Gaza Under Siege: April - 2014

Page 1


‫‪ | October | 6th Issue‬تشرين أول | عدد ‪6‬‬

‫بيانُ الهو ّية‪:‬‬

‫ْ‬ ‫فريق مجلّة الهويّة إلى تسليط الضوء على بعض الحقائق التاريخيّة الفلسطينيّة‪.‬‬ ‫يسعى‬ ‫كما يعمل على كتابة الواقع الفلسطينيّ ثقاف ّيا ً وفنياً‪ .‬آخذاً‬ ‫بعين ملؤها االعتبا ُر القضية الفلسطينية بين األرض وبين ال ّ‬ ‫شتات‪ .‬كما ويُوثق‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫النضا ُل الماضي والحاضر بأصوا ٍ‬ ‫وحق العودة‪.‬‬ ‫ت طالبيّة من أجل فلسطين‬

‫فريق الهو ّية‪:‬‬

‫الفرا‬ ‫رئيس التحرير‪ :‬شهيد ّ‬ ‫مدققة اللّغة العربية‪ :‬وداد عنبتاوي‬ ‫الفرا أسامة كحلوت لورا البسط نزار حمدان مريم شعيب نورس عكروش آية ظاهر نور صادق علي‬ ‫الكتاب المساهمون‪ :‬شهيد ّ‬ ‫يوسف‪.‬‬ ‫الفرا و إصدار النادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة األمريكية في بيروت‪.‬‬ ‫تصميم‪ :‬شهيد ّ‬ ‫برعاية يوليب‪.‬‬

‫ا ّتصلوا بنا‪:‬‬

‫تريد‪/‬ين المساهة في المجلة بأي نوع من المساهمة؟ أو أيّة أراء؟ اتّصل‪/‬ي بنا على ‪pcc.alhawiyya@gmail.com‬‬


‫‪3‬‬

‫أك َث ُر منْ رقم‬ ‫شهيد الفرّا‬ ‫غزة‪ .‬ثالثة وعشرون شهيداً فلسطينيا ً‬ ‫الثامن من تمّوز‪ ،‬خانيونس‪ّ ،‬‬ ‫الرابع عشر منه‬ ‫أطفال‪ .‬منذ التاسع من تمّوز وح ّتى‬ ‫م ْنهم س َّت َة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بات عدد الشهداء يقارب المئتين ومقابل ذلك ال ضحايا في‬ ‫إسرائيل‪ .‬ما يحدث في ّ‬ ‫غزة ليس بحر ٍ‬ ‫ب وإنما قت ٌل وإجرام‪.‬‬ ‫‪ ،149 ، ...،28 ،39 ،23‬هذه ليست مجرّ دَ أرقام‪ ،‬بل هي‬ ‫العد ُد اليومي للشهدا ِء في ّ‬ ‫غزة‪ ،‬وهي في تزاي ٍد مستمر‪ .‬ك ُّل يوم‬ ‫قصّة جديدة‪ ،‬لك ّنها ال تنتهي بنهاية سعيدة كباقي القصص‪ ،‬فك ِّل‬ ‫قص ٍة في ّ‬ ‫غزة تنتهي بمو ٍ‬ ‫ت أو تدمير أو تهجير‪ .‬والقليل من ُيحِبُّ‬ ‫ي قِصصا ً أليمة والبعضُ يخافُ أن ي ْقرأها أل ّنها ُت ْظ ِه ُر‬ ‫رو َ‬ ‫أنْ َي ِ‬ ‫ّ‬ ‫الظلم واستبداد القوي وسلبية القريب وال أحد يريد حتى معاناة‬ ‫لبعض األحداث التي أخذت مجراها في‬ ‫اإلحساس‪َ .‬هذه روايات‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫غزة خالل هذه الحرب‪:‬‬ ‫السادس عشر من تموز‪ ،‬ساحل البحر‪ّ ،‬‬ ‫غزة‪ .‬عاهد‪ ،‬زكريا‪،‬‬ ‫أطفال ال تتجاوز أعمارهم اإلحدى‬ ‫محمد‪ ،‬إسماعيل بكر‪ .‬أربع ُة‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ولهو وسط ما‬ ‫بفرح‬ ‫وقصة أخرى إبتدأت‬ ‫عشر سنة‪ .‬يو ٌم آخر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أطفال هربوا من دمار المدينة ولكن‬ ‫قتل ودمار‪ .‬أربعة‬ ‫ٍ‬ ‫يجري من ٍ‬ ‫مازالت أصوات اإلنفجارات والهلع تطاردهم‪ ،‬لم يأبهوا لذالك‪,‬‬ ‫دمار و لو لحين‪.‬‬ ‫اللعب ونسيان ما يحص ُل لمدينتهم من‬ ‫أرادو‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫وصلوا الى شاطِ ى ِء ّ‬ ‫غز َة‪ ،‬عاهد يلحق زكريا‪ ،‬وإسماعيل يلحقُ‬ ‫َ‬ ‫القدم لع َّل لهوهم يُنسّيهم‪ ،‬ولو للحظات‪،‬‬ ‫ة‬ ‫بكر‬ ‫يلهون‬ ‫بينما‬ ‫محمد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األلم و الغضب في عيون أهاليهم‪ .‬واسْ تمرّ اللعبُ ولك ّنه لم يد ْم‬ ‫طويالً قبل أنْ ُتطلِق سفن إسرائيل قنبلة تحذيرية لتنذر من على‬ ‫الشاطئ‪ ،‬وعندها هرع األطفال بالهروب ولكن إلى أين وك ّل‬ ‫ثوان معدودة أطلقت القوات اإلسرائيلية قذيفة‬ ‫الدروب مغلقة‪ .‬وفي‬ ‫ٍ‬ ‫فمزقتهم أشالءاً واستشهدوا جميعا‪ً.‬‬ ‫إستهدفت األطفال األربعة‪ّ ،‬‬ ‫تشوهت أجسادهم الصغيرة وتفحّ مت معالمهم حتى لم تعد تدري‬ ‫أطفال‪ ،‬ذنبهم أنهم‬ ‫ث طفلها لتضمّه وتبكيه‪ .‬أربع ُة‬ ‫األم أيّ من الج َث ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أرادوا نسيان ما يجري من أحدا ٍ‬ ‫ث مؤلمة وأنْ يعيشوا طفولتهم‬

‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬

‫للبعض ليس بالكثير لك ّنه حياةٌ‬ ‫ولو لحين‪ .‬لربما َرق ُم أربع ٍة بالنسبة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫كاملة ومستقب ٌل س ُِر َق في لحظ ٍة أغ َمضت فيها اإلنسانية عُيونِها‬ ‫بالنسب ِة لأِ َهلِهم‪.‬‬ ‫العشرين من تموز‪ ,‬حي الشجاعية‪ ,‬شرق مدينة غزة‪ .‬أَعنف‬ ‫هجوم إسرائيلي على ّ‬ ‫غزة منذ سنوات‪ .‬أكثر من ‪ 74‬قتيالً منهم‬ ‫‪ 17‬طفالً و‪ 14‬إمرأة وأربعة مسنين ومئات الجرحى‪ .‬في معظم‬ ‫ول‪ ،‬األرقا ُم ْقد َتد ُّل على التعدا ِد السكانِيّ لمنطقة ما أو عدد‬ ‫ال ُد ِ‬ ‫غزة ليست كمعظم ال ُدو ْل فأرقا ُم غزةّ‬ ‫الوالدات في اليوم‪ ،‬ولكن ّ‬ ‫ُّ‬ ‫َت ُد ُّل على عدَ ِد ُ‬ ‫يكتظ حي الشجاعي ُة بما يفوق المائة‬ ‫شهدائِها‪.‬‬ ‫ألفِ نسمة‪ .‬كانت إسرائيل ْقد ّ‬ ‫وز عت منشورات بتاريخ ‪16‬‬ ‫أطفال بكر‪ّ ،‬‬ ‫تحذ ُر أهالي الشجاعية بأنّ عليهم‬ ‫مجزر ِة‬ ‫تموز‪ ،‬بعد‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وبالفعل قرّ َر العدي ُد الرحيل‬ ‫آخر‪،‬‬ ‫ا‬ ‫يوم‬ ‫تلوا‬ ‫ق‬ ‫لي‬ ‫فقط‬ ‫المنطقة‬ ‫إخال َء‬ ‫ِ‬ ‫واللجوء لمدارس األونروا ومستشفى الشفاء‪ ،‬ومشاهدة َحيِّه ْم‬ ‫الصغير يُمحى من الخريطة‪ ،‬مكان والدتهم ومنازلهم وأغراضهم‬ ‫البصر‪ .‬البعضُ ال‬ ‫بلمح‬ ‫الشخصية وك ُل ما تعلقت به قلوبهم يؤُ خذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الموت أرح ُم من أنْ‬ ‫يحتمل هذا النو ُع من الذ ِّل والتهجير وعنده‬ ‫العشرين من‬ ‫صباح‬ ‫ُصبح الجئا ً مر ًة أخرى وعلى أرضه‪ .‬في‬ ‫َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫والسبب األساسي‬ ‫تمّوز‪ ،‬كانت إسرائيل قد قصفت وق َتلت العديد‪،‬‬ ‫َ‬ ‫لقصفِ المنطقة ‪،‬بحسب ادعاءاتهم‪ ،‬هو أُسامة الحيّة‪ ،‬قيادي في‬ ‫حركة حماس‪ ،‬وقتلت معه زوجته وطفليه‪ .‬ولكنها لم تتوقف‬ ‫هناك‪ ،‬وهنا يتولّ ُد الشك إنْ كان السبب األساسي في القصف‬ ‫أهل ّ‬ ‫غزة‪ .‬حتى طواقم‬ ‫هو إستهدافُ أعضاء حركة حماس أم ِ‬ ‫المسعفين والصحفيين لم يسلموا من‬ ‫بطش إسرائيل واس ُت ْش ِهدَ‬ ‫ِ‬ ‫العدي ُد منهم‪ .‬وللعِلم‪ ،‬لقد أُست ْه ِد َفت الطواقم خال َل هدن ٍة إنسانية ل َنقل‬ ‫ما يقدروا عليه من جرحى حيث اتفقت األطرافُ المتنازعة على‬ ‫عشرين دقيق َة‪ ،‬وذلك‬ ‫ألكثر من‬ ‫ساع ٍة واحد ٍة ولكن الهدنة لم تدم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قاموس إسرائيل‪.‬‬ ‫علما ً أنّ كلمة اإلنسانية اليوجد لها معنى في‬ ‫ِ‬ ‫ومن الجدير بالذكر‪ ،‬موقفٌ َي ِه ُّز القلب‪ ،‬إمرأة مسِ ّنة كانت تر ُكض‬ ‫طفل يصرخ طالبًا العون و ينادي «أمي‬ ‫تحت لهي ِ‬ ‫ب القذائف لنجد ِة ٍ‬ ‫ال أشعر برجلي»‪ ،‬ذهبت وحملته ولم تأبه لخطر الموت وبالفعل‬ ‫رقم يضافُ‬ ‫أنقذته‪ .‬هنا بالنسبة لإلمرأة‪ ،‬هذا طف ٌل وليس مجرّ دَ ٍ‬ ‫على الئِح ِة القتلى‪ ،‬هنا فلسطين‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬

‫القصص‪ ،‬ولكن مادام‬ ‫لنْ تكفينا الصفحات إذا أردنا أنْ َنرْ وي ك ّل‬ ‫ِ‬ ‫الحصا ُر قائما ً واإلحتالل جاثما ً سنبقى نروي التضحيات وقصص‬ ‫الصمود واإلستبسال‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫األو ُل من آبٍ‪ ،‬خانيونس‪ّ ،‬‬ ‫مكونة من ثمانية أفرا ٍد‬ ‫عائلة‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫ف منزلها بطريق ٍة مباشر ٍة قبْي َل البد ِء بإتفاقية الهدنة‪،‬‬ ‫إسته ِد َ‬ ‫وأصبحت مجزرةُ‬ ‫الفجر‪ .‬إتفقت إسرائيل وحماس على هدن ٍة مد ُتها‬ ‫ِ‬ ‫يوم الجمعة‪ .‬كانت العائلة‬ ‫‪ 72‬ساعة تبدأ الساعة الثامنة صباحا ً من ِ‬ ‫تدر أ ّنها سترتقي إلى عالم البرزخ‪ .‬فج ُر يوم الجمعة‪،‬‬ ‫نائمة ولم ِ‬ ‫قصفت إسرائيل منزلهم مما أدى إلى تدميره بالكامل وقتل بل‬

‫وتحوّ ِل ُك ّل من بداخلِه إلى أشال ٍء‪ .‬ثماني ُة أفرا ٍد قُتِلوا وتحولو إلى‬ ‫تابع‬ ‫أطفال‬ ‫رما ٍد منهم ‪4‬‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫الذنب لهم واليوجد بينهم أيَّ ع ٍ‬ ‫ُنصر ٍ‬ ‫لحرك ِة حماس‪ .‬هي عائل ُة الفرّ ا‪( ،‬عبد المالك عبدالسالم الفرّ ا)‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والموت مر ًة واحدة على أنْ‬ ‫كانت قد فضّلت البقاء في منزلها‬ ‫ُتغا ِد َر وتموت ألفَّ مرّ ة‪ .‬عائلة بأكملها قُت ْ‬ ‫ِلت دون أيّ رحمة‪.‬‬ ‫ويبقى الرقم ثمانية للعالم كغيره منْ‬ ‫أرقام الشهدا ِء مجرّ د عدد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ولكنه بالنسبة للفلسطينيين يعني الحريّة والصمود والحياة‪ .‬شهداء‬ ‫ب التاريخ واألرشيف‪،‬‬ ‫فلسطين ليسوا مجرّ دَ‬ ‫أرقام مدوّ نة في كت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بل هم التاري ُخ نفسه وإستشهادهم لم ولن يكون عبثاً‪.‬‬

‫شاهد على مجزرة الشجاعية‬ ‫أسامة كحلوت‬ ‫الظاظا‪ :‬ل ْم يخرج من الحي و ُهدِم م ْن ِزله على رأسه‪«..‬تعال أبوك‬ ‫عايش» أُعيدت له الحياة‪.‬‬

‫مجزرة الشجاعية بأ ّم عينيه كما أفاد‪ ،‬وقال لدنيا الوطن «رفضت‬ ‫الخروج من المنزل ليكتب هللا السالمة لي وعمر جديد بعدما‬ ‫شاهدت المجزرة بأم عيني‪ ،‬ففي تاريخ ‪ 14‬من الشهر الماضي‬ ‫جلست في منزلي وحيداً وشاهدت الموت بعيني ع ّدة مرات‪،‬حيث‬ ‫القصف العشوائي والطائرات والدبابات واالستطالع وإطالق‬ ‫النار باتجاه منازلِنا‪ ،‬واضطررت للنزول من منزلي واإلحتماء‬ ‫بالبلكونة الغربية من المنزل على األرض‪ ،‬وخالل تواجدي‬ ‫كنت أشاهد الصواريخ التي تنطلق نحو منازلنا ومنازل الجيران‬ ‫ويتساقط الركام على رأسي‪».‬‬ ‫يو ٌم كام ٌل عاشه الظاظا تحت نيران القصف اإلسرائيلي فشاهد ك َّل‬ ‫المنازل التي ُدمّرت بالقرب من منزله‪ ،‬حيث قُصف المنزل أربع‬ ‫مرّ ات في ك ِّل مرّ ة يهدم جزء منه إلى أنْ جاءت اإلصابة القاضية‬ ‫في الحرب على الشجاعية و ُدم َِّر المنزل بشكل كامل وأ ّدى إلى‬ ‫عدم صالحيته للسكن‪.‬‬ ‫رحمة هللا كانت تحيط بالمسن الظاظا‪ ،‬حيث نجا بإعجوبة من‬ ‫هدم المنزل على رأسه‪ ،‬وأصيب منزله بشكل كامل في الطوابق‬ ‫العلوية‪ ،‬وبدأ األمل يدق قلبه بعد أذان الفجر عندما سمع صوتا ً‬ ‫ينادي عليه في الشارع أمام منزله‪ ،‬ولم يجب تخوفا ً من أنْ يكون‬ ‫المنادي هم جنود اإلحتالل ‪.‬‬ ‫وبعدما دقق السمع في الصوت‪ ،‬اكتشف أنّ المنادي هو إبنه الذي‬ ‫ث عن أبيه بعد أنْ فقد أمل بقائه على قيد الحياة بعد‬ ‫أ ْقدم على البح ِ‬ ‫هذا الدمار والقصف‪ ،‬وعندها صرخ بصو ٍ‬ ‫عال «تعال أبوك‬ ‫ت ٍ‬ ‫عايش»‪ ،‬عانق اإلبن أبيه مُق ِّبالً يديه غير مص ّدق عيناه ولسانه‬ ‫يلهج شكراً هلل فهذا أمره ورحمته وتقديره‪ .‬لقد كتب هللا له حيا ًة‬ ‫جديدة ربما ل َيروي تفاصيل هذه المجزرة إلى العالم ويكون شاهداً‬ ‫على وحشية وهمجية اإلعتداء اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫أمراض‬ ‫ونظراً لعدم قدرة الظاظا على المشي‪ ،‬كونه يعاني من‬ ‫ٍ‬ ‫عديدة وجلطة دماغية سابقة‪ ،‬إ ّتكئ على إبنه مع مساعدة الدفاع‬ ‫المدني ليصل الى سيارة اإلسعاف التي نقلته الى منزل إبنته في‬ ‫منطقة البلتاجي‪.‬‬ ‫ولم ينسى الظاظا حتى اآلن المشاهد التي رآها بعد خروجه منْ‬ ‫منزله وصوالً للشوارع اآلمنة في شرقي حي الشجاعية‪ ،‬حيث‬ ‫قال لمراسل دنيا الوطن « لم أشاهد مثل هذا الدمار في حياتي‪،‬‬ ‫خرجت من منزلي متخطيا ً ركام ع ّدة منازل من الجيران ألتفاجئ‬ ‫بأنَّ الشارع كله مدمّر وليس بإمكاني المشي على قدماي لكثرة‬

