داعشلوجيــا تأليف :عبدالواحد حركات أبوبكر © جميع الحقوق محفوظة مجلة أسبوعية سياسية شاملة طبع في مايو 2015 مطابع األهرام جمهورية مصر العربية المدير الفني وتصميم الغالف :سامح الكاشف اإلخراج الفني والتنفيذ :أحمد نجدي
روح أخي
وإلى أبي وأمي وأخوتي وبناتي
المحتويات اللعبة القديمة 9.................................................................................
حقائق السهو والسقوط األمريكي11.................................... .!!!....
بيع الرؤوس15............................................................................... !..
أجندة سالم19.............................................................................. !... حلي قديمة23........................................................................ .!!!....
خارج النص25.............................................................................. !.. ما وراء النخبة29.............................................................................!..
رؤى اعتقاد33................................................................................ !..
طرقنا المسدودة37....................................................................... !!.. سيرك سلطوي ومراهقو السياسة يقامرون بالوطن والمواطنين41.... تيكت الليبيين «صنع في مصر»45................................................. !..
الفساد ما زال األكتر شعبية! 49...........................................................
كالكيت «المشهد األخير»51.........................................................!.. المصيبة ليست في ظلم األشرار بل في صمت األخيار!55............... مزمور ليبي ..مالح « غ»59.............................................................!..
دباسيس ..البد منها63............................................................... !!... التجارة بليبيا غاية للجميع ..بال استثناء67.................................... !.. صافرة هزيلة71.............................................................................. !..
مصر أمريكا العرب ..نسب ًيا75....................................................... !.. التدخل األجنبي في ليبيا مرفوض« ...صباح الخير يا..؟!»79.... !..
سوليتير عروبي « بال منازع « 83.........................................................
ودمارا رصاص البنادق ليس أشد فتكًا وشراس ًة ً من الكلمة «الملوثة»87........................................................ !! ... ال ال ال ..لهولوكوست ليبيا91.................................................... !!.. الحرب الليبية ـ الليبية ليست نهاية الطريق بل أو لها97............ !!... هويات سقيفة « طورابورا»101.................................................... !!... أيان -طارق -بارناردينو ..ثالثي األمل والخيبة!!...؟؟ 105........... إمالءات الشارع الليبي على البرلمان109....................................... !.. محرك الصراع ..السالح والهوية والزمن القديم115................ !!!... فايروس الزير121.......................................................................... !!... تفاصيل عبث وأزمة 125....................................................................... أزمة الهوية ..خلفاء «بن الدن» والرايات السود129................... !!.. جذور الـ«داعشلوجيا» ..معتقدات وأسس تطور اإلرتكاس137........ !!.. داعشلوجيو اليهود حاكموا المسيح ..باسم الشريعة وبمباركة روما147....................................................................... !!!... الداعشلوجيا في محاكم التفتيش 155.................................................. الجيل الداعشلوجي الثالث ...واألخير163................................ !!...
اللعبة القديمة األزمات في ليبيا تولد لغايات سياسية ..فال تلتهموا الطعم!..
المراهقات السياسية التي تعايشها ليبيا تسكب مئات الماليين في وحل العبث والالمباالة ....والتبعثر المقرف للسلطة وتنصل المؤتمر الوطني من مسئولياته ..واعتدائه الواضح على سلطات الحكومة ..وسطوه الفاضح على مصدر التشريع الحقيقي المتمثل في «الشعب» ..وعدم حزمه ومحاسبته لخروقات أعضائه القانونية.. هذه الكومة من الخيبات أدخلتنا في «دار غولة» لم ولن تنتهي دهاليز الترويع فيها حتى تتلف أعصابنا وأموالنا والبقية الباقية من أخالقنا! .. ليبيا رغم انتشار السالح آمن ..مقارنة بتونس ومصر ..ولكن!..
ضمان األمان ليس السلطات الضبطية وليست كتائب الثوار أو قوات الجيش ..بل ضمان األمان الحقيقي األخالق وتفاصيل وطقوس البيئة االجتماعية ..فلم ترتكب جرائم مروعة ولكننا لسنا 9
بأمان من حدوثها وانتشارها إذا أسرفنا المزيد من الوقت وأهدرنا المزيد من قيمة اإلنسان الليبي وكينونته!..
لسنا بأمان إذا ..لم نوقف جرائم ذوي الياقات بالمؤتمر الوطني أساسا للحساب والعقاب ..ولم نتوقف عن ونعتمد الشفافية والوعي ً كرنفاالت القبائلية والمناطقية وتقديس األشخاص ..ولم نتوقف عن شخصنة القرارات ونجوعية الوزارات واإلدارات ..ولم نتوقف عن وطنية الشعارات والقداسات والثأرات ..ولم نتوقف عن إعادة الروح إلى من كفرنا بوجوده!..
أزمة البنزين ..تكتيك مدبر لجمع العملة وتأمين فائض منها بخزانة الدولة لتغطية مصروفات منحة األلف دينار ..وأكل مريب للوقت ولحنق الشارع الليبي على آداء المؤتمر الوطني والكم الكبير من المليارات المتطايرة بسبب الفساد اإلداري المفتضح في المجلس االنتقإلى والحكومة المؤقتة والمؤتمر الوطني ..وشماعة هشة لتعليق إخفاق المؤتمر الوطني في الوفاء بمهامه باتجاه إعداد الدستور واالستفتاء عليه ..رغم!... اليقين قائم ..باستيرادنا لدستور أنيق معلب ومعطر من وراء البحار وعلى مقاسات حضارية ال تمت لنا بصلة عدا كونها حلم عسير علينا
10
حقائق ال�سهو وال�سقوط الأمريكي.!!!.... ظني سيئ بالسياسات الـ« أو رو ـ أمريك « ية على طول الخط!... التراتيل الشجية والموشحات العذبة الـ« أنجلوساكسون»ية التي
المسيسين تقض يرددها ساسة أمريكا على مسامع إسالمي العرب ُ ّ
مضجعي ..فقد رقصت هذه الـ« أمريكا» على «الوحدة ونص» فور
اغتيال الشيخ «أسامة بن الدن» في « أبوت آباد « الباكستانية ..وجهزت
« سبع قالل « لتكسرها على أعتاب «طورابورا» بإثر تنظيم القاعدة
بعدما يضمحل «حسب أمانيها»!...
ذات الـ«أمريكا» ..التي كشرت عن أنيابها بوجه حركة حماس
الفلسطينية وناصبتها العداء وباركت استباحة األقصى الشريف
مؤخرا بابتسامتها الصفراء العريضة مرارا ..فاجئتنا ً بأقدام الصهاينة ً
لطوائف اإلسالميين في مصر وليبيا ..وأربكنا حبورها السخي
بثورات العرب التي لم تضع « ماسك « لتخفي به نفورها من الهيمنة
األمريكية على المدى القريب و البعيد ..ولم يتورط مقترفوها 11
العرب « حتى اآلن « في وصلة عناق حميمي مع أمريكا ،رغم شيوع وذيوع هيامهم الشديد ب «شبوبية « باراك أوباما ..وهذيانهم بطلة «هيالري كلينتون» البهية على ساللم «راحلتها» بعواصمهم المضمخة بالنار والدم والبارود!.. العرب هم العرب ...واألسماء ال تُعني شيء ..وإن أطلقنا على زهرة الكاميليا اسم « غولدا مائير « فستظل رائحتها زكية رغم بشاعة قسرا»! .. ما ُح ِم ْ لت « ً
وكذلك العرب ..لن يستطيعوا اإلقالع عن إدمانهم للحقد على أمريكا ولو ساقوا الـ«نيويوركيات» سبايا في غزوة «سبتمبرية» جديدة.. فجينات الوصال العربية مختومة بالشمع األحمر أمام «جوليت» ية أمريكا أو «ديمونيتها» ..وإن حدث المحظور «ولطالما كان» فيظل ٌ «ترك وطهور»!.. ثم مساكنة غير مشروعة ال أكثر كفارته وصالها َأ َ
ً شمول ..السياسة العربية «أيدولوج ًيا ولوجست ًيا وإستراتيج ًيا» مركب عضوي دفين ومخبوء كصندوق أسود بقاطرة الـ«»DNA العربي ..وأن «تملين ـ أصبحوا ماليين» أصحاب الشخصية الـ«برادعية» فلن يقنعوا الجموع العربية األصيلة بترقيتهم شعب ًيا لرتبة الـ« زعيم ـ شيخ « ووضعهم على الرقاب حتى الـ« تفرعن»، ألنهم مهجنون أكثر من الالزم ..ومفلسون عروب ًيا حد الفضيحة.. فجذورهم مكتنزة باالغتراب وهاماتهم الـ« إيفلية» ال يمكنها طرح الثمار المشتهاة عرب ًيا ،وإن كانت ثمارهم الملقاة «همبورغرية» وزاللها «مايونيزي» السالسة ..فالشهوات العربية التكوين ُ 12
«الفكرية والمعوية» تهتف بدفء بدوي أنيق آناء الليل والنهار «أحن إلى خبز أمي»!!... بالمطلق ...أفئدة العرب ِ تح ُّن إلى «خبز محمد ـ عليه السالم» الروحي والفكري ..فالماليين تهفو إلى دفء العقيدة بعدما اعتصرها الضياع وآلمتها سنوات التشرد في قفار الشيوعية الباردة والرأسمالية المحرقة ..وأضناها الركض وراء سراب الحضارة والتشظي بعواصم الفرنجة وسط زحام مثل ِّييهم وغانياتهم البائسات ..وقد طفق الجميع يخسفون ب « دشداشات»هم ليواروا سوءات اغترابهم األثير.. ويشدوا الرحال عائدين إلى مكة التي هجروها معلنيين توبتهم من الـ«تأمرك» و الـ«تفرنس» وانتمائهم إلى «مطلب ـ نسبة لعبدالمطلب هاشم» الطبع والطابع والضمير!..
أحجارا التالل والرمال والرجال ..الشرق أو سطيون سيظلون ً ناتئة بالدرب السيزيفي األمريكي مهما حدث من تغيير ،وسيكون لهم األثر الكبير في تدهور أحوال أمريكا واهتراؤها ..فهم الوقود الحقيقي لنمو القوى واضمحاللها ..وبرغم ما يعتريهم من ضعف ال تكاد تكتمل معركة حضارية بدونهم ..وستفعل دراهمهم المتدفقة في الخزائن الصينية فعلتها ،وتبعث الدفء بأو صال التنين ليضع حدً ا لحكاية الفيل والحمار!...
13
بيع الر�ؤو�س!.. نشرت 2مايو 2013
الوشاية فعلت فعلتها ..كالعادة!.. بيع الرؤوس وشراؤها مهنة سياسية تتقنها اإلدارة األمريكية..
كما يتقن ساسة العرب سبك الكالم وبيعه وتوزيعه على المنابر الثلجية التي لم ولن تصمد أمام أزمات بلدان العرب المتتالية ..فقد
أظهر فيلم «زيرو دارك ثيرتي » للمخرجة األمريكية «كاثرين بيغيلو» َّ أن وكالة االستخبارات األمريكية الـ« »CIAاستخدمت التعذيب كوسيلة أساسية للوصول إلى مكان زعيم تنظيم القاعدة الشيخ
«أسامة بن الدن» رحمه الله!..
ما لم يشغل بال المسلمين عامة والعرب خاصة شغل
بال األمريكان ..فقد وضع أعضاء من الكونغرس األمريكي
«مايكل موريل» مدير وكالة « »CIAفي ورطة كبرى ،بسبب
المعلومات التي أظهرتها «بيغيلو» في مشاهد الفيلم بعد التقائها 15
وفريقها بـ«موريل» ..وتنامت شكوك الكونغرس حول حيثيات اغتيال الشيخ «بن الدن» والوسائل التي اتبعتها « »CIAللوصول إليه ومعرفة مكانه ..وازدادت الورطة بظهور جبهة « جون ماكين وديان فينشتاين « المناهضة للتعذيب والمطالبة بمعرفة حقائق عملية االغتيال والمستندات التي دعمت بها « بيغيلو « سيناريو فيلمها المرشح لنيل جائزة األوسكار،والذي افتتح عرضه بصاالت السينما األمريكية في « 11يناير» ملقيا أمام المواطن األمريكي حقائق مشتتة ومؤدلجة عن تنظيم القاعدة الذي نفذ عملية « 11سبتمبر « وأدى وحول األمريكيين إلى فرائس إلى سقوط برجي التجارة العالمية َّ للرعب وفرائس للساستهم!! .. «بن الدن» لم يمس مادة سينمائية في أمريكا ..بل الزال قضية سياسية تهدد مصائر الساسة األمريكيين في الحزب الديمقراطي وتشدد الخناق على «أوباما» يو ًما بعد يوم ..والزالت قضية السفير “ كريستوفر ستيفنز “ ساخنة وسط األدراج وقوافل مكتب التحقيقات الفيدرإلىة “ “ FBIتتقاطر على طرابلس وبنغازي وتبحث عن خيط رفيع يوصلها إلى خفايا مقتل « ستيفنز « بعد ظهور شكوك حول تستر الرئيس «براك أوباما» والجنرال « ديفيد بترايوس « المنهار في هوة الغراميات النسائية عن معلومات تؤكد وجود استهداف مدبر للسفارة األمريكية ببنغازي ،إال أن «أوباما» و « بترايوس « تكتموا لتمرير االنتخابات الرئاسية بدون هزات سياسية من النوع الثقيل ..بعدما لطفت “ هيالري كلينتون 16
“ الجو بتحملها مسئولية التقصير األمني في حماية القنصلية، ومازالت تحأو ل تفادي االتهامات الموجهة إليها بخصوص مقتل «ستيفنز»!! ....
فيلم «زيرو دارك ثيرتي» يبدأ بمشهد تعذيب المساجين أثناء استجوابهم ..في حين تذهب المعلومات االستخبارتية إلى قيام قوات المارينز بتعذيب رسول « بن الدن « الذي كشف عن مكانه وبعد الرصد والتحقق قامت باغتيال الشيخ «أسامة» في منزله ..وقد احتفل «أوباما» بهذا االنتصار ،الذي ضمن له والية رئاسية جديدة، رغم إخفاقه في تنمية االقتصاد األمريكي ورفع مستوى الدخل وتحسين المعيشة ومعالجة أزمة االقراض المصرفي ..ولكن اغتيال « بن الدن « كان الورقة الرابحة بيد «أوباما»!.. «أسامة بن الدن» لم يكن صيدً ا ً سهل ل « ..»CIAبل كان ضحية وشاية!..
المدهش ..هو تناسي العرب جمي ًعا أن الشيخ «أسامة بن الدن» مواطن عربي ..وأن القضية لها أبعاد عقائدية تفوق حجمها ِ االصطيئد التي قام بها االمريكان في ادغال الموهوم ..وان عمليات افريقيا منذ قرون الزالت تحدث بطريقة حديثة في األقطار العربية وغايتها األولى الزالت تحقيق األرباح لألمريكان على حساب غيرهم من البشر!.. أمركة العالم وسكب الثروات بالجيوب األمريكية الزال الهدف األساسي لكل ساسة أمريكا جمهوريين كانوا أو ديمقراطيين ..وتعميم 17
النمط الديمقراطي األمريكي خطة عملية دأبت اإلدارات األمريكية المتتالية منذ الحرب العالمية الثانية على تنفيذها ،وجعلها هد ًفا أو نموذجا ُيحتذى به لكل الشعوب بأي طريقة ..فأمريكا ال تعيش بدون ً حرب ..ألنها موردها وقوت أبنائها!..
18
�أجندة �سالم!... البشاعة ثوب ..ال نريده لوطننا!!!.. حوار البنادق والرصاص مشئوم ..وكيمياء الترهيب والسجن
والتعذيب والقتل مقيتة وفاشلة تسمنا بالبدائية والنكوص وتعدنا
بالتشرد واالنحطاط والفرقة ..ولكن!!...
سطوة السالح وسلطة المال مبررها تكاسل رواد الفكر والمثقفين
عن استكمال دورهم برصانة واجتهاد وتشردهم في قفار الصمت
وتنازلهم عن حقهم في ريادة الثورة التي كانوا شعلتها األولى قبل
أن تقوى األيدي على امتشاق السالح عنوة ..وامتالكنا للبذرة الطيبة واألصيلة التي طمرها الطمع والثأر والجشع والتكبر والتقليد والعداء
لدى أغلب شركاء السلطة ومصارعيها في ليبيا يهبنا األمل في تغيير
حال الشارع الليبي ومنع نزيف الدم فيه بأسلوب إنساني مستمد
من خصال أكرم خلق الله « محمد « عليه السالم ..وألننا طيبون وعتادنا الكلمة الطيبة أدعو كل الكتاب والصحفيين واإلعالميين 19
في ليبيا إلى تخصيص نتاجهم الفكري والموضوعي لنصرة السالم والتبشير باأللفة والصلح والتسامح وإعالن هذه األيام أيا ًما للسالم الوطني وتمهيدً ا لسالم أعظم وأكثر روعة مستبشرين بالطيبة التي أودعها الله في قلوب عباده وبشهر رمضان الكريم ..وبكلمات النور وآيات الرحمة!..
لنكن دعاة سالم أليام أن لم نستطع أن نكون كذلك طوال الوقت.. ولتكن أقالمنا وكلماتنا ومقاالتنا ما ًء يسكب على لهيب الجهل وبلسما لجراح الوطن والمواطن ..ولنشعل شمو ًعا تنير والتكبر، ً سبيل أهلنا وتدفعهم إلى تعميم السالم وتناقله ،وليكن شعارنا «السالم للوطن واإلنسان» ..فواجبنا أن نثري حوار الكلم والقلم لنبعد حوار الظلم واأللم وندعو إلى إحياء سنة أنبياء الله ورسله وتقاة األئمة والطيبين ..ولنرهن أنفسنا ونوظف طاقاتنا لخدمة السالم ونشره ولنتكاتف ونعلن وحدة الكلمة لدى جموع مبدعي ليبيا ولنجعلها هي السالم وللسالم!!..
الوطن دفء ..وعلينا أن نعمم هذا الدفء وندسه في العيون والقلوب والنفوس من خالل حملة سالم وطني شاسعة تحتل الصحف وقنوات التلفزة ومواقع التواصل االجتماعي ولنجعل صدى كلماتنا يبلغ مسامع من صموا عن سماع صوت اإلنسانية الحبيس في صدور الطيبين ..ولنهدي سالم الكلمات ألطفالنا ونسائنا ممن نكتسحهم بالرعب البصري والسمعي ..ونحيطهم باإلرهاب والعنف البصري والبنادق تخز عيونهم حتى في المستشفيات والمساجد.. 20
ونقتحمهم باإلرهاب والعنف السمعي وهم بأحضان دورهم وفي بطون أمهاتهم قبل أن يولدوا!.. البشاعة تصطادنا وتتقمصنا حتى بألوان وأنماط مالبسنا وبلعب أطفالنا وبنكاتنا ومزاحنا وبأفراحنا المدرعة بعتاد الحرب وصمتنا البرئ تجاهها سيدفع ثمنه الوطن وأجيال المستقبل الذين نسقيهم ثقافة العنف ورؤاه صباح مساء ..وألننا من أشعل النيران علينا إطفاؤها قبل أن تحرقنا وتحرق وطننا!..
الدعوة لمن ولدوا مصابين بحب وعشق ليبيا ..ولمن تحمل جيناتهم البراءة وورثوا الصفح والسماحة والطيب عن مهدي األمة وشفيعها ..ومن تورطوا في تعاطي الكلمات وأقلعوا عن الصمت بنبل وأشعلوا الصراخ عن سبق إصرار وترصد ليقولوا ويعبروا ويعبروا بأمانيهم مفازات االفتراس البدائية ويحققوا الرقي بالفكر ..إلى هؤالء أو جه الدعوة ليوطنوا السالم بكلماتهم وليكونوا مع الوطن وفي الوطن كلمات وتعابير وصور سالم!!..
باجتماعنا وتناصرنا وتكتلنا سنضع لبنة السالم وسنحقق بنعمة الله وبقدس الكلمات ونورها ما يمنع السقوط ويسكت البارود، وما يؤهلنا ويمكننا من صيام آمن ال تشوبه شائبة لغو أو يقتحم أصوات التالوة والتسابيح فيه أزيز رصاص أو دوي مدافع ونزيف دماء وبكاء!!... أدعوكم لنصرة السالم حتى رمضان ..والسالم هو الله!!!.. 21
حلي قديمة.!!!.... أنظر كم من األشياء المستحيلة يمكنك أن تؤمن بها قبل تناو ل
طعام اإلفطار!..
تعود الواقع أن يكون قاسيا على بعض أبناء آدم ..أولئك الفقراء
والمحرومين ..أو لئك المرضى والمكلومين ..أو لئك الضعفاء والتائهين ..أو لئك العشاق والحالمين ..لم يكن الواقع يو ًما متعاط ًفا مع كل أولئك ..وال مع من يقفون في المستويات المادية الدنيا..
عالمنا مذ كان يكن التقدير فقط للسالطين والملوك واألغنياء..
أما الباقون فيظلون مجرد بيادق عليها أن تنال الفناء وتغيب في
النسيان!..
في ليبيا الحال شبيه وإن تغيرت المالمح ً قليل ..دائما هنالك من
يئن تحت وطأة األيام ويبكي أمام قسوتها ..هنالك اآلالف ممن يقاسون
ويطالهم الجوع وتضيع حقوقهم ..هنالك من تعودوا خسارة كرامتهم وإنسانيتهم ألجل الحاجة ..في كل بالد الدنيا هنالك حقيقة مجتمعية 23
جلية ..رسختها روما القديمة ..والزالت مستمرة بذات األسلوب.. في كل بالد الدنيا هنالك مواطنون من الدرجة األولي وبرابرة ..هذه هي الحقيقة! ..
مواطنون يمثلون الدولة وينالون احترامهم فيها ويأخذون كامل حقوقهم وزيادة ..وبرابرة تطالهم المخالب أكثر مما تطالهم الفوائد.. ليس الجميع على السواء ..وهذا ما ال يمكن نكرانه ..في أي مكان داخل أي مؤسسة أو شركة أو حاجز أمني بصاالت المطارات وداخل الطائرات ..أمام األطباء وأمام القضاة ..دائما هنالك الفرق وهنالك التفريق ..هنالك األعلى واألدنى ..ومهما حاولنا أن نشيح بوجوهنا عن هذه الحقيقة فستظل قائمة وشاخصة أمامنا بوضوح!..
دائما سعر افتراضي لإلنسان ..لقيمته للمصالح المرجوة هنالك ً منه والنتمائه!..
الحلقة الزالت تتسع ..والفساد الزال األكثر شعبية واألحب لألنفس.. وما كنا نحتاجه باألمس ..الزلنا نحتاجه اليوم ..وهو الوعي والتقليل قدر اإلمكان من سلطة األفراد ..والكف عن تحويل المؤسسات إلى نجوع.. ووضع دستور يحترم الجميع ..وضمان استقاللية القضاء عن السلطات السياسية ..والمحافظة على القيم اإلنسانية!.... لنتذكر ..كلنا قد خرجنا من مخرج البول مرتين ..وسوف نكون ذات يوم غذا ًء لدود األرض ..ومن يستطع أن يكون غير هذا .فليتجبر!.. كرم الله وجه « علي بن أبي طالب « ورضي عنه!.. 24
خارج الن�ص!.. 4أغسطس .2013
الخطأ الذي ارتكبه المجلس االنتقالي ال يمكن الرجوع عنه
اليوم ..فقد تحولت ليبيا إلى لبنان إعالم ًيا ..وأصبح الكالم أقصى حدود حريتنا ..فالعزلة اإلعالمية انتهت قبل ثورة فبراير وتحولت
العزلة إلى عزلة أخالقية ومهنية ..وصارت حرية إعالمنا إباحية وتهكمية أكثر مما ينبغي ..ولكن!...
الخلل في ليبيا خلل مرجعي وأخالقي وقانوني قبل كل شيء ..فقد
تجردت ليبيا من المنطق القانوني في تكوينها للعديد من المؤسسات الفاعلة ،وجاوزت كل حد بإسهال تأسيس االحزاب غير المقنع وغير
المنتمي لواقع ليبيا السياسي والثقافي واالجتماعي ..وغير المتجانس
مع الكتلة السكانية! ..
خطأ المجلس االنتقالي في تكوين إعالم خارج سلطته ،وفتح
الباب على مصراعيه لإلعالم الخاص المقروء والمسموع والمرئي 25
بدون ضوابط قانونية أو مهنية ،مما شكل عب ًئا إضاف ًيا على كاهل المواطن الليبي وعلى فكره ومواقفه تجاه األحداث والقضايا ،وشكل وسيلة للقهر واالستغالل والصراع ولتشتيت الجموع وتفتيت الوطن أكثر مما ينبغي!..
حرية اإلعالم مطاطية ..والكوادر اإلعالمية في ليبيا غير مثقفة مهن ًيا بالشكل الذي يؤهلها للعمل وفق قوانين اإلعالم والصحافة الدوليين ..وهشاشة الدولة وعدم انضباطيتها جعل مطابخها السياسية مفتوحة للجميع حسب األهواء وليس حسب المنطق والواجب ..ووسائل الحصول على المعلومات والتعامل معها ونشرها بعيدة عن حقيقة مهنة اإلعالم ..ويبدو الخطاب اإلعالمي بعيدً ا عن ضوابط مهن اإلعالم وأخالقها لغياب السلطة الرقابية القادرة على محاسبة المخالفين والمتجاوزين لمسئولياتهم وحدود صالحياتهم ومهنهم!.. ضرورات واقع السلطة والشارع في ليبيا تحتم الحد من حرية اإلعالم الالمسئولة ،وتوجب على السلطات ِ تقييد اإلعالم وتقنينه والمحاسبة السريعة والحازمة للمتجاوزين ،ووضع ضوابط مهنية لمنح التراخيص واشتراط علنية العنوان داخل ليبيا للحد من تكوين مؤسسات إعالمية غير وطنية ومعادية لمصالح الشعب الليبي والستقرار ليبيا ..فالضرر الحالى من اإلعالم يجعله وسيلة هدم وهدر يفترض تقليص ضررها وضمان فاعليتها للصالح العام!.. حرية اإلعالم ليست وسيلة يستغلها العابثون بالرأي العام 26
والمتطاولون على السلطات والمناطقيون والمسئولون العاجزون وأصحاب األجندات الفاسدة والعداو ات والثأرات االجتماعية والمهنية والقادمون من الخلف والمتسلقون والمدججون بالخراب.. إنها قبل كل شيء التزام مهني وأخالقي باتجاه الوطن وأهله ..فالحرية مسئولية إنسانية تجاه اآلخرين غايتها تحقيق الخير وجلبه!..
الكذب والتضليل الذي وسم بهما « المقريف وحميدان « سمات أساسية في بعض وسائل إعالمنا ..فهل!!!....
27
ما وراء النخبة!.. الليبيون شعب يقتات القيل والقال ..ألنهم بسطاء طيبون!..
ضربت لي القيادات الشعبية موعدين متتاليين مع أعواد المشانق فأخلفت موعدي واختبأت ..والزالت ذات األعواد بانتظاري فالدعوة ُ مشرعة ومتجددة كل يوم ..فأحبائي كثر ..صدقوا!..
الفراغ اإليديولوجي لثورة فبراير وعداء نخبة المفكرين والمثقفين لها ،وأدمناهم على تعاطي المبادئ الشيوعية المعربة ،وانغراسهم الساذج في أديم القبائلية ومكافحتهم الشرسة لحقيقة التحرر ،واستالمهم الطفولي للقيود الفكروية البدائية جعلنا ندفع ثمن التغيير غال ًيا!..
فالثورة لم تجد من ينقلها من فوهة البندقية إلى األدمغة ويحدث بها التغيير الفكروي المرتجى ويحد من تشظيها وتغلغلها في العنف ويصحح أخطاءها ..ويسكبها في قوالب المبادئ الثورية النبيلة ويحولها إلى منظومة اجتماعية بديلة لما كان بيسر وسالسة وسالم.. وهذا ألن!.. 29
مائدة الثقافة والفكر محاطة بفرسان التطبيل ،الذين عشقوا كوميديا « دولة الحقراء « وانتشوا ب « رحلة 4000يوم» ،واستمتعوا بأبر «البسباسي» وترهات « قزقيزة « وفرسنة « الكور « مقبوضة الثمن.. الجميع كانوا بيادق على رقعة « بودبوس وشالبي وأمبيرش»، وكانت بوصلة قرائحهم وإبداعاتهم مفتونة بالتوجيهات والتعليمات ومهووسة بالدراهم الممزوجة باإلهان واإلقامات الفندقية المعدة للرقابة وقنص الزالت من سكر وعهر وفجور ..لم يكن لإلبداع إال طريق الرق والعبودية ،وقد أدمنه البعض وظلوا يمارسونه حتى باغثهم التغيير وصدمهم!... ذات يوم ..هاتفتني « هدى عبداللطيف « لتعبر عن عشقها للقذافي وكرهها للكالب الضالة أمثالي ..وتخلت « سالمة الشعاب « عن كل مثلها ومبادئها عندما لجئت لرابطة الصحفيين حينها! ..
اليوم ..يتشدق الجميع بعشق ثورة فبراير ومالئكيتها كما تشدقوا بعشق سواها من قبل ..ويعقد الجميع ندواتهم ويشكلون مجالسهم وجمعياتهم ليقطفوا ثمار الحرية ويفرغوا معاناتهم ومراهقاتهم عبر القنوات والصحف ،ويمارسوا ذات طقوس عبوديتهم بنكهة جديدة.. ليقولوا لليبيين أننا سلعة صالحة لالستهالك في كل زمان ،وأننا نمتلك الصالفة والالنتماء مما يؤهلنا لالمتزاج مع الهواء!...
إن الفراغ اإليديولوجي لثورة فبراير جعلها تعكف على استخدام أدوات النظام السابق الفكرية وتتلقف عتاده اإلعالمي وتجدد أيدلوجياته وتمكنهم من نقضها والشروع في إجهاضها وتضخيم 30
أخطائها ألحداث النكوص والعودة إلى الوراء ..فما يحدث بقنوات تلفزيونية عدة يعد دس للسم في العسل ..وتسريب ذكي لدوافع رفض وعداء لثورة فبراير وتجريم لشبابها!...
الشفاه التي أدمنت االبتسام لسخريات « الكيالني « استطاعت صنع ابتسامة صفراء مبتكرة لثورة فبراير ..وسيناريوهات غزل األمس استبدلت فيها كلمة « الفاتح « ب « فبراير « وتلتها ذات اآلالفواه.. وهذه مصيبة!..
ثورة الشارع لم تصل اإلعالم ولن تصله ،فالالمنتمون استطاعوا التسلق وبعدما اختبئوا ألشهر ،خرجوا من جديد ليواصلوا ما بدأوه بعدما ارتدوا أقنعتهم الجديدة ،وصاروا أعداء للطاغية ً وأهل لفبراير.. وأنهم لغأو ون!!..
باكرا اإلعالم وسيلة لتوطين الثورة وتعميمها ..والوقت الزال ً على تعاطي الحرية غير المقننة في وسائل اإلعالم ..فما يحدث اليوم جريمة بحق ليبيا وإسهال اإلعالم غير المنضبط ليس في صالح الليبيينٌ .. فكل يغني على لياله ،ويرى الحق ما يوافق هواه ويرضى ذائقته ،ويقتات مشاعر المواطن وأعصابه ويفجر بالوطن!...
وضع قانون لإلعالم وسياسة ومنهج واضحين للخطاب اإلعالمي ُ وضبطه مهم ٌة عاجلة على المؤتمر الوطني الضلوع بها وإنجازها، فأهميتها تفوق أهمية وجود حكومة « زيدان « الكرتونية!..
31
ر�ؤى اعتقاد!.. كل يوم تأخير يعمق صراعات السلطة « الباردة والساخنة»!..
معركتنا الحقيقية هي معركة تعميم السالم والتوجه للمستقبل.. ولن يخوضها المسلحون بل سيخوضها نخبة المجتمع من اقتصاديين ورجال أعمال ومثقفين وإعالميين وفقهاء دين!..
أعتقدُ أن ..االمتناع عن تعاطي حكومة « زيدان « واإلقالع كل ًيا عن هضم مخرجات المؤتمر الوطني ..ضرورة ملحة تستوجبها األحداث وكم التغييرات التي تزيد من عمق التمزق في النسيج االجتماعي وتمد الهوة بين المؤتمر والشارع ..والتي جعلت من الفساد حدث يومي مفترض ومجدول ،والجريمة المنظمة واق ًعا ً معاشا وطريقة تقليدية لجمع الثروات وتحقيق المكاسب وبسط النفوذ أو اغتصاب األمالك وغيرها ..وكذلك أمسى الفساد رائحة طبيعية في ردهات « ريكسوس « وبثياب رواده الدائمين!.. أعتقدُ أن ..ليبيا ناقلة بترول عمالقة عاجزة كل ًيا عن تدوير بوصلتها 33
السياسية لتحقيق النمو الحضاري ..وعاجزة عن االحتفاظ بما تمتلكه كما هي عاجزة عن إدارته ..وما نفتقر إليه هو الحد من تركيز السلطة والمال والقرارات ،واستيعاب الواقع االنقسامي الذي نعيشه ونؤكد على استمراره رغم حالة إدمان الكذب التي يمتهنها بعضنا لمآرب خفية! ..
ستارا جيدً ا لستر عورات مفردات أعتقدُ أن ..الشرعية لم تعد ً السلطة المناقضة لمفاهيم السلطة أعداء الشفافية مذ ولدوا ..وغياب الجموع وصمتها لم يعد يجدي أمام تغول تلك المفردات المهيضة المبددة ألرادة الشعب وثروته ،فالشعب وإن اعتاد الصمت لم يعتد المذلة ،ولم يعد يألف سلطة ديكتاتوري جديد أو قلة مستبدة ..وقد بدأت أجراس السأم تدق معلنة نهاية صبر الجموع!..
أعتقدُ أننا ..محافظون أو توماتيك ًيا وعودتنا إلى دستور « « 1951 وارجاع السلطة إلى وارثها « محمد الحسن الرضا السنوسي «ستكفينا عناء ومشتقة صراعات دامية وشتات اجتماعي وخسارات اقتصادية وسياسية ،وستعفينا من صبر مهدور على من تسلقوا أكتاف الثوار وركلوهم عنوة ،وأحكموا عليهم الخناق بقرارات وقوانين لم تكن من صالحياتهم ولن تكون لصالحهم!... أعتقدُ أن ..وصول حماة مستأجرين بأموال الليبيين وبدعوة «زيدانية» بات وشيكًا ..فالصمت الرهيب الذي أتقنته حكومة «الكيب» والفساد الذي أتقنته حكومة « زيدان « وسلسلة االنفجارات واالغتياالت المجهولة جزء من مخطط مرسوم لتوطين الشركات 34
األمنية وتحقيق الغايات األممية لمحاربة اإلرهاب المزعوم على أرضه واالنتقام ل « كريستوفر ستفنز» ،وإلعاقة وطمس الحراك اإلسالمي قبل وصوله ألو روبا!..
أعتقدُ أن ..السباحة في وحل الوعود واألماني واألحالم طويلة األجل ،والغرق بالمشروعات السياسية اإلقليمية أو األممية تمثل خيانة عظمى بحق الوطن المكلوم بعشرات اآلالف من أبنائه، الحالم باألمن والعدل والمستتر بأو راق التوت عفة ً ونبل وحيا ًء من تاريخ مجيد وحاضر فاخر ..فالوالء للوطن واألولوية لترتيبه وحل مشاكله!..
أعتقدُ أن ..إيقاف حالة الدوار السياسي ومشروعات السرقة والنهب والركون إلحياء دستور « »1951أسلم وأقصر طريق للمستقبل!!! ..
35
طرقنا الم�سدودة!!..
طرق الله ليست طرق البشر!.. لوال كيمياء شتات ووهن السلطة التي استنها المجلس االنتقالي وتفاضالت الصدف والسبق والتكتل الالمتجانس ..ولوال سلبية « الكيب « وصفريته المحبطة وتوطينه المفجع للالشفافية والفساد. وافتتاحه لموسم الـ« دبل شفرة» ،ووطنية الكسب والمصالح، واإلقامة السياحية في السلطة ورفع كلفة المغادرة فال دعاء وال حمد ..ولوال صمتنا وطيبتنا ما أصبحنا ولبنان سواء ..وقد كان أمامنا!!...
دعوة ولي العهد « محمد الحسن « لتمثيل السلطة كملك وارث وتشكيل برلمان مصغر وإدارة الدولة وفق دستور « »1951وتهذيب السلطات وتكوين الجيش وأجهزة األمن بمراسيم ملكية ذات شرعية موروثة تحد من الشقاق وتوطن السالم وتؤمن تعامل مسئول مع الدول وتحد من تشرذم الوالءات وتقلل من حمامات الدم المتتالية على تراب ليبيا ..والزلت أعتقدُ أن مسئولية « محمد الحسن « تجاه 37
ما يحدث في ليبيا قائمة ،وصمته ترخيص لهدر قيمة الوطن ومقدراته وأنفس أبنائه بصفته ول ًيا للعهد ما لم يتنازل!..
وكان أمامنا ..إبقاء « مصطفى عبدالجليل « رئيسا للدولة لمدة رئاسية واحدة بدستور « ،»1951واستمرار المكتب التنفيذي في إدارة البالد ،ويكلف القضاة بوضع مسودة دستور خالل السنة األولى، ليتم االستفتاء إلقرار دستور جديد ،ونبدأ بتكوين النسيج السياسي بأسلوب مقنن وبترتيب منطقي لتأسيس دولة ديمقراطية مناسبة أليدلوجيات الحاضر ومفرداته!.. وكان أمامنا ..البقاء تحت الوصاية الدولية ،وإطالق يد األمم المتحدة في تشكيل إدارات البالد لتسيير مصالح العامة وتوطين السالم برعاية أممية ،واستنساخ عصري ل « أدريان بلت « جديد، ليشرف على هيكلة الدولة وجمع شتاتها كما حدث خالل سنة « ..»1950وتكون الوصاية الدولية مشروطة ولمدة محددة لتحقيق أهداف التغيير ،ومنع الصراعات وتجاذبات المصالح والوالءات المفرغة من قيم الوطنية وتحقيق السالم والعدالة االجتماعية!..
كل ما كان أمامنا ..شرطه األساسي إصدار قانون عفو عام ،ومنح الجميع حق التقاضي العادل وفق قانون معلن وبسلطات مختصة أو بإشراف أممي داخل أطر القانون الدولي وبما يوافق الشريعة اإلسالمية وال يناقضها!..
للحرية والديمقراطية أسس اجتماعية ومدنية وثقافية نفتقدها في ليبيا بسبب ما لحقنا من حقبة التجهيل وإعالء العشائرية وتقديس البداو 38
ة ،وما عايشناه من إسقاط ممنهج لقيمة اإلنسان والتسطيح لمقدراته ومميزاته الذاتية ،وإغراق السلطة في وحل الدونية وجعلها هبة ووسيلة ارتزاق ..وتعميم ثقافة ومبادئ الكم بدل الكيف ،واإلغفال الصريح للجودة والشفافية وتوارث الالمسئولية والنفعية وغلبة المال والمحاباة على المنطق والحق!.. انتهكت حقوق اإلنسان في ليبيا مرات عديدة أمام أنظار « طارق متري» ،وانتشر التثاؤب بأروقة األمم المتحدة بسببه ،و ُأصيبت منطمة العفو الدولية والهيومن رايتس ووتش بالصمم والعمى أمام االعتداءات المتكررة على المدنيين وعلى مؤسسات الدولة والسفارات والبعثات الدبلوماسية ..وأضعنا السبيل لغرقنا في العشائرية ومراهقاتنا الحزبية السابقة ألو انها!.. أخشى أن نعيد إنتاج ديكتاتور جديد أو أن ندمن السير إلى الوراء ونمتهن البدائية ونغرق بتقديس رؤانا!!..
39
�سيرك �سلطوي ومراهقو ال�سيا�سة يقامرون بالوطن والمواطنين ديسمبر 2013 ،27
ينهشنا الجوع ..ومن سرقوا نضالنا يهرجون ويسرقون الوطن في وضح النهار!..
جوعنا للقمة العيش حقيقة ..وجوعنا لألمن والسالم والعدل والحرية حقائق مهربة وشقائق للغول والعنقاء والخل الوفي!..
ليبيا تحولت إلى لبنان ..وأصبحت دولة افتراضية سلطاتها مهووسة بابتكار األزمات والنهب وموهومة بالنزاهة والشرعية والشعبية وتقديس الوطن «المنتهك» وحقوق اإلنسان المنقرضة، وديدنها التغني بشعارات مستعارة ومستوردة ..يؤمها تالمذة والؤهم ألوطان أخرى امتلكتهم طقوسها ورفاهيتها أو اجتذبتهم بإيديولوجيتها فانحازوا لها!.. الطابور الخامس أمسى طوابير ..واأليدي السوداء تقلب البالد 41
وتخنق العباد وتفض عذرية الوطن ألف مرة باليوم ..ومطابخ السياسة مليئة باألقنعة والسم والبارود والنقود والدماء ،وروادها مواظبون على رعاية الفساد والخيانة ..ومشغولون بالمؤامرة والكذب والتبول على رؤوس الكادحين من شرفات السلطة المفخخة باللعنات المسرجة بآالم المظلومين!.. ثالث سنوات ودرب جلجلتنا لم ينته بل ازداد ً طول وعناء! ..
الفشل في ليبيا تجذر وصار الطابع الرسمي للسلطة وأهلها.. وااللتحاق بركب السلطة هو انتماء صريح للفساد ..فما فعلته السلطات المتعاقبة موسوم بالشبهات وبعيد كل البعد عن الشفافية، وإسهال األزمات المزمن وإدمان التستر الرهيب على الحوادث والجرائم دالئل جلية على تورط السلطات ومشاركة زبائن السلطة في جريمة نشر الفساد وإهدار الثروات وإشاعة الجريمة وعرض أكتر من خمسة ماليين ليبي في سوق النخاسة!..
إن عملية المتاجرة بالليبيين التي ترتكبها السلطات بوسائل متعددة لن تحقق سوى الضياع ..وغياب التخطيط وانعدام اإلدارة طرق ظاهرية مؤدلجة لتطويق البالد بأغالل الديون وموجبات التبعية لعقود مستقبلية تلزم أجيال المستقبل بخوض معاناة مريرة نصنعها لهم بأدينا ونودعها بأرصدتهم مسب ًقا ..ويالها من ودائع!.. مراهقو السياسة بال «سيرك» السلطوي الهجين يقامرون بالوطن 42
وبالمواطنين ويمنون أنفسهم بأرباح ومكاسب سلطوية ومادية، وتتعملق فيهم عقد الجشع والتكبر كلما امتد زمن حكمهم الموبوء.. ولعل أزمة الوقود في طرابلس من أحدث ابتكاراتهم وأحابيلهم الميكافيلية كي يستطيعوا أن يسيروا انتخابات لجنة الستين إلى مبتغاهم ً مستقبل من صياغة بأسلوب ديمقراطي محشو بالدسائس ،ويتمكنوا الدستور على هواهم!!..
أمرا معتادا ممن يملكون المطبخ السياسي النوايا السيئة أصبحت ً ويديرونه ويسوقون وجباتهم المليئة بالسموم ..لذا لم يعد أمام األخيار والشرفاء سوى مقارعة الفساد وإقصاء المفسدين ووأدهم.. والمجاهرة بالثورة على الفساد ودحره قبل أن يحقق المفسدون أطماعهم ويغرقوا البالد في الديون ،ونتحول إلى نزالء داخل وطننا!!..
43
تيكت الليبيين « �صنع في م�صر»!.. عصيبة جدً ا ..الحياة بدون تعاطي الوهم!.. ..كي أتلذذ برغيف خبز ساخن بداية صباح كل يوم على « حمادة « المصري أن يصحو في الحادية عشرة ً ليل ويبدأ عمله الشاق بجوار
فرن ساخن ،ويجهز أرغفتنا بعد صالة الفجر « كالعادة» ..ويشترط
عليه أن ينتعل ابتسامة عريضة طوال يومه ،وينسى هذا الـ«حمادة»
أن له أم وأخوة وأخوات في ضواحي قاهرة المعز يقفون بطوابير المخابز كل يوم ليحصلوا على أرغفتهم مثلي ..فمجئ «حمادة»
لليبيا وعبوره لـ«كوكتيل» اآلالم الجلجلي من أجل جمع مهر خطيبته
«روال» وتأثيث شقته أصبح مع ارتفاع منسوب الضغوط حكاية
مصير ..بعدما كان حكاية شغل وصبر وكفاح مؤقت لبناء مستقبل.. فالمجرمون المسلحون الذين اعتادوا مداهمة سكنه وسلب أمواله
وهاتفه لم ولن يتيحوا له فرصة تحقيق حلمه ..ولن يحظى بمحبوته
كما يشتهي!..
45
لماذا التنمر الزائف!...؟
الليبيون صناعة مصرية ال ينقصها سوى «استيكر» وقطعة صغير عليها الماركة والمقاس وبزمن استهالكي مفتوح ..ورغم صعوبة الفصل تاريخ ًيا بين المصريين والليبيين باعتبارهم شعب واحد، إال أننا سنتفق كل ًيا في أن هذا الشعب الواحد قد انقسم إلى أنصار للتمدن استقروا قرب النيل ،وأنصار للبدوية استقروا بعيدً ا عنه.. فأصبحوا مصريين وليبيين بحكم السكن ومن ثم بحكم الثقافة المدنية! ..
لن تنكروا أن وكالء النيابة والقضاة ورئيس االستخبارات وواضع القانون الليبي وأساتذة الجامعات ومدرسي الثانويات واالبتدائيات وأطباء المستشفيات والصناع بالورش كانوا مصريين في عقد ستينيات القرن المنصرم وبداية عقد السبعينيات منه.. واليوم الزال المصريون عتاد مشروعات البناء والتشييد وتجارة الخضروات ..وما يكسبه المصريون في ليبيا يوازي ما يصرفه ليبيون يدرسون ويعالجون ويتمتعون والجئون في مصر ..فالتكافل اجباري وال محدود!.. ال تنكروا أن ..درجات حرارة العالقات الليبية المصرية بدأت في االرتفاع بعد عزل « مرسي « ووسم جماعة اإلخوان « األم « في مصر باإلرهاب ..وتكررت حوادث مشبوهة تنذر بوقوع كوراث إنسانية واقتصادية حال تصادم النظامين « المصري والليبي « وحدوث الشقاق أو القطيعة ..وبوادر كثيرة للسوء أشعلت المخاوف في 46
الصدور والعقول ولم يهتم بمعالجتها الساسة ،ولم يتخذ حيالها أهل االقتصاد أي حراك!..
صفارة اإلنذار انطلقت ..ورجال أعمالنا وتجارنا الن َُوم « بضم النون وفتح الواو « عليهم ردم الهوة وحظر مراهقة الساسة في هذه الساحة نظرا لقدسيتها وارتفاع تكاليفها من الناحييتن اإلنسانية والمادية ..لذا ً يمنع السهو واللعب بالنار في الشأن «الليبي /المصري»
47
الف�ساد ما زال الأكتر �شعبية! انظر كم من األشياء المستحيلة يمكنك أن تؤمن بها قبل تناول
طعام اإلفطار !..تعود الواقع أن يكون قاسيا على بعض أبناء آدم..
أو لئك الفقراء والمحرومون ..أو لئك المرضى والمكلومون..
أو لئك الضعفاء والتائهون ..أو لئك العشاق والحالمون ..لم يكن الواقع يو ًما متعاط ًفا مع كل أؤلئك ..وال مع من يقفون في المستويات المادية الدنيا ..عالمنا مذ كان يكن التقدير فقط للسالطين والملوك
واألغنياء ..أما الباقون فيظلون مجرد بيادق عليها أن تنال الفناء وتغيب في النسيان!..
في ليبيا الحال شبيه وإن تغيرت المالمح ً قليل ..دائما هنالك
من يئن تحت وطأة األيام ويبكي أمام قسوتها ..هنالك اآلالف ممن
يقاسون ويطالهم الجوع وتضيع حقوقهم ..هنالك من تعودوا خسارة
كرامتهم وإنسانيتهم ألجل الحاجة ..في كل بالد الدنيا هنالك حقيقة مجتمعية جلية ..رسختها روما القديمة ..والزالت مستمرة بذات 49
األسلوب ..في كل بالد الدنيا هنالك مواطنون من الدرجة األولى وبرابرة ..هذه هي الحقيقة! ..
مواطنون يمثلون الدولة وينالون احترامهم فيها ويأخذون كامل حقوقهم زيادة ...وبرابرة تطالهم المخالب أكتر مما تطالهم الفوائد... ليس الجميع على السواء ..وهذا ما ال يمكن نكرانه ...في أي مكان داخل أي مؤسسة أو شركة أو حاجز أمني بصاالت المطارات وداخل الطائرات ...أمام األطباء وأمام القضاة ...دائما هنالك الفرق وهنالك التفريق ..هنالك األعلى واألدنى ..ومهما حاولنا أن نشيح بوجوهنا عن هذه الحقيقة فستظل قائمة وشاخصة أمامنا بوضوح!..
دائما سعر افتراضي لالنسان ...لقيمته للمصالح المرجوة هنالك ً منه والنتمائه.
الحلقة ال زالت تتسع ..والفساد ال زال األكتر شعبية،ولكن ما نحتاجه هو الوعي والتقليل قدر اإلمكان من سلطة األفراد ..والكف عن تحويل المؤسسات إلى نجوع ..ووضع دستور يحترم الجميع.. وضمان استقاللية القضاء عن السلطات السياسية ،والمحافظة على القيم اإلنسانية!. لنتذكر ..كلنا متساويين ،وسوف نكون ذات يوم غذا ًء لدود األرض ..ومن يستطيع أن يكون غير هذا .فليتجبر
50
كالكيت « الم�شهد الأخير»!.. األحزاب الليببية « ترامادول « سياسي مهرب!.. غرق «مصطفى عبدالجيل» في وحل الفساد المبكر باإليعاز،
جر ليبيا إلى الهاوية وخسف بها وانصياعه لثأثيرات كتل مؤدلجة َّ
في هذه األتون المحرقة التي تعانيها طرابلس وتدفع ثمنها بنية تحتية ورجال ونساء وتخلف باألنفس « دستة « أمراض وعقد مزمنة!..
حين تم اغتيال اللواء « عبدالفتاح « فردت جماعة اإلخوان أجنحتها
«السياسية والمقاتلة» ،وطفت إلى جانبها كتل سياسية مهيضة ..وحالما
وصل «االنتقاليون» إلى طرابلس وضعوا أسس وجودهم كفئات مشبعة
برغبات السلطة والحكم والمال و الفساد والرشاوى والبغض ..وتراجع
«مصطفى عبدالجليل» عن قرار منع تكوين األحزاب إلى حين صدور
«مكرها» صفارة بدء معركة السلطة الدستور ..وأطلق عامدً ا متعمدً ا ً
«منزوعة األخالق والرقابة» وسمح بتكوين األحزاب «وميليشياتها الالمنتمية» ..ووضع الليبيون البسطاء في مرجل متقد!!.. 51
جماعة اإلخوان من جهة و « محمود جبريل « ومن ورائه من جهة أخرى ..استغلوا « مصطفى عبدالجليل « وحماسة النخب ومريدي السلطة ومقاولي الديمقراطية وأعلنوا بأسلوب فج وبدائي وشاذ والدة أحزاب وسط دولة افتراضية صلعاء قانونًا..كسيحة إدار ًيا ..عقيمة مدن ًيا ..مشوهة اجتماع ًيا ومفلسة إلى أبعد حد انتما ًء ووطنية!!..
رجع صدى الحس الوطني إجبار ًيا بفئات الجيش ..بعدما تحولت قضية أفراد الجيش « الحقيقيون « إلى قضية وجود وحياة وأصبحوا فرائس مطاردة لجماعات مؤدلجة ومدمنة على وأد اآلخر وإفنائه بدل قبوله ..أتاح للكتل السياسية الخاملة تنفس الصعداء ،فأخذت تلوح بشعارات الوطنية وتنشر بياناتها المفبركة والمحالة بأطنان من الخداع والزيف لتكون بدائل سلطوية لجماعة اإلخوان « المغادرة» ..وتنعم بمد أرجلها بمسرح السلطة بعدما ضمنت عفاف الجيش عن موائد السلطة المسممة بعقاقير الفساد التي صرح « مصطفى عبدالجليل « بدخولها وتعاطيها بشرعية ملوثة!.. قناعة الملك « إدريس « بأن األحزاب في ليبيا أجساد « خاوية وطن ًيا « رؤوسها بالخارج دفعته إلى منع تأسيس األحزاب والحد من نشاطها رغم الحراك القومي والشيوعي بتلك الفترة!!.. أحزاب اليوم مرتبطة جين ًيا بالخارج ..أو تمثل صور مقلوبة ألحزاب « خارجية « بكامل التجهيزات اإليديولوجي ة ..وعلينا أال نتورط في الكذب وندعي أن لدينا نخ ًبا أو قدرات ووع ًيا حقيق ًيا بقوانين وتفاصيل لعبة السياسة ..فهذه النخب أدمنت خلع قناعاتها 52
وأفكارها وقيمها فور ارتفاع درجة حرارة ليبيا سياس ًيا ،وال تتعرف على الحق إال بعد مغادرة المجرمين وابتعاد أصوات أسلحتهم وأقدامهم!! ..؟
سنوات تيهنا وضياعنا الثالث دليل فقر من يتناولون مشاوي وقضما باألسنان إمعانًا في البدائية ..فكلنا السياسية على األرض ً سواء بحاجة إلى وقت ووعي وانتماء وتأهيل مدني لنستطيع أن نعبر عن وجودنا كدولة مدنية ..ونلتحق بروضة الديمقراطية ونتعود مصافحة المختلف بدل تمزيقه أو سحله!!..
بجرأة ..الليبيون المدججون بالكرامة والمدافعون عن بقائهم بصفة « ليبي « عليهم استكمال معركة كرامتهم وتوجيه انتفاضتهم ضد األحزاب الكارتونية وإلغاؤها ليس بدافع مكافحة الديمقراطية.. أو االستحواذ على السلطة وعسكرتها ..بل تحقيق للعدل وترسيخ ً وعمل بشرائع النظم ..فال يمكن هضم منطق وضع العربة للقانون أمام الحصان ..أو وجود األحزاب وفرعنتها قبل وجود الدستور.. وميالدها قبل ميالد الدولة يجعلها « بنات حرام « منطق ًيا!!.. عهر وغباء وسذاجة مفزعة ..أن نؤمن بتعليق وإشعال « ثريات « اضاءة مسكن لم توضع أساساته بعد ..ونستمتع بها وبنورها وهي معلقة في الفراغ ..هذا ما فعلنا بمباركة « مصطفى عبدالجليل « « تستور يا سيدي جليل»!!..
