العدد الخامس والخمسين من صحيفة أحفاد خالد

Page 1

‫لن تمر دولتكم‬ ‫الطائفية‬ ‫الجمعة‬ ‫‪/26‬ربٌع اآلخر‪ 1434 /‬هـ ‪2013 /3/ 8‬م‬

‫مدٌنة تلبٌسة ‪.‬‬ ‫العدد الخامس والخمسٌن ‪. ) 55( ،‬‬

‫دورية ثق افية ثورية سياسية‬ ‫تصدر في تلبيسة األبية‬

‫سكودكم يقتلنا‬ ‫هب اًفل الٌظبم السْضٕ ّهٌص السْٗؼبد‬ ‫األّلٔ الزٖ أػلٌذ ثَ الحٌبجط شق‬ ‫ػظب الطبػخ لَ ‪ ،‬هب اًفل ٗطفغ هي‬ ‫ّر٘طح ػٌفَ ّروطزٍ ػلٔ شؼجَ ثبلزْاظٕ‬ ‫هغ رظبػس الحطمخ االحزجبج٘خ ضس‬ ‫ًظبهَ ّحنوَ ‪ ،‬فوي الططبص الصٕ‬ ‫هأل ططقبد ّشْاضع زضػب ّثبً٘بغ‬ ‫ّرلج٘سخ ‪ ،‬ئلٔ اسزرسام السثبثبد ّظج‬ ‫الج٘ش الْطٌٖ فٖ هؼطمخ ذبسطح أهبم‬ ‫الشؼت ‪ّ ،‬رحْٗلَ ئلٔ ج٘ش فئخ هبضقخ‬ ‫ػي ه٘عاى الشؼت‪..‬‬

‫‪Friday‬‬ ‫‪،2013 /3 / 8‬‬ ‫‪TALBISAH CITY‬‬ ‫‪. )55( number‬‬

‫ّهطد األٗبم هزْال٘خ ‪ّ ،‬اسزرسم‬ ‫األسس هب لن ٗني ثحسجبى السْضٗ٘ي‬ ‫أًَ قس ٗسزرسهَ ضس ػسّ الْطي ‪،‬‬ ‫فسذل ػلٔ الرظ سالح الجْ هجزسأ‬ ‫ثبلوطّح٘بد الجس٘طخ ّطْالً ئلٔ‬ ‫الو٘غ ّالس٘رْٕ الوزطْض ‪ ،‬ثن شبع‬ ‫شمط السالح الن٘وبّٕ الصٕ فزل‬ ‫ثأثٌبء حوض ‪ ،‬ل٘ظِط ػلٔ الرظ‬ ‫هإذطاً سالح السنْز الوزطْض ‪،‬‬ ‫ػلٔ هسزْٓ حطة شؼج٘خ ػلٔ أقل‬ ‫رقسٗط ‪...‬‬ ‫روزلل سْضٗب أمثط هي ‪ 800‬طبضّخ‬ ‫سنْز ‪ ،‬شٕ القْح الزسه٘طٗخ الِبئلخ‬ ‫ّالْاسؼخ ّرظٌف مأسلحخ زهبض‬ ‫شبهل لقسضرِب ػلٔ حول ضؤّغ‬ ‫ًّْٗخ ّجطثْه٘خ ‪ ،‬طٌبػخ ضّس٘خ‬ ‫ّمْضٗخ شوبل٘خ ‪ ،‬ضثوب أمثط‬ ‫السْضٗ٘ي لن ٗنًْْا ٗؼلوْى أى ثلسُن‬ ‫ٗوزلل ُصٍ القْح الطازػخ أّ الِجْه٘خ‬ ‫حزٔ ضأُّب رسزرسم ضس حلت‬ ‫ّالطجقخ ّئزلت ‪ّ ...‬هغ أًِب هْجْزح‬ ‫فٖ الوٌطقخ هٌص ثساٗخ السجؼٌ٘بد ‪.‬‬

‫ّمبى االسس ملوب اسزرسم طٌفب ً هي‬ ‫طٌْف األسلحخ ٗسزجشط الوقبّهْى لَ‬ ‫ثأًِب القبض٘خ الزٖ سزجط الوجزوغ‬ ‫السّلٖ للزسذل ّػلٔ أػلٔ الوسزْٗبد ‪،‬‬ ‫ئى لن ٗني إلٗقبف حوبم السم فإلٗقبف‬ ‫حطمخ ًشبطَ ّارسبػَ ‪ ...‬لزوط األٗبم‬ ‫فزْلس ذ٘جخ ّحسطح جسٗسح فٖ اًزظبض‬ ‫‪ ........‬الجق٘خ فٖ ص (‪)7‬‬ ‫اسزرسام سالح هزطْض آذط ضس الشؼت‬ ‫ػلِب رحطك الضو٘ط الؼبلوٖ ‪ ،‬أّ رجث‬ ‫نائب رئيس التحرير‬ ‫فٖ هبء الح٘بح ّالطّح ‪..‬‬

‫مضر الدمامي‬


‫ال حتصى‬ ‫سؤل رجل مهموم حكٌما فقال‪:‬‬ ‫أٌها الحكٌم لقد أتٌتك وما لً‬ ‫حٌلة مما أنا فٌه من الهم ؟ ‪.‬‬ ‫فقال الحكٌم ‪ :‬سؤسؤلك سإالٌن‬ ‫وأُرٌد إجابتهما ‪.‬‬ ‫فقال الرجل ‪ :‬اسؤل!! ‪..‬‬ ‫فقال الحكٌم ‪ :‬أجبت إلى هذه‬ ‫الدنٌا ومعك تلك المشاكل؟ ‪...‬‬ ‫قال ‪ :‬ال ‪..‬‬ ‫فقال الحكٌم ‪ :‬هل ستترك الدنٌا‬ ‫وتؤخذ معك المشاكل؟ ‪ ...‬قال‪:‬‬ ‫ال ‪.‬‬ ‫ت به‪،‬‬ ‫أمر لم تؤ ِ‬ ‫فقال الحكٌم ‪ِ :‬‬ ‫ولن ٌذهب معك ‪ ...‬األجدر أال‬ ‫ٌؤخذ منك كل هذا الهم فكن‬ ‫صبورا على أمر الدنٌا ولٌكن‬ ‫نظرك إلى السماء أطول من‬ ‫نظرك إلى األرض ٌكن لك ما‬ ‫أردت ‪ ،‬أبتسم فرزقك مقسوم‬ ‫وقدرك محسوم وأحوال الدنٌا‬ ‫ال تستحق الهموم ألنها بٌن‬ ‫ٌدي الحً القٌوم ‪.‬‬

‫فمبعت صببىى‬ ‫تذهلنً سذاجة اإلعالم الرسمً‬ ‫أحٌان كثٌرة ‪ ،‬مع األخذ فً‬ ‫فً‬ ‫ِ‬ ‫االعتبار أن لفظ "اإلعالم" ال‬ ‫ٌمت لهذه الوسابل المؤجورة بؤي‬ ‫صفة كانت ‪ ،‬فاإلعالم كان‬ ‫وسٌبقى أقدس وأطهر من جمٌع‬ ‫محاوالت اللهو والكذب الفاضح‬ ‫التً تسعى من خالله أبواق‬ ‫النظام لالختفاء خلؾ اإلصبع أو‬ ‫كما ٌقولون بالعامٌة "طمس نور أردوؼان الرافضة ألعمال‬ ‫القتل والمجازر القبٌحة بحق‬ ‫الشمس بالؽربال" ‪.‬‬ ‫شعبنا البطل ‪ ،‬هناك انتاج‬ ‫عن‬ ‫جدٌد‬ ‫حٌث تعجبنً تلك الطفولٌة تلفزٌونً‬ ‫المتجسدة فً سلوك التلفزٌون "االحتالل العثمانً" ‪ ،‬وفً‬ ‫السوري ‪ ،‬وتلك القٌود الممارسة الوقت نفسه ٌعرض مسلسل‬ ‫علٌه التً لم تعد تخفى على أحد "أخوة التراب" الذي سبق‬ ‫‪ ،‬حتى شبٌحته ومإٌدوه القالبل وأن سبب أزمة شابكة فً‬ ‫باتو ٌنعتون برامجه بالهزلٌة العالقات السورٌة التركٌة‬ ‫والمضحكة ‪ ،‬قٌو ٌد ما انفك أن بوقته‪.‬‬ ‫وصل أثرها إلى الدراما بعد‬ ‫مجرٌات األحداث األخٌرة وتوتر ومن مهزلة هذا "اإلعالم"‬ ‫تضارب أخباره بٌن وسٌلة‬ ‫العالقات بٌن سورٌا وتركٌا ‪.‬‬ ‫وأخرى ‪ ،‬فنجد التلفزٌون‬ ‫فً ( ‪ ) 2005‬وبعد مقتل رفٌق على سبٌل المثال ال الحصر‬ ‫الحرٌري وتوتر العالقات بٌن ٌبث أخبارا عن سحق فلول‬ ‫سورٌا وفرنسا إثر االتهام اإلرهابٌ​ٌن والمرتزقة فً‬ ‫الفرنسً المباشر لضلوع عدد من الرقة وتطهٌرها بالكامل ‪،‬‬ ‫ضباط المخابرات السورٌة إضافة إلى بعض األخبار‬ ‫وخالٌا على ارتباط بنظام المتسربة عن مقتل أمٌر‬ ‫"الممانعة" بقضٌة اؼتٌال الشٌخ جبهة النصرة ‪ ،‬بٌنما‬ ‫رفٌق الحرٌري ‪ ،‬وما ٌقابلها من تتصدر العناوٌن فً الجرابد‬ ‫توطد العالقات السورٌة التركٌة الحكومٌة كالبعث وؼٌرها‬ ‫أن "اإلرهاب ٌعٌث فسادا‬ ‫فً ذاك الوقت ‪ ،‬توقفت جمٌع‬ ‫فً الرقة" ‪ ،‬هذا التضارب‬ ‫األعمال السورٌة الدرامٌة التً‬ ‫الخطٌر ٌعكس شدة التخبط‬ ‫تتحدث عن الحقبة العثمانٌة ‪ ،‬وتم‬ ‫الحاصل فً هذه الوسٌلة‬ ‫استبدالها بمسلسالت االستعمار‬ ‫القابمة باألساس على مبدأ‬ ‫الفرنسً وما رافقها من أجزاء كـ‬ ‫"شو أنشر الٌوم" ‪ ،‬حٌث أن‬ ‫" باب الحارة " وؼٌرها الكثٌر ‪..‬‬ ‫اإلعالمٌ​ٌن فً هذه الوسابل‬ ‫وفً هذا العام وبعد توتر لٌسوا سوى بٌادق وأدوات‬ ‫العالقات بٌن تركٌا والنظام نشر ال أكثر تتحكم بها‬ ‫المخابرات والنظام على حد‬ ‫السوري بسبب مواقؾ‬

‫سواء حٌث أن مثل الخبر الذي‬ ‫نشره التلفزٌون السوري ٌعكس‬ ‫قبح الرسالة المقدمة منه ‪ ،‬حٌث‬ ‫تبدو معدة سلفا وفق جدول ال‬ ‫ٌمكن تؽٌ​ٌره حتى لو تؽٌر‬ ‫مجرى األحداث على أرض‬ ‫الواقع ‪.‬‬ ‫وماذا نتوقع من إعالم ٌرفض‬ ‫حتى االعتراؾ بمسمٌات مناطقه‬ ‫حسبما توضح خارطة المحافظة‬ ‫‪ ،‬فهو بات ٌبث أخباره عن‬ ‫"جوبر" بعد سٌطرة الثوار علٌها‬ ‫وتحرٌرها من قبضة النظام‬ ‫باعتبارها بلدة تقع فً ؼٌابب‬ ‫الؽوطة الشرقٌة المنسٌة برٌؾ‬ ‫دمشق ‪ ،‬فً حٌن أن جوبر ال‬ ‫تبعد عن "ساحة العباسٌ​ٌن" أكثر‬ ‫من ‪ 200‬م ‪ ،‬باإلضافة أنها‬ ‫تابعة فً األساس جؽرافٌا‬ ‫ومكانٌا وقانونٌا وحتى عرفا‬ ‫لمحافظة دمشق ‪ ،‬اعتقادا منه أن‬ ‫تؽٌ​ٌر المصطلحات كاؾٍ أن ٌبعد‬ ‫الثوار عن العاصمة ‪ ،‬كاؾٍ أن‬ ‫ٌبعث الطمؤنٌنة فً قلب بشار‬ ‫وشبٌحته ‪ ،‬وأن الجٌش الحر ما‬ ‫ٌزال بعٌدا عن وكره الذي‬ ‫تحصن به ‪.‬‬ ‫كل ما نرجوه أن ٌمحى القصر‬ ‫الرباسً قرٌبا من خارطة‬ ‫"اإلعالم السوري الخارق‬ ‫للطبٌعة" كمنطقة من العاصمة‬ ‫واعتباره تابعا للرٌؾ كما جوبر‪.‬‬ ‫بقلن‪ :‬أبو عور الشاهي‬