‫في الشجاعية سجّ ل التاريخ الفلسطيني مجازر اقترفها جيش‬ ‫اإلحتالل اإلسرائيلي ِّ‬ ‫بحق المدنيين واألبرياء والنازحين في هذه‬ ‫المنطقة‪ ،‬والتي بدأ فيها أوّ ل دخول برّ ي للقطاع والذي سرعان‬ ‫ما انسحب من المنطقة ً‬ ‫آخذا معه قتاله ومخلفا ً مئات الشهداء من‬ ‫س ّكان المنطقة المدنيين‪.‬‬ ‫بإسم صبرا وشاتيال الثانية بعد إعادة‬ ‫سمِّيت مجزرة الشجاعية‬ ‫ِ‬ ‫إنتاج المشهد الدامي من نفس القتلة مع تغيير المكان في قفز ٍة من‬ ‫الزمان‪ ،‬جثث وأشالء ملقاة في الشوارع ألطفال ونساء ورجال‬ ‫ومسنين وبرك من الدماء هنا وهناك‪ ,‬بيوت دمّرت على رؤوس‬ ‫قاطنيها‪ ،‬سيارات محترقة بينها مركبات إسعاف‪ ،‬أشجار اقتلعت‬ ‫وحجارة من الخرسانة والباطون تمأل الشوارع‪ ،‬ولش ّدة الدمار لم‬ ‫يعد يميّز المواطن بيته عن بيت جاره إال بعالما ٍ‬ ‫ت بسيطة دون‬ ‫الحاجة للبحث تحت الركام ألنّ الدمار شامل هناك‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وقد تم ّكنت سيارات الدفاع المدني وشاحنات البلدية‪ ،‬بعد عراقيل‬ ‫ج ّمةٍ‪ ،‬من فتح جزئي للطريق في شارع النزاز وإزالة حطام‬ ‫المنازل التي شلَّت الحركة داخل الشارع الرئيسي‪ ،‬ومنْ ث ّم تسهيل‬ ‫حركة الطواقم الطبية واإلغاثية وتمكين سكان الحي من تفقد‬ ‫أمالكهم‪.‬‬ ‫وخالل تجولنا داخل حي الشجاعية‪ ،‬صُدمنا بمشاهد الدمار حيث‬ ‫ال يستطيع الخيال أنْ يستوعب ك ْم الحقد والغل الرابض في نفوس‬ ‫هؤالء الغزاة المعتدين ح ّتى يُحدثوا ك ّل هذا الخراب‪ .‬جذبني منظر‬ ‫المسن توفيق الظاظا « ‪ 70‬عاما ً » الذي يجلسُ مقابل منزله‬ ‫المدمر‪ ،‬ويتأمّل برفقة أحفاده وأبنائه ركام بيته الذي بناه من عرق‬ ‫جبينه وجبين أبنائه لينتهي بهم األمر بال مأوى‪.‬‬ ‫لنكتشف بعد ذلك أنّ الظاظا هو الوحيد الذي َبق َِي في منزله بعد‬ ‫زوح أبنائه وسكان الحي من منازلهم في شارع النزاز‪ ،‬ورفض‬ ‫ُن ِ‬ ‫المغادرة من منزله الذي يقع ثاني منزل بعد الشارع العام الشرقي‬ ‫المواجه لألسالك الحدودية الشرقية حفاظا ً عليه‪.‬‬ ‫وعاش لحظات‬ ‫الظاظا سكن هذه المنطقة قبل عشر سنوات‪،‬‬ ‫َ‬


‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬

‫‪5‬‬

‫الركام المتواجد في الشارع وإعدام منازل وأحياء كاملة‪».‬‬ ‫وفي مجزرة الشجاعية سُجِّ َل أكبر عدد من الشهداء في يوم واحد‬ ‫ّ‬ ‫قطاع ّ‬ ‫واكتظ ْ‬ ‫ت ثالجات الموتى في‬ ‫غزة‪،‬‬ ‫من أيام الحرب على‬ ‫ِ‬ ‫مستشفى الشفاء غرب المدينة بعشرات الشهداء ما يفوق قدرة‬ ‫ّ‬ ‫اضطرهم إلى وضع ما تبقى من جثامين الشهداء‬ ‫اإلستيعاب‪ ،‬مما‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫األرض‪ ،‬فيما ت ّم انتشال عشرات أخرْ بعد أيام من استشهادهم‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫تحت أنقاض منازلهم‪.‬‬ ‫ولم ترحم قذائف اإلحتالل وطائراته التي شاركت بالمجزرة‪،‬‬ ‫سائقي اإلسعاف الذين حاولوا التقدم النتشال الشهداء وإسعاف‬ ‫الجرحى‪ ،‬رغم التنسيق المسبق مع اللجنة الدولية لمنظمة الصليب‬ ‫األحمر‪ ،‬ما أدى إلى استشهاد ضابط إسعاف بعد تدمير سيارته‬ ‫بالكامل‪ ،‬وإصابة ع ّدة شبّان من العاملين في طواقم الدفاع المدني‬ ‫الذين تواجدوا في المكان منذ بداية العدوان على المنطقة‪.‬‬ ‫وقد توجّ ه آالف المواطنين الناجين من المجزرة إلى بيوت‬ ‫أقربائِهم لربما تكون أكثر أمناً‪ ،‬بينما آخرون ذهبوا إلى مراكز‬ ‫ِ‬ ‫اإليواء في مدارس وكالة الغوث وتشغيل الالجئين الفلسطينيين‪،‬‬ ‫والى مدارس حكومية لعدم استيعاب مدارس الوكالة للزيادة في‬ ‫أعداد النازحين‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫بحق‬ ‫تر فت‬ ‫وسيبقى التاريخ شاهد اً على هذه المجازر التي أقُ ِ‬ ‫الشعب الفلسطيني وما فتأت آلة العدو الهمجية التي استباحت‬ ‫بتكرار مجازرها في خزاعة شرق خانيونس وشرقي مدينة رفح‪.‬‬ ‫ِ‬

‫مع َب ِر مدينة‬ ‫َخلف ا َل ْ‬ ‫لورا البسط‬

‫أنا ال أعرفُ ّ‬ ‫غزة‪،‬‬ ‫هوت من صوت القنابل‬ ‫قد رسمتها لي أصاب ُع الجئ ٍة َ‬ ‫أرضٌ تشبَّعت مجازراً‬ ‫بيوت تناثرت آللئا ً‬ ‫ٌ‬ ‫وشعبٌ‬ ‫تكاثر شهدائه‬ ‫َ‬ ‫وإذ بفقاعة صم ٍ‬ ‫قاتم دا َم عُقوداً َيرجوا بأن يُث َقب‬ ‫ت ٍ‬ ‫وأسأ ُل‬ ‫ٌ‬ ‫حكاية ي ُنسلُها ال ُ‬ ‫ّ‬ ‫أغزةُ‬ ‫شعرا ُء بخيوطٍ قُرمزية؟‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫أغزةُ‬ ‫الرصاصُ و الرما ُد والمفردات الغربية؟‬ ‫رواية‬ ‫يخيطها َ‬ ‫ٌ‬ ‫مكانة في هذا العالم‬ ‫للعدال ِة االعالمي ِة‬ ‫بحقائق سياسية‪،‬‬ ‫و يا ليتها ُترصَّع‬ ‫ٍ‬ ‫متى تصب ُح حياةُ‬ ‫آخر على شاطى ٍء‬ ‫طفل في بال ِد‬ ‫ٍ‬ ‫الشام أغلى من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫طابة بيضا َء‬ ‫تدحرجت على دمائه‬ ‫فيخر ُج مُتح ّدث الشرط َة ال ُدولية‬ ‫ببدلته الكحلية‬

‫ّص الحريّة‬ ‫وع َل ٍم تقم َ‬ ‫َ‬ ‫حانقاً‪ ،‬غاضباً‪ ،‬صارخا ً‬ ‫أمم متحدة‬‪‪.‬‬ ‫ت‬ ‫أوراق بالي ٍة منقوع ٍة بلُعا ِ‬ ‫ث ّم يتب ُع تعليما ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ب ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫وإذ بساعا ٍ‬ ‫كمية من أسلح ٍة كيميائية‪.‬‬ ‫ت محدود ٍة ُتنقل‬ ‫ٌ‬ ‫فراغ‬ ‫‫“‬انقذنا اطفا َل سوريا‪ ”.‬يهللون‪ ،‬وكأنّ ما خلف الحدود‬ ‫َ‬ ‫أصوات حر ٍ‬ ‫أخ‬ ‫يُطل ُِق‬ ‫ب وهمية‪ ،‬فباتت القوانين ال ُدولية كمقارنة ٍ‬ ‫بأخيه‪ ،‬أنت تعيش وأنت تموت‪.‬‬ ‫في ّ‬ ‫غزة‪ ،‬يرقد جثمان طفل في براد مثلجات‪.‬‬ ‫في ّ‬ ‫غزة‪،‬‬ ‫يرجو أبٌ من إبنه أن يفيق‪ ،‬باكياً‪ ،‬مرتعداً‪ ،‬محطما ً “إصحى‬ ‫بابا‪ِ ،‬جب ِت َلك لُعبة‪”.‬‬ ‫غزة لم يبقى من التراب ذرَّ ةٌ فاالرضُ قد أصبحت محيطا ً‬ ‫في ّ‬ ‫أحمر هائجا ً تسب ُح به مقاوم ُة الحجارةِ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ويا ليتني حج ٌر لملمته أغصن فلسطين لتحمي أبنائها‪،‬‬ ‫يا ليتني حج ٌر تفتت بين لمسات طفلة تبكي على ّ‬ ‫جثة أبيها‪،‬‬ ‫ُتواجه جنديا ً أخضر ذو بسمة وحشية‬ ‫‫“‬مش خايفة منك‪ ،‬مفكر ازا البس درع و سالح بتخوف‬ ‫الفلسطينية‪”...‬‬ ‫منْ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫فاسق‪.‬‬ ‫غزة يبدوا بأنّ هذا العالم‬


‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬

‫‪6‬‬

‫الشعب‬ ‫باألمان‪ ،‬تع ُد‬ ‫بالسالم‪ ،‬تع ُد الطف َل‬ ‫اإلنس‬ ‫فهيئة َت ِع ُد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالمساواةِ‪.‬‬

‫فيُقت ُل فلسطينيٌ و يُقتل اسرائيلي‬ ‫إذ يُال ُم الفلسطينيُ و يُحاكم قات ُل االسرائيلي‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مكانة‪.‬‬ ‫ليس للعدالة السياسية‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫امومة و ُتنهبُ‬ ‫فتسلبُ‬ ‫رجولة‬ ‫طفولة و ُتسل ُخ‬ ‫و يرق ُد جثمانُ‬ ‫طفل في برا ِد مثلجات‬ ‫ٍ‬ ‫‫“‬ َمعاش في محل بالمشارح‪”.‬‬ ‫لكن الحجار َة ُتغ ّني‪،‬‬ ‫أَسِ رّ ةُ ال ُ‬ ‫شهدا ِء تنتظ ُر في الفردوس‪.‬‬

‫دورمواقع التواصل االجتماعي أثناء‬ ‫العدوان على ّ‬ ‫غزة‬ ‫نِزار حمدان‬ ‫في ظ ّل العدوان اإلسرائيلي المستمرعلى قطاع ّ‬ ‫غزة‪ ،‬كان لمواقع‬ ‫التواصل االجتماعي حيّز مهم في تغطية مراحل هذه الحرب‪.‬‬ ‫فإلى جانب المقاومة الفلسطينية المسلّحة لصد العدوان والدفاع‬ ‫عنْ حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة من قبل اإلحتالل‪ ،‬كان‬ ‫ً‬ ‫اضافة الى الشباب‬ ‫هناك مقاومة من نوع آخر اشترك فيها‪،‬‬ ‫الفلسطيني والعربي‪ ،‬مغرّ دون ومتص ّفحون من كافة أصقاع العالم‬ ‫على مواقع التواصل اإلجتماعي مثل تويتر و فيسبوك‪ .‬وكان‬ ‫لمواقع التواصل اإلجتماعي دور كبير في صناعة الرأي العام‬ ‫من خالل نقل مجريات المعارك والقصف والمجازر اإلسرائيلية‬ ‫ً‬ ‫بحق الشعب الفلسطيني في ّ‬ ‫مختلفة عن‬ ‫غزة‪ ،‬فلقد رسم صورة‬ ‫تلك التي كانت ُترسم في الحروب السابقة التي كانت تعتمد على‬ ‫الرواية اإلسرائيلية بشكل أساسي وتحديداً في الغرب‪.‬‬ ‫ش ّكلت مشاركات وتغريدات الفلسطينيين على مواقع التواصل‬ ‫اإلجتماعي ال سيما تويتر‪ ،‬حول معاناتهم ومشاهداتهم خالل‬ ‫الحرب‪ ،‬أحد أبرز مصادر الخبر على هذه المواقع متخذين‬ ‫مصداقيتهم من كونهم يعيشون األحداث على أرض الواقع‪ .‬ولقد‬ ‫تحول الكثير من الفلسطينيين الى مراسلين عبر هذه المواقع وزاد‬ ‫عدد متابعيهم حول العالم‪ .‬فالطفلة فرح بكر‪ ،‬البالغة من العمر‬ ‫‪ 16‬عاما ً والتي تعيش قرب مستشفى الشفاء حيث يعمل والدها‬ ‫جرّ احً ا فيه‪ ،‬كانت من أبرز المغردات على تويتر‪ ،‬حيث كانت‬ ‫تنشر تغريدات باللغتين العربية واإلنكليزية إضافة الى صور‬ ‫وفيديوهات تقوم هي بتصويرها‪ .‬وقد قفز عدد متابعيها من ‪800‬‬

‫الى ‪ 165,000‬متاب ًعا خالل العدوان‪ ،‬حيث تقول فرح بانها لم‬ ‫تكن تتوقع بأن تلقى تغريداتها هذا الصدى الكبير حول العالم وأنْ‬ ‫تستطيع تغيير نظرة الكثيرين من متابعيها ل «اسرائيل » عبر‬ ‫ً‬ ‫اضافة الى فرح‪ ،‬كان الدكتور‬ ‫نقل ما تقترفه من جرائم في غزة‪.‬‬ ‫باسل أبو وردة ّ‬ ‫يوثق ما يراه من إصابات في مستشفى الشفاء‬ ‫عبر تصويرها ونشرها على تويتر‪ .‬كما أ ّنه كان لطواقم اإلسعاف‬ ‫والناشطين دور كبير في نقل مجزرة حي الشجاعية الى العالم‪،‬‬ ‫حيث أ ّنهم كانوا أول من نشر تغريدات وصور ومقاطع فيديو‬ ‫ً‬ ‫إضافة الى ذلك‪ ،‬فلقد‬ ‫للمجزرة عبر مواقع التواصل اإلجتماعي‪.‬‬ ‫أسهم الناشطون على هذه المواقع في نشر الوعي لبعض األساليب‬ ‫اإلسرائيلية الجديدة في القصف مثل الصاروخ اإلرشادي الذي‬ ‫ينذر العائالت الفلسطينية أن بيتهم سيتعرض للقصف بعد دقيقة‪،‬‬ ‫حيث أثار هذا سخط الرأي العام العالمي مما دفع الكوميدي‬ ‫األمريكي جون ستيوارت الى تناول هذا األسلوب والتهكم عليه‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬

‫كذلك‪ ،‬أسهم الناشطون على هذه المواقع في إظهار كذب وتلفيق‬ ‫الرواية اإلسرائيلية التي قامت بفبركة صور وتسجيالت تداولتها‬ ‫الصفحات اإلسرائيلية‪ .‬فقد انتشر على تلك الصفحات تسجيل‬ ‫على أ ّنه عملية تصفية للمقاومين أثناء اقتحام قاعدة «زيكيم »‬ ‫العسكرية‪ ،‬والذي سرعان ماتبين أ ّنه مفبرك وأنّ رواية المقاومة‬ ‫هي الصحيحة بإعتراف اإلحتالل‪ .‬كما قامت بتبرير قصف‬ ‫المدنيين في ّ‬ ‫غزة من خالل صورة تظهر اطالق صواريخ بالقرب‬ ‫من المدنيين والتي سرعان ما تبين أ ّنها مأخوذة في سوريا‪ .‬اضافة‬ ‫الى ذلك‪ ،‬فإنّ انتشار فيديو يظهر قنص قوات اإلحتالل اإلسرائيلي‬ ‫لمسعف وقتله بدم بارد على مواقع التواصل االجتماعي عرّ ى‬ ‫الرواية اإلسرائيلية وأظهر استهدافه للمدنيين بشكل مباشر أمام‬ ‫الرأي العام العالمي‪.‬‬ ‫إنّ مواقع التواصل اإلجتماعي أعطت للمراسلين األجانب مساحة‬ ‫أوسع للتعبير‪ ،‬بعيداً عن تقاريرهم الصحفية أمام الكاميرات‪ .‬فقد‬ ‫أخذ المراسلون يغرّ دون بما يشاهدونه بعي ًدا عن الرقابة التي‬ ‫تفرضها عليهم قنواتهم اإلعالمية المنحازة في أغلب األوقات الى‬ ‫الرواية اإلسرائيلية‪ .‬وغرّ دت آني برنارد‪ ،‬مراسلة «نيويورك‬ ‫تايمز»‪ ،‬مشاهدتها لطفلة فلسطينية مجهولة الهوّ ية تموت أمامها‬ ‫في مستشفى الشفاء‪ .‬كما غرّ دت مراسلة ال «سي ان ان »‬ ‫معبرة عن سخطها من «اإلسرائيليين » الذين كانوا يحتفلون‬ ‫بإلقاء القنابل على قطاع ّ‬ ‫غزة‪ ،‬وقالت بأ ّنهم هددوها في حال قالت‬ ‫ما ال يعجبهم في تقريرها قبل أنْ تقوم بمحو التغريدة‪ .‬فقد سمحت‬ ‫هذه المواقع للمراسلين بنقل الصورة كما يرونها متجاوزين بذلك‬ ‫الطرق التقليدية في نقل األخبار التي تخضع لرقابة القناة‪ ،‬مضفين‬ ‫المزيد من المصداقية أمام متابعيهم‪.‬‬

‫إنّ الحرب على ّ‬ ‫غزة أ ّدت الى إعادة إطالق حمالت شعبية وعالمية‬ ‫لمقاطعة البضائع اإلسرائيلية‪ ،‬وقد أسهم الناشطون على مواقع‬ ‫التواصل اإلجتماعي بالترويج لهذه الحمالت بشكل كبير‪ .‬ففي‬ ‫فلسطين‪ ،‬أُطلِقت العديد من حمالت المقاطعة على هذه المواقع‬ ‫مثل صفحات «ادعم احتاللك » و «‪ »16%‬في اشارة الى نسبة‬ ‫الربح من كل منتج تذهب كضريبة لموازنة الحكومة و الجيش‪،‬‬ ‫وقد انتشرت على هذه المواقع قوائم بالبضائع اإلسرائيلية‪ .‬إنّ هذه‬ ‫ً‬ ‫اضافة الى الحمالت العالمية األخرى لمقاطعة البضائع‬ ‫الحمالت‪،‬‬ ‫االسرائيلية‪َ ،‬كبّدت اإلحتالل اإلسرائيلي خسائر إقتصادية فادحة‪.‬‬ ‫إنّ كل ما سلف جعل الكاتب «غال بيكرمان » يكتب في صحيفة‬ ‫«ذي جويش ديلي فورورد » أنّ ل «إسرائيل » عدو أسوأ‬ ‫وهو التويتر‪ .‬فقد ح ّقق المناصرون للقضية الفلسطينية تفوقا ً كبيراً‬ ‫على ال ّداعمين ل «إسرائيل » على موقع تويتر حيث أظهرت‬ ‫اإلحصاءات على هذا الموقع أنّ التغريدات المناصرة للقضية‬ ‫الفلسطينية باإلنكليزية وصل عددها الى نحو ‪ 18‬مليون تغريدة‬ ‫عبر عدة وسوم (هاشتاغز) أبرزها وسم “_‪Gaza_Under‬‬ ‫‪ ”Attack‬الذي حصد أكثر من سبعة ماليين تغريدة‪ ،‬وأنّ ثلث‬ ‫مغرديه كانوا من الواليات المتحدة االميركية‪ .‬على الطرف اآلخر‪،‬‬ ‫بلغ عدد التغريدات المساندة ل «اسرائيل » نحو ستمائة الف‬ ‫تغريدة فقط‪ .‬هذا يظهر أن «اسرائيل » فشلت في اقناع الشعوب‬ ‫بالتعاطف معها هذه المرّ ة‪ ،‬مما دفعها إلنشاء غرف خاصة للدفاع‬ ‫والترويج للدعاية “اإلسرائيلية” على مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إضافة الى ذلك‪ ،‬وُ جد تبني اكبر للرواية الفلسطينية‪ ،‬وانعكس‬ ‫ّ‬ ‫وغزة‬ ‫ذلك من خالل التحركات والمظاهرات المناصرة لفلسطين‬ ‫حول العالم‪.‬‬

‫مفاتيح العودة‬ ‫ج ِّهزوا‬ ‫َ‬

‫والنصر‪ ،‬وفي يدها مفتا ُح جدتها‪ .‬هي تحم ُل مفتاحا ً لبي ٍ‬ ‫ت‬ ‫العمر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫قرب َبيتِه ْم‬ ‫ُم ِح َيت آثارهُ ونسِ َي مكانهُ‪ ،‬إال أنَّ جدتها أخبرتها أنّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫“تلك الياسمين ُة يا حفيدتي ال زالتْ‬ ‫ياسمينة وشجرة زيتونْ‬ ‫في يافا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫رائحتها تعبق بأنفاسي” ‪،‬تحاو ُل هذه الصغيرة اقتحا َم الماضي‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الذكريات‪ ،‬لتسأ َ َل عن موع ِد اللقاءْ‬ ‫عرائش الور ِد‬ ‫تحت‬ ‫لِ َتعْ َت ِق َل ك َّل‬ ‫ِ‬ ‫ضمِدَ جرحً ا سأ َل من معب ِد الحبْ ‪ .‬في المسا ِء‪،‬‬ ‫ب‬ ‫القدس‪ ،‬لِ ُت ّ‬ ‫عند أبوا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫كانت ْتل َّتفُ‬ ‫ب وتجلسُ عند قبر جدتها ُتخب ُرها عن‬ ‫بوشاح الغرو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫لتجلس قرب‬ ‫المشاعر فتعو ُد‬ ‫مفترق‬ ‫الكلمات عند‬ ‫المفتاح وت ُغصُّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدار وتنتظرْ ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أحداق‬ ‫فلسطين‪...‬على أَ ِه َّب ِة الشوق واإلنتظار ترقبُ الق َّب َة الذهبي َة‬ ‫العشق نفوسٌ تنتظ ُر‬ ‫خوم‬ ‫ِ‬ ‫العيون وأجفانُ الغرام‪ .‬إنَّ لكِ على ُت ِ‬ ‫ُ‬ ‫الرايات تلوح من‬ ‫الرايات لتلقي عليها سال َم العاشقين‪ .‬وبدأت‬ ‫مفاتيح العودة‪.‬‬ ‫كروم الشمس فلتجهِّزوا‬ ‫خلف‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫مرمي شعيب‬ ‫هنا عجو ٌز تجلسُ‬ ‫مفتاح بيتها في يافا‪،‬‬ ‫الدار‪ ،‬تحم ُل في يدها‬ ‫قرب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُتح ِّد ُ‬ ‫ث حفيدتها عن التين والزيتون‪،‬عن عذاب السنين‪ ،‬وعن هذا‬ ‫ْ‬ ‫البلد األمين‪ُ ،‬تخبرها أنّ َ‬ ‫كانت تذهبُ مع صبايا الضيعة‪،‬‬ ‫يوم‬ ‫ذات ٍ‬ ‫ً‬ ‫مختالة تتن ّ‬ ‫ْ‬ ‫الديانات‪ .‬الحفيدةُ‪ ،‬التي ال‬ ‫عبير‬ ‫ش ُق‬ ‫تمأل ُ الجرار وتعو ُد‬ ‫َ‬ ‫فلسطين شيئا ً سوى أ ّنها ستعو ُد إليها يوماً‪ ،‬ترف ُع يدها‬ ‫تعرفُ عن‬ ‫َ‬ ‫الصغيرة ُكلّما هم ْ‬ ‫للمرابطين على ثغور الحب‪.‬‬ ‫َّت جدتها بالدعاء‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب والحربْ ‪ ،‬ومفتا ُح العودة في‬ ‫وبقيت الج ّدةُ تنتظ ُر رسائ َل الح ِ‬ ‫يدها وكرسيها الخشبيُ أمام الدار‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫بقي الكرس ُي وبقيت حفيدتها تجلسُ هناك تنتظ ُر‬ ‫ماتت الجدة‪َ ،‬‬


‫‪8‬‬

‫ت وحدكِ‬ ‫لسطين لس ِ‬ ‫َف ْ‬ ‫نورس عكروش‬ ‫ّ‬ ‫تخطت م ّد ة العدوان على ّ‬ ‫يوم‬ ‫غز ة الثالثين يو مًا‪ ،‬شهد ك ُّل ٍ‬ ‫م ْنها ارتقاء عشرا ٍ‬ ‫المنازل‬ ‫من‬ ‫ت من الشهدا ِء‬ ‫وتدمير مئات َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والمدارس‪ .‬وفي ظل ك ِّل َهذا‪ ،‬صمدت المقاومة‬ ‫ت‬ ‫والمستشفيا ِ‬ ‫ِ‬ ‫وزاد االلتفاف الشعبي من حولها‪ ،‬إذ صحب العدوان الصهيوني‪،‬‬ ‫المستمر الى اآلن‪ ،‬معه بعض من التحوالت البارزة في النضال‬ ‫السياسي المرافق للمقاومة الفلسطينية‪ .‬وقد تمظهر هذا التحول‬ ‫بازدياد الوعي العربيّ والعالميّ بجرائم الكيان الصهيوني وتحرُّ ك‬ ‫العديد من مناصري القضية الفلسطينية العربية في مجمل دول‬ ‫العالم صاحبتها العديد من المبادرات اإلنسانية واإلجتماعية‬ ‫المساندة ألهل القطاع‪.‬‬ ‫اجتاحت مظاهرات عديدة مناطق الداخل المحتل والدول المجاورة‬ ‫والعالم أجمع‪ .‬وجاب مئات اآلالف من المتظاهرين شوارع أهم‬ ‫العواصم الداعمة للصهيونية مطالبين حكوماتهم بالتوقف عن‬ ‫دعم الكيان المتطرف ضد أطفال فلسطين‪ .‬وبرزت على الساحة‬ ‫معان سياسية وإنسانية‬ ‫اإلعالمية بعض هذه المبادرات وحملت‬ ‫ٍ‬ ‫بالغة األهمية كان من أهمّها خروج مئات من الحاخامات إلى‬ ‫شوارع نيويورك ومدن أخرى منددين بالعدوان اإلسرائيلي على‬ ‫ّ‬ ‫غزة وبعدم شرعية هذا الكيان في تمثيل أبناء الديانة اليهودية‪،‬‬ ‫مؤ ّكدين على أنّ هذا الكيان الغاشم يستثمر الدين اليهودي في‬ ‫محاوال ٍ‬ ‫ت لكسب شرعية دينية مزيفة لتبرير جرائمه‪ .‬إنَّ تحرك‬ ‫رجال الدين اليهودي بوجه إسرائيل ودعمهم ألحقية الفلسطينين‬ ‫حصر وتحدي ِد هوية‬ ‫أرض حرّ ة ومستقلّة يلعب دورا ُ هاما ً في‬ ‫في‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الصراع مع هذا الكيان‪ ،‬لتسقط عنه عباءةُ الدين وصراع المذهب‬ ‫وينتقل إلى صراع شعب مع محتله الطامع باألرض والمال‬ ‫والثروات‪.‬‬ ‫أمّا على الساحة األوروبية‪ ،‬فاحتوت لندن وبرلين وستوكهولم‬

‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬

‫وغيرها مهرجانات شعبية ومظاهرات مؤيدة للفلسطينيين‬ ‫وضاغطة على الحكومات األوروبية للتوقف عن دعم إسرائيل‬ ‫والسالح‪ .‬كما وأطلق نشطاء أوروبيون حمالت مقاطعة‬ ‫بالمال‬ ‫ِ‬ ‫للمنتجات اإلسرائيلية والشركات الداعمة لإلحتالل مما أدى إلى‬ ‫خسارات اقتصادية فادحة لها أَ َث ٌر َكبي ٌر في زلزل ِة قوة إسرائيل‬ ‫ً‬ ‫إضافة الى ذلك‪ ،‬فقد أخذت شعوب في أمريكا الالتينية‬ ‫االقتصادية‪.‬‬ ‫وحكومات كل من البرازيل والتشيلي واألكوادور والسلفادور‬ ‫والبيرو موقِفا ً‬ ‫صارما ً ضد إسرائيل‪ ،‬فسحبت هذه الدول سُفراءها‬ ‫ِ‬ ‫من دولة اإلحتالل وقطعت فنزويال عالقاتها الدبلوماسية بإسرائيل‪.‬‬ ‫بالنسبة لمشاركات الوطن العربي‪ ،‬فإنها كانت خجولة وضعيفة‬ ‫بالمجمل رغم ما يربط هذه الدول بعالقات إجتماعية وتاريخية مع‬ ‫فلسطين وأبنائها في الداخل‪ ،‬فلقد ْ‬ ‫اكتفت الحكومات ببعض كلمات‬ ‫التنديد واإلستنكار ض َّد هذا العدوان‪ .‬وشعبياً‪ ،‬عمّت المسيرات في‬ ‫ً‬ ‫إضافة إلى حمالت‬ ‫دول المغرب العربي كافة بشكل شبه يومي‪،‬‬ ‫تبرعات واسعة‪ .‬على الرغم ممّا تشهده منطقة بالد الشام من‬ ‫توترات سياسية كبيرة إال أن أوّ لية القضية الفلسطينية في لبنان‬ ‫واألردن كانت جلية‪ .‬ومن الجدير بالذكر‪ ،‬أ ّنه أصبح من الواضح‬ ‫أنَّ األردن في طريق التعافي من أزمة اإلنشقاق التي حدثت‬ ‫بين أبناء الشرق األردنيين األصليين واألردنيين من األصول‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬فجابت المسيرات مختلف مناطق األراضي األردنية‬ ‫بمشاركات واسعة ومسلحّ ة‪ ،‬في بعض األحيان‪ ،‬من أبناء «شرق‬ ‫النهر» مؤكدين على وحدة الشعبين األردني والفلسطيني‪ .‬كما أنّ‬ ‫اليمن كانت الممثل األبرز للخليج العربي المتخم بمجمله إلظهار‬ ‫التأييد للشعب الصامد في ّ‬ ‫غزة والضفة‪.‬‬ ‫ال شك أنَّ المقاومة المسلحة هي التي ستجبر اإلحتالل على‬ ‫الرضوخ لمطالب المقاومة الفلسطينية‪ ،‬لكن من الضروري‬ ‫مساندتها بوعي ومطالب شعبية عربية وعالمية لها تأثير اقتصادي‬ ‫وسياسي بالغ في مواجهة اإلحتالل‪ .‬وقد أظهر العدوان األخير‬ ‫رفضا ً شعبيا ً واضحا ً ومعرفة جلية بجرائم ووحشية اإلحتالل‬ ‫اإلسرائيلي في ّ‬ ‫غز َة الصُمود‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫إلى ّ‬ ‫غزة سالم‪...‬‬ ‫وعلى ّ‬ ‫عزتنا الرحمة‬ ‫آية ظاهر‬ ‫ٌ‬ ‫مدرسة واحدةٌ‬ ‫للكرامة عنوانٌ واح ٌد ال فروع له‪ ،‬وللشجاعة‬ ‫تص ّدر األوائل دوما ً وتحرز المراتب األولى على صعيد الدنيا‬ ‫في كل مرة تنزل فيها إلى ساحة المنافسة‪.‬‬ ‫كيف ال‪ ،‬وطالبها كلهم أساتذة؟‪...‬أساتذةٌ تميزوا في فنون الجهاد‬ ‫والقتال واالنتصار‪.‬‬ ‫كيف ال‪ ،‬وأطفالها جميعهم قد أتقنوا فنّ استفزاز العدو وانتزعوا‬ ‫الحياة من قبضة الموت المتسلط؟‬ ‫تراهم ي َُس ِّخرون أنقاض منازلهم ألعابا ً ويجندون القصف طبالً‬ ‫ألفراحهم‪ .‬تتيه أنت في عيونهم وتعجز أن تميز حزنهم من‬ ‫فرحهم‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫عجيبة ح ًقا‪ :‬هي مزي ٌج ناد ٌر من األلم واألمل‪ ،‬بمقادير‬ ‫نظراتهم‬ ‫تكاد تكون متساوية‪.‬‬ ‫وابتساماتهم محيرةٌ‪ .‬يسخرون من العدو ربما أو ربما يسخرون‬ ‫منا نحن‪ .‬نحن القابعون خلف شاشاتنا الصغيرة‪ ،‬التي لم وال ولن‬ ‫تتسع لحجم المأساة الحقيقي‪ ،‬نبكي ضعفنا وكرامتنا المستنزفة‪.‬‬ ‫نشجب «اإلخوة األعداء» ونستنكر خيانتهم‪ .‬وإن غضبنا –ال قدر‬ ‫هللا‪ -‬قاطعنا منتجين اثنين أو ثالثة ليومين اثنين أو ثالثة ثم استعذنا‬ ‫باهلل من شيطاننا اللعين وهدأنا‪ .‬ولكن ال بأس‪ ،‬الحمد هلل أننا ما زلنا‬

‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬

‫نستطيع أن نغضب عندما تدعو المناسبة‪.‬‬ ‫هم‪ ،‬لما حاصرهم العدو‪ ،‬أدموه‪.‬‬ ‫ولما حاصرتهم أم الدنيا وأوالدها‪ ،‬أعلنوا للعالم أنهم‪ ،‬وحدهم‪،‬‬ ‫قادرون على صنع المعجزات‪.‬‬ ‫من الدمار خلقوا أسلحتهم األعجوبة‪.‬‬ ‫ذخيرتهم؟ دماؤهم‪.‬‬ ‫َمؤونتهم؟ دماؤهم‪.‬‬ ‫وعطش األرض ترويه دماؤهم‪ ،‬كذلك يروى عطش األمة ّ‬ ‫للعزة‪.‬‬ ‫أما أشالؤهم‪ ،‬فجس ٌر يعبرونه كالبراق نحو النصر‪.‬‬ ‫وضعوا منهج النصر الوحيد‪ ،‬وأثبتوا أنّ لقضيتنا مذهبٌ واح ٌد‬ ‫ٌ‬ ‫متفق عليه‪ ،‬هو نفسه مذهب البارودة األولى والطلقة األولى‬ ‫والشهيد األول‪ ،‬وكل ما عداه من مذاهب السياسة األخرى قد‬ ‫كفرت حتما ً بحقنا وماضينا ومستقبلنا معاً‪ ،‬كل مذاهب السالم قد‬ ‫ارتدت عن ديانة أجدادنا‪ ،‬عن عقيدة ركائزها «شجرة‪ ،‬وغيمة‪،‬‬ ‫وظل‪ ،‬وشمس تتوقد‪ ،‬وغيوم تمطر الخصب‪ ،‬وجذور تستعصي‬ ‫على القلع»‪.‬‬ ‫احترنا ببطوالتهم‪ ،‬أنفرح؟ أم نبكي خيبتنا؟ نحن الذين‪ ،‬رغم‬ ‫حاصر حِصارهم‪ ،‬ولم ُنقاتل كما قوتلوا‪،‬‬ ‫معاناتنا في الشتات‪ ،‬لم ُن‬ ‫َ‬ ‫وبالتالي ال نستحِق فخرً ا صنعوه هم من غير مساند ٍة منا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تحية مبللة بالدموع إلى ّ‬ ‫غزتنا‬ ‫جل ما نقوى عليه هو أن نبعث‬ ‫الجميلة رغم مآسيها‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وتحية‪...‬وعلى عزتنا الرحمة‪...‬‬ ‫إلى غزتنا سال ٌم‬


‫‪10‬‬

‫مع ِجزة السماء في ّ‬ ‫غزة‬ ‫ْ‬

‫أسامة كحلوت‬

‫«الطفلة شيماء» وُ لِدت منْ‬ ‫رحم «الشهيدة شيماء»‪ :‬مع ِجزة‬ ‫ِ‬ ‫السماء في ّ‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫الحال ُة التي تعتب ُر منْ الحاالت النادرة على مستوى العالم‪ ،‬أنْ‬ ‫رح ِم والِدتها التي ماتت قبل‬ ‫َتخ ُرج طفلة على قيد الحياة منْ َ‬ ‫دقائق من والدتها ‪.‬‬ ‫المولودة شيماء الشيخ َعلي التي وُ لدِت بظروف خاصة لعلّها‬ ‫ستبقى ذكرى من ذكريات الحرب األليمة على قطاع ّ‬ ‫غزة مدى‬ ‫ٌ‬ ‫عالمة تحملها طوال‬ ‫الحياة‪ ،‬وسيبقى الجرح البسيط تحت عينها‬ ‫رحم والِدتها‬ ‫حياتها‪ ،‬بعدما أسرع الطبيب لنجدتها وإخراجها من‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫استشهدت ‪ ،‬فأصابها نتيجة السرعة بإصابة بسيطة في‬ ‫التي‬ ‫وجهها بعد مالحظة تحرك الجنين في رحم األم‪ ،‬وكانت ضربة‬ ‫مشرطٍ واح ٍد فتحت رحم األم بعملية قيصرية كفيلة لنجدة الجنين‬ ‫وإخراجها إلى الحياة ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اإلحتالل اإلسرائيلي مع‬ ‫طائرات‬ ‫مشاهد جديدة ومجزرة ارتكبتها‬ ‫ِ‬ ‫بزوغ فجر ليلة القدر‪ ،‬حيث ألقت صاروخين من طائرات أف‬ ‫‪ 16‬على منزل المواطن إبراهيم الشيخ َعلي الذي يقطنه برفقة‬ ‫أشقائه‪ ،‬فته ّدم المنز ُل كامالً بدون إطالق صاروخ تحذيري على‬ ‫المتواجدين داخله ‪.‬‬ ‫است ْشهدت األُم شيماء قنن «‪ 23‬عاما ً » نتيجة قصف منزلها‪،‬‬ ‫بجراح طفيفة غادر على‬ ‫وأصيب زوجها إبراهيم الشيخ َعلي‬ ‫ٍ‬ ‫أثرها المستشفى إلى منزله‪ ،‬وتتهم إسرائيل الزوج بانتمائه لحركة‬ ‫الجهاد االسالمي‪ ،‬مع العلم أنّ الزميل إبراهيم الشيخ َعلي هو‬ ‫إعالمّي ومُحرر يعمل في إذاعة األسرى ّ‬ ‫بغزة ‪.‬‬ ‫قصّة تحمل كل معاني الحرب على قطاع ّ‬ ‫غزة وقت ُل األبرياء‬ ‫والنساء واألطفال‪ ،‬فكلّما اقتربت األ ْم من لحظة الوالدة وخاصة‬ ‫أنها كانت في الشهر التاسع‪ ،‬كان قلبها ّ‬ ‫يدق أملاً في احتضان‬ ‫طفلها األول التي حملته بعد زواج دام عام وشهرين تقريباً‪،‬‬ ‫ولم تكن تعلم أنها َس ُتوَّ ْلد الط ْفلة رغم استشهادها ولن يتقابال مع‬ ‫بعضهما البعض‪ ،‬أو ُتقبّل األ ُم طفل ُتها ال َبكر قبل الوداع ‪.‬‬ ‫الدكتور فادي الخرطي‪ 40« ،‬عا ًم » أخصّائي حضانة أطفال‪،‬‬ ‫كان من بين س ّتة أطبّاء عملوا جاهدين على إنقاذ حياة األم شيماء‬ ‫قنن‪ ،‬فاكتشفوا أ ّنها استشهدت قبل وصولها للمستشفى بع ّدة دقائق‪،‬‬ ‫وحينما الحظوا حركة النجدة من الجنين بالتنفس بعد انقطاع‬ ‫الهواء عنه نتيجة استشهاد األم شيماء‪ ،‬فتحرك الطاقم على نجدة‬ ‫المولودة شيماء أيضًا بإخراجها من رحم أمها على قيد الحياة ‪.‬‬

‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬

‫«معجزة» بقدر ما تحمله الكلمة من حروف‪ ،‬كانت هذه أبرز‬ ‫الكلمات التي تح ّدث بها الدكتور الخرطي لدنيا الوطن عن العملية‬ ‫التي أج ُِر ْ‬ ‫يت للشهيدة‪ ،‬وقال «وصلتنا األم متوفاة نتيجة القصف‬ ‫وكانت فترة الوفاة تقترب من خمسة دقائق‪ ،‬وإصابتها كانت‬ ‫شاملة نتيجة سقوط سقف المنزل الباطون عليها‪ ،‬وكانت تعاني‬ ‫من نزيف داخلي»‪.‬‬ ‫وأضاف المراسل لدنيا الوطن « أجرينا عملية قيصرية لها على‬ ‫الفور بعد حركة الجنين الملحوظة رغم استشهادها‪ ،‬فعملنا على‬ ‫الفور إسعاف أوّ لي لها وخالل ‪ 30‬ثانية قمنا بفتح البطن وأخرجنا‬ ‫الجنين من الرحم وتعاملنا معها بعملية إنعاش»‪.‬‬ ‫وأشار الخرطي أنّ الطفلة في َحال ٍة مستقرة حالياً‪ ،‬رغم أ ّنها ُتعاني‬ ‫أعراض أخرى‪ ،‬متأملاً أنْ‬ ‫من نقص في األُوكسجين وهناك بداية‬ ‫ٍ‬ ‫ال يحصل مضاعفات لها ‪.‬‬ ‫بدوره قال الدكتور «مفيد الشيخ علي»‪ ،‬ع َّم المُصابْ إبراهيم‬ ‫إستهدف المنزل بدون‬ ‫صاحبُ المنزل‪ ،‬أنّ اإلحتالل اإلسرائيلي‬ ‫َ‬ ‫لقتل ك ُّل من هم بداخ ِ​ِل المنزل‪.‬‬ ‫صاروخ تحذيري وكان يهدف ِ‬ ‫ْ‬ ‫«تدمرت األسرة والمنزل نتيجة قصف اإلحتالل‬ ‫وقال لدنيا الوطن‬ ‫ّ‬ ‫اإلسرائيلي لهُ‪ ،‬وهذه تعتبر فاجعة لألسرة نظرً ا ألنهم متزوجين‬ ‫مون‬ ‫منذ عام تقريباً‪ ،‬والزوجين من حملة الشهادات الجامعية ويح َل َ‬ ‫بحيا ٍة آمِنة في منزلهم برفقة طفلتهم المنتظرة»‬ ‫وفى غرب دير البلح وسط المعسكر في المكان األكثر ازدحاما ً‬ ‫في المنطقة‪ ،‬يسكن إبراهيم بين أزقة الشوارع في منزله الذي‬ ‫استهدفته طائرات اإلحتالل دون رحمة أو شفقة‪ ،‬فمنزله إنشطر‬ ‫نصفين بعد إستهداف الطائرات للقسم الذي يتكون من ُغرف‬ ‫النوم‪ ،‬حيث إندثرت أحالم األم بإستقبال طفلتها البكر وسط حيا ٍة‬ ‫آمنة في ُغر َف ٍة تحم ُل األلعاب إلبنتها ومالبسها الجديدة ‪.‬‬ ‫وما زاد من معانا ِة األسرة التي ذهبت ألخ ِذ ابنتهم من ثالجة‬ ‫الموتى في مستشفى األقصى لتجد أنّ إبنتهم األم شيماء قنن قد‬ ‫أخذتها أسرة ثانية بالخطأ من ثالجة الموتى وتم تشييعها ودفنها‪،‬‬ ‫وبعد محاولة األهل إلستعاد ِة جثمان الشهيدة لم يتمكنوا إكراما ً‬ ‫لها ‪.‬‬ ‫فزادت مأساة الزوج واأل َه ِل بعدم تمكنهم من تشييع ووداع ابنتهم‬ ‫أحالم والِدتها وإسمها الذي لعلّها‬ ‫الشهيدة‪ ،‬فحملت الطفل ُة شيماء‬ ‫ِ‬ ‫تثأ ُر له‪.‬‬ ‫ولكن هدفُ العدو األول هو أطفالنا كونهم التهديدَ األساسي ألمن‬ ‫إسرائيل ومستقبلها‪ ،‬فبعد أنْ أضاءت الطفلة شيماء األمل من جديد‬ ‫ٌ‬ ‫أحضان والِدها‬ ‫موت يُدعى إسرائيل من بين‬ ‫لعائلتها‪ ،‬اختطفها‬ ‫ِ‬ ‫أحضان والدتها في الخالِدين‪.‬‬ ‫صبح بين‬ ‫ِ‬ ‫ل ُت ِ‬


‫‪11‬‬

‫ُ‬ ‫ِلسطيني ٍة في الشِ تا ِ‬ ‫ت‬ ‫أوراق فتا ٍة ف ْ‬ ‫نور صادق‬ ‫كثيراً ما يسمع الفلسطينيون تعليقات تخص القضية الفلسطينية‬ ‫منها ‪« :‬إنتوا بعتوا أرضكم‪« »,‬إنتوا هربتوا وطلعتوا برا‬ ‫بالدكم» «إذا انتوا وبعتوا قضيتكم وخنتوا بلدكم لي احنا بدنا‬ ‫نهتم؟» وغيرها من التعليقات المهينة لهم‪ .‬وبهذا يقع معظم‬ ‫ُوي لهم‪ ،‬في‬ ‫الفلسطينيون‪ ،‬الذين ال يعلمون عن فلسطين اال ما ر َ‬ ‫شكوك متعلقة بتاريخ القضية ويتساءلون‪ :‬لماذا دائما ً يض ُع الناسُ‬ ‫تحت ال ُ‬ ‫َ‬ ‫شبُهاتِ؟ فهل حقا ً فرَّ ْطوا ِبقضِ يتِهم و َقصْ رَّ وا‬ ‫شعب فلسطين‬ ‫َ‬ ‫فلسطين‬ ‫بحق ِبالدِهم؟ أم هي فقط إليجاد المُبررات لتحميل شعب‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫المظلوم كامل المسؤوولية وإعفاء العرب من مسؤولياتهم أمام‬ ‫قضية األمّة قضية فلسطين؟‬ ‫لإلجابة عن هذه األسئلة يجب التعمق بتاريخ القضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫وذلك من خالل بح ٍ‬ ‫ث التي مرّ ت‬ ‫ث عن كل ما يُسرد م َِن األحدا ِ‬ ‫بها فلسطين قبل اإلحتالل الصهيوني إلى اآلن‪ .‬وهنا‪ ،‬كان‬ ‫كتاب فلسطين قبل الشتات (د‪.‬وليد الخالدي) من أدق الكتب التي‬ ‫تناولت موضوع القضية الفلسطينية‪ ،‬وفيه أجوب َة لكل التساؤالت‬ ‫والشكوك التي تراود أي فلسطيني‪.‬‬ ‫لقد ّ‬ ‫لخص كتاب قبل الشتات كل ما يتعلق بتاريخ فلسطين‪ ،‬وها هو‬ ‫التاريخ الموثق يشهد لنضال هذا الشعب وعظمة بطوالته ليسْ َ‬ ‫كت‬ ‫در‬ ‫أي شخص يشكك بتاريخ النضال الوطني الفلسطيني وينتقض َق ِ‬ ‫الشعب الصامد الذي عانى الكثير من ُ‬ ‫الظ ِلم سواءاً من عدوه أومن‬ ‫ِق َبل أبناء جلدته ممن يدعون العروبة واإلخوة‪.‬‬ ‫لقد بدأت معاناة هذا الشعب منذ توغل الحركة الصهيونية‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬فكان ال ب ّد من إسقاط الدولة العثمانية لتسهيل هجرة‬ ‫اليهود إلى فلسطين‪ ،‬وذلك ألنّ السلطان عبد الحميد رفض رفضًا‬ ‫قاطعًا هجرة أي يهودي إلى فلسطين‪ .‬لكن لألسف كانت الدولة‬ ‫العثمانية كهلاً هارما َ وقد أُطلِق عليها لقب «الرجل المريض»‬ ‫في آخر سنوات ح ُْكمِها وبذلك تم ّكن الغرب والعرب من القضاء‬ ‫على الهيمنة العثمانية بالمنطقة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لإلستعمار البريطاني فكان يعمل على توفير كل‬ ‫الظروف المناسبة التي مهدت لإلحتالل الصهيوني وتقديم فلسطين‬ ‫طبق من ذهب لليهود‪ .‬نصَّ وعد بلفورعام ‪1917‬م على‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫إقامة وطن قومي لليهود‪ ،‬أمّا صك اإلنتداب البريطاني القائم على‬ ‫فلسطين عام ‪1922‬م فهو عبارة عن أداة تهويد لجعل فلسطين‬ ‫وطن قومي لليهود تحقي ًقا لوعد بلفور المشؤووم‪ .‬وعملت بريطانيا‬ ‫أيضًا على سلب الفلسطينين حقوقهم والتضييق عليهم ومحاربتهم‬ ‫في أرزاقهم وغير ذلك من أساليب خبيثة لترحيل الفلسطينيين من‬ ‫أرضهم‪ .‬لكن عِ َّزة وكرامة أبناء هذه األرض الطاهرة كانت فوق‬ ‫كل هذه المؤمرات‪ ،‬وهذا يثبت أنّ اإلتهامات التي وُ جِّ هت للشعب‬ ‫الفلسطيني هي إتهامات باطلة وقد ّ‬ ‫كذبتها الحقائق التاريخية‪ .‬ثبت‬ ‫أن بعض العائالت الثرية من أصل لبناني وسوري هم من باعوا‬ ‫أراضيهم لليهود ونسبتهم ال تتجاوز ال‪ %5‬فلم تنطلي أساليب‬ ‫شعبنا الفلسطيني‪ ،‬بل قاموا بعدة ثورات ترفض‬ ‫الصهاينة على ِ‬ ‫وجود أي كيان صهيوني بفلسطين‪.‬‬

‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬

‫من أبرز هذه الثورات ثورة البراق يوم ‪1928/9/24‬م عندما‬ ‫حاول اليهود اإلحتفال عند حائط البرَّ اق‪ ،‬مما أثارحفيظة المسلمين‬ ‫وهواجسهم ومخاوفهم واعتبروا ذلك مجرد مقدمة لتهويد القدس‬ ‫وسلب المقدسات الدينية‪ ،‬وما يفعله اليهود اليوم في مدينة القدس‬ ‫يد ُّل على ذلك‪ .‬ثم جاءت ثورة ّ‬ ‫عز الدين القسام مفجرة الثورة‬ ‫الفلسطينية الكبرى ‪1939-1936‬م‪ .‬كان هذا البطل يسعى جاه ًدا‬ ‫لنشر دعوته الثورية في سائرأنحاء فلسطين‪ ،‬ونجح بسبب ذكائه‬ ‫وشجاعته ورباطة جأشِ ه التي لم يسبق لها مثيل‪ ،‬فأشعل نار الثورة‬ ‫بعيون الشباب الفلسطينيين مما جعلهم يتصدون لمشروع تقسيم‬ ‫فلسطين عام ‪1937‬م‪ .‬وقد استجاب الشعب لنداء الدم واندلعت‬ ‫الثورة من جديد في فلسطين واستمرت إلى ما بعد إعالن الحرب‬ ‫العالمية الثانية في شهر سبتمبر‪1939/‬م‪ ،‬فأُرْ غِ مت إنجلترا على‬ ‫التقسيم وإعالن الكتاب األبيض‪ .‬لكنَّ هذا اإلنتصار‬ ‫إلغاء مشروع‬ ‫ِ‬ ‫لم يزغ أعين الصهاينة عن أرضنا‪ ،‬بل زادهم إصرارً على سلب‬ ‫كل األراضي الفلسطينية وتهجير أبنائها‪.‬‬ ‫من هنا بدأت قصة ضياع فلسطين بين بحرين لم يمتزجا فأوقعوا‬ ‫ُخرجُها منه سوى أبطال لن يفت في‬ ‫فلسطين‬ ‫بقاع دوام ٍة لن ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫عزيمتم هذا الصراع المريرالطويل‪ .‬يمكننا البدء بتفسير هذا‬ ‫الضياع بكلمة الشتات‪ .‬كلمة الشتات كلمة مريعة توحي بالتناثر‬ ‫واالنتشار مثل تناثر حطام البيت إذا أصابته قذيفة‪ ،‬والكلمة األدق‬ ‫للتعبيرعن كلمة الشتات «النكبة» التي ّ‬ ‫وثقتها كل قواميس العالم‪.‬‬ ‫في ‪-29‬نوفمبر‪1947-‬م‪ ،‬تم إصدار قرار بتقسيم فلسطين إلى‬ ‫دولة يهودية ودولة عربية‪ ،‬وتدويل مدينة القدس‪ ،‬وقامت هيئة‬ ‫األمم المتحدة بالموافقة عليه‪ .‬من هنا بدأ الشتات يطا ُل الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ .‬وفي ‪-15‬مايو‪1948-‬م‪ ،‬انتقل الشتات من الورق‬ ‫إلى أرض الواقع‪ ،‬فهذا اليوم كان مأساة الشعب الفلسطيني الذي‬ ‫أُرتِكبت بح ِّقه مجازر وحشية تنأى عنها اإلنسانية‪ ،‬وعلى عكس‬ ‫ما يقوله الناس عن الفلسطينيين «إنتو هربتو وتركتو بالدكم!»‬


‫‪12‬‬

‫فلقد خرج بعض األهالي خوفا ً على أعراضهم وذلك لما ارتكبه‬ ‫الصهاينة من قتل وتدمير ونهب لألمالك وانتهاك للحرمات‪،‬‬ ‫لقد خرجوا وحملوا معهم تاريخهم في صدورهم ومفاتيح بيوتهم‬ ‫لظنهم أن عودتهم قريبة‪ ،‬ولم يتوقعوا أن م َّدة بقائهم بما يسمى‬ ‫«الدول العربية الشقيقة» ستطول أكثر من شهر أو شهرين‪،‬‬ ‫فكانت المؤامرة على الشعب الفلسطيني أكبر من وعيهم في تلك‬ ‫الفترة بكثير‪.‬‬ ‫ال يزال منظر الدموع التي نزلت من جدي عالقة بذهني وهو‬ ‫يخبرني عن ما مرّ وا به في تلك األيام‪ ،‬لم يكن عمره يتجاوز‬ ‫العاشرة وقد أمره والده أن يلتحق بالمجموعة التي توجهت إلى‬ ‫لبنان‪ ،‬في حين أبا هو وزوجته الخروج‪ ،‬بل فضّلوا الحصول على‬ ‫شرف الشهادة في سبيل أرضهم‪ .‬جدي‪»:‬هل ترين هذا المفتاح؟‬ ‫لقد حملته بجيبي على أمل الرجوع واللقاء القريب بوالدي‬ ‫ووالدتي‪ ،‬لكن لألسف ال تجري الرياح بما تشتهي السفن‪ ،‬فوجدنا‬ ‫بأسر ْ‬ ‫مزمن وقد أُسِ رنا من قِبل الحدود «الشقيقة» من‬ ‫أننا وقعنا‬ ‫ٍ‬ ‫جهة وبحدود الصهاينة من جهة أخرى فأين المفر»‪ ،‬وال أزال‬ ‫أذ ُكر الحسرة التي رأيتها في عيني جدي حين أخبرني ما واجهه‬ ‫من مواقف جارحة ومهينة‪ ،‬فكان ير ِد ُد صارخا ً ‪ »:‬ولك إنت‬ ‫كنت تشتغل عنا!!»‪َ ،‬في ُر ّدوا هم ساخرين»أخخ يا زمن»‪ .‬لكن‬ ‫بالرغم من كل المؤمرات الصهيونية والمؤمرات العربية المهينة‬ ‫المشرق‬ ‫لسلب الفلسطينيين أرضهم وكل شيء متعلق بماضيهم‬ ‫ِ‬ ‫وتاريخهم العظيم‪ ،‬فشلوا بذلك‪.‬‬

‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬

‫والكويت في السنوات األولى‬ ‫بالرغم من كل‬ ‫من النكبة‬ ‫ِ‬ ‫الظروف القاسية والظالمة‬ ‫التي عاش بها الفلسطينيون‪.‬‬ ‫حتى بالدول األجنبية‪ ،‬قام‬ ‫الكثير من الفلسطينيين برفع‬ ‫أ عال م بال د هم من خال ل‬ ‫كفاءتهم وذكائهم الذي أثبتوه‬ ‫بمختلف أنواع التخصصات‬ ‫العلمية واألدبية‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫ألهل فلسطين الذين أبوا‬ ‫النضال‬ ‫الخروج واستطاعوا البقاء في أرضهم‪ ،‬كتبوا دستور‬ ‫ِ‬ ‫والمقاوم ِة ورفعوا أعالم الثورة‪ .‬أثبت الشعب الفلسطيني من‬ ‫خالل صراعه الطويل مع المحتل الصهيوني أنّ الشجاعة ورباطة‬ ‫الجأش‪ ،‬التي ال تهزم‪ ،‬لم تخلق إال بفلسطين‪ .‬فظهرت تباشير‬ ‫المقاومة مشرقة للشعب الفلسطيني على مرِّ الصراع مع العدو‬ ‫الصهيوني بدءًا بظهور منظمة التحرير‪ ،‬والمتاهات والتجاذبات‬ ‫التي خاضوها أثناء تواجدهم بما يسمى «الطوق العربي»‪ ،‬وال‬ ‫ننسى أطفال الحجارة الذين تح ُّدوا الدبابات بصدورهم العارية‪،‬‬ ‫والنساء اللواتي تحملن ما لم تتحمله الرجال‪ ،‬والشيخ الذي ثبت‬ ‫بمكانه كالجبل «يا جبل ما يهزك ريح»‪ ،‬ونذكر من هؤالء‬ ‫العظماء الشيخ أحمد ياسين الذي استشهد مقع ًدا‪ .‬لقد قاد هذا الشيخ‬ ‫الشعب إلى تحقيق بطوال ٍ‬ ‫ت شهد لها جل العالمين وهو مقعد على‬ ‫كرسي‪ ،‬فما أعظمك يا شعبي يا من حققت المعجزات‪.‬‬ ‫لكن مع كل تقدم وانتصار يحققه مقاومونا‪ ،‬فإن دجالوا السياسة‬ ‫وعبيد أميركا والعدو الصهيوني يقومون بالتصدي لكل وجه من‬ ‫أوجه المقاومة وذلك بابتزاز الشعب الفلسطيني مما أدى إلى إلى‬ ‫انتفاضته مرتين‪ .‬وها هي اآلن ّ‬ ‫غزة تنزف جراحا ً منذ سنوات‬ ‫وتعاني الحصار والقصف الجوي المنظم الذي يستهدف المدنيين‬ ‫واألطفال ويرتكب المجازر‪ ،‬فدائما ً هنالك إقصاء وجهل وظلم‬ ‫لهذه القضية حرصا ً على إبقائها ضائعة‪.‬‬

‫لكن بالرغم من كل ما جرى لفلسطين‪ ،‬والبرغم من تجاهل العرب‬ ‫لللفلسطينيين وتضييع بعضهم‪ ،‬ممن ق ّدم والءه للعدو الصهيوني‪،‬‬ ‫ألبطال ّ‬ ‫غزة الذين وجدوا مفاتيح‬ ‫لمفاتيح قضيتنا‪ .‬فختامًا‪ ،‬تحية‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫القضية الفلسطينية‪ ،‬وفتحوها بعزتهم وصمودهم الذي انتصر على‬ ‫رابع أقوى الجيوش في العالم الذي لم يتجرّ أ على التقدم متراً‬ ‫إنّ األطفال الالجئين قاموا برسم طري ًقا إلى العِلم ال نظير له‪ ،‬حين واحداً في رفح أو بيت حانون أو خانيونس أو دير البلح خوفا ً‬ ‫ِ‬ ‫كانت مدارسهم ظ ُّل شجرة‪ ،‬ومقاعدهم الحجارة ودفاترهم طريق ورعبا ً من المقاومة الفلسطينية‪ ،‬فهم ال يعرفون من أي حجر ومن‬ ‫اإلسفلت وقلمهم الطباشير‪ .‬وبذلك كان للفلسطينيين دورً ا كبيرً ا أي حفرة سيتصدى لهم هؤالء الصقور‪.‬‬ ‫في تعمير الدول التي نزحوا إليها‪ ،‬وهكذا تعمّرت عمان وبيروت‬


‫‪13‬‬

‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬

‫السال ْم ْ‬ ‫المز ُعوم‬ ‫ّ‬

‫شهيد الفرّا‬

‫ما هو هدف إسرائيل من ورا ِء الحصار الدائم وحروبها على‬ ‫ّ‬ ‫غزة؟ مفاوضات ومجادالت عقيمة مازالت تجري حتى اآلن‬ ‫والشعب هو من يدفع الثمن ويتحمل العيش الضنك‪ .‬بعد أنْ ربحت‬ ‫حركة حماس اإلنتخابات التشريعية عام ‪ ،2006‬إزدادت شِ َّدة‬ ‫الحِصار من قِبل الطرفين‪ ،‬العربي واإلسرائيلي‪ ،‬وأصبح الوضع‬ ‫فوق كل احتمال‪ .‬على من تعود الالئمة في شنِّ ك ّل حرب وعدم‬ ‫دخول البضائع واألدوية الى القطاع ووصول البضائع التي‬ ‫ل ْم تعد صالحة الستخدام البشر؟ هل مطالب الحركة مبالغ بها‬ ‫فأ ّدت إلى معانا ِة الشعب أم وجدت إسرائيل من إ ّتهام حماس بأ ّنها‬ ‫حركة إرهابية حجّ ة لمزاولة أعمالها البشعة على القطاع؟ في‬ ‫هذا المقال‪ ،‬سنغطي األحداث من بع ِد مغادرة الجيش اإلسرائيلي‬ ‫نكون أقرب إلى حقيقة‬ ‫القطاع وفوز الحركة باإلنتخابات‪ ،‬أملاً بأن‬ ‫َ‬ ‫ما يحدث‪.‬‬ ‫سنة ‪ 2003‬كانون األول‪ ،‬كانت أو ُل مرّ ة يقترح أرئيل شارون‪،‬‬ ‫مؤتمر صحفي ّ‬ ‫خطة فك‬ ‫رئيس وزراء إسرائيل آنذاك‪ ،‬في‬ ‫ٍ‬ ‫وعر ض الخطة على مجلس‬ ‫اإلرتباط بالشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الكنيست في حزيران ‪ .2004‬كان وقتها ياسرعرفات يُحاو ُل‬ ‫الوصو َل إلى إتفاقية سالم وح ُّل الدولتين‪ .‬وفي كانون األول من‬ ‫نفس العام‪ ،‬إنصدَ م العال ُم بوفاة ياسرعرفات‪ ،‬وهنا رأى شارون‬ ‫ً‬ ‫وخاصة بعد أنْ توفى الرئيس‬ ‫ضرورة تطببيق خطة فك اإلرتباط‬ ‫الفلسطيني الذي كان المفاوض الرئيسي ومن اعترف بدولة‬ ‫إسرائيل وأحقيتها بالوجود على أراضي ‪ .1967‬ظنّ شارون‬ ‫ّ‬ ‫الخطة َس ُتمهد لعقد إتفاقية السالم وح ُّل الدولتين‪ .‬وفي شباط‬ ‫أنّ‬ ‫‪ ،2005‬وافق مجلس الكنيست على الخطة وقرّ ر بدء تنفيذها‬ ‫الفوري‪ .‬كانت الخطة َت ُنص «على جميع المستوطنين والجيش‬ ‫اإلسرائيلي في ّ‬ ‫غز ة والضفة بالمغادرة واللجوء إلى أراضي‬ ‫ُ‬ ‫‪ ».1967‬وبالفعل‪ ,‬أ ْخليت جميع أراضي ‪ 67‬الفلسطينية وأصبح‬ ‫الفلسطينيون يخضعون «لحكمهم الذاتي»‪ ،‬ولكن البعض قد‬ ‫يختلف بتعريف الحكم الذاتي‪.‬‬

‫أراضي ‪ ،67‬أمر محمود عباس بتسليم سالح المقاومة الفلسطينية‬ ‫وشن حربًا على سالح المقاومة أيًا كانت الفصائل‪ .‬أما حركة‬ ‫ْ‬ ‫ورأت أنّ هذا إستسالم‪،‬‬ ‫حماس ومعظم الفصائل فلقد رفضت‪،‬‬ ‫وليس بسالم‪.‬‬ ‫قطاع‬ ‫حزيران ‪ :2007‬السيطرة الكاملة لحركة حماس على‬ ‫ِ‬ ‫غزة‪ .‬زادت إسرائيل من ش ّدة الحصار وجعلت ّ‬ ‫ّ‬ ‫حصار‬ ‫غزة تحت‬ ‫ٍ‬ ‫خانق‪ ،‬كيف من الممكن التوصل إلى إتفاقية سالم وإسرائيل‬ ‫تخرق جميع حقوق اإلنسان؟ تشير اإلحصائيات أنّ مصدر الغذاء‬ ‫األساسي للشعب هوالسمك‪ ،‬ولكن إسرائيل قامت بمنع الصيادين‬ ‫من الصيد‪ ،‬فوق عتوها بمنع التجارة بسبب إقفال المعابر وقتل‬ ‫المحاصيل الزراعية بمنع التصدير‪ ،‬وبطريق ٍة أو بأخرى أوقفت‬ ‫جميع أعمال القطاع الخارجية أو الداخلية‪ .‬وهكذا‪ ،‬خطت إسرائيل‬ ‫خطوة أقرب لتحقيق «السالم المزعوم»‪.‬‬

‫‪ 27‬كانون األول ‪ 2008‬إلى ‪ 18‬كانون الثاني ‪ :2009‬عملية‬ ‫الرصاص المصبوب‪ ،‬كما يطلق عليها جيش الدفاع اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫أسفرت عن استشهاد ‪ 1417‬فلسطينيًا على األقل (من بينهم ‪926‬‬ ‫مدنيًا و‪ 412‬طفلاً و‪ 111‬امرأة) وإصابة ‪ 4336‬آخرين‪ ،‬إلى‬ ‫جانب مقتل ‪ 10‬جنود إسرائيليين و‪ 3‬مدنيين وإصابة ‪ 400‬آخرين‬ ‫أغلبهم مدنيين اصيبوا بالهلع حسب اعتراف الجيش اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫بدأت الحرب بعد خرق الجيش اإلسرائيلي لهدنة دامت ستة‬ ‫شهور‪َ .‬خر َقها بإغتياله ستة أعضاء من الجناح العسكري لحماس‬ ‫إسرائيل منذ ذلك الوقت إلى اآلن‪ ،‬تسيطر على جميع المعابر فر ّدت حماس بإطالق أكثر من ‪ 130‬صاروخا ً باتجاه جنوب‬ ‫غزة وعلى المجال الجوي والساحل والطاقة والبنية إسرائيل مما أدى إلى الحرب وإصابة ّ‬ ‫غزة بدمار هائل‪ .‬وهلم‬ ‫المؤدية إلى ّ‬ ‫التحتية والواردات والصادرات‪ ،‬الخ‪ .‬فما هو الحكم الذاتي وكيف جرً ا‪ ،‬إسرائيل تخطو نحو تحقيق «السالم المزعوم»‪.‬‬ ‫نعرّ ف اإلحتالل؟ كانون الثاني ‪ ،2006‬فازت حركة حماس‬ ‫باإلنتخابات التشريعية وبغالبية األصوات‪ ،‬بل وازدادت شعبية منذ عملية الرصاص المصبوب وإسرائيل تغتال من أعضاء‬ ‫ّ‬ ‫الحركة بشكل هائل في كل من الضفة الغربية‬ ‫وغزة‪ .‬هذا دليل الحركة من وق ٍ‬ ‫ت إلى آخر‪ ،‬بإعتبارها أنّ إغتيالها لألعضاء مبرّ ر‬ ‫أنّ فوزها لم يكن غ ًشا أو متالعب به‪ .‬أصبحت ّ‬ ‫غزة تنتمي لحركة كونهم ممثِلين لحركة إرهابية وليس للحركة حق في الوجود‪.‬‬ ‫رأي إسرائيل كونه هو من صوّ ت‬ ‫حماس والضفة لحركة فتح وبالتأكيد توجد فصائل فلسطينية ولكن الشعب الفلسطيني يُخالف َ‬ ‫َ‬ ‫معظم‬ ‫أخرى في كِال الجهتين‪ .‬بالنسبة للضفة‪ ،‬بعد مغادرة إسرائيل للحركة وأراد لها أن تحكمه‪ .‬نعم للحركة أخطاؤها ولربما‬


‫‪14‬‬

‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬

‫الشعوب َتقِف ضد موقف حماس السياسي وطريقتها في تحرير‬ ‫األرض‪ ،‬ولكن كون الشعب الفلسطيني مواف ٌِق على أنْ تمثله‬ ‫الحركة‪ ،‬أال يعتبر ذلكِ شرعية في مفهوم الديمقراطية؟‬ ‫الثامن من تموز إلى التاسع والعشرين من آب ‪ :2014‬عملية‬ ‫الجرف الصامد كما أطلق عليها الجيش اإلسرائيلي‪2174 .‬‬ ‫شهي ًدا منهم ‪ 1743‬مدنيًا و‪ 530‬طفلاً (ثلث األطفال سيعانون من‬ ‫إعاقة دائمة) و‪ 302‬إمرأة وإصابة ‪ 10870‬جريحً ا إلى جانب‬ ‫مقتل ‪ 70‬إسرائيلي ‪ 64‬جن ّدي والباقي مدنيين‪ .‬بدأت الحرب بعد‬ ‫موجة عنف تفجرت مع خطف وتعذيب وحرق الطفل محمد أبو‬ ‫خضير من مدينة شعفاط على أيدي مجموعة مستوطنين في‬ ‫الثاني من تموز‪ ،2014‬وإعادة اعتقال العشرات من محرري‬ ‫صفقة شاليط وأعقبها احتجاجات واسعة في القدس وداخل عرب‬ ‫‪ 48‬وكذلك مناطق الضفة الغربية‪ ،‬واشتدت وتيرتها بعد أنْ دهس‬ ‫إسرائيلي اثنين من العمال العرب قرب حيفا‪ ،‬وتخلل التصعيد‬ ‫قصف متبادل بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع‬ ‫ّ‬ ‫غزة‪ .‬في البداية‪ ،‬اتهمت إسرائيل الحركة بخطف وقتل ثالثة‬ ‫من المستوطنين‪ ،‬ول ّكن نفت الحركة هذا األمر‪ .‬ومع َنفيها‪ ،‬لم‬ ‫تتوقف إسرائيل عن اإلعتقاالت اإلرادية كأنها تريد أنْ تستف ِّز‬ ‫الشعب للنزول الى الشارع وتصعيد اإلحتجاجات والمظاهرات‬ ‫إلعطاء حجة إلشعال فتيل الحرب‪ .‬بدأت الحرب‪ ،‬وبدأ معها‬ ‫القتل وتدمير المنازل والمساجد تدميرً ا كاملاً ‪ .‬أحياء محت من‬ ‫الخريطة وطفولة سُرقت في مهدها‪ .‬بعد أنْ دمرت إسرائيل معظم‬ ‫أنفاق الحركة األساسية‪ ،‬اقترحت الهدنة وهدنة دائمة‪ ،‬ولكن كِال‬ ‫الطرفين لديهما شروطهما الخاصة‪ .‬شروط حماس كانت بسيطة‬ ‫ومنطقية‪ ،‬تريد إنهاء الحصار على القطاع وترك الشعب يتنفس‬ ‫ويتنقل بحرية‪ .‬ففي آخِر ثمانية سنواتٍ‪ %5 ،‬على األكثر من سكان‬ ‫غزة ت َمكن من السفر‪ .‬إسرائيل رفضت هذا الشرط‪ ،‬كو ّنه سيفتح‬ ‫المجال للمقاومة الفلسطينية بالتوسع عسكريا ً وبالتالي سيهدد أمن‬ ‫ً‬ ‫مدركة أن تنازلها‬ ‫إسرائيل‪ .‬لن تتنازل حماس عن هذا الشرط‬ ‫يعني الهزيمة و إعادة فلسطينيي ّ‬ ‫غزة إلى زمن أسوأ من المذلة‬ ‫واإلمتهان والحصار‪ .‬والشريط سيُعاد مرّ ًة أخرى‪ ،‬أنفاق ستبنى‬ ‫وتهدم‪ ،‬وشعب ال ذنب له سيذبح وستكون حربًا من جديد‪.‬‬

‫ِبشن الحرب واستفزاز الجهة األخرى إلطالق النار‪ .‬ولقد أعلن‬ ‫نتنياهو‪ ،‬رئيس وزراء إسرائيل اآلن‪ ،‬أ ّنه رفض إتفاقية األرض‬ ‫مقابل السالم وأنّ هذه األرض لهم‪ .‬بهذا اإلعالن ورّ ط إسرائيل‬ ‫ِ‬ ‫بالحرب أكثر‪ ,‬مؤكداً أنه يريد الحرب وليس السالم‪ .‬صدر تقرير‬ ‫من الواليات المتحدة باإلتفاق مع معظم الدول األوروبية أنّ ما‬ ‫تقوم به إسرائيل على ّ‬ ‫غزة ليس مبرر وأ ّنه يعتبر بجريمة حرب‪.‬‬ ‫ر ّد نتنياهو بأنّ ليس عليه تفسير قراراته ألحد وأنّ العملية على‬ ‫ّ‬ ‫غز ة لن تتوقف إلى أن تحقق إسرائيل كافة أهدافها‪ .‬هل بهذه‬ ‫الطريقة سينحني الشعب الفلسطيني ويقول نعم‪ ،‬نريد «السالم»؟‬ ‫كانت أسماء الغول‪ ،‬صحافية فلسطينية‪ ،‬تقوم بزيار ٍة ألهلها ّ‬ ‫بغزة‬ ‫أثناء الحرب‪ ،‬وبعد مغادرتها المنزل في اليوم الثاني إستشهدوا‬ ‫جمي ًعا جراء القصف‪ ،‬وعندما سُئلت عن السالم كان ر ُّد ها‪:‬‬ ‫ً‬ ‫عضوا في حماس‪ ،‬زوج ُة عمي لم‬ ‫«عمي إسماعيل الغول لم يكن‬ ‫ً‬ ‫عضوا في حماس‪ ،‬وأوالدهما لم يكونوا مقاتلين في حماس‪،‬‬ ‫تكن‬ ‫وبناتهما وطفلهما مصطفى‪ ،‬عمره ‪ 24‬يومًا‪ ،‬ليسوا أيضًا عناصر‬ ‫في الجهاد اإلسالمي أو تابعين لفتح أو أية فصيلة من الفصائل‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬قُتِلوا جميعًا بقذيفة إسرائيلية إستهدفت منزلهم الساعة‬ ‫ُ‬ ‫عرفت باستشهادهم على مواقع‬ ‫السادسة صباحً ا من يوم األحد‪.‬‬ ‫التواصل وشاهدت الصور المفجعة لجثامينهم‪ ،‬كانت جثث أبناء‬ ‫عمي األطفال محفوظة بثالجات البوظة‪ .‬اآلن المنزل محي وبقيت‬ ‫جميع الذكريات تختلط باأللم والحزن‪ ,‬األطفال نامت في القبور‪,‬‬ ‫إسرائيل َت ّدعي أ ّنها تري ُد السالم وح ُّل الدولتين‪ ،‬وأنّ المقاومة العائالت ّ‬ ‫مزقت وأصبح ك ٌل الج ًئا‪ .‬ال تسألني عن السالم مجد ًدا‪».‬‬ ‫كدروع بشرية وحربُها هذه ليست مع الشعب إذا كان ِبنظر إسرائيل أنّ األطفال والعائالت والمدنيين هم حماس‬ ‫تستعمل األبرياء‬ ‫ٍ‬ ‫بل مع «المنظمة اإلرهابية حماس»‪ .‬تحقيق السالم ال يكون فإذاً أنا حماس وأنتم حماس وهم حماس ونحنُ جميعُنا حماس‪.‬‬


‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬

‫‪15‬‬

‫ًقاو ْم‬

‫علي يوسف‬ ‫قاو ْم يا ابن َّ‬ ‫غزة فالنصر قد ح ْل‬ ‫قاو ْم فإنَّ عصر الضُعفِ قد َولى‬ ‫صارو ٌخ َ‬ ‫اإلحتالل ْقد َهال‬ ‫فوق‬ ‫ِ‬ ‫الجميع أنَّ وقتهم ْقد َجال‬ ‫يُبلَّ ُغ‬ ‫َ‬ ‫َقاو ْم‪..‬‬ ‫نت ُت ْقس ُم َقسمًا َعظيما ً‬ ‫قاو ْم يا منْ ُك َ‬ ‫طلق َقسامًا َعظيما ً‬ ‫بحت اليوم ُت ُ‬ ‫َفأصْ َ‬ ‫الح َج ِر فينا‬ ‫قاو ْم يا منْ َزرعْ ُت ْم‬ ‫نبض َ‬ ‫َ‬ ‫كبرنا ِب ْ‬ ‫الجبينا‬ ‫فخ ٍر‬ ‫رافعين َ‬ ‫َ‬ ‫َف ِ‬ ‫َقاو ْم‪..‬‬ ‫قاو ْم يا منْ علَّ َ‬ ‫مت العال َم الصُمودَ‬ ‫قاو ْم يا منْ لم يهبْ من ورا ِء الحُدو ِد‬ ‫إخراج اليهُو ِد‬ ‫يا منْ َعزمْ ت على‬ ‫ِ‬ ‫فع األمل عاليًا أ َّن َنا سنعود‬ ‫َ‬ ‫ور ِ‬ ‫ًقاو ْم‪..‬‬ ‫َخذلوك العربُ فقاوم وحيداً‬ ‫ُون الرديئ ِة‬ ‫ال َت ْن َتظر َيد الع ِ‬

‫كين عُروبتهم بعيداً‬ ‫هائِمون في معاصِ يهم‬ ‫وتار َ‬ ‫ِ‬ ‫منْ باع دي َن ُه غداً موطِ َن ُه زهِيداً‬ ‫َقاو ْم‪ ..‬نعم َقاو ْم‬ ‫َقاو ْم واضربْهم بي ٍد منْ َحديد‬ ‫َقاو ْم لِيحتفل أوال ُدنا بالعي ِد‬ ‫وسيُقا ُم لك عُرسا ً َجدِيداً‬ ‫يومُها ُتح َم ُل على االكتافِ و َت ِزفُ َشهيداً‪..‬‬

‫سألوني عن ّ‬ ‫غزة‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺩﺑﻮﺭﺓ‬ ‫سألوني عن وطني الذي هناك‬ ‫عن وطني المُحاط باالسالك‬ ‫عما وراء الحواجز والشباك‬ ‫فأجبتهم والدمع بعيني‬ ‫الحاجز‬ ‫عن دمعة ٍأم َتل ُد على‬ ‫ِ‬ ‫العيون‬ ‫موع في‬ ‫ِ‬ ‫عن حرقة ال ُد ِ‬ ‫السجون‬ ‫واألب أسي ٌر في‬ ‫ِ‬ ‫أطفال بال ذنب يقتلون‬ ‫عن‬ ‫ٍ‬ ‫صرخة شعب محاصرون‬ ‫عن َ‬

‫عن أهات ّ‬ ‫غزة الحِصار‬ ‫ما بين الرُصاص والنار‬ ‫حجر وانفجار‬ ‫ما بين‬ ‫ٍ‬ ‫عن ّ‬ ‫غزة المُكبل ِة بالقيود‬ ‫سفر مرفوض‬ ‫و جواز ٍ‬ ‫عن طفل ٍة تصر ُخ هللا أكبر‬ ‫وفي يدِها غصن زيتون أخضر‬ ‫عن حكاية البطولة والفداء‬ ‫البدر الحزين في السماء‬ ‫عن وجه‬ ‫ِ‬ ‫عن كوفية تلطخت بالدماء‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫غارات جوية‬ ‫غزة التي ليلها‬ ‫ومذابح جماعية‬ ‫وأهمها ﻣﺠﺰﺭﺓ حي الشجاعية‬ ‫أنهار دم ال تنتهي‬ ‫عن‬ ‫ٍ‬ ‫وعروبة من دمائنا تستقي‬ ‫فيا ّ‬ ‫غزة ارفعي رأسكِ‬ ‫فنحن شعبٌ جبار‬ ‫ال يعرف اليأس‬


‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬

‫‪16‬‬

‫ّ‬ ‫غزة‬ ‫نور صادق‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫رأيت دمعا ً ينز ُل من أصنام؟‬ ‫موعهم‪ ،‬فمتى‬ ‫ال ال ُت‬ ‫صدق كِذ َبهم و ُد َ‬ ‫يا ابن ّ‬ ‫ْ‬ ‫بجيش وال ِبنوا ٍ‬ ‫ُكام‪ ،‬فالك ُّل نِيام‬ ‫تستنجد‬ ‫غزة ال تستنجد بأحدٍ‪ ،‬ال‬ ‫ٍ‬ ‫ب أو ح ٍ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫أهل الكهف فيا ّ‬ ‫فإيقاظهم صا َ َر باألحالم‬ ‫غز َة ال توقظيهم‬ ‫ناموا‬ ‫نومة عميق َة فتجاوزوا نو َم ِ‬ ‫ب ُرف ْ‬ ‫ِعت األعالم‬ ‫واألبيض على‬ ‫باألزرق‬ ‫أرض العر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لجيش إسرائي َل ويطالبون بالسالم‬ ‫وها هم اآلن ي َُو ِجهون التحية‬ ‫ِ‬ ‫فقف بوج ِه كل من أراد أن يعتمر أو يحج‪ ،‬قفْ‬ ‫بوجه ِه وقل ل ُه هذا الكالم‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫صار َحرام!»‬ ‫فست ِج ُد أنّ الح ّج ل ْم يعد عِ َبادة بل‬ ‫َ‬ ‫«إنْ َظن ّنت أ ّنك تقوم بفريضة! حكم َع ْق َلك وف ّكر جيداً‪َ ،‬‬ ‫النيل‬ ‫بنهر‬ ‫فأموالهم َتسب ُح مع النِفطِ في ميا ِه العربان ابتداءاً م َِن‬ ‫ِ‬ ‫الخليج وانتهاءاً ِ‬ ‫ِ‬ ‫بحر يُديرهُ حاخام‬ ‫الذي يصُبُّ في ٍ‬ ‫فيا أبنا َء َّ‬ ‫راب أجدا ُدكم الكِرام‬ ‫عبدتم ُت َ‬ ‫غزة‪ ،‬ويا منْ ِ‬ ‫ليس لكم سوى ر ٍ‬ ‫ِضالهم هو الكالم!‬ ‫ب واحدٍ‪ ,‬فال تنتظروا نِضا َل العر ِ‬ ‫ب َفن َ‬ ‫َ‬ ‫وال َتيأسوا‪ ،‬فوهللا ما َخ ْ‬ ‫النفس َتقويكم!‬ ‫رت عزا ِئ َمكم وكل طعن ٍة في‬ ‫ِ‬ ‫وإن م ْتم‪ ،‬فستنبض بالمسج ِد األقصى شرايينكم‬ ‫كالإلعصار ل ُتحييكم!‬ ‫دس‬ ‫َ‬ ‫وستهبُّ ري ُح القُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ب «أ َناديك ْم‪ ،‬أَ ُ‬ ‫ش ُّد على أياديكم»‬ ‫فيا اب َْن‬ ‫فلسطين ال َتق ْل للعر ِ‬ ‫َ‬ ‫ألهل َّ‬ ‫َ‬ ‫«سأبوسُ‬ ‫تحت نِعالِكم وأَقُو ُل أفديكم!»‬ ‫األرض‬ ‫ولكنْ قُ ْل‬ ‫َ‬ ‫غزة َ‬ ‫ِ‬ ‫الحم‬ ‫ويا‬ ‫َ‬ ‫نبض الضف ِة ال َتهدأ‪ ،‬وأعلِ ْنها ثورة‪...‬ثورة‪...‬ثورة في ُك ِّل ال َم ِ‬ ‫واصرخوا بوجْ ِه أعدائِكم‪:‬‬ ‫َف َتوحدوا يا أَ ْب َنا َء األقصى وا ْن َتفِضوا بالح َِجار ِة‬ ‫َ‬ ‫وبحق أ ْقصانا لن ُنساوم!»‬ ‫«نحنُ صامِدون َباقون‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ألبطال المقاومة وشهداء َّ‬ ‫غزة الكِرام‬ ‫وو ِجهُوا التحي َة‬ ‫ِ‬ ‫حزنوا على دِمائِهم‪ ،‬فإنَّ مع كل شهي ٍد يسقط‪ ,‬ومع كل صاروخ يُحلِّ ُق في سما ِء الحُريّة َتس َتيق ُ‬ ‫وال َت َ‬ ‫ِظ األحالم!!‬ ‫ٍ‬


October 2014 | 2014 ‫تشرين أول‬ Uproar and raging protests took place in response in Jerusalem, the 1948 lands and most areas in the West Bank. Tension continued to pile up as Israeli soldiers ran over two Palestinian workers near Haifa. Finally, Israel used the murder of 3 Israeli teenagers as means to launch the war on Gaza accusing Hamas of the abduction and murder; to which the movement claimed no accountability of. Death tolls skyrocketed, and so did the rockets falling on each and every neighbourhood destroying them and wiping them completely off of the map. After destroying the infrastructure and tunnels that Hamas had built over years, in mere days, and after killing Hamas leaders by the hundreds, Israel suggested a truce. However, each side had its own terms. Hamas’ terms were logical, as they asked for the siege to be lifted, and all of the crossing to be open for good. In the past 10 years, up to only 5% of Gazans were allowed to travel outside the strip. Israel strongly refused Hamas’ terms, stating that the lifting of the siege shall provide the Palestinian resistance with more military power as it will be easier to smuggle weapons across the borders. Israelis claim to be the victims and defenders of their so called “peace” and two-state resolution; they claim that the Palestinian resistance is all deemed to be a terrorist organization which uses innocent people as human shields. Peace can’t be achieved by going into war and provoking the other side. Netanyahu, Israel’s prime minister, announced that his government refuses the land for peace agreement, and this land is theirs. His statement only reinforces his desire for war with Palestine and the bloodshed of the Palestinians.

17 The United Kingdoms issued a report condemning what Israel has done to Gaza and deeming it unjustifiable. Netanyahu stated that he does not need to explain himself to anyone; and that his government will do what is necessary to assure the safety and security of “his” country and the war shall go on until their goals are achieved. Could it be this way, the Palestinians will bow and say: yes, we want your “desired peace”? Asma Al Ghoul, a Palestinian reporter whose family was butchered after her short visit to Gaza this year, was asked for her opinion towards peace with Israel and she stated, “My uncle Ismail Al Ghoul wasn’t a member in Hamas, his wife also wasn’t a member in Hamas, and their children weren’t members in Hamas, their baby Mustafa also wasn’t a member in Hamas. None of them were a member in Al Jihad nor Fatah nor any other faction. I discovered their deaths through pictures on the web, my cousins’ bodies were reserved in ice-creams refrigerators. Now, the house and its future memories have been laid to waste, its children taken to early graves. Homes and recollections bombed into oblivion, their inhabitants homeless and lost, just as their camp always had been. Never ask me about peace again.” If Hamas, in the eyes of the likes of Zionists, is any ordinary civilian as a child, a woman, an old man, or even a youth, then I am Hamas, they are Hamas, you are Hamas and we, all are Hamas. If Netanyahu envisions peace as the butchering and massacring of civilians, if he envisions peace as being accomplished in a series of war crimes that he will never be held accountable for, if he envisions peace in the genocide and annihilation of a whole civilization then, his “peace” is being accomplished.


October 2014 | 2014 ‫تشرين أول‬

18

Desired Peace

of jihad, submitting the hope of a free Palestine to a Zionist state. Hamas along with other resisting Shaheed El Farra factions perceived Abbas’s actions as a form of surrender rather than peace achievements. In June 2007, Through peace and war, is Israel, truly, seeking peace Gaza strip became completely under Hamas control, with Palestine? Does the Gaza strict siege lay as a and the siege turned into a solitary confinement, an supporting example? Is that why attacks on Gaza have open air prison, one might say. Israel kept violating resulted in thousands of deaths? every human right that ever existed. In addition, it cut After Hamas had won the elections in 2006, the situa- off Gaza’s main food source (fishing) by increasing tion had become unbearable; Gaza was cut off the rest the coastal siege and killing innocent fishers. Israel of the world, by both the Israeli and Arab sides. Who’s allowed no one, and nothing, to leave or enter the to blame here? Who’s to blame for every child’s death strip. All of the internal and external businesses were under this siege? Who’s to blame for the prohibi- put to an end. Hence, Israel moved a step closer to its tion of distributing goods and aid? Or rather, who’s form of the desired peace. to blame for distributing rotten inedible goods? Are 27 December - 18 January 2008: Operation “Cast Hamas’ terms for a peace agreement exaggerated or Land”, as the IDF (Israel Defense Army) calls it. had Israel launch its brutal attacks on Gaza under the The results of this brutal act of terror were severe. claims of Hamas being a terrorist organization? This The Palestinians’ 1417 casualties (926 civilians, 412 article covers the events that took place after Israel’s children and 111 women) along with 4336 injured. disengagement plan with the Palestinians. Whereas the Israeli casualties, as reported by the December 2003 - it was the first time for the ex-Prime IDF, tolled at 10 soldiers and 3 citizens and with 400 Minister, Ariel Sharon, to suggest in a press confer- injured amongst whom most were admitted under the ence the disengagement plan. In 2004 the plan was claim of suffering from panic attacks. The war started presented to Knesset, while Yasser Arafat handled after Israel broke the long-term truce that was agreed the peace agreements, and tried to reach a two-state on by targeting six members of the military wing of solution. In December 2004, the world was shocked Hamas. Hamas retaliated to the bombardment of Gaza by the death of Arafat, the Palestinian president, and by firing hundreds of rockets to southern Israel. Gaza Sharon saw it even more crucial to start with the plan, was almost destroyed, thousands of people were left especially after the death of the main peace negotiator. with no homes, parents were burying their children on Sharon thought the plan will pave the way for a peace daily bases – if they were to find their shredded pieces agreement and the two-state solution that Israel had after a savage carnage, and most of the Gazan children longed to achieve. In February 2005, the Knesset had were left orphans. Israel massacred its way towards agreed to the plan, and ordered for its immediate ini- accomplishing the desired peace. tiation. The plan states for the Israeli army and all of the settlers to leave west bank and Gaza, retreating to Since operation “Cast Land”, Israel has been continu1967 land. Indeed, all of 1967 Palestinian lands were ally assassinating Hamas leaders, and bombing their evacuated, and the Palestinians were given the right homes, claiming that Hamas is a terrorist organization to rule themselves. Even though disengagement plan and it must be dealt with. Isn’t Israel interfering with took place, Israel controls Gaza’s borders, airspace, the Palestinian so called self-rule, or have they caught coast, power, infrastructure, imports, exports, and the the US’s so called disease of spreading the hypocritilist does not fall short. Is that yet not another form cal version of democracy? of the occupation under the claim of the right to rule 8 July - 26 August 2014: operation “Protective oneself? Edge”, as the IDF calls it. Israel proves its barbaric January 2006 - As Hamas Movement wins the elections by the majority of votes, its popularity started to grow in both the West Bank and Gaza. Gaza belongs to Hamas, and the West Bank to Fatah, with other Palestinian factions coexisting in both areas. After initiating the disengagement plan, Mahmoud Abbas ordered all of the Palestinian resistances in the West Bank to submit their weapons; thus ended all kinds

savageness yet again with the death toll reaching 2137 and 11,100 injured, in comparisons to the 70 dead Israelis (mostly soldiers). The war flame was triggered by the abduction, torture and burning Mohamad Abu Khdair, a 16 years old Palestinian, on the hands of the Zionist settlers of Israel on July 2. In addition, Israel decided to re-arrest tens of ex-prisoners whom were promised to be set free according to the Shalit deal.


October 2014 | 2014 ‫تشرين أول‬

Gaza Farah El Derbi I see my Homeland every day, but only in my dreams I dream of its blue skies, olive trees, and flowing streams But its serenity is disrupted by the echoes of every gunshot Blinding sparks of explosions are showering every spot The moon is a pale white face watching over Gaza city Witnessing the war crimes, viciousness and cruelty

19 bombing Their identities are left behind, buried under the wrecking Today, the clouds and trees of Gaza cry from terror and fear Yet, the brave hearts of Palestine refuses to shed a single tear Courage…courage is what drives a mother to carelessly run under flying missiles Searching for her son, who lies on the ground murmuring his last prayers

They have not only stolen our land and property

Courage is what compels a young girl to chase after a tank, fearlessly

They have erased the smile off every child’s face, permanently

Yelling and shouting, demanding them to return her mother immediately

Not only did they burn down houses by their violent attack

The seas and shores are bleeding; they mourn innocent lost souls

They burnt every mother’s heart, when her child went out to play but never came back Deprived from the tranquility and safety of their homes Because at any moment it is shattered down into stones Even when some are warned and are lucky to escape the

A Tale of Legends Nawaf Al Hashary

Cannons and tanks run over every man’s dreams, ambitions and goals What we see is only a glimpse of the horror they encounter with every death But strong and tall, The Palestinians continue to stand until their very last breath

Ripples of destruction seismic to the tinniest infant hand No one is safe, from the brick to the smallest living bland Artillery, tanks, airstrikes, and to all it withstand

Couple of memories flashing out of my childhood-mind

Gaza is a symbol, a teacher from the coast to the sand

Remembering my father flipping through the TV only to find

Gruesome Aggression with Zionism Atrocious racism

A young boy have died, around my age or behind Another scouring for survivors, under his house unwind Kinds of death are shown, my mind can never forget People burning alive, an Armageddon blessed with the devils bet

Gaza took the initials and replaced them with heroism Siege year around, a blunt act of terrorism Egotistical ferocity, a green light to animalism A jail of millions with no walls that are visible The outside is forbidden and conditions are horrible

Bitterness fills my soul, shivering through my mind never let

Truce is not permissible, negotiations are forcible

After the heat has gone, most people soon forget

When the sun fades out, seems it never return

And the years pass by with the scenario all over is set

Hope is a light; we need to just make the turn

Gaza is pleading for help, more than a thousand dead

We know the answer; the past is there to learn

And the world is watching for the final shot in the head

Justice is here to rule, no matter how adjourn

Strip shook the world, a prisoner in its own land

Identity never dead, tomorrow is ours to earn

A story of oppression crystal to the world that is blind

Palestine long lived, a state where we all yearn

No option is left, on sight everything is impossible


October 2014 | 2014 ‫تشرين أول‬ In both cases of BBC and NBC, the awareness of the people along with their action/reactions through social media outlets caused the traditional media outlets to become aware that they are in return being watched. Further usually media is expected to act as the watchdog; however the awareness of the people and their actions are holding the media accountable to what it is feeding the audiences. The presence of active critical social media platforms urges the traditional media to become accountable to the people/citizen journalists. In the case of Mohyeldine, #LetAymanReport trended in support of the journalist; NBC hence became accountable to people supporting Mohyeldine. Similarly in the case of BBC, the news channel was forced to justify their actions by stating that the BBC was not able to get the Palestinian side of the story (The Guardian). There is also the case of ABC news anchor, Diane Sawyer, claiming that pictures of destruction were from Israel when they obviously were from Gaza. After a social media uproar, the news channel was held accountable and forced to respond. These cases are only a fraction showing media biases and some might conceive them as mistakes. If went unnoticed these biases may lead to several misconception and misrepresentation of the truth. Israel’s Use of Media According to most analysts- even those who Israeli-biasedIsrael lost the media battle, especially when it comes to social media. However, I believe it is noteworthy to observe how they ‘smartly’ used media in order to spread their propaganda as a Truth. As mentioned previously, several Western media outlets were obviously Israel-biased when covering the conflict, thus reflecting a pro-Israeli agenda. However due to the fact that the traditional media failed to propagate these misconceptions, and due to the influence social media outlets have on people’s opinions, Israeli officials and the IDF had to resort to the use of social media to influence the masses. For instance, when reporting on the Shuja’iya the IDF twitter account used the technique of gradually feeding the public a story of how they warned civilians before hand, however assume that “Hamas ordered them to stay” putting them in the line of fire. They do not mention the death of civilians what so ever, instead they state that “Hamas places its rockets in tunnels and command centers” in that area. In addition PM Benjamin Netanyahu used twitter to issue statements and communicate with the Israeli/pro-Israeli masses. In addition, IDF soldiers were highly sexualized. Further if one were to just hash tag IDF be it on Facebook, twitter, Instagram, etc. the pictures of the soldiers that would show up are full of sexual innuendos; i.e. pictures of soldiers kissing, erotic pictures of both sexes in the army, fit soldiers again both sexes, and even the mishandling weapons to insinuate sexual thoughts. Most of these pictures aimed at humanizing the army and portraying them as people with

20 families, lovers, ‘sexy hunks /ladies’, and such. However such pictures backfired with the misuse of weapons, drug use, and vulgar sexualization of the army, and such was the case of several members of the IDF documented use of narcotics or the misuse guns, shells, and bullets to point out or draw phallic symbols. For instance, one of the pictures that caused an uproar against its takers was that of an IDF soldier snapping a picture aiming at a Palestinian child’s head as a target – hence not only humanizing and sexualizing the army but also dehumanizing the targets.

Even though most of these pictures were highly unethical and even not legal, but the goal of these pictures was smart. For especially when talking about resistance forces, Hamas, and Palestinians in general, media platforms tend to portray a very rigid picture that ranges between heartbreaking pictures of death/poverty, or those hidden faced individuals (that yes might suggest fighters in one part of the world, but also suggests terrorism in the other.) Pictures used by the IDF to represent and show families of the soldiers, love between army spouses, individuals swimming, racing, and such were used smartly as they involve a human aspect to the usually dehumanized army picture. Israel went so far to win this media battle as to plan on hiring people to promote their cause. Further, according to an interview with the Jerusalem Post, Yesh Atid MK Dov Lipman stated that “the Prime Minister’s Office has farreaching plans to utilize students and other supporters of Israel around the world in the state’s efforts to defend itself in social media.” In addition, Netanyahu’s office issued a statement claiming the students shall receive scholarships upon promoting Israel’s image, “engage international audiences online” in combating anti-Semitism and calls of boycott (AP, Huffing post, Ha’aretz, and The Independent reported.) Gaza Wins the Media Battle According to most analysts- even those who Israeli-biasedIsrael lost the media battle, especially when it comes to social media; Fox News, Channel 4, Huffing Post, openDemocracy, The Jerusalem Post, all wrote several pieces on the matter. Several demonstrations in support of Palestine/ condemning the Israeli atrocities took place thanks to social media platforms. I believe that this victory is highly associated with the fact that media activists, especially social media activists, took it to their hand to criticize, inform, and evaluate rather than just be passive and take it what is being fed by the traditional, agenda-based news cooperation.


October 2014 | 2014 ‫تشرين أول‬ due to a crucial drop in consumer’s demand. The proliferation of the movement that started on social media played a huge impact worldwide. For instance, governments like Chile boycotted trade relations with Israel to pressure it to cease fire. In India, 1000 hotels joined the boycott of Israeli products or those that have a connection with it like Coca-Cola. Also, the Presbyterian Church in the U.S. have divested from three leading American companies for supporting Israel: Caterpillar, HP and Motorola. Finally, the significant power of social media allowed

A Media Battle Tasnim Chaaban Importance of Media Coverage: Gaza-Israel Conflict 2014 Media is a double edged sword that depends on how it’s being used. On one hand, a journalist could be extremely biased and report what he/she believes is the “truth,” angle it in a certain way, and preach it to the masses as the Truth; or one could aim at being as unbiased as possible – and even though he/she might not be completely objective – he would aim to tell the Truth as much as possible, angle it in the fairest way possible, and give true background to the story. In the most recent events that happened between Gaza and Israel, the media was a very important agent: be it to bring about change, preach to/educate the masses, sell causes, report the news truthfully, or even hide it in some cases. Be it that we live in the Middle East, we tend to be very biased to the Palestinian cause; thus reporting on the War on Gaza was not very controversial, even though, I believe, some of the Arab traditional media fell short on covering the events properly (i.e. MTV subtitling the events as “the war on Israel”). Most of the controversies occurred in the Western media coverage of the war. I believe that it is crucial to study the Western portrayal of the War on Gaza, as it reflects the slickness of the Israeli Agenda circulating around in certain places/ on certain channels, papers, and sometimes social media. When detected such biased portrayal is subjected to the scrutiny of the public which acts as a Fifth Estate; however when went unnoticed I believe extremely biased media is dangerous as it tends to circulate propagandas and false/one-sided news shaping the opinions of several masses. When Traditional Western Media Fell Short, Social Media Supplemented it Lack of credibility and extreme subjectivity in media coverage caused several masses, and even academics to backlash against certain media outlets. Further, several outlets tended to exhibit pro-Israeli agendas in the way they

21 the decades-long conflict to be seen through the eyes of Gazans by creating a truthful channel of information to the whole world. This vital branch of the media had an important value in humanizing the conflict and helping propagate global awareness. When individuals keep raising their voices on social media to tell their story about Palestine principally Gaza, it will help pressure Israel to give Palestinian civilians their basic human rights and cease the apartheid. Thus, Palestine won’t become an issue that only concerns Palestinians but the whole world would stand with them. angled their news, or the lack of providing background and full understanding of the conflict. BBC was strongly criticized for covering the coverage of an Israeli air strike in Gaza as it did not provide context or background to the story. As a reaction to the uneven form of coverage an online petition was organized that claimed “the BBC’s reporting of these assaults is entirely devoid of context or background,” the petition also adds, “We would like to remind the BBC that Gaza is under Israeli occupation and siege” and goes on to explain the power structure and background to each side. When the traditional media failed/ or aimed to report in a clearly one-sided angled perspective, the social media came to supplement and correct what the BBC has provided. According to The Guardian, the petition was signed by several prominent figures such as, Noam Chomsky, John Pilger, Ken Loach, Brian Eno and Jeremy Hardy. Alongside the petition protests against the BBC’s coverage were organized. Similarly, NBC news was heavily criticized through social media platforms (Facebook & Twitter especially) for pulling out their reporter in Gaza, Ayman Mohyeldine. Moheyldine was a witness to one of the most violent and prominent crimes committed by the IDF on Palestinian civilians – the death of the 4 children playing on the beach. Eventually Mohyeldine was pulled out of Gaza, and the story was reported by NBC’s Tel Aviv reporter, Richard Engel. NBC did not give any proper explanation to their action. According to the Huffingtonpost “NBC told Greenwald that Mohyeldine …was removed for ‘security concerns’.” Several websites analyzed that the removal of Mohyeldine might have to do with the fact that he was critical of the US state department on his twitter account. However NBC did not care to further respond or elaborate.


October 2014 | 2014 ‫تشرين أول‬

#RaiseYourVoiceOnSocialMedia Badir El Farra Social activists have used many platforms on social media such as Twitter, Facebook, Instagram, YouTube and Flickr to spread awareness about what is truly happening in Gaza by documenting facts through powerful words, graphic images and videos. An information war was being carried out on-line by people, journalists, Israel and Gaza media. However, the social media titans of Pro-Gaza fought the information war not through bombs or rockets but by firing off the missiles of words. When the mainstream media failed to show the Pro-Palestinian point of view on the war; social media helped the Gazans communicate with the outside world through pictures and videos of destroyed homes, hospitals, infrastructure, UN shelters, bloodshed, injured and tormented people to express the reality that they were living despite the bombs and rockets that were raining on them. These reports have spread quickly on social media which drastically shaped the audience’s outlook on the Israel-Gaza war and immediately span media coverage. The Executive Director of the Palestine Center in Washington, Yousef Munayyer stated that “Social media has served Palestinians tremendously because it has allowed them to get their voice into the conversation.” “It allowed Palestinians to get out there in this marketplace of ideas and in the past, they have not had this kind of access.” “Now, your criticism might actually have an effect on the way the story evolves before it gets into print.” “It’s not actually responding to media coverage. It is actually shaping it.” Farah Baker, a social media sensation, was regularly tweeting live from Gaza to tell the world about what is happening and the horrific turmoil that she is going through. Her tweets were re-tweeted and liked by thousands of followers. The Palestinian teenager earned public recognition from 800 to 166,000 followers on Twitter.

Twitter users have tweeted #GazaUnderAttack more than 5 million times, compared to more than 200,000 times for #IsraelUnderFire. Israel has lost control of the media Gaza

22 War which lead the Israeli Prime Minister’s to buy tweets and give scholarships to students who make pro-Israel Facebook posts and tweets to win the battle of public opinion and rally military support. Now that there are more journalists on the ground in Gaza than in 2009, there’s more media coverage regarding the humanitarian side of this conflict which includes destruction and dead civilians particularly children that have been targeted victims of this war. Journalists have been capturing in words, pictures and video on the ground near-real time through social media. A picture shot by Tyler Hicks, the New York Times photographer, demonstrating the faces of some sad Palestinians killed by Israeli rockets rapidly became one of the most discussed pictures of the conflict. An award-winning journalist, Mohammed Omer, who writes for The New York Times, constantly live tweeted on bombings in Gaza and reported every action. He had a great effect on broadcasting the facts that were occurring in Gaza. Also, his tweets were often retweeted within minutes by news organizations around the world, it is a vivid example of the mainstream media taking on more social media content where entire media are reporting the conflict. A PhD candidate in media arts at the University of Southern California, Sakr said: “Those pictures of the death and destruction in Gaza are adding to a visual conversation that challenges the traditional Israeli narrative of Palestinians as terrorists and of associating all Palestinians with Hamas.” “We are witnessing a shift in the discourse on Palestinians, there’s a movement to humanize them a little bit more and to recognize that they are being victimized.” A Gallup poll conducted July 22-23, regarding the American public, found that 42% believe that Israel’s actions are justified while 39% believe they are not. However, among youngsters, between the ages of 18-29, 25% believe that Israel’s actions are justified but 51% think that their actions are not. Nevertheless, social media is an effective tool that started a revolution where numerous protests took place around the world against Israel’s war on Gaza. Also, a number of celebrities have spoken out on the Gaza-Israeli conflict like Rihanna who tweeted #FreePalestine and the famous Spanish actors Javier Bardem and Penelope Cruz who signed an open letter accusing Israel of genocide in Gaza. Furthermore, the war on Gaza has emerged a current of international social media campaigns urging consumers to boycott Israeli products and the foreign companies that do business with it. The BDS (Boycott, Divestment, Sanction) movement has tried to economically pressure Israel to stop the genocide in Gaza. It encouraged many shoppers to boycott Israeli Apartheid by using a barcode scanning application named Boycott, designed to aid social activists raise consumer awareness of the causes they support. As a result, major companies were severely affected such as SodaStream which ended up closing some of its stores


October 2014 | 2014 ‫تشرين أول‬

23

missiles” on innocent civilians in Gaza, the world’s invite you to read it with your colleagues, http:// largest open-air prison. www.engr.usask.ca/classes/GE/449/notes/Codes_of_ I figured you and your colleagues and PhD students Ethics_various_orgs.pdf worked so hard on these projects, but you might be too busy and consumed with your productive & prosperous lives to catch today’s headline. After all, it’s only fair for you to see the fruits of your labor and impeccably “guided missiles”.

I refer you to Article 2.01 on page 12, which you’ve particularly paved hell with:

2.01 In all aspects of his work, the engineer must respect his obligations towards man and take into account the consequences of the performance of his Take time to watch the videos and photos, watch them work on the environment and on the life, health and more than once and take a close look at what has been property of every person. targeted. Humanity. As we watch humanity crumble to dust and feel hopeToday more than ever we are reminded of the atroci- less in the face of obscene massacres we have directly ties of Nazi Germany, as Israel unleashes hell on and indirectly contributed to, an “elite” institution like innocent human beings and crushes their daily lives McGill, and a “respectable” professor like yourself, with “improved guided missiles”, surely we must ask should be investing in a peaceful world that we can what has become of “lest we forget”… all be proud of. Before it claims international ranking What most people don’t know is that back then Ger- and prestige, McGill should be a shelter that promotes mans were the best educated people on Earth. Perhaps a holistic, humane view of the world where people, they had “elite” research institutions like McGill, but starting from its own professors and students, aspire to still, their education did not serve as a barrier to barbar- the highest standards of what it means to be a human ity. Why is that? Because, quoting Wiesel, a brilliant being. Yes we are top-notch, and we have the brains professor, activist and Nobel Peace Prize winner: “it and the funding to develop earth-shattering technoloemphasized theories instead of values, concepts rather gies (literally), but that does not give us the right to do than human beings, abstraction rather than conscious- so, or to even collaborate with terrorists and criminals. ness, answers instead of questions, ideology and Everybody around here knows how “things” work. So efficiency rather than conscience.” I believe that the many professors who cannot even deliver a proper, foundation of everything that’s wrong with education comprehensible and coherent lecture are still hired and research nowadays is laid in those honest words and kept for the research they do, and apparently, in he spoke. When education just doesn’t guarantee a some cases, the agenda they serve. bright future anymore… When we get lectured about “academic integrity” by professors who fail to respect As a student, I expect change. I expect change to emanate from this corner of the world, I expect professors human integrity in the first place… to be messengers to mankind. I’d like to know what standards is the worth of your “research” measured against in the eyes of McGill Hope you are enjoying your weekend as “improved and your own eyes. Violations of international law? guided missiles” rain down on innocent children in Gaza. Crimes against humanity? Here is a link to the Engineering Code of Ethics, I Ghalia


October 2014 | 2014 ‫تشرين أول‬

And yes, I have to admit that scrolling down my Facebook newsfeed I am drowned by nothing but shockingly gruesome images that make me feel sympathetic, worthless and grateful all at once; this is what forces me to get out of my seat and participate in active movements and marches. Further, I feel inhumane scrolling past the picture of a three-year-old blood-covered body, past the picture of the wailing mother whose face expresses nothing but heartache, anguish and grief and past the Facebook statuses of siblings complaining about how they must clarify this genocide to their baby brothers and sisters that watch television.

An Angry letter

24

Social media has reduced, if not eliminated, the hassle of having to unify excessive numbers of individuals into a singular, cohesive, political force. It flourished as a means of expression, more importantly, to people that have felt overwhelmed with precise emotions, opinions, stances and arguments. Thanks to social media, specifically Facebook, pro-Palestinian marches have snowballed from one area to the other through shares and invitations. Thanks to the ability of content to circulate freely, effortlessly and instantly (at least in most places), readers are left with the liberty and freewill to form their own opinions if left uncensored.

I continued reading: “[…] McGill’s Department of Electrical and Computer Engineering collaborated Professor Michalska, with Lockheed Martin, the Canadian military, and military researchers in Haifa, Israel, to improve misMy name is Ghalia Elkerdi I am a fourth year Electrisile guidance systems used by Israel, the US, and their cal Engineering student at McGill. This past year I’ve allies” taken two of your courses: Control Systems (ECSE Being in the Electrical and Computer Engineering 404) and Numerical Methods (ECSE 443). This is the first time I email a professor for a purpose department of McGill for the past 4 years, my natural other than begging for a deadline extension or a curve. reaction was to refute what I had just read. I hastily I am actually merely writing to thank you for your went home to do my own research on the matter and came across all your publications on missile guidance outstanding research efforts! systems, I recalled you bragging about your work As I was walking in the street yesterday, a man handed during some of the Control Systems lectures, all the me a flyer telling me “If you know someone who dots suddenly connected. attends McGill University, give them this so they can act on it.” I took the paper and read the first paragraph This morning I’ve decided to share with you a piece and it said: “Canada is complicit in Israeli apartheid, of my mind. and its elite research universities are no exception. I figured, your publications are great! But they’re In Montreal, McGill University collaborates with missing something… perhaps a “Results” section. the army and with weapon manufacturers to develop So I am volunteering my Sunday morning to help some of the technologies that are essential to Israel’s you write it. Please find attached just a few pictures murderous incursions in Gaza.” & videos showing the results of “improved guided


October 2014 | 2014 ‫تشرين أول‬ movement? Or did the elders carry weapons of mass destruction? They cowardly kill Gazan women who give birth to the future of Gaza, who give birth to future martyrs and brave opposers who threaten Israel’s security and existence. Not only does the Israeli Army cowardly kills innocent civilians but anything they see in sight; The Red Cross asked for at least an hour of ceasefire to be able to pick up the corpses and help the injured; an hour of a humanitarian truce, which was agreed upon eventually for the sake of “human rights”. However, the word “humanity” doesn’t exist in the Israeli vocabulary when it comes to Palestinians. Paramedics and journalists were directly targeted by Israeli forces; hence, killing two paramedics, and a news reporter that day. During that brutal attack, a human soul was saved from becoming just a number on a list that harbored thousands of names. An elderly woman witnessed a child who was screaming for his life. Legs crushed and trapped in the rain of bombardments, he was saved by the woman. He was no mere number to her.

25 decided to die once, instead of dying a thousand times, was killed. Israel, had an agreement to cease fire for 72 hours, starting Friday, 8 am. While preparing for a “truce” on the dawn of the same day, Israel targeted a house killing 8 members of Al- Farra family, and turning them to pieces of blood and flesh. The family of Al Farra was no Hamas members. Abd Al Malek Abd Al Salam was no member of Hamas. The four children were no gunned men, their only aim in life was to play, live safely, and spread their smiles around. His wife was no terrorist; she was a wife, a mother. The two young men were no members of Hamas either, they were people with dreams and ambitions; dreams that pass on to generations that shall live there after to accomplish them. Dreams of a free secure Palestine.

In Palestine, every person is born with a death sentence; a death sentence issued to people who ask for their most simple rights: the right to a secure nation, a homeland to live in. Our martyrs are no numbers to be recorded or written in history books; their blood is not ink. If I could, I would go on to tell each and every story on the ‘list’ of martyrs. For they deserve more than being numbers or names on a list that is 1st of August, Khanyounis Gaza - The neighborhood there to speak of the inhumanity and barbarity of the of my grandfather and father’s birth place; a family of Israeli occupations’ army, and the physical silence of eight members, who decided not to run away, who the Arab leaders.

Is social media perpetuating activism?

not to mention the participation of public figures and celebrities that further intensified their effects.

Israel has unquestionably been losing the online social media word war, and as New York Times claimed, the hashtag #GazaUnderAttack had been mentioned The birth of the social media platforms such as Facein over 4 million tweets, a number that’s almost 20 book, Twitter and YouTube granted activism more times more significant that the tweets dedicated for effectiveness, efficiency, sustainability and universal#IsraelUnderFire. ity. Technology has aided in the provision of networks that allow people to connect with individuals from all Although numerous may argue that a hash tag does over the world. It helped in spreading voices, rais- not qualify as a movement, nor is it a justified form of ing awareness and organizing what potentially could activism, I beg to differ. As a Twitter, Facebook and result in online revolution, and in some cases did. We YouTube user, I can argue that social media has shifted live in a world where our words have the ability to the worlds’ perspective of the occupation in Palestine. travel oceans and lands within a click of a button. Years ago, many were blinded and overwhelmed by Today, when reflecting upon the most recent events subjective media that did not reflect truth and honin Gaza, I have witnessed tremendous changes taking esty of the situation; a one-sided form of media that place in the world of activism due to the social continually claimed “Israel is retaliating.”However, media’s provisions. Less than one week into the con- today, the coverage that we are being fed through flict, several hash tags were created to support the social media, real coverage that is, is one step forward Palestinian cause. Among the most prominent were: to what we were being fed in the past years; it is one #GazaUnderAttack, #PrayForGaza, #FreePalestine step away from false accusations and one step closer and substantially vast influx of tweets into “#Gaza”, to reality. It is a continuous progressive movement. Noor Shtayyah


October 2014 | 2014 ‫تشرين أول‬

Not Mere Numbers Shaheed El Farra 88 July, Khanyounis Gaza - First day of the war on Gaza, 23 casualties, 6 of which are children; whereas Israel remains safe and sound. Two weeks have passed and the Palestinian martyrs exceeded 186 while on the other side, Israel has no death toll. This is no war; this is blunt cold-blooded slaughter, a violation of every human right, an unaccountable massacre. 23, 39, 41... 149. Those are no mere numbers to be read and eventually forgotten, those are the increasing numbers of martyrs executed daily, by the hour, in Gaza. People tend to forget that each “number” tells a story. Each number belongs to a family and a community. Each number had hopes and ambitions. Each number represents a tale like no other, a tale of a human being that possesses the beginning of a happy ending.

26 ist “defense” army’s will to murder. Death followed all four children and robbed off their childhood. They were no members of Hamas; they were innocent children killed in cold-blood. Israel later issued an unfathomable apology, claiming that they have mistaken the kids for being members of Hamas. The number four might not mean anything to some, it might mean nothing to the murderers, but it means the world to the father of four. It means their lives, their stories, their laughter and innocence, and their robbed future. Blood-shed did not stop at this “mistaken” butchery, as 21 Gazans were martyred the very next day.

20 July, Shijaiyah district, eastern Gaza city - On the 20th of July, Israel’s “defense” army committed one of many massacres that cost 74 Gazans their lives: 17 children, 14 women, 4 elders, and hundreds of injuries. Numbers are usually used as statistical count that signifies population, birth rate or temperature. However, in Gaza, numbers signify the amount 16 July, seacoast of Gaza – Four. Four represents of people being killed on daily bases, and the houses the stories of, Ahed, Zakaria, Mohammed, and being destroyed, and the refugees fleeing for shelIsmail Baker; four children all under the age of 11. ter, and what’s left from the destruction. Numbers As their laughter defied sounds of explosions and point to the truth that everyone has chosen to ignore, destruction, the kids decided to escape the deadly they point to death toll. The Shijaiyah neighbourwar zone and play on the coast of Gaza. They hoped hood was massively populated; it had a population to enjoy what was left of their shattered childhood. that exceeded a hundred-thousand Palestinians. On While chasing one another at the beach thinking the 16th of July, Israel distributed flyers warning the civilians to evacuate the area, as the army planned to bomb it. Most did leave their homes, just so they could live to die another day. They took shelter in the URNWA Schools and the Al Shafaa hospital. They watched the mass destruction of their neighborhood. Everything they called home was completely severed and replaced with ashes; everything they owned and loved, every memory that echoed in that neighborhood was simply, gone. While some chose to flee their houses to survive physically and die a thousand times spiritually, others decided not to bear the emotional torture; they chose to stay. They would rather die, than become refugees in their own land. The famous poet Mohamad Darwish once said: “On this land, there exist what is worth living for.” For these people, this land is worth dying for. On the morning of 20 July, Israel bombs and kills its main target, Osama Al Hayya, a leader in the Hamas movement. His home was completely demolished. He they have escaped death, an Israeli warship fired a was killed along with his wife and two kids. One can’t ‘warning’ shot on set. Little did they know that their but wonder, why didn’t Israel stop there? Were all of fragile small bodies could not run faster than Zion- the 17 children killed on that day also members of the


6 ‫ | تشرين أول | عدد‬October | 6th Issue

Mission Statement: Al-Hawiyya offers current perspectives on the history, culture and conscience of Palestine and the Diaspora, documenting through student voice the past and present struggle for Palestine and our imagined trajectories of return.

The Team: EDITOR IN CHIEF: Shaheed El Farra EDITORS: Tasnim Chaaban CONTRIBUTING AUTHORS: Shaheed El Farra Tasnim Chaaban Galia El Kurdy Nawaf Al Hashary Noor Shtayyah Farah El Derbi Badir El Farra Layout: Shaheed El Farra. And a publication by Palestinian Cultural Club at the American University of Beirut. Supported by Unit Lebanese Youth Project

Contact us: If interested in joining the Al-Hawiyya team, or for any comments, email us at pcc.alhawiyya@gmail.com


‫‪28‬‬

‫تشرين أول ‪October 2014 | 2014‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.