العدد | 8نيسان | 8th Issue | April
بيانُ الهو ّية:
ْ فريق مجلّة الهويّة إلى تسليط الضوء على بعض الحقائق التاريخيّة الفلسطينيّة. يسعى كما يعمل على كتابة الواقع الفلسطينيّ ثقاف ّيا ً وفنياً .آخذاً بعين ملؤها االعتبا ُر القضية الفلسطينية بين األرض وبين ال ّ شتات .كما ويُوثق النضا ُل ٍ ُ الماضي والحاضر بأصوا ٍ وحق العودة. ت طالبيّة من أجل فلسطين
فريق الهو ّية: الفرا رئيس التحرير :شهيد ّ مدقق اللّغة العربية :فراس سليم جورج يونس الكتاب المساهمون :نور صادق هنادي أبي علي مجد كرزون وداد عنبتاوي سلمان أبو سته علي الموعد لورا البسط أحمد مطر ناصر التميمي. الفرا و إصدار النادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة األمريكية في بيروت. تصميم :شهيد ّ برعاية يوليب.
تواصلوا معنا: تريد/ين المساهمة في المجلة بأي نوع من المساهمة؟ أو أيّة آراء؟ اتّصل/ي بنا على pcc.alhawiyya@gmail.com
3
حرة عرب ّية فلسطين ّ نور صادق
نيسان April 2015 |2015 الحظ ذلك أحد الجنود فسحبني من يدي بعن ٍ وطلب مني أن أقف ف شدي ٍد َ ساق واحدة ويداي فوق رأسي ،وأنا بمنتصف الطريق شاهدت على ٍ كيف كان اليهود يفتشون العجائز والصبايا فينتزعون ثيابهم وحالهم ب بالقوة ،وكنت أرى أيضا ً كيف كانت أمي تبكي خوفا ً َعليَّ من لهي ِ الشمس الذي كان يصبُّ فوق رأسي .عندما جاء دور أمي طلب منها ِ ً ْ ّ ْ َ ِك الجندّي ضحكة خبيثة ونظر ضح َ الجندّي أنْ تخلع ثيابها لكنها أبتَ ، لي وأخذ باالقتراب أكثر وأكثر من والدتي ،كانت أمي هي ك ُّل ما تبقى صر ْخ ُ ت قطع وري ِد َقلبيِ ، لي من عائلتي ففراقها كان أصعب لي من ِ ْ قائالً« :اخلعي ثيابك ..اخلعي ثيابك» لكنها أبت بش ّدة فقام السفاح باقتالع صدرها أمام َعيني التي أمطرت بُكاءاً شديداً ومرّ اً» .إن هذه القصة الواقعية التي رواها لي كهل ،حمل في صدره وج ٌع ال ينتهي، ِّ تمث ُل جزءاً من الجرائم التي ارُتكبت بحق من َبق َِي بالداخل لكن لطالما صمد هذا الشعب ،لطالما كان اختياره ،رغم كل الطرق المسدودة أمامه ،المقاومة ورفض االستسالم.
«عاشت فلسطين حرّ ة عربيّة» عبارة وهمية عاشها اللاّ جىء المشرّ د فس وترويضِ ها لتتعايش مع حال ِة الضياع وفقدان الهوّ ية لمواسا ِة ال ّن ِ إنسان مكسور ،س ْ ُلبت كرامته فأصبح والذاكرة المُؤلِمة التي حوّ لته إلى ٍ عوي َله سابقا ً لنطقه باسمه« .ألم يعلّمنا قساوسة ورهبا ًنا بالمدارس أنّ هللا يسمع كل شيء ويرى كل شيء ،وأنّ هللا يريد السعادة لنا وأنْ تبقى األرضُ ملوّ نة زاهية؟» ،كان هذا سؤال األطفال الالجئين ألهلهم، يوم فقط من النكبة كانت توزع عليهم أوألنفسهم إنْ لم يجدوا أهلهم .قبل ٍ الصور الربيعيّة في كنيسة المدرسة ،فلم تلبث بليلة وضحاها حتى غدت هذه الصور أكاذيب .أضحت الشمس الذهبية حمراء بلون الدم، و َبد ْ ّلت األرضُ ثوبها األخضر الزاهي بثو ٍ ب رمادي قاتم ممزق يشير إلى بداية أحداث الشِ تات ورسم وجه آخر لفلسطين .هذا الوجه إنما «هللا أكبر ،أنجوع والسنابل طولها مترين في أرضنا!» كانت هذه هو أح ُد األوجه الثالث لفلسطين التي صورها التاريخ في عِ قولنا عبر كلمات نساء يافا الثائرات اللواتي أبت عليهم عزة النفس الخضوع النضال ،الشتات ،والحصار .نضال أبطال يهمشون ،واقع مأساوي جرَّ للذل ،فكانت رباطة جأشهم أشد من تلك اليهوديات فاخترن المقاومة إلى اللجوء والتشرد ،وحصار مميت في زنزانة فوالذ محاطة بسالسل حتى الموت على أن يمشوا نحو مقبرة اللجوء والت ّ شرد .من إذاعة يافا من جه ّنم. إلى إذاعة القدس«:نحن أبناء العز ،نحن أسياد فلسطين وميناءنا ال كانت مأساة فلسطين الكبرى في -15مايو .1948 -في هذا اليوم يستقبل إال بواخراً وسفنا ً ،فأنا بنت سي ِد يافا وأمي ال تركب إال الخيل المشؤوم الذي أطلق عليه يوم «النكبة» اغتصب الصهاينة أرضنا األصيل ،ال يدخل دارنا سُوى الفُرسان أو الشعراء الكِبار ،فال نستقبل الطاهِرة مستخدمين البطش واإلرهاب والقتل ،ومن َه ِ ول مآسي ذلك رعا ٍة للبقروال نستقبل غجراً َّ وقطاع الطرق ،قولوا إذاً لراعِ َي َتك ْم إنجلترا عض الفلسطينيين أنهم يعيشون كابوسا ً حيث وجدوا اليومَ ،خا َل ل َب ِ بسالم في إن السِ الح الذي ظ ّنت أنها سلبته منا ومنعته ع ّنا ها هو ينا ُم ٍ ّ ف من صُنوفِ العذاب .من هنا أنفسهم أمام أبوابُ جهنم وما وُ صِ َ قبور أجدادِنا ،فلقد خبأناه بالقبور لنريكم أننا سنستعين حتى بالموت ِ َتحكي لنا فلسطين قصّتها بدءاً بالشتات الذي شرّ د أبناءها فح ُِرمت لمواجهتكم ،فها أنا أقس ُم باهلل أنني ُخلقت أمير ًة ولن أموت إال ملك ُة ِبال وسالسل منهم كما ُت َ حر ُم األم من طفلها ،والذي جعلها أسير ًة في ح ٍ شِ ئتم أم أبيتم» ،لقد كانت هذه ردّة فعل سيدة من يافا عندما وصلتهم صهيونية فأطلقت على نفسها لقب األرض الحزينة .إن ذكرى ال48 ب إلى أوامر اإلخالء من ضباط يهود بالقدس .أتيحت لها فرصة الهر ِ لل ّنكبة مؤلمة يدم ُع لها القلبُ قبل أنْ تدم ُع لها العين ،منذ تلك اللحظة فرنسا وأخذ ما تمتلكه من مال وجاه ،لكن َهذِه المرأة العظيمة وقفت وشعبنا يقتات على اله ْم ويشربُ كأس الخذالن المرير وينام على فراش َ كنز ّ عزتها وأصبحت ٍ في صفوف ِ الرجال ودافعت حتى الموت عن ِ ً ً فارقت بال وسادة ،فاألم ُل بالرجوع يشغ ُل تفكيرهم ليال ونهارا حتى َ ٍ قدوة لكل نسا ِء يافا اللواتي حملن ببطونهم أبطاالً رضعوا من حليب األحالم نومهم .لو كان في ذلك الوقت محطات تبث أحداث النكبة العشق لفلسطين. للقتل والذبح والتدمير ألوقفت لجنة حقوق اإلنسان البث ،فهو مسلس ٌل ِ والتشريد ممتلئ بمشاهد همجية تبرّ أت منها اإلنسانية وضحاياها من الشعب الفلسطيني .قاو َم منْ قاو َم واع ُت ِق َل منْ اعتقل من رجال البالد، واألطفال يبكون مفزوعين وقد عال نحيب األمهات ،والشيوخ تجمّدوا ْ انتشرت في كل حارة وأمام كل باب .عجيب ث التي أصناما ً أمام الجث ِ أمر هذا الجيش ،حتى النساء المجندات لم يكونوا أقل قسوة من أشد الرجال .قادوا موكبا ً للنساء واألطفال في جنازة ،منعوا عنهم الماء وكان مصير الطفل الذي يلهث من العطش أو التعب الجلد والضرب كثير من الجثث في المبرح .أدت هذه الظروف المميتة إلى سقوط ٍ الطريق ،فيبست أجسادهم وج ّف ْ ت دِماءهم ،وأضحت فلسطين كشجرة بفصل الخريف تتساقط أوراقها وتبقى أغصانها جرداء تبكي كئيبة مع هبِّ الرياح. «أوقفونا صفين على طر َفي إحدى شوارع بيسان ،كنت في التاسعة من ْ عمري وقد شهدت قبل ساعا ٍ كانت ت فقط كيف دخل اليهود إلى بيسان، من الشمس المحرقة، أمي َتحرصُ على وضعي أمامها كي ا َّتقي ِبظِ لِّها ِ
4
نيسان April 2015 |2015