‫‪2‬‬


‫هي حكبيبث احلصبز‬

‫تقبع حمص تحت نٌر حصار خانق‬ ‫فٌسطر أبطالها أروع قصص الصبر والصمود‬

‫فمه التغيري‬ ‫د ‪.‬أبو ئسالم‬

‫الــبــــسكـــــــت يف السشق‬ ‫كنت أقرأ فً كتب وقصص السابقٌن قبل‬ ‫الثورة حول البركة ‪ ،‬وكنت أكاد أجزم‬ ‫بعد قراءتً لهذه القصص أن األمر‬ ‫مقصور علٌهم وعلى عصرهم ‪ ,‬فً‬ ‫حمص قصص كثٌرة لو حدثنا بها الناس‬ ‫التهمونا بالكذب أو الجنون –وقد رأٌناها‬ ‫بؤم أعٌننا‪ -‬وربما األٌام القادمة نكتب‬ ‫عنها أو نحدث بها الناس والٌوم من‬ ‫الممكن أن نتكلم عن بسٌطها ومعقولها‪.‬‬

‫وليد الفارس‬ ‫ؼٌرهم حتى زاد عدد المشاركٌن‬ ‫عن العشرة فوق جمعنا األصلً‬ ‫فلما قام الناس عن الطعام كان أكثر‬ ‫من نصؾ الطعام على حاله ‪.‬‬

‫وفً ذات ٌوم دخلت على مجموعة‬ ‫من الشباب وطعامهم الذٌن‬ ‫ٌطبخونه ما ٌزٌد عن "كمشة الٌد"‬ ‫فؤكلوا منه ٌومهم ‪ ،‬وزرتهم بعد‬ ‫ثالثة أٌام فوجدتهم ٌؤكلون من نفس‬ ‫فً أحد المرات كنا فً "عزٌمة" ؼداء الطعام ‪ ،‬وشاركتهم فً المرتٌن‬ ‫فً حً الخالدٌة الحمصً المشهور ‪ ،‬وكنا نؤكل فنشبع وهلل الحمد‪.‬‬ ‫وقد مضى على الحصار أكثر من سبعة‬ ‫وؼٌر ذلك من القصص المشابهة‬ ‫أشهر والطعام قلٌل والزاد بسٌط ولٌس‬ ‫تكررت كثٌرا لدرجة أنه من النادر‬ ‫فً المنطقة كلها لحم أو خضار أو كثٌر‬ ‫أن ٌلتفت إلٌها الناس لكثرت‬ ‫طعام ‪ ،‬كان الحاضرٌن أحد عشر رجال‬ ‫حدوثها واعتٌادهم علٌها ‪ ،‬حتى‬ ‫‪ ،‬والوقت مؽرب والناس جٌاع بعد ٌوم‬ ‫أننً كنت أراقب بعض األمور وأنا‬ ‫متعب شاق ‪ ،‬الطعام كان "طبقٌن‬ ‫فً قمة التعجب وكان الناس‬ ‫صؽٌري الحجم من األرز بالمكسرات‬ ‫ٌجدونها عادٌة ‪.‬‬ ‫وقربه بعض الحساء والمخلل" وكنا‬ ‫نؤكل فً مكان عام مفتوح ‪ ،‬فٌدخل علٌنا ومن القصص ما أخبؤها إن شاء هللا‬ ‫أثناء الطعام الشخص والشخصٌن لوقت ٌسمح بالحدٌث عنها وٌكون‬ ‫فٌشاركوننا طعامنا ‪ ،‬ثم ٌقومون وٌجلس الجو مهٌؤ للحدٌث عم مثل هذه‬ ‫القصص ‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫إن إحٌاء األمة وبناء المجتمع ‪ ،‬بل وهٌبة‬ ‫تلك األمة وهذا المجتمع إنما تقوم على‬ ‫األفكار ‪ ..‬والصراع فً الواقع إنما ٌكون‬ ‫بٌن فكرتٌن ‪ ،‬فكره (حٌة ) تصنع الرجال‬ ‫وتحًّ األمة ‪ ،‬وفكرة (مٌتة) ال تصنع أولبك‬ ‫الرجال ‪ ،‬وال تحًٌ هذه األمة ‪ ،‬فهناك أفكار‬ ‫تدفع أفراد األمة إلى التحرك نحو تؽٌ​ٌر‬ ‫الواقع الفاسد مهما كلفهم ذلك من تضحٌات‬ ‫‪ ،‬وأخرى تجعلهم ٌرتكسون فً أوحال الذل‬ ‫‪ ،‬ومستنقعات االستعباد ‪ ..‬ولذلك فإن‬ ‫الطرٌق إلً التؽٌ​ٌر المنشود ‪ ،‬وإحٌاء األمة‬ ‫اإلسالمٌة البد فٌه من رفض األفكار السلبٌة‬ ‫والخاطبة فً مجال العقابد والسلوك‬ ‫والعالقات االجتماعٌة ‪ ،‬وقبول األفكار‬ ‫الصحٌحة التً تكون األساس الذي ٌقوم‬ ‫علٌه التؽٌ​ٌر ‪.‬‬ ‫إن تؽٌ​ٌر ما بؤنفس األفراد هو الشرط‬ ‫الجوهري لكل تؽٌ​ٌر لمجتمع وألمة ‪ ،‬ولن‬ ‫ٌكون هناك سحر ٌمحو ضعؾ أمتنا وتخلفها‬ ‫فً لحظات وٌبدلهما تقدما وقوه ‪ ...‬إنما‬ ‫هناك سنن ربانٌة تقوم علٌه حٌاة الناس فً‬ ‫األرض ‪ ..‬ولٌس من السنن الربانٌة أن نفسد‬ ‫دٌننا ثم نقول ‪ٌ :‬ا رب ‪ٌ ..‬ا رب ‪ ،‬إنما البد‬ ‫من تؽٌ​ٌر ما باألنفس من أفكار ومفاهٌم‬ ‫واتجاهات ‪ ،‬ولن تنجو أمتنا من التبعٌة‬ ‫واالستضعاؾ والفرقة ‪ ،‬إال إذا نجت نفوس‬ ‫أفرادها من أن تتسع للتبعٌة ‪ ،‬وتخلصت من‬ ‫تلك الروح التً تإهلها لالستضعاؾ ‪...‬‬ ‫ولكً ال نكون مستعبدٌن ومستضعفٌن ‪،‬‬ ‫ٌجب أن نتخلص من القابلٌة لالستعباد‬ ‫واالستضعاؾ ‪ ..‬وهذا هو المنهج الصحٌح‬ ‫للتؽٌ​ٌر ‪ ،‬والذي أضاءته بنورها تلك اآلٌة‬ ‫الكرٌمة ‪:‬‬ ‫هللا الَ ٌ َُؽٌِّرُ َما ِب َق ْو ٍم َح َّتى ٌ َُؽ ٌِّرُو ْا َما‬ ‫{ إِنَّ ّ َ‬ ‫ِبؤ َ ْن ُفسِ ِه ْم } ‪..‬‬


‫سوريا يا حبيبيت‬

‫إليك أنتِ ‪ ..‬كل عام وأنت بخير‬

‫بالرؼم مما ٌؽدق على النساء الرٌفٌات من‬ ‫صفات إٌجابٌة كالطٌبة ‪ ،‬المحبة ‪ٌ ،‬نبوع‬ ‫الحنان ‪ ،‬رمز التضحٌة و العطاء ‪ ..‬الخ ‪،‬‬ ‫فإنّ ؼالبٌتهن ٌعانٌن من الظلم و التهمٌش ‪،‬‬ ‫و ٌتحملّن العبء األكبر فً الحٌاة القابمة‬ ‫بشكل أساسً على الزراعة ‪ ،‬و ال تزال‬ ‫المرأة الرٌفٌة تلعب دور الحارس األمٌن‬ ‫على القٌم االجتماعٌة ‪ ،‬وإحدى أهم ركابز‬ ‫ربط المهاجرٌن من الرٌؾ إلى المدٌنة‬ ‫ببٌباتهم المحلٌة ‪ ،‬ولها التؤثٌر األول فً‬ ‫عملٌة التربٌة والتنشبة االجتماعٌة لألبناء ‪.‬‬ ‫بالرؼم من نقص التعلٌم أحٌانا فقد خرّ جت‬ ‫هإالء النسوة من بٌوتهن أعلى الشهادات‬ ‫العلمٌة ‪ ،‬وؼالبٌتنا نحن بنات وأبناء تلبٌسة‬ ‫حملة شهادات الدكتوراه واألطباء‬ ‫والمهندسٌن ومعلمً المدارس تربٌنا على‬ ‫أٌدي أمهات وأخوات ؼالبٌتهن ال تعرفن‬ ‫حتى القراءة والكتابة ‪ ،‬كما لم تنقطع هإالء‬ ‫النسوة ٌوما عن العمل اإلنتاجً فً الحقول‬ ‫وتربٌة الحٌوانات والدواجن وكل ما ٌتفرع‬ ‫عن هذٌن القطاعٌن من أشؽال منتجة ‪.‬‬ ‫هإالء أمهاتنا وأخواتنا وزوجات أخوة لنا ‪..‬‬ ‫هإالء النسوة لم تعرؾ ؼالبٌتهن أن هناك‬ ‫للمرأة ٌوما عالمٌا ‪ ،‬ال ٌعنٌهنّ الثامن آذار ‪،‬‬ ‫فهو ٌوم عمل وكفاح كؽٌره من األٌام ‪...‬‬ ‫لهإالء جمٌعا أتوجه بالتحٌة والتبجٌل ‪،‬‬ ‫وأنحنً أمام صبرهنّ وقدرتهن على التحمل‬ ‫لدرجة الدهشة ‪.‬‬ ‫ومن بٌن هإالء النسوة أٌضا قدمت تلبٌسة‬ ‫أول شهٌدة فً الثورة السورٌة ‪ ،‬ولتتبعها‬ ‫بؤكثر من عشرٌن شهٌدة منهن ‪:‬‬ ‫( حمٌدة الفطراوي ‪ ،‬نادٌا التركاوي ‪ ،‬هالة‬ ‫محمود الخطٌب ‪ ،‬فامة الٌونس ‪ ،‬أحالم‬ ‫حدٌد الحدٌد ‪ ،‬سمٌرة الكفت ‪ ،‬داٌا تعومً ‪،‬‬ ‫مرٌم الؽجري ‪ ،‬لٌلى العبد هللا – السرمٌنً‬ ‫‪ ،‬فاطمة خالد الضحٌك ‪ ،‬فاطمة عبدو‬ ‫الضٌخ ‪ ،‬أمٌنة أحمد الحدٌد ‪ ،‬آمنة عبد‬ ‫الكرٌم الصوٌص ‪،‬ؼادة سعٌد حدو ‪،‬عابشة‬ ‫النٌش ‪ ،‬فوزٌة الصوٌص ‪ ،‬صفٌة عبد‬ ‫الرزاق الضحٌك ‪ ...‬و ؼٌرهن ) ‪..‬‬ ‫ومن م ّنا فً تلبٌسة ٌمكنه أن ٌنسى الشهٌدة‬ ‫أمل الخالد وقصة والدتها لطفلتها " أمل "‬ ‫‪ ..‬أمل التً انتظرت طفال طوال ‪ 12‬عاما‬

‫من حٌاتها ‪ ،‬وعندما تحٌن اللحظة‬ ‫المنتظر لها عمر بؤكمله تسقط قذٌفة‬ ‫على منزل أمل لتسعؾ إلى المشفى وقد‬ ‫فارقت الحٌاة ‪ ،‬و قد استطاع الطاقم‬ ‫الطبً إجراء عملٌة قٌصرٌة ‪ ،‬و ت ّم‬ ‫إخراج الطفلة التً كانت على وشك‬ ‫الوفاة ‪ ..‬ترحل أمل لتلد " أمل " أخرى‬ ‫تشهد أمام ٌتمها والدة حرٌة دفعت أمها‬ ‫حٌاتها على دربها ‪ ..‬حرمت أمل‬ ‫الشهٌدة من األمومة ونالت الشهادة‬ ‫األعز ‪ ،‬لتبقى أمل الصؽٌرة شاهدة‬ ‫على قصة وكؤنها آتٌة من خٌال روابً‬ ‫أو كاتب درامً ‪..‬‬ ‫قد ال أعرؾ هإالء الشهٌدات جمٌعا‬ ‫وجها لوجه ‪ ،‬ومنهن لم ألتقٌها أبدا ‪..‬‬ ‫لكنً أعرؾ كل واحدة منهن بروحً‬ ‫وقلبً ‪ ،‬بروح ابنة تلبٌسة وروحها التً‬ ‫تعرؾ ماذا تقدم المرأة هناك وكٌؾ‬ ‫تعٌش ‪ ،‬أعرفهنّ فً وجوه أخواتً و‬ ‫بناتهن و فً أنماط حٌاتهن و قدرتهن‬ ‫المدهشة على العطاء و الفرح ‪.‬‬ ‫كانت هإالء الشهٌدات منارات‬ ‫وشموس مضٌبة فً حٌاة عوابلهن ‪،‬‬ ‫وفقدانهن أفقد العابالت سندا قوٌا‬ ‫وخسارات ال تعوض ‪ ...،‬ألرواحن‬ ‫الرحمة والسالم والرحمة والطمؤنٌنة ‪،‬‬ ‫وقد رحلن بعزة وكرامة مظلومات كما‬ ‫كل شهدابنا ‪ ..‬لهإالء أنحنً و أمام‬ ‫عابالتهن أخجل حتى من الدموع ‪. ! ..‬‬ ‫ومثلما ٌخجل الدمع أمام دم الشهٌدات‬ ‫‪ ..‬فإنه ٌخجل أٌضا وٌتؤسى وٌتحجر‬ ‫فً محاجر العٌون أمام أمهات الشهداء‬ ‫وزوجاتهن وأبنابهن وأخواتهن ‪ ،‬وتبقى‬ ‫الحرقة األكثر ألما فً قلوب األمهات ‪،‬‬ ‫خاصة اللواتً منهن قدمن أكثر من‬ ‫شهٌد من أبنابهن ومنهم من استشهد‬ ‫تحت التعذٌب أو على جبهات القتال أو‬ ‫هو فً طرٌقه للعمل ‪ ،‬ونص ُؽر‬ ‫وٌص ُؽر ألمنا أٌضا أمام أمهات األطفال‬ ‫والرضع ‪ ،‬فمن ٌمكنه أن ٌواسً والدة‬ ‫الطفلة الرضٌعة الشهٌدة عفاؾ سراقبً‬ ‫التً استشهدت تحت التعذٌب وهً ابنة‬ ‫أربع شهور فقط ‪ ..‬؟ وكٌؾ ٌستطٌع‬ ‫عقل أم أن ٌستوعب أن طفلتها الطض٘ؼخ‬

