AAAAAAAAAAA 1
AAAAAAAAAA
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 2
AAAAAAAAAA
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 3
AAAAAAAAAA
الحمد هلل خفى األلطاؼ ،سريع اإلسعاؼ لكل عبد إلى حضرتو مواؼ، جملو كالصبلة كالسبلـ على بحر الوصاؿ كسدرة الكماؿ ،سيدنا محمد الذل َّ مواله بشريف الخصاؿ كحميد الفعاؿ ،كآلو كصحبو ككل من تبعهم على ىذا الجماؿ. كبعد .....فإف هلل رجاؿ رغبوا فى كصالو ،كتاىوا فى جمالو بعد أف ىاموا عشقان فى كمالو ،ىؤالء القوـ أىل الكماؿ ،ال يركف أنفسهم أبدان ،بل ال يركف إال اهلل ،فيعيشوف باهلل كهلل ،كيأنسوف فى قبورىم باهلل! ال بعملهم ،كييحشركف إلى اهلل! كبير بين من يينعمو اهلل بنفسو! ال إلى الجنة ،كيينعمهم اهلل بنفسو! ال بغيره ،كفر هؽ ه كبين من يينعمو بغيره. المكوف ،كعن الذكر إلى كال غرك ..فهم قوـ خرجوا عن الكوف إلى ّْ المذكور ،خرجوا عن التقييد إلى اإلطبلؽ ،كخرجوا عن البعد إلى القرب ،كمن القرب إلى الذات ،فمن قاـ فى ىذا المقاـ شرب من عين الحياة ،فعاش بالحقيقة، فبل يتعذبوف بالحجاب ال فى الدنيا كال فى اآلخرة.
كقد كضحنا فى ىذا الكتاب الذل سميناه " منهاج الواصلني " طريق المتمم لهم ذلك، الم ىو ّْ صل إلى تلك المنازؿ ،كألمعنا إلى جهادىم ي ىؤالء القوـ ي ككصفنا أحوالهم كأكصافهم التى أىَّلتهم لبلوغ ىذه المراقى ،كبيَّنا أيضان اإلكرامات التى ييبشرىم اهلل تعالى بها. كلما كاف موضوع إكرامات الصالحين موضع و لبس وٍ كبي ور عند كثير من َّ المنتسبين لطريق القوـ ،فقد بيَّناه بأجلى بياف كأكضح تبياف ،كنؤكد ذلك فنقوؿ:
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 4
AAAAAAAAAA
اعلم ياأخى أف المريد الصادؽ إذا اشتغل بالذكر على كجو اإلخبلص يههر عليو أحواؿ عجيبة كخوارؽ غريبة ،كىى ثمرات أعمالو من فضل اهلل تعالى عليو، إما تطمينان لقلبو كتأنيسان ،كإما ابتبلءان من اهلل تعالى كامتحانان لو ،فالواجب عليو أال يلتفت إليها كال يغتر بها لئبل ينقطع بها عن مقصوده ،كلهذا قاؿ العارفوف :أكثر من انقطع م ن المريدين بسبب كقوعهم فى باب الكرامات ،بل الكرامة العهمى السنة الواضحة البيضاء. الوقوؼ على حدكد الشريعة الغراء ،كاتباع ي قاؿ سيدل الشيخ محى الدين بن العربى َّ قدس سره كما نقلو العارؼ الجيلى فى األسفار عنو:
الكرامة من الحق من اسمو البر ،كال تكوف إال لؤلبرار من عباده جزاءان كفاقان ،فإف المناسبة تطلبها كإف لم يقم طلب ممن ظهرت عليو ،كىى على الحسيَّة ،مثل الكبلـ على حسيَّة كمعنويّْة ،فالعامة ما تعرؼ إال الكرامة ّْ قسمينّْ : الخاطر ،كاألخبار بالمغيبات الماضية كالكائنة كاآلتية ،كاألخذ من الكوف ،كالمشى على الماء ،كاختراؽ الهواء ،كطى األرض ،كاالحتجاب عن األبصار ،كإجابة الدعوة فى الحاؿ ....فالعامة ال تعرؼ الكرامة إال مثل ىذا. كأما الكرامة المعنويَّة فبل يعرفها إال الخواص من عباد اهلل تعالى ،كالعامة ال تعرؼ ذلك ،كىى أف يحفظ عليو أدب الشريعة ،كأف يوفٌق إلتياف مكارـ األخبلؽ، كاجتناب سفاسفها ،كالمحافهة على أداء الواجبات مطلقان فى أكقاتها ،كالمسارعة الغل للناس من صدره كالحسد كالحقد ،كطهارة القلب من إلى الخيرات ،كإزالة ّْ الصفات المذمومة ،كتحليتو بالمراقبة مع األنفاس ،كمراعاة حقوؽ اهلل تعالى فى نفسو كفى األشياء ،كتفقد آثار ربو فى قلبو كمراعاة أنفاسو فى دخولها كخركجها، فيتلقاىا باألدب كيخرجها كعليها خلعة الحضور ...فهذه كلها عندنا ىى كرامات مكر كال استدراج ،فإف ذلك كلو دليل على الوفاء األكلياء المعنويَّة التى ال يدخلها ه
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 5
AAAAAAAAAA
بالعهد ،كصحة القصد ،كالرضا بالقضاء فى الموجود ،كال يشاركك فى ىذه الكرامات إال المبلئكة المقربوف ،كأىل اهلل المصطفوف األخيار. كأما الكرامات التى ذكرنا أف العامة تعرفها؛ فكلها يمكن أف يدخلها المكر! ،ثم إذا فرضناىا كرامة ..فبلبد أف تكوف نتيجة عن استقامة ،البد من ذلك! كإال فليست بكرامة ،كإذا كانت الكرامة نتيجة استقامة ..فقد يمكن أف يجعلها اهلل تعالى حظ عملك كجزاء فعلك ،فإذا قدمت عليو ..يمكن أف يحاسبك بها. كما ذكرناه من الكرامات المعنوية فبل يدخلها شئ مما ذكرناه ،فإف العلم يصحبها ،كقوة العلم كشرفو يعطيك أف المكر ال يدخلها ،فإف الحدكد الشرعية ال تنصب حبالة -أل مصيدة -للمكر اإللهى ،فإنها عين الطريق الواضحة إلى نيل السعادة ،كالعلم يعصمك من العيجب بعملك ،فإف العلم من شرفو أنو يستعملك، جردؾ منو كأضاؼ ذلك إلى اهلل تعالى ،كأعلمك أنو بتوفيقو كىدايتو كما استعملك َّ ظهر منك ما ظهر من طاعتو كالحفظ لحدكده ،فإذا ظهر عليو شئ من كرامات ضج إلى اهلل تعالى منها ،كسأؿ اهلل ستره بالعوائد –أل بالعادات ،-كأال العامة َّ يتميز عن العامة بأمر يشار إليو فيو ،ما عدا العلم! ،فإف العلم ىو المطلوب ،كبو تقع المنفعة ،كلو لم يعمل بو! فإنو ال يستول الذين يعلموف كالذين ال يعلموف، فالعلماء ىم اآلمنوف من التلبيس. فالكرامة من اهلل تعالى بعباده إنما تكوف للوافدين عليو (للقادمين إليو) من األكواف كمن نفوسهم ،لم يركا كجو الحق فيهما ،فأسنى ما أكرمهم بو من الكرامات العلم خاصة ألف الدنيا موطنو ،كأما غير ذلك من خرؽ العادات فليست يصح كوف ذلك كرامة إال بتعريف إلهى ال بمجرد خرؽ الدنيا بموطن لها ،كال ُّ العادة ،كإذا لم يصح إال بتعريف إلهى ،فذلك ىو العلم ،فالكرامة اإللهية إنما ىى
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 6
AAAAAAAAAA
ما يهبهم من العلم بو سبحانو.
سره :ليس بشئ فإف إبليس طى األرض فقاؿ قدّْس ُّ يسئل أبو يزيد عن ّْ كسئل يقطع من المشرؽ إلى المغرب فى لحهة كاحدة كما ىو عند اهلل بمكاف ،ي سره :إف الطير يخترؽ الهواء ،كالمؤمن عند اهلل عن اختراؽ الهواء فقاؿ قدّْس ُّ أفضل من الطير ،فكيف يحسب كرامة من شاركو فيها طائر؟! كىكذا علل جميع ما ذكر لو ،ثم قاؿ :إلهى إف قومان طلبوؾ لما ذكركه فشغلتهم بو ،كأىلتهم لو، اللهم مهما أىلتنى لشئ فأىلنى لشئ من أشيائك ،أل من أسرارؾ ،فما طلب إال العلم ألنو أسنى تحفة كأعهم كرامة. كختامان إخوانى الكراـ ،ال يفوتنى أف أذكر لكم أف كتابنا ىذا يعتبر ّْ مكمبلن لما صدر لنا سابقان فى ىذا المضمار مثل كتبنا :المجاىدة للصفاء كالمشاىدة، الوالية كاألكلياء ،الفتح العرفانى ،النفس كصفها كتزكيتها ،كغيره من مؤلفاتنا ....... أسأؿ اهلل أف يجعل ىذا الكتاب نوران ألىل الطريق ،كميزانان ألىل التحقيق ،كأف يجعلو جبلءان ألحواؿ كأنوار ىذا الفريق ...كصلى اهلل على سيدنا محمد نور أىل الطريق ،كإماـ أىل التحقيق ،كآلو كصحبو كسلم الجميزة ،فى يوـ الخميس :الثانى من شهر رمضاف المعهم ُُّْىػ، الثانى عشر من أغسطس ََُِـ
:الجميزة ،محافهة الغربية ،جمهورية مصر العربية َََِ-َْ-َّْْْٓٔ: ،َََِ-َْ-َُّْٓٓٗ :
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 7
AAAAAAAAAA
WWW.fawzyabuzeid.com : fawzy@fawzyabuzeid.com : fawzyabuzeid@hotmail.com fawzyabuzeid@yahoo.com
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 8
AAAAAAAAAA
اهبداٙةةةةة -اهبخةةةةةا عةةةةةّ اه ةةةةة ز - ً سفةةةةة اأًةةةةة َ م ةةةةة اه ةةةةةصا ٍ - اهبخا عّ امل سف -اه ث٘ز عو اهسجى احل- ٛ اهوةةةةٕ - اهبداٙةة ة اهةةةةةخٚخ هوطةة ة فةة ةةةةخب اه ةةةٚذ - اضةة اَ اهساٙة ة - كٌ ي املط ة ٗاهف ح اهة٘ٓب فة اهةدع٘ة - ٗأ٘فٚقٕ: ًّ ض عاً أيٚٙد اهوٕ أ اه يٚٙةةد هسؤٙةة اهةةة حل -اه يٚٙةةد إج ةة ًلِةةْ٘ اهةةةدٗز - اه يٚٙد ف اأض
زة ٗاه ٘ج - ٕٚاه يٚٙد إضة ح
اهسج ء -أيٚٙد اهلل ض ح
اهدع ء ٗ وة٘
األفساد هِ ٗأبدٙى اهط ٗاهطةو٘ن.
اهدع٘ة ٗاهلد
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 9
AAAAAAAAAA
هلل مس ح اه ز دٙذ ف٘شى حمٌد م ٘شٚ و اهٚفط
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 11
AAAAAAAAAA
ٗمً ِ ٌ ز م فخدث
الكراـ! أحباب النبى بسم اهلل الرحمن الرحيم ،كبو نستعين ..أيها األخوة الكراـ! عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ ،فامتثاالن ألمر اهلل فى كتابو الكريم فى قولو : ُُ( الضحى) كنزكالن على رغبة الكثيرين من اإلخواف كالمحبين كالمسلمين؛ أكتب شيئان على كمنتو ،فكل ىذا من سيرتى السلوكية فى طريق القوـ تحدثان بفضل اهلل تعالى َّ على كإنعامو كإكرامو ،كلذا أسميت ىذا الباب " ىذا فضل من فضل اهلل َّ
اهلل".
كأنا فى ىذا يا إخوانى الكراـ؛ إنما اتَّبع نهج الصالحين ألف أكثرىم خطوا سيرة حياتهم بأيديهم لمن بعدىم ،فكشفوا عما عايشوه عيانان بيانان ،كلم يتركوا غيرىم يحكي عنهم نقبلن كال سماعان ،فأبانوا للقاصدين عن دقائق سيرىم كمجاىداتهم كأنوار أفعالهم كأحوالهم التى بلغهم اهلل تعالى بسرىا المنازؿ؛ فبل تكوف سيرتهم من بعدىم نهبان لتآليف المنتفعين! كال مرتعان ألدعياء المتصوفين! كال تجردكا عن رؤية ذكاتهم كمدح أفعالهم، مبالغات المحبين!! كىم فى ىذا كلو قد َّ ألنهم لم يشهدكا إال بالحق القاطع تنفيذان ألمر اهلل المانع فى الكتاب الجامع فى قولو تعالى فى (283البقرة): فكانوا فى سردىم لمجاىداتهم كأحوالهم كمشاىداتهم كمنازالتهم كمكافحاتهم مسترشدين فى كل لمحة كنفس كأقل بقوؿ الحق تبارؾ كتعالى فى كتابو الكريم :
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 11
AAAAAAAAAA
ّ-ِ( الصف)
كمهما عجبت مما يقولوف! أك صعب عليك استيعابو أكعسر فهمو أك ىضمو فاعلم أنهم جعلوا قوؿ المصطفى نصب أعينهم كلم يحيدكا عنو قيد أنملة:
ُ { ٢إَٕٓ أٜفٞسَ ٣ا ٞيفٔسَ ََِٔ ٣قَٜٓٛيََ ٜٞٔٓا ي ِِٜأٝ ٜقٌِ َََِٔٚ ،أٜزَ ٣عَ َِِٔ٘ٝٓٝفٔ ٞا ٞيََُٓاََّ ٢ا ي ِِٜتَ َسَٜا } فلوال أنو حق صراح ما قالوه كلوال الحاجة لكشفو ما حكوه ،كما خفى كاف أعهم! ،فإف عجبت من شيىء ذكركه فبل تعجل بنقدىم كال انتقاصهم! كلكن عد باللوـ على نفسك كال تقدح فى حقهم ،فإنهم لم يصدر عنهم قوؿ إال عن نور حق بيّْ ون شهدكه؛ ال مجاؿ فيو للنفس كال للوىم أك التوىم كال الخياؿ. كممن نهجوا ىذا النهج فكتبوا سيرىم بأنفسهم للذكر ال للحصر: اإلماـ المحاسبى فى كتابو" :ايٓؿا٥ح ايد ،"١ٜٝٓكاإلماـ الغزالى فى كتابو: "املٓكر َٔ ايكالٍ" ،ك إبن الجوزل فى كتابو" :يفت ١ايهبد إىل ْؿٝخ ١ايٛيد" ،كاإلماـ ابن حجر العسقبلنى فى كتابو" :زفع اإلؾس عٔ قكاَ ٠ؿس" ،ك محمد بن طولوف الدمشقى فى كتابو" :ايفًو املػخ ٕٛف ٢أحٛاٍ ستُد بٔ طٛي ،"ٕٛكاإلماـ الشعرانى فى كتابو الشهير ":يٛا٥ف املٓٔ ٚاألخالم ف ٢ايتخدخ بٓعُ ١اهلل عً٢ اإلطالم" ،كغيرىم كغيرىم … رضى اهلل عنهم أجمعين ،فأنا على نهجهم أكتب ىذه الشذرات المختصرة ليكوف فيها بفضل اهلل بعض العوف كالعبرة لمن يرغبوف سلوؾ طريق القوـ كيريدكف أمثلة حديثة أمامهم!. أقل من أف أكوف نموذجا أك قدكة للسالكين! كيعلم اهلل منى أنّْى أرل نفسى َّ
AAAAAAAAAA
ُ الشَّافعي (ىق) في المعرفة عن كاثلة ،جامع المسانيد كالمراسيل.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 12
AAAAAAAAAA
أك أف أقف بجوار من ذكرت من السابقين المفلحين! كلكنو إلحاح اإلخوة المحبين! كإصرار األحباب الكراـ أجمعين! أسألو سبحانو كتعالى أف يغفر لى ماال يعلموف ،كأف يجعلنى أحسن مما يهنوف فهكذا علمنا الحبيب األعهم أف نكوف، كما أنّْى أسألو أف يقيمنى دائمان كأبدان على خير حاؿ يحبُّو اهلل كرسولو كالمؤمنوف. مع كعد بعود حميد إف شاء اهلل إلكماؿ ىذه السيرة كإخراجها فى كتاب منفصل كما يرغب إخوانى ،ككما تقضى أمانة العلم كالشهادة على ما ربَّانا عليو ساداتنا كمشايخنا ،كاهلل المستعاف كبو بلوغ اإلخبلص كالتوفيق فى كل شاف. إبدأ بسم اهلل الرحمن الرحيم ،فاقوؿ كلدت ببلدة الجميزة مركز السنطة بمحافهة الغربية بجمهورية مصر العربية ،يوـ اإلثنين الثامن عشر من أكتوبر ُْٖٗـ ،الموافق للخامس عشر من ذل الحجة ُّٕٔىػ ،كتلقيت تعليمى ببلدتى كبالمركز حتى حصلت على الثانوية العامة ،ثم التحقت بكلية دار العلوـ بالقاىرة سنة ُٔٔٗـ ،كمنها حصلت على ليسانس دار العلوـ سنةَُٕٗ ـ. ثم عملت بالتربية كالتعليم بصعيد مصر أكالن ،ثم َّ تنقلت كترقَّيت حتى َّ كصلت إلى منصب مدير عاـ بمديرية طنطا التعليمية ،ثم تقاعدت سنة ََِٗـ، من اهلل تعالى على بفضلو كما زلت أقيم حتى اآلف ببلدتى بالجميزة ،كقد َّ كاستعملنى فى مجاؿ الدعوة إليو سبحانو بالحكمة كالموعهة الحسنة منذ ما يقرب من األربعين عامان كالحمدهلل على فضل اهلل كتوفيقو كبركة رسولو .
اهبداٙ كأنا فى السنة الثانية من كلية دار العلوـ – جامعة القاىرة -ككاف ذلك فى عاـُٕٔٗـ ،حبّْبت إلى العبادة ،كخاصة الصياـ كتبلكة القرآف كالصبلة على النبى ،كأكرمن اهلل بالمحافهة على الفرائض فى أكقاتها فى جماعة.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 13
AAAAAAAAAA
كاستأنست فى تلك الفترة ببعض الكتب الدينية محاكال جهدل أف أقرأىا ألعمل بها ،ككانت البداية ىى كتاب )تنبيو الغافلين( ألبى الليث السمرقندل ،ثم كتاب )بداية الهداية( لئلماـ الغزالى كىو مطبوع على ىامش كتابو )منهاج العابدين( كالذل كضع فيو .منهاجا كامبل للفرد من كقت يقهتو من نومو حتى نومو ثانية بعد صبلة العشاء . كقد أكرمنى اهلل بتنفيذ ما فى ىذا الكتاب ،باإلضافة الى صياـ يومى االثنين كالخميس من كل أسبوع كاألياـ الفاضلة كأياـ العشر من ذل الحجة كيوـ عاشوراء كغيرىا ،ككذا حبّْبت إلى الصبلة على النبى ،فكنت أكاظب على قراءة كتاب )دالئل الخيرات( لئلماـ الجزكلى ككتاب ) أنوار الحق فى الصبلة على سيد الخلق( للشيخ عبدالمقصود سالم . ككنت أجد لذة عهيمة فى الصبلة علي النبى فى طريقى بصيغ كاف أفر ممن أعرفهم فى الطريق لكى ال يشغلونى عن يلهمنى اهلل بها ،حتى كنت ُّ تلك اللذة العهيمة ،كما جعلت لى حزبا من الصلوات كالتسليمات عليو أقرأه كأحس بأنس فى منتصف الليل قبل النوـ ،فكنت أقرأه فى سكوف الليل ككحشتو ُّ عهيم يجعلنى أستحضر أنو سيحضرنى كيمكننى من رؤيتو،كأناـ على ىذه ب لمجئ حضرتو ،فأكرمنى اهلل برؤيتو مرات الكيفية كأنا منتهر كمترقّْ ه ه عديدة. كقرأت كقتها كبلمان منسوبان لئلماـ الغزالى كمقتضاه :أف العبد إذا كاظب على الصبلة على سيدنا رسوؿ اهلل حتى يأنس بو كيراه ،ثم تعلو ىمتو بكثرة الصبلة كيوجهو في منامو أك في يقهتو إف كاف من األقوياء كأف عليو فإنو يصير شيخو ّْ مثل ىذا ال يحتاج إلى شيخ آخر ،كصادؼ ىذا الكبلـ ىول في نفسي كعزمت على السير في ىذا المنهج إلى منتهاه.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 14
AAAAAAAAAA
اهبخا عّ اه ز
كفي ذلك الوقت كاف الصالحوف كمحبوىم يتجمعوف حوؿ العارفين المنتقلين ،كخاصة في موالدىم ككنت أتردَّد على تلك الموالد بحثان عن الصالحين للتعرؼ عليهم كزيارتهم ،كأيضان كنت أتردَّد على األضرحة المباركة بدعوة من أصحابها ،فكنت أرل نفسي في ضريح أحد العارفين ربما ال أعرفو من قبل فأذىب إلى زيارتو. كفي مرة إلتقيت برجل من الصالحين ىو الشيخ حسن شعباف ِ ،كأثناء تجاذبنا الحديث سألني :ىل لك شيخ؟ ،فقلت :نعم ،شيخي رسوؿ اهلل ،فقاؿ: ىذا ال ينفع عندنا (أم عند أىل الطريق) من ال شيخ لو فالشيطاف شيخو!! فكانت ىذه الكلمات بمثابة الشرارة التى حركت ما كمن في نفسي من حب اإلتصاؿ بالعارفين تحقيقان لقولو تعالى (ُُٗ التوبة) : ّْ كىكذا انتقلت بفضل اهلل تعالى إلى المرحلة التالية فأصبحت كلما سمعت عن عارؼ أك صالح ذىبت إليو كعرضت نفسي عليو ،فمنهم الشيخ "أحمد ّ لما ىا شيل غيرم"!! حجاب" الذم قاؿ لي" :ىو أنا شلت نفسي َّ كلي فخرجت من عنده حزينان ،كلم أكن أعلم كقتها أف األكلياء قسمافُّ ، ككلي لنفسو كىو الذم يقيمو مرش هد كىو الذم يقيمو اهلل لداللة الخلق عليوُّ ، اهلل لعبادتو كطاعتو. ِ الشػػيخ حسػػن شػػعباف :كىػػو مػػن قريػػة تػػاج العجػػم مركػػز السػػنطة غربيػػة ،كقػػد فػػرغ نفسػػو لتحفػػيظ القػػرآف ،كرفػػض العمػػل بالشػػهادة األزىرية رغم حصولو عليهػا عمػبلن بالحػديث الشػريف الػذم ركم عػن سػيدنا عثمػاف عػن رسػوؿ اهلل قػاؿ :خخيػركم مػن تعلػم القػرآف كعلمو } ..ركاه البخارل ،كقد توفي في الخامس من فبراير عاـ ُٕٓٗـ. ّ الشيخ أحمد حجاب :كىو رجل صالح حصل على العالميػة مػن األزىػر الشػريف ،كتفػرغ للعبػادة فػي خلػوة بمسػجد سػيدم أحمػد البدكم ،على نهج شيخو الشيخ محمد شريف كىو من كبار أقطاب الطريقة اإلدريسية ،كظل على عبادتو كلم يتػزكج النسػاء حتػى لقػى ربو عػن عمػر ينػاىز المائػة كخمسػة أعػواـ ،كلػو ضػريح يػزار بمسػجد سػيدم أحمػد البػدكم كلػو كتػاب مطبػوع ىػو "العهػة كاإلعتبػار آراء في حياة سيدم أحمد البدكم الدنيوية كالبرزخية" ،كتوفي في ُّ يوليو سنة ُٖٕٗ ـ الموافق ٗ من شعباف سنة ُّٖٗىػ.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 15
AAAAAAAAAA
كلما كانت الكلية بحي المنيرة بالقاىرة في ذلك الوقت بالقرب من السيدة زينب رضي اهلل عنها ،فكنت أتردد على السيدة زينب كثيران كأسأؿ عن الصالحين، فذىبت إلى الشيخ عبدالمقصود سالمْ ،كعرضت عليو صحبتو ،فقاؿ لي :ىل تزكجت؟ ،فقلت :ال ،فقاؿ :عندما تنهي دراستك كتتزكج إئتني !! أحس فيو بأف ىذا األمر عائق عن السير فتعجبت ألني كنت في حاؿ ال ُّ تزكج؟ فأجابنى :لسنا كسيدنا إلى اهلل ،فقلت على الفور :كىل سيدنا عيسى َّ عيسى. كبعد بحث جهيد مع الصادقين من رجاؿ اهلل تارة ،كمع البطالين في طريق القوـ ،كالذين ىم في نهرنا قطاع طريق للخلق ،كلذا ال نجد داعيان لذكرىم .. ذىبت في المولد الرجبى لسيدم أحمد البدكم بطنطا لزيارة الشيخ إبراىيم ٓ عمار بعد ما سمعتو عنو ،كعندما صافحتو كجلست أمامو ،أخذ يتأملني ثم حسين ٌ علي كطلب مني أف أكرر زيارتو ،ففعلت كتوثقت عرل المحبة بيننا كمكثت أثني َّ معو سنتين كانت فيهما التربية الركحية األكلى لي. قطب للمقاـ ككاف الشيخ إبراىيم حسين رجبلن صاحب حاؿ ،كىو ه إلى، العيسوم ،فكاف يضع يده على ظهرم كيربّْت بها ُّ فأحس بحرارة الحاؿ تنتقل َّ كقد كرثني اهلل ببركتو أحواالن باطنية حتى كنت ال أطيق أف أحرؾ لساني إلستماعى بوضوح إلى الذكر الذم ينشغل بو جناني! إلى درجة أني كنت عندما ْ الشيخ عبد المقصود سالم :كاف يعمل عسكرل شرطة تدرج فى الوظيفػة حتػى كصػل إلػى رتبػة ضػابن ،ككػاف يكثػر مػن الصػبلة علػى أسػس جماعػة تػبلكة القػرآف رسوؿ اهلل ،كلػو فػي ذلػك كتػاب "أنػوار الحػق فػي الصػلوات علػى سػيد الخلػق" كلمػا فػتح اهلل عليػو َّ الكػريم فػػي السػػيدة زينػػب كتفػػرغ لجمػػع الخلػػق علػػى اهلل ،كلػػو مػػن الكتػػب أيض ػان فػػي ملكػػوت اهلل مػػع أسػػماء اهلل كالحضػػرة فػػي رحػػاب سيدنا رسوؿ اهلل كقد توفي في ليلة الجمعة ِٔ من شعباف سنة ُّٕٗىػ الموافق ُُ من أغسطس سنة ُٕٕٗـ. ٓ الشيخ إبػراىيم حسػن عمػار :ىػو رجػل أمػي ال يقػرأ كال يكتػب ،نػزح مػن محافهػة أسػيوط كاسػتقر بطنطػا ،كاشػتغل بالتجػارة ،كتعػرؼ على الشػيخ صػديق ،ككػاف مػن المجاذيػب مػدفوف اآلف بقريػة ميػت يزيػد مركػز السػنطة غربيػة ،كلمػا تعػرؼ عليػو انتقػل إليػو حالػو ،فتػرؾ تجارتو كزكجتو ككلده كأقاـ في جبل بقريػة األمبػوطين مركػز السػنطة غربيػة لمػدة سػبع سػنين ،منقطعػان عػن الخلػق ،كػاف فيهػا يجػد أحيانػان من حرارة الذكر ما يدفعو إلى إلقاء نفسو في الترعة كسن الماء في البرد القارص ليلطف من حرارة داخلو ،كلمػا اسػتقرت بػو األحػواؿ، انتقل إلى عزبة شعير كأقاـ بها يهدم الناس إلى اهلل حتى توفي بها عن خمسة كتسعين عامػان ،كأقػيم لػو مسػجد كضػريح بهػا ككانػت كفاتو في سبتمبر سنة ُٖٕٗـ.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 16
AAAAAAAAAA
أحس بأجساد من حولي رغم شدة أركب المواصبلت في طريقي إلى الكلية ،ال ُّ الزحاـ كلصوقها بي لما أنا مشغوؿ بو. علي تأثيران سلبيَّان لوال أف تداركتني طيب ،كلكنو كاف سيؤثر َّ ككاف ىذا حاؿ ه قول ىذا الحاؿ عزمي على التفرغ للعبادة ،كنويت فعبلن ترؾ عناية اهلل ،فقد َّ الدراسة كالبحث عن مكاف منقطع أتفرغ فيو لعبادة اهلل لما أجده من لذة في العبادة ،لوال أف تداركتني عناية اهلل بمعرفة اإلماـ أبي العزائم .
ً سف اأً َ م
اه صا ٍ
كفي غضوف ذلك كنت ال ُّ أكف عن قراءة كتب الصالحين كآثارىم... كبينما أنا في جلسة مع نفر من محبي الصالحين ،ذكركا لي نبذة عن طيبة عن اإلماـ أبي العزائم ٔ كعن خليفتو القائم في ذلك الوقت ،كىو ابنو السيد أحمد ماضي أبو العزائم ،كبعد انصرافي نمت في تلك الليلة فرأيت السيد أحمد ماضي أبو العزائم جالسان على كرسيو الخاص بو ،كلم أكن رأيتو من قبل. كعندىا استخرت اهلل في زيارتو ،فرأيت سيدنا رسوؿ اهلل كقد أخذ بيدم كطاؼ بي العوالم العلوية ثم ىبن بي على األرض ،كأدخلني على اإلماـ أبى العزائم كقاؿ لي :تعرؼ من ىذا؟ ،فسكت تأدبان معو فقاؿ صلوات اهلل كسبلمو عليو :ىذا شيخك ،فعلمت أف ىذا إذف منو باالنتقاؿ ،فتوجهت إلى السيد أحمد ككاف عنده نفر من اإلخواف فانصرفوا سريعان ،كبقيت أنا كىو ،فبايعتو كلزمت طريق أبيو .
اهبخا عّ امل سف
كلما كاف الشيء الذم يؤرقني كيدفعني إلى البحث عن الصالحين ىو كيفية معرفة اهلل المعرفة الشهودية ،كذلك ال يتأتى إال بانكشاؼ أنوار البصيرة
AAAAAAAAAA
ٔ راجع كتابنا " اإلماـ أبو العزائم المجدد الصوفى " دار اإليماف كالحياة :طُُُِْ :ىػُِٗٗ ،ـ ،أك طََِِٗ ،َُّْ :ـ
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 17
AAAAAAAAAA
النورانية ،فكاف أكؿ سؤاؿ أطرحو على كل عارؼ ألتقي بو ىو :كيف تنفتح البصيرة؟ ككاف كل كاحد منهم يجيبني على حسب منهجو كمشربو. كلما دخلت رياض المدرسة العزمية كجدت فيها طريقة التربية تختلف من فرد إلى فرد ،فقد ربَّى اإلماـ أفرادان على نهج الدعوة الصوفية الحقة ،كأذف لهم في اإلرشاد ،فكانوا يجوبوف الببلد كيلتف حولهم الصادقوف كيحين بهم المطلوبوف، كلكل كاحد منهم نهج خاص بو؛ كفي ذلك يقوؿ اإلماـ { :ايٛضع ١تكتكٞ ايتفاٚت } ،فوسعة المرشد تقتضي تفاكت مشارب كمشاىد السالكين ،فكاف أف أقبلت على بعض ىؤالء الهداة أطلب الحصوؿ على بغيتي ،كىي فتح باب البصيرة. ككاف أكؿ من َّ تلقيت منهم الشيخ طاىر محمد مخاريطة ٕ فتعلقت بو ألف اهلل كىبو لساف بياف اإلماـ أبي العزائم ،كمن شدة تعلقي بو كقد كنت مواظبان على حضور دركسو في أل مكاف ،أنى كنت أحفظ الدرس من أكلو إلى آخره كأعيده على إخواني بعد رجوعي بقالو كحالو ،ككأنو شرين مسجل. على إذ حثٌني على اإلقباؿ على دراستي حتى اإلنتهاء منها ككاف لو الفضل َّ ثم بعد ذلك يكوف اإلقباؿ بالكلية على طريق اهلل ،كلما كاشفتو برغبتي كمنيتي، دلَّنى على األكراد العزمية من األحزاب كالفتوحات الخمسين في الصبلة على سيدنا رسوؿ اهلل كاللطائف البرزخية كغيرىا حتى أنو لما كجد نهمي في ذلك كأف كل ما كظَّفو لي ال يشبع رغبتي ،قاؿ لي :كل األكراد مفتوحة لك كمعك اإلذف فيها. كلما كاف من شركط السلوؾ الصحيح الذم يعقبو الفتح عند الصوفية أف ٕ الشيخ طاىر محمد مخاريطة :ككاف أبوه الشيخ محمػد مخاريطػة مػن دميػاط ككػاف مػن أىػل بورسػعيد ،كىػو رجػل مػن الصػادقين فػي صحبة اإلماـ أبي العزائم كقد ربَّاه أبوه ىو كبنيػو اآلخػرين علػى ىػذا الحػب الصػادؽ ممػا جعلػو يتػرؾ عملػو فػي التجػارة كيتفػرغ للػدعوة إلػػى اهلل ،كلػػو لسػػاف بيػػاف يجػػذب القلػػوب إلػػى اهلل ،مػػع الصػػدؽ فػػي الحػػاؿ كالنورانيػػة كالشػػفافية ،كتػػدىورت صػػحتو قبػػل كفاتػػو لكبػر سػػنو ،فلػػم يعػػد يسػػتطيع القيػػاـ بأعبػػاء الػػدعوة ،كأقػػاـ سػػنواتو األخيػرة فػػى اإلسػػماعيلية كتػػوفى إلػػى رحمػػة اهلل تعػػالى كدفػػن بهػػا منػػذ سنوات قليلة.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 18
AAAAAAAAAA
المريد ال يفعل كردان إال بإذف من شيخو؛ حيث أف اإلذف يفتح لو باب اإلمداد كيجعل ركح الشيخ تبلحهو فتحفهو من العقبات الخفية كالوساكس النفسانية ،فقد تكل ،غير أف ىذا لم يشف غليل فرحت بهذا اإلذف كأقبلت على األكراد َّ بهمة ال ُّ نفسي ،ككاف قوؿ اإلماـ أبي العزائم: أبدان إلى ىذا الجناب حنيني ...ال صبر لي حتى تراه عيوني
ُّ يرف في أذني دائمان مما حدا بي أف أكشف ىذا األمر للشيخ محمد شحاتو ىنداكم ،8فقاؿ لي :الذم يفتح البصيرة ىو ذكر اهلل ،كلكنو لم يبين لي كيفية ىذا الذكر كال طريقتو ،فعرضت األمر على رجل آخر من الدعاة كىو الشيخ قطب 9 كل زيد ،فأجابني إجابة فهمت منها أنو يريد صرفي عن ىذا األمر ،كأف يكوف ُّ ىمي ىو اإلقباؿ على مجالس اإلخواف كتبادؿ الزيارات كقراءة الصلوات في الجماعة. ىذا كلم يكن يعجبني بعض مفاىيم راجت كسن جموع اإلخواف في ذلك يركجوف فيما بينهم أف ىذه األذكاؽ العالية ... الوقت ...حيث أنهم كانوا ّْ كاألحواؿ الراقية ...كالمشاىد السامية ...إنما ىى أذكاؽ كأحواؿ كمشاىد قاصرة على اإلماـ أبي العزائم فقن!! ،أما الباقوف ..فيكفيهم أف يحبُّوه كيقبلوا على األكراد كالمجالس! كال يكلفوف أنفسهم ىذا األمر! ..كيؤيدكف دعواىم أف ىذه األشياء تناؿ بفضل اهلل فقن! كليس للمجاىدات فيها شأف. ككنت أرد عليهم بما سمعتو منهم من أحواؿ اإلماـ أبي العزائم كغيره من الصالحين كمجاىداتهم الفادحة في ذات اهلل ،كفي أف اصطفاء اهلل لم ٖ الشيخ محمػد شػحاتو ىنػداكم :مػن بلػدة الخادميػة محافهػة كفػر الشػيخ ،تعػرؼ علػى اإلمػاـ أبػي العػزائم فػي صػباه كقػد كػاف طالػب علم بالمعهد األزىرل ،فترؾ دراستو كمشى خلف اإلماـ أبي العزائم حتى فػتح اهلل عليػو كصػار مػن كبػار الػدعاة إلػى اهلل كإف كانػت تعتريو حدة أحيانان ،كقد توفي بكفر الشيخ في رمضاف سنة ُُّْىػ ُّٗٗـ عن عمر يناىز التسعين عامان ،رحمو اهلل رحمة كاسعة. القن مركز سيدم سالم محافهة كفر الشيخ ،كقد دعػا لػو اإلمػاـ أبػو العػزائم بمػا دعػا بػو سػيدنا ٗ الشيخ قطب زيد :ىو رجل من بلدة ٌ رسوؿ اهلل لسيدنا عبداهلل بن عباس فػي قولػو :خاللهػم فقهػو فػي الػدين كعلمػو التأكيػل} فكػاف يتجلػى علػى قلبػو حقػائق صػادقة في معاني اآليات القرآنية كاألحاديث النبوية كظل مجاىدان في اهلل طواؿ حياتو حتى لقى ربو كدفن ببلدتو سنة ُّٖٗـ.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 19
AAAAAAAAAA
يتوقف كفضلو سبحانو كتعالى كاسع كغير محصور كرحمتو كاسعة تسع كل من اىتدل كأناب ،كقد قاؿ سبحانو كتعالى فى (ٕٓ الحج): فكلمة يصطفي بصيغة المضارع تدؿ على دكاـ ىذا األمر إلى يوـ القيامة.
اه ث٘ز عو اهسجى احلٛ كظللت على ىذا الحاؿ فترة من الزمن كأنا مشغوؿ بالرجل الحي الذم يأخذ بيدم إلى اهلل كإف كنت تيقنت أنو من بين أفراد آؿ العزائم للرؤيا التى ذكرتها قبل لكم. كانتهيت من دراستي فى الجامعة كحصلت على درجة الليسانس من كلية دار العلوـ – جامعة القاىرة سنة َُٕٗـ ،ثم صدر قرار تعييني بوزارة التربية كالتعليم بمحافهة قنا ،كذىبت إلى قنا كاستلمت العمل بأرمنت مدرسان إعداديان للغة العربية ،فتعرفت على ثلة قليلة مباركة تعرؼ اإلماـ أبى العزائم معرفة يقينية ،كلما سألتهم عن سبب معرفتهم باإلماـ أبي العزائم قالوا :الشيخ محمد على سبلمو. كال أنس تلك الليلة المشهودة حيث دعوني ألحضر معهم احتفاالن بميبلد سيدنا رسوؿ اهلل في منزؿ الشيخ عبداللطيف محمد على التاجر بأرمنت ،كبعد تناكؿ العشاء تجاذبنا أطراؼ الحديث فأذىلني ما رأيتو منهم من األحواؿ العالية كاألخبلؽ كالكماالت السامية مع أنهم كانوا قومان غير معركفين في ىذا الشأف سواء بين إخوانهم من آؿ العزائم الهاىرين أك بين ذكيهم كالمحيطين بهم ألنهم شعارىم قوؿ اإلماـ أبي العزائم: اخفوا علومكم صونان لها عمن ...مالوا إلى الحظ من زكر كبهتاف
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 21
AAAAAAAAAA
فمنهم الشيخ أبو العدب 10الذم قاؿ لي :عرفتم أبو العزائم بالقوؿ كعرفناه على في معرفة شيخي كإمامي فهو الشيخ بالعين ،كأما الذم كاف لو الفضل األكبر َّ 11 الحى فعندما الرجل على منو دخلت الذم الباب كىو ، أحمد حسن غرباكم ٌ سر أصابتني الدىشة من جماؿ ىذه األحواؿ التي كنت أبحث عنها ،كسألتهم عن ّْ تجملهم بها ،ألمح إلى فضيلة الشيخ محمد على سبلمو ،ككاف قد انتقل في ذلك الوقت إلى بلدة ىهيا محافهة الشرقية ،كلم أكن قد حهيت بمقابلتو رغم ذىابي إليها مراران لشدة تكتمو كخفاءه. كبعد انتهاء السهرة ،ذىبت إلى غرفتي فنمت مأخوذان بهذه األحواؿ ...كفى إلى كيطيل النهر، نومى رأيت الشيخ في المناـ كىو ينهر َّ إلى ،كأخذ ينهر ٌ إلى أحسست بأني اغيب عن كياني كأرتفع إلى الملكوت كأشاىد أشياءان ككلما نهر ٌ سر ذلك، ال أذكرىا اآلف ،فتعجبت مما رأيت كشاىدت كىممت أف أسأؿ عن ّْ فسمعت صوتان يجيبني عما جاس في خاطرم قبل أف أتكلم بو كيقوؿ: " يهٌ أَْ ١يب ٖٚرا ايسدٌ ْيب ٖر ٙاألَ" ١
فاستيقهت كقد علمت أنو الرجل الحي الذم يحيي بو اهلل القلوب كالذم يقوؿ فيو اإلماـ أبو العزائم: { اهلل ح ٞقاٚ ِ٥ال ٜؿٌ إيٚ ٘ٝاؾٌ إال حب ٞقا ،} ِ٥كيقوؿ فيو أيضان: ظ يف حٝا ٠ايكًب خريْ َٔ حٝا ٠ايفسدٚع } { ْفظْ َع اذت ٞحٝا ٠يًكًب ْٚف ْ
كيقوؿ أيضان كأرضاه للمشغولين بالعبادة كالهانين أنها تغني في مقاـ َُ الشيخ أبو العدب :رجل أخذتو الجذبة اإللهيػة عنػدما يككجػو بػاألنوار الحقيػة فػي صػحبة الشػيخ محمػد علػى سػبلمو ،كإف كػاف مػع شدة جذبو شديد التمسك باألكامر الشرعية ،كقد توفي كدفن اآلف ببلدتو حاجر الرزيقات قبلػي مركػز أرمنػت فػي ُُ مػارس ُٖٔٗـ ككاف يتميز بالكشف الصريح كالمعرفة بما يدكر في الخواطر كإف كاف يستر ذلك بههوره في حالة الجذب. كمػل كرثػة أنبيػاء اهلل تعرفػو بقػاع السػماء كتجهلػو بقػاع األرض، ُُ الشيخ أحمد حسن غرباكم :كىػو رجػل مػن خاصػة أكليػاء اهلل كمػن ٌ بسره كبحالو ،كىو اآلف قائم ببلدتو الرزيقات قبلي مركز أرمنت يجمع حولو الصػادقين ،كيوجػو بإشػاراتو المقػربين ،كيرفػع يدعو إلى اهلل ٌ بأحوالو العالية السالكين.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 21
AAAAAAAAAA
الوصوؿ عن معرفة العبد الموصوؿ:
{ إمنا حسَٛا ايٛؾ ٍٛبتكٝٝع األؾ} ٍٛ
كأكؿ أصل من ىذه األصوؿ أف يجمعك اهلل على عبد موصوؿ لقولو تعالى: ّْ( النحل)
كيقوؿ لهم أيضان: ألف عاـ بغير باب التهامى ...ىى نىػ ىفس بشرل ألىل السماح كيعرفهم فضل الجلوس مع العارؼ الحي فيقوؿ: { َْ ٜفظْ َع ايعازف خريْ َٔ عٌُ ايعباد ٚايصٖاد يطٓني طٛاٍ }. كشاءت إرادة اهلل أف أعثر بعد ذلك على الحديث الذم يوضح ما رأيتو في المناـ كىو قولو : { ايػٝذ يف ق َ٘ٛنايٓيب يف أَت٘ }
12
فعلمت أنو شيخ ىؤالء القوـ الذين كنت معهم كمن على شاكلتهم، كىو الباب الذم تفاض منو علوـ النبوة كأحوالها لهم ،كعلمت أيضان أف اهلل على ىذا الفضل كيجعلنى على كجعلنى معهم كأسألو سبحانو كتعالى أف يزيد َّ تفضل ٌ منهم لقوؿ اإلماـ أبي العزائم :. { َٔ نإ َعٓا فك٘ املعٓ َٔٚ ٢نإ َٓا ْاٍ املٓ} ٢ اللهم أنلنا المنى كمتع عيوننا بمشاىدة أنوار نبينا كأسرارنا بشهود محبوبنا كنفخة قدسنا بمعاينة الكماالت الربانية كاألنوار الذاتية. ُِ ركاه الديلمي في مسند الفردكس كأبػو نعػيم فػي الحليػة كالسػيوطي فػي الجػامع الكبيػر مػن حػديث أبػي رافػع ،كمػا أخرجػو ابػن حباف فى الضعفاء من حديث ابن عمر.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 22
AAAAAAAAAA
سر الخصوصية كفرد الحضرة الذاتية ككاشف كصلى اهلل على سيدنا محمد ٌ كراث تلك الحضرات النورانية .. كل الكماالت ألىل النفوس الذكية كآلو ٌ آمين آمين يا رب العالمين.
اهبدا ٙاهةخٚخ هوط
اهلل
على أف أكرمنى بصحبة أخي الشيخ أحمد حسن ككاف من فضل اهلل ٌ غرباكم الذم أخذ بيدم إلى الطريقة الصحيحة لتهذيب النفس كصقلها كتكميلها باآلداب العالية الواجب اتباعها عند الدخوؿ على الشيخ أك مصاحبتو ،كفي ذلك يقوؿ اإلماـ أبو العزائم: { عً ٢ايطايو يف طسٜكٓا إٔ ٜؿٛف ٞي٘ أخا ٟؾادقا ٟضبك٘ يف ؾخب١ ايػٝذ ٜتأدب بأقٛايٜ٘ٚ ،تٗرب بأفعايٜ٘ٚ ،أْظ بأحٛاي٘ ،حتُٜ ٢دخً٘ عً٢ حكس ٠املسغد ٜٚهػف ي٘ عٔ مجاالت ٚنُاالت املسغد ،ألٕ املسغد يف ذات٘ عبد ٚال ٜتخدخ عٔ ْفط٘ }
ككنت كأنا في غمرة تلك األحواؿ أتطور سريعان في األحواؿ الركحانية كأشعر بشوؽ شديد إلى لقاء الشيخ ،إلى أف حانت الفرصة كنزلنا لقضاء إجازة العيد، فذىبت توان للقاء الشيخ ثاني أياـ عيد الفطر المبارؾ. ككاف ىذا أكؿ لقاء بيني كبين الشيخ ،كاستهلو بعد سؤالو عن اإلخواف بأف حكى لي قصة الرجل الذم عزـ على زيارة الشيخ أبي الحسن الشاذلي ، فعرج كأثناء سيره إليو كجد عابدان يسكن في كوخ صغير بالقرب من ساحل البحرٌ ، عليو ليتعرؼ عليو كعرؼ منو أنو يصوـ النهار أبدان كيقوـ الليل أبدان!! فلما سألو العابد عن كجهتو؟ عرفو أنو متجو لزيارة الشاذلي فطلب منو أف
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 23
AAAAAAAAAA
يسألو الهاء لو ،فسار الرجل في طريقو حتى كصل إلى اإلسكندرية ،كنزؿ على الحسية كالمعنوية ،ماال يحين بو القطب أبي الحسن فوجد من خيرات اهلل ٌ الوصف. كبعد قضاء مدة الضيافة ،استأذف الشيخ في السفر فسألو الشيخ :ألم يكلفك أحد بشيء؟ ،فحكى لو ما دار بينو كبين العابد ،فرفع يديو كقاؿ ألصحابو: حب الدنيا من قلبو؛ فتعجب الرجل! من دعوتو. فأمنوا :اللهم إنزع َّ إني داع ٌ
ثم سافر الرجل راجعان حتى كصل إلى كوخ العابد ،فسألو عن رحلتو ،فأخبره بها ككتم عنو حياءان منو ما دعا بو الشيخ لو ،لما يراه من عبادتو ،كلكن العابد ألٌح عليو في معرفة الدعوة التى دعا بها الشيخ لو ،فذكرىا لو ،فقاؿ :الحمد هلل! لقد تعرفت اإلجابة كأحسست بها في نفسي منذ ذلك الوقت ،فقاؿ الرجل مندىشان: كما الدنيا التى عندؾ؟ ،فقاؿ :أنا أصوـ النهار ،فإذا دنا المغرب ذىبت إلى البحر ألصطاد شيئان أفطر عليو ،فكاف اهلل يخرج لي كل يوـ سمكة كاحدة ،كأنها أتحصل عليها كل يوـ ،كمهما اجتهدت في الحصوؿ على غيرىا ال بعينها التى ٌ أستطيع!! ،.فكنت كل يوـ كأنا ذاىب إلى البحر أتمنى بقلبي أف يرزقنى اهلل بسمكة أكبر أك بأخرل معها؛ فلما دعا لي الشيخ لم أعد أجد ذلك الخاطر في نفسي. فزادت دىشة الرجل من أحواؿ الصالحين كعزـ على زيارة الشيخ أبا الحسن في السنة التالية ،كعندما ذىب إليو فوجئ بأف األكل غير ما اعتاده فهو صنف كاحد في كل يوـ في الفطور كالغداء كالعشاء ،كتعجب من ذلك كظن في نفسو أف الشيخ ال يريد إكرامو ،مع أنو كاف يأكل معو ،كأدرؾ الشيخ ببصيرتو النورانية ما يختلج بصدره فقاؿ" :نحن قوـ نجود بالموجود ،كال نتكلف المفقود". فكانت ىذه الحكمة ىي المفتاح الذم فتح قفل قلبو ككضعو على أكؿ طريق الفبلح ،الذم نهايتو لقاء الكريم الفتاح.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 24
AAAAAAAAAA
كقد أثمر ىذا اللقاء مع الشيخ عندم عدة أشياء منها :أني فهمت أنى أنا على شاكلة ىذا العابد لشغلى في ذلك الوقت بالعبادة...؛ ألف المريد الصادؽ يأخذ كل حديث للشيخ في الخلوة أك في الجلوة على أنو ىو المقصود بو! ،كال شأف لو في ذلك بغيره.، كمنها أنى علمت أف المريد ال يصح لو كضع قدـ في طريق اهلل حتى يخلع الدنيا بالكلية من قلبو ،كمنها أنى أدركت أف دعوة الشيخ كقد كررىا أمامي ثبلثان ىي لي كالحمد هلل شعرت باإلجابة من كقتها ،فصارت الدنيا ال تساكم عندم قليبلن كال كثيران بجانب رضا اهلل . أما الدنيا التى كانت عندم ،فهى أني كنت أعبد اهلل ألناؿ آماالن كقصودان في نفسي كىى كإف كانت قصودان راقية ألنها تتعلق بالدار اآلخرة كالوصوؿ إلى اهلل ،إال أنها ال تليق بآداب أىل الحضرة الذين يعبدكف اهلل ال لنواؿ عطاء كال خوفان من جزاء ،كإنما ألنو سبحانو أىبلن لهذه العبادة كىذه طريقة العارفين ،حيث يرمزكف إلى السالكين بما يصحح أحوالهم في سياؽ حديثهم حتى كلو كاف حديثان عاديان ،كفي ذلك يقوؿ اإلماـ أبو العزائم : عنٌي اسمعوا ما تعقلوف من الكبلـ غوامض كالعلم باهلل العلي ه خذ ما صفا لك من إشارة عارؼ
فالعلم بالرحمن من صافي المداـقهن إال و لصب في اصطبلـ ال يػي ٍف فالعارفوف كبلمهم يشفي السػقاـ
كىكذا بدأت السلوؾ الحقيقي إلى اهلل على القدـ الثابت المحمدم في حهوة ىذا الولي ،كما دار بيننا سأذكر نذران يسيرا منها فى ىذه السيرة تنشيطان لهمم األحباب كرفعان لعزائم الطبلب كإف كاف أغلب ذلك ال يليق أف نذكره لقولو :
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 25
AAAAAAAAAA
13
{ املجالس باألمانات }
كقانوف أىل الحضرة في مجالسهم :نحن قوـ نجلس مع اهلل ،فإذا قمنا من المجلس فكأنما لم نجلس كتمانان للسر ،كىذا ألف ىذه العلوـ كاألسرار تحتاج إلى أذكاؽ خاصة فالطريق إليها الحكمة القائلة" :ذيؽ تعرؼ" ،.كاإلشارة إليها في قوؿ اإلماـ الغزالي: فكاف ما كاف مما لست أذكره ...فهن خيران كال تسأؿ عن الخبر كىي المعنية بقوؿ اإلماـ أبي العزائم :. من يبح بالسر بعد العلػم طػاح احفه ػ ػػن س ػ ػػرم فس ػ ػػرم ال يب ػ ػػاح كي ػ ػ ػػف ال كى ػ ػ ػػو الض ػ ػ ػػيا الغيػػ ػ ػػب علمنػ ػ ػ ػػا فػ ػ ػ ػػوؽ العقػ ػ ػ ػػوؿ مكانػ ػ ػ ػػة ػراح ػامضػ ػ ػ ػ ػكػيػػػػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ سػػػػ ػ ػ ػػر ػ ػ ػ ػ ػغػػ ػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ الص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌ ػف ػ ػ ػيػ ػبػػ ػػاح خصػ ػ ػ ػ ػػنا بالفضػ ػ ػ ػ ػػل فيػ ػ ػ ػ ػػو ربنػ ػ ػ ػ ػػا َّ ذاؾ ه
ف ةخب اه ٚذ كبدأت صحبتى مع الشيخ ،كأذكر باختصار شديد أنو عندما أمرنى باإلرشاد ككنت أتوجو بأمره إلى الجهات المختلفة للقياـ بوعظ أىلها كإرشادىم، كاف يتولى بعد عودتى كفى درسو تصحيح بعض المفاىيم التى ذكرتها ،كيعيد توضيحها بما يبلئم العصر مع اليسر فقد كنت أنقل عن السابقين آرائهم كاستشهد بها فى دركسى ،كربما الأفطن أنها التبلئم العصر أك أنها تشدد على الناس. فكاف يقوؿ لى منبّْها كىو فى الدرس العاـ :بعض الناس يقولوف كذا ،ك الصواب الذل يجب أف نقولو للناس ىو كذا ،كيذكر األسباب ،كمثاؿ ذلك موضوع الموت ،فقد كنت أركز فى حديثى عنو عن شدتو كرىبتو كدأب السابقين، حتى سمعتو يقوؿ:
AAAAAAAAAA
13ركاه أبو داكد عن جابر
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 26
AAAAAAAAAA
يذكر الناس الموت كشدتو كرىبتو كال يفرقوف فى ذلك بين المؤمنين كغير المؤمنين ،كما قالوه حق ككاقع كلكن بالنسبة للكافرين كالمشركين كالجاحدين ،أما بالنسبة للمؤمنين فاألمر يتغير ،فهو بالنسبة لهم فرح بلقاء اهلل كسركر بتكريم اهلل، كجعل يذكر من ضركب التكريم كألواف النعيم التى يتلقاىا المؤمن عند موتو حتى ُْ جعل الحاضرين يحبُّوف الموت كيتمنونو. كأذكر أنو مما أثار دىشة الكثير من األخواف أننا كنا ذات مرة فى زيارة فى بلدة الرزيقات قبلى بأرمنت بمحافهة قنا ،كقد ذىب .لزيارة مريض كذىبت مع اإلخواف للمسجد الصبلة ،كبعد الصبلة طلبوا أف ألقى درسا ،فتحدثت معهم شارحا حكمة لئلماـ أبى العزائم ( :ايٛزث ١أزبعٚ ،١زث ١أقٛاٍ ِٖٚ :محً ١ايػسٜع١
املُٓٛحنيٚٚ ،زث ١أعُاٍ; ِٖٚايعباد ايٛزعٚٚ ،ٕٛزث ١أحٛاٍ; ِٖٚأٌٖ املٛادٝد ايؿادق ١احملدثنيٚ ،ايسابع ايٛازخ ايفسد ادتاَع )
ماتيسر ،كىممت كشرحت لئلخواف الحاضرين الثبلثة األكلى بحسب َّ بشرح الرابعة ،كإذا بأخ يدخل علينا كيقوؿ الشيخ يدعوكم ،فقمنا كذىبنا كجلسنا حيث كاف الشيخ كبدأ درسو قائبل :الورثة أربعة كسردىم ثم بدأ بشرح الرابع كىو الوارث الفرد الجامع أل من حيث أنتهيت أنا .كأرضاه. كاستمرت بنا السنوات ،كتوالت األحداث ،ككقع فيها ماشاء اهلل لو أف يحدث ،كظهر فيها من األنوار كاألسرار كاإلفاضات كالتأييدات مما اليسعو الذكر أك ال تطيقو العبارة كالتحملو اإلشارة. كفى أثناء تلك السنين أسس الشيخ جمعية الدعوة إلى اهلل بمصر الجديدة لتكوف كاجهة رسمية للدعوة الصادقة ،كقد أنضم إليها أبناؤه كتبلمذتو ككنت كاحدا منهم كاستمرت المسيرة. ُْ أكرمنى اهلل تعالى بعد تللك الواقعة بسنوات لما قدَّر لػى حمػل أمانػة الػدعوة بعػد رحيػل الشػيخ؛ أف نخػرج للنػاس كتػابين فػى ىػذا الشأف كعلى ذلك المنواؿ من دعوة التبشير كىما :بشائر المؤمن عند الموت ،كالثانى :بشريات المؤمن فى اآلخرة.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 27
AAAAAAAAAA
كقد كلفنى بما شاء فى ىذا السبيل من األمور كالمهاـ كمن شئوف الدعوة ،ككنت أصحبو فى غالب رحبلتو الدعوية ،ككاف الشيخ يحيل إلى الكثير من شئوف اإلخواف كاستشاراتهم ،ككاف إذا ما استشاره أحد فى شيىء كسألو :ىل سألت أخانا فوزل فى ىذا؟ فإف قاؿ نعم ،قاؿ لو أعمل ما أشار عليك بو !! كربما سأؿ الشيخ بعضهم :بماذا أشار عليك فوزل؟ فيقوؿ لو :كذا ،فيقوؿ: نعم ىو الصواب ،كأخبرنى البعض ممن كاف يبلزـ الشيخ أثناء إقامتو ببورسعيد أنو سمعو فى غير موقف يقوؿ لمن يسألو :إذىب لفوزل ففوزل أنا كأنا فوزل.
اض اَ اهساٙ كمرت السنوف ككاف لى مع الشيخ من الشئوف ما ال يسعو المجاؿ ،كما قد ال يسطر بحاؿ مما ليس لو كعاء إال صدكر الرجاؿ...... حتى جاء أمر اهلل ككاف العاـ ُُُْىػُُٗٗ ،ـ ،كذىب الشيخ للحج ىذا العاـ ككاف على موعد للقاء اهلل تعالى ،كقد صحبتو بعد أف أمرنى بالحج حيث كنت الأنول الحج ىذا العاـ كقاؿ لى :كمن الذل يثبت اإلخواف عند إنتقالى، فكاف ماأراد . مر كلما جاء األكاف الموعود .. ....كفى آخر ليلة قبل انتقاؿ الشيخ كقد َّ على جميع اإلخواف يسلم عليهم فردان فردان ككانوا يعجبوف لذلك ،جاءنا حيث نقيم بفندؽ أـ القرل الحادية عشرة مساءان ،فأحببنا أف يخلد إلى النوـ ليناؿ قسطان أحب أف أجلس معكم لحهات ،كبدأ يسرد ماحدث من الراحة ،كلكنو قاؿُّ : فى محاضراتو التى ألقاىا اليوـ للحجيج ،كيوضح أف ىناؾ أخطاء كثيرة يقعوف فيها توجو إلى كقاؿ :عندما تنزؿ مصر إف شاء اهلل اجمع ىذه للجهل بالمناسك ،ثم َّ األخطاء تحت عنواف "أخطاء شائعة فى الحج " كأضفها إلى كتاب حكمة الحج
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 28
AAAAAAAAAA
كأحكامو فى طبعة جديدة.
15
كفى اليوـ التالى كاف ما قدر اهلل ،كانتقل الشيخ إلى رحاب اهلل،16 كدفناه بمقبرة المعبل بمكة المكرمة. كىنا عجيبة من ترتيبات القدر أحببت أف أقصها عليكم ،فقد عرفنا الحقان أف مقبرة المعبل تقع فى عطفة أك حارة الجميزة بمكة المكرمة ككجدنا يافطة كبيرة بذلك على مدخل المقبرة للقادـ من ناحية الحرـ كاليافطة مازالت موجودة بجوار المدخل ،كالعجيبة ىنا أف اسم حارة "الجميزة" إسم غير مشهور ال بالسعودية كال بمصر ،كىو نفس اسم بلدتى التى كلدت فيها كأعيش بها فى الوقت الراىن كىى بلدة "الجميزة" مركز السنطة بمحافهة الغربية بمصر.
كٌ ي املط ة ٗاهف ح اه٘ٓب ف اهدع٘ة كبعد العودة من الحج استكملنا مسيرة الدعوة المباركة كما بدأىا ،. كأسسنا الجمعية العامة للدعوة إلى اهلل كىى جمعية مركزية ،كأصبح لها ما يزيدعن العشرين فرعاى بجميع المحافهات. كأكرمنا اهلل بإخواف صدؽ أعانونا فى شئوف الدعوة ،كاكملنا المسيرة على نهج الشيخ بعقد لقائين جامعين فى السنة ،اللقاء األكؿ إحتفاالن بالمولد النبول الشريف ،كالثانى إحتفاالن بذكرل اإلسراء كالمعراج ،كأضفنا إليو لقاءان ثالثان كىو لقاء اإلحتفاء بذكرل الشيخ محمد على سبلمة . ككنت أسافر بانتهاـ إسبوعيان تقريبان من بلدتى إلى بلدة أخرل للقاء إخواننا بأىل ىذه البلدة يوـ الجمعة أك ليلة الجمعة كيومها ،كما كاظبت أيضان على ُٓ كقد أعاننى اهلل فقمت كالحمدهلل بعد رجوعنػا بجمػع ىػذه األخطػاء مػع شػرح مبسػن ككافػى للمناسػك كطبعنػاه فػى كتػاب أسػميناه "زادالحاج كالمعتمر" كقد طبع طبعتاف ،ك طبع مؤخران طبعة صغيرةالحجم للحمل بالجيب أثناء أداء المناسك. ُٔ لمراجعة سيرة الشيخ محمد على سبلمو راجع كتابنا " العارؼ باهلل تعالى الشيخ محمد على سبلمو سيرة كسريرة "
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 29
AAAAAAAAAA
اللقاءات السنوية بالصعيد فى أسواف كاألقصر كإسنا كسوىاج ،ككذا بالمنيا كمغاغة كأيضان اإلسكندرية كبورسعيد كبنها كالمنصورة ككفر الشيخ كغيرىا ،ككل ذلك على نفقتى الخاصة بفضل اهلل ،كمع استمرارل فى العمل بالتربية كالتعليم كترقيتى فى عملى كاجتهادل ألكوف صورة صادقة جامعة فى ىذا الزماف بإذف اهلل. ككاف لهذه اللقاءات المطولة بالصعيد كاألسبوعية بالببلد األثر األكبر فى ترسيخ الدعوة كطرح أساليب التربية الصادقة على المريدين ...كتفريخ الرجاؿ الصادقين ،كقد أظهر اهلل تعالى لنا فيها من التأييد كافاض علينا من بحور اإللهاـ مما تعجز عن تسطيره األقبلـ ،كجمع علينا بفضلو من خيرة األتباع الصادقين رب العالمين مما جدد ركح الدعوة كأشاع فيها ركح المحبة كالصدؽ المقبلين على ّْ كاألخوة. ثم ألهمنى اهلل تعالى لما ظهرت لى حاجة الدعوة للقاءات المتتالية المنتهمة المنهجية إضافة إلى ما كاف يجرل بالفعل ،أف نعقد لقاءان شهريان جامعا ،فكاف لقاء المعادل بالقاىرة يومى الخميس كالجمعة األكلى 17من الشهر ،يبدأ اللقاء من بعد صبلة العشاء يوـ الخميس ،ثم صباح الجمعة فالخطبة كيستمر إلى صبلة العصر، كقد أكرـ اهلل الدعوة بهذه اللقاءات المنتهمة كالتى استمرت من يومها فى منتصف التسعينات حتى اليوـ فى أف تكوف منبرا راسخان فى التربية الصوفية المنهجية المنتهمة ،كترسيخ الدعوة الصادقة إلى جهاد النفس كغيرىا من الكثير مما فتح اهلل تعالى بو علينا ،فكانت ىذه اللقاءات الشهرية على مدار السنوات بمثابة معاىد علمية صوفية شرعية راسخة ،بل كاصبحت لقاءاتنا الشهرية اليوـ منبران عالميا يتابعو آالؼ المسلمين على الهواء على الشبكة الدكلية للمعلومات. كانتشرت الدعوة كأكرمنى اهلل ببركة حبيبو فأفاض على من الحكمة كفصل الخطاب مما دعا الكثيرين إلستضافتى بكثير من البرامج المسجلة أك على
AAAAAAAAAA
ُٕ كانت اللقاءات الشهرية بالمعادل فى الخميس كالجمعة الثانية من كل شهر ميبلدل بانتهاـ حتى شهر أبريل ََُِ.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 31
AAAAAAAAAA
الهواء باإلذاعة كالتليفزيوف كالقنوات الفضائية ،18كقد عرض علينا كمازاؿ الكثير أصر دائما على أال أقبل إال دعوات من ذلك كمن البرامج كلكنى كنت كمازلت ُّ للم الشمل ،كمحاربة البدع كالخرافات ،كعدـ التجريج أك بلبلة البرامج التى تدعو ّْ الرأل العاـ باألقواؿ المهجورة ،كعدـ شن الحركب الدعائية كالبعد عن اإلثارة كعدـ افتعاؿ أك إشعاؿ الخبلؼ ،كتجنب ما يحدث الفتن كيشيع ركح التباغض أك الفرقة كالتشدد فى المجتمع. كما أكرمنى اهلل بالتأكيد على الدعوة بالحكمة كالموعهة الحسنة إلحياء ركح اإلسبلـ الحقيقية كإعطاء الشكليات كزنها الحقيقى ببل مبالغة كال تسيب، كبأف تكوف دعوتنا كسطية ال تفرين فيها فى شرع اهلل كالإفراط كال مغاالة ،كفى المقابل فقد جعلنى اهلل تعالى أنا محب الصوفية الحقة كالمتصوفين الصادقين حربان على كل أدعياء التصوؼ كمحبى الدركشة كالشعوذة كالكسل كاإلختبلط كالخزعببلت كمرتزقى أك أرزاقية التصوؼ ،لنعود بالتصوؼ إلى رحاب الدين الحق كإلى طريق الصدؽ كاإلخبلص كاإلقباؿ على اهلل بالعمل كالجد كنفع المجتمع أفرادان كجماعات. من اهلل علينا بأخواف صدؽ فى جميع الببلد يسجلوف دركسنا منذ أياـ كقد َّ الشيخ كفى حياتو كبعد ذلك ،حتى جمعوا لنا من ذلك حتى اآلف ما يزيد عن األربعة أالؼ شرين من التسجيبلت كالعشرات من شرائن الفيديو ثم التسجيبلت الرقمية كاإلسطوانات المدمجة فانضم من ذلك المئات إلى ماسبق ،كمازاؿ الكثير سجل بحقبة السبعينات كالثمانينات كأكائل التسعينات. لم يجمع بعد مما ّْ كقاـ من بينهم جماعة من أىل اإلخبلص كالصدؽ أفرغوا ما يقرب من األربعمائة كخمسين شريطان ككتبت كخرجت أحاديثها كآياتها كأكرمنا اهلل حتى اآلف ُٖ مػػن القنػػاة األكلػػى كالسادسػػة كالثامنػػة كالفضػػائية المص ػرية بػػالتلفزيوف المصػػرل كغيرىػػا مػػن الفضػػائيات ،كإذاعػػة القػػاىرة الكبػػرل كالقرآف الكريم ،كشماؿ الصعيد ككسن الدلتا كإذاعة القناة كغيرىا.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 31
AAAAAAAAAA
بطباعة ثبلثة كستين كتابان فى جميع شئوف الدين كالحياة كالتصوؼ كالطريق إلى اهلل كالحقيقة المحمدية كأكثرىا من ىذه الشرائن المفرغة؛ نسأؿ اهلل تعالى أف يعيننا على إخراج ماتبقى للنور لنفع المسلمين كالمسلمات إنشاء اهلل رب العالمين. كقد أعاف اهلل إخواننا أىل الصدؽ فأنشأكا لنا موقعان على شبكة اإلنترنت منذ ما يقرب من العشر سنوات ،ككاف موقعا بسيطا بقدر تطور الشبكة كقتها ،ثم طورنا الموقع ليصبح مرجعا أكرمنا اهلل منذ أقل من سنة كبجهود المخلصين أف َّ عالميان علميا تسجيليان لجميع رحبلتنا كلقاءاتنا ككتبنا ،كالقائموف عليو فى الطريق لتفريغ ىذا التراث الضخم بالكامل من التسجيبلت مع تبويبها تاريخيان باللقاءات كأماكنها ،كفهرستها موضوعيا أيضان ليسهل الوصل إلى موادىا بأم طريق ،كنهاية فالموقع يعرض جميع محاضراتنا صوتا ،كصوتان كصورة ،ككتابة ،كيمكن للمتصفح السماع فقن أك المشاىدة كالسماع أك القراءة على الشبكة مباشرة ،أك التنزيل كتابة أك صوتا أك صوتا كصورة بامتدادات الشبكة المختلفة ،كطبعا يتوقف توفر الصورة مع الصوت على التسجيبلت المتاحة لدينا كجودتها بعد ىذه السنوات، كيزاد على ىذا بتخريج اآلية كالحديث كغيره إلتماـ العمل. كما يحتول الموقع على كم ىائل من اإلستشارات كاألسئلة كالفتاكل التى تجمعت عبر ىذه السنين ،كإضيف مؤخرا كاجهة للموقع كمرآة باللغة اإلنجليزية كجارل رفع المواد التى تمت ترجمتها كاألمل فى اهلل كبير أف يعين القائمين على ىذا المشركع كأف يجمع عليهم المزيد من أىل الصدؽ كاإلخبلص كالمتخصصين ليكوف ىذا الموقع شامبل كبكل اللغات خاصة كأنو تمت ترجمة بعض الكتب كنشرىا بأندكنسيا فعبلن باللغة األندكنسية كاهلل المستعاف كبو التوفيق.
ًّ عاً
أيٚٙد اهلل ٗأ٘فٚقٕ ضبخ ُٕ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 32
AAAAAAAAAA
إخوانى أكرمنى اهلل تعالى فى أطوار الدعوة إليو سبحانو بالقاؿ كالمقاؿ على؛ بتوفيقو كتأييده كإمداده كعونو ،كلوال فضل اهلل كالسياحات كغيرىا مما َّ من بو َّ كنهرات رسولو ما استطعت النطق أك الكتابة ألل حرؼ أك كلم مما ينسب إلى ،فاألمر كما قاؿ اهلل فى كتابو الكريم (ُِالنور): ِّ ككذلك بالنسبة إلمدادات كنهرات رسوؿ اهلل فأتمثل فى ذلك بقوؿ إمامنا أبى العزائم : كل الذل أنا فيو فضل محمد كأنا الهلوـ أنا الجهوؿ أنا الذل
منو بدا كإليو كاف كصوليا لوال عنايتو ىلكت بحاليا
على من التوفيق كالتأييد على أف أذكر بعض ما َّ من بو اهلل َّ كلذا كاف لزاما َّ لنسبة ىذا الفضل إلى اهلل أكالن ،كتحفيزان كترغيبان للصادقين فى المعاملة مع اهلل ثانيان ،كتحقيقان لرغبة الكثير من اإلخواف فى معرفة ذلك ثالثان ،كيعلم اهلل أنو قد إجتمع لنا المئات من تلك اإلكرامات مما كتبو إخواننا فيما كقع لهم أك رأكه، كأرسلوىا لنا لتكوف سجبل حيَّا لما شهدكه كعاصركه من ذلك ،كلكنا سنكتفى ىنا منوعة مابين رؤيا صالحة أك مشورة ناصحة ،أك مقولة موفقة على بذكر بعض نماذج َّ غير معرفة مسبقة ،أك إجابة خواطر خفية بإجابات بينة جلية. كحتى ال تختلن المفاىيم لدل بعض قرائنا الكراـ ،فإنى كإضافة إلى ما اكردت فى مقدمة ىذا الكتاب عن الكرامة كمفهومها لدل الصالحين ،فإنى أزيد األمر جبلءان بأف أقوؿ أف اهلل تعالى يسوؽ الكرامات فى الكثير من المواقف بمثابة إشارات تثبيت أك كسائل تأييد يههرىا اهلل تعالى على أيدل العارفين ببل طلب منهم لذكاتها ألنهم يفركف من سول موالىم كال يطلبوف شهرة فى دنياىم كال عطية فى أخراىم ،إنما كدىم كسعيهم فى توصيل الرسالة التى كلّْفهم بها موالىم من داللة
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 33
AAAAAAAAAA
الخلق عليو كاألخذ بإيديهم إليو ،كعليو فقد يههر اهلل تلك التأييدات أك الكرامات فيهم أك عليهم ،أك فى أتباعهم أك معارضيهم ،لتأييد الصالحين أك تثبيتان لؤلحباب أك للمؤانسة أك فصل الخطاب. كمن جملة تلك الكرامات: الرؤيا الصالحة التى يراىا المؤمن أك ترل لو ،كالرؤيا الصالحة ىى التى قاؿ الصامت ،عندما سألو عن ي َّ ً ً البشرل فيها لسيدنا عيبادةى ب ًن لهم ى قوؿ اللو تعالى خ ي ً فقاؿ : في الحياةً الدنيىا كفي اآلخرة } ى ٞايسؤَٜا { ضأيتَين عِٔ غَ ٕ٤ٞا ضأيين عٓ ُ٘ أحدْ قبًٜو ٜأ ِٚأحدْ َِٔ أَٝيت ،قاٍََ ٖٔ : 19
ايؿاذتٜ ٝ١ساَٖا املطًُِ أ ِٚتُسَ ٣ي} ُٜ٘
كىى التى قاؿ فيها أيضان فى موقف شديد الخصوصية فى تاريخ األمة المحمدية صادران عن بصيرتو النوارنية كاستلهامان لما تحتاجو األمة بعد رحيلو من استمرار فيض البشريات الربانية ألفرادىا – بعد إنقطاع الوحى المباشر -كذلك عندما صلى الناس كراء سيدنا أبى بكر فى مرض إنتقالو كقلوبهم كجلة خوفا على نبيهم؛ إذ ركل اب ًن ىعبَّ و اس عن تلك اللحهات العصيبة التى سبقت العاصفة الهائلة التى ألقت بهبللها الكثيفة عليهم فقاؿ: خ َّ َّاس ص يف ه ف ّْ وؼ ىخل ى ش ى َّبي ىك ى أف الن َّ َّاس ي ٍف أبي بى ٍك ور فقاؿ :ياأيػُّ ىها النَِي الستى ىارةى ىكالن ي الرٍؤيا َّ ً ً إنَّوي لىم يػ ٍب ىق ًمن مب ّْ ً الم ٍس ًل يم ٍأك تيػ ىرل لىوي } ٍ ى ٍ ىى ش ىرات النُّبيػ َّوة إالَّ ُّ ى الصال ىحةي يىػ ىر ىاىا ي
إذ كاف فى رؤيتو ألمتو يصلوف خلف من سيخلفو فيهم يستشعر حاجتهم بعده الستمرار مثل ىذه المبشرات التى كاف يواليها بهم كىو بين ظهرانيهم فتشد من أزرىم كترسم لهم عبلمات على حسن سيرىم أك تأييد السماء لهم ،بل ككانت ُٗ اسم الكتاب :سنن الدارمي عن عبادة بن الصامت َِ سنن أبي داككد عن ابن عباس
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 34
AAAAAAAAAA
تههر على الكثيرين فيؤيدىا أك يعبرىا (يفسرىا) لهم ،كلذا فكثيران ما كاف يسأؿ أصحابو بعد صبلة الصبح: { ٜأٜٓه ِِٝزَأ ٣ٜايً ٜ١ًِٜٝ١زُؤِٜا؟ }
ُِ
ككاف عبد الرحمن بن أبى بكرة يقوؿ:
ِِ {نإ زض ٍٛاهلل ٜ عذب٘ ايسؤٜا اذتطٜٓٚ ١طأٍ عٓٗا ..أٜهِ زأ ٣زؤٜا؟ } .
اه يٚٙد هسؤ ٙاهة حل كحتى اليتطرؽ الشك إلى بعض القلوب أف مثل ىذه المبشرات من الرؤيا الصالحة كانت مقصورة على زمن مضى أك أناس بعينهم ،نقوؿ أنو من الثابت ألىل العلم كمما ال يقبل الشك ،أف مثل ىذه األمور المباركات قد استمرت من بعده فى األمة كعلى نفس المنواؿ الشريف من البشرل كالتأييد أك فصل القوؿ كالتشريف ،كنحن ال نبيح سران أذا أمطنا اللثاـ عن أنو قد كقع لنا الكثير من ذلك بفضل اهلل كبركة رسولو فى طريقنا إلى اهلل كسلوكنا لنهج الصالحين؛ سواء ما رأيناه بأنفسنا من رؤم التوجيو أك التأييد من اهلل كرسولو كمن ذلك ما ذكرت طرفان منو مما حدث لى فى طريق سلوكى إلى اهلل بالصفحات القليلة السابقة. كمنو ما أيد اهلل تعالى بو أخواننا السالكين للطريق على أيدينا فرأل أكثرىم من ذلك الشيىء الكثير كالجم الوفير ،كأذكر من ذلك ... قصة كقعت لنا فى زيارة سابقة إلى سوىاج بتاريخ ّ ََُِ/ٔ/كالتى استمرت عدة أياـ ففى الليلة األكلى قاـ الشيخ أكرـ سعد الدين على ،كاعظ مركز جرجا بتقديمى إللقاء الدرس بعد أف صلينا العشاء بالمسجد ككانت السهرة فى ُِ المستدرؾ على الصحيحين ،عن سيدنا سفينة مولى أـ سلمة ِِ مسند اإلماـ أحمد عن عبد الرحمن بن أبى بكرة .
