪ ،‬بل التشكيك‬ ‫بل يف ظل حكومات دكتاتورية والعشائرية واالنغالقية‪ ،‬وتوزع دكتاتورا مــن مكانه‪ ،‬يمارس قتله‬ ‫نرشت التخلف وعمقت التد ّني األحكام الظاملة عــى العقالء‪ ،‬أشنع املمارسات ضد اآلخرين‪ ،‬بأخالقياتــه وأســلوب حياته‬ ‫الوطني واإلنســاني‪ ،‬واملصيبة ويتهمون ظلمــا وعدوانا بتهم ممّــن ال يتالقــى معهــم‪ ..‬وتغييب هيبته ومكانته بطرق‬ ‫أن تصطف النخب مع الرعاع‪ ،‬بشعة ال صحة لها يف هوياتهم وبطبيعــة الحال‪ ،‬لــم يلتقي تسقيط بدائية وعبارات تنكيل‬ ‫ويصفق البعض ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتزمتي ســوقية ومشــينة ‪ ،‬إذ جعلوا‬ ‫لكل ما جرى وانتماءاتهــم وأخالقياتهــم العقالء واألحــرار مع‬ ‫وقيمهم‪ ،‬من خالل الوســائل واملتعصبــن‬

‫واملتطرفــن أنفســهم أوصياء عىل الناس‬

‫الجديدة‪..‬إنــه اضطهاد عقيم والتمييزيني والطفيليني ‪ ،‬الذين وهم بال معرفــة‪ ،‬وبال ثقافة‪،‬‬ ‫موبوء بكل العبثيةوالتوحّ ش‪.‬‬

‫ال يؤمنون جميعا بالديمقراطية وبال أخــاق‪ ،‬يف مجتمع عاش‬

‫إن الفــوىض ليســت هــي أساســا‪ ..‬ولم يلتقــي العلماء تاريخه كله وهو يجذب الناس‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬وكأن هذه األخرية والنقاد واملفكرون املستنريون‪ ،‬ويســتقطبها إليه‪ ،‬أو يطردها‬ ‫قد وجدت لتمزيق املجتمعات‪ ،‬مع أدعيــاء الكلمــة والكتّاب ويبعدها عنه‪ ..‬إنهم ال يعرفون‬ ‫ال إليجــاد الســبل الناجحة املهرجــن ‪ ،‬الذيــن وجــدوا أن األمــم بأخالقها تبقى‪ ،‬فإن‬ ‫لتطورهــا‪ .‬مجتمعاتنــا اليوم الســاحة مفتوحة لهم وحدهم اضمحلت أخالقهــا‪ ،‬وانحطت‬ ‫تعيش مأســاة حقيقية‪ ،‬فهي يف املحافل العامــة والخاصة‪ .‬حياتها‪ ،‬انهارت بكل تعاساتها‬ ‫تحمل انقســاماتها التي كانت إن من أصعب املشــكالت لدى وذهبت مع الذاهبني!‬ ‫مخفيــة منذ زمــن بعيد‪ ،‬ولم العقالء‪ ،‬هي حرياتهم املكبوتة لذا فمن رضورات مستقبلنا‪ ،‬أن‬ ‫تعب عن مكنوناتها‪ ،‬عندما يضطهــدون من أناس نقف ضد هذه الفوىض الشنيعة‪،‬‬ ‫تكن سابقا ّ‬ ‫وتشيح األغلفة عن انقساماتها تافهني‪ ..‬العقالء يف مجتمعاتنا التي تجتــاح أغلب مجتمعاتنا‬ ‫ومكبوتاتهــا‪ ..‬اليوم‪ ،‬وبدل أن يحاربــون أشــباحا ظالمية‪ ،‬العربية واالســامية ومعالجة‬ ‫تحاور مجتمعاتنا بعضها اآلخر‪ ،‬تريد االنقضاض عليهم والفتك كل االنحرافات القاتلة ‪ ،‬وكيف‬ ‫راحت تتمزق ويقتل كل مجتمع بهم‪ ..‬والعقالء يجدون أنفسهم سُ حقت منظومة القيم‪ ..‬وكيف‬ ‫بعضه بعضا‪ ،‬أو يرفض بعضه لوحدهــم يف امليدان يصارعون تدهورت اساليب الرتبية ‪ ،‬وكيف‬ ‫بعضــا‪ ..‬وتجد اســتقطاباته كل قوى الظــام! إن اضطهاد انهارت املعارف ‪ ،‬وكيف تبلدت‬ ‫الحادة‪ ،‬وخصوصا عندما تجد العقل قد وصل إىل خنق الوعي‪ ،‬العقول ‪ ..‬فالتصدي لتلك القوى‬ ‫النخب العاقلــة تضمحل إزاء بحيث ال يكتفي الغالة واألدعياء املتطرفة حتى ببالدتها‪ ،‬سيقلل‬ ‫ماليني هادرة يف الشــوارع‪ ،‬أو والجهــاء بمــا يمررونه عىل من فرص تدمريها للحياة‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪25‬‬


‫تحقيقات اجتماعية‬

‫في ظاهرة‬

‫الحسد و العين‬ ‫ترســخت فكرة الخوف املفرط من العني والحسد يف األجيال الســابقة وتوارثتها األجيال الحالية حتى أصبحت سببا رئيسا ينسب لها‬ ‫أي إخفاق أو فشــل ويف املقابل يبقى طي الكتمان‪ ،‬وفيما أرجع نفســيون واجتماعيون رسوخ الفكرة إىل الرتبية والتنشئة‪ ،‬والحرص‬ ‫الزائد من األرسة عىل أبنائها‪ ،‬محذرين من أن يتحول هذا الخوف إىل حالة مرضية تؤدي إىل االنطواء واالكتئاب والبعد عن الناس وعدم‬ ‫االختالط بهم ‪ .‬أن الرتاث االجتماعي والقصص والخزعبالت واألســاطري وراء تفيش الخوف املفرط من املجهول ‪ ،‬وهناك من يأتي وهو‬ ‫مستسلم عندما يقال له بأنه مسحور أو مصاب بحسد أو عني فهذا يعترب أكثر تقبال من غريه حتى لو كان ما يقال له خزعبالت تخالف‬ ‫العقل واملنطق والدين‪ ،‬وهناك من ينفي هذه املســائل نفيا قاطعا وهناك من يؤكدها تأكيدا قاطعا؛ بحيث إنه يرى أنها موجودة يف كل‬ ‫تفاصيل حياته االجتماعية‪ ،‬وتجده ال يلبس ويتأنق وال يظهر للناس بمظهر ميسور الحال خوفا ً من العني والحسد؛ ألن املسألة تركزت‬

‫فيه بشكل قوي جدا ً وجعلته يشك بنفسه وبمن حوله‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫وبالتغــرات الطارئــة عليها حتــى إن الكثريين من حولها‬ ‫جراء الحمل لكنــي انتظرت اصبحوا يخافون من مدحها أو‬ ‫أن تخربني هي بنفســها ومع اإلطراء عىل شكلها أو ما تقتني‬ ‫مرور الوقت الحظت كتمانها خوفا مــن اتهامها لهم بأنهم‬ ‫لهــذا األمــر وحرصها عىل حسدوها عند حدوث مكروه‪.‬‬ ‫عدم معرفتــي‪ ،‬فكانت تقوم وتضيف أن اليشء املؤسف يف‬ ‫بتغطيــة بطنها حتى ال ألحظ األمر هــو أن كل من حولها ال‬ ‫الفرق وبأمور أخرى مشابهة يجد أن هناك شــيئا حقيقيا‬ ‫كل ذلك يف ســبيل أن ال أعرف تحسد عليه بالفعل‪ ،‬فهي فتاة‬ ‫بهذا الحمل‪ ،‬يف نهاية املطاف كغريها من الفتيات وال تمتلك‬ ‫أخربتني يف أشــهرها األخرية‪ ،‬أي صفة عىل أي صعيد تميزها‬ ‫وكان الدافع وراء تكتمها عىل عن غريها ‪.‬‬ ‫املوضوع هو خوفها من الحسد‬ ‫كوني لم أنجب‪.‬‬

‫تعثر أكاديمي‬

‫ وتــروي (أ ‪ .‬ع) قصة مؤملة‬‫صديقة مزعجة‬

‫حدثت لها من إحدى قريباتها‬

‫الســيدة (س ‪ .‬ع ) موظفة قائلة «دخلت الجامعة ومعي‬‫يف احدى الدوائــر الحكومية إحدى بنات عمومتي يف نفس‬ ‫‪،‬باتت تنزعج من رفقة صديقة التخصص وبعد انتهاء السنة‬ ‫لها تعــزو كل ما يحدث معها األوىل تفاجــأت بأن ابنة عمي‬ ‫لـــلحسد‪ ،‬وعن ذلــك تقول‪ :‬قد رسبت يف ســنتها االوىل يف‬ ‫«أشــعر أنها فتاة مغيبة عن الكلية ‪ ،‬وكان أمرا مفاجئا ً نوعا‬ ‫الواقع وال تدرك ما الذي تقوله ما‪ ..‬لكن ما أدهشني وأدهش‬ ‫وأن هناك أســبابا ومعطيات أرستي هــو اتهام أمها لنا ويل‬ ‫تكتم على الحمل‬

‫وما كان يغطــي هذا النقص حقيقية ملا يحــدث معها‪ ،‬قد أنا خصيصا بالعني والحسد‪،‬‬ ‫أحيانا هو تربيتي لبنات أخت تكــون ناتجة عــن إهمالها حيث بنــت اتهامها عىل حلم‬

‫ تقول (م ‪.‬ش) متزوجة منذ زوجي فكنت كاألم لهن‪ ،‬ومع أو تهورهــا مثــا‪ ،‬وبمجرد لخال الفتاة وقامت بإرغامي‬‫‪ 37‬عامــا «تزوجت من رجل مرور الوقت وبعد أن تزوجت اإلخفاق تسارع لإلجابة فورا‪ :‬بقراءة يشء مــن القرآن عىل‬ ‫علمــت فيما بعد انــه عقيم إحداهن‪ ،‬ويف ســنتها الثانية يبدو أنني محســودة! وتتابع بعض من املــاء لترشب منه‬

‫واستسلمت لقضاء الله وقدره‪ ،‬من الزواج اضطرت للســكن ابتســام ‪ ،‬أن التعامل مع هذه الفتاة وما أزعجني يف املوضوع‬ ‫ورفضــت أن أنفصــل عنه لدينا مرة أخرى بسبب ظروف الصديقة بات أمرا مزعجا جداً‪ ،‬أنها لم تكن تثق بي‪ ،‬ومع كل‬ ‫لسعادتي بالعيش معه رغم أن عمل زوجها يف منطقة أخرى‪ ،‬فقد أصبح الشــخص يرتدد ذلك حاولت الفتــاة االلتحاق‬ ‫اإلنجاب والرتبية كان حلمي‪ ،‬يف البــدء أحسســت بحملها يف الكالم الذي ســيقوله لها‪ ،‬بالجامعــة مرة أخــرى لكن‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪27‬‬


‫تحقيقات اجتماعية‬

‫توقفت وبنفس األســباب‪ ،‬وها أنا اآلن قد هن أكثر غرس للفكــرة نتيجة الحرص الكونية‪ ،‬ومن ثم انتقلت املسألة إىل الذين‬ ‫تخرج ت من الجامعة وهي لم تكمل بعد‪.‬‬ ‫أفكار خاطئة‬

‫الزائد وعندما نكرب تصبــح هذه الفكرة يقرأون النجوم ويتنبأون باملستقبل‪ ،‬وكل‬ ‫خوفا مكتســبا ويجب أن يكون للمناهج هذه القضايا الستباق وقوع الحوادث وما‬ ‫الرتبوية دور خــاص يف املرحلة االبتدائية شابهها‪ ،‬وتطمينا أو تجاوزا لخوف يعتقد‬

‫يقول االختصــايص االجتماعي والنفيس ومــن األفضل أن تضــاف لديهم مناهج أنه آت‪ ،‬واملســلم يتأثر ويخاف بما يدور‬ ‫وليد خالد «تتوارث بعض األفكار الخاطئة نفسية إليضاح بعض األمور؛ ألنها تعترب حوله بالكــون أو القضايا االجتماعية أو‬ ‫من األجيال الســابقة وهي فكرة خاطئة من األمور الحساســة ويجب إيضاحها يف الظواهر الكونية‪ .‬وهذه قضايا أساســية‪،‬‬ ‫فأصبح البعض يربط أي فشل وأي إخفاق هذا العمر فاألفــكار لدى األطفال مازالت وتأتي بعدها قضايا تربوية وقضايا تنشئة‬ ‫بالعني والحســد‪ ،‬ويف األجيال القديمة لم تبنى يف طور البناء‪.‬‬ ‫تكــن لديهم ثقافة نفســية أو اجتماعية‬ ‫وأصبحت فكرة الخــوف من العني فكرة‬ ‫متداولة لديهم وتوارثتهــا األجيال حتى‬

‫التراث االجتماعي والخزعبالت وراء‬ ‫تفشي الخوف من المجهول‬

‫أصبحت من األفكار الراســخة‪ ،‬حتى أن ويقول احــد االختصاصيني االجتماعيني‬ ‫البعض عند قيامــه لبعض األعمال أو أي وهو الدكتور محمــد عيل طه ‪،‬إن الخوف‬

‫نجاح له يصبح يف طــي الكتمان‪ ،‬ففكرة من املجهــول قضية أساســية يف حياة‬ ‫الخوف املفرط من العني والحســد فكرة االنسان؛ ألنه ال يعلم ما يؤول إليه مصريه‬ ‫مكتسبة من الرتبية والتنشئة ومن بعض وبالتايل يبحث عــن أي مصدر يعتقد أنه‬ ‫األشــخاص الذين تعرضوا فعليا للعني يستطيع أن يفرس له مستقبله‪ ،‬وقد وجدنا‬

‫وهذا من شأنه أن يكوِّن عُقدا ً نفسية لدى عىل مدار التاريخ اولئــك الذين يزعمون‬ ‫الفرد‪ ،‬ومجتمــع لديه هذا الخوف املفرط تفسري وقراءة املستقبل‪ ،‬وتفسري الظواهر‬ ‫يعترب مجتمعا حساســا ولديه القابلية‬ ‫لتضخيم األمور‪.‬‬ ‫ان تصديق الشــخص لهــذه الفكرة مع‬ ‫تضخيمه للفكرة باإلضافة إىل شخصيته‬ ‫املســتعدة للتأثر قد يتحول هذا الخوف‬ ‫املفرط إىل حالــة مرضية أحيانا تؤدي إىل‬ ‫االنطواء واالكتئاب والبعد عن الناس وعدم‬ ‫االختالط وضعف الوازع الديني وقد يصل‬ ‫تأثريه إىل إهمال املظهر الخارجي‪ ،‬ونجد‬ ‫كثريا ممن لديهم هذا الخوف أن الطفولة‬ ‫تكون منشــأ لهذه الفكرة‪ ،‬فاألرسة – األم‬ ‫واألب – تقوم بغرس هذه األفكار يف عقول‬ ‫أطفالها و ُتربيهم عليهــا‪ ،‬واألمهات غالبا‬

‫‪28‬‬

‫اجتماعيــة لنفي أو تأكيد هذه املســائل‬ ‫وينسحب من هذا الخوف من الناس فيأتي‬ ‫الحسد‪ ،‬والحسد قضية موجودة‪ ،‬فالحسد‬ ‫والرصاع والتعــاون والحب كلها عمليات‬ ‫اجتماعيــة ال يخلو مجتمــع منها‪ ،‬ولكن‬ ‫تركيز الحسد والخوف والرصاع ينتقل من‬ ‫كونه رصاعا ظاهريا بني األشخاص حول‬ ‫قضايا معينــة إىل رصاع داخيل وتربص‬ ‫باآلخرين من بعيد أو من قريب‪.‬‬ ‫وأضاف ان العني والحســد والجن‪ ،‬هذه‬ ‫أمور حقيقية وموجودة يف الرتاث الديني‬ ‫واالجتماعــي العربــي‪ ،‬فهناك نصوص‬ ‫قرآنية وأحاديث نبوية تؤكد عىل وجودها‪،‬‬

‫ان العين و الحسد‬ ‫والجن‪ ،‬هذه أمور‬ ‫حقيقية وموجودة‬ ‫في التراث الديني‬ ‫واالجتماعي العربي‪،‬‬ ‫فهناك نصوص قرآنية‬

‫وتأكيدهــا ال يعني الفــزع منها ولكن‬ ‫تأكيدها جــاء للتعامل معهــا بنوع من‬ ‫املنطقية والعقالنية والرشد الذي يجاوز‬ ‫اإلنســان املحن التي يمكــن أن يمر بها‪.‬‬ ‫وهناك مجموعــة من العوامل التي تجعل‬ ‫اإلنســان أكثر تصديقا ً بهذه األشياء‪ ،‬مثل‬ ‫ضعف الوازع الديني لدى البعض وكذلك‬ ‫الخوف من املستقبل‪ ،‬وزيادة هذا الخوف‬

‫وأحاديث نبوية تؤكد‬

‫عن الحد األدنى يجعله يواجه الحياة بنوع‬

‫على وجودها‬

‫من عدم العقالنية وسوء يف الترصف‪.‬‬


‫نافذة على العالم‬

‫بوكو حرام‪ ..‬فرع دموي من جذور اإلرهاب في العالم!‬ ‫تحــاول التنظيمات االرهابيــة التمدد‬ ‫يف شــتى بقــاع االرض وأينما وجدت‬ ‫املجتمعات االسالمية فكان من مالذاتها‬ ‫يف نيجرييا جماعة دموية تسمى بـ"بوكو‬ ‫حرام" التي ارتبط إسمها اعالميا بالعنف‬ ‫والدماء‪ .‬وهي فرع من فروع الجماعات‬ ‫االصولية املتشــددة بالعالــم واملرتبطة‬ ‫بالقاعدة‪ ،‬وتعرف بالهوسية بأسم بوكو‬ ‫حرام أي "التعليــم الغربي حرام"وهي‬ ‫جماعة نيجريية متشــددة مسلحة تدعي‬ ‫العمل عىل تطبيق الرشيعة اإلســامية يف‬ ‫جميع واليــات نيجرييا‪ .‬القائد الحاىل لها‬ ‫هو أبو بكر شيكو‪ ،‬وسميت هذه الجماعة االستعمار‪ .‬ومؤخرا شكلت حادثة اختطاف الغزو والسبي‪ ،‬وأيقظا من قاموس التاريخ‬ ‫بـ"طالبــان نيجرييا" تضــم مجموعة مسلحني من "بوكو حرام" ألكثر من مائتي مصطلحات "بيع السبايا" املعروضات يف‬ ‫مؤلفة خصوصا من الطلبة الذين تخلوا فتــاة من إحدى املدارس يف بلدة شــيبوك سوق النخاسة‪ ،‬كما شكال تطورا يف خطاب‬ ‫عن الدراســة وأقاموا قاعدة لهم يف قرية بشــمال نيجرييا منتصف أبريل‪/‬نيسان الجماعات الجهادية يف املنطقة‪ ،‬والتي كانت‬ ‫كاناما بوالية يوبا شمال رشقي البالد عىل املايض منعطفا حاســما يف تاريخ الجماعة تكتفي يف الغالب األعم بالغنيمة والفيء مما‬ ‫الحدود مع النيجر‪.‬‬ ‫التي تقاتل ضد الحكومــة النيجريية منذ وقع يف يدها من ممتلكاتهم‪ ،‬أما "الســبي"‬ ‫واشــتهرت الجماعة بموقفهــا الرافض خمس ســنوات‪ .‬ورغم الغمــوض الذي فقد أخذ لبوســا دينيا كما هو حال سائر‬ ‫للتعليــم العرصي عىل الطريقــة الغربية‪ ،‬يلــف ظروف الحادثة فإن مــن املؤكد أن أنشــطة الجماعات التكفريية املسلحة يف‬ ‫ومنه أخذت اسمها اإلعالمي املشهور "بوكو الحكومة املحلية يف والية بورنو التي كانت املنطقة بما يف ذلك جماعة "بوكو حرام"‪.‬‬ ‫حرام"‪ ،‬وتعني كلمة "بوكو" بلغة الهوسا مرسحا للعملية أشعرت الجيش النيجريي ويأتي هذا الحادث وهو األول من نوعه ليدفع‬ ‫الشــائعة يف املنطقة "التعليــم الغربي"‪ ،‬بتحرك قوة من "بوكو حرام" نحو القرية بالجماعة من جديد إىل واجهة األحداث بعد‬ ‫تضاف إليها كلمة "حــرام"‪ ،‬حيث يؤمن التي توجد بها مدرسة الفتيات قبل وقوع أن باتت تتصدر نــرات األخبار وتحظى‬ ‫اعضاء هــذه الجماعة بأن هــذا التعليم الحادث بعدة ســاعات‪ ،‬لكن الجيش تأخر باهتمام قادة العالم السياســيني والدينيني‬ ‫يناقض الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬ويعتقدون أن يف التحــرك ملنع وقوع مــا حصل‪ .‬حادثة والحقوقيني‪ ،‬األمر الذي يســتدعي تسليط‬ ‫املستعمرين املســيحيني هم من أقاموا هذا اختطــاف الفتيات تلــك‪ ،‬والخطاب الذي الضوء عىل حقيقتهــا وأصولها‪ ،‬وعالقاتها‬ ‫النظام التعليمــي يف املنطقة للقضاء عىل وجهه زعيــم الحركة "أبو بكر شــيكو" بباقي الجماعــات األرهابية يف املنطقة ويف‬ ‫التعليم الديني الذي كان موجودا فيها قبل وتبنى فيــه العملية حمال يف ثناياهما روح العالم بأرسه‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪29‬‬


‫مقاالت‬

‫ثقافة األطفال وخصوصية املجتمع‬ ‫ثقافة األطفال تختلف من مجتمع ألخر تبعا ً الطار الثقافة العامة وما يتبع ذلك من وسائل وأساليب يف االتصال‬ ‫الثقايف باالطفال‪ .‬بل أنهــا تختلف ضمن املجتمع الواحد تبعا ً للبيئة االجتماعيــة التي تتوفر لهم وما تبثه من‬ ‫مؤثرات ثقافية‪ ،‬بل إن األرس املختلفة هي األخرى توفر لالطفال بيئات ثقافية متباينة وكذا الحال بالنســبة إىل‬ ‫جماعات األقران واملدارس ووسائل االتصال‪ .‬ومن هنا تظهر يف ثقافة االطفال عموميات وخصوصيات وبديالت‪:‬‬ ‫سعود مالك‬

‫فالعموميات يف ثقافة األطفال تشمل العنارص التي تشيع بني األطفال يف املجتمع الواحد برصف النظر عما بينهم‬

‫باحث واكاديمي‬

‫من فرق يف االنتماء املهني أو الطبقي لذويهم‪ .‬أما العنارص التي ال يشرتك فيها جميع االطفال يف املجتمع الواحد‪،‬‬ ‫بل يختص بها أعضاء جماعات معينة منهم‪ ،‬فهي ما يطلق عليها (خصوصيات) ثقافة األطفال‬

‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬


‫أما بديالت ثقافة األطفال فهي وهي تشــارك الثقافة العامة ألرضاء حاجتهــم‪ ،‬فأننا نجد التكنولوجيــا الحديثة بينهما‬ ‫العنارص التي تشيع بني فئات بصفات عدة‪ ،‬ولكنها ال تشكل أن دراســة ثقافــة االطفال وبني أطفالهما فيما تعكســه‬ ‫من األطفال ممــن يتهيأ لهم نســخة منها مكررة بل هي تعني رعاية تلقائية للناشئني من قيم‪ .‬ونشــأة الضمري هذه‬ ‫األتصال املبارش أو غري املبارش كيان متميــز‪ .‬فلغة األطفال‪ ،‬يف التعبري عن شــخصياتهم غالبا ً مــا تتضح يف الســنة‬ ‫بثقافــات أخرى غــر ثقافة وعاداتهــم يف اللعب والعمل‪ ،‬الناميــة‪ ،‬وتحفيــز للطاقة الثانية من عمر الطفل‪ ،‬وهي‬ ‫مجتمعهم‪ ،‬لذا فأن الجزء األكرب وتقاليدهــم‪ ،‬وطرقهــم يف الكامنة لديهم‪ ،‬بحيث تتالءم تتوقف عىل النشــاط املعريف‬ ‫دخيل عىل ثقافة األطفال‪ .‬أما التعبري عن أنفسهم وعواطفهم مع الواقع فيبدعون منجزات عنده ومعنــى ذلك أن الطفل‬ ‫عن العالقة بني ثقافة املجتمع وأنفعاالتهــم‪ ،‬وطرقهــم يف تجســد آمالهم وأفكارهم‪ ،‬يف بعد أن تزداد قدرته عىل الفهم‬ ‫وثقافة األطفال فيمكن القول‪ :‬التخيــل والتفكري‪.....‬الــخ اطــار هذا التصــور تصبح واالســتيعاب يرتتب عىل ذلك‬ ‫ُّ‬ ‫تغي معايري الســلوك لديه‪.‬‬ ‫ما دامت ثقافــة األطفال هي تختلف يف مجملهــا عن تلك وظيفة تنشــئة األطفال سواء‬ ‫احدى الثقافــات الفرعية يف التي يختص بها عالم الكبار عــى املســتوى (األرسي) أو وتنبع أهمية ثقافة الطفل من‬ ‫املجتمع لــذا فهي جزء منها‪ ،‬ال من حيث الكم بل من حيث عىل مســتوى (الدولة) تهيئة وظيفتها األساسية يف تحويل‬ ‫النوع واالتجاه‪ .‬اال أن الثقافة الفرص لكــي يبتكر األطفال املولــود الجديد مــن كائن‬ ‫هي نتاج مشــرك بني الطفل أســاليب وشــخصيات يف بيولوجي إىل كائن أجتماعي‪.‬‬ ‫واملجتمــع‪ ،‬وبالتحديد تفاعل مستوى مرحلة نموهم يلبون كما أن الثقافة ال تقترص عىل‬ ‫مشــرك بني الطفل وبيئته بها حاجاتهم فيما ينســجم تكوين الهوية‪ ،‬بل تتعداها إىل‬ ‫املبارشة وغــر املبارشة‪ ،‬أي مع تصورهم ملــا هو أفضل‪ .‬تكوين الشــخصية بمجملها‬ ‫محيطه األرسي واالجتماعي‪ ،‬نخطئ الظن لــو أعتقدنا أن وتحديد الســلوك وتوجهاته‬ ‫وهــذا يعنــي أن الثقافة لها (ثقافة) كل األطفال محكومة وذلك عن طريق تقنني وتوجيه‬ ‫عالقــة عضوية بــن ثقافة بما تعرضه عليهــم بيئتهم عمليــات النمــو يف مختلف‬ ‫الصغــار وثقافة الكبار‪ .‬وإذا فقــط‪ ،‬ألن للبعض خصائص أبعادهــا العاطفية واملعرفية‬ ‫كان مفهوم (الثقافة) يشــر ذاتية ال يتمتــع بها اال القليل واالجتماعيــة والســلوكية‬ ‫إىل نسق االســاليب واألفكار منهم‪ .‬ولعل مــن أهم األمور والجماليــة‪ .‬وهكــذا فثقافة‬ ‫مادية كانت أو ســلوكية التي التي تهمنــا يف قضية (ثقافة الطفل ليســت مجرد ارتقاء‬ ‫ينتجها أفــراد مجتمع معني لطفل) أن نتعرف اىل موضوع فكري وتهذيــب للحواس بل‬ ‫أو يتعلمونها من أســافهم نشــأة الضمري عنــد الطفل‪ ،‬هي إعداد للمستقبل وصناعة‬ ‫لقضاء حاجتهــم البيولوجية ألنه موضوع يف غاية األهمية له مــن خالل إعــداد أجيال‬ ‫والســيكولوجية بالتفاعل مع يف إطار التنشــئة االجتماعية الغــد‪ ،‬ولذلك فــا مبالغة يف‬ ‫بيئتهــم ومــا تتضمنه هذه لألطفال‪ ،‬وخصوصا ً يف عرص القول بأن مدى تقدم املجتمع‬ ‫األساليب من معان وقيم تشكل لم يعد الوالدان هما األســاس يرتبط بمــدى أهمية النظرة‬ ‫يف ذاتها معيــارا ً ملا يتصوره الوحيــد ألكســاب الطفــل إىل الطفولــة والتعامل معها‬ ‫هذا املجتمع أنه أفضل طريقة وتربيتــه‪ ،‬بعــد أن تدخلت وأعدادها‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪31‬‬


‫اراء‬

‫حرية التعبير‬ ‫بين المفاهيم الدستورية والمظهرية اإلنحرافية‬ ‫ييسء البعض استخدامات الحرية املفرطة‪ ،‬ليتجاوز بها عىل الكثري من األفراد والجماعات‪ ،‬بدعوى أنها‬ ‫حرية مطلقة‪ ،‬ليقذف بعض اإلفراد بل ويتهكم يف بعض األحيان عىل األموال العامة‪ ،‬ليحدث بذلك شغبا‬ ‫ممنهجا عىل وفق ســياقات مظهرية معهودة ومعروفة ضمن قواميس االحتجاج أو الرفض الستبداد‬ ‫الحكومات‪ ،‬أو للتعبري عن التذمر واالستياء واالنحراف من نهج السلطات الحكومية‪،‬‬ ‫أ‪.‬د‪.‬عبد الباسط سلمان‬ ‫لنجد ان بعض املتظاهرين‬ ‫يرضمون النريان يف بعض‬ ‫املمتلكات العامة ويدمرون‬ ‫الطرقــات‪ ،‬كمــا حدث يف‬ ‫فرنســا أو بريطانيا قبل‬ ‫أعوام عندما قــام بعض‬ ‫املتظاهريــن بحرق بعض‬ ‫املمتلكات العامة واقتحام‬ ‫وتدمــر بعض األســواق‬ ‫العامــة‪ ،‬للتعبــر عــن‬ ‫اســتيائهم أو ملطالبتهــم‬ ‫ببعــض االمتيــازات من‬ ‫خالل اإلفراط يف استخدام‬ ‫الحريــات‪ ،‬وهو األمر الذي‬ ‫كثريا ما كان يشــكل نقطة‬ ‫تحدي لبعــض الحكومات‬ ‫التي تقــف عاجزة يف مثل‬ ‫هكذا أحداث‪ ،‬كونها ستكون‬ ‫محصورة ما بني كماشتني‪،‬‬ ‫كماشة هيبة الدولة وأخرى‬

‫‪32‬‬


‫للدستور وتطبيقاته الذي عىل نهج الحكومات‪ ،‬لتقوم أبشــع وســائل القتــل حريات وممتلكات الفالحني‬ ‫كفل الحريــات وحمايتها‪ .‬هذه الجماعــات الرافضة والتمثيل بجثــث األبرياء‪ ،‬بفرض جبايــة وعقوبات‬ ‫لقد ذهبت بعض الجماعات لحكــم الدولــة باعتماد أو بهيمنــة الجماعات عىل استبدادية‪ ،‬ليصل األمر ان‬ ‫إىل ابعد نقطة من التعسف أساليب قمعية وهجومية يف موارد املجتمــع والتحكم يتحكم اإلقطاعي بالفالح‬ ‫واالضطهــاد الفكــري فرض أفكارها العنرصية بها ملصالحها الشخصية‪ .‬عىل وفــق الفــوارق بني‬ ‫واإلنســاني‪ ،‬عرب مفاهيم أو فرض ســطوتها للظفر كمــا ان اغلب املجتمعات «الســيد والعبد»‪ .‬وتؤكد‬ ‫الحريــة والديمقراطية‪ ،‬بالحكم‪ ،‬وهو ما وضح جليا التي تمتلــك القدرة عىل أكثــر الدراســات من ان‬ ‫لتقوم بأبشع صور التخريب مع ظهور بعض الجماعات التعاطي مع التكنولوجيا املعارف والثقافة كانت وال‬ ‫والتدمــر للممتلــكات املســلحة إبان ما يسمى الســيما االتصالية منها‪ ،‬تزال العنرص الهام يف خدمة‬ ‫العامة‪ ،‬ولتتجاوز عىل ذات يف ثــورات الربيع العربي‪ ،‬نجدها مجتمعــات واعية اإلنســان ملعرفة امتيازاته‬ ‫الحريات تحت ســيطرة والتــي حولــت مفهوم ومدركة لكافة امتيازاتها‪ ،‬وحقوقه‪ .‬وبذلك فان أكثر‬ ‫بعــض العصابــات أو الربيــع إىل مفهوم دموي وهو ما يُمكنَها من املطالبة املجتمعات تم ُتعا ً بالحقوق‬ ‫الجماعــات التي تعرتض وإجرامــي‪ ،‬باســتخدام بامتيازاتها ومنها الحرية‪ ،‬اإلنســانية أو الحريــات‬ ‫وهو عــى العكــس من التعبرييــة أو حريــات‬ ‫املجتمعات التــي تعاني التفكري‪ ،‬هــي املجتمعات‬ ‫مــن إشــكاليات كبرية األكثر اســتخداما لوسائل‬ ‫يف الثقافــة أو التعليــم اإلعــام‪ ،‬أو املجتمعــات‬ ‫التــي نراهــا منزوية يف األكثــر ثقافــة وتعليم‪،‬‬ ‫بقع محددة‪ ،‬ومنشــغلة خاصــة وان الجهــل هو‬ ‫بمكابدات الحياة لوحدها‪ ،‬العامل األساس للسلطات‬ ‫بل ربما تكون تحت وطأة اإلجراميــة والتهكمية يف‬ ‫املتسلطني والطغاة والقتلة طمس الحريات والحقوق‪،‬‬ ‫والعصابات التي تســتغل لذلــك نجــد ان الحقوق‬ ‫فرصة االنفــراد والتفرد متساوية نسبيا من نسبة‬ ‫باملجتمعــات وعزلتــه‪ ،‬تعليم وثقافة املجتمعات‪،‬‬ ‫لتفرض مزيدا من التعسف ونجــد العكــس من ذلك‬ ‫والظلم والجور عىل بعض يف الظلــم واالســتبداد‬ ‫الجماعــات التي ال تمتلك والتعســف والطبقية يف‬ ‫القــدرة عــى الدفاع عن املجتمعات التي تعاني من‬ ‫نفســها‪ ،‬كما وجدنا إبان أزمات التعليــم والثقافة‪،‬‬ ‫تعســف اإلقطاعيــن يف وذلك بحكم تعرس وصول‬ ‫العراق‪ ،‬بعــض أعمالهم املعلومــات والبيانات إىل‬ ‫غرياالنســانية يف مصادرة كافة رشائح املجتمع‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪33‬‬


‫روائع الكتب‬

‫اإلمام علي‬

‫(عليه السالم)‬

‫صــوت العــدالــة اإلنســــانيــة‬ ‫الحلقة الثانية‬

‫يف تاريخ الرشق‪ ،‬كما هي الحال يف تاريخ البــر جميعاً‪ُ ،‬غزاة‪ ،‬ومجرمون‪ ،‬ولصوص‬ ‫ُ‬ ‫منطق العصور القديمة واملتوسطة أن يجعل منهم‬ ‫محرتفون‪ ،‬وأغبياء‪ ،‬وتافهون؛ شاء‬ ‫يف حياتهم ملوكا ً وقادة وأصحاب قو ٍل ْ‬ ‫فصل وأمر مُ طاع ‪ ،‬وأن يصنع منهم بعد هالكهم‬ ‫أبطاالً وعظماء ‪،‬‬

‫جورج جرداق‬

‫فخلع عليهم يف الحالتني األلقاب‬ ‫الضخمة بغري حساب ! وها نحن‬ ‫ما نزال تصفع وجوهنا‪ ،‬يف الكتب‬ ‫التي يتنافــس يف تلفيقها بعض‬ ‫ٌ‬ ‫صفحات باردة‬ ‫حملة األلقــاب ‪،‬‬ ‫كأ ّنهــا الزمهرير من "بطوالت"‬ ‫ٌ‬ ‫وفصول من‬ ‫أولئك املجرمــن‪،‬‬ ‫"عظمــة" أولئك التافهني ‪ ،‬حتّى‬ ‫ُ‬ ‫النمط مــن املؤلّفني‬ ‫ليوهم هذا‬ ‫ق ّراءهم بأن البطولة ليســت ّإل‬ ‫ّ‬ ‫وبأن‬ ‫نوعا ً من ترصّف النخاسني ‪،‬‬ ‫العظمة ليست ّإل شيئا ً من الرباعة‬ ‫يف النهب والســلب واالغتصاب‬ ‫والتقتيــل والتدمــر واصطناع‬ ‫أســباب اإلبادة ‪ ،‬ثــم التبجّ ح‬

‫‪34‬‬

‫بالجريمــة والزهــو بالتفاهة‬ ‫الرتويع‬ ‫واالعتــزاز بصناعــة‬ ‫ِ‬ ‫والتجويع وكل أم ٍر فظيع!‬ ‫ِ‬ ‫لذلك جئنا بهــذا الكتاب ـ بعد‬ ‫أن طلبنا العافية الُولئك املؤلّفني‬ ‫ـ نل ّم فيه بشــخصيّة بطل ّ‬ ‫حق‬ ‫ألنه إنســان ّ‬ ‫حق؛ لعلّنا نضيفه‬ ‫الخية التي‬ ‫ّ‬ ‫إىل سلسلة املؤلّفات‬ ‫تتكاثر يف مكتبتنا العربية اليوم ‪.‬‬ ‫وبذلك نستيقظ عىل أُمو ٍر أهمّها ‪:‬‬ ‫إن تاريخنا هــو أيضا ً‬ ‫ٌ‬ ‫صفحات‬ ‫رائعة مــن اإلرشاق اإلنســاني‬ ‫العظيم ّ‬ ‫ترشفنا كعرب كما تضيف‬ ‫رشفا ً إىل تاريخ اإلنسان ‪.‬‬ ‫ومن األمور التي نستيقظ عليها يف‬

‫دراسة عيلّ وعرصه وما تاله من‬ ‫عصور‪ ،‬ذلك املقدار العظيم من‬ ‫اإلسهام يف مقاومة الظالم ونرصة‬ ‫املظلوم‪ ،‬ومن معاندة االستعباد‬ ‫واالستغالل والعمل عىل تقويض‬ ‫ّ‬ ‫بسن األنظمة والدساتري‬ ‫أسبابهما‬ ‫يف النطاق الذي تسمح به إمكانات‬ ‫الزمــان واملــكان ‪ ،‬وبالتضحية‬ ‫يف ســبيل الكرامة اإلنسانية ّ‬ ‫بكل‬ ‫عزيز من الدم والحياة ‪ ،‬فإذا بنا‬ ‫نعي أكثر فأكثر ّ‬ ‫أن تاريخنا ليس‬ ‫ً‬ ‫ظلمة وظلماً‪ .‬ففي بقايا لياليه‬ ‫كلّه‬ ‫ٌ‬ ‫ومضات وبــروق! ويف دياجريه‬ ‫متألَّ ٌ‬ ‫قات وأهلّة ! ويف غياهب جَ وره‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وشموس‬ ‫بيض‬ ‫حسان وأيا ٌم‬ ‫ُغر ٌر‬ ‫ٌ‬


‫ضاحكات ‪ ،‬ثم أمطــا ٌر َهتَنَتْ بها‬ ‫الســماء عىل صحاريه رذاذا ً‬ ‫ً‬ ‫تارة‬ ‫وطورا ً عُ بابا ً !‬ ‫وإن مثل هذه الصفحات املرشقة يف‬ ‫ّ‬ ‫لتؤهلنا إىل أن نعيد النظر‬ ‫تاريخنا‬ ‫يف أنفســنا من جديــد ‪ ،‬تحطيما ً‬ ‫لكثري من القيود التــي كبّلتنا بها‬ ‫عصو ُر الظلمات الطويلة ‪ ،‬وتمجيدا ً‬ ‫للبطولة الحقيقية التي هي بطولة‬ ‫فرد من األفراد أو جي ٍل من األجيال‬ ‫يف سبيل اإلنسانية بأرسها‪ ،‬وتدعيما ً‬ ‫لقومية عربية إنسانية تجعل خدمة‬ ‫اإلنسان ـ يف نطاقها ويف كل نطاق‬ ‫َ‬ ‫وهدفها األقىص ‪.‬‬ ‫ـ غايتَها البعيدة‬ ‫ذلك ّ‬ ‫أن الشــعب الــذي أمكنه أن‬ ‫يعب عن عبقريته منذ أربعة عرش‬ ‫ّ‬ ‫قرنا ً برجل كعــي بن أبي طالب ‪،‬‬ ‫ث ّم بمجموعة مــن الناس كبعض‬ ‫تالميــذه وأنصاره يومــذاك ‪ ،‬هو‬

‫شعب يســتطيع اليوم ـ يف عرص‬ ‫غزو األفالك ـ أن يميش مع القافلة‬ ‫التي تسري وهي تنظر أبدا ً إىل األمام‬ ‫‪ ،‬وهي ْ‬ ‫إن نظــرت إىل الوراء فلكي‬ ‫ً‬ ‫عزيمة‬ ‫تستمد من وجودها الطويل‬ ‫وقوة‪ ،‬ال لكي تسرتيح حيث ّ‬ ‫حط بها‬ ‫السري أو حيث جرفها تيّار التاريخ ‪.‬‬ ‫أضف إىل ذلك كلــه أمرين اثنني‪،‬‬ ‫إن ّ‬ ‫أولهما ‪ّ :‬‬ ‫كل شــعب من شعوب‬ ‫هذه األرض الوســيعة قد نظر إىل‬ ‫الخاصة من‬ ‫الشوامخ يف صفحاته‬ ‫ّ‬ ‫تاريخ اإلنســانية الواحد‪ ،‬فدرَسها‬ ‫وجل مكانة ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل منها‬ ‫درسا ً كثرياً‪،‬‬ ‫فوضعه يف مقامــه‪ ،‬مفيدا ً من ذلك‬ ‫ً‬ ‫عربة وقوّة ‪ .‬ث ّم راح بعد ذلك يبحث‬ ‫يف أنصاف الشوامخ ‪ ،‬ويف أنصاف‬ ‫هؤالء كذلك ‪ ،‬وهل ّم جرا ‪ ،‬متمّما ً ما‬ ‫يمكن له أن يفيد من حوادث التاريخ‬ ‫َ‬ ‫وسيِ أبطاله وعظمائه الحقيقيني‪،‬‬

‫آخذا ً منهم حافــزا ً جديدا ً له عىل‬ ‫املسري ‪ .‬فل َم ال نفعل مثلما يفعلون‬ ‫؟ ولِ َم ال نضع شــوامخنا إىل جانب‬ ‫شــوامخهم بعد املوازنة واملقابلة‪،‬‬ ‫وقص ُة تاريخنــا واحدة‪،‬وعظماؤنا‬ ‫ّ‬ ‫لنا أجمعني ؟‬ ‫وثانــي األمرين ّ‬ ‫إن عــيّ بن أبي‬ ‫طالب من األفــذاذ النادرين الذين‬ ‫إذ عرفتَهم عىل حقيقتهم بعيدا ً عن‬ ‫الصعيد التقليديّ الذي درجنا عىل‬ ‫أساســه ؛ ندرس رجالنا وتاريخنا‬ ‫عرفت َ‬ ‫َ‬ ‫أن محــو َر عظمتهم إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫هو اإليمان املطلق بكرامة اإلنسان‬ ‫ّ‬ ‫وحقــه املق ّدس يف الحيــاة الح ّرة‬ ‫الرشيفة‪ ،‬وبأن هذا اإلنسان متطوّر‬ ‫أبدا ً ‪ ،‬وبــأن الجمــود والتقهقر‬ ‫ّ‬ ‫حال مــن أحوال‬ ‫والتوقــف عند‬ ‫ٍ‬ ‫املايض أو الحارض ليســت ّإل نذير‬ ‫املوت ودليل الفناء ‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪35‬‬


‫اراء‬

‫متى تنصف هوليوود العرب والمسلمين ؟‬ ‫نداء عباس‬

‫بالرغــم مــن اننــا يف القــرن الحادي اعمال فنية ترقى اىل مستوى العاملية وقبول يف اقبال هوليوود عىل املمثلني املســلمني‬ ‫والعرشين وان العرب لــم يعودوا يرتدو بعــض املمثلني العرب بــادوار يف اعمال والعرب اقباال ً انعكس سلبا ً عىل الشخصية‬ ‫العمامة وليســوا بحاجــة المتطاء االبل سينمائية تيسء للشخصية العربية ‪ ،‬بينما العربية واملســلمة عىل حد سواء واعتربها‬ ‫والخيول للتنقل وحمل االمتعة وليس كل يرجع البعض االخر هذا التشويه املتعمد الكاتب خطــوة تخدم بشــكل او باخر‬ ‫تجار األســلحة واملمنوعات هم من العرب اىل رشكات اإلنتاج التي تديرها شخصيات اهداف الحركة الصهيونيــة العاملية كما‬ ‫واملسلمني الزالت السينما الغربية تتناول يف ذات توجه صهيوني تتعمد اإلساءة للعرب ويلخــص الفكرة املؤلــف األمريكي ذو‬ ‫اعمالها الشخصية العربية واملسلمة بكثري واإلســام وقد زادت احداث الحادي عرش األصول اللبنانية جاك شــاهني يف كتابه (‬ ‫من السلبية واالزدراء وتتناول بطريقة غري من أيلول عام ‪ 2001‬من سلبية الشخصية العرب األرشار ‪..‬كيف تشوه هوليوود امة‬ ‫منصفة كل ما يحيط بواقعنا العربي وهذه العربية املسلمة ولتنســحب هذه النظرة ) بقولــه ( ان تكون عربيا ً يعني ان تكون‬ ‫الصورة النمطية للشــخصية العربية هي بدورها عىل شعوب اســيوية غري عربية مسلما ً ويعني ان تكون ارهابيا ً ‪ ..‬تلك هي‬ ‫وليدة االعمال السينمائية األوىل ( الصامتة كالهنود والباكســتانيني واالفغان والفرق الصورة السائدة عن اإلسالم ) وبالرغم من‬ ‫) التي كانت تدور حول قصص الف ليلية هذه املرة كان االستعانة بممثلني من هذه جهود بعض البلدان العربية " الخليجية‬ ‫وليلة وعيل بابا واالربعني حرامي ورحالت الدول الداء تلك االدوار حيث يعترب الناقد " بالتحديد يف إقامة مهرجانات سينمائية‬ ‫السندباد وكان املحوران الرئيسيان لتلك السوري واإلعالمي احمد دعدوش يف كتابه واستضافة شــخصيات فنية عاملية ولكن‬ ‫األفالم السحر واملغامرة ‪.‬‬

‫( رضيبة هوليوود ‪ ..‬مــاذا يدفع العرب تبقى عجلة الســينما العامليــة تدور يف‬

‫يعزو النقاد تقديم الشخصية العربية بهذا واملسلمني للظهور يف الشاشات العاملية ) ذات االتجــاه لتصور العربي وهو يرتدي‬ ‫النمط السلبي عدم اجتهاد العرب يف تقديم ان احداث أيلول شــكلت االنعطافة األكرب العمامة و يسري ومن خلفه الجمل ‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫بني مطرقة الوطنية وسندان الوطن‬

‫صفيح ساخن‬

‫التفجــر والقتل اصبح جزءا من حياتنا اليومية اما الضحايا فهم عبارة عن ارقام تتداولها وســائل‬

‫عمـــــار منعم‬

‫االعالم نتفاعل معها انيا لكي تعود الحياة اىل مجاريها من دون أي تغيري‪ .‬ففي كل الديمقراطيات يف‬ ‫العالــم يكون االمن الوطني يف مقدمة االهتمامات الحكومية وتاتي بعده قيم الديمقراطية ‪ ,‬وال يمكن‬ ‫بناء الديمقراطية من دون قوة تحميها تســتند اىل وحــدة جماهريية اال اننا قد هتكنا جميع االرسار‬ ‫وترشذمنــا فضللنا الطريق ولو كان هناك يشء اســمه(وحدة وطنية) يف القضايا املصريية لتمكنت‬ ‫الحكومة من إحداث تغيريات جذرية يف عملية بناء الدولة والتصدي لالعداء‪.‬‬ ‫املالكي ال يستطيع ان يواجه االرهاب بمفرده سيما وان هنالك احزاب سياسية تربر الجريمه وتدافع‬ ‫عن االجــرام ومثلما يقول املثل الشــعبي(حرامي البيت ما ينلزم) وألننــا اىل االن نمارس الجدل‬ ‫البيزنطي رافضني تســليح الجيش العراقي ‪،‬وجميع خطوات واجراءات وقرارات مجلس الوزراء ال‬ ‫تريض الكيانات السياســية ونوابها يف الربملان الننا ننظر اليها عىل انها تهمبش او اقصاء او هيمنة ‪،‬‬ ‫سنكون معرضني لتلقي الرضبات يف كل دقيقة وثانية سيما وان بعض الخطط االمنية قد اكل عليها‬ ‫الدهر ورشب واصبحت مســتهلكة ال تتالئم وتقنيات علوم القتال واالســتخبارات الحديثة ‪ ،‬وحتى‬ ‫القرارات املصريية يتطلب تنفيذها ســنني متعددة والكثري من النواب والسياســيني نذروا انفسهم‬ ‫لوضع العصا امام عجلة الحكومة وما ان يصدر اي قرار حكومي حتى ينربي النواب معلنني انه ضد‬ ‫مصلحة الوطن واملواطن ويكرس الدكتاتورية والطائفية والعنرصية ويشجع عىل الفساد ويستهدف‬ ‫االبرياء!!! إىل غري ذلك من شــعارات فارغة يتقنها البعض ‪ ،‬حتى وصل االنتقاد واالعرتاض اىل اتفه‬ ‫االشــياء ولِم ال ونحن يف زمن االنفالت االعالمي والثورة الديمقراطية ويعتقد الجميع ان من حق اي‬ ‫مواطن أن يرصح وينتقد ويسب ويشتم من دون ان يحاسبه احد ‪.‬‬ ‫ال يوجد وطني واحد يف العالم يرفض حصول بلده عىل اسلحة وتقنيات متطورة يف ظروف استثنائية‬ ‫يقتل فيها عرشات االبرياء يوميا ً ولكن هناك من يحاول اقناعنا ان(الوطنية) تعني معارضة الحكومة‬ ‫والربملان يف كل ما يسعيان اليه وكلما زدناهما سبابا وشتيمة سنكون اكثر وطنية وانتماءا!!! ‪.‬‬ ‫‪ammar.muneam@gmail.com‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪37‬‬


‫حوارات‬

‫مفيد الجزائري ‪ :‬إن صفة التسامح من الصفات‬ ‫األصيلة فينا نحن العراقيون‪ ،‬واألحقاد والفتنة‬ ‫صفات دخيلة علينا جاءت من أعدائنا‬ ‫حوار ‪ :‬كميلة شذر‬

‫اعالمي ومثقف شــهد فرتة بروز النخبة الثقافية املؤثرة يف العراق وهو من دعاة السالم والتسامح والتعايش السلمي ‪..‬‬ ‫تقلــد منصب وزير الثقافة ورئيس لجنة الثقافة الربملانية ‪ ،‬يعد من املدافعني عن حقوق االنســان ومنها حقوق املرأة ‪،‬‬ ‫انه وزير الثقافة والربملاني السابق الدكتور مفيد الجزائري الذي له اراء ومقرتحات عدة تتعلق بشؤون الثقافة واالعالم‬ ‫ومعالجة قضايا املجتمع وللتعرف عىل تلك اآلراء واملقرتحات كان ملجلة حقوقنا معه هذا الحوار ‪:‬‬ ‫ يعد املثقف عنرصا ً وركيزة مهمة من عنارص‬‫بناء املجتمعات املتحرضة ‪ ،‬ويف تاريخ العراق‬ ‫خالل فرتة خمســينيات القرن املايض برزت‬ ‫نخبة مثقفة كان لهــا دور فاعل يف القضايا‬ ‫املصريية‪ ،‬كيف تنظر لتلك الفرتة؟‬ ‫يف فرتة الخمســينيات كان هناك نهوض ثقايف‬ ‫كبري يف العراق و اذا ما قيســت بظروف اليوم‬ ‫فــا توجد مقارنــة حيــث ال توجد ظروف‬ ‫مهيأة للعمل ‪ ،‬فقــد كانت هناك حركة ثقافية‬ ‫مؤثرة جدا واجواء عربيــة وعاملية تحث عىل‬ ‫االندفاع باتجاه الثقافة الجل خلق واقع جديد‬ ‫يف االوطــان حيث كانت االجواء مفعمة باآلمال‬ ‫تســودها نظرة التفاؤل ‪،‬حاملني جميعنا بأن‬ ‫ينطلق العــراق يف ركب الدول املتقدمة خاصة‬ ‫وهو بلد حضارة وثقافة وتاريخ‪ ،‬لذا شــهدت‬ ‫تلك الفرتة نهضة ثقافية وبرزت شــخصيات‬ ‫ثقافية كثرية تســتحق االنتباه وتثري االعجاب‬ ‫ويتمنى املرء تكرارها ‪.‬‬ ‫‪ -‬ما هو دوركم كإعالميني ومثقفني يف معالجة‬

‫‪38‬‬

‫الظواهر السلبية يف املجتمع ؟‬ ‫دائما ما يتوفر لدى املثقف االســتعداد التام‬ ‫للتعاون مــع الجهات املختصة يف محاربة تلك‬ ‫الظواهر فاملثقف ال يستطيع املبادرة بمفرده‬ ‫ومقاومتها لوحده ‪ ..‬فاملسؤولية تقع عىل عاتق‬ ‫الدولة يف الدعوة بصورة جدية للمثقف بهدف‬ ‫االسهام يف هذه العملية وتفعيل دوره وتكون‬ ‫املحفز واملشــجع والدافع لــه كعقد مؤتمر‬ ‫يجمع املثقفني وتبادل الرأي معهم حول هذه‬ ‫الظواهر والسبل الكفيلة بمعالجتها‪ ..‬عىل غرار‬ ‫ما يحدث من تنسيق بني وزارة الرتبية ومنظمة‬ ‫الثقافــة للجميع للقضاء عــى االمية ‪.‬وحتى‬ ‫املنظمــات التي تعمل يف هــذا املجال تحتاج‬ ‫للدعم الحكومي يف نشاطاتها ‪ ..‬وخاصة وزارة‬ ‫الثقافة ‪ .‬وانا اقرتح ان تكون هناك مؤسســة‬ ‫تابعة للربملان العراقي لديها صندوق خاص ‪،‬‬ ‫تتابع عمل املنظمات الناشطة يف مجال االيتام‬ ‫عىل ســبيل املثال او يف مجال مكافحة االمية‬ ‫او البطالة وتدعوها للتعــاون مع الدولة وان‬ ‫تدعمها ماديا ً ‪.‬‬

‫ سبق وان شغلت منصب وزيرا للثقافة مالذي‬‫قدمته لدعم الثقافة والنهوض بواقعها بالبالد‬ ‫؟‬ ‫عندمــا كنت وزيرا ً للثقافــة قدمنا الكثري من‬ ‫االعمال يف جميع مجاالت الثقافة رغم تواضع‬ ‫امكانيات الوزارة يف حينها ‪ ..‬ووضعنا االسس‬ ‫والركائــز الصحيحة للكثري من املشــاريع‬ ‫الثقافية التي ينبغي البنــاء عليها وتعزيزها‬ ‫‪ ..‬لكن لألســف لم يتم االهتمام لهذه االسس‬ ‫وتطويرها‪ ..‬وكمثال يف هذا الصدد فان مرسح‬ ‫الرشــيد الذي تعرض لرضبة عسكرية لم يتم‬ ‫اصالحه او االهتمام به‪ .‬وعندما كنت بالربملان‬ ‫قدمنا العديد من املقرتحات ملشــاريع تخدم‬ ‫الثقافة يف البالد ‪ ،‬وعىل ســبيل املثال مرشوع‬ ‫قانون شــبكة االعالم العراقي الذي قدمناه ال‬ ‫زال معطالً اىل اآلن ‪.‬‬ ‫ ان التســامح والتعايش الســلمي صفتان‬‫متجذرتــان يف مجتمعنا العراقي برأيكم كيف‬ ‫يتم الحفاظ عىل هذه املبادئ والقيم ومواجهة‬ ‫العنارص املغذية لألحقــاد والتفرقة بني ابناء‬


‫شعبنا ؟‬ ‫ان صفة التســامح من الصفــات االصيلة‬ ‫فينا نحــن العراقيون أما االحقــاد والفتنة‬ ‫فهي صفات دخيلــة علينا جاءت من اعدائنا‬ ‫ومن الذين يحاولون النيل من وحدة شــعبنا‬ ‫وامنه وســامته ‪ ..‬علينا اوال ً ان َ‬ ‫نقوم انفسنا‬ ‫وسلوكنا ونســتعيد ماضينا وتراثنا الشعبي‬ ‫وان نعي االهــداف الحقيقية وراء زرع مثل‬ ‫هذه االحقاد بيننا ‪ ..‬وهــذه القضايا تتطلب‬ ‫رأيا ً عاما ً قويا ً يلعب دوره تســانده وسائل‬ ‫اعالم مؤثرة ويساندهما توجه حكومي يضع‬ ‫امكانياتــه يف خدمة هــذه القضايا‪ ،‬كونها‬ ‫خطرية ‪ ،‬وهناك اصوات خــرة من الكتاب‬ ‫واملرسحيني والســينمائيني واالعالميني ممن‬ ‫لديهم االســتعداد التام للمساعدة يف ترسيخ‬ ‫تلك الثقافة يف املجتمع‪ ،‬كمــا ينبغي ان يتم‬ ‫ترتيب تلك الجهود وفق خطة مدروســة كي‬ ‫تعطي ثمرتهــا وتؤثر يف ســلوكنا وحياتنا‬ ‫وتعاملنا وتفتــح آفاقا ً واســعة يف طريقة‬ ‫تفكرينا‪.‬‬ ‫ انكم من الناشــطني يف الدفاع عن حقوق‬‫املرأة برأيك الي مــدى حققت املرأة العراقية‬ ‫طموحاتها واهدافها ؟‬ ‫انا دافعت عن املرأة وعن مرشوعية مطالبها‬

‫بكل قوة وشاركت فيما ال يحىص من فعاليات‬ ‫يف هذا املجال وقدمت كل ما استطيع تقديمه‬ ‫من الدعم لهذه القضية منذ كنت يف الوزارة‪،‬‬ ‫إذ كان هناك موقع خــاص للمرأة وللثقافة‬ ‫النسوية واألدب املفتوح ومناهضة العنف ضد‬ ‫النســاء‪ ،‬فاملرأة سابقا ً كانت اكثر نشاطا ً من‬ ‫اآلن يف جميــع املجاالت رغم قلة فرص العمل‬ ‫لهــا ‪ ،‬يف حني ان املرأة حاليا ً فأن موقعها اهم‬ ‫من السابق بحكم التطور الحاصل يف وضعها‬ ‫عىل صعيد مشــاركتها يف الحياة السياسية‬ ‫وترشيع بعض القوانني التي تحفظ وتصون‬ ‫حقوقهــا‪ ،‬اال ان الدور الفعــي لها ضعيف‬ ‫فقليل منهن يعربن عــن آرائهن ومواقفهن‬ ‫بقوة يف جميع املجاالت ‪.‬‬ ‫ كيف ترى خطوة الحكومــة العراقية من‬‫خالل وزارتي الدولة لشــؤون املرأة وحقوق‬ ‫االنســان يف تقديــم التقريــر الوطني عن‬ ‫مناهضــة التمييز والعنف ضــد املرأة امام‬ ‫املجتمع الدويل ؟‬ ‫ان هذه الخطوة جيــدة ورضورية وتتطلب‬ ‫االســتمرار يف الطرح كونها قضية حساسة‬ ‫من خالل برامج وافــكار وتدريب ولقاءات‬ ‫وحوارات ونــدوات فال بــد ان تكون هذه‬ ‫القضية حارضة وحية يف جميع االوقات‪.‬‬

‫ ما هو رأيك يف مسرية حقوق االنسان يف زمن‬‫النظام السابق وبعد عام ‪ 2003‬؟‬ ‫قضية حقوق االنسان ســابقا ً غري موجودة‬ ‫مطلقــا ً وال يمكــن الحديث عنهــا لكون‬ ‫االنتهــاكات لحقوق االنســان كبرية وكانت‬ ‫بابشــع الصور‪ ،‬وتم طرح تلك القضية بعد‬ ‫التغيري حيث بــدأت منظمات مجتمع مدني‬ ‫تنادي بحقوق االنسان وبدأ يكتب عنها بدون‬ ‫رقابة وعند وجودي يف الــوزارة عام ‪2004‬‬ ‫اعددنا كتبا ً عديدة وكراسات تتعلق بقضايا‬ ‫حقوق االنسان ‪.‬‬ ‫اما بالنســبة لوزارة حقوق االنســان فأن‬ ‫جهودها كبرية وملموســة رغــم الظروف‬ ‫الراهنة وتعرض البالد لهجمة ارهابية رشسة‬ ‫والتي تنتهك حق الحيــاة يوميا ‪ ..‬وبرغم ان‬ ‫الوزارة هي الجهــة املتخصصة بذلك والتي‬ ‫تراقب وتتابع كل مــا يتعلق بقضايا حقوق‬ ‫االنسان لكن مســألة حقوق االنسان تتطلب‬ ‫تظافر جهود الجميع بهدف ترســيخها يف‬ ‫املجتمع‪.‬‬ ‫ لكونك اعالمي كيف ترى دور االعالم يف تناول‬‫قضايا املجتمع‪ ،‬وهل يمارس دوره الحقيقي ام‬ ‫مجرد االنتقاد والتصعيد االعالمي ؟‬ ‫ال بد لإلعالم ان يدعــم كل ما يخدم املجتمع‬ ‫ويساهم يف تطوره ومنها التوعية عىل حقوق‬ ‫االنســان‪ ،‬وينتقد التقصري ان وجد بصورة‬ ‫مهنية وموضوعية مستقلة‪ ،‬ويساهم مساهمة‬ ‫فعالة يف معالجتهــا الن واجبه تجاه املواطن‬ ‫واملجتمع يحتم عليه طرح الحقيقة واملعلومات‬ ‫الدقيقة ومد جسور الثقة بينه وبني الشعب‪.‬‬ ‫كلمة اخرية ملجلة حقوقنــا التي تصدرها‬‫وزارة حقوق االنسان؟‬ ‫اتمنى كل التوفيق لــكل العاملني عىل انجاز‬ ‫هذا املطبوع القيم الذي يعتــر رافدا مهما‬ ‫يصب يف خدمة ثقافة حقوق االنسان ونرشها‬ ‫وتعزيزها‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪39‬‬


‫حقوق انسانية‬

‫حق اإلنسان في بيئة نظيفة‬ ‫د‪ .‬عايد رايض‬ ‫لقد تبنّت الجمعية العامة لألمم املتحدة يف العام ‪ 1948‬اإلعالن العاملي لحقوق اإلنســان والذي ّ‬ ‫يشكل أول إجماع أخالقي دويل حول‬ ‫ما ينبغي للناس توقعه من املجتمع املدني من الحريات املدنية الشخصية وحقوق اإلنسان املرتاوحة ما بني حرية الكالم إىل الحرية يف‬ ‫الحد من التعذيب‪ ,‬وكذلك الحق يف الحصول عىل الصحة والذي يســاعد بإيجاد وترسيخ نقاط التقاء بني الحركات البيئية وحركات‬ ‫حقوق اإلنسان نظرا ً للرتابط العضوي بني حق اإلنسان يف بيئة نظيفة وحقه يف العلم والغذاء واملأكل ‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫فمنذ عام ‪ 1968‬إىل العــام ‪ 2002‬والذي تعليم ‪ .‬يعود هذا إىل وجود صعوبات تواجه عىل معالجــة العالقــات املتبادلة ما بني‬ ‫شــهد انعقاد قمــة األرض العاملية الثانية عمليات دمج اإلرادة السياســية مع املوارد املجتمعات اإلنســانية وسياسات حماية‬ ‫مرورا بقمــة األرض األوىل يف العام ‪ ،1992‬االقتصادية والفنية واملعرفة بإدارة املوارد البيئة ‪ ,‬وهو ما نجــده يف األجندة العاملية‬ ‫أصدرت الهيئة العامــة لألمم املتحدة عدة الطبيعيــة والبيئية والتغريات يف الســلوك والتي تؤكد عىل مفهوم التنمية املستدامة‬ ‫قــرارات وإعالنــات ركزت عــى العالقة االجتماعي ألبناء املجتمع املحيل املعني باألمر كخطــاب عاملي لتقييــم القضايا البيئية‬ ‫بني نوعية البيئة وتمتع اإلنســان بحقوقه ‪ ,‬فاالستجابة ألســتحقاقات مفهوم التنمية أو بمصطلــح علمي هــي عملية توجيه‬ ‫األساسية‪ ,‬وقد شكل إعالن استوكهولم لعام املستدامة تتطلب إنشاء مؤسسات سياسية للسياسات البيئية وذلك من خالل تحديد‬ ‫‪ 1972‬اعرتافا واضحا ّ‬ ‫بأن عنارص البيئة هي ملناقشــة اآلثار السياســية التنموية مما الهدف الذي ينبغــي تحقيقه‪ .‬إن الهدف‬ ‫من العوامل األساسية لرفاه وحياة اإلنسان يساعد عىل إعادة توزيع مكتسبات التنمية من التنمية املستدامة يعترب محورياً‪ ,‬فكما‬ ‫وتاله إعالن الهاي ليثبت حق اإلنســان يف بعدالة والتي أدى غيابها ســابقا ً إىل تدهور أشــارت وأكدت أدبيات حقوق اإلنســان‬ ‫الحياة بكامل متطلباتها من العيش بسالم يف قاعدة املوارد الطبيعيــة ومعاناة وفقر والبيئة إىل حصول تطورات إيجابية يف هذا‬ ‫وحرية‪ ،‬وتتوج هذه القــرارات واإلعالنات‬ ‫بقرار الهيئة العامــة لألمم املتحدة يف عام‬ ‫‪ 1990‬إىل حــق األفراد يف بيئة مناســبة‬ ‫لصحتهم ورفاهيتهم‪ .‬يجسّ د مفهوم التنمية‬ ‫املســتدامة بانحيازه للعدالــة‪ ,‬ولحقوق‬

‫اإلنســان يف بيئة نظيفة ألنه يشكل معيارا ً‬

‫املجال‪ .‬لقد جاءت فكرة حقوق اإلنســان‬

‫ّ‬ ‫أن عناصر البيئة‬ ‫هي من العوامل‬

‫يف بيئــة نظيفة كرد عــى مظاهر الظلم‬ ‫البيئي وغياب العدالة البيئية وأســاليب‬ ‫التنمية غري املســتدامة ‪ّ .‬‬ ‫وإن مأسســة‬

‫األساسية لرفاه‬

‫حقوق اإلنسان البيئية ال يمكن أن تتم إال‬

‫وحياة اإلنسان‬

‫من خالل تبني أهداف التنمية املســتدامة‬

‫تستطيع من خالله تحديد مدى التقارب ما‬

‫ممثلة باملســاواة بني األجيال الحارضة و‬

‫بني سياسات التنمية واإلنسان‪ ,‬فقد أعيدت عىل مستويات مختلفة ‪ ,‬و تحقيق هذا األمر أجيال املستقبل‪.‬كما ان إن عملية مشاركة‬ ‫صياغة نظرية التنمية لتنترص لإلنســان ليس باألمر الهني أو البســيط كما يتصوره الجمهور ومؤسســات املجتمع املدني يف‬ ‫الذي أهملته مســارات التنمية بدون حدود البعض نظرا ً لعدم وجود مؤسسات قادرة صناعة القــرار التنموي من خالل عملية‬ ‫لعقود طويلة‪ ,‬فالدعــوة إىل تلبية حاجات عىل اإليفاء بمستلزمات التنمية املستدامة ‪.‬‬

‫تقييم األثر البيئي أحد أهم اآلليات باتجاه‬

‫األجيال الحالية بدون األرضار باحتياجات ويف ظل هذه املشاكل املرتاكمة التي جاءت مأسســة حقوق اإلنســان البيئية ليُمكن‬ ‫األجيال القادمة تــرز وتدعم فكرة العدالة كنتاج من املفهــوم فإن االقرتاح باالنتقال املجتمعات من حماية حقوقها البيئية من‬ ‫مع الحفــاظ عىل محدوديــة التنمية ‪ ,‬وال من مرحلة سياسات التنمية غري املستدامة خالل إتاحة املعلومات البيئية حول حجم‬ ‫ننىس هنا أن عمليــة املصالحة هذه ما بني باتجاه تنمية مســتدامة يشــكل خطوة ومدى الرضر البيئي للمشــاريع التنموية‬ ‫التنمية والبيئة تواجه مصاعب جمة ملا لها إيجابية ‪ ,‬وما يهم العالم يف هذا الســياق وتبني مبدأ من يلــوث يدفع للحفاظ عىل‬ ‫من ترابطات شــائكة لكل املجاالت املتعلقة بحث حقوق اإلنســان يف بيئة نظيفة هو حقوق اإلنســان وطبيعة بيئته ومواردها‬ ‫بالبيئة من اقتصاد‪ ،‬صحة‪ ،‬تجارة‪ ،‬اجتماع و قدرة خطاب مبادرات التنمية املســتدامة من النضوب‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪41‬‬


‫قصة قرار‬

‫منع مزاولة أي نشاط سياسي للمتقاعدين‬ ‫من القوات المسلحة‬ ‫اعداد ‪ :‬نادية صفر البياتي‬

‫الجيش املصدر الرئيس لقلق‬ ‫النظام الفايش املقبور‪ ،‬لذا لم‬

‫عُرف النظــام الدكتاتوري يستثنى من سلسلة القرارات‬ ‫املباد بأنــه لم يكن متحفظا ً االجرامية التــي ُت َشع كل‬ ‫يف إعالن نيته القاســية ملنع يوم لتصفية الخصوم ‪ ،‬حيث‬ ‫أي نشاط سيايس يف الجيش‪ ،‬تم اســتبدال الضباط غري‬ ‫حيث بدأ باصــدار قرارات البعثيني بأخرين بعثيني‪ .‬ثم‬ ‫مجحفــة بحــق املواطن تم منع أي نشــاط سيايس‬ ‫العراقي امعانا باستخفافه معــارض داخــل القوات‬ ‫بحياتــه وأهانــة كرامته املسلحة بموجب قرار مجلس‬ ‫وانســانيته وهــي قرارات قيادة الثورة املرقم ‪ ١٣٥٧‬يف‬ ‫غريبة ال مثيل لها يف أية دول ‪"١٩٧١‬يعاقب باالعدام أي‬ ‫ً‬ ‫مخالفة منتسب عسكري ينتمي اىل‬ ‫ومجتمعات اخرى ‪،‬‬ ‫للمعايري االنسانية والقانونية جهة سياســية محظورة أو‬ ‫وعدم االمتثــال ألية معايري يمارس عمال سياسيا مرضا‬ ‫نصت عليها كل الدســاتري بحزب البعث"‪ .‬ثم تم توسيع‬ ‫الوضعية يف العالم يف رضورة العقوبة لتشــمل أي نشاط‬ ‫ان تكون العقوبة متناســبة سيايس داخل القوات املسلحة‬ ‫مع الفعــل املرتكب‪ .‬حيث بعد أن كان يف البدايه مقترصا‬ ‫بدء النظام بحملة اعدامات عــى ماتم اعتبــاره مرضا‬ ‫ومطاردات طالــت العديد أو معارضــا لحزب البعث‪.‬‬ ‫من الخصوم السياســيني وربما بســبب الخوف من‬ ‫عام ‪ ١٩٧٨‬يف سابقة خطرية الضباط غري البعثيني الذين‬ ‫ُتجســد ظهور نزعة مقيتة تم طردهــم أو ترسيحم من‬ ‫يف الســيطرة املطلقــة عىل الجيش بأن يمارسوا نشاطا‬ ‫الســاحة السياسية للعراق‪ .‬سياســيا معارضــا لحزب‬ ‫ويف الوقت الــذي كان فيه البعث‪ ،‬من خــال عالقتهم‬

‫‪42‬‬

‫بضباط الزالــوا يف الخدمة اذا ثبــت إنضمامه أو عمله‬ ‫‪ ،‬صدر قــرار مجلس قيادة لحساب أو مصلحة أي حزب‬ ‫الثورة املرقم ‪ ٨٨٤‬يف ‪ /٧/٣‬أو جهة سياســية عدا حزب‬ ‫‪ ١٩٧٨‬الذي ينص "يعاقب البعث العربي االشــركي"‪.‬‬ ‫باالعدام العســكري ورجل فليطلع ابناء شعبنا عل جزء‬ ‫الرشطة مــن املتقاعدين أو يسري من تاريخ هذا النظام‬ ‫املترسحني مــن الخدمة أو امللبد بغيوم سوداء لم يآلفها‬ ‫املنتهية خدمتهم الي ســبب النــاس يف جميــع أصقاع‬ ‫كان بعــد ‪ ١٩٦٨/٧/١٧‬األرض ‪.‬‬


‫ثقافة النمل!‬ ‫اتساع مســاحة التعصب والخالف والفوىض وسفك الدماء الربيئة واستباحة الحرمات باسم الدين ظاهرة خطرية‪،‬‬ ‫تعرب عن أزمة دينية وأخالقية وسياســية واجتماعية تهدد وجودنا االنســاني‪،‬رغم أن بني أيدينا كتاب الله الكريم‪،‬‬ ‫يرشــدنا يف كل كلمة إىل طريق الخري‪،‬لكننا عجزنا عن قراءة معنى الرســالة اإللهية‪ ،‬ومن ثم فشــلنا يف مقارنة‬ ‫أنفســنا مع األمم األخرى من البرش لنتعايش ونتعاون‪،‬وأغلقنا ابواب التسامح واملحبة بيينا كمذاهب متعددة لديانة‬ ‫التوحيد‪،‬وذلك من فرط جهلنا وعنجهيتنا‪،‬ولكن الباري عز وجل اليدعونا كشــعوب وقبائل لنتعارف فحسب‪ ،‬ولكن‬ ‫يخربنا بحكمته اإللهية‪َ (:‬ومَا ِم ْن َدا َّب ٍة ف ْال َ ْر ِ َ َ‬ ‫ُ َ َ ُ​ُ‬ ‫اب ِم ْن َ ْ‬ ‫ش ٍء‬ ‫ض وَل طا ِئ ٍر ي َِط ُري ِبجَ نَاحَ يْ ِه إِلَّ أ َم ٌم أمْثالك ْم مَا َفر َّْطنَا ِف الْ ِكتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُث َّم إ ِ َل َر ِّب ِه ْم يُحْ َ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ون) [األنعام‪.]38 :‬‬

‫قاب قوسين‬ ‫د‪.‬محمد فلحي‬

‫لنتخلص من مرض الغرور لحظة ونتأمل يف واحدة من تلك األمم الحيوانية‪ ،‬التي تعيش من حولنا وال نكاد نشــعر‬ ‫بوجودها‪،‬وهي مملكة النمــل‪ ،‬التي تتفوق علينا عدة وعديدا‪ ،‬حيث يؤكد العلماء أن أعداد النمل تفوق أعداد البرش‬ ‫بما يســاوي مليون نملة مقابل كل إنسان‪،‬وأن مصرينا يف الحياة الدنيا أن نكون جثة متفسخة عفنة بني يدي النمل‬ ‫يف حفرة صغرية‪،‬فما احقر ذلك الكائن املغرور املتكرب الذي ينىس تلك النهاية املرعبة!‬ ‫ينبغي أن نتعلم من النمل دروســا ً يف الحياة والعمل والتعايش والتضامن والنظام واملسؤولية واألخالق والرشف‪،‬‬ ‫فالسلوك االجتماعي للنمل هو األعقد بني عالم الحرشات‪ ،‬ولذلك جاء القرآن بسورة كاملة اسمها سورة(النمل)‪،‬وذكر‬ ‫فيها املوىل تبارك وتعاىل قدرة النمل عىل التكلم‪ ،‬وقد أثبت العلم وجود لغة خاصة يتفاهم من خاللها النمل ويتواصل‬ ‫حتى عن بعد‪ ،‬فسبحان الله! هناك دراسات عديدة عن ذكاء النمل وقدراته التنظيمية املذهلة وقوته الجسدية‪ ،‬حيث‬ ‫تســتطيع النملة حمل أشياء تزن عرشين ضعفا ً من وزن جســمها‪،‬وقد أمىض أحد الباحثني سنوات عدة يف دراسة‬ ‫ظاهرة تنظيم املرور عند النمل‪ ،‬وكيف يستطيع مجتمع النمل تنظيم حركته لتجنب الفوىض أو الهالك‪ ،‬ولعل القصة‬ ‫تعب عن وجود نظام مرور متطور!‬ ‫القرآنية عن تلك النملة التي حذرت أخواتها من جنود نبي الله سليمان(ع) ّ‬ ‫يؤكد الباحثــون أن النمل يوزع األعمال بطريقة عادلة وتخصصية بني االنــاث والذكور والعامالت والخادمات‪،‬‬ ‫وهناك نمالت مهمتها إعطاء التعليمات ومخاطبة مجتمع النمل وتحذيره وإرشاده ماذا يعمل يف الحاالت الطارئة!‬ ‫لعل اعجب ما قرأت عن سلوك النمل هو نظام التعاون يف بناء الجسور الحية لعبور الحواجز املائية‪ ،‬يقول الدكتور‬ ‫‪: Scott Powell‬عندما يصادف النمل حفرة ال يســتطيع عبورها فإنــه يختار مجموعة من النمالت ذوات الحجم‬ ‫املناســب للحفرة‪ ،‬تضحي بنفسها وتتحمل أعباء ومشقة بناء الجرس الحي من أجسادها‪ ،‬لتعرب عليه بقية النمالت‪،‬‬ ‫وتقــوم النمالت بعدة تجارب قبل بناء الجرس حتى تجد أفضل النمالت املناســبة من حيث حجمها وقوتها لتحمّل‬ ‫أوزان النمل الذي ســيعرب عىل ظهورها! ويقول العلماء الذين أجروا هــذا البحث إن النمل يضحي بعدد قليل من‬ ‫النمالت لبناء الجرس‪ ،‬ولكنه يجني فوائد عظيمة يف تأمني املرور الالزم آلالف النمالت‪ ،‬وهذا النظام االجتماعي تقوم‬ ‫به النملة بكل طواعية ورسور‪ ،‬بل إن كل نملة تسارع لتجرب حجمها إذا كان مناسبا ً لبناء هذا الجرس الحي!‬ ‫إن هذا التكافل والرتاحم والتعاون موجود يف عالم النمل‪ ،‬فإن لم نستطع أن نكون مثل البرش علينا أن نتعلم الحكمة‬ ‫من النمل؟!‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪43‬‬


‫آراء‬

‫اإلعالم وحقوق اإلنسان‬ ‫بقلم‪ :‬نــزار حيدر‬

‫ال يمكن ان يؤدي االعالم دوره ويتحمل مسؤوليته تجاه حقوق االنسان‬ ‫وحمايتها يف العراق‪ ،‬اال اذا كان حرا‪ ،‬وال يمكن ان يكون حرا‪ ،‬اال اذا كان‬ ‫مسؤوال‪ ،‬وال يكون مسؤوال‪ ،‬اال اذا خضع لرقابتني فقط دون غريهما‪،‬‬ ‫وهي رقابة الضمري‪ ،‬او ما يسمى برشف املهنة‪ ،‬ورقابة القضاء‪.‬‬ ‫فهناك نوع من االعالم ال يمكن (املستقل) وهو يف حقيقة امره وحقوقهــم لصالــح جهات الوطني يف الراي العام العراقي‬ ‫له ان ينترص لحقوق االنسان‪ ،‬تابع للنظام السيايس العربي خاصة‪ ،‬اي انه يعتاش عليها‪.‬‬ ‫النه يخضع للمصالح الضيقة الفاسد بشكل او بآخر‪.‬‬

‫ولالسف الشديد‪.‬‬

‫يســعى االعالم الحر اىل تقييم اما بالنســبة اىل الرقابة عىل‬

‫وال يعيــش يف رحاب املصالح كمــا ان االعالم الــذي يعتقد االنجــازات الحكوميــة من االعالم‪ ،‬فالضمري اول املراقبني‪،‬‬ ‫العامة التي تخص الراي العام بان الحرية تعني الفوىض او جانب‪ ،‬والحديث عن الفشــل النــه رقابة ذاتيــة وطوعية‪،‬‬ ‫وغالبية املجتمــع‪ .‬انه االعالم بمعنى التســقيط والتشهري من جانب آخــر‪ ،‬فاملواطن يف تتحكم باتجاهاتــه لتحقيق‬ ‫املُســيس‪ ،‬وهو اعالم املصالح ونرش اي شــئ بــا دليل او العراق اليوم يبحث عن االعالم الصالح العام فقط‪.‬‬ ‫التي تســر وفــق أجندات منطــق او اثبات‪ ،‬او انه يعني الحر الذي يحلل له اســباب اما ثاني رقيب عىل االعالم فهو‬ ‫هدامة‪ ،‬لذلك ال يمكن االعتماد التــرف باملعلومة حتى قبل الفشل وقد يقرا فيه حلوال لها‪ ،‬القضاء حرصا‪ ،‬فان االعالم يف‬ ‫عليه يف حماية حقوق املواطن الثتبت منهــا‪ ،‬ال يمكنه كذلك اما اذا لم يجد مثل هذا االعالم البــاد الديمقراطية ال يقف‬ ‫ومصالحه العامة‪ ،‬وهو اعالم الدفاع عن حقوق االنســان او يف وسائل االعالم الوطنية‪ ،‬فانه متهما اال امام القضاء فحسب‪،‬‬ ‫يع ُرض نفسه يف سوق النخاسة‪ ،‬االنتصار لهــا عندما تتعرض يلجا‪ ،‬والحال هذه‪ ،‬اىل االعالم فهو ال يقف متهما امام باقي‬ ‫يبيعها ملن يدفع اكثر‪ ،‬وهو ما النتهاك من نــوع ما من قبل املعادي الذي يدس الســم يف الســلطات الن كل ذلك يحد‬ ‫نراه يف اعالم الكثري من االنظمة مســؤول يف الدولة‪ .‬فمثل هذا العسل‪ ،‬ولذلك نجد ان االعالم من حريتــه‪ ،‬فاالعالم املرعوب‬ ‫العربية مسميا نفسه باالعالم االعالم يتالعب بمصالح الناس العربي اكثر تاثريا من االعالم والخائف من الحكومة ال يمكنه‬

‫‪44‬‬


‫ان يكون حرا‪ ،‬واذا فقد حريته‪ ،‬احد اال القضاء‪ ،‬كما هو حاله ومنــة عليــه‪ ،‬وان مثل هذا املواطن صوته للمسؤول منحه‬ ‫شــلت اهم رســائله اال وهي يف البــاد الديمقراطية يف هذا الفهم هو الــذي يخلق ثقافة به حقه يف ممارســة السلطة‪،‬‬ ‫الرقابة‪ ،‬وعىل راســها رقابة العالم‪.‬‬ ‫حقوق االنسان‪.‬‬

‫عبادة الشــخصية يف املجتمع‪ .‬واال فسيكون من املغتصبني‪،‬‬

‫فاذا مــا تحققت حرية االعالم باالضافــة اىل التحــدث عن فال يحق له ان يمارسها ابدا‪.‬‬