‫د ‪ .‬خولة حديد‬ ‫تعرضت للتعذٌب و بؤي حال ممكن أن‬ ‫تكون هذه األم الصابرة !! ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و كٌؾ ال نخجل وتفرّ الدموع منا أمام‬ ‫زوجة ماجد ٌحًٌ التً دفنت فلذات‬ ‫كبدها األربعة ٌوم استهداؾ "المخبز –‬ ‫الفرن" بطابرة حربٌة لٌسقط البناء الذي‬ ‫ٌضم البٌت والفرن‪ ،‬وٌدفن تحته األجساد‬ ‫الؽضة ألربع فتٌات أكبرهن بعمر ‪13‬‬ ‫سنة وأصؽرهن أربع سنوات ‪ ..‬بؤي‬ ‫وجه ممكن أن نعزي هذه األم الثكلى‬ ‫الصابرة ‪ ..‬و كٌؾ ٌمكن أن نقدم لها‬ ‫العزاء‪ ..‬؟ ‪.‬‬ ‫لهإالء األمهات ننحنً و تنحنً الهامات‬ ‫صبرهن تتوقؾ‬ ‫‪ ..‬وأمام حزنهنّ و‬ ‫َ‬ ‫الكلمات و تهرب الدمعات ‪ ..‬و ال ٌوجد‬ ‫أي عبارة ممكن أن تفً حقهنّ لدٌنا ‪...‬‬ ‫للشهٌدات ننحنً ونصلً لسالم‬ ‫أرواحهن ورحمتها ‪ ،‬وأمام عذاب‬ ‫عابالتهن ومعاناتها نتقدم باإلجالل‬ ‫والتحاٌا‪ ..‬وسٌبقى دمهن منارة لٌلنا اآلن‬ ‫وؼدا ‪..‬‬ ‫ألمهات الشهداء ننحنً محبة و إجالال و‬ ‫إكبارنا ‪ ..‬ونص ُؽر ونص ُؽر أمام آالمهن‬ ‫‪...‬‬ ‫ألمهات المعتقلٌن والمفقودٌن ننحنً‬ ‫وأمام حزن انتظارهن نص ُؽر ونص ُؽر‬ ‫لهإالء النسوة جمٌعا فً بلدتً الصؽٌرة‬ ‫" تلبٌسة " أقول أنتم العٌد ‪ .‬و أنتم الٌوم‬ ‫ّ‬ ‫المعزز دابما فٌنا بكل لحظة‪..‬‬ ‫المكرّم و‬ ‫أنتم كل جمال ومعنى ممكن فً أٌامنا‬ ‫‪...‬‬ ‫لكل أرواح الشهٌدات السورٌات نصلً‬ ‫ونطلب لهن الرحمة الطمؤنٌنة والسالم‬ ‫‪ ..‬ولكل المعتقالت السورٌات ننحنً‬ ‫احتراما ونفعل ما بوسعنا من أجل‬ ‫خروجهن للنور ‪ ...‬لكل نساء سورٌا فً‬ ‫الداخل البطالت الصامدات الصابرات‬ ‫ألؾ باقة ورد و ألؾ تحٌة محبة ‪ ..‬وكل‬ ‫األٌام لكنّ بلحظاتها ودقابقها وساعاتها‬ ‫ونهاراتها ولٌالٌها ‪ ....‬ولنساء تلبٌسة فً‬ ‫قلبً وهج خاص فهنَّ األقرب لروحً و‬ ‫نبض قلبً‪ ،‬و أنا بعض من كل واحدة‬ ‫فٌهن ‪ ..‬فاعذروا شهادتً المجروحة‬ ‫فٌهن ‪..‬‬

‫‪4‬‬


‫العني‬ ‫أحد حروؾ اللؽة العربٌة أو أخواتها من اللؽات السامٌة‬ ‫األخرى ‪ ،‬والعٌنُ أداة الرإٌة المرهفة والتً أدهشت العلماء‬ ‫بتركٌبها وآلٌة عملها ‪ ،‬إنها الحاسّة األكثر أهمٌة من بٌن‬ ‫الحواس الخمس ‪ ،‬ومن فقد عٌنا من عٌنٌه ٌسمى أعورا ‪ ،‬ومن‬ ‫فقد كلتاهما ٌسمى ضرٌرا ‪ ،‬وله جزاء فقدانه حبٌبتٌه الجنة وع ٌد‬ ‫من هللا على لسان حبٌبه المصطفى ‪.‬‬ ‫بكثٌر من فقدان البصر ‪ ،‬فكم من‬ ‫وفقدانُ البصٌرة أخطر‬ ‫ٍ‬ ‫شخص ٌحمل عٌنٌن فً وجهه لكن الٌبصر بهما أبعد من أنفه‬ ‫ٍ‬ ‫وما أصدق قول الشاعر ‪:‬‬ ‫أال رب ذي عٌنٌــــــن ال تنفعانه‬ ‫وما تنفع العٌنـــــــان من قلبه أعمى‬ ‫والعٌنُ نبع الماء الذي ٌخرج من األرض ( فانفجرت منها اثنتا‬ ‫عشرة عٌنا ) وربما سُمٌت عٌنا ألنها تشبه العٌن فً ذرفها‬ ‫للدمع على حبٌب ‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫زلت‬ ‫وال ٌزال حجم العٌن أحد مقاٌ​ٌس الجمال عند العرب وما‬ ‫أرى أن جمالٌة العٌن تكمن فً قدرتها على الكالم والتعبٌر‬ ‫بشرط أن ٌكون الشخص المقابل متقنا لقراءة هذه اللؽة‬ ‫‪،‬ولطالما تؽزل الشعراء بالعٌن ومنهم األعرابً علً بن الجهم‬ ‫الذي قال ‪:‬‬ ‫عٌون المها بٌن الرصافة والجسر‬ ‫بن الهوى من حٌث أدري وال أدري‬ ‫َجلَ َ‬ ‫َ‬ ‫ــــوق القدٌ َم ولم أكن‬ ‫دَدن لنا ال ّش‬ ‫َر َ‬ ‫ُ‬ ‫جمر‬ ‫دن جمرا على‬ ‫ســـــلوت ولكن ِز َ‬ ‫ِ‬ ‫لن لنا نحن األهلّ ُة إنمــــــــــــــا‬ ‫وقُ َ‬ ‫بلٌل وال تقري‬ ‫تضً ُء لمن ٌســــــري ٍ‬ ‫إلى آخر القصٌدة التً تعتبر من عٌون القصاب ِد الؽزلٌ ِة فً‬ ‫الشعر العربً ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أما عٌونُ األخبار فهو كتابٌ قٌ ٌم البن قتٌبة األندلسً وإذا عكسنا‬ ‫عنوان الكتاب ٌصبح أخبار العٌون عٌون النظام التً كانت‬ ‫تتجسس على البشر فتردٌهم بٌن قتٌل أو سجٌن ‪..‬ونحمد هللا أن‬ ‫بعضها قد اقتلع من محاجرها على ٌد الثوار ‪.‬‬ ‫ولمن ال ٌعرؾ عالج عٌن الحسد ؟ فهً بكل بساطة قطعة من‬ ‫الرصاص المذاب ترمى فً الماء البارد عدة مرات حتى تنفرط‬ ‫وبذلك تكون قد ردت العٌن الحاسدة حسٌرة خاسبة ‪ .‬طبعا هذه‬ ‫وصفة من ال ٌعرؾ الوصفة الحقٌقٌة ‪ :‬المعوّ ذات أو ال ٌإمن‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫ولعل أشهر العٌون فً العصر الحدٌث عٌونُ تلك األفؽانٌ ِة‬ ‫والتً دفع مصورها حٌاته ثمنا لرإٌتها مرة ثانٌة ولم تنل هذه‬ ‫الشهرة لحجمها أو لونها وإنما باللؽة التً تتحدث بها والتً‬ ‫فهمها كل من شاهدها عدا ‪...‬‬ ‫أما العٌون التً ترنو إلى الفرح فهً التزال تنتظر رحمة ربها‬ ‫بالفرج وإننا معها من المنتظرٌن ‪..‬‬

‫هرا خلك اهلل‬ ‫فً العٌن ‪ 100‬ملٌون خلٌة حساسة القطة هً‬ ‫العصٌات والمخارٌط التً تتؤلؾ منها شبكٌة كل من‬ ‫عٌنٌك والشبكٌة تحوي كذلك أربع طبقات من الخالٌا‬ ‫العصبٌة وهذا الجهاز بمجمله قد ٌقوم بما ٌوازي‬ ‫عشرة ملٌارات عملٌة حسابٌة فً الثانٌة حتى قبل أن‬ ‫تصل الصورة إلى العصب البصري وحٌن تصل‬ ‫التفاصٌل البصرٌة إلى الدماغ ثمة قشرة دماؼٌة‬ ‫تحوي ما ٌزٌد على اثنً عشر مركزا بصرٌا تقوم‬ ‫بتحلٌلها‪ ....‬كل هذا وأنت فً ؼفلتك هانا ال تحس بها‬ ‫وتكتفً بإلقاء نظرة متخبطة فٌها الكثٌر من كفر‬ ‫النعمة‪.‬‬

‫أمسبء سبعبث الليل والٌهبز‬ ‫أسماء ساعات‬ ‫اللٌل‬

‫أسماء ساعات‬ ‫النهار‬

‫الشفق ‪ ،‬الؽسق ‪،‬‬ ‫العتمة ‪ ،‬السدفة ‪،‬‬ ‫الفحمه ‪ ،‬الزله ‪،‬‬ ‫الزلفه ‪ ،‬البهره ‪،‬‬ ‫السحر ‪ ،‬الفجر ‪،‬‬ ‫الصبح ‪ ،‬الصباح‬ ‫‪.‬‬

‫الشروق ‪ ،‬البكور‬ ‫‪ ،‬الؽدوة ‪ ،‬الضحى‬ ‫‪ ،‬الهاجرة ‪،‬‬ ‫الظهٌرة ‪ ،‬الرواح ‪،‬‬ ‫العصر ‪ ،‬القصر ‪،‬‬ ‫األصٌل ‪ ،‬العشى ‪،‬‬ ‫الؽروب‬

‫نكاشة الببور‬ ‫‪5‬‬


‫ملبذا عربث البطت الطسيك ؟‬ ‫(‪)4‬‬ ‫نواصل معكم فً سبر وتحقٌق أقوال أهل الكشؾ عن‬ ‫سبب عبور البطة هذا الطرٌق وردود األفعال علٌها ‪.‬‬

‫جىزج بىش(الغبي)‬

‫إن مجرد تمكن البطة من عبور الطرٌق إلى الطرؾ‬ ‫اآلخر دون عقاب رؼم قرارات األمم المتحدة ٌشكل‬ ‫تحدي للدٌمقراطٌة والحرٌة والعدالة ‪ ...‬و هذا ما ٌإكد لنا‬ ‫أنه كان ٌنبؽً علٌنا وبشكل ال ٌقبل النقاش ‪ ،‬وتدمٌر هذا‬ ‫الطرٌق منذ زمن بعٌد وللحفاظ على السالم فً هذه‬ ‫المنطقة وحتى ال تنتهك القٌم التً ندافع عنها من جمٌع‬ ‫أنواع اإلرهاب ‪.‬‬ ‫وعلٌه قررت الحكومة األمرٌكٌة وباسم الحرٌة‬ ‫والدٌمقراطٌة قررنا إرسال ‪ 17‬حاملة طابرات و ‪154‬‬ ‫سفٌنة حربٌة مدعومة بـ ‪ 243000‬و ‪ 46‬مدمرة من مشاة‬ ‫البحرٌة وؼطاء جوي مإلؾ من ‪ 846‬قاذفة مهمتها إبادة‬ ‫كل المداجن‬ ‫الموجودة فً المنطقة على قطر ‪ 5000‬كم منها‪ .‬ثم ٌتم‬ ‫التؤكد و من خالل قصؾ صاروخً مُركز أن كل ما‬ ‫ٌشبه أماكن تواجد البط من قرٌب أو بعٌد قد تحول إلى‬ ‫رماد‪ .‬وهكذا لن تسول ألي بطة أو فرخ بط نفسها مرة‬ ‫أخرى تحدي أمتنا بوقاحتها السافرة‪.‬‬ ‫وستتولى حكومتنا الكرٌمة فٌما بعد إعادة بناء هذه مالجا‬ ‫للبط وفقا لمقاٌ​ٌس األمن المعمول بها ‪.‬‬ ‫وتعٌ​ٌن دٌكٍ ٌتم انتخابه بشكل دٌمقراطً حر من طرؾ‬ ‫السفٌر األمرٌكً‪.‬‬ ‫ولتموٌل مشروع إعادة البناء ستتم السٌطرة على عابدات‬ ‫المداجن من البٌض واللحم فً هذه المنطقة لمدة ‪ 30‬سنة‬ ‫حٌث ٌمكن أن ٌستفٌد سكان المنطقة من تسعٌرة تفاضلٌة‬ ‫على جزء من هذه العابدات مقابل تعاونهم المطلق معنا‬ ‫وفً ظل هذا النظام الجدٌد حٌث تسود العدالة والسالم‬ ‫والحرٌة ‪...‬‬ ‫نستطٌع أن نإكد لكم أنه لن تحاول بعد الٌوم أي بطة‬ ‫عبور أي طرٌق‪.‬‬ ‫لسبب بسٌط هو أنه لن ٌكون هناك طرٌق أصال‪ .‬ولن‬ ‫تكون هناك أرجل للبط ‪..‬‬

‫من زحم املعاناة تولد ملماتنا‬ ‫يوميات نازح (‪)4‬‬ ‫وكان أول شًء علٌنا فعله لحظة وصولنا إلى تلك المدٌنة التً ال نعرؾ عنها‬ ‫شٌبا أن نوصً األطفال واألوالد أن ال ٌؽنوا أؼانً الثورة وال ٌهتفوا بهتافات‬ ‫الثورة ‪ ..‬وأن ال ٌتكلموا عن الجٌش الحر وأخبرناهم بؤن الناس هنا ٌحبون النظام‬ ‫وٌحبون بشار ومن ٌتكلم عنه أو ٌنشد فؤنهم سٌؤخذونه إلى السجن وسٌعذبونه ‪..‬‬ ‫ونزلنا ذلك المنزل الذي ما شعرت أن به بركة ‪ ،‬وقد اكترٌته بثمن أربعة أضعاؾ‬ ‫ما كان ٌكترى قبل هذه الثورة المباركة ‪ ..‬فعلمت وأدركت من تلك اللحظة أنً‬ ‫أمام مجتمع جدٌد ‪ ..‬جشع ‪ ..‬مستؽل ‪ ..‬ال ٌعرؾ شٌبا عن الثورة ‪ ..‬لتبدأ حكاٌة‬ ‫جدٌدة ‪.‬‬ ‫أنا الٌوم أعٌش فً مجتمع ال ٌعرؾ شٌبا عن الثورة وال ٌصدق ما ٌسمعه أو ٌراه‬ ‫فً وسابل اإلعالم إن رآها أو تابعها ‪ ،‬وهللا إنها طا َمة كبرى ‪ ..‬ال أعرؾ كٌؾ‬ ‫سؤتعامل معهم وال أعرؾ كٌؾ سؤتحدث معهم ‪ ،‬ال أعرؾ هل هم ٌعرفون‬ ‫الحقٌقة وٌتجاهلون أم هم بالحقٌقة جاهلون؟؟‪ ..‬فبدأت أتعامل معهم أارمً لهم‬ ‫أطراؾ الكالم وأضع به الطعم لٌعطونً طرفا فؤصطاد به أفكارهم ‪ ،‬وبعد أٌام‬ ‫من األخذ والعطاء والصد والرد بٌنً وبٌنهم تبٌن لً أنهم على ثالثة طوابؾ من‬ ‫الفهم ‪..‬‬ ‫فالصنؾ األول ال ٌصدق ما ٌجري حوله وال ٌقتنع بما ٌسمع وٌرى ‪ ،‬وٌإكد أنها‬ ‫مإامرة لضرب استقرار هذا البلد ‪ ،‬وأن ما ٌعرض هو صور ولقطات مفبركة ‪،‬‬ ‫حتى أن أحدهم كان قد فتح لنا موقع عن تلبٌسة وأخرج مقطع ٌظهر فٌه سقوط‬ ‫البرامٌل المتفجرة من الطابرة فقال ‪ :‬انظروا إلى الكذب وما أدراهم هل أخوات‬ ‫ال‪ !....‬أنها سترمً برامٌل حتى ٌصوروها ألم أقل إنه كذب ٌُكذب ‪..‬‬ ‫والصنؾ اآلخر منؽمس بماله وكسبه وؼارق بتنعمه وترفه ِه فال ٌلتفت ال إلى‬ ‫أخبار وال إلى األحداث ‪ ،‬همه الوحٌد هو أن ٌإجر بٌته الثانً والثالث ومزرعته‬ ‫ومخزنه وأن ٌبٌع بضاعته وأن ٌُحدث سٌارته ‪ ،‬وٌرى فً المهجر موسم ٌجب‬ ‫استؽالله فإنه ال ٌؤتً كل عام ‪ ..‬وما ٌجعله أبعد عن الثورة وروحها هو ما ٌراه‬ ‫من حال المهجرٌن وكٌؾ تركوا بٌوتهم المهدمة وأصبحوا الجبٌن ‪ ،‬فٌعتقد حسب‬ ‫ظنه أن فً االبتعاد عن الثورة سالمة لألموال واألرزاق ‪ ،‬وٌتجاهل فوق جهله‬ ‫وٌدعً أن النازحٌن سٌجلبون البالء معهم ‪..‬‬ ‫والصنؾ الثالث من ذلك المجتمع هم الثابرون الشرفاء تجدهم محترمون من‬ ‫داخلهم ومتابعون لألحداث وأخبار الثورة ومتعاطفون مع الثوار والشهداء‬ ‫والنازحٌن ‪ ،‬ولكنهم لٌس لهم صوت أمام الصنفٌن السابقٌن ‪ ..‬وهم مع ذلك على‬ ‫ضعؾ قدرتهم وقلة مواردهم ‪..‬‬ ‫فعندما تبٌن لً تفصٌل ذلك المجتمع رأٌت أنه من األفضل التعامل بحذر مع‬ ‫هإال ء الناس ‪ ،‬وأن ال ٌعطً المرء ثقته ألي شخص منهم ‪ ..‬وبدأت حٌاة الحذر‬ ‫وفٌها أحداث سؤروٌها لكم فً العدد القادم إن كان فً العمر بقٌة وفً القلم مداد ‪..‬‬ ‫ففً الفكر كثٌر ألذكره ‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬الزبري‬ ‫‪6‬‬


‫بقٌة‪...‬‬ ‫لم ٌتم استخدامها أبدا طوال‬ ‫الحروب العدٌدة التً خاضها‬ ‫العرب ضد عدوهم التارٌخً‬ ‫اسرابٌل أو أي عدو آخر ‪ ،‬وربما‬ ‫كانت الؽاٌة من السعً الحثٌث‬ ‫وراء امتالكها هو خلق توازن‬ ‫رعب مع هذا العدو ‪ ،‬على األقل‬ ‫هذا هو السبب الظاهري ‪..‬‬ ‫ال ٌهمنا الٌوم أن نتكلم عن رفض‬ ‫األسد ونظامه استخدام هذه‬ ‫األسلحة طٌلة فترة حكمه ضد أي‬ ‫كان ‪ ،‬فنحن نعلم ٌقٌنٌا أن األسد‬ ‫عمٌل لكل عدو شرس للشعب‬ ‫والوطن ‪ ،‬ولكن ال بد أن نقؾ‬ ‫أمام قضٌة مهمة ‪...‬‬ ‫فً أوابل التسعٌنٌات أقدم النظام‬ ‫العراقً السابق بزعامة صدام‬ ‫حسٌن على إطالق عدة رشقات‬ ‫من السكود على أهداؾ للكٌان‬ ‫الصهٌونً وداخل السعودٌة‬ ‫والكوٌت ‪ ،‬بضع وثالثون‬ ‫صاروخا لم تترك من التؤثٌر‬ ‫أكثر من توصؾ بؤنها رشقات‬ ‫إعالمٌة ‪ ،‬فهً موجهة ضد‬ ‫أنظمة ودول ذات جٌوش وقدرات‬ ‫كفٌلة برد ؼزو السكود ‪ ...‬ومع‬ ‫ذلك فقد كان لهذا األثر اإلعالمً‬ ‫الذي خلقته هجمات صدام حسٌن‬ ‫كافٌة لٌصطؾ العالم بكل قوته‬ ‫مشتركا متعاونا على تدمٌر هذه‬ ‫القوة العراقٌة فً حرب دامت‬ ‫أكثر من ‪ 12‬سنة وانتهت‬ ‫باحتالل العراق وقتل الربٌس‬ ‫العراقً بعد إذالله أمام العالم‬ ‫على شاشات التلفزة عبر محاكمة‬ ‫‪..‬‬ ‫هزلٌة‬ ‫واستخدمها معمر القذافً على‬ ‫نطاق محدود فً قصؾ مواقع‬ ‫عسكرٌة لقوات التحرٌر المعادٌة‬ ‫له إبان الثورة اللٌبٌة ‪ ،‬وكان هذا‬ ‫االستخدام سببا كافٌا لٌتراكض‬ ‫العالم على تدمٌر نظامه وقتله‬ ‫أمام الكامٌرات بطرٌقة دموٌة‬ ‫تكافا أعماله إلجرامٌة ‪..‬‬

‫سكىدكن يمتلٌب‬ ‫مإخرا دخل على خط المالكٌن‬ ‫لهذا السالح طرؾ جدٌد ‪ ،‬وهو‬ ‫نظام حزب هللا اللبنانً ‪ ..‬وإذا‬ ‫كنا لم نسمع عبر وسابل اإلعالم‬ ‫طٌلة الفترة الماضٌة التً سبقت‬ ‫الثورة السورٌة والتً كان فٌها‬ ‫حزب هللا عدوا إلسرابٌل وحدها‬ ‫‪ ،‬على الشاشات على األقل ‪ ،‬لم‬ ‫نسمع بؤنه ٌمتلك هذا السالح ‪،‬‬ ‫وكذلك لم نره خالل حروبه‬ ‫الطوٌلة ٌستخدمه أو ٌلوح‬ ‫باستخدامه ‪ ،‬اللهم إال إذا كان‬ ‫ٌعنً بصوارٌخ حٌفا وما بعدها‬ ‫هذه الترسانة ‪ ..‬لتؤتً الثورة‬ ‫السورٌة حٌث لم ٌعد ثمة تقٌة‬ ‫لدى «حزب هللا »وزعٌمه‬ ‫حٌن ٌتحدى وٌهدد الثورة‬ ‫بالحرب ‪ ،‬إذ إن الثورة السورٌة‬ ‫لٌست سوى مجموعة عصابات‬ ‫متآمرة على نظام «الممانعة‬ ‫والمقاومة ‪» ...‬ثم ٌدخل على‬ ‫خط المواجهة االول فٌطلق‬ ‫صوارٌخ سكود ضد العدو‬ ‫المشترك لفرٌقً المقاومة‬ ‫والممانعة ‪..‬‬ ‫من المإكد الحتمً أن إٌران لم‬ ‫تقدم لنصر هللا هذا السالح ‪ ،‬فما‬ ‫دام قادرا على امتالكه من قوت‬ ‫السورٌ​ٌن ومن اللقم التً تمنع‬ ‫منها أفواه أطفالهم فلٌس ثمة‬ ‫حاجة ألن تضحً طهران‬ ‫بنقودها فً سبٌل تسلٌحه ‪..‬‬ ‫وٌؤتً الرد على الجمٌل من قبل‬ ‫حزب هلل ‪ ،‬وهل جزاء اإلحسان‬ ‫إال اإلحسان ‪ ...‬حٌث تجهز‬ ‫القواعد لتدك صروح حلب‬ ‫والطبقة منطلقة من أرض‬ ‫لبنانٌة وٌسٌطر علٌها حزبٌون‬ ‫لم ٌجدوا حاجة فً أن ٌطلقوا‬ ‫طلقة واحدة باتجاه «إسرابٌل »‬ ‫حٌن كانت تذبح ؼزة على‬ ‫مرأى من عٌونهم عٌون األسد‬ ‫‪ ..‬فتتطاٌر جثث األطفال‬ ‫والنساء وٌدفن‬

‫تحت األنقاض أكثر مما ٌتم‬ ‫انتشاله ‪..‬‬ ‫حزب هللا هم شبٌحة األسد ‪ ،‬ال‬ ‫شك فً ذلك ‪ ،‬والمتهم الربٌس‬ ‫فً إطالق هذه الصوارٌخ هو‬ ‫النظام األسدي الذي ٌستخدمها "‬ ‫وعلى عٌنك ٌا تاجر " أمام‬ ‫أعٌن العالم كله ‪ ،‬وألول مرة‬ ‫فً تارٌخه وتارٌخ قصؾ‬ ‫التجمعات السكانٌة المدنٌة فً‬ ‫مدن وتجمعات مكتظة ‪،‬‬ ‫لٌصمت العالم أجمع ‪ ،‬بل تكلم‬ ‫‪...‬‬ ‫جرٌمة حرب ‪ ،‬هكذا قال‬ ‫سمع‬ ‫عندما‬ ‫االبراهٌمً‬ ‫بتفجٌرات دمشق األخٌرة ‪ ،‬التً‬ ‫أدانتها موسكو وؼٌرها ‪...‬‬ ‫فٌتعامى العرب وؼٌرهم عن‬ ‫صوارٌخ سكود دلت على أن‬ ‫األسد وصل إلى درجة هستٌرٌا‬ ‫القتل بال رٌب ‪..‬‬ ‫السكود سالح رادع أكثر منه‬ ‫سالح مستخدم ‪ ،‬بمعنى أنه‬ ‫ٌستخدم للتلوٌح به أمام أي دولة‬ ‫معادٌة منعا لها من اقتراؾ‬ ‫أخطاء مع الدولة المالكة له ‪...‬‬ ‫وعند الضرورة ال ٌوجه نحو‬ ‫تجمعات المدنٌ​ٌن التساع دابرة‬ ‫الخطؤ فً برنامجه وإصابته‬ ‫للهدؾ‪ ،‬إذ تكون فوابده قلٌلة‬ ‫بالنظر مع تكلفته ‪ ،‬إنما ٌكون‬ ‫مخصص لقصؾ مراكز مهمة‬ ‫كالمرافؤ‬ ‫للعدو‬ ‫بالنسبة‬ ‫والتجمعات العسكرٌة الكبٌرة‬ ‫والمطارات ‪...‬‬ ‫ال ٌمكن أن ٌستخدم فً‬ ‫استهداؾ مسحا فً شارع فً‬ ‫حً صالح الدٌن ‪ ،‬أو تجمع من‬ ‫رفاقه فً الطبقة قرب سد‬ ‫الفرات وبحٌرته التً تكفل‬ ‫بإؼراق الشرق السوري فٌما لو‬ ‫انهارت ‪..‬‬ ‫ال ٌستخدم السكود ضد أهداؾ‬ ‫مدنٌة ‪ ..‬على العكس تماما من‬

‫تصرؾ النظام األسدي ‪،‬‬ ‫أزٌد من خمسٌن صاروخا‬ ‫بالستٌا أمطرت أحٌاء مدن‬ ‫الشمال ‪ ،‬حلب والطبقة‬ ‫والباب وؼٌرها ‪ ،‬وخلؾ‬ ‫مدنٌا‬ ‫قرٌبا من ‪250‬‬ ‫سقطوا قتلى عداك عن‬ ‫الجرحى والمعاقٌن ‪...‬‬ ‫بطارٌات الباترٌوت ‪ ،‬كلنا‬ ‫ٌعرؾ أن العدٌد مما ٌملكه‬ ‫الناتو تنتشر على حدود‬ ‫تركٌا المحاذٌة لسورٌا ‪،‬‬ ‫نعم ‪ ،‬لحماٌة تركٌا وحدها ‪،‬‬ ‫من أي خطؤ قد ٌجلبه األسد‬ ‫مسببا مشكالت سٌاسٌة‬ ‫ألردوؼان فً بلده ‪ ،‬ومع‬ ‫أنها قادر أن تسقط أي‬ ‫طابرة أو صاروخ سكود أو‬ ‫ؼٌره على مسافة قد تصل‬ ‫إلى حدود حماة السورٌة ‪،‬‬ ‫فً الوسط السوري ‪ ،‬إال أن‬ ‫شٌبا من هذا لم ٌحدث ‪،‬‬ ‫فلٌست من صالحٌاتها أن‬ ‫تحصر الدمار ‪ ،‬ولكن‬ ‫السإال ٌطرح نفسه أن‬ ‫األسد لم ٌستخدمها إال بعد‬ ‫أن نصب الناتو هذه‬ ‫الترسانة ‪ ،‬لنعلم أن الؽاٌة‬ ‫هً حصر الدمار داخل‬ ‫سورٌا فقط ‪...‬‬ ‫كل هذا ٌطرح علٌنا جملة‬ ‫من التساإالت ‪ ...‬من لنا‬ ‫ومن علٌنا ‪...‬‬ ‫هل من المعقول أن حزب‬ ‫هللا المقاوم استطاع أن‬ ‫ٌقصؾ الشمال السوري من‬ ‫ؼٌر تهدٌد وعجز أن ٌلوح‬ ‫به فً حٌفا وما بعد حٌفا‬ ‫رؼم التهدٌد والوعٌد ‪...‬‬ ‫وهل العالم بكل اجراءاته‬ ‫ٌهدؾ وبصدق أن ٌخفؾ‬ ‫من معاناة الشعب السوري‬ ‫؟؟ ‪...‬‬ ‫حماٌة ساسة وسٌاسات ‪،‬‬ ‫هذه هً سٌاسة العالمٌن ‪...‬‬

‫‪7‬‬


‫احلسد‬

‫بملن ‪ :‬وعد‬

‫الحسد ذلك الخلق الذمٌم ‪ ،‬لم ٌعد‬ ‫مقتصرا على األشخاص الحسودٌن‬ ‫اللذٌن ٌتمنون زوال النعمة عن صاحبها‬ ‫‪ ...‬ولم تعد عبارة الحسد تلك الكلمة تدل‬ ‫على خلق شخص ٌحسد ؼنٌا على ماله‬ ‫‪ ...‬أو سلطانا على جاهه ‪ ...‬أو حتى‬ ‫صحٌحا على صحته ‪ ...‬أصبح هذا‬ ‫النوع من الحسد من ضروب الماضً‬ ‫السحٌق الذي ال ٌستحق الذكر أو حتى‬ ‫إنه الكلمات التً ٌردداها والد فقد‬ ‫لوم الحسود واالبتعاد عنه ‪...‬‬ ‫ابنه وال ٌدري عنه أحً هو أم‬ ‫وربما الؽبطة كلمة قرٌبة من الحسد ‪ ،‬الموت قد أبعده عن أحبابه‪. !....‬‬ ‫وتعنً تمنً بقاء النعمة على صاحبها‬ ‫ولكن مقرونة بؤن ٌرزق هللا المؽتبط هو لٌس مجرد كلمات تشعر‬ ‫اإلنسان بمقدار حظه أنه لم ٌدفع‬ ‫مثل صاحب النعمة ‪..‬‬ ‫المبالػ الطابلة لكً ٌتسنى له‬ ‫وأي من المعنٌ​ٌن الٌوم أخذ مجرى مواراة جثة ابنه التراب ودفنها‬ ‫أعمق ‪ ...‬وأصبح متؽلؽال فً صمٌم بكرم وشرؾ ‪.. !...‬‬ ‫الثورة السورٌة ‪ ...‬لقد تحول كثٌر‬ ‫السورٌون بطرٌقة أو أخرى لٌس فقط لقد أصبح السوري ٌحسد أو ٌؽبط‬ ‫اآلخر على الموت والدفن ‪ ...‬فقط‬ ‫إلى مجرد حسّاد ‪ ،‬بل إلى أشخاص‬ ‫المٌت هو الشخص المحسود ‪.!...‬‬ ‫متؤلمٌن لحسدهم ‪ ...‬ومتناسٌن قدرتهم‬ ‫على الصبر الذي ٌزٌن اإلنسان وٌكسوه أصبح الموت ؼاٌة اإلنسان لكن‬ ‫لٌس أي موت ‪ ،‬بل الموت أمام‬ ‫ثوب الوقار ‪...‬‬ ‫عٌون ذوٌه لكً ٌكحلوا عٌونهم‬ ‫وكٌؾ ال وقد فقدوا أحبابهم وتركوا بمرآه ‪...‬‬ ‫فلذات أكبادهم ٌصارعون الموت‬ ‫لقد تعددت صور الحسد فً‬ ‫وحدهم ‪ ،‬دون أن ٌتسنى لهم تخفٌؾ‬ ‫سورٌا لكن كل تلك الصور‬ ‫األلم عن أحبابهم وتقدٌم المساعدة لهم‬ ‫فرضت على أبناء الوطن ‪ ،‬ولم‬ ‫‪ ...‬لقد تحول الحسد إلى نعمة‪ ...‬نعمة‬ ‫ٌكن هناك قدرة على دفع الحسد‬ ‫كبٌرة فً سورٌا فقط ‪...‬‬ ‫عن اإلنسان أو حتى إخفابه ‪...‬‬ ‫فحسد السورٌ​ٌن مختلؾ وله لون خاص فهل بعد هذا الحسد فً كل شالدنٌا‬ ‫‪ ...‬إنه ذلك الشًء الذي ٌحسد فٌه الجار لون للحسد أشد‪ ...‬أو صورة له‬ ‫جــاره عـــلــى رإٌــة فـــلـــذة كـبــــده أقسى‪. !...‬‬

‫زسبلت إىل ضوبئسكن‬

‫مٌتا أمامه ‪ ...‬فقد رآه فً النهاٌة‬ ‫وكحل عٌنٌه بنظرته األخٌرة ‪!...‬‬ ‫وهو تلك الكلمات التً تعزي بها‬ ‫األخت أختها أن ابنها لم ٌتلق‬ ‫العذاب األلٌم قبل موته وأنه مات‬ ‫أمام عٌنٌها ‪ ،‬فهً تراه حولها فً‬ ‫كل نظرة تنظر بها تلك العٌن التً‬ ‫قدر لها أن ترى األلم والعذاب‪.!...‬‬

‫السٌد األمٌن العام لألمم المتحدة ‪ ،‬السادة وكالء‬ ‫منظمات حقوق اإلنسان والحٌوان والجماد‬ ‫المحترمون ‪:‬‬ ‫نحن من الحٌوانات األلٌفة التً ساقها القدر ‪ ،‬وسكنت‬ ‫فً أرض الشام ‪ ،‬ولما دارت المعارك البشرٌة أصابنا‬ ‫نصٌب منها ‪ ،‬وعندما حاولنا النزوح قامت طابرات‬ ‫النظام الصهٌوصفوي تقصؾ معاقلنا من حاوٌات‬ ‫وبرامٌل زبالة دون أي سبب وقطعت ‪ ،‬كما قامت‬ ‫بقطع األكل والشرب وكل وسابل الحٌاة األلٌفة‬ ‫لحٌوان ‪..‬‬ ‫نرجو تدخلكم وإبداء قلكم المستعجل ‪ ،‬لرفع الظلم عن‬ ‫الحٌوانات فً أسرع وقت ممكن‪..‬‬ ‫أنا قطه من الٌمن أرفع لكم بهذه المناشدة نٌابة عن كل‬ ‫الحٌوان ات األلٌفه التً سكنت ربوع الشام ‪ ،‬وكانت‬ ‫تحلم بمستقبل جمٌل وآمن واستقرار مع مالكٌها ‪ ،‬لكن‬ ‫نالها نصٌب من القتل والحصار والتدمٌر والتجوٌع ‪،‬‬ ‫حتى اللحوم المعلبة لم نراها منذ سنتٌن ‪ ،‬وقد وكلت‬ ‫نفسً عنهم ألن كل وسابل االتصال بالمحٌط‬ ‫الخارجً مقطوعة كما أنها لم تفد من كل الوفود‬ ‫الرسمٌة وؼٌر الرسمٌة من أن تحظى بلحظات قلٌلة‬ ‫من وقتكم الثمٌن ‪...‬‬ ‫نرجو تدخلكم لرفع الظلم عنا ألننا حٌوانات ألٌفه‬ ‫ولسنا مندسٌن أو إرهابٌن ‪..‬‬ ‫وإذا كان البشر هم من ٌحمل السالح للدفاع عن‬ ‫النفس ‪ ،‬فما الذي ٌمكن أن ٌحمله قط أو كلب أو‬ ‫حصان ‪..‬‬

‫هشبزكت ‪ :‬زاهي األغربي هي اليوي‬


‫هْفك زرٗك‬

‫فىر ّصْرح‬

‫رخلفٌاااب ّاًحطبغٌاااب هروااات ّهعماااذ‬ ‫ّهزعذد الْجٍْ ‪.‬‬

‫ئى الجٌذٗااخ فااٖ اإلضااالم رعٌااٖ ضااذ‬ ‫الضغر الإ ّولذ عل٘اَ ّلا٘ص جلاذ‬ ‫الااد علأ وال الضغاْر ‪ ،‬لااله وابى‬ ‫غااعبر هحاات الااذٗي الخط٘اات رحوااَ‬ ‫هللا ‪:‬‬

‫أخطااارٍ ّفاااٖ الملااات هٌاااَ رخلااا‬ ‫العمل ُّااا الزخلا ثارإ ُاْ اش‬ ‫الجالء ّالِْاى الإ ًحي فَ٘ ‪.‬‬ ‫ُّااااْ لعاااا٘زٖ األّلاااأ ّاألخ٘اااارح‬ ‫ّصْررٖ ُٖ الضْرح علٔ ُاا العمل‬

‫حرّف ثبئطخ‬

‫" أًذ علٔ صغر هاي صغاْر اإلضاالم‬ ‫فاااابحرؼ أى ٗااااإرٔ اإلضااااالم هااااي‬ ‫لجله" ‪.‬‬

‫هااااي ٗرٗااااذ الطااااال ‪ ..‬هااااي ٗرٗااااذ‬ ‫الغعت ‪ ..‬هي ٗرٗذ االرُابة ‪ ..‬هاي‬ ‫ٗرٗااذ الزىف٘اار ‪ ..‬هااي ٗرٗااذ الزمااذٗص‬ ‫‪ ..‬فلااااي ٗجااااذ هٌااااَ عٌااااذٕ غااااٖء‬ ‫ّل٘جحش عٌَ فٖ هىبى اخر ‪.‬‬