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 35
AAAAAAAAAA
حفل كبير أقيم بمنزؿ د .أحمد حسين بسفبلؽ ،كعادة إخواننا أكابر القوـ بالصعيد عند استضافة العلماء ،فأثناء تقديم فضيلتو لى قاؿ على لسانو أنو قبل الحفل جاء أحد الحاضرين الذين صلوا معنا ممن ال يعرفنا كطلب من الشيخ أكرـ على أف يصافحنى ،فسألو الشيخ أكرـ :ىل أعجبك شيء من علم الشيخ فوزل فى كتبو؟ قاؿ :ليس ذلك! ،فقاؿ لو :ىل أعجبك شيء سمعتو فى دركسو المسجلة على الشرائن أك اإلسطوانات؟ قاؿ :ليس األمر كذلك ،فقاؿ لو الشيخ أكرـ متعجبان :فما السبب الذم دفعك لطلب ىذه المصافحة؟ فقاؿ :رأيت باألمس رؤيا كأني ذاىب إلى صبلة الجمعة في مسجد سيدم أبو عمرة (بجرجا) كإذا بصفين من الرتب العالية مصطفين خارج المسجد ،فلما سألت عن السبب؟ قيل :نحن جئنا الستقباؿ خطيب الجمعة ففوجئ بخطيب الجمعة (المعتاد) كقد تغير ،كإذا ىو فضيلة موالنا الشيخ فوزم محمد أبوزيد ، فلما سمعت أف الشيخ ىو بنفسو ىنا حضرت للسبلـ عليو كمصافحتو. ثم أضاؼ الشيخ أكرـ أيضان كفى نفس التقديم: ككذلك حدثنى األخ الصادؽ األستاذ /أحمد عبدالرحيم ،أنو أيضان رأل فى ص ًع ىد بهما إلى السماء، المناـ البارحة أنو كمعو أخوه األستاذ/أحمد ربيع كقد ي فوجدا قومان كرامان بيض الوجوه يذكركف اهلل تعالى ،فلما دعوىما قاال :إنما جئنا نسأؿ عن الفرد الوارث! ،فأخذكىما إلى حجرة طيبة بالسماكات بها رسوؿ اهلل كقيل لهما أف معو الفرد الوارث الذل جاءكا لمعرفتو. كلما دخبل الحجرة إذا بالجالس بداخلها مع رسوؿ اهلل ىو فضيلة موالنا الشيخ فوزم محمد أبوزيد ،كقد قاؿ الشيخ أكرـ ذلك فى تقديمنا للدرس كسمعو جميع الحاضرين؛ فكاف تأييدا من اهلل لتعريف الناس بنا إذ كانت ىذه ىى زيارتنا الثالثة لسوىاج كقد اجتمع علينا فيها جمع غفير يطلبوف اهلل تعالى كيسألوف عن السبيل الموصلة إليو.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 36
AAAAAAAAAA
كركاية ثانية أذكرىا لرؤيا حدثت ألخينا الشيخ عبداللطيف محمود من ترعة ناصر ،ككنت فى سياحة دعوية إلخواننا بمحافهة قنا ككانت ليلة فى عزبة الحامى تابع البصيلية – مركز ادفو -ككنت ألقى درسان فى شمائل حضرة النبي ،ككاف فتحا إلهاميان عليَّان فى شمائلو كأنواره تعجب لو الحاضركف. كفى صبيحة اليوـ التالى حدثنا أخونا الشيخ عبد اللطيف محمود كقص حكايتو على الحاضرين ،فقاؿ أنو رأل ليلة البارحة كبعد اإلنصراؼ من درس الشمائل الذل عجب فيو للمعانى العالية التى ألهمنا اهلل بذكرىا! فقاؿ أنو لما ناـ رأل نفسو داخبلن على الركضة النبوية الشريفة ،ككاف حضرة النبي يتكلم مع فرد آخر بالداخل كباب الركضة مقفوؿ ،فقاؿ :قلت فى نفسى أنتهر حتى ينصرؼ الرجل ألحهى باإلنفراد بحضرة النبي. كحدث ذلك ،فلما جلست فى حضرتو كانفردت بو قلت لرسوؿ اهلل : يا سيدم قاؿ فيك الشيخ فوزل كذا ككذا من الشمائل كيقصد التى ذكرتها فى الدرس ليلة البارحة ،فرد قائبلن :حقان حقان ياعبد اللطيف! ،قاؿ :فأخذت أقبل ساقيو الشريفتين بأدب كخجل ،فنادنى باسمى كقاؿ :كفاياؾ يا عبداللطيف حيث كنت أتبرؾ بالساقين كأمسح كجهي. محب كأختم برؤيا ثالثة ألخينا المهندس نبيل إبراىيم كىو رجل صادؽ ّّ للصالحين جمعو اهلل تعالى علينا منذ سنوات قليلة بعد أف اجتهد السنين الطواؿ فى مصر كخارجها فى البحث عن العبد القائم ،كقد أكرـ بالكثير من الرؤيات على أنو كاف يقرأ القرآف فى رمضاف قبل لسيدنا رسوؿ اهلل كمنها ما َّ قصو َّ الماضى كذلك بعد أف تعرؼ بنا بمدة قصيرة ،كىو يحكى بنفسو كيقوؿ .. :فى رؤية خ الصة أثناء تبلكة القرآف الكريم فى رمضاف كفى لحهة كأنا أقرأ المصحف، رأيت على دفتى المصحف اليمنى حضرة النبى كعلى الدفة اليسرل حضرتكم جالسان أماـ رسوؿ اهلل ،ثم قاـ بإخراج اآليات من داخل المصحف كآيات من
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 37
AAAAAAAAAA
فمو الشريف ثم يتفل بها فى فمك كأنا أرل اآليات تدخل فى داخلك كأنت جالس أماـ حضرتو . كىذه الرؤيات التى كقعتا لمريدينا أك من يسلكوف الطريق على أيدينا ال ُّ تعد كال تحصى ،كلكنا ىنا نكتفى بذكر ما سبق للتدليل على أف باب الرؤيا الصادقة التى يؤيد اهلل بها أحبابو كالمقبلين على رحابو مفتوحان دائمان كإلى ما شاء اهلل.
اه يٚٙد إج
ًلِْ٘ اهةدٗز
كىذا أيضا لو سنده من السنة المشرفة فقد قاؿ : 23
{ احرَزُٚا فٔسَاضَ ٜ١ايـُؤَٔٔ ٢فـ٢إَُْٓ٘ َِٜٓعٝسُ بُٔٓٛز ٢اهلل ََِٜٔٛٓٚلُ بٔتَِٛفٔـٝل ٢اهلل }
على من إلهامو كتوفيقو أنى فى معهم األحاديث التى فكذلك مما َّ من اهلل بو َّ أتوجو بها إلى الحاضرين يلهمنى اهلل باإلجابة عن األسئلة كاإلستفسارات التى تجوؿ بخواطرىم بإجابات تشفى صدكرىم ككقع لنا مع إخواننا ممن يعرفوننا الشيىء الكثير،بل كأكثر من ذلك كقع لنا مع من ال يعرفوننا أك أتوا ليتعرفوا بنا. كأذكر منهم أخان من أشراؼ السعودية جاء مع كالده للعبلج كأحب فى آخر يوـ فى زيارتو أف يتعرؼ بنا ألف عبلج كالده استغرؽ المدة كلها كالبد أف يسافر غدان ،ككاف قد قرأ كتبنا من قبل كقد كقع فى قلبو أنو ربما كجد من يبحث عنو، سر اهلل لقاءه ،فاتصل بالدار التى تشرؼ على كتبنا فسييػيى ّْ فقاؿ فى نفسو لو كاف ىو ى بالتليفوف الموجود بالكتب كتكلم مع أحد مسؤلي الكتب ،فحدثنى ىذا األخ كأخبرنى عنو كعن رغبتو؛ فطلبت منو أف يصحبو لزيارتنا بالجميزة فى سيارتو ككاف اليوـ اإلثنين كىو يوـ الدرس اإلسبوعى. ككاف أخونا الزائر قد استأجر سيارة بالقاىرة كذىب ليقابل أخانا الذل
AAAAAAAAAA
ِّ (ابن جرير) عن ثوبػاف ،الفتح الكبير.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 38
AAAAAAAAAA
أصر ضل الطريق أكثر من ساعة كنصف ألنو َّ سيصحبو فى سيارتو الخاصة كلكنو َّ على القيادة بنفسو فى القاىرة ،كعندما لم يعرؼ كيف يسير كقد ضاع الطريق منو كتأخر الوقت ،نصحو األخ أف ينزؿ من أكؿ منزؿ بالكوبرل الذل ىو فوقو اآلف كينتهر ىنالك كيعطى الموبايل ألل مصرل ليصف المكاف ليذىب إليو! كاإلثناف على ثقة أنهما على طرفين بعيدين بالقاىرة فهذا بالدقى كالثانى بالهايكستب!. فوافق على مضض ألنو يصر أف يستدؿ على الطريق بنفسو كلم يوافق إال ألف الوقت تأخر! فلما نزؿ من الكوبرل ككصف أحدىم المكاف ألخينا ..فإذا بو أمامو على الجانب اآلخر من الطريق بشارع البحر األعهم بالجيزة! كالسيارتاف أماـ بعضهما فتعجب زائرنا أشد العجب ،كقاؿ لؤلخ الذل صحبو إلينا فى سيارتو ىذه ثانى كرامة لى مع الشيخ اليوـ ألنى مسافر غدان كأتفقت أف آتيى معك كلكن تيسرت فى ظهرت لى أمور عديدة تعيقنى مؤكدان عن السفر للشيخ؛ كلكنها كلها َّ كقت قصير فتعجبت َّ أشد العجب كعددتها كرامة للشيخ ،كىذه ىى الثانية فيبدك أننى فى الطريق الصحيح! كلكنى سأنتهر لقائي بالشيخ! كلما جاءنا ككاف الدرس قد بدأ فبعد أف انتهى الدرس كرحبنا بو سألتو :ىل لك من أسئلة؟ فقاؿ ياسيدل كنت قد أتيتكم كعندل ثبلثة أسئلة متنوعة تحيّْرنى أحببت أف أسئلكم عنها ،كلكنكم أجبتموىا بنفس الترتيب الذل فى نفسى بإجابات شافية لم تخطر ببالى! فقلت لو إف ىذا من توفيق اهلل كبركة رسولو . كقصة أخرل يركيها أخونا الحاج مصطفى عبد الموجود من ديرب نجم شرقية ،فيقوؿ حدثت لى مع الشيخ كرامات عديدة فمن ىذا الصنف مرتين ككاف لهما أبلغ األثر فى تثبيت عقيدتى بالصالحين؛ فبعد أف تعرفت على الشيخ للمرة األكلى كأعطانى بعض إخوانى كتبا عن اإلماـ أبى العزائم كعن الصالحين قرأت فيها عما اعتبرتو مصطلحات لم أفهمها كالقطب كالوتد كالنجيب كألفاظ كهذه ،كفى يوـ أخبرنى أخى األستاذ جماؿ عبد الحميد المدرس أف الشيخ فى زيارة للقاىرة
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 39
AAAAAAAAAA
فذىبت معو كسألتو فى الطريق عن معانى ىذه األلفاظ فلم يجب ،فوصلنا على العشاء ثم بدأ الشيخ الدرس ككاف الدرس بالكامل فى اإلجابة عن كل األلفاظ التى حيرتنى كاحدان بعد اآلخر! فعقدت الدىشة ألسنتنا أنا كأخى جماؿ الذل لم يفارقنى لحهة كاحدة منذ سألتو عنها!! فكانت أكؿ ماثبَّتنى فى الطريق مع الشيخ. كيحكى ايضا عن مرة أخرل كيقوؿ لما حدث لى ذلك قلت فى نفسى أنا أحب الشيخ حبَّان عهيمان كلكنى أريد كرامة أخرل كانشغلت بهذا األمر! كبعد ذلك ُّ كفى زيارة إلخواننا بقنا بالصعيد َّ ثت بذلك كلو أخانا الحاج سعيد الغناـ من حد ي الزقازيق قبل المغرب ،فقاؿ لى ال تتعجل األمور! فسألتو :فما الفرؽ بين موالنا الشيخ محمد على سبلمو الذل انتقل إلى رحمة اهلل كلم أقابلو كبين شيخنا الشيخ فوزل؟ فلم يجبنى إجابة شافية!. فصلَّينا المغرب كالعشاء معان كىو بجانبى لم يفارقنى لحهة ،ثم بدأ الدرس ككاف ىذا بإجازة يناير سنة ََِِـ ،كبعد حوالى منتصف الدرس كىو درس مسجل يمكن ألل أحد الرجوع إليو! قاؿ الشيخ فجأة :كيسألوف عن الكرامة؟ ثم أفاض فى بياف الكرامة كأف الكرامة الحقيقية فى تغيير األخبلؽ كليست فى األشياء اليفر من اهلل! كىنا مادت بى الهاىرة! ثم قاؿ كعمومان من يريد فسأقوؿ لو حتى َّ األرض من ىوؿ المفاجأة كانعقد لسانى كأنا أنتهر ماذا سيقوؿ الشيخ! فقاؿ: كيسألوف عن الشيخ السابق كالشيخ البلحق! كأنا أكاد ال أسمع من ىوؿ المفاجأة كأخذ يشرح كيستشهد بالكتاب كالسنة حتى انتهى الدرس. ثم يكمل الحاج مصطفى عبد الموجود كيقوؿ :ثم قابلت الحاج سعيد الغناـ بعد الدرس الذل كاف مذىوالن ىو اآلخر من ىوؿ المفاجأة ،كقاؿ لى :ال تسألنى عن شيىء بعد اليوـ! فكانت تلك الحادثة نقطة فارقة لى فى طريق اهلل!. كأنا اقوؿ إخوانى الكراـ أشهدنا اهلل كإياكم أنوار نبينا عليو الصبلة كأتم السبلـ؛أف ىذا من توفيق اهلل كإلهامات كنهرات حبيبو المصطفى كبركاتو علينا
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 41
AAAAAAAAAA
أجمعين كليس لنا فيو ال كثير كال قليل كالفضل هلل العلى الجليل.
كيلحق بهذا الشأف أيضان توفيق اهلل كتأييده فى المواضيع التى نتناكلها فى خطب الجمعة فى الببلد ،ذلك أننًى أتكلم فى أغلب خطب الجمعة عن تفسير آية من كتاب اهلل من اآليات التى يقرأ القارلء قبل الخطبة ،كفى أغلب األحياف ملحة تتعلق بأىل البلد أك بشأف يدير اهلل تعالى محور الخطبة فتتركز حوؿ مشكلة َّ عاجل لدل أحدىم ،فيأتى الناس بعد الصبلة كيعجبوف كيف عرفت بأمر مشكلتهم؟ أك يسألنى صاحب الشأف من أخبرنى بأمره حتى تناكلت موضوعو على على كعليكم! كال أريد ذكر المنبر؟ فأقوؿ لهم جميعان :إنما ذلك إلهاـ اهلل كفضلو َّ أمثلة فى ذلك ألنها أكثر من أف تحصى أك تعد ألننى منذ السبعينات نى يدر أف أحضر الخطبة إال خطيبان!! فقد تكرر ىذا األمر عشرات بل مئات المرات كالحمد هلل على فضل اهلل. كنفس األمر أيضان عندما أدعى لمحاضرة بجامعة أك نادل أك لقاء للشباب أك النساء؛ فغالبان ما يدكر موضوع المحاضرة الرئيسى حوؿ األمر األكثر شغبلن للحاضرين! ككثيرا ما يسألوننى كيف عرفت ذلك؟ فأقوؿ إنو فضل اهلل كإلهامو كبركة حبيبو الذل ّْ بشرنا فى حديثو الشريف أف فى أمتو من يفعلوف ذلك: ِْ { إَٕٓ ئًَ ٜٔ٘ٓتعَاي ٢ٜعٔبَادَاَٜ ٟعِس٢ف َٕٛٝايَٓٓاعَ بٔايتََٓٛضُِٓ. } ٔ٢
أيٚٙد اهلل أ
ف اأض
زة مٗ اه ٘جٕٚ
من اهلل بو على أننى ال أشير على أحد من إخوانى بأمر إال كأيضان مما َّ كأجد عناية اهلل تلحقو كتحين بو حتى يتم األمر على مراد اهلل كيكوف موافقان يقص الكثيركف من إخواننا لمرادنا بفضلو تعالى كبركة إلهاـ حبيبو ،كمن ذلك ُّ رب العالمين ال يكاد تليفونى األرضي كالمحموؿ الكثير كالكثير فإنى كالحمد هلل ّْ
AAAAAAAAAA
ِْ الٍحكيم كالٍبزار ،عن و رضي اللَّوي عنوي ،جامع المسانيد كالمراسيل أنس ى
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 41
AAAAAAAAAA
يتوقف عن الرنين ليبلن كال نهاران ،ككذا البريد اإلليكتركنى كالعادل! كسبحاف من يقوينى على الرد على كل تلك اإلستشارات كالتساؤالت الدينية كالشرعية كالسلوكية كالفتاكل بالعشرات يوميان من مصر كالخارج مهما كانت ظركفى! كهلل الفضل من قبل كمن بعد كال حوؿ كال قوة إال بو سبحانو. كإننا فى ىذا الباب ما أجبنا إخواننا كال أشرنا على سائلينا ككنصحناىم إال خوؼ من إثم كتماف العلم لقولو فى األحاديث الحاكمة لهذا األمر بعد أف َّ فزاد: ِٓ { إ٢ذَا اضِتَػَازَ ٜأحَ ُدنٜ ِِٝأخَا ُ ٙفًُٜٝٞػٔسِ عًَٚ ، } ِٜٔ٘ٝقٛي٘ {:دَعُ ٛعٔبَادَ ايًِ َٜ ٜٔ٘ٓسشُمُ ايًُ٘ ٜٓ ِٔ كُِِٗ َِٔٔ َبعِضَٚ ٣إ٢ذَا اضِتَػَازَ ٜأحَ َدنٜ ِِٝأخُ ُٙٛفًَِٜٓٝٞؿَخُِ٘ } َبعِ َ
كفى منهج اإلستشارة يقوؿ عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ:
ِٕ { املطتػاز َؤمتٔ ،فإذا اضتػري فًٝػس مبا ٖ ٛؾاْع يٓفط٘}.
فالنبى فتح باب اإلستخارة أكالن ،كلكن الكثيركف يستشيركف فالحديث: ِٖ { ََا خَابَ ََٔ ٢اضِتَدَازََٚ ،الَْ ٜدَّٔ ََٔ ٢اضِتَػَازَ }
كمن نماذج توفيق اهلل لنا فى تلك اإلستشارات كحسن تأييده ما يحكيو أخونا الحاج عاطف سيد محمود من مغاغة بالمنيا فيقوؿ ... :كانت كالدتى تعانى من حصوة ،فأجرينا لها بالقاىرة عملية جراحية لتفتيت الحصوة باستخداـ المنهار، كلكن العملية لم تنجح فرجعنا مغاغة ،كبعد أياـ كاف موالنا الشيخ فوزل فى زيارة لنا فسألنى عن صحة الوالدة؟ فأخبرتو أف العملية لم تنجح كأف حالتها أسوأ، فأمرنى أف أذىب الليلة إلى جراح آخر أعرفو بالقاىرة! فقلت :بعد أف تنتهى ِٓ ىع ٍن ىجابً ور ،سنن ابن ماجو ً ً ِٔ الٍخرائطي في مكارـ األى ٍخبلىؽ عن حكيم عن أىبيو ،.جامع المسانيد كالمراسيل ِٕ (طس) عن علي .كنز العماؿ ِٖ (طس) عن أ و رضي اللَّوي عنوي ،جامع المسانيد كالمراسيل ىنس ى
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 42
AAAAAAAAAA
زيارتكم لنا سوؼ أذىب! فقاؿ الشيخ :ال! البد أف تذىب الليلة فوران كال تتأخر للصباح!!.. كعليها سافرنا فى الليل للقاىرة كقابلنا الجراح ،فأجرل الكشف كقاؿ البد من التجهيز للعملية فوران كأجراىا عند الفجر! كفى الصباح أخبرنا أف المنهار سبب ثقبان منذ العملية السابقة من أياـ مما سبب رشح البوؿ داخل الجسم كلو انتهرنا لتسمم الجسم كلم يمكن تدارؾ األمر ،كالحمد هلل شفيت كالدتى ببركة إشارة للغد َّ الشيخ كأرضاه. كيحكى أخ لنا ككانت إبنتو تزكجت مبكرا كطلقت بعدىا بإسبوعين لهركؼ خارجة عنهم ،أنو تقدـ لها رجل يعمل ببلد بعيدة عن بلدىم كال يعرفونو ،فقاؿ لزكجتو سنذىب اللقاء القادـ للقاىرة كمعى إبنتى كنستشير الشيخ. كيكمل :ككنت سألت عن الرجل ببلده فقالوا أنو من عائلة طيبة ،كلكنهم ال يعرفونو ألنو يعمل بعيدان منذ سنوات ،كفى اليوـ السابق للسفر للقاء الشيخ بالقاىرة أخبرتنى إبنتى أنها رأت الشيخ سبلمو فى الرؤيا كقد َّ بشرىا بأف ىذا الرجل المتقدـ صالح كعلى بركة اهلل ،فسافرنا مستبشرين. رجل ه لزكاجها ه
كعندما كصلنا كقابلت إبنتى زكجة الشيخ ،أخبرت زكجتو أنو َّتقدـ لها عريس ،فقالت لها زكجة الشيخ :نعم أعرؼ ذلك! كاسمو فبلف ،فتعجبت إبنتى كسألتها كيف عرفت؟ فقالت إف الشيخ أخبرىا قبل العمرة أف رجبلن اسمو كذا سيتقدـ لخطبة إبنة أخينا فبلف أل أنت! ،فزاد استبشارنا باألمر ،كعندىا كنحن نتحدث جاء الشيخ فقصت عليو إبنتى موضوع الرجل المتقدـ لها؛ كسألتو عن رأل فضيلتو فى ىذا األمر؟ ،فقاؿ لها على الفور :كماذا تريدين بعد أف بشرؾ موالنا الشيخ سبلمو! فارتجفت أنا كإبنتى من المفاجأة! ألف أحدا لم يعرؼ أمر تلك الرؤيا غيرنا!! بل كلم نقصها على أل أحد!! ،كعندما عدنا إلى بلدنا بعد اللقاء ...أتممنا الزكاج بحمد اهلل كعاشت إبنتى فى سعادة بفضلو تعالى كبركة
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 43
AAAAAAAAAA
الشيخ .
على كعلى إخواننا ،فالشكر كىذا كلو ليس إال من فضلو تعالى كمنتو َّ كالحمد كالمنة هلل لو سبحانو أف جعل الخير على لساننا كالتوفيق حليف مشورتنا كرأينا ببركة كنهرات نبينا لنا ،حيث لم يغلق باب الفضل أك يقصره على أحد أك زماف أك مكاف ،بل فتحو ألمتو إلى ما شاء اهلل بقولو : ِٗ { إَٕٓ فٔ ٞأََٓٝتَُٔ ٞخَدَٓثٔنيَ – ٚف ٢زٚاَُ ٚ ١ٜهُٔ٤ًٜنيٚ -إَٕٓ ُعَُسَ َٔ ُِِِٓٗ }
كنحن فى ىذا كلو نسأؿ اهلل تعالى فى كلو لحهة أف يوفقنا للصواب كالرشد ،بل كنتمنى لو أننا أعفينا من ذلك التكليف فالمسئولية جسيمة كالخطر عهيم كنصب أعيينا تحذير الحبيب لكل من أقامو اهلل تعالى مبلذان إلخوانو، فقد قاؿ: ٍ عًَََ َٜٓٞا ي ِِٜأٝ ٜقٌِ فًَٜٝٞتَبََٓٛأٞ ََ ٞكعَدَ ََٔٔ ُٙايَٓٓاز ٢َََٔٚ ،٢اضِتَػَازَٜ ُٙأخُ ُٙٛفٜأٜغَازَ عًَ٘ٔ ِٜٝ { ََِٔ قٜا َ َّ ٔ ٢بفٝتَِٝا غِٜٝس ٢ثَ ِبتٕ ف٢ٜإََُْٓا إِ ٢ثُُُ٘ عًَ ََِٔ ٢ٜأٜفٞتَا} ُٙ ٔبػَِٝس ٢زُغِدٔ ٜٔ ٙفكٜدِ خَاَُْ٘ َََِٔٚ ،أٝفٞتٔ َ
اه يٚٙد إج
اهدع ء ٗحتقٚق اهسج ء
كأنا يا إخوانى الكراـ؛ كمع أننى عبد فقير ال أملك لنفسى كال لغيرل ضران كال نفعان إال أنو من عناية اهلل بى كرحمتو أنو يستجيب لنا الدعاء كيحقق لنا الرجاءتحسينان لهن إخوانى المؤمنين بى تأييدان لشريعة اهلل كنبوة حبيبو كمصطفاه ألف تأييد اهلل تعالى ألحبابو كاستجابتو لدعائهم ألكبر دليل على صدؽ ىذا الدين كعلى علو قدر سيد المرسلين عليو أفضل الصبلة كأتم التسليم. كمن ىذا ما يحكيو أخونا المهندس محمد جماؿ الدين أبوبكر من بورسعيد ككاف قد أصيب بمشكلة كبيرة فى القلب كحضر للقاىرة إلجراء جراحة عاجلة ِٗ إحياء علوـ الدين ،كطرح التثريب كغيرىا رضي اللَّوي عنوي ،جامع المسانيد كالمراسيل َّ (ؾ ىق) عن أىبي يى ىريٍػ ىرةى ى
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 44
AAAAAAAAAA
كدخل أحد كبرل مستشفيات القلب المعركفة حيث يمكن إجراء مثل تلك الجراجة لخطورتها البالغة ،كبعد أف تم عمل اإلشاعات البلزمة كالتجهيز للعملية كحجز غرفة العمليات لعملها بالصباح لتقدـ الحالة ...كأترؾ أخانا يحكى لكم فيقوؿ: كلمت فضيلة موالنا متأخران ليبلن ألخبره أف العملية فى الصباح ليدعو لى، ككاف الشيخ قد زارنى من قبل فى المستشفى كبشرنى بالشفاء مع السير فى طريق العملية آلخره! ،كإذا بو يقوؿ لى فى التليفوف إنك لن تعمل العملية! فتعجبت إذ العملية صباحا ال مفر! فكرر ذلك لزكجتى أيضان! فقلنا اهلل أعلم بمقصوده! كلكننا فرحنا ببشراه! كلكن لم يدر بخاطرنا أف كلمتو لنا كانت دعوة مستجابة!.. كفى الصباح كاف البد من عمل آشعة قبل الدخوؿ للعملية مباشرة ،كللعجب فعندما فحص الطبيب اآلشعة كىم يجهزكننى للعملية ،صاح مندىشان نٍ :ىذا عجيب! كيف حدث ىذا!! اآلشعة اليوـ غير التى كانت باألمس كحالتك اآلف ال تستدعى العملية!! كىذه من العجائب النادرة! كألغيت العملية!! كخرجت من المستشفى ،كنصحنى الطبيب بالراحة كتناكؿ أدكية أخرل ففعلت؛ كأنا اآلف فى خير حاؿ بحمد هلل كبركة دعوة الرجل المستجابة! . خ آخر أف زكجتو أصيبت بمرض خبيث فى الصدر كتم استئصاؿ كيحكى أ ه جزء منو بالجراحة ،كلكن المرض عاكدىا كأخذكا فترة طويلة فى العبلج الكميائى كالحالة تسوء ،ثم جاء الحج كحججت عامها كطلب منى أخى أف أدعو لزكجتو بالشفاء كأنا عند الكعبة فى الحج. يمن عليها بالشفاء العاجل ،كلما عدنا كلمنى ففعلت كتضرعت إلى اهلل أف َّ أخى فى التليفوف فطلبت منو أف يستبشر بفضل اهلل كبالشفاء إنشاء اهلل ،فحادثنى ثانية بعد أياـ كقاؿ لى أنو رأل موالنا الشيخ محمد على سبلمو فى الرؤيا كقد سألو عن زكجتو كعبلجها فأخبره كقاؿ لو :موالنا الشيخ فوزل بشرنا بالشفاء فقد دعا
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 45
AAAAAAAAAA
لها فى الحج عند الكعبة! ،فقاؿ لو :أبشر يابنى كاطمئن!.
كيسترسل أخونا كيقوؿ :بعدىا بفترة قصيرة ذىبنا للمراجعة حيث أف اآلثار الجانبية للعبلج أثرت على صحة زكجتى للغاية ،كللعجب العجاب جاءت التحاليل كاآلشعة سلبية تماما فلم نصدؽ ال نحن كال األطباء!! فكررناىا كذىبنا من مكاف آلخر للتأكد!! ...ككانت النتيجة المذىلة فيها كلها ..أف المرض العضاؿ قد اختفى على التماـ كالكماؿ بفضل اهلل تعالى كاستجابتو لدعوة الشيخ .
اه يٚٙد ض ح
األفساد هِ ٗأبدٙى اهط ٗاهطو٘ن
من اهلل تعالى علينا بأف جعلنا فى كبلمنا القبوؿ كاإلستجابة لدل ككم من مرة َّ من يقبلوف علينا ممن ال يعرفوننا فإذا بالقلوب تتفتح بفضل اهلل تعالى كبركة رسولو لنور الهدل كإذا بالحجارة تلين لذكر اهلل ككم من عشرات استجابوا لكلمات قليلة سمعوىا منا كافقت بفضل اهلل كبركة رسولو قاببلن فى نفوسهم فتغيرت حياتهم كصدقوا فى إتباعهم ففتح اهلل تعالى عليهم بالخير كالرشاد. كمن ذلك ما يحكى أخونا الحاج أمين عسكر من الزقازيق عن قصتو معى فيقوؿ :دعانى زميل لى بالعمل ككنا ضباطان بالجيش أنذاؾ ،ألحضر زيارة للشيخ ببورسعيد كلم أكن قد حضرت مثل ىذه القاءات من قبل ،فحضرت معهم كصليت المغرب كالعشاء ألكؿ مرة فى حياتى بالمسجد. ثم حضرت الدرس مع الشيخ فى الصباح ككاف الدرس تحويبلن كامبلن لحياتى فقد تغيرت بعده إلى شخص آخر تمامان حيث حكى الشيخ فى الدرس قصة حياتى كاملة بمخالفاتها ككأنو يقرأ ما بداخلى ككتاب مفتوح إال أنو لم يسمنى ،كخرجنا من الدرس كأنا مذىوؿ أك مغيَّب ،كفى الطريق لصبلة الجمعة عاتبت صديقى بشدة حيث ظننت أنو حدث الشيخ عنى كلكننى تأكدت أنو لم يفعل!! ..كعندىا
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 46
AAAAAAAAAA
صب فى قلبى حبان جارفان للشيخ فى لحهات حتى صار أحسست أف اهلل تعالى َّ عندل أغلى من نفسى كمن الدنيا كما فيها كأنا ال أعرؼ شيئان بعد! .ثم كانت خطبة الجمعة عن سلوؾ طريق اهلل فكانت تتمة لدرس الصباح ،كبعد الزيارة ذىبت لحضور المجلس األسبوعى بالجميزة بلد الشيخ ،كتمنيت أف أجلس معو كحدنا! فحدث كجلسنا كحدنا بين المغرب كالعشاء! ككانت جلسة عبلج كاملة لى من األمراض الذىنية كالنفسية كالسلوكية كسبحاف من ألقى فى قلبى اإلستجابة لكل ما على بعد تلك الجلسة نصحنى بو من العمل الصالح ،ككاف أكؿ بركات الرجل َّ على مباشرة كبعد المحافهة على الصلوات كالسير بصدؽ فى الطريق أف َّ من اهلل َّ باإلقبلع عن التدخين فوران بعد أف كنت مدخنا لمدة أربعة كعشرين عامان. كسرت مع الشيخ فى طريق اهلل ككم من شأف كقع لى بعد أك مع أىلى فكنت ال أذىب إلى الشيخ إال كأجابنى عما جئت لو قبل أف أسأؿ ،كمامن مشورة على إال كجعل اهلل فيها الخير العميم كلو بعد حين فالحمدهلل على فضلو أشار بها َّ كمنتو علينا بالصالحين -.إنتهى. ككم من حاالت مشابهات كثيرة ،بل إف من الغريب أف الكثيرين كالكثيرين ممن يستجيبوف لنا فيحسن سلوكهم كيرقى إلى اهلل إتباعهم لم يلتقوا بنا ظاىران، فقد استجابوا لنا من كتبنا التى قرأكىا أك محاضراتنا التى سمعوىا فى شرين أك حضركىا على شبكة النت ،ثم راسلونا بعده بانتهاـ أك عند الحاجة. كأذكر من ىؤالء أخا سودانيان كلد كعاش مع أسرتو خارج السوداف بدكلة عربية ،كتربَّى تربية سلفية متشددة منذ بداية تعليمو حتى حصل على ليسانس فى تخرجو كعمل الشريعة ،كقد نشأ على رفض الصوفية ،ثم سافر إلى بريطانيا بعد ُّ ىناؾ ،كتصادؼ أف اشترل ىذا األخ كتبان لنا فى التصوؼ من مكتبة بلندف ،فقرأ تلك الكتب؛ فعاد كاشترل باقى كتبنا فى الدراسات الصوفية الحديثة من تلك المكتبة بلندف ،كإذا بو يراسلنا كيخبرنا أنو قد تغيَّر فكره كسلوكو كمشربو بعد تلك
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 47
AAAAAAAAAA
السنين الطواؿ ،كأصبح اآلف شخصان آخر بعد أف قرأ كتبنا فى التصوؼ !!! كىو اآلف يتابعنا على النت كيسلك سبيلنا كإف كنا لم نلتق بو. ككثيركف ككثيركف شبابا كرجاالن كنساءان سالكين كسالكات يتابعوننا بانتهاـ بالخطابات البريدية المكتوبة أك على البريد اإلليكتركنى الخاص بنا أك بريد الموقع أك بالتليفوف؛ كيسير الكثيركف منهم معنا خطوة خطوة من حاؿ إلى حاؿ كمن مرحلة إلى أخرل ..كقد ألقى اهلل فى قلوب الكثيرين منهم القبوؿ كفى نفوسهم اإلستجابة كصدؽ المتابعة! كبلغ بعضهم مقامات عالية من القرب من اهلل كرسولو رب كلم يلتقوا بنا ظاىران ...فكل ىذا من فضل اهلل علينا كتأييده لنا كالحمدهلل ّْ العالمين. كإذا استرسلنا فى ذكر نماذج التأييد كاألمثلة من فضل اهلل علينا فهى أكثر من أف تحصى أك تعد فنك تفى بما سبق ،كنحن ما ذكرنا ىذه اإلكرمات من اهلل فخران كال زىوان إك إعجابان بالنفس؛ كإنما ليقيننا أنو ما أكرـ اهلل أحدان من أتباع رسلو؛ فإنما ىو إكراـ للرسوؿ الذل يتبعو ىذا الولى ..فكل كرامة لولى فإنما ىى فكل ىذه اإلكرامات من فضل اهلل تأيي هد لحبيبو معجزة للنبى الذل يتبعو الولىُّ ، كمستمر دائم كمصطفاه ،كىى بمثابة إعبلف أف تأييد اهلل لهذا الدين كىذا النبى ه ي إلى يوـ القيامة ،كاألمر كما يقوؿ إمامنا أبو العزائم : و محمد منو بدا كإليو كاف كصوليا كل الذل أنا فيو فضل ُّ الولى كال يلتفت إليها كال يهتم بها بعد كقوعها كالكرامة فى ذاتها ال يطلبها ُّ و لدعاء دعاه العبد فى حالة ك ال يتحدث بشأنها؛ ألنها فى حقيقتها إجابة من اهلل إضطرار كفاقة إلى اهلل بعد استعانتو باألسباب كعجز األسباب عن تحقيق المراد ،فليجأ إلى مسبّْب األسباب كيدعوه – كىو ال يدعو إال بخير -لتأييد ا لدين كتثبيت اليقين أك كشف كرب المكركبين كتلبية المحتاجين كىى من باب قولو تعالىِٔ( :النمل) ،كمن سر
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 48
AAAAAAAAAA
كنزه للمتَّقين:
ّ-ِ(الطبلؽ).
كإذا ذكرت ما ذكرت للمريدين فإنما على سبيل إعبلء عزائمهم كتقوية سر قصصو لؤلنبياء ىممهم ،كتشويقهم لبلوغ ىذا المقاـ ،كما بيَّن اهلل َّ كالمرسلين فى كتابو على حبيبو حيث قاؿ لو : َُِ( ىود). كاهلل من كراء القصد كىو يهدل السبيل.
اهدع٘ة ٗاهلد كأنا أعمل اآلف رئيسا للجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بجمهورية مصر العربية ،كالمشهرة برقم ِِْ كمقرىا الرئيسى ُُْ شارع َُٓ حدائق المعادل بالقاىرة ،كلها فركع فى جميع أنحاء الجمهورية. كما أتجوؿ فى جميع الجمهورية كالدكؿ العربية كغيرىا ،لنشر الدعوة المثل كاألخبلؽ اإليمانية بالحكمة كالموعهة الحسنة ،باإلضافة اإلسبلمية كإحياء ي إلى الكتابات الهادفة إلى إعادة مجد اإلسبلـ ،كالتسجيبلت الصوتية ك الوسائن المتعددة للمحاضرات كالدركس كاللقاءات على الشرائن ك األقراص المدمجة، كأيضا من خبلؿ موقع اإلنترنتWWW.Fawzyabuzeid.com : أما الدعوة فأدعو بحمد اهلل تعالى إلى نبذ التعصب كالخبلفات بين المسلمين كالعمل على جمع الصف اإلسبلمى كإحياء ركح اإلخوة اإلسبلمية، كالتخلص من األحقاد كاألحساد كاألثرة كاألنانية كغيرىا من أمراض النفس ،كما أحرص على تربية أحبابى على التربية الركحية الصافية بعد تهذيب نفوسهم كتصفية قلوبهم
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 49
AAAAAAAAAA
كأعمل جاىدان على تنقية التصوؼ مما شابو من مهاىر بعيدة عن ركح الدين ،كإحياء التصوؼ السلوكى المبنى على القرآف كعمل الرسوؿ كاألصحاب. كىدفى من كراء ذلك ىو إعادة المجد اإلسبلمى ببعث الركح اإليمانية، كنشر األخبلؽ اإلسبلمية كترسيخ المبادئ القرآنية. كصلى اهلل على سيدنا محمد كعلى آلو كصحبو كسلم ،أسأؿ اهلل تعالى أف ينفع بهذه السيرة كل من قرأىا ،كأف تكوف لو عونا على تلمس سبيل الحق، فماكاف فيها من خير فمن اهلل ،كما كاف من غير ذلك فمن سوء طبعى ،أسألو سبحانو أف يغفر لى كيتولنى كأحبابى كالمسلمين أجمعين.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 51
AAAAAAAAAA
ُّ
حلٌ اه ةةةةة زفني أةخٚح اهَِّٚةةةةةة ةف ء اهطَّ٘ٙةةةة ةاح اهقو٘ب عاً اهةاح مضساز اه ُسقِ ف اهدزج ً ف ح اهةاح
AAAAAAAAAA
ُّ محاضرة بالجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بالمعادل ،الخميس ُٔ ربيع الثانى ُُّْىػ ُمن أبريل ََُِـ
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 51
AAAAAAAAAA
بسم اهلل الرمحن الرحيم
. ]ُّٔاألنعاـ-ُِٔ[
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 52
AAAAAAAAAA
اهب ب األٗي أةخٚةةةةةةح اهَِّٚةةةةةة حلٌ اه زفني إخوانى كأحبابى بارؾ اهلل فيكم أجمعين .... :اتَّبع الناس منذ عهد الحبيب األعهم العارفين كالصالحين ألنهم حكماء فى كل أمورىم ،فى أفعالهم يمن بها على من يشاء كأعمالهم كأقوالهم كجميع أحوالهم ،كالحكمة فضل من اهلل ي من عباده بفضلو كجوده كرحمتو ،كلذلك نجد الحكماء الربانيين ييلخّْصوف لنا الكثير فى قليل من اللفظ كفى قليل من العمل أك الحاؿ مما يىػ ٍعهم بو األجر! كييرفع بو شأف العبد عند ربو بهذا القليل الذل َّ قدمو لمواله ،قاؿ حبيبى كقرة عينى : ِّ
{ ق ًٌُٜٝٔايتَِٓٛفٔٝل ٢خَِٝسْ َِٔٔ نٜجٔري ٢ا ٞيعَ ٞكٌ} ٢
حصل المرء أمثاؿ الجباؿ من العقل أل العلم لكنو ال ييوفىق للعمل ربما يي ّْ ببعضها ،فبل يناؿ فى الدنيا ما يرجوه كال فى اآلخرة ما يتمناه عند مواله جل فى حصل المرء حكمة كاحدة كيوفقو الموفق للعمل بها فيناؿ عبله ،كربما يي ّْ بسببها بركات الدنيا كسعادة اآلخرة كالمقاـ العهيم الذل يهواه كيتمناه فؤاده عند مواله ،كلذلك اتبع الناس الصالحين كالعارفين كالحكماء الربانيين من أجل ىذا المراد ،فقد اختصر اهلل لهم الكبلـ اختصاران!! كاختصر لهم الفعاؿ!! كاختصر لهم األحواؿ!! ...اقتداءان بسيدنا رسوؿ اهلل سيد أىل الكماؿ ..حيث قاؿ:
AAAAAAAAAA
ً َّوفً ً يق ىخ ٍيػ هر ًم ٍن ىكثًي ًر ال ىٍع ٍق ًل " يل التػ ٍ ِّ ركاه ابن عساكر عن أبى الدرداء بركاية " قىل ي
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 53
AAAAAAAAAA
ّّ
{ أٚٝتٔٝتُ دَٛا َٔعَ ايهٚ ٢ًِٜٔخَٛأتَُُ٘ٚ ،اخِتُؿٔسَ ي ٞاخِتٔؿَازا} ٟ
أةخٚح اهَِّٚ أسس عليها الصالحوف كالعارفوف كالحكماء كمن ىذه الكلمات القليلة التى َّ الربانيوف أمور الفتح اإللهى كالفتح الربانى كالفتح النورانى من اهلل ما قالوه: { أ ٍٚأؾٌ َٔ األؾ ٍٛتٓاٍ ب٘ ايفتح ٚايٛؾٚ ،ٍٛايسفع ١عٓد حكس ٠ايسضٍٛ ٖٛ تؿخٝح ايٓٚ ١ٖٝؾفا ٤ايٚ ١ٖٜٛٛإخالف ايعٌُ يسب ٚايربٜـٖ} ١
ىذا األصل لو عمل بو اإلنساف سعد فى دنياه كأيخراه ،فإف أصل األصوؿ فى كل األقواؿ كاألعماؿ كاألحواؿ ىو النيَّة المصاحبة لو. كاألصل فى النيَّة أف تكوف سابقة للعمل؛ لكن من فضل اهلل علينا أنو جعل لمن يسهو كبدأ فى العمل أف يصحح النيَّة أثناء العمل ،بل تفضل اهلل علينا كجعل حتى لمن سها عن النيَّة حتى انتهى من العمل أف ينول كيجدد النيَّة، كىذا فى غير الفرائض؛ ألنو البد من تصحيح النيَّة قبل بدء الفرائض ،فشرط الصبلة أف يصحح النيَّة قبل تكبيرة اإلحراـ ،كاستحسن بعض السادة المالكية أف ييطيل اإلنساف تكبيرة اإلحراـ األكلى ليستجمع فيها النيَّة القلبيَّة ،كبعضهم استحسن التعجيل بتكبيرة اإلحراـ ألنو حضَّر النيَّة قبل أف يتدخل الشيطاف كالنفس فيحبطا عليو ما استحضره من النيَّة. إذان العمل الذل يليق باإلنساف ىو الذل َّ حدده فى قلبو كبدأ فى فعلو متوجهان لربو ،كصياـ الفريضة كذلك ،فبلبد من جمع النيَّة قبل آذاف الفجر لقولو :
AAAAAAAAAA
ّّ ركاه أبو يعلى عن عمر بن الخطاب.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 54
AAAAAAAAAA
34
ذ ُٔع ٢ايؿٝاَّ َٔ ايً ،٢ٌٝفال ؾٝاَّ ي} ُٜ٘ { ََِٔ يِ ُٜ ِِٜ
لكن صياـ النافلة كاف يصبح فيطلب منهم الطعاـ فإذا قالوا ليس عندنا فيصح أف ينول صياـ النافلة أثناء النهار ماداـ لم شئ؛ يقوؿ نويت الصياـ هلل ، ُّ ه يأكل كلم يشرب كلم يصنع ما يبطل الصياـ ،فالنيَّة فى النافلة كالقربات غير النيَّة فى الفرائض ،كاستندكا فى ذلك إلى قولو : { إذَا ٜأ ٜنٌَ ٜأحَ ُدن ِِٝطٜعاَا ٟفِ ًَٜٝٞرنٝسِ اضَِِ اهلل ،فٜإِٕ َْطٔ َٞأِ َٜ ِٕٜرنٝسَ اضَِِ اهلل فٔ ٞأٖٜٚئ ٔ٘ 35
فٝ ًَٜٝٞكٌِ :بٔطِِ ٢اهلل أٖٜٚئ٘ٔ َٚآخٔس ، } ٔٙ٢كفى ركاية: 36
{ ََا شَاٍَ ايػِٖٜٛٝإُ ٞ َٜأ ٝنٌُ ََعَُ٘ ،ف ًُٖٜا َذنٜسَ اضَِِ اهلل اضَِتكٜاََ َ٤ا يف بَ} ٔ٘ٔٓٞٛ
ألنو أفسد على الشيطاف بنيَّتو التى نواىا. ىذا الكبلـ بالنسبة للنوافل كالقربات كالسنن لكن الفرائض البد من النيَّة حكم شرعى ،لكن ما أريد أف أصل إليو أف األعماؿ كما قيل فى قبلها ،كىذا ه الحكمة { :نٌ األعُاٍ َْ ٠١ٖٝال تٓكذٗا إال ايٓٔ } ١ٖٝأساس األرباح كالفتح كالنجاح فى أل عمل يتوقف على النيَّة ،نحن صلينا فى جماعة كاحدة كالركوع كاحد كالسجود كاحد كالقراءة كاحدة لكن ىل أجر الجميع يتساكل عند الواحد ؟ ال ،قاؿ كقد رأل رجلين يصلياف فى مسجده المبارؾ فقاؿ: كٌُ ََٔٔ اآلخَ ٢س الٕ ٢إ٢ي ٢ٜا ٞيَُطِذٔدٔ فَِٜٓٝؿَس٢فُ ٜأحَدُ َُُٖا َٚؾَالٜتُُ٘ أٜفَ ٞ د ٜ { قٜدِ َٜتَ َٛدَُٓ٘ اي ٓسَ ُ 37
ؾالٜتُُ٘ الَ ٜتعِدٍُٔ َٔ ِجكٜاٍَ َذزَٓ} ٕ٠ ف اآلخَسُ ََ ٚ إ٢ذَا نٜإَ أٜفٞكَ ًَُٜٗا َع ٞكالََِٜٓٚ ،ٟؿَسُ ٢
ما سر الفارؽ بينهما فى األجر؟ النيَّة ... ّْ سنن البيهقى الكبرل عن حفصة رضى اهلل عنها. ّٓ ركاه أحمد كالترمذم كأبو داككد عن عائشة. ّٔ سنن أبى داككد عن أمية بن مخشي. و رضي اللَّوي عنوي ّٕ (طب كر) عن أىبي أىيُّوب ى
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 55
AAAAAAAAAA
لرب البرية ،فهذه ىى فتصحيح النيَّة كصفاء الطوية كدرجة اإلخبلص ّْ رب البرية األسس المرعيَّة التى يتوقف عليها درجات كعهيم األجر كالثواب من ّْ ،كلذلك أسس العارفوف كالصالحوف كالحكماء الربانيوف السير إلى اهلل كالطريق إلى اهلل كأل عمل صالح يتوجو بو العبد إلى مواله على تصحيح النيَّة قبل أل عمل أك قوؿ أك حكمة أك حاؿ ... كىذا ىو الجهاد األعهم.
ةف ء اهط٘ٙ لرب البريَّة، كتصحيح النيَّة يقتضى صفاء الطوية حتى تكوف النيَّة خالصة ّْ ألنو قد يعمل اإلنساف أعماؿ الصالحين كلكن يرجو فى باطنو من كراء ىذه األعماؿ دنيا دنيَّة أك حب الههور أك الشهرة أك الجاه ،كالعمل ظاىره صبلح كتقول! لكن ىل ييرفع بهذا العمل درجات أـ يهبن بو دركات؟ تعرفوف اإلجابة! سيهبن بو عملو دركات! لماذا؟ ألنو قصد بو الخلق كلم يقصد بو الخالق سبحانو، كالفارؽ بين ىذا كذاؾ ىو فى صبلح القلب ،كلذلك قاؿ : ختِ ؾَ ًٜحَ ادتٜطدُ نًٚ ،٘٥إذا فٜطَدَتِ فٜطَ َد كػَ ٟ١إذا ؾًََ ٜ { أال ٢ٚإٕٖ يف ادتٜطَدٔ َُ ِ 38
ادتطَدُ نً٘ ،أٜال َٖٞٔٚا ٞيكًٞ ٜبُ }
كلذلك كاف موطن الجهاد األكؿ لمن أراد الوصوؿ إلى مراد اهلل أك الوصوؿ إلى فتح اهلل أك الوصوؿ إلى الدرجات الوىبية التى يتفضل بها اهلل على الصالحين من عباد اهلل ...كل ذلك يتأسس على صبلح القلوب ،كلذلك أكؿ كرشة ييعرض الح ػراـي بىػ ػيّْ هن، الحػ ي ػبلؿ بىػ ػيّْ هن ،ىك ى ّٖ الصػػحيحين البخػػارل كمسػػلم عػػن النعمػػاف بػػن بشػػير كنػػص الحػػديث لعهػػيم فائدتػػو ،قػػاؿ :خ ى ًً ً ً ضػو ،كمػن كقىػع فػي الشُّػب ً كعر ً شػبَّ ً ىمهػا كثي هػر م ىػن الن ً هات :كػر واع يىػ ٍر ىعػى ىح ٍػو ىؿ شػبَّ ه الم ى ىكبىػ ٍيػنىهما يم ى هات ٍ ي ىٍى ى اسػتىٍبػ ىرأى لدينػو ٍ ػاس .فمػ ًن اتَّق شػى ي هات ال يىػ ٍعل ي ً ً ً ً ً مى ي ً ً ً ً و ً ً َّ ً َّ ىح سد يم ٍ ىح ٍ ك أ ٍف ييواقً ىعو .أال كإً َّف لً ّْ وش ي ت ى ضػغىةن :إذا ى صػل ى كل ىملك حمى ،أال إف ح ىمى اهلل في أرضو ىمحاريمو .أال كإف في ى الح ش ي صػل ى الج ى ً ُّ ب }. س ىد ٍ ى الجس يد كلو ،أىال كى ىي الٍ ىق ٍل ي س ىد ى ت فى ى الجس يد كلو ،كإذا فى ى
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 56
AAAAAAAAAA
عليها المرء إذا أراد رضاء اهلل كقرب اهلل كفتح اهلل كعطاء اهلل ...أف ييدخل قلبو داخل دائرة اإلصبلح المحمدية حتى ييصلحوا نواياه كطواياه ،كلذا ييحذر الحبيب كخفى الطوايا فيقوؿ فى شأنو: من أمر خطير يدكر حوؿ النوايا ّْ دٌَ يِ َٜٝع ٌَُُ َع َُال ٟضٔسٓا ٟفَٜٝهٞتُبُُ٘ ايً ُ٘ ٤عِٔٓدَ ُٙضَسٓاٜ ،ٟفالَٜ ٜصَاٍُ بٔ٘ٔ ايػِٖٜٛٝإُ حَتٖ٢ { ٢إٕٖ اي ٖس ُ ََٜته َِ٤ًٜبٔ٘ٔ فُُِٜٝخَ ََٔٔ ٰ٢ايطس َُٜٚهَٞتبُ َعال ،ٟ١َْٜٝٔفٜإِٕ عَادَ فٜتَه َِ٤ًٜايجٖأَُْ ٜ١َٝخَٔ َٔ َٞ ٔ 39
الَْٔٚ ٔ١َٝنٔٝتبَ زَٜ٢ا} ّ٤ ايطس َٚا ٞي َع ٜ
مع أف عملو فى األصل كاف هلل كبإخبلص ،كلكن ألنو ربما ال ينتبو لوساكس يستفزه الهول أك تضحك عليو النفس الشيطاف الخفيَّة! ربما فى يوـ من األياـ ُّ َّ فيتحدث بما عملو فى األمس! كلؤلسف ربما يكوف قد كقع فى شرؾ النفس! كيكوف ىدؼ حد يثو الشهرة أك الههور أك السمعة لمن يحدثهم! كىنا الواقعة! فيحبن عملو الذل عملو لمواله ألنو َّ حدث بو خلق اهلل بنيَّة ىابطة مذمومة عند مواله!.
ةاح اهقو٘ب إذان تحتاج األمور إلصبلح القلوب ،كإصبلح القلوب ىو أكؿ جهاد يجاىد فيو العبد المطلوب ،كالتوفيق من اهلل لهذا العبد إذا كاف محبوبان أف يوفقو ألكؿ خطوة فى الطريق فيصلح قلبو ..كيجعل عملو خالصان لوجهو الكريم ،كحتى يكوف من القوـ الذين يقوؿ فيهم اهلل لحبيبو كمصطفاه: ِٖ[ الكهف]
AAAAAAAAAA ّٗ ركاه الديلمي عن أبى الدرداء .
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 57
AAAAAAAAAA
ال يريدكف دنيا كال خلقان كال رياءان كال سمعة كال يريدكف ال أجران كال جنَّة كال جل فى عبله ،كىذه ىى ثوابان كإنما يريدكف كجو اهلل ،كال يبغوف من العمل إال رضاه َّ المرتبة العليا ...كىى التى إذا كقف اإلنساف على عتبتها المقدسة يكفيو قليل العمل ،اسمعوا لقوؿ النبى فى شأف سيدنا أبى ذر ككاف من يعبَّاد الصحابة: حبٖ ٜإِٔ َِٜٓعٝسَ إىل املٜطٔ ِٝح ٢عِٔٝطَ ٢بِٔ ََ ٢س ،ََِٜإىل بٔسٚ ٔٙٚؾٔدِقٔ٘ٔ ٚدٔد،ٔٙٚ { ََِٔ ٜأ َ 40
فًَِٜٓٝٞعٝسِ إىل أٜب ٞذزٍّ }
شبيو عيسى بن مريم فى زىده ككرعو كتقواه كعبادتو هلل ،كقاؿ لو : 41
{ ٜأخًِٔـِ دَٜٔٓوٞ َٜ ٜهفٔو ٜا ٞيك ََٔٔ ًٌُٜٝٔا ٞي َع ٌَُ} ٢
كىذه ىى المحكات التى يجاىد الصالحوف كالصالحات فيها المريدين رب العالمين ،فمن استمع ليوقفوىم على بداية السير كاإلنطبلؽ إلى فتح ّْ كجاىد فى ىذا المجاؿ شاىد من فتح اهلل كمن عطاءات اهلل كمن إكرامات اهلل ما عد لو كال َّ ال َّ ّْ[ حد لو كيدخل فى قوؿ اهلل : ّٓ[ ؽ] أل الزمر] كيدخل فى كرـ اهلل فى قولو : لهم زيادة عن النعيم المقيم فى جنَّة القرب كالتكريم عند العزيز الحكيم . إذان األصل األكؿ الذل عليو المعوؿ لمن أراد إصبلح أحوالو فى دنياه، كرفعة شأنو عند اهلل ،كأف يكوف من أىل الدرجات العلى ،كأف يحهى بمقامات الفتح كأف يفتح اهلل عليو أل باب من أبواب قولو تعالى فى محكم كتابو: ِِٖ[ البقرة] ٔٓ[ الكهف] َْ ركاه الطبراني عن ابن مسعود . ُْ ابن أبى الدنيا فى اإلخبلص.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 58
AAAAAAAAAA
[َُٖ يوسف]
ِٔٗ[ البقرة]
كل ىذه المنح اإللهية كالعطايا الربانية المبثوثة فى اآليات القرآنية بابها كلبُّها كمفتاحها كسرىا إصبلح القلب كالفؤاد ،كإصبلح النوايا التى يتزكد منها المرء عند قيامو بأل عمل أك قوؿ سواء للخلق أك للحق ،فقد يكوف العمل فى ظاىره سر كبير كلو فى المقامات العالية ّّ أجر ه عمل يسير لكنو فى باطنو لو عند اهلل ه خطير. إذا جاىد السالك كالمريد لتصحيح النيَّة -كال يتم تصحيح النيَّة إال بعد لرب البرية ككضع اإلخبلص فى كل عمل كفى صفاء الطوية كتطهير القلب بالكلية ّْ كل قوؿ كفى كل حركة كفى كل سكنة لمواله - فتصبح أعمالو كأقوالو حتى عمل دنيول فلو فيها أجر كثواب كقربة عند اهلل ،فالنيَّة قبل أل ما كاف ظاىره ه عمل! كأف أنول قبل الطعاـ مثبلن أف أتقول بو على طاعة اهلل أك يكوف فيو شفاءه أك أتعرؼ فيو كأنهر فيو إلى عناية اهلل بى كرعايتها لى مثل قولو فى (ِِّْ-عبس): فإذا نول اإلنساف قبل طعامو فيكوف كقت تناكؿ الطعاـ عبادة هلل ،كإذا َّ فتح عليو فكر ليتعرؼ على نعمة اهلل عليو كما ذكرنا فى الطعاـ كاف كقت الطعاـ ه
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 59
AAAAAAAAAA
من علوـ اإللهاـ ألنو سيفكر فى اآلية ..كتأتيو العناية كيرزقو اهلل بأسرار من ىذه اآلية ،..فيرل أسرار اهلل فى الطعاـ كىو يتناكؿ ىذا الطعاـ. حتى النوـ ،فلو ناـ اإلنساف حتى كلو ليستجم فإنو ينول بذلك التأىب كاالستعداد للمداكمة على طاعة اهلل ،ألف اهلل يعلم أنى ال أستطيع الدكاـ على حاؿ كاحد فدكاـ الحاؿ لنا من المحاؿ ،فتستجم األعضاء حتى تستعيد النشاط فى طاعة اهلل كعبادة اهلل ،فيكوف النوـ ىنا عبادة كىذا ىو الذل يقوؿ فيو سيدنا رسوؿ اهلل: خُٔٝدٕ بُ ٔعحَ عًََِٜٗٝا ََِّٜٛا ٞيكَٔٝاََِ َََٚ ،ٔ١ ٔ { ََِٔ َْاَّ عًَ ٢ٜتَطِبٔٝح ٣أَ ِٜٚتهٞبٔري ٣أ ِٜٚتًَِٗٔ ٣ٌٝأ ِٜٚتَ ِ 42
طه ِِٝايرنَ ٞس عٔ ِٓدَ اي} ٢َِّٛٓٞ َْاَّ عًَٜ ٢ٜغف ٕ١ًٜٞبُ ٔعحَ عًََِٗٝ ٜا ََِّٜٛا ٞيكَٔٝاََٜ ،ٔ١فعَٛدُٚا ٜأِْفَ ٝ
فالنيَّة عليها المدار! فلو ناـ كىو ينول القياـ لحزبو من القرآف أك الذكر أك حصل األجر بالنيَّة كانعقاد الطوية: الصبلة فغلبو النوـ أك التعب فلم يقم بما نولِّ ، ٌ ٜفػًَٜبَتُِ٘ عَ ٘ٓٝحَتٖٜ ٢ؿَِب َ ح {ََِٔ أٜتَ ٢فٔسَاغَُ٘ ٜ ٟ٢َِٜٛٓ ََُٖٛٚإِٔ َٜكُٜ َّٛٝؿًَِّ ََٔٔ ٞايً٢ ِٝ ٤ 43
ٌ} نٔٝتبَ يََ ُٜ٘ا ََْٚ ٣َٛنٜإَ َْ َُُِ٘ٛؾَدَق ٟ١ٜعًََ َِٔٔ ِٜٔ٘ٝزب ٔ٘ٚعَصٖ َٚدَ ٖ
لو َّ كالجناف فإف اهلل سيدبر لو النوايا فى صفاء صفى اإلنساف القلب ى صفى الطوايا فى كل حركة كسكنة ،ألننا عاجزكف عن تدبير ىذه النوايا ،لكن إذا ي القلب هلل فإف اهلل يتواله كيقذؼ فيو النوايا الطيبة التى ترفعو عند مواله (َٕاألنفاؿ): لو كجد القلوب فيها صفاءه كنقاءه يقذؼ فيها من إلهامو ،كىذا ىو أكؿ اإللهاـ النافع كأكؿ اإللهاـ الرافع ،بعض الناس يهن أف اإللهاـ ىو أف يقذؼ اهلل ِْ الدَّيلمي عن الٍحكم بن عمير ،جامع المسانيد كالمراسيل. ّْ سنن النسائي الكبرل عن أبي الدرداء.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 61
AAAAAAAAAA
فى قلبو علومان تيسكر السامعين!! ىذا اإللهاـ يبحث عنو أىل السمعةك الشهرة كحب الههور ،الذين يحبُّوف أف يسمعوا كلمات اإلستحساف من الناس كالثناء، ّْ لكن اإللهاـ الذل يبحث عنو العارفوف ىو اإللهاـ النافع الرافع كىو أف ييلهم اهلل اإلنساف بالنوايا التى تحسن درجاتو كأجره عند مواله ،أك يلهمو باإللهاـ الدافع َّ كيصدىا عندما تحاكؿ أف تحركو لمعصية أك لشهوة ظاىرة أك الذل يدفع النفس خفيَّة: [ األعراؼ] مبصركف للحقيقة التى يريدكنها كالتى يريدىا اهلل منهم ،فالنوايا ليست بأف يجلس اإلنساف ُّ يعدىا أك يستحضرىا ،كلكن النوايا تحتاج إلى صفاء القلب، كيكسر صنم سر صنم الشهرة فى نفسو، ّْ كال يكوف فيو رغبة إال فى رضا مواله ،يي ىك ّْ كيكسر أصناـ اآلماؿ الكاسدة كالفانية مثل تمنى العلو فى األرض الحظ فى طبعو، ّْ أك الشأف عند الخلق ...فيمحو كل ذلك كيعتمد على عكاز الصدؽ فهو الذل يوصلو إلى مراد اهلل مع الصادقين فى كل أحوالهم كأفعالهم كأقوالهم:
[ُُٗالتوبة]
عاً اهةاح عرؼ المرء ما العبلمة التى نراىا كنشهدىا كيشهدىا المرء فى نفسو كالتى تي ّْ أف قلبو أصبح صالحان؟ ....إذا برئ من أكصاؼ النفاؽ كأخبلؽ المنافقين .. لديها يصبح قلبو سليمان كحالو مستقيمان ،كأصبح الولى الكريم يتواله. كأكصاؼ النفاؽ ىذه يقوؿ فيها النبى فيما تركيو كتب الحديث:
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 61
AAAAAAAAAA
{ ٜأ ِزَبعْ ََِٔ ن َٓٔٝف ٔ٘ٝنإَ َٓافكا ٟخايؿا ََِٔٚ ،ٟنإَ ف ٔ٘ٝخَؿًِ َُِٓٔٗٓ َٔ ٠١ٜناْتِ ف٘ٔ ٝ
خَؿًِ ََٔٔ ٠١ٜايٓٔفٜام ٢حَتََٜٓ ٢دَعََٗا :إ٢ذَا حَدَٓخَ نٜرَبََٚ ،إ٢ذَا عَاَٖدَ غَ ٜدزَٚ ،إ٢ذَا َٚعَ َد 44
أٜخًِٜفَٚ ،إ٢ذَا خَاؾََِ فٜذَسَٚ ،ف ٢زٚا :١ٜإذَا اؤتُـَُٔٔ خَإَ }
كل حاؿ! فقد كاف نفا هؽ فى األقواؿ كنفا هؽ فى األعماؿ أعاذنا اهلل فى ّْ سيدنا رسوؿ اهلل يصلى العشاء يومان فسأؿ :أين فبلف؟ قالوا :لم يحضر، غُٗٛدُ ا ٞيعٔػَاَٚ ٔ٤ايؿٗ ِبح ٢الَٜ ٜطِتَٝٔٛعََُْٗٛا قاؿ:أعلم ذلك { :بَََِٓٓٝا َٚبَ َِٔٝا ٞيَُُٓا ٔفكٔنيَ ُ 45
} .
فعلى السالك الذل يريد فتح اهلل أف يي ىخلّْص نفسو من أكصاؼ النفاؽ، كىذا ىو أكؿ جهاد للنفس ،فبل يكذب كإف كاف فى لهو أك لعب ،فقد قاؿ : 46
ح ١كا} ٟ { إ ْٞ٢ألَِٜصَحُ َٚال ٜأٜق ٍُٛٝإ٢الَ ٤
كال يىًع ٍد حتى كلو طفبلن صغيران ثم يخلفو ،إسمعوا لقوؿ عبد اهلل بن عامر: { دا َ٤زض ٍُٛاهلل بَِٝتََٓا ٜٚأَْا ؾَبٔ ْٓٞؾػريْ ،فٜرََٖ ِبتُ أٞ ٜي َعبُ فكايتِ ئ ٞأٜ :َٞٓٔٝا عب َد اهلل تعاٍَ أٝعِٝٔٛو ،ٜفكاٍَ زض ٍُٛاهللََ :ا ٜأزَدِتٔ ٜإِٔ ُتعِٔ٘ٝٔٛ؟ ،قايتِٜ :أزَدِتُ إِٔ ٜ 47
أٝعِ َُ٘ٝٔٛمتسا ،ٟقاٍَ :أَا إْٖو ٜي ِٜٛي ِِٜتَ ٞفعًَٔ ٞنٝتَٔبتِ عًَِٜٝؤ نٔ ِربَ} ٠١
بل كأعجب من ذلك ،فقد دخل على السيدة عائشة يوما كىى تفلّْى رأس أخيها سيدنا عبد الرحمن بن أبى بكر كتقصع أظفارىا على غير شيىء فتجعل لها صوتان كقصع قملة ،فنبهها أف ىذا الفعل نوعه من الكذب أيضان فقاؿ: ْْ عن ً ً ً األعمش ،سنن الكبرل للبيهقي. الثورم عن حديث عبد اهلل ب ًن عم ورك ،ركاه مسلم عن ب ًن ني ىم ٍي ور عن أبيو ،كأخرجاه من ّْ ْٓ موطأ اإلماـ مالك كسنن البيهقى الكبرل عن سعيد بن المسيب. ْٔ ركاه الطبراني عن ابن عمر. ْٕ مسند اإلماـ أحمد كسنن أبى داكد
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 62
AAAAAAAAAA
48
ألَْا ٌَٔ} ٢ { ََ ِٗالَٜ ٟا عَأ٥ػَ ،ٝ١أََٜا عَ ًٔ ُِتٔ ٜإَٔٓ َٖرَا َِٔٔ نٜرٔبٔ ا ٜ
إلى أف يصبح مراقبان مواله فى جميع أحوالو كيصبح ظاىر اإلنساف كباطنو، ألف تأثير النفاؽ أنو يجعل ظاىر اإلنساف غير باطنو ،فقد قاؿ : 49
ال ٔ٤بٔ َٛدِٕ٘ } ال ٔ٤بٔ َٛدَِٕٖ٘ َٚ ،ـؤُ ٜ دَٗ .٢ِٔٝاي٤رَٜٔ ٟأٞتَٖٔ ٞؤُ ٜ { ٢إٕٖ غَ ٚس ايٖٓاع ٢ذَا ايِ َٛ ٞ
لكن المسلم ظاىره كباطنو ،كالمؤمن باطنو خير من ظاىره ،فقد يكوف ظاىره كهاىر عمر فى الشدة لكن باطنو كاف رحمة ،فاإلنساف قد يكوف شديدان على أكالده لكن ىذه َّ حب لهم كرحمة بهم ،فهذا باطنو أفضل من ظاىره الشدة ّّ بالنسبة لهم ككذلك المؤمن باطنو خير من ظاىره بالنسبة إلخوانو المسلمين أجمعين. كلذلك الصبلح ىو صبلح القلوب ،إذا صلحت القلوب كاجهك عبلـ الغيوب كفتحت لك كل مواىبو الهاىرة كالباطنة ألف اهلل قاؿ فى [ّٔاإلسراء]: سر إنغبلؽ القلوب كعمى البصر: كقاؿ فى الحديث الذل يكشف َّ { ٜيِٛال إٔ ايػَٖٝاطني َٜخُ ََُٕٛٛعً ٢قًٛٝٝبٔ َبٔٓ ٞآدّ يٓعسٚا إىل ًَهٛت 50
ٔ بَٓٔ ٞآدََّٜ ، ال ني َٜخُ َٕ َُٛٛعًَ ٢ٜأٜعِ٢ ُٝ ايطُاٚات } ،كفى ركاية{ :ايػَٖٝاطٔ ُ 51
ألزِضَٚ ،٢يِٜٛال ٜذَاى ٜيٜسَأِٜٚا ايعَذَأ٥بَ} طََُٛاتٔ ٚا ٜ ََٜت ٜفه٤سُٚا فًٜٔ ََ ٞهٛٝتٔ اي ٖ
إذان الجهاد ليس فى األكراد ،كلكنو فى تصحيح خطوط اإلمداد التى تأتيك بالمدد من عند المنعم الجواد ،فمهما كررت الورد كخطوط المدد من اهلل مقطوعة! عنها رضي اللَّوي ى ْٖ أىبو نعيم عن عائشةى ى ْٗ الصحيحين البخارل كمسلم عن أبى ىريرة َٓ أخرجو أحمد من حديث أبى ىريرة ،تخريج أحاديث اإلحياء العراقي ُٓ مصنف ابن أبى شيبة عن أبى ىريرة .
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 63
AAAAAAAAAA
فإذان العطايا اإللهية ممنوعة ،كىذا ما نراه فى أكثر المسلمين ،فما أكثر المصلين اليوـ لكن أين المصلى الذل يفرح بضيافة مواله؟! كقد قاؿ فيما يركيو عن ربو: { ٢إَٕٓ بُـُٛٝتٔ ٞيف ٜأ ِزقٔ ٞاملطادٔدُ٢ٚ ،إَٕٓ شَُٓٚاز ٟ٢فٗٝا ُعَُٓازُٖا ،فٛٝٛبَٔ ٢يعَبِدٔ تَ َٜٓٗٛسَ يف 52
بَـِٝتٔ٘ٔ ،ثِ شَا َزْٔ ٞيف بَـِٝتٔ ،ٞفٜخَلَٓ عًَ ٢ٜاملٜصُٚز ٢إِٔ ُٜهٞس َّ٢شَأ٥سَ} ُٙ
قولو "تٗٛس ف ٢بٝت٘" أخذناىا على الهاىر أل الوضوء لكنو يقصد القلب، الهاىر مع الباطن ،البيت الذل سينزؿ فيو كينهر فيو ىو القلب ،فقد قاؿ : 53
{ ٢إٕٖ ايً َ٘١الَِٜٓ ٜعٝسُ إ٢ي ٢ٜؾُ َ٢ ٛزنَٚ ِِٝأََِٜٛأيهَٚ ِِٝيهِٔٔ َِٜٓعٝسُ إ٢ي ٢ٜقًٔٛٝٝبهَٚ ِِٝأِ ٜعَُأيه} ِِٝ
أنت تطهر الهاىر من أجل المصلين معك ال يركف منك كال يشموف إال تطهر معهم ريحان طيبان كمنهران مليحان ،لكن اهلل يطَّلع على القلب فبلبد أف ّْ القلب. "ٚحلْ عً ٢املصٚز إٔ ٜهسّ شا٥س "ٙكاإلكراـ ىنا ىو أف يعطينى إلهامان كأحس بها كأنا فى الصبلة؛ كيعطينى كخشوعان كحضوران كيذيقنى حبلكة اإليماف ُّ إخبلصان كيعطينى صدقان كيعطينى صفة من الصفات اإللهية النورانية كالتى كصف اهلل بها يك َّمل الصالحين كىى التى إذا كجدىا اإلنساف فإنو يدخل فى ديواف الصالحين كيفرح باهلل كيصبح فى صبلة دائمة : [ المعارج] ،فالناس تصلى خمس فرائض ،لكن ىناؾ أناس يصلوف طواؿ اليوـ ،كيف؟ ذاكر هلل ،ككلما يذكر اهلل دائم بينهم كبين اهلل ،طواؿ كقتو قلبو ه كصل ه ىناؾ ه يذكره اهلل بتفضبلتو كبعواطفو كبرحمتو كبحنانتو كبعطاءاتو كبهباتو ،كلذلك يقوؿ ِٓ فيض القدير كمرقاة المفاتيح. ّٓ صحيح مسلم عن أبى ىريرة
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 64
AAAAAAAAAA
اإلماـ أبوالعزائم كأرضاه فى ذلك:
كالعارؼ الفرد محبوب لخالقو نور يواجهو فى كل نفس لو ه
فات المقامات تحقيقان كتمكينا من حضرة الحق تحقيقان كتعيينا
فى كل نفس يذكر اهلل كيأتيو الرد من عطاء اهلل ،كالعطاء قد يكوف نور الملىك ،أك قد يكوف ملكوتى ،أك قد يكوف نور ذاتى ،أك قد يكوف إلهاـ عن طريق ى إلهاـ عن طريق ركح ال يق يدس ،أك قد يكوف إلهاـ فى مقاـ اللدنية : ٔٓ[ الكهف] أك قد يكوف إلهاـ عن طريق الحضرة الذاتية ِِٖ[ البقرة] ،إذان يكوف دكمان فى عطاءات كفى ىبات كفى تفضبلت ألف قلبو يواصل حضرة الذات كبالتالى تكوف خطوط اإلمداد بينو كبين اهلل فيها صلة كفيها اتصاؿ دائم مع حضرة اهلل. إذان يجب على المريد قبل أف يبدأ كيواصل مواله أف يصحح خطوط اإلمداد كيصفيو َّ التى بينو كبين اهلل ،يصحح القلب ّْ كينقيو حتى يرقّْيو اهلل كيتنزؿ بأنواره العلية فيو ،ثم يبدأ بعد ذلك كيواليو بلطائفو القدسية كبأنواره الذاتية كبعلومو الغيبية حتى أنو بعد ذلك إذا نطق؛ يكوف شأنو شأف من قاؿ فيهم خير البرية : { اٖتكٛٝا فٔسَاضَ ٜ١املٝؤَِٔٔ ،٢ف٢إُْٖ٘ َِٜٓعٝسُ بُٔٓٛز ٢اهلل ،ثُِٖ قٜسَأ :ٜإٕٖ يف ذَئو ٜآلَٜا ٕ ت 54 ي ًُُٞتََٛضُٔٚنيَ ، } كيركل اإلماـ الترمذل ،ما قالو فى شأف عمر: 55
دعٌَ اذتلٖ عً ٢ئطإ ٢عُُس ٚقًٜٞبٔ٘ } { إ ٕ٢اهلل َتعَاىل َ
أل أف الذل ينطق ليس عمر كلكن الحق ىو الذل ينطق على لساف عمر، كلذلك كاف ينزؿ القرآف فى أكثر من كاقعة على رأيو ،ألنو ليس لو فى نفسو رأل كلكن كاف اهلل ىو الذل يواليو كيتواله كينطق على لسانو بما يحبو كيرضاه . ْٓ سنن الترمذل عن أبى سعيد الخدرل ٓٓ مسند اإلماـ أحمد عن عبد اهلل بن عمر رضى اهلل عنهما
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 65
AAAAAAAAAA
غير ذلك يكوف جهاد يجعل صاحبو دائمان فى صدكد كفى بعاد ،كىذا ما يعانى منو كثير من السالكين كالمريدين ،كأحيانان من َّ يدعوف أنهم أفراد أك أكتاد!! نقى تبرز ..لماذا؟ ألنو لم ىيؤ ّْ صل األصل األكؿ كالذل عليو ّْ المعوؿ كىو ه تقى ه قلب ه منو النوايا خالصة لوجو اهلل فى أل نهرة عين أك حركة إصبع! كفى أل خطوة قدـ! أك كضع أل عضو من األعضاء فى أل ناحية من األنحاء! ال يتحرؾ عضو إال بأمر القلب! كيف؟ ألف ىذه األعضاء جنود منفذكف ،كىم سبعة أعضاء كىى العين كاألذف كاللساف كاليد كالرجل كالفرج كالبطن بعدد أبواب النار : الحكم للقلب أصبحوا أبوابان للجنة ،كأبواب الجنة ثمانية، ْْ[ الحجر] فإذا كاف ي فإذا كاف الحكم للنفس كىى التى تصدر األكامر فإف ىذه األعضاء ستصبح فى غفلة كفى معصية كفى بعد كفى قطيعة عن اهلل كتكوف ىنا أبوابان لجهنم ،فهذه األعضاء غير مسئولة كلذلك ستأتى يوـ القيامة كتشهد عليك: ُِ[ فصلت]
ٔٓ[ يس]
فاألعضاء تصبح شهودان كالشاىد ال يحاسب على أنو مجرـ ،كلكن المجرـ ىو الذل أصدر األكامر ...فصبلح اإلنساف يتوقف على من بيده دفة األمور فى ىذا اإلنساف ،كىو الذل يصدر األكامر للجوارح لكى تنفذ! إذا كاف من يصدرىا النفس فيكوف اإلنساف كما قاؿ اهلل : [ الشمس] ،كإذا سلَّم القياد للقلب بعد صفاءه كنقاءه كتطهيره فإف الرب بغير كاسطة كسيأمر الجوارح بما فيو رضا الرب ، القلب يتلقى مباشرة من ّْ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 66
AAAAAAAAAA
كمصطفاه :
كتصبح حركات كسكنات اإلنساف داخلة فى قوؿ اهلل لحبيبو
[ األنعاـ] .
إذان صبلح الجوارح يحتاج إلى صبلح القلب ،كصبلح األعماؿ يحتاج إلى صبلح النيَّة ،كصبلح النيَّة يتوقف على صبلح القلب ،كقبوؿ العمل عند اهلل يتوقف على اإلخبلص ،كاإلخبلص من القلب ،فالمرجع كلو إذان كالمدار على القلب!! كلذلك يكوف اإلعبلف العاـ يوـ القيامة فى دائرة القضاء اإللهى: { ََِٔ َع ٌَُٔ ئَ ٞع َُال ٟأٜغِسَى ٜفٔ ٔ٘ٝغِٜٝسٜ ٟ٢فُٗ َٛي ُٜ٘نٚ ،ُ٘٥ًٝف ٢زٚاٜ -١ٜفُٗ َٛي ُٜ٘نَٚ ًُ٘ٓٝٝأْا 56
َُِٔٓ٘ بَسَٜٚ - ْ٤ٟ٢أَْا أٜغ ٢َٓٞايػٗسَنٜا ٔ٤عَٔ ٢ايػسِىٔ }
ق ف اهدزج مضساز اه ُس ِ يتوقف علو اإلنساف فى درجات القرب على النوايا كالطوايا التى تصاحب العمل هلل ... ،إذا كاف يريد بعملو الخلق فهو مناف هق ،كإذا كاف يريد بعملو مسلم ،كإذا كاف يريد بعملو كجو اهلل فقد دخل فى مقامات الدار اآلخرة فهو ه رب العالمين. اإلحساف ألف المحسنين ىم الذين يعملوف العمل طالبين رضاء ّْ كل حركاتك كسكناتك ككل ذلك مداره على القلب ،فإذا أردت أف تكوف ُّ طاعات فبلبد أف تصحصح القلب حتى يكوف كاعيان كساعيان كيتلقى من اهلل تصحح بها األعماؿ ،كلذلك عند كل حركة كسكنة نوايا سديدة كإلهامات رشيدة ّْ كاف يقوؿ كما أصدقو كما أحكمو صلوات ربى كتسليماتو عليو: 57
طَٗسُ } { َٚزُبٖ قٜا ٣ِٔ٥يِٝ ٜظَ ي َِٔٔ ُٜ٘قَٔٝأَ٘ٔ إ٢ال ٤اي ٖ ٔٓ ابن جرير عن أبى ىريرة ،.كزيادة الركاية أخرجها مالم من حديث أبى ىريرة أيضان. ٕٓ ركاه أحمد كابن ماجو كسنن البيهقى الكبرل عن أبى ىريرة.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 67
AAAAAAAAAA
فالنائم قد يكوف أفضل! كيف يكوف نائمان كأفضل من القائم؟
ألنو نائم كقلبو بمواله ىائم ،فمن الجائز أف تكوف األعضاء متعبة كال كفاكر حاضر قلب تستجيب للصبلة لكن القلب فيو صلة بينو كبين مواله ،ه كذاكر ه ه ه كشاكر لمواله ،كاآلخر من الجائز أف تكوف األعضاء كاقفة كتركع كتسجد كلكن ه القلب شارد عن مواله! كيكرموه فى ىذا القلب يريد من الخلق أف تمدحو على ىذا العمل كيعهّْموه ّْ ىذه الحياة كىو يعمل من أجل الرياء كالسمعة ،ىذا العمل غير مقبوؿ عند اهلل ،كلذلك تصدر أحيانان من بعض الصالحين أعماؿ يهنها بعض الجهاؿ شركر كآثاـ كىى قربات كبركات عند الواحد العبلـ ،ألف العارفين يريدكف اهلل: بص ػ ػ ػ ػػدؽ ذات م ػ ػ ػ ػػوالؾ العلي ػ ػ ػ ػػة
فخػ ػ ػ ػ ػػل الخلػ ػ ػ ػ ػػق خلفػ ػ ػ ػ ػػك ثػ ػ ػ ػ ػػم عام ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل كال يريدكف الههور كال الشهرة كال الرياء كال السمعة ،كفيهم يقوؿ : 58
ألبَسٖ} ُٙ طُِ َس ٢ِٜٔال ِ ُٜؤبَُ٘ ي ،ُٜ٘ي ِٜٛأٜقٞطََِ عًَ ٢ٜايًٜ ٔ٘١ غ َعحَ أٜغٞبَ َس ذٔٔ ٟ { ن َِٔٔ ِِٜأِ ٜ
فكاف ىدفهم دائمان أف يسقطوا شهرتهم بين الخلق حتى يهلوا دائمان فى صفاء كنقاء مع الحق ،ألف الخلق لو عرفت إنسانان كلو كاف من كبار المقربين رب العالمين كيقطعوه عن مناجات اهلل كاألينس باهلل جل فى عبله: ربما يشغلوه عن ّْ ػهود أى ػ ػ ػ ػػل البع ػ ػ ػ ػػد ف ػ ػ ػ ػػى األدكار كالخل ػ ػػق فتن ػ ػػة م ػ ػػن أردت ص ػ ػػدكده كش ػ ػ ػ ػ ي لكن اهلل إذا أراد أف يجمع العباد عليو فهذا شأنو ،لكن ال يسعى ىو للخلق ليعرفوه كيتعرفوا عليو ألنو ال يريد إال الحق ،فإذا صلح القلب فيكوف كما يقوؿ سيدل أبويزيد البسطامى كأرضاه( :ي ٛقاٍ ايعازف ضبخإ اهلل بؿفا٤ قًب َسٚ ٠احد ٠ف ٢عُس ٙيهفت٘ ف ٢دْٝاٚ ٙف ٢أخسا ،)ٙفمثلو ال يحتاج إلى عدد
AAAAAAAAAA
ٖٓ سنن الترمذم عن أنس بن مالك.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 68
AAAAAAAAAA
ألنو يوجد مدد ،كمثل ىؤالء كرد معنى حديث رسوؿ اهلل :
{ إٕ هلل عبادا ٟايتطبٝخ َٔ ١أحدِٖ َجـٌ دبـٌ أحُـد }ٚ ،فـ ٢األثـس: { ٚزبٖ تطبٝخ َٔ ١إْطإ أفكٌ َـٔ َـٌ ٤األزض َـٔ عُـٌ غـريٚ ،ٙنـإ إدزٜظ ٜسفع ي٘ يف ايَ ّٛٝجٌ عٌُ مجٝع أٌٖ ا ألزض; ٚإٔ ايسدًني يٝهْٛإ يف 59
ايؿف ٚأدس َا بني ؾالتُٗا نُا بني ايطُاٚ ٤األزض}.
كلذا قس على ذلك فكلنا نقرأ الفاتحة كلكن ىل قراءتنا كاحدة؟!ككلنا نصلى فهل صبلتنا كاحدة!! بالطبع ال كقد كردت األحاديث فى ذلك! كخذكا مثاالن فسيدل عبد العزيز الديرينى كأرضاه ككاف من العلماء العاملين من رجاؿ األزىر ،أخذ منو أحد التجار قرضان ككاف من بلدة أخرل غير كمر على بلد عند آذاف المغرب فدخل ليصلى بلدتو ،كذىب ليطالبو بهذا القرض َّ المغرب ،فصلى بهم إماـ ال يحسن التجويد ،فقاؿ فى نفسو أظل فى ىذا البلد حتى أصحح لهذا اإلماـ القراءة ثم أذىب إلى التاجر أطالب بحقى – ألنو كاف عندىم الدين النصيحة – كبعد السبلـ إذا باإلماـ يقوؿ لو :يا عبد العزيز أسرع إلى التاجر ألنو غدان سيسافر إلى الشاـ كلن يرجع إال بعد شهرين. فأسرع فخرج كعندما كصل إلى التاجر كجده يجهز الجماؿ كاألحماؿ كسيسافر فى الفجر ،ثم رجع للرجل مرة أخرل ،كقاؿ لو :يا عبد العزيز: { اٖتُُتِ بًخٔ ايًطإ ٚمل تٗتُٛا بًخٔ ايكًٛب فخذبتِ عٔ َٛايع ١ايػٛٝب ، ٚاٖتُُٓا بتك ِٜٛايكًٛب فٛم إؾالح ايًطإ فهػف اهلل يٓا ايػٝب عٝإ }
فالشاىد أف إصبلح القلوب ىو الذل عليو المعوؿ ،كىذه ىى بداية البداية ،كىى سر كل نهاية كسر كل فتح كسر كل خير ،ككل ىذا مبدؤه صدؽ النيَّة
AAAAAAAAAA
ٗٓ حديث جبل أحد كرد فى القرطاس لحسين شرؼ الدين ،كاآلثار كردت فى مجموع فتاكل ابن تيمية.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 69
AAAAAAAAAA
يحرؾ اإلنساف كإخبلص الطويَّة .....كفى النهاية فاألمر كلو فى القلب فهو الذل ّْ الرب كالذل يفتح لو أبواب القرب كخزف إإلنعاـ كالمدد كالودّْ. نحو ّْ
ً ف ح اهةاح فإف كاف ذلمك فكيف إذان أصلح القلب؟ قالوا فى حكمة بسيطة: { ايكًب بٝت ايسب ٚفٗٛس ٙي٘ باذتب} ٚ
نحن جئنا إلى الدنيا كعندنا شواغل كثيرة[ُْ آؿ عمراف]:
كل ىذه االشياء تشغل اإلنساف كىو يحبُّها ،يريد امرأ نة جميلةن مع أنها قد تشغلو كيموت فى ىواىا كتكلفو ما ال يطيق ،كيريد أكالدان يكونوف قرة عين لو كربما قد ينشغل بهم عن اهلل أك يصيركف سبب تعاستو فيما بعد ،كينبهو مواله كيقوؿ: [ُْ التغابن] ،
[التغابن]ُٓ:
على يومان كقاؿ :أصبحت كال فائدة من ذلك!! ...كلذلك أصبح سيدنا ٌ أحب الفتنة ،فسألوه عن الفتنة؟ فقاؿ لهم ىى األكالد. ُّ ككلكم يعلم أ َّف بريق الفلوس يجعل اإلنساف يدكس على كل الرءكس!!، ككلنا نعهّْم الذل معو الماؿ ،كال نعطى أل اىتماـ لمن ال يملك الماؿ ....كىذا
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 71
AAAAAAAAAA
حاؿ المجتمع كلو على أغلب األحواؿ!! ،فلو قلت للناس :كيف تصنعوف ذلك ُّ[ الحجرات]!!! ،لقيل إف ذلك كاهلل يقوؿ : فى الدار اآلخرة ،كلكن ىنا أكرمنا أغنانا!! كاهلل ال يريد فى القلب غيره ،فإذا كجد فى القلب شيئان من الدنيا تركو كلم يحل بمعانى كدّْه كأنوار قربو فى مكاف إال إذا كاف ليس لو فيو يتنزؿ فيو فهو ال ُّ يغار على قلوب أحبابو شريك!! ...ىل ىذا مفهوـ يا إخوانى! ....كلذا فهو ي كأصفيائو من أل شغل بسواه ،ليكوف لهم دائما القدر األسمى عند اهلل ..فعندما رأل خليلو إبراىيم انشغل قليبلن بالولد أمره أف يأخذه ىو كأمو كيتركهما فى صحراء يحب أال يرل فى قلوب أكلياءه سول ذاتو، ال زرع فيها كال ماء!! ،ألنو ال ُّ فخلعهم الخليل من قلبو ،كبعد فترة ذىب ليزكرىم فوجد ابنو فى صفوة الشباب كلو زىوة فدخل قلبو ،فأمره اهلل أف يذبحو ،ألف اهلل غيور كأنواره سفور كال يريد أف يكوف فى قلب عبده سواه!! يطهر القلب لحضرة اهلل ،كىذا ىو كىذا ىو الحب الحقيقى الذل ّْ ُّ المقاـ الثانى فى الجهاد كالذل يحقق للعبد الصبلحية ألف يكوف من أىل القرب كالوداد ،إذا اطلَّعوا على قلبو كلم يجدكا فيو غير اإلنشغاؿ بالكليَّة لربّْو رفعوا عنو كل حجاب كأالحوا لو علً َّى الجناب كفتحوا لو الرحاب كسجلوه فى ديواف رب البرية :ىذا جمالى تمتع بى بغير حجاب. األحباب كقاؿ لو ّْ ٚؾً ٢اهلل عً ٢ضٝدْا ستُد ٚعً ٢آي٘ ٚؾخب٘ ٚضًِ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 71
AAAAAAAAAA
60
أةف ٚاهقوب ،جٔ د اهِفظ ،ةف ُء اهقوب،
ًِٔ ج اهط هم ه ِ٘ٙس اهقوب احل هم مٗالً -أسن اهِف ق اه وٌ ٗاه ٌو ًّ م ٘اب اهِف ق اه ٌو ث ُ -ً ٚاحلسص عو اهق َ ٚهفسا ض ث هث ً -احلسص عو مُف ضٕ ٗةخ ٕ اهسٗح َُّٚ زا ً -حمبَّ اهلل ٗزض٘هٕ ًّٗ ٗاالٍٓ خ ًط ً :اه يهٚف ني اأخ٘اْ: ض دضً :اخلسٗج ًّ ع٘ا دٖ ًٗيه٘ف إٔ ًع املدازاة ض
ًًً -احلسص عو ضاً ٗزع ُ ٙفطٕ
ث ًًِ -اهق٘ َ ٚاجب اه٘قت ًع حفظ املسأب
AAAAAAAAAA
َٔ الجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بحدائق المعادل ،الخميس ِِ جماد األكؿ ُُّْىػ ٔ ،مايو ََُِـ.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 72
AAAAAAAAAA
89
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 73
AAAAAAAAAA
اهب ب اهث ُ أةف ٚاهقةةةةةةةةةوب بطِ اهلل ايسمحٔ ايسحِٝ
الحمد هلل الذل كجهنا لما يحبو كيرضاه كجعل أفئدتنا تتجو إلى حضرتو كتطلب منو صافى شراب أىل قربو كمودتو ،كالصبلة كالسبلـ على خير مراـ ينالو المصطفوف من األناـ سيدنا محمد بدر التجليات كشمس اإلشراقات فى القلوب عد كال يي ُّ النيرات كصاحب الشفاعة العهمى كالكرـ الذل ال يي ُّ حد يوـ لقاء الواحد األحد ،صلى اهلل عليو كعلى آلو التقاة كأصحابو الهداة ككل من مشى على نهجهم إلى يوـ الدين كعلينا معهم أجمعين آمين يارب العالمين. إخوانى كأحبابى بارؾ اهلل فيكم أجمعين: تناكلنا فى الفصل السابق بياف أكجز األصوؿ التى يناؿ بها العبد الوصوؿ إلى حضرة اهلل كإلى القرب من حضرة الرسوؿ ،كبيَّنا أف األصل األكؿ فى ىذه األصوؿ ىو النيَّة الخالصة ،كالتى معها سبلمة الطويَّة كصفاء القلب بالكليَّة رب البرية كحسن المقصد الذل يبغيو فى عملو أك فى قولو أك فى سيره كىو كجو ّْ . كاألصل الثانى كالثالث معان فى الوصوؿ إلى اهلل ىما :جهاد النفس، كتصفية القلب بالكليَّة ،كاعلموا علم اليقين كما قاؿ األمير عبد القادر الجزائرل رحمة اهلل عليو فى مواقفو قولة سديدة: { ال دند ف ٢طسٜل اهلل مش َٔ ١٤مل دناٖد ْفط٘ ٚي ٛنإ غٝد٘ قٛب ايٛقت }
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 74
AAAAAAAAAA
كنوضحها بمثاؿ :لو مرض إنسا هف بداء فى جسمو كذىب إلى أعهم طبيب فى ىذا المجاؿ فى ىذا العصر فى الشرؽ كالغرب ،كعرض عليو نفسو ككشف عليو ككتب لو تذكرة دكاء ،لكن المريض أخذ التذكرة كلم يشت ًر الدكاء ،أك اشترل الدكاء كلم يستخدمو ...ىل يتم لو الشفاء؟! ال !!! كيف؟ مع أنو ذىب إلى أعهم طبيب فى عصره! لكن الطبيب يصف الدكاء بعد بياف الداء ،كعلى المريض الذل يريد الشفاء أف يستخدـ ىذا الدكاء بالحكمة التى كصفها لو ىذا الطبيب النيطاسى حتى ييزاؿ عنو األلم كييشفى من ىذا الداء ،كمن ىنا فاألمر الباطن كثل ىذا المثاؿ الهاىر!....
جٔ د اهِفظ أغيار تمنعو النفس لها عللها التى تمنعها من الفتح ،كالقلب قد يكوف عليو ه يسمى المقربين كاألخيار ،كاألغيار تعنى كل شئ غير اهلل! فهو َّ من التحقق بمقاـ َّ غيران فى القرب إلى اهلل ،فبلبد للمرء من جهاد نفسو ليقضى على العلل التى تمنعو من القرب من ربّْو ،كالبد أف يجاىد فى تصفية قلبو لتشرؽ عليو األنوار ،كتلوح فى يخص بها اهلل الصالحين كاألبرار. أفقو األسرار ،كيتمتع بالعطايا التى ُّ كجهاد النفس يكوف بعبلج البواعث النفسية كالعلل النفسية ....التى تمنع رب البرية ،كالبواعث كالعلل النفسية ىى الشهوات اإلنساف من القرب من ّْ رب الدنية التى تشغل اإلنساف فى ىذه الحياة الكونية ....كتبعده عن القرب من ّْ البرية ....كتجعلو غير أىل ألل عطية:
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 75
AAAAAAAAAA
ُْ[ آؿ عمراف] كالبد أف يعلم المجاىد لنفسو ما ىى الغاية كالمقصد من ىذا الجهاد حتى يتمكن من مجاىدة نفسو. الغاية من ىذا الجهاد أف يطوع شهوات نفسو كرغباتها كأىوائها فى سبيل الهفر كالنيل لعطايا ربّْو التى يخصها للصالحين ،كسبيل ذلك أف يتحقق بالعبودية لرب العالمين ،كل الجهاد إف كاف كسيلتو الصبلة ،أك الصياـ ،أك كسيلتو ّْ األذكار كالعبادات ،أك الصدقات ،أك كسيلتو خدمة المساكين كالفقراء كاليتامى كاألرامل ،أك كسيلتو لذلك خدمة الصالحين ...كل ىذه الوسائل الغاية من كرائها يقوؿ فيها اإلماـ أبوالعزائم : ّّ كلى تلك الرياضة يا مسكين غايتها ذؿ كمسكنةه إف صح أنت ٌ غاية ىذه الرياضات أف يصل اإلنساف المجاىد!!! كالمجاىدة التى بها تتم كالسنة ،فأل جهاد على غير القرآف المشاىدة البد أف تكوف على منهج القرآف ي لسنة إنما ىو سبيل من يسبل الغواية! كليس سبيبلن من سبل الهداية كالعناية التى كا ي رب العالمين ليعطى منها الوىب كالعطايا للصالحين ،فشرط الجهاد أف فتحها ّْ كالسنة. يكوف على منهج القرآف ي غاية الجهاد أف يتخلق اإلنساف بأخبلؽ العبودية ،كلذلك قاؿ اهلل عندما قاؿ لو أبويزيد البسطامى :بًم يتقرب إليك المتقربوف يارب؟ قاؿ تعالى: { مبا يٝظ ف ،ٖ٢قاٍَٚ :ا اير ٣يٝظ فٝو؟ قاٍ :ايرٍ ٚاملطهٓ١ ٚايفكس ٚاذتادٚ ١اإلقٛساز }
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 76
AAAAAAAAAA
رب كما شابو ذلك من أكصاؼ العبودية التى بها يتأىل المرء لنيل العطيَّة من ّْ البرية ،كأكصاؼ العبودية ىذه تكوف فى مواجهاتو مع ربّْو ،كليس للخلق كإنما للخالق جل كعبل ،أكصاؼ العبودية تحتاج إلى جهاد شديد حتى يتخلص اإلنساف من أكصافو اإلبليسية كالحيوانية كالسبعية! ..لماذا؟ ألف اإلنساف يجبًل على ىذه األكصاؼ كىى التى تناسب التراب كالطين الذل خلقو اهلل منو كتناسب األرض كالسفل الذل جاءت منو عناصره الجسمانية!! حب العناصر التى خلق منها ليكوف مياالن بطبعو إلى ما بو حفهها! البد فجبل على ّْ من يأكل كيشرب كينكح كيسكن ،فلؤلكل ال بد أف يشتهى الطعاـ كللتناسل البد من الجنس! كلوال الركح أكنفخة اهلل التى َّ جملت الطين فجعلتو سميعان بصيران عاقبلن سبيل للعلو أبداي! كمدركان كفاعبلن قديران ،فلوالىا ما كاف لو ه
فالنفوس التى تسوس ىذا البدف تدفعو لما يناسبو ،كالركح تريد منو العلو عن ذلك كالتخلق بما يناسبها كيقربها من أصلها! فإذان ىو مجبوؿ على تلك الفطر! كالبد لو من جهاد فى تغيير ىذه األكصاؼ الدنيَّة ليتحلِّى باألكصاؼ ً كجبً ىل كما قاؿ تعالى: النورانية العليَّة ،فهو قد يخل ىق ي [ األحزاب]
إذان البد أف يجاىد فى تغيير كصفو من الهلم إلى العدؿ فى أل أمر أك أل شأف!! ....حتى كاف كما تعلموف أيلهم العدؿ كىو فى رضاعو! فعندما علم بفطرتو أف لو شريك فى الرضاعة كاف ال يتناكؿ إال ثديان كاحدان كيترؾ اآلخر ألخيو مصة ألف اهلل ىجبىػلىو على يمص منو َّ فى الرضاع كيرفض أف يتناكلو أك يقربو أك ُّ العدؿ ،ككاف من شدة عدالتو يبادؿ الطعاـ بين أضراسو ،أل يمضغ على الجهة اليمنى مرة كعلى الجهة اليسرل مرة ،عدالة مطلقة فى كل أمر كفى كل شأف،
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 77
AAAAAAAAAA
كىكذا كاف الرجاؿ الذين رباىم على تلك العدالة ،كالذين كاف يقوؿ لهم:
61
{ ٝ َٚقٌ ٢ايٞخَلَٓ َٚي ِٜٛعًََْ ٢ٜفٞطٔوٚ } ٜف ٢آخسٝ { :قٌ ٢اذتٜلٖ ٢َٚإِٕ نٜإَ َُسٖا} ٟ
ىذا مثاؿ من ىذا الجهاد فى العدؿ ،كخذكا مثاالن آخر ... [ اإلسراء] ،فطبيعة اإلنساف :
ُِٖ[ النساء]
الشح كالبخل تزيّْن لو نفسو الشح كالبخل ،كفى سبيل فطبيعة اإلنساف ُّ ّْ سيفرؽ بين الحصوؿ على الدنيا من أل سبب كبأل طريق ،كلو كاف فى سبيل ذلك ّْ حب صديقين! أك سيصنع قطيعة بين قريبين! أك سيصنع مشكلة بين زكجين! ألف َّ الماؿ يجعلو ال يبالى بهذه األعماؿ كيرتكب ىذه الفهائع التى تقشعر منها األبداف ،ألنو يستبيح أل كسيلة فى سبيل الحصوؿ على الماؿ !!!! كلكنو لم يعرؼ َّ أف اهلل كتب على خزائن كرمو المخصوصة لعباده المخصوصين أنو ال يناؿ أحد شيئان منها إال إذا تخلَّق باسم اهلل الكريم بين جميع المخلوقين ،أل البد أف يكوف كريمان فى فعالو ،ككريمان فى مالو ،ككريمان فى أحوالو حتى ينيلو اهلل ىذا الفتح المبين !! إذان الجهاد ىنا فى التخلق بخلق الكرـ الربَّانى على منهج الحبيب األعهم .... كقس على ىذين المثلين السابقين جهاد النفس لمن أراد أف يكوف من أىل الخصوصية فى الجهاد لتصفية القلب كالتخلَّق باألخبلؽ العليَّة بعد التخلّْى عن تحب اإلكثار من الكبلـ مع األناـ، األخبلؽ الرديَّة ك السفليَّة المؤذيَّة ،فلو كنت ُّ فهذا يخليق يحجب من خزائن الحكمة التى يقوؿ فيها اهلل:
AAAAAAAAAA
مران) ركاه أحمد عن أبى ذر. ُٔحديث"كلو على نفسك" ابن الن َّ علي جامع المسانيد كالمراسيل ،حديث (لو كاف َّ َّجار عن ى
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 78
AAAAAAAAAA
[ِٗٔ البقرة] ،كمفتاحها يقوؿ فيو :
62
ذت ٞهَُ} ٜ١ ؾُِتاَٚ ٟشُِٖدا ٟفٜاقٞتَ ٢سبُٛا َُِٔٓ٘ ف٢ٜإَُْٓ٘ ًٜ ُٜك ُٜٔٓا ٔ دٌَ قٜدِ أٚٝتَٔ َٞ { إ٢ذَا زَٜأِٜتُُِ اي ٓسَ ُ
إذان جهادل ألناؿ ىذا الفوز العهيم كأكوف حكيمان كتفتح لى كل خزائن الحكيم أف أجاىد فى إمساؾ لسانى إال عما قاؿ فيو اهلل:
ُُْ[ النساء]
إذان جهاد النفس يا إخوانى ىو لتصفية القلب كللتخلق بأخبلؽ العبودية، كإمامنا فيها أجمعين ىو خير البرية . أما الجهاد فى العبادات فهذا جهاد العابدين ،كربما كانت كل خزائن الفتح فى ىذا الميداف موصد نة أمامهم ،لماذا؟ أك قل :كيف؟ ألف العابد إذا أصيب بداء الغركر فإف اهلل يوصد أمامو كل أبواب الفتح ،كإذا رأل نفسو خيران من غيره فإف اهلل يحرمو من أرزاؽ المتقين كمواىب الصالحين ،فجهاد النفس كما ذكرناه كبيناه كالتفصيل يفتحو اهلل ألكلى األلباب إذا ساركا فى ىذا الباب بصدؽ! رب العالمين . كيقين كرغبة صادقة فى ارضاء ّْ
ةفةةةةةةةة ءُ اهقوب كاألصل الثالث ىو تصفية القلب. كتصفية القلب ال تكوف إال بتطهيره من األمراض كاألغراض التى تمنعو من رب العباد ،فإف اهلل ال ييشرؽ بأنواره العليَّة إال على من قاؿ فيو القرب من ّْ فى محكم آياتو القرآنيَّة:
AAAAAAAAAA
ِٔ أخرجو ابن ماجو من حديث غبن خبلد ،تخريج أحاديث اإلحياء للعراقى .
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 79
AAAAAAAAAA
اء] [ الشعر [الشعراء]
سليم ...ليست فيو علة كال غرض كال مرض! ...كمن ىنا فاألساس األكؿ ه فى جهاد القلب :أف يكوف الجهاد ليس لو غاية إال كجو اهلل ،ليس لو غاية دنيوية كال مآرب أخركية ،يقوؿ اهلل فى أىلو آمران كموجهان خير البرية: ِٖ[ الكهف] إذان جهاد القلب األكؿ فى تخليص القلب من ال ًو ىجو الكونيَّة كالشهوات أل من ىذه األشياء مراده كال بغيتو الدنيَّة كالحهوظ السافلة الدنيوية ،أل ال يكوف ه رب البرية ،ال يريد إال ىم إال فى إرضاء ّْ كال ُّ ىمو كال أملو ،فبل يكوف لئلنساف ه اهلل كال يبغى إال رضاه كال يطلب فى الدارين إال كجو مواله ،ليس فيو مقصد غير ذلك كليس فيو مطلب أك مأرب سول ذلك ،كىذه تحتاج إلى جهاد شديد فى توحيد الوجهة ،أل تكوف الوجهة ىى كجو اهلل . كالجهاد الشديد ألنو يجب أف يكوف كذلك كىو يعيش بين الناس كال يترؾ دنياىم كال يذىب للجباؿ كال للودياف كال للعزلة فهذا ال يصلح مع الصالحين فى يحركو قلبو ،فإف زماننا ىذا! ،كاإلنساف يا إخوانى طالما ىو فى ىذه األكواف ّْ القلب ما يسمى قلبان إال لكثرة تقلّْبو ،تارة يريد الههور فى الدنيا كتارة يريد الرياسة كتارة يريد الشهرة كتارة يريد السمعة كتارة يريد االينس بالخلق كتارة يريد تحقيق مصالح من بينهم أك من كراءىم أك بسببهم ،فالقلب يتقلُّب فى ىذه الشئوف. إذان أكؿ جهاد للقلب فى توحيد الوجهة ،حتى يكوف ال يريد إال كجو اهلل ،ال يريد شيئان حتى من عند اهلل كإنما يريد كجو اهلل ،أال يدعو مواله إذان؟ بالطبع كلنا ندعوه ،لكن صاحب القلب السليم يدعو ليتحقق بمقاـ العبودية فى ّْ ذؿ الطلب غنى عما سواه كيحتاج إليو كل ما عداه ،فهو ييههر هلل إلى ّْ رب البرية ،ألف اهلل ه
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 81
AAAAAAAAAA
عند السؤاؿ كالدعاء َّ ذؿ الطلب ،ألنو يتذلل بين يديو كيتضرع إليو كييخبت إليو ىمو أك غايتو من الدعاء ،كيعلم بعد حتى يكوف عبدان صادقان بين يديو ،ىذا ُّ ذلك أف اهلل ييحقق لو كل ما يتمناه ،كىو فى الحقيقة ال يتمنى إال كجو مواله : بع ػ ػ ػػين ال ػ ػ ػػركح ال يب ػ ػ ػػدكا خفيَّػ ػ ػ ػا كغاي ػ ػ ػ ػػة بغيت ػ ػ ػ ػػى يب ػ ػ ػ ػػدك حبيب ػ ػ ػ ػػى أشػػهى علػ َّػى مػػن الػػدنيا كمػػا فيهػػا فنهػػرة منػػك يػػا سػػؤلى كيػػا أملػػى فيجاىد المرء لييوحد جماؿ اهلل ،كلذا فإف تماـ الجهاد ال يتم إال الكلى عن الشهوات كالحهوظ كاألىواء ،كالفناء يعنى موت ىذه الرغبات بالفناء ّْ حتى أنها ال تتحرؾ فى النفس كال تطالب اإلنساف بتحقيقها كال تخطر على الباؿ كتطالب المرء بنيلها ألف اإلنساف أصبح لو كجهة كاحدة كىو كجو مواله ،كىذا ىو جهاد المحبّْين كجهاد الصالحين كجهاد العارفين ،كىذا الذل يقوؿ فيو إمامنا ابوالعزائم مههران مرتبة السالكين المبتدئينٚ { :ايطايو َٔ تٛحٖد ًَٛٛب٘ ٚزق ٖ٢مبا قدٖز ٙستبٛب٘ } لكن الذل يريد أف يكوف عالمان كالذل يريد أف يكوف صاحب كرامات كالذل يريد أف يتمتع بالرؤيات الصالحات كالذل يريد أف ييقذؼ فى قلبو اإللهامات كالذل يريد العطايا من اهلل ..... فهذا ما زاؿ لم يصل إلى مقاـ الفناء ألف تماـ المقاـ: ككػ ػ ػػن عبػ ػ ػػدان لنػ ػ ػػا كالعبػ ػ ػػد يرضػ ػ ػػى بم ػ ػػا تقض ػ ػػى الم ػ ػػوالى م ػ ػػن مػ ػ ػراد إذان ال يمكن لئلنساف أف يجاىد نفسو إال بواسطة شيخ مأذكف من الحبيب األعهم ،كجهاد النفس فى التخلص من أىوائها كشهواتها كحهوظها كبدكاتها كسوقها إلى الطاعات كالقربات كمتابعة سيد السادات . ككبح جماح الشهوات ى كتصفية القلب كما قلنا أف أكؿ أصل فيو ىو توحيد الوجهة هلل ،كحتى تكوف الوجهة سديدة على المريد أال يطلب على جهاده فى تصفية قلبو أك جهاده
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 81
AAAAAAAAAA
لنفسو أجران إف كاف دنيويان عاجبلن أك أخركيان ،حتى ال يطلب بجهاده الفتح كال الكشف كال الرؤيا كال الشهود ،ألنو فى ىذه الحالة َّ حدد أجران ،لكنو يطلب كجو اهلل ،كاهلل يقيمو فى المقاـ الذل يراه مناسبان لو كىو أعلم بنا من أنفسنا، يتم ذلك إال إذا جاىد العبد نفسو فى الفناء ،كىذا ىو السبيل الوحيد لنيل كال ُّ الفتوحات الربانية كنيل الهبات اإللهية كنيل العطايا المحمدية ......ىذه بعض األصوؿ التى البد منها لمن يريد الوصوؿ.
جٔ د اهط هم ه ِ٘ٙس اهقوب احل هم كيف يجاىد اإلنساف نفسو فى سبيل تحقيق تصفية القلب؟ ..اإلنساف فى متمكن أمكن..، متمكن ،كإما كاصل ،كإما عارؼ ،كإما سالك ،كإما ه طريق اهلل إما ه ه ه ه فما جهاد السالك فى طريق اهلل ليصفى قلبو؟
مٗالً -أسن اهِف ق اه وٌ ٗاه ٌو :
أكؿ جهاد يبدأ بو األفراد كال يتركو إال أىل البعاد ىو التخلص من النفاؽ! علمى كعمل هى ،فالنفاؽ العلمى نفا هؽ فى العقيدة أل باطنى، كالنفاؽ إثناف ه فتكوف العقيدة زائغة غير سديدة كال سليمة ،كسببو الشهوات كالدنيا كاألىواء المستكنة فى باطن اإلنساف ،كمهاىره اإلعتراض على الصالحين أحياءان كأمواتان، كتنقيص األنبياء كالمرسلين بأف يعتبرىم أناس عاديين كخاصة سيد األكلين كاآلخرين ،كانتقاص المسلمين فبل يعجبو أحد من المسلمين إال نفسو كخاصة أكابر العلماء الذين لهم بصمات كاضحة فى شريعة اهلل السمحاء كأصحاب المذاىب ،كإثارة النزاعات كالخبلفات دكمان بين المسلمين ،كالتشويش على المؤمنين بكثرة اآلراء .. ،فهذا النفاؽ يسمى النفاؽ العلمى كىو نفاؽ فى العقيدة كالعياذ باهلل .
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 82
AAAAAAAAAA
أما النفاؽ العملى فهذا يحتاج منا إلى الجهاد األعهم ،كىو أف اإلنساف ترغب نفسو فى التكاسل كالتقاعس كالتباطؤ عما فرضو عليو الرحمن أك سنَّو النبى العدناف ،كيحتاج إلى العزيمة كالجهاد ،كىو الذل أشار إليو النبى فى قولو: 63
غُٗٛدُ ا ٞيعٔػَاَٚ ٔ٤ايؿٗ ِبح ٢الَٜ ٜطِتَٝٔٛعََُْٗٛا } { بَََِٓٓٝا َٚبَ َِٔٝا ٞيَُُٓا ٔفكٔنيَ ُ
ال يستطيع الرجل منهم أف يصلى العشاء فى جماعة فى الليلة الباردة ،كال يستطيع أف يصلى الفجر فى جماعة إال قليبلن ،ىذا النفاؽ العملى خطورتو لو استكن لو اإلنساف كرضى بو كلم يىػليم نفسو عليو ،مثل من يصلى الصبح بعد طلوع َّ الشمس كال تلومو نفسو كال تؤنبو كال تعاتبو على ىذا الفعل ....كىنا خطورة ىذا النفاؽ ،لكن لو كنت تصلى الفجر فى جماعة كنمت عنو يومان فوبَّختك نفسك ككطن نفسو عليو خارج ىذا المرض ،إذان المرض لمن رضى بو َّ طواؿ اليوـ ،فهذا ه كنفسو ال تلومو كال تعاتبو كال توبخو كال تؤنبو على ذلك؛ كىذا ىو النفاؽ العملى.
ًّ م ٘اب اهِف ق اه ٌو ىناؾ أبواب فى النفاؽ العملى البد لئلنساف أف ييطهر نفسو منها حتى يدخل إلى مقامات اإليماف ،كسنختار منها خمسة أبواب لخطرىا ،كاحذر فهناؾ غيرىا!: أكالى :إذا رأل اإلنساف نفسو خيران من غيره:فى العادات كالطاعات كالقرب من اهلل ،فذاؾ مرض داخلى يحتاج إلى العبلج ،كيقوؿ فى ذلك أبوالعزائم ( :نف ٢باملس ٤إمثا ٟإٔ ٜس ٣ارتري فْ ٢فط٘ ٚايػس ف ٢إخٛاْ٘) فى ىذه الحالة ىو شيطاف كبو مرض داخلى يحتاج إلى العبلج.
AAAAAAAAAA
ّٔ موطأ اإلماـ مالك كسنن البيهقى الكبرل عن سعيد بن المسيب.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 83
AAAAAAAAAA
-ثانيان :السعى للقطيعة بين اإلخواف المتحابين المتآلفين:
كىى أخطر من السابقة فى داء النفاؽ العملى؛ كىذا شيطاف كاضح مع أنو يمل من تبلكة القرآف لكن عملو ىذا يصلى كيصوـ كربما يقوـ الليل كربما ال ُّ يخالف منهج اإليماف السديد الذل كضحو اهلل فى القرآف!! ففى (ٔ- ٗالحجرات):
إياؾ أف تميل مع ىذا أك ذاؾ ،فبل تمل إال مع الحق حيث ماؿ. ثالثان :أف يكوف اإلنساف بخيبلن كشحيحان كيرل نفسو خيران من غيره: ألنو يرل نفسو حريصان كمحافهان على مالو؛ بل ربما يستهزئ بالمنفقين كيراىم سفهاء كمبَّذرين ،كقد يتناىى فى بخلو كحرصو حتى يبخل بماؿ غيره فى نفسو من أف ينفقو صاحبو فيصير شحيحان نٍ فتطمح عينو إلى ماؿ أخيو كيقوؿ لو كاف لى لحافهت عليو كما أىدرتو ،كتنقبض نفسو من جود أخيو بمالو! كيراه سفهان كتبذيران فهذا من فقو معنى الشح! فانهر إلى أل مدل يبلحهوف خلجات النفوس كطرفات العيوف! كلذلك قاؿ اإلماـ عبد الوىاب الشعرانى { :أقبح ايكبٝح ؾٛف٢ غخٝح } ،كيف يكوف صوفيان كشحيحان؟! فالصوفية ال تدعو إال لمكارـ األخبلؽ،
الشح فالصوفى الصادؽ لما يرل أىل كأكؿ مكارـ األخبلؽ الكرـ كالجود كخبلؼ ّْ اإلنفاؽ يربو اإليماف كالغبطة فى قلبو ،كيفرح ألخيو كيدعو لو كيتمنى أف لو كانت لى الجباؿ ذىبان ألنفقتها فى اهلل! كلذا فهم يذكركف أنفسهم دائمان بقوؿ اهلل تعالى:
ٗ( الحشر).
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 84
AAAAAAAAAA
رابعان :أف يلقى ىؤالء بوجو كإذا غابوا عنو ذكرىم بوجو آخر:
كلى؛ فهو ليس من صفة كىو نفا هؽ عملى َّ ه صفى كيبرأ منو كل ٌ يتبرأ منو كل ٌ يسمونو المداىنة أل يداىن األتقياء ألف التقى ما فى قلبو على لسانو ،كىذا ما ُّ ف إليو ،فإذا مشى من أمامو أخذ يخوض فيو الناس ،أل عندما يراه َّ ب أك يتزلَّ ي يتقر ي كيغتابو كييقبّْح سوء فعلو كال يذكر إال أسوأ ما فيو كينسى ما فيو من خصاؿ كريمة – ككلّّ فيو ىذا كذاؾ – كالحبيب يي ىخ ّْوؼ ىؤالء المنافقين بسوء العاقبة يوـ لقاء اهلل فالوجهاف كاللساناف سيكوناف من نار يوـ القيامة! فمن يطيق ذلك ،قاؿ: 64
دَٗإَْ َِٔٔ ٢از ، } ٣كقاؿ: دَٗ ٢ِٔٝفٔ ٞاي ٓدَُِْٝا َٜأٞتٔ ََِّٜٛ ٞا ٞيكَٔٝاَََٚ ٔ١يِ َٚ ُٜ٘ { ذُ ٚايِ َٛ ٞ 65
{ ٢إَٕٓ ذَا ايًطَاَْ ٢ِٔٝفٔ ٞاي ٓدَُِْٝا ي ُٜ٘ئطَاَْإَْ َِٔٔ ٢از ََِّٜٛ ٣ا ٞيكَٔٝاََ. } ٔ١
كيغض الطرؼ فالمؤمن التقى ىو الذل يرل حسنات إخوانو كعيوب نفسو، ُّ يغتر ،ال يتذكر مكارمو كال محامده! كإنما عن عيوب إخوانو كعن مكارـ نفسو فبل َّ يضع أمامو دائمان مساكئو كجرائمو حتى ييصلح عيوب نفسو كحتى ّْ يهذب نفسو.
فالذين يحضركف المجالس كيذكركف اهلل كيصلوف على رسوؿ اهلل ثم يمشى أحدىم بين اإلخواف ليوغل صدر ىذا كيمؤل صدره ىذا على ذاؾ ،فهؤالء شياطين كلكنهم يجالسوف المؤمنين ،فعندما دعا اهلل المبلئكة للسجود : [ الحجر]
كىل كاف إبليس من المبلئكة؟ ال ،كلكنو كاف معهم كقتها يقوؿ بقولهم كيفعل بفعلهم فأخذ حكمهم كأ ًيم ىر معهم ،كلكن حقيقتو أبت كبقيت على غيّْها لم فلما أمر بما يكره أعلن رفضو كأظهر نيَّتو كعصى ربو ،كىكذا مثل من تبع تطٍ يهرَّ ، الصالحين كقلبو معقود على صفة المنافقين ،كىذا يأخذنا للصفة الخامسة من رضي اللَّوي عنوي .جامع المسانيد كالمراسيل ْٔ (طس) عن سعد ى ٓٔ (طك) ،عن ابن مسعود ،جامع المسانيد كالمراسيل
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 85
AAAAAAAAAA
النفاؽ العملى كىى كالعياذ باهلل ،نسأؿ اهلل السبلمة فى العقيدة كاإلخبلص فى العمل!. خامسان :أف يتصنَّع الخشوع أماـ الناس ليحهى بالرفعة كالتقديم: كىذا من أخطر النفاؽ كىو قاطع لجميع اإلمداد كاألرزاؽ ،ألف الرجل ال يزاؿ يتصنَّع الخشوع كاإلنكسار أك الصراخ كالبكاء كتمثيل األحواؿ أماـ إخوانو - الجهاؿ -فيفرح بتقديم َّ السذج لو لما كليست ىكذا أحواؿ الرجاؿ كإنما أحواؿ َّ يركنو منو كينتشى لطلبهم دعائو أك تقبيل يده حتى ّْ يصدؽ أنو جاز كفاز فيتوقف عن السلوؾ كاإلجتياز كيرل أنَّو فوؽ البقيَّة ،كىو عند أىل الحضرة الحقيَّة مناف هق عبلمتو جليَّة كحالتو مخزيَّة ،كالمصطفى يحذر من تلك المهالك المرديَّة كينبّْو كيقوؿ: { ََِٔ أٜزَ ٣ايَٓٓاعَ فِٜٛمَ ََا عِٔٓدَ ََٔٔ ُٙايـدَػِٜ ٔ١َٝفََُُٗٓ َٛافٔلْ } {ٚ ،ا ٞيَُُٓافٔلُ َٝ ًُِٜٔ و 66
عَِ َٜ َِِٔ٘ٝٓٝبهٜٔ ٞنَُا َٜػَا ، } ُ٤كبكى سفياف الثورم يوما ثم قاؿ لمن حولو: 67
{ بًػين إٔ ايعبد أ ٚايسدٌ إذا نٌُ ْفاق٘ ًَو ع ٘ٝٓٝفبه} ٢
كال تعارض ىنا مع حديث إف لم تبكوا فتباكوا؛ ألنو أمرىم بالبكاء أكالتباكى عند القرآف ترقيقان للقلوب كجلبان للخشية ،أكعند سماع عذاب النار إظهاران للخوؼ من اهلل الق ٌهار ،أك عند المركر بديار الخسف كالصعق من الكفار، كأما المنافق فيبكى أماـ الناس تصنعان كخداعان ،كيملك دموعو إرساالن كامتناعان!. فأكؿ جهاد فى مراتب السالكين لتصفية القلب أف يجاىد نفسو حتى كل أكصاؼ النفاؽ كالمنافقين كيدخل فى قوؿ اهلل ُُٗ( التوبة): َّ يتطهر من ّْ علي جامع المسانيد كالمراسيل ٔٔ حديث خمن أرل } ابن َّ ذر ،حديث خ يبكى } (فر) عن ٍّ النجار عن أبي ى ٕٔ ركاه البيهقي في الشعب ،كشف الخفاء.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 86
AAAAAAAAAA
كقواه على التخلص من أخبلؽ النفاؽ ليطبع بأخبلؽ أىل إذا أعانو مواله َّ ليعرفنا صفة المؤمنين الصادقين: الصدؽ كالوفاؽ ككما قاؿ الصادؽ المصدكؽ ّْ 68
خ ٝنٌُٓ خًَُٜٔٞٛ ٕ١ٜٓبعُ عًََِٗٝ ٜا ا ٞيُُؤَُِٔٔ إ٢ال ٜٓايٞدَُٝاََْٚ ٜ١ا ٞيهٜرٔبَ }
ع كىاتاف الصفتاف الذميمتاف جمعتا ككعتا كل صفات المنافقين فكلُّها ّْ متفر ه عنهما فخلف الوعد كغدر العهد من الكذب ،كفي ٍج ير الخصومة كأكل األمانة من الخيانة ،فبلبد للمريد الصادؽ أف يتخلص من ىذه الصفات بالكليَّة ،كال يبيح لمرة كاحدة إذا أراد أف يرتقى لمقاـ السالك ،لماذا؟ لنفسو استخدامها كلو َّ ألنو البد للسالك أف يكوف خاليان تمامان من أكصاؼ النفاؽ كالمنافقين ،ال ينم كال يخوف كال يخلف كعدان كال يفجر فى خصومو !!!.... يكذب كال يغتاب كال ُّ كىذه بدايات المؤمنين كليست النهايات! لكن من أعانو اهلل عليها كاجتازىا حصل العلوـ دليل على أنو من أىل العنايات ،لكن الموحوؿ فيها حتى لو َّ فهذا ه كحصل علوـ العارفين ً كح ىكم الصالحين كرزقو اهلل جودة الفهم فى تحصيل العلمَّ ، إال أنو كما قالوا فى ذلك { :نخُاز ايسحٜ ٢عٔٗ أْ٘ قٛع َطافات ٖٛٚمل ٜربح ستً } ٘٤فهذا يهن أنو من الواصلين كمن العارفين كعندما يقاؿ لو : [ ؽ] يجد أنو لم يتجاكز موضعو ،لماذا؟ ألنو رب العالمين لم يتخلى عن أكصاؼ المنافقين كصفات الكاذبين التى نهى عنها ّْ كالتى حذر منها النبى المصطفى المسلمين أجمعين. كلذلك كاف حتى أكابر الصحابة عندما يسمعوف حديثان من رسوؿ اهلل فى صفات المنافقين! يسارعوف فى الحاؿ كيقيسونها على أنفسهم مع علو
AAAAAAAAAA
ٖٔ (ع) عن و رضي اللَّوي عنوي ،جامع المسانيد كالمراسيل سعد ى
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 87
AAAAAAAAAA
قدرىم! ال يقولوف ليس الكبلـ لنا! كإنما يبحثوف فوران فى باطنهم! كال يناموف الليل خشية أف تخدعهم نفوسهم! كلذا كرد أف أبا بكر كعمر لما سمعوا كصف يجركف أقدامهم ترتعد المنافقين من رسوؿ اهلل خرجوا من عنده كىم ثقيلوف ُّ أكصالهم ال تكاد تحملهم أقدامهم خوفان من أف يكونوا كما كصف ؛ فرآىم على فقاؿ لهم : { ََائ ٞأٜزَانَُٝا ثَكٔ ٢ًِٜٔٝٝ؟ قٜاال :حَدٜٔجّا ضَُٔعَِٓأَ ُٙـِٔ زَضُـ ٍٛايًٜٓـ٘ َٔ(:ـ ِ ٔ خٔالٍ ٢ايَُُٓٞافٔكٔنيَ إذَا حَدَٓخَ نٜرَبََٚ ،إ٢ذَا اِ٥تَُُٔٔ خَإََٚ ،إ٢ذَا َٚعَـدَ أٜخًِٜـفَ") فٜكٜـا َ ٍ عًَٔ :ْٓٞأٜفٜال ضَأٜيٞتَُُا ُٙ؟ فٜكٜاالٖٔ :بَِٓا زَضُ ٍَٛايً ، ٜٔ٘ٓفٜكٜاٍَ :يٜهٔٓٔٓ ٞضَأٜضِأٜي .ُ٘ٝفٜـدَخَ َ ٌ عًَ ٢ٜزَضُ ٢ٍٛايً ٜٔ٘ٓفٜكٜاٍَ :يٜكٔ َٞٔٓٝأٜبُ ٛبَهٞسَٚ ٣عَُُسََُُُٖٚ ،ا ثَكٔٝالٕ ،٢ثَُِٓ ذَنٜسَ ََا قٜاال: قعُِ٘ عًَ ٢ٜا ٞيَُِٛقٔع ٢ايٜٓرَٜٔ ٟكَعَُٚ ،َُْ٘ٛيٜهَٔٔٓ ايَُُٓٞافٔلَ إذَا فٜكٜاٍَ :قٜدِ حَدَٓثَِت َُُٗاَٚ ،ي ِِٜأَ ٜ حَدَٓخَ ُٜ ََُٖٛٚخَدٔٓخُ َْفٞطَُ٘ أَٜ َُْٜ٘ٓهٞرٔبَُٚ ،إ٢ذَا َٚعَدَ ُٜ ََُٖٛٚخَدٔٓخُ َْفٞطَُ٘ أَٜ َُْٜ٘ٓدًِٝفُ، 69
َٚإ٢ذَا اِ٥تَُُٔٔ ُٜ ََُٖٛٚخَدٔٓخُ َْفٞطَُ٘ أَٜ َُْٜ٘ٓدُ. } ُٕٛ
كاذب ،أك يع يد كىو يعرؼ أنو لن يفى ،كلكنو يعد كفقن أل يقوؿ كيعرؼ أنو ه لفض المجلس! أك يأخذ األمانة كنيَّتو فى الخيانة! فانهركا لشدة حرصهم على ّْ تطهرىم من ىذه الخصاؿ الذميمة ،كخوفهم من أف أحدىم لو قهره مانع فوؽ ّْ طاقتو مع حرصو كترتيبو للوفاء أك األداء فحيل بينو كبين ذلك! َّ فحق لصاحب الحق أف يطلبو حقو فى ميعاده كصاحب الوعد مسؤكؿ عن كفائو كما يترتب على ّْ خلفو! كال نضغن على صاحب الحق ليتنازؿ كإف رغَّبناه فى الصبر إف أمكن! كلكن الشاىد أنو ال يكتب فى ديواف المنافقين ل يخل ًٍفو ألنو لم يبيّْت النية إبدان على ذلك! كقد يقوؿ البعض أننى تحدثت كثيران فى ذلك الموضوع ،لكنى أجد كثيران من
AAAAAAAAAA
َّار ىع ٍن ىسل ىٍما ىف ،ك(طب) عنو . ٗٔ ىخ َّر ىجوي الٍبىػز ي
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 88
AAAAAAAAAA
إخوانى ال يعير ىذا األمر اىتمامو فى طور الجهاد ،فيهن أف الجهاد فى العبادات كاألذكار كقياـ الليل ،لكن أكؿ الجهاد أف يراعى نفسو كيرعى جوارحو حتى يتط َّهر من كل أكصاؼ النفاؽ كالمنافقين ،فيأخذ خلعة الصادقين ،كيكوف موقعو: [ القمر] كىذه ىى بداية السير كالسلوؾ رب العالمين . الصحيح إلى ّْ لكن طالما المرء فيو ًسمة أك عبلمة أك آية أك صفة من أكصاؼ المنافقين ال بجلوه رب العالمين ،فمهما َّ ييسمح لو بالجلوس أبدان فى مقاعد الصدؽ عند ّْ كرموه ...كل ذلك ليداركه ،لكن اإلنساف أبصر بنفسو كأعلم بمصلحتو، كمهما َّ يتجمل بشمائل فمن أراد أف يرتقى فى مدارج الكماؿ كيبلغ منازؿ أىل الوصاؿ َّ التطهر من ىذه الخصاؿ كالخبلؿ التى َّ حذر النبى من اإلقتراب منها الرجاؿ كأكلها َّ فى جميع األحواؿ كىى أكصاؼ المنافقين.
ث ُ -ًٚاحلسص عو اهق َ ٚهفسا ض
تطه ر السالك من أكصاؼ المنافقين فيكوف جهاده بعد ذلك فى إذا َّ الحرص على الصبلة فى كقتها فى جماعة فى بيت اهلل كال يلتمس لنفسو عذران ،ألنو لو التمس لنفسو األعذار فسينغمس من رأسو إلى قدميو فى األكزار. كالمقصود باألعذار :األعذار التى ليست فى شريعة اهلل ،فالمريض الذل ال يصلى فى المسجد ىو من يمنعو الطبيب المؤمن المسلم ،لكن آفة السالك أف يلتمس لنفسو األعذار كيقبلها ،كإذا نصحو أحد يتغير من جهتو كربما ييعرض عنو كربما يخاصمو ألنو يريد أف يوجهو ،كلذلك قاؿ إمامنا أبوالعزائم { :نٔ َع غٝدو عًْ ٢فطو ٚال تهٔ َع ْفطو عً ٢غٝدو } فإياؾ أف تعاكف النفس بأف تلتمس لها األعذار كتقبلها ،فيجب إذان على السالك أف يحرص على الفرائض
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 89
AAAAAAAAAA
حرصان كامبلن لقولو لسيدنا عبد اهلل بن مسعود عندما سألو:
70
ؿال ٝ٠ٜئَٛقٔٞتَٗا } ،أمل ٜكٌ اهلل: حبٗ األِ ٜعَُاٍ ٢إي ٢ٜايً٘٤؟ قاٍ ٔ:اي ٖ { َا ٜأ َ
[َُّالنساء].
ُٚ ث هثً -احلسص عو مُف ضٕ ٗةخ ٕ اهسٗح َّ
يحرص على أنفاسو ،فبل يتنفس نفسان فى غفلة أك فى سهو أك فى لهو أك فى لعب أك فى بعد أك فى معصية أك فى صدكد ....ال يتنفس ن ىفسان إال إذا تأكد جل فى عبله ،من الذل يحرس اإلنساف؟ أنو فى كماؿ الرضا هلل َّ اإلنساف ىو الذل يحرس أنفاسو ،ألف أنفاسك نفائسك ،كعمرؾ أنفاسك كالمطلوب عهيم كالعمر قصير ،كإذا استخدمت أدكات التسويف بعدت بالكليَّة عن مناىج الصالحين ،أما السالكوف الصادقوف فإنهم يسارعوف فوران إلى ما كرد فى رب العالمين ...كلذلك فهم أبخل الناس على كقتهم. القلب محاكلين إرضاء ّْ فإذا رأيت سالكان ال يهتم بوقتو فاعلم أف ذلك من مقت كاق وع عليو من ربّْو، كيف؟ تجده كال مانع عنده من مشاىدة التلفاز كالفضائيات كمتابعة المسلسبلت مقت! .....ما لهذا كلسلوؾ طريق الصالحين! ربما كاألفبلـ كالكليبات! أليس ىذا ه يكوف يمحبَّان للصالحين كىذا ح هق ..لكن الصالحين ليس عندىم كقت يقضونو فى ىذا! إف كقتهم أغلى من كل شئ نفيس فى ىذه الحياة الدنيا !! كلذا فبل تعجب إذا قاؿ أحدىم { :ي ٛخريت بني دخ ٍٛادتٓٚ ١ؾال٠ زنعتني الخرتت ؾال ٠ايسنعتني عً ٢دخ ٍٛادتٓ ،١قٚ :ٌٝئَِ؟ قاٍ :ألٕ ف٢ ؾال ٠ايسنعتني زقا ٤زبٚ ٢ف ٢دخ ٍٛادتٓ ١زقاْ ٤فطٚ ٢زقا ٤زبَ ٢كدّ
AAAAAAAAAA
و رضي اللَّوي عنو. َٕ (حم ىػ ؽ د ف) عن اب ًن ىمسعيود ى
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 91
AAAAAAAAAA
عً ٢زقاْ ٤فط ،} ٢انهر كيف كانوا يقيسوف األمور؟!!
ىل ىناؾ كقت عند أحدىم للقيل كالقاؿ؟! إنهم حتى فى حديثهم فى كبلـ الواحد المتعاؿ أك فى حديث الحبيب األعهم أك سيرة اآلؿ يقتصدكف ،فكيف يستبيحوف كقتهم فى اللغو أك اللهو أك فى الباطل أك القيل كالقاؿ مع تحذيره : 71
{ إٕٖ ايً َ٘١نٜسٜ َٙ٢يهَ ِِٝثالٜثا :ٟقَٔٚ ٌَٝقٜاٍََٚ ،إقَاعَ ٜ١ا ٞيَُاٍَٚ ،٢نٜجِسَ ٜ٠ايطٗؤَاٍ} ٢
فالسالك أحرص الناس على أنفاسو ،ال ينفق نىػ ىفسان إال فى مرضاة اهلل ، كىو أحرص الخلق على صحتو الركحانية ،فيبخل بن ىفس كاحد يصرفو فى غفلة أك أمل فى الدنيا أك حظ نفسانى ،فيعمل فى الدنيا لتكوف كسيلة اآلخرة ،كيجالس الناس لينتفع منهم أك ينفعهم نفعان يدكـ أثرهٖٗ-ٖٖ[،الشعراء]: كقاؿ اإلماـ أبو العزائم : القلب لو أنو يصفو لخلقو الجسم بالقلب يترقَّى إلى رتب س بقلب سليم رفعة كرضا نىػ ىف ه
يشاىد الوجو فى فردكس جنات كالجسم من غير قلب فى الضبلالت
كألف عاـ ببل قلب كلحهات ي
زا ً -حمبَّ اهلل ٗزض٘هٕ ًّٗ ٗاالٍٓ يحرصوف بعد ذلك على محبة الحبيب ككل من يلوذ بالحبيب كآلو كأصحابو كالصالحين المقتدين بهديو كالمحبين لو كالعاشقين لو ،كيحبونهم حبَّان أعلى من حبّْهم ألكالدىم كبناتهم ألنهم سمعوا قوؿ اهلل :
AAAAAAAAAA
ُٕ صحيح مسلم عن المغيرة بن شعبة.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 91
AAAAAAAAAA
ِّ[ الشورل] كالقربى أل ذكل رحمو أك ذكل قرباه! أل المقربوف من حضرتو .... ،ذكل قرباه جسمانيان كصادقوف فى حسن اتباعهم لحضرتو ،أك ذكل قرباه ركحانيان كنورانيان كىؤالء أعلى فى الرتبة كالفضل ،أك ذكل قرباه ركحانيان كجسمانيان كىؤالء أىل الكماؿ ،كلذا قاؿ معلمان األمة:
72
{أٜدبُٛا أِٜٚالَ ٜدن ِِ ٝعًََ ٢ٜثالٜخٔ خٔؿَاٍ ٣حُب َْبٔٝهَٚ ِِٝحُب أ ٢ٌِٖ ٜبَِٝتٔ٘ٔ َٚقٔسَا ٔ٠َ٤ا ٞيكٝسِإٓ}٢
خ ًط ً :اه يهٚف ني اأخ٘اْ: كيحرص السالك كذلك فى جهاده لنفسو على أف يمشى دائمان كأبدان بلسمان الغل ،ال يرتاح شافيان لجراح إخوانو ،فيشفى الصدكر من األحقاد كينزع من النفوس َّ إذا كجد أخين متخاصمين إال إذا أصلح بينهما ،ال يسكن فى ليلو أك نهاره إذا كجد خبلفان بين أخين إال إذا ألَّف بينهما ....ألف رسالة المحبين التأليف بين قلوب المحبين ،كاسمعوا لقولو تعالى فى كتابو الكريم : َُّ[ آؿ عمراف].
كظيفة من ىذه؟ كظيفة رسوؿ اهلل ككرثتو كأحبابو كالماشين على نهجو، كالوظيفة المخالفة كظيفة من؟ إبليس! فهو يسعى للتلبيس بين اإلخواف كلئليقاع بينهم كإلى إيجاد الشحناء فى نفوسهم كإيجاد البغضاء فى صدكرىم ،فوظيفتنا يا إخوانى ىى التأليف بين قلوب المؤمنين كالحرص على المودة بين السالكين !!. فهذه ىى أعهم بضاعة نتقرب بها إلى اهلل كىى التى تحتاج إلى الجهاد األعهم فى أطوار السالكين ألف النفس دائمان تحاكؿ أف تيخرج المرء من طور السلوؾ بتزيين الغيبة كالنميمة كاإليقاع بين المؤمنين كتتبع عورات إخوانو الذاكرين كالعلماء كالمرشدين كالمنشدين ،فكل من رأيتو يتتبع سقطات إخوانو فاعلم أنو
AAAAAAAAAA
ً ًًً كابن الن َّ ً رضي اللَّوي عنوي ،جامع المسانيد كالمراسيل ِٕ أىبيو نى ٍ ص ور عبد الكريم الشيرازم في فىػ ىوائده (فر) ي َّجار عن ىعل ٍّي ى
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 92
AAAAAAAAAA
ن من عين اهلل ،ككلما تذكر لو أخان تجده يسارع فيذكر مساكءه كعيوبو، ساق ه أفبل اتبع: كعف ػػوان ع ػػن ال ػػزالت ف ػػالعفو أرفػ ػػق كسػ ػ ػػتران لعػ ػ ػػورات األحبػ ػ ػػة كلهػ ػ ػػم ً فليمش على ىذا النور. فمن أراد أف يستره الستور
ض دض ً :اخلسٗج ًّ ع٘ا دٖ ًٗيه٘ف إٔ ًع املدازاة كالسالك فى طريق اهلل تعالى يجب أف يخرج من عوائده كمألوفاتو التى تدعو إليها الضركرة اإلنسانية ،من األعماؿ التى ينول بها رفع قدره بين الناس بنهره إليهم نهران يحجبو عن الحق ،كبالتزيين بالرياش كالزخارؼ كالحرص على شهى الطعاـ كالشراب إال ما دعت إليو الضركرة لحفظ الصحة أك إعادة العافية. ٌ
كيجب عليو ترؾ زيارة أىل الغفلة ممن شربوا خمرة الدنيا كالحظ كالهول فأسكرتهم ،ككذا الجدؿ كالحديث فيما ال يعنيو كال يفيده ،كأف يترؾ مماراة الناس كمواالة غير األتقياء ،كفى ذلك كلو يدارل الناس ما استطاع حتى ال يفتح على نفسو أك إخوانو أبواب شركر الخلق كعداكاتهم كجدلهم كجدالهم كتنطعهم! فيضيع كقتو كصحتو الركحانية؛ فعليو أف يكوف عامبلن بالحديث الشريف: { زَأعُ اي َع ٞكٌَ ٢بعِدَ اإل٢ميإ ٢باهلل َُدازَا ٝ٠ايَٓٓاعٚ ٢أ ٌُِٖ املٜعِسُٚف يف اي ٓدَِْٝا أ ِٖ ُ ٌ 73
ا ٜملعِسُٚفٔ يف اآلخٔسَٚ ٔ٠أ ٌُِٖ املِٓ ٝهٜس ٢يف اي ٓدُِْٝا أ ٌُِٖ املِٓ ٝهٜس ٢يف اآلخٔسَ} ٔ٠
كيجب على المريد السالك أف يفرؽ بين مدارة الناس كمداىنتهم التى ذممناىا ألنها تورد المهالك! فإف قيل افرؽ لنا بين المداراة المحمودة كالمداىنة المذمومة؛ قلنا:
AAAAAAAAAA
ّٕ (ابن أبي الدنيا في ً قضاء الحوائج) عن ابن المسيب مرسبلن ،الفتح الكبير كمجمع المسانيد كالمراسيل.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 93
AAAAAAAAAA
{ املدازا ٠اييت ٜجاب عًٗٝا ايعاقٌٚ ،ذنُد بٗا عٓد اهلل ٚ ‘عٓد َٔ عكٌ
عٔ اهلل تعاىل ٖ ٛايرٜ ٟداز ٟمجٝع ايٓاع اير ٜٔال بدٖ ي٘ َِٓٗ َٔٚعػستِٗ; ال ٜبا يَ ٞا ْكـ َٔ دْٝـاَٚ ،ٙـا أٚٝذَ ٣ـٔ عسقـ٘ بعـد إٔ ضـًِ يـ٘ دٜٓـ٘، أَا املدآٖ ١املُٓٛع : ١فٗ ٛاير ٟال ٜبايْ ٞكـ أ ٚذٖاب دٚ ٜ٘ٓاْتٗاى عسقـ٘ َاداَت قد ضًُت ي٘ دْٝا !ٙفَٗ ٛػسٚزْٚ ،إذا ْؿخ٘ ايعاقٌ قا٥ال ٟي٘ إٖٔ فعًـ٘ ٖرا َدآٖٚ ٝ١متً٥لْ ٜكدحإ ف ٢د !ٜ٘ٓقاٍ :إمنا أْا أداز ٣ايٓاع! فٝصٍٗ ٜٚطـُِٓ٢ املدآٖ ١احملسَٖ ١باملدازاٖٚ ٠را غًط ٠فادحْ ،إمنا املداز ٣ايعاقٌ ٖـَ ٛـٔ ٜعاغـس 74
باملعسٚف َٔ البدٖ َٔ عػست٘ حت ٢دنعٌ اهلل ي٘ َٓ٘ فسداٚ ٟشتسدا }
ض
ًًً -احلسص عو ضاً ٗزع ُ ٙفطٕ
السالك فى طريق اهلل تعالى أشد الناس رعاية لنفسو ،كأسرعهم طلبان للشفاء كال يطلب الشفاء على يد نفسو فيهلك! كال على يد من ال يي ٍح ًسن فيردم! كلذا ّْ َّ كمحذران حتى ال يسلّْم أح هد نفسو إال لخبير ب ًٍىا فإف رسوؿ اهلل قاؿ من ّْ حاذؽ: 75
طبٜ ٙفُٗ َٛقَأَْٔ } { ََِٔ تَٖٜٛببَ َٚالُٜ ٜعًِٔ َُِ٘ٓٔ ُِٜ
فهو ال يطلب الشفاء إال على يد الطبيب الخبير ال على يد نفسو؛ ألنو إف ه مسئوؿ أماـ اهلل عن ذلك ؛ كىذا يوجب طلب طبيب النفس ضامن ضرىا فهو أ َّ ه العالم برعوناتها كطرؽ تطبيبها كإصبلحها كالذىاب إليو كالتطبّْب لديو ،أما السالك ج ًٍ ًرد من معانيو الذل ينسى مصلحة نفسو كيصرؼ أنفاسو فيما ال يفيد ،فقد ي كرجع إلى الحظ كالهول ،فابدأ بنفسك أيها السالك كأدـ رعايتها على يد الطبيب ْٕ الغرباء لؤلجرم ،من كبلـ أبو حفص عمر بن جعفر الطبرم لبعض الحكماء ،بتصرؼ. ٕٓ سنن أبى داككد عن عمرك بن شعيب.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 94
AAAAAAAAAA
الخبير العالم بما يصلحها فإنها أعدل أعدائك كإف غفلت عنها أىلكتك ،قاؿ تعالى: [ الشمس]. كىو يأخذ فى طريق سلوكو إلى اهلل تعالى بالعزيمة ما استطاع ،فإف الرخصة عند مقتضاىا تكوف عزيمة كالتيمم كقصر صبلة المسافر ،كغيرىا ،كىو كإخوانو فى رعايتهم ألنفسهم كلبعضهم البعض كحرصهم على أحدىم ككلهم ىم أشبو الناس بالسلف الصالح ،كأساس تعامبلتهم مع بعضهم ىى قولو : طعَ ٢بٔرَٔٔٚتٗ ِِ٢أِ ٜدَْاُِِٖ َُٜٚذٔريُ عًَ ِِ٢ِٗٝ ٜأٜقٞؿَاُِِِِٖ َُٖٚ ، { ا ٞيُُطًُُِٔ َٕٛتََتهٜافٜأ ٝدََٔاؤُُِِِٖ َٜ ، 76
ك َع ٔفََُٗٚ ِِ٢طِسُ ٢عُِِٗ عًَ ٢ٜقٜاعٔدِِٖٔٔ } ٔ ضَٔٛاَُِِٖٜ ،سُدٗ َُػٔدُٖٗ ِِ عًَِ َُ ٢ٜ َٜدْ عًَِ ََ ٢ٜ
فمن رأل نفسو أكلى من أخيو بفضيلة أك مزية أكبخصوصية كجب عليو التوبة كسد منفذ الغركر ،كاالعتذار إلخوانو قوالن كفعبلن فيرل نفسو أنو ليس أىبلن لمكانتو ،كينزؿ إلى خدمة الزاكية ،أك يترؾ التكلم عليهم كالتقدـ كالقياـ بما صص لو من افتتاح الذكر أكالدرس ،أك المبايعة حتى يقيمو إخوانو برضاء منهم يخ ّْ كصفاء.
ث ًًِ -اهق٘ َ ٚاجب اه٘قت ًع حفظ املسأب السالك فى طريق اهلل بين قياـ بفريضة مفترضة ،أكحضور مع اهلل بالمراقبة، يتقرب بو إلى اهلل أك تحصيل علم ممن ىو أعلى منو بالمصاحبة ،أك عمل صالح َّ تعالى ،أك عمل لتحصيل قوتو الضركرل كقوت من أكجب اهلل عليو نفقتهم ،أك
AAAAAAAAAA ٕٔ سنن أبى داككد عن عمرك بن شعيب.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 95
AAAAAAAAAA
كل غذاءان كراحة لجسمو أك نفسو من أكل أك شرب أك نوـ أك رياضة أك ٍّ طب ،ك ُّ عمل غير ىذا فهو ه كباؿ على السالك كيتلف كقتو أك نفسو كيورده المهالك! ىمها ،قد يكثركف كبعض السالكين لجهلهم أصوؿ السلوؾ التى شرحنا أ َّ الذكر بألسنتهم أك الصبلة كالصوـ كالحج كقراءة القرآف بأبدانهم ،كيهنوف أنهم بلغوا درجة القرب ،كيتساىلوف فى كجو الكسب كالقوت كالمعامبلت ،فبل يدققوف يغرىم ثم ُّ فيصير أغلب قوتهم من الشبهات! كليس ىكذا السالكين كالسالكات!! َّ ثم يتأكدكف كال يبالوف! باهلل الغركر فيأكلوف الحراـ كربما قالوا ال يعلموف! َّ حرـ اهلل كرسولو من السحت كاآلثاـ!!! كيستحلُّوف صريح الحراـ! كما َّ كفوؽ ذلك كلو! يهنُّوف أنهم على خير للعبادات التى ّْ يقدموف! ال يتفكركف فيما ُّ تعدكا من حدكد الشرع كما جهلوا من آداب السلوؾ كمخاكؼ السالكين رب العالمين!! كمبلحهات المجاىدين ،كال ُّ جفن كأنهم ضامنوف على ّْ يهتز لهم ه فأكؿ كاجب كقت عاـ لجميع أىل اإلسبلـ كنؤكد ىنا الكبلـ للمبتدئين كالسالكين كاألعبلـ! كمن رغبوا أف يكونوا للنيّْة الصالحة يم ٍج ًمعين ،كبجهاد النفس س ين مع فقده نهاية! أمر ال ُّ تصح بدكنو بداية! كال ٍ لتصفيَّة القلب عاملين! ىو ه تح ي مشركع أباحو ذك الجبلؿ. ىو الرزؽ الحبلؿ! كإطعاـ النفس كاآلؿ من طريق و فإف حفهوا من الوقوع فى اإلثم العهيم العاـ الذل شرحناه من أكل الحراـ مع العلم كعدـ اإلعتبار أك اإلىتماـ إتكاالن على العبادات البدنية كالكبلـ! فربما كقع الكثيركف من محبى الصالحين ممن لم يدركوا كاجبات الوقت كاألياـ فى إثم ترؾ السعى كالعمل إعتمادان ظنيَّا على َّ الرزاؽ كالخياؿ كاألمل! كربما كانت أعمالهم التى يعملوف كدعواىم التى َّ يدعوف!! يستندكف فيها على جمالو فغابوا عن أنفسهم كعن الكونين، إلى بعض األفراد الذين أشهدىم اهلل َّ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 96
AAAAAAAAAA
كفىػ ُّركا إلى اهلل كتركوا العمل للدنيا ،كىؤالء ليسوا أئمة للمتقين كال قدكة للسالكين أحب اهلل العبد ألنهم فى مقامات محبة اهلل مقامين!! عن أنفسهم مأخوذين! ،كمتى َّ يضره ذنب .....خصوصان كأف ما ييجريو اهلل على أيديهم لم يكن لحظ كال ال ُّ لقصد كال لكسب منهم !!! فإذا تركوا العمل للدنيا أك ىجركا الخلق أك اختفوا عن الناس فى خلواتهم أك َّ تفضحوا ليسقطوا من قلوب الخلق .... ،كلكن ألف ذلك كلو لم يكن لحظ خفى فى نفوسهم بل لصولة الحق عليهم كلًما كاجههم بو سبحانو فصاركا عن أنفسهم مأخوذين كبيد اهلل مشدكدين كلو كبو مواجهين! رفع اهلل ذكرىم كأعلى شأنهم! فهم ألنفسهم ال لغيرىم! كأعمالهم ىذه عملةه للصالحين قد اختفت كبادت! ال تسرل فى أيامنا ىذه بعد أف سيطرت زمانان نٍ كسادت! كلكنها ال تصلح للسلوؾ فى عصرنا كال تناسب عصر العلم كالتكنولوجيا التى قادت ك أجادت! ار على دربهم فى ىذه األحواؿ سي فهؤالء أفرا هد! كلكن ال يؤتم بهم! كال يي ى الخاصة بهم كليسوا قدك نة فى السلوؾ لغيرىم !!!!! فاحذركا يا أكلى األلباب لواجب الوقت مع دقة الفهم! تحفهوا من البعد كالمقت! كمن أكجب الواجبات يا إخوانى على أىل السلوؾ أف يحفهوا مقامهم الذل أقامهم فيو موالىم ،فبل يتجاكزكف مراتبهم أبدان كال يتعدكف الحدكد ،بتقليد أكابر الصوفية كالجدكد فى أحواؿ البسن كاألنس أك الصدكد! ،أك بتقليد الشيخ بعد الوصوؿ فى المجلس كالمههر كالفعل كيتركوف األصوؿ! كلو صدقوا النيَّة لقلدكىم فى تصفية القلوب بالعزـ كالجهاد كالسلوؾ ،كقهر النفس حتى صاركا ملوؾ! كأعطيكم لذلك مثاالي كاضحان كنموذجان ساقو اهلل لنا بيّْنان ... :لعلك تعلم أف اهلل تعالى أمر كليمو سيدنا موسى بالسياحة إلى العبد الصالح الذل أتاه اهلل من لدنو علمان ... ،كلكن إنتبو إلى دقائق الفهم كاعتبر! مع َّ أف سيدنا موسى ط عليو من مأمور من اهلل بصحبتو كىو النبى القائم فى األرض هلل بشريعتو! كمشتر ه ه
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 97
AAAAAAAAAA
العبد عدـ ابتداره إياه بالسؤاؿ أك المراجعة كىذا شرط الصحبة كالمتابعة!
لما كجد مخالفة للشرع بينة! فقد أنكر علي سيدنا الخضر تصرفو إال أنو َّ مرة بعد األخرل – كىو رسوؿ اهلل المعصوـ – أنكر عليو ذلك حفهان لمقاـ الرسالة المنوطة بو! كالمقاـ من اهلل فى األرض بحفهها كرعايتها! فإذا كاف كليم اهلل المعصوـ كالمأمور من اهلل تعالى بصحبة العبد العارؼ حفظ مقامو م ع ىذا العبد كأنكر عليو ما لم تستبن لو حكمتو ،فأنت أيها السالك المسكين أحق بأف تحفظ مقامك فى السلوؾ!! فإف السالك إذا تعدل قدره كتشبَّو المقربين تاه فى بيداء الهبلؾ كشطح شطح الضالين. بأىل المحبة َّ كالطريق كعر!! ككيف ينجو من ىو فى أكؿ مرحلة؟! بينو كبين مقاصده مفازات كصحارل كمخاكؼ!! فسمع أخبار من كصلوا إلى مقصدىم كأحوالهم فجهل نفسو كجهل مرحلتو التى ىو فيها!! جهل المراحل الشاسعة كظن لجهلو أنو فى مقاـ الوصل ،ثم نسى ظنو كادعى أنو كاصل!!. تنبو أيها السالك كجاىد نفسك فى ترؾ المعاصي كالمهالك! حتى تطهر كتضرع بترؾ بعض المباحات ،حتى تتحصن بحصوف الخوؼ من الوقوع فى َّ المحرـ كالشبهاتَّ ، كتأدب فى كل مرحلة بأدبها ،فإف من ساء أدبو على األعتاب يرد إلى األبواب ألف نفسو بهيمية شهوانية تنقصها اآلداب ،حفهنا اهلل من سوء األدب فى المراحل من التشبو بالمرشد الكامل فى أحوالو الخاصة ،كرزقنا التشبَّو بو فى أعمالو كأخبلقو التى تنجى السالكين كالواصلين كالمتمكنين.. كلذا يا أحبابى فبابنا القادـ فى الكتاب؛ ىو "ايتطً ِٝيًؿاذتني" لنعرؼ كيف نقف على آداب إتباعهم ،ككيف نحهى بأسرار قربهم ،كننعم بصالح إرشادىم كنكوف لهم عونان على أنفسنا حتى يطهركىا بعوف اهلل من لقسها ،نسأؿ اهلل أف يشرح صدكرنا ،كأف ييسر أمورنا ،كأف يهدينا يسبلنا ،..كأف يوفقنا إلى
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 98
AAAAAAAAAA
نيل قصودنا ،كأف يبلغنا أقصى آمالنا ،....كأف ييحققنا برتبة الوالية فى معية حبيبنا. ٚؾً ٢اهلل عً ٢ضٝدْا ستُد ٚعً ٢آي٘ ٚؾخب٘ ٚضًِ تطًُٝا ٟنجريا.... ٟ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 99
AAAAAAAAAA
77
ٗ قت اهة حلني كوُّٕ هلل كٚف ٍُّ ٙاه طو ٍٚهوة حلني؟ فو بدم ًّ جدٙد! فٍٔ ُٗفِّر ش زة اه ٚذ حيب اه بد اه ق اخلف ْ اهلل ُّ اه قةةةةى امل٘ٓ٘ب
AAAAAAAAAA
ٕٕ الجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بحدائق المعادل ،الخميس َِ رجبُُّْىػ ُ ،يوليو ََُِـ.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 111
AAAAAAAAAA
)(ٓٔالنساء
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 111
AAAAAAAAAA
ٗ قت اهة حلني كوُّٕ هلل لرب العالمين ،فإف الصالحين لما سر من أسرار الوصوؿ ّْ التسليم للصالحين ّّ إجتازكا القفار كجالدكا األخطار بالليل كالنهار ،كصرعوا النفوس كداسوا على الملك كالفلوس! ،أعطاىم اهلل البصيرة الثاقبة ،ككشف لهم عن أسرار البداية كراثا لو كأمدىم باألسرار الغالية! التى بفضلها يأخذكف كالعاقبة! كأقامهم رسولو َّ رب العالمين فى كل كقت كحين!!.... بأيدل السالكين لطريق ّْ أخص شئوف الحياة ،مع أىليهم أك كل كقتهم هلل! حتى كىم فى ّْ كالصالحوف ُّ إخوانهم أك ذكيهم! ال يجودكف بنفس و كاحد من أنفاسهم إال في رضاء ربهم! فليس كقت يصرفوه فى المهاترات مع السالكين أك فى ترجيح األقواؿ للمجادلين لديهم ه كىم بنور النبى مبصرين! كبإلهاـ اهلل ناطقين! مبلئكة اهلل تعرؼ فضلهم! كبقاع اإلرض تشتاؽ لمسهم! كمريدكىم َّ يدعوف حبهم! فإذا بجهاد أمركىم! فأكثرىم عن نفسو مجادلوف! أك عن فعلو مدافعوف! ..فهذا ينفى قولو! كذاؾ اليعترؼ بعيبو، ىذا يريد دكاء معيَّنان ..كذاؾ يطلب كردان َّ كل غار هؽ فى كىمو كيدّْعى محددان ..ك ُّ حبَّو!! فكيف باهلل يسلكوف!! أك إلى حضرة جنابو يصلوف!! كيف يسلك مري هد على يد شيخو! كقد اتخَّذ من نفسو لو شيخان مرشدا! كنصب نفسو عنها مدافعان كلرغباتها ملبيَّان كدافعا!! فمثل ىذا كىم األكثركف! ال يرجى برؤىم ،كال سبيل لهم ليتجنبوا فى الطريق حتفهم إال سبيبلن كاحدان !! أال كىو التسليم الكامل للشيخ! ...فالسبيل األكحد للسلوؾ المستقيم الذل بو قطع رب القفار! كقهر األخطار كإجتبلء األنوار إنما بالتسليم للصالحين المقامين من ّْ العالمين كالمأذكنين من سيد المرسلين.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 112
AAAAAAAAAA
كٚف ٍُّ ٙاه طو ٍٚهوة حلني؟
أكالن :أف يعتقد تماـ االعتقاد أنو ليس ىناؾ أعلى من شيخو فى زمانو ،ألنو لو رأل من ىو أعلى منو فيجب عليو أف يذىب إليو ،ككاف سيدل أبو الحسن الشاذلى يقوؿ َٔ { :زأ ٣أحدا ٟخريآَٖ ٟا فًٝرٖب إي } ٘ٝإذان يجب أف تقتنع أف شيخك ىو األكمل كاألفضل. ثانيان :أف يرل اإلنساف أنو معيب ،كيفتش عن عيوب نفسو ،ألنو لو لم يكن معيب فإنو يكوف فى معية الحبيب ،كسيرل كل الغيوب ببل ستار كال رقيب ،فإذا لم يصل لهذا الحاؿ إذان بو عيب ،لكن عيب أكثر المريدين أنو يهن فى نفسو الكماؿ! كلذلك أنا أكاد أسمى جلساتنا ىذه بجلسات الترؼ الشهرل ،ألف معهم يهن أف الكبلـ ليس لو بل ألىل البدايات ،كيهن نفسو أنو تجاكز ىذه الحاضرين ُّ المحاضرات كتلك اإلرشادات! ،فمثل ىذا متى سيفيق كيسلك الطريق؟!! كنت يا إخوانى أذىب لشيخى الشيخ محمد على سبلمة ،كطواؿ طريقى إليو أردّْد قوؿ اهلل : ْٔ[ النساء] كأظل أفتّْش فى ذنوبى ّْ كأنقب فى عيوبى ،كعندما أصل إليو أضعها أمامو! كأرجو اهلل أف يغفرىا.
فو بدم ًّ جدٙد!
ٖٕ
فمن الذل يفتّْش على عيوبك؟ أنت! ،ككيف تههر لك ىذه العيوب ؟ ى قس نفسك – لن أقوؿ بأحواؿ الحبيب – كلكن بأحواؿ أصحاب الحبيب ،ككازف بينك كبينهم !! ،أك زف نفسك بأحواؿ الصالحين. فالذل يريد من الناس أف يقدّْموه كيكبّْركه كال يفعلوف شيئان إال بإذنو!! ماذا
AAAAAAAAAA
سر القوـ". ٖٕ إقرأ التفصيل بالفصل الحادل عشر" فصل القوؿ فى ّْ
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 113
AAAAAAAAAA
معك؟!! أنت لم تصل لهذا الحاؿ كأقمت نفسك!! كما دمت أقمت نفسك فقد خنت نفسك!! كلو خنت نفسك فقد أغلقت باب االستعداد لبلستمداد!! إذان البد أف أقيس نفسى بأحواؿ الصالحين ،فعلى سبيل المثاؿ أكردنا فى كتاب " ايػٝذ ايهاٌَ ايطٝد أبٛاذتطٔ ايػاذىل " بابان كبيران عن المشاىد كالمرائى التى رآىا ،فأزف نفسى بهذه المشاىد ،كأرل إلى أل مرحلة كصلت من المراحل التى عبرىا ،كلذا كرد فى األثر الصادؽ المعتبر كالعبرة لمن يعتبر: { ارتُْٔ ٍُٛعِ َُ ٚ ١٠ايهٌٗ ٜأباٖاٚ ،ايػٗسْٔ ٝ٠كٚ ١٠ َُ ٞايهٌٗ ٜتُٖٓاٖا }.
لو نازعتك نفسك كقلت كيف سأبدأ من جديد كأنا حولى مريدكف يعهموننى كيكبركننى؟!! كماذا سأقوؿ لهم؟! فماذا نفعل لمثل ىذا؟ كالمصيبة الكبرل أف ىذا عندما يحجم عن سماع نصحنا لو أنو البد من أف يبدأ من جديد! ألنو لم يبدأ البداية الحقيقية بعد! فمثلو سييعطّْل المريدين الذين معو ،فيحاسب مرتين؛ مرنة ألنو أكقف نفسو بعدـ تسليمو لنا! كثاني نة ألنو بإصراره على الخطأ أكقف من حولو!. كذلك كضعنا أيضان بابان ألقواؿ الشيخ أبى الحسن الشاذلى ،ككضعنا فيو الكرامات كاآليات التى تههر ألىل مقاـ الصديقية العهمى ،فتزف نفسك ،كم عدد الكرامات أك اآليات التى فيك منها؟! كذكرنا عشرين كرامة للفرد الوارث ،ىذه ا لكرامات كلها من علوـ المكاشفات ،ال يوجد كتاب يتكلم فيها ،كلكنها تريد من يصل إلى : [ المطففين]
ىل رأيت ىذا الكتاب المرقوـ؟ ال ،إذان لماذا تضحك على نفسك؟ فالعمر يجرل كأنت تضيّْع أنفاسك كال تسمع لنصحنا! ،كتي ىمثّْل أحواؿ الصالحين إذا جلس أحد بجوارؾ!! أنت تي ىمثّْل على نفسك!! ألف أكؿ شئ فى طريق اهلل ىو الصدؽ مع
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 114
AAAAAAAAAA
النفس!! فأين أنت من ذلك! ألم أقل أنك تحتاج لبداية جديدة صادقة كأكيدة!! كإال فلن تبرح مكانك! حتى كلو ظننت أنك فوؽ السماء مقامك!! كقد يقولوف { ايػه ٣ٛيؿاحب ايبؿري ٠عٝب } فالشيخ يعرؼ عيوبى! ىو يعلم بعيوبك! لكنك البد أف تكتب طلبان بيدؾ! البد أف تكاشف شيخك بخبيئة نفسك ،كخبيئة النفس ليست األسرار العائلية ،كلكنها العيوب التى يراىا المريد فى نفسو كتحجبو عن مقامات الوالية كعن إكرامات اهلل لؤلصفياء كاألتقياء، الملحة كالصادقة لنصائح كتوجيهات البد أف يقدـ الطلب بيديو! كيستشعر حاجتو َّ شيخو! إذا كانت ىذه الحجب موجودة فيك كأنت تراىا كتكتمها! كتريد أف تههر للخلق بغيرىا كنحن نرل ثيابك الحقيقية الرثَّة تحت الثياب الزائفة من اإلنفعاؿ كالتَّصنّْع كتمثُّل الحاؿ ،فماذا نفعل لك كأنت أكردت نفسك موارد الهبلؾ كالوباؿ! أكيهزؾ من ياأخى ماذا تريد؟ ىل يأتى لك الرجل الصالح ليشدؾ من يديك َّ كتفيك! قائبلن فى أذنيك ثيابك زائفة كأفعالك حابطة! كأخبلقك ىابطة! كعبلجاتك اغتركا بك من مضنية!! إذا فعل؛ فعندىا ستجادؿ كتكابر! كربما نفرت كأخذت من ُّ درت كشنَّعت! فتكوف قد حولك كأدبرت! كعليهم ترأَّست كتم ٍشيىخت!كعلينا ى ضعت كأضعت! فبل إظهارنا عيبك يفيدؾ! كال نصحنا لك يعيدؾ! فبلبد أف تأتينا للعبلج بكامل رغبتك ،كتتحمل ألم الجراحة بملء إرادتك! ففى مجالسنا ىذه نعطيك المقاييس كالموازين كعليك أف تزف كتقيس لتعرؼ حالتك ببل تدليس كال تلبيس! فإذا عرفت كتيقنت حاجتك للرجل فبلبد أف تسلّْم لو كلّْيَّان فالتسليم الكلّْى للصالحين معناه أف يسلّْم اإلنساف "نفسو" للرجل! أل يرل "نفسو" بعاداتو كأكصافو كأخبلقو ال تصلح للوصوؿ ،كلكن الوصوؿ بالعبد الموصوؿ ،أل بصفات كأخبلؽ العبد الموصوؿ ....كيف ذلك؟ فى أكصافو ،كأزيل أخبلقى كأضع أخبلقو، ذلك بأف أزيل أكصافى كأضع َّ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 115
AAAAAAAAAA
تطهر القلب كإياؾ أف تبدأ بالتشبو بالهواىر أك المهاىر! ،لكن كل الذل عليك أف ّْ ّْ كتصفيو كتجليو كتجعل الطموحات العالية دائمان ىى التى فيو ،فإذا ظهر طموح فى داف أك أمل فى و و ّْ[ األعراؼ] فاف فتقتلعو من جذكره : فإذا دخلت من باب التسليم بهذا الحاؿ ،تنتقل األحواؿ من الرجل إلى األبداؿ، كمن األبداؿ إلى غيرىم من الرجاؿ فى ىذا الطريق اإللهى النورانى.
فٍٔ ُٗفِّر ش زة اه ٚذ على برأل فبل يجب أف أصر على كذلك من التسليم إذا أشار الشيخ َّ خبلفو ،أك أتقاعس عن أداءه ،كىذ المشكلة منتشرة بين إخواننا ،فإذا أمرتو بشئ [ مريم]. ثم سألتو عنو بعد فترة يقوؿ نسيت!! المريد الصادؽ يفهم إشارة المرشد قبل كبلمو ،فتنبلج فى صدره مرادات الشيخ ،كمرادات الشيخ ليست لنفسو ،بل يريد أف يرل إخوانو فى المحل األعلى فى مواجهة الحبيب األغلى ،كبعد أف يدخلهم يقوؿ لهم : [ اإلنساف] ال يوجد جزاء فى الدنيا كاآلخرة يعادؿ ىذا العمل ،لكن الجزاء فى ىذا المجاؿ يكوف من عند اهلل ،كىذا ال يخطر على الباؿ ،كال يحين بو الخياؿ ،كال تعلمو إال قلوب الرجاؿ الذين كصلوا بفضل اهلل إلى ىذه األحواؿ. ىل اإلنساف يعمل بناءان على رغبة صاحب العمل أـ بناءان على رغبتو؟ ال محك أساسى ،ألف كثير من يجوز أف يمشى على ىواه كإال سيفسد العمل! كىذا ه إخواننا يمشى على حسب ىواه ،كالدليل أنو ال يوجد من يعرض أحوالو ،كالسبب كعهيم كبلغ المنى!!.كلذا يم سليم ه كمستقيم ككر ه ه أف كل كاحد منهم يرل نفسو أنو ه يجب على األخ أف يكوف يقهان لنزغات النفس كالهول ،يقهان للمطالب الدانية، حجاب لو عن حضرة اهلل كالمشيخة كالكرامات كغيرىا ،فإذا كحتى العالية إلنها ه فمن الذل يقدر على ذلك! أراد التسليم فيجب أال يكوف لو تصرؼ فى نفسو ،ى
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 116
AAAAAAAAAA
ت فى زمانى كلو رجلين كنصف!} من ىك يم ىل تسليمهم. يقوؿ اإلماـ أبوالعزائم :خربػَّ ٍي ي
صعب ما داـ العقل كالفكر يقظ ،ألنو يريد أف يزف كل شئ بفكره فالتسليم ه كعقلو ،لكن الميزاف المطالب بو فكريان كعقليان ىو الشرع فقن ،فما دامت ملزـ باتباعو ،متى تقف؟ التعليمات كاألكامر كالتوجيهات ال تخالف الشريعة فأنت ه إذا كجهوؾ لشئ مخالف للشريعة ،كىذا لن يحدث!! كلكنك ترل أف ىذه األذكار أفضل لك ،أك ىذه األحزاب أكلى لك ،كىذا صل لنفسك! لكن أنا ال أعرؼ أف البرنامج ىو األفضل لك ....إذان أنت الذل تيػ ىف ّْ مجردان حتى يجملونى بمبلبس الرحمن، أيفى ّْ صل لنفسى ،فيجب أف أذىب إليهم َّ كحب على، ّْ كأكوف عريانان من األكىاـ التى بداخلى ،كمن األفكار التى تسيطر َّ قوـ نجلس فى المجلس كنقوـ ككأننا لسنا فى الكبلـ فى المجالس ،نحن ه المجلس. سلّْم اإلنساف ظاىران كىذا باختصار شديد أساس التسليم ،فالتسليم ىو أف يي ى كباطنان لشيخو كمرشده ،لكن من يستشير كيرل فى نفسو رأل آخر كال يصلح غي ره ،فإذا كجهتو لغيره ال يعمل بو ،مثل ىذا الذل يصر على رأيو ماذا سيأخذ؟! كماذا يناؿ؟! رأٍل الشيخ فيو حكمة ال يدركها الفكر ،كببركة التسليم ييعلمها لك العلى الحكيم ،فالذل يمنع التسليم ىو الفكر ،فأحواؿ الصالحين كاألكلياء كالمتقين تنتقل لمن صدقوا معهم كسلموا لهم فى كل كقت كحين ،أما إذا كنت معهم كلم ترل ىذه األحواؿ ،فذلك ألنك لم تي ىسلّْم ،كتمشى على حسب ىواؾ، لكن الذين سلَّموا من الرجاؿ كالنساء كصلوا كاتصلوا كأنت ال تعرفهم.
حيب اه بد اه ق اخلف ْ اهلل ُّ فهناؾ رجاؿ كنساء فى الطريق كال يعرفهم أحد بلغوا و بحق ىذه الغايات!! ألف أىل الصفا عن أعين الخلق قد يستركا ،كاسمعوا لهذا المثاؿ :ذىب أحد
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 117
AAAAAAAAAA
اإلخواف مع زكجتو إلى جماعة من المبتدئين فأرادت أف تي َّدرس للنساء ،فقلن لها: تمر علينا ليلة إال كنرل فيها رسوؿ اهلل أك الشيخ سبلمة أك الشيخ فوزل، نحن ال ُّ كل ليلة! كىم مع حضرة النبى فسكتت! ىؤالء الرجاؿ موجودكف ،كيتصلوف بنا َّ ، لم يههر فيهم أح هد! ،كال ىشيَّخ فيهم أح هد نفسو ،كال يريد أح هد منهم أف يعرفو أحد ،كىؤالء ىم الرجاؿ أصحاب األحواؿ: ٕٗ
دفٔ} ٖٞ خبٗ ا ٞيعَبِدَ ايٖتكٔ ،ٖٞا ٞيػَٓٔ ،ٖٞايَ ٞ { ٢إٕٖ ائً ُٜ ٔ٘١
كإذا نزلنا إلى بلد جديدة من ببلد اهلل ،نجد أف الناس المؤىلين قبل كصولنا رب العالمين ،فقس نفسك! إذان أين نحن؟! نيطمئن أنفسنا يركف لوائح التأييد من ّْ كنقوؿ { :إذا نٌُ ٜكني ايعبد حسّ ايسؤٜا }! العبد يحرـ الرؤيا المنامية إذا أصبح فى الرؤيا العينية! ،لكن إذا لم توجد ال ىذه كال تلك! فماذا ترل؟ أين البيشريات؟! ك اإللهامات التى تكوف فيها جميع اإلذاعات على خن كاحد فى أستوديو كاحد كفيو فرد كاحد ،يذيع فى كل اإلذاعات ،فأنماأنا آلة تذيع البرنامج الذل يرسلونو!! سيدنا أكيس القرنى 80 كم عدد المجالس التى حضرىا مع النبى ؟ لم على يحضر معو أل مجلس! إذان كيف أكصى حضرة النبى سيدنا عمر كسيدنا ٌ ٕٗ صحيح مسلم عن عامر بن سعد. س الٍ ىقرنًي ىع ٍشر ًسنً َّ و َٖ عن اب ًن ىعبَّ و ػل الٍػيى ىم ًن ىم ٍػن ىكػا ىف ًم ٍػن يم ىػر واد فىػ ٍلػيىػ يق ٍم، ىى أ ػا ي : ػاؿ ق ػو ن ى أ ر ك ذ ػ ف ين ي يك أ ن ع ىؿ أ س ي ر م ع ى ي اس قى ى ى ى ى ى اؿ « :ىم ىك ى ٍ ى ي ي ٍ ى ٍ ى ٍ ى ى ى ى ث ي ى ػاؿ رج ىػل :يػا أ ًىميػر ىالم ٍػؤًمنً ؼ أ ىيكي ػاؿ :أىفًػي يك ٍم أ ىيكي اـ ىم ٍن ىكا ىف ًم ٍػن يم ىػر واد ىكقىػ ىعػ ىد ىخ لًػي ييػ ىق ي ػس؟ فىػ ىق ى آخ يػرك ىف ،فىػ ىق ى سػان ىكشل ًك َّػن ابٍ ىػن أ و ين الى نىػ ٍعػ ًر ي ى ػاؿ لىػوي ٍ ٍ فىػ ىق ى ى ي ى ي ى ى ى ه ه ػاؿ لىػو :أىبًحرً ىؿ ً ف كأىمهػن ً اؾ بًعرفىػةى يػر ىع شػى إًبًػل الٍ ىقػوًـ ،فىػركً ػاؿ :نىػعػم ،ىػو بًػاألىر ً ػك ىعػن ًمثٍلً ً ػب ق ؟ ػو ى ػا ن م ق ، ػو ل ػ ث م أ ػ س ي ف ى أ ػن م ػع ض ى أ و ى س ى ى ى ي ى ى ٍ ٍ ي ٍ ى ى ي ي ي ي ى ٍ ى ى ى ٍ ى ى ٍ ى ٍ ٍ ٍ ٍ ى ً ى ي أ ىيكيٍ ه ى ى ى ى ى ى ى ى ضػوي فػي بىػ ٍع و ىمػا ص ًرهً نى ٍح ىو ىم ٍس ًج ًدهً ىكقى ٍد ىد ىخ ب بًب ض ًر اؾ فىًإذىا يى ىو قىائً هم ي يع ىم ير ىك ىعلً ّّي ح ىم َّى أىتىػيىا األ ىىر ى ػض ،فىػل َّ صلي ،يى ٍ ػل بىػ ٍع ي اريٍ ًن ثي َّم انٍطىلى ىقا ىحت ش ى ي ى ى ي ى ى ػاؿ أىح ػ يدىما لًصػ ً س ػلَّ ىما ىعل ٍىيػ ًػو فى ػ ىػر َّد ىعل ٍىي ًه ىمػػا: صػ ىػر ى ىح ػ هد الَّػ ًػذم نىطٍليبيػػوي فىػ شه ػ ىذا يىػ ىػو ،فىػل َّ ىمػػا ىسػ ًػم ىع ًح َّ سػ يػه ىما ىخ َّفػ ى ػاحبً ًو :إً ٍف يىػ ي ػف ىكانٍ ى ىرأىيىػػاهي قىػ ى ى ي ى ى ػك أ ى ؼ ً،فى ى ً ً ً ً ً ػاؿ :أىنىػا أ ً ً ً ً َّ َّ ً ً ىجي يػر ػم اس ب ػا ن ر ب خ ى أ : ال ػا ق ، ل ب إل ا ه ذ ى ي اع ر ا ن ى أ : اؿ ق ؟ و ل ال ك م ح ر ك م اس ا م : ىو ل ال ا ق ػ ف ، و ت ا ك ر ػ ب ك و ل ال ش ك ،قى ى ى ى ى ى ى ى ىك ىعل ٍىيً يك ىما َّ ى السبلى يـ ىكىر ٍح ىمةي ى ى ى ي ى ٍ ٍى ٍ ى ى ي ى ٍي ى ى ى ى ي ي ى ض ىعبػ ىد اللَّػ ًػو ،فىأينٍ ًش ػ يد ىؾ بًػػرب شىػ ًػذهً ػي :قىػ ٍد ىعلً ػاؿ لىػػو ىعلً ػاؿ :أىنىػػا ىعبػ يد اللَّػ ً السػ شػمو ً َّ ً ىر أل ا ك ات ػي ػ ف ػن ػ م ىف أ ػا ػ ن م ػ ػ ق ػ ف ، ػو ػ ق ؟ ك ػم ػ اس ػا ػ م الٍ ىقػ ٍػوـ ،قىػػاالى: ى ى ى ى ى َّ ى ى ّّ ي ٍ ٍ ٍ ٍ ٍ ى ٍ ى ى ى ي ً ى ػس بػن ع ً ػاؿ :كمػا تي ًريػ ىد ً ػف لىنىػا ىع ٍػن ٍح ىرًـ ىما الٍ ىك ٍعبى ًة ىكىرب شى ىذا ال ػك؟ قى ى ػام ور ،فىػ ىقػاالى لىػوي :ا ٍكش ٍ اف ًم ٍػن شذلً ى ك بً ًػو أ ُّيم ى ك الَّ ًذم ىس َّػم ٍت ى اس يم ى ػك ؟ أىنىػا أ ىيكيٍ ه ٍ ي ى ٍ ى ى ى ضاء قى ىدر الدرى ًم ًمن غىي ًر س و وء ،فىابٍػتى ىدرا يػ ىقببلى ًف المو ً ػوؿ اللَّ ًػو أ ىىم ىرنىػا أى ٍف ض ىع ،ثي َّم قىاالى لىػوي :إً َّف ىر يس ى ش ى س ًر ،فى ىك ى ًش ى ف ل يىه ىما ،فىًإذىا ل ٍيم ىعةه بىػ ٍي ى ي ى ًٍ ى ٍ ًٍ ي قك األىيٍ ى ض كغىربًىىها يلًج ًمي ًع ىالمٍ ٍػؤًمنًين كالم ٍؤًمنى ً ً َّ ً ػات ،فىػ ىقػاالى :ا ٍدعي لىنىػا ،فىػ ىد ىعا ىر أل ا ؽ ر ش في ي ائ ع د ف إ : اؿ ق ػ ف ا، ىن ل و ع د ت ف ى أ ىك ل أ س ن ف ى أ ك ـ بل الس ك ى ى ى ٍ ٍ ى يى نيػ ٍق ًرئى ى َّ ى ى ى ى ٍ ى ى ٍ ي ى ى ٍ ى ٍ ى ىٍ يً ىً ى ي ػاؿ لىػػو عيمػػر :أي ٍع ً ػاؿ :ثىػوبػػام ج ً ل يىهمػػا كلًلمػ ٍػؤًمنًين كالم ٍؤًمنىػ ً ػك ىشػ ٍػيئىان ًمػ ٍػن ًر ٍزقًػػي أ ٍىك ًمػ ٍػن ىعطىػػائًي تى ٍسػػتىعين بً م بل ػ ع ػ ن ك اف، د ػ ي د ػ ق ػ ف ػو ػ ػ ي ط ى ػات ،فىػ ىقػ ى ى ى ى ى ى ى ي ٍ ى ى ٍ ى ى ى ي ى ى ي ً ىً ى ي ىي ً ً ً ً َّ ػل ىسػنىةن ،ثي َّػم ىم أ ا ر ػه ش ػل ىم أ ػن م ك ، ا ر ػه ش ػل ىم أ ة ػ ع م ج ػل ىم أ ن م و ن إ ؟ ا ذ ى ٍنى ف ي أ تى م ف ، ـ و ق ٍ ل ا د ن ع ة ل ض ف ي ل ك ، م اى ر ش ى َّ َّ َّ َّ ى ى ه ى ى ٍ ىٍ ى ٍ ى ش ش ىم ٍخ ي صوفىػتىاف ً،ىكىمًعي أ ٍىربىػ ىعةي ىد ى ى ى ي ى ٍ ى ي ٍ ى ن ى ى ٍ ىن ى ى ٍ ى ى ٍ ىن ى ً ر َّد ىع ش ً ش ك» (كر) ،جامع المسانيد كالمراسيل ،ككثير غيره. ف م ث ، م ىه ل ب إ ـ و ق ٍ ل ا ى ل ى ي ى َّ ىم يػي ىر بىػ ٍع ىد ذل ى ي ٍ ارقىػ يه ٍم فىػل ٍ ٍ ى ى
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 118
AAAAAAAAAA
أف يذىبا إليو كيطلبا منو أف يستغفر لهما؟!! كظبل يبحثاف عنو فى كل عاـ فى َّ للمبشرين بالجنة! ،لكن الحج إلى أف التقياه ،كطلبا منو أف يستغفر لهما ،يستغفر سيدنا رسوؿ اهلل يعلّْمهم أقدار الرجاؿ ،فالموضوع ليس فى الرجاؿ المحيطين، فالمحيطوف معركفوف كلهم األجر الموفور من رب العالمين ،لكن الذل يريد يتم الوصوؿ الفضل الكبير ،كالنور البهى من البشير فهذا يحتاج إلى التسليم حتى َّ ِِٖ[ البقرة]. على األصوؿ كىى التى يقوؿ اهلل فيها :
اه قى امل٘ٓ٘ب اآلداب الهاىرية مع الصالحين موجودة فى كتب القوـ ،لكن اآلداب الباطنية ال تذاع كال تشاع ،كلكن يتلقاىا أىلها فى صدكرىم من الفرد الوارث ،أك من رسوؿ اهلل ،فاآلداب العامة البد منها كلكن ألىل البدايات. لكن أىل العنايات آدابهم إما مواجهات ،أك مكافحات ،أك مشافهات ،أك تلقى قلبى من الحضرة المحمدية ،فإذا كصل المرء إلى مقاـ ّْ التلقى كأصبح يتلقى بسره – كىذه ليست أكىاـ أك خرافات -فستأتيو إمدادات معها يرل بقلبو كيتلقى ّْ بعين قلبو أنوار العنايات ،فإذا لم ىير أنوار العنايات فهذه خياالت يخيلها لو الخياؿ كالفكر ،فيجب أف يطردىا عن نفسو كإال سيعيش فيها أبدان!.لكنو إذا كاف فى مقاـ التلقى فهو فى بداية الصراط المستقيم الموصل إلى حضرة الرءكؼ الرحيم ، يتلقى منامان ،أك يتلقى عن طريق ملك اإللهاـ ،أك يتلقى عن طريق الهواتف الحقيَّة الموجودة فى األكواف ،أك يتلقى عن طريق مبلئكة الرحمن ،حيث يواجهوه كييعرفوه كييهذبوه ،أك يتلقى مباشرة من النبى العدناف . ىذه ياإخوانى عوالم ركحانية نورانية ،ربما ال يتقبل العقل ذلك الكبلـ!! لكنها أحواؿ الصالحين ،كمتى كاف العقل يعقل أحواؿ الصالحين؟!! ..فالعقل يعقل األمور الدنيوية! كال يستطيع حتى أف يعقل حاالتو الهاىرة نفسها! ،لكن أحواؿ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 119
AAAAAAAAAA
عقل آخر موىوب يتفضل عليك بو المولى بعد الخلو من الصالحين يعقلها ه العيوب ،ليتلقى الفتح من حضرة عبلـ الغيوب ،كىذا العقل اسمو العقل النورانى ،أك العقل الباطنى ،أك العقل الوىبى أك الموىوب! ..كصلى اهلل على سيدنا محمد كعلى آلو كصحبو كسلم تسليمان كثيرا.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 111
AAAAAAAAAA
81
اهطٔةةة زة ضةةةةةسُّ اهقب٘ي طٔةةة زة اجلةةةةة٘ازح طٔ زة اهِفةةةةةةظ طٔةةةة زة اهقوب طٔةةةسة اهسٗح مت َ اهطٔ زة
ُٖ كانت ىذه المحاضرة بمقر الجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بحدائق المعادل يػوـ الجمعػة الموافػق ِٓ مػن شػعبافُُّْى ػ ٔ مػن أغسطس ََُِـ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 111
AAAAAAAAAA
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 112
AAAAAAAAAA
اهطٔ زة ضسُّ اهقب٘ي قاؿ اإلماـ أبو العزائم كأرضاه فى حكمتو العالية: { ادتاٌٖ ٜٗتِ باإلقباٍ ٚايعامل ٜٗتِ بايكب} ٍٛ
يهتم بإقباؿ الخلق ،كاستحسانهم لفعالو كإنصاتهم فاإلنساف الجاىل ُّ الخلق حتَّى لو كتقربهم إليو ،يا أخى! ألقوالو ،كتهاىرىم بالخشوع أمامو ،كتزلَّفهم َّ ي ضرؾ فيضركؾ! ،كلن يستطيعوا نفعك اجتمعوا عليك بأجمعهم فلن يبلغوا َّ فينفعوؾ ،كإنما النافع َّ الضار ىو الواحد القهار .... ،كلذلك عبلمة العالم ... أف يهتم بالقبوؿ من اهلل ،قبوؿ األعماؿ ،قبوؿ األقواؿ كاألذكار ،قبوؿ األحواؿ التى يتقلَّب فيها فى ىذه الحياة الدنيا على منهج كشرع الواحد المتعاؿ. عبلمات القبوؿ تجدىا فى البشريات التى تى ًر يد إلى العبد من اهلل ،إف كاف فى المنامات ،أك فى المكاشفات ،أك فى علوـ اإللهامات ،أك فى توفيق اهلل لو فى الحركات كالسكنات ،أك فى حفظ اهلل لو من الكائدين كالكائدات ،أك فى تيسير كل أمر لو فيو طاعة هلل كرضا ،كفيو إقباؿ على اهلل كدكاـ .....فهذه عبلمات القبوؿ ،كما أريد أف أركز عليو اآلف فى ىذه اللحهة فى كلمات موجزة ىو -:كيف يناؿ اإلنساف القبوؿ؟ أك بما يتأىل اإلنساف للقبوؿ؟ كأعيركنى سمعكم يا إخواف! لكى يتأىل اإلنساف للقبوؿ البد أف يدخل فى الطهارة التَّامة السابغة.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 113
AAAAAAAAAA
طهارة الجوارح ،كطهارة النفس ،كطهارة القلب ،كطهرة الركح.
طٔ زة اجل٘ازح فطهارة الجوارح من المعاصى كالفتن ،ما ظهر منها كما بطن: يطهر من قوؿ الخنا كالكذب كالزكر كالفجور ،كالبطن تطهر من اللساف ّْ أكل السحت كالحراـ كالربا كشرب الخمر ككل مسكر كأكل ماؿ اليتيم ظلمان، ككل ما نهى اهلل من أنواع المطاعم كالمشارب ،ككذلك كل األعضاء كما كل عضو يطهر من المعاصى التى ترتكب بو كما فى الشرع كالدين. كضحنا سابقان ُّ كليست طهارة األعضاء الهاىرة بالماء سواء بالوضوء أك االغتساؿ كافية يطهر لسانو من يطهر اإلنساف فمو بالماء آالؼ المرات! كلكنو لم ّْ للقبوؿ ،فقد ّْ الكذب ،ىل يكوف قد بلغ الطهارة؟ الفم من الذنوب كاآلثاـ التى تيغضب الملك العبلـ، أساس الطهارة أف ي ّْ طهر َّ فطهارة الجوارح بحفهها من المعاصى كالفتن ما ظهر منها كما بطن ،كىذه ىى أكؿ طهارة يحرص عليها المرء ،كىى التى يقوؿ فيها اهلل: [ المؤمنوف]
كىى جمع فرج كالفرج ىنا ليس عضو التأنيث أك التذكير فقن ،فالفرج لغة كل الفتحات التى فى اإلنساف كالتى يتواصل بها مع ىو الفتحة! فهو إشارة إلى ّْ العالم خارجو :العين كاألذف كالفم كاألنف كالبطن كالفرج الحقيقى كاليد كالرجل،. فكل ىذه فركج البد أف يحفهها ك يحصنها ،كيف يا إخوانى ؟ ييدخل نفسو فى ُّ قوؿ اهلل:
[ التحريم]
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 114
AAAAAAAAAA
فيكوف قد أحسن االستعداد كتأىل للقبوؿ كنيل االمداد من المنعم الجواد .
طٔ زة اهِفظ يطهر النفس بعد ذلك فإذا طىهَّر الجوارح من المعاصى الهاىرة ،فيجب أف ّْ من المعانى الباطنة التى فيها إبعاد لئلنساف عن مواله كفيها لو ىبلؾ كخسراف، فيطهر النفس من الغركر ،كمن الكبر ،كمن الزىو ،كمن الخيبلء كمن الشح ،كمن الطمع ،كمن الجشع ،كمن األثرة ،كمن األنانية ....فكل ىذه األشياء آفات فى النفس تحجبها عن القبوؿ من اهلل ،كيكفى فى ذلك قوؿ الحبيب : 82
خٌُ ايٞذَٖٓ ََِٔ ٜ١نٜإَ فٔ ٞقًٜٞبٔ٘ٔ َٔ ِجكٜاٍُ َذزٖ َِٔٔ ٕ٠نٔبِس} ٣ { الِ َٜ ٜد ُ
ذرة من كبرً ، كالكبر مرض نفسى، ذرة ،فمثقاؿ يعنى بعض َّ لم يقل حتى َّ كلذلك عندما أثنى اهلل على المبلئكة قاؿ فى شأنهم بعد ذكر عباداتهم : ْٗ[ النحل] فمن الجائز أف أعبد اهلل عبادة ليس لها مثيل!! ،كلكنى أتكبَّػ ير على خلق اهلل ،كأظن أننى أكبر منهم بهذه العبادة! فبذلك أكوف قد دخلت فى المكر اإلبليسى حيث رفض السجود بسبب كًبره ،ككاف نتيجة لذلك :
[ُٖاألعراؼ] ،كلذلك يقوؿ اإلماـ أبو العزائم : أال من يكن فى قلبو بعض ذرةو من الكبر كاألحقاد ما ىو ذائق فهذه طهارةه معنويةه اسمها تزكية النفس ،أك تطهير النفس أك إفبلح النفس: ٗ( الشمس) ،زَّكاىا من ىذه الصفات التى تحرمها من القبوؿ.
طٔ زة اهقوب
AAAAAAAAAA
ِٖ صحيح البخارل كمسلم عن عبداهلل بن مسعود.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 115
AAAAAAAAAA
كل ىذه كبعد ذلك طهارة القلب من الحقد ،كالحسد، كالغل ،كالكره ،ك ّْ ّْ الصفات التى تجعل القلب محركمان من حبلكة كثمرة مناجاة اهلل ! فما دامت ىذه األغيار فى القلب ال تسمح بأف يتلذذ بطاعة اهلل ،ال يجد فيو اإلنساف حبلكة الطاعة مهما َّ قدـ فى ىذه البضاعة ،ال يتذكؽ اإلنساف حبلكة جل فى عبله ... ،ألف القلب فيو القاذكرات المناجاة مهما تبل أك كرر من ذكر اهلل َّ التى تمنعو من ىذه األذكاؽ العاليات!! َّ البد ياإخوانى أف ييجرل عملية فى المستشفى القرآنية بإشراؼ سيدنا محمد خير البريَّة ،عملية يقوؿ فيها اهلل فى كلماتو القرآنية فى [ْٕالحجر]: كقد أشار اهلل فى آياتو الباىرة أف إخراج ً الغ ّْل يحتاج إلى شدة كعزيمة قوية من المرء فقاؿ اهلل :فالنزع يحتاج إلى شدة ،البد أف يكوف اإلنساف الغل من شخصو ،كالحقد كما شابو شديدان فى جهاده لنفسو حتى يستطيع أف ينزع َّ ذلك من نفسو ،فالحسود ال يسود ،كالحسود ييعامل فى حضرة اهلل معاملة الكنود، يحب الخير إلخوانو كيعترض على ما كىب اهلل لغيره ،قاؿ الرجل ألنو ال ُّ 83 الحكيم : أتػػدرل علػػى مػػن أسػػأت األدب؟ أال ق ػػل لم ػػن ك ػػاف ل ػػى حاس ػػدان ػرض لػ ػػى مػ ػػا كتػ ػػب أس ػ ػ ػػأت عل ػ ػ ػػى اهلل ف ػ ػ ػػى فعل ػ ػ ػػو ألنػ ػػك لػ ػػم تػ ػ ى كس ػ ػ ػ َّػد علي ػ ػ ػػك كج ػ ػ ػػوه الطل ػ ػ ػػب فجػ ػ ػ ػػازاؾ عنػ ػ ػ ػػى بػ ػ ػ ػػأف زادنػ ػ ػ ػػى يطهر قلبو من ىذه األكصاؼ إلى أف يأخذ ختم: إذان البد لئلنساف أف ّْ ؿ ٖٗ[ الشعراء].
AAAAAAAAAA
ّٖ أبو الفرج المعافى بن زكريا المعركؼ بابن طرارا الجريرم النهركاني؛ كاف فقيهان أديبان شاعران ،عالمان بكل فن ،كلي القضاء ببغداد.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 116
AAAAAAAAAA
من يريد ىذا الختم ياإخوانى؟ ..من يريد؟ أجيبونى!!
من يريده فليدفع ثمنو! كمن اشتراه من اهلل كأخذه فياسعده كيا ىناه!!.قد أصبح صالحا إلشراقات نور اهلل!! ،كتنزالت الحقائق العالية من أسرار كتاب اهلل!!، كمن العلوـ الوىبية من سماء فضل اهلل!! ،كاألنوار الذاتية من حضرة رسوؿ اهلل!!، ألنو أصبح ذك قلب سليم !!!! فمثل ىذا صاحب القلب السليم! َّ لوتنفس نفسان كاحدان ،فهذا النىػ ىفس خير من أنفاس كنفائس آالؼ الزىاد كالعيبَّاد فى عبادة اهلل لسنين طواؿ الواحد ه عبدكىا هلل بقلوب لم تتطهَّر من ىذه الخصاؿ كىذا الوباؿ ،كلذلك القلب السليم كنفس صاحبو أشار اإلماـ أبو العزائم فقاؿ: ػس بقل ػػب س ػػليم رفع ػػة كرض ػػا كألػػف عػػاـ بػػبل قلػػب كلحهػػات نىػ ىف ػ ه
فالنفس الواحد منو يرفعو ،كاأللف عاـ ببل قلب كلحهات من عمر صاحب القلب السليم!! فكم عمره عند اهلل إذان بالحساب!! .النىػ ىفس الواحد الذل َّ يتنفسو صاحب ىذا القلب تيفتح لو أبواب السموات ،كتيشرؽ عليو أنوار الجنَّات ،كيكوف قلب و س من و خاؿ ليس فيو إال اهلل بو من أىل المعاينات كالمشاىدات ،ألنو نىػ ىف ه كالرغبة فى رضا مواله ،فهو من اهلل كإلى اهلل! فبل يجد حجابان يحجبو كال حاجبان يقدر يمنعو ألنو منو كلو كإليو كبو!! كىنا تقف لغة الكلمات كتتعطل اإلشارات! كاليبقى إال نور الذات فى األرض كالسماكات : ُُٓ(البقرة)..
إذان األمر يا إخوانى تخلية كتحلية أك تطهير كتجميل ...يجب ياإخوانى تطهير القلب من األحقاد كاألحساد ً بالحب هلل يجملو بعد ذلك كالغ ّْل كالكره ،ثم ّْ ّْ كيجملو كيجملو بالورع، كيجملو بالزىد، كرسولو كلعامة المؤمنين كالخلق، ّْ ّْ ّْ كيجملو بالرغبة فى اهلل كبالقرب من حضرتو كيجملو باإلخبات، بالتواضع، ّْ ّْ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 117
AAAAAAAAAA
جل فى عبله ،كقد أشار اهلل إلى ذلك فى كمواجهة أنواره فى الدنيا كيوـ لقياه َّ تجهيز حضرة الحبيب األعهم لقاب قوسين أك أدنى ،عندما أمر المبلئكة أف ييضجعوه ،كيشقوا صدره كيخرجوا قلبو كيغسلوه فى ماء زمزـ ،كيأخذكا منو َّ حظ الشيطاف ،كجئ بطست مملوءان بإيماف كحكمة ككضع فيو ،فغسلوه ثم إلى صدره ببل و عناء أعادكه ... كالمتبصر فى فهكذا أجريت لو العملية الجراحيَّة بإيدل مبلئكة علويَّة، ّْ القضيَّة؛ يعرؼ أنها أسر هار معنويَّة ،فكيف أبصرىا الصبية بعيوف أرضيَّة؟ كلكن اهلل الحسيَّة!، يسوؽ لنا األمثلة الحقيَّة العلويَّة فى صور مرئيَّة!! ليعقلها أىل الحدكد ّْ كل من أراد الفكاؾ من القيود السفليَّة ليكوف من أىل تلك كيسير على نورىا ُّ يطهر قلبو تمامان للتنزالت اإللهية!! بإجراء المراقى العليَّة كاإلتحافات القدسيَّة بأف ّْ العملية الجراحية!! ...على أيدل أطباء كحكماء التربية الربانيَّة!!
طٔسة اهسٗح كبعد تطهير القلب تأتى طيهرة الركح ...كطهرة الركح أل تطهيرىا من عدـ جل التعلُّق بالشهوت الباقيات ....أك المقامات كالدرجات العاليات ....غير اهلل َّ فى عبله!!! ....كبياف ذلك يا إخوانى أنو قد يتبقى عند المرء بقيةه من رغبة ،فقد يرغب أف يكوف من األئمة األعبلـ ،أك يكوف من األكلياء العهاـ الذين لهم إتحافات كإكراـ كأسر ٌار من الملك العبلـ! أك يكوف لو شأف عهيم فى اإلسبلـ!، أك يكوف لو فهم خاص فى كتاب اهلل لؤلناـ ،أك يكوف لو خصوصية عند حضرة الملك ذل اإلنعاـ ،أك أل مراد يكيفو العقل أك يسوقو اإللهاـ!!!! فما داـ العبد يريد فهو اليزاؿ موجودان! كال يتم المراد إال إذا فنيت مرادات كسلَّم لخالقو كمواله ،كقاؿ لو ال أريد إال ما العبد فى مرادات الحميد المجيد ،ى تريد ياأهلل ،فأنت كحدؾ تعلم ما فيو نفعى كنفع جميع العبيد ،فتزىق جميع رغباتو
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 118
AAAAAAAAAA
مطلب إال كجو اهلل على الكليَّة كيولد من جديد! كعندىا ال تكوف لو كجهةه كال ه الفعِّاؿ لما يريد! ألف الذل تريد كلو كاف مقامان راقيان ربما يكوف فيو فتنة لك ،أك فيو مذلَّة! ىب أنك أعطيت الكرامات ،كالتف حولك الخلق بالمئات ،أليس ذلك ربما شوش عليك فى ذكر اهلل كالطاعات! كفى القرب من اهلل فى الجلوات يي ّْ كالخلوات.. ػهود أىػ ػػل البعػ ػػد فػ ػػى األدكار أردت صػدكده فالخلق فتنػة مػن ي كشػ ػ ي
مت َ اهطٔ زة فإذا طىهَّر اإلنساف نفسو كما ذكرنا كأكضحنا كبيَّػنَّا ،كال يستطيع أف يفعل ذلك أح هد إال إذا طلب المعونة من اهلل فى كل أنفاسو على إتماـ ذلك ،فإف اإلنساف ال يستطيع أف يعمل عمبلن صغيران أك كبيران إال إذا أعانو كقواه عليو مواله، .. !! كلو تخلى اهلل عنا بعنايتو ككاليتو كمعونتو طرفة عين أك أقل .... ،ىل يستطيع كاحد منا أف يرفع طرفة عين! ،أك يحرؾ إصبعان! ،أك يمشى بقدـ! ،أك يفعل شيئان صغيران أك كبيران فى ىذه الحياة؟!! كبل كاهلل :.... كال تصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػدقنا كال ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػلَّينا كاهلل ل ػ ػ ػوال اهلل مػ ػ ػػا اىتػ ػ ػػدينا فبل يستطيع اإلنساف أف يعمل إال إذا استمد القوة كالعوف من اهلل ،كمن ىنا فتماـ الطهارة أف يتجرد من حولو كطولو كقولو كفعلو ،كال يرل لنفسو شيئان البتة، كيطلب من اهلل أف يعينو على تحقيق ذلك فيكوف من اهلل باهلل كإلى اهلل جل فى عبله ،كلذلك قاؿ سيدل أبو يزيد البسطامى : { غًٜٛٔت يف إبتداَ ٢٥ع اهلل تعاىل ف ٢أزبع ١أغٝا ،٤تُٖٛتُ أْ ٢ٚأحبٗ٘ ٚ ،أزق٢ عٓ٘ ٚأذنسٚ ٙأتٛب إي ،٘ٝفًُا اْتٗٝت عًُت إٔ حبٖ٘ ىل ضبل حب ٢ٚي٘ٚ ،حبب ٘ٚىل
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 119
AAAAAAAAAA
أحببت٘ يكٛيُٜ٘ :خٔبُِِٗٗ َُٜٚخٔبٗٚ ، َُْ٘ٛعسفت إٔ زقا ٙعٓ ٢ضبل زقـا ٣عٓـ٘ ٚبسقا ٙعٓ ٢زقٝت عٓ٘ يكٛيَ٘ :زقٔ َ٢ايً ُٜ٘ٓعَُِِِٓٗ َٚزَقُٛا عَُِٓ٘ ٚ ،عسفت إٔ ذنس ٙىل أنرب َٔ ذنس ٣ي٘ يكٛيَ٘ٚ :يٜرٔنٞسُ ايً ٜٔ٘ٓأٜنٞبَس ٚ ،عسفت إٔ تٛبت٘ عً٢ 84
ضبكت تٜٛت ٢ي٘ ٚيٛالٖا َاتبت يكٛي٘ ثُِٖ تَابَ عًَٔ ِِ٢ِٜٗٝيَٝتُٛبُٛا }
التطهر من الحوؿ كالطوؿ فتماـ الطهارة – كىى طهارة يك يمل العارفين – َّ كالقوة ،كنسبة ذلك كلو إلى اهلل ،كأف يقف اإلنساف على باب مواله شاعران بعجزه كاضطراره كفقره كفاقتو كذلو بين يدل مواله ،فإذا كقف بهذا الحاؿ تفضل عليو الواحد المتعاؿ فكساه من أكصافو ،فأبدلو بالذؿ عزان من عنده: ٔٓ[ يونس]
كلكنو سبحانو خلعها علينا بجوده كعطفو ككرمو كمنَّتو فقاؿ: ٖ[ المنافقوف]
فكسانا ثوب عز بعد خلع للرقاع ،كما قاؿ أصحاب حضرة النبى ، كرضى اهلل عنهم أجمعين ،كإذا كقف بفاقتو كفقره أغناه اهلل بفضلو كجوده ككرمو عن جميع خلقو ،فبل ُّ يمد يده إلى أحد ،كيكوف عامبلن كمتحققان فى كل خلجاتو كحركاتو كسكناتو كجميع أنفاسو ال أقوؿ أكقاتو! يحيا بقوؿ الحبيب: { إ٢ذَا ضَأٞ ٜيتَ فٜـاضِأ ٢ٍٜاهللَٚ ،إ٢ذَا اضِ َتعَٓتَ فٜـاضِتَعِٔٔ بٔـاهللَٚ ،اعًِٜـِِ أ َٕٜٓاأل١ٜ ََٓٝ ي ٢ٜٛادِتَـَُعَتِ عًَٜـ ٢أَِٜٓ ِٕٜفٜعُٛى ٜبٔػَ ٕ٤ِٞيٜـِِ َِٜٓفٜعُٛى ٜإ٢ال ٜٓبٔػَ ٕ٤ِٞقٜدِ نٜتَبَُ٘ اهلل يٜـو،ٜ َٚي ٢ٜٛادِتَـَُعُٛا عًَٜـ ٢أَٜ ِٕٜكُسُٓٚى ٜبٔػَ ٕ٤ِٞيٜــِِ َٜكُـسُٓٚى ٜإ٢ال ٜٓبٔػَـ ٕ٤ِٞقٜـدِ نٜتَبَـُ٘ اهلل 85
عًَٜـِٝو ٜدَفٜٓتٔ األٜقٞالَٚ ُّٜزُفٔعَتٔ ايؿُٓخُفُ }
ْٖ شعب اإليماف كحلية األكلياء كتفسير القرطبى كالبحر المديد بتصرؼ. ٖٓ ركاه اإلماـ أحمد كالترمذم عن ابن عباس.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 121
AAAAAAAAAA
جل فى عبله ،فيلجأ إلى عدـ إف لم يعنو كيمده اهلل َّ ألنو تحقق أف َّ الكل ه الغنى ،كيقف على بابو كحده ،فيغنيو اهلل بفضلو عن جميع خلقو أجمعين ،كىكذا األمر. فهذه ىى أنواع الطهارة التى يناؿ اإلنساف بها القبوؿ. أرجو أف تكوف ىذه العبارات كاضحة كمفهومة ،كأرجو إلخوانى أف يعيننا اهلل أجمعين على التحقق بها ،كأف نكوف من أىلها. كصلى اهلل على سيدنا محمد كعلى آلو كصحبو كسلم.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 121
AAAAAAAAAA
86
هٚطت اهلساً ٓ اه اً ! االض قةةة ًةةةةةةةة أِصي املا لةة اه ٘فٚةةةةةق املل شف اهس َُّٚ اهٚقةةةةةةني اهساضدْ٘ ف اه وٍ قةةد اهسجةةةةةةةةةة ي
AAAAAAAAAA
ٖٔ كانت ىذه المحاضرة بمسجد الغفراف ببورسعيد يوـ األربعاء الموافق ٗ من شعبافُُّْىػ ُِمن يوليو ََُِـ
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 122
AAAAAAAAAA
)فؿًت30(
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 123
AAAAAAAAAA
هٚطت اهلساً ٓ اه اً ! إخوانى كأحبابى بارؾ اهلل فيكم أجمعين: رب العالمين دائمان تنتاب النفوس ىواجس تحاكؿ أف تعرقل سيرىا فى طريق ّْ كالتحاقها بمعية المليك القدكس ،دائمان يتسائل المرء مع نفسو إف كاف من المخلصين ،أك كاف من الصديقين ،أك كاف من أئمة المقربين!!! ي ما الدليل على أنى من ىذا القبيل؟ ....ما اآليات التى أكرمنى اهلل بها لتشهد أنى من أىل العنايات؟ ....ما النفحات التى تفضَّل عل َّى اهلل بها ألطمئن قلبان كقالبان كأعلم أنى منهور بعين اهلل ،كلى نصيب عهيم من فضل اهلل الذل ساقو لحبيب اهلل كمصطفاه؟
كالذل ييشوش على محطات القلوب فى ىذه الغيوب ....الكبلـ الذل ُّ يرف فى اآلذاف كينشغل بو السامعوف فى كل كقت كآف ،كأف الناس ال يعترفوف إال بالكرامات الحسيَّة الهاىرة! ،فيجعلوف المرء ال يثق بنفسو أنو من أىل القرب إال إذا ظهرت لو كرامات!! ،أك إذا أيده اهلل بآيات كخصوصيات ،أك كاف من أىل المكاشفات العاليات الذين يركف الغيوب كاضحات كجليات. مسألة الكرامة ليست ىى الدليل الحقيقى على اصطفاء اهلل كاجتباء اهلل كرعاية اهلل ألكلياء اهلل ،ألف الكرامة التى نراىا كنيبهر بها أعطاىا اهلل حتى كلى أكرمو اهلل بالطير فى الهواء فإف لمن ىم دكف بنى اإلنساف!! ،فإذا كاف ٌ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 124
AAAAAAAAAA
اهلل جعل كل الطيور بأجناسها تفعل ذلك ،فهذه ليست خصوصية ألف الطيور تشاركو فى ىذه الخصوصية ،كإذا أعطى اهلل لعبد القدرة للمشى على الماء فهذا ليس الدليل األكحد على أنو ملحوظ بعين الرعاية من السماء ألف كل ساكنى الماء أعطاىم اهلل ذلك ،فاألسماؾ كالحيتاف تفعل ذلك كأكثر من ذلك! ،فهذه ليست خصوصية لهذا المرء ،بل ربما تكوف فى شأنو بليَّة كالعياذ باهلل ... كقس على ذلك ..إذا كاف المرء أكرمو الكريم كيقطع ما بين المشرؽ كالمغرب فى لحهة ....فإف اهلل أعطى إبليس ىذه المقدرة كىو الملعوف! كالشياطين تفعل ذلك أيضان ،فإنهم يقطعوف ما بين المشرؽ كالمغرب فى لحهة كأقل. َّ كلى هلل ،لكن من ليس معنى ذلك أف من أيَّده اهلل بهذه الخصوصيات غير ٌ أيده اهلل بالعنايات ال يلتفت لمثل ىذه الكرامات ،كلو أيده اهلل بها فى الدنيا فى كل األكقات كاآلنات ،ألنها تحدث لو كتحدث لغيره من ىذه الكائنات التى أشرنا إليها. أما كشف الغيوب ،كأف يتحدث اإلنساف على سبيل المثاؿ عن بعض األحداث الكونية ،أك ييكاشف ببعض الغيوب المنزلية ،أك ببعض الهواىر النفسية، فحتى ىذه الخصوصية تحدث ألىل الجهاد كإف كانوا غير مؤمنين باهلل !! فأغلبكم يعلم أف الهنود بالرياضة المعركفة باليوجا يصلوف إلى ىذه الغيوب الكونيَّة ،فيستطيعوف أف يركا ما فى الضمائر ،كيستطيعوف أف يكتشفوا ما فى البيوت ،كيستطيعوف أف يركا ما ال تراه العيوف من الشئ المصوف أك المخزكف، خص بو لكنهم ال يركف السر المكنوف كالنور المصوف ،كال الكشف اإللهى الذل َّ اهلل أصفياءه كأكلياءه ألنو يقوؿ فيو فى سورة [الجن]:. غيب فى ملكوت حضرة الرحمن ،كىناؾ غيب فى األكواف ،كىناؾ ه ىناؾ ه
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 125
AAAAAAAAAA
غيب فى قدس ذل الجبلؿ كاإلكراـ ،كىذه الغيوب تحتاج إلى بعض المنح ه اإللهية ،أك الخصوصية التى يتفضل اهلل بها على من عنده تأييدان لذلك ،كربما مؤىل لذلك كىناؾ أعلى منو مقامان ال يرل كال يطلع على ذلك!! يكوف إنسا هف ه كلذلك قاؿ اإلماـ الجنيد كأرضاه: { قد ميػ ٢بعض ايؿاذتني عً ٢املآٖٚ ،٤اى أعً َِٗٓ ٢دزدَٚ ١كاَا ٟميٛت ٚال ٜطتٝٛع إٔ ٜس ٣ٚظُأ َٔ ٙقٛسَ ٠ا} ٤
فهذه ليست دليل الخصوصية كال األفضلية ،كلذا فسأبسن لكم بعض أدلة رب البرية لكل نفس زكيَّة لتعلم أنها على الطريق السويَّة! الخصوصية الحقيَّة من ّْ
االض قةةة ً إذان ما الدليل الذل يعلم بو اإلنساف أف اهلل اجتباه كحباه كرقاه كأدناه؟ أكؿ دليل أف يرزقو اهلل االستقامة!!! االستقامة فى األقواؿ. االستقامة فى األعم ػاؿ. االستقامة فى األح ػ ػواؿ. كاالستقامة فى كل األكقات ككل اآلنات .....كقد قالوا فى ذلك:{ االضتكاَ ١خري َٔ أيف نساَ.} ١
َّ[ فصلت]
جهزىا اهلل ألىل ىؤالء ىم المؤىلين للمنح الذاتيَّة ،كالنفحات الربانيَّة التى َّ الخصوصيَّة ،كأف يكرمهم اهلل بالرؤيا الصادقة كما أكرـ اهلل حبيبو
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 126
AAAAAAAAAA
كمصطفاه عند اختبلءه بمواله فى غار حراء ،فكاف ال يرل رؤيا إال كجاءت كفلق الصبح!! كلكنهم ال يقفوف مع ىذه الرؤيا!! ،كال يميلوف إلى الطاعات كيكثركف من العبادات رغبة فى الرؤيا ،ألف الذل سيتعبد من أجل الرؤيا فإنو سيكوف عبدان للرؤيا كليس عبدان هلل!! لكن العبادة هلل !!! من اهلل ببعض المبشرات من الرؤيات الصالحات فبها كنعمت، فإذا َّ كإذا لم ىير اإلنساف شيئان فكفاه أف يرل فى نفسو أف اهلل أعانو كأقامو على االستقامة ،كحفظ عليو أحوالو كأقوالو كجعلو يمشى كما يقوؿ اهلل:
ُّٓ[ األنعاـ]
كصف حضرة النبى بأنو ىو الصراط المستقيم ،حتى نعرؼ أف االستقامة أعلى مقاـ كأعلى تكريم من الكريم على الدكاـ للصالحين فى كل زماف كمكاف شهد اهلل لو باالستقامة ،كلذلك لم يقل (فاستمعوا لو) بل قاؿ :على منهج االستقامة ،فهى المنهج العهيم الذل يؤىل لكرـ الرءكؼ الرحيم ،كلكرـ الرب الكريم .
أِصي املا لةةة َّ[ فصلت] االستقامة :
كقد يكرمو اهلل بسر كفى معنى تنزؿ المبلئكة قد يلتبس األمر على البعض ،فيريد من البداية أف يرل المبلئكة عيانان على ىيئتهم كعلى أحوالهم!! من الذل يستطيع أف يرل المبلئكة عيانان من البداية؟!! البد من التأىيل!! كلذا سأسوؽ لكم قصة تركيها كتب السيرة َّ أف العباس عم النبى ذىب إلى حضرتو يومان كمعو ابنو عبد اهلل ككاف ما زاؿ صبيان كيركل سيدنا عبد اهلل بن عباس كيقوؿ: { دخًت َع أب ٞعً ٢زض ٍٛاهلل فذعٌ أبٜ ٞهًُ٘ َ ٖٛٚعسضْ عٓ٘
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 127
AAAAAAAAAA
َكبٌ عً ٢زدٌ فًُا خسج قاٍ :ي ٞأب ٞأ ٟبين َا زأٜت ابٔ عُو نٓت أنًُ٘ فال دنٝبين! قًتٜ :ا أبت أَا زأٜت ايسدٌ اير ٟنإ عٓدٜ ٙهًُ٘؟ قاٍ :ال قاٍ أنإ عٓد ٙأحد؟ قاٍْ :عِ! فسدع فكاٍٜ :ا زض ٍٛاهلل أنإ عٓدى أحد؟ قاٍ: ٚزأٜت٘؟ قاٍ أخربْ ٞعبد اهلل بريو! قـاٍ فأقبـٌ عًـ ٞزضـ ٍٛاهلل فكـاٍ: أزأٜت٘؟ قًتْ :عِ! قاٍ :ذاى درب } ٌٜكفى ركاية زيػادة { :أَا إْو ضـتفكد 87
بؿسى!} ،فهإ نُا قاٍ ٚنفٖ بؿس ٙيف آخس عُس.ٙ
كعندىا قاؿ فى ذلك شعران نٍ رائعان إذ كاف يعلم أف ىذا سيحدث إلخبار 88 النبى بو ،كقد صدؽ فيما أخبر بو ،فقاؿ : إف يأخذ اللػو من عيني نورىمػا ففي لساني كقلبي منهما نػ ػور صارـ كالس ػيف مأثور قلبي ّّ ذكي كعقلي غير ذم دخػ ول كفي فمي ه إذان ىذا الموضوع يحتاج إلى تأىيل! ىل كعينا القصة!
كيف يكوف التأىيل؟ أنت معك ملىك اإللهاـ ،جعلو اهلل على قلبك أىم اتصاؿ بينك كبين مبلئكة اهلل ،فيلهمك الصواب، على الدكاـ ،كىذا ىو ُّ ّْ كيسددؾ إلى الحق ،كيوجهك إلى الصدؽ ....كأنت ال تحتاج إلى أكثر من ذلك من المبلئكة!! فمن أحبَّو مواله جعل ىملىك اإللهاـ يتولَّى إلهامو ،كال ىٍملىك َّ يتلقى من الملىك ،فكأنو َّ الملىك ،كال غركر يتلقى من اهلل عن طريق ىذا ى اهلل ،كالعبد يتلقى من ى كال زكر كال زىو كال رياء كال سمعة ألنو لم ىير ال ىٍملىك ،كإنما ال ىٍملك ّْ يسدده كيلهمو كذلك حفظ الحفيظ ألىل ىذا المقاـ الذين يريد أف يحفههم اهلل على الدكاـ. الملك جهاران من الجائز أف نفسو التى لم تتخلص بعد من لكن الذل يرل ى ٕٖ مسند الطيالسى عن عبداهلل بن عباس ٖٖ الوافى بالوفيات ،كالجوىرة فى نسب الرسوؿ.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 128
AAAAAAAAAA
عيوبها كآفاتها تجعلو كلما جلس مع قوـ يريد أف يي ًدؿ عليهم كيفتخر بينهم بما سر حرمانو من المزيد من فضل ربو ،لكن سر بيعده ،أك ُّ رآه ،كقد يكوف ذلك ُّ المحفوظ ىو الذل يتولى اهلل إلهامو عن طريق ىملك اإللهاـ كال يراه!. كبعد التأىيل لو ما ال يي ُّ عد كال ييحصى من القرب من مبلئكة اهلل ،كمن أىل عناية اهلل كرعاية اهلل الذين يتنزلوف على أىل كالية اهلل لتثبيتهم إف كانوا يريدكف التثبيت ، ....أك إللهامهم إف كانوا يحتاجوف إلى إلهاـ ،أك لحفههم إف كانوا فى مقاـ يحتاجوف فيو إلى حفظ الحفيظ ،أك للدفاع عنهم إف كاف ىناؾ من يكيدىم !!
أما من كاف فى أحضاف مواله! فياىناه! فمثلو ال يحتاج إلى أل صنف من مبلئكة اهلل ألنو مع من يقوؿ للشئ كن فيكوف! كاسمعوا كاعقلوا يا أكلى األلباب!! فاالستقامة أكبر دليل كأكبر كرامة ،مع األمن كمع الحفظ كمع السبلمة من المبلمة لمن يحبُّهم اهلل كيتوالىم بواليتو : [األعراؼ] ال المبلئكة! كال جبريل! كال ميكائيل! ..لكن ىو بذاتو الذل يتولى الصالحين!!.
اه ٘فةةةةةٚق كدليل آخر ألىل اليقين الذين يريد اهلل زيادة الرسوخ كالتمكين لهم فى المقاـ األمين كىو "ايتٛفٝـــل" ،أف يرزقهم اهلل كيجعل حههم بين أىل عنايتو التوفيق ،كذاؾ قليل حتى لل يك َّمل من أىل الطريق ،فإف أىل مقاـ التوفيق فى كل قل كني ٍد هر ،ألف اهلل لم يذكر التوفيق إال مرة كاحدة فى القرآف زماف كمكاف َّ الكريم كجاء ذكره على لساف نبى:
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 129
AAAAAAAAAA
ٖٖ[ ىود]
اهلل:
فالتوفيق باهلل ،فالعبد الذل فنى عن نفسو كأحياه بو ربو ،فدخل فى قوؿ ُِِ[ األنعاـ]
سكنو ،كىو الذل ينطق فتواله مواله ،فأصبح ىو الذل ّْ يحركو ،كىو الذل يي ى على لسانو ،كىو الذل يحرؾ أعضاءه كيده كبنانو ،كىو الذل يتواله فى كل شئونو، فيوفقو اهلل فى كل األمور. فإذا نهر فى الحاضرين معو أك حدثهم ! اسمع ماذا يقوؿ فيو الحبيب: 89
{ احرَزُٚا فٔسَاضَ ٜ١ايـُؤَٔٔ ٢فـ٢إَُْٓ٘ َِٜٓعٝسُ بُٔٓٛز ٢اهلل ََِٜٔٛٓٚلُ بٔتَِٛفٔـٝل ٢اهلل }
فينطق بالكبلـ الذل يصادؼ ما فى القلوب. كلذلك يقوؿ بعض الحاضرين أك السامعين! كأف المتحدث عرؼ ما فى ه مشغوؿ بالشئوف فيرل نفسو كما فيها! مع أف كيهن أنو نفسى! أك ما كنت أريد!ُّ ، ه مشغوؿ باهلل كال ينشغل بسواه طرفة عين كال أقل! كإنما تواله اهلل ىذا الرجل بتوفيقو فينطق على لسانو يما يوجد فى قلوب المواجهين تأييدان لو منو ككالية لو جل فى عبله ،كلذلك حتى لو حدثوه عن ىذه األشياء أنها منو ،كرعاية لو منو َّ كرامات ال يلتفت إليها ،ألنو ال يرل الكرامة إال فى القرب من حضرة القريب . فمقاـ التوفيق ياإخوانى الكريم : أال ييبت اإلنساف أمران إال كيوفقو الموفق ،كال ييصدر أمران إال كفيو الصبلح كالنجاح كالفبلح ،كال ييستشار فيشير إال كيشير بما فيو النفع فى الدنيا كالسعادة
AAAAAAAAAA
ٖٗ (ابن جرير) عن ثوبػاف ،الفتح الكبير
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 131
AAAAAAAAAA
يوـ لقاء العلى الكبير ،ألف اهلل تواله بتوفيقو ،كالتوفيق ىو أعلى التأييد من الحميد المجيد لمن اصطفاىم اهلل كىداىم فى ىذه الحياة ،كلذلك عندما ارتقى نفر من أصحاب رسوؿ اهلل إلى ىذا المقاـ قاؿ فيهم : 90
حهَُٜا ٤عًَُُٜا ُ٤نادُٚا َِٔٔ فٔ ٞك ٜ ِِ٢ٗٗ٢إِٔ َٜهُْٛٛٝا ٜأِْبٔـَٝا} ٤ {ُ
املل شف اهس ُٚ فإذا أراد اهلل إكراـ العبد اإلكراـ الذل ما بعده إكراـ يبلغو أعلى مقاـ فى مقامات الكشف الربانى كىو كشف معانى القرآف الكريم!!! ،ككشف معانى بياف الرءكؼ الرحيم ،كىذا ما يجب أف نفهمو جيدان كعلى التماـ أيها الكراـ! فإنو كما قلت قد يستطيع أىل الهند باليوجا الوصوؿ إلى بعض مقاـ المكاشفات ،لكن ال يستطيعوف أف يطلعوا على معانى القرآف كال غيوب الفرقاف، كال على مقاصد النبى العدناف فى أحاديثو الحساف ،كإنما الذل يصل إلى ذلك الذل يقوؿ فيو الرحمن : سيحدّْث بو الخلق ،كإنما [الكهف] كما العلم الذل يعلّْمو لو اهلل؟ ليس العلم الذل ى العلم الذل سينتفع بو فى سيره كسلوكو حتى يناؿ رضا الحق ... ،لو حدثت الناس ،ماذا بعد حديث الناس؟! ال تكن كالشمعة تضئ لغيرىا كىى تحترؽ!! لكن يمن اهلل بو على األفراد الذين يريد أف يبلغهم مقاـ القرب علم اإللهاـ الذل ُّ كاإلكراـ ،يلهمو بالعمل الرافع كما يوصلو إلى النور الساطع بالعلم الذل يكشف لو عن أبواب الجفاء ،كيبين لو طرؽ الصفاء كأنوار األصفياء ،حتى يمشى على النهج القويم الذل يوصلو إلى مراتب القرب من السيد الرءكؼ الرحيم.
AAAAAAAAAA
َٗ زاد المعاد فى ىدل خير العباد إلبن القيم الجوزية
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 131
AAAAAAAAAA
أقوؿ ىذا ألف بعض القوـ يذىب إلى كتب علوـ الصالحين كيذاكر فيها يقربك كيي ىحدث السامعين حتى يناؿ إعجابهم! ،لو نلت إعجاب الكوف كلو ىل ّْ ىذا إلى حضرة القريب؟! ال ،لكن العلم الذل يمن اهلل بو على أىل كاليتو ىو يوصلهم إلى مقاـ التحقيق ،كىو الذل الذل يختصر لهم الطريق ،كىو الذل ّْ يجعلهم يمشوف دائمان كما يقوؿ اهلل:
ُِِ[ األنعاـ]
اهٚقةةةةني الذين لم يصلوا إلى مقامات المعاينة ،أك المشاىدات فى الدنيا ربما 91 للمشاغل التى كلَّفهم بها اهلل { :نً٥ ٝه ِِٝزَاعَٚ .٣نً٥ ٝهََ ِِٝطِؤ ٍْٚعَِٔ زَعٖٔٝتٔ٘ٔ } كلو فيتح لو ىذا الباب – أل باب المكاشفات -ربما سيقصر فى المسئولية! كىذا التحمل فيههر منو فى الدنيا يينافى الحكمة اإللهية ،أك ربما تكوف قواه ال تستطيع ُّ ما ال ييحمد عقباه ..مثل حاؿ المجاذيب ،يترؾ الدنيا كيفر فى الصحارل! ،أك يمشى حافيان!! ،أك يمشى عريانان!! ،كىذا ال يليق بأىل الكماؿ! لكن اهلل كعدنا كبشرنا بأننا جميعان لحهة مفارقة الدنيا سنكوف كلنا أىل َّ اإليماف فى غاية الكماؿ ،كنحهى بكل منازؿ الوصاؿ ،كنعاين كل ما عاينو الرجاؿ: [ ؽ] فلن يذىب أحد منَّا إلى الدار اآلخرة إال كىو فى ىذه الجماالت الباىرة، [ اإلسراء] لكن المشكلة : كالبس لهذه الحلل الفاخرةَّ ، جهزه لنا اهلل ،كسلَّمو إلى لماذا نستعجل ما داـ فضل اهلل -كاهلل أعلم بعباده َّ -
AAAAAAAAAA ُٗ صحيح مسلم عن ابن عمر.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 132
AAAAAAAAAA
حبيبو كمصطفاه؟! فنكوف فى ىذه الحالة مع رسوؿ اهلل كتحت كصايتو مثل الوصى على األيتاـ ، ..معو تركتهم كينفق عليهم كل ما يحتاجوف إليو من العلوـ كمن الحكم كمن البيانات اإللهية كمن اإللهامات القلبية المهم أال ينشغل أحدنا بهذه العطاءات إذ جاءتو!! ك ال يلتفت إليها أك يجعلها غايتو ،ألنو لو انشغل بهذه العطاءات فإنها ستكوف لو فتن كابتبلءات كببلءات!! كالمسافر إذا إنشغل باألماكن التى ينزؿ بها فى سفره كجلس يعاينها فسيفوتو القطار كال يصل! الحليم كىو فى الدنيا ،فإنها تحتاج إلى منَّة علية حتى يعطى لكل فإذا بلغ ي ذل حق حقو كاحسبوا معي حتى تعرفوا المطلوب ..فلكل مقاـ مقاؿ: حتى ال تشغلو الدنيا عن اآلخرة. كال تشغلو اآلخرة عما ىو مطلوب منو فى الدنيا. كال تشغلو عين الحس بما تشاىد كترل فى األكواف عما تشاىده عينالبصيرة من أنوار حضرة الرحمن. كىذه خصوصية ،كالخصوصية ال تقتضى األفضلية ،فبل تهن أنها األفضلية، خص اهلل بها بنى البشر فى ألنها خصوصية كمزية مثل كثير من المزايا التى َّ الحياة الدنيوية ،كفى األرزاؽ الجسمانية ،فيخص إنساف بسمع كذا ،كآخر ببصر كذا ،كآخر بذاكرة كذا .....فهذه خصوصيات للجسم ،كذلك ىناؾ خصوصيات للركح ،كليس معنى ذلك أنها األفضلية ...كإال كانت األفضلية فى عالم العقوؿ للكفار مثل آينشتاين كغيره الذين كىبهم اهلل العقوؿ ،فهذه خصوصية، كالخصوصية ال تقتضى األفضلية. لكن كلنا كالحمد هلل عند الخركج من األكواف ييكشف لنا كل ما شاىده أىل
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 133
AAAAAAAAAA
العياف ،حتى نتحقق بكماؿ اإليماف ،كىذا فضل اهلل علينا ،كبالطبع فى ىذا الوقت ال يكوف عنده مباىاه كال فخر كال زىو كال رياء ....ألنو موجود فى الحق كالحقيقة : الركح كالريحاف كجنة [الواقعة] سنكوف جميعان فى ىذه الحالة إف شاء اهلل ،فى ى النعيم ،فهذا فضل اهلل عليناً ، كمنَّة اهلل إلينا ،ببركة رسوؿ اهلل ألنو أدخلنا كلنا فى: ِٗ[ الفتح].
الذل يأخذ ىذه المنحة فى أثناء حياتو من الجائز أف يفتتن بها ،أك يغتر بها ،أك يصرفها فى الدنيا كييحاسب عليها ىناؾ !!!! أىذا كاضح يا إخوانى!!
أما الذل َّ يدخركف لو المنحة حتى ينتقل إلى ىناؾ فياىناه ،ألنو سيجد كل ما لو عند اهلل تامان كمضمونان كمأمونان عند الحى القيوـ الذل ال تأخذه ًسنة كال نوـ، كىذا ىو الحاؿ الذل ارتضاه سيدنا رسوؿ اهلل ألصحابو الكراـ المعاصرين لو، كالذين من بعده إلى يوـ الدين. ىل سمع أحدكم أف أحد أصحاب رسوؿ اهلل ظهر عليو حالة من حاالت المجاذيب التى سمعنا عنها بعد ذلك فى العصور السالفة؟!! ىل لبس أحدىم حديدان كمشى بو؟!! ىل مشى أحدىم حافيان أك عريانان؟!! ىل ترؾ أحدىم عمارة الدنيا كمشاغل الدنيا كالجهاد فى سبيل اهلل كسكن فى جبل؟!! ال يوجد ....ألف ىؤالء ىم أىل الكماؿ ،ككذلك كالحمد هلل ارتضى اهلل لنا ببركة اإلماـ أبو العزائم أف ييعيد اهلل لنا ىذا الكماؿ: م ػػا ق ػػد مض ػػى قػ ػد ع ػػاد ن ػػوران مش ػػرقان م ػ ػ ػػن خي ػ ػ ػػرة األب ػ ػ ػػداؿ كاألبط ػ ػ ػػاؿ علػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ هػم كحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه ػرب كني ػ ػ ػػل كص ػ ػ ػػاؿ ػاؿ حج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػةه نبوي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػةه كش ػ ػ ػ ه ػف كق ػ ػ ػ ه
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 134
AAAAAAAAAA
ىى نفس الحالة ترجع مرة أخرل فى ىذا الزماف ،نحن
نيعيد:
ِٗ[ الفتح]
أىل الكماؿ ىم سباع فى النهار ، ...كرىباف فى ذكر إلههم فى الليل ،... يعم ركف الدنيا كما أمر القرآف كعلى نهج النبى العدناف ،كال تفتنهم الدنيا بزخرفها ّْ كزىرتها عن طاعة اهلل فى ن ىفس كال أقل.... كمع ذلك فى كل أنفاسهم مشغولوف باهلل!! إما ذاكر أك فاكر أك حاضر أك مراقب ....كل كاحد لو حاؿ ،كالكل فى ىذه الحيطة التى يقوؿ فيها اهلل [الحديد]:.
اهساضدْ٘ ف اه وٍ لذا أريد من إخواننا المذكورين فى قوؿ اهلل:
ٕ[ آؿ عمراف]
ألف معكم العلم الذل يرسخ الجباؿ!! إذان ال َّ حس يهزكم أقواؿ المشعوذين أك الدجالين أك الذين يمشوف على ّْ تهتز عندما تسمع أحدىم يقوؿ إنى أرل كذا ككذا !! ...ربما الصالحين !!! ،فبل َّ سوؿ لو كأملى لو!! الشيطاف َّ كسمعنا عن ذلك فى أحواؿ الصالحين.. :مثبلن ..اإلماـ الجنيد غاب بعض تبلميذه عن المجلس لفترة طويلة ،فسأؿ عنو كطلب من تبلميذه أف يسألوا عنو كيتفقدكا أمره ،فسألوه عن سبب انقطاعو ،فقاؿ :أنا ال أحتاج إلى الشيخ ألنى
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 135
AAAAAAAAAA
فى كل ليلة تأتينى جماعة تأخذنى كييدخلونى الجنة!! كمعهم من يمشوف فى ركاب س عليهم مثل ىذه األحواؿ ،فقاؿ لهم الجنيد :قولوا لو إذا أتوؾ الصالحين يملىبَّ ه كأخذكؾ إلى ىذا الموضع فقل"ال حوؿ كال قوة إال باهلل العلى العهيم" ،فعندما جاءكا كأخذكه كأقاموا لو حلقة ذكر! قاؿ" :ال حوؿ كال قوة إال باهلل العلى العهيم" ،ففوجئ بالضرب يأتيو من كل جهة ،فأيغمى عليو كلم يفق من إغماءتو إال مع لسعة الشمس فى الصباح!! ،فنهر حولو فوجد أنو موجو هد فى مزبلة بغداد!! .
فعرؼ أنهم جماعة من الجن كقد لبَّسوا عليو حتى يقصوه عن طريق اهلل
أحد أبناء أبو العزائم الصادقين ككاف يسمع من حولو يذكركف األحواؿ، فذىب لئلماـ أبى العزائم كقاؿ لو :أنا أسمع إخوانى يقولوف كذا ككذا ،كأنا ال أرل أل شيىء! فأين أنا ياسيدل مما يقولوف!؟ فقاؿ لو :انتهر! ثم جاء كقت قراءة الصلوات على رسوؿ اهلل ،فقرأكا الصلوات ،كبعد الصلوات أقاموا حلقة الذكر ،كأثناء الذكر كضع اإلماـ أبو العزائم يده على صدر الرجل قلبو يطوؼ بالعرش ،ثم رفع اإلماـ أبو العزائم يده فرأل نفسو الرجل فرأل ي مع الناس فى الذكر! ،ككلما يضع اإلماـ يده يرل الرجل قلبو يطوؼ بالعرش ،ككلما يرفع يده يرل نفسو كسن الناس!! ..كبعد انتهاء الذكر قاؿ لو اإلماـ أبو العزائم :ىل يكفيك ىذا؟قاؿ :يكفينى يا سيدل ،لماذا؟ ألف أىل الطريق الصادقين يمحصنين كمحفوظين بحفظ سيد األكلين كاآلخرين .