ليبيي الكرامة أفيقوا بالكامل ..وال تفتحوا عينًا وتغلقوا أخرى فتتحولوا إلى ذئاب ..وال تنسوا الله كي ال ينساكم ..وتمسكوا بالحق 53
ليكون إلى جانبكم ..وال تماروا وال تهادنوا الفساد ..وثقوا أن فساد ألما وشراسة وبقا ًء من أي فساد آخر!!... الفكر والعبت به أعنف وأشد ً
أدعو ...إلى حل األحزاب وإلغائها إلى حين وضع دستور البالد.. وتحديد مواد دستورية تنص على تكوين األحزاب وتنظيم نشاطها.. فال يمكن أن نقنع بوجود األحزاب وتزاوجها أمام أنظارها بدون شهادات ميالد رسمية بوصفها دستورية المنشأ!! ..
أيها الحزبيون ،الوطن في الفراغ والدولة وهم ..فماذا يعني وجودكم أيها المخادعون..؟؟؟؟؟؟!!.
54
الم�صيبة لي�ست في ظلم الأ�شرار بل في �صمت الأخيار! 27مايو 2014
حراك الكرامة الذي أعلن بجرأة رفضه لكل احتيال أو تدليس
على إرادة الشعب ..وخسف بأطماع أمراء الحرب ممن جددوا
تاريخ بارباروسا وبرغل وقامروا بأرواح الليبيين ومستقبل وطنهم.. وأهدروا الثروات والدماء لتحقيق مآربهم الشخصية.
قد الذ المؤدلجون بالصمت عندما كشفت األو راق ..فاختفى
مصطفى عبدالجليل ومحمود جبريل وعلي الصالبي ونزار كعوان
وسواهم ..واعتنقوا الصمت ألنهم لم يشاءوا سوى مصالحهم والتسلق على رقاب الضعفاء ،والتشدق باالنتماء والوطنية عبر القنوات وانفصلوا عن الشارع وسكنوا بلدان هانئة ليرقبوا رجال
ليبيا ونساءها يخوضون معارك الوجود ببسالة وصبر ويقاسون المعاناة من أجل مستقبلهم ومصير بالدهم. 55
حكايا السلطويين ال تخلو من الخداع ..ونواياهم سوداء كوجوههم.. وتنصلهم من واجبهم الوطني تجاه ليبيا ..وغيابهم عن الميادين وتقوقعهم وصمتهم المريب حيال معركة الكرامة يفضح كذبهم وأهدافهم في الوصول إلى السلطة وحكم الليبيين دون االنتماء لهم.
خدعنا حينما أسلمنا وطننا عندما جاءوا ببطون خاوية وضمائر ميتة وصعدوا بإذننا إلى كراسي السلطة ليحتقروا إرادتنا ويوطنوا لوجودهم ومصالحهم على حساب ليبيا وأهلها ..ولن نخدع ثانية بمن شاءوا مراقبتنا نموت ونسرق من بعيد وطفقوا يغازلون آالمنا ويستغلونها لمصارعة خصومهم بنا ..وجعلوا من المكائد والبيانات حبرا المحشوة بالخديعة وسيلة للتعبير عن تضامنهم الذي طالما ظل ً على ورق بعد جوالت عقدت تحت الطاوالت لتقسيم السلطة بعيدً ا عن أعين الشعب.
الكوميديا السوداء التي اعتدنا سماع فصولها عبر أعضاء المؤتمر الحانقين أو المبعدين أكدت بما ال يدع مجاال للشك ،أن الكتل واألحزاب وكافة األعضاء كانوا جز ًءا من المؤامرات التي حاكها المؤتمرون على الشعب ..وأنهم قد دسوا رؤوسهم في الرمال للحفاظ على « 12000دينار» ،التي لم تكن ح ًقا لهم ولم يؤدوا ما يجعلهم ً أهل لقبضها. إن جريمة عدم إعالن الالئحة التنظيمية لعمل المؤتمر الوطني ال ينبغي أن تمر دون حساب ..وكذلك عدم وجود جهة رقابية على تطبيق هذه الالئحة ،وعدم تكليف جسم قضائي مختص بخروقات 56
أعضاء المؤتمر ومخالفاتهم وتصريحاتهم الكاذبة ..وجرائمهم اإلدارية المعلنة والمخفية وكل ما يعد انتهاكًا لحقوق اإلنسان ومخالفا لشرع الله.
الشفافية لم تكن من سنن المؤتمر الوطني ..والخروج اآلمن لمحمد المقريف ونائبه وأعضاء آخرين وإخالء ذممهم يجب أن يتم تداركه والتحقيق بحيثياته ..فمن انتخب من قبل الشعب لتأدية مهمة معينة ويتراجع أو يتخلى عن مسؤوليته حيال منتخبيه يجب أن يمثل لجلسة استماع علنية ويفصح عن كل الحقائق عالنية.. فامتهان الصمت وغياب الشفافية أسسا الفساد التي أوصلتنا إلى هذا الوضع السيئ. إحالة مقترفي الجرائم بداية من « عمر حميدان « و«نزار كعوان ً حق يجب أن نطالب به ونسعى « ووصول إلى « نوري بوسهمين» ٌ لتحقيقه محل ًيا ..وإن تقاعست مؤسسات المجتمع المدني ومن نالهم الظلم والجهات القضائية عن تلبية هذا المطلب ،فإن المساعي يجب أن تتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية تحقي ًقا لمبدأ العدالة وصيان ًة لحقوق اإلنسان.
بطريقة ما ...يجب أن تكون هنالك محكمة ليبية مختصة بأحداث األعوام الثالثة الدامية ..كي يكون بإمكاننا تحقيق المصالحة والمضي إلى األمام بقلوب ونوايا بيضاء.
57
مزمور ليبي ..مالح « غ»!.. «أم كلثوم» أبهة و«طارق متري» نصفها و«الغنوشي» لغم ،إال!...
إذا كان «فيزو» الحوار الوطني الليبي المزمع إقامته سيستثني األطراف الفاعلة في الخالفات واألحداث والشقاقات وينساق براديكالية مقززة لخلق ثلة جديدة تبحث عن فرصة للطفو على سطح السلطة لتكون شريكة فيها وفي مزايا تصرفها باألموال ..فأيقنوا أنه سيكون حوار طرشان!.. «نتحاو ر ..نتوافق ..نبي» / ..وحدي ًثا من أحاديث الهوى!....
ال يكفي شعار «كوكاكولي» براق وفضفاض لتحقيق النجاح وبلوغ المآرب ..إذا غاب عن ثلة إدارة الحوار حقيقة المأساة الليبية وتفاصيلها ،أو انزلقت « الثلة « في عداءات مسبقة ،أو في غراميات ممنوعة مع أطراف خارجية أو عملت بأيدلوجيات تشكل جز ًءا من الخالف ..وتغافلت أو أغفلت شروخ النسيج االجتماعي وتقلصات الوالدات األنبوبية لكيانات مشوهة.. 59
أو أبحرت عنوة وراء المطامح الخفية و التهيؤات والرؤى منزوعة اإلجماع!..
مايونيز الشبهات والتباغض مضر / ..آه من قيدك أدمى معصمي!..
لعل غياب الحقائق وقلبها أو ثلوتها أهم مسببات النزاعات الليبية ـ الليبية ..وتكاثف الزعامات والفردانية االرتزاقية ودورات المال السياسي المشبوهة كيمياء متكررة خلفت مضاعفات وضحايا ،وجعلت من كتل « غيبية « مصادر مغذية ومحدثة للصدوع ومحفزات مبرمجة لرفع وخفض وتوجيه األحداث والعنف واألزمات لغايات مريبة!.. إجمإال بحق ليبيا ..كل الليبين مجرمون وضحايا ٍ بآن واحد/ ..
ال تسل أين الهوى!..
ثورة فبراير تغيير ..تفاصيل هذا التغيير يجب أن تعلن بجرأة وتصنف وتؤرشف بمعايير ليبية صرفة ..ويعاد رسم خارطة النشوء القبائلي العجيب لكيانات ما بعد فبراير ..و تتبع خطوط االنحراف وخروقات المبدأ الذي أهدر دموع « شلقم « على أعتاب « هيالري»، ومالحقه من تخلي صريح عن الوطن الواحد وحقوق اإلنسان وحماية المدنيين واإلقصاء والعزل والفساد وفتأو ى الشرعية ونواقضها ..وما خفي من تكوينات السلطة وجيناتها المتحكمة والمتصرفة بالواقع والوقائع!..
اليقين أن ..مؤشر نماء الحوار أو فشله األقليات /..ظالم الحسن شهي الكبرياء!.. 60
اإلذعان لمبادئ القوى « جمع قوة « المسيطرة سيوطن آلفات مستقبلية محتمة ،فالجئو ليبيا « خارج ًيا وداخل ًيا « والوجود الموضوعي لألمازيغ « الناطقين وغير الناطقين « والتبو ومنمنمات الطوارق ..وتأطر تاورغاء كأقلية عرقية وقرح ذي صديد « مخجل « شراك عميقة على ثلة الحوار اإلفالت منها بتسويتها وليس بالقفز فوقها ..فأمازيغية « ورفلة وترهونة « ستطفو على السطح بنمو الحراك وانسيابه بالمجاري الحقيقية للديمقراطية ..وإن تأخر هذا أو حالت دونه الحوائل!.. يمنع بقاء الشفافية شيطانًا ليب ًيا ملعونًا /..وفراش حائر منك دنا!..
الشد على أيدي مريدي الحوار نبل ال يبنغي أن يكون ظاهري فقط ..فارتداء ثياب النبالة وادعاء القداسة وخفض قيمة الوعي العتالئها اكسسوارات مسرحية ممنوع تداولها ..وعدم قبول اآلخر أو قبوله كشريك ثانوي وقزم ضعيف مشاكس لن يذر سوى الفشل.. وستحرق فرصة الحوار ونخسر الرصاصة األخيرة المعدة لقتل الفوضى والظلم والظالميون أهله!..
تعاطي هرمونات العشائرية وأفيون األحزاب بقدر /..يا حبيبي كل شيء بقضاء!... تحذير «القراءة المعكوسة متاحة للوثنيين حصر ًيا».
61
دبا�سي�س ..البد منها!!... نشر 25يوليو .2014
ّفر « طارق متري» من أتون الجحيم الليبي الذي ظل يطفأه من جهة مثيرا الشبهات حول دوره «الشخصي» وحول ويسعره من جهة أخرىً ، خطط األمم المتحدة ومفهوم حماية المدنيين ،الذين أمسوا فرائس ضعيفة بغابة مشتعلة يملكها الجشع وتسودها الشراسة المؤدلجة.. وأيقنوا «المدنيون» بعدم جدوى بقاء ليبيا تحت البند السابع بعد تشريد أهلها وتحويلها إلى رماد!..
فرار «متري» آخر مشاهد الفصل الثاني من الكوميديا السوداء على الثرى الليبي المشتعل ..والظهور الهوليودي ل» ديبورا جونز « كي تصوغ تفاصيل النهاية وتصنف المجرمين وتدينهم وتعتق المظلومين وتنصفهم ..وتلوح لمشردي «الداخل والخارج» بأماني العودة والسالم ،يدخلنا في حالة حيرة من غايات «متري» وأصدقاء ليبيا ،وثمن التساكن مع كل الجرائم اإلنسانية التي مررت بليبيا تحت أنظار المجتمع الدولي « المصاب بعمى األلوان» ..والتي كان 63
ضحيتها اآلالف األبرياء البسطاء ..وماذا بعد تحويل ليبيا إلى دولة افتراضية م«لبننة» على المزاج الـ« متري» المنكه!..
الوالدات القيصرية للكتائب بعد إعالن التحرير بإمضاءات «عبدالجليل» أو بصمته ،جعل من ليبيا مغنم ألمراء حرب وأغوات وصعاليك سلبوا الدولة سالحها وهيبتها وامتهنوا الثورة لالرتزاق، وبذلوا ما بوسعهم لتمزيق الوطن وتشريد أهله وإهدار ماله لبناء زعامات قبلية وتحقيق غايات ملوثة ،وتحولوا إلى خدم لمخططات خارجية وجدت بالثروات الليبية ممول ألحالم السيطرة اإلقليمية ومكافحة هيمنة الشيطان األكبر الذي تمثله « أمريكا» ،وإن اتبعوا معها الـ« تقية « حتى حين!..
وجود « مصطفى عبدالجليل « برئاسة المجلس االنتقالي أتاح لجماعات الضغط والمؤدلجين فرصة سرقة الثورة وأدلجتها وتفريغها من مبادئها المطلبية األساسية ..وتحويلها إلى انقالب سلطوي فئوي غايته استبدال شكل السلطة وليس تحقيق العدالة االجتماعية ورفع الظلم وترسيخ الديمقراطية وتوطينها!..
الفرصة كانت متاحة لـ«مصطفى عبدالجليل ومحمود جبريل« إلقرار عفو عام مشروط ،وتكوين محكمة خاصة للمدانين في جرائم سياسية متعلقة بحرب التحرير وتخصيص سجن سياسي تحوطه الرعاية الدولية ،بدل تقاسم السجناء مناطق ًيا ومحاكمتهم في ظروف سيئة وأمام قضاء محاصر باإلمالءات وعاجز عن منع انتهاك مؤسسات الدولة وتجريم قتلة ومنتهكي أعراض وسراق مال عام وإرهابيين 64
وقطاع طرق ،وعاجز عن محاسبة من مرغوا هيبة السلطة بوحل المراهقات والشذوذ ووسموا ليبيا بوشم الفضيحة ليسجلوا بأفعالهم تاريخ مهين لشعب وأرض شرفاء!...
«حرب المطار» جزء من سيناريو اإلنهاك والتعرية واالستنزاف الذي توقعت االسخبارات األمريكية واألوروبية كل تفاصيله، ومهدت النسيابه باتجاه نهاية الخروج بدولة هشة مدانة وموبوءة بالثأرات وعوامل الخمول « االقتصادي.السياسي.الثقافي» ..فقد جاس الساسة األمريكيون وحلفائهم خالل ثالث سنوات الشعب الليبي وتعرفوا على نخبه والقوى المسيطرة والمتحكمة بمستقبل البالد والعباد ..وقد ضحكوا « األجانب « ملء أشداقهم حينها قابلهم ساسة « مفرغون « أمجادهم خياالت نضال ضد نظام استبدادي أودعهم الغربة وفرض عليهم الذلة لعقود ،وصلوا للسلطة ب « ضربة حظ « أو ب « سذاجة شعب « ولم يتجهزوا لها أو يهتموا بها ..ولم يكن الوطن لهم عدا دراهم ومزايا وفصل مسرحي قصير ومثير كرحلة صيف!.. أطراف الصراع في مطار طرابلس يتقاسمون الخسارة ..وهما خسارة الوطن األفدح ..فهذه الدماء ستزيد الشروخ وتفاقم الشقاق االجتماعي وتباعد سبل الوفاق والمصالحة ..فجاهلية العنث التي صارت در ًبا المتالك السلطة خسفت بكل القيم اإلنسانية واإلسالمية، وأضحى الجميع مجرمين مدانين بحكم القانون ً ً وعمل! .. قول
القبلية عدو الدولة ..وال يوجد بلسم لجراح طرابلس ..وال سبيل 65
للغفران أو التناسي بعدما أضحى تدمير البنى وتشريد الليبيين في مطارات العالم وتعطيل مصالحهم صنعة يمارسها من لم يكن للوطن مكان في وجدانهم ،ولم ينتموا إليه يو ًما!..
يجب أن ..نركن لدخول (يونيفيل ـ عربي «مصري .أردني. مغربي») يحفظ السالم وينهي سطوة القوى القبائلية ويحد من النجوعية التي اكتسحت الوزارات والسفارات ..وأن تقام محكمة دولية خاصة بالقضايا الليبية « منذ مجزرة بوسليم حتى اليوم « على غرار محكمة حادثة اغتيال « رفيق الحريري» ..واألفضل أن يسعفنا لبنان ب « نضال األحمدية « ً بديل عن «طارق متري» إذا كان والبد ل « لبناني « أن يضع توقيعه على مآسينا المخجلة!...
66
التجارة بليبيا غاية للجميع ..بال ا�ستثناء!.. القبلية التي يهتف بها الجميع عدو الدولة األول ..فالقبلية النقيض الحقيقي للعدالة االجتماعية والقانون ..وبراءة الليبيون جعلتهم يحولون عاصمتهم المدنية إلى قبائل وتجمعات والئية أحبطت فرص نجاحها ونجاتهم من مراهقات أمراء الحرب المؤدلجين ،والعودة إلى سيناريو القبلية جريمة ستضعنا في مأزق يستمر لعقود وسيدفع ليبيون كثر ثمن ذلك من حياتهم ..فاستبدال قبيلة مكان أخرى ..أو أمراء حرب مكان آخرين لن يكون ً حل ألزمة ليبيا ..فلكل قبيلة حلفاء وغرماء ،وحيازة أي قبيلة للسلطة وسطوتها على السلطويين ستجعل من أبنائها ملوك ليبيا وسادتها والمتصرفين بأعمالها وإداراتها دونًا عن اآلخرين ..وستغذو القيمة والمعيار هو االنتماء القبلي وليس الكفاءة والجودة ..ولن نكون ساذجين لنؤمن أن هنالك «مالئكة ليبيين» سيفضلون سواهم علي أبنائهم وجنودهم القبليين ..فال تعودوا للغفلة طائعين أو خائفين!.. تدخل قوات دولية هو الحل األمثل اليوم لكسر شوكة المليشيات 67
العصابية ونزع أسلحتها وتجريم أفعالها ومحاسبتها على ما تسببت به من أضرار للوطن وأهله بال استثناء ..واللجوء إلى الفيدرإلىة سيكون هو الحل الوحيد الستقرار الليبيين إلى جانب تكوين حكومات محلية مدنية تقوم بتسيير متطلبات المواطنين وتوفر احتياجاتهم بشرط االحتكام إلى سلطة قضائية مستقلة ومدعومة بالقوات الدولية لتتمكن من محاسبة المجرمين وتعويض المتضررين واسترجاع حقوق المظلومين والمشردين داخل ليبيا وخارجها!.. بال شك ..التوجه إلى المستقبل عبر بوابات القانون وسبله سيكون ً وطويل لكثرة المظالم وتنوعها ..وللكم الرهيب من الجرائم عسيرا ً اإلنسانية المرتكبة في كل المدن الليبيية من قبل المليشيات أو من قبل السلطات المحلية « مشبوهة الشرعية « ومن قبل المجلس االنتقالي والمؤتمر الوطني ..فالليبيون كلهم ظلمة وكلهم مظلومون في آن واحد!!..
لعل السبيل األمثل إلى التقدم نحو المستقبل هو إعالن وفاق وطني شامل يتحقق فيه الرضا ،وتوضع له وثيقة تفصيلية تتعرض لجميع األحداث وتبين المذنبين فيها ،وتدعم فيها العدالة االجتماعية وتضطهد فيه القبلية المعيقة لبناء ليبيا دولة المساواة والعدل والقانون!..
أما ..مجلس النواب فملقاة على عاتقه مسئوليات كبيرة ليست له اإلمكانيات أو القدرة على إنجازها ..ووجوده كمطبعة لوضع القرارات واستخراج اإلدانات والشجب وصرف األموال على أعضائه 68
ومنحهم الحصانات لتمرير مصالحهم وتكديس األموال سيكون بمثابة إعادة سيناريو المؤتمر الوطني ..فمجلس النواب بدون حكومة قادرة على آداء مهامها ال فائدة منه ..وعليه أن يتخذ أهم القرارات في جلساته األولى ويقوم بتشكيل هيئة قضائية دستورية عليا مستقلة مختصة بمراجعة قراراته ومحاسبة أعضائه ونزع الحصانات عنهم في حالة وجود شبهات قانونية حول استغاللهم للسلطة أو أي جرائم أيضا محكمة مختصة بمحاسبة أعضاء المجلس أخرى ،ويشكل ً االنتقالي وأعضاء المؤتمر الوطني وإبراء ذممهم أو تجريمهم بشرط نشر تقارير مفصلة مستندة إلى دالئل ووثائق عن كل أعمال المجلس االنتقالي والمؤتمر الوطني وتقوم بإنشاء قانون لعزل المدانين منهم سياس ًيا وادار ًيا ..وأن يعلن إلغاء اإلعالن الدستوري وإجراء تعديالت قانونية سريعة على دستور « « 1963واعتباره دستور للبالد إلى حين االستفتاء على دستور جديد ..وأن يسعى إلى تدعيم السلطة التشريعية بتأسيس مجلس شيوخ يهتم أعضائه بالمشكالت المحلية ويدعمون سلطة البرلمان ويصححوا اخطائه أن حدثت!.. األجدر أن نستفيذ من فوضى السنوات الثالث ..ولنؤمن أن إصالح واستقرار ليبيا مهمتنا ..وأن اكتشاف األخطاء وإعالنها بداية الطريقة نحو اإلصالح ..ولتكن الشفافية شعار البناء ..والصلح جوهر اإلصالح!..
69
�صافرة هزيلة!.. نشر 14أغسطس .2014
سمعت أن دجاجة عاشت « « 42يوم بعد قطع رأسها!!..؟؟!!. العرب ملوك « البارانويا» ..وكما كانت خطوات « اإلبراهيمي «
واهنة على ثرى سوريا المحترق ..ظلت خطى «طارق متري» أكتر
وهنًا وأقل عز ًما وفاعلية على ثرى ليبيا المتشظي ..فمذ غادر « أيان
مارتن « العاصمة الليبية ووطأها «متري» تحولت البعثة األممية إلى مسئول مخازن وثالجة لحفظ األزمات الليبية ..وأضحى «متري»
مزاجا مشاهدين من الطراز الرفيع « جدً ا وحواريوه « المتلبننون « ً
جدً ا جدً ا « ألضخم وأعنف كوميديا سوداء تعرض على ركح الشمال األفريقي! ..
المندوب األسباني « برناردينو ليون « عليه أن يثبت لمن فجعوا
باألمم المتحدة ،وخابت أمانيهم بثورة فبراير ،وصاروا يمارسون
األنين والخوف وبات أملهم الوحيد ومطمحهم العيش بآمان، 71
بعدما كانوا يطمعون بالديمقراطية والرفاهية وامتشاق الثراء والعيش المخملي ..فوجدوا أنفسهم مساجين وسط بيوتهم أو في طوابير الوقود والخبز ،ونزلت عملتهم إلى الحضيض بسبب نزوحهم ونفيهم إلى خارجها وسرق نفظهم ولحقتهم الشماتة!.. المسيو «طارق متري» ماركة فشل أممي مفجعة ..لن تمحوها السنون!..
لبنان أقام محكمة دولية ألجل اغتيال « رفيق الحريري» ..وليبيا أدمنت االغتياالت وفقدت « عبدالفتاح يونس ـ حسن الدروعي - عبدالسالم المسماري ـ مفتاح أبو زيد ـ سلوى بو قعيقيص ـ إلخ»، ولم يتجرأ «متري» على اتخاذ أي تدابير بشأن ما كان يطالع من إرهاب ودمار وتهجير ..وكأنه جاء عامل « بالط « واجبه العمل والصمت ويا « مركب الهند يا مركبا»!..
أظنه ..قد انتشى برؤية الفزع والدمار يتبختر في ليبيا ..فله سابقة وتاريخ « شبيه « بهذا!..
« برناردينو ليون « مخير بأن يكون «طارق متري »2أو يكون «أدريان بلت ..»2فليبيا اليوم دولة افتراضية «بالمعني العلمي» ومليارات مبعثرة ببنوك العالم يقتنصها قراصنة المال وصعاليك السلطة ..فما يوجد بليبيا « أحزاب ـ مؤسسات مجتمع مدني ـ حكومة ووزارات « مجرد أو هام وخياالت ومجموعات غير منظمة وليس لها غاية عدا امتالك السلطة أو المشاركة فيها للوصول إلى المال.. والمال فقط!.. 72
أزمة ليبيا والليبيون هي الوعي ..المعرفة الحقيقية ألصول العمل السياسي والدبلوماسية ..وبراءة الليبيين وطيبتهم هما السكين الذي يذبح ليبيا ويرهق كرامتها ودماء أهلها ..وهما اليد التي تدمر بنيتها التحتية وموارها وتدفعها إلى هوة الديون والخراب ..فليس هنالك ليبيون قادرين على بناء ليبيا ..وتقديم « ليبيي أمريكا « وإمامتهم للتغيير دليل فراغ ليبيا من النخب القادرة على ريادة التغيير ..ومهازل المجلس االنتقالي والمؤتمر الوطني لم تجد من يفضحها ويتصدى لها في حينها ..بل الزالت تقتات أنفس الليبيين وتذبح أبنائهم على حجارة الشوارع ألجل الوهم!.. المؤامرة حقيقة ..بعضها خارجي وبعضها داخلي!..
والزالت هنالك حفر ومآزق بانتظار الليبيين ..والبداية الواهنة وغياب المشروع والشفافية التي الحت بمجلس النواب ال تبشر بخير ..وكما تالعب « مصطفى عبدالجليل « ورفاقه بتكوين المؤتمر الوطني ،ولم يقبلوا بتكوينه على أساس نسبي بين األقاليم الليبية الثالثة ..والمراهنة على مجلس النواب دون وجود حكومة وطنية «صفة ً وفعل» ووجود جيش وطني وشرطة وقضاء عادل ونزيه ستظل «المراهنة» مجرد عبث!..
اليوم ..مجلس النواب يجب أن يرجع إلى أصول التكوين لكل ما تحتويه ليبيا ..ويتخذ القرارات القانونية المناسبة ..ويؤصل لهيئات ومؤسسات مركزية تعتمد القانون والشفافية وتمتهن العدالة االجتماعية ومعايير الجودة والكفاءة ..ويعمل على حل 73
جميع األحزاب السياسية التي رأيناها اليوم على حقيقتها كدروع ومجموعات مسلحة يتحدث رؤساؤها لغة الحرب ال لغة السياسة.. ويعمل على حل هيئة تطبيق معايير النزاهة ليكون هيئة بديلة مستقلة ذات صبغة قضائية ونظم ثابتة ومعلنة ..وقبل كل شيء يجب أن يشرع الحساب والجزاء ..ويقاضى من دخلوا حلبة السلطة ونفشوا ريشهم ولعنوا الليبيون وشتموهم وأهانوا ليبيا بمراهقاتهم وأجازوا التهجير والقتل في ليبيا! .. أعتقدُ أن ..اختيار رئيس الدولة من قبل الشعب شرك جديد، ومأزق كبير في غياب الشفافية واإلعالم المحايد وسطوة المال والقبلية ..وكثرة الشبهات وعدم تحديد مفهوم الوطنية بعيدً ا عن االنتماء للقذافي أو فبراير!!..
74
م�صر �أمريكا العرب ..ن�سب ًيا!.. نشر 26أغسطس .2014
ضعف االقتصاد المصري كان «والزال وسيظل» سبب تدني قيمة
المواطن المصري بنظر سواه من العرب أو األوروبيين «هذا واقع»! .. الهزة السياسية التي تعرضت لها مصر بعد سقوط «مبارك»
لم تهدأ بعد ..فاستقواء جماعة اإلخوان «المصريين» بتالمذتهم
وسالحا» اإلخوان «الليبيين» وتلقيهم لدعم صريح ومباشر «ماال ً من إخوان «السلطة» بليبيا ،تبعات مخيفة للهزة قد تجعل من
السلطات المصرية هدف مباشر ألعمال عنف ال تقف عند ما
العدوان «السلطة واإلخوان» منذ أيام «عبدالناصر تعارف عليه َّ والبنا» ..بل تتجاوز لتحوز ما أمكن وتوافر من إمكانات «جديدة»
لإلخوان!..
مصر هدف لإلخوان « المصريين والليبيين» ..والتخريب وسيلة
ل « شحن « الرأي العام ،وتنغيص للسلطات المصرية ولـ«السيسي» 75
رئيسا ،ومرحلة تسخين بطيء لالستقطاب مجاهدين من أو باعتباره ً ساط الشباب ،وانتظار ممل ل « فشل « مشروع قناة السويس الجديدة كما يتمنون ويدسون في آذان العوام « زاد سعر الوقود والخبز ببطاقة التموين وبحفر قناة « خنق وطبطبة!!.. الحذر ال يمنع القدر ...ولكن!!!..؟
احتمالية إلقاء ..اإلخوان « مصريين وليبيين « آخر أحجارهم « عملية انتحارية « على مصر ..ورفع سعير معركتهم إلى أقصى حدودها ،ومباغتة مصر ب « 11سبتمبر» خاطف «تحت الحزام» وبمواصفات عربية ..ليست بعيدة بل متوقعة ومدروسة ،وال مجال لتفاديها أو منع وقوعها بأي طريقة!!..
مشاهدة تدمير طرابلس وذبح المدنيين فيها ،ال يجب أن يكون تسلية لدى مصر « السلطة والشارع « كما هو عند أمريكا وأو روبا.. ألما من عداء مصر وعداء اإلخوان « المدبلج « ألمريكا أبعد وأقل ً « السلطة « األصيل والمتجدد والملتهب ..وإن كانت باأليدي «اإلخوانية» بنادق وذبابات أو طائرات تذبح الليبيين فإنها أشد لهفة وشوق لذبح المصريين الذين اقتلعوا « مرسي « من سلطته وأو دعوه « ورفاقه « السجن ،وألصقوا بجماعة اإلخوان صفة اإلرهاب!!! .. الصراع « الليبي /الليبي « تغذيه أطراف خارجية بعيدة ،ولها رغبة في إطالة مدته ألسباب سياسية واقتصادية ،ولها « األطراف « يقين تام أن انتصار أحد طرفي الصراع « الليبيان ـ مثنى « مستحيل ،وأن الليبيين 76
« الشعب « أصحاب ثقافة بدوية سيعتمدون سياسة « القطيعة « لحل مآزقهم وسيعمقون شتات الوطن بخالفاتهم وتحالفاتهم العشائرية، بدل اللجوء إلى حلول حضارية مدنية تضمن وحدة الوطن لما تحتاجه هذه الحلول « الحضارية المدنية « من ضرورات تتعارض « كل ًيا « مع مفاهيم وطقوس وتقاليد العشائر!!..!!...
77
التدخل الأجنبي في ليبيا مرفو�ض... «�صباح الخير يا..؟!»!.. الليبيون قبائل « سمعنا وأطعنا» ..داخل القبيلة الظلم شريعة وسلطان « أحيانًا» ..فالميزان االجتماعي ال يعرف العدل « إذا غابت تقوى الله».. وللمال والثروة « كالعادة « سلطة تقلب األسود أبيض وتجعل السفيه فارسا ..وللتقديس االجتماعي سياط تلسع الجميع وتضطهدهم.. ً وتطالهم في امتحانات المدارس وطابور البنزين والعالج وأمام القضاء وحتى بالمساجد ..فالفقه كالقضاء واإلدارة والمقاوالت وربما اغتصاب األراضي وسرقة المال العام « جميعها « وراثة!! ..
اعترف « معمر « بشراكة رفاقه ..ومنحهم سلطات جلبت لهم المال ورفعهم على رقاب الناس ومن بعدهم أبنائهم « أبناء الرفاق».. فكانوا خر ًقا استثنائ ًيا لسلطة القبيلة ..وظلوا وسيلة سيطرة ويدً ا ضاربة في قبائلهم لصالحه خال ًفا لمصالح قبائلهم ..واستمروا طوال الوقت حملة تأييد ووالء وبوابات توصل إلى « القائد « في عظائم األمور، ووساطات تغفر للقاتل وتتبرأ من الخائن أو تعدمه!!.. 79
احتكار ثورة فبراير».؟؟!! « من قبل قبيلة أو مدينة هو سقوط جديد في حبائل التمييز والتفرقة ..وسلب قبيلة أو مدينة للسلطة وحيازتها لمميزات الحكم كما شهدنا خالل سنواتنا الثالث،وما نشهده اليوم في شخوص الوزراء « بالوزارات السيادية « وذوي السلطة والسفراء والمدراء وضيوف الفضائيات وممثلي األحزاب والكتائب ال يدعو للثقة في « كل « المتشدقين بالوطنية وثيابهم ملطخة بدماء األبرياء ودوي بنادقهم يسقط األجنة من أرحام أمهاتهم ،ويسيل مآقي الشيوخ « رجال األمس « آناء عجزهم!!.. القبيلة التي ستنتصر « في طرابلس « وتحكم ستجعل من باقي الليبيين عبيدً ا أو مواطني درجة ثانية على األكتر ..لذا أن يكون الليبيون جمي ًعا سواء « عزل من السالح واالدعاء « أمام قوات أجنبية أفضل من أن تستمر سمفونية « ثوار على رؤوسنا « حتى ربيع آخر!!!...
أدعياء الثورة ..لم تفرقوا بين بيوت « الثوار « وسواهم في بني وليد أو طرابلس أو بنغازي ..ولم يحترم أزيز رصاصكم صدق ثورتنا حينما اخترق آذان األطفال وأصابهم ب « التبول الالإرادي « في بنغازي!!..
أعتقدُ أن ..المجازفة باقتراف الصمت أو « أكل مقلب « التدخل العسكري في ليبيا من قبل السلطات المصرية ستكون له عواقب وخيمة على المدى الطويل ..فالصمت الدبلوماسي « ربما « يكلف مصر هيبتها ،ويعرضها لصفعة « سبتمبرية « طائشة « بطائرة أو صاروخ « من قبل مليشيات ليبيا ،والتدخل العسكري بليبيا سيعرض مصر إلى حرب استنزاف « تشاد « 2طويلة األمد تكسبها عداء شعب ليبيا 80
مر « يجب إلى األبد « ال أحد يحب مستعمريه» ..األمران أحالهما ٌّ البحث عن ثالث»!..
النتيجة النهائية « بالتمحيص والتقديق» ..نقل « اإلرهاب « اإلسالموي من بقاع أو روبا إلى مدائن العرب تم بنجاح ..وغزو مصر « أمريكا العرب « سيكون عالمة تفوق في سجالت المخابرات األمريكية واإلنكليزية « سيصفقون له» ..وضمانًا لموسم نزاعات طيران بحجر ـ « طائفي مذهبي « طويل يهز اإلسالم ويناله منه « َ اإلسالم والعرب»!!!....
81
�سوليتير عروبي « بال منازع « 29أغسطس 2014
لست بحاجة « إبراهيم الكوني « المحشو بالصمت والمتوشح بصحرائه وسط جليد أو روبا ،كما أنا بحاجة بعث « نزار قباني « ليصرخ في وجوهنا « جمي ًعا « بجرأة صرصار أو رستقراطي مصاب بوباء االنتماء ومستبد بعروبيته ولئيم بضعفه وقوته وأصالته ..وملتهب ببراءته حتى النخاع!.. ال تنكروا ..فزماننا يحن إلى صهيل « قباني « التقاسيم ..ويتشوق إلى تصابيه وعنف كبريائه وشراسة انكفائه وسعير صدقه وزيدونيته الطازجة!..
حصرا» ..في غزة ..في لبنان ..في اليوم نفتقده « نزار قباني ً سوريا ،،في عراق األسى ،،وفي ليبيا المآسي!!..
كلنا بحاجته ...بحاجة لوالدة مستعجلة أللف « قباني « قزحي « نسبة لقوس قزح « المزاج لنصفع كل «صباح +مساء « بشعر أو بنثر يجدد فينا تباكي « أبو عبدالله الصغير « ويدس غرناطة في قهوتنا وفي إبر السكر وحبوب الضغط وحبوب منع الحمل وفي لعنات 83
الزوجات ..وفي كذب الساسة وجشع التجار وبقايا الدفء بأثواب
أمهاتنا ..صفعات تهز عروبتنا وتهيل علينا رماد الوطن المبشور إلى
وأخيرا أو طان و « بيبي « أو طان و«ميني « أو طان و«ميكرو « أو طان ً « نانو « أو طان!! ..
يقولون ..طموح العربي أن يمتلك موطأ قدميه ليعلنه وطن
ويسيجه ويكتب فيه قصيدة ثم يصيح « تعرفون»!..
جبنت ..ولم أقترف البكاء ..وأنا أرقب وطني يحترق واألجراس
والساعات أسرجت الضجيج واستنفرت لتقتنص زمن النهاية وتكسر
صمت الضمير بصرخة ..بدقة ..بأي زفير أخير يحيلك ضمنًا لمعنى
الـ« نهاية»!..
البكاء ..والنحيب ..والعواء ..تخصص « حسب المكان والزمان»..
ف « الزمن واآلفات « لها نكهات جديدة لكل ورقة وكأس!..
تخصصي ليبيا ..حورية وأمازونة األمس ..أو «شاورما» اليوم ..أو
«بلقيس» االفتراضية التي سأغنيها قتلوك يا بلقيس ..أو الوطن الذي
ظل خاو ًيا مذ كان ..الوطن الذي أهدى األبرار وأولي العلى واحتفظ بالمتهدلين باألطماع والمسترزقين ..ليبيا « األبد « عذوبة شعر «
كاليماتشوس السيريني « القوريني ،وليبيا عنفوان « سبارتاكوس « زعيم الرفض والثورة لطغيان روما ،وليبيا تغيير «سبتيموس سفيروس» مقرر
العدالة والديمقراطية اإلمبراطور ،وليبيا نضال «مرقس» صاحب اإلنجيل « وسمعان القيرواني « حامل صليب المسيح ورفيق درب الجلجلة!... 84
ليبيا المشرذين اليوم ..التي لم تستطع إيواء أبنائها بسالمها وعفوها ،وشرذتهم في شتى المدائن والقرى يتضورون فيها اغترا ًبا وأسا ..ويرقبون ديارهم من أعالي الحزن واألهات ..ويشتمون حرائق ً الوطن بداخلهم تستعر وتقتات شغافهم ..حيارى تنهش الفضائيات عقولهم وتخز ضمائرهم وتقهر فيهم األمال دون وجل وتنحرهم على أحجار اللوعة!..
أرقب وطن ..رجال كلهم زعماء ..يكسوهم البطش وتستقر فيهم أعتق جينات الـ« شيشنق» ية ..ويدفعهم الجوع المنوع ..للسلطة.. للمال ..للتعالي ..أو لألمن ..وشوق معانقة الوسادة دون اختراق أزيز الرصاص لستر السكون ..يدفعهم « كل هذا « لخوض غمار تجربة اختيار رئيس ..تصوروا للمرة األولى بتاريخ هذا الوطن المضرج بالدماء والقهر والعناء سيتم اختيار الحاكم ..فكيف سيكون!!..؟؟؟ سيختارون ..من ..كيف ..على أي أساس ..وبأي وعي!!...؟؟
تراه ..الوعي بالحاجة للحرية ..أم لالمان ..أم للبناء ..أم للعدل.. أم للسالم ..أم لألمس ..أم للخالفة ..أم للمدنية ...أم ...أم.. أأأأمممم!!.. حتى إشعار آخر ..سنستبدل لفظ « الحيرة « ب « ليبيا»...
وسأسبق الجميع برأيي ..وأدعو الليبيين النتخاب « العارف رئيسا لليبيا!!... النايض « ً 85
ً ر�صا�ص البنادق لي�س �أ�شد ً ودمارا و�شرا�سة فتكا ً من الكلمة « الملوثة»!! ... نشر 7سبتمبر .2014
المال السياسي « المجرثم « واإلعالم الالمسئول أقسى األسلحة المستخدمة في ليبيا ..واتهام « محمود شمام « بارتكاب جرائم حرب ودعم اإلرهاب وإحالته للقضاء مسألة حتمية مناطة بالمتضررين في مجاالت التلفزة والصحافة واإلعالم اإللكتروني!.. بال ريب ..توريط ليبيا في تجربة اإلعالم الحر على عجل جريمة.. وفتح الباب على مصراعيه سلب الكلمة طهارتها وقدسيتها ..ونزع عن الثقافة ومهن اإلعالم أصولها وأخالقياتها ..وأضحت الصحف والفضائيات مشاريع تجارية وأسلحة ذكية تستخدم بأسلوب عبثي لتدمير « الوطن والمواطن « في غياب السلطة الضابطة وغياب الرقابة والوعي والقانون المرجعي!.. ظهور « شمام « كبطل وطني « كلمنجي « وتكليفه بملف اإلعالم 87
وسط قافلة « المنتمية « من اإلعالميين « المدبلجين « وإطالق فضائيات وصحف ،هرج « فاسد « منزوع األخالق ومعدوم « التوجه « ومتدني الجودة والكفاءة جعل من ليبيا دولة منكوبة « إنسان ًيا وفكر ًيا وثقاف ًيا» ..وحولها إلى قصاب « ذبح إسالميي +وثني « للمنتمين للفكر « صحفيين ـ إعالميين»!..
فالعهر « العهر هو الخروج عن آداب المهنة « اإلعالميي الذي أراده « شمام « ومورس عالنية على شاشات الفضائيات الليبية دفن حقيقة اإلعالم وغايته ومبدعيه تحت أطماع البراغماتيين الم»شوهين « صناع التشويه» ،وشراسة وفضاضة وفظاعة « محتكري» الشاشات « بالجملة « نزلت بمستوى الوعي وأدب الحوار وأصول الطرح إلى أسفل السافلين ..وساق لليبيين أقذر مثال للديمقراطية وحرية التعبير! .. إعالم ًيا ...جرائم « شمام « ال تعد ال تحصى أكبرها ..وجود وتمترس « إدريس المسماري «بهيئة دعم وتشجيع « تشنيج « الصحافة ومساكنته « الرهيبة « للفساد وأنماط السلطة المتعاكسة مما جعل من الصحافة عاهة مستديمة وعطفها على ذوي االحتياجات الخاصة.. فرفض الصحافة « الحكومية « حمل هموم الوطن ومعايشة نكباته وطرحها بمصداقية ووطنية جلية خيانة صريحة ..للوطن والكلمة!!.. إعالم « شمام « زرع بنا الحيرة وجعلنا فرائس « ماد ًيا ومعنو ًيا».. وجعلنا فقهاء « مفتنين « وأصحاب مزاج في كل شيء ..فالوطن قزحي « متعدد األطياف « وللحقيقة فيه نكهات ..ولممتهني إعالمه شراهة 88
في امتصاص دماء وأعصاب وهناء العامة من الطيبيين ..وبراعة في التلفيق والفتنة واالدعاء والتأو يل والتشويه ولهم آيات من العنطزة والديكتاتورية « تحتاج فرصتها»!! ..
إعالم « شمام « جعل ليبيا ..دويالت قبائلية إعالم ًيا ..ولكل قبيلة مزاج في الوطنية ولها نجوم و«كالب ضالة» ..وسياسة وخطاب جهوي ضيق ينظر لليبيا من ثقب بابه ومصالحه ..ويراهن على صوابه وخطأ اآلخرين ..ويستنفذ العقول بالشتائم والفضائح وإبراز المثالب!..
إعالم « شمام « انتهك فينا اإلنسانية ..أفظع الصور وأشنعها منظرا اعتياد ًيا ومادة إعالمية عرضت على الفضائيات الليبية وأضحت ً دعائية « بخلفية موسيقية « دون مراعاة « لكرامة ميت أو ألهله».. وأضحت المعارك التصويرية المفبركة واللحظات المقتنصة مواد وثائقية وتاريخ ال يقبل النقاش ..وغذت إكسسوارات ومالبس اإلعالميين والمغنين رموز ميليشاوية أو أسلحة وإيحاءات قتالية.. واغتيلت فينا البراءة عن سبق إصرار وترصد!..
إعالم « شمام « جريمة إنسانية بحق العالم أجمع ..فمحتواه من البذاءة والفظاعة والتدليس وأسلوبه الفضائحي والتهكمي طال البشر والحجر ..وما هدمه هذا اإلعالم « منزوع اإلنسانية « يصعب إعادة ترميمه أو إصالحه ..فما تغير هو النفوس والوعي وقيمة اإلنسان!!.. لنتفق ..اإلعالم سالح ..وإغالق القنوات الليبية الممكن إغالقها 89
من قبل السلطة « البرلمان « دليل ..واستمرار بث قنوات « ميليشياو ية /قبائلية «خارج السلطة محملة بعتاد الفتنة واالنتهاك جريمة.. مسئول عنها من ابتدعها وأطلقها ..ومن غير « محمود شمام « ابتدعه ورخص له!!...
90
ال ال ال ..لهولوكو�ست ليبيا!!.. نشر 15سبتمبر .2014
«إن ما يفعلونه بالسجناء شيء همجي .وفظيع»
لنجهش بالبكاء جمي ًعا ..ألجل أؤلئك الليبيين المودعين في ظلمات السجون السرية..أؤلئك القابعون في وحدة األلم ،وفي برودة العتمة وبين أيدي جالديهم ال مغيث لهم من بني جلدتهم وال من األمم األخرى!.. لنكن معهم بأحاسيسنا لشهر واحد ..ولنعلمهم أننا معهم نذكرهم دائما بالدعاء لهم!.... وندعو لتحريرهم و نرفع أكفنا ً
يا من تجلسون مع عائالتكم وتأكلون معهم ..يا من تركضون في األسواق وترتادون المقاهي ..وتمارسون أعمالكم وتضحكون ملء أفواهكم ..ضعوا أنفسكم بأماكنهم ..وال تفرحوا ألنكم خارج جدران السجون وبعيدين عن سياط الجالدين ..وأظفاركم الزالت بمكانها وشفاهكم وأعينكم ليست متورمة ..وال تفرحوا ألنكم 91
لم تتعرفوا على فظاعة تيار الكهرباء في أجسادكم ..وال تتبجحوا وتتكبروا ألنكم ترتدون الثياب الثمينة وليس بوسع أحد نزعها من
على أجسادكم وترككم عرايا ليجعلكم مطية للقرود أو ألسوأ منه
مجازا» ..ال تفرحوا وترقصوا وبعض أبناء شعبكم ينالهم من البشر « ً اإلذالل وتسرح السياط والعصي وخراطيم المياه على أجسادهم..
ويسكب الملح على جراحهم ويشربون « بولهم « ويعلقون بالحبال
لساعات طويلة ..أو يلقون عرايا تحت الشمس المحرقة ..ويجبرون
على النهيق أو النباح ..ويمنعون من النوم أو من الجلوس!!...
ما يفعل بالسجون يقتل اإلنسانية ويجعل المعذب « من يقع عليه
العذاب « حطا ًما نفس ًيا وفكر ًيا ..المعذب « ضحية التعذيب « هشيم
إنسان ..كومة ألم وفتافيت انكسار « زجاجي « لكل معاني اإلنسانية
وصفاتها ..إنه هوية مأساة وجسدها!.. ال يوجد مالئكة ليبيون!...
تذكروا ...ال أحد يدري كم ليبي يعذب على أيدي ليبيين ..وكم
جسد برئ تنهشه السياط في الظالم ..وكم فاه مملوء بالصراخ لم يلق مجي ًبا ..وكم فتاة تغتصب وتنتهك حرمتها خلسة عن البشر وأمام َ
الله ..وكم وكم وكم وكم..ال أحد يعلم إال الله!!!...؟؟؟؟؟
التعذيب ليس وسيلة طرف واحد ..وليس منهج ميليشيا بعينها أو طقسا لقبيلة ..أو شذو ًذا النسان مجموعة مسلحة محددة ..وليس ً واحد ..إنه انهيار حضاري تشهده أنفس الليبيين إال ما نذر!.. 92
المآسي والجلجليات التي تضمنتها ..تقارير « نافي بيالي « وشهادات فرق الهالل األحمر والصليب األحمر ..وتقارير « جورج شاربنتيه» ..وما وثقته منظمتا الهيومن رايتس ووتش والعفو الدولية.. وما تعرضه وسائل اإلعالم الليبية من مجازر ومشاهد فظيعة لجثث ُم ِّثل بها ..وأشالء ألطفال ونساء ومقهورين من ذوي البشرة السوداء.. كلها شواهد ودالئل على وجود ضحايا ليبيين ومجرمين ليبيين!!..
ُروعوا أهلهم وتقتحموا اعذرونا ..لن نصدق أن من تعتقلونهم وت ِّ بيوتهم وتخربونها يجدون عندكم ووسط سجونكم االحترام والرأفة.. فصراخكم في الشوارع وأزيز رصاصكم األهوج أسقط عن كثير منكم صفات اإلنسان التي كرمه الله بها!!..
لن توهموا أحد ..أنكم تجلسون ضحاياكم على الكراسي وتقدمون لهم العصائر والرعاية الطبية ..وتحدثونهم بالتي هي أحسن « حسب الشرع ـ ادفع بالتي هي أحسن» ..و ُت ْع ِلمون أهاليهم بمكان تواجدهم، وتوفرون لهم شروط التحقيق النزيه والمحاكمة العادلة!!!...
الليبيون جمي ًعا ..مطالبون بالصراخ عال ًيا ومناهضة التعذيب ومساندة ضحاياه ..فيجب إنهاء مأساة المعذبين والمودعين في السجون السرية ..وتقديم الجميع لمحاكمة عادلة وعلنية ليستقيم الوطن وتهنأ الجموع!!.. لننادي بالرحمة لكل ضحايا التعذيب والمساجين والمقهورين.. وليشهر القضاء الليبي العدالة ويحارب الظلم ..ويكافح القضاة لنصرة الحق وإدانة كل المجموعات التي تعذب الليبيين وتهين 93
كرامتهم وتهين اإلسالم بتصرفاتها المنافية للشرع ولمبادئ اإلنسانية.. وإن عجر القضاء الوطني عن رفع الظلم عن المعذبين والمساجين والموقوفين عس ًفا وتجن ًيا ،فليفسح الطريق للقضاء الدولي ويحيل كل الجرائم واالنتهاكات لحقوق اإلنسان إلى المحكمة الدولية لينال الظلمة والمجرمين جزائهم!!..
مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان ،ومجلس األمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية مطالبون بالتحرك السريع والمباشر لحماية حقوق اإلنسان في ليبيا بالفعل وليس باإلدانات ..فالدولة الليبية دولة افتراضية « سراب مؤسساتي» ،وجميع المحاكمات التي تتم تحت تهديد السالح وعدم توفر الدفاع والضمانات الكافية لنزاهة التحقيقات أو إتمام التحقيقات باستخدام اإلرهاب وانتزاع االعترافات بوسائل القهر المختلفة تعتبر محاكمات غير عادلة.. وعجز القضاء الليبي عن إدانة مجرمي الحرب والمجموعات المسلحة التي اقتحمت المقرات الحكومية أو قامت باستخدام األسلحة ضد المدنين ومارست اإلرهاب بشكل علني واقتحمت البيوت وساهمت في تهجير مئات اآلالف وتدمير ممتلكاتهم يجعلنا ندعو هذا القضاء إلى إحالة مسألة الصراعات الليبية المتكررة إلى القضاء الدولي!!.. أوجه الدعوة ..إلى كل القضاة الليبيين ورجال القانون ومؤسسات المجتمع المدني والناشطين الحقوقيين وإلى كل الليبيين األبرياء والليبيات المقهورات باتخاذ اإلجراءات العملية إليقاف عمليات 94
التعذيب واالختطاف واالحتجاز التعسفي والبدء في تجميع توقيعات وقوائم تحال إلى سكرتير عام األمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق اإلنسان وإلى المحكمة الجنائية الدولية إليقاف «الهولوكوست» الليبي وما يعانيه المعذبين والمساجين والمختطفين في ليبيا!!.. ولنقلها بكل حزم وصراحة ..كلنا مع الوطن وضد الجريمة.. والتعذيب جريمة إنسانية ال يمكن تجأو زها!!..
95
الحرب الليبية ـ الليبية لي�ست نهاية الطريق بل �أو لها!!... نشر 5نوفمبر .2014
إن كانت الحرب أمر محتم وضروري وأبغض حالل ممكن
لتحقيق استقرار الوطن وإرساء العدل وتوطين الديمقراطية.. فأو زار هذه الحرب ستوضع قري ًبا ،ورجاالتها سيقفون حماة
لوطن تبنيه السواعد وتديره الكفاءات ..ويهنأ أهله بالسالم واألمان ويتعاطون الحرية وهم يملكون هوية الوطن ويتنسمون
عبيره ويعرفون وجهتهم ..هذا عهد اليوم لما بعد الحرب.. ولكن!..
ستعود اإلدارة السياسية بمفردها لتقطف ثمار الحرب ولتحقق
العهد ..ويبدأ موسم البناء متزامنًا مع موسم الحساب والعقاب أو
موسم العفو والمصالحة ..وهنا تكمن األفاعي جوار األتقياء ويجلس المنتمون جوار الالمنتمين وتتشابك الرؤي بالمصالح ..ويتسامى 97
الجميع في الوطن دون أن يلقوا حقائقهم وأطماعهم ألنها منطقية ومبررة للتجار ..لذا أتساءل!...
المنَ ِّظ ُرون اليوم ..زمن الحرب هو أو ان السياسة ..فأين اختفى ُ وفرسان الفضائيات وقراصنتها ..أين اختفى ..نزار كعوان ..سليمان دوغة ..عزالدين عقيل ..توفيق الشهيبي ..مختار الجدال ..هاجر القايد ..وكثر سواهم!.. كيف تبخر ..مصطفى عبدالجليل ..محمد المقريف ..جمعة عتيقة ..محمود جبريل ..عمر حميدان ..علي العيساو ي ..عبدالحفيظ غوقة ..محمود شمام ..عبدالرحيم الكيب ..علي الصالبي ..وكل من كان يمثل ليبيا خالل سنواتها الثالث!!..
أين سنجد حقائق اغتياالت ..اللواء عبدالفتاح يونس ..عبدالسالم المسماري ..مفتاح أبوزيد ..سلوى بوقعيقيص ..حسن الدروعي.. ومئات من ضحايا السجون السرية وضحايا االنتهاكات واالعتقاالت التعسفية!.. قد ال يعرف كثر من الليبيون ..أن بناهم السياسية قائمة تنتظر في الظالم لتنقض على السلطة « المدنية « بلمح البصر ..وهنالك حيث يجلس تحالف القوى الوطنية وجبهة اإلنقاذ متربصين يجلس بجوارهم حزب التغيير وستة عشر « « 16حز ًبا آخر يحملون صفة سياسي ..ولها زعماء مكللون برغبات السلطة ومجهزون بأشياء كثيرة منها أموال ليبيا ومزايا السلطة وصفات « سرابية « جعلتهم سفراء ومليونيرات وفتحت األبواب ويسرت المصالح ..وتجمعه « 98
هم «ا مطامع شبيهة بتلك التي أو صلت اإلخوان في المؤتمر الوطني بشراكة التحالف ..وتلك التي أبعدت اإلخوان عن البرلمان ..فال عداء ما دامت الوطنية سلعة ومشروع بناء الدولة سراب نثر مرات ومرات وسط القاعات!..
ما بعد الحرب موسم أشد قساوة منها ..وإظهار حقائق تفاصيل األحداث وخبايا الصفقات السياسية مدفوعة الثمن ..وكشف مستور المجلس الوطني االنتقالي وكل ما تقرر عنه وتأسيس األحزاب ..وتكوين المؤتمر الوطني والحكومات المنبتقة عنه.. وأشياء كثيرة ينبغي جالءها من زمرة السلطويين المعاصرين لها أو منفذيها! ..
العودة إلى الوراء والحساب ال يجب أن يكونا بدافع العقاب أو اإلقصاء ،بل لتصحيح األخطاء وتدارك الزلل وتعميق الثقة وإرساء الشفافية ..واألهم منع إيداع مشوهين وملوثين في ذاكرة تاريخ الوطن وتمريرهم إلى المستقبل مضرجين بالشبهات كسابقيهم فنورث ألبنائنا هوية مشوهة مطموسة المالمح مفتوحة على احتماالت الخيانة والتدلييس! ..
مستقبل الوطن رهين بوضع موازين العدل واإلنصاف ..وهوية الوطن معلقة بصدق وجوده ..والشفافية دعامة المستقبل وضمانه، وهي على الجميع فرض عين وقضاؤها واجب من أهملها أو غفلها!!.. يجب أن يطأطِ َئ للوطن كل من مثلوا السلطة فيه ويبوحوا لكل 99
الليبيين بتفاصيل لعبة السياسة التي أوصلتنا إلى الحرب والدماء.. ً مستقبل العودة لها ونستبعد كل من يمهد لحدوثها!!.. لنتقي
كان تقرير اغتيال السفير -كريستوفر ستيفنز « »11000صفحة.. فكم سيقدم لنا سلطويو السنوات الثالث صفحة في تقريرهم عن محاولة اغتيال الوطن!!!...؟؟؟
100
هويات �سقيفة « طورابورا»!!... نشر 17نوفمبر .2014
األزمة ليست بسيطة كما تتصورونها ..إنها «كوكتيل ثورات فكرا وحيا ًة متسلسلة» على مستوى الوجود الـ«عربي /إسالمي» ً وبكامل شموليت«ها» هـ« اجتماعي -سياسي ـ اقتصادي ـ ديني ـ ثقافوي».ويحتمل أن تكون هذه مرحلة تموضع مصيرنا الـ«عربي / إسالمي»! ..
األزمة بدأت في سقيفة بني ساعدة ..هناك تشيأ الخالف وتصدع الوفاق واستخرجت الهويات ..فلم يحسم األمر وتنتهي أزمة خالفة «حكم» العرب /المسلمين بعد «محمد -عليه سالم الله وصالته» في السقيفة يومها ..بل الزالت لتفاصيل الحادثة وحروف وكلمات وإحياء « وما ذاك الجمع بتلك السقيفة ترديد وبرمجة وتفسير وتأو يل ْ شابه « في كل يوم وبكل مكان انتصبت فيه مأذنة ..وتعددت السقائف كتعدد األهواء ..وتعدد المنقطعين عنه «هن» ا كراهة لنتائجها أو ً وتفصيل!!.. اعتراض على « مونولوج « اتها جملة 101
حوار السقيفة كان بداية تشيأ منهج « دستور « حكم «عربي /
إسالمي» ..ذو نكهة ديمقراطية خاصة « مع التحفظ» ،أخذتنا تأو
يالت حادثتها عبر أزمان وأوطان إلى حيث نقف اليوم..وظل سؤالها
« باألمس « سؤالنا « اليوم « ومحور قضيتها هو محور قضيتنا « لم يتغير شيء ..فقط إكسسوارات للمزامنة»!! ..
سيان أمر السقيفة وأمرنا اليوم ...من يحكم « أبو بكر أم سعد ـ
عليهم رضي الله» ..ومن ولي األمر « انتما ًء /صفة» ..وكيف يطاع
ومتى ..وكيف يأتي ..وكيف يغادر ..وبيد من يسقط!!..؟.
ورثنا الفرقة وحشوناها « أهواء وأغالط وتآمر وخيانات وأطماع
وفهم سيئ» ...هذا ما حدث ويحدث!!..
سقيفة بني ساعدة ُح ِشرت وتمركزت بساحة الفكر ال» عربي
/إسالمي « وتجايلت فيه ..وسقائف جيلها السادس عشر التي نعايشها اليوم مقامة على أساسات ذات سقيفة بني ساعدة « العتيقة»،
وروادها مبرمجون على ذات النسق ألو ائلهم « نفس ويندوز التفكير مع اإلضافات» ..والشقاق الذي َخ َبأ حينها بسبب التراحم واإليثار واجتناب نشوء الفرقة « حينها «وقلة المكاسب وقلة الطمع الدنيوي
وكثرة الطمع األخروي تجلي اليوم وتجسد مطال ًبا بالحكم باسم الله
إلحياء الشريعة « حسب الهوى والفهم»!!..
وقف على تذكر درب السقيفة ..وتكرار العودة إليها كل براعتنا ٌ
عميانًا!!..
102
أيضا ..حوار السقيفة كان منطلق تقسيم ونشوء وإصدار هويات ً متباينة ..مسلمون وراء أبي بكر الصديق « قرشيون « ومسلمون وراء سعد بن عبادة « أنصار» ..وكان ازدواج الهويات متعادل بين هوية إسالم قرشي وهوية إسالم أنصاري ..وتجاور رؤية ومزايا وزعامات ومثالب قرشية مع رؤية مزايا وزعامات ومثالب أنصارية كان واق ًعا منع االندماج واستبعد االنصهار ..ورغم البيعة ألبي بكر « عليه الرضى « ظلت الهويات تركض في الفكر وفي األنفس وتتناسل وتتوالد في كل المواسم متدثرة بمنطق يناسبها ويوجدها وسط الشعاب الوعرة للفكر! ..
سقيفة زمن « طورابورا « وشعابه الفكرية أنتجت هويات « طورابورية « متسقة ومنطبقة عليه ومعه!!..
طفت هويات سقيفة طورابورا « طالبان ـ القاعدة ـ أنصار الشريعة ـ التكفيروالهجرة ـ التبلغ ـ بوكوحرام -داعش « على سطح الوجود ال» إسالمي /عربي « مختزلة له « الوجود « ومتحدثة باسم الله والشريعة واحتكر حملتها اإلسالم وسط مسلمين وحازوه عنهم.. وبعدما تجهزت فكر ًيا بخارطة السقيفة وقضيتها األولى وتموضعت في نفوس ألفت صعاب « طورابورا « أطلقت العنان لدعاة حروب ردة « نوعية « ضد الهويات المضادة أو المختلفة أو بدواعي العودة إلسالم زمن السقيفة األولى « سقيفة بني ساعدة « وإحيائه ليس بذات الرؤى بل باجتهادات توافق الهوى الطورابوري!!.. غياب الشيخ « أسامة من الدن ـ رحمه الله « فتح السبيل إلى 103
تكوين الهويات الطورابورية ونشوء فكر « طورابوري « متشدد حد التطرف ،يمتهن العنف ويتخذ من االنغالق ورفض الحوار وسائل دعم لوجوده المنقطع عن كافة المذاهب اإلسالمية المعروفة ويوجه سخطه إلى السلطات المدنية ويتدثر بعداء أمريكا ويحتج به ويتخذ منه دعاية لتحقيق غاياته بتكوين سلطات طائفية على حساب وحدة اإلسالم وتماسكه وقوة عقائده وقدسيتها!..
الطورابوريون جمي ًعا يحاولون مشادة اإلسالم ..ويعمدون إلى تجميده وقتل جوهره « الحسنى والرحمة والوفاق واالقتناع « وتمظهره « تحويله إلى هوية مظهرية وشعارات» ..ويفتحون درب غربته ليعود غري ًبا كما بدأ!!!..
104
�أيان -طارق -بارناردينو.. ثالثي الأمل والخيبة!!...؟؟ نشر 10ديسمبر .2014
خالفة «طارق متري» لـ«أيان مارتن» كارثة إنسانية منيت
بها ليبيا وأسلمت الليبيين لضياع مؤقت ..وسبق «طارق متري»
لـ«برناردينو ليون» مأساة فظيعة وقعت على رأس « برناردينو « دون
سواه!...
« أيان مارتن « محنك « هارفاردي ـ نسبة لهارفارد أرقى جامعات
أمريكا ،درس بها أغلب رؤساء الواليات المتحدة وساستها، ولم يدرس بها عرب» ..وخريج تجارب ميدانية متنوعة مشبع بالتاريخ واقتصاد التنمية ،وصقلته تجارب حرب استقالل « بنجالديش «
وعمله ومعايشته ..ومارس العمل الحقوقي الميداني أثناء رئاسته
لمجلس رعاية المهاجرين وجمعية فابيان ..وحين أمسى رئيس إدارة البحوث لمنطقة آسيا في منظمة العفو الدولية وأدى الكثير خالل عمله 105
بشبه القارة الهندية أثناء أزمة كشمير واشتعال المماحكات الهندية / الباكستانية ..وظل من بعدها سبع سنوات أمينًا عا ًما لمنظمة العفو الدولية ،وكان لسياساته دور في فاعلية هذه المنظمة وازدياد عدد أعضائها ..وبعد مغادرته لمنظمة العفو الدولية أضحى ً بارزا زميل ً في مؤسسة كارنيجي للسالم الدولي!.. التحق « أيان « بالجمعية العامة لألمم المتحدة باالضافة لعمله في مؤسسة كارنيجي ..و شغل منصب المدير التنفيذي للبعثة المدنية لألمم المتحدة /منظمة الدول األمريكية الدولية في هايتي ..وبعدها أصبح رئيس العملية الميدانية األمم المتحدة لحقوق اإلنسان في رواندا ..وفي أحداث البوسنة والهرسك كان نائب الممثل السامي لحقوق اإلنسان بهما ..وانتقل إلى تيمور الشرقية ثم أثيوبيا ومن بعدها نيبال حيث كان يرتفع صوت السالح على صوت السالم.
و باتفاق الحكومة السريالنكية ونمور التاميل كلف « أيان « كمستشار لحقوق اإلنسان ووسيط ومشارك في محادثات السالم. أثناء الحرب األهلية السريالنكية ..واشتهر تقريره عن ضحايا العدوان اإلسرائيلي على غزة « « 2008حين ترأس مجلس مقر األمم المتحدة المستقلة للتحقيق بحرب غزة!!..
وقد قام « بان كي مون « باختيار « أيان « لرئاسة بعثة األمم المتحدة للدعم في ليبيا من « 11سبتمبر 2011حتى 17أكتوبر ..»2012 وكانت سنته بليبيا مليئة بزيارات ميدانية ومسا ٍع لمنع العنف ،وأكد في تقاريره وجود حوادث قتل وتعذيب وسوء معاملة في السجون 106
الليبية البعيدة عن سلطة المجلس االنتقالي ..وقد تعرض في النهاية إلى محاولة تفجير سيارته واغتيال بطرابلس!!..
رئيسا لبعثة األمم المتحدة جاءت صدمة تعيين «طارق متري» ً للدعم في ليبيا ،شبه إعالن عن وقف النشاطات األممية وتجميدها لفترة ،وتحول رئيسها «متري» إلى ساعي بريد مبتدئ بين أطراف « الحوار السياسي المسلحين» ..واعتكف في طرابلس مكتف ًيا بالتصريحات واللقاءات المكتبية والهاتفية!!...
حقيقة «طارق متري» ال تخفى علي أحد ..ونزوعه إلى الفلسفة ً مسئول عن العالقات اإلسالمية ـ المسيحية ..ومشاركاته في وكونه تأسيس « اللقاء اللبناني للحوار» ..وتداخالته الخجولة في القضايا اللبنانية والفلسطينية ..أطرته في المحيط اللبناني وتداعيات أحداث لبنان فبات يرى كل القضايا والنزاعات ويفسرها وفق أسس وأنماط قضايا لبنان ..وكان البد له أن يفشل في ليبيا ...ألن ليبيا ليست لبنان.. ونزاعات الهويات والمصالح في ليبيا أبعد ما تكون عن نزاعات الطائفية والمصالح في لبنان!!... مفلسا من أي نجاح أو قيمة ..وتبين أنه سقط غادر «متري» صامتًا ً متاع مقارنة بسابقه « أيان» ..وربما بالحقه « برناردينو» المكنوب بوارثة سوءات «متري» وأخطائه وتأثيراتها على فاعلية األمم المتحدة وسطوتها بعدما وضعها «متري» بالحضيض ..وجعلها بانظار الليبيين مجرد مدرسة ابتدائية أو شركة يمكن طردها وإسقاط رؤسائها متى تعارضت والمصالح لذوي النفوذ!!.. 107
أوضاع مصر ترتب ..والمحيط اإلقليمي بدت له مالمح « ما بعد الربيع» ..وأمست الضرورة ملحة لوضع حد للفوضى في ليبيا... وجمع السالح أهم ما ينبغي على « برناردينو « تحقيقه بأي وسيلة.. فبوجوده لن تقف األطماع وطموحات المغامرين وطالب السلطة بعدما جمعوا المال وحازوه ..وتهيأت لهم القدرة على الزعزعة وإدامة حالة اللبننة وتوجيه التهديد لدول لجوار .ولجنوب أو روبا وألمريكا!!...
108
�إمالءات ال�شارع الليبي على البرلمان!.. نشر 30ديسمبر .2014
قد يقبل المواطن الليبي بأنصاف الحلول بهذه المرحلة الحرجة.. ً مستقبل لرفض أنصاف الحلول التي دائما وسيعود ولكنه لن يقبل بها ً
فرضت عليه ويطالب بحلول كامله لمشاكله وقضاياه ..لذا!!....
ال يفترض ..أن يظل البرلمان الليبي يلعب دور المعلق على
أحداث الصراع والمشجع ألحد أطرافه ..وال يقبل منه « البرلمان
« أن يظل رهين حالة الصراع ويغفل مصالح ومشاكل المواطنين
بمختلف أطيافهم ..بل عليه البدء الفعلي في ترسيخ حالة االستقرار وتوطيد دعاماتها وأسسها دون إبطاء ..فأحداث الحرب والنزاع ال
ينبغي أن تبيح الموت « المعنوي والمادي « خارج أرض المعركة!!.. مهمة البرلمان اتخاذ قرارات جرئية وسريعة تعالج مشكالت
المواطنيين وتضمن حقوقهم ،إذا لم يمتلك السلطة والقدرة لضمان
أمنهم وكرامتهم في الوقت الراهن ..فإن واجبه إدانة الجرائم وتوثيقها 109
ً مستقبل وإرجاع الحقوق إلى مستحقيها قبل أن لمحاسبة مقترفيها تضيع وتلوكها األيام جراء سياسة األمر الواقع والتقادم ..فالبرلمان مطالب بالتأسيس لدولة القانون ورعاية مصالح المواطنيين بالتساوي ..ولعل أهم القرارات التي على البرلمان اتخاذها بأسرع وقت للمحافظة على استقرار ليبيا والحد من الشقاق وانتشار الفوضى تتمثل في تصحيح أخطاء المجلس االنتقالي والمؤتمر الوطني ووضع أيدلوجيا وطنية واضحة وبيان حقيقة السلطة والمسئولية ومرجعياتها األساسية واالفصاح القانوني عن مفاهيم الشرعية والوطنية ومحاذير العمل السياسي وخروقاته ..وعلى البرلمان اتخاذ...
• قرار بحل جميع األحزاب السياسية ومنعها إلى حين صدور دستور الدولة الذي يبين هيكلة السلطات وأصول العمل السياسي ..ولعل تكوين األحزاب ساهم في زيادة حدة الصراع السياسي المسلح وأنتج المكائد السياسة التي أو صلت البالد إلى الحرب بدعاوى الثورة والوطنية والشرعية والديمقراطية ..فإلغاء األحزاب سيسهم في الحد من تجاذبات المصالح وتأثيراتها على السلطة ،وسيمنع وجود سلطات أو جوقة العبيين سياسيين تؤثر على الرأي العام وتعوق عمليات توطين السالم وإعالء سلطة خصوصا بعدما ثبت القانون وتبحث عن أطماع سلطوية عابثة.. ً فشلها أيدلوج ًيا وتراجعت أمام الثقافات العشائرية الموروثة. • قرار بشأن إعادة أهالي تاورغاء وتشكيل قوة وطنية لحمايتهم وتوفير احتياجاتهم وتعويضهم عما لحقهم من أذى ومالحقة 110
المعتدين على مخيماتهم قانون ًيا ..وتشكيل لجان تحقيق ومحكمة وطنية استثنائية لمعالجة قضية تاورغاء داخل ًيا حماية لألمن القومي.
• قرار بشأن مراجعة قرارات المجلس االنتقالي والمؤتمر الوطني الخارجية بداية بقرار الدعم المالي لحكومة اإلخوان المسلمين بجمهورية مصر العربية إلى دعم المعارضة السورية وتكليفات السفراء والملحقين العسكريين بالسفارات الليبية ..ولجان العالج بالخارج وكسر حالة تبادل المواقع بين الوزراء والسفراء والحد من سياسة المؤسسات النجوعية أو العائلية ..واالهتمام بالكفاءات والجودة بالعمل.
• قرار بإيقاف مرتبات أعضاء المؤتمر الوطني وموظفيه وإلزامهم بإعادة المبالغ من تاريخ انتهاء مدته القانونية « 7فبراير ،»2014 وإحالتهم إلى لجان تحقيق خاصة لتحديد مدى مسئوليتهم عن ما يحدث من جرائم بحق الشعب الليبي وإبراء ذممهم المالية بشكل قانوني صريح وعادل.
• تشكيل لجان تحقيق بشأن قرار المؤتمر الوطني رقم « « 7وتبعاته وإحالة المسئولين عن اتخاذه للقضاء ..وإصدار مذكرة قبض بحق « عمر حميدان « الرتكابه جريمة الخيانة لوطنه ومهنته والقسم القانوني الذي أ َّداه ..وقيامه بالتضليل بشكل صريح أثناء إدالئه بتصريحات كاذبة أدت إلى تهجير عشرات اآلالف من ٍ مآس إنسانية ال حصر لها منها حاالت إجهاض المدنيين ووقع 111
وموت ألجنة وأطفال ..وتأكيد صرف تعويضات للمتضريين من هذا القرار ماد ًيا ومعنو ًيا ،والتحقيق بشأن وقف الصرف وعرقلته من قبل الجهات المحلية المسئولة ..والتحقيق بشأن قرار المؤتمر رقم « « 42بشأن إسناد مهام القائد األعلي للجيش الليبي لرئيس المؤتمر ومدى صالحياته ومدته ..وقانونية قرار تكليف درع الوسطى بحماية مدينة طرابلس.
• قرار بشأن تنظيم العمل اإلعالمي الليبي ووضع الئحة تنظيمية تضمن االلتزام بأهم بنود حرية التعبير وتمنع المتاجرة بقضايا ليبيا ومواطنيها وممارسة ديمقراطية الكذب والتدجيل ..والعمل على إقفال أي وسيلة إعالمية غير مرخص لها من قبل السلطات الليبية أو تجريم القائمين عليها وممويليها ،فجرائم اإلعالم ترتكب بحق الموطن الليبي عالنية تحت دعاوي الحرية والوطنية والثورة ..وتتيح لغير الليبيين فرصة التضليل ونشر االدعاءات واإلشاعات الضارة وتمس بهيبة الدولة الليبية ومواطنيها.
• قرار جرئ بشأن ترخيص السالح الشخصي « البندقية والمسدس « وتجريم امتالك األسلحة المتوسطة والثقيلة والمتاجرة بجميع أنواع األسلحة أو استخدامها في األماكن العامة ..وتجريم كل صنوف اإلرهاب البصري والمعنوى في شوارع المدن الليبية للحد من تفاقم أزمة العنف وتوريثها لألجيال.
• قرار سريع وجرئ بشأن تفعيل المحاكم الليبية وضبط المخالفات والجرائم القانونية المدنية والجنائية بين المواطنين وتوثيقها 112
والبدء الفعلي بعمليات التحقيق وتوجيه االتهام وإجراء عقوبات معلنة للمتخلفين عن المثول أمام الجهات القضائية ،وإلغاء معلن لسقوط الحق بالتقادم في أي جريمة مهما صغرت.. للحد من جرائم القتل والسرقة واغتصاب األراضي العامة والخاصة واستغالل المناصب اإلدارية والتزوير واالعتداءات على الموظفين الحكوميين وجميع المخالفات القانونية.
أعتقدُ أن أهم ما ينبغي على البرلمان الليبي اتخاذه هو رفع كفاءته وإعالن حالة طوارئ بإدارته واالستعانة بمستشاريين وخبراء أصحاب تجارب ورؤى سواء من الدول ذات التجارب المشابهة مثل جنوب أفريقيا أو الدول الرائدة في مجال السياسات الداخلية ..فليبيا في حاجة إلى استثمار الوقت وتجاوز المحنة والتوطين للخيارات الصائبة والحد من االنزالقات غير اآلمنة في تجارب ومراهقات لها تأثيراتها المستقبلية على األو ضاع األمنية واالجتماعية واالستقرار وتحدُّ من فرص المصالحة والسالم. خيارات البرلمان قليلة ..فإما أن يعمل بجد ويتجنب المهاترات مباشرا باتجاه المستقبل والسالم ويتخلى السياسية ويرسم خ ًطا وطن ًيا ً عن كل المراهقات الداخلية المدعومة بالجهويات واإليديولوجي ات العشائرية الضيقة ويسعى إلى تحقيق المساواة والعدالة برؤية وأسس إنسانية ..وإما أن يكرر أخطاء المجلس االنتقالي والمؤتمر الوطني ويمارس الخداع والتضليل ويعبث بأمن ليبيا ومصالحها ويستنزف ثرواتها ويشعل النيران وسطها ويرفع بعض الليبيين على 113
بعض بدعاوى احتكار الثورة ومجاراة لسفاهة المطالبين بأثمان تضحياتهم ووطنيتهم المزعومة!..
شبكية البرلمان عليها أن تحس فعل ًيا بوجود ..المواطن البسيط.. معلم المدرسة ..موظف البلدية ..ممرض المستشفى ..مهندس الكهرباء ..اإلعالمي ..سائق الشاحنة ..المزارعين والباعة ..أصحاب الحرف وأئمة المساجد ..طلبة المدارس والمعاقين والعاطلين عن العمل والمرضى ..وأبناء الليبيات من غير الليبيين والعمالة العربية واألجنبية ..وليس عليها أن تحصر إحساسها بالليبيين المتقاتلين على لترات البترول وكراسى السلطة ..فالثروة الحقيقة التي تستحق االهتمام والقتال من أجلها هي اإلنسان!!..
114
محرك ال�صراع ..ال�سالح والهوية والزمن القديم!!!... نشر 29فبراير ..2015
المسلحون يحكمون ليبيا فعل ًيا وإرجاعهم إلى ذيل قائمة الفاعلين على الساحة الليبية أمر عسير ..ولكنه غير مستحيل وسيحدث عما قريب!!... سيادة المجتمع المدني في ليبيا ليست سهلة المنال « كما توقع محمود جبريل وآخرون» ..و الوعي وتنوع اآلراء وقبول اآلخر والتعايش السلمي مقدمات ضرورية الزالت عصية وبعيدة عن إدراك جموع الليبيين الباحثين عن العيش بسالم ولكن بصمت الموتى وسلبيتهم!.. الصراعات المسلحة المحلية بليبيا « الحروب األهلية « تستند ظاهر ًيا على علل وأسباب حدثية « من حدث « ولكنها في جوهرها صراعات بين نخب متنوعة مستغلة الهوية « الضيقة « ومتنافسة 115
على السلطة بوصفها وسيلة إقرار وتملك وتوجيه ،مدعمة بالقوى المعنوية « الشرعية « والمادية « المال والسالح» ..وغايات الصراعات بدائية « مدعمة بمبادئ بدائية « تسعى للقضاء على اآلخر أو وضعه بمكانة أدنى وإجباره على اإلذعان وتقبل اإلذالل ..ويفترض المنتصر بالصراع استمرار امتالكه للقوة وقدرته على استعباد اآلخر ..وهذه افتراضية غاشمة وغير متوافقة مع النواميس اإللهية أو القيم اإلنسانية المستخلصة من مسيرة الحضارة البشرية!.. صراعات الليبيون يمكن أن نسميها «بسابيس /جمع بسوس» الجيل األخير! ..
المستوى المعيشي لليبيون مرتفع « نسب ًيا « والناتج القومي جيد وبشكل عام تعتبر العمالة الليبية عمالة مؤهلة وأعداد غير المتعلمين ضئيلة ونسب خريجي الجامعات وحملة الشهادات العليا « ماجستير /دكتوراة « بات مالح ًظا ويشكلون نسبة كبيرة « من الجنسين».. ومستحدثات التقنيات وتكنولوجيا االتصاالت ووسائل اإلعالم متقدمة ورخيصة الثمن ،واألسواق الليبية تستقبل أرقى وأجود السلع العالمية رغم فوضوية األسواق وغياب ثقافة اإلستهالك والضوابط المهنية « أخالق المهنة « والقانونية « الرقابة والعقاب».. وعلى المستوى االقتصادي ليبيا تعيش العصر وتتنفس هواءه وتفقه بوسائله ..ولكن!!.. الليبيون « سواء « منقطعون كل ًيا عن فكر العصر « السياسي / اإلجتماعي « ويعيشون بعض طقوس « البارانويا « برغبة وبراعة 116
رهيبة ..وهم « إال ما نذر « تبع لعقل جماعي مثخن بطقوس الماضي ومتشابك مع القديم إلى حد التوحد ..مما يجعل ليبيا « كتلة اجتماعية « ماضوية الثقافة والفكر والتفكير ..وكل ما فيها منسوب للماضي ومكمل تقليدي له ..فالعقل الجماعي « القبيلة /العشيرة « الزال يمارس العسف واالضطهاد ضد العقول الفردية « األشخاص».. والزال يؤمن « ويفرض اإليمان « بقداسات وأبطال ومواثيق وثأرات قديما « حاضرة في الفكر ومحركة غابرة في حدوثها « حدثت ً للتفكير ..وتكاد تكون الوسيلة المثلي التي يتم بها خداع البسطاء واألبرياء المنخرطين في الصراعات الجهوية المتدثرة بأقنعة الوطنية الملوثة من قبل طالب سلطة أو ريادة أو مال أو متمسكين بمزايا سابقة أو مغامرين يسعون إلى إعادة موروثات السيادة االجتماعية قديما.أو الكتساب الوجاهة!!.. التي كانت بعائالتهم ً تشريح الواقع الليبي اليوم سيعيدنا قرنًا من الزمان ..وتتكوم على الرؤوس وقائع ال» بسابيس « الليبية التي حدثت سنوات « 1912إلى ..»1935ونتأكد حينما نتحسس تفاصيل الصراعات ونرتبها ونبحث في ماهية القائمين عليها والمحركين لها « بالمال والسطوة االجتماعية» ..ونستعرض القوة المحركة بالمؤتمر الوطني والصانعة لقراراته والمهيمة على نواة أي صراع مسلح أو ميليشيا جهوية مؤججة للصراع وسابحة بالدماء ..سنجد جينات وقناعات ومواقف المتناحرين القدماء « 1912إلى « 1935ذاتها تحكم واقع اليوم وتصنعه ..وتجبرنا على االعتراف بأن ليبيا « 2011ـ 2015 117
« إعادة مدبلحة لليبيا « ..»1935 1912-مع اختصار شديد للزمن نظرا لتطور األسلحة والتكنولوجيا ووفرة واستعار شديد للدموية ً المال وازدياد أعداد المنخرطين في الصراع!!..
الهدوء المصطنع الذي سيفرضه « برناردينو ليون « « أراهن على إذعان جميع األطراف وانسالل تجار الدماء والمخادعين وهروبهم».. سيكون فترة انقطاع مرحلية عن حالة الصراع المسلح «الحرب» لوالدة سلطة هزيلة وضعيفة « محل ًيا « وظيفتها تحقيق الحد األدنى من السلم األهلي ،وتمثيل ليبيا خارج ًيا لتحقيق المصالح المتبادلة «يراها البعض مؤامرة» ..وتحمل ليبيا أكتر على إذابة القبائل وطمس القبلية « الفكر القبلي « إلرساء الديمقراطية « الحزبية « بعد حين!.. مجبرا.. العقل الجماعي « القبلي « ينظر إلى الوراء ويمشي لألمام ً لذا!!..
حدث خلل التغيير وتمت عسكرته وتوجيهه إلى غايات سيئة عذرا بأساليب أسوأ ..وأضحي « جبريل وأمثاله « «جردان وعمالء ـ ً هذا مصطلح العقل الجماعي « بالنسبة للعقل الجماعي المسيطر.. وتساووا مع المجرمين والجهويين الذين انضموا للتغيير وتصدروه ونظرا إلتقانهم بسبب اعتراف الجموع بهم تحت تهديد السالح ً لإلجرام وقدرتهم على إعالن العداء لخصومهم وألغلب الليبيين « السلبيين» ،وسرعتهم في حيازة قوة الدولة « المال والسالح وكرها « الدولة والثورة!!... طوع ً والشرعية» ..ليكونوا منطقي ُا « ً كان لبعثة األمم المتحدة نصيب كبير في إفشال عملية إحالل 118
السلم وإقامة سلطة الدولة ..وتعاملها مع الميليشيات المسلحة وصمتها عن الجرائم واالنتهاكات الصارخة لحقوق اإلنسان دليل قصور أو تواطؤ ..واختيارها لشخصيات ضعيفة لتمثيلها «طارق حصرا» وغموض غاياتها ومشاريعها وتقاعصها عن توجيه متري ـ ً السلطات الليبية ومنع سلبها ورهنها للمسلحين ..أمور ال تحمل على منهج العدل والخير!!..
صحوة الليبيون ..ضرورية أكتر من أي وقت مضى ..فهم المصلحون لحالهم وهم المفسدون ..واجترار التخادع « خداع بعضهم بعضا « والتعلق بالماضي ونفخ الحياة بأو هامه ،وإعادة ورثة « قائمي مقام الباب العالى « السابقين أو أشباههم إلى الواجهة والتعسكر خلفهم بطبول الحرب منادين بالثأرات متمسكين باحتكار القداسة والحق ،وصارخين بشعارات قتل اآلخر «الليبي المختلف» ثأرا ..ال يجدي شيء ولن يحقق السلم وال التعايش ظلما أو ً أو إقصائه ً ألحد أبدً ا!!..
ليبيا تعاني أزمة وعي مؤلمة ..واستبدال نخبة الفكر وحوار الرؤى بنخبة المال والسالح وأزيز الرصاص ولون الدماء ..مأساة كبرى صنعت بأيدي الليبيين ..وعليهم أن يقلبوا معادلتها إذا أرادوا الخير لبلدهم وأبنائهم!!..
119
فايرو�س الزير!!... كثيرا!..؟؟ لماذا نسينا قيس بن الملوح وكثير عزة ونزار قباني ً
أمزجتنا وأهواءنا أدمنت مسامرة «الزير /مهلهل ربيعة» والتفجع بصحبته على ترانيم بكائيات ومراثي وحسرات عديدة ..واشتعلت بنا وفينا ذكريات الحرب والثأر والهجاء والتفاخر وأشياء ذات نكهة جاهلية كثيرة!!... ُعدنا إلي زمن المضارب ..لنحيي الذكريات ونبعثها فقط بموديالت جديدة وعصرية وبنظام «ديجيتال» فظيع!!..
تعلمون ..الزير رجل مدلل ومسرف في كل شيئ ..الخمر والنساء والحب والشعر والبكاء والعويل والتعجرف وكذلك الصمم والغرور والخيالء ..خسر أخاه «الديكتاتور /وائل ربيعة» في جولة عنطزة وساذجا «تافهة» مع صهره الغرير «جساس ُمرة» ،الذي كان مراه ًقا ً وحسو ًدا ومشابه لـ«الزير» في دالله وخيالئه «الفارغة».! .. قتل ملك بناقة ..يا لها من تفاهة ..والنتيجة.!!!... 121
حرب ل” “ 40سنة ..وقطع أرحام وعناءات نساء وأطفال وأرث سخيف لمنجم “ أفيون فكري “ لم ينفق بل يتزايد ويطاردنا ..يأسرنا داخل “ باستيله “ الفريد داخل متاهة الشعر ..أليس “ مهلهل ربيعه “ أول من هلهل الشعر “ نظمه “ ..وأني أشك بهذا وأرفضه.!!..
َم ْن ُينكر ..أن المفجوعين رواد الشعر وآباطرته ..مهلهل بن ربيعة مفجوع بأخاه الملك ..عنترة بن شداد مفجوع بنسبهُ ..أمروء القيس مفجوع بأباه وعرشه ..عمرو بن كلثوم مفجوع بملكه وميراثه ..طرفة بن العبد مفجوع بملكه ..وزهير بن أبي سلمي المفجوع بوحدته والناقم على الحياة ..وقافلة المفجوعين نزالء التاريخ المعتقين تطول وتتضخم مع كل استدارة للحياة وتبدل للوقائع ومع كل ظهور جديدة لفاجعة!!.. المفجوعون خلدتهم بذاكرتنا “ ذاكرة األمة “ كلمات ليست كالكلمات ،وحالة إغواء فاخرة!.. ضاع كليب وغسان والنعمان ومعدي يكرب وزيد ِ وحجر..
وممالك األمة “ الطامحة للتمدن “ وملوكها وبقى المفوجوعون يتوسدون أدمغتنا ويراودوننا عن أنفسنا ..ولما جاء «أسالفنا» هم “ نبي “ ظنوه شاعر وطردوه من جوار البيت ..وفي المدينة “ دار الهجرة “ عكف بعض أهلها “ وبين ظهرانيهم الرسول “ على “ قيس بن األسلت “ يتسمعون لشعره ويسامرونه حتى عام الخندق.!!!.. لم ننجو من المفجوعين بعد ..وظهر “ أزيرة /جمع الزير “ كثر ومعلقات جديدة ..وكلما مات لنا “ كليب “ أو ُقتل جالت «بسوس» 122
في شوارع مدائننا وشوارع أدمغتنا واستعرت حروب ..وأعدنا نسخ ذات «السيناريو» القديم وتزعمنا “ زير “ وفارقنا العطور والماء ونفشنا شعر رؤوسنا وكذا لحانا “ ذقوننا “ وأ ْعزبنا نساؤنا وتهنا عن مقاصدنا وولجنا الجاهلية “ دون إذن.!!!..»!..
أجاهر بكرهي وإزدرائي ل “ الزير “ ..وأعلم أنه الكاركتر األكثر نفو ًذا وسطوته وال يطاق شتمه ..وال اعتقد أن “ أنطوني كوين العرب / خيرا بإعادته إلي الواجهة وسكبه باألذهان بروعة سلوم حداد “ فعل ً حكرا على مدمني الشعر ومتعاطي ومجانية آسرة ..بعدما كان تعاطيه ً كتب التاريخ ..وأتعجب عن عزوف أباطرة “ االنيميشن والجرافيك “ عن دخول فضاءات المفجوعين والوقوع تحت طائلتهم.!!...
فايروس “ الزير “ وفئته من المفجوعين مختص باألدمغة العربية.. وال يمكن مكافحته “ جذوره عميقة ومدعوم براوخ السلطة»!!.. وخطره يكمن في اإلرتهان للماضي وتقديسه وتكراره والمقام فيه ومناهضة سواه.!!..
الفاجعة الكبرى ..أصبح “ الزير “ أمة ..والسعادة التي يوفرها الـ«تزير /التحول إلي زير» ال تضاهيها سعادة بالنسبة للمفجوعين.. وليس باإلمكان توفير أصابع وأيادي لعد “ ُمتزيري “ عصرنا ..فماذا نفعل!!..؟؟؟!..
123
تفا�صيل عبث و�أزمة احتماالت ومؤشرات انزالق منطقة الشرق األو سط في صراعات طائفية ودينية وقبلية كانت جلية منذ أمد ..ولكن!!..
قصور وعجز األنظمة العربية عن اإلتيان بالتغيير وفق طبيعتها وإذعانها الرهيب لقوى االستبداد المحلية وعزوفها عن إحداث تنمية اقتصادية ومدنية جعلها ضحية لتغيير قسري استوحى من أخطائها وتخشبها وتخلفها أسسه وأهدافه واقتحمها مباغتة ونشر سطوته بعدما خسف بها وأو دعها الحضيض!!..
ملهما للتغيير ،بل كان جسد « البوعزيزي « المشتعل لم يكن ً شعلته التي تدحرجت قاصدة قصور الرياض وممالك الخليج.. وبرغم ما حدث من تقولب للتغيير في أقطار « الربيع العربي « وما يعانيه من مقاومات فئوية متفرقة ،إال أنه اجتاح الجميع « على مستوى األفراد « وحقق جز ًءا من مضامينه!!.. مقاومة التغيير عبث عروبي ..وإرشاده إلى طريق العودة وإعادة 125
خلق الماضي وبعثه بثياب جديدة لن تجدي نف ًعا ..ولن يجدي العابثين بمصائر الشعوب المراهنة على إحياء ُمثل أو بعث نُظم مستهلكة من قبورها « « وأن راقت للعوام وفقراء الشوارع وبسطائها ورقصوا لها برهة ،ألن األزمة التي يواجهها الجميع « بال استثناء « هي أزمة فكر اجتماعي محملة بأيدلوجيات متنوعة ومتناقضة وغير متجانسة مع الواقع!.. بروز مشروع الخالفة وتواجدها كإمبراطورية افتراضية محصنة بالدين والعقائد وساعية إلى التموضع يحاكي كنتيجة معطيات الفراغ كثيرا مع اإليديولوجي ات السائدة منذ عقود والتبعية والفساد ويتوافق ً في عموم منطقة الشرق األو سط ..وقد مهدت األنظمة االستبداية الطريق لنشأتها عبر حالة العداء واإلقصاء والعسف التي استخدمتها ضد مواطنيها وضد فئات المجددين وحاالت النبوغ الفكري أو التفوق أو االختالف ..مضاف إليها إصرار األنظمة االستبدادية على مركزية الحكم وتقديس الحاكمين واالستثمار في مواطنيها وسجنهم بالمستويات المعيشية المتدنية وتشريع القمع ..بعدما خلقت طبقة عازلة من التجار ورؤوس األموال وأصهار السلطة وخدامها وراقصاتها وجوقة منشديها ومخبريها ،وابتعدت عن حقائق وجودها كسلطات منظمة ومدبرة لشئون أقطارها « وباتث إدارات مغلقة لألموال وألجهزة قمع غاشمة غايتها تحقيق حالة السكون واالحتفاظ بمجتمعاتها في غرفة إنعاش معلقة بين مخاوف الموت وآمال الحياة!... 126
التغيير الذي جاءنا معل ًبا ويحمل ماركة « الربيع العربي « دفعت ثمنه أنظمتنا االستبدادية المنهارة أمامه ..وأردناه جمي ًعا بطريقة ما.. غير أن عجزنا عن توجيهه وفسادنا الفاضح وتشظينا وسوء نشوءنا السياسي وتدني مدنيتنا وتشوهها وغرقنا المشبوه في تقديس السلطات أو ردنا المهالك ..وظهرت سماتنا وتجلت جذور معاناتنا االجتماعية وانفضحت ضآلتنا كمنظومات سياسية واجتماعية واقتصادية عصرية.. ووقفنا عراة أمام التغيير كفئات مصالح وتجار سلطة والمنتمين ومقاولي هدم مجتمعي ومقاومين أسطوريين للتجديد تحت شعارات عتيقة تفوح منها روائح الماضي وعفن سوء التخزين!.. أشهر أكاذيبنا ..عداء الواليات المتحدة األمريكية والغرب واالنتماء للعروبة!! ..
نكران حقيقة الفصام التي تعيشها سلطاتنا وسلطويونا ويعيشها الفرد منا وال غائية وجودنا سذاجة ..وسوء معاشرتنا للقوى العالمية الرائدة ومراهقاتنا المفجعة أمراض مستعصية ال يمكن اجثتاتها بسهولة ،وليست لدينا فرص واقعية لالستقالل والندية وأجسادنا وتفكيرنا مستعبدة لماضي مموه غير مسئول وغير نزيه وغير مسيج بالدالئل ومفعم بالشبهات وحصيلته تكاد تكون مكللة على الدوام بالال يقين!!!... واقعنا اليوم حصيلة ميراث األمس وما قبله ..وكل ما نقترف من أفعال واجترارات بائسة وأخيليات موهومة للحد من التغيير أو لكبحه بدعاوى الوطنية والتدين والقبلية وتحت أقنعتها ،ال يعدو كونه وقوف 127
نسع لمزامنة التغيير وتوجيهه من نملة بوجه ريح عاصف ..فان لم َ داخله فسيجرفنا إلى حيث يشاء كما يحدث اآلن!! ..
التغيير الذي حدث ويحدث نقض كل شيء فينا ،ووضعنا في مواجهة حقائقنا وفواجعنا وهشاشتنا ورفع ورقة التوت التي تسترنا، وخسف بالسلطات الكاتمة ليظهر ما تحتها من ركام وصوليين ومطحونين ومظلومين ومفرغين والمنتمين وقراصنة ومجرمين.. استلموا راية استبدادها وتابعوا المسير بأمر جيناتهم المهووسة بالعظمة!!.. لنعي جيدً ا ..التغيير ليس حادثة أو مؤامرة بل نتيجة لمعطيات وجود فاسد « جزئ ًيا « ومتخلف « كل ًيا « كنا عليه واستطابه بعضنا وأنكره البعض اآلخر ،والزال يعبث بنا حتى اللحظة!!!...
128
�أزمة الهوية ..خلفاء «بن الدن» و الرايات ال�سود!!.. المدارس الديوبندية افتتحت رحلة المسير باتجاه السلف بدوافع إصالحية وضمن فضاءات فكرية أفغانية محلية متنازعة ..وأخذتها غصات محيطها وتقلبات الزمن إلي انتهاج العنف ،وتبدلت هنالك متوالية « حسن البنا « وغدا اإلسالم « سيف ،وعمل ،وجنسية، وعقيدة» ..وساد السيف « العنف « الموقف وصار هوية لإلسالم وطابع وانطباع مالزم لماهيته!!..
حينما كون المال « محمد عمر « تشكيالت طالبان األولى من طالب مدارس قرية ديوبند الهندية ،وانطلق سري ًعا باتجاه أفغانستان يصلح ما أمكن من فساد واهتراء داخل مجتمع األفغان الفقير البائس المكتظ بالمآسي المثخن بالعناءات التي خلفتها سني الحرب ،لم يهدف الي اختزال اإلسالم برؤيته أو يرمي إلي « أفغنة « المسلمين.. بل كانت أهدافه صريحة معلنة عندما تمت له البيعة في قندهار عام « ..»1994وتمثلت في محاربة الفساد األخالقي ونشر األمن وإعادة 129
االستقرار ألفغانستان بعد خروج السوفييت وحدوث الحروب األهلية وازدياد الفقر والظلم في أوساطها!!..
« رباني ومسعود ودوستم وخان « كانوا خلطة ساسة ومغامرون أفغان جزأوا أفغانستان وعملوا على تقسيمها وانفصال والياتها نتيجة الخالفات بين فصائلهم ووالءاتهم المختلفة وتصارعهم على السلطة ..وبفوضاهم جعلوا من حركة طالبان ً أمل وطن ًيا لألفغان ً وسبيل للحفاظ على وحدة البالد وهوية الوطن!!.. كانت لحركة « طالبان « هوية أفغانية وهموم وطنية واعية... ولكن!..
تداخل األفغان العرب الذي قاتلوا ضد السوفييت مع مجاهدي األفغان ،جعل منها مشروع عالمي لخالفة إسالمية راشدية « األسس»، وحملوها الي خارج أفغانستان بعدما تلقت الدعم وتأطرت لها أيدلوجيات عابرة للحدود ،وكان لمقتل « احمد شاه مسعود « وبزوغ دورا في نشر مشروع طالبان وتطويره بعدما نجم «أسامة بن الدن» ً حدث تمازج بينها وبين تنظيم القاعدة الذي تأسس عام « « 1988 الداعي لجمع مختلف الفصائل اإلسالمية بهدف االنتصار لإلسالم وإعالء كلمة الله في األرض ..وكانت أفغانستان قاعدة أساسية النطالق تنظيم القاعدة ودعمه بالمجاهدين العرب وغيرهم الذين تقاطروا على أفغانستان وانضموا للتنظيم خالل سنواته األولى!!..
الحرب األفغانية ضد السوفييت كانت بوتقة انصهار للمنادين والداعيين للجهاد وإقامة الخالفة ومحاربة الصليبيين من مختلف 130
أقطار األرض ،والذين أتاح لهم مكتب الخدمات في « بيشاور 1984 « فرصة التقارب والحوار واالمتزاج إلنتاج أيدلوجيا مشروعهم العالمي ..وكانت لهم فرصة في استقطاب رؤوس األموال العربية وكذا النخب المالصقة لهم بعدما تصدر الشيخ « عبدا لله عزام « المشهد وتواصل مع الداعمين له ،وابلغ الدعاة أنه « ال قيمة لكم تحت الشمس إال إذا امتشقتم أسلحتكم وأبدتم خضراء الطواغيت موضحا « الناس كلهم آثمون والكفار والظالمين» ..وأكد بفتواه ً بسبب ترك الجهاد سواء كان في فلسطين أو أفغانستان أو أية بقعة من بقاع األرض ديست من الكفار ودنست بأرجاسهم» ..ورفع العذر عن الجميع وبين بأن التكليف على جميع المسلمين فقال «ال إذن ألحد اليوم في القتال والنفير في سبيل الله ،ال إذن لوالد على ولده، وال زوج على زوجته ،وال دائن على مدينه ،وال لشيخ على تلميذه، وال ألمير على مأموره» ..وأطلق صيحة الجهاد باسم اإلسالم ضد أمريكا والغرب واليهود وكل من خالف اإلسالم باألرض!!.. أفكار « عبد الله عزام « دعمتها األموال وتجندت لها إمكانيات الدول الراعية للجهاد ضد السوفييت ..واستقطبت لها الكثيرين.. وعندما خرج السوفييت افلت تلك األفكار من عقالها وتحولت إلي « قوة كوابيس « تهدد العالم وتقحمه في مالحم حروب طائفية ودينية « كهوفية « المنشأ والهدف!!.. تصدعات الرؤى وخالفات التوجه التي نشأت بين « عبد الله عزام « وزعيم « منظمة الجهاد اإلسالمي « أيمن الظواهري « وزعيم 131
تنظيم القاعدة «أسامة بن الدن» حول توجيه الجهاد الي فلسطين « رأي عزام « أو توجيه الجهاد للحكومات العربية والواليات المتحدة « رأي الظواهري وبن الدن» ..احدث فجوة أساسية في صفوف « األفغان العرب « ما كان لها أن تنتهي لوال حادثة اغتيال « عبد الله عزام « « « 1989واجتماع « األفغان العرب « تحت الراية السوداء التي يرفعها تنظيم القاعدة ومبايعتهم الشيخ «أسامة بن الدن» على الوالء والطاعة متوجهين إلي مرحلة جهادية جديدة وجهتها الواليات المتحدة األمريكية الشيطان األكبر!!..
« حكم قتل األمريكيين وحلفائهم مدنيين وعسكريين ،فرض عين على كل مسلم في كل بلد متى تيسر له ذلك ،حتى يتحرر المسجد األقصى والمسجد الحرام من قبضتهم .وحتى تخرج جيوشهم من كل أرض اإلسالم ،مسلولة الحد كسيرة الجناح .عاجزة عن تهديد أي مسلم» ..فتوى أطلقها « أسامة بن الدن وأيمن الظواهري « في أوائل « « 1998جاءت كإعالن حرب مقدسة على أمريكا وحلفائها، ومبدأ أصيل وتجلي صريح لظاهرة « أفغنة اإلسالم « التي أصبحت ً وتداول في المجتمعات الغير إسالمية رواجا هوية اإلسالم األكثر ً ومؤخرا بالمجتمعات اإلسالمية!!.. ً
أمريكا خاضت حر ًبا بالوكالة ضد السوفييت في أفغانستان.. واستغلت المجاهدين « األفغان» والمجاهدين « األفغان العرب « في دحر السوفييت وإيقاع الهزيمة بهم ،لتكون حرب أفغانستان ضربة أمريكية أولى تحت حزام العمالق السوفييتي األجدب ،و فاتحة 132
ضربات خاطفة سرعان ما قضت على الوجود السوفييتي وحولته إلي رماد ذكرى ..ولكنها « أمريكا « تورطت في دعم كيمياء فكرية خطرة وخصبت أنوية « عقائدية « منشطرة في أوساط تحوطها المعاناة وتسودها الديكتاتورية وسياسات العنف والقهر وحياة اجتماعية تسيجها الطقوس ويحتلها الفقر عنوة! ..
ربما كانت ألمريكا رغبة في القضاء على المجاهدين األفغان « العرب وسواهم» ،وقد يكون « عبد الله عزام « قد أحس بهذا وتوقعه.. لذا أطلق فتواه وأوصى بالجهاد وطالب أطفال المسلمين بأن ي « تربوا على نغمات القذائف ودوي المدافع وأزيز الطائرات وهدير الدبابات ..»..وكأنه قد خطط لمستقبل بعيد وبذر بذوره ..وكان على خلفائه « الظواهري وبن الدن « أن يشرعوا بتجسيده ..بعدما أعلنوا عداء أمريكا وتجهزوا لحربها!..
كانت هجمات « 11سبتمبر « 2001وإسقاط برج مركز التجارة الدولية ب « مانهاتن /نيويورك « ومقر البنتاجون األمريكي بداية فعلية للحرب على أمريكا ..وسرعان ما استجابة أمريكا وحلفاؤها لهذا ..وغزت أفغانستان ب» أكتوبر ..»2001وبحجة القبض على «أسامة بن الدن» والقضاء على تنظيم القاعدة الذي أعلن مسئوليته عن هجمات « سبتمبر « وإقصاء حركة طالبان من حكم أفغانستان.. وتورط األفغان في دفع ثمن الحرب الشرسة التي دارت على أراضيهم وربت أطفالهم على نغمات القذائف كما أراد لهم المجاهدين وساقت األقدار!!.. 133
تم عزل تنظيم القاعدة في أقصى األرض ..وتحقق ألمريكا هدف القضاء على زعيمه «أسامة بن الدن» بعدما رصده الوشاة وداهمه المسلحون غيلة في « مايو « 2011بأبيت آباد بباكستان وقتلوه.. ولكن!!..
لم يتحقق ألمريكا طوي صفحة القاعدة كما اعتقدت بموت « بن الدن « وإلقائه من على متن حاملة الطائرات األمريكية « كارل فينسون « في لجة البحر ..بل انشطر هذا التنظيم وتحولت حادثة اغتيال « بن الدن « إلي دافع وحجة للمجاهدين لتكثيف عملياتهم الجهادية في مختلف األقطار ضد األمريكان وحلفاؤهم حسب فتوى « ..»1998 وتباينت رؤى خلفاء « بن الدن « وحدث االنشطار القطري لتنظيم القاعدة وتكاثرت الرايات السود وخفقت بأقطار عديدة على رؤوس مجاهدي تنظيمات جديدة تجمعها فتوى الجهاد وعداء أمريكا!!.. ظاهرة « أفغنة اإلسالم « أحدثت إرتكاسة فكرية عقائدية في المجتمعات اإلسالمية التي خاضت تجربة « الشيوعية « وتجربة « الرأسمالية « على استحياء ..والتي ولجت مرحلة التغيير « الربيع العربي « مكرهة ،وتنفست هواء فضاء جديد ،وقفزت في طقس سياسي مختلف ،أوجد فرص مناسبة لبروز سطوة التنظيمات اإلسالمية المتشددة ،وتصدرها للمشهد بعد دفن الديكتاتوريات تحت الرماد ،واالنجراف في تجربة اقتراف الحرية وتناولها ثمارها باألظافر واألسنان!!.. 134
خلفاء « بن الدن « يشكلون مرحلة انتقال في فهم اإلسالم ،والعنف يعد وسيلتهم األنجع في تحقيق أهدافهم وترسيم رؤاهم ..ووسيلة تعبير موازية للعنف الذي اقترفته أمريكا في أفغانستان والعراق.. وغياب المرجعيات الدينية الموثوقة في األقطار العربية أفسح المجال للمتطرفين والمتشددين لتمثيل اإلسالم واحتكاره ..وهي مرحلة صراع أيدلوجيات وقيم شرسة تحدث داخل امة اإلسالم ..وتسعي إلي تدجين األدمغة واستعباد األجيال لخدمة التطرف وامتهانه!..
قد يكون « اإلرهاب « مصطلح فراغي مموه وغير دقيق لوصف حالة الصراع التي يخوضها اإلسالم ضد اإلسالم وضد أعدائه في آن واحد ..ولعل المعركة اإلسالمية األكثر ضراوة هي معركة اإلسالم الداخلية بين معتنقيه المشبعين بالسلف من جهة والراغبين في عصرنته من جهة أخرى ..وفئات كثيرة من الجموع التائهة التي تحاول العبور إلي وعي متماسك ومقدس وتتجهز لقيامتها! ..
كثيرا إذا لم يفق العرب والمسلمون من االستقرار سيتأخر ً هذيانهم ،ويلجئوا إلي وعي مغاير يبحث في معضالت الهوية، ويركز على تدارك فشل مشاريع التنمية الوطنية ووقف حاالت التخبط السياسي المضيع للهوية ..وعدم تعاطي فوبيا الرايات السود وحملتها باألسلوب األنجلوساكسوني المريب!!!...
135
جذور الـ«داع�شلوجيا».. معتقدات و�أ�س�س تطور الإرتكا�س!!.. الالمنتمون يدمرون االنتماء ..والدنيويون يسجنون الديانات.. والمرابون يرثون البؤس!!.. داعش ذات أصول موروثة عن المسيحية الوارثة لليهودية!!..
فكر الدواعش « داعشلوجيا « ليس غري ًبا وال جديدً ا ..فقد تكرر باألمم وتحور وتجلي بين البشر على فترات متقطعة من التاريخ ،وأن اختلفت تجلياته وأثوابه ومظهره ،إال أن جوهره ظل محتف ًظا بذات ومتمحورا على ذات األفكار ،ومعتنق لذات العقائد والقواعد، البنى ً ومتمسكًا بنفس النهج واألسلوب!!.. ولد « موسى بن عمران /عليه السالم « في مصر « يقولون يوم السبت 5-سبتمبر 1278 -أو 1265قبل الميالد -في قرية قنتير بمدينة فاقوس في محافظة الشرقية بدلتا مصر» ..وعاش في كنف فرعون « رمسيس الثاني /االسرة الفرعونية التاسعة عشر « متمت ًعا 137
بنفوذه حتى قتل ً رجل بوكزة ..وفر من مصر إلى « مدين» حيث وجد النبي العربي « شعيب « فتروج « صفورا بنت شعيب» ،وأقام بمدين حتى كلمه الله وكلفه بالعودة إلي فرعون ،ودعوته الي عبادة الله والسماح لبني إسرائيل بعبادته ،فجمع « موسى « أهله وعاد لمصر ،ليفعل بصبحة أخيه « هارون « ما أمره الله به ،وكلما « فعل كالم « فرعون فاتهمهما بالسحر ،وواعدهم وسحرته بلقاء أول « مواجهة « يوم الزينة /عيد الربيع « 6ابريل 1225قبل الميالد « والناس حضور ..وكانت مواجهة حاسمة وهزيمة مذلة للفرعون، ظلت آثارها عالقة بتراث الفراعنة ومصورة بنقوش آثارهم ،إال أن الفرعون تكبر وكابر ،وكانت ل « فرعون « ه جولة أخرى مع عصا موسى التي بضربتها حولت النهر إلى د ٍم ٍ آن ولم يؤمن..فكانت النقمة اإللهية جزا ًءا!...
تسلسلت على فرعون وقومه كبائر المصائب ..فهاجمت جموع الضفادع البيوت وغزت مملكة فرعون واجتاحتها ،ولم يجد بدً ا من الرضوخ « الكاذب « لموسى ليكف بالء الضفادع فرضخ ..وبرغم موت الضفادع نكث فرعون عهده ،ودخل وقومه دهاليز عذابات دنيوية من البعوض إلي الذباب إلى موت المواشي والغبار والمطر والبرد وأسراب جراد وظالم دامس مدلهم « ليل طويل طويل طويل»، وضربة قاسمة أماتت األبكار ،وأجبرت الفرعون على الرضوخ التام لمطالب « موسى» ،فكان الفصح وكان الخروج ألكثر من «»14400 إنسان يقودهم « موسى « باتجاه الخالص!. 138
لحقهم فرعون وأدركهم ،وكان البحر أمامهم وفرعون وجنودهم ورائهم واليقين الحق لنبي مخلص معهم وبين ظهرانيهم ،فشق « موسى « البحر ومنحهم النجاة ومنح فرعون وجنوده الغرق بيوم عاشوراء « 1224قبل الميالد» ،ورغم نجاة بنو إسرائيل وبلوغهم مأمنهم على شاطئ بحر يقابله شاطئ آخر قذفت عليه جثة الفرعون « رمسيس الثاني» ..إال أن لعقدهم تجليات سرعان ما أفضت بهم إلى تيه عظيم وطويل!!..
نجا بنو إسرائيل من فرعون وعلقوا بشباك « السامري « وغوايته، بعدما غاب عنهم « موسى « أربعين ليلة ،فرجعوا لعبادة عجل من ذهب ،ولقوا غضب نبيهم وغضب الله ،وساروا مكللين بالخزي، حتى اشرفوا على الكنعانيين بأرضهم فبعثوا أثنى عشر نقي ًبا ليأتوا بخبر سكان المدينة ويتجسسوا ،فلقيهم من الجبارين « عوج بن عناق « ولم يخرجوا من عنده أحياء إال برجاء زوجته ..وعادوا إلى قومهم منكسرين وجلين ،وألقوا في قلوبهم الرعب وأخافوهم من قتال الجبارين فقعدوا ،وقالوا لنبيهم « موسى « لن نقاتل معك فأغضبوه فدعا عليهم بالتيه ..وتاهوا بأرض سيناء أربعين عام!!..
مات في التيه « موسى /عليه السالم» ..يقولون ـ كان يمشي مع فتاه « يوشع بن نون « فأقبلت عليهم ريح سوداء أخافت « يوشع « واستلت « موسى « من قميصه وأخذته ،ولم يبقى مع « يوشع « إال قميص النبي ،الذي دفع بني إسرائيل للشك فيه واتهامه بقتل « موسى»، لوال أن عرفهم الله أنه رفع « موسى /عليه السالم» وأماته!! .. 139
أعوام التيه أخذت بني إسرائيل واحدً ا تلو اآلخر ..وأخذت « هارون « وعدد من النقباء ..ولقد أخذ التيه أنفس جيل ً كامل ،عاش بمصر وعايش الذل وانكسر آالف المرات تحت سياط المهانة وتجرع العبودية واتقنها حد التوحد ،جيل عاجز عن التغيير مرهون لعقائد و نستالوجيات مقيدة ومجرثمة بالعجز والقصور ،مشدودة لذاكرة زمن الضعف والذل والدونية والخنوع إلرادة اآلخر القوى المتجبر!!.. التائهون ..اختاروا مصيرهم وشكلوا مستقبلهم وفق معطيات ومعارف وادراكات مرتكزة إلي وجودهم السابق كعبيد مستباحين ونسائهم من الفرعون وأمته ..وبرغم وجود « موسى /المخلص « ومعايشتهم له ،ورؤيتهم للمعجزات الواحدة تلو األخرى ،وبرغم تأييد الله المتجلي وسطوع الحقيقة ،إال أن ظالمهم الداخلي وشخصياتهم المهزوزة المسكونة والمؤسسة على الضعف ،وعقد النقص التي كانت تحركهم وتدفعهم إلى مقاومة التغيير وقبوله ومساكنته ،جعلتهم يركنون الي مصير الضعفاء ويقنعون بالتيه في الصحراء ،ويعيشون «موتى وجود « يتوسلون من نبيهم الذي كان قائد خالصهم وزعيم رحلتهم األكل والشرب ،ومقتضيات حياة الدواب بعدما رفضوا حياة اإلنسان والحرية الواعية ،وامتنعوا عن قبول وجودهم الجديد انحيازا إلي وجودهم القديم!.. ً ماذا حدث!!..؟ ولماذا!..؟
المدمنون لفرعنة الفرعون والمرهونون للضعف من بني إسرائيل لم يستوعبوا حضور « موسى /المخلص» ،ولم يكونوا بمستوى 140
التغيير الذي أحدثه حضوره ك « نبي» ،تدعمه قوة إلهية تفوق قوة قهرا» ،وقيدتهم رواسب نشأتهم في الفرعون « إله الضعفاء المتجسد ً بيئة مذلة ،ووراثتهم للضعف والفقر والعبودية ،وفقدهم لبواعث قوى التغيير وصناعته ،ولم يمتلكوا وعي يمكنهم من تلقف المعجزات وأخذها والتحزب لها ،بشكل يحدث في ذواتهم تغيير داخلي « نفساني» ،ويستبدل قناعاتهم وأنماط تفكيرهم الضعيفة « وليدة حياة الضعف « بقناعات جديدة باعثة للقوة تناسب التغيير وتماشي مراحله وتستكمله لتحقيق أهدافه السامية!!..
المخلص « موسى /عليه السالم « لم يكن منتم ًيا إلي بيئة الضعف التي ألفها بنو إسرائيل ،كان المنتم ًيا لنمط أفكارهم وقناعاتهم وليست به ذات رواسب عبوديتهم ،ولعل اختالف بيئة نشأته وتفاصيل حياته بكنف الفرعون ،والتركيب المتجانس لشخصيته وتآلف قوته الجسدية وسمرته وقوته النفسية ونقاء سريرته ،وهروبه واغترابه في «مدين».. وكذا قوة تجربته الروحانية في «واد طوى» ،صقلته وأهلته بمنة من الله واختيار وتأييد لمواجهة الفرعون وإحداث التغيير بجماعة أدمنت الضعف واستطابت العبودية « 430سنة»!..
« موسى « فكر ًيا ينتمي إلي الفرعون ،وجين ًيا ينتمي إلي اإلسرائيليين الضعفاء العبيد!..
الفرعون رأى في « موسى « ند وعدو مكافئ ،المتالكه السحر « قوة الفراعنة « وبراعته بالكيمياء ،فالتزم اتجاهه بمواجهة صريحة وندية مضادة بطريقة ما ..ورأى اإلسرائيليون العبيد « موسى « مجرد عبد « 141
مختلف ً قليل « يفوقهم بأشياء ،ولكنه ينتمي إليهم ويتساوى معهم في المنزلة ،ولم يكونوا أصحاب مشروع مضاد لعبوديتهم ،وال راغبين في تغيير واقعهم المعتاد والموروث والمؤدلج منذ عقود طويلة، مما أجبرهم وساقهم التخاذ موقف سلبي اتجاهه والتعلق به كأمل ضعيف لم ينل االقتناع الكافي ليوطن بهم الحماسة ويحملهم على مجاراة الخوارق والمعجزات اإللهية ،التي جاءت على يد « موسى « أو بعصاه لصالحهم!!... « موسى « رجل أحيا أمة ميتة ..ولكنها ظلت طريحة فراش الموت برغبتها فماتت وجود ًيا!!..
عاجزا روح ًيا ونفس ًيا عن تلقف جيل الخروج اإلسرائيلي كان ً عطاءات الله ومنحه الجزيلة ،وكان ممان ًعا للتغيير ومقاو ًما له ..وظل متمسكًا بخنوعه وذله حتى نال غضب الله وعقابه ومات وأمات نبيه المخلص بالتيه ..جيل جعل من خالصه متاهة ونهاية وجود ونهاية تاريخ فعلية ..ولكن!!..
الجيل التائه فقد تواصله مع الزمن ،ووقف على تخوم ذاكرة العبودية ملئ بالعقد النفسية محطم ،وكان معزول حضار ًيا مفرغ من الوجود القيمي في بيئة قاحلة عاجزة عن كل شيء عدا التأمل والروحانية واليأس ،بيئة طبيعية واجتماعية قاسية مليئة بموجبات الخلق األسطوري والكفر بالسلف المنعدم والبحث عن ثقوب األمل لعبور التيه إلي الحياة والوجود ..بيئة كانت محورها وثقافتها وقوتها « موسى « وتوراته!!.. 142
التائهون لم يفعلوا شيئ عدا حفظ تعاليم « موسى « وتحريفها بصياغتها وفق أمانيهم وتحت سلطان عقدهم ونرجسيتهم الساذجة ومن منطلق حقدهم على ماضيهم ومضطهديهم ،فترسخت في األذهان ثقافة الوحدة واالنعزال والتضخم الوجودي وأشياء مرضية طوعا كثيرة ،صارت مع الزمن هوية ألولئك التائهون في سيناء ً واختيارا بعدما خالفوا أمر نبيهم وجحدوا عطاء الله ومنته!.. ً جيل ما بعد التائهون لم يجد ما يتلقفه سوى أحاديث أسطورية عن العناءات والمعجزات وهوية مجتمعية مفخخة بالعداء لآلخر الغير منتمي ،إن هذه البذرة األيدلوجية السيكولوجية الفاسدة صنعت المستقبل ودامت فيه حتى اليوم!!..
مات جيل التيه وجاء جيل آخر قادر على صناعة التغيير وتحقيق أهداف «موسى /زعيم الخالص» ..جيل إسرائيلي منعزل مشحون بطاقات العداء وناقم على وجوده البائس في صحاري التيه ،جيل يريد الخالص ومستعد نفس ًيا وروح ًيا لدفع ثمن تذاكره وصعود مراكبه باتجاه األمل والحياة ،جيل لم تكن له نستالوجية مرضية أو ذاكرة مسيجة بأسالك العبودية منتصبة لتلقي سياط القهر واإلذالل ،ومتجرد من مخاوف الوقوع بالحرية والءات الوجود الحقيقي ..جيل هويته مقولبة في قناعات وطقوس الوجود الضروري على حساب وجود اآلخر وفوقه ،وبدعاوى االنتماء لله والتمثيل إلرادته واالصطفاء منه بشواهد ودالئل ماضية فصلت عن زمنها وجذورها وسكبت بقوالب حاضر مستمر إلضفاء الشرعية على أسس هوية ذاك الجيل القوي 143
العابر للتيه مكان ًيا ونفس ًيا الملتحف بشريعة « موسى» والتوراة « الدين « والمتدثر باالنتماء إلي الله!!...
أؤلئك العابرون للتيه دخلوا األرض المقدسة ،وأسسوا دولتهم الدينية وقيدوا الجميع إلي توراتهم وأجبروهم على قبولها كمنهج حياة وقانون ..وبرعوا بالتقادم في صقل هويتهم ،وفرضها ونجحوا في تكوين نخب متسلطة ومتحدثة بالتوراة في آناء الجزاء والعقاب.. حتى صارت لهم مرجعيات دينية وحاخامات وكنيست تقدس وتقدس رواده منطق ًيا ،وصار للتوراة حجاب ول « موسى « ورثة ولشريعته مشرعين ،فحكمتهم تفاصيل هويتهم وطقوسهم وأكاذيبهم بممارسة موجباتها حتى ضد ضعاف وفقراء الشعب اليهودي ،وخاضوا مراحل تجارب ومعارك بناء الدولة مع داوود وسليمان « عليهما السالم»!! .. رغم دخول روما لمسرح الوجود وقضائها على دولة اليهود، ظل اليهود بداخلها بهويتهم وتحت سلطة حاخاماتهم وكنيستهم.. وازدادوا تمسكًا بجوهر عدائهم لآلخر المختلف والغير منتمي لشريعتهم!!..
عقد التفوق التي امتاز بها اليهود مذ عبروا التيه بتوراتهم وعيشهم وسط اآلخر ،أنتج ثقافة البغضاء وفكر العنف واالزدراء ودعم النرجسية ووطن للعزلة الفكرية وممانعة الحوار أو مراجعة التابوهات واألفكار المقدسة بالوراثة ،وأنتج أفظع تصور عن اآلخر المختلف « المسخ « عدو اليهود أي عدو الله ،والمباح للقتل واالغتصاب والتعذيب والمحروم من الحقوق والمساواة لفقدانه 144
االنتماء البيولوجي إلسرائيل والعقائدي لشريعة « موسى» ..هذه كانت أولى بذور وتجليات الـ« داعشلوجيا « في الزمن القديم!!...
بعد « موسى /عليه السالم « وفي شعب اليهود وباألرض المقدسة وعلى فترة منه قد تقارب « 1220الي 1400سنة « بعث « عيسى ابن مصححا لشريعة « مريم /عليهما السالم» ..جاء « عيسى المسيح « ً موسى « التي عبثت بها أجيال اليهود المتعاقبة وحولت توارتها إلي سفر هوية دنيوية! ..
حضر « عيسى « فاستقبله الداعشلوجيون اليهود ،وقاوموا بهويتهم وقواهم التغيير الذي جاء به « عيسى المسيح» ..ووقعوا بذات عقد أسالفهم التائهون القدامى ،وعجزوا فكر ًيا وروح ًيا عن استيعاب وجود «عيسى المسيح» المخلص لهم من شيطنتهم المتلبسة بالقداسة!!..
لقد كان على « عيسى /عليه السالم « أن يواجه فكر مفخخ بالنرجسية والعنف والعداء المدعي للقداسة في مجتمع خانع وخاضع وداجن ومصفح ضد الحوار ..واجه فئة « داعشلوجية « متسلطة ومتحالفة مع القوى السيادية المتمثلة في روما!!!..
145
داع�شلوجيو اليهود حاكموا الم�سيح.. با�سم ال�شريعة وبمباركة روما!!!... نسف حقائق التقادم ،وإعادة هندسة التاريخ من وجهة نظر
المهزوم ،أو تجريد المنتصر من هاالته الغير مؤكدة يعد عمل جنوني ونزق غير محمود ،ولكنه مطلب ضروري وهدف خفي لكل تغيير
حدث مذ كانت الخليقة إلي يوم البعث!!..
كل الثورات « المحمودة والمذمومة « تمثل حاالت قلب لطاولة
الواقع بشكل مميز!..
كانت األجيال الوارثة لشريعة «موسى /عليه السالم « تحكم
قبضتها على الرقاب بعدما خاضت حروب التأسيس وصاغت هويتها
على مدى قرون طويلة ،وعاشت فترات متناوبة بين الرخاء والعسر، وبين القوة والضعف ،وبين صعود وهبوط كعادة الدول ..وقد ساهم
الزمن واالنغالق الثقافي لقدماء اليهود في ترسيخ أيدلوجيات العداء
لآلخر والعنف كوسيلة للبقاء والتعبير عن الوجود!.. 147
بعد زمن ..وبعدما أصبحت اليهودية هوية والعنف والعداء منهج، جاءت « مريم بنت عمران « عالمة فارقة في زمن ومكان متخم بالمرارات والعقد والهوس ،ومسكون باضطرابات ورفض معلن للنبي « زكريا /عليه السالم» ،وجهابذة نفاق مدثرون بشريعة وتوراة « موسى « التي حرفوها ،وأخرجوها بعد سني تيههم بصيغة مطابقة لهواجسهم ورؤاهم وعقدهم!..
جاءت « مريم « وكفلها « زكريا « وأحاط بهم العداء واألعداء من بني إسرائيل ..وظلت سنوات طويلة عاكفة على محبة ربها وعبادته، فلما جاءتها البشارة وحبلت ازداد عداء اليهود لها واتهموها بالبغي، ولكنها ظلت صابرة حتى أتمت حملها ووضعت « المسيح /عليه السالم « وسط غضب واحتقان اليهود وحنقهم!.. يعلم اليهود جيدً ا حقيقة « المسيح « وقدومه ،ولكنهم بعدما مات عنهم « موسى « بالتيه ،وقادهم « يوشع « إلي بيت المقدس وأسسوا دولتهم ،وصارت للكهان واألحبار والمعبد سلطة موازية ومشاركة لسلطة قيصر روما ،لم يشاءوا أو يرغبوا بقدوم نبي جديد مصحح لشريعة « موسى» ،وبعدما أحاطوا حياتهم بالطقوس والتابوهات وانغمسوا في الرذيلة والفساد بات وجودهم وهويتهم كأمة مصاغة وفق التعاليم المحرفة ال يحتمل أي تغيير أو تصويب!. مجتمع اليهود الذي استقبل « المسيح « موسوم بثقافات العنف والعداء ،ومسلح بالخرافات المقدسة التي ترسبت خالل عقود وسنوات امتدت من زمن « موسى « وسني التيه حتى مولد المسيح « 148
1400 1220سنة» ..ولقد كانت والزالت تلك الطقوس والمعارفالتي تأسست على التوراة بعد تحريفها وانبثقت منها ،المنبع األساسي لكل المقدسات والمرجع األول للتاريخ ،ولعل التوراة التي سكب بها يهود جيل التيه وما بعد التيه بعض أمانيهم ورؤاهم وعقدهم حددت توجه الفكر ،وشكلت أهم أنوية األيدلوجيات اإلنسانية وأسست قواعد الالهوت وحكمت نمط وتصور عالقة اإلنسان « المخلوق « بربه « الخالق»!!... بال ريب ..التوراة تمثل الدستور العقائدي األول لجميع الديانات اإلبراهيمية « السماوية» ..ولكن!...
ظهور « المسيح « شكل صدمة ألحبار اليهود ،ودليل إلهي على اقترافهم للرذيلة وتشويههم لشريعة « موسى» ،وابتعادهم عن الله الذي أحسن إليهم وأعزهم ،وأخرجهم من التيه ،ومكن لهم في األرض ،واحتجاج « المسيح « على أفعالهم ومواجهته لهم تم بأمر الله وتأييده ،وكانت حجج المسيح وأفعاله وما جاء به مخيبة لليهود وطاعنة في افتراءاتهم على الله وعلى عباده من عامة الشعب اليهودي ومن األمم األخرى ..فقد أوقع المسيح هزائم عقائدية كبيرة بأحبار وكهان معبد اليهود ،وسلبهم قداستهم الزائفة واحدث تغيير كبيير في مجتمعهم وسحب من تحت أرجلهم بساط السلطة!!... كان « المسيح « عطو ًفا مح ًبا للخلق منتم ًيا إلي البسطاء والمطحونين داخل مجتمع اليهود ،وكانت عالنيته وصدق قوله وبيان حججه ومعجزاته قاهرة لمكائد األحبار ومفحمة لهم ،وكانت منقذة للبسطاء 149
من سياط الكهنة ومحاكمهم بشكل جمع على « المسيح « العديد من المريدين واألحباء ،وحشد له األعداء والمعارضين من أحبار معبد اليهود وخدامهم ،وباتت معركة السلطة محتمة على ساحة المعتقد والشريعة بدوافع ومحركات وجودية للطرفين ،فانتصر المسيح بالسالم في مواقف ومواقع كثيرة ،ودخل معبد اليهود يقود الجموع الهاتفة بسلطانه ،فطرد الذين يبيعون ويشترون داخل المعبد وقلب مناضد صيارفة النقود وهز مجتمع اليهود بهذا االنتصار الكبير!..
الداعشلوجيا المفترسة بكامل عتادها كانت متوثبة ومعدة لإليقاع بالمسيح ومحاصرته وإدانته ،والداعشلوجيون من أحبار وكهان معبد اليهود يتقنون صناعة الوهم وتزييف الحقائق ومدربون على التحالف مع أي شيطان يضمن لهم تحقيق أهدافهم ويمدهم بما يقهر عدوهم.. وكانت حقيقة الداعشلوجيا تتجلى كسموم ومضادات قاتلة للحقيقة ومناصرة للظالم ومعول هدم منهجها العنف واإلقصاء!...
احتشد أعداء المسيح الداعشلوجيون وصادقتهم وحالفتهم الخيانة وانضم لهم الغاسقون ..واعد كل شيء للقضاء على المسيح وطمس النور ومكافحة الحقيقة واالنتصار للخداع ،وتحتم على الطرفين « المسيح والداعشلوجيون « خوض معركة أخيرةً ، كل وفق قناعاته ومعتقداته ويقينه!.. افتتحت خيانة « يهوذا اإلسخريوطي « المعركة فوشى بالمسيح مقابل ثالثين قطعة فضية ،ودلهم عليه واخذ أحبار اليهود وخدامهم وجند الرومان إلى البستان وبقبلة سلمه لهم ،وكان كل شيئ معد 150
إلدانة المسيح من قبل الداعشلوجيون في محكمة صورية رخيصة غير نزيهة محشوة بكل ُبنى ومفردات الداعشلوجيا الملوثة ،وبعد ضرب المسيح في البستان من قبل متعصب متشيطن أخذوه مقيدً ا إلي كهنتهم « حنانيا وقيافا « فحكموا عليه بالموت كعادة الداعشلوجيون ،وألنه اآلخر والمعارض والمختلف لمبادئهم ورؤاهم كانوا مجتهدين في إقصائه والقضاء عليه ،فحاكموه بعد منتصف الليل رغم مخالفة ذلك لعقائدهم وطقوسهم ،واقروا بتجديفه على الله ،وكان وفق شريعتهم المحرفة كذلك ،ألنهم لم يصدقوا نبوته ولم يؤمنوا برسالته ولم يقنعوا بمعجزاته ،كانوا صما ال يبصرون مسلحون بالظالم في وجه النور وبالعنف في وجه ً السالم وبالضالل والزيف ضد الحق والحقيقة!.. إسقاط موقف كهان اليهود وأحبار « السنهدرين /مجمع أحبار اليهود « على واقع اليوم ،وتفحص تفاصيل مكائدهم ومواقفهم يوضح لجوء أصحاب عقيدة العنف ومنهج اإلقصاء األعمى على التجاهل الكامل لمبادئ شرائع الله ،وتغافلهم عن أي حق أو حقيقة ال تطابق أهوائهم وال تنبثق من معتقداتهم أو تالئم تفاسيرهم ،فاإلدانة للجميع تنبع من رؤى وقناعات الداعشلوجيون وال تحتاج الي منطق، ومحاكماتهم وإداناتهم تنطلق وتعمل وتجري وتتم في الظالم المادي والمعنوي ،فوراثة الظالم مسألة وجودية للداعشلوجيون عبر الزمن والحضارات!!.. يجب أن نركن لحقائق أساسية ومطلقة ..وكما أن سراج النور 151
ومنبع الديانات واحد فإن ما يحدث من تشويه للمعتقدات وما يطرأ على مناهجها متناقل ومتوارث ال يمكن تجاهل ارتباطه واستمراره في األمم ..ولعل الداعشلوجيا « بجميع تفاصيلها « تعد مرحلة عمرية أو حضارية للعقائد تمر بها األمم في فصل أو موسم فكري وجودي محدد!!! ..
أراد داعشلوجيو اليهود تجريم المسيح أمام سلطات الرومان فاتهموه بمنع إعطاء الجزية لقيصر روما ،وانه يعتقد أنه ملك اليهود ويشكل تهديد لسلطة روما ،وصاحوا أمام الحاكم الروماني « بيالطس « مطالبين بصلبه ،ودفعوه إلي الموافقة وتحقيق مطلبهم بعدما اصدر بحقه أحبارهم حكم الموت ،واتفقوا على أن هالك رجل واحد من الشعب أفضل هالك األمة ..هذا ألنهم رأوا في وجودهم وبقاء سلطتهم بقاء األمة!..
صباحا المحاكمات الست التي تمت بحق المسيح بعد الثانية ً وقبل منتصف اليوم وإدانته ،هدفت لمنع نور الحقيقة من التسرب إلي قلوب العوام وسعت جاهدة لقتل التغيير والتصحيح واغتياله في المسيح ،بعدما رصدوا له صفات اآلخر المناقض المخرب عدو األمة ..وصار هذا ديدن الداعشلوجيا مذ ذاك الحين!..
الوهم والتلوث العقائدي الذي أسس له ورسخ جيل اليهود الخارج من التيه ،وأدلجة شعب اليهود وكل من اعتنق ديانة « موسى « عليه ،كان والزال يشكل محرك المعارك العقائدية والحروب المقدسة المعلنة باسم الدين ..والزلنا حتى اليوم نشعر بظالل أحبار « 152
السنهدرين «الذين حاكموا المسيح ،والزال لإلسخريوطي ولبيالطس ورثة يفعلون فعلهم ويخوضون معركتهم!!...
أحداث محاكمة « المسيح « الدينية التي أقامها األحبار والكهان وخدامهم تجاوزت المكان ،وعبرت الزمان،وألقت بظاللها على العالم ،وقد انتقل تأثيرها سري ًعا مع الحواريين إلي أمكان كثيرة، وحضور الليبيون لذاك الحدث الرهيب عالمة فارقة في التاريخ، فوجود «مرقس وسمعان « أبناء قورينا ،ومشاركة « سمعان القوريني « في حمل صليب المسيح يدلل على وجود الليبيون وتالحمهم مع ذاك المجتمع الذي ظهر فيه المسيح ،وهي حقيقة وارفة ألقت بظاللها على ارض ليبيا ودست تأثيراتها في فكر المنطقة المحيطة بالقدس!!... اعتقد أن محاكمات المسيح تمثل جزء أساسي من الداعشلوجيا الغازية لألمم ..وأن رواسبها تسربت عبر الفكر والزمن ووجدت لها ورثة مهيأين ومتحفزون لحمل أعبائها والقتال باسمها وتحت شعاراتها وراياتها ..وكان المسيحيون ورثتها الالحقون لمؤسسيها من بني إسرائيل!!...
153
الداع�شلوجيا في محاكم التفتي�ش اإلنسانية ينالها التآكل ،ويغطيها الصدأ عنوة!!...
مات آخر األنبياء ودفن ..ومات من قبله أنبياء كثر وصديقين وقديسون ،والزال الموت يقتات األنفس الطاهرة بلذة مربكة، ويقتات األنفس النجسة بلذة مربكة أخرى ..والزالت األعين تجحظ وتغرورق بالدموع وأعين أخرى تنافق وتشم البصل الستدرار دموعها إمعانًا في النفاق أو ربما إتقانًا للتمثيل وتطبي ًقا لحبكة المخرج الخفي!!... أبناء آدم ليسوا طيبون ،وال هم أطهار وال أبرار ،وليسوا روا ًدا صادقون وأوفياء للرحمة!.. ٍ موقف ال يحسد عليه قد يكون آدم « أبونا « العاقل ،قد تورط في « بعدما عرف اللذة « وتزوج من « ليليث « ً فعل ،وأنجب منها أخوة لنا أو أنجبنا منها ،وأصبح هنالك شياطين أبالسة وشياطين آدميون « شياطين جن وشياطين أنس» ،وامتهنوا وفق ما تحمل سالسل وأغالل 155
الـ« ،»DNAالتي ورثوها أفعال الشيطنة ،وحافظوا على مواصفاتهم والتزموا ال إراد ًيا بكتالوجاتهم األصلية!.. العقيدة تقتل وكذا الحب « لفظ سقط عمدً ا»!!!...
أبناء آدم منحرفون « إال ما نذر « ومحرفون للحقائق ،وبارعون جدً ا في التضليل ،وعمالة مؤهلة ورخيصة لممارسة الضالل وتشريعه.. ويكاد يكون أؤلئك المتشيطنون الذين اضطهدوا المسيح «عليه السالم» ،وأذاقوا « مريم العذراء « ويالت القهر وجرعوا «زكريا وابنه يحي /يوحنا» مرارة العيش الموت ..رواد ومبتكري أساليب حرب العقيدة بالعقيدة المضادة ،ومهندسو خطط حرب ومكافحة عقائد الحقيقة الكبرى بعقائد الحقائق الصغرى المعقلنة أو المهضومة بالعادة والتآلف والمساكنة!!..
صدقوا ..أن الحقيقة هي الفقيد األكبر في هذه الحياة ..وثقوا.. أن الحياة دائرة مغلقة تبدأ بنقطة وتنتهي عند ذات النقطة ..والمتفوق فيها من يظل مكانه متمت ًعا بجهالته أو فطريته إلي أقصى حد!..
قديما أقنع أحبار اليهود بال» سنهدرين « في القدس الرومان ً وبسطاء اليهود أن المسيح جدف على الله ،وأن الكلمة الطاهرة التي ألقاها اإلله برحم «مريم بنت عمران « خالف شريعة « موسى « وتطاول على القيصر ،واجترحوا بحقه من القول والفعل ما يذهل الحجر األصم ،وهتفت ورائهم الجموع آنذاك وصنعوا ما أرادوا، وعادوا مكللين بالفخار منتصرين في معركتهم ،وصاحوا كالديوك على دمناتهم ،وواصلوا الصيحات لعقود وأزمان وأجيال حتى بات 156
صياحهم عقيدة متوارثة ومقدسة ومحصنة وسد ورائها ألف باب وباب!.. ً تلميذا ،تشتتوا بأقطار األرض وفروا كان مع المسيح أثنى عشر بعقيدتهم من أتون االضطهاد اليهودي والروماني ،وتحولوا إلي طرائد ضعيفة تطاردها ظالل الخوف ،وتدل عليهم أصابع الليل ،وتشي بهم غمازات الشمس في الصباح!..
ما كان لحواريي المسيح رفع أعباء العقيدة والتبشير لوال عناية الله وفتحه ،فقد كان الحواريون بسطاء وغرباء ،ال سبيل لهم وال قدرة على مواجهة اضطهاد أحبار اليهود ،فقد كانوا (أناس الطريق) كما وصفهم أعدائهم اليهود الفريسيين ،ولم يكن أمامهم سوى الفرار ومغادرة « القدس « طل ًبا للنجاة بأبدانهم من العذابات والصلب والقتل!! ..
االنتقال الرهيب من عداء المسيحيين ومطاردتهم ورجمهم إلي مناصرتهم ورفع عقيدتهم الذي حدث مع « شاؤول الطرسوسي / بولس « أحدث تغيير كبير في المسيحية ،وأمدها بزخم استثنائي ونشرها وسط أمم أخرى بعدما كانت حبيسة اليهود ،وجعل عبر رسائله منهج لعقيدة المسيح سرعان ما تطور ،واستقطب األنصار واألتباع من بقاع الدنيا ،وتحولت أقوال المسيح ووصاياه إلي قراطيس تتناقلها األيدي ويهتف بها دعاة المسيحية في المدائن وقرى األرياف!!.. همسا وفي هتاف الدعوة للمسيحية كان خافتًا ،ويعبر األنفس ً 157
الخفاء خو ًفا من االضطهاد اليهودي واالضطهاد الروماني ،فأوائل المسيحيون ظلوا طوال قرون ضحايا لالضطهاد والعداء ،فكان اليهود جمي ًعا أعداء معتقد وشريعة ،وكان الرومان أعداء معتقد وسلطة ،فوقع المسيح وتالميذه ضحايا للعداء اليهودي ،وظل أتباع المسيحية ضحايا و طرائد للرومان ،فاتهمهم اإلمبراطور « نيرون « بإحراق روما « 97م» ،وعذبهم وزج بهم في الحلبات بعدما ألبسوا جلود الحيوانات لتمزقهم األسود والكالب ،وطاردهم اإلمبراطور « تراجان « وأمر بقتلهم وإعدامهم بطرق وأساليب وحشية!!...
البواعث الفكرية لما نال المسيحيون من اضطهاد وتشريد وإعدامات جماعية وحرق وتقديمهم كقرابين لآللهة الرومانية الوثنية ،كان ورائها فكر إقصائي مشوه مدعم بالعنف ومشدو ًدا إلي نزعات معتقدية مصلدة ضد النقض أو التصحيح أو االنفتاح، وممتهنو العنف من سلطويي الشرائع أو الحكام درجوا على ازدراء المجددين واتخذوا من عقائدهم الموروثة وسائل ترسيخ لمبادئهم ومنطلقات أساسية ألفعالهم الموسومة بالعنف ،فاكتست أزمان طويلة عقب ظهور المسيح بحملة أنماط مزامنة من الداعشلوجيا ووجهوها باسم العقيدة الموروثة إلي رواد التغيير في زمانهم ومكانهم!... ظلت عقيدة المسيح مطاردة ومشردة طيلة ثالثة قرون ،وحينما صدر مرسوم «ميالنو ـ 313م» ..واعتنق اإلمبراطور الروماني « 158
قسطنطين « المسيحية وجعل السلطات الرومانية تتعامل بحياد مع شؤون العبادة ،فأتيحت للمسيحية وأتباعها فرصة العلن والترسخ كعقيدة بديلة للوثنية التي سادت إمبراطورية الرومان ،إال أن المسيحية لم تنل ح ًظا ولم تجد ً سبيل في األوساط اليهودية.بل ظلت مطاردة بالنمط الداعشلوجي اليهودي ،وملعونة من قبل أعداء المسيح األوائل ،واستطاعت المسيحية أن تقهر الوثنية وتقصيها ،وتصبح الديانة الرسمية لإلمبراطورية الرومانية في عهد (ثاوذو سيوس)، والتحمت مذ ذاك العهد بسلطات الحكم وصارت مكملة لها وأداة سياسية بيدها ،وقد أقيمت كنيسة القيامة في القدس و كنيسة « آجيا صوفيا «في القسطنطينية بأمر السلطات التي حاكمت المسيح / عليه السالم!!...
تعملق المسيحية وسطوعها لم يفلح في القضاء على اليهودية، وبرغم االضطهاد الذي نال المسيح وأتباع عقيدته من اليهود على مر أزمان ،لم تحدث معارك أو نزاعات شرائعية تحت رايات مسيحية ضد أتباع اليهودية ،ولكن ظهور اإلسالم في شبه جزيرة العرب ونبوة عربي من نسل «إسماعيل بن إبراهيم « لم يرق ً سبيل لليهود ،ولم يرق للمسيحيين ،واتخذ التصحيح للشرائع مختل ًفا ،وجابهه دواعش مصلدين بالشرائع السابقة بعد العبث بها وتطويعها!!... ظهور اإلسالم ومواجهته العلنية والسريعة من قبل عبدة األصنام، وتعرض النبي « محمد /عليه السالم « لألذى والتهجير ومقاتلته 159
وأتباعه في معارك محشوة بالجاهلية والسلطوية ،مثلت مفتتح لصدامات عميقة من قبل أعداء متنوعين ومتقاربين أو متوافقين في داعشلوجيتهم المظلمة ،وإن اختلفت ذرائعهم أو عقائدهم أو ألسنتهم وأمكنتهم وانتماءاتهم!!...
إن أوضح صورة وأكثر حاالت الداعشلوجيا تجلي التي واجهها أتباع اإلسالم تمثلت في حقبة محاكم التفتيش اإلسبانية في القرن السادس عشر ،وكان البكاء المخزي ل «أبو عبد الله الصغير» بعدما سلم غرناطة للقشتاليين « 1492م « صافرة البداية إلطالق أيدي الداعشلوجيين المسيحيين ،لتبتكر وترتكب أشنع المجازر ،وتوطن لمسيرة إذالل مريعة تحت ذرائع العقيدة وتحت مسمى الحرب المقدسة ومباركة البابا وزعامة الملكيين القشتاليين «فرناندو وايزابيال» ،وقد كانت خسارة المسلمين لحكم الممالك األندلسية بداية خروج اإلسالم الحقيقية من إسبانيا!!..
كانت أكاذيب التسامح واالحترام تتالشى يو ًما بعد يوم أمام واقع يواجهها بالبغض واالزدراء وبميراث كبير من الكراهية والمناقضة، وكان مسلمو إسبانيا يتحركون باتجاه الفناء بسالسة مريبة ،فازدادت ضغوط وإمالءات الفئة الغالبة ،وأضحوا طرائد ضعيفة لمحاكم التفتيش التي ُأقيمت في القرن الثاني عشر بأمر الكنيسة الكاثوليكية ووجهت ضد « الكاثاريين « وطالت بأمر الملكة « إيزابيال1477 -م « اليهود المتحولين إلي المسيحية طم ًعا في أموالهم ،والتي صارت غنائم وأمالك تابعة للكنيسة الكاثوليكية بعدما تحولت إسبانيا إلي 160
مملكة دينية مسيحية كاثوليكية ،لسلطات الكنيسة اليد الطولى واألمر األول والفصل في كل أمر ٍ وحين!!!...
انتهت الكنيسة الكاثوليكية ورهبانها من اليهود المتحولين إلي المسيحية ،وبدأت حملتها األكبر واألشنع ضد المسلمين، فشرعت في تضييق الخناق عليهم وأصدر الملك الكاثوليكي مرسو ًما يقضي بإجبار المسلمين على التنصر ،وبدأت بأسلوب دراماتيكي تنمو ثقافة العداء المفخخة باأللفاظ واألوصاف المهينة والمحبطة ،فوصف المسيحيون وأبنائهم الذين اعتنقوا اإلسالم بال « علوج» ،وأصبح جموع المسلمين الذين انضموا تحت األلوية النصرانية وحافظوا على شرائعهم يسمون «بالمدجنين» ،وقد منعوا من تداول اللغة العربية وأحرقت كتبهم ومكتباتهم ،وفرضت عليهم في مملكة قشتالة اإلقامة بأحياء خاصة وارتداء مالبس تحمل عالمات مميزة ،وألغيت تراخيص حمل السالح التي بحوزتهم ،ومنع مدجنو غرناطة من حق شراء األراضي بسهولها ،واستمر ت المواجهة صماء بين مملكة إسبانيا الكاثوليكية وبين من كانوا مسلمين وصاروا مدجنين ثم موريسكيين!!... المسيحية التي عانت االضطهاد وظل أتباعها األوائل مطاردون من حملة مناهج الداعشلوجيا من أتباع روما الوثنية ومن أتباع «السنهدرين» اليهود ،استطاعت خالل قرون إفراز داعشلوجيون مسيحيون ،جعلوا من عقيدتهم وكنيستهم وصليبهم وسائل إذالل 161
وتشريد لمعتنقي عقيدة « محمد /عليه السالم « التي جاءت لتصحح ما اقترفوا من أخطاء بحق شريعة المسيح!!..
دائرة الحياة المقفلة تتناظر فيها المحطات وتتوافق فيها النقاط وتتقارب علي محيطها األحداث ..واختالفات التفاصيل أو العلل يعبر عن تجسيد متزامن مع واقعه ألفكار أو رؤى أصيلة ،قد تكون أسسها أو مساربها وإشراقاتها متمكنة من طبيعة اإلنسان أو متداخلة فيه منذ البدء!!..
162
الجيل الداع�شلوجي الثالث ...والأخير!!... الزمن واآلفات ..رديفان عاركهما اإلنسان مذ جاء وكان ..والزال
يعاركهما حتى يخرج من الحياة مدانًا بجهالته وقبح سيرته ،أو شهيدً ا
ألجل مكرمته!!...
لو ..ظل أبناء من طفوا مع « نوح « على اللوح مؤمنين كآبائهم،
لكان للوجود والحياة سيرة أخرى أزكى وأروع وأثمن ...ولكان للفكر اإلنساني توجه مختلف عن المنزلق الخطر التي اتخذه ً سبيل لبلوغ نهاية ،تبدو على كل األصعدة والتوقعات مؤلمة وفظيعة ،فيضع
العلم نبوءات الفيضان أو االنفجار أو االرتطام أو االحتراق خيارات
ختامية ونهايات محتملة لمسكننا األرضي ،وتجزم الشرائع بحدوث القيامة والبعث بزمن فساد ويأس!!...
الداعشلوجيون مكمل أساسي لرحلة اآلدميين على درب
الشرائع ،ووجودهم أو تصدرهم للمشهد الشرائعي مزامن لموسم
التحول والتقول في الشريعة التي يتقولون باسمها ويجلدون 163
بسياطها ،وكما أظهرت اليهودية داعشلوجيوها الذين ترصدوا للمسيح « عيسى « وأمه وحوارييه ،وأشعلوا العنف وأفرجوا عن جينات االفتراس باسم الشريعة بعد « موسى « بحوالي 1400سنة، وافتتحوا الدرب لتلحقهم المسيحية بعدما أسرجت عقول جيل ثاني من الداعشلوجيين وشحذت فيهم االفتراس الصدئ ،وأوكلت لهم مهمة اضطهاد الموريسكيين في إسبانيا ،فابتكروا منهج ومفاهيم ومسميات معجمية مكللة بأشواك العنف والعداء ،وباركت لهم الكنيسة التي لم ترى النور حتى عهد « قسطنطين « بعد عشرة أجيال من المسيح فعلهم وذئبيتهم ،فجسدوا بزعامة « تركيمادا و بيلدا « لوحة داعلوجشية مسيحية المظاهر ،مثلت بعد « 1400سنة « من المسيح نضج فظيع للداعشلوجيا مقنع بمثل المسيحية واإلنجيل ومتكأ على كنيستها!!... تجلي الداعشلوجيتان اليهودية والمسيحية تم بتدرج مراحلي، خالل زمن مهيأ بخامات بنَى الداعشلوجيا ومنطلقاتها وبواعثها وبيئتها الفكرية ،وكما تعهد الزمن بمحتوياته وسكب عوامل التحلل بدرب شريعة « موسى /عليه السالم» ،وأعاد الكرة ثانية مع شريعة « عيسى /عليه السالم» ،جاء بذات العوامل لعيد الكرة وللمرة الثالثة مع شريعة « محمد /عليه السالم» ،ويعلن عن ِ تجل ثالث وموسم أخير للداعشلوجيا المرتدية ألقنعة اإلسالم ..ومكنها من إسراج عقول وضمائر جيل داعشلوجي ثالث ،بعدما تزود وتمنطق وتفقه بذات اإلكسسوارات الداعشلوجية ،لتجسيد لوحة داعشلوجية محمدية 164
المظاهر ،معلنة حلول الموسم الداعشلوجي بعد « 1400سنة « من بعثة نبي العرب الخاتم!!!..
نزول القرآن في مكة حدد موعد الداعشلوجيا األخيرة ،ورغم فقد الضحية وفق النسق التقليدي المعتاد ،وبسبب عدم وجود نبي أو شريعة جديدة ،ابتكر جيل الداعشلوجيون الثالث ضحاياه، وخسف بالجميع في هاوية الكفر ،وأحلل بهم طقوس االفتراس المسند للشريعة المحمدية ،وجعلوا من جاهليتهم واجهة عصرية للشريعة!!!...
« أبو األعلى المودودي « مفتتح الداعشلوجيا المحمدية الفعلي، فبعدما اقتات مخرجات الحركة الديوباندية في الهند ،سعى لمقارعة عدوا معتقدي ،وداف ًعا « المهاتما غاندي « باسم اإلسالم وجعله ً لتأليف كتاب « الجهاد في اإلسالم « ضمن الحراك العام المشحون بالبغضاء والطائفية في الهند ،ونادى بتطبيق الشريعة ،وجعل من اإلسالم مصارع سياسي داخل الحلبات البرلمانية ،وخصص له جماعة وفئة ضيقة تمثله وتتحدث باسم شريعته ،وتصنف بها اآلخر وتدينه ،وجعلها وسيلته التي يعبر بها عن وجوده وشخصيته ،التي درجت على مخاصمة اآلخر ،وتشربت القطيعة والعداء منذ الطفولة، وكان منعه من االلتحاق بالمدارس اإلنجليزية بحجة الشريعة المغايرة أو المناقضة والمكتفية عن ذاك اآلخر،الذي مثلته تلك المدارس، حجر أساس لهيكل الداعشلوجيا الفظيع!!... البيئة الفكرية التي حملت « المودودي « من منطلقات الديوباندية 165
المشتهرة بالتسامح إلي إحياء الجهاد ،كانت مكتظة بمواجهات فردية وجماعية بين أتباع الهندوسية والمسلمين في الهند ،وبزوغ « سوامي شردهانند « وتزعمه لحركة « “حركة إكراه المسلمين على اعتناق الهندوسية” ومقتله ،وحدوث المواجهات المتسمة بالعنف سنة « 1926م» ،أتاح الفرصة لتأسيس حركة مضادة تتوشح باإلسالم وتقترف الفعل باسم الشريعة المحمدية ،فكانت « الجماعة اإلسالمية ـ « 1941السيف الذي أستل لتمثيل الشريعة في ساحات العنف حيث ال شيء عدا الموت!!!...
المواجهة بين الهندوس والمسلمون في الهند كانت تحمل مالمح الداعشلوجيا وتشرب من ينابيعها بشراهة مرعبة ،وكان « قرار الهور « الداعي لتكوين دولة إسالمية مستقلة شرارة البدء لمعركة العقائد الدامية ،التي تساقطت فيها جثث المسلمين والهندوس ،وتزعم مسلميها « محمد علي جناح « ليظفر ب « باكستان /األرض الطاهرة « ويؤسس دولة دينية إسالمية لم تنتهي « المعركة» ،فباكستان تعيش حالة مواجهة وترقب وحرب معتقدية دائمة مع جارتها الهند « دولة الهندوس /غال ًبا» ،وسطوة المؤسسين « المودودي وإقبال وجناح « وتوجههم إلي مشروع الخالفة الزال قائم ورائج ،وقد تجاوز الهند واقتنى تاريخ وثقافة تؤهالنه للتعولم!!!... الفكر الشرقي وفلسفاته المشبعة المتمحورة على الذات أثر على تكوين الفكر اإلسالمي ،وصبغ منهج الفكر ومخرجاته بصباغ شرقية جنوب آسيوية ،جعلت من الجنوب اآلسيوي مرتكز الثقافة 166
« اإلسالموية « ومعسكر عقائدي أثرت ميثولوجيات الشرق القديم في نتاج مفكريه وزعمائه ،فصار للذات وللشخصنة أسبقية ولها تأثير في موضوعات الشريعة ومناهج الفلسفات التتي تتغذي على أصولها!!...
سقط « غاندي « وسط أتون معركة الهندوس والمسلمين ،وسقطت معه آخر أماني الوفاق والتعايش السلمي بين طوائف الهنود ،وصارت العقائد مخرج لألماني وعقبة كأداء في سبيل األمن بذات الوقت والمكان ..وانتشرت أصداء الدعوة للخالفة وتأسس منهج اإلسالم السياسي بالتقارب والتوافق بين رؤى وأطروحات وفتاوى « أبي األعلى المودودي وأبي الحسن الندوي ومحمد طفيل وسيد قطب».. فأصبحوا بالتقادم والتداول مدرسة فكرية ومنهج سياسي وقادة فكر ودعاة حرب مقدسة باسم الشريعة المحمدية ،تجمهرت ألفكارهم األدمغة وتقاطرت على نهجهم الجموع ،وتحولت مواطنهم إلي مدارس ووجهة لمريديهم ومعتنقي مبادئهم وآرائهم!!..
فترة المخاض أو مرحلة التكوين والتنشئة والتربية والتدريب توفرت لها ظروف عنف استثنائية ،فصار ألحداث المواجهات بين الهندوس والمسلمين في الهند ومضاعفاتها ،واألحداث الدموية التي عايشها مسلمو الجنوب اآلسيوي في الصين والفلبين وتايالند وبورما وسيريالنكا واندونيسيا وأفغانستان تاريخ يستشهد به دعاة العنف وأصحاب النزوع الداعشلوجي ،وبات لكل حدث دموي تفسير معتقدي وتأويل معطوف على الشرائع ..وخلف الجيل المؤسس جيل 167
جديد مشبع بالعنف كوسيلة نشر وتعبير وحماية للشريعة ومتدرب على معايشة العنف ومساكنته وتشريعه والتعامل به وامتهانه!!! ..
ال يمكن نكران وجود دعاة السلم بين ظهراني الحركات اإلسالمية الناشئة بالجنوب اآلسيوي ..وإن كان الرواج والتعاطي العالمي لممتهني العنف ومقترفيه قد رسم لإلسالم وللمطالبين بالحقوق والعدالة من معتنقيه صورة دموية مرعبة ،وبات اإلسالم وألسباب كثيرة ال تخلو من دسائس المخابرات وأعداء اإلسالم التقليديين مثال ورمز للعنف عند البسطاء ومقتاتي المعرفة من الوسائل التي أدمنت معاداة كل «محمدي»!!! ..
بعد النضج وتكون السند والمؤسسة ،وبعد اغتيال «أسامة بن الدن» تجلت الداعشلوجيا اإلسالمية ،وباتت خالفة « بن الدن « مشروع خالفة إسالمية ،فقد أضحت هنالك دولة إسالمية افتراضية لها أتباع ومريدين وال ينقصها سوى دار للخالفة ،وأمسى البحث عن ٍ دار للخالفة وخليفة مطل ًبا أساسي ،وسيلة تحقيقه العنف الموجه ألعداء الشريعة المحمدية ،حسب رؤى محتكريها المحملون بأحمال الداعشلوجيا الموروثة!!!... األمريكان واإلنجليز وحلفائهم شركاء أساسيون في تكوين جيل تجلي الداعشلوجيون اإلسالمويون ،وضخ الدماء بعروق الحركات اإلسالمية المحتضنة لفكر العنف مكيدة مخابراتية انقلبت على مصمميها ورعاتها األساسين ،ولعب التوافق الرهيب والمريب مع موعد وموسم الداعشلوجيا ،بعد « 1400سنة « من بعثة نبي العرب 168
دورا أساسي في ما يفعل باسم اإلسالم والشريعة خاتم األنبياء ً المحمدية.!!..
العشرية السوداء في الجزائر ،واألحداث الدموية التي تعيشها منطقة الشرق األوسط تجسد داعشلوجيا الجيل األخير بأقسى صورها ،واالرتكاز على الشريعة لتبرير القتل وانتهاك الحرمات والتعذيب أو القتل والذبح يعد انحراف رهيب في تاريخ اإلسالم ،وإن كان مفتتح التغيير تم تحت شعارات مطلبية وبدعاوى الجوع والحاجة إلي ترسيم الديمقراطية وتوطين العدالة االجتماعية وصيانة كرامة اإلنسان الشرق أوسطي ،إال أن بروز وارتقاء الحركات اإلسالموية والزعماء اإلسالمويين لساللم السلطة السياسية وحيازتهم للحكم، أحدث انحراف وانزالق مرعب في التغيير ،فتحولت صراعات التغيير السياسية إلي حرب مقدسة معلنة باسم الشريعة المحمدية على غير المحمديين أو المحمديين الغير ممتهني للعنف المعارضين لمشروعات اإلسالم السياسي السلطوية الملوثة!!.. تكفير األنظمة وذبح المسحيين وتهجيرهم من العراق أو سوريا بذريعة الشريعة فعل داعشلوجي موروث ،ومقترفي هذا الفعل يشكلون مرحلة أخيرة ونهائية ستفضي بأبناء آدم إلي « ُدهيماء» منتظرة ..وحالة الهرب والحرب التي يمارسها الليبيون منذ سنوات تجسد بطريقة ما “ فتنة األحالس “ التي وصفها النبي ،ويبدو تشبث الداعشلوجيين بالعنف واستمرارهم في تعاطي الحقائق الملوثة خيار تدميري بالنسبة لإلسالم والشريعة المحمدية!!... 169
إن دحرجة الرؤوس على تراب «درنة» بالشرق الليبي أو على شاطئ البحر وهدر الدماء اآلدمية عنوة يدلل على حقيقة انهيار الجناة روح ًيا ،والتشبث بالتعصب وتحميل الشرائع السماوية ما ينافي سنن الله في خلقه يشي بالتشوه القيمي والمعتقدي لرواد هذا الفعل الإلنساني ،ولعل وجهة داعشلوجيو شبة جزيرة العرب المسيطرين على اإلمارات اإلسالمية المعلنة في ليبيا هي مكة ،إذ يسعى الداعشلوجيون إلي إعادة سيناريو الخالفة اإلسالمية ،وينادون بدخول مكة فاتحين وتجديد الفتوحات وتطبيق الشريعة تحت رايتهم وحكمهم!!... نهاية الداعشلوجيا ليست بعيدة ،ولكنها ستكون فظيعة ومكلفة وستحدث تغير قيمي في الحياة البشرية وستفضي بالجميع الي مرحلة بناء جديدة تتعامل مع الشرائع بصرامة أكثر وأكبر!!..
170
صدر في هذه السلسلة 1ـ (قراءات في السلم والحرب) ،عبدالمنعم المحجوب. 2ـ (حبر المنفى) ،عمر الكدي.
3ـ (خاليا نائمة) ،محمود البوسيفي. 4ـ (أوراق تاريخية) ،مختار الجدال.
5ـ (ما وراء الحجاب) ،فتحي بن عيسى. 6ـ (منفى) ،ديوان شعر ـ عمر الكدي.
7ـ (مفهوم القوة في السياسة الدولية) ،خالد الحراري
جو ْك) ،قصائد محكية بلهجة ليبية ،سالم العالم. 8ـ ( َعلى ّ 9ـ (موسوعة الجهل النسبي) ،مقاالت ،الصدِّ يق بودوارة.
10ـ (راهنية التأويل (-)2سؤال الكيان) ،عبد المنعم المحجوب. 11ـ (الدولة البيزنطية في ضوء إصداراتها القانونية) ،خيرية فرج َحفالِش. 12ـ (من الذاكرة) ،حسين نصيب المالكي.
13ـ (اليد الواحدة) ،عبدالباسط أبوبكر محمد. 14ـ (أصحاب المغيب) ،سالم الهنداوي.