‫ئلٔ ول هي ٗفرق ث٘ي الح٘بح‬ ‫العبهخ ّالجِبد ‪.....‬روِل روِل‬ ‫‪...‬الجِبد جسء هي ح٘برٌب‬ ‫‪ّ...‬أضزغرة هي ول أّلئه الاٗي‬ ‫هب زالْا ٗمفْى علٔ الح٘بد فٖ‬ ‫غأى الوطلو٘ي الطٌخ ‪...‬‬

‫أض٘ر الوحٌخ‬

‫احوذ علْظ رلج٘طخ‬

‫أًب عٌذٕ ُذّء ّراحخ العمل ‪.‬‬ ‫‪Adnan Abd AL Hadid‬‬

‫حجر اإلضالم‬ ‫ال غااااااه أى ٌُاااااابن الىض٘اااااار هااااااي‬ ‫الوغزرث٘ي ٗعولْى فٖ هللا ل٘ل ًِابر‬ ‫‪ ..‬ثصوذ دّى هلل ‪..‬‬ ‫ّ لىي علٔ الجم٘خ أى ٗعلوْا‬ ‫أى غجبة الوإٗذٗي ‪ ّ ..‬ألىض٘ار هاي‬ ‫أثٌبء الطبئفخ العلْٗخ ‪ ..‬لان ٗغزرثاْا‬ ‫ّ فاارّا الاأ الخاابرط ‪ ..‬ثاال رروااْا‬ ‫لراُن ل٘حولْا الطاال ّ ٗمابرلْا ّ‬ ‫ٗااذافعْا عااي عم٘ااذرِن ّ لااْ وبًااذ‬ ‫خبغئخ ‪..‬‬ ‫أهااااب ًحااااي ‪ ّ ،‬الىض٘اااار هااااي أثٌاااابء‬ ‫الوطااااااااالو٘ي غااااااااابدرّا األرض ّ‬ ‫الضْرح هعب ‪..‬‬ ‫عْدّا ‪..‬‬ ‫ئى لن ٗىي ألرض الْغي ‪..‬‬ ‫ّ لىاااااي ئلااااأ أحعااااابى الضاااااْرح ‪..‬‬ ‫ثبلعول ‪...‬‬

‫ٗجاااااذّ أى ظلواااااخ العجْدٗاااااخ الزاااااٖ‬ ‫عػااٌبُب لخوطاا٘ي ضااٌخ لااذ جعلااذ‬ ‫هي الجعط هجارد خفابف٘ع رخػأ‬ ‫ئى لااان رىااارٍ حزااأ رؤٗاااخ الحرٗاااخ‬ ‫ثأرّاحِن ‪.‬‬

‫للذعبء هع الجالء صالس همبهبد ‪:‬‬ ‫أحذُب ‪ :‬أى ٗىْى ألْٓ هي الجالء‬ ‫ف٘ذفعَ ‪ .‬الضبًٖ ‪ :‬أى ٗىْى‬ ‫أظع هي الجالء ف٘مْٓ علَ٘‬ ‫الجالء ‪ ،‬ف٘صبة ثَ العجذ ‪ّ ،‬لىي‬ ‫لذ ٗخففَ ّئى وبى ظع٘فب ‪.‬‬ ‫الضبلش ‪ :‬أى ٗزمبّهب ّٗوٌع ول‬ ‫ّاحذ هٌِوب صبحجَ‪.‬‬ ‫[ئغبصخ اللِفبى الثي الم٘ن]‬

‫الذّهرٕ‬ ‫ثذأد رذُْر صحخ رػبف٘س ‪..‬‬ ‫ثعذ اخر رضبلخ هي االضذ ‪..‬‬ ‫ارضلذ لَ هرثْغخ ثرجل ف٘صل‬ ‫الومذاد الساجل ‪..‬‬ ‫ّ ٌُبن هي ٗإوذ روبهب ‪..‬‬ ‫ثأى رػبف٘س هبد‪...‬‬ ‫هي العحه !!‪..‬‬

‫‪Sham Wleed‬‬ ‫أًب أًضٔ‪....‬‬ ‫ال أرمبضن األغ٘بء هع أحذ فأهب أى‬ ‫أهزله الػ٘ئ "لْحذٕ" أّ‬ ‫أرروَ "خلفٖ" ‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫فكس الثىزة‬

‫‪10‬‬


‫هكذا كانت ‪ ...‬فال نامت أعني اجلبناء‬ ‫عندما قررت الكتابة عن‬ ‫حمص‪ ،‬تاه قلمً وانتابه‬ ‫شعور بالتر ّدد أمام عظمة‬ ‫هذه المدٌنة المرحة ‪ ،‬فمفاهٌم‬ ‫ّ‬ ‫والعزة والشجاعة‬ ‫الكرامة‬ ‫والصبر والتضحٌة واألصالة‬ ‫‪ ...‬قفزت من كتب التارٌخ‬ ‫وتزاحمت أمام صفحات‬ ‫الحاضر ‪ ،‬ك ّل منها ٌرٌد أن‬ ‫ٌتب ّنى سرّ صمود هذه المدٌنة‬ ‫لنحو عامٌن متواصلٌن فً‬ ‫وجه عصابة دموٌة لم ٌعرؾ‬ ‫التارٌخ لها مثٌال ‪ ،‬مدٌنة ما‬ ‫تزال صامدة رؼم كل آهاتها‬ ‫ومآسٌها ال تمل وال تكل وال‬ ‫ترضى أن تؤخذ ولو قسطا‬ ‫من الراحة ‪ ،‬ألنها وهبت‬ ‫نفسها قربانا لثورة الشعب‬ ‫السوري منذ الٌوم األول‬ ‫النتفاضتها‪ ،‬كٌؾ ال ؟ !‬ ‫وهً التً ورثت أصالتها‬ ‫اإلسالمٌة من خمسمابة‬ ‫صحابً وتابعً عاشوا‬ ‫واستقروا و ُدفن بعضهم فٌها‬ ‫‪ ،‬فمقبرة الكتٌب خٌر شاه ٍد‬ ‫على ذلك ‪ ،‬وهً المدٌنة التً‬ ‫استلهمت شجاعتها من سٌؾ‬ ‫هللا المسلول الراقد فً قلبها ‪،‬‬ ‫واستوحت عنادها وإصرارها‬ ‫على العصٌان فً وجه‬ ‫الطؽاة من نهر العاصً الذي‬ ‫ٌجري فً عروقها ‪،‬‬ ‫واستمدت قوتها وصالبتها‬ ‫من حجارتها السوداء التً‬ ‫تتزٌّن وتت ّدرع بها أحٌاإها‬ ‫القدٌمة ‪...‬‬ ‫إنها حمص التً دوّ خت ‪-‬‬ ‫بشجاعتها ودبلوماسٌتها –‬ ‫جمٌع الؽزاة والطؽاة من‬ ‫فراعنة وإؼرٌق ورومان‬ ‫وصلٌبٌ​ٌن ومؽول وفرنسٌ​ٌن‪.‬‬

‫فعلى ضفة نهر األورنت‬ ‫(العاصً) حدثت أكبر معركة‬ ‫عربات فً التارٌخ ‪ ،‬وهً‬ ‫معركة قادش الشهٌرة سنة (‬ ‫‪1274‬ق ‪.‬م) بٌن الحثٌ​ٌن‬ ‫والفرعون "رعمسٌس الثانً‬ ‫" الذي كان ٌهدؾ من تلك‬ ‫المعركة السٌطرة على منطقة‬ ‫" قادش" الحمصٌة ( تل النبً‬ ‫مندو الحالٌة) وفٌها تهاوت‬ ‫أحالم رعمسٌس ‪ ،‬فتراجع‬ ‫ٌجرّ ذٌول الهزٌمة ‪ ،‬مع‬ ‫حسر ٍة تركتها حمص فً قلبه‪.‬‬ ‫وفً القرن الرابع قبل المٌالد‬ ‫‪ ،‬عندما جاء االسكندر‬ ‫المقدونً ؼازٌا للشرق ‪،‬‬ ‫حاصر حمص ولم ٌدخلها إال‬ ‫بتفاهم مع أهلها ‪ ،‬ومن دون‬ ‫ٍ‬ ‫قتال ‪ ،‬فهذا إن د ّل على شًء‬ ‫‪ٌ ،‬د ّل على حنكة الحماصنة‬ ‫السٌاسٌة ‪ ،‬وتقدٌرهم للظروؾ‬ ‫الدولٌة آنذاك ‪ ،‬فاالسكندر‬ ‫اجتاح الشرق كله بما فٌه‬ ‫الفارسٌة‬ ‫االمبراطورٌة‬ ‫المترامٌة األطراؾ‪.‬‬

‫وبعد وفاة االسكندر ونشوء‬ ‫االمبراطورٌة السلوقٌة ‪،‬‬ ‫حافظت حمص على استقاللها‬ ‫فً ظل أسرة " إٌمسانً" ‪،‬‬ ‫حٌث ذكر المإرّ خ الٌونانً‬ ‫"سترابو" أنّ حمص ‪ -‬التً‬ ‫عرفت فً هذا العهد بـ "‬ ‫إٌمسٌا" – كانت مملكة‬ ‫مستقلّة ومستقرّ ة ‪ ،‬وقد تكون‬ ‫تلك أول إشارة ؼلى حمص‬ ‫باسمها الحالً ‪.‬‬ ‫كما خاضت مملكة "إٌمسانً"‬ ‫ؼمار الدبلوماسٌة وأتقنت‬ ‫حٌلها ‪ ،‬عندما عقدت تحالفا‬ ‫مع االمبراطرٌة الرومانٌة فً‬

‫عهد " ٌولٌوس قٌصر" ‪ ،‬وذلك فً عهد االمبراطور "‬ ‫من أجل الحفاظ على استقالل أورلٌان " الذي جهّز جٌشا‬ ‫البالد التابعة لسلطتها ‪.‬‬ ‫كبٌرا استطاع أسر الملكة‬ ‫العربٌة الطموحة ‪ ،‬لتصبح‬ ‫وبعد زواج االمبراطور "‬ ‫أسٌرة السالسل الذهبٌة ‪.‬‬ ‫سبتٌموس سٌفٌروس" من‬ ‫الفاتنة الحمصٌة " جولٌا دومنا وفً النصؾ األول من‬ ‫" ‪ -‬ابنة الكاهن األعظم إلله القرن السابع المٌالدي ‪،‬‬ ‫الشمس فً حمص – حكمت وصل الفاتحون المسلمون‬ ‫الساللة " السٌفٌرٌة " إلى حمص ‪ ،‬فدخلها الجٌش‬ ‫االمبراطرٌة الرومانٌة برمتها الراشدي بقٌادة أبو عبٌدة بن‬ ‫حتى سنة ( ‪235‬م) ‪ ،‬فكان الجرّ اح وخالد بن الولٌد سلما‬ ‫اتفاق مع أهلها ‪ ،‬لتشرق‬ ‫مجمل أباطرة روما الحماصنة بعد‬ ‫ٍ‬ ‫خمسة ‪ ،‬عدا أولبك الذٌن فٌها شمس اإلسالم ‪ ،‬فؤحب‬ ‫أخرى خالد هذه المدٌنة ومال إلٌها‬ ‫مناصب‬ ‫اعتلوا‬ ‫وبخاصة فً مجلس الشٌوخ قلبه ‪ ،‬وأقام فٌها حتى توفً ‪،‬‬ ‫ومنذ ذلك الوقت سمٌّت‬ ‫الرومانً ‪.‬‬ ‫حمص "مدٌنة ابن الولٌد " ‪،‬‬ ‫وعلى أرض حمص قامت فبات ضرٌح خالد وكذلك‬ ‫المملكة األعجوبة " تدمر" مسجده من أهم معالمها ‪،‬‬ ‫التً لعبت دورا ممٌّزا على كما استملكت حمص قلوب‬ ‫الساحة الدولٌة ‪ ،‬عندما مبات الصحابة والتابعٌن‬ ‫رأس‬ ‫ص ّدعت‬ ‫أعظم الذٌن استقروا فٌها ‪ ،‬ولعل‬ ‫امبراطرتٌن فً ذلك الزمان ‪ ،‬أبرزهم ‪ :‬عبد الرحمن بن‬ ‫حٌث تم ّكن ملكها " أذٌنة " من خالد بن الولٌد وعبٌد هللا بن‬ ‫اقتحام عاصمة اإلمبراطورٌة عمر بن الخطاب وعبد‬ ‫الفارسٌة " طٌسفون" ‪ ،‬الرحمن بن عوؾ وأبو ذر‬ ‫وضعضعت زوجته الملكة الؽفاري ومٌسرة بن مسروق‬ ‫زنوبٌا‬ ‫"‬ ‫الحسناء‬ ‫" وأبو موسى األشعري وكعب‬ ‫االمبراطرٌة الرومانٌة عندما األحبار ورابعة العدوٌة ‪. ...‬‬ ‫تــو ّسـعـت فــً أراضً الروم‬

