مجلة المستقل-العدد الأول

Page 1

‫عبداهلل إلى الرفيـق األعلى‬

‫‪..‬وسلمان ملكًا‬ ‫قطر ‪..‬شبح األب‬ ‫يطارد صورة االبن‬ ‫السنة األولى ‪ -‬العدد األول ‪ -‬األحد ‪ 8‬فبراير ‪ - 2015‬سياسية أسبوعية شاملة‬

‫احلرب األهلية ليست صناعة ليبية!‬ ‫هل تعلن فرنسا "جمهورية فزان"؟!‬ ‫حتديات عاجلة أمام مجلس النواب‬

‫إيرادا‬

‫خصصة لذو‬ ‫يا‬ ‫الحت‬ ‫ياجا‬

‫صة‬ ‫لخا‬ ‫ا‬

‫عد‬

‫ت‬

‫إير‬ ‫م ادات‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫اال خ ـصصة لـ لعدد‬ ‫ـ‬ ‫حتياجات ذوي‬ ‫ا‬ ‫خلاصة‬

‫ي‬ ‫اجا‬ ‫خصصة لذوي ا‬ ‫دم‬ ‫الحت‬

‫ته‬ ‫ذا ا‬

‫دم‬ ‫عد‬ ‫ل‬

‫صة‬ ‫لخا‬ ‫ا‬

‫ت‬

‫إيرا‬

‫دا ت‬

‫هذا‬

‫ال‬

‫خرائط اإلرهاب‬ ‫في ليبيا‬


‫‪02‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬


‫‪03‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫كاريكاتير‬

‫ريشة الفنان الراحل‪ :‬محمد الزواوي‬


‫‪04‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫احملتويات‬ ‫‪01‬‬

‫سياسية أسبوعية شاملة‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬

‫حسن طاطاناگي‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫عبداملنعم احملجوب‬ ‫مدير التحرير‬

‫حسن الفيتوري‬ ‫املدير الفني‬

‫سامح الكاشف‬

‫هيئة التحرير‬ ‫مرمي عبدالله‬ ‫إياد بن علي‬ ‫محمد نوري‬ ‫منصور عمارة‬ ‫عبداحلكيم الورفلي‬ ‫الشؤون اإلدارية‬

‫أحمد وطني‬

‫تصدر عن‪:‬‬ ‫املنظمة الليبية للصحافة‬ ‫وحيادية املعلومات‬ ‫تنفيذ‪:‬‬ ‫دار تانيت للنشر والدراسات‬ ‫تعبر آراء الكتّ اب بالضرورة عن وجهة‬ ‫ال ّ‬ ‫نظر املجلة‬

‫في هذا العدد‬

‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪24‬‬

‫الحرب األهلية‬ ‫ليست صناعة ليبية!‬

‫هل اختلط األمر على األمم املتحدة فلم تعد‬ ‫تعرف كيف تصف األحداث اجلارية في ليبيا‬ ‫اآلن؟ األستاذ حسن طاطاناگي يكتب عن حوار‬ ‫جنيف‪ ..‬واملغالطات الكبرى‬

‫خرائط اإلرهاب في ليبيا‬

‫غير املتابعني بدقة ملا يجري في ليبيا يعتقدون‬ ‫ً‬ ‫تداخال وتعقيد ًا كبير ًا في الساحة‬ ‫أن هناك‬ ‫السياسية الليبية‪ ..‬لكن واقع األمر ّ‬ ‫يدل على أن‬ ‫هناك مسار واحد فقط في بالدنا‪ :‬إما القضاء على‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬وإما التفريط في سيادة الشعب الليبي‪.‬‬

‫تحديات عاجلة أمام مجلس النواب‬

‫يسعى مجلس النواب لتصحيح األخطاء الفادحة‬ ‫التي وقع فيها املؤمتر العام‪ ،‬وهو بذلك يواجه‬ ‫حزمة من التحديات العاجلة التي يتطلب التعامل‬ ‫معها قدر ًا عالي ًا من الشجاعة واحلكمة‬

‫عودة اللواء‬

‫الليبيون يصطفّ ون وراء عملية الكرامة لتطهير‬ ‫ّ‬ ‫بالدهم من اجلماعات اإلرهابية‪ ..‬ماذا تعني عودة‬ ‫اللواء إلى العمل بشكل رسمي في اجليش الليبي‬ ‫بقرار من رئاسة األركان‪ ،‬وما هي خطوته التالية؟‬

‫هل تعود مصراتة إلى الصف‬ ‫الوطني؟‬

‫نقيم‬ ‫كيف نستفيد من جتاربنا التاريخية لكي ّ‬ ‫الوضع احلالي؟ وهل سينفرط عقد جماعة «فجر‬ ‫ّ‬ ‫متوقع؟‬ ‫ليبيا» كما هو‬

‫هل تعلن فرنسا «جمهورية‬ ‫فزان»؟‬

‫يعرف معظمنا حقيقة فرنسا ‪ -‬تلك الدولة املصابة‬ ‫بسعار قيادة القارة اإلفريقية – وأطماعها في‬ ‫الصحراء الكبرى‪ ،‬فهل تصبح فزّ ان بوابة الفرنسيني‬ ‫إلى إفريقيا في القرن الواحد والعشرين؟‬

‫املكتب الرئيسي ‪ -‬طبرق‪ :‬عبدالناصر محجوب ‪ -‬املكتب اإلعالمي مبجلس النواب ‪ -‬مكتب القاهرة ‪ -‬شيراتون‪ ،‬مربع ‪ ،1177‬مقابل األكادميية‬ ‫العربية للعلوم ‪ -‬مكتب طرابلس‪ :‬عبداحلكيم الدرباشي ‪ -‬زاوية الدهماني‪ ،‬بالقرب من وزارة اخلارجية ‪ -‬مكتب تونس‪ :‬وليد الزريبي ‪-‬‬ ‫الفاييت‪ 35 ،‬نهج مصر‪ ،‬تونس ‪ -‬مكتب الدار البيضاء‪ :‬محمد احلاج ‪ 69 -‬شارع الوحدة األفريقية‪.‬‬


‫‪32‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪60‬‬

‫قاطرة العمل العربي‬

‫استعادت مصر دورها الريادي بعد عربي ًا‬ ‫وإقليمي ًا‪ ..‬فما هي اآلفاق املشرعة أمام العرب اآلن‬ ‫وهم يلتفّ ون حول هذا الدور ويؤازرونه؟‬

‫اإلمارات‪ ..‬تفعيل الدفاعات‬ ‫االستراتيجية من أجل مستقبل أكثر أمنا‬

‫بدأت دولة اإلمارات العربية املتحدة عدة خطوات‬ ‫بالغة األهمية للتأسيس ملشاريع صناعية من أجل‬ ‫تعزيز قدراتها العسكرية‪ ..‬هنا إطاللة على هذا‬ ‫املشروع االستراتيجي‪.‬‬

‫قطر‪ ..‬شبح األب يطارد صورة االبن‬

‫تسبب فيه والده من‬ ‫هل ينجو الشيخ متيم مما ّ‬ ‫كوارث على الدول العربية‪ ..‬ما هو املستقبل املشرع‬ ‫أمام قطر لتعود إلى الصف العربي؟‬

‫خفايا التنظيم الدولي لإلخوان‬ ‫المسلمين‬

‫اإلخوان املسلمني تنظيم دولي يسعى من أجل‬ ‫السلطة في أكثر من دولة عربية‪َ ..‬من بنى هذه‬ ‫الشبكة‪ ،‬وملن والؤها؟‬

‫الصحفيون الليبيون فرسان في‬ ‫زمن الدبابات‬ ‫حوار مع اإلعالمي والصحفي القدير محمود‬ ‫تتلمس احلقيقة‪،‬‬ ‫البوسيفي‪ ..‬أسئلة مباشرة ّ‬ ‫وإجابات شفافة تكشف ما وراء األكمة‪.‬‬

‫هل يعود لقب العميد إلى نادي‬ ‫الصقور؟‬

‫حتصل‬ ‫قصة أول األندية من خالل قصة العب‬ ‫ّ‬ ‫هداف الدوري في ثالثة مواسم‪ ..‬كالهما‬ ‫على لقب ّ‬ ‫تعرض للتهميش‪ ،‬وكالهما يستحقان أن يأخذا‬ ‫ّ‬ ‫حيز ًا بارز ًا في ذاكرتنا الكروية‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫ما أشبه اليوم باألمس!‬

‫قراءة في أحداث وطنية سالفة‪..‬‬ ‫يرد الصراع‬ ‫من يستطيع اليوم أن ّ‬ ‫املسلّح إلى مستوى التجاذبات‬ ‫السلمية‪.‬‬ ‫السياسية‬ ‫ّ‬

‫األسعار‪ :‬ليبيا‪ 2.5 ،‬دنانير‪ ،‬مصر‪ 5 :‬جنيهات‪ ،‬تونس‪ 2.5 :‬دينار‪ ،‬املغرب‪ 15 :‬درهم‪ ،‬السعودية‪ 8 :‬رياالت‪ ،‬الكويت‪600 ،‬‬ ‫فلس‪ ،‬البحرين‪ 700 :‬فلس‪ ،‬االمارات‪ 8 :‬دراهم‪ُ ،‬عمان‪ 700 :‬بيسة‪ ،‬اليمن‪ 100 :‬ريال‪ ،‬سوريا‪ 60 :‬ليرة‪ ،‬لبنان‪ 2000 :‬ليرة‪،‬‬ ‫األردن‪ 1.25 :‬دينار‪ ،‬غزة والضفة‪ :‬دوالر ونصف‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫ليبيا أو ًال ‪..‬ودائما‬

‫بقلم‪ :‬حسن طاطاناكي‬

‫حوار جنيف‪ ..‬والمغالطات الكبرى‬

‫الحرب األهلية ليست صناعة ليبية!‬ ‫هل اختلط األمر على األمم املتحدة فلم تعد تعرف كيف تصف‬ ‫األحداث اجلارية في ليبيا اآلن؟‬ ‫هل ضاعت اخلريطة من املراقبني واملبعوثني الدوليني إلى درجة‬ ‫أنهم يصفون احلرب ضد اإلرهاب في ليبيا بأنها حرب أهلية؟‬ ‫أشد ما يثير غيظي هو أن من يسمعون وصف احلرب األهلية‬ ‫إن ّ‬ ‫سوف يتوقعون أن الليبيني مثل الهوتو والتوتسي!!‬ ‫ح��رب الهوتو والتوتسي في روان��دا كانت حرباً أهلية م��ات فيها‬ ‫عشرات اآلالف من الناس ذبحاً باملنجل ألنهم ينتمون إلى أكثر من‬ ‫عرق‪ ..‬فهل الليبيون اآلن مثلهم؟!‬ ‫إن أخطر ما في وصف «احلرب األهلية الليبية» هو أنه يوحي بأن‬ ‫الليبيني ينقسمون إلى أعراق أو أديان مختلفة‪ ،‬وأن هذه األعراق أو‬ ‫األديان أصبحت غير قادرة على التعايش‪ ،‬وأن احلرب بالتالي هي‬ ‫نتيجة منطقية للتركيبة الليبية اجتماعياً ودينياً‪ ..‬باختصار‪ :‬هذا‬ ‫الوصف الذي حتاول بعض األطراف الدولية متريره هو من قبيل‬ ‫الوصف الظالم الذي يلوي عنق احلقائق وال صلة له مبا يحدث‬ ‫اآلن في ليبيا‪.‬‬ ‫إن احلقيقة التي ال مراء فيها هي أن ليبيا لم تعرف احلرب األهلية‬ ‫ف��ي تاريخها احل��دي��ث‪ ،‬ب��ل ه��ي تشهد اآلن ح��رب�اً مصيرية ضد‬ ‫اإلرهاب‪ .‬وبالرغم من اتساع دائرة احلرب ضد اإلرهاب إال أنها‬ ‫لم – ولن – تتحول إلى حرب أهلية‪ ،‬ألن العوامل املك ّونة للحرب ضد‬ ‫اإلرهاب تختلف جذرياً عن العوامل املكونة للحرب األهلية‪ ..‬والذين‬ ‫يحاولون اآلن تسريب صفة «احلرب األهلية» يريدون في احلقيقة‬ ‫مترير «أجندة» مح ّددة ليست في صالح ليبيا أو الليبيني‪.‬‬ ‫لقد بدأت احلرب ضد اإلرهاب في ليبيا منذ أن بدأت العصابات‬ ‫اإلرهابية والتشكيالت املسلّحة التي يقودها املتطرفون تأخذ مكانها‬

‫في املشهد السياسي‪ ،‬وكانت بداية معركة الكرامة التي يقودها‬ ‫اجليش الليبي والتي تشهد دعماً شعبياً كبيراً هي البداية الفعلية‬ ‫للمواجهة املسلحة‪.‬‬ ‫لقد اصطف الشعب الليبي بأسره (باستثناء املضلّلني منهم) وراء‬ ‫عملية الكرامة التي يقودها اجليش الليبي ضد ف��رق اإلره��اب‬ ‫وتشكيالته املسلّحة‪ ،‬سواء كانت هذه الفرق والتشكيالت ليبية أو‬ ‫وافدة‪ ،‬ولم يعد هناك مجال ملداراة احلقيقة أو وصف ما يحدث‬ ‫بأكثر من ذلك‪ ..‬إنها حرب ضد اإلرهاب حفاظاً على ليبيا بالدرجة‬ ‫األولى‪ ،‬وحفاظاً على أمن دول اجلوار‪ ،‬وأخيراً حفاظاً على أمن دول‬ ‫املتوسط والعالم ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫>>>‬ ‫هناك ف��رق واض��ح إذن ب�ين احل��رب على اإلره ��اب وب�ين احل��رب‬ ‫األهلية‪ .‬ففي العالم احلديث أصبح اإلره��اب ظاهرة أممية‪ ،‬أما‬ ‫في الشرق األوس��ط حت��دي��داً ف��إن اإلره��اب أصبح صفة لصيقة‬ ‫باملتأسلمني املتطرفني الذين يتخذون اإلسالم غطاء جلرائمهم وما‬ ‫يرتكبونه من أعمال وحشية ال صلة لها بالعقيدة اإلسالمية‪ .‬وإذا‬ ‫ر ّكزنا أكثر على ليبيا فإننا سنجد أن اإلخ��وان املسلمني هم رأس‬ ‫البالء‪ ،‬وسبب الكوارث التي نعاني منها اآلن‪.‬‬ ‫فالتشكيالت املسلحة من الدواعش أو القاعدة أو أنصار الشريعة‬ ‫(وهي تشكيالت وافدة أو مختلطة) لم تكن لتصمد وتستمر لوال‬ ‫أنها وجدت في االنقالبيني من اإلخوان حليفاً لها يزودها بغطاء‬ ‫سياسي ومالي ‪.‬‬ ‫وفجر ليبيا وشورى الثوار وغيرها من اجلماعات (وهي تشكيالت‬ ‫مسلحة مت تفريخها في ليبيا) لم تكن لتخرج إلى الوجود لوال دعم‬ ‫اإلخوان ومتويلهم والتمهيد لهم لكي يسيطروا‪.‬‬


‫والتدخل اخلارجي من قطر وتركيا والسودان ما كان له ليحدث لوال‬ ‫فتح الباب لهذه الدول من قبل اإلخوان الذين انقلبوا على الشرعية‬ ‫وأقاموا حكومة موازية ال شرعية لها‪.‬‬ ‫وهكذا فإن النسخة الليبية من التنظيم الدولي لإلخوان املسلمني‬ ‫وج��دت أن الوسيلة ال�ت��ي حتقق لها السيطرة على احل�ك��م هي‬ ‫التحالف امل�ي��دان��ي م��ع التشكيالت املسلحة وت�ك��وي��ن امل��زي��د من‬ ‫التشكيالت لتعمل كأذرع عسكرية لها‪ ،‬أي فرض السيطرة بالقوة‬ ‫مثل أي انقالب عسكري‪.‬‬ ‫أمام هذا الوضع كانت حركة الكرامة التي قادها اجليش الليبي‬ ‫ملتحماً بالشعب الذي طفح به الكيل من وجود اإلرهابيني وسعيهم‬ ‫من أجل السيطرة على ليبيا‪.‬‬ ‫>>>‬ ‫عدة أعراق متصارعة‪ ..‬وإذا ما ذكرنا األمازيغ‬ ‫ليبيا بلد ال توجد فيه ّ‬ ‫والتبو وال �ط��وارق مث ً‬ ‫ال‪ ،‬فهذه املكونات ليست ج��زءا من الصراع‬ ‫الدائر في ليبيا وهو الصراع الذي ال عالقة له باألسباب اإلثنية‬ ‫أو االجتماعية‪.‬‬ ‫وليبيا بلد ال أديان مختلفة وال طوائف فيه‪ ،‬وإذا ما ذكرنا األباضية‬ ‫فإننا نعرف جيداً أن هذا املذهب أقرب إلى املالكية‪ ،‬واحملصلة أنه‬ ‫ال يوجد في ليبيا مذاهب مختلفة لدين واحد‪ ..‬فالليبيون جميعاً‬ ‫على دين واحد‪ ،‬وفض ً‬ ‫ال عن ذلك فإنهم على مذهب واحد‪ .‬والصراع‬ ‫الدائر ال عالقة له باألسباب املذهبية أو الطائفية‪.‬‬ ‫وليبيا بلد ال اختالفات طبقية حا ّدة في بنيته االقتصادية‪ ،‬ألنها دولة‬ ‫ريع ّية منذ خمسينات القرن العشرين‪ ،‬ومت ّثل ثروة النفط موردها‬ ‫الوحيد الذي لم يتم احتكاره‪ ،‬وهو يغذي املوازنة العامة للدولة التي‬ ‫تقوم بإنفاقه على مرافقها ‪.‬‬ ‫أم��ا افتراض أن الصراع هو بني أط��راف ليبية متساوية‪ ،‬وال بد‬ ‫بالتالي من إجبارها عن طريق األمم املتحدة لكي تنخرط في حوار‬ ‫سياسي وجتلس معاً على طاولة املفاوضات‪ ..‬فهو أيضاً نتيجة‬ ‫خاطئة ومتجن ّية ألنها ببساطة جتعل الشعب الليبي ومجلس النواب‬ ‫الشرعي واحلكومة املنبثقة عنه في كفة‪ ،‬بينما جتعل اجلماعات‬ ‫اإلرهابية في الكفّة الثانية!! هل يستقيم هذا امليزان أيتها األمم؟‪.‬‬ ‫عندما ننظر إلى خارطة احلرب التي تدور في العراق اآلن جند أنها‬ ‫حرب أهلية مدمرة استثمر فيها تنظيم داعش االختالف بني السنّة‬ ‫والشيعة وج ّر البالد إلى حرب شاملة ال تكاد تنجو منها مدينة أو‬ ‫قرية‪ ..‬ومع ذلك فإن األمم واملتحدة والعالم يتعامل مع هذه احلرب‬ ‫على أساس أنها حرب ضد اإلرهاب‪ ،‬وليست حرباً أهلية‪.‬‬ ‫فلماذا ليبيا حتديداً‪ ..‬ملاذا يتم الترويج إلى أن احلرب التي يخوضها‬ ‫الليبيون وجيشهم ضد اجلماعات اإلرهابية على أنها حرب أهلية؟!‬ ‫وملصلحة َمن تص ّر األمم املتحدة وبعض الدول الكبرى على إقامة‬

‫حوار والتمهيد لظهور ما يس ّمى «حكومة وفاق وطني»؟ حوار بني‬ ‫َمن و َمن؟ ووفاق مع َمن؟‬ ‫أساس احلوار ال بد أن يستند على قاعدة صحيحة وغير ّ‬ ‫هشة‪،‬‬ ‫فقد يكون احلوار بني جزئني من شعب واحد مختلفني عرقياً أو‬ ‫سياسياً‪ ،‬وقد يكون احلوار بني إقليمني متنازعني‪ ،‬ولكن احلوار ال‬ ‫يكون أبداً بني شعب وعصابة إرهابية تريد أن تسيطر على هذا‬ ‫الشعب‪ ..‬هذا ما يريد حوار جنيف أن يفرضه على الليبيني اآلن‪.‬‬ ‫إن احلديث عن حوار ينتهي بحكومة وفاق وطني يضعنا أمام أسئلة‬ ‫مريرة فع ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫> هل احلكومة التوافقية تعني أن نساوي بني من د ّمر مطارات‬ ‫الدولة ونهب مرافقها السيادية‪ ،‬وأحرق ورشفانة وبني وليد وأسر‬ ‫درن��ة‪ ،‬وش � ّرع القتل والتهجير‪ ..‬وب�ين من سعى لبناء دول��ة مدنية‬ ‫دميقراطية ودفع حياته ثمناً لها؟‬ ‫> هل احلكومة التوافقية تعني إسباغ صفة املجاهدين على القتلة‬ ‫(أمثال بادي وشعبان هدية وبلحاج وبن قمو وغيرهم)؟ ومساواة‬ ‫هؤالء بالشهداء األبرار أمثال عبدالفتاح يونس واملدني وعلي حدوث‬ ‫وبوحليقة وسلوى بوقعيقيص وعبد السالم املسماري؟‬ ‫لقد انتقدت شعوب كثيرة سياسات األمم املتحدة ووصفتها في أكثر‬ ‫من حدث دولي بأنها تكيل مبكيالني‪ ،‬أما بشأن ليبيا فإنها باإلضافة‬ ‫إلى ذلك متارس قلب احلقائق وتقدمي صورة مش ّوشة ع ّما يحدث‬ ‫على أنه حرب أهلية‪ ،‬بالرغم من أن اجلميع يعرفون أنها حرب ضد‬ ‫اإلرهاب‪.‬‬ ‫لنفترض أن الهدف األخير ألي ح��وار هو ال��وص��ول إل��ى حكومة‬ ‫توافقية‪ ،‬فماذا يعني ذلك؟‬ ‫إنه يعني أن أي حكومة مقترحة يجب أن يق ّرها مجلس النواب أوالً‪،‬‬ ‫فاملجلس هو املم ّثل الشرعي الوحيد الذي مت انتخابه‪ ،‬واملعترف به‬ ‫من قبل دول العالم‪ ،‬ونزع الشرعية عن هذا املجلس خطوة سيادية‬ ‫ال ميلكها إال الشعب الليبي وحده‪.‬‬ ‫أيها الليب ّيون إن بالدكم تتع ّرض اآلن لالحتالل من قبل التنظيم‬ ‫الدولي لإلخوان املسلمني‪ ،‬الذي استعان باإلرهابيني من الداخل‬ ‫واخلارج‪ ،‬وإن حربكم اآلن هي حرب مصيرية إلنقاذ أنفسكم وأنقاذ‬ ‫ّ‬ ‫مخطط يريد أن ينهب مواردكم‪ ،‬ويصادر مستقبلكم‪،‬‬ ‫بالدكم من‬ ‫ويجعل من بلدكم وك��راً لإلرهاب في العالم‪ ..‬وليس أمامكم اآلن‬ ‫إال مساراً واحداً ال غير‪ ،‬إما أن تصبحوا شعباً ذلي ً‬ ‫ال تتحكم فيه‬ ‫وحتكمه جماعات من ش� ّذاذ اآلف��اق من إخ��وان ودواع��ش وقاعدة‬ ‫وأنصار وغيرهم‪ ...‬وإما أن تواصلوا حربكم املصيرية هذه لكي‬ ‫تقضوا على اإلرهاب بجميع أشكاله‪ ،‬وحترروا أنفسكم‪ ،‬وتبسطوا‬ ‫سيادتكم على كامل أرضكم‪ ،‬وتبنوا دولة دميقراطية آمنة تسودها‬ ‫املؤسسات ّ‬ ‫وينظمها القانون ويحميها اجليش‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون ليبية‬

