الشيخ عمران حسين الصهاينة لن يدعوا الجزائر تبقى مستقرة 3
.3فبراير 13:05 - 2013
الشيخ حسين عمران| .ح .م.
بعد "الربيع العربي" وجدت الجزائر نفسها محاطة بثل ث دول غير مستقرة )تونس وليبيا والن مالي( .هل هي محض مصادفة أم ،بالعكس ،ترون أن الجزائر ستكون الهدف القادم للصهاينة؟ هناك سبب آخر تعرضت من أجلها ليبيا للعدوان ،هو النفط .أراد الصهاينة أن يسيطروا على النفط الليبي ،ولقد تأتى لهم ذلك اليوم ،بنفس الطريقة التي سيطروا بها تقريبا على النفط السعودي .أرادوا ذلك ،لن الصهاينة رغبوا في الحصول على "محيط من النفط" يشتغل مثل "جبل من الذهب" يدعمون به النظام النقدي القائم على البترودولر .هذه النبوءة التي قالها النبي محمد )صلعم( بخصوص "انحسار الفرات عن جبل من الذهب" تحققت عام ،1973عندما أقنع هنري كسينجر الملك فيصل ببيع النفط السعودي والعربي بالدولر وحده. أنا بصدد تأليف كتاب حول هذا الموضوع" :السلم ،البترودولر والخرة ".والجزائر من ضمن جميع الدول الفريقية تملك ،على ما اعتقد ،احتياطي كبير من الغاز .والجزائر در رئيسي للغاز الطبيعي نحو أوروبا ،وخاصة نحو فرنسا .ومن هذا تعتبر حاليا مص ّ المنطلق ،وكذلك من منطلق وجود نوع من الستقرار في المجتمع ،من البديهي أن الصهاينة لن يسمحوا للجزائر بأن تبقى مستقرة .ل ..سيخططون لستراتيجية لتغيير النظام بما يكفل لهم السيطرة على احتياطي الغاز .نحذر ونقول أنه إذا كان احتياطي الغاز اليوم تحت سيطرة الجزائريين ،فغدا قد تتغير المور مثل ما حصل في ليبيا.
ثم إن هناك مشكل آخر ،هو أن الجزائر بلد شاسع وهذا سيتطلب إستراتيجية لتفكيك الدول السلمية الكبرى إلى دويلت صغيرة .فل تستغربوا إذا رأيتم مصر مقسمة إلى ثلثة أو أربعة دول .ول تستغربوا إذا لقيت باكستان نفس المصير .لن الدول الصغيرة أسهل للسيطرة من طرف السلطة المهيمنة .في باكستان ،السلطة المهيمنة هي طبعا الهند .في مصر ،ستكون إسرائيل .العربية السعودية وقطر هما حليفان لسرائيل .ل أملك معطيات وافية بشأن الجزائر والمغرب وتونس حتى أفهم الستراتيجية .لكن ما جرى في مالي حاليا ،يبدو لي مؤشرا هاما جدا .وأنا افتقد لدوات هنا في ماليزيا ،لقوم بهذا التحليل للوضع في مالي .إل أني واثق من أن مفكريكم في الجزائر ،عندما يدركون بأن المخطط هو تفكيك الجزائر ،سيفهمون ما يجري في مالي من زاوية أخرى. في التسعينات ،كانت الجزائر هدفا للحركات السلفية والرهاب السلمي ،المدعم والممول من قبل دول الخليج .في نظركم ،هل كان ذلك شبه "مختبر" تحسبا لمخطط شامل لزعزعة كامل البلدان العربية في المستقبل؟ ما وقع في الجزائر في التسعينات تكرر السنة الماضية في مصر .عندما يعاني الشعب كثيرا ،ـ وهو حال الجزائر ،كان استعمارا فرنسيا قاسيا جدا ،قاومه الشعب الجزائري البي .ولما عانوا كل تلك المعاناة ،أحسوا برغبة عميقة للعودة إلى جذورههم .أحمد بن بلة ظهر في الستينات كقائد جد محبوب .آنذاك كنت شابا .أحمد بن بلة "اجتاح" كل أفريقيا الشمالية بفضل شهرته .وجاء بعده هواري بومدين .لكن قيادته كانت مماثلة لتلك التي مارسها عبد الناصر في مصر .لم يعرف كيف ينال قلوب المواطنين .لنك إذا أردت أن تصل إلى القلوب ،عليك أن تمس العالم المقدس. لكن ل يمكنك أن تحقق ذلك بإيديولوجية علمانية .شمال أفريقيا منطقة روحية بالساس .الرؤية السلفية ل يمكنها أن تكسب القلوب سكان شمال إفريقيا روحيون جدا .هي جزء من إفريقيا .أرى أن روحانية الجزائر والمغرب ليست إرثا عربيا ،بل إفريقيا .والنسان الفريقي له جذوره في الروحانية .الهندي والفارسي لهما في إيران سلطة فكرية .وهناك مفكرون كبار أصلهم من الهند ومن إيران .لكن إفريقيا لديها جذور روحانية جميلة ،محفوظة في شمال إفريقيا في صورة السلم .فإذن أحمد بن بلة وهواري بومدين لم ينجحا في اختراق قلوب الناس ونيل رضاهم ،لنهما كانا بحاجة لقتحام العالم المقدس لتحقيق ذلك .كما فشل السلفيون ،لن بحاجة إلى تبني نظرة روحية خالصة وحيوية وشجاعة للسلم في قهر الظلم والضطهاد في العالم .وبما أن لديكم صفة القيادة هذه في الجزائر ،فبمقدوركم القيام بدور ي هذا قيادي حاسم في الشؤون العربية .كثير من الشخاص طلبوا وطرحوا عل ّ السؤال" :ما هي مكانة الجزائر والمغرب وتونس في "آخر الزمان"؟ ستتفاجؤون من عدد الرسائل اللكترونية التي أتلقاها .أتمنى أن تقدم لهم جريدتكم هذا الجواب. فالجزائر والمغرب وتونس وليبيا قبل هذه النتفاضات لديها دور ينتظرها .عليكم أن
تدعوا إلى إسلم روحي قوي قادر على بلوغ أعماق الناس .إسلم يبرز أنبل ما في أنفسهم ويكون جذابا .الدعوة التي يتبناها الخوان المسلمين ليست جذابة البتة .ل تستطيع اليوم أن تفرض الشريعة في مصر بالعصا .بل يجب أن تطبق الشريعة بطريقة تسمح لك بإظهار تفوقها على جميع الديان المنافسة .بهذه الطريقة ،يمكن أن ينجذب الناس للشريعة .هذا هو الدور المنتظر من الجزائر ،لنه الجزائريين لديهم هذه الشجاعة .أنتم فقط بحاجة إلى علماء قادرين على تقديم هذه الرؤية للسلم التي ل تتسامح مع الجور والضطهاد والتي تبصر بعينين ،عكس الدجال الذي يرى بعين واحدة فقط .هو أعور ،لهذا هو في داخله أعمى .وهو حال الخوان المسلمين اليوم .أنا آسف على قول ذلك ،لكنها الحقيقة .فإذا تمكنتم في الجزائر من نشر وتطوير هذا العلم الذي يوفق بين المعرفة الخارجية والمعرفة الداخلية ،حينها سيكون لكم شعب يسير على خطى الخضر عليه السلم .هذا هو الدور الذي ينتظركم في الجزائر. أجرى الحوار :محمد الغازي وم .آيت عمارة )يتبع(