‫ابساهين الطحبى‬

‫البميت يف ص (‪11 ) 14‬‬


‫عاهودي‬

‫أفقي‬

‫‪ . .1‬خلٌلة‪ ,‬من الطٌور الضخمة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬رواٌة شهٌرة البن المقفع ‪.‬‬ ‫‪ٌ .3‬ابس (م)‪ ,‬صر م ‪ ,‬جحر‬ ‫الطاحون ‪.‬‬ ‫‪ .4‬ولدته‪ ,‬مخترع اآللة الحاسبة ‪.‬‬ ‫‪ .5‬شهر مٌالدي (م)‪ ,‬مقر حزب‬ ‫الكتاب اللبنانً (م) ‪.‬‬ ‫‪ .6‬أفرح‪ ,‬حر ؾ ناصب‪ ,‬ضرٌبة‬ ‫أو جزٌة ‪.‬‬ ‫‪ .7‬من األشجار‪ ,‬حرؾ عطؾ‪,‬‬ ‫دالل أو دلع ‪.‬‬ ‫‪ .8‬حرؾ ناصب‪ ,‬تهرٌب‪ ,‬صب‬ ‫(م) ‪.‬‬ ‫‪ .9‬مض ساري ٌسمى حبة حلب ‪.‬‬ ‫‪ .10‬كسبة أو حظٌة‪ ,‬إحسان ‪,‬‬ ‫راجح ‪.‬‬ ‫‪ .11‬قابد تارٌخً شهٌر‪ ،‬حرفٌن‬ ‫من كوخ ‪.‬‬ ‫‪ .12‬مكرر‪ ,‬وجع (م)‪ ,‬ظهر‬ ‫الشًء ‪.‬‬ ‫‪ .13‬صقا ‪ ,‬جو‪ ,‬إتقان‬ ‫‪ .14‬ممثل إٌطالً لعب بطولة فلم‬ ‫عمر المختار‬ ‫‪ .15‬ربٌس هٌبة األركان فً‬ ‫الجٌش الحر‬ ‫‪ .16‬قابد المجلس الثوري فً‬ ‫حمص‬

‫‪ .1‬اسم جمعة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬أطول نهر فً العاالم ‪ ,‬منظماة‬ ‫إنسانٌة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬مركااااز توزٌااااع الاااادخان‪ ,‬أداة‬ ‫استثناء‪ ,‬بانا ‪.‬‬ ‫‪ .4‬من األزهار‪ ,‬مؽتصابة‪ ,‬ثمانٌاة‬ ‫باألجنبً ‪.‬‬ ‫‪ .5‬قطاااع قطعاااا صاااؽٌرة م‪ ,‬أكلاااة‬ ‫شعبٌة‪ ,‬المحنة "مبعثرة" ‪.‬‬ ‫‪ .6‬للتمنااً (م)‪ ,‬عااالم فلكااً شااهٌر‬ ‫(م)‪ ,‬نسج (م) ‪.‬‬ ‫‪ .7‬خصاااام‪ ,‬سااااكب الماااااء م‪ ,‬تاااااه‬ ‫وضاع‪ ,‬حواجز (م) ‪.‬‬ ‫‪ .8‬شااااااعر فارساااااً شاااااهٌر لاااااه‬ ‫رباعٌااات الخٌااام‪ ,‬شاارٌان (م )‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .9‬انحباس‪ ,‬سالم‪ ,‬وجع ‪.‬‬ ‫‪ .10‬مانع الصوت (م) ‪.‬‬ ‫‪ .11‬مإساااااااااس االمبراطورٌاااااااااة‬ ‫المؽولٌة ‪.‬‬ ‫‪ .12‬صاااااااحابً جلٌااااااال‪ ,‬كاتاااااااب‬ ‫فلسطٌنً كبٌر ‪.‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذو الفقاز‬

‫لو مجعت هذه احلروف بشكل صحيح فستشكل اسم‬ ‫شخصية فمن هي؟؟‬ ‫ب‬

‫خ‬

‫ع‬

‫ي‬

‫ل‬

‫ذ‬

‫ا‬

‫م‬

‫ا‬

‫ط‬

‫الحل السابق ‪ ( ( :‬وحٌد صقر) ) ‪.‬‬ ‫معارض سوري بارز ن الطابفة النصٌرٌة ‪.‬‬

‫سإال العدد‬ ‫ماااااا شاااااس د اااااانا د‬ ‫د عا م ؟؟ ‪.‬‬

‫اااااا‬

‫اااااس د ااااا‬

‫جد الكلمة‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫هـ‬

‫ي‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ا‬

‫ب‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫ع‬

‫طٌب إذ منرجع‬ ‫بتوعدنا تسمعنا‬

‫ما شً ٌاهلل ارحل‬

‫تب د مثل دآلتن‬ ‫أّمزب ‪ ،‬فْك ‪ٗ ،‬ساك ‪ًّ ،‬فد‬

‫‪12‬‬

‫‪.‬‬

‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ع‬

‫ب‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ا‬

‫ب‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫هـ‬

‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫من أحٌاء حمص ‪ ،‬من أوابل األحٌاء التً‬ ‫انتفضت قدم العدٌد من الشهداء ‪ ،‬وحصلت‬ ‫فٌه مجازر مروعة ‪ ،‬فما هو ‪.‬؟؟؟ ‪...‬‬

‫إعداد أبى شسحبيل‬

‫هع حتيبث هئيت فٌىى الثىزة‬


‫احرز من شساك نعلل‬ ‫أثبتت الدراسات الفرنسٌة الحدٌثة أن تراخً رباط أحذٌة الرجال أثناء السٌر قد ٌكون نتٌجة‬ ‫القلق المتفاقم فً دواخلهم ‪.‬‬ ‫وأشار الباحث الفرنسً لوٌس هٌنجتوم ‪ ،‬إلى أن تصاعد القلق المشوب بالخوؾ والضؽط‬ ‫النفسً أثناء السٌر ٌولد ؼالبا شحنات مؽناطٌسٌة داخل جسم الرجل سرعان ما تنقل إلى‬ ‫محٌطه القرٌب ‪ ،‬األمر الذي ٌسبب نوعا من االحتكاك تحت اإلبط أو بٌن الفخذٌن أو فً‬ ‫األطراؾ ‪ ،‬حٌث أن أضعؾ النقاط التً تجتذبها الشحنات المؽناطٌسٌة الخارجة من الجسم‬ ‫تتؤثر بسرعة ‪ ،‬كما ٌحدث فً رباط األحذٌة الذي ٌنفك من تلقاء نفسه نتٌجة لتراكم الشحنات‬ ‫الجسد‪.‬‬ ‫أسفل‬ ‫فً‬ ‫توصل الباحثون من خالل التجربة التً أجرٌت على ( ‪ ) 6800‬رجل من دول أوروبٌة‬ ‫مختلفة ٌمشون مسافة تتراوح بٌن ( ‪) 100‬م إلى ( ‪ ) 700‬م أثناء إحساسهم بالقلق واالنزعاج‬ ‫ألي سبب ‪ ،‬حٌث كان ٌتوقؾ ( ‪ % ) 68‬منهم فً الطرٌق إلعادة شد رباط أحذٌتهم ‪..‬‬

‫الطبيب هب بني األهس واليىم‬

‫قال القلقشندي ‪ٌ :‬نبؽً إذا دخل الطبٌب‬ ‫على المرٌض أن ٌسؤله عن سبب‬ ‫مرضه ‪ ،‬وعما ٌجد من األلم ‪ ،‬ثم ٌكتب‬ ‫له الدواء من االشربة وؼٌرها من‬ ‫العقاقٌر ‪ ،‬ثم ٌكتب نسخة ألولٌاء‬ ‫المربض ‪ ،‬وإذا كان الؽد حضر ونظر‬ ‫إلى دابه ‪ ،‬وإلى قارورة الدواء ‪ ،‬وٌسؤل‬ ‫المرٌض هل تناقص به المرض أم ال ‪،‬‬ ‫ثم ٌرتب له ما ٌنبػ ‪ ،‬وٌكتب نسخة‬ ‫أخرى وٌسلمها ألهله ‪ ،‬وهكذا فً الٌوم‬ ‫الثالث والرابع ‪ ....‬إلى أن ٌبرئ‬ ‫المرٌض فٌؤخذ اجرته ‪ ،‬وإن مات‬ ‫المرٌض ‪ ،‬حضر أولٌابه عند الحكٌم‬ ‫المشهور ‪ ،‬وعرضوا علٌه النسخ التً‬ ‫كتبها الطبٌب ‪ ،‬فإن رآها على مقتضى‬ ‫الطب من ؼٌر تفرٌط وال تقصٌر ‪ ،‬قال‬ ‫هذا قضاء هللا وأجله ‪ ،‬وإن رأى األمر‬ ‫بخالؾ ذلك قال لهم خذوا دٌة صاحبكم‬ ‫من الطبٌب ‪ ،‬فإنه هو قتله لسوء‬ ‫صناعته وتفرٌطه ‪...‬‬ ‫ولذا كان الطبٌب ٌحتاط فً معالجته وال‬ ‫ٌتهاون فً شًء وال ٌفرط وال ٌقصر‬ ‫وال ٌزاول المهنة إال من هو أهل لها ‪.‬‬ ‫أما الٌوم فقد فر الطبٌب النحرٌر ‪ ،‬وترك‬ ‫الكبٌر والصؽٌر ‪ ،‬وأكلوا القلوب بعد أن‬ ‫سلبوا العقول وعبدوا المال وتهاونوا فً‬ ‫أرواح العباد ‪ ،‬واستخفوا بالطبٌب‬ ‫المتفانً ‪ ،‬والمضحً األوابل والمثانً ‪،‬‬ ‫والموا العاملٌن على قلتهم ‪ ،‬من ؼٌر ان‬ ‫تجد علٌهم رقٌب ‪ ،‬أو ترى على عملهم‬ ‫حسٌب ‪ ،‬فال حول وال قوة إال باهلل‬

‫أم الدحداح‬

‫درة األمصار‬ ‫سِ ـجـنٌ كـــوانـً أم جـحٌ ُم جَ فاكِ‬ ‫أم نــا ُر َش ْـوقً أو قِ َدت بهواكِ‬ ‫ٌـا رَ بـَّـة الـقـلـب الـبعٌدة لم أكن‬ ‫ّ‬ ‫أدري بؤنّ الــطـهـر ابن ثراكِ‬ ‫أدر أ ّنـكِ جــنـتــً وحـبـٌبتً‬ ‫لم ِ‬ ‫ومـزار روحً ج ّل من سوّ اك‬ ‫سبحان من خلق الجمال مو ّزعا‬ ‫إال ّ لــك مــن فـٌـضــه أعطاك‬ ‫طـال الـفـراق فهل تزورٌنً إذا‬ ‫بــاتت دموع العٌن فً ذكراك‬ ‫هل أشـتــكـً مـنـك إلـٌك ؼربة‬ ‫أم أشـتكِ الحرمان من سكناك‬ ‫ٌ‬ ‫شوق إلى‬ ‫بإس الـنــزوح ٌزٌده‬ ‫أنسام صبحك وانشراح مساك‬ ‫فـالـصبح َمٌ ٌ‬ ‫ْت فً قفار نزوحنا‬ ‫والـلـٌـل ٌـحـسـد لٌلك وسماك‬ ‫والـنـاس أشــبـا ٌح وإن هـم آنسوا‬ ‫فاألنس أنسك كٌؾ لً بسواك‬ ‫ٌــا درة األمـصــار ٌـا أرض الهنا‬ ‫سـالــت دماء المخلصٌن فداك‬ ‫ٌـا قـلعـة األمجـاد لــٌــس ٌـضـرك‬ ‫نـذ ٌل تـسـلـق بالمجوس رماك‬ ‫ٌـا مـحور التارٌخ واألمم التً‬ ‫تركت حضارات العال بحماك‬ ‫ٌا شــامــة الـعـز األبـ ًّ تـؤلّقً‬ ‫تــلبـٌـسـة ِوسط العقد ما أبهاك‬ ‫دوّ ى هتافك فً البالد مجلـجال‬ ‫وحـمى رجالك أرضك ورباك‬ ‫ودحرت أذناب الطؽاة وجسهم‬ ‫فاهلل أدعــو أن ٌـدٌــم عــــالك‬ ‫وهللا أدعـــو أن ٌــوحـد صـفنا‬ ‫ونـــرى األحــبـة حـٌنما نلقاك‬

‫أم حمود‬

‫‪13‬‬


‫بقية ‪...‬‬

‫هكذا كانت ‪ ...‬فال نامت أعني اجلبناء‬ ‫لنا على مجابهة جحافل المؽول‬ ‫المرعبة ‪ ..‬لكننا انتصرنا علٌهم‬ ‫بالذكاء والحٌلة ‪ ..‬فالحرب خدعة‬ ‫‪. " ..‬‬