‫أوردت منظمة «ك��راي��س��ز غ���روب» (مجموعة مراقبة‬ ‫األزم�����ات) املختصة ف��ي ال��ن��زاع��ات املسلحة أن من‬ ‫يحملون السالح في ليبيا يقدرون بأكثر من ‪ 125‬ألف‬ ‫شخص‪ .‬أما إحصائيات املركز العام للدراسات والتنمية‬ ‫فتفيد بأن الرقم الفعلي هو ‪ 100‬ألف مسلّح‪ ،‬وأن هذا‬ ‫متغير باستمرار زي��ادة ونقصاناً‪ ،‬بحسب تغير‬ ‫الرقم‬ ‫ّ‬ ‫األوض���اع السياسية واالقتصادية واالجتماعية في‬ ‫ليبيا‪ .‬منهم حوالي ‪ 30‬ألف ًا يعتبر تسلّحهم امتداد ًا‬ ‫للقبيلة‪ ،‬وه��ن��اك ‪ 10‬أل��ف مسلّح خ��اض ج��زء منهم‬ ‫أحداث ‪ 2011‬بينما تسلح معظمهم بعد انتهاء هذه‬ ‫األحداث‪ ،‬ويوجد ‪ 20‬ألف مسلّح بشكل فردي أو أسري‪،‬‬ ‫أما اجليش فإن ع��دده فد تقلّص عن آخر إحصائية‬ ‫�رج��ح اآلن أن عدد‬ ‫رسمية ل��ه (أي ‪ 50‬أل��ف �اً)‪ ،‬وم��ن امل� ّ‬ ‫أفراد اجليش ال يتجاوزون ‪ 40‬ألف ًا متو ّزعني في أرجاء‬ ‫ال��ب�لاد‪ ،‬وج��زء منهم ليس حتت إم��رة رئاسة األرك��ان‬ ‫العامة في اجليش الليبي‪ ،‬أو خارج اخلدمة الفعلية‪.‬‬ ‫ض��م��ن ه���ذه ال��وض��ع��ي��ة ف���إن ع���دد امل��س��ل��ح�ين ال��ذي��ن‬ ‫ينتمون للجماعات اإلرهابية في ليبيا يتوزعون بني‬ ‫ه��ذه اإلحصائية ويصل إل��ى ‪ 10‬آالف مسلّح‪ ،‬ولكن‬ ‫الذين يخوضون املعارك منهم ال يتجاوز في أبعد‬ ‫تقدير ‪ 6‬آالف مسلّح‪.‬‬

‫خرائط اإلرهاب‬ ‫في ليبيا‬

‫لقد أصبحت اجلماعات اإلرهابية عقبة أمام الشعب الليبي الذي أراد‬ ‫أن ينجز حتوالً دميقراطياً في بالده‪ ،‬ولكن هذه اجلماعات استطاعت‬ ‫التغلغل في النسيج االجتماعي في ليبيا لتقوم بتنظيم فرق من املرتزقة‬ ‫الذين استطاعت تأجيرهم‪ ،‬وغالبيتهم من الشباب الذين كانوا إما‬ ‫عاطلني عن العمل‪ ،‬أو كانوا من الطالب الذين توقفت جامعاتهم‬ ‫ومدارسهم بسبب االقتتال الدائر في معظم املدن الليبية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫طبعاً إلى ما استطاعت هذه اجلماعات جلبه من خارج ليبيا نصر ًة لها‬ ‫بسبب اشتراكهم معها في عقيدة التط ّرف وهم قادمون من أكثر من‬ ‫مكان كأفغانستان أو اليمن أو سوريا‪ ،‬كما أنهم ال يتورعون عن حتويل‬ ‫ليبيا إلى ما يشبه نسخة جديدة من الصومال أو أفغانستان أو العراق‪،‬‬ ‫إن خرائط اإلرهاب في ليبيا تبدو لغير املتابعني متداخلة ومجهولة‬ ‫املصادر‪ ،‬أما بالنسبة لليبيني أنفسهم أو ّ‬ ‫املطلعني على األوضاع في‬ ‫ليبيا فإنها خريطة واحدة ذات اجتاهني ال ثالث لهما هما‪ :‬الشرع ّية‬

‫كيف وصلت األوضاع السياسية إلى هذا‬ ‫املستوى الدموي العنيف بني مختلف‬ ‫األطراف في ليبيا؟!‬ ‫التحول السريع من االنتفاضات‬ ‫ّ‬ ‫السلمية إلى الصراع املس ّلح مكّ ن اجلميع‬ ‫ّ‬ ‫من السيطرة على مخازن األسلحة‬ ‫والعتاد العسكري مبختلف أنواعه‬


‫أو االنقالب على الشرع ّية‪.‬‬ ‫العودة إلى ‪2011‬‬ ‫كيف وصلت األوضاع السياسية إلى هذا املستوى الدموي العنيف بني‬ ‫مختلف األطراف في ليبيا؟ وملاذا لم يت ّم تغليب التنافس السلمي على‬ ‫السلطة ب��دالً من اللجوء مباشرة إلى االقتتال؟ ومن هو املستفيد من‬ ‫استمرار الصراع وع��دم القبول ب��إرادة الشعب الليبي س��واء عن طريق‬ ‫االنتخابات املباشرة أو اعتماد االستفتاء أو حتى توجهات الرأي العام من‬ ‫خالل االستطالع واستبار اآلراء؟‬ ‫علينا العودة إلى ثالث سنوات مضت لكي جند اإلجابة‪ ،‬ولكي نتابع نشأة‬ ‫اجلماعات اإلرهابية وسيطرتها على املشهد السياسي في ليبيا‪.‬‬ ‫كان التح ّول السريع الذي شهدته أحداث ‪ 2011‬من االنتفاضة السلم ّية‬ ‫إلى الصراع املسلّح قد م ّكن اجلميع من السيطرة على مخازن األسلحة‬ ‫والعتاد العسكري مبختلف أنواعه‪ ،‬وإذا كان الليبيون الذين ّ‬ ‫تعطلت جميع‬

‫‪‎‬البيئة اجلبلية ساعدت على تكوين اجلماعات اإلرهابية‬

‫مرافق احلياة في بالدهم – رمبا باستثناء النفط ‪ -‬قد حلموا كثيراً‬ ‫بالتح ّول إل��ى الدميقراطية واالقتناع بالتداول السلمي على السلطة‬ ‫باالحتكام إلى صناديق االقتراع‪ ،‬وأرادوا فع ً‬ ‫ال بناء دولة تسودها املؤسسات‬ ‫ّ‬ ‫وينظمها القانون ويحميها اجليش‪ ،‬فإنهم في الوقت نفسه لم ينتبهوا إلى‬ ‫ما كان يحدث وراء ظهرانيهم من خفايا ومؤامرات تستهدف السيطرة‬ ‫على احلكم في ليبيا لتحويل هذه البالد الغنية إلى بؤرة لإلرهاب في‬ ‫العالم حتت غطاء من العقيدة الفاسدة التي تُنسب باط ً‬ ‫ال إلى اإلسالم‪.‬‬ ‫لقد ك��ان تسلّح اجلميع مقدمة حل��رب اجلميع ض� ّد اجلميع‪ ،‬وبعبارة‬ ‫مختصرة كانت ف ّوهة اجلحيم في ليبيا تنتظر من يفتحها لتلتهم اجلميع‪.‬‬ ‫املتشددين في ليبيا‬ ‫هوية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لم يكن تنظيم اإلخوان املسلمني في ليبيا فرعاً مؤ ّثراً بالنسبة للتنظيم‬ ‫الدولي لإلخوان املسلمني‪ ،‬أما بعد ‪ 2011‬فإن وجود اإلخوان في بلد غني‬ ‫مقبل على التغيير وليست له حكومة قو ّية واضحة املعالم يعني ببساطة‬


‫‪10‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون ليبية‬

‫فرصة عظيمة ال تع ّوض لتأسيس دول��ة تكون قاعدة جلميع التيارات‬ ‫اإلسالمية املتش ّددة في العالم‪ ،‬خاصة بعد الضربات املتتالية التي تلقاها‬ ‫تنظيم القاعدة‪ ،‬وحلفاؤه في أكثر من مكان في العالم‪.‬‬ ‫من هنا ّ‬ ‫متت إدارة املؤامرة بدهاء كبير بحيث يتم استيعاب أكثر التنظيمات‬ ‫املتط ّرفة واملصنّفة دولياً باعتبارها تنظيمات إرهابية وراء واجهة سياسية‬ ‫مقبولة من دول عديدة في العالم‪.‬‬ ‫كانت هذه الواجهة السياسية هي اإلخوان املسلمني الذين لم يتر ّددوا في‬ ‫اإلعالن رسمياً بأنهم يقبلون بشروط التنافس السلمي الدميقراطي في‬ ‫سبيل إعادة بناء دولة ليبيا‪ ،‬وهكذا نشأ حتالف ضمني يتم مبوجبه دعم‬ ‫وتسليح اجلماعات املتطرفة لكي تدعم اإلخوان بدورها حتى تسقط ليبيا‬ ‫ثمرة يانعة في أيديهم‪.‬‬ ‫كانت اجلماعة الليبية املقاتلة أول احللفاء‪ ،‬وهي جماعة ذات وجهني‪،‬‬ ‫فقد استطاع زعيمها الناطق باسمها عبداحلكيم باحلاج أن يحصل على‬ ‫ترخيص حلزب «الوطن» ليمارس دوراً سياسياً بينما قام في الوقت نفسه‬ ‫باالستمرار في تسليح املنسبني إليه وحش َد أرصدة مالية كبيرة قامت‬ ‫بتوفيرها كل من دولة قطر وتركيا‪.‬‬ ‫التنظيم الثاني ال��ذي لم يجد غضاضة في اإلع�لان عن أيديولوجياه‬ ‫املتطرفة ورف��ض جميع احللول السياسية هو «أنصار الشريعة» وهو‬ ‫اسم بارز ولكنه يضم حتت واجهته تنظيمات أخرى أو بقايا تنظيمات‬ ‫مثل «القاعدة» و»مجلس شورى الثوار» و»والية درنة» في تنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية املعروف باسم «داعش ليبيا»‪،‬‬ ‫حتصل اإلخ ��وان املسلمني على مصدرين للدعم‬ ‫هكذا‬ ‫ّ‬ ‫السياسي من جهة‪ ،‬واملسلّح من جهة أخرى‪ ،‬وكان عليهم‬ ‫أن يخوضوا انتخابات مجلس النواب ليُطبقوا بذلك على‬ ‫السلطتني التشريعية والتنفيذية‪ ،‬مع ضمان سيطرتهم على‬ ‫السلطة القضائية‪ ،‬وكانت املفاجأة‪.‬‬ ‫لقد أقبل الليبيون على صناديق االنتخابات وهم مقتنعون‬ ‫متاماً بأن اإلخوان سوف يكونون أسوأ من مي ّثلهم سياسياً‪،‬‬ ‫وكانت النتيجة أنهم حصلوا على نسبة ضيئلة ال تؤهلهم‬ ‫للسيطرة على مجلس النواب‪ ،‬األمر الذي قلب ظهر املجن‬ ‫بالنسبة لهم‪ ،‬فأعادوا على عجل ترتيب أوراقهم ودخل‬ ‫اإلخوان إلى املشهد السياسي من باب آخر ليس سياسياً‬ ‫حتى ال يض ّيعوا أكبر فرصهم التاريخية ف��ي تأسيس‬ ‫دولة لهم‪ ،‬خاصة وأن محاولتهم للسيطرة على مصر قد‬ ‫باءت بالفشل بعد قيام الثورة التصحيحية بقيادة املشير‬ ‫عبدالفتاح السيسي‪.‬‬ ‫في ظل هذه الوضعية أقدم اإلخوان املسلمني على خطوة‬ ‫انتحارية حمقاء‪ ..‬فت ّم اإلعداد للظهور املفاجئ ملا ُعرف‬ ‫بـ»جماعة فجر ليبيا»‪.‬‬ ‫فجر ليبيا‪ ..‬كبش فداء لإلخوان‬ ‫كانت اخلطوة الثالثة في حبك مؤامرة السيطرة على السلطة واالنقالب‬ ‫على الشرعية وحتويل ليبيا إلى قاعدة إقليمية جلميع الفرق والتنظيمات‬ ‫اإلسالمية املتطرفة هي إعالن احلرب‪.‬‬ ‫كان عدد من أعضاء اإلخ��وان ينتمون إلى مدينة مصراتة‪ ،‬وهي تتم ّيز‬ ‫املتوسط بني شرق وغ��رب ليبيا‪ ،‬وقد استطاعوا كسب عدد‬ ‫مبوقعها‬ ‫ّ‬ ‫بسيط من شباب املدينة لعضوية التنظيم‪ ،‬ولكن قيام اإلخوان بخطوتهم‬ ‫االنتحارية لم يكن سينجح ‪ -‬وفق قراءتهم لألحداث – ما لم يكن في‬ ‫منطقة يسهل تأمينها ودعمها لوجستياً من خارج ليبيا‪ ،‬ومن هنا مت التركيز‬ ‫على تشكيل قوة مسلّحة بزيادة عدد األعضاء من خالل استقطابهم‬ ‫كمرتزقة‪ ،‬فتم جتنيد أكبر عدد ممكن من الشباب بصرف مرتبات مغرية‬

‫‪‎‬اجليش الليبي وعودة هيبة الدولة‬

‫اإلخوان املسلمون ضمن مخططهم‬ ‫للسيطرة على احلكم في ليبيا دفعوا بأكثر‬ ‫من كبش فداء للمحرقة‬ ‫املتطرفة‬ ‫كانت املؤامرة هي استيعاب أكثر التنظيمات ّ‬ ‫واملصنّفة دولي ًا كتنظيمات إرهابية وراء واجهة‬ ‫سياسية مقبولة من دول عديدة في العالم‬

‫‪‎‬من هو املسؤول عن إجهاض مشروع الليبيني‬ ‫في إقامة دولة دميقراطية مدنية؟‬

‫خاض اجليش الليبي حتى اآلن معاركه‬ ‫وقدم دروس ًا تكتيكية‬ ‫بخبرة فائقة ّ‬ ‫منقطعة النظير وما زال يواصل‬ ‫تقدمه‬ ‫ّ‬


‫‪‎‬من ينقذ هؤالء من العقيدة الفاسدة؟‬

‫لهم‪ ،‬ومت خالل شهرين فقط تسجيل اآلالف منهم باعتبارهم أعضاء في‬ ‫تنظيم جديد أطلق عليه اسم «فجر ليبيا»‪ ،‬كما مت إعداده سريعاً لتنفيذ‬ ‫أولى عمليات هذا التنظيم وهي عملية «قسورة» التي تستهدف السيطرة‬ ‫على مطار طرابلس العاملي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مخطط السيطرة بالقوة على‬ ‫رأى اإلخ��وان قبل انتقالهم إل��ى تنفيذ‬ ‫طرابلس أن قواتهم املسلحة إذا حت ّركت مي شرق البالد أو غربها ألمكنت‬ ‫محاصرتها أو عزلها‪ ،‬ولكن انطالق هذه القوات من مصراتة يتيح لها‬ ‫السيطرة على العاصمة لقربها نسبياً‪ ،‬كما يتيح لها منفذاً مفتوحاً بشكل‬ ‫دائم سواء من مينائها أو مطارها‪.‬‬ ‫اآلن‪ ..‬ما زالت قوات فجر ليبيا حتاول توسيع رقع سيطرتها غرب ليبيا‬ ‫مع التم ّدد احلذر إلى شرقها للسيطرة على ميناء السدرة كمقدمة للتحكم‬ ‫في الهالل النفطي‪ ،‬باإلضافة إلى عقدها لتحالفات قبلية وجهوية في‬ ‫اجلنوب‪ ،‬فهي مشتتة بني أكثر من جبهة‪ ،‬ولكن معركتها الرئيسية تظل‬ ‫فرض املزيد من السيطرة على املثلث الغربي بني مصراتة في الشرق‬ ‫وصبراتة في الغرب وجبل نفوسة جنوباً‪.‬‬ ‫أراد اإلخوان املسلمون ضمن مخططهم للسيطرة على احلكم في ليبيا‬ ‫أن يدفعوا بأكثر من كبش فداء لهذه احملرقة‪ ،‬فتم تفعيل أنصار الشريعة‬ ‫واألعضاء السابقني في القاعدة ومن التحق بهم من خارج ليبيا في درنة‪،‬‬ ‫ولوال جناح عملية الكرامة بعد استنفار اجليش الليبي وقوات الصاعقة‬ ‫لتمكنوا فع ً‬ ‫ال من السيطرة على املنطقة الشرقية وإعالن انفصالها‪.‬‬ ‫أم��ا في الغرب ف��إن كبش الفداء ال��ذي استطاع اإلخ��وان تنظيمه فهو‬ ‫«جماعة فجر ليبيا» التي ّ‬ ‫مت شراء معظم أفرادها من مدينة مصراتة‬ ‫وحلفائها من صبراتة وزوارة‪ ،‬إال أن األحداث تسفر يوماً بعد يوم عن‬ ‫تشتّت هذه القوات وتراجعها عسكرياً‪ ،‬باإلضافة إلى أن الرابط بينها‬ ‫وبني اإلخ��وان املسلمني أصبح يشوبه الكثير من احلذر بني الطرفني‪،‬‬ ‫فاإلخوان بوصفهم واجهة سياسية لعمليات فجر ليبيا العسكرية أصبحوا‬ ‫معزولني عربياً ودولياً‪ ،‬كما أن فجر ليبيا باعتبارها ال��ذراع العسكرية‬ ‫لإلخوان أصبحت هي األخرى معزولة من قبل الليبيني في نطاق حركتها‬

‫(غرب ليبيا) وهي بالكاد تسيطر على املناطق التي تتواجد فيها اآلن‪.‬‬ ‫ماذا عن ‪2015‬؟‬ ‫وسع اجليش من خارطة العمليات سواء عن طريق الطيران‬ ‫في حني ّ‬ ‫الذي يقوم في األساس بقصف مخازن الذخيرة واآلليات‪ ،‬أو عن طريق‬ ‫استنفار قواته املسلحة ومن يلتحق بها من الشباب املتطوعني لتشكيل‬ ‫أطواق متحركة سواء في غرب البالد أو شرقها‪ ،‬جند أن سنة ‪2015‬‬ ‫س��وف تسفر عن انهيار التحالفات التي كانت قائمة بني اجلماعات‬ ‫اإلرهابية التي تتكون من املرتزقة املأجورين (س��واء كانوا من الليبيني‬ ‫أو من الوافدين) وتنظيم اإلخوان املسلمني (الذي مت ّثله قيادات حتظى‬ ‫بجنسيات مزدوجة)‪.‬‬ ‫لقد خاض اجليش الليبي حتى اآلن معاركه بخبرة فائقة‪ ،‬وق ّدم دروساً‬ ‫تكتيكية منقطعة النظير‪ ،‬وهو يواصل تق ّدمه – البطيء ولكن الف ّعال –‬ ‫على جميع اجلبهات‪ ،‬في مقابل االندحار التدريجي للجماعات اإلرهابية‬ ‫باإلضافة إلى اخلسائر السياسية التي مني بها تنظيم اإلخوان‪ ..‬وفي ظل‬ ‫هذه الوضعية فإن النتيجة املرتقبة خالل األشهر القادمة سوف تكون‪:‬‬ ‫ القضاء املبرم على اجلماعات اإلرهابية وعلى رأسها جماعتا فجر‬‫ليبيا وأنصار الشريعة‪.‬‬ ‫ انسحاب اإلخوان املسلمني من احلياة السياسية في ليبيا بشكل نهائي‪.‬‬‫ انتخاب سلطة تنفيذية بديلة برعاية مجلس النواب تكون قادرة على‬‫استتباب األمن واالستقرار‪.‬‬ ‫هذا ما أنبأت به تطورات األحداث خالل العام املنصرم‪ ،‬وما تد ّل عليه‬ ‫مؤشرات املتابعة في الوقت احلالي‪ ،‬وبكلمة مختصرة فإننا ننظر اآلن إلى‬ ‫عام ‪ 2015‬باعتباره العام الذي سوف يعود فيه اسم ليبيا ليتر ّدد بقوة في‬ ‫أروقة األمم املتحدة واألوساط السياسية الدولية باعتباره بلداً قد استعاد‬ ‫ذاته بعد عناء طويل‪.‬‬

‫في العدد القادم‪..‬‬

‫الليبية المقاتلة ‪..‬من كابول إلى طرابلس‬


‫‪12‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون ليبية‬

‫املقارنة بني مجلس النواب واملؤمتر‬ ‫الوطني العام ميكن تلخيصها في‬ ‫ع��ب��ارة واح���دة‪ ،‬ف���األول ان��ح��از إلى‬ ‫ال��ش��ع��ب ال����ذي ان��ت��خ��ب��ه‪ ،‬واخ��ت��ار‬ ‫الوطن ومشروع بناء الدولة‪ ،‬فيما‬ ‫الثاني وق��ع في قبضة املليشيات‪،‬‬ ‫وره���ن إرادت����ه ب��أص��ح��اب املصالح‬ ‫احل���زب���ي���ة ال��ض��ي��ق��ة واألج����ن����دات‬ ‫اخلارجية املشبوهة‪.‬‬ ‫وإذا يسعى مجلس النواب جاهد ًا‬ ‫لتصحيح األخطاء الفادحة التي‬ ‫وق��ع فيها سلفه‪ ،‬فإنه ف��ي الوقت‬ ‫نفسه يواجه حزمة من التحديات‬ ‫ال��ع��اج��ل��ة ال��ت��ي يتطلب التعامل‬ ‫معها ق����در ًا ع��ال��ي� ًا م��ن الشجاعة‬ ‫واحلكمة في آن واحد‪.‬‬ ‫ف��ي ه���ذه امل��ق��ال��ة ن��س��ت��ع��رض أه��م‬ ‫ت��ل��ك ال��ت��ح��دي��ات‪ ،‬ون��ت��وق��ف عند‬ ‫املقارنة بني املجلس واملؤمتر إلزالة‬ ‫الغشاوة عن بعض العيون‪.‬‬

‫محمد نوري‬ ‫رئيس البرملان فى األمم املتحدة‬

‫تحديات عاجلة‬ ‫أمام مجلس النواب‬


‫ش ّد مجلس النواب الرحال إلى دار السالم‬ ‫«ط �ب��رق» ب�ع��دم��ا ت �ع��ذر عليه االن �ع �ق��اد في‬ ‫بنغازي التي كانت أواخر الشهر السابع من‬ ‫العام املاضي قاب قوسني أو أدنى من الوقوع‬ ‫في قبضة تنظيم أنصار الشريعة اإلرهابي‪،‬‬ ‫ولم يتسن ملمثلي الشعب أيضاً القدوم إلى‬ ‫طرابلس إلجناز مراسم التسليم واالستالم‬ ‫الشكلية م��ع امل��ؤمت��ر ال��وط�ن��ي؛ فالعاصمة‬ ‫كانت أنذاك توشك أن تقع هي األخرى في‬ ‫يد جماعة فجر ليبيا اإلرهابية التي شنت‬ ‫حرباً ضد املدينة البيضاء حتت دواع واهية‬ ‫سرعان ماتكشفت نواياها احلقيقية بداية‬ ‫م��ن احتفاء عضو املؤمتر الوطني السابق‬ ‫صالح ب��ادي بحرق مطار طرابلس الدولي‬ ‫ٍ‬ ‫مشهد يعود بالتاريخ إلى الوراء‬ ‫وهويك ّبر في‬ ‫ليذكرنا مبشهد وقوف نيرون على أنقاض‬ ‫روما احملترقة وهو ينشد مقطعاً من ملحمة‬ ‫«إلوبرسيس» األغريقية‪ ،‬وليس انتهاء مبشهد‬ ‫حرق خزانات الوقود وتدمير بيوت ورشفانة‪.‬‬ ‫كان الطريق إلى عقد اجللسة األولى ملجلس‬ ‫النواب ليس شائكاً فحسب‪ ،‬وإمنا هو أقرب‬ ‫إل��ى طريق اجل�م��ر‪ ،‬فامللفات العاجلة التي‬ ‫كانت تنتظره عند عتبة فندق دارال�س�لام‬ ‫عال من الشجاعة واحلكمة‬ ‫قدر ٍ‬ ‫حتتاج إلى ٍ‬ ‫في آن‪ ،‬لعل أولها ملف معاجلة ااألخطاء‬ ‫القاتلة التي وقع فيها املؤمتر الوطني خالل‬ ‫واليته املنصرمة‪.‬‬ ‫أولى اخلطوات في هذا امللف كانت إثبات‬ ‫املجلس لليبيني كافة أن��ه ميثل كل أطياف‬ ‫الشعب‪ ،‬ول�ي��س مم�ث� ً‬ ‫لا جلهة أو مدينة أو‬ ‫حضور فاق النصاب للنواب‬

‫معاجلة األخطاء الفادحة التي‬ ‫وقع فيها املؤمتر الوطني من امللفات‬ ‫امللحة التي ال حتتمل التأجيل‬ ‫مجلس النواب لم يصدر حتى اآلن‬ ‫أي قرار ميكن أن يستغل من طرف‬ ‫تنظيم أو مدينة لتحقيق مآرب‬ ‫تتعارض مع املصالح العليا للدولة‬ ‫جتار الدين وثوار الغنائم‬ ‫يتحالفون ويشعلون احلروب ضد‬ ‫الدولة والشرعية باسم فبراير‬

‫تنظيم سياسي‪ ،‬وقد ظهر ذلك جلياً وواضحاً‬ ‫منذ اليوم األول النعقاده بعكس ماكان عليه‬ ‫ال��وض��ع خ�لال ف�ت��رة امل��ؤمت��ر ال��وط�ن��ي التي‬ ‫شهدت سيطرة املتطرفني االسالميني على‬ ‫أعماله وق��رارت��ه مبساندة ق��ادة املليشيات‬ ‫وأمراء احلرب‪ ،‬ويكفي للتدليل على ذلك أن‬ ‫مجلس النواب لم يصدر حتى اآلن أي قرار‬ ‫مينح األفضلية ألي أحد أو ميكن أن يستغل‬ ‫من ط��رف تنظيم أو مدينة لتحقيق مآرب‬ ‫تتعارض مع املصالح العليا للدولة‪ ..‬في حني‬ ‫أن املؤمتر الوطني تورط في إصدار قرارات‬ ‫سيئة وغ�ي��ر م��دروس��ة ك��ان��ت لها تداعيات‬

‫خطيرة على السلم االجتماعي مثل قرار‬ ‫رقم «‪ »7‬الظالم ضد مدينة بني وليد‪.‬‬ ‫ضد االقتحام‬ ‫خالل عقد جلساته في طبرق لم يتعرض‬ ‫مجلس النواب إلى أية عملية اقتحام‪ ،‬ولم‬ ‫تسجل األجهزة األمنية العاملة في املدينة‬ ‫أية واقعة ٍ‬ ‫تعد على أعضاء البرملان‪ ،‬اللهم‬ ‫إال إذا استثنينا محاولة تفجير فندق دار‬ ‫السالم يوم الثالثاء املوافق ‪2014/12/30‬‬ ‫عبر سيارة مفخخة‪ ،‬أشارت أصابع االتهام‬ ‫حينها إل��ى اجل �م��اع��ات الظالمية التابعة‬ ‫لإلخوان املسلمني بإعداد وتنفيذ احملاولة‬ ‫بغية إره��اب مجلس النواب وتعطيل عمله‬ ‫كما ج��اء على ل�س��ان رئ�ي��س هيئة اإلع�لام‬ ‫والثقافة باحلكومة املؤقتة عمر القويري‬ ‫ال� ��ذي دع� ��ا امل�ج�ت�م��ع ال ��دول ��ي إل ��ى حتمل‬ ‫مسؤوليته جت��اه امل��ؤس�س��ات الشرعية في‬ ‫ليبيا‪ ،‬والعمل على تقويتها ملواجهة اإلرهاب‬ ‫عسكرياً ومادياً وأمنياً‪ ..‬باملقابل كانت والية‬ ‫املؤمتر الوطني «متخمة باالقتحامات» إذ‬ ‫كان ال مير أسبوع دون أن يشاهد الليبيون‬ ‫غ� ��ارات م�ت�ت��ال�ي��ة ع �ل��ى م��ق��ره‪ ،‬وم��ح��اوالت‬ ‫متكررة للتهجم على أعضائه‪ ،‬ل��درج��ة أن‬ ‫الكاتب والصحفي عمر الكدي اختار عنوان‬ ‫«املؤمتر املُقتَحم العام» ألحد مقاالته التي‬ ‫ع ّدد فيها مرات اقتحام املؤسسة التشريعية‬ ‫في ليبيا‪ ،‬مبرزاً باخلصوص واقعة قيام ما‬ ‫يسمى بتنسيقية ال �ع��زل السياسي بجلب‬ ‫مائتي ت��اب��وت‪ ،‬وتهديدهم ألعضاء املؤمتر‬ ‫مباشرة بالقتل إذا لم يقروا قانون العزل‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون ليبية‬

‫قرارات جريئة فى انتظار التنفيذ‬

‫الغريب في تلك الواقعة أن االتهامات طالت‬ ‫ب�ع��ض أع �ض��اء امل��ؤمت��رن �ف �س��ه‪ ،‬مم��ن ك��ان��وا‬ ‫يحسبون على جماعة األخ ��وان والتيارات‬ ‫اإلسالمية املتشددة ‪ ،‬وسربت حينها وسائل‬ ‫اإلع�لام مقاطع مصورة ألولئك األعضاء‪،‬‬ ‫وهم يحرضون جماعة تنسيقية العزل ضد‬ ‫امل��ؤمت��ر‪ ،‬األم��ر ال��ذي فسره املراقبون على‬ ‫أن��ه م�ح��اول��ة مبكرة م��ن األخ� ��وان إلقصاء‬ ‫م�ن��اف�س�ي�ه��م «وال �ت �ك �ن��وق��راط �ي�ين إج �م��اال»‬ ‫ع��ن املشهد السياسي عبر ف��رض قانون‬ ‫يستثنيهم من العزل رغم أنهم كانوا آخر من‬ ‫عقد مصاحلة مع النظام السابق‬ ‫مواجهة اإلرهاب ً‬ ‫أوال‬ ‫لم يكن أمام مجلس النواب بعد ترتيب بيته‬ ‫اإلداري والقانوني سوى االضطالع باملهمة‬ ‫الطارئة وامللحة‪ ،‬وهي مواجهة اإلرهاب الذي‬

‫اتخذ أشكاال مرعبة قد حت��ول البالد إلى‬ ‫صومال جديد أو إلى قندهار أخرى خاصة‬ ‫بعد توافد املقاتلني اجلهاديني باألالف إلى‬ ‫ليبيا‪ ،‬وقيام جماعة األخوان بتوفير الغطاء‬ ‫املالي لتأمني جلب أولئك املرتزقة‪ ،‬واإليعاز‬ ‫إل��ى ال �ق �ي��ادات ال��دي�ن�ي��ة امل�ت�ط��رف��ة بتجنيد‬ ‫الشباب الليبي‪ ،‬واقحامهم في ح��رب ضد‬ ‫الدولة حتت دواعي حماية الثورة وحتصينها‬ ‫من العلمانيني وأنصار النظام السابق‬ ‫بدت هذه الفزاعة أشبه بفقاعة الصابون‪،‬‬ ‫س��رع��ان ماتبخرت‪ ،‬ليقف الشعب بعدها‬ ‫على حقيقة عدو مستعد للمتاجرة بالدين‬ ‫إل��ى أق�ص��ى م��دى م��ن أج��ل احل�ص��ول على‬ ‫مغامن سياسية ومادية كبيرة‪ ،‬ومستعد لركب‬ ‫املزايدة بشعارات فبراير‪ ،‬وتطويعها خلدمة‬ ‫مصاحله وأجندته حتى ولو وصل األمر إلى‬

‫إجهاض مشروع الدولة املدنية الدميقراطية‪،‬‬ ‫وت�ق�ي�ي��د م�ع�ظ��م ال�ش�ع��ب ف��ي خ��ان��ة ال �ن��ازح‬ ‫واملهجر‬ ‫ّ‬ ‫أم� ��ام ه ��ذا ال �ظ��رف االس�ت�ث�ن��ائ��ي اخلطير‬ ‫جداً‪ ،‬والذي ينذر بكشط ليبيا من اخلارطة‬ ‫السياسية للدول املستقلة‪ ،‬كان على مجلس‬ ‫النواب أن يسارع إلى إصدار قرارات جرئية‬ ‫ترسخ القوانني الوطنية العادلة‪ ،‬وتسحب‬ ‫ال �ب �س��اط م ��ن حت ��ت أي ج �م��اع��ة مسلحة‬ ‫خارجة عن شرعية الدولة‪ ،‬وكانت الضرورة‬ ‫السياسية واملسؤولية القانونية واألخالقية‬ ‫حتتمان عليه أن تكون قرارته في مستوى‬ ‫املرحلة‪ ،‬ومتسقة مع مطالب الشعب امللحة‬ ‫بإعادة هيبة الدولة وتفعيل مؤسستي اجليش‬ ‫والشرطة‪.‬‬ ‫بؤر االشتعال بدأت تنتقل من منطقة إلى‬


‫تعزيز الشرعية يتطلب من‬ ‫املجلس جهد ًا وحنكة في إدارة‬ ‫الصراع السياسي‬ ‫أخرى‪ ،‬ومظاهر التقسيم أخذت تطفو على‬ ‫السطح بعدما عمدت فجر ليبيا التي حتتل‬ ‫طرابلس إل��ى نفخ ال��روح في جسد املؤمتر‬ ‫الوطني‪ ،‬وإع��ادت��ه إل��ى الواجهة السياسية‪،‬‬ ‫واإلي �ع��از ل��ه بتشكيل حكومة أُط �ل��ق عليها‬ ‫حكومة إنقاذ في رسالة واضحة منها للعالم‬ ‫مفادها أن الشرعية للقوي الذي يقبض على‬ ‫مفاصل العاصمة‪.‬‬ ‫هذا االنقالب اخلطير على نتائج صناديق‬ ‫االقتراع‪ ،‬كان يستدعي من مجلس النواب‬ ‫ال��وق��وف ض��ده ب�ح��زم وم�س��ؤول�ي��ة احتراما‬ ‫خليار الشعب وإرادة الناخبني‪ ،‬وعندما‬ ‫أوغلت هذه اجلماعة في جرائمها‪ ،‬وجنونها‬ ‫الذي وصل إلى حد الهجوم على املؤسسات‬ ‫ال�س�ي��ادي��ة ل �ل��دول��ة‪ ،‬وح ��رق ب �ي��وت األم �ن�ين‪،‬‬ ‫واستباحة دماء األبرياء‪ ،‬وتهجير املواطنني‪،‬‬ ‫وضرب النسيج االجتماعي للدولة كان البد‬ ‫من إصدار قرار بتصنيفها كجماعة إرهابية‪.‬‬ ‫دعم كرامة اجليش‬ ‫ك��ان املؤمتر الوطني ال��ذي ك��ان يتخذ من‬ ‫ف�ن��دق ري�ك�س��وس بطرابلس م�ق��راً ل��ه هو‬ ‫العامل األساسي في نشوء األزمة و اتساعها‬ ‫وتشعبها بسبب تهميشه للجيش‪ ،‬وفرض‬ ‫أجسام عسكرية موازية من الدروع ومايسمى‬ ‫بكتائب ال �ث��وار‪ ،‬األم��ر ال��ذي استدعى من‬ ‫املجلس رد االعتبار إلى املؤسسة العسكرية‬ ‫الرسمية‪ ،‬وإع ��ادة بنائها حتى تصبح في‬ ‫وض��ع اجلهوزية الكاملة ملواجهة اإلره��اب‬ ‫واجلماعات اخلارجة على شرعية الدولة‪.‬‬ ‫وكانت البوصلة تتجه إلى عملية الكرامة التي‬ ‫قطعت شوطاً كبيراً في مطاردة اإلرهابيني‪،‬‬ ‫ذراع عسكرية يستقوي بها‬ ‫ليس بحثاً عن ٍ‬ ‫املجلس على ال��ذي��ن انقلبوا ض��ده‪ ،‬وليس‬ ‫إعادة استنساخ لتجربة املؤمتر الوطني في‬ ‫تكوين األجسام العسكرية املوازية‬ ‫البون هنا شاسع بني ق��رار مجلس النواب‬ ‫ب�ض��م ال �ك��رام��ة إل ��ى رئ��اس��ة األرك � ��ان وب�ين‬ ‫ق� ��رارات امل��ؤمت��ر ب��إن�ش��اء ال� ��دروع واللجان‬ ‫األمنية وغرف الثوار‪ ،‬فالكرامة ولدت بعد أن‬ ‫أصبح كل جندي أو ضابط باجليش الليبي‬ ‫مشروع قتيل عند اإلرهابيني الذين قاموا‬ ‫بتصفية أكثر م��ن ‪ 500‬ضابط ف��ي ظرف‬ ‫عامني فقط ‪ . .‬والليبيون ينظرون إليها اليوم‬ ‫على أنها املنقذ ال��ذي سيحرر ال��وط��ن من‬ ‫االحتالل اإلخواني وينهي فصول اإلرهاب‬ ‫األسود واخلوف من املليشيات‪،‬بينما الدروع‬ ‫والغرف التي كان األخوان وراء إنشائها كان‬

‫عقد مصاحلة مع اإلرهابيني‬ ‫سيؤخر حسم املعركة ضدهم‬ ‫ألجل رمبا تصبح فيه ليبيا أثر ُا‬ ‫بعد عني‬ ‫رتق النسيج االجتماعي مسؤولية‬ ‫املجلس ‪ ..‬واملصاحلة الوطنية‬ ‫حجر األساس في بناء الدولة‬ ‫الغرض منها تكوين أجسام عسكرية موازية‬ ‫جاهزة لالنقالب على الشرعية‪ ،‬وضرب أي‬ ‫مشروع حقيقي إلعادة بناء الدولة الوطنية‬ ‫الدميقراطية‬ ‫ولعل محاوالت االخ��وان املستميتة لتمرير‬ ‫فكرة احل��رس الوطني تصب في في ذات‬ ‫االجت�� ��اه‪ ،‬وم ��ا ورود ل �ف��ظ «ال��وط��ن��ي» في‬ ‫ال�ت�س�م�ي��ة إال الس �ت �م��ال��ة ع �ق��ول ال�ب�س�ط��اء‬ ‫واإليحاء إليهم بأن هذا املكون هدفه حماية‬ ‫الوطن ومكتسبات فبراير‪،‬ألنهم أدركوا بعد‬ ‫سقوطهم في االنتخابات التشريعية األخيرة‬ ‫أن فرصتهم في القفز على س��دة احلكم‬ ‫عن طريق صندوق االقتراع أصبحت شبه‬ ‫معدومة ‪.‬‬ ‫إذاً ال غرو في اندفاع مجلس النواب نحو‬ ‫دعم اجليش وتفعيله عبر إصداره لقرارات‬ ‫ه��ام��ة‪ ،‬م�ن�ه��ا ق� ��رار ت�ع�ي�ين رئ �ي��س أرك� ��ان‪،‬‬ ‫وق��رارإع��ادة ‪ 129‬ضابطا إلى اخلدمة كان‬ ‫امل��ؤمت��ر ال��وط �ن��ي ق��د أح��ال�ه��م س��اب�ق�اً إل��ى‬ ‫التقاعد‪ .‬والتشديد على احلكومة بضرورة‬ ‫توفير كافة احتياجات اجليش من أسلحة‬ ‫وذخائر ومؤن حتى ينجز مهمته التاريخية‬ ‫ف��ي ال�ق�ض��اء على اإلره� ��اب وإع� ��ادة األم��ن‬ ‫واالستقرار وهيبة الدولة‬ ‫رتق النسيج االجتماعي‬ ‫صحيح أن م��واج�ه��ة اإلره� ��اب تقف على‬ ‫السلمة األول��ى ف��ي األول��وي��ات‪ ،‬ألن الوطن‬ ‫لن يتعافى وينعم باالستقرار واألم��ان طاملا‬ ‫بقي إرهابي واحد بعيداً عن طائلة القانون‪..‬‬ ‫صحيح أيضاً أن اجليش ومن خلفه الشعب‬

‫ي� �خ ��وض ��ون ح ��رب� �اً ش ��رس ��ة ض ��د ع� ��دو ال‬ ‫يحترم حتى أبسط القواعد األخالقية في‬ ‫االشتباك‪ ،‬لكن هذا ال يعني أن ال تكون هناك‬ ‫حلول عاجلة فيما يخص تأمني اخلدمات‬ ‫األس��اس�ي��ة للمواطنني وتخفيف معاناتهم‬ ‫املعيشية‪ ،‬ومعاجلة أوضاع النازحني‪ ،‬وإذابة‬ ‫احلساسيات واحل���زازات التي حت��دث بني‬ ‫مدينة ومدينة‪ ،‬أو بني قبيلة وأخرى‪.‬‬ ‫رتق النسيج االجتماعي مسؤولية ملقاة على‬ ‫كاهل مجلس النواب‪ ،‬والتعجيل باملصاحلة‬ ‫الوطنية سيعد مبثابة وضع حجر األساس‬ ‫في مشروع بناء وطن ال مكان فيه لإلقصاء‬ ‫والتهميش أو التمييز حتت أي مبرر‪ ،‬فال‬ ‫ميكن إس�ق��اط ك��ل مشاكلنا على اإلره��اب‬ ‫وحده‪ ،‬وجعله كقطة القصة الصينية الشهيرة‬ ‫التي كان موظفو مؤسسة خدمية يبررون بها‬ ‫بيروقراطيتهم وفشلهم في إجناز معامالت‬ ‫املواطنني في مواعيدها املقررة‪.‬‬ ‫الشرعية أوال‬ ‫ال ج��دال على أن شرعية مجلس ال�ن��واب‬ ‫م �ح �ص �ن��ة‪ ،‬ول���م ي �ن��ل م�ن�ه��ا ق� ��رار احملكمة‬ ‫الدستورية‪ ..‬هذه حقيقة ساطعة ال ينفيها‬ ‫س��وى ال�ض��ال�ع��ون ف��ي امل��ؤام��رة ع�ل��ى خيار‬ ‫ال �ش �ع��ب أو ب �ع��ض امل��ؤس �س��ات اإلع�لام �ي��ة‬ ‫املشبوهة التي حتولت إلى فقيه دستوري‪،‬‬ ‫وفسرت قرار احملكمة على أنه يقضي بحل‬ ‫البرملان‪ ،‬في حني أن العالم منقوصاً من دول‬ ‫ال تتعدى أصابع اليد الواحدة مازال يعترف‬ ‫بشرعية مجلس النواب كممثل للشعب الليبي‪،‬‬ ‫بل أن األمم املتحدة على لسان مبعوثها إلى‬ ‫ليبيا السيد برنادينو ليون لم تشكك إطالقاً‬ ‫في شرعية املجلس بعد قرار احملكمة‪ ،‬ولعل‬ ‫الكثير يتذكر تعليق ليون الدبلوماسي على‬ ‫ذلك القرار بقوله أنه لم يجد في حيثيات‬ ‫احلكم ما يشير إل��ى حل البرملان أو عودة‬ ‫املؤمتر الوطني ملزاولة العمل السياسي‬ ‫أم��ام التأكيد العاملي على هذه الشرعية‬ ‫ينبغي على مجلس النواب أن يعي جيداً‬ ‫أن تعزيز شرعيته يتطلب منه جهداً‬ ‫وح �ن �ك��ة ف��ي إدارة ال� �ص ��راع ال�س�ي��اس��ي‪،‬‬ ‫فالوقوع في فخ املساومة على الثوابت‪،‬‬ ‫سيعجل باإلطاحة‬ ‫وعلى رأسها الشرعية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫باملشروع الدميقراطي في ليبيا‪ ،‬وتقدمي‬ ‫ت �ن��ازالت ف��ي مستوى عقد مصاحلة مع‬ ‫اإلرهابيني سيؤجل حسم معركة الشعب‬ ‫ضدهم إلى ٍ‬ ‫أمد طويل رمبا تصبح بعده‬ ‫ليبيا أثراً بعد عني‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون ليبية‬

‫عندما سألت مذيعة عربية مواطن ًا ليبيا عن الطريقة التي ميكن لليبيا أن تخرج منها بنجاح في مواجهة‬ ‫تردد‪« :‬االلتحاق بخليفة حفتر»‪.‬‬ ‫اإلرهاب أجابها بدون ّ‬ ‫وعندما سأل أحد الصحفيني طيار ًا ليبي ًا مقاتالً عن السبل الكفيلة بإخراج ليبيا من أزماتها أجابه بوضوح‬ ‫وبصوت حاسم‪« :‬هيبة الدولة في سالحها اجلوي»‪.‬‬ ‫قبل أيام هلّل الليبيون لقرارين صدرا مؤخراً‪ :‬قرار إعادة قائد عملية الكرامة اللواء خليفة حفتر للخدمة رسمي ًا‬ ‫في اجليش‪ ،‬وقرار ترقية قائد سالح اجلو بعملية الكرامة العميد صقر اجلروشي إلى رتبة لواء‪ ..‬إنهما قراران‬ ‫سيؤديان مباشرة إلى تفعيل بناء اجليش‪ ،‬وسوف يكون لهما انعكاسات إيجابية على املدى القريب‪.‬‬

‫عودة اللواء‬

‫الليبيون يدركون اآلن أن بالدهم‬ ‫تتعرض لالحتالل باسم التنظيم الدولي لإلخوان‬ ‫منصور عمارة‬ ‫طبرق جدارنا األخير‬ ‫كان مجلس النواب املنتخب دميقراطياً قد انتقل إلى مدينة طبرق‬ ‫املنعزلة في أقصى الشرق‪ ،‬وأعاد تكليف الثني فش ّكل األخير حكومة‬ ‫مؤقتة ما زال��ت قائمة حتى اآلن‪ ،‬أما حكومة احلاسي فقد واصلت‬ ‫سيطرتها على طرابلس وهي بذلك تسيطر على أغلب مقرات الدولة‬ ‫لكنها تفتقر إلى االعتراف الدولي‪.‬‬ ‫قبل عدة أسابيع أصدرت احملكمة العليا في ليبيا قراراً مشبوهاً يُفهم‬ ‫منه أنه يقضي ببطالن انتخاب مجلس النواب‪ ،‬وضمناً بطالن تكليف‬ ‫حكومة الثني في طبرق‪ .‬الليبيون استقبلوا قرار احملكمة العليا باستياء‬ ‫بالغ‪ ،‬ومتابعة املالبسات التي أحاطت بصدوره أوضحت أنه صدر حتت‬ ‫تهديد السالح من قبل مليشيات فجر ليبيا املوالية لتنظيم اإلخ��وان‬ ‫الذي يحاول – بدعم من قطر وتركيا – أن يفرض سيطرة دائمة على‬ ‫احلكم في ليبيا‪ .‬لقد ّ‬ ‫تكشفت احلقائق املغ ّيبة ويعرف جميع الليبيني‬ ‫اآلن أن بالدهم تتع ّرض لالحتالل باسم التنظيم الدولي لإلخوان الذين‬ ‫سيح ّولونها إلى قاعدة للمتطرفني من كل بقاع العالم‪ ،‬ولم يبق أمام‬ ‫التمسك باالختيار الشرعي الوحيد املتم ّثل في مجلس النواب‬ ‫الليبيني إال‬ ‫ّ‬ ‫الذي اتخذ من طبرق مقراً له‪ ..‬إنها اجلدار األخير‪ ،‬ولكنه جدار صلب‬ ‫يحتضن الشرعية ويدعم بناء دولة املؤسسات والقانون‪ ،‬ويعيد تفعيل‬ ‫بناء اجليش الليبي الذي ال تعني سيادة ليبيا وهيبتها كدولة شيئاً بدونه‪.‬‬ ‫جريرة املؤمتر‬ ‫حاول املؤمتر الوطني السابق دعم الدروع لتح ّل بدالً عن اجليش الليبي‪،‬‬ ‫كما ح��اول اإلخ��وان املسلمون الحقاً دعم املليشيات املسلحة‪ ،‬إال أن‬ ‫اللواء خليفة حفتر قام باستدعاء القوات املسلحة الليبية لتعيد تشكيل‬ ‫نفسها بطريقة ّ‬ ‫منظمة‪ ،‬خاصة بعد تع ّرض الكثير من قياداته وضباطه‬ ‫لالغتيال على يد املتطرفني في بنغازي‪ ،‬على أن تتولى هذه القوات مهام‬ ‫مح ّددة منذ البداية وعلى رأس هذه املهام حماية الشرعية واحلرب ضد‬ ‫اإلرهاب بجميع تشكيالته املسلحة‪.‬‬ ‫في الوقت نفسه تق ّدمت فصائل التشكيالت املسلحة التي حتظى بدعم‬

‫رئيس أركان سالح اجلو‬


‫حفتر‪ ..‬ومهام القائد العام للقوات املسلحة‬

‫في خضم االنتخابات غف َل الشعب عن محاوالت‬ ‫اإلخوان واالنقالبيني لتفريغ ليبيا من جيشها‬ ‫مواطن يقول‪ :‬جناح ليبيا في مواجهة اإلرهاب‬ ‫مرهون بااللتحاق بخليفة حفتر‬ ‫بصوت حاسم‪ :‬هيبة الدولة في‬ ‫طيار ليبي‬ ‫ٍ‬ ‫سالحها اجلوي‬ ‫تنظيم اإلخ��وان والتي اتخذت اسم فجر ليبيا فقامت بالسيطرة على‬ ‫العاصمة طرابلس‪ ،‬فتم متديد عمل املؤمتر العام املنتهي الصالحية‬ ‫دستورياً‪ ،‬ونصبت حكومة احلاسي التي لم يعترف بها س��وى تركيا‬ ‫وقطر اللتان قامتا بدعم اإلخوان املسلمني في محاولة منهما للسيطرة‬ ‫على حكم ليبيا بشكل دائم‪ ،‬هذا وقد تغلغلت تشكيالت أخرى موالية‬ ‫اإلخوان في مدينة بنغازي واتخذت مواقع لها بني األحياء السكنية لكي‬ ‫متنع اجليش من تنفيذ عملياته ضدها في هذه املواقع‪ ..‬وفي ظل هذه‬ ‫األوض��اع لم يكن ب ّ ٌد من اللقاء والتنسيق بني املم ّثل الوحيد للشرعية‬ ‫(املجلس) وبني املم ّثل الوحيد لهيبة الدولة (اجليش)‪.‬‬ ‫عودة اللواء األول‬ ‫خليفة حفتر هو أكثر الشخصيات العسكرية حضوراً على الساحة الليبية‬ ‫في الوقت الراهن‪ ،‬وهو يتميز بتزايد نفوذه في املنطقة الشرقية من ليبيا‬ ‫وفي املنطقة الغربية‪ ،‬خاصة أن بعد متكنت القوات التي يقودها من‬ ‫السيطرة على معظم أحياء مدينة بنغازي‪ ،‬وجناحه في نشر طائرات‬ ‫حربية في قاعدة الوطية غرب ليبيا ملواجهة مليشيات فجر ليبيا التابعة‬ ‫حلكومة احلاسي املوالي لإلخوان‪.‬‬ ‫كان املؤمتر الوطني العام أحال حفتر (وعدد كبير من ضباط اجليش‬ ‫الليبي) على التقاعد عام ‪ ،2013‬ولكن ذلك لم مينعه من االضطالع‬ ‫مبهمة بالغة ال��د ّق��ة واحلساسية‪ ،‬وه��ي جتميع وإع ��ادة بناء اجليش‬

‫الليبي‪ ،‬وهكذا فرض مبادرته على اجلميع‪ ،‬والتحق به الوطنيون من‬ ‫القادة العسكريني‪ ..‬لقد اختار الليبيون من الناحية السياسية من مي ّثلهم‪،‬‬ ‫ولكنهم في خضم االنتخابات غفلوا عن احمل��اوالت الدؤوبة التي كان‬ ‫ينفّذها اإلخوان واملتسلقني واالنقالبيني لتفريغ ليبيا من جيشها‪.‬‬ ‫منذ أيام قرر مجلس النواب واحلكومة املؤقتة املعترف بهما دولياً إعادة‬ ‫اللواء السابق خليفة حفتر للخدمة في اجليش التابع لها‪ ،‬وشمل القرار‬ ‫استدعاء حفتر‪ ،‬باإلضافة إل��ى ‪ 108‬أشخاص من ضباط اجليش‬ ‫السابقني للخدمة باجليش‪ .‬إن هذا القرار امتداد لبيان كان قد أصدره‬ ‫مجلس النواب سابقاً أكد فيه أن «عملية الكرامة وقيادتها هي عملية‬ ‫عسكرية شرعية تابعة لرئاسة األركان واحلكومة الليبية بقيادة اللواء‬ ‫خليفة حفتر‪ ،‬وأنها تستمد شرعيتها من الشعب الليبي»‪ ..‬وقد قطع هذا‬ ‫القرار الطريق على محاوالت سابقة قامت بها كل من الواليات املتحدة‬ ‫وبريطانيا تهدف إلى ضم حفتر إلى قائمة العقوبات‪.‬‬ ‫عودة اللواء الثاني‬ ‫بالتوازي مع عودة حفتر «الرسم ّية» أصدر رئيس األركان العامة للجيش‬ ‫الليبي اللواء عبدالرازق الناظوري قراراً بترقية قائد سالح اجلو‪ ،‬العميد‬ ‫صقر اجلروشي‪ ،‬إلى رتبة لواء‪ ،‬ونص القرار أيضاً على تكليف اللواء‬ ‫صقر اجلروشي برئاسة أركان سالح اجلو الليبي‪.‬‬ ‫الهدف من هذه اخلطوة تفعيل بناء اجليش الليبي من جهة‪ ،‬وإعالن‬ ‫رئاسة األرك ��ان ب��أن املجال الوحيد أم��ام جميع القيادات العسكرية‬ ‫النظام ّية هو اندراجها في التسلسل الذي تق ّره رئاسة األركان بتزكية من‬ ‫مجلس النواب‪ ،‬أم من يقع خارج هذه الدائرة من القيادات أو الضباط‬ ‫موال للجماعات اخلارجة عن‬ ‫أو ضباط الصف أو اجلنود فهو تلقائياً ٍ‬ ‫الشرعية‪.‬‬ ‫في زمن ضائع‬ ‫مت ّر بالدنا اآلن بحالة ّ‬ ‫هشة من وقف إط�لاق النار ال��ذي أعلنت عنه‬ ‫مليشيات فجر ليبيا (بإيعاز من اإلخوان) ولكي تقنع الليبيني واألطراف‬ ‫األجنبية بأنها من املمكن أن تكون جزءا من احلوار والوصول إلى حل‬ ‫سياسي‪ ،‬ولكن جتاربها السابقة سحبت الثقة نهائياً من مثل هذه الوعود‪.‬‬ ‫فجر ليبيا لم تشارك في مفاوضات اجلولة األولى‪ ،‬لكنها أعلنت وقف‬ ‫إطالق النار مبج ّرد انتهاء هذه اجلولة‪ ،‬مؤكدة استعدادها للمشاركة في‬ ‫املفاوضات بشرط انعقادها في ليبيا بدالً عن سويسرا‪ .‬ويبدو أنها قد‬ ‫انشقت اآلن إلى قسمني‪ ،‬يحاول األول التمهيد للمفاوضات بني اجلانبني‬ ‫برعاية األمم املتحدة‪ ،‬بينما يسعى الثاني إلى مواصلة احتالل املزيد من‬ ‫مناطق غرب طرابلس وبسط سيطرته على أكبر جزء من اخلريطة‬ ‫ال‪ ..‬على أن هذه املرحلة قد تكون زمناً ضائعاً‬ ‫للمساومة بها مستقب ً‬ ‫تفتعله فجر ليبيا لتتيح حلمائمها وصقورها فرصاً متساوية‪.‬‬ ‫اجليش من جهته كان قد أعلن وقف إطالق النار (باستثناء مواصلة‬ ‫احلرب ضد اجلماعات اإلرهابية املتطرفة)‪ ،‬ولكي يستدمي حالة وقف‬ ‫إطالق النار ويتيح املجال ملواصلة احل��وار ه ّدد مجلس األمن الدولي‬ ‫من جانبه بفرض عقوبات على كل طرف يعيق اجلهود الرامية إلى حل‬ ‫األزمة الليبية‪.‬‬ ‫في ظل هذه األوض��اع امللغّمة‪ ،‬وبعد أن قام مجلس النواب واحلكومة‬ ‫املؤقتة ورئاسة األركان (من خالل القرارين السابقني) بأولى اخلطوات‬ ‫العملية التي من شأنها أن جتعل وح��دات وتشكيالت اجليش الليبي‬ ‫تقف على أرضية صلبة‪ ،‬فإن أمام اللواء خليفة حفتر الذي ميارس مهام‬ ‫القائد العام واللواء صقر اجلروشي الذي ُكلّف برئاسة أركان سالح اجلو‬ ‫أن يواصال إعادة بناء اجليش (براً وجواً) وتقويته أثناء استمرار وقف‬ ‫إطالق النار‪ ،‬مع قطع الطريق على اإلمدادات التي من املمكن أن تصل‬ ‫إلى املتطرفني (فجر ليبيا‪ ،‬أنصار الشريعة‪ ،‬دواعش ليبيا‪... ،‬إلخ)‪.‬‬ ‫على املدى القريب سوف يعود اجليش الليبي ليحت ّل اجلزء األبرز من‬ ‫واجهة املشهد الوطني‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون ليبية‬

‫‪‎‬السويحلي‬

‫��رع���ت ج��ل��س��ة احل�����وار ف���ي غ���دام���س م���ن احل����راك‬ ‫س� ّ‬ ‫ف��ي «م��ص��رات��ة»‪ ،‬وأدت إل���ى ت��ب��اي��ن امل��واق��ف ب�ين تيار‬ ‫السويحلي وب��ادي واملناعي من ناحية‪ ،‬وتيار باشاغا‬ ‫وأعضاء مجلس النواب الذين وافقوا على الذهاب إلى‬ ‫غدامس‪ ،‬أما جلسات احل��وار في جنيف فقد باعدت‬ ‫بني الطرفني‪ ،‬وجعلت املجلس البلدي في مصراتة‬ ‫يوافق على احلوار‪ ،‬ويصدر بيانا يعبر فيه عن استيائه‬ ‫من املؤمتر الوطني‪.‬‬

‫عمر الكدي‬

‫سيناريو السويحلي يتكرّر‬ ‫بعد مائة عام‬

‫هل تعود مصراتة‬ ‫إلى الصف الوطني؟!‬


‫في عام ‪ 1915‬قاد رمضان السويحلي‬ ‫حملة للسيطرة على الغرب الليبي‪،‬‬ ‫مستعينا ب��األس �ل �ح��ة ال �ت��ي غنمها‬ ‫بعد معركة القرضابية‪ ،‬ولم يكتف‬ ‫ال �س��وي �ح �ل��ي ب���إره���اب ج �ي��ران��ه بل‬ ‫ح� ��ارب ال �س �ن��وس �ي�ين ف��ي اج��داب �ي��ا‪،‬‬ ‫وب �ع��د م�ق�ت�ل��ه ف��ي ب �ن��ي ول �ي��د ت��ول��ى‬ ‫شقيقه سعدون إع��ادة مصراتة إلى‬ ‫ال �ص��ف ال��وط �ن��ي‪ ،‬وأن �ه��ى االق�ت�ت��ال‬ ‫ب�ين الليبيني‪ ،‬ليتفرغوا ملقاتلة‬ ‫اإليطاليني‪.‬‬ ‫راجمة ألحدى كتائب مصراتة ترمى صواريخها على مطار طرابلس‬

‫خروج مظاهرة مؤيدة للمجلس البلدي وللحوار في جنيف كسر‬ ‫حاجز اخل��وف والصمت املطبق‪ ،‬ال��ذي عاشته املدينة منذ أن‬ ‫اختطفها اإلخوان املسلمون‪ ،‬وصعدوا على ظهرها نحو أهدافهم‬ ‫املستحيلة‪ ،‬وذك ��رت بعض صفحات ال�ت��واص��ل االج�ت�م��اع��ي‪ ،‬أن‬ ‫عبد الرحمن السويحلي اجتمع ببعض شباب مصراتة‪ ،‬وهاجم‬ ‫أمامهم أعضاء مجلس النواب من املدينة الذين ذهبوا للحوار‬ ‫في جنيف‪ ،‬واصفا إياهم ب �ـ»األزالم»‪ ،‬إال أن الشباب دافعوا عن‬ ‫النواب ووصفوا السويحلي بأنه أحد األزالم‪ ،‬وذكروه بالفيال التي‬ ‫اشتراها القذافي له‪ ،‬ويؤكد من حضر اللقاء أن السويحلي ُهرب‬ ‫قبل أن متتد له أيدي الشباب‪.‬‬ ‫خروج مصراتة من فجر ليبيا يجعل الفجر غروبا مبكرا‪ ،‬ويجعل‬ ‫م��ن امل��ؤمت��ر الوطني ال��ذي بعث م��ن جديد مجرد مجموعة من‬ ‫احلمقى يتناوبون ال�ص��راخ أم��ام مكبرات ال�ص��وت‪ ،‬وي�ق��وي من‬ ‫موقف مجلس النواب وحكومته‪ ،‬ويبشر بسرعة عودة االستقرار‬ ‫واألمن إلى ليبيا‪ ،‬إذا عرف املفاوضون في جنيف كيف يقدمون‬

‫خروج مصراتة من فجر ليبيا يجعل من‬ ‫املؤمتر الوطني مجرد مجموعة من احلمقى‬ ‫يتناوبون الصراخ أمام مكبرات الصوت‬ ‫نزعة عسكرية فاشية في جينات مصراتة‬ ‫تؤثر بشدة على نظرة التاجر االستراتيجية‬


‫‪20‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون ليبية‬

‫‪‎‬بــادي‬

‫أكبر خسائر مصراتة أنها أصبحت مكروهة‬ ‫ومنبوذة ليس فقط في الغرب الليبي وإمنا‬ ‫تقريبا في كل مكان‬ ‫ضمانات حقيقية ملصراتة‪ ،‬من بينها عدم مالحقة أبنائها‪.‬‬ ‫العقالء في مصراتة ادرك��وا منذ البداية أن حفنة من املجانني‬ ‫ي �ق��ودون املدينة إل��ى مصير مجهول‪ ،‬ول�ك��ن ف��ي ذل��ك ال��وق��ت ال‬ ‫أحد يستطيع السباحة عكس التيار‪ ،‬خاصة وأن حملة اإلقصاء‬ ‫طالت أبناء مصراتة الذين غادروا املدينة أو ضواحيها منذ بداية‬ ‫االشتباكات‪ ،‬وعرفوا فيما بعد بـ»العائدين»‪ ،‬عندما وجدوا أبواب‬ ‫بيوتهم مغلقة بالطوب واالسمنت‪ ،‬ولكن مع مت��دد ق��وات فجر‬ ‫ليبيا إلى أقصىى الغرب ووصولها إلى اجلبل الغربي وأقصى‬ ‫جنوب ليبيا‪ ،‬اتضح أنها متددت أكثر مما يجب‪ ،‬وأنها ستخسر‬ ‫ذخيرتها مع طول بقائها هناك‪ ،‬خاصة بعد أن منع سالح اجلو‬ ‫تهريب الذخيرة لها من البحر‪ ،‬ويبدو ذلك جليا عندما اختطف‬ ‫عبد احلكيم باحلاج من احلافلة املتجهة إلى الطائرة في مطار‬ ‫مصراتة‪ ،‬وطلب منه اخلاطفون تزويدهم بالذخائر مقابل إطالق‬ ‫سراحه‪ ،‬وبذل فتحي باشاغا مجهودا كبيرا لتخليصه من خاطفيه‪.‬‬ ‫ملاذا عبد احلكيم باحلاج؟ ألنه ميتلك مخزونا كبيرا من الذخائر‬ ‫لم تستخدم‪ ،‬ويبدو أن ق��ادة اجلماعة اإلسالمية املقاتلة قرروا‬ ‫عدم استخدام ذخيرتهم‪ ،‬إال بعد أن تنفذ الذخيرة من املتقاتلني‪،‬‬ ‫ويبدو أن اقتراب باحلاج من مصراتة عجل في شق صف قادة‬ ‫املقاتلة‪ ،‬خاصة بعد استقالة خالد الشريف من وزارة الدفاع‪،‬‬ ‫وتكتله مع سامي الساعدي ضد باحلاج‪ ،‬وهو ما يفسر قصف‬ ‫قناة النبأ‪.‬‬ ‫ابتعاد مصراتة عن الصف الوطني ثم عودتها إليه تكرر مرة‬

‫أخ��رى‪ ،‬وتقريبا بنفس السيناريو‪ ،‬ففي عام ‪ 1915‬قاد رمضان‬ ‫السويحلي جد عبد الرحمن السويحلي حملة للسيطرة على الغرب‬ ‫الليبي‪ ،‬مستعينا باألسلحة التي غنمها بعد معركة القرضابية‪،‬‬ ‫ولم يكتف السويحلي بإرهاب جيرانه بل حارب السنوسيني في‬ ‫اجدابيا‪ ،‬وبعد مقتله في بني وليد تولى شقيقه سعدون إعادة‬ ‫مصراتة إلى الصف الوطني‪ ،‬وإنهاء االقتتال بني الليبيني‪ ،‬ليتفرغ‬ ‫ملقاتلة اإليطاليني حتى استشهاده في معركة يوم السبت‪.‬‬ ‫ثمة نزعة عسكرية فاشية في جينات مصراتة تؤثر بشدة على‬ ‫نظرة التاجر االستراتيجية‪ ،‬التي ال ميكنها النجاح إال ببناء ثقة مع‬ ‫زبائنه ال تؤثر فيها األحداث العابرة‪ ،‬وستحتاج مصراتة إلى وقت‬ ‫طويل الستعادة هذه الثقة‪ ،‬ويبدو أنها ستكفر عما بدر منها من‬ ‫خالل تأديب كل من قادها إلى هذا املأزق‪ ،‬وفي مقدمتهم اإلخوان‬


‫تدمير املطار وحرق الطائرات‬ ‫‪..‬جرمية مسجلة باسم فجر ليبيا‬

‫املسلمون‪ ،‬وأتوقع أن ال يبقى إخواني واحد في مصراتة إذا جنح‬ ‫حوار جنيف‪ ،‬ونالت مصراتة كل الضمانات التي حتتاجها‪.‬‬ ‫اإلخ ��وان املسلمون ومعظمهم م��ن م�ص��رات��ة‪ ،‬مثل الكبتي وأب��و‬ ‫صوان وسليمان عبد القادر وعلي الصالبي وشقيقاه‪ ،‬وعلي أبو‬ ‫زعكوك ومحمد الزهاوي ووسام بن حميد وعبد الرؤوف املناعي‪،‬‬ ‫استسهلوا الركوب على ظهر األسد «قسورة» إلرهاب اآلخرين‪،‬‬ ‫ولكنهم نسوا أن األسد سيأكل من يجلس على ظهره إذا جاع أو‬ ‫أصيب بنوبة غضب‪ ،‬وهو ما سيحدث قريبا على األرجح‪.‬‬ ‫لو سيطرت مصراتة على منطقة الهالل النفطي ملا كان هناك‬ ‫حوار في جنيف أو في أي مكان آخر‪ ،‬ولكن فشل قوات الشروق‬ ‫جعل أسهم املتشددين تتراجع في مصراتة‪ ،‬مقابل ارتفاع أسهم‬ ‫املعتدلني ال��ذي��ن ق��ارن��وا مثل أي ت��اج��ر ب�ين ال��رب��ح واخل �س��ارة‪،‬‬

‫فاكتشفوا أن م�ص��رات��ة خ�س��رت ك��ل ش��يء‪ ،‬خ��اص��ة وأن معظم‬ ‫املعارك كانت مجرد فخ الستنزاف الذخائر‪ ،‬فما معنى مقاتلة‬ ‫ورش�ف��ان��ة وال��زن�ت��ان ف��ي تلك ال �ب��راري البعيدة‪ ،‬ومقاتلة حرس‬ ‫املنشآت النفطية في صحراء شاسعة مكشوفة‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫حتتاج فيه إلى بقاء قوات كبيرة في طرابلس‪ ،‬ومن أكبر اخلسائر‬ ‫أن مصراتة أصبحت مكروهة ومنبوذة ليس فقط في الغرب‬ ‫الليبي وإمنا تقريبا في كل مكان‪ ،‬حتى حلفاءها الذين انضموا‬ ‫إليها في بعض املراحل‪ ،‬راجعوا حساباتهم وقرروا جتسير الفجوة‬ ‫مع أعداء مصراتة‪ ،‬وهذا ما حدث في اليومني املاضيني عندما‬ ‫تبادلت غريان والزنتان ‪ 71‬محتجزا‪ ،‬وهو ما يعني نهاية اجلفوة‬ ‫بني جارين لم يرفعا السالح في وجه بعضهما طوال قرون من‬ ‫العيش املشترك‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون ليبية‬

‫بدأ تنظيم داع��ش في التغلغل وف��رض سيطرته داخ��ل العديد من امل��دن الليبية وذل��ك باخلروج إلى الشوارع‬ ‫لتفعيل نهجه الترهيبي القائم على «النهي عن املنكر» وتطبيق احلدود‪.‬‬ ‫ونشر تنظيم داعش على حساب في تويتر ملا يعرف بـ»والية طرابلس» مجموعة من الصور حول نشاط من‬ ‫أسماهم «رجال احلسبة» في شوارع العاصمة‪ .‬وتظهر الصور قيام رجال احلسبة بإزالة ما أطلق عليه «املنكرات‬ ‫الظاهرة من األسواق»‪ ،‬وإعطاء أوامر شفهية للمواطنني بضرورة االلتزام بتعاليم اإلسالم وعدم إظهار أي زينة‬ ‫أو ألوان «مثيرة» في احملالت وعلى الطرقات جتنبا لـ»الفتنة» و»احملظور»‪.‬‬

‫دواعش ليبـيا‬

‫يجوبون شوارع طرابلس‬

‫وأظ�ه��رت تعليقات على ال�ص��ور قيام رج��ال‬ ‫احلسبة بإزالة ما وصفته الصفحة بــ»املنكرات‬ ‫في األس ��واق» مرفقة بصور أظهرت رج��االً‬ ‫ملثمني ي��زي �ل��ون الف �ت��ات ودم ��ى ع ��رض من‬ ‫محالت داخ��ل س��وق املدينة القدمية وسط‬ ‫العاصمة‪.‬‬ ‫ي �ب��دو أن ت�ن�ظ�ي��م داع� ��ش ب���دأ ف��ي تطبيق‬ ‫نهجه اجلهادي القائم أساساً على ترهيب‬ ‫الناس بغية السيطرة عليهم وتغيير منطهم‬ ‫املجتمعي‪ ،‬وهو دليل حسب ما أكده العديد‬ ‫من اخلبراء واحمللّلني‪ ،‬على أن هذا التنظيم‬ ‫املتطرف مم ّثل رسمياً في ليبيا‪ ،‬له مقاتلوه‬ ‫في ساحات املعارك ورجاله على الطرقات‬ ‫وفي األحياء لبثّ األفكار املتشددة وجتنيد‬ ‫أكثر عدد ممكن من املدنيني‪.‬‬ ‫وتعتبر التنظيمات اجلهادية على اختالفها‬ ‫ال�ن�ه��ي ع��ن امل�ن�ك��ر وت�ط�ب�ي��ق احل� ��دود ق��وام‬ ‫الشريعة اإلسالمية وأساساً ثابتاً في الفكر‬ ‫والعقيدة السلفية‪ ،‬واس�ت�ن��اداً إل��ى أن األم��ة‬ ‫اإلسالمية خير األمم التي أخرجت للناس‬ ‫فمن الضروري «تطهيرها من كل دنس اتقاء‬ ‫لغضب الله»‪.‬‬ ‫وتعتقد ه��ذه التنظيمات أن أداء «فريضة»‬ ‫النهي عن املنكر سيساهم في تعميق االلتزام‬ ‫باحلكم الشرعي والثبات بقوة عند احلدود‬ ‫الشرعية‪ ،‬لذلك تعمل جاهدة على تطبيق‬ ‫احلدود بالرجم وقطع األيدي‪.‬‬ ‫وأط�ل��ق العديد م��ن نشطاء املجتمع املدني‬ ‫املناصرين للقوى الدميقراطية ف��ي ليبيا‪،‬‬ ‫ص�ي�ح��ة ف���زع واح �ت �ج��اج ع �ل��ى امل �م��ارس��ات‬ ‫التعسفية وال��رج �ع �ي��ة ل��رج��ال داع���ش ض� ّد‬ ‫املواطنني ال �ع �زّل‪ ،‬وطالبوا املجتمع الدولي‬ ‫ب��ال �ت��دخ��ل ال �ع��اج��ل ل��وق��ف ت�غ�ل�غ��ل ال�ك�ت��ائ��ب‬

‫رجال الحسبة يبحثون‬ ‫عن المنكرات‬ ‫ويطبّقون حدودهم!‬ ‫ملثمون يزيلون‬ ‫مظاهر الزينة و األلوان‬ ‫المثيرة في المحالت‬ ‫ويحطمون دمى عرض‬ ‫األزياء تجنّب ًا للفتنة‬

