5 minute read

مقال افتتاحي

بقلم البارون األخير / محمود صالح الدين

في البداية يجب االتفاق على ان االعالم العربي بشكل عام ال يخرج من هذه المصطلحات التهريج والتطبيل وقد ظهرت في السنوات األخيرة ظواهر إعالمية شاذه بين مطبل ومهرج وهناك أسماء كثيرة في هذا المجال فمنهم من يقف لجوار السلطة ليكون أداة تدافع عنها ويجد لها لما تفعل من كوارث وتكون المبررات في النتائج قتل وتهجير وسفك دماء وهؤالء هم الذين باالصل اليملكون سوى موهبة االنتهازية وهم نوعية من البشر يمكن إعادة شكله كما يراد منه واكثر هؤالء هم الذين يعملون في المؤسسات الحكومية وهم ابواق لمن يتولى القيادة بغض النظر عن ما تقدمه تلك القيادات من إنجازات وهناك منهم من يقود حمالت اعالم وهمية لتلميع بعض الشخصيات ألغراض وظيفية للحفاظ على المنصب وهوالء يحبهم السادة المسؤليين فقط النهم الوحيدين الذين يعترفون باإلنجازات الوهمية

Advertisement

5

ت عن التهريج الى حد كثير وقد ابتعد البرامج التوعوية التوضيحية ومن ال يعلم ان من اهم اسباب الحروب في العالم كان السبب الرئيسي هو االعالم وهو من اسقط الدول واشعل الحروب واثار القضايا الطائفية والقومية والترويج لها بالشكل القبيح وهذه وغيرها الكثير من الصور المأساوية اله ومنها التي رسمها االعالم ورج المتاجرة في معاناة البشر واالستعراض الخيري وقضية الرياء في عمل الخير امام الكاميرة ، وكل ما يجري في ساحة االعالم هو بسبب االنتهازية وشخوصها التي سيطرة على القنوات اإلعالمية مما جعلها بضاعة تباع وتشترى وتنفذ اجندة لقوى سياسية تريد اشعال الحروب فتن من اجل مصالحها االقتصادية وال وقد كان االعالم أداة لهذا وعليه ضاع العالم بين طبال ومهرج امتهنوا االعالم واذا ما استمر الحال على ما هو عليه فسوف تستمر الفوضى في هذا العالم ويجب على األقالم الرصينة إعادة األمور الى نصابها الحقيقي ولهذا كتبت .. لهم وهم ذاتهم من يتحمل أسباب انهيارات والكوارث في المجتمع كرني هذا بمقولة كنا نسمعها ونحن ويذ صغار وكانت تردد بكثرة مفادها )ان العصفور الذي يقف على سطح االذاعة وتلفزيون فاسد( ولهذه المقولة مدلول بما معناه ان قضية الفاسد في االعالم قديمة ومن هنا نفهم عملية تحريف في االعالم وقد تحدثنا عن من وهم المطبلون اما عن التهريج فهم اخذ صفة المهرج في انتقاد الطرف االخر ومن هؤالء من يكون مأجور وهم ينكرون هذا ولكن تفضحهم ايدولوجية التقديم والمواد التي يتم تداولها في تلك البرامج والغريب والذي يثير الغضب ان في االعالم العربي ليس هناك ابتكار انما تسعون بالمئة مستنسخه او هجينة والنسخ لك البرامج العربية تكون هزيله وت لدرجة كبيرة فاالعالم ال يجيد حتى فن التقليد والمهرجون في االعالم يأخذ من السخرية على الطرف االخر مادة اعالمية وكان لسان الحال يقول )رزق الهبل على المجامنين( وبصراحة مطلقة اكثر تلك البرامج اخذت شكل

6

قراءات

منذ فجر التأريخ تأكد دور الفنان واضحا في صنع الحضارة اإلنسانية .. وفي تأشير الحاالت والقيم المتقدمة في حياة اإلنسان ،لذا اليمكننا أن ننظرالى الفنون نظرة معولة عن حركة الزمن والتأريخ ،كل حركات التطور الحضاري المرافقة لحياة الشعوب ، بل نتعامل معها على ها حلقة متطورة في الجهد اعتبار اإلنساني الخالق وشكال من إشكال التغير اإلنساني المرتبط بشكل صميمي في مسيرة اإلنسان وأفعاله المبدعة،لذا نجد نتاجات وإبداعات الفنانين تحتضن بمفرداتها ذلك الهم والوجع اإلنساني،ونجده مترجما عبر طرق الفن المتنوعة .. من هنا يتجلى ان كصوت عال وضوء دور الفن ساطع يسلط أضوائه على األحداث

7

موفق الطائي

تتعامل مع )الطبيعة( ،كان الفنان التشكيلي مندهشا ومنفعال بمفرداتها جار والجبال وتكويناتها الخالبة) كاألش ومن رواد ...(واألنهار والزوارق تلك الفترة )عبدا لقادر لرسام،ومحمد صالح،وعاصم حافظ( . بذل جيل الرواد جهدا استثنائيا في البحث والتقصي عن الجوانب العلمية والفنية التي تطور قدراتهم بسبب عدم وجود مؤسسات أكاديمية فنية توفر لهم ذلك سس ،لذا اعتبر الرعيل األول المؤ الحقيقي لحركة الفنون التشكيلي في العراق .افتقرت فترة بدايات القرن العشرين الى التواصل الفني بين الفنانين العراقيين وحركة الفن في الغرب، بسبب ضعف اإلمكانيات ،مما دفعهم الى السعي الذاتي ،من خالل السفر والكتب والمجالت الفنية التي يحصلون عليها ،التي تضم لوحات الفنانين العالميين ،مضاف إليها خبراتهم الذاتية واشتغالهم الدؤوب كل ضمن خصوصيته الفنية .. في مطلع اربعنيات القرن الماضي قدم إلى العراق مجموعة من الفنانين البولونيين حيث نقلوا خبراتهم وتجاربهم للفنانين العراقيين ،والتي يمكن اعتبارها إضافة نوعية الحرب العالمية الثانية مهمة،وتأتي لتشكل دفعة قوية في مسار حركة الفن التشكيلي العراقي ،لكونها فتحت أفاق

8

والتحوالت الكبيرة ،وقد يلجأ الفنان في بعض األحيان إلى استخدام وأغطية وأساليب فنية يخفي تحتها مواقفه واتجاهاته )الفلسفية والفكرية(وذلك لجملة اعتبارات قاهرة، قد تكون )سياسية واجتماعية( ، كما كان الحال التشكيلي العراقي في فترات مع الفنان ماضية . البداية األولى : إن لفن الرسم العراقي الحديث ،ضمن الفنون األخرى،كمظهر من مظاهر الثقافة السائدة،تاريخا طويال يرجع بجذوره إلى األصول الحضارية والمحيط االجتماعي ،كما ينتمي كذلك إلى تفاعل كل المؤثرات األجنبية والمحلية في كيانه ،بل ويتحدد كمدرسة في الفن العربي عن سواه )وكان جل اهتمامات 1 عبر التأريخ ) الفنان التشكيلي العراقي في البدايات األولى لنشوء هذا الفن ،محصورة في داخل إطار التجريب والبحث في ضروب الفن واالنتهال والتأثر بالمدارس الفنية األوربية ،مما اكسب تجارب الرواد في فترة الحرب العالمية األولى أهمية تاريخيه لكونها نموذج حي لفن الرسم عبرت عن ،الخارج من رحم مخاضات الظروف )االجتماعية والسياسية( الصعبة التي كانت تحول بين الفنان والحرية ،حرية التعبير،مما جعل اغلب معالجاته الفنية

ي العراق خاصة ظهرت العربي وف هناك مفاهيم وقيما جديدة جاءت نتيجة طبيعة لذاك المد الثوري ،حيث جعل نتاجات الفنانين تمتزج بالكثير من مفرداتها ورموزها النضالية ،وكانت جهودهم منصبة حول المفاهيم القومية التحررية واستلهام الموروث الشعبي العرابي ..وجاءت تجارب \والتراث الفنانين)جواد سليم ،وفائق وجهود حسن،وإسماعيل الشيخلي،وجميل حمودي( واضحة في هذا المسار الفني الجديد الذي دخل الحركة الفنية في واعتبر النقاد هذه المرحلة العراق.. مهمة في تأريخ )الفن التشكيلي العراقي( ألنها جاءت تحمل في طياتها بذور االبتكار والتجديد والبحث عن ة الخاصة المستندة على أرضية الهوي تاريخية وطنية وقومية.. مع تبلور تلك المفاهيم ،بدأت جهود الفنانين تتجه نحو االهتمام بالشكل داخل اللوحة الفنية فقد شهدت مطلع ستينيات القرن الماضي جماعات فنية كثيرة اهتمت بهذا الجانب نذكر منها)جماعة االنطباعيين( ،وجماعة)المجددين( تموز( 14وجماعة) 1965 عام و)حواء وادم( الى جماعة )المدرسة العراقية( وجماعة البصرة،و)جماعة نينوى( .. هذه الجماعات شكلت بمجموعها ملمح الحركة التشكيلية العراقية واسعة أمام الفنانين العراقيين األمر الذي خلق لديهم رؤى جديدة تتالئم ومتطلبات المرحلة واحتياجات )اإلنسان العربي بعامة والعراقي بخاصة( وجعلهم يندفعون إلى مرحلة شاف والبحث عن ملمح خاصة االكت تعبر عن هواجسهم العربية متخذين من التراث العربي أرضية ألنطألقتهم الفنية ولكن تلك الجهود اتسمت بالحركة الفردية والبحث الذاتي،وكانت بعض األعمال الفنية تعبر عن الموقف االجتماعي ولم تبتعد عن المساهمة األساسية في الكفاح ,وكانت هناك السياسي ضد التخلف عالقات واضحة بين ما يطرحه الفنان وبين الظروف المحيطة وخاصة مايشير إلى النزاعات المتقدمة وقضايا في رفض االغتراب عن المشاكل المجتمع أو عند وقوع أحداث قومية ووطنية ..بما فيها االنتفاضات الشعبية وتبلور الشعور القومي بعد أدعاءتها تهديد)الصهيونية العالمية( ب القائمة على العنصرية في ارض فلسطين العربية قبل حرب عام م وقد تمثلت هذه المرحلة 1948 بأعمال الفنانين )أكرم شكري وعطا صبري وحافظ الدروبي .مع بدايات ستينيات القرن الماضي ونتيجة للمد القومي التحرري الذي رافق نضال اإلنسان العربي في عموم الوطن

9

This article is from: