آليات التعبير في شعر أديب کمال الدين

Page 1




‫الطبعة األولى‬

‫‪ 1436‬هـ ‪ 2015 -‬م‬

‫ردمك ‪978-614-02-1236-7‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة‬

‫هاتف الرياض‪+966509337722 :‬‬

‫هاتف بيروت‪+9613223227 :‬‬ ‫‪editions.difaf@gmail.com‬‬

‫يمنــن ن ـ سو ا ــأعمجز سم ــا مـ هـ ا الكأــجب ب يـة و ــي ة أيــويرية سو الكأرونيــة سو‬

‫ميكجنيكية بمج فيه الأ‬

‫يز الفوأوغرافي والأ ـ يز ل ـى سطـرطة سو سصـرار مةـرو أ سو سيـة‬

‫و ي ة نطر سخرى بمج فيهج حفظ المع ومجت‪ ،‬وا أر جلهج م دو إ‬

‫إن اآلراء الواردة يف هذا الكتاب ال تعرب بالضرورة عن رأي‬

‫خطـي مـ النجطـر‪.‬‬


‫المحأويجت‬ ‫المقدمة ‪7 .......................................................................‬‬

‫أسئلة البحث ‪9 ..................................................................‬‬

‫خلفية البحث ‪10 .................................................................‬‬ ‫الطعرية ‪13 .................................................‬‬ ‫الفيز األوز‪ :‬ال غة‬ ‫ّ‬

‫المعجم الشعري‪15 ...............................................................‬‬ ‫الموت ‪18 .......................................................................‬‬

‫المرآة ‪21 ........................................................................‬‬

‫السفر‪24 ........................................................................‬‬ ‫الغربة‪26 ........................................................................‬‬

‫النهر ‪30 ........................................................................‬‬ ‫الفرات ‪31 .......................................................................‬‬ ‫الفيز الثجني‪ :‬ظجهرأ الأكرار‪35 ..................................................‬‬

‫التکرار‪37 .......................................................................‬‬

‫تكرار الحرف‪39 .................................................................‬‬ ‫تكرار الکلمة ‪45 .................................................................‬‬ ‫تكرار العبارة‪52 ..................................................................‬‬ ‫الفيز الخجمس‪ :‬الأوايز بجلرموا (الحروف) ودالالأهج ‪61 .......................‬‬

‫الرموز ‪63 .......................................................................‬‬

‫رمزية الحروف ‪64 ...............................................................‬‬

‫‪5‬‬


‫الحاء ‪68 ........................................................................‬‬

‫الباء ‪71 .........................................................................‬‬

‫النون ‪73 ........................................................................‬‬ ‫النقطة ودالالتها‪74 ..............................................................‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬التناص القرآني‪81 ................................................‬‬

‫مفهوم التناص‪81 ................................................................‬‬ ‫التناص القرآني‪85 ...............................................................‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬استدعاء الشخصيات الدينية‪91 ................................‬‬

‫استدعاء الشخصيات ‪93 .........................................................‬‬ ‫استدعاء قصة نوح (ع)‪94 .......................................................‬‬ ‫استدعاء قصة يوسف (ع)‪100 ..................................................‬‬ ‫استدعاء شخصية اإلمام الحسين (ع) ‪105 .......................................‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬األلوان ودالالتها ‪111 ..........................................‬‬

‫األلوان ‪113 .....................................................................‬‬

‫اللون األسود ‪115 ...............................................................‬‬ ‫اللون األبيض ‪120 ..............................................................‬‬ ‫اللون األحمر‪122 ...............................................................‬‬ ‫اللون األخضر ‪125 .............................................................‬‬ ‫اللون األزرق ‪126 ...............................................................‬‬ ‫اللون االصفر ‪128 ..............................................................‬‬ ‫المصادر والمراجع‪131 ..........................................................‬‬

‫ذاتية للشاعر أديب كمال الدين ‪139 .......................................‬‬ ‫سيرة ّ‬

‫‪6‬‬


‫المةدمة‬ ‫للشاعر أديب کمال الدين نصيب من امسه فهو أديب مبدد‬ ‫متألق‪ .‬يتفرّد بتجربته الشعريّة الثرّة‪ ،‬إذ اعتمد ثنائية احلرف والنقطدة‬ ‫يف مجيع دواوينه‪ ،‬فهما مشروعه احليايت والشدعر ّ‪ ،‬وال شد أّ‬ ‫وجوده اإلبداعي يتوقف على هذه الثنائية‪ .‬مل يزل عطاؤه األدبددي‬ ‫مستمراً ومل يکتمل بعد‪ .‬ففي کل فترة يطل علی السداةة األدبيدة‬ ‫مبجموعة جديدة؛ ومع أ ّ جمموعة من هذا الفيض اإلبدداعي ددد‬ ‫الشاعر متجدّداً فيها مع احملافظة علی مساته األسلوبية املرکزية‪ ،‬مبدعاً‬ ‫يف اكتشاف وخلق اجملازات والتقنيات والصور اجلديدة‪ .‬إنه يتنداول‬ ‫الكثريَ من املوضوعات واألغراض الشعريّة جبمالية ورقة عالييت التأثري‪،‬‬ ‫ومن خالل خيال واسع خصب مبين على اطال واسدع يف الشدعر‬ ‫واألدب ونظر ثاقب وبصرية نافذة‪ ،‬ومن خالل لغة غزيرة القدامو‬ ‫جليلة االستخدام ثاقبة التعبري مجيلة جزلة فخمة اإليقا رقيقة اإلحياء‬ ‫واللفظ‪.‬‬ ‫اختذ أديب کمال الدين التجربة احلروفيّة هوية فنية وأسلوبية له‪،‬‬ ‫على مدى إصداراته الشعريّة اليت تبددأ بديوانده تفاصديل ‪)1976‬‬ ‫ولتترسخ يف إصداراته الالةقة مثل‪" :‬ديواّ عربددي" مث "جدي""‬ ‫و"أخبار املعىن" و"نوّ" و"ةاء" و"النقطة" و"ما قبل احلرف‪ ..‬ما بعد‬ ‫‪7‬‬


‫النقطة"‪" ،‬شجرة احلروف"‪ ،‬و"أربعوّ قصيدة عن احلرف"‪ ،‬و"أقول‬ ‫احلرف وأعين أصابعي"‪ ،‬و"مواقف األلف"‪ ،‬و"احلرف والغدراب"‪،‬‬ ‫و"إشارات األلف"‪ ،‬و"رقصة احلرف األخرية"‪ .‬واملتأمّل يف عنداوين‬ ‫هذه الدواوين يدرك مدی اهتمام وعناية الشداعر ذدذا املشدرو‬ ‫احلرويف الذ اتّخذ من احلرف والنقطة وسديلة للتعدبري عدن رؤاه‬ ‫وأفکاره‪.‬‬ ‫استطا الشاعر من خالل جتربته احلروفيّة أّ يستكمل ختليدق‬ ‫الشعريّة احلداثية وشحنها بطاقات وآليات وتقنيات تشكيليّة وخطيّة‬ ‫اشتغل عليها مبهارة وةذق‪ ،‬وةدّد منظوراته الشعريّة مدن خالادا‬ ‫لتسه" يف ختليق الكتابة الشعريّة اجلديدة وتنويعاهتا الداللية وشدفراهتا‬ ‫املستقرة يف البنية السطحية والعميقة‪ .‬توغل قصيدة الشداعر أديدب‬ ‫كمال الدين‪ ،‬ونصوصه املختلفة‪ ،‬يف عاملها التشكيلي واخلطي عندما‬ ‫تقارب احلروف وتشكيالهتا ةرفاً ةرفاً ممّا يتيح له استجما العناصر‬ ‫املشتتة واستحضارها ونسجها يف اتساق ومتاسد ‪ ،‬وتنظيمهدا يف‬ ‫وةدة تعبريية وأسلوبية شاملة كمظهر بنائي ومجايل مهديمن علدي‬ ‫وةدات النصوص وتركيباهتا‪ .‬عبا ‪2007 ،‬م‪.)155 - 157 ،‬‬ ‫اهت"ّ أديب کمال الدين بألفاظه اهتماماً كبرياً وانتقى ألفاظده‬ ‫الشاعرة املشحونة بأنوا من الرموز لتعرب عن طريقتده اخلاصدة يف‬ ‫النظر إىل العامل‪ ،‬والتعبري عن اإلةسا به وختيّلده‪ .‬يتفدرّد أديدب‬ ‫بتجربته الشعريّة الثرّة‪ .‬هو واةد من الشعراء املبدعني الذين تفرّدوا يف‬ ‫هنجه" الشعر ّ بأسلوبية مجالية خاصة؛ وهو شاعر امتثل أمام نفسده‬ ‫طويالً كي يستخلص عصارة فكره وأدبه ويترمجها إىل ةروفٍ غزلَ‬ ‫من خالاا أمجل القصائد‪ .‬وقد تفنّن يف تقنية احلرف وجعلده مدرآة‬ ‫‪8‬‬


‫عاكسة لتوهجه الروةديّ ومكابداتده املعرفيدة يف عدامل ملديء‬ ‫بالندزاعات واآلالم وأةالم املستحيل‪.‬‬ ‫أديب کمال الدين خاض معرکة شاملة يف جتربتده الشدعريّة‬ ‫وأصبح شعره متميزاً يف الشکل واملضموّ؛ فلهذا السدبب أخدذت‬ ‫خريطة هذا الشعر جتمع يف ثناياها اإليقا واإليحاء والرمز ومعطيات‬ ‫فنية أخری خلصوبة النص وثرائه‪ ،‬ليساير تطورات األةداث الراهندة‬ ‫علی أرض الواقع واحلداثة الشعريّة کی تصبح مفرداته مدن عيدار‬ ‫إبداعي نادر‪.‬‬ ‫وقد وظف أديب کمال الدين الکثري من اآلليات الشعريّة الفنية‬ ‫احلداثية للتعبير عن متيّزه اإلبداعي روةياً وأسلوبياً حبيث تتماشی مع‬ ‫روح العصر وتطلعات الشاعر وطموةاته‪ .‬واملقصود من آليات التعبري‬ ‫يف هذه الدراسة هي الوسائل اليت يعتمدها الشاعر يف جتربته لإلحيداء‬ ‫والتأثير بدالً من املباشرة والتصريح‪ ،‬فتنقل املتلقي من املستوى املباشر‬ ‫للقصيدة إىل املعاين والدالالت الکامنة وراء النص‪.‬‬ ‫س ئ ة البحث‪:‬‬

‫يف هذه الدراسة نطرح سداالني واداول مناقشدتهما أثنداء‬ ‫البحث‪:‬‬ ‫ أوالً‪ :‬ما هي أبرز آليات التعبري اليت عمد اا الشاعر إلثراء‬‫الداللة يف نصوصه الشعريّة؟‬ ‫ ثانياً‪ :‬ما هي أسباب ومربرات جلوء الشاعر يف توظيدف‬‫تل التقنيات وما مدی فاعليتها يف النص؟‬ ‫‪9‬‬


‫خ فية البحث‪:‬‬

‫هناك عدد من الكتب اليت صدرت عن جتربة أديب کمال الدين‬ ‫واليت صبّت اهتمامها يف البحث والتقصي يف مجاليات شعره مندها‪:‬‬ ‫كتاب «احلرويف» وقد اشترك يف تأليفه ‪ 33‬ناقداً ةيث كتبدوا عدن‬ ‫جتربته الشعريّة؛ أعدّ هذا الكتاب وقدّم له د‪ .‬مقداد رةي"‪ .‬والکتاب‬ ‫الثاين «احلرف والطيف‪ :‬عامل أديب كمال الدّين الشعر ّ» للناقدد‬ ‫د‪ .‬مصطفي الكيالين‪ .‬والكتاب اآلخر «االجتماعي واملعريف يف شعر‬ ‫أديب كمال الدين» للباةث د‪ .‬صاحل الرزوق؛ وكتداب «أضدف‬ ‫نوناً‪ :‬قراءة يف "نوّ" أديب كمال الدين» للباةثة د‪ .‬ةياة اخليار ‪،‬‬ ‫وكتاب «جتليات اجلمال والعشق عند أديب كمال الدين» للناقددة‬ ‫د‪ .‬أمساء غريب‪ ،‬وأخرياً كتاب الناقد صباح األنبدار «إشدكاليّة‬ ‫الغياب يف ةروفيّة أديب كمال الدين»‪.‬‬ ‫كما كتِبت عنه مقاالت كثرية يف شبكة املعلومدات العامليدة‬ ‫مجعها الشاعر يف موقعه الرمسي‪ .‬ونذکر منها‪ :‬األسدطورة والرمدز‬ ‫الديين يف شعر أديب كمال الدين لد "صاحل الدرزوق"؛ ووجدوه‬ ‫وشخصيات يف قصائد أديب كمال الدين للکاتب نفسه؛ وسدلطة‬ ‫التناص الديين يف شعر أديب کمال الدين لد "وديدع العبيدد "؛‬ ‫والرمز الصويف يف شعر أديب کمال الدين لد "هاد علي الزياد "؛‬ ‫وتوظيف الصور القرآنية يف الشعر أديب كمال الدين لد "مسري عبد‬ ‫الرةي" اغا"؛ واحلضور القرآين والصويف يف مواقف األلف) للشاعر‬ ‫أديب كمال الدين للدكتور "فاضل عبود التميمي"؛ وةقيقة النقطدة‬ ‫واحلرف يف جتربة أديب کمال الدين الشعريّة لد "صاحل حممدود"؛‬ ‫والنقطة يف الشعر ألديب کمال الدين‪/‬النص ةني حيتمدل التأويدل‬ ‫‪10‬‬


‫لد "هشام العيسی"؛ وإشارات األلواّ‪ :‬قراءة يف ديدواّ "احلدرف‬ ‫والغراب" ألديب كمال الدين للناقدة د‪" .‬أمساء غريدب"‪ .‬وإنّندا ال‬ ‫دحد أمهيّة هذه الدراسات النقدية اليت سبقت حبثنا واليت اسدتفدنا‬ ‫منها کثرياً يف إعداد هذا البحث‪ ،‬وقد رکز فيها الباةثوّ علی تأويل‬ ‫وتفسري بعض الظواهر والتقنيات اليت جاءت يف جتربة الشاعر‪.‬‬ ‫أمّا دراستنا هذه هي الدراسة األولی والرائدة يف إيراّ عن جتربة‬ ‫الشاعر؛ فقد قمنا بدراسة التقنيات اليت اعتمدها الشاعر يف منجدزه‬ ‫الشعر ّ‪ ،‬ومدی فاعليتها يف النص‪ ،‬وتأثير هذه التقنيات علی املتلقي‪،‬‬ ‫يف ظل املنهج الوصفي ‪ -‬التحليلي‪.‬‬

‫‪11‬‬



‫الفصل األول‬

‫اللغة الشعريّة‬

‫‪13‬‬



‫م‪:‬‬ ‫المع م الطعر ّ‬

‫تزخر جتربة کل شاعر بألفاظ کثيرة تعکس جانباً أساسّياً مدن‬ ‫شخصيته ومنط ةياته‪ ،‬فلغة النصّ تا ّد وظيفة نقل املعنی‪ ،‬والتدأثير‬ ‫فی املتلقي‪ ،‬وهذا ياکد أمهية اللفظة وتأثيرها فی نقل التفاعل النفسي‬ ‫والشخصي؛ إذ اّ اللفظ هو وسيلتنا الوةيددة إلدی إدراك القدي"‬ ‫الشعورية يف العمل األدبدي‪ ،‬وهو األداة الوةيدة املهيدأة لدديدب‬ ‫لينقل إلينا من خالاا جتاربه الشعريّة‪ ،‬وهو ال ياد هاتين املهمتدين‬ ‫إال ةين يقع التطابق بينه وبين احلالة الشعورية التی يصورها‪.‬‬ ‫إّ الكلمة تشكل اللبنة األوىل يف التشكيل النصي األدبددي؛‬ ‫وكلما كانت الكلمة منسجمة متآلفة متضافرة يف سياقها استطاعت‬ ‫أّ حتقق اجلملة الشعريّة وظيفتها األدبية؛ وإحياءاهتا الفنية الكاشدفة‪.‬‬ ‫تقول الناقدة خلود ترمانيين يف هذا السياق‪« :‬تعدّ الكلمدة أسدا‬ ‫الشعر؛ ولكنها ليست كل شيء فيه؛ فهدي تتفاعدل مدع املعدىن‬ ‫واملوسيقى لتنتج يف النهاية عمالً شعرّياً متكامالً‪ .‬والشاعر ةني جيلس‬ ‫يف ظالل الكلمات يستمدّ من يفء قوهتا ما يغين جتربته ويعطيها تدفقاً‬ ‫وثراءً‪ .‬فهو يريد أّ يعكس ما يدور يف خلده من أفكار‪ ،‬ويف داخلده‬ ‫من عواطف وانفعاالت؛ لذل فهو ينتقي من الكلمات ما يناسدب‬ ‫ةاله وياثر يف غريه مراعياً يف ذل ةسن إيراد الكلمات وفق ترتيب‬ ‫منسّق يقوم على االستفادة من خصائص أصوات الكلمات‪ ،‬وتندوّ‬ ‫‪15‬‬


‫ةروفها‪ ،‬وتباين داللتها؛ فالكلمات ليست رموزاً كتابية أو أةرفدًا‬ ‫متالصقة صمّاء بل هي شحنات عاطفية فاعلة؛ تنتقل من الشاعر إىل‬ ‫املتلقي ال لتصف ةاله فحسب بل لتعتصر من روةه مدا تصدبّه يف‬ ‫أرواح املستمعني؛ وعلى هذا األسا ميتاح الشداعر مدن طاقدات‬ ‫الكلمة الصوتية والداللية ليبد من خالاا أمجل األحلداّ ويصدوّر‬ ‫أرو الصور فينتج أعظ" القصائد؛ وهذا يعين أّ يف الكلمة عنصرين‬ ‫مها‪ :‬الصوت واملعىن؛ والربط بينهما يبدو صعباً للغايدة؛ ألّ وضدع‬ ‫الكلمة نفسها يف سياق جديد يعين اكتشاف معىن جديدد يتجداوز‬ ‫الصورة املعجمية إىل الصورة السياقية بكل ما حتمله مدن إحيداءات‬ ‫جديدة وإيقاعات صوتية يشي ذا السياق اجلديد» ‪2004‬م‪.)69 :‬‬ ‫تتنو مفردات األديب‪ ،‬ةسب عمق رؤيته واتسدا معجمده‪،‬‬ ‫فالثروة اللفظية لدديب تکشف عن ةج" ما يعرفه األديب من ألفداظ‪،‬‬ ‫وتکشف ‪ -‬يف الوقت ذاته ‪ -‬عن ةج" ما يستخدمه من هذه األلفداظ‬ ‫يف صياغة نصوصه‪ .‬وعند الکشف عن املستخدم من هذه األلفاظ‪ ،‬فإننا‬ ‫نستطيع معرفة کيفية تصرّف هذا األديب يف ثروته اللفظيدة‪ ،‬وبالتدايل‬ ‫نستطيع التمييز‪ ،‬واملقارنة بني نصّ ونصّ آخر علی أسدا السدمات‬ ‫األسلوبية للنص املراد عن اآلخر ةبيب‪1999 ،‬م‪.)90 :‬‬ ‫فاملعج" الشعر ّ هو القامو اللغو للشاعر والذ يتکوّ​ّ من‬ ‫خالل ثقافته وبيئته ومناخه الذ عايشه‪ ،‬وعليه فليس املعج" الشعر ّ‬ ‫متکرّراً عند الشعراء بالصيغة نفسها‪ ،‬ولکنه أداة الشداعر اخلاصدة‪،‬‬ ‫واليت تُعدّ معياراً لتمييز شاعر عن شاعر ما ويُعدّ املعج" الشعر ّ من‬ ‫أه" اخلواص األسلوبية اليت علی أساسها ميکن احلک" علی الشداعر‪،‬‬ ‫وتبياّ مالحمه اخلاصة السابق‪.)52 :‬‬ ‫‪16‬‬


‫يتصل املعجم الشعريّ علی وجه عام بلغة العصور مجيعاً‪ ،‬غري‬ ‫أنّ الشاعر «ينمّي أسلوبه اخلاص لذوقه ومزاجريه» (درو‪1964 ،‬م‪:‬‬ ‫‪ ،)339‬فضالً عن تأثره بالتطورات احلضارية‪ ،‬وحتصيله املکتسري‪.‬‬ ‫فحني ختتطف التجربة الذاتية رؤية الشاعر‪ ،‬وتتجريه بريه لتصريوير‬ ‫اإلحساسات واالنفعاالت واملشاعر املضطربة‪ ،‬تنبثق طائفرية لفييرية‬ ‫ذات دوال شعورية‪ ،‬مرددة أصداء النفس من خالل البنيرية اللغويرية‬ ‫التصويرية اإليقاعية جمتمعة‪ ،‬لتمتد علی جسد القصيدة حيناً‪ ،‬ومتتزج‬ ‫بشبکة ألفاظ تقليدية‪/‬موروثة‪ ،‬وألفاظ سهلة متداولرية يف حياتنريا يف‬ ‫أحايني أخری والنصوص األدبية تعتمد علی قواعد لغويرية‪ ،‬وهريذه‬ ‫القواعد هي اليت حتدّد املواضيع يف األعمال األدبية «فاملوضوع هريو‬ ‫جمموعة للمفردات اليت تنتمي إلی عائلة لغوية واحريدة» (حسرين‪،‬‬ ‫‪1983‬م‪)33-32 :‬‬ ‫واملقصود بالعائلة اللغوية هو احلقل الداليل وهو بالطبع خيتلريف‬ ‫عن املعجم‪ ،‬فاملعجم مبفهومه اللغوي يعين ترديدًا لغويًا ملفردة بعينريها‬ ‫ال أما احلقل الداليل‪ :‬ورود کلّ الکلمات الرييت‬ ‫(موت ‪ -‬موت) مث ً‬ ‫تدلّ علی معنی حمدد ملفردة املوت مثال کري «القرب‪ ،‬الکفن‪ ،‬التابوت‪،‬‬ ‫النعش‪ ،‬الوحشة‪ ،‬القفر‪ ،‬الصمت‪ ،‬النهاية »‬ ‫تتجلّی لغة أدي‪ .‬کمال الدين بالکثافرية واالقتصرياد وجمانبرية‬ ‫الترهل اللغوي يف بناء اجلملة الشعريّة حيث جاءت هذه اللغة خمتزلة‬ ‫عميقة متعددة الدالالت فمفرداته مستمدّة مرين مفريردات احليرياة‬ ‫اليومية‪ ،‬وليس غريباً أن ميتلك الشاعر معجمه اللغوي علريی هريذه‬ ‫الشاکلة‪ ،‬فهو شاعر يکشف عن ثقافة ووعي واطالع علريی األد‬ ‫العربريي قدميه وحديثه؛ على حنو مكّنه من أن حيرّر الكلمات مرين‬ ‫‪17‬‬


‫شحناهتا القدمية ويبث فيها إحياءات جديدة؛ وعلى هذا فإّ املرجعية‬ ‫النصيّة للكلمات عنده ليست معجمية وإمنا إحيائية مسدتولدة مدن‬ ‫سياقها الشعر ّ‪ .‬إنه مبد ميل قدرة هائلة على تشدعري الكلمدة‪،‬‬ ‫وبث إيقاعها من جهة‪ ،‬وتشعري اجلملة وخلدق ائتالفهدا النسدقي‬ ‫التشكيلي من جهة ثانية‪.‬‬ ‫ويف ما يلي نرکز علی أه"ّ املفردات اليت تکرّرت يف شعر هدذا‬ ‫الشاعر املبد واليت شکلت معجمه الشعر ّ‪:‬‬ ‫الموت‪:‬‬

‫يف شعر أديب کمال الدين مثة توغل يف ملكوت املوت‪ ،‬وهدذا‬ ‫يعين اشتغال الشاعر بكثافة على آليات هذه املفردة إذ كرّرها کدثرياً‬ ‫ناهي عن املفردات والعبارات اليت تتصل ذا من ةيث املعىن وختتلف‬ ‫معها من ةيث الشكل‪ .‬إَّّ هاجس املوت يالزمه كظلده لدرجدة‬ ‫حيسب القارئ أنه يسكنه يف كل حلظاته‪ ،‬وهذا الشعور مردّه اخلشية‬ ‫من املوت‪ ،‬وهو يف بالد الغربة دوّ أّ يرى األةبدة‪ ،‬واألصددقاء‪،‬‬ ‫واألهل‪ ،‬ويكحل عينيه بثرى الوطن‪.‬‬ ‫فضالً عن مفردة املوت هناك ألفاظ تربز قضية املدوت‪ ،‬وقدد‬ ‫تکرّرت فی املعج" الشعر ّ للشداعر کدالقرب والکفدن والدنعش‬ ‫والتابوت‪ .‬وهی ألفاظ حتمل املوت فی تفاصيله الواقعية‪ ،‬من غير أّ‬ ‫تفلسفه أو تأخذ منه موقفا فکرياً أو عقائدياً‪ .‬كما أّ الدم والدمو‬ ‫واملطر والبحر هی الکلمات التی يلتقي فی مضموهنا املوت واحلياة‪،‬‬ ‫عامل الوالدة اجلديدة‪ .‬ويتراءی من خالاا البعث‪ ،‬وتتراءی القيامدة‬ ‫واالنتصار علی املوت‪.‬‬ ‫‪18‬‬


‫يری الناقد عدناّ ةسني أمحد‪ :‬إّ املوت هاجسٌ كبري يُقلدق‬ ‫"أديب" إىل ةدّ اللعنة‪ .‬وال جيد هذا الشاعر املطارَد من قبل أشدباح‬ ‫املوت ةالً سوى الكتابة عن املوت‪ .‬وفعل الكتابة هو آخر وسديلة‬ ‫دفاعية لدى الشاعر الذ يُدرِك يف النهاية أنه راةل إلی عامل جمهول‪.‬‬ ‫رمبا يكوّ الشاعر يف اللحظات اإلبداعية على األقدل هدو األكثدر‬ ‫استغراقاً يف املخيلة‪ .‬فحينما يكتب شعراً عن احلياة واحلب واملوسيقى‬ ‫واألهنار واألشجار والطيور وما إلی ذل جيد نفسه وبطريقة غامضة‬ ‫يكتب عن املوت‪ ،‬ألّ املوت قد بات شغله الشاغل‪ ،‬ورمبا أصدبح‬ ‫هاجسه األول واألخري أمحد‪« ،‬تقنية االةالة الستدعاء األساطري يف‬ ‫جتربة أديب كمال الدين الشدعريّة»‪ ،‬دراسدة منشدورة يف موقدع‬ ‫الشاعر)‪ .‬فتارةً يسمّيه موتاً قدمياً‪ ،‬وتارةً أخرى يسمّيه موتاً جديدداً‪،‬‬ ‫وةيناً ينعته باملوت املقدّ ‪ ،‬وةيناً آخر يصفه باملوت اللذيذ الذ له‬ ‫"طع" الس"ّ!"‪:‬‬ ‫يف الطريقِ إلی املوت‪:‬‬ ‫املوت القدمي املقدّس‪،‬‬ ‫فاجأين موتٌ جديد‪،‬‬ ‫موتٌ لذيذٌ بطعمِ السمّ‪،‬‬ ‫موتٌ مل أحجزْ له موعداً أو مقعداً‪ .‬أربعدوّ قصديدة عدن‬ ‫احلرف‪)22 :‬‬ ‫ربّ سائل يسأل عن السبب الذ يدفع الشاعر لالنغمدا يف‬ ‫ساال املوت الذ ينطو على أبعاد تشاؤمية مفجعة فيأيت اجلدواب‬ ‫نابعاً من أعماق الشاعر على شكل اةتمالني ومها‪:‬‬ ‫‪19‬‬


‫ربّما ألنّ املوت هو ندميي الوحيد‬ ‫ص قريب‬ ‫أو صاحبـي الذي يُحسنُ الرق َ‬ ‫حنيَ أهنارُ وسط الطريق‪ .‬السابق‪)23 :‬‬ ‫ةسب رؤية الناقد أمحد عدناّ ةسني‪ :‬ةينما تتعثر قددرات‬ ‫الشاعر يف ف ّ "شيفرات" املوت السرّية يلتجئ‪ ،‬مثل عامة النا ‪ ،‬إىل‬ ‫التأويل البدهي احملسوم سلفاً ةيث يقول‪:‬‬ ‫لكَ اجملد يا إهلي‬ ‫خلقتَ املوتَ ليكنسنا يف هدوء مُريب‬ ‫مثلما تكنسُ الريح‬ ‫أوراقَ الشجرِ املتناثرة على األرض‪ .‬السابق‪)24 :‬‬ ‫كما دد مفردة "البحر" تلتقي مبفهوم املوت ودالالته‪ ،‬کاملثدال‬ ‫التايل من قصيدة "زوربا"‪:‬‬ ‫فکيف السبيل إلی ترويضه؟‬ ‫هل ميکن لرقصةٍ ساحرة‬ ‫أنْ تروّضَ البحر؟‬ ‫ض املوت؟ أقول احلرف وأعين أصابعي‪)21 :‬‬ ‫أو أنْ تروّ َ‬ ‫ويف املقطع التايل من قصديدة "إنّدي أندا احلدالج"‪ ،‬يقدول‬ ‫الشاعر‪:‬‬ ‫مثَّ ميضي من النه ِر إىل الصحراء‬ ‫ومن الصحراء إىل البحر‬ ‫‪20‬‬


‫ومن البحرِ إىل املوت‪،‬‬ ‫أعين إىل النار‪ .‬السابق‪)19 :‬‬ ‫فاملوت يُعترب من أبرز املوتيفات يف شعر أديب کمال الددين‪،‬‬ ‫فقد فاجأه ةني رآه صبّياً‪:‬‬ ‫فاجأين مويت قبلَ أربعني عاماً‪،‬‬ ‫فاجأين حني رآين صبيّاً‬ ‫أحاول أنْ ألقي جسدي يف النهر‬ ‫من فوق اجلسر‪ .‬السابق‪)98 :‬‬ ‫املوت بالنسبة للشاعر الرومانطيقي هناية يتوق إليها ألهنا تفتح له‬ ‫أبواب املغلق وتکشف له أسرار احلبّ الصحيح الذ يفتقده يف هذا‬ ‫العامل‪ .‬ةيث ال يدوم ةبّ وال صداقة‪ ،‬ةيث ال رفيق سوی الوةدة‬ ‫واالغتراب‪ .‬فکأّ الشاعر الذ جيسّد أةالم البشرية وآالمها جيسّدد‬ ‫أيضاً غربة اإلنساّ وشعوره العميق بالوةدة يف عامل يعجّ بالسدکاّ‬ ‫محود‪1996 ،‬م‪.)294 :‬‬ ‫المرآأ‪:‬‬

‫تکرّرت هذه املفردة يف نتاجه الشعر ّ بکثرة فعلی سبيل املثال‬ ‫يف صفحة ‪ 69‬من ديواّ أقول احلرف وأعين أصابعي) تکرّرت أربع‬ ‫مرّات؛ ويف أکثر من مرّة ددها مقرونة مبفردة املرأة‪:‬‬ ‫الباذخ مبرآتك الکبرية‬ ‫أيّتها املرأة املرآة‪ .‬أقول احلرف وأعين أصابعي‪)69 :‬‬ ‫‪21‬‬


‫ولو أّ "املرآة" تشبه "املرأة" بل کأنّهدا املدرأة نفسدها إال أّ‬ ‫الشاعر يری بينهما فرقاً واةداً‪:‬‬ ‫ومع أنّكِ‪ ،‬أيّتها املرآة‪،‬‬ ‫تشبيهن املرأ َة إىل حدٍّ كبري‪،‬‬ ‫بل كأنّكِ املرأة نفْسها‪،‬‬ ‫لكنّكِ‬ ‫(وهذا هو الفرق الوحيد)‬ ‫صادقة حدّ اللعنة‬ ‫وهي (كما أظنّ) كاذبة حدّ اللعنة‪ .‬السابق‪)57 :‬‬ ‫ويف املقبو التايل يقول‪:‬‬ ‫أخرجُ من شيخوخةِ رأسي‬ ‫يف املرآة‪،‬‬ ‫ألقي القبض على الشاعرِ يفَّ وأجلسه قريب‬ ‫منتصف الليل‪ ،‬وأدفئه من بردِ شتاءٍ مقرور‪ .‬األعمال الشعريّة‬ ‫الکاملة‪ ،‬ديواّ أخبار املعنی‪.)148 :‬‬ ‫ويف ديواّ "رقصة احلرف األخرية" وظف الشاعر هذه املفدردة‬ ‫بکثافة فعلی سبيل املثال يف قصيدة "البحر واملرآة" کرّر الشاعر لفظة‬ ‫املرآة ‪ 9‬مرّات‪:‬‬ ‫سبحت املرأةُ يف البحر‬ ‫فسبحَ البحرُ يف املرآة‪.‬‬ ‫انكسرت املرآةُ لسببٍ جمهول‬ ‫‪22‬‬


‫فضاعت املرأة‬ ‫وضاعَ البحرُ بالطبع‪ .‬رقصة احلرف األخرية‪)53 :‬‬ ‫وكذل يقول‪:‬‬ ‫ما دمتَ قد أنفقتَ عمرَك‬ ‫تتأمّل يف ميمِ املرآة‪،‬‬ ‫فكيفَ سترى‬ ‫ميمَ الذي كانَ من العرش‬ ‫قابَ قوسني أو أدىن؟ السابق‪)13 :‬‬ ‫ويف القصيدة نفْسها يتابع الشاعر قوله‪:‬‬ ‫ما دمتَ ال تعرف‬ ‫ما تفعله هذي اللحظة‪،‬‬ ‫فلماذا ال جترّب إطالقَ النار‬ ‫على املرأةِ العارية‬ ‫يف املرآةِ العارية؟ السابق‪)18 :‬‬ ‫ومع إحلاح الشاعر علی هذه املفردة يف نتاجه الشعر ّ إال أنّده‬ ‫خيربنا يف النص التايل بأنّه ال حيبّ مرايا النساء‪ .‬فعندما أورثته الشاعرة‬ ‫سيلفيا بالث مرآهتا الصغرية احلمراء بعد انتحارها رماها الشداعر يف‬ ‫أقرب هنر منه‪:‬‬ ‫حنيَ انتحرتْ سيلفيا بالث‬ ‫أورثتين مرآتَها الصغريةَ احلمراء‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫وألنّي ال أحبّ مرايا النساء‬ ‫فقد رميتها يف النهر اجملاور‪.‬‬ ‫لكنَّ املرآة مل تغرقْ سريعاً‬ ‫كما توقّعت‬ ‫بل صارتْ تنتقلُ من هنرٍ إىل هنر‬ ‫حتّى وصلتْ إىل البحر‬ ‫فتحوّلتْ إىل مركبٍ عظيمٍ من املرايا‪( .‬السابق‪ 21 :‬و‪)22‬‬ ‫السفر‪:‬‬

‫طوی الشاعر خيمته يف بلده العراق مرغماً وراح يبحث عن‬ ‫ملجأ آم حيقّق فيه أمنياته الضائعة منذ الطفولة فتوجّه إلن أصین‬ ‫املعمورة‪/‬أستراليا بالد الکنغر‪:‬‬ ‫يکتبُ يل شاعرٌ من بغداد ويضيف‪:‬‬ ‫"أمل جتد فی الکنغر تسليةً ما؟"‬ ‫قلتُ له‪:‬‬ ‫مل أجد الکنغرَ يف بالد الکنغر‪( .‬أصول احلرف وأعين أصنابع ‪:‬‬ ‫‪ 73‬و‪)74‬‬ ‫فالشاعر ال جيد ما کان يطمح له يف هذه البالد الن يعتههنا‬ ‫جحيماً له‪:‬‬ ‫وقرب حمطة القطار النازل إلی اجلحيم (السابق‪)65 :‬‬

‫‪24‬‬


‫يف جمموعة أقول احلرف وأعين أصابعي) كتب الشاعر ثدالث‬ ‫قصائد عن السفر يشتکي فيها من معاناة السفر وما تعدرّض لده يف‬ ‫رةلته الشاقة‪ :‬قصيدة "يف املطار األخري"‪ ،‬وقصيدة "ةوار"‪ ،‬وقصيدة‬ ‫"لِ"َ أنت؟"‪.‬‬ ‫نع" أضناه السفر ومتاعبه‪ ،‬فقد جرّب أديب مجيع أنوا السفر‪،‬‬ ‫يف األرض والبحر واجلو‪:‬‬ ‫تعبتُ من احملطّاتِ واحمليطاتِ والطائرات‪ .‬السابق‪)73 :‬‬ ‫تارةً يسافر يف األرض بالقطار احملطات) وتارةً يسافر عرب البحر‬ ‫واحمليط احمليطات) وتارةً يکدوّ سدفره عدرب اجلدو يف الطدائرة‬ ‫الطائرات)‪ .‬وکاّ الوقت وقت شتاء‪:‬‬ ‫حسناً حنن اآلن يف املطار‬ ‫(أهو املطار األخري؟)‬ ‫السماءُ ملبّدةٌ بالغيوم‬ ‫والشتاء هو الوقت‪ .‬السابق‪)77 :‬‬ ‫عبارة "السماء ملبّدة بالغيوم" تدل علی أهوال السفر کمدا أّ‬ ‫الشتاء يرمز إلی اجلدب واحملن والصعوبة‪ ،‬فرةلته رةلة صعبة ومليئة‬ ‫باحملاذير‪:‬‬ ‫هذه رحلة مليئة باحملاذير‬ ‫وستستمر دومنا توقّف‪ .‬السابق‪)81 :‬‬

‫‪25‬‬


‫فالشاعر يتشاءم ذذه الرةلة من اللحظة األولی فتدراه يصدف‬ ‫ةقيبة السفر بالسواد وهذا اللوّ کما هو معروف يدل علی القلدق‬ ‫واالضطراب والتشاؤم‪:‬‬ ‫يا شاعرَ احلروفِ املريرة‬ ‫رأيتُكَ البارحة‬ ‫حتملُ حقيبتكَ السوداءَ من جديد‬ ‫حزيناً کقاربٍ مُح ّطمٍ علی ساحلٍ مهجور‪ .‬السابق‪)91 :‬‬ ‫يفاجئنا الشاعر من الشطر األول بنعته احلروف باملريرة مث السفر‬ ‫يف الليل البارةة)‪ ،‬واحلقيبة السوداء‪ ،‬مث ةالته احلزينة والقارب احملط"‬ ‫والساةل املهجور‪ .‬فال ش أنّها رةلة مضنية ومتعبة للشاعر‪.‬‬ ‫أما احلقل الداليل للسفر عنده‪« :‬الفندق‪ ،‬القطار‪ ،‬املطار‪ ،‬البحر‪،‬‬ ‫جواز السفر‪ ،‬الطائرة‪ ،‬الرةلة‪ ،‬احلقيبة‪ »...‬وهذه مفردات تدل علی‬ ‫السفر وتتردّد بکثرة يف شعر أديب کما شاهدنا بعضها يف األمثلدة‬ ‫السابقة‪.‬‬ ‫الغربة‪:‬‬

‫االغترابُ يف اللغة افِتعَالٌ من الغُربَة‪ ،‬والغربة والغُربُ‪ :‬الندزوح‬ ‫عن الوطن‪ ...‬واالغتراب والتغرّب کذل ابن منظور‪ :‬مادة غرب)‪.‬‬ ‫يقول أمحد جواد مغنية يف تعريف الغربة‪« :‬الغربة عدن األرض‬ ‫هي ابتعاد اإلنساّ قسراً عن وطنه األم‪ ،‬فيضطره القهدر أّ يعديش‬ ‫بعيداً عنه‪ ،‬ويشعر مبرارة الغربة عن األرض ألّ طموةه يتعارض مع‬ ‫ما هو ةاصل فوقها من قمع للحرية‪ ،‬واغترابه عن األرض يسدتمر‬ ‫‪26‬‬


‫طويالً‪ ،‬ويعترب عودته إليها للموت فقط»‪2004 .‬م‪.)19 :‬‬ ‫شعور الشاعر بالغربة خيتلف عن أ ّ شخص آخر‪ ،‬فهو صاةب‬ ‫عامل آخر مليء بالتأمالت واألخيلة اليت تغتين من احلياة ومن التعمّدق‬ ‫يف جتربة الصرا سواءً السياسي منه أو االجتماعي أو احليايت بشکلٍ‬ ‫عام‪ .‬فعامل التأمل واخليال ‪ -‬يف النهاية ليس هو العامل الواقعي املعاش‬ ‫السيد جاس"‪1987 ،‬م‪)10 :‬؛ وأّياً کانت أسباب االغتراب‪ :‬سياسية‪،‬‬ ‫اجتماعية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬أو نفسية‪ ،‬فإنّه شعورٌ متعبٌ يصدل يف أةيداّ‬ ‫کثرية ألّ يکوّ هاجساً لإلنساّ‪.‬‬ ‫إذا جئنا للشعر العراقي‪ ،‬دده ةافالً مبضموّ االغتراب‪ ،‬وذل‬ ‫لعدة أسباب أبرزها ‪ -‬يف الفترة األخرية ‪ -‬قمدع النظدام البعثدي‬ ‫للمثقفني واألدباء وعلی رأسه" الشعراء‪ .‬فمندذ سدتينيات القدرّ‬ ‫العشرين والعراق يشهد ةاالت متتالية‪ ،‬فردية ومجاعية‪ ،‬من هجرات‬ ‫مبدعيه يف خمتلف امليادين‪ ،‬والشعراء منه" علی وجده اخلصدوص‪،‬‬ ‫وتباينت مربرات تل احلاالت يف ندزوةها عن الدوطن مُهجردرة‬ ‫کانت أو مهاجِرة‪ ،‬سياسياً وأيديولوجياً‪ ،‬وبرز من کل جيدل مدن‬ ‫أجيال اإلبدا الشعر ّ احلديث يف العراق أمساء کثرية‪ ،‬کانت املنايف‬ ‫أمداء سعيها وأفضية انطالقها‪ ،‬اجلواهر والسيّاب‪ ،‬مث بلند احليدر‬ ‫وسعد يوسف‪ ،‬مث آخروّ وآخروّ وآخروّ‪.‬‬ ‫إّ شرحية غري قليلة من ابناء الشعب العراقي آثرت سبيل ااجرة‬ ‫لتجد متنفساً يف بالد الغربة‪ .‬وبطبيعة احلال فإّ عدداً ال بأ به مدن‬ ‫هاالء‪ ،‬ومعظمه" من الطبقة املثقفة ه" من الشعراء واألدباء الدذين‬ ‫جعلوا يبثوّ شکاواه"‪ ،‬وما تعتلج به صدوره" يف أبيات من الشعر‬ ‫ودواوين صدرت ا"‪ ،‬تتفق مجيعها يف قضايا کثرية من ةيث املفهوم‬ ‫‪27‬‬


‫واحملتوی‪ ،‬أمهها االغتراب والشعور باحلنني إلی الدوطن‪ ،‬والتغنّدي‬ ‫بأجماده‪ ،‬ورثاء جروةه العميقة‪ .‬دلشاد‪2008 ،‬م‪.)69 :‬‬ ‫والشاعر أديب کمال الدين واةد من شعراء العراق الذين عدانوا‬ ‫من االغتراب خارج البالد‪ ،‬وواةد من الشعراء الذين ددد مضدمونه‬ ‫موجوداً بقوّة يف نصوصه"‪ .‬وتتنو الدوال اليت ترمز إىل تصوير مأسداة‬ ‫االغتراب يف املَهجر يف شعر أديب کمال الدين‪ ،‬وأوىل هذه الدوال هي‬ ‫تكرار مفردات کد «املوت‪ ،‬السفر‪ ،‬احلزّ‪ ،‬احلنني‪ ،‬البحر‪ ،‬الصدحراء‪،‬‬ ‫الدمو ‪ ،‬النار‪ »...‬واشتقاقاهتا وما يتصل ذا من ةقل داليل‪.‬‬ ‫أةياناً الغربة يف شعر أديب تقابل املوت وتقابل الندار‪ ،‬فندراه‬ ‫يقول يف املقطع التايل من قصيدة "إنّي أنا احلالج"‪:‬‬ ‫مثّ ميضي من النهرِ إلی الصحراء‬ ‫ومن الصحراء إلی البحر‬ ‫ومن البحرِ إلی املوت‪،‬‬ ‫أعين إلی النار‬ ‫وهو حيملُ جثّته فوقَ ظهره‪ .‬أقول احلرف وأعين أصابعي‪)19 :‬‬ ‫يف هذا املقطع يرمز البحر إلی السفر واالغتراب‪ ،‬فالشاعر ينتقل‬ ‫منه إلی املوت‪ ،‬ويعين ذذا املوت احملن‪/‬النار اليت يواجهها الشداعر يف‬ ‫غربته‪ .‬وهكذا تتجدّد غربة الشاعر يف کل ةني‪:‬‬ ‫أيّهذا الغريب الذي جيدّدُ غربته‬ ‫بدمعتني اثنتني‬ ‫يف کلّ فجرِ‬ ‫ويف کلّ ليلة‪ .‬السابق‪)17 :‬‬ ‫‪28‬‬


‫ويف قصيدة "مل يعد مطلعُ األغنيةِ مُبهِجاً" يصف لنا الشاعر هذه‬ ‫الغربة اليت يعاين منها‪:‬‬ ‫غربيت هي غربةُ العارفني‬ ‫إذ كُذِّبوا أو عُذِّبوا‪.‬‬ ‫غربيت هي غربةُ الرأس‬ ‫يُحْملُ فوق الرماح‬ ‫من كربالء إىل كربالء‪.‬‬ ‫غربيت هي غربةُ اجلسرِ اخلشيب‬ ‫إذ جيرفه النهرُ بعيداً بعيداً‪.‬‬ ‫غربيت هي غربةُ اليد‬ ‫وهي ترجتفُ من اجلوعِ أو االرتباك‪،‬‬ ‫وغربةُ السمكِ إذ تصطاده‬ ‫سنّارةُ الباحثني عن التسلية‪،‬‬ ‫وغربةُ النقطة‬ ‫وهي تبحثُ عن حرفها الضائع‪،‬‬ ‫وغربةُ احلرف‬ ‫وهو يسقطُ من فمِ السكّري‬ ‫أو فمِ الطاغية‪ .‬السابق‪)75 :‬‬ ‫حياول الشاعر اخترا الکلمات ليصف غربته‪ ،‬فهي ال تنحصر‬ ‫يف إقامته يف الديار النائية‪ ،‬فهذه الديار بالرغ" من قسوهتا وشددّهتا‪،‬‬ ‫ففيها شيء من الرفاهية والطيبة‪ ،‬لکدن غربتده بددأت تتسدع يف‬ ‫الفرات‪/‬العراق‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫مل يطق الشاعر غربته بني ذويه‪ .‬لقد شدّ الرةال إىل بالدٍ غربتها‬ ‫أهوّ عليه من غربة الوطن وهو العارف بالغربة القصوى‪:‬‬ ‫أو َقفَين يف موقفِ الغُربة‬ ‫وقال‪ :‬الغُربةُ تبدأُ من الروح‬ ‫فحذارِ من غُربةِ الروحِ يا عبدي‪ .‬مواقف األلف‪)34 :‬‬ ‫تل الغربة صبّت يف نفسه حباراً من الصخب القاتل‪ ،‬وجبدا ًال‬ ‫من ااموم‪ ،‬والشجن‪ ،‬والشعور بنهاية آتية ال ريب فيها‪ ،‬وبسدببها‬ ‫الذ‪ ،‬وهو الغريب‪ ،‬بأبسط األشياء سعياً وراء عشبة احلياة‪ .‬هكذا فهو‬ ‫يسأل‪ -‬يف قصيدة الغريب)‪ -‬النبع‪:‬‬ ‫هل عندكَ دواء للموت؟‬ ‫* قالَ النبع‪ :‬ال‪.‬‬ ‫فضحكَ الغريبُ ثانيةً‬ ‫حتّى اغرورقتْ عيناه بالدموع‪ .‬شجرة احلروف‪)27 :‬‬ ‫يف هذه الغربة القاتلة‪ ،‬استأثرت صور املوت مبساةات كدبرية‬ ‫من اشتغاالته احلروفيّة ةتّى حتوّلت إىل موضوعة مركزية يف أغلدب‬ ‫تل االشتغاالت‪ .‬األنبار ‪2014 ،‬م‪ :‬إشكالية الغياب يف ةروفيّدة‬ ‫أديب كمال الدين)‪.‬‬ ‫النهر‪:‬‬

‫النهر هو اإلله امللقى على األرض) الذ يدمي احلياة مبائده‪ .‬إّ‬ ‫اللجوء إىل النهر ميثل وسيطاً مقبوالً بني الشعر واإلنساّ إلعادة األمل‬ ‫بعقد عالقة تنسيق األةزاّ‪:‬‬ ‫‪30‬‬


‫مثّ أعطيتُ القصيدةَ للنهر‪،‬‬ ‫قلتُ له‪ :‬خذْها‬ ‫إهنا ابنتكَ أيضاً‪،‬‬ ‫أيّها اإلله املُلقى على األرض‪،‬‬ ‫باركْ سرّها‬ ‫وتعرّفْ إىل معناها األزيلّ‬ ‫أيّها األزيلّ‪ .‬شجرة احلروف‪)14 :‬‬ ‫إذّ‪ ،‬فالشاعر يرى أّ النهر هو أكثر قدرة من غريه على إدراك‬ ‫معىن قصيدته من دوّ البوح بسرّها‪ ،‬ألّ النهر املاء) له صفة األزل‬ ‫اليت جتمع بني االثنني الشعر‪/‬النهر‪ ،‬ولكن ستأيت التوقعات والنتدائج‬ ‫خميبة أيضاً‪ ،‬فالنهر إله قائ" بذاته) ةامل حماصر بدالقوة والدميومدة‬ ‫والغرور ولذل سيفشل كوسيط أفضل‪ .‬عبيد‪« ،‬حماولدة لتنسديق‬ ‫أةزاّ العالَ"»‪ ،‬موقع الشاعر)‪:‬‬ ‫لكنّ النهرَ ظ ّل حيلمُ وحيلم‬ ‫حمدّقاً يف األقاصي البعيدة‬ ‫دونَ أ ْن يعريَ كالمي انتباهاً‪ .‬السابق‪)14 :‬‬ ‫الفرات‪:‬‬

‫الفرات من املفردات املکرّرة يف شعر أديب وحتمل بُعداً رمزيدًا‬ ‫يف النصّ‪ ،‬إذ يشكل هذا النهر‪ ،‬بالنسبة للعراق‪ ،‬مصدرًا من مصدادر‬ ‫احلياة يضخّ الروح فيه‪ ،‬لکنّه أصبح ميّتاً‪:‬‬ ‫کيف متّ‪،‬‬ ‫‪31‬‬


‫يا فراتَ الروح‬ ‫وسينما الطفولة‬ ‫ومقهی احللم‪ .‬أقول احلرف وأعين أصابعي‪)59 :‬‬ ‫يقارّ الشاعر بينه وبني مصادر احلياة وأهنار أستراليا البلد الذ‬ ‫يقي" فيه‪ ،‬فيقول يف قصيدة "مل يعد مطلع األغنية مُبهجاً"‪:‬‬ ‫النهرُ هنا يتجدّدُ قطرةً قطرة‬ ‫ليس کالفرات الذي يدفعُ ماؤه الضفافَ دفعاً‪ .‬السابق‪)74 :‬‬ ‫فيبقی الشاعر حينّ إلی هذا النهر وهو مقي" يف الغربدة‪ ،‬ففدي‬ ‫القصيدة ذاهتا يقول الشاعر‪:‬‬ ‫مَن يعيدُ إيلَّ مسكَ الفرات؟‬ ‫ومَن يعيدُ إيلَّ مرکباً خشبيّاً وسط الفرات؟ السابق‪)74 :‬‬ ‫حينّ الشاعر بعمقٍ إلی مس الفرات وإلی مرکبده اخلشبددي‬ ‫وسط هذا النهر وإىل تل املسرّة اخلفيّة العذبة اليت تالشت إىل األبد‪.‬‬ ‫ويف نصّ آخر يقول‪:‬‬ ‫ما دمتَ قد أنفقتَ عمرَك‬ ‫وأنتَ تضع قدميكَ احلافيتني‬ ‫يف راء الفرات‬ ‫ليلَ هنار‪،‬‬ ‫فكيفَ ستركب غيمةً‬ ‫حتلّق بكَ بعيداً بعيداً؟ رقصة احلرف األخرية‪)13 :‬‬ ‫‪32‬‬


‫الفرات يرمز إلی الوطن‪/‬العراق؛ فقد أنفق الشاعر أةلی سد ّ‬ ‫ين‬ ‫عمره وهو يضع قدميه احلافيتني يف هذا النهر فکيف له أّ حيلدق يف‬ ‫السماء ويتقدّم ليصل إلی ضالته املنشودة؟‬ ‫کما شاهدنا يف هذا البحث فإّ شيو ألفاظ معينة‪ ،‬يف قصائد‬ ‫شاعرٍ ما‪ ،‬يشري إلی أّ ةالة نفسية تتراک" عليها شبکة لفظيدة ذات‬ ‫دالالت معنوية ونفسية تعبّر عن تل احلالة املستشعرة الديت هتديمن‬ ‫علی کياّ الشاعر‪ .‬وتل الشبکة اليت ترفد القصيدة باألسس الداللية‬ ‫تنمو وتتکثف داخل أطر تصويرية مشکلة مدادة رئيسدية يف بنيدة‬ ‫الصورة الشعريّة‪ .‬واحلق فإّ إحلاح تل األلفاظ وانتزاعها من رکدام‬ ‫ضخ"‪ ،‬ال يضغط اعتباطاً وإمنا جييء ضغطه ةدامالً معده وشدائج‬ ‫االرتباط الوثيق بوجداّ الشاعر خللق ةالة معادلة‪ ،‬أو ما يقرب مدن‬ ‫ذل ‪ ،‬النتزا القيمة الشعورية وحتويلها إلی قيمة تعبريية تصطف مع‬ ‫ندزو احلالة املسکونة‪ .‬ولذل يبدو من الصعب إةالل البددائل‬ ‫مهما اقترب البديل من الداللة‪ ،‬الرتباط اللفظ بالنسق الذ يوالدف‬ ‫العالقات القائمدة بدني الوةددات اللغويدة ةبيدب‪1999 ،‬م‪:‬‬ ‫‪129‬و‪.)130‬‬ ‫وال ش ّ أّ األلفاظ تکتسب أمهيتها ودالاللتها مدن خدالل‬ ‫السياق الذ ترد فيه‪ .‬مبعنی آخر‪ :‬األلفاظ ال تشکل يف بساطتها‪ ،‬أو‬ ‫ما حتمل من إرث‪ ،‬أو إادار إلی العامية‪ ،‬أيّة قيمة‪ ،‬إال إذا خضدعت‬ ‫لالنفعال وةرکته واةتضاّ وجداّ الشاعر اا‪.‬‬

‫‪33‬‬



‫الفصل الثاني‬

‫ظاهرة التكرار‬

‫‪35‬‬



‫الأکرار‪:‬‬

‫يُعدّ التكرار من الظواهر األسلوبية اليت تُستخدم لفهد" الدنص‬ ‫األدبدي‪ ،‬وهو مصطلح عربدي كاّ له ةضوره عندد الدبالغني‬ ‫العرب القدامى فهو يف اللغة من الكرّ مبعىن الرجو ‪ .‬ويدأيت مبعدىن‬ ‫اإلعادة والعطف‪ .‬يقول ابن منظور‪« :‬الكرّ‪ :‬الرجو يُقال كَرره وكَرّ‬ ‫بنفسه‪ .‬والكَرّ مصدر كرّ عليه يكرّ وكروراً وتَكْراراً‪ :‬عطف عليده‬ ‫وكرّ عنه‪ :‬رجع‪ .‬كرّر الشيء‪ :‬أعادة مرّة أخرى»‪.‬‬ ‫فالرجو إىل الشيء وإعادته وعطفه هدو التكدرار‪ .‬أمّدا يف‬ ‫االصطالح فهو تكرار الكلمة أو اللفظة من مرة يف سياق واةد أمدا‬ ‫للتوكيد أو لزيادة التنبيه أو التهويل أو التعظي" أو للتلذذ بذكر املكرر‬ ‫ابن منظور‪ ،‬مادة کرّ)‪.‬‬ ‫ظاهرة التکرار تُعدّ من الظواهر البارزة فی الدنص‪ ،‬وال شد ّ‬ ‫أهنا ترتبط بعالقةٍ ما مع صاةب النص فهو من خالل التکرار يحاول‬ ‫تأکيد فکرةٍ ما تسيطر علی خياله وشعوره‪ .‬ويعد وسيلة من وسدائل‬ ‫تشکيل املوسيقی الداخلية‪ .‬التكرار ال يقوم فقط على جمرد تكدرار‬ ‫اللفظة يف السياق الشعر ّ‪ ،‬وإمنا ما تتركه هذه اللفظة من أثر انفعايل‬ ‫يف نفْس املتلقي‪ ،‬وبذل فإنه يعكس جانباً مدن املوقدف النفسدي‬ ‫واالنفعايل‪ ،‬ومثل هذا اجلانب ال ميكن فهمه إال من خدالل دراسدة‬ ‫التكرار داخل النص الشعر ّ الذ ورد فيه‪ ،‬فكدل تكدرار حيمدل‬ ‫‪37‬‬


‫يف ثناياه دالالت نفسية وانفعالية خمتلفة تفرضدها طبيعدة السدياق‬ ‫الشعر ّ‪.‬‬ ‫وتشكل ظاهرة التكرار يف الشعر العربدي بأشدكال خمتلفدة‬ ‫متنوعة فهي تبدأ من احلرف ومتتدّ إىل الكلمة أو العبارة واىل بيدت‬ ‫الشعر‪ ،‬وكل جانب يعمل على إبراز جانب تأثري خاص للتكرار‪.‬‬ ‫يتحقق التكرار عرب عدّة أنوا ‪:‬‬ ‫‪ -1‬تكرار احلرف‪ :‬وهو يقتضي تكرار ةدروف بعيندها يف‬ ‫الكالم‪ ،‬مما يعطي األلفاظ اليت ترد فيها تلد احلدروف‬ ‫أبعاداً تكشف عن ةالة الشاعر النفسية‪.‬‬ ‫‪ -2‬تكرار اللفظة‪ :‬وهو تكرار بعيد اللفظة الواردة يف الكدالم‬ ‫إلغناء داللة األلفاظ‪ ،‬وإكساذا قوةً تأثريية‪.‬‬ ‫‪ -3‬تكرار العبارة أو اجلملة‪ :‬وهو تكرار يعكس االمهية الديت‬ ‫يوليها املتكل" ملضموّ تل اجلمل املكدررة باعتبارهدا‬ ‫مفتاةاً لفه" املضموّ العام الذ يتوخّاه املتكل"‪ ،‬إضدافة‬ ‫إىل ما حتققه من توازّ هندسي وعاطفي بدني الكدالم‬ ‫ومعناه‪.‬‬ ‫كاّ التكرار بأنواعه الثالثة املشار إليها عند الشداعر أديدب‬ ‫کمال الدين مثرياً لالنتباه‪ ،‬وداعياً لالهتمام بالشيء املكرّر‪ ،‬ومدن مث‬ ‫فقد ةقق تفاعالً عاطفياً وشعوريًا وإيقاعياً مع املتلقي بكافة أشدكاله‬ ‫سواءً كاّ تكرار كلمة‪ ،‬أو مقطع أو تقسدي"‪ ،‬أو كداّ تكدراراً‬ ‫شعورياً‪ ،‬أو موتيفّياً‪ .‬وأّياً كانت صور هذا التكرار فإنه سلط الضدوء‬ ‫على بعض اجلوانب الالشعورية يف نفْس الشاعر‪ ،‬واليت تلحّ عليه كأنه‬ ‫ال يودّ جماوزة العبارة املكررة إىل غريها‪.‬‬ ‫‪38‬‬


‫أكرار الحرف‪:‬‬

‫تكرار احلرف الواةد الذ هو من بنية الكلمة‪ ،‬وهذا الندو‬ ‫من التكرار ال يقتصر دوره على جمرد حتسني الكدالم‪ ،‬بدل ميكدن‬ ‫أّ يكوّ من الوسائل املهمة اليت تلعب دورهدا العضدو يف أداء‬ ‫املضموّ‪ .‬يُعدّ هذا التکرار أبسط أنوا التكرار‪ ،‬لقلدة مدا حتملده‬ ‫هذه احلروف من معاين وقي" شعورية قدد ال ترتقدي إىل مسدتوى‬ ‫تأثري األفعال واألمساء والتراكيب‪ .‬وأمثلة هذا النو يف شعر أديدب‬ ‫كثرية‪.‬‬ ‫لقد کرّر الشاعر يف املقبو التايل ةرف السني بکثرة‪:‬‬ ‫إهلي‪،‬‬ ‫أجلسُ حتتَ شجرة حمبّتكَ الوارفة‬ ‫عاشقاً‬ ‫ليس له من حُطامِ الدنيا‬ ‫سوى كوز ماء‬ ‫وكسرة خبز‬ ‫وكسرة حرف‪.‬‬ ‫أجلسُ كي أكتبَ سرَّك‬ ‫وسرَّ سرّك‬ ‫بكسرةِ حريف‪.‬‬ ‫وأجلسُ أيضاً‬ ‫كي أحمو حريف‬ ‫حتّى ال يظهر من سرِّك‬ ‫وسرِّ سرّك‬ ‫‪39‬‬


‫سوى السني وقت انقضاض الزالزل‬ ‫وسوى الراء وقت اهنمار املطر‪ .‬إشارات األلف‪ 14 :‬و‪)15‬‬ ‫کرّر الشاعر هذا احلرف ‪ 17‬مرّة وهو ةرف مُموسق جبدر‬ ‫إيقاعي ترتاح له األذّ‪ .‬وتكرار احلرف ال ميكن أّ خيضع لقواعدد‬ ‫نقدية ثابتة ميكن تعميمها على النصوص الشعريّة للشاعر الخدتالف‬ ‫طبيعة األسلوب والداللة اليت حيدثها كل ةرف ضدمن السدياق يف‬ ‫النص الواةد‪ ،‬وإّ كاّ تأثري احلرف املوسيقي ال يرقى يف قوتده إىل‬ ‫تأثري الكلمة‪ .‬لكن مع هذا فإّ تكرار احلرف حيقق أثراً واضدحاً يف‬ ‫ذهن املتلقي جيعله متهيّئاً للدخول إىل عمق النص الشعر ّ‪.‬‬ ‫ويف قصيدة اليد) أحل علی تکرار ةرف "الفاء"‪:‬‬ ‫يف الطفولة‬ ‫فتحتُ يدَ احلرف‬ ‫رب أخضر‬ ‫كي أج َد قلمَ ح ٍ‬ ‫فوجدتُ وردةَ دفلى ذابلة‪.‬‬ ‫وفتحتُ يدَ النقطة‬ ‫فوجدتُ دمعةَ عي ٍد قتيل‪.‬‬ ‫ويف احلرب‬ ‫فتحتُ يدَ احلرف‬ ‫كي أجدَ طائرَ سالمٍ‬ ‫يرفرفُ فوقَ روحي اليت أربكها‬ ‫مشهدُ الدم‪،‬‬ ‫فوجدتُ حفنةَ رمادٍ‬ ‫‪40‬‬


‫وقصيدةَ حبّ مزّقتها الطلقات‪.‬‬ ‫وفتحتُ يدَ النقطة‬ ‫فوجدتُ دمعةَ أمٍّ بكتْ ابنها القتيل‪ .‬أقول احلدرف وأعدين‬ ‫أصابعي‪)32 :‬‬ ‫لقد تكرّر ةرف الفاء) کثريا يف هذا النص‪ ،‬وأغلبها فاء العطدف‬ ‫مع الفعل وجدتُ) الذ تكرر ست مرّات‪ .‬يف هذا النص دد طفولدة‬ ‫احلرف والنقطة وما ذما من أةاسيس ومشاعر‪ ،‬ةيث أثدث فضداءه‬ ‫بأصابعه اليت طرّزت جُمالً ومقاطع شعريّة مزجت بني بسداطة اللغدة‬ ‫وعمق املعىن‪ ،‬عرب شخصيتني رئيسيتني مها احلرف والنقطة‪ ،‬متمثلدة يف‬ ‫الطفولة واحلرب واملنفى‪ ،‬ومن خالل احلرف نستبطن الدداخل‪ .‬وقدد‬ ‫رُتّبِت القصيدة يف ةكاية من ثالثة مقاطع‪ ،‬وهكذا يف بقيدة القصدائد‬ ‫ةيث تكرّر احلرف فيها مثل‪ :‬لِ"َ أنت؟‪ ،‬مديح إىل مهند األنصدار ‪ ،‬مل‬ ‫يعد مطلع األغنية مُبهجاً‪ ،‬غزال أكل قلبه النمدر‪ .‬عبددالرةي" أغدا‪،‬‬ ‫«مجالية التكرار يف جمموعة الشاعر أديب كمال الدين "أقدول احلدرف‬ ‫وأعين أصابعي"»‪ ،‬دراسة منشورة يف موقع الشاعر)‪.‬‬ ‫من مناذج تكرار احلرف يف قصيدة مثة خطأ)‪:‬‬ ‫مثّة خطأ يف السرير‬ ‫ويف الطائرِ الذي حلّقَ فوق السرير‬ ‫ويف القصيدةِ اليت ُكِتبَتْ‬ ‫لتصفَ مباهج السرير‬ ‫ويف املفاجأةِ اليت تنتظرُ السرير‬ ‫يف آخرِ املطاف‪ .‬السابق‪)7 :‬‬ ‫‪41‬‬


‫مث يعود ليكرّر هذا احلرف يف املقطع الثالث من هذه القصيدة‪:‬‬ ‫مثّة خطأ يف الكأسِ واخلمرة‬ ‫ويف الرقصةِ والراقصة‬ ‫ويف العُري والتعرّي‬ ‫ويف وثائقِ التابوت‬ ‫ويف النشيدِ‪ ،‬والنشيجِ‪ ،‬والضجيج‪،‬‬ ‫واحلروب اليت أكلتْ أبناءها‬ ‫أو اليت ستأكلهم عمّا قريب‪.‬‬ ‫ويعود مرّة أخرى يف املقطع الساد من القصيدة نفسها‪:‬‬ ‫مثّة خطأ يف احلرفِ وآخر يف النقطة‬ ‫ويف ساعةِ الرملِ أو ساعةِ الصخر‬ ‫ويف الذكرى‪ ،‬واملوعدِ‪ ،‬والسكّني‬ ‫ويف املفتاحِ‪ ،‬وبابِ البيتِ‪ ،‬واملطر‬ ‫ويف القُبلةِ‪ ،‬وكلمةِ األسف‬ ‫ويف رغبةِ شفتيكِ وشفيتّ‬ ‫ويف كلمةِ‪" :‬أحبّك"‬ ‫وكلمةِ‪" :‬وداعاً"‪.‬‬ ‫يكرّر الشاعر ةرف اجلر يف) أكثر من ‪ )15‬مرّة‪ .‬وقد وظف‬ ‫الشاعر تكرار احلرف لبياّ صورة حمتملة يف ثبات تأكيدد أخطداء‪:‬‬ ‫أخطاء يف ةياتنا‪ ،‬من احلرب‪ ،‬إىل العُر ‪ ،‬إىل األسدف‪ ،‬إىل فقدداّ‬ ‫الرؤية‪ ،‬لتضفي على الصورة وصفاً داخلياً مُتّسماً بالقهر من خدالل‬ ‫‪42‬‬


‫احلرف يف)‪ .‬وهي تشكل منوذجاً حيتذ به يف خمتلف القصائد فض ً‬ ‫ال‬ ‫عن ما أفاده التكرار من خلق إيقدا موسديقي داخدل القصديدة‬ ‫عبدالرةي" أغا‪« ،‬مجالية التكرار يف جمموعة الشاعر أديدب كمدال‬ ‫الدين "أقول احلرف وأعين أصابعي"»‪ ،‬دراسة منشدورة يف موقدع‬ ‫الشاعر)‪.‬‬ ‫وقد يعمد الشاعر يف بعض األةياّ إىل أنوا خمتلفة من تكرار‬ ‫احلروف كأّ يكرّر أداة استفهام أو نفي‪ ،‬منها تكدرار احلدرف يف‬ ‫قصيدة زوربا)‪:‬‬ ‫ستسخرُ‪ .‬ممن إذن؟‬ ‫من الرقص؟‬ ‫ال‪.‬‬ ‫من الرمل؟‬ ‫ال‪.‬‬ ‫من احلُبّ؟‬ ‫ال‪.‬‬ ‫من احلظّ؟‬ ‫ال‪.‬‬ ‫من اخلوف؟‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ستكررُ ال وال ألف مرّة‬ ‫إىل أنْ تنهار فوقَ الرمال‬ ‫والقلبُ ضاحكاً مثل طفل سعيد‬ ‫يصيح‪ :‬ال‪.‬‬ ‫‪43‬‬


‫وأنتَ من خلفه مذهوالً تصرخُ‪ :‬ال‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ال! السابق‪)20 :‬‬ ‫تنوّعت التكرارات يف هذه القصيدة‪ ،‬منها تكرار احلدرف ال)‬ ‫‪ )15‬مرّة وهذا النفي ناتج من رفض وسخرية زوربا) من املدوت‬ ‫ومن احلبّ ومن اخلوف ليصيح‪ :‬ال‪ ....‬ةيث يت"ّ تشكيل احلدرف‬ ‫بنسق مجايل يف شكل عمود ليقرّ بأمهية التأثري البصدر وفاعليدة‬ ‫داللتدده‪ .‬وةددرف "سددني" ‪ )13‬مددرة‪ ،‬سددترقص إذّ يددا‬ ‫ددم َ إىل‬ ‫دترفع قد‬ ‫دوج‪/‬وسد‬ ‫دوه"ُ أو املد‬ ‫ديجتاة َ الد‬ ‫دديقي‪/‬سد‬ ‫صد‬ ‫األعلى‪/‬ستبتس")‪ .‬الةظ كيف أّ "سني املستقبل" متالصقة لدفعال‬ ‫املضارعة وهي حتمل زمنها بنفسها‪ ،‬مث اّ الفعل ترقص الذ ين"ّ عن‬ ‫ةركة وانفتاح يزيد من تصعيد احلدث وأّ زوربا يعدود ويبتسد"‪.‬‬ ‫ويبدو أّ هذا التنو يف التكرار قد أغىن اإليقا الداليل للقصديدة‪،‬‬ ‫فتكرار ال‪ ،‬ومن) تأكيد للمعىن الذ حياول الشاعر إيصاله فضالً عن‬ ‫اإليقا النغمي واملوسيقي عبدالرةي" أغدا‪« ،‬مجاليدة التكدرار يف‬ ‫جمموعة الشاعر أديب كمال الدين "أقول احلرف وأعين أصابعي"»‪،‬‬ ‫دراسة منشورة يف موقع الشاعر)‪.‬‬ ‫‪44‬‬


‫أكرار الک مة‪:‬‬

‫ميتل تكرار الكلمة يف النصّ أثراً عظيماً يف مو َسقَته‪ .‬القيمدة‬ ‫السمعيّة اذا التكرار أكرب من قيمة تكرار احلرف الواةد يف الكلمة‪.‬‬ ‫ويكوّ هذا التكرار ناجتاً عن أمهية هذه املفردة وأثرهدا يف إيصدال‬ ‫املعىن‪ ،‬ةيث تأيت مرّة للتأكيد أو التحريض ولكشف اللبس‪ ،‬إضدافة‬ ‫ص الشعر ّ‪.‬‬ ‫إىل ما تقوم به من إيقا صويت داخل الن ّ‬ ‫يف ما يلي کرّر الشاعر لفظة املوت ومشتقاهتا ‪ 5‬مرّات‪:‬‬ ‫حنيَ ماتت احلاء‬ ‫أورثتين مَوتاً مُضافاً إىل مَويت‪.‬‬ ‫وألنين قد اعتدتُ على مشهدِ املوت‬ ‫منذ الطفولة‪،‬‬ ‫لذا مل أحترْ كثرياً‬ ‫الجةِ الذاكرة‬ ‫وقرّرتُ أنْ أمجّده يف ث ّ‬ ‫الجةِ املوتى‪ .‬رقصة احلرف األخرية‪)31 :‬‬ ‫بدالً من ث ّ‬ ‫وکرّر لفظة املطر يف قصيدة "راء املطر" ‪ 23‬مرّة‪ ،‬وقد اقتبسدنا‬ ‫املقطع التايل من هذه القصيدة‪:‬‬ ‫صحتُ‪ :‬ما امسه املطر؟‬ ‫قالت الغيمةُ فجأةً‪ :‬أيّ مطر؟‬ ‫قلتُ هلا‪ :‬مطر بغداد‪،‬‬ ‫مطر الفرات‪،‬‬ ‫مطر احلرمان‪،‬‬ ‫‪45‬‬


‫مطر السفارة الثلجيّة‪،‬‬ ‫مطر السجن‪،‬‬ ‫مطر البلد البعيد‪ .‬السابق‪)42 :‬‬ ‫يقول الشاعر يف املقطع األوّل من قصيدة "مثة خطأ"‪:‬‬ ‫مثّة خطأ يف السرير‬ ‫ويف الطائرِ الذي حلّقَ فوقَ السرير‬ ‫ويف القصيدة اليت ُكِتبَتْ‬ ‫لتصفَ مباهج السرير‬ ‫ويف املفاجأةِ اليت تنتظرُ السرير‬ ‫يف آخرِ املطاف‪ .‬أقول احلرف وأعين أصابعي‪)7 :‬‬ ‫فقد کرّر الشاعر لفظة "السرير" أربع مرّات ليدل علی فداةدة‬ ‫هذا اخلطأ منذ البداية‪ ،‬اخلطأ أو العصياّ الذ ارتكبه أبو البشدرية‬ ‫آدم) منذ بدء اخلليقة‪.‬‬ ‫ومن أمثلة هذا النو من التكرار دده ةاضراً يف قصيدة "مديح‬ ‫إىل مهند األنصار ّ"‪:‬‬ ‫كانتْ حقيقية‬ ‫مشسكَ أيّها الراحل‪ -‬الباقي‪.‬‬ ‫ليستْ مُحاطة بالغبار‬ ‫وال معجونة باألكاذيب‪.‬‬ ‫ليستْ حبجمِ حّبةِ قمحٍ‬ ‫وال حبجمِ برتقالةٍ ذابلة‪.‬‬ ‫‪46‬‬


‫ليستْ باليت تنام‬ ‫وال تدري أتقومُ غداً‬ ‫مِن سريرها أو ال تقوم‪.‬‬ ‫ليستْ باليت تكرهُ ساعاهتا‬ ‫وال دقّات قلبها‪.‬‬ ‫س وجهني‬ ‫ليستْ باليت تلب ُ‬ ‫وال تغيّرُ دفّتها كلّ حني‪.‬‬ ‫ليستْ باليت تدوسُ على الكواكب األخرى‬ ‫إنْ زامحتها يف الطريق‪ .‬السابق‪)88 :‬‬ ‫نالةظ تكرار مفردة "ليست" خالل أسطر القصديدة‪ ،‬ةيدث‬ ‫تتكرر ‪ 6‬مرّات مادّية إيقاعاً موسيقياً داخل القصيدة فضدالً عدن‬ ‫اإليقا الداليل الذ تادّيه هذه املفردة اليت تدخل النفي ةول ةقيقة‬ ‫مشس الراةل األنصار ّ‪ .‬والنفي هنا رمز‪ ،‬ولو رجعندا إىل كلمدة‬ ‫"ليست" يف اللغة العربية لوجدناها‪ :‬ليس فعل ماضي جامد والتاء هي‬ ‫تاء التأنيث‪.‬‬ ‫ومن األمثلة األخرى اذا النو من التكرار قصديدة "مل يعدد‬ ‫مطلعُ األغنية مُبهجاً"‪ .‬يقول الشاعر أديب كمال الددين يف املقطدع‬ ‫اخلامس من هذه القصيدة‪:‬‬ ‫سأحتاج إىل كلمةٍ ألصفَ غربيت‬ ‫وسأخترعها إ ْن مل أجدها‪.‬‬ ‫غربيت ليستْ هي البحر‪،‬‬ ‫فالبحرُ‪ ،‬رغم وحشته وأكاذيبه وجمونه‪ ،‬طيّبٌ‬ ‫‪47‬‬


‫إذا روّضته أو روّضك‪.‬‬ ‫غربيت‪ ،‬إذن‪ ،‬بدأتْ يف الفرات‬ ‫وغابتْ مع مشسه اليت غابتْ‪ .‬السابق‪)75 :‬‬ ‫ويقول يف املقطع الساد ‪:‬‬ ‫غربيت هي غربةُ العارفني‬ ‫إذ كُذِّبوا أو عُذِّبوا‪.‬‬ ‫غربيت هي غربةُ الرأس‬ ‫يُحْملُ فوق الرماح‬ ‫من كربالء إىل كربالء‪.‬‬ ‫غربيت هي غربةُ اجلسرِ اخلشيبّ‬ ‫إذ جيرفه النهرُ بعيداً بعيداً‪.‬‬ ‫غربيت هي غربةُ اليد‬ ‫وهي ترجتفُ من اجلوعِ أو االرتباك‪،‬‬ ‫وغربةُ السمكِ إذ تصطاده‬ ‫سنّارةُ الباحثني عن التسلية‪،‬‬ ‫وغربةُ النقطة‬ ‫وهي تبحثُ عن حرفها الضائع‪،‬‬ ‫وغربةُ احلرف‬ ‫وهو يسقطُ من ف ِم السكّري‬ ‫أو فمِ الطاغية‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫أحل الشاعر بکثافة علی تکرار مفردة "الغربة" يف نصّده‪ .‬وقدد‬ ‫أسه" هذا التكرار يف صورة الغربة اليت تتحك" بالشاعر بكل أشكااا‬ ‫وصفاهتا‪ ،‬وهتيمن علی أفکاره ومشاعره‪ .‬إنّها غربة الروح واجلسدد‬ ‫وااجر وفقداّ الوطن احلبيب‪ .‬فالشاعر يعاين االغتدراب باجلسدد‬ ‫والروح معاً بعد ما أىب العيش يف وطنه حتت ةك" الطغاة‪.‬‬ ‫يف قصيدة "صباح اخلري على طريقة شاريل شابلن" يقول‪:‬‬ ‫صباح اخلري أيّها الضحك‪.‬‬ ‫صباح اخلري أيّتها القهقهة‪،‬‬ ‫أيّتها السخرية‪،‬‬ ‫أيّتها السعادة‪،‬‬ ‫أيّتها الطفولة املتهرّئة‪،‬‬ ‫أيّها الفقر األسود‪،‬‬ ‫أيّها الغىن األبيض‪.‬‬ ‫صباح اخلري أيّتها الدموع‪،‬‬ ‫أيّها اجلوع‪،‬‬ ‫أيّها احلذاء املَسلوق‪،‬‬ ‫أيّتها البطالة‪،‬‬ ‫أيّتها املغامَرة‪،‬‬ ‫أيّتها املرأة اجلميلة املعشوقة‪،‬‬ ‫أيّها املُتشرّد العاشق‪.‬‬ ‫صباح اخلري يا أمريكا األعاجيب‪،‬‬ ‫أيّتها الرأمسالية البشعة‪،‬‬ ‫أيّتها الربوليتاريا الرثّة‪،‬‬ ‫‪49‬‬


‫أيّتها احلريّة‪،‬‬ ‫أيّتها العبوديّة‪،‬‬ ‫أيّتها األثداء والسيقان‪،‬‬ ‫أيّها احلرمان‪ .‬السابق‪)60 :‬‬ ‫يکرّر الشاعر يف هذا املقبو "صباح اخلري" ‪ 4‬مرّات بأسدلوب‬ ‫ساخر‪ ،‬فالقصيدة تبدأ مبنادى وبتكرار خفيف يشبه إيقاظ ندائ" أو‬ ‫إيقاظ وجوه عديدة‪ ،‬بعدها يستمر الشاعر أديب كمدال الددين يف‬ ‫تكرار املفردات يف ةالة مهسات شاعرية رائعة ميتزج فيهدا احلسدي‬ ‫واملعنو امتزاجاً عضوياً نابضاً بالتوهج اجلمايل‪ ،‬فأسلوب النداء لده‬ ‫أمهية يف هذه القصيدة‪ ،‬ةيث تأكيد االنتباه ولفت اهتمدام القدارئ‬ ‫خاصة وأّ املنادى هو كل أشكال السياسة والقهر واحلرماّ وبطريقة‬ ‫هزلية‪ :‬طريقة شاريل شابلن عبدالرةي" أغا‪« ،‬مجاليدة التكدرار يف‬ ‫جمموعة الشاعر أديب كمال الدين "أقول احلرف وأعين أصابعي"»‪،‬‬ ‫دراسة منشورة يف موقع الشاعر)‪.‬‬ ‫يف قصيدة "ةرف حيتضن نفْسه" يقول‪:‬‬ ‫دع القطار خيرجُ من س ّكتِه‪.‬‬ ‫دع املرأة تقول‪" :‬أحبّك"‬ ‫وهي تضعُ الكثريَ من األصباغِ املزيّفة‬ ‫على وجهها الذي أتعبه الزمن‪.‬‬ ‫دعْها تقول‬ ‫حتّى لو انتحرتْ يف آخر القصةِ البليدة‪.‬‬ ‫دع القصة البليدة تتك ّررُ كلّ يوم‪.‬‬ ‫‪50‬‬


‫دع النافذة تنفتحُ بقوّة‬ ‫لترتبك الصورة العارية يف اهلواء‪.‬‬ ‫دع التلفون يرّن ويرّن دونَ أنْ تقلق‪.‬‬ ‫دع املطر يهطلُ بغزارة‬ ‫لتشرق الشمس‪ ،‬بعدئذٍ‪ ،‬بصخبٍ أصفر‪.‬‬ ‫دع الشبّان يصرخون يف الشارع‬ ‫والشابّات يلبسن الالشيء‪.‬‬ ‫دع الزمن ينهمرُ من نافذةِ العمر‬ ‫أو من نافذةِ الفندق‬ ‫والساعات تدفعُ بعضها بعضاً‬ ‫يف ازدحامٍ عجيب‪.‬‬ ‫دع املدينة تلهو‬ ‫وبرجها ينهارُ هبدوءٍ شيئاً فشيئاً‪.‬‬ ‫دع الطائرة تطريُ على ارتفاع‬ ‫ذراعٍ واحدٍ من األرض‪ .‬السابق‪ 96 :‬و‪)97‬‬ ‫هنا تكرّرت مفردة د ) ‪ 11‬مرّة مادّية إيقاعاً موسيقياً داخدل‬ ‫القصيدة فضالً عن اإليقا الداليل الذ تادّيه هذه املفردة اليت تدل‬ ‫على ترك كل ما يرب ويقلق احلرف وهو ينام مثل يتي" طدرِدَ مدن‬ ‫امللجأ‪« :‬د األرض تعبث كما حيلو اا»‪ .‬ويبدأ يف مجل فعلية بالفعل‬ ‫د ) ةيث الزمن يلعب ويلهو ويعبث ويطري كما حيلو له‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫أكرار العبجرأ‪:‬‬

‫تكرار العبارة أو اجلملة هو تكرار يعكس األمهية الديت يوليهدا‬ ‫املتكل" ملضموّ تل اجلمل املكررة باعتبارها مفتاةاً لفه" املضموّ‬ ‫العام الذ يتوخّاه املتكل"‪ ،‬إضافة إىل ما حتققه من تدوازّ هندسدي‬ ‫وعاطفي بني الكالم ومعناه؛ وربّما تكوّ هذه العبارة هي املرتكدز‬ ‫األسا الذ يقوم عليه البناء الداليل للنصّ فضالً عن املهمة النغمية‬ ‫اليت ياديها التكرار وهذا النو دده ةاضراً يف قصائد كثرية يف جتربة‬ ‫أديب الشعريّة‪.‬‬ ‫وحيتاج تكرار العبارة إىل مهارة ودقة حبيث يعرف الشاعر أيدن‬ ‫يضعه فيجيء يف مكانه الالئق وأّ تلمسه يد الشاعر تلد اللمسدة‬ ‫السحرية اليت تبعث احلياة يف الكلمات‪ ،‬ألنه ميتل طبيعة خادعدة‪،‬‬ ‫فهو بسهولته وقدرته على ملء البيت وإةداث موسديقى ظاهريدة‪،‬‬ ‫يستطيع أّ يضلل الشاعر ويوقعه يف مزلق تعبري ‪.‬‬ ‫وقد عمد الشاعر إلی هذا النو من التکرار يف قصيدة «إنّي أنا‬ ‫احلالج»‪:‬‬ ‫ال تقتربْ من ناري!‬ ‫من نا ِر قلبـي وسرّي‪،‬‬ ‫‪......... ..‬‬ ‫ال تقتربْ!‬ ‫أخافُ عليكَ من الصلب‬ ‫وما بعد الصلب‪.‬‬ ‫أخافُ عليكَ ممّا ترى‬ ‫‪.............. ..‬‬ ‫‪52‬‬


‫ال تقتربْ!‬ ‫أيّهذا احلرويفّ الذي يقترحُ احلرفَ امساً‬ ‫‪.................‬‬ ‫ال تقتربْ!‬ ‫فلقد احترقتُ قبلكَ ألفَ مرّة‬ ‫وما ارعويت‪.‬‬ ‫ال تقتربْ!‬ ‫الج‬ ‫إنّي أنا احل ّ‬ ‫امسُكَ امسي‬ ‫ولوعتُكَ لوعيت‬ ‫ودمعتُكَ دمعيت‬ ‫وومهُكَ ومهي‬ ‫وصليبُكَ صليبـي‪ .‬السابق‪)19 - 17 :‬‬ ‫فقد کرّر أديب کمال الدين "ال تقترب" يف هذه القصديدة‬ ‫مرّات‪ ،‬لياكد فلسفة االةتراق واملوت‪.‬‬ ‫كذل يقول يف قصيدة "مثة خطأ"‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫مثّة خطأ يف السرير‬ ‫ويف الطائرِ الذي حلّقَ فوقَ السرير‬ ‫(‪)2‬‬ ‫مثّة خطأ يف األصابع‬ ‫‪53‬‬

‫‪5‬‬


‫والشوق‬ ‫وحلظةِ العناق‪.‬‬ ‫مثّة خطأ يف اجلسد‪.‬‬ ‫ح اجلسد‪...‬‬ ‫أعين يف تفّا ِ‬ ‫(‪)3‬‬ ‫مثّة خطأ يف الكأسِ واخلمرة‬ ‫ويف الرقصةِ والراقصة‬ ‫(‪)4‬‬ ‫مثّة خطأ يف السرِّ والقربِ واملنفى‬ ‫وما بني الساقني‪.‬‬ ‫مثّة خطأ يف الطائرة‬ ‫ويف مقصورةِ الطيار‬ ‫والسنوات اليت انقرضتْ فجأةً‬ ‫دون سابق إنذار‪.‬‬ ‫مثّة خطأ يف البحر‬ ‫واجللوس قرب البحر‬ ‫(‪)5‬‬ ‫مثّة خطأ يكرب‬ ‫وآخر يتناسل‬ ‫‪54‬‬


‫(‪)6‬‬ ‫مثّة خطأ يف احلرفِ وآخر يف النقطة‬ ‫ويف ساعةِ الرم ِل أو ساعةِ الصخر‬ ‫(‪)7‬‬ ‫وأخرياً‬ ‫وباختصارٍ سحريّ‬ ‫مثّة خطأ يشبهين متاماً‬ ‫مثلما يشبه البحر نفسه‪ .‬السابق‪)7 - 10 :‬‬ ‫هنا تكرّرت عبارة مثة خطأ) ‪ 10‬مرّات‪ ،‬ليأيت هدذا التكدرار‬ ‫لتقوية الصورة اليت تصف هذه األخطاء ومكاّ خطورهتا مثة خطدأ‬ ‫يف احلرف وآخر يف النقطة)‪ ،‬ليأيت أخرياً وباختصار سحر ّ مثة خطأ‬ ‫يشبهين متاماً)‪ .‬فالنصّ ال يعاجل خطأ واةداً وإمنا جمموعة أخطاء‪ ،‬منها‬ ‫نشوة اخلمر‪ ،‬ندزعة التع ّر ‪ ،‬املوت األمحر‪ ،‬السنوات اليت تتسداقط‬ ‫من بني أصابع الشاعر‪ ،‬وهروبه من منفى إىل آخر‪ ،‬إىل آخر األخطاء‬ ‫اليت تكرب وتتناسل‪ .‬ويالةظ أّ الشاعر قد عمد إىل أّ يدأيت ذدذه‬ ‫العبارة يف بداية املقاطع ليدل على اخلطر يف ارتكاب اخلطأ‪ ،‬لتكدوّ‬ ‫القصيدة من القصائد اجلميلة يف اجملموعة‪.‬‬ ‫يعمل تكرار هذه الالزمة على ربط أجزاء القصيدة ومتاسدكها‬ ‫ضمن دائرة إيقاعية واةدة‪ ،‬وكأهنا قالب فين متكامل يف نسق شعر ّ‬ ‫متناسق‪ .‬يكشف هذا التكرار عن إمكانيات تعبريية وطاقات فنية تغين‬ ‫املعىن وجتعله أصيالً إذا استطا الشاعر أّ يسيطر عليه وأّ جييء يف‬ ‫‪55‬‬


‫موضعه‪ ،‬حبيث ياد خدمة فنية ثابتة على مستوى الدنص تعتمدد‬ ‫بشكل أساسي على الصدى أو الترديد ملا يريد الشاعر أّ ياكد عليه‬ ‫أو يكشف عنه بشكل يبتعد به عن النمطية األسلوبية‪ .‬ففي قصديدة‬ ‫ساال مسدود) يقول‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫كيف متّ‬ ‫أنتَ الذي كانت احلياة كأسكَ املفضل‬ ‫(‪)2‬‬ ‫كيف متّ‬ ‫أنت الذي اقترحتَ للعيد فجراً وأرجوحة‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫كيف متّ‬ ‫ي ليلٍ هبيمٍ سقطتَ كنجمةٍ تائهة؟‬ ‫بأ ّ‬ ‫(‪)4‬‬ ‫كيف متَّ‪،‬‬ ‫يا فراتَ الروح‬ ‫وسينما الطفولة‬ ‫ومقهى احللم‪،‬‬ ‫الذعاً مثل كأس عرقٍ مغشوش‬ ‫يف مشسِ آب؟‬ ‫‪56‬‬


‫كيف متَّ‪ ،‬إذن‪،‬‬ ‫وتركتَ جثّتكَ مرتعاً للطيورِ والكالب؟ السابق‪ 58 :‬و‪)59‬‬ ‫وهكذا يتواىل تكرار عبارة كيف متّ) يف القصيدة ويف بدايدة‬ ‫كل مقطع من مقاطع القصيدة األربعة‪ .‬وهذا التكرار االسدتفهامي‬ ‫نسج منه الشاعر أديب جتربته الشعريّة‪ ،‬فصار االستفهام هو احملدور‬ ‫اذا النصّ ولعل االستعانة باألسئلة وصيغ االستفهام خاصية بددأت‬ ‫تربز بشكل ملفت للنظر يف قصائده‪.‬‬ ‫ويف قصيدة واةدة هي العودة من البئر) ميكننا إةصاء أكثر من‬ ‫عشرة أسطر تبدأ بد ملاذا؟) وهي صيغة االستفهام تدأيت أةيانداً‬ ‫صادمة للقارئ وتثريه‪ ،‬لكنها يف األغلب تدأيت كمخدرج متعددد‬ ‫احلاالت‪ ،‬وهذا هو سرّ مهنة أديب‪:‬‬ ‫ملاذا تركتهم يلقونين يف البئر؟‬ ‫ملاذا تركتهم ميزّقون قميصي؟‬ ‫ملاذا مل تقلْ أيّ شيء؟ السابق‪)13 :‬‬ ‫وهي تتحدث عن غدر إخوة يوسف وعن معاناتده‪ ،‬ويكدرّر‬ ‫الشاعر ملاذا‪ ...‬وملاذا سكت يعقوب عن كل هذا الظل"‪.‬‬ ‫وأخريا ال يفوتنا أّ نشري إلی أّ ما مييّز التکرار يف نتاج أديدب‬ ‫کمال الدين ويضفي عليه مجالية خاصة هو تكرار اللفظة يف أوائدل‬ ‫األبيات‪:‬‬ ‫أنا النقطة‬ ‫أنا بري ُق سيف األصلع البطني‬ ‫‪57‬‬


‫أنا خرافةُ الثورات وثورات اخلرافة‬ ‫أنا معىن الالمعىن وجدوى الالجدوى‬ ‫أنا دم أخذته السماء ومل تعطه األرض‬ ‫أنا بقية من ال بقية له‪( .‬النقطة‪)14 :‬‬ ‫***‬ ‫كانت النقطةُ دمَ اجلمال‬ ‫دمَ املراهقة‬ ‫دمَ اللذة‬ ‫دمَ السكاكني‬ ‫دمَ الدموع‬ ‫دمَ اخلرافة‬ ‫دمَ الطائر املذبوح‪.‬‬ ‫كانت النقطة دمي‬ ‫أنا متثال الشمع‪( .‬السابق‪)21 :‬‬ ‫***‬ ‫وا أسفاه يا حرويف الغامضات‬ ‫وا أسفاه يا نسائي الضائعات‬ ‫وا أسفاه يا أقنعيت اليت ال تكفّ عن فضحي‬ ‫وا أسفاه يا سنيين اليت تالحق بعضها بعضاً‬ ‫دونَ معىن أو بعض معىن‬ ‫وا أسفاه يا عُريي الذي أحاط يب‬ ‫كما حييطُ اجلنودُ برج ٍل أعزل‪( .‬السابق‪)23 :‬‬ ‫***‬ ‫‪58‬‬


‫من أن ِ‬ ‫ت‬ ‫حتّى أكتب إليكِ إلياذيت املعاصرة؟‬ ‫اكشفي عن أنانيتك‬ ‫حتّى أريكِ يتمي‪.‬‬ ‫واكشفي يل عن خبلك‬ ‫حتّى أريكِ خنليت‪.‬‬ ‫واكشفي يل عن غموضكِ ومؤامراتك‬ ‫حتّى أريكِ وضوحي وسذاجيت‪.‬‬ ‫واكشفي يل عن موتك‬ ‫حتّى أريكِ قياميت! السابق‪)23 :‬‬

‫‪59‬‬



‫الفصل اخلامس‬

‫التواصل بالرموز (احلروف)‬ ‫ودالالتها‬

‫‪61‬‬



‫الرموا‪:‬‬

‫يُعدُّ الرمز من أه ّ" وسائل تشکيل الصورة الشعريّة؛ السديّما يف‬ ‫العصر احلديث‪ .‬و«الرمز مبفهومه الشامل هو‪ :‬ما ميکن أّ حيل حمدل‬ ‫شيءٍ آخر يف الداللة عليه‪ ،‬ليس بطريقة املطابقة التامّة وإنّما باإلحياء‪،‬‬ ‫أو بوجود عالقة عرضيّة‪ ،‬أو عالقةٍ متعدارفٍ عليهدا» سدليماّ‪،‬‬ ‫‪1987‬م‪.)32 :‬‬ ‫أصبحت للرموز بکافة مستوياهتا أمهية قصوی للشاعر‪ ،‬حبيدث‬ ‫غدا استدعاء الرموز أمراً يثر املضموّ الشعر ّ‪ ،‬ويکشدف عدن‬ ‫املعاين اليت يصعب احلديث عنها بطريقة مباشرة‪ .‬معطيات الرمز عامل‬ ‫ماثر يف إغناء الصورة ويف رفد أبعادها آفاقداً جديددةً ومتنوعدةً‪،‬‬ ‫وکذل فإّ وجود الرمز يستحضر معه مفردات خاصة بهِ‪ ،‬وهدذه‬ ‫املفردات تاد إلی ختصيب الصورة وإغناء مناخاهتا‪.‬‬ ‫مل يکن هذا االجتاه الرمز جديداً يف الشعر العربدي‪ ،‬وإنّمدا‬ ‫سار الشعراء العراقيوّ علی خُطی إخواهن" العرب يف التعبير عمّدا مل‬ ‫يستطيعوا أّ يبوةوا به‪ ،‬فالظروف الصعبة الديت عداش يف کنفهدا‬ ‫العراقيوّ ةدت ذ" إىل اإلجتاه إلی لغة الرمدز ومواصدلة النضدال‬ ‫الشعر ّ‪ ،‬ألّ التصريح باألفکار واألةاسيس الکامنة ربّمدا تقدود‬ ‫صاةبها إلی االعتقال أو السجن أو القتل‪ .‬واذا السبب جلأ الکثيدر‬ ‫من شعراء العراق إلی الرمزية واالستعانة بالتراث‪ .‬وقد هنلدت لغدة‬ ‫‪63‬‬


‫الشاعر أديب کمال الدين کثيراً من خصوبة التراث ورمدوزه فدی‬ ‫مسيرهتا اإلبداعية‪ ،‬وإنّه ‪ -‬أ الشاعر‪ -‬کاّ فعاليّة ثقافية‪ ،‬تتحدرك‬ ‫بقوة يف ةقول اإلبدا الشعر ّ لتواصل اکتشافها ملناطق جديدة يف‬ ‫الشعر والکتابة وإقامة تل اجلسور اجملدولة بعمق بين مناطق اإلبدا‬ ‫والذوق السلي" واخليال الواسع والعواطف اجلياشة‪.‬‬ ‫رماية الحروف‪:‬‬

‫ال يُذكر اس" الشاعر أديب كمال الدين إال وذكدرت معده‬ ‫احلروف اليت أصبحت لقبه وبصمته اخلاصدة يف املشدهد الشدعر ّ‬ ‫العراقي والعربدي على ةد سواء‪ ،‬ومل يكن ذل وليد الصددفة ومل‬ ‫يتكرّر عشوائياً يف منجزه الشعر ّ بل كاّ مشروعا ةروفّياً) جدادّاً‬ ‫وضع القارئ أمام جتربة فريدة من نوعها من ةيث الوسيلة التعبرييدة‬ ‫عن ثيمة النص الشعر ّ الذ ياول رؤاه من خالل احلرف) الدذ‬ ‫مل يكن وسيلة الوصول إىل الغاية بل كاّ الوسيلة والغاية معاً‪ .‬يشكل‬ ‫احلرف حبدّ ذاته هاجساً شعرّياً مركزياً بالنسبة لتجربة الشاعر أديب‬ ‫كمال الدين‪ .‬ومبدئياً تتمثل احلروفيّات) بالنسبة إليده كددالالت‬ ‫زاخرة باملعاين‪ ،‬وكمشرو مكثف الستقراء اجلذور التكوينية لكياّ‬ ‫اللغة‪ .‬فاحلرف الذ يشتغل) عليه الشاعر ال يفضي بنا إىل إةاالت‬ ‫موضوعية مشتركة مبعىن أّ تعميدق دالالت احلدرف بالنسدبة إىل‬ ‫املعامل الوجداين) الذ اختطه الشاعر بقصدية أو شبه قصددية ال‬ ‫يبلغنا استعماالته بذات املوضعية أو بذات التلقي الذ يوزّ احلرف‬ ‫فينا تأثريه‪ ،‬ومعناه واستخدامه التداويل‪ ،‬بل يتخذ احلدرف) غالبداً‬ ‫دالالت مزدوجة حتتمل التعددية يف القراءة وبدالطبع التعدديدة يف‬ ‫‪64‬‬


‫مستويات التأويل وبإمكاننا تأشري التجربة احلروفيّة) للشاعر أديدب‬ ‫كمال الدين مبدئياً باملستويات اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬املستوى الشكلي الستثمار عطاء احلرف‪.‬‬ ‫‪ -2‬املستوى الصويف) الستثمار عطاء احلرف‪.‬‬ ‫‪ -3‬املستوى الشخصاين) االعتباطي الستثمار عطاء احلرف‪.‬‬ ‫‪ -4‬مستويات أخرى تعتمد الترابط الوظيفي) واالسدتخدام‬ ‫الرباغمايت)‪ .‬للحرف كأداة فنية بديلة خاصة بتحريد‬ ‫الرؤى اجلمالية للشاعر وهي تسداه" غالبداً بدااراف‬ ‫دالالت احلرف عن سياقه الشعر ّ املطلدوب مدري ‪،‬‬ ‫«استكناه دالالت عطاء احلرف‪/‬قراءة مجالية يف قصدائد‬ ‫نوّ) للشاعر أديب كمال الدين»‪ ،‬مقال منشور يف موقع‬ ‫الشاعر)‪.‬‬ ‫اختذ أديب کمال الدين من احلروف وسيلة تعبري عدن احليداة‬ ‫بشاوهنا وشجوهنا املختلفة‪ ،‬ووهبها ما جتود به انفعاالته وأةاسيسده‬ ‫وأخيلته‪ ،‬فتفرّد ذا وصارت دالةً من دوال شعره‪ .‬فأديب هو الشاعر‬ ‫احلرويف الذ َوجَد يف ةروف اللغة العربية ويف النقطة غزارةَ أسرارٍ‬ ‫ومكامنَ شعريّة هائلة‪ ،‬فقد استطا خلق شعريّته اخلاصة من جهدة‬ ‫التعامل الدؤوب مع احلرف والنقطة ةتّى أنسن احلدرف وأنسدن‬ ‫النقطة‪ .‬لو نظرنا مثالً يف نصّ جاء نوح ومضى)‪:‬‬ ‫ستموت اآلن‪.‬‬ ‫أعرفُ‪ ،‬يا صديقي احلرف‪ ،‬أنّكَ ستموت اآلن‪.‬‬ ‫مل تعدْ نقطتكَ األنقى من ندى الوردة‬ ‫تتحمّل كلّ هذا العذاب السحريّ‬ ‫‪65‬‬


‫والكمائن وسط الظالم‬ ‫والوحدة ذات السياط السبعة‪ .‬أربعوّ قصيدة عن احلرف‪)7 :‬‬ ‫ففي هذا املقطع نرى بأنه قد انبىن علدى شخصدنة احلدرف‬ ‫يا صديقي احلرف)‪ .‬الشاعر يعترب احلرف صديقاً له فأخذ خيطابده‬ ‫كأنّه يسمع ويعي ما يُقال له؛ ففي أكثر نصوص أديب نراه حيدرص‬ ‫على تشخيص احلرف وخطابه وفقاً لدرؤاه الديت يريدد اإلفضداء‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫جتربة الشاعر أديب كمال الدين الشعريّة متتاز بالريادة واالبتكار‬ ‫على املستويني املنهجي والفين‪ .‬فهو الشاعر الوةيد الدذ وظدف‬ ‫احلرف واستثمر جوانبه املتعددة؛ ةيث حتوّل احلرف لديه من جمدرد‬ ‫عملية شخصنة إىل أسطورة ختالط الواقع ةتّى يصعب على مسدتوى‬ ‫الفرز الداليل أّ تكتشف أيّهما الواقع وأيّهما اخليال‪.‬‬ ‫نع"‪ ،‬انفرد أديب كمال الدين بتجربتده الشدعريّة احلروفيّدة‬ ‫وأخلص اا يف مشروعه احليايت إذ نراه يقول‪:‬‬ ‫يف كينونيت‬ ‫أعين يف ارتباكي الكبري‬ ‫مثّة حرف‬ ‫ومثّة نقطة‪ .‬شجرة احلروف‪)88 :‬‬ ‫ال ميكن ختيّل احلرف والنقطة مبعزل عن الشاعر‪ ،‬فهما يرتبطاّ‬ ‫به ارتباطاً عضوياً وال ينفصالّ عنه‪ ،‬فال كياّ اما بدونه‪ ،‬وهو مدا‬ ‫يعين أّ جتربة الشاعر مل تستقِ من املوضو بل تنبع من الذات كثراء‪،‬‬ ‫‪66‬‬


‫كخصب‪ ،‬كعطاء‪ ،‬عرب شجرة غضة يانعة‪ ،‬ناضجة مثارها جيتثها مدن‬ ‫قلبه لينري ذا العامل‪.‬‬ ‫إّ القانوّ الذ غالباً ما يتحك" يف استعمال أديدب كمدال‬ ‫الدين للحروف يتمثل يف اشتقاق معىن احلرف من كلمة يكوّ جزءاً‬ ‫منها ذل احلرف‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫وصديقٌ طيّبٌ ينكرُ على اهلل‬ ‫أ ْن يقولَ للشيء كُنْ فيكون‪....‬‬ ‫سينهضُ يف آخر الليل‬ ‫وهو ينکرُ أنّ اهلل‬ ‫هو الذي خلق الکافَ والنون‪ .‬احلرف والغراب‪)23-25 :‬‬ ‫فخلق "الکاف" و"النوّ" تدل علی الکوّ وهنا يتناص الشاعر‬ ‫مع اآلية الشريفة «کن فيکوّ» واليت وردت يف أکثر من آية قرآنية‪.‬‬ ‫وأيضاً يقول‪:‬‬ ‫اجْت َمعَتِ احلَاءُ بالبَا ِء فكَانَ ال َكوْنُ! نوّ‪)64 :‬‬ ‫"احلاء" و"الباء" ةرفاّ خافتاّ ومتعاكساّ شفو وةلقي)‪،‬‬ ‫واما معىن عاطفي مضمونه ةبّ)‪ ،‬وهذه أصغر مفردة ذات معدىن‬ ‫تدل علی أكرب مشاعر إنسانية فريدة‪ .‬فريمز الشاعر يف هذا املقتدبس‬ ‫حبريف "احلاء" و"الباء" إلی "احلبّ" الذ يراه سبباً يف خلق الكدوّ‪.‬‬ ‫ومن قبيل قوله‪:‬‬ ‫يف حاءِ حبّكِ اليت وسعتْ كلَّ شيء‬ ‫وُلِدت الباءُ بريئةً كدمعة‪ .‬السابق‪)28 :‬‬ ‫‪67‬‬


‫الحج ‪:‬‬

‫يستخدم الشاعر احلروف اليت تنسج" رمزياً مع احلالة النفسدية‬ ‫اليت يعيشها؛ ولعل أكثر تل احلروف داةاً يف أستخدامها كمعادل‬ ‫ترميز للحالة اليت يعيشها الشاعر هو ةرف احلاء)‪:‬‬ ‫يف الليلةِ األربعني‬ ‫سقطتْ صيحيت‬ ‫فجمعتُ زجاجَها بلساين اجلريح‪.‬‬ ‫كانت الصيحةُ مرسومةً باحلاء‪،‬‬ ‫كانت الصيحةُ طفولّيةً كاملاء‪ ...‬النقطة‪)6 :‬‬ ‫لقد استخدم الشاعر ةرف احلاء) يف هذا املقطع الصغري مخس‬ ‫مرات ألّ احلاء) هو احلرف الذ عندما نلفظه ال يتجه إىل خارج‬ ‫الف" بقدر مايتجه إىل الداخل‪ ،‬وإىل ةيث موقع القلب) وهذا األمر‬ ‫يتحقق يف ةاليت الوجع الذ يسبب الصيحة) أو احلدبّ) الدذ‬ ‫يفقد القلب اإلنساين هدوءه واستقراره ألّ هاتني احلالتني اإلنسانيتني‬ ‫حمكومتاّ بذل االةتراق الذ يكوّ داخل اإلنساّ ةاضنته‪.‬‬ ‫ويری الشاعر ةرف "احلاء" يف معترك احلياة جمرد ةل" ورماد‪:‬‬ ‫حاءُ احلياةِ حلمٌ ورماد‬ ‫وتاؤها أملٌ ونومٌ ونسيان‪ .‬احلاء‪)50 :‬‬ ‫ولعل هذا احلرف يدل علی احلرية أيضاً فقد اةتدار الشداعر‬ ‫احلرويف من تعدّد دالالت احلاء‪ ،‬فتارةً يراها راقصة أسطورية وتدارةً‬ ‫توابيت عارية وتارةً أخری يراها ذهباً ومجرًا ودموعاً وسکاکني‪:‬‬ ‫‪68‬‬


‫عجبَ احلرويفّ من هذه احلاء‬ ‫فلقد رآها مرّةً راقصةً أسطوريّة‬ ‫ومرّةً رآها توابيت عارية‬ ‫ومرّةً رآها ذهباً ومجراً ودموعاً وسكاكني‪.‬‬ ‫فاحتار‪.‬‬ ‫قيل له‪ :‬اخت ْر هلذه احلاء كلمةً واحدة‬ ‫وال تزدْ‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬حا ُء احلياة‪...‬‬ ‫ومات‪ .‬السابق‪)56 :‬‬ ‫بالرغ" من تعدديّة املعاين والدالالت اليت يدل عليها ةرف احلاء‬ ‫إال أّ الشاعر إذا أراد أّ يلخّص هذه الدالالت بکلمة واةدة فهدي‬ ‫احلياة‪ .‬وکثرياً ما تلتقي ةاء احلياة حباء احلل"‪:‬‬ ‫فتّشت بعينني دامعتني عن حاء احللم‪،‬‬ ‫فتّشت أوراقَ قصائدي القدمية‪،‬‬ ‫مل أجدْ إ ّال حاء نوح‬ ‫وحاء احلرمان‬ ‫وحاء احلرب‬ ‫وحاء احلنني‪ .‬رقصة احلرف األخرية‪)47 :‬‬ ‫والشاعر يف حبثه عن ةاء احلل" اليت حتتو علی مجيع احلداءات‬ ‫مل جيد منها سوی ةاء نوح وةاء احلرماّ وةداء احلدرب وةداء‬ ‫احلنني‪ .‬فالشاعر مل يصل متاماً إلی سرّ احلياة ةاء احلل") بل اقتدرب‬ ‫‪69‬‬


‫قليالً إلی روح األمل واملثابرة والنجاح ةاء نوح) مع شديء مدن‬ ‫اليأ واحلرماّ واألذی واحلنني؛ لکنّ الشاعر نسی أّ يبحث عدن‬ ‫احلبّ الذ ميکن له أّ يساعده کثرياً يف رةلته‪:‬‬ ‫يف حبثي اجملنون عن حاء نوح‬ ‫وحاء احلرمان‬ ‫وحاء احلرب‬ ‫وحاء احلنني‪،‬‬ ‫نسيتُ أنْ أحبثَ عن حاء احلبّ‪ .‬السابق‪)51 :‬‬ ‫ولعل الشاعر تعمّد يف تناسي هذا احلرف لدسباب التالية‪:‬‬ ‫حاءُ احلبّ أكثر احلاءاتِ َشعْوذة‪،‬‬ ‫هكذا قالَ يل الصحفيون‪.‬‬ ‫حاءُ احلبّ أكثرُ احلاءاتِ التباساً‬ ‫وغموضا وهرطقة‪،‬‬ ‫هكذا قالَ يل املؤرّخون‪.‬‬ ‫حاءُ احلبّ أكثرُ احلاءاتِ َمبْعثاً‬ ‫للضحكِ والفكاهةِ والسخرية‪،‬‬ ‫هكذا قالَ يل احلشّاشون‪.‬‬ ‫لكنّ قلبـي قال‪:‬‬ ‫حاءُ احلبّ أكثرُ احلاءاتِ َمبْعثاً للجنـون‪ .‬رقصدة احلدرف‬ ‫األخرية‪ 51 :‬و‪)52‬‬

‫‪70‬‬


‫البج ‪:‬‬

‫ةرف الباء) سرّ الوجود‪ ،‬لكونه ينبع من فكرة تلخيص القرآّ‬ ‫الكرمي بسورة الفاحتة‪ ،‬والفاحتة بالبسملة‪ ،‬والبسملة بالبداء‪ ،‬والبداء‬ ‫بالنقطة‪ ،‬فهي بالتايل «رمز للتعني األول‪ ،‬الذ يشكل وسدطاً بدني‬ ‫الواةد والكثري‪ .‬أما نقطة الباء فتشري إىل وجود العامل أ املوجودات‪.‬‬ ‫ووقوعها حتت الباء متثيل لتبعية املوجودات للتعني األول‪ .‬وهي رمدز‬ ‫اإلنساّ الكامل عند الصوفيّة» احلکي"‪1981 ،‬م‪ .)181 :‬اذا جاءت‬ ‫الباء) لدى الشاعر اا شكل املاء)‪ ،‬فكانت تعبرياً عن دميومة احلياة‬ ‫يف قصيدة أنثى املعىن)‪:‬‬ ‫الباءُ دعاءٌ سريّ أسكنتُ خمارجه قليب‬ ‫حتّى مات القلبُ بدائرةِ الباءْ‪.‬‬ ‫والباءُ هلا شكلُ املاء‪ .‬أخبار املعنی‪)23 :‬‬ ‫وهي اا شكل الكاف‪ ،‬وأوعية الالم‪/‬واا دائرة املي" احلمدراء‪،‬‬ ‫ونوّ اخلالق)‪:‬‬ ‫البا ُء هلا شكلُ األلفِ املذعورْ‪،‬‬ ‫شكلُ التاءِ املمتدّةِ ما بني الالشيء‪،‬‬ ‫شكلُ اجليمِ اجملنونةِ باجلنّة واجلنّْ‪.‬‬ ‫وهلا هاءُ مهومي‪،‬‬ ‫واو وعودي‪،‬‬ ‫حاءُ حنيين‪،‬‬ ‫طا ُء طيوري‪،‬‬ ‫ياءُ دعائي‪.‬‬ ‫‪71‬‬


‫ف وأوعية الالم‬ ‫البا ُء هلا شكلُ الكا ِ‬ ‫وهلا دائرةُ امليمِ احلمراء ونون اخلالقْ‪ .‬أخبار املعنی‪)24 :‬‬ ‫ةيث يصل ذا إىل مرةلة الفناء يف قصيدة باء املعىن) ةينمدا‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫يف باءِ ال ِقبْلةِ قرب حروف الذهب األعلى‪..‬‬ ‫أم يف باء خرابـي حيث املوت له عينان؟‬ ‫األعمال الشعريّة الکاملة‪)166 :‬‬ ‫و الباء) ةرف معذَّب عند الشاعر يبحث عن لذائذه اليت فقدها‬ ‫يف العامل اآلخر‪ .‬ويف النصّ التايل يتحدّث الشاعر عن ةرف "البداء"‬ ‫الذ يسمّيه أهل العل" باحلرف الكاشف!‬ ‫يقول أديب كمال الدين يف قصيدته "أنثى املعىن"‪:‬‬ ‫البا ُء هلا شكلُ األنثى‪،‬‬ ‫شكلُ احللمِ السريّ وضوضاء األمطار‪ .‬السابق‪)21 :‬‬ ‫يف هذا النص جعل من الباء داالً على اجلانب األنثو مدن روح‬ ‫الوجود‪ .‬فالباء طاقة أنثوية مطلة على املكنوّ‪ .‬يقول العلدو «ليسدت‬ ‫نقطة الباء أيّة نقطة كانت بل هي باء البسملة‪ ،‬فهي نقطة اا موقدع دال‬ ‫وكينوين ولو سقطت الختل نظام البسملة‪ »..‬العلو ‪1997 ،‬م‪.)105 :‬‬ ‫ولعل مَن تأمّل باء بس" اهلل) كانت نظرة الفراهيد لفحولدة‬ ‫الباء من جهة اجلنس عندما ذكر يف معناه إنّها الرجل الكثري اجلما )‬ ‫السابق‪:)105 :‬‬ ‫‪72‬‬


‫هل أبيع حبـي؟‬ ‫قد فعلتُ‪.‬‬ ‫ومَن اشتراه؟‬ ‫اشترته النساءُ الاليت ال حاء يف بائهنّ‬ ‫وال باء يف حائهنّ‪ .‬النقطة‪)37 :‬‬ ‫فإذا تأولنا هنا الباء بالداللة اليت ذكرهدا الفراهيدد كثدرة‬ ‫اجلما ) واحلاء باحلناّ‪ ،‬تكوّ الداللة اليت فككت إليها الكلمة هدي‬ ‫انكسار صور الكمال الغائب وغياب أةدد املكملدتني احلنداّ أو‬ ‫اجلما ‪ .‬ةسني‪2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.)196‬‬ ‫النو ‪:‬‬

‫ومن أکثر احلروف توظيفاً يف شعر أديب کمدال الددين هدي‬ ‫"النوّ"‪ .‬فهي متثل الدالة األكثر خصوبة يف ةروفيّة الشاعر لقدرهتا على‬ ‫التشتت والتشظي واالنفجار وتكوين جمرّات جديدة‪ .‬والصفات اخلاصة‬ ‫حلرف النوّ تاهله ألّ يكوّ موضوعاً شعريّاً أو خملوقا ألسدنياً لديده‬ ‫أسراره ومناقبه‪ .‬ولذل ميكن أّ حيتمل ألعابنا اللغوية وأخيلتنا بنقطتده‬ ‫وبدائرته املفتوةة‪ ،‬بصورته األصلية اليت كانت عمياء من غدري تنقديط‪.‬‬ ‫واألمثلة على ذل ال تُعدّ وال تُحصى‪ .‬يقول يف قصيدة قاف)‪:‬‬ ‫صرتُ أرى نونَكِ من غريِ نقطةٍ فأبكي‪ .‬نوّ‪)13 :‬‬ ‫ةرف "النوّ" يف شعر أديب يرمز إلی الکوّ‪ ،‬ونقطتها ترمدز‬ ‫إلی الشاعر‪ ،‬وأةياناً يرمز هذا احلرف إلی سفينة نوح ونقطتها إلدی‬ ‫‪73‬‬


‫النبدي نوح‪ ،‬وأةياناً ترتبط بالنبدي يونس وقصة احلوت املعروفدة‪.‬‬ ‫أما الشاعر نفسه فيقول عن معنی هذا احلرف‪:‬‬ ‫النون هي النون‬ ‫فال تضعوا علی لساين‬ ‫کلمات مل أقلها‬ ‫وال حروفًا مل أعرفْ سرّها وجنواها‪ .‬شجرة احلروف‪)107 :‬‬ ‫إّ احلرف كدال رمز ّ وضع أمدام أديدب كمدال الددين‬ ‫مساةات شاسعة ليتحرّك عليها خبفة‪ ،‬ومرونة‪ ،‬وقدرة علدى مدلء‬ ‫فراغات تل املساةات أكثر بكثري ممن مدوا بالكاد واةداً أو اكثر‬ ‫من تل الفراغات‪ .‬لقد عرف أديب كيف يستثمر فضاء احلدروف‬ ‫لصاحل احلدث‪ ،‬وةركاهتا لصاحل فعله الشعر ّ املتضمن على قدر وافر‬ ‫من الدراما فجعل جتربته كلها وقفاً على احلروفيّة‪ ،‬وعلى السري ذديها‬ ‫ةتّى هناية الطريق من دوّ أّ مينح نفسه فرصة للتوقف‪ ،‬واسدتعادة‬ ‫األنفا ‪ ،‬واكتشاف مساةات أخرى لتجارب ما بعد احلروفيّة‪.‬‬ ‫النةطة ودالالأهج‪:‬‬

‫تُحيل "النقطة" أو التنقيط على عالمة الوش" كأّ يتّخدذ لده‬ ‫البياض باليدد أو السداق أو الوجده أو ال َورَقدة أشدكاالً‪ .‬وألّ‬ ‫النقطة‪/‬النقاط سَوَادٌ يف العادة مقابل البياض أو ما يُقارب البياض فهي‬ ‫أشبه ما يكوّ باملوجود الدال على وجود ةينما يظهدر ويتشدكل‬ ‫ويشتغل عالمَةً وداللةً وامكانًا ملعىن رمز ّ مُحتجب يستدعي ناظره‬ ‫أو قارئه‪ .‬كما يُراد بالنقطة يف االشتغال العالميّ والداليل احلدرويف‬ ‫‪74‬‬


‫اإلشارة إىل املاتَلِف واملختلف بني احلروف‪ ،‬بضُروب من التحويدل‬ ‫والتكثري‪ ،‬كالباء والتاء والثاء أو احلاء واجلي" أو الفاء والقاف‪.‬‬ ‫إّ النقطة باملنظور احلرويف العريبّ القائ" على الداللة العِرفانيّدة‬ ‫التشكيليّة الرمزيّة اإلحيائيّة‪ ،‬هو احلضور رغ" ضآلته وصفته العارضدة‬ ‫داخل دفْق احلركة يف انسيال الوجود أو انسيابه‪ .‬لدذل نددزعت‬ ‫الكتابة يف قصائد "النقطة" ألديب كمال الدّين إىل انتدهاج سدبيل‬ ‫"احملاولة" تليها حماولة بل حماوالت الستحالة ةصر النقطة يف نظدام‬ ‫تدليليّ واةد‪ ،‬إذ يتحك" سِياق االستخدام يف كدل مدن الظهدور‬ ‫العالميّ واألداء الداليل بلحظاتٍ وجهود كاتبة خمتلفة‪ .‬الکديالين‪،‬‬ ‫احلَرف والطيف‪ :‬عامل أديب كمال الدّين الشعر ّ‪ ،‬کتاب الکتروين‬ ‫‪.)2010‬‬ ‫تشكل النقطة عند أديب کمال الدين موضوعاً أو ةرفاً أثرياً له‬ ‫داللة سرية وسرمدية فهي ليست صفراً أو شيئاً مهمالً ال معىن له بل‬ ‫له دالالت عديدة‪ ،‬ففي قصيدة "خطاب األلف" من جمموعته نوّ)‬ ‫يصف النقطة بأهنا سيّدة) و ةبّ) و أعجوبة) و دم) و هدروب)‬ ‫و جنية) و خبور) و غموض) و آه) و خروج) و عبث) و دمعدة)‬ ‫و دمة) و مفاجأة) و صومعة) و ذهب) و ةرب) و طعنة) و مالك)‬ ‫و مل مشعوذ) و سطح) و عقل) و رمدز) و غيمدة) و دفقدة)‬ ‫و تلطيف) و ةل") و ربيع)‪.‬‬ ‫إنّه يعيش إشكالية التعبري عن سر احلرف وبالذات سر معىن النقطة‬ ‫مع أهنا اختصار لكينونة الوجود‪ ،‬لكوهنا رمز اإلنساّ الكامدل) عندد‬ ‫املتصوّفة‪ ،‬واإلنساّ الكامل هو اجلامع جلميع العوامل اإلايدة والكونيدة‬ ‫الكلية واجلزئية؛ فالنقطة ذذا مركز املعىن وسره‪ ،‬ألهنا مركز العامل الدذ‬ ‫‪75‬‬


‫رمزه الباب) يف قصيدة إله املعىن) من جمموعته أخبار املعىن‪:‬‬ ‫دعْ يل الباء وال تأخذها‬ ‫فلعلّي ألقى نقطتَها‬ ‫ذاتَ صباح أو ذاتَ مساء‬ ‫فأقومُ من القربِ إهلاً‬ ‫أبعثُ يف جسدي الروح! األعمال الشعريّة الکاملة‪)172 :‬‬ ‫فالباء رمز السرمدية واخللود الذ كاّ كلكامش) يبحث عنه‬ ‫يف باء املعىن) ةيث كاّ كلكامش) هذا يسأل كاألعمى عن معىن‬ ‫الباء‪ ،‬وألّ األعمى ال يرى وإمنا يلمس ويتحسدس األشدياء فإنده‬ ‫بالتأكيد لن يرى النقطة‪ ،‬ألهنا أصبحت ريشة بالنسبة إىل جسدده يف‬ ‫قصيدة باء املعىن) فغدت مركز العقل وةركتده ومركدز ةركدة‬ ‫الوجود وحمور األرض فهي كاللوغو عند الفالسفة‪ .‬اجلنابددي‪،‬‬ ‫«قراءة يف جمموعة نوّ) للشاعر أديب كمال الدين‪/‬النقطدة سدرّ‬ ‫املعىن»‪ ،‬مقال منشور يف موقع الشاعر)‪.‬‬ ‫احلرف داللة مفتوةة والنقطة عالمة مكملة له؛ فهي بعض من‬ ‫احلرف أو ضلع فيه‪:‬‬ ‫قالت النقطة‪:‬‬ ‫أيّهذا املُعذَّب‬ ‫أنا بعضٌ منك!‬ ‫ضحك احلرفُ وقال‪:‬‬ ‫أيّهذي املُعذَّبة‬ ‫أنتِ بعضٌ منّي! ما قبل احلرف‪ ..‬ما بعد النقطة‪ 63 :‬و‪.)64‬‬ ‫‪76‬‬


‫لقد افتتح الشاعر أديب كمال الدين ديواّ "نوّ" بإهداء قدال‬ ‫فيه‪« :‬إىل نقطيت وهاليل مبناسبة استمرار ةّياً ةتّى اآلّ»‪ .‬وهدو‬ ‫اإلهداء الذ يوضح لنا عميق الصلة واحملبة اجلامعدة بدني الشداعر‬ ‫ونقطته‪ .‬حيمل کمال الدين نقطته إىل املنايف‪ ،‬وقد قرّر أّ حيوّل هذه‬ ‫النقطة اليت ال متثل وطناً وال وجوداً إال يف وجداّ الشداعر‪ ،‬لتصدري‬ ‫وطناً يف خمياله‪ ،‬مث لتصري جتربة شعريّة عريضة لشاعر اختار أّ يعمدل‬ ‫فيها ذدوء مثل اات يف مشغله القصيّ‪:‬‬ ‫حبيبيت أيّتها النقطة‬ ‫أيّتها احلمامة‬ ‫أيّتها الصخرةُ املُلقاةُ على حافةِ النهر‪....‬‬ ‫أيّتها الدمعةُ اللؤلؤة‬ ‫كيفَ أج ُدكِ الليلة؟ شجرة احلروف‪)92 :‬‬ ‫ومل يكن الشاعر‪ ،‬من بني جمايليه‪ ،‬غري صورة الذات الددؤوب‬ ‫على اجتراح طريق الشعر‪ ،‬ةني اختار ةروفيّته اخلاصة منكّباً علدى‬ ‫معاجلة احلرف بأبعاده الثالثة‪ ،‬يف اللغة والداللة واملرموزات اليت حتمل‬ ‫رسالته املعرفية‪.‬‬ ‫أصدر أديب ديواناً عنوانه‪ :‬النقطة) وقد ض"ّ ثالثني قصيدة‪ :‬سدتاً‬ ‫منها محلت عنواّ النقطة وهي‪ :‬حماولة يف أنا النقطدة‪ ،‬وحماولدة يف دم‬ ‫النقطة‪ ،‬وحماولة يف ساال النقطة‪ ،‬وحماولة يف دخول النقطة‪ ،‬وحماولدة يف‬ ‫ةقيقة النقطة‪ ،‬وحماولة يف فرح النقطة‪ .‬وهذه القصائد حبدّ ذاهتا تشكل‪،‬‬ ‫إذا جُمِعت سوية‪ ،‬مدخالً رةباً إىل عامل الديواّ‪ .‬جيعل الشداعر مدن‬ ‫النقطة يف هذا الديواّ بارة تتجمع فيها كل األشياء والرمدوز واملعداين‬ ‫‪77‬‬


‫والدالالت‪ .‬ففي قصيدة (حماولة يف أنا النقطة) املنشورة يف ديوان النقطة‪،‬‬ ‫يستهل الشاعر قصيدته باإلفصاح عن املتكلم‪:‬‬ ‫أنا النقطة‬ ‫أنا بري ُق سيفِ األصلع البطني‪.‬‬ ‫فيلفت انتباه القارئ للعودة اىل مرجعياته الدينية والتأرخيية‪:‬‬ ‫أنا النقطة‬ ‫أنا بري ُق سيفِ األصلع البطني‬ ‫أنا خرافةُ الثوراتِ وثورات اخلرافة‬ ‫أنا معىن الالمعىن وجدوى الالجدوى‬ ‫أنا دم أخذته السماءُ ومل تعطه األرض‬ ‫أنا بقيةُ مَن ال بقية له‬ ‫أنا الفرات قتيالً ودجلة مدججة باإلمث‬ ‫أنا ألف جريح‬ ‫ونون فتحتْ لبّها ملَن هبّ ودبّ‪( .‬النقطة‪)14 :‬‬ ‫نالحظ أنّ الشاعر جعل النقطة بريقاً للسيف ودماً وكياناً بشريًا‬ ‫مثّ جعلها الفرات ودجلة وألفًا جرحيًا وحرف نون ال يددر سدرهه‬ ‫سوى العارف‪ .‬مثّ يعطي للنقطة بُعدَ اإلنسان الذي يسع العامل‪:‬‬ ‫يف احتوى العاملُ األكرب‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وهي الزمن املتمرّد‪:‬‬ ‫يف جتمهر املاضي‬ ‫َّ‬ ‫وخرجَ باجتاه املستقبلِ يف مظاهرةٍ حاشدة‪( .‬السابق)‬ ‫‪78‬‬


‫والنقطة هي فيلسوف حبثَ عن احلقيقة ووجدها‪:‬‬ ‫أنا النقطة‬ ‫عرفتُ احلقيقةَ وعجنتُها بيدي‪ .‬السابق)‬ ‫ويستمر هذا اخلطاب األنو ّ) ‪ 15‬مرّة‪ ،‬فكلما أردتَ أّ تكوّ​ّ‬ ‫صورة اذه النقطة فاجأك الشاعر بصورة أخرى جتعل يف ةرية من‬ ‫أمرك وهي ةرية مدهشة‪ ،‬فالنقطة ترتد النظدارات وتتخدذ دور‬ ‫العارف بالنا الذين يبدوّ عراةً وةقائقه" مكشوفة‪ .‬لكنّ األكثدر‬ ‫إدهاشاً أهنا هتاج" احلروف يف مواجهة ساخنة وساخرة يف آّ واةد‪:‬‬ ‫أنا النقطة‬ ‫أنا مَن يهجوكم مجيعاً‬ ‫أيّتها احلروف امليّتة‪.‬‬ ‫سأهجو نفاقَكم وسخفَكم‪،‬‬ ‫سأهجو أكاذيبكم وترّهاتكم‬ ‫وكفاحَكم من أجلِ األفخاذِ والسـياطِ وكـؤوس العـرق‪.‬‬ ‫السابق‪)16 :‬‬

‫‪79‬‬



‫الفصل الرابع‬

‫التناص القرآني‬

‫‪81‬‬



‫مفهوم الأنجر‪:‬‬

‫التناص مصدر للفعل تناصر‪ ،‬وتناصر القوم تزامحوا ابن منظور‪،‬‬ ‫لساّ العرب‪ :‬مادة نصص) وهذا املصدر بصيغته الصرفية هذه‪ ،‬يدل‬ ‫على املفاعلة‪ ،‬ومل يظهر التناص بوصفه مصطلحاً نقددياً يف النقدد‬ ‫العربدي إال مع مرةلة الترمجة للفكر الغربدي احلدديث‪ ،‬ولكدن‬ ‫التناص مصطلح ةديث لظاهرةٍ قدمية‪ ،‬أدرك بعض جوانبدها النقدد‬ ‫العربدي القدمي‪.‬‬ ‫أما يف تراثنا النقد فقد وردت مصطلحات كثرية اا عالقة ما‬ ‫مبصطلح التناص كالتضمني والسرقة وغريها‪ .‬واذا فإّ التناص ظاهرة‬ ‫كانت مُدرَكة يف الشعر العربدي ولكنها مل تتبلور منهجاً شامالً‪ ،‬بل‬ ‫إّ ذل كاّ إدراكاً لبعض خواص التناص‪ ،‬ولكنها ليست التنداص‬ ‫كما هو اليوم‪ ،‬ميثل منهجاً شامالً‪ ،‬تأسس على خلفيدات معرفيدة؛‬ ‫فلسفية ولسانية ونفسية‪ ،‬اذا تظل املرجعية اذا املفهدوم مرجعيدة‬ ‫غربية‪ ،‬وإذا قلنا غري هذا دخلنا دائرة التعصب اليت تاد إىل التعصب‬ ‫ذاته‪.‬‬ ‫وأول ما ظهر مصطلح التناص‪ ،‬ظهدر مدع الباةثده جوليدا‬ ‫كرستيفا يف كتاباهتا اليت نُشرت يف جملة تل كل وجملدة كرتد ويف‬ ‫كتاذا نص الرواية ويف تقدميها لكتاب دستويوفسدكي) لبداختني‬ ‫ادينو‪1998 ،‬م‪ )6-65 :‬وتقرُّ كرستيفا أّ الفضل يعود لباختني من‬ ‫‪83‬‬


‫خالل طرةه ملفهوم التناص الذ مل يظهر صراةةً يف كتاباته ولكنه‬ ‫يكمن يف مفهومه للحوارية ةسين‪1999 ،‬م‪ .)242 :‬كمدا تعدود‬ ‫بالفضل أيضاً إىل دوسوسري يف طرةها مفهوم التصحيفية املسدتوةى‬ ‫من تصحيفات سوسري‪ ،‬والتصحيفية تعين‪ :‬امتصاص نصوص متعددة‬ ‫إىل داخل النص الشعر ّ مشكلةً فضاءً نصياً متداخالً كرستيفا‪ ،‬عل"‬ ‫النص‪ ،‬ص‪ )78‬هو عبارة عن هدم النصوص األخرى وإعادة بنائهدا‪،‬‬ ‫إّ هدم وامتصاص النصوص األخرى جيعل النصّ ينتج داخل ةركة‬ ‫معقدة‪ ،‬هي ةركة إثبات ونفي للنص اآلخدر يف الوقدت نفسده‪.‬‬ ‫السابق‪.)79-78 :‬‬ ‫إّ التناص هو إعادة توزيع النص للغة‪ ،‬والنص هو ةقل إعدادة‬ ‫التوزيع‪ ،‬أ أنه املركز الذ تدور النصوص وأشدالء النصدوص يف‬ ‫فلكه‪ ،‬فيحدث التفكي ‪ ،‬واالنبناء وال خيتلف هذا املفهوم كثرياً عن‬ ‫مفهوم كرستيفا للنفي واإلثبات‪ ،‬ويقول بارت‪« :‬كل نص هو تناص‬ ‫والنصوص األخرى تتراءى فيه مبستويات متفاوتة وبأشكال ليسدت‬ ‫عصيّة على الفه" بطريقة أو بأخرى إذ نتعرف نصوص الثقافة السالفة‬ ‫واحلالية‪ :‬فكل نصّ ليس إال نسيجاً جديداً من استشهادات سدابقة»‬ ‫بارت‪1998 ،‬م‪ ،)42 :‬وتعرض هذه االستشهادات موزعدة‪ :‬قطدع‬ ‫ومدونات وصيغ ومناذج إيقاعية ونبدذ مدن الكدالم االجتمداعي‬ ‫السابق‪ ،)42 :‬والتناص جمال عام للصديغ وهدذه الصديغ هدي‬ ‫استجالبات ال شعورية عفوية وليست حماكاة إرادية مقصودة متدنح‬ ‫النص اإلنتاجية وليس إعادة اإلنتاج‪ .‬السابق‪)42 :‬‬

‫‪84‬‬


‫الأنجر الةرآني‪:‬‬

‫يُعدّ النص القرآين مصدراً ثرّاً من مصادر اإلاام الشعر ّ الدذ‬ ‫يفيء إليه الشعراء‪ ،‬يستلهمونه‪ ،‬ويقتبسوّ منه علی مستوی الداللدة‬ ‫والرؤية أو علی مستوی التشکيل والصياغة‪.‬‬ ‫ويبدو أّ التناص مع آيات القرآّ الکرمي قد أخذ جماالً واسدعاً‬ ‫يف شعر أديب کمال الدين‪ .‬ولعل اهتمام الشعراء وکلفه" باستدعاء‬ ‫النصوص القرآنية والتناص معه «ملا ميثله القرآّ الکرمي من ثراء وعطاء‬ ‫متجددين للفکر والشعور‪ ،‬فضالً عن تعلق ثقافة الشعراء املعاصرين به‬ ‫تأثرًا وفهمًا واقتباساً» جربو ‪2004 ،‬م‪.)134 :‬‬ ‫ذل أّ استحضار اخلطاب الديين يف اخلطاب الشعر ّ املعاصدر‪،‬‬ ‫يعنی إعطاء مصداقية ومتيّز لدالالت النصوص الشعريّة‪ ،‬انطالقداً مدن‬ ‫مصداقية اخلطاب القرآين‪ ،‬وقداسته وإعجازه‪ .‬واذا کاّ الشاعر يقتدبس‬ ‫من القرآّ بعض ألفاظه وتراکيبه‪ ،‬أو يغترف من نبع معاين القرآّ مجلدة‬ ‫أو يضمّن شعره أثراً من روح القرآّ ووةيه‪ ،‬فإّ ذل کله أو بعضَده‪،‬‬ ‫يظهر جبالء ةيناً وبشيء من اخلفاء الفين أةياناً‪ ،‬من خدالل أشدکال‬ ‫متناصية واضحة مع القرآّ کاشفاً يف هذا أو ذاك أبعاداً داللية متنوعدة‪.‬‬ ‫والبدّ للقارئ بالطبع من أّ ميّر عرب السياق القرآين للوصول إلی الداللة‬ ‫النصية‪ ،‬ال أّ يبقی متعلقاً بالنص القرآين دوّ أّ يفطن إلی أنده مدرآة‬ ‫تنعکس عليها أشعة الداللة النصية لإلشارة إلی الواقدع‪ .‬إّ االسدتعانة‬ ‫بالنص القرآين يف البناء الشعر ّ‪ ،‬ال يعنی عند هاالء أکثر مدن توکيدد‬ ‫الداللة الشعريّة للوصول إلی املعنی املرکز‪ ،‬وهو ما يقابله االستشهاد يف‬ ‫النثر‪ ،‬لکنه يف الشعر أکثر ترکيزاً وکثافة‪ ،‬وفيه تصرّف‪ ،‬ولو طفيدف‪،‬‬ ‫بالنص القرآين ليتساوق والنص الشعر ّ‪ .‬جابر‪2007 ،‬م‪.)1087 :‬‬ ‫‪85‬‬


‫إّ ظهور التناص يف شعر أديب کمال الدين يدل علی ثقافدة‬ ‫مشولية عامة‪ ،‬وظفها الشاعر واستلهمها يف تطلعاته ومقاصده وأفکاره‬ ‫الشعريّة وکاّ للقرآّ نصيب وافر يف شعره‪ ،‬فالقرآّ معني ال ينضب‬ ‫قد أا" الشعراء والکتّاب واملتطلعني إلی احلريدة واخلدالص عدرب‬ ‫العصور‪.‬‬ ‫تتوزّ ظواهر التناص مع القرآّ عند أديب کمال الدين علدی‬ ‫عدّة نقاط وتشمل عدّة حماور؛ لکل منها دوره‪ ،‬وأمهيتده يف إنتداج‬ ‫الداللة وتوجيهها وفق زاوية‪ ،‬أو رؤية معينة‪ ،‬وقد تأخذ هذه الظواهر‬ ‫أشکاالً خمتلفة‪ ،‬حبيث تتضافر‪ ،‬وتتفاعل احملاور يف النص مدع هدذه‬ ‫الظواهر‪ ،‬فتعطي التناص قيمة داللية خاصة‪ ،‬تن"ّ علی إدراك أديدب‬ ‫ملوروثه الديين ويف مقدمته القرآّ الکرمي‪.‬‬ ‫واملتفحّص ملواقع التناص القرآين يف شعر هذا الشداعر املبدد‬ ‫جيده تناصاً متنوعاً‪ ،‬وأشکاالً متعددة‪ ،‬يکوّ لفظياً وتارة يکوّ معنوياً‬ ‫وأخری يکوّ إحيائياً‪ .‬أما موضوعاته فتقتصر علی أمر مه" ال يوازيه‬ ‫يف نظر الشاعر أمر أه"ّ منه‪ ،‬فهو سبب مأساته ومأساة شعبه‪ .‬يقدف‬ ‫الشاعر بکل شجاعة ليفضح هذا الواقع املرير وقلبه وقلمه ينددزفاّ‬ ‫أملاً ضد الطغياّ واخليانة والتجاهل والكراهية واإلقصاء والتدهميش‬ ‫والتفرقة‪.‬‬ ‫لقد استوةی أديب الکثري من املعاين واالحياءات واالفکار مدن‬ ‫القرآّ الکرمي‪ .‬فالبنية القرآنية اليت استثمرها الشاعر يف أقصى ةاالهتا‪،‬‬ ‫مرّة لتكثيف صورته الشعريّة‪ ،‬ومرّة للتعبري عن موقفده الوجدود ‪،‬‬ ‫ومرّة ألسباب مجالية شكلية وأخرى تشكيلية اقتضدتها الضدرورة‬ ‫اليضاح النص والكشف عن مكنوناته‪.‬‬ ‫‪86‬‬


‫يف املقطع التايل مثالً من قصيدة "العودة من البئر" يقول الشاعر‪:‬‬ ‫أعرفُ أنكَ كنتَ شيخاً جليالً‬ ‫وأهنم ‪ -‬وا خجلتاه‪ -‬استغلّوا‬ ‫ضعفكَ البشريّ‬ ‫وبياضَ حليتِك‬ ‫ودّقةَ عظمِك‪.‬‬ ‫أعرفُ هذا‬ ‫وأعرفُ أهنم تركوين إىل املوت‬ ‫قابَ قوسني أو أدىن‪ .‬أقول احلرف وأعين أصابعي‪)13 :‬‬ ‫فنری الشاعر يتناص مع اآلية التالية‪" :‬قَالَ رَبِّ إِنِّي َوهَنَ اْلعَظْ ُ"‬ ‫مِنِّي وَاشَتعَلَ الرّأ ُ شَيبًا َولَ" أَكن بِ ُدعَائِ َ رَبِّ َشقِيًّا"‪ .‬مرمي‪ .4/‬کما‬ ‫أنه يف الشطر األخري" قاب قوسني أو أدنی" أيضاً يتناص مدع اآليدة‬ ‫التاسعة من سورة النج"‪.‬‬ ‫استطا الشاعر أديب كمال الدين أّ خيلق رمزه اخلداص بده‬ ‫باستعارته للمفردة اآليويّة نسبة إىل اآلية) أو باسدتدعائه لإليقدا‬ ‫القرآين بلغة حتاكيه وصياغة حتتفي به وإّ مل تبلغه حماولةً منه لنقدل‬ ‫أكرب قدر من األةاسيس واملشاعر وشحن لغته ذا ويظهر ذلد يف‬ ‫مقطع ثاٍّ من قصيدة إشارة الفجر)‪:‬‬ ‫لو أنـزلنا هذا الفجرَ األ ْسوَد‬ ‫وعلى وطنٍ للحُبّ‬ ‫لرأيتَ الزهرَ الدافئ ينمو‪ ،‬يلتفُّ على اجلسدين وحيداً‬ ‫وميشّطُ َشعْرَ القلبْ األعمال الشعريّة الكاملة‪)197 :‬‬ ‫‪87‬‬


‫هنا ميكن أّ نلمس صدى اآلية الكرمية‪ :‬لَو أَند َزلْنَا هََٰذَا الْقرآ َّ‬ ‫عَلَىَٰ جَبَلٍ لَّ َرأَيتَهُ خَا ِشعًا مَُّتصَدِّعًا مِّن خَشيَ ِة اللَّدهِ)‪ .‬فقدد اسدتدعى‬ ‫الشاعر صيغة من اآلية لو أندزلنا) وصيغة أخرى لرأيته) بعد ةذفه‬ ‫اااء لتصبح يف املقطع لرأيت) فكاّ املقطع يرتد ةلةً من اإليقا‬ ‫القرآين لسورة احلشر مزهواً ذا غري متقاطع معهدا‪ ،‬مغدايرًا ادا يف‬ ‫املضموّ غري ناقد‪ ،‬وهو بذل أ الشاعر) ةقق وصوالً سريعاً إىل‬ ‫املتلقي كوّ األخري تسل" مفتاح النص من عالقة متحققة أصالً مدع‬ ‫النص الغائب‪ :‬احلاضر يف النص الشعر ّ‪ .‬وبذل أيضدا اسدتطا‬ ‫الشاعر بث ما يريد بثه من خالل الصيغ اليت اسدتعارها معتمدداً يف‬ ‫ذل على نفس العالقة اليت أصبحت يف ما بعد عامالً مشتركاً بدني‬ ‫طريف القراءة‪/‬املنتج‪/‬واملتلقي‪ .‬يونس‪ ،‬قراءة يف قصديدة‪ :‬إشدارات‬ ‫التوةيد ّ النص الغائب‪/‬احلاضر)‪ ،‬احلرويف‪ 33 :‬ناقداً يكتبوّ عدن‬ ‫جتربة أديب كمال الدين الشدعريّة‪ ،‬إعدداد وتقددمي‪ :‬د‪ .‬مقدداد‬ ‫رةي"‪.)350 .‬‬ ‫ويف املقطع التايل يقول الشاعر‪:‬‬ ‫كيف سأسقيكَ من أهنارٍ من عَسلٍ مصفّى‪،‬‬ ‫أهنا ٍر لذّة للشاربني‬ ‫ال فيها لغوٌ وال تأثيم‬ ‫وكيف ستجلس يف مقعد صدق عند مليك مقتدر؟ مواقدف‬ ‫األلف‪.)13 :‬‬ ‫يُعتَرب هذا املقتبس مثاالً واضحاً للتناص اخلفيّ مع القرآّ الكرمي‪،‬‬ ‫فالسطر األوّل فيه جاء بناؤه النصيّ قريباً من قوله تعاىل‪َ « :‬وأَنهَارٌ مِن‬ ‫‪88‬‬


‫عَسَلٍ ُمصَفى» حممد‪ ،15/‬وكاّ السطر الثاين قد أخذ شكله النصد ّي‬ ‫من اآلية السابقة‪َ « :‬وأَنهَارٌ مِن خَمرٍ لَذَّةٍ لِلشرارِبِنيَ»‪ ،‬فيمدا السدطر‬ ‫الثالث تناص مع اآلية‪« :‬ال يَس َمعُوَّ فِيهَا لَغوًا وَ َال كِذَّابًا» النبدأ‪،35/‬‬ ‫أمّا السطر األخري فقد استمد صيغته من اآلية‪« :‬يف مَقعدِ صدقٍ عندَ‬ ‫مَلي ٍ ُمقْتَدِر» القمر‪ ،55/‬فالتراكيب الشعريّة يف النص السابق أخذت‬ ‫صيغها‪ ،‬ودالالهتا النهائية من القرآّ الكرمي اقتباساً ال تنصيصاً‪.‬‬ ‫وكذل احلال يف قول الشاعر يف قصيدة موقف الوةشة)‪:‬‬ ‫وذكّر الناسَ‬ ‫فالناس سُكارى‬ ‫وما هم بسُكارى‬ ‫ذكّرهم بقايف وقرآين‪ .‬السابق‪.)22 :‬‬ ‫الذ ةضرت فيه معامل اآلية الشريفة التالية‪« :‬وَتَدرَى النردا َ‬ ‫سُكَا َرىَٰ َومَا هُ" بِسُكَا َرىَٰ» احلج‪ ،2/‬حماطة بصياغات الشاعر الديت‬ ‫جتعل النصّ القرآين وسط تعبري شعر ّ ال تكتمل رؤيتده الفنيّدة إال‬ ‫باستدعاء نصّ خارجيّ حييل على فكرة التناص املستتر‪ ،‬ويعمل على‬ ‫بلورة أسلوب شعر ّ مزدوج الداللة‪.‬‬ ‫ولننظر إىل مقطع من قصيدة إشارة الرؤيا)‪:‬‬ ‫الرمحن‬ ‫خَلَقَ اإلنسان‬ ‫علّمه ما مل يعلمْ‪..‬‬ ‫علّمه ما كانَ يكون‬ ‫ما مل يكُ يف احلسبانْ‪ .‬األعمال الشعريّة الكاملة‪ :‬ص‪)203‬‬ ‫‪89‬‬


‫حييلنا هذا املقطع منذ ابتدائه إىل اس" من أمسداء اهلل احلسدىن‬ ‫الرمحن) وإىل مالةظتني مهمتني أوالمها وبشكل ال يقبل الش ّ أنه‬ ‫مبين على تناصّه مع سورة الرمحن‪ ،‬اآلية رق" ‪ )1‬وهو مدا يثبدت‬ ‫مالةظاتنا بشأّ إعالّ الشاعر عن مصادره املتناصص معها وابتدداء‬ ‫من غالف اجملموعة جي")‪ .‬واملالةظة الثانية إّ الشداعر يف هدذا‬ ‫املقطع متوافق متاماً مع ما جاء بنص سورة الرمحن)‪ .‬ةتّى كاد خيرج‬ ‫بشعريّته إىل دائرة التأويل لوال أّ ذل منف ّي بالسطر الذ يلي هدذا‬ ‫املقطع مباشرة بقوله املأساة اتسعت‪ ،‬مَن يل يا ذاكرةً خَرِبةْ) وهدو‬ ‫هنا يف إشارة الرؤيا) إذ يستدعي صيغتني من صيغ الدنص الغائدب‬ ‫فضالً عن لفظ الرمحن)‪ ،‬صيغة خلق اإلنسداّ وعلمده البيداّ)‬ ‫واألخرية هي اليت حياول تأويلها لنا بد علمه ما مل يعل"‪ ..‬علمه مدا‬ ‫كاَّ يكوّ‪ ..‬ما مل ي ُ يف احلسباّْ)‪ .‬والعبارة األخرية مدن املقطدع‬ ‫محلت معها صيغة رابعة على شكل مفردة ال ميكن إرجاعهدا مدن‬ ‫خالل السياق الذ وردت فيه إال إىل سورة الرمحن) وبالتحديدد‬ ‫اآلية القرآنية الشرمسُ وَاْلقَمَرُ ِبحُسبَاٍّ)‪ .‬وكما نرى هندا جداءت‬ ‫االستعارة حماولة من الشاعر لتكثيف الصورة الشعريّة باستدعائه لآلية‬ ‫الكرمية على مستوى عالٍ من الوعي باحلالة اليت بثها النصّ بددوره‬ ‫على شكل صورة شعريّة جديدة خمتلفة عن ورودها داخل الدنصّ‪:‬‬ ‫األصل‪ .‬يونس‪ ،‬قراءة يف قصيدة‪ :‬إشدارات التوةيدد الدنص‬ ‫الغائب‪/‬احلاضر)‪ ،‬احلرويف‪ 33 :‬ناقداً يكتبوّ عن جتربة أديب كمدال‬ ‫الدين الشعريّة‪ ،‬إعداد وتقدمي‪ :‬د‪ .‬مقداد رةي"‪.)351 ،‬‬

‫‪90‬‬


‫الفصل اخلامس‬

‫استدعاء الشخصيات الدينية‬

‫‪91‬‬



‫ا أدلج الطخييجت‪:‬‬

‫لقد وظف أديب کمال الدين القصص القرآنية وشخصياهتا يف‬ ‫شعره بصورة تلميحية إلثراء نصوصه ونقدل مضدمونه للمتلقدي‬ ‫مشحوناً بروح معنويدة‪ .‬وللشداعر طاقدة إبداعيدة يف توظيدف‬ ‫الشخصيات القرآنية حبيث تتناسب مع احلاجة العصرية؛ ألّ الشاعر‬ ‫قد أةسّ بأّ مثة روابط وثيقة تربط بني جتربته" وجتربة األنبياء‪ ،‬فکل‬ ‫نبدي وکل شاعر أصيل حيمل رسالة والفدرق بيندهما أّ رسدالة‬ ‫النبدي مساوية‪ ،‬وکل منهما يتحمل التعب والعذاب يف سبيل رسالته‪.‬‬ ‫عشری زايد‪1978 ،‬م‪ .)77 :‬ولدذل اهدت" الشداعر بتوظيدف‬ ‫شخصيات األنبياء کوهنا أةد الروافد السخيّة واخلصبة التی متدّه مبدا‬ ‫يحتاج اليه من رموز وصور وتراکيب‪ ،‬بسبب ما يزخر هذا الرافدد‬ ‫من عطاء وثراء‪.‬‬ ‫استحضر الشاعر عدداً من األنبياء الذين قصّ القدرآّ الكدرمي‬ ‫قصصه" فاختار من تل القصص ما يُساه" يف إثراء نصه الشدعر ّ‬ ‫کقصة النبدي نوح ) والنبدي إبراهي" ) والنبدي يوسف )‬ ‫والنبدي أيوب ) والنبدي موسی ) والنبددي عيسدی )‬ ‫والنبدي حممد )‪ .‬وإننا يف هذا الفصل سنرکز علدی اسدتدعاء‬ ‫الشاعر لشخصيّيت النبدي نوح والنبدي يوسف مث نعاجل اسدتدعاء‬ ‫الشاعر لشخصية اإلمام احلسني )‪.‬‬ ‫‪93‬‬


‫إّ مسألة استدعاء الشخصيات متنح القصيدة محولدة فكريدة‬ ‫ووجدانية‪ ،‬ألّ الشخصيات املستدعاة غالباً ما يكوّ اا يف الدذهن‬ ‫والوجداّ إحياءات داللية وعاطفية‪ ،‬تفرض على القارئ نوعداً مدن‬ ‫التماهي معها‪ ،‬مبا متثله يف وعيه والوعيه الفدرد واجلمداعي مدن‬ ‫ةضور وتأثري قويني‪ .‬وتوظيف الشخصديات التراثيدة يف الشدعر‬ ‫العربدي املعاصر‪ ،‬يعين «استخدامها تعبريياً حلمل بُعد مدن أبعداد‬ ‫جتربة الشاعر يعرب من خالاا أو يعرب ذدا عدن رؤيداه املعاصدرة»‬ ‫السابق‪.)13 :‬‬ ‫ا أدلج صية نوح (ع)‪:‬‬

‫من الشخصيات الدينيّة اليت رمزت للصرب واالنتظدار الطويدل‬ ‫املرير‪ ،‬والبعث والعمل الدؤوب رغ" التحديات العويصة شخصديّة‬ ‫النيبّ نوح )‪ .‬يصوّر الشاعر يف قصيدة "موقف نوح" صرب ندوح‬ ‫وعذابه وحمنته وما تعرّض له من قومه‪:‬‬ ‫أو َقفَين يف موقفِ نُوح‬ ‫وقال‪ :‬يا عبدي‬ ‫ت إىل صَربِ نُوح‪،‬‬ ‫أرأي َ‬ ‫وعذابِ نُوح‪،‬‬ ‫وحمنةِ نُوح‪،‬‬ ‫وسفينةِ نُوح؟‬ ‫ف سنة‬ ‫أرأيتَ وقد قامَ بالقومِ أل َ‬ ‫إ ّال مخسني عاماً‪ .‬مواقف األلف‪)44 :‬‬ ‫‪94‬‬


‫مث خيتت" النص‪:‬‬ ‫ت كيف محلَ نُوح األمانة‬ ‫أرأي َ‬ ‫وَصَربَ وكانَ صربه كجبلِ أُحد‬ ‫وعربَ الطوفان‬ ‫والناس غرقى‬ ‫يف يو ٍم كأنّه يوم القيامة؟ السابق‪)45 :‬‬ ‫لقد صوّر الشاعر عاقبة مَن عصى وعذابه تاركاً للقارئ استكمال‬ ‫الصورة اليت ينقلها إىل فكره‪ .‬وقد أفاد من قصة نوح كما تضمنها القرآّ‬ ‫الكرمي وشكل فيها صورة جديدة مستمدة من صور القرآّ الكرمي ةيث‬ ‫ضمّن القصة مع اإلشارة الكاملة إىل تفصيالهتا‪ .‬وكلها تبني بعض أوجه‬ ‫التناص مع اخلطاب القرآين عرب سفينة نوح‪ ،‬وكيف ةُملت أمته فيها "يف‬ ‫يوم كأنّه يوم القيامة"‪ ،‬وكاّ يوم نصره على القوم الظاملني‪.‬‬ ‫ويف نص آخر حتت عنواّ قصيديت األزليّة) يسدتثمر الشداعر‬ ‫الطوفاّ العظي" ومركب نوح‪:‬‬ ‫هكذا أُلقِيتُ يف الطوفان‬ ‫کانَ نوح يهيّئُ مرکبه لَوحاً فَلَوحاً‪ .‬شجرة احلروف‪)19 :‬‬ ‫إّ الشاعر هنا يكتب أسطورته قصيدته) وكأّ احليداة سدفر‬ ‫أزيل متصل يبدأ بالطوفاّ لتنظيف األرض من املارقني‪ .‬وألّ نوةاً مل‬ ‫يكن معنياً بإنقاذ الشعراء لذا دد أّ الشاعر يتسلل إىل مركب ندوح‬ ‫خلسةً‪ ،‬بعد أّ أعجزه صدود نوح عنه‪ ،‬وبعد أّ ص"ّ أذنيه عن مسا‬ ‫صراخه ومل يأبه لصيحاته وتوسالته‪:‬‬ ‫‪95‬‬


‫كنتُ أصرخ‪:‬‬ ‫يا رجالً مُبحراً إىل اهلل‬ ‫خذين معك‪.‬‬ ‫وإذ مل يأبه نوح لصيحيت‬ ‫تسللتُ إىل املركبِ‪ :‬املعجزة‪ .‬السابق‪)19 :‬‬ ‫إّ املركب الذ أنقذ الصاحلني من املوت حتدوّل إىل سدجن‬ ‫للشاعر‪ ،‬فقد ندزل اجلميع مباركني وفرةني إال الشاعر‪ ،‬فقد كداّ‬ ‫قراره بصعود السفينة قراراً فردياً ولكنّ الندزول من السفينة مل يكن‬ ‫بيده‪:‬‬ ‫حتّى إذا هدأت العاصفة‬ ‫وقيلَ يا أرضُ أبلعي ماءَك‪،‬‬ ‫هبطَ الكلُّ من سفينةِ نوح‬ ‫فرحني مباركني‬ ‫إ ّالي‪ .‬السابق‪)20 :‬‬ ‫وإذا كاّ نوح ) قد ص"ّ أذنيه عن مسا صوت الشداعر يف‬ ‫بدء الطوفاّ ورفض اصطحابه‪ ،‬فالشيء ذاته ةصل بعد توقف هطول‬ ‫املاء وابتالعه من قبل األرض‪ ،‬بل إّ نوةاً استنكر وجدود الشداعر‬ ‫بالرغ" من اقراره بصالح نوح ورسالته‪:‬‬ ‫وثانية صرختُ بنوح‪:‬‬ ‫يا رجالً صاحلاً‬ ‫يا رجالً عادَ من طوفانه‪ :‬اجللجلة‪.‬‬ ‫‪96‬‬


‫قالَ نوح‪ :‬مَن أنت؟‬ ‫قلت‪ :‬أنا اإلنسان‪.‬‬ ‫قال‪ :‬مَن؟‬ ‫قلت‪ :‬أنا املؤمن الضال‪.‬‬ ‫قال‪ :‬مَن؟‬ ‫وتركين يف املركبِ دهراً فدهراً‪ .‬السابق‪)20 :‬‬ ‫إّ رةلة الشاعر رةلة خيالية ختترق الزمن‪ ،‬وهي رةلة فرديدة‬ ‫تقوده فيه األقدار ويواجه مصريه منفرداً ال أةد يشاركه املصري وليس‬ ‫له أتبا ‪ ،‬وال يوجد لديه محامة أو غراب كي خيرباه فيما لو ااسدر‬ ‫املاء أم مل ينحسر‪ .‬إّ بقاء الشاعر يف السفينة معناه أنه قد بقي علدى‬ ‫فطرته ومل يتلوّث مبا كاّ حيصل خارج السفينة‪:‬‬ ‫حتّى إذا غيّبَ املوتُ نوحاً‬ ‫حترّك املركب‪،‬‬ ‫حت ّركَ بـي وحدي‬ ‫ألواجه طوفانَ عمري‬ ‫يف موجٍ كاجلبال‬ ‫أنا الذي ال أعرفُ املالحةَ وال السباحة‬ ‫وليس يل محامة أو غراب‪ .‬السابق‪)20 :‬‬ ‫إّ الشاعر أديب كمال الدين يستدعي هذه القصة ليعبّر عدن‬ ‫رةلته الزمنية وهي رةلة وجودية بإمتياز‪ .‬فإذا كاّ للنبددي ندوح‬ ‫سفينة وأصحاب يرافقونه يف رةلته وله محامة وغراب يبشّراه بوجود‬ ‫‪97‬‬


‫اليابسة‪ ،‬فإّ الشاعر هنا يتحرّك وةده ليواجه طوفاّ عمره يف أمواج‬ ‫كاجلبال‪ ،‬وهو ال يعرف السباةة واملالةة‪ ،‬وليس له محامة أو غراب‬ ‫يبشّرانه بإزالة احملنة‪.‬‬ ‫ويف قصيدة "إشارة نوح" يقول الشاعر‪:‬‬ ‫إهلي‪،‬‬ ‫أفنيتُ العمرَ كلّه‬ ‫أنتظ ُر نوحاً‬ ‫رغمَ أنّي أعرفُ أ ّن نوحاً‬ ‫قد جاءَ ومضى‪.‬‬ ‫هكذا فأنا منذُ ألف ألف عام‬ ‫أجلسُ على الشاطئ وحيداً‬ ‫أرسمُ فوقَ الرملِ سفينةَ نوح‬ ‫أو غرابَ نوح‬ ‫أو محامةَ نوح‬ ‫أو ابن نوح‬ ‫أو صيحات نوح‪.‬‬ ‫وحنيَ أتعبُ حدّ البكاء‬ ‫أرسمُ رجالً يشبهين متاماً‬ ‫جيلسُ على الشاطئ‬ ‫لريسمَ نوحًا وينوح! إشارات األلف‪ 18 :‬و‪)19‬‬ ‫مل يعمل الشاعر أديب كمال الدين على إعادة تسدطري هدذه‬ ‫احلادثة التارخيية‪ ،‬أو توظيفها كما يفعل بعض الشعراء‪ ،‬أو تضدمينها‬ ‫‪98‬‬


‫كما يفعل البعض اآلخر‪ ،‬وإمنا يكتفي باالةالة إليها عرب ةوادث نصّه‬ ‫الشعر ّ اليت تتالقح مع احلدث التارخيي إىل درجة التماهي‪ .‬يسدتهل‬ ‫الشاعر قصيدة "جاء نوح ومضى" املفعمة بالَنفَس الدرامي بفكدرة‬ ‫املوت‪ ،‬فاحلرف ميوت اآلّ أو يف اللحظة اليت نقرأ فيها هذا النصّ أو‬ ‫نسمعه‪:‬‬ ‫أعرفُ‪ ،‬يا صديقي احلرف‪ ،‬أنكَ ستموت اآلن‪.‬‬ ‫مل تعدْ نقطتُكَ األنقى من ندى الوردة‬ ‫تتحمّل كلَّ هذا العذاب السحريّ‬ ‫والكمائن وسط الظالم‬ ‫والوحدة ذات السياط السبعة‪ .‬أربعوّ قصيدة عن احلرف‪)7 :‬‬ ‫واملالةَظ أّ الشاعر واحلرف الذ يقف مبوازاته كانا ينتظراّ‬ ‫سفينة نوح‪ ،‬لكن نوةاً مل يرَمها على الرغ" من أهنما لوّةا له بكدل‬ ‫األشياء املرئية والالمرئية ألنه "كاّ مهموما بسدفينته وطيدوره"‪ .‬مل‬ ‫يفقد الشاعر األمل على الرغ" من يُتمه األبد وضياعه األزيل وهدو‬ ‫يقف إزاء الفرصة األخرية‪ ،‬لذل ظل يصرخ ةتّى الرمق األخري طالبا‬ ‫النجدة من نبدي يبدو أنه ال يرى وال يسمع ألنه غدارق يف حمنتده‬ ‫أمحد‪« ،‬تقنية االةالة الستدعاء األساطري يف جتربة أديدب كمدال‬ ‫الدين الشعريّة»‪ ،‬دراسة منشورة يف موقع الشاعر)‪.‬‬ ‫إننا نرى‪ -‬ةسب رؤية الناقد صباح األنبار ‪ -‬الشاعر وةرفه‬ ‫ينوءاّ مبختلف العذابات ومها ينتظراّ على قارعدة الدربّ أو علدى‬ ‫شواطئ البحار ةتّى تقبل اومها سفينة اخلدالص فيشدرياّ ادا‪،‬‬ ‫ويلوّةاّ مبا عندمها من املالبس والثياب؛ يصدرخاّ ويسدتنجداّ‬ ‫‪99‬‬


‫ويطلباّ اإلغاثة ةتّى إذا ما استكانا راح الشاعر يكمدل ةكايتده‬ ‫لصديقه احلرف قائالً‪:‬‬ ‫ال سفينةَ نوح‪.‬‬ ‫انتظرنا ‪ -‬أنا وأنتَ ‪ -‬طوي ً‬ ‫جاءَ نوح ومضى! السابق‪)7 :‬‬ ‫فما من ةل يأيت من املاضي وال مِن منقدذ يقفدز املسدافات‬ ‫الطويلة ليدخل عرب بوابة الزمن من املاضي املنصرم إىل احلاضر القائ"‪.‬‬ ‫لقد باء االنتظار باليأ الذريع فاملاضي‪ ،‬كما هو شأنه أبداً‪ ،‬مشغول‬ ‫بأةداثه ومكابدته ولن يرى امللوّةني له على قارعة االنتظار‪ .‬يقدول‬ ‫الشاعر مربراً عدم انتباه نوح اما‪:‬‬ ‫مل ينتبه الرجلُ إلينا‪.‬‬ ‫كا َن طيّباً ومُساملاً‬ ‫ومهموماً بسفينته وابنه وطيوره‪ .‬السابق‪)7 :‬‬ ‫لقد جاء نوح إذّ‪ ،‬ولكنه مضى دوّ أّ ينقذ الشاعر وةرفده‬ ‫املوش على املوت وكاّ هذا مدعاة ليدأ ٍ جديدد‪ .‬األنبدار ‪،‬‬ ‫‪2014‬م‪ :‬إشكالية الغياب يف ةروفيّة أديب كمال الدين)‪.‬‬ ‫ا أدلج صية يو ف (ع)‪:‬‬

‫استحضر أديب کمال الدين قصة النبدي يوسف وأخوته الذين‬ ‫تآمروا عليه وألقوه يف غياهب اجلبّ؛ فيغدو الشاعر معادالً للنبددي‬ ‫يوسف؛ واجلبّ معادالً للغربة واخليانة واملاامرة والظل" وااللتفداف‬ ‫على ةقوق اآلخرين يف كل مكاّ وزماّ‪.‬‬ ‫‪100‬‬


‫ففي قصيدة "العودة من البئر" يصبح الشداعر نفسده معداد ًال‬ ‫موضوعياً للنيبّ يوسف كما ذكرت‪ ،‬لتتضمّن‪ -‬أ القصيدة‪ -‬عتاب‬ ‫يوسف الصدّيق ) ألبيه‪ ،‬بعد أّ اختذه الشاعر قناعاً للتعدبري عدن‬ ‫مأساته يف مواجهة كذب الكذابني وةقده" وأراجيفه"‪:‬‬ ‫ملاذا تركتهم يلقونين يف البئر؟‬ ‫ملاذا تركتهم ميزّقون قميصي؟‬ ‫ملاذا تركتهم يكذبون‪،‬‬ ‫وأنتَ تعرفُ أنّهم يكذبون؟ أقول احلرف وأعين أصابعي‪)13 :‬‬ ‫تتحدّث هذه القصة عن غدر اإلخوة به‪ ،‬وعن معاناته الطويلدة‬ ‫يف البئر‪ ،‬وعن أبيه الذ ابيّضت عيناه من احلدزّ وأودعده دمعتده‬ ‫الطاهرة‪.‬‬ ‫إذنْ‪ ،‬ملاذا تركتَهم هكذا‬ ‫يرقصون طرباً من لذّةِ احلقدِ واالنتقام؟‬ ‫ملاذا كنتَ ضعيفاً إىل درجةِ الوهم؟‬ ‫ملاذا كنتَ طيّباً‬ ‫كطيبةِ دمعتِكَ الطاهرة؟‬ ‫وملاذا أورثتين دمعتَكَ الطاهرة‬ ‫يا أبـي؟ السابق‪)16 :‬‬ ‫وتدور الصور الشعريّة يف هذه القصيدة دورة كاملة لتعود بندا‬ ‫جمدداً إىل عذاب املنفى‪ ،‬وظل" األقربني‪ .‬والذ يتدراءى لندا مدن‬ ‫خالاا‪ ،‬قصة النبدي يوسف‪ ،‬بكل محولتها الدرامية‪ ،‬وفجيعدة مدا‬ ‫‪101‬‬


‫ةدث لطفل خذله أبوه‪ ،‬فتركه إلخوته القساة‪ ،‬بالرغ" مدن عددم‬ ‫تصريح الشاعر باس" مَن تدور عليه الدوائر يف هذه احلكايدة‪ .‬وقدد‬ ‫عمدَ الشاعر إلی توظيف هذه القصة القرآنية بددالالهتا اخلصدبة يف‬ ‫أکثر من قصيدة منها قصيدة "أمطار مومسيّة"‪ ،‬يقول فيها‪:‬‬ ‫واخلوف‬ ‫واجملهول‬ ‫والظالم‬ ‫وإخوة يوسف‬ ‫ويعقوب الذي مات بني يديّ‬ ‫کمداً علی يوسف الذي مل يعد‪ .‬السابق‪ 109 :‬و‪)110‬‬ ‫أو يف قصيدة أخری‪:‬‬ ‫قالَ إخوة يوسف‪ :‬إنّا حنن‪ ،‬إنّا أنا‪.‬‬ ‫وألقوا يوسفَ يف البئر‪،‬‬ ‫ومضوا ألبيهم بدمٍ كَذبٍ‪.‬‬ ‫فبكى يعقوب أناه‬ ‫حتّى ابيضّتْ عيناه‪ .‬رقصة احلرف األخرية‪)93 :‬‬ ‫ويف املقتبس التايل يقول الشاعر علی سبيل القنا تارة أخری‪:‬‬ ‫هكذا أُلقيتُ يف البئر‬ ‫ألقاين إخويت‬ ‫وعادوا إىل أبـي عشاءً يبكون‪.‬‬ ‫لكنّ السيّارة إذ وصلوا إىل البئر‬ ‫‪102‬‬


‫ما قالوا‪ :‬يا بشرى هذا غالم‬ ‫بل قالوا‪ :‬وا أسفاه هذا هالم‪.‬‬ ‫وتركوين يف البئر‬ ‫ميزّقين الظال ُم واخلوفُ واالنتظار‪ .‬شجرة احلروف‪.)22 :‬‬ ‫إّ ظلمة البئر الذ أس ِقطَ فيه الشاعر ظلمة قاسية‪ ،‬يتحوّل فيها‬ ‫الشاعر إىل هالم‪ ،‬ةتّى أّ السيّارة ال ميكنه" إنقاذه‪ ،‬فكيف ميكن ا"‬ ‫أّ ينقذوا هالماً‪ ،‬وما الذ يغريه" فيه كي ينقذوه إذ أنده مل يكدن‬ ‫غالماً ومل يكن مجيالً‪ ،‬فتركوه وةيداً تنهشده الظلمدة واخلدوف‬ ‫واالنتظار يف سجنه املريع‪ .‬فإذا کاّ "النبدي يوسف" قد ددا مدن‬ ‫حمنته من قبل السيّارة‪ ،‬وصار وزيراً وأميراً‪ ،‬فإّ الشاعر ال يدزال يف‬ ‫البئر متزّقه وةشة الغربة واخلوف انتظاراً ملَن يساعده‪.‬‬ ‫يف ختام هذا النص تبقى األسطورة أسطورة الشاعر) مفتوةدة‬ ‫على االةتماالت كافة‪ ،‬وهي اةتماالت قدرية قدد حتددث أو ال‬ ‫حتدث‪ ،‬وتعتمد على الصدفة احملض‪ ،‬وةتّى لو خرج الشاعر فخروجه‬ ‫سيكوّ خروجاً متأخراً بعد أّ حلقت به خسائر فادةة‪:‬‬ ‫ربّما سأخرجُ من البئرِ يوم يُبعثون‬ ‫أو ربّما يوم يُقال لألرضِ‪ :‬ابلعي ماءك‪،‬‬ ‫فأخرجُ من مركبِ نوح‬ ‫أو من نارِ إبراهيم‬ ‫وقد أكلين الرعب‬ ‫ولفظين املوج‬ ‫وأطفأت املأساةُ عيوين‪ .‬السابق‪.)22 :‬‬ ‫‪103‬‬


‫استمد "أديب" موضوعات صوره من القصّ القرآين‪ ،‬وقد جنح‬ ‫يف استخدامها استخدامًا ثقافياً بليغاً بعد أنْ أخضعها لشاعريّته الفذّة‬ ‫وموهبته اخلالّقة بفنية شعريّة عالية‪ ،‬اعتماداً على أسللو رشلي‬ ‫رصني‪ ،‬وثقافة عميقة متنوعة‪:‬‬ ‫سقطتْ دمعةُ الشاعرِ على الورقة‬ ‫فرأى فيها إخوة يوسف‬ ‫وهم ميكرون ويكذبون‬ ‫ورأى دمَ الذئب‬ ‫ورأى أباه شيخاً وحيداً يتمتم‪:‬‬ ‫يا أسفي على يوسف‪ ،‬يا أسفي‪( .‬الساب ‪)7 :‬‬ ‫لقد ضمّن نصه شيئاً من قصة يوسف‪ ،‬ألنه رأى أنَّ شيئاً ملن‬ ‫التماثل بني ما حدث له وما حصل ليوسف‪ ،‬فصحبه اللذين الان‬ ‫يعدّهم إخوة له اانوا غري صرحيني معه‪ ،‬وماارين‪ ،‬ال خيتلفون علن‬ ‫إخوة يوسف يف املكر واخلديعة وارتكا اجلرائم حسلداً وغلرية‪،‬‬ ‫واان حيملهم حممل الود واإلخاء‪ .‬وإذا اان أبو يوسف قد رأى دماً‬ ‫اذباً على قميص يوسف‪ ،‬وادعى إخوته أنه دم أخيهم يوسف الذي‬ ‫أاله الذئب‪ ،‬فإنّ الشاعر رأى دم الذئب دم القاتلل ال دم القتيلل‪.‬‬ ‫فنجح يف اختاذ الرمز شفرة قصيدية‪ ،‬ليتمكن عربه من اشف احلقائ‬ ‫واملاهيات‪ ،‬ليمنح مفرداته زمخاً داللياً واسعاً‪ ،‬فتحوّلل املفلردات‬ ‫بواسطته من دال إىل مدلول‪ ،‬جاعالً الكلمة نفسها هي اليت تشري إىل‬ ‫نفسها ليتمكن من حتريك ما هو ساان بطبعه‪ ،‬موحياً لنا إحساسلاً‬ ‫باألمل واذلك اخلديعة واملكر‪ ،‬من خالل ظالل التعلبري وتوويالتله‪.‬‬ ‫‪104‬‬


‫ورأى أّ ما متت" به أبو يوسف على يوسف بأمل ومرارة يا أسدفي‬ ‫على يوسف يا أسفي) إمنا هو ترمجة صادقة ملا يف دواخل الشاعر من‬ ‫أمل ومرارة‪ ،‬ومن أسف على ما مضى‪ .‬املشاخيي‪ ،‬تشظي احلرف يف‬ ‫غروب النقطة‪ :‬شجرة احلروف»‪ ،‬دراسة منشورة يف موقع الشاعر)‪.‬‬ ‫ا أدلج طخيية اإلمجم الح ي (ع)‪:‬‬

‫إّ أديب کمال الدين يستحضر مأساة کربالء ليأخدذ مندها‬ ‫منوذج التضحية والفداء قبل البکاء واألسی علی ما جدری ألهدل‬ ‫البيت )‪ ،‬فاإلمام احلسني ) رمزٌ خالدٌ للتضحية والفداء من أجل‬ ‫املبدأ‪/‬الدين‪ ،‬وهو رمز الباةث عن العدالة ونُصدرة املستضدعفني يف‬ ‫وجه اجلربوت‪.‬‬ ‫استله" کمال الدين وقفة اإلمام احلسني ) يف کربالء وقدوّة‬ ‫صموده وصالبته وصربه وحتوّله إلی قيمة مطلقة للشهادة يف سدبيل‬ ‫املبادئ واحلق‪ ،‬هذه القيمة اليت ثبتت باالستشدهاد والددم‪ .‬يقدول‬ ‫الشاعر‪:‬‬ ‫ورأسكَ ينهبُ التاريخَ هنباً‬ ‫بدمه الطيّب الزكي‬ ‫ليكتب سرًّا ال يدانيه سرّ‪،‬‬ ‫ليصبح اسم الشهيد له وحده‬ ‫سرًّا ال يدانيه سرّ‪:‬‬ ‫سرّ احلاء والسني والياء والنـون‪ .‬أقدول احلدرف وأعدين‬ ‫أصابعي‪)39 :‬‬ ‫‪105‬‬


‫ةروف اس" احلسني من احلروف املقدّسة اليت تشدعل احلدب‬ ‫احلقيقي يف النفو املطمئنة للحقّ اإلاي والديت أصدبحت الئحدة‬ ‫يُحتذى ذا يف التضحية والفداء من أجل كرامة اإلنساّ وةفظ كلمة‬ ‫احلق‪:‬‬ ‫لبّيك‬ ‫يا حاء احلق‪.‬‬ ‫لبيكَ يا سني السرّ‬ ‫وياء السرّ ونون احملبّة‪ .‬السابق‪)37 :‬‬ ‫ألقى الشاعر على عاتق اإلمام احلسني) مهدوم روحٍ أيقظهدا‬ ‫وجع الظل" والشعور باألسى يف مواجهة ما ميكن أّ نسمّيه بد فتنة‬ ‫الدنانري) اليت تُشترى ذا الذم" يف األزمنة الرديئة‪ ،‬فها هو يف قصديدة‬ ‫يا صاةب الوعد) يُعيد على متلقيه قصة الغدر اليت أعانت الظداملني‬ ‫على املكر واالنتقام من دعاة احلق‪:‬‬ ‫يا صاحبَ الوعد‬ ‫محلوا رأسكَ فوقَ الرماح‬ ‫وطافوا به كوفة الوعد‪ .‬أيّ وعد؟‬ ‫كنتُ أبصرُ شهوةَ الدينار‬ ‫تلمعُ يف عيوهنم الكليلة‬ ‫وأبصرُ شهوةَ الغدر‬ ‫يف سيوفهم املُغربّة‪.‬‬ ‫يا صاحبَ الوعد‬ ‫كنتُ أركضُ خلفهم‬ ‫‪106‬‬


‫ أنا الشاهدُ األخرس‪-‬‬‫ب اخليول‪.‬‬ ‫وأكادُ أختنقُ من ترا ِ‬ ‫لقد انتصروا!‬ ‫اهلل أكرب!‬ ‫وكانت الدنانريُ تُلقى على الناس‬ ‫يف كوفة الوعد‪ .‬أيّ وعد؟‬ ‫وشعراءُ الكديةِ يهللون‬ ‫لدمكَ املسفوح‬ ‫وميتدحون رحماً محلَ وعدك‬ ‫وسيفاً حزّ عن َق مُحبّ اإلله‪ .‬السابق‪ 36 :‬و‪)37‬‬ ‫ويف قصيدة "احلاء واأللف" يستدعي الشاعر كذل شخصدية‬ ‫اإلمام احلسني )‪ ،‬فحرف احلاء يعين احلقّ‪/‬احلسني‪ ،‬وةرف األلف‬ ‫يعين الشاعر‪/‬أديب‪:‬‬ ‫قالت حروف احلقّ‬ ‫وهي تناقش يف األلف الشاب‪:‬‬ ‫هل سيُکتب له أن يعيش؟ السابق‪)67 :‬‬ ‫ويتطرق يف هذه القصيدة إلی الکثري من القضايا الديت تدرتبط‬ ‫باإلمام احلسني )‪:‬‬ ‫وحدهُ احلاء‬ ‫قال‪ :‬اتركوه فهو مشسي‪.‬‬ ‫هو مَن سيذكرين كلّما هلَّ امسي‪.‬‬ ‫‪107‬‬


‫وسيكتبُ عن رأسي وقد تناهبه الغبار‬ ‫وحُمِلَ فوقَ الرماح‬ ‫من بلدٍ اىل بلد‬ ‫ومن عطشٍ إىل عطش‬ ‫ومن واقعةٍ إىل واقعة‪.‬‬ ‫بل إنّ رأسي سيكون قصته‬ ‫ودمي لوعته‬ ‫وأنيين نبض قلبه‪ .‬السابق‪ 67 :‬و‪)68‬‬ ‫يذکر الشاعر قضية محل رأ اإلمام احلسني ) فوق الرماح‬ ‫من بلد إلی بلد آخر‪ ،‬وقضية العطش يف اليوم العاشر‪ ،‬فکدل هدذا‬ ‫جيسّ" لنا مدی الظل" الذ تعرّض له اإلمام احلسني والذ سدوف‬ ‫يتعرّض له الشاعر «بل إّ رأسي سيکوّ قصته‪ .»...‬مث يف ختام هذه‬ ‫القصيدة يستحضر الشاعر قول النبدي حممدد ص) يف احلسدني‪:‬‬ ‫"ةسني منّي وأنا مِن ةسني" قائالً‪:‬‬ ‫قال‪ :‬اترکوه فأنا منه وهو منّي‪ .‬السابق‪)68 :‬‬ ‫ويف قصيدة "مل يعد مطلع األغنية مُبهجا" يستحضدر الشداعر‬ ‫قضية اإلمام احلسني ويتّخذها قناعاً فيضفي عليها دالالت جديددة‬ ‫وفقا لرؤيته جتاة الظل" الذ تعرّض له نفسه‪:‬‬ ‫غربيت هي غربة الرأس‬ ‫يُحمل فوقَ الرماح‬ ‫من کربالء إلی کربالء‪ .‬السابق‪)76 :‬‬ ‫‪108‬‬


‫وقضية رفع رأ اإلمام احلسني ) علی الرماح يف شعر أديب‬ ‫تُعترب موتيفاً أساسياً يستخدمه الشاعر يف الکثري من قصائده‪ ،‬کمدا‬ ‫جاء يف قصيدة "لِ"َ أنت؟"‪:‬‬ ‫منذ أن رُفِعَ رأسُ احلسني علی الرماح‪ .‬السابق‪)92 :‬‬ ‫ذل أّ الشاعر يری يف اإلمام احلسني املثل األعلدی واألرو‬ ‫يف الثبات علی احلق‪ ،‬ةتّی دفع ةياته مثناً له‪ ،‬واستشهد يف سدبيله‪،‬‬ ‫وهو إذ ذاك يناصر اإلسالم‪ ،‬ويقتد ذد جده رسدول اهلل ص)‬ ‫ليسجّل باستشهاده صفحة ناصعة يف تاريخ اإلسالم‪ ،‬جعلتده مدن‬ ‫األبطال األوائل الذين نعتزّ بتارخيه" وسريهت" ونقتد ذ"‪ .‬فاإلمدام‬ ‫احلسني ) رمز للحريّة والشهادة والبطولة‪ ،‬وهو مبثابة مالذ آمدن‬ ‫للشاعر الذ حياوره وخياطبه‪ ،‬راجياً أّ جيد بريق اخلالص والطمأنينة‬ ‫واألمل‪ ،‬يف سريته الفذة‪ .‬نع"‪ ،‬ففي شجاعة احلسني أمل للمظلومني‪،‬‬ ‫ويف سريته انتصار للقدرة احلقيقية واخلالدة لدم الشهداء‪.‬‬

‫‪109‬‬



‫الفصل السادس‬

‫األلوان ودالالتها‬

‫‪111‬‬



‫األلوا ‪:‬‬

‫تعترب األلواّ من أکثر األشياء مجاالً وخصوبة يف ةياة اإلنساّ‪،‬‬ ‫فاأللواّ ليست خطوطاً أو مسحات شکلية خالية من دالالت مجالية‬ ‫وتعبيرية ورمزية بل هي بسطوهتا علی الصورة الشدعريّة وعالقاهتدا‬ ‫الوطيدة مع الرؤية الفنية متيط اللثام عن إةسا الشاعر کي يددخل‬ ‫يف نسج الصورة الفنية واليت تشمل علی دالالت عدّة مندها نفسدية‬ ‫واجتماعية ورمزية‪.‬‬ ‫إّ تنو األلواّ يف العصر احلديث ووعي الشعراء املعاصدرين‬ ‫ذذا النو إنّما ينشأ عن بصريهت" العميقة إزاء عناصر الوجدود‪ .‬يف‬ ‫األدب العربدي القدمي کانت األلواّ تُستخدم کما هدي يف احليداة‬ ‫الواقعيّة‪ .‬أمّا يف األدب العربدي املعاصر فال تُستخدم األلواّ لتمدنح‬ ‫الشعر أو النثر صورة مجاليّة ةسب‪ ،‬بل تُستخدم کأداة رمزية‪.‬‬ ‫يستعني الشاعر باأللواّ‪ ،‬ليعبّر عن عُمقه العداطفي وجدوهره‬ ‫الفکر ‪ ،‬وکأنّه رسامٌ عارفٌ خبفايا األلدواّ ودالالهتدا وعالقاهتدا‬ ‫باإلنساّ‪ ،‬بل إّ «الصور واأللواّ تنطلق من جوانية الشاعر‪ ،‬وخربته‬ ‫البصرية‪ ،‬ووعيه التارخيي‪ ،‬وةفرياته األسطورية‪ ،‬وجتربتده النقديدة‪،‬‬ ‫وجتواله ومشاهداته التشکيلية‪ ،‬وتتنو اهتماماته بني الفنوّ‪ ،‬حبيدث‬ ‫تصبح الصورة ليست جمرد أداة للمعرفة فحسب‪ ،‬وإنّما أداة للحريدة‬ ‫أيضاً» نشواّ‪2004 ،‬م‪.)126 :‬‬ ‫‪113‬‬


‫يُعدّ اللوّ من أبرز أدوات الفناّ التشكيلي ملا له مدن دور يف‬ ‫جتسيد اللوةة الفنية إلثارة بصر املتلقي وشحن ذاكرتده؛ وللشداعر‬ ‫صلة قرىب بالفناّ التشكيلي من هذه الناةية‪ ،‬غري أّ هدذه القدرىب‬ ‫عمّقت نصوصه وأغنتها‪ ،‬وجعلت اللوّ فيها ملمحداً مجاليداً مدن‬ ‫مالحمها‪ ،‬ويرى أّ لكل لوّ من األلواّ خصوصيته يف الداللدة‪ ،‬وأّ‬ ‫لكل ةالة لوهنا ولكل مقام مقال لوين يعكس نظرة الشداعر للعدامل‬ ‫والوجود‪ ،‬فتستحيل ألوانه إىل مرايا عاكسة لذاته وتبدالهتا من الفرح‬ ‫إىل احلزّ‪ ،‬ومن العشق والوله إىل الالمباالة‪ ،‬ومن الوطن إىل املنفدى‪،‬‬ ‫وهكذا‪ .‬وتلعب البيئة واملکاّ بانفتاةاهتما الطبيعية والرمزية والثقافية‬ ‫والتارخيية واالجتماعية والفلسفية واألسطورية دوراً مهماً يف حتديدد‬ ‫الداللة وتوسيع ةدود تداوليتها‪ ،‬ومنحها قوة شعريّة ميکن أّ يستعني‬ ‫ذا الشعر يف تشکيل معناه جواد‪2009 ،‬م‪.)43 :‬‬ ‫إّ قراءة شعر أديب كمال الدين يعين التجوال يف ةديقدة مليئدة‬ ‫باأللواّ تبعاً لتبدّالت ةياة الشاعر وانتقاله من الوطن إىل منفى قصيّ له‬ ‫خصائصه املختلفة اليت وجد يف األلواّ جتسيداً اا‪ .‬فجاء كل لوّ حيمل‬ ‫إشارة رمزية دالة على صورة ذهنية معادلة للواقع الذ ميثل مادة لونيّدة‬ ‫ثريّة تقوم بصهرها املخيلة لريس" صورة عامله الشعر ّ الغين بألواّ احلياة‪:‬‬ ‫ت لوحةَ الوجود‬ ‫ما دمتَ قد رمس َ‬ ‫بألوانِ الدمِ والثلجِ والسرير‪،‬‬ ‫فكيفَ ستنجو لوحتُكَ الكربى‬ ‫من غَلَبة األمحر الناريّ‬ ‫واألبيض املتوحّش‬ ‫والرماديّ املمسوس؟ رقصة احلرف األخرية‪)15 :‬‬ ‫‪114‬‬


‫يف تتبع ةرکة األلواّ وتکرارها يف شعر أديب کمال الددين‬ ‫دده يعتمد علی بعض األلواّ لقيمتها اإلحيائية والتأصديلية يف بنداء‬ ‫الصورة الشعريّة وهي علی الترتيب ةسب قدوّة ظهورهدا لديده‪:‬‬ ‫األسود‪ ،‬األبيض‪ ،‬األمحر‪ ،‬األخضر‪ ،‬األزرق‪ ،‬واألصفر‪.‬‬ ‫ال و األ ود‬

‫شكل اللوّ األسود منذ األزل نقطة نفور وخوف يف املوروث‬ ‫البشر وارتبط بدالالت عدّة منها‪ :‬الظالم والشرّ واملدوت والغد"ّ‬ ‫والوه"‪ .‬فاألسود «لوّ يثر احلزّ والتشاؤم واخلوف من اجملهدول‬ ‫الرتباطه بأشياء منفرة يف الطبيعة دوّ سائر االلواّ‪ ،‬فهدو مدرتبط‬ ‫بالليل والظالم‪ ،‬والزفت والسخام‪ ،‬وااباب والرماد املتخلدف عدن‬ ‫احلريق» عمر‪1982 ،‬م‪.)204-202 :‬‬ ‫هذا اللوّ يف الشعر احلديث اکتسب دالالت وايحاءات عددّة‬ ‫منها التعتي" والکبت والکآبة واخلطيئة والتعسّف وغير ذلد مدن‬ ‫اإليحاءات‪ .‬وأديب استله" الکثير من تل الدالالت وراح يرمز اا‬ ‫ذذا اللوّ بعبارات ومعاين شتّی‪ .‬اللوّ األسود بالدرجة األولی يدل‬ ‫علی احلزّ يف تشکيل صور أديب کمال الدين‪ .‬يقول‪:‬‬ ‫يفتحُ بابَ املوت‬ ‫هبدوء أ ْسوَد‬ ‫ويطري‪ .‬أقول احلرف وأعين أصابعي‪)10 :‬‬ ‫ففي هذا املقبو ‪ ،‬األسود يدل علی العنف والقسدوة وشددّة‬ ‫املوت‪.‬‬ ‫‪115‬‬


‫ويف مکاّ آخر يقول‪:‬‬ ‫کنتِ مطري األ ْسوَد الذي حاصرين‪ .‬السابق‪)43 :‬‬ ‫فاملطر األسود يدل علي الدمار واخلراب؛ ولو أّ املطر يرمدز‬ ‫للخصب والرمحة إال أّ الشاعر نعته بالسواد ليدل بذل علي غزارته‬ ‫وكثافته غري اجملدية‪.‬‬ ‫ويقول أيضاً‪:‬‬ ‫أيّتها الطفولة املتهرّئة‬ ‫أيّها الفقر األسود‪،‬‬ ‫أيّها الغنی األبيض‪ .‬السابق‪)60 :‬‬ ‫الفقر األسود يدل علی شدّة الفقر وضيق العيش وعسره‪ .‬کما‬ ‫جاء استخدامه ذذا املعنی‪:‬‬ ‫وقطعة خبزٍ کبرية سوداء‪ .‬السابق‪)98 :‬‬ ‫وله أيضاً‪:‬‬ ‫قال الطبيبُ‪ :‬إذن‪ ،‬ماذا تنتظرين؟‬ ‫قالت‪ :‬أنتظرُ املوتَ ليأيت ويأخذين‬ ‫مرتدياً طفولةً سوداء‬ ‫وشباباً أسود‬ ‫وكهولةً سوداء‪ .‬ما قبل احلرف‪ ..‬مدا بعدد النقطدة‪131 :‬‬ ‫و‪)132‬‬ ‫‪116‬‬


‫وهنا يظهر اللوّ األسود ليبسط سلطانه يف الدنصّ لتتحدوّل‬ ‫الداللة من الطفولة واحلياة والرباءة إىل املوت‪:‬‬ ‫مدّ الطبيبُ يده ذات القفاز األبيض‬ ‫إىل الضحية‪،‬‬ ‫فأبعدها املوتُ برفق‪.‬‬ ‫كانَ املوتُ يبكي على الضحيةِ بدموعٍ سود‪.‬‬ ‫لكنّ الضحية نفْسها‬ ‫وجدتْ يف األ ْسوَد‪،‬‬ ‫يف آخرِ املطاف‪،‬‬ ‫طمأنينةَ األلوا ِن كلّها‪ .‬السابق‪)132 :‬‬ ‫وهكذا جيد الطمأنينة يف األسود الذ هو أشد األلواّ عتمدة‪،‬‬ ‫وهو نقيض األبيض يف كل خصائصه‪ .‬ويف نصّه مطر أسود‪ ..‬مطدر‬ ‫أمحر) يستدعي من الذاكرة صورة املطر األسود الذ سدقط علدى‬ ‫بغداد عقب ةرب اخلليج الثانية عندما تشبّعت الغيوم بدخاّ احلرب‬ ‫والنفط واملوت‪ ،‬وةني ألقت الغيوم محولتها املائية سقط مطر أسدود‬ ‫على البيوت واألشجار والنوافذ‪ .‬هذه "الشظيّة" أسس عليها الشاعر‬ ‫أديب مشهداً كامالً يفضح عبثية احلرب ومغامرات صاةب اجلند)‬ ‫الذ جعله رمزاً للطاغية الذ يرس" له صورة كاريكاتريية سداخرة‬ ‫هي أقرب لصورة الدوّ كيشوت عندما يقف يف مقدمة الصدفوف‪.‬‬ ‫الربيعي‪2007 ،‬م‪109 :‬و‪:)110‬‬ ‫مرّتْ سنني طويلة‬ ‫حتّى غطّتْ بغداد‬ ‫‪117‬‬


‫غيمةٌ ال أوّل هلا وال آخر‬ ‫وبدأتْ متطر‪.‬‬ ‫كانت الغيمةُ سودا َء كجهنّم‬ ‫فنـزل املطرُ أ ْسوَ َد كالقري‪.‬‬ ‫ضحكَ األطفا ُل أوّلَ األمر للمطر‬ ‫لكنّهم بكوا‬ ‫حني أصبحتْ وجوههم كالقري‪.‬‬ ‫واستبشر الزرّاعُ خرياً‬ ‫لكنّهم ومجوا إذ رأوا أشجارهم‬ ‫متوتُ ببطء‬ ‫مثّ جاءَ الدورُ للسحرةِ الذين وقفوا‬ ‫يف أزّقةِ املدينة‬ ‫ينتظرون املطر ينـزلُ يف أوانيّهم‪.‬‬ ‫كانوا يرقصون‬ ‫فهذا املطر رديف للسحرِ األسْ َود‬ ‫قالوا‪ :‬إنّهم سيسحرون به كلّ شيء‬ ‫حتّى صاحب اجلند نفْسه! ما قبل احلرف‪ ..‬ما بعد النقطدة‪:‬‬ ‫‪ 28‬و‪)29‬‬ ‫ويقول يف قصيدة دراه" كلكامش)‪:‬‬ ‫تلك اليت امسها احلياة‬ ‫متلفّعة بعباءةِ السوا ِد واحللم‪،‬‬ ‫بعباءةِ الفقرِ والتعاسة‬ ‫‪118‬‬


‫هي مَن أعطاين الدراهم اليت ضاعتْ سريعاً‪.‬‬ ‫كان لقاءً عابراً‬ ‫يشبهُ حياةً عابرة‪ .‬أربعوّ قصيدة عن احلرف‪)10 :‬‬ ‫فاللوّ األسود هنا يوةي باحلزّ والقساوة والتعاسة‪ .‬وكلمدة‬ ‫ضيا تكرّرت ست مرّات يف هذه القصيدة ممّا أغرق النص يف سواد‬ ‫أكثر مما ينبغي‪.‬‬ ‫ويرمز هذا اللوّ أةياناً إلی احلقد والکراهية کما جاء يف النصّ‬ ‫التايل‪:‬‬ ‫حنيَ ماتَ تَد هيوز‬ ‫أورثين غرابَه مَحبوسا يف قفص‪.‬‬ ‫وألنَّ غرابه ال جييد سوى اهلرطقة والتجديف‬ ‫لذا أطلقتُ سراحه فوراً‬ ‫لكنَّ الغراب مل حيلّقْ بعيداً‬ ‫كما توقّعت‬ ‫بل حطَّ على عمودِ الكهرباءِ اجملاورِ لشرفيت‬ ‫لينظرَ إيلَّ بعينني حاقدتني‬ ‫وقلبٍ أ ْسوَد‪ .‬رقصة احلرف األخرية‪)21 :‬‬ ‫فالقلب األسود هو القلب الذ فقد براءته وبياضه فأصبح مرکدزا‬ ‫للحقد والکراهية‪ .‬ويف النص التايل يرمز األسود للتعاسة وسوء احلظ‪:‬‬ ‫جلسَ الربي ُء خلفَ القضبان‬ ‫فرأى القضاةَ واحملامني واجلمهور‬ ‫‪119‬‬


‫يتبادلون النكات عن الزحامِ وأحوالِ الطقس‪،‬‬ ‫ويعلكون الكلمات الفضفاضةِ عن العدالة‪،‬‬ ‫ويضحكون من حظّه األ ْسوَد حدّ اللعنة‪ .‬السابق‪.)34 :‬‬ ‫ال و األبيض‪:‬‬

‫لدبيض تقاليد رمزية عالية التداول يف صنع الداللة وترميزها يف‬ ‫أفق االستخدام املعنو والسيميائي‪ ،‬فهو يف السياق الدداليل العدام‬ ‫«رمز الطهارة والنور والغبطة والفرح والنصر والسدالم» مهدام‪،‬‬ ‫‪1930‬م‪)7 :‬؛ کما أنه ويف السياق ذاته والرؤية ذاهتا «رمز للصدفاء‪،‬‬ ‫ونقاء السريرة‪ ،‬واادوء واألمل‪ ،‬وةبّ اخلري والبسداطة يف احليداة‬ ‫وعدم التقيّد والتکلف» عبو‪1982 ،‬م‪.)137 :‬‬ ‫والشاعر أديب كمال الدين يعطي للوّ األبيض قيمدة رمزيدة‬ ‫ضمن سياق سرد يضجّ بالعديد من األسئلة املغلقة يف نص عنوانده‬ ‫ألواّ) ةيث يقول‪:‬‬ ‫قال الطبيبُ الذي يرتدي قميصاً أبيض‬ ‫وبنطلوناً أبيض‬ ‫وحذاءً أبيض‪.‬‬ ‫ت طفولتكِ بيضاء؟‬ ‫* هل كان ْ‬ ‫ (ال)‪.‬‬‫* هل كانَ شبابكِ أبيض؟‬ ‫ (ال)‪.‬‬‫* هل كانتْ شيخوختكِ بيضاء؟‬ ‫ (ال)‪ .‬ما قبل احلرف‪ ..‬ما بعد النقطة‪)131 :‬‬‫‪120‬‬


‫فنرى النصّ هنا طافحاً باللوّ األبيض‪ ،‬إذ تكرّر هدذا اللدوّ‬ ‫بدالالته الرمزية يف هذا املقتبس ستّ مرات‪.‬‬ ‫ويف قصيدة أعماق)‪:‬‬ ‫يف أعماقي‬ ‫طائرٌ أبيض‬ ‫يسقطُ مذبوحاً يف أعماقِ املسرح‪.‬‬ ‫ويف أعماقِ املسرح‬ ‫خ وأنني وثيابٌ ممزَّقة‪ .‬أربعوّ قصيدة عن احلرف‪.)54 :‬‬ ‫صرا ٌ‬ ‫ب والسدالم والنقداء‬ ‫يبدأ قصيدته باللوّ األبيض وهو لوّ احل ّ‬ ‫وهو نقيض اللوّ األسود‪ .‬وقد ةقق ذل يف طائره األبيض ولكدن‬ ‫هذا الطائر سرعاّ ما يسقط مذبوةاً‪ .‬وجاء يف املقتبس التايل‪:‬‬ ‫فسيکون احلرفُ نايك‬ ‫بل سيکون طائركَ األبيض‬ ‫حملّقاً يف السماء الزرقاء‪ .‬أقول احلرف وأعين أصابعي‪)34 :‬‬ ‫اللوّ األبيض يدل علی النقاء والطهارة واملقصود من الطدائر‬ ‫األبيض هنا القلب الطاهر‪ ،‬أما الطائر يف هذا التعبري فإنه يرمز أيضداً‬ ‫إلی براءة هذا القلب‪ .‬کما يف املثال التايل‪:‬‬ ‫غري أن أصابعي‬ ‫امتدّتْ إلی قليب‬ ‫وخلعتُه من مکانه‬ ‫وأخرجتْ منه طائراً أبيض‬ ‫ورمته باجتاه اجلمهور‪ .‬السابق‪)80 :‬‬ ‫‪121‬‬


‫فالطائر األبيض هو القلب الرب ء والطداهر والنقدي‪ .‬وجداء‬ ‫املقتبس التايل‪:‬‬ ‫والبحر أبيض‬ ‫وثوبكِ ‪ -‬کما أختارَ له املخرجُ ‪ -‬أبيض‬ ‫والشجرُ الذي حييطُ بكِ أ ْسوَد أسْوَد‪ .‬السابق‪)71 :‬‬ ‫والثوب األبيض هو کناية عن القلب األبيض والطاهر‪ ،‬يقولوّ‬ ‫يف اللهجة الدارجة‪" :‬فالّ ثوبه أبيض"‪ ،‬ويعنوّ بذل طهارة قلبده‬ ‫ونقاءه‪ .‬ويف الشطر الثالث تکرّرت لفظة األسود) لتدل علی شددّة‬ ‫قسوة القلوب احمليطة ذذا القلب‪.‬‬ ‫ال و األحمر‬

‫يعترب اللوّ األمحر من أوائل األلواّ اليت عرفها البشر يف الطبيعة‪،‬‬ ‫فهو «من األلواّ الساخنة املستمدة من وهج الشمس‪ ،‬واشتعال النار‬ ‫واحلرارة الشديدة‪ ،‬وهو من أطول املوجات الضوئية عمر‪1992 ،‬م‪:‬‬ ‫‪)111‬؛ ويعترب أغنی األلواّ وأکثرها تضارباً فهدو «لدوّ البهجدة‬ ‫واحلزّ‪ ،‬وهو لوّ الثقة بالنفس والتردّد والش ‪ ،‬وهو لوّ العندف‬ ‫واملرح‪ ،‬إلی غير ذل من الدالالت اجلزئية املتداخلة واملتبايندة يف آِّ‬ ‫واةد»‪ .‬السابق‪.)212-214 :‬‬ ‫هذا اللوّ يرمز إلی دالالت وإيحاءات عدّة‪ ،‬ولعل أبرز مسدة‬ ‫لدمحر يف الشعر العراقي ارتباطه باحلزب الشيوعي‪ .‬ومن بين الشعراء‬ ‫الذين استخدموا هذا اللوّ ذذه الداللة املتعارف عليه‪ ،‬الشاعر أديب‬ ‫کمال الدين ةيث يخاطب الشاعر البيايت يف املقتبس التايل‪:‬‬ ‫‪122‬‬


‫س القميصِ األمحر‬ ‫کنتَ جتيدُ لب َ‬ ‫ومحلَ الفتةِ الشغيلةِ والتق ّدمِ والصرا ِ الطبقيّ‪( .‬أقول احلـرف‬ ‫وأعين أصابعي‪)115 :‬‬ ‫بالنسبة ملعنی القميص األمحر فاملقصود به الشيوعية ةيث کاّ‬ ‫الشاعر البيايت شيوعياً لزمن طويل وقد جمّده احلزب الشيوعي العراقي‬ ‫واألةزاب الشيوعية العاملية اذا السبب کونه شيوعياً)‪ .‬ومت االهتمام‬ ‫به بشکل کبير ألسباب ايديولوجية ةزبية أوالً‪ .‬ويمکن فه" املقصود‬ ‫بسهولة من لفظة شغيلة) وهي التسمية اليت يطلقها الشيوعيوّ علی‬ ‫العمال والطبقة العاملة‪ ،‬و الالفتة)‪ ،‬كما هو معروف‪ ،‬هدي قطعدة‬ ‫القماش الکبيرة اليت يحملها املتظاهروّ يف الشوار ‪.‬‬ ‫ويف نصّه املعنوّ ةصاناّ أسود وأمحر)‪ ،‬خيتار الشاعر احلصاّ‬ ‫األسود ةاملاً بغيمة بيضاء متطر ةّباً وسالماً‪ ،‬لكنه سرعاّ ما يتحوّل‬ ‫عنه إىل احلصاّ األمحر الذ مل يكن سوى رمز للحبيبة املختفيدة يف‬ ‫سراب الصحراء‪:‬‬ ‫كنّا جنلسُ عاريني يف الصحراء‬ ‫حني اقترب منّا حصانان أسود وأمحر‪.‬‬ ‫فقمتِ بعينني دامعتني‬ ‫وقبلتِين القُبلةَ األخرية‪.‬‬ ‫فدهشتُ‬ ‫مثَّ امتطيتِ احلصانَ األسود‬ ‫وقلتِ بصوتٍ مرجتفٍ‪ :‬وداعاً‪.‬‬ ‫فذهلتُ‬ ‫‪123‬‬


‫لكنّي قلتُ لنفسي‪:‬‬ ‫سأمتطي احلصانَ األمحر‬ ‫إنْ عصفَ بـي الشوق‬ ‫وعذّبين احلبّ‪ .‬ما قبل احلرف‪ ..‬ما بعد النقطة‪ 90 :‬و‪)91‬‬ ‫لكنّه يستفيق ليجد أّ الشمس اليت شبهها الشاعر بد أسدد‬ ‫أمحر)‪ ،‬وهو تشبيه ممهور ببصمة الشاعر‪ ،‬قد غابت‪:‬‬ ‫مثّ سرعانَ ما عصفَ بـي الشوق‬ ‫وعذّبين احلبّ‪.‬‬ ‫فالتفتُ إىل حصاين األمحر‬ ‫مل أجده‪.‬‬ ‫ووجدتُ الشمسَ تغيبُ على امتداد الصحراء‬ ‫مثل أسدٍ أمحر‪ .‬السابق‪)91 :‬‬ ‫واللوّ األمحر من األلواّ احلارة اليت تستمد ألقها مدن وهدج‬ ‫الشمس‪ ،‬واشتعال النار‪ ،‬واحلرارة‪ .‬ويف قصيدة أمحر نار ّ) يستخدم‬ ‫الشاعر اللوّ األمحر عنواناً اا‪ ،‬وهو لوّ يشري إىل النشوة والتمدرّد‬ ‫واحلياة الصاخبة‪:‬‬ ‫إ ّال حني يلهج‬ ‫بأسطورتكِ املعلّقةِ يف األعايل‪،‬‬ ‫ونقطةً ال جتيد‬ ‫سوى أناشيد احلبِّ باألمحر الناريّ‪،‬‬ ‫أعين باألمحر املمسوس‬ ‫باللوعةِ واهلذيان‪ .‬أربعوّ قصيدة عن احلرف‪)30 :‬‬ ‫‪124‬‬


‫ال و األخضر‬

‫هذا اللوّ يحمل يف أعماقه احلياة‪ ،‬يرتبط بتأثيره املمتد بالطبيعة‬ ‫اخلضراء التی تغطی مساةة الوجود‪ ،‬وکأّ أثره اللوين ميل القددرة‬ ‫علی اةتواء املشهد الذی رمسه الشاعر‪ .‬اللوّ األخضدر هدو لدوّ‬ ‫الطمأنينة والسرور ألنه يهدّئ النفس ويسرّها‪ ،‬وهدو تعبيدر عدن‬ ‫اخلصب والنماء واألمل والسالم واألماّ والتفاؤل‪ .‬وهو لوّ الربيدع‬ ‫والطبيعة احليّة بكل تفاصيلها‪.‬‬ ‫يعترب اللوّ األخضر من األلواّ املفضّلة واحملببة لدی اإلنسداّ‪،‬‬ ‫ويحمل يف طياته العديد من املعاين السامية‪ ،‬فهو من أکثدر األلدواّ‬ ‫استقراراً ووضوةاً يف الداللة‪ ،‬فهو «لوّ اخلصب والنعي"‪ ،‬والنمداء‬ ‫والزمرد والزبرجد» عمر‪1982 ،‬م‪)209 :‬؛ وهو أيضاً «قرين الشجرة‬ ‫ورمز احلياة والتجدّد‪ ،‬وهو مدرتبط بداحلقول واحلددائق وهددوء‬ ‫األعصاب» عجينة‪1988 ،‬م‪ 291 :‬و‪)292‬؛ وقد اقترّ اللوّ األخضر‬ ‫ملا يمثله من اخللود والتجدّد بايحاءات کاألمل والتفداؤل والعطداء‬ ‫والفرح والبهجة والرفاهية والنعي" ةتّی وصف اهلل ثياب أهل اجلنّدة‬ ‫ومقاعده" ذذا اللوّ نظراً لرمزيته اخلاصة‪ ،‬ةيث قال ربُّ العدزّة يف‬ ‫حمک" کتابه‪« :‬وَيَلْبَسُوَّ ثِيَابًا خُضدرًا مِّدن سُدندُ ٍ َوإِسدتَبرَقٍ»‬ ‫الکهف‪ .)31/‬وهذا ما أشار له أديب يف شعره أيضاً‪:‬‬ ‫لکنّ أجدادي املتربقعني باألخضر‬ ‫طاروا مجيعاً‪ .‬شجرة احلروف‪)109 :‬‬ ‫فريى الشاعر أجداده كله" أخياراً وصداحلني‪ ،‬مضدوا ايل اهلل‬ ‫بوجوه بيض فاستحقوا اجلنة والثياب اخلضر‪ .‬ويدل اللوّ األخضر يف‬ ‫‪125‬‬


‫شعر أديب علی اخلصوبة واحلياة والنضارة واحليوية کما فی املثدال‬ ‫التايل‪:‬‬ ‫لنری النخلة‬ ‫ببهائها السحريّ‬ ‫ولطفها اإلهليّ‬ ‫وبرکتها األموميّة‬ ‫وحناهنا األخضر‪ .‬أقول احلرف وأعين أصابعي‪.)41 :‬‬ ‫فحناّ النخلة األخضر يدّل علي شدة ةناهنا ونضارهتا وخصوبتها‪.‬‬ ‫وأةياناً يدل هذا اللوّ علی الزهو واجلمال کما فی املثال التايل‪:‬‬ ‫وکنتِ فجري الذي أشرقت‬ ‫فيه مشسي اخلضراء‪ .‬السابق‪)43 :‬‬ ‫وكذل يف املثال التايل‪:‬‬ ‫والقمر ندميك األبيض‬ ‫والشمس هبجتك اخلضراء‪ .‬السابق‪)58 :‬‬ ‫فاقتراّ "الشمس" باللوّ األخضر يدل على مجااا وشدّة توهّجها‪.‬‬ ‫ال و األارق‬

‫يعترب اللوّ األزرق لوّ الوقار والسكينة وااددوء والصدداقة‬ ‫واحلكمة والتفكير‪ ،‬واللوّ الذی يشجّع على التخيل ااادئ والتأمل‬ ‫الباطين ويخفف من ةدّة ثورة الغضب ويخفف من ضدغط الددم‬ ‫‪126‬‬


‫ويهدئ التنفس‪ .‬ومل يرد هذا اللوّ فی القرآّ الكري" إال مرّة واةدة‬ ‫داالًّ علی اخلوف والوةشة‪ :‬يَومَ يُدن َفخُ فِدي الصُّدورِ وَنَحشُدرُ‬ ‫الْمُج ِرمِنيَ يَومَئِذٍ زُرقًا))‪ .‬طه‪.102/‬‬ ‫مع أّ تدرجات األلواّ تعطي دالالت خاصة‪ ،‬فاألزرق القدامت‬ ‫يدل علی اخلمول والکسل واادوء والراةة‪ ،‬کذل يف التراث فهدو‬ ‫مرتبط بالطاعة والوالء والتأمل والتفکري‪ ،‬وأما الفاتح فهدو يعکدس‬ ‫الثقة والرباءة والشباب‪ ،‬ويوةي بالبحر ااادئ واملزاج املعتدل کما يف‬ ‫املقطع التايل‪:‬‬ ‫لتعربَ احمليط‬ ‫متماهياً مع زرقة املاء والسماء‪ .‬أقول احلرف وأعين أصابعي‪)64 :‬‬ ‫وأةيانا يدل هذا اللوّ يف شعر أديب کمدال الددين علدی‬ ‫اضطراب البحر وقسوته کما يف املثال التايل‪:‬‬ ‫يرقب السفن وهي تغرق‬ ‫أو تتيه يف األزرق الالهنائيّ‪ .‬السابق‪)29 :‬‬ ‫ويقول أديب‪:‬‬ ‫أما آن ألمواجك الزرق أنْ ترتاح‪ .‬السابق‪)52 :‬‬ ‫واللوّ األزرق من األلواّ الباردة وهو لوّ السدماء والبحدر‬ ‫والتفاؤل‪ .‬إنه لوّ االمتداد الذ ال هناية له كما يقول‪:‬‬ ‫أنتِ تشبهنيَ البحر‬ ‫ال شكّ يف ذلك!‬ ‫‪127‬‬


‫لكنْ أيّ معىن خيتفي خلف ذلك البحر؟‬ ‫خلف تلك الزرقة العجيبة اليت تبدأ‪ .‬ما قبل احلرف‪ ..‬ما بعد‬ ‫النقطة‪)18 :‬‬ ‫فهنا نالةظ اللوّ األزرق يدل علدی االضدطرارب والقلدق‬ ‫والغضب وکما جاء أيضاً يف املقبو التايل‪:‬‬ ‫وحني ر َفسَها‬ ‫يف حلظةِ غضبٍ زرقاء‬ ‫اکتشف اجلنون‪ .‬شجرة احلروف‪)64 :‬‬ ‫فد "حلظة غضب زرقاء" تدل علي شدة الغضب والقلق‪ ،‬وهندا‬ ‫هذا اللوّ بدالالته السلبية يقترب من داللة اآلية الشريفة‪ :‬طه‪.)102/‬‬ ‫ال و االيفر‬

‫يعترب اللوّ األصفر من أشدّ األلواّ فرةاً ألنده منيدر للغايدة‬ ‫ومبهج‪ .‬هذا اللوّ يمثل قمّة التوهج واإلشراق ويعد أكثر األلدواّ‬ ‫إضاءة ونورانية‪ ،‬ألنه لوّ الشمس مصدر الضوء وواهبدة احلدرارة‬ ‫واحلياة والنشاط والسرور‪ .‬وللوّ األصفر داللة أخرى تناقض األوىل‬ ‫وهی داللته على احلزّ واا"ّ والذبول والكسل واملوت والفناء‪ .‬رمبا‬ ‫هذه الداللة ترتبط باخلريف وموت الطبيعة والصحارى اجلافة وصفرة‬ ‫وجوه املرضى‪ .‬رأى الكثريوّ اللوّ األصفر رمزاً أللواّ اخلريدف‪،‬‬ ‫ةيث تتعرّى الطبيعة من ثوب ةياهتا األخضر‪ ،‬فيكوّ االقتدراب يف‬ ‫اخلريف من الشيخوخة والنهاية واملوت‪.‬‬ ‫‪128‬‬


‫من املعروف أّ اللوّ األصفر ظل حيمل الداللة السدلبيّة فهدو‬ ‫«لوّ املرض واالنقباض‪ .‬ولقد يرتبط اللوّ األصفر بِشِدعرِ احلدزّ‬ ‫والتربُّم من احلياة والتحفُّز او عاملٍ أطهر» کرم‪1949 ،‬م‪.)94 :‬‬ ‫وخبالف ما ذكِر فقد جاء هذا اللوّ يف شعر أديب ليدل علدی‬ ‫التوهج واإلشراق واإلضاءة القتراهنا بالشدمس واملطدر والنشداط‬ ‫والسرور‪:‬‬ ‫دع املطر يهطل بغزارة‬ ‫لتشرق الشمسُ‪ ،‬بعدئذٍ‪ ،‬بصخبٍ أصفر‪ .‬أقول احلرف وأعين‬ ‫أصابعي‪)96 :‬‬ ‫فسوف تشرق الشمس وتطل بضوئها ومجااا علي العامل بعدد‬ ‫غزارة املطر‪ ،‬وتع"ّ البهجة والسرور‪ .‬ولعل هدذه الداللدة تدرتبط‬ ‫باملفاهي" اإلسالمية ةيث جاء اللوّ األصفر يف القرآّ كري" ذدذه‬ ‫الداللة‪:‬‬ ‫صفْرَاء فَاقِعٌ لَّونُهَا تَسُدرُّ النرداظِرِينَ»‬ ‫«قَالَ إِنرهُ يَقول إِنّهَا َبقَ َرةٌ َ‬ ‫بقرة‪.69/‬‬ ‫اجلملة الوصفية "تسرُّ النراظرين" فی اآلية تبيّن داللة هذا اللدوّ‬ ‫املبهجة فی الطبيعة‪ ،‬فد "تسرُّ النرداظرين" أ تعجدب النداظرين‬ ‫وتفرةه" حبسنها‪ .‬ففی اآلية هذه‪ ،‬البقرة موصوفة بداللوّ األصدفر‬ ‫حتديداً ملاهية لوهنا والداللة على مجال هذا اللوّ وتأثيره النفسي على‬ ‫اإلنساّ‪ .‬فإذا کاّ اللوّ األصفر يوةي بددالالت شدتّی‪ ،‬ووفدق‬ ‫سياقات خمتلفة أيضاً فيعين التضحية کالبقرة الصفراء‪ ،‬ويعين اخلدا ‪،‬‬ ‫ويعين املرض‪ ،‬ويعين الزيدف الزواهدرة‪2008 ،‬م‪ .)116 :‬يضديف‬ ‫‪129‬‬


‫الکاتب ظاهر حممد الزواهرة رأيه بالنسبة اذا اللوّ فيقول‪« :‬يقترب‬ ‫اللوّ األصفر من البياض ويمثل الضوء‪ ،‬ويرمز إلی الشمس کما يرمز‬ ‫إلی الذهب ومن مث الشيء الثمين» السابق‪.)116 :‬‬ ‫ويظل يف غمرة هذه األلواّ حيل" الشاعر بتل الشمس املتقلبدة‬ ‫كموجةِ حبرٍ تولد من اليمني إىل اليسدار ليتددرّج مدن األزرق إىل‬ ‫األصفر‪ ،‬فهذا االنتقال هو مبثابة االنتقال من الوقدوف إىل اارولدة‪.‬‬ ‫فاللوّ هنا يكتسب صفة ةركية متبدلة متغرية تبعاً لتغيّدر ةداالت‬ ‫الشاعر ومزاجه الذ يعلقه على عتبة األلواّ‪ .‬فلكل ةالة لوهنا ولكل‬ ‫مقام مقال لوين يعكس نظرة الشاعر للعامل والوجود‪ .‬فاأللواّ تصبح‬ ‫هنا مرايا عاكسة لذات الشاعر وتبدالهتا من الفرح إىل احلزّ‪ ،‬ومدن‬ ‫العشق والوله إىل الالمباالة والتيه‪ ،‬ومن الوطن إىل املنفى‪.‬‬

‫‪130‬‬


‫املصادر واملراجع‬

‫‪131‬‬



‫الميجدر والم ار ن‬

‫ القرآّ الکرمي‬‫ ابن منظور املصر ‪ ،‬أبدي الفضل مجال الددين ‪ 1410‬هدد)‪:‬‬‫لساّ العرب‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار صادر‪ ،‬الطبعة األولی‪.‬‬ ‫ أديب کمال الدين ‪ :)1993‬نوّ‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار اجلاةظ‪.‬‬‫‪ :)1996 ---------------‬أخبار املعدىن‪ ،‬بغدداد‪ ،‬دار‬‫الشاوّ الثقافية العامة‪.‬‬ ‫‪ :)2001 ----------------‬النقطددة‪ ،‬ط ‪ ،2‬عمّدداّ‪-‬‬‫بريوت‪ ،‬املاسسة العربية للدراسات والنشر‪.‬‬ ‫‪ :)2006 ----------------‬ما قبل احلرف‪ ..‬ما بعدد‬‫النقطة‪ ،‬ط‪ ،1‬عماّ‪ ،‬دار أزمنة‪.‬‬ ‫‪ :)2007 ----------------‬شددجرة احلددروف‪ ،‬ط‪،1‬‬‫عماّ‪ ،‬دار أزمنة‪.‬‬ ‫‪ :)2009 ---------------‬أربعوّ قصيدة عن احلدرف‪،‬‬‫ط‪ ،1‬عماّ‪ ،‬دار أزمنة‪.‬‬ ‫‪ :)2011 ----------------‬أقددول احلددرف وأعددين‬‫أصابعي‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشروّ‪.‬‬ ‫‪133‬‬


‫‪ :)2012 ----------------‬مواقددف األلددف‪ ،‬ط‪،1‬‬‫بريوت‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشروّ‪.‬‬ ‫‪ :)2013 ---------------‬احلددرف والغددراب‪ ،‬ط‪،1‬‬‫بريوت‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشروّ‪.‬‬ ‫‪2014 -----------------‬م)‪ :‬إشددارات األلددف‪،‬‬‫منشورات ضفاف‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪2015 -----------------‬م)‪ :‬رقصة احلرف األخدرية‪،‬‬‫منشورات ضفاف‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪2015 --------------‬م)‪ :‬األعمال الشدعريّة الکاملدة‪،‬‬‫اجمللد ‪ ،1‬لبناّ‪ ،‬منشورات ضفاف‪.‬‬ ‫ أدينو‪ ،‬مارك ‪1998‬م)‪« ،‬التناصيّة»‪ ،‬دراسة مترمجة ضمن كتاب‬‫آفاق التناصيّة‪ ،‬ت‪ :‬حممد خري البقاعي‪ ،‬اايئة املصريّة للكتاب‪.‬‬ ‫ بارت‪ ،‬روالّ ‪1998‬م)‪« ،‬نظرية النصّ»‪ ،‬ضمن كتداب آفداق‬‫التناصيّة‪ ،‬ت‪ :‬حممد خري البقاعي‪ ،‬اايئة املصريّة للكتاب‪.‬‬ ‫ ترمانيين‪ ،‬خلود ‪ 2004‬م)‪ :‬اإليقا اللغو يف الشعر العربددي‬‫احلديث‪ ،‬أطروةة دكتوراه جامعة ةلب‪ ،‬خمطوطة‪.‬‬ ‫ جابر‪ ،‬ناصر ‪« ،)2007‬التنداص القدرآين يف الشدعر العمداين‬‫احلديث»‪ ،‬جملة جامعة النجاح لدحباث‪ ،‬اجمللد‪ ،12‬العدد ‪.4‬‬ ‫ جربو ‪ ،‬عزه ‪« ،)2004‬التناص مع القرآّ الکدرمي يف الشدعر‬‫العربدي املعاصر»‪ ،‬جملة فکر وإبدا ‪ ،‬العدد‪.13‬‬ ‫ جواد‪ ،‬فاتن عبداجلبار ‪2009‬م)‪ :‬اللوّ لعبة سيميائية‪/‬حبث إجرائي‬‫يف تشکيل املعنی الشدعر ّ‪ ،‬عمداّ‪ ،‬دار جمددالو للنشدر‬ ‫والتوزيع‪.‬‬ ‫‪134‬‬


‫ ةبيب‪ ،‬پروين ‪1999‬م)‪ :‬تقنيّات التعبري يف شعر نددزار قبّداين‪،‬‬‫املاسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫ ةسن‪ ،‬عبدالکرمي ‪ :)1983‬املوضوعية البنيوية دراسدة يف شدعر‬‫السيّاب‪ ،‬املاسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع ط‪.1‬‬ ‫ ةسين‪ ،‬املختار ‪1999‬م)‪« ،‬جملة عالمدات يف النقدد»‪ ،‬املركدز‬‫الثقايف‪ ،‬جدة‪ :‬ديسمرب‪.‬‬ ‫ ةسني‪ ،‬صاحل زامل‪« :‬احلرف يف ضيافة القصيدة»‪ ،‬دراسة منشورة‬‫يف کتاب احلرويف‪ ،‬إعداد وتقدمي‪ :‬د‪ .‬مقداد رةي"‪ ،‬املاسسدة‬ ‫العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بريوت‪2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.196‬‬ ‫ احلکي"‪ ،‬سعاد ‪1981‬م)‪ :‬املعج" الصويف‪ ،‬دار اجلمل‪ ،‬بريوت‪.‬‬‫ محود‪ ،‬حممد العبدد ‪1996‬م)‪ :‬احلداثدة يف الشدعر العربددي‬‫املعاصر‪/‬بياهنا ومظاهرها‪ ،‬بريوت‪ ،‬الشرکة العاملية للکتاب‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫ درو‪ ،‬اليزابيث ‪1964‬م)‪ :‬الشعر کيف نفهمه ونتذوقده‪ ،‬ترمجدة‬‫حممد إبراهي" الشوش‪ ،‬بريوت‪ ،‬منشورات مکتبة منيمنة‪.‬‬ ‫ دلشاد‪ ،‬جعفر وآخروّ ‪2008‬م)‪« :‬الغربة يف الشعر العراقي‪/‬الشاعر‬‫العراقي املهاجر منوذجاً»‪ ،‬طهراّ‪ ،‬جامعة تربيت مدر ‪ ،‬جملدة‬ ‫العلوم اإلنسانية الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،)4 15‬صص‪.63- 75‬‬ ‫ الربيعي‪ ،‬عبدالرزاق ‪2007‬م)‪« :‬دالالت األلواّ يف جمموعة ماقبل‬‫احلرف‪ ..‬ما بعد النقطة»‪ ،‬مقال منشور يف کتداب احلدرويف‪،‬‬ ‫إعداد وتقدمي‪ :‬د‪ .‬مقداد رةي"‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬املاسسة العربية‬ ‫للدراسات والنشر‪.‬‬ ‫ الزواهرة‪ ،‬ظاهر حممد هزا ‪2008‬م)‪ :‬اللوّ ودالالته يف الشدعر‪،‬‬‫ط‪ ،1‬األردّ‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪135‬‬


‫ سليماّ‪ ،‬خالد ‪1987‬م)‪ :‬يف الشدعر العربددي احلدر‪ ،‬إربدد‪،‬‬‫منشورات جامعة الريموك‪.‬‬ ‫ السيد جاس"‪ ،‬عزيز ‪1987‬م)‪ :‬االغتراب يف ةياة وشعر الشريف‬‫الرضي‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الشاوّ الثقافية‪ ،‬ط‪.2‬‬ ‫ عبا ‪ ،‬حممود جابر‪« :‬أديب كمال الدين يف جمموعتده الشدعريّة‬‫ةاء)‪/‬شعريّة التعالقات النصيّة من احلرف إىل الكلمة»‪ ،‬مقدال‬ ‫منشور ضمن کتاب احلرويف‪ ،‬إعداد وتقدمي‪ :‬د‪ .‬مقداد رةدي"‪،‬‬ ‫دريوت ‪2007‬م‪.‬‬ ‫در‪ ،‬بد‬ ‫دات والنشد‬ ‫دة للدراسد‬ ‫دة العربيد‬ ‫املاسسد‬ ‫‪.)155 - 157‬‬ ‫ عبو‪ ،‬فرج ‪1982‬م)‪ :‬عل" عناصر اللوّ‪ ،‬إيطاليدا‪ ،‬ميالندو‪ ،‬دار‬‫دکفن‪ ،‬ج‪.2‬‬ ‫ عجينة‪ ،‬حممد ‪ :)1988‬موسوعة أساطير العدرب‪ ،‬بيدروت‪ ،‬دار‬‫الفارابدي‪.‬‬ ‫ عشر زايد‪ ،‬علی ‪ :)1978‬استدعاء الشخصديات التراثيدة يف‬‫الشعر العربدي املعاصر‪ ،‬طرابلس‪.‬‬ ‫ العلو ‪ ،‬هاد ‪19997‬م)‪ :‬مدارات صدوفيّة‪ ،‬مركدز األحبداث‬‫والدراسات مدى‪ ،‬دمشق‪.105 ،‬‬ ‫ عمر‪ ،‬أمحد خمتدار ‪ :)1982‬اللغدة واللدوّ‪ ،‬القداهرة‪ ،‬عدامل‬‫الکتاب‪.‬‬ ‫ مغنية‪ ،‬امحد جواد ‪2004‬م)‪ :‬الغربة يف شعر حممدود درويدش‪،‬‬‫بريوت‪ ،‬الفارابدي‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫ كرستيفا‪ ،‬جوليا‪« ،‬عل" النص»‪ ،‬ت‪ :‬فريد الزاهي‪ ،‬دار توبيقدال‬‫الدار البيضاء‪.‬‬ ‫‪136‬‬


‫ کرم‪ ،‬أنطواّ غطدا ‪1949‬م)‪ :‬الرمزيّدة واألدب العربددي‬‫احلديث‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار الکشّاف‪.‬‬ ‫ نشواّ‪ ،‬ةسني ‪2004‬م)‪« :‬املعج" اللوين يف شدعر عدز الددين‬‫املناصرة»‪ ،‬األردّ‪ ،‬جملة أفكار‪ ،‬تصدر عن وزارة الثقافة‪ ،‬عددد‬ ‫‪ ،189‬متوز‪.‬‬ ‫ مهام‪ ،‬حممد يوسف ‪1930‬م)‪ :‬اللوّ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة االعتماد‪ ،‬ط‪.1‬‬‫املواقع اإللكترونية‪:‬‬ ‫ أمحد‪ ،‬عدناّ ةسني‪« :‬تقنية االةالة الستدعاء األساطري يف جتربدة‬‫أديب كمال الدين الشعريّة»‪ ،‬الدراسدة منشدورة يف موقدع‬ ‫الشاعر‪:‬‬ ‫‪http://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/ah.htm‬‬

‫ األنبار ‪ ،‬صباح ‪2014‬م)‪ :‬إشكاليّة الغياب يف ةروفيّدة أديدب‬‫كمال الدين‪ ،‬منشورات ضفاف‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنداّ‪ ،‬والکتداب‬ ‫منشور أيضاً يف موقع الشاعر علی الرابط التايل‪:‬‬ ‫‪http://www.adeebk.com/plaz/new-page-124.htm‬‬

‫ اجلنابدي‪ ،‬قيس کاظ"‪« :‬قراءة يف جمموعة نوّ) للشاعر أديدب‬‫كمال الدين‪/‬النقطة سرّ املعىن»‪ ،‬مقال منشور يف موقع الشاعر‪:‬‬ ‫‪http://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/kease‬‬ ‫‪%20kathem1.htm‬‬

‫ عبدالرةي" أغا‪ ،‬مسري‪« :‬مجاليّة التكرار يف جمموعة الشاعر أديدب‬‫كمال الدين "أقول احلرف وأعين أصابعي"»‪ ،‬دراسة منشورة يف‬ ‫موقع الشاعر‪:‬‬ ‫‪http://www.adeebk.com/plaz/250.htm‬‬ ‫‪137‬‬


‫ عبيد‪ ،‬علي ةسني‪« :‬حماولة لتنسيق أةزاّ العالَ"‪/‬قراءة يف قصيديت‬‫اجلديدة) ألديب كمال الدين»‪ ،‬دراسدة منشدورة يف موقدع‬ ‫الشاعر‪:‬‬ ‫‪http://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/AliH‬‬ ‫‪AU.htm‬‬

‫ املشاخيي‪ ،‬خليل إبراهي"‪ :‬تشظي احلرف يف غروب النقطة‪ :‬شجرة‬‫احلروف‪/‬شجرة الشمس»‪ ،‬دراسة منشورة يف موقع الشاعر‪:‬‬ ‫‪http://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/kh2.htm‬‬

‫ مري ‪ ،‬خضري‪ :‬استكناه دالالت عطاء احلرف‪/‬قدراءة مجاليدة يف‬‫قصائد نوّ) للشاعر أديب كمال الدين»‪ ،‬مقال منشدور يف‬ ‫موقع الشاعر‪:‬‬ ‫‪http://www.adeebk.com/khther.htm‬‬

‫ الکيالين‪ ،‬مصطفی‪ :‬احلَرف والطيف‪ :‬عامل أديب كمدال الددّين‬‫الشعر ّ‪ ،‬کتاب الکتروين منشور علی الرابط التايل‪:‬‬ ‫‪http://www.adeebk.com/plaz/47.htm‬‬

‫ يونس‪ ،‬ركن الدين‪ :‬قراءة يف قصيدة‪ :‬إشارات التوةيد الدنص‬‫الغائب‪/‬احلاضر)‪ ،‬احلرويف‪ ،‬إعداد وتقدمي‪ :‬د‪ .‬مقداد رةي"‪ ،‬ص‬ ‫‪ .)351‬وهو منشور كذل يف موقع الشاعر‪ ،‬الرابط‪:‬‬ ‫‪http://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/rruke‬‬ ‫‪n.htm‬‬

‫‪138‬‬


‫اأية‬ ‫يرأ ّ‬

‫سديب كمجز الدي‬ ‫‪Adeeb Kamal Ad-Deen‬‬

‫شاعر‪ ،‬ومترج"‪ ،‬وصحفي‬ ‫● مواليد ‪ - 1953‬بابل ‪ -‬العراق‪.‬‬ ‫● بكالوريو اقتصاد ‪ -‬كلية اإلدارة واالقتصاد ‪ -‬جامعة بغدداد‬ ‫‪.1976‬‬ ‫● بكالوريو أدب إنكليز ‪ -‬كلية اللغات ‪ -‬جامعة بغداد ‪.1999‬‬ ‫● دبلوم الترمجة الفورية ‪ -‬املعهد التقين لوالية جنوب أسدتراليا ‪-‬‬ ‫أدياليد ‪ -‬أستراليا ‪.2005‬‬ ‫● أصدر اجملاميع الشعريّة اآلتية‪:‬‬ ‫ تفاصيل ‪ -‬مطبعة الغر احلديثة ‪ -‬النجف ‪.1976‬‬‫ ديواّ عريبّ ‪ -‬دار الشاوّ الثقافية العامة ‪ -‬بغداد ‪.1981‬‬‫ جي" ‪ -‬دار الشاوّ الثقافية العامة ‪ -‬بغداد ‪.1989‬‬‫ نوّ ‪ -‬دار اجلاةظ ‪ -‬بغداد ‪.1993‬‬‫ أخبار املعىن ‪ -‬دار الشاوّ الثقافية العامة ‪ -‬بغداد ‪.1996‬‬‫ النقطة الطبعة األوىل) ‪ -‬مكتب د‪ .‬أمحد الشيخ‪ ،‬بغداد ‪.1999‬‬‫‪139‬‬


‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫النقطة الطبعة الثانية) ‪ -‬املاسسة العربية للدراسات والنشدر‪-‬‬ ‫عمّاّ ‪ -‬بريوت ‪.2001‬‬ ‫ةاء ‪ -‬املاسسة العربية للدراسات والنشر ‪ -‬عمّاّ‪ -‬بدريوت‬ ‫‪.2002‬‬ ‫ما قبل احلرف‪ ..‬ما بعد النقطة ‪ -‬دار أزمنة للنشر والتوزيدع ‪-‬‬ ‫عمّاّ ‪ -‬األردّ ‪.2006‬‬ ‫شجرة احلروف ‪ -‬دار أزمنة للنشر والتوزيع ‪ -‬عمّاّ ‪ -‬األردّ‬ ‫‪.2007‬‬ ‫أبوّة ‪ - Fatherhood‬باإلنكليزية) دار سديفيو‪ -‬أدياليدد‪-‬‬ ‫أستراليا ‪.2009‬‬ ‫أربعوّ قصيدة عن احلرف ‪ -‬دار أزمنة للنشدر والتوزيدع ‪-‬‬ ‫عمّاّ‪ -‬األردّ ‪2009‬‬ ‫أربعوّ قصيدة عن احلرف‪Quaranta poesie sulla lettera -‬‬ ‫باإليطالية‪ :‬ترمجة‪ :‬د‪ .‬أمساء غريب)‪ -‬منشورات نووفا إيبسدا‬ ‫إيديتوره ‪ -‬إيطاليا ‪.2011‬‬ ‫أقول احلرف وأعين أصابعي ‪ -‬الدار العربية للعلوم ناشدروّ ‪-‬‬ ‫بريوت ‪ -‬لبناّ ‪.2011‬‬ ‫مواقف األلف ‪ -‬الدار العربية للعلوم ناشروّ ‪ -‬بريوت ‪ -‬لبناّ‬ ‫‪.2012‬‬ ‫مثة خطأ ‪ - Something Wrong‬باإلنكليزيدة) دار ومطبعدة‬ ‫‪ - Salmat‬أدياليد ‪ -‬أستراليا ‪.2012‬‬ ‫احلرف والغراب ‪ -‬الدار العربية للعلوم ناشروّ ‪ -‬بدريوت ‪-‬‬ ‫لبناّ ‪.2013‬‬ ‫‪140‬‬


‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫تناص مع املوت‪ :‬منت در منت موت باألورديّة‪ :‬ترمجة‪ :‬اقتددار‬ ‫جاويد) ‪ -‬دار كالسي ‪ -‬الهور ‪ -‬باكستاّ ‪.2013‬‬ ‫إشارات األلف ‪ -‬منشورات ضفاف ‪ -‬بريوت ‪ -‬لبناّ ‪2014‬‬ ‫األعمال الشعريّة الكاملة‪ :‬اجمللد األوّل‪ -‬منشورات ضدفاف ‪-‬‬ ‫بريوت ‪ -‬لبناّ ‪2015‬‬ ‫رقصة احلرف األخرية ‪ -‬منشورات ضفاف ‪ -‬بريوت ‪ -‬لبنداّ‬ ‫‪2015‬‬

‫● كأب يدرت ل أ ربأه‪:‬‬

‫ احلرويف‪ 33 :‬ناقداً يكتبوّ عن جتربة أديدب كمدال الددين‬‫الشعريّة)‪ -‬إعداد وتقدمي الناقد د‪ .‬مقداد رةدي" ‪ -‬املاسسدة‬ ‫العربية للدراسات والنشر‪ -‬بريوت ‪ .2007‬والنقاد املشداركوّ‬ ‫ه"‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬مصطفى الكديالين‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬عبدد العزيدز املقداحل‪،‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬بشرى موسى صاحل‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬عبد اإلله الصائغ‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬ةامت‬ ‫الصكر‪ ،‬د‪ .‬ناظ" عودة‪ ،‬د‪ .‬ةسن ناظ"‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬عبدد الواةدد‬ ‫حممد‪ ،‬د‪ .‬عدناّ الظاهر‪ ،‬عبد الرزاق الربيعي‪ ،‬صباح األنبار ‪،‬‬ ‫علي الفواز‪ ،‬وديع العبيد ‪ ،‬عيسى ةسن الياسر ‪ ،‬د‪ .‬خليدل‬ ‫إبراهي" املشاخيي‪ ،‬زهري اجلبور ‪ ،‬د‪ .‬حممدود جدابر عبدا ‪،‬‬ ‫د‪ .‬صاحل زامل ةسني‪ ،‬هاد الربيعي‪ ،‬فيصل عبدد احلسدن‪،‬‬ ‫د‪ .‬إمساعيل نور الربيعي‪ ،‬داة العدواين‪ ،‬د‪ .‬ةسني سدرم‬ ‫ةسن‪ ،‬رياض عبد الواةد‪ ،‬واثق الدايين‪ ،‬ريسداّ اخلزعلدي‪،‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬حممد صابر عبيد‪ ،‬د‪ .‬عيسى الصباغ‪ ،‬عددناّ الصدائغ‪،‬‬ ‫يوسف احليدر ‪ ،‬ركن الدين يونس‪ ،‬معني جعفر حممدد‪ ،‬ود‪.‬‬ ‫مقداد رةي"‪.‬‬ ‫‪141‬‬


‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫●‬

‫احلرف والطيف‪ :‬عامل أديب كمال الدين الشدعر ّ "مقاربدة‬ ‫دروين)‬ ‫ديالين نشدر اليكتد‬ ‫تأويليّدة")‪ -‬أ‪ .‬د‪ .‬مصدطفى الكد‬ ‫‪.2010‬‬ ‫االجتماعيّ واملعريف يف شعر أديب كمال الدين) ‪ -‬د‪ .‬صداحل‬ ‫الرزوق‪ -‬منشورات ألف حلرية الكشف يف اإلنساّ‪ -‬دمشدق‬ ‫وقربص ‪.2011‬‬ ‫أضف نوناً‪ :‬قراءة يف "نوّ" أديب كمال الدين) ‪ -‬د‪ .‬ةيداة‬ ‫اخليار ‪ -‬الدار العربية للعلوم ناشدروّ‪ -‬بدريوت ‪ -‬لبنداّ‬ ‫‪.2012‬‬ ‫جتليات اجلمال والعشق عند أديب كمال الدين) ‪ -‬د‪ .‬أمسداء‬ ‫غريب ‪ -‬منشورات ضفاف ‪ -‬بريوت ‪ -‬لبناّ ‪.2013‬‬ ‫إشكاليّة الغياب يف ةروفيّة أديب كمال الددين) ‪ -‬صدباح‬ ‫األنبار ‪ -‬منشورات ضفاف ‪ -‬بريوت ‪ -‬لبناّ ‪.2014‬‬ ‫فاز جبائزة اإلبدا الكربى للشعر‪ ،‬العراق ‪ -‬بغداد ‪.1999‬‬

‫● طهجدات جمعية‪:‬‬

‫ د‪ .‬ةياة اخليار ‪ :‬الرموز احلَرفية يف الشعر العربدي املعاصر)‬‫رسالة دكتوراه مبرتبة الشرف األوىل من كلية اآلداب والعلدوم‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬سوسة‪ ،‬اجلمهورية التونسية ‪ .2011‬تناولت الرسدالة‬ ‫أعمال أدونيس‪ ،‬أديب كمال الدين‪ ،‬أمحد الشهاو ‪.‬‬ ‫ مشتاق طالب حمسن‪ :‬التناص يف شعر أديب كمدال الددين)‬‫رسالة ماجستري بتقدير جيد عال من كلية التربية‪ ،‬ابن رشدد‪،‬‬ ‫جامعة بغداد‪ ،‬العراق ‪.2014‬‬ ‫‪142‬‬


‫● محجضرات ل أ ربأه‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫واثق الدايين‪ :‬فلسفة املعىن بني النظ" والتدنظري‪ -‬دراسدة يف‬ ‫جمموعة "أخبار املعىن" ألديب كمال الدين‪ -‬حماضرة ألقيت يف‬ ‫االحتاد العام لددباء والكتّاب يف العراق ببغدداد ‪ - 2‬تشدرين‬ ‫أول ‪ -‬أكتوبر ‪.1996‬‬ ‫زهري اجلبور ‪ :‬قراءة يف "ما قبل احلرف‪ ..‬ما بعد النقطدة")‬ ‫حماضرة ألقيت يف قاعة نقابة الفنانني مبحافظة بابل‪ -‬العراق ‪16‬‬ ‫آذار‪ -‬مار ‪.2007‬‬ ‫عبد األمري خليل مراد‪ ،‬جبّار الكوّاز‪ ،‬عبا السالمي‪ -‬قدراءة‬ ‫يف جمموعة "ما قبل احلرف‪ ..‬ما بعد النقطة")‪ -‬حماضرة ألقيدت‬ ‫يف نقابة الفنانني مبحافظة بابل‪ -‬العراق ‪.2007‬‬ ‫زهري اجلبور ‪ :‬شعريّة احلروف‪ :‬قراءة يف شعر أديب كمدال‬ ‫الدين) ‪ -‬حماضرة ألقيت يف االحتاد العام لددباء والكتّداب يف‬ ‫العراق ببغداد ‪ 27 -‬تشرين أول‪ -‬أكتوبر ‪.2007‬‬ ‫مازّ املعمور ‪ -‬صناعة الكتاب الثقايف‪ :‬كتداب "احلدرويف"‬ ‫أمنوذجاً) ‪ -‬حماضرة ألقيت يف االحتاد العام لددبداء والكتّداب‬ ‫ببغداد‪ 30 -‬كانوّ الثاين ‪.2008‬‬ ‫أمسية نقدية خاصّة بعنواّ‪ :‬تداخل الفنوّ يف شدعر أديدب‬ ‫كمال الدين) أقامها احتاد األدباء والكتّاب يف حمافظدة ديداىل‪،‬‬ ‫وشارك فيها‪:‬‬ ‫‪ -1‬القاص صالح زنكنة بدراسة عنواهنا‪ :‬املنحى السدرد ّ يف‬ ‫جمموعة‪" :‬شجرة احلروف")‪.‬‬ ‫‪ -2‬الناقد مسري عبد الرةي" أغا بدراسة عنواهنا‪ :‬تشكيل احلرف‬ ‫‪143‬‬


‫وتشكيل اللوّ‪ :‬قراءة تشكيلية يف جمموعدة‪" :‬أربعدوّ‬ ‫قصيدة عن احلرف")‪.‬‬ ‫‪ -3‬الشاعر أمري احلالج بدراسة عنواهنا‪" :‬النقطدة" وجدليدة‬ ‫اصطياد املعىن)‪ .‬أقيمَت األمسية يف مقرّ االحتاد بتاريخ ‪22‬‬ ‫شباط ‪.2011‬‬ ‫ مال مسلماو ‪ -‬قراءة يف ما قبل احلرف‪ ..‬ما بعد النقطة)‪-‬‬‫حماضرة ألقيت بدار بابل للثقافة والفنوّ واإلعالم مبحافظة بابل‪،‬‬ ‫‪ 14‬مايس ‪.2011‬‬ ‫ أمسية نقديّة خاصّة عن جمموعة "احلرف والغدراب" أقامهدا‬‫أساتذة قس" اللغة العربية يف كلية التربيدة ‪ -‬جامعدة ديداىل‪.‬‬ ‫واألساتذة املشاركوّ ه"‪:‬‬ ‫‪ -1‬د‪ .‬وسن عبد املنع" الزبيد اليت كانت ورقتدها بعندواّ‬ ‫أديددب كمددال الدددين يف احلددرف والغددراب)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬د‪ .‬نوافل يونس احلمداين اليت كانت ورقتها بعندواّ‬ ‫املضمر النسقي ورمزيّته يف احلرف والغراب)‪.‬‬ ‫‪ -3‬الباةث أمنار إبراهي" أمحد الذ كاندت ورقتده بعندواّ‬ ‫الداللة السيميائية املضمرة يف احلرف والغراب)‪.‬‬ ‫‪ -4‬د‪ .‬علي متعب العبيد الذ كانت ورقته بعنواّ ةينمدا‬ ‫يذبل عود اليامسني‪ :‬تصورات عن احلرف والغراب)‪.‬‬ ‫‪ -5‬أ‪ .‬د‪ .‬فاضل التميمي الذ كانت ورقته بعندواّ محامدة‬ ‫الشاعر وغرابه‪ :‬قراءة يف جمموعة‪ :‬احلرف والغراب)‪ .‬أدار‬ ‫األمسية اليت أقيمَت يف احتاد أدباء وكتاب دياىل بتداريخ‬ ‫‪ 2013- 10 - 10‬الناقد أ‪ .‬د‪ .‬فاضل التميمي‪.‬‬ ‫‪144‬‬


‫خجية ومهر جنجت‪:‬‬ ‫● سم يجت‬ ‫ّ‬

‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫أمسية خاصّة مبناسبة صدور جمموعة تفاصيل ‪ -‬حمافظة بابل ‪-‬‬ ‫‪.1976‬‬ ‫مهرجاّ األمّة الشعر ّ‪ -‬فندق الرشيد ‪ -‬بغداد ‪.1984‬‬ ‫مهرجاّ املربد ‪ -‬عدّة دورات)‪.‬‬ ‫ربيع الشعر‪ :‬ملتقى الشعر العراقي الفرنسي ‪ -‬بغداد ‪ -‬القصدر‬ ‫العباسي ‪.2000‬‬ ‫أمسية خاصّة مبناسبة صدور جمموعة النقطة) ‪ -‬احتاد الكتّداب‬ ‫والصحفيني العراقيني املنفى) ‪ -‬األردّ ‪ -‬عمّداّ ‪ -‬نيسداّ‬ ‫‪.2002‬‬ ‫مهرجاّ الشعر العربدي ‪ -‬بيدت الشدعر األردين‪ -‬األردّ ‪-‬‬ ‫عمّاّ ‪.2002‬‬ ‫ملتقى الشعر األسترايل‪ -‬مدينة تاونسفيل ‪ -‬أستراليا ‪.2003‬‬ ‫ضيف أمسية يف مجعية الشعر‪ -‬أدياليد ‪ -‬أسدتراليا ‪ -‬كدانوّ‬ ‫أول ‪.2004‬‬ ‫دد ‪-‬‬ ‫دية ‪ - Gallery de la Catessen‬أدياليد‬ ‫ديف أمسد‬ ‫ضد‬ ‫أستراليا ‪ -‬آب ‪.2006‬‬ ‫ةفل توقيع صدور ترمجة أربعوّ قصيدة عن احلرف) إىل اللغة‬ ‫اإليطالية ‪ -‬بالرمو‪ -‬إيطاليا برفقة املترمجدة د‪ .‬أمسداء غريدب‬ ‫والشاعر اإليطايل فينشينسوبومار والناقد اإليطايل ماريو مونكادا‬ ‫د مونفورته الذ قدّم قراءة نقدية للمجموعة‪ .‬االةتفالية من‬ ‫تقدمي الكاتب اإليطايل فينشينسو بريسدتد جداكمو ‪ 10‬آذار‬ ‫‪.2012‬‬ ‫‪145‬‬


‫ أمسية خاصّة يف قاعة جامعة الها ‪ -‬هولندا‪ .‬تقدمي الروائدي‬‫حممود النجار‪ ،‬والشاعر مهد النفر الذ قدّم قراءة نقديدة‬ ‫بعنواّ احلل" يف شعر أديب كمال الدين) ‪ 17‬آذار ‪.2012‬‬ ‫ ةفل توقيع صدور جمموعة‪ :‬مثة خطأ)‪ ،‬احتاد كتّداب واليدة‬‫جنوب أستراليا ‪ -‬أدياليدد‪ -‬أسدتراليا‪ .‬تقددمي الناقددتني‬ ‫األستراليتني‪ :‬د‪ .‬آّ مار مسث ود‪ .‬هِثر جونسن ‪ 12‬تشدرين‬ ‫أول‪ -‬أكتوبر ‪.2012‬‬ ‫● سنطولو يجت‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫معج" البابطني للشعراء العرب املعاصرين‪ -‬ماسسة جائزة عبد‬ ‫العزيز سعود البابطني لإلبدا الشعر ّ‪ -‬مجع وترتيب‪ :‬هيئدة‬ ‫املعج"‪ -‬اجمللد األول‪ -‬الطبعدة األوىل‪ -1995 -‬مطدابع دار‬ ‫القبس للصحافة والطباعة والنشر‪ -‬الكويت‪.‬‬ ‫خمتارات من الشعر العراقي املعاصر‪ -‬إعداد‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬حممد صدابر‬ ‫عبيد ‪ -‬احتاد الكتّاب العرب‪ -‬دمشق ‪ -‬سوريا‪.‬‬ ‫بلد آخر ‪ - Another Country‬باإلنكليزية)‪ -‬حتريدر ‪Tom‬‬ ‫‪ - Keneally, Rosie Scoot‬منشورات جملدة ‪- Southerly‬‬ ‫سدين ‪ -‬أستراليا ‪.2004‬‬ ‫أنثولوجيا األدب العربدي املهجر املعاصر‪ -‬إعدداد‪ :‬لطفدي‬ ‫ةداد ‪ -‬دار صادر‪ -‬بريوت‪ ،‬لبناّ ‪.2004‬‬ ‫أنطولوجيا للشعر العراقي املعاصر‪ -‬باإلسبانية)‪ :‬إعداد وترمجة‬ ‫‪ Esteban Castroman‬منشورات ‪ - Clase Turista‬بدوينس‬ ‫آير ‪ -‬األرجنتني‪.‬‬ ‫‪146‬‬


‫ العراق ‪ -‬باإلنكليزية) ‪ -‬أنطولوجيا للشعر العراقي املعاصر ‪-‬‬‫إعداد وترمجة سهيل د" وصادق حممود وةيدر الكعبددي ‪-‬‬ ‫منشورات أتالنتا ريفيو ‪ -‬ربيع وصديف ‪ - 2007‬الواليدات‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫ على شواطئ دجلة ‪ -‬باإلسبانية) ‪ -‬أنطولوجيا للشعر العراقي‬‫املعاصر ‪ -‬إعداد وترمجة عبداااد سعدوّ‪ -‬مبشاركة حمسدن‬ ‫الرملي واملستعرب اإلسباين أغناثيو غوترييث ‪ -‬منشورات البريو‬ ‫إ الرانا ‪ -‬كاراكا ‪ -‬فندزويال‪ -‬آب ‪.2007‬‬ ‫ أفضل القصدائد األسدترالية لعدام ‪ 2007‬باإلنكليزيدة) ‪-‬‬‫‪ - The Best Australian Poems 2007‬إعداد وتقدمي الشاعر‬ ‫والكاتب األسدترايل‪ :‬بيتدر روز ‪ - Peter Rose‬ملبدورّ‪،‬‬ ‫أستراليا‪ -‬تشرين أول ‪ -‬أكتوبر ‪.2007‬‬ ‫ الثقافة هي‪ Culture is -‬باإلنكليزيدة)‪ -‬إعدداد‪ :‬الناقددة‬‫األسترالية‪ :‬د‪ .‬آّ مار سيمث‪.‬‬ ‫‪ - Anne-Marie Smith‬منشورات ويكفيلدد بدر ‪ ،‬أدياليدد‪-‬‬ ‫أستراليا‪ -‬تشرين أول‪ -‬أكتوبر ‪.2008‬‬ ‫ عراقيوّ غرباء آخروّ أنطولوجيا الشعر العراقدي اجلديدد)‬‫باإلسبانية)‪ ،‬إعدداد وترمجدة‪ :‬عبدداااد سدعدوّ‪ ،‬دار‬ ‫كومسوبويتيكا‪ ،‬قرطبة‪ ،‬إسبانيا‪2009 ،‬‬ ‫ لوةة أوروك ‪ - A Portrait of Uruk‬خمتدارات مدن األدب‬‫العراقي باإلنكليزية) ‪ -‬ترمجة‪ :‬خلود املطلبدي ‪ -‬دار هرست‬ ‫وهوك للنشر‪ ،‬بريطانيا ‪.2011‬‬ ‫ ديواّ احللة‪ :‬أنطولوجيا الشعر البابلي املعاصر‪ ،‬اعداد‪ :‬د‪ .‬سعد‬‫‪147‬‬


‫احلداد‪ ،‬منشورات دار بابل للثقافات والفنوّ واإلعالم‪ ،‬مطبعة‬ ‫الضياء‪ ،‬النجف‪ ،‬العراق ‪.2012‬‬ ‫ أفضل القصائد األسترالية لعام ‪ 2012‬باإلنكليزية) ‪The Best‬‬‫‪ .Australian Poems 2012‬إعداد وتقدمي الكاتب األسترايل‪:‬‬ ‫جوّ ترانتر ‪ Jone Tranter‬ملبورّ‪ ،‬أستراليا ‪ -‬تشرين أول ‪-‬‬ ‫أكتوبر ‪.2012‬‬ ‫● م رحيجت‪:‬‬

‫ ما قبل احلرف‪ ..‬ما بعد النقطة)‪ -‬مسرةية راقصة مُعدّة مدن‬‫قصائد جمموعة‪ :‬ما قبل احلرف‪ ..‬ما بعد النقطة)‪ -‬إعداد‪ :‬ذو‬ ‫الفقار خضر‪ .‬قام بأدائها الفناناّ ذو الفقار خضر وميث" كدرمي‬ ‫الشاكر اللذاّ جسّدا شخصييت املسرةية‪ :‬احلرف والنقطدة‪.‬‬ ‫أخرجها ذو الفقار خضر على خشبة ناد الفندانني مبحافظدة‬ ‫بابل‪ ،‬العراق ‪ 21‬نيساّ ‪ -‬أبريل ‪.2007‬‬ ‫ احلقائب السود) سيناريو مسرةية بونتومامي ذات فصل واةد‬‫مُعدّة من نصوص الشاعر أديب كمال الدين ‪ -‬إعداد‪ :‬علدي‬ ‫العباد ‪.2009 -5 -30‬‬ ‫● كتِبت عنه جمموعة كبرية من الدراسات واألحباث واملقداالت‬ ‫النقدية‪ ،‬شارك يف كتابتها نقاد وأدباء وشدعراء مدن خمتلدف‬ ‫األجيال واالجتاهات األدبية والنقدية‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬عبد العزيز املقداحل‪،‬‬ ‫فوز كرمي‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬عبد اإلله الصدائغ‪ ،‬د‪ .‬عددناّ الظداهر‪،‬‬ ‫د‪ .‬ةسن ناظ"‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬بشرى موسى صاحل‪ ،‬عيسدى ةسدن‬ ‫الياسر ‪ ،‬د‪ .‬ناظ" عودة‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬مصطفى الكديالين‪ ،‬عددناّ‬ ‫‪148‬‬


‫الصائغ‪ ،‬د‪ .‬أمحد الشيخ‪ ،‬داة العدواين‪ ،‬فيصل عبدد احلسدن‪،‬‬ ‫د‪ .‬ةسني سرم ةسن‪ ،‬وديع شامخ‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬عبد الواةد حممد‪،‬‬ ‫مهد شاكر العبيد ‪ ،‬د‪ .‬رياض األسد ‪ ،‬علي الفواز‪ ،‬رعدد‬ ‫كرمي عزيز‪ ،‬خضري مري ‪ ،‬واثق الدايين‪ ،‬عبا عبدد جاسد"‪،‬‬ ‫فاروق يوسف‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬ةامت الصكر‪ ،‬عبد اجلبار البصر ‪ ،‬ناجح‬ ‫املعمور ‪ ،‬إمساعيل إبراهي" عبد‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬حممد صابر عبيد‪ ،‬يوسف‬ ‫احليدر ‪ ،‬معني جعفر حممد‪ ،‬د‪ .‬عيسى الصباغ‪ ،‬هاد الزياد ‪،‬‬ ‫د‪ .‬إمساعيل نور الربيعي‪ ،‬محزة مصطفى‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬جالل اخلياط‪،‬‬ ‫حممد اجلزائر ‪ ،‬سامي مهد ‪ ،‬علي جبار عطية‪ ،‬هشام العيسى‪،‬‬ ‫د‪ .‬صاحل زامل ةسني‪ ،‬أمري احلالج‪ ،‬ركن الدين يونس‪ ،‬بشدري‬ ‫ةاج"‪ ،‬ريساّ اخلزعلي‪ ،‬هاد الربيعدي‪ ،‬د‪ .‬قديس كداظ"‬ ‫اجلنابدي‪ ،‬عبد األمري خليل مراد‪ ،‬رياض عبد الواةد‪ ،‬مجدال‬ ‫جاس" أمني‪ ،‬فائز ناصر الكنعاين‪ ،‬ةسن النواب‪ ،‬د‪ .‬حممود جابر‬ ‫عبا ‪ ،‬عالء فاضل‪ ،‬شذى أمحد‪ ،‬وسام هاشد"‪ ،‬علدي عبدد‬ ‫احلسني خميف‪ ،‬عبد الستار إبراهي"‪ ،‬فااد العبود ‪ ،‬فاضل عبا‬ ‫الكعبدي‪ ،‬عبد العال مأموّ‪ ،‬عبد املعز شاكر‪ ،‬زهري اجلبور ‪،‬‬ ‫د‪ .‬مقداد رةي"‪ ،‬صباح األنبار ‪ ،‬وديدع العبيدد ‪ ،‬سداطع‬ ‫اجلميلي‪ ،‬عبد الرزاق الربيعي‪ ،‬عبد اللطيف احلرز‪ ،‬علي اإلمارة‪،‬‬ ‫د‪ .‬خليل إبراهي" املشاخيي‪ ،‬مالكة عسال‪ ،‬مجال ةافظ واعدي‪،‬‬ ‫شوقي مسلماين‪ ،‬عدناّ ةسني أمحد‪ ،‬نصر مجيل شعث‪ ،‬علدي‬ ‫ةسني عبيد‪ ،‬ةسب اهلل حيىي‪ ،‬سوف عبيد‪ ،‬صداحل حممدود‪،‬‬ ‫فاروق سلوم‪ ،‬صالح زنكنة‪ ،‬عادل الشرقي‪ ،‬مازّ املعمدور ‪،‬‬ ‫فرات إسرب‪ ،‬حممد العشر ‪ ،‬مسل" جاس" احللي‪ ،‬محزة كدويت‪،‬‬ ‫‪149‬‬


‫●‬

‫نور احلق إبراهيم‪ ،‬كرمي الثوري‪ ،‬د‪ .‬ضياء جنم األسدي‪ ،‬حممدد‬ ‫غازي األخرس‪ ،‬د‪ .‬أمل الشرع‪ ،‬د‪ .‬صفاء عبيد احلفيظ‪ ،‬خالص‬ ‫مسور‪ ،‬وجدان عبد العزيز‪ ،‬جود أكولينا‪ ،‬ذياب شاهني‪ ،‬د‪ .‬آن‬ ‫ماري مسث‪ ،‬د‪ .‬صاحل الرزوق‪ ،‬رشا فاضل‪ ،‬د‪ .‬حياة اخلياري‪،‬‬ ‫شاكر جميد سيفو‪ ،‬د‪ .‬عبد املطلب حممود‪ ،‬د‪ .‬أمسداء غريدب‪،‬‬ ‫أسامة الشحماين‪ ،‬صباح القالزين‪ ،‬مسري عبد الرحيم أغا‪ ،‬حممد‬ ‫يوب‪ ،‬حممد علي سالمة‪ ،‬أجمد جنم الزيدي‪ ،‬مالك مسدلماوي‪،‬‬ ‫راسم املدهون‪ ،‬د‪ .‬رسول بالوي‪ ،‬د‪ .‬كربى روشفنكر‪ ،‬غزالن‬ ‫هامشي‪ ،‬ماريو مونكادا دي مونفورته‪ ،‬مهدي النفري‪ ،‬قزحيدا‬ ‫ساسني‪ ،‬علوان حسني‪ ،‬شاكر حسن راضي‪ ،‬صدباح حمسدن‬ ‫كاظم‪ ،‬د‪ .‬هِثر تايلر جونسن‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬فاضل عبدود المميمدي‪،‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬جنمة إدريس‪ ،‬أثري حمسن اهلامشي‪ ،‬صاحل الطائي‪ ،‬اقمددار‬ ‫جاويد‪ ،‬أسامة غايل‪ ،‬د‪ .‬وسن عبد املنعم الزبيدي‪ ،‬د‪ .‬نوافدل‬ ‫يونس احلمداين‪ ،‬أمنار إبراهيم أمحد‪ ،‬د‪ .‬عالء البددراين‪ ،‬سدعد‬ ‫حممد رحيم‪ ،‬د‪ .‬علي ممعب العبيدي‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬بشرى البسدماين‪،‬‬ ‫عدنان أبو أندلس‪ ،‬منذر عبد احلر‪ ،‬د‪ .‬سعد احلداد‪ ،‬د‪ .‬عبداس‬ ‫العلي‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬عبد القادر فيدوح‪ ،‬د‪ .‬علي حسني الزيدي‪ ،‬مهدا‬ ‫يوسف عاجل‪ ،‬ليث فاضل الوائلي‪ ،‬مشماق طالب حمسن‪ ،‬محيد‬ ‫احلريزي‪ ،‬د‪ .‬صاحل هويدي‪ ،‬عبد احلفيظ بن جلدويل‪ ،‬سدعود‬ ‫بليبل‪ ،‬محيد املخمار‪ ،‬د‪ .‬حممد املسعودي‪ ،‬صربي يوسف‪ ،‬أمحد‬ ‫فاضل‪ ،‬نوال اجلبوري‪ ،‬حممد علي مشس الدين‪.‬‬ ‫ترجم إىل العربية قصصاً وقصائد ومقاالت جليمس ثريبر‪ ،‬وليم‬ ‫كارلوس وليمز‪ ،‬آن سرايلري‪ ،‬واالس سميفندز‪ ،‬إيلدر أولسدن‪،‬‬ ‫‪150‬‬


‫●‬

‫●‬

‫●‬ ‫●‬ ‫●‬ ‫●‬

‫●‬

‫●‬ ‫●‬

‫أودّ‪ ،‬كاثلني راين‪ ،‬اليزابيث ريديل‪ ،‬جيمس ريفدز‪ ،‬غراهدام‬ ‫غرين‪ ،‬ولي" ساروياّ‪ ،‬دوّ خواّ مانويل‪ ،‬إيفا دايف‪ ،‬فالدمدري‬ ‫سادي‪ ،‬مارك توين‪ ،‬مور بيل‪ ،‬إيغرا لويس روبرتس‪ ،‬أدولف‬ ‫ديغاسينسكي‪ ،‬جاكوب رونوسكي‪ ،‬روست هيلز‪ ،‬ألن بداتن‬ ‫وعدد من شعراء كوريا والياباّ وأستراليا ونيوزيلندا والصدني‬ ‫وغانا‪.‬‬ ‫أعدّ لإلذاعة العراقية العديد من الربامج‪" :‬أهالً وسهالً"‪" ،‬شعراء‬ ‫من العراق"‪" ،‬الربنامج املفتوح"‪" ،‬ثلث ساعة مع‪" ،"...‬ةرف‬ ‫ومخس شخصيات"‪.‬‬ ‫عمل يف الصحافة منذ عام ‪ 1975‬وشدارك يف تأسديس جملدة‬ ‫أسفار)‪.‬‬ ‫عضو نقابة الصحفيني العراقيني‪ ،‬والعرب‪ ،‬والعاملية‪.‬‬ ‫عضو احتاد األدباء يف العراق‪ ،‬وعضو احتاد األدباء العرب‪.‬‬ ‫عضو مجعية املترمجني العراقيني‪.‬‬ ‫عضو احتاد الكتّاب األستراليني ‪ -‬والية جنوب أستراليا‪ ،‬وعضو‬ ‫مجعية الشعراء يف أدياليد‪.‬‬ ‫تُرمجت قصائده إىل اإلنكليزية واإليطالية والفرنسية واإلسدبانية‬ ‫والكردية والفارسية واألوردية‪.‬‬ ‫يقي" يف أستراليا‪.‬‬ ‫موقعه الشخصي ‪www.adeebk.com‬‬

‫‪151‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.