‫املسلحة واملجموعات املتشددة والتسريع في‬ ‫تثبيت مؤسسات الدولة لوضع قوانني زجرية‬ ‫لتحجيم املتطرفني‪.‬‬ ‫وأعلن تنظيم داعش نفسه رسمياً في ليبيا‪،‬‬ ‫كاشفاً عن توسيع عملياته في البالد‪ ،‬ونشر‬ ‫صوراً ملا قال إنها عمليات قامت بها عناصره‬ ‫ضد اجليش الليبي في منطقة الليثي‪ ،‬التي‬ ‫تعد آخر معاقله في مدينة بنغازي‪ ،‬وفق ما‬ ‫ذكرته مصادر عسكرية‪.‬‬ ‫وقال التنظيم‪ ،‬في بيان نشر على موقع تابع‬ ‫للجماعات املتشددة‪ ،‬في وقت سابق‪ ،‬إن ما‬ ‫سماها «س��ري��ة القنص» التابعة ل��ه‪ ،‬قامت‬ ‫بقتل ‪ 12‬عنصراً من املوالني للجيش الليبي‬ ‫بحي الليثي‪ ،‬مشيراً إلى أنه ميتلك صواريخ‬ ‫وأسلحة متطورة في ليبيا‪.‬‬ ‫ونشر املكتب اإلعالمي في والية برقة الذراع‬ ‫اإلعالمية للتنظيم‪ ،‬تقريراً عن عملية إعدام‬ ‫صالح فتح الله منصور إدريس‪ ،‬وأرفق ضمن‬ ‫الصور بطاقات التعريف اخلاصة‪ ،‬التي تظهر‬ ‫تبعيته ملنطقة طبرق العسكرية‪ ،‬وحمل التقرير‬ ‫عنوان «اصطياد أحد املرتدين في استيقاف‬ ‫ألسود اخلالفة على طريق املخيلي»‪.‬‬ ‫وب�� � ّرر ال�ت�ق��ري��ر إع� ��دام ال��رج��ل ب��أن��ه «أح��د‬ ‫املرتدين»‪ ،‬وأن عناصر التنظيم نفّذوا «حكم‬ ‫ال�ل��ه ف��ي امل��رت��د احمل���ارب ل��دي��ن ال �ل��ه»‪.‬وق��ام‬ ‫التنظيم في إط��ار سياسة الترهيب بإحراق‬ ‫سيارات وهدم منازل العديد من املواطنني في‬ ‫مدينة بنغازي التي وصفها بـ»أوكار املرتدين»‪.‬‬ ‫وأم��ام ت��ده��ور األوض ��اع األمنية واستفحال‬ ‫ال�ظ��اه��رة اإلره��اب �ي��ة‪ ،‬ن��اش��د عبدالله الثني‬ ‫رئيس احلكومة الليبية الشرعية‪ ،‬املجتمع‬ ‫الدولي املساهمة في احل��رب على التطرف‬ ‫اإلسالمي واإلرهاب وذلك برفع احلظر على‬


‫السالح للجيش احلكومي‪.‬‬ ‫ودعا في املقابل إلى قطع إم��دادات السالح‬ ‫عن اجلماعات املتطرفة و»ردع» الدول التي‬ ‫ق ��ال إن �ه��ا ت��دع��م ه ��ذه اجل �م��اع��ات وت��ؤج��ج‬ ‫الصراع بني الفرقاء‪.‬‬ ‫وق��ال الثني في لهجة ال تخلو من العتب إن‬ ‫«املجتمع الدولي صنف أنصار الشريعة في‬ ‫ليبيا ومواليها‪ ،‬كتنظيمات إرهابية‪ ،‬ويقود‬ ‫حتالفا دوليا للقضاء على ه��ذه اجلماعات‬ ‫في العراق وسوريا أما في ليبيا فإن اجليش‬ ‫يقاتل وحيدا هذه اجلماعات دون أن يتلقى‬ ‫أي دعم»‪.‬‬ ‫وأضاف «لدينا هاجس من متدد وتسرب هذه‬ ‫اجلماعات من العراق وسوريا إلى األراضي‬ ‫الليبية جراء تضييق اخلناق عليها هناك»‪ ،‬في‬ ‫إشارة إلى مقاتلي تنظيم «الدولة اإلسالمية»‬ ‫الذين قد يلجؤون إلى معاقل املتطرفني في‬ ‫ليبيا هربا من ضربات التحالف الدولي‪.‬‬ ‫وت�ع��ان��ي ليبيا م��ن معضلة ال �س�لاح بعد أن‬ ‫أصبحت خ �زّان��ا لألسلحة التي استثمرها‬ ‫امل �ت �ش��ددون واجل �م��اع��ات امل��وال �ي��ة ل�لإخ��وان‬

‫النهج الجهادي‬ ‫للدواعش قائم على‬ ‫ترهيب الناس بغية‬ ‫السيطرة عليهم وتغيير‬ ‫نمطهم حياتهم‬ ‫االجتماعي‬

‫سرية القنص الداعشية‬ ‫تتخفى وتواصل تنفيذ‬ ‫االغتياالت في بنغازي‬ ‫لتنفيذ خططهم بغية السيطرة على امل��دن‬ ‫احملورية مثل طرابلس وبنغازي وبرقة ودرنة‬ ‫وغ �ي��ره��ا‪ .‬ي �ش��ار إل��ى أن ي��ودج�ين ري�ت�ش��ارد‬

‫غاسانا‪ ،‬رئيس جلنة العقوبات بحق ليبيا في‬ ‫مجلس األمن الدولي أعلن‪ ،‬في وقت سابق‪،‬‬ ‫أن غياب الرقابة املركزية على مستودعات‬ ‫األسلحة في ليبيا أسفر عن حتول البالد إلى‬ ‫أكبر مصدر للسالح غير الشرعي في العالم‪.‬‬ ‫وأفاد أن غالبية املستودعات العسكرية تقع‬ ‫حتت سيطرة مجموعات «غير حكومية وشبه‬ ‫عسكرية»‪ ،‬مؤكدا أن غياب السيطرة الفعالة‬ ‫على احل��دود أدى إلى «حتول ليبيا إلى أهم‬ ‫مصدر للسالح غير الشرعي‪ ،‬مبا في ذلك‬ ‫الصواريخ احملمولة املضادة للطائرات»‪.‬‬ ‫ي�ش��ار إل��ى أن ليبيا ق��د حت��ول��ت إل��ى قبلة‬ ‫للجماعات امل�ت�ش��ددة التي ينتمي أغلبها‬ ‫لتنظيم ال�ق��اع��دة أو ل�لإخ��وان املسلمني‪،‬‬ ‫ووجدت هذه اجلماعات دعماً من دول مثل‬ ‫قطر وتركيا ما مكنها من تكوين ميليشيات‬ ‫واقتطاع أجزاء من األراضي الليبية وإقامة‬ ‫كيانات صغيرة خاصة بها مثلما يجري في‬ ‫طرابلس على ي��د ميليشيا «فجر ليبيا»‪،‬‬ ‫أو في بنغازي على يدي ميليشيا «أنصار‬ ‫الشريعة» التي بايعت خالفة «داعش»‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون ليبية‬


‫فرنسا املصابة بسعار ريادة اإلفريقيني تتحني الفرص‬ ‫للعودة بكل ثقل‪ .‬هي في احلقيقة لم تغادر القارة‬ ‫مكبلة بقيود املصرف‬ ‫السمراء التي ما زال��ت دولها‬ ‫ّ‬ ‫املركزي الفرنسي‪ ،‬ولكن فرنسا تريد أكثر من ذلك‪:‬‬ ‫تتقدم‬ ‫إنها تريد للفيالق العسكرية الفرنسية أن‬ ‫ّ‬ ‫بخطى ثابتة بينما يشاهدها العالم ويصفّ ق لها‪.‬‬ ‫بقلم‪ :‬إياد بن علي ‪iyadbenali@gmail.com‬‬

‫هل تعلن‬ ‫فرنســا‬ ‫«جمهورية فزان»؟!‬ ‫يعرف معظمنا حقيقة األطماع الفرنسية في الصحراء الكبرى التي‬ ‫حاولت أن جتعل منها «جمهورية الصحراء الفرنسية» لتكون امتداداً‬ ‫«تاريخياً» الحتالل تونس (‪ )1881‬وص�ح��راء اجل��زائ��ر (‪)1900‬‬ ‫واملغرب (‪ )1907‬وه��ي دول تشغل الصحراء أج��زاءه��ا اجلنوبية‪،‬‬ ‫باإلضافة إل��ى غيرها من ال��دول اإلفريقية التي تشغل الصحراء‬ ‫أجزاءها الشمالية‪.‬‬ ‫هذا األسبوع ر ّددت قنوات وصحف مواقع إخبارية أن غزو فرنسا‬ ‫لليبيا قد أصبح قاب قوسني‪.‬‬ ‫تاريخ متلؤه الدسائس‬ ‫حكاية ليبيا مع فرنسا لها أبعاد تاريخية‪ ،‬إذ لم تتر ّدد حكومة األليزيه‬ ‫في ضم فزان لألراضي «الفرنسية»‪ ،‬وتركت الشمال للبريطانيني‬ ‫واألمريكيني‪ ،‬وكانت فزان آخر سلسلة الغزو حيث انتهى بالسيطرة‬ ‫عليها احتالل الصحراء الكبرى بأكملها‪ ،‬وق��د حاولت م��راراً في‬ ‫أربعينات القرن العشرين أن تعلن «جمهورية الصحراء الفرنسية»‬ ‫ولكنها فشلت‪.‬‬ ‫كان أحمد سيف النصر صخرة صلبة أمام الفرنسيني لم يستطيعوا‬ ‫تفتيتها‪ ،‬هنا ب��ادروا إل��ى اس�ت��دراج أخويه عمر ومحمد في تشاد‪،‬‬ ‫لالتفاق على مخطط انفصال ف��زان وإعالنها دول� ًة مستقلة‪ .‬وفق‬ ‫اخلطوات التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬ضم منطقة سرت إلى إقليم فزان التخاذ منفذ بحري لها يكون‬


‫‪26‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون ليبية‬

‫اخلطوط املتوقعة للغزو الفرنسى جلنوب ليبيا‬

‫مبثابة ميناء دولي‪.‬‬ ‫‪ -2‬إعالن استقالل دولة فزان‪.‬‬ ‫‪ -3‬اختيار عمر سيف النصر رئيساً للدولة‪ ،‬ومحمد أخيه نائباً له‪.‬‬ ‫‪ -4‬نقل أخيهما أحمد لإلقامة جبرياً في بلدة «أم األرانب» الصحراوية‬ ‫مدى احلياة‪.‬‬ ‫وفي فزان ط ّبق الفرنسيون القوانني السارية في اجلزائر‪ ،‬وعالوة‬ ‫على ذلك قاموا «ألغراض إدارية» بضم واحة غات الليبية إلى جنوب‬ ‫اجلزائر‪ ،‬كما ضمت واحة غدامس إلى جنوب تونس‪ .‬وكانتا مبثابة‬ ‫قاعدتني عسكريتني يتم من خاللهما دعم القوات الفرنسية املوجودة‬ ‫في تشاد‪.‬‬ ‫هذه الكولونيال ّية الرومانسية التي جرت منذ أكثر من قرن لم تغادر‬ ‫ذاكرة اإلليزيه بعد‪.‬‬ ‫حتت الرماد‬ ‫رسمي‪ ،‬ولكن تسريباتها إلى وسائل‬ ‫لم تعلن فرنسا عن نواياها بشكل‬ ‫ّ‬ ‫اإلعالم وجدت طريقها إلى النشر متهيداً للقول الفصل‪ ،‬أي لتصريح‬ ‫اإلليزيه باخلصوص‪.‬‬ ‫صحيفة «كونتروبيانو» اإليطالية نقلت تصريحاً ملاثيو رينزي‪،‬‬ ‫رئيس الوزراء اإليطالي‪ ،‬يقول فيه أنه ال يستبعد احتماالت التدخل‬ ‫العسكري الغربي‪ ،‬وعلى األخص تدخل الفرنسيني الذين سيساعدهم‬ ‫اإليطاليون دون شك!‪.‬‬ ‫مارليه دمياس على املوقع الصحفي ‪ Orient‬لم تستبعد هي أيضاً‬ ‫إق��دام فرنسا على ح� ّل أخير ملواجهة اجلماعات اإلرهابية التي‬ ‫أصبحت ليبيا «تف ّرخهم»‪ .‬كأنها تشير بذلك إلى املثل العربي الذي‬ ‫يقول «اقطع عرق وس ّيح د ّمه»‪.‬‬ ‫يوسفو‪ ،‬رئيس حكومة النيجر‪ ،‬وفي تصريح للقناة الرسمية قام من‬ ‫جهته بدور القابلة!‪ ،‬فقد طالب بتوفير حتت غطاء تشكيل قوة دولية‬

‫تسع خطوات في السيناريو الفرنسي الحتالل‬ ‫ليبيا تبدأ باستثمار اإلرهاب‬ ‫ساركوزي أنفق ‪ 300‬مليون يورو في «غروب‬ ‫أوديسا» وهوالند يتط ّلع إلى استعادة ‪ 300‬مليار‬ ‫رئيس وزراء إيطاليا يلوح مبساعدة الفرنسيني في‬ ‫احتاللهم للجنوب الليبي‬

‫إلزاحة املجموعات املسلحة من على واجهة املشهد في دول الساحل‬ ‫والصحراء‪.‬‬ ‫منذ أيام أشارت صحيفة «الفجر» اجلزائرية إلى «أن فرنسا طلبت‬ ‫من اجلزائر مؤخراً‪ ،‬مشاركتها في دور عسكري بليبيا حتت مظلة‬ ‫مكافحة اجلماعات اإلرهابية املسلحة‪ ،‬وهو نفس الطلب التي تقدمت‬ ‫به الواليات املتحدة األمريكية منذ شهرين»‪.‬‬ ‫وحسب الصحيفة ذاتها فإن رفض اجلزائر التي تخوض حرباً على‬ ‫اإلرهاب بالساحل اإلفريقي‪ ،‬يأتي التزاما مببادئها في عدم التدخل‬ ‫في الشؤون الداخلية للدول‪.‬‬


‫أكد ميشال غالي اخلبير االستراتيجي الفرنسي أن التدخل‬ ‫العسكري ف��ي ليبيا ب��ات وشيكا ن �ظ��ر ًا إل��ى ت��ده��ور األوض��اع‬ ‫وان �ف�لات األم ��ن بسبب تصاعد ن�ف��وذ التنظيمات املسلحة‬ ‫املتشددة‪ .‬وأف��اد بقوله‪ ،‬في تصريحات صحفية‪ ،‬أن "عملية‬ ‫عسكرية فرنسية باتت وشيكة ف��ي اجل�ن��وب الليبي"‪ ،‬رغم‬ ‫م��رور أي��ام قليلة قبل ذل��ك على استبعاد الرئيس الفرنسي‪،‬‬ ‫فرانسوا هوالند فكرة القيام بتدخل عسكري في ليبيا في‬ ‫مقابلة مع محطة "فرانس انتير" اإلذاعية‪.‬‬ ‫يرى غالي أن "اجلنوب الليبي في مرمى األهداف العسكرية‬ ‫ورجح أال تبدي باريس أي‬ ‫الفرنسية أكثر من أي وقت مضى"‪ّ .‬‬ ‫حماس أو قدرة على املضي في هكذا عملية مبفردها‪ ،‬حلاجتها‬ ‫إلى دعم توفره الواليات املتحدة األميركية وبريطانيا في‬ ‫املقام األول‪ ،‬حيث إن مثل ه��ذه العمليات تستوجب وسائل‬ ‫كبرى ال تقدر القوات الفرنسية لوحدها على تأمينها‪.‬‬ ‫ل��م يستبعد غ�ل�اي أي �ض � ًا أن ت�ش�م��ل ال�ع�م�ل�ي��ات العسكرية‬ ‫الفرنسية إل��ى ج��ان��ب ليبيا‪ ،‬منطقة أق�ص��ى ال�ش�م��ال امل��ال��ي‬ ‫ونيجيريا وال�ص��وم��ال حيث تنشط جماعتا "ب��وك��و ح��رام"‬ ‫و"ال �ش �ب��اب"‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫�لا ع��ن م�ن��اط��ق ص ��راع أخ ��رى ت�ض��م ب��دوره��ا‬ ‫جماعات مسلحة‪ ،‬وأوض ��ح أن "ك��ل ذل��ك سيتم مبوافقة من‬ ‫مسؤولي ه��ذه ال��دول مع انتفاء احتمال احلصول على دعم‬ ‫عسكري من اجليوش احمللية"‪.‬‬ ‫يشار إلى أن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان سبق وأن‬ ‫أكد أن التدخل العسكري في ليبيا بات أمر ًا ضروري ًا نظر ًا إلى‬ ‫"تصاعد أعمال العنف وتنامي األنشطة اإلرهابية"‪.‬‬

‫هذه ع ّينة من تصريحات وأخبار تعتمل حتت الرماد‪ ،‬قريباً سوف‬ ‫تنفخ رياح «الرماتان» غبار املوقد لتفسح املجال أمام الغبار املتصاعد‬ ‫من مارشات الفيالق العسكرية الفرنسية‪.‬‬ ‫التوابع والزوابع‬ ‫لم تنس باريس مستعمراتها القدمية في إفريقيا‪ ،‬هي في احلقيقة‬ ‫لم تغادرها منذ أن جعلت «وثبة الفهد» األملانية تنزلق في احمليط‬ ‫األطلسي‪ ،‬لقد غرست ونشرت توابعها في شكل رؤس��اء ووزراء‬ ‫ومحافظي بنوك مركزية‪ ،‬وقبل كل ذلك في شكل ثقافة مغرية جعلت‬ ‫من فرسنا «أ ّمنا» وجعلت من اللغة الفرسية «لغة املستقبل»‪َ ..‬من من‬ ‫األفارقة سوف يقتنع بأن فرنسا جزء من ماض استعماري بغيض وهو‬ ‫يف ّكر بلغتها في مستقبله املجهول؟‪.‬‬ ‫قد نح ّبذ أن تظهر الزوابع األفريقية بني حني وآخر في وجوه التوابع‬ ‫املتفرنسني‪ ،‬ولكننا في الوقت نفسه نقف بني نارين الهبتني‪ ،‬يقول‬ ‫املثل‪« :‬هارب من الغولة طايح في سالل القلوب»‪.‬‬ ‫السيناريو‬ ‫تقوم احلكومة الفرنسية اآلن باتباع خطوات البد منها لإلقدام على‬ ‫مغامرتها األلف ّية اجلديدة‪:‬‬ ‫ التأسيس لعمق استراتيجي بتأليب ال��دول امل�ج��اورة لليبيا على‬‫اإلرهاب‪.‬‬ ‫ ضمان مشاركة وتعاون (أو شراء سكوت) الدول املجاورة لليبيا‪.‬‬‫ التمهيد ل �ص��دور ق ��رار «أمم ��ي» يجهض أي م�ح��اول��ة سياسية‬‫لالحتجاج‪.‬‬ ‫ االنطالق من تشاد والنيجر لغزو جنوب ليبيا عسكرياً بغطاء مك ّثف‬‫من الطيران‪.‬‬ ‫التقدم باجتاه‬ ‫ تنفيذ مسرحيات عسكرية (م �ن��اورات) حملاولة‬‫ّ‬ ‫الشمال‪.‬‬

‫الفرقة الفرنسية احملمولة جو ًا‬

‫ اإليعاز إلى األمم املتحدة بإيقاف العمليات العسكرية‪.‬‬‫ صدور قرار لبحث املسألة الليبية وتشكيل جلنة باخلصوص‪.‬‬‫ إبقاء الوضع (مبساعدة أمريكا) على ما هو عليه ألط��ول فترة‬‫ممكنة‪.‬‬ ‫ نهاية السيناريو‪ :‬إعالن استقالل جمهورية فزان‪ ،‬و»اإلعالن» عن‬‫انسحاب القوات الفرنسية بعد أن قضت على اجلهاديني‪.‬‬ ‫ النتيجة‪ :‬سيطرة القواعد الفرنسية على جنوب ليبيا النفطي‪ ،‬و»رد‬‫اجلميل» للواليات املتحدة مبنحها تسهيالت نفطية كبيرة‪.‬‬ ‫حسابات وحسابات‬ ‫بلغت تكاليف مشاركة فرنسا بعملية «أرماتان» التي اندمجت مع عملية‬ ‫«غروب أوديسا» والتي استهدفت إسقاط نظام القذافي ‪ 300‬مليون‬ ‫يورو طيلة ‪ 7‬أشهر‪ ،‬حسب ما أوضحته صحيفة لوفيغارو الفرنسية‪.‬‬ ‫وكان ساركوزى يعتقد أنه قطف ثمار العملية كلها‪ ،‬ووضعها في ثالجة‬ ‫اإلليزيه لالستهالك الحقاً‪ ،‬وس ّرب للميديا أن األسواق الفرنسية سوف‬ ‫تنتعش وتعيش عصراً ذهبياً يقوده هو ويذكره به التاريخ الفرنكفوني‬ ‫متتص‬ ‫إلى األبد‪ .‬ذهبت أحالم سركوزي أدراج الرياح‪ .‬وعادت فرنسا‬ ‫ّ‬ ‫البنجر اإلفريقي غير الشهي‪.‬‬ ‫جاء هوالند ليد ّقق حسابات املركزي الفرنسي‪ ،‬عرف أن الغنيمة األبدية‬ ‫القادمة من القارة السمراء لم تعد تفي مبا تريده فرنسا اجلشعة دائماً‬ ‫للدم األسود‪ ..‬التح ّدي الكبير أمامه اآلن هو أن تنتهي واليته األولى وقد‬ ‫عرف جميع الفرنسيني أن الثالثمائة مليون يورو التي أعطاها دافعو‬ ‫الضرائب من قوت عيالهم‪ ،‬سوف يعيدها العم هوالند إلى اخلزينة وقد‬ ‫أصبحت ثالثمائة مليار يورو‪ ،‬وسوف يستمتع بها معهم في والية ثانية‪.‬‬ ‫الليبيون‪ ،‬التقسيم‪ ،‬الشتات‪ ،‬االستعمار املقنّع‪َ ..‬من يتحدث عن ذلك في‬ ‫«جمهورية فزان» هو من بقايا اجلهاديني الذين قضت عليهم فرنسا‬ ‫احل ّرة‪ ..‬هذه هي التيمة املقبلة‪.‬‬


‫‪28‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون عربية‬

‫امللك الراحل عبد الله‬

‫أعلن الديوان امللكي السعودي‪ ،‬مبايعة خادم احلرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز‪ ،‬ملك ًا للسعودية‪،‬‬ ‫ومتت مبايعته في قصر احلكم في الرياض مساء اجلمعة ‪ 23‬يناير ‪ ،2015‬وذلك بعدما أعلن الديوان امللكي عن‬ ‫وفاة خادم احلرمني الشريفني امللك عبدالله بن عبدالعزيز عند الساعة الواحدة من فجر اليوم نفسه‪.‬‬

‫عبداهلل إلى الرفيق األعلى‬

‫‪..‬وسلمان ملك ًا‬


‫من هو امللك سلمان؟‬ ‫امل �ل��ك س �ل �م��ان ب��ن ع �ب��دال �ع��زي��ز ه��و االب��ن‬ ‫اخل��ام��س وال �ع �ش��رون م��ن األب �ن��اء ال��ذك��ور‬ ‫للمؤسس امللك عبدالعزيز آل سعود‪ ،‬وهو‬ ‫أم�ين سر العائلة املالكة ورئيس مجلسها‬ ‫سنوات عدة‪ ،‬وكان قد بويع ولياً للعهد في‬ ‫‪ 18‬يونيو ‪ 2012‬بعد وفاة األمير نايف بن‬ ‫عبدالعزيز‪.‬‬ ‫شغل منصب وزير الدفاع ‪ 5‬نوفمبر ‪،2011‬‬ ‫وق �ب��ل ذل���ك ش �غ��ل م�ن�ص��ب أم �ي��ر منطقة‬ ‫الرياض مدة أكثر من خمسني عاماً بداية‬ ‫من عام ‪.1954‬‬ ‫كانت بداية دخوله العمل السياسي بتاريخ‬ ‫‪ 16‬مارس ‪ 1954‬عندما عني أميراً ملنطقة‬ ‫الرياض بالنيابة عن أخيه األمير نايف بن‬ ‫عبدالعزيز‪ ،‬وبتاريخ ‪ 18‬أبريل ‪ 1955‬عني‬ ‫أميراً ملنطقة الرياض‪ ،‬وظل في إمارة منطقة‬ ‫الرياض إلى ‪ 25‬ديسمبر ‪.1960‬‬ ‫وب �ت��اري��خ ‪ 4‬ف �ب��راي��ر ‪ 1963‬أص���در امللك‬ ‫سعود بن عبدالعزيز مرسوماً ملكياً بتعيينه‬ ‫أم �ي��راً ملنطقة ال��ري��اض م��رة أخ ��رى‪ .‬وبعد‬ ‫وف ��اة األم �ي��ر سلطان ب��ن عبدالعزيز ولي‬ ‫العهد ن��ائ��ب رئ�ي��س مجلس ال� ��وزراء وزي��ر‬ ‫الدفاع والطيران واملفتش العام‪ ،‬وبتاريخ ‪5‬‬ ‫نوفمبر‪ 2011‬أص��در امللك عبدالله أم��راً‬ ‫ملكياً بتعيينه وزيراً للدفاع‪.‬‬ ‫وبعد وفاة األمير نايف بن عبدالعزيز ولي‬ ‫العهد ن��ائ��ب رئ�ي��س مجلس ال� ��وزراء وزي��ر‬ ‫الداخلية‪ ،‬وبتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪ 2012‬أصدر‬ ‫امللك عبدالله أمراً ملكياً باختياره ولياً للعهد‬ ‫وتعيينه نائباً لرئيس مجلس ال��وزراء وزيراً‬ ‫للدفاع‪.‬‬ ‫ولد امللك سلمان مبدينة الرياض في ‪31‬‬ ‫ديسمبر ‪ ،1935‬وتلقى تعليمه املبكر في‬ ‫مدرسة األمراء بالرياض التي أنشأها امللك‬ ‫عبدالعزيز عام ‪1356‬هـ لتعليم أبنائه‪ ،‬حيث‬ ‫درس فيها العلوم الدينية وعلوم احلديثة‪،‬‬ ‫وختم القرآن الكرمي كام ً‬ ‫ال‪ ،‬وكان يدير هذه‬ ‫املدرسة الشيخ عبدالله خياط خطيب وإمام‬ ‫املسجد احلرام‪.‬‬ ‫ملفات عالقة‬ ‫م��اذا سيحل باململكة من تغيرات؟ ما هو‬ ‫منهج امللك سلمان في إدارة امللفات العالقة؟‬ ‫لقد ترك امللك عبدالله وراءه بعض امللفات‬ ‫التي ما زالت مفتوحة‪ ،‬فما هي اخلطوات‬

‫امللك سلمان‬


‫‪30‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون عربية‬

‫التي سيقدم عليها امللك سلمان في بداية‬ ‫حكمه؟‬ ‫متيزت السنوات العشر التي أمضاها امللك‬ ‫عبدالله في إدارة اململكة بإجنازات كبيرة‬ ‫في مجال التعليم واالقتصاد والسياسية‬ ‫اخل��ارج�ي��ة وحتقيق ال �ت��وازن ب�ين تطلعات‬ ‫اللبراليني واحمل��اف �ظ�ين م��ن أب �ن��اء شعبه‪،‬‬ ‫وبالرغم من تعرض السعودية خالل الفترة‬ ‫األخ� �ي ��رة إل ��ى ان��ت��ق��ادات الذع� ��ة م��ن قبل‬ ‫املنظمات الدولية حلقوق اإلن�س��ان نظراً‬ ‫للمضايقات التي يتعرض لها نشطاء حقوق‬ ‫اإلنسان واألحكام الصارمة الصادرة بحقهم‪،‬‬ ‫إال أن معظم القضايا التي تُطرحه ع��اد ًة‬ ‫كمقدمة النتقاد نظام احلكم في السعودية‬ ‫مرتبطة بجذور عميقة في الثقافة العربية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وال ميكن القفز عليها بسهولة‪.‬‬ ‫ول�ع��ل أك�ث��ر القضايا ال�ت��ي شغلت اإلع�لام‬ ‫الدولي فيما يتعلق بالشأن السعودي هي‬ ‫حقوق امل ��رأة باململكة وخ��اص��ة منعها من‬ ‫قيادة السيارة‪.‬‬ ‫ويبدو أن امللك سلمان سيواصل اخلطوات‬ ‫التي بدأها سلفه عبدالله حيث غذت خطوة‬ ‫امللك الراحل مبنح املرأة السعودية عضوية‬ ‫مجلس الشورى بنسبة ‪ 20‬باملئة اآلمال في‬ ‫حتقق املزيد في مجال حقوق املرأة‪ ،‬وعليه‬ ‫اآلن أن ير ّكز على استمالة التيار احملافظ‬ ‫ودع��وت��ه إل��ى القبول ب��إص�لاح تدريجي ال‬ ‫يفقد معه اجلميع هيبتهم‪ ،‬ولكنه يسمح‬ ‫بإحداث التغيرات املطلوبة‪.‬‬ ‫نبذة عن الراحل‬ ‫هو عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن‬ ‫بن فيصل بن تركى بن عبدالله بن محمد‬ ‫بن سعود بن محمد بن مقرن مرخان بن‬ ‫إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن‬ ‫ربيعة املريدى‪ ،‬وينتهى نسبهم إلى بكر بن‬ ‫وائل من بنى أسد بن ربيعة‪ ،‬هكذا ورد اسم‬ ‫جاللته ونسبه الذي يعود إلى أسرة عربية‬ ‫سليلة‪.‬‬ ‫ولد فى مدينة الرياض سنة ‪1931‬م‪ ،‬ووالده‬ ‫ه��و امللك عبدالعزيز ب��ن عبدالرحمن آل‬ ‫س�ع��ود م��وح��د وم��ؤس��س ال��دول��ة السعودية‬ ‫الثالثة‪ ،‬أم��ا خؤولته فمن رؤس ��اء عشائر‬ ‫شمر فجده لوالدته هو العاصى بن كليب بن‬ ‫حمدان بن شرمي فارس جنيب من فرسان‬ ‫العرب وأح��د شيوخ عبدة من قبائل شمر‬

‫األمير مقرن ولي العهد‬

‫وك��ذل��ك ك��ان خ��ال��ه مطنى ب��ن العاصى بن‬ ‫شرمي‪.‬‬ ‫نهل امللك عبدالله بن عبدالعزيز من مدرسة‬ ‫والده ومعلمه األول امللك عبدالعزيز وجتاربه‬ ‫ف��ي م �ج��االت احل�ك��م وال�س�ي��اس��ة واإلدارة‬ ‫والقيادة إلى جانب مالزمته للعلماء الذين‬ ‫عملوا على تنمية قدراته بالتوجيه والتعليم‬ ‫أيام صغره‪.‬‬ ‫س�ن��ة ‪1962‬م تسلم األم �ي��ر ع�ب��دال�ل��ه بن‬ ‫عبدالعزيز رئاسة احلرس الوطنى الذى كان‬ ‫يضم فى مطلع تكوينه آنذاك أبناء الرجال‬ ‫ال��ذي��ن عملوا وأسهموا م��ع قائدهم امللك‬ ‫عبدالعزيز فى توحيد وبناء اململكة العربية‬ ‫السعودية وكان‪.‬‬ ‫س�ن��ة ‪1975‬م أص �ب��ح ن��ائ�ب��ا ث��ان�ي��ا لرئيس‬ ‫مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطنى‪.‬‬ ‫سنة ‪1982‬م بويع وليا للعهد من قبل أفراد‬ ‫األسرة املالكة والعلماء ووجهاء البالد وعامة‬ ‫الشعب السعودي‪.‬‬

‫شهدت اململكة العربية السعودية منذ مبايعة‬ ‫امللك عبد الله بن عبدالعزيز سنة ‪2005‬‬ ‫العديد م��ن امل�ن�ج��زات التنموية العمالقة‬ ‫على امتداد مساحتها الشاسعة في مختلف‬ ‫القطاعات االقتصادية والتعليمية والصحية‬ ‫واالجتماعية والنقل واملواصالت والصناعة‬ ‫والكهرباء واملياه والزراعة تشكل في مجملها‬ ‫إجنازات جليلة متيزت بالشمولية والتكامل‬ ‫في بناء الوطن وتنميته‪.‬‬ ‫أم� ��ا ع �ل��ى امل� �س� �ت ��وى اإلق �ل �ي �م��ي ال �ع��رب��ي‬ ‫اإلسالمي فقد متيزت اململكة السعودية في‬ ‫عهده مبنهج متوازن حريص على جمع كلمة‬ ‫العرب واملسلمني ونبذ اخلالفات ومظاهر‬ ‫الشقاق‪ ،‬ولعل أبرز ما ميكن ذكره في هذا‬ ‫امل�ج��ال ه��و امل��وق��ف امل�ب��دأي الثابت للملك‬ ‫عبدالله من القضية الفلسطينية‪ ،‬وتدخله‬ ‫املباشر في تصفية اخلالفات العالقة التي‬ ‫تؤججها باستمرار بني الدوحة‬ ‫كانت تركيا ّ‬ ‫والقاهرة‪.‬‬ ‫الدولتان املؤسستان‬ ‫كان املغفور له امللك سعود أول ملك عربي‬ ‫زار م�ص��ر إث��ر ق �ي��ام ث ��ورة ‪1952‬م‪ .‬وق��د‬ ‫بقيت العالقة ب�ين البلدين متماسكة في‬ ‫ظل العواصف التي م��رت باملنطقة خالل‬ ‫عقود‪ ،‬حيث ك��ان التعاون يزيد فى أحلك‬ ‫الظروف‪ ،‬والتضامن يبلغ مداه في التصدي‬ ‫للمخاطر ال��داخ�ل�ي��ة واإلق�ل�ي�م�ي��ة‪ ،‬وك��ان��ت‬ ‫الدولتان املؤسستان جلامعة الدول العربية‪،‬‬ ‫ه �م��ا ن �ب��ض ال �ع��ال��م ال �ع��رب��ي واإلس�ل�ام ��ي‪،‬‬ ‫وال �س��اع �ي �ت��ان لتحقيق مصلحة الشعوب‬ ‫العربية واإلسالمية جمعاء‪.‬‬ ‫وت�ق��دي��راً منه ملصر حكوم ًة وش�ع�ب�اً‪ ،‬فقد‬ ‫حرص امللك عبدالله على تأييد إرادة الشعب‬ ‫املصري في أعقاب ثورة ‪ 30‬يونيو ‪،2013‬‬ ‫ودعم مصر في حربها ضد اإلره��اب‪ .‬كما‬ ‫ح��رص أي�ض�اً على زي ��ارة مصر وااللتقاء‬ ‫بالرئيس عبدالفتاح السيسى فى ‪ 20‬يونيو‬ ‫‪ ،2014‬وتقدمي التهنئة شخصياً له باسم‬ ‫حكومة وشعب اململكة العربية السعودية‬ ‫مبناسبة فوزه في االنتخابات الرئاسية‪.‬‬ ‫تال ذلك الزيارة الرئاسية للرئيس عبدالفتاح‬ ‫السيسى للمملكة العربية السعودية بتاريخ‬ ‫‪ 10‬أغسطس ‪ ،2014‬لتعبر الزيارتني بني‬ ‫القيادتني السعودية واملصرية على عمق‬ ‫العالقات التاريخية بني البلدين الشقيقني‪،‬‬


‫من املتوقع أن تقل اإليرادات لسنة ‪ 2015‬بنحو ‪ 331‬مليار ريال باملقارنة مع السنة املاضية‪ .‬أما‬ ‫النفقات‪ ،‬فتقدر في املوازنة اجلديدة بـ‪ 860‬مليار ريال مقارنة بـ‪ 1100‬في السنة املاضية‪ ،‬أي أن‬ ‫حجم التراجع في النفقات يقدر بـ‪ 240‬مليار ريال‪.‬‬ ‫ويخشى خبراء االقتصاد في أن يؤثر تراجع النفقات العامة على االقتصاد بشكل كبير ومن‬ ‫مت على الوضعية االجتماعية باململكة‪.‬‬ ‫الوضع يبدو حرج ًا‪ ..‬لكنه يفتح الباب على مصراعيه للتكهنات حول التغيير الذي سيأتي به‬ ‫امللك سلمان بن عبد العزيز‪.‬‬

‫رئيس دولة اإلمارات‪ :‬كان زعيم ًا من أبرز أبناء األمتني‬ ‫العربية واإلسالمية‪ ،‬أعطى الكثير لشعبه وأمته‪،‬‬ ‫ودافع عن قضايا العروبة واإلسالم بصدق وإخالص‬ ‫أمير الكويت‪ :‬برحيل امللك عبدالله‬ ‫فقدنا رمز ًا شامخ ًا وقائد ًا بارز ًا‬

‫الرئيس الفلسطيني‪:‬‬ ‫أعبر عن بــــــــــــــــــــــــــــــــــــالغ حزني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأثمـــــــــــــن دعمه الالمحدود‬ ‫ّ‬ ‫لفلسطني وشعبــــــــــــــــــــــها‬ ‫وأهمية للتعاون املثمر والعمل جنباً إلى جنب‬ ‫لبحث القضايا واملستجدات على الساحتني‬ ‫العربية والدولية‪.‬‬ ‫ولي العهد األمير مقرن‪..‬‬ ‫هل يكون امللك األخير من اجليل األول؟‬ ‫ول��د ول��ي العهد اجل��دي��د األم�ي��ر مقرن بن‬ ‫عبدالعزيز (‪ 69‬عاما) في سبتمبر ‪1945‬‬ ‫في ال��ري��اض‪ ،‬وه��و األصغر سناً بني أبناء‬ ‫امللك عبدالعزيز‪ ،‬وتابع دراس��ات عسكرية‬ ‫ف��ي بريطانيا قبل أن ينخرط ف��ي الشأن‬ ‫العام‪.‬‬ ‫تخرج األمير مقرن في ‪ 1968‬من مدرسة‬ ‫كرانويل العسكرية الشهيرة وخدم في سالح‬ ‫اجلو قبل أن يشغل اعتبارا من العام ‪1980‬‬ ‫منصب أمير منطقة حائل وم��ن ث��م أمير‬ ‫منطقة املدينة‪.‬‬ ‫وف ��ي أك �ت��وب��ر ‪ ،2005‬أوك �ل��ت إل �ي��ه ق�ي��ادة‬ ‫االس �ت �خ �ب��ارات ال �س �ع��ودي��ة‪ ،‬وه ��ي وظيفة‬ ‫سمحت له بتطوير خبرته السياسية ونسج‬ ‫عالقات إقليمية ودولية‪ .‬وفي ‪ ،2012‬عينه‬ ‫امللك عبدالله مستشاراً ومبعوثاً خاصاً له‪.‬‬ ‫وف��ي مطلع ف�ب��راي��ر ‪ ،2013‬ع�ين األم�ي��ر‬ ‫مقرن نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء‪ ،‬وهو‬ ‫منصب فتح أمامه والية العهد‪.‬‬ ‫ي �ع��رف ول ��ي ال �ع �ه��د ب �ت��واض �ع��ه واه�ت�م��ام��ه‬ ‫ب��امل��واط �ن�ين‪ ،‬وأي �ض��ا ب��ال �ش��ؤون ال��زراع �ي��ة‬

‫الرئيس املصري‪ :‬فقدت األمة العربية زعيم ًا من أبرز‬ ‫أبنائها‪ ،‬طاملا أعطى الكثير لشعبه وأمته‪ ،‬وسوف يسجل التاريخ للفقيد الراحل ما‬ ‫حققه من إجنازات عديدة في الدفاع عن قضايا العروبة واإلسالم بشرف وصدق‬ ‫وإخالص‪ ،‬متحلي ًا باحلق والعدل والنخوة وشجاعة الكلمة‬ ‫ملك البحرين‪ :‬بوفاة امللك عبدالله فقدنا‬ ‫كرس حياته خلدمة أمته ودينه‬ ‫قائد ًا ّ‬ ‫ملك املغرب‪ :‬فقدت أخ ًا عزيز ًا نصوح ًا‪ ،‬لقد أفنى‬ ‫امللك عبدالله عمره ً‬ ‫خدمة للعروبة واإلسالم‬ ‫الرئيس األمريكي‪ :‬كان امللك عبد الله‬ ‫صديق ًا أمين ًا وقائد صادق ًا‬ ‫األمني العام لألمم املتحدة‪ :‬إرثه ميهد‬ ‫الطريق نحو السالم واحلوار بني األديان‬ ‫رئيس الوزراء البريطاني‪:‬‬ ‫أعبر عن حزني العميق‬ ‫ّ‬

‫والفضائية‪ ،‬كما انه مدافع عن قيام حكومة‬ ‫الكترونية ف��ي ب�ل�اده‪ .‬وي ��رأس مؤسسات‬ ‫اجتماعية عدة‪.‬‬ ‫ع�ّي�نّ االمير مقرن في ‪ 27‬م��ارس ‪،2014‬‬ ‫في خطوة كانت األولى من نوعها‪ ،‬ولياً لولي‬ ‫العهد‪ ،‬ما أهله ليكون ولي العهد اجلديد بعد‬ ‫وفاة امللك عبدالله وتولي ولي العهد األمير‬ ‫سلمان منصب امللك‪.‬‬ ‫ومبا انه االب��ن األصغر للملك عبدالعزيز‪،‬‬ ‫فقد يكون امللك األخير من «اجليل االول»‪،‬‬ ‫أي أبناء امللك املؤسس عبدالعزيز‪.‬‬ ‫وقال بيان تسميته ولياً لولي العهد أن القرار‬ ‫اتخذ مبوافقة ثالثة أرباع هيئة البيعة التي‬ ‫شكلها امللك وتضم ‪ 34‬عضوا من أجل إدارة‬ ‫عملية اخلالفة في احلكم‪.‬‬ ‫وم��ن خ�لال عمله في االستخبارات‪ ،‬نسج‬ ‫األم �ي��ر م�ق��رن ع�لاق��ات ق��وي��ة ف��ي اإلقليم‬ ‫والعالم‪ ،‬ودخل على خط امللفات األفغانية‬ ‫والباكستانية والسورية واليمنية واللبنانية‪.‬‬


‫‪32‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫تقارير‬

‫لن أتساءل عن حصيلة إجمالية ألحداث الربيع العربي‪ ،‬فجميعنا‬ ‫– تقريب ًا – يعرف أن الدول العربية لم تستفد من هذه األحداث‬ ‫التي ما زالت ألغازها ومالبساتها جترف وراءها قدرة هذه الدول‬ ‫على إعادة توطني كياناتها السياسية على خريطة العالم‪.‬‬ ‫لقد ع��ادت ال���دول العربية إل��ى أس��وأ مم��ا كانت عليه قبل هذه‬ ‫األح��داث‪ ،‬وها هي حتاول اآلن استعادة ما فقدته جراء ثوراتها‬ ‫التي لم تكن في واقع األمر سوى سلسلة متالحقة من األزمات‪.‬‬

‫بقلم‪ :‬ع ‪ .‬احملجوب‬

‫قاطرة العمل القومي‬

‫تأمين العواصم العربية‬ ‫يبدأ من القاهرة‬

‫املوضوع الذي أتوخّ ى تخصيص هذه املقالة‬ ‫له هو حتديداً‪ :‬استعادة مصر لدورها عربياً‬ ‫وإقليمياً ودولياً‪ ،‬واآلفاق املش َرعة أمام العرب‬ ‫لاللتفاف حول هذا الدور إنقاذاً لدولهم مما‬ ‫يحيط بها اآلن من مؤامرات وأحداث‪.‬‬ ‫ع��اد ًة ما نش ّبه مصر بأنها قاطرة قوم ّية‪،‬‬ ‫فهي تقود العمل العربي واإلقليمي حتى‬ ‫في أكثر أوقاتها انشغاالً بالقضايا احملل ّية‪.‬‬ ‫وبعد األح��داث األفروآسيوية املتتالية التي‬ ‫شهدتها ال��دول العربية في شمال إفريقيا‬ ‫وج��ن��وب غ���رب آس �ي��ا (وه��م��ا احل��وض��ان‬ ‫العربيان اجليوسياسيان ال �ل��ذان ميثالن‬ ‫الوطن العربي) استعادت مصر في زمن‬ ‫قياسي قدرتها على احتالل موقع القيادة‪،‬‬ ‫وهو دور يلقي على عاتقها مبهمة عاجلة‬ ‫تتمثل في ج ْمع كلمة العرب وتركيز جهودهم‬ ‫على معاجلة أك�ث��ر القضايا إحل��اح �اً‪ .‬إن‬ ‫ه��ذا ال ��دور يفضي إل��ى ن��وع م��ن اخل�لاص‬ ‫اجلماعي الكفيل بإنقاذ األجزاء غير القادرة‬ ‫وحدها على إنقاذ نفسها‪.‬‬

‫لعل خريطة الوطن العربي اآلن هي األسوأ‬ ‫منذ عقود طويلة‪ .‬ف��األط��راف املقضومة‬ ‫م��ن ه��ذا ال��وط��ن امل �ج �زّأ أصبحت تتزايد‪،‬‬ ‫م��ن امل �غ��رب إل��ى ال �س��ودان إل��ى اإلم� ��ارات‪،‬‬ ‫كما تعيش معظم دوله وضعاً غير مستق ّر‬ ‫ألسباب داخلية وخارجية‪:‬‬ ‫ العراق مد ّمرة ومؤهلة إلعالن انقسامها‬‫إل��ى شمال ك ��ردي‪ ،‬ووس��ط سني‪ ،‬وجنوب‬ ‫شيعي‪.‬‬ ‫ ليبيا أك�ث��ر دم���اراً وه��ي مؤهلة إلع�لان‬‫ان�ق�س��ام�ه��ا إل ��ى غ ��رب ط��راب�ل�س��ي وش��رق‬ ‫برقاوي وجنوب فزاني حتت أنظار العالم‪،‬‬ ‫ورمبا بتزكيته أيضاً‪.‬‬ ‫ سوريا أكثر اشتعاالً‪ ..‬يعلم الله إلى كم من‬‫الدويالت ستتبعثر هي األخرى بعد أن مت‬ ‫اإلجهاز على كيانها املتّحد‪.‬‬ ‫ لبنان متر ّبصة بنفسها أكثر مما يتر ّبص‬‫بها أعداؤها وهي تعمل كصدى ملا يحدث‬ ‫في سوريا‪.‬‬ ‫‪ -‬اليمن فقد ال�ط��ري��ق بعد ع �ش��رات من‬

‫خ��رائ��ط ال �ط��رق ال�ت��ي ال ت ��ؤدى إل��ى نهاية‬ ‫واضحة‪.‬‬ ‫ البحرين مقبلة على الدوام على االنفجار‬‫بالرغم من جميع احللول التلفيقية‪.‬‬ ‫�ؤج��ل حسم إشكالياتها التي‬ ‫ اجل��زائ��ر ت� ّ‬‫تتفاقم في معزل عن املتابعة‪.‬‬ ‫ السعودية‪ُ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الكويت‪ ،‬قطر‪،‬‬‫دول ليست بحال أفضل‪ ،‬ألنها استطاعت‬ ‫– ح�ت��ى اآلن – أن ت�خ�ف��ي اجل �م��ر ال��ذي‬ ‫يعتمل حتت رمادها‪ .‬رمبا تونس فقط هي‬ ‫الدولة التي التقطت أنفاسها في غفلة من‬ ‫سادة املؤامرة واستطاعت إعادة البناء بأقل‬ ‫اخلسائر املمكنة‪ .‬ولكن ه��ذه املسحة من‬ ‫الهدوء والتعقّل ما زالت مه ّيأة ألن تعود إلى‬ ‫نقطة الصفر‪.‬‬ ‫حتت ص��ورة هذا الوضع الكارثي ال أحد‬ ‫يستطيع إغ��ف��ال دور ك��ل م��ن إس��رائ �ي��ل‬ ‫وال��والي��ات املتحدة األمريكية ف��ي تأجيج‬ ‫األح � � ��داث وال���دف���ع ب �ه��ا إل� ��ى امل ��زي ��د من‬ ‫«الفوضى اخل�لاق��ة» كما يسميها أعضاء‬


‫الرئيس السيسى يؤدى اليمني‬ ‫الدستورية أمام قضاة مصر‬

‫الكنيست أو الكونغرس‪ .‬ووراء واجهة هذا‬ ‫املشهد ال أح��د ينسى ك��ذل��ك دور فرنسا‬ ‫وبريطانيا ودول غربية أخرى لها أجنداتها‬ ‫القدمية ‪ -‬اجلديدة استعداداً لالنقضاض‬ ‫على مستعمراتها السابقة التي تعتبر نفسها‬ ‫«أول ��ى» بها من اجلميع‪ ،‬وللقيام بعمليات‬ ‫يفضل‬ ‫تب ّررها ب�ـ»احل��ق التاريخي»‪ ،‬أو ما‬ ‫ّ‬ ‫اإليطاليون تسميته بحرب االس�ت��رداد ‪La‬‬ ‫‪.Reconquista‬‬ ‫ال شيء يبدو مستقراً أو قاب ً‬ ‫ال لالستقرار‬ ‫باستثناء النفط‪ .‬فالنفط العربي لم يتوقف‬ ‫يوماً عن التد ّفق إلى املستودعات الغربية‬ ‫واألمريكية الفارغة دائماً‪.‬‬ ‫ال��دول العربية تبدو – في نفس الوقت –‬ ‫بعيدة كل البعد عن أخطر ما يحدث على‬ ‫توصلتا‬ ‫تخومها‪ ،‬فالواليات املتحدة وإيران ّ‬ ‫إلى صيغة غير معلنة لكي جتلسا على نفس‬ ‫املائدة‪ ،‬وبينما تبدو اململكة السعودية من‬ ‫الناحية السياسية هي اخلاسر األول من‬ ‫ّ‬ ‫تتكشف‬ ‫هذا اللقاء‪ ،‬فإن خطورته الفعلية‬ ‫مبجرد التفكير في املؤامرة التي يتع ّرض‬ ‫لها الوطن العربي‪ .‬إنها املؤامرة التي ميكن‬ ‫إليران أن تلعب فيها دوراً مميزاً يضمن لها‬ ‫مصاحلها اإلقليمية كما يضمن لها سكوت‬ ‫شركائها األطلسيني‪.‬‬ ‫ل�ن�ض��ف إل ��ى ذل ��ك أن ال ��والي ��ات امل�ت�ح��دة‬ ‫التي خلعت حلفاءها القدامى كما يخلع‬ ‫امل ��رء ج��ورب��ه‪ ،‬حافظت ف��ي ال��وق��ت نفسه‬ ‫على امل �س��اف��ات ال�ق��دمي��ة ال�ت��ي تقع بينها‬ ‫وبني أقطاب العالم‪ ..‬ولكن مع تنقية هذه‬ ‫امل �س��اف��ات م��ن ك��ل م��ا ي �ن � ّغ��ص ال �ع�لاق��ات‬ ‫السياسية‪ ،‬واالقتصادية ضمناً‪.‬‬ ‫فبالنسبة لروسيا والصني لم تعد البوصلة‬

‫مستودعات النفط الغربية فارغة‬ ‫في انتظار دائم للنفط العربي‬ ‫>>>‬

‫سياسة مصر اخلارجية مبنية على‬ ‫جتاوز األزمات السياسية والوصول‬ ‫باألشقاء العرب إلى كلمة سواء‬

‫األمريكية متيل إلى التأشير على اختالف‬ ‫وص � ��دام امل �ص��ال��ح ب �ق��در م��ا ت� ّ‬ ‫�ؤش��ر على‬ ‫املشترك بني هذه األمم‪ ،‬وهو مشترك يجعل‬ ‫منها طوقاً جيوسياسياً يحيط بآخر الثروات‬ ‫وامل��وارد «السايبة» في العالم واملتم ّثلة في‬ ‫أفريقيا والشرق األوسط‪.‬‬ ‫لقد حت� ّدث الكثيرون عن انقالب املصالح‬ ‫األمريكية في الشرق األوسط‪ ،‬لكننا بإعادة‬ ‫التفكير سوف نرى أن ما يحدث إمنا هو‬ ‫تفعيل ه��ذه امل�ص��ال��ح ب��أس��ال�ي��ب وتقنيات‬ ‫جديدة‪ .‬إن مصاحلها باقية طاملا بقي مكنَز‬ ‫هذه املصالح‪ ..‬تغ ّيرت فقط طرق الولوج إلى‬ ‫هذا املكنز‪.‬‬ ‫على العرب جميعاً أن يتذكروا مصر في‬ ‫هذا اخلضم من تضارب املصالح وأساليب‬ ‫حتقيقها‪ .‬إنها الدولة العربية األكثر قدر ًة‬

‫على ف��رض م��ا ت��ري��د‪ ،‬األم ��ر ال ��ذي يجبر‬ ‫جميع األطراف – دون استثناء – على عدم‬ ‫اإلقدام على ما يثير حفيظتها سياسياً‪ ،‬أو‬ ‫يؤ ّثر سلباً على صورتها التي تُ َعا َمل بهيبة‬ ‫وإج�ل�ال ل��دى جميع جيرانها‪ ،‬أو يعارض‬ ‫مبادئها السياد ّية التي تغذي استقاللها‬ ‫ومكانتها عربياً وإقليمياً ودولياً‪.‬‬ ‫لقد أسهمت مصر دائ�م�اً ف��ي االضطالع‬ ‫بالبحث عن حلول ناجعة للقضايا العربية‬ ‫املختلفة‪ ،‬وعلى األخ��ص قضية فلسطني‬ ‫التي ال ميكن إغفال أثرها املباشر على ما‬ ‫مي ّر بالدول العربية من حتوالت‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن‬ ‫أثرها احملوري الدائم على استقرار الشرق‬ ‫األوسط والعالم بأسره‪.‬‬ ‫كما جند مصر حاضرة في جميع القضايا‬ ‫العربية دون استثناء‪ ،‬وهي تترك أثراً متميزاً‬ ‫بجديته وقدرته على بسط أسباب التواصل‬ ‫وال �ت �ع��اون والتنسيق ب�ع�ي��داً ع��ن اخل�لاف��ات‬ ‫ال�ع��رض� ّي��ة وامل�ف�ت�ع�ل��ة‪ ،‬ض�م��ن س �ي��اق م�ب��دأي‬ ‫يتجلّى في سياستها اخلارجية املبنية على‬ ‫جتاوز األزمات السياسية املتالحقة والوصول‬ ‫باألشقاء إلى كلمة سواء من أجل مصلحة عليا‬ ‫ال مجال للخالف حولها وهي الكيان العربي‪،‬‬ ‫وأسباب ق ّوته‪ ،‬وممكنات تطوره‪ ،‬ووقدرته على‬ ‫إجناز مستقبل أفضل‪.‬‬ ‫كما ب��األم��س‪ ..‬ال بديل اليوم عن دور مصر‬ ‫ومركزها احملوري‪ ،‬ولن يقف اإلستراتيجيون‬ ‫العرب طوي ً‬ ‫ال – وهم يحاولون رفع السقف‬ ‫السياسي في ما يتعلق مبجمل القضايا العربية‬ ‫– لكي يطالبوا من جديد بدعم االختيارات‬ ‫اإلستراتيجية ملصر‪ ..‬فالعمل االستراتيجي‬ ‫بالنسبة ملصر يبدأ دائ�م�اً بتأمني العواصم‬ ‫العربية قبل أن ميت ّد أثره إلى القاهرة‪.‬‬


‫‪34‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫تقارير‬

‫اإلمارات‪..‬‬

‫تفعيل الدفاعات اإلستراتيجية‬ ‫من أجل مستقبل أكثر أمن ًا‬ ‫عقيد احلاج علي الصادق (عقيد متقاعد – القوات املسلحة الليبية)‬

‫حد كبير قياس ًا‬ ‫عندما ننظر إلى خارطة الصناعات العسكرية العاملية جند أن نصيب الدول العربية متواضع إلى ّ‬ ‫بأرقام مذهلة ترد من أقطاب حتتلّ هذه اخلارطة بامتياز‪ .‬رمبا ذكرنا على رأس قائمة هذه الصناعات كال من‬ ‫يتعرض إلى ما يعرف من حتوالت قلبت‬ ‫مصر واجلزائر‪ ..‬وإننا نتذكر بهذه املناسبة واقع وآمال العراق قبل أن‬ ‫ّ‬ ‫كيانه رأس ًا على عقب‪.‬‬ ‫يتميز بالكفاءة والفاعلية والقدرة على مجابهة األخطار والتحديات‪ ،‬يولى‬ ‫ومن أجل تشييد صرح عسكري حديث‬ ‫ّ‬ ‫املراقبون اآلن اهتمام ًا كبير ًا باخلطوات التي تقوم بها اإلمارات العربية املتحدة من أجل تفعيل إستراتيجيتها‬ ‫الدفاعية توقع ًا من اجلميع بأنها ستصبح في املدى القريب اسم ًا يحتل املكانة التي تليق بها على خارطة‬ ‫اجلغرافيا العسكرية في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫م��راج �ع��ة ت�ف��اص�ي��ل خ��ارط��ة ال�ص�ن��اع��ات‬ ‫العسكرية تضع الدول العربية في مقدمة‬ ‫األمم التي تستند إل��ى ترسانات مهولة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تصطف‬ ‫ولكن واقع تسلّح هذه الدول يجعلها‬ ‫أيضاً إل��ى جانب تلك ال��دول التي تستغ ّل‬ ‫مواردها الطبيعية‪ ،‬وعلى رأسها البترول‪،‬‬ ‫من أج��ل أن «تشتري» ما تريد من العدد‬ ‫القليل جداً من أولئك األقطاب الذين مي ّثل‬ ‫تصنيع األسلحة بالنسبة لدخلهم السنوي‬ ‫نسب ًة عالية‪ ..‬إننا باختصار لن جند دول َة‬ ‫عربية واحدة – مهما كانت غن ّي ًة – قادرة‬ ‫على إيالء هذا اجلانب احليوي ما يستحق‬ ‫من جد ّية وتصميم‪.‬‬ ‫خ�ل�ال ال �س �ن��وات امل��اض �ي��ة أق��دم��ت دول��ة‬ ‫اإلم � � ��ارات ال �ع��رب �ي��ة ع �ل��ى ع���دة خ �ط��وات‬ ‫بالغة األهمية للتأسيس ملشاريع صناعية‬ ‫واقتصادية من أجل تعزيز ق��درات قواتها‬ ‫املسلحة على حماية أرضها وأمنها‪ ،‬وهو‬ ‫ما أحالها تلقائياً باجتاه تعزيز صناعتها‬ ‫ال�ع�س�ك��ري��ة ال��وط �ن �ي��ة‪ ..‬األم� ��ر ع �ل��ى ه��ذا‬ ‫النحو متاما‪ :‬إذا كنّا قادرين على تصنيع‬

‫السيسى برفقة الشيخ محمد‬ ‫بن راشد وإلى جانبهما الشيخ‬ ‫محمد بن زايد‬


‫الشيخ خليفة بن زايد‬ ‫رئيس دولة اإلمارات‬

‫هذه األسلحة فلماذا نعتمد على جلبها لنا‬ ‫بأسعار ال نختارها!‬ ‫هذا ما يدعمه تقرير نشرته مجلة «فورين‬ ‫أف �ي��رز» األم�ي��رك�ي��ة‪ ،‬م��ؤخ��راً‪ ،‬يتوقع جناح‬ ‫اإلمارات في تصدير صناعاتها العسكرية‬ ‫بشكل ثابت‪ ،‬في فترة تتراوح ما بني خمس‬ ‫وخمس عشرة سنة‪ ،‬وه��و ما يكشف عن‬ ‫مستقبلها الواعد في هذه الصناعة‪.‬‬ ‫وف��ي ذات ال��وق��ت أك��د مجلس اإلم���ارات‬ ‫للتنافسية أن دول��ة اإلم���ارات تسير على‬ ‫الطريق الصحيح لالنضمام إلى أفضل ‪10‬‬ ‫اقتصادات في العالم بحلول ع��ام ‪2021‬‬ ‫وفق «رؤية اإلمارات ‪ ،»2021‬مبا يؤكد أن‬ ‫هناك منهجية إماراتية في صنع التفوق‬ ‫والريادة‪.‬‬ ‫وضمن ه��ذا اإلط��ار استضافت اإلم��ارات‬ ‫م��ؤخ��راً ال� ��دورة ال�س��اب�ع��ة ع �ش��رة ملعرض‬ ‫«إن �ت��رس �ي��ك ل�لأم��ن وال� �س�ل�ام ��ة»‪ ،‬وش�ه��د‬ ‫امل �ع��رض زي� ��ادة مب �ق��دار ‪ 27%‬ف��ي ع��دد‬ ‫الشركات والعارضني اإلماراتيني املشاركني‪،‬‬ ‫كأحد مظاهر تطور الصناعة العسكرية‬ ‫اإلماراتية‪.‬‬ ‫م��رك��ز اإلم � � ��ارات ل� �ل ��دراس ��ات وال �ب �ح��وث‬ ‫االستراتيجية أ ّك��د من جهته أ ّن��ه في ظل‬ ‫األوض��اع املضطربة التي تعيشها املنطقة‬ ‫ال �ع��رب �ي��ة‪ ،‬ت �ت �ع��اظ��م احل ��اج ��ة إل���ى ت�ع��زي��ز‬ ‫الصناعات العسكرية الوطنية‪ ،‬ال سيما‬ ‫اجلانب الدفاعي منها‪.‬‬ ‫وأش��ار املركز في نشرته املعروفة «أخبار‬

‫ال �س��اع��ة» إل ��ى أنّ ه ��ذا م��ا أدرك��ت��ه دول��ة‬ ‫اإلم � � ��ارات ال �ع��رب �ي��ة امل �ت �ح��دة م �ن��ذ وق��ت‬ ‫مبكر‪ ،‬فسعت بدأب إلى تطوير صناعتها‬ ‫ال�ع�س�ك��ري��ة وت �ع��زي��زه��ا‪ ،‬فتمكنت خ�لال‬ ‫السنوات املاضية م��ن حتقيق الكثير من‬ ‫األه��داف في هذا املجال‪ ،‬وحازت العديد‬ ‫من منتجاتها العسكرية جناحاً باهراً في‬ ‫العديد من املعارض الدولية‪.‬‬ ‫وقد شهد العام املاضي اندماج عدد من‬ ‫شركات الصناعات العسكرية في اإلمارات‪،‬‬ ‫ف��ي ش��رك��ة واح � ��دة م�ت�ك��ام�ل��ة ل�ل�خ��دم��ات‬ ‫والتصنيع العسكري‪ ،‬حت��ت اس��م «شركة‬ ‫اإلمارات للصناعات العسكرية»‪ ،‬برأسمال‬ ‫يقدر بنحو مئة وثالثني مليون دره��م (ما‬ ‫يزيد عن ‪ 35‬مليون دوالر أميركي)‪.‬‬ ‫وت� �ض ��م ال� �ش ��رك ��ة ف� ��ي امل ��رح� �ل ��ة األول � ��ى‬ ‫إح��دى عشر شركة من ال��وح��دات التابعة‬ ‫ل��ش��رك��ات «م� �ب ��ادل ��ة ل �ل �ت �ن �م �ي��ة» و»ت� � ��وازن‬ ‫القابضة» و»مجموعة اإلم ��ارات املتقدمة‬ ‫لالستثمارات»‪ ،‬ومن املخطط ضم وحدات‬ ‫جديدة إلى الشركة في املراحل التالية‪.‬‬ ‫وبشكل عام‪ ،‬فإن تأسيس الشركة اجلديدة‬ ‫مي�ث��ل خ �ط��وة مهمة ل�ل�إم��ارات ن�ح��و دع��م‬ ‫ص�ن��اع��ات�ه��ا ال�ع�س�ك��ري��ة وزي � ��ادة ق��درات �ه��ا‬ ‫التنافسية على مستوى املنطقة والعالم‪،‬‬ ‫مبا يصب في نهاية املطاف في مصلحة‬ ‫القوات املسلحة اإلماراتية‪ ،‬ويحقق املزيد‬ ‫من احلماية ألرض اإلمارات وأمنها‪.‬‬ ‫وقد أكد مركز اإلمارات للدراسات والبحوث‬

‫االستراتيجية أنّ دول��ة اإلم���ارات العربية‬ ‫املتحدة متلك من املقومات ما يؤهلها للتفوق‬ ‫في الصناعة العسكرية‪ ،‬وأول املقومات‪،‬‬ ‫هو الدعم الكبير من قبل القيادة اإلماراتية‬ ‫ب��اع�ت�ب��ار أن ال�ص�ن��اع��ة ال�ع�س�ك��ري��ة رك�ي��زة‬ ‫أس��اس�ي��ة ف��ي اإلستراتيجية الوطنية في‬ ‫مجال الدفاع‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن دور هذه الصناعة‬ ‫في تنويع مصادر الدخل وتعزيز فرص النمو‬ ‫واستدامة التنمية الشاملة في الدولة‪.‬‬ ‫ومن ضمن املقومات أيضاً‪ ،‬مقدار الطموح‬ ‫الكبير ال��ذي متتلكه اإلم� ��ارات ف��ي شأن‬ ‫ت �ط��وي��ر ال �ص �ن��اع��ة ال�ع�س�ك��ري��ة ال��وط�ن�ي��ة‪،‬‬ ‫حيث كشفت ف��ي ع��ام ‪ 2011‬ع��ن خطة‬ ‫إستراتيجية لبناء قاعدة صناعية عسكرية‬ ‫وط�ن�ي��ة‪ ،‬ت�ق��وم على تعزيز ك �ف��اءة صناعة‬ ‫التسليح احمللية عبر تشجيع املؤسسات‬ ‫اإلماراتية لالستثمار في هذا القطاع‪ ،‬وعبر‬ ‫تأهيل اخلبرات والكوادر البشرية الوطنية‬ ‫ألخذ زمام املبادرة في هذا املجال احليوي‪.‬‬ ‫كذلك تعزيز فرص اكتساب املعرفة ونقل‬ ‫التكنولوجيا بالتعاون مع املؤسسات الدولية‬ ‫الكبرى‪ ،‬واالطالع على مستجدات صناعة‬ ‫التسليح وت �ط��ورات �ه��ا ح ��ول ال �ع��ال��م‪ ،‬عبر‬ ‫استضافة امل�ع��ارض الدولية في مجاالت‬ ‫األمن والدفاع واملشاركة فيها أيضاً‪ ،‬ومن‬ ‫أهم املعارض في هذا اإلطار يأتي معرض‬ ‫ومؤمتر الدفاع الدولي «آيدكس»‪ ،‬وكذلك‬ ‫معرض «إنترسيك لألمن والسالمة»‪.‬‬ ‫ميدل إيست أون الين‬


‫‪36‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون عربية‬

‫قطر‬

‫‪ ..‬شبح األب يطارد صورة االبن‬ ‫محمد باحلاج‬ ‫بدأت قطر منذ ‪ 1995‬تعمل على تفعيل عالقات قوية بالواليات املتحدة لتمييزها كالعب استراتيجي‬ ‫يتميز بثقل جيوسياسي ودور استراتيجي لم يكن معهود ًا لها‪.‬‬ ‫إقليمي‬ ‫ّ‬ ‫تلبي وجهة نظر الواليات املتحدة التي كانت‬ ‫بطريقة‬ ‫العربية‬ ‫املتناقضات‬ ‫ملف‬ ‫ترتيب‬ ‫تعيد‬ ‫قطر‬ ‫أخذت‬ ‫ّ‬ ‫املتحمسة للعب دورها اجلديد‪ ،‬والقادرة باعتبارها واحدة من أول‬ ‫قطر‬ ‫ستار‬ ‫خلف‬ ‫تتوارى‬ ‫ذلك‬ ‫طوال‬ ‫ّ‬ ‫تتحمل عبء التكاليف الباهظة للعب على املتناقضات‪.‬‬ ‫أن‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫للنفط‬ ‫مصدرة‬ ‫دول‬ ‫عشر‬ ‫ّ‬

‫قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي لم يحكمها أح � ٌد في أي يوم‬ ‫األيام إال عن طريق انقالب‪ ،‬فلم يحدث على اإلطالق أن شهدنا انتقال‬ ‫السلطة فيها من حاكم إلى ولي العهد بطريقة سلم ّية‪ ،‬باستثناء التوريث‬ ‫الطوعي األخير الذي سلّم فيه حمد آل ثاني السلطة إلى ابنه متيم‪.‬‬ ‫وإذا كانت أسوأ جتارب قطر السياسية قد نشأت مع حمد آل ثاني فإنه‬ ‫لم يكن ليتر ّدد أبداً عن احلديث باسم الدميقراطية‪ ،‬وقد افتتح ذات‬ ‫يوم ندوة حول الدميقراطية في الوطن العربي‪ ،‬حت ّدث فيها كأنه مش ّرع‬ ‫حقوق اإلنسان في العالم‪ ..‬متناسياً ما اقترفته يداه في قطر‪ ،‬أو كان‬ ‫سبباً وراءه خارجها‪.‬‬ ‫إن قطر لم متنح أرضها لتكون حاملة ثابتة لطائرات الواليات املتحدة‬ ‫فقط‪ ،‬ولكنها قامت أيضاً بدور الداعية الليبرالي الشرس فسخّ رت قناة‬ ‫(اجلزيرة) لتتحدث باسم احلكم الدميقراطي الليبرالي وض��رورة أن‬ ‫يسود الدول العربية‪ ،‬باستثناء احلكومة القطرية وحدها‪ ،‬التي ظلّت‬ ‫خارج املعادلة‪ ،‬ولكن اجلميع يعرف أن وضعاً كهذا لن يطول‪.‬‬ ‫لقد منحت حكومة قطر للقيادة املركزية األمريكية في املنطقة الوسطى‬ ‫أرب�ع��ة م��راف��ق خاصة لالستعمال املباشر‪ ،‬وأرب�ع��ة وعشرين مرفقاً‬ ‫آخر لالستعمال الضروري‪ ،‬أي بإلغاء استعمالها من القوات القطرية‬ ‫ومنحها مباشرة للقوات األمريكية‪ ،‬وهكذا حتولت قطر إلى معسكر‬ ‫أمريكي مبعنى الكلمة حتت رمز (كود) هو «معسكر سنوبي» (‪Camp‬‬ ‫‪ )Snoopy‬الذي يضم‪ )1( :‬مطار الدوحة الدولي‪ )2( ،‬معسكر السيلية‪،‬‬ ‫(‪ )3‬قاعدة العديد اجلوية‪ )4( ،‬نقطة تخزين ذخيرة في قاعدة فالكون‬ ‫‪ )5( ،78‬محطة أم سعيد للدعم اللوجستي‪.‬‬ ‫وق��د مت في ديسمبر ‪ 2002‬مبقر وزي��ر خارجية قطر التوقيع على‬ ‫االتفاقية التنفيذية للتعاون العسكري املشترك بني الواليات املتحدة‬ ‫وقطر‪ ،‬وقد وقع االتفاقية كل من حمد بن جاسم وزير اخلارجية القطري‬ ‫ورونالد رامسفيلد وزير الدفاع األمريكي‪ ،‬وتعتبر الدوحة مبوجب هذه‬ ‫االتفاقية محور النقل اجلوي العسكري األمريكي إلى جيبوتي‪ ،‬ودوشنبي‬ ‫(طاجكستان)‪ ،‬واملصيرة (ع�م��ان)‪ ،‬وقندهار (أفغانستان)‪ ،‬وشمسي‬

‫(باكستان)‪ ،‬وغيرها من املواقع التي تستهدفها القوات األمريكية حسب‬ ‫خطة الطوارئ لديها‪.‬‬ ‫إن قطر تضم اآلن قاعدتني رئيسيتني هما‪ :‬قاعدة ال ُعديد اجلوية‪،‬‬ ‫وقاعدة السيلية العسكرية‪ .‬وهي دولة جزيرة تحُ كم من خالل تلفزيون‬ ‫هو قناة اجلزيرة التي لم تتحدث عن هاتني القاعدتني على اإلطالق‬ ‫بالرغم من أنهما بجوارها وعلى مرمى بصر املذيعني‪.‬‬ ‫العديد اجلوية‬ ‫(‪ )1‬قاعدة ُ‬ ‫تقع قاعدة العديد (‪ )Al-Udeid airbase‬جنوب غ��رب الدوحة‬ ‫عاصمة قطر‪ ،‬وهي أكبر قاعدة أمريكية خارج األراض��ي األمريكية‪،‬‬ ‫يعود إنشاؤها إلى عام ‪ ،1995‬وقد بدأت على عدة مراحل‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫املخطط أوالً أن تستضيف قطر لوا ًء أمريكياً واحداً‪.‬‬ ‫‪ -1‬كان‬ ‫‪ -2‬وافق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على أن تستضيف قطر ‪30‬‬ ‫مقاتلة أمريكية‪ ،‬و‪ 4‬طائرات نقل‪.‬‬ ‫‪ -3‬ر ّدت ال��والي��ات املتحدة باستعدادها وحلف الناتو حلماية قطر‬ ‫إذا ُمنحت ترخيصاً قطرياً لبناء قاعدة جوية متكاملة‪ ،‬مبا في ذلك‬ ‫املقاتالت والقاذفات الثقيلة‪.‬‬ ‫‪ -4‬وافقت قطر وحتصلت على تع ّهد أمريكي بتدريب اجليش القطري‪،‬‬ ‫وتزويده باألسلحة‪.‬‬ ‫‪ -5‬ق ّدرت الواليات املتحدة األمريكية تكاليف إنشاء قاعدتها مبليار‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫‪ -6‬بلغ «ال�ك��رم» بقطر أن م ّولت حكومتها مشروع القاعدة‪ ،‬وأ ّمنت‬ ‫ميزانية اإلنشاءات املستقبلية حسب الطلب األمريكي (يذكر أن من‬ ‫بينها إنشاء مجمع يضم ‪ 27‬مبنى لتخزين اآلليات والقوات األمريكية‬ ‫قبيل غزو العراق)‪.‬‬ ‫تغص بالقوات األمريكية‪ ،‬إذ بلغت‬ ‫وسرعان ما أصبحت قاعدة العديد ّ‬ ‫أثناء احلرب على أفغانستان أكثر من ‪ 10.000‬جندي‪ ،‬و‪ 120‬طائرة‪،‬‬ ‫أما اجلنود املوجودون بصفة دائمة فال يقل عددهم عن ‪ 3000‬جندي‪،‬‬ ‫كما يذكر أن هذه القاعدة أصبحت مركز إدارة العمليات العسكرية ض ّد‬


‫‪‎‬متيم‪ ..‬هل ميحو ما جنى أبوه؟!‬

‫العراق عام ‪.2003‬‬ ‫وحتتوي القاعدة في غير أوقات احلرب على قوة احتياطية مخصصة‬ ‫للتدخل السريع تضم أكثر من ‪ 100‬قاذفة ومقاتلة منها س��رب من‬ ‫طائرات ‪ ،F-16‬باإلضافة إلى طائرات االستطالع والتجسس املعروفة‬ ‫باسم االواكس‪ ،‬وطائرات التزود بالوقود‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫وما مييز هذه القاعدة األمريكية هو اعتماد البنتاغون عليها بالنسبة‬ ‫جلميع عملياته ف��ي ال�ش��رق األوس ��ط‪ ،‬إذ يوجد فيها املقر امليداني‬ ‫للقيادة العسكرية املركزية للمنطقة الوسطى من العالم املعروفة باسم‬ ‫‪ CENTCOM‬وهي متتد من آسيا الوسطى إلى القرن األفريقي‪،‬‬ ‫وبالرغم من انتقال قيادة هذا املقر من السعودية إلى قطر (عام ‪2003‬‬ ‫إبان غزو العراق) إال أنه ما زال يتلقى أوامره مباشرة من الرئاسة في‬ ‫قاعدة ماك دِ ل ‪ MacDill‬اجلوية في والية فلوريدا األمريكية‪.‬‬ ‫ومي ّيز قاعدة العديد من الناحية امليدانية وجود أطول املدرجات املع ّدة‬ ‫إلق�لاع الطائرات العسكرية الكبيرة في الشرق األوس��ط‪ ،‬ويذكر أنه‬ ‫أثناء فرض حظر الطيران في جنوب العراق أصبحت قطر مهبطاً‬ ‫رسمياً للقوات اجلوية األمريكية‪ ،‬بينما كانت قناة اجلزيرة تولول أحياناً‬ ‫وتستضيف األمريكان أحياناً أخرى‪ ،‬وتدس الس ّم في الدسم في جميع‬ ‫األحوال‪.‬‬ ‫يذكر أن��ه منذ ‪ 1995‬حتى نهاية العقد أصبحت قطر أكبر مخزن‬ ‫لألسلحة والعتاد في الشرق األوسط‪ .‬أما عندما أرادت القوات األمريكية‬ ‫تنفيذ تدريب خاص للقيام بغزو العراق فإنها قامت بتمرين عسكري على‬ ‫الغزو بنقل القوات من العديد إلى السيلية التي حتولت إلى مقر ميداني‬ ‫للقوات اخلاصة للقيادة العسكرية املركزية األمريكية للمنطقة الوسطى‪،‬‬ ‫منذ عام ‪ ،2001‬ثم حتولت إلى مقر رسمي للقيادة نفسها‪.‬‬ ‫(‪ )2‬قاعدة السـيلية العسكرية‬ ‫ال تبعد قاعدة السيلية عن الدوحة‪ ،‬عاصمة قطر‪ ،‬أكثر من ‪ 30‬كم‪،‬‬ ‫وتبلغ مساحتها ‪ 1.6‬مليون قدم مربع‪ ،‬وتضم مخازن ومنشآت ومقرات‬ ‫للقيادة وثكنات للجنود‪ ،‬باإلضافة إلى مختلف املرافق األخرى‪.‬‬

‫ً‬ ‫فعال؟‬ ‫‪‎‬حمد‪ ..‬هل استقال‬

‫وقد مت إنشاء هذه القاعدة عام ‪ 2000‬بقيمة بلغت آنذاك ‪ 110‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬وإن كانت القوات األمريكية قد ب��دأت استخدامها فعلياً منذ‬ ‫‪ ،1995‬وهي تدعم اثنني من األلوية املدرعة بكامل معداتها‪ ،‬مبا يتسع‬ ‫حلوالي ‪ 11.000‬جندي‪ ،‬و‪ 150‬دبابة‪ ،‬و‪ 116‬مدرعة‪ ،‬و‪ 122‬ناقلة‬ ‫جنود‪ ،‬كما إنها مع ّدة في وقت الطوارئ الستقبال أعداد أكبر من قوات‬ ‫اجليش األمريكي الثالث أو القيادة املركزية‪.‬‬ ‫(‪ )3‬اجلزيرة‬ ‫لقد قفزت القناة على ميثاق الشرف الذي أصدرته إدارتها العامة «سعياً‬ ‫لتحقيق الرؤية واملهمة اللتني حددتهما لنفسها»‪ ،‬في ختام املنتدى الذي‬ ‫نظمته القناة يومي ‪ 12‬و‪ 13‬يوليو ‪ 2004‬حتت عنوان «اإلعالم في عالم‬ ‫ينص على‪:‬‬ ‫متغير‪ :‬املعايير املهن ّية والتعدد ّية الثقافية» وهو ّ‬ ‫«أوال‪ :‬التمسك بالقيم الصحفية من صدق وج��رأة وإنصاف وت��وازن‬ ‫واستقاللية ومصداقية وتنوع دون تغليب لالعتبارات التجارية أو‬ ‫السياسية على املهنية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬السعي للوصول إلى احلقيقة وإعالنها في تقاريرنا وبرامجنا‬ ‫ونشراتنا اإلخبارية بشكل ال غموض فيه وال ارتياب في صحته أو دقته‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬معاملة جمهورنا مبا يستحقه من احترام والتعامل مع كل قضية أو‬ ‫خبر باالهتمام املناسب لتقدمي صورة واضحة واقعية ودقيقة مع مراعاة‬ ‫مشاعر ضحايا اجلرمية واحلروب واالضطهاد والكوارث وأحاسيس‬ ‫ذويهم واملشاهدين واحترام خصوصيات األفراد والذوق العام‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬الترحيب باملنافسة النزيهة الصادقة دون السماح لها بالنيل من‬ ‫مستويات األداء حتى ال يصبح السبق الصحفي هدفا بحد ذاته‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬تقدمي وجهات النظر واآلراء املختلفة دون محاباة أو انحياز‬ ‫ألي منها‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬التعامل املوضوعي مع التنوع الذي مييز املجتمعات البشرية‬ ‫بكل ما فيها من أعراق وثقافات‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬االعتراف باخلطأ فور وقوعه واملبادرة إلى تصحيحه وتفادي‬ ‫تكراره‪.‬‬


‫‪38‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون عربية‬

‫ثامناً‪ :‬مراعاة الشفافية في التعامل مع األخبار ومصادرها وااللتزام‬ ‫باملمارسات الدولية املرعية فيما يتعلق بحقوق املصادر‪.‬‬ ‫تاسعاً‪ :‬التمييز بني مادة اخلبر والتحليل والتعليق لتجنب الوقوع في فخ‬ ‫الدعاية والتكهن‪.‬‬ ‫ع��اش��راً‪ :‬ال��وق��وف إل��ى جانب ال��زم�لاء ف��ي املهنة وت�ق��دمي ال��دع��م لهم‬ ‫عند الضرورة خاصة في ضوء ما يتعرض له الصحفيون أحياناً من‬ ‫اعتداءات أو مضايقات والتعاون مع النقابات الصحفية العربية والدولية‬ ‫للدفاع عن حرية الصحافة واإلعالم»‪.‬‬ ‫إن أسلوبها وإدارتها ملظاهر أحداث ‪ 2011‬في تونس ومصر واليمن‬ ‫وليبيا وسوريا وغيرها من الدول العربية ال يد ّل على اإلطالق التزامها‬ ‫بهذه النقاط‪ ،‬بل رآها املشاهد العربي تعمد إلى‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬تغليب املصلحة األوروب �ي��ة واألمريكية على جميع االعتبارات‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫واقعي أو موثوق لها‪ ،‬بل عملت‬ ‫ثانياً‪ :‬بث األخبار التي ال سند أو مصدر‬ ‫ّ‬ ‫في أحيان كثيرة على متويه مصادر اللقطات أو تزييفها أو تع ّمد اخلطأ‬ ‫في إعالنها‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬عدم احترام خصوصيات األفراد أو مشاعر املشاهدين مع غياب‬ ‫الد ّقة واملوضوعية واملصداقية‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬االكتفاء بتقدمي وجهة نظر واحدة وتبنّي نشرها وبثها دون تعريف‬ ‫املشاهدين بوجهة النظر املقابلة لها‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬االستهانة بالتن ّوع وسحب تقييم واحد للموضوعات ال يتناقض‬ ‫مع املوقف السياسي للقناة التي تر ّدد بشكل تقني موقف قطر وحكومتها‪.‬‬ ‫س��ادس�اً‪ :‬ع��دم االع�ت��راف باخلطأ بعد ب��ثّ األخبار غير الصادقة أو‬ ‫املتناقضة‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬اصطناع املصادر دون شفافية في بثّ األخبار‪.‬‬ ‫ثامناً‪ :‬تضمني األخبار وجهة نظرها واختيار أسلوب التحليل املبني على‬ ‫الدعاية والتك ّهن بدالً من بثّ األخبار كما وقعت‪.‬‬ ‫تاسعاً‪ :‬إقصاء األخبار التي تتناقض معها أو تتناقض مع مصادرها‬ ‫املصطنعة‪ ،‬والتعتيم على وجهات النظر التي ال تع ّبر عن توجهاتها‪.‬‬ ‫عاشراً‪ :‬الدفع مبراسليها ومندوبيها وفقاً ملا م ّر أعاله دون مراعاة ألي‬ ‫من القوانني أو االلتزامات أو مواثيق الشرف اإلعالمية‪.‬‬ ‫اجلزيرة لم تو ّقع على امليثاق الذي‬ ‫التزم به االحتاد العربي لإلذاعات‬ ‫وال�ت�ل�ف��زي��ون��ات‪ ،‬وق��د أعلنت عن‬ ‫طريق مديرها العام أنها لن تلتزم‬ ‫بعدم انتقاد احلكومات العربية‪،‬‬ ‫وحقيقة األمر أن احلكومة العربية‬ ‫يوجه لها أي من‬ ‫الوحيدة التي لـم ّ‬ ‫أي من‬ ‫سجل عليها ّ‬ ‫االنتقادات أو يُ ّ‬ ‫املآخذ هي احلكومة القطرية التي‬ ‫وضعت إلدارة قناة اجلزيرة سياقاً‬ ‫ثابتاً ال يجوز إغفاله أو التناقض‬ ‫معه‪ ،‬وكما أشار اإلعالمي جمال‬ ‫عبداللطيف إسماعيل في مقدمة‬ ‫كتابه «بن الدن واجلزيرة وأنا» (دار احلرية للطباعة والنشر – ‪:)2001‬‬ ‫ف �ـ»إن هذه اإلدارة لم تكن تسعى ‪ ...‬لنشر احلقيقة‪ ،‬أو حتى السبق‬ ‫الصحفي بقدر ما كانت تسعى – بكل أسف – للتجارة بدماء الناس‬ ‫وأرواحهم ومحاولة النيل من هذا الطرف أو ذاك‪ ،‬أو احلصول على‬ ‫ورقة ضغط تستخدمها ضد هذا البلد أو ذاك‪ ،‬وهي في ذلك لم تكن‬ ‫سوى أداة على صلة بجهات أقل ما يقال عنها إنها ال تريد خيراً ألمتنا‬ ‫وآمالها وتطلعاتها‪ ،‬تنسق معها وتخدم أهدافها‪ ،‬بل وأحياناً تأمتر‬

‫بأمرها‪ .‬وال زال في عاملنا العربي من يظن أن اجلزيرة هي واحة احلرية‬ ‫في سماء اإلعالم العربي»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬أنا ال أنكر أن قناة اجلزيرة فتحت هامشاً من احلرية! لم يكن‬ ‫موجوداً في العالم العربي من قبل‪ ،‬لكنها مع هذا الهامش الذي أسيء‬ ‫استغالله أحياناً‪ ،‬فتحت األبواب على مصاريعها لألعداء كي يدخلوا‬ ‫إلى بيوتنا وفي عقولنا ومن خالل محطاتنا اإلعالمية‪ ،‬وكل ذلك بحجة‬ ‫املوضوعية وذريعة املهنية التي يتشدق بها بعض من في إدارة اجلزيرة‬ ‫والذين ال يفقهون في املهنية أو اإلعالم شيئاً ولم يكن لهم حظ من علم‬ ‫أو عمل‪ ،‬لكن وضعوا (بقدرة قادر وفي ظروف غامضة) في مناصب هم‬ ‫ليسوا لها بأهل‪ ،‬فضلوا وأضلوا‪ ،‬وأفسدوا أكثر مما أصلحوا»‪.‬‬ ‫ختاماً ‪ ..‬يركز اخلطاب اإلعالمي القطري على قضايا إنسانية‬ ‫ذات أولوية كاحلرية العامة وحرية التعبير والدميقراطية وحقوق‬ ‫اإلنسان‪ .‬ولكنه خطاب موارب‬ ‫ك �ل �م��ات��ه ح���قّ أري� ��د ب ��ه إح �ي��اء‬ ‫ب��اط��ل زه�� ��وق‪ .‬وي �ح �ك��م قطر‬ ‫ن�ظ��ام مشيخة متخلّفة متاماً‬ ‫ع��ن ظ��اه��ر ه��ذا اخل �ط��اب‪ ،‬إذ‬ ‫ي �س��ود ف��ي ه ��ذا ال �ن �ظ��ام أكثر‬ ‫أمن��اط التفرقة ب�ين العشائر‪،‬‬ ‫فبعضها م�ض�ط�ه��د‪ ،‬وبعضها‬ ‫مرا َقب‪ ،‬وال يتمتع بثروة قطر‬ ‫ال�ط��ائ�ل��ة س��وى ال�ع�ش�ي��رة التي‬ ‫تتجسد‬ ‫حت�ك��م‪ ،‬وه��ي عشيرة‬ ‫ّ‬ ‫اآلن في شيخها حمد الذي ال‬ ‫يكذب خصومه عندما يقولون‬ ‫أنه ليس على اإلطالق رئيساً للدولة بقدر ما هو ديكتاتور يحكم‬ ‫البالد والعباد حتت حماية القوات األمريكية التي حولت قطر إلى‬ ‫حاملة أرضية للطائرات األمريكية‪ ،‬أما ابنه املغمور الشيخ متيم‬ ‫فإنه ال يستطيع التخلّص من صورة أبيه التي مازالت مسيطرة‬ ‫عليه‪ ،‬وت�ب��وؤه ملنصب األمير في قطر ال يعدو أن يكون واجهة‬ ‫اسم ّية ال عالقة لها بإدارة مقاليد احلكم في قطر إال من الناحية‬ ‫البروتوكولية‪.‬‬

‫القواعد األمريكية في‬ ‫العديد والسيلية تضع الشرق‬ ‫األوسط في مرمى النيران‬


‫انتهاك حرمة الدم يجمع بين الدواعش والمناهضين لهم‪:‬‬

‫العراقية‬ ‫وجه آخر للتراجيديا‬ ‫ّ‬

‫قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها‬ ‫العاملي ‪ 2015‬إن ال��ع��راق شهد خ�لال ع��ام ‪2014‬‬ ‫ارتفاع ًا صاروخي ًا في حاالت القتل غير املشروع‪،‬‬ ‫فيما قامت امليليشيات وقوات األمن ‪ -‬وقد ازدادت‬ ‫ج��رأة ‪ -‬بتنفيذ االنتهاكات بحق املدنيني على‬ ‫نحو غير خاضع للمساءلة‪ ،‬إضافة إلى أن تنظيم‬ ‫ال��دول��ة االس�لام��ي��ة (داع����ش) أزه���ق أرواح آالف‬ ‫املدنيني بوحشية‪.‬‬

‫وتولت امليليشيات الشيعية املدعومة من احلكومة قيادة قوات األمن في‬ ‫املعركة ضد تنظيم داعش‪ ،‬ومع تنامي دورها ارتكبت هذه امليليشيات‬ ‫عمليات خطف وإعدام خارج إطار القانون وتعذيب وعمليات تهجير‬ ‫كبيرة بحق آالف العائالت العراقية في إفالت من العقاب‪ .‬وباملقابل‬ ‫تنامت ق��درات تنظيم داع��ش وازدادت قوته وارت�ك��ب ب��دوره أعماالً‬ ‫وحشية‪ ،‬ب��دءاً بقطع ال��رؤوس وم��روراً بعمليات إع��دام جماعية؛ إلى‬ ‫إخضاع النساء للرق والعبودية اجلنسية‪ ،‬ولم تقم احلكومة مبحاسبة‬ ‫أي من هذه اجلماعات أو قواتها األمنية على ارتكاب هذه االنتهاكات‪.‬‬ ‫وقالت سارة ليا ويتسن‪ ،‬املديرة التنفيذية لقسم الشرق األوسط وشمال‬ ‫أفريقيا‪« :‬ما بني اجلماعات املسلحة التي ترعاها الدولة وبني تنظيم‬ ‫داعش‪ ،‬أصبح خطر الوقوع ضحية النتهاكات خطيرة أمراً شائعاً جداً‬ ‫ومتوقع احلدوث للكثير من العراقيني»‪ ،‬وأضافت « إن احلكومة العراقية‬ ‫بحاجة ماسة إلى جتاوز التحسينات الشكلية حتى تتمكن من استعادة‬ ‫ثقة الرأي العام‪ ،‬ومواجهة الكارثة املتنامية التي يتكشف عنها تنظيم‬ ‫داعش في العراق‪ ،‬وإنقاذ العراقيني من دائرة فظائع ال نهاية لها»‪.‬‬ ‫في النسخة اخلامسة والعشرين من تقريرها العاملي واملكون من ‪656‬‬ ‫صفحة تقوم هيومن رايتس ووتش مبراجعة املمارسات املتعلقة بحقوق‬ ‫اإلنسان في أكثر من ‪ 90‬بلداً‪ .‬وفي مقاله اإلفتتاحي‪ ،‬يتوجه املدير‬ ‫التنفيذي كينيث روث الى احلكومات بالدعوة إلى االعتراف بأن حقوق‬ ‫اإلنسان متثل مرشداً أخالقياً فعاالً في أزمنة االضطرابات‪ ،‬وبأن‬ ‫انتهاكها قد يُشعل فتيل التحديات األمنية أو يُفاقم منها‪ .‬فاملكاسب‬ ‫العاجلة الناجمة عن تقويض القيم األساسية للحرية وعدم التمييز نادراً‬ ‫ما تعادل ثمنها اآلجل‪.‬‬ ‫وكانت القوات احلكومية قد هاجمت مظاهرة غلب عليها طابع السلمية‬ ‫في ‪ 20‬ديسمبر ‪ 2013‬مما أشعل فتيل الصراع املسلح في األنبار بني‬ ‫السكان احملليني وقوات األمن النظامية وعدة مجموعات مسلحة من‬ ‫بينها تنظيم داعش‪ ،‬وتسبب القتال الذي شمل إطالق القوات احلكومية‬ ‫لنيران عشوائية واستخدام القنابل البرميلية على مناطق مدنية إلى‬ ‫تهجير وتشريد م��ا يقرب م��ن ‪ 500‬أل��ف شخص ومقتل ع��دد غير‬ ‫معروف من املدنيني‪ ،‬ووفقاً للمفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون‬ ‫الالجئني وصل عدد العراقيني الذين نزحوا داخلياً بسبب النزاع الدائر‬ ‫إلى أكثر من ‪ 1.9‬مليون عراقي حتى شهر ديسمبر ‪.2014‬‬ ‫في ‪ 10‬يونيو متكن تنظيم داع��ش من ف��رض سيطرته على مدينة‬ ‫املوصل ثاني كبريات املدن العراقية‪ ،‬وارتكب العديد من الفظائع‪ ،‬مبا‬ ‫في ذلك تفجير السيارات امللغومة والهجمات االنتحارية في مناطق‬

‫قطع الرؤوس وعمليات اإلعدام اجلماعية وإخضاع النساء‬ ‫للرق والعبودية اجلنسية‪ ..‬ماركة داعشية‬ ‫احلكومة العراقية ساهمت في تأسيس جماعات إرهابية جديدة‬ ‫ولم تقم حتى اآلن مبحاسبتها على ما ارتكبت من انتهاكات‬ ‫جتمعات املدنيني‪ ،‬واإلعدامات اجلماعية‪ ،‬والتعذيب‪ ،‬والتمييز ضد‬ ‫امل ��رأة‪ ،‬وتدمير ممتلكات دينية‪ ،‬وعمليات قتل وخطف ألف��راد من‬ ‫األقليات الدينية والعرقية؛ وشمل ذلك أفراداً من الشيعة واإليزيديني‬ ‫السنة‪.‬‬ ‫وكذلك من ُ‬ ‫تسلم رئيس ال ��وزراء العراقي اجل��دي��د‪ ،‬حيدر العبادي‪ ،‬منصبه في‬ ‫شهر سبتمبر وق��ام بعدة محاوالت إلص�لاح ق��وات األم��ن‪ ،‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫فإن احلكومة العراقية التي ُشكلت حديثاً تضم في عضويتها ممث ً‬ ‫ال‬ ‫مليليشيا قوات بدر والذي استلم حقيبة وزير للداخلية‪ ،‬فيما يدل بحسب‬ ‫الظواهر على بقاء املليشيات متمتعة بالتسامح الرسمي دون محاسبة‪.‬‬ ‫كما أخفقت احلكومة في اتخاذ خطوات كافية حلماية املدنيني في‬ ‫أعقاب الغارات اجلوية التي شنتها قوات التحالف الذي تقوده الواليات‬ ‫املتحدة والتي بدأت في شهر سبتمبر‪.‬‬ ‫وأكدت هيومن رايتس ووتش على أن السلطات العراقية مطالبة باتخاذ‬ ‫جميع التدابير املمكنة حلماية احلق في احلياة‪ ،‬وكبح جماح امليليشيات‪،‬‬ ‫وإص�لاح النظام القضائي‪ ،‬مبا في ذلك إج��راء حتقيقات في مزاعم‬ ‫التعذيب والقتل املستهدف‪ ،‬كما أن عليها مالحقة أف��راد امليليشيات‬ ‫وقوات األمن املسؤولني عن انتهاكات‪.‬‬


‫‪40‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون دولية‬

‫يواجه اإلخ��وان املسلمون اآلن صراع ًا حول وجودهم بعد الضربة القاصمة التي تلقاها التنظيم الدولي في‬ ‫القاهرة‪ ،‬وإذا كانوا في السابق قد لعبوا على وتر اإلسالم السياسي‪ ،‬فإن هذا الطرح امتزج دائم ًا باأليديولوجيا‬ ‫السياسية لإلخوان‪ ،‬وهو ال يخلو من أهداف تنظيمية الغرض منها إحكام السيطرة سياسي ًا واقتصادي ًا دون أن‬ ‫تكون لهذه األهداف صلة – مهما كانت ضئيلة – بالعقيدة والدين‪ .‬فاإلخوان املسلمون باألساس هم تنظيم‬ ‫يسعى إلى السلطة بكل الطرق‪ ،‬ومن هذه الطرق االