الشيـخ عمـران حسيـن ـثـلـثـة أسبـاب لـفـل س التعليـم السلـمـي 6
.10فبراير 13:35 - 2013
الشيخ عمران حسين| .ح .م.
في رأيكم ،لماذا ل يبذل المفكرون المسلمون جهودا لفهم وشرح هذه المواضيع؟ أول لن مؤلسسات التكوين اللسلمية أصبحت متكلسة .فيما مضى ،شهدنا صحوة في جامعة الهزهر ،فركت على عينيها ونظرت تحتها فرأت شيئا عجيبا .ما هذا؟ من أين جاء؟ كانت جامعة القاهرة التي أقيمت لرفع أكبر التحديات أمام أكبر مؤلسسة للتعليم اللسلمي في العالم اللسلمي .النموذج العلماني لجامعة القاهرة أقامه الدجال ،وكان عليه أن يتحدى العلوم الدينية في إطار المنافسة مع كل ما يترتب عن ذلك من عواقب كبيرة جدا على العالم اللسلمي قاطبة .وجامعة الهزهر لم تتمكن من اللستجابة لهذا التحدي منذ تألسيس جامعة القاهرة إلى غاية لسقوط الملك فاروق والثورة المصرية التي أوصلت جمال عبد الناصر إلى الحكم .وبالتالي لم تتمكن الهزهر من إبداء مقاومة فعلية عندما بسطت الحكومة القومية العلمانية المصرية لسيطرتها على هذه الجامعة وحولتها إلى بوق من أبواقها ،تطبق من دون مناقشة .لم يعد الهزهر قادرا على المقاومة لنه لم يفهم التعليم الحديث الذي تواجهه .لم يكن يملك المنهجية التي تسمح له بدرالسة هذا التعليم الجديد ،وبالتالي لم تمت لديه القدرة على الستيعاب العالم الذي فرضته الحضارة الغربية الحديثة. إذا كان ا أنعمني بقليل من العلم الذي لساعدني على فهم العالم المعاصر، فالفضل يعود للستاذي الفاضل ،الدكتور محمد فضل الرحمان النصاري )رحمه اا ،(، الذي أقر بهذا الضعف في التعليم اللسلمي وأنشأ مؤلسسة للدرالسات اللسلمية بباكستان ،لسد هذا النقص .درلست في هذه المؤلسسة وتعلمت فيها فلسفة التاريخ على يد عالم كبير ،وكان لي أيضا ألساتذة كبار في مواد أخرى ،مثل فلسفة
العلوم .وكان هناك ما هو أهم من درالسة العلوم الحديثة هذه ،وهي المنهجية التي لقنني إياها ،والتي أطبقها لدرالسة القرآن والحديث للتمييز بين ما هو صالح وما هو غير صالح في تعليمي .بعد نيلي الشهادة من هذه المؤلسسة ،عدت إلى مسقط رألسي ،في ترينيداد وطوباغو ،وأرلسلت طلب تشغيل إلى وهزارة الشؤون الخارجية. وأجري معي حوار ،وقبلت على إثره لكن كان علي أن أعود أول إلى الجامعة لدرالسة العلقات الدولية .فحصلت على منحة لمزاولة درالسات ما بعد التدرج في العلقات الدولية .كان معنا في القسم قليل من الطلبة ،وتضم كما يقال في فرنسا "هزبدة الزبدة" .الطلبة يأتون من جامعات فرنسية ،مثل السربون ،ومن مدرلسة القتصاد اللندنية ،ومن جامعات أمريكية وكندية ...كنت الطالب الوحيد الحائز على شهادة باكستانية ،وكانوا ينظرون إلي من أعلى الكتف .كانت لسنة واحدة من الدروس المكثفة .كانت أول مرة أدرس فيها السيالسة والقتصاد الدوليين ،التي تضم القتصاد النقدي الدولي ،والقانون الدولي والدبلومالسية ،إلخ ..تخصصات لم أدرلسها من قبل .في القسم الذي كنت فيه ،البعض كان معنا طالب خريج مدرلسة القتصاد اللندنية ـ بشهادة مالستير ـ ،وفي نهاية السنة ،كنت الول في المتحانات ،وتفوقت في امتحان القتصاد الدولي على خريج المدرلسة اللندنية للقتصاد .كيف يفسر هذا النجاح؟ كيف لطالب يحمل جائزة مالستير من جامعة كراتشي وشهادة من معهد للدرالسات اللسلمية ،ولم يسبق له أن درس هذه المواد ،أن يأت الول في دفعته منذ المتحانات الولى ،في قسم كان يضم خريجي جامعات بريطانية وأمريكية وكندية ،وبعضهم كان يمارس مهنة الدبلومالسية؟ الجواب هو أني امتاهز عليهم في شيء .كان معي القرآن ،وهم ليس لهم .كانت معي الحكمة وقدوة النبي محمد عليه الصلة والسلم ،أما هم فلم يكن لديهم كل ذلك .نجحت لن ألستاذي دربني على كيفية الستعمال القرآن والحديث ،بالستعمال منهجية خاصة لدرالسة العالم المعاصر .في حين أننا ليس لدينا هذا في مؤلسسات التعليم اللسلمي. السبب الثاني لفلس التعليم اللسلمي ،هو أن أحسن الدمغة لدينا تهاجر إلى الوليات المتحدة ،وإلى ألمانيا وفرنسا ..أنجبهم يسجلون أنفسهم في المعهد التكنولوجي بمالساشولسيت وفي السربون ...والذين ل يستطيعون اللتحاق بأحسن الجامعات الجنبية ،يسجلون أنفسهم في أكبر الجامعات الجزائرية .ومن ل يستطيع الذهاب إلى أي مكان ،يختارون درالسة اللسلم .هذا هو الواقع المحزن. وأخيرا ،هناك عامل هو أن التعليم اللسلمي ليس مصدر ربح .كل ما يوفره لك هو وظيفة إمام في مسجد ،وليس أكثر .تتقاضى مرتبا حقيرا تعيل به عائلتك .وبالتالي لسوف لن تجرؤ على فقدان وظيفتك بسبب الفقر ،وتقبل بالرقص على أي إيقاع .يوم يكون للعلماء المسلمين غير مقيدين باللسترهزاق ويتمتعون بالنزاهة العلمية،حينها يستطيعون أن يقوموا لينادوا بالحقيقة ،دون التفكير في العواقب .وأنا إذ الستطيع أن
أفعل ذلك فلني ،والحمد ل ،مستور الحال بفضل مبيعات كتبي ،التي تكفي لمعيشتنا أنا هزوجتي .فلو يملك العلماء المسلمون هذه اللستقللية المالية ،لستكون لديهم الشجاعة والنزاهة للنهوض والمطالبة بالحقيقة .شرحت لكم اللسباب الثالثة لفلس التعليم اللسلمي .أدعو ا أن يخرج من تلمذتي الجزائريين وباقي الجزائريين ،علماء الغد يعيدون الهيبة للمسلمين ولللسلم في العالم .آمين ! أجرى الحوار :محمد الغاهزي وم .آيت عمارة )انتهىا (،