‫ولم ٌستطع الصلٌبٌون خالل حمالتهم بدءا من‬ ‫(‪1098‬م) بسط سٌطرتهم على حمص أبدا ‪ ،‬وذلك‬ ‫بسبب مقاومة أهلها وحصانتها وقوة قلعتها‪ ،‬وعالوة‬ ‫على ذلك تحوّ لت حمص أو " الشامٌلً" ‪ -‬كما‬ ‫سمّاها الصلٌبٌون ‪ -‬فً هذه المرحلة إلى نقطة‬ ‫انطالق للحمالت السلجوقٌة التً كانت ُتشن على‬ ‫أمالك الصلٌبٌ​ٌن‪ ،‬والسٌما " كونتٌة طرابلس " ‪.‬‬ ‫وفً بداٌة القرن الخامس عشر المٌالدي ‪ ،‬كان‬ ‫للحماصنة مع التتار قصة ال تخلو من الطرافة ‪،‬‬ ‫وردت فً كتب " الحكواتٌة " فً محاولة منهم‬ ‫لتفسٌر روح الفكاهة والنكات التً ٌتمتع بها‬ ‫الحمصً إلى ح ّد وصفه بالجنون أحٌانا ‪ ،‬وبخاصة‬ ‫ٌوم األربعاء‪ ،‬ومفاد هذه القصة ‪ ،‬أن القابد التتري "‬ ‫تٌمورلنك " وبعد استٌالبه على شمال بالد الشام‬ ‫بجٌش عرمرم ‪،‬‬ ‫وصل إلى حمص ‪ ،‬فحاصرها‬ ‫ٍ‬ ‫فاحتار أهلها كٌؾ ٌواجهونه ‪ ،‬ولم ٌجدوا سبٌال‬ ‫سوى التحاٌل لٌ ّتقوا شرّ المؽول الداهم ‪ ،‬فقاموا‬ ‫باغ أحمر ‪ ،‬بدت‬ ‫بتلوٌث وجوههم وأجسادهم بص ٍ‬ ‫أشكاله علٌهم كما التآلٌل والدمامل ‪ ،‬فصاروا‬ ‫شبٌهٌن بمرضى "الجذام" ‪ ،‬ثم ش ّقوا ثٌابهم‬ ‫ووضعوا القباقٌب فوق رإوسهم ‪ ،‬وتظاهروا أنهم‬ ‫مهابٌل ومجانٌن ‪ ،‬وأخذوا ٌجوبون الشوارع‬ ‫والساحات مطبّلٌن مزمّرٌن ‪ ،‬وهم ٌضحكون‬ ‫وٌبكون ‪ ،‬ولك أن تتخٌّل ذلك المشهد ‪ ،‬فحٌن دخل‬ ‫" تٌمورلنك " حمص ‪ -‬وكان ذلك فً ٌوم األربعاء‬ ‫– تفاجؤ بتلك الهٌبة التً ظهر فٌها الحماصنة ‪،‬‬ ‫عندها أمر جنوده بالتراجع فورا للهرب ممّن اعتقد‬ ‫أنهم مجانٌن ومرضى بالجذام المعدي ‪ ،‬وراح‬ ‫ٌصرخ وهو ٌعطً أوامره باالنسحاب " مجاذٌم ‪..‬‬ ‫مجاذٌم ‪ ، " ..‬والحماصنة ٌضحكون منتشٌن‬ ‫ّ‬ ‫المإزر ‪ ،‬ولسان حالهم ٌقول ‪ " :‬ال قدرة‬ ‫بنصرهم‬

‫‪14‬‬

‫وفً الربع األول من القرن‬ ‫السادس عشر المٌالدي ‪ ،‬دخلت‬ ‫حمص تحت سلطة الدولة العثمانٌة‬ ‫اإلسالمٌة سلما أٌضا ‪ ،‬لكن ذلك لم‬ ‫ٌمنعها من أن تثور على ابراهٌم‬ ‫بن محمد علً باشا ‪ -‬الذي سٌطر‬ ‫على بالد الشام بٌن (‪-1832‬‬ ‫‪1840‬م) – عندما أثقل كاهل‬ ‫أهلها بالضرابب وبفرض نظام‬ ‫الجندٌة اإلجباري ‪ ،‬وخالل قمع‬ ‫الثورة دمّر المصرٌون قلعة‬ ‫حمص ‪.‬‬

‫وإبّان مرحلة االستعمار الفرنسً‬ ‫لسورٌة ‪ ،‬كانت حمص ثالث‬ ‫محطات الثورة السورٌة الكبرى (‬ ‫‪1927-1925‬م) بعد السوٌداء‬ ‫ودمشق ‪ ،‬حٌث أذاقت الفرنسٌ​ٌن‬ ‫طعم التمرّد الحمصً الخاص ‪.‬‬

‫مضاجع الطؽاة والؽزاة على مرّ‬ ‫العصور ‪ ،‬وبعد مضً نحو‬ ‫عامٌن من عمر الثورة السورٌة ‪،‬‬ ‫ضحّ ى خاللهما أهلها بالؽالً‬ ‫ّ‬ ‫مسطرٌن أروع مالحم‬ ‫والنفٌس ‪،‬‬ ‫التضحٌة والفداء والعطاء ‪ ،‬حتى‬ ‫ٌكاد المرء ال ٌجد شبرا من أرض‬ ‫حمص إال وأصابته سهام األسد‬ ‫وتدمٌر‬ ‫قتل‬ ‫الطابفٌة – من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫واعتقال وتعذٌب ‪ - ..‬بعد‬ ‫وتهجٌر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ذلك كله ‪ ،‬نجد وكؤنّ لسان حال‬ ‫حمص – ببشرها وحجرها‬ ‫وشجرها ‪ٌ -‬ر ّدد وبافتخار مقولة‬ ‫سٌؾ هللا المسلول خالد بن الولٌد "‬ ‫ُ‬ ‫شهدت أكثر من مابة معركة‬ ‫لقد‬ ‫وزحؾ ‪ ،‬وما فً جسدي موضع‬ ‫شبر إال وفٌه ضربة أو طعنة أو‬ ‫ٍ‬ ‫رمٌة ‪ ، ...‬فال نامت أعٌن‬ ‫الجبناء" ‪.‬‬

‫فحمص ابن الولٌد كانت وما تزال‬ ‫عصٌّة على كل الطؽاة ‪ ،‬فهٌهات‬ ‫‪ ..‬هٌهات ‪ ..‬أن ٌنال منها طاؼٌة‬ ‫العصر بشار ‪ ،‬فنهاٌته بإذن هللا‬ ‫فٌها ‪ ،‬فسال ٌم علٌكِ ٌاحمص ‪..‬‬ ‫وبعد كل ما تق ّدم من تارٌخ حمص‬ ‫ت على موع ٍد مع المجد‬ ‫فؤن ِ‬ ‫الحافل بالمؽامرات العسكرٌة‬ ‫قرٌب‪. ..‬‬ ‫والسٌاسٌة ‪ ،‬والتً قضّت بها‬

‫بقلم ‪ :‬ابراهيم الطحان‬


‫لسأًب لكن‬

‫لفي سبعت‬ ‫قفً ســــاعة ٌفدٌكِ َق ْولً وقا ِبل ُ ْه‬

‫وال َت ْخذِلً َمنْ باتَ والده ُر خا ِذل ُ ْه‬

‫أَ َنا عَالِ ٌم بالح ُْز ِن ُم ْن ُذ ُ‬ ‫طفُولَتــً‬

‫رفٌقً فما أ ُ ْخطِ ٌ ِه حٌنَ أ ُ َقابِلُـــــــ ْه‬

‫وإنَّ لَـــــ ُه َك َّفــــا إذا ما أَرَ احَ ها‬

‫َعلَــــــى جَ َب ٍل ما َقا َم بال َكؾِّ َكا ِهل ُ ْه‬

‫ب بها‬ ‫ٌُ َقلِّبُنً رأســــــا على َعقِ ٍ‬

‫كما أَ ْمسَــــــ َك ْ‬ ‫الولٌِ ِد َقوَ ِابل ُ ْه‬ ‫ت َساقَ َ‬

‫ص ٌْ َدهُ‬ ‫َو ٌَحْ ِملُنً كال َّ‬ ‫ص ْق ِر ٌَحْ ِم ُل َ‬

‫اول ُ ْه‬ ‫َو ٌَعْ لُو به َف ْوقَ السَّـــــحا ِ‬ ‫ب ٌُ َط ِ‬

‫فإنْ َف َّر مِنْ م ِْخالبِ ِه طا َح هَالِكــا‬

‫ْـــــــو آ ِكل ُ ْه‬ ‫الب ِه َفه‬ ‫َ‬ ‫وإن َظ َّل فً م ِْخ ِ‬

‫ع َ​َزابً مِنَ ُّ‬ ‫الظالَّ ِم إنْ م ُّ‬ ‫ِت َق ْبلَ ُه ْم‬

‫ُعمُو ُم المنــــــاٌا مَا لها َمنْ ُتجَ ا ِمل ُ ْه‬

‫ُ‬ ‫الموت ال َقتٌِ َل فإ َّن ُه‬ ‫إذا أَ ْقصَــــــ َد‬

‫ك مَا ٌَ ْنجُــــــو مِنَ ْ‬ ‫ت قاتلِ ْه‬ ‫المو ِ‬ ‫َك َذلِ َ‬

‫ت َوهْ ًَ َكثٌِرَ ةٌ‬ ‫َف َنحْ نُ ُذ ُنوبُ المو ِ‬

‫َو ُه ْم حَ سَــــ َن ُ‬ ‫ات ْ‬ ‫ت حٌِنَ ُتسَابِل ُ ْه‬ ‫المو ِ‬

‫ب ُمدَافِعا‬ ‫ٌَقُو ُم بها ٌ َْو َم الحِســـــا ِ‬

‫ٌَ ُر ُّد بهــــا َذمَّامَـــــ ُه َو ٌُجَ ادِلـــــــ ُ ْه‬

‫َولكنَّ َق ْتلَى فً بالدي كـــــرٌمة‬

‫ٌحاول ُ ْه‬ ‫ب‬ ‫سَــــــــ ُت ْبقٌِ ِه َم ْفقُو َد الجَ وا ِ‬ ‫ِ‬

‫الجدار منادٌا‬ ‫ترى الطف َل مِنْ تحت‬ ‫ِ‬

‫والموت ٌَه ُ‬ ‫ُ‬ ‫أبً ال َت َخؾْ‬ ‫وابلُــــ ْه‬ ‫ْط ُل ِ‬

‫َو َوالِ ُدهُ رُعْ َبا َ ٌُشِ ــــــــــــــٌ ُر َب َك ِّف ِه‬

‫َـــــاص أَ َنا ِمل ُ ْه‬ ‫َو َتعْ جَ ُز َعنْ رَ ِّد الرَّ ص‬ ‫ِ‬

‫أَرَ ى ْا ْبنَ جَ مَــــــا ٍل لم ٌُف ِْدهُ جَ مَال ُ ُه‬

‫َو ْم ْن ُذ َم َتً َتحْ مِـــــــً ال َقتٌِ َل َشمَابِل ُ ْه‬

‫َعلَى َن ْشــــرَ ِة ْ‬ ‫بار فً ك ِّل لَ ٌْلَ ٍة‬ ‫األخ ِ‬

‫َاول ُ ْه‬ ‫َنرَ ى م َْو َت َنا َتعْ لُــــــو َو َته ِْوي َمع ِ‬

‫أَرَ ى ْ‬ ‫الموتَ ال ٌَرْ ضَى سِ وانا َف ِر ٌْسَة‬

‫ْـــــــري أَهْ لُـــ ُه َو َقبَابِلُــــ ْه‬ ‫َكؤ َ َّنا لَ َعم‬ ‫ِ‬

‫لَ َنا ٌَ ْنســـــــ ُج األَ ْك َفانَ فً ُك ِّل لَ ٌْلَ ٍة‬

‫ل َ‬ ‫َازل ُ ْه‬ ‫ِــخـمْسِ ــــــــٌنَ عَامَا مَا َت ِك ُّل َمؽ ِ‬

‫ضعْ َنا َشــــــامَها َوعِرا َقها‬ ‫إِ َذا ما أَ َ‬

‫خل ُ ْه‬ ‫ت الحَ ــــــــرَ ِام َمدَا ِ‬ ‫ك مِنَ ال َب ٌْ ِ‬ ‫َفتِ ْلــ َ‬

‫أَرَ ى الدَّهْ رَ ال ٌَرْ ضَـــى ِب َنا ُحلَ َفاءَه‬

‫َاول ُ ْه‬ ‫َولَسْ ــــــــــ َنــا مُــطِ ٌقٌِ ِه َع ُدوَّ ا ُنص ِ‬

‫اشتقت إليل‬

‫للشبعس متين الربغىثي‬

‫اختبزهب ‪ :‬عبد اهلل‬

‫‪15‬‬


‫للتواصل هعنا‪:‬‬ ‫نرجو مراسلتنا على ‪:‬‬ ‫‪00963949112562‬‬ ‫أو االتصال بنا على الرقم‪:‬‬ ‫‪008821621257053‬‬ ‫أو التواصل معنا عبر رقم الثرٌا‪:‬‬ ‫‪mohamad.najar11@hotmail.com‬‬ ‫أو مراسلة ربٌس التحرٌر على البرٌد االلكترونً‬ ‫‪Has0002@hotmail.com‬‬ ‫وللتواصل مع منسق العالقات ‪:‬‬ ‫لمتابعة إصداراتنا أو التواصل معنا عبر على الفٌس بوك ‪:‬‬ ‫‪http://www.facebook.com/ahfadkhaled.talbesah?ref=hl‬‬ ‫‪AHFAD.KHALEDE2011@HOTMAIL.COM‬‬

‫كما نرحب بأي مساهمة أو دعم فكري‬

‫ف يق د عمل ‪:‬‬ ‫محم مين د جا { ئيس د تح ي } ‪.‬‬ ‫سدئل زي دن { مين د تح ي } ‪...‬‬ ‫خس ة ح ي { م ي د تح ي } ‪..‬‬ ‫د مح سن ‪ . 1‬دب دشيم د طحان ‪ .2 .‬محم قي سن ‪.‬‬ ‫‪ . 3‬عم عزيز طاقية ‪ . 4‬محم س ‪.‬‬ ‫م ق د عالقات ‪ :‬ح ن جبقجن ‪..‬‬ ‫د م ي د عام ‪ :‬محم د خا د جا‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.