قةد اهسج ي كيخص المقبلين عليو بالمزيد من رحمتو رحيم بعباده! ... ُّ فاهلل تعالى ه يضن كيغير على قلوبهم المنشغلة بو يضن بما عنده! كلكنو ُّ كرعايتو كحفهو كىو ال ُّ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 136
AAAAAAAAAA
سبحانو أف تلتفت لسواه!! فلربما لو أعطاىم منحو! كدخلوا فى ىذه الحاالت كاألحواؿ ففيها المتاىات كتدؽ فيها أعناؽ الرجاؿ!! فمنهم من يز ُّؿ ،كمنهم من يخل ،كمنهم من ُّ يدؿ على من حولو! كما نرل أصنافان كأشكاالن يضل ،كمنهم من ُّ ُّ من حولنا فى كل كاد!! ....لكن ياإخوانى ىؤالء المحفوظين ببركة سيد النبيين ىم أىل قوؿ اهلل تعالى فى محكم الكتاب [ْٗالعنكبوت]: يعطونكم حقائق فى الصدكر تكشف لكم الهلمات كتوضح لكم النور! حنى تعرفوف صحة القصد كنور اإلخبلص ،كال تتحولوا عن ذلك طرفة عين كال ،كفتن دنيويةي! أقل ،كتعرفوف أف الكبلـ المهوكس بو الناس ما ىو إال شواغل كونيةه ه ه لكن أنت رزقك اهلل االستقامة ،فماذا تريد بعد ذلك؟! كرزقك اهلل التوفيق ،فماذا تريد بعد ذلك؟! يلهمك اهلل ّْ كيسددؾ ،كتمشى كمعك قوؿ اهلل تعالى الذل يبشرؾ بو موالؾ ك ال ينساؾ ك ال يحوجك إلى طلب العوف من اإلنس أك المبلؾ! إذ يتولى ىو تأييدؾ كتخدمك األفبلؾ ك األمبلؾ:
ِٕ[ إبراىيم]
كل كل شدة ،...كفى ّْ كل أمر ،..كفى ّْ كل طريق ،...كفى ّْ يثبتك اهلل فى ّْ كل مذلَّة ،..فماذا تريد بعد ذلك؟! كل مقحمة! كفى ّْ ملحمة! كفى ّْ تريد أف يكشفوا لك القناع عن قلبك كترل الحقائق!! ،لو رأيت الحقائق ماذا تعمل بها؟!! ىل ستنشغل بها أـ ستنشغل باهلل؟!! ىو يريد منك أال تطلب كال تقصد كال تريد إال الحميد المجيد ،كيف تكوف طالبان هلل ،كنفسك تشاىد عوالم اهلل؟! كيف تريد اهلل ،كتريد أف تكاشف حتى بملكوت اهلل أك مبلئكة اهلل أك جنة اهلل؟!! ماذا تريد؟! بل تريد مثلما قاؿ اهلل لحضرة النبى :
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 137
AAAAAAAAAA
[ األنعاـ]
اجعل قصدؾ اهلل ،كاترؾ اآلخرين مشغولين بالسفاسف كالمتاىات! فالذين يذىبوف لقصر الملك! منهم من ينشغل بالطعاـ! ،كمنهم من ينشغل بالشراب! ،كمنهم من ينشغل بالمناظر! ،كمنهم من ينشغل بالمصالح! ،كمنهم من كل شغلو بالملك! ،ىل ىذا مثل ذاؾ ...أك ذاؾ؟!! يكوف ُّ ترك ػ ػػوا الجن ػ ػػاف ب ػ ػػل أعل ػ ػػى مق ػ ػػاـ أى ػػل العػ ػزائم يش ػػغلهم ب ػػوليهم ال يريدكف إال كجو اهلل ،حتى أف اإلماـ أبو العزائم عندما كضح لنا على كل شئ حتى رتبة كن فيكوف لم أرضى بها: المسيرة قاؿ :عرضوا َّ كالعين مقصودل كياء إمامى كن جزتها كاف المراد لرتبتى الرب فى التدبير! حاشا هلل!، ماذا أفعل برتبة كن فيكوف؟ ىل سأعمل مع ّْ فأنتم طبلب الوجو ،كأنتم يا طبلب ذات اهلل كيا طبلب كجو اهلل ،كيامن ال ترجوف من األكواف سواه ...يامن قاؿ فيهم أبو العزائم: كجنػ ػػة الخلػ ػػد لػ ػػو ظهػ ػػرت بطلعتهػ ػػا لفارقػ ػ ػ ػػت حس ػ ػ ػ ػػنها بالزى ػ ػ ػ ػػد ىم ػ ػ ػ ػػتهم نحن نريد صاحب الجنَّػة كليس نعيم الجنّْػة!كنريد صاحب المنّْػة الحنّْػاف المنّْاف كال نريد المنّْة كنعيم جنَّػة رضواف!! ،فكل ذلك تربية كترقية حنى نصل إلى المقامات العلية التى ذكرىا اهلل فى كتابو كأعدىا ألحبابو ...من؟ ِٗ[ الفتح]
ماذا يريد ىؤالء ....اقرأكا قوؿ اهلل (ِٖ الكهف)؟
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 138
AAAAAAAAAA
من السهل أف يفتحوا لكم ىذه األبواب!!
إف كاف الكشف الكونى!! ،أك الكشف الملكوتى !! ،أك أنواع النفحات عد كال َّ كالعطاءات التى ليس لها َّ حد ،لكنها ستكوف يشغبلن كإشغاالن ،ىل تريدكنها جل فى بعد ما سمعتم؟ ...ككل شئ يشغل عن اهلل فهو حجاب عن حضرة اهلل َّ عبله ،كالسالكوف الصادقوف كاألئمة المحققوف كل خوفهم أف ييحجبوا عن اهلل طرفة عين أك أقل ،حتى كلو بالجنَّة ،أك بالمنة ،كاسمعوا لقوؿ اإلماـ إبى العزائم : ك ػ ػػبل كال أبغ ػ ػػى الجن ػ ػػاف لطيبه ػ ػػا أن ػ ػػا ال أخ ػ ػػاؼ كحق ػ ػػو م ػ ػػن ن ػ ػػاره كالبعػ ػ ػ ػ ػػد عنػ ػ ػ ػ ػػو نػ ػ ػ ػ ػػاره كلهيبه ػ ػ ػ ػ ػا ف ػػالقرب من ػػو جنت ػػى كمحاس ػػنى كلذلك ياإخوانى فأنا أذكركم بالصحابة الكراـ الذل كانوا فى أعلى مقاـ، كانوا إذا سألهم ألمر فيو شهرة أنزكك جميعان كأحجموا ألنهم يركف التقصير فى كل من كاف أىبلن لهذا المقاـ فهو يريد أف أنفسهم كاألىلية للتكريم فى إخوانهم! ك ُّ يكوف تقيَّان خفيَّان أك شعرة فى صدر مؤمن! كىذا مثل :لما أمر اهلل النبى أف يقرأ على الجن القرآف كيدعوىم لئليماف ،سأؿ صحابتو من يأتى معى! كىل النبى فى حاجة ّْ الجن؟ حاشا هلل! كلكن البد لمن يركل لؤلمة! لمن يؤيده بعد اهلل! أك يعينو على ّْ ككلهم ال يخافوف فى اهلل كال يتقاعسوف عن نصرة رسولو! كلكن األمر ليس نصرة! ألف ظاىره شهرة كذكرل! فأطرقوا رؤكسهم جميعان كفيهم عمر كأبوبكر كعلى! كالبد أف يتقدـ كاحد ليركل لؤلمة فرفع ابن مسعود رأسو فقن كلم ينطق! فأخذه مر الزماف! كحفهو اهلل! كلما عاد ركل ماكاف مع الجاف! فكانت شهرة على ّْ كلكنك يا أخى ترل من ىؤالء القوـ تدافعا كتسارعان كتنافسان إذا دعوا إليواء الضيفاف! أك الخركج للحرب كالطعاف! أك التبرع بالماؿ كاألطياف! كتتسابق نساؤىم كغلمانهم كصبيانهم قبل شبابهم كرجالهم للنزكؿ فى كل ميداف! كلكن
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 139
AAAAAAAAAA
كاف نبراسهم دائمان حديث المصطفى العدناف الذل يرطب القلوب بنعيم القرب كنسيم الحب كيقوؿ لكل مقبل على اهلل كال يرجو سول كجو مواله أف حب أحباب اهلل يامن ال تطلبوف شيئان إال كجو اهلل: افرحوا كاسعدكا فإنما أنتم أ ُّ { أحبٗ ايعباد إىل اهلل تعاىل األتكٝا ٤األخفٝا ٤اير ٜٔإذا غابٛا مل ٜفتكدٚاٚ ،إذا 92
غٗدٚا مل ٜعسفٛا،أٚي٦و أ ١ُ٥اهلدَٚ ٣ؿابٝح ايعًِٔ}
كل ىكذا كانوا أيها اإلخواف! كىكذا نريدكم جميعان فى ىذا الميداف! ف ُّ الموضوع أف مدرستكم مدرسة عالية ،كأسرارىا غالية ،كتحتاج من طبلبها ىممان راقية ،ال يطلبوف الدنيا الفانية ،كال اآلخرة الباقية! كإنما ال يطلبوف من اهلل إال اهلل، كال يرجوف من اهلل إال كجو اهلل ....فإذا اخترت ىذه المدرسة فبلبد أف تيػ ىرتًب أمورؾ ،كتي ىجهز قلبك كقالبك لهذه األحواؿ ،كىى أحواؿ الرجاؿ ،كىذا ىو فضل من اهلل علينا كجعلنا من ىؤالء الرجاؿ الذين يتجملوف بهذا الجماؿ اهلل علينا ،أف َّ الذل فوؽ العقل كالخياؿ ،كصلى اهلل على سيدنا محمد كسلم كعلى صحبو كاآلؿ.
AAAAAAAAAA
ِٗ (حل) عن معاذ (الحلية عن معاذ رقم (ُ .)ُٓ/ص) ،كنز العماؿ
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 141
AAAAAAAAAA
93
زًط ْ ط٘اي اه َ ٙكساَ! م ٘اب اهِ اْ ف اأُط ْ م ٘اب اجلِ ْ ف
كساً
كساً
اه
كساً
اهوط
ِ اأُط ْ
اهة حلني
ني ...... ْ .....
كساً كساً
اهطٌع اهٚد
كساً
اهقدَ .....
كساً
اهبطّ
كساً
اهفسج .....
كساً
اهقوب
AAAAAAAAAA
ّٗ الجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بحدائق المعادل يوـ الخميس الموافق ِْ من شعبافُُّْىػ ٓمن أغسطس ََُِـ
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 141
AAAAAAAAAA
العزة: رب َّ قاؿ المصطفى ركاية عن ّْ
البخارم في الصحيح عن محمد بن عثما ىف ب ًن ىك ىر ىامةى ،السنن الكبرل للبيهقي ركاه ُّ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 142
AAAAAAAAAA
ة َ ٚاه زفني ٗاكساً أٍٔ إخوانى كأحبابى بارؾ اهلل فيكم أجمعين: من اهلل علينا ببيانو كأفاض علينا بعد أف تناكلنا فى األبواب السابقة ما َّ ب العالمين ،فقد حبيبو من إلهاماتو فى بياف أصوؿ مناىج الواصلين فى طريق ًر ّْ تحدثنا بعوف اهلل عن النيَّة كأسرارىا كبداية الزمة لكل سالك ،ثم أتبعناىا بتصفية القلوب كأنوارىا كسبيل تحصيلها ،كبعدىا تناكلنا التسليم للصالحين ألنو األساس المتين لسلوؾ طريق السابقين الفالحين ،كعندىا كجب معرفة أنواع الطهارة فعرفناىا كفصلناىا؛ كلديها اشتاقت النفوس لنيل تلك المنازؿ !! كدخوؿ تلك المحافل! كألننا دخلنا المحافل كخبرنا كل عاؿ فيها كحافل ،كرأينا المنازؿ كالمخاطر! خفنا على كل داخل غير حافل من انتكاس القصود بالكؤكس كالعطايا كالجواىر!! فأسعفنا بعنايتو كأضحنا فى الباب السابق أف العناية الربانية تقتضى حجب تلك العطايا التى تاقت إليها األحداؽ كأشرأبت لها األعناؽ! حتى ال ينشغل بها الطبلب فتغلق من دكنهم األبواب! إذ َّ ندـ كال بدلوا النوايا على األعتاب! كال ينفع ه عتاب! كلذا لزـ الحديث عن ّْ شد السالك بلجاـ المجاىدات طواؿ األكقات ليس حسى الشهوات ألنو فرضان جاز تلك البدايات! كلكن بالصياـ عن بحبسو عن ّْ على حضرة الذات ،كىذا ما نتناكلو فى ىذا الباب يا إخوانى الرغبات فيما سول ّْ األحباب.
زًط ْ ط٘اي اه َ ٙكساَ!
فإف شهر رمضاف يأتى مرة كل عاـ كفيو من التحف الهاىرة ما يعجز عن
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 143
AAAAAAAAAA
ّْ عدىا ككصفه ا جميع األناـ ،فكيف بالتحف الباطنة كىدايا الملك العبلـ! كيف بالعطايا الملكية التى فوؽ حدكد الخياؿ كاألفهاـ لذكل األلباب ككل كاصل ىماـ! فإف كاف ذلك فى الصياـ من القرب كاالكراـ! فهل العارفوف رمضانهم ىو شهر رمضاف عند جميع األناـ! أـ ىم فى صياـ كقياـ على مر اإلياـ! كعلى الدكاـ فكل أنفاسهم صياـ !!! ككل لياليهم ليلة القدر على التماـ! ،كلذا كاف رسوؿ اهلل يقوؿ يملمعان لثلة مباركة من أصحابو كأتباعو إلى يوـ الدين: 94
{ ي ٛعًَُٔت أََٓيت َا يف زَكإ ،يتَُٓتِ إٔ ته َٕٛايطَٓٓ ١نًٗا زَكإ }
كلفظ الحديث الشريف يدؿ على أف ىناؾ قوـ كإف كانوا قلة علموا حقيقة ذلك ،كصار رمضاف بالنسبة لهم ىو العاـ كلو ،كىم المعنيوف بقوؿ اهلل: ّٓ[ األحزاب] ألف صيامهم صياـ الجوارح هلل فى كل األكقات كاآلنات. ىل يستطيع أح هد منا أف يصوـ العاـ كلو؟ ككيف يكوف ذلك؟ يستطيع اإلنساف منا أف يرقى إلى ذلك إذا نهر بعين البصيرة إلى ألفاظ الحديث الشريف المنيرة الذل يقوؿ فيو : ب ايٞذََٖٓٚ ،ٔ١غٜ ًِّٝكتِ ٜأبِٛابُ ايٖٓازَٚ ،٢ؾُفِّدَ ٔ ت ختِ ٜأبَِٛا ُ { إ٢ذَا دَا َ٤زَََكَإَ فٝتَ ٚ 95
ايػَٖٝاطٔنيُ } كفى ركاية لئلماـ الترمذل ََْٚ { :ادَََُٓ ٰ٣ادَٕٜ :ا طٜأيبَ ايٞدَ٢ ِٝس ػِٗسُ } . ًَََٖٜٚ ،ِٖٝا طٜأيبَ ايػٖس أٜقٞؿٔسِ حَتَِٖٜٓ ٢طَ ًٔذَ اي ٖ
ىل الجناف ال تيفتح إال فى شهر رمضاف؟! كىل النيراف ال تيػغىلق أبوابها إال صفد إال فى شهر رمضاف؟! ىذا ىو المعنى فى شهر رمضاف؟! كىل الشياطين ال تي ى ْٗ الترغيب كالترىيب ٓٗ صحيح مسلم كاإلماـ أحمد عن أبى ىريرة.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 144
AAAAAAAAAA
العاـ الذل يستشفو جميع األناـ من حديث المصطفى عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ ،لكن فى الحديث معانى تى ًرد على القلوب بعد صفائها من المبانى ،كتىػلَّقيها مباشرة من القرآف كالسبع المثانى ،كىا أنا أطوؼ بكم فى بحارىا كباهلل بلوغ األمانى!
م ٘اب اهِ اْ ف اأُط ْ ياإخوانى ...إف الجناف لها أبواب مفتوحة فى ىيكل اإلنساف ،كالنيراف لها أبواب مفتوحة فى كل إنساف ،كالشياطين يقوؿ فيها النبى العدناف: 96
إلِْطَإََ ٢ذِسَ ٣ايدّٖ فكٝكٛا زتاز ٜ٘بادتٛع ٚايعٛؼ} {٢إٕٖ ايػِٖٜٛٝإَ َٜذِس ََٔٔ ٟ٢ا ٢
فجهنم يقوؿ عنها اهلل: [ الحجر] الباب األكؿ يدخل منو من كقع فى زلل أك شطن أك خلل كلم يتب منو عن طريق العين ،فالعين ىى الباب األكؿ فى اإلنساف الذل يصدر منو أعماؿ يستوجب بها النيراف يوـ لقاء حضرة الرحمن إف لم يوفقو اهلل إلى التوبة النصوح قبل خركج نىػ ىفسو من ىذه الحياة الدنيا ،كذلك إذا استعملها فى النهر إلى العورات، كالمحرمات ،كفى التحسس كالتجسس على المؤمنين كالمؤمنات ،أك فى اإلطبلع على المنكرات! إذا كانت العين بهذه الشاكلة كانت بابان من أبواب النار ،كلذلك أشار اهلل إلى المؤمنين حتى ييغلقوا ىذا الباب فقاؿ : السبيل إلى الوقاية من ىذا الباب من أبواب النيراف ىو غض البصر،
AAAAAAAAAA ٔٗ ركاه البخارل كمسلم كاإلماـ أحمد عن أنس.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 145
AAAAAAAAAA
كغض البصر ىو سبيل حفظ الفركج ،ألف مفتاح الشركر كلها ىو البصر ،كلذلك َّ[ النور]. قاؿ اهلل : كاألذف إذا جعلها اإلنساف بابان لسماع الغيبة كالنميمة كالكذب كقوؿ الزكر كالتحسس كالتجسس على المؤمنين كالمؤمنات كانت بابان من أبواب جهنم.، كاللساف إذا استخدمو اإلنساف فى السب كالشتم كاللعن كالغيبة كالنميمة كشهادة الزكر كالسحر ككل ما ييغضب اهلل من كلمات ،كاف اللساف فى ذاؾ الوقت بابان من أبواب النار. كاليد إذا استخدمها اإلنساف فى السرقة ،أك فى كتابة الشكاكل الكيدية ،أك فى كتابة ما يؤذل المسلمين من أسحار ،أك فى إعانة الهلمة كاألشرار ،أك فى أل عمل من ىذه األعماؿ كانت بابان من أبواب جهنم كالعياذ باهلل. كالبطن إذا أدخل اإلنساف فيها المسكرات ،كالمخدرات ،كالمحرمات، كأ ىكل الربا ،كأ ىكل ماؿ اليتيم ظلمان ،كأ ىكل ماؿ إخوانو كأخواتو فى الميراث ،كغير ذلك كانت بابان من أبواب جهنم. كالرجل إذا مشى بها إلى أماكن الشبهات ،أك سعى بها إلى مواطن المنكرات ،أك سعى بها إلى الهالمين كالهالمات ليعينهم على ىذه األعماؿ كانت بابان من أبواب جهنم. كالفرج إذا استخدمو اإلنساف فى الزنا كالعياذ باهلل ،أك فى عمل قوـ لوط كاف بابان من أبواب جهنم. إذان كم عدد أبواب جهنم؟ سبعة كىى العين كاألذف كاللساف كاليد كالرجل كالبطن كالفرج.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 146
AAAAAAAAAA
ىل ىناؾ أعماؿ يعملها اإلنساف تؤدل إلى دخولو لجهنم بغير جارحة من ىذه الجوارح؟ ال ...كراجعوا مع أنفسكم لتتأكدكا!! فهى التى تعمل األعماؿ التى يستحق بها المرء ىذا الوباؿ كيدخل جهنم، إذا كانت صغائر دخل جهنم ،كإذا كانت كبائر ربما يكوف لو دىر طويل فى جهنم، على حسب حالتو كعلى حسب كزره كعلى حسب ذنوبو ،لكن األبواب التى تقوـ بذلك ىى الجوارح التى ذكرىا اهلل ،كبيَّنها رسوؿ اهلل .
م ٘اب اجلِ ْ ف
ِ اأُط ْ
إذا أصلح اهلل اإلنساف ،كغيَّر ىذا الكياف ،كغيَّر الجوارح ،كجعلها فى طاعة الرحمن فإنها تكوف كل جارحة منها بابان لو من أبواب الجناف ،كيف؟ إذا اشتغلت العين بالنهر فى اآلثار التى تدؿ على إبداع الواحد القهار: َُُ[ يونس] أك نهر بها اإلنساف إلى كتاب اهلل ،كتبل ما تيسر لو من كلمات مواله ،أك نهر بها فى كجو العلماء العاملين ،فالنهر فى كجو العالم عباده ،أك نهر بها إلى أحواؿ الفقراء كالمساكين ليتفقدىم ثم ييكرمهم بالعطاء .....كانت ىذه العين بابان من أبواب الجنة. كاألذف إذا جعلها اإلنساف تسمع األحاديث النبوية ،كاآليات القرآنية، ككلمات التذكير كالوعظ من العلماء العاملين ،كالنصيحة من المخلصين ،كالحكمة من الحكماء الربانيين .....كانت بابان من أبواب الجنة. كاللساف إذا جعلو اإلنساف يأمر بالمعركؼ ،كينهى عن المنكر ،كيشتغل بذكر اهلل ،كبالصبلة على رسوؿ اهلل ،كباالستغفار هلل ،كبتبلكة كتاب اهلل ،كبإسداء النصيحة إلى عباد اهلل ،كبحسن التوجيو إلى المؤمنين الصادقين ،كبالتخفيف عن
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 147
AAAAAAAAAA
البؤساء كالمنكوبين ،كفى مواساة أىل الموتى كالمحركمين .....كاف ىذا اللساف بابان من أبواب الجناف بفضل الحناف المناف!. كاليد إذا امتدت للصدقة كالعطاء ،كإذا أعانت على العمل الصالح الذل أمر بو اهلل ،كبيَّنو سيدنا رسوؿ اهلل ،كاستعاف بها اإلنساف على طاعة اهلل ،فأمسك بها مصحفان ،أك استند بها فى ركوعو كسجوده ،أك أعطى بها كعمل بقوؿ نبيو: 97 غَُايََ ُ٘ٝا تُ ِٓفٔلُ َ } ُُُٜ٘ٓٝٔكأعاف بها الضعفاء ،...ككاسى بها {الَ ٜتعًِٔ َِٜ المحتاجين كالفقراء .....كانت بابان من أبواب الجنة. كالرجل إذا سعى بها اإلنساف لقضاء مصالح المسلمين ،أك للمساجد لطاعة اهلل فى كل كقت كحين ،أك لصلة األرحاـ ،أك لبر الوالدين ،أك لقضاء حوائج نفسو كأكالده ،أك للجهاد فى سبيل اهلل أك للعمرة كالحج إلى بيت اهلل الحراـ ،أك سعيان لمجالس العلم ،كمجالس الذكر ،كمجالس الحكمة .....كانت بابان من أبواب الجنة. كالبطن إذا َّ عفها اإلنساف عن الحراـ ،كأطعمها المطعم الحبلؿ كانت بابان عهيمان إلجابة الدعاء كتحقيق الرجاء ،كتتويج اإلنساف بتاج يك َّمل األكلياء ،ككانت بابان لو من أبواب الجنة ،ككذا الفرج إذا استخدمو اإلنساف فى إعفاؼ نفسو كزكجو كتوحد كتحصينها ،كطلب فى سبيل ذلك نيَّة طيبة بأف يرزقو اهلل ذرية طيبة تذكر اهلل ّْ اهلل .....كانت ىذه األبواب أبوابان للجنة. كىذه األبواب ال تستطيع أف تصنع ذلك إال إذا كانت القيادة كالهيمنة للقلب ،كىو الذل يوجهها ،كىو الذل يلهمها ،كىو الذل يأمرىا ،كمن ىنا كانت أبواب الجنة ثمانية ،السبعة األعضاء السالفة الذكر ،كيضاؼ إليها القلب!!، فتكوف أبواب الجنة فى اإلنساف ثمانية.
AAAAAAAAAA ٕٗ ركاه اإلماـ البخارل كأحمد عن أبى ىريرة.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 148
AAAAAAAAAA
فإذا حفظ اإلنساف أعضاءه من المعاصى كالذنوب كاآلثاـ ،كأكرمو اهلل بتقليبها دكمان فى طاعة الملك العبلـ ،كاف اإلنساف طواؿ عمره صائمان هلل ،كلو كاف يأكل كيشرب كيأتى زكجتو ألنو صاـ بالجوارح كدخل فى قوؿ الرجل الحكيم: فك ػ ػػل ش ػ ػػهوره ش ػ ػػهر الص ػ ػػياـ إذا مػػا المػػرء صػػاـ عػػن الخطايػػا إذان فتحت لو أبواب الجنة التى فيو ،كغيلّْقت لو أبواب النيراف التى تيػ ىوّْرد ص َّفد اهلل المعاصى التى يستوجب بها النيراف كىى فيو ،كال يكوف ذلك إال إذا ى الشياطين التى فيو ،كدخل فى قوؿ خالقو كباريو: ٔٓ[ اإلسراء].
كساً
اهة حلني
من بو على عباده الصالحين، يمن اهلل عليو بما َّ كإذا كاظب على ذلك ُّ كأكلياءه المقربين ،فإف كرامات الصالحين كلها تقع على ىذه الجوارح التى ذكرناىا كبيناىا كك َّ ضحناىا طريقة تغيير مسارىا كمجراىا ،حتى يصبح على اهلل كحده مرساىا! كإليكم تفصيل ذلك بعوف اهلل كتوفيقو:
كساً
اه ني
إما أف ييكرمو اهلل بكرامات تههر على العين فيرل ما ال يراه الناظركف:
يرل الملكوت األعلى كما فيو من مبلئكة كمقربين ،كأنواع المسبحينرب العالمين. كالذاكرين كالمهللين إلى ّْ كإما أف يكرمو اهلل برؤية العرش كحملتو. كإما أف يكرمو اهلل برؤية اللوح المحفوظ ،كيكشف لو ما فيو مماحفهو من الرموز كالغيوب ،فيطلع على اللوح المحفوظ بعين فى
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 149
AAAAAAAAAA
السريرة كنور فى البصيرة ،ألنو َّ عف عينو ففتح اهلل عين بصيرتو.
كإما أف يكرمو اهلل بأف يرل فيمن حولو ،كيتحقق فيو قوؿ النبىالمختار الدل سبق كذكرناه لكم { :اٖتكٛٝا فٔسَاضَ ٜ١ا ٞيُُؤَِٔٔ ٢فٜإُْٖ٘ 98 دٌٖ } فيرل ما أخفاه اإلنساف فى صدره ،أك ما َِٜٓعٝسُ بُٔٓٛز ٢ايً ٔ٘٤عَصٖ َ َٚ صنعو اإلنساف بجارحة من جوارحو. كخذكا على ذلك أمثلة فقن للذكر ال للحصر فإنها فوؽ ّْ كالكم: ، العد ّْ فهذا عثماف بن عفاف يجلس فى مجلس الخبلفة ،كيرل ما صنعتو عين إنساف من أصحاب حضرة النبى عند دخولو عليو ،كقاؿ لو منبئان عن ذلك :ما باؿ على كفى عينيو أثر الزنا. أحدكم يدخل َّ رأل ما صنعتو العين – قاؿ :ىأك ٍحى بعد رسوؿ اهلل يا أمير المؤمنين؟ قاؿ :ال، كلكنها فراسة المؤمن. فأصحاب الفراسة يركف على الجوارح ما صنعتو كما فعلتو. كقد يكرمو اهلل فيرل خصائص األشياء التى استودعها اهلل فىاألشياء العالية كالدانية ،فبل ينهر إلى أل حجر أك نبات أكزىر أك غيره إال كيرل فيو بنور ربو خصائصو التى استودعها اهلل فيو. قاؿ سيدنا عبد اهلل بن مسعود : 99
{ تَ َسنَٜٓا زض ٍٛايًَََٚ ٘٤ا طٜأ٥سْ َٜٔٛريُ بٔذََٓاحَ ِٔ٘ٝإال عِٔٓ َدَْا َُِٔٓ٘ عًٔ} ِْٞ
ككاف سيدل على الخواص إذا نهر فى المحبرة يخبر عن كل كلمة ستكتب بهذا الحبر حتى ينتهى من المحبرة قبل أف ييكتب بو. ٖٗ ركاه الترمذم كالطبرانى عن أبى سعيد. ٗٗ صحيح ابن حباف عن أبى ذر.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 151
AAAAAAAAAA
ككاف إذا ذىب إلى المغطس – كالمغطس بًركة كانت توجد فى المساجد يغتسل فيها الناس من الجنابات -ينهر إليو كيعرؼ جنابات من اغتسل فيو ،كيقوؿ ىذه جنابة فبلف كىذه جنابة فبلف بالنور الذل قاؿ فيو الرحمن [ُِِاألنعاـ]:
فيو:
كىذا غير النور الذل يجعلو اهلل فى اآلخرة ،فإف اهلل يجعل لو نوران يقوؿ [ الحجر]
الذين ينهركف إلى سيما اآلخرين بالنور الذل كضعو اهلل فى قلوبهم، ألنهم غضوا األبصار كلم ينهركا بها إال إلى ما يحبو العزيز الغفار .
كساً
اهطٌع
كقد يكرمو اهلل بكرامات األذف: فيسمع تسبيح الكائنات: ْْ[ اإلسراء]
فيعلّْمو اهلل لغات األشياء حتى لغة كىناؾ من يفقو تسبيحهم ،ى الجمادات ،كيسمع نطقها بألفاظ فصيحات ،كيسمع تسبيح حقائقو فى جسمو الهاىرة كالباطنة ،فقد قاؿ سيدل أحمد بن عطاء اهلل السكندرل فى كتابو: ( َؿباح األزٚاح َٚفتاح ايفالح ف ٢ايرنس ٚنٝف ١ٝايطًٛى) عندما أخذ يذكر اهلل فى خلوتو:
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 151
AAAAAAAAAA
{ حتٚ ٢ؾًت إىل حاٍ مسعت ف ٘ٝنٌ دازحَ ١ـٔ دـٛازحٚ ٢نـٌ
عك َٔ ٛأعكاٜ ٢٥رنس اهلل ، فطُعت األذٕ ترنسٚ ،مسعت ايعني ترنس، ٚمسعت ايػعس ٜرنسٚ ،مسعـت األؾـابع تـرنسٚ ،مسعـت نـٌ عكـَ ٛـٔ أعكاٜ ٢٥رنس اهلل بأيفاظ فؿٝخ.} ١
كفى ذلك يقوؿ اإلماـ أبو العزائم : يصػ ػ ػػغى لهػ ػ ػػا قلبػ ػ ػػى يزيػ ػ ػػد ىيػ ػ ػػامى نغم ػ ػػات تس ػ ػػبيح الكي ػ ػػاف م ػ ػػدامى قلبػػى لػػدل التسػػبيح يصػػغى كاجػػدان كجػ ػػد المؤلػ ػػو مػ ػػن فصػ ػػيح كبلمػ ػػى فيسمع تسبيح الكائنات فى اآلفاؽ ،كيسمع تسبيح الحقائق فى نفسو، كيسمع كل الكلمات بكل اللغات لجميع المخلوقات ،فيسمع كبلـ المبلئكة عندما تتنزؿ عليو كما قاؿ لو مواله فى كتابو الكريم: مػ ػ ػ ػػاذا يقولػ ػ ػ ػػوف لهػ ػ ػ ػػم؟ [ فصلت] كيعلم كل اللغات:فقد كاف سيدل أبو العباس المرسى يسمع كل اللغات الحية كيفقهها، ككاف سيدل محمد أبو خليل مع أنو أيمى يتكلم بكل اللغات الحية!! كأنتم تعلموف أف أصحاب النبى الستة الذين كلَّفهم بتبليغ الرسائل إلى الملوؾ، كل إلى جهتو ،كلم يكونوا كأعطاىم الرسائل كأمرىم بالتوجو فى الصباح الباكر ه
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 152
AAAAAAAAAA
يعرفوف لغة الببلد التى سيذىبوف إليها ،كناموا كقاموا فى الصباح ككل رجل منهم يجيد لغة البلد التى سيذىب إليها أحسن من أىلها: [ الحجرات] تعليم من حضرة العليم . ه
بل كيسمع بها أكثر من ىذا كلمات الحبيب التى من سمعها فإنو فورانعن الدنيا كما فيها يغيب ،كبذكر اهلل يطيب ،كيشتهى فوران أف يرفع عنو كل حجاب حتى ييمتع نهره بالنهر إلى كجو الحبيب.
كأنتم تعلموف يا إخوانى أف كثيران من الصالحين كانوا يتوجهوف إلى المدينة المنورة كييلقوف السبلـ فيسمعوف بآذانهم َّ رد السبلـ ،كسيدل عبد الوىاب الشعرانى يذكر فى مننو الكبرل فيقوؿ: (ٚمما َٖٔ اهلل ب٘ عً ٖ٢أَْ ٢ا دًطت ف ٢ايؿال ٠ف ٢ايتػٗد ٚقًت ايطالّ عًٝو أٜٗا ايٓبٚ ٢زمح ١اهلل ٚبسنات٘ إال ٚزأٜت٘ أَاَٚ ٢مسعت٘ ٜ ٖٛٚكٍٛ
ٚعًٝو ايطالّ ٜا عبد ايٖٛاب). كسيدل أحمدالرفاعى عندما كقف أماـ الركضة الشريفة كقاؿ مودعان رسوؿ اهلل ككل من حولو يسمعو: ي ػ ػ ػػا أكػ ػ ػ ػػرـ الخل ػ ػ ػػق مػ ػ ػ ػػا نقػ ػ ػ ػػوؿ؟ يقولػ ػ ػ ػػوف عػ ػ ػ ػػدتم بػ ػ ػ ػػم رجعػ ػ ػ ػػتم؟ فسمع الحبيب يقوؿ لو كسمع معو كل الحضور بوضوح تاـ: كاتح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد الف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرع باألص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؿ قول ػ ػ ػ ػ ػػوا رجعن ػ ػ ػ ػ ػػا بك ػ ػ ػ ػ ػػل خي ػ ػ ػ ػ ػػر -كاألزىى كاألبهى كاألبهر من ذلك ياإخوانى أف ييهيأه اهلل لسماع
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 153
AAAAAAAAAA
كلمات اهلل التى يقوؿ فيها لموسى عليو كعلى نبينا أفضل الصبلة كأتم السبلـٜ { :ا َٛض ٢ضأنًُو بعػس ٠آالف يطإ } كأعطاه اهلل عشرة آالؼ أذف ،فكاف كلو آذاف ليسمع كبلـ الرحمن ،كيدخل فى قوؿ اهلل تعالى لكليمو عليو كعلى نبينا أفضل الصبلة كالسبلـ: [ النساء]
قد يقوؿ البعض: ُٓ[ الشورل]
كنقوؿ لبياف ذلك :
كىم األنبياء كالمرسلوف ،كالحجاب ىو البشرية، فإذا رفع اهلل حجاب البشرية ،كبقى اإلنساف بالحقيقة النورانية ،كىى النفخة اإللهية سمع بما فيو من مواله خطاب اهلل جل فى عبله كىذا خاصة لؤلنبياء كالمرسلين ،أك رسوؿ اإللهاـ بالنسبة للصالحين كالعارفين كالمتقين.
كساً
اهوط ْ
كقد يكرمو اهلل بكرامات اللساف ،فيينزؿ على قلبو بياف القرآف[انكهف]: فينطق بالعلوـ الوىبية الغيبية ،كينطق بالحقائق القرآنية. أك يخاطب بلسانو الحقائق العلوية. -أك يخاطب بلسانو الحقائق األرضية الكونية ،كتستجيب لو كتينفذ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 154
AAAAAAAAAA
مراده.
كقد يعطيو اهلل بلسانو كن فيكوف ،إذا قاؿ ىذا اللساف كن ألل شئتنزؿ لو بذلك ،كأعطاه ذلك بعد أف أىَّلو فإنو يكوف ،ألف اهلل َّ لذلك ،ألنو صاف ىذا اللساف عن كل كبلـ ييغضب حضرة الرحمن. -كقد ييطول اهلل لهذا اللساف المسافات كالجهات.
كما فعل مع عمر عندما كقف على المنبر كخاطب سارية فى ببلد فارس، كقاؿ بلسانو :ياسارية الجبل ،كسمع سارية الصوتَّ ، كرد كقاؿ :لبيك يا أمير المؤمنين ،كالقصة مشهورة كمذكورة فى كتب السيرة الكثيرة! كقد يجعل اهلل ىذا اللساف مجابان فى أل دعاء يطلبو من حضرةالرحمن ،فبل يرد اهلل لو طلب ،ككل طلب يطلبو يحققو اهلل كييدخلو فى قولو جل فى عبله:
كساً
ّْ[ الزمر].
اهٚد
كقد يعطيو اهلل كرامات اليد: فبل تلمس مريضان إال شفتو ،كال سقيمان إال أبرأتو كراثة لرسوؿ اهلل . كال تلمس طعامان إال باركتو ،إذا كضع يده فى طعاـ فإف البركة توضع فىىذا الطعاـ حتى يكفى الفئة الكثيرة من األناـ. -كقد يجعل اهلل ىذه اليد فى قوة قوؿ اهلل:
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 155
AAAAAAAAAA
100
{ نِٓٝت َٜدَ ُٙاي٤تَٜٔ ٞبِ ٔٛؼُ ٔبَٗا }
كيىد موسى عندما ككز المصرل: ككزه بيمين اهلل ،ككذا كقع ذلك كراثة لسيدل أحمد البدكل عندما اعترض َّ كاشتد فى كلج فى خصومتو، عليو شيخ اإلسبلـ فى عصره ابن دقيق العيدَّ ، معارضتو حتى أغضبو فقاؿ لو سيدل أحمد البدكل :ستسكت أـ أيطىيّْر دقيقك ،ثم دفعو بيده فوجد نفسو فى بلد ال يعلم عنها شيئان!! كبعد أف أفاؽ من سبب لو صعقة – سأؿ من حولو فعلم أنو فى بلد صعقتو – ألف طيرانو فى الهواء َّ لعل اهلل فى الهند ،كما المخرج؟ دلوه على المسجد كقالوا لو اذىب إلى المسجد َّ يجد لك مخرجان ،فذىب إلى المسجد كتوضأ ،كأخذ يتعبد إلى مواله حتى حاف كقت الصبلة ،كأيذّْف للصبلة ،كجاء الناس للصبلة ،كقاؿ بعضهم للمؤذف :أقم الصبلة ،فقاؿ :حتى يحضر اإلماـ ،كإذا بو يرل سيدل أحمد البدكل يدخل من باب ا لمسجد فعلم أنو اإلماـ ،فاعتذر إليو بعد الصبلة ،ككعده أال يعود إلى ما فعلو من االعتراض عليو ،فقاؿ لو :ارجع فإف امرأتك على باب بيتك تنتهرؾ، كدفعو بيده ،فإذا بو يجد نفسو على باب بيتو فى مصر كامرأتو خلف الباب تنتهره! .101 بًم دفعو؟ بيد يقوؿ فيها اهلل{ :نِٓٝت َٜدَ ُٙاي٤تَٜٔ ٞبِ ٔٛؼُ ٔبَٗا} ُٓ[ القصص]
كساً
اهقدَ
كقد يكرمو اهلل بكرامات ال ًرجل: فيطول لو األرض. أك يمشى فى الهواء ،أك يمشى على الماء.ََُ صحيح البخارل عن أبي ىريرة. َُُ صحيح البخارل عن أبي ىريرة.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 156
AAAAAAAAAA
ككل ذلك بهذه القدـ العصماء التى ال تمشى إال فى طاعة خالق األرض كالسماء ،ككم فى أخبار الصالحين فى ىذا الباب ما ال ييعد كال ييحصى اكرامان من اهلل ألنهم صانوا ىذه األعضاء كاستخدموىا فيما ييرضى اهلل.
كساً
اهبطّ
كقد يكرمو اهلل بكرامات البطن: فبل يرل أك ينهر أك تمتد يده إلى طعاـ فيو شبهة أك حراـ إال كتصدرإشارة منبهة من البطن إلى عضو مناكلة الطعاـ كىو اليد فيعلم أف ىذا ال طعاـ فيو شبهة أك حراـ ،فيمتنع عن أكلو ،كيحفهو اهلل بحفهو ،ألف اهلل خير حافهان كىو أرحم الراحمين. كأنتم تعلموف أف اإلماـ المحاسبى كاف إذا امتدت يده إلى طعاـ فيو شبهة اك حراـ يضرب ًعرؽ فى يده ،فيعلم أف الطعاـ فيو شبهة فيمتنع عن تناكلو، كلما امتحن قوـ سيدل أبو العباس المرسى كجاءكا لو بدجاجة خنقوىا كلم يذبحوىا ،كطبخوىا ككضعوىا أمامو ،فنهر إليها ثم انتفض كقاـ كقاؿ :إف كاف الحارث المحاسبى لو عرؽ ينفض فأنا كلى عركؽ تنفض ،ىذه الدجاجة مخنوقة!! عبلمات توسمات يعطيها اهلل للصالحين الذين حفهوا بطونهم عن الحراـ كالشبهات كاآلثاـ ،كلم يدخلوا فيها إال الطعاـ الذل يرضى الملك العبلـ، كعملوا فيها بمنهج المصطفى عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ ،فلم يمؤلىا حتى من طعاـ حبلؿ ،كلم ييعطوا النفس كل ما تتمناه من شهوات كرغبات ،كإنما كاف يقوؿ الواحد منهم لنفسو ،مكرران قوؿ حبيبو: طبٔ ابٔ ٢آدََّ ٝيكَُِٝ ٜاتْ ٔ ُٜكَُِٔ ؾًُٞبَُ٘ ،ف٢إِٕ نٜإَ الََ ٜخَاي ٜ١ٜفٜجُ ًٝحْ ئ ٜٛعَأَ٘ٔ َٚثُ ْ ًٝ ح { ٔبخَ ِ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 157
AAAAAAAAAA
102
ئػَسَابٔ٘ٔ َٚثُ ًٞحْ ئَٓفٜطٔ٘ٔ }
كساً
.
اهفسج
قد يكرمو اهلل إذا حفظ فرجو إال عن زكجو كأىلو ،فيجعل اهلل لو أكالدان من قلبو ،كأبناءان من ركحو ،كاف يقوؿ فيهم سيدل أحمد البدكل مخاطبان أحبابوٜ {:ا ٚيد قًب ،} ٢فيجعل اهلل لو من الولداف المخلدين ما ال ييعد كال ييحد فهم امتداد لو فى دنياه ،كرفقاء لو فى أخراه ،كزيادة خير عهيم لو يوـ يلقى اهلل
كساً
اهقوب
كقد يكرمو اهلل بإكرامات القلب: فيكوف ى ذا القلب لو إطبللة علوية على األحواؿ الربانية التى ال يطلععليها المبلئكة الكراـ ،كال أىل عالين ،كال أىل عليين ،ألف اهلل أكرمو بوراثة سيد األكلين كاآلخرين . كقد يكرمو اهلل باإللهاـ. كقد يكرمو اهلل بالسكينة تتنزؿ عليو على الدكاـ. كقد يكرمو اهلل بالطمأنينة لذكر اهلل الذل ال يتحرؾ القلب إال بوكبو الحياة. كقد يكرمو اهلل فيفتح لو كنوز الحكمة فى قلبو ،قد يكرمو اهلل فييفرغ لو من أسراره التى ال ييطلع عليها إال خواص عباده.
AAAAAAAAAA َُِ ركاه أحمد كالترمذم عن المقداـ بن معد يكرب.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 158
AAAAAAAAAA
كقد يكرمو اهلل فيجعل فى قلبو ما قاؿ فى شأنو سيدل أبو اليزيدالبسطامى كأرضاه( :ايعسؽ َٚا ذن ٜ٘ٛضبعُا ١٥أيف َس ٠ال ميأل شاٚ ١ٜٚاحد َٔ ٠شٚاٜا قًب ايعازف) . كيكفى أف تعرؼ فى كسعة ىذا القلب قوؿ اهلل فى األثر المركل عنو :
ضعَٓٔ ٞقًٞ ٜبُ عَبِدٔ ٟاملٝؤَِٔ ٢ ٔ طعَِٓينٔ ََٚٚ ، ق ُعف َٔٞعَِٔ ٜإِٔ َ َٜ ألزِضَ َ { ٢إٕٖ ايطُٖٛاتٔ ٚا ٜ 103
ايَٛادٔع ٢ايً} ٢ٔٚٝ٤
إذان قلب العبد المؤمن أكسع من السموات كاألراضين كمن فيهن بما فيو من ألطاؼ إلهية خفية ،كعلوـ ربانية ،كأسرار ذاتية ال نستطيع اإلباحة بها فى ىذه المجالس الدنيوية ،كإنما تستطيع أف تتذكقها إذا ترقيت إلى ىذا المقاـ ،كخصك اهلل بهذا العطاء إكرامان من المصطفى عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ. نسأؿ اهلل أف يكرمنا ببعض ىذا اإلكراـ ،كأف يتعطف علينا ببعض ىذا المصطفين األخيار. اإلنعاـ ،كأف يجعلنا من ي
ٗةو اهلل عو ضٚدُ حمٌد ٗعو آهٕ ٗةخبٕ ٗضوٍ.
AAAAAAAAAA َُّ ركاه اإلماـ أحمد فى (الزىد) عن كىب بن منبو.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 159
AAAAAAAAAA
104
ك ف احلح ب اهطسٙق
ك ف اهغ٘ٚب
ك ف اه ٘ٚب ك ف اجلٌ ي ك ف ًط أ اهغ٘ٚب
AAAAAAAAAA
َُْ كانت ىذه المحاضرة ببورسعيد يوـ األربعاء الموافق ِٗ من رجبَُّْىػ ِِمن يوليو ََِٗـ
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 161
AAAAAAAAAA
:ٍ٘ ألؾخابٛكٜ ًِضٚ ً٘ٝ اهلل ع٢ًنإ ؾ
105
AAAAAAAAAA
. َُٓ جامع األحاديث كالمراسيل عن الحسن
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 161
AAAAAAAAAA
كرمنا كأكرمنا فجعلنا من الرجاؿ الذين اختارىم اهلل الحمد هلل الذل َّ لذاتو فأفناىم عن الشغل بذات األشباح كجعلهم أركاحان نورانية فى ىياكل شبحية ال يشتغلوف فى أل نىػ ىفس من أنفاسهم إال بالذات العلية ،اللهم صلى كسلم كبارؾ على لباب أنوار حضرة القرب ككأس صافى الحب سيدنا محمد كآلو كأصحابو ككل من عشق جمالو كرغب فى كمالو كأكرمو اهلل بوصالو كعلينا معهم أجمعين آمين آمين يارب العالمين. إخوانى كأحبابى بارؾ اهلل فيكم أجمعين ... :نسمات ركحانية ىبت على قلوبنا من ريحاف خير البرية نسأؿ اهلل أف يشجى بها قلوبنا كأف يرقق بها أفئدتنا كأف يجعلنا من الذين يكرموف بالحبيب األعلى كبسره المضنوف كبغيبو المكنوف فى كل أنفاسهم نحن كإخواننا كأحبابنا أجمعين آمين آمين يارب العالمين.
ك ف احلح ب كالسر كل من يتعلق بالصالحين تراىم إما يحنُّوف إلى رؤية الغيب المصوف ّْ المضنوف كالنور المكنوف ،كإما يتحدثوف عن ىذه الغيوب مع أنها لم تىػليح لهم لما فيهم من عيوب كيزعموف أنهم أىلها كأصحابها كىذا ال يرضى حضرة عبلـ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 162
AAAAAAAAAA
الغيوب.
يتساءؿ أحباب الصالحين :نريد أف نحهى بقبس من الغيب المصوف أك بسر من النور المكنوف ،كنريد أف ترفع عنا المساتير كنرل الغيوب كنتمتع بأعز ما فى الغيوب كىو كجو الحبيب المحبوب ،فما ىو السبيل لنيل ىذا المطلوب؟ كما الطريق الذل يوصل العبد إلى ىذا المرغوب؟ الطريق كأل طريق البد لو أكالن من رفيق ،فبل يستطيع إنساف أف يسلك طريقان ال يعلمو كال يعرفو حتى فى عالم المهاىر كالهاىر بدكف رفيق أك خبير بالطريق ،إذان البد أكالن من العمل بقوؿ أىل التحقيق: ل ػ ػػو ذاؽ أى ػ ػػل البع ػ ػػد راح م ػ ػػدامتى تركػػوا الجػػداؿ كأحرقػػوا علػػم الرسػػوـ بعض نقن من المداـ: بعػ ػ ػػض حػ ػ ػػالى يػ ػ ػػدؾ شػ ػ ػػم الجبػ ػ ػػاؿ
كبقػ ػ ػ ػ ػ ػػولى يلػ ػ ػ ػ ػ ػػوح نػ ػ ػ ػ ػ ػػور الجمػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ
كرفعت نسمع عن العارفين كالصالحين أنهم قد يكشف عنهم الحجاب ي أمامهم مساتير الغيب كأصبحوا ينهركف بما فيهم من غيب إلى عوالم الغيب ،يركف ما ال يراه الناظركف كيتمتعوف بعوالم ال َّ عد لها كال حصر لها من الجماؿ القدسى المصوف الذل ال يلوح إال لعبد مأموف ،ككلنا نصحب الصالحين من أجل ذلك، صل حصل اإلنساف يريد أف يػي ىو ّْ لكن المشكلة أف نفوسنا تضحك علينا كقبل أف يي ّْ لغيره ،فما الذل حصلتو لكى تيػ ىوصلو؟! إنك لم تقبض الراتب بعد فماذا توزع منو؟! كىل قبضتو لكى تصرفو؟ كىو بذلك يريد أف ييههر قبل األكاف أنو رجل فى حجر الصالحين ،كيسمع كيفرح عندما يقولوف لو أف فبلف ىذا يرل الغيب المصوف أك أف فبلف ىذا من الواصلين مع أنو يعرؼ نفسو جيدان أنو مجرد طين!! لكن الكبلـ يسره!! سبحاف
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 163
AAAAAAAAAA
اهلل!! إنها نفوس ،كىذه النفوس ىى التى تحجب أىلها عن جماؿ حضرة القدكس. أما الذل يريد الجماؿ فعليو أف يأتى بنفسو كيضعها تحت رجليو كيدفنها ثم يصلى عليها أربع تكبيرات ثم يمشى ببل نفس ،أما إذا كانت معو النفس فمعو اللبس ،كىو بذلك ليس لو نصيب فى جماؿ اهلل الذل خص بو من ماتت نفوسهم: ُِِ[ األنعاـ] فهل الموت أكالن أـ الحياة؟ ال تأتى الحياة إال بعد الموت ،فبلبد أف تموت لكى ييحيوؾ كبعد أف ييحيوؾ ييجملوؾ كبمننهم كعطائهم يمنحوؾ كبتأييدىم كتوفيقهم ييقيموؾ كإذا أقاموؾ أعانوؾ كإذا أعانوؾ فأنت عبد معاف محفوظ بحفظ حضرة الرحمن ،لكن مصيبة األكلين كاآلخرين أف كل كاحد منهم يريد أف يقيم نفسو كييشيّْخ نفسو كيريد أف يعهم كيكبر نفسو كيريد ممن حولو أف يكبركه كيعهموه ،فإذا كبركؾ كعهموؾ بالفعل فماذا يفعلوف معك عندما ييكشف الغطاء: ِِ[ ؽ] ىنالك تجد من يتحسر كمن يندـ كمن يتوجع ،كل ذلك بعد كشف الغطاء ،لكن بعد كشف الغطاء ىل ىناؾ عطاء؟! ال ،لكن ىناؾ عطاء لمن كشفوا عنو الغطاء كىو ميت بين األحياء ،أما بعد الموتة العزرائيلية فقد انتهت العطاءات اإللهية ،كلكى ال أطيل عليكم فإف الطريق السهل ىو الذل أخذه الصالحين من ىصليوه كبالمشى كالجهاد عليو كصفوه. كتاب اهلل كمن ىدل الحبيب المصطفى أ َّ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 164
AAAAAAAAAA
اهطسٙق
ك ف اهغ٘ٚب
إذان ما الطريق الذل يؤدل إلى كشف مساتير الغيوب؟ البد أكالن من كشف الذنوب كخطورتها كدكرىا فى حجب العبد عن حضرة عبلـ الغيوب ،كبعد كشف الذنوب كىى أكؿ درجة من درجات الكشف كذلك ألف البعض يهن أف أكؿ درجة من درجات الكشف أف يكاشف العبد بالمبلئكة أك بالجن أك بالسموات كىذا غير صحيح ألف أكؿ كشف لمن يريد أف يواصلوه كييعرفوه كيقيموه كيكرموه أف يكشفوا لو عن الذنوب كخطورتها ككعورتها ،فأين ذلك فى كتاب اهلل؟ ٓ[ التكػػاثر] الػػذل عػػرؼ علػػم اليقػػين مػػا ىػػى ٔ[ التكاثر] أكؿ رتبة بالنسبة لو؟ كيف يركف الجحيم؟ يرل الذنوب كىى األكاسن التى توصل إلى الجحيم كأنها جحيم ،كعندما يرل ىذه الذنوب كأنها جحيم ىل يقع فيها أك يقترب منها؟ كبل ،بل سيدخل فى قوؿ الحبيب األعهم كزنوا األحواؿ بهذا الميزاف: ختَ ؾَدِسََٜ ،ٕ٠دَافُ ٜإِٔ َت ٜكعَ عًََٚ ،ِٜٔ٘ٝا ٞيهٜافٔسُ َٜس٣ { ٢إٕٖ املٝؤََِٔٔ َٜسَ ٣ذِْبَُ٘ نٜٜأُْٖ٘ تَ ِ 106
َذِْبَُ٘ نٜأ ُْٜ٘ذبَابٟا َُُٜسٗ عًَٜ ٢أِْفٔ٘ٔ فأطاز ٙبٝد} ٙ
كانهر إلى الفارؽ بين اإلثنين!! إذان فإنو يستعهم الذنب لكى ال يقع فيو، كالذنوب منها الصغائر كمنها الكبائر ،كقد قاؿ الصالحوف للمكاشفين فى ىذا المقاـ { :ال ؾػري ٠إذا ٚادٗو بعدي٘ ٚال نبري ٠إذا ٚادٗو بفكً٘ } فإياؾ ثم إياؾ أف تيصغّْر الذنب ،فلو صغَّرت أل ذنب فستقع كلن تنفع فى ىذا الطريق، فهفوة العارفين أكبر ذنب ،فإذا صغَّرت الذنوب لن تصبح من أىل المكاشفة بحضرة الحبيب المحبوب أك مطالعة الغيوب:
AAAAAAAAAA
َُٔ مصنف ابن أبى شيبة عن أبى ذر .
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 165
AAAAAAAAAA
ىف ػ ػ ػػوة العػ ػ ػ ػػارفين أكبػ ػ ػ ػػر ذنػ ػ ػ ػػب
فابػ ػػذؿ الػ ػػنفس تمػ ػػنحن رضػ ػػوانى
صغر الذنب جاىل بمقامى ،كالذل يجعلو يصغر الذنب أنو جاىل بمقاـ اهلل ،إذان العارؼ ال يجب أف يصغر أل ذنب ألنو ربما يطلع اهلل عليو كىو على ذنب ال يلقى لو باالن فيسقن من نهر اهلل فينتهى أمره ،كذنب العارفين يصفو ربنا فى كتابو مع أنو لم يخطن لو كيدبر لو بل يقع فجأة كعندما يقع فيو: كانهر إلى ما ىم فيو فاألرض كلها ضيقة كالنفس من شدة التأنيب كالتوبيخ الذل يعتمل فيها ضيقة: كىؤالء ىم الذين يتوب عليهم اهلل لكى يتوبوا: ُُٖ[ التوبة] إذان فإف أكؿ مقامات الكشف ىى عهم الذنب كخطر الذنب كذلك لكى ال يستسهل اإلنساف بأل ذنب من الذنوب إف كاف ىذا الذنب فى حق نفسو أك فى ب ذنب ال تلقى لو باالن يهل عليك كبالو فى الدنيا فر َّ حق ربو أك فى حق إخوانو ،ي كاآلخرة كالعياذ باهلل ،فمن الذل يضمن تحقيق المتاب بعد أل ذنب يرتكبو كلو بسين فى حق التواب ؟! ال أحد يضمن ذلك ،لماذا أفعل الذنب إذان ثم أقوؿ إف اهلل سيتوب على؟! األعهم أف ذلك األمر موجود دائمان مع المصاحبين للصالحين كالمصيبة ٌ فيستهين وف بالذنوب كيقولوف نحن فى رحاب الصالحين كسيغفر اهلل لنا كنفس
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 166
AAAAAAAAAA
سوؼ كييسوؿ لها كال يدرل أنو بذلك يحرمها من كل الواحد منهم تضحك عليو كيي ّْ العطاءات كيغلق أمامها كل أبواب الهبات التى تتنزؿ من كاىب الخيرات . فأكؿ كشف أف يكاشف اإلنساف بعهم الذنب فبل يقع فيو ،كاعلموا أف ىذا الكبلـ كبلـ الصدكر ،قاؿ تعالى فى الكتاب المحكم [ْٗ العنكبوت]: كالذل يكرمو الكريم بعد كشف الذنوب كالعيوب ...كيهل يجاىد إلى أف يدخلو الحفيظ دائرة الحفظ اإللهى كما قاؿ تعالى: ْٔ[ يوسف]
من منا يستطيع أف يحفظ نفسو؟ ال أحد ،فبل قوة لنا على طاعتو إال بتوفيقو كمعونتو كال حوؿ لنا عن معصيتو إال بحفهو كصيانتو ،فلو تخلى الحفيظ عنا ىل يستطيع كاحد منا حفظ نفسو؟! ال بل من الممكن أف يستهزئ بو العالم كلو! ...سيدنا سعد بن أبى كقاص شهد عليو رجل شهادة زكر فدعا عليو قائبلن: { أَٜا َٚاهللٔ ألدِع ََٕٓٛبجَالخٕ :ايً َِٓٗ١إ ٕ٢نإ عبـدُىٖ ٜـرا ناذبـا ٟقـاَّ زٜ٢ـا ّ٤ َٚضُُع ٟ١فأٜطٌِٔ عُسََٚ ،ُٙأٜطٌِٔ فٜكسََٚ ،ُٙعَسٓ٢قُِ٘ بايفٔتَٔٚ .٢نإ بَعدُ إ٢ذا ضُـٜ ٌَ٦كـ:ٍٛ غَٝذْ نبريْ ََفت ،ٕٛأؾابَتِين دَع ٝ٠ٛضعد .قاٍ عبدُ املًؤ :فأْا زأٜتُ٘ بعدُ قد ضَك ٜ ط 107
حادٔبا ُٙعًَ ٢ٜعَ ََٔ ٔ٘ٝٓٝايهٔبَسٚ ،٢إ ْ٘٢يَٝتعسَٓضُ يًذٛاز ٟيف ايٓٝٛسمٜ ٢ػُصَُٖٔٓ }
إذان ال يستطيع أحد حفظ نفسو إال إذا حفهو الحفيظ ،كمن يريد أف ٓ[ المؤمنوف] : يحفهو الحفيظ عليو بػ : الفركج ىنا ىى جميع الفتحات كما قلنا سابقان ككضحنا فهى (العيناف
AAAAAAAAAA
َُٕ صحيح البخارم ،عن جابر بن سمرة
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 167
AAAAAAAAAA
كاألذناف كالفم كاألنف كالفرج كالبطن) كل ىذه الفركج أحفهها لكى يحفهنى الحفيظ ،كأخطرىا كأصعبها اللساف الذل يورد الموارد ألف كل مشاكل اإلنساف فى الحرماف من عطاء الرحمن سببها اللساف ،فإذا أكرمو الكريم كحفهو من الذنوب كأراد أف يرقيو يضعو فى دائرة: َُِ[ األعراؼ]
ىذا لمن اجتباه اهلل كاختاره ،فكلما كسوست لو نفسو أك الشيطاف تضئ اللمبة الحمراء داخل قلبو فيعرؼ أف ىناؾ خطأ سيقع فيو فيرجع ،من الذل يضئ ىذه اللمبة الحمراء؟ ىل أنت؟ إنو المركر الربانى كاإللهاـ الصمدانى فى القلب النورانى الذل يريد القرب كالتدانى من اهلل .
ك ف اه ٘ٚب كإذا أراد بعد ذلك أف يصفيو كينقيو ينقلو إلى المرحلة األعلى فى الكشف كىى كشف العيوب ،ىل عيوب من حولو؟ لو كاف ذلك فلن يفلح ،لكن كشف عيوب نفسو ،فالذل يريد اهلل أف يهنيو كيرقيو كيصفيو كيعليو يجعل كل الكشافات التى فى نفسو كفى قلبو مسلطة على عيوب ذاتو لكى يصلحها فيطالع عيوبو: ُْ[ اإلسراء]
يقرأ فى كتابو لكى يصحح ككذلك ينادل على من حولو كيقوؿ من يحبنى ييههر لى عيوبى لكى أقومها كما قاؿ عمر لكل األمة كىو من نعلم: (زحِ اهلل اَس٤ا ٟأٖد ٣إىلٖ عٛٝب ْفط)٢
أما اآلف إذا قاؿ لى كاحدان إف بك عيب كذا أخاصمو شهران ،كإذا قاؿ ذلك
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 168
AAAAAAAAAA
ثانية أخاصمو طوؿ الدىر ،كإذا سألنى أحد لماذا تخاصم فبلف؟ أقوؿ إنو على بذلك أـ ينصحنى بينى كبينو؟ إذا كاف ذلك من أجل ييعيبنى!! ..فهل ييشنّْع َّ التشنيع أقوؿ ال يصح ذلك ألف النصيحة على المؤل فضيحة ،لكن إذا كاف يهمس فرح المؤمنين كييغضب المخدكعين الذين ال فى أذنى كيقوؿ عيبك كذا فإف ذلك يي ّْ رب العالمين. يريدكف أف يطيبوا نفوسهم كيصلحوىا كى يكونوا صالحين لحضرة ّْ لماذا كاف السابقوف كالبلحقوف كاألكلوف كاآلخركف كالمعاصركف يذىبوف للصالحين؟ ذلك ألنهم مطلعين كيركف ما فينا من عيوب كيههركنها لنا ،أما نحن فى ىذ الزماف فنريد عارفين مداحين ،نعم ىم بالفعل مداحين فى حضرة النبى المختار كمداحين فى حضرة اهلل لكننا مع األسف نريدىم مداحين لنا ،بمعنى أنو كلما رآنى يمدحنى كيقوؿ أنت كذا ككذا ككذا كإذا لم يمدحنى أغضب منو كإذا حدث ذلك فإنو ليس بعارؼ ،فماذا يعرفنى مثل ىذا؟! بل إنو بذلك يغشنى!!! إف سيدنا رسوؿ اهلل عندما رأل الرجل يمدح أخاه قاؿ :لقد قطعت عنق أخيك ،كرأل جماعة أخرل على المنهج القويم المستقيم كإذا بجماعة أخرل تأتى لتمدحهم – كإف حدث ذلك فإنهم يثبطوىم كيكسلوىم كيبطئوىم – فقاؿ : 108
{ ٝأحِجُٛا ايتٗسَابَ فُٔٚ ٞدُ ٙٔ ٛا ٞيَُدٖاحٔنيَ }
كذلك ألف اإلنساف عندما يسمع المديح يخدؿ كيكسل فبل يعمل كال ينتج كال يذكر فيناـ على الفور ،كلذلك كنا نذىب للصالحين لكى يعرفونا العيوب ،إف لم يكن بالمحسوس فباإلشارة إما بإياؾ أعنى كاسمعى يا جارة أك بأل طريقة أك بأل مسلك من مسالك الصالحين ،ككل المهم أف يعرفنى عيوبى ،ككاف الواحد فينا يفرح أشد الفرح عندما ييعرفوه بعيب من العيوب لكى يعالجو!! لماذا نذىب إلى الطبيب؟ ...ىل من أجل أف يقوؿ إنك سليم معافى؟
AAAAAAAAAA
َُٖ ركاه مسلم عن المقداد بن األسود.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 169
AAAAAAAAAA
على كىل أفرح إف قاؿ ذلك كأنا أحس بالمرض؟ إذان فأنا ذاىب إليو لكى يكشف ٌ كيصف لى العبلج كى أشفى من المرض ،أما إذا قاؿ الطبيب إنك سليم معافى كفى نفس الوقت أشعر بالمرض ىنا أقوؿ أف ىذا الطبيب نصاب ،كذلك الطب الربانى الركحانى النورانى مثلو مثل طب المبانى الجسمانى ،كىناؾ جماعة قاؿ اهلل فيهم كنسأؿ اهلل أال نكوف منهمٕٗ[ : األعراؼ].
ىناؾ جماعة ال يحبُّوف الناصحين بل يريدكف َّ المداحين! فعلى ىؤالء أف يستريحوا كيوفركا على أنفسهم العناء فبل يذىبوا لطبيب كال يدفعوا كشفان أك غيره كذلك ألنهم يريدكف من يقوؿ لهم أنتم على ما يراـ ،كالصالحوف قد أيخذ عليهم العهد من رسوؿ اهلل أال ُّ يغشوا أحدان أتاىم ،فبلبد أف يبيّْنوا للطالب عيبو كعبلجو!
إذان المقاـ األعلى فى الكشف ىو أف ي ًو ّْجو اهلل اإلنساف ليكتشف عيوب نفسو ،كيكرمو فيذىب إلى الطبيب لكى يبيبن لو العبلج كيكتب لو الركشتة كيجتهد فى تنفيذىا ليعالج نفسو ،كلذلك يقوؿ لنا اهلل تعالى مبينان السبيل [ُُٗ التوبة]: كذلك ألنهم لن ُّ يغشوؾ بل إنهم ينصحوؾ ،ككذلك لن يفضحوؾ بل يستركؾ ،لكنهم يبينوف لك فى رفق كلين لكى تعالج نفسك كتصبح بصيران ،كخرج على أصحابو يومأص كىم جلوس فقاؿ لهم : { ٌَِٖ َِٔٓه َِٔٔ ِِٝأٜحَدٕ ُٜسٜ٢دُ أَٜ ِٕٜؤُتٔ َُ٘ٝايً ُٜ٘ٓعًُٔٞا ٟبٔػَِٝـس ٢تَعًَٓٝـَُِٖٚ ٣ـدَ ّ٣بٔػَِٝـ ٢س ٖٔدَإ١َٜ؟ ٌَِٖ َِٔٓه َِٔٔ ِِٝأٜحَدٕ ُٜسٜ٢دُ أُٜ ِٕٜرِٖٔبَ ايً ُ٘ ٜٓعَُِٓ٘ ايٞعََََُٜٚ ٢ذِعًَ ُٜ٘بَؿٔرياٟ؟ أٜ ٜ ال ََِٔ زَغٔبَ فٔ ٞاي ٓدَُِْٝا َٚطٜاٍَ أ ًََُٜ٘ٝفَٔٗٝا أٜعَُِ ٢ايً ُٜ٘ٓتَعَاي ٢ٜقًٜٞبَُ٘ عًَ ٢ٜقٜدِز ٢ذئوِ َََٚ ،ٜ ٔ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 171
AAAAAAAAAA
شَٖٔدَ فٔ ٞايدَُِْٓٝا َٚقٜؿَٓسَ أ ًََُٜٜ٘فَٔٗٝا أٜعِٜٛا ُٙايً ُٜ٘ٓتَعَاي ٢ٜعًُٔٞا ٟبٔػَِٝس ٢تَعًََُٖٚ ،٣ِٓٝدَ ّ٣بٔػَ٢ ِٝس ٖٔدَا ،ٕ١َٜأٜال ٜضََٝه ُٕٛٝبَعِدَن ِِٝق ِّْٜٛالَٜ ٜطِتَكٔ ُِٝي ُُِٜٗايًُُٞٞو ٝإ٢ال ٜٓبٔايٞكٜتٌَِٚ ٢ايتَٓذَبُٓسٜ َٚ ،٢ ال ايٞػَٔٓ ٢إ٢ال ٜٓبٔايٞفٜدِسَٚ ٢ايتَٓبَدٌَُٓٚ ،٢ال ٜايَُٞخَبَٓـ ٝ١إ٢ال ٜٓبٔاالضِـتٔدِسَاج ٢فٔـ ٞايـدَٚ ٢ٜٔاتبَـا ٢ع اي ،٣َٛ َٗٞأٜال ٜف َُِٜٔأٜدِزَى ٜذئو ٜايصَََٓإَ َِٔٓه ،ِِٝفٜؿَبَسَ ئًٞفٜكٞسَٜ ََُٖٛٚ ٢كٞدٔزُ عًَ ٢ٜايٞػَٔٓ،٢ َٚؾَبَسَ ئًرٍُٓ َٜ ََُٖٛٚكٞدٔزُ عًَ ٢ٜايٞعٔصَٚ ،ؾَبَسَ ئًٞبُػِكََٜ ََُٖٛٚ ٔ١كٞـدٔزُ عًَٜـ ٢ايَُٞخَبَٓـٜ ٔ١ ال 109
ُٜسٜ٢دُ بٔرئو ٜإ٢الَٚ ٜٓدَِ٘ ايً ٜٔ٘ٓأٜعِ ٜٛا ُٙايً ُٜ٘ٓثََٛابَ خَُِطٔنيَ ؾٔدٜكا} ٟ
كيقصد ىنا عمى الصدكر ،كيصف لهم بعد ذلك العبلج،فالمحبوب للرحمن يكشف لو عن عيوب نفسو ،كاسمعوا لرسوؿ اهلل كىو يكشف لؤلمة كيوجو كل مؤمن إلى داخل نفسو ليرل مابو من المثالب كالنقائص علٌو عن العيوب ّْ سالك كليس كذلك!: يتَّعظ ألنو قريبان مفارؽ ،كعند الصالحين ألنو فى الطريق ه { َٜا أَُٜٜٗٓا ايَٓٓاعُ نٜأ َٕٜٓاملِٜٛتَ عًَ ٢غِٜٝسَْ٢ا فَٔٗٝا نٝتٔبََٚ ،نٜأ َٕٜٓايٞخَلَٓ عًَ ٢غِٜٝسَْ٢ا َٚدَبََٚ ،نٜأ َٕٜٓايٜٓرُٜٔ ٟػََٓٝعُ ََٔٔ األََِٛاتٔ ضُفٞسْ عََُٓا ق ٣ًٌٜٝٔإ٢يَِٜٓٝا زَادٔعُُْ ،َٕٛـؤِِِ ٢ٜٗ٢ٚ أٜدِدَاَثََُِِْٗٚ ،أٞن ٌُٝتُسَاَثُِِٗ نٜأَْٜٓا َُدًَٜٓدُ ،َٕٚقٜدِ َْطَٔٓٝا نَٚ ٌَٓٝاعٔعَٚ ،ٕ١ٜأََٜٓٓٔا ن ٌَٓٝدَأ٥خَ،ٕ١ طٛٝب ٢ئَُ ِٔ غَػًَ ُٜ٘عَِٝبُُ٘ عَِٔ عُُٛٝبٔ ايَٓٓاع ٢طٛٝب ٢ئَُِٔ طٜـابَ نٜطِـبَُُ٘ٚ ،ؾَـًٜخَ ِ ت ضَسٜ٢سَتَُُ٘ٚ ،حَطَُٓتِ عَالَْٜٓٝٔتَُُ٘ٚ ،اضِتَكٜاََتِ طٜسٜ٢كٜتُُ٘ ،طٛٝب ٢ئَُِٔ تََٛاقَعَ ئً َِٔٔ ٜٔ٘ٓغ٢ ِٜٝس ََِٓكٜؿََٚ ،ٕ١أِْ ٜفٜلَ ََاال ٟدََُعَُ٘ فٔ ٞغِٜٝسََ ٢عِؿَٔٚ ،ٕ١َٝخَايٜط ٜأ ٌَِٖ ٜائ ٞفكَٚ ٔ٘ٞايٞخٔهَٚ ،ٔ١َُٞزَحٔ َِ كٌَ َِٔٔ ََائ٘ٔ َٚأَِٜطَو ٜايٞفٜكٌَِ َِٔٔ قِٜٛئ٘ٔ، طه ٔ١َٜٓطٛٝب ٢ئَُِٔ أِْٜفٜلَ ايٞفِ ٜ أ ٌَِٖٜايرٍُٓ َٚاملِ ٜ 110
ََٚٚضٔعَتُِ٘ ايطََُٓٓٚ ٝ١يَٜ ِِٜعِدُ عََِٓٗا إ٢ىل بٔدِعَ.} ٕ١
لذلك كاف الصالحوف يقولوف: َُٗ جامع األحاديث كالمراسيل عن الحسن . َُُ (حل) عن على ،جامع المسانيد كالمراسيل.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 171
AAAAAAAAAA
{ َٔ جتدَ ٙػػٛال ٟبعٛٝب ايٓاع فاعًِ بأْ٘ قد قخو عً ٘ٝايٛضٛاع
ارتٓاع ٚيٝظ ي٘ ْؿٝب ف ٢ايٛسٜل املطتك ِٝاملٛؾٌ إىل زقا ٤زب ٚايٓاع }
إذان البد كأف تغمض عينك عن عيوب الخلق كتنهر إلى عيوبك ،ككاف موالنا اإلماـ أبوالعزائم يقوؿ إلخواننا المعلمين الذين ييعلموف فى الركضة العزمية: { ٜا أٚالد !٣دنب إٔ ٜه ٕٛيهٌ ٚاحد َٓهِ ْع٤از ٠تٓعس بٗا إىل عٛٝبو ٚإىل حطٓات إخٛاْوٚ ،دسابا ٟجتعً٘ خًف ظٗسى تكع ف ٘ٝحطٓاتو ٚعٛٝب إخٛاْو }
لكن لو كضعت أماـ نفسك حسناتك فقد ضعت كأضعت ألنك ستغتر كمن يغتر ينضَّر كلن يصل إلى ما يريد عند الحميد المجيد ،كمن يضع أماـ عينيو عيوب إخوانو فإنو مسكين ألنو أدخل نفسو فى بضاعة الشيطاف فيبدأ فى انتقاد ىذا كتجريح ىذا كسب ىذا كشتم ىذا كمثل ىذا ال شأف لو بالصالحين ألف على: الصالحين يقوؿ فيهم سيدنا اإلماـ ٌ ( أْفطِٗ عفٝفٚ ...١حاداتِٗ خفٝف ،...١ايٓاع َِٓٗ ف ٢زاح١ ٚأْفطِٗ َِٓٗ ف ٢عٓا.) ٤
إذان فالدرجة الثانية أك األعلى فى الكشف ىى كشف العيوب!!!كإذا كوشف اإلنساف بالعيوب كأصلحها ىنا يسمى صالحان ألنو أصبح صالحان ،من ىو الصالح؟ الذل صلح للمواجهات كللوصل ك الفضل كالعطاء أل و خاؿ من العيوب.
ك ف اجلٌ ي كىنا ينتقل للدرجة األعلى فى الكشف ،فيكاشف بأكصاؼ الحبيب المحبوب ليتجمل بها فى نفسو كيعمل بقوؿ اهلل:
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 172
AAAAAAAAAA
[ األحزاب]
كبعد أف يكاشف بأكصاؼ الحبيب المحبوب ،ليست الكتابية النقلية كلكن رب البرية ،كال تلوح ىذه األكصاؼ إال ألىل القلوب التقية الجمالية التى جملو بها ّْ النقية شهود قوؿ اهلل تعالى المشهود لعيوف كبصائر أىل العياف كالشهود: [ المطففين] ىل يقرأه أـ يشهده فى اآلية؟ " "فهو كتاب مشهود: ّ[ البركج] كعندما يشهد أكصاؼ الجماؿ كخصاؿ الكماؿ من خير نبى أرسلو اهلل كجملو بهذا الجماؿ ككملو بهذا الكماؿ كينقش فى نفسو إلى أف يصبح صورة على قدره فى التشبو بحضرتو.
ك ف ًط أ اهغ٘ٚب يرتقى بعد ذلك إلى كشف مساتير الغيوب كيدخل فى قوؿ اهلل: ..... أصبح ىنا صورة من
العبد
لماذا؟ .....ليريو الغيوب ...... ُ[ اإلسراء]
إذان فدرجات الكشف ىى أكالن كشف الذنوب كخطورتها ،كثانيان كشف فى كليست التى فى غيرل ،كثالثان كشف جماؿ كأكصاؼ الحبيب العيوب التى َّ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 173
AAAAAAAAAA
المحبوب ،ثم بعد ذلك كشف مساتير الغيوب ،كمثل ىذا يدخل من باب: [ النجم]
كرمز من رم وز!! ال يذاع كال يشاع ألصحاب كال ألتباع كإنما ّّ سر من ٍّ سر ،ه كيجملوه بحلة الوىب من العلى الوىاب يفتحوف لو الباب كيرفعوف عنو النقاب ّْ كيقولوف لو :ىا انهر بغير حجاب كال نقاب!!!
ٗةو اهلل عو ضٚدُ حمٌد ٗعو آهٕ ٗةخبٕ ٗضوٍ.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 174
AAAAAAAAAA
111
ً سٙدٗ ٓرا اهصً ْ!! طسٙق مٓى اهةدق ٗاهٚقني اهلى ف اهِٔ ٙضٚةى هوغ ٙ ُّ
AAAAAAAAAA
ُُُ الجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بحدائق المعادل يوـ الجمعة الموافق ِٓ من شعبافُُّْىػ ٔ من أغسطس ََُِـ
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 175
AAAAAAAAAA
][ُِِ األنعاـ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 176
AAAAAAAAAA
ً سٙدٗ ٓرا اهصً ْ!! فكل يريد أف يمشى على ىواه ،كفى ابتلينا فى ىذا الزماف بأىل األىواء ،ه نفس الوقت يناؿ مناه ،كالذل أعرفو أف السالك فى طريق اهلل ىو الذل يمشى كما نريد ،كلنا ىيمنة عليو ،نقوؿ فيطيع ،كنأمر فيسمع ،كما أقل كأندر الصادقين ،ألف الصادؽ دائمان تهيمن عليو ،لكن تجد المريد يمشى على ىواه ،كيريد أف يناؿ مناه، كفى نفس الوقت إذا كاف يريد فتح أك رؤيا أك غيرذلك ،ينسب عدـ حصولو على ذلك إلى الشيخ!! فالمريد يريد من شيخو أف يقوؿ لو كن كلى فيكوف كليان ،أك كن من أىل الكشف فيكوف من أىل الكشف !!!..... ىذه التكليفات أنا غير مكلف بها ،أما التكليفات التى أنا مكلف بها كن مستقيمان ،كن مطيعان ،اقتدل بالحبيب الشفيع ،تأسى بالصالحين ،كالفضل فضل اهلل ال بيدل كال بيد غيرل ،قاؿ تعالى فى(ْالجمعة): فالمريدين فى ىذا الزماف يريدكف أف يبلغوا يك َّمل درجات أىل العرفاف بدكف أسباب ،فهم يريدكف أشياء خارقة للعادات ،كنحن ليست عندنا ىذه األشياء، كلكن إذا أنت خرقت عادات نفسك تيخرؽ لك العوائد ،أكؿ العادات أف أذـ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 177
AAAAAAAAAA
على ،لكن المنهج الذل تعودنا عليو للمريد نفسى كلما جلست مع قوـ حتى يثنوا َّ إذا أراد أف يمشى على المنهج الحميد أف يكوف أخرس أعمى أصم ،ال يسمع كال يبصر كال يتكلم ،حتى ييلقى نفسو فى ساحة العارفين!!!
كقل من ينجو فالذل يسمح للسانو بالكبلـ فإنو سيدخل فى آفات اللسافَّ ، كقل من منو ،كالذل يسمح آلذانو باإلنصات لؤلناـ فإنو سيقع فى آفات اآلذاف َّ ينجو منها ،كالذل يسمح لعينو تنهر يمينان كشماالن فكذلك ،إذان متى شاشة القلب صفى كتشف كترقى؟ إذا كاف المريد أصم كأعمى كأخرس إال عن الحق ،إذان كيف تى ٍ يسمع؟ يسمع بأذف القلب ،ككيف يرل؟ يرل بعين البصيرة ،ككيف يتكلم؟ يتكلم جل فى عبله ،كأذكره ليس من أجل العطاء ،كلكن أذكره بآنات القلب فى ذكر اهلل َّ ألنو أىبلن للذكر ،كىذا ىو المنهج الذل مشينا عليو كاقتدينا بو. من فى اإلخواف يسمع الركشتة كينفذىا؟! ا لمريد يريد أف يكوف كموظفى ىذا الزماف ال يجلس على مكتبو إال دقائق كيريد فى نهاية الشهر أف يأخذ راتبو فى جواؿ!! كيريد أيضان أال يدخل المسجد إال قليبلن حتى تعرفو الناس كتعهمو كيكوف فى ليلة القدر ىو أكؿ المقربين كصاحب القدر العهيم!! فنحن ال يهمنا الحركات الهاىرة كلكن تهمنا القلوب ،معاملة اهلل كعطاياه على حسب القلوب[َٕ األنفاؿ]:. كبعد ذلك فالمنهج اإلسبلمى : ٕٖ[ الحج] لكن الذل ال يريد أف يبدأ ىذا الجهاد كيكوف شيخ كحولو مريدين كنهاـ الموالد ،فماذا نفعل لو؟!! كالمشيخة بالذات من طلبها ال يأخذىا ،كلكن اطلب اهلل ككن لو حيث أقامك ،كلكن ال تحدد على اهلل ،فهذا الذل تعلمناه من مشايخنا فى اهلل . :
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 178
AAAAAAAAAA
كذلك كثرة اإللحاح على الشيخ للحصوؿ على طلب سواء بالتليفونات أك المحادثات ال يؤدل إلى نتيجة ،بل إف اإللحاح قد يزيد البغضاء فى القلب ،ألف ىذا يدؿ على أنو إنساف غير مؤدب كال مهذب ،كطريق اهلل كلو باألدب. فمعهم مشاكل مصر بالنسبة للصوفية سببها الدركشة الموجودة كالتى تسببت فيها عصور الهبلـ ،فى الحقبة العثمانية كاالستعمارية ،كالتى جعلت شيوخ الطرؽ يشتغلوف بتحضير الجن ،كبالسحر حتى يشدكا الناس كيجذبونهم ،فيهل حتى يي ىحضّْر كاحد من الجن كيخاكيو ،أل يتآخى معو -كالمؤاخاه مع الجن غير مطلوبة فى كتاب اهلل كال يسنة رسوؿ اهلل – حتى تعتقد الناس أنو كلى من أكلياء اهلل ،حيث يخبر الناس بأسمائهم أك ما فعلوه باألمس أك ما قبلو عن طريق الجن: ِٕ[ األعراؼ]
كلكن ال يستطيع أف يخبرىم بما فى الغد ،كمعهم الناس يس َّذج ،فينقادكا لهذه الحيل كاألالعيب الشيطانية،كلذلك ىم يستغلُّوف الناس بمثل ىذه السذاجات.
طسٙق مٓى اهةدق ٗاهٚقني لكن األكلياء ال يك َّمل ليس لهم شأف بمثل ىذه األمور ،حتى إف ظهرت على يديو كرامة ال يطلبها كال يقف عندىا ،كإنما تكوف من اهلل لضركرة اقتضاىا الوقت، كىو يفر منها ،كىذا ىو حاؿ الصالحين الصادقين ،أين تجد ىذا الكبلـ اآلف كسن ىذا الكم الكبير من المتمشيخينَّ ، كمدعى المعرفة كالوالية؟!! كمعهم الناس ىمج رعاع يريدكف ىذه األشياء التى فيها َّ المدعين ،كلكن نحن طريق آخر ،فنحن ِٗ[ الفتح] كلذلك ال يوجد منا أحد نجدد حاؿ : يمشى حافيان أك عريانان ،كال يوجد فينا أحد يؤاخى كاحدة كيقوؿ ىى أختى فى اهلل
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 179
AAAAAAAAAA
كيسافر بها ىنا كىناؾ ،كال نرتاد الموالد ،حتى نبعد عن ىذه الشبهات ،نحن نزكر الصالحين كلكن فى غير أكقات الموالد ،ال يوجد فينا من يلبس خيشان ،أك يضع قيود حديد ،كال يوجد أح هد فينا يترؾ أكالده ليعيش فى الصحراء ،ألف ىذا لم يحدث فى عصر النبى فلم نسمع عن أحد الصحابة فعل مثل ىذا! ففعل ىذا فتسر نفسو ،لكن األكلياء ىم من أشار يلفت النهر كيعاملو َّ كلى ُّ العامة على أنَّو ه إليهم : { االخفٝا ٤األبساز اير ٜٔإذا غٗدٚا مل ٜكسبٛاٚ ،إذا غابٛا مل ٜفتكدٚا ،تعسفِٗ بكاع 112
األزضٜ ،عسف ٕٛيف أٌٖ ايطُاٚ ٤رنف ٕٛعً ٢األزضٚ ،حتفٗ بِٗ املال٥ه} ١
112مسند الحارث عن أسامة بػن زيػد كإحيػاء علػوـ الػدين كتخػريج أحاديثػو للحػافظ للعراقػى ،كالحػديث عهػيم فى بابو كنورده بتمامو ألنو من األحاديث المتكاملة فى كصف أىل ىذه األحواؿ العالية ،عن سػعيد بػن زيػد بػن عمرك بن نفيل قاؿ رأيت النبي أقبل على أسامة بن زيد فقػاؿ لػو :خ يػا أسػامة عليػك بطريػق الجنػة كإيػاؾ أف تختلع دكنها ،فقاؿ :يا رسوؿ اهلل كما أسرع ما يقطع بو ذلك الطريق؟ قػاؿ :الهمػأ فػي الهػواجر ،كحػبس الػنفس يقرب الى اهلل ،انو ليس شيء احب الى اهلل من ريػح فػم الصػائم عن لذة النساء ،يا أسامة كعليك بالصوـ؛ فإنو ّْ ترؾ الطعاـ كالشراب هلل ،فإف استطعت اف يأتيك الموت كبطنك جائع ككبدؾ ظمآف فافعل ،فإنك تدرؾ بػذلك شرؼ المنازؿ في اآلخرة كتحػل مػع النبيػين يفػرح بقػدكـ ركحػك علػيهم كيصػلي عليػك الجبػار ،كإيػاؾ يػا أسػامة ككل كبد جائعة تخاصػمك الػى اهلل يػوـ القيامػة ،كإيػاؾ يػا أسػامة كدعػاء عبػاد قػد اذابػوا اللحػوـ كاحرقػوا الجلػود سر بهم ،المبلئكة بهم تصػرؼ بالرياح كالسمائم كأظمأكا االكباد حتى غشيت أبصارىم ،فاف اهلل إذا نهر إليهم َّ الزالزؿ كالفتن ،ثم بكى النبي حتى اشتد نحيبو كىاب النػاس اف يكلمػوه حتػى ظنػوا اف أمػرا قػد حػدث بهػم من السماء ،ثم سكت فقاؿ :كيح لهذه األمة ما يلقى منهم من اطاع ربو منهم كيف يقتلونو كيكذبونػو مػن أجػل انهم اطاعوا اهلل ،فقاؿ عمر بن الخطاب :يا رسػوؿ اهلل كالنػاس يومئػذ علػى اإلسػبلـ! قػاؿ :نعػم ،قػاؿ :ففػيم إذا يقتلػػوف مػػن اطػػاع اهلل كأمػػرىم بطاعتػػو ،فقػػاؿ :يػػا عمػػر تػػرؾ القػػوـ الطريػػق كركبػػوا الػػدكاب كلبسػػوا الػػين الثيػػاب كخػػدمتهم أبنػػاء فػػارس ،يتػزين مػػنهم الرجػػل تػزين المػػرأة لزكجهػػا ،كتتبػػرج النسػػاء ،زيهػػم زم الملػػوؾ كديػػنهم ديػػن كسرل كىرمز ،يسمنوف ما يعود بالجشا كاللباس ،فإذا تكلم أكلياء اهلل علػيهم العبػا محنيػة اصػبلبهم قػد ذبحػوا تحر ًٍـ زينة اهلل أنفسهم من العطش ،فإذا تكلم منهم متكلم يك ّْذب ،كقيل لو أنت قرين الشيطاف كرأس الضبللة ى كالطيبات من الرزؽ ،يتأكلوف كتاب اهلل عػن غيػر ديػن ،اسػتذلوا أكليػاء اهلل ،كاعلػم يػا أسػامة اف أقػرب النػاس مػن اهلل يػػوـ القيامػػة لمػػن طػػاؿ حزنػػو كعطشػػو كجوعػػو فػػي الػػدنيا ،االخفيػػاء األبػرار الػػذين إذا شػػهدكا لػػم يقربػػوا ،كإذا غابوا لم يفتقدكا ،تعرفهم بقاع األرض ،يعرفوف في أىػل السػماء ،كيخفػوف علػى األرض ،كتحػف بهػم المبلئكػة، تػػنعم النػػاس كينعمػػوف ىػػم بػػالجوع كالعطػػش ،لػػبس النػػاس لػػين الثيػػاب كلبسػػوا ىػػم خشػػن الثيػػاب ،افتػػرش النػػاس الفرش كافترشوا الجباه كالركب ،ضحك الناس كبكوا يا أسامة ،ال يجمع اهلل علػيهم الشػدة فػي الػدنيا كاآلخػرة، لهػػم الجنػػة كيػػا ليتنػػي ق ػد رأيػػتهم يػػا أسػػامة ،لهػػم الشػػرؼ فػػي اآلخػػرة كيػػا ليتنػػي قػػد رأيػػتهم األرض بهػػم رحيمػػة، كالجبػػار عػػنهم راض ،ضػػيع النػػاس فعػػل النبيػػين كاخبلقهػػم كحفهػػوا ىػػم ،الراغػػب مػػن رغػػب الػػى اهلل فػػي مثػػل رغبتهم ،كالخاسر من خالفهم ،تبكي األرض إذا فقدتهم ،كيسخن اهلل على كل بلد ليس فيهػا مػثلهم ،يػا أسػامة كإذا رأيتهم في قرية فاعلم أنهم أماف ألىل تلك القرية ،ال يعذب اهلل قوما ىم فيهم ،اتخذىم لنفسك عسى أف تنجو بهم ،كإياؾ اف تػدع مػا ىػم عليػو فتػزؿ قػدمك فتهػول فػي النػار ،حرمػوا حػبلال أحػل لهػم طلبػان للفضػل فػي اآلخرة ،كتركوا الطعػاـ كالشػراب عػن قػدرة ،لػم يتكػالبوا علػى الػدنيا تكالػب الكػبلب علػى الجيفػة ،شػغل النػاس
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 181
AAAAAAAAAA
كيقوؿ فيهم فى الحديث اآلخر :
خفٔٝفُ ايٞخَاذٔ ذُٚحَغٕ ََٔٔ ايؿَٓالٜ ،ٔ٠ٜأحِطَ َ ٔ { ٢إَٕٓ أٜغٞبَط ٜأِٜٚئَٝا ٞٔ٥عِٔٓدٜٔ ٟيُُؤَِْٔٔ َ عٔبَادََ ٜ٠زبَٚ ٔ٘ٚأٜطٜاعَُ٘ فٔ ٞايطٔٓسَٚ ٓ٢نٜإَ غٜأَكٟا فٔ ٞايَٓٓاع ٢ال ُٜػَازُ إ٢ي ِٜٔ٘ٝباالؾَأبع،٢ َٚنٜإَ ٢زشِقٜ ُ٘ٝنفٜافا ٟفٜؿَربَ عًَ ٢ٜذَئو .ٜثِ َْكٜسَ بإؾَِبعَٜ ٘ٔ ِٝفكٜاٍَ :عُذٔٓ ًٞتِ َََٓٔٓٝتُُ٘ قِ ًٜٜٓ ت 113
بََٛانٜٔ ٔ٘ٝقٌَٓ تُسَاثُُ٘}.
فبل يعرفو من حولو حتى زكجتو لخفاء أحوالو القلبية كالركحية ..ألنهم يمشوف على المنهج المحمدل ،كالذل يمشى على ىذا المنهاج البد أف ييحدد كجهتو ،فتكوف كجهتك اهلل ،فبل تطلب شيئان سواه ،فلو طلبت الجنة فهذا سوء أدب فى قصدؾ هلل!! كيف تطلب اهلل كتطلب الجنة كىى خلق من خلق اهلل؟!! كذلك ال تطلب مع اهلل الكشف كالكرامات كاإللهامات ،فهذه االشياء فى نهر الغير راقيات لكنها فى نهر العارفين بليَّات!!!
لى ف اهِٔ ٙضٚةى هوغ ٙ اه ُّ فالذل يريد اهلل ال يبغى بو بدالن ،كال يرجو بسواه ًح ىوال ...فليعلم تماـ العلم َّ أف اهلل تعالى تسامت حكتو كفاضت رحمتو ،فهو لن يحرمو ماداـ جعل اهلل كجهتو! فإذا لم يعطو اهلل بعد مناه ،فليعلم علم اليقين كليتأكد ببل و شك من أف اهلل سيعطيو ما يتمناه من العطايا فى الوقت الذل يراه فيو اهلل كفأن لحمل ىذه األمانة ....إف يتحمل منا فى الدنيا سيعطيو مواله ،كالذل كاف فى الدنيا أك يوـ الدين ،فالذل َّ يهن النػاس اف بهػم داء كمػا ذاؾ بالدنيا كشغلوا أنفسهم بطاعة اهلل ،لبسوا الخرؽ كأكلوا الفلق تراىم شعثا غبرا ُّ بهم ،كيهن الناس انهم قػد ذىبػت عقػولهم كمػا ذىبػت كلكػن نهػركا بقلػوبهم الػى مػا ذىػب بعقػولهم عػن الػدنيا، فهم في الدنيا عنػد أىػل الػدنيا يمشػوف بػبل عقػوؿ ،يػا أسػامة عقلػوا حػين ذىػب عقػوؿ النػاس ،لهػم البشػرل فػي اآلخرة }.
AAAAAAAAAA
ُُّ ركاه اإلماـ الترمذل فى سننو ىع ٍن أىبي أ ىيم ىامةى
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 181
AAAAAAAAAA
يضل فإنهم يحفهوف لو عطاءه حتى يرل أنو ال َّ يتحمل ،كمن الجائز أف يز َّؿ أك َّ يخرج من الدنيا ،فأنا ال أستطيع أف أعطى أمانة ال يحملها إال األبطاؿ لطفل غرير ال يعرؼ قيمتها كال حفهها! فإف ضيَّعها حوسب عليها! كإف حفهها ربما افتتن بها أك أتلفها! فكل الموضوع أف األعضاء كالحواس الباطنية كالحمد هلل تعيش فى اإلشراقات كاألنوار القدسية كاإللهامية ،لكن حتى تحس بها كأنت فى البشرية البد أف تأخذ دكرة فناء كلى فى الذات الربانية ،كبعد الفناء يأتى البقاء: ُِِ[ األنعاـ]
فإذا لم تقدر على دكرة الفناء فى الدنيا ،فعندما يأتى الفناء األصلى ستدخل عالم البقاء كتجد كل ما تصبو إليو من مسرة كىناء!! إذان كلنا سنصل للغاية كالمراد ،فالذل يستطيع أف يفنى ىنا سيناؿ كىو ىنا كيبقى لو ذلك ىناؾ ، ..!!! ،كالذل ال يستطيع أف يفنى ىنا فإنو ال بد أف يفنى كل يستول عند الواحد المتعاؿ ماداـ من كسيناؿ ىناؾ!!! ،..كفى النهاية ه أىل النواؿ!! ،...كالذل ال يستطيع أف يفنى ىنا فذلك لمشاىد كونية أك تكليفات شرعية كلفو بها اهلل ،كرعاية األكالد كرعاية الزكجة كحقوؽ العمل؛ فهذه المشاغل تكوف أكبر من طاقتو كال يستطيع أف يتخلى عنها ألنها أمور تكليفية شرعية البد منها ،كنحن كما قلنا ليس عندنا أحد يهرب من ىذه التكليفات كيذىب إلى الصحراء أك ما شابو ذلك ،فهذا منهج ال نرضاه ،كلكن أىم ما عليو أف يقوـ بالتكليف الشرعى الذل كلفو بو اهلل ،فإف استطاع بمعونة اهلل كبتوفيق اهلل كبرعاية شيخو أف يصل للفناء كىو فى عالم الدنيا فبل ييسقن التمييز ،كال يخل
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 182
AAAAAAAAAA
الكل فى النهاية ُّ لكن، ىم قليل،!بالحقوؽ ألصحاب الحقوؽ فهذا فضل اهلل :سيصل للغاية ] [ؽ
ٍدُ حمٌد ٗعو آهٕ ٗةخبٕ ٗضوٚٗةو اهلل عو ض
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 183
AAAAAAAAAA
114
AAAAAAAAAA
ُُْ الجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بحدائق المعادل يوـ الخميس الموافق ُٔ من ربيع الثانى ُُّْىػ ُمن أبريل ََُِـ
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 184
AAAAAAAAAA
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 185
AAAAAAAAAA
إخوانى األحباب الكراـ... نحن فى الحقيقة تحدثنا كثيران ككثيران عن جهاد النفس كتزكيتها كطريقة التزكية كميادين الجهاد ،حتى بحمد اهلل نستطيع أف نقوؿ :فصلنَّا ىذا الموضوع كبسطناه بسطان لم ييبسن من قبل فى يكتب الصالحين بحسب العصر. تفصيبلن ٌ
لكن أحد األحباب بعد ذلك كلو قاؿ لى :نريد أف تعطينا موجزان مختصران بسيطان فى تزكية النفس ،فقلت لو قد تح ٌدثنا فى ىذا الموضوع مراران كتكراران ... فهناؾ كتاب( :المجاىدة للصفاء كالمشاىدة) ككتاب( :النفس ..كصفها كتزكيتها) كىناؾ كتب ال ع ٌد لها كال ح ٌد لها ،قاؿ :أنا أريد أف تختصر لنا الموضوع كلو فى و قرب الحقيقة كنبين كنعيد ،كلكن محاضرة كاحدة بسيطة ،كلذا فسنحاكؿ ىنا أف ني ٌ يمكن أف يكوف ىذا آخر حديث لنا فى ىذا الباب ألف األحباب تشبعوا بهذا الباب ،كنريد أف ننتقل إلى األبواب األعلى فى طريق اهلل .
أ سٙف اهِفظ الن ٍفس ىى جوىرةه نورانيٌة ربانيٌة من أمر اهلل ،عليها إدارة كتيسير ىذا الجسد ،تنهر فى طلباتو من مأكل كمشرب كمن شهوة كمن غضب ....فكل المتولى سياستها كتدبير أمورىا ىى النفس ،كلذلك النفس - طلبات ىذا الجسد ي كىذا ما يجعل كثيران من الناس يتشكك فيما يسمعو عنها -قابلة للتفاكت
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 186
AAAAAAAAAA
الهمة كبالرقي ٌى كللتنويع ،فمن الممكن أف تكوف النفس ىملكان كأعلى بأكصافها كبعيلو ٌ فى األخبلؽ كاألعماؿ كاألحواؿ! فتنطبع عليها أحواؿ المبلئكة كأعمالهم فتصير نفسان ملكوتيٌة! ،كمن الممكن أف تصبح النفس شيطانان كأدنى ،إذا اتصفت بأكصاؼ ً سة كالدناءة كالمكر كالدىاء ....كما شابو ذلك من األكصاؼ الشياطين كالخ ٌ اإلبليسيٌة التى تجعل اإلنساف كما قاؿ الرحمن : ﴿ ُُِ[ ﴾ األنعاـ] ىمها كلو فى الشهوات كربما تكوف النفس حيوانان كأ ٌ ضل إذا كاف ٌ و و الحيوانيٌة من و ىم غير ذلك ..فبذلك كمشرب كملبس مأكل و كمنكح ،كليس لها ه ُٕٗ[ ﴾ األعراؼ] كاإلماـ تدخل فى قوؿ اهلل ﴿ : أبو العزائم لو فى ذلك المقاـ قصيدةه بسيطةه فى األلفاظ ،راقيةن فى المعانى يقوؿ فيها: بهج ػ ػ ػ ػػة ال ػ ػ ػ ػػنفس بالجمػ ػ ػ ػ ػ ػاؿ العلػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌػى كابتهػ ػ ػ ػ ػػاج الشػ ػ ػ ػ ػػيطاف حسػ ػ ػ ػ ػػد ككبػ ػ ػ ػ ػػر كابته ػ ػ ػ ػػاج الش ػ ػ ػ ػػيطاف أك ػ ػ ػ ػػل كش ػ ػ ػ ػػرب كابته ػ ػ ػ ػ ػ ػػاج النف ػ ػ ػ ػ ػ ػػوس بع ػ ػ ػ ػ ػ ػػد زكاى ػ ػ ػ ػ ػ ػػا طه ػ ػ ػ ػ ػػرت كت ٌزك ػ ػ ػ ػ ػػت ػس إف ي ى ػ ػ ػ ػ ػػى نف ػ ػ ػ ػ ػ ه كىػ ػ ػ ػ ػػى إبلػ ػ ػ ػ ػػيس إف أبػ ػ ػ ػ ػػت كتعالػ ػ ػ ػ ػػت ض ػ ػ ػ ػػل س ػ ػ ػ ػػبيبلن كى ػ ػ ػ ػػى حي ػ ػ ػ ػػوا هف ب ػ ػ ػ ػػل أ ٌ ب ػ ػ ػ ػػين تل ػ ػ ػ ػػك النف ػ ػ ػ ػػوس ب ػ ػ ػ ػػو هف بعيػ ػ ػ ػ ػ ػ هد
ال بمل ػ ػ ػ ػ و ػك يفن ػ ػ ػ ػػى كح ػ ػ ػ ػ ٍّ ػظ دنػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌػى ي بفس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاد كفيرق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة كبغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى كنك ػ ػ ػػاح كذل ػ ػ ػػك قص ػ ػ ػػد القص ػ ػ ػػى رغبػ ػ ػ ػ ػػة الفػ ػ ػ ػ ػػوز بالمقػ ػ ػ ػ ػػاـ الهنػ ػ ػ ػ ػػى و ػالولى تتهنٌػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ي بحه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوة ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌ كتعام ػ ػ ػ ػػت ع ػ ػ ػ ػػن س ػ ػ ػ ػ ٌػرىا اآلدم ػ ػ ػ ػ ٌػى ػدنى إف تس ػ ػ ٌ ػلت ع ػ ػػن يحس ػ ػػنها بال ػ ػ ٌ ف ػ ػػى خف ػ ػ و ػاء ع ػ ػػن م ػ ػػدرؾ األلمع ػ ػ ٌػى
المقربين لئلماـ أبى العزائم ىذه القصيدة موجودة فى كتاب معارج ي
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 187
AAAAAAAAAA
لكن صورتو كأرضاه ،كىى تيبيٌن أف النفوس تتفاكت ،فمن الجائز أف يكوف إنسانان؛ ٌ ٌك كأعلى ألنو دخل فى قوؿ اهلل: كالمسيطرة عليو مل ه المهيمنة ي الباطنة ي ﴾ ﴿ [التحريم] كمن الجائز أف يكوف إنسانان يتصف بأكصاؼ الشياطين أك طباع البهائم، فينزؿ عن درجتو التى أكرمو بها الكريم: اإلسراءاء] َٕ[ ﴾ اإلسر ﴿ إلى درجة دنيٌة إف كانت حيوانيٌة أك إبليسيٌة ،كيراه الناس فى صورة إنساف، لكن أىل البصائر يركنو فى صورة حيواف أك فى صورة شيطاف كالعياذ باهلل ..!! للتنوع كللتفاكت بحسب أكصافها كأحوالها كأعمالها. فالنفس قابلة ٌ
طسق أصك ٚاهِفظ كيف تكوف تزكية النفس؟ بإختصا ور شديد تزكية النفس أك مراقى النفس لها أنواع ،فمن الممكن لكل و نوع من ىذه األنواع كيكتفى بو ،كإما أف يترقى -كىذا كاحد أف يدخل فى و لؤلفراد -فى ىذه األنواع كلها ،كىى أربعة أنواع. صحبة العارفين كالصالحين الصحبة ،أل ي تزكية النفس يكوف إما عن طريق ي كالمتقين كالركحانيين ،كىذا النوع من أسرع الطيرؽ فى تزكية النفس ،ألف اإلنساف ي سريع النقل ممن يجالسو ..حتى أف اإلنساف إذا داكـ الجلوس مع بعض الناس أك قصرت ػ يتشبٌو بهم فى األقواؿ كاألفعاؿ مع إنساف آخر تجده بعد يم ٌدة ػ طالت أك ي
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 188
AAAAAAAAAA
حتى الحركات ألف العدكل تيصيبو كىو ال يشعر!! كلذلك أسرع طريق لتزكية صحبة الصالحين ،كىذا ىو ما قاؿ اهلل فى كتابو(ُُٗالتوبة): النفس ىو ي ﴾ ﴿ ىل يستطيع اإلنساف أف يػي ٌزكى نفسو بنفسو ؟
ال يستطيع أل إنساف بنفسو أف ييجاىد نفسو ،ألنو ال يعلم كسائل الجهاد يترقى فيها أثناء كال طيرؽ كميادين الجهاد ،كال عقبات الجهاد ،كال المراقى التى ٌ الجهاد ،إف كانت معارؾ سيرقى فيها ،أك مدارج كالعياذ باهلل سيهول فيها ،ال َّ العلى الكبير . يعلمها إالٌ خبير ٌ علمو البشير النذير كسلمو إذ هف من ٌ
بصحبة الصالحين فالميداف األكؿ فى تزكية النفس أك تطهيرىا يكوف ٌ و صوت خاش وع ،أك سماع العلم كال يمتقين ،أك بالسماع ،كسماع القرآف الكريم من كالمواعظ كال يخطب من و عالم عامل يمتمكن أقامو اهلل كرسولو فى ذلك ،كيساعد على ذلك قراءة سيَّر األنبياء كالمرسلين كالوارثين كالصالحين ...فهذا أيضان يساعد على تزكية النفس لكن ال ييزكى بمفرده ،أك سماع المواجيد النهميٌة ألنها يته ٌز أرجاء النفس كتيبين لها اللبس كالمعانى الكمالية كاألكملية التى تحث النفس المطٌهرة ال يقدسيٌة على الوصوؿ إليها فى ىذه األطوار الكونيٌة كفى حياتها السلٌوكيٌة. ي ه مشغوؿ بهؤالءٌ ،إما فى صحبة كلذلك تجد المريد الذل يريد تزكية نفسو كإما فى سماع مواعظ كدركس و ضح لو علم تو ٌ كإما فى سماع القرآفٌ ، شيخوٌ ، و مطالعة لسيَّر الصالحين كالمتقين كالنبيين كإما فى قربو إلى الرحمنٌ ، الطريق كتي ٌ كالمرسلين. الجنيد كأرضاه كاف يقوؿ: اإلماـ ي
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 189
AAAAAAAAAA
(حهاٜات ايؿاذتني تُجبٓت املسٜدُٚ ،ٜٔتك ٣ٛ١دٗاد ايطايهني) ،فكايٛاٌٖٚ :
عٓدى َٔ ديٌٝ؟ قاٍْ :عِ اقسأ َع ٢ق ٍٛاهلل عٓدَا أَس زضٛي٘ ٚقـٓ عً٘ٝ َُِ[ ىود] ايكؿـ :
فكـٓ اهلل عً ٢اذتبٝب قؿـ األْبٝاٚ ٤املسضًني يتجبٝت ايفؤادٚ ،نريو يًُسٜدٜ ٜٔه ٕٛايتجبٝت أق} ٣ٛ
كىذا باب فى تزكية النفس ،ككل ىذا الباب شحذ للعزيمة كتكسير للذات، ككضع ال يخطٌة لتزكية النفس كإصبلحها. لم المريد بذلك يدخل بعزيمة صادقة على جهاد النفس ،فى أل شئ فإذا أ َّ يجاىد النفس؟ جهاد النفس فى قهرىا على ترؾ الشهوات التى تطالب المرء بها فى كل األكقات ،فهى تحتاج إلى القهر ،فبل ينفع معها اللين كال ينفع معها السياسة ،البد من قهرىا ،ألف الشهوات ىى التى تحرـ اإلنساف من سلوؾ طريق القرب إلى اهلل كمن متابعة سيد السادات .. فكيف يقهرىا؟ البد أف يمنعها من حهوظها كشهواتها ،كسيَّر الصالحين مليئةه بالجهاد: ضػ ػ ػ ػػاؾ النيصػ ػ ػ ػػح فاتهم ػ ػ ػ ػا كخػ ػػالف الػ ػػنفس كالشػ ػػيطاف كاعصػ ػػهما كإف ىمػ ػ ػ ػػا مح ٌ ظ النفس فى األغانى ..أمنعها بالكليٌة عن سماع األغانى ،أك إذا كاف ح ٌ المسلسبلت ..أمنعها بالكلية من مشاىدة كمتابعة شهوتها فى مشاىدة ي المسلسبلت ،أك شهوتها فى الحديث فى الغيبة كالنميمة ككثرة الكبلـ ..البد أف أمنعها منعان باتٌان من شهوة الكبلـ ػ كسيَّر الصالحين مليئة بالجهاد فى ىذا المضمار. ككذلك لو شهوتها فى الههور ،فتحب فى أل مجلس تجلس فيو أف يقوؿ عرفها مكانتها كأجعلها فى عيبيوديتها الناس :فبلف ىذا عمل كذا ككذا ..البد أف أ ٌ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 191
AAAAAAAAAA
هلل ترضى بأمر اهلل ألف َٔ( :نإ ُٜخب ايعٗٛز فٗ ٛعبدْ يًعٗٛز َٔٚ ،نإ ُٜخب ارتفا ٤فٗ ٛعبدْ يًدفا َٔٚ ،٤نإ عبدا ٟهلل فطٛا ْ٤عً ٘ٝأظٗس ٙأّ أخفا.)ٙ
كاستعاف الصالحوف فى قهر النفس بالتقليل من الطعاـ ،كالتقليل من الكبلـ ،كالتقليل من المناـ ،كالتقليل من مخالطة األناـ. فإذا قهرىا عن شهواتها كحهوظها كاستسلمت ،يبدأ فى تقليل بعض المباحات التى يبيحها الشرع لو: فالشرع أباح لو فى غير رمضاف الفطر ...فبل بد أف يكوف لو بعض األياـ فى الصياـ ،الشرع أباح لو النوـ ليبلن ...البد أف يوقهها فى جوؼ الليل اآلخر كالناس نياـ ،الشرع أباح لو اللهو أحيانان ...فيجعل لهوه على ما كاف عليو الحبيب المصطفى عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ ....إذان يقلل من بعض المباحات التى أباحها لو الشرع إلى أف يصل إلى درجة يكتفى بالضركرات ،كىذا حاؿ الصالحين، سمى ىذا الطور بالجهاد ،فبلبد من الجهاد ككما قلنا: كيي ٌ ( نٌ َسٜد ال ٜسٜد إٔ دناٖد ْفط٘ فال ُٜٛع إٔ دند ٚي ٛمش ١١ف ٢طسٜل اهلل حتٚ ٢ي ٛنإ غٝد٘ قٛٝب ايٛقت )
فبلبد لو من الجهاد على يد شيخ ذل بصيرة كإلهاـ كإمداد!. إذا ارتقى عن ذلك كأراد الجهاد األعلى كاألرقى ،فتأتيو إلهامات من اهلل عرفو بحقيقتو كبدايتو كنهايتو ،يعرؼ علم نتيجة معايشتو للصالحين من عباد اهلل تي ٌ و البدء كعلم الميعاد ،كىذا يكوف قد ارتقى َّ سبللة كشفا كصفا ،فيجد نفسو إما من من طين ،كإما من و ماء مهين ،كإما من تراب كإما فى قولو (ُاإلنساف): ﴾ ﴿
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 191
AAAAAAAAAA
كىذا ليس كبلـ ،كلكنو يعاين نفسو فى ىذا المقاـ ،كيرل أف كل ما فوؽ ه ضل عليو بو الكريم الوىاب ،كيعيش فى ىذا الحاؿ التراب ىو جماؿ تف ٌ بسر استدامتو على ىذا الحاؿ ،كيقوؿ فيو كتتنزؿ لو األسرار العالية كالعلوـ الراقية ٌ اإلماـ أبو العزائم كلمن كصل إلى ىذا المقاـ: ػت ال شػػئ فصػ ػػرت ال شػ ػػئ فػ ػػى نفسػ ػػى كفػ ػػى ػت نفسػػى أنٌػػى كنػ ي ىعلًمػ ي ػى ػودلػ ػ ػ ػ ػ ػكإػ ػمػػ ػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ بػ ػ ػػو تنػ ػ ػػزه صػ ػ ػػرت اآلف موج ػ ػ ػػودا كلبػػػػػ ػ ػػو ػ ػ ػ ػكػ ػ ػجػػ ػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػولى ػدادلػ ػ ػبػػػػػ ػ ػػوػ ػ ػ ػ ػحػػػػػ ػ ػ ػ ٌ ن ٌ العلي ػ ػػا ب ػ ػػبل ني ػ ػػل كم ػ ػ ػ ػػن أن ػ ػ ػ ػػا ع ػ ػ ػ ػ ه جملن ػ ػ ػ ػػى فص ػ ػػرت ص ػ ػػورتو ى ػدـ اهلل ٌ :
يقف عند مقاـ بدايتو كيخاطب نفسو بما يى ًرد عليو من إمداد عنايتو ،فيقوؿ أي ػػا أيه ػػا اإلنس ػػاف م ػػن ط ػػين فخ ػػار كمػ ػ ػػن نطفػ ػ ػػة أنشػ ػ ػػأت آي ػ ػ ػان جليػ ػ ػػة أكنػ ػػت بص ػ ػػيران أك سػ ػػميعان كعالمػ ػ ػان تبصر فأنت الطين كالماء فاشهدف
تكونػػت كػػى ت ػرأل مهػػاىر أس ػرارل فصرت بمحض الفضل حصن قػرار كلكنن ػ ػ ػ ػ ػ ػػى أحس ػ ػ ػ ػ ػ ػػنت بالم ػ ػ ػ ػ ػ ػػدرار جمػ ػػالى كأس ػ ػرارل كسػ ػػرل كأنػ ػػوارل
فيشهد فى نفسو جماؿ ربو ليذكؽ أنسو : الذاريات] ﴿ [ ﴾ الذاريات كفى قراءة ﴿ :كفًي أىنٍػ يف ًس يكم أىفىبل تيػ ٍب ً ص يركنىو ﴾ ه حاؿ يي ىمد بو ىؤالء األفراد ٍ ى بصدؽ الجهاد كصدؽ العزيمة فى نيل المراد ،فيكونوف فى ىذا الحاؿ على أعتاب الحقيقة كاهلل يكملهم بما يهبيو لهم من أنوار كأسرار اهلل فى قرآنو كفى إلهامات كإمدادات نبيٌو صلوات ربى كتسليماتو عليو. يغره ثناءه ،كال يريد من الخلق مديحان إذا صدؽ مع نفسو فى ىذا الطور ال ٌ على فى ىذا المقاـ عندما يمدحونو كال شكران ألنو يعلم حقيقتو ،ككاف اإلماـ ٌ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 192
AAAAAAAAAA
كييثنوف عليو يقوؿ( :ايًِٗ إْ ٢أعًِ بٓفط ،َِٗٓ ٢ايًِٗ ادعًٓ ٢خريا ٟمما ٜعٓ.)ٕٛ
فإذا جاىد نفسو فى ىذا الطور رقٌاه اهلل كحباه كأدناه إلى مقاـ التل ٌقى ،كمقاـ الترقٌى لمداكمة الجهاد للنفس ،ألف األمر كما قاؿ اإلماـ أبو العزائم ( :ال كمل األفراد حتى خركج النفس األخير) فليس لو ينتهى جهاد النفس حتى مع ٌ جها هد لغاية كينتهى! ألف الجهاد ال ينتهى أبدان: ب ف ػ ػػى الحقيق ػ ػػة كالقص ػ ػ ٌػى ال يػ ػػزكؿ الشػ ػػوؽ منػ ػػى أبػ ػػدان كالم ىق ػ ػ ٌػر ي ي كإما أف يتل ٌقى فى المقاـٌ ، فيرقٌيو اهلل إلى مقاـ التل ٌقىٌ ،إما أف يتل ٌقى من العبد ي قلبو مباشرنة من اهلل ،أك من الحبيب عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ ،فيتل ٌقى فى كل ن ىفس أحواؿ ال تطيق أف تتحملها أعهم الجباؿ فى ىذه الدنيا ،كلذلك ىذا ال ييحكم عليو كال تحاكؿ أف تحاسبو ،ألنو ال يملك زماـ نفسو ،كإنٌما كما يقوؿ اهلل: ﴿ [ ﴾ مريم]
قد يكوف فى حاؿ عهيم بين الخلق ،كييلقى اهلل فى فؤاده كركعو أف يهجر الخلق إلى الخلوات أك إلى الفلوات ،كالبد لو من التنفيذ ،كإذا سألتو لً ىم تفعل ذلك؟ ال يستطيع أف يجيب ،ألنو يسمع من مكاف قريب ،كحالو فى نهر اآلخرين عجيب ،فكيف ييدلل على ما يفعل؟! ال يستطيع أف ييدلل باألدلة كالبراىين التى يريدكف أف يسمعونها ألنو يتل ٌقى شفاىان كفاحان من حضرة اهلل أك من رسوؿ اهلل جل فى يعبله!!. أك من العبد القائم الذل أقامو مواله ٌ قد يكوف فى األسباب فيتلقى أمران من اهلل أف يترؾ األسباب ،أك قد
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 193
AAAAAAAAAA
يكوف تاركان لؤلسباب فيأتيو إذ هف من اهلل فورل أف يدخل فى األسباب ...فيتل ٌقى من اهلل ،كىذا يستمر فى جهاد نفسو على حسب ما ييتلى عليو: ِٕ[ ﴾ الكهف] ﴿ على حسب ما يتلقى كعلى حسب ما ييلقى فى ركعو ،قد يكوف إلقاءه فى الركع كىو أف ركح القدس قذؼ فى ركعو ،كقد يكوف إلهامان من اهلل ،أك إلقاءان: [ ﴾ النمل] ﴿ كيدكـ جهاده على حسب ما يى ًرد عليو كما ذكرنا ككما بيٌنا.
ىذا إف شئت قلت أنواع جهاد النفس ،كإف شئت قلت لؤلفراد كللكمل مراحل جهاد النفس ،كىى تزكية النفس أك جهاد النفس أك معرفة اإلنساف لنفسو كإقامتو فى مقاـ التوحيد أك مقاـ التلقى كما أشرنا إليو كألمعنا إليو.
ًٚ د ّٙجٔ د اهِفظ لكن ما ىى الميادين التى يجاىد فيها اإلنساف نفسو؟ ميادين جهاد النفس التى يجاىد فيها اإلنساف نفسو ثبلثة كىو مطالب أيضان بغيرىا ...كلكنَّا نبسن ىذه الثبلثة أسس كياىناء من جاء بها!!: معانى صفات الربوبيٌة التى يتنزؿ بها اهلل كتههر فى العيبوديٌة:
كالتى يحب اإلنساف دائمان أف يههر بها بين البرية كىى ً : الكبر ،الرياسة، العزة ،العهمةً ، ً الغنى ،الفخر ،ال يخيبلء ....كىذه كلها العلم ،الجاه ،المنزلةٌ ، أكصاؼ لحضرة الربوبيٌة ،لكن اإلنساف يريد دائمان أف يههر بها كيلبس ىذه الجبلبيب ،جبلبيب حضرة الربوبيٌة ،كيههر بها بين البريٌة!! يريد أف يسمع من
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 194
AAAAAAAAAA
رجل غنى ،فبلف ىذا عهيم ،فبلف ىذا كجيو ...كىذه كلها الناس :فبلف ىذا ه أكصاؼ الربوبيٌة أك معانى الربوبيٌة كالتى يجب على اإلنساف أف يجاىد فيها نفسو حتى ال تتصف بها كال تنطبع بأكصاؼ أىلها . كذلك مثلها أك أقل منها فى الدرجة أكصاؼ إبليس: كىى الخداع ،الدىاء ،المكر ،الحيلة ،سوء الهن ....كاإلنساف يحب أف يههر بذلك كيشتهر بذلك ،فيحب أف يقوؿ الناس عليو فبلف ىذا ماىر فى الخداع ،فبلف ىذا عنده حيىل كال كبار المهندسين حتى اليونانيين القدامى أك المحدثين ...فبلبد أف يجاىد نفسو فى عدـ االنطباع عليها. كذلك مثلها طباع البهائم: شرهً ، الح ٍرص ،الغفلة ،شهوة األكل ،شهوة المنكح ....كغيرىا من كىى ال ى يتنزه عنها. األكصاؼ البهيميٌة التى يجب على اإلنساف أف ٌ إذان فيم يكوف جهاد اإلنساف لنفسو؟ يجاىد نفسو فى التخلٌى عن ىذه األكصاؼ التى ذكرناىا.التجمل بأكصاؼ العبوديٌة كىى التواضع ،التطامن ،اإلخبات ،ال ٌذؿ ك ٌلحضرة اهلل كليس لخلق اهلل ،الشعور بالضعف بين يدل مواله ،كدائمان اإلنساف يكوف بين يدل مواله شاعران بالضعف. يتقرب إليك فعندما سأؿ سيدل أبو يزيد البسطامى ربٌو كقاؿ :يارب بم ٌ المتقربوف؟ قاؿ :بما ليس ف َّى ،قاؿ :كما الذل ليس فيك يارب؟ قاؿ :ال يذؿ، التطامن ،التواضع ،الفقر. نستطيع أف نجمع ذاؾ على ذاؾ كنقوؿ:
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 195
AAAAAAAAAA
حسى كجها هد معنول. أف جهاد النفس جها هد مع الجسم ،جها هد ٌ
ً سى الذل أشرنا إليو فى قهرىا على ترؾ الشهوات ،ثم بعد فالجهاد الح ٌ ذلك محاكلة أف يجعلها تتخلى عن بعض المباحات حتى يصل بها فى غاية األمر إلى أف تقتصر على الضركرات ،ألف ذلك يقول الركحانيات عند اإلنساف. كالتخلى عن التخلى عن منازعة األكصاؼ اإللهيٌة، كالجهاد المعنول فى ٌ ٌ كالتجمل بجماؿ العبيوديٌة. كالتخلى عن الطباع الحيوانيٌة، األخبلؽ اإلبليسيٌة، ٌ ٌ
تجمل فإذا استطاع ذلك فإف ربو يخلع عليو أكصافو ال يقدسيٌة كىو يم ٌ بثياب العبوديٌة! كىنا يكوف قد اكتمل فى مقاـ تزكية نفسو. كإذا زٌكيت نفسك أنست بربك حيثما كنت كأينما توجهت كحيثما أقمت ،ككاف اهلل معك بأكصافو كبمعانيو الحساف كبمعونتو كبألطافو الهاىرة عين رأت كال أذ هف سمعت كال كبألطافو الخفيٌة ،كفتح اهلل لك من الكنوز ما ال ه كسلم خطر على قلب بشر ،كصلى اهلل على سيدنا محمد كعلى آلو كصحبو ٌ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 196
AAAAAAAAAA
115
طاب املة حل ٗ احل ج احملبُّْ٘ املقةِّسْٗ احملبُّْ٘ امل اأض ح
ْ٘
شسطٌ هإلج
مأب ع اهة حلني األٗهني ُ فظٌ ًع احل ِّ ح ٚةٌ هوقوب زٗش
اهة حلني هوف ح املبني!
املداًٗ ال أُخققةِّس اهةغ س أسن اهفط٘ي! ق َ ٚاهوٚى زطِب هط ُم ركس اهلل املسشد ب اهف ح
مح٘اي اهسج ي مٓى اهلٌ ي! األدب ًع اهسج ي!
AAAAAAAAAA
ُُٓ المعادل – الخميس ُِمن شواؿ ُُّْىػ َََُِّ/ٗ/ـ
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 197
AAAAAAAAAA
ق ي ذٗ اهِْ٘ املةسى زض اهلل عِٕ:
واهلل! مَ َا رجَََ منْ رجَ ال مَن الطريَََ ،أمَََََّا مََن وصََل فََال ي ْرج ُ أبدا !!!!... AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 198
AAAAAAAAAA
أحب ػػاب الص ػػالحين يتف ػػاكتوف ف ػػى ال ػػدرجات ،كيتب ػػاينوف ف ػػى المقام ػػات عل ػػى حسب اختبلفهم فى النيات كفى الوجهات:
طاب املة حل ٗ احل ج
فمػػن النػػاس مػػن يحػب الصػػالحين رغبػػة فػػى حصػػوؿ منفعػػة ماديػػة ظاىريػػة مػػن عنػػدىم أك عػػن طريػػق أحػػد أحبػػابهم ،كىػػذا ي ػريح الصػػالحين فػػبل يحملػػوف ىمػػو كال يهتموف بشأنو ،ألنو أحرص الناس على نفسو كعلى منفعتو. كممػػا يػيػركل فػػى ذلػػك أف اإلمػػاـ أبػػو العػزائم كأرضػػاه كػػاف مػػن المتػػرددين عليو فى مدينة المنيا رجل يعمل موزعان فػى مخبػز ،يحمػل الخبػز علػى رأسػو ،كيركػب دراجػػة ،كيقػػوـ بتوزيػػع الخبػػز علػػى الزبػػائن ،كأمػػاكن توزيعػػو فػػى المدينػػة ،ككػػاف يتػػردد على اإلماـ أبى العزائم ،فجاءه يومان كقاؿ :يػا سػيدل ادعػوا اهلل لػى أف يفػتح اهلل على الدنيا كيصػير لػى مخبػزان ،فػدعا اإلمػاـ أبػو العػزائم لػو بمػا أراد ،ثػم قػاؿ لػو: َّ مم أراحك ىذا الرجل؟ أرحتنى يا بنى ،كبعد انصرافو سأؿ الحاضركفَّ : فقاؿ :أراحنى ألنو طلب طلبان فانيان ،فسألت اهلل أف يعطيو لو كانتهػى األمر! ،كلػم يطلػب طلبػان باقيػان فأحمػل ىمػو حتػى يحقػق اهلل مػراده ..... ،كفعػبلن اسػػتجاب اهلل لئلمػ ػاـ أبػػى الع ػػزائم..... ،كفػػتح اهلل عل ػػى ىػػذا الرج ػػل فتحػ ػان ماديان ماليان حتى اشترل مخبزان ،ثػم َّتوسػع فاشػترل آخػر ...كغيػره كغيػره ،كصػار مػن كبار األغنياء ،كلكنو انشغل بالفانية كترؾ الباقية فدخل فى قوؿ اهلل:
ُٗ[الحشر]
ىك ػػذا ط ػػبلب المص ػػالح أك المن ػػافع ،أك ط ػػبلب ال ػػدنيا ،كالرس ػػوؿ يق ػػوؿ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 199
AAAAAAAAAA
محذران:
ضُُُ٘ فٔٞ ل ٔذنٞسَُٚ ،ُٙأٝثِٔبتَ ا ِ دََُُُٗ٘ٚ ،خٔ َ ط ُٔظَ َِ ٚ { ََِٔ طًٜ ٜبَ اي ٓدَُِْٝا ٔب َع ٌَُ ٢اآلخٔسَٝ ٔ٠ 116 أ ٢ٌِٖ ٜايَٓٓاز} ٢
فهػػبلء الػػذين يػػزكرىم للمنػػافع كالمصػػالح ،لػػيس لهػػم سػػهم معهػػم فػػى اآلخػػرة ألنهم حققوا مناىم فى ىذه الدنيا ،كىؤالء لنػا جميعػان ليسػوا قػدكة ييقتػدل بهػم حتػى كلػػو بػػرزكا كظهػػركا علػػى السػػطح ،ككػػانوا يخطبػػوف أك يتحػػدثوف ،ألنػػو أىػػم مػػا يلفػػت النهػػر إلػػيهم أنهػػم مجػػردين مػػن الحيػػاء كأدب الصػػالحين كاألكليػػاء ،كيكفػػيهم سػػوء ظػػنهم فػػى الصػػالحين ،ألنهػػم يهنػػوف أف الصػػالحين ال يكشػػفوف خبيئػػة أمػػرىم ،كىػػذا ىػػو عمػػى البصػػر كالبصػػيرة ،يهنػػوف أنهػػم أذكيػػاء كال يوجػػد أحػػد مػػثلهم فػػى الحيػػل كالػػدىاء ،مػػع أف الصػػالحين بنػػور اهلل يكشػػف اهلل لهػػم السػرائر كيطلعػػوف بػػو علػػى البصػػائر ،لكػػن ألف ىػػؤالء لػػيس لهػػم فػػتح فػػبل ييتعبػػوف أنفسػػهم معهػػم ،فلػػو أف طبيػػب عيػػوف كػػاف مػػاىران كعػػالمى كذىػػب إليػػو أعمػػى يريػػد أف يعمػػل لػػو عمليػػة ليبصػػر كألح فى طلبو ،ىل سيضحك عليو كيقوؿ لو سػأعمل لػك عمليػة؟! ال ،كلكنػو ينػاكره َّ ألنػػو يعػػرؼ أف العمليػػة ال تصػػلح معػػو ،كىػػم كػػذلك عيمػػى البصػػائر ،كلػػن تنفػػع معهػػم توجيهات الصالحين كال علوـ المقػربين ،ألف كػل ىمهػم المصػالح التػى سػاقتهم إلػى ىػػذه المجػػالس ،فػػإذا جػػاء أحػػدىم إلػػى المجلػػس ال يكػػوف ىمػػو إال المصػػلحة التػػى يريدىا ،كال يسمع قليبلن كال كثيران! قاؿ : ِ ُٜ َ٤ٞعَُُٜٔٚ ٞؿِٔٗ } { حُبٗو ٜايػَٓ ِ
117
كىػػؤالء كإف اندسػػوا فػػى كسػػن الصػػالحين فؤلنهػػا س ػنَّة اهلل ،فالمنػػافقين كػػانوا مػػع رسػػوؿ اهلل ،كيصػػلوف معػػو كيصػػوموف معػػو ،كيخرجػػوف للحػػرب معػػو ،لكػػنهم كػػانوا معػػركفين ،لكػػن علمنػػا اهلل األدب ،فػػبل نجػػرحهم كنقػػوؿ لهػػم أنػػتم لسػػتم منػػا ،كلسػػتم ُُٔ رضي اللَّوي عنوي ،جامع المسانيد كالمراسيل (طب) كأىبو نعيم كالٍجاركد بن المعلَّ شى ى َّر ىد ًاء سنن أبي داككد ،كمسند أحمد كمسند الشاميين. ُُٕ عن أىبًي الد ٍ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 211
AAAAAAAAAA
معن ػػا ،فه ػػذا أدب النب ػػوة ال ػػذل علم ػػو لن ػػا رس ػػوؿ اهلل ، كتوجيهػ ػان لؤلحب ػػاب ،ألف األحباب البد أف يستخدموا السرائر التى أعطاىا لهم الوىاب كيرفعوا عنهػا السػتائر كالنقػاب ،كيػػركا بعػػين اهلل ىػػذه األشػػياء ،فهػػذا صػػنف نسػػأؿ اهلل ألف يقينػػا شػػرىم كفتنهم أجمعين ،لكن البد منهم كال يخلو مجلس منهم إلى يوـ القيامة.
احملبُّْ٘ املقةِّسْٗ
ػب الص ػ ػػالحين ،فيحبُّ ػ ػػونهم كيجلُّ ػ ػػونهم كىن ػ ػػاؾ أحب ػ ػػاب رزقه ػ ػػم اهلل ح ػ ػ َّ كيػػزكركنهم ،كربمػػا ي ػودكنهم ،كلكػػن نفوسػػهم تستعصػػى علػػيهم علػػى الجهػػاد علػػى مػػا عليو الصالحوف ،ال يستطيعوف أف يجاىدكا فػى األحػواؿ التػى كلػف اهلل بهػا فػى كتابػػو ،ككػػاف عليهػػا النبػػى مػػع الثلػػة المباركػػة مػػن أصػػحابو لينػػالوا بهػػا الفتوحػػات، كيرتفع ػػوا به ػػا ف ػػى ال ػػدرجات ،كيص ػػيركا م ػػن أى ػػل المواى ػػب العالي ػػات ،ف ػػبل ييص ػػلوف الفرائض إال بمشقة بالغة ،كال يستطيعوف القياـ لصبلة الفجر مهما ح َّػدثتهم بػالثواب كاألجر ،كيؤثركف النوـ على القياـ ،كىم يحبوف الصالحين كلكػنهم ال يسػتطيعوف أف يتابعونهم فػى أعمػالهم كأحػوالهم التػى صػاركا بهػا صػالحين ،ال يقػرأكف كتػاب اهلل إال فػػى شػػهر رمضػػاف ،كإذا انتهػػى رمضػػاف أعطػػوا ألنفسػػهم إجػػازة إلػػى أف يػػأتى رمضػػاف الت ػػالى ،كال يس ػػتطيعوف ص ػػبلة القي ػػاـ ،كال يس ػػتطيعوف إمس ػػاؾ ألس ػػنتهم ع ػػن فض ػػوؿ الكػػبلـ ،كال يسػػتطيعوف إمسػػاؾ شػػهوات بطػػونهم عنػػد تنػػاكؿ الطعػػاـ ،كال يسػػتطيعوف أف يتابعوا أحواؿ الصالحين الواردة فى كتاب اهلل كالتى كاف عليها: ِٗ[ الفتح]
فهؤالء كإف قصركا فى نوافل البر ،أك تكاسلوا عن متابعة أحػواؿ الصػالحين، ف ػ ػػإف اهلل يك ػ ػػرمهم ف ػ ػػى ال ػ ػػدار اآلخ ػ ػػرة بمحب ػ ػػة الص ػ ػػالحين فيأخ ػ ػػذكف بأي ػ ػػديهم كيدخلونهم جنة النعيم تطبيقان لقوؿ الحبيب كما أخبر سيدنا أنس بن مالك: { أ َٕٜٓزَدُال َِٔٔ ٟأ ٢ٌِٖٜايٞبَادٔ ٔ١َٜأٜتَ ٢ايَٓيبَٓ فٜكٜاٍَٜ :ا زَضُ ٍَٛايًََ ٜٔ٘ٓتَ ٢ايطَٓاعَ ٝ١قٜأَُ٥ـٟ١؟
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 211
AAAAAAAAAA
قاًٍََِٜٜٚ :وَََٚ ،ٜا أٜعِدَدِتَ يَٜٗا؟ قاٍََ :ا أٜعِدَدِتُ يَٜٗا إال ١أ ْٜٞٓٔأٝحٔبُٓ ايًَٚ َٜ٘ٓزَضُٛي.ُٜ٘ قاٍَ :إَْٓوََ ٜعَ ََِٔ أٜحِبَبِتَ .،قاٍَ أْظ ََْٚ :خُِٔ نٜرئوٜ؟ قاٍََْ :عَِِ .فٜفٜس٢حَِٓا ٕ ٔ٦َََِٜٛر 118
فٜسَحا ٟغَدٜٔداٚ .، 118 } ٟقد ز ٣ٚضٝدْا أْظ عٔ زض ٍٛاهلل أْ٘ قاٍ:
ب ايسدـٌٚ ،ال { دا ٤زدٌ إىل زض ٍٛاهلل فكاٍٜ :ا زض ٍٛاهلل ايسدـٌ ذنـ ٗ ٜطتٝٛع إٔ ٜعٌُ نعًُ٘ فكاٍ زض ٍٛاهلل :املسََ ُ٤عَ ََِٔ أٜحَبَٓ ،فكـاٍ أْـظ: فُا زأٜت أؾخاب زض ٍٛاهلل فسحٛا بػ ٤ٞقط إال إٔ ٜه ٕٛاإلضـالّ َـا فسحٛا بٗرا َٔ ق ٍٛزض ٍٛاهلل ٚ ، شاد أْظ :فٓخٔ حنب زض ٍٛاهلل ٚ ال ْطتٝٛع إٔ ْعٌُ نعًُ٘ ،فإذا نٓا َع٘ فخطبٓا }ٚ 119يًػٝدني { :فٜأَْٜـا أٝحٔـ ٓ بُ ايَٓيبَٓ َٚأٜبَا بَه ٞسَٚ ٣عَُُسَ َٚأٜزِدُ ٛأ ِٕٜأٜنََ َٕٛٝعَُِِٗ بُخَبٔٓ ٞإَٜٓاُِِٖ }
120
فأغلب المحبين ،كمن عندىم عقيدة فى الصالحين ،لكن ليس عنػدىم قػدرة أك ىمػػة أك إرادة أك عزيمػػة علػػى متابعػػة الصػػالحين ،سػػتنفعهم المحبػػة فػػى اآلخػػرة، فيحشػػركف مػػع الصػػالحين ،لكػػنهم ال ينػػالوف فت ػوحهم كال مػػواىبهم كال أنػػوارىم كال أحػػوالهم العليَّػة التػػى يي ٍح ػ ًدثها اهلل لهػػم ،ألنه ػا تسػػتلزـ مجاىػػدة الػػنفس كالسػػير علػػى منهاج القرب الذل بيَّنو اهلل ككضحو بصفاتو كسػلوكو كأحوالػو رسػوؿ اهلل ،كعلػى ىػذا الدرب سار الصالحوف و بجد كعزـ! إلى أف يرث اهلل األرض كمن عليها.
احملبُّْ٘ امل
ْ٘
أما الصنف الثالث كىو الذل يعنينا اآلف – كأعتقػد كالحمػد هلل أنكػم جميعػان ما جئتم إال من أجلو ،كألف تكونوا من أىلو ،كأسػأؿ اهلل أف يحقػق لنػا كلكػم جميعػان ذل ػ ػػك إف ش ػ ػػاء اهلل ،فه ػ ػػؤالء ال ػ ػػذين يحب ػ ػػوف الص ػ ػػالحين ث ػ ػػم ي ػ ػػرزقهم اهلل المتابع ػ ػػة ُُٖ الترغيب كالترىيب عن أنس ُُٗ عن أنس بن مالك ،مسند اإلماـ أحمد كغيره َُِ الترغيب كالترىيب.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 212
AAAAAAAAAA
للصالحين.
فالمقصػ ػركف يرزق ػػوا الح ػػب لك ػػن ل ػػم يرزق ػػوا المتابع ػػة ،فحرم ػػوا م ػػن العطاي ػػا ّْ اإللهيػػة ،كالػػواردات الربانيػػة التػػى ييفرغهػػا اهلل علػػى العػػاملين : ّٔ[ يونس] كلذلك قاؿ اهلل لحبيبو كلنػا فػى ذاتػو : ُّ[ آؿ عمػػػػراف] ل ػ ػػم يق ػ ػػل (ف ػ ػػأحبونى) كلكن قاؿ :خفاتبعونى} فالمهم المتابعة ،كالمتابعة لمن أراد عناية اهلل كفػتح اهلل جػل فػى عػبله أكلهػا كأىمهػا كمفتػاح بابهػا أف يػتخلص المػرء مػن حهػو كىػواه ،كأف يي ىملػػك نفسػػو للرجػػل الصػػالح يتصػػرؼ فيػػو كلػػو علػػى كفػػق شػػرع اهلل كعلػػى نهػػج حبيػػب اهلل كمصطفاه ،ليس لو فى نفسو شئ[ٓٔالنساء]: ىػػذا ىػػو البػػاب الػػذل يسػػتطيع أل محػػب مػػن األحبػػاب أف يقػػيس نفسػػو بػػو، فيعػػرؼ مكانتػػو كدرجتػػو كقربػػو عنػػد ربػػو ،إف كنػػت تمشػػى بمػػا تمليػػو عليػػك نفسػػك، كتنفػػذ مػػا يريػػده حهػػك ،كتسػػعى إلػػى قضػػاء شػػهواتك ،كتتمسػػك فػػى كػػل االحػػواؿ بتقاليػػدؾ كعاداتػػك ،فأنػػت مػػا زلػػت علػػى البػػاب كلػػم يفػػتح لػػك الرحػػاب لتنضػػم إلػػى سلك األحباب الذين يخصوا بعطايا ىذا الجناب هلل .
اأض ح
شسط اأج
كإف ادعيػػت أنػػك صػػاحب حػػاؿ ،كتعللػػت عنػػد أل شػػئ يطلبػػو منػػك شػػيخك بما تعطيو لك نفسػك مػن أنػواع المقػاؿ كالجػداؿ ،كتهػن أنػك علػى الحػق ،فنفسػك فػػى ىػػذا الوقػػت تخػػدعك ،كإذا اسػػتمررت علػػى ىػػذا الحػػاؿ فػػإف الرجػػل ربمػػا يضػػطر إلػى أف يخػدعك ،ألنػو يجػدؾ مصػران علػى ىػذا الحػاؿ ،كال تريػد أف تغيػر مػن نفسػػك
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 213
AAAAAAAAAA
ىذه األحواؿ ،كللحقيقة فإف الجم الكثير مػن األحبػاب علػى ىػذا المنػواؿ!! نيسػمعو فػػى أذنػػو لكنػػو جعػػل أذنػػو الباطنيػػة لنفسػػو ،كيسػػمع لحػػديث نفسػػو ،كيلػػتمس العلػػل، كيلتمس المخارج فػى خطػاب شػيخو ليحقػق مػا تشػتهيو نفسػو ،فيمشػى فػى الحقيقػة علػى حسػػب ىػػواه ،كالػػذل يمشػى علػػى حسػػب ىػػواه ال ينػاؿ أبػػدان مػػن اهلل منػػاه، انهر إلى أصحاب الحبيب كرضواف اهلل عليهم أجمعين ،قاؿ لهم اهلل: ِْ[ األنفاؿ]
النداء على من؟ على المؤمنين ،كبم يناديهم اهلل؟ أف يستجيبوا هلل كللرسػوؿ، كمن الذل ينادل عليهم مباشرة؟ ىو الرسوؿ ،فكأف نداء الرسوؿ ىو نداء اهلل: َٖ[ النساء]
إذا استجابوا تحققت لهم الحيػاة القلبيػة ،ثػم يسػتزيدكف فتتحقػق لهػم الحيػاة الركحانية ،ثم يستزيدكف فتتحقق لهم الحيػاة القدسػية ،كفػى كػل نػواع مػن أنػواع ىػذه الحيوات عطاءات ربانية تأتى مباشرة نتيجة لئلستجابة لنداء الحضرة المحمديػة ،أك من يقوـ مقامها من الصالحين المقامين من حضرتو فى أل زماف كمكاف.
مأب ع اهة حلني األٗهني كقػػد يتعلػػل بع ػض المحبػػين الػػذين ن ػراىم فػػى كػػل مكػػاف كزمػػاف بػػأنهم أتبػػاع الرجل الصالح فبلف المشهور كإف كاف بيننا كبينو مئات األعواـ – كىم صػالحوف ال ننكر صبلحهم – لكن لو كاف ىؤالء يربُّوف فػى بػرازخهم لكػاف األكلػى بػذلك رسػوؿ اهلل !!لكػػنهم كػػانوا صػػالحين كم ػربّْين فػػى زمػػانهم ،كلمػػن عػػاش ف ػى مػ َّػدة حيػػاتهم، كلكػػل زمػػاف دكلػػة كرجػػاؿ ،فلػػو كانػػت التربيػػة مسػػتمرة عنػػدىم لكػػاف األكلػػى أف نتربػػى على يد رسوؿ اهلل مباشرة ،لكن اقتضت حكمة اهلل كما قاؿ إمامنا أبو العزائم :
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 214
AAAAAAAAAA
بحى قائم) حى قيوـ كال يصل إليو (اهلل ّّ كاصل إال ٍّ ه
البػد أف تواجهػػو كيعػػرؼ مػا يػػدكر فػػى نفسػك ،كيواجهػػك ،كيصػػف لػك مػػا بػػو حياتػػك ،الحيػػاة النورانيػػة ،أك الحيػػاة القلبيػػة ،أك الحيػػاة الركحيػػة ،أك الحيػػاة القدسػػية ....على حسب العطيَّة التى تخرج لك من الحضرة اإللهية.
ُ فظ ًع احل ح ٚةٌ هوقوب ِْ[ األنفاؿ] ال حياة ياإخوانى إف لكل قوـ حياة : إال بعد االستجابة لرسوؿ اهلل ،كقبلها معيشة يستول فيها كل خلق اهلل ،كلذلك يقوؿ اهلل جل فى عبله فى كتابو : ُِْ[ طو] لم يقل حياة كلكن معيشة يستول فيها الجميع ،لكن الحياة لمن استجاب هلل كرسولو ،كحياة القلب أف يضئ القلب بنور اهلل ،كتتحرؾ الحواس الباطنية التى فيو فتتجوؿ فى ملكوت اهلل ،كتأتى لئلنساف بما غاب عنو من طرائف الحكمة ،كمن األنوار اإلىية ،كمن غيوب العطايا الربانية التى ال يستطيع أف يتناكلها بأعضاءه الحسية ،لكن تناكلها يكوف بالحواس الباطنية التى احتيت بعد االستجابة، ثم فيتح لها باب اإلجابة ،ثم بدأت ت ًرد عليها عطايا حضرة النبى كالصحابة، كلذلك كرد أف سيدنا رسوؿ اهلل نادل على رجل كاف يتنفل فى مسجده، فواصل الرجل تنفلو ،ثم جاء إلى رسوؿ اهلل فقاؿ لو : ٕ{ ََا َََٓعَوٜ ٜإِٔ تُذٔٝبَٓٔٞ؟ قاٍ :نِٓ ٝتُ ٝأؾًَٔٓ ،ٞقاٍ :أٜيٝ َٜ ِِٜكٌِ اهلل َتعَاي :٢ٜ 121
.}
يجب كل الفركض ،كلذلك تعارؼ إذان إجابة الرسوؿ بنص الكتاب ه فرض ٌ الصالحوف السابقوف كالمعاصركف كغيرىم فى كل كقت كحين أف المريد كالسالك ػك أى ٍعهىػم س و ً ًً ً ػل أى ٍف يعلّْ ىمنَّ ى الم ىعلَّى ،سػنن أبػي داككد كغيرىػا ،كتمػاـ الحػديث ،قػاؿ لػو :خ أل ى ى ي ى ُُِ عن أبي ىسعيد ب ًن ي ػورة م ٍػن الٍ يق ٍػرآف ،قىػ ٍب ى أي ٍخر ً ً ً ً ً ً يم }. ار يس ى ٍحم يد هلل ىر ّْ ين ى ىي َّ وؿ اهلل قىػ ٍول ى المثىاني الٌتي أ ٍيكت ي الم ٍس ًج ًد ،قاؿ قيػل ي ىك ،قاؿ :ال ى يى الس ٍب يع ى ب ال ىٍعالىم ى ٍت :يى ى ج م ىن ى يت ىكالٍ يق ٍرآ يف ال ىٍعه ي
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 215
AAAAAAAAAA
كالواصل يجتهد فى النوافل بعيدان عن حضرة المرشد ،فإذا حضر إلى حضرة كتفرغ للمرشد بالكليَّة: المرشد ترؾ نوافلو َّ أنػ ػػتم فركضػ ػػى كنفلػ ػػى أنػ ػػتم حػ ػػديثى كشػ ػػغلى إذا كقفػ ػ ػ ػ ػػت أصػ ػ ػ ػ ػػلى ي ػػا قبلت ػػى ف ػػى ص ػػبلتى فمن إساءة األدب أف يشتغل المريد فى حضرة مربّْيو بالنوافل ،ففى حضرة جل فى عبله. المرشد الفرض – بعد الفريضة -اإلقباؿ عليو كأمر اهلل َّ س ػػيدل أحم ػػد ال ػػدردير كأرض ػػاه – كك ػػاف م ػػن مش ػػايخ األزى ػػر العه ػػاـ – كأكرمو اهلل بالتعرؼ على سيدل مصطفى البكرل – ككاف كارثػان فػى زمانػو كأكانػو – ككػػاف فػػى ىػػذا الحػػين يقػػيم فػػى بيػػت المقػػدس ،كالورثػػة لػػيس لهػػم مكػػاف فيقيمػػوف حيػػث يقػػيمهم الػػرحمن – فػػذىب لزيارتػػو -ككػػاف لػػو ًكرد مػػن الليػػل -كفػػى ليلػػة قػػاـ إلى ًكرده فى خلوتو ،فدعاه شيخو البكػرل فػى الصػباح ،فقػاؿ :يػا أحمػد طالمػا أنػت عندنا فليس عليك نوافل ،كفى ذلك قاؿ إمامنا أبو العزائم : ػس ف ػػى حي ػػاة القل ػػب خي ػػر م ػػن حي ػػاة ػس م ػػع الح ػػى حي ػػاة للقل ػػب ،كنىػ ىف ػ ه نىػ ىف ػ ه كالزىػػاد ػس مػػع العػػارؼ خيػػر مػػن عمػػل العيبَّػػاد ي الفػػردكس ،كلػػو فػػى حكمػػة أخػػرل :نىػ ىفػ ه لسنين طواؿ. فكػػل الػػذل تحتاجػػو أف تتػػنفس نفسػان بباطنػػك يوافػػق باطنػػو فتنتقػػل حياتػػو إلػػى قلبك فيحيا ،كإذا احتيا القلب فكل أنفاسو طاعات كقربات: شكر كإيماف كحػالهم كشػف سػ ّْػر الكػوف إحسػػاف أنفاس أىل الصفا ه ػس فػى المشػاىدة خيػر مػن إذا احتيا القلب فإنو يعيش فى المشاىدات ،كنىػ ىف ه آالؼ السػػنين فػػى العبػػادات كالمجاىػػدات ،ألف الغايػػة مػػن العبػػادات الوصػػوؿ إلػػى المشاىدات ،كىذه تحتاج إلى نىػ ىفس:
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 216
AAAAAAAAAA
ػس بقلػ ػػب سػ ػػليم رفعػ ػػة كرضػ ػػا كألػ ػػف عػ ػػاـ بػ ػػبل قلػ ػػب كلحهػ ػػات نىػ ىفػ ػ ه
نسػػأؿ اهلل أف يرزقنػػا جميع ػان األدب مػػع أىػػل ىػػذا المقػػاـ حتػػى نصػػل إلػػى مػػا نص ػ ػػبو إلي ػ ػػو ،ألف الوص ػ ػػوؿ إل ػ ػػى ذل ػ ػػك ب ػ ػػاألدب كل ػ ػػيس بالعب ػ ػػادات ،كال ب ػ ػػاألمواؿ كالخدمات!! فكاف أصحاب رسوؿ اهلل بعد ذلك لو سمعوا منػادل رسػوؿ اهلل يتركػوف كػل ما فى أيديهم كيلبوف رسوؿ اهلل ،فإذا كاف أحدىم نائمان ينهض قائمان فوران ليلبى نػداء رسػػوؿ اهلل ،كإذا كػػاف صػػائمان كسػػوؼ يتنػػاكؿ أكؿ طعػػاـ اإلفطػػار يتركػػو كيلبػػى ،كػػاف أحدىم فى ليلة جنبا كغسلت لو زكجو جانب رأسػو فسػمع منػادل رسػوؿ اهلل ينػادل للجهاد فترؾ غسلو كخرج على حالتو فى الحاؿ كلم يػتم غسػلو حتػى ال يبطػئ علػى إجابػػة رسػػوؿ اهلل ،خػػرج متلبس ػان بجنابتػػو كاستشػػهد!‘ فقػػاؿ معلم ػان ألصػػحابو – حتى يكشف لهم عن ىذه األسرار كاألحواؿ: طُٔٓ: ٞغط ٌٝاملال٥ه .) ١فكاٍ الَسأ ٠حٓع:١ًٜ { يكد زأٜت املال٥ه ١تػطًٔٓ٘ ( ف ُ َا نإ غاْ٘؟ قايت :نإ دُُٓباٚ ٟغطًَٓٞت أحد غٔك ٜٞٓزأض٘ ،فًُا مسع اهلِٜٝع١ 122
( أَٓ ٣اد ٣ادتٗاد) خسج }.122
كىػذا حػػاؿ الصػالحين ،إذا سػػمع النػداء البػػد أف يتػػرؾ كػل مػػا فػى يػػده كيقبػػل عل ػػى اهلل ،ألف مقامػ ػػك علػ ػػى ق ػػدر إقبالػ ػػك ،كقربػ ػػك عل ػػى قػ ػػدر إجابتػ ػػك لشػ ػػيخك كإمامػػك ،ألنػػو ال يطلبػػك لنفسػػو ،كإنمػػا لمنفعػػة لػػك ،رأل فػػى ىػػذه اللحهػػة فػػتح اهلل عليك ،فإذا أبطأت فسوؼ يتأخر الفتح.
زٗش
اهة حلني هوف ح املبني!
سػػألخص لهػػم حكايػػة بسػػيطة ،المػريض الػػذل يريػػد الشػػفاء مػػن أل داء مػػاذا
AAAAAAAAAA
ُِِ عن ىشاـ بن عيركة عن أبيو ،الوافي بالوفيات
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 217
AAAAAAAAAA
عليػػو؟ يػػذىب لطبيػػب ،كبعػػد أف يكشػػف عليػػو الطبيػػب كيشػػخص الحالػػة يكتػػب لػػو تػػذكرة دكاء ،ثػػم يصػػرؼ الػػدكاء مػػن الصػػيدلية ،كبعػػد ذلػػك البػػد مػػن االلتػػزاـ الػػدقيق بتعاطى الدكاء من حيث جرعاتو كأكقاتو كأنواعو إلى أف يتم الشفاء ،كىذه ىى نفػس حكايػػة الص ػػادقين م ػػع الص ػػالحين ،فالص ػػالحوف أطب ػػاء رحم ػػاء علمه ػػم س ػػيد الرس ػػل كاألنبياء ،كأعطاىم التخصػص الػدقيق للكشػف عػن األدكاء ،كمعهػم صػيدلية القػرآف كالسنة يستنبطوف منها الدكاء الذل ييشفى الداء ،ككلها أدكية مستنبطة عصرية: ي ّٖ[ النساء]
املداًٗ فبل تصلح أدكية القدماء ،كعلى المريػد الصػادؽ إذا أراد الفػتح االلتػزاـ التػاـ بتػػذكرة الػػدكاء التػػى كضػػعها لػػو الطبيػػب ،مػػا الػػذل منػػع عػػن كثيػػر منػػا الف ػتح؟ عػػدـ االلتزاـ ،صفة جوىرية أساسية البد منها كىى االلتزاـ ،كىى مػا نسػميو بمسػمى أميػر الرسل كاألنبياء (المداكمة): 123
حبُٓ األِ ٜعَُاٍ ٢إ٢ي ٢ٜاهلل َتعَاي ٢ٜأٜدََُِٗ َٚا ٢َٚإِٕ ٜقٌَٓ } { ٜأ َ
ككاف كما قالت عنو السيدة عائشة رضى اهلل عنها: 124
حبُٓ األعَُاٍ ٢إي ٢ٜزَضُ ٢ٍٛايً ٜٔ٘ٓايٜٓرَٜٔ ٟدُ ُّٚعًَ ِٜٔ٘ٝؾَاحٔبُُ٘ٔ} { نإَ ٜأ َ
ًً اؿ: شةى ،قى ى ين ىعائً ى كسأؿ الصحابى رضى اهلل عنهم أجمعين أ َّيـ ال يٍم ٍؤمن ى ألَٜٓاّ٢؟ { َٜا أ َّٓٝا ٞيُُؤَِٔٓٔنيَ نِٜٝفَ نٜا َٕ َع ٌَُُ زَضُ ٢ٍٛايً ٔ٘١؟ ٌَُٖ نٜإَ َٜدـُٓ غَ٦ِٝا ََٔٔ ٟا ٜ
ُِّ صحيح مسلم ،عن عائشة . ُِْ صحيح ابن حباف عن عائشة .
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 218
AAAAAAAAAA
قٜاٜيتِ :ال .ٜنٜإَ عًََُ ُ٘ٝدٔميَ} ٟ١
125
أل يديم عليو ،ال يفػرط فػى صػغيرة ألنػو ربمػا يكػوف نهػر اهلل عليػو أثنػاء ىػذه الصػغيرة سيسػتوجب المقػت فػى الحػاؿ ،كال يستصػغر كبيػرة ألنػو ربمػا ينهػر اهلل إليػػو عند فعلها فيستوجب المقت فى الحاؿ: { ال نبري ٠إٕ ٚادٗو بفكً٘ٚ ،ال ؾػري ٠إٕ ٚادٗو بعدي٘ }
ال حتقِّس اهةغ س ف ػػإذا كاجه ػػك بالع ػػدؿ فإن ػػو سيحاس ػػبك بالقس ػػطاس المس ػػتقيم ،كأل ص ػػغيرة سػػتؤدل إلػػى الجحػػيم كالعيػػاذ بػػاهلل ،كلػػو عاملػػك بالفضػػل كالمغفػػرة كالرحمػػة اإللهيػػة رب البرية : فإف كل أعمالك ستتحوؿ إلى حسنات بالمنن من ّْ َٕ[ الفرقاف].
