الطبعة األولى
1436هـ 2015 -م
ردمك 978-614-02-1236-7
جميع الحقوق محفوظة
هاتف الرياض+966509337722 :
هاتف بيروت+9613223227 : editions.difaf@gmail.com
يمنــن ن ـ سو ا ــأعمجز سم ــا مـ هـ ا الكأــجب ب يـة و ــي ة أيــويرية سو الكأرونيــة سو
ميكجنيكية بمج فيه الأ
يز الفوأوغرافي والأ ـ يز ل ـى سطـرطة سو سصـرار مةـرو أ سو سيـة
و ي ة نطر سخرى بمج فيهج حفظ المع ومجت ،وا أر جلهج م دو إ
إن اآلراء الواردة يف هذا الكتاب ال تعرب بالضرورة عن رأي
خطـي مـ النجطـر.
المحأويجت المقدمة 7 .......................................................................
أسئلة البحث 9 ..................................................................
خلفية البحث 10 ................................................................. الطعرية 13 ................................................. الفيز األوز :ال غة ّ
المعجم الشعري15 ............................................................... الموت 18 .......................................................................
المرآة 21 ........................................................................
السفر24 ........................................................................ الغربة26 ........................................................................
النهر 30 ........................................................................ الفرات 31 ....................................................................... الفيز الثجني :ظجهرأ الأكرار35 ..................................................
التکرار37 .......................................................................
تكرار الحرف39 ................................................................. تكرار الکلمة 45 ................................................................. تكرار العبارة52 .................................................................. الفيز الخجمس :الأوايز بجلرموا (الحروف) ودالالأهج 61 .......................
الرموز 63 .......................................................................
رمزية الحروف 64 ...............................................................
5
الحاء 68 ........................................................................
الباء 71 .........................................................................
النون 73 ........................................................................ النقطة ودالالتها74 .............................................................. الفصل الرابع :التناص القرآني81 ................................................
مفهوم التناص81 ................................................................ التناص القرآني85 ............................................................... الفصل الخامس :استدعاء الشخصيات الدينية91 ................................
استدعاء الشخصيات 93 ......................................................... استدعاء قصة نوح (ع)94 ....................................................... استدعاء قصة يوسف (ع)100 .................................................. استدعاء شخصية اإلمام الحسين (ع) 105 ....................................... الفصل السادس :األلوان ودالالتها 111 ..........................................
األلوان 113 .....................................................................
اللون األسود 115 ............................................................... اللون األبيض 120 .............................................................. اللون األحمر122 ............................................................... اللون األخضر 125 ............................................................. اللون األزرق 126 ............................................................... اللون االصفر 128 .............................................................. المصادر والمراجع131 ..........................................................
ذاتية للشاعر أديب كمال الدين 139 ....................................... سيرة ّ
6
المةدمة للشاعر أديب کمال الدين نصيب من امسه فهو أديب مبدد متألق .يتفرّد بتجربته الشعريّة الثرّة ،إذ اعتمد ثنائية احلرف والنقطدة يف مجيع دواوينه ،فهما مشروعه احليايت والشدعر ّ ،وال شد أّ وجوده اإلبداعي يتوقف على هذه الثنائية .مل يزل عطاؤه األدبددي مستمراً ومل يکتمل بعد .ففي کل فترة يطل علی السداةة األدبيدة مبجموعة جديدة؛ ومع أ ّ جمموعة من هذا الفيض اإلبدداعي ددد الشاعر متجدّداً فيها مع احملافظة علی مساته األسلوبية املرکزية ،مبدعاً يف اكتشاف وخلق اجملازات والتقنيات والصور اجلديدة .إنه يتنداول الكثريَ من املوضوعات واألغراض الشعريّة جبمالية ورقة عالييت التأثري، ومن خالل خيال واسع خصب مبين على اطال واسدع يف الشدعر واألدب ونظر ثاقب وبصرية نافذة ،ومن خالل لغة غزيرة القدامو جليلة االستخدام ثاقبة التعبري مجيلة جزلة فخمة اإليقا رقيقة اإلحياء واللفظ. اختذ أديب کمال الدين التجربة احلروفيّة هوية فنية وأسلوبية له، على مدى إصداراته الشعريّة اليت تبددأ بديوانده تفاصديل )1976 ولتترسخ يف إصداراته الالةقة مثل" :ديواّ عربددي" مث "جدي"" و"أخبار املعىن" و"نوّ" و"ةاء" و"النقطة" و"ما قبل احلرف ..ما بعد 7
النقطة"" ،شجرة احلروف" ،و"أربعوّ قصيدة عن احلرف" ،و"أقول احلرف وأعين أصابعي" ،و"مواقف األلف" ،و"احلرف والغدراب"، و"إشارات األلف" ،و"رقصة احلرف األخرية" .واملتأمّل يف عنداوين هذه الدواوين يدرك مدی اهتمام وعناية الشداعر ذدذا املشدرو احلرويف الذ اتّخذ من احلرف والنقطة وسديلة للتعدبري عدن رؤاه وأفکاره. استطا الشاعر من خالل جتربته احلروفيّة أّ يستكمل ختليدق الشعريّة احلداثية وشحنها بطاقات وآليات وتقنيات تشكيليّة وخطيّة اشتغل عليها مبهارة وةذق ،وةدّد منظوراته الشعريّة مدن خالادا لتسه" يف ختليق الكتابة الشعريّة اجلديدة وتنويعاهتا الداللية وشدفراهتا املستقرة يف البنية السطحية والعميقة .توغل قصيدة الشداعر أديدب كمال الدين ،ونصوصه املختلفة ،يف عاملها التشكيلي واخلطي عندما تقارب احلروف وتشكيالهتا ةرفاً ةرفاً ممّا يتيح له استجما العناصر املشتتة واستحضارها ونسجها يف اتساق ومتاسد ،وتنظيمهدا يف وةدة تعبريية وأسلوبية شاملة كمظهر بنائي ومجايل مهديمن علدي وةدات النصوص وتركيباهتا .عبا 2007 ،م.)155 - 157 ، اهت"ّ أديب کمال الدين بألفاظه اهتماماً كبرياً وانتقى ألفاظده الشاعرة املشحونة بأنوا من الرموز لتعرب عن طريقتده اخلاصدة يف النظر إىل العامل ،والتعبري عن اإلةسا به وختيّلده .يتفدرّد أديدب بتجربته الشعريّة الثرّة .هو واةد من الشعراء املبدعني الذين تفرّدوا يف هنجه" الشعر ّ بأسلوبية مجالية خاصة؛ وهو شاعر امتثل أمام نفسده طويالً كي يستخلص عصارة فكره وأدبه ويترمجها إىل ةروفٍ غزلَ من خالاا أمجل القصائد .وقد تفنّن يف تقنية احلرف وجعلده مدرآة 8
عاكسة لتوهجه الروةديّ ومكابداتده املعرفيدة يف عدامل ملديء بالندزاعات واآلالم وأةالم املستحيل. أديب کمال الدين خاض معرکة شاملة يف جتربتده الشدعريّة وأصبح شعره متميزاً يف الشکل واملضموّ؛ فلهذا السدبب أخدذت خريطة هذا الشعر جتمع يف ثناياها اإليقا واإليحاء والرمز ومعطيات فنية أخری خلصوبة النص وثرائه ،ليساير تطورات األةداث الراهندة علی أرض الواقع واحلداثة الشعريّة کی تصبح مفرداته مدن عيدار إبداعي نادر. وقد وظف أديب کمال الدين الکثري من اآلليات الشعريّة الفنية احلداثية للتعبير عن متيّزه اإلبداعي روةياً وأسلوبياً حبيث تتماشی مع روح العصر وتطلعات الشاعر وطموةاته .واملقصود من آليات التعبري يف هذه الدراسة هي الوسائل اليت يعتمدها الشاعر يف جتربته لإلحيداء والتأثير بدالً من املباشرة والتصريح ،فتنقل املتلقي من املستوى املباشر للقصيدة إىل املعاين والدالالت الکامنة وراء النص. س ئ ة البحث:
يف هذه الدراسة نطرح سداالني واداول مناقشدتهما أثنداء البحث: أوالً :ما هي أبرز آليات التعبري اليت عمد اا الشاعر إلثراءالداللة يف نصوصه الشعريّة؟ ثانياً :ما هي أسباب ومربرات جلوء الشاعر يف توظيدفتل التقنيات وما مدی فاعليتها يف النص؟ 9
خ فية البحث:
هناك عدد من الكتب اليت صدرت عن جتربة أديب کمال الدين واليت صبّت اهتمامها يف البحث والتقصي يف مجاليات شعره مندها: كتاب «احلرويف» وقد اشترك يف تأليفه 33ناقداً ةيث كتبدوا عدن جتربته الشعريّة؛ أعدّ هذا الكتاب وقدّم له د .مقداد رةي" .والکتاب الثاين «احلرف والطيف :عامل أديب كمال الدّين الشعر ّ» للناقدد د .مصطفي الكيالين .والكتاب اآلخر «االجتماعي واملعريف يف شعر أديب كمال الدين» للباةث د .صاحل الرزوق؛ وكتداب «أضدف نوناً :قراءة يف "نوّ" أديب كمال الدين» للباةثة د .ةياة اخليار ، وكتاب «جتليات اجلمال والعشق عند أديب كمال الدين» للناقددة د .أمساء غريب ،وأخرياً كتاب الناقد صباح األنبدار «إشدكاليّة الغياب يف ةروفيّة أديب كمال الدين». كما كتِبت عنه مقاالت كثرية يف شبكة املعلومدات العامليدة مجعها الشاعر يف موقعه الرمسي .ونذکر منها :األسدطورة والرمدز الديين يف شعر أديب كمال الدين لد "صاحل الدرزوق"؛ ووجدوه وشخصيات يف قصائد أديب كمال الدين للکاتب نفسه؛ وسدلطة التناص الديين يف شعر أديب کمال الدين لد "وديدع العبيدد "؛ والرمز الصويف يف شعر أديب کمال الدين لد "هاد علي الزياد "؛ وتوظيف الصور القرآنية يف الشعر أديب كمال الدين لد "مسري عبد الرةي" اغا"؛ واحلضور القرآين والصويف يف مواقف األلف) للشاعر أديب كمال الدين للدكتور "فاضل عبود التميمي"؛ وةقيقة النقطدة واحلرف يف جتربة أديب کمال الدين الشعريّة لد "صاحل حممدود"؛ والنقطة يف الشعر ألديب کمال الدين/النص ةني حيتمدل التأويدل 10
لد "هشام العيسی"؛ وإشارات األلواّ :قراءة يف ديدواّ "احلدرف والغراب" ألديب كمال الدين للناقدة د" .أمساء غريدب" .وإنّندا ال دحد أمهيّة هذه الدراسات النقدية اليت سبقت حبثنا واليت اسدتفدنا منها کثرياً يف إعداد هذا البحث ،وقد رکز فيها الباةثوّ علی تأويل وتفسري بعض الظواهر والتقنيات اليت جاءت يف جتربة الشاعر. أمّا دراستنا هذه هي الدراسة األولی والرائدة يف إيراّ عن جتربة الشاعر؛ فقد قمنا بدراسة التقنيات اليت اعتمدها الشاعر يف منجدزه الشعر ّ ،ومدی فاعليتها يف النص ،وتأثير هذه التقنيات علی املتلقي، يف ظل املنهج الوصفي -التحليلي.
11
الفصل األول
اللغة الشعريّة
13
م: المع م الطعر ّ
تزخر جتربة کل شاعر بألفاظ کثيرة تعکس جانباً أساسّياً مدن شخصيته ومنط ةياته ،فلغة النصّ تا ّد وظيفة نقل املعنی ،والتدأثير فی املتلقي ،وهذا ياکد أمهية اللفظة وتأثيرها فی نقل التفاعل النفسي والشخصي؛ إذ اّ اللفظ هو وسيلتنا الوةيددة إلدی إدراك القدي" الشعورية يف العمل األدبدي ،وهو األداة الوةيدة املهيدأة لدديدب لينقل إلينا من خالاا جتاربه الشعريّة ،وهو ال ياد هاتين املهمتدين إال ةين يقع التطابق بينه وبين احلالة الشعورية التی يصورها. إّ الكلمة تشكل اللبنة األوىل يف التشكيل النصي األدبددي؛ وكلما كانت الكلمة منسجمة متآلفة متضافرة يف سياقها استطاعت أّ حتقق اجلملة الشعريّة وظيفتها األدبية؛ وإحياءاهتا الفنية الكاشدفة. تقول الناقدة خلود ترمانيين يف هذا السياق« :تعدّ الكلمدة أسدا الشعر؛ ولكنها ليست كل شيء فيه؛ فهدي تتفاعدل مدع املعدىن واملوسيقى لتنتج يف النهاية عمالً شعرّياً متكامالً .والشاعر ةني جيلس يف ظالل الكلمات يستمدّ من يفء قوهتا ما يغين جتربته ويعطيها تدفقاً وثراءً .فهو يريد أّ يعكس ما يدور يف خلده من أفكار ،ويف داخلده من عواطف وانفعاالت؛ لذل فهو ينتقي من الكلمات ما يناسدب ةاله وياثر يف غريه مراعياً يف ذل ةسن إيراد الكلمات وفق ترتيب منسّق يقوم على االستفادة من خصائص أصوات الكلمات ،وتندوّ 15
ةروفها ،وتباين داللتها؛ فالكلمات ليست رموزاً كتابية أو أةرفدًا متالصقة صمّاء بل هي شحنات عاطفية فاعلة؛ تنتقل من الشاعر إىل املتلقي ال لتصف ةاله فحسب بل لتعتصر من روةه مدا تصدبّه يف أرواح املستمعني؛ وعلى هذا األسا ميتاح الشداعر مدن طاقدات الكلمة الصوتية والداللية ليبد من خالاا أمجل األحلداّ ويصدوّر أرو الصور فينتج أعظ" القصائد؛ وهذا يعين أّ يف الكلمة عنصرين مها :الصوت واملعىن؛ والربط بينهما يبدو صعباً للغايدة؛ ألّ وضدع الكلمة نفسها يف سياق جديد يعين اكتشاف معىن جديدد يتجداوز الصورة املعجمية إىل الصورة السياقية بكل ما حتمله مدن إحيداءات جديدة وإيقاعات صوتية يشي ذا السياق اجلديد» 2004م.)69 : تتنو مفردات األديب ،ةسب عمق رؤيته واتسدا معجمده، فالثروة اللفظية لدديب تکشف عن ةج" ما يعرفه األديب من ألفداظ، وتکشف -يف الوقت ذاته -عن ةج" ما يستخدمه من هذه األلفداظ يف صياغة نصوصه .وعند الکشف عن املستخدم من هذه األلفاظ ،فإننا نستطيع معرفة کيفية تصرّف هذا األديب يف ثروته اللفظيدة ،وبالتدايل نستطيع التمييز ،واملقارنة بني نصّ ونصّ آخر علی أسدا السدمات األسلوبية للنص املراد عن اآلخر ةبيب1999 ،م.)90 : فاملعج" الشعر ّ هو القامو اللغو للشاعر والذ يتکوّّ من خالل ثقافته وبيئته ومناخه الذ عايشه ،وعليه فليس املعج" الشعر ّ متکرّراً عند الشعراء بالصيغة نفسها ،ولکنه أداة الشداعر اخلاصدة، واليت تُعدّ معياراً لتمييز شاعر عن شاعر ما ويُعدّ املعج" الشعر ّ من أه" اخلواص األسلوبية اليت علی أساسها ميکن احلک" علی الشداعر، وتبياّ مالحمه اخلاصة السابق.)52 : 16
يتصل املعجم الشعريّ علی وجه عام بلغة العصور مجيعاً ،غري أنّ الشاعر «ينمّي أسلوبه اخلاص لذوقه ومزاجريه» (درو1964 ،م: ،)339فضالً عن تأثره بالتطورات احلضارية ،وحتصيله املکتسري. فحني ختتطف التجربة الذاتية رؤية الشاعر ،وتتجريه بريه لتصريوير اإلحساسات واالنفعاالت واملشاعر املضطربة ،تنبثق طائفرية لفييرية ذات دوال شعورية ،مرددة أصداء النفس من خالل البنيرية اللغويرية التصويرية اإليقاعية جمتمعة ،لتمتد علی جسد القصيدة حيناً ،ومتتزج بشبکة ألفاظ تقليدية/موروثة ،وألفاظ سهلة متداولرية يف حياتنريا يف أحايني أخری والنصوص األدبية تعتمد علی قواعد لغويرية ،وهريذه القواعد هي اليت حتدّد املواضيع يف األعمال األدبية «فاملوضوع هريو جمموعة للمفردات اليت تنتمي إلی عائلة لغوية واحريدة» (حسرين، 1983م)33-32 : واملقصود بالعائلة اللغوية هو احلقل الداليل وهو بالطبع خيتلريف عن املعجم ،فاملعجم مبفهومه اللغوي يعين ترديدًا لغويًا ملفردة بعينريها ال أما احلقل الداليل :ورود کلّ الکلمات الرييت (موت -موت) مث ً تدلّ علی معنی حمدد ملفردة املوت مثال کري «القرب ،الکفن ،التابوت، النعش ،الوحشة ،القفر ،الصمت ،النهاية » تتجلّی لغة أدي .کمال الدين بالکثافرية واالقتصرياد وجمانبرية الترهل اللغوي يف بناء اجلملة الشعريّة حيث جاءت هذه اللغة خمتزلة عميقة متعددة الدالالت فمفرداته مستمدّة مرين مفريردات احليرياة اليومية ،وليس غريباً أن ميتلك الشاعر معجمه اللغوي علريی هريذه الشاکلة ،فهو شاعر يکشف عن ثقافة ووعي واطالع علريی األد العربريي قدميه وحديثه؛ على حنو مكّنه من أن حيرّر الكلمات مرين 17
شحناهتا القدمية ويبث فيها إحياءات جديدة؛ وعلى هذا فإّ املرجعية النصيّة للكلمات عنده ليست معجمية وإمنا إحيائية مسدتولدة مدن سياقها الشعر ّ .إنه مبد ميل قدرة هائلة على تشدعري الكلمدة، وبث إيقاعها من جهة ،وتشعري اجلملة وخلدق ائتالفهدا النسدقي التشكيلي من جهة ثانية. ويف ما يلي نرکز علی أه"ّ املفردات اليت تکرّرت يف شعر هدذا الشاعر املبد واليت شکلت معجمه الشعر ّ: الموت:
يف شعر أديب کمال الدين مثة توغل يف ملكوت املوت ،وهدذا يعين اشتغال الشاعر بكثافة على آليات هذه املفردة إذ كرّرها کدثرياً ناهي عن املفردات والعبارات اليت تتصل ذا من ةيث املعىن وختتلف معها من ةيث الشكل .إَّّ هاجس املوت يالزمه كظلده لدرجدة حيسب القارئ أنه يسكنه يف كل حلظاته ،وهذا الشعور مردّه اخلشية من املوت ،وهو يف بالد الغربة دوّ أّ يرى األةبدة ،واألصددقاء، واألهل ،ويكحل عينيه بثرى الوطن. فضالً عن مفردة املوت هناك ألفاظ تربز قضية املدوت ،وقدد تکرّرت فی املعج" الشعر ّ للشداعر کدالقرب والکفدن والدنعش والتابوت .وهی ألفاظ حتمل املوت فی تفاصيله الواقعية ،من غير أّ تفلسفه أو تأخذ منه موقفا فکرياً أو عقائدياً .كما أّ الدم والدمو واملطر والبحر هی الکلمات التی يلتقي فی مضموهنا املوت واحلياة، عامل الوالدة اجلديدة .ويتراءی من خالاا البعث ،وتتراءی القيامدة واالنتصار علی املوت. 18
يری الناقد عدناّ ةسني أمحد :إّ املوت هاجسٌ كبري يُقلدق "أديب" إىل ةدّ اللعنة .وال جيد هذا الشاعر املطارَد من قبل أشدباح املوت ةالً سوى الكتابة عن املوت .وفعل الكتابة هو آخر وسديلة دفاعية لدى الشاعر الذ يُدرِك يف النهاية أنه راةل إلی عامل جمهول. رمبا يكوّ الشاعر يف اللحظات اإلبداعية على األقدل هدو األكثدر استغراقاً يف املخيلة .فحينما يكتب شعراً عن احلياة واحلب واملوسيقى واألهنار واألشجار والطيور وما إلی ذل جيد نفسه وبطريقة غامضة يكتب عن املوت ،ألّ املوت قد بات شغله الشاغل ،ورمبا أصدبح هاجسه األول واألخري أمحد« ،تقنية االةالة الستدعاء األساطري يف جتربة أديب كمال الدين الشدعريّة» ،دراسدة منشدورة يف موقدع الشاعر) .فتارةً يسمّيه موتاً قدمياً ،وتارةً أخرى يسمّيه موتاً جديدداً، وةيناً ينعته باملوت املقدّ ،وةيناً آخر يصفه باملوت اللذيذ الذ له "طع" الس"ّ!": يف الطريقِ إلی املوت: املوت القدمي املقدّس، فاجأين موتٌ جديد، موتٌ لذيذٌ بطعمِ السمّ، موتٌ مل أحجزْ له موعداً أو مقعداً .أربعدوّ قصديدة عدن احلرف)22 : ربّ سائل يسأل عن السبب الذ يدفع الشاعر لالنغمدا يف ساال املوت الذ ينطو على أبعاد تشاؤمية مفجعة فيأيت اجلدواب نابعاً من أعماق الشاعر على شكل اةتمالني ومها: 19
ربّما ألنّ املوت هو ندميي الوحيد ص قريب أو صاحبـي الذي يُحسنُ الرق َ حنيَ أهنارُ وسط الطريق .السابق)23 : ةسب رؤية الناقد أمحد عدناّ ةسني :ةينما تتعثر قددرات الشاعر يف ف ّ "شيفرات" املوت السرّية يلتجئ ،مثل عامة النا ،إىل التأويل البدهي احملسوم سلفاً ةيث يقول: لكَ اجملد يا إهلي خلقتَ املوتَ ليكنسنا يف هدوء مُريب مثلما تكنسُ الريح أوراقَ الشجرِ املتناثرة على األرض .السابق)24 : كما دد مفردة "البحر" تلتقي مبفهوم املوت ودالالته ،کاملثدال التايل من قصيدة "زوربا": فکيف السبيل إلی ترويضه؟ هل ميکن لرقصةٍ ساحرة أنْ تروّضَ البحر؟ ض املوت؟ أقول احلرف وأعين أصابعي)21 : أو أنْ تروّ َ ويف املقطع التايل من قصديدة "إنّدي أندا احلدالج" ،يقدول الشاعر: مثَّ ميضي من النه ِر إىل الصحراء ومن الصحراء إىل البحر 20
ومن البحرِ إىل املوت، أعين إىل النار .السابق)19 : فاملوت يُعترب من أبرز املوتيفات يف شعر أديب کمال الددين، فقد فاجأه ةني رآه صبّياً: فاجأين مويت قبلَ أربعني عاماً، فاجأين حني رآين صبيّاً أحاول أنْ ألقي جسدي يف النهر من فوق اجلسر .السابق)98 : املوت بالنسبة للشاعر الرومانطيقي هناية يتوق إليها ألهنا تفتح له أبواب املغلق وتکشف له أسرار احلبّ الصحيح الذ يفتقده يف هذا العامل .ةيث ال يدوم ةبّ وال صداقة ،ةيث ال رفيق سوی الوةدة واالغتراب .فکأّ الشاعر الذ جيسّد أةالم البشرية وآالمها جيسّدد أيضاً غربة اإلنساّ وشعوره العميق بالوةدة يف عامل يعجّ بالسدکاّ محود1996 ،م.)294 : المرآأ:
تکرّرت هذه املفردة يف نتاجه الشعر ّ بکثرة فعلی سبيل املثال يف صفحة 69من ديواّ أقول احلرف وأعين أصابعي) تکرّرت أربع مرّات؛ ويف أکثر من مرّة ددها مقرونة مبفردة املرأة: الباذخ مبرآتك الکبرية أيّتها املرأة املرآة .أقول احلرف وأعين أصابعي)69 : 21
ولو أّ "املرآة" تشبه "املرأة" بل کأنّهدا املدرأة نفسدها إال أّ الشاعر يری بينهما فرقاً واةداً: ومع أنّكِ ،أيّتها املرآة، تشبيهن املرأ َة إىل حدٍّ كبري، بل كأنّكِ املرأة نفْسها، لكنّكِ (وهذا هو الفرق الوحيد) صادقة حدّ اللعنة وهي (كما أظنّ) كاذبة حدّ اللعنة .السابق)57 : ويف املقبو التايل يقول: أخرجُ من شيخوخةِ رأسي يف املرآة، ألقي القبض على الشاعرِ يفَّ وأجلسه قريب منتصف الليل ،وأدفئه من بردِ شتاءٍ مقرور .األعمال الشعريّة الکاملة ،ديواّ أخبار املعنی.)148 : ويف ديواّ "رقصة احلرف األخرية" وظف الشاعر هذه املفدردة بکثافة فعلی سبيل املثال يف قصيدة "البحر واملرآة" کرّر الشاعر لفظة املرآة 9مرّات: سبحت املرأةُ يف البحر فسبحَ البحرُ يف املرآة. انكسرت املرآةُ لسببٍ جمهول 22
فضاعت املرأة وضاعَ البحرُ بالطبع .رقصة احلرف األخرية)53 : وكذل يقول: ما دمتَ قد أنفقتَ عمرَك تتأمّل يف ميمِ املرآة، فكيفَ سترى ميمَ الذي كانَ من العرش قابَ قوسني أو أدىن؟ السابق)13 : ويف القصيدة نفْسها يتابع الشاعر قوله: ما دمتَ ال تعرف ما تفعله هذي اللحظة، فلماذا ال جترّب إطالقَ النار على املرأةِ العارية يف املرآةِ العارية؟ السابق)18 : ومع إحلاح الشاعر علی هذه املفردة يف نتاجه الشعر ّ إال أنّده خيربنا يف النص التايل بأنّه ال حيبّ مرايا النساء .فعندما أورثته الشاعرة سيلفيا بالث مرآهتا الصغرية احلمراء بعد انتحارها رماها الشداعر يف أقرب هنر منه: حنيَ انتحرتْ سيلفيا بالث أورثتين مرآتَها الصغريةَ احلمراء. 23
وألنّي ال أحبّ مرايا النساء فقد رميتها يف النهر اجملاور. لكنَّ املرآة مل تغرقْ سريعاً كما توقّعت بل صارتْ تنتقلُ من هنرٍ إىل هنر حتّى وصلتْ إىل البحر فتحوّلتْ إىل مركبٍ عظيمٍ من املرايا( .السابق 21 :و)22 السفر:
طوی الشاعر خيمته يف بلده العراق مرغماً وراح يبحث عن ملجأ آم حيقّق فيه أمنياته الضائعة منذ الطفولة فتوجّه إلن أصین املعمورة/أستراليا بالد الکنغر: يکتبُ يل شاعرٌ من بغداد ويضيف: "أمل جتد فی الکنغر تسليةً ما؟" قلتُ له: مل أجد الکنغرَ يف بالد الکنغر( .أصول احلرف وأعين أصنابع : 73و)74 فالشاعر ال جيد ما کان يطمح له يف هذه البالد الن يعتههنا جحيماً له: وقرب حمطة القطار النازل إلی اجلحيم (السابق)65 :
24
يف جمموعة أقول احلرف وأعين أصابعي) كتب الشاعر ثدالث قصائد عن السفر يشتکي فيها من معاناة السفر وما تعدرّض لده يف رةلته الشاقة :قصيدة "يف املطار األخري" ،وقصيدة "ةوار" ،وقصيدة "لِ"َ أنت؟". نع" أضناه السفر ومتاعبه ،فقد جرّب أديب مجيع أنوا السفر، يف األرض والبحر واجلو: تعبتُ من احملطّاتِ واحمليطاتِ والطائرات .السابق)73 : تارةً يسافر يف األرض بالقطار احملطات) وتارةً يسافر عرب البحر واحمليط احمليطات) وتارةً يکدوّ سدفره عدرب اجلدو يف الطدائرة الطائرات) .وکاّ الوقت وقت شتاء: حسناً حنن اآلن يف املطار (أهو املطار األخري؟) السماءُ ملبّدةٌ بالغيوم والشتاء هو الوقت .السابق)77 : عبارة "السماء ملبّدة بالغيوم" تدل علی أهوال السفر کمدا أّ الشتاء يرمز إلی اجلدب واحملن والصعوبة ،فرةلته رةلة صعبة ومليئة باحملاذير: هذه رحلة مليئة باحملاذير وستستمر دومنا توقّف .السابق)81 :
25
فالشاعر يتشاءم ذذه الرةلة من اللحظة األولی فتدراه يصدف ةقيبة السفر بالسواد وهذا اللوّ کما هو معروف يدل علی القلدق واالضطراب والتشاؤم: يا شاعرَ احلروفِ املريرة رأيتُكَ البارحة حتملُ حقيبتكَ السوداءَ من جديد حزيناً کقاربٍ مُح ّطمٍ علی ساحلٍ مهجور .السابق)91 : يفاجئنا الشاعر من الشطر األول بنعته احلروف باملريرة مث السفر يف الليل البارةة) ،واحلقيبة السوداء ،مث ةالته احلزينة والقارب احملط" والساةل املهجور .فال ش أنّها رةلة مضنية ومتعبة للشاعر. أما احلقل الداليل للسفر عنده« :الفندق ،القطار ،املطار ،البحر، جواز السفر ،الطائرة ،الرةلة ،احلقيبة »...وهذه مفردات تدل علی السفر وتتردّد بکثرة يف شعر أديب کما شاهدنا بعضها يف األمثلدة السابقة. الغربة:
االغترابُ يف اللغة افِتعَالٌ من الغُربَة ،والغربة والغُربُ :الندزوح عن الوطن ...واالغتراب والتغرّب کذل ابن منظور :مادة غرب). يقول أمحد جواد مغنية يف تعريف الغربة« :الغربة عدن األرض هي ابتعاد اإلنساّ قسراً عن وطنه األم ،فيضطره القهدر أّ يعديش بعيداً عنه ،ويشعر مبرارة الغربة عن األرض ألّ طموةه يتعارض مع ما هو ةاصل فوقها من قمع للحرية ،واغترابه عن األرض يسدتمر 26
طويالً ،ويعترب عودته إليها للموت فقط»2004 .م.)19 : شعور الشاعر بالغربة خيتلف عن أ ّ شخص آخر ،فهو صاةب عامل آخر مليء بالتأمالت واألخيلة اليت تغتين من احلياة ومن التعمّدق يف جتربة الصرا سواءً السياسي منه أو االجتماعي أو احليايت بشکلٍ عام .فعامل التأمل واخليال -يف النهاية ليس هو العامل الواقعي املعاش السيد جاس"1987 ،م)10 :؛ وأّياً کانت أسباب االغتراب :سياسية، اجتماعية ،اقتصادية ،أو نفسية ،فإنّه شعورٌ متعبٌ يصدل يف أةيداّ کثرية ألّ يکوّ هاجساً لإلنساّ. إذا جئنا للشعر العراقي ،دده ةافالً مبضموّ االغتراب ،وذل لعدة أسباب أبرزها -يف الفترة األخرية -قمدع النظدام البعثدي للمثقفني واألدباء وعلی رأسه" الشعراء .فمندذ سدتينيات القدرّ العشرين والعراق يشهد ةاالت متتالية ،فردية ومجاعية ،من هجرات مبدعيه يف خمتلف امليادين ،والشعراء منه" علی وجده اخلصدوص، وتباينت مربرات تل احلاالت يف ندزوةها عن الدوطن مُهجردرة کانت أو مهاجِرة ،سياسياً وأيديولوجياً ،وبرز من کل جيدل مدن أجيال اإلبدا الشعر ّ احلديث يف العراق أمساء کثرية ،کانت املنايف أمداء سعيها وأفضية انطالقها ،اجلواهر والسيّاب ،مث بلند احليدر وسعد يوسف ،مث آخروّ وآخروّ وآخروّ. إّ شرحية غري قليلة من ابناء الشعب العراقي آثرت سبيل ااجرة لتجد متنفساً يف بالد الغربة .وبطبيعة احلال فإّ عدداً ال بأ به مدن هاالء ،ومعظمه" من الطبقة املثقفة ه" من الشعراء واألدباء الدذين جعلوا يبثوّ شکاواه" ،وما تعتلج به صدوره" يف أبيات من الشعر ودواوين صدرت ا" ،تتفق مجيعها يف قضايا کثرية من ةيث املفهوم 27
واحملتوی ،أمهها االغتراب والشعور باحلنني إلی الدوطن ،والتغنّدي بأجماده ،ورثاء جروةه العميقة .دلشاد2008 ،م.)69 : والشاعر أديب کمال الدين واةد من شعراء العراق الذين عدانوا من االغتراب خارج البالد ،وواةد من الشعراء الذين ددد مضدمونه موجوداً بقوّة يف نصوصه" .وتتنو الدوال اليت ترمز إىل تصوير مأسداة االغتراب يف املَهجر يف شعر أديب کمال الدين ،وأوىل هذه الدوال هي تكرار مفردات کد «املوت ،السفر ،احلزّ ،احلنني ،البحر ،الصدحراء، الدمو ،النار »...واشتقاقاهتا وما يتصل ذا من ةقل داليل. أةياناً الغربة يف شعر أديب تقابل املوت وتقابل الندار ،فندراه يقول يف املقطع التايل من قصيدة "إنّي أنا احلالج": مثّ ميضي من النهرِ إلی الصحراء ومن الصحراء إلی البحر ومن البحرِ إلی املوت، أعين إلی النار وهو حيملُ جثّته فوقَ ظهره .أقول احلرف وأعين أصابعي)19 : يف هذا املقطع يرمز البحر إلی السفر واالغتراب ،فالشاعر ينتقل منه إلی املوت ،ويعين ذذا املوت احملن/النار اليت يواجهها الشداعر يف غربته .وهكذا تتجدّد غربة الشاعر يف کل ةني: أيّهذا الغريب الذي جيدّدُ غربته بدمعتني اثنتني يف کلّ فجرِ ويف کلّ ليلة .السابق)17 : 28
ويف قصيدة "مل يعد مطلعُ األغنيةِ مُبهِجاً" يصف لنا الشاعر هذه الغربة اليت يعاين منها: غربيت هي غربةُ العارفني إذ كُذِّبوا أو عُذِّبوا. غربيت هي غربةُ الرأس يُحْملُ فوق الرماح من كربالء إىل كربالء. غربيت هي غربةُ اجلسرِ اخلشيب إذ جيرفه النهرُ بعيداً بعيداً. غربيت هي غربةُ اليد وهي ترجتفُ من اجلوعِ أو االرتباك، وغربةُ السمكِ إذ تصطاده سنّارةُ الباحثني عن التسلية، وغربةُ النقطة وهي تبحثُ عن حرفها الضائع، وغربةُ احلرف وهو يسقطُ من فمِ السكّري أو فمِ الطاغية .السابق)75 : حياول الشاعر اخترا الکلمات ليصف غربته ،فهي ال تنحصر يف إقامته يف الديار النائية ،فهذه الديار بالرغ" من قسوهتا وشددّهتا، ففيها شيء من الرفاهية والطيبة ،لکدن غربتده بددأت تتسدع يف الفرات/العراق. 29
مل يطق الشاعر غربته بني ذويه .لقد شدّ الرةال إىل بالدٍ غربتها أهوّ عليه من غربة الوطن وهو العارف بالغربة القصوى: أو َقفَين يف موقفِ الغُربة وقال :الغُربةُ تبدأُ من الروح فحذارِ من غُربةِ الروحِ يا عبدي .مواقف األلف)34 : تل الغربة صبّت يف نفسه حباراً من الصخب القاتل ،وجبدا ًال من ااموم ،والشجن ،والشعور بنهاية آتية ال ريب فيها ،وبسدببها الذ ،وهو الغريب ،بأبسط األشياء سعياً وراء عشبة احلياة .هكذا فهو يسأل -يف قصيدة الغريب) -النبع: هل عندكَ دواء للموت؟ * قالَ النبع :ال. فضحكَ الغريبُ ثانيةً حتّى اغرورقتْ عيناه بالدموع .شجرة احلروف)27 : يف هذه الغربة القاتلة ،استأثرت صور املوت مبساةات كدبرية من اشتغاالته احلروفيّة ةتّى حتوّلت إىل موضوعة مركزية يف أغلدب تل االشتغاالت .األنبار 2014 ،م :إشكالية الغياب يف ةروفيّدة أديب كمال الدين). النهر:
النهر هو اإلله امللقى على األرض) الذ يدمي احلياة مبائده .إّ اللجوء إىل النهر ميثل وسيطاً مقبوالً بني الشعر واإلنساّ إلعادة األمل بعقد عالقة تنسيق األةزاّ: 30
مثّ أعطيتُ القصيدةَ للنهر، قلتُ له :خذْها إهنا ابنتكَ أيضاً، أيّها اإلله املُلقى على األرض، باركْ سرّها وتعرّفْ إىل معناها األزيلّ أيّها األزيلّ .شجرة احلروف)14 : إذّ ،فالشاعر يرى أّ النهر هو أكثر قدرة من غريه على إدراك معىن قصيدته من دوّ البوح بسرّها ،ألّ النهر املاء) له صفة األزل اليت جتمع بني االثنني الشعر/النهر ،ولكن ستأيت التوقعات والنتدائج خميبة أيضاً ،فالنهر إله قائ" بذاته) ةامل حماصر بدالقوة والدميومدة والغرور ولذل سيفشل كوسيط أفضل .عبيد« ،حماولدة لتنسديق أةزاّ العالَ"» ،موقع الشاعر): لكنّ النهرَ ظ ّل حيلمُ وحيلم حمدّقاً يف األقاصي البعيدة دونَ أ ْن يعريَ كالمي انتباهاً .السابق)14 : الفرات:
الفرات من املفردات املکرّرة يف شعر أديب وحتمل بُعداً رمزيدًا يف النصّ ،إذ يشكل هذا النهر ،بالنسبة للعراق ،مصدرًا من مصدادر احلياة يضخّ الروح فيه ،لکنّه أصبح ميّتاً: کيف متّ، 31
يا فراتَ الروح وسينما الطفولة ومقهی احللم .أقول احلرف وأعين أصابعي)59 : يقارّ الشاعر بينه وبني مصادر احلياة وأهنار أستراليا البلد الذ يقي" فيه ،فيقول يف قصيدة "مل يعد مطلع األغنية مُبهجاً": النهرُ هنا يتجدّدُ قطرةً قطرة ليس کالفرات الذي يدفعُ ماؤه الضفافَ دفعاً .السابق)74 : فيبقی الشاعر حينّ إلی هذا النهر وهو مقي" يف الغربدة ،ففدي القصيدة ذاهتا يقول الشاعر: مَن يعيدُ إيلَّ مسكَ الفرات؟ ومَن يعيدُ إيلَّ مرکباً خشبيّاً وسط الفرات؟ السابق)74 : حينّ الشاعر بعمقٍ إلی مس الفرات وإلی مرکبده اخلشبددي وسط هذا النهر وإىل تل املسرّة اخلفيّة العذبة اليت تالشت إىل األبد. ويف نصّ آخر يقول: ما دمتَ قد أنفقتَ عمرَك وأنتَ تضع قدميكَ احلافيتني يف راء الفرات ليلَ هنار، فكيفَ ستركب غيمةً حتلّق بكَ بعيداً بعيداً؟ رقصة احلرف األخرية)13 : 32
الفرات يرمز إلی الوطن/العراق؛ فقد أنفق الشاعر أةلی سد ّ ين عمره وهو يضع قدميه احلافيتني يف هذا النهر فکيف له أّ حيلدق يف السماء ويتقدّم ليصل إلی ضالته املنشودة؟ کما شاهدنا يف هذا البحث فإّ شيو ألفاظ معينة ،يف قصائد شاعرٍ ما ،يشري إلی أّ ةالة نفسية تتراک" عليها شبکة لفظيدة ذات دالالت معنوية ونفسية تعبّر عن تل احلالة املستشعرة الديت هتديمن علی کياّ الشاعر .وتل الشبکة اليت ترفد القصيدة باألسس الداللية تنمو وتتکثف داخل أطر تصويرية مشکلة مدادة رئيسدية يف بنيدة الصورة الشعريّة .واحلق فإّ إحلاح تل األلفاظ وانتزاعها من رکدام ضخ" ،ال يضغط اعتباطاً وإمنا جييء ضغطه ةدامالً معده وشدائج االرتباط الوثيق بوجداّ الشاعر خللق ةالة معادلة ،أو ما يقرب مدن ذل ،النتزا القيمة الشعورية وحتويلها إلی قيمة تعبريية تصطف مع ندزو احلالة املسکونة .ولذل يبدو من الصعب إةالل البددائل مهما اقترب البديل من الداللة ،الرتباط اللفظ بالنسق الذ يوالدف العالقات القائمدة بدني الوةددات اللغويدة ةبيدب1999 ،م: 129و.)130 وال ش ّ أّ األلفاظ تکتسب أمهيتها ودالاللتها مدن خدالل السياق الذ ترد فيه .مبعنی آخر :األلفاظ ال تشکل يف بساطتها ،أو ما حتمل من إرث ،أو إادار إلی العامية ،أيّة قيمة ،إال إذا خضدعت لالنفعال وةرکته واةتضاّ وجداّ الشاعر اا.
33
الفصل الثاني
ظاهرة التكرار
35
الأکرار:
يُعدّ التكرار من الظواهر األسلوبية اليت تُستخدم لفهد" الدنص األدبدي ،وهو مصطلح عربدي كاّ له ةضوره عندد الدبالغني العرب القدامى فهو يف اللغة من الكرّ مبعىن الرجو .ويدأيت مبعدىن اإلعادة والعطف .يقول ابن منظور« :الكرّ :الرجو يُقال كَرره وكَرّ بنفسه .والكَرّ مصدر كرّ عليه يكرّ وكروراً وتَكْراراً :عطف عليده وكرّ عنه :رجع .كرّر الشيء :أعادة مرّة أخرى». فالرجو إىل الشيء وإعادته وعطفه هدو التكدرار .أمّدا يف االصطالح فهو تكرار الكلمة أو اللفظة من مرة يف سياق واةد أمدا للتوكيد أو لزيادة التنبيه أو التهويل أو التعظي" أو للتلذذ بذكر املكرر ابن منظور ،مادة کرّ). ظاهرة التکرار تُعدّ من الظواهر البارزة فی الدنص ،وال شد ّ أهنا ترتبط بعالقةٍ ما مع صاةب النص فهو من خالل التکرار يحاول تأکيد فکرةٍ ما تسيطر علی خياله وشعوره .ويعد وسيلة من وسدائل تشکيل املوسيقی الداخلية .التكرار ال يقوم فقط على جمرد تكدرار اللفظة يف السياق الشعر ّ ،وإمنا ما تتركه هذه اللفظة من أثر انفعايل يف نفْس املتلقي ،وبذل فإنه يعكس جانباً مدن املوقدف النفسدي واالنفعايل ،ومثل هذا اجلانب ال ميكن فهمه إال من خدالل دراسدة التكرار داخل النص الشعر ّ الذ ورد فيه ،فكدل تكدرار حيمدل 37
يف ثناياه دالالت نفسية وانفعالية خمتلفة تفرضدها طبيعدة السدياق الشعر ّ. وتشكل ظاهرة التكرار يف الشعر العربدي بأشدكال خمتلفدة متنوعة فهي تبدأ من احلرف ومتتدّ إىل الكلمة أو العبارة واىل بيدت الشعر ،وكل جانب يعمل على إبراز جانب تأثري خاص للتكرار. يتحقق التكرار عرب عدّة أنوا : -1تكرار احلرف :وهو يقتضي تكرار ةدروف بعيندها يف الكالم ،مما يعطي األلفاظ اليت ترد فيها تلد احلدروف أبعاداً تكشف عن ةالة الشاعر النفسية. -2تكرار اللفظة :وهو تكرار بعيد اللفظة الواردة يف الكدالم إلغناء داللة األلفاظ ،وإكساذا قوةً تأثريية. -3تكرار العبارة أو اجلملة :وهو تكرار يعكس االمهية الديت يوليها املتكل" ملضموّ تل اجلمل املكدررة باعتبارهدا مفتاةاً لفه" املضموّ العام الذ يتوخّاه املتكل" ،إضدافة إىل ما حتققه من توازّ هندسي وعاطفي بدني الكدالم ومعناه. كاّ التكرار بأنواعه الثالثة املشار إليها عند الشداعر أديدب کمال الدين مثرياً لالنتباه ،وداعياً لالهتمام بالشيء املكرّر ،ومدن مث فقد ةقق تفاعالً عاطفياً وشعوريًا وإيقاعياً مع املتلقي بكافة أشدكاله سواءً كاّ تكرار كلمة ،أو مقطع أو تقسدي" ،أو كداّ تكدراراً شعورياً ،أو موتيفّياً .وأّياً كانت صور هذا التكرار فإنه سلط الضدوء على بعض اجلوانب الالشعورية يف نفْس الشاعر ،واليت تلحّ عليه كأنه ال يودّ جماوزة العبارة املكررة إىل غريها. 38
أكرار الحرف:
تكرار احلرف الواةد الذ هو من بنية الكلمة ،وهذا الندو من التكرار ال يقتصر دوره على جمرد حتسني الكدالم ،بدل ميكدن أّ يكوّ من الوسائل املهمة اليت تلعب دورهدا العضدو يف أداء املضموّ .يُعدّ هذا التکرار أبسط أنوا التكرار ،لقلدة مدا حتملده هذه احلروف من معاين وقي" شعورية قدد ال ترتقدي إىل مسدتوى تأثري األفعال واألمساء والتراكيب .وأمثلة هذا النو يف شعر أديدب كثرية. لقد کرّر الشاعر يف املقبو التايل ةرف السني بکثرة: إهلي، أجلسُ حتتَ شجرة حمبّتكَ الوارفة عاشقاً ليس له من حُطامِ الدنيا سوى كوز ماء وكسرة خبز وكسرة حرف. أجلسُ كي أكتبَ سرَّك وسرَّ سرّك بكسرةِ حريف. وأجلسُ أيضاً كي أحمو حريف حتّى ال يظهر من سرِّك وسرِّ سرّك 39
سوى السني وقت انقضاض الزالزل وسوى الراء وقت اهنمار املطر .إشارات األلف 14 :و)15 کرّر الشاعر هذا احلرف 17مرّة وهو ةرف مُموسق جبدر إيقاعي ترتاح له األذّ .وتكرار احلرف ال ميكن أّ خيضع لقواعدد نقدية ثابتة ميكن تعميمها على النصوص الشعريّة للشاعر الخدتالف طبيعة األسلوب والداللة اليت حيدثها كل ةرف ضدمن السدياق يف النص الواةد ،وإّ كاّ تأثري احلرف املوسيقي ال يرقى يف قوتده إىل تأثري الكلمة .لكن مع هذا فإّ تكرار احلرف حيقق أثراً واضدحاً يف ذهن املتلقي جيعله متهيّئاً للدخول إىل عمق النص الشعر ّ. ويف قصيدة اليد) أحل علی تکرار ةرف "الفاء": يف الطفولة فتحتُ يدَ احلرف رب أخضر كي أج َد قلمَ ح ٍ فوجدتُ وردةَ دفلى ذابلة. وفتحتُ يدَ النقطة فوجدتُ دمعةَ عي ٍد قتيل. ويف احلرب فتحتُ يدَ احلرف كي أجدَ طائرَ سالمٍ يرفرفُ فوقَ روحي اليت أربكها مشهدُ الدم، فوجدتُ حفنةَ رمادٍ 40
وقصيدةَ حبّ مزّقتها الطلقات. وفتحتُ يدَ النقطة فوجدتُ دمعةَ أمٍّ بكتْ ابنها القتيل .أقول احلدرف وأعدين أصابعي)32 : لقد تكرّر ةرف الفاء) کثريا يف هذا النص ،وأغلبها فاء العطدف مع الفعل وجدتُ) الذ تكرر ست مرّات .يف هذا النص دد طفولدة احلرف والنقطة وما ذما من أةاسيس ومشاعر ،ةيث أثدث فضداءه بأصابعه اليت طرّزت جُمالً ومقاطع شعريّة مزجت بني بسداطة اللغدة وعمق املعىن ،عرب شخصيتني رئيسيتني مها احلرف والنقطة ،متمثلدة يف الطفولة واحلرب واملنفى ،ومن خالل احلرف نستبطن الدداخل .وقدد رُتّبِت القصيدة يف ةكاية من ثالثة مقاطع ،وهكذا يف بقيدة القصدائد ةيث تكرّر احلرف فيها مثل :لِ"َ أنت؟ ،مديح إىل مهند األنصدار ،مل يعد مطلع األغنية مُبهجاً ،غزال أكل قلبه النمدر .عبددالرةي" أغدا، «مجالية التكرار يف جمموعة الشاعر أديب كمال الدين "أقدول احلدرف وأعين أصابعي"» ،دراسة منشورة يف موقع الشاعر). من مناذج تكرار احلرف يف قصيدة مثة خطأ): مثّة خطأ يف السرير ويف الطائرِ الذي حلّقَ فوق السرير ويف القصيدةِ اليت ُكِتبَتْ لتصفَ مباهج السرير ويف املفاجأةِ اليت تنتظرُ السرير يف آخرِ املطاف .السابق)7 : 41
مث يعود ليكرّر هذا احلرف يف املقطع الثالث من هذه القصيدة: مثّة خطأ يف الكأسِ واخلمرة ويف الرقصةِ والراقصة ويف العُري والتعرّي ويف وثائقِ التابوت ويف النشيدِ ،والنشيجِ ،والضجيج، واحلروب اليت أكلتْ أبناءها أو اليت ستأكلهم عمّا قريب. ويعود مرّة أخرى يف املقطع الساد من القصيدة نفسها: مثّة خطأ يف احلرفِ وآخر يف النقطة ويف ساعةِ الرملِ أو ساعةِ الصخر ويف الذكرى ،واملوعدِ ،والسكّني ويف املفتاحِ ،وبابِ البيتِ ،واملطر ويف القُبلةِ ،وكلمةِ األسف ويف رغبةِ شفتيكِ وشفيتّ ويف كلمةِ" :أحبّك" وكلمةِ" :وداعاً". يكرّر الشاعر ةرف اجلر يف) أكثر من )15مرّة .وقد وظف الشاعر تكرار احلرف لبياّ صورة حمتملة يف ثبات تأكيدد أخطداء: أخطاء يف ةياتنا ،من احلرب ،إىل العُر ،إىل األسدف ،إىل فقدداّ الرؤية ،لتضفي على الصورة وصفاً داخلياً مُتّسماً بالقهر من خدالل 42
احلرف يف) .وهي تشكل منوذجاً حيتذ به يف خمتلف القصائد فض ً ال عن ما أفاده التكرار من خلق إيقدا موسديقي داخدل القصديدة عبدالرةي" أغا« ،مجالية التكرار يف جمموعة الشاعر أديدب كمدال الدين "أقول احلرف وأعين أصابعي"» ،دراسة منشدورة يف موقدع الشاعر). وقد يعمد الشاعر يف بعض األةياّ إىل أنوا خمتلفة من تكرار احلروف كأّ يكرّر أداة استفهام أو نفي ،منها تكدرار احلدرف يف قصيدة زوربا): ستسخرُ .ممن إذن؟ من الرقص؟ ال. من الرمل؟ ال. من احلُبّ؟ ال. من احلظّ؟ ال. من اخلوف؟ ال. ستكررُ ال وال ألف مرّة إىل أنْ تنهار فوقَ الرمال والقلبُ ضاحكاً مثل طفل سعيد يصيح :ال. 43
وأنتَ من خلفه مذهوالً تصرخُ :ال ال ال ال ال ال ال! السابق)20 : تنوّعت التكرارات يف هذه القصيدة ،منها تكرار احلدرف ال) )15مرّة وهذا النفي ناتج من رفض وسخرية زوربا) من املدوت ومن احلبّ ومن اخلوف ليصيح :ال ....ةيث يت"ّ تشكيل احلدرف بنسق مجايل يف شكل عمود ليقرّ بأمهية التأثري البصدر وفاعليدة داللتدده .وةددرف "سددني" )13مددرة ،سددترقص إذّ يددا ددم َ إىل دترفع قد دوج/وسد دوه"ُ أو املد ديجتاة َ الد دديقي/سد صد األعلى/ستبتس") .الةظ كيف أّ "سني املستقبل" متالصقة لدفعال املضارعة وهي حتمل زمنها بنفسها ،مث اّ الفعل ترقص الذ ين"ّ عن ةركة وانفتاح يزيد من تصعيد احلدث وأّ زوربا يعدود ويبتسد". ويبدو أّ هذا التنو يف التكرار قد أغىن اإليقا الداليل للقصديدة، فتكرار ال ،ومن) تأكيد للمعىن الذ حياول الشاعر إيصاله فضالً عن اإليقا النغمي واملوسيقي عبدالرةي" أغدا« ،مجاليدة التكدرار يف جمموعة الشاعر أديب كمال الدين "أقول احلرف وأعين أصابعي"»، دراسة منشورة يف موقع الشاعر). 44
أكرار الک مة:
ميتل تكرار الكلمة يف النصّ أثراً عظيماً يف مو َسقَته .القيمدة السمعيّة اذا التكرار أكرب من قيمة تكرار احلرف الواةد يف الكلمة. ويكوّ هذا التكرار ناجتاً عن أمهية هذه املفردة وأثرهدا يف إيصدال املعىن ،ةيث تأيت مرّة للتأكيد أو التحريض ولكشف اللبس ،إضدافة ص الشعر ّ. إىل ما تقوم به من إيقا صويت داخل الن ّ يف ما يلي کرّر الشاعر لفظة املوت ومشتقاهتا 5مرّات: حنيَ ماتت احلاء أورثتين مَوتاً مُضافاً إىل مَويت. وألنين قد اعتدتُ على مشهدِ املوت منذ الطفولة، لذا مل أحترْ كثرياً الجةِ الذاكرة وقرّرتُ أنْ أمجّده يف ث ّ الجةِ املوتى .رقصة احلرف األخرية)31 : بدالً من ث ّ وکرّر لفظة املطر يف قصيدة "راء املطر" 23مرّة ،وقد اقتبسدنا املقطع التايل من هذه القصيدة: صحتُ :ما امسه املطر؟ قالت الغيمةُ فجأةً :أيّ مطر؟ قلتُ هلا :مطر بغداد، مطر الفرات، مطر احلرمان، 45
مطر السفارة الثلجيّة، مطر السجن، مطر البلد البعيد .السابق)42 : يقول الشاعر يف املقطع األوّل من قصيدة "مثة خطأ": مثّة خطأ يف السرير ويف الطائرِ الذي حلّقَ فوقَ السرير ويف القصيدة اليت ُكِتبَتْ لتصفَ مباهج السرير ويف املفاجأةِ اليت تنتظرُ السرير يف آخرِ املطاف .أقول احلرف وأعين أصابعي)7 : فقد کرّر الشاعر لفظة "السرير" أربع مرّات ليدل علی فداةدة هذا اخلطأ منذ البداية ،اخلطأ أو العصياّ الذ ارتكبه أبو البشدرية آدم) منذ بدء اخلليقة. ومن أمثلة هذا النو من التكرار دده ةاضراً يف قصيدة "مديح إىل مهند األنصار ّ": كانتْ حقيقية مشسكَ أيّها الراحل -الباقي. ليستْ مُحاطة بالغبار وال معجونة باألكاذيب. ليستْ حبجمِ حّبةِ قمحٍ وال حبجمِ برتقالةٍ ذابلة. 46
ليستْ باليت تنام وال تدري أتقومُ غداً مِن سريرها أو ال تقوم. ليستْ باليت تكرهُ ساعاهتا وال دقّات قلبها. س وجهني ليستْ باليت تلب ُ وال تغيّرُ دفّتها كلّ حني. ليستْ باليت تدوسُ على الكواكب األخرى إنْ زامحتها يف الطريق .السابق)88 : نالةظ تكرار مفردة "ليست" خالل أسطر القصديدة ،ةيدث تتكرر 6مرّات مادّية إيقاعاً موسيقياً داخل القصيدة فضدالً عدن اإليقا الداليل الذ تادّيه هذه املفردة اليت تدخل النفي ةول ةقيقة مشس الراةل األنصار ّ .والنفي هنا رمز ،ولو رجعندا إىل كلمدة "ليست" يف اللغة العربية لوجدناها :ليس فعل ماضي جامد والتاء هي تاء التأنيث. ومن األمثلة األخرى اذا النو من التكرار قصديدة "مل يعدد مطلعُ األغنية مُبهجاً" .يقول الشاعر أديب كمال الددين يف املقطدع اخلامس من هذه القصيدة: سأحتاج إىل كلمةٍ ألصفَ غربيت وسأخترعها إ ْن مل أجدها. غربيت ليستْ هي البحر، فالبحرُ ،رغم وحشته وأكاذيبه وجمونه ،طيّبٌ 47
إذا روّضته أو روّضك. غربيت ،إذن ،بدأتْ يف الفرات وغابتْ مع مشسه اليت غابتْ .السابق)75 : ويقول يف املقطع الساد : غربيت هي غربةُ العارفني إذ كُذِّبوا أو عُذِّبوا. غربيت هي غربةُ الرأس يُحْملُ فوق الرماح من كربالء إىل كربالء. غربيت هي غربةُ اجلسرِ اخلشيبّ إذ جيرفه النهرُ بعيداً بعيداً. غربيت هي غربةُ اليد وهي ترجتفُ من اجلوعِ أو االرتباك، وغربةُ السمكِ إذ تصطاده سنّارةُ الباحثني عن التسلية، وغربةُ النقطة وهي تبحثُ عن حرفها الضائع، وغربةُ احلرف وهو يسقطُ من ف ِم السكّري أو فمِ الطاغية.
48
أحل الشاعر بکثافة علی تکرار مفردة "الغربة" يف نصّده .وقدد أسه" هذا التكرار يف صورة الغربة اليت تتحك" بالشاعر بكل أشكااا وصفاهتا ،وهتيمن علی أفکاره ومشاعره .إنّها غربة الروح واجلسدد وااجر وفقداّ الوطن احلبيب .فالشاعر يعاين االغتدراب باجلسدد والروح معاً بعد ما أىب العيش يف وطنه حتت ةك" الطغاة. يف قصيدة "صباح اخلري على طريقة شاريل شابلن" يقول: صباح اخلري أيّها الضحك. صباح اخلري أيّتها القهقهة، أيّتها السخرية، أيّتها السعادة، أيّتها الطفولة املتهرّئة، أيّها الفقر األسود، أيّها الغىن األبيض. صباح اخلري أيّتها الدموع، أيّها اجلوع، أيّها احلذاء املَسلوق، أيّتها البطالة، أيّتها املغامَرة، أيّتها املرأة اجلميلة املعشوقة، أيّها املُتشرّد العاشق. صباح اخلري يا أمريكا األعاجيب، أيّتها الرأمسالية البشعة، أيّتها الربوليتاريا الرثّة، 49
أيّتها احلريّة، أيّتها العبوديّة، أيّتها األثداء والسيقان، أيّها احلرمان .السابق)60 : يکرّر الشاعر يف هذا املقبو "صباح اخلري" 4مرّات بأسدلوب ساخر ،فالقصيدة تبدأ مبنادى وبتكرار خفيف يشبه إيقاظ ندائ" أو إيقاظ وجوه عديدة ،بعدها يستمر الشاعر أديب كمدال الددين يف تكرار املفردات يف ةالة مهسات شاعرية رائعة ميتزج فيهدا احلسدي واملعنو امتزاجاً عضوياً نابضاً بالتوهج اجلمايل ،فأسلوب النداء لده أمهية يف هذه القصيدة ،ةيث تأكيد االنتباه ولفت اهتمدام القدارئ خاصة وأّ املنادى هو كل أشكال السياسة والقهر واحلرماّ وبطريقة هزلية :طريقة شاريل شابلن عبدالرةي" أغا« ،مجاليدة التكدرار يف جمموعة الشاعر أديب كمال الدين "أقول احلرف وأعين أصابعي"»، دراسة منشورة يف موقع الشاعر). يف قصيدة "ةرف حيتضن نفْسه" يقول: دع القطار خيرجُ من س ّكتِه. دع املرأة تقول" :أحبّك" وهي تضعُ الكثريَ من األصباغِ املزيّفة على وجهها الذي أتعبه الزمن. دعْها تقول حتّى لو انتحرتْ يف آخر القصةِ البليدة. دع القصة البليدة تتك ّررُ كلّ يوم. 50
دع النافذة تنفتحُ بقوّة لترتبك الصورة العارية يف اهلواء. دع التلفون يرّن ويرّن دونَ أنْ تقلق. دع املطر يهطلُ بغزارة لتشرق الشمس ،بعدئذٍ ،بصخبٍ أصفر. دع الشبّان يصرخون يف الشارع والشابّات يلبسن الالشيء. دع الزمن ينهمرُ من نافذةِ العمر أو من نافذةِ الفندق والساعات تدفعُ بعضها بعضاً يف ازدحامٍ عجيب. دع املدينة تلهو وبرجها ينهارُ هبدوءٍ شيئاً فشيئاً. دع الطائرة تطريُ على ارتفاع ذراعٍ واحدٍ من األرض .السابق 96 :و)97 هنا تكرّرت مفردة د ) 11مرّة مادّية إيقاعاً موسيقياً داخدل القصيدة فضالً عن اإليقا الداليل الذ تادّيه هذه املفردة اليت تدل على ترك كل ما يرب ويقلق احلرف وهو ينام مثل يتي" طدرِدَ مدن امللجأ« :د األرض تعبث كما حيلو اا» .ويبدأ يف مجل فعلية بالفعل د ) ةيث الزمن يلعب ويلهو ويعبث ويطري كما حيلو له.
51
أكرار العبجرأ:
تكرار العبارة أو اجلملة هو تكرار يعكس األمهية الديت يوليهدا املتكل" ملضموّ تل اجلمل املكررة باعتبارها مفتاةاً لفه" املضموّ العام الذ يتوخّاه املتكل" ،إضافة إىل ما حتققه من تدوازّ هندسدي وعاطفي بني الكالم ومعناه؛ وربّما تكوّ هذه العبارة هي املرتكدز األسا الذ يقوم عليه البناء الداليل للنصّ فضالً عن املهمة النغمية اليت ياديها التكرار وهذا النو دده ةاضراً يف قصائد كثرية يف جتربة أديب الشعريّة. وحيتاج تكرار العبارة إىل مهارة ودقة حبيث يعرف الشاعر أيدن يضعه فيجيء يف مكانه الالئق وأّ تلمسه يد الشاعر تلد اللمسدة السحرية اليت تبعث احلياة يف الكلمات ،ألنه ميتل طبيعة خادعدة، فهو بسهولته وقدرته على ملء البيت وإةداث موسديقى ظاهريدة، يستطيع أّ يضلل الشاعر ويوقعه يف مزلق تعبري . وقد عمد الشاعر إلی هذا النو من التکرار يف قصيدة «إنّي أنا احلالج»: ال تقتربْ من ناري! من نا ِر قلبـي وسرّي، ......... .. ال تقتربْ! أخافُ عليكَ من الصلب وما بعد الصلب. أخافُ عليكَ ممّا ترى .............. .. 52
ال تقتربْ! أيّهذا احلرويفّ الذي يقترحُ احلرفَ امساً ................. ال تقتربْ! فلقد احترقتُ قبلكَ ألفَ مرّة وما ارعويت. ال تقتربْ! الج إنّي أنا احل ّ امسُكَ امسي ولوعتُكَ لوعيت ودمعتُكَ دمعيت وومهُكَ ومهي وصليبُكَ صليبـي .السابق)19 - 17 : فقد کرّر أديب کمال الدين "ال تقترب" يف هذه القصديدة مرّات ،لياكد فلسفة االةتراق واملوت. كذل يقول يف قصيدة "مثة خطأ": ()1 مثّة خطأ يف السرير ويف الطائرِ الذي حلّقَ فوقَ السرير ()2 مثّة خطأ يف األصابع 53
5
والشوق وحلظةِ العناق. مثّة خطأ يف اجلسد. ح اجلسد... أعين يف تفّا ِ ()3 مثّة خطأ يف الكأسِ واخلمرة ويف الرقصةِ والراقصة ()4 مثّة خطأ يف السرِّ والقربِ واملنفى وما بني الساقني. مثّة خطأ يف الطائرة ويف مقصورةِ الطيار والسنوات اليت انقرضتْ فجأةً دون سابق إنذار. مثّة خطأ يف البحر واجللوس قرب البحر ()5 مثّة خطأ يكرب وآخر يتناسل 54
()6 مثّة خطأ يف احلرفِ وآخر يف النقطة ويف ساعةِ الرم ِل أو ساعةِ الصخر ()7 وأخرياً وباختصارٍ سحريّ مثّة خطأ يشبهين متاماً مثلما يشبه البحر نفسه .السابق)7 - 10 : هنا تكرّرت عبارة مثة خطأ) 10مرّات ،ليأيت هدذا التكدرار لتقوية الصورة اليت تصف هذه األخطاء ومكاّ خطورهتا مثة خطدأ يف احلرف وآخر يف النقطة) ،ليأيت أخرياً وباختصار سحر ّ مثة خطأ يشبهين متاماً) .فالنصّ ال يعاجل خطأ واةداً وإمنا جمموعة أخطاء ،منها نشوة اخلمر ،ندزعة التع ّر ،املوت األمحر ،السنوات اليت تتسداقط من بني أصابع الشاعر ،وهروبه من منفى إىل آخر ،إىل آخر األخطاء اليت تكرب وتتناسل .ويالةظ أّ الشاعر قد عمد إىل أّ يدأيت ذدذه العبارة يف بداية املقاطع ليدل على اخلطر يف ارتكاب اخلطأ ،لتكدوّ القصيدة من القصائد اجلميلة يف اجملموعة. يعمل تكرار هذه الالزمة على ربط أجزاء القصيدة ومتاسدكها ضمن دائرة إيقاعية واةدة ،وكأهنا قالب فين متكامل يف نسق شعر ّ متناسق .يكشف هذا التكرار عن إمكانيات تعبريية وطاقات فنية تغين املعىن وجتعله أصيالً إذا استطا الشاعر أّ يسيطر عليه وأّ جييء يف 55
موضعه ،حبيث ياد خدمة فنية ثابتة على مستوى الدنص تعتمدد بشكل أساسي على الصدى أو الترديد ملا يريد الشاعر أّ ياكد عليه أو يكشف عنه بشكل يبتعد به عن النمطية األسلوبية .ففي قصديدة ساال مسدود) يقول: ()1 كيف متّ أنتَ الذي كانت احلياة كأسكَ املفضل ()2 كيف متّ أنت الذي اقترحتَ للعيد فجراً وأرجوحة. ()3 كيف متّ ي ليلٍ هبيمٍ سقطتَ كنجمةٍ تائهة؟ بأ ّ ()4 كيف متَّ، يا فراتَ الروح وسينما الطفولة ومقهى احللم، الذعاً مثل كأس عرقٍ مغشوش يف مشسِ آب؟ 56
كيف متَّ ،إذن، وتركتَ جثّتكَ مرتعاً للطيورِ والكالب؟ السابق 58 :و)59 وهكذا يتواىل تكرار عبارة كيف متّ) يف القصيدة ويف بدايدة كل مقطع من مقاطع القصيدة األربعة .وهذا التكرار االسدتفهامي نسج منه الشاعر أديب جتربته الشعريّة ،فصار االستفهام هو احملدور اذا النصّ ولعل االستعانة باألسئلة وصيغ االستفهام خاصية بددأت تربز بشكل ملفت للنظر يف قصائده. ويف قصيدة واةدة هي العودة من البئر) ميكننا إةصاء أكثر من عشرة أسطر تبدأ بد ملاذا؟) وهي صيغة االستفهام تدأيت أةيانداً صادمة للقارئ وتثريه ،لكنها يف األغلب تدأيت كمخدرج متعددد احلاالت ،وهذا هو سرّ مهنة أديب: ملاذا تركتهم يلقونين يف البئر؟ ملاذا تركتهم ميزّقون قميصي؟ ملاذا مل تقلْ أيّ شيء؟ السابق)13 : وهي تتحدث عن غدر إخوة يوسف وعن معاناتده ،ويكدرّر الشاعر ملاذا ...وملاذا سكت يعقوب عن كل هذا الظل". وأخريا ال يفوتنا أّ نشري إلی أّ ما مييّز التکرار يف نتاج أديدب کمال الدين ويضفي عليه مجالية خاصة هو تكرار اللفظة يف أوائدل األبيات: أنا النقطة أنا بري ُق سيف األصلع البطني 57
أنا خرافةُ الثورات وثورات اخلرافة أنا معىن الالمعىن وجدوى الالجدوى أنا دم أخذته السماء ومل تعطه األرض أنا بقية من ال بقية له( .النقطة)14 : *** كانت النقطةُ دمَ اجلمال دمَ املراهقة دمَ اللذة دمَ السكاكني دمَ الدموع دمَ اخلرافة دمَ الطائر املذبوح. كانت النقطة دمي أنا متثال الشمع( .السابق)21 : *** وا أسفاه يا حرويف الغامضات وا أسفاه يا نسائي الضائعات وا أسفاه يا أقنعيت اليت ال تكفّ عن فضحي وا أسفاه يا سنيين اليت تالحق بعضها بعضاً دونَ معىن أو بعض معىن وا أسفاه يا عُريي الذي أحاط يب كما حييطُ اجلنودُ برج ٍل أعزل( .السابق)23 : *** 58
من أن ِ ت حتّى أكتب إليكِ إلياذيت املعاصرة؟ اكشفي عن أنانيتك حتّى أريكِ يتمي. واكشفي يل عن خبلك حتّى أريكِ خنليت. واكشفي يل عن غموضكِ ومؤامراتك حتّى أريكِ وضوحي وسذاجيت. واكشفي يل عن موتك حتّى أريكِ قياميت! السابق)23 :
59
الفصل اخلامس
التواصل بالرموز (احلروف) ودالالتها
61
الرموا:
يُعدُّ الرمز من أه ّ" وسائل تشکيل الصورة الشعريّة؛ السديّما يف العصر احلديث .و«الرمز مبفهومه الشامل هو :ما ميکن أّ حيل حمدل شيءٍ آخر يف الداللة عليه ،ليس بطريقة املطابقة التامّة وإنّما باإلحياء، أو بوجود عالقة عرضيّة ،أو عالقةٍ متعدارفٍ عليهدا» سدليماّ، 1987م.)32 : أصبحت للرموز بکافة مستوياهتا أمهية قصوی للشاعر ،حبيدث غدا استدعاء الرموز أمراً يثر املضموّ الشعر ّ ،ويکشدف عدن املعاين اليت يصعب احلديث عنها بطريقة مباشرة .معطيات الرمز عامل ماثر يف إغناء الصورة ويف رفد أبعادها آفاقداً جديددةً ومتنوعدةً، وکذل فإّ وجود الرمز يستحضر معه مفردات خاصة بهِ ،وهدذه املفردات تاد إلی ختصيب الصورة وإغناء مناخاهتا. مل يکن هذا االجتاه الرمز جديداً يف الشعر العربدي ،وإنّمدا سار الشعراء العراقيوّ علی خُطی إخواهن" العرب يف التعبير عمّدا مل يستطيعوا أّ يبوةوا به ،فالظروف الصعبة الديت عداش يف کنفهدا العراقيوّ ةدت ذ" إىل اإلجتاه إلی لغة الرمدز ومواصدلة النضدال الشعر ّ ،ألّ التصريح باألفکار واألةاسيس الکامنة ربّمدا تقدود صاةبها إلی االعتقال أو السجن أو القتل .واذا السبب جلأ الکثيدر من شعراء العراق إلی الرمزية واالستعانة بالتراث .وقد هنلدت لغدة 63
الشاعر أديب کمال الدين کثيراً من خصوبة التراث ورمدوزه فدی مسيرهتا اإلبداعية ،وإنّه -أ الشاعر -کاّ فعاليّة ثقافية ،تتحدرك بقوة يف ةقول اإلبدا الشعر ّ لتواصل اکتشافها ملناطق جديدة يف الشعر والکتابة وإقامة تل اجلسور اجملدولة بعمق بين مناطق اإلبدا والذوق السلي" واخليال الواسع والعواطف اجلياشة. رماية الحروف:
ال يُذكر اس" الشاعر أديب كمال الدين إال وذكدرت معده احلروف اليت أصبحت لقبه وبصمته اخلاصدة يف املشدهد الشدعر ّ العراقي والعربدي على ةد سواء ،ومل يكن ذل وليد الصددفة ومل يتكرّر عشوائياً يف منجزه الشعر ّ بل كاّ مشروعا ةروفّياً) جدادّاً وضع القارئ أمام جتربة فريدة من نوعها من ةيث الوسيلة التعبرييدة عن ثيمة النص الشعر ّ الذ ياول رؤاه من خالل احلرف) الدذ مل يكن وسيلة الوصول إىل الغاية بل كاّ الوسيلة والغاية معاً .يشكل احلرف حبدّ ذاته هاجساً شعرّياً مركزياً بالنسبة لتجربة الشاعر أديب كمال الدين .ومبدئياً تتمثل احلروفيّات) بالنسبة إليده كددالالت زاخرة باملعاين ،وكمشرو مكثف الستقراء اجلذور التكوينية لكياّ اللغة .فاحلرف الذ يشتغل) عليه الشاعر ال يفضي بنا إىل إةاالت موضوعية مشتركة مبعىن أّ تعميدق دالالت احلدرف بالنسدبة إىل املعامل الوجداين) الذ اختطه الشاعر بقصدية أو شبه قصددية ال يبلغنا استعماالته بذات املوضعية أو بذات التلقي الذ يوزّ احلرف فينا تأثريه ،ومعناه واستخدامه التداويل ،بل يتخذ احلدرف) غالبداً دالالت مزدوجة حتتمل التعددية يف القراءة وبدالطبع التعدديدة يف 64
مستويات التأويل وبإمكاننا تأشري التجربة احلروفيّة) للشاعر أديدب كمال الدين مبدئياً باملستويات اآلتية: -1املستوى الشكلي الستثمار عطاء احلرف. -2املستوى الصويف) الستثمار عطاء احلرف. -3املستوى الشخصاين) االعتباطي الستثمار عطاء احلرف. -4مستويات أخرى تعتمد الترابط الوظيفي) واالسدتخدام الرباغمايت) .للحرف كأداة فنية بديلة خاصة بتحريد الرؤى اجلمالية للشاعر وهي تسداه" غالبداً بدااراف دالالت احلرف عن سياقه الشعر ّ املطلدوب مدري ، «استكناه دالالت عطاء احلرف/قراءة مجالية يف قصدائد نوّ) للشاعر أديب كمال الدين» ،مقال منشور يف موقع الشاعر). اختذ أديب کمال الدين من احلروف وسيلة تعبري عدن احليداة بشاوهنا وشجوهنا املختلفة ،ووهبها ما جتود به انفعاالته وأةاسيسده وأخيلته ،فتفرّد ذا وصارت دالةً من دوال شعره .فأديب هو الشاعر احلرويف الذ َوجَد يف ةروف اللغة العربية ويف النقطة غزارةَ أسرارٍ ومكامنَ شعريّة هائلة ،فقد استطا خلق شعريّته اخلاصة من جهدة التعامل الدؤوب مع احلرف والنقطة ةتّى أنسن احلدرف وأنسدن النقطة .لو نظرنا مثالً يف نصّ جاء نوح ومضى): ستموت اآلن. أعرفُ ،يا صديقي احلرف ،أنّكَ ستموت اآلن. مل تعدْ نقطتكَ األنقى من ندى الوردة تتحمّل كلّ هذا العذاب السحريّ 65
والكمائن وسط الظالم والوحدة ذات السياط السبعة .أربعوّ قصيدة عن احلرف)7 : ففي هذا املقطع نرى بأنه قد انبىن علدى شخصدنة احلدرف يا صديقي احلرف) .الشاعر يعترب احلرف صديقاً له فأخذ خيطابده كأنّه يسمع ويعي ما يُقال له؛ ففي أكثر نصوص أديب نراه حيدرص على تشخيص احلرف وخطابه وفقاً لدرؤاه الديت يريدد اإلفضداء إليها. جتربة الشاعر أديب كمال الدين الشعريّة متتاز بالريادة واالبتكار على املستويني املنهجي والفين .فهو الشاعر الوةيد الدذ وظدف احلرف واستثمر جوانبه املتعددة؛ ةيث حتوّل احلرف لديه من جمدرد عملية شخصنة إىل أسطورة ختالط الواقع ةتّى يصعب على مسدتوى الفرز الداليل أّ تكتشف أيّهما الواقع وأيّهما اخليال. نع" ،انفرد أديب كمال الدين بتجربتده الشدعريّة احلروفيّدة وأخلص اا يف مشروعه احليايت إذ نراه يقول: يف كينونيت أعين يف ارتباكي الكبري مثّة حرف ومثّة نقطة .شجرة احلروف)88 : ال ميكن ختيّل احلرف والنقطة مبعزل عن الشاعر ،فهما يرتبطاّ به ارتباطاً عضوياً وال ينفصالّ عنه ،فال كياّ اما بدونه ،وهو مدا يعين أّ جتربة الشاعر مل تستقِ من املوضو بل تنبع من الذات كثراء، 66
كخصب ،كعطاء ،عرب شجرة غضة يانعة ،ناضجة مثارها جيتثها مدن قلبه لينري ذا العامل. إّ القانوّ الذ غالباً ما يتحك" يف استعمال أديدب كمدال الدين للحروف يتمثل يف اشتقاق معىن احلرف من كلمة يكوّ جزءاً منها ذل احلرف ،يقول: وصديقٌ طيّبٌ ينكرُ على اهلل أ ْن يقولَ للشيء كُنْ فيكون.... سينهضُ يف آخر الليل وهو ينکرُ أنّ اهلل هو الذي خلق الکافَ والنون .احلرف والغراب)23-25 : فخلق "الکاف" و"النوّ" تدل علی الکوّ وهنا يتناص الشاعر مع اآلية الشريفة «کن فيکوّ» واليت وردت يف أکثر من آية قرآنية. وأيضاً يقول: اجْت َمعَتِ احلَاءُ بالبَا ِء فكَانَ ال َكوْنُ! نوّ)64 : "احلاء" و"الباء" ةرفاّ خافتاّ ومتعاكساّ شفو وةلقي)، واما معىن عاطفي مضمونه ةبّ) ،وهذه أصغر مفردة ذات معدىن تدل علی أكرب مشاعر إنسانية فريدة .فريمز الشاعر يف هذا املقتدبس حبريف "احلاء" و"الباء" إلی "احلبّ" الذ يراه سبباً يف خلق الكدوّ. ومن قبيل قوله: يف حاءِ حبّكِ اليت وسعتْ كلَّ شيء وُلِدت الباءُ بريئةً كدمعة .السابق)28 : 67
الحج :
يستخدم الشاعر احلروف اليت تنسج" رمزياً مع احلالة النفسدية اليت يعيشها؛ ولعل أكثر تل احلروف داةاً يف أستخدامها كمعادل ترميز للحالة اليت يعيشها الشاعر هو ةرف احلاء): يف الليلةِ األربعني سقطتْ صيحيت فجمعتُ زجاجَها بلساين اجلريح. كانت الصيحةُ مرسومةً باحلاء، كانت الصيحةُ طفولّيةً كاملاء ...النقطة)6 : لقد استخدم الشاعر ةرف احلاء) يف هذا املقطع الصغري مخس مرات ألّ احلاء) هو احلرف الذ عندما نلفظه ال يتجه إىل خارج الف" بقدر مايتجه إىل الداخل ،وإىل ةيث موقع القلب) وهذا األمر يتحقق يف ةاليت الوجع الذ يسبب الصيحة) أو احلدبّ) الدذ يفقد القلب اإلنساين هدوءه واستقراره ألّ هاتني احلالتني اإلنسانيتني حمكومتاّ بذل االةتراق الذ يكوّ داخل اإلنساّ ةاضنته. ويری الشاعر ةرف "احلاء" يف معترك احلياة جمرد ةل" ورماد: حاءُ احلياةِ حلمٌ ورماد وتاؤها أملٌ ونومٌ ونسيان .احلاء)50 : ولعل هذا احلرف يدل علی احلرية أيضاً فقد اةتدار الشداعر احلرويف من تعدّد دالالت احلاء ،فتارةً يراها راقصة أسطورية وتدارةً توابيت عارية وتارةً أخری يراها ذهباً ومجرًا ودموعاً وسکاکني: 68
عجبَ احلرويفّ من هذه احلاء فلقد رآها مرّةً راقصةً أسطوريّة ومرّةً رآها توابيت عارية ومرّةً رآها ذهباً ومجراً ودموعاً وسكاكني. فاحتار. قيل له :اخت ْر هلذه احلاء كلمةً واحدة وال تزدْ. فقال :حا ُء احلياة... ومات .السابق)56 : بالرغ" من تعدديّة املعاين والدالالت اليت يدل عليها ةرف احلاء إال أّ الشاعر إذا أراد أّ يلخّص هذه الدالالت بکلمة واةدة فهدي احلياة .وکثرياً ما تلتقي ةاء احلياة حباء احلل": فتّشت بعينني دامعتني عن حاء احللم، فتّشت أوراقَ قصائدي القدمية، مل أجدْ إ ّال حاء نوح وحاء احلرمان وحاء احلرب وحاء احلنني .رقصة احلرف األخرية)47 : والشاعر يف حبثه عن ةاء احلل" اليت حتتو علی مجيع احلداءات مل جيد منها سوی ةاء نوح وةاء احلرماّ وةداء احلدرب وةداء احلنني .فالشاعر مل يصل متاماً إلی سرّ احلياة ةاء احلل") بل اقتدرب 69
قليالً إلی روح األمل واملثابرة والنجاح ةاء نوح) مع شديء مدن اليأ واحلرماّ واألذی واحلنني؛ لکنّ الشاعر نسی أّ يبحث عدن احلبّ الذ ميکن له أّ يساعده کثرياً يف رةلته: يف حبثي اجملنون عن حاء نوح وحاء احلرمان وحاء احلرب وحاء احلنني، نسيتُ أنْ أحبثَ عن حاء احلبّ .السابق)51 : ولعل الشاعر تعمّد يف تناسي هذا احلرف لدسباب التالية: حاءُ احلبّ أكثر احلاءاتِ َشعْوذة، هكذا قالَ يل الصحفيون. حاءُ احلبّ أكثرُ احلاءاتِ التباساً وغموضا وهرطقة، هكذا قالَ يل املؤرّخون. حاءُ احلبّ أكثرُ احلاءاتِ َمبْعثاً للضحكِ والفكاهةِ والسخرية، هكذا قالَ يل احلشّاشون. لكنّ قلبـي قال: حاءُ احلبّ أكثرُ احلاءاتِ َمبْعثاً للجنـون .رقصدة احلدرف األخرية 51 :و)52
70
البج :
ةرف الباء) سرّ الوجود ،لكونه ينبع من فكرة تلخيص القرآّ الكرمي بسورة الفاحتة ،والفاحتة بالبسملة ،والبسملة بالبداء ،والبداء بالنقطة ،فهي بالتايل «رمز للتعني األول ،الذ يشكل وسدطاً بدني الواةد والكثري .أما نقطة الباء فتشري إىل وجود العامل أ املوجودات. ووقوعها حتت الباء متثيل لتبعية املوجودات للتعني األول .وهي رمدز اإلنساّ الكامل عند الصوفيّة» احلکي"1981 ،م .)181 :اذا جاءت الباء) لدى الشاعر اا شكل املاء) ،فكانت تعبرياً عن دميومة احلياة يف قصيدة أنثى املعىن): الباءُ دعاءٌ سريّ أسكنتُ خمارجه قليب حتّى مات القلبُ بدائرةِ الباءْ. والباءُ هلا شكلُ املاء .أخبار املعنی)23 : وهي اا شكل الكاف ،وأوعية الالم/واا دائرة املي" احلمدراء، ونوّ اخلالق): البا ُء هلا شكلُ األلفِ املذعورْ، شكلُ التاءِ املمتدّةِ ما بني الالشيء، شكلُ اجليمِ اجملنونةِ باجلنّة واجلنّْ. وهلا هاءُ مهومي، واو وعودي، حاءُ حنيين، طا ُء طيوري، ياءُ دعائي. 71
ف وأوعية الالم البا ُء هلا شكلُ الكا ِ وهلا دائرةُ امليمِ احلمراء ونون اخلالقْ .أخبار املعنی)24 : ةيث يصل ذا إىل مرةلة الفناء يف قصيدة باء املعىن) ةينمدا يقول: يف باءِ ال ِقبْلةِ قرب حروف الذهب األعلى.. أم يف باء خرابـي حيث املوت له عينان؟ األعمال الشعريّة الکاملة)166 : و الباء) ةرف معذَّب عند الشاعر يبحث عن لذائذه اليت فقدها يف العامل اآلخر .ويف النصّ التايل يتحدّث الشاعر عن ةرف "البداء" الذ يسمّيه أهل العل" باحلرف الكاشف! يقول أديب كمال الدين يف قصيدته "أنثى املعىن": البا ُء هلا شكلُ األنثى، شكلُ احللمِ السريّ وضوضاء األمطار .السابق)21 : يف هذا النص جعل من الباء داالً على اجلانب األنثو مدن روح الوجود .فالباء طاقة أنثوية مطلة على املكنوّ .يقول العلدو «ليسدت نقطة الباء أيّة نقطة كانت بل هي باء البسملة ،فهي نقطة اا موقدع دال وكينوين ولو سقطت الختل نظام البسملة »..العلو 1997 ،م.)105 : ولعل مَن تأمّل باء بس" اهلل) كانت نظرة الفراهيد لفحولدة الباء من جهة اجلنس عندما ذكر يف معناه إنّها الرجل الكثري اجلما ) السابق:)105 : 72
هل أبيع حبـي؟ قد فعلتُ. ومَن اشتراه؟ اشترته النساءُ الاليت ال حاء يف بائهنّ وال باء يف حائهنّ .النقطة)37 : فإذا تأولنا هنا الباء بالداللة اليت ذكرهدا الفراهيدد كثدرة اجلما ) واحلاء باحلناّ ،تكوّ الداللة اليت فككت إليها الكلمة هدي انكسار صور الكمال الغائب وغياب أةدد املكملدتني احلنداّ أو اجلما .ةسني2007 ،م ،ص.)196 النو :
ومن أکثر احلروف توظيفاً يف شعر أديب کمدال الددين هدي "النوّ" .فهي متثل الدالة األكثر خصوبة يف ةروفيّة الشاعر لقدرهتا على التشتت والتشظي واالنفجار وتكوين جمرّات جديدة .والصفات اخلاصة حلرف النوّ تاهله ألّ يكوّ موضوعاً شعريّاً أو خملوقا ألسدنياً لديده أسراره ومناقبه .ولذل ميكن أّ حيتمل ألعابنا اللغوية وأخيلتنا بنقطتده وبدائرته املفتوةة ،بصورته األصلية اليت كانت عمياء من غدري تنقديط. واألمثلة على ذل ال تُعدّ وال تُحصى .يقول يف قصيدة قاف): صرتُ أرى نونَكِ من غريِ نقطةٍ فأبكي .نوّ)13 : ةرف "النوّ" يف شعر أديب يرمز إلی الکوّ ،ونقطتها ترمدز إلی الشاعر ،وأةياناً يرمز هذا احلرف إلی سفينة نوح ونقطتها إلدی 73
النبدي نوح ،وأةياناً ترتبط بالنبدي يونس وقصة احلوت املعروفدة. أما الشاعر نفسه فيقول عن معنی هذا احلرف: النون هي النون فال تضعوا علی لساين کلمات مل أقلها وال حروفًا مل أعرفْ سرّها وجنواها .شجرة احلروف)107 : إّ احلرف كدال رمز ّ وضع أمدام أديدب كمدال الددين مساةات شاسعة ليتحرّك عليها خبفة ،ومرونة ،وقدرة علدى مدلء فراغات تل املساةات أكثر بكثري ممن مدوا بالكاد واةداً أو اكثر من تل الفراغات .لقد عرف أديب كيف يستثمر فضاء احلدروف لصاحل احلدث ،وةركاهتا لصاحل فعله الشعر ّ املتضمن على قدر وافر من الدراما فجعل جتربته كلها وقفاً على احلروفيّة ،وعلى السري ذديها ةتّى هناية الطريق من دوّ أّ مينح نفسه فرصة للتوقف ،واسدتعادة األنفا ،واكتشاف مساةات أخرى لتجارب ما بعد احلروفيّة. النةطة ودالالأهج:
تُحيل "النقطة" أو التنقيط على عالمة الوش" كأّ يتّخدذ لده البياض باليدد أو السداق أو الوجده أو ال َورَقدة أشدكاالً .وألّ النقطة/النقاط سَوَادٌ يف العادة مقابل البياض أو ما يُقارب البياض فهي أشبه ما يكوّ باملوجود الدال على وجود ةينما يظهدر ويتشدكل ويشتغل عالمَةً وداللةً وامكانًا ملعىن رمز ّ مُحتجب يستدعي ناظره أو قارئه .كما يُراد بالنقطة يف االشتغال العالميّ والداليل احلدرويف 74
اإلشارة إىل املاتَلِف واملختلف بني احلروف ،بضُروب من التحويدل والتكثري ،كالباء والتاء والثاء أو احلاء واجلي" أو الفاء والقاف. إّ النقطة باملنظور احلرويف العريبّ القائ" على الداللة العِرفانيّدة التشكيليّة الرمزيّة اإلحيائيّة ،هو احلضور رغ" ضآلته وصفته العارضدة داخل دفْق احلركة يف انسيال الوجود أو انسيابه .لدذل نددزعت الكتابة يف قصائد "النقطة" ألديب كمال الدّين إىل انتدهاج سدبيل "احملاولة" تليها حماولة بل حماوالت الستحالة ةصر النقطة يف نظدام تدليليّ واةد ،إذ يتحك" سِياق االستخدام يف كدل مدن الظهدور العالميّ واألداء الداليل بلحظاتٍ وجهود كاتبة خمتلفة .الکديالين، احلَرف والطيف :عامل أديب كمال الدّين الشعر ّ ،کتاب الکتروين .)2010 تشكل النقطة عند أديب کمال الدين موضوعاً أو ةرفاً أثرياً له داللة سرية وسرمدية فهي ليست صفراً أو شيئاً مهمالً ال معىن له بل له دالالت عديدة ،ففي قصيدة "خطاب األلف" من جمموعته نوّ) يصف النقطة بأهنا سيّدة) و ةبّ) و أعجوبة) و دم) و هدروب) و جنية) و خبور) و غموض) و آه) و خروج) و عبث) و دمعدة) و دمة) و مفاجأة) و صومعة) و ذهب) و ةرب) و طعنة) و مالك) و مل مشعوذ) و سطح) و عقل) و رمدز) و غيمدة) و دفقدة) و تلطيف) و ةل") و ربيع). إنّه يعيش إشكالية التعبري عن سر احلرف وبالذات سر معىن النقطة مع أهنا اختصار لكينونة الوجود ،لكوهنا رمز اإلنساّ الكامدل) عندد املتصوّفة ،واإلنساّ الكامل هو اجلامع جلميع العوامل اإلايدة والكونيدة الكلية واجلزئية؛ فالنقطة ذذا مركز املعىن وسره ،ألهنا مركز العامل الدذ 75
رمزه الباب) يف قصيدة إله املعىن) من جمموعته أخبار املعىن: دعْ يل الباء وال تأخذها فلعلّي ألقى نقطتَها ذاتَ صباح أو ذاتَ مساء فأقومُ من القربِ إهلاً أبعثُ يف جسدي الروح! األعمال الشعريّة الکاملة)172 : فالباء رمز السرمدية واخللود الذ كاّ كلكامش) يبحث عنه يف باء املعىن) ةيث كاّ كلكامش) هذا يسأل كاألعمى عن معىن الباء ،وألّ األعمى ال يرى وإمنا يلمس ويتحسدس األشدياء فإنده بالتأكيد لن يرى النقطة ،ألهنا أصبحت ريشة بالنسبة إىل جسدده يف قصيدة باء املعىن) فغدت مركز العقل وةركتده ومركدز ةركدة الوجود وحمور األرض فهي كاللوغو عند الفالسفة .اجلنابددي، «قراءة يف جمموعة نوّ) للشاعر أديب كمال الدين/النقطدة سدرّ املعىن» ،مقال منشور يف موقع الشاعر). احلرف داللة مفتوةة والنقطة عالمة مكملة له؛ فهي بعض من احلرف أو ضلع فيه: قالت النقطة: أيّهذا املُعذَّب أنا بعضٌ منك! ضحك احلرفُ وقال: أيّهذي املُعذَّبة أنتِ بعضٌ منّي! ما قبل احلرف ..ما بعد النقطة 63 :و.)64 76
لقد افتتح الشاعر أديب كمال الدين ديواّ "نوّ" بإهداء قدال فيه« :إىل نقطيت وهاليل مبناسبة استمرار ةّياً ةتّى اآلّ» .وهدو اإلهداء الذ يوضح لنا عميق الصلة واحملبة اجلامعدة بدني الشداعر ونقطته .حيمل کمال الدين نقطته إىل املنايف ،وقد قرّر أّ حيوّل هذه النقطة اليت ال متثل وطناً وال وجوداً إال يف وجداّ الشداعر ،لتصدري وطناً يف خمياله ،مث لتصري جتربة شعريّة عريضة لشاعر اختار أّ يعمدل فيها ذدوء مثل اات يف مشغله القصيّ: حبيبيت أيّتها النقطة أيّتها احلمامة أيّتها الصخرةُ املُلقاةُ على حافةِ النهر.... أيّتها الدمعةُ اللؤلؤة كيفَ أج ُدكِ الليلة؟ شجرة احلروف)92 : ومل يكن الشاعر ،من بني جمايليه ،غري صورة الذات الددؤوب على اجتراح طريق الشعر ،ةني اختار ةروفيّته اخلاصة منكّباً علدى معاجلة احلرف بأبعاده الثالثة ،يف اللغة والداللة واملرموزات اليت حتمل رسالته املعرفية. أصدر أديب ديواناً عنوانه :النقطة) وقد ض"ّ ثالثني قصيدة :سدتاً منها محلت عنواّ النقطة وهي :حماولة يف أنا النقطدة ،وحماولدة يف دم النقطة ،وحماولة يف ساال النقطة ،وحماولة يف دخول النقطة ،وحماولدة يف ةقيقة النقطة ،وحماولة يف فرح النقطة .وهذه القصائد حبدّ ذاهتا تشكل، إذا جُمِعت سوية ،مدخالً رةباً إىل عامل الديواّ .جيعل الشداعر مدن النقطة يف هذا الديواّ بارة تتجمع فيها كل األشياء والرمدوز واملعداين 77
والدالالت .ففي قصيدة (حماولة يف أنا النقطة) املنشورة يف ديوان النقطة، يستهل الشاعر قصيدته باإلفصاح عن املتكلم: أنا النقطة أنا بري ُق سيفِ األصلع البطني. فيلفت انتباه القارئ للعودة اىل مرجعياته الدينية والتأرخيية: أنا النقطة أنا بري ُق سيفِ األصلع البطني أنا خرافةُ الثوراتِ وثورات اخلرافة أنا معىن الالمعىن وجدوى الالجدوى أنا دم أخذته السماءُ ومل تعطه األرض أنا بقيةُ مَن ال بقية له أنا الفرات قتيالً ودجلة مدججة باإلمث أنا ألف جريح ونون فتحتْ لبّها ملَن هبّ ودبّ( .النقطة)14 : نالحظ أنّ الشاعر جعل النقطة بريقاً للسيف ودماً وكياناً بشريًا مثّ جعلها الفرات ودجلة وألفًا جرحيًا وحرف نون ال يددر سدرهه سوى العارف .مثّ يعطي للنقطة بُعدَ اإلنسان الذي يسع العامل: يف احتوى العاملُ األكرب. َّ وهي الزمن املتمرّد: يف جتمهر املاضي َّ وخرجَ باجتاه املستقبلِ يف مظاهرةٍ حاشدة( .السابق) 78
والنقطة هي فيلسوف حبثَ عن احلقيقة ووجدها: أنا النقطة عرفتُ احلقيقةَ وعجنتُها بيدي .السابق) ويستمر هذا اخلطاب األنو ّ) 15مرّة ،فكلما أردتَ أّ تكوّّ صورة اذه النقطة فاجأك الشاعر بصورة أخرى جتعل يف ةرية من أمرك وهي ةرية مدهشة ،فالنقطة ترتد النظدارات وتتخدذ دور العارف بالنا الذين يبدوّ عراةً وةقائقه" مكشوفة .لكنّ األكثدر إدهاشاً أهنا هتاج" احلروف يف مواجهة ساخنة وساخرة يف آّ واةد: أنا النقطة أنا مَن يهجوكم مجيعاً أيّتها احلروف امليّتة. سأهجو نفاقَكم وسخفَكم، سأهجو أكاذيبكم وترّهاتكم وكفاحَكم من أجلِ األفخاذِ والسـياطِ وكـؤوس العـرق. السابق)16 :
79
الفصل الرابع
التناص القرآني
81
مفهوم الأنجر:
التناص مصدر للفعل تناصر ،وتناصر القوم تزامحوا ابن منظور، لساّ العرب :مادة نصص) وهذا املصدر بصيغته الصرفية هذه ،يدل على املفاعلة ،ومل يظهر التناص بوصفه مصطلحاً نقددياً يف النقدد العربدي إال مع مرةلة الترمجة للفكر الغربدي احلدديث ،ولكدن التناص مصطلح ةديث لظاهرةٍ قدمية ،أدرك بعض جوانبدها النقدد العربدي القدمي. أما يف تراثنا النقد فقد وردت مصطلحات كثرية اا عالقة ما مبصطلح التناص كالتضمني والسرقة وغريها .واذا فإّ التناص ظاهرة كانت مُدرَكة يف الشعر العربدي ولكنها مل تتبلور منهجاً شامالً ،بل إّ ذل كاّ إدراكاً لبعض خواص التناص ،ولكنها ليست التنداص كما هو اليوم ،ميثل منهجاً شامالً ،تأسس على خلفيدات معرفيدة؛ فلسفية ولسانية ونفسية ،اذا تظل املرجعية اذا املفهدوم مرجعيدة غربية ،وإذا قلنا غري هذا دخلنا دائرة التعصب اليت تاد إىل التعصب ذاته. وأول ما ظهر مصطلح التناص ،ظهدر مدع الباةثده جوليدا كرستيفا يف كتاباهتا اليت نُشرت يف جملة تل كل وجملدة كرتد ويف كتاذا نص الرواية ويف تقدميها لكتاب دستويوفسدكي) لبداختني ادينو1998 ،م )6-65 :وتقرُّ كرستيفا أّ الفضل يعود لباختني من 83
خالل طرةه ملفهوم التناص الذ مل يظهر صراةةً يف كتاباته ولكنه يكمن يف مفهومه للحوارية ةسين1999 ،م .)242 :كمدا تعدود بالفضل أيضاً إىل دوسوسري يف طرةها مفهوم التصحيفية املسدتوةى من تصحيفات سوسري ،والتصحيفية تعين :امتصاص نصوص متعددة إىل داخل النص الشعر ّ مشكلةً فضاءً نصياً متداخالً كرستيفا ،عل" النص ،ص )78هو عبارة عن هدم النصوص األخرى وإعادة بنائهدا، إّ هدم وامتصاص النصوص األخرى جيعل النصّ ينتج داخل ةركة معقدة ،هي ةركة إثبات ونفي للنص اآلخدر يف الوقدت نفسده. السابق.)79-78 : إّ التناص هو إعادة توزيع النص للغة ،والنص هو ةقل إعدادة التوزيع ،أ أنه املركز الذ تدور النصوص وأشدالء النصدوص يف فلكه ،فيحدث التفكي ،واالنبناء وال خيتلف هذا املفهوم كثرياً عن مفهوم كرستيفا للنفي واإلثبات ،ويقول بارت« :كل نص هو تناص والنصوص األخرى تتراءى فيه مبستويات متفاوتة وبأشكال ليسدت عصيّة على الفه" بطريقة أو بأخرى إذ نتعرف نصوص الثقافة السالفة واحلالية :فكل نصّ ليس إال نسيجاً جديداً من استشهادات سدابقة» بارت1998 ،م ،)42 :وتعرض هذه االستشهادات موزعدة :قطدع ومدونات وصيغ ومناذج إيقاعية ونبدذ مدن الكدالم االجتمداعي السابق ،)42 :والتناص جمال عام للصديغ وهدذه الصديغ هدي استجالبات ال شعورية عفوية وليست حماكاة إرادية مقصودة متدنح النص اإلنتاجية وليس إعادة اإلنتاج .السابق)42 :
84
الأنجر الةرآني:
يُعدّ النص القرآين مصدراً ثرّاً من مصادر اإلاام الشعر ّ الدذ يفيء إليه الشعراء ،يستلهمونه ،ويقتبسوّ منه علی مستوی الداللدة والرؤية أو علی مستوی التشکيل والصياغة. ويبدو أّ التناص مع آيات القرآّ الکرمي قد أخذ جماالً واسدعاً يف شعر أديب کمال الدين .ولعل اهتمام الشعراء وکلفه" باستدعاء النصوص القرآنية والتناص معه «ملا ميثله القرآّ الکرمي من ثراء وعطاء متجددين للفکر والشعور ،فضالً عن تعلق ثقافة الشعراء املعاصرين به تأثرًا وفهمًا واقتباساً» جربو 2004 ،م.)134 : ذل أّ استحضار اخلطاب الديين يف اخلطاب الشعر ّ املعاصدر، يعنی إعطاء مصداقية ومتيّز لدالالت النصوص الشعريّة ،انطالقداً مدن مصداقية اخلطاب القرآين ،وقداسته وإعجازه .واذا کاّ الشاعر يقتدبس من القرآّ بعض ألفاظه وتراکيبه ،أو يغترف من نبع معاين القرآّ مجلدة أو يضمّن شعره أثراً من روح القرآّ ووةيه ،فإّ ذل کله أو بعضَده، يظهر جبالء ةيناً وبشيء من اخلفاء الفين أةياناً ،من خدالل أشدکال متناصية واضحة مع القرآّ کاشفاً يف هذا أو ذاك أبعاداً داللية متنوعدة. والبدّ للقارئ بالطبع من أّ ميّر عرب السياق القرآين للوصول إلی الداللة النصية ،ال أّ يبقی متعلقاً بالنص القرآين دوّ أّ يفطن إلی أنده مدرآة تنعکس عليها أشعة الداللة النصية لإلشارة إلی الواقدع .إّ االسدتعانة بالنص القرآين يف البناء الشعر ّ ،ال يعنی عند هاالء أکثر مدن توکيدد الداللة الشعريّة للوصول إلی املعنی املرکز ،وهو ما يقابله االستشهاد يف النثر ،لکنه يف الشعر أکثر ترکيزاً وکثافة ،وفيه تصرّف ،ولو طفيدف، بالنص القرآين ليتساوق والنص الشعر ّ .جابر2007 ،م.)1087 : 85
إّ ظهور التناص يف شعر أديب کمال الدين يدل علی ثقافدة مشولية عامة ،وظفها الشاعر واستلهمها يف تطلعاته ومقاصده وأفکاره الشعريّة وکاّ للقرآّ نصيب وافر يف شعره ،فالقرآّ معني ال ينضب قد أا" الشعراء والکتّاب واملتطلعني إلی احلريدة واخلدالص عدرب العصور. تتوزّ ظواهر التناص مع القرآّ عند أديب کمال الدين علدی عدّة نقاط وتشمل عدّة حماور؛ لکل منها دوره ،وأمهيتده يف إنتداج الداللة وتوجيهها وفق زاوية ،أو رؤية معينة ،وقد تأخذ هذه الظواهر أشکاالً خمتلفة ،حبيث تتضافر ،وتتفاعل احملاور يف النص مدع هدذه الظواهر ،فتعطي التناص قيمة داللية خاصة ،تن"ّ علی إدراك أديدب ملوروثه الديين ويف مقدمته القرآّ الکرمي. واملتفحّص ملواقع التناص القرآين يف شعر هذا الشداعر املبدد جيده تناصاً متنوعاً ،وأشکاالً متعددة ،يکوّ لفظياً وتارة يکوّ معنوياً وأخری يکوّ إحيائياً .أما موضوعاته فتقتصر علی أمر مه" ال يوازيه يف نظر الشاعر أمر أه"ّ منه ،فهو سبب مأساته ومأساة شعبه .يقدف الشاعر بکل شجاعة ليفضح هذا الواقع املرير وقلبه وقلمه ينددزفاّ أملاً ضد الطغياّ واخليانة والتجاهل والكراهية واإلقصاء والتدهميش والتفرقة. لقد استوةی أديب الکثري من املعاين واالحياءات واالفکار مدن القرآّ الکرمي .فالبنية القرآنية اليت استثمرها الشاعر يف أقصى ةاالهتا، مرّة لتكثيف صورته الشعريّة ،ومرّة للتعبري عن موقفده الوجدود ، ومرّة ألسباب مجالية شكلية وأخرى تشكيلية اقتضدتها الضدرورة اليضاح النص والكشف عن مكنوناته. 86
يف املقطع التايل مثالً من قصيدة "العودة من البئر" يقول الشاعر: أعرفُ أنكَ كنتَ شيخاً جليالً وأهنم -وا خجلتاه -استغلّوا ضعفكَ البشريّ وبياضَ حليتِك ودّقةَ عظمِك. أعرفُ هذا وأعرفُ أهنم تركوين إىل املوت قابَ قوسني أو أدىن .أقول احلرف وأعين أصابعي)13 : فنری الشاعر يتناص مع اآلية التالية" :قَالَ رَبِّ إِنِّي َوهَنَ اْلعَظْ ُ" مِنِّي وَاشَتعَلَ الرّأ ُ شَيبًا َولَ" أَكن بِ ُدعَائِ َ رَبِّ َشقِيًّا" .مرمي .4/کما أنه يف الشطر األخري" قاب قوسني أو أدنی" أيضاً يتناص مدع اآليدة التاسعة من سورة النج". استطا الشاعر أديب كمال الدين أّ خيلق رمزه اخلداص بده باستعارته للمفردة اآليويّة نسبة إىل اآلية) أو باسدتدعائه لإليقدا القرآين بلغة حتاكيه وصياغة حتتفي به وإّ مل تبلغه حماولةً منه لنقدل أكرب قدر من األةاسيس واملشاعر وشحن لغته ذا ويظهر ذلد يف مقطع ثاٍّ من قصيدة إشارة الفجر): لو أنـزلنا هذا الفجرَ األ ْسوَد وعلى وطنٍ للحُبّ لرأيتَ الزهرَ الدافئ ينمو ،يلتفُّ على اجلسدين وحيداً وميشّطُ َشعْرَ القلبْ األعمال الشعريّة الكاملة)197 : 87
هنا ميكن أّ نلمس صدى اآلية الكرمية :لَو أَند َزلْنَا هََٰذَا الْقرآ َّ عَلَىَٰ جَبَلٍ لَّ َرأَيتَهُ خَا ِشعًا مَُّتصَدِّعًا مِّن خَشيَ ِة اللَّدهِ) .فقدد اسدتدعى الشاعر صيغة من اآلية لو أندزلنا) وصيغة أخرى لرأيته) بعد ةذفه اااء لتصبح يف املقطع لرأيت) فكاّ املقطع يرتد ةلةً من اإليقا القرآين لسورة احلشر مزهواً ذا غري متقاطع معهدا ،مغدايرًا ادا يف املضموّ غري ناقد ،وهو بذل أ الشاعر) ةقق وصوالً سريعاً إىل املتلقي كوّ األخري تسل" مفتاح النص من عالقة متحققة أصالً مدع النص الغائب :احلاضر يف النص الشعر ّ .وبذل أيضدا اسدتطا الشاعر بث ما يريد بثه من خالل الصيغ اليت اسدتعارها معتمدداً يف ذل على نفس العالقة اليت أصبحت يف ما بعد عامالً مشتركاً بدني طريف القراءة/املنتج/واملتلقي .يونس ،قراءة يف قصديدة :إشدارات التوةيد ّ النص الغائب/احلاضر) ،احلرويف 33 :ناقداً يكتبوّ عدن جتربة أديب كمال الدين الشدعريّة ،إعدداد وتقددمي :د .مقدداد رةي".)350 . ويف املقطع التايل يقول الشاعر: كيف سأسقيكَ من أهنارٍ من عَسلٍ مصفّى، أهنا ٍر لذّة للشاربني ال فيها لغوٌ وال تأثيم وكيف ستجلس يف مقعد صدق عند مليك مقتدر؟ مواقدف األلف.)13 : يُعتَرب هذا املقتبس مثاالً واضحاً للتناص اخلفيّ مع القرآّ الكرمي، فالسطر األوّل فيه جاء بناؤه النصيّ قريباً من قوله تعاىلَ « :وأَنهَارٌ مِن 88
عَسَلٍ ُمصَفى» حممد ،15/وكاّ السطر الثاين قد أخذ شكله النصد ّي من اآلية السابقةَ « :وأَنهَارٌ مِن خَمرٍ لَذَّةٍ لِلشرارِبِنيَ» ،فيمدا السدطر الثالث تناص مع اآلية« :ال يَس َمعُوَّ فِيهَا لَغوًا وَ َال كِذَّابًا» النبدأ،35/ أمّا السطر األخري فقد استمد صيغته من اآلية« :يف مَقعدِ صدقٍ عندَ مَلي ٍ ُمقْتَدِر» القمر ،55/فالتراكيب الشعريّة يف النص السابق أخذت صيغها ،ودالالهتا النهائية من القرآّ الكرمي اقتباساً ال تنصيصاً. وكذل احلال يف قول الشاعر يف قصيدة موقف الوةشة): وذكّر الناسَ فالناس سُكارى وما هم بسُكارى ذكّرهم بقايف وقرآين .السابق.)22 : الذ ةضرت فيه معامل اآلية الشريفة التالية« :وَتَدرَى النردا َ سُكَا َرىَٰ َومَا هُ" بِسُكَا َرىَٰ» احلج ،2/حماطة بصياغات الشاعر الديت جتعل النصّ القرآين وسط تعبري شعر ّ ال تكتمل رؤيتده الفنيّدة إال باستدعاء نصّ خارجيّ حييل على فكرة التناص املستتر ،ويعمل على بلورة أسلوب شعر ّ مزدوج الداللة. ولننظر إىل مقطع من قصيدة إشارة الرؤيا): الرمحن خَلَقَ اإلنسان علّمه ما مل يعلمْ.. علّمه ما كانَ يكون ما مل يكُ يف احلسبانْ .األعمال الشعريّة الكاملة :ص)203 89
حييلنا هذا املقطع منذ ابتدائه إىل اس" من أمسداء اهلل احلسدىن الرمحن) وإىل مالةظتني مهمتني أوالمها وبشكل ال يقبل الش ّ أنه مبين على تناصّه مع سورة الرمحن ،اآلية رق" )1وهو مدا يثبدت مالةظاتنا بشأّ إعالّ الشاعر عن مصادره املتناصص معها وابتدداء من غالف اجملموعة جي") .واملالةظة الثانية إّ الشداعر يف هدذا املقطع متوافق متاماً مع ما جاء بنص سورة الرمحن) .ةتّى كاد خيرج بشعريّته إىل دائرة التأويل لوال أّ ذل منف ّي بالسطر الذ يلي هدذا املقطع مباشرة بقوله املأساة اتسعت ،مَن يل يا ذاكرةً خَرِبةْ) وهدو هنا يف إشارة الرؤيا) إذ يستدعي صيغتني من صيغ الدنص الغائدب فضالً عن لفظ الرمحن) ،صيغة خلق اإلنسداّ وعلمده البيداّ) واألخرية هي اليت حياول تأويلها لنا بد علمه ما مل يعل" ..علمه مدا كاَّ يكوّ ..ما مل ي ُ يف احلسباّْ) .والعبارة األخرية مدن املقطدع محلت معها صيغة رابعة على شكل مفردة ال ميكن إرجاعهدا مدن خالل السياق الذ وردت فيه إال إىل سورة الرمحن) وبالتحديدد اآلية القرآنية الشرمسُ وَاْلقَمَرُ ِبحُسبَاٍّ) .وكما نرى هندا جداءت االستعارة حماولة من الشاعر لتكثيف الصورة الشعريّة باستدعائه لآلية الكرمية على مستوى عالٍ من الوعي باحلالة اليت بثها النصّ بددوره على شكل صورة شعريّة جديدة خمتلفة عن ورودها داخل الدنصّ: األصل .يونس ،قراءة يف قصيدة :إشدارات التوةيدد الدنص الغائب/احلاضر) ،احلرويف 33 :ناقداً يكتبوّ عن جتربة أديب كمدال الدين الشعريّة ،إعداد وتقدمي :د .مقداد رةي".)351 ،
90
الفصل اخلامس
استدعاء الشخصيات الدينية
91
ا أدلج الطخييجت:
لقد وظف أديب کمال الدين القصص القرآنية وشخصياهتا يف شعره بصورة تلميحية إلثراء نصوصه ونقدل مضدمونه للمتلقدي مشحوناً بروح معنويدة .وللشداعر طاقدة إبداعيدة يف توظيدف الشخصيات القرآنية حبيث تتناسب مع احلاجة العصرية؛ ألّ الشاعر قد أةسّ بأّ مثة روابط وثيقة تربط بني جتربته" وجتربة األنبياء ،فکل نبدي وکل شاعر أصيل حيمل رسالة والفدرق بيندهما أّ رسدالة النبدي مساوية ،وکل منهما يتحمل التعب والعذاب يف سبيل رسالته. عشری زايد1978 ،م .)77 :ولدذل اهدت" الشداعر بتوظيدف شخصيات األنبياء کوهنا أةد الروافد السخيّة واخلصبة التی متدّه مبدا يحتاج اليه من رموز وصور وتراکيب ،بسبب ما يزخر هذا الرافدد من عطاء وثراء. استحضر الشاعر عدداً من األنبياء الذين قصّ القدرآّ الكدرمي قصصه" فاختار من تل القصص ما يُساه" يف إثراء نصه الشدعر ّ کقصة النبدي نوح ) والنبدي إبراهي" ) والنبدي يوسف ) والنبدي أيوب ) والنبدي موسی ) والنبددي عيسدی ) والنبدي حممد ) .وإننا يف هذا الفصل سنرکز علدی اسدتدعاء الشاعر لشخصيّيت النبدي نوح والنبدي يوسف مث نعاجل اسدتدعاء الشاعر لشخصية اإلمام احلسني ). 93
إّ مسألة استدعاء الشخصيات متنح القصيدة محولدة فكريدة ووجدانية ،ألّ الشخصيات املستدعاة غالباً ما يكوّ اا يف الدذهن والوجداّ إحياءات داللية وعاطفية ،تفرض على القارئ نوعداً مدن التماهي معها ،مبا متثله يف وعيه والوعيه الفدرد واجلمداعي مدن ةضور وتأثري قويني .وتوظيف الشخصديات التراثيدة يف الشدعر العربدي املعاصر ،يعين «استخدامها تعبريياً حلمل بُعد مدن أبعداد جتربة الشاعر يعرب من خالاا أو يعرب ذدا عدن رؤيداه املعاصدرة» السابق.)13 : ا أدلج صية نوح (ع):
من الشخصيات الدينيّة اليت رمزت للصرب واالنتظدار الطويدل املرير ،والبعث والعمل الدؤوب رغ" التحديات العويصة شخصديّة النيبّ نوح ) .يصوّر الشاعر يف قصيدة "موقف نوح" صرب ندوح وعذابه وحمنته وما تعرّض له من قومه: أو َقفَين يف موقفِ نُوح وقال :يا عبدي ت إىل صَربِ نُوح، أرأي َ وعذابِ نُوح، وحمنةِ نُوح، وسفينةِ نُوح؟ ف سنة أرأيتَ وقد قامَ بالقومِ أل َ إ ّال مخسني عاماً .مواقف األلف)44 : 94
مث خيتت" النص: ت كيف محلَ نُوح األمانة أرأي َ وَصَربَ وكانَ صربه كجبلِ أُحد وعربَ الطوفان والناس غرقى يف يو ٍم كأنّه يوم القيامة؟ السابق)45 : لقد صوّر الشاعر عاقبة مَن عصى وعذابه تاركاً للقارئ استكمال الصورة اليت ينقلها إىل فكره .وقد أفاد من قصة نوح كما تضمنها القرآّ الكرمي وشكل فيها صورة جديدة مستمدة من صور القرآّ الكرمي ةيث ضمّن القصة مع اإلشارة الكاملة إىل تفصيالهتا .وكلها تبني بعض أوجه التناص مع اخلطاب القرآين عرب سفينة نوح ،وكيف ةُملت أمته فيها "يف يوم كأنّه يوم القيامة" ،وكاّ يوم نصره على القوم الظاملني. ويف نص آخر حتت عنواّ قصيديت األزليّة) يسدتثمر الشداعر الطوفاّ العظي" ومركب نوح: هكذا أُلقِيتُ يف الطوفان کانَ نوح يهيّئُ مرکبه لَوحاً فَلَوحاً .شجرة احلروف)19 : إّ الشاعر هنا يكتب أسطورته قصيدته) وكأّ احليداة سدفر أزيل متصل يبدأ بالطوفاّ لتنظيف األرض من املارقني .وألّ نوةاً مل يكن معنياً بإنقاذ الشعراء لذا دد أّ الشاعر يتسلل إىل مركب ندوح خلسةً ،بعد أّ أعجزه صدود نوح عنه ،وبعد أّ ص"ّ أذنيه عن مسا صراخه ومل يأبه لصيحاته وتوسالته: 95
كنتُ أصرخ: يا رجالً مُبحراً إىل اهلل خذين معك. وإذ مل يأبه نوح لصيحيت تسللتُ إىل املركبِ :املعجزة .السابق)19 : إّ املركب الذ أنقذ الصاحلني من املوت حتدوّل إىل سدجن للشاعر ،فقد ندزل اجلميع مباركني وفرةني إال الشاعر ،فقد كداّ قراره بصعود السفينة قراراً فردياً ولكنّ الندزول من السفينة مل يكن بيده: حتّى إذا هدأت العاصفة وقيلَ يا أرضُ أبلعي ماءَك، هبطَ الكلُّ من سفينةِ نوح فرحني مباركني إ ّالي .السابق)20 : وإذا كاّ نوح ) قد ص"ّ أذنيه عن مسا صوت الشداعر يف بدء الطوفاّ ورفض اصطحابه ،فالشيء ذاته ةصل بعد توقف هطول املاء وابتالعه من قبل األرض ،بل إّ نوةاً استنكر وجدود الشداعر بالرغ" من اقراره بصالح نوح ورسالته: وثانية صرختُ بنوح: يا رجالً صاحلاً يا رجالً عادَ من طوفانه :اجللجلة. 96
قالَ نوح :مَن أنت؟ قلت :أنا اإلنسان. قال :مَن؟ قلت :أنا املؤمن الضال. قال :مَن؟ وتركين يف املركبِ دهراً فدهراً .السابق)20 : إّ رةلة الشاعر رةلة خيالية ختترق الزمن ،وهي رةلة فرديدة تقوده فيه األقدار ويواجه مصريه منفرداً ال أةد يشاركه املصري وليس له أتبا ،وال يوجد لديه محامة أو غراب كي خيرباه فيما لو ااسدر املاء أم مل ينحسر .إّ بقاء الشاعر يف السفينة معناه أنه قد بقي علدى فطرته ومل يتلوّث مبا كاّ حيصل خارج السفينة: حتّى إذا غيّبَ املوتُ نوحاً حترّك املركب، حت ّركَ بـي وحدي ألواجه طوفانَ عمري يف موجٍ كاجلبال أنا الذي ال أعرفُ املالحةَ وال السباحة وليس يل محامة أو غراب .السابق)20 : إّ الشاعر أديب كمال الدين يستدعي هذه القصة ليعبّر عدن رةلته الزمنية وهي رةلة وجودية بإمتياز .فإذا كاّ للنبددي ندوح سفينة وأصحاب يرافقونه يف رةلته وله محامة وغراب يبشّراه بوجود 97
اليابسة ،فإّ الشاعر هنا يتحرّك وةده ليواجه طوفاّ عمره يف أمواج كاجلبال ،وهو ال يعرف السباةة واملالةة ،وليس له محامة أو غراب يبشّرانه بإزالة احملنة. ويف قصيدة "إشارة نوح" يقول الشاعر: إهلي، أفنيتُ العمرَ كلّه أنتظ ُر نوحاً رغمَ أنّي أعرفُ أ ّن نوحاً قد جاءَ ومضى. هكذا فأنا منذُ ألف ألف عام أجلسُ على الشاطئ وحيداً أرسمُ فوقَ الرملِ سفينةَ نوح أو غرابَ نوح أو محامةَ نوح أو ابن نوح أو صيحات نوح. وحنيَ أتعبُ حدّ البكاء أرسمُ رجالً يشبهين متاماً جيلسُ على الشاطئ لريسمَ نوحًا وينوح! إشارات األلف 18 :و)19 مل يعمل الشاعر أديب كمال الدين على إعادة تسدطري هدذه احلادثة التارخيية ،أو توظيفها كما يفعل بعض الشعراء ،أو تضدمينها 98
كما يفعل البعض اآلخر ،وإمنا يكتفي باالةالة إليها عرب ةوادث نصّه الشعر ّ اليت تتالقح مع احلدث التارخيي إىل درجة التماهي .يسدتهل الشاعر قصيدة "جاء نوح ومضى" املفعمة بالَنفَس الدرامي بفكدرة املوت ،فاحلرف ميوت اآلّ أو يف اللحظة اليت نقرأ فيها هذا النصّ أو نسمعه: أعرفُ ،يا صديقي احلرف ،أنكَ ستموت اآلن. مل تعدْ نقطتُكَ األنقى من ندى الوردة تتحمّل كلَّ هذا العذاب السحريّ والكمائن وسط الظالم والوحدة ذات السياط السبعة .أربعوّ قصيدة عن احلرف)7 : واملالةَظ أّ الشاعر واحلرف الذ يقف مبوازاته كانا ينتظراّ سفينة نوح ،لكن نوةاً مل يرَمها على الرغ" من أهنما لوّةا له بكدل األشياء املرئية والالمرئية ألنه "كاّ مهموما بسدفينته وطيدوره" .مل يفقد الشاعر األمل على الرغ" من يُتمه األبد وضياعه األزيل وهدو يقف إزاء الفرصة األخرية ،لذل ظل يصرخ ةتّى الرمق األخري طالبا النجدة من نبدي يبدو أنه ال يرى وال يسمع ألنه غدارق يف حمنتده أمحد« ،تقنية االةالة الستدعاء األساطري يف جتربة أديدب كمدال الدين الشعريّة» ،دراسة منشورة يف موقع الشاعر). إننا نرى -ةسب رؤية الناقد صباح األنبار -الشاعر وةرفه ينوءاّ مبختلف العذابات ومها ينتظراّ على قارعدة الدربّ أو علدى شواطئ البحار ةتّى تقبل اومها سفينة اخلدالص فيشدرياّ ادا، ويلوّةاّ مبا عندمها من املالبس والثياب؛ يصدرخاّ ويسدتنجداّ 99
ويطلباّ اإلغاثة ةتّى إذا ما استكانا راح الشاعر يكمدل ةكايتده لصديقه احلرف قائالً: ال سفينةَ نوح. انتظرنا -أنا وأنتَ -طوي ً جاءَ نوح ومضى! السابق)7 : فما من ةل يأيت من املاضي وال مِن منقدذ يقفدز املسدافات الطويلة ليدخل عرب بوابة الزمن من املاضي املنصرم إىل احلاضر القائ". لقد باء االنتظار باليأ الذريع فاملاضي ،كما هو شأنه أبداً ،مشغول بأةداثه ومكابدته ولن يرى امللوّةني له على قارعة االنتظار .يقدول الشاعر مربراً عدم انتباه نوح اما: مل ينتبه الرجلُ إلينا. كا َن طيّباً ومُساملاً ومهموماً بسفينته وابنه وطيوره .السابق)7 : لقد جاء نوح إذّ ،ولكنه مضى دوّ أّ ينقذ الشاعر وةرفده املوش على املوت وكاّ هذا مدعاة ليدأ ٍ جديدد .األنبدار ، 2014م :إشكالية الغياب يف ةروفيّة أديب كمال الدين). ا أدلج صية يو ف (ع):
استحضر أديب کمال الدين قصة النبدي يوسف وأخوته الذين تآمروا عليه وألقوه يف غياهب اجلبّ؛ فيغدو الشاعر معادالً للنبددي يوسف؛ واجلبّ معادالً للغربة واخليانة واملاامرة والظل" وااللتفداف على ةقوق اآلخرين يف كل مكاّ وزماّ. 100
ففي قصيدة "العودة من البئر" يصبح الشداعر نفسده معداد ًال موضوعياً للنيبّ يوسف كما ذكرت ،لتتضمّن -أ القصيدة -عتاب يوسف الصدّيق ) ألبيه ،بعد أّ اختذه الشاعر قناعاً للتعدبري عدن مأساته يف مواجهة كذب الكذابني وةقده" وأراجيفه": ملاذا تركتهم يلقونين يف البئر؟ ملاذا تركتهم ميزّقون قميصي؟ ملاذا تركتهم يكذبون، وأنتَ تعرفُ أنّهم يكذبون؟ أقول احلرف وأعين أصابعي)13 : تتحدّث هذه القصة عن غدر اإلخوة به ،وعن معاناته الطويلدة يف البئر ،وعن أبيه الذ ابيّضت عيناه من احلدزّ وأودعده دمعتده الطاهرة. إذنْ ،ملاذا تركتَهم هكذا يرقصون طرباً من لذّةِ احلقدِ واالنتقام؟ ملاذا كنتَ ضعيفاً إىل درجةِ الوهم؟ ملاذا كنتَ طيّباً كطيبةِ دمعتِكَ الطاهرة؟ وملاذا أورثتين دمعتَكَ الطاهرة يا أبـي؟ السابق)16 : وتدور الصور الشعريّة يف هذه القصيدة دورة كاملة لتعود بندا جمدداً إىل عذاب املنفى ،وظل" األقربني .والذ يتدراءى لندا مدن خالاا ،قصة النبدي يوسف ،بكل محولتها الدرامية ،وفجيعدة مدا 101
ةدث لطفل خذله أبوه ،فتركه إلخوته القساة ،بالرغ" مدن عددم تصريح الشاعر باس" مَن تدور عليه الدوائر يف هذه احلكايدة .وقدد عمدَ الشاعر إلی توظيف هذه القصة القرآنية بددالالهتا اخلصدبة يف أکثر من قصيدة منها قصيدة "أمطار مومسيّة" ،يقول فيها: واخلوف واجملهول والظالم وإخوة يوسف ويعقوب الذي مات بني يديّ کمداً علی يوسف الذي مل يعد .السابق 109 :و)110 أو يف قصيدة أخری: قالَ إخوة يوسف :إنّا حنن ،إنّا أنا. وألقوا يوسفَ يف البئر، ومضوا ألبيهم بدمٍ كَذبٍ. فبكى يعقوب أناه حتّى ابيضّتْ عيناه .رقصة احلرف األخرية)93 : ويف املقتبس التايل يقول الشاعر علی سبيل القنا تارة أخری: هكذا أُلقيتُ يف البئر ألقاين إخويت وعادوا إىل أبـي عشاءً يبكون. لكنّ السيّارة إذ وصلوا إىل البئر 102
ما قالوا :يا بشرى هذا غالم بل قالوا :وا أسفاه هذا هالم. وتركوين يف البئر ميزّقين الظال ُم واخلوفُ واالنتظار .شجرة احلروف.)22 : إّ ظلمة البئر الذ أس ِقطَ فيه الشاعر ظلمة قاسية ،يتحوّل فيها الشاعر إىل هالم ،ةتّى أّ السيّارة ال ميكنه" إنقاذه ،فكيف ميكن ا" أّ ينقذوا هالماً ،وما الذ يغريه" فيه كي ينقذوه إذ أنده مل يكدن غالماً ومل يكن مجيالً ،فتركوه وةيداً تنهشده الظلمدة واخلدوف واالنتظار يف سجنه املريع .فإذا کاّ "النبدي يوسف" قد ددا مدن حمنته من قبل السيّارة ،وصار وزيراً وأميراً ،فإّ الشاعر ال يدزال يف البئر متزّقه وةشة الغربة واخلوف انتظاراً ملَن يساعده. يف ختام هذا النص تبقى األسطورة أسطورة الشاعر) مفتوةدة على االةتماالت كافة ،وهي اةتماالت قدرية قدد حتددث أو ال حتدث ،وتعتمد على الصدفة احملض ،وةتّى لو خرج الشاعر فخروجه سيكوّ خروجاً متأخراً بعد أّ حلقت به خسائر فادةة: ربّما سأخرجُ من البئرِ يوم يُبعثون أو ربّما يوم يُقال لألرضِ :ابلعي ماءك، فأخرجُ من مركبِ نوح أو من نارِ إبراهيم وقد أكلين الرعب ولفظين املوج وأطفأت املأساةُ عيوين .السابق.)22 : 103
استمد "أديب" موضوعات صوره من القصّ القرآين ،وقد جنح يف استخدامها استخدامًا ثقافياً بليغاً بعد أنْ أخضعها لشاعريّته الفذّة وموهبته اخلالّقة بفنية شعريّة عالية ،اعتماداً على أسللو رشلي رصني ،وثقافة عميقة متنوعة: سقطتْ دمعةُ الشاعرِ على الورقة فرأى فيها إخوة يوسف وهم ميكرون ويكذبون ورأى دمَ الذئب ورأى أباه شيخاً وحيداً يتمتم: يا أسفي على يوسف ،يا أسفي( .الساب )7 : لقد ضمّن نصه شيئاً من قصة يوسف ،ألنه رأى أنَّ شيئاً ملن التماثل بني ما حدث له وما حصل ليوسف ،فصحبه اللذين الان يعدّهم إخوة له اانوا غري صرحيني معه ،وماارين ،ال خيتلفون علن إخوة يوسف يف املكر واخلديعة وارتكا اجلرائم حسلداً وغلرية، واان حيملهم حممل الود واإلخاء .وإذا اان أبو يوسف قد رأى دماً اذباً على قميص يوسف ،وادعى إخوته أنه دم أخيهم يوسف الذي أاله الذئب ،فإنّ الشاعر رأى دم الذئب دم القاتلل ال دم القتيلل. فنجح يف اختاذ الرمز شفرة قصيدية ،ليتمكن عربه من اشف احلقائ واملاهيات ،ليمنح مفرداته زمخاً داللياً واسعاً ،فتحوّلل املفلردات بواسطته من دال إىل مدلول ،جاعالً الكلمة نفسها هي اليت تشري إىل نفسها ليتمكن من حتريك ما هو ساان بطبعه ،موحياً لنا إحساسلاً باألمل واذلك اخلديعة واملكر ،من خالل ظالل التعلبري وتوويالتله. 104
ورأى أّ ما متت" به أبو يوسف على يوسف بأمل ومرارة يا أسدفي على يوسف يا أسفي) إمنا هو ترمجة صادقة ملا يف دواخل الشاعر من أمل ومرارة ،ومن أسف على ما مضى .املشاخيي ،تشظي احلرف يف غروب النقطة :شجرة احلروف» ،دراسة منشورة يف موقع الشاعر). ا أدلج طخيية اإلمجم الح ي (ع):
إّ أديب کمال الدين يستحضر مأساة کربالء ليأخدذ مندها منوذج التضحية والفداء قبل البکاء واألسی علی ما جدری ألهدل البيت ) ،فاإلمام احلسني ) رمزٌ خالدٌ للتضحية والفداء من أجل املبدأ/الدين ،وهو رمز الباةث عن العدالة ونُصدرة املستضدعفني يف وجه اجلربوت. استله" کمال الدين وقفة اإلمام احلسني ) يف کربالء وقدوّة صموده وصالبته وصربه وحتوّله إلی قيمة مطلقة للشهادة يف سدبيل املبادئ واحلق ،هذه القيمة اليت ثبتت باالستشدهاد والددم .يقدول الشاعر: ورأسكَ ينهبُ التاريخَ هنباً بدمه الطيّب الزكي ليكتب سرًّا ال يدانيه سرّ، ليصبح اسم الشهيد له وحده سرًّا ال يدانيه سرّ: سرّ احلاء والسني والياء والنـون .أقدول احلدرف وأعدين أصابعي)39 : 105
ةروف اس" احلسني من احلروف املقدّسة اليت تشدعل احلدب احلقيقي يف النفو املطمئنة للحقّ اإلاي والديت أصدبحت الئحدة يُحتذى ذا يف التضحية والفداء من أجل كرامة اإلنساّ وةفظ كلمة احلق: لبّيك يا حاء احلق. لبيكَ يا سني السرّ وياء السرّ ونون احملبّة .السابق)37 : ألقى الشاعر على عاتق اإلمام احلسني) مهدوم روحٍ أيقظهدا وجع الظل" والشعور باألسى يف مواجهة ما ميكن أّ نسمّيه بد فتنة الدنانري) اليت تُشترى ذا الذم" يف األزمنة الرديئة ،فها هو يف قصديدة يا صاةب الوعد) يُعيد على متلقيه قصة الغدر اليت أعانت الظداملني على املكر واالنتقام من دعاة احلق: يا صاحبَ الوعد محلوا رأسكَ فوقَ الرماح وطافوا به كوفة الوعد .أيّ وعد؟ كنتُ أبصرُ شهوةَ الدينار تلمعُ يف عيوهنم الكليلة وأبصرُ شهوةَ الغدر يف سيوفهم املُغربّة. يا صاحبَ الوعد كنتُ أركضُ خلفهم 106
أنا الشاهدُ األخرس-ب اخليول. وأكادُ أختنقُ من ترا ِ لقد انتصروا! اهلل أكرب! وكانت الدنانريُ تُلقى على الناس يف كوفة الوعد .أيّ وعد؟ وشعراءُ الكديةِ يهللون لدمكَ املسفوح وميتدحون رحماً محلَ وعدك وسيفاً حزّ عن َق مُحبّ اإلله .السابق 36 :و)37 ويف قصيدة "احلاء واأللف" يستدعي الشاعر كذل شخصدية اإلمام احلسني ) ،فحرف احلاء يعين احلقّ/احلسني ،وةرف األلف يعين الشاعر/أديب: قالت حروف احلقّ وهي تناقش يف األلف الشاب: هل سيُکتب له أن يعيش؟ السابق)67 : ويتطرق يف هذه القصيدة إلی الکثري من القضايا الديت تدرتبط باإلمام احلسني ): وحدهُ احلاء قال :اتركوه فهو مشسي. هو مَن سيذكرين كلّما هلَّ امسي. 107
وسيكتبُ عن رأسي وقد تناهبه الغبار وحُمِلَ فوقَ الرماح من بلدٍ اىل بلد ومن عطشٍ إىل عطش ومن واقعةٍ إىل واقعة. بل إنّ رأسي سيكون قصته ودمي لوعته وأنيين نبض قلبه .السابق 67 :و)68 يذکر الشاعر قضية محل رأ اإلمام احلسني ) فوق الرماح من بلد إلی بلد آخر ،وقضية العطش يف اليوم العاشر ،فکدل هدذا جيسّ" لنا مدی الظل" الذ تعرّض له اإلمام احلسني والذ سدوف يتعرّض له الشاعر «بل إّ رأسي سيکوّ قصته .»...مث يف ختام هذه القصيدة يستحضر الشاعر قول النبدي حممدد ص) يف احلسدني: "ةسني منّي وأنا مِن ةسني" قائالً: قال :اترکوه فأنا منه وهو منّي .السابق)68 : ويف قصيدة "مل يعد مطلع األغنية مُبهجا" يستحضدر الشداعر قضية اإلمام احلسني ويتّخذها قناعاً فيضفي عليها دالالت جديددة وفقا لرؤيته جتاة الظل" الذ تعرّض له نفسه: غربيت هي غربة الرأس يُحمل فوقَ الرماح من کربالء إلی کربالء .السابق)76 : 108
وقضية رفع رأ اإلمام احلسني ) علی الرماح يف شعر أديب تُعترب موتيفاً أساسياً يستخدمه الشاعر يف الکثري من قصائده ،کمدا جاء يف قصيدة "لِ"َ أنت؟": منذ أن رُفِعَ رأسُ احلسني علی الرماح .السابق)92 : ذل أّ الشاعر يری يف اإلمام احلسني املثل األعلدی واألرو يف الثبات علی احلق ،ةتّی دفع ةياته مثناً له ،واستشهد يف سدبيله، وهو إذ ذاك يناصر اإلسالم ،ويقتد ذد جده رسدول اهلل ص) ليسجّل باستشهاده صفحة ناصعة يف تاريخ اإلسالم ،جعلتده مدن األبطال األوائل الذين نعتزّ بتارخيه" وسريهت" ونقتد ذ" .فاإلمدام احلسني ) رمز للحريّة والشهادة والبطولة ،وهو مبثابة مالذ آمدن للشاعر الذ حياوره وخياطبه ،راجياً أّ جيد بريق اخلالص والطمأنينة واألمل ،يف سريته الفذة .نع" ،ففي شجاعة احلسني أمل للمظلومني، ويف سريته انتصار للقدرة احلقيقية واخلالدة لدم الشهداء.
109
الفصل السادس
األلوان ودالالتها
111
األلوا :
تعترب األلواّ من أکثر األشياء مجاالً وخصوبة يف ةياة اإلنساّ، فاأللواّ ليست خطوطاً أو مسحات شکلية خالية من دالالت مجالية وتعبيرية ورمزية بل هي بسطوهتا علی الصورة الشدعريّة وعالقاهتدا الوطيدة مع الرؤية الفنية متيط اللثام عن إةسا الشاعر کي يددخل يف نسج الصورة الفنية واليت تشمل علی دالالت عدّة مندها نفسدية واجتماعية ورمزية. إّ تنو األلواّ يف العصر احلديث ووعي الشعراء املعاصدرين ذذا النو إنّما ينشأ عن بصريهت" العميقة إزاء عناصر الوجدود .يف األدب العربدي القدمي کانت األلواّ تُستخدم کما هدي يف احليداة الواقعيّة .أمّا يف األدب العربدي املعاصر فال تُستخدم األلواّ لتمدنح الشعر أو النثر صورة مجاليّة ةسب ،بل تُستخدم کأداة رمزية. يستعني الشاعر باأللواّ ،ليعبّر عن عُمقه العداطفي وجدوهره الفکر ،وکأنّه رسامٌ عارفٌ خبفايا األلدواّ ودالالهتدا وعالقاهتدا باإلنساّ ،بل إّ «الصور واأللواّ تنطلق من جوانية الشاعر ،وخربته البصرية ،ووعيه التارخيي ،وةفرياته األسطورية ،وجتربتده النقديدة، وجتواله ومشاهداته التشکيلية ،وتتنو اهتماماته بني الفنوّ ،حبيدث تصبح الصورة ليست جمرد أداة للمعرفة فحسب ،وإنّما أداة للحريدة أيضاً» نشواّ2004 ،م.)126 : 113
يُعدّ اللوّ من أبرز أدوات الفناّ التشكيلي ملا له مدن دور يف جتسيد اللوةة الفنية إلثارة بصر املتلقي وشحن ذاكرتده؛ وللشداعر صلة قرىب بالفناّ التشكيلي من هذه الناةية ،غري أّ هدذه القدرىب عمّقت نصوصه وأغنتها ،وجعلت اللوّ فيها ملمحداً مجاليداً مدن مالحمها ،ويرى أّ لكل لوّ من األلواّ خصوصيته يف الداللدة ،وأّ لكل ةالة لوهنا ولكل مقام مقال لوين يعكس نظرة الشداعر للعدامل والوجود ،فتستحيل ألوانه إىل مرايا عاكسة لذاته وتبدالهتا من الفرح إىل احلزّ ،ومن العشق والوله إىل الالمباالة ،ومن الوطن إىل املنفدى، وهكذا .وتلعب البيئة واملکاّ بانفتاةاهتما الطبيعية والرمزية والثقافية والتارخيية واالجتماعية والفلسفية واألسطورية دوراً مهماً يف حتديدد الداللة وتوسيع ةدود تداوليتها ،ومنحها قوة شعريّة ميکن أّ يستعني ذا الشعر يف تشکيل معناه جواد2009 ،م.)43 : إّ قراءة شعر أديب كمال الدين يعين التجوال يف ةديقدة مليئدة باأللواّ تبعاً لتبدّالت ةياة الشاعر وانتقاله من الوطن إىل منفى قصيّ له خصائصه املختلفة اليت وجد يف األلواّ جتسيداً اا .فجاء كل لوّ حيمل إشارة رمزية دالة على صورة ذهنية معادلة للواقع الذ ميثل مادة لونيّدة ثريّة تقوم بصهرها املخيلة لريس" صورة عامله الشعر ّ الغين بألواّ احلياة: ت لوحةَ الوجود ما دمتَ قد رمس َ بألوانِ الدمِ والثلجِ والسرير، فكيفَ ستنجو لوحتُكَ الكربى من غَلَبة األمحر الناريّ واألبيض املتوحّش والرماديّ املمسوس؟ رقصة احلرف األخرية)15 : 114
يف تتبع ةرکة األلواّ وتکرارها يف شعر أديب کمال الددين دده يعتمد علی بعض األلواّ لقيمتها اإلحيائية والتأصديلية يف بنداء الصورة الشعريّة وهي علی الترتيب ةسب قدوّة ظهورهدا لديده: األسود ،األبيض ،األمحر ،األخضر ،األزرق ،واألصفر. ال و األ ود
شكل اللوّ األسود منذ األزل نقطة نفور وخوف يف املوروث البشر وارتبط بدالالت عدّة منها :الظالم والشرّ واملدوت والغد"ّ والوه" .فاألسود «لوّ يثر احلزّ والتشاؤم واخلوف من اجملهدول الرتباطه بأشياء منفرة يف الطبيعة دوّ سائر االلواّ ،فهدو مدرتبط بالليل والظالم ،والزفت والسخام ،وااباب والرماد املتخلدف عدن احلريق» عمر1982 ،م.)204-202 : هذا اللوّ يف الشعر احلديث اکتسب دالالت وايحاءات عددّة منها التعتي" والکبت والکآبة واخلطيئة والتعسّف وغير ذلد مدن اإليحاءات .وأديب استله" الکثير من تل الدالالت وراح يرمز اا ذذا اللوّ بعبارات ومعاين شتّی .اللوّ األسود بالدرجة األولی يدل علی احلزّ يف تشکيل صور أديب کمال الدين .يقول: يفتحُ بابَ املوت هبدوء أ ْسوَد ويطري .أقول احلرف وأعين أصابعي)10 : ففي هذا املقبو ،األسود يدل علی العنف والقسدوة وشددّة املوت. 115
ويف مکاّ آخر يقول: کنتِ مطري األ ْسوَد الذي حاصرين .السابق)43 : فاملطر األسود يدل علي الدمار واخلراب؛ ولو أّ املطر يرمدز للخصب والرمحة إال أّ الشاعر نعته بالسواد ليدل بذل علي غزارته وكثافته غري اجملدية. ويقول أيضاً: أيّتها الطفولة املتهرّئة أيّها الفقر األسود، أيّها الغنی األبيض .السابق)60 : الفقر األسود يدل علی شدّة الفقر وضيق العيش وعسره .کما جاء استخدامه ذذا املعنی: وقطعة خبزٍ کبرية سوداء .السابق)98 : وله أيضاً: قال الطبيبُ :إذن ،ماذا تنتظرين؟ قالت :أنتظرُ املوتَ ليأيت ويأخذين مرتدياً طفولةً سوداء وشباباً أسود وكهولةً سوداء .ما قبل احلرف ..مدا بعدد النقطدة131 : و)132 116
وهنا يظهر اللوّ األسود ليبسط سلطانه يف الدنصّ لتتحدوّل الداللة من الطفولة واحلياة والرباءة إىل املوت: مدّ الطبيبُ يده ذات القفاز األبيض إىل الضحية، فأبعدها املوتُ برفق. كانَ املوتُ يبكي على الضحيةِ بدموعٍ سود. لكنّ الضحية نفْسها وجدتْ يف األ ْسوَد، يف آخرِ املطاف، طمأنينةَ األلوا ِن كلّها .السابق)132 : وهكذا جيد الطمأنينة يف األسود الذ هو أشد األلواّ عتمدة، وهو نقيض األبيض يف كل خصائصه .ويف نصّه مطر أسود ..مطدر أمحر) يستدعي من الذاكرة صورة املطر األسود الذ سدقط علدى بغداد عقب ةرب اخلليج الثانية عندما تشبّعت الغيوم بدخاّ احلرب والنفط واملوت ،وةني ألقت الغيوم محولتها املائية سقط مطر أسدود على البيوت واألشجار والنوافذ .هذه "الشظيّة" أسس عليها الشاعر أديب مشهداً كامالً يفضح عبثية احلرب ومغامرات صاةب اجلند) الذ جعله رمزاً للطاغية الذ يرس" له صورة كاريكاتريية سداخرة هي أقرب لصورة الدوّ كيشوت عندما يقف يف مقدمة الصدفوف. الربيعي2007 ،م109 :و:)110 مرّتْ سنني طويلة حتّى غطّتْ بغداد 117
غيمةٌ ال أوّل هلا وال آخر وبدأتْ متطر. كانت الغيمةُ سودا َء كجهنّم فنـزل املطرُ أ ْسوَ َد كالقري. ضحكَ األطفا ُل أوّلَ األمر للمطر لكنّهم بكوا حني أصبحتْ وجوههم كالقري. واستبشر الزرّاعُ خرياً لكنّهم ومجوا إذ رأوا أشجارهم متوتُ ببطء مثّ جاءَ الدورُ للسحرةِ الذين وقفوا يف أزّقةِ املدينة ينتظرون املطر ينـزلُ يف أوانيّهم. كانوا يرقصون فهذا املطر رديف للسحرِ األسْ َود قالوا :إنّهم سيسحرون به كلّ شيء حتّى صاحب اجلند نفْسه! ما قبل احلرف ..ما بعد النقطدة: 28و)29 ويقول يف قصيدة دراه" كلكامش): تلك اليت امسها احلياة متلفّعة بعباءةِ السوا ِد واحللم، بعباءةِ الفقرِ والتعاسة 118
هي مَن أعطاين الدراهم اليت ضاعتْ سريعاً. كان لقاءً عابراً يشبهُ حياةً عابرة .أربعوّ قصيدة عن احلرف)10 : فاللوّ األسود هنا يوةي باحلزّ والقساوة والتعاسة .وكلمدة ضيا تكرّرت ست مرّات يف هذه القصيدة ممّا أغرق النص يف سواد أكثر مما ينبغي. ويرمز هذا اللوّ أةياناً إلی احلقد والکراهية کما جاء يف النصّ التايل: حنيَ ماتَ تَد هيوز أورثين غرابَه مَحبوسا يف قفص. وألنَّ غرابه ال جييد سوى اهلرطقة والتجديف لذا أطلقتُ سراحه فوراً لكنَّ الغراب مل حيلّقْ بعيداً كما توقّعت بل حطَّ على عمودِ الكهرباءِ اجملاورِ لشرفيت لينظرَ إيلَّ بعينني حاقدتني وقلبٍ أ ْسوَد .رقصة احلرف األخرية)21 : فالقلب األسود هو القلب الذ فقد براءته وبياضه فأصبح مرکدزا للحقد والکراهية .ويف النص التايل يرمز األسود للتعاسة وسوء احلظ: جلسَ الربي ُء خلفَ القضبان فرأى القضاةَ واحملامني واجلمهور 119
يتبادلون النكات عن الزحامِ وأحوالِ الطقس، ويعلكون الكلمات الفضفاضةِ عن العدالة، ويضحكون من حظّه األ ْسوَد حدّ اللعنة .السابق.)34 : ال و األبيض:
لدبيض تقاليد رمزية عالية التداول يف صنع الداللة وترميزها يف أفق االستخدام املعنو والسيميائي ،فهو يف السياق الدداليل العدام «رمز الطهارة والنور والغبطة والفرح والنصر والسدالم» مهدام، 1930م)7 :؛ کما أنه ويف السياق ذاته والرؤية ذاهتا «رمز للصدفاء، ونقاء السريرة ،واادوء واألمل ،وةبّ اخلري والبسداطة يف احليداة وعدم التقيّد والتکلف» عبو1982 ،م.)137 : والشاعر أديب كمال الدين يعطي للوّ األبيض قيمدة رمزيدة ضمن سياق سرد يضجّ بالعديد من األسئلة املغلقة يف نص عنوانده ألواّ) ةيث يقول: قال الطبيبُ الذي يرتدي قميصاً أبيض وبنطلوناً أبيض وحذاءً أبيض. ت طفولتكِ بيضاء؟ * هل كان ْ (ال).* هل كانَ شبابكِ أبيض؟ (ال).* هل كانتْ شيخوختكِ بيضاء؟ (ال) .ما قبل احلرف ..ما بعد النقطة)131 :120
فنرى النصّ هنا طافحاً باللوّ األبيض ،إذ تكرّر هدذا اللدوّ بدالالته الرمزية يف هذا املقتبس ستّ مرات. ويف قصيدة أعماق): يف أعماقي طائرٌ أبيض يسقطُ مذبوحاً يف أعماقِ املسرح. ويف أعماقِ املسرح خ وأنني وثيابٌ ممزَّقة .أربعوّ قصيدة عن احلرف.)54 : صرا ٌ ب والسدالم والنقداء يبدأ قصيدته باللوّ األبيض وهو لوّ احل ّ وهو نقيض اللوّ األسود .وقد ةقق ذل يف طائره األبيض ولكدن هذا الطائر سرعاّ ما يسقط مذبوةاً .وجاء يف املقتبس التايل: فسيکون احلرفُ نايك بل سيکون طائركَ األبيض حملّقاً يف السماء الزرقاء .أقول احلرف وأعين أصابعي)34 : اللوّ األبيض يدل علی النقاء والطهارة واملقصود من الطدائر األبيض هنا القلب الطاهر ،أما الطائر يف هذا التعبري فإنه يرمز أيضداً إلی براءة هذا القلب .کما يف املثال التايل: غري أن أصابعي امتدّتْ إلی قليب وخلعتُه من مکانه وأخرجتْ منه طائراً أبيض ورمته باجتاه اجلمهور .السابق)80 : 121
فالطائر األبيض هو القلب الرب ء والطداهر والنقدي .وجداء املقتبس التايل: والبحر أبيض وثوبكِ -کما أختارَ له املخرجُ -أبيض والشجرُ الذي حييطُ بكِ أ ْسوَد أسْوَد .السابق)71 : والثوب األبيض هو کناية عن القلب األبيض والطاهر ،يقولوّ يف اللهجة الدارجة" :فالّ ثوبه أبيض" ،ويعنوّ بذل طهارة قلبده ونقاءه .ويف الشطر الثالث تکرّرت لفظة األسود) لتدل علی شددّة قسوة القلوب احمليطة ذذا القلب. ال و األحمر
يعترب اللوّ األمحر من أوائل األلواّ اليت عرفها البشر يف الطبيعة، فهو «من األلواّ الساخنة املستمدة من وهج الشمس ،واشتعال النار واحلرارة الشديدة ،وهو من أطول املوجات الضوئية عمر1992 ،م: )111؛ ويعترب أغنی األلواّ وأکثرها تضارباً فهدو «لدوّ البهجدة واحلزّ ،وهو لوّ الثقة بالنفس والتردّد والش ،وهو لوّ العندف واملرح ،إلی غير ذل من الدالالت اجلزئية املتداخلة واملتبايندة يف آِّ واةد» .السابق.)212-214 : هذا اللوّ يرمز إلی دالالت وإيحاءات عدّة ،ولعل أبرز مسدة لدمحر يف الشعر العراقي ارتباطه باحلزب الشيوعي .ومن بين الشعراء الذين استخدموا هذا اللوّ ذذه الداللة املتعارف عليه ،الشاعر أديب کمال الدين ةيث يخاطب الشاعر البيايت يف املقتبس التايل: 122
س القميصِ األمحر کنتَ جتيدُ لب َ ومحلَ الفتةِ الشغيلةِ والتق ّدمِ والصرا ِ الطبقيّ( .أقول احلـرف وأعين أصابعي)115 : بالنسبة ملعنی القميص األمحر فاملقصود به الشيوعية ةيث کاّ الشاعر البيايت شيوعياً لزمن طويل وقد جمّده احلزب الشيوعي العراقي واألةزاب الشيوعية العاملية اذا السبب کونه شيوعياً) .ومت االهتمام به بشکل کبير ألسباب ايديولوجية ةزبية أوالً .ويمکن فه" املقصود بسهولة من لفظة شغيلة) وهي التسمية اليت يطلقها الشيوعيوّ علی العمال والطبقة العاملة ،و الالفتة) ،كما هو معروف ،هدي قطعدة القماش الکبيرة اليت يحملها املتظاهروّ يف الشوار . ويف نصّه املعنوّ ةصاناّ أسود وأمحر) ،خيتار الشاعر احلصاّ األسود ةاملاً بغيمة بيضاء متطر ةّباً وسالماً ،لكنه سرعاّ ما يتحوّل عنه إىل احلصاّ األمحر الذ مل يكن سوى رمز للحبيبة املختفيدة يف سراب الصحراء: كنّا جنلسُ عاريني يف الصحراء حني اقترب منّا حصانان أسود وأمحر. فقمتِ بعينني دامعتني وقبلتِين القُبلةَ األخرية. فدهشتُ مثَّ امتطيتِ احلصانَ األسود وقلتِ بصوتٍ مرجتفٍ :وداعاً. فذهلتُ 123
لكنّي قلتُ لنفسي: سأمتطي احلصانَ األمحر إنْ عصفَ بـي الشوق وعذّبين احلبّ .ما قبل احلرف ..ما بعد النقطة 90 :و)91 لكنّه يستفيق ليجد أّ الشمس اليت شبهها الشاعر بد أسدد أمحر) ،وهو تشبيه ممهور ببصمة الشاعر ،قد غابت: مثّ سرعانَ ما عصفَ بـي الشوق وعذّبين احلبّ. فالتفتُ إىل حصاين األمحر مل أجده. ووجدتُ الشمسَ تغيبُ على امتداد الصحراء مثل أسدٍ أمحر .السابق)91 : واللوّ األمحر من األلواّ احلارة اليت تستمد ألقها مدن وهدج الشمس ،واشتعال النار ،واحلرارة .ويف قصيدة أمحر نار ّ) يستخدم الشاعر اللوّ األمحر عنواناً اا ،وهو لوّ يشري إىل النشوة والتمدرّد واحلياة الصاخبة: إ ّال حني يلهج بأسطورتكِ املعلّقةِ يف األعايل، ونقطةً ال جتيد سوى أناشيد احلبِّ باألمحر الناريّ، أعين باألمحر املمسوس باللوعةِ واهلذيان .أربعوّ قصيدة عن احلرف)30 : 124
ال و األخضر
هذا اللوّ يحمل يف أعماقه احلياة ،يرتبط بتأثيره املمتد بالطبيعة اخلضراء التی تغطی مساةة الوجود ،وکأّ أثره اللوين ميل القددرة علی اةتواء املشهد الذی رمسه الشاعر .اللوّ األخضدر هدو لدوّ الطمأنينة والسرور ألنه يهدّئ النفس ويسرّها ،وهدو تعبيدر عدن اخلصب والنماء واألمل والسالم واألماّ والتفاؤل .وهو لوّ الربيدع والطبيعة احليّة بكل تفاصيلها. يعترب اللوّ األخضر من األلواّ املفضّلة واحملببة لدی اإلنسداّ، ويحمل يف طياته العديد من املعاين السامية ،فهو من أکثدر األلدواّ استقراراً ووضوةاً يف الداللة ،فهو «لوّ اخلصب والنعي" ،والنمداء والزمرد والزبرجد» عمر1982 ،م)209 :؛ وهو أيضاً «قرين الشجرة ورمز احلياة والتجدّد ،وهو مدرتبط بداحلقول واحلددائق وهددوء األعصاب» عجينة1988 ،م 291 :و)292؛ وقد اقترّ اللوّ األخضر ملا يمثله من اخللود والتجدّد بايحاءات کاألمل والتفداؤل والعطداء والفرح والبهجة والرفاهية والنعي" ةتّی وصف اهلل ثياب أهل اجلنّدة ومقاعده" ذذا اللوّ نظراً لرمزيته اخلاصة ،ةيث قال ربُّ العدزّة يف حمک" کتابه« :وَيَلْبَسُوَّ ثِيَابًا خُضدرًا مِّدن سُدندُ ٍ َوإِسدتَبرَقٍ» الکهف .)31/وهذا ما أشار له أديب يف شعره أيضاً: لکنّ أجدادي املتربقعني باألخضر طاروا مجيعاً .شجرة احلروف)109 : فريى الشاعر أجداده كله" أخياراً وصداحلني ،مضدوا ايل اهلل بوجوه بيض فاستحقوا اجلنة والثياب اخلضر .ويدل اللوّ األخضر يف 125
شعر أديب علی اخلصوبة واحلياة والنضارة واحليوية کما فی املثدال التايل: لنری النخلة ببهائها السحريّ ولطفها اإلهليّ وبرکتها األموميّة وحناهنا األخضر .أقول احلرف وأعين أصابعي.)41 : فحناّ النخلة األخضر يدّل علي شدة ةناهنا ونضارهتا وخصوبتها. وأةياناً يدل هذا اللوّ علی الزهو واجلمال کما فی املثال التايل: وکنتِ فجري الذي أشرقت فيه مشسي اخلضراء .السابق)43 : وكذل يف املثال التايل: والقمر ندميك األبيض والشمس هبجتك اخلضراء .السابق)58 : فاقتراّ "الشمس" باللوّ األخضر يدل على مجااا وشدّة توهّجها. ال و األارق
يعترب اللوّ األزرق لوّ الوقار والسكينة وااددوء والصدداقة واحلكمة والتفكير ،واللوّ الذی يشجّع على التخيل ااادئ والتأمل الباطين ويخفف من ةدّة ثورة الغضب ويخفف من ضدغط الددم 126
ويهدئ التنفس .ومل يرد هذا اللوّ فی القرآّ الكري" إال مرّة واةدة داالًّ علی اخلوف والوةشة :يَومَ يُدن َفخُ فِدي الصُّدورِ وَنَحشُدرُ الْمُج ِرمِنيَ يَومَئِذٍ زُرقًا)) .طه.102/ مع أّ تدرجات األلواّ تعطي دالالت خاصة ،فاألزرق القدامت يدل علی اخلمول والکسل واادوء والراةة ،کذل يف التراث فهدو مرتبط بالطاعة والوالء والتأمل والتفکري ،وأما الفاتح فهدو يعکدس الثقة والرباءة والشباب ،ويوةي بالبحر ااادئ واملزاج املعتدل کما يف املقطع التايل: لتعربَ احمليط متماهياً مع زرقة املاء والسماء .أقول احلرف وأعين أصابعي)64 : وأةيانا يدل هذا اللوّ يف شعر أديب کمدال الددين علدی اضطراب البحر وقسوته کما يف املثال التايل: يرقب السفن وهي تغرق أو تتيه يف األزرق الالهنائيّ .السابق)29 : ويقول أديب: أما آن ألمواجك الزرق أنْ ترتاح .السابق)52 : واللوّ األزرق من األلواّ الباردة وهو لوّ السدماء والبحدر والتفاؤل .إنه لوّ االمتداد الذ ال هناية له كما يقول: أنتِ تشبهنيَ البحر ال شكّ يف ذلك! 127
لكنْ أيّ معىن خيتفي خلف ذلك البحر؟ خلف تلك الزرقة العجيبة اليت تبدأ .ما قبل احلرف ..ما بعد النقطة)18 : فهنا نالةظ اللوّ األزرق يدل علدی االضدطرارب والقلدق والغضب وکما جاء أيضاً يف املقبو التايل: وحني ر َفسَها يف حلظةِ غضبٍ زرقاء اکتشف اجلنون .شجرة احلروف)64 : فد "حلظة غضب زرقاء" تدل علي شدة الغضب والقلق ،وهندا هذا اللوّ بدالالته السلبية يقترب من داللة اآلية الشريفة :طه.)102/ ال و االيفر
يعترب اللوّ األصفر من أشدّ األلواّ فرةاً ألنده منيدر للغايدة ومبهج .هذا اللوّ يمثل قمّة التوهج واإلشراق ويعد أكثر األلدواّ إضاءة ونورانية ،ألنه لوّ الشمس مصدر الضوء وواهبدة احلدرارة واحلياة والنشاط والسرور .وللوّ األصفر داللة أخرى تناقض األوىل وهی داللته على احلزّ واا"ّ والذبول والكسل واملوت والفناء .رمبا هذه الداللة ترتبط باخلريف وموت الطبيعة والصحارى اجلافة وصفرة وجوه املرضى .رأى الكثريوّ اللوّ األصفر رمزاً أللواّ اخلريدف، ةيث تتعرّى الطبيعة من ثوب ةياهتا األخضر ،فيكوّ االقتدراب يف اخلريف من الشيخوخة والنهاية واملوت. 128
من املعروف أّ اللوّ األصفر ظل حيمل الداللة السدلبيّة فهدو «لوّ املرض واالنقباض .ولقد يرتبط اللوّ األصفر بِشِدعرِ احلدزّ والتربُّم من احلياة والتحفُّز او عاملٍ أطهر» کرم1949 ،م.)94 : وخبالف ما ذكِر فقد جاء هذا اللوّ يف شعر أديب ليدل علدی التوهج واإلشراق واإلضاءة القتراهنا بالشدمس واملطدر والنشداط والسرور: دع املطر يهطل بغزارة لتشرق الشمسُ ،بعدئذٍ ،بصخبٍ أصفر .أقول احلرف وأعين أصابعي)96 : فسوف تشرق الشمس وتطل بضوئها ومجااا علي العامل بعدد غزارة املطر ،وتع"ّ البهجة والسرور .ولعل هدذه الداللدة تدرتبط باملفاهي" اإلسالمية ةيث جاء اللوّ األصفر يف القرآّ كري" ذدذه الداللة: صفْرَاء فَاقِعٌ لَّونُهَا تَسُدرُّ النرداظِرِينَ» «قَالَ إِنرهُ يَقول إِنّهَا َبقَ َرةٌ َ بقرة.69/ اجلملة الوصفية "تسرُّ النراظرين" فی اآلية تبيّن داللة هذا اللدوّ املبهجة فی الطبيعة ،فد "تسرُّ النرداظرين" أ تعجدب النداظرين وتفرةه" حبسنها .ففی اآلية هذه ،البقرة موصوفة بداللوّ األصدفر حتديداً ملاهية لوهنا والداللة على مجال هذا اللوّ وتأثيره النفسي على اإلنساّ .فإذا کاّ اللوّ األصفر يوةي بددالالت شدتّی ،ووفدق سياقات خمتلفة أيضاً فيعين التضحية کالبقرة الصفراء ،ويعين اخلدا ، ويعين املرض ،ويعين الزيدف الزواهدرة2008 ،م .)116 :يضديف 129
الکاتب ظاهر حممد الزواهرة رأيه بالنسبة اذا اللوّ فيقول« :يقترب اللوّ األصفر من البياض ويمثل الضوء ،ويرمز إلی الشمس کما يرمز إلی الذهب ومن مث الشيء الثمين» السابق.)116 : ويظل يف غمرة هذه األلواّ حيل" الشاعر بتل الشمس املتقلبدة كموجةِ حبرٍ تولد من اليمني إىل اليسدار ليتددرّج مدن األزرق إىل األصفر ،فهذا االنتقال هو مبثابة االنتقال من الوقدوف إىل اارولدة. فاللوّ هنا يكتسب صفة ةركية متبدلة متغرية تبعاً لتغيّدر ةداالت الشاعر ومزاجه الذ يعلقه على عتبة األلواّ .فلكل ةالة لوهنا ولكل مقام مقال لوين يعكس نظرة الشاعر للعامل والوجود .فاأللواّ تصبح هنا مرايا عاكسة لذات الشاعر وتبدالهتا من الفرح إىل احلزّ ،ومدن العشق والوله إىل الالمباالة والتيه ،ومن الوطن إىل املنفى.
130
املصادر واملراجع
131
الميجدر والم ار ن
القرآّ الکرمي ابن منظور املصر ،أبدي الفضل مجال الددين 1410هدد):لساّ العرب ،بيروت ،دار صادر ،الطبعة األولی. أديب کمال الدين :)1993نوّ ،بغداد ،دار اجلاةظ. :)1996 ---------------أخبار املعدىن ،بغدداد ،دارالشاوّ الثقافية العامة. :)2001 ----------------النقطددة ،ط ،2عمّدداّ-بريوت ،املاسسة العربية للدراسات والنشر. :)2006 ----------------ما قبل احلرف ..ما بعددالنقطة ،ط ،1عماّ ،دار أزمنة. :)2007 ----------------شددجرة احلددروف ،ط،1عماّ ،دار أزمنة. :)2009 ---------------أربعوّ قصيدة عن احلدرف،ط ،1عماّ ،دار أزمنة. :)2011 ----------------أقددول احلددرف وأعددينأصابعي ،ط ،1بريوت ،الدار العربية للعلوم ناشروّ. 133
:)2012 ----------------مواقددف األلددف ،ط،1بريوت ،الدار العربية للعلوم ناشروّ. :)2013 ---------------احلددرف والغددراب ،ط،1بريوت ،الدار العربية للعلوم ناشروّ. 2014 -----------------م) :إشددارات األلددف،منشورات ضفاف ،بريوت. 2015 -----------------م) :رقصة احلرف األخدرية،منشورات ضفاف ،بريوت. 2015 --------------م) :األعمال الشدعريّة الکاملدة،اجمللد ،1لبناّ ،منشورات ضفاف. أدينو ،مارك 1998م)« ،التناصيّة» ،دراسة مترمجة ضمن كتابآفاق التناصيّة ،ت :حممد خري البقاعي ،اايئة املصريّة للكتاب. بارت ،روالّ 1998م)« ،نظرية النصّ» ،ضمن كتداب آفداقالتناصيّة ،ت :حممد خري البقاعي ،اايئة املصريّة للكتاب. ترمانيين ،خلود 2004م) :اإليقا اللغو يف الشعر العربددياحلديث ،أطروةة دكتوراه جامعة ةلب ،خمطوطة. جابر ،ناصر « ،)2007التنداص القدرآين يف الشدعر العمدايناحلديث» ،جملة جامعة النجاح لدحباث ،اجمللد ،12العدد .4 جربو ،عزه « ،)2004التناص مع القرآّ الکدرمي يف الشدعرالعربدي املعاصر» ،جملة فکر وإبدا ،العدد.13 جواد ،فاتن عبداجلبار 2009م) :اللوّ لعبة سيميائية/حبث إجرائييف تشکيل املعنی الشدعر ّ ،عمداّ ،دار جمددالو للنشدر والتوزيع. 134
ةبيب ،پروين 1999م) :تقنيّات التعبري يف شعر نددزار قبّداين،املاسسة العربية للدراسات والنشر ،ط.1 ةسن ،عبدالکرمي :)1983املوضوعية البنيوية دراسدة يف شدعرالسيّاب ،املاسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع ط.1 ةسين ،املختار 1999م)« ،جملة عالمدات يف النقدد» ،املركدزالثقايف ،جدة :ديسمرب. ةسني ،صاحل زامل« :احلرف يف ضيافة القصيدة» ،دراسة منشورةيف کتاب احلرويف ،إعداد وتقدمي :د .مقداد رةي" ،املاسسدة العربية للدراسات والنشر ،بريوت2007 ،م ،ص.196 احلکي" ،سعاد 1981م) :املعج" الصويف ،دار اجلمل ،بريوت. محود ،حممد العبدد 1996م) :احلداثدة يف الشدعر العربددياملعاصر/بياهنا ومظاهرها ،بريوت ،الشرکة العاملية للکتاب ،ط.1 درو ،اليزابيث 1964م) :الشعر کيف نفهمه ونتذوقده ،ترمجدةحممد إبراهي" الشوش ،بريوت ،منشورات مکتبة منيمنة. دلشاد ،جعفر وآخروّ 2008م)« :الغربة يف الشعر العراقي/الشاعرالعراقي املهاجر منوذجاً» ،طهراّ ،جامعة تربيت مدر ،جملدة العلوم اإلنسانية الدولية ،العدد ،)4 15صص.63- 75 الربيعي ،عبدالرزاق 2007م)« :دالالت األلواّ يف جمموعة ماقبلاحلرف ..ما بعد النقطة» ،مقال منشور يف کتداب احلدرويف، إعداد وتقدمي :د .مقداد رةي" ،ط ،1بريوت ،املاسسة العربية للدراسات والنشر. الزواهرة ،ظاهر حممد هزا 2008م) :اللوّ ودالالته يف الشدعر،ط ،1األردّ ،دار احلامد للنشر والتوزيع. 135
سليماّ ،خالد 1987م) :يف الشدعر العربددي احلدر ،إربدد،منشورات جامعة الريموك. السيد جاس" ،عزيز 1987م) :االغتراب يف ةياة وشعر الشريفالرضي ،بغداد ،دار الشاوّ الثقافية ،ط.2 عبا ،حممود جابر« :أديب كمال الدين يف جمموعتده الشدعريّةةاء)/شعريّة التعالقات النصيّة من احلرف إىل الكلمة» ،مقدال منشور ضمن کتاب احلرويف ،إعداد وتقدمي :د .مقداد رةدي"، دريوت 2007م. در ،بد دات والنشد دة للدراسد دة العربيد املاسسد .)155 - 157 عبو ،فرج 1982م) :عل" عناصر اللوّ ،إيطاليدا ،ميالندو ،داردکفن ،ج.2 عجينة ،حممد :)1988موسوعة أساطير العدرب ،بيدروت ،دارالفارابدي. عشر زايد ،علی :)1978استدعاء الشخصديات التراثيدة يفالشعر العربدي املعاصر ،طرابلس. العلو ،هاد 19997م) :مدارات صدوفيّة ،مركدز األحبداثوالدراسات مدى ،دمشق.105 ، عمر ،أمحد خمتدار :)1982اللغدة واللدوّ ،القداهرة ،عداملالکتاب. مغنية ،امحد جواد 2004م) :الغربة يف شعر حممدود درويدش،بريوت ،الفارابدي ،ط.1 كرستيفا ،جوليا« ،عل" النص» ،ت :فريد الزاهي ،دار توبيقدالالدار البيضاء. 136
کرم ،أنطواّ غطدا 1949م) :الرمزيّدة واألدب العربددياحلديث ،بريوت ،دار الکشّاف. نشواّ ،ةسني 2004م)« :املعج" اللوين يف شدعر عدز الدديناملناصرة» ،األردّ ،جملة أفكار ،تصدر عن وزارة الثقافة ،عددد ،189متوز. مهام ،حممد يوسف 1930م) :اللوّ ،القاهرة ،مطبعة االعتماد ،ط.1املواقع اإللكترونية: أمحد ،عدناّ ةسني« :تقنية االةالة الستدعاء األساطري يف جتربدةأديب كمال الدين الشعريّة» ،الدراسدة منشدورة يف موقدع الشاعر: http://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/ah.htm
األنبار ،صباح 2014م) :إشكاليّة الغياب يف ةروفيّدة أديدبكمال الدين ،منشورات ضفاف ،بريوت ،لبنداّ ،والکتداب منشور أيضاً يف موقع الشاعر علی الرابط التايل: http://www.adeebk.com/plaz/new-page-124.htm
اجلنابدي ،قيس کاظ"« :قراءة يف جمموعة نوّ) للشاعر أديدبكمال الدين/النقطة سرّ املعىن» ،مقال منشور يف موقع الشاعر: http://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/kease %20kathem1.htm
عبدالرةي" أغا ،مسري« :مجاليّة التكرار يف جمموعة الشاعر أديدبكمال الدين "أقول احلرف وأعين أصابعي"» ،دراسة منشورة يف موقع الشاعر: http://www.adeebk.com/plaz/250.htm 137
عبيد ،علي ةسني« :حماولة لتنسيق أةزاّ العالَ"/قراءة يف قصيديتاجلديدة) ألديب كمال الدين» ،دراسدة منشدورة يف موقدع الشاعر: http://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/AliH AU.htm
املشاخيي ،خليل إبراهي" :تشظي احلرف يف غروب النقطة :شجرةاحلروف/شجرة الشمس» ،دراسة منشورة يف موقع الشاعر: http://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/kh2.htm
مري ،خضري :استكناه دالالت عطاء احلرف/قدراءة مجاليدة يفقصائد نوّ) للشاعر أديب كمال الدين» ،مقال منشدور يف موقع الشاعر: http://www.adeebk.com/khther.htm
الکيالين ،مصطفی :احلَرف والطيف :عامل أديب كمدال الددّينالشعر ّ ،کتاب الکتروين منشور علی الرابط التايل: http://www.adeebk.com/plaz/47.htm
يونس ،ركن الدين :قراءة يف قصيدة :إشارات التوةيد الدنصالغائب/احلاضر) ،احلرويف ،إعداد وتقدمي :د .مقداد رةي" ،ص .)351وهو منشور كذل يف موقع الشاعر ،الرابط: http://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/rruke n.htm
138
اأية يرأ ّ
سديب كمجز الدي Adeeb Kamal Ad-Deen
شاعر ،ومترج" ،وصحفي ● مواليد - 1953بابل -العراق. ● بكالوريو اقتصاد -كلية اإلدارة واالقتصاد -جامعة بغدداد .1976 ● بكالوريو أدب إنكليز -كلية اللغات -جامعة بغداد .1999 ● دبلوم الترمجة الفورية -املعهد التقين لوالية جنوب أسدتراليا - أدياليد -أستراليا .2005 ● أصدر اجملاميع الشعريّة اآلتية: تفاصيل -مطبعة الغر احلديثة -النجف .1976 ديواّ عريبّ -دار الشاوّ الثقافية العامة -بغداد .1981 جي" -دار الشاوّ الثقافية العامة -بغداد .1989 نوّ -دار اجلاةظ -بغداد .1993 أخبار املعىن -دار الشاوّ الثقافية العامة -بغداد .1996 النقطة الطبعة األوىل) -مكتب د .أمحد الشيخ ،بغداد .1999139
-
النقطة الطبعة الثانية) -املاسسة العربية للدراسات والنشدر- عمّاّ -بريوت .2001 ةاء -املاسسة العربية للدراسات والنشر -عمّاّ -بدريوت .2002 ما قبل احلرف ..ما بعد النقطة -دار أزمنة للنشر والتوزيدع - عمّاّ -األردّ .2006 شجرة احلروف -دار أزمنة للنشر والتوزيع -عمّاّ -األردّ .2007 أبوّة - Fatherhoodباإلنكليزية) دار سديفيو -أدياليدد- أستراليا .2009 أربعوّ قصيدة عن احلرف -دار أزمنة للنشدر والتوزيدع - عمّاّ -األردّ 2009 أربعوّ قصيدة عن احلرفQuaranta poesie sulla lettera - باإليطالية :ترمجة :د .أمساء غريب) -منشورات نووفا إيبسدا إيديتوره -إيطاليا .2011 أقول احلرف وأعين أصابعي -الدار العربية للعلوم ناشدروّ - بريوت -لبناّ .2011 مواقف األلف -الدار العربية للعلوم ناشروّ -بريوت -لبناّ .2012 مثة خطأ - Something Wrongباإلنكليزيدة) دار ومطبعدة - Salmatأدياليد -أستراليا .2012 احلرف والغراب -الدار العربية للعلوم ناشروّ -بدريوت - لبناّ .2013 140
-
تناص مع املوت :منت در منت موت باألورديّة :ترمجة :اقتددار جاويد) -دار كالسي -الهور -باكستاّ .2013 إشارات األلف -منشورات ضفاف -بريوت -لبناّ 2014 األعمال الشعريّة الكاملة :اجمللد األوّل -منشورات ضدفاف - بريوت -لبناّ 2015 رقصة احلرف األخرية -منشورات ضفاف -بريوت -لبنداّ 2015
● كأب يدرت ل أ ربأه:
احلرويف 33 :ناقداً يكتبوّ عن جتربة أديدب كمدال الددينالشعريّة) -إعداد وتقدمي الناقد د .مقداد رةدي" -املاسسدة العربية للدراسات والنشر -بريوت .2007والنقاد املشداركوّ ه" :أ .د .مصطفى الكديالين ،أ .د .عبدد العزيدز املقداحل، أ .د .بشرى موسى صاحل ،أ .د .عبد اإلله الصائغ ،أ .د .ةامت الصكر ،د .ناظ" عودة ،د .ةسن ناظ" ،أ .د .عبدد الواةدد حممد ،د .عدناّ الظاهر ،عبد الرزاق الربيعي ،صباح األنبار ، علي الفواز ،وديع العبيد ،عيسى ةسن الياسر ،د .خليدل إبراهي" املشاخيي ،زهري اجلبور ،د .حممدود جدابر عبدا ، د .صاحل زامل ةسني ،هاد الربيعي ،فيصل عبدد احلسدن، د .إمساعيل نور الربيعي ،داة العدواين ،د .ةسني سدرم ةسن ،رياض عبد الواةد ،واثق الدايين ،ريسداّ اخلزعلدي، أ .د .حممد صابر عبيد ،د .عيسى الصباغ ،عددناّ الصدائغ، يوسف احليدر ،ركن الدين يونس ،معني جعفر حممدد ،ود. مقداد رةي". 141
●
احلرف والطيف :عامل أديب كمال الدين الشدعر ّ "مقاربدة دروين) ديالين نشدر اليكتد تأويليّدة") -أ .د .مصدطفى الكد .2010 االجتماعيّ واملعريف يف شعر أديب كمال الدين) -د .صداحل الرزوق -منشورات ألف حلرية الكشف يف اإلنساّ -دمشدق وقربص .2011 أضف نوناً :قراءة يف "نوّ" أديب كمال الدين) -د .ةيداة اخليار -الدار العربية للعلوم ناشدروّ -بدريوت -لبنداّ .2012 جتليات اجلمال والعشق عند أديب كمال الدين) -د .أمسداء غريب -منشورات ضفاف -بريوت -لبناّ .2013 إشكاليّة الغياب يف ةروفيّة أديب كمال الددين) -صدباح األنبار -منشورات ضفاف -بريوت -لبناّ .2014 فاز جبائزة اإلبدا الكربى للشعر ،العراق -بغداد .1999
● طهجدات جمعية:
د .ةياة اخليار :الرموز احلَرفية يف الشعر العربدي املعاصر)رسالة دكتوراه مبرتبة الشرف األوىل من كلية اآلداب والعلدوم اإلنسانية ،سوسة ،اجلمهورية التونسية .2011تناولت الرسدالة أعمال أدونيس ،أديب كمال الدين ،أمحد الشهاو . مشتاق طالب حمسن :التناص يف شعر أديب كمدال الددين)رسالة ماجستري بتقدير جيد عال من كلية التربية ،ابن رشدد، جامعة بغداد ،العراق .2014 142
● محجضرات ل أ ربأه:
-
-
واثق الدايين :فلسفة املعىن بني النظ" والتدنظري -دراسدة يف جمموعة "أخبار املعىن" ألديب كمال الدين -حماضرة ألقيت يف االحتاد العام لددباء والكتّاب يف العراق ببغدداد - 2تشدرين أول -أكتوبر .1996 زهري اجلبور :قراءة يف "ما قبل احلرف ..ما بعد النقطدة") حماضرة ألقيت يف قاعة نقابة الفنانني مبحافظة بابل -العراق 16 آذار -مار .2007 عبد األمري خليل مراد ،جبّار الكوّاز ،عبا السالمي -قدراءة يف جمموعة "ما قبل احلرف ..ما بعد النقطة") -حماضرة ألقيدت يف نقابة الفنانني مبحافظة بابل -العراق .2007 زهري اجلبور :شعريّة احلروف :قراءة يف شعر أديب كمدال الدين) -حماضرة ألقيت يف االحتاد العام لددباء والكتّداب يف العراق ببغداد 27 -تشرين أول -أكتوبر .2007 مازّ املعمور -صناعة الكتاب الثقايف :كتداب "احلدرويف" أمنوذجاً) -حماضرة ألقيت يف االحتاد العام لددبداء والكتّداب ببغداد 30 -كانوّ الثاين .2008 أمسية نقدية خاصّة بعنواّ :تداخل الفنوّ يف شدعر أديدب كمال الدين) أقامها احتاد األدباء والكتّاب يف حمافظدة ديداىل، وشارك فيها: -1القاص صالح زنكنة بدراسة عنواهنا :املنحى السدرد ّ يف جمموعة" :شجرة احلروف"). -2الناقد مسري عبد الرةي" أغا بدراسة عنواهنا :تشكيل احلرف 143
وتشكيل اللوّ :قراءة تشكيلية يف جمموعدة" :أربعدوّ قصيدة عن احلرف"). -3الشاعر أمري احلالج بدراسة عنواهنا" :النقطدة" وجدليدة اصطياد املعىن) .أقيمَت األمسية يف مقرّ االحتاد بتاريخ 22 شباط .2011 مال مسلماو -قراءة يف ما قبل احلرف ..ما بعد النقطة)-حماضرة ألقيت بدار بابل للثقافة والفنوّ واإلعالم مبحافظة بابل، 14مايس .2011 أمسية نقديّة خاصّة عن جمموعة "احلرف والغدراب" أقامهداأساتذة قس" اللغة العربية يف كلية التربيدة -جامعدة ديداىل. واألساتذة املشاركوّ ه": -1د .وسن عبد املنع" الزبيد اليت كانت ورقتدها بعندواّ أديددب كمددال الدددين يف احلددرف والغددراب). - 2د .نوافل يونس احلمداين اليت كانت ورقتها بعندواّ املضمر النسقي ورمزيّته يف احلرف والغراب). -3الباةث أمنار إبراهي" أمحد الذ كاندت ورقتده بعندواّ الداللة السيميائية املضمرة يف احلرف والغراب). -4د .علي متعب العبيد الذ كانت ورقته بعنواّ ةينمدا يذبل عود اليامسني :تصورات عن احلرف والغراب). -5أ .د .فاضل التميمي الذ كانت ورقته بعندواّ محامدة الشاعر وغرابه :قراءة يف جمموعة :احلرف والغراب) .أدار األمسية اليت أقيمَت يف احتاد أدباء وكتاب دياىل بتداريخ 2013- 10 - 10الناقد أ .د .فاضل التميمي. 144
خجية ومهر جنجت: ● سم يجت ّ
-
أمسية خاصّة مبناسبة صدور جمموعة تفاصيل -حمافظة بابل - .1976 مهرجاّ األمّة الشعر ّ -فندق الرشيد -بغداد .1984 مهرجاّ املربد -عدّة دورات). ربيع الشعر :ملتقى الشعر العراقي الفرنسي -بغداد -القصدر العباسي .2000 أمسية خاصّة مبناسبة صدور جمموعة النقطة) -احتاد الكتّداب والصحفيني العراقيني املنفى) -األردّ -عمّداّ -نيسداّ .2002 مهرجاّ الشعر العربدي -بيدت الشدعر األردين -األردّ - عمّاّ .2002 ملتقى الشعر األسترايل -مدينة تاونسفيل -أستراليا .2003 ضيف أمسية يف مجعية الشعر -أدياليد -أسدتراليا -كدانوّ أول .2004 دد - دية - Gallery de la Catessenأدياليد ديف أمسد ضد أستراليا -آب .2006 ةفل توقيع صدور ترمجة أربعوّ قصيدة عن احلرف) إىل اللغة اإليطالية -بالرمو -إيطاليا برفقة املترمجدة د .أمسداء غريدب والشاعر اإليطايل فينشينسوبومار والناقد اإليطايل ماريو مونكادا د مونفورته الذ قدّم قراءة نقدية للمجموعة .االةتفالية من تقدمي الكاتب اإليطايل فينشينسو بريسدتد جداكمو 10آذار .2012 145
أمسية خاصّة يف قاعة جامعة الها -هولندا .تقدمي الروائديحممود النجار ،والشاعر مهد النفر الذ قدّم قراءة نقديدة بعنواّ احلل" يف شعر أديب كمال الدين) 17آذار .2012 ةفل توقيع صدور جمموعة :مثة خطأ) ،احتاد كتّداب واليدةجنوب أستراليا -أدياليدد -أسدتراليا .تقددمي الناقددتني األستراليتني :د .آّ مار مسث ود .هِثر جونسن 12تشدرين أول -أكتوبر .2012 ● سنطولو يجت:
-
-
معج" البابطني للشعراء العرب املعاصرين -ماسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطني لإلبدا الشعر ّ -مجع وترتيب :هيئدة املعج" -اجمللد األول -الطبعدة األوىل -1995 -مطدابع دار القبس للصحافة والطباعة والنشر -الكويت. خمتارات من الشعر العراقي املعاصر -إعداد :أ .د .حممد صدابر عبيد -احتاد الكتّاب العرب -دمشق -سوريا. بلد آخر - Another Countryباإلنكليزية) -حتريدر Tom - Keneally, Rosie Scootمنشورات جملدة - Southerly سدين -أستراليا .2004 أنثولوجيا األدب العربدي املهجر املعاصر -إعدداد :لطفدي ةداد -دار صادر -بريوت ،لبناّ .2004 أنطولوجيا للشعر العراقي املعاصر -باإلسبانية) :إعداد وترمجة Esteban Castromanمنشورات - Clase Turistaبدوينس آير -األرجنتني. 146
العراق -باإلنكليزية) -أنطولوجيا للشعر العراقي املعاصر -إعداد وترمجة سهيل د" وصادق حممود وةيدر الكعبددي - منشورات أتالنتا ريفيو -ربيع وصديف - 2007الواليدات املتحدة. على شواطئ دجلة -باإلسبانية) -أنطولوجيا للشعر العراقياملعاصر -إعداد وترمجة عبداااد سعدوّ -مبشاركة حمسدن الرملي واملستعرب اإلسباين أغناثيو غوترييث -منشورات البريو إ الرانا -كاراكا -فندزويال -آب .2007 أفضل القصدائد األسدترالية لعدام 2007باإلنكليزيدة) - - The Best Australian Poems 2007إعداد وتقدمي الشاعر والكاتب األسدترايل :بيتدر روز - Peter Roseملبدورّ، أستراليا -تشرين أول -أكتوبر .2007 الثقافة هي Culture is -باإلنكليزيدة) -إعدداد :الناقددةاألسترالية :د .آّ مار سيمث. - Anne-Marie Smithمنشورات ويكفيلدد بدر ،أدياليدد- أستراليا -تشرين أول -أكتوبر .2008 عراقيوّ غرباء آخروّ أنطولوجيا الشعر العراقدي اجلديدد)باإلسبانية) ،إعدداد وترمجدة :عبدداااد سدعدوّ ،دار كومسوبويتيكا ،قرطبة ،إسبانيا2009 ، لوةة أوروك - A Portrait of Urukخمتدارات مدن األدبالعراقي باإلنكليزية) -ترمجة :خلود املطلبدي -دار هرست وهوك للنشر ،بريطانيا .2011 ديواّ احللة :أنطولوجيا الشعر البابلي املعاصر ،اعداد :د .سعد147
احلداد ،منشورات دار بابل للثقافات والفنوّ واإلعالم ،مطبعة الضياء ،النجف ،العراق .2012 أفضل القصائد األسترالية لعام 2012باإلنكليزية) The Best .Australian Poems 2012إعداد وتقدمي الكاتب األسترايل: جوّ ترانتر Jone Tranterملبورّ ،أستراليا -تشرين أول - أكتوبر .2012 ● م رحيجت:
ما قبل احلرف ..ما بعد النقطة) -مسرةية راقصة مُعدّة مدنقصائد جمموعة :ما قبل احلرف ..ما بعد النقطة) -إعداد :ذو الفقار خضر .قام بأدائها الفناناّ ذو الفقار خضر وميث" كدرمي الشاكر اللذاّ جسّدا شخصييت املسرةية :احلرف والنقطدة. أخرجها ذو الفقار خضر على خشبة ناد الفندانني مبحافظدة بابل ،العراق 21نيساّ -أبريل .2007 احلقائب السود) سيناريو مسرةية بونتومامي ذات فصل واةدمُعدّة من نصوص الشاعر أديب كمال الدين -إعداد :علدي العباد .2009 -5 -30 ● كتِبت عنه جمموعة كبرية من الدراسات واألحباث واملقداالت النقدية ،شارك يف كتابتها نقاد وأدباء وشدعراء مدن خمتلدف األجيال واالجتاهات األدبية والنقدية :أ .د .عبد العزيز املقداحل، فوز كرمي ،أ .د .عبد اإلله الصدائغ ،د .عددناّ الظداهر، د .ةسن ناظ" ،أ .د .بشرى موسى صاحل ،عيسدى ةسدن الياسر ،د .ناظ" عودة ،أ .د .مصطفى الكديالين ،عددناّ 148
الصائغ ،د .أمحد الشيخ ،داة العدواين ،فيصل عبدد احلسدن، د .ةسني سرم ةسن ،وديع شامخ ،أ .د .عبد الواةد حممد، مهد شاكر العبيد ،د .رياض األسد ،علي الفواز ،رعدد كرمي عزيز ،خضري مري ،واثق الدايين ،عبا عبدد جاسد"، فاروق يوسف ،أ .د .ةامت الصكر ،عبد اجلبار البصر ،ناجح املعمور ،إمساعيل إبراهي" عبد ،أ .د .حممد صابر عبيد ،يوسف احليدر ،معني جعفر حممد ،د .عيسى الصباغ ،هاد الزياد ، د .إمساعيل نور الربيعي ،محزة مصطفى ،أ .د .جالل اخلياط، حممد اجلزائر ،سامي مهد ،علي جبار عطية ،هشام العيسى، د .صاحل زامل ةسني ،أمري احلالج ،ركن الدين يونس ،بشدري ةاج" ،ريساّ اخلزعلي ،هاد الربيعدي ،د .قديس كداظ" اجلنابدي ،عبد األمري خليل مراد ،رياض عبد الواةد ،مجدال جاس" أمني ،فائز ناصر الكنعاين ،ةسن النواب ،د .حممود جابر عبا ،عالء فاضل ،شذى أمحد ،وسام هاشد" ،علدي عبدد احلسني خميف ،عبد الستار إبراهي" ،فااد العبود ،فاضل عبا الكعبدي ،عبد العال مأموّ ،عبد املعز شاكر ،زهري اجلبور ، د .مقداد رةي" ،صباح األنبار ،وديدع العبيدد ،سداطع اجلميلي ،عبد الرزاق الربيعي ،عبد اللطيف احلرز ،علي اإلمارة، د .خليل إبراهي" املشاخيي ،مالكة عسال ،مجال ةافظ واعدي، شوقي مسلماين ،عدناّ ةسني أمحد ،نصر مجيل شعث ،علدي ةسني عبيد ،ةسب اهلل حيىي ،سوف عبيد ،صداحل حممدود، فاروق سلوم ،صالح زنكنة ،عادل الشرقي ،مازّ املعمدور ، فرات إسرب ،حممد العشر ،مسل" جاس" احللي ،محزة كدويت، 149
●
نور احلق إبراهيم ،كرمي الثوري ،د .ضياء جنم األسدي ،حممدد غازي األخرس ،د .أمل الشرع ،د .صفاء عبيد احلفيظ ،خالص مسور ،وجدان عبد العزيز ،جود أكولينا ،ذياب شاهني ،د .آن ماري مسث ،د .صاحل الرزوق ،رشا فاضل ،د .حياة اخلياري، شاكر جميد سيفو ،د .عبد املطلب حممود ،د .أمسداء غريدب، أسامة الشحماين ،صباح القالزين ،مسري عبد الرحيم أغا ،حممد يوب ،حممد علي سالمة ،أجمد جنم الزيدي ،مالك مسدلماوي، راسم املدهون ،د .رسول بالوي ،د .كربى روشفنكر ،غزالن هامشي ،ماريو مونكادا دي مونفورته ،مهدي النفري ،قزحيدا ساسني ،علوان حسني ،شاكر حسن راضي ،صدباح حمسدن كاظم ،د .هِثر تايلر جونسن ،أ .د .فاضل عبدود المميمدي، أ .د .جنمة إدريس ،أثري حمسن اهلامشي ،صاحل الطائي ،اقمددار جاويد ،أسامة غايل ،د .وسن عبد املنعم الزبيدي ،د .نوافدل يونس احلمداين ،أمنار إبراهيم أمحد ،د .عالء البددراين ،سدعد حممد رحيم ،د .علي ممعب العبيدي ،أ .د .بشرى البسدماين، عدنان أبو أندلس ،منذر عبد احلر ،د .سعد احلداد ،د .عبداس العلي ،أ .د .عبد القادر فيدوح ،د .علي حسني الزيدي ،مهدا يوسف عاجل ،ليث فاضل الوائلي ،مشماق طالب حمسن ،محيد احلريزي ،د .صاحل هويدي ،عبد احلفيظ بن جلدويل ،سدعود بليبل ،محيد املخمار ،د .حممد املسعودي ،صربي يوسف ،أمحد فاضل ،نوال اجلبوري ،حممد علي مشس الدين. ترجم إىل العربية قصصاً وقصائد ومقاالت جليمس ثريبر ،وليم كارلوس وليمز ،آن سرايلري ،واالس سميفندز ،إيلدر أولسدن، 150
●
●
● ● ● ●
●
● ●
أودّ ،كاثلني راين ،اليزابيث ريديل ،جيمس ريفدز ،غراهدام غرين ،ولي" ساروياّ ،دوّ خواّ مانويل ،إيفا دايف ،فالدمدري سادي ،مارك توين ،مور بيل ،إيغرا لويس روبرتس ،أدولف ديغاسينسكي ،جاكوب رونوسكي ،روست هيلز ،ألن بداتن وعدد من شعراء كوريا والياباّ وأستراليا ونيوزيلندا والصدني وغانا. أعدّ لإلذاعة العراقية العديد من الربامج" :أهالً وسهالً"" ،شعراء من العراق"" ،الربنامج املفتوح"" ،ثلث ساعة مع" ،"...ةرف ومخس شخصيات". عمل يف الصحافة منذ عام 1975وشدارك يف تأسديس جملدة أسفار). عضو نقابة الصحفيني العراقيني ،والعرب ،والعاملية. عضو احتاد األدباء يف العراق ،وعضو احتاد األدباء العرب. عضو مجعية املترمجني العراقيني. عضو احتاد الكتّاب األستراليني -والية جنوب أستراليا ،وعضو مجعية الشعراء يف أدياليد. تُرمجت قصائده إىل اإلنكليزية واإليطالية والفرنسية واإلسدبانية والكردية والفارسية واألوردية. يقي" يف أستراليا. موقعه الشخصي www.adeebk.com
151