العددين السادس والخمسين والسابع والخمسين من صحيفة أحفاد خالد .

Page 1

‫أسلحتكم الكيماوية لن‬ ‫توقف مد الحرية‬ ‫الجمعة‬ ‫‪/11‬جمادى األولى‪ 1636 /‬هـ ‪/3/ 22‬‬ ‫‪0613‬م‬

‫مدينة تلبيسة ‪.‬‬ ‫العددان‬ ‫السادس والخمسين والسابع والخمسين‬ ‫‪. ) 16/10( ،‬‬ ‫‪Friday‬‬ ‫‪،2013 /3 / 00‬‬ ‫‪TALBISAH CITY‬‬ ‫‪. )16/10( number‬‬

‫دورية ثق افية ثورية سياسية‬ ‫تصدر في تلبيسة األبية‬

‫صوت أحفاد خالد‬

‫أمة ‪ ....‬بين الرجاء والواقع‬ ‫هواجس أبناء ّ‬ ‫ُ‬ ‫وهن اجتاح أمتنا حتى أضحت تعيش على هامش العالم ؟! وتستوطن‬ ‫أيّ‬ ‫ٍ‬ ‫مآس بنيناها – نحن العرب – بمعاول الفرقة والتش ّتت والخصام ‪،‬‬ ‫بلدا َنها‬ ‫ٍ‬ ‫التي نحتت في جسد أمتنا دويالت تزيد عن العشرين ‪ ،‬فهي إما سليبٌ‬ ‫ب أهلي ٍة كالعراق‬ ‫كفلسطين ‪ ،‬أو مم ّز ٍق كالسودان ‪ ..‬أو على شفا حر ٍ‬ ‫والصومال ولبنان ‪ ..‬أو منزوع اإلرادة كدول الخليج ‪ ..‬أو جري ٌح مازال‬ ‫ينزف كسورية ‪...‬‬ ‫نعم هذا هو الواقع الموجع المفجع ألمتنا اليوم ‪ ،‬واألساس في كل تلك‬ ‫المآسي هو التشرذم واالختالف الذي أدمنه حكامنا العرب ‪ ،‬أقول ذلك مع‬ ‫تسليمي بأنّ القوى المعادية لألمة العربية اإلسالمية – على م ّر العصور –‬ ‫ال تريد أن ترى هذه األمة مو ّحدة قوية ‪.‬‬ ‫فدعونا نستحضر جزءا من تاريخ أمتنا في مراحل وحدتها ‪ ،‬لنستخلص منه‬ ‫العبر والدروس ‪ ،‬لعلنا نعالج بها آالمنا ‪ ،‬ونبني عليها آمالنا في صنع‬ ‫مستقبل مجيد يعيد لألمة مكانتها ودورها الحضاري الرائد على مستوى‬ ‫ٍ‬ ‫اإلنسانية ‪.‬‬ ‫" هذا يو ٌم انتصف فيه العرب من العجم ‪ ،‬وبي نصروا " قالها نبينا محمد ‪‬‬ ‫لمّا بلغه انتصار القبائل العربية في العراق على الفرس في يوم ذي قار سنة‬ ‫حطم العرب – رغم جاهليتهم حينها – ّ‬ ‫(‪016‬م) ففي هذه المعركة ّ‬ ‫حطموا‬ ‫بفضل اتحادهم وتالحمهم واستبسالهم حاجز الوهم بعدم قدرتهم على مواجهة‬ ‫جيش االمبراطورية الفارسية الساسانية‪.‬‬ ‫وعندما أشرقت شمس اإلسالم على جزيرة العرب ‪ ،‬استطاع الرسول القائد‬ ‫محمد ‪ ‬أن يزرع بذور الوحدة واألخوّ ة في قلوب القبائل العربية المتناحرة‬ ‫‪ ،‬فأزهرت في عام الوفود ( ‪9‬هـ ‪031 /‬م) ‪ ،‬حتى أثمرت في العهد الراشدي‬ ‫يرموكا (‪13‬هـ‪036/‬م) وبابليونا (‪06‬هـ‪060/‬م) زعزعا كيان االمبراطورية‬ ‫البيزنطية ‪ ،‬وأخرجاها نهائيا من بالد الشام ومصر ‪ " ...‬هللا أكبر ‪ ،‬قصور‬ ‫الشام وربّ الكعبة " ‪ ...‬كما أثمرت قادسية (‪11‬هـ‪036/‬م) ونهاوند‬ ‫(‪01‬هـ‪060/‬م) سحقتا االمبراطورية الفارسية الساسانية ‪ ،‬وأزالتاها من‬ ‫الوجود ‪ " ،‬هللا أكبر قصور فارس وربّ الكعبة " بشارة نبوية ثانية تح ّققت‪.‬‬ ‫البقية في الصفحة (‪. ) 16‬‬


‫المحاور واالفتراق‬ ‫دراسة احملاور واالفرتاق يف النتيجة املستخلصة التي ال تعرب عن اختالف‬

‫الدكتور ‪ :‬أبو إسالم‬

‫أحفاد خالد‬

‫دورية فكرية‬

‫في سياق دراستي للسيرة النبوية‬ ‫الشريفة وجدت فيها مسألة‬ ‫الهجرة إلى المدينة المنورة إلقامة‬ ‫الدولة اإلسالمية ‪ ،‬تختلف‬ ‫بتفاصيلها وشروطها عن مسألة‬ ‫الهجرة إلى الحبشة ‪ ،‬وأرى أن‬ ‫اختالف النظرة بين تيارات‬ ‫إسالمية تدّعي الوصول إلى‬ ‫مرحلة إعالن الدولة ‪ ،‬وتيارات‬ ‫أخرى ترى في هذه التغييرات في‬ ‫المجتمعات اإلسالمية وسيلة‬ ‫لمرحلة خلو بيننا وبين الناس ‪،‬‬ ‫وبالتالي تتقاطع مع الهجرة‬ ‫الحبشية بأحكامها أكثر ما تتقاطع‬ ‫مع الهجرة النبوية للمدينة ‪ ،‬حيث‬ ‫يرى أصحاب هذه الرؤية أن‬ ‫األمة لم تصل بعد إلى مستوى‬ ‫النضج الفكري واإليماني إلقامة‬ ‫هذا المجتمع الرباني ‪ ،‬فمثال ان‬ ‫هجرة الحبشة وغيرها من‬ ‫الحوادث المماثلة في السيرة تشير‬ ‫إلى ضرورة نصرة الدعوة‬ ‫اإلسالمية من قبل أناس غير‬ ‫مسلمين ‪ ،‬وهي نصرة ليست‬ ‫لتمكين اإلسالم كدولة وإنما‬ ‫لتمكين حرية الدعوة لإلسالم ‪،‬‬ ‫وبالتالي فإن شروطها وظروفها‬ ‫وطبيعة األشخاص التي يمكنهم‬ ‫تقديم هذه النصرة تختلف تماما‬ ‫عن نصرة المدينة المنورة إلقامة‬ ‫الدولة االسالمية التي ال يقوم بها‬ ‫إال مسلم مستعد للتضحية بحياته ‪،‬‬ ‫وبكلّه في سبيل تمكين هذا الدين‬ ‫إرضاء هلل ‪. ‬‬ ‫فال يمكن طلب نصرة تمكين‬ ‫الدولة من غير المسلم مثالَ ‪،‬‬ ‫بعكس نصرة الدعوة التي تصح‬ ‫من غير المسلم والعلماني‬ ‫والمشرك ‪...‬‬

‫والبد من توضيح نقطة أساسية‬ ‫بأن من يقرر أن مرحلة انتفاضة‬ ‫الشعوب اإلسالمية وإزالة األنظمة‬ ‫الديكتاتورية واستبدالها بأنظمة‬ ‫تكفل حرية الدعوة والتعبير ‪ ،‬ال‬ ‫يفهم من ذلك إقراره على مبدأ‬ ‫الخلط بين اإلسالم والديموقراطية‬ ‫مثالَ ‪ ،‬أو اإلسالم والعلمانية ‪،‬‬ ‫ويبقى الهدف واضحا َ نصب عينيه‬ ‫وأنه يقوم بهذه الخطوة ليس تنازالَ‬ ‫في مبدأه ‪ ،‬وإنما هو حكم شرعي‬ ‫منضبط بواقع معين من السيرة‬ ‫النبوية ومن تاريخ نهوض‬ ‫المسلمين عبر العصور ‪ ،‬فال‬ ‫أتخيل أن الدولة العثمانية كفرت‬ ‫عند دخولها الصراع السياسي بين‬ ‫ألمانيا وروسيا وباقي شعوب‬ ‫أوربا وقاتلت تحت راية كفر مثالَ‬ ‫‪ ،‬وال أظن كذلك خرج صالح‬ ‫الدين األيوبي عن اإلسالم عندما‬ ‫كان وزيراَ سنيا َ في الدولة‬ ‫الفاطمية وقاتل تحت رايتها ‪،‬‬ ‫وكذلك العز بن عبد السالم حينما‬ ‫أفتى بجواز بل بفرضية القيام‬ ‫والمشاركة في حكم كافر استولى‬ ‫على بعض أقاليم المسلمين وألحقه‬ ‫بحكمه من باب القيام بمصالح‬ ‫المسلمين ‪ ،‬وأن تجنب المشاركة‬ ‫سيلحق الضرر بالمسلمين وحتى‬ ‫أكثر الناس تكرارا لمبدأ المفاصلة‬ ‫بين االيمان والكفر مثل شيخ‬ ‫االسالم وسيد قطب قد أقروا‬ ‫مشاركة سيدنا يوسف عليه السالم‬ ‫في نظام غير إسالمي مع أن‬ ‫الكثير منا ير ّد هذه المشاركات‬ ‫بدعوى المفاصلة ‪..‬‬ ‫هل وصلنا إلى درجة تفوق من‬ ‫وضع هذين المصطلحين مثال !!‬ ‫أم اننا لم نصل الى مستوى الفقه‬

‫يقول اإلمام الشاطبي بأن فتح باب‬ ‫التيسر على األمة هو أش ّد صعوبة‬ ‫من التعسيّر ‪ ،‬أي أن فتح الباب‬ ‫في حكم معين أكثر صعوبة ودقة‬ ‫من إغالق الباب ‪ ،‬وفعال يحتاج‬ ‫لدراية ولعمق فهم النص الشرعي‬ ‫‪ ،‬فما أسهل من كلمة حرام وكفر‬ ‫وتقلييد للغرب ‪ ،‬ولكن ما أصعب‬ ‫الدخول في أعماقها لفهم الخطاب‬ ‫الشرعي إلعطاء هذه األمة حلوال‬ ‫لواقعها ‪ ،‬ال أن نستج ّر األمة إلى‬ ‫الحكم الظاهر استجرارا ‪،‬‬ ‫فبالنهاية الحكم على الشيء هو‬ ‫فرع عن تصوره ‪ ،‬وإسقاط الحكم‬ ‫على الواقع قد يكون أكثر صعوبة‬ ‫من تفنيد األدلة الشرعية التي‬ ‫وردت فيه" ‪.‬‬ ‫"هناك محوران أساسيان يدور‬ ‫حولهم النقاش ‪ ،‬ويشكالن أرضية‬ ‫لبناء األحكام عليها ‪ ،‬ولذلك فان‬ ‫الخالف في نتيجة الحكم على‬ ‫مسألة ليس بسبب الخالف على‬ ‫صحة الرأي الشرعي ومصداقيته‬ ‫‪ ،‬وإنما بسبب االختالف على‬ ‫النظر إلى الواقع والمرحلة ‪ ،‬ثم‬ ‫البناء بالحكم الشرعي على ما‬ ‫تستلزمه هذه المرحلة ‪ ،‬وهو‬ ‫بدوره أيضا منضبطا باألدلة‬ ‫الشرعية ‪ ..‬وكما قال االمام‬ ‫الشاطبي ‪ " :‬إنما حكم األفعال‬ ‫بحكم مآالتها " أي البد من ربط‬ ‫الحكم الشرعي للمسألة بما تؤول‬ ‫إليه في دراسة الواقع ‪ ،‬وإال كان‬ ‫حكما مجردا نظريا " ‪ ..‬مثل حكم‬ ‫النطق بكلمة الكفر فال يختلف‬ ‫عليها أحد ‪ ،‬ولكن عندما قالها أحد‬ ‫الصحابة ليحرر بها أسرى‬ ‫المسلميين تحت ضغط المشركين‬ ‫تغيّر حكمها وأقره الرسول ‪‬‬

‫فالخالصة أننا نريد أحكاما‬ ‫شرعية منضبطة بمآالتها من‬ ‫األفعال والواقع ‪ ،‬وليس مجرد‬ ‫فتاوى نظرية شرعية وصحيحة ‪،‬‬ ‫ولكن يتغيّر حكمها بإسقاطها على‬ ‫واقع معين ‪ ،‬وكذلك فتوى شيخ‬ ‫االسالم ابن تيمية حينما أنكر‬ ‫بعض أصحابه شرب الخمر من‬ ‫قبل التتار و لكنه قال لهم‬ ‫اتركوهم في شربهم!!‪....‬لماذا أقر‬ ‫شيخ االسالم هذا الحكم ‪ ،‬وهل‬ ‫كفر أم خرج عن الملة أم أصبح‬ ‫يقيس بمنظار العلمانيين ‪ ..‬من‬ ‫المؤكد أن الجواب ال ‪ ،‬إنما أقره‬ ‫ألن التتار عندما يذهب عنهم‬ ‫سكرهم وخمرتهم يقومون بقتل‬ ‫المسلمين ‪.‬‬ ‫إذا كما قال الشاطبي فإن األفعال‬ ‫ال تعتبر في نفسها ‪ ،‬وإنما يقع‬ ‫النظر إليها بحسب ما تؤول إليه‬ ‫‪..‬‬ ‫إن النظر في األفعال واستحضار‬ ‫أحكامها بشكلها المجرد يبقى بحد‬ ‫ذاته عمال بسيطا ‪ ،‬ألن القدامى‬ ‫من المفكرين لم يتركوا لنا مسألة‬ ‫إال طرحوها تقريبا !! ‪ ،‬وانما‬ ‫الصعوبة تكمن في دراسة الواقع‬ ‫واستحضار الحكم الشرعي‬ ‫الصحيح لهذا الواقع ‪ ،‬والذي قد‬ ‫يختلف عن حكمه المجرد الفكري‬ ‫هو عملية بالغة الصعوبة وتحتاج‬ ‫منا للوقوف على أعماق الخطاب‬ ‫الشرعي وظروفه أكثر من‬ ‫الوقوف الظاهر عند رؤيته‬ ‫الخارجية لظاهر النصوص‬ ‫واألدلة " ‪.‬‬

‫من تلبيسة األبية‬

‫صحة األدلة الشرعية بقدر استعمال هذه األدلة يف واقعها الصحيح ‪..‬‬

‫‪0‬‬


‫الثورة ضد أكبر نظام قمعي ال تعفينا من أن نعود للكبار‬ ‫بقلم ‪:‬وليد الفارس‬ ‫الثورة ضد أكبر نظام قمعي ال تعفينا من‬ ‫أن نعود للكبار‬

‫أحفاد خالد‬

‫الثورة على أعتى نظام في العالم صاحب‬ ‫أكبر جهاز مخابرات ضد شعبه وصاحب‬ ‫قوة عسكرية معدة للقضاء على أي تمرد‬ ‫جعلت من العالم كله صغيرا أمام همم‬ ‫الثائرين ‪ ,‬ال يخفى على أحد أنه رغم كل‬ ‫الثقة بالنفس التي حصل عليها الثوار ‪,‬‬ ‫ورغم كل الروح المعنوية إال أن األمر‬ ‫حمل في طياته بعض المثالب ‪-‬أقصد أن‬ ‫يكون الجميع صغار أمامنا‪ -‬كان أهمها‪:‬‬

‫دورية فكرية‬

‫إن من ثار على بشار ال يقف أمامه أحد ‪,‬‬ ‫فبدء الكبار يتساقطون أمام أفعال الثوار‬ ‫الكبيرة حقا وعظمة العمل الذي قاموا به‬ ‫‪...‬صار ال يقف أمامنا كبير وال صغير‬ ‫مهما كان حجمه ‪ ,‬وأولهم الناس اللذين‬ ‫في صفنا ويعملون معنا ‪ ,‬أغلب الثوار‬ ‫نسفوا الجميع وطارت من أمامهم مقامات‬ ‫ورؤوس العقالء والحكماء والمشايخ‬ ‫واألساتذة والخبراء ‪ ...‬لقد استوعب‬ ‫هؤالء ‪-‬الحكماء‪ -‬الجميع وأثبت أغلبهم‬ ‫أنهم كبار بالفعل واستطاعوا أن يقدموا لنا‬ ‫الكثير على الرغم من الظرف الذي‬ ‫يمرون به أمام الثوار‪.‬‬

‫من تلبيسة األبية‬

‫الحقيقة أننا كثوار نمر بفترة فيها الكثير‬ ‫من التشويش والضياع ‪ ,‬ونتمنى بل‬ ‫نبحث عن دليل يرشدنا الطريق وبشكل‬ ‫أسرع مما نفعل ‪ ,‬في العمل العسكري‬ ‫وفي العمل الثوري وفي األعمال‬ ‫االجتماعية كافة ‪ ,‬وفي الجوانب السياسية‬ ‫واإلعالمية والطبية والشرعية والفنية ‪...‬‬ ‫في كل األمور اليوم نحتاج لكبير ‪..‬‬ ‫نحتاج لخبير ‪ ..‬نحتاج لشخص يعطينا‬ ‫من خبرته ومن تجربة حياته خاصة وأن‬ ‫األمر يترتب عليه مصير بلد ويترتب‬ ‫عليه أرواح ناس ‪.‬‬ ‫أخوتي الثوار اليوم جميعنا محتاجين‬ ‫لكبار نستند عليهم ونعود لننهل من‬ ‫خبرتهم ومن تجربتهم ونستقوي بهم‬