قاؿ اإلماـ أبو العزائم : كإلػػى التػػوب بػػادرف أف تخػػالف كػ ػ ػػل ذنػ ػ ػػب كإف ت ػ ػ ػراه صػ ػ ػػغيران ػل بمقػ ػػامى ى ص ػ ػغَّر الػ ػػذنب جاىػ ػ ه ىفػ ػ ػػوة العػ ػ ػػارفين أكبػ ػ ػػر ذنػ ػ ػػب
ػل عن ػػك الت ػػوانى ف ػػى ص ػػغير كخ ػ ّْ ػار إف ل ػ ػػم تن ػ ػػل غفران ػ ػػى فه ػ ػػو ن ػ ػ ه كبفض ػ ػ ػ ػ ػػلى كعزت ػ ػ ػ ػ ػػى كحن ػ ػ ػ ػ ػػانى فاب ػػذؿ ال ػػنفس تيم ػػنحن رض ػػوانى
فلػػيس عن ػدىم صػػغائر ألنهػػم يػػركف كػػل ىفػػوة فػػى حػػق أنفسػػهم عنػػد اهلل كبيرة ،انهر إلى اإلماـ أبػى العػزائم – ككػاف فػى آخػر حياتػو قػد شػلَّت رجػبله – كحملػػوه إلدخالػػو المرحػػاض ،كالػػذين حملػػوه انتػػابهم سػػهو فػػأدخلوه برجلػػو اليمػػين أكالن ،فهػػاج اإلمػػاـ أبػػو العػزائم كمػػاج كصػػرخ فػػيهم :خالفػػت رسػػوؿ اهلل يػػا كيلتػػى،
AAAAAAAAAA
ُِٓ صحيح مسلم ،عن إبراىيم بن علقمة .
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 219
AAAAAAAAAA
خالفػػت رسػػوؿ اهلل يػػا كيلتػػى!!! فهػػذا حػػاؿ الصػػالحين ،الت ػزاـ تػػاـ بمػػا كرد عػػن أح ػػواؿ المص ػػطفى علي ػػو أفض ػػل الص ػػبلة كأت ػػم الس ػػبلـ ،الب ػػد أف يك ػػوف عن ػػده ىم ػػة كعزيمة ال تلين فى العمل بما كرد عن النبى الرءكؼ الرحيم .
أسن اهفط٘ي! كحتى يؤىل اإلنساف نفسو لفتح اهلل البد أف يمحو من كل لوح قلبو كل ما يراه يبغض ،أك يجعلو يقع فى البغض عند حضرة اهلل ،فاألنوار تتؤلأل فى آفاؽ القلب ،كالعلوـ الوىبية الغيبية تيكتب فى صفحات القلب ،كالمناظر البهية التى تسر العين التقية النقية تراىا عين الفؤاد كعين القلب ،إذان البد أف أطهر القلب من العيب حتى أؤىلو للغيب ،فبل يكوف فيو حقد كال حسد كال غل كال شح كال أثرة كال أنانية كال كل الصفات التى نهى عنها اهلل فى آياتو القرآنية أك حذر منها المصطفى خير البرية ، البد أف يكوف القلب من البداية قلب سليم: ٖٗ[ الشعراء]
كحتى يكوف القلب سليمان البد للساف أال يتحرؾ إال على الصراط المستقيم ،فيكوف لو أمراف ،األمر األكؿ :قولو : ضال ٢ّٜاملِ ٜس ٔ٤تَسِنََ ُ٘ٝا الَٜ ٜعِٓٔ} ٔ٘ٝ { َِٔٔ حُطِٔ ٢إ ِ
126
ال يتػدخل فيمػا ال يعنيػو ،كالػذل عنػده فضػوؿ يعػرؼ أنػو لػيس لػو نصػيب فػػى الوصػػوؿ ،إال إذا اجتػػث مػػن نفسػػو كمػػن قلبػػو كػػل آالت الفضػػوؿ ،كال يبقػػى عنػػده فضػػوؿ إال فػػى أحػػواؿ الصػػالحين ،كفػػى رؤيػػة سػػيد األكلػػين كاآلخػرين ،كفػػى المعػػانى رب العالمين .....لكن الفضوؿ فيمػا فػى أيػدل الخلػق ،أك العلية المبثوثة فى كتاب ّْ
AAAAAAAAAA
ً س ٍي ًن بٍ ًن ىعلً ّْي بٍ ًن أىبًي طىالً و ب ،موطأ مالك ،ككثير غيره . ُِٔ ىع ٍن ىعل ّْي بٍ ًن يح ى
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 211
AAAAAAAAAA
ما على أجساد الخلق ،أك فيما يسكنو الخلق ....فبل شئ يدكـ من ذلك..
كلذلك كاف من أذكار كثير من الصالحين(:يا دائم) حتى ال تنهر عينو كال تعلق ،كال يعلق قلبو إال بشئ دائم ،ألف كل شئ فانى ،كالكل منو يعانى!! فلماذا أنهر لو كأبحث عنو؟!! إما أف تفارقو أك يفارقك!! عندما تناـ البد أف تخلع كل ما عليك من المبلبس لتناـ ،ككذلك البد أف تخلع كل ما سلمك الحق من عالم األكواف حتى تنتقل إلى مكوف األكواف ، كإذا أردت أف أكوف كأنا فى الدنيا مع مكوف األكواف إذان ىذة األشياء كلها ال تطرؼ عين: ُُّ[ طو] كلكن أبحث عن :
كرزؽ ربػ ػ ػػك ىػ ػ ػػو العلػ ػ ػػوـ اإللهيػ ػ ػػة كالمعػ ػ ػػارؼ الربانيػ ػ ػػة كالحكػ ػ ػػم القرآنيػ ػ ػػة كالمكاشفات القدسية ،ىذه التى يتعلق بها القلب كالفؤاد.
ق َ ٚاهوٚى إذان البػػد أف أزيػػل كػػل العيػػوب كأجهػػز القلػػب لفػػتح حضػػرة عػػبلـ الغيػػوب ،ثػػم بعػد ذلػك االلتػزاـ التػاـ بمػا كػاف عليػو الحبيػب المصػطفى كالصػالحوف فػى كػل زمػاف كمكػػاف ،سػػيدنا رسػػوؿ اهلل بذاتػػو يريػػد مػػن اهلل أف ييعليػػو كيرقيػػو إلػػى مقامػػات محمػػودة عنده ،ىى كلها من فضل اهلل ،لكن جعل اهلل لها أسباب ،ماذا قاؿ لو اهلل؟ ٕٗ[ اإلسراء]
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 211
AAAAAAAAAA
رغَّبو أكالن فى قياـ الليل ،ثم أراد المقاـ المحمود ففرض عليو قياـ الليل:
المزّْمل] ٌ ِ-ُ[
ثم نهر إلى من حولو ككجد أنهم يريدكف أف يكونوا معو ،فقاؿ لو اهلل: َِ[ المزمل]
إذا أرادكا أف يكونػػوا معػػك البػػد لهػػم مػػن قيػػاـ الليػػل ،إذان لمػػاذا نحػػن غيػػر قػػادرين علػػى قيػػاـ الليػػل؟ ألننػػا لػػم نمشػػى علػػى المػػنهج الػػذل كػػاف عليػػو الحبيػػب، فحتػػى أقػػوـ الليػػل البػػد أف أنػػاـ مبكػران ،كال أسػػهر فيمػػا يغضػػب اهلل ،كأتعشػػى عشػػاءان خفيفان كمبكران ،كإذا استطعت أف أستعين بالقيلولة فبل بأس: 127
{ اضَِتعُٔٛٓٝا بايكًِٜٛٝٝي ٔ١ٜعًَ ٢ٜقَٔٝاّ ٢ايً} ٢ٌِٝ ٜٓ
آخػػذ باألسػػباب ،لكػػن إذا سػػهرت كتعشػػيت السػػاعة الثانيػػة عشػػر ،أل قيػػاـ الػػذل سػػأقومو؟!! سػػأعمل مثػػل الشػػباب فػػى أيػػاـ الصػػيف يصػػلوف الصػػبح السػػاعة الحاديػة عشػر صػباحان ،ىػؤالء يجػب أف يحمػدكف اهلل أنػو لػم يمسػخهم فػى الصػباح، سػػيدل أبػػو يزيػػد البسػػطامى كػػاف مػػع قيامػػو لليػػل ينػػاـ لحهػػات فػػى أكؿ النهػػار، كعنػدما يسػتيقظ مػػن نومػو يمشػػى بيػده علػػى كجهػو ،فسػألوه عػػن ذلػك كقػػالوا لػو :لًػ ىػم تمس كجهك بيدؾ؟ قاؿ :أخشى أف يحاسبنى اهلل فيمسخنى قردان أك خنزيرانٌ!! ْٓ[ فاطر].
AAAAAAAAAA
ُِٕ ركاه أبو داكد كابن ماجةز
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 212
AAAAAAAAAA
اهركس ٗعدَ اهَِ٘
د اهفحس
ك ػػاف س ػػيدنا رس ػػوؿ اهلل يص ػػلى الفج ػػر كيمك ػػث ف ػػى مص ػػبله إل ػػى أف تطل ػػع الشػػمس ،كبعػػد شػػركؽ الشػػمس بثلػػث سػػاعة يصػػلى ثػػم يتنػػاكؿ فطػػوره كيتوجػػو إلػػى جل فى عبله ،كقس على ىػذه الشػاكلة كػل الصػالحين ،إذان البػد حيث يوجهو مواله َّ من قياـ الليل: فتش ػػبهوا إف ل ػػم تكون ػػوا م ػػثلهم إف التشػ ػ ػ ػػبو بالرجػ ػ ػ ػػاؿ فػ ػ ػ ػػبلح { َٔ مل ٜهٔ ي٘ ف ٢بداٜت٘ ق ١َٛمل ٜهٔ ي٘ فْٗ ٢اٜت٘ دًط} ١
ىمن من الصالحين كاف يناـ بعد الفجر؟
ال يوجػػد ،فكػػانوا يحيػػوف ىػػذا الوقػػت إلػػى مػػا بعػػد الشػػمس بثلػػث سػػاعة فػػى طاعػة اهلل ،.ككػػاف إمامنػا أبػػو العػػزائم كأرضػاه علػػى ىػػذه الػوتيرة علػػى الػػدكاـ، فكػػاف يسػػتيقظ قبػػل الفجػػر بسػػاعات كيصػػلى مػػا تيسػػر ،ثػػم يػػؤذف للفجػػر ،ثػػم يخػػتم الصػػبلة بػػورد صػػبلة الصػػبح – كأنػػا محػػافظ عليػػو كالحمػػد هلل – ألف ىػػذا ىػػو سػػر الف ػػتح ال ػػذل ف ػػتح اهلل علين ػػا ب ػػو ف ػػى ى ػػذا الوق ػػت ،م ػػن أراد الش ػػهود فعلي ػػو بالوق ػػت المشهود[87اإلسراء]: كعليػػو التأسػػى بالرجػػاؿ أىػػل الشػػهود مػػاذا كػػانوا يفعلػػوف فػػى ىػػذا الوقػػت مػػع اهلل ،فكػػاف إمامنػػا أبػػو العػزائم يخػػتم ختػػاـ صػػبلة الصػػبح ،كقػػد جمػػع فيػػو مػػا كرد عػػن الحبيػب مػن أذكػار الصػباح ،كمػا جػاء فػى كتػاب اهلل مػن دعػوات األنبيػاء كالمرسػػلين الت ػػى اس ػػتجابها له ػػم اهلل ج ػػل ف ػػى ع ػػبله ،ث ػػم ك ػػاف بع ػػده يقط ػػع الوق ػػت إل ػػى ش ػػركؽ الشػػمس إمػػا فػػى تػػبلكة القػػرآف ،أك تػػبلكة الصػػلوات ،أك بالػػذكر ،أك الفكػػر ،أك درس
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 213
AAAAAAAAAA
علم
المهم يقطع الوقت فى طاعة اهلل ، قد يقوؿ بعضنا كيف أذىب إلى العمل؟ ما عبلقة ذلك بالعمل؟!! أذكر أنى كنت فى الجامعة فى كلية دار العلوـ، ككنت أسهر أستذكر حتى الساعة الثانية عشر ،ثم أصلى على حضرة النبى ما يقرب من الساعة ،كأناـ كأستيقظ قبل الفجر بساعة ،كأصلى ما يسره اهلل ،ثم أصلى الفجر كأبدأ السفر كال أرجع من القاىرة إال الساعة الخامسة أك الثامنة مساءان كلم تكن ىناؾ أل مشكلة ،إذا عزمت قواؾ اهلل كأعانك اهلل ،لكن كل الموضوع أف النفس تسوؿ لئلنساف األعذار ،فيتخيل أنو سيناـ فى العمل كلن يستطيع أف يكمل اليوـ .....فتثبن اإلنساف كتقعده ،مع أف الشيخ قاؿ لنا: فهيػػا يػػا مريػػد الوصػػل كانهػػض كدع عنػ ػػك التقاعػ ػػد كالتػ ػػوانى فتجد أقل النوـ يغنيك كيكفيك ،ألنك لو نمت كأنت مشغوؿ بالبدف كالنفس ،فإنك ستناـ فى الدنيا كلن تستطيع النفس أف تحلق ،كال القلب أف ينهر، كال تستطيع الركح أف تسموا ،كيأتيك الخمداف كالجمود كالكسل ،كإذا نمت فى حالة يقهة القلب كسمو الركح فيكوف النوـ كلو فتوح ،كلحهة كاحدة فى النوـ تكفيك أسبوعان كال تحس بكسل كال كخم كال أل شئ؟ ،كذلك بسبب الفتح الذل جاءؾ من عند اهلل ، ككاف اإلماـ أبوالعزائم عندما يناـ يقوؿ: نم ىيكلى فػالركح يقهػى مشػوقة ألصػػلها العػػالى ليسػػت مػػن التٌػػرب ال تناـ الركح كال القلب أبدان إذا استيقظ اليقهة اإللهية التى تتحقق بعد الحياة القرآنية التى فيها استجابة لخير البرية ، البد لئلنساف إذا أراد الفتح أف يحافظ على ىذا المنهج ،كسيدنا رسوؿ اهلل أعطانا مؤشر إذا حافهنا على ىذا المنهج لمدة أربعين يومان متصبلن ،ماذا يحدث؟ قاؿ:
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 214
AAAAAAAAAA
.128
ذت ٞهَُ َِٔٔ ٔ١قًٜٞبٔ٘ٔ عًَ ٢ٜئطَأْ٘ٔ } { ََِٔ ٜأخًِٜـَ هلل ٜأ ِزبَعٔنيَ ََِٜٛا ٟتَفٜذَٓسَتِ ٜٓابـٝعُ ا ٔ
مػػن تفجػػرت لػػو الحكمػػة ،كمػػن أخػػذ ىػػذه العطايػػا ىػػل سػػيغفل؟!! ال ،لكػػن الذين تكاسلوا لماذا؟ ىؤالء مدعوف قالوا: 129
دعَ إال َٔ ايٛسٜلٚ ،أَا َٔ ٚؾٌ فال ٜسدع أبدا} ٟ دعَ ََِٔ َز َ { ٚاهلل َا َز َ
فكػػل مػػن كجدتػػو فػػى الخمػػود كالجمػػود كالكسػػل فػػاعلم أنػػو لػػيس معػػو شػػئ، ألنو لو أشرقت عليو الفتوحات ًسنة ( ًسنة الوصل ىسنة) فإنو ىسييحصل فيهػا ىسػنة مػن المعارؼ اإللهية كالعلوـ الربانية كلن يتركها أبدان: { ي ٛفتح قًب املسٜد قدز ضَِ ٚارتٝاط مل ًٜتفت عٔ اهلل ْفطٟا ٚإٕ ؾبٖت عً ٘ٝايبًٖٝات }.
كلكنو ناـ ألنو لم يرل شئ ،حيث ضحكت عليو نفسو كىو فى نصف الطريق فلم ىير شيئان ،فكره أف يقوؿ أنو ليس عنده شئ َّ فيدعى أف معو شئ كأنو رأل كغير ذلك ،كىو ليس معو شئ كلم ىير شيئان!! فالذل رأل ال يقوؿ أنو رأل! ألف الذل رآه ال يستطيع أف يتحملو أحد من الحاضرين أك يتحمل سماعو ،من الذل يستطيع أف يتحمل المشاىدات كالمشافهات كالمكافحات التى بين العبد كبين رب البريات كىو غير مؤىل لذلك؟!! ّْ ىذه من باب ذؽ تعرؼ ،لكن ىو نفسو لم يكل كلم يمل طرفة عين ألنو رأل ،لكن الذل يتكاسل الذل كاف يطمع كعندما لم ىير شيئان عاد للجمود كالكسل كالمماطلة كالتسويف كالتأخير كالتمنى ،كالحبيب قاؿ حتى فى اإليماف كليس اإلحساف كاإليقاف: ُِٖ أىحمد في (الزُّىد ) عن مكحوؿ مرفوعان مرسبلن .كركم و و ػت :كصػلو أىبػو نعػيم فػي (الحليػة) مػن بسند ضعيف من حديث أىنس ،قل ي ىنصارم ،الدرر المنتثرة ،كفى ركايات عدة :جاءت :ظهرت بدالن من تفجرت. طريق مكحوؿ عن أىبػي أىيُّوب األ ٌ ُِٗ تفسير البحر المديد ،كفى الزىد الكبير للبيهقى كتعريف األحياء بفضل اإلحياء ركاية عن ذل النوف المصرل.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 215
AAAAAAAAAA
{ يِٝ ٜظَ اإل٢ميَإُ بٔايتََُٓين َٚال ٜبٔايتَٓخًََٚ ،ٞيهِٔٔ ََُٖ َٛا َٚقٜسَ فٔ ٞا ٞيكًٞ ٜبٔ َٚؾَدَٓقُ٘ ٜ
ا ٞيفٔ ِعٌُ ،ايٞعًٔ ُِٞعٔ ًَُٞإ :٢عًٔ ِْٞبٔايًطَإَٚ ،٢عًٔ ِْ ٞفٔ ٞا ٞيكًٞ ٜبٔ ،فٜأََٜٓا عًٔ ُِٞا ٞيكًٞ ٜبٔ فٜا ٞيعًُِٔ ٞ 130
ايَٓٓا ٔفعَُٚ ،عًٔ ُِٞايًطَإ ٢حُذَٓ ١ٝايًَ ٜٔ٘ٓتعَاي ٰ٢ٜعًَ ٢ٜابِٔ ٢آدََّ }
.
إذان البػػد مػػن االلتػػزاـ كالمتابعػػة ،نهػػاره يكػػوف فيػػو لسػػانو نػػاطق بػػذكر اهلل ،أك يتكلم ببعض كلمات يتمعن فيها قبل أف ينطق بها ،فيهػا نصػيحة أك فيهػا تخفيػف أك فيها تحبيب ألل عبد من عباد اهلل ،فالكبلـ الكثيػر دليػل علػى الخػواء ،لكػن الملػئ م ػ ػػن كث ػ ػػرة مػ ػػا أن ػ ػػزؿ في ػ ػػو رب ػ ػػى م ػ ػػن باإليم ػ ػػاف كالحكم ػ ػػة : ُّ[ الشعراء] . الفتوحات كالهبات : على يقوؿ كىو يشير إلى صدره: ككاف سيدنا ٌ
131
{ إٕٓ ٖٗٓا عًَٛا ٟمج ١يٚ ٛددت يـٗا محً} ١
زطِب هط ُم ركس اهلل ال يعطيهػػا إال ألىلهػػا ،فهػػذا حػػاؿ أىػػل الفػػتح مػػع اهلل لمػػن يريػػد الفػػتح، ركشػػتة بسػػيطة كضػػعها رسػػوؿ اهلل ،كقػػاؿ فػػى أثنػػاء النهػػار كالليػػل كاليقه ػة :خال ي ػزاؿ لسػانك رطبػان بػػذكر اهلل } إلػى أف يحيػػا القلػب ،كإذا حيػػا القلػب فػػبل يحتػاج إلػػى اللس ػػاف ،ف ػػذكر اللس ػػاف أس ػػرع كأكث ػػر نوراني ػػة كأزي ػػد ف ػػى الش ػػفافية ،كمع ػػو البص ػػيرة المضػػية ،كمعػػو األنػػوار العليػػة ،فلػػيس عنػػده كقػػت بكلمػػات تػػدركها البريػػة ،لكػػن فػػى ابى كقاؿ لو : البداية اسمع لحديث المصطفى جاءه إعر ه { ٜا زض ٍٛاهلل إٕ غسا٥ع اإلضالّ قد نجست عً َٓٞفأْب٦ين َٓٗا بأَس أتػبح ب٘،
َّجار عن أ و رضي اللَّوي عنوي ،جامع المسانيد كالمراسيل. َُّ ابن الن َّ ىنس ى ُُّ إحياء علوـ الدين ،كأبجد العلوـ للقنوجى.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 216
AAAAAAAAAA
.132
قاٍ :الَٜ ٜصاٍُ ئطَاُْو ٜزَطٞبّا بٔ ٔرنٞس ٢ايً} ٜٔ٘ٓ
قاؿ العلماء كالحكماء كالعرفاء: { إذا دًطت ف ٢حكس ٠ايعامل فأَطو يطاْو يريد عًٝو َٔ عًَٛـ٘، ٚإذا دًطت ف ٢حكس ٠ايعازف فأَطو قًبو يريد عًٝـو َـٔ يٛا٥فـ٘ٚ ،إذا دًطت ف ٢حكس ٠ايٛازخ فأَطو قًبو ٚيطاْو يـريد عًٝـو َـٔ إغـازات٘ ٜٓٚصٍ عً ٢قًبو َٔ فتٛحات٘ ٚعٛا٤ات٘ ٖٚبات٘ }.
فهذه تحتاج إلى التوحيد كالتجريد كالتفريد.
املسشد ب اهف ح سر من األسرار نضطر لقولو أحيانػان ،كلكػن نيخفيػو ىذا الفتح ألىل الفتح فيو ه عن الفجار ألنو البػد لكػى يػتم الفػتح مػن استحضػار صػورة المرشػد العبػد القػائم فػى سػريرتك عنػػد أل عمػػل تتوجػػو بػػو لحضػػرة اهلل ،ألنػػو بابػػك إلػػى رسػػوؿ اهلل ، كإذا ذكػػرت أك تػػذكرت أك عملػػت أل عمػػل بػػدكف استحضػػاره تنتابػػك الوسػػاكس كتكثػػر عليك الهواجس ،قاؿ فى ذلك اإلماـ أبو العزائم : { ؾٛز ٠املسغد متٓع ٚازدات اذتظ ٚعٔ ايكًب ،فٝه ٕٛاذتظٗ حتت ضًٛإ ايكًبٚ ،ايكًب ٜتًك َٔ ٢٤اهلل }
فهػذه ىػػى الطريقػػة التػػى فيػػتح لنػػا بهػػا كالحمػػد هلل الطريػػق ،كالتػػى نهػػديها خبػػرة كاضحة جلية ألل رفيق يريد أف يكوف من أىل التحقيق. إذا أردت أف تك ػػوف مػ ػػن األحبػ ػػاب فكلن ػػا مػ ػػن األحبػ ػػاب ،أمػ ػػا إذا أردت أف (سػلّْم تسػلم يؤتػك تكوف من خواص األحباب كتكوف مػن أىػل العطػاءات البػد مػن :ى
AAAAAAAAAA
ُِّ مصنف ابن أبي شيبة عن عبد اهلل بن بسر
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 217
AAAAAAAAAA
اهلل أجرؾ مرتين)
صػدّْقان أركنى فت نػى ذكػر اإللػو يم ى
كلم ىير نػور اهلل فػى كػل كجهػة
ّٔ[األحزاب]
كلَّم رسوؿ اهلل أحد صػحابتو عػن ابنتػو ليخطبهػا لفػبلف ،فػأخبر الرجػل زكجتػو بذلك ،فقالت :إنو رجل فقيػر كىوكػذا ككػذا ،فسػمعت البنػت قػوؿ أمهػا ،فقالػت :يػا أبتاه أرسوؿ اهلل قاؿ لك؟ قاؿ :نعم :قالت :إذان ال تخالف أمر رسوؿ اهلل . اإلماـ أبو العزائم كأرضاه كضػع المنػاىج التػى جػاء بهػا سػيدنا رسػوؿ اهلل كالصالحين كاضحة جلية فى عصرنا لكل المريدين ،كقاؿ فى شأف األسرار: (حنٔ قْ ّٛهتِ أضسازْا عٔ ايٛايب حت ٢ال ٜه ٕٛي٘ غٗ ٠ٛإال ف ٢اذتل)
كالذل يريد األسرار الكلية البد أف يبيع نفسػو لػرب البريػة ،إنمػا العطػاء علػى قدر البيع ،من أعطى الكػل أخػذ الكػل ،فالػذل مػا زاؿ يمسػك بحهػو كىػواه فليبقػى مع دنياه المشغوؿ بها ،لكن كما قاؿ لنا اإلماـ أبو العزائم: بمػػدلوؿ إف اهلل كالػػذكر نػػاطق أال بعتمػػوا هلل مػػاالن كأنفس ػان الػذل بػػاع نفسػػو كمالػػو هلل لػػم يعػػد لػػو تصػػرؼ فػػى نفسػػو ،فيتػػرؾ األمػػور كلهػػا للص ػػالحين ،كالص ػػالحين ال يري ػػدكف ل ػػو إال الفػ ػػتح اإلله ػػى كالن ػػور الرب ػػانى كالعطػ ػػاء المحمػػدل ،كيريػػدكف أف يوصػػلوه إلػػى بػػر األمػػاف ،مثػػل الطبيػػب كػػل ىمػػو أف ييشػػفى المريض كيبرأ من األسقاـ كالعلل ،فكذلك كل ىمهم أف ييشفوه من أمػراض القلػوب إلى أف يدخل فى قوؿ عبلـ الغيوب:
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 218
AAAAAAAAAA
الشعراء] ٖٗ[ الشعراء]
كىنا يأتيو الفتح من الفتاح العليم
مح٘اي اهسج ي مٓى اهلٌ ي! كللصػػالحين السػػابقين كالمعاص ػرين أجمعػػين أحػػواؿ خاصػػة بهػػم!! حتػػى أف رجبلن منهم دخل على شيخو رضى اهلل عنو ،ككاف الشيخ فػى حالػة غيبػة عػن البشػرية انشغاالن بما يتوارد على قلبو من المناظر اإللهية -كالمشايخ فى ىػذه الحضػرات ال يحتاجوف إلى أف ييتحدث معهم ،كىذه الساعة حتى رسوؿ اهلل كاف يقوؿ فيها: 133
{ يٚ ٞقتْ ال َٜطعين ف ٘ٝغري زب} ٞ
ككرد أف السيدة عائشة رضى اهلل عنو كعن أبيها الصديق دخلت عليو فى ىذه الساعة ذات مرة فقاؿ :ىمن؟ قالت :عائشة ،قاؿ :عائشة ىمن؟ قالت :بنت أبى بكر ،قاؿ :أبوبكر ىمن؟ قالت :الصديق ،قاؿ :الصديق ىمن؟ قالت :فعلمت أنو فى حاؿ جمع مع ربو فخرجت كتركتو. كالػػذل يسػػمع غيػػر ىػػذا ربمػػا يحػػدث لػػو أمػػر ال تحمػػد عقبػػاه ،كلػػذلك كػػاف الصالحوف إذا دخل أحدىم الخلػوة ال يػدخل عليػو أحػد إال بػإذف ،كقػد ال يخرجػوف مػػن البيػػوت أيام ػان خشػػية علػػى الخلػػق ،ألنػػو ربمػػا الخلػػق ال يتحملػػوف ىػػذه األحػػواؿ فيزؿ أك يضل أك ينػتكس ،سػيدل أحمػد البػدكل قػول عليػو النػور – ككػاف النػور فى كجهو – ككضع لثامان على كجهو ،ف َّ شف النور من كراء اللثاـ ،فوضع لثامان آخػر، فكاف ال يمشى إال كلو لثاماف!! ألنو ال يستطيع أحد أف يتحمل ىذا النور. كحاؿ سيدل أحمد البدكل ىذا كراثة لسػيدنا موسػى عليػو كعلػى نبينػا أفضػل الصبلة كأتم السبلـ عندما ذىب ليناجى ربو على طور سػيناء ،ككلمػو ربػو ،فلمػع فػى
AAAAAAAAAA
ُّّ تفسير البحر المديد ،المقاصد الحسنة للسخاكل،رسالة القشيرل ركاية عن السيدة عائشة رضى اهلل عنها.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 219
AAAAAAAAAA
كجهػػو الضػػياء ،فكلمػػا رآه رجػػل مػػن بنػػى اس ػرائيل مػػات ،حتػػى مػػات سػػبعوف رج ػبلن، فسأؿ اهلل ، فأمره أف يضع لثامان على كجهو!! كلذلك اتهمػوه بعػد ذلػك بػأف فػى كجهػػو بػػرص كلػػذلك ال يكشػػف عػػن كجهػػو ،حتػػى كشػػف اهلل لهػػم الحػػاؿ فػػى يػػوـ السػػوؽ ،حيػػث أمػػره أف يغتسػػل فػػى يػػوـ سػػوؽ ،كأف يخلػػع مبلبسػػو مػػا عػػدا قميصػػو، يتجردكف نهائيان كلكن يغتسلوف من فوؽ القميص ،فاغتسػل فػى النيػل ثػم كاألنبياء ال َّ خرج – ككاف كضع ثيابو على حجر – فأخذ الحجر الثيػاب كجػرل ،فػانطلق موسػى مبرأ مما قالوا: كراءه فى السوؽ ،حتى يراه أىل السوؽ جميعان كيعرفوف أنو َّ ٔٗ[ األحزاب]
ككذلك أحواؿ الصالحين ،فإذا خبل المرء ب ًربّْو كتواترت عليو األنوار ،كظهر عليو األحواؿ ،كال يستطيع أف يتحملها من حولو من الرجاؿ ،ماذا يفعل؟ اشفاقان بهم كرحمة عليهم كحنانة كعطفان عليهم !! يختبئ منهم حتى تهدأ األحواؿ، كتتوارل فى الجسد كالهل كالخياؿ ،ثم يخرج بعد ذلك ،مثل سيد الرسل كاألنبياء ،نوره كجمالو يقوؿ فيو : 134
{ أٝعُِٜٛ َٞٔٛضُفُ عًَ ِٜٔ٘ٝايؿَٓالٚ ٝ٠ايطَٓالُّ غَٞٛسَ اذتٝطِٔ} ٢
لكنو أخذ الحسن كلو ،كإذا كانت النسوة عندما رأين يوسف لم يستطعن أف يمسكن السكاكين التى فى أيديهن ،بل قطعن أيديهن كىن ال يشعرف ألنهن أخذف بجماؿ يوسف !! فما بالك بمن يرل جماؿ رسوؿ اهلل ،ماذا يفعل؟! ..لكن جمالو سكن حتى توارل الحسن العالى فى ىذا الجسد كىذا الخياؿ ،فبل يراه إال يك َّمل الرجاؿ الذين اختصهم اهلل بهذه األحواؿ ،كلذلك قاؿ اهلل فى شأف الهالمين أجمعين:
AAAAAAAAAA
ُّْ مسند اإلماـ أحمد ،عن أنس .
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 221
AAAAAAAAAA
ُٖٗ[ األعراؼ]
كملو بو اهلل ألنو إماـ أىل الكماؿ فى الدنيا كاآلخرة. كماؿ َّ
األدب ًع اهسج ي! فأىل األحواؿ فى مثل ىذه األحواؿ يحتاجوف إلى كماؿ األدب معهم ،إذا كجدتو ال يستطيع الحديث ال تثقل عليو كال تلح عليو بالتحديث ،الزـ األدب كاسكت ،يكفيك إذا جلست بجواره أف تتوارد عليك أحوالو كأنواره ،ألنو لو قاؿ َّ سكت إلى يوـ القيامة. لك اسكت كىو فى حاؿ غير حالو ربما رجل من الصالحين من حولو أال ييدخلوا عليو أحدان إال بإذف ،فدخلت أكصى ه عليو إحدل الجارات ،كتركوىا كلم ينهوىا حتى دخلت عليو خلوتو ،فأرادت أف تحدثو فقاؿ لها اقعدل ،فأيقعدت فى الحاؿ ،كلم تستطع أف تنهض بعدىا! كلذلك يلزـ كماؿ األدب مع الرجاؿ فى مثل ىذه األحواؿ ،ألنها أحواؿ ال يعلم بها إال الواحد المتعاؿ ، كالتمس األعذار ،ألف آفة اآلفات كالتى تمنع كتحجب كل العطاءات الهن السئ إذا تسلل إلى قلب المريدين كالمريدات. فإياؾ ثم إياؾ أف تجعل للهن السئ موضعان فى قلبك ،ألنو أكبر الحجب التى تمنع عنك كل عطاء من ربك قاؿ : { ٢إَٕٓ ايًَٜ َ٘١كٜ :ٍُٛٝأَْا عِٔٓدَ ظ ٓ٢ٜٔعَبِدٔ ٟبٔ} ٞ
135
كلذلك قاؿ لنا اإلماـ أبو العزائم رضى اهلل عنو: س ػ ػ ػػلم االرتق ػ ػ ػػا كب ػ ػ ػػاب الت ػ ػ ػػدانى حسػػن ظػػن بػػاهلل فػػى كػػل شػػاف فلو طلب منك شػيخك الػذىاب إلػى مكػاف مػا ،فتقػوؿ فػى نفسػك ألػم يعلػم
AAAAAAAAAA
ُّٓ صحيح مسلم عن أبى ىريرة
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 221
AAAAAAAAAA
أنػػى صػػائم اليػػوـ كالجػػو حػار ،فلمػػاذا يريػػد أف يعػػذبنى؟!! الػػذل أمػػرؾ بالصػػياـ أمػػرؾ ليعػػذبك أـ ليمنحػػك؟!! قػػس ىػػذا علػػى ىػػذا ،فهػػذا حػػاؿ الصػػالحين فػػى كػػل كقػػت كحين ،يريدكف األفراد الذين يحسنوف الهن بػاهلل كباألخيػار كباألطهػار فػى كػل كقػت كحػػين ،فسػػوء الهػػن يمنػػع اإلرسػػاؿ اإللهػػى ،كيحػػرؽ شػػبكة القلػػب ،فػػبل تسػػتقبل أل عطاءات من اهلل كال أل امدادات من رسوؿ اهلل . إذان الذل يريد أف يكوف من السالكين كالمحبػين كالعػارفين كيأخػذ المػنح مػن اهلل البػػد أكالن كمػػا قلػػت فػػى البدايػػة أف يتخلػػى عػػن نفسػػو كعػػن حهػػو كعػػن ىػػواه، كيي ىملك نفسو لرجل من الصالحين كثػق فيػو ،كيملػك نفسػو أل ال يكػوف لػو إرادة فػى نفسػػو ،كمػػا كضػػحنا قبػػل ذلػػك م ػراران كتك ػراران فػػى قصػػة الخضػػر مػػع موسػػى ،كانػػت ٕٗ[ الكهف] ثم تتحد اإلرادة مع إرادة اهلل: ارادتو أكالن : ُٖ[ الكهف]
ثم تموت إرادتك كتبقى إرادة اهلل [ِٖالكهف]:.
إذا مش ػػيت عل ػػى ى ػػواؾ ف ػػنحن غي ػػر مس ػػئولين عن ػػك ال ف ػػى ال ػػدنيا كال ف ػػى اآلخرة! كالذل يمشى على ىواه ماذا نفعل لو؟! كىو قد أخذ فى سجل فى الملفات اإللهية: { ََخِسََُُٓ َٔ ّْٚا ُٙألُْٖ٘ اتَٖب َع َٖ َٛا.} ٙ
من الذل يحيا بالنور؟ إذان شػ ػػرط الحيػ ػػاة المػ ػػوت أكالن ،مػ ػػوت الػ ػػنفس
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 222
AAAAAAAAAA
العطػاءات
كالحظ كالهول ،ثم بعد ذلػك ُِِ[ األنعػاـ] أكلها الكشاؼ الذل يكشف لو ما فى الصدكر ،كالذل يبين لو ما فى العيػػوف ،كالػػذل يػػرل بػػو الغيػػب المضػػنوف ،كالػػذل بػػو يحصػػل علػػى عطايػػا المق ػربين كالصػػادقين كاألكليػػاء كالمتقػػين فػػى كػػل كقػػت كحػػين ،كقػػاؿ الرجػػل الصػػالح الشػػيخ 136 الششترل على لساف القدرة: ط ال ين ػػاؿ الوص ػػاؿ م ػػن في ػػو فضلػ ػػو إف ت ػػرد كص ػػلنا فموت ػػك ش ػػر ه فافن عن جملػة الوجػود لتبقػى كػ ػػل ىاتيػ ػػك يػ ػػا فتػ ػػى مضمحلَّ ػ ػػو كاخلػػع عنػػك يػػا خليػػع غرامػػي ال يكػ ػػن لػ ػػك غيػ ػػر كجهػ ػػي قبل ػ ػػو ىػػذه شػػركط إلهيػػة موجػػودة فػػى كتػػاب الفتوحػػات الربانيػػة ...كىػػو كتػػاب اهلل ،كمشركحةه فى أحواؿ كسلوكيات خير البريَّة ،كالصالحين أكلى العطيَّة إلػى يومنػا ىذا كفى كل زماف كمكاف. فهل من متَّبع!!! ... كصلى اهلل على سيدنا محمد كعلى آلو كصحبو كسلم
AAAAAAAAAA
ُّٔسيدل أبو الحسن الششترل ،كرد فى النور السافر عن أخبار القرف العاشر للعيدركس كغيرىا.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 223
AAAAAAAAAA
ضس اهف ح األخاق ُّ ٓ ى األخاق أقبى اه غ ٚ؟ جٔ د اه زفني فةةةة األخاق كٚف ٙس اهط هم ع٘ٚب ُفطٕ؟ مٗالً :شْ ُفطم هة حلني! ث ُ : ًٚذٓب هو ةةٚذ املس ِّ ث هث ُ :اض ٌى ًسآة األخ٘ة! زا ً :مب ذا ٙةفةم معدا م؟ خ ًطً :اأع بةةةةةةةةةة ز خلوق
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 224
AAAAAAAAAA
زٗش
اه زفني أةاح مخاق املسٙدّٙ مٗال :اهقوب ٓ٘ املسكص.
ث ًُ ٚق :ادفّ ُفطم ٗدع اهلرب ث هث ً :اأً َ اهغصا ٗاه طبٚق اه ٌو زا ً :اه دوص ًّ مس خ ًط ً :اأض غ ث
املِ فقني ه ٚذ
ض دضً :قسمٗ اأح ٚء ه ة ٗا مح ٚء ض
ً :عاً اه٘ة٘ي سؤ ٙاهسض٘ي ث ًًِ:
سى ٓرا اهصً ْ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 225
AAAAAAAAAA
اهب ب احل دى ع س ضس اهقَ٘ فةى اهق٘ي ف ِّ
ُّٕ
إخوانى القراء الكراـ .. كفصػػلنا حينػان كأكجزنػػا بعػػد أف طفػػت بكػػم كمعكػػم فػػى ميػػادين الفػػتح اإللهػػىَّ ، حينػ ػان آخ ػػر ف ػػى من ػػاىج الواص ػػلين ل ػػرب الع ػػالمين! كي ػػف ج ػػازكا القف ػػار !! ككاجه ػػوا األخطار فى طريقهم للواحد الغفار ...أحدثكم فػى ىػذا الفصػل عػن القػوؿ الفصػل أك إف شػػئتم أف تسػػموه "خبلصػػة القػػوؿ" فػػى سػ ّْػر القػػوـ أل الصػػالحين! ..كمفتػػاح الس ػ ّْػر ى ػػو كلم ػػة كاح ػػدة ...أجم ػػع لك ػػم فيه ػػا خبلص ػػة تج ػػارب الص ػػالحين كك ػػبلـ ػرب العػػالمين فػػى كػػل كقػػت الناصػػحين كزبػػدة أفهػػاـ العػػارفين فػػى سػػر كصػػوؿ القػػوـ لػ ّْ كحين .... مفتاح السر ىو عبادة جعل اهلل فيها السػر ألىػل الفػتح أجمعػين ،كىػى عبػادة قد ال تخطر على قلوب الكثيرين من العابدين ..لماذا؟ ألف تنافس العابدين فى العبادات كفى النوافػل المصػاحبة أك المضػاىية لهػا مػن جنسها.كالصبلة كما يشبهها من قياـ الليػل كصػبلة الضػحى كغيرىػا مػن انػواع الصػبلة النفلية ..كالزكاة كما يشبهها من الصدقات ..كشهر رمضاف كما يشػبهو مػن مػن صػياـ األياـ المسنونة كالستة من شواؿ ككيومى اإلثنين كالخميس كيػوـ عرفػة كيػوـ عاشػوراء كغيرىا ..كالحج كالعمرة كتكرارىما ..ككل ىذه عبادة العبَّاد!! لك ػػن العب ػػادة الت ػػى به ػػا ف ػػتح القل ػػوب ،كبه ػػا يم ػػن اهلل عل ػػى العب ػػد بف ػػتح خ ػػزف الغيوب ..ىى التى مدح اهلل عليها كبها سيدنا رسوؿ اهلل كقاؿ لو فى شأنها:
AAAAAAAAAA
ُّٕ المعادل – الخميس ََُِْ/ُُ/ـ الموافق ِٕ من ذك القعدة ُُّْىػ
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 226
AAAAAAAAAA
ْ( القلم)
األخاق ضسُّ اهف ح كىذا األمر قلناه مراران كرددناه تكراران ياإخوانى األحباب ... ،كلكنَّا نريد تقريب األمر على المريد السعيد ...ليفتح اهلل عليو أبواب فتحو كيمده من حضرتو بأنوار التوفيق كالتأييد ....ألف جهاد العارفين كالصالحين كالمتمكنين كاألفراد الوارثين فى ىذا الباب ..فى األخبلؽ. فالجهاد فى األخبلؽ يجعل اإلنساف قريب الشبو من رسوؿ اهلل فى قوؿ اهلل ْ( :القلم) ،كىى أعلى األعماؿ شأنا فى الدار اآلخرة ،لقولو عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ فى الحديث الشريف المنيف: ْ٤ٞأِ ٜث ٜكٌُ يف َٔٝصَإ ٢املٝؤَِٔٔ ََِّٜٛ ٢ايكَٔٝاَ َِٔٔ ٔ١خًُٝل ٣حَطَٔ ٣ف٢ٜإَٕٓ اهلل تعاىل { ََا غ ِ ُّٖ
حؼَ ايبَرٔ} َ٤ٟ يِ ُٝبػٔضُ ايفا ٔ
فالخلق الحسن أثقل شػيىء يوضػع فػى الميػزاف يػوـ القيامػة ،كأقػرب النػاس إلػى الحبيػػب يػػوـ القيامػػة فػػى الدرجػػة كالمنزلػػةكالتكريم فػػى الموقػػف العهػػيم مػػن يقػػوؿ فيهم : ُّٗ
خالٜ ٜقا ٟفٔ ٞاي ٓدَُِْٝا } { ٢إَٕٓ أٜقَ ٞسَبهَٔ ِِٝين ََِٓص٢ال َّ َِٜٛ ٟا ٞيكَٔٝاََٜ ٔ١أحَاضُٔٓهٜ ِِٝأ ِ
كمن أحبنا إلى رسوؿ اهلل؟ كمن أبغضنا إليو – أعاذنا اهلل بفضلو من أف نكوف منهم أك نتصف بببعض أكصافهم -نسألو ؛ فيجيبنا : خالٜقا ٟا ٝملَٛطٜٔٓ َُٕٛ٦أنَٓٞافا ٟايٜٓرَٜٔ َٜٔأٜٞيفُٜٚ َٕٛٝؤِٜيفَٚ ،َٕٛٝإ َٕٓ { إَٕٓ ٜأحَٓبَه ِِٝإيٜ َٜٓٞأحَاضُٔٓهٜ ِِٝأ ِ ُّٖ عن أىبي الد ً ً س ك اب ًن ىش ًر و صحيح كفي ً شةى كأىبي يى ىريٍػ ىرةى كأىنى و يك. حسن الباب عن ىعائً ى ه يسى حديث ه ٍ َّر ىداء ،سنن الترمذم ،قاؿ أبو ع ى ً َّ رضي اللوي عنوي (ز) ،جامع المسانيد كالمراسيل ة ر ػ ي ر ى ي ب ى أ عن ) ُّٗ (ابن عساكر ى ي ٍ ى ى ى
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 227
AAAAAAAAAA
ألحٔبَٓ ٔ١املًَٞٝتُٔطُ َٕٛئًٞبُسَآ ٔ٤ا ٞيعَِٝبَ- كه ِِٝإي َٜٓٞاملٜػَٓاؤُ َٕٚبٔايَُٓٔ ٔ١َُٝا ٝملفٜسٓ٢ق َٕٛٝبَ َِٔٝا ٜ ٜأبِػ َ َُْ
ٚف ٢زٚا :١ٜايعجسات }
إذان األخػبلؽ فيهػا أكمػل التشػبو برسػػوؿ اهلل ، كىػى أثقػل شػيىء فػى الميػزاف كبهػػا ينػػاؿ المػػرء أرفػػع درجػػة فػػى الػػدار اآلخػػرة فػػى حهػػوة النبػػى العػػدناف ،كلػػذلك سػػئل : { أ ُٟٜٓاملٝؤَِٔٓٔنيَ ٜأ ٞنَُ ًُِِٗٝإ٢مياْاٟ؟ قٜاٍَٜ :أحِطَُُِِٓٗ خًُٝكا ،ٟقًٞ ٝتُ :فٜأ ُٟٜٓاملٝطًُِٔٔنيَ أٜضًِ،ُِٜ قٜاٍَ ََِٔ :ضًََِٔ ايَٓٓاعُ َِٔٔ ئطَأْ٘ٔ ََٜٚدٔ} ٔٙ
ُُْ
فميزاف الحسن كالكماؿ ىو ميزاف األخبلؽ كالخصاؿ ،كىى الفارؽ بين ملتزـ بأخبلؽ اإليماف ،كطهَّر نفسو من اإلنساف المؤمن كغير المؤمن؛ فالمؤمن ي أخبلؽ النفاؽ التى َّ حذر منها القرآف كنبَّو عليها النبى العدناف ،كبها يكرـ المرء أك يهاف فى الدنيا كيوـ لقاء الملك الرحمن. . كبداية التخلق للتعلق أف يجاىد المرء نفسو أكال للتخلص من أكصاؼ المنافقين كقد أشرنا لذلك فى مواضع عدة لشدة أىميتو ،كالنبى َّ حذرنا فقاؿ: { آ ٝ١َٜا ٞيَُُٓافٔلَ ٢ثالٜخْ :إ٢ذَا حَدَٓخَ نٜرَبَ َٚإ٢ذَا َٚعَدَ ٜأخًِٜفَ َٚإ٢ذَا اُِ٥تَُٔٔ خَإَ } ،كفى ركايةَٚ { :إ٢ذَا خَاؾَ َِ فٜذَسَ } كفى أخرلَٚ { :إذَا عَاَٖدَ غَ ٜدزََٚ ،إِٕ ؾًََٚ ٢١ؾَاَّ ُِْ.
َٚشَعََِ ٜأَُْٓ٘ َُطًِِْٔ }
ىذه األكصاؼ ! أكصاؼ من ،أكصاؼ المنافقين! فلكى يكمل اإلنساف فى يطهر نفسو من ىذه اإليماف كيؤذف لو بالسير إلى حضرة الرحمن فبلبد أف ّْ األكصاؼ بالكلية! فبل يليق بو مثبلي أف يقوؿ :ىذه كذبة بيضاء! أك كذب على َُْ عن أىبًي يى ىريٍػ ىرةى ركاه الطبراني في الصغير كاألكسن ،كركاه البزار من حديث بن مسعود باختصار ،الترغيب كالترىيب ُُْ عن أىبي ذىر ً رضي اللَّوي ع ٍنو :جامع المسانيد كالمراسيل ى ً ُِْ ىع ٍن أىبًي يى ىريٍػ ىرةى ،صحيح مسلم ( ،ؽ،ت،ف) كالثانية للشيخين عن ابٍن عي ىم ىر ،كالثالثة لمسلم عن أبى ىريرة .
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 228
AAAAAAAAAA
سبيل المزاح! أك اللهو! أك أقصد بها نيَّة حسنة ،ألف النبى كىو من يؤتم بو قاؿ لو أصحابو : ُّْ
{ ٜا زض ٍَٛاهلل ٢إَْٓو ٜتُدَاعٔبُٓا؟ٜ -أُ ٣تَُاشحُٓا -قاٍَ٢ :إْٔٓ ٞال ٜأٜق ٍُٛٝإ٢ال ٜٓحَكٟٓا }
.
فُٔ ٜسٜد َٓاشٍ ايهُاٍ البد إٔ ُٜٜٚٗٛس ْفط٘ بايهًٖ َٔ ١ٖٝر ٙارتؿاٍ!
ٓى األخاق أقبى اه غ ٚ؟ الحجة كىل األخبلؽ فيها جهاد؟ قد تعلّْل النفس للبعض كتسوؽ مثل ىذه َّ كمبرر كتقوؿ :يجبًل المرءي على ما يخلً ىق عليو! أل ال سبيل لو لتغيير يخلي ًقو! .... كبلـ محض إفتراء على اهلل كرسولو !!! ،...كىو حجة داحضة كباطلة كىذا ه مبرر عند تسوقها النفس ...،كيػي ىرّْكج لها المنافقوف ...ليبرركا ألنفسهم ماليس لو ه رب العالمين! كال عند سيد األنبياء كالمرسلين . ّْ كيزيدكف األمر بأف يضربوا مثبلن محسوسان فيقولوف :ىل يستطيع المرءي أف يغير خلقتو التى خلقو اهلل عليو؟ فكما ال يستطيع ذلك! ال يستطيع أيضان أف يغير يخليىقوي الذل فطره اهلل عليو! ىكذا يدعوف! كىذه أيضان حجة داحضة باطلة! كيف؟
اإلنساف يي ّْ صفف شعره كما يريد كيطيلو كيقصره! كيلبس جسده كما يشاء! كل ذلك من فيبدك أحيانان بخل ىق وة زاىية مشرقة كأحيانا بشكل قبيح غير مألوؼ ! ك ُّ إجتهاد اإلنساف كفعلو ،كمع تطور الدنيا فاليوـ يجركف عمليات جراحية يغيركف بها الكثير من الشكل الهاىر! كأعجب من ذلك يفعلوف!! لكن األخبلؽ لكى نعرفها جيدان؛ فهى صورة اإلنساف الباقية التى يتعامل بها كيههر بها أماـ اآلخرين ..فالصورة الهاىرة ىى خلقة اهلل كالصورة الباطنة ىى
AAAAAAAAAA
ً حسن. يسى :ىذا ه حديث ه ُّْ عن أىبي يى ىريٍػ ىرةى ،سنن الترمذم ،قاؿ أبو ع ى
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 229
AAAAAAAAAA
التى فيها العفو أك الغلهة ،فيها التسامح أك الشدة ،فيها الكرـ أك البخل ،فيها كل ذلك الشهامة أك َّ الخسة! فيها الحياء أك الفجور كالسفور! كفيها كفيها .....ك ُّ يههر فى الصورة الباطنة التى فى داخل اإلنساف! .. فالصورة الهاىرة قد نكوف فيها قريبى الشبو من بعضنا البعض! كلكن الصورة الباطنة تختلف ..فمن الناس من تكوف صورتو الباطنة على ىيئة حيواف! الىم لو إال فى شهوة البطن! ىم لو إال فى شهوتو! َّ كىذا نلمسو فى المجتمع ..ال ِّ المحرمة ..أك األمور التى نهى اهلل أك شهوة النكاح! أك شهوة المشركبات َّ عنها ،فتجده كالحيواف ال عقل لو يسوقو إال شهوتو! مهما قلت! كلذا قاؿ فيهم اهلل فى غير موضع فى كتابو كاشفان بعض تلك الصور الباطنة:
(ُِمحمد)
كىم ال يعقلوف إال شهواتهم كال يبصركف كال يسمعوف ففى (ُٕٗاألعراؼ): كمن الناس من صورتو الباطنة على صورة شيطاف! فتجده يجيد الدىاء كالمكر الخبيث كالخطن السيئة للمسلمين كالمسلمات ،كالكيد للمؤمنين سول كالدين كال خلق كال عقل ّّ كالمؤمنات ،كالتدابير المحرمة التى ال يرضاىا ه تشريع إلهى كال إنسانى؛ ألف صورتو الباطنة صورة شيطاف ،كفيهم قاؿ الرحمن فى محكم القرآف: ُُِ( األنعاـ)
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 231
AAAAAAAAAA
كمن الناس من صورتو الباطنة صورة مبلؾ طاىر؛ تجد فيو النقاء كالطهر كالصفاء ،كطيبة الخلق كحسن التعامل كلين الكبلـ كإنتقاء األلفاظ! ال يغضب منو غضب ألنو ال يصدر منو إال الكبلـ زجر أك ه نهر أك ه إنسا هف بسبب قالة قالها فيها ه الطيب اللين ،كأنو المعنى بقولو فى كتابو الكريم (ِْالحج): أك كأنو ّْ جل فى عبله للمؤمنين من عباد اهلل : ينفذ قوؿ اهلل َّ ّٖ( البقرة)
صور باطنةه ،كلذلك عندما َّ تحدث اهلل عن المؤمنين ،جعل ككلها ه رب العالمين كالمثٍػنىى عليها فى كبلـ ّْ أكصافهم الباطنية ىى الممدكحة ي ماصورتهم يارب؟ لم يتكلم اهلل عن صورتهم الهاىرة ألنها ليست فيها مزية تنسب إليهم كال يمدحوف بسببها! ألنها من صنع اهلل الذل أتقن كل شيى! لكن المزية لئلنساف كالتى بها يرفع فى درجات القرب من حضرة الرحمن ىى صورتو الباطنية فهو الذل يسويها كيصورىا كيكونها كيجاىد نفسو حتى ينشأىا على كتاب اهلل أك على صورة حبيب اهلل كمصطفاه .. ماصورتهم يارب؟ ِ-ُ) المؤمنوف)،
لم يتحدث اهلل عن أعماؿ الهاىر! كلكن أعماؿ الباطن ..حتى فى الصبلة!
( المؤمنوف) كفركجهم أل جميع الفتحات الموجودة فى أجسامهم فهم يحفهوف! كصلواتهم ..أل جميع صبلتهم إف كاف صلة باهلل أك بحبيب اهلل كمصطفاه أك بالصالحين من عباد اهلل ،أك باإلخواف فى اهلل ،أك بالجيراف ،أك بالمجتمع كأىلو ،أك حتى بالحيواف أك بنعم اهلل التى لهم بها صلة فى ىذه الحياة! أمره اهلل أف يحافظ على ىذه الصبلت جميعان رغبة فى إرضاء اهلل
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 231
AAAAAAAAAA
..
فكلها أكصاؼ باطنية تخلقوا بها فاستحقوا مديح اهلل ،كلذا قاؿ ُْْ الحكيم : قل للذم َّ جد في عزيمتو يبغي من العلم أرفع الرتب من قاؿ في النائبات كاف أبي يدعى من الناس فهو غير أبي «إف الفتى من قاؿ ىا أنا ذا» «ليس الفتى من قاؿ كاف أبي» يعنى يفتخر بأكصافو كصفاتو كأخبلقو التى بناىا لنفسو ،ال يفتخر بثركتو ك ال بنسبو كال بعائلتو ك ال بجاىو؛ ألف كل ذلك و فاف ،كلكن يفتخر بأكصافو الباطنية التى جاىد حتى تخلَّق بها كأصبح قريب الشبو من سيدنا رسوؿ اهلل . ىذه األكصاؼ التى قاؿ فيها سيدنا أبويزيد البسطامى : { يٝطت ايهساَ ١إٔ تٛري ف ٢اهلٛا ٤فايٛري ٜفعٌ ذيو! ٚال إٔ متػ ٢عً ٢املا٤ فإٕ األمساى تفعٌ ذيو! ٚال إٔ تكٛع َا بني املػسم ٚاملػسب ف ٢ذتع ;١ألٕ ايػٛٝإ ٜفعٌ ذيو!ٚ ،يهٔ ايهساَ ١إٔ تػٚٝس خًُٜ ٝكا ٟض٦ٝا ٟفٝو بٔدًْٝل ٣حطٔ!}. لو كانت األخبلؽ ال تقبل التغيير كىم يتعلَّلوف بالحديث { :إٕ حدثت إٔ دبال شاٍ عٔ َهاْ٘ فؿدم ٚإٕ حدثت إٔ زدال شاٍ عٔ خًٝكت٘ فال تؿدم }
فسنده منقطعُْٓ ،كأسس الدين كلها تخالفو ،كلو كاف كذلك ما كاف ىناؾ معنى ألمر بمعركؼ أك نهى عن منكر! كلما طالبنا اهلل بكهم الغيظ إذ قاؿ تعالى:
ُّْ( آؿ عمراف).
فإف كاف اإلنساف مفطوران على كهم الغيظ فنعم! كلكن من لم ييػ ٍفطى ٍر على كهم الغيظ فلما يطالبو اهلل بذلك إذا كاف ال يستطيع أف يهذب أك يغير خلقو؟ ُْْ كتاب عبد الحسين الحويزم ُْٓ قاؿ في المقاصد الحسنة للسخاكل "كىو منقطع إذ الزىرم لم يدرؾ أبا الدرداء" ،كشف الخفاء
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 232
AAAAAAAAAA
ككلما طالبت أحدان أف يكوف حسن األخبلؽ يجيبك أنا خلقت ىكذا! ىل تستقيم الدنيا! أيعقل ىذا! إذا كاف اإلنساف ال يستطيع العفو إال إذا كاف يجبو ىل على ذلك! فلماذا طالبنا اهلل بالعفو؟ لماذا قاؿ اهلل تعالى لحبيبو { :ؾٌ َٔ قٛعو، ٚاعط َٔ حسَوٚ ،اعف ٛعُٔ ظًُو } فإذا كاف اإلنساف ال يستطيع أف يتخلَّق بذلك إال إذا يجبً ىل أك يكلً ىد على ذلك! فبل أمل كال رجا من كراء كل ىذه األكامر!
إدعاء ىؤالء ه قوؿ ليست لو مصداقيةه من الدين كال من الحقيقة العقلية! كلكن األخبلؽ يستطيع اإلنساف أف يهذبها كيغيّْرىا كيسمو بها فى أعلى المقامات! كمن ىنا جاء التفاكت الحاصل بين الصالحين كالصالحات فى الدرجات التى بلغوىا إذ كانت على قدر جهادىم فى التخلُّق بأخبلؽ القرآف كالتخلُّق بأخبلؽ النبى العدناف ،ثم الرتبة العهمى فى التخلُّق بأخبلؽ الرحمن فقد كرد عن السيدة ُْٔ كالقرآف كبلـ خًٝك ُ٘ٝايٞكٝسِإَٓ } عائشة لما سئلت عن خلقو قالت { :نٜإَ ُ الرحمن فهو صفتو ،كفى األثر { :إٕ هلل تطعٚ ١تطع ٕٛخًكا َٔ ،ٟختًل بٛاحد َٓٗا
دخٌ ادتٓ.} ١
جٔ د اه زفني ف األخاق فجهاد العارفين فى ىذه األخبلؽ! كيف يطبعوف أنفسهم على أخبلؽ القرآف ،كيف يفطركف أنفسهم على أخبلؽ النبى العدناف ،كيف يجاىدكف أنفسهم كذكاتهم حتى يكونوا على أخبلؽ حضرة الرحمن . ىذا ىو جهاد ال يك َّمل من عباد اهلل ،كقد اختار الصالحوف كالصوفية ىذا المسلك كجعلوه ىو النموذج القويم الذل ينبى عليو التصوؼ فى كل زماف جل تعريفات التصوؼ حوؿ ىذا المعنى ،فقد قيل { : كمكاف ،كلذلك فنجد َّ خ ًٝلْ ،فُٔ شاد عًٝو ف ٢ا ٝ ايتٖؿٗٛف ُ رتًٝل فكد شاد عًٝو ف ٢ايؿفا ،} ٤كقيل أيضان آخر: موض وع فى
AAAAAAAAAA
ُْٔ عن عائشة ،جامع المسانيد كالمراسيل.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 233
AAAAAAAAAA
{ ايتٖؿٗٛف ٖ ٛاألخالم املسِقٔ ،١ٖٝأ ٖٛ ٚأخالمْ َسق.} ١ٖٝ
كل كىذا ىو األساس الذل بو يتفاكت الصالحوف كالصوفيَّة كالصادقوف ،ك ُّ ما تحكيو كتب الطبقات عن الصالحين كالركايات التى يجب أف َّ نعتد بها كنشيعها يتعلخ يؽ بهذه األخبلؽ العالية التى اكتسبوىا من جهاد أنفسهم. ىى ما ِّ أعز أصحابو على كأنتم تعلموف جميعا أف سيدنا رسوؿ اهلل كاف يطبع َّ ذلك ،فهذا ىو الصديق األعهم خرج مع رسوؿ اهلل متجهين إلى مكة فى جمل و حجة الوداع كقد كضع طعامو كطعاـ رسوؿ اهلل على و كاحد كسلَّمو لغبلـ، كأمره أف يحفظ الجمل كحسب ،فسها الولد فضاع الجمل بما عليو من الطعاـ، يمر بو كيسمعو فقاؿ لو: فعنَّفو أبوبكر كخرج منو لفظ لع ون لو كإذا برسوؿ اهلل ُّ ُْٕ
{ ٜيعَٓأْنيَ َٚؾدٜٔٓكٔنيَ؟ ٜنالَٚ ٜٓزَبٔٓ ا ٞي ٜهعِبَ { }ٔٔ١قايت ايطٝد ٠عا٥ػٜ :١فعَتَلَ ٜأبُٛ َبهٞسٔ٦َََِٜٛ ٣رٕ َبعِضَ زَقٔٝكٔ٘ٔ .قاٍَ :ثَُِٓ دَا َ٤إي ٢ٜايَٓيبٜ ٓ٢فكٜاٍَ :ال أٜعُٛدُ }
ألف الصدّْيق ال يكوف لعَّانان ،فلما أخطػأ تػاب كاعتػذر ك َّ كفػر عػن خطئػو ،كأخبػر النبى بذلك ،فبل يلعن المؤمن إال من لعن اهلل فى كتابو :لعنة اهلل على الهػالمين! أك لعنة اهلل على الكػافرين! كىػى لعنػةه عامػة؛ فػبل يلعػن قومػان مخصوصػين إال إذا كػاف رب العػالمين فػى الكتػاب المبػين! ...فمهمػا رأل مػن صدر فى حقهم قرار لع ون من ّْ أىل زمانو ال يصدر منو لعن و ألحد منهم أبدا . ه
كلذلك كرد أف سيدنا أبو المواىب الشاذلى ككاف جاىد نفسو حتى اتصل بسيدنا رسوؿ اهلل ،كأصبح سيدنا رسوؿ اهلل ىو الذل يتولى توجيهو فى كل حركاتو كسكناتو ،فجالس جماعة من الفقهاء يتدارسوف الفقو ،كبعدىا غاب عنو كلم يأتو كأبطأ عليو ككاف يكثر من زيارتو ،فتوجو إليو بشيخو ليعود إلى عادتو معو! فرأل شيخو كمعو النبى كلكنو لم يستطع أف يحقق فى كجهو الشريف؛ فقاؿ لو شيخو :ىذا رسوؿ اهلل ،فقاؿ لو :أال يرانى؟ قاؿ :نعم،
AAAAAAAAAA
ُْٕ ركاه البيهقي ،عن عائشة ،الترغيب كالترىيب ،كركاه مسلم كالحاكم عن أبى ىريرة بلفظ مختلف كنفس المعنى.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 234
AAAAAAAAAA
قاؿ :كلم حرمنى من رؤيتو؟ ،فقاؿ :ألْو دايطت َٔ رنٛق ٕٛف ٢ايفك٘!، قاٍ :أيٝظ ايفك٘ عًِ أتٝت ب٘ ٚأَستٓا بدزاضت٘؟ قاٍْ :عِ ٚيهٔ تؿخب٘ باألدب ،فال ٜكٛي ٕٛايػافعٚ !٢يهٔ ٜكٛي ٕٛايػافع ٢زق ٢اهلل عٓ٘ أ ٚزمح٘ اهلل!
فرسوؿ اهلل يعلّْمو األدب حتى فى دراسة الفقو ،لماذا؟ ألف ىذا الدين الجم مع السادة السابقين كالمعاصرين كالبلحقين. أساسو األخبلؽ كمنها األدب ُّ ككجده مرة جالسا مع و قوـ كقد تحدثوا ًبغيبة أحد؛ قاؿ :فرأيتو كأنا فى ن على كقاؿ ٜ :استُد! ايػٝب ١حساّ ،أمل تطُع ق ٍٛاهلل األزىر كقد دخل َّ ُِ( الحجرات) ،ال جتًظ زتًطا ٟف ٘ٝغٝب ١أبدا ،ٟثم قاؿ:
ٜاستُد ٚإٕ اقٛسزت إىل مساعٗا فًتكسأ ايفاحتٚ ١اإلخالف ٚاملعٚٛذتني ٚتٗبِٗ ملٔ إغتٝب عٓدى; يعٌ ذيو ٜك ّٛمبا حدخ! – يعن تهديو من ثواب أعمالك،
ككرد:
ذبُ ََٜٚتَبَطَُِٓ، د َعٌَ زدٌْ َٜػِتُِٔ ٜأبَا بهسٚ ، ٣زض ٍُٛاهلل دايظْ ،فٜذَ َعٌَ َٜعِ َ { َ خكُٜ٘ كبَ زض ٍُٛاهللٚ ،قاَّ ،فٔ ًٜٜ فًَُٓا ٜأنٞجَسَ ذيو ٜزَدَٓ عً ٔ٘ٝأب ٛبهس ٣بعضَ قِٜٛئٜ٘ٔ ،فػَ ٔ ت عً٘ٔ ٝ أب ٛبهس ٣فكاٍَٜ :ا زض ٍَٛاهلل نإَ َٜػِٔتُُٓٔٚ ٞأْتَ دايظْ ،فًَُٓا زَدَدِ ُ َبعِضَ قٛئ ٔ٘ غٜكٔ ِبتَ ٝ ٚق ُِتَ ،قاٍَ :ف٢ٜإَُْٓ٘ نإَ ََعَوَٜ ََِٔ ٜسُدُٓ عٓو ،ٜفًَُٓا زَدَدِتَ
عًٜ ٔ٘ٝقعَدَ ايػٛٝإُ ،فٜ ًِِٜٜأن ِٔٝألٞ ٜقعُدَ َعَ ايػٛٝإ ،٢ثِ قاٍَ زض ٍُٛاهللَٜ :ا ٜأبَا بهس،٣ ُْٖ ٔ عبدٕ ظََ ًَِٔٝع ٟ١ًَُٔ ٞفُٜٝػِكٔ ٞعَ َِٓٗا ئً ، ٜٔ٘ٓإ٢ال ٜٓأٜعَصَٓ اهلل بَٔٗا َْؿِسَ} ُٙ ََا َٔ ِ
كٚف ٙس اهط هم ع٘ٚب ُفطٕ؟ التعد ك ال ُّ كأخبار الصالحين فى ىذا الباب ُّ تحد ،ككلهم يتسابقوف فى تحمل األذل كالصبر فى معاملة الناس بالحسنى إذا أساءكا إليهم؛ ألنهم يعملوف ُّ ً و و سػيَّ ً ب عػن النب ّْػي فػي الم ٍقبي ًر ّْ ُْٖ السنن الكبرل للبيهقي عن أبي ىريرةى ،كركاهي اللٍَّي ي م عن بشي ور عن سعيد بػ ًن ي بن سعد عن سعيد ى ث ي الم ى ضاءً ص ًة أبي بك ور رضي اهلل عنو مرسبلن ،دك ىف ما في ً ً ً قً َّ آخ ًرهً من الترغيب في اإل ٍغ ى ى
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 235
AAAAAAAAAA
بقوؿ اهلل:
ّْ( فصلت). كرأس الماؿ الذل يعتمدكف عليو فى ىذه األمور كلها كال غنى للسالك عنو الهن بكل و الهن مسلم فبل يسيئوف َّ الهن بأحد أبدان؛ ألنهم رأكا أف سوء ّْ ىو تحسين ّْ تحملو كالغم فى الدنيا ،كقد يعرضو لما ال يستطيع ُّ كالهم ّْ يصيب اإلنساف بالكمد ّْ الهن فبل يأتى إال بخير فى الدنيا من الحساب فى الدار اآلخرة ،أما حسن ّْ الهن بكل مسلم علهم يسلموف كيرتقوف فى كاآلخرة؛ فعاىدكا أنفسهم على حسن ّْ رب العالمين مع سيد األنبياء كالمرسلين . درجات القرب من ّْ
مٗالً :شْ ُفطم هة حلني! كأساس جهاد اإلنساف فى ىذا الميداف أف يشعر أكالن َّ عيوب فى أف بو ه نفسو ،ألنو من لم يستشعر ذلك ال سبيل لو إلى إصبلح! ألنو يرل أنو ال عيب فيو! ،حتى لو دللتو على و عيب فيو ربما يشمئز منك كأعرض ٕٗ( األعراؼ) ،كلكن ليس ىكذا السالك الصادؽ فى طريق اهلل ،كلذا قالوا َ { :كاُّ ايعبد ايتكؿري } ،فالسالك فى طريق اهلل يشعر دائمان بالقصور كالتقصير! كيف يزف نفسو بالصالحين أك الصحابة أك بسيد المرسلين؟! فليزف نفسو بصدؽ!؛ فإف فعل ذلك؛ رأل عيوب نفسو فيحاكؿ إصبلحها! فإف لم يقدر أف يعرؼ عيوبو! فكيف يفعل؟
ث ُ : ًٚذٓب هو ةةةٚذ املس ِّ عرض نفسو على شيخ أعطاه رسوؿ اهلل األذف فى ىذا المجاؿ؛ على أف يعاىد نفسو على أف يتقبَّل نصحو! ...كىنا نقطة فارقة؛ ألف كثيران من أصحاب
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 236
AAAAAAAAAA
كأتباع أك من ينسبوف نفسهم للمشايخ فبمجرد أف يوجهو الشيخ إلى عيب عنده! يفر! ربما يشمئز! بل كقد يشنّْع على الشيخ ألف ربما يغضب! كربما ينفر! كربما ُّ الشيخ يريد أف ّْ يهذبو كيرتقى بو فى درجات القرب من اهلل َّ ،!أما المريد كالسالك الصادؽ فيذىب إلى الشيخ كعينو على النصح ،كما كاف يفعل الصحابة: { دا ٤زدٌ إىل زض ٍٛاهلل َٔ بني ٜد ٜ٘فكاٍٜ :ا زض ٍٛاهلل َا ايدٜٔ؟ قاٍ حطٔ ارتًل " فأتا َٔ ٙقبٌ مي ٘ٓٝفكاٍَ :ا ايدٜٔ؟ قاٍ حطٔ ارتًل" ثِ أتاٙ َٔ قبٌ مشاي٘ فكاٍَ :ا ايدٜٔ؟ فكاٍ حطٔ ارتًل" ثِ أتاٚ َٔ ٙزا ٘٥فكاٍ ٜا زض ٍٛاهلل َا ايدٜٔ؟ فايتفت إيٚ ٘ٝقاٍ أَا تفك٘؟ ٖ ٛإٔ ال تػكب }
ُْٗ
، أقل الدرجات عالج الغضب إلى أف تصل إلى ّْ كإذا أكرمك اهلل باألرقى فإذا رقيت إلى األعلى ُّْ( آؿ عمراف)،
ؾٌِ ََِٔ قٜٛ ٜعَوَٜٚ ٜأحِطِٔٔ إ٢ىل ََِٔ أٜضَا َ٤إ٢يِٜٝوٝ َٚ ،ٜقٌ ٢ايٞخَلَٓ َٚي ِٜٛعًََْ ٢ٜفٞطٔو} ٜ { ٔ
َُٓ ،كفى ذلك منازؿ الرجاؿ أىل الكماؿ ...فكاف ينصح كل كاحد منهم بما كبِ َٚيٜو ٜايٞذََٓ ،} ٜ١كيقوؿ للثانى {:الٜ يصلح عيبو فيقوؿ ألحدىم { :الَ ٜتػِ َ
تَطِأ ٢ٍٜايَٓٓٞاعَ غَ٦ِٝاَٚ ٟيٜو ٜايٞذََٓٚ ،} ٝ١يًجايح ٜك { :ٍٛالَ ٜتهٞرٔبَِٚ ،عًَِٜٝو ٜبٔايؿٔٓدِم،٢ حهِْٜ ؿَ ُِتُ ٔ دٌ ،} ٢كيقوؿ للرابع {:اي ٓ دٌ ٢نٜإَ فٜسَدا ٟفٔ ٞاآل ٔ فٜإِٕ قَسَٓى ٜفٔ ٞا ٞيعَا ٔ
َٚق ًٌْٜٝٔفٜاعًٔ َََِٔٚ ،ُ٘ٝنٜجُسَ نٜال َُُٜ٘فَُٔٝا الَٜ ٜعِٓٔ ٔ٘ٝنٜجُسَتِ خَٜٛاَٜا ،} ُٙكيقوؿ آلخر قاؿ لو حفٜغ ٞعًَِٜٝو ٜئطَاَْو ،ٜفٜأٜعَادَ عًَٜ ،ِٜٔ٘ٝفكٜاٍَ :ثَهًٜٔتِو ٜأَُٓٝوَٜ ٜا َُعَاذٌَُِٖ ، أكصنى { :ا ِ َٝ ٜهبُٓ ايَٓٓاعَ عًََََٓ ٢ٜاخٔس ِِٖٔ٢فٔ ٞايَٓٓاز ٢إ٢ال ٜٓحَؿَأ٥دُ أٜيٞطَٔٓٔتٗ} ِِ٢
ُُٓ
ُْٗ أخرجو المركزم في كتاب تعهيم قدر الصبلة من ركاية أبي العبلء بن الشخير مرسبل ،تخريج أحاديث اإلحياء العراقي. رضي اللَّوي عنوي ،.جامع المسانيد كالمراسيل َُٓ ابن الن َّ علي ى َّجار عن ى ُُٓ حديث "التغضب"( :طب ،طس) عن أبى الدرداء ،حديث "التسأؿ"( :طػب) عػن عبػد ال َّػرحمن بػن دلهػم ،حػديث "التكػذب": إبن الؿ عن أنس ،حديث" الصمت" :الٍعسكرم عن أىبي الد ً َّرداء ،حديث "مناخيرىم" عن معاذ ،مسند البزار.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 237
AAAAAAAAAA
كلذا فأكؿ عبلج للمريد الذل يريد أف يكوف سعيد أف يمسك فاه كال ينطق جل فى عبله. لسانو إال بما يرضى حضرة اهلل َّ
ث هث ُ :اض ٌى ًسآة األخ٘ة!
فإف لم يجد شيخان يدلُّو على عيبو ،فليآخى آخان لو فى اهلل كيطبّْق حديث ُِٓ رسوؿ اهلل { املؤَُٔ َسآ ٝ٠أخٔ ٘ٝإذا زأ ٣ف ٘ٝعَِٝبا ٟأؾًِٜخَُ٘ } ،فيطلب منو أف يبين صعب فى زماننا ..من الذل يقبل أف يبين لو أخوه كأظن أف ىذا لو عيبو ليصلحوُّ ، ه ّْ بالجد كيسعى فى إزالة ىذا العيب؟ كقد كاف يسألوف إخوانهم: عيبو؟ كيأخذ نفسو ىل تستريبوف منى شيئان؟ ،أك من كاف من أىل ىذا المقاـ الكريم الذل يقوؿ ُّٓ صاحبو كىو اإلماـ عمر { :زحِ اهلل زدال ٟأٖد ٣إىل٘ عٛٝب ، } ٢فجعل تبيين العيوب ىدية تهديها لو! فخير ىدية ألخيك أف تبين لو عيبو ،كلكن ال تفضحو كال تفعل ذلك أماـ الخلق ،كلكن بينكما كتستر عليو حتى يداكل عيبو. كلذلك كاف أصحاب رسوؿ اهلل يتخذ الواحد لو أخان أك صاحبان ،كىذه ىى الصداقة التى أمرنا بها اهلل ليبين بعضنا لبعض ما خفى من عيوبو مما ال يراه بنفسو! فإذا أىدل أحدنا لآلخر عيبو برفق كلين كطريقة سديدة رشيدة أتأسى فيها بخير األنبياء كالمرسلين لعلو بذلك يلين كيحاكؿ أف يغيّْر ىذا الخلق كباهلل يستعين.
زا ً :مب ٙةفم معدا م؟ فإذا لم يجد ىذا األخ الذل يبين لو عيبو! فماذا يفعل؟ ..فلينهر فإف كاف عنده شيىء من الحكمة فليسمع بما يصفو أعداؤه كمن ال يحبونو! بالطبع يوجد فى كبلمهم إفتراءات ..كلكنو ربما كجد فيو أيضا المثالب كالعيوب كاألخبلؽ ُِٓ ركل لو البيخارم في كتاب «األدب» ،عن عبد اهلل بن رافع ،عن أبػي ىريرة. ُّٓ األمثاؿ عن عمر بن عبد العزيز ،كتفسير الرازل عن عمر.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 238
AAAAAAAAAA
القبيحة التى يجدكنها فيو كبها يصفونو! فهم حريصوف على إظهار عيوبو! فلينهر كليتبصر فيو! كليعمل على تصحيح نفسو كإصبلح عيبو. بحكمة فى مقالهم! َّ
خ ًط ً :اأع ب ز خلوق فإف لم يستطع إلى ذلك سبيبلن ،فلينهر إلى الخلق نهر عبرة كعهة كاعتبار! فإف رأل فيهم خلقان غير مستحب كىو عنده عيب! فليبحث فى نفسو عنو حتى يقتلع من نفسو جذكر ىذا العيب ،فيكوف الناس بالنسبة لو كسبورة تههر فيها ىذه العيوب فيعرفها كيحاكؿ أف يزيلها من نفسو! تأسيأن بسيدنا عيسى قيل لو: 154
{ ٜازٚح اهلل َٔ أدبو؟ قاٍَ :ا أدبين أحد ،زأٜت دٌٗ ادتاٌٖ فتذٓبت٘ }
ألحَِٓفٔ ََُِٔٓٔ :تَعًَُِٜٓت ايٞخًَِٔٞ؟ قٜاٍََْ َِٔٔ :فٞطٔ ،ٞقٔ ٌَٝيَٚ :ُٜ٘نَ ِٜٝ ف { ٚقٔٔ ٌَٝي ٜ و ؟ قٜاٍَ :نِٓٝت إذَا نٜسِٖ٢ت غَّ٦ِٝا َِٔٔ غِٜٝس ٟ٢ي ِِٜأٜفَ ٞعٌِ بٜٔأحَدٕ َٔجًِ ،} ُٜ٘كسئل ذَئ ٜ حكيم { :ممٔ تعًُ١ت ايعكٌ؟ قاٍ :ممٔ ال عكٌ ي٘ ،نٓت أز ٣ادتاٌٖ ٜفعٌ
ايػ ٤ٞفٝكسٓ ٙفأجتٓب٘ فؿست عاقالٚ ٟحهُٝا ،} ٟكقاؿ الرجل الحكيم نهمان : بلؿ امرئ إذا أعجبتك ًخ ي كليس على المجد كالٍ ىم ٍك يرىما
زٗش
مثل من يعجبك فكنوي ٍ تكن ى حاجب يحجبك ت إذا جئتها ه
اه زفني أةاح مخاق املسٙدّٙ
إصبلح اإلخبلؽ يا إخوانى ىو الجهاد األعهم الذل يدخل على حضرة اهلل ، فإف اإلنساف بالعبادات تفتح لو أبواب الجناف ،لكن باألخبلؽ الكريمة تفتح لو أبواب حضرة الرحمن التى ال يدخلها إال إذا كاف قريب الشبو برسوؿ اهلل كحبيبو كمصطفاه ،فإصبلح األخبلؽ ىو الجهاد الموصل لكنوز حضرة الخبلؽ لمن أراد
AAAAAAAAAA
ُْٓ فيض القدير.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 239
AAAAAAAAAA
كأحب أف يكوف من أىل ىذه المقامات العالية كاألحواؿ أف يكوف من الرفاؽ! َّ الراقية ،كلذا قاؿ اإلماـ أبو العزائم : ىػ ػػى األخػ ػػبل يؽ أس ػ ػر يار المعػ ػػالى ػب كإتصػ ػ ه ػاؿ ىػ ػػى األخػ ػػبل يؽ نسػ ػ ه
اض على أكلى الهمػم العػوالى تف ي إل ػ ػ ػ ػػى أكج التنػ ػ ػ ػ ػ ّْػزؿ كالمجػ ػ ػ ػ ػػاؿ
فاألخبلؽ أساس العمل كلو ،كلذا قاؿ فى قصيدة أخرل: لػػيس الرقػػى إلػػى العليػػا بأعمػػاؿ كال بعلػ ػ ػ وػم بػ ػ ػػو تغػ ػ ػػول كال أمػ ػ ػ وػل ػيم كإيقػ ػ و خلػ ػ وػق عهػ ػ و ػاف ًٍ كمعرفػ ػ ًػة
كال الوص ػ ػػوؿ ب ػ ػ و ػأقواؿ كأح ػ ػػواؿ كال جهػ ػ ػ ػ ػ و ػاد بأبػ ػ ػ ػ ػ و ػداف كأمػ ػ ػ ػ ػػواؿ باهلل ذل الفضػل كاإلحسػاف كالػوالى
كاألخبلؽ يا إخوانى أخبل هؽ مع اهلل ،كمع حبيبو كمصطفاه ،كمع الصالحين من عباداهلل ،كأخبل هؽ مع خلق اهلل ،كمخلوقات اهلل ككل ما أبدع اهلل فى ىذه الحياة ،كلتفصيل ذلك يحتاج اإلنساف أف ينزؿ مع ىؤالء األفراد فى ميادين الجهاد ليحهى بالمراد! ..فكيف السبيل إلى معرفة ىذا كلو كخوض غماره؟ كتوقّْى أخطاره؟
مٗال :اهقوب ٓ٘ املسكص ىذا إخوانى ال يكوف بين اإلنساف كنفسو! ،ككم نبَّهنا إلى ىذا مراران كتكراران كلكن يكوف على أيدل الصالحين المأذكنين بالتربية من سيد المرسلين؛ فهم الذين يأخذكف بأيدل المريدين الصادقين من جاؤا بهمة كعزـ طالبين الكشف عن عيوبهم كالعمل بركشتة عبلجهم من موانع أخبلقهم التى تحجبهم عن ربهم! ليكونوا من الواصلين ،فإف صدقوا فيما عزموا من التسليم ككانوا مريدين فاعلين ال مستمعين ،أمركا بالمجاىدات االزمة للتخلص من األخبلؽ الحاجبة عن رب العالمين!
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 241
AAAAAAAAAA
رش كالعارفوف مع أجهزة اآلشعة المحمدية! كعنهم الكواشف القلبية! فهم يي ُّ على قلوبهم رذاذه من بصيرة حضرة النبى ،فينهر الواحد منهم لئلنساف فيعرؼ من شكلو األخبلؽ التى تحجبو كتمنعو من الوصوؿ لحضرة الدياف!... كىنا نقوؿ أف محل النهر ىو القلب؛ ألف القلب ىو محل تنزؿ الرب! فأين يتنزؿ موالؾ فيك! كما البيت الذل تفرشو بأخبلؽ حبيبو ليجتبيك؟ إنو القلب! َّ كاستعد لهذا العطاء!.. إذان فمتى ييفتح لئلنساف باب العطاء؟ إذا جهز القلب فعندىا يرفعوف الغطاء فتهطل على القلب تنزالت القرب كالهناء؛ إنَّوي القلب مركز استقباؿ العطاء ،كمركز الفتح ،كمركز الصفاء ،كمركز النور كالجماؿ كالبهاء. إذا صفا القلب من كىم كشبهات يشاىد الغيب مسركدان بآيات فالذل يحجب القلب عن استقباؿ ىذا العطاء كالنور كالبهاء من الجماالت استكن فيو من األخبلؽ اإللهية ،كاإلتحافات الربانية ،كالمنح المحمدية ...ىو ما َّ اإلبليسية أك الجبركتية أك الحيوانية ،أك غيرىا مما يشغلو من األخبلؽ المانعة لؤلنوار العلية كالتزالت القدسية.
ث ًُٚق :ادفّ ُفطم ٗدع اهلرب السر فى الحديث الشريف: كأكؿ ما يبدأ بو الصالحوف مع مريديهم ىو ُّ { نإ يف عٗد زض ٍٛاهلل زدـ ٌ ُٜعذبٓـا تعبـدٚ ٙادتٗـاد ،ٙفـرنسْاٙ يسض ٍٛاهلل بامس٘ ،فًِ ٜعسف٘ٚٚ ،ؾفٓا ٙبؿفت٘ ،فًِ ٜعسف٘ ،فبٓٝا حنٔ ْرنسٙ إذ طًع ايسدٌ ،قًٓاٖ :ا ٖ ٛذا ،قاٍ :إَْٓه ِِٝيٜتُدِبٔسُ ْٞٔٚعَِٔ زَدٌُ ٣إ َٕٓ٢عًََٚ ٢دِٗ٘ٔ ٢ ضُفٞعَ ََٔٔ ٟ١ايػَِٜٓٛٝإٚ – ٢ف ٢زٚا َٔ ١ٜايٓاز ،-فأقبٌ حتٚ ٢قف عًٚ ،ِٗٝمل ٜطًِ فكاٍ ي٘ زض ٍٛاهلل َْ: ػَدِتُو ٜباهلل ٌَِٖ ،قًٞٝتَ حٔنيَ َٚقٜفٞتَ عًَ ٢املٜذًِٔـظََ :٢ـا
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 241
AAAAAAAAAA
155
فٔ ٞايك ٢ِّٜٛأٜحَدْ أٜفٞكٌَُ َٔٓٔٓٞ؟ قاٍ :ايًِٗ ْعِ ،ثِ دخٌ ُٜؿًَٔٓ}ٞ
فهذه البداية! كأكؿ ما يوجو الصالحوف إليو أبنائهم الصادقين كمريديهم الطالبين لفتوحات رب العالمين ،فكوف المريد يرل نفسو أفضل من غيره فإنو لن يفلح فى طريق اهلل !متى ينمو النبات كيتم نتاجو؟ إذا كاف على سطح األرض أـ تحت األرض؟ من الجائز أف ينمو فوؽ سطح األرض؛ كلكن لو جاءت ريح ستميلو ،الذل يتم نتاجو كيثمر! ىو ما نبت تحت األرض! ،قاؿ جعفر بن الفراء: كركحها كلم يبت طاكيان منها على ضجر من أخمل النفس حيَّاىا َّ إف الرياح إذا اشتدت عواصفها فليس ترمي سول العالي من الشجر كقاؿ سيدل أحمد بن عطاء اهلل السكندرل {:ادفٔ ْفطو ف ٢أزض ارتُ ٍٛتػسم عًٝو أْٛاز ايٛؾ ،} ٍٛلذلك كاف الصالحوف دائمان يكلفوف
المريدين فى البداية بالخدمة ،فيكلف ىذا بتقديم الطعاـ كىذا بالشال أك الماء، كآخر يستعهم نفسو فيجلسو على الباب يأخذ أحذية إخوانو كيرتبها ثم يلبسها لهم عند خركجهم ...لماذا؟ ألنو يرل مرض الكبر عنده ،ىذا المرض الذل قاؿ فيو الحبيب: ُٔٓ
خٌُ ايٞذََٓ ََِٔ ٜ١نٜإَ فٔ ٞقًٜٞبٔ٘ٔ َٔ ِجكٜاٍُ َذزَٓ َِٔٔ ٕ٠نٔبِس} ٣ { الِ َٜ ٜد ُ
فمثقاؿ ذرة من كبر كما أنها تمنع من دخوؿ الجنة اآلجلة ،فهى تمنع أكالن من دخوؿ الجنة العاجلة ..جنة المعارؼ كجنة الرقائق كالحقائق! فمن الجائز أف يرل اإلنساف فى نفسو أنو شي هخ كبير ،لكن ىذا الكبر يحرمو من عطاءات اهلل كمن نور اهلل! ألنو لم يمش على منهج رسوؿ اهلل كال استجاب للطبيب الربانى الذل يعطيو الدكاء الذل يعالجو من ىذا الداء ،كلذا اسمعوا ماذا كانوا يفعلوف: ُٓٓ كعن أنس بن مالك ،مجمع الزكائد كمسند أبى يعلى كسنن الدارقطنى ُٔٓ ىعن ىعب ًد اهلل ب ًن مسع و ود صحيح مسلم كمسند اإلماـ أحمد ٍ ٍ ٍ ى ٍي
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 242
AAAAAAAAAA
خًُٜٔ ٝ و { ََسَٓ عبداهلل بٔ ضالّ يف ايطُٓٛمٚ ٢عً ٔ٘ٝحُصََِ َِٔٔ ٕ١حَ ٜٛبٕ فك ٌَٝيَ٘ :ا ِ َٜ
ض ُٔ ِعتُ زضَ ٛ ٍ عًََٖ ٢ٜرَا ٚقٜدِ أٜغٓٞاى ٜاهلل عَِٔ ٖرا؟ قاٍَٜ :أزَدِتُ ٜإِٔ أٜدِ ََؼَ ايهٔبِسََ ، خٌُ ادتٓ ََِٔ ٜ١يف قًب٘ٔ خَسِدَي َِٔٔ ٟ١نٔبِس} ٣ اهلل ٜ ك :ٍٛال َٜدِ ُ
157
كدكاء الكبر ليس فى قياـ الليل كال صياـ النهار ،فهذه األدكية لمن عنده جمود ،أل نفس جمادية فيأمركنو بقياـ الليل ،أك نفس شهوانية فيأمركنو بصياـ النهار حتى يقلل الشهوة ...كلكن ىذه العبادات ربما زادت من رؤية العبد لعملو فيزيد كبره كيرل نفسو فوؽ إخوانو ،كما كرد فى حديث الرجل الذل على كجهو سفعة من الشيطاف أعاذنا اهلل ،كلذا فبلبد من الطبيب الربانى الخبير الرحمانى ليصف العبلج الناجع ليكوف الشفاء القاطع. كألنى رأيت ىذا المرض من أشدىا عصيانا على الشفاء ألف الكبر الخفى يجعل من سلكوا السنين الطواؿ إذا سمعوا المقاؿ؛ قالوا ليس لنا بحاؿ! ىذا ألىل البداية قد جزنا ىذه الحكاية! كإف أكثرىم لم يبرحوا مكانهم عند خن تسوؿ لهم أنهم بلغوا أك البداية كلم يبدؤا بعد أكؿ فصل من الركاية ،كأنفسهم ّْ شارفوا النهاية! أقص عليكم شيئان من سيرة اإلماـ الغزالى لتعرفوا كيف عالجو كلذا ُّ شيخو من مرض الكبر! حتى أبرأه اهلل فجاز كفاز!! كزنوا أنفسكم تسعدكا!!
ث هثً :اأً َ اهغصا ٗاه طبٚق اه ٌو الشيخ الغزالى كاف أكبر علماء عصره ،فكاف يحضر مجلس علمو فى بغداد حوالى عشرة آالؼ نفس ،ككاف فيهم ما ال يقل عن مائة من األمراء كالوجهاء ،كما ال يقل عن ثمانين من العلماء األجبلء ،كلكن كاف لو إكراـ عند لت كل العلوـ ،ثم الكريم ،كإنعاـ عند حضرة المنعم ،يقوؿ ... :ابتدأت فح ِّ ص ي
AAAAAAAAAA
ُٕٓ ركاه الطبراني في الكبير كإًسناده حسن ،مجمع الزكائد
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 243
AAAAAAAAAA
كجدت أف الصوفية أفضل الناس فقرأت كل كتبهم ،ثم علمت أف أحوالهم كأنوارىم ال تيناؿ بالقراءة! فبحثت عن شيخ ليعالجنى حتى تيفتح البصيرة كىى ال تفتح إال إذا كاف القلب ليس فيو شئ لغير اهلل: ِْ( التوبة)
ففى ىذه الحالة ال تصلح لطريق اهلل! إذان البد أال يكوف فى القلب غير اهلل كرسولو ،أما إف كاف ىناؾ شئ من ىذا كلو فإذان بينك كبين الوصوؿ كبينك كبين الشهود كبينك كبين العطاءات بىػ ٍوف بعيد! ألف اهلل ال يقبل فى القلب سواه، عمن أمره إذا أراد شيئان أف يقوؿ ألنو سبحانو يغار على أكليائو أف ينشغلوا بالشئوف َّ لو كن فيكوف ... ،حتى إذا انشغلت بالجنَّة يحرمك من المنَّة ،يخاطب اهلل أح ىد العارفين كيبين لو المنزؿ الراقى فيقوؿ لو { :عذبت ملٔ زآْ ٢دَ ٕٚهْٛات،٢
فكاٍ :ضبخاْو تٓصٖت َٔ ،ايرٜ ٣ساى دَ ٕٚهْٛاتو؟ قاٍ َٔ :اخترْ٢ ٚض ١ًٝإىل دٓات ٢فكد زآْ ٢دَ ٕٚهْٛات.}٢
فالذل يعبد اهلل َّ البد أف يعبده لذاتو ( :اعبدْ٘ يرات٘ أفسدْ٘ ) ،كقيل فى الزابور أك أكحى اهلل إلى داككد َٔ { : أظًِ ممٔ عبدْ ٢دتٓ ١أْ ٚاز! ي ٛمل أخًل دٓ ١أْ ٚازا !ٟأفًِ أنٔ أٖال ٟألٕ أعبد! } ،كفى األثر المعتبرَ { :سٓ ضٝدْا
عٝط ٢عً ٢طا٥ف َٔ ١ايعباد قد حنًٛا !،فكايٛا :خناف ايٓاز ْٚسد ٛادتٖٓ١ فكاٍ هلِ :شتًٛقا ٟخفتِ ٚشتًٛقا ٟزدٛمت!َٚ ،سَٓ بك ّٛآخس ٜٔنريو فكايٛاْ :عبدٙ ُٖٓ حبٖا ٟي٘ ٚتععُٝا ٟدتالي٘; فكاٍ :أْتِ أٚيٝا ٤اهلل حكاَ ٟعهِ أَست إٔ أق.} ِٝ
سيدنا إبراىيم دخل النار كلم ينشغل إال بالواحد القهار ،كنزؿ عليو أمين ا لسماء كالوحى جبريل كعرض عليو خدماتو فرفضها ،ألنو ال يريد إال اهلل فجعلها لو
AAAAAAAAAA
ُٖٓ "من أظلم" :العهود المحمدية للشعرانى ،كإحياء علوـ الدين ،كفى حكاية سيدنا عيسى فى اإلحياء.
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 244
AAAAAAAAAA
بردان كسبلما فكاف فى بقعة من الجنة بداخل النار ألنو ليس فى قلبو إال الواحد شئ من محبتو، القهار ،كبعد مركر ثمانين عامان رزقو اهلل الولد ،فدخل فى قلبو ه فأمره اهلل أف يلقيو ىو كأمو فى صحراء ال فيها زرع كال ضرع كال ماء! حتى ال يبقى شب فأيعجب بو، فى قلبو إال ذات اهلل ،كبعد فترة زاره حيث تركو فوجده قد َّ فدخل فى قلبو شئ من المحبة لو ،فأمره اهلل أف يذبحو فبل يبقى فى قلبو إال اهلل : َُّ( الصافات) أسلم القلب هلل كلم يعد فيو غير مواله، جاءت: فهنا َُٓ( الصافات) ...فكل من يريد مقاـ اإلحساف قل لغير حضرة يطهر القلب من كل ما فى األكواف كال يجعل فيو موضعان كإف َّ الرحمن عز كجل ،كىذا جهاد أىل المشاىدات كأىل الفتوحات. فلما كجد شيخ اإلماـ الغزالى أف الغزالى عنده مرض الكبر! قاؿ لو :أتريد كتحمل الفتح الذل عندنا؟ قاؿ :نعم ،قاؿ :فاخلع مبلبسك كالبس مبلبس سقاءَّ ، قربة على ظهرؾ ،كتدكر فى األسواؽ تيسقى الناس لوجو اهلل ،كإياؾ أف تقبل من أحد شيئان ،ككزعو على األسواؽ حسب األياـ!! ...من يقبل ذلك؟!! الذل يريد الفتح ،ألف ذلك عبلج لمرض الكبر: أال من يكن فى قلبو بعض ذرة
من الكبر كاألحقاد ما ىو ذائق
إلى أف فتح عليو الفتاح ،ككذا حدث لغيره من العارفين .
زا ً :اه دوُّص ًّ ضةةةةٌ
املِ فقني
فدكاكين الصالحين مملوءة بمثل ىذه النماذج الطيبة ،لماذا؟ .....حتى يتعالج المريد الصادؽ المسلّْم نفسو لشيخو من األمراض التى عنده إلى أف يتحقق كل كنوز بقوؿ اهلل ٖٗ( الشعراء) ،كعندىا تيفتح لو ُّ جل فى عبله. يبق فى القلب سول اهلل َّ الفضل اإللهى من حضرة اهلل ،ألنو لم ى
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 245
AAAAAAAAAA
حب الههور يقطم الههور! )، لحب الههور ،ك( ُّ لو كاف القلب بو شعبةه ّْ إذان كيف يناؿ النور! كىو ما زاؿ َّ يتعشق الههور! كيحلم بالههور فى النور!! النػ ػػور محهػ ػػور علػ ػػى أىػ ػػل الهػ ػػول ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادر نعط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك األق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداح كالحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػظ
ستخص لو كاف لديك ىول ألكالدؾ أك أقاربك كأعطوؾ العلوـ اإللهية ،ىل ُّ بها ىؤالء كتترؾ أىلها كالمستحقين لها؟!! أك ىل ستطلب الدنيا بسببها؟!! أك ىل ستطلب بها الجاه عند الناس؟!! إمامنا أبو العزائم قاؿ عن الصالحين: { حنٔ قْ ّٛهتِ أضسازْا عٔ ايٛايب حت ٢ال ٜه ٕٛي٘ غٗ ٠ٛإال ف ٢اذتل }
فإذا كاف يشتهى األكل كالشرب ،أك يشتهى السيجارة ،أك يشتهى حديث فليبق فى شهوتو ،أما إذا لم يعد لو شئ إال رضاء اهلل ،كال يريد من اهلل الناس عنو ى إال اهلل فياىناه ،كىذا ىو الذل يتحقق لو مناه. فأنت تجاىد حتى تزيل كل الشهوات الخفية الساكنة فى القلب كتمنعك من العطاءات الربانية ،كيف تعرؼ ىذه الشهوات الخفية؟ البد من خبير إذا أردت: أغنى!
ٓٗ(الفرقاف)
حر! ،كإف كنت غنيان فاهلل ى فتعاؿ لنا! ،أما إذا لم ترد ىذه األشياء فأنت ه ػاس أعرض ػ ػ ػ ػ ػ ػػوا عن ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه كخلُّونػ ػ ػ ػ ػ ػػا كلػ ػ ػ ػ ػ ػػو شػ ػ ػ ػ ػ ػػاءكا ف ػ ػ ػ ػ ػػإف ك ػ ػ ػ ػ ػػانوا لن ػ ػ ػ ػ ػػا كنػ ػ ػ ػ ػ ػا كإف كػ ػ ػ ػػانوا قػ ػ ػ ػػد اسػ ػ ػ ػػتغنوا
ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل ج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ كال معن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى فه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل أحس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنوا اله ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػن كإف ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادكا لن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدنا فإنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا عنهمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أغنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى
إذان البد لئلنساف أف يتخلص من شهواتو الخفيَّة ،بعد التخلص من شهواتو
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 246
AAAAAAAAAA
الهاىرة الجليَّة ،كيصبح من الصادقين ،ظاىره كباطنو ،كباطنو كهاىره ،إذا كاف أماـ الناس بوجو كفى القلب بوجو آخر فهذا مناف هق فما لو كما ألحواؿ الرجاؿ!! فأكؿ شئ يجب على المريد أف يتخلص من سمات المنافقين بالكلية، كالتى ذكرىا اهلل ،كبينها ككضحها رسوؿ اهلل ،فإذا بقى فيو سمة من سمات المنافقين فما زاؿ لم يدخل فى درجة اإليماف الكامل ،إذان البد اكالن أف تتحق بكماؿ اإليماف ،متى؟ إذا تطهرت من كل أكصاؼ المنافقين بالكلية الهاىرة كالخفية ،فإذا تخلص من ىذه كأراد أف يتخلص من الشهوات الخفية فإف الصالحين يدلونو على األحواؿ التى يتخلص بها من ىذه األكصاؼ حتى يبلغ مقامات الرجاؿ أىل الكماؿ، كيصبح فتى فى طريق اهلل ،يدخل فى قوؿ اهلل: ُّ( الكهف)،
َٔ(األنبياء).
سيدنا أبو العباس المرسى فى شرحو لهذه اآلية قاؿ {:إمنا ضُُ ٢فت ّ ٢ ألْ٘ نطٖس األؾٓاّٚ ،نٌ َٔ نطٖس أؾٓاَ٘ املعُٜٓ ١ٜٛطُ ٢فت.} ٢
ما ىى أصنامك المعنوية؟ ..ىى الكبر كالحرص كالطمع كالشهوة كحب الههور ....كغيرىا من ىذه األصناـ التى البد أف ييكسرىا حتى يكوف فتى فى طريق اهلل ،كيناؿ مقاـ الفتوح. كجبلوا على ىذه إذا كاف األنبياء كالمرسلوف مجتبين ،اهلل اصطفاىم ي الصفات اإللهية ،كمع ذلك يتوالىم اهلل فى كل أحوالهم ،كيحاسبهم على كل أنفاسهم ،قاؿ لسيدنا يعقوب :أتدرل لً ىم أبعدت عنك يوسف؟ قاؿ :ال يارب ،قاؿ: ألنك خفت أف يأكلو الذئب ،ألم تعلم أنو فى عنايتى:
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 247
AAAAAAAAAA
(ُّيوسف)
كلمة حاسبو عليها الحسيب .. كأخذه منو ..حتى ابيضَّت عيناه من الحزف على الذنب الذل فعلو. بعث اهلل ركح قاركف بعد أف خسف اهلل بو األرض إلى سيدنا يونس بعد أف سقن فى اليم كابتلعو الحوت ،كقاؿ لوٜ {:ا ْٜٛظ ال تًذأ إال إىل اهلل َٔ أٍٚ
،١ًٖٚقاٍ :ئَِ؟ قاٍ :ألْْ ٢ادٜت ابٔ ارتايٚ ١مل أْاد ٣اهلل فدطف اهلل ب ٢األزض } ،كيف؟ ألنو عندما خسف اهلل بقاركف األرض قاؿ لموسى :تبت
يا ابن الخالة سبعين مرة كيقوؿ سيدنا موسى فى كل مرة :يا أرض خذيو ،فعاتبو اهلل على ذلك كقاؿ لو :يا موسى يستغيث بك سبعين مرة فبل تغثو ،كعزتى كجبللى لو استغاث بى مرة كاحدة ألغثتو!! فلذلك بعثو اهلل إلى سيدنا يونس حتى ال يستغيث إال باهلل ،كلذلك قاؿ كىو فى قاع الحوت ،قاؿ تعالى فى (ٕٖاألنبياء): فلم ألقاه اهلل فى قلب الحوت مع عنايتو بو سبحانو؟ ألنو يئس! كال يجوز اليأس مع األنبياء كالمرسلين! فلما يأس كتركهم كخرج ألقاه اهلل فى بطن الحوت.
فإذا كاف اهلل مع األطهار األخيار األبرار الذين يجبلوا على األكصاؼ اإللهية النورانية يربيهم اهلل لهذه التربية الزكية الربانية ،لكننا نحتاج إلى أف نغير ُْ( نوح) فتغيّْر الطور الذل أنت فيو إلى من أنفسنا أطواران : أف تيصبح إنسانان ربانيان تسير على ال يخلق القرآنى ،كتتأسى بالحيبب فى كل حاؿ. فكيف أعمل فى تلك األطوار؟ البد لئلنساف الواعى أف يعرض نفسو على العارفين كيجالس الصالحينَّ ، ألف
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 248
AAAAAAAAAA
مجالستهم ىى البلسم الشافى لهذه األدكاء ،كىى التى تي ّْنقى اإلنساف من ىذه األدكاء كمن تلك الببلءات كمن ىذه األمراض بشرط: ِْ( األنفاؿ).
فيهل اإلنساف يجاىد إلى أف يصفو القلب كال يبقى فيو غير كجو مواله ،كال يصبح لو ىم كال كتر كال إرب كال شغل إال بحضرة اهلل ،كعندىا يحقق اهلل لو مناه.
خ ًطً :اأض غ ث
ه ٚذ
كفى خبلؿ ىذه األدكار كتلك األطوار ..كأثناء سلوؾ ذلك المضمار يلوح فى األفق سؤاؿ ،ىو من الكثيرين على باؿ :لما كاف الشيخ ىو باب دخولى لتلك المجاىدات ،كىو الذل يكشف لو اهلل عن مكنوف نفسى ليرل بنور بصيرتو المحمدية ما بى من األمراض كاألدكاء كاألخبلؽ المردية! فهل يمكن اإلستغاثة بالشيخ فى جميع تلك األمور كاألحواؿ ،كذلك لقربو من الواحد المتعاؿ؟ كأنا أبين كأقوؿ ليس الشيخ المربى ىو باب الفتح للمريد الصادؽ كفقن! جل فى عبله ،كللمريد أف بل إنو ىو بابو القريب من رسوؿ اهلل كمن حضرة اهلل َّ يستغيث بشيخو فى الشدائد التى يقع فيها ،فإذا كقع فى أل شدة فى الدنيا يستغيث بالشيخ ،كإذا كقع فى أل شدة فى اآلخرة يستغيث بالشيخ ،كالمبلئكة تيبلغو كتقوؿ لو :فبلف فى موطن كذا يستغيث بك ،فيسأؿ اهلل فيو فيشفعو فيو، حتى فى جهنم لو نادل؛ تيبلغو المبلئكة كتقوؿ لو :فبلف يستغيث بك فى مكاف كذا ،فيسأؿ فيو اهلل فيشفعو اهلل ،كىذا فى األمور المدلهمة ،ككاف الصالحوف يشيركف إلى ذلك دكمان بأنهم لهم جاه عند اهلل ،كمن استغاث بهم فى أل زماف أك مكاف أغاثو مواله لقربهم من حضرة اهلل جل فى عبله ،كمكانتهم عند سيدنا رسوؿ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 249
AAAAAAAAAA
اهلل .
لكن فى الفتح كالوصوؿ فالمريد يحتاج إلى العبد الموصوؿ ،فيأخذ بيده خطوة خطوة كال بد لو من السير على األصوؿ ،فبل يصح أف يجلس المريد كيستغيث بشيخو كيسألو النهرة كالمدد ،كال يحرؾ ساكنان معو كال يستجيب لنصحو كيقوؿ بالفضل ياسيدل من غير مجهود! إذ ال بد حتمان لو لبلوغ المراد من خوض نار الجهاد ليخرج من جحيم البعاد ،كالجهاد على األصوؿ ،فبلبد للمريد أف شاىد!! كليس السامع الم ى يجاىد ليشاىد! كالبد لو من قطع المراحل ككلوج ى َّ كالشاىد!
ض دضً :قسمٗ اأح ٚء ه ة ٗا مح ٚء كىنا كقبل أف أنتهى من الموضوع أعرؼ أف كل السالكين كالراغبين ،دائما ما يقولوف :فماذا نقرأ إذان من كتب القوـ عند إبتداء السلوؾ لملك الملوؾ؟ فأنصح إخوانى أجمعين ،كالمسلمين الراغبين فى نواؿ ىذا الفضل من رب العالمين ،كيريدكف أف يسلكوا سبيل الفتح المبين ،أنصحهم أف يطلعوا كيقرأكا كتاب( :إحياء علوـ الدين) لئلماـ الغزالى ،كىناؾ مختصر لو ،ألنو كتاب شامل للعقيدة كاألحكاـ الشرعية كاألخبلؽ كالمعامبلت كاألحواؿ ،كيعتبر أشمل كتاب جل فى عبله ،فبلبد لنا منو حتى نقف أكالن على أرضية صلبة من فى دين اهلل َّ جل فى عبله. العلم باهلل َّ
كىذا الكتاب ألَّفو اإلماـ الغزالى بعد الفتح فى القرف الثالث الهجرل، كلذلك فكل علوـ الصوفية قبلو موجودة فيو ،ككتاب (قوت القلوب فى معاملة المحبوب) ألبى طالب المكى ،ك(رسالة القشيرل) كغيرىا ،ككذلك اشتمل أحواؿ الصالحين من عصر التابعين إلى عصره ،إلى جانب العلوـ الشرعية التى ال غنى عنها لئلنساف ،كقديمان قيل :من لم يقرأ اإلحياء فليس من األحياء!..
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 251
AAAAAAAAAA
كبالنسبة للحديث الشريف فقد قيض اهلل لو إمامان فى علم الحديث كىو الشيخ العراقى فخرج أحاديثو كلها ،فيجب أف نراعى األحاديث الصحيحة كال نلقى باالن لؤلحاديث الموضوعة ،لكن ال غنى عنو حتى تعرؼ كيف تسير ،ففيو اآلداب المطلوبة لك ،كفيو الصبلة كالصياـ كالزكاة كالحج كالعقيدة ،كفيو آداب تبلكة القرآف ،كآداب المعاملة مع الجيراف ،كاإلستئذاف ،ككل اآلداب المطلوبة موجودة ،كفيو كل ما تطلبو من المقامات ،من أكؿ التوبة إلى الرضا عن اهلل ، شامل فلنقرأه حتى نكوف على بصيرة علم من أمرنا ،كنبدأ بسلوؾ الطريق كتاب ه ه إلى اهلل فى صحبة الشيخ المربى عساه سبحانو أف يرفع شأننا ،كيبلغنا مرادنا.
ض
ً :عاً اه٘ة٘ي سؤ ٙاهسض٘ي
كأخيرأن ال أترككم حتى أكشف لكم عن عبلمة صفاء القلب ،فالناس فى أياـ الحج تهيم فى السفر إلى ركضة الحبيب ،لكن الصالحين يتمتعوف بالرسوؿ فى كل كقت كحين ،كيف ذلك يا أحباب؟ كما عبلمة القرب من ىذا الجناب؟ عبلمة صفاء القلب ىى الفتح اإللهى ،فمتى أعرؼ أف قلبى صفا؟ ..إذا فيتحت لى كنوز أىل الصفا كالوفا ،أما إذا لم تيفتح الكنوز إذان ما زاؿ عندل شئ من الجفا ،كيجب أف أعالج الجفا حتى أفوز بالصفا. متى أعرؼ أنى من يك َّمل المؤمنين؟ إذا جاءنى كبشرنى سيد األكلين كاآلخرين ،عبلمة كماؿ اإليماف رؤية سيدنا رسوؿ اهلل ،ألف اهلل قاؿ لو : ْٕ( األحزاب) ،فمن الذل تأتيو لتبشره يا رسوؿ اهلل؟ قاؿ: حبَٓ إي ٔ٘ٝمما ضٔٛاُُٖاَٚ ،حَتُٜٓ ٢كٞرَ َ ف {ال ُٜؤَُِٔٔ ٜأحَ ُدن ِِٝحَتَٜٓ ٢ه َٕٛاهلل ٚزضُٛي ُ٘ٝأ َ حبَٓ إيٜ َِٔٔ ِٜٔ٘ٝإِٔ َٜعُٛدَ يف اي ٝهفٞسَ ٢بعِدَ إِٔ َْذَٓا ُٙاهلل َُِٔٓ٘ٚ ،ال ُٜؤَُِٔٔ ٜأحَ ُدنِِ ٝ يف ايٓاز ٢أ َ د َُعٔنيَ } حبَٓ إيَٚ َِٔٔ ِٜٔ٘ٝيٜدََٔٚٚ ٔٙائدٔٚ ٔٙايٓٓاع ٢أ ِ حَتٓ ٢أنٜ َٕٛأ َ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 251
AAAAAAAAAA
ألنو بالفعل اصطلى بنار الجهاد حتى أخرجو اهلل من أخبلؽ البعاد ،كتخلَّق بأخبلؽ القرب كالوداد! فعندما يصل إلى ىذه الغاية يأتيو رسوؿ اهلل كيبشره بالفتح فى شئ من األغراض أك كالعناية ! ، ...أما إذا لم يأتى رسوؿ اهلل؟ إذان ما زاؿ َّ األعراض أك األمراض التى ذكرىا رسوؿ اهلل ،كىنا يجب أف أعالج نفسى حتى يأتينى رسوؿ اهلل كيبشرنى ،ألف ىذه ىى أحواؿ الصالحين. فإذا جاءت البشرل ىنَّؤه ،ثم إلى مرحلة أخرل نقلوه ،كإلى باب آخر أدخلوه ،كيهل الرجل الصادؽ فى حضن أحباب اهلل الصالحين ينتقل من درجة إلى أعلى كمن حاؿ إلى أرقى حتى إذا استول سلَّموه لسيد األكلين كاآلخرين كأدخلوه ليتولى بذاتو سياسة أمره كمتابعة شأنو كإرشاده كتوجيهو فى كل كقت كحين منامان ثم يقهة ،كىذا ىو حاؿ رسوؿ اهلل مع الصالحين السابقين كالبلحقين. سيدل إبراىيم المتبولى رأل سيدنا رسوؿ اهلل فى المناـ فذىب إلى أمو يزؼ لها البشرل – ككانت من الصالحات -فقالت لو :يابنى ال تتم رجوليتك حتى ترل رسوؿ اهلل فى اليقهة؛ ألنها تريده أف يبلغ المقاـ األرقى ،فهل يجاىد حتى صفا ككفا كرأل الحبيب المصطفى بعد زكاؿ الجفا جهاران عيانان!! ككاف على ىذه كثير من عباد اهلل الصالحين. الشاكلة ه كمنهم رجل يسمى خليفة بن موسى النهرملكى ،كاف من الصالحين فى ببلد العراؽ ،يحكى أف سيدنا رسوؿ اهلل جاءه فى إحدل الليالى سبعة عشر مرة ،ثم قاؿ لو فى الختاـ :يا خليفة ال تضجر من كثرة رؤيتى فإف كثيران من األكلياء ماتوا ُٗٓ كلما جاءه الموت قاؿ لمن حولو أرل رسوؿ بحسرة رؤيتى كلو مرة كاحدة! َّ .. اهلل كصحبو الكراـ يبشركنى بنعمة من اهلل كرضواف ،ثم قاؿ :أرل المبلئكة تبشرنى بفتح اهلل ،ثم خرجت ركحو إلى بارئها سبحانو كتعالى
AAAAAAAAAA
ُٗٓ من أراد المزيد عن رؤية رسوؿ اهلل كالسبيل لها فليقرأ كتابنا" الصوفية فى القرآف كالسنة" طِ ،صِِِْٓٓ-
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 252
AAAAAAAAAA
كعلى ىذا كاف يك َّمل الصالحين فى كل زماف كمكاف إلى يوـ الدين.
ث ًًِ:
سى ٓرا اهصً ْ
كإياؾ ثم إياؾ ثم إياؾ أف تقوؿ أف ىذا الزماف يخلو من ىذه األصناؼ، كأف تقوؿ نحن فى آخر الزماف كال يوجد مثل ىؤالء!! ىم ٍن أكثر األنبياء عطاءان كنوران كفتحان؟ األكؿ أـ األخير؟ سيدنا رسوؿ اهلل ىو األخير كىو أعهمهم فتحان كأكثرىم خيران كبركة صلوات ربى كتسليماتو عليو. ككلما زاد الجفاء زاد العطاء ألىل العطاء حتى يستطيعوف مواجهة الجفاء بالنور الذل كضعو اهلل فى قلوبهم من عنده ،كلما تزيد الهلمة كلما يزيد فى قلوب الصالحين النور ...فهذا الزماف فيو كل شئ ،كالعطاءات تزيد من الحميد المجيد ،كلكن الفتح يحتاج إلى أىلية ،كرجل عنده عطيو ... فأنت عليك األىلية أل تؤىل نفسك ،فإذا يكجد صاحب الفتح كتأىلت أمدؾ اهلل من عنده بالعطاء ألف ىذه ىى يسنة اهلل التى ال تتخلف ،لكن يكجد صاحب الفتح كأنت لم تتأىل فكيف تنتفع بالعطاء؟!! ..كخذكا مثاالن كاضحان الكهرباء فى العمارة كلها ،كلكن الشقة التى تمتلكها فى العمارة لم تركب فيها أدكات الكهرباء التى بها يدخل النور فى الشقة ! إذان كيف تدخل الكهرباء فيها؟! إذان أنت عليك أف تصلح الشبكة الداخلية كتستعين بهم ،كىم سيمدكؾ كيعينوؾ عل تحقيق ىذه األمنية ..فبلبد أف تبدأ ألف: ْٔ( فصلت) حكم اهلل الذل جعلو على األكلين كاآلخرين:
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 253
AAAAAAAAAA
ٔٗ( العنكبوت)
حتى تدخل فى دائرة: ما مدل الجهاد؟ ٕٖ( الحج) ،.كالجهاد ليس كبلـ ،كال أكىاـ كأحبلـ!!
كثير ممن يدعى السلوؾ يعيش فى األكىاـ ،كيتهيأ لو أف ىذه األكىاـ فتح من اهلل!! أكؿ فتح تعرؼ أف اهلل فتح بو عليك أف يعرفك اهلل بنفسك! فيفتح لك أرجاء مملكتك التى فيك ،كتشاىد ما فيك جهاران من أنوار خالقك كباريك ::
ُِ(الذاريات)
كتبصرؾ فبما فيك يكفيك ،فإذا كانت لك أنيَّة كأكصاؼ تتمسك بها كال تريد أف تتخلَّى عنها فػ"أنت" الحجاب ،لو يرفعت الػ"أنػا" كمت فيو ،كعشت فيو ...ل يكشف لك الحجاب ...كلصرت من األحباب: تل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػق المس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػرة كالهن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا انف ػ ػ ػ ػ ػػى أن ػ ػ ػ ػ ػػا كاثب ػ ػ ػ ػ ػػت أن ػ ػ ػ ػ ػػا بالحسػ ػ ػ ػ ػ ػػن يػ ػ ػ ػ ػ ػػا مػ ػ ػ ػ ػ ػػن َّأمنػ ػ ػ ػ ػ ػػا تش ػ ػ ػ ػ ػ ػػهد جم ػ ػ ػ ػ ػ ػػاالن ظ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاىران األخبلؽ .... األخ ػػبلؽ ..... األخػ ػ ػػبلؽ ...... ىذا ىو المنهج السهل المبسن اليسير.. البد لك من الجهاد للتخلق باألخ ػػبلؽ!... كأل عطاء ليس لو ثمن من األعماؿ الصالحة فى ىذه الحياة ،لكن اعمل
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 254
AAAAAAAAAA
كال تشهد أنك تعمل بنفسك كإنما تعمل بمعونة ربك كبتوفيق إلهك ،كاعلم أف ىذا العمل لو خبل من الزلل كالعلل ال يساكل قليبلن كال كثيران فى ملكوت اهلل كنور اهلل كأسماء اهلل كصفات اهلل جل فى عبله ،كإذا تفضل عليك المتفضل بفضل فهو جل فى عبله ،ال بعمل عملتو ،لكن العمل تحقيقان لما كرد فى فضل من عنده َّ الكتاب كمتابعة للنبى األكاب ،كسيران على منهج األصحاب حتى ندخل فى كراثة الكتاب: ِّ( فاطر). كصلى اهلل على سيدنا محمد كعلى آلو كصحبو كسلم
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 255
AAAAAAAAAA
ٗةَّٚةةةةةةةةةةةة
إخوانى األحباب .بارؾ اهلل فيكم أجمعين ... بعد أف أكرمنا اهلل بتماـ كتابنا ىذا الذل أرجوه سبحانو أف يكوف لبنة فى بياف منهاج الواصلين... ، كلما كنا قد تحدثنا كتناكال فى غير موضع منو عن أحواؿ كمقامات الواصلين كاألكلياء كالصالحين ،كبينَّا شيئان من كراماتهم كآيات تأييد اهلل لحبيبو كلدينو فى أشخاصهم بما أفاض عليهم من البصيرة المضيَّة كاإللهامات النبويَّة كالرؤل البهيَّة كالمكاشفات الوىبيَّة كالتوفيق فى اإلرشاد كاإلشارة كإستجابة الدعاء كالرجاء كإصابة العبارة! فقد رأيت أف من كاجبى أف أختمو بهذه الوصية األبويَّة حرصان على سبلمة عقيدة كقلوب أبنائى كإخوانى كأحبابى كالمسلمين أجمعين: أكصى أبنائى كإخوانى كأحبابى كالمسلمين أجمعين: أكالن:
أف يعلَّوا ىممهم كعزائمهم فى طريق اهلل فيسيركا فيو هلل؛ ال لسواه ،ال لعطية كال لفتح كال كشف كال كرامة ،كأف يتحلُّوا بكماؿ اإلعتقاد بأف اإلستقامة خير من ألف كرامة. على شرع اهلل ىى الكرامة الحقيقية الدائمة كالتى ىى ه ثانيان:
إننى كالحمد هلل ال آلو جهدان أف يكوف نصحى كقولى من بعد عملى مطابقان للكتاب كالسنة كعمل السادة األئمة ،فأنصحهم جميعان إف كجد أح هد شيئان مما ينسب إلى غير ذلك؛ فليقف فوران كليستوثق من القوؿ كالفهم ليستبين لو الحق!. ثم فليأخذ بما كافق الشرع ،كليسأؿ اهلل لنا المغفرة إف أخطأنا فى إجتهادنا، َّ تكرـ كراجعنا؛ فلو الشكر منَّا كاألجر من اهلل ،فإف فوؽ كل ذل علم عليم. فإف َّ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 256
AAAAAAAAAA
ثالثان:
و مسلم ،كال ندخر كسعان لكى نؤكد لكل من إننا كالحمدهلل نطلب من كل قصدنا كنحثهم بكل السبل : على األخذ باألسباب الشرعية كاألساليب التقنية كالوسائل العلمية التى سنَّها اهلل تعالى فى ىذه الدنيا إلنجاز األعماؿ كقضاء المصالح كالتوظف كالعبلج أك الزكاج كاإلنجاب أك أل أمل فى الحياة! فنطلب من الجميع أف يقصدكا أكالن المختصين من أىل العلم كالخبرة كأف يطرقوا جميع األبواب الشرعية كما أمر اهلل ّْ كسن رسولو ،الذل قاؿ فى الحديث الشريف الجامع فى األخذ تعالى َّ باألسباب : دٌْ َْصٍََ عًَ ٢ٜطٜس٢ ٜ٢ ل دٌْ َْصٍََ بََِٝتا ٟخَس٢باَ َٚ ،ٟز ُ دٌَٓ :زَ ُ { ثَالٜثَ ٠١الُٜ ٜذٔٝبُُِِٗ َزبُٓو ٜعَصَٓ ََ ٚ َُٔ ضٌَ دَابَٓتَُ٘ ثَُِٓ دَ َعٌَ َٜدِعُ ٛايًٜ َٜ٘ٓإِٔ َٜخِبٔطََٗا } دٌْ ٜأزِ َ ايطَٓبَٔ َٚ ،٢ٌٝز ُ
أل ال يستجيب دعائهم كال يبلغوف غايتهم كقصدىم ،فاألكؿ نزؿ مكانا مهجورا ال يأمن فيو الضرر على نفسو كيقضى ليلو متضرعان هلل ليحميو كيحرسو! فلن يجيبو اهلل! ألنو لم يأخذ بأسباب األمن كالنجاة ،كخالف النبى الذل كانت جنود اهلل كلها تحرسو! كلكنو مع ذلك كأدبان مع مواله كاتباعان لنهاـ كقانوف الحياة كاف يوقف حارسان على بابو عمبلن بأسباب الحفظ ك األماف ،حتى أنزؿ اهلل قولو: ٕٔ( المائدة) فصرؼ الحارس. كالثانى لم يأخذ بأسباب الكرامة كالسبلمة كلم يرع حق الطريق فجلس حيث يسير الناس كالسيارات كالدكاب فعرض سبلمتو للضرر ،ككرامتو لئلمتهاف، كأضر بمصالح الناس بتضييق الطريق عليهم! كيريد إحتراـ الناس كيدعو اهلل أال
AAAAAAAAAA
حمن بن عائذ الثمالي ،جامع المسانيد كالمراسيل. الر ش َُٔ (طب) عن عبد َّ
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 257
AAAAAAAAAA
َّ استخف بقوانين الحياة! يؤذيو أحد كأف يحفظ عرضو! فلن يستجيب لو مواله ألنو يلومن إال نفسو ! أما الثالث ترؾ أسباب الوقاية كالرعاية كبلوغ الغاية! فبل َّ ككلنا يذكر الحديث الشريف : ُُٔ ضٌُ َْاقٜتَٔٚ ٞأٜتَ َٓ ٛنٌُٜ؟ قاٍَ :ا ِعكًٔٗٞا َٚتَٓ َٛن} ٌِٜ دٌْ يًٓيبٝ :ٓ٢أزِ ٔ { قاٍ زَ ُ
فأكصى كل من أراد أف يستنير برأل الصالحين كبصيرتهم بأف يسألوا أىل الخبرة قبل أف يأتوا الصالحين! فيعطوا الطب حقو ك يتركوا الكسل ك التراخى كالتواكل فى األخذ باألسباب! ألف السماء ال تمطر ذىبان كال فضة!.. فليستشيركا أىل العلم كليأخذكا باألسباب! كلكن ال تأتى الرجل الصالح تسألو كأنت لم تدرس األمر ،كتريد من الشيخ أف يكوف مكتبان لدراسة الجدكل كبيت خبرة فى الطب كالهندسة كاإلستثمار .. كغيرىا ا!! كأنت تكسل أك على نفسك تبخل! ك تأتى الرجل كأنت خامل كسبلف كفى ضميرؾ أف يريحك من الطب أك العمل كالسعى كالسؤاؿ كالبحث! كيدعو لك فينجح المشركع ببل جهد! أكتتزكج البنت كيعمل الولد ببل سعى! كيشفى تواكل ال يحبُّو الصالحوف ألنهم أشبو الخلق برسوؿ اهلل المريض ببل طب! فهذا ه الذل علَّم أصحابو كالدنيا بأسرىا من بعدىم لما سألتو اإلعراب: { َٜا زَضُ ٍَٛايً ٌَِٖ ٜٔ٘ٓعًََِٜٓٝا دَُٓاحْ ٜإِٔ الَْ ٜتَدَا٣َٚ؟ قٜاٍَ :تَدَاَِٚٚا عٔبَادَ ايً ;ٜٔ٘ٓف٢ٜإَٕٓ ايًَ٘ ٜٓ ُِٔ . غفٜا} ّ٤ قعَ ََعَُ٘ ٔ كعِ دَا ّ٤إ٢الَ َٚ ٜٓ ضُبِخَاَُْ٘ ،يَ َٜ ِِٜ
اعتل فعرؼ بعض بني إسرائيل علَّتو ككرد فى األثر أف موسى عليو السبلـ َّ تداك بكذا تبرأ؛ فقاؿ :ال حتى يعافيني ببل دكاء! فطالت علَّتيو فأكحى لو فقالوا :ى ُُٔ عن جعفر ب ًن عمرك بن أمية عن أبيو ،صحيح ابن حباف ،كسنن الترمذل عن أنس . ُِٔ سنن ابن ماجو ككثير غيرىا ،عن أسامة بن شريك.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 258
AAAAAAAAAA
اهلل:
خ ٜاَٛض ٢أزدت إٔ تب ٌٛحهُيت يف خًك ٞبتٛنًو عً !ٖٞال أبسأتو حت ٢تتدا ٣ٚمبا ذنس ٙٚيو! َٔ ،أٚدع ف ٢ايعكاقري املٓافع غريٟ؟
ُّٔ
رابعان: ثم أنصح إخوانى أجمعين ككل من استجاب كأخذ باألسباب أف يعلى عقيدتو فى مواله فيعلم أف الفاعل على الحقيقة ىو اهلل كأنو مسبّْب األسباب، فبل يكوف إعتماد المؤمن الصادؽ علي األسباب؛ بل نعمل بها اتباعان لسنة نبيينا كحفهان لقانوف حياتنا؛ ثم نتوكل على اهلل كنعتمد عليو ال على فعلنا! فاهلل إف شاء كيهل العبد فى عطَّ ىل األشياء ،أك أتى لؤلسباب بتصاريف عجاب فتتوقف األسباب ُّ تعب كعذاب! كلذا نحتاج لرفع األكف بالدعاء ،كلبركات الصالحين كاألكلياء كإكرامات اهلل ألىل الرجاء فتعمل األشياء كيحصل التوفيق ببل مزيد عناء ،أك يأتى الفرج فى الخفاء كيكفى اهلل عبده اإلبتبلء. كقد كرد أف موسى مرض فأمره اهلل أف يتداكل بنبتة فبرأ ،ثم عاد فتعجب فقاؿ لو اهللٜ :ا َٛض !٢يٝظ ايػفا ٤ف٢ المرض فأخذ النبتة فلم يبرأ! َّ ايػذسٚ ٠إمنا ايػفا ٤ف ٢نالَ !٢أل أنى أكدعت الدكاء فى الشجرة ،أما الشفاء فبل يأتى إال بإذنى بأف يفعل الدكاء ،فاألشياء ال تعمل بما أكدعو اهلل فيها إال بإذف باريها ،كىذا الفرؽ بين المؤمن كالكافر ،كبف \لك؟ ىذا ألف األخير يمرض كيتعالج كيشفى أك يموت كال يدرل إال الهاىر كبى ًعي ور ثم أيطٍلً ىق كال يدرل لم؟ ،أما المؤمن فيرل السبب الهاىر أنو أىمل الوقاية ك َّ أ ٍيم ًس ى السر الباطن أف اهلل ييطى ّْهره أك يرفع درجتو أك ينبّْػ ىهو! ،فيذىب فمرض ،كيدرل َّ
AAAAAAAAAA
ُّٔ (طب عن ابن مسعود) قاؿ السخاكم :للحديث طرؽ بألفاظ ،كفي الباب أبو ىريرة كأسامة كجابر كغيرىم ،فيض القدير
AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 259
AAAAAAAAAA
ليتعالج سائبلن اهلل الشفاء مع أخذ الدكاء كشكر النعم كاآلالء! فأنصحكم أف تعملوا و كاضع أملو فى اهلل ال فيما أدَّاه ،فيوفّْقو مواله فيصيب بالعمل كىمة؛ كيك هل بإخبلص َّ ه مناه! كيحفهو تعالى بفضلو مما خفى من تصاريف الحياة!.. فإذا أخذ تم باألسباب كأتيتم الصالحين نلتم من بركاتهم كدعائهم فكنتم َّ كيلح! متأدبين بأدب النبى الذل لما أراد الحرب أستعد؛ فلما تقاتلوا قاـ يدعو اهلل ُّ فمع ّْ الجد كالعمل يدعو الصالحوف كيتضرعوف لتعمل األسباب عملها ،كيبارؾ اهلل فى نتاجها ،كيحمى من الشركر كاآلفات ثمارىا؛ ببركة دعائهم كقربهم من ربهم. خامسان: أكصى إخوانى كأحبابى كأنصحهم دائما باستشارة أىلهم كزكجاتهم كأزكاجهم كأبنائهم كبناتهم ،كأحثهم جميعان على تدريب من يعولوف على الرأل كالمشاكرة كإعماؿ الفهم كالفكر كتدبر األمور؛ ألنو ىكذا كاف مع أىلو كصحبو الكراـ بالرغم من تأييد السماء لو ،كغناه عن كل رأل بعد توفيق اهلل. سادسان: كما أكص يكم إخوانى باإلستخارة الشرعية مع األخذ باألسباب العملية ،كأف تعلّْموا ذلك ألىليكم كأف تقوكا عقيدتهم أف اهلل الفعَّاؿ ىو العالم بالنفع فى الحاؿ مفوضين كندعوه أف يوفقنا لنستبين ،فإف لم ً نهتد كالمآؿ ،فعند اللزكـ نستخيره ّْ فلنخلّْص النوايا كلنكرر بيقين مع لزكـ التسليم للعليم المبين ،فإف غي َّم علينا أك صرنا حيارل؛ فلنلجأ لئلستنارة كاإلستشارة بصدؽ العرض كالعبارة. سابعان: كأنصح إخوانى األحباب كالمسلمين كالمسلمات كأصحاب الحاجات أف تتزكجن كالنساء لم يطلَّ ٍقن أك لم كيص ّْححوا المفاىيم أف البنات لم ٍ يػي ىر ّْش يدكا العقائد ى ينجبن! أك لم يي ٍك ىرٍىن! كاألزكاج لم يتعطلوا ليس بسبب األعماؿ كال السحر كال
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 261
AAAAAAAAAA
الجن كال الغيرة كالحسد! كال تلك األمور التى ذكرىا الشرع فى أضيق الحدكد!.. لما استشرل الجهل كالضعف؛ جعلناىا أساس مشاكلنا الزكجية كاإلجتماعية! لكننا َّ شماعة ىائلة لكل عيوبنا التربوية كأخطائنا اإلجتماعية كجهاالتنا بل كنصبناىا َّ العلمية كالدينية! فأستمر إستسبلمنا كخضوعنا لموركثات كعادات ليست من الدين! كلم يكن ىكذا نبينا كال الصحابة كالتابعين. فدعوا الضعف كالخوؼ كالذؿ كالرجاء لغير اهلل إخوتى! كخذكا باألسباب للرب المعين! كإياكم كالسحرة كالدجالين كأىل اإلرتياب ،اتقوا اهلل مع اللجوء ّْ كاقيموا شرعو كما فى الكتاب؛ ثم انصبوا األكف بالدعاء كقفوا بالباب لتعمل خفى لطف اهلل كنجدتو كفضلو كإسعافو ببل بنء كال احتساب. األسباب ،كيأتى ُّ كأنصحكم ىنا إخوانى األحباب أال تخجلوا من اللجوء للطب النفسى أك األسرل عند اللزكـ! كأال نحرجوا من ذلك! ألننا يعيبنا أف نذىب للطبيب النفسى طب العبلقات األسريَّة كنقوؿ ىذه بليَّة! فنلجأ كنعتبر ذلك مرادفان للجنوف ،كنرفض ّْ للدجالين! أكنهرب لؤلكلياء كالصالحين كنعتقد أف استشارتهم كدعوتهم أك حضور مجالسهم كفقن سيأتينا بالبركة كستحل مشاكلنا كنكوف أرحنا أنفسنا من الطب كاألطباء كالتحاليل كالمستشفيات أجمعين! كيف ذلك! فالطب النفسى صار اليوـ ضركرة ألف األمراض النفسية استشرت فى عصرنا بسبب الضغوط الهائلة التى يتعرض لها الناس أفرادان كجماعات من جميع اإلتجاىات مما يسبب العديد منها كيضعها على قدـ مع القلب كالضغن كالسكرل كالسمنة ،بل كأخطر ألنها صارت سبيبلن نٍ لباقى األمراض ،ك نحتاج لطب العبلقات األسريَّة أك الزكجية ألف الشباب زادت مشاكلهم اليوـ أيضان ّْ الجنسية بسبب التطورات التكنولوجية كتراجع التربية الدينية كغياب الرقابة كالتوجيهات األبوية ،كإنتشار العادات المؤذيةّْ ، كتفشى الرذيلة كتقليد مهاىر الحياة الغربية.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 261
AAAAAAAAAA
ثامنان نٍ:
يسمونو كما أنصح إخوانى األحباب كالمسلمين أيضان بتصحيح مفاىيم ما ُّ الرقػٍيىة أك التداكل باألعشاب أك الحجامة كأف يعلموا أف لو العبلج بالقرآف أك ي ضوابطان علمية كحدكدان شرعية!! كأحذركم أجمعين من الدجالين كاألفاقين كالمشعوذين الذين يأكلوف الدنيا بالدين كيستغلوف سذاجة المتدينين حتى يصدؽ الطب بعض السذج أف العسل يشفى مرض السكر ككل داء! ،أك أف ما عجز عنو ُّ تشفيو سور مخصوصة أك أسماء اهلل الحسنى مع الحبة السوداء! ،..فبل غنى عن العبلج بالطب المعلوـ كالثابت! كاألدكية كالعقاقير المعتمدة ،ككثير منها مستخلص من نباتات بواسطة العلماء كالهيئات ،مع عقيدتنا أف الشافى ىو اهلل مع ه األخذ بالمسببات ،كعندىا تنفع الدعوات كتفيد البركات ،فمن يأتوننى لطلب دعوة شفاء أك تحقيق رجاء أك للنصح كاإلفتاء! ظانّْين أنى ساقوؿ لهم خذكا كذا أك إقرأكا كيت كما عودىم بعض المشايخ! أنصحهم جميعان أف الدين ىنا ىو فى األخذ بالطب المعلوـ الثابت يقينان نٍ مما علمو اهلل لؤلطباء كالمختصين كالعلماء. يمن عليهم كنحن ياإخوانى مع األخذ باألسباب ندعو اهلل كنتضرع إليو أف َّ بالشفاء كأف يرحمهم بفضلو من كل ابتبلء ببركة سيد الرسل كاألنبياء؛ فيوفق سبحانو معهم األطباء فى تشخيص الداء ،فيصيب معهم الدكاء ،كيبعد عنهم ببركة الصالحين ما خفى من األدكاء كاألنواء ،كيسبل اهلل عليهم ستره كيكشف الببلء. تاسعان نٍ:
كأنصحكم جميعان ياإخوانى أف نقف َّ صفان كالبنياف المرصرص مع كل الجادين المخلصين ضد كل من يجعل التصوؼ بابان للسلبية أك التواكل أك التنطع أك الكسل أك ترؾ األسباب أك أكل الدنيا بالدين! أنصحكم بتقول اهلل ما استطتعتم مع أخذكم بأسباب العلم كالعمل ألف الغرب لما أتقن العمل كاألسباب فتح اهلل لهم فى الدنيا األبواب ،ككذا يعاملنا اهلل إف فعلنا مثلهم ،كلكنو سبحانو يزيدنا أىل
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 262
AAAAAAAAAA
اإليماف عليهم فوؽ الرزؽ باألسباب؛ بأف يرزقنا أيضان من كراء األسباب رزقان بالفضل من غير حساب كال احتساب! بشرط التقول ياأكلى األلباب! كالتقول ىى األخذ بالسنة كالكتاب ببل تواكل كال تنطع! كال كسل كال تسكع! كبها يفتح اهلل بركات األرض كالسماء! كينتفع الناس بالصالحين! كبمشورة العارفين فتصيب النهرات! كتستجاب الدعوات فيأتى توفيق اهلل كيصير القليل أبرؾ من الكثير ،كيتعطَّف اهلل إكرامان ألحبابو بفضلو كخفى لطفو كبره فتزكؿ الشدائد كيقلب مقلب القلوب قلوب عباده ،فيحنن من شاء على من شاء استجابة لدعاء األكلياء ،فتنزؿ العطايا تترل فى كل كقت كحين على المجدين الذين اتقوا اهلل كأخذكا بالشرع المبين! ك ليس على الكسالى كال البطالين! كال من يضيعوف العلم كالدنيا كالدين! كال َّ المدعين المستبيحين ألعراض المسلمين! كال من يعطلوف الشرع المتين! كأتباعهم من الغافلين يركنهم مبرككين!! .. أنصحكم أبنائى كإخوانى كأحبابى كالمسلمين بالعمل بكل ماسبق!.... كفقنى اهلل كإياكم للعمل بما نسمع! كرزقنا الصدؽ كالتوفيق فيما نعمل!...... ....كصلى اهلل على سيدنا محمد كعلى آلو كصحبو كسلم تسليمان كثيرا......
(خ) للبخارم( ،ـ) لمسلم( ،ؽ) لهما( ،د) ألبي داكد( ،ت) للترمذم( ،ف) للنسائي( ،ق) البن ماجة )ْ( ،لهؤالء األربعة )ّ( ،لهم إال ابن ماجو( ،حم) ألحمد في مسنده( ،عم) البنو في زكائده( ،ؾ) للحاكم في مستدركو كإال فمبين( ،خد) للبخارم في األدب( ،تخ) لو في التاريخ( ،حب) البن حباف في صحيحو( ،طب) للطبراني في الكبير( ،طس) لو في األكسن( ،طص) لو في الصغير( ،ص) لسعيد ابن منصور في
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 263
AAAAAAAAAA
سننو( ،ش) البن أبي شيبة( ،عب)لعبد الرزاؽ في الجامع( ،ع) ألبي يعلى في مسنده، (قن) للدارقطني في السنن كإال فمبين( ،فر)للديلمي في مسند الفردكس( ،حل) ألبي نعيم في الحلية( ،ىب) للبيهقي في شعب اإليماف( ،ىق) لو في السنن( ،عد) البن عدم في الكامل( ،عق)للعقيلي في الضعفاء( ،خن)للخطيب في التاريخ كإال فمبين(.إنتهى).
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 264
AAAAAAAAAA
ّ ٕ ٗ ُُ ُِ ُْ ُٓ ُٕ َِ ِّ ِٓ ِٔ َّ ِّ ّٓ ّٖ ُْ ّْ ْٔ ْٕ ْٗ َٓ ِٓ ّٓ ٕٓ ِٔ ٓٔ ٕٔ ٗٔ َٕ
الفهرست المقدمة َّ َّ ىذا فضل اللو :عبلمات من سيرة العارؼ باللو الشيخ فوزل محمد أبوزيد كأما بنعمة ربك فحدّْث البداية البحث عن العارؼ معرفة اإلماـ أبى العزائم البحث عن المعرفة العثور على الرجل الحي َّ البداية الصحيحة للسير إلى اللو فى صحبة الشيخ استبلـ الراية إكماؿ المسيرة كالفتح الوىبى فى الدعوة من بعض عبلمات تأييد الَّلو كتوفيقو سبحانو التأييد بالرؤيا الصالحة التأييد بإجابة مكنوف الصدكر تأييد اهلل تعالى فى اإلستشارة أك التوجيو التأييد بإسػتجابة الدعاء كتحقيق الرجاء التأييد بإستجابة األفراد كتبديل السيركالسػلوؾ. الدعوة كالهدؼ الباب األكؿ :تصحيح النيةَّ حكمة الع ػ ػػارفين تصحيح النيَّػ ػ ػػة صفاء الطويَّػ ػػة إصبلح القلوب عبلمة الصبلح الرقًى فى الدرجات أسرار ي مفتاح الصبلح الباب الثانى :تصفية القلب تصفية القلب جهاد النفس
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 265
AAAAAAAAAA
ْٕ ٕٕ ٕٕ ٖٕ ّٖ ْٖ ٖٔ ٖٔ ٕٖ ٖٖ ٖٗ ّٗ ٓٗ ٔٗ ٔٗ ٗٗ ََُ َُِ َُّ َُٓ َُٔ َُٕ َُٕ َُُ ُُُ ُُّ ُُٓ ُُٕ ُُٖ َُِ ُِِ ُِّ
صفاءي القلب جهاد السالك لتنوير القلب الحالك أكالن :ترؾ النفاؽ العلمى كالعملى من أبواب النفاؽ العملى ثانيان :الحرص على القياـ بالفرائض ثالثان :الحرص على أنفاسو كصحتو الركحانيَّة رابعا نٍ :محبَّة اهلل كرسولو كمن كاالىم خامسان :التأليف بين اإلخواف سادسان :الخركج من عوائده كمألوفاتو مع المداراة سابعان نٍ :الحرص على سبلمة كرعاية نفسو ثامنان :القياـ بواجب الوقت مع حفظ المرتبة الباب الثالث :التسليم للصالحين ي كقت الصالحين كلو هلل يتم التسليم للصالحين؟ كيف ُّ فلتبدأ من جديد! إفهم ّْ كنفذ إشارة الشيخ يحب العبد التقى الخفى إف اهلل ُّ العقل الموىوب الباب الرابع :فقو الطهارة الطه ػػارة س ػ ػ ُّػر القبوؿ طه ػػارة الج ػ ػػوارح طهارة النفػ ػ ػػس طهػ ػػارة القلب طه ػػرة الركح تماـ الطهارة الباب الخامس :العناية اإللهية ليست الكرامة ىى العبلمة! االستق ػػامة تنزؿ المبلئك ػػة التوفيق المكاشفة الربانية اليقين
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 266
AAAAAAAAAA
ُِٔ ُِٕ ُُّ ُّّ ُّٓ ُّٕ ُّٗ ُّٗ ُْْ ُْٔ ُْٕ ُْٗ ُُٓ ُّٓ ُٕٓ ُُٔ ُِٔ ُّٔ ُٓٔ ُٕٔ ُٗٔ ُُٕ ُّٕ ُٕٓ ُُٖ ُّٖ ُٖٓ ُٕٖ ُٖٖ ُٖٗ َُٗ ُُٗ
الراسخوف فى العلم قصد الرج ػ ػاؿ الباب السادس :صياـ العارفين كإكراماتهم رمضاف طواؿ العاـ يا كراـ! أبواب النيراف فى اإلنسػاف أبواب الجناف فى بنى اإلنساف إكرامػ ػ ػات الصالحين ُُْ :إكرامات السمع إكرامات العػين ُْٓ :إكرامات اليػد إكرامات اللساف ُْٔ :إكرامات البػطن إكرامات القػدـ ُْٕ :إكرامات القػلب إكرامات الفػرج الباب السابع :درجات الكشف كشف الحجاب الطريق إلى كشف الغيوب كشف العيوب كشف الجم ػاؿ كشف مساتير الغيوب الباب الثامن :المنهاج القويم للمريدين مريدك ىذا الزماف!! طريق أىل الصدؽ كاليقين الكل فى النهاية سيصل للغاية ُّ الباب التاسع :الموجز األنفس فى تزكية األنفس تعريف النفس طرؽ تزكية النفس ميادين جهاد النفػس الفصل العاشر :مقامات أحباب الصالحين طبلب المصالح ك الحاجات المقصركف المحبُّوف ّْ المحبُّوف المتابع ػوف اإلستجابة شرط اإلجابة أتباع الصالحين األكل ػين الحى حياةه للقػلب نفس مع ّْ ه
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 267
AAAAAAAAAA
ُّٗ ُْٗ ُٓٗ ُٓٗ ُٕٗ ُٖٗ َِِ َِِ َِْ َِٔ َِٗ ُِِ ُِْ ُِٖ َِِ َِِ ُِِ ِِِ ِِّ ِِّ ِِْ ِِْ ِِٓ ِِٕ ِِٗ ِّّ ِّْ ِّٓ ِّٔ ِّٗ ِْٕ ُِٓ
ركشتة الصالحين للفتح المبين! المداكمة ال ّْ تحقر الصغائر ترؾ الفضوؿ! قياـ الليل الذكر كعدـ النوـ بعد الفجر ط ًٍب لسانك بذكر اهلل رى المرشد باب الفتح أحواؿ الرجاؿ أىل الكماؿ! األدب مع الرجاؿ! سر القوـ! الباب الحادل عشر :فصل القوؿ فى ّْ سر الفتح. األخبلؽ ُّ ىل األخبلؽ تقبل التغيير؟ جهاد العارفين فى األخبلؽ. كيف يعرؼ السالك عيوب نفسو؟ أكالن :زف نفسك بالصالحين! ثانيان :إذىب للشيخ المربى ثالثاي :استعمل مرآة األخوة! رابعان :بما يصفك أعدائك؟ خامسان :اإلعتبار بالخلق ركشتة العارفين إلصبلح أخبلؽ المريدين أكالى :القلب ىو المركز. ثانيان ىٍ :ادفن نفسك كدع الكبر ثالثان :اإلماـ الغزالى كالتطبيق العملى رابعان :التخلص من سمات المنافقين خامسان :اإلستغاثة بالشيخ سادسان :إقرأك اإلحياء لتصيركا أحياء سابعان :عبلمة الوصوؿ برؤية الرسوؿ ثامنان :بشرل ىذا الزماف كصية أبوية الفهرست قائمة مؤلفات الشيخ :ِّٓ،أين تجد مؤلفات الشيخ؟
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 268
AAAAAAAAAA
ُ -اإلماـ أبو العزائم المجدد الصوفى(ِط) ِ -الشيخ محمد على سبلمو سيرة كسريرة -ّ ،.المربى الربانى السيد أحمد البدكل -ْ.شيخ اإلهسبلـ السيد إبراىيم الدسوقى -ٓ ،.الشيخ الكامل السيد أبو الحسن الشاذلى ٔكٕ -نفحات من نور القرآف جُكِ -ٖ .مائدة المسلم بين الدين ك العلم -ٗ .نور الجواب على أسئلة الشباب -َُ .فتاكل جامعة للشباب-ُُ . مفاتح الفرج (ٕط) (ترجم لؤلندكنسية) -ُِ.تربية القرآف لجيل اإليماف (ترجم لئلنجليزية كاألندكنسية) -ُّ .إصبلح األفراد ك المجتمعات فى اإلسبلـ-ُْ. كيف يحبُّك اهلل ( يترجم لؤلندكنيسية)-ُٓ.كونوا قرآنا يمشى بين الناس (يترجم لؤلندكنيسية ) -ُٔ.المؤمنات القانتات ُٕ -فتاكل جامعة للنساء -ُٖ .قضايا الشباب المعاصر -ُٗ .زاد الحاج ك المعتمر (ِط) َِ -جُ :المولد النبول -ُِ .جِ :اإلسراء ك المعراج -ِِ .جّ : شهر شعباف ك ليلة الغفراف-ِّ ،جْ :شهر رمضاف ك عيد الفطر المبارؾ-ِْ . جٓ :الحج ك عيد األضحى المبارؾ -ِٓ .جٔ :الهجرة ك يوـ عاشوراء-ِٔ . الخطب اإللهامية :مجُ:المناسبات الدينية طِ،كتاب كاحد ِٕ -حديث الحقائق عن قدر سيد الخبلئق (ّط) -ِٖ .الرحمة المهداة. ِٗ َّ-إشراقات اإلسراء:جُ(ِط) ،جِ -ُّ .الكماالت المحمدية.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 269
AAAAAAAAAA
ِّ -كاجب المسلمين المعاصرين نحو الرسوؿ (ترجم لئلنجليزية)-ّّ.السراج المنير.
ّْ -أذكار األبرار ّٓ -المجاىدة للصفاء ك المشاىدة ّٔ -عبلمات التوفيق ألىل التحقيق ّٕ -رسالة الصالحين ّٖ -مراقى الصالحين ّٗ -طريق المحبوبين ك أذكاقهم َْ -كيف تكوف داعيان على بصيرة ُْ -نيل التهانى بالورد القرآنى -ِْ.تحفة المحبين كمنحة المسترشدين (فى عاشوراء) للقاكقجى (تحقيق) -ّْ ،طريق الصديقين إلى رضواف رب العالمين(ترجم أندكنسي)-ْْ. نوافل المقربين. ْٓ -الصوفية ك الحياة المعاصرة ْٔ -الصفاء كاألصفياء -ْٕ.أبواب القرب ك منازؿ التقريب ْٖ -الصوفية فى القرآف كالسنة (ِط) (ترجم إنجليزم) -ْٗ .المنهج الصوفى كالحياة العصرية َٓ -الوالية كاألكلياء ُٓ -موازين الصادقين ِٓ- الفتح العرفانى ّٓ -النفس ،كصفها كتزكيتها -ْٓ.سياحة العارفين ٓٓ -منهاج الواصلين. ٔٓ -مختصر مفاتح الفرج (ّط) -ٕٓ .أذكار األبرار (ِط) -ٖٓ.أكراد األخيار ( تخريج كشرح) (ِط) -ٓٗ ،عبلج الرزاؽ لعلل األرزاؽ (ِط). َٔ -بشائر المؤمن عند الموت - ُٔ.أسرار العبد الصالح كموسى ، ِٔ -مختصر زاد الحاج كالمعتمر -ّٔ.بشريات المؤمن فى اآلخرة. رب ُ– نسمات القرب ِ -أحسن القوؿ ّ -طريق الصديقين إلى رضواف ّْ التصوؼ العالمين (طِ) ْ -أسرار العبد الصالح كموسى (طِ) -ٓ ،حقائق ُّ
النقي. ٌ
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 271
AAAAAAAAAA
تطلب جميع المؤلفات من المكتبات الكبرل بالقاىرة كاألقاليم ،كدكر توزيع األىراـ كاألخبار كدار الشعب كدار المعارؼ كالهيئة المصرية العامة للكتاب، كما يمكن تنزيل الكتب من ،WWW.askzad.comأك تطلب من الناشر: دار اإليماف كالحياة ُُْ ،ش َُٓ المعادم بالقاىرة ،تََََُِِِِِْٓٓ :
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 271
AAAAAAAAAA
إسى انًكتثح
رلى انهاتف
انًجهد انعرتٍ
36523635
227ش جىهر انمائد األزهر
يكتثح انجُدٌ
36512627
سىق أو انغالو يُداٌ انذسٍُ
دار انًمطى
38567326
63ش انشُخ رَذاٌ،عاتدٍَ
دار األدًدٌ نهُشر
36851614
51طهعت درب أياو سًُُا يترو
جىايع انكهى
36757135
28انشُخ صانخ انجعفري اندراسح
َفُسح انعهى
36215552
5يُداٌ انسُدج َفُسح .
34545238
عًارج انهىاء 3ش شرَف
دار اإلَساٌ
44461144
215ش انتذرَر ،يُداٌ اندلٍ
يكتثح يدتىنً
36867532
7يُداٌ طهعت درب
يدتىنً يدَُح َصر
35126713
طُثح ،3111ش انُصر يدَُح َصر
انُهضح انًصرَح
34521555
5ش عدنً جىار انسُترال
هال نهُشر وانتىزَع
44555245
7ش ددجازٌ ،خهف َادٌ انترساَح
انًكتثح انفاطًُح
1276311757
أو انمري
36757364
237ش جىهر انمائد األزهر
األدتُح انذدَثح
36545773
5ش انصُادلُح تاألزهر
انروضح انشرَفح
37555755
32ش د.أدًد أيٍُ ،يصر انجدَدج
يكتثح عثادج
1663437131
كشك سىَا
1235715173
يذطح انريم ،أياو يطعى جاد
1212343757
يذطح انريم ،صفُح زغهىل
1225225411
77شارع انُثً داَُال ،يذطـح يصر
انًكتة انًصرٌ انذدَث
انماهرج
يُداٌ األزهر أياو انثاب انعثاسٍ
انسلازَك – ش َىر اندٍَ
اإلســـــــكُدرَح يعرض انكتاب انسكُدري كشك يذًد سعُد
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 272
AAAAAAAAAA
يىسً
يكتثح انصُاد
14-4537655
يكتثح سُثىَه
14-6573645
5ش انُثً داَُال ،يذطح يصر 34انًشُرأدًد إسًاعُم ،سُدي جاتر
األلـــــــــــــانُى كشك عثدانذافظ يذًد عثدانذافظ
--------
انسلازَك ،تجىار يدرسح عثد انعسَس عهً
يكتثح عثادج
166-3437131
انسلازَك – شارع َىر اندٍَ
يكتثح تاج
151-4445762
طُطا أياو انسُد انثدوي
يكتثح لرتح
151-4434556
يكتثح اإلًَاٌ
--------
كشك انصذافح
---------
أوالد عثدانفتاح انسًاٌ
3438655-154-
كشك أتى انذسٍ
1275627727
دار األدًدٌ نهُشر
1773458713-
طُطا 5 ،ش سعُد يع شارع انًعتصى أياو كهُح انتجارجفاَد -انذاج أدًد غسانً ترتري انسىَس -شارع انشهداء ،انذاج دسٍ يذًد خُري سىهاج -ش ادًد عراتٍ ،أياو انتكىٍَ انًهًُ لُا -أياو يسجد سُدٌ عثد انردُى انمُاوي انًُُا ،أتراج انجايعح ،أياو انشثاٌ انًسهًٍُ
أيضان بدكر األىراـ كالجمهورية كاألخبار للتوزيع ك دار الشعب كالدكر القومية للتوزيع كالنشر كمن المكتبات الكبرل األخرل بالقاىرة كالجيزة كاألسكندرية كالمحافهات ،.كيمكن اإلطبلع إليكتركنيا على نبذة مختصرة عن المؤلفات مع المقدمة كالفهرست على أكبر موقع علمى للكتاب العربى على اإلنترنت www.askzad.com كما يمكن تنزيل الكتب إليكتركنيا بشركط الموقع.
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 273
AAAAAAAAAA
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA
AAAAAAAAAAA 274
AAAAAAAAAA
وآخر
دعوانا أن احلمدهلل رب العاملني
AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA