Al Ghorfa magazine arabic

Page 1

‫‪...‬‬

‫لن‬

‫شار‬

‫نـ‬ ‫جـز‬

‫تصـدرهـا غرفــة تجارة وصنـاعة ُعـمان‬

‫اللوجستيات ‪ ...‬قطاع واعد ولكن!‬

‫ك‬ ‫ونا‬

‫العـــدد ‪ | 22٦‬أغسطس‪ -‬سبتمبر ‪2017‬م‬

‫تطوير بيئة االستثامر يعزز دور القطاع‬

‫الرواس ‪ :‬القطاع الخاص ال يزال “صغريا”‬

‫الخاص يف النمو االقتصادي‬

‫ويعتمد عىل مرصوفات واستثامرات الحكومة‬




‫‪٥٢‬‬

‫دراسة تحليلية‬ ‫للعامالت‬ ‫العمانيات في‬ ‫منطقة صحار‬ ‫الصناعية‬

‫‪20‬‬

‫‪٣٨‬‬

‫تحديات رواد األعمال في‬ ‫قطاع النقل‬

‫‪16‬‬

‫مشروع خزائن في‬ ‫مرحلة تحليل عروض‬ ‫التطوير‬

‫‪٤٢‬‬

‫كيف نفهم االبتكار‬ ‫في التجربة‬ ‫العمانية؟‬ ‫ُ‬

‫تطوير بيئة االستثمار يعزز دور القطاع‬ ‫الخاص في النمو االقتصادي‬

‫‪ . ٤٨‬‏‫ازدواجية المعايير االقتصادية‬ ‫‪ . ٤٩‬القطاع الخاص واالستعداد لمرحلة جديدة‬

‫‪ . ٥٠‬مخرجات «تنفيذ» وقطاع الصناعات التحويلية‬


‫المحتويات‬

‫العدد ‪٢٢٦‬‬

‫أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬ ‫‪٢٠١٧‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫سعيد بن صالح الكيومي‬ ‫مدير التحرير‬

‫‪٠٧‬‬

‫الغرفة تعزز مفاهيم‬ ‫التسويق االلكتروني‬ ‫لراود األعمال‬

‫‪٠٦‬‬

‫التعرف على الفرص‬ ‫االستثمارية في‬ ‫سوريا‬

‫حمود بن حمد المحروقي‬ ‫التحرير‬

‫ابتسام بنت سالم السعدي‬ ‫إبراهيم بن سعيد الجلنداني‬ ‫هالل بن خميس النقبي‬

‫محمد بن سالم الكلباني‬ ‫تصوير‬

‫عبدالله بن هديب الوهيبي‬

‫تحرير وتسويق وطباعة‬ ‫وتصميم‬

‫‪٢٦‬‬

‫اللوجيستيات ‪ ...‬قطاع واعد ولكن!‬ ‫تسبر أغوار القطاع‬ ‫ندوة‬ ‫وتشخص التحديات وتضع الحلول‬


‫االفتتاحية‬

‫دور القطاع اللوجيستي‬

‫يف اقتصاد املستقبل‬ ‫سعادة سعيد بن صالح الكيومي‬

‫رئيس مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة عمان‬

‫خالل السنوات املاضية فإن سياسة‬ ‫التنويع االقتصادي التي فكرت فيها‬ ‫السلطنة مبكرا ً منذ السبعينات‪ ،‬بدأت‬ ‫تتأكد كمسار البد منه لدعم استدامة‬ ‫االقتصاد الوطني‪ ،‬خاصة مع الرتاجع‬ ‫الحاد يف أسعار النفط عىل مستوى‬ ‫العامل والذي يشكل املدخول الرئييس‬ ‫للسلطنة‪.‬‬ ‫ومن ضمن الحلول املقرتحة التي‬ ‫يجري العمل عليها‪ ،‬قطاع اللوجيستيات‬ ‫الذي يعول عليه لعوامل عديدة يف‬ ‫مقدمتها موقع السلطنة الذي يؤهلها‬ ‫لهذا الجانب‪ ،‬كذلك ما تتميز به عىل‬ ‫الصعيد السيايس واالجتامعي من‬ ‫استقرار وتسامح‪ ،‬وهي مسائل تتكامل‬ ‫كليا مع الجانب االقتصادي‪.‬‬ ‫لكن الطريق إىل االسرتاتيحية‬ ‫اللوجيستية التي تأمل أن تصبح‬ ‫السلطنة بني أكرب عرشة مراكز‬ ‫لوجيستية عىل مستوى العامل بحلول‬ ‫‪ ،2040‬وأن تساهم باملليارات سنويا‬ ‫يف اقتصاد السلطنة؛ ليست بالطريق‬ ‫السهل‪ ،‬إذ أن ذلك يتطلب املزيد‬ ‫من العمل املضاعف‪ ،‬وتبادل األفكار‬ ‫البناءة التي تساعد يف مساهمة القطاع‬ ‫الخاص يف هذا اإلطار‪.‬‬

‫فأي حراك اقتصادي مستقبيل إذا‬ ‫مل يضع القطاع الخاص يف االعتبار‬ ‫فلن يكون له معنى‪ ،‬واألسباب معلومة‬ ‫بأن التحديات الراهنة كام املقبلة‬ ‫تقوم عىل كيفية جعل القطاع الخاص‬ ‫فاعالً ومساهامً أساسياً يف االقتصاد‬ ‫الوطني‪ ،‬وهو ما تدور حوله العديد من‬ ‫رؤى التنمية وأطرها العامة منذ عقود‪،‬‬ ‫وقد آن األوان لالنطالق الفعيل يف هذا‬ ‫الجانب‪.‬‬ ‫لقد خصصت مجلة الغرفة امللف‬ ‫الرئييس من هذا العدد ملوضوع قطاع‬ ‫اللوجيستيات‪ ،‬وتم طرح العديد من‬ ‫الرؤى التي من شأنها أن تساهم يف‬ ‫رفد املسؤولني وصناع القرار‪ ،‬كذلك‬ ‫رجال األعامل مبرتكزات تساهم يف‬ ‫بلورة اآلفاق األفضل ملا ميكن أن متيض‬ ‫إليه الخطط املستقبلية يف هذا القطاع‬ ‫الحيوي‪.‬‬ ‫والشك أن أي فكرة ولو صغرية قد‬ ‫تكون مهمة وذات أثر‪ ،‬إذ ما تم أخذها‬ ‫بعني فاحصة واالشتغال عليها‪ ،‬ومن هنا‬ ‫فإن التفكري اإليجايب واإلبداعي يراعي‬ ‫النظر إىل األمور بشكل غري تقليدي‪،‬‬ ‫ويعمل عىل تعزيز الجوانب التحفيزية‬ ‫غري املرئية‪ ،‬مع االستفادة القصوى من‬

‫املوارد يف حدود املمكن وأيضا النظر‬ ‫بعيدا بتعزيز قدرات الالممكن من خالل‬ ‫ابتداع الحلول األكرث ابتكارية‪ ،‬فالعامل‬ ‫اليوم يراهن عىل األفكار واالبتكار‪.‬‬ ‫وسنظل مؤمنني جدا بأن اإلنسان ال‬ ‫بد هو رأس الرمح يف جوهر أي مناء‬ ‫وطني‪ ،‬وهو ما تقوم عليه سياسة‬ ‫القيادة يف السلطنة منذ بواكري النهضة‬ ‫ال ُعامنية‪ ،‬وسواء تعلق األمر بالقطاع‬ ‫اللوجيستي أو غريه فال بد من وضع هذا‬ ‫يف االعتبار‪ ،‬واالستثامر األقىص يف‬ ‫املورد البرشي بكافة الطرق املتاحة‬ ‫واألفكار املمكنة‪.‬‬ ‫وأخريا فالتطلعات ميكن أن تتحقق‪،‬‬ ‫من خالل تحقيق الدور املأمول من‬ ‫القطاع اللوجيستي بامليض يف تنفيذ‬ ‫االسرتاتيجيات وتعزيز قدرات املوانئ‬ ‫واملناطق الحرة والطرق‪ ،‬وتسهيل‬ ‫القوانني لتوسيع دائرة االستثامر يف‬ ‫املجال‪ ،‬كذلك مساهمة القطاع‬ ‫الخاص الذي سيلعب الدور األسايس‬ ‫يف مستقبل هذا القطاع‪ ،‬وقبل ذلك‬ ‫التحيل بروح األمل املشتعل بأن كل‬ ‫فكرة تبدأ صغرية ثم تكرب‪ ،‬وأن العمل‬ ‫مع اإلرادة الجامحة هو الذي يوصلنا‬ ‫لألفضل دامئا‪.‬‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪5 .‬‬



‫الغرفة تعزز مفاهيم التسويق االلكرتوين لراود األعامل‬

‫تعزز فرص التعاون وتبادل الخربات‬ ‫والتجارب والرشاكة يف مختلف‬ ‫املجاالت وعىل كافة األصعدة‪.‬‬ ‫وأوضح سليامن بن سلطان‬ ‫املغريي مدير دائرة العالقات‬ ‫العامة بالغرفة مشريا إىل أن غرفة‬ ‫تجارة وصناعة عامن تحرص عىل‬ ‫تعزيز التعاون والرشاكة مع األشقاء‬ ‫واألصدقاء من كل الدول‪ ،‬وتقديم‬ ‫التسهيالت والحوافز للمستثمرين‪،‬‬ ‫مؤكدا أن هناك العديد من الفرص‬ ‫االستثامرية املتاحة لالستثامر‪.‬‬

‫عززت غرفة تجارة وصناعة عامن التسويق‬ ‫اإللكرتوين لـ ‪ 35‬رائد ورائدة اعامل بعد‬ ‫ان نظمت دائرة املؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة بالتعاون مع رشكة القبس‬ ‫للتدريب دورة متخصصة يف مقرها‬ ‫الرئييس يف نهاية يوليو املايض ملدة‬ ‫اربعة ايام‪.‬‬ ‫واكد املهندس رضا بن جمعه ال صالح‬ ‫نائب رئيس مجلس ادارة غرفة تجارة‬ ‫وصناعة عامن للشؤون االدارية واملالية‬ ‫اهتامم الغرفة بالتدريب والتأهيل للكوادر‬ ‫الوطنية وقيامها عرب مبادراتها املختلفة‬ ‫يف مقرها الرئييس مبسقط وفروعها‬ ‫يف مختلف محافظات السلطنة بعقد‬ ‫دورات تدريبية متخصصة وموجهة‬ ‫ملختلف فئات الرشكات والعاملني ال‬ ‫سيام من اصحاب املؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة وذلك بالتعاون مع خربات‬

‫وكفاءات تدريبية متميزة من داخل وخارج‬ ‫السلطنة ‪.‬‬ ‫حارض يف الدورة الدكتور فراس العتوم‬ ‫مدير قسم التسويق يف جامعة اإلرساء‬ ‫وتناولت املفاهيم األساسية املرتبطة‬ ‫بالتسويق اإللكرتوين كالتجارة اإللكرتونية‬ ‫والنقود اإللكرتونية وأدوات وسبل‬ ‫التسويق اإللكرتوين يف مختلف املواقع‬ ‫اإللكرتونية وسبل االستفادة من وسائل‬ ‫التواصل االجتامعي يف الرتويج للمنتج عرب‬ ‫الشبكة العاملية للمعلومات (اإلنرتنت)‪.‬‬ ‫كام صاحب الدورة تجارب عملية حول آلية‬ ‫الرشاء عن طريق اإلنرتنت وسبل التسويق‬ ‫اإللكرتوين للمنتج‪ ،‬وكيفية الوصول للفئة‬ ‫املستهدفة بأقل تكلفة ممكنة وأهم‬ ‫التجارب واألمثلة لرشكات استطاعت أن‬ ‫تحقق أرباحا كبرية من خالل االستفادة من‬ ‫التسويق اإللكرتوين‪.‬‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪7 .‬‬


‫أخبار‬

‫وفد تجاري يزور سوريا للتعرف عىل الفرص االستثامرية‬ ‫ناقش سعادة سعيد بن صالح الكيومي‬ ‫رئيس مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة‬ ‫عامن فرص التعاون التجاري مع‬ ‫الجمهورية العربية السورية وذلك خالل‬ ‫زيارته لها ولقائه مع دولة املهندس عامد‬ ‫خميس رئيس مجلس الوزراء السوري ‪.‬‬ ‫جاءت زيارة رئيس مجلس ادارة غرفة‬ ‫تجارة وصناعة عامن ضمن استعدادات‬ ‫الغرفة للمشاركة يف معرض دمشق‬ ‫الدويل والذي اقيم الشهر املايض‪،‬‬ ‫حيث أبدى معايل رئيس مجلس الوزراء‬ ‫السوري استعداد الحكومة السورية‬ ‫لتقديم تسهيالت لدخول الرشكات‬ ‫واملنتجات العامنية إىل السوق‬ ‫السورية‪ ،‬ويتضمن التعاون التجاري‬ ‫بني البلدين دخول الرشكات واملنتجات‬ ‫السورية كالفواكه إىل األسواق العامنية‬ ‫ووجود مستثمرين سوريني يف السوق‬ ‫العامين‪.‬‬ ‫وأكد سعادة سعيد الكيومي جدية املتاحة آملني اىل وجود ميزات تشجيعية تقوم بها غرفة تجارة وصناعة عامن‬ ‫الرشكات العامنية لالستثامر يف سوريا لتواجد عدد كبري من املستثمرين لتنظيم وتسيري وفد تجارى عامين رفيع‬ ‫سواء يف املجال النفطي أو السياحي أو العامنيني يف السوق السورية‪.‬‬ ‫املستوى لزيارة سوريا بالقريب العاجل‬ ‫بناء املجمعات أو غريها من االستثامرات‬ ‫مشريا سعادته إىل االستعدادات التي لبحث الفرص االستثامرية املتاحة‪.‬‬

‫وفد بنجالدييش يطلع عىل تجربة الغرفة يف ترويج فرص االستثامر‬ ‫اطلع وفد من كلية الدفاع الوطني‬ ‫البنجالدييش عىل تجربة غرفة تجارة‬ ‫وصناعة عامن بعد ان قام بزيارة مقرها‬ ‫الرئييس ‪.‬‬ ‫شهدت الزيارة تقديم عرض مريئ‬ ‫عن حول مناخ وفرص االستثامر يف‬ ‫السلطنة‪ ،‬والدور الذي تلعبه الغرفة‬ ‫كونها املمثل الرسمي والرئييس للقطاع‬ ‫الخاص يف السلطنة‪.‬‬ ‫واكد بدر بن سيف العويف مساعد‬ ‫مدير عام الغرفة للشؤون االدارية‬ ‫واملالية بعد ترحيبه بالوفد أن مثل‬ ‫هذه الزيارات املتبادلة من شأنها أن‬ ‫‪.6‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬


‫سنويا واملواءمة بني القطاعات لتحقيق‬ ‫األهداف العليا لكل قطاع وللقطاعات‬ ‫مجتمعة‪.‬‬ ‫وتحدث عن قدرة القطاع الخاص عىل‬ ‫توفري فرص عمل معتربا ان القطاع‬ ‫الخاص ال يزال صغريا وضعيفا نسبيا وغري‬ ‫قادر عىل خلق العدد الكايف من فرص‬ ‫العمل لجميع مدخالت سوق العمل خاصة‬ ‫عىل املدى القصري واملتوسط‪ ،‬وعىل‬ ‫املدى البعيد فإن هذا يعتمد عىل أمور‬ ‫كثرية من أهمها منو االقتصاد الوطني‬ ‫يف املرحلة املقبلة‪ ،‬ونوعية الخطط‬ ‫االسرتاتيجية وأهدافها التي ستعتمدها‬ ‫الحكومة للمرحلة املستقبلية‪ ،‬ودور‬ ‫القطاع الخاص يف التنمية االقتصادية‬ ‫املستقبلية ونسبة منوه‪ ،‬ومدى التنسيق‬ ‫بني مخرجات منظومة التعليم والتدريب‬ ‫ومتطلبات سوق العمل التي ستفرزها‬ ‫الخطط واالسرتاتيجية املستقبلية‬ ‫للقطاعات االقتصادية املختلفة‪.‬‬ ‫واشار اىل العديد من النقاط التي‬ ‫يتطلبها العمل من خالل ايجاد قطاع خاص‬ ‫قادر عىل مواكبة املرحلة واالستجابة‬ ‫ملتطلباتها واليكم نص الحوار‪:‬‬ ‫ •من واقع تجربتكم ووجودكم بين رجال‬ ‫األعمال‪ ،‬كيف تنظر لقطاع األعمال‬ ‫بالسلطنة؟‬

‫يتكون قطاع األعامل من القطاع الخاص‬ ‫باإلضافة إىل القطاع الحكومي وشبه‬ ‫الحكومي الذي ميارس أعامال تجارية ‪،‬‬ ‫خدمية كانت أو صناعية أو استثامرية‪،‬‬ ‫حيث إن الحكومة يف السنوات األخرية‬ ‫أنشأت كثريا من الرشكات الحكومية‬ ‫والصناديق االستثامرية‪ ،‬فكل هذه‬ ‫املنظومة هي قطاع األعامل‪.‬‬ ‫هناك نجاحات تحققت ويف املقابل‬ ‫هناك ايضا اخفاقات وتحديات تواجه‬ ‫كل جانب‪ ،‬فالقطاع الخاص يواجه شح‬ ‫السيولة وعدم وجود حوافز‪ ،‬وضعف‬ ‫القطاع املايل بشقيه سوق األوراق‬ ‫املالية والقطاع املرصيف‪ ،‬والجانب اآلخر‬ ‫(الحكومي وشبه الحكومي) متأثر باألزمة‬ ‫املالية التي تواجهها الحكومة نظرا لنقص‬ ‫املوارد املالية‪ ،‬كام أن استثامرات هذا‬ ‫الجانب مبعرثة فهي ال تخضع السرتاتيجية‬ ‫واضحة األهداف‪.‬‬

‫شح السيولة‬

‫وعدم وجود حوافز‬

‫تحد من قدرات القطاع‬

‫في التوسع واالستفادة‬

‫من الفرص بشكل كامل‬

‫مدخالت سوق العمل‬

‫ال تتالءم مع متطلباته‬

‫ويتطلب إعادة النظر في‬

‫منظومة التعليم والتدريب‬ ‫والتوظيف‬

‫اجراءات الحكومة لها ما‬

‫يبررها ولكن توقيتها غير‬ ‫سليم ويفترض العمل‬

‫بخطط توسعية وتحفيز‬

‫االنتاج وزيادة الصادرات‬ ‫غير النفطية‬

‫كل هذه التحديات واملتغريات تلقي‬ ‫بظاللها عىل قطاع األعامل يف السلطنة‬ ‫وتحد من قدراته يف القيام بدور ريادي‬ ‫لقيادة التوسع واالستفادة من الفرص‬ ‫بشكل كامل‪.‬‬ ‫ •تمر السلطنة بأزمة انخفاض أسعار‬ ‫النفط وهو ما جعلها تواجه تحديات‬ ‫كبيرة خصوصا فيما يتعلق بتوفير‬ ‫فرص العمل وهي تعول على القطاع‬ ‫الخاص في توفيرها‪ ،‬هل ترى جهود‬ ‫القطاع الخاص كافية في توفير فرص‬ ‫عمل وما هي التحديات التي يواجهها‬ ‫القطاع في هذا الجانب؟‬

‫إن تأثريات أزمة انخفاض أسعار النفط‬ ‫تعاين منها الحكومة والقطاع الخاص عىل‬ ‫حد سواء فهذا القطاع يعتمد بنسبة كبرية‬ ‫عىل مرصوفات واستثامرات القطاع‬ ‫العام‪.‬‬ ‫وفرص العمل قد تتوفر لكن مدخالت‬ ‫سوق العمل قد ال تتالءم مع متطلبات‬ ‫العمل‪ ،‬وهذا يتطلب إعادة النظر يف‬ ‫منظومة التعليم والتدريب والتوظيف‬ ‫حتى تتالءم مخرجات التعليم والتدريب‬ ‫مع متطلبات سوق العمل ‪ ،‬أما من‬ ‫حيث مقدرة القطاع الخاص عىل خلق‬ ‫فرص عمل كافية لجميع مدخالت سوق‬ ‫العمل‪ ،‬أعتقد أن القطاع الخاص ال يزال‬ ‫صغريا وضعيفا نسبيا وغري قادر عىل‬ ‫خلق العدد الكايف من فرص العمل‬ ‫لجميع مدخالت سوق العمل خاصة عىل‬ ‫املدى القصري واملتوسط‪ ،‬أما عىل‬ ‫املدى البعيد فإن هذا سيعتمد عىل أمور‬ ‫كثرية من أهمها منو االقتصاد الوطني‬ ‫يف املرحلة املقبلة‪ ،‬ونوعية الخطط‬ ‫االسرتاتيجية وأهدافها التي ستعتمدها‬ ‫الحكومة للمرحلة املستقبلية‪ ،‬ودور‬ ‫القطاع الخاص يف التنمية االقتصادية‬ ‫املستقبلية ونسبه منوه‪ ،‬ومدى التنسيق‬ ‫بني مخرجات منظومة التعليم والتدريب‬ ‫ومتطلبات سوق العمل التي ستفرزها‬ ‫الخطط االسرتاتيجية املستقبلية‬ ‫للقطاعات االقتصادية املختلفة‪.‬‬ ‫ •اتخذت الحكومة العديد من اإلجراءات‬ ‫تتعلق بالقطاع الخاص ومنها تعديل‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪9 .‬‬


‫حوار‬

‫رجل األعامل سامل الرواس يف حوار مع‬

‫‪:‬‬

‫القطاع الخاص ال يزال “صغريا”‬ ‫ويعتمد عىل مرصوفات‬ ‫واستثامراتالحكومة‬

‫أكد رجل االعامل الشيخ سامل بن عبدالله‬ ‫الرواس عىل رضورة زيادة حجم االقتصاد‬ ‫وتنشيطه داخليا عن طريق فتح املجال‬ ‫واستقطاب استثامرات جديدة وتسهيل‬ ‫االجراءات أو توجيه االقتصاد لألسواق‬ ‫الخارجية بعد متكينه يك يستطيع‬ ‫املنافسة ويكون بكفاء وانتاجية عالية‪.‬‬ ‫وقال يف حوار مع مجلة الغرفة ان‬ ‫القطاع الخاص يف السلطنة ال يزال يواجه‬ ‫تحديات كبرية فهو يعتمد عىل مرصوفات‬ ‫واستثامرات الحكومة والتي هي حاليا يف‬ ‫حالة تراجع نتيجة انخفاض أسعار النفط‪،‬‬ ‫اضافة اىل ضعف تكوين رأس املال‬ ‫الوطني لعدم وجود خطط اسرتاتيجية‬ ‫وميزات للقطاع الخاص لتحفيزه ودفعه‬ ‫لبناء قدراته وإمكانياته‪ .‬كام ان االقتصاد‬ ‫موجه للداخل والذي يعترب متواضعا نسبيا‬ ‫نتيجة محددات هذا االقتصاد من حيث‬ ‫حجم األسواق وضعف القدرات اإلنتاجية‬ ‫‪.8‬‬

‫ضرورة زيادة حجم‬

‫االقتصاد وتنشيطه‬

‫واستقطاب استثمارات‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫جديدة وتسهيل‬ ‫االجراءات‬

‫واملالية‪.‬‬ ‫واشار اىل ان هناك الكثري من الفرص‬ ‫االستثامرية املتاحة داخل السلطنة وعىل‬ ‫الجهات الحكومية املعنية اعداد ملفات‬ ‫استثامرية بهذه الفرص واالستعانة‬ ‫ببيوت خربة عاملية متخصصة يف‬ ‫ترويج الفرص االستثامرية وتقدميها‬ ‫يف األسواق اإلقليمية والعاملية مبيزات‬ ‫إضافية للرشكات واملؤسسات املعنية‬ ‫واالستثامرية‪.‬‬ ‫ويأمل يف أن يكون الربنامج الوطني‬ ‫(تنفيذ) فعاال ومؤثرا يقوم بدوره املطلوب‬ ‫لتخفيف القيود ومتكني القطاع الخاص‬ ‫ورفع كفاءة اإلنتاجية واإلنجاز يف القطاع‬ ‫العام‪ ،‬وأن يكون التخطيط املستقبيل‬ ‫مختلفا عن األسلوب العادي املتبع حاليا‪،‬‬ ‫والبعد عام يسمى الخطط الخمسية إىل‬ ‫تخطيط طويل املدى عىل أساس برنامج‬ ‫لكل قطاع عىل حده تتم مراجعة انجازاته‬


‫يجب االنتباه للمتغيرات وتهيئة االقتصاد‬

‫والمجتمع للتفاعل معها واالستفادة منها‬

‫والتحسب لما سينتج عنها‬

‫يحتاج إىل وقت غري قصري وامكانيات‬ ‫كبرية‪ ،‬فأرى العمل عىل املسارين يف‬ ‫نفس الوقت لتنشيط االقتصاد وتحفيز‬ ‫القطاع الخاص للمساهمة بصورة أكرب‬ ‫والتغلب عىل التحديات التي يواجهها‬ ‫يف الوقت الحايل‪.‬‬ ‫ •توجد في السلطنة الكثير من فرص‬ ‫االستثمار في مختلف القطاعات‪،‬‬ ‫كيف تقيم إقبال القطاع على استغالل‬ ‫هذه الفرص؟‬

‫نعم توجد الكثري من فرص االستثامر‬ ‫يف مختلف القطاعات والقطاع الخاص‬ ‫يقبل عىل استغالل هذه الفرص كال‬

‫حسب امكانياته وتخصصه وقدراته‬ ‫املالية والفنية وما إذا كانت هذه الفرص‬ ‫تعود بعائد مجز عىل استثامراته‪.‬‬ ‫ولكن نحن يف مرحلة حرجة وتغريات‬ ‫كبرية وتحديات أكرب عىل املستويني‬ ‫املحيل والعاملي‪ ،‬لذلك نحتاج أن نفكر‬ ‫مبستوى أكرب وحجم اقتصادي أكرب وكل‬ ‫هذا يتطلب تضافر جميع الجهود وحشد‬ ‫الطاقات وتهيئة املناخ املناسب لتمكني‬ ‫القطاع الخاص من القيام بدور أكرب‪،‬‬ ‫ولن يتم هذا إال بخلق رشاكات فعالة‬ ‫بني القطاعني العام والخاص وتفعيل‬ ‫دور القطاع املايل (سوق األوراق املالية‬ ‫والقطاع املرصيف) ليكونا الطرفني الثالث‬ ‫والرابع يف منظومة هذه الرشاكة حتى‬

‫تكون أكرث فاعلية وترشك جميع قطاعات‬ ‫االقتصاد واملجتمع‪ ،‬وهذه الرشاكة يجب‬ ‫خلقها وتوجيهها لتحقيق األهداف العليا‬ ‫لالقتصاد طبقا للرؤية الوطنية ‪2040‬‬ ‫وخططها االسرتاتيجية لتحقيق أهدافها‪.‬‬ ‫كام يجب أن تكون هناك خطط‬ ‫ومسارات للقطاع األهيل والخاص بكل‬ ‫مستوياته (الصغري واملتوسط والكبري)‬ ‫الذي يرغب أن تكون مشاريعه خاصة به‬ ‫حسب قدراته وإمكانياته وكل ذلك بتوجيه‬ ‫ودعم حكومي‪.‬‬ ‫ •أطلقت السلطنة البرنامج الوطني‬ ‫(تنفيذ) وحددت بعض القطاعات التي‬ ‫سيتم التركيز عليها في الخطة الحالية‪،‬‬ ‫وتتجه إلى أن يلعب القطاع الخاص‬ ‫دورا أكبر في توسيع استثماراته‪ .‬ماهي‬ ‫نظرة القطاع الخاص؟ وهل سيتفاعل‬ ‫رجال األعمال والمستثمرون مع‬ ‫الفرص المتاحة؟‬

‫القطاع الخاص واملستثمرون ال شك‬ ‫سيتفاعلون مع هذا التوجه والفرص‬ ‫املتاحة من خالله بقدر ما تكون سهولة‬ ‫الوصول إليها وتحقيقها وأن يكون العائد‬ ‫منها مجزيا للمستثمر‪.‬‬ ‫ونتمنى أن يكون برنامج (تنفيذ) فعاال‬ ‫ومؤثرا يقوم بدوره املطلوب لتخفيف‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪11 .‬‬


‫حوار‬

‫الضرائب وغيرها من الضوابط‪ ،‬كيف‬ ‫تقيم مثل هذه اإلجراءات وما هو‬ ‫تأثيرها على القطاع على المديين‬ ‫القصير والطويل؟‬

‫التخطيط المستقبلي ينبغي ان يكون مختلفا عن‬

‫إن مثل هذه اإلجراءات من وجهة نظر‬ ‫األسلوب المتبع حاليا واالبتعاد عن الخطط الخمسية‬ ‫الحكومة تعترب مربرة ومطلوبة يف ظل‬ ‫زيادة عجز امليزانية العامة للدولة نتيجة‬ ‫انخفاض أسعار النفط‪ ،‬أما من حيث‬ ‫بتخطيط طويل المدى لكل قطاع‬ ‫التخطيط االقتصادي فتوقيتها رمبا يكون‬ ‫غري سليم ألنه سيكون لها تأثري سلبي‬ ‫عىل قطاع األعامل واالستثامرات والقطاع‬ ‫األهيل عىل املديني القصري وطويل‬ ‫تحديات كبرية وكثرية وميكن اإلشارة إليها‬ ‫اآلجل‪.‬‬ ‫وضعف القدرات اإلنتاجية واملالية‪.‬‬ ‫هذه اإلجراءات كان من املفرتض ضمن النقاط التالية‪:‬‬ ‫فحجم االقتصاد يتأثر بحجم األسواق‬ ‫أن تكون اتخذت يف وقت االنتعاش‬ ‫التي يخدمها سواء يف الداخل أو‬ ‫االقتصادي ففي مثل هذه الحالة يتم •يعتمد القطاع الخاص بنسبة كبرية عىل‬ ‫الخارج‪ ،‬لذلك يجب العمل عىل زيادة‬ ‫مرصوفات واستثامرات الحكومة – كام‬ ‫قبولها واستيعابها دون تأثري كبري يذكر‪ ،‬أما‬ ‫حجم االقتصاد وتنشيطه داخليا‬ ‫أرشنا آنفا‪ -‬والتي هي يف حالة تراجع‬ ‫ونحن نعيش أزمة مالية وركودا اقتصاديا‬ ‫عن طريق فتح املجال واستقطاب‬ ‫نتيجة انخفاض أسعار النفط‪.‬‬ ‫فكان يفرتض العمل بخطط توسعية‬ ‫استثامرات جديدة ومستثمرين جدد‬ ‫تشجع عىل املزيد من االستثامرات •ضعف تكوين رأس املال الوطني‬ ‫وتسهيل جميع االجراءات والتغايض‬ ‫متالزما مع ضعف القطاع املرصيف‬ ‫محلية كانت أو أجنبية وتحفيز االنتاج‬ ‫عن بعض ما يصنف كسلبيات‪ .‬أو‬ ‫وذلك لعدم وجود خطط اسرتاتيجية‬ ‫وزيادة الصادرات غري النفطية‪.‬‬ ‫توجيه االقتصاد لألسواق الخارجية ويف‬ ‫وميزات للقطاع الخاص لتحفيزه ودفعه‬ ‫هذه الحالة يجب أن يتمتع االقتصاد‬ ‫ •بشكل عام ماهي التحديات التي‬ ‫لبناء قدراته وإمكانياته‪.‬‬ ‫بقدرة كبرية من الكفاءة واالنتاجية‬ ‫يواجهها القطاع الخاص في الوقت •اقتصاد موجه للداخل والذي يعترب‬ ‫والقدرة عىل املنافسة يف األسواق‬ ‫الحالي؟‬ ‫اقتصادا متواضعا نسبيا نتيجة محددات‬ ‫العاملية‪ ،‬وحيث ان اقتصادنا ال يتمتع‬ ‫يواجه القطاع الخاص يف الوقت الحارض‬ ‫هذا االقتصاد من حيث حجم األسواق‬ ‫بهذه القدرات وأن بناء هذه القدرات‬ ‫‪. 10‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬


‫المنافسة على جذب‬

‫االستثمارات قوية بين‬ ‫دول العالم ولذلك‬

‫ّ‬ ‫تملك المقومات ليس‬ ‫كافيا في حد ذاته‬

‫لها‪ .‬لذلك فإن متلك أي دولة للعديد من‬ ‫املقومات ليس كافيا يف حد ذاته لجذب‬ ‫االستثامرات األجنبية املبارشة بصورة‬ ‫كبرية ألن املنافسة قوية بني دول العامل‪.‬‬ ‫فعىل أي دولة ترغب يف جذب‬ ‫االستثامرات األجنبية أن تحدد النقاط‬ ‫التالية والوقوف عليها بالتفصيل‬ ‫ملعرفة إمكانياتها يف استقطاب وجذب‬ ‫االستثامرات األجنبية املبارشة وهذه‬ ‫النقاط هي‪:‬‬ ‫ •مقومات القوة التي متلكها الدولة والتي‬ ‫من خاللها قد تجذب االستثامرات‬ ‫األجنبية وهذه املقومات متثلها املوارد‬ ‫الطبيعية‪ ،‬واملواد األولية‪ ،‬ومصادر‬ ‫الطاقة‪ ،‬وحجم السوق‪ ،‬واملوقع‬ ‫الجغرايف‪ ،‬واالستقرار السيايس‬ ‫واالقتصادي واالجتامعي‪ ،‬وتوفري بنية‬ ‫أساسية جيدة ومتينة‪ ،‬وتوفري يد عاملة‬ ‫متدربة وفنية ورخيصة نسبيا‪.‬‬

‫ •امليزات والحوافز اإلضافية التي ميكن‬ ‫أن نقدمها لجذب هذه االستثامرات‬ ‫مثل اإلعفاءات الرضيبية والجمركية‪،‬‬ ‫ودعم وتحفيز الصادرات‪ ،‬ومعاملة‬ ‫متييزية ضد الواردات‪ ،‬والتعهد برشاء‬ ‫املنتج أو جزء منه‪ ،‬ومناطق حرة أو‬ ‫صناعية ذات قيمة إيجارية منخفضة‪،‬‬ ‫وسياسات التوظيف‪ ،‬والتسهيالت‬ ‫اإلدارية والقوانني (املحطة الواحدة‬ ‫ورسعة إنهاء اإلجراءات)‪.‬‬ ‫ •الوقوف عىل معرفة ما يقدمه‬ ‫املنافسون وهذا مهم جدا حتى نتمكن‬ ‫من اقناع املستثمر بأن ما نقدمه له‬ ‫أفضل من املنافسني اآلخرين‪ ،‬كام‬ ‫ان معرفة عوامل القوة والضعف لدى‬ ‫املنافسني يعترب مدخال للتفاوض‬ ‫مع املستثمرين وتقديم ما يعجز‬ ‫عنه املنافسون ملحاولة التأثري عىل‬ ‫قراراتهم وجذب استثامراتهم‪.‬‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪13 .‬‬


‫حوار‬

‫القيود ومتكني القطاع الخاص ورفع كفاءة املستقبل واالنتباه لكل هذه املتغريات‬ ‫اإلنتاجية واإلنجاز يف القطاع العام وأن ال وتهيئة االقتصاد واملجتمع للتفاعل معها‬ ‫يكون خطا أحمر آخر يضاف للبريوقراطية‪ .‬واالستفادة منها والتحسب ملا سينتج عن‬ ‫إن الخطة الحالية مقصود بها أن تكون استخدامها من آثار اقتصادية واجتامعية‪.‬‬ ‫خطة تجسريية بني الخطة ‪ 2020‬والرؤية‬ ‫املستقبلية ‪ ،2040‬ونتمنى أن تحقق •تمتلك السلطنة العديد من المقومات‬ ‫التي يمكن أن تلعب دورا في جذب‬ ‫الهدف منها وتؤيت مثارها‪ ،‬كام نتمنى أن‬ ‫االستثمارات األجنبية ولكن ال يزال‬ ‫يكون التخطيط املستقبيل مختلفا عن‬ ‫اإلقبال دون المستوى‪ ،‬من وجهة‬ ‫األسلوب العادي املتبع حاليا‪ ،‬والبعد عن‬ ‫نظركم ما هي األسباب وكيف يمكن‬ ‫ما يسمى الخطط الخمسية إىل تخطيط‬ ‫تحفيز االستثمار لدخول السلطنة؟‬ ‫طويل املدى عىل أساس برنامج لكل‬ ‫تهتم الكثري من دول العامل بجذب‬ ‫قطاع عىل حده وتتم مراجعة انجازاته‬ ‫سنويا‪ ،‬واملواءمة بني القطاعات لتحقيق االستثامرات األجنبية املبارشة ملا لها من‬ ‫األهداف العليا لكل قطاع وللقطاعات أهمية اقتصادية واجتامعية وتكنولوجية‬ ‫مجتمعة‪ .‬كوننا منر بأوقات وظروف (نقل معرفة) لذلك فإنها أصبحت يف‬ ‫غري عادية وتحديات كبرية‪ ،‬كام ان سباق محموم الستقطاب وجذب‬ ‫املستجدات العلمية وتطبيقاتها العملية االستثامرات األجنبية ألسواقها‪ ،‬وحيث‬ ‫ستفرض نفسها رسيعا عىل واقعنا إن هذه االستثامرات أصبحت مطلوبة‬ ‫الحيايت املعاش ولذلك وجب استرشاف بشدة فكثري من امليزات والحوافز تقدم‬ ‫‪. 12‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫نتمنى أن يقوم برنامج‬ ‫تنفيذ بدوره المطلوب‬ ‫في تمكين القطاع‬

‫الخاص ورفع االنتاجية‬


‫تســيير الغرفة وفود‬ ‫لمختلــف الدول‬ ‫حقق نتائــج ايجابية‬ ‫في جذب االســتثمار‬ ‫والتعريــف بما لدينا‬ ‫من فرص‬

‫لتحقيق األهداف االسرتاتيجية املخطط‬ ‫لها‪.‬‬ ‫تسير الغرفة وفودا‬ ‫ •بين الفترة واألخرى‬ ‫ّ‬ ‫إلى دول مختلفة وتتيح فرص اللقاء‬ ‫بين رجال األعمال لخلق شراكات جديدة‬ ‫واستغالل الفرص االستثمارية‪ ،‬ما‬ ‫هو تقييمكم للنتائج التي تحققت من‬ ‫خالل هذه الوفود؟‬

‫إن تسيري مثل هذه الوفود واتاحة‬ ‫الفرصة لرجال األعامل للسفر ضمن هذه‬ ‫الوفود لعرض ما لديهم من منتجات‬ ‫وخدمات واالطالع عىل ما لدى الجانب‬ ‫اآلخر ضمن هكذا ترتيبات التي تحمل‬ ‫الصفة الرسمية وشبة الرسمية قد تنتج‬ ‫عنها فرص للجانبني لعقد صفقات تجارية‬ ‫ورمبا استثامرية كل هذا يعترب يف حد ذاته‬ ‫عمال إيجابيا‪ .‬كام أنه يتخلل هذه الزيارات‬

‫إعطاء فكرة إيجابية ومعلومات اقتصادية‬ ‫عن البلد مام قد يشجع املستثمرين من‬ ‫الجانب اآلخر عىل القيام بأعامل تجارية أو‬ ‫استثامرية يف البالد‪.‬‬ ‫إن النتائج التي تحققت صغرية أو كبرية‬ ‫مهام تكن فإنها تعترب إيجابية ونشجع‬ ‫استمرار تسيري مثل هذه الوفود‪ ،‬وملزيد‬ ‫من الفائدة ميكن أن ينضم ممثلون من‬ ‫جهات ورشكات ومؤسسات حكومية‬ ‫وشبه حكومية ملثل هذه الوفود‪ ،‬والذين‬ ‫سيكون مبقدورهم تقديم الكثري من‬ ‫املعلومات االقتصادية وعرض الفرص‬ ‫االستثامرية يف املجاالت املختلفة والتي‬ ‫قد ينتج عنها استقطاب استثامرات‬ ‫خارجية تكون لها منافع ونتائج إيجابية عىل‬ ‫االقتصاد واألعامل داخل البالد‪.‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪15 .‬‬


‫حوار‬

‫ •معرفة متطلبات املستثمر األجنبي‬ ‫وهذا أيضا مهم حتى نتمكن من تلبية‬ ‫احتياجاته ومتطلباته ونقنعه باالستثامر‬ ‫وخاصة إذا ما علمنا أن نظرة املستثمر‬ ‫األجنبي لبعض األمور قد تختلف من‬ ‫النظرة املحلية لنفس األمر‪.‬‬ ‫إن الفرص املتاحة حاليا داخل السلطنة‬ ‫كثرية وكبرية وعىل الجهات الحكومية‬ ‫املعنية أن تعد ملفات استثامرية بهذه‬ ‫الفرص ومن األفضل أن تستعني ببيوت‬ ‫خربة عاملية متخصصة يف ترويج الفرص‬ ‫االستثامرية وتقديم هذه الفرص يف‬ ‫األسواق اإلقليمية والعاملية مبيزات‬ ‫إضافية للرشكات واملؤسسات املعنية‬ ‫واالستثامرية‪.‬‬ ‫ •كيف تنظر إلى القطاع اللوجيستي في‬ ‫السلطنة؟‬

‫‪. 14‬‬

‫يعترب هذا القطاع من القطاعات الكبرية‬ ‫املتنوعة والواعدة‪ ،‬ويعمل يف هذا القطاع‬ ‫كال الجانبني العام والخاص ‪ ،‬فهناك‬ ‫رشكات من القطاع الخاص تعمل يف هذا‬ ‫املجال ولكن كلها تعترب صغريه نسبيا‪.‬‬ ‫أما القطاع العام الذي يعمل يف هذا‬ ‫املجال فقد متت إعادة هيكلته مؤخرا‬ ‫تحت إدارة واحدة‪ ،‬كام أكملت وزارة‬ ‫النقل والاتصاالت دراسة اسرتاتيجية‬ ‫طويلة املدى (‪ )2040‬لهذا القطاع‪ ،‬وهي‬ ‫اسرتاتيجية طموحة نتمنى لها التوفيق‬ ‫يف تنفيذها وتحقيقجميع النتائج املرجوة‬ ‫منها‪ ،‬ولكن تأثر الحكومة باألزمة املالية‬ ‫الحالية انعكس كذلك عىل هذا القطاع‬ ‫كونه جزءا من املنظومة الحكومية لذلك‬ ‫عىل إدارة هذا القطاع أن تبحث عن حلول‬ ‫وطرق مبتكرة الستقطاب االستثامرات‬ ‫املطلوبة داخليا وخارجيا لتنشيط هذا‬ ‫القطاع وتنفيذ جميع مراحلة وأنشطته‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫استراتجية القطاع‬ ‫اللوجيستي طموحة وعلينا‬ ‫البحث عن حلول وطرق‬ ‫مبتكرة‬


‫تتعامل الخطة الخمسية التاسعة مع‬ ‫عدد من التحديات من اهمها تراجع‬ ‫أسعار النفط‪ ،‬والرتكيبة السكانية الشابة‬ ‫يف السلطنة‪ ،‬ويتطلب مواجهة هذه‬ ‫التحديات تعزيز وزيادة دور القطاع الخاص‬ ‫يف التنمية وتنشيط مختلف القطاعات‬ ‫مبا يساهم يف فتح قنوات جديدة‬ ‫لرفد السوق بأعداد كبرية من الوظائف‬ ‫املجدية للمواطنني‪ .‬ويندرج تحت اآلليات‬ ‫املهمة ملواجهة التحديات الحالية االرتقاء‬ ‫بالقدرات التنافسية للسلطنة وإيجاد بيئة‬ ‫جاذبة ومواتية لالستثامر‪ ،‬ويعد ذلك من‬ ‫األهداف الرئيسية التي تسعى لتحقيقها‬ ‫الخطة الخمسية التاسعة‪.‬‬ ‫‪ ‬وتعطي السياسات الحكومية دورا‬ ‫كبريا للقطاع الخاص لتحقيق أهداف‬ ‫الخطة‪ ،‬حيث سيحصل القطاع الخاص‬ ‫ بشكل فردي أو بالرشاكة مع القطاع‬‫العام ‪ -‬عىل فرصة لالستثامر يف عدد من‬ ‫املشاريع الكربى التي تديرها الحكومة‬ ‫بشكل منفرد‪ ،‬ويقدر حجم االستثامرات‬ ‫املتوقعة من قبل القطاع الخاص بنحو ‪52‬‬ ‫باملائة من إجاميل االستثامرات التنموية‬ ‫للخطة التاسعة‪.‬‬ ‫ومن جانبها تعمل الحكومة حاليا عىل‬ ‫حامية االقتصاد الوطني من تداعيات‬ ‫أزمة انخفاض أسعار النفط واإليرادات‬ ‫النفطية‪ ،‬كام تواصل السياسات‬ ‫الحكومية املوازنة بني ترشيد اإلنفاق‬ ‫العام وزيادة فعاليته وبني الحفاظ عىل‬ ‫زخم النمو االقتصادي‪ ،‬ولذلك تم امليض‬ ‫قدما يف الربامج الحكومية لتطوير البنى‬ ‫األساسية وتعزيز قدرة القطاع الخاص‬ ‫عىل النمو وخصخصة بعض املشاريع‬ ‫الحكومية بهدف زيادة فعالية إدارتها‬ ‫وإتاحة املزيد من الخيارات للمستثمرين‪.‬‬ ‫كام تواصل الحكومة برامجها الستقطاب‬ ‫االستثامرات يف القطاعات االقتصادية‬ ‫املختلفة وتوسيع دور القطاع الخاص يف‬ ‫االقتصاد العامين واتخاذ اإلجراءات الكفيلة‬ ‫بتطوير بيئة األعامل واالستثامر وإيجاد‬ ‫الفرص املواتية لها إىل جانب إطالق‬ ‫املشاريع االستثامرية الكبرية والعناية‬ ‫بقطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬ ‫وتعطي الحكومة أولوية كبرية لتطوير‬ ‫مجموعة من اإلجراءات إلضفاء املزيد‬ ‫من املرونة والتسهيل عىل بيئة األعامل‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪17 .‬‬


‫تقرير‬

‫تطوير بيئة االستثامر‬

‫يعزز دور القطاع الخاص يف النمو االقتصادي‬

‫‪. 16‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬


‫تطورات مشاريع مهمة للرشاكة بني‬ ‫القطاعني العام والخاص منها مرشوع‬ ‫األحياء النموذجية‪ ،‬ومرشوع املدارس‬ ‫الحكومية‪ ،‬ومرشوع مستشفى العامرات‪،‬‬ ‫ومرشوع سوق الخضار والفواكه‬ ‫املركزي بالفليج والتي أوكل لفريق‬ ‫عمل مبادرة تصنيف املشاريع القابلة‬

‫للرشاكة مع القطاع الخاص متابعتها‪.‬‬ ‫‪ ‬ويعطي التوسع يف مشاريع الرشاكة‬ ‫وزيادة دور القطاع الخاص يف التنمية‬ ‫زخام قويا لنجاح السياسات االقتصادية‬ ‫للحكومة نحو التنويع االقتصادي عىل‬ ‫الرغم من الضغوط عىل املوازنة بسبب‬ ‫االنخفاض الحاد يف اسعار النفط‪،‬‬

‫ورغم تدين أسعار النفط فإن السلطنة‬ ‫متلك الكثري من املوارد واإلمكانيات‬ ‫والبنية األساسية التي متكنها من ضامن‬ ‫استمرارية النمو‪ ،‬وكلام زادتجاذبية البيئة‬ ‫االستثامرية يزيد معها الفرص املتاحة‬ ‫لالستثامر ويرتفع حجم االستثامرات التي‬ ‫تضخ يف مختلف قطاعات االقتصاد‪.‬‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪19 .‬‬


‫تقرير‬

‫واالستثامر يف السلطنة كإطالق بوابة‬ ‫استثمر بسهولة وإنشاء قسم بوزارة‬ ‫التجارة والصناعة يعنى بتقديم املساعدة‬ ‫يف سبيل تسهيل وإنهاء إجراءات إقامة‬ ‫املشاريع االستثامرية التي تزيد تكلفتها‬ ‫عىل ‪ 10‬ماليني ريال عامين وتدشني نظام‬ ‫النافذة اإللكرتونية الواحدة «بيان» وإنشاء‬ ‫مديرية عامة بوزارة اإلسكان متخصصة‬ ‫يف تقديم وتسهيل الخدمات ملشاريع‬ ‫التطوير العقاري والسياحي وتعديل مواد‬ ‫قانون استثامر رأس املال األجنبي‪.‬‬ ‫ولتقديم مساهمة اقتصادية فعالة‬ ‫من قبل املستثمرين املحليني واألجانب‬ ‫فإن عليهم دور كبري‪ ‬يف املبادرة بضخ‬ ‫استثامرات جيدة يف قطاعات الخدمات‬ ‫العامة كقطاع الصحة والرصف الصحي‬ ‫وإدارة املخلفات الصلبة باإلضافة‬ ‫إىل القطاعات الخمسة التي حددتها‬ ‫الخطة الخمسية التاسعة وهي القطاع‬ ‫اللوجيستي والصناعات التحويلية‬ ‫والسياحة والتعدين واالستزراع السميك‪.‬‬ ‫وشهدت الفرتة املاضية العديد‬ ‫من التطورات املهمة التي تثبت حقا‬ ‫اإلمكانيات والفوائد التي تحققها الرشاكة‬ ‫الفعالة مع القطاع الخاص‪ ،‬حيث سبق أن‬ ‫أعلنت الحكومة أن خطط ترشيد االنفاق‪ ‬‬ ‫الحكومي تضمنت توفريا ضخام‪ ‬يف‬ ‫تنفيذ مرشوع الواجهة السياحية مليناء‬ ‫السلطان قابوس والنزول بالتكلفة إىل‬ ‫نصف مليار ريال عامين بتمويل من‬ ‫القطاع الخاص‪ ،‬كام تم مؤخرا ضخ‬ ‫استثامرات كبرية يف مشاريع جديدة يف‬ ‫منطقة الدقم االقتصادية الخاصة من‬ ‫قبل القطاع الخاص‪.‬‬ ‫وخالل العام املايض استقطبت‬ ‫املنطقة االقتصادية الخاصة‪ ‬بالدقم‬ ‫املزيد من االستثامرات املحلية‬ ‫والعاملية‪ ،‬وبلغ إجاميل االستثامرات‬ ‫الجديدة حوايل (‪ 5‬مليارات ريال عامين)‬ ‫أي ما يعادل ‪ 13‬مليار دوالر من بينها‬ ‫‪ 10.7‬مليار دوالر أمرييك استثامرات‬ ‫املدينة الصناعية الصينية العامنية‬ ‫بالدقم وحوايل ‪ 900‬مليون ريال عامين‬ ‫استثامرات متنوعة يف قطاعات الصناعة‬ ‫والسياحة والتجارة والتطوير العقاري‬ ‫والتعليم والخدمات اللوجيستية وغريها‪.‬‬ ‫وتعكس هذه االستثامرات املناخ‬ ‫‪. 18‬‬

‫االستثامري الذي تتميز به السلطنة ونجاح‬ ‫استقطاب الرشكات املحلية والعاملية‬ ‫لالستثامر يف املنطقة‪ ،‬وتشهد هذه‬ ‫املنطقة مجموعة من استثامرات القطاع‬ ‫الخاص الناجحة مثل مصفاة ومجمع‬ ‫البرتوكيامويات واملدينة الصينية‪.‬‬ ‫ومن بني أهم التطورات فيام يتعلق‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫مبشاريع الرشاكة متابعة تنفيذ املبادرات‬ ‫التي تتوىل األمانة العامة للمجلس‬ ‫األعىل للتخطيط تنفيذها‪ ،‬وهناك التزام‬ ‫بالجدول الزمني املعد مسبقا من خالل‬ ‫النسب املحققة عىل مستوى املؤرشات‬ ‫الرئيسية لكل مبادرة‪ .‬وتتابع فرق العمل‬ ‫املشكلة ملتابعة تنفيذ هذه املبادرات‬


‫القطاع الخاص لديه استعداد‬

‫لالستثمار ولكنه بحاجة لتذليل‬ ‫العقبات وتسهيل االجراءات‬ ‫نبيل بن سالم البيماني‬ ‫المدير التنفيذي بمركز عمان للوجيستيات‬

‫‪ 4‬عناصر رئيسية‬

‫يف املوانئ واملناطق الحرة وشبكة‬ ‫حديثة من الطرق واملطارات وهي‬ ‫بذلك متتلك اإلمكانيات الالزمة لجعل‬ ‫هذا القطاع مساهام رئيسيا يف الناتج‬ ‫املحيل‪.‬‬ ‫وقال إن مجموعة (أسياد) ‪ ‬تقوم حاليا‬ ‫بتنفيذ االسرتاتيجية الوطنية والتي يأيت‬ ‫مركز عامن للوجيستيات كأحد مخرجاتها‪،‬‬ ‫حيث وضعت برامج تنفيذية ‪ ‬تعنى بتحقيق‬ ‫النمو الذي تطمح الحكومة الوصول إليه‬ ‫يف مجال اللوجيستيات واالستفادة من‬ ‫االستثامرات التي ضختها يف القطاع‬ ‫اللوجيستي ويشمل تطوير املوانئ‬ ‫واملناطق الحرة وغريها‪ ،‬مشريا كذلك‬ ‫إىل أن املجموعة وضعت إسرتاتيجية‬ ‫للتطوير واالنطالقة مبجموعة رشكاتها‬ ‫نحو املساهمة الفاعلة واالنطالقة نحو‬ ‫العاملية ‪.‬‬

‫عقبة أمام تعزيز االستثامر يف املجال‬ ‫اللوجيستي‪ .‬ولتحقيق ذلك تم تشكيل‬ ‫‪ 8‬فرق عمل لتكون حلقة الوصل مع‬ ‫مختلف أنشطة اللوجيستيات وتكون‬ ‫رافدا مساندا القرتاح الحلول‪ .‬ويقوم‬ ‫املركز مبتابعة هذه املقرتحات مع‬ ‫الجهات الحكومية ذات العالقة‪ .‬‬ ‫واشار إىل آن االدارة العامة للجامرك‬ ‫تفاعلت مع كل ما من شأنه اإلسهام‬ ‫يف تسهيل االعامل‪ ،‬فتبنت املشغل‬ ‫االقتصادي املعتمد‪ ،‬وتم البدء يف‬ ‫التشغيل التجريبي ‪ ‬للتخليص الجمريك‬ ‫املسبق‪ ،‬و تم اختيار ‪ ٧‬رشكات يف‬ ‫هذه املرحلة‪ .‬اىل جانب تطبيق نظام‬ ‫إدارة املخاطر يف التفتيش والتخليص‬ ‫الجمريك‪.‬‬ ‫ولتسهيل االجراءات فان العمل جار‬ ‫عىل توقيع مذكرات تفاهم مع الجهات‬ ‫املرتبطة بالتخليص الجمريك من اجل‬ ‫االتفاق عىل مؤرشات جودة الخدمة‪.‬‬ ‫والتوسع يف املخازن الجمركية حيث‬ ‫تشمل الخطة الحالية زيارة عدد املخازن‬ ‫لتصل اىل ‪ 10 ‬مخازن بنهاية العام موزعة‬ ‫عىل مختلف أنحاء السلطنة‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأضاف البيامين أن املركز قطع شوطا‬ ‫كبريا يف تنفيذ االسرتاتيجية الوطنية‬ ‫وتفعيل الربامج املرتبطة بها يف مجاالت‬ ‫األسواق وتسهيل التجارة ورأس املال‬ ‫البرشي والتقنية اللوجيستية‪.‬‬ ‫ففي مجال األسواق تم تشكيل برنامج‬ ‫«إرساء» الستعراض الفرص املوجودة‬ ‫يف القطاع اللوجيستي واستقطاب‬ ‫املستثمرين وتذليل العقبات التي تحول‬ ‫دون بدئهم لالستثامر‪ .‬وتم تحديد ‪10‬‬ ‫قطاعات مستهدفة ‪ ،‬وهناك فريق‬ ‫يتوىل دراسة الفرص املتوفرة‪ ،‬وتوفري‬ ‫بعض البيانات التي يحتاجها املستثمر‬ ‫لالستثامر يف القطاع‪ .‬كام أن فريق عمل‬ ‫من القطاع الخاص وإثراء يقوم مبتابعة‬ ‫و دعم كل األنشطة والفرص ومحاولة‬ ‫تذليل ‪ ‬العقبات بالتنسيق مع الجهات‬ ‫ذات العالقة‪ .‬‬ ‫كام تم توقيع مذكرة تفاهم مع املركز‬ ‫الوطني لإلحصاء واملعلومات بهدف‬ ‫توحيد مدخالت القطاع اللوجيستي‬ ‫يف الناتج املحيل وتوفري بيانات دقيقة‬ ‫عن حركة القطاع اللوجيستي وتنسيق‬ ‫الستطالعات الرأي املرتبطة بالقطاع رأس المال البشري‬ ‫اللوجيستي‪.‬‬ ‫إضافة إىل ذلك يجري حاليا إعداد ونظرا ملا يعانيه القطاع يف الوقت‬ ‫خطة تنفيذية لتطبيق التجارة اإللكرتونية الحايل من عدم توفر الكفاءات املؤهلة‬ ‫إلدارة القطاع وعزوف الشباب عن‬ ‫بالرشاكة مع بريد عامن‪.‬‬ ‫االنخراط يف هذا املجال‪ ،‬حيث إن‬ ‫تسهيل التجارة‬ ‫نسبة التعمني ال تزال محدودة ‪ ،‬فإنه‬ ‫يتم العمل حاليا عىل دراسة احتياجات‬ ‫وفيام يتعلق بتسهيل التجارة فان الخطة القطاع اللوجيستي من الكفاءات‬ ‫تقتيض تسهيل كل اإلجراءات التي تقف واملؤهالت الالزمة‪ .‬وتشجيع الجهات‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪21 .‬‬


‫حوار‬

‫املدير التنفيذي مبركز عامن للوجيستيات‪:‬‬

‫مرشوع خزائن يف مرحلة تحليل عروض التطوير‬ ‫كشف نبيل بن سامل البيامين املدير‬ ‫التنفيذي مبركز عامن للوجيستيات‬ ‫أنه يجري حاليا تحليل العروض التي‬ ‫تقدم بها مستثمرون من داخل وخارج‬ ‫السلطنة لتطوير املدينة اللوجيستية‬ ‫بربكاء (خزائن) ‪ ‬مشريا اىل الرغبة والجدية‬ ‫الواضحة التي أبداها الراغبون يف‬ ‫االستثامر من خالل العروض املقدمة‪.‬‬ ‫وقد طرحت رشكة عامن اللوجيستية‬ ‫قرابة ‪ 10‬كيلو مرتات من مدينة خزائن‬ ‫لتطويرها من خالل بناء مخازن وإدارة‬ ‫الخدمات‪ ،‬ورشكات التطوير العقاري‬ ‫املتخصصة يف الخدمات العامة‬ ‫واألنشطة التجارية والسكنية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل البنوك ورشكات التمويل واملحافظ‬ ‫اإلستثامرية‪ .‬حيث تبلغ املساحة اإلجاملية‬ ‫للمنطقة ‪ 95‬كيلو مرتا مربعا فيام من‬ ‫املزمع أن يتم تطويرها عىل خمس‬ ‫‪. 20‬‬

‫نسعى الى استقطاب‬ ‫مزيد من خطوط‬

‫الشحن العالمية لموانئ‬ ‫ودراسة الميزات‬

‫التنافسية والتسويقية‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫في المناطق الحرة‬

‫مراحل‪ .‬ويأيت إنشاء املنطقة اللوجيستية‬ ‫(خزائن) استكامالً لخطة الحكومة يف‬ ‫دعم البنية األساسية للقطاع اللوجيستي‬ ‫سعيًا منها لرتقية الخدمات ملواكبة النمو‬ ‫يف الحركة التجارية بالسلطنة‪ ،‬واالنفتاح‬ ‫االقتصادي عىل دول العامل‪ ،‬وتفعيل‬ ‫جوانب االستثامرات‪ ،‬ورفع معدالت‬ ‫التنافسية من خالل وضع السلطنة كمركز‬ ‫رئييس للخدمات اللوجيستية‪.‬‬ ‫استراتيجية وطنية طموحة‬

‫ويف حديث مع مجلة الغرفة أوضح‬ ‫نبيل البيامين ان السلطنة وضعت‬ ‫اسرتاتيجية وطنية طموحة لتفعيل‬ ‫قطاع اللوجيستيات وزيادة مساهمته‬ ‫يف الناتج املحيل بعد ان استثمرت يف‬ ‫البنية األساسية بشكل كبري واملتمثلة‬


‫بحاجة لمزيد من التنظيم‬

‫وفيام يتعلق بالقطاع الخاص ودوره‬ ‫يف االستثامر بالقطاع اللوجيستي‪،‬‬ ‫أفصح نبيل البيامين عن ان القطاع‬ ‫الخاص رغم استعداده لالستثامر اال‬ ‫انه يتمنى ان تقوم الحكومة بتذليل‬ ‫العقبات وتسهيل اإلجراءات‪ ،‬كام أن‬ ‫القطاع بحاجة اىل مزيد من التنظيم‬ ‫من أجل تشجيع املستثمرين‪.‬‬ ‫واشار اىل ان القطاع الخاص ال‬ ‫يزال تركيزه عىل األعامل اللوجيستية‬ ‫البسيطة‪ ،‬فهناك مثال مجال‬ ‫االستثامر يف سلسلة التربيد والتي‬ ‫تتطلب االستثامر يف انشاء منظومة‬ ‫من املخازن املربدة والناقالت‪ ،‬ولكن‬ ‫االقبال عليه ضعيف من قبل القطاع‬ ‫الخاص موضحا أن القطاع الخاص‬ ‫يتطلع إىل تذليل العقبات ومراعاته‬ ‫يف بعض الجوانب التي تؤثر عىل‬ ‫كفاءة التشغيل وترفع من كلفة‬ ‫األعامل‪.‬‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪23 .‬‬


‫حوار‬

‫األكادميية والتدريبية لتوفري هذه‬ ‫االحتياجات‪ ،‬وتشجيع الشباب العامين‬ ‫للدخول يف القطاع اللوجيستي‪.‬‬ ‫ولتحقيــق هــذه االهــداف تــم اطــاق‬ ‫برنامــج «ســواعد» ‪ .‬ويف ســبيل إطــاع‬ ‫الشــباب ال ُعــاين العامــل يف القطــاع‬ ‫اللوجيســتي عــى الخــرات وأفضــل‬ ‫املامرســات الدوليــة ‪ ،‬ســيتم ارســال ‪10 ‬‬ ‫مــن الشــباب العــاين يف دورة مكثفــة‬ ‫يف املجــال اللوجيســتي بهولنــدا‪ ،‬وذلــك‬ ‫بالتنســيق مــع الحكومــة الهولنديــة‪.‬‬ ‫كــا نســعى عــر املؤسســات البحثيــة‬ ‫توجيــه الباحثــن لعمــل بحــوث يف‬ ‫القطــاع اللوجيســتي‪.‬‬ ‫كــا تركــز االســراتيجية الوطنيــة‬ ‫يف اطــار التطويــر عــى اســتقطاب‬ ‫التقنيــات الحديثــة لجعــل القطــاع‬ ‫اللوجيســتي جاذبــا للــركات العامليــة‬ ‫ويــدار بكفــاءة عاليــة ‪ ،‬حيــث يجــري‬ ‫تقييــم التقنيــات املســتخدمة حاليــا‬ ‫ومراجعــة املســتجدات التقنيــة حــول‬ ‫العــامل واســتقطابها للســلطنة‪.‬‬ ‫‪. 22‬‬

‫استراتيجية أسياد‬

‫وتحدث املدير التنفيذي ملركز‬ ‫عامن للوجيستيات عن اسرتاتيجية‬ ‫املجموعة التي اطلقتها تحت شعار‬ ‫رؤية نحو العاملية لتحقيق الطموحات‬ ‫االسرتاتيجية‬ ‫تضمنتها‬ ‫التي‬ ‫اللوجيستية الوطنية والتي تستدعي‬ ‫التوسع واالنطالق باالستثامر يف‬ ‫القطاع عامليا‪ .‬وقال‪ :‬إن املجموعة‬ ‫تسعى اىل إدارة الرشكات املنضوية‬ ‫تحتها بكفاءة عالية وتقليل الدعم‬ ‫الحكومي لهذه الرشكات وتسعى‬ ‫اىل استثامر اإلمكانيات لدى رشكات‬ ‫املجموعة وإيجاد تناغم وتكامل‬ ‫لتقديم أفضل الخدمات‪ .‬موضحا يف‬ ‫هذا الصدد ان الحكومة استثمرت‬ ‫بشكل كبري يف املوانئ ووفرت طاقات‬ ‫استيعابية ولكنها ـ اي املوانئ ـ ال تزال‬ ‫الحركة فيها اقل من الطاقة االستيعابية‬ ‫واالمكانيات املتوفرة‪ .‬مشريا اىل ان‬ ‫الدور الذي تلعبه املجموعة حاليا‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫يتمثل يف كيفية تعظيم االستفادة من‬ ‫البنية األساسية يف املوانئ واملناطق‬ ‫الحرة‪ ،‬فعل سبيل املثال تبلغ نسبة‬ ‫استغالل املنطقة الحرة بصحار ‪،%15‬‬ ‫و‪ % 55‬يف منطقة صاللة الحرة‪.‬‬ ‫وقـال‪ :‬إن اسـياد تسـعى السـتقطاب‬ ‫مزيـد مـن خطـوط الشـحن العامليـة اىل‬ ‫موانـئ السـلطنة مـن خلال اسـتقطاب‬ ‫كربيـات رشكات الشـحن‪ ،‬وتـم اسـناد‬ ‫مناقصـة لدراسـة ‪ ‬املناطـق الحـرة‬ ‫والتسـويقية‬ ‫التنافسـية‬ ‫وميزاتهـا‬ ‫وتفعيلهـا لجـذب مزيـد مـن الحركـة‪ .‬كام‬ ‫نعمـل على تسـهيل االجـراءات لتنشـيط‬ ‫األعمال واالسـتثامر يف السـلطنة‪ ،‬ويف‬ ‫سـبيل ذلـك يتـم العمـل على منظومـة‬ ‫محطـة الكرتونيـة واحـدة للتغلـب‬ ‫على هـذه التحديـات‪ .‬وقـال‪ :‬إن الفترة‬ ‫القادمـة ستشـهد بعـض املشـاريع‬ ‫التـي يتـم العمـل عليهـا حاليـا ومنهـا‬ ‫نظـام مجتمـع املوانـئ والهـدف منـه‬ ‫االسـتفادة مـن املوانـئ العامنيـة وزيـادة‬ ‫التنافسـية فيهـا‪.‬‬


‫اﻟﻤﺆﺷﺮات اﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع‬ ‫اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻴﺔ ﺣﺘﻰ ‪2020‬‬

‫رﻓﻊ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻘﻄﺎع ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻤﺤﻠﻲ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ‬ ‫إﻟﻰ ﻣﻠﻴﺎري رﻳﺎل‪.‬‬ ‫زﻳﺎدة ﺣﺠﻢ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﺑﻤﺎ ﻻ‬ ‫ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﻣﻠﻴﺎر رﻳﺎل‪.‬‬

‫زﻳﺎدة اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﺘﻲ‬ ‫ﻳﻮﻓﺮﻫﺎ اﻟﻘﻄﺎع ﻣﻦ ‪ 67‬أﻟﻔﺎ‬ ‫ﺣﺎﻟﻴﺎ اﻟﻰ ‪ 100‬أﻟﻒ‬

‫ﺧﻔﺾ اﻟﻤﺪة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎل إﺟﺮاءات‬ ‫ﺗﺨﻠﻴﺺ اﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮردة ﻓﻲ اﻟﺸﺤﻦ‬ ‫اﻟﺒﺤﺮي ﻣﻦ ﻣﻌﺪل ‪ 7.2‬أﻳﺎم إﻟﻰ ‪ 1.5‬ﻳﻮم‪.‬‬

‫زﻳﺎدة اﻟﺴﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻧﺊ ﻣﻦ ‪ 3.1‬ﻣﻠﻴﻮن‬ ‫اﻟﻰ ‪ 7‬ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻃﻦ )وﺣﺪة ﻣﻜﺎﻓﺌﺔ ﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‬ ‫ﻗﺪﻣﺎ ﻛﻄﺎﻗﺔ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ(‪.‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪25 .‬‬


‫اﻫﻢ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻲ‬

‫ﻣﺸﺮوع اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‬ ‫اﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻴﺔ ﺑﺠﻨــﻮب‬ ‫اﻟﺒﺎﻃﻨـﺔ )ﺧــﺰاﺋﻦ(‬ ‫وﻫﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ‬ ‫ﻧﻤﻮذﺟﻴﺔ ﺗﺮﺑﻂ‬ ‫اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‬ ‫اﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻴﺔ ﺑﻔﺮص‬ ‫إﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ واﻋﺪة‪.‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﺎت ﻟﻠﻨﻘﻞ‬ ‫اﻟﺒﺮي وﺗﺸﻤﻞ‪:‬‬ ‫إﻧﺸﺎء ورﺑﻂ اﻟﺴﻜﻚ‬ ‫اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺑﺤﻘﻮل‬ ‫اﻟﺘﻌﺪﻳﻦ‪ .‬اﻟﺮﺑﻂ اﻟﺒﺮي‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻤﺤﻄﺔ اﻟﻮاﺣﺪة‬ ‫ﻟﻠﺘﺨﻠﻴﺺ اﻟﺠﻤﺮﻛﻲ‬ ‫)ﺑﻴﺎن(‪ .‬إﻧﺸﺎء‬ ‫اﻟﻤﺴﺘﻮدﻋﺎت اﻟﺠﻤﺮﻛﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﺒﻀﺎﺋﻊ‪.‬‬ ‫ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺷﺒﻜﺔ ﺳﻠﺴﻠﺔ‬ ‫اﻟﺘﺒﺮﻳﺪ اﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺗﻤﻜﻴﻦ اﻟﺘﺠﺎرة‬ ‫اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫‪. 24‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻨﻘﻞ‬ ‫اﻟﺠﻮي‪:‬‬

‫ﻣﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻨﻘﻞ‬ ‫اﻟﺒﺤﺮي‪:‬‬

‫ﻣﺸﺮوع )ﻗﺮﻳﺔ اﻟﺸﺤﻦ(‬ ‫ﻓﻲ ﻣﻄﺎر ﻣﺴﻘﻂ‬ ‫اﻟﺪوﻟﻲ وﺗﺤﺴﻴﻦ اﻟﻜﻔﺎءة‬ ‫اﻟﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﻄﺎر‪.‬‬

‫ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺟﻮدة ﺧﺪﻣﺎت‬ ‫اﻟﻤﻮاﻧﺊ اﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺗﻮﺳﻴﻊ وﺗﻌﺰﻳﺰ ﺧﻄﻮط‬ ‫اﻟﻤﻼﺣﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻤﻮاﻧﺊ‬ ‫اﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ وزﻳﺎدة ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ‬ ‫وﻣﺴﺘﻮى اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺰودي اﻟﺨﺪﻣﺎت‬ ‫اﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ‪.‬‬ ‫ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺎم ﻣﺠﺘﻤﻊ‬ ‫اﻟﻤﻮاﻧﺊ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻮاﻧﺊ‬ ‫اﻟﺴﻠﻄﻨﺔ‪.‬‬ ‫ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺑﻴﺌﺔ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻣﺤﻔﺰة‬ ‫ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺤﺮة ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻼل ﺗﻄﻮﻳﺮ وﺗﺤﺴﻴﻦ‬ ‫اﻷﻧﻈﻤﺔ واﻟﻤﺮاﻓﻖ‪.‬‬

‫‪. Issue 230 . Jan-Feb‬‬

‫‪24 .‬‬


‫وقد أجمع املشاركون عىل ان السلطنة‬ ‫متتلك القدرة واالمكانيات عىل لعب دور‬ ‫أكرب يف القطاع اللوجيستي لكن بعض‬ ‫القوانني والترشيعات تطلب اعادة نظر‪،‬‬ ‫كام انه من الرضورة العمل عىل ترسيع‬ ‫االجراءات واالعتامد عىل التقنية الحديثة‬ ‫واالستفادة من خربات عاملية حققت‬ ‫نجاحات ملموسة‪.‬‬ ‫وأوضحوا ان بعض الجهات املعنية‬ ‫تقوم بالدور املطلوب واستطاعت‬ ‫مواكبة احتياجات املرحلة ومنها االدارة‬ ‫العامة للجامرك التي طبقت العديد من‬ ‫الربامج واالنظمة لتسهيل االجراءات‪ ،‬فيام‬ ‫عىل املوانئ تعزيز دورها ولعب دور أكرب‪،‬‬ ‫وان تكون منافسا عامليا بتقديم أفضل‬ ‫الخدمات‪.‬‬ ‫ونوهوا إىل ان القطاع ميكنه ان يتيح‬ ‫عرشات األالف من فرص العمل كام هي‬ ‫االسرتاتيجية الوطنية اال انه من الرضوري‬ ‫ان تتالءم مخرجات التعليم مع متطلبات‬ ‫العمل من خالل ايجاد معاهد متخصصة‬ ‫تقدم لهم التدريب وتؤهلهم للعمل يف‬ ‫القطاع‪ ،‬والتنسيق مع الجامعات والكليات‬ ‫يف السلطنة بهدف إيجاد تخصصات‬ ‫تتوافق مع احتياجات القطاع‪.‬‬ ‫يقول عبدالله الشعييل رئيس تحرير‬ ‫األوبزيرفر مفتتحا الندوة‪ :‬تضع السياسات‬ ‫الحكومية أهدافا طموحة للقطاع‬ ‫اللوجيستي‪ ،‬إذ تستهدف اسرتاتيجية‬ ‫القطاع أن يتحول قطاع اللوجيستيات‬ ‫إىل ثاين أكرب مساهم يف الناتج املحيل‬ ‫االجاميل بحلول عام ‪ ،2040‬وأن تصبح‬ ‫السلطنة بني أكرب ‪ 10‬مراكز لوجيستية‬ ‫عاملية بحلول عام ‪2040‬م‪.‬‬ ‫يضيف‪ :‬يف الوقت الحايل متتلك‬ ‫السلطنة العديد من املقومات التي‬ ‫متثل بنية اساسية جيدة للقطاع‬ ‫اللوجيستي بدءا من منظومة مطارات‬ ‫ومواىنء متكاملة ومرورا بشبكة الطرق‬ ‫املتطورة ويتوج ذلك املوقع الجغرايف‬ ‫املتميز واالستقرار السيايس‪ ،‬ومن حيث‬ ‫التصنيف العاملي تحتل السلطنة يف‬ ‫الوقت الحايل املركز الـ ‪ 48‬عامليا‪ ،‬وإضافة‬ ‫إىل الهدف األسايس وهو إيجاد قطاعات‬ ‫اقتصادية قوية تدعم التنويع االقتصادي‬ ‫فإن القطاع اللوجيستي من املؤمل أيضا‬ ‫أن يساهم يف تحقيق هدف أسايس‬ ‫وهو املساهمة بفاعلية يف توفري عدد‬

‫المشاركون بالندوة‪:‬‬ ‫أحمد بن سعيد تبوك‬

‫مدير أول أسواق بمركز عمان‬ ‫للوجيستيات التابع لمجموعة أسياد‬

‫العقيد سعيد بن خميس الغيثي‬ ‫مساعد مدير عام اإلدارة العامة‬ ‫للجمارك ـ شرطة عمان السلطانية‬

‫محمد بن حسن العنسي‬

‫نائب رئيس لجنة قطاع النقل بغرفة‬ ‫تجارة وصناعة عمان‬

‫مصطفى بن أحمد سلمان‬

‫عضو لجنة القطاع المالي والمصرفي‬ ‫بغرفة تجارة وصناعة عمان‬

‫خليل بن عبدالله البلوشي‬

‫مدير أول تطوير األعمال بشركة‬ ‫المدينة اللوجيستية‬

‫نصر بن زاهر الحضرمي‬

‫الهيئة العامة لترويج االستثمار وتنمية‬ ‫الصادرات “إثراء”‬

‫محمود الموصلي‬

‫مدير التسويق بقسم الشحن‬ ‫بالطيران العماني‬

‫أدار الندوة ‪:‬‬ ‫عبدالله الشعيلي‬

‫رئيس تحرير جريدة األوبزيرفر‬

‫كبري من الوظائف للمواطنني ودعم منو‬ ‫قطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬ ‫التي ميكن أن تجد مجاال واسعا للعمل‬ ‫يف الخدمات املرافقة للقطاع مثل النقل‬ ‫والشحن والتوزيع وغريها من الخدمات‪.‬‬ ‫االستراتيجية الوطنية‬

‫وتحدث أحمد بن سعيد تبوك مدير أول‬ ‫أسواق مبركز عامن للوجيستيات التابع‬ ‫ملجموعة أسياد عن االسرتاتيجية الوطنية‬ ‫والدور الذي يضطلع به املركز الوطني‬ ‫للوجيستيات موضحا أن املجموعة‬ ‫تأسست يف عام ‪2015‬م‪ ،‬بهدف تنفيذ‬ ‫االسرتاتيجية الوطنية للقطاع اللوجيستي‬ ‫عن طريق مركز عامن للوجيستيات‬ ‫وتحسني أداء الرشكات الحكومية العاملة‬ ‫يف القطاع اللوجيستي من موانئ وغريها‬ ‫وانتشال بعضها من الخسائر وتحويلها‬ ‫اىل رشكات ربحية‪ .‬حيث تتبع املجموعة‬ ‫حاليا ‪ 15‬رشكة باإلضافة إىل رشكتني‬ ‫تابعتني للرشكة العامنية للنقل البحري‪.‬‬ ‫وأضاف ان االسرتاتيجة الوطنية‬ ‫للوجيستيات ‪ 2040‬حددت بعض‬ ‫األهداف لألعوام ‪ 2020‬و‪ 2030‬و‪،2040‬‬ ‫لزيادة مساهمة القطاع يف الناتج املحيل‬ ‫ففي ‪ 2020‬تم تحديد ‪ 3‬مليارات ريال‬ ‫عامين للمساهمة يف الناتج املحيل‪،‬‬ ‫ويف عام ‪ 2030‬يرتفع اىل ‪ 8‬مليارات‪ ،‬ويف‬ ‫عام ‪ 2040‬يصل اىل ‪ 14‬مليار ريال عامين‪.‬‬ ‫قطاع الجمارك‬

‫وخالل الفرتة املاضية شهد القطاع‬ ‫اللوجيستي تنفيذ بعض املرشوعات‬ ‫التي تعكس االهتامم بهذا القطاع ومنها‬ ‫ما يتعلق بالجامرك وترسيع وترية انهاء‬ ‫االجراءات يف املنافذ الجمركية‪.‬‬ ‫ويف هذا الشأن أوضح العقيد سعيد بن‬ ‫خميس الغيثي مساعد مدير عام اإلدارة‬ ‫العامة للجامرك عن رؤية رشطة عامن‬ ‫السلطانية يف تنمية القطاع اللوجيستي‬ ‫فيام يتعلق بالشحن والتفريغ واملنافذ‬ ‫الجمركية‪.‬‬ ‫وقال إن قطاع الجامرك يلعب دورا‬ ‫أساسيا يف تطوير منظومة القطاع‬ ‫اللوجيستي‪ ،‬حيث يوجد بالسلطنة ‪27‬‬ ‫منفذا جمركيا بريا وبحريا وجويا ترشف‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪27 .‬‬


‫ندوة‬

‫اللوجيستيات ‪ ...‬قطاع واعد ولكن!‬ ‫ندوة‬

‫تسرب أغوار القطاع وتشخص التحديات وتضع الحلول‬

‫ال بد من تطوير التشريعات وتسهيل بيئة العمل بتوظيف التقنية وإيجاد كادر بشري يفي باحتياجات القطاع‬ ‫نحن في منطقة بها ‪ 80‬مليون شخص ولدينا فرصة كبيرة لموقعنا االستراتيجي‬

‫يشكل قطاع اللوجيستيات أهمية كبيرة للسلطنة في تعزيز االقتصاد الوطني حيث تراهن عليه الحكومة في تنويع‬ ‫مصادر الدخل من خالل زيادة مساهمته في الناتج المحلي بعد أن هيأت البنية االساسية المتمثلة في انشاء موانئ‬ ‫متطورة ومناطق حرة تستوعب الكثير من الصناعات وشبكة طرق متكاملة‪ ..‬هذا الى جانب المناخ السياسي اآلمن‬ ‫نوعية في صناعة الخدمات اللوجيستية‬ ‫والمستقر والموقع الجغرافي اللذين يعتبران عنصرين أساسيين في إحداث نقلة‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أساسيا للخدمات اللوجيستية على مستوى العالم‪.‬‬ ‫مركزا‬ ‫كي تصبح‬ ‫ويعد القطاع اللوجيستي واحدا من القطاعات الستة ضمن البرنامج الوطني (تنفيذ) الذي تتبعه الحكومة في الوقت‬ ‫الحالي‪ ،‬نظرا لفرص االستثمار المتاحة في هذا القطاع‪ ،‬حيث تم وضع استراتيجية وطنية طموحة بعيدة المدى لتكون‬ ‫مساهمة القطاع في الناتج المحلي ‪ 14‬مليار رياال‪ ،‬وفرص عمل للشباب تقدر بـ ‪ 300‬ألف بحلول عام ‪.2040‬‬ ‫عقدت ندوة موسعة ‪ ،‬جمعت صناع القرار ومستثمرين وخبراء على طاولة واحدة‪ ،‬وحضرها سيف بن‬ ‫مجلة‬ ‫سعود المحروقي المكلف بأعمال الرئيس التنفيذي لمؤسسة عمان للصحافة والنشر واإلعالن‪ ،‬محورها الرئيسي كيف‬ ‫يمكن تحقيق ما تصبو اليه السلطنة في هذا القطاع الواعدة والمعوقات التي يجب الوقوف عندها ‪ ..‬وما هو المطلوب‬ ‫من الحكومة حتى يتمكن القطاع من تحقيق أهدافه االستراتيجية؟ وما هو الدور المطلوب أيضا من القطاع الخاص‬ ‫للمساهمة بفاعلية كشريك حقيقي في التنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫‪. 26‬‬ ‫‪. 26‬‬

‫‪ .‬العدد ‪. 226‬أكتوبر‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬


‫من حيث الطلب والعرض وإمكانية‬ ‫تنافسها يف املنطقة‪ .‬وخرجنا بتحديد ‪10‬‬ ‫قطاعات من ضمنها القطاع اللوجيستي‬ ‫و‪ 25‬سوقا‪ ،‬وذلك بالتنسيق مع الجهات‬ ‫املعنية‪.‬‬ ‫وتعمل إثراء حاليا عىل ترويج القطاع‬ ‫اللوجيستي من خالل أسياد ومن خالل‬ ‫الرشكات املعنية بهذا القطاع‪ ،‬والتعريف‬ ‫باملرشوعات املعنية والرتويج لها يف‬ ‫املحافل الدولية الستقطاب االستثامرات‪.‬‬ ‫ومن تلك الجهود عىل سبيل املثال‬ ‫مشاركة اسياد بالهند للرتويج ملرشوع‬ ‫امليناء الربي‪ ،‬وقد ابدى املستثمرون‬ ‫الهنود اهتامما ورغبة يف االستثامر بهذا‬ ‫املرشوع‪.‬‬ ‫الفرص االستثمارية المتاحة‬

‫وتحت محور أهم الفرص االستثامرية‬ ‫املتاحة واملتوقعة يف القطاع اللوجيستي‬ ‫قال محمد بن حسن العنيس نائب رئيس‬ ‫لجنة قطاع النقل بغرفة تجارة وصناعة‬

‫أحمد تبوك‪:‬‬

‫االستراتيجة الوطنية‬

‫‪ 2040‬تستهدف ‪14‬‬

‫مليار ريال و‪ 300‬ألف‬ ‫فرصة عمل‬

‫عامن ان القطاع اللوجيستي قطاع كبري‬ ‫والفرص االستثامرية به كثرية‪ ،‬مشريا‬ ‫اىل أن أسياد هي حاليا الجهة املنظمة‬ ‫للقطاع‪ ،‬منوها اىل هناك بعض‬ ‫الترشيعات والقوانني التي من الرضوري‬ ‫اعادة النظر فيها لتخدم املستثمرين‬ ‫يف هذا القطاع الواعد‪ .‬فمثال انعكاسات‬

‫االزمة الخليجية يف ميناء صحار أعطت‬ ‫مؤرش جديدا‪ ،‬وجعلتنا نتساءل ‪ ..‬ملاذا‬ ‫ال نفتح السوق العامين؟ وملاذا ال نزيد‬ ‫من املشغلني يف امليناء؟ فامليناء يف‬ ‫الوقت الحايل مكتظ بالسفن والحركة‬ ‫التجارية‪ ،‬ايضا الخط الجديد مع السعودية‬ ‫اخترص املسافة للرياض‪ ،‬ولكن إىل اآلن‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪29 .‬‬


‫ندوة‬

‫األعامل الجمركية‪.‬‬ ‫و أشار اىل ان نظام «بيان» الذي تطبقه‬ ‫الجامرك من املتوقع أن يحدث نقلة نوعية‬ ‫يف تسهيل العمليات الجمركية‪ .‬حيث‬ ‫بإمكان التجار تخليص االجراءات الجمركية‬ ‫املتعلقة بالتصدير واالسترياد من خالل‬ ‫هذا الربنامج‪ .‬الذي يتكون من ‪ 19‬نظاما‬ ‫متخصصا يف املعامالت الجمركية‪.‬‬

‫عبدالله الشعيلي ‪:‬‬

‫الحكومة وضعت أفكارا‬

‫طموحة ليتحول القطاع‬ ‫إلى ثاني اكبر مساهم‬ ‫في الناتج المحلي‬

‫عليها الجامرك‪ ،‬وخصوصا املوانئ‬ ‫الرئيسية وهي صحار وصاللة والدقم‪.‬‬ ‫وأضاف أن الجامرك موجودة يف كل‬ ‫املنافذ الربية والبحرية والجوية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل سوق املوالح الذي يعترب منفذا‬ ‫جمركيا‪ ،‬ومركز تصدير األسامك بالسوق‬ ‫املركزي لتسهيل عملية التصدير‪.‬‬ ‫‪. 28‬‬

‫الترويج للقطاع‬

‫وملواكبة هذا القطاع سعت الجامرك‬ ‫منذ فرتة طويلة لتطوير بنيتها وخدماتها‪،‬‬ ‫حيث صدرت توجيهات يف عام ‪2011‬‬ ‫لتطوير شامل لقطاع الجامرك من خالل‬ ‫تطوير قدرات الكادر البرشي والبنية‬ ‫األساسية ببناء أفضل املنافذ الجمركية‬ ‫الحديثة العاملية‪ ،‬باإلضافة إىل حوسبة‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫وانتقل الحديث اىل نرص بن زاهر‬ ‫الحرضمي من املديرية العامة لرتويج‬ ‫االستثامر بالهيئة العامة لرتويج االستثامر‬ ‫وتنمية الصادرات (إثراء) عن خطة الهيئة‬ ‫فيام يتعلق بتنمية القطاع اللوجيستي‬ ‫والرتويج للسلطنة محليا وخارجيا‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬ان الهيئة تعمل عىل الرتويج‬ ‫لالستثامر داخل السلطنة‪ ،‬وتنمية‬ ‫الصادرات خارج السلطنة ففي عام ‪2015‬‬ ‫قمنا بتجديد اسرتاتيجية تنمية الصادرات‬ ‫من خالل معرفة القطاعات املستهدفة‬


‫العقيد سعيد الغيثي‪:‬‬

‫نظام «بيان» أحدث نقلة‬

‫نوعية في إنهاء االجراءات‬

‫الجمركية عبر ‪ 19‬نظاما‬

‫متخصصا‬

‫وهنا يتداخل مصطفى بن أحمد‬ ‫سلامن عضو لجنة القطاع املايل‬ ‫واملرصيف بالغرفة بالقول‪ :‬لدينا مواىنء‬ ‫قدمية ‪ ،‬وتجربتنا نحن العامنيني قدمية‬ ‫يف مجال النقل البحري‪ ،‬والخربات التي‬ ‫منلكها كبرية جدا‪ ،‬وبذلك لدينا القدرة عىل‬ ‫التنافس عىل مستوى املنطقة‪.‬‬ ‫تنافس المشغلين على األسعار‬

‫العقيد سعيد بن خميس الغيثي مساعد‬ ‫مدير عام اإلدارة العامة للجامرك يرى انه‬ ‫من املفرتض التنافس بني املشغلني‬ ‫يف املواىنء عىل جودة تقديم الخدمة‪،‬‬ ‫اآلن نالحظ أن املشغلني يف املواين‬ ‫يتنافسون عىل األسعار‪ .‬فالتنافس عىل‬ ‫تقديم الخدمة سوف يدفع جميع املوانئ‬ ‫عىل تطوير خدماتها‪ ،‬ومن ثم ميكن أن القطاع الخاص يف املجال اللوجيستي‬ ‫نتنافس عىل املستوى الخارجي‪.‬فالتاجر والحلول للتغلب عليها‪.‬‬ ‫يقول‪ :‬رشكة املدينة للخدمات‬ ‫يهمه الوقت‪ ،‬بأن تنجز أعامله بأرسع وقت‬ ‫اللوجيستية تقدم خدمات مختلفة منها‬ ‫ممكن‪.‬‬ ‫إدارة املوانئ الربية والحاويات‪ ،‬ولدينا‬ ‫محطة مسقط للحاويات‬ ‫مرشوع محطة مسقط للحاويات وهو‬ ‫أول ميناء بري بالسلطنة حيث يقدم‬ ‫وتحدث خليل بن عبدالله البلويش امليناء عددا من الخدمات وهي خدمات‬ ‫مدير أول تطوير األعامل برشكة املدينة التخليص الجمريك والتنسيق مع اإلدارة‬ ‫اللوجيستية عن العقبات التي يواجهها العامة للجامرك‪.‬‬

‫توجد محطة مسقط للحاويات يف‬ ‫الرميس وتعترب بوابة ملحافظة مسقط‪،‬‬ ‫وفكرة املرشوع جاءت يف ‪،2009‬‬ ‫حيث إنه عندما انتقلت العمليات من‬ ‫ميناء السلطان قابوس إىل ميناء صحار‬ ‫راجعنا الفكرة مع الجهات املعنية من‬ ‫ضمنها اإلدارة العامة للجامرك ووجدت‬ ‫هذه املحطة وسهلت الكثري عىل‬ ‫التجار والرشكات يف عمليات االسترياد‬ ‫والتصدير‪.‬‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪31 .‬‬


‫ندوة‬

‫رئييس‪ .‬فمواىنء السلطنة تتنافس‬ ‫داخليا‪ ،‬ولكن يجب عليها أن تنافس‬ ‫املواىنء عىل مستوى املنطقة‪ ،‬التي‬ ‫سبقتنا بشكل كبري جدا‪ ..‬نحن يف منطقة‬ ‫بها ‪ 80‬مليون شخص ولدينا فرصة كبرية‬ ‫نظرا ملوقعنا االسرتاتيجي‪ ،‬ما زالت ‪%46‬‬ ‫من منتجاتنا تستورد عن طريق الرب‪،‬‬ ‫وكان يفرتض أن تكون املوانئ هي من‬ ‫تستقطب هذه املنتجات‪.‬‬

‫محمد العنسي‪:‬‬

‫القطاع اللوجيستي‬

‫متشعب ومع الخطة‬

‫الجديدة ‪ 2020‬سيستوعب‬ ‫‪ 50‬ألف وظيفة إضافية‬

‫ال يوجد استغالل لهذه الفرص‪ ،‬ألن بعض‬ ‫القوانني تحد من ذلك‪.‬‬ ‫القوانين والتشريعات وبيئة العمل‬

‫يضيف عىل ذلك مصطفى بن أحمد‬ ‫سلامن رئيس مجلس إدارة املتحدة‬ ‫لألوراق املالية عضو لجنة القطاع املايل‬ ‫واملرصيف بغرفة تجارة وصناعة عامن‪،‬‬ ‫ان املطلوب من الحكومة تطوير القطاع‬ ‫اللوجيستي‪ ،‬ووضع ترشيعات وقوانني‬ ‫كافية لهذا القطاع‪ ،‬فاالسرتاتيجية الوطنية‬ ‫‪. 30‬‬

‫االستثمار في الشحن الجوي‬

‫هي اسرتاتيجيةجيدة‪ ،‬ملا فيها من اهداف‬ ‫كبرية حيث توضح أن نسبة مساهمة‬ ‫القطاع حاليا ‪ %5‬من الناتج املحيل وترتفع‬ ‫إىل ‪ .%8‬ويعمل يف هذا القطاع ‪ 30‬ألف‬ ‫موظف ومن املتوقع ان يرتفع العدد يف‬ ‫‪ 2020‬إىل ‪ 80‬ألف وظيفة ويف ‪ 2040‬إىل‬ ‫‪ 300‬ألف وظيفة‪.‬‬ ‫ولكن كيف ميكن أن نحقق ذلك حسب‬ ‫كل مرحلة؟ معتربا ان ذلك هو التحدي‬ ‫الفعيل‪ ،‬وألجل تحقيق ذلك يجب النظر‬ ‫يف كل يشء يخدم العملية‪ ،‬واعتقد ان‬ ‫الترشيعات وتسهيل بيئة العمل مطلب‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫محمود املوصيل مدير التسويق بقسم‬ ‫الشحن بالطريان العامين اشار اىل ان‬ ‫الشحن الجوي هو خدمة ثانوية يقدمها‬ ‫الطريان العامين‪ ،‬اذ ال يوجد لدينا اسطول‬ ‫للنقل الجوي‪ ،‬ولكن مع مرشوع تنفيذ‬ ‫هناك دراسة لجلب طائرتني او ‪ 3‬طائرات‬ ‫مخصوصة للشحن الجوي‪ .‬وبالرغم من‬ ‫وضع الشحن الجوي اآلن اال ان هناك زيادة‬ ‫سنوية يف معدله‪.‬‬ ‫وقال لقد آن األوان لفتح باب االستثامر‬ ‫للشحن الجوي‪ ،‬ولكن املستثمر‬ ‫عندما يأيت لالستثامر ينظر للمعوقات‬ ‫والصعوبات التي تقف أمامه‪ .‬موضحا أن‬ ‫زيادة املشغلني يف املواىنء سوف يعزز‬ ‫وسوف يدعم التنافس الداخيل‪.‬‬


‫محمود الموصلي‪:‬‬ ‫ندرس من خالل‬

‫«تنفيذ» شراء طائرتين‬ ‫او ‪ 3‬طائرات تخصص‬ ‫للشحن الجوي‬

‫تؤثر عىل االداء‪ .‬وخالل شهر وصل عدد‬ ‫الحاويات يف امليناء اىل قرابة الضعف‪ ،‬جدة بالسعودية‪.‬‬ ‫يجب علينا ان نستغل موقعنا‬ ‫واملشكلة كانت يف عدم وجود فرق‬ ‫االسرتاتيجي‪ ،‬بأن نكون معرب خط جميع‬ ‫العمل الكافية‪.‬‬ ‫دول العامل‪.‬نحتاج نحن العاملني يف‬ ‫الموقع االستراتيجي للسلطنة‬ ‫القطاع اللوجيستي ان يتم التعامل مع‬ ‫التحديات بشكل رسيع وايجاد الحلول لها‬ ‫محمد بن حسن العنيس نائب رئيس لجنة بكل رسعة‪.‬‬ ‫قطاع النقل والقطاع اللوجيستي بغرفة‬ ‫تجارة وصناعة عامن) يرى املسألة من تقنية المعلومات ومشروع بيان‬ ‫منظور آخر فيقول‪ :‬املشاكل يف امليناء‬ ‫إدارية وليست يف االستيعاب‪ .‬فالرشكة وتطرق العقيد سعيد بن خميس الغيثي‬ ‫ليست عندها امكانية يف استيعاب مساعد مدير عام اإلدارة العامة للجامرك‬ ‫اعداد كثرية واستيعاب موارد برشية أكرث لالستثامر يف تقنية املعلومات والفائدة‬ ‫التي تعود عىل القطاع اللوجيستي قائال‪:‬‬ ‫واحضار اجهزة اكرث‪.‬‬ ‫يجب أن ننظر اىل موقع السلطنة قمنا يف االدارة العامة للجامرك بتطوير‬ ‫االسرتاتيجي‪ ،‬فميناء صاللة من أفضل العمل الجمريك باالستعانة بالرشكات‬ ‫املوانئ يف الرتانزيت‪ ،‬لكن املشكلة أن العاملية‪ ،‬وأعدت دراسة عن العمل‬ ‫االتفاقية كانت مع رشكة واحدة وصارت الجمريك بالسلطنة وخرجت بتوصيات‬ ‫هي التي تتحكم بامليناء‪ ،‬وعندما ذهبت انه ال بد من اعادة تطوير هيكلة الجامرك‪.‬‬ ‫ميناء جدة تراجعت االعامل يف ميناء مشريا اىل ان مرشوع «بيان» الهدف منه‬ ‫صاللة‪ ،‬النهم نقلوا بعض اعاملهم مليناء تسهيل وترسيع االجراءات الجمركية‪،‬‬

‫والهدف االخر دقة االحصاءات واالرقام‪.‬‬ ‫حيث إن دقة هذه االرقام تساعد يف‬ ‫عمليات البناء والتخطيط‪ .‬كام ان أهم‬ ‫ركيزة يف برنامج بيان هي تقليص زمن‬ ‫االفراج حيث ال يتجاوز تخليص العمل‬ ‫الجمريك بالربنامج النصف ساعة‪ .‬ورؤيتنا‬ ‫أنه خالل ‪ 10‬سنوات القادمة أن نكون‬ ‫من أوائل دول العامل فيام يتعلق برسعة‬ ‫زمن اإلخراج‪ ،‬حيث كانت السلطنة يف‬ ‫عام ‪ 2014‬ترتيبها يف الستينات‪ ،‬وخالل‬ ‫سنتني تقدمنا ‪ 11‬مركزا‪.‬‬ ‫تعمين التجربة التقنية‬

‫وتحدث أحمد تبوك مدير أول أسواق‬ ‫(بأسياد) عن رؤية أسياد يف تعمني التجربة‬ ‫التقنية للمواىنء يف السلطنة‪ :‬فيقول‬ ‫إن من الركائز االساسية االسرتاتيجية‪:‬‬ ‫األسواق‪ ،‬والتسهيل التجاري‪ ،‬ورأس املال‬ ‫البرشي‪ ،‬والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫ويف تركيبة مركز عامن للوجيستيات‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪33 .‬‬


‫ندوة‬

‫واللقاءات نحاول التعرف عىل التحديات‬ ‫واملعوقات ونجد لها حلوال فيام يتعلق‬ ‫بالنقل الربي والتخزين وسلسلة االمداد‬ ‫والتوريد والصادرات السمكية وتسهيل‬ ‫لوجيستيات الرثوة السمكية‪.‬‬ ‫وقال نحتاج أن يكون ميناء صحار عىل‬ ‫قدرة كبرية من التعامل مع تخليص‬ ‫املعامالت‪ ،‬نعم هناك تطور ولكن‬ ‫طموحنا اكرب من ذلك‪.‬‬

‫مصطفى سلمان‪:‬‬

‫أمامنا تحديات يجب‬

‫التغلب عليها منها‬ ‫التشريع وتسهيل‬ ‫بيئة العمل‬

‫سابقا واجه القطاع اللوجيستي الكثري‬ ‫من التحديات ولكن يف الوقت الحايل‬ ‫تم تقليل هذه التحديات بتعاون الجهات‬ ‫املعنية‪.‬‬ ‫ويؤكد ان اإلدارة العامة للجامرك كان لها‬ ‫دور كبري بالتعاون مع أسياد لتنظيم هذا‬ ‫‪. 32‬‬

‫خطط التعامل مع األزمات‬

‫القطاع اللوجيستي‪ ،‬ورشكة حكومية تنفذ‬ ‫االسرتاتيجية الوطنية وكان لها مبادرات‬ ‫كبرية فيام يتعلق باملشغل االقتصادي‬ ‫املعتمد بالتعاون مع االدارة العامة‬ ‫للجامرك‪،‬‬ ‫ويف كثري من املبادرات والندوات‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫ويتداخل أحمد تبوك مدير أول أسواق‬ ‫(بأسياد) حول استيعاب املستجدات‬ ‫وكيفية حل االزمات فيام يتعلق بالتشغيل‬ ‫يف املواىنء فيقول‪ :‬يوجد الكثري من‬ ‫فرق العمل مبيناء صحار متخصصة يف‬ ‫التعامل مع االزمات التي قد تحدث‪ .‬بحيث‬ ‫ال يكون للزيادة يف السفن التي تدخل‬ ‫امليناء تأثري يف األداء‪ .‬كام توجد خطط‬ ‫للتعامل مع األزمات املفاجئة‪ ،‬حتى ال‬


‫عوامل الجذب‬

‫وحول عوامل الجذب التي تتمتع بها‬ ‫السلطنة يقول العقيد سعيد بن خميس‬ ‫الغيثي مساعد مدير عام اإلدارة العامة‬ ‫للجامرك‪ :‬توجد لدى السلطنة عوامل‬ ‫كثرية لجذب االستثامر منها‪ :‬املوقع‬ ‫الجغرايف واالستقرار السيايس واألمني‪،‬‬ ‫حيث إنه لو تم استحسان استغاللها‬ ‫بالشكل الصحيح بالتخطيط الجيد بال‬ ‫شك ستكون السلطنة جاذبة لالستثامر‬ ‫اللوجيستي عىل مستوى املنطقة‪ .‬حيث‬ ‫يجب االستفادة من هذه املقومات‪،‬‬ ‫وتطوير خدماتنا وبال شك سنكون من‬ ‫املنافسني األقوى باملنطقة‪.‬‬ ‫وحول عوامل الجذب يضيف أحمد‬ ‫تبوك مدير أول أسواق (بأسياد)‪ :‬املوانئ‬ ‫واملناطق الحرة واألسواق هي أهم‬ ‫عوامل الجذب‪ ،‬حيث إنه لو جاء مستثمر‬ ‫ورغب يف االستثامر‪ ،‬يقول أين األسواق‬ ‫التي يريدها؟ نريد أن تكون املواىنء‬ ‫واملناطق الحرة تخصصية بحيث تركز‬ ‫كل منها عىل أسواق معينة وذلك من‬ ‫حيث قرب املسافة منها‪ ،‬فميناء صحار‬ ‫ميكن أن يخدم األسواق اآلسيوية‪ ،‬حيث‬ ‫ميكن الرتكيز عىل املستثمرين الذين‬ ‫يستهدفون هذه االسواق‪.‬‬ ‫ويجب عىل موانئ السلطنة االبتعاد‬ ‫عن التنافس يف األسعار‪ ،‬والرتكيز عىل‬ ‫التخصصية بحيث يخدم كل ميناء‬ ‫األسواق واملناطق الحرة القريبة منه‪.‬‬

‫نصر الحضرمي ‪:‬‬

‫«إثراء» لعبت دورا‬ ‫كبيرا في الترويج‬

‫تأثير أسعار النفط‬

‫ولدينا اتفاقيات تجارة‬ ‫حرة لم يتم تفعيلها‬

‫ميزة تنافسية‪ ،‬حيث يسأل بعضهم‬ ‫هل ميكن استخدام السلطنة للتصدير‬ ‫ألمريكا؟ وإنشاء مصانع بالسلطنة بحيث‬ ‫يكون املنتج عامنيا؟ هذا يعترب ميزة‬ ‫تنافسية للسلطنة ميكن الرتويج لها‬ ‫بشكل أكرب‪.‬‬ ‫املستثمر الخارجي يبحث عن فرص‬

‫حقيقية‪ ،‬كام يبحث عن مرشوعات معينة‪،‬‬ ‫ونحن يف إثراء نحدد هذه املرشوعات‬ ‫للرتويج لها خارجيا‪ ،‬عوضا عن الرتويج‬ ‫للقطاع اللوجيستي بشكل عام‪ .‬والتحدي‬ ‫اآلن هو إيجاد مرشوعات محددة نروج لها‪.‬‬

‫ويتناول مصطفى بن أحمد سلامن‬ ‫رئيس مجلس إدارة املتحدة لألوراق‬ ‫املالية عضو لجنة القطاع املايل‬ ‫واملرصيف بغرفة تجارة وصناعة عامن‪،‬‬ ‫مسألة تأثري تراجع اسعار النفط فيقول‪:‬‬ ‫انخفاض أسعار النفط له تأثري بنسبة‬ ‫كبرية عىل استثامرات القطاع الخاص‬ ‫يف املجال اللوجيستي‪ ،‬اذ ان اجاميل‬ ‫عمليات االستهالك املحيل انخفضت‬ ‫بحدود ‪ %25‬وهذا كله يؤثر عىل عمليات‬ ‫االسترياد ‪ ،‬ويؤجل استثامر القطاع الخاص‬ ‫يف عمليات النقل الربي وهو املكمل‬ ‫لعمليات شحن املوانئ والطائرات‪.‬‬ ‫اليوم القطاع الخاص يواجه صعوبات‬ ‫يف هذا املجال‪ ،‬ولكن قد تكون هناك‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪35 .‬‬


‫ندوة‬

‫كام ننظر إىل أن نكون منتجني يف‬ ‫العمليات التكنولوجية وذلك من خالل‬ ‫الربامج يف الجامعات واملراكز البحثية‪،‬‬ ‫بالتنسيق بيننا وبني مركز البحث العلمي‬ ‫المكانية إنشاء مرشوعات بحثية يف‬ ‫الجانب التقني الذي له عالقة باملجال‬ ‫اللوجيستي‪.‬‬

‫خليل البلوشي‪:‬‬

‫مشروع محطة مسقط‬

‫للحاويات أول ميناء‬ ‫بري يتولى خدمات‬

‫اتفاقيات لم تستغل‬

‫التخليص الجمركي‬

‫أربع دوائر‪ ،‬كل دائرة تهتم بركيزة من‬ ‫هذه الركائز‪ .‬ونرى أن التكنولوجيا هي‬ ‫العامل الذي ميكن أن نبني عليه تنافسية‬ ‫القطاع اللوجيستي‪ ،‬فاملؤرشات التي‬ ‫متيز بعض املوانئ عن بعضها هو رسعة‬ ‫مناولة امليناء للحاويات‪ ،‬وبالتايل تقليل‬ ‫التكلفة املالية‪ .‬مشريا هناك عىل سبيل‬ ‫‪. 34‬‬

‫املثال اىل ميناء سنغافورة الذي يحتوي‬ ‫عىل تقنيات حديثة يف اإلدارة ساهمت‬ ‫يف زيادة أعداد الحاويات بامليناء‪،‬‬ ‫فالتكنولوجيا تضمن للتجار بأن البضاعة‬ ‫التي تم اخذها من املصدر اىل نفطة‬ ‫االستهالك ال تحتوي عىل ايقاف يف‬ ‫عملية التخزين‪.‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫ويعود نرص بن زاهر الحرضمي من‬ ‫الهيئة العامة لرتويج االستثامر وتنمية‬ ‫الصادرات (إثراء) ليلقي الضوء عىل‬ ‫األسواق الخارجية وحرص هذه األسواق‬ ‫عىل االستثامر بالسلطنة يف املجال‬ ‫اللوجيستي فيقول‪ :‬نحن يف إثراء لدينا‬ ‫اتفاقيات تجارة حرة مل يتم تفعيلها‬ ‫واالستفادة منها بشكل صحيح‪ .‬وتقوم‬ ‫إثراء حاليا بالرتويج لها ليعرفها املستثمر‬ ‫بشكل أكرب‪ ،‬من ضمنها التجارة الحرة مع‬ ‫أمريكا وسنغافورة والسوق املشرتكة‬ ‫الخليجية‪ ،‬وهي تعترب بالنسبة للمستثمر‬


‫الشركات‬

‫اللوجيستية‬

‫محدودة وبعضها‬

‫تحت مظلة التجارة‬ ‫المستترة‬

‫تحتاج إىل خريجي جامعات‪.‬حيث إنه‬ ‫مع الخطة الجديدة ‪ 2020‬سيستوعب‬ ‫القطاع ‪ 50‬ألف وظيفة جديدة يف هذا‬ ‫القطاع‪ .‬ولكن من اإلشكاليات املوجودة‬ ‫ان الرشكات اللوجيستية املوجودة يف‬ ‫القطاع محدودة وبعضها تحت مظلة‬ ‫التجارة املسترتة‪ ،‬كام ان الحكومة مل‬ ‫تضع اسرتاتيجية معينة للتوظيف يف‬ ‫القطاع‪ ،‬ويحتاج العاملون يف القطاع‬ ‫اللوجيستي إىل معاهد متخصصة‬ ‫تقدم لهم التدريب وتؤهلهم للعمل يف‬ ‫القطاع‪ ،‬كام أن كلية عامن البحرية تقوم‬ ‫بتدريس جزء معني يف النقل البحري‪،‬‬ ‫ولكنها ال تشمل جميع القطاعات‬ ‫اللوجيستية‪.‬‬

‫وعلق أحمد تبوك مدير أول أسواق‬ ‫(بأسياد) ان رأس املال البرشي جزء‬ ‫من االسرتاتيجية الوطنية‪ ،‬وهناك فريق‬ ‫العمل بأسياد يعمل عىل برنامج للوصول‬ ‫ألهداف االسرتاتيجية‪،‬‬ ‫هذا الربنامج فيه الجامعات والكليات‬ ‫ومراكز التدريب‪ ،‬ويتم اعداد دراسة‬ ‫لتحديد نوعية الوظائف واملؤهالت‬ ‫املطلوبه لكل وظيفة يتطلبها القطاع‬ ‫بالتنسيق مع وزارة القوى العاملة‪،‬‬ ‫وكذلك تحديد متطلبات سوق العمل‬ ‫وربط املتطلبات مبخرجات التعليم‪.‬‬ ‫كام انه لدينا برنامج اسمه “سواعد”‬ ‫وهدفه نرش ثقافة الرتغيب بالقطاع‬ ‫اللوجيستي وتعريف الطلبة به‬

‫وبتخصصاته‪.‬‬ ‫ومن أهداف االسرتاتيجية ‪ 2020‬أن‬ ‫يصل عدد العاملني بالقطاع اللوجيستي‬ ‫اىل ‪ 80‬ألف عامل ‪ ،‬ويف الوقت الحايل‬ ‫حسب نتائج الدراسة التي اجريت‬ ‫بالتعاون مع وزارة القوى العاملة عىل‬ ‫حسب التعريف الجديد للقطاع أن عدد‬ ‫العاملني حاليا بالقطاع يبلغ ‪ 74‬ألفا‬ ‫ونسبة التعمني ‪ .%13.1‬ووفق الخطة‬ ‫ستكون نسبة التعمني يف عام ‪2020‬‬ ‫حوايل ‪.%20‬‬ ‫واضاف تبوك‪ :‬يوجد برنامج آخر بني‬ ‫مجموعة أسياد والصندوق الوطني‬ ‫للتدريب‪ ،‬وخطة عمل مشرتكة مختصة‬ ‫بتدريب العاملني بالقطاع‪.‬‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪37 .‬‬


‫ندوة‬

‫الفرص‬

‫القادمة ستكون‬ ‫كثيرة وعلينا‬ ‫استغاللها‬

‫آليات آخرى ميكن للرشكات املحلية أن‬ ‫تساعد يف هذا املجال‪ ،‬بأن تستخدم‬ ‫املنظومة املوجودة يف دول اخرى‬ ‫حققت نجاحا إلعادة التصدير‪ .‬البد من‬ ‫البحث عن آليات ذات كلفة قليلة لتحقيق‬ ‫املنافسة‪.‬‬ ‫ان الفرص القادمة ستكون كثرية ويجب‬ ‫علينا استغاللها ولكن كلفة الخدمة هي‬ ‫األهم‪.‬‬ ‫وعام إذا كان انخفاض اسعار النفط‬ ‫قد أدى إىل زيادة الشحن الجوي مع‬ ‫الطريان العامين يقول محمود املوصيل‬ ‫مدير التسويق بقسم الشحن بالطريان‬ ‫العامين ‪ :‬كطريان مل يكن هبوط اسعار‬ ‫النفط من صالحنا‪ ،‬ألنه يف نفس الوقت‬ ‫‪. 36‬‬

‫انخفض أيضا التداول العاملي ‪ ،‬هي نسبة‬ ‫وتناسب‪ ،‬انخفضت اسعار النفط وتراجع‬ ‫معها التداول العاملي‪ .‬حيث إن عملنا‬ ‫عاملي‪.‬‬ ‫ويرى أحمد تبوك مدير أول أسواق‬ ‫(بأسياد)‪ :‬بالنسبة للقطاع بصورة عامة‬ ‫طبعا فيه تأثري ملحوظ حتى من الناتج‬ ‫املحيل للقطاع نفسه‪،‬ولكن مثال املوانئ‬ ‫العامنية حققت منوا‪ ،‬حيث إن نسبة‬ ‫منو الحاويات وصل تقريبا ‪ %27‬يف عام‬ ‫‪2016‬م‪ ،‬ونسبة النمو يف الشحن العام‬ ‫وصل ‪ %10‬يف املوانئ‪ ،‬فميناء صاللة‬ ‫سجل أكرب نسبة منو عىل مستوى العامل‬ ‫يف املناولة‪.‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫فرص العمل في القطاع‬

‫وحول أهمية وجود مؤرشات حقيقية‬ ‫يف هذا القطاع‪ ،‬منها عىل سبيل املثال‬ ‫عدد الوظائف التي ميكن أن يتيحها‬ ‫القطاع اللوجيستي للباحثني عن عمل؟‪..‬‬ ‫والفرص التي ميكن أن يدرس فيها‬ ‫الشباب العامين ‪..‬أوضح محمد بن حسن‬ ‫العنيس نائب رئيس لجنة قطاع النقل‬ ‫والقطاع اللوجيستي بغرفة تجارة وصناعة‬ ‫عامن ان القطاع اللوجيستي هو قطاع‬ ‫متشعب‪ ،‬واإلشكالية املوجودة عدم‬ ‫وجود تعريف محدد للقطاع اللوجيستي‪،‬‬ ‫فهو ليس شحنا ونقال‪ ،‬بل هو قطاع كبري‬ ‫وبه خدمات كبرية‪ ،‬وهناك خدمات فنية‬


‫حبيب بن حمود الرحبي‬

‫تصوير‪ :‬خلفان بن عيسى التوبي‬

‫الخاص املساهمة يف إيجاد‪ ‬حلول‬ ‫لهذه القضية‪ ،‬وذلك بعمل تسوية بني‬ ‫املواطنني‪ ‬العاملني يف القطاع‪ ‬ورشكات‬ ‫التمويل مبا ميكن من إعادة‪ ‬جدولة‬ ‫األقساط التي عىل املواطنني من جديد‬ ‫كتخفيض‪ ‬األقساط أو زيادة عدد السنوات‪،‬‬ ‫وبالتايل يستطيع املواطن العمل بدون‬ ‫ضغوط‪ ،‬ويكون لديه متسع من الوقت‬ ‫لدفع األموال التي عليه لهذه الرشكات‪،‬‬ ‫كام ميكن للغرفة التوسط لدى الرشكات‬ ‫التي تتأخر يف الدفع مبا ميكن‪ ‬املواطن‬ ‫من الحصول عىل مستندات تثبت أن له‬ ‫أمواال مل يتقاضاها إىل اآلن‪ ،‬وبالتايل يقوم‬ ‫املواطن بإشعار رشكات التمويل بأن لديه‬ ‫أمواال مل يتقاضها بسبب تأخري الدفع من‬ ‫الرشكات‪ ،‬وبالتايل ميكن لها أن تتفهم‬ ‫وضع هذا املواطن‪.‬‬

‫سيف بن مصبح المقبالي‬

‫عيسى بن حمد السعيدي‬

‫تأخر دفع المستحقات‬

‫اما قيس بن محمد الحرايص‪ ،‬فهو يقدم‬ ‫مثاال للصعوبات التي تواجه رواد األعامل‬ ‫ودفعهم للخروج من مجال العمل الحر‬ ‫الواعد والبحث عن وظيفة بدخل ثابت‬

‫قيس بن محمد الحراصي‬

‫وأوضح أنه كان يعمل يف مجال معدات‬ ‫النقل الربي‪ ،‬وكان ميتلك شاحنتني اضطر‬ ‫لبيع واحدة منهام ويفكر حاليا‪ ‬يف بيع الثانية‬ ‫والخروج من العمل يف هذا املجال‪ ،‬بسبب‬ ‫هذه التحديات الكبرية التي تواجه‪ ‬العامنيني‬ ‫العاملني يف املعدات والنقل الربي‪.‬‬ ‫ويتوجه‪ ‬حاليا‪ ‬للعمل يف إحدى الرشكات‬ ‫ليك يتمكن من‪ ‬الحصول عىل االستقرار‬ ‫الوظيفي‪.‬‬ ‫ويرصد انه من التحديات التي تواجه‬ ‫رواد األعامل تأخر دفع املستحقات‬ ‫من قبل الرشكات التي لديها عقود مع‬ ‫الحكومة‪ ،‬حيث وصل تأخري الدفع ‪ 8‬أشهر‬ ‫و‪ 10‬شهور‪ .‬والكثري‪ ‬من أصحاب معدات‬ ‫النقل عليهم‪ ‬إلتزامات يجب دفعها‬ ‫لرشكات التمويل ودفع الرواتب‪ ‬للعامل‬ ‫باإلضافة إىل صيانة وتصليح السيارات‪،‬‬ ‫واحد تبعات تأخر املستحقات هي تعرض‬ ‫أصحاب املشاريع ملشاكل قانونية بسبب‬ ‫الشيكات املستحقة لرشكات التمويل‪.‬‬ ‫واضاف ان بعض‪ ‬أصحاب املعدات‬ ‫والسيارات قاموا ببيعها بسبب تراكم‬ ‫الديون عليهم‪ ،‬وتم التواصل مع غرفة‬ ‫تجارة وصناعة عامن وإىل اآلن مل نحصل‬ ‫عىل أي حلول لهذه التحديات‪.‬‬ ‫كام يشري إىل أنه ‪ ‬من التحديات أيضا‬ ‫مشكلة التجارة املسترتة‪ ،‬حيث إن الكثري‬ ‫من األجانب‪ ‬يعملون يف هذا القطاع‬ ‫وينافسوننا‪ ‬نحناملواطنني‪ ،‬كاميحصلون‬ ‫عىل العقود من الرشكات‪ ،‬ويف املقابل‬ ‫ال يحصل املواطن العامين عليها‪ .‬ويجب‬ ‫محاربة هذه املشكلة ووضع العقوبات‬ ‫الصارمة عندما يتم اكتشافها‪ .‬واملشكلة‬ ‫الكربى‪ ‬يقوم من يعمل يف التجارة‬ ‫املسترتة بخفض أسعار التي يتقاضونها‬ ‫من الرشكات ليك يتمكنوا من الحصول‬ ‫عىل أعامل يف الرشكات‪ ،‬كام أنهم‬ ‫يقومون بخفض أسعار النقل الربي‪.‬‬ ‫ونطالب‪ ‬نحن أصحاب معدات النقل‬ ‫الربي‪ ‬بوجود جهات رسمية تقوم بتنظيم‬ ‫العقود بني الرشكات والعامنيني أصحاب‬ ‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة الذين‬ ‫يعملون يف مجال النقل الربي‪ ،‬ليك‬ ‫تضمن حقوقهم‪ ،‬مثل وضع غرامات إذا‬ ‫تأخرت هذه الرشكات عن دفع املستحقات‬ ‫للمواطنني‪ ،‬وأن تتم هذه العقود وفق‬ ‫رشوط عادلة تضمن مصالح الطرفني‪.‬‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪39 .‬‬


‫استطالع‬

‫التجارة املسترتة وتأخري املستحقات‬ ‫تحديات رواد االعامل يف قطاع النقل‬

‫تعد أنشطة النقل من املجاالت الواعدة‬ ‫التي تفتح مجاال واسعا لنمو املشاريع‬ ‫الصغرية واملتوسطة يف السلطنة كام‬ ‫أن هذا النشاط يعترب ركيزة أساسية لقطاع‬ ‫الخدمات اللوجيستية الذي تعتمد عليه‬ ‫السياساتالحكوميةلتوسيعنطاقالتنويع‬ ‫االقتصادي وإيجاد قطاعات اقتصادية‬ ‫قوية متعددة لرفع االقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫ويواجه املواطنون أصحاب مشاريع‬ ‫النقل العديد من التحديات التي تحد‬ ‫من منو أعاملهم بل وقد تدفع البعض‬ ‫للخروج من هذا املجال وتأيت التجارة‬ ‫املسترتة يف صدارة التحديات التي تواجه‬ ‫رواد األعامل فضال عن ظاهرة انترشت‬ ‫مؤخرا وتسبب العديد من اإلشكاليات‬ ‫القانونية لرواد األعامل وهي التأخر يف دفع‬ ‫املستحقات املالية من قبل الرشكات‬ ‫الكربى التي يعمل معها رواد األعامل‪.‬‬ ‫ويف هذا االستطالع يعرض أصحاب‬ ‫مشاريع النقل ما يواجهونه من تحديات‬ ‫كام يطرحون عددا من الحلول التي ميكن‬ ‫أن تساهم إىل حد كبري يف التغلب‬ ‫عىل التحديات وإيجاد بيئة عمل مواتية‬ ‫للمواطنني العاملني يف أنشطة النقل‪.‬‬ ‫‪. 38‬‬

‫نأمل في ايجاد تسوية مع‬ ‫شركات التمويل إلعادة‬ ‫جدولة االقساط لتخفيف‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫الضغوط‬

‫تحطيم االسعار‬

‫يؤكد حبيب بن حمود الرحبي أنه البد من‬ ‫وضع قانون يجرم‪ ‬التجارة املسترتة‪ ،‬وهذه‬ ‫الظاهرة يتحمل تبعاتها السلبية‪ ‬جميع‬ ‫األطراف وال يتحملها طرف واحد‪ ،‬سواء‬ ‫حكومة أو مواطنني وكذلك رشكات القطاع‬ ‫الخاص وهو ما يجعل مواجهتها أولوية‬ ‫كبرية‪.‬‬ ‫ويرشح لنا ان التجارة املسترتة هي‬ ‫عبارة‪ ‬عن معدات نقل ميلكها ظاهريا‬ ‫عامنيون ويديرها وافدون‪ ،‬حيث يقومون‬ ‫بتحطيم األسعار أمام املواطنني وبالتايل‬ ‫يكون من السهل عليهم‪ ‬الحصول عىل‬ ‫العقود واألعامل‪ ،‬ويصبح املواطن العامين‬ ‫بال أعامل وترتاكم عليه الديون‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل ‪ ‬ذلك‪ ‬الدفع املتأخر‬ ‫للمستحقات من قبل الرشكات التي‬ ‫يعمل فيها املواطن مبعداته‪ ،‬وهذا‬ ‫التأخر‪ ‬يساهم يف تأخر املواطن عن دفع‬ ‫االلتزامات املستحقة‪ ‬لجهات التمويل‬ ‫وبالتايل تطالب رشكات التمويل بأموالها‬ ‫ويصبح املواطن هو الضحية‪.‬‬ ‫وأضاف أنه من املؤمل ان تقدم غرفة‬ ‫تجارة وصناعة عامن‪ ‬كونها‪ ‬متثل القطاع‬


‫سيف المقبالي‪ :‬الموطن يعمل بكفاءة وال‬ ‫بد من الحد من االستثمار االجنبي في هذا المجال‬ ‫قيس الحراصي‪ :‬نطالب بجهة رسمية تنظم العقود‬ ‫مع الشركات الكبرى وفق شروط عادلة‬ ‫دعوة لتكثيف التفتيش‬

‫وأكد الرحبي أن عدد أصحاب معدات النقل‬ ‫الربي املترضرين بسبب التحديات التي‬ ‫تواجههم يصل عددهم إىل حوايل ‪500‬‬ ‫شخص ورمبا هناك اخرون مترضرون ال‬ ‫نعرفهم ومل نتواصل معهم‪.‬‬ ‫ويطرح الرحبي عددا من الحلول التي يراها‬ ‫مناسبة للتغلب عىل التحديات مثل وضع‬ ‫قانون يجرم التجارة املسترتة ألن موالنا‬ ‫حرضة صاحب الجاللة السلطان قابوس‬ ‫أمر بالتصدي لهذه‪ ‬الظاهرة بأي طريقة‬ ‫كانت‪ ،‬كام ندعو لتكثيف فرق التفتيش عىل‬ ‫التجارة املسترتة وإجراء الالزم يف حالة‬

‫كشفها‪ ،‬وهناك حاجة ملحة لتوحيد جهود‬ ‫الجهات الحكومية املعنية بالنقل الربي‬ ‫إليجاد حلول للتحديات التي تواجه أصحاب‬ ‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬ ‫وأكد عىل أن مواجهة التحديات تستدعي‬ ‫أيضا من جهات مثل‪ ‬غرفة تجارة وصناعة‬ ‫عامن والهيئة العامة لتنمية املؤسسات‬ ‫الصغرية واملتوسطة «ريادة» ان‪ ‬تساهم‬ ‫يف مراقبة التزام‪ ‬الرشكات الكربى بتوفري‬ ‫وإعطاء ‪ % 10‬من مشاريعها ألصحاب‬ ‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬

‫التصدي للظاهرة‬

‫ويوضح سيف بن مصبح املقبايل انه‬ ‫يعمل يف مجال النقل الربي ولديهّ‪3 ‬‬ ‫معدات نقل‪ ،‬ومن واقع عمله يف هذا‬ ‫املجال فإن التجارة املسترتة تعد اكرب‬ ‫تحد ألصحاب املؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة‪ ،‬حيث ال توجد عقوبة صارمة‬ ‫وغرامات مالية إليقاف هذه الظاهرة‪ ‬متى‬ ‫ما تم اكتشافها‪ ،‬والوافدون العاملون يف‬ ‫هذه التجارة ينافسوننا‪ ‬نحن العامنيني يف‬ ‫السوق‪،‬فالتحويالتاملاليةخارجالسلطنة‬ ‫كبرية‪ ‬وهي دليل كبري عىل انتشار هذه‬ ‫الظاهرة‪.‬‬ ‫ويتفق املقبايل عىل إيقاف اإلستثامر‬ ‫االجنبي يف مجال النقل الربي‪ ،‬ألن املوطن‬ ‫العامين قادر‪ ‬عىل العمل يف هذا املجال‬ ‫وال يحتاج إىل مستثمرين أجانب‪ ،‬وميكن‬ ‫للعامين أن يحقق اكتفاء يف هذا املجال‪،‬‬ ‫وميكن‪ ‬للحكومة فتح‪ ‬االستثامر‪ ‬االجنبي‬ ‫يف مجاالت أخرى غري النقل الربي‬ ‫كالسياحة عىل سبيل املثال‪.‬‬ ‫ومن التحديات أيضا‪ ‬الرشكات التي يتم‬ ‫التعاقد معها ال تدفع املستحقات التي‬ ‫ترتاكم وتسبب مشاكل كثرية لرواد األعامل‬ ‫قد تصل للسجن نظرا لعدم القدرة عىل‬ ‫سداد القروض لرشكات التمويل وللجهات‬ ‫التي أخذنا منها قروضا لرشاء‪ ‬املعدات‪.‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪41 .‬‬


‫استطالع‬

‫عمل بال مقابل!‬

‫سليمان الراشدي‪ :‬نحتاج إلى قانون يجرم‪ ‬التجارة‬

‫المستترة‪ ..‬وتبعاتها السلبية يتحملها الجميع‬

‫ّ‬ ‫ميتلك ‪9‬‬ ‫وقال محمد بن خلفان الرحبي انه‬ ‫شاحنات تعمل يف أنشطة النقل من خالل‬ ‫رشكتني‪ ،‬ومن اهم التحديات التي تواجهه‬ ‫هي أنه اصبح يعمل بال مقابل‪ ،‬حيث لديه‬ ‫مستحقات متأخرة نحو ‪ 25‬ألف ريال عامين‬ ‫محمد الرحبي‪ :‬القواعد المنظمة تحتاج إلى إعادة نظر‬ ‫لدى الرشكات التي يعمل لديها ومل يحصل‬ ‫عليها حتى اآلن‪.‬‬ ‫لتحقيق عدالة أكبر للناقل المحلي‬ ‫وأشار إىل ان نشاط النقل يتسم بأنه‬ ‫قطاع غري منظم خاصة أن مسؤوليته‬ ‫تتعدد بني عدد من الجهات املعنية‪ ،‬و‬ ‫توجهنا لعدد من الجهات املسؤولة عن اجنبية يف هذا القطاع الذي يقدم فرصا‬ ‫ومن جانب أخر يوضح أن القواعد‬ ‫تنظيم هذا النشاط ملحاولة التوصل جيدة‪ ‬للمواطن العامين‪ ،‬وحتى فيام يتعلق املنظمة للنقل تحتاج إلعادة نظر مبا‬ ‫لحلول للمشاكل والتحديات التي تواجهنا بصالح االقتصاد الوطني نرى ان املستثمر يحقق عدالة أكرب للناقل املحيل‪ ،‬فالناقل‬ ‫نحن أصحاب املؤسسات الصغرية االجنبي عندما يحصل عىل مستحقاته األجنبي يسمح له بدخول السلطنة بال‬ ‫واملتوسطة لكن حتى اآلن مل يتم التوصل نهاية الشهر فهو‪ ‬يحولها خارج السلطنة حمولة ويخرج من السلطنة محمال‪ ،‬يف‬ ‫إىل أي حل‪.‬‬ ‫وال تستفيد منه الحكومة‪ ،‬عىل عكس املقابل فإن الدول املجاورة ال تسمح لنا‬ ‫املواطن العامين الذي ينفق أمواله يف نحن العامنيني بالدخول إىل أراضيها إال‬ ‫اعادة نظر‬ ‫داخل السلطنة‪ .‬كام أن املستثمر عندما وشاحناتنا محملة‪ .‬ونؤكد أنه يجب عىل‬ ‫يعمل يف هذا املجال ال يوظف العامنيني الحكومة أن ال تسمح للناقل األجنبي‬ ‫واضاف ان التحديات تتضمن ايضا ان إمنا يوظف األجانب وبالتايل ال يستفيد بالدخول ألراضيها إال وأن تكون شاحناتهم‬ ‫الوافدين يعملون بكثافة يف قطاع النقل املواطن من هذا املستثمر‪ ،‬ولكل هذه محملة‪ ،‬ألن ذلك يساعد عىل رفد االقتصاد‬ ‫الربي سواء املستثمرين يف القطاع األسباب نطالب بتعمني هذا املجال وعدم املحيل‪ .‬كام أنه يجب عليها أن تقلل من‬ ‫بشكل مبارش أو العاملني خلف ما يسمى فتح املجال لالستثامر االجنبي الذي ينبغي دخول الناقل األجنبي إىل مناطق االمتياز‬ ‫بالتجارة املسترتة‪ .‬ونحن كرواد اعامل أن يتوجه لقطاعات أخرى ميكن من خاللها ألنهم أصبحوا ينافسون الناقل الوطني‬ ‫يتساءل ملاذا يسمح بدخول استثامرات للحكومة االستفادة منهم‪.‬‬ ‫وهو أوىل بهذا العمل‪.‬‬

‫‪. 40‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬


‫يكِّن الدولة من‬ ‫يف املدارس ومنذ وقت ُ‬ ‫االستفادة بشكل فاعل من هذه الطاقات‬ ‫التي هي جزء ال يتجزأ من االستثامر‬ ‫الناجح يف املستقبل‪ ،‬حيث إن مفهوم‬ ‫االستثامر املستقبيل اليوم يتم تعريفه‬ ‫بطريقة غري تقليدية‪ ،‬فإذا كان يف املعنى‬ ‫الكالسييك له يتعلق باملوارد امللموسة‬ ‫والثابتة فإنه اليوم يشري إىل الذهنيات‬ ‫والطاقات البرشية العميقة املرتبطة‬ ‫بالقدرات الخارقة للبرش وما تحفل به‬ ‫أفكارهم من إشارات ذكية ميكن أن تقود‬ ‫البتكارات واكتشافات ألشياء غري معروفة‬ ‫من قبل‪.‬‬ ‫التنمية الذكية‬

‫إن العامل اليوم يتقدم مبزيد من فرص‬ ‫التنمية الذكية لرواد أعامل حقيقيني‬ ‫ومدربني بخربة كافية وقبل ذلك لهم‬ ‫االستعداد النفيس والذهني الكافيني‪،‬‬ ‫فام مل يتوفر هذا «التهيؤ» فلن يستطيع‬ ‫الفرد أن يكون إيجابيا ولن يقدمجديدا‪ .‬لهذا‬ ‫علينا أن نكرر هذه الكلمة وبشكل متواصل‬ ‫«التهيؤ» وهو أمر غري «االستعداد»‪ ،‬فإذا‬ ‫كانت األخرية «االستعداد» ت ُعنى بالجوانب‬ ‫املادية واللوجست املريئ‪ ،‬فإن األوىل‬ ‫«التهيؤ» هي مربط فرس االبتكار‪ ،‬هي‬ ‫النامء الذهني الذي يقوم بتحرير اإلنسان‬ ‫من الفطرة الجامدة إىل مرسحه الجديد‬ ‫الرثي واملتنامي الذي يجد فيه ذاته‬ ‫منطلقة بال قيود‪ ،‬بأن تفكر وتطور وتعمل‬ ‫وتنفذ وهي تسري بقوة نحو األهداف‬ ‫سواء الذايت منها أو العام‪.‬‬

‫مفهوم االستثمار‬

‫المستقبلي اليوم يتم‬ ‫تعريفه بطريقة غير‬

‫تقليدية‪ ،‬فإذا كان في‬

‫المعنى الكالسيكي له‬

‫يتعلق بالموارد الملموسة‬ ‫والثابتة فإنه اليوم يشير‬

‫إلى الذهنيات والطاقات‬ ‫البشرية العميقة‬

‫السلطان قابوس بن سعيد املعظم‬ ‫حفظه الله ورعاه‪ -‬أن يعيده يف اهتاممه‬‫الكبري باملعاين الحضارية وأفكار السالم‬ ‫والتعايش اإلنساين بني الشعوب‪.‬‬ ‫نسيج عامن اليوم هو وليد تلك‬ ‫اللحظات املرتاكمة عرب الزمن‪ ،‬فإنسان‬ ‫عامن هو توليفة لتلك العالقات املمتدة‬ ‫عرب األجيال والقرون‪ .‬وال يُنىس أن هذا‬ ‫البلد كان قد دخل اإلسالم بسالم ودون‬ ‫أن يكون السيف عنوانا يف هذا الباب‪.‬‬ ‫تلك الخصائص التي هي موجودة إىل‬ ‫اليوم وقامئة وفاعلة يف الهمم والنفوس‬ ‫وهو ما يراهن عليه جاللة السلطان يف‬ ‫بناء األمة العامنية من أول يوم للتغيري يف‬ ‫السلطنة يف عام ‪.1970‬‬ ‫الريادة ومعادلة العصر‪/‬الموروث‬

‫األخذ بالمعطيات التاريخية واإلرث‬

‫إن ربط املفاهيم الجديدة لالبتكار‬ ‫والتنمية يف العامل مبا يتحرك واملطلوب‬ ‫عىل املستوى املحىل‪ ،‬يتطلب النظر‬ ‫إىل عمق امل ُعطى العامين‪ ،‬فالتجربة‬ ‫العامنية التاريخية يجب أن تؤخذ يف‬ ‫االعتبار السيام أن عامن بلد غني بتاريخه‬ ‫وإنسانه‪ ،‬قيمته الحضارية تعطيه أكرث‬ ‫من بعد وعمق خاص‪ ،‬حيث تاريخ ساق‬ ‫األجداد إىل بقاع الدنيا رشقا وغربا وهم‬ ‫يحملون البضائع لكنهم كانوا رسل سالم‬ ‫ومحبة ووئام‪ .‬هذا النهج الذي آثر جاللة‬

‫منذ عدة سنوات صار مثة اهتامم كبري‬ ‫يف السلطنة مبجال ريادة األعامل‪،‬‬ ‫والكثري من األفكار تتحرك يف هذا اإلطار‬ ‫ما بني ترسيخ فكر ثقافة العمل الحر‬ ‫واالبتكار والبحث عن الخالقية واإلبداع‪.‬‬ ‫وهناك جيل جديد يعي متاما ماذا بإمكانه‬ ‫أن يفعل إذا ما وجد املحفزات األساسية‬ ‫والالزمة عىل األقل‪ ،‬خاصة أنه وجد أرضية‬ ‫ميكن االعتامد عليها يف مسائل تتعلق‬ ‫بالتواءم بني لغة العرص واملوروث‪ ،‬وهو‬ ‫ما أكدت عليه السياسة العامنية دوما أن‬ ‫معادلة النهوض هي ذلك الرس يف حل‬ ‫شيفرة التامهي بني األمس واليوم‪.‬‬ ‫إن الشعوب التي قدمت مبادرات كبرية‬ ‫وملموسة يف االبتكار استندت عىل‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪43 .‬‬


‫تقرير‬

‫نحو صناعة جيل رائد القتصاد جديد‬

‫كيف نفهم االبتكار يف‬ ‫التجربةال ُعامنية؟‬ ‫عماد البليك‬

‫يراهن العامل اليوم عىل االبتكار بوصفه‬ ‫أحد البدائل األكرث دميومة لبناء الحياة‬ ‫اإلنسانية األفضل‪ ،‬ويعني االبتكار‬ ‫بشكل مبسط القدرة عىل توليد األفكار‬ ‫واملرشوعات واملخرتعات‪ ،‬كام يدل‬ ‫عىل قدرة الذات يف االنتقال من مساحة‬ ‫املعلومات املرتاكمة واملخزون الفكري‬ ‫م الهائل‬ ‫واملعريف؛ إىل توظيف هذا الك ّ‬ ‫من الرثاء البرشي وتحويله إىل منتجات‬ ‫فاعلة تفيد اإلنسان وتخدم الحضارة‪.‬‬ ‫وقد برز يف السنوات األخرية اهتامما‬ ‫بفكر االبتكار ورضورة تعظيمه وإلقاء‬ ‫الضوء عليه وغرسه لدى األجيال الصاعدة‪،‬‬ ‫ويف السلطنة ينمو هذا االتجاه بشكل‬ ‫حثيث وباهتامم من الجهات املسؤولة‬ ‫يف الحكومة التي ترى أن اتجاه املستقبل‬ ‫يجب أن يقوم عىل تعزيز فكر ريادي‬ ‫استباقي تكون له القدرة عىل تحقيق‬ ‫اآلمال وحفز الطموحات باتجاه مسارات‬ ‫جديدة ترفد جملة الحراك اإلنساين‬ ‫واالقتصادي يف البالد‪.‬‬ ‫إن مخالفة النمط والسري نحو االبتكار‬ ‫يف األفكار واملنتجات يقوم عىل ثقافة‬ ‫تسبق ذلك جوهرها االهتامم باإلنسان‬ ‫وهو الهدف الذي توليه السلطنة اهتامما‬ ‫كبريا وبتوجيهات القيادة السياسية‪،‬‬ ‫التي ترى أن املورد البرشي هو قطب‬ ‫الرحى يف توجيه الحياة والنامء‪ ،‬وهذه‬ ‫الثقافة بالرضورة والبد أن يتم تعميمها‬ ‫عىل كافة القنوات والوسائط التي تلعب‬ ‫أدوارا يف عمليات التوصيل وتغيري طرق‬ ‫التفكري والوعي املجتمعي‪ ،‬وهنا يأيت دور‬ ‫املدارس واملنظامت والفرق التطوعية‬ ‫‪. 42‬‬

‫التحدي الذي يقف أمام‬ ‫نشر ثقافة االبتكار هو‬

‫تنمية الذهنية التحليلية‬

‫والفاعلة في رؤية العالم‬ ‫بأساليب غير متكررة أو‬

‫معادة‪ ،‬أي التدريب على‬ ‫القدرات غير المألوفة‬ ‫والمعاني غير‬ ‫المباشرة‬

‫واإلعالم؛ مبا فيه قطعا اإلعالم الجديد‬ ‫الذي هو أرسع يف القيمة والوظيفة‬ ‫والتأثري‪.‬‬ ‫استيعاب المفاهيم الجديدة‬

‫لكن يجب االنتباه إىل أن أي فضاءاتجديدة‬ ‫يف تغيري أسلوب اإلنتاج والنظرة إىل‬ ‫التجارة واألعامل والتفاعل االجتامعي الذي‬ ‫يطور نظرة الناس إىل االستهالك والطلب‬ ‫والعرض وغريها من األمور املتعلقة‬ ‫بالحياة االقتصادية‪ ،‬كل ذلك يجب أن‬ ‫يتأسس بداية عىل استيعاب حقيقي ملا‬ ‫يتحرك يف عامل اليوم من مصطلحات‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫ومفاهيم وتطبيقات لها‪ ،‬بشكل أعمق‬ ‫التعرف عىل التجارب اإلنسانية الحديثة‬ ‫وطاقات اإلبداع الكونية التي ال حد لها‪،‬‬ ‫التي هي نتاج عقل بات متشعبا ومتسعا‬ ‫تعكسه االنرتنت بوصفها عقال كونيا‬ ‫وشبكات العامل االفرتايض املتسعة‪،‬‬ ‫التي ال ميكن حرصها أو تعريفها بشكل‬ ‫نهايئ ألنها تتطور بشكل رسيع‪.‬‬ ‫التحليل واالستكشاف‬

‫فاليوم ومع تعدد مشارب التلقي فإن‬ ‫األزمة أو املشكلة أو التحدي؛ مل يعد‬ ‫متعلقا باملعلومات إمنا بالقدرة عىل‬ ‫التحليل واالستكشاف وتوصيل املناطق‬ ‫غري املرئية بني األشياء بهدف الوصول‬ ‫إىل نتائج ومعامل جديدة توصل إىل‬ ‫أفكار ابتكارية‪ ،‬ولهذا فإن التحدي الذي‬ ‫يقف أمام نرش ثقافة االبتكار هو تنمية‬ ‫الذهنية التحليلية والفاعلة يف رؤية العامل‬ ‫بأساليب غري متكررة أو معادة‪ ،‬أي التدريب‬ ‫عىل القدرات غري املألوفة واملعاين غري‬ ‫املبارشة وكيفية نسج الحلول السهلة‬ ‫والرسيعة وذات الفائدة األعظم والتي‬ ‫تخترص عوامل الوقت واملال واألفراد‪.‬‬ ‫وهذا يقوم عىل كيفية االستفادة من‬ ‫التقنيات الجديدة كذلك؛ ما يشري إىل‬ ‫أن االبتكار يرتبط أيضا مبسائل عملياتية‬ ‫غري الجانب الذهني‪ ،‬وهي املهارات‬ ‫ذات التعلق الفعيل بكيفية التعامل مع‬ ‫التقنيات الجديدة‪.‬‬ ‫كذلك فإن موضوع االبتكار يفتح أرشعة‬ ‫األفق الستكشاف مبكر للمواهب الشابة‬


‫فاملجتمع جوهره الشباب ويشكلون أنت‪ .‬لست ناقال وال وسيطا‪ ،‬بل فريدا يف‬ ‫كينونتك التي تهب وتقدم وتبدع‪.‬‬ ‫ثلثيه‪ ،‬وهم صناع ذلك الغد‪.‬‬ ‫جديدة تنمو ورسيعا‪..‬‬ ‫مفاهيم‬ ‫املبادرات‪ ..‬االبتكار‪ ..‬املعرفة‪ ..‬ريادة من فكر القيادة حول وعي الذات‪:‬‬ ‫األعامل‪ ..‬الرهان عىل الشباب‪ ..‬إنها عقلية‬ ‫العرص الذي البد لها أن تكون ليك يُرسم إن الرهان عىل االبتكار أو االقتصاد الجديد‪،‬‬ ‫األفق الوليد الذي يحمل التطلعات واآلمال يجب أن يبدأ من حيث الوعي بتجربة الذات‬ ‫واألشواق املستمرة للحياة األزهى‪ ،‬والبد وموقعها يف التاريخ اإلنساين‪ ،‬وهنا‬ ‫أن ذلك الطريق ليس سهال أو مفروشا سوف نؤكد االنتباه للمعاين التي يجب‬ ‫بالورد كام يقال‪ .‬يتطلب الذكاء املستمر االستفادة منها يف إرث جاللة السلطان‬ ‫يف كيفية التعامل مع اكتشافات الحياة قابوس يف معاين النهضة والنامء وكيف‬ ‫املتجددة واليومية‪ .‬العطاء واألخذ‪ ،‬قانون لإلنسان أن يحقق معناه ومغزاه يف هذا‬ ‫الحياة واإلبداع‪ .‬التك ّيف مع كافة الظروف العامل‪ ،‬تلك الرؤية التي قامت عىل ما‬ ‫واملعطيات والقدرة عىل أن تكون أنت‪ ،‬ميكن االصطالح عليه بالنقد املستمر‬

‫للذات بهدف البناء ال الهدم‪ .‬أي التأسيس‬ ‫املستمر للوعي‪ ،‬وهذا يعني معادلة األنا‬ ‫التي تعي ومن ثم تق ّيم‪ .‬ترى األمس‬ ‫وتسترشف املستقبل‪ ،‬وبينهام تعيش‬ ‫اللحظة الحارضة بانتباه كبري‪.‬‬ ‫إن املبتكر أو اإلنسان الذي يقدم حضارة‬ ‫أو وعياً جديدا ً‪ ،‬أو يساهم يف التطوير‬ ‫بشكل عام‪ ،‬البد له من خالصات معرفية‬ ‫من إرثه ومن ثم االحتكاك واالستفادة من‬ ‫عرصه‪ ،‬وبينهام تكون الهوية اإلنسانية‬ ‫والذاتية‪ .‬وقد استطاع جاللة السلطان‬ ‫قابوس أن يحدث تحوال كبريا يف‬ ‫السلطنة‪ ،‬وهو يأخذ بإرث البوسعيديني‬ ‫العريق منذ ثالثة قرون تقريبا‪ ،‬ليحدث هذا‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪45 .‬‬


‫تقرير‬

‫املوروثات ومن ثم املعرفة الجديدة‪ ،‬فام‬ ‫مل تكن قادرا عىل أن تفهم املايض لن‬ ‫تكتشف املستقبل‪ .‬معادلة تبدو سهلة‬ ‫غري أنها معقدة جدا تتطلب امليض‬ ‫يف تأكيد الذات ليس بالرغبات فقط وال‬ ‫النظر لألهداف البعيدة‪ .‬ولكن بالعمل‬ ‫ثم العمل‪ ..‬والتسلح بالعلم واملعارف‬ ‫العرصية واملهارات الالزمة وتراكم‬ ‫الخربات‪ ،‬فالذين حققوا إضافات جلية‬ ‫يف العامل ليسوا أناسا خارقني جاؤوا من‬ ‫كواكب أخرى هم برش أمثالنا التزموا بهذه‬ ‫القاعدة أن يعملوا ويفكروا بطريقة جديدة‪.‬‬ ‫االبتكار وتعزيز الثقة‪:‬‬

‫تحاول الحكومة يف ُعامن ومنظامت‬ ‫املجتمع املدين أن تخلق نهضة يف‬ ‫تشجيع االبتكار وريادة األعامل‪ .‬العديد‬ ‫من املؤسسات الناهضة تسعى لذلك‬ ‫الهدف‪ ،‬وهناك طموح وآمال وشباب‬ ‫لهم عزائم‪ .‬هناك أفكار كثرية هنا وهناك‪.‬‬ ‫لكن بعض الشباب يرى أن الثقة به تحتاج‬ ‫ملزيد من التأكيد بأن مينح الفرصة بدرجة‬ ‫أكرب ليقول كلمته ويعلن عن نفسه‬ ‫يف مرحلة جديدة من عرص اإلنسانية‬ ‫املتسارع والذي تهيمن عليه التقنيات‬ ‫والتحديث‪ ،‬الذي دونه لن تستمر أبدا‪.‬‬ ‫العامنيون يحافظون عىل املوروث‪.‬‬ ‫والشباب يعي أن الحارض ال ينفصل عن‬ ‫األمس‪ ..‬صناعات كالحرف التقليدية‬ ‫والتمور والزراعة وصيد األسامك تتطلب‬ ‫نظرة حديثة بحيث يساهم فيها الجيل‬ ‫الناهض‪ .‬واالستثامر يف هذا املجال ال‬ ‫ميكن أن يقوم حقيقة مبعزل عن فهم أن القطاع الخاص هو الذي سيصبح‬ ‫أفكار الشباب حول تلك القضايا‪ ،‬فهم املشغل الرئييس يف الدولة‪ ،‬فالحكومة‬ ‫الذين سوف يقودون الغد‪ .‬أيضا فإن لن تظل كذلك وهي قد وصلت حد‬ ‫السياحة التي تشكل بديال أوضح يف التشبع‪ ،‬كام أن طاقات اإلنتاج األكرث‬ ‫الراهن‪ ،‬للنفط ويف سياسة تنويع مصادر حداثة ال تقوم عىل النظم التقليدية‪ .‬إذ‬ ‫الدخل‪ ،‬تحتاج إىل عقول جديدة شابة‪ ،‬البد من فكر يواكب مرحلة اإلنتاج متعدد‬ ‫تعيد ابتكار املحتوى املحيل واإلمكانيات املسارات الذي يرعى املعارف الجديدة‬ ‫الرتاثية الكثرية بحيث يتم ادماجها يف وينهض بالقيم يف ثوب حديث ويتمسك‬ ‫بالعبقريات واملواهب‪ .‬أي االستثامر‬ ‫متطلبات وعي جديد وعرص مختلف‪.‬‬ ‫يف املوهبة ويف الطاقات اإلبداعية‪ .‬ما‬ ‫االستثمار في المواهب‬ ‫يعني االهتامم باملورد البرشي والتعليم‬ ‫والطاقات اإلبداعية‪:‬‬ ‫املميز واالنتقايئ‪.‬‬ ‫السلطنة اليوم تنظر إىل املستقبل‬ ‫لقد أكد جاللة السلطان منذ سنوات عىل بعد ما يقارب خمسة عقود من مسار‬ ‫‪. 44‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫التحديث‪ ،‬بطريقة تختلف عن األمس‪.‬‬ ‫فاألجيال الصاعدة تؤكد دورها يوما‬ ‫بعد يوم‪ ،‬واملدنية والحداثة باتت ليس‬ ‫قدرا ً بل حقيقة وواقعا‪ ،‬ومن هنا جاءت‬ ‫سياسة تطوير مؤسسات املجتمع‬ ‫املدين والريادة واملبادرات يف كافة‬ ‫االتجاهات وتشجيع االستثامرات الجريئة‬ ‫والذكية‪ .‬وهذا يوضع يف الحسبان‪ ..‬يف‬ ‫معادلة التفكري بعيد املدى ويف رؤية‬ ‫الدولة لـ « ُعامن ‪ »2040‬التي هي مسار‬ ‫اسرتاتيجي مستقبيل‪ ،‬تقرر السلطنة‬ ‫من خالله كيفية صياغة الغد األفضل وقد‬ ‫تأكد أن هذه الخطة البد لها أن تقوم عىل‬ ‫رشاكة مجتمعية؛ كام جرى التحضري لها‪،‬‬


‫الحديث عن فكر العامل الجديد‪ ،‬وعن‬ ‫التعايش اإلنساين وكيفية بناء آفاق‬ ‫التقدم يف كافة أشكاله‪ ،‬هي استحضار‬ ‫ما متيز به السلطان قابوس من رؤاه‬ ‫املنفتحة عىل الحضارة اإلنسانية ورؤيته‬ ‫الناقدة للتاريخ‪ ،‬وقد خاطب جاللته طلبة‬ ‫الجامعة يف مطلع القرن الجديد‪ ،‬ليحثهم‬ ‫عىل عدم قبول األحداث واملعلومات‬ ‫التاريخية عىل عالتها ألن كثريا من‬ ‫املعلومات مغلوطة وغري دقيقة‪.‬‬ ‫هذا الفكر النقدي ساهم كثريا يف‬ ‫أن يفهم السلطان تاريخ بلده ويعيد‬ ‫قراءته‪ ،‬بحيث استفاد من ذلك يف‬ ‫وعي تركيبة املجتمع وعمل عىل إيجاد‬ ‫النسيج الحديث ملفهوم املواطنة‬ ‫والوحدة الوطنية وغريها من املعاين‪،‬‬ ‫التي هي مطلوبة لكل جيل‪ ،‬من حيث إن‬ ‫استيعاب البني األساسية للمجتمع من‬ ‫ثقافة وقيم وتقاليد‪ ،‬كل ذلك يساهم‬ ‫يف بناء أفق االقتصاد واالبتكار الجديد‪،‬‬ ‫كام متت اإلشارة سابقا يف موضوع‬ ‫السياحة‪.‬‬ ‫األساس المعرفي‪:‬‬

‫إن األساس املعريف كان هو امللهم‬ ‫األول لفكر جاللة السلطان ونجاحاته‬ ‫عىل صعيد السياسة الداخلية والخارجية‬ ‫يف حل املشكالت العديدة التي متر بها‬ ‫أي دولة يف مراحل التأسيس‪ ،‬فقد ورث‬ ‫السلطان قابوس مشاكل يف الحدود‬ ‫واستطاع أن يعالجها بهدوء وروية دون‬ ‫أن يدخل يف أي نزاعات واستطاع أن‬ ‫يوازن يف العالقة بني األشقاء واألصدقاء‪،‬‬ ‫منطلقا من قاعدة تقول بأن لكل بلد‬ ‫خصوصيته وأنه يجب أال يتدخل أي بلد‬ ‫يف شؤون بلد آخر؛ كام يجب أال يسمح‬ ‫بلد آلخر بالتدخل يف شأنه الداخيل‪،‬‬ ‫وهي السياسة التي تسري عليها عامن‬ ‫إىل اليوم‪.‬‬ ‫هذا األساس املعريف مع الخربات‬ ‫العملية واالطالع عىل التجربة الغربية‬ ‫ساهم يف تشكيل أثر البناء املؤسسايت‬ ‫الحديث يف عامن‪ ،‬ما جعل جاللته‬ ‫علام يف مجال السلم الدويل ومتيزت‬ ‫السلطنة بأنها الوحيدة التي رمبا ليس‬ ‫لها أعداء مطلقا‪.‬‬

‫إن الشعوب التي قدمت‬

‫مبادرات كبيرة وملموسة‬ ‫في االبتكار استندت‬

‫على الموروثات ومن ثم‬

‫المعرفة الجديدة‪ ،‬فما لم‬ ‫تكن قادرا على أن تفهم‬ ‫الماضي لن تكتشف‬ ‫المستقبل‬

‫التقانة الجديدة كذلك بقوة‪ ،‬يف مشاريع‬ ‫رائدة مثل حاسوب لكل أرسة غري مقتدرة‪،‬‬ ‫وغريها من األفكار الرائدة‪.‬‬ ‫وتعزز االهتامم الداخيل بالثقافة والفكر‬ ‫مع االهتامم الخارجي بالفكر اإلنساين‬ ‫عموما والتعاون مع الهيئات واملنظامت‪،‬‬ ‫فالسلطان قابوس داعم أسايس‬ ‫ملرشوعات اليونيسكو واملنظامت‬ ‫الثقافية وقد أسس العديد من الجوائز يف‬ ‫الثقافة والفنون والبيئة ذات الطابع املحيل‬ ‫واإلقليمي والدويل‪ ،‬كجائزة السلطان‬ ‫قابوس لصون البيئة والتي تقدم كل‬ ‫عامني من خالل منظمة اليونيسكو‪ ،‬كام‬ ‫دعم مرشوعات ذات دالالت عميقة يف‬ ‫مراجعة التاريخ مثل دراسة طريق الحرير‪.‬‬ ‫خالصات‪:‬‬

‫التحديث ماذا يعني؟‬

‫كل ذلك يجب أن يؤخذ يف االعتبار وأن يعاد‬ ‫النظر فيه برؤية حديثة‪ ،‬الستخراج املعاين‬ ‫املتعلقة برفد تجربة األجيال الجديدة‪..‬‬ ‫عىل الصعيد الفكري أيضا‪ ،‬فالسلطان‬ ‫قابوس يركز عىل فكرة التحديث من خالل‬ ‫منظور التعايش بني التقاليد والحداثة‪،‬‬ ‫بحيث يؤخذ الجيد من كليهام‪ ،‬بقسطاس‬ ‫مستقيم‪ ،‬وهذا ما دفع عامن إىل حالة من‬ ‫العرصنة املميزة قياسا لعمرها التحديثي‪،‬‬ ‫بحيث حافظ البلد عىل هويته حتى عىل‬ ‫صعيد العمران الذي مل يجار الناطحات‬ ‫العالية والتزم السياق األفقي‪ ،‬إىل تعزيز‬ ‫الرتاث ودوره يف بناء املجتمع‪.‬‬ ‫بشكل عام فإن الثقافة ظلت عنوانا‬ ‫لعامن ومنذ القدم وإىل الراهن‪ ،‬وظل‬ ‫السلطان قابوس يركز عىل وضع البصمة‬ ‫أو الهوية الثقافية يف كافة التشكيالت‬ ‫املؤسساتية والحوكمة وغريها من‬ ‫مسارات التحديث يف الحياة اإلنسانية‪.‬‬ ‫وقد اهتم السلطان قابوس بالتعليم‬ ‫كمرتكز للبناء التنموي اإلنساين‪ ،‬من ‪4‬‬ ‫مدارس يف مطلع السبعينات إىل ‪1400‬‬ ‫مدرسة عىل األقل اليوم‪ ،‬مع توسع‬ ‫يف الجامعات وأبرزها جامعة السلطان‬ ‫قابوس‪ ،‬ومحو األمية‪ ،‬ودخول عرص‬

‫إن نسيج ُعامن الحديثة باختصار هو‬ ‫وليد تواءم بني األمس العميق واللحظة‬ ‫الراهنة‪ ،‬العرص الجديد‪ .‬وهي أيضا نتاج‬ ‫عقلية السلطان ورؤاه التي تكاملت يف‬ ‫العديد من املناحي بحيث كان يبحث من‬ ‫وراء كل فكرة عن سعادة اإلنسان العامين‬ ‫ورفاهيته ورفعة شأنه‪ ،‬وهذا يعطي‬ ‫تصورات إىل أن أي باحث عن االبتكار أو‬ ‫بناء التصورات األكرث حداثة يف االقتصاد‬ ‫ومجمل الحراك العامين الحديث‪ ،‬عليه أن‬ ‫يضع يف باله صورة بلده بطريقة أوسع‪،‬‬ ‫ففهم الجذور يتم من خالل املرور‬ ‫بالتجربة التاريخية فاللحظة الراهنة‪،‬‬ ‫والعمل عىل نسج العقل الناقد واملفكر‬ ‫بشكل تحلييل وعميق‪ ،‬كل ذلك يعني بناء‬ ‫الذهن القادر فعليا عىل االبتكار والتحدي‬ ‫للمستقبل بإنجاز األفضل‪.‬‬ ‫وكام جاء يف مطلع هذا املقال فإن‬ ‫االهتامم باإلنسان هو الهدف‪ ،‬لكنه ليس‬ ‫هدفا مطلقا دون تحديد مالمحه بوضوح‪،‬‬ ‫بحيث تكون لهذا اإلنسان الفاعلية والقدرة‬ ‫عىل اإلضافة ويكون مبتكرا وصانعا للغد‪،‬‬ ‫كل ذلك ميكن تلمسه من خالل ما‬ ‫الحرص له من األفكار والتصورات التي هي‬ ‫متطورة بشكل رسيع يف عاملنا املعارص‬ ‫ويبقى الرس أو املعادلة األساسية هي‬ ‫الوعي‪ .‬وعي الذات‪ .‬التاريخ‪ .‬وفهم‬ ‫تصورات اإلرادة اإلنسانية ملا يجب أن‬ ‫يحدث يف املرحلة املقبلة‪.‬‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪47 .‬‬


‫تقرير‬

‫التحول الكبري والنقلة النوعية يف عامن‬ ‫الحديثة‪ ،‬أو العرصية‪ ،‬بحيث أخذ البالد‬ ‫إىل مصاف الدول التي يشار إليها بالبنان‪،‬‬ ‫بالرغم مام كانت فيه من معاناة قبيل‬ ‫ذلك التاريخ‪.‬‬ ‫تكييف النظام ومسار األعمال‪:‬‬

‫عامن بعد توليه الحكم؛ فاهتم بنظام‬ ‫املجالس البلدية والعمل البلدي بشكل‬ ‫عام‪ ،‬ويشري ذلك إىل أن اإلنسان يجب‬ ‫أن يأخذ من خالل ما يتعلمه ويختربه يف‬ ‫تكييف تجاربه املستقبلية ويعكس تلك‬ ‫الخربات عىل الواقع‪.‬‬ ‫وقد أعقب تخرج جاللة السلطان‬ ‫وتدربه يف بريطانيا‪ ،‬أن سافر يف جولة‬ ‫حول العامل استغرقت عدة أشهر‪ ،‬تعرف‬ ‫فيها عىل مالمح الحضارة اإلنسانية‬ ‫رشقا وغربا‪ ،‬وكانت تلك كإشارة مبكرة‬ ‫واستعداد للقيادة بالتعرف عىل خواص‬ ‫الشعوب املختلفة‪ ،‬ويف أي عمل البد‬ ‫من أن يكون مثة تأسيس ملعطيات‬ ‫الخلفيات التي يجب أن ينطلق منها‬ ‫اإلنسان لرسم الجديد‪ ،‬فالقيادة تطلبت‬ ‫معرفة الشعوب والثقافات اإلنسانية‬ ‫املتنوعة‪ ،‬ويف أي مجال عمل معني البد‬ ‫من وعي الخلفيات بشكل جيد‪.‬‬

‫التسامح واملزاوجة بني حضاريت الرشق‬ ‫والغرب يف فكر جاللة السلطان‪ ،‬وتعزيز‬ ‫عدد من الهوايات الشخصية عنده كحبه‬ ‫للموسيقى الكالسيكية والفنون واألوبرا‬ ‫والتصوير‪ ،‬وكان يجمع بني فنون الرتاث‬ ‫والعرص؛ فهو كذلك يعشق ركوب الخيل‬ ‫ورياضة امليش والتأمل‪.‬‬ ‫عاد السلطان قابوس إىل مسقط رأسه‬ ‫يف صاللة عام ‪1964‬م حيث ضاعف‬ ‫من معارفه العلمية واالطالع الثقايف‬ ‫يف شتى املعارف الرتاثية والجديدة‪،‬‬ ‫السيام تاريخ عامن الذي درسه بتأن ونقد‬ ‫فاحص له‪ ،‬إىل أن توىل الحكم واتخذ من‬ ‫مسقط عاصمة للبالد باعتبارها املركزي‬ ‫الحرضي والتجاري للسلطنة‪ ،‬فمسقط‬ ‫ظلت عرب التاريخ مركزا تجاريا يربط عامن‬ ‫بدول املحيط الهندي وبقية العامل‪.‬‬ ‫وهذه أيضا تولدت عن القراءة التاريخية‬ ‫والوعي باألنساق العامنية يف األمس‬ ‫واللحظة الراهنة‪.‬‬

‫لقد قامت حياة جاللة السلطان قابوس‬ ‫عىل الجمع بني املنهجني العسكري‬ ‫واإلداري الحيايت‪ ،‬وهذا جعله ينعكس عىل‬ ‫املنحى العام يف تجربة الدولة العامنية‪،‬‬ ‫وقيادتها‪ ،‬من نظام ودقة‪ ،‬التجربة التي‬ ‫ميكن أن يأخذ منها الشباب تصورات حية‬ ‫لكيفية تحرك الشاب باتجاه حياته‪ ،‬وهو‬ ‫يفكر يف املستقبل ويف بناء شخصيته‪،‬‬ ‫ويف مسائل األعامل وريادتها‪.‬‬ ‫فعىل سبيل املثال فإن التدريب‬ ‫عىل العمل اإلداري يف بريطانيا‬ ‫ويف الحكومات املحلية عرب دورات‬ ‫تخصصية‪ ،‬كان قد ساهم ذلك يف روح العصر والتوازن‪:‬‬ ‫أهمية الفكر النقدي‪:‬‬ ‫تشكيل الفكر اإلداري لدى السلطان‬ ‫قابوس من وقت مبكر‪ ،‬وقد استلهم كانت مرحلة لندن قد ساهمت يف نسج‬ ‫جاللته ذلك يف أسلوب إدارة الدولة يف العديد من تأكيد صور االعتدال ومنهج إن النقطة املركزية التي تؤخذ يف إطار‬ ‫‪. 46‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬


‫القطاع الخاص واالستعداد‬ ‫ملرحلةجديدة‬ ‫محمد بن أحمد الشيزاوي‬ ‫‪shfafiah@yahoo.com‬‬

‫أتاحت التنمية التي تشهدها السلطنة‬ ‫للقطاع الخاص أن يحقق منوا جيدا‬ ‫يف عدد من األنشطة االقتصادية‪،‬‬ ‫وساهمت املناقصات واملشرتيات‬ ‫الحكومية يف زيادة إيرادات القطاع‬ ‫ومتكينه من تنويع أنشطته‪ ،‬وقد أدى‬ ‫الدعم الحكومي املبارش وغري املبارش‬ ‫عىل مدى سنوات النهضة الحديثة إىل‬ ‫تأسيس العديد من الرشكات الكربى‬ ‫التي نعتربها نواة لقطاع خاص قوي‬ ‫ومزدهر‪.‬‬ ‫إال أنه من املالحظ أن عددا من‬ ‫الرشكات الكربى ال تزال تعتمد عىل‬ ‫اإلنفاق الحكومي الذي يشكّل أكرث من‬ ‫‪ %85‬من إيراداتها‪ ،‬وإذا قامت الحكومة‬ ‫بتقليص إنفاقها ألي سبب كان فإن‬ ‫الرشكات سوف تتعرض لهزة كبرية وقد‬ ‫تعلن إفالسها وتغلق أبوابها وهو أمر‬ ‫سلبي عىل القطاع الخاص أن يتنبه إليه‪،‬‬ ‫خاصة أن الحكومة قامت خالل السنوات‬ ‫املاضية بضخ مليارات الرياالت عىل‬ ‫تأسيس البنية األساسية وشقت آالف‬ ‫الكيلومرتات من الطرق وشيّدت‬ ‫عددا متنوعا من املوانئ واملطارات‬ ‫واملدارس واملستشفيات واملراكز‬ ‫الصحية ونحوها من املنشآت األخرى‬ ‫وهو ما يجعل توجه الحكومة لتقليص‬ ‫اإلنفاق أمرا طبيعيا مع استكامل تنفيذ‬ ‫العديد من املرشوعات الرئيسية‪.‬‬ ‫هذا الواقع يفرض عىل القطاع الخاص‬ ‫أن يهيئ نفسه ملرحلة جديدة يعتمد‬ ‫فيها عىل نفسه‪ ،‬فليس من املعقول أن‬ ‫تظل الرشكات معتمدة بشكل كبري عىل‬

‫على الشركات أن تبادر‬

‫في تأسيس مشروعاتها‬ ‫التي تنطلق منها إلى‬

‫العالمية بدل العمل في‬ ‫مجال واحد هو العقود‬ ‫أو المناقصات‬ ‫الحكومية‬

‫اإلنفاق الحكومي وإمنا عليها أن تبادر يف‬ ‫تأسيس مرشوعاتها التي تنطلق منها‬ ‫إىل العاملية بدل العمل يف مجال واحد‬ ‫هو العقود أو املناقصات الحكومية‪ ،‬وإذا‬ ‫متكنت الرشكات من تحقيق هذا الهدف‬ ‫فإنها سوف تتمكن من لعب دور محوري‬ ‫يف التنمية التي تشهدها السلطنة‪،‬‬ ‫وهذا الدور لن يقترص عىل املحافظة‬ ‫عىل مكانة الرشكة وقوتها املالية وإمنا‬ ‫سوف ميكّنها من املساهمة اإليجابية‬ ‫يف النمو االقتصادي وتوفري املزيد من‬ ‫فرص العمل وبناء الخربات املحلية‬ ‫وتأهيل الكوادر الوطنية يف مختلف‬ ‫مجاالت العمل واإلنتاج‪ ،‬كام أن النمو‬

‫الذي سوف تحققه الرشكات الكربى‬ ‫سوف ينعكس بشكل تلقايئ عىل‬ ‫الرشكات الصغرية واملتوسطة وهو‬ ‫أحد األهداف التي تسعى السلطنة‬ ‫لتحقيقها‪.‬‬ ‫وقد الحظنا خالل السنوات العرش‬ ‫املاضية أن عددا من الرشكات اتجهت‬ ‫لتنويع أنشطتها من خالل تحويل‬ ‫الرشكة األم إىل رشكة قابضة وتأسيس‬ ‫مجموعة من الرشكات األخرى يف‬ ‫قطاعات مختلفة‪ ،‬وقد ساهم هذا‬ ‫التوجه يف تخفيف حدة األزمات التي‬ ‫حدثت يف الفرتة املاضية عىل الرشكات‬ ‫التي قامت باتخاذ هذه الخطوات‪ ،‬يف‬ ‫حني أن الرشكات األخرى مل تتمكن من‬ ‫مواجهة تلك األزمات وبالتايل تعرضت‬ ‫لخسائر كبرية‪.‬‬ ‫إن زيادة مساهمة القطاع الخاص‬ ‫يف النمو االقتصادي هو أحد األهداف‬ ‫التي تسعى السلطنة لتحقيقها ولكنها‬ ‫لن تستطيع ذلك إن اقترصت أحالم‬ ‫الرشكات عىل املناقصات والعقود‬ ‫الحكومية‪ .‬إننا نطمح إىل وجود رشكات‬ ‫كربى تعمل يف مجال الصناعات‬ ‫التصديرية ورشكات أخرى تعمل يف‬ ‫قطاع النفط والغاز العاملي ورشكات‬ ‫ثالثة تركز عىل أنشطة إعادة التصدير‪.‬‬ ‫وهذه مجرد أمثلة ملا نطمح أن يكون عليه‬ ‫القطاع الخاص العامين يف املستقبل‬ ‫القريب‪ ،‬وحتى تتمكن الرشكات من‬ ‫تحقيق مثل هذه الطموحات فإن عليها‬ ‫إعادة رسم اسرتاتيجياتها ورؤاها لتواكب‬ ‫املرحلة املقبلة‪.‬‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪49 .‬‬


‫مقاالت‬

‫‏‫ازدواجية املعايري االقتصادية‬ ‫على بن راشد المطاعني ‪ ‬‬

‫يف الوقـت الـذي تعمـل فيـه الحكومـة‬ ‫على بيـع رشكاتهـا وحصصهـا يف‬ ‫رشكات املسـاهمة العامـة أو املقفلـة‪،‬‬ ‫يف إطـار برامـج الخصخصـة التـي تتيـح‬ ‫مبوجبـه للقطـاع الخـاص تـويل زمـام‬ ‫املبـادرة تجسـيدا لفلسـفة اقتصـاد‬ ‫السـوق ‪ ،‬وهـي السياسـة االقتصاديـة‬ ‫التـي تنتهجهـا السـلطنة‏يف هـذا الشـأن‬ ‫منـذ انطالقـة النهضـة املباركـة ‪ ،‬إال‬ ‫إننـا نالحـظ بـأن هنـاك تراجعـا عـن هـذا‬ ‫النهـج االقتصـادي املحمـود وذلـك مـن‬ ‫خلال إنشـاء رشكات حكوميـة قابضـة ‪،‬‬ ‫والتوسـع يف إنشـاء رشكات يف العديـد‬ ‫مـن القطاعـات االقتصاديـة يومـا بعـد‬ ‫آخـر ‪.‬‬ ‫هنـا نسـأل هـل دور الحكومـة إرشايف‬ ‫على االقتصـاد أم أن هنـاك تحـوال طارئـا‬ ‫يف التوجهـات أملى هـذا الـذي حدث ‪ .‬‬ ‫بلا شـك أن السياسـات االقتصاديـة‬ ‫التـي تنتهجهـا السـلطنة ثابتة ‪ ،‬وتتجسـد‬ ‫يف إتاحـة املجـال للقطـاع الخـاص يف‬ ‫االسـتثامر والرشاكـة مـن أجـل التنميـة‬ ‫االقتصاديـة باعتبـاره رشيـكا حقيقيـا يف‬ ‫التنميـة الشـاملة يف البلاد ‪ ،‬إال أن بلـورة‬ ‫هـذا التوجـه على األرض شـابه الكثير‬ ‫مـن الثغـرات ‪.‬‬ ‫لعـل التناقـض بين التوجهـات التـي‬ ‫تضمنتهـا الرؤيـة االقتصاديـة والخطـط‬ ‫الخمسـية وانتهـاج الخصخصـة كأحـد‬ ‫محـاور السياسـة االقتصاديـة ‪ ،‬وبين‬ ‫العمـل على تأسـيس رشكات حكوميـة‬ ‫يف العديـد مـن القطاعـات االقتصاديـة‬ ‫فيـه تناقضـات ال تتوافـق مـع التوجهـات‬ ‫‪. 48‬‬

‫إذا كان القطاع العام‬ ‫منافسا للقطاع الخاص في‬ ‫كل القطاعات من خالل‬ ‫انشاء شركات مساهمة‬ ‫أو مقفلة ‪ ،‬فكيف لهذا‬ ‫القطاع أن يستقطب‬ ‫استثمارات خارجية‬

‫االقتصاديـة التـي تـم اعتامدهـا ‪.‬‬ ‫فـإذا كانـت الدولـة هـي مـن تؤسـس‬ ‫الشركات الحكوميـة وتتحمـل أعبـاء‬ ‫كبيرة تضـاف إىل اإلنفـاق الجـاري‬ ‫واإلمنـايئ ‪ ،‬فما هـو الـدور املنتظـر مـن‬ ‫القطـاع الخـاص ؟‪..‬‬ ‫فـإذا كان القطـاع العـام منافسـا‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫للقطـاع الخـاص يف كل القطاعـات مـن‬ ‫خالل انشـاء رشكات مسـاهمة أو مقفلة‬ ‫‪ ،‬فكيـف لهـذا القطـاع أن يسـتقطب‬ ‫اسـتثامرات خارجيـة ‪ ،‬أم عليـه أن يركـز‬ ‫جهـده يف أعمال الخـردة والتنظيـف‬ ‫والصيانـة فقـط ال غير ‪.‬‬ ‫مـن املفارقـات ‪ ‬بيـع الحكومـة اصولهـا‬ ‫يف قطاعـات كالكهربـاء وامليـاه وترغـب‬ ‫يف الوقـت ذاتـه يف تخصيص قطاعات‬ ‫حيويـة ذات عالقـة بالتنميـة املبـارشة‬ ‫وباملواطنين ‪ ،‬ويف اآلن ذاتـه تعمل عىل‬ ‫إنشـاء رشكات يف قطاعـات الخدمـات‬ ‫اللوجيسـتية والطيران وغريهـا ‪ ،‬وتتكبـد‬ ‫يف هـذا الطريـق خسـائر مبئات املاليني‬ ‫مـن الريـاالت ‪.‬‬ ‫كان باإلمـكان توفير هـذه املـوارد‬ ‫بإسـناد هـذه األنشـطة للقطـاع الخـاص‬ ‫وتوفير البيئة املالمئة لـه للعمل واإلبداع‬ ‫واالنطلاق اىل آفـاق أبعـد وأرحـب ‪ .‬‬ ‫بالطبـع نتفهـم بعـض الدواعي إلنشـاء‬ ‫رشكات حكوميـة يف بعـض القطاعـات‬ ‫غير املربحـة ‪ ،‬أو يف مجـاالت تحتـاج إىل‬ ‫أمـد بعيـد لتحقيـق الربحيـة ‪ ،‬أو لهـا قيمـة‬ ‫مضافـة عاليـة يف االقتصـاد الوطنـي‬ ‫كالطيران ال ُعماين‪ ،‬لكـن هنـاك مجـاالت‬ ‫كان مـن األنسـب للحكومـة أن ترتكهـا‬ ‫للقطـاع الخـاص ليجـد نفسـه فيهـا‪.‬‬ ‫نأمـل أن ننتهـج فلسـفة اقتصاديـة‬ ‫واضحـة تعكـس التوجهـات املسـتقبلية‬ ‫إلدارة االقتصـاد يف البلاد ونتيـح مـن‬ ‫خاللهـا مجـاال أكبر للقطـاع الخـاص‬ ‫والتقليـل قـدر املسـتطاع مـن إنشـاء‬ ‫رشكات حكوميـة‪.‬‬


‫لقطاع الصناعات التحويلية‪ ،‬خاصة فيام‬ ‫يتعلق بصادرات القطاع‪ .‬كام يعاين‬ ‫القطاع من محدودية الشفافية يف اللوائح‬ ‫املنظمة والقوانني‪ ،‬وهناك تعدد يف‬ ‫الجهات املعنية مبنح الرخص والتصاريح‪.‬‬ ‫ومن واقع التكاليف التشغيلية يف هذا‬ ‫القطاع‪ ،‬فقد أدى ارتفاع الحد األدىن‬ ‫لألجور وغريها من التكاليف التشغيلية‬ ‫إىل انخفاض امليزة التنافسية للسلطنة‬ ‫مقارنة بالدول املجاورة‪ ،‬وهناك نقص‬ ‫يف إمدادات الغاز مقابل زيادة معدالت‬ ‫الطلب عليه يف القطاع وارتفاع سعره‪،‬‬ ‫مام يؤثر عىل الكفاءة اإلنتاجية للمصانع‬ ‫ومرافقها‪ ،‬وخصوصا مع ارتفاع نسبة‬ ‫االعتامد عىل الغاز الطبيعي املدعوم‬ ‫لتوليد الطاقة وبنسبة ‪ .% 97‬أما من حيث‬ ‫اإلنتاجية فقد ورد يف كتاب «تنفيذ» أن‬ ‫إنتاجية القوى العاملة يف السلطنة تشهد‬ ‫انخفاضا نسبيا وتؤثر سلبا عىل إنتاجية‬ ‫القطاع‪ .‬وأن قطاع الصناعات التحويلية‬ ‫ساهم باستيعاب ما نسبته ‪ % 12.5‬من‬ ‫إجاميل القوى العاملة بالسلطنة‪ ،‬إال‬ ‫أن نسبة التعمني يف القطاع مل تتجاوز‬ ‫‪ % 18‬وهي نسبة متدنية مقارنة ببعض‬ ‫بالقطاعات األخرى‪ .‬أما أبرز الفرص‬ ‫واإلمكانيات يف القطاع الصناعي فان‬ ‫معدل الدخل القومي والفردي يرتبط‬ ‫بزيادة درجة التحول الصناعي يف البالد‪،‬‬ ‫كام يوفر قطاع الصناعات التحويلية‬ ‫فرصا جيدة لالستفادة من اقتصاديات‬ ‫ً‬ ‫الحجم التي تتسم بانخفاض متوسط‬ ‫التكلفة الكلية للسلع واملواد الخام يف‬ ‫القطاع الصناعي كلام ارتفع حجم اإلنتاج‪.‬‬ ‫ومن حيث التقدم التكنولوجي فان قطاع‬ ‫فرصا للتقدم‬ ‫الصناعات التحويلية يوفر‬ ‫ً‬ ‫التكنولوجي املرتبط باإلجراءات الرئيسية‬ ‫للقطاع واإلجراءات املساندة لها «ليشمل‬ ‫القطاعات األخرى‪ ».‬كام أن الرتكيز عىل‬ ‫التقدم التكنولوجي الصناعي سيعزز من‬ ‫أوجه االبتكار والتطوير يف القطاع‪ .‬أما اآلثار‬ ‫املضاعفة لذلك فان تحسن إنتاجية قطاع‬ ‫الصناعات التحويلية‪ ،‬وترابط مكونات‬ ‫سلسلة القيمة وسلسة اإلمداد ستؤدي‬ ‫إىل تنمية وتعزيز القطاعات األخرى‪.‬‬ ‫فمؤرشات القطاع العامة املستهدفة‬ ‫ضمن هذه املرحلة من الربنامج تهدف‬ ‫إىل زيادة مساهمة القطاع يف الناتج‬

‫التركيز على مراجعة سياسة‬ ‫أسعار الغاز المتعلقة‬ ‫باالستخدامات الصناعية‪،‬‬ ‫باعتباره مصدرا أساسيا‬ ‫لنمو قطاع الصناعات‬ ‫التحويلية‬

‫املحيل اإلجاميل بنحو ‪ 0.6‬مليار ريال‬ ‫عامين بحلول ‪2020‬باالضافة إىل ضخ‬ ‫استثامرات أجنبية ومحلية مبارشة مبا ال‬ ‫يقل عن ‪ 9‬مليار ريال عامين بحلول ‪2020‬‬ ‫م‪ .‬كام تهدف املرحلة املقبلة زيادة عدد‬ ‫الشاغلني للوظائف الجدد التي يوفرها‬ ‫قطاع الصناعات التحويلية من ‪267400‬‬ ‫عامل يف عام ‪ 2016‬م إىل ‪ 280600‬عامل‬ ‫بحلول عام ‪ 2020‬م‪.‬‬ ‫ومن املقرر أن تشهد املرحلة املقبلة‬ ‫الرتكيز عىل القطاعات الفرعية ضمن‬ ‫هذه املرحلة من الربنامج واملبادرات‬ ‫واملشاريع املتعلقة بها تتمثل يف مجال‬ ‫البرتوكيامويات‪ ،‬واألسمدة ‪ ،‬واالملنيوم‬ ‫وأغشية العزل املايئ الحجري‪ ،‬واملواد‬ ‫املعدنية‪ ،‬والسقاالت ومنتجات الصلب‪،‬‬ ‫وأدوات القطع املعدنية والقوالب‪،‬‬ ‫واملواد غري املعدنية‪ ،‬واإلسمنت‪،‬‬ ‫والصناعات الغذائية‪ ،‬بجانب صياغة‬ ‫سياسة بيئية وطنية لقطاع الطاقة‪،‬‬ ‫و مراجعة سياسة دعم أسعار الغاز‬ ‫فيام يتعلق باالستخدامات الصناعية‪،‬‬ ‫وتنويع مصادر الطاقة‪ .‬وفيام يتعلق‬ ‫مبراجعة سياسة دعم أسعار الغاز يف‬ ‫االستخدامات الصناعية فقد تم الرتكيز‬ ‫عىل مراجعة سياسة أسعار الغاز املتعلقة‬ ‫باالستخدامات الصناعية‪ ،‬باعتباره مصدرا‬ ‫أساسيا لنمو قطاع الصناعات التحويلية‪.‬‬

‫وستعمل هذه املبادرة عىل تعزيز الطلب‬ ‫عىل الغاز وإعادة توزيعه‪ ،‬مبا يضمن زيادة‬ ‫القيمة املضافة منه يف الناتج املحيل‬ ‫اإلجاميل بنحو ‪ 300‬مليون ريال عامين‪.‬‬ ‫وقد تم تحديد ثالث خطوات رئيسية‬ ‫لتحقيق االستخدام الف ّعال للغاز‪ ،‬تتمثل‬ ‫يف االنتقال إىل التوزيع املعتمد عىل‬ ‫السعر األعىل لبيع الغاز‪ ،.‬وتوزيع الغاز‬ ‫املدعوم ملشاريع اسرتاتيجية «تكون‬ ‫مبنيا عىل مدى توفري هذه املشاريع‬ ‫للوظائف‪ ،‬أو تطوير قيمة اقتصادية‪،‬‬ ‫باالضافة إىل دمج املؤسسات املعنية‬ ‫بالطاقة يف كيان حكومي واحد‪ ،‬علامً بأن‬ ‫هنالك الكثري من الدول سواء النامية أو‬ ‫املتقدمة‪ ،‬تتجه إللغاء الضوابط التنظيمية‬ ‫يف قطاع الغاز‪ ،‬وبالتايل ميكن للسلطنة‬ ‫أن تستفيد من هذه املامرسات‪ .‬وميكن‬ ‫يف هذا الجانب إيجاد ضوابط أخرى‬ ‫جديدة‪ ،‬من بينها التعامل مع طرف ثالث‬ ‫لبيع الغاز للمستهلكني «املصانع»‪،‬‬ ‫أو تسليم الغاز للموردين املوجودين‬ ‫يف أدىن سلسلة القيمة املضافة‪ ،‬مام‬ ‫يخلق منافسة فيام بينهم‪ ،‬وغري ذلك من‬ ‫الضوابط‪ .‬كام خرجت حلقات العمل بعدد‬ ‫من النتائج التي تهم قطاع توليد الطاقة‬ ‫املدعم للصناعة التحويلية يف البالد‪،‬‬ ‫وكذلك التعرف عىل املعوقات التي تواجه‬ ‫هذا القطاع حيث هناك املعايري البيئية‬ ‫التي تقيّد تقنيات توليد الطاقة‪ ،‬مام‬ ‫يح ّد من قدرة املشاريع االستثامرية عىل‬ ‫إيجاد مصادر بديلة لتوليد الطاقة‪ ،‬وتعزيز‬ ‫مجاالت االبتكار الصناعي‪ ،‬وتطوير رأس‬ ‫املال البرشي املطلوب يف هذا القطاع‬ ‫وتفعيل التعاون التكاميل بني القطاع‬ ‫الصناعي واألكادميي‪ ،‬والحكومي‬ ‫إليجاد قاعدة للمعرفة الصناعية‪،‬‬ ‫و تطوير قطاعات صناعية واعدة‬ ‫انتقائيا للنهوض بها نحوالتنافسية من‬ ‫خالل إيجاد حلول مبتكرة للتحديات‬ ‫واملشاكل ورفع مستوى التصدير‬ ‫وتبني مناذج عمل قادرة عىل الدخول‬ ‫لألسواق‪ ،‬بجانب دعم املصانع القامئة‬ ‫بشكل فردي حسب الطلب لالبتكار‬ ‫يف املنتج أو العمليات اإلنتاجية أو‬ ‫الخدمات أو استثامر امللكيات الفكرية‬ ‫وبراءات االخرتاع وتبني نقل التكنولوجيا‬ ‫واملعرفة‪.‬‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪51 .‬‬


‫مقاالت‬

‫مخرجات «تنفيذ» وقطاع‬ ‫الصناعاتالتحويلية‬ ‫حيدر بن عبدالرضا اللواتي ‪ ‬‬

‫‪haiderdawood@hotmail.com‬‬

‫من أبرز التحديات والتوجهات التي‬ ‫نوقشت يف املختربات التي عقدها‬ ‫برنامج « تنفيذ» للقطاعات الفرعية أن‬ ‫مساهمة قطاع الصناعات التحويلية يف‬ ‫املحل اإلجاميل شهدت هبوطًا‬ ‫ّ‬ ‫الناتج‬ ‫تدريج ًيا‪ ،‬ال سيام مع تركيز النمو الحايل‬ ‫عىل البرتوكيامويات فقط‪ .‬كام تراجع‬ ‫منو قطاعات الصناعات التحويلية مقارنة‬ ‫املحل اإلجاميل حيث‬ ‫ّ‬ ‫بالنمو يف الناتج‬ ‫يركز قطاع الصناعات التحويلية بشكل‬ ‫كبري عىل البرتوكيامويات‪ ،‬وأن مساهمة‬ ‫قطاع الصناعات التحويلية يف الناتج‬ ‫املحل اإلجاميل خالل االعوام ‪-2009‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ 2014‬بلغ مليار ريال عامين فقط ‪ .‬كام‬ ‫أن القطاع بحاجة إىل تعزيز مصادر الطاقة‬ ‫غري التقليدية «البديلة واملتجددة»‪ ،‬فضال‬ ‫عن إمدادات الغاز الذي تؤدي محدوديته‬ ‫إىل عدم تحقيق مستويات اإلنتاج‬ ‫املثىل يف مجاالت الصناعات التحويلية‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل إجراء مزيد من البحوث‬ ‫والدراسات الصناعية املمكّنة لالبتكار‬ ‫والتطوير‪.‬‬ ‫وبرنامج «تنفيذ» انبثق عن خطة التنمية‬ ‫الخمسية التاسعة (‪ )2020-2016‬ويهدف‬ ‫إىل املساهمة يف تحقيق رؤية السلطنة‬ ‫نحو التنويع االقتصادي من خالل الوقوف‬ ‫عىل التحديات والصعوبات التي تواجهها‬ ‫القطاعات االقتصادية والجهات الحكومية‬ ‫والخاصة واملدنية يف سبيل تحقيق‬ ‫أهداف الخطة الخمسية التاسعة‪ .‬وقد‬ ‫تم إدراج قطاع الصناعات التحويلية يف‬ ‫هذه الخطة كأحد القطاعات املعززة‬ ‫للتنويع االقتصادي‪ ،‬إذ ساهم القطاع‬ ‫‪. 50‬‬

‫هناك سهولة في‬ ‫ممارسة األعمال‬

‫التجارية وارتفاع طفيف‬

‫في مؤشر أداء ممارسة‬ ‫األعمال التجارية‬

‫بنحو ‪ 10%‬من إجاميل الناتج املحيل‬ ‫ومببلغ ‪ 3‬مليارات ريال عامين يف عام‬ ‫‪ 2013‬ومبعدل منو سنوي بلغ ‪%10.3‬‬ ‫يف الفرتة بني ‪ 2013-2009‬وفق بيانات‬ ‫كتاب «تنفيذ»‪ .‬فهذا الربنامج يتنبى‬ ‫خطة عمل منهجية تقوم عىل جمع‬ ‫وتحليل البيانات واملعلومات‪ ،‬وتصنيف‬ ‫تحديات ومعوقات منو القطاعات ومنها‬ ‫قطاع الصناعة التحويلية‪ ،‬ووضع الحلول‬ ‫الكفيلة مبعالجتها‪ ،‬فضال عن تحديد‬ ‫الجهات املسؤولة عن التنفيذ وإدارة‬ ‫املشاريع‪ ،‬ومتابعة وتقييم مؤرشات‬ ‫األداء الرئيسية‪ .‬ونظرا ً لكون السلطنة‬ ‫إحدى الدول املصدّرة للنفط‪ ،‬فضال‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫عن امتالكها موارد طبيعية متنوعة‪،‬‬ ‫ومساحة جغرافية واسعة؛ فإنها بحاجة‬ ‫إىل استغالل هذه املقومات‪ ،‬والرتكيز‬ ‫عىل تعزيز الصناعات التكميلية يف مجال‬ ‫«البرتوكيامويات‪ ،‬واملعادن‪ ،‬واملواد غري‬ ‫املعدنية‪ ،‬والصناعات الغذائية»‪ ،‬حيث‬ ‫عادة ما تتوقف سلسة اإلنتاج للمواد‬ ‫املصدّرة خارج السلطنة عند املراحل‬ ‫األولية الرئيسية للتصنيع أو مراحل‬ ‫التصنيع الوسيطة دون الرتكيز عىل‬ ‫أنشطة قطاعاته الفرعية‪.‬‬ ‫ومن خالل إعداد تقييم مفصل ملعدل‬ ‫منو الصادرات وحصة السلطنة من‬ ‫السوق العاملي‪ ،‬تم تحديد القطاعات‬ ‫الفرعية سابقة الذكر كأهم املجاالت‬ ‫الواعدة يف عملية التنويع االقتصادي‬ ‫لقطاع الصناعات التحويلية بالسلطنة‪.‬‬ ‫فقد ساهمت القطاعات الفرعية‬ ‫لقطاع الصناعات التحويلية متمثلة يف‬ ‫البرتوكيامويات والصناعات املعدنية وغري‬ ‫املعدنية واألغذية واملرشوبات بنسبة‬ ‫املحل اإلجاميل‬ ‫ّ‬ ‫تقارب ‪ %10‬يف الناتج‬ ‫للسلطنة‪.‬‬ ‫وكشفت تفاصيل التحديات بأن هناك‬ ‫سهولة يف مامرسة األعامل التجارية‬ ‫وارتفاع طفيف يف مؤرش أداء مامرسة‬ ‫األعامل التجارية واملؤرش العاملي‬ ‫للتنافسية فيام يتعلق ببدء مامرسة‬ ‫األعامل‪ ،‬كام ان هناك فرصا أكرب لتحسني‬ ‫األداء يف املجاالت األخرى ذات الصلة‪،‬‬ ‫األمر الذي سيؤثر بدوره عىل جاذبية‬ ‫السلطنة لالستثامر املحيل واألجنبي‪ ،‬إال‬ ‫أن هناك محدودية جهود تسويق وترويج‬


‫الدكتور محمد بن موسى الخروصي‬

‫النظـر وإيجـاد حلـول مقنعـة لجميـع‬ ‫ا ألطـرا ف ‪.‬‬ ‫مشكلة البحث‬

‫إن القطـاع الصناعـي يف السـلطنة‬ ‫ميثـل أولويـة قصـوى لـدوره الحيـوي‬ ‫يف التنميـة املسـتدامة وألهميتـه‬ ‫اإلقتصاديـة يف تنويـع مصـادر الدخـل‬ ‫يف بلـد ال تـزال إيـرادات النفـط فيه متثل‬ ‫‪ % 79‬مـن إجمايل اإليـرادات العامـة )‬ ‫امليزانيـة العامـة للدولـة للسـنة املاليـة‪،‬‬ ‫‪ . 2015‬ومـن هـذا املنطلـق جـاء إنشـاء‬ ‫املؤسسـة العامـة للمناطـق الصناعيـة‬ ‫يف عـام ‪ 1993‬والتـي تشرف على تسـع‬ ‫مناطـق صناعيـة‪ ،‬هـي‪ :‬الرسـيل‪ ،‬صحار‪،‬‬ ‫ريسـوت‪ ،‬صـور‪ ،‬نـزوى‪ ،‬الربميـي‪،‬‬ ‫املزيونـة‪ ،‬واحـة املعرفـة مبسـقط‪،‬‬ ‫وسمائل )املؤسسـة العامـة للمناطـق‬ ‫الصناعيـة‪ .2016 ،‬وتتمحـور رسـالة‬ ‫املؤسسـة يف جـذب االسـتثامرات‬ ‫الصناعيـة‪ ،‬وتقديم التسـهيالت املحفزة‬ ‫لهـذا الجانـب‪ ،‬ويـأيت يف طليعـة هـذه‬ ‫الحوافـز والتسـهيالت‪ :‬اإلعفـاء مـن‬ ‫رضيبـة الدخـل‪ ،‬والرضائـب الجمركيـة‪،‬‬ ‫وتسـهيالت القـروض املؤسسـة‬ ‫العامـة للمناطـق الصناعيـة‪.( 2016 ،‬‬ ‫وبالرغـم مـن التسـهيالت املقدمـة لهـذه‬ ‫املؤسسـات الصناعيـة إال أنهـا مـا زالـت‬ ‫نسـبة مسـاهمتها يف الدخـل القومـي‬ ‫تبلـغ حـوايل ‪ % 9.5‬يف الناتـج املحلي‬

‫اإلجمايل )جريـدة الزمـن‪ ). 2016 ،‬ومـا‬ ‫زال القطـاع الصناعـي يف السـلطنة‬ ‫يواجـه العديـد مـن التحديـات لعـل أهمهـا‬ ‫ضعـف نسـبة العاملين العامنيين حيـث‬ ‫ال تتجـاوز نسـبتهم ‪ % 10.3‬بنهايـة عـام‬ ‫‪) 2015‬املؤسسـة العامـة للمناطـق‬ ‫الصناعيـة‪ .( 2016 ،‬إن قلـة عدد العاملني‬ ‫العامنيين يف هـذا القطـاع يقابلـه ارتفـاع‬ ‫نسـبة القـوى العاملـة الوافـدة حيـث‬ ‫بلـغ عـدد العمال غير العامنيين يف‬ ‫هـذا القطـاع حتـى عـام ‪ 2015‬حـوايل‬ ‫‪ 212713‬موظفـا مـن جنسـيات مختلفـة‬ ‫)املؤسسـة العامـة للمناطـق الصناعية‪،‬‬ ‫هويـات‬ ‫‪ ،( 2016‬والذيـن يحملـون ُ‬ ‫ثقافيـة مختلفـة ومتباينـة‪ ،‬ويؤمنـون‬ ‫بأفـكار وعـادات وقيـم ومامرسـات قـد ال‬ ‫تنسـجم مـع ال ُهويـة العامنيـة‪ .‬فالعمال‬ ‫يتأثـرون مبجموعـة مـن العوامـل منهـا‬ ‫املامرسـات املوجـودة يف داخـل‬ ‫املؤسسـة والتـي سـتنعكس سـلبا على‬ ‫إنتاجيـة وأداء القطـاع الصناعـي )هنيـة‪،‬‬ ‫‪ ). 2005‬تُشـكل املناطـق الصناعيـة‬ ‫يف عمان مثـاال مصغـرا ملـا يحـدث يف‬ ‫املجتمـع العماين مـن تأثيرات متبادلـة‬ ‫بين املؤسسـة وأفرادهـا العاملين‪،‬‬ ‫ويسـمح إجـراء هـذه الدراسـة معرفـة‬ ‫مـدى قـدرة املناطـق الصناعيـة يف‬ ‫التأثير على ه ُويـة العاملات العامنيـات‬ ‫مـن خلال التأثير على محيطهـن‬ ‫االجتامعـي والثقـايف واالقتصـادي‬ ‫واملهنـي داخـل املؤسسـات اللايت‬ ‫ينتمين لهـن‪ ،‬ومعرفـة التحديـات‬ ‫والصعوبـات التـي تواجـه املـرأه العامنيـة‬ ‫العاملـة يف القطـاع الصناعـي‪ ،‬ويسـهم‬ ‫يف املقابـل يف معرفـة قـدرة هـذه‬ ‫العاملات مـن خلال تواصلهـن اليومـي‬ ‫يف التأثير على مامرسـات املؤسسـة‬ ‫الصناعيـة‪ .‬و يسـتند البحـث بصفـة عامـة‬ ‫على نظريـة ال ُهويـة‬ ‫الثقافيـة والنظريـة البنائيـة يف معرفـة‬ ‫هويـة العاملات‬ ‫مـدى تأثـر وتأثير ُ‬ ‫العامنيـات يف املناطـق الصناعيـة مـن‬ ‫خلال اإلجابـة على السـؤال اآليت‪:‬‬

‫أهـداف البحث وأهميته‬

‫إن الهـدف الرئيسي مـن البحـث هـو‬ ‫معرفـة مـدى تأثير وتأثـر ال ُهويـة العامنية‬ ‫للعاملات العامنيـات يف القطـاع‬ ‫الصناعـي‪ ،‬وضمـن هـذا الهـدف ميكـن‬ ‫أن يتحقـق هـدف آخـر وهـو الكشـف‬ ‫عـن واقـع العاملات العامنيـات يف‬ ‫القطـاع الصناعـي ومعرفـة التحديـات‬ ‫والصعوبـات التـي ميكـن أن تشـكل عائقا‬ ‫أمـام وجـود العنصر النسـايئ يف هـذا‬ ‫القطـاع الحيـوي‪ .‬أمـا أهميـة الدراسـة‬ ‫فيمكـن أن تنقسـم إىل جزئين مهمين‪:‬‬ ‫الجـزء األول‪ :‬ويهـدف ملعرفـة اإلطـار‬ ‫النظـري والدراسـات السـابقة التـي‬ ‫تبحـث يف ثقافـة املؤسسـة ومـدى‬ ‫قدرتهـا يف التأثير والتأثـر على العمال‬ ‫العاملين فيهـا‪.‬‬ ‫أمـا الجـزء الثـاين يلقـي مزيـدا مـن‬ ‫الضـوء على العالقة اإليجابية أو السـلبية‬ ‫بين املؤسسـة الصناعيـة والعاملين‬ ‫بهـا‪ ،‬حيـث أن كثيرا مـن املؤسسـات‬ ‫يف مختلـف القطاعـات تهتـم مبعرفـة‬ ‫مـدى رضـا العاملين بهـا‪ ،‬ومعرفـة إىل‬ ‫أي مـدى يتأثـر العمال بثقافة املؤسسـة‬ ‫وإىل أي مـدى يؤثـرون فيهـا يف املقابل‪.‬‬ ‫إن التعـرف على واقـع املؤسسـات‬ ‫الصناعيـة يف عمان سـوف يتوقـع أن‬ ‫يسـهم يف الكشـف‬ ‫عـن التحديـات واإلشـكاليات التـي‬ ‫تواجـه العاملين فيـه على العمـوم‪،‬‬ ‫والعاملات العامنيـات بالخصـوص مما‬ ‫يعنـي تطويـر مقـدرات القـوى العاملـة‬ ‫العامنيـة لزيـادة التنافـس يف املجـال‬ ‫الصناعـي‪ ،‬كما أن التقليـل ومعالجة هذه‬ ‫اإلشـكاليات التـي تواجه العاملات ميكننا‬ ‫مـن فهـم أفضـل األسـس والتوجيـه‪،‬‬ ‫وتحقيـق املنـاخ املناسـب للعاملين يف‬ ‫هـذه املؤسسـات وباألخـص العاملات‪،‬‬ ‫إضافـة إىل اإلسـهام‬ ‫بشـكل غير مبـارش يف تطويـر اإلرادة‬ ‫الصناعيـة مما ميكنهـا مـن املنافسـة‬ ‫إقليميـا ودوليـا‪ ،‬مما سـينعكس إيجابـا‬ ‫الهويـة الثقافيـة على زيـادة نسـبة العامنيـات يف هـذا‬ ‫ •مـا مـدى تأثيـر وتأثـر ُ‬ ‫للعامالت العمانيات في المؤسسـات القطـاع االقتصـادي التنمـوي‪ ،‬وكذلـك‬ ‫الصناعيـة بالسـلطنة؟‬ ‫على زيـادة نسـبة اإلنتاجيـة يف هـذا‬ ‫القطـاع الواعـد والـذي يلقـى اهتاممـا‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪53 .‬‬


‫دراسة‬

‫املؤسسة الصناعية وأثرها عىل الهوية الثقافية‬

‫دراسة تحليلية للعامالت العامنيات يف منطقة صحار الصناعية‬ ‫يهـدف البحـث إىل معرفـة أهـم‬ ‫املامرسـات يف املؤسسـات الصناعيـة‬ ‫يف عمان‪ ،‬وأثرهـا على ال ُه َّويـة الثقافيـة‬ ‫للعاملات العامنيـات‪ .‬واعتمـد البحـث‬ ‫على نظريـة ال ُهويـة الثقافيـة والنظريـة‬ ‫البنائيـة لفهـم عمليـة التأثير والتأثـر يف‬ ‫هويـة األفـراد واملؤسسـة‪ ،‬وللتحقـق‬ ‫ُ‬ ‫مـن هـدف الدراسـة تـم توجيـه مقابلـة‬ ‫‪ 17‬موظفـة تعمـل يف رشكـة تكامـل‬ ‫مبنطقـة صحـار الصناعيـة ممـن لديهـن‬ ‫خبرة يف العمـل ال تقـل عـن سـنتني‪،‬‬ ‫ثـم بعـد ذلـك تـم تفريـغ املـادة العلميـة‬ ‫وتحليلهـا وتصنيفهـا وتبويبهـا يف ضـوء‬ ‫اسـتخدام طريقـة التحليـل املفاهيمـي‬ ‫القامئـة على تحليـل املـادة العلميـة‬ ‫وتجميعهـا يف ضـوء األفـكار والعنـارص‬ ‫األساسـية‪ .‬وقـد توصـل البحـث لثلاث‬ ‫أفـكار رئيسـية هـي‪ :‬التعامـل مـع الجنس‬ ‫اآلخـر‪ ،‬واملشـاركة يف الفعاليـات‬ ‫االجتامعيـة‪ ،‬واللبـاس‪ .‬وبتحليـل نتائـج‬ ‫الدراسـة وربطهـا بالدراسـات السـابقة‬ ‫ميكـن التوصـل إىل أن الثقافـة الدينيـة‬ ‫للموظفـات العامنيـات تلعـب دورا‬ ‫‪. 52‬‬

‫البحث الفائز بجائزة الغرفة للبحوث والدراسات االقتصادية‬ ‫فريق البحث من الرستاق (كلية العلوم التطبيقية بالرستاق) ‪:‬‬

‫ •الباحث الرئيس الدكتور محمد بن جمعه بن موسى الخروصي‬ ‫ •الطالبة عزة بن راشد بن سليمان العبرية‬ ‫ •الطالبة منى بنت عبدالله بن سليمان العوفية‬ ‫ •الطالبة أسماء بنت راشد بن سليمان العبرية‬

‫بـارزا يف تحديـد سـلوكياتهن اليوميـة‬ ‫والـذي ظهـر يف رفـض فكـرة العمـل‬ ‫يف املكاتـب املختلطـة‪ ،‬رفـض الـزي‬ ‫املوحـد‪ ،‬ورفـض حضـور الفعاليـات‬ ‫املختلطـة‪ .‬لقـد كان ملامرسـات رشكـة‬ ‫تكامـل الـدور األبـرز يف تغيير قناعـات‬ ‫واتجاهـات بعض املوظفـات العامنيات‬ ‫مما نتـج عنـه إعـادة تشـكيل يف رؤيتهـن‬ ‫لبعـض القضايـا وتقبلهـن ملامرسـات‬ ‫املؤسسـة مـع تربيـر ذلـك السـلوك‬ ‫فظهـرت الرغبـة يف تقبـل فكـرة الـزي‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫املوحـد لكونـه يرتبـط بأمـن وسلامة‬ ‫الفـرد‪ ،‬وكذلـك حضـور الفعاليـات‬ ‫املختلطـة لتأثريهـا اإليجـايب على النمـو‬ ‫الوظيفـي للموظفـات‪ .‬وأخيرا تقترح‬ ‫الدراسـة توسـيع تطبيقهـا لتشـمل‬ ‫موظفـات يف جميـع املؤسسـات‬ ‫الصناعيـة بالسـلطنة‪ ،‬كما تؤكـد على‬ ‫رضورة التواصـل املبـارش وغير املبارش‬ ‫بين املوظفين‬ ‫واإلدارة العليـا لهـذه املؤسسـات‬ ‫للمسـاهمة يف االسـتامع لوجهـات‬


‫‪1‬‬

‫التعامل مع الجنس اآلخر‬

‫متثـل قضيـة التعامـل مـع الجنـس‬ ‫اآلخـر مـن أهـم القضايـا التـي تشـغل‬ ‫العاملات يف رشكـة تكامـل‪ .‬وتوضـح‬ ‫نتائـج الدراسـة بـأن حـوايل ‪ % 80‬مـن‬ ‫العاملات لديهـن نظـرة سـلبية نحـو‬ ‫التعامـل مـع الذكـور سـواء كان ذلـك يف‬ ‫املكاتـب أو يف الرشكـة عمومـا‪.‬‬ ‫وميثـل العمـل يف املكاتـب التـي‬ ‫تحتـوي على موظفين ذكـور وإنـاث‬ ‫أبـرز التحديـات للعاملات حيـث تقـول‬ ‫زهـرة يف معـرض حديثهـا عـن العمـل‬ ‫يف املكاتـب املختلطـة “ العمـل يف‬ ‫املكاتـب املختلطـة ال يتناسـب مـع‬ ‫املـرأة”‪ .‬إن إعتراض العاملات على‬ ‫العمـل يف املكاتـب املختلطـة يبرره‬ ‫كـون أن العاملات نشـأن يف ثقافـة‬ ‫تحـدد وتؤطـر العالقـة بين الجنسين‪،‬‬ ‫ويف هـذا الجانـب تقـول شـهد “نجـد‬ ‫صعوبـة يف العمـل مـع الجنـس اآلخـر‪،‬‬ ‫وذلـك ألننـا نشـأنا يف مجتمـع محافظ ال‬ ‫يشـجع على اإلختلاط”‪ ،‬وتؤكـد خديجـة‬ ‫على كالم زميلتهـا بقولهـا “ اإلختلاط‬ ‫أمـره مزعـج بالنسـبة يل فأنـا بنـت‬ ‫أحافـظ على عـادايت وتقاليـدي وقيمـي‬ ‫اإلسلامية”‪ ،‬أمـا نرجـس فتقـدم بعـض‬ ‫األسـباب التـي قـد تبـدو منطقيـة يف‬ ‫رفضهـا للعمـل يف املكاتـب املختلطـة‬ ‫بقولهـا “املـرأة تعرتيهـا بعـض الظروف‬ ‫ا لصحيـة ‪،‬‬ ‫خاصـة مثـل املـرض مما مينعهـا‬ ‫مـن أخـذ الحريـة الكاملـة يف املكتـب‪،‬‬ ‫وأيضـا ميكـن أن تصـل إىل حـد اإلبتـزاز‬ ‫والتحـرش”‪.‬‬ ‫وباإلضافـة إىل املكاتـب املختلطـة‬ ‫فـإن عـرض التقاريـر أو الحديـث أمـام‬ ‫الرجـال ميثـل تحديـا آخـر للمـرأة كما‬ ‫توضـح ذلـك زهـرة بقولهـا “ميثـل‬ ‫عـرض التقاريـر الشـهرية عـن القسـم‬ ‫بالنيابـة عـن املديـر وأمـام العشرات‬ ‫مـن املوظفين مـن ضمـن الضغوطـات‬

‫التـي نواجههـا يف الرشكـة”‪ ،‬وتوافـق‬ ‫أمـاين على أن حضـور االجتامعـات مـع‬ ‫الرجـال ميثـل صعوبـة فتقـول “أنزعـج‬ ‫عندمـا أحضر لوحـدي اجتامعيـا ويكـون‬ ‫كل الحضـور رجـاال”‪ .‬ومبـرور الوقـت‬ ‫أصبحـت قضيـة اإلختلاط يف املكاتـب‬ ‫متثـل رصاعـا فكريـا للعاملات‪ ،‬فـإذا‬ ‫كانـت الثقافـة اإلسلامية والعربيـة تحـدد‬ ‫العالقـة بين الجنسين‪ ،‬فـإن العمـل يف‬ ‫الرشكـة أخـذ منحـى آخـر مما أحـدث‬ ‫نوعـا مـن الصراع كما تبين ذلـك حنـان‬ ‫بقولهـا” أوافـق العمـل مـع الجنـس اآلخر‬ ‫ومشـاركتي تكـون محـدودة ويف النقـاط‬ ‫التـي تسـتدعي مداخلتـي‪ ،‬أمـا الزيـارات‬ ‫امليدانيـة فـإين ال أحبذهـا ألين أجـد فيهـا‬ ‫مخالفـة لتقاليـدي وعـادايت التـي تربيـت‬ ‫ونشـأت عليهـا”‪ .‬وتوافـق أمـل على‬ ‫أن الزيـارات امليدانيـة متثـل التحـدي‬ ‫األبـرز يف العالقـة مـع الجنـس اآلخـر‬ ‫فتقول”الظـروف الصحيـة والزيـارات‬ ‫امليدانيـة يعتبران مـن اإلشـكاليات التـي‬ ‫نواجههـا يف العمـل يف الرشكـة‪ ،‬فكما‬ ‫تعـرف البنـت يصعـب بقاؤهـا مـع رجـل‬ ‫غريـب‪ ،‬كما أن األهـل ال يتقبلون ذلك”‪.‬‬ ‫هـذا الصراع أدى يف بعـض األحيـان‬ ‫إىل أن تبـدأ العاملات يف تقبـل العمـل‬ ‫مـع الجنـس اآلخـر ولكـن بضوابـط معينة‬ ‫كما تقـول سوسـن “ال أمانـع العمـل‬ ‫مـع الذكـور ألن العمـل هدفـه سـام كما‬ ‫أن بيئـة العمـل تحـدد طريقـة التعامـل‬ ‫بيننـا”‪ ،‬أمـا رحمـة فتذكـر بعـض هـذه‬ ‫الضوابـط بقولهـا “نحـن نعمـل كفريـق‬ ‫واحـد‪ ،‬وعالقـايت مـع الزملاء هـي يف‬ ‫حـدود املعقـول ودون املسـاس بقيمـي‬ ‫أو الخـروج عـن أهـداف العمـل” وتأخـذ‬ ‫أمـل العمـل مـع الجنـس اآلخـر مبنحـى‬ ‫أكثر مرونـة عندمـا تنظـر إىل أن العالقـة‬ ‫بين الجنسين هـي عالقـة أخويـة فتقـول‬ ‫“ال أمانـع العمـل مـع املوظفين الذكـور‬ ‫فهـم أخـوة‪ ،‬وهـم يسـاعدوننا على‬ ‫التطـور والعمـل كفريـق واحـد”‪ ،‬هـذه‬ ‫العالقـة مـع الجنـس اآلخـر تتطـورت‬

‫لتصبـح مرنـة كما تقـول سـامية “ال‬ ‫أمانـع التعامـل مـع الزملاء العامنيين‬ ‫فهـو سـهل جـدا وميكـن أن نزيـد مـن‬ ‫معارفنـا”‪.‬‬ ‫وميكـن مالحظـة أن الرشكـة تتبنـى‬ ‫قضيـة اإلختلاط مـن خلال العديـد مـن‬ ‫املامرسـات منهـا املكاتـب املختلطـة‪،‬‬ ‫والفعاليـات‬ ‫امليدانيـة‬ ‫والزيـارات‬ ‫واألنشـطة‪ ،‬حيـث تقـول زهـرة “تشـجع‬ ‫الرشكـة على اإلختلاط مـن خلال‬ ‫املكاتـب التـي تحتـوي على موظفين‬ ‫ذكـور وإنـاث”‪ ،‬وتضيـف نرجـس أن‬ ‫“الرشكـة تشـجع على اإلختلاط سـواء‬ ‫داخـل الرشكـة أم خارجهـا مـن خلال‬ ‫الزيـارات امليدانيـة”‪ ،‬أمـا سوسـن‬ ‫فتقـول “تشـجع الرشكـة على اإلختلاط‬ ‫مـن خلال الفعاليـات كاليـوم املفتـوح‬ ‫والتـي تتطلـب اإلختلاط بين الجنسين”‬ ‫ويف املقابـل تبرر العاملات سـلوك‬ ‫الرشكـة يف تشـجيع اإلختلاط‪ ،‬حيـث‬ ‫تقـول زهـرة “أن الرشكـة تنظـر إىل‬ ‫وجـوب العمـل مـع الجنـس اآلخـر‬ ‫لتحقيـق األهـداف ومصالـح الرشكـة”‪،‬‬ ‫وتوافـق حنـان على هـذا الـرأي بقولهـا‬ ‫“الرشكـة تنظـر لإلختلاط على أنـه مـن‬ ‫دواعـي العمـل وتبـادل األفـكار‪ ،‬وتقويـة‬ ‫العالقـات بين املوظفين لرفـع كفـاءة‬ ‫العمـل”‪ .‬وتنظـر املوظفـات إىل أن‬ ‫املامرسـات التـي تسـتخدمها الرشكـة‬ ‫يف تشـجيع اإلختلاط تتخـذ يف بعـض‬ ‫األحيـان منحـى اإللـزام‪ ،‬وأن عـدم تقبـل‬ ‫العاملات لهـذه املامرسـات ينعكـس‬ ‫سـلبا على أدائهـن الوظيفـي والـذي‬ ‫بـدوره يؤثـر على الرتقيـة والحوافـز‪.‬‬ ‫تقـول زهـرة يف هـذا الجانـب “ال‬ ‫أشـعر باإلرتيـاح يف التعامـل مـع الجنـس‬ ‫اآلخـر‪ ،‬لكـن يؤخـذ ذلـك بشـكل سـلبي‬ ‫مـن قبـل املسـؤولني على أننـي لسـت‬ ‫منفتحـة مـع التقـدم‪ ،‬مما يؤثـر سـلبيا‬ ‫على ترقيـايت” أمـا نرجـس فتؤكـد بأنـه‬ ‫“ال يوجـد ترشيعـات متنـع اإلختلاط‪ ،‬بـل‬ ‫على العكـس تشـجع الرشكـة اإلختلاط‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪55 .‬‬


‫دراسة‬

‫متزايـدا مـن قبـل الحكومـة العامنيـة‬ ‫خاصـة يف ظـل تدهـور أسـعار النفـط‪.‬‬ ‫كما أن ذلـك سيشـكل رافـدا لخدمـة‬ ‫اإليـرادات العامـة للدولـة حيث سيسـهم‬ ‫يف تقليـل تحويلات األمـوال والتـي‬ ‫تقترب مـن حـوايل ‪ 4‬مليـارات سـنويا‬ ‫مما يؤثـر سـلبا على اإلقتصـاد الوطنـي‪.‬‬ ‫منهجية البحث‪:‬‬

‫تنسـجم هـذه الدراسـة مـع الدراسـات‬ ‫السـابقة يف اسـتخدام املنهـج الوصفي‬ ‫التحليلي للتعامـل مـع قضيـة البحـث‪،‬‬ ‫ويف تحليـل املعلومـات املسـتنبطة‬ ‫مـن مقابلات املفحوصين‪ .‬ويعـد‬ ‫املنهـج الوصفـي التحليلي مـن أكثر‬ ‫املناهـج شـيوعا يف العلـوم االجتامعيـة‬ ‫حيـث يقـوم على جمـع املعلومـات‬ ‫وتحليلهـا للوصـول للنتائـج التـي ميكـن‬ ‫اإلعتماد عليها يف فهم قضية ومشـكلة‬ ‫البحـث‪ .‬وتعتمـد الدراسـة على طريقـة‬ ‫املقابلـة املكتوبـة باعتبارهـا مـن أهـم‬ ‫أدوات الحصـول على املعلومـات مـن‬ ‫املفحوصين‪ ،‬ويتكـون مجتمـع الدراسـة‬ ‫مـن جميـع املؤسسـات الصناعيـة‬ ‫بالسـلطنة‪ ،‬أمـا عينـة الدراسـة سـتقترص‬ ‫على منطقـة صحـار الصناعيـة لكونهـا‬ ‫تعـد أهـم وأكبر وأحـدث املناطـق‬ ‫الصناعيـة يف السـلطنة‪ ،‬باإلضافـة‬ ‫لقربهـا مـن مـكان الباحثين وسـهولة‬ ‫الوصـول إليهـا‪ ،‬أمـا الرشكة فـإن الباحثني‬ ‫اعتمـدوا على العينـة املقصـودة يف‬ ‫اسـتهداف رشكـة “تكامـل” كعينـة‬ ‫للبحـث‪ ،‬لكونهـا أكبر الشركات العاملـة‬ ‫يف املنطقـة الصناعيـة‪ ،‬علاوة على‬ ‫االهتمام الشـديد الـذي توليـة الحكومـة‬ ‫العامنيـة لهـذه املنطقـة باعتبارهـا‬ ‫الرشيـان الحيـوي لشمال عمان وبوابتها‬ ‫نحـو الـدول املجـاورة‪ ،‬إضافـة لكونهـا‬ ‫تشرف على مؤسسـات ورشكات‬ ‫صنا عيـة ‪.‬‬ ‫قـام الباحثين بإعـداد قامئـة أسـئلة‬ ‫املقابلـة بالرجـوع إىل األدبيـات‬ ‫والدراسـات السـابقة حـول موضـوع‬ ‫القطـاع الصناعـي وتأثرياتـه على‬ ‫العاملين‪ .‬مـع مراعـاة مجموعـة مـن‬ ‫النقـاط والقواعـد املنهجيـة عنـد إجـراء‬ ‫البحـث منهـا تحكيـم أسـئلة املقابلة من‬ ‫‪. 54‬‬

‫قبـل األسـاتذة املتخصصين يف مجـال‬ ‫علـم النفـس‪ ،‬وإدارة األعمال‪ .‬ولتحقيـق‬ ‫هـدف الدراسـة تـم إرسـال أسـئلة‬ ‫املقابلـة املكتوبـة للنسـاء العاملات يف‬ ‫الرشكـة‪ ،‬واللايت ميلكـن خبرة ال تقـل‬ ‫عـن سـنتني يف العمـل بهـذا القطـاع مما‬ ‫يعنـي معايشـتهن للقطـاع الصناعـي‬ ‫الـذي يعلمـن فيـه‪ ،‬وميكـن مالحظـة أن‬ ‫الدراسـة تهتـم باسـتهداف املفحوصني‬ ‫والذيـن لديهـم خبرة وعالقـة مبوضـوع‬ ‫البحـث (‪)2008 ,Smith & Osborn‬‬ ‫‪ ،‬لكونهـم ميتلكـون املعرفـة والخبرة‬ ‫الالزمـة للتعامـل مـع أسـئلة املقابلـة‪،‬‬ ‫وكذلـك تزويـد الباحـث مبعلومـات‬ ‫معمقـة حـول طبيعـة املوضـوع )‬ ‫‪ .( 2005 ,Liamputtong & Ezzy‬وقـد‬ ‫قـام الباحـث بالتواصـل مـع الرشكة وبعد‬ ‫أخـذ موافقتهـا (مرفق) قـام بزيارة موقع‬ ‫الرشكـة يـوم األربعـاء بتاريـخ ‪/ 6 / 29‬‬ ‫‪ 2016‬م وااللتقـاء باملفحوصـات وتوزيـع‬ ‫أسـئلة املقابلات على املوظفـات‬ ‫اللايت أبديـن إسـتعدادهم للمشـاركة‬ ‫يف البحـث مـع تعريـف املفحوصـات‬ ‫بأهـداف البحـث‪ ،‬وبيـان حقوقهـم يف‬ ‫ا ملشـا ركة‬ ‫بالبحـث مـن عدمـه‪ ،‬والتأكيـد على أنـه‬ ‫سـيتم التعامـل مبهنيـة ورسيـة عاليـة‬ ‫بإجابـات املشـاركات‪ ،‬وإطمئنانهـم‬ ‫بإنـه لـن يتـم ذكـر اسـم املفحوصين‬ ‫أو الرشكـة بـل سـيتم اسـتخدام أسماء‬ ‫مسـتعارة للرشكـة وأسماء املشـاركات‪،‬‬ ‫مـع ضمان عـدم إلحـاق أي رضر على‬ ‫الرشكـة مـن خلال البحـث‪ ،‬وسـيتم‬ ‫التعامـل مـع البيانـات بصـورة علميـة‬ ‫قامئـة على اسـتخدام مهـارات التحليـل‬ ‫والنقـد والربـط‪ ،‬واملوضوعيـة وكتابـة‬ ‫وتوثيـق املـادة العلميـة‪ .‬ثـم بعـد ذلـك‬ ‫سـيتم تفريـغ املـادة العلميـة وتحليلهـا‬ ‫وتصنيفهـا وتبويبهـا يف ضـوء اسـتخدام‬ ‫طريقـة التحليـل املفاهيمـي القامئـة‬ ‫على تحليـل املـادة العلميـة وتجميعهـا‬ ‫يف ضـوء األفـكار والعنـارص األساسـية‪.‬‬ ‫وبطبيعـة الحـال ال يخلـو أي بحـث‬ ‫مـن صعوبـات ميكـن أن تعرقـل تحقيـق‬ ‫أهدافـه‪ ،‬ومـن الصعوبـات التـي واجههـا‬ ‫البحـث الحـايل تـردد املشـاركات يف‬ ‫تنـاول قضيـة البحـث أو أسـئلة املقابلـة‬ ‫بالعمـق الـذي يثري البحـث مما قـد‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫يحـد مـن فهـم اإلشـكاليات التـي تواجـه‬ ‫املوظفـات العامنيـات يف القطـاع‬ ‫الصناعـي بالرغـم مـن الجهـود التي بذلت‬ ‫لتوضيـح الهـدف األسـايس للبحـث‪.‬‬ ‫ضيـق الوقـت املحـدد إلجـراء البحـث‬ ‫مما اقتصر على اسـتهداف عينـة قليلـة‬ ‫مـن املفحوصين وكذلـك اسـتهداف‬ ‫مؤسسـة واحـدة‪ ،‬وهـذا ميكـن مراعاتـه‬ ‫الحقـا بتوسـيع قاعـدة البحـث لتشـمل‬ ‫مؤسسـات أخـرى‪ ،‬ومفحوصين آخريـن‬ ‫لضمان فهـم واقـع تجربـة العاملات‬ ‫العامنيـات يف القطـاع الصناعـي‪.‬‬ ‫نتائج الدراسة‬

‫هدفـت الدراسـة إىل معرفـة تأثير ال ُهوية‬ ‫الثقافيـة وتأثرهـا باملامرسـات اليوميـة‬ ‫للعاملات العامنيـات يف املؤسسـات‬ ‫الصناعيـة بالسـلطنة‪ ،‬وللتحقـق مـن‬ ‫هـذا الهـدف قـام الباحثين بتوزيـع‬ ‫أسـئلة املقابلـة على ‪ 17‬عاملـة برشكـة‬ ‫تكامـل‪ ،‬وتـم تحليـل االسـتبانات يف‬ ‫ضـوء نظريـة البنـاء التـي توضـح العالقـة‬ ‫بين املؤسسـات والعاملين مـن خلال‬ ‫ثالثـة أبعـاد رئيسـة هـي‪ :‬القواعـد العامة‪،‬‬ ‫السـلطات‪ ،‬والترشيعـات‪ .‬وتعمـل هـذه‬ ‫األبعـاد جنبـا إىل جنـب مـع ثالثـة مؤثـرات‬ ‫هـي التواصـل‪ ،‬والقـوة أو السـلطة‪،‬‬ ‫والعقوبـة‪.‬‬ ‫توضـح نتائـج الدراسـة أن العاملات‬ ‫العامنيـات يواجهـن العديـد مـن الخبرات‬ ‫اإليجابيـة والسـلبية أثنـاء مامرسـتهن‬ ‫اليوميـة لألعمال يف رشكـة تكامـل‪ .‬ومن‬ ‫خلال هـذه الخبرات اليوميـة تحـدث‬ ‫عمليـة تأثير وتأثـر الهويـة الثقافيـة بين‬ ‫الرشكـة والعاملات‪ .‬والجـدول التـايل‬ ‫يوضـح هـذه العمليـة‪:‬‬ ‫يوضـح الرسـم البيـاين السـابق أن‬ ‫هنـاك ثلاث مامرسـات عامـة توضـح‬ ‫العالقـة بين رشكـة تكامـل والعاملات‬ ‫العامنيـات‪ ،‬وهـذه العوامـل هـي‪:‬‬ ‫التعامـل مـع الجنـس اآلخـر‪ ،‬املشـاركة‬ ‫يف الفعاليـات االجتامعيـة‪ ،‬واللبـاس‪.‬‬


‫لهـن‪ ،‬وعلى ترقيتهـن الوظيفـي‪ ،‬وعلى‬ ‫االمتيـازات واملكافـآت والحوافـز املادية‬ ‫واملعنويـة‪ .‬فتقـول زهـره مثلا “تنظـر‬ ‫الرشكـة للموظفـات اللايت ال يحضرن‬ ‫بنظـرة سـلبية على أنهـن غير منفتحـات‬ ‫مـع التقـدم والتطور‪ ،‬مام ينعكس سـلبا‬ ‫على ترقيتنـا يف العمـل‪ ،‬كما نشـعر أن‬ ‫رأينـا غير مسـموع يف الرشكـة”‪ .‬أمـا‬ ‫أمـل فتقـول يف هـذا الجانـب أيضـا “من‬

‫ال يشـارك يف هـذه الفعاليـات ينظـر‬ ‫إليـه على أنـه خجـول ومنغلـق وال يشـعر‬ ‫بالثقـة” وتضيـف نرجـس على كالم‬ ‫زميلتهـا بقولهـا “إذا مل نشـارك يف‬ ‫هـذه الفعاليـات فـإن الرشكـة تنظـر إلينـا‬ ‫بعـدم املسـؤولية واإلنتماء إليهـا مما‬ ‫يؤثـر سـلبا على ترقياتنـا”‪ .‬أمـا أمـاين‬ ‫فتذهـب بعيـدا يف قولهـا “تنظر الرشكة‬ ‫لنـا إذا مل نشـارك يف الفعاليـات بأننـا‬

‫متمسـكات بعاداتنـا وال نقبـل التغيير”‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫اللباس‬

‫أجمعـت العاملات على أن اللبـاس مـن‬ ‫ضمـن أهـم اإلشـكاليات التـي يواجهنهـا‬ ‫يف الرشكـة‪ ،‬وتتمثـل هـذه اإلشـكالية‬ ‫يف تفضيـل اللبـاس الخـاص باملجتمـع‬ ‫العماين والـذي تعـودن ونشـأن عليـه‪.‬‬ ‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪57 .‬‬


‫دراسة‬

‫يف إطـار العمـل فقـط أمـا الفعاليـات‬ ‫فلنـا الحريـة يف الحضـور أو عدمـه”‬ ‫وتوافـق شـهد على كالم زميلتهـا‬ ‫نرجـس حيـث تقـول “ال توجـد ترشيعات‬ ‫تجربنـا على اإلختلاط‪ ،‬بـل نتفاعـل مـع‬ ‫املوظفين يف حـدود العمـل فقـط”‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫المشاركة في الفعاليات االجتماعية‬

‫تشير نتائـج الدراسـة إىل أن حـوايل ‪70‬‬ ‫‪ %‬مـن العاملات يوافقـن على املشـاركة‬ ‫يف حضـور الفعاليـات واألنشـطة‬ ‫التـي تقـوم بهـا الرشكـة‪ ،‬وتتنـوع‬ ‫هـذه املشـاركة بين الـدور اإليجـايب‬ ‫والفاعـل يف تنظيـم هـذه الفعاليـات‪،‬‬ ‫وبين الحضـور فقـط دون املشـاركة‬ ‫يف التنظيـم‪ .‬تشير مجموعـة مـن‬ ‫املوظفـات إىل مشـاركتهن يف اإلعـداد‬ ‫وتنظيـم الفعاليـات واألنشـطة التـي‬ ‫تقـوم بهـا املؤسسـة سـواء‬ ‫كانـت هـذه الفعاليـات تدريبيـة أم‬ ‫ترفيهيـة‪ ،‬تقـول نرجـس “أشـارك‬ ‫يف تنظيـم الفعاليـات واالحتفـاالت‬ ‫واملؤمتـرات” ويف جانـب آخـر تحـدد‬ ‫مشـاركتها يف اإلعـداد بقولهـا “ال أحبـذ‬ ‫اإلختلاط يف هـذه الفعاليـات ألنهـا تؤثـر‬ ‫على حيـايت األرسيـة والعمليـة‪ ،‬كما أن‬ ‫ديننـا ال يحبـذ اإلختلاط”‪ ،‬أمـا سوسـن‬ ‫فتؤكـد قيامهـا باملشـاركة يف تنظيـم‬ ‫الفعاليـات بقولهـا “ال بـد أن أشـارك‬ ‫يف تنظيـم الفعاليـات‪ ،‬فاملـرأة متلـك‬ ‫إحسـاس فنـي وقـدرة على التنظيـم‬ ‫واإلدارة”‪ ،‬أما أمل فتشـارك يف التنظيم‬ ‫ولكـن بصـورة غير مبـارشة فتقـول‬ ‫“أقـوم بتنظيـم الفعاليـات والتواصـل‬ ‫مـع املوظفين مـن خلـف الكواليـس”‪.‬‬ ‫ولعـل املشـاركة يف تنظيـم‬ ‫الفعاليـات يعـود بالنفـع على املوظفات‬ ‫كما تبين ذلـك سـامية بقولهـا “ال‬ ‫أمانـع يف املشـاركة تنظيـم الفعاليـات‬ ‫لكونهـا تسـهم يف زيـادة معـاريف”‪.‬‬ ‫أمـا رحمـة وأمـاين فلا ميانعـن مـن‬ ‫‪. 56‬‬

‫حضـور الفعاليـات لكونهـا “تسـاعد‬ ‫على اكتسـاب الثقـة بالنفـس والخبرات‬ ‫املهنيـة”‪ .‬أمـا عائشـة فتشير بقولهـا‬ ‫“أحضر الفعاليـات املختلفـة لكونهـا‬ ‫تسـهم يف خلـق روح العمـل الجامعـي‬ ‫مـع زملايئ”‪ .‬ويف املقابـل هنـاك‬ ‫موظفـات يفضلـن حضـور الفعاليـات‬ ‫دون أن يكـون لهـن دور مبـارش يف‬ ‫تنظيمهـا واإلعـداد لها‪ ،‬ويف هـذا الجانب‬ ‫تقـول زهـرة “ال أحـب املشـاركة يف‬ ‫تنظيـم فعاليـات الرشكـة ألنهـا يف‬ ‫بعـض األحيـان تتنـاىف مـع قيمـي التـي‬ ‫تربيـت عليهـا‪ ،‬ولـذا أحرضهـا دون أن‬ ‫يكـون يل دور يف اإلعـداد لهـا‪ ،‬أمـا بعض‬ ‫املوظفـات فيشـاركن يف التنظيـم‬ ‫حتـى ال ينظـر إليهـن نظـرة سـلبية وحتـى‬ ‫يصلـن إىل املناصـب العليـا”‪ ،‬وتؤكـد‬ ‫ليلى على كالم زميلتهـا زهـرة بقولهـا‬ ‫“أحضر العديـد مـن الفعاليـات كفعاليـة‬ ‫اليـوم املفتـوح‪ ،‬وفعاليـة الفريـق‬ ‫الواحـد لكونهـا تنمـي مهـارايت وخبرايت‬ ‫املهنيـة”‪ .‬وتشـجع الرشكـة املوظفـات‬ ‫على حضـور الفعاليـات واألنشـطة‬ ‫املهنيـة منهـا والرتفيهيـة‪ .‬حيـث توضـح‬ ‫العديـد مـن العاملات إىل أن تشـجيع‬ ‫الرشكـة يتخـذ صـورا متعـددة منهـا مـا‬ ‫هـو ملـزم كالفعاليـات الوظيفيـة‪ ،‬ومنها‬ ‫مـا هـو إختيـاري كالربامـج الرتفيهيـة‪.‬‬ ‫فالفعاليـات والربامـج والـدورات‬ ‫التدريبيـة تسـهم يف صقـل وتنميـة‬ ‫املهـارات الوظيفيـة للموظفين‪،‬‬ ‫ويف هـذا الجانـب تقـول خديجـة‬ ‫«الرشكـة تنظـم العديـد مـن الفعاليـات‬ ‫واملؤمتـرات التـي تسـهم يف صقـل‬ ‫شـخصية املوظـف” أمـا حنـان فتبين‬ ‫أنـواع هـذه الفعاليـات بقولهـا “تنظـم‬ ‫الرشكـة العديـد مـن الفعاليـات منهـا‬ ‫اليـوم املفتـوح‪ ،‬وبنـاء الفريـق الواحـد‪،‬‬ ‫واألسـبوع‬ ‫امليدانيـة‪،‬‬ ‫والزيـارات‬ ‫التعريفـي وغريهـا مـن الفعاليـات التـي‬ ‫تسـهم يف زيـادة خرباتنـا العمليـة‬ ‫ومهاراتنـا الوظيفيـة”‪ .‬كما أنهـا‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫تضيـف بقولهـا “ال بـد مـن حضـور هـذه‬ ‫الفعاليـات الوظيفيـة‪ ،‬أمـا الفعاليـات‬ ‫الرتفيهيـة فاللموظـف الحريـة يف‬ ‫الحضـور مـن عدمـه وال تجربنـا الرشكـة‬ ‫على الحضـور”‪.‬‬ ‫أمـا الفعاليـات الرتفيهيـة فـإن دور‬ ‫الرشكـة وإن كان غير ظاهـر يف اإللـزام‬ ‫إال أن املوظفـات يعتقـدن أن عـدم‬ ‫حضورهـن ملثـل هـذه الفعاليـات ميكـن‬ ‫أن ينعكـس سـلبا على نظـرة الرشكـة‬


‫ويؤثـر يف املحيـط االجتامعـي الـذي‬ ‫يعيـش فيـه وهـو ما تنـادي بـه النظريتان‬ ‫ال ُهويـة الثقافيـة والبنائيـة‪ .‬إن رفـض‬ ‫املوظفـات لهـذه املامرسـات اليوميـة‬ ‫مـع بيـان أسـباب الرفـض ومربراتـه‬ ‫يوضـح أيضـا بـأن هنـاك معرفـة حقيقيـة‬ ‫وإملـام مـن قبـل املوظفـات بالسـلوك‬ ‫املـراد القيـام بـه‪ ،‬هـذا الوعـي يسـاعد‬ ‫املوظفين يف أي مؤسسـة بالتعـرف‬ ‫على القواعـد واملامرسـات التـي ينبغـي‬ ‫القيـام بهـا يف تفاعلهـم مـع اآلخريـن )‬ ‫‪ .( 1984 ,Giddens‬كما أن املبررات‬ ‫الدينيـة واألخالقيـة واالجتامعية واألرسية‬ ‫املقنعـة مـن وجهـة نظـر املوظفـات‬ ‫يف رفـض مامرسـات الرشكـة يعنـي‬ ‫بـأن هنـاك دوافـع تتحكـم يف سـلوك‬ ‫األفـراد وتسـاعدهم على التنبـؤ بعواقب‬ ‫أفعالهـم والتـي قـد تكـون متناقضـة‬ ‫هوياتهـم الدينيـة‬ ‫مـع حقيقتهـا مـع ُ‬ ‫والثقافيـة ) ‪ ). 2010 ,Day Ashley‬وإذا‬ ‫كانـت الرشكـة سـعت إىل تطبيـق هـذه‬ ‫املامرسـات كاملكاتـب املختلطـة‪،‬‬ ‫واألنشـطة‬ ‫امليدانيـة‪،‬‬ ‫والزيـارات‬ ‫والفعاليـات االجتامعيـة‪ ،‬إال أن وجـود‬ ‫هـذه املامرسـات وتشـجيع القيـام‬ ‫بهـا سـاعدا يف إعـادة توجيـه سـلوك‬ ‫املوظفـات مبـا يتوافـق ويتلاءم مـع‬ ‫ثقافـة املؤسسـة‪ ،‬كما أسـهمت يف‬ ‫تغيير إتجاهـات املوظفـات وإعـادة‬ ‫هويتهـن الثقافيـة‪ ،‬مما كان‬ ‫تشـكيل ُ‬ ‫لـه األثـر يف تقبـل فكـرة العمـل مـع‬ ‫الجنـس اآلخـر مبـرور الوقـت‪ ،‬حيـث‬ ‫أصبـح ذلـك مـن األمـور اإلعتياديـة مـع‬ ‫تقديـم بعـض التفسيرات املنطقيـة‬ ‫عمليـا وغير املقبولـة اجتامعيـا ودينيـا‬ ‫كضرورة العمـل‪ ،‬والرغبـة يف تطويـر‬ ‫املهـارات الوظيفيـة‪ ،‬وبـأن الرجـال هـم‬ ‫أخـوة‪ .‬إن تشـجيع املوظفـات على‬ ‫تقبـل مامرسـات املؤسسـة مـن خلال‬ ‫ربـط األنشـطة والفعاليـات بالرتقيـات‬ ‫واملكافـآت‪ ،‬وربـط األمـن والسلامه‬

‫الفرديـه باللبـس والـزي املوحـد‪ ،‬وكذلـك‬ ‫ربـط النظـرة السـلبية للمسـؤولني‬ ‫باملوظفـات اللايت ال يشـاركن يف‬ ‫الفعاليـات يعنـي بـأن املؤسسـة يف‬ ‫حقيقتهـا حاولـت إسـتخدام البعـد الثـاين‬ ‫وهـو السـلطات )املـوارد البرشيـة‬ ‫والرسـمية( وكذلـك البعـد الثالـث‬ ‫وهـو الترشيعـات مـن أجـل التحكـم‬ ‫والسـيطرة على سـلوك املوظفـات‬ ‫وكذلـك يف دفعهـن لتقبـل سـلوكيات‬ ‫وأفعـال محـددة بذاتهـا‪ .‬هـذه املـوارد‬ ‫واإلمكانيـات والترشيعـات هـي التـي‬ ‫تحكـم العالقـة بين املؤسسـة واألفـراد‬ ‫العاملين فيهـا ) ‪،( 1984 ,Giddens‬‬ ‫مما يعنـي بـأن املؤسسـة تسـعى مـن‬ ‫خلال قوانينهـا وسياسـاتها يف التحكـم‬ ‫يف سـلوك املوظفـات ويف تحديـد‬ ‫السـلوكيات املقبولـة مـن عدمهـا‪ .‬وإذا‬ ‫كانـت املوظفـات مل يوضحـن وبشـكل‬ ‫مبـارش العقوبـات املسـتخدمة مـن‬ ‫قبـل الرشكـة ضـد الرافضـات لهـذه‬ ‫املامرسـات إال أن النظـرة السـلبية‬ ‫للمسـؤولني وكذلـك لزميلات العمـل‬ ‫يعنـي بـأن املؤسسـات تتفـاوت يف‬ ‫شـدتها يف تطبيـق العقوبـات ضـد‬ ‫العاملين املخالفين لسياسـاتها )‬ ‫‪ .( 1984 ,Giddens‬إن محاولـة تأثير‬ ‫رشكـة تكامـل على املوظفـات لتقبـل‬ ‫املامرسـات يعنـي بـأن املؤسسـة‬ ‫جاهـدة لتذويـب‬ ‫عمومـا تسـعى‬ ‫موظفيهـا يف ثقافتهـا مـن خلال العديـد‬ ‫مـن األنشـطة اليوميـة والفعاليـات‬ ‫والربامـج الرتفيهيـة واالجتامعيـة ) ‪Zorn‬‬ ‫‪ ). 2005 ,& Gregory‬تشير نتائـج‬ ‫الدراسـة أن التواصـل بين املوظفـات‬ ‫واملؤسسـة كان إيجابيـا يف التقليـل‬ ‫مـن حـدة املامرسـات غير املقبولـة‪،‬‬ ‫فمقابلـة املسـؤولني‪ ،‬وكتابـة الخطابات‬ ‫لهـم مـن خلال التواصـل املبـارش‬ ‫كاإلمييـل أو صنـدوق املقرتحـات‬ ‫أسـهم وبشـكل واضـح يف تفهـم‬

‫الرشكـة ألسـباب رفـض املوظفـات‬ ‫لبعـض املامرسـات‪ ،‬كما كان لـه الـدور‬ ‫اإليجـايب أيضـا يف الوصـول لتفاهمات‬ ‫مشتركة بين الطرفين وحلـول وسـط‬ ‫تـريض جميـع األطـراف‪ .‬إن محاولـة‬ ‫اإلقنـاع مـن خلال اللقـاءات املبـارشة‬ ‫يعنـي بـأن األطـراف مل تكـن تسـعى يف‬ ‫حقيقتهـا لفـرض األمـر الواقع بـل حاولت‬ ‫التخفيـف مـن التصـادم مـن خلال إيجاد‬ ‫صيغـة توافقيـة مثلا كتصميـم لبـاس‬ ‫يكـون سـاترا ومشـتمال عىل شـعار ولون‬ ‫الرشكـة ) ‪ .( 2010 ,Scott & Myers‬إن‬ ‫التعـاون بين إدارة املؤسسـة أو الرشكـة‬ ‫مـع املوظفين‪ ،‬واللقـاءات املبـارشة‬ ‫بين الرؤسـاء واملرؤسين يسـهم يف‬ ‫تعميـق العالقـات بين جميـع األطـراف‪،‬‬ ‫مما يكـون لـه األثـر اإليجـايب على إنتـاج‬ ‫الرشكـة )بلهاشـم & وبـن الشـيخ‪،‬‬ ‫‪ .( 2012‬هـذا التعـاون ميكـن أن يكـون‬ ‫أيضـا األسـاس الـذي تنطلـق منـه جميـع‬ ‫األطـراف يف معالجـة أي مـن القضايـا أو‬ ‫اإلشـكاليات التـي تؤثـر على العالقـة بني‬ ‫املوظفين ورؤسـائهم داخـل الرشكـة‪.‬‬ ‫وعمومـا ميكن للقامئني عىل املؤسسـة‬ ‫أن يتبعـوا العديـد من اإلستراتيجيات يف‬ ‫التواصـل مـع عاملهـم كإستراتيجية‬ ‫البـاب املفتـوح‪ ،‬واستراتيجية اللقـاءات‬ ‫غير الرسـمية‪ ،‬واسـتخدام وسـائل‬ ‫التواصـل االجتامعـي‪ ،‬ونشر الدوريـات‬ ‫واملجلات والبحـوث التـي تعنـى‬ ‫بالرشكـة وسياسـاتها ( بلهاشـم &‬ ‫وبـن الشـيخ‪ ،( 2012 ،‬أو إستراتيجة‬ ‫“تحمـل النزاعـات” والتـي مـن خاللهـا‬ ‫تشـجع املؤسسـة موظفيهـا يف‬ ‫الحديـث بشـفافية عـن اإلشـكاليات التـي‬ ‫يواجهونهـا )قـوي‪ ، 2003 ،‬ص ‪ ،( 72‬أو‬ ‫إستراتيجية إرشاك العمال يف لقـاءات‬ ‫رسـمية وغير رسـمية وبنـاء عالقـات‬ ‫جيـدة قامئـة على االحترام مـع العمال )‬ ‫جميلـة‪. 2015،‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر ‪59 .‬‬


‫ويف معـرض حديثهـا عـن اللبـاس تشير‬ ‫زهـرة بأنهـا تفضـل أن تلبـس زيـا معينـا‬ ‫إعتـادت عليـه فتقـول “أرفـض رفضـا‬ ‫تامـا الـزي الجديـد الخاص بالرشكـة‪ ،‬فأنا‬ ‫أفضـل لبـس العبـاءه التـي تتناسـب مـع‬ ‫قيمـي وعـادايت”‪ ،‬أمـا نرجـس فتوضـح‬ ‫أن اللبـاس الواسـع هـو مـا ترغب بلبسـه‬ ‫فتقـول “ال أقبـل أن ألبـس زي الرشكـة‬ ‫فهـو ال يراعـي عـادايت وتقاليـدي‪ ،‬ال أحب‬ ‫أن ألبـس البنطـال أمـام اآلخريـن‪ ،‬كما‬ ‫أنـه يسـبب يل مشـاكل أمـام أرسيت‬ ‫وعائلتـي”‪ ،‬وتؤكـد سـامية بأنهـا ال‬ ‫تتفهـم إرصار الرشكـة على التقيد بالزي‬ ‫املوحـد خاصـة وأنهـا موظفـة إداريـة وال‬ ‫تذهـب للميـدان فتقـول “ال أسـتوعب‬ ‫فكـرة اللبـس املوحـد للرشكـة‪ ،‬فأنـا‬ ‫موظفـة إداريـة وبعيـدة عـن املخاطـر‬ ‫التـي قـد تحـدث يف امليـدان فلماذا‬ ‫يريدوننـي أن ألبـس البنطـال” وإذا كانـت‬ ‫املوظفـات أرشن إىل الرغبـة يف لبـس‬ ‫العبـاءة دون التقيـد بلبـس الرشكـة‪ ،‬فـإن‬ ‫هـذه الرغبـة تطـورت قليلا وانتقلـت‬ ‫مـن جانـب التفضيـل إىل مخاطبـة‬ ‫الرشكـة‪ ،‬أي مبعنـى وجـود دور إيجـايب‬ ‫يف إعلام الرشكـة بالرغبـة يف اللبـس‬ ‫السـاتر‪ .‬وتوضـح زهـره هـذا اإلجـراء‬ ‫بقولهـا “قمنـا مبخاطبـة الرشكـة بـأن‬ ‫زي الرشكـة ال يتناسـب مـع عاداتنـا وبعـد‬ ‫محـاوالت ومناقشـات وإرصارنـا على‬ ‫رأينـا متـت املوافقـة على لبـس العبـاءة‬ ‫أثنـاء العمـل”‪ ،‬أمـا نرجـس فتذهـب‬ ‫ألبعـد مـن ذلـك عندمـا تصرح بأنهـا‬ ‫تحدثـت وبشـكل مبـارش مـع الرئيـس‬ ‫التنفيـذي للرشكـة فتقـول “لقـد كتبـت‬ ‫رسـالة للرئيـس التنفيـذي وأخربتـه بـأن‬ ‫هـذا اللبـاس ال يناسـبنا”‪ .‬كما يظهـر‬ ‫مـن كالم املوظفـات أن هنـاك تفاعلا‬ ‫إيجابيـا وتفهـم مـن قبـل املسـؤولني‬ ‫بالرشكـة بخصـوص اللبـاس‪ ،‬حيـث‬ ‫تقـول “صحيـح هنـاك زي مـن قبـل‬ ‫الرشكـة‪ ،‬لكـن لنـا الحريـة التامـة يف‬ ‫‪. 58‬‬

‫إرتدائـه أو عـدم إرتدائـه” وتوافـق خديجة‬ ‫على رأي زميلتهـا حيـث تقـول “ال‬ ‫تجبرين الرشكـة على لبـس معين حتـى‬ ‫يف الزيـارات امليدانيـة”‪ ،‬ومل يقتصر‬ ‫إبلاغ الرشكـة بالرفـض بـل أيضـا باقتراح‬ ‫تصميـم معين يجمـع بين رؤيـة الرشكـة‬ ‫ورؤيـة املوظفـات‪ ،‬وتقـول سـامية يف‬ ‫هـذا الجانـب “أبلغـت املسـؤولني عـن‬ ‫اللبـس‪ ،‬واقرتحـت عليهـم تصميـم‬ ‫عبـاءة تحمـل شـعار ولـون الرشكـة وأن‬ ‫يكـون طويلا وسـاترا”‪ .‬تنظـر الرشكـة‬ ‫ملوضـوع اللبـاس من زاوية أخـرى يتمثل‬ ‫يف تطبيـق معايير األمـن والسلامة‬ ‫وتوفريهما إىل أقصى حـد أثنـاء العمـل‬ ‫سـواء داخل املؤسسـة أو خارجها خاصة‬ ‫أثنـاء الزيـارات امليدانيـة‪ .‬وتوضـح زهـرة‬ ‫هـدف الرشكـة بقولهـا “حاولـت الرشكـة‬ ‫إلزامنـا بلبـس زي الرشكـة حتـى يكـون‬ ‫هنـاك لبـس موحـد يحمل شـعار الرشكة‬ ‫ومـن أجـل سلامة وأمـن املوظفين”‬ ‫وتضيـف نرجـس على كالم زميلتهـا‬ ‫بقولهـا “تحـاول الرشكـة أن تجربنـا على‬ ‫لبـس البنطـال حتـى نكـون أكثر مرونة”‪،‬‬ ‫أمـا شـهد توضـح أن الرشكـة تحـاول‬ ‫إلـزام املوظفـات خاصـة أثنـاء الزيـارات‬ ‫امليدانيـة واملواقـع العمليـة فتقـول‬ ‫“تجبر الرشكـة املوظفـات على لبـس‬ ‫معين ومحـدد أثنـاء العمـل يف امليـدان‬ ‫حفاظـا على سلامتنا بغـض النظـر مـا‬ ‫إذا كان هـذا اللبـس يتفـق أو يتنـاىف‬ ‫مـع عاداتنـا”‪ .‬ونتيجـة لهـذه األسـباب‬ ‫أبـدت بعـض املوظفـات املوافقـة‬ ‫على إرتدائـه‪ ،‬حيـث تقـول تهـاين “ال‬ ‫أمانـع مـن لبـس زي الرشكـة ألنـه مـن‬ ‫مسـتلزمات األمـن والسلامه” وتؤيدهـا‬ ‫زليخـة يف ذلـك فتقول “صحيـح اللباس‬ ‫الفضفـاض هـو األفضـل‪ ،‬لكـن سلامة‬ ‫ومصلحـة الفـرد هـي األوىل لـذا أتقيـد‬ ‫بهـذا اللبـس”‪.‬‬

‫‪ .‬العدد ‪ . 226‬أغسطس ‪ -‬سبتمبر‬

‫مناقشـة النتائج‪:‬‬

‫تظهـر نتائـج الدراسـة وبشـكل عـام‬ ‫أن ال ُهويـة الثقافيـة للمجتمـع العماين‬ ‫تؤثـر يف السـلوك اليومـي للعاملات‬ ‫العامنيـات كما أن ثقافـة املؤسسـة‬ ‫تؤثـر أيضـا يف تحديـد مامرسـات‬ ‫رشكـة تكامـل‪ ،‬مما يظهـر التأثير‬ ‫املبـارش للهويـة يف سـلوك األفـراد‬ ‫و ا ملؤ سسـا ت ‪.‬‬ ‫كما توصلـت الدراسـة إىل أن هويـة‬ ‫األفـراد تتأثـر بتواصلهـم وتفاعلهـم‬ ‫اليومـي مـع اآلخريـن‪ .‬وتوضـح نتائـج‬ ‫الدراسـة بـإن العالقـة بين املؤسسـات‬ ‫والعاملين فيهـا تتأثـر بثالثـة أبعـاد هـي‪:‬‬ ‫القواعـد‪ ،‬والسـلطات‪ ،‬والترشيعـات‪،‬‬ ‫حيـث يتضـح بـأن املوظفـات العامنيـات‬ ‫يرفضـن العديـد من املامرسـات اليومية‬ ‫للرشكـة والتـي تتمثـل العمـل يف‬ ‫املكاتـب املختلطـة‪ ،‬حضـور الفعاليـات‬ ‫واألنشـطة املختلطـة‪ ،‬التفاعـل املبارش‬ ‫مـع الجنـس اآلخـر‪ ،‬الزيـارات امليدانيـة‬ ‫وحضـور األعمال امليدانيـة بوجـود‬ ‫رجـال‪ ،‬اللبـس املوحـد املتمثـل يف‬ ‫لبـس البنطـال والقميـص‪ .‬إن تفضيـل‬ ‫املوظفـات للعمـل دون اإلختلاط‬ ‫املبـارش يظهـر بـأن ال ُهويـة الدينيـة توجه‬ ‫السـلوك اليومـي لألفـراد (‪,Croucher‬‬ ‫‪ ، )2008‬ونتيجـة للتفاعـل والتواصـل‬ ‫املبـارش بين العاملات والرشكة أسـهم‬ ‫هويـة العاملات‬ ‫ذلـك يف إعـادة صياغـة ُ‬ ‫والتـي بـدأت تنحـو باتجـاه القبـول وإن‬ ‫صاحـب ذلـك بعـض اإلعرتاضـات‪.‬‬ ‫قـام هـذا الرفـض يف حقيقتـه على‬ ‫القواعـد الدينيـة والثقافيـة للموظفـات‬ ‫والتـي ميكـن معرفتهـا مـن خلال‬ ‫املبـادئ‪ ،‬والقيـم والتقاليـد واألعـراف‬ ‫واألخلاق العامـة التـي توجـه األفـراد يف‬ ‫سـلوكياتهم اليوميـة ) ‪,Jarzabkowski‬‬ ‫‪ .( 2008‬كما أن الرفـض أو القبـول يعنـي‬ ‫بـأن اإلنسـان عمومـا كائن اجتامعـي يتأثر‬


‫الخاتمة والتوصيات‬

‫تشهد العديد من مؤسسات القطاع الخاص يف السلطنة تزايدا كبريا يف نسبة النساء العامالت خالل السنوات األخرية‪ ،‬مام يتطلب‬ ‫إجراء العديد من الدراسات التي تكشف عن واقع تجربتهن يف هذا القطاع الحيوي‪ .‬ولذا تأيت هذه الدراسة لتظهر جانبا من حياة العامالت‬ ‫العامنيات يف القطاع الخاص عموما‪ ،‬والقطاع الصناعي خصوصا من خالل معرفة مدى تأثر وتأثري ال ٌهوية الثقافية للعامالت يف القطاع‬ ‫الصناعي‪ ،‬وللتحقق من هذا الهدف تم صياغة توجيه أسئلة مكتوبة لحوايل ‪ 17‬موظفة يف رشكة تكامل‪ ،‬وقد توصل البحث ألهم‬ ‫النتائج اآلتية‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫هناك تأثري واضح من قبل ال ُهوية الثقافية والدينية عىل سلوك املوظفات داخل الرشكة والذي ظهر من خالل‬ ‫تفضيل العمل ‪ -‬يف مكاتب غري مختلطة‪ ،‬ورفض حضور الفعاليات واألنشطة املختلطة‪ ،‬والرتدد يف الذهاب‬ ‫للزيارات امليدانية‪ ،‬وكذلك رفض لبس اللباس املوحد للرشكة لكونه ال يتفق مع معاير اللباس اإلسالمي‪ .‬مام يعني‬ ‫أن عىل مؤسسات القطاع الصناعي يف السلطنة‬ ‫مراعاة مبادئ وعادات املجتمع لتكون بيئة حاضنة للعامالت العامنيات‪.‬‬ ‫تشجيع الرشكة ملوظفاتها عىل اإللتزام مبامرسات الرشكة من خالل تصميم مكاتب العمل لتكون مختلطة‪،‬‬ ‫تنظيم وتنسيق ‪ -‬العديد من الفعاليات املختلطة‪ ،‬إلزام املوظفات بلبس الزي املوحد وخاصة يف العمل امليداين‬ ‫أسهم يف التأثري عىل إتجاه املوظفات نحو قبول بعض هذه املامرسات ولكن بضوابط معينة‪ ،‬كام أن التواصل‬ ‫املبارش واملفتوح بني املوظفات ورؤساء‬ ‫العمل يف الرشكة أدى بالوصول إىل تفاهامت إيجابية تراعي متطلبات املوظفات وكذلك رؤية الرشكة نحو بعض‬ ‫القضايا‪.‬‬ ‫هناك تأثري متبادل بني املوظفات والرشكة‪ ،‬فكام أن للرشكة سياسة ترغب يف تنفيذها ونجحت إىل حد ما‪ ،‬فإن‬ ‫للموظفات ‪ -‬قيم ومباديء أطرت سلوكياتهن وحددت مالمح قبولهن ورفضهن ملامرسات الرشكة‪ ،‬مام يعني أن‬ ‫لل ُهوية الثقافية تأثريا عىل سلوك األفراد‪ ،‬وأن هذه ال ُهوية تتغري باستمرار نتيجة تواصل وتفاعل مع اآلخرين‪ ،‬وهذا‬ ‫هو األساس الذي تستند عليه النظرية البنائية أن اإلنسان كائن اجتامعي يتأثر بتفاعله مع املحيط به‪ ،‬كام أن الدراسة‬ ‫أثبتت القاعدة التي تستند عليها هذه النظرية والتي تقول إن هناك تأثريا متبادال وإيجابيا بني املؤسسة واألفراد يف‬ ‫تكوين ال ُهوية‪.‬‬

‫تعد هذه الدراسة محاولة لفهم واقع تجربة العامالت العمانيات في القطاع الصناعي‪ ،‬ومن خالل النتائج يمكن اقتراح اآلتي‪:‬‬

‫‪ 1‬أن تقوم رشكات القطاع الصناعي مبراعاة ثقافة املجتمع العامين لتشجيع العامالت العامنيات لإلنخراط يف هذه ‪ -‬املؤسسات‪،‬‬ ‫من خالل إعطاء األولوية لتوفري االحتياجات التي تتطلبها خصوصية املرأة العامنية كاملكاتب‪ ،‬وتنظيم حفالت وأنشطة نسائية‪،‬‬ ‫وتصميم لباس يراعي خصوصية املرأه العامنية وعاداتها وتقاليدها‪.‬‬ ‫‪ 2‬أوضحت الدراسة أن اللقاءات املبارشة وغري املبارشة بني املوظفات العامنيات واإلدارة العليا أسهمت يف مناقشة ‪ -‬أهم‬ ‫التحديات والصعوبات التي تواجه العامالت‪ ،‬وإيجاد الحلول املناسبة لها‪ ،‬مام يعني الرضورة األكيدة عىل اسرتاتيجية التواصل‬ ‫الفعالة بني املؤسسة وموظفيها لعالج أي إشكاليات وللتوصل لحلول تريض جميع األطراف‪.‬‬ ‫‪ 3‬إجراء مزيد من الدراسات يعطي أيضا املجال الستجواب أكرب رشيحة من املوظفات يف القطاع الصناعي ‪ -‬ملعرفة أهم التحديات‬ ‫والصعوبات‪ ،‬كام أنه من األهمية مبكان أيضا االستامع لوجهة النظر األخرى من خالل إعطاء الفرصة إلدارة الرشكة ورؤساء العمل‬ ‫للحديث عن أهم املامرسات يف هذه الرشكات وإىل أي مدى ميكن أن تكون ثقافة املؤسسة تنسجم أو تختلف مع ثقافة‬ ‫املجتمع الذي تعمل فيه‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.