‫يجب تفعيل القضاء املستقل فســتتحقق حريــة التعبري‪ ،‬واجبــات الحاكم قبل الحديث ان مثل هــذه الثقافة يجب ان‬ ‫املتعلــق باالعــام يف العراق واالخــرة يلزمهــا ان تؤدي عن حقوقــه‪ ،‬ليعرف املواطن تشــاع يف املجتمع‪ ،‬وال يتحقق‬ ‫ليلجأ اليه املســؤول اذا شعر دورها يف‬

‫بــان الحاكم خــادم وليس ذلــك اال بحريــة التعبري‪ .‬ان‬

‫بان االعالم تعــرض له ظلما التحدث عــن حقوق املواطن‪ ،‬متســلط‪ ،‬وهو وكيل عنه يف االعالم رسالة ورشف وضمري‬ ‫وعدوانا‪ ،‬فيقتــص منه امام من خــال اشــاعة الثقافة ادارة البالد وليس اصيل‪ ،‬فان ومســؤولية‪ ،‬فامــا ان يتحىل‬ ‫القضاء حــرا‪ ،‬ويلجأ اليه الدستورية‪ ،‬الن املواطن الذي حق الســلطة الذي يمارسه باخالقياتها مــن يتصدى لها‬ ‫االعالم كذلــك اذا ما تعرض ال يعرف حقوقه التي يضمنها الحاكم هو حق مكتســب من او ان يرتكهــا لرجالها‪ ،‬كي ال‬ ‫للظلم والقسوة عىل يد السلطة الدستور والقانون‪ ،‬فسيتصور ارادة املواطــن التي تتجىل يف يتحول االعــام اىل مكب لكل‬ ‫من اجل ان نصــل اىل يوم ال ان كل خدمــة يقدمهــا لــه صندوق االقرتاع عندما يشارك انتهازي وفاشل ووصويل وتلك‬ ‫يقف فيه االعــام متهما امام املســؤول‪ ،‬هــي مكرمة منه يف االنتخابــات‪ ،‬فــاذا منح هي املصيبة ‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪45‬‬


‫تقارير‬

‫نظرة على ‪ 145‬عام ًا من عمر‬ ‫الصحافة العراقية‬ ‫إعداد‪ :‬الباحث املوسوعي‪ /‬عيل فاضل البدراوي‬ ‫عضو نقابة الصحفيني العراقيني‬ ‫يحتفل الصحفيون العراقيون يف كل عام بعيدهم تيمنا بذكرى نشوء أول صحيفة يف بلدهم وهي الزوراء التي صدرت يف الخامس عرش من‬ ‫شهر حزيران‪/‬يونيو من عام ‪1869‬م إبان فرتة االستعمار العثماني للعراق رغم أن مصادر أخرى تشري وفقا لسجالت الرحالني االجانب‬ ‫اىل أن أول جريدة ظهرت يف بغداد كانت (جورنال العراق) التي أنشــأها الوايل العثماني داود باشــا الكرخي يف عام ‪ 1816‬وكانت تطبع‬ ‫بمطبعة حجرية وتعلق عىل جدران دار الوالية‪ ،‬ويعود رس عدم االعرتاف بها اىل أنها مفقودة تماما من سجالت الدولة العراقية والعثمانية‬ ‫ودار الوثائق الربيطانية ليكون االجماع عىل الزوراء بأنها أول جريدة رســمية نشأت يف العراق‪ .‬املتأمل لتاريخ الصحافة يف العراق يراها‬ ‫أنها تأثرت بالعهود السياسية التي مرت بها‪ ،‬إذ حتى وقت قريب كانت الصحيفة تمثل رأي الحاكم ‪ ،‬فمن السهل عىل أي باحث أن يتعرف‬ ‫عىل الحقبة السياسية ألي صحيفة صادرة‪.‬‬ ‫صحافة العراق املبكرة‬ ‫جريدة الزوراء التي كانت األوىل والوحيدة يف العراق‬ ‫يف الفرتة املشار اليها كانت تمثل لسان حال والية‬ ‫بغداد التابعة لالمرباطورية العثمانية ويشار اىل‬ ‫أنها صدرت يف عهد الوايل االصالحي مدحت باشا‬ ‫والذي يف عهده شــهد العراق "املتأخر حضاريا"‬ ‫اصالحات وإن كانت محدودة لكنها تحســب له‬ ‫خالفا للــوالة االخرين‪ .‬صــدرت جريدة الزوراء‬ ‫بأربعة صفحات وباللغتني العربية والرتكية وقد‬ ‫استمرت يف الصدور مدة تقارب (‪ )48‬عاما ً حتى‬ ‫بلغ مجموع ما صــدر منها (‪ )2607‬عددا ً حيث‬ ‫صدر العدد االخــريف ‪1917/3/11‬م وقد ظلت‬ ‫الجريدة الوحيدة يف بغداد حتى صدور الدستور‬ ‫العثماني ســنة ‪1908‬م حيث ظهرت يف العراق‬ ‫عدة جرائد باللغة العربية‪ .‬ثم أمر الوايل نجم الدين‬ ‫مــا بصدورها بالرتكية فقط لتســتمر عىل هذا‬ ‫الحال ملدة خمســة أعوام حتى مجئ الوايل محمد‬ ‫باشا الذي امر يف ‪ 12‬تموز ‪ 1913‬إعادة إصدارها‬ ‫باللغتني العربية والرتكية مجددا‪ .‬اهتمت الزوراء‬ ‫بنرش أخبار تتعلق بالشؤون الداخلية والخارجية‬

‫‪46‬‬

‫بالدرجة الرئيســية إضافة اىل نــر الفرمانات‬ ‫ومقاالت يف الشؤون الثقافية والسياسية والصحية‬ ‫‪ .‬كما اهتمت بانتقاد ظاهرة فســاد أداء اإلدارات‬ ‫الحكومية‪ .‬تعترب الــزوراء مصدرا تاريخيا هاما‬ ‫لتقييم األوضاع السياسية واالجتماعية السائدة يف‬ ‫العراق خالل تلك الفرتة ‪ ،‬وكانت تباع بخمســن‬ ‫بارة واالشرتاك السنوي ‪ 55‬قرشا‪ .‬وكانت (مكتبة‬ ‫املتحــف) تضم ثالثة مجلــدات لجريدة الزوراء‬ ‫‪ .‬إضافة إىل وجود نســخ عديدة منها يف املكتبات‬ ‫الشخصية لبعض املواطنني‪.‬‬ ‫بعد الزوراء صدرت يف املوصــل جريدة املوصل‬ ‫يف ‪1885/6/25‬م ومن ثــم يف البرصة صدرت‬ ‫جريدة البرصة يف ‪1889/12/31‬م وهي لسـان‬ ‫حال الحكومة العثمانية كســـابقتها كان ذلك يف‬ ‫فرتة حكم الســلطان عبدالحميد الثاني وترأس‬ ‫تحريرها رفعت محمد عيل افندي‪.‬‬ ‫صحافة العهد العثماني االخرى‬ ‫ليس من االنصاف التاريخي أن نحرص الصحافة‬ ‫العراقية بالزوراء دون االشــارة اىل االخريات‪ ،‬إذ‬ ‫صدرت بعد الزوراء صحــف عديدة منها املكتب‬

‫والحقيقة ووجدان ومعارف ومقتبسات وإرشاد‬ ‫وبانك كردســتان وبرق وبغــداد وبني النهرين‬ ‫وتعاون وتفكــر والجهاد والحقــوق والروضة‬ ‫والزهور وطرائف غريها من الصحف التي اليسع‬ ‫ذكرها‪.‬‬ ‫الصحافــة العراقيــة يف فرتة االســتعمار‬ ‫الربيطاني وإنشاء الدولة العراقية‬ ‫بعد تأسيس الدولة العراقية سنة ‪ 1921‬صدرت‬ ‫عدة صحف حكوميــة ووطنية معارضة وحزبية‬ ‫ناطقة بلســان االحزاب السياسية يف ذلك الزمان‬ ‫حملت افكارا متعددة من ضمن الدفاع عن عراقية‬ ‫املوصل ضد االطماع الرتكية ومناهضة االستعمار‬ ‫الربيطاني والقضايا العراقية االخرى‪.‬‬ ‫ويف فــرة الثالثينيات من القــرن املايض كانت‬ ‫ظاهرة اصدار الصحف الجديدة من اهم االسباب‬ ‫يف تعطيــل الحكومــات املتعاقبــة نتيجة قوة‬ ‫معارضتها للحكم انذاك‪ ،‬فقد صدرت حوايل (‪80‬‬ ‫) جريدة ومجلة متنوعة سياسية وادبية وهزلية‪.‬‬ ‫وعند اندالع الحرب العاملية الثانية ‪ 1939‬توقفت‬ ‫الصحف الصــادرة انذاك عــدا صحيفة البالد‬


‫واالخبار والزمان‪.‬‬ ‫يف تلك الحقبــة صدرت يف بغداد جريدة لواء‬ ‫االستقالل‪ ،‬وجريدة االحرار‪ ،‬وجريدة صوت‬ ‫االهايل‪ ،‬وجريدة الوطن‪ ،‬وجريدة السياســة‪،‬‬ ‫وقد لعبت هذه الصحف دورآ مهمآ يف تعبئة‬ ‫الرأي العام تجاه قضايــا الوطن وتأثريها‬ ‫عىل انتفاضتــي ‪ 48‬و‪ 52‬اضافة اىل دورها‬ ‫الواضح يف كشف اعمال التزوير يف انتخابات‬ ‫حزيــران ‪ 1954‬ودورهــا بالتصدي آلفة‬ ‫الفساد الســيايس التي بلغت أقصاها لتكون‬ ‫أول رضبة قاصمة وجهت للصحافة العراقية‬ ‫بشكل رســمي يف تاريخها بتاريخ ‪ 22‬ايلول‬ ‫‪ 1954‬حــن اصدرت الحكومة مرســومآ‬ ‫الغيــت بموجبه جميع االحــزاب وصحفها‬ ‫والجمعيات والنوادي املجازة رسميا يف انحاء‬ ‫العراق كافة وعددهــا ‪ 458‬ناديا‪ ،‬ثم اعقبه‬ ‫بصدور مرســوم املطبوعات رقم ‪ 24‬لسنة‬ ‫‪ 1954‬والذي الغيت بموجبه امتيازات ‪173‬‬ ‫صحيفة ومجلــة‪ ,‬ثم اجيز فيما بعد عدد من‬ ‫الصحف امثال ‪ :‬صحيفة الشعب‪ ،‬والحرية‪،‬‬ ‫والزمــان‪ ،‬واالخبار‪ ،‬والحــوادث‪ ،‬واليقظة‪،‬‬ ‫والعراق تايمس‪.‬‬

‫الصحافــة العراقية يف العهد الجمهوري‬ ‫االول‬ ‫مرت الصحافــة العراقيــة بإنتقالة نوعية‬ ‫تاريخية بعد قيام النظام الجمهوري يف ثورة‬ ‫‪ 14‬تمــوز ‪ 1958‬والــذي اطلقت بموجبه‬ ‫حرية اصدارالصحف واملجالت‪،‬وعىل غرارها‬ ‫فقد اصدرت يف بغداد وحدها خالل الســنة‬ ‫االوىل ‪ 45‬صحيفة يومية واســبوعية و ‪20‬‬ ‫صحيفة يف مدن العراق االخرى‪ ،‬كانت ثورة‬ ‫‪ 14‬تمــوز عبارة عن نقلــة نوعية يف تاريخ‬ ‫الصحافة العراقية من باب االنفتاح والتنوع‬ ‫والحريــة حيث بموجبهــا أصدرت صحفا‬ ‫جديدا أو صحف كانت معطلة ســابقا‪ .‬كما‬ ‫نالت الصحافة يف عهد ثــورة ‪ 58‬حريتها ‪،‬‬ ‫فتنوعت االتجاهــات واختلفت آراء الصحف‬ ‫وميولهــا وحزبيتها حتــى عمتها الفوىض‬ ‫بشــكل لم يعرفه تأريخ الصحافة يف العراق‬ ‫من قبل‪.‬‬ ‫ليتوقف ذلك العهد بإنقالب الثامن من شباط‬ ‫الذي عطل الحياة السياسية والحزبية وكان‬ ‫تأثريه عىل الصحافة كبريا ً اذ توقفت الصحف‬ ‫املعمرة (البالد)‪( ،‬االخبار)‪( ،‬الزمان)‪ ،‬وبذلك‬

‫بدأ عرص جديد مــن التأخر والرتاجع الثقايف‬ ‫والصحفي الذي مر به العراق وألربعة عقود‬ ‫كاملة من حكم البعثيني ‪.‬فكان أغلب صحفيوا‬ ‫الـ‪ 35‬عام (‪ )2003-1968‬من الذين عملوا‬ ‫يف صحافة العراق املحدودة الكم والنوع عىل‬ ‫امتداد أجيالهم الثالثة صحفيوا إنشاء ومديح‬ ‫وترجمة ما يُمىل عليهم بشــكل ببغائي‪ ،‬مما‬ ‫أســفر عن تراجع الصحافة العراقية بشكل‬ ‫خطري ومؤلم وإفــراز طبقة متحجرة الفكر‬ ‫والنتاج ‪.‬‬ ‫صحافة العراق يف العرص الجديد‬ ‫علينا أن نشري اىل أن التغيري الذي شهده وطننا‬ ‫بعد عام ‪ 2003‬قد شــهد انفتاحا اعالميا لم‬ ‫تشــهده املنطقة يف تاريخهــا‪ ،‬تمثل بتنوع‬ ‫املطبوعات وافكارها والول مرة غياب الرقابة‬ ‫الرســمية عنها‪ ،‬لتفرز املرحلــة مطبوعات‬ ‫وصحفا وأسماء عديدة ترجمت أفكارها بكل‬ ‫حرية ناهيك عن افراز العديد من االقالم التي‬ ‫شهد الجميع لها باالبداع لدرجة حصولها عىل‬ ‫جوائز من خــارج وطنها‪ ..‬فضال عن ولوج‬ ‫الصحفي العراقي عالم الصحافة االلكرتونية‬ ‫ليكون عىل احتــكاك مبارش مع العالم أجمع‬ ‫‪ ،‬عاكســا افكاره ومقاالته من عىل شاشــة‬ ‫الفضاء الواســع اليهم جميعا‪ .‬إن الصحافة‬ ‫العراقية يف عهدنا الحايل تعيش عىل ما بدأت‬ ‫عليه يف عام ‪ 2003‬من حرية وفضاء واســع‬ ‫ودخولها اىل العوملــة ناهيك عن وجود قول‬ ‫وكلمة وقيمة للصحفي سواءا عرب نقابته او‬ ‫عرب الربملان الذي يكافح الصحفيون الصدار‬ ‫قوانني لصالــح حقوقهم وهذا ما تحقق لهم‬ ‫بشــكل واضح يف الفرتة االخــرة‪ .‬بقي أن‬ ‫نقول أن الصحفي العراقي دفع رضيبة ذلك‬ ‫االنفتاح وقوله الحر بإســتهداف حياته من‬ ‫قبل املجاميع االرهابية واملجاميع املســلحة‬ ‫التي الترتيض بــأن تكون للعراق كلمة حرة‬ ‫فكانت النتيجــة أن قدم العــراق عرشات‬ ‫الضحايا من الوسط الصحفي واالعالمي لكن‬ ‫مسريتهم باقية مســتمرة طاملا أن بالعراق‬ ‫الحبيب روحا تنبض بالحياة‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪47‬‬


‫اراء حرة‬

‫حلب الشهباء من «دراويش» السالم الى دواعش الدم‬ ‫أمري الفرطويس‬ ‫لم أجد أفضل من مجلة حقوقنا‬ ‫كي أبوح لها بما يعرتي صدري‬ ‫من ألم جعل قلمــي يرتجم تلك‬ ‫املشــاعر االليمة بهذه السطور‪..‬‬ ‫فقد عُرف عنــي بأني صحفي‬ ‫ريــايض ولم اكتــب يوما حرفا‬ ‫بالسياســة أو أي مجال أخر من‬ ‫مجاالت الحياة لكن بســبب ما‬ ‫رأيت مؤخرا دونت هذه السطور‬ ‫لـ"حقوقنا" ألنني إنسان!‪.‬‬ ‫يف صيف العام ‪ 2005‬ذهبت مع‬ ‫أرستي اىل سوريا الهادئة لألطالع تجــاري مع والــدي منذ فرتة التنقطــع بيننا حتــى جاءت القانون اىل البلدة‪ .‬لحظة رؤيتي‬ ‫عىل جمالها الرائع والتعرف عىل طويلة‪ ،‬عرَفنا هــذا الرجل عىل االحداث االليمــة التي مرت بها لتلك الجريمة البشعة أعادتني اىل‬ ‫حضارتها واالستمتاع بأجوائها أرسته والتي أكثر ما لفت نظري ســوريا وال تــزال فحالت دون رشيط ذكرياتــي مع تلك األرسة‬ ‫وبعد االقامة بالشــام توجهنا عند دخــويل االول ملنزلهم مع التواصل معهم‪ .‬كنــت أفكر يف مُقارنا االمــس باليوم ليتبني يل‬ ‫صــوب مدينة حلب الشــهباء أرستي تلبيــة لدعوتهم انهم ال وضعهم كثريا‪ ،‬فهاتفهم مقطوع ان هذه العصابات التكفريية من‬ ‫لرغبة والدي التاجر الذي اختار يملكون جهــاز تلفاز وال حتى دائما وال وسيلة اتصال الكرتونية داعش وجبهــة النرصة والجيش‬ ‫حلــب كمحطة أقامــة كونها راديو‪ ،‬إذ كانــت أرسة ملتزمة تمكنني من الســؤال عنهم طاملا الحر ومختلف املســميات التي‬ ‫العاصمة االقتصادية لســوريا‪ .‬دينيا ترى بتلك االمور من وجهة أن هــذه االرسة لــم تكن عىل تعيث فسادا بسوريا من الخارجني‬ ‫أقمت مــع ارستي يف تلك املدينة نظرها مســائل دنيوية تلهيهم صلة بتطــورات الحضارة التي عن القانون ال تمتلك أية انسانية‬ ‫الجميلة التي من خاللها تعرفت عن العبادة‪،‬وبعد أن حان موعد شــاءت االقدار أن أرى نهايتها وال حتى ذرة من الدين والرشف ‪،‬‬ ‫عىل التآلف املجتمعي من خالل رجوع ارستنا اىل أرض الوطن ‪ ،‬املؤسفة عرب اليوتيوب وانا أشاهد ينتهكون الحرمات ويحللون قتل‬ ‫الطيف الجميل الــذي تحويه دعاني "ابو عبد الله"مع والدي عملية قتل جماعــي منظم من النفس التي حرم الله بأسم الدين‬ ‫من مختلف املشارب واالطياف لتناول وليمة أقامتها لنا أرستهم قبل عصابات داعــش املجرمة وهم ابعد مايكون عنه‪ .‬رحم الله‬ ‫أذ لم ترأف بهم نســاءا وأطفاال أبو عبد الله وأرسته الذين قضوا‬ ‫يعيشون كمجتمع واحد متآلف‪ .‬كأفضل توديع لنا‪.‬‬ ‫ومن خــال التجــوال تعرفت عودتنا اىل العراق لم تكن تعني يتقدمهــم رب االرسة "صديقنا نحبهم ظلمــا وعدوانا دون وجه‬ ‫عىل شــخص درويش يكنى بـ انقطــاع صلتنا بتلــك االرسة أبو عبد الله" رحمه الله بدعوى حق ‪ ،‬والرحمة والرضوان لكل من‬ ‫(ابو عبد اللــه) وهو احد تجار الحلبية األصيلة التــي تمالحنا مساعدتهم اىل جريانهم بالحارة سقط شهيدا مظلوما حتف انفه‬ ‫حلب املعروفني والذي له تعامل معها فكانت االتصاالت الهاتفية واتهامهم بالتعاون لعودة سلطة يف اية بقعة من بقاع االرض‪.‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪48‬‬


‫ريحان الزمن ونعناع الذكريات‬ ‫تعالت هذه االيام الصيحات والنقاشــات حول حقوق املرأة مــن قبل األحزاب واملنظمات والهيئات‬ ‫والجمعيــات واالتحادات ومنظمات املجتمع املدني وكلها تتحدث عــن املرأة وتطالب بحقوقها كل‬ ‫حســب اجتهاده وثقافته بل راحت بعض النســاء تطل علينا من عىل شاشات الفضائيات تطالب‬ ‫باملساواة يف محاولة لتجاوز خصوصيتها التكوينية ويقيني ان تلك الدعوات ريشة يف مهب الريح ال‬

‫كلمة حرة‬ ‫مؤيد عبد الزهرة‬

‫تستند اىل قاعدة متينة من الفهم ملكانة املرأة‪.‬‬ ‫االســام هو الذي كرم املرأة و وضعها يف املكان الالئق بهــا مع االنصاف والعدل لها‪ ،‬وأعطاها من‬ ‫الحقوق ما لم تحصل عليه يف املدة التي سبقت اإلسالم وحتى يف حضارات وديانات االمم االخرى‪.‬‬ ‫وليس غرضنا ونحن نتحدث عن املرأة ان نعيب عىل االخرين دعواتهم وعىل املرأة مطالبها‪،‬بل لنذكر‬ ‫الجميع ان حقوق املرأة كاملة ومكفولة يف ظل الرشيعة االســامية املقدسة والتي انتشلتها من واقع‬ ‫مؤلم يوم كانت سلعة تشرتى وتباع وتسرتق‪،‬وتستبعد وتحقر وتهان وتوؤد وتدفن يف الرتاب‪.‬‬ ‫وحني ارشق االسالم بنوره حرص عىل تكريم املرأة بقوله تعاىل ((يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر‬ ‫وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم))‪.‬‬ ‫هكذا بدأ عرص جديد تكون املرأة فيه صنو الرجل يف كل يشء يف الخلق ويف الرتبية والتعليم والحقوق‬ ‫والواجبات‪،‬ال تمييز بينهما اال بالعمل الصالح وقد جعل الله التقوى أســاس املفاضلة ((ان اكرمكم‬ ‫عند الله اتقاكم)) وليس هناك تمييز وتفضيل للرجل عىل املرأة بل هو توصيف للذكر واالنثى ليؤدي‬ ‫كل منهما دوره يف استمرار الحياة ولقد ذهب بإلزام الرجل ان يكفل املرأة ويرعاها ويعلمها وينفق‬ ‫عليها ويعتني بها‪.‬‬ ‫قال الرسول (ص)‪(:‬أكمل املؤمنني أيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائكم) كما حث (صىل‬ ‫الله عليه واله) عىل تعليمها قائال‪(:‬طلب العلم فريضة عىل كل مســلم ومســلمة) وقد جعل االسالم‬ ‫الجنة تحت أقدام األمهات وما ذاك اال ألن املرأة هي مصدر العطاء ومنجم االجيال‪ ،‬فهي الرافد املهم‬ ‫لبناء االنسانية ولم يجد أعداء االســام واملزايدون للدفاع عن حقوق املرأة اي مثلمة يف مكانة املرأة‬ ‫ومنزلتها يف االسالم‪.‬‬ ‫مثال اخر‪..‬مات عبد الرحمن بــن ثابت وترك امرأة مع خمس بنات‪،‬فجاء الورثة من الرجل فاخذوا‬ ‫املال كله‪،‬فشــكت زوجته ذلك اىل النبي «صىل الله عليه واله» عند ذلك سحب الرسول املال منهم و‬ ‫وزعه عىل البنات الخمس حيث أعطاهن الثلثني بقوله تعاىل ((فان كن نساء فوق اثنتني فلهن ثلثا ما‬ ‫ترك))‪.‬وأعطى زوجته الثمن بقوله تعاىل ((فان كان لكم ولد فلهن الثمن)) ثم رد الباقي عىل البنات‬ ‫وهكذا وزعت الثروة كلها عىل النساء ولم يعط منها للرجال‪.‬‬ ‫كلمتي االخــرة للمرأة وهــي االم واالخت والزوجــة والبنت‪،‬أنت اكرب من ان يتاجر بمشــاعرك‬ ‫املتاجرون‪،‬فأنت يف حضن اإلسالم‪،‬مصانة ومكرمة ومحرتمة وتنالني حقوقك كاملة وان حدث تقصري‬ ‫فليس العلة باالسالم‪،‬أنما التطبيق الخاطىء لقوانني الخالق الكريم من قبل البعض من الناس‪.‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪49‬‬


‫مفاتيح الحياة‬

‫تيح‬

‫مفا‬

‫ياة‬

‫الح‬

‫ما أصعب أن تبقى حائرا ً ما بني قلبك وعقلك وضمريك اىل أن يمر العمر‪ ..‬فال العقل ينفعك‬ ‫وال القلب ينصفك وال الضمري يريحك‪.‬‬ ‫الغرب ليســوا عباقرة ونحن أغبياء!! هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح‪ ،‬ونحن نحارب‬ ‫الناجح حتى يفشل!‬ ‫أفعل ما شئت فسيأتي اليوم الذي يُفعل بك كما فعلت وعندما تظلم فس ُتظلم يوما ما‪ ،‬فإفعل‬ ‫اآلن ما تحب أن يُفعل بك غداً‪.‬‬ ‫حياتك لوحة فنية‪ ،‬ألوانها القول وأشــكالها العمل وإطارها العمر‪ ،‬ونحن رســاموها‪ ،‬فإذا‬ ‫انقضت حياتك اكتملت اللوحة‪ ،‬واذا قامت القيامة عرض ُكل إنســان لوحته‪ ،‬فأبدع يف لوحتك‬ ‫مازالت الفرشاة بيدك‪.‬‬ ‫بني العقل واللسان عالقة عكسية‪ ،‬فكلما كان العقل صغريا ً كان اللسان طويالً‪.‬‬ ‫من يتجاهلك عمدا ً ‪ ،‬فإعلم أنك تلمع يف ذهنه كالربق‪.‬‬ ‫العتاب جزء من املحبة‪ ،‬فمن نعاتبهم هم من نريد االحتفاظ بهم‪.‬‬ ‫إذا لم تجد لك حاقدا‪ ،‬فإعلم أنك انسان فاشل‪.‬‬ ‫إذا أردت أن تكتشف اخالق شخص‪ ،‬فأنظر إليه حني يغضب‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫إسرتاتيجيات التفاوض واإلنسحاب الظاهري‬ ‫هناك أدبيات عديدة تناولت أسس التفاوض بزوايا سلوكية فردية ومؤسساتية ودولية‪،‬اذ‬ ‫تضمنت تلك االســس قواعد ذهبية يمكن اللجوء اليها يف املراحل املختلفة السرتاتيجيات‬ ‫التفاوض‪،‬ومن تلك القواعد‪« :‬ال تفاوض من أجل تربير املواقف كهدف للتفاوض»‪،‬وبالتأكيد‬ ‫ان تلك القاعدة تحاول بالدرجة األساس نزع فتيل االزمة كتهيئة لألجواء التفاوضية‪،‬ألنه‬ ‫ليس من مصلحة أي طرف تربير املواقف التي تميل اىل التصعيد واســتحضار الحجج‬ ‫والرباهني إلثبات رشعيــة املواقف مهما كانت درجة أهميتها‪،‬خاصة وان هناك من يعتقد‬ ‫بأنــه «هو املصيب عىل طول الخط» واآلخرون «مخطئــون عىل طول الخط»‪،‬ومثل ذلك‬ ‫االعتقاد سيساهم يف تعقيد األداء التفاويض ويزيد من تفاقم الخالفات‪.‬‬ ‫كما ان هناك مسألة يف غاية األهمية يجب ان يمنحها املفاوض املحرتف للطرف االخر او‬ ‫بقية األطراف لضمان نجاح مهمته‪،‬وهي مســألة «الحفاظ عىل ماء الوجه» التي اصبحت‬ ‫من املفقودات يف عالم السياســة اليوم‪،‬لذلك يتطلب االمر من املفاوض ان ال يكون متحينا‬ ‫لــرد االعتبار يف أول حلبة رصاع يطلق صافرتها اصحاب نظرية «املراهقة السياســية»‬ ‫والتي سيكون نتيجتها فقدان التوازن يف السلوكيات التفاوضية‪،‬لذلك من الرضوري ترك‬ ‫الفرصة للرتكيز عىل املصالح وليس عىل املواقف لتوسيع دائرة الخيارات املتاحة والتعرف‬ ‫عىل باقة املطالب املطروحة عىل املائدة التفاوضية لكال الطرفني‪.‬‬ ‫وقد يتطلب األمر هنا التســويف أو الصمت املؤقت تحت شــعار «بالصرب تبلغ ما تريد»‬ ‫لالســتفادة من الوقت والتفكري يف طلبات الخصم التي يرتفع ســقفها يف حالة الشعور‬ ‫بالتنفيذ الفوري لجزء من تلك املطالب‪،‬لكن املراقب للشأن السيايس العراقي يجد ان اغلب‬ ‫الكتل السياسية اعتمدت عىل اسرتاتيجية «االنسحاب الظاهري» يف أداءها التفاويض او عند‬ ‫التصويت عىل القرارات الربملانية املهمة‪،‬وقد تتضمن تلك االسرتاتيجية مزيدا من التسويف‬ ‫والخداع للوصول اىل مبتغاها الســيايس‪،‬وهي تشبه اىل حد ما حالة «بيع شقة» يمتلكها‬ ‫مجموعة «ورثة» فما ان يحصل االتفاق عىل الســعر النهائي وتحديد املوعد لتوقيع عقد‬ ‫البيع تحصل املفاجأة التي يطرحها «الوسيط» الذي يعلم ان املشرتي بحاجة ملحة لرشاء‬ ‫تلك الشقة‪،‬وتتلخص املفاجأة برتاجع أحد الورثة عن البيع‪،‬وهذا االمر يتحتم الرضاءه رفع‬ ‫السعر بنسبة قد تصل اىل (‪ )%50‬اضافية واذعان املشرتي لتلك االسرتاتجية بذريعة «كل‬ ‫الخيارات مفتوحة أمامهم»‪.‬‬ ‫ومما الشــك فيه ان اغلبية القرارات الربملانية صارت معطلة بسبب تزايد عدد «الورثة «‬ ‫و»املزاجيني» من الربملانيني الذين ال يرتددون عن املســاومة والضغط يف حالة التصويت‬ ‫عىل القرارات التي تتعلق وترتبط بعمليات بناء الدولة ومشاريعها االستثمارية والخدمية‬ ‫بعيدا عن القواعد الذهبية السرتاتيجيات التفاوض‪.‬‬

‫ساعة الصفر‬ ‫د‪.‬حســين دبي الزويني‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪51‬‬


‫مقاالت‬

‫من أجل ثقافة إسالمية معتدلة‬ ‫سامي الزبريي‬ ‫أن ديننا اإلســامي الحنيــف دين الرحمة‬ ‫واملحبة والتســامح دين االنفتاح عىل اآلخرين‬ ‫من األديان واملجتمعات األخرى‪ ،‬دين الحرية‬ ‫واملســاواة والعدل دين الحفــاظ عىل أرواح‬ ‫وأموال وأعراض املســلمني وغري املســلمني‬

‫‪52‬‬

‫ضمن املجتمع اإلسالمي‪ ،‬دين صيانة حقوق‬ ‫اإلنســان‪ ،‬دين التكافل االجتماعي بترشيعاته‬ ‫ومبادئه النبيلة‪.‬ترى ماذا يحدث وماذا يجري‬ ‫لهذا الدين؟ وكيف يكفر املســلمون بعضهم‬ ‫بعضا وهم ينطقون الشــهادتني ويتوجهون‬

‫إىل قبله واحده ويؤمنون بكتاب واحد والقران‬ ‫الكريــم؟و من أين جاءتنا دعــوات التكفري‬ ‫واســتباحة دماء املســلمني ونهب أموالهم‬ ‫وممتلكاتهم وتهجريهم ؟ إن اختالف املذاهب‬ ‫يف بعض االمورالفقهية ال يفســد للود قضيه‬


‫(اختــاف أمتي رحمة ) ‪ ،‬هكــذا يقول نبي‬ ‫املســلمني فما دامت أصول الدين واحده فال‬ ‫رضر وال رضار عند االختــاف يف الفروع ‪.‬‬ ‫لقد اختلف املسلمون يف بعض أمورهم سابقا ً‬ ‫لكنهم لم يصلوا حد التكفــر الن الله تعاىل‬ ‫أوصاهم يف كتابه (وإذا تنازعتم يف يشء فردوه‬ ‫إىل الله واىل الرســول ) ‪ .‬نعم هناك اختالفات‬

‫يف بعض األمور الفقهــــــية لكنها ال ترقى‬ ‫إىل خالفات جوهريه واســتمرت األمور عىل‬ ‫هــــــــــذه الحالة حتى ظهور املذاهب‬ ‫اإلسالمية بعد اتساع رقعــــــــة الدولة‬ ‫اإلســامية وصعوبة االتصال بني أقطارها‬ ‫لكن الخالفــات بني هــذه املذاهب بقيت يف‬ ‫نطاق الفروع وليست يف أصول الدين وثوابته‬ ‫فكيف وصلت االختالفات بني املســلمني إىل‬ ‫أمــور جوهريه وكيف جرى تشــويه الدين‬ ‫من قيل املتزلفني للحــكام وفقهاء القصور‬ ‫واملجالس حبا باملــال والجاه والنفوذ وكيف‬ ‫جرى إيهام الناس بأمور ليست من الدين يف‬ ‫يشء عىل أنها منه وكيف تفرق املســلمون إىل‬ ‫ملل ونحل تتقاتل فيمــا بينها ‪ ،‬كيف جرى‬ ‫ذلك وملصلحة من ؟ إنها السياسة والحكم‬ ‫والسلطة هي التي فعلت ذلك‪َ ،‬‬ ‫سخروا الدين‬ ‫إلغــراض الدنيا ووضعــت أحاديث من قبل‬ ‫وعاظ السالطني والفقهاء املأجورين لم يقلها‬ ‫النبي محمــد (ص) وقامــوا بتأويل بعض‬ ‫آيات القران الكريم لتوافق نواياهم وأهدافهم‬ ‫الخبيثة ‪ ،‬حرفــوا وزيدوا‪ ،‬وضعوا وأوضعوا‪،‬‬ ‫داهنــوا ورفضوا‪ ،‬حللوا وحرمــوا‪ ،‬اجتهدوا‬ ‫وأفتوا بفتاوى ما أنزل الله بها من ســلطان‬ ‫وأخذ الكثريون بفتاواهم دون تمعن وتفحص‬ ‫وتفكــر مع إن النبي (ص) يقول (اســتفت‬ ‫عقلــك وان أفتاك الرجال وأفتــوك) وبذلك‬ ‫انحرف الكثريون وضل آخرون وبقيت القلة‬ ‫تحــــافظ عىل الدين الحقيقي وعىل املبادئ‬ ‫السامية والسنن الواضحة والرشائع السماوية‬ ‫‪.‬لقد وجد الفكر التحرييض والتكفريي األرضية‬ ‫املناســبة واملالذ اآلمن لــه يف بعض املناطق‬ ‫العربية واإلســامية واتخذ من ممارســات‬ ‫بعض الحكام الظاملة وتســلطهم عىل رقاب‬ ‫شعوبهم واســتحواذهم عىل ثروات بلدانهم‬

‫وجعلها نهبا لهم ولحواشيهم ذريعة إلعمالهم‬ ‫اإلجرامية وفتاواهــم التكفريية وتحت غطاء‬ ‫محاربة الردة والضــال يف بعض مناطقنا‬ ‫العربية واالسالمية تارة والجهاد لتحرير بالد‬ ‫املسلمني من الكفار تارة أخرى ‪ ،‬ومما سهل‬ ‫عىل هؤالء تنفيذ مأربهــم هو تمويل عمليات‬ ‫تســليحهم وتدريبهم وتجهيزهــم إيوائهم‬ ‫من قبــل دول إقليميــه وتنظيمات متطرفة‬ ‫وأصحاب نفوذ ورجــال أعمال واحتضانهم‬ ‫من قبل رجــال دين لهم ثقلهــم الديني يف‬ ‫بعض البلدان اإلســامية‪ .‬ولهذا فأن االأمه‬ ‫اإلســامية أمام تحد كبري وخطري يتمثل يف‬ ‫املحافظة عىل روح اإلسالم الحقيقي ومبادئه‬ ‫الســامية وقيمه النبيلة يف التعايش والتقارب‬ ‫والتعــاون واالحرتام املتبادل بني الشــعوب‬ ‫واألمم ونبــذ التطرف والتحريض عىل العنف‬ ‫والقتل والتكفري سواء بني املسلمني أنفسهم أم‬ ‫بينهم وبني األمــم األخرى ‪ .‬أذن نحن بحاجة‬ ‫إىل ثقافة إسالمية بعيدة عن التطرف والتكفري‬ ‫وهذه املهمة معقده تتطلب تظافر جهود أكثر‬ ‫من جهة ودوله ومؤسسه‪ ،‬إنها جهود محليه‬ ‫وإقليمية تتمثل يف إصدار قوانني وترشيعات‬ ‫تخص اإلرهاب ومحاربة الجماعات املسلحة‬ ‫املتطرفة والتكفريية مــع تعاون وثيق وجاد‬ ‫بني الــدول العربية واإلســامية للحد من‬ ‫ظهور مثل هذه الجماعات وتطبيق العقوبات‬ ‫الشــديدة والرادعة بحق من يروج أو يتبنى‬ ‫أو يساعد أو يؤوي أي تنظيم متطرف مسلح‬ ‫أوغريمســلح ينتهج القتل والتكفري واألفكار‬ ‫املتطرفة ويف نفس الوقت إتباع أسلوب الحوار‬ ‫مع هذه التنظيمات وتوجيههم وإرشادهم إىل‬ ‫روحية اإلسالم الحقيقي ونهجه املعتدل الذي‬ ‫الوجود للقتل والتكفري والذبح والتهجري يف أي‬ ‫مذهب من مذاهبه ‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪53‬‬


‫اراء‬

‫حواء و التعليم‬ ‫د‪.‬نزهت محمود الدليمي‬

‫منذ بداية حياتنا الدراســية ونحن نقرأ يف وطن ابتكر أبناءه منذ االف السنني او تكون عاملة متخصصة واكاديمية متميزة‬ ‫ونسمع ونشــاهد عرب وســائل االعالم الحروف واول األخرتاعــات واالبتكارات معنــاه ان تصبح العائلة بــكل افرادها‬ ‫واالتصال كافــة اهمية التعليم يف االرتقاء العلميــة واملعرفية يف مجاالت عدة ابرزها مثقفة و واعيــة بثقافة و وعي االم واالب‬ ‫بالشــعوب واالمــم وتطويــر قدرات علم الرياضيات والفلك والفيزياء والكتابة معا‪.‬‬ ‫أبنائها‪،‬لبناء مجتمعات اساســها العلم يف مجمــل انجازات املبدعــن العراقيني فال يجــوز للبعض ان يبقى متمســكا‬ ‫واملعرفة‪.‬‬

‫قديما وحديثا وهي كثرية وال حرص لها‪.‬‬

‫بعادات وتقاليــد متخلفــة وبالية اكل‬

‫وهي أيضــا تمثل االســاس يف األرتقاء أعود ألذكر املشــكلة وهي ارصار بعض الدهر عليها ورشب يف ظــل ثورة علمية‬ ‫بالســلوكيات واملمارســات املعاشة يف العوائل العراقية الكريمة عىل منع تواصل يشــهدها العالــم وباضطراد‪،‬وما علينا‬ ‫تفاصيل هذه الحيــاة التي تفرض علينا بناتهم يف اكمال دراســتهن الجامعية يف نحن العراقيــن اال ان نلحق بهذه الثورة‬ ‫جميعا كمواطنني ان نكون عىل قدر كبري مختلــف االختصاصــات بحجة الخوف ونساير الركب الحضاري لنعزز انجازات‬ ‫مــن القدرات واالمكانيــات لكي نعكس عليهــن من االوضــاع االمنيــة او انهم وابداعات واخرتاعــات اجدادنا وماتركوه‬ ‫صورا متميزة يف االنتاج واالبداع‪.‬‬

‫ال يؤمنــون بتعليــم البنــات اال بالقدر لنا من ارث غني وضخم يف املجاالت شتى‪.‬‬

‫يف هذه البداية أود ان اعرض فكرة وجدتها الذي يســاعدهن عىل فك الخط والكتابة وال يغيب عن هوالء البعض ممن نشــر‬ ‫تشكل مشــكلة نعاني منها يف مجتمعنا بحدودهما البسيطة‪،‬ويف هذا االطار نود ان اليهم ان يتابعــوا منجزات عراقيي اليوم‬ ‫العراقــي عىل وجــه الخصوص يف ضوء نكتب لقرائنا االعزاء ان تطور االمم ورقيها وعطاءهم يف دول العالــم كافة يف الطب‬ ‫ما دار من حديــث رسيع بيني وبني أحد يأتي من نتاج وابداع رجالها ونسائها معا‪ .‬والهندســة والعمــران واألدب والثقافة‬ ‫زمالئي يف كلية االعالم الذي بادر هو االخر وان تثقيف املرأة وتوعيتها وتميزها علميا عموما وهذا هو العراق يف املايض والحارض‬ ‫بطرح تلك املشكلة وهي تزداد وتستفحل بحصولها عىل تعليم عــال وامكانية ان ويف املستقبل ان شاء الله‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫طرائف من التاريخ‬ ‫*********‬ ‫ أدعــى رجل من األعــراب النبوة فقال األعمى‪:‬ألننــي كنت آكل ثالثا‬‫كان األعمش مشهورا بحدة مزاجه‬ ‫يف زمــن الخليفة العبــايس املهدي‪ ،‬ثالثا‬ ‫فأعتقلــه الجنــود وســاقوه أمام فقــال البصري‪ :‬أما كنت قد قلت لعن مع يشء من الظرافــة‪ ،‬فقد زارة يف‬ ‫مرضه جماعة وأطالوا جلوســهم‬ ‫الله من يأكل اثنتني اثنتني‪.‬‬ ‫الخليفة فقال له ‪:‬‬ ‫فقال‪ :‬بــى‪ ،‬ولكنني قلت اثنتني ولم عنده مدة مــن الوقت! فما كان منه‬ ‫أأنت نبي؟‬‫اال ان حمل وســادته وغادر حجرته‬ ‫أقل ثالثا‪.‬‬ ‫قال‪ :‬نعم‬‫قائال‪ :‬شفى الله مريضكم!‪.‬‬ ‫*********‬ ‫ وإىل من ُبعثت؟!‬‫ فأجابه االعرابــي‪ :‬أ َو تركتموني يحكى أن رجال أعمــى كان يطوف‬‫أ ُبعث اىل أحــد؟ لقد ُب ُ‬ ‫*********‬ ‫عثت يف الصباح بإحــدى املــدن ويســأل الناس أن‬ ‫واعتقلتموني يف املساء!!‬ ‫*********‬ ‫جلس أعمى وبصري معا ً يأكالن تمرا ً‬ ‫يف ليلة مظلمــة‪ ،‬فقال األعمى‪ :‬أنا ال‬ ‫أرى ولكن لعن اللــه من يأكل التمر‬ ‫إثنتني إثنتــن‪ ،‬وعندما انتهى التمر‬ ‫صار نــوى األعمى أكثــر من نوى‬ ‫البصري‪.‬‬ ‫فقال البصري‪ :‬كيف يكون نواك أكثر‬ ‫من نواي؟‬

‫يتصدقوا عليه بما تزهد به اياديهم‬ ‫‪ ،‬فأعطــاه رجال رغيفــا كامال من‬ ‫الخبز‪ .‬فقال وهو يدعو له ‪ :‬أحســن‬ ‫الله إليك وجزاك خريا وردك اىل أهلك‬ ‫من ُغربتك‪.‬‬ ‫فقال لــه الرجل املتصدق‪ :‬وما أدراك‬ ‫إني غريب!‬ ‫فقال له األعمــى‪ :‬يل عرشون عاما ً‬ ‫يف هذه املدينــة ‪ ..‬ما ناولني أحد من‬ ‫أهلها رغيفا كامال‪.‬‬

‫ دخل أحد النحوبيني السوق ليشرتي‬‫حمارا فقــال للبائع‪ :‬أريــد حمارا‪،‬‬ ‫ال بالصغــر املحتقــر وال بالكبري‬ ‫املشــتهر‪ ،‬ان أقللت علفه صرب وان‬ ‫أكثرته شــكر‪.‬اليدخل تحت الرباري‬ ‫واليزاحم بني الســواري‪ ،‬واذا خال يف‬ ‫الطريق تدفق‪ ،‬واذا كثر الزحام ترفق‪.‬‬ ‫فقال له البائع‪ :‬حسنا ً اذا مسح الله‬ ‫القايض حمارا ً ُ‬ ‫بعته لك‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪55‬‬


‫شخصيات دولية‬

‫توكل كرمان‬ ‫توكل عبد السالم خالد كرمان (‪ 7‬شــباط ‪ )1979‬كاتبة صحافية ورئيسة منظمة صحفيات بال قيود وناشطة‬ ‫حقوقية يمنية الجنسية وهي الحاصلة عىل جائزة نوبل للسالم يف العام ‪ ،2011‬وكانت قبل ذلك أديبة وشاعرة‪.‬‬ ‫وهي أحد أبرز املدافعات عن حرية الصحافة وحقوق املرأة وحقوق اإلنسان يف اليمن وبرزت بشكل كبري بعد قيام‬ ‫الثورة الشبابية الشعبية‪.‬‬ ‫يلقبهــا الثوار واملعارضون‬ ‫اليمنيون باســم أم الثورة‬ ‫وامللكة بلقيس الثانية‪،‬وهى‬ ‫أصغر حاصــل عىل جائزة‬ ‫نوبل للسالم منذ تأسيسها‪.‬‬ ‫كما انهــا عضــو الهيئة‬ ‫االستشارية ملنظمة الشفافية‬ ‫الدوليــة‪ ،‬وعضــو اللجنة‬ ‫األممية عالية املستوى لرسم‬ ‫رؤية جديدة للعالم‪ ،‬وترأس‬ ‫منظمة صحفيات بال قيود‬ ‫وهي إحــدى أهم منظمات‬ ‫املجتمــع املدنــي يف اليمن‬ ‫وعضــو الشــبكة اليمنية‬ ‫لحقوق اإلنســان‪ .‬تنحدر‬

‫‪56‬‬ ‫‪56‬‬

‫من أرسة ريفية من منطقة‬ ‫بني عون يف محافظة تعز‪،‬‬ ‫وفــدت أرستهــا مبكرا إىل‬ ‫العاصمــة صنعاء مهاجرة‬ ‫من محافظة تعز‪ ،‬تبعا ً لعمل‬ ‫والدها‪ .‬تخرجت من جامعة‬ ‫العلــوم والتكنولوجيــا يف‬ ‫صنعاء بكالوريوس تجارة‬ ‫عــام ‪، 1999‬ونالت دبلوم‬ ‫عايل يف علم النفس الرتبوي‬ ‫من جامعة صنعاء‪ ،‬ودبلوم‬ ‫صحافــة اســتقصائية يف‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫حصلت عىل درجة الدكتوراة‬ ‫الفخرية مــن جامعة الربتا‬

‫يف كندا عام ‪ .2012‬ترأست‬ ‫منظمــة صحفيــات بال‬ ‫قيود‪ ،‬وشــاركت يف الكثري‬ ‫مــن الربامــج واملؤتمرات‬ ‫الهامة خــارج اليمن حول‬ ‫حوار األديان‪ ،‬واإلصالحات‬ ‫السياسية يف العالم العربي‪،‬‬ ‫وحرية التعبــر‪ ،‬ومكافحة‬ ‫الفساد‪ ،‬وهي عضو فاعل يف‬ ‫كثري من النقابات واملنظمات‬ ‫الحقوقيــة والصحفيــة‬ ‫داخــل وخــارج اليمــن‪.‬‬ ‫عرفت بجرأتها يف مناهضة‬ ‫انتهاكات حقوق اإلنســان‬ ‫والفســاد املايل واإلداري‪،‬‬

‫ومطالبتهــا الصارمــة‬ ‫باإلصالحات السياســية يف‬ ‫البلد‪ ،‬وكذلك بعملية اإلصالح‬ ‫والتجديــد يف املجتمــع ‪،‬‬ ‫وكانــت يف طليعــة الثوار‬ ‫الذين طالبوا بإسقاط نظام‬ ‫عيل عبــد الله صالح بدعوة‬ ‫مبكرة بدأت يف العام ‪2007‬‬ ‫بمقــال نرشتــه صحيفة‬ ‫الثوري وموقع مأرب برس‬ ‫دعت فيه إىل إسقاط النظام‬ ‫اليمني بشكل رصيح‪ .‬قادت‬ ‫العديــد مــن االعتصامات‬ ‫والتظاهرات السلمية والتي‬ ‫تنظمها اســبوعيا ً يف ساحة‬


‫أطلقت عليها مع مجموعة‬ ‫من نشطاء حقوق اإلنسان‬ ‫يف اليمن اسم ساحة الحرية‬ ‫‪ ،‬وأضحت ســاحة الحرية‬ ‫مكانا يجتمــع فيه العديد‬ ‫من الصحفيني ونشــطاء‬ ‫املجتمع املدني والسياسيني‬ ‫والكثري ممن لديهم مطالب‬ ‫وقضايــا حقوقية ‪ .‬فقادت‬ ‫أكثر مــن ‪ 80‬اعتصاما يف‬ ‫‪ 2009‬و‪2010‬م للمطالبة‬ ‫بإيقاف املحكمة االستثنائية‬ ‫املتخصصة بالصحفيني ‪.‬‬ ‫تــم اختطافهــا مســاء‬ ‫الســبت ‪ 23‬يناير ‪2011‬‬ ‫من قبــل افراد يلبســون‬ ‫زي القــوات األمنية‪ ،‬وهي‬ ‫عائــدة إىل منزلهــا‪ ،‬ومن‬ ‫ثم إيداعها ســجن النساء‪،‬‬ ‫بتهمــة إقامــة تجمعات‬ ‫ومســرات غــر مرخصة‬ ‫لهــا قانونــا والتحريض‬

‫عىل ارتــكاب أعمال فوىض‬ ‫وشــغب وتقويض السلم‬ ‫االجتماعــي العام‪.‬أفرجت‬ ‫السلطات اليمنية عنها ‪24‬‬ ‫من ينايــر‪ 2011‬بعد أن‬ ‫أثار القبــض عليها موجة‬ ‫احتجاجــات جديــدة يف‬ ‫العاصمة صنعــاء‪ .‬وبعد‬ ‫خروجهــا من الســجن‬ ‫اســتمرت توكل كرمان يف‬ ‫تنظيم املظاهــرات املنادية‬ ‫بإسقاط نظام صالح‪ ،‬تلقت‬ ‫تهديــدا ً بالقتل عرب اتصال‬ ‫هاتفي من رئيس الجمهورية‬ ‫عيل عبد الله صالح إىل أخيها‬ ‫الشاعر طارق كرمان يطلب‬ ‫منه ضبطها وجعلها رهن‬ ‫اإلقامة الجربية ‪.‬‬ ‫أخرجت العديد من األفالم‬ ‫الوثائقيــة حــول حقوق‬ ‫اإلنســان والحكم الرشيد‬ ‫يف اليمن منها فيلم «دعوة‬

‫للحيــاة» حــول ظاهرة‬ ‫االنتحــار يف اليمن‪ ،‬وفيلم‬ ‫«املشــاركة السياســية»‬ ‫للمــرأة يف اليمــن‪ ،‬وفيلم‬ ‫«تهريــب األطفــال»‪.‬‬ ‫وساهمت يف إعداد تقارير‬ ‫عديدة حول الفساد يف اليمن‬ ‫‪ ،‬و حرية التعبري والحريات‬ ‫الصحفية ‪ ،‬وكذلك شاركت‬ ‫يف وضــع اإلســراتيجية‬ ‫الوطنية لحقوق اإلنســان‬ ‫واإلســراتيجية الوطنية‬ ‫ملكافحة الفســاد‪ .‬حازت‬ ‫توكل كرمــان عىل جائزة‬ ‫نوبل للسالم للعام ‪2011‬‬ ‫بالتقاســم مع الرئيســة‬ ‫الليبريية إلني جونســون‬ ‫ســرليف والناشــطة‬ ‫الليبرييــة ليمــا غوبوي‪،‬‬ ‫وبهــذه الجائزة أصبحت‬ ‫توكل خامس شــخصية‬ ‫عربيــة وأول امرأة عربية‬

‫تحصل عــى جائزة نوبل‪.‬‬ ‫كما اختارتها مجلة التايم‬ ‫األمريكية يف املرتبة األوىل‬ ‫ألكثــر النســاء ثورية يف‬ ‫التاريخ املعارص‪ ،‬واختارها‬ ‫قراء مجلة التايم األمريكية‬ ‫يف املرتبة ‪ 11‬يف التصويت‬ ‫لقائمة أكثر ‪ 100‬شخصية‬ ‫مؤثــرة يف العالم ‪.2011‬‬ ‫كما تــم تصنيفها ضمن‬ ‫أقــوى ‪ 500‬شــخصية‬ ‫عىل مســتوى العالم‪ .‬وتم‬ ‫اختيارها كأحد سبع نساء‬ ‫أحدثن تغيــرا ً يف العالم‬ ‫من قبل منظمة مراسلون‬ ‫بال حــدود ‪ ،‬وتم تكريمها‬ ‫كأحد النساء الرائدات من‬ ‫قبل وزارةالثقافة اليمنية‪.‬‬ ‫ومستشارة رشفية لوزارة‬ ‫حقوق اإلنســان والعدالة‬ ‫االنتقاليــة يف تونس منذ‬ ‫مايو ‪.2012‬‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪57‬‬


‫رموز عراقية‬

‫عبد اهلل كوران‪..‬‬ ‫كثرية هي االســماء‬ ‫التــي مــرت عــى‬

‫نجم ساطع في سماء الشعر المجدد‬

‫ســجالت الزمن لكن‬ ‫قلة منهــا من بقيت‬ ‫راســخة يف أذهــان‬ ‫الشــعوب وقلوبهم‬ ‫لتتناقلهــا االجيال‬ ‫حقبة بعــد أخرى‪.‬‬ ‫وإن حرصنــا رموز‬ ‫العــراق يف زاويــة‬ ‫الرصد والتشــخيص‬ ‫لرأيناها شــاخصة‬ ‫عىل مــر العصور ملا‬ ‫قدمته لهذا الشعب‪.‬‬ ‫ولطاملــا كانت أرض‬ ‫العراق والّدة للرموز‬

‫هو عبد الله ســليمان ولد يف " حلبجة " عام عليه بالسجن ملدة ســنة إضافية قضاها يف "‬

‫االنسانية التي فنت‬

‫‪ ،1904‬درس يف مدرســة العلم بكركوك عام بدرة " يف أيلول ‪ 1956‬أطلق رصاحه ليعتقل‬

‫ســني عمرهــا يف‬ ‫سبيل خدمة شعبها‬ ‫واالنسانية جمعاء‪..‬‬ ‫فكان من حقهم علينا‬ ‫أن تكون لـ(حقوقنا)‬ ‫وقفة مع كل منهم‪..‬‬

‫‪58‬‬

‫‪ 1921‬م إال أنــه تركها بعد مقتل أخيه األكرب‪ ،‬مرة أخرى بعد شهرين من ذلك واستمر سجنه‬ ‫وعاد إىل مدينتــه لألعتنــاء بوالدته فأمتهن هذه املرة حتى آب ‪ 1958‬أي بعد مرور شهر‬ ‫التعليم بني ‪ 1937 – 1925‬يف مدارس ابتدائية عىل تحــول العراق إىل الحكــم الجمهوري ‪،‬‬ ‫يف حلبجة وهورامان‪.‬‬

‫أصبح أقرب إىل صورة البطل يف أعني الشعب‬

‫نشــط كوران سياســيا ً وناضــل من أجل والسلطة‪ .‬توىل مهمة تحرير جريدة " الشفق‬

‫الديموقراطية والســلم ‪ ،‬ألقــي القبض عليه " والتي تغري اســمها بعد ذلك إىل " البيان "‬ ‫عام ‪ 1951‬ألول مــرة مع عدد من املعارضني ويف خريف ‪ 1960‬أصبح كوران مدرسا ً لآلداب‬ ‫وظل ســجينا ً حتى ترشيــن االول ‪ 1952‬ثم واللغة الكردية يف جامعة بغداد‪ ،‬ويف عام ‪1962‬‬

‫عمل محررا ً لصحيفة " الحياة " بني ‪ – 1952‬أصيب بالرسطــان وأجريت له عملية جراحية‬ ‫‪ 1954‬ثم أعيد اعتقاله يف خريف ‪ 1954‬وحكم متأخرة جدا ً ‪ ،‬ســافر إىل موســكو يف نيسان‬


‫جنود أمناء لقضية عادلة " ‪ .‬ويجسد كوران‬ ‫يف قصيدته " قصة األخوة "األخوة الكردية‬ ‫العربيــة ‪ ،‬وذلك بنفس شــاعرية ملحمية‬ ‫ويؤكد عــى تاريخية هذه األخوة وحيويتها‬ ‫وأهميتها يف العملية النضالية كأساس متني‬ ‫ملقاومة االحتكارات االســتعمارية والخطط‬ ‫االستغاللية ‪:‬‬ ‫" أخي العربي‬ ‫ملع سيف‬ ‫وغرق بريقه يف دماء‬

‫من نفس العام لتلقي العالج يف مستشــفى أن تذرفها جهارا ً ‪ ..‬إن هذا التقييم لإلنسان‬

‫سالت يف عنق أبي‬

‫الكرملني ‪ ،‬ثم أعيد إىل كردســتان بعد ثالثة يدفع بكــوران إىل أن يرى الجمال األكرب يف‬

‫عىل تراب التاريخ‬

‫أشــهر‪ ،‬حيث تويف هناك‪ .‬يعتــر كوران النفس اإلنســانية الطيبة ‪ .‬لقد كان كوران‬

‫وفجعنا كالنا بأبوينا‬

‫أســتاذا ملدرسة الشــعر الكردي الحديث مع الفن مع املطالــب املرشوعة مع التمرد‬

‫الهموم تعرص أعيننا قطرة قطرة‬

‫حيث ساهم بشــكل جدي يف تطور الشعر عىل السلطة الجائرة ‪ ،‬ها هو يصور رصخة‬ ‫الكردي‪ ،‬وتغيري أوزانه وعروضه وإيقاعاته الشعب بوجه االنتخابات املزيفة تضامنا ً مع‬ ‫متالئما ً مع الظروف التاريخية واالقتصادية انتفاضة ‪ 6‬أيلول ‪ 1930‬عندما أطلقت النار‬

‫فتعانقنا وبكينا معا‬ ‫فجعل البكاء منا أخوين "‬ ‫نرش كوران الشــعر يف أغلب الصحف‬

‫واالجتماعية ملجتمعه ‪ ،‬لقد دشــن كوران عىل الجماهري املحتشــدة أمام رساي ساحة الكردية التي صدرت من عام ‪ 1930‬وحتى‬ ‫مدرســة جديدة يف النصف األول من القرن الســليمانية لالجتماع لالنتخابات املزيفة مماته عــام ‪ ،1962‬ويف عام ‪1950‬نرش له‬ ‫العرشين ‪ ،‬ونبذ كوران عملية التقليد والتكرار التي كان يراد لها إعداد برملان ليصادق عىل ديوان " الجنة والذاكرة " و" الدموع والفن‬ ‫وأوصل الشعر إىل قمة اإلبداع وأحب كوران معاهدة ‪ 1930‬االستعمارية الجائرة ‪ .‬وكان " وظهرت له دوواويــن عديدة بعد رحيله‬ ‫الجمال وغنــى له وتمحور شــعره حول كوران دائما ً مع الحــدث ‪ ،‬ويعد من أبرز ونــرت قصائده الكاملــة يف عام ‪1980‬‬ ‫الجمال يف جانبيه ‪ :‬املــرأة والطبيعة ‪ .‬لقد األدباء الذين انخرطوا يف املمارســة األدبية ‪ ،‬ويمكن القول َ‬ ‫بأن شــعر كوران ينقسم‬ ‫وصف كوران الطبيعة كثريا ً وصوَر جمالها النضاليــة‪ ،‬ذلــك أن األدب النضايل انطلق إىل ثــاث مراحل أساســية (‪ ) 7‬من حيث‬ ‫وروعتها ولكنه اعترب جمــال املرأة أفضل مع انطالق الشــعب يف ثورة ‪ 14‬تموز وقد الشــكل واملضمون ‪ :‬كان يف البداية شاعرا‬ ‫بكثري من جمال الطبيعة ‪ ،‬ويجد كوران أن سجل هذا األدب البطولة الخارقة التي أبداها كالســيكيا ثم تحول إىل الشعر الرومانيس‬ ‫الجمال يف اإلنسان هو الروح والعمل الطيب الشعب والجيش يف االنتفاضة عىل السلطات فأصبح شــاعرا رومانسيا تمحور شعره يف‬ ‫‪ ،‬فالجسد سوف يفنى ويضمه القرب املظلم الجائرة املنهارة يف لحظات قد صورت أعمال املرحلة الرومانسية حول املرأة والطبيعة ‪،‬‬ ‫بني دفتيه ‪ .‬ويكتب كوران قصيدة لتخط عىل أدبية عديدة هذه البطولة ‪ ،‬ويقف كوران يف واملرحلة الثالثة من نتاج كوران الشــعري‬ ‫لوح قرب فتاة غدر بها شــاب ثري ثم أدبر مقدمة من صورها يف أعمــال أدبية ‪ ،‬فهذا هي مرحلــة الواقعية حيث أنه ارتبط – من‬ ‫عنها قتلت بيد والدها غســاً للعار‪ ،‬ويربز الشاعر الذي كان يعيش يف عقر الزنزانات خالل أشــعاره – بقضايا النضال الوطني‬ ‫يعب بقصائده العديدة مثل الديموقراطــي ‪ ،‬قضايا الكفــاح من أجل‬ ‫كوران املأساة اإلنسانية حتى تمسخ صورة منذ سنني وكان َ‬ ‫" فلذ الكبد املذ بوح " يف عدســة عني األب " أنشــودة الصامد " عن بسالة السجناء الحرية واألمن والسالم ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وتضطــر األم لحبس دموعها وتخجل من وصمودهم أمــام التعذيب واأللم لكونهم "‬ ‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪59‬‬


‫حكايات‬

‫يوميات موظف في وزارة حقوق االنسان‬

‫الخط الساخن!!‬ ‫الباحث املوسوعي‪/‬عيل البدراوي‬

‫من ســكنة محافظة االنبار‪ ..‬لها سبع بنات وزوجها رضير‪..‬‬ ‫أرسة شــبه محطمة دون معيل زاد من عنائها اجتياح جراد‬ ‫االرهاب األصفر ملنطقتهم باملحافظة‪.‬من هنا تبدأ املأساة مع‬ ‫تلك املرأة االنبارية التي لم تجد مالذا أفضل من وزارتنا تلوذ به‬ ‫عرب اتصالها الهاتفي بالخط الساخن‪.‬‬ ‫قالــت بصوت أجــش اخرتقته نربات الرعاية واالهتمــام والتعاطف كالذي من خيــايل وأحالمي حيث ابلغوني ان‬ ‫املأســاة ‪ :‬خرجت يف ليلة ظلماء أقود ملسته من املتحدث معي عىل ذلك الخط‪ .‬من حقي ان أحصــل عىل راتب ثابت‬ ‫زوجي الرضير مع البنات السبعة من وعدني خريا ً وأغلقت الهاتف مع تقديم تخصصه لنا شبكة الرعاية االجتماعية‬ ‫داري الصغرية املؤجــرة يف منطقتي الشكر له ألفاجأ بعد يوم واحد بإتصال وبالفعل قامت وزارة حقوق االنسان‬ ‫املنكوبــة ألذهب مع بقيــة األهايل اىل آخر يبلغني بأن وزارة حقوق االنسان مشــكورة بمفاتحــة وزيــر العمل‬ ‫قضاء أبو غريب ‪ ،‬ألضطر أن أتخذ من قد أتصلت بقائمقامية قضاء أبو غريب والشؤون االجتماعية شخصيا والذي‬ ‫مرآب للســيارات دار اقامة ومكانا لنا والذي رسعان ماجاء وفدا ً منه لزيارتنا ســارع بدوره يف إقراره راتب شهري‬ ‫يجمع شتاتنا جاعلة من نفيس وأرستي يف محل اقامتنا ( مرآب الســيارات) ‪ ،‬لنا‪ .‬كم أســعدني ذلك االنجاز ‪ ...‬نعم‬ ‫عرضة لتصدق الناس علينا‪.‬‬

‫حيث أبلغني بتخصيصه مأوىً إنساني انه انجاز حقيقي فعندما تنتشل أرسة‬

‫أيامي باملرآب "والكالم للســيدة" مع الئق يل ولبناتــي وزوجي الرضير يف من الضياع والترشذم تكون قد حققت‬ ‫ســبعة بنات وزوج رضيــر اليمكن مجمع سكني مســتويف لكل الرشوط منجزا ً انسانيا ً عىل طريق بناء املجتمع‬ ‫وصفها من شــدة املعاناة والشعور الحياتية لألنسان‪.‬‬

‫الذي تعلو فيــه قيم النبل وحب الخري‬

‫بــاالذالل واالهانة فمــا كان مني اال والحديث مســتمر لتلك املواطنة ‪ ،‬اذ واألستشــعار بهمــوم االخرين ‪.‬وكم‬ ‫أن أجد ضالتــي من خالل رقم هاتف قالت ان دور وزارة حقوق االنســان كانت فرحتي كبرية الني جزء منتمي‬ ‫زودني إياه أحدهم اسمه الخط الساخن لم ينتهي اىل هذا الحــد‪ ..‬فقد إتصل لهذه الوزارة التي تتحســس مشاكل‬ ‫الخاص بقسم شــؤون املواطنني يف بي قسم شؤون املواطنني فيها ليتابع الناس ومتاعبهم ‪ ،‬نعم أنا فخور كوني‬ ‫وزارة حقوق االنسان‪ ..‬كنت أحلم أن قضيتي ويطمأن لحايل وحال أرستي موظفا يف تلك الــوزارة الفتية والتي‬ ‫يسمع شكواي أحد ‪ ،‬ولم أكن أتوقع أن ومــا آلت اليه األمــور ‪ ،‬كما لم يكتف لم يزل البعض لألسف يفهم ثقافتها‬ ‫يصغي أحد ملعاناتــي بهذا القدر من القســم بذلك بل ذهب اىل ماهو أبعد واهدافها وسمو معناها االنساني ‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫بالصور‪..‬‬ ‫عندما يصبح الفنان جزءاً من لوحة ثالثية األبعاد‬ ‫وسط الطريق‬ ‫الرســم من الفنون الجميلة التي تسحرنا بروعتها وجمالها‪ ،‬حيث يعرب عن إحساس راق ال يتذوقه الكثريون‪ ،‬وقد انترش مؤخرًا‬ ‫الرسم بتقنية ثالثية األبعاد املعروفة باسم الــ‪ ،3D‬والتى يصبح فيها املتلقى ً‬ ‫جزذا من اللوحة‪.‬‬ ‫يشارك الفنانون بخيالهم ىف رسم لوحات من هذا النوع‪ ،‬عىل أرضيات األرصفة ووسط الشوارع‪ ،‬لتصبح اللوحة جزءًا خياليا من‬ ‫الشارع مع مساهمة الفنان بنفسه‪ ،‬فاتحً ا األفق للمشاهد واملارة أن يقفوا مشدوهني باإلبداع وطاقته الكامنة ىف الرسم‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪61‬‬


‫صحة‬

‫البدائل الطبيعية‬ ‫لجمال المرأة‬

‫املــراة بطبيعتها حريصة دائمــا عىل االظهار‬ ‫بأفضل ارشاقة مما يجعلهــا تبحث دائما عىل‬ ‫الوســائل التي تجعلها جميلــة وجذابة ولكن‬ ‫الدراســات الحديثة تؤكد عىل رضورة االعتماد‬ ‫يف ذلك عىل املواد الطبيعية لتجنب االرضار التي‬ ‫يمكن أن تلحقها بها املواد الكيميائية والتجميلية‬ ‫املصنعة وال ســيما التجارية منها‪ ،‬ومن املواد‬ ‫الطبيعية املتوفرة التي من شأنها ان تغنينا عن‬ ‫املواد التجميلية املصنعة هو زيت السمسم‪.‬‬ ‫فقد اظهرت الدراسات أهمية كبرية لهذا الزيت‬ ‫لقدرته الفائقة عىل ترطيــب البرشة ومنحها‬ ‫االطاللة املرشقة اضافــة اىل ميزاته الفائقة يف‬ ‫حماية البرشة ومحاربة الشــيخوخة الحتوائه‬ ‫عىل الفيتامينــات واالحمــاض الدهنية التي‬ ‫تتغلغل يف مســامات البرشة وتعمل عىل زيادة‬ ‫ترطيبها ‪ ،‬ومن فوائد السمســم ايضا قابليته‬ ‫عىل حماية البرشة ووقايتها من اشــعة الشمس‬ ‫فوق البنفسجية السيما واننا نعيش ايام الصيف‬ ‫الحاروبهذا يمكن لنا ان نعترب زيت السمســم‬ ‫كريم للوقاية من اشعة الشمس ‪ ،‬بقي ان نعرف‬ ‫ان لزيت السمسم خاصية يف عالج حب الشباب‬ ‫والتخلص من الجلد امليــت الحتوائه عىل عامل‬ ‫مضاد للفريوســات وااللتهابات كما له القابلية‬ ‫عىل القضاء عىل جفاف البرشة وبهذا يســتعمل‬ ‫ككريم مرطب للبرشة ‪،‬واخريا البد من االشارة اىل‬ ‫ان زيت السمســم له فاعلية يف معالجة االكزيما‬ ‫والصدفية الحتوائه عىل الكالسيوم واملغنيسيوم‬ ‫واالحماض الدهنية االساســية التي تساعد يف‬ ‫تخفيف أعراضها كاالحمرار والتورم والحكة ‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫التحدث بلغتين أو أكثر‬ ‫يحد من اإلصابة بالزهايمر!‬

‫وجد باحثون أن األشخاص الذين يتحدثون تعلم لغة ثانية قبل سن ‪ 18‬عاما ً والباقي من التقدم يف العمر‪ ،‬حتى لو تعلمت لغات‬ ‫لغتني أو أكثر هم أفضل بكثري يف االختبارات بعد ذلك العمــر‪ ،‬وفقا ً ملؤلف الدراســة جديدة يف ســن متأخرة‪ .‬وهذه النتائج لها‬ ‫واملهارات العقلية عندما كانوا أكرب سناً‪ ،‬إذ الدكتور توماس باك‪ ،‬من مركز الشيخوخة أهمية علميــة كبرية‪ ،‬وذلك ألن املاليني من‬

‫شملت دراسة حديثة ‪ 835‬شخصا ً ولدوا املعريف واإلدراكي لعلــم األوبئة يف جامعة الناس يف جميع أنحاء العالم يحصلون عىل‬ ‫يف أســكتلندا يف عام ‪ 1936‬وكانت اللغة إدنربغ‪.‬وقد أظهرت الدراسة وجود ارتباط لغتهم الثانية يف وقــت الحق من حياتهم‬ ‫األساســية لديهم هي اللغة اإلنكليزية‪ ،‬ثم بني تعلم لغــة ثانية يف وقت الحق ووجود ومن خالل هذه الدراســة‪ ،‬تبني كيف أن‬ ‫قدمت لهم اختبــارات املهارات العقلية يف عقل أكثر وضوحا ً يف الحياة‪ ،‬ولكن لم تكن ثنائيــة اللغة يمكن أن تفيد املخ وتحد من‬ ‫سن ‪ 11‬سنة‪ ،‬ومرة أخرى يف سن ‪ 70‬سنة‪ .‬مصممة لتحديد وجود صلة بني الســبب مرض الزهايمر يف وقت متأخر من العمر‪،‬‬ ‫وكان ‪ 262‬مــن املشــاركني قادرين عىل والتأثري إذ أظهرت الدراســة أن التحدث حتى ولو تم تعلــم اللغة الجديدة يف وقت‬ ‫التحدث بلغتني عــى األقل مع ‪ 195‬منهم بلغتني أو أكثر يســاعد عىل حماية الدماغ متأخر‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪63‬‬


‫منوعات‬

‫رجل يتبرع بـ ‪ 3000‬جنيه استرليني لسيدة كي تبتسم‬ ‫تربع رجل أعمال غامض بثالثة‬ ‫آالف جنيه أسرتليني ألم تعاني‬ ‫من مرض نادر توشك عىل املوت‬ ‫ليســاعدها عــى تحقيق آخر‬ ‫أمانيها يف أن تبتســم‪ .‬وتعاني‬ ‫كييل موراي مــن مرض نادر‬ ‫تسبب يف تساقط نصف أسنانها‬ ‫وشوه وجهها وتركها غري قادرة‬ ‫عىل الضحك‪ .‬وأعربت األم ‪33/‬‬ ‫عاما‪ /‬عن أمنيــة أخرية يف أن‬ ‫ترتك لولديهــا صورة تجمعهم‬ ‫جميعا وهم مبتسمون ‪ ،‬وقال ”‬ ‫إعتدت أن أكون واثقة يف نفيس‬ ‫ولكننــي اآلن ال أســتطيع أن‬ ‫ألتقط صورة مع أوالدي”‪ .‬وأبلغ‬ ‫أطباء األســنان السيدة موراي‬ ‫أن طاقم األســنان سيتكلف ‪3‬‬

‫آالف جنيه اسرتليني ‪ ،‬حيث بدأ‬ ‫أصدقاءهــا حملة يف جمع املال‬ ‫لها‪ ،‬ولكن عندما بدأ هذا الخرب‬ ‫يف االنتشار تربع رجل أعمال ‪،‬‬

‫رفض الكشف عن اسمه باملال‬ ‫بالكامــل ‪ ،‬ثم عــرض طبيب‬ ‫األســنان الشهري بول كولني أن‬ ‫يجري العملية لها مجانا‪.‬‬

‫وأعربــت األم املريضــة عن‬ ‫سعادتها ‪ ،‬مشرية إىل أنها كانت‬ ‫ترغب يف توجيه الشــكر للرجل‬ ‫املتربع ‪ ،‬إال أنها ال تعرف اسمه‪.‬‬

‫تطبيق يكشف مزاج المتصل ويقترح مواضيع للتحدث!‬ ‫أعلنت احــدى الــركات التكنولوجية عن‬ ‫تصميــم تطبيق جديد يمكنه دراســة مزاج‬ ‫املتصــل وتقديم الئحة من املواضيع التي تثري‬ ‫اهتمام الطرفني وتقديمها ملستقبل املكاملة‪.‬‬ ‫وجاء يف التقرير الذي نــر عىل مجلة تايم‬ ‫أن االقرتاحات التــي يقدمها التطبيق الجديد‬ ‫يتم اســتنتاجها من خالل وصل التطبيق مع‬ ‫حساب املســتخدم عىل أحد مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬حيث يقــوم النظام بالتعرف عىل‬ ‫األشخاص املدرجني كأصدقاء عند املستخدم‬ ‫وربط أســمائهم باألســماء التي يستقبلها‬ ‫املستخدم لتقديم اقرتاحات املواضيع‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫هندي يدخل‬

‫نوع ضحكتك تكشف‬ ‫شخصيتك‬

‫«غينيس»‬ ‫بالكتابة بأنفه‬ ‫اســتطاع هندي دخول موســوعة غينيس برسعته الفائقة يف‬ ‫الكتابة عىل جهاز الكمبيوتر بأنفه‪ ،‬ففي ‪ 48‬ثانية تقريبا ً تمكن‬

‫من طباعة عبارة مؤلفة من ‪ 103‬أحرف متفوقا ً عىل محطم الرقم‬ ‫القيايس املسجل عام ‪ 2008‬كاتب العبارة نفسها بأنفه آنذاك يف‬ ‫دقيقة و‪ 33‬ثانية‪.‬‬ ‫وكانت لجنة املوسوعة طلبت من الهندي محمد خورشيد حسني‬ ‫كتابة جملة باللغة اإلنجليزيــة معناها بالعربية "لجنة غينيس‬ ‫يقول علماء النفس إن الضحك يكشــف جوانب من‬ ‫شخصية اإلنســان‪ ،‬وحتى شــؤون تتعلق بحياته‬ ‫الخاصة‪ ،‬فكل ضحكة تكشــف جزءا ً من شخصيتنا‬ ‫من دون أن نشعر ولكن لحسن الحظ قلة من البرش‬ ‫من يستطيع قراءة الناس من ضحكاتهم‬ ‫‪ -1‬الضحكة الخافتة‪ :‬ال نكاد نشــعر بهم أصحاب‬ ‫هذه الضحكة إن ضحكوا وإن لم يضحكوا لن ينتبه‬ ‫أحد ألنهــم إنطوائيون ال يحبون لفــت األنظار أو‬ ‫شديدي اللباقة األجتماعية والتكتم الشخيص أيضاً‪.‬‬ ‫‪ -2‬الضحكــة الطويلة املتواصلة‪ :‬إنهم أشــخاص‬ ‫أقوياء جريئني بشــكل عام لديهــم رغبة يف إظهار‬ ‫قوة شخصياتهم‪ .‬معظمهم غري راضني عن حياتهم‪،‬‬ ‫وضحكتهم الطويلة تكون عيل األغلب ضحكا متسرتا‬ ‫خفيا عيل أنفسهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬الضحكة القصرية املبتورة‪ :‬أصحابها يتســمون‬ ‫بالعصبية حتي وإن كانت غــر ظاهرة‪ ،‬ال يحبون‬ ‫التعبري عن مشــاعرهم وليس من الســهل إثارتهم‬ ‫ولفت إنتباههم‪.‬‬ ‫‪ -4‬الضحكــة األنفجارية‪ :‬تظهــر الضحكة فجأة‬ ‫وبصوت ملفــت للنظر ومــن دون مقدمات‪ ،‬يميل‬ ‫صاحبهــا إىل األمام منحنيا عــي بطنه وال يرتدد يف‬ ‫إستخدام جسده بالكامل يف هذه الضحكة‪.‬‬ ‫‪ -5‬الضحكة العالية الرنانة‪ :‬الشــخصية التي تقف‬ ‫وراء هذه الضحكة هي شخصية عفوية تحب التعبري‬ ‫عن نفســها وأن يراها البرش وهي تمرح ليس لديها‬ ‫ما تخفيه وتتسم بقوة الشخصية والرغبة يف مشاركة‬ ‫اآلخريــن مشــاعرهم‪ ،‬وهي شــخصية إجتماعية‬ ‫منفتحة‪.‬‬

‫لألرقام القياسية تحدتني بأن أطبع هذه العبارة باستخدام أنفي‬ ‫بأرسع وقت ممكن"‪ .‬وقد أثبت بالفعل جدراته يف التحدي وحقق‬ ‫رقما ً قياسياً‪.‬‬ ‫هذه ليســت املرة األوىل التي يدخل فيها حسني (‪ 23‬عاماً) من‬ ‫حيدر آباد موسوعة غينينس‪ ،‬فســبق أن حطم رقما ً قياسيا ً يف‬ ‫رسعة الطباعة بأصابعه عىل لوحة املفاتيح لكتابة جميع األحرف‬ ‫األبجدية اإلنجليزية يف زمن لم يتجاوز ‪ 4‬ثوان‪.‬‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪65‬‬


‫نفط العراق‪ ...‬لكل العراقيني‬ ‫اذا ما اردنا أن نبحث جملة الخالفات القائمة بني الحكومة املركزية وحكومة اقليم كردستان‬

‫رؤيــة اخيـــرة‬

‫تلك الخالفات يتحمل تبعاتها القانونية والدستورية الربملان العراقي ورئاسته التي عطلت‬

‫فاضل عيسى الشويلي‬

‫‪ ...‬وخالفات أخرى غري قضية تصدير النفط من كردستان اىل اوربا عرب تركيا ‪ ..‬نجد أن‬ ‫كثريا من القوانني والترشيعات التي أقرها الدستور العراقي ‪ ...‬ومنها قانون النفط والغاز‬ ‫وغريه من القوانني التي تهم مصلحة الوطن واملواطن عىل سواء‪ ...‬كقانون البنى التحتية‬ ‫واالحزاب وغريها من القوانني املُعطلة واملُهمة ‪ ،‬مما حدا باألطراف السياســية املشاركة‬

‫يف العملية السياســية ان ُتفرس و ُتفند هذه القوانني بحسب أهوائها ومصالحها بعيدا ً عن‬ ‫الدســتور العراقي من اجل ان تكون هذه وسيلة ضغط عىل الحكومة املركزية للحصول‬ ‫عىل مكاسب سياســية أو انتخابية فضالً عن املآرب االخرى‪ ..‬وهذا الذي تمارسه حكومة‬ ‫اقليم كردستان وتماطل فيه منذ فرتة طويلة‪،‬ناســفة بذلك جميع االتفاقيات ومذكرات‬ ‫التفاهم التي وقعتها مع الحكومة املركزية ومع وزارة النفط العراقية بهذا الخصوص‪...‬‬ ‫ومع علمنا جميعا ومنذ سقوط النظام الدكتاتوري عام ‪ 2003‬ولحد االن فأن قضية بيع‬ ‫النفط ومشتقاته مستمرة ويف وضح النهار من قبل حكومة االقليم من خالل تهريبه عرب‬ ‫تركيا وايران بواســطة شاحنات حوضية كبرية وبيعه لسمارسة دول عديدة‪.‬ان الدستور‬ ‫العراقي الذي صوت عليــه العراقيون جميعا عربا وكردا واقليات اخرى ‪ ..‬قرر ان تكون‬ ‫جميــع الثروات الطبيعية بما فيها (النفط) مُلكا للشــعب العراقي وليس لفئة او قومية‬ ‫معينــة وبالتايل تذهب هذه االموال اىل الخزينة املركزية التي بموجبها يتم تحديد املوازنة‬ ‫املالية السنوية للعراق والتي ستوزع لجميع املحافظات بحسب الكثافة السكانية ‪ ..‬وعليه‬ ‫فان الترصف بهذه الثروات الوطنية من قبل االقليم مخالفة دستورية ومن حق الحكومة‬ ‫املركزية ان ُتصدر عقوبات صارمة وان ترفع دعاوى قضائية ضد الدول والرشكات التي‬ ‫تشرتي او تســاعد عىل تســويق نفط االقليم بصورة غري قانونية ‪ .‬من جانب اخر نرى‬ ‫كثريا من القوى والشخصيات السياسية املشاركة يف الحكومة والربملان تغض الطرف ولم‬ ‫تحرك ساكنا تجاه ترصفات حكومة االقليم بتصديرها للنفط ونحن نعلم ان (السكوت من‬ ‫عالمات الرىض) وبذلك ستكون هذه املواقف بمثابة خيانة للوطن وللشعب من أجل كسب‬ ‫ود الكرد بهدف تشــكيل تحالفات سياسية كبرية تكون ندا ً للتحالفات السياسية االخرى‬ ‫وبالتايل عرقلة تشكيل الحكومة املقبلة ‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫بعدسة املصور ايهاب منذر‬

‫مجلة حقوقنا شهرية عامة‬

‫‪67‬‬


‫اخبار الوزارة‬

‫بعدسة المصور سامان الجاف‬

‫‪ 68‬بيخال‬ ‫مصيف‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.