‫‪3‬‬

‫ ‪‬على أعمالنا‬‫– بعد هللا‬ ‫اليومية ‪ ,‬ال تحسبوا أن األمر بسيط‬ ‫‪ ,‬بل هو عظيم وتوفيق كبير أن‬ ‫يكون عندنا شخصيات قيادية نعود‬ ‫لها في قضايانا ‪ ,‬جربوا األمر تجدوا‬ ‫له متعة خاصة وتشعرون بأنكم‬ ‫جزء من كل وأنكم تعملون ضمن‬ ‫فريق ‪ -‬وليس كل من على هواه‪-‬‬ ‫تشعر بمتعة العمل الجماعي وبأهمية‬ ‫أخوتك الثوار مهما كان دورهم ‪,‬‬ ‫الكبار ينظمون لك العمل ‪ ,‬يكون لك‬ ‫فيه دور واضح ولآلخرين دور‬ ‫واضح ال تختلط األمور وال‬ ‫وتقل‬ ‫الصالحيات‬ ‫تتضارب‬ ‫الخالفات وحتى إن وجدت تعود‬ ‫فيها ألهل الخبرة وتسلم بما يقولون‬ ‫وتطمئن ألنهم يتكلمون عن خبرة‬ ‫وعن تجربة ‪.‬‬ ‫حرصنا أن تكون ثورتنا بأي ٍد أمينة ‪,‬‬ ‫هو ما يدفعنا للتمرد على الجميع نعم‬ ‫هذا صحيح ‪ ..‬لكن اليوم بعد عامين‬ ‫من الثورة ظهر الناس وعرفت‬ ‫المعادن وبدأنا نميز المتسلقين من‬ ‫المخلصين ‪ ,‬وعرفنا من معنا ومن‬ ‫مع نفسه ‪ ,‬فقط ألتفت حولك أين‬ ‫ماكنت تجد الكثير من المخلصين‬ ‫الكبار خبرة أو تجربة أو علما‬ ‫تستطيع أن تطمئن لهم وتلجأ إليهم‬ ‫وقت الحاجة وتنظم العمل بشكل‬

‫مميز وترى النتائج بسرعة ‪.‬‬ ‫في الرياضيات تعلمنا أن الواحد‬ ‫إذا أضيف له واحد يصبح اثنان‬ ‫‪ ..‬في الحياة العملية نجد أن جهد‬ ‫الواحد إذا أضيف له جهد أخر قد‬ ‫يعطي عشرة أو أكثر ‪ ,‬ألن هللا‬ ‫‪– ‬بداية‪ -‬مع الجماعة ويبارك‬ ‫في عملها ويدفع به نحو األمام ‪,‬‬ ‫ويوفق المجتمعين على الخير ‪...‬‬ ‫الناس تحبون العمل الجماعي‬ ‫بطبيعتهم ‪ ،‬هذه األمور فطرية‬ ‫في أي مجتمع والتنظيم أمر‬ ‫محبب لنفس كل إنسان مهما كان‬ ‫وأين كان مجاله ‪.‬‬ ‫الثورة جعلت من الثوار كلهم‬ ‫كبار هذا صحيح ‪ ,‬فما نراه من‬ ‫عظمة الثوار لم نكن نتوقع ولم‬ ‫نقرأ عن أغلبه حتى في القصص‬ ‫‪ ,‬وقد أفرزت الثورة رجاال‬ ‫حقيقيين ‪ ,‬وأخذوا بجدارة‬ ‫شهادات تخرج من أعظم‬ ‫جامعات الحياة من خاللها ‪...‬‬ ‫وهذا أيضا يعطيهم األحقية بأن‬ ‫يكون لهم كبار أو قادة يعودون‬ ‫لهم وينظمون من خاللهم أعمالهم‬ ‫اليومية والمستقبلية ‪ ,‬هذا حق‬ ‫أخر يجب أن ننتزعه ونركن إليه‬ ‫بأسرع وقت ألهميته وضرورته‬ ‫‪.‬‬


‫الدين هلل والوطن للجميع‬ ‫الدين هلل والوطن للجميع ‪ ،‬طبعا لمن ال يعلم هذا‬ ‫شعار العلمانية العريض والذي كلما نطق مسلم‬ ‫‪/‬بسم هللا ‪ /‬ر ّد عليه العلماني بهذه العبارة ‪:‬الدين هلل‬ ‫والوطن للجميع ‪.‬‬ ‫سؤال بسيط لك يامن تدعي اإلسالم دينا ‪ ،‬وتعتنق‬ ‫العلمانية دستورا ومنهاجا !! ‪..‬‬

‫إن الذي خلق الوطن هو هللا ‪ ،‬فعله من أجل‬ ‫الجميع ‪ ،‬والذي خلق الجميع أيضا هو هللا لكن‬ ‫ليس من أجل الوطن إنما من أجل قوله تعالى ‪" :‬‬ ‫وما خلقت الجنّ واإلنس إال ليعبدون " ‪ ،‬والذي‬ ‫أنزل الدين هو هللا أيضا ‪ ،‬والغاية من هذا الدين‬ ‫هو عبادته وحده سبحانه وتعالى ونحن نوجه هذذا‬ ‫الجواب للمسلم العلماني ‪ ،‬فمن لم يحمل هذا الواب‬ ‫على تلك األسسئلة ليس بملسم أيضا ‪ ،‬وال‬ ‫ضرورة لنقاشه بهذا األسلوب ‪.‬‬

‫أمثال النظام فك ٌّل يظن أن عقله و نظامه هو‬ ‫األفضل إلدارة البشر و التحكم بمسار‬ ‫حياتهم طالما أنه يملك القوة لفعل ذلك ‪.‬‬

‫أو بما أن الوطن للجميع فليترك كل على‬ ‫هواه يعيش كما يشاء ويسنّ قوانينه التي‬ ‫ّ‬ ‫يحق ألحد أن يعتدي على‬ ‫تناسبه وبهذا ال‬ ‫ّ‬ ‫آخر ألي سبب كان وال أن ينظر عليه بل‬ ‫ويشتمه في كثير من األوقات فقط ألنه خالفه‬ ‫إذا ال خالف في هذا الكالم مبدئيا ‪ ،‬ولكن السؤال في الرأي وأسلوب الحياة ‪.‬‬ ‫الحقيقي لك أيها (المسلم العلماني !) هو ‪:‬‬ ‫أم أنك مفتون بديمقراطية الغرب ‪ ،‬الغرب‬ ‫من هو هللا في نظرك أنت ؟ ‪ ...‬أيعقل أن (إله) الغارق اليوم بأزماته االقتصادية وتفسّخه‬‫وبكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ال تحصى األخالقي على الصعيدين الداخلي والخارجي‬ ‫وال تحاط يخلق هذا الكون بما فيه من نظام ‪ ..‬ففي الداخل ال تسمع إال بفضائح‬ ‫منضبط هذا االنضباط المتناهي في الدقة من االختالس واالعتداء الجنسي ‪ ..‬وعلى‬ ‫أعظم األشياء حتى أدقها والتي ال يكاد بصرك مستوى كبار المسؤولين ‪ ،‬فما بالك ببقية‬ ‫شرائح المجتمع أو سفهائه ‪.‬‬ ‫يدرك الكثير منها رغم حاجة حياتك لها ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ونظمه وفي الخارج " حقوق اإلنسان واحترام‬ ‫أيعقل أن إله خلق كل هذا وصوّ ره وقدّره‬ ‫ودبّره وأحاط به علما ‪ ..,‬أيعقل أنه ال يستطيع أن األديان والحريات والمنظمات ‪".....‬‬ ‫ينزل عليك وأنت خليفته في هذه األرض شريعة‬ ‫وها نحن عامان من القتل والتدمير والتشريد‬ ‫ومنهاجا يدلك به على كيفية إدارتها وقوانين تنظم‬ ‫وال نسمع إال الكذب والدجل ومن قبلنا ك ّل‬ ‫لك مشوار حياتك وحياة الماليين من البشر من‬ ‫الشعوب المظلومة فلسطين العراق الصومال‬ ‫أمثالك على ضعفك وقصور عقلك ‪.‬‬ ‫واليمن ‪..‬الخ ‪ ..‬أو باألحرى المسلمين على‬ ‫أو هل يعقل أنه خلقك فقط لتختزل الدين بالصالة وجه التحديد ‪.‬‬ ‫والصيام والحج ‪ ...‬وهذه العبادات الظاهرة ؟؟ ‪...‬‬ ‫أم أنك مفتون برأس العلمانية ‪ ،‬الشرق وما‬ ‫وأنت حرٌّ في تأديتها فإن كان ففضل منك ومنة‪...‬‬ ‫أدراك ما الشرق ‪ ،‬صواريخ طائرات دبابات‬ ‫ثم ماذا‪ ،‬يترك لعقلك العظيم المتكامل ؟! كيفية مال وعتاد ودعم للنظام بش ّتى األشكال‬ ‫واألنواع نذبّح به صباح مساء ‪.‬‬ ‫التشريع في عظائم األمور من أخالق ومبادئ‬ ‫وقوانين تتحكم بها أنت وحسب ببقية البشرية !! أم غا ٌ‬ ‫رق بتحضّر بعض العرب ممن يشيد‬ ‫األبراج وينفق المليارات على المالهي‬ ‫ب في هذا اإلله؟!‬ ‫عجبٌ وأي عج ٍ‬ ‫_ إذا ال ضير بعد هذا أن يحكمنا من هو من‬

‫والفجور ‪ ،‬بز ٌخ لو درا قارون به لظنّ‬ ‫أنه مظلوم ‪ ،‬والعرب حوله من كل‬ ‫جانب يموتون قهرا وجوعا وبردا ‪.‬‬ ‫قل لي اآلن بعد ما تراه ويراه كل ذي‬ ‫بصر ‪ ،‬فسّر لي ما معنى (الدين هلل و‬ ‫الوطن للجميع)‬ ‫أنا اإلسالمي المعصب لعقيدته سأقول لك‬ ‫ما معنى (الدين والوطن والجميع هلل‬ ‫ونحن كلنا هلل ) ‪.‬‬ ‫اقرأ أيها المثقف عن أعظم دولة في‬ ‫التاريخ ‪ ،‬التي كانت هلل خالصة ‪ ،‬من‬ ‫الذي أسسها وأرسا قواعدها ما هو‬ ‫مصدر تشريعها بأي قوانين حكمت ‪،‬‬ ‫هل عدلت دولة على مر التاريخ كعدلها‬ ‫‪ ،‬هل زالت كما زالت غيرها من الدول‬ ‫رغم طول الزمن وتخلف معظم أبنائها ‪،‬‬ ‫متى ُذلّت إال بعد أن ترك أبناؤها مصدر‬ ‫تشريعهم وتمسكهم بس ّنة األولين فيها ‪.‬‬

‫أحفاد خالد‬

‫سأجيبك فالجواب بسيط أيضا ‪:‬‬

‫دورية فكرية‬

‫من تلبيسة األبية‬

‫_ من خلق الوطن ؟ومن أجل من؟ من خلق‬ ‫الجميع ؟ومن أجل ماذا ؟ من أنزل الدين ؟ وأليّ‬ ‫غاية ؟ ‪..‬‬

‫سأقول لك أيها المسلم العلمانيّ !! ‪:‬‬ ‫األرض خلقها هللا والجميع خلقهم هللا‬ ‫والدين أنزله هللا والثورة أشعلها هللا في‬ ‫قلوب ونفوس الغيورين على دينهم‬ ‫وعقيدتهم ‪-‬التي عمل النظام جاهدا طوال‬ ‫فترة حكمه على انتزاعها من قلوبنا‪-‬‬ ‫وهللا هو من يسيّرها وستنتهي كما يشاء‬ ‫هو سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫فال تكثر الغلبة والضجيج فإنا عنك في‬ ‫أمر جلل ‪.‬‬

‫فاطمة حممد سعيد‬

‫‪6‬‬


‫برميل الذئبة المعدنية‬ ‫أما الذئبة المعدنية التي تعوي في‬ ‫السماء فلن يكتشف موقعها إال‬ ‫سمعك وبصرك السليمين ‪.‬‬

‫أحفاد خالد‬

‫يتألف السوريون عادة في مثل هذه‬ ‫العادات من لحم ودم ورهبة ‪ ،‬بينما‬ ‫تتألف الحوامة من فوالذ وقتلة‬ ‫وبرميل ضخم من النوايا ‪ .‬كالهما‬ ‫الجيش الحر والطائرة متفقان على‬ ‫أن طلقات الشيلكا لن تبلغها ‪ ،‬طالما‬ ‫هي محافظة على ذاك العلو الشاهق‬ ‫‪ ،‬لكن الطلقات بالنسبة للحر هي‬ ‫أمنيات صغيرة يائسة ‪ ،‬تتفجر تحت‬ ‫الطائرة لعلها تصرف النظر عن‬ ‫مهمة القتل لهذا اليوم ‪.‬‬ ‫في البداية سترتاب من الصوت ‪ ،‬وتخشى أن يكون هو‬ ‫ذاته الصوت المُدرج لديك في قائمة العار ‪.‬‬

‫دورية فكرية‬

‫الخوف واالرتياب ح ّقان مشروعان ألن من يقرأ ذلك‬ ‫الصوت مكتوبا على شكل نوتة خارج سوريا ‪ ،‬ليس كمن‬ ‫يسمعه معزوفا بهلوكبتر كل يوم في سمائها ‪ ،‬لهذا ينبغي‬ ‫اإلسراع بالتحقق منه بين األصوات المكدسة داخل رأسك ‪.‬‬ ‫يجب أن تزيح صوت الدراجة النارية حاال من أمام بوق‬ ‫السيارة ‪ ،‬وترفع جلبة الناس في الخارج بعيدا عن مواء‬ ‫القطة ‪ ،‬حذِرا أشد الحذر من اختالط دقات قلبك الراجفة مع‬ ‫دقات الساعة ‪.‬‬

‫من تلبيسة األبية‬

‫وحالما تستوثق أنه هو‪ ,‬سينخفض تلقائيا منسوب األمل‬ ‫لدرجة أربعين في المائة ‪ ،‬وترتفع نسبة األدرينالين في الدم‬ ‫بمعدل أقل مما لو كان الصوت مصدره طائرة ميغ أو‬ ‫سيخوي ‪.‬‬ ‫فصوت الحوامة قبل الثورة بليد وال شيء غير ذلك ‪ ،‬لكنه‬ ‫بعد الثورة أشبه بمسمار يثقب الرأس من الداخل إلى‬ ‫الخارج كأي فكرة مريعة ‪ ،‬تخطر على بال إنسان ‪.‬‬ ‫لكن من االنصاف القول أنه الصوت الوحيد في حرب‬ ‫اإلبادة هذه الذي يمنحك فرصة الوصول للباب الخارجي‬ ‫والشارع ‪ ..‬بينما الميغ والسيخوى تمنعانك حتى من‬ ‫التباهي في أن لك رأس باألصل !! ‪.‬‬ ‫ها أنت اآلن في الشارع بال زمن ‪َ ،‬ت ْقلِب الغيوم والسماء‬ ‫رأسا على عقب كي تراها ‪ ،‬فعيون الناس لن تساعدك‬ ‫بأكثر من تحديد الجهة ‪..‬‬

‫‪1‬‬

‫تدور الحوامة عدة مرات قبل دخول‬ ‫المجال الجوي للمدينة المستضعفة ‪،‬‬ ‫عمدا وبقصد إهدار الجيش الحر‬ ‫للمزيد من أمانيه والنتظار أكبر‬ ‫تجمع للضحايا العزل في المدينة‬ ‫المكشوفة ‪.‬‬ ‫" ثمة عجوز يتوسل أن ال يتجمهر‬ ‫أحد امام منزله " ‪.‬‬ ‫" أم تفشل بتهدئة صغارها الفزعين‪.‬‬ ‫" أخرى توبخ ابنها الشاب ألنه عاد‬ ‫من لبنان " ‪..‬‬ ‫" أخت تسأل عن أخيها الصغير“‪.‬‬ ‫الكل يحذر الكل من الوقوف وسط‬ ‫الشارع على أمل أن تشطبه الطائرة‬ ‫من حساباتها ‪ ،‬الحوامة تدور‬ ‫والناس يلوذون بالجدران ‪( ..‬أجمل‬ ‫صيحة في العالم ‪" :‬راحت ‪! ..‬‬ ‫راحت ‪ ، "! ..‬أسوى خبر في العالم‬ ‫" صارت فوقنا ! " ) ‪.‬‬ ‫البرميل الذي سيلقى على الناس ‪،‬‬ ‫اسم فلوكلوري وشعبي أطلقوه هم‬ ‫أنفسهم على قنبلة ‪ TNT‬ضخمة‬ ‫زنتها حولي ربع طن ‪ ،‬تستطيع أن‬ ‫تدمر أكثر من بيت مؤلف من‬

‫طابقين ‪ ،‬وتسحقهم بشكل كامل‬ ‫على رؤوس قاطنيهم ‪.‬‬ ‫لم يعد تدمير المنزل الشخصي في‬ ‫سوريا من األمور التي يصعب‬ ‫تقبلها ‪ ،‬فالسوري ينظر اليوم إلى‬ ‫أنقاض منزله بسعادة الذي لم يكن‬ ‫بالصدفة موجودا فيه ! ‪..‬‬ ‫عندما تسمع صيحات الناس "‬ ‫َشل َفت َشل َفت " يجب وخالل ثوان‬ ‫أن ُتجري بعض الحسابات الهندسية‬ ‫والفيزيائية كي تستنتج ‪ ،‬هل من‬ ‫الحكمة الدخول للبيت أم االبتعاد‬ ‫عن المكان قدر المستطاع ؟ ‪..‬‬ ‫(وحده فيثاغورس يمكنه إجراء مثل‬ ‫هذه الحسابات ) ‪.‬‬ ‫صفير البرميل الملقى من السماء‬ ‫يرغمك على إغماض عينيك‬ ‫مباشرة والعجيب أنه حتى لو كانتا‬ ‫نصف مفتوحتين فإنك لن ترى أحدا‬ ‫ممن يلتصق بك ‪.‬‬ ‫ستتبخر الجدران واألشياء وتفقد‬ ‫إحساسك بجسدك ‪ ،‬ال أفكار وال‬ ‫مشاعر ‪ ،‬وتصبح عالقتك بكل ما‬ ‫يحيط بك خالية من المعنى ‪.‬‬ ‫في هذه اللحظة بالذات أنت من‬ ‫أكثر األرواح وحدة في هذا الكون‬ ‫‪ / ..‬موقف ال يحسدك عليه سوى‬ ‫شيوخ الصوفية في العصر‬ ‫المملوكي ‪. /‬‬ ‫صوت انفجاره الهائل على مسافة‬ ‫قريبة منك لن يكون هو الخاتمة ‪..‬‬ ‫ألن المدافع من القرية القريبة‬ ‫والمؤيدة للنظام ستبدأ بالعمل ‪،‬‬ ‫وهكذا تنتهي دائما قصة صوت‬ ‫الحوامة ‪ ،‬لتبدأ ملحمة صوت‬ ‫المدفعية ! ‪.‬‬ ‫( بأصابع ممزقة نحاول أن نجمع‬ ‫كسرات الهدوء اليابسة في تلبيسة )‬

‫وائل زيدان‬


‫ومن خالل هذه القراءة أحببت أن أسرد ما يجول بخاطري مما‬ ‫قرأت ومما تعلمت في هذه الحياة ‪ ..‬قرأت وتعلقت وأحببت‬ ‫وطني ‪ ...‬وطني الذي أغفى علي ربوة حالمة بالمجد والغار ‪،‬‬ ‫فالوطن غال وال يمكن للمرء أن يدرك معناه إال إذا ابتعد عنه‬ ‫‪ ،‬فال زلت أذكر كم عانيت وكم تألمت عندما غادرت الوطن‬ ‫للدراسة في بالد الغرب ‪ ،‬فهواء الوطن ليس ككل هواء ‪..‬‬ ‫وتراب األرض أغلى من الذهب ‪ ..‬حتى حجارة الوطن في‬ ‫القلب أغلى من القلب ‪ ،‬عندما يذكر الوطن ال شك أن اإلنسان‬ ‫يذكر مسقط رأسه ‪ ،‬فكانت مدينتي الحبيبة تلبيسة ال تغادر‬ ‫ذهني أبدا ‪ ،‬وكيف تغادره وكانت المهد األول وما زلت أذكر‬ ‫شوارعها وأشجارها وأذكر البيد ملعب الصبا وغالل الحبوب‬ ‫الوفيرة ‪ ..‬وكيف كان أهلها يعملون ليل نهار حتى يحصلوا‬ ‫على‪ .‬تلك المحاصيل حكايا األم واألب تعاون الجيران أيام‬ ‫السليقة أيام جني المحاصيل وليلي السهر في ضوء القمر ‪،‬‬ ‫أحالم تلك األيام أيام سلق العرانيس صيفا وبوشار الذرة شتاء‬

‫ما كنت أشك أبدا بأن الثورة في‬ ‫حمص الغالية ستكون في‬ ‫مدينتي تلبيسة ‪ ..‬لعدة أسباب‬ ‫أهمها أن أهلها ال يسكتون على‬ ‫الضيم ‪ ،‬وال يمكن لنظام فاشي‬ ‫أن يركعهم ‪ ،‬كنت من أوائل‬ ‫الناس الذين اعتقلهم النظام‬ ‫المجرم ‪ ،‬وال زلت أذكر تلك‬ ‫الشتائم التي انهالت علي من كل‬ ‫حدب وصوب ‪ ،‬كيف طرحوني‬ ‫أرضا وراحوا يطئوا جبهتي‬ ‫بالحذاء العسكري ‪ ،‬ويسبون‬ ‫‪‬وعثمان ‪، ‬‬ ‫عمر‬ ‫ويسخرون من ثورتنا األبية ‪،‬‬ ‫ويقولون لبعضهم ‪ " :‬قال ثورة‬ ‫شيوخ " ‪...‬‬

‫ذكرت ما تيسر ولكن الكثير‬ ‫لم أذكره حتى ال يكون حافزا‬ ‫على حمل الحقد تجاه‬ ‫اآلخرين وبعض األمور لم‬ ‫أذكرها وفضلت أن تبقى‬ ‫دفينة في صدري ال أحب‬ ‫أحدا أن يقاسمني بها ‪.‬‬

‫حكيم الثورة‬

‫إىل حفيد كسرى األتعس‪..‬‬

‫أحفاد خالد‬

‫قرأت عن األمجاد عن التضحية ‪ ..‬عن إغاثة الملهوف ‪ ،‬عن‬ ‫كرم الضيافة ‪ ،‬عن البطولة والبطل ‪ ،‬عن الحرية واألحرار‬ ‫والنضال ‪ ،‬قرأت عن وطننا العربي بوسعه وعظمته ‪ ،‬عن‬ ‫بطوالت أمتنا من بدر إلى فلسطين ‪ ،‬وسام على الصدر‬ ‫مزروع في القلب ‪.‬‬

‫دورية فكرية‬

‫ال أعرف كيف يكتب التاريخ ولكن تعلمت كيف يقرأ ‪ ،‬فقرأت‬ ‫عن تاريخ العرب وغيرهم ‪ ..‬ولكن شدني تاريخ أجدادي‬ ‫فأعدت قراءته عدة مرات ألعرف نفسي أوال وبعدها أتعرف‬ ‫على اآلخرين ‪.‬‬

‫هنا شدتني األيام إلى الماضي‬ ‫البعيد ويشدني شوقا أن أكتب ‪،‬‬ ‫علما بأني مللت الكتابة ومللت‬ ‫التفكير وأشعر بأنني أحتاج إلى‬ ‫الراحة ‪ ،‬آالف األفكار تراودني‬ ‫‪ ..‬أأكتب من النهاية وما أحس‬ ‫به ‪ ،‬أم من البداية وما عانيت‬ ‫منه ‪ ،‬أم عن المستقبل وماذا‬ ‫يخبأ لنا المجهول ‪.‬‬

‫كانوا‬ ‫‪،‬‬ ‫‪...‬ويتقهقهون‬ ‫يتلذذون بتعذيبي ‪ ،‬قاموا‬ ‫بأفعال شنيعة يندى منها‬ ‫جبين الحياء خجال ‪ ،‬وأنا‬ ‫تحت التعذيب كنت ال أفتئ‬ ‫أبدا ‪ ،‬وال أكل وال أمل من‬ ‫ذكر الرحمن ‪ ،‬وكنت أشعر‬ ‫بكل سوط على جسدي بأنه‬ ‫المطرقة التي ستكسر‬ ‫وستحطم كبرياء وشموخ هذا‬ ‫النظام المجرم ‪ ،‬وكنت متيقنا‬ ‫من نصر هللا ‪ ،‬وكان دائما‬ ‫يحضرني قوله تعالى في‬ ‫أواخر سورة القمر ‪" :‬‬ ‫سيهزم الجمع ويولون الدبر‬ ‫بل الساعة موعدهم والساعة‬ ‫أدهى وأمر "‪...‬‬

‫من تلبيسة األبية‬

‫‪facebook.com/ahfad‬‬ ‫=‪khaled.talbesah?ref‬‬ ‫‪ts&fref=ts‬‬

‫تراب الوطن أغلى من الذهب‬

‫السالم على من اتبع الهدي ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬ ‫فنحن جند هللا نقاتل في سبيله لتعلي كلمته ورايته خفاقه ‪ ،‬نحب الموت‬ ‫كمااا تحبااون الحياااة ‪ ،‬فالحااذر الحااذر قباال أن ينكشااف الغطاااء ‪ ،‬فتناادم‬ ‫ويعااود عليااك الخطااأ ‪ ،‬وقااد شاااهدتم بأننااا فتحنااا ماادن الاابالد وطهرنااا‬ ‫األرض من رجسكم ‪ ،‬وحررنا وحمينا العباد وقتلنا شبيحتك األوغاد‪..‬‬ ‫فعليااك بااالهرب ‪ ،‬فااأي أرض تؤويااك وأي طريااق تنجيااك ‪ ،‬وأي بااالد‬ ‫تحميااك ‪ ،‬ماان ساايوف تساالط علااى رأسااك تخلااق فااي وجهااة نظاارة فيهااا‬ ‫حيرة وكأنها تبغي لها من ينجد ‪.‬‬ ‫لقد أعاذر مان اناذر فلكام بمان سابقكم برمااح أهال الخياام مان شابيحتكم‬ ‫معتبر ‪ ،‬فاتعظ وسلم لنا أمارك ‪ ..‬وأن رفضات فعلياك القتاال دون ملال‬ ‫وعليك إثم المجوس ‪ ...‬بقلم ‪ :‬رامي األغبري من اليمن‬

‫‪0‬‬


‫شبيحة وجتار دم (‪)1‬‬

‫أحفاد خالد‬ ‫دورية فكرية‬ ‫من تلبيسة األبية‬

‫‪6‬‬

‫عندما يريد المرء أن يتحدث عن موضوع ال بد له من‬ ‫تحرير وتأصيل أساس الموضوع قبل الحديث عنه ‪،‬‬ ‫وخاصة إذا كان السامع لهذا الحديث يجهل المعاني المتعلقة‬ ‫به ‪.‬‬ ‫كثيرا ما انتشر وذاع على ألسنة القاصي والداني لفظ ترافق‬ ‫مع انطالق شرارة ثورتنا السورية المباركة ‪ ،‬لفظ قد يجهل‬ ‫الكثير من الناس ما يجمعه من معاني وما يحمل في طياته‬ ‫وجنباته من خبايا ‪.‬‬ ‫كلمة شبّيح ‪ ..‬ربما لم يبقى في سوريا لسان إال ونطق بهذه‬ ‫الكلمة ‪ ،‬من أي جهة كان وألي جانب انتمى ‪ ،‬وصادرت‬ ‫تدل بمدلولها المباشر على أولئك العصبة التي والت بشار‬ ‫األسد وأيدته قوال وفعال ‪ ،‬أو بأحدهما ‪ ...‬بغض النظر عن‬ ‫طائته التي ينتسب لها ‪ ..‬فماذا تعني هذه الكلمة في اللغة‬ ‫والعرف معا ؟ ‪.‬‬ ‫ورد في بعض المعاجم في تعريف لفظ " َش َب َح" بأنه الشخص‬ ‫المستور الذي ال يُرى ‪ ،‬وجمعه أشباح ‪ ،‬ولفظ " شبيح " هو‬ ‫الجسد الذي ال روح فيه ‪ ،‬و " شبّح " بالتضعيف أخذ حقوق‬ ‫الناس كرها ظلما وعدوانا ‪.‬‬ ‫وأما في العرف فهي داللة على المرء الذي يؤثر منفعته‬ ‫وهواه ‪ ،‬دون النظر إلى مصالح اآلخرين من نفع أو ضر ‪.‬‬ ‫ومن خالل التعرف على كل من المعنى اللغوي والعرفي‬ ‫للكلمة ‪ ،‬يمكن أن ندرك أن الشبيحة لم تكن مجموعات وليدة‬ ‫أو مرتبطة ارتباط وجود مع نظام بشار األسد وأبيه ‪ ،‬وإنما‬ ‫هي قديمة تمتد إلى في أعماق قرون طويلة غائرة في‬ ‫ضحالة الزمن ‪ ،‬بحيث أننا قد ال نكون مبالغين لو أننا‬ ‫أرجعنا معناها إلى بدء وجود اإلنسان على سطح هذه‬ ‫األرض ‪ ،‬وإن كانت بغير تخصيص هذه الكلمة لهذا المعنى‬ ‫إذ ذلك تم في وقت متأخر ‪ ...‬واألمثلة على ذلك كثيرة‬ ‫نسوق منها ‪:‬‬ ‫" هامان " لمن ال بعرفه هو ذلك الشبيح الذي كان يسعى‬ ‫جاهدا لدفن صوت الحق الذي انبعث من حناجر وأفواه‬ ‫المرسلين والصالحين من بني إسرائيل ‪ ،‬حيث كان يتفنن في‬ ‫تعذيب أولئك األبرياء ليكتم صوت الحق من أن يصل إلى‬ ‫اآلذان ‪...‬‬ ‫أولئك النفر من بني إسرائيل الذين تكالبوا على " عيسى " ‪r‬‬ ‫وأرادوا أن يفتكوا به لوال أن نجاه هللا ‪Y‬ورفعه إليه ‪.‬‬ ‫أولئك النفر العتاة من المشركين الذين نهبوا أموال أصحاب‬ ‫النبي ‪r‬في مكة المكرمة بعد أن تفننوا في تعذيب‬ ‫المستضعفين من المؤمنين ‪.‬‬ ‫تلك الفرقة المارقة التي تحزبت واجتمعت على قتل ختن‬ ‫النبي ‪r‬الزاهد عثمان بن عفان ‪r .‬‬ ‫أولئك الذين تمالؤوا على قتل ابن عم النبي ‪r‬وصهره‬ ‫ووزير الصدق عنده علي بن أبي طالب ‪ ...‬ومنهم‪....‬‬ ‫ومنهم كثير ‪..‬‬ ‫كل أولئك الذي فعلوا أفعاال لو أقعدتها لحكم اللغة لما‬ ‫استطعت أن تطلق عليها إلى لفظ تشبيح يقوم به شبيحة ‪...‬‬

‫ولو راح المرء يعدد األمثلة لضاق به‬ ‫المقام عن ذكرها وما نيرون وهتلر‬ ‫ونابليون ولينين واستالين وشارون منا‬ ‫ببعيد ‪...‬‬ ‫فلعلك أخي قد أدركت بعد هذا كله أن‬ ‫الشبيحة ليست صنيعة طاغية الشام وال‬ ‫من حوله ‪ ،‬ولكن الواقع المعاش في بالد‬ ‫الشام اليوم قد أظهر هؤالء الشبيحة بثوب‬ ‫جديد يتماشى مع ما ادعاه النظام الفاجر‬ ‫من مسيرة للتطوير والتحديث ‪ ،‬فطور‬ ‫وحدّث أساليب هذه الفئة الفاجرة‬ ‫إلخضاع الناس وتمرير المؤامرة المحاكة‬ ‫على كل مسلم في أرض هللا تعالى ‪.‬‬ ‫فقد أطلق النظام لشبيحته يد القتل في‬ ‫أبناء وطنهم وإخوانهم من أبناء جنسهم‬ ‫ولو في اإلنسانية واستواء القامة ما لم‬ ‫يكن يصل إليه هؤالء الفجرة من قبل ‪،‬‬ ‫أباح لهم الدماء واألعراض واألموال ‪،‬‬ ‫فكان كل ما يصل إليهم يعتبر غنيمة‬ ‫سائغة طعمها للمشبحين ‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬خالد النجار‬ ‫ولم يكن األمر مقتصرا على أولئك‬ ‫الفاعلين من األفراد الهمج والرعاع ‪ ،‬بل‬ ‫قد تجاوز ذلك ليصل إلى بعض ضعاف‬ ‫النفوس والعقول ولو كانوا ممن يحمل‬ ‫شهادات عليا ليساندوا هؤالء المجرمين‬ ‫بأفعالهم ‪ ،‬إما بالكالم أو الفتوى التي‬ ‫فتحت ألولئك أبواب الجحيم في الدنيا قبل‬ ‫اآلخرة ‪ ،‬وكل ذلك مقابل منافع زائلة ال‬ ‫دوام لها ‪ ..‬ولو عقلوا لعلموا أنهم أسوء‬ ‫من الحيوان والوحش القاتل ‪ ،‬وذلك أنه‬ ‫ال يوجد وحش مفترس قاتل يقدم على‬ ‫قتل بني جنسه الفتراسه وتناوله كوجبة‬ ‫يتغذى عليها ليقوم قواه ‪.‬‬ ‫ولن ننسى أن من بين الثائرين في أرض‬ ‫الشام بعض األشخاص الذين ركبوا‬ ‫مركب الثورة ‪ ،‬وهم يدخلون من حيث ال‬ ‫يشعرون تحت خانة الشبيحة ‪ ،‬من تجار‬ ‫الدماء وقانصي الثورات ‪ ،‬وهم أسوء‬ ‫وأشد خطرا على المجتمع من شبيحة‬ ‫النظام ‪.‬‬

‫احلروف صمغ الروح‬ ‫"انا احس ان دمشق أهلي كلهم ‪..‬‬ ‫أبي ‪ ،‬وأمي ‪ ،‬وإخوتي ‪ ..‬أصدقائي‬ ‫الذين لم أعرفهم بعد ‪.‬‬ ‫على سور باب توما والفرايين ‪،‬‬ ‫وباب السالم علقت عيوني ‪،‬‬ ‫وطفولتي ‪ ،‬وراسي المرفوع إلى‬ ‫أعلى حجرة فيه ‪ ،‬ولم انتبه إلى‬ ‫المدرسية‬ ‫ومحفظتي‬ ‫بنطالي‬ ‫يسقطان مني ‪ ،‬وألملمهما على خجل‬ ‫‪ ،‬وعلى امل إن ارتقي يوما إلى‬ ‫هناك ‪ ،‬وأن أمد طفولتي إلى السماء‬ ‫‪ ،‬وألعب مع أصدقائي المالئكة ‪...‬‬ ‫أليست دمشق حبيبة رسول هللا ؟‬ ‫فاجتمعنا نشم رائحته الطيبة ‪،‬‬ ‫ونقضم الذكريات عن مباركاته لها‬ ‫‪ ،‬وعن عائشة التي أرسلته إلينا ‪،‬‬ ‫وعن حبه لدمشق ‪ ،‬وأهلها ‪.‬‬ ‫هكذا في كل بيت محمد ‪ ،‬وفي كل‬ ‫حارة عائشة ‪ ،‬وفي كل قلب دمش ‪.‬‬ ‫أمي التي تضحك علي ‪ ،‬وتصف‬ ‫خصري "بالساحل " وتصفني‬ ‫بالسحلول ‪ ،‬ماتت ‪ ،‬كانت تحب‬

‫دمشق أكثر من حبها ألبي ‪،‬‬ ‫ورفضت أن تهاجر إلى فرنسا في‬ ‫أربعينيات القرن الماضي مع أبي‬ ‫الذي حارب مع ديغول ضد‬ ‫الفاشي بيتان ‪ ،‬هو التونسي الذي‬ ‫دفعت به أمواج االستعمار إلى‬ ‫شواطئ الحرية ‪ ،‬وكال أمي وأبي‬ ‫ال يعرفان القراءة وال الكتابة ‪،‬‬ ‫كانا يتهجيان أبجدية الوطن ‪،‬‬ ‫والناس ‪ ،‬والعشق لدمشق ‪.‬‬ ‫كانت أمي تحس أنها ستموت إذا‬ ‫تركت دمشق ‪ ،‬وفعال في إحدي‬ ‫رحالتها إلى القاهرة لزيارة أختي‬ ‫التي كانت إحدى ضحايا الزواج‬ ‫الناصري زمن الوحدة ماتت ‪،‬‬ ‫ماتت ولم ترجع ‪ ،‬ودفنت في‬ ‫مدافن ستي نفيسة ‪ ..‬قريبا من‬ ‫القلعة ‪ ،‬ومن شعب مصر ‪ ،‬ومن‬ ‫هللا ألنها كانت تحبه ‪ ،‬وتموت في‬ ‫دمشق ‪ ..‬والناس في كل مصر ‪.‬‬ ‫صالح احلاج صاحل‬


‫الناي بالنفس‬

‫يوميات نازح (‪)1‬‬

‫د‪ .‬فضيلة اهلمايل‬

‫فكنت كلما تسوقت عدت إلى منزلي‬ ‫محبطا مستائا مما رأيت ‪ ،‬فإذا غابت‬ ‫الشمس وجاء الليل ال تسمع في تلك‬ ‫البالد إال أصوات األعراس‬ ‫والحفالت وأبواق السيارات ‪ ،‬وكم هم‬ ‫بارعين في إطالق النار في األعراس‬ ‫كأنهم يفتحون الجبهات ‪ ،‬فيزيدني‬ ‫ب يضحي‬ ‫ذلك حزنا وألما على شع ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ناس ال تستحق الحياة ‪،‬‬ ‫من أجل أ ٍ‬ ‫فكيف تستحق الحرية‪..‬؟‬ ‫وجاءت األخبار متتالية عن بلدي‬ ‫وعن ازدياد المعارك فيها ‪ ..‬وعن‬ ‫تقطع السبل ‪ ..‬وصعوبة العودة إلى‬ ‫البلد ‪ ،‬فكان ذلك مما يزيد حرقتي‬ ‫وشوقي ألهل بلدي أولئك الطيبون ‪..‬‬ ‫وإلى الشجعان الثائرون وإلى‬ ‫األحرار المضحون ‪.‬‬

‫دورية فكرية‬

‫مضى العيد ونحن نقول أمن‬ ‫المعقول أن يأتي األضحى ونحن‬ ‫بعيدون ‪ ..‬ولكن الزمن ال ينتظر‬ ‫أحدا فهو يمضي ويتسارع ‪ ،‬حتى‬ ‫أن الواحد منا ال يكاد يعرف في‬ ‫يوم هو منن تسارع الزمن ‪..‬‬ ‫أي ٍ‬ ‫وازداد الشوق للوطن والحنان‬ ‫لألهل واألقارب ‪ ،‬وتقطعت‬ ‫القلوب من األخبار الوصلة إلينا‬ ‫عن أهلينا ‪..‬‬ ‫لقد مضى الكثير من الشباب إنهم‬ ‫من الخيرة فاختارهم هللا ‪ ..‬كل‬ ‫يوم ينازعني الشوق ويدعوني‬ ‫للعودة إلى الوطن ‪ ،‬ولكن أخبار‬ ‫القصف والقتل تحول بيني وبين‬ ‫ذلك ‪ ..‬واأليام تمضي ‪ ..‬وجاء‬ ‫عي ُد األضحى وأي عيد ‪ ..‬وأنت‬ ‫بعيد ومضى كما تمضي وأليام ‪..‬‬ ‫غربة ‪..‬‬

‫أحفاد خالد‬

‫فعندما أراهم على هذه الحال وأتذكر‬ ‫ما يصلنا من أخبار مدينتي وأعداد‬ ‫القتلى وحجم الدمار والقصف اليومي‬ ‫‪ ،‬عندئذ أعلم علم اليقين أن هللا‬ ‫اختارنا أهل حمص وريفها ومن ثار‬ ‫معها لنكون شعلة تحترق لتضيء‬ ‫لهؤالء الهوام طريقهم ‪ ،‬وأشعر‬ ‫عندما أراهم كأن الحرية والكرامة ال‬ ‫تعني أحد سوانا ‪ ،‬وكأننا نناضل‬ ‫ونضحي من أجل قضية خاصة بنا‬ ‫وحدنا ‪ ،‬وأنهم ال عالقة لهم باألمر‬ ‫مطلقا‪ ...‬فهم يسرحون ويبيعون‬ ‫ويشترون ‪ ،‬فإذا تحررت البالد كان‬ ‫لهم الحظ األوفر ‪ ..‬وكان لهم‬ ‫االحتفال ‪..‬‬

‫من تلبيسة األبية‬

‫اس َة ال َّنأيُّ ِبال َّنفس ل َها أ ْشكا ٌل َعدِيدة وأَو ُج ٍه عِ َّدة‬ ‫َيبدو أَنَّ س ِي َ‬ ‫يح ُ‬ ‫ارجي َّت َها‬ ‫صر َ‬ ‫َح َ‬ ‫ات وزي ُر َخ ِ‬ ‫سب الح ُكومة اللُّبنانية ‪ ،‬ورُ َّب َما َت ِ‬ ‫َّاسة ‪..‬‬ ‫ون آ ِخ ُر أوجه َهذ ِه السِ ي َ‬ ‫ِس مِنْ َمارس لنْ َت ُك َ‬ ‫في السَّاد ِ‬ ‫ضن‬ ‫حِي َنمَّا َ‬ ‫صرَّ ح َِبضرُور ِة َعود ِة " سُوريا األسد! " لِحُ ِ‬ ‫صريحا ُته إحْ دَ ى َّ‬ ‫الطع َنات‬ ‫ِك َت‬ ‫َ‬ ‫ون ِب َذل َ‬ ‫الجام َِعة العرَّ بيَّة ‪ ...‬لِ َت ُك َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اح ذوي القربى أكثر‬ ‫ال َّتي توجَّ ه للثورة السُّورية المُثخنة ِب ِج َر ِ‬ ‫اح أَعْ دَا ِئ َها ‪.‬‬ ‫مِنْ ِج َر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ان لُب َنان َّ‬ ‫الذي ُيص َِّر ُح ِبأ َّنه َيلجأ لل َّنأيِّ‬ ‫ذوي القُربى َك َ‬ ‫وأَ َّو ُل َ‬ ‫فس عمَّا َيحْ ُدث في سُوريا مِنْ ِج َهة ‪ ،‬ومن ِج َهة أُخرى َنرا ُه‬ ‫ِبال َّن ِ‬ ‫يت ُر ُ‬ ‫اع ِد ِة ن َِظام ِاألسدَ‬ ‫ك لِحِز ِ‬ ‫ور لِم َُس َ‬ ‫ب هللا ال َم َجال ِبال ِقي ِِّام ِبأَيِّ دَ ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ين للنِظ ِام‬ ‫سليم َناشِ طي الثورة والج ُنو ِد ال ُم ْن َش ِّق َ‬ ‫… إلى سِ ي َ‬ ‫َّاسة ِ َت ِ‬ ‫رحى َّ‬ ‫الثورة و َت ْق ِي ِّي ِد ِه ْم‬ ‫السُّوري ‪ ...‬إلى ال َّت ْشدِي ِد على َج َ‬ ‫وال‬ ‫ِبال َّسالسِ ل في أَس َِّرة ِالمُسْ تش َفيا ِ‬ ‫فع األمْ ِ‬ ‫ت وإرْ هاَق ِ​ِه ْم ِبدَ ِ‬ ‫للمُسْ تشفيات وإالَّ َفال َس ِبي َل لِ ِعالَ ِج ِه ْم ‪َ ..‬هذ ِه المُسْ ت َش ِفي ُ‬ ‫ات َنفسِ َها‬ ‫ْواب َها وأَعْ ْ‬ ‫ال َّتي َف ْ‬ ‫زير ال َّداخ ِليَّة‬ ‫تحت أب ِ‬ ‫طت َكا ِم َل ال ُحرِّ ية ل َِو ِ‬ ‫قى َما َتمْ لِ ُك ُه‬ ‫السُّوري لل َّت َنقُ ِل مِنْ َمشفى آلخِر في لُبنان َب ْل أرْ َ‬ ‫كان َّ‬ ‫الذي ت َّم فِي ِه عِ الج َوزي ُر‬ ‫ان ال َم َ‬ ‫الحُكومة اللُّ َبنانية ‪َ ،‬ك َ‬ ‫َّ‬ ‫وكبه ِفي األ ْشه ُِر القليلة‬ ‫الداخلِية السُّوري ‪ ،‬حِي َن َما َت َّم اسْ تهدَ افُ َم ِ‬ ‫صر َعنْ َج َرائ ِ​ِم‬ ‫المَاضِ يَّة ِبسُوريا ‪ ...‬وصوال إلى َغضِّ ال َب ِ‬ ‫األسد في‬ ‫ت ال َّتي َي ْن َت ِه ُج َها‬ ‫األَسد في لُبنان وسِ يَّاس ِة االغتياال ِ‬ ‫َ‬ ‫ِيشال سماَحة وغيره …إلى‬ ‫ال َّت َخلُّ ِ‬ ‫ص ِممَّن يُريد على َي ِد م ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫االغتيال ال َّتي‬ ‫ت‬ ‫ُطاردة وال َّتضِ ييق‬ ‫ِيال أو م َُحاوال ِ‬ ‫الم َ‬ ‫واالغت ِ‬ ‫َي َّتعرَّ ض ل َها ُك ُّل َمنْ َي ْد َعم َّ‬ ‫الثورة السُّورية في لبنان ُخصوصا‬ ‫ُ‬ ‫ظر‬ ‫ب الوقُو ِد لألَس ِد رُغ َم‬ ‫شيوخ ال ُّس َّنة‪ ...‬إلى َتهري ِ‬ ‫َ‬ ‫الح ِ‬ ‫فروض على ال ِّن َظ ِام السُّوري ‪ ... .‬إلى إلى إلى‪............‬‬ ‫ال َم‬ ‫ِ‬ ‫ان ُك ُّل َما َيح ُد ُ‬ ‫ث ال َيوم َت َ‬ ‫حت َمرأى و َمسْ َم ِع الح ُكومة‬ ‫فإذا َك َ‬ ‫اللُّبنانيِّة و َت َ‬ ‫كيف َسيكونُ الوضع لو‬ ‫فس َف َ‬ ‫حت سِ ي َ‬ ‫َّاس ِة ال َّنأيِّ بال َّن ِ‬ ‫َو ْ‬ ‫قفت حُكوم َة لُبنان َعلنا مع األسد ك َما تفعل ط َهران وموسكو‪.‬‬

‫وبدأت حياة الحذر ‪ ،‬حيث كنت‬ ‫أخرج كل يوم إلى السوق للتبضع‬ ‫بمستلزمات البيت ‪ ،‬وأتأمل تلك‬ ‫األسواق المكتظة والمحالت العامرة‬ ‫وأصوات الباعة من هنا وهناك ‪،‬‬ ‫كل هذه الصور واألصوات لم أراها‬ ‫وأسمعها منذ زمن بعيد ‪ ..‬فعندما‬ ‫أتجول وأرى الناس الالهية المنشغلة‬ ‫وكأنه ال يوجد قتل في البالد وكأنهم‬ ‫ال يسمعون وال يرون !! ‪.‬‬

‫وصارت األيام تتوالى ‪ ...‬كل يوم‬ ‫يزحم أخيه ويحل محله ‪ ،‬كلها‬ ‫متشابهة ‪ ..‬ونحن نقول عسى هللا‬ ‫أن ينصرنا قبل رمضان ‪ ..‬وجاء‬ ‫رمضان‪ ..‬وبدأت معارك الشام‬ ‫وحلب فقلنا هللا ‪ ..‬هللا ‪ ..‬قبل العيد‬ ‫‪ ..‬وانقضى رمضان وجاء العيد‬ ‫السعيد باسمه األول فقط ‪ ،‬فال‬ ‫سعادة فيه ‪ ،‬به بكت الرجال ‪ ،‬نعم‬ ‫رجال مدينتي من النازحين رأيتهم‬ ‫يبكون ومن حقهم ‪ ،‬فال وطن وال‬ ‫أهل وال أوالد وال مجتمع حنون‬ ‫إنهم في غربة بغربة بغربة ‪،‬‬ ‫وفقدوا ما فقدوا ‪..‬‬

‫بقلم ‪ :‬الزبري‬

‫‪8‬‬


‫هويتنا‬ ‫تلخصت حقيقة هويتنا بالحرية والكرامة‬ ‫وحق الشعب في المشاركة السياسية‬

‫أحفاد خالد‬ ‫دورية فكرية‬ ‫من تلبيسة األبية‬

‫‪9‬‬

‫إنّ الهوية السورية التي ينبغي أن يعبّر عنها ويضطلع بها‬ ‫السوري ‪ ،‬هي الهوية المنبثقة من الجماهير ‪ ،‬من الشعب‬ ‫الذي خرج إلى الشوارع مؤ ِّكدا على نفسه وحقوقه و‬ ‫قدرته على الفعل ‪ ،‬و وتنطلق ثوابت هذه الهوية من‬ ‫الشعارات التي رفعتها تلك الجماهير منذ أو خروج لها ‪،‬‬ ‫والتي تلخصت في الحرية والكرامة والديمقراطية ‪ ،‬وحق‬ ‫الشعب في المشاركة السياسية ‪ ،‬ونيل حقوقه كاملة على‬ ‫كافة الصعد ‪ ،‬وإلغاء التمييز بين المواطنين على خلفية‬ ‫طائفية ‪ ،‬و الكف عن منح امتيازا لفئة دون أخرى من‬ ‫فئات الشعب السوري ‪ ،‬تلك هي الهوية السورية المنبثقة‬ ‫عن الثورة ‪ ،‬وليست تلك الهوية التي ترسمها النخب‬ ‫الثقافية والسياسية ‪ ،‬والتي تخضع لرؤاهم ومصالحهم‬ ‫وأجنداتهم ‪ ،‬وهذه النخب ذاتها هي من ساهمت في تمييع‬ ‫هوية الشعب السوري وتفككها من خالل موقفها من‬ ‫السلطة الحاكمة ‪ ،‬وسكوتها حينا وتواطئها معها حينا‬ ‫لتغييب هوية الشعب ‪ ،‬والسكوت على إبراز هويات أخرى‬ ‫من خالل الوالءات والتمييز الذي كان يحصل لفئة على‬ ‫حساب فئة أخرى من منطلق طائفي حينا و عرقي‪ -‬قومي‬ ‫حينا آخر ‪.‬‬

‫د‪ .‬خولة حديد‬

‫هذيا‬

‫نكاشة الببور‬

‫‪ ‬قالوا لي أكثر من مر ٍة لسانك بحاج ٍة إلى قصٍّ ‪ ..‬لم ينتبهوا‬ ‫إلى أن لساني أداةٌ لعقلي المخت ّل ‪ ..‬واألمر خار ٌج عن‬ ‫إرادتي ‪..‬‬ ‫يوم منظر األوالد وهم‬ ‫‪ ‬من أروع المشاهد التي أراها كل ٍ‬ ‫عائدون من المدرسة متراكضين ضاحكين ‪ ..‬يترسّخ في‬ ‫ٌ‬ ‫أمة تمرض ولكن ال تموت ‪!!...‬‬ ‫داخلي مقولة أننا‬ ‫‪ ‬في إحدى زياراتي لهم ‪ ..‬سألني أحد التالميذ بخبث ‪ :‬أستاذ‬ ‫متى يكون واحد زائد واحد ال يساوي اثنين ؟ لغبائي‬ ‫ُ‬ ‫انهمكت بالتفكير ‪ ..‬عندها ضحك وقال ‪ :‬أستاذ عندما تكون‬ ‫اإلجابة خاطئة ‪!!...‬‬ ‫ُ‬ ‫مضض مادة الكيمياء ‪ ،‬منذ‬ ‫‪ ‬من األكاذيب التي قبلتها على‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تخرجت من الجامعة ‪ ،‬لم أصدق يوما‬ ‫تعرفت عليها إلى أن‬ ‫أن جزيء الماء يتكون من ذرتي هيدروجين و ذرة‬ ‫أوكسجين ‪ ،‬أسلّم بذلك لكن دون قناعة ‪.‬‬ ‫طفل يخرج اآلن من منظومة التعليم سيدخل في‬ ‫‪ ‬كل‬ ‫ٍ‬ ‫منظومة قطاع الطرق والمجرمين ‪...‬‬ ‫‪ ‬أثار إعجابي إصرار أبناءنا على التعلم حتى في أماكن‬ ‫كانت حظائر للحيوانات ‪..‬‬ ‫‪ ‬أثار دهشتي صمود التالميذ وهروب بعض األساتذة ‪...‬‬ ‫بالندم ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تركت أطفالي‬ ‫تذكرت أنني‬ ‫شديد كلما‬ ‫‪ ‬أشع ُر‬ ‫ِ‬ ‫يتعلمون على أيدي بعض المعلمين والمعلمات المصابين‬ ‫على األقل بعوز األخالق ‪..‬‬ ‫‪ ‬ال فرق عندي بين من يقتلون األطفال بالقصف أو بين من‬ ‫يقتلونهم بالجهل ‪ ..‬أقصد المدرسين المتخاذلين عن تعليم‬ ‫أبنائنا ‪.‬‬ ‫‪ ‬إذا فشلنا في انقاذ هذا الجيل من الضياع فعلينا أن نبحث‬ ‫عن أقرب مزبل ٍة و‪....‬‬

‫هذيا‬


‫فنو وشجو‬

‫نمهره بخيط‬

‫أقسمت باهلل األحد‬

‫كفى مزاحا أو هرج‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫الخوف ولى وإرتعد‬

‫لهوا كفى كفى مرج‬

‫بالجهد نبنى وبالعرق‬

‫ردد ورائى المعى‬

‫هل أصلح الدهر العوج‬

‫وطننا ظنناه إحترق‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫تبا لمن فينا مرد‬

‫اللحم يصنع المرق‬

‫نطارد باألعالي خطانا البعيدة‬

‫الصمت قد تاق الغضب‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫خلق اإلنسان فى كبد‬

‫نجتث من الوشام أسماءنا‬

‫واليأس من فمى إنسحب‬

‫فى ظل هذا المنعطف‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫يقترب الصباح منا‬

‫عجبا أرى عجما عرب‬

‫روحى فداها لى شرف‬

‫هل الربيع لم يمت‬

‫بالخوف تسمو تتحد‬

‫جار الوالة بالترف‬

‫والعز ليس لمن صمت‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫بالبنت ضحوا بالولد‬

‫نحيا الحياة وقد حوت‬

‫ياكل من أتى ذهب‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫هذا الذى فينا صعد‬

‫فى حمص بنياس حلب‬

‫ليس الذى رأى وصف‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫ولى الظالم فإرتقب‬

‫هز المشاعر أو خسف‬

‫يد الرئيس عربدت‬

‫أهل طي و كنانة‬

‫من ههنا يأتى المدد‬

‫فينا تمادى وإنكشف‬

‫عن نابها كم كشرت‬

‫يسرق ابتسامة من جوف المحارة‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫من لم يركعها أو سجد‬

‫من بعد عسر مارأت‬

‫و يترك ما تبقى من مشاعر نفاية‬

‫الشعب يصنع الشغب‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫والدنيا تأتى من إجتهد‬

‫شوال هل فى رجب‬

‫يوما سيأتى من يقف‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫الماء بشعل الحطب‬

‫فى وجه طاغية عزف‬

‫كم من ظروف قد نهت‬

‫هل كان ماءا من مسد‬

‫الشر على جرح نزف‬

‫من غير قصد قد نمت‬

‫سيليكون ثدييها‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫بالشعب ضحى وبالبلد‬

‫ضحكت ومنا قهقهت‬

‫يطفو السيد على ماء وجهه‬

‫الصبر مفتاح الفرج‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫لكن ربى قد وعد‬

‫يطل الوطن الذي أطل من ثقب إبرة‬

‫هان النظام ماعرج‬

‫قسما برب قد خلق‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫ياكل من أتى خرج‬

‫بالناس عوذت وبالفلق‬

‫نال الشهادة أو شهد‬

‫هذا فؤادى يحترق‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫من حاسد إذا حسد‬

‫تتزاحم ديوك الغابة ‪ ..‬تتناقر‬

‫ليس الخلود لمن ولج‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫تنتف ريش بعضها و ال تسأل‬

‫تاق الشرور أو نهج‬

‫سهم النهار قد إنطلق‬

‫يفنى السبيل كما درج‬

‫والشر ليس له عبق‬

‫والعبرة ليست بالعدد‬

‫كل الوالة من ورق‬

‫وقطعة قماش ليزهر وردة‬ ‫نتسلق بتالتها‬

‫يشحذ بالسكين ما تدفق من عروقنا‬ ‫في قلب المدينة‬ ‫يفجر األوتار في منقار الحمامة‬ ‫يمرح في مراتع تهامة‬

‫تعصف الريح بالقبعات القديمة‬ ‫أحذية السيدة‬

‫يمشي على اليابس و االخضر‬ ‫يأخذ لون عشبة‬

‫يأتي التاجر األكبر‬ ‫يبيع ما تبقى بخسا‬ ‫لسوبر ماركت و ال يسأل‬

‫فضيلة مسعي‬

‫أحفاد خالد‬

‫حين يطل الوطن علينا من ثقب إبرة‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫تبت يداك ياأسد‬

‫مزق والتك وإستعد‬

‫دورية فكرية‬

‫حني يطل الوطن علينا‬

‫من تلبيسة األبية‬

‫تبت يداك يا أسد‬

‫خالد خالد‬

‫‪16‬‬


‫لليوم األسود‬

‫علّق فان كوخ مقال نشر في عدد‬ ‫سابق تحت عنوان " ورثة‬ ‫األنبياء " ‪:‬‬

‫أحفاد خالد‬ ‫دورية فكرية‬ ‫من تلبيسة األبية‬

‫‪11‬‬

‫كل ما أريد أن أنوه عنه هو أن‬ ‫بعض العلماء قام بدور ال يرتقي‬ ‫إلى مستوى عالم الدين ‪ ،‬ولكن‬ ‫لألسف السيء يعمم دائما ‪ ،‬ولمن‬ ‫هذا ال يهم اآلن ألننا في مخاض‬ ‫ثوري أخالقي يتم من خالله‬ ‫إعادة وصياغة لمفاهيم جمة ‪،‬‬ ‫منها نظرة المواطن لرجل الدين‬ ‫أيا كان توجهه ‪ ،‬وكذلك لرجل‬ ‫الثقافة غير الدينية ‪ ،‬ألنه بدوره‬ ‫ساهم عن قصد أو غير ذلك في‬ ‫حرف بعض المفاهيم ‪ ،‬وكذلك‬ ‫هناك مالحظة الثورة ليست وقفا‬ ‫على علماء الدين فقط ‪ ،‬فهذا‬ ‫إجحاف بحق المواطن ‪ ،‬فالثورة‬ ‫خرجت تلبية لمطالب اجتماعية‬ ‫وإنسانية ‪ ،‬وردا على الظلم‬ ‫والقهر الحاصل ‪ ،‬وهذا قد تأذى‬ ‫منه المجتمع كافة لذلك كانت‬ ‫الهبة هبة رجل واحد ‪ ،‬ولنا‬ ‫متابعة في مقاالت أخرى ‪,‬‬ ‫بالتوفيق لخلق ثقافة حوارية غير‬ ‫متحيزة لمبدأ واحد فقط " ‪..‬‬

‫أنا هنا لست بصدد التجريح والتقريع ‪ ،‬لكنها‬ ‫بحصة تتشبث ببلعومي أحاول أن أبتلعها ‪،‬‬ ‫لكنها تأبى إال أن تقض مضجعي ‪...‬إذا أردت‬ ‫أن أكون صريحا فإنني لن أخبئ عنكم سرا بأن‬ ‫هناك كثيرا من البحص والرمل و ‪ ....‬في‬ ‫بلعومي ومعدتي وقلبي ‪ ...‬لكن هذه المرة‬ ‫الشعور باأللم أكبر ‪ ...‬ربما ألن البحصة‬ ‫الطارئة مجددا في كياني لم أكن أتوقعها ‪ ،‬أو‬ ‫ألنني أراها من منظوري أشد خطرا من كل‬ ‫الصخور التي اعتد عليها ‪ ....‬لذلك إليكم‬ ‫بحصتي وبعدها سوف أرتاح إلى حين ‪...‬‬ ‫عسى أن تتحول بحصتي إلى فعل إيجابي كأن‬ ‫تسند جرة " هذا إن بقي جرة باألصل " ‪.‬‬ ‫لقد كسرت األقالم األلسن التي تفضح‬ ‫اللصوص بكافة مراتبه واختصاصاتهم تهزأ‬ ‫بالمفسدين أينما كانوا ‪ ،‬كل هذا يدعوني أال‬ ‫أكتب عن هذا الموضوع فكل الناس تعلمه ‪،‬‬ ‫عالوة عن ذلك فإن الحل ال أعرفه ولست‬ ‫مخوال ألن أمارسه ‪ ،‬فهو أكبر من رأسه‬ ‫المتواضع ‪ ،‬فاإلصالح أن تشير إلى مكامن‬ ‫الخطأ أو يعطى الحل ‪ ،‬وهنا بالنسبة لمشكلة‬ ‫اللصوص العنصر األول وهو اإلشارة إليهم‬ ‫سبقتني إليه أهل الخير ‪ ،‬والعنصر الثاني‬ ‫غائب أو مغيب والكل عندي إيجابي ‪ ..‬لذلك‬ ‫فإنه ليس موضوعي ‪.‬‬ ‫إنما الموضوع الذي سأناقشه هو ظاهرة باتت‬ ‫منتشرة هذه األيام ‪ ،‬فنحن نعلم بأن أمواال‬ ‫كثيرة جاءت لكل القطاعات ‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫أنه يوجد بعض المسؤولين الذين ال شك‬ ‫بأماناتهم فإن قطاعاتهم فشلت ‪ ،‬والشيء‬ ‫العجيب بأن المال يوجد في أيديهم ‪ ..‬وهم‬ ‫ليسوا لصوصا !! إذا أين الخلل ؟؟!! ‪.‬‬ ‫عندما نظرت لما وراء الكواليس وجدت‬ ‫المخصصات في مكان مناسب ‪ ،‬واألنكى‬ ‫واألمر أنهم يتباهون بأن المال الذي بأيديهم قد‬ ‫حافظوا عليه وحفظوه من كل شر ‪ ،‬ولنجد‬ ‫السؤال المطروح على قارعة الطريق ‪ :‬ما‬ ‫فائدة المال إذا كان مخصصا لمريض ولم ينفق‬ ‫عليه ‪ ،‬أو مخصصا إلطعام جئع ولم يصل إليه‬ ‫‪ ،‬أو معد لتجهيز دور العلم لطالبنا وبقت الدور‬ ‫مهدمة واألموال مترهلة ؟؟ ‪..‬‬ ‫وصلت للنتيجة المرة ‪ ،‬وهي موت المريض‬ ‫وبقاء الفقير يطوي ليله جوعا ‪ ،‬أو استشرى‬ ‫الجهل واألمية في صفوف أبنائنا ‪ ،‬بينما بقيت‬ ‫قضية الحفاظ على المال راسخة بأيدي األمناء‬ ‫عليها ‪...‬‬

‫ترى أليس بإمكانهم اإلنفاق تحت أسس سليمة‬ ‫واضحة كأن يضعوا المال في مكامن الحاجة‬ ‫بحضرة شهود مثال ‪ ,‬أو أخذ تواقيع من طالتهم‬ ‫المساعدة ‪..‬‬ ‫إن كان هؤالء اللذين ال نشك بثقتهم يفعلون‬ ‫ذلك ‪ ،‬فال عتب على اللصوص ‪ ،‬فالنتيجة‬ ‫واحدة وهي أن يعيش المجتمع مهلهال ضعيفا‬ ‫ال يقوى على النهوض ‪ ،‬أليس التقتير والبخل‬ ‫أخو النهب والسرقة ‪ ،‬إضافة لذلك فالمسألة‬ ‫أكبر وأعمق من النتائج المترتبة على فعل‬ ‫هؤالء ‪ ،‬إذا فعقدة االستبداد وعقلية الفرد‬ ‫المتحكم في الجماعة الذي يظهر باعتقادهم‬ ‫الشاذ المريض بأنهم هم اللذين يقررون هل آن‬ ‫الوقت المناسب أو الغير المناسب لإلنفاق ‪،‬‬ ‫فهل يحق للفرد أن يتحكم بمصير قطاع أو لقمة‬ ‫عيش طائفة من الناس ‪ ،‬ومن الذي خوله هذا‬ ‫الحق حتى إن كان رئيسا أو مديرا لهذه الهيئة‬ ‫أو تلك ‪.‬‬ ‫أقول بأن المال لن يفيد بعد الموت ‪ ،‬وأنه كلنا‬ ‫مشاريع شهادة ‪ ،‬فما مبرر أن أحمل هم السنة‬ ‫القادمة إن كنا نعيش يوم بيوم ‪ ،‬وهذا ال يعني‬ ‫أنه ال يجب الحكمة في اإلنفاق فهناك فرق في‬ ‫أن يقيم الوضع عن طريق العقل ‪ ،‬وأن نخبئ‬ ‫ثلث المال أو ربعه للضرورة في حال توقف‬ ‫الدعم عن قطاع معين ‪ ،‬لكن أن تخبئ كل‬ ‫المال أو ( ‪ % ) 99‬للعام القادم على حساب‬ ‫أن يفشل القطاع في هذا ‪ ،‬فما الفائدة ‪ ...‬إن‬ ‫الشيء إن كسر لن يصلح بعد فوات األوان ‪،‬‬ ‫فلماذا نعيش بالضنك والضيق ‪ ،‬وهللا يرزقنا ‪..‬‬ ‫أحيانا شدة الحرص تنقلب شرا ‪ ،‬وكما تقول‬ ‫اآلية القرآنية " وال تجعل يدك مغلولة إلى‬ ‫عنقك وال تبسطها كل البسط " وبصراحة أمين‬ ‫معطل يساوي لص محترف ‪ ،‬وإن خيرت بين‬ ‫لص يسرق ربع االيرادات ويعطي ثالثة‬ ‫أرباعها للمستضعفين خير لي من معقد يتحكم‬ ‫بأمور األمة ويرى لهم ما يرى وكله بحجة‬ ‫التقوى ‪ ،‬فيضع مئات اآلالف في جيبه ‪ ،‬وإن‬ ‫سألته يقول لك لم يأتي دورها بعد ‪ ،‬سأخرجها‬ ‫في اليوم األسود ‪ ،‬ويزين له الشيطان عمله‬ ‫ويظن أنه من هللا مقرب ندعو هللا أن يرد‬ ‫هؤالء إلى جادة الصواب إذ إن فتنتهم أصعب‬ ‫فالحرامي حرامي ال يفتن أحد أما صاحب‬ ‫الخلق واألمانة فهذا الذي يفتن الناس إن لم يكن‬ ‫على قدر المسؤولية ‪.‬‬

‫فاعل خري‬


‫احلاجة أم االخرتاع‬

‫واستطاع السوريون اختراع بعض اآلالت التي تعمل على تكرير النفط الخام وتحويله إلى وقود‬ ‫بعد سيطرة الجيش الحر على آبار النفط في محاولة منهم لتأمين بعض الحاجات للسكان لتأمين‬ ‫المازوت الذي يجب أن ال ينقطع أبدا ‪ ،‬كما استطاع السوريين العودة إلى التراث القديم في عملية‬ ‫طهو الطعام بعد منع وصول مادة الغاز ‪ ،‬فلجأت النسوة إلى الطبخ على المواقد التي تم إحياؤها‬ ‫من جديد ‪ ،‬وعاد الببور إلى الظهور بعد سبات عميق كان قد غرق فيه ‪ ،‬كما ظهرت طريقة الطهو‬ ‫على الحجارة " األثافي " ومن المضحك أن الطعام أصبح أشهى وألذ ‪ ،‬لكن تحتاج اآلواني إلى‬ ‫تنظيف صعب وخصوصا من المادة السوداء " الشحار " التي تلتصق عليها ‪.‬‬ ‫ومع هذا نحن نشعر بالعز والفخر فنحن في النهاية لن نستسلم ونرضخ للحصار الذي يفرضه‬ ‫الطاغية ‪ ،‬وتضييقه علينا ‪ ،‬بل استطعنا خلق طرق جديدة للعيش واستطعنا االنسجام والتعايش مع‬ ‫الواقع المرير الذي نعيشه ‪.‬‬ ‫ومن أهم وأعظم ما استطاع السوريون انجازه هو تلك األسلحة التي تم تصنيعها داخل سوريا ‪،‬‬ ‫فكثيرا ما نسمع عن قصف الجيش الحر مواقع النظام بسالح سوري محلي الصنع تم تطبيق قطعه‬ ‫داخل سوريا بمعدات بسيطة ‪ ،‬وهنا استطاع السوريون البرهنة على عبقريتهم ومحاولتهم إيجاد‬ ‫بدائل التسليح الخارجي ‪ ،‬وهذا ليس غريبا على شعب تحدى العالم كله من أجل انتزاع حريته من‬ ‫براثن الطاغية المتوحش ‪.‬‬ ‫والشعب السوري استطاع جمع العصور كلها بدءا من العصر الحجري ودمجها في عصر واحد‬ ‫هو عصر الثورة السورية ‪ ،‬من خالل استعماله لرموز العصور السابقة ‪ ،‬فهو بذلك يعيد صور‬ ‫التاريخ القديم ليدخلها في التاريخ الحديث الذي يعيشه ‪ ،‬وال يحق ألحد أن يقول أن الثورة أعادت‬ ‫الشعب إلى العصور البدائية ‪ ،‬بل يجب أن نقول أن الثورة استطاعت جعل السوري يستغل جميع‬ ‫الظروف ويتكيف معها لنيل حريته وفي النهاية يجب أن نقول أن الحاجة أم االختراع ‪ ،‬فهو من‬ ‫أحضر العصور القديمة لتركع عند أقدام شعبه ‪.‬‬

‫املتحررة‬

‫يعد كتاب الحيوان لصاحبه أبي‬ ‫عثمان عمر بن بحر بن محبوب‬ ‫المشهور بالجاحظ ـ لجحوظ في‬ ‫عينيه ـ يعد هذا الكتاب صورة‬ ‫لثقافة العصر العباسي المتنوعة ‪.‬‬ ‫فهو دائرة معارف واسعة حوى‬ ‫طائفة من المعارف الطبيعية‬ ‫والمسائل الفلسفية ‪ ،‬كما تحدث‬ ‫عن سياسة األقوام واألفراد ونزاع‬ ‫أهل الكالم والمسائل الجغرافية ‪،‬‬ ‫وتناول خصائص كثير من البلدان‬ ‫وتأثير البيئة في اإلنسان والحيوان‬ ‫والشجر ‪ ،‬كما تناول الحديث في‬ ‫األجناس البشرية وتباينها ‪ ،‬وكذلك‬ ‫عرض لبعض قضايا التاريخ ‪.‬‬ ‫وفيه كذلك حديث عن الطب‬ ‫واألمراض ‪ ،‬وبيان لكثير من‬ ‫المفردات الطبية ‪ ،‬والكتاب كذلك‬ ‫ديوان جمع الصفوة المختارة من‬ ‫حر الشعر العربي ونادره ‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى القدر الكبير من‬ ‫األمثال والبيان ونقد الكالم‬ ‫والشعر ‪ ،‬أما فكاهت الجاحظ‬ ‫فنثرت في الكتاب نثرا ‪ ،‬فهي‬ ‫تطالعنا بين الفينة واألخرى متمثلة‬ ‫فيما يروي من نادرة أو يحكي من‬ ‫قصة ‪.‬‬ ‫يذكر أن الجاحظ من أكبر أدباء‬ ‫العربية ‪ ،‬عالم في كل فن آخذ من‬ ‫كل علم بطرف ‪ ،‬ثقف نفسه ثقافة‬ ‫واسعة وألف من الكتب البارعة‬ ‫ما هيأ له أسباب المجد والخلود‬ ‫حتى أصبح يعد بحق درة ثمينة‬ ‫في جبين المعرفة اإلنسانية ‪..‬‬

‫أحفاد خالد‬

‫ولعلنا نتخيل سوريا جديدة مؤقتة تحت األرض ستزهر سوريا جديدة تعلو قمم الجبال بعد إسقاط‬ ‫الطاغية ‪ ،‬وقد قطع الطاغية الوقود عن الشعب مما دفع السوريين للهرب إلى الطبيعة واستجداء‬ ‫عطفها وكرمها فقطعوا أشجار مدنهم وقراهم لعل شجرة الحرية تزهر قريبا ‪ ،‬ولعل الدفء يتسلل‬ ‫إلى أجسادهم ‪ ،‬فهم في النهاية يختارون الحياة ويرفضون الخنوع واالستسالم ‪ ،‬وقد لبس الحطب‬ ‫ثوب القسوة وتلحف بالطرافة فكثيرا ما كان يصعب إشعال الحطب ‪ ،‬فتمتلئ الغرف بالدخان وتثار‬ ‫ضجة صاخبة مضحكة تعكس عجزنا في بعض األحيان ‪.‬‬

‫كتاب احليوا‬

‫للجاحظ‬

‫دورية فكرية‬

‫وألن الحاجة أم االختراع كان البد للسوري من إيجاد طرق وسبل للحياة في ظل ظروف الثورة ‪،‬‬ ‫فالرغبة في االستمرار غريزة في النفس ‪ ،‬والرغبة في االنتصار حركت العقل فبدأ بالعمل إلى‬ ‫جانب الكفاح الدامي ‪ ،‬ونتجت عن ذلك قوة ال يمكن كسرها ‪ ،‬فعندما توحش النظام وبدأت قنابله‬ ‫ومدافعه وصواريخه تنهال على الشعب من كل حدب وصوب ‪ ،‬حاول السوريون مقاومتها رغم‬ ‫معرفتهم بعدم تكافؤ القوى ‪ ،‬لذلك لجئوا إلى حفر المغارات تحت األرض واالختباء فيها في حال‬ ‫الشدائد واشتداد القصف ‪ ،‬في محاولة منهم لحماية أنفسهم وأطفالهم ونسائهم من براثن الوحوش‬ ‫والهمج ‪ ..‬ولعل بعض السوريين وجد الراحة تحت األرض ‪ ،‬على األقل لن يكون الحكم هناك‬ ‫عنوة لألسد ‪ ،‬فهو يحاول جاهدا مستميتا الحكم فوق األرض ‪ ،‬وهو يفشل يوما تلو آخر ‪.‬‬

‫كتاب العدد‬

‫من تلبيسة األبية‬

‫انسلخت الثورة السورية من شغاف قلوب السوريين ‪ ،‬فهي كالجزء الذي انفصل عن الكل ‪ ،‬ثم نما‬ ‫ذلك الجزء وكبر حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم ‪ ،‬فهذا الجزء كان حبيسا في ذلك الجسد إلى‬ ‫أن اذن هللا تعالى له بالوالدة ‪ ...‬وهذا الجزء ليس عاديا إذ كان له بالغ األثر على السوريين بشكل‬ ‫عام ‪ ،‬حتى وصل إلى تغيير طريقة معيشتهم ‪ ،‬وقد فرضت الثورة أشياء لم نعتد عليها بسبب وضع‬ ‫الحرب التي دخلنا بها ‪ ،‬فالطاغية حاول قطع سبل الحياة عن السوريين في محاولة منه لكسر‬ ‫شوكة الشعب وإخضاعه ‪ ،‬فعمد إلى محاربته بأساسيات حياته من ماء ودواء وغذاء ووقود‬ ‫وغيرها من األمور التي ال يستطيع اإلنسان العيش بدونها ‪ ،‬لكن ذكاء السوري وقدرته على التأقلم‬ ‫فاقت كل المخططات واستطاعت تقويضها ووأدها ‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫عزاؤنا انتصارنا‬ ‫ها هم شهداء سوريا‪ ،‬الذين لم يمتشقوا بندقية ‪ ،‬بل‬ ‫امتشقوا دماؤهم ‪ ،‬فكان دمهم مكشوفا ً من قبل أن يسفك ‪،‬‬ ‫هو الوحيد الواضح هو الوحيد الحقيقي الوحيد العربي ‪،‬‬ ‫دق سقف السماء وعاد كالمطر الذي يهطل فجأة من‬ ‫سماء القصدير ‪ ،‬فهل سمعنا رنينه ‪ ،‬وكيف نثأر له وحين‬ ‫نقول سوريا فماذا نعني ؟ ‪..‬‬

‫من أفواه احلكماء‬ ‫إذا أردت أال ينسى إحسانك‬ ‫فكرره ‪.‬‬ ‫إذا وضع اإلحسان في‬ ‫الكريم أثمر خيرا ‪ ,‬وإذ‬ ‫وضع في اللئيم أثمر شرا ‪،‬‬ ‫كالغيث يقع في األصداف‬ ‫فيثمر الدرر ‪ ،‬ويقع في فم‬ ‫األفاعي فيثمر السم ‪.‬‬ ‫عجبت لمن يشتري المماليك‬ ‫بماله كيف ال يشتري‬ ‫األحرار بمعروفه ‪.‬‬ ‫ثالثة ال يعرفون إال في‬ ‫ثالثة مواضع ‪ ،‬الشجاعة‬ ‫عند الحرب ‪ ،‬والحليم عند‬ ‫الغضب ‪ ،‬واألخ عند الحاجة‬ ‫إليه ‪..‬‬

‫املثىن املتالزم‬ ‫األبيضان ‪ :‬الشحم والشباب ‪..‬‬ ‫أو اللبن والماء ‪ ..‬أو السيف‬ ‫والسنان ‪.‬‬ ‫األثرمان ‪ :‬الدهر والموت ‪.‬‬ ‫األجوفان ‪ :‬البطن والفرج ‪.‬‬ ‫األحمدان ‪ :‬األمن والسالمة ‪.‬‬ ‫األحمران ‪ :‬اللحم والخمر ‪ ..‬أو‬ ‫الزعفران والذهب ‪.‬‬ ‫األخبثان ‪ :‬السهر والضجر ‪..‬‬ ‫أو األرق والقلق ‪ ..‬أو البول‬ ‫والغائط ‪..‬‬

‫‪13‬‬

‫هل فكرنا في هذا السؤال من قبل ؟ اآلن نعرف معنى أن‬ ‫تكون سوريا ً ‪ ،‬أي تعتاد على الموت ‪ ،‬وأن نتعامل مع‬ ‫الموت ‪ ،‬وأن نقدم طلب انتساب لدماء الشهداء سوريا‬ ‫األبطال ‪.‬‬ ‫ليست أشالؤكم قطعا ً من اللحم المتطاير المحترق فوق‬ ‫أسطح منازل الجيران ‪ ،‬إن كل رجل وطفل وامرأة‬ ‫نعم للذل‬ ‫استشهد في سوريا هو كل عواصمها ومدنها وريفها "‬ ‫حمص حماة إدلب ‪ " ...‬فطوبى للجسد الذي تناثر مدنا ً ‪،‬‬ ‫قــيــلــت نــعــم لـلـذل تـتلوها نعم‬ ‫ولن يكون سوريا من ال يضم لحمه من الريح ‪..‬‬ ‫قــيـلـت نـعم وليحكم الذئب القدم‬ ‫ماذا نفعل ‪ ...‬ماذا نفعل ألجلكم ‪...‬‬ ‫هكذا تساءلنا ونسينا أن نتساءل عما نفعل من أجل أن مــا هـمـهـم وطــن تـنـوح بحوره‬ ‫يبقى من تبقّى منا ‪ ،‬كنا نرد نحرق بيوتنا ونمضي نمضي‬ ‫ما هــزهــم ألــم يـضيق به األلم‬ ‫إلى أين نمضي إليكم ‪ ،‬إلى الثورة نخرجها من رحم‬ ‫الفكرة واألحالم واألناشيد ‪ ،‬ألن دماءكم خرجت الذاكرة قــيــلـت نـعـم لـلخوف تتلوها نعم‬ ‫والخارطة واألغاني لتحول المعنى إلى وطن ‪..‬‬ ‫فلنمس في تـــاريـخـنـا ظال عدم‬ ‫لم يبق لنا غير االنتماء إلى الثورة ‪ ،‬فلنذهب للثورة جميعاً‬ ‫‪ ،‬لنذهب جميعا ً ولنمأل األطر الذي تركه شهداءنا حتى ال ولتصلب األحالم في أرض هوت‬ ‫يكونوا وحيدين وجزئيين ‪ ،‬لقد تحول الشكل إلى رؤيا ‪،‬‬ ‫ولــتـخـنـق الـعادات أيضا ً والقيم‬ ‫فلندخل مرحلة التحول ‪ ،‬وطيبة القلب الذي ال توقفه‬ ‫رصاصة وال تكفيه قذيفة ‪ ،‬لقد نسفوكم ًكما ينسفون قاعدة قيلـــت نــعــم لــلـقـتـل تتلوها نعم‬ ‫أو جبالً ‪ ،‬وحاربوكم كما يحاربون جيشا ‪ ،‬فلماذا أنتم‪...‬؟‬ ‫ما ضــرّ نـا صـرنا خرافا ً أم غنم‬ ‫ألن الوطن فيكم صيرورة مستمرة وتحول دائم من سواد‬ ‫الخيمة ‪ ،‬حتى سواد النابليون ومن التشرد حتى المقاومة مـاضــرّ لـو بـعـنـا الـعـدالــة كلها‬ ‫‪ ،‬ها هم يتبارون في رثائكم كأنهم يرثون فرداً ‪ ،‬آه‪ ....‬أه‬ ‫جالدنا في أرضنا أضحى الحكم‬ ‫من يرثي ؟ ‪.‬‬ ‫هذه لحظتكم فال تجمعوا أشالؤكم وال تعودوا ‪ ،‬ال تعودوا قــيــلــت نـعــم لـلــظلم تتلوها نعم‬ ‫لن تنتظرونا في المهاجر ‪ ،‬كان يجب أن نراكم ‪ ...‬وأن‬ ‫لن نـشـتكي إن صال هذا أو ظلم‬ ‫نعرفكم ‪ ...‬وأن نسير ونتحدث معكم قبل اليوم ‪ ،‬ولكن‬ ‫الموت لم ينضج فينا بعد ‪...‬‬ ‫ذاك الــذي جــعـل الـرقاب موائداً‬ ‫نعزي أهليكم ؟‪ ...‬ال ‪ ,‬نعزي أنفسنا‪...‬؟ ال ‪ ,‬نذهب إلى‬ ‫ما ضــره إن ضـام شعبا ً أو شتم‬ ‫حمص ونعزيها ‪..‬؟ أم إلى سوريا‪...‬؟ أم نعزي تلك األم‬ ‫التي فقدت أوالدها ويجب علينا أن نهنئها لى أن نصبح‬ ‫سوريين حقيقيين وعرب بمعنى العروبة واألصالة ‪...‬‬ ‫حنني الفرات‬


‫نريد حاكما وقائدا ‪ ،‬إذا لمس في‬ ‫حاشيته تخاذال وتهاونا في الذبّ‬ ‫عن ديار المسلمين وأعراضهم ‪،‬‬ ‫يزأر في وجوههم مؤ ّنبا‪ " :‬يا‬ ‫أمراء المسلمين ‪ ،‬لكم زمانٌ‬ ‫تأكلون أموال بيت المال ‪ ،‬وأنتم‬ ‫للغزاة كارهون ‪ ،‬وأنا متوجّه‬ ‫لقتال العدو ‪ ،‬فمن اختار الجهاد‬ ‫يصحبني ‪ ،‬ومن لم يختر ذلك‬ ‫يرجع إلى بيته ‪ ،‬فإنّ هللا ّ‬ ‫مطل ٌع‬ ‫عليه ‪ ،‬وخطيئة حريم المسلمين‬ ‫ّ‬ ‫المتأخرين " ثم يقف‬ ‫في رقاب‬ ‫وهو يجهش بالبكاء قائال ‪ " :‬يا‬ ‫أمراء المسلمين ‪َ ،‬من لإلسالم إن‬ ‫لم نكن نحن ؟ " ‪.‬‬ ‫أمتنا ال ينقصها رؤساء وملوك‬ ‫وقادة كالذين ابتليت بهم بلداننا‬ ‫العربية واإلسالمية اليوم ‪..‬‬ ‫جبناء خانعين متلجلجين مسلوبي‬ ‫اإلرادة والسيادة والقوة إال على‬ ‫شعوبهم ‪ ..‬ال نريد بعد اليوم‬ ‫ح ّكاما استنزفوا أموال المسلمين‬ ‫في شراء السلم من األعداء وفي‬ ‫بذخهم غير المحدود ‪ ،‬حالهم‬ ‫كحال " ملوك الطوائف " في‬ ‫القرن الخامس الهجري ‪ ،‬الذين‬ ‫م ّزقوا األندلس إلى اثنين‬ ‫وعشرين دويلة ‪ ،‬تغلّب‬

‫أحفاد خالد‬

‫نحن بحاج ٍة إلى ح ّك ٍام غيورين‬ ‫على المقدّسات واألعراض‬ ‫ودموع األطفال والثكالى ‪ ،‬ح ّكام‬ ‫توخز ضمائرهم صيحات "‬ ‫واإسالماه ‪ ..‬وامعتصماه ‪" ..‬‬ ‫التي تمأل – اآلن – بصداها‬ ‫األرض ‪ ..‬فهل من مجيب ؟ ! ‪.‬‬

‫دورية فكرية‬

‫ثم توالت الفتوحات تحت راية أمتنا اليوم ؟‪.‬‬ ‫اإلسالم الواحدة ‪ ،‬ناشرة العدل‬ ‫أمتنا تحتاج إلى اتحا ٍد تحت راية‬ ‫والمساواة والتسامح ‪ ،‬فحكم‬ ‫اإلسالم ‪ ،‬اتحاد يقوده رجا ٌل‬ ‫المسلمون الدنيا ذات يوم ‪ ..‬لدرجة‬ ‫حقيقيون يضعون نصب أعينهم‬ ‫أن أحد خلفائهم كان يخاطب غيوم‬ ‫اآليتين الكريمتين ‪ " :‬واعتصموا‬ ‫السماء قائال ‪ " :‬أمطري حيث‬ ‫بحبل هللا جميعا وال تف ّرقوا " و "‬ ‫ت يأتينا خراجك " ‪.‬‬ ‫شئ ِ‬ ‫أعدّوا لهم ما استطعتم من قوة‬ ‫وبعد أن عاد التفرّق لينخر جسد ومن رباط الخيل ‪. " ..‬‬ ‫األمة – وبخاصة منذ القرن‬ ‫أمتنا بحاجة إلى قادة يعدّون جيال‬ ‫الحادي عشر الميالدي – ضعفت‬ ‫مؤمنا مث ّقفا ‪ :‬فـ " طلب العلم‬ ‫الخالفة اإلسالمية المركزية ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫مسلم ومسلمة "‬ ‫فريضة على كل‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬ ‫بدويال ٍ‬ ‫خارطتها‬ ‫وتلوّ نت‬ ‫ّ ‪ ،‬جيال يتم ّتع بمبادئ أخالقية‬ ‫صغيرة مش ّتتة األهداف ‪ ..‬فهز‬ ‫وقيم سامية ‪ " :‬إنما بُعثت‬ ‫تمثال فاضلة ٍ‬ ‫أركان األمة زلزاالن عنيفان ّ‬ ‫َ‬ ‫ألتمّم مكارم األخالق " ‪.‬‬ ‫بالحمالت الصليبية والغزو‬ ‫حكام يعملون‬ ‫المغولي ‪ ،‬لكن هللا ع ّز وجل قيّض أمتنا بحاجة إلى‬ ‫ٍ‬ ‫لألمة قادة ورجاال أدركوا أنّ جاهدين على إحقاق الحق‬ ‫النصر ال يأتي إال بتوحيد ونصرة الضعيف والمظلوم ‪" :‬‬ ‫الصفوف واإلمكانات المشرذمة‪ ،‬القوي فيكم ضعيفٌ عندي حتى‬ ‫ّ‬ ‫الحق منه ‪ ..‬والضعيف فيكم‬ ‫فقدّم لنا التاريخ معركتي حطين آخذ‬ ‫(‪385‬هـ‪8881/‬م) ثم عين قويّ عندي حتى أريح عليه ح ّقه‬ ‫جالوت (‪838‬هـ‪8681/‬م) درسا " ح ّكام يتساوى أمامهم جميع‬ ‫رؤساء‬ ‫المجتمع‬ ‫وحدويّا موجزا بست كلمات ‪ " :‬أفراد‬ ‫مصير النصر محتو ٌم بوحدة الشام ومرؤوسين ‪ " :‬متى استعبدتم‬ ‫ومصر" ‪ ،‬فأين كنانة اإلسالم من الناس وقد ولدتهم أمهاتهم‬ ‫المأساة التي تعيشها سورية اليوم أحرارا " ‪ ،‬بحاج ٍة إلى حكام‬ ‫؟‪.‬‬ ‫مستعدّين لسماع االنتقادات‬ ‫ُ‬ ‫ولست‬ ‫والنصح ‪ " :‬وليت عليكم‬ ‫وبعد كل ما سبق ‪ ،‬يمكننا أن نقول‬ ‫ُ‬ ‫ولست‬ ‫بخيركم ‪ ..‬إنما أنا م ّتبع‬ ‫أنّ العبرة األولى المستفادة من‬ ‫ُ‬ ‫استقمت فتابعوني ‪،‬‬ ‫بمبتدع ‪ ،‬فإن‬ ‫تاريخنا ‪ ،‬هي أنّ عهود االزدهار‬ ‫ُ‬ ‫زغت فقوموني ‪. " ..‬‬ ‫وإن‬ ‫واالنتصار في جميع المجاالت‬ ‫تتقاطع تماما مع مراحل الوحدة نحتاج إلى قادة " أع ّزة على‬ ‫ونبذ الفرقة وحشد كل اإلمكانات الكافرين ‪ ،‬يجاهدون في سبيل‬ ‫في سبيل مشروع وهدف واحد ‪ .‬هللا ‪ ،‬وال يخافون ‪ ،‬وبالتقوى‬ ‫يعرفون ‪ ،‬وبالتوبة يتض ّرعون ‪،‬‬ ‫والعبرة األخرى المستخلصة من وباهلل ومالئكته يستقوون ‪ ،‬ليس‬ ‫تاريخنا أيضا ‪ ،‬تكمن في ضرورة لهم سوى هللا مطلب ‪ ،‬وال إلى‬ ‫وجود ح ّكام وقادة يؤمنون بأهمية غيره مهرب ‪ ،‬وال يرجون إال‬ ‫ووجوب التو ّحد وتغليب مصلحة إحدى الحُسنيين ‪ :‬نص ٌر على‬ ‫األمة ‪ ،‬من خالل التنسيق بين األعداء ‪ ،‬فيا لها من نعمة وم ّنة‬ ‫بلدان العروبة واإلسالم ‪ ،‬لردع ‪ ،‬أو شهادة في سبيل هللا ‪ ،‬فيا لها‬ ‫المعتدين والحاقدين من ( صهاين ٍة من ج ّنة ‪. " ..‬‬ ‫ب ‪ ، ) ..‬وبذلك فقط‬ ‫وفرس وغر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يعود لألمة ع ّزها الذي اختفى ال نحتاج ح ّكاما جبناء –‬ ‫كرؤساء وملوك العرب اليوم –‬ ‫ونورها الذي خبا ‪.‬‬ ‫مرحلتنا تتطلّب قادة يقرنون‬ ‫فما هي – إذن – الصفات التي‬ ‫أقوالهم باألفعال ‪ ،‬ويمتلكون‬ ‫ينبغي أن تتو ّفر في حكام وقادة‬ ‫الشجاعة والسيادة‬ ‫هذه المرحلة الحرجة من تاريخ‬

‫بحيث تم ّكنهم من اتخاذ قرارات‬ ‫ومواقف تلبّيلح وإرادة شعوبهم ‪،‬‬ ‫كالقرار الذي اتخذه – وبدون‬ ‫تردّد – هارون الرشيد في ردّه‬ ‫على وقاحة امبراطور الروم ‪" :‬‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ ،‬من‬ ‫هارون أمير المؤمنين إلى نقفور‬ ‫ُ‬ ‫قرأت كتابك يا‬ ‫كلب الروم ‪ ،‬قد‬ ‫ابن الكافرة ‪ ،‬والجواب ما تراه ‪،‬‬ ‫ال ما تسمعه " ‪.‬‬

‫في ك ّل منها متغلّب ‪ " :‬ليس‬ ‫ألحدهم في الخالفة إرث ‪ ،‬وال‬ ‫في اإلمارة سبب ‪ ،‬وال في‬ ‫الفروسية نسب ‪ ،‬وال في شروط‬ ‫اإلمامة مكتسب ‪ ،‬اقتطعوا‬ ‫األقطار واقتسموا المدائن الكبار‬ ‫بجيش جرّ ار‬ ‫‪ ،‬وحموا عروشهم‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ،‬وأنشدهم الشعراء ‪ ،‬ووقفت‬ ‫بأبوابهم العلماء ‪ ،‬وتوسّلت إليهم‬ ‫الفضالء ‪ ،‬وهم ما بين أبل ٍه‬ ‫شخص من شعبه‬ ‫مجدوب ‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫غير محبوب ‪ ، " ..‬وكانت‬ ‫السمة العامة لتلك الدويالت ‪،‬‬ ‫والتناحر‬ ‫االستقرار‬ ‫عدم‬ ‫المستمر بين بعضها البعض ‪،‬‬ ‫مما جعلها فريسة لمسيحيي‬ ‫الشمال ‪ ،‬واستمر وضع األندلس‬ ‫المتخبّط هكذا ‪ ،‬حتى جاءها‬ ‫سلطان المرابطين " يوسف بن‬ ‫تاشفين " منقذا سنة (‪919‬هـ) ثم‬ ‫مزيال لملوك الطوائف ومو ّحدا‬ ‫لألندلس في عام ( ‪985‬هـ) ‪..‬‬ ‫وح ّكام العرب اليوم ‪ ،‬ليسوا‬ ‫بأوفر ّ‬ ‫حظ من ملوك الطوائف ‪،‬‬ ‫فإذا لم يعووا دروس التاريخ‬ ‫وعبره التي تقول أنّ الفرقة‬ ‫والتش ّتت يقودان في النهاية إلى‬ ‫ضياع األوطان أو الهوان على‬ ‫أرضها ‪ ،‬وإذا لم يسرعوا‬ ‫بتوحيد صفوفهم وكلمتهم تجاه‬ ‫قضايا األمة ‪ ،‬وبخاصة نصرة‬ ‫ثورة الشعب السوري –‬ ‫باألفعال ال باألقوال – إن لم‬ ‫يستدركوا ك ّل ذلك " فأذنوا‬ ‫ب من هللا ورسوله " ‪ ،‬فها‬ ‫بحر ٍ‬ ‫هو "يوسف بن تاشفين القرن‬ ‫ت مداهما قصورهم‬ ‫العشرين" آ ٍ‬ ‫‪ ،‬مكتسحا عروشهم ‪ ،‬ولكن‬ ‫بصورة وحلّة جديدة ‪ ..‬إنه‬ ‫الربيع العربي ‪ ..‬طوفان‬ ‫الشعوب ‪ ..‬وعندها ستصرخ‬ ‫حاكم عربي ‪،‬‬ ‫أمتنا في وجه كل‬ ‫ٍ‬ ‫ليست موبخة بل مستهزئة ‪" :‬‬ ‫ابكِ كالنساء ملكا لم تدافع عنه‬ ‫كالرجال ‪ ..‬فإلى مزبلة التاريخ‬ ‫وبئس المآل " ‪.‬‬

‫من تلبيسة األبية‬

‫بقية صوت أحفاد خالد‬

‫أمة ‪ ....‬بين الرجاء والواقع‬ ‫هواجس أبناء ّ‬ ‫ُ‬

‫ابراهيم الطحان‬

‫‪16‬‬


‫التهاب الكبد الوبائي‬

‫أحفاد خالد‬

‫يعتباااار هاااااذا الماااارض مااااان األماااااراض‬ ‫المنتشاارة فااي بلاادان العااالم الثالااث ‪ ،‬مااع‬ ‫انتشاره علاى شاكل وبااء خاالل الحاروب‬ ‫والكوارث ‪.‬‬

‫دورية فكرية‬

‫يعااارف هااااذا الماااارض محلياااا بااااـ ( أبااااو‬ ‫صفار) ‪ ،‬وهو يصيب األطفال بعمر عدة‬ ‫سنوات ‪ ،‬وهو مختلاف تماماا عماا يسامى‬ ‫( يرقان المواليد ) حياث أن التهااب الكباد‬ ‫ياانجم عاان اإلصااابة بفيااروس ينتقاال ماان‬ ‫شاخص آلخاار ‪ ،‬بينمااا يرقااان الوليااد ياانجم‬ ‫عن أسباب مختلقة تماما ‪.‬‬

‫من تلبيسة األبية‬

‫ينتقل المرض من شخص إلاى آخار عبار‬ ‫األدوات واألياادي الملوثااة ‪ ،‬حيااث ياادخل‬ ‫الجهاااز الهضاامي ثاام ينتشاار بالاادم ليسااتقر‬ ‫في الكبد مما يتسبب باليرقان (الصفار) ‪.‬‬ ‫يساابق ظهااور الماارض فتاارة تساامى فتاارة‬ ‫الحضااانة ‪ ،‬حيااث يكااون الماارض معااديا‬ ‫دون وجود أعراض لدى المريض ‪.‬‬

‫فوائد‬

‫طبية‬ ‫‪11‬‬

‫الدكتور عدنان حديد‬ ‫أعراضه‬

‫العالج والوقاية ‪:‬‬

‫يصاااااب المااااريض‬ ‫بااألم بطنااي و إقياااء‬ ‫‪ ،‬مع وجود إساهال‬ ‫وتغير بلون الباراز‬ ‫‪ ،‬ماااااااااع يرقاااااااااان‬ ‫(صاااافار) أول مااااا‬ ‫يبدأ في العينين ماع‬ ‫قلاااااااااااة الشاااااااااااهية‬ ‫وحاااااارارة خفيفااااااة‬ ‫ويصبح لون الباول‬ ‫غامق عادة ‪.‬‬

‫ال يوجد أي عالج للمرض و إنماا يعطاى‬ ‫خافض الحرارة مع معالجة عرضية فقط‬ ‫‪.‬‬

‫تساااتمر األعاااراض لعااادة أياااام ‪ ،‬ثااام تبااادأ‬

‫تعتمااد الوقايااة علااى تعقاايم مصااادر مياااه‬ ‫الشاارب والمحافظااة علااى النظافااة العامااة‬ ‫مع غسل اليدين بشاكل دائام بعاد اساتخدام‬ ‫الحماااام ‪ ،‬وتجناااب تنااااول األغذياااة غيااار‬ ‫المطهية ‪ ،‬والحرص على غسل الخضاار‬ ‫والفواكه ‪.‬‬ ‫يوجاااد لقااااح للمااارض يعطاااى بجااارعتين‬ ‫وفعاليته جيدة للوقاية من المرض ‪.‬‬ ‫مميزات‬ ‫أهاام مااا يميااز هااذا النااوع ماان التهاااب‬ ‫الكبااااد هااااو الشاااافاء منااااه دون حاااادوث‬ ‫إزمان كما يحدث في التهاب الكبد نوع‬ ‫( ب ) أو البائي ‪.‬‬

‫بالتحسااااان ‪ ،‬ينصاااااح خاللهاااااا الماااااريض‬ ‫باإلقالل مان األطعماة التاي تحتاوي علاى‬ ‫الشاااحوم ‪ ،‬ألنهاااا قاااد تزياااد األعاااراض و‬ ‫لصعوبة هضمها ‪.‬‬ ‫يعتمد الكثير من األطباء علاى األعاراض‬ ‫لتشخيص المرض ‪ ،‬وفي بعاض األحياان‬ ‫يتم اللجوء لبعض التحاليل المخبرية ‪.‬‬

‫اذا قرصتك منلة ال تقتلها بل‪ ..‬أشكرها‬ ‫لماذا ال نقدم الشكر الجزيل للنملة عند قرصها لنا ‪ ..‬وذلك لعظيم النفع الذي قد تجلبه لنا عضة واحد من أنيابها ‪ ،‬ومن‬ ‫هذه الفوائد‬ ‫‪ - 8‬قرصة النملة تؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية وزيادة عدد كرات الدم الحمراء مما ينعكس على نشاط الجسم‬ ‫وحيويته‪.‬‬ ‫‪ - 6‬قرصة النملة تقوم بتنشيط الخاليا العصبية الموجودة في الدماغ ‪ ،‬وذلك من خالل إشارات حسية تنتقل من مكان‬ ‫القرصة إلى الخاليا الحسية أسفل الدماغ ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬إذا تعرض الجسم إلى أكثر من قرصة فى الوقت ذاته ‪ ,‬فإن ذلك من شأنه أن يؤدى إلى تليف الجلد بحيث يصبح‬ ‫أكثر مقاومة للبكتريا وأكثر تحمال لدرجات الحرارة المرتفعة ‪ ،‬وذلك لكون جميع القرصات في مكان واحد ‪ ,‬أما إذا‬ ‫كانت في عدة أماكن فإن ذلك يؤدي إلى تخثر الدم‪ .‬وهو تكون طبقة من الدم تكون اقسى نوعا ما من الدم العادي مما‬ ‫يمنح األوعية الدموية قدرة أكثر على مقاومة السموم‪ ...‬وبالتالي مساعدة الكبد وتخفيف العبء عنه ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬قرصة النملة كأفضل وسيلة للرجيم عندما تقوم النملة (األنثى) بتوجيه قرصتها للهدف المنشود ‪ ...‬فإنها تفرز كمية‬ ‫من اللعاب األيوني ‪ ،‬والغريب أن هذا اللعاب يقوم بحرق جميع الدهنيات الموجودة في العضو المقروص ‪..‬‬


‫ولكنني أعدكِ يا أمي أنني لن أنسى سيوف‬ ‫الغدر وسهام الكفر ‪ ،‬وأنني سأداوي‬ ‫جراحك جرحا جرحا وأنني سآخذ بثأرك‬ ‫ممن ظلمك وطعنك طعنة غدر في ظهرك‬ ‫‪..‬‬ ‫أعدك بأنني سأنتقم من هؤالء الجيوش كلها‬ ‫وخاصة من سرق ونهب ‪ ..‬أعدك أنني‬ ‫سأستخدم الدواء المناسب وهو سالحي ‪...‬‬ ‫وداعا ‪ ...‬أنت ستبقين في نظري أجمل‬ ‫األمهات على وجه األرض ‪ ،‬ولن يعرف‬ ‫العصر وال الزمن مثيال لك وداعا‪ ...‬فأنا‬ ‫ذاهب إلى ساح المعركة ‪...‬‬

‫أبو شرحبيل‬

‫هم أبطال الهامش في ك ّل العصاور ‪،‬‬ ‫بشاار لاام يكونااوا خطبااا ‪ ،‬ولاام يكونااوا‬ ‫قاااادة ‪ ،‬لااام يخوضاااوا غماااار السياساااة‬ ‫واإليااااااااااااديولوجيا ‪ ،‬واألحاااااااااااازاب‪،‬‬ ‫والتيااارات‪ ،‬والمنظمااات‪ ،‬والشاشااات‬ ‫اإلعالميااة ‪ ،‬نساايتهم أماام األرض بعااد‬ ‫أن صاااا ّدرت لهاااام لعنااااات الهويااااة ‪،‬‬ ‫والطوائااف‪ ،‬واألديااان‪ ،‬والصااراعات‬ ‫العقيمة حول ك ّل شايء وال شايء ‪...‬‬ ‫واالقتتال حول معنى الوجاود وحادود‬ ‫الوجااود‪ ،‬والخااالف علااى أحقيااة كاال‬ ‫طائفااة برجاال الكرسااي‪ ،‬و أحقيااة كاال‬ ‫صاااااااحب دياااااان بمفتاااااااح الجنااااااة‪...‬‬ ‫أبطااال الهااامش وحاادهم عرفااوا وجااه‬ ‫هللا الحاضر في ركن اساتهدفته قذيفاة‬ ‫‪ ،‬في كا ّل األزمناة الحماراء والسااكنة‬ ‫بعااد هاادوء المااوت ‪ ،‬هناااك فااي قلااب‬ ‫غياهااب الصاامود ‪ ،‬كتبااوا قصصااهم ‪،‬‬ ‫قصص تستحق أن تكتب بماء الاذهب‬ ‫و تعلق على جُدر المذلة ‪..‬‬

‫ال شك أنهم يتعرضون في داخلهم المريع‬ ‫وأفكارهم الال إنسانية حتى وصلوا إلى هذا‬ ‫الحد من اإلجرام ‪ ،‬فأول ما يراودك عند‬ ‫سماع عبدة الشيطان هو الدماء والجثث‬ ‫واالختطاف والتعذيب والتنكيل ‪ ،‬وتقديم‬ ‫أضاح بشرية في قداسات شيطانية ‪ ،‬ولقد‬ ‫وصل صدى هذه الجراثيم التي يرتكبها‬ ‫النظام إلى العالم بأسره ‪ ،‬وأثارت معظم‬ ‫وسائل األعالم العالمية ليست إال غيضا من‬ ‫فيض ‪...‬‬

‫أحفاد خالد‬

‫أعرف أنك قوية وأقوى مما كنت عليه حتى‬ ‫قبل أن يفتح هللا علينا ولكنني أرى الجراح‬ ‫قد مألت أرضك وأرى ثوبك األزرق‬ ‫المرقع باألحمر قد امتزجت ألوانه بالدماء‬ ‫وأرى شعرك كل يوم يسقط منه ما يقرب‬ ‫المائة على جسمك الجميل ‪..‬‬

‫نحن أبطال الهامش ‪ ،‬نموت بخفوت‪،‬‬ ‫على مهل مثل شموع النذور ‪ ،‬نذهب‬ ‫حتاااى حااادود البااارق ‪ ،‬ننزلاااق علاااى‬ ‫أطاااراف الحكاياااا ‪ ،‬و ننساااى التااااريخ‬ ‫المز ّيااااف ‪ ،‬نحاااان ماااان ماااارّ ت علااااى‬ ‫أجسااااادنا كاااا ّل المآسااااي ‪ ،‬نحاااان ماااان‬ ‫سااامعنا الخطاااب‪ ،‬وهتفناااا ‪ ،‬وصااا ّدقنا‬ ‫وآمنااا ‪ ،‬وتخلينااا عاان الحياااة لصاااالح‬ ‫إيمان بقادم أحلاى ‪ ،‬ناذهب إلاى حتفناا‬ ‫بنعوماااااة ‪ ،‬بجاااااالل ‪ ،‬ودون هاااااذيان‬ ‫لحظة الفجيعة ‪.‬‬

‫تراودنا تساؤالت كثيرة حول ظواهر‬ ‫وأسباب السلوكيات الغريبة التي تالزم‬ ‫الكثير من الطوائف ‪ ،‬علما بأن هذه‬ ‫الممارسات ليست بحديثة العهد ‪ ،‬إال أن‬ ‫سبب ظهورها في بلدنا هو الفراغ الذي‬ ‫تخلفه القيم اإلنسانية – األخالقية ‪ ،‬وتراجع‬ ‫الوازع الديني نسيان التقاليد العامة ‪ ،‬حيث‬ ‫انقاد معظم هؤالء الطغاة من القتلة‬ ‫للنزاعات الداخلية الناجمة عن القلق‬ ‫والوعي الال أخالقي ‪ ،‬فلجأ بعض‬ ‫األشخاص إلى تفريغ كبتهم من رغباتهم‬ ‫المنحرفة وكأنهم يمارسون عبادتهم الهمجية‬ ‫‪..‬‬

‫دورية فكرية‬

‫أمي اجلرحية‬

‫أبطال اهلامش‬

‫تساؤالت‬

‫من تلبيسة األبية‬

‫ّ‬ ‫خواطر الكـتــاب‬

‫عمر طاقية‬

‫وعلى الجدار كتبت طفلة ‪..‬‬ ‫ربااي ال تاارحم ماان لاام ياارحم دمااوع‬ ‫أبي‪...‬‬

‫د ‪ .‬سلوى الوفائي‬

‫‪10‬‬


‫فكر الثورة‬

‫أحفاد خالد‬ ‫دورية فكرية‬

‫من تلبيسة األبية‬

‫‪16‬‬


‫فرانسيس فوكوياما‬

‫‪Adnan Abd AL Hadid‬‬

‫إن نهاية التاريخ ال تعني أن تنتهي‬ ‫الااااادورة الطبيعياااااة مااااان الاااااوالدة‬ ‫والحيااااة والماااوت ‪ ،‬وإن األحاااداث‬ ‫المهماااة سااايتوقف وقوعهاااا ‪ ،‬وإن‬ ‫الصااحف التااي تنشاارها سااتحتجب‬ ‫عن الصدور ‪..‬‬

‫في بلدي ولد اليأس عقيما فانتحر‪.‬‬

‫وإنما يعني هاذا أناه لان يكاون ثماة‬ ‫مجال لمزياد مان التقادم فاي مجاال‬ ‫المباااااادئ واألنظماااااة األساساااااية ‪،‬‬ ‫وذك ألن كافااااة المسااااائل الكبياااارة‬ ‫حقا ً ستكون قد حلت ‪.‬‬ ‫إن المحااور الرئيسااي للتاااريخ هااو‬ ‫نمااااو الحرياااااة ‪ ..‬فلاااايس التااااااريخ‬ ‫سلساااالة عمياااااء ماااان األحااااداث ‪..‬‬ ‫وإنما هو كال ذو مغاز نمات فياه‬ ‫أفكار البشرية حول طبيعاة النظاام‬ ‫السياساااااي واالجتمااااااعي العاااااادي‬ ‫ومضى بها إلى غايتهاا ‪ ..‬وإن كناا‬ ‫اليااوم قااد بلغنااا مرحلااة ال نسااتطيع‬ ‫معهاااااا أن نتخيااااال عالماااااا ً شاااااديد‬ ‫االختالف عن عالمنا ‪ ..‬أو طريقاة‬ ‫ظاهرة وواضحة يصبح المساتقبل‬ ‫بهاا أفضاال بكثيار ممااا نحان فيااه ‪..‬‬ ‫فعلينا أيضا ً ان نأخذ بعين االعتبار‬ ‫احتمااال أن يكااون التاااريخ قااد بل ا‬ ‫نهايته ‪.‬‬ ‫من كتاب نهاية التاريخ واإلنسان‬ ‫األخير‪9191 -‬م‬

‫ال يأس مع اإليمان ‪.‬‬ ‫كاد الكفر أن يزهر يأسا ً ‪.‬‬

‫المهندس وليد المحمد‬ ‫لقددد بددا واضددحا أن صددراعنا اآلن م د‬ ‫أمريكدددا واسدددرائي وبدددةداة نصددديرية ‪-‬‬ ‫مجوسية ‪ ,‬فةمريكا تبذل ما في وسدعها‬ ‫من أج اإلبقاء على النظدام واسدتمرار‬ ‫حكمه ‪ ,‬والدلي أن أمريكا تضغط حاليدا‬ ‫علدددى االئدددت ف للقبدددول بدددالحوار مددد‬ ‫النظددام مددن جهددة ‪ ,‬وخ فهددا الددذ بدددأ‬ ‫يطفدددو علدددى السدددط مددد بعددد دول‬ ‫أوروبددا بشددةن تسددلي الجددي الحددر ‪،‬‬ ‫مثد بريطانيددا التددي علددى مددا يبدددو أنهددا‬ ‫بدأ تغيّر مواقفها من الثورة وتطالدب‬ ‫بتسلي محدود للجي الحر ‪.‬‬ ‫أمريكددددا العدددددو األول لثددددورة الشددددعب‬ ‫السدددور وحريتددده لدددي فقدددط ألجدددد‬ ‫مصددلحة اسددرائي ‪ ,‬بد لمصددال إيددران‬ ‫فددي المنطقددة أيضددا والتددي تتقددا م د‬ ‫المصال األمريكية ‪.‬‬ ‫أمريكددا بدددأ تضددر الثددورة السددورية‬ ‫بعصدددا إيدددران وملحقاتهدددا مدددن ناحيدددة‬ ‫وبةحددد أ ددراف المعارضددة مددن ناحيددة‬ ‫أخددر ‪ ,‬بعددد أن عجد علددى اخمادهددا‬ ‫وحصارها ‪ .‬ومدن يظدن غيدر ذلد فهدو‬ ‫ال يفقه حتى بةبجديا السياسة ‪.‬‬

‫‪Salwa Al-Wafai ‎‬‬ ‫ألمانياااا و فرنساااا و بريطانياااا اتفقاااوا‬ ‫علاااااى تساااااليح الجاااااي الحااااار دون‬ ‫موافقااااااااة االتحاااااااااد األوروبااااااااي ‪..‬‬ ‫والسؤال ما نوع التسليح المقصود؟‬ ‫هل هو من زمرة " غير فتّاك " ؟؟؟‬ ‫و متااى يباادأ التنفيااذ ؟؟؟ و مااا المقاباال‬ ‫؟؟؟ أسئلة برسم اإلجابة‪...‬‬ ‫تزامناااا ً ماااع إشااااعة تصااافية أساااماء‬ ‫األسااد ماان قباال ضااباط فااي الجااي‬ ‫العلاااااوي بإيعااااااز مااااان المخاااااابرات‬ ‫البريطانيا ‪.‬‬

‫أحفاد خالد‬

‫‪Point of VIEW ‎‬‬

‫دورية فكرية‬

‫للحياة وجه مختلف قد نراه حين‬ ‫ندركها ‪.‬‬

‫رفقااااا ً بالرجولااااة ابناااااء بلاااادي فلاااام‬ ‫تتركوا للعالم شيء منها ‪.!!..‬‬

‫إلى كل من يفرق بين الحياة‬ ‫العامة والجهاد ‪.....‬تمهل تمهل‬ ‫‪...‬الجهاد جزء من حياتنا‬ ‫‪...‬وأستغرب من كل أولئك الذين‬ ‫ما زالوا يقفون على الحياد في‬ ‫شأن المسلمين السنة ‪...‬‬

‫من تلبيسة األبية‬

‫أحمد جنيدو‬

‫صحيفة الحرية الواعدة‬

‫حروف بائسة‬

‫في شي عم بصير ‪ ....‬بيطير بس ما‬ ‫بيعلي كتييير ‪..‬‬ ‫احذروا شو هو ؟ ‪.‬‬

‫‪‎‬‬ ‫البيطار‬ ‫خلدون‬ ‫يجب أن نسقط بشار القاب في‬ ‫داخلنا قب أن نسقط ذل المعتوه‬ ‫في الخارج ‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫كلمات متق اطعة‬ ‫أفقي‬

‫‪ .1‬عاصمة الجزيرة السورية‬ ‫‪ ،‬مادة قاتلة ‪.‬‬ ‫‪ .0‬عاصمة افريقية (م) ‪ ،‬أحد‬ ‫األنبياء (م) ‪.‬‬ ‫‪ .3‬األليف الهادئ ‪.‬‬ ‫‪ .6‬عكس ذهاب (م) ‪ ،‬من‬ ‫كماليات المنزل ‪.‬‬ ‫‪ .1‬االسم األول لخليفة‬ ‫راشدي ‪ ،‬للنداء القريب ‪،‬‬ ‫راجع عن الذنب ‪.‬‬ ‫‪ .0‬تصل "مبعثرة " ‪ ،‬بلغ‬ ‫مراده ‪ ،‬سورة من القرآن‬ ‫(بدون ال ) (م) ‪.‬‬ ‫‪ .6‬نود (م) ‪ ،‬شجني وطعنني‬ ‫(م) ‪.‬‬ ‫‪ .8‬ضل ‪ ،‬وسيلة يستخدمها‬ ‫النظام (م) للقمع ‪.‬‬ ‫‪ .9‬االسم األول لرئيس‬ ‫إفريقي سابق ‪ ،‬أحرف من‬ ‫(ليالي) ‪.‬‬ ‫‪ .16‬من ضروريات الحياة ‪،‬‬ ‫آراء ‪.‬‬ ‫‪ .11‬ارتباطه ‪ ،‬البحر (م) ‪.‬‬ ‫‪ .10‬عريق ‪ ،‬كثير ‪.‬‬

‫عامودي‬

‫من أحياء حمص‬ ‫‪.1‬‬ ‫الثائرة ‪ ،‬من االحجار‬ ‫الكريمة ‪.‬‬ ‫أب بالعامية (م) ‪،‬‬ ‫‪.0‬‬ ‫اختبارات ‪.‬‬ ‫قذف الحجر (م) ‪،‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫فنانة سورية مؤيدة للثورة‬ ‫(م) ‪.‬‬ ‫أفكار ‪ ،‬ثلثا (أصم )‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪.‬‬ ‫نصف يوم ‪ ،‬اسم‬ ‫‪.1‬‬ ‫األول لصحابي جليل ‪،‬‬ ‫حاكم ‪.‬‬ ‫ملكة عربية قديمة ‪،‬‬ ‫‪.0‬‬ ‫أحرف من "الهانيفال" ‪.‬‬ ‫جواب (م) ‪ ،‬يلي‬ ‫‪.6‬‬ ‫"مبعثرة" ‪.‬‬ ‫أعالم ‪ ،‬وشي ‪،‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫سالم ‪.‬‬ ‫رئيس وزراء لبناني‬ ‫‪.9‬‬ ‫سابق ‪.‬‬ ‫نعم باألجنبي (م) ‪،‬‬ ‫‪.16‬‬ ‫أوالد الملوك ‪ ،‬عظيم (م)‪.‬‬ ‫صحابي جليل ‪.‬‬ ‫‪.11‬‬

‫حتاااوي الشاااكل علاااى (‪)10‬مرباااع‪،‬‬ ‫رتاااااب األعاااااداد (‪ ،)01_0‬بحياااااث‬ ‫يكون مجموع جميع األعداد في كل‬ ‫المؤبعاااااااااات(‪ )16‬مااااااااان جمياااااااااع‬ ‫االتجاهات‪ ،‬دون تكرار أي رقم ‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪45‬‬

‫‪45‬‬

‫إعداد ‪ :‬ذو الفقار‬ ‫احسب واكتشف العدد‬ ‫قااااال رجاااال قباااال أن يمااااوت ألبنائااااه‪ :‬يأخااااذ الكبياااار فاااايكم‬ ‫نصااااف جمااااالي‪ ،‬والثاااااني ثلثهااااا‪ ،‬والثالااااث تسااااعها‪ ،‬وبيقااااى‬ ‫جمل واحد تبيعونه‪ ،‬وتتصدقون بثمنه على الفقراء‪...‬‬ ‫فما هو عدد الجمال التي يمتلكها هذا الرجل ؟؟ ‪.‬‬

‫سودوكو‬

‫‪45‬‬

‫‪12‬‬

‫‪45‬‬

‫‪21‬‬

‫‪45‬‬

‫‪25‬‬

‫‪45‬‬

‫‪9‬‬

‫‪29‬‬

‫‪11‬‬

‫‪6‬‬

‫‪45‬‬

‫‪45‬‬

‫‪45‬‬

‫‪45‬‬

‫‪45‬‬

‫‪5‬‬

‫‪2‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪1‬‬


‫فريق العمل ‪:‬‬ ‫محمد أمين النجار { رئيس التحرير } ‪.‬‬ ‫وائل زيدان {أمين التحرير} ‪...‬‬ ‫خولة حديد { مدير التحرير} ‪..‬‬ ‫المحررون ‪ . 1‬ابراهيم الطحان ‪ .2 .‬محمد قيسون ‪.‬‬ ‫‪ . 3‬عمر عزيز طاقية ‪ . 4‬محمد أنس ‪.‬‬ ‫منسق العالقات ‪ :‬حسن جبقجي ‪..‬‬ ‫المدير العام ‪ :‬محمد الخالد النجار‬

‫للتواصل معنا‪:‬‬ ‫نرجو مراسلتنا على ‪:‬‬ ‫‪66403444112902‬‬ ‫أو االتصال بنا على الرقم‪:‬‬ ‫‪667721021298693‬‬ ‫أو التواصل معنا عبر رقم الثريا‪:‬‬ ‫‪mohamad.najar11@hotmail.com‬‬ ‫أو مراسلة رئيس التحرير على البريد االلكتروني‬ ‫‪Has0002@hotmail.com‬‬ ‫وللتواصل مع منسق العالقات ‪:‬‬ ‫‪http://www.facebook.com/ahfadkhaled.talbesah?ref=ts&fref=ts‬‬ ‫‪AHFAD.KHALEDE2011@HOTMAIL.COM‬‬

‫كما نرحب بأي مساهمة أو دعم فكري‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.