شهدت يافا إذاً عدة مُصادمات في جميع المحاور المحيطة بها ،واستمر كفاح المدينة ضد التفوق اليهودي المدعم باألسلحة البريطانية إلى أنْ ً معلنة احتالل سقطت كل وسائل المقاومة وأمطرت السماء بد ِّم الشهدا ِء يافا .لقد كان احتالل يافا هو أش ُّد ما أصاب فلسطين .صحيح أنَّ القدس هي زهرةُ المدائن و العاصمة لكن يافا هي عروس فلسطين .هذه المدينة التي َن ِز َع الجلاّ دون خِمارها واستباحوا دمَّها العربي األصيل هي التي َّ إلنسان تغزل بها الشاعر الفرنسي المرتين ,ووصفها بأنها أفض ُل مقام ٍ يحسّ بالتعب من الحياة ،باعتبارها أروع بقعة تحت السماء ويحرسها ملك من شدة جمال نسائها ،وهي التي تعجَّ ب منها اإلمبراطور غليوم من ألمانيا بعد أنْ زار المدينة عام 1898م ،وقد قال للسلطان عبد الزائرين للمخيمات الفلسطينية مطروحا ً ياح األجانبْ َ يبقى سُؤا ُل السِ ِ ون أي تشابه بينكم وبين الهنو ِد الحمرْ الذين ُسل ْ ِبت تر َ الحميد« :لقد دخلت الجنة قبلك» .لهذا السبب إحتال ُل يافا لم يكن فقط دائماً« :هل َ مأساة بل كان كارثة مزلزلة. أراضيهم وأصبح موطنهم الجديد خيام التشريد؟» ،ي َّدعون الشفقة على أرض فِلسطينْ فلسطين وعلى أبنائها ،لكن في الحقيقة نحن هم من نشف ُِق عليهم .نحن ب أروع بقع ٍة على لم يكتف اليهود بيافا ،لم يكتفوا ِبسل ِ ِ ْ بإسم فلسطين الذي َّ القدس مقتبسة هز كِيان التاريخ ،فأبني ُة بل أخذوا بالسعي وراء ك ِّل ِ ِ المدن والقرى ،وهكذا سجّ َل تاريخ التهجير الذين َن َتحدّث ِ األول لفلسطينَ .قتلوا منْ أبى الرحيل وهجّ روا معظم النساء واألطفال من القرآن واإلنجيل ،في القدس مدرسة للملوك والسالطين ،في القدس أو أخذوهم سبايا حرب ،فأ ْقدَ ْ الفرس والروم، مت أكثرهن على االنتحار حفظا ً لشرفهن ترى التناقض والمع ِجزات بالعينين :مدينة حضنت َ ً نتيجة لتحرش جنود الصهاينة بهن .أدى ذلك إلى ِّ ب والخوفِ مدينة ُترحِّ بُ ِبك ّل منْ أتاها ،الكل مرَّ من هنا َفقُ ِرأت على أرضِ ها ك ّل بث الرع ِ مام الذي يطي ُر معلنا ً أ ّنه لم ي ْ في القرى التي لم يصلها اإلحتال ُل ْ ُخلق إال لِيُحلِّ َق بعد ،فهاجر بعضهم خوفا ً على لغات العالم ،وا ْنظر إلى َ الح ِ أعراضهم وأبنائِهم أمالً بالعودة القريبة التي وعدتهم بها الجيوش في سما ِء فلسطين .أال يجيب هذا على سؤالهم؟ أال يشعرهم بالخزي؟ الرجوع أيوجد إنسان عاقل يعتقد أن إخضاع أعظم شعب وسلبه أعظم أرض العربية .لكن «تجري الرياح بما ال تشتهي السفن» ،فأم ُل ِ قضى عليه خذالن الجيوش العربية للشعب الفلسطيني وانسحابهم من هو أم ٌر َهيّنْ ! هذا الشعب لم ي ْ ُخلق لإلستسالم .علمَّنا كيف نرى النار أرض المعركة .أدى هذا الخذالن إلى خلق قضية أخرى وهي قضية ثلجا ً بوجه األعداء وكيف تصان الكرامة ،وأنَّ الموت فدى األوطان إنسان حرْ صاحب حق إلى الجئ ليس إرهابا ً بل اإلرهابُ هو ما يقترفه المحتل وأًعوانه ،فال تبكي يا الفلسطيني الالجئ التي حولته من ٍ حضن أرضِ ه إلى مخيمات اإليواء ،وجاءه فلسطين على هذه المهزلة بل ارفعي رأسك بأبطالك ،واعلمي أنَّ الطِ فل مشرّ ْد هاجر رغما ً عنه من ِ ض ُع حُزنا ً وإباء ومرار َة التشري ِد لنْ يخضع .أَ ْقسِ ُم أ َّنه سيكبر الظل ُم من القريب قبل الغريب. الذي يرْ َ نهج المقاومة ّ لخص األديب الوطني المناضل غسان كنفاني عدة روايات تحكي عن وسيقوى عوده و يشت ُّد ،وي ُْكمِل مسيرة أجداده وأبائه في ِ ينتصر الد ُّم على سُيوفِ الجُبناء ،وسيرى هؤالء المغتصبين على معاناة الالجئين الفلسطينيين« .رجال في الشمس» هي إحدى رواياته حتى َ أيدي ْ ب السماء. أط َفالِك عدال َة وغض ِ وتعتبر العمل األدبي الفلسطيني األول الذي َيكتِبُ التشرّ د والموت والحيرة .إنَّ هذه الرواية هي إحدى أكثر الروايات المعبّرة لوصفها ً الدقيق للواقع الذي جرى ،مما أدّى إلى تحويلها إلى فيلم وتصويرها سنمائي بعنوان «المخدوعون» الذي فاز بعدة جوائز أهمها جائزة مهرجان األفالم الكاثوليكية في باريس ،ويذكر أ ّنه أثناء عرضه في مدينة باريس انهدرت دموع المشاهدين بالبكاء .لقد عرض الفيلم كيف هنادي أبي علي ٌ رُسِ ْ ت بهياكل َع ْظمِية فلسطينية نتيجة طريق من مت الموصل إلى الكوي ِ ِ قبل الحرب العالميّة األولى ،كانت فلسطين تحت حكم العثمانيّين ،حالها َ أموال الالجئينَ ،ف َخدَعوهم ورموهم خداع المهربين الذين طمعُوا بسلب ِ عام .وبعد ت أَ ْغلبهم على كحال بالد الشام التي خضعت للحكم العثماني طوال ٍ 500 في الصحرا ِء الحارقة بال رشف ِة ماءٍ ،فأدّى ذلك إلى مو ِ غلبة الحلفاء في الحرب العالمية األولى ،وتقسيمهم دول المنطقة كقطع الطريق مما جعل من جثثهم مسربا ً للمركبات التي أضاعت طريقها. «لقد مات الثالثة في ّ خز ان الماء اللهيب ،لم أقصد التأخر عليهم لكنهم أطالوا علي التفتيش على الحدود العراقية الكويتية ،فلم أجد حالً أفضل من إلقاء أجسادهم بالمكان الذي تكوم به البلدية القمامة ل ُت ْك َتشفْ أجسادهم و ُتدفنْ بإشراف البلدية ،فهذا أفضل من أن تكون نهبا ً للجوارح رجل فلسطيني كان يعم ُل وحيوانات الصحراء» .كانت هذِه ردّة فعل ٍ ُ رجال لكنهّ ب ثالثة لنقل خزانات الما ِء الفارغة .حاول أن يهرِّ َ ٍ سائقا ً ِ فش َل في ذلك ولم يأخذهم إال إلى المقبرة .إذاً هذا هو الصوت الفلسطيني الذي ضاع طويالً في ِخ َي ِم التشرّ د والذي يختن ُِق داخل عربة قادت الجميع إلى الموت.
ذاكرة ما قبل النكبة
5 الحلوى ما بين انتدا ٍ ب فرنسيٍّ وآخر بريطانيٍّ ،حصلت بريطانيا على ّ فلسطين واألردن ،ووعدت الفلسطينيّين بأنها ستعطيهم أرضهم .بقدر ً منافية لمنطق العقل ،إلاّ أنّ آنذاك كان الوضع ما تبدو العبارة السّابقة السّياسي للدّول العربية كذلك .فعلى الرّغم من كون األرض للفلسطينيّين، إال أ ّنهم كانوا عاجزين عن السّيطرة عليها وعلى مصيرها .فكما وعد اإلنكليز الفلسطينيين بأرض فلسطين ،وعدوا اليهود بها أيضًا .فجاء وعد بلفور كصفع ٍة في وجه الفلسطينيين والعرب ،وارضا ًء ليهود أوروبا الذين كانوا يتعرّ ضون للمضايقة .وشي ًئا فشي ًئا ،بدأ اليهود يأتون أراض فيها .وبدأت أعدادهم تتزايد، من أوروبا إلى فلسطين ،ويتملّكون ٍ حتى وصلت إلى 553,600يهوديٍّ في العام .1945خالل فترة ما بعد الحرب العالمية األولى ،عاش الفلسطينيون واليهود معًا على أرض فلسطين في حر ٍ ب باردة ،تخلّلها الكثير من ال ّنزاعات .لكن في العام ،1948تخلّت بريطانيا عن انتدابها ،وأعلنت الحركة الصهيونية قيام دولة إسرائيل .عندها ،اندلعت حربٌ بين العرب والصهاينة ،نتجت عنها سيطرةٌ صهيوني ٌّة على أكثر من %50من األرض ،وترحيل معظم الفلسطينيين من أرضهم.
ظنّ اليهود أ ّنهم بسلب الفلسطينيين وطنهم سيسلبونهم وطنيّتهم .فاليهود ً بقعة من التراب، الذين استوطنوا األرض الفلسطينية رأووا الوطن ٌ بقعة من القلب أيضًا .فبعد الشتات ،تبعثر الفلسطينيون في ونسوا أنه جميع أنحاء العالم .لك ّنهم بقوا متمسّكين بالذاكرة الجماعيّة التي تربطهم بوطنهم فلسطين ،وبقوا محافظين على عاداتهم ،تقاليدهم ،وتراثهم. وهذا ما ش ّكل ال ّتهديد األكبر للوجود الصهيوني .فاليهود الذين افتقدوا أيّ هو ّي ٍة وطن ّي ٍة مستقلّ ٍة عن وجودهم في فلسطين ،أصبح لديهم أرضٌ وعدوا أنفسهم بها ،لك ّنها ليست ملكهم .أمّا الفلسطينيون ،فإ ّنهم ،بغ ًنى ً ثقافية حي ًّة تربطهم بين عن أرض وطنهم المسلوبة ،يملكون خلفي ًّة بعضهم أينما حلّوا في العالم ،وهوي ًّة غير محصور ًة ال بحدو ٍد وال فس ْلبُهم من ح ّقهم الجغرافي لم يؤ ّد إلى زوالهم ،وهذا هو ٍ بأرضَ . الدليل األقوى على كون الشعب العربي الفلسطيني موجو ٌد على أرض فلسطين قبل النكبة ،وأن ادّعاء الصهاينة بأنه «ال شعب في أرض وهم لتبرير موقفهم أمام المجتمع الدولي الذي ي ّتخذ، فلسطين» مجرّ د ٍ في أغلب األحيان ،مواقف مؤيد ٍة للسّاميّة .فالمعالم الثقافية الفلسطينية التي نراها من حولنا في بعض المناسبات ،إن كانت ف ّنيّة أو أدبيّة ،دلي ٌل قاط ٌع على حضار ٍة قبل نكبة ال.48
نيسان April 2015 |2015 صحي ٌح أنّ األمم الم ّتحدة أعطت الفلسطينيّين استقاللاً متجزئً ،إلاّ ّ أ ّنه كان من الواضح أنّ المشروع الصهيونيّ لن يرضى بحدو ٍد لم دليل يضعها هو لنفسه .فاالعتداء على جنوب لبنان والجوالن خير ٍ على عدم فالح أيّ مساوما ٍ ت مع إسرائيل .يُظهر هذا األخير أنّ ما يه ّم العدوّ هو سطوة األرض .لكن للفلسطينيّين شي ٌء أثمن منها .فلهم ذاكرة األرض ،الهويّة ،والتراث .قد يظنّ البعض أنّ ال»نوستالجيا» ال تعطي النصر في المعارك ،إلاّ أ ّنها قد تفلح في الحروب الطويلة األمد .فإذا حافظ الفلسطينيّون ،أينما كانوا ،على معالم ثقافتهم ،فإنّ هذا نص ٌر بح ّد ذاته .يجب على األجيال الفلسطينيّة الصّاعدة أن تبقى تواصل مع جذورها .فإذا أحيى الفلسطينيون وطنهم في قلوبهم، على ٍ ّ استر ّدوه مع األرض يوم العودة .األرض ال تصنع األوطان ،إنما الشعب هو من يصنعها ،والعدوّ يدرك أنّ الشباب الفلسطيني الواعي سالح يملكه العرب .ومع زوال والمث ّقف والمتمسّك بهويّته هو أخطر ٍ األجيال التي عاصرت النكبة ،على الشباب أن يحافظوا على الذاكرة الجماعية أل ّنها طريقهم الوحيد إلى يوم العودة.
على هذة األرض ما يستحق الحياة!
مجد كرزون
بسالم ،ارقد يا درويش في رام هللا ،فلقد فهمنا رسالتك جيّدا ونعدك ألاّ ٍ تموت العصافير بعد اليوم في الجليل .نحن نعيش لتحيا فلسطي ُننا أو نموت ألجلها فالموت في سبيلها بح ّد ذاته حياة. صحيح ان يوميّات ّ الذاكرة الفلسطينيّة ال تخلو من رائحة الدّماء وصور القتل وغصّة االحتالل وظلمة االعتقال وقسوة اللّجوء .لكنّ ابناءها أبدعوا في تعطير صفحات حياتهم بزهر ليمون يافا وتعلّموا منه كيف يحبون الحياة بكل ألوانها. فالفلسطيني متفوق في معظم مجاالت الحياة وأثبت ا ّنه قادر على االنجاز والعطاء والتميّز في ميادين العلم واالدب وال ّ شعر والسياسة واالقتصاد والفن. في مقال كتبه االستاذ طالل سلمان رئيس تحرير جريدة السفير بعنوان «الفلسطينيّون جوهرة الشرق االوسط» ،نوّ ه الى الدّور الكبير الذي
6
نيسان April 2015 |2015 ولكن هذه الفرحة لم تكتمل .فلقد كان من المفترض أن تكون وجهتهم النهائية إلى قراهم ومدنهم الّتي طردوا منها على أيدي العصابات الصهيونية إبان نكبة فلسطين في عام 48ولكن الشتات واللجوء كان بوجه الفلسطيني السوري مرة أخرى.
يلعبه الفلسطينيّون في اقتصاد لبنان .وأضاف سلمان ان خرّ يجي الجامعة االمريكية في بيروت الفلسطينيّين يساوون أو يزيدون عن الخرّ يجين اللّبنانيّين .عندما تدخل حرم االمريكية ،تجد قاعة بإسم طالل ابو غزالة وأخرى بإسم حسيب صباغ ،وال ننسى كمال الشاعر وابراهيم طوقان وسميح دروزة وجورج حبش ووديع حداد ،جميعهم في سياق األزمة التي تمر فيها سوريا ،تعرضت المخيمات لقصف فلسطينيّون لمعت اسماؤهم في الجامعة االمريكية. مدمر ،وار ُتكبت فيها المجازر ،وسقط شهداء وجرحى ومعوقون والبناء بالدي ايضًا حصّتهم في موسوعة غينيس .ففي ّ الطب كانت و ُرمِّلت نساء .ولعل أبرزها مجزرة مخيم اليرموك ،أكبر المخيمات الطالبة اقبال االسعد ،من الالجئين إلى لبنان ،اصغر طبيبة في العالم الفلسطينية في سوريا ،وقد ذهب ضحيتها عدد كبير من الشهداء ّ بعمر 14عام ،وكان ال ّ الغزي محمود ابو غوش اصغر باحث والجرحى ،فضالً عن ارتكاب مجزرة أخرى ذهب ضحيتها عدد من شاب في العالم لعام 2013وغيرهم كعبدهللا البرغوثي وأمل شراب وجمال جيش التحرير الوطني الفلسطيني .باالضافة الى ذلك ،عانى وما زال يعاني مخيم اليرموك من منع دخول المواد الغذائية اليه ،ليصبح بدوان وسامر العيساوي الّذين دخلوا غينيس في مجاالت مختلقة. وفي عالم االقتصاد ايضا ،تلمع األسماء الفلسطينيّة بقوة ،نذكر منها مصير الفلسطينيين فيه الموت جوعًا. ضاقت الحال بكثير من العائالت بسبب وقف العمل و الخوف واألوضاع األمنية غير المستقرة ،لتجد نفسها تعيش حالة الهجرة. فلم يعد يوجد للعائالت إال خيار الهجرة إلى الدول المجاورة ،هجرة فيها مذلة لكرامة اإلنسان وزيادة معاناته .ففي الهجرة الى األردن، أصبح ذلك الفلسطيني محصور في مجمع سكني في مدينة الرمثة ،على الحدود األردنية السورية ،غير مسموح له أن يغادر المجمع ،حتى لو تجاوز االختبار األمني وحصل على كفيل.
عائلة غرغور أقدم وأكبر وكيل لشركة مرسيدس في الوطن العربي، وطالل ابو غزالة وزهير العلمي مؤ سّسي أهم شركات للخدمات المهنية ،وريمون عودة وعبد الحميد شومان أصحاب بنوك عربية عريقة .وحتى في السّياسة واالعالم كان انطونيو السّقا ،من بيت لحم، رئيس دولة السلفادور .ومن الجدير ّ بالذكر أن االعالميين والصّحفيين ّ محطات االعالم العربي. الفلسطينيين يحتلّون أعلى المناصب في معظم واذا اتينا إلى الخوض في غمار االدب وال ّ شعر والفن ،فنجوم فلسطين تتربع على عرشها بجدارة ،فهذا غسان كنفاني وادوارد سعيد ومعين أما الهجرة إلى لبنان ،فتلك قصة معقدة مركبة؛ ففي الحاالت الطبيعية، بسيسو ومحمود درويش وفدوى طوقان وسميح القاسم وتميم البرغوثي ينبغي لمن يريد مغادرة سوريا من الالجئين الفلسطينين أن يحصل على وناجي العلي ،وهؤالء كلّهم غيض من فيض نتاج الرحم الفلسطيني .موافقة من دائرة الهجرة والجوازات التي تسمح له باإلقامة في لبنان هذه األعالم الفلسطينية التي ذاقت الحرمان وفقدان الهويّة جعلت من لمدة أسبوع .يمكن أليّ فلسطينيّ أن يج َّدد إقامته في لبنان شرط ألاّ انسانيتها وحبها للحياة هوية لشخصيتها المشبعة بااليمان واالصرار .تتجاوز فترة ال ّ شهر .أما من تجاوز الشهر في البقاء ،في َُع ّد مخالفاً، فخر ،انّ لفلسطين منارات في كل بالد العالم فنحن لم نترك وعليه أن يدفع غرامة عند المغادرة تبلغ 33دوالراً عن كل فرد نعم ،وبك ّل ٍ دولة اال وحفرنا على جدرانها ألوان علمنا ،وأنشدنا في سمائها نشيدنا للجانب اللبناني .ولكن مع األزمة السورية بات الفلسطيني يخاف أن الوطني ،وكتبنا على رمالها بحروف من عرق وذهب ...فلسطين مرّت تقتله رصاصة القناص وهو يتوجه الى دائرة الهجرة والجوازات في سوريا للحصول على اإلذن في المغادرة .بهذه الحالة يتوجه جزء من من هنا!. العائالت إلى الحدود مع لبنان من دون الحصول على إذن مسبق من دائرة الهجرة والجوازات ،على أمل أن تلقى تلك العائالت تفهم الحدود السورية أو اللبنانية .فبعض العائالت سمح لها بالدخول من الحدود السورية إلى لبنان ،لكنها بقيت عالقة في المنطقة الفاصلة بين البلدين بانتظار موافقة األمن العام ،والجزء اآلخر من الالجئين إضطر إلى البحث عن طرق أخرى غير قانونية للمغادرة ،ليواجه مشكلة أخرى لها عالقة بالبلد المستضيف .وال يقف األمر عند هذا الحد من المعاناة ،بل يتعداه ليصل إلى مشكلة الدخول إلى مخيمات الالجئين الفلسطينيين في لبنان؛ فالالجئ الفلسطيني المقيم في سوريا ي َُع ّد أجنبيا ً بالنسبة إلى نقطة تفتيش الجيش اللبناني على مداخل المخيمات ،وممنوع عليه الدخول إليها إال بعد الحصول على إذن مسبق من ُث َكن الجيش ،وبخاصة في مخيمات الجنوب الخمسة (الرشيدية ،البص ،البرج الشمالي ،عين الحلوة والمية ومية) ،لتتجدد المعاناة وتتكرر. وداد عنبتاوي ومع كل هذا ،زادت معاناتهم مع العاصفة «زينة» التي تأثرت بها
من شتا ٍ ت الى شتات
ً وخاصة مخيمات منطقة البقاع، منطقة الشرق األوسط ،ومنها لبنان طوال س ّتة عقود ونيف من اللّجوء ،عاش اللاّ جئون الفلسطينيّون في التي تعتبر من أكثر المناطق برودة في لبنان .فمعظم الفلسطينيين سوريا أوضاعا ً قانونية وإنسانية متميّزة ،مقارنة بأحوال الالجئين السوريين في لبنان لم يجدوا خالل تلك العاصفة سبيالً لوقاية أنفسهم الفلسطينيين في الدول المضيفة األخرى ،وال سيّما لبنان .فالفلسطيني من البرد الشديد ،فضالً عن المطر الذي باتوا يخافون قدومه .يقيمون في سوريا كان يتمتع بحقوقه مثل أي سوري ويمنح الهوية السورية.
7 في خيم هشة يمكن أن تقتلعها الرياح ويرتدون ثياب رقيقة ال تحميهم من شدة البرد. وسرعان ما تفاجأ الفلسطينيون السوريون بعنوان عريض على بعض الصحف والمواقع اإللكترونية جاء فيه «سليمان يؤكد رفض لبنان استقبال الفلسطينيين المهجرين من سوريا» .إذ أصدرت صحيفة النهار أنه خالل لقاء وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ورئيس الجمهورية ميشال سليمان أكد األخير رفض لبنان التام استقبال الفلسطينيين المهجرين من سوريا لما يهدد ذلك امن لبنان وسالمته. موت وقصف وجوع ثم هجرة .شتات وعواصف ثم ماذا؟ يمنعون من دخول فلسطين ثم يمنعون من دخول لبنان ،فإلى أين المفر؟ ظن العديد من الفلسطينيين السوريين أن الهجرة الى لبنان يمكن أن تكون األخيرة قبل العودة إلى الديار في فلسطين .ولكنهم نسوا أن الطريق الى فلسطين مع هذه الدول المجاورة التي تدعى «عربية» صعب المنال .ومع كل ً محافظا على كرامته وجهادته ووطنيته مستغنيا ً هذا يبقى الفلسطيني عن المساعدات وطلب األموال؛ فهو يريد فقط العودة الى فلسطين.
نيسان April 2015 |2015 هذا ال ّ شتات عبرت عنه كلمة «ال ّنكبة» التي دخلت معظم قواميس العالم .لك ّنه يش ّكل المظهر األول من مظاهر ال ّنكبة الثالثة .ففي حين أنّ المظهر األول هو تهجير األهالي من ديارهم ،المظهر ّ الثاني هو ّ مخططة مدعومة االستيالء على أراضيهم وممتلكاتهم في أكبر عملية بشبكة من القوانين المزيّفة .أمّا المظهر الثالث فيكمن في تدمير المعالم التاريخية والعمرانية للفلسطينييّن ،واكثر من ذلك ،مسح تاريخهم وإزالة أي ذكر لهم في كتب التاريخ. عندما خرج الفلسطينيّون من ديارهم في ظلمة اللّيل فارّ ين من المجازر والقتل العشوائي وال ّنهب والسّلب ،حملوا معهم تاريخهم في صدورهم وعالقتهم الوثيقة بأرضهم .وفي السّنوات االولى ،اندفع اطفال اللاّ جئين الى ال ّتعلم بحماسة ال نظير لها ،حين كانت مدارسهم ظل شجرة، ودفاترهم طريق اإلسفلت وأقالمهم ّ الطباشير .وعندما تخرّ جوا ،بنوا دولاً في وطنهم العربي الكبير .هكذا بنيت عمّان وبيروت والكويت في السّنوات االولى من ال ّنكبة .وفي هذه الموجة النهضوية ،ظهرت مؤسسات فلسطينية شامخة ،في ميادين اإلعمار والمال والفكر ،وال يزال دورها فاعلاً ح ّتى يومنا هذا. هذه قصّة ال ّنجاح .أمّا قصة المعاناة فهي أكبر وأوسع .كم من عائلة تشرّ دت ،ولم يستطع أفرادها أن يجمعوا شملهم في مكان واحد بسبب تعسّف الدّول المضيفة .كم من فلسطيني طرد من مكان ولم يجد غيره، فأصبح وطنه قاعة االنتظار في المطارات .كم من فلسطيني صاحب رأي دخل غياهب السّجون لسنوات عديدة .كم من فلسطيني مقاوم اعتقل ّ وعذب وسلّم للعدو .كم من فلسطيني استشهد ولم يعرف احد اين جثمانه .كم من فلسطيني عمل في اقسى المهن كي يدفع إلخوانه تكاليف تعليمهم على ان يردّوا له المعروف بعد تخرجهم. الصّورة تكتمل عندما يسعى أفراد عائلة فلسطينيّة واحدة الى اللّقاء في عرس او عزاء ،في بالد تقبلهم جميعًا ،مثل قبرص .في قلوبهم وعقولهم جميعًا انتماء واحد وجنسيّة واحدة ،ولك ّنهم وصلوا الى مكان اللّقاء بجوازات ووثائق من ألوان وأصناف متعدّدة .تراهم جالسين على مائدة ّ الطعام ،كأ ّنهم هيئة أمم مصغرّ ة ،تشي بها لهجة اطفالهم التي تختلط بها لكنة لبنانيّة او انكليزيّة او سويديّة.
الفلسطين ّيون في ال ّ شتات
ال أزال اذكر قصة المهندس الذي كان يعمل معي عندما طلب إجازة ليتزوج .أخبرني ان والديه اقترحا عليه صبيّة من عائلة صديقة كانت جارة لهم في بلدتهم في فلسطين .بحث ال ّ سلمان أبو سته شاب عن هذه العائلة فوجدها في احد بالد ال ّ شتات .عرّ فهم بنفسه وحصل انسجام بينه وبين ابنتهم ال ّ شاب من جارته متح ّديًا جغرافيا ال ّ شتات كلمة مريعة توحي بالبعثرة واالنتشار مثل تطاير شـــذرات فتزوّ جها .وهكذا تزوّ ج ال ّ شتات! جرة الفخار الفلسطينية اذا اصابتها قذيفة .وكلمة الشتات ال تعني الهجرة الطوعية التي مارســها بعض ابناء شعبنا طلبًا للرّ زق او هربًا من ً الظلم ،بل هي نتيجة عملية تهجير لفئة معيّنة .فال ّ شتات الّذي أصاب ال ّ شعب الفلسطينيّ خطير وطويل األمد ،اذ ا ّنه ال يزال مستمراً ح ّتى اليوم. ولم يحدث مثل هذا ال ّ شتات في تاريخ فلسطين كلّه قبل .1948فلم تعرف هذه البالد نزوحً ا شاملاً ،طوعًا أو قسرً ا ،ال عند مرور قبائل عابرة (عبرانية) بأرض فلسطين ،وال عند تحوّ ل السّكان الى المسيحية او اإلسالم ،وال عند سفك الدماء في الحروب الصليبيّة ،وال عند غزوات هوالكو وجنكيز خان .جميع هجرات السّكان التي حدثت في تاريخ فلسطين قبل 1948كانت محدودة االثر والمكان.
8
الحقوق المدنية لالجئيين الفلسطينيين في لبنان علي املوعد أريد العودة ..أنا أريد العودة إلى فلسطين .ولكن في الوقت الحاضر أنا شاب فلسطيني يعيش في لبنان و يكافح لكي يحظى بمستقبل جيد ،ومثل الكثير من ال ّ شباب الفلسطيني المقبلين على سوق العمل ،أجد نفسي أمام حائط مسدود من المواقف المتحيّزة و قوانين العمل ال ّتمييزية .و لك ّنني ال أجد على المقلب اآلخر الرّ ابط الواضح بين ترسيخ فكرة العودة فينا وفي األجيال الفلسطينيّة القادمة من جهة وبين أن يكون لنا ّ حق في أن نحصل على حياة من جهة أخرى .لماذا يواجه الفلسطيني هذا ّ الظلم و هو صاحب قضية؟ لماذا يجب أن يتحمل عبء بُعدِه عن وطنه وعبء ّ الظروف االجتماعية واالقتصادية الصعبة التي يعيش فيها والتي أصلاً تجعله ضعي ًفا وغير مؤهّل لمجاراة القدرات المادية و اإلعالمية الهائلة التي يحظى بها عدوه؟ ولماذا ال يُعطى الفرصة لكي يغيّر هذا الواقع؟ إن أوّ ل خطوة على طريق العودة هي أن نبني طبقة فلسطينية قوية اقتصاديًا و مدنيًا ،ال تقل قيمتها عن المقاومة العسكرية في الداخل .و هذا لن يحدث إلاّ إذا منح الفلسطيني الفرصة للّتقدم والتطور .و يمكن لذلك أن يحدث في لبنان إذا أعطي هذا األخير حقوقه المدنيّة. لكن أي ً ضا دعنا ال نبتعد عن الحقائق واألرقام إلثبات هذه الحقوق. فاللاّ جئون الفلسطينيّون في لبنان يساهمون بشكل كبير في االقتصاد اللبناني .وف ًقا لدراسة بعنوان المساهمة االقتصادية للاّ جئيين الفلسطينيّين في االقتصاد اللبناني لعزيزة الخالدي و رياض طبارة ،2008 ،إنّ 62مليون دوالر اميركي سنويًا يتم تحويلها من قبل الفلسطينيين في الخارج ألسرهم في لبنان .إنّ هذه ال ّتحويالت الضّخمة ال ترفع لوحدها قيمة مساهمة اللاّ جئ الفلسطيني بل إن نفس الدراسة تقول ان اللاّ جئين الفلسطينيّين يُعدّون من أكثر الفئات األجنبية استهال ًكا في لبنان حيث يساهمون ب %10من إجمالي اإلستهالك الخاص .و ذلك يعود إلى أن معظم مداخيل الالجئين الفلسطينيين يتم صرفها او ادخارها في االقتصاد اللبناني .هذه االرقام تدعم بال شك حصول الفلسطيني على ح ّقه بالعمل والرّ عاية الصّحية و الملكيّة .لكن هناك اّراء أخرى تقول ّ الحق في ممارسة كافة المهن و أن إعطاء القوى العاملة الفلسطينية الوظائف ،وأهّمها ّ الطب والهندسة والمحاماة سوف يزيد المنافسة و يزيد الضّغط على االقتصاد اللّبناني المرهق وبال ّتالي يقلّل من فرص القوى العاملة اللّبنانية في الحصول على فرص للعمل .هذا التصور ال ينطبق تمامًا على القوى العاملة الفلسطينيّة .فوف ّقا لدراسة صادرة في عام 2012قامت بها لجنة عمل اللاّ جئين الفلسطينيّين ال ّتابعة لمنظمة العمل الدولية ،هناك فقط 75000الجئ فلسطيني في القوى العاملة في لبنان و هو عدد صغير بالمقارنة مع حجم القوى العاملة اللبنانية التي تقدر ب 1200000عامل أو موظف او صاحب عمل .وبال ّتالي ال يمكن للفلسطيني مهما أعطي له من حقوق مدنيّة أن يهيمن على اإلقتصاد اللّبناني أو أن يستأثر بفرص العمل .بناءًا على ما سبق ،إ ّنه من األجدر على القانون اللّبناني أن يكافئ اللاّ جئ الفلسطيني على مساهمته االقتصادية عبر إعطائه الحقوق المدنيّة واالجتماعية كاملة بدلاً من أن ينتهك هذه الحقوق و يتجاهل اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،وا ّتفاقية جنيف ،والميثاق العالمي للحقوق االقتصاديّة واالجتماعيّة ّ والثقافية،
نيسان April 2015 |2015 والميثاق العالمي للحقوق المدنية والسّياسية .إ ّنه لشيء حزين أن نعلم بأنّ %90من القوى العاملة الفلسطينية مولود في لبنان %2 ،فقط حاصلين على إجازة عمل %66 ،منهم تحت خط الفقر %75 ،يتقاضون دون الحد األدنى لألجور و %95ال يملكون تغطية صحية. ك ال يجد الكثير من ال ّ شباب اللبناني مكان له في سوق من دون ش ّ ّ العمل .ونعم يعيش الكثير من المواطنيين اللبنانيين تحت خط الفقر. ولكن ما أطلبه من المعنيّين هو إعطاء ال ّ شاب الفلسطيني الفرصة فقط ال غير .الفرصة بأن يستخدم علومه الجامعيّة عبر وظيفة مناسبة ،و الفرصة بأن يمتلك بي ًتا يعيش فيه هو وعائلته ،والفرصة بأن يحصل على رعاية صحيّة .ولندع الكفاءة والمنافسة ال ّ شريفة تقرّ ر .إ ّنني من هنا أخاطب اإلنسان في ك ّل لبناني شريف وأقول له دعك من األرقام و ّ الحق في الحياة لشعب لطالما أحب الحياة. اإلحصاءات وأعط
9
لك َّنها بالدي
نيسان April 2015 |2015
ال ّ شهيد وابن حارتنا خليل «يا ترى ماذا ح ّل بخليل ،واخته وجدان؟»
لورا البسط اقترب دور شخصيّتنا العجوز لتعطي أوراقها ُّ الثبوتيَّة لذاك لجندي هبطت طائرة ٤٣٣على مدرّ ج المطار «اإلسرائيلي» .تهافت الرُّ كابُ الَّذي يجلس خلف نافذته ،لك َّنهالم تنتبه لهُ .فحنينها َ خنق حواسَّها وأحياها حول الباب لل ّنزول ،ومنهم امرأةٌ في الخامسة والسّبعين من عمرها ،ث َّم خطفها للماضي البعيد. ً وحقيبة سوداء صغيرة وأصاب ٌع أكلها العمر .ما زلت أذكركِ فلسطينُ ، أوراق تحمل بيدها سدفة ٍ ً ناسية وأذكر نحيب أمي وهي تحمل جثمان أحمد، أخفضت قدَ َمها على األرض المحتلّة ،تن َّشقت ذاك الهواء العذب، ُ لوهلة عراك ال ّتاريخ ومآسي الهجرة واللّجوء. يلعق جدران المنزل، وأذكر لهيب الحريق الذي أخذ سار الرُّ كابُ نحو البوّ ابة الّتي تخوِّ لُهم الدّخو َل الى األراضي الفلسطينيَّة واذك ُر يا فلسطين ،البندقيَّة التي كانت ملتصقة برأس أبي. ً الخاضعة لالحتالل «اإلسرائيليِّ » .وقفوا ص ّفا واح ًدا مستقيمًا .ل ْم وجهه األحمر ،ودمعه القرمزيّ . ُ تختفِ االبتسامة عن وجه تلك العجوز على الرُّ غم من ضياعها في وأذك ُر يا فلسطين ،حين حملتني جارتنا أ ُّم إياد وركضت بي لنختبئ دوَّ امة األفكار. في أحد خنادق القتال آ ٍه فلسطينُ ،
يا َ ليت وجعي يروي عُروقك ال ّنازفة، فلسطينُ ، أتن َّه ُد اشتيا ًقا لرائح ِة َّ هر البنفسجيِّ ، الز ِ
ُترى، أج َّفت دما ُء الشهدا ِء؟
دموع األسى الحمراء؟ ت تشربين أما زل ِ َ أم أ َّنكِ استسلمتِ؟ َّ والنزوح والرُّ هاب، بالكفاح المعط ِر التاريخ وياله على هذا ِ ِ ِ
أتصدّقينني إن ُ قلت لكِ ،
ُ زلت أذكركِ ؟ ما أروق ُة عكا ،شواطئُ يافا، ت في األقصى، وصدى الصَّلوا ِ ُ زلت أذكركِ ، ما ابع الّتي كانت تروي لنا قصصًا عن تراثنا وأذك ُر معلم َة الصّفِّ الرّ ِ انفجار العريق ،وأ ّنها قد استشهدت أثناء االجتياح «اإلسرائيليّ » جرَّ اء ٍ
ضرب السَّماء بالقرب من مدرستنا. آه ،فلسطين
أذكر كعك جدتي ،ذاك الكعك الَّذي كانت تعدّه في ليالي الرّ بيع ،نأكله شاي في الصّباح قبل ّ مع ال ّ الذهاب إلى المدرسة. أذكر لعبة الغمّيضة التي كانت غالبًا ما تنتهي بعراك ما بين أخي أحمد
وأذكر ،أذكر الكثير الكثير... »?«Shalom, dahrkon سأل الجنديّ . «ماذا؟» استغربت العجو ُز من هذه اللّغة الجديدة «طلب جو از سفرك ».نبَّهها ال ّ شابُ الواقف خلفها في الصّف، َ ْ ابتسمت له وق َّدمت وثيقتها الفلسطينيّة للجندي «اإلسرائيلي» .وما لبث أن عبس اآلخر وأشار لجنديَّين أن يأخذوها بعي ًدا عن باب الدّخول. «»Mutar.. Palestinian بصق كلماته بالعبرية،لم تفهمها العجوز ،ولم تفهم لما كان هناك جنديان يشدّانها للوراء وبعنف. ».ما الذي يحصل؟ اتركاني! أيُّها الشاب ،ما الّذي يحصل؟!» صرخت واالرتجاج يمأل ُ حنجرتها يُمنع دخول الحشرات القذرة إلى بالدنا «إسرائيل» أيَّتها الفلسطينيّة، قال الجنديُّ «اإلسرائيليِّ »، سيحتزجونك لفترة قبل أن يقرِّ روا ما سيفعلونه بك. «ماذا؟» صرخت العجوز مج َّدداً «كيف تجرؤ؟؟ لماذا؟؟» خفت صوتها وفقدت القدرة على الوقوف «لك َّنها بالدي ،أَأُم َن ُع من رؤية بالدي؟» وأجهشت بالبكاء وباتت الرَّ جف ُة تغزو جسدها وبنى األلم عرشا ً له في صدرها. «لك َّنها بالدي!» كانت هذه كلماتها األخيرة قبل أن خطفها الموت جرّ اء نوبة قلبيّة أصابتها.
10
عائـدونْ أحمد مطر ـر َم ال ّناسُ ..وكانـوا يرضعـونْ َه ِ عندما قال المُغ ّني :عائـدون . يا فلسطينُ ومازا َل المُغ ّني يتغ ّنى وماليينُ اللّحـونْ ُـرح تفنى واليتامـى .. في فضـا ِء الج ِ مِن يتامى يولـدونْ .
النضال المدمنـونْ يا فلسطينُ وأربابُ ِ سـا َءه ْم ما يشهـدونْ َف َمضـوا يستنكِرونْ عائـدونْ ْ ولقـد عادَ األسـى للمـرّ ِة األلفِ فال عُـدنا .. وال هُـم يحزنـونْ !
كتابات من روح عائد علي املوعد تلوّ ثت أنفاس الهواء وزرقة البحر والسّماء ،لم يعودوا كما كانوا من أجمل ما خلق هللا وأبدع .منذ أن أجبرت على تركك يا وطني حزن القمر وتش ّقق وجهه و خفت نوره ولم يعد كما كان يضيء وحدتي شمس من كثرة ّ في اللّيل .اختفت ابتسامة ال ّ الظلم ،وأصبحت خيوطها ّ الذهبيّة الّتي كانت لي صدي ًقا حلم أتأمّل يوقظني ك ّل يوم بك ّل ر ّقة ،مصدر إزعاج يجبرني على ترك ٍ فيه و أتذ ّكر جمال بيتي القديم ،فيرميني في غرفة معتمة الرّ وح والجدران ﻷفيق على واقع كئيب يجعل من حياتي كابوس ال ينتهي .رحلت عنك مرغمًا يا وطني خو ًفا من الموت وطلبًا لألمن، أر سوى عالم ولك ّني لم َ متوحّ ش يلبس قناع الحياة؛ عالم قد حلّت عليه لعنة القتل والدّمار .س ّتون سنة وأنا ما زلت بعيد عنك ،وال
أدري أيّهما أصعب عندي ،رؤية عدوّ ي يد ّنس طهارة أرضك أم رؤية أبنائك يتيهون في ال ّ شتات ث ّم يخطف منهم الممات أمل العودة .سوف أرحل وأنا حامل إلى قبري أشواقي وحنيني وذكرياتي إلى فلسطين ،ومن ترابي سوف يولد ألف شهيد وسوف يولد األمل من أرحام األمّهات مع كل مولود جديد .عبق الياسمين في قريتي لن يزول وزهر أشجار البيلسان
نيسان April 2015 |2015 واللّيمون لن يعرف األفول .نعم لم َ يبق من عمري سوى القليل و قد مللت من الرّ جاء ،ولكن روحي ّ تتغذى من حروف كلمة فلسطين. عندما أسمعها من فم طفل يهتفها ،يصبح قلبه الصّغير ال ّنابض قلبي و يصبح عمره امتداد لعمري وأشعر أنّ عمري سيطول إلى األبد.
11
نيسان April 2015 |2015
فلسطين ناصر التميمي
فلسطين .. تبكي .. وتبكي كالمساكين ..كالمحتاجين كالذليل الذي تحتقره أنظار الحاضرين ..
لن تعيشوا فوق أرضي ..لن تطيروا في سمائي أنتم رجس وفسق ..أنتم سرّ البالء
حارق ألهب ببيداء الغارقين .. كتوهج ٍ
يا مج ًدا كانت واليوم أمست أطالل من وحل وطين ..
أنتم كفر وغدر ..نهجكم حجب الضياء سمّكم ما زال يسري ..كأفاع في خفاء
فلسطين ..
حقدكم يبدو لعيني ..حقد لقطاء العراء
مسرى نبي هللا األمين
قتلكم فيه شفائي ..لن تعيشوا في صفاء كنتم لل ّ شعب دا ًء ..يوم أمسى في عماء
وحضارات يشهد لها جل العالمين ..
شعب فلسطين و من أجمل الحروف التي ّ خطت بحق فلسطين:
وأمومة تنهشها أنياب الحاقدين الغادرين .. وأنوثة تمزقت على أيدي الكافرين .. اغتراب ..وعذاب ..واضطهاد .. واندثار في فلسطين
فلسطين ..
وهنا مهرجانات .. واحتفاالت تمأل شوارعنا فرحين ..
تبكي طعنات السنين .. وعزة فخر الشهداء والمناضلين ..
فلسطين ..
وظلم العرب ألنفسهم والمستعمرين ..
نهر يض ّج بالدماء ..
فلسطين ..
وسيدة تلد الشهداء ..
ً لغة مقهورة في شفة طفل حزين ..
وأرض تنبت األوفياء ..
موت امرأة تحت أقدام الظالمين ..
وقاعة عرض لقتل األبرياء ..
واندثار وتمزيق أشالء أطفال من الرحم قادمين ..
وسيدة الموت بأجيالها ترهب األعداء ..
April 2015 |2015 نيسان
12
A story Kamal Nassir I will tell you a story .. A story that lived in the dreams of people .. A story that comes out of the world of tents .. Was made by hunger, and decorated by the dark nights In my country, and my country is a handful of refuges Every twenty of them have a pound of flour And promises of a relief .. gifts and parcels
The depopulated Palestinian village Dana, 2001 (photo: Noga Kadman) Whether in the desecration of one the few intact shrines to a society that once was, or the ease and desperation with which we end the lives of those who challenge us to examine ourselves, the maintenance of the status quo here relies on utterly denying Palestinians the basic elements of being human: the right to be recognized as individuals; the right to grieve; the right to agency; the right to move, speak up and cry out. The right to a history that is not undermined, suppressed, distorted, abused, denied and ridiculed in order to maintain a clear flight-path for our own narrative. “I am afraid of a history that has only one narrative,” confesses the main character in Elias Khoury’s novel, Gate of the Sun. He is right to be afraid, for in creating the State of Israel – with all the attendant myth-making and containment that followed — we may have saved our bodies, but we let go of our souls. We can clean the graffiti from Lifta, we can condemn the repeated killings of Palestinians by Israeli security forces, but until we air the historical attitudes and realities that make such violence possible, the destruction will persist. And so will the conflict, no matter how many hands we shake and pieces of paper we sign.
It is the story of the suffering group Who stood for ten years in hunger In tears and agony .. In hardship and yearning .. It is a story of a people who were misled Who were thrown into the mazes of years But they denied and stood Disrobed and united And went to light, from the tents, The revolution of return in the world of darkness
April 2015 |2015 نيسان
13
said, “My daughter’s story is only a part of what we, It is difficult to find a view in Lifta that isn’t marred as Palestinians, suffer under the occupation and siege. by the words ‘death to Arabs’ graffitied in Hebrew on Only God knows the separation we have to endure.” its hollow buildings. Someone even took the trouble He said that he believes the officials who refused to write it in drying cement at the entrance to the site, to help his daughter have cold hearts and deaf ears, ensuring that it will always be one of the first things adding, “But we are not losing hope. Losing hope visitors see. The leftovers of a Palestinian village that was depopulated over the course of a few months at means losing life.” the end of 1947 and the beginning of 1948, Lifta’s Dalia’s mother, Umm Mustapha, seemed strong. empty, crumbling houses are spattered across a valley However, as soon as she began talking about her just outside Jerusalem, each ruin a sign of violence daughter, tears filled her eyes. “I want my daughter to that has come and gone. be less anxious and I want her to stop worrying. We all feel her sadness and I only want to see her get settled It is the most well-preserved of hundreds of remnants in her husband’s home, even if it means she won›t be of the Nakba- the dispossession of over 750,000 Palestinians and the destruction of over 400 villages beside me anymore,” she said. during the 1948 war - that tattoo the Israeli landscape, Perhaps it is the helplessness of the ordinary people, exit wounds from a history we have barricaded out or the bad luck of lovers, but it seems the Palestinians› of our lives. Yet these buildings linger at the sides of destiny is to be apart. Dalia and Rashed are indeed our roads, as does their meaning at the edge of our facing obstacles in their story, but hasn’t true love consciousness, sinkholes that threaten to consume our always proved that it is full of surprises? self-perception if we stray too close. Small wonder that the racist slogans came out; better to stem the leak at its source.
The road out of the occupation runs through the Nakba Natasha Roth
The problem, at least from the perspective of large parts of the Israeli mainstream, is that these leaks are indicative of a wellspring that will continue to bubble up as long as it is not addressed head-on. There is an underlying, pervasive and unipolar attitude in Israeli society about why we are here, how we got here, and what we are doing (and have done) here. It is an attitude that dictates all the unacknowledged elements of abuse, and which enables the more explicit expressions of racism that dominate the public sphere. And it is an attitude that is inextricably rooted in 1948, and the denial of what those events still mean.
The 1967 occupation - and the motivation behind it -would not have been possible without 1948. The mentality of those who support and enable the occupation lives in an ideology that was birthed at the same time as the State of Israel. As long as we deny, distort and repress the Nakba, Israelis will never truly accept and absorb the end of the occupation. We will not have Graffiti seen on a wall in the depopulated Palestinian faced up to the reality of the roads we drive on, the village Lifta, located on the edge of West Jerusalem. parks and forests we visit, the dwellings we inhabit. The graffiti reads: ‘Lifta takes revenge on Arabs.’ Without that understanding, Israel will never be ready to make the necessary sacrifices for addressing the (photo: Karen Zack) consequences of that history and its living ideology.
April 2015 |2015 نيسان
14
let go of the commitment, in order to give her and her fiancé the chance to move on. She said, “Years have passed as we wait to meet again. Our hair is turning gray and we are changing with time. Maybe someday we will give up and leave each other.”
The couple reached a moment of desperation following a minor fight, during which they pushed each other to do as much as they possibly could.
The couple talks over Skype, Viber and Facebook and any other technology that allows them to be closer to one another; but nothing compares to getting married and living under the same roof, in the house that Rashed bought on a mountain in Nablus.
ment building in Ramallah turned Rashed away and did not allow him to meet with Abbas, as he did not have an appointment.
Dalia is expecting Rashed to do everything in his power to fight for them. She said, “I felt that we are The story of Rashed and Dalia is just one of hundreds both expecting the other to solve the problem. We of similar tales that have emerged since the separation accused each other of neglect. This is when Rashed of the West Bank from the Gaza Strip in 2005, when tried to meet with President [Mahmoud] Abbas.” the Israeli forces withdrew from Gaza. The fight started when security guards in the govern-
He told Al-Monitor over the phone, “We have tried everything. We have gone to institutions, officials, lawyers and rights activists but it was all in vain. I don’t know what we are going to do now, but I will not lose hope and I will be patient, even though some people have advised me to break the engagement off after all these years because it might be unjust to her as well.” The bride’s wedding gown is waiting for her at their house in Nablus. The bedroom and the kitchen are ready with all the appliances in place. All that is left is for Dalia to brighten up the house, Rashed said, explaining how he has been ready to get married for three years now. Dalia said, “This is why I’m still hopeful and patient and my will is strong. I majored in physics, despite the opposition of my surroundings. I worked in a different field and I succeeded. I will not give up on Rashed; it’s just another challenge in life.”
Dalia was angry that Rashed had not waited to meet the president, the way she had done when she went to the Gaza offices of Fatah deputies in May and July 2014 and again in January 2015. In an effort to reach ministers and decision-makers, she tried to talk with three members of the Fatah Central Committee to seek their help. But she did not succeed. Then, a friend of the couple, activist Maysa al-Shaer, encouraged them to make a bold move and start an online campaign called, “Dear president, take the bride to her groom.” The campaign opened Jan. 1 and received much attention from the public and the media, with 36,000 people visiting the Facebook page. However, according to Dalia, the government and officials did not welcome the initiative. Al-Monitor visited Dalia’s home in Khan Yunis in the southern Gaza Strip. During the 45-minute ride to her house, Dalia explained the details of her story and how officials kept avoiding her and obstructing the union between her and her fiance. She said, “We do not have connections and we do not know anyone who can help us with the permits, especially among the officials who have relations with Israelis.” She added, “We thought the roads would open after the last war and that the occupation would give entry permits more readily. But it was the exact opposite; things became stricter and I›m starting to experience an unprecedented feeling of depression.» We reached her small house in the center of Khan Yunis, where her father, Mousa Sharab, who insisted on educating most of his children outside of Gaza,
April 2015 |2015 نيسان
15
a clear example of what this dispersion has brought about. Palestine showed that it is not dispersed, in fact it is very much tightly united that it stands tall today after 67 years of occupation. The Arab world is dispersed. Each in a separate world, looking for peace and preaching about humanity and separating politics from emotion and searching for civility that has long been vanished from their souls and way of life to start with. I may not know what it means to die for your own country because I don’t live in Palestine. I live in Saudi Arabia and I study in Lebanon and in summer vacations I aspire to travel the world. But I do know that Palestine is not but a tangible bordered entity as much as it is a state of mind. It is a cause that we will forever fight for. Despite the dispersion of its people, Palestine still stands tall and the dispersed Palestinians share a tight bond that defines a sense of belonging that cannot possibly go unnoticed.
Dear president, take the bride to her groom.
So when u come to tell me I have sold my country to the occupation I will tell you to not blame your current misfortune on me because even if I had, it would not change the sheer fact of the unfortunate criminal mentality that has been accumulated over sixty years of “expressing concern about the Palestinian- Israeli situation” in the Arab world.
According to human rights organizations, Israel prohibits Palestinians in the occupied territories from entering the State of Israel without a special form. Since 2000, Israel has been withholding entry permits to its territories, issuing them only to exceptional applicants such as medical patients, traders, personnel of international organizations, foreigners and VIPs using the Erez crossing.
I came to realize that the theme of my memoir was not really about being lost as much as it was about finding that I am actually found. I do belong. This dispersed person that I am is a daughter of a special and vivacious country. I am a daughter of Palestine and I evidently believe that really, home is where the heart is.
Asma Al-Ghoul KHAN YUNIS, Gaza Strip - Her hair is already starting to turn gray as she nears her 33rd birthday. Sorrow fills Dalia Sharab’s eyes. She has been waiting in the Gaza Strip for over three years to see and marry her fiancé Rashed al-Fadda, 35, who lives in the West Bank city of Nablus. When they first met in 2011 at a youth conference in Jordan, Rashed and Dalia never suspected they would have to suffer like this and wait years to see each other again. They fell in love and Rashed asked her relatives in Jordan for her hand in marriage. Her family in Gaza discussed the proposal and announced their consent after a few months, and the couple were officially engaged on Jan. 24, 2012, in the presence of Rashed and his father, who were both visiting Gaza for the first time. They only stayed for four days, and following the engagement Dalia has been trying to see her fiancé in Nablus. She submitted in February 2012 a form to the Civil Affairs Ministry, which in turn submitted it to the Israeli authorities. She then filed another request in 2013 and several others after that. In total, she has filed five requests to the ministry in Gaza. The replies were always the same: She was either told that she is too young or that the reasons for her travel request are not convincing.
Al-Monitor met with Dalia on Jan. 25 in her office at an online marketing company in Gaza City. She said, “When we first met, everything was nice and easy. I went to the West Bank, he came with his father to Gaza, we spent beautiful days together and we never thought that the hardest part was yet to come.”
And my heart is right smack dab in the middle of Dalia wiped away her tears and told Al-Monitor that Ghazza. she fears one day her desperation would lead her to
16
April 2015 |2015 نيسان
Home
Noor Al Shurafa I am so angry. I wish that I would write about Palestine without this much anger. There is pride and there is love but there is also too much anger in me that I cannot seem to substitute with anything and so I constantly find myself writing about it. For that reason, I would like to share with you a little of my experience as a Palestinian. There is something about how Palestinians are always proud. Sometimes I even as a Palestinian start to ponder upon the reason behind it. I always end up laughing at myself for thinking about it in the first place. I mean, yes we practically don’t have a country, we live scattered along the premises of planet Earth, and a great number of us are refugees, but we own what is even more valuable.
that irretrievable summer. I was seven. I was seven but I remember it like I was there right now. I remember Ghazza’s clear waves that broke on the pristine shore. I remember how different Ghazza’s beach was from any other beach. The shore was paved. Everything about Ghazza was magical. Its people filled the streets with cheerful sounds all day long. Life resonated through sound waves in Ghazza. You could see, hear, feel, and touch joy in Ghazza, even with the occupation present. The occupation. I snap back to reality. I think of my trip to Khiam when my best friend, Farah, insisted that I go see the border between Palestine and Lebanon; a piece of what’s left of my country. It was such a bumpy ride that when we finally reached our destination, I jumped out of the car for fresh air. But it wasn’t fresh at all. I took a look around me and breathed in the not so green surroundings under a not so blue sky, and, when Farah pointed to the border, I turned my face towards it and just threw up at the sight of the Israeli flag planted in the middle of my own stolen land.
The thing about pride is that, it has absolutely everything to do with what one has. I am not referring to a concrete country, which is the minimum wealth someone as patriotic as an average Palestinian would wish he had, but I am actually referring to that sense The car ride back from Khiam was pretty contemplaof dignity, that self-pride that glows in the eyes of any tive for me. I put my head on my pillow and asked myself how I was feeling: I felt misplaced, like I enemy. needed to find a place where I belong. Therefore, all what I am, is because I am Palestinian. I took a creative nonfiction course last semester that required me to write a memoir about a topic that had impacted my life. I instantly thought of unfortunate events that have happened in my life and tried to pick a topic from there. The fact that I am a Palestinian was never a sad truth for me, however and so it did not cross my mind that I address that topic. I also kept thinking of how lost I am. I am always stuck between two situations. I am usually unable to make an absolute decision. However, since all what I am is because I am Palestinian, I started writing about the incidents that I have come across as a Palestinian growing up in Saudi Arabia and currently living in Lebanon. Below is an excerpt from my memoir:
أين العرب؟:!صرخت سوريا
I suddenly start to ponder upon my visit to Ghazza in 2000. I realized that I never got over the olive trees that gave shade to teta Zein’s front yard, where we sat to enjoy our Falafel sandwiches every Monday during
لول:أجابتها فلسطين I am absolutely not addressing the Arab world in trials to shake any nano-feeling in them to feel with Palestine or Syria, but I think that this illustration is
17
April 2015 |2015 نيسان During the war, about 300,000 Palestinians were forced to leave their lands and homes. They had to live another «Nakba.» Most of them were kicked out, and those who refused to leave were brutally murdered. Israel has only allowed about 14,000 refugees to come back, in a very short period of time. Also, in the Golan, about 100,000 Syrians had to leave their homes. In addition, a number of the 1948 Arabs were forced to move out of their homes.
Night, stay a little longer, until the captive
This war was another Nakba for the Palestinians, another exodus, where families had to leave their homes and their land, where genocides took place, where families, relatives, and friends dispersed without even a chance to say goodbye. A lot of good men were lost, and not just any good men – they were our brothers. Most of them were taken as prisoners, wondering what went wrong, hoping their deaths wouldn’t be in vain. But there›s still hope, there is always hope, knowing that such men existed, knowing that such men would still go to war knowing its end. These men give birth to hope, even when the situation in the region is worse than ever, even when our governments are trying to erase the history, and with it, their guilt. But as long as such good men existed and still exist, this hope will grow, and it will write a new history.
Perhaps you forgot who I am and what my
Finishes his song. By dawn, his wing will flutter And the hanged man will swing In the wind. Night, lessen your pace, Let me pour my heart to you, troubles are. Pity, how my hours have slipped Down your hands. Do not think I weep from fear, My tears are for, my country And for a bunch of fledglings Hungry at home Without a father. Who will feed them after me? And my two brothers, Before me swung on the scaffold. And how will my wife spend her days, Lonely and in tears?
My Country A Palestinian Struggler, 1936
I did not even leave her bracelet In her wrist When my country cried for arms
April 2015 |2015 نيسان
18
they planned, for later came the assault on the south of Lebanon and the Golan heights. The latter only sheds light on the importance of land dominance to the enemy. But Palestinians own something of more value, a memory of the land, identity, and heritage. Some might think that nostalgia does not win you battles, but it sure wins you long-term wars, for when Palestinians, wherever they may be, preserve their culture, it is a victory.
tian aircrafts were between completely destroyed, or unusable. The schema of this surprising attack was for Israel to gain control over air force, thus leaving the Arabs defenseless against airstrikes. In the afternoon of that day, Jordan, Syria, and Iraq launched an air strike against Israel, which unfortunately resulted in Israel’s victory. This left the Arabs entirely without an air force and completely devastated.
The rising Palestinian generations should stay connected to their roots, for if they revive their nationality, they shall retrieve their nation on the day of return. The land doesn›t make a nation, but rather the people do. The enemy knows that the most dangerous weapon Palestinians own is their awakened youth, whom are attached to their identity. With the fading of the old generations that lived through the Nakba, the Palestinian community holds responsibility in preserving the collective memory of Palestine, which is the only road that leads to the Day of Return.
June 6-10, 1967: Every day was considered a loss for the Arabs. Sinia and the West Bank were lost to Israel on the 6th and 7th. The Golan was lost on the 8th and 9th. Arabs lost approximately 20,000 soldiers, and nearly all the military powers the Arabs possessed were destroyed. While the details of each day in the war would require pages to describe, the numbers make the message crystal clear. Israel only lost about 980 soldiers with minimal damage to their military powers.
Al Naksa Shaheed El Farra June 5, 1967. It is the day that all the Arabs remember, and will always remember, as the “day of the setback” or “al-Naksa”. Unfortunately, not many know of this war, which was the third war in the Arab-Israeli conflict. This is not and not to come as a surprise, as Arabs are so ashamed of it that they would rather erase it from their history books. This Six-Day War results were catastrophic both on Palestinians and Arabs. A brief summary on the main events can help shed some A lot of questions may arise on how this could have light on the subject. happened. Even Israel was surprised by its astonishing June 5, 1967: This day witnessed the key factor for victory, for the outcomes of the war surpassed even its Israel’s victory in the war. During the morning, Israel own expectations. Israel used the occupied lands as turned on the emergency sirens across the country and tools to start bargains for peace with its neighboring launched a full air strike on all of the Egyptian airfields countries. Eventually, Jordan and Egypt agreed to the and aircrafts. Egyptian weak defense failed to protect conditions, in order to acquire “peace” in the region. the aircrafts, even with the presence of aircraft shelters that were not used for unknown reasons, on that Syria refused, resulting in the continued Israeli occuday. Passing undetected, the Israeli aircrafts flew at pation of the Golan. Egypt had control over Gaza, low altitude, hence avoiding their detection by radars. while Jordan controlled the West Bank, and accordConsequently, within a few hours, Israeli shelling ingly “peace” was established between these councaused so much damage that approximately 420 Egyp- tries.
April 2015 |2015 نيسان
The Claims of Memory Hanadi Abi-Ali Prior to World War 1, Palestine was under the rule of the Ottoman Empire, similar to the condition of other Levant countries that remained under the Ottoman rule for more than 500 years. After the victory of the Allies in World War I (WW1), they divided the region’s countries into two sections: a region that abides to the British mandate, and another that abides to the French mandate. Palestine was amongst the countries that were subjected to the British mandate, and was promised by the latter a reclamation of their land. What was obscured back in the day was the fact that British authorities gave a similar promise to the Jews. The Balfour Declaration, a British support of the creation of a Jewish state on Palestinian lands, came as a shock to the Arabs, and a compromise to the Jews in Europe, who were faced by discrimination and oppression. Little by little, Jews from all over Europe started flooding Palestine and buying properties, and by 1945, more than 553,600 Jews were settled. After WW1 was over, Palestinians and Jews lived together in what seemed like a cold war, until 1948, where Britain declared an end to its mandate. Then, a war ensued between the Palestinians and the Jews, which ended with a Zionist domination of 50% of the land, and a Palestinian exodus, where a few portion of Palestinians remained in Palestine.
19 The Zionists thought that with stealing the land, they would rid the Palestinians of their homeland. The settled Jews perceived a homeland as a space of land, and ignored the fact that a homeland is a nationality that can be carried within the heart. After the exodus, Palestinians scattered across the globe, where you could find a Palestinian community in any country in the world. Nonetheless, they remained attached to their collective memory, and preserved their traditions and heritage. This constituted a huge threat to the Zionist existence, for the Jews had no national identity independent of their religion or of their presence on Palestinian land, in which they promised themselves. Whereas, Palestinians had a cultural identity that survived beyond definite borders, which connected them wherever they sought refuge, despite them being deprived of land. I believe this serves as a strong evidence of the presence of Palestinians in the land of Palestine prior to the Nakba, and that the Zionist claim “ land without a people” is merely a justification of their deeds in front of the international community, which takes a pro-Semitic stand most of the times. The Palestinian cultural monuments are a further proof of the presence of civilization prior to the 1948 Nakba. It’s true that the UN came up with a Partition Plan that advocated the creation of two states, one for the Jews and one for the Palestinians; but it was clear that the Zionist movement will not settle for less than what
April 2015 |2015 نيسان
Israel’s terrorism has not been, historically speaking, restricted to inflecting damage one the resisting Palestinian people. As the Nakba developed in 1947 through 1949, Zionist militias, in specific the Jewish terrorist Stern gang, the Irgun militant group, and the Haganah terrorist agency (which, together, would later form the Israeli Defense Force), had “destroyed and/or depopulated 531 Arab villages and eleven urban areas, and had committed 33 documented massacres that killed some 13,000 largely defenseless Arabs, the most notorious of which was Dar Yassein”. But Zionist terrorists also murdered anyone who tried in any way to aid, defend, or speak up for the Palestinian victims of this forced, brutal, and unequal war (in terms of military readiness and support). On September 17th, 1948, Count Folke Bernadotte, the appointed United Nations mediator for Palestine, was assassinated by the Stern gang because he had ordered “to readmit 8,000 Arab refugees driven from three villages near Haifa by attacks of Jewish terrorists”; the Zionist organization had been led by what was to become the future Israeli Prime Minister, Yitzhak Shamir. Bernadotte had said of the Palestinians evicted from the attacks: “It would be an offence against the principles of elemental justice if these innocent victims of the conflict were denied the right to return to their homes”. It seems that the Israelis were not of a similar opinion. Ultimately, the aim of the massacres and mass murders was a complete and total expulsion of ArabPalestinian- nationals from the land. This necessarily led to an exodus of the native people from their land in search of safety. As of today, there are more than 4.5 Palestinian individuals, survivors of the Nakba and their descendents, who live as refugees in and outside of Palestine and are considered “legal heirs to the stolen property” that Israeli terrorism has stripped off them. This populace has created “the largest and longest-standing refugee population in the world”.
20
The right to defend oneself and one’s land is, as has always been, a privilege held by the better-able power holders of the world. Israel’s attacks on Palestine and its people, quite similar in many facets to the attacks of the British and Spaniards on the Native Americans of the “new world”, and the ethnic cleansing done back in the day, started throughout the Nakba of 1948 and continue on unabated to this very minute. The range of violence, injustice and terror that Palestinians face, however, is never thought of as ‘terrorism’, and the world in its post-modernity turns its blind eye away, perhaps in shame, or in fear, from the unfolding of history it is witnessing before it.
April 2015 |2015 نيسان aka, the two states solution. The Arabs ardently rejected this and realized that it was unjust possession of land that is not, and never was, for the Jews. As Britain interest diminished in controlling the heated tension, the Mandate of Palestine ended, and the State of Israel was officially established. Consequently, the 1948 Palestine war broke out, resulting in Israel’s possession of not only its proposed areas but of more than 50% of the land that was supposedly for the Palestinians.
21
Terrorism Out of Context: Why We Are Always in the Wrong Farah Taha
The recent term “war on terrorism” that has been circulating around for almost the past decade largely misconstrues the reality of this construct, terrorism, not only because it disproportionately points its blaming finger on Muslim religious extremists as the sole source of terror attacks and mass killings, but The mass expulsion of Palestinians occurred for also because it clearly turns a blind eye away from several reasons. First and foremost was their fear and the atrocities the world has witnessed in its human unwillingness to live under Israeli control. On April past. The Nakba, or ‘Catastrophe,’ of Palestine can 9, 1948, the Deir Yassin massacre took place. Over a definitely be considered one of many consequences hundred Israeli fighters attacked Deir Yassin killing of terrorism throughout history; nevertheless, other 107 villagers and intimidating Palestinians through horrors of the ‘Western’ world presumptuously receive forceful threatening measures, causing the rest to more attention than this little ‘problem’ of our region, leave their homes in fear of more potential terror. The a problem that is invalidated especially in its historical second reason is forceful expulsion by Israeli forces. facts and accounts. As Israeli territory was expanding and taking over Al-Nakba started before May 14th, 1948, the day Arab territory, orders were made to expel thousands Israel officially forged itself as an independent, new of Palestinians from their homes through coercive ‘state’ in the Arab world, and carried on zealously its measures such as bombing their homes or massacring mass murders of thousands of Palestinian citizens their families. Lastly, Palestinians were encouraged in an effort to ethnically ‘cleanse’ the territory of its to flee, by Arab armies, in fear of the eminent danger indigenous people. Twenty years prior to this event, however, with the hope that some day they shall be on November 2nd, 1917, the Balfour Declaration had been issued by British Foreign Secretary Arthur James able to return. But the day still waits. Balfour, in where he reassured the Jewish community The aftermath of the Nakba was a major refugee crisis leader of the country that the “government views with that caused around 726,000 refugees, nearly one third favour the establishment in Palestine of a national residing in Palestine, another one third in Jordan home for the Jewish people… it being clearly underand the rest between Lebanon, Syria and the rest of stood that nothing shall be done which may prejudice the world. Most of the cities in Palestine were left the civil and religious rights of existing non-Jewish completely uninhabited. Palestinians were scattered communities in Palestine”. This had followed after and sought refuge wherever they found shelter, food the Sykes-Picot agreement of 1916, where Britain and France had partitioned the lands in the Arab region and most importantly, safety from the Israelis. amongst themselves after the Ottoman Empire had Today, Palestinians seek their right of return and the been vanquished during World War I, and Britain once present satisfaction of waking up, strolling to the got to rule over Palestine, among other territories, as balcony and looking at their Palestinian olive trees. part of its share. However, Britain miscalculated the Meanwhile, they look at occupied land and stolen force with which pro-Zionist leaders and propaganharvest. dists wanted to take over their seemingly rightfully assigned “Jewish national home”, and the extent to which the Palestinian nationals would willingly fight (for decades to come) in defense of their homeland.
April 2015 |2015 نيسان
The Exodus Noor Shtayyeh Sixty-seven years ago in 1948, around 750,000 Palestinian men, women and children were mercilessly attacked, coercively moved out of their very own homes and stripped of their liberty by Israeli forces. They had no right to ever return. It was one of the most shattering and pivotal points in the history of the Arab-Israeli conflict, and certainly one that still resonates in our daily lives years later. This dispossession of Palestinian land and property, along with the creation of the State of Israel and a series of woeful events between 1947 and 1949 came to mark what is now known as ‘Al Nakba’, meaning catastrophe in Arabic. The series of unfortunate events that preceded the Nakba itself date back to the late 1800’s, when a Zionist seed was planted; a seed that grew into a political and nationalistic movement with an ultimate aim of establishing a Jewish homeland in Palestine. The movement was growing powerful, persuasive and influential, gaining both Jewish and non-Jewish supporters and becoming a matter of grave concern.
22
however, in 1922, the Mandate for Palestine was created: a League of Nations document giving Great Britain control over Palestinian territory and acting as a milestone to the perpetuation of the Zionist movement with Britain as a prime facilitator. Five years earlier however, in 1917, the Balfour declaration was created and expressed Arthur James Balfour’s approval and consent for the creation of a Jewish homeland in Palestine. The document’s vague and ambiguous phrasing of the “establishment in Palestine of a national home for the Jewish people” rendered a political statement terribly misunderstood and taken literally. It was criticized for its lack of elaboration, some of which were: did it mean all Jewish people? What specific areas of Palestine? Was there really no prejudice towards civil and religious rights of existing citizens? The Balfour declaration proved itself unreliable and spurious. It initiated complex political conflicts in the Middle East and forced mass migration of indigenous people in Palestine. Palestine was about to serve itself as a safe haven for Jews but little did it know that it was about to undergo severe exploitation.
As the number of Jews began exponentially increasing During the First World War, in 1916, Britain and in Palestine from 18,790 in 1922 to 553,600 in 1945, France were covertly planning on partitioning the tension was arising and Palestinians were slowly Arab areas of the Ottoman Empire so that they can feeling subordinate and vulnerable. Plans by the control them in the case that they should win the war. United Nations were created to partition Palestine into Palestine was declared as internationally controlled, two States: one for the Jews and one for the Palestinains;
8th Issue | April | | نيسان8 العدد
Mission Statement: Al-Hawiyya offers current perspectives on the history, culture and conscience of Palestine and the Diaspora, documenting through student voice the past and present struggle for Palestine and our imagined trajectories of return.
The Team: EDITOR IN CHIEF: Shaheed El Farra EDITORS: Tasnim Chaaban CONTRIBUTING AUTHORS: Noor Shtayyeh Farah Taha Hanadi Abi Ali Shaheed El Farra A Palestinain Struggler Noor Al Shurafa Asma Al-Ghoul Natasha Roth Kamal Nassir. Layout: Shaheed El Farra. And a publication by Palestinian Cultural Club at the American University of Beirut. Supported by Unite Lebanese Youth Project
Contact us: If interested in joining the Al-Hawiyya team, or for any comments, email us at pcc.alhawiyya@gmail.com