Issue Five - November 2013

Page 1

‫‪November | Issue 5‬‬

‫ترشين الثاين | عدد ‪5‬‬

‫بيانُ الهو َّية‪:‬‬ ‫فريق الهوية‬

‫فريق مجلَّة الهويَّة إىل تسليط الضوء عىل بعض الحقائق التاريخيَّة الفلسطينيَّة‪.‬‬ ‫يسعى ُ‬ ‫الفلسطيني ثقاف ًّيا وفن ًّيا‪ .‬آخذًا بع ٍني ملؤها االعتبا ُر القض َّي َة‬ ‫يعمل عىل كتابة الواقع‬ ‫كام ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫النضال املايض والحارض‬ ‫بأصوات طالب َّية‬ ‫الفلسطينية بني األرض وبني الشَّ تات‪ .‬كام ويُوث َُّق‬ ‫وحق العودة‪.‬‬ ‫من أجل فلسطني ِّ‬

‫فريق الهويّة‬

‫‪MISSION STATEMENT‬‬ ‫‪Al-Hawiyya team‬‬ ‫‪Al-Hawiyya offers current perspectives on the history, cul‬‬‫‪ture, and conscience of Palestine and the Diaspora, docu‬‬‫‪menting through student voice the past and present strug‬‬‫‪gle for Palestine and our imagined trajectories of return.‬‬

‫‪PEOPLE‬‬

‫رئيس التّحرير عالء ك ّيايل‬ ‫الكتّاب املساهمون شهيد الف ّرا عالء ك ّيايل سامر بو جودة زينب ترحيبي فؤاد خوري ربيع‬ ‫رميلة وداد عنبتاوي عمر غ ّنوم عيل ف ّواز هادي مراد‬ ‫الصالح مها حيدر نور شت ّية‬ ‫تصميم لطفي ّ‬

‫‪EDITOR IN CHIEF Nadia Younes‬‬ ‫‪EDITORS Aliya Kalla Tasneem Chaaban‬‬ ‫‪CONTRIBUTING AUTHORS Zaynah Hindi Aliya Kalla Tas‬‬‫‪neem Chaaban‬‬ ‫‪LAYOUT Lotfi Al Salah Maha Haider Nour Shtayyeh‬‬

‫اتّصلوا بنا‬

‫‪Al-Hawiyya is a publication by the Palestinian Cultural Club at‬‬ ‫‪the American University of Beirut (PCC AUB), supported by‬‬ ‫‪Unite Lebanese Youth Project (ULYP).‬‬

‫الفلسطيني يف الجامعة األمريكيّة يف بريوت‪ ،‬برعاية يوليب‪.‬‬ ‫تصدر الهوية عن ال ّنادي الثّقا ّيف‬ ‫ّ‬

‫تريد‪/‬ين املساهمة يف الكتابة أو التحرير أو التصوير أو التصميم أو يشء تقرتحه‪/‬ينه؟‬ ‫تريد‪/‬ين قول يشء عن الهوية؟ ات ّصل‪/‬ي بنا عىل ‪pcc.alhawiyya@gmail.com‬‬

‫‪CONTACT US‬‬ ‫‪Interested in contributing to writing, editing, photogra‬‬‫‪phy, drawing, layout, or your suggested field? Anything‬‬ ‫‪to tell us about Al-Hawiyya? Please drop us a line at‬‬ ‫‪pcc.alhawiyya@gmail.com‬‬

‫صربا والريموك‬

‫عالء كيّايل‬ ‫إذا كنت فلسطين ًّيا فعليك أن تعيش واقعك وأن تتامىش مع رصوف حياتك‪ .‬ذلك‬ ‫ليس بسبب تخاذلٍ َعر َِف َ‬ ‫الفلسطيني كام يصو ُره الكثريون‪ .‬وإمنا‬ ‫عقول الشعب‬ ‫ِّ‬ ‫كل عر ٍّيب من محيط الوطن إىل خليجه‪.‬‬ ‫بسبب تخاذل كريات الدم الحمراء يف عروق ِّ‬ ‫فالفلسطينيون الزالوا ومنذ تساقط أسنانهم اللبنية وهم يعيشون مأسا ٍة ليست‬ ‫عن التعريف بغنية‪ .‬هي ليست عن التعريف بغنية ألن التعريف باملأساة إن‬ ‫مل يؤت املأساة حقها باقتالعها من جذورها فال يكون التعريف إال تنك ًريا وبهتانًا‪.‬‬ ‫عرب الحديث عن تاريخ الرصاع الفلسطيني وال أعني بذلك رصاع الفلسطيني مع‬ ‫العدو اإلرسائييل وإمنا رصاعه األكرث دموية وسوداوية وهو رصاعه مع عدوه العريب‪.‬‬

‫الكالم يعرب عن مواقع حدثت وتركت غامم ًة ليست بزائلة مع مرور السنني‪ .‬ال‬ ‫شك يف سوداوية الرصاع الفلسطيني الصهيوين‪ .‬وال َّ‬ ‫َّ‬ ‫شك أيضً ا لدى معظم العرب يف‬ ‫نسب الحق لصاحب الحق بإدانة العدوان االستيطاين الصهيوين‪ .‬ولكن ما يختلف‬ ‫يشمل كل ما عرف العقل العريب من املنطق‬ ‫ُ‬ ‫العرب عليه – وإن كان اختالفهم‬ ‫بؤسا بالتاريخي‪ -‬بني الفلسطيني‬ ‫والالمنطق‪ -‬هو حقيقة الرصاع ‪-‬الذي بتنا نحيطه ً‬ ‫وأخيه العريب‪ .‬كان عام ‪ 1948‬ليُقذف بالفلسطيني إىل بالد الجوار العريب عىل وجه‬ ‫الفلسطيني يو ًما بإمكانية كينونته هو أن‬ ‫التحديد والتخصيص‪ .‬ولكن ما مل يفكر‬ ‫ُّ‬ ‫يُعاد عليه سيناريو القتل والتهجري واإلبادة الجامعية عىل ٍ‬ ‫أيد عربية خُتم عليها‬ ‫خت ٌم يقولون أنه صهيوأمرييك‪ .‬هو التاريخ يعيد نفسه فال دا ٍع لذكر حادث ٍة طوى‬ ‫عليها الزمان عرشين من السنني‪ .‬فنحن منلك أن نبرص الكوارث الحيَّة‪ .‬كوارثٌ كافية‬


‫‪2‬‬

‫ ‪NOVEMBER 2013‬‬

‫‪Widad Entbawi‬‬

‫مللء العقل العريب اتساخًا وعربدة وشيطنة‪ .‬صربا ومجزرتها والتي ذكرناها صدفة‬ ‫يف ميالدها املبتذل‪ .‬حيث نلحظ أ َّن تأريخ القضية الفلسطينية بات يعاين االبتذال‪.‬‬ ‫فالتأريخ ليس إال لتثبيت املأساة والعمل عىل محاسبة الفاعل أولاً وتجريد األسباب‬ ‫التي أدت إىل املأساة من واقيعتها‪ .‬عرشون سنة ترافقت معها عرشون ذكرى ملأساة‬ ‫صربا وشاتيال لبنان َّيتي النكهة‪ .‬واليوم يتذوق الفلسطيني صربا بنكهتها السورية‪.‬‬ ‫مخيم الريموك‪ ،‬ومن مل يبرص الريموك يف ذكرى صربا وشاتيال فذلك هو االبتذال يف‬ ‫تأريخ املأساة والوقوف عىل سوداويتها عرب تسجيلٍ قد ال يتجاوز الخمس دقائق‬ ‫عىل شاشات اليوتيوب‪ .‬وملاذا اليوتيوب إن كان من املمكن أن يشاهد ذلك املؤرخ‬ ‫أحداث صربا اليوم يف سوريا‪ .‬أال يفضل الشعب العريب حضور املرسحية الحية عىل‬ ‫حضور املرسحية املصورة؟ الحادثة تتكرر بحذافريها مع اختالف أداة القتل‪ .‬ففي‬ ‫صربا يقولون أن السالح املستخدم كان السالح األبيض والخفيف أما يف الريموك فهو‬ ‫ضل من الرصاص والصواريخ من جهة أخرى‪.‬‬ ‫الطريان الحريب من جهة وما َّ‬ ‫العجيب‪ ،‬وما أكرث العجيب عند العرب‪ ،‬هو استمرارية االسم والصوت والصورة‬ ‫للرأس املنفذ ملجازر صربا وشاتيال وعىل املأل دومنا أحد يأخذ بحق املواطن‬ ‫الفلسطيني‪ .‬أهلاً بكم يف زمن مات فيه الرجال‪.‬‬

‫القدرة إنو باملشاة اتفوتوا بيناتن»‪.‬‬ ‫وكانت الفاجعة قرابة الساعة السادسة من مساء السادس عرش من أيلول ‪.1982‬‬ ‫أدخلت «إرسائيل» املسلحني اللبنانيني إىل صربا وشاتيال وهي عىل دراية تامة مبا‬ ‫ميكن أن يكون من نتيجة دموية‪ .‬مىض الوقت لريافقه سيال ٌن فظيع يف رشيان‬ ‫كل فلسطيني حكم عليه قدره أن يكون يف إحدى املخيمني فأكمل ذلك املسلح‬ ‫ست وثالثون ساع ًة من القتل بأهايل املخيم‬ ‫«العريب» مشيئة القدر كام يقول‪ٌّ .‬‬ ‫الع َّزل‪ .‬كام أ َّن إرسائيل أنارت سامء املخيم ليلاً خوفًا عىل توقف استمرارية القتل‬ ‫يف تلك الليايل بقنابل ضوئية‪ .‬كام أن سخرية القدر أخذت بفلسطينيي املخيم إىل‬ ‫اللجوء إىل عنارص جيش االحتالل الذي كان يحارص املخيم ليمنع الفلسطينيني من‬ ‫الخروج منه لتقول سيدة قضت من عمرها ما يقارب السبعني عا ًما‪« :‬مش انتو‬ ‫جايني تحمونا خيَّا‪ ،‬لريد عليها اإلرسائييل» اي‪ ،‬ثم يتابع سائلاً ‪ :‬مني سواها للمجزرة؟‬ ‫فتقول‪ :‬الكتائب‪ ،‬فريد عليها‪ ،‬يعني مش الجيش اإلرسائييل؟ أل الكتائب‪ ،‬ما انتو اليل‬ ‫فوتوهم عىل صربا وشاتيال‪ ،‬لريد اإلرسائييل‪ :‬وراح الكتائب راح؟ أل هني موجودين‪،‬‬ ‫طيب هي الله بقوال طيب؟ لريد عليهم العنرص اإلرسائييل مرس ًعا‪ ،‬فني ورقكن؟‬ ‫بشاتيال‪ ،‬ليقولوا لهم أن ليس باستطاعتنا ما نفعله فارجعوا من حيث جئتم»‬

‫أصدرت الواليات املتحدة األمريكية قرا ًرا بانسحاب الجيش اإلرسائييل من بريوت‬ ‫فاجتاح الجيش اإلرسائييل بريوت الغربية‪ .‬كان اقتحامه حسب ادعاءاته العتقال‬ ‫ألفي فدا ٍّيئ فلسطيني تركتهم منظامت التحرير الفلسطينية يف املخيامت‪.‬‬

‫واألكرث غرابة أ َّن من أه ِّم الصحفيني الذين وث َّقوا املجزرة هم صحفيون أجانب‬ ‫ومنهم الكاتب والصحفي الرنويجي أود كارسنت تفايت والكاتب والصحفي‬ ‫اإليرلندي روبرت فيسك‪.‬‬

‫وكام يظهر تسجيل صويتٌّ ألحد العنارص بلهجته اللبنانية من أولئك الذين دخلوا‬ ‫صربا وارتكبوا بها ما كان من مجازر فكان الحوار «ديخلني عىل بريوت نحنا‪ ،‬نخرج‬ ‫املخربني كلُّن‪ ،‬يرد العنرص اإلرسائييل بلهجته العربية‪ :‬شو بعد‪ ،‬كملوا‪ ،‬لريد عليه‬ ‫اللبناين وميأله من نشوة دم إخوانه الفلسطينيني فيقول‪ :‬كل القوة هون بدا تفوت‬ ‫عىل بريوت‪ ،‬بدنا نفوت عالشوارع الصغرية منسحها‪ ،‬إنتو اشتغتلوا بالشوارع الكبرية‬ ‫بس‪ ،‬ونحن بدنا نفوت عالشوارع الصغرية منشطا كلها‪ ،‬إنتو عىل أساس ما عندكمش‬

‫حتى أ َّن املجازر التي تقام عىل رفاتنا ليس لنا أن نؤرخها‪ .‬رمبا لغبائنا أو تخاذلنا‬ ‫وأظ ُّن أننا جمعنا االثنتني‪.‬‬ ‫شكَّلت «إرسائيل» لجنة تحقيقٍ لتعترب املجموعات املسلحة اللبنانية املدعوة‬ ‫بالكتائب مسؤولة مبارشة عن املجازر التي دارت رحاها يف صربا وشاتيال‪ .‬وأ َّن‬ ‫شارون وضبَّاطه مسؤولون عن املجزرة بشكل غري مبارش‪ .‬ليدعي شارون أنَّه مل يكن‬


‫ ‪NOVEMBER 2013‬‬

‫‪3‬‬

‫يعلم ما سيقوم به مسلحوا الكتائب يف املخيمني‪ .‬عىل الرغم من توفر صو ٍر لشارون‬ ‫كل ما يدور فيه من أحداث ساعات‬ ‫طل عىل املخيم ويراقب َّ‬ ‫وهو يقف عىل بر ٍج يُ ُّ‬ ‫املجزرة‪ .‬انتهت املجزرة بحصيلة تجاوزت ال ‪ 3500‬شهيد فلسطيني‪ ،‬بينهم أطفال‬ ‫ونساء وشيوخ مدنيون ع َّزل‪.‬‬ ‫الفلسطيني أن‬ ‫مل تكن صربا وال شاتيال خامتة ملأساة الفلسطينيني‪ .‬فمحكو ٌم عىل‬ ‫ِّ‬ ‫يلقى العذاب عينه يف مخيَّامته األخرى‪ .‬فقصف وإبادة جامعية ال يعرف لها التاريخ‬ ‫شبي ًها‪.‬‬ ‫سنكتب بعد سنني عن الذكرى األربعني ملجزرة صربا والعرشين ملجازر الريموك‬ ‫ُ‬ ‫نكتب عنها ساعة حدوثها‪.‬‬ ‫ولكن عسانا ألاَّ نقابل مجزر ًة ُ‬ ‫رش القتال‪.‬‬ ‫كفتنا عروبتنا َّ‬

‫أجنبي‬

‫وداد عنبتاوي‬ ‫لجأ الفلسطينيون بُعيد النكبة إىل لبنان أرضً ا عربية‪ .‬ما لجأ الفلسطينيون إىل لبنان‬ ‫لقضاء العطلة الصيفية وما لجؤوا ح ًّبا برتك بيوتهم وال َّرحيل عن مدنهم وقُراهم‬ ‫الفلسطيني من أرضه ساع ًيا‬ ‫وب َّيارات الزيتون وشجر الليمون‪ .‬وقعت ال َّنكبة‪ ،‬خرج‬ ‫ُّ‬ ‫عىل امتداد األرض‪ .‬فاقتضت الحالة الجعرافية لألرض الفلسطينيَّة مجاورتها لبال ٍد‬ ‫للفلسطيني سوى أن يجد نفسه داخلاً حدود بال ٍد عربية‪ .‬ف ُول َد‬ ‫عربيَّة‪ .‬فام كان‬ ‫ِّ‬ ‫الفلسطيني َمول َد النكبة لتكون العواصم العرب َّية من عامن والقاهرة‬ ‫الشَّ تات‬ ‫ُّ‬ ‫الفلسطيني بؤس عروبته وضالل‬ ‫مرسخ ًة لهذا الشَّ تات‪ .‬عارش‬ ‫ودمشق وبغداد ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫السنوات الستني عىل انقضاء‬ ‫املواطن العريب‪ .‬واليوم حيثُ تخطَّى ع َّداد أيَّامه‬ ‫ٍ‬ ‫الفلسطيني «هرب» من‬ ‫نكبات أُخَر‪ .‬فيقولون أ َّن‬ ‫الفلسطيني‬ ‫النكبة‪ ،‬يعاين‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫كيانات له‬ ‫االحتالل اإلرسائييل وفقد األمل بعودة فلسطني فبات يسعى إىل تكوين‬ ‫يف الدول التي هاجر إليها‪.‬‬ ‫الفلسطيني الذي أىت لبنان‪ ,‬توالت األجيال‬ ‫فمع مرور السنوات عىل شتات الشعب‬ ‫ِّ‬ ‫الفلسطيني الجديد يُبرص جبل لبنان قبل أن يبرص قبة‬ ‫الفلسطينية فبات الجيل‬ ‫ُّ‬ ‫حق الفلسطيني يف أرض لبنان‪ ،‬أرضً ا عربية‪ ،‬فهو ُولد فيها‬ ‫األقىص‪ .‬وكيف يُنكَر ُّ‬ ‫ودرس يف مدارسها وأكل من خريها وأعمر بنيانها‪ .‬هو مثيل املواطن اللبناين متا ًما‪.‬‬ ‫بغض النظر عن قضيَّة «منح الجنسية» ألن بها ترتسخ املأساة وتتفاقم‪ .‬كام احتضن‬ ‫اب لبنان عد ًدا من شهداء فلسطني‪ .‬والشعب اللبناين الزال يعامل الفلسطيني‬ ‫تر ُ‬ ‫الفلسطيني جس ٌم غريب يرفضون انسجامه‬ ‫معاملة «ابن البلد» للغريب‪ .‬وكأن‬ ‫َّ‬ ‫معهم‪.‬‬ ‫كام يعاين الطُّالب الفلسطينيون يف لبنان من بعض الجمل الساخرة التي تدور عىل‬ ‫كل سنة‪.‬‬ ‫ألسنة بعض اللبنانيني‪ .‬كام بات واض ًحا يف فرتة االمتحانات الرسمية من ِّ‬ ‫حيث يقوم بعض العساكر من أؤلئك الذين يطلبون هوية كل طالب قبل الدخول‬ ‫إىل مركز االمتحان باالستهزاء من الطالب الفلسطينيني بقولهم «إنتو الفلسطينيي‬ ‫صار بدكن تتعلمو!»‪.‬‬ ‫كل مصيبة ترضب أمن لبنان‬ ‫باإلضافة إىل تلك الجملة الغريبة التي بتنا نسمعها بعد ِّ‬ ‫والتي لقائلها أن يحلِّل خبايا الرصاعات السياسية حول العامل وأن يثبِّت رأس األفعى‬ ‫الفلسطيني يقتاتُ عىل كراهية الشعب‬ ‫«أكيد ورا هاملصيبة فلسطيني»‪ .‬وكأ َّن‬ ‫َّ‬ ‫اللبناين‪.‬‬

‫‪Widad Entbawi‬‬

‫ففي ‪ 15‬آب ‪ 2013‬وعندما حصل انفجار «الرويس»‪ ,‬انترشت الحواجز يف الضاحية‬ ‫الجنوبية وبدأت التحقيقات بشأن االنفجار‪ .‬وانترش خ ٌرب فحواه أ َّن مصدر السيارة‬ ‫املفخَّخة هو «مخيم برج الرباجنة» فراح بعض اللبنانيني ليقول أن الفلسطينيني‬ ‫يقفون وراء هذه املجزرة‪ .‬وتناسوا كون املخيم يحتضن جنسيات أخرى غري‬ ‫رص من «حزب‬ ‫الفلسطينيني كاللبنانيني والسوريني‪ .‬فانترشت الحواجز‪ ,‬ووقف عنا ٌ‬ ‫كل سيارة يُ ُّ‬ ‫شك يف أمرها لتفتيشها‪ .‬يسأل العنرص يف‬ ‫الله» لبسط األمن وإيقاف ِّ‬ ‫البداية إن كان الشخص لبنانيًّا أو من جنسيَّ ٍة أخرى‪ .‬وكأن يدي اللبنا ِّين ال تعرف‬ ‫اتساخ الخيانة التي تج ُّر بصاحبهام لتفجري سيارة يف منطق ٍة كالرويس مثلاً ‪ .‬يأيت‬ ‫العنرص ليقول «كل أجنبي يطالع هويته»‪ ,‬وهنا تأيت الصدمة‪« :‬الفلسطيني أصبح‬ ‫أجنب ًّيا ومن الدرجة العرشين أحيانًا»‪ .‬وكيف ميكن للفلسطيني أن يقبل فكرة‬ ‫الغريب وهو الذي ولد وعاش هنا مل َّدة تسبق مشيب شعره‪.‬‬ ‫سلَّم حزب الله مسألة الحواجز للجيش الُّلبناين منذ شه ٍر تقري ًبا‪ ,‬لك َّن عقل‬ ‫الفلسطيني بات مدم ًنا عىل إحساس الظلم أينام راح وأينام سكن‪ .‬لينتظر اليوم من‬ ‫عنرص الجيش اللبناين أن يقول له «طالع هويتك‪ ،‬أنت أجنبي»‪.‬‬ ‫وبعد انفجار الرويس بع َّدة أيام‪ ,‬وجد الجيش اللبناين سيارة مفخخة يف منطقة‬ ‫الناعمة ثم نُشرِ عىل بعض وسائل اإلعالم‪« :‬عاجل‪ :‬سبب االنفجار عدد من‬ ‫الفلسطينيني واللبنانيني وغريهم»‪ .‬كان الخ ُرب تطبيقًا لكلامت متناثرة‪ .‬ليأيت بعدها‬ ‫التحليل واملنطق عند بعض البنانيني بأن الفلسطينيني كانوا وراء كل مصائب لبنان‬ ‫الفلسطيني ُولِد هنا وهذا قدره‪ .‬ولبنان بلده حتى‬ ‫من الثامنينات وحتى اللحظة‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫لألجنبي تمُ ن ُع‬ ‫وإن كانت فلسطني الوطن األم‪ .‬كام أ َّن بعض الحقوق التي ت ُعطى‬ ‫ِّ‬ ‫كحق التملُّك‪ .‬فأين هذه الحقوق إن كان الفلسطيني أجنبيًّا؟‬ ‫عن الفلسطيني‪ِّ ،‬‬ ‫أجنبي من الدرجة العرشين‪.‬‬ ‫الفلسطيني‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫كل‬ ‫الفلسطيني مأساة ماضيه حتى نأيت إليه مبرشين مبصائب أخرى‪ .‬فعند ِّ‬ ‫ال يسنى‬ ‫ُّ‬ ‫الفلسطيني أنَّه ضيف غري مر َّحب به يف‬ ‫مصيبة تحدث عىل األرض الُّلبنانية يتذكر‬ ‫ُّ‬ ‫لبنان‪ .‬وأن الجهات الُّلبنانية ما زالت تتعامل مع الفلسطيني كغريب‪ .‬وليس غريبًا‬ ‫فحسب وإنمَّ ا غريب يسعى لخراب لبنان وضياع أمنها‪.‬‬

‫الحصار‬

‫شهيد الف ّرا‬ ‫كل يوم‪ .‬إما أن تكون الحرب بالدم والرصاص وإما أن‬ ‫الفلسطيني حربًا َّ‬ ‫يصارع‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫فلسطيني إال وأبعد عن عائلته إال ما‬ ‫تكون الحرب بني النفس وشوقها‪ .‬ليس من‬ ‫ٍّ‬ ‫ندر‪ .‬تسع عرشة سنة ومل ي َر أهله عىل الرغم من كرثة املحاوالت‪ .‬تحت رحمة من ال‬ ‫يعرفون الرحمة‪ .‬هذه هي الحال التي يعيش عليها الفلسطينيون عمو ًما وفلسطين ُّيو‬ ‫خصوصا‪ .‬يفعلون املستحيل وقري َنه ألجل لقا ٍء مع األهل ولو لدقائق‪ ,‬سواء‬ ‫غزة‬ ‫ً‬ ‫أكانوا يف األرايض املحتلة أو األرايض املحارصة من كل الجهات اإلرسائيلية والعربية‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫ ‪NOVEMBER 2013‬‬

‫‪http://mubasher.aljazeera.net‬‬

‫فلسطيني قد انتظر أن ينفق من عمره الخمسة واألربعني عا ًما أملاً بأن‬ ‫هي قصة‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫يجاريه القدر ويعطيه ترصي ًحا لدخول مرص‪ .‬ومع تجاوزه اإلنفاق لسنني عمره‬ ‫املطلوبة‪ ,‬يزيد االحتامل برفض طلبه‪ .‬كام باتت جل َّي ًة أزمة املعابر املؤدية إىل غزة‬ ‫الفلسطيني شتَّى‬ ‫الطبيعي أن يلقى‬ ‫وكيف تغلق أبوابها ألشهر وتفتح ليوم‪ .‬األمر‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫صنوف العذاب من قبل االحتالل الصهيوين ولكن الغريب أن يلقى العذاب من‬ ‫قبل أبناء العرب‪.‬‬ ‫ففي مرص أي رجلٍ يحمل األوراق الفلسطينية أو «وثيقة مرصية»‪,‬يف حا ِل أهلِ‬ ‫غزة‪ ,‬ويقل س ُّنه عن ال ‪ 45‬عا ًما‪ ,‬يمُ نع من دخول الحدود املرصيَّة‪ ،‬إال إذا تواجدت‬ ‫فلسطيني من أهلِ غزة يحمل‬ ‫«الواسطة» التي تُه ِّون عليه عروبته‪ .‬هي حالة‬ ‫ٍّ‬ ‫ال»وثيقة املرصية»‪ .‬حيث أعطيت هذه الوثيقة إلخراج الفلسطينني من مرص‬ ‫والذين هم ويف أغلبيتهم من أهل غزة‪ .‬كُتب عىل الوثيقة أ َّن حاملها ال يدخل‬ ‫مرص من أبوابها‪ .‬وعندما بلغ الواحد والخمسني‪ ,‬جاءه ترصيح الدخول‪ ,‬وعىل‬ ‫الرغم من صالحيَّة الترصيح املمت َّدة لغاية ثالث ِة أشهرٍ‪ ,‬كان له وكام يقولون يف‬ ‫عاميتنا أن «يطري من رسوره» فبعد طول الفراق ستلتقي القلوب‪ .‬أرسع بحج ِز‬ ‫تذكرة السفر‪ ,‬وقبل السفر ببضع ِة أيام‪ ,‬كانت قد بدأت أحداث مرص من جديد‪.‬‬ ‫حيث أراد الشعب إسقاط حكم اإلخوان‪ .‬وبنا ًء عىل ما أقره شعب مرص‪ ,‬أ ّن وجود‬ ‫حركة حامس وموقفها تجاه اإلخوان‪ ,‬ووجود شعبات فلسطينية أخرى يف مرص‪,‬‬ ‫سيحدث الفوىض والخلل يف النظام الحيا ِّيت املرصي‪ .‬لتتواىل من بعدها االتهامات‬ ‫تجاه الشعب الفلسطيني بأ َّن له ي ًدا باملصائب التي حلَّت مبرص يف اآلونة األخرية‪.‬‬ ‫وبنا ًء عىل ما أق ّرته الحكومة املرصية‪ ,‬تم إغالق املعابر‪ .‬وتم س ُّد العديد منها باملياه‪.‬‬

‫أي فلسطيني ملرص أو أن يغادر البالد‪ .‬وإىل اآلن‬ ‫فأصبح من املستحيل أن يعرب ُّ‬ ‫الفلسطيني ينتظر الفرج ليلتقي مع عائلته هناك‪.‬‬ ‫ومازال ذلك‬ ‫ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫شك يف دموية العدوان الصهيوين ووحشيته التي يطبقها عىل الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫ولكن العجيب هو موقف الدول العربية والتي تشكل الحصار األول واألخطر‬ ‫عىل الحدود الفلسطينية‪ .‬وهذا الحصار هو األطول يف التاريخ املعارص‪ ,‬واألشد‬ ‫قسوة‪ .‬فال مينع فقط عبور األشخاص‪ ,‬بل البضائع وامل ُؤن وغريها من االحتياجات‬ ‫الالزمة الستمرارية الحياة عىل أرايض القطاع‪ .‬فمنذ عام ‪ 1948‬وبات الحصار مرادفًا‬ ‫لالحتالل‪ .‬احتالل صهيوين وحصار عريب‪ .‬غري أ َّن فوز حركة املقاومة حامس عام‬ ‫للميض قد ًما يف بسط‬ ‫‪ 2006‬باالنتخابات الترشيعية للقطاع أعطاها الضوء األخرض‬ ‫ِّ‬ ‫سيطرتها عىل قطاع غزة‪ .‬ليصبح الحصار شيئًا ال يحتمل‪ .‬كام قامت «إرسائيل»‬ ‫بإغالق جميع املعابر التي تصل بني األرايض املحتلة وغزة‪ .‬حيث منعت عبور الطري‬ ‫خوفًا من أن يكون حاملاً لهوية «انتحاري»‪ .‬كام وشاركت مرص زمن مبارك بالحصار‬ ‫عرب طرقٍ غري رسمية‪ .‬فأغلقت منفذ القطاع الوحيد إىل العامل الخارجي‪ .‬معرب رفح‪،‬‬ ‫مبقص عرويب‪ .‬لتمنع «إرسائيل» دخول‬ ‫مشيم ٌة إىل بطون أهل القطاع قد قُصت ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫لسيطرت حركة حامس التامة‬ ‫السلع الغذائية والكهرباء واملياه إىل القطاع نتيج ًة‬ ‫عليه‪ .‬بل ودمرت «إرسائيل» املطار الدويل الوحيد يف غزة دما ًرا كليًّا‪ .‬مام أدى إىل‬ ‫زيادة معاناة أهل القطاع‪ .‬كام وقام العدوان اإلرسائييل بتكملة ما بدأه العريب من‬ ‫حصار ليسلب أهايل القطاع مصدر رزقهم وهو صيد األسامك‪ .‬فساحل غزة مشهور‬ ‫برثوته السمكية‪ .‬تبدأ األسامك هجرتها يف نيسان من كل عام من دلتا النيل إىل‬ ‫املياه الرتكية مام يشكل مصد ًرا جليًّا يف دخل أهايل القطاع‪ .‬حيث يعيش أربعون‬


‫‪5‬‬

‫ألفًا من سكان القطاع عىل مهنة صيد السمك املهاجر شاملاً ‪ .‬تبعد مراكز الصيد‬ ‫عرشة أميا ٍل عن شاطئ القطاع‪ .‬ليأيت االحتالل ومينع الصيادين الفلسطينيني من‬ ‫تجاوز الست أميال يف عرض بحر القطاع‪ .‬حيث قام االحتالل سنة ‪ 2007‬باعتقال‬ ‫أكرث من سبعني صيا ًدا‪ .‬وعندما ظ ّن الشعب أنّه ومن املستحيل أ ْن يزداد الوضع‬ ‫سو ًءا‪ ,‬أعلنت «إرسائيل» سنة ‪ 2008‬الحرب عىل حامس وبالتايل عىل القطاع بشيبه‬ ‫وشبابه وأطفاله ونسائه‪ .‬وأكمل «العريب» مأساة عروبته ليأمر مبارك عام ‪2009‬‬ ‫ببناء سو ٍر ميت ُد تحت األرض حول الحدود مع فلسطني‪ .‬ذلك للحد من تهريب‬ ‫البضائع وعمليات التسلُّل عىل حد قول الحكومة املرصية آنذاك‪ .‬كام ورفضت‬ ‫الحكومة املرصية تصنيف الجدار كعامل لتشديد الحصار‪ .‬لتقول «ما الجدار إلاَّ‬ ‫لتعزيز األمن املرصي»‪ .‬ومازال الجدار إىل تاريخه‪ .‬بقي الوضع ينتقل من يسءٍ‬ ‫فقصف من ٍ‬ ‫وغلق للمعابر يف معظم األوقات‪ .‬إىل أن‬ ‫إىل أسوأ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وقت إىل آخر ٌ‬ ‫الفلسطيني أ ّن حاله‬ ‫الشعب‬ ‫ن‬ ‫فظ‬ ‫مبارك‪.‬‬ ‫بحكم‬ ‫وأطاحت‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫املرص‬ ‫الثورة‬ ‫بدأت‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ستتجه إىل الفرج القريب‪ .‬ومع توايل األحداث املرصية والتي تعاقبت عىل ثورة‬ ‫‪ 25‬يناير ازداد الوضع سو ًءا‪ .‬حيث تسلَّمت مجموعة األخوان عرش الحكم‪ .‬فكان‬ ‫األمل أن ينربي عن الحكومة الجديدة قرا ًرا يبرص حال القطاع وينهي أزمة الحصار‪.‬‬ ‫لتكتمل الحكاية باتهام العنرص الفلسطيني بكل جرمية ترتكب عىل أرض مرص‬ ‫حتى وإن كانت رمي منديل يف ميدان التحرير‪ .‬مع العلم أ َّن تعداد الفلسطينيني يف‬ ‫مرص ال يتجاوز املئة ألف‪ .‬مبقارنة ساذجة نضع املئة ألف بني التسعني مليون من‬ ‫الشعب املرصي‪ .‬هل من املنطق العقيل أ َّن مئة ألف من الفلسطينيني سيؤثرون‬

‫ ‪NOVEMBER 2013‬‬

‫عىل مسري األحداث الكارثية املرصية؟ ليطيح املرصيون بعدها بحكم اإلخوان‪ .‬وال‬ ‫كل‬ ‫الفلسطيني وكأنَّه ذلك املار ُد الذي له يف ِّ‬ ‫زالت االتهامات ت ُرمى عىل أكتاف‬ ‫ِّ‬ ‫مصيبة ي ٌد خفية‪ .‬وإىل اليوم ومعرب رفح يكمل عملية الخنق املتواصلة ألهل القطاع‪.‬‬ ‫غلق للمعابر‪ ,‬ومن ٌع للمسافرين بأعداده ْم الكبرية من دخول مرص وإجابرهم عىل‬ ‫ٌ‬ ‫االنتظار عىل الحدود الفاصلة بني غزة وسيناء‪ .‬ينتظرون إىل أن يُسمح لهم باملرور‪.‬‬ ‫فعندما اتهمت الحكومة املرصية‪ ,‬أواخر أيار‪ ,‬حركة حامس أ َّن لها «ي ًدا» بحادثة‬ ‫خطف الجنود املرصيني‪ ,‬عاقب الرئيس مريس الشعب الفلسطيني‪ ,‬بأن أغلق معرب‬ ‫رفح ملدة سبعة أيام متتالية‪ .‬فأصبحت الحدود منازلاً للفلسطينيني ملدة سبعة أيام‪.‬‬ ‫مرمي عىل الحدود‪ .‬كام ونرشت بعض وسائل اإلعالم‬ ‫مع محدوديَّة مؤنهم‪ .‬شعب ٌّ‬ ‫الفلسطينية أن الجيش املرصي يدرس مخطَّطًا لدخول القطاع‪.‬‬ ‫ال يقع اللوم عىل لحكومة املرصيَّة فحسب وإمنا عىل جميع الدول العربية التي‬ ‫تشارك مبجزرة الحصار‪ .‬وما يدعو للسخرية هو أ َّن منسق الشؤون اإلنسانية‬ ‫يف األمم املتحدة «ماكسويل غيالرد» وصف الحصار بأنه «اعتدا ٌء عىل الكرامة‬ ‫اإلنسانية» ولكن الحصار مستم ٌّر والكالم يُباع يف أسواق البقالة‪.‬‬ ‫ستبقى أقصانا محتلة‪ ,‬بل وستبقى جميع دولنا العربية محتلة ومريضة ورضيرة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫دول عربي ٌة يحتلها عجزها ومتأل عروقها عربدة حكامها الشياطني‪ .‬فال تنتظر من أ َّمة‬ ‫ضاعت عراقها وشامها وأقصاها إلاَّ حكايا املوت‪.‬‬

‫الصهيونية السياسية والدين اليهودي‬ ‫ربيع رميلة‬

‫«إن املسألة اليهودية ال تعني بالنسبة يل مسألة اجتامعية‪ ،‬أو مسألة دينية‪ ،‬إنها‬ ‫مسألة قومية»‪ .‬يقول ثيدور هرتزل يف كتاب «دولة اليهود» ص‪ .209‬فمن خالل‬ ‫ملؤسس الحركة الصهيونية السياسية‪ ،‬يتبني لنا مدى‬ ‫مبسطة إىل هذه املقولة ِّ‬ ‫نظرة َّ‬

‫‪http://jewishvirtuallibrary.org‬‬

‫املؤسس لدولة «إرسائيل» وينزع عنها صفة األلوهية التي تستمد‬ ‫تناقض الفكر ِّ‬ ‫شعريتها منها‪ .‬وبالتايل كيف لنا أن ال منيز بني اليهودية كدين والصهيونية السياسيَّة‬ ‫عن طريق الدراسة للتاريخ املمتلئ بالتخبط ألبرز القادة الصهاينة يف كتاباتهم هنا‬


‫‪6‬‬

‫ ‪NOVEMBER 2013‬‬

‫وهناك‪.‬‬

‫وجاء عىل شكل تت َّمة التفاق أيلول أيضً ا ولكن سنة ‪.1993‬‬

‫«إننا نرفض رفضً ا بات ًّا أيَّة مبادرة ترمي إىل إنشاء دولة يهودية‪ .‬فأيَّة مبادرات من‬ ‫هذا القبيل تن ُّم عن فهمٍ خاطئٍ لرسالة إرسائيل‪ .‬والتي كان األنبياء اليهود هم أ َّول‬ ‫من برش بها‪ .‬إنَّنا نؤكد أن هدف اليهودية ليس هدفًا سياس ًّيا وال قوم ًّيا‪ ،‬بل هو‬ ‫هدف روحي‪ .‬فهي تتطلَّ ُع إىل عرص ماشيحاين يؤمن فيه الناس كافَّة وأنهم منتمون‬ ‫إىل جامعة واحدة كربى‪ .‬من أجل إقامة مملكة الرب عىل االرض «من الكتاب‬ ‫السنوي السابع للمؤمتر املركزي للحاخامات األمركيني الصادر عام ‪ 1897‬أي بعيد‬ ‫َ‬ ‫املنقول أعاله يساهم يف توضيح صورة التناقض‬ ‫النص‬ ‫تأسيس الحركة الصهيونية‪ .‬إ َّن َّ‬ ‫السيايس القومي والفكر الديني الروحاين‪ .‬ويؤكِّد استغالل الصهيونية‬ ‫بني الفكر ِّ‬ ‫لل ِّدين اليهودي ملآرب سياسية استعامرية بحتة تضفي عىل دولة االحتالل صورة‬ ‫الرشعية اإللهية وتربر مامرسات الحركة االستيطان َّية من قتل وتدمري وتهجري‪ .‬مع‬ ‫العلم أ َّن كلمة «ماشيحاين» تدل عىل املاشيح املخلِّص وهو ملك من نسل داود وهو‬ ‫من سيجمع اليهود وسيعم يف عرصه الخري والعدل والسالم أرجاء العامل‪ .‬عىل عكس‬ ‫ما نراه اليوم‪ ،‬بغض النظر عن إمياننا بقدومه أو ال‪.‬‬

‫مبسطة لهذه‬ ‫انطالقاً من كلمة «السلطة السياسيَّة» يندرج التعريف بطريقة َّ‬ ‫الكلمة بالتايل «مركز القرار والسيطرة لفئة ما عىل مساحة جغرافية ما»‪ .‬وبالتايل‬ ‫السلطة والسيطرة عىل األرايض الفلسطينية‬ ‫يكاد ال يخفى عىل أحد‪ ،‬بيد من تكمن ُّ‬ ‫«السلطة» أو «ال َّدولة» حاليًّا من اعتقال‬ ‫ككل‪ ،‬املحتلَّة و»الغري محتلَّة»‪ .‬فأين ُّ‬ ‫الن َّواب املنتخبني من قبل «إرسائيل» وحتى من اعتقال ال َّناشطني الشباب واألطفال‬ ‫وال ِّنساء‪ .‬وأين هي من الخروقات اليومية لألرايض التابعة «للدولة» وأين هو‬ ‫حق املقاومة يف اسرتجاع القدس الرشق َّية التَّابعة لهذه «ال َّدولة» العتيدة‪ .‬بل عىل‬ ‫أي تح ُّرك وتدرجه تحت عنوان أعام ِل ال ُعنف‪.‬‬ ‫العكس متا ًما فهي تدين وتستنكر َّ‬ ‫السلميَّة واملفاوضات التي تجعلنا‬ ‫ومن جه ٍة أُخرى تؤمن الحركة مببدأ املقاومة ِّ‬ ‫توصلتم من خالل املفاوضات‪ ،‬سوى الذل لشعبنا والتنازل‬ ‫نطرح السؤال‪ :‬إىل ما َّ‬ ‫يالمس عددهم السبعة ماليني بحسب موقع‬ ‫عن أرضنا وعن حق الَّالجئني الذين‬ ‫ُ‬ ‫«منظمة التحرير»‪ .‬وما املقصود بعبارة «إيجاد حل لقضيَّة الَّالجئني»؟ فهل يوجد‬ ‫حق العودة هو عبارة عن شعار وورقة‬ ‫حل لقضيَّة العودة سوى العودة؟ قد يكون ُّ‬ ‫«السلطة» ض َّد «إرسائيل» ولكن ما يدور يف غرف املفاوضات‬ ‫ضغط تستعمله ُّ‬ ‫املقفلة ال يوحي بالعودة أب ًدا‪ .‬فبعد تق ُّدم بريز بترصيح يقول فيه»إ َّن كندا تريد‪،‬‬ ‫السالم‪ ،‬وخاصة يف قضية الَّالجئني» ما‬ ‫وتستطيع املساهمة وبشكل كبري يف عملية َّ‬ ‫يعني أ َّن املفاوضات العلنيَّة والرسيَّة م ًعا ومامرسات «السلطة» عىل أرض الواقع‬ ‫تتنافيان مع شعار العودة املرفوع‪ .‬ومن خالل موقع «املنظَّمة» أيضً ا‪ ،‬يتبينَّ املوقف‬ ‫الحقيقي «للناطق ال َّرسمي والوحيد باسم الشعب الفلسطيني» وهو (أنَّه يجب‬ ‫عىل «إرسائيل» االعرتاف بقضيَّة الَّالجئني ومنح الَّالجئني خيار مامرسة حقِّهم يف‬ ‫العودة وكذلك الحصول عىل التَّعويض عن خسائرهم الناتجة عن طردهم ونزوحهم‬ ‫مع أ َّن الَّالجئني قد يفضّ لون خيارات أخرى مثل‪ :‬إعادة التَّوطني يف بلد ثالث) وبالتَّايل‬ ‫يلخِّص لنا هذا املوقف مرونة ال ِّجهة ال َّرسمية وقدرتها عىل مترير مرشوع التَّهجري‬ ‫السالم‪.‬‬ ‫الثَّاين تحت شعار حريَّة االختيار املحسوم مسبقًا مقابل َّ‬

‫للصهاينة وديانته ال يقف عند هذا الح ِّد‪ .‬بل‬ ‫إ َّن التَّضارب بني فكر العقل املدبِّر َّ‬ ‫وصل لتقديم دالئل استباقية عىل عدم رشعية دولته املستمدة من كتابه أال وهو‬ ‫التوراة‪ .‬وبتوثيق عن الكاتب روجيه باردوي يف كتابه «األساطري املؤسسة لدولة‬ ‫إرسائيل»‪ ،‬يسأل بردوي عام إذا كانت حقًّا فلسطني هي وجهة هرتزل يف بداية‬ ‫نشوء الحركة مبس ًعى منه للتشكيك يف صدقية مرشوعه االحتاليل الخالص‪ .‬وجاء‬ ‫جواب هرتزل مرس ًعا يف كتابه «يوميات» أ َّن األرض املق َّدسة مل تكن محور اهتامماته‬ ‫عىل وجه الخصوص بل قال أنه يقبل أيضً ا‪ ،‬من أجل أهدافه القومية‪ ،‬أوغاندا أو‬ ‫طرابلس‪ ،‬أو قربص أو األرجنتني أو مزنبيق أو الكنغو‪.‬‬ ‫إ َّن السعي لنسف الخرافات التي بُنيت عليها دولة االغتصاب «إرسائيل» مل يتوقف‬ ‫منذ نشأتها‪ .‬ولكن من هنا نحاول إيضاح هذه األساطري‪ ،‬وتبيان حقيقتها‪ .‬ليس من‬ ‫خالل معتقداتنا وكتبنا الساموية فحسب بل من خالل أقالم وترصيحات وكتب‬ ‫ومحارضات أبرز القادة من أعدائنا وأعداء كتابهم ودينهم‪.‬‬ ‫يتبع‪...‬‬

‫«الدولة»‬ ‫وكالة الفضاء الفلسطين َّية َّ‬ ‫ربيع رميلة‬

‫قد يأخذك العنوان إىل ال َّتفكري خارج الصندوق أو خارج إطار الوضع الحا ِّيل‬ ‫«للدولة» الفلسطين َّية املولودة حديثًا بتشوهات خلق َّية خطرية‪ .‬ولكن يف حقيقة‬ ‫ُجسد العنوان جمل ًة وتفصيلاً ‪ .‬بحيث أ َّن بوجودها تُخلق‬ ‫األمر فال َّدولة الفلسطين َّية ت ِّ‬ ‫الكث ُري من عالمات االستفهام‪ .‬أه ُّمها دور ال َّدولة ومدى سلطتها وبالتايل أين تقع‬ ‫هذه الدولة وأين متارس سلطتها‪ .‬وحتى اسمها‪ ،‬فهل هي فعلاً تجسد «دولة»‬ ‫فلسطني املنشودة؟ وأين الشتات الفلسطيني من هذه «الدولة»‪.‬‬ ‫«أعرتف بيهودية إرسائيل إذا اعرتفت إرسائيل بحدود عام ‪ »1967‬يقول مرا ًرا و‬ ‫السلطة الحايل‪ .‬هذه املقولة ما هي إلاَّ اعرتاف بحد ذاته‪ .‬وهذا االت ِّجاه‬ ‫تكرا ًرا رئيس ُّ‬ ‫كفيل بنزع رشعيَّة الحركة التي متثلها «حركة التحرير الوطني الفلسطيني‪،‬‬ ‫السيايس ٌ‬ ‫فتح» نظ ًرا لتعارض اسم الحركة مع االتجاه السيايس‪ ،‬فالتحرير واالعرتاف م ًعا‪ .‬بغض‬ ‫النظر عن اتفاق أوسلو الذي أخذ الكثري من حرب النقَّاد الوطنيينِّ وما زال‪ .‬وبالرغم‬ ‫من أهميَّته وحجم نتائجه‪ ،‬كان استحقاق أيلول الحدث األبرز واألكرث إثار ًة للجدل‬

‫من الغري منصف اتِّهام ال ُّنقاد تحت ذريعة األمر الواقع‪ ،‬ألنَّنا نحن األمر الواقع‬ ‫وهم املغتصبون وال ُّدخالء عىل األرض‪ .‬واألجدر بنا جمي ًعا أن نلتزم مبفهوم الواقع َّية‬ ‫السيايس املتمثِّل بإنشاء دولة وهميَّة تبتعد كل البعد عن‬ ‫واالبتعاد عن الخيا ِل‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الحقيقة‪ .‬وأضعف اإلميان‪ ،‬بال ُّرغم من اختالف موازين القوى بيننا وبني العدو‪،‬‬ ‫حق وقض َّية والتَّفريط‬ ‫االلتزام بالثَّوابت الوطن َّية الفلسطين َّية‪ .‬ببساطة ألنَّنا أصحاب ٍّ‬ ‫بهذه الثَّوابت يُع ُّد تنا ُزلاً عن الحقوق وتثبيتًا لحقوق املعتدي‪ .‬وتنحرص الثَّوابت‬ ‫املذكورة ُمسبقًا بثالث‪ ،‬فلسطني عربيَّة من ال َّنهر إىل البحر‪ ،‬اليهود يف فلسطني ق َّوة‬ ‫بأي جز ٍء من فلسطني‪ ،‬الكفاح املسلَّح والعمل االستشهادي هو‬ ‫احتالل وال َّ‬ ‫حق لهم ِّ‬ ‫الطَّريق الوحيد لتحرير فلسطني‪ .‬أ َّما عن اليهود الَّذين كانوا قبل الغزو اليهودي‬ ‫لفلسطني عام ‪ 1882‬ف ُيعتربون عربًا فلسطينيني‪.‬‬

‫‪http://aljazeera.com‬‬


‫ ‪NOVEMBER 2013‬‬

‫‪7‬‬

‫أريج الدماء‬ ‫ُ‬

‫أي ذكريات‬ ‫ال‪ ،‬ليس يل ُّ‬

‫اح‬ ‫أريج الدماء وعط ُر الجر ْ‬ ‫ُ‬ ‫الرياح‬ ‫د‬ ‫وص‬ ‫د‬ ‫اليهو‬ ‫أعل‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫وساف َر غم ٌد بعيد املدى‬ ‫الس ِ‬ ‫نأي ورج ُم السفاح‬ ‫يف ٌ‬ ‫عن َّ‬ ‫ِ‬ ‫لعشقك واىل‬ ‫عري ُن ال ّدمو ِع‬ ‫ومج ُد اللّيايل أنا َر الصباح‬ ‫وثور ُة ٍ‬ ‫مجد من الظّلم هاجت‬ ‫ومباح‬ ‫عىل وت ٍر جائ ٍر‬ ‫ْ‬ ‫القلب تبقى‬ ‫فلسط ُني رو ُحك يف‬ ‫ِ‬ ‫الجامح‬ ‫رص بنصلٍ أغاث‬ ‫ْ‬ ‫ون ٌ‬ ‫فلسط ُني ص ُرب ِك بالغيث يُروى‬ ‫ٍ‬ ‫الكفاح‬ ‫بصوت أعاد‬ ‫وصو ٌم‬ ‫ْ‬ ‫لدرب‬ ‫جها ُد النفوس وسا ٌم ٍ‬ ‫ِماح‬ ‫ّ‬ ‫أجل القصي َد فصا َر ر ْ‬ ‫السبيل ِ‬ ‫إليك انبالج‬ ‫ُ‬ ‫وشُ ّق‬ ‫الفالح‬ ‫بج ْرس الكنيسة ودعوى‬ ‫ْ‬ ‫القلوب ِ‬ ‫ِ‬ ‫إليك السالم‬ ‫إليك‬ ‫ُ‬ ‫اح‬ ‫رس الفداء بطلق الرس ْ‬ ‫و ُع ُ‬ ‫ِ‬ ‫إليك ال ّدموع تُبكيّ الجامد‬ ‫فأنت العروبه ُ‬ ‫النجاح‬ ‫وغزل‬ ‫ْ‬

‫ال ليس يل أ َّية ذكريات يف فلسطني‪ .‬وليس أليب أ َّية ذكريات‪ .‬وجدي مل يطَأ أرض‬ ‫أي من أجدادي زهر ًة يف بساتني بيسان ومل ميشوا عىل سواحل‬ ‫فلسطني أبدً ا‪ .‬مل يزرع ٌّ‬ ‫ألي من أجدادي أيَّة‬ ‫حيفا‪ .‬ال ليس يل أيَّة ذكريات يف فلسطني‪ .‬والحقيقة تقال‪ ،‬ليس ٍّ‬ ‫ذكريات‪ .‬أَ ُ‬ ‫سأل جديت عن أجدادي فتقول يل أنهم ليسوا من هنا‪ .‬هم يف الحقيقة‬ ‫غزاةٌ‪ ،‬غزوا هذه األرض أل َّن أحد امللوك طمع برثوتها وخرياتها‪ .‬ولكن يف الحقيقة‬ ‫هي األرض التي غزتنا وأصبحنا نحن من نسيج هذه األمة التي غرزت يف أعامق‬ ‫ألي من أجدادي ذكريات ولك َّن أيب يتكلم‬ ‫أرواحنا ذكريات منحتنا الهوية‪ .‬ال ليس ٍّ‬ ‫عن فلسطني كأنَّه ُولد فيها وأمي تبيك حز َن فلسطني كأنه حزنها‪.‬‬

‫هادي مراد‬

‫فؤاد خوري‬

‫الذكريات هي الشعور‪:‬‬ ‫الذكريات شعور‪ .‬شعور االنتامء‪ ،‬والشعور هو وليد البيئة وبالتحديد التفاعل مع‬ ‫البيئة‪ .‬ولألسف‪ ،‬ال ينتقل الشعور من جيل إىل جيل بل يخرس ق َّوته تدريج ًّيا‪ .‬ولن‬ ‫نستطيع أن نحافظ عليه كاملاً عرب صور فوتوغرافية أو رسومات تعبرييَّة أو سري‬ ‫ذاتيَّة‪ .‬بال شعور سابق أو تجربة مع األرض‪ ،‬كل هذه الوسائل تكون صامتةً‪.‬‬ ‫ذكريات اليوم‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫اليوم يُجبرَ شعبُنا عىل االغرتاب بسبب عنرصية ووحشية العد ِّو الصهيوين أو ألسباب‬ ‫املعيشية الصعبة يف أرجاء أمتنا‪ .‬فيغرتب جز ٌء من شعبنا ومعه تغرتب الذكريات إىل‬ ‫األبد‪ .‬أ َّما الجزء الذي يبقى فهو‬ ‫اليوم يبني ذكريات أليمة يف سوريا والعراق مثلاً ‪ .‬ذكريات الحقد والقتل واالنتقام‬ ‫والفقدان والحزن الشديد‪.‬‬ ‫خط ُة العدو الصهيوين‪:‬‬ ‫هل يوجد شعب بال ذاكرة؟ وهذه هي بالتحديد خطة العدو الصهيوين التي‬ ‫تُختَصرَ مبحو ذكريات الهوية الحقيقيَّة وزرع ذكريات االنقسام والكراهية‪ .‬فعد ُّونا‪،‬‬ ‫وبعكسنا متا ًما‪ ،‬يُحاربنا بوعي شديد وبجميع الوسائل النفس َّية والعلم َّية والروح َّية‬ ‫املتاحة وها هو ينجح يف مبتغاه‪ .‬فقد نجح‪ ،‬ليس فقط يف تقسيمنا إىل كيانات‪ ،‬بل‬ ‫أيضً ا إىل تفكيك هذه الكيانات روحيًّا وعزل قضيَّة فلسطني عن قضيَّة األُ َّمة‪ .‬فلم‬ ‫أي شعور باالنتامء‪.‬‬ ‫ي ُعد لألفراد ُّ‬ ‫وحس االنتامء من الجهة‬ ‫ماذا نفعل ونحن نخرس الذكريات األساس َّية من جهة َّ‬ ‫األخرى؟‬ ‫لنعرتف‪ ،‬فنحن نخرس ذكريات األرض والتقاليد واللغة وننترش يف أقىص زوايا العامل‪.‬‬ ‫ولكن الشعور وليس الذكريات هو أساس النضال‪ .‬وعندما تفشل الذكريات بتزويدنا‬ ‫بالشعور‪،‬يك نحافظ عىل هويتنا‪ ،‬فال بد من أن نجد وسيل ًة أُخرى‪ .‬هذه الوسيلة هي‬ ‫شعور العقل الذي ينبع عن وعي عميق‪ ،‬ليس فقط لهويتنا‪ ،‬بل حتى إىل اللعبة‬ ‫األمم َّية ودورنا الضئيل الذي ال يتجاوز ال ُّدمى‪ .‬عندما يكون العراقي فلسطيني‬ ‫جيل‬ ‫واللبناين فلسطيني والسوري فلسطيني‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬عندها سيصعد ٌ‬ ‫ينتمي إىل األمة جمعاء‪َ .‬‬ ‫تلك األُ َّمة التي جز ٌء منها تحت االحتالل والجز ُء املتبقِّي‬ ‫يطم ُع به العدو‪ .‬هذا الوعي وهذه الرتبية القوميَّة ستؤ ِّدي إىل شعور الوحدة‬ ‫أي تاريخ يف فلسطني‪ .‬وهو أملنا الوحيد ألن‬ ‫والتضامن حتَّى ولو مل يكن لجدودنا ُّ‬ ‫تبق قويَّة ورصاعنا مع العدو ٌّ‬ ‫شاق وطويل‬ ‫ذكريات جيلٍ ُولد وعاش يف فلسطني لن َ‬ ‫ونحن بحاجة إىل شعور العقل ليك نَ ْنتَرص‪.‬‬


‫ ‪NOVEMBER 2013‬‬

‫‪8‬‬

‫عماّ ل فلسطني املحتلٌة‪..‬‬ ‫«ترجعوا بالسالمة»‬

‫زينب ترحيني‬

‫مات حامدة تحت الرمل‪ .‬كان عامل حفريات‪ .‬يعمل أحيانًا فوق األرض وأحيانًا‬ ‫تحتها‪ .‬حامدة دُفن ح ّياً‪ .‬خرج من بيته ومل يعد‪ .‬صديقه املصور الفلسطيني محمد‬ ‫بدارنة مل يكن عىل علم بطبيعة عمله‪ .‬كذلك أهله‪ .‬نورا‪ ،‬شقيقة حامدة‪ ،‬اتصلت‬ ‫الفوري‪ .‬هكذا فجأة‪ .‬كان عىل‬ ‫مبحمد إلبالغه مبوت صديقه‪ .‬طلبت منه الحضور‬ ‫ّ‬ ‫الجميع تصديق الخرب والتعامل معه‪ .‬والد حامدة اتجه إىل املستشفى‪ ،‬طالبًا رؤية‬ ‫ابنه املصاب‪ .‬حصل عىل جواب مرتبط بجثة وليس بجسد‪« :‬ال نستطيع تسليمك‬ ‫الجثة قبل إنهاء اإلجراءات»‪ .‬حدث هذا قبل سنتني‪.‬‬ ‫القصة هنا‪ .‬علقت يف بال محمد‪ .‬تفاصيل كثرية أوحت أن صديقه الشاب‬ ‫مل تنته ّ‬ ‫الصغري ليس استثناء‪ .‬بعد سنة مات نضال شاويش‪ .‬شاب يف الثالثني‪ ،‬عرفه محمد‬ ‫عن بعد‪ .‬كان زميلاً له يف املدرسة‪ ،‬وصديقًا مشرتكًا يف صباحات ما قبل العمل‪ .‬عمل‬ ‫نضال يف الحدادة‪ .‬خرج من بيته يك يعود مسا ًء إىل عائلته الصغرية‪ .‬مات خالل‬ ‫تأدية عمله‪ .‬أطفاله ما زالوا بانتظاره‪ ،‬ربمّ ا‪.‬‬ ‫كان ال ب ّد من التوقف‪ .‬يش ٌء ما غريب يحصل‪ .‬أحىص بدارنة ما تيسرّ له من أسامء‬ ‫عام ٍل فلسطين ِّيني يف األرايض املحتلة عام ‪ .1948‬تبينَّ له أ َّن ‪ 60‬عاملاً ‪ ،‬كمع ّدل‬ ‫سنوي‪ ،‬ميوتون خالل تأدية أعاملهم‪ .‬يحفظ بدارنة األسامء‪ .‬وكذلك أعامر أصحابها‬ ‫وظروف موتهم واسم القرية التي يأتون منها‪.‬‬ ‫بدأت الفكرة‪ .‬ق ّرر توثيق حياة هؤالء‪ٌ .‬‬ ‫عامل ميوتون يوم ًّيا خالل عملهم يف الدولة‬ ‫اإلرسائيلية‪ .‬ميوتون يف ورشات البناء وتطوير البنى التحتيَّة‪.‬‬ ‫اإلشكال ّية التي ش ّجعت محمد عىل خوض التجربة هي التح ُّول يف املجتمع‬ ‫كل يشء‪ .‬خرس الفلسطيني أرضه وبيته‪ ،‬ولكنه‬ ‫الفلسطيني‪ .‬بني ليلة وضحاها تغيرّ ّ‬ ‫لكل مرافق الدولة املحتلّة‪.‬‬ ‫بات بانيًا أساسيًّا ِّ‬ ‫لجأت إرسائيل إىل مقاولني للتشغيل‪ ،‬استغلوا بدورهم حاجة الناس إىل العمل‪.‬‬ ‫يحيك محمد بدارنة عن هذه القصص بحرسة‪ .‬تنهال أسئلته واح ًدا تلو اآلخر‪.‬‬ ‫يستعني بإحدى النكات لتوضيح فكرته‪« :‬اليهود بروحوا ‪ 3‬سنوات خدمة إىل‬ ‫الجيش‪ ،‬وإحنا مرنوح ‪ 3‬سنوات خدمة يف الطني»‪.‬‬ ‫فجأة يسأل‪« :‬ما الذي يجرب هؤالء عىل املساهمة يف بناء الجدار العازل؟»‪ ،‬أو» ما‬ ‫الذي يدفعهم إىل ترميم بيوت عائدة لفلسطينيي الـ‪ 48‬يك يسكن فيها يهود؟»‪.‬‬ ‫جواب وحيد‪ :‬صعوبات واضطرارات الحياة‪ .‬ير ِّد ُد محمد هاتني الكلمتني مرا ًرا‪ .‬قوة‬ ‫ٌ‬ ‫لعاملٍ‬ ‫فلسطيني سعيد‬ ‫وجود‬ ‫ال‬ ‫للناس‪.‬‬ ‫املعييش‬ ‫القهر‬ ‫عىل‬ ‫حفاظها‬ ‫يف‬ ‫هي‬ ‫ائيل‬ ‫إرس‬ ‫ٍّ‬ ‫مبا يفعل‪ .‬حتماً ‪ ،‬ال أحد سيكون سعي ًدا عند الفراغ من بناء مبنى وزارة الخارجية‬ ‫اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫يومي‪ ،‬رافق املص ّور العامل إىل ورشاتهم‪ .‬كان يستيقظ‬ ‫عىل مدى سنة‪ ،‬وبشكل شبه ّ‬ ‫عند السادسة ومييض معهم حوايل مثاين ساعات‪ ،‬بهدف توثيق حياتهم بالصور‪ .‬آالف‬ ‫كل ما جال يف باله حينها هو عظمة تلك الوجوه وتفاصيلها وضحكاتها‪.‬‬ ‫اللقطات‪ّ .‬‬ ‫ابتعد عن التجسيد الكالسييك للتعب‪.‬‬ ‫الخاص مبعرضه األول يف األردن‬ ‫اليوم تتج ّهز صوره للخروج إىل العلن‪ .‬يقول امللصق‬ ‫ّ‬

‫أنه «مبناسبة عيد العماّ ل‪ ،‬يعرض املص ّور الفوتوغرايف محمد بدارنة (مواليد ‪)1978‬‬ ‫مجموعته «ترجعوا بالسالمة» ألول مرة يف األردن‪ .‬توث ّق مجموعة الصور حياة‬ ‫العامل الفلسطينيِّني يف األرايض املحتلَّة ‪ 1948‬وظروف عملهم‪».‬‬ ‫فكرة املعرض‬ ‫الجامعي‪ .‬وهذا ما حصل‪ .‬بعد‬ ‫مل يكن يف بال محمد إقامة معرض‪ ،‬بل إنهاء مرشوعه‬ ‫ّ‬ ‫فرتة‪ ،‬وجد أنه ال ب ّد لهذه الصور‪ ،‬تحدي ًدا‪ ،‬أن تخرج من إطار «الكومبيوتر» الضيق‪.‬‬ ‫عرف صدفة مبنحة الصندوق العريب للثقافة والفنون – آفاق‪ .‬ق ّدم الفكرة وأتاه الر ّد‪:‬‬ ‫معرض يف األردن بانتظارك‪.‬‬ ‫يحيك محمد عن صعوبة اختيار ‪ 28‬صورة‪ ،‬من أصل اآلالف‪.‬‬ ‫تقوم فكرة املرشوع عىل مرتكزين‪ :‬من ذهبوا إىل عملهم وعادوا‪ ،‬ومن ذهبوا إىل‬ ‫عملهم ومل يعودوا‪.‬‬ ‫كان الربط صع ًبا‪ .‬الذاهبون يوم ًّيا إىل عملهم‪ ،‬كان من السهل التعاطي معهم‪ .‬لك َّن‬ ‫السؤال علِق عند من رحلوا‪ :‬هل يص ّور األماكن التي ماتوا فيها؟ قبورهم؟ قبل‬ ‫املوت؟‬ ‫يف النهاية وقع الخيار عىل العائالت‪ .‬كان التجاوب سهلاً ولكن مربكًا‪ .‬فغريب عليهم‬ ‫فني‪.‬‬ ‫دخول أبنائهم يف مرشوع ّ‬ ‫التقى بدارنة بعائلة نضال‪ .‬زوجته وأوالده‪ .‬قصص كثرية وقعت خالل العمل‪ .‬فنضال‬ ‫دهسا‪ .‬عند التصوير‪ ،‬حمل اإلبن صورة‬ ‫مات بعد مثانية أشهر فقط عىل موت ابنته‪ً ،‬‬ ‫والده‪ ،‬ووضعها عىل وجهه‪ ،‬راسماً هيئة والده‪ ،‬مخ ًربا محمد «أنا بدي أكون أبوي»‪.‬‬ ‫وهكذا عىل هذه الحال‪ ،‬حتى انتهت الرحلة‪ .‬يأمل محمد أن يتمكّن من عرض‬ ‫صوره يف بريوت‪.‬‬ ‫قصة‪ .‬يرشح بدارنة عن مقرتحات كثرية تصله للعرض يف تل‬ ‫هؤالء قضية وليسوا ّ‬ ‫أبيب أو باالشرتاك مع إرسائيليني‪ .‬ير ّد بالسلب‪ .‬هنا يتحسرّ ‪ ،‬يريد لصوره وصور‬ ‫فلسطني أن تجول العامل كلّه‪ .‬يريد كرس كل املمنوعات‪ .‬عرضه يف عامن وتونس‬ ‫وغريهام‪ ،‬هو ر ّد مبارش عىل اإلرسائيليني يثبت وجود «وطن» عريب يحتضن الفنانني‬ ‫الفلسطينيني فيخرجون من دون أن يكونوا «ماكياج» لالحتالل‪.‬‬ ‫صعوبات وتفاصيل‬ ‫صب محمد جهده يف خلق حالة تكامل بني الصور‪ .‬ال يريد صو ًرا منفردة‪ ،‬مهام‬ ‫ّ‬ ‫كانت جميلة‪ .‬ما يعنيه هو الدمج بني الجامليّة والفكرة‪ ،‬وإنتاج ريبورتاج مص ّور‪.‬‬ ‫برأي محمد أن هذا النوع مفقود‪ .‬ال فصل لديه بني الصورة وقضيتها والتوثيق‪.‬‬ ‫يحيك عن حاجة ماسة إىل التوثيق‪ ،‬ال سيام يف فلسطني‪ ،‬حفاظًا عىل الذاكرة‪.‬‬ ‫مهمة املعرض األوىل هي تجسيد مآيس هؤالء العامل‪ .‬لكن هذا مل يعنِ تصويرهم‬ ‫عامل يحتضن ابنه‬ ‫وهم يبكون أو يتأملون‪ .‬أغلب الصور فرحة‪ .‬تضحك من تلقائها‪ٌ .‬‬ ‫عند عودته‪ .‬مجموعة تحمل أكواب الشاي والسجائر‪ ،‬مصطفني ألخذ لقطة رسيعة‪.‬‬ ‫فجأة تنقطع صور الورشات‪ .‬تدخل الكامريا إىل البيت‪ .‬تقف إىل جانب عائالت‬ ‫الضحايا‪ .‬صو ٌر باهتة للموىت محمولة بني األيدي‪ .‬أب‪ ،‬ابن‪ ،‬أخت‪ ،‬أ ّم‪ ،‬زوجة‪،‬‬ ‫جميعهم يلتقون مع ابنهم امليت يف معرض «ترجعوا بالسالمة»‪.‬‬ ‫بأي شكل تعنيه هذه‬ ‫لن ينته املرشوع هنا‪ .‬هكذا يقول محمد‪ .‬يريد استكامله ِّ‬ ‫القضيّة بكل تفاصيلها‪ .‬عىل الرغم من الصعوبات‪ ،‬من مامنعة املقاولني السامح له‬


‫‪9‬‬

‫بالتصوير‪ ،‬إىل النجاح يف إبراز ترابط الصور‪ ،‬إىل التنازل عن بعضها حني تصبح آالفًا‪،‬‬ ‫رص بدارنة عىل إيصال وجع هؤالء العماّ ل‬ ‫وأخ ًريا إىل قسوة تحريك أمل العائالت‪ .‬يُ ُّ‬ ‫لعلَّه يح ُّد من االستغالل الذي يطالهم‪ .‬يشري إىل أن متابعته لهذه القضيّة‪ ،‬كشفت‬ ‫له حجم االبتعاد الشائع عن املأساة اليوم ّية التي يعيشها كل فلسطيني يف األرايض‬ ‫املحتلة‪.‬‬

‫ظل الغياب‬ ‫ولة الفلسطين َّية يف ِّ‬ ‫الد‬ ‫َّ‬ ‫عمر غنوم‬ ‫ُ‬ ‫فالحصول عىل دول ٍة تحت احتاللٍ هو أشبه‬ ‫تحت احتالل‪.‬‬ ‫مل يسبق لدول ٍة أنْ قامت َ‬ ‫ِ‬ ‫محض الخيال‪ .‬رواي ٌة ال ترتبط بالواقع‪ ،‬فالكاتب‬ ‫برواي ٍة خيال َّية‪ .‬تُنسج أحداثها من‬ ‫الوهمي‪.‬‬ ‫يرسم أبطالها ويُح ِّدد قض َّيتها ونهايتها ويت ِّوج خياله باالنتصا ِر‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫االنحطاط والفشلِ‬ ‫الفلسطيني هو حال ٌة من‬ ‫السيايس‬ ‫الصعيد‬ ‫ما يحدثُ اليو َم عىل‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫الذريع‪ .‬فبع َد أن كان نضالُنا من أجلِ ِ‬ ‫نناضل‬ ‫ُ‬ ‫األرض الَّتي سرُ قت من أهلها‪ ،‬أصبحنا‬ ‫من أجلِ دول ٍة مبتور ِة األطر ِ‬ ‫ولعل تجرب َة‬ ‫اف و ُحكْمٍ ذايتٍّ من املستحيلِ أن يُط َّبق‪َّ .‬‬ ‫ِ‬ ‫السابقة‪.‬‬ ‫أُوسلو خ ُري دليلٍ عىل ذلك مع مراعا ِة‬ ‫ظروف املرحل ِة َّ‬ ‫كيف ميك ُن لدولة أن تقام عىل قطعتي ٍ‬ ‫الوصل بينهام؟ وال‬ ‫ُ‬ ‫أرض منفصلتني ال ميك ُن‬ ‫َ‬ ‫ميك ُن ملواطني هذه الدولة أن يتنقلوا يف أرجائها دو َن جوا ِز سفر‪ .‬مع ِ‬ ‫األخذ باالعتبا ِر‬ ‫أ َّن تنقُّلهم يف هذ ِه ال َّدول ِة مرشو ٌط مبوافق ِة االحتال ِل و ُدول الجوار‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫عالقات تجاري ٍة مع‬ ‫اقتصادي يساع ُدها عىل بنا ِء‬ ‫لقيامِ ال َّدول ِة يُشرت ُط قيا ُم نظامٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫الدو ِل األُخرى‪ .‬يك تتم َّك َن من توفريِ البضائع التي ال ميك ُن توفُّ ُرها محلِّ ًّيا‪َ .‬‬ ‫كذلك‬ ‫ُ‬ ‫الرئييس يف‬ ‫االحتالل الدو َر‬ ‫يلعب‬ ‫من أجلِ تروي ِج اإلنتا ِج املحليِّ ِّ يف الخارج‪ .‬هنا‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫والصادر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ودخل هذ ِه الدول ِة يأيت من‬ ‫ُ‬ ‫ات من ال ُّدو ِل األخرى وإليها‪.‬‬ ‫تحديد‬ ‫الواردات َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫االحتالل بجبايتها واملساعدات املالية املرشوطة الَّتي تأيت‬ ‫ائب التي يقو ُم‬ ‫خال ِل الضرَّ ِ‬ ‫تصب يف مصلح ِة‬ ‫بغالب َّيتها من داعمي دول ِة االحتالل‪ .‬ويُخ ََّص ُص إنفاقُها ملشاري َع ُّ‬ ‫تصبح هذه ال َّدول ُة سوقًا لرتوي ِج البضائع‬ ‫دول ِة االحتال ِل بال َّدرج ِة األوىل وبذلك‬ ‫ُ‬ ‫الصهيوني ِة‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫األمني‪ ،‬فدول ُة االحتال ِل تَعت ُرب أم َن هذ ِه الدول ِة جز ًء من أم ِنها‬ ‫الصعيد‬ ‫أ ّما عىل‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫وتشرت ُط إبرا َم اتِّفاق َّي ٍ‬ ‫فجيش االحتال ِل هو‬ ‫ُ‬ ‫الحفاظ عىل أم ِنها‪.‬‬ ‫ات أمن َّي ٍة تمُ ِّك ُنها من‬ ‫الصالحيَّاتُ الكافي ُة ِ‬ ‫لبسط األمنِ ‪َ .‬‬ ‫ِب عمليَّات‬ ‫ال ِّجها ُز‬ ‫األمني ال َّرئيس ولدي ِه َّ‬ ‫وذلك يوج ُ‬ ‫ُّ‬ ‫اعتقا ٍل واسعة ُ‬ ‫الفوري‪،‬‬ ‫تطال جمي َع املواطن َني دو َن استثناء‪ ،‬وأحكا ًما باإلعدامِ‬ ‫ّ‬ ‫وعرشات املؤبدات لرجا ِل املقاومة الوطنية الفلسطينية‪ .‬وما يحدثُ اليو َم يف الضف ِة‬ ‫الغرب َّية خ ُري دليلٍ عىل ذلك‪ .‬وهذا يعني أ َّن هذه ال َّدول َة لن تكو َن ذاتَ سياد ٍة‬ ‫وستبقى خاضع ًة أمنيًّا لدول ِة االحتالل‪.‬‬ ‫جمي ُع مق ِّو ِ‬ ‫مات ال َّدول ِة غ ُري موجود ٍة لبنا ِء ال َّدول ِة الفلسطين َّي ِة عىل قطا ِع غ َّز َة والضف ِة‬ ‫واملكاسب من بنا ِء هذه الدول ِة صف ٌر‪ .‬والتَّ ُ‬ ‫فاؤل بأ ّن االعرت َاف بهذه‬ ‫الغربي ِة املحتلة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫مؤس ِ‬ ‫سات األممِ املتَّحد ِة ومحاسبة االحتال ِل دوليًّا يعت ُرب‬ ‫الدول ِة يخ ِّولُها االنضام َم إىل َّ‬ ‫أم ًرا مستحيلاً ‪ .‬فإذا ما نظرنا إىل تاري ِخ الرصا ِع العر ّيب‪ -‬الصهيو ّين‪ ،‬وجميع قراراتِ‬ ‫عرض الحائط‬ ‫األُممِ املتَّحد ِة الَّتي مل يلتزم الكيا ُن الصهيو ُّين بتنفيذها‬ ‫ورضب بها َ‬ ‫َ‬ ‫سرنى حتم َّية ال َّدولة الفلسطين َّية املبتورة مبج َّرد وجود الكيان الصهيوين‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عب الفلسطيني‪.‬‬ ‫تأيت جهو ُد املطالبة بدولة فلسطينيَّة يف ِّ‬ ‫ظل انقسامٍ حاد يعيش ُه الشَّ ُ‬ ‫َ‬ ‫نفسها الحكوم َة الشرَّ ع َّية‪ .‬ويف املقابلِ هناك‬ ‫فهناك حكوم ٌة يف قطا ِع غز َة تعت ُرب َ‬ ‫نفسها الحكوم َة الشرَّ ع َّي َة وهي يف الضِّ ف ِة الغرب َّي ِة املحتلة‪.‬‬ ‫حكوم ٌة أُخرى تعت ُرب َ‬ ‫عب‬ ‫كلتا الحكومتني تهدفان إىل تعطيلِ عملِ األخرى‪ٌّ .‬‬ ‫فكل منهام تدي ُر ظه َرها للشَّ ِ‬

‫ ‪NOVEMBER 2013‬‬

‫القاطنِ يف الضِّ ف ِة الغرب َّي ِة املحتلَّ ِة وقطا ِع غ َّزةَ‪ .‬حيثُ‬ ‫املصالح الشخصي ُة‬ ‫تغلب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والحزبيَّ ُة عىل املصلح ِة العا َّمة‪.‬‬ ‫الشعب‬ ‫ال َّدول ُة الفلسطين َّي ُة هي رضبة للقض َّي ِة الفلسطين َّي ِة‪ .‬فأك ُرث من ثلثي‬ ‫ِ‬ ‫خارج هذه الدولة‪ .‬واألجد ُر بنا اليو َم أن نسعى إىل بنا ِء منظَّم ِة‬ ‫الفلسطيني ُ‬ ‫يعيش َ‬ ‫ِّ‬ ‫الفلسطيني منظَّمة التَّحرير‪ ،‬بل‬ ‫عب‬ ‫التَّحري ِر عىل أُ ُس ٍس دميقراطيَّة‪ .‬فلم ينتخب الشَّ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫طموح فئ ٍة من‬ ‫تعكس‬ ‫واحتكرت املنطَّمة القرا َر السيايس‪ .‬ومامرساتها لهذا القرار ال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫رصت منظَّم ُة التَّحري ِر عىل االستمرا ِر مبرشو ِع‬ ‫عب العر ّيب‬ ‫الشَّ ِ‬ ‫الفلسطيني‪ .‬وإذا ما أ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ال َّدول ِة فام هو مص ُري فلسطينيي الشَّ تات؟ وما هو مص ُري فلسطينيي الخ ِّط األخرضِ؟‬ ‫وماذا عن مصريِ القضيَّة؟‬

‫الثورات العربية‪ :‬نحو تحرير فلسطني أو‪...‬؟‬

‫سامر أبو جوده‬

‫بعد قراءيت ملقال األتايس بعنوان «فلسطني األم وسوريا األخت الكربى» يف العدد‬ ‫الرابع من الهوية‪ ،‬أو ُّد التط ُّر َق إىل بعض األمور‪.‬‬ ‫الثورات العربية وفلسطني‪:‬‬ ‫كيف ساعدت هذه الثورات فلسطني؟ يف الحقيقة ال أرى وخاصة يف الثورة السورية‬ ‫إال تكرا َر الهجرة واملوت لشعبنا الفلسطيني‪ .‬أرى أيضً ا طالبًا يبتعدون عن العلم‬ ‫فلسطيني يسعى إىل تحسني وضعه املعييش وإىل بناء‬ ‫ألي‬ ‫والذي هو السالح األول ِّ‬ ‫ٍّ‬ ‫توازنٍ بني قوة العدو وقوتنا كمقاومني‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫يستدل القارئُ إىل أ َّن تحرير فلسطني يكون يف أدىن القامئة‬ ‫يف ختام مقال األتايس‬ ‫«سنح ِّر ُرك فلسطني ولكن بعد أن نُط ِّهر أرضنا»‪.‬مل أعد أدري إذا كان النظام السوري‬ ‫َ‬ ‫قد قمع الشعب‪ ،‬وهو حقًّا قد فعل وليس هديف هنا الدفاع عنه‪ ،‬أكرث من ما فعلته‬ ‫حكومة العدو بشعبنا الفلسطيني‪ .‬ولكن أمل ت َر كل هذه الفئات التي تثور ضد‬ ‫كنت أمتنى‬ ‫السوري اليوم همجيَّة ووحشية العدو التي تجاوزت املئة عام؟ ُ‬ ‫النظام ُّ‬ ‫عىل هذه الفئات أن تو ِّجه سالحها نحو العدو الصهيوين ألنه ليس لدينا الوقت‬ ‫كل شعوب ال ُّدول العربية من أنظمتها الديكتاتورية قبل تحرير‬ ‫الكايف لتحرير ِّ‬ ‫بحروب‬ ‫فلسطني‪ .‬فلهذه النظرية أن تُفرح العدو‪ .‬الذي وبعد أن نقتل أنفسنا‬ ‫ٍ‬ ‫مقسمة‪ .‬ما زال العرب‬ ‫داخلية‪ ،‬سيقيض هو عىل ما تبقى من أمتنا‪ ،‬مو َّحدة كانت أم َّ‬ ‫بعيدين عن فهم الدميوقراطية والحرية‪ .‬واستخدام العبارتني ما هو إال للتجييش‬ ‫ألي نظام جديد أو قديم أن يط ِّبق الدميوقراطية‪ .‬والدليل هو فشل‬ ‫والتجنيد‪ .‬وليس ِّ‬ ‫الثورات العربية بتأسيس نظام دميوقراطي‪.‬‬ ‫الدول العربية واملامنعة وتحرير فلسطني‪:‬‬ ‫كل الدول العربية‬ ‫نعم‪ ،‬مل يطلق الجيش السوري أيَّة رصاصة نحو الجوالن ولك َّن َّ‬ ‫مل تطلق منذ زمن بعيد أيَّة رصاصة لتحرير فلسطني أيضً ا‪ .‬واملضحك هنا أ َّن هذه‬ ‫الدول الديكتاتورية التي تتعاون مع العدو اقتصاديًا وأمنيًا وعسكريًا تدعم الثورة‬ ‫وبكل فخر‪ .‬فام لذلك أن يحيك عن الثورة؟ أ َّما سوريا فقاومت سياس ًيا واقتصاديًا‬ ‫وأعطت الفلسطينيني حقوقًا مل تعطيهم إيَّاها أية دولة عربية أخرى‪.‬‬ ‫لنسأل أنفسنا ومبوضوعية‪ :‬هل الثورات العربية‪ ،‬ومنها السورية‪ ،‬جعلتنا نقرتب نحو‬ ‫تحرير فلسطني؟ أنا ال أرى ذلك‪.‬‬


NOVEMBER 2013

10


NOVEMBER 2013

tinian for that matter shall bring chaos to the country. Accordingly, the Egyptian government closed all crossings by filling some with water, and sieging the others; thus making it impossible for any Palestinian to cross into, or outside the borders of Palestine. Up till this day, the Palestinian resilient man is waiting, and shall never give up on seeing his family- someday. There is no doubt in the savageness and brutality that the Zionists subject Palestinians to; rather it has become expected- a given one might say. The confusion and melancholy, of the Palestinians’, lies in the political position of some Arab countries in enforcing the siege on Palestine. Further, this siege has been described as the longest and most severe siege in our modern history. Not only does this siege prevent people from crossing the borders but it even stops goods, and other required supplies. Ever since 1948 the occupation has become synonymous with the siege- the Israeli occupation, and the Arab Siege. In addition, ever since Hamas won the election in 2006, the siege has become even more suffocating for the people of Gaza strip. Israel has closed all the crossing borders leading to Gaza. In addition, during Mubarak’s rule, Egypt participated in the siege in what one might call informal methods. Further Egyptian authorities closed the Rafah Crossing; thus severing all Gaza strip’s connection to the outer world. This savage siege lead to preventing food, electricity, water, medical supplies or any type of “commodity” to enter the territory in claims that it was due to Hama’s control over the sector. To reinforce their savageness Israeli forces destroyed Gaza’s international airport. Continuing what some Arab authorities started, the Israeli aggression decided to take away the sector’s only source of livelihood and food, fishing. For so long, Gaza’s shore has been famous for its fish opulence. Fishing centers are at least 10 miles away from shore. Again the barbaric Israeli aggression could not bear seeing these people making any form of livelihood; hence, the occupation issued a rule that prevents any fisherman from crossing more than 6 miles in private sea. In view of that, the Israeli occupation has arrested more than 70 fishermen in the year 2007. Just when people started thinking that the situation could not get any worse, Israel declared war on Hamas in 2008; thus the civilians of the sector were all collateral damage of a war that is everlasting. A year later, Mubarak issued the building of a wall that extended underground to siege the borders even from the grains of sand. Refusing to acknowledge that their bloody hands helped Israel, the Egyptian authorities stated that the wall was built to sustain the Egyptian security. The situation is in a constant state of deterioration; for the Egyptian authorities are adding to the aggression by bombarding the sector every now and then, and closing the crossings indefinitely. After the second Egyptian revolution, people thought that there might be light at the end of the tunnel. Further, after the Muslim Brotherhood received the ruling chair, people thought that the siege might be put to an end. However, the light was dimmed by the accusations that rained on the Palestinians. It went so far as to blaming them for the Egyptian political crisis and for every crime that befell Egypt- even things as silly as littering! Knowing that the Palestinian population in Egypt does not exceed a hundred thousand, is it even logical to blame them for the catastrophic events that are befalling the ninety-million populated Egypt?

11

Even after the Egyptians overthrew the Muslim Brotherhood and Mursi, accusations are still haphazardly being thrown on Palestinians, the siege is still as tight and suffocating as it ever was, and to make things worse some media platforms have recently shed light on the Egyptian army’s plan to “enter” – or more like invadethe sector. Isn’t it enough? Isn’t closing the borders, and enforcing a suffocating siege enough? Isn’t stopping primary products such as food, water, and medical supplies from entering the sector savage enough? Isn’t stopping people from seeing their family barbaric and inhumane enough? Aren’t the delusional accusations enough? Isn’t the Zionist occupation enough? Isn’t one occupation enough? Isn’t it? The blame is not to be placed on Egypt alone, but rather all the Arab countries that have a hand in this siege, or are even turning a blind sight and deaf ear to it. And what makes things as ironic and as sad, is that even the Coordinator of Humanitarian Affairs in the United Nations, Maxwell Gaylard, described the siege as an attack on human’s dignity; but the siege is still ongoing, and words are easier than actions. As long as that is the case, Palestine will remain occupied; and every Arab state shall remain occupied, sick and as blind to the truth as ever. What is to be expected of an Arab nation- a nation that is occupied by its demonic rulers? Not much is to be expected! For it’s a nation that has lost Palestine, Syria, and Iraq.


NOVEMBER 2013

way about things as they were, to present the reality is it is, and leave it to the youth to decipher the lessons. Reflecting on how he first got started in national work, Salah began with a story from his youth: S: My first experience in national work was in Ain el Helwa camp, after we had come to Lebanon from Palestine. The situation of the camps at that time was tragic. We were living in tents; there was no infrastructure, no roads, extreme poverty. We would go to school in the winter wearing only a shirt – no jackets or sweaters. So the shebab – we were maybe thirteen, fourteen years old – would get together and talk about our difficult situation; each person would share stories about the problems facing their families and neighbors, how to protect ourselves from the rain and the cold, how to study at home with these adverse conditions - how could we study? Each person was sitting in the same room as his mother and father and brothers and sisters, 4 or 5 people in the same tent. “What can we do?” we wondered. We didn’t know what to do, but we knew we had to do something. My mother was the first person to present this challenge to me. She saw us sitting and talking – four or five of us boys – and she brought us tea. She came to us and said, in her strong Beddouwi dialect, “Don’t get so nervous and distraught! If you want Palestine, it’s right there. Go to it and liberate it! Be men, and go liberate Palestine.” This was an exceptional case at that time. In those days, under such circumstances of poverty and weariness, most mothers would tell their children that they need to go to school, to study hard, get their diploma and work to bring money for the family. And in the same way the fathers would go to the teachers and pressure them: “My son is yours. Teach him as much as you can, hit him, whatever it takes for him to learn.” Because in those days, Palestinians with just an elementary certificate could go work in the Gulf countries like Kuwait or the Emirates to earn money for their families. But my mother spoke to us in a completely different way. She challenged us to be men, to take on our responsibility, and to struggle for Palestine. I took my mother’s words to heart, but I wondered, what could I do? Then one day, I went to something we call the diwan. My uncle was the sheikh of our tribe, and the only thing he insisted to take with him from Palestine were the tools for the diwan  all the instruments used to make Arabic coffee. And when we lived in Ain el Helwa, the director of UNRWA gave a special tent to my uncle in order for him to make it into a diwan where he would sit and make nothing other than coffee and tea and welcome guests. So this diwan was like a club, where all the elderly men from Palestine would gather  the sheikhs and the heads of the tribes and community leaders. I used to love to sit in the diwan and listen to the elders talk about Palestine, the revolutions, the war, the leaders of the Arab organizations, to sit and listen to the history of Palestine form those who lived it. Sometimes a man would come to the diwan and bring with him a bulletin called Al-Thaer (the Revolutionary). It was a publication of something called the Organization of Resistance Against Conciliation with Israel. He asked me to read the bulletin. I read it and I liked it. Time after time I became interested in knowing who was producing this publication. So I got to know the person who brought the bulletins to the diwan and eventually he asked me to start distributing them myself.

12

I started taking them to school and distributing them to students and it became very popular. We would wait for the next issue to come out and were excited to read it. I learned that there were shebab calling themselves Arab Nationalist Youth who were reading this bulletin. This person from the bulletin asked me to be among the group to form the first cell of the Arab Nationalist Movement in the South – from Saida to Sour to Bint Jbeil. From that group of Lebanese youth, I was the only Palestinian. This was in 1953. In that year, my journey in political work began.

THE SEIGE

Shaheed Alfarra | Translated by Tasnim Chaaban

Bullets, blood spatters, destruction, and death tolls are typical signs of war. However, contrary to main stream belief the Israeli-Palestinian war is not limited by the boundaries of Palestine/occupied Palestine. It is rather an ongoing war that subjects the Palestinians to all types of discrimination and dehumanization not only from Israel, or some western countries, but sadly from Arab countries as well. It is extremely rare that one shall find a Palestinian that has not been separated from his/her family and loved ones, especially the Palestinians of Gaza. These people undergo impossible and even degrading circumstances to see their families whether in occupied Palestine, or the besieged territories-needless to say that they are besieged by both Israeli and Arab forces. This is a glimpse of a story that almost every Palestinian suffers through daily. It is a story of a man from Gaza who has waited for nineteen years – nineteen bitter years of trying to gain the empathy of ruthless people who have deprived him his parents- to have a hint hope, a possibility that might lead him to his family. To him, reaching the age of forty-five was a dream; for then and only then will he have the possibility of earning a permission to enter Egypt. Each passing year makes that dream seem harder to grasp. Further, it is evident that crossing into Gaza, especially through Egypt, is difficult if not impossible to most people. One expects the Israeli occupation to torture Palestinians, separate them, and violate every human right possible; however, the wrenching this is that Arabs are lending these Zionists a hand in doing so. The Egyptian documentation was given to the Palestinians to lead them out of Egypt. This document does not certify as an official document that allows a Palestinian to enter Egypt nor travel freely. Further, the Egyptian authorities do not allow a Palestinian who has Egyptian documentations to enter Egypt unless he/she was older than forty-five years old. However, if one was younger, he/ she is allowed to enter under the condition that he has direct blood relatives in Egypt. When he (the man from Gaza) reached the age of 51, he received an entry permit to enter his land. The validity of the authorization period lasted only for three months. He was so ecstatic that one might say he was so happy he could fly. He booked his ticket, and felt his dream coming true; little did he know that this ecstasy- this dream, shall be crushed. The second Egyptian revolution started in which the people wanted to overthrow Mursi’s Muslim Brotherhood rule. Due to the fact that Hamas supported the Muslim Brotherhood, the Egyptians condemned all Palestinians for Hamas’ actions. Egyptians claimed that the presence of Hamas or any Pales-


NOVEMBER 2013

13

Yet, having lived through decades of political and social turbulence, of changing identities, and of entangled histories, Raad’s photographs provide his audience the visual documentation of what we know from oral and scholarly history; our former reliance on memory is now relieved, and knowledge is informed, challenged and/or confirmed by his photographs. From its Ottoman identity, to British control, to violent Zionist takeover, and then to absolute displacement- this generation asks: what were life, the people, and society like in Palestine? And the photographs respond. The photographs are the embodiment of Raad’s own memory, a man who lived to be 103, and experienced all these tumultuous changes.

refer to including articles, reports, and correspondence between myself and others like Hakim George Habbash and other party members. This archive of material helps me to remember. But the problem is that every time I look at a different document, I find new things to write down. I went to Cuba this winter to finish writing everything. But surely enough as soon as I arrived I discovered new things to write about, things I had forgotten about. And I am still remembering new things to record!

The exhibition also included contemporary works and re-interpretations by artists in Palestine, Lebanon and abroad, and a collection of projected works from IPS’ photo archives. A copy of the detailed and spectacular catalogue, including a selection of photographs and essays by scholars, may still be requested from IPS.

S: I believe that people’s history is a continuous history. And I believe that those who carry many experiences have the obligation to pass on them from generation to generation. And furthermore I condemn people who consider that the Palestinian struggle or national work started from them, or that any effort began with them or with any one individual. Like people who think that the Palestinian struggle began with al Hajj Amin Husseini, for example. That’s not true. Or from Shokeiry. That’s not true. Or from Yasser Arafat. That’s not true. Our Palestinian struggle began from collective efforts. It was born out of al-Qassam, Hajj Amin Husseini, Ahmad Shokeiry, George Habbash, Yasser Arafat - all of them. They all formed successive and continuous phases that constituted the Palestinian struggle. The Palestinian national movement did not begin from one person; it was born of successive, interactive phases with a number of individuals, with a number of generations. I lived a phase of these phases.

TRANSMITTING HISTORY GENERATION TO GENERATION: A CONVERSATION WITH SALAH SALAH

Zaynah Hindi

Toward the end of 2011, I started working with a Palestinian youth association in Beirut called Ajial (generations) – Social Communications Center, where I have had the opportunity to create activities with Palestinian youth from different camps and gatherings across Lebanon. There I have also had the privilege of working with one of its founders, Salah Salah, who is preceded by his reputation as a valiant veteran of the Palestinian national struggle – as a foundational leader in the Arab Nationalist Movement and the PFLP, as a member of the Palestinian National Council, among countless other positions. Throughout my work at Ajial, and more than any other person in my life, Salah has impressed upon me the importance of documenting my experiences in national work - no matter how small. A few months ago, I learned that Salah was working on writing his memoirs. For this issue of AlHawiyya, I sat with Salah to interview him about his memoirs, and through the course of our conversation he revealed his philosophy on memory, national struggle, and the transmission of history from generation to generation, adding a story about he first got started in national work. Z: How and when did you decide to write your memoirs? Salah: I have been thinking about writing my memoirs for a long time. Since the 1980s my wife, my friends, and my comrades have been telling me that I should start writing memoirs, but I always hesitated – I had no time! And I still didn’t really know how or what to write. The first time I sat down to start writing my memoirs was in 2008. I wrote an autobiography. It turned out to be a lot of material – a good-sized book. My brother, who works in publishing, is currently working on editing it for publication. But I decided that my personal story wasn’t enough. I must write a political testimony about my work in the parties, in the unions. I have had experiences with so many institutions, participated in so many events, passed through so many phases; it is important to record all of this. So I started writing in 2011, and I’ve finished about 90% of it, I would say. I have huge amounts of documentation to

Z: Why did you choose to write memoirs? What is the importance of recording our memories and experiences?

A part of that phase was, immediately following al-Nakba, the formation of the Arab Nationalist Movement, whose Palestinian contingent operated under the name Palestinian Arab Youth and later developed into the Popular Front for the Liberation of Palestine. This was before the PLO. And from this phase there are a lot of lessons that must be passed to other generations in order to see what are the negative aspects to set aside and what are the positive aspects to take from it. Your generation today, the youth generation  which you are a part of, the Palestinian Cultural Clubs and the Palestinian Youth Movement and Ajial SCC are a part of, and all of those youth movements that we are seeing in Gaza and the West Bank  is building a new phase, a new formulation of Palestinian national work. I am convinced that all of these Palestinian youth mobilizations, inside and outside of Palestine, in sites of refugeehood and diaspora, will create a new formulation of the Palestinian national struggle with new leaders. But the biggest danger that could face these youth is if they consider that struggle begins with them. The most important lesson, and the first step that the youth must take in building the new phase, is to retrieve all the past experiences of the saga of the Palestinian national movement. The error we make as Palestinians, and as Arabs in general, is not to read our history in a continuous way, to let each period fulfill and inform the other. Everyone starts history from himself and for that reason repeats the same mistakes that others before him have made and perhaps doesn’t benefit from the positive lessons we can learn from history. Writing my memoirs, I consider that I am presenting the experience that I lived as a youth to the new generation of youth who want to construct a new phase in the Palestinian struggle. For this reason I am trying to write in a candid, truthful


NOVEMBER 2013

14

Porter Carrying a Cupboard, Jerusalem, 1925

Khalil Raad Studio on Jaffa Road, Jerusalem, 1930.

ca.1930

ca.1930

Vegetable Market, Bethlehem, n.d.


NOVEMBER 2013

out these different historical periods as well as their subjectivities towards their involvement in the Palestinian national struggle as they recounted these memories.

The following is an excerpt from the life story of Haifa Jammal, who was born in Borj el Shemali camp in Tyre in 1959 and served as an active member of DFLP for twenty-four years. In it, she recounts her first memories of the PLO fighters in Lebanon and her quest to join their ranks. The fida’iya who was ten years old In 1969, when the PLO began to move to Lebanon from Jordan, they started to enter camp by camp. They started in Ain el Helwa and then Nahr el Bared camp. At last, after two or three months, the PLO entered our camp Borj el Shemali. And that night - oh my God! - I will never forget. I woke up around three o’clock, very early in the morning. I heard noise and people talking and shouting on the streets outside. I wondered what was going on, and I asked my father and my mother what happened. My father exclaimed, “Al fida’iyyin ijo leile!” The fighters have come to the camp this night! Wow, I was so happy! We had been constantly hearing about the fida’yeen and the victory at the Battle of Karameh. I was ten years old at that time. The first group of fida’iyyin that came to Borj el Shemali camp was from Jebha Sha’biyyeh (PFLP) and from the Palestinian Jeish al Tahrir (the Palestinian Liberation Army). At that time, the Lebanese army had surrounded the camp; they had different military bases in high buildings around the camp and at the entrances to the camp. So the fida’iyyin started to bring sand to build matarice - barricades made from sacks of sand - to protect them. I heard rumors that everybody - women, men, young people, old people - were taking lajan (washing basins) filled with sand and carrying them on their heads to help the fida’iyyin build the barriers. I asked my parents if I could go help them. “You are too young,” they told me. “Why?” I protested. “You ask me to bring water for you.” So my grandmother took our washing basin, and I used a tanke to carry sand for the fida’iyyin. I used a small vessel called a nusiyye that is filled with cooking oil and then later is used to carry water from the pump, since we didn’t have water in our homes at that time. I was so happy that I helped the fida’iyyin. From the moment the PLO entered the camps, I decided I wanted to join them. I didn’t know how, but I knew I wanted to join. I had always heard from family and from people in the camp about the PLO  my father especially, as we listened to the news about the fida’iyyin on the radio in his shop. Throughout all my life I had heard about Palestine, that we are refugees, that Israelis killed two of our cousins in 1948  all of these stories. So I knew that in any way I could, I would like to be a fida’iya. The Popular Front announced at that time that they would organize a training course for girls from twelve to thirty years old. I was ten years old at that time, but I went to ask them to register my name for the training. I went to the PFLP office and told the man responsible for registration that I would like to join the cause. “No, habibi,” he replied. “You are still so young! We only accept girls above twelve years old.” My teacher at that time was one of the local leaders in the PFLP,

15

and he was fond of me because I was very clever in my class. I told him that I wanted to join PFLP and that they had told me I was too young. I was bigger than most other girls my age at that time; I looked like I was twelve years old. So he helped me, and after that wasta from my teacher they accepted me and my friend Fayza, along with two or three other young girls. We were the youngest members of the party. Every time they asked us to line up in a queue, we were always at the end. We dressed in military green with khaki trousers and dark blue boteen and a khaki casquette. And we were so happy. For a year and a half we did physical training exercises  running, jumping, crawling on the ground, jumping over fire. We felt so proud to be part of the fida’iyyin. When we finished the physical training, they started training us on weapons. When we finished our training, they threw a graduation party for us and invited everybody in the camp. I was so proud and full of self-confidence. I will never forget that moment. That was a turning point in my life.

EXHIBITION REVIEW | “PALESTINE BEFORE 1948: NOT JUST MEMORY, KHALID RAAD (1854-1957)” Aliya Kalla

Photographic Exhibition. In celebration of The Institute for Palestine Studies’ 50th Anniversary. Curated by Vera Tamari In an exhibition that was held between March 13th and April 14th of 2013 in Beirut, a different image of Palestine emerges from a 75-photograph sequence displayed on the walls of the Nimr Foundation’s gallery. Khalid Raad (1854-1957) was perhaps the first Arab (as opposed to Armenian) to take up photography as a professional career. His archive of around 3,000 photographs is now safely housed at the Institute for Palestine Studies in Beirut. Raad trained under Garabed Krikorian, an established photographer in Jerusalem. He later “competed” with his mentor when he opened his own photography studio on Jaffa Road in Jerusalem in 1890, right across from Krikorian’s. His work ranges from the Biblical, Oriental, and imagined landscapes of Palestine, rural life and villages, to the celebrated moments of Palestine’s urban middle-class such as weddings, graduation ceremonies, and the idealized family/self portrait. Particular to Raad, however, are the images of everyday life in Palestine. The vibrancy of the vegetable market, the intricacy of the Jaffa orange trade, propagandistic photo’s of war preparations, persistent anti-Zionist and anti-British protests, and exhaustive labor are all relayed through Raad’s photograps. They reveal, particularly to our generation, a previously hidden reality; one that was assumed, known, and yet hidden from memory. That is, that there was indeed ordinary life in Palestine. One that continued even under the British Mandate whose presence erases for us today any possibility of imagining Palestinian life existing regularly and even mundanely despite those circumstances.


CHOOSING TO WRITE: PALESTINIAN WOMEN RECORD OUR HISTORIES

Zaynah Hindi

Write or be written. These four simple words - that served as the motto for June Jordan’s Poetry for the People class at UC Berkeley - have been the most resonant and empowering words that I have confronted in my education and have guided my approach to academia and activism since. Through this motto, the late Caribbean-American poet, writer, professor, and activist June Jordan encouraged young Americans from marginalized communities to wrench poetry, literature, and History from the hands of their oppressors and to be the writers of their own histories. For Palestinians, who since 1948 have faced a process

November | Issue 5

5 ‫ترشين الثاين | عدد‬

Al-Hawiyya

of institutionalized attempts at political, cultural and geographical erasure in their homeland and, for many, political and cultural repression of identities as refugee communities in exile, this ethos is a vital component of resistance against erasure. David Ben Gurion, architect and founding father of the Zionist state, notoriously stated of those he sought to efface: “The old will die and the young will forget.” But the events of May 15, 2011, along with daily resistance of Palestinian youth in Lebanon, Palestine, and throughout the diaspora, show irrefutable proof of the myopia of Ben Gurion’s assumption. In the largest gathering of Palestinian refugees on the border of their homeland since the massive departure in al-Nakba in 1948, the March of Return demonstrated that today’s generation of Palestinian youth are clinging more fervently than ever to the memory of Palestine and to the enactment of their right of return. The six martyrs who were shot and killed by Israeli snipers as they rushed through the land-mine ridden border zone toward Palestine were aged between sixteen and twenty-two years old. The passing on of memory and history has undoubtedly played a role in fueling the will for young generations of Palestinians to return their homeland. As Jamileh, one of the women whose life stories I recorded for my Masters thesis, poignantly notes of the passing on of memories of Palestine, “these memories are our inheritance, our values, and our culture about Palestine.” I believe this applies not only to stories and memories of Palestine our homeland, but also to the legacy of those who fought and struggled for its liberation from exile, whether armed with Kalashnikovs on the frontlines of battle or sustaining and rebuilding struggling communities at home. It is therefore incumbent upon us to continue to record our histories and pass on our memories as a vital form of resistance against erasure and as an act of proactive investment in our futures. For Palestinian women, who face double marginalization and whose trajectories of resistance are often overlooked or excluded from annals of history and even national narratives, this task is doubly important. It was in this spirit and with this sense of obligation that I carried out the oral history research for my Masters thesis, an excerpt of which I would like to share for this issue of Al-Hawiyya. In my thesis, I sought to present the life stories of four Palestinian women who have been active across the span of several key phases in the history of the Palestinian national struggle in Lebanon, from political faction work in the Revolution to NGO work today. Through these texts I hoped to provide a rich historical account of Palestinian women’s participation in the national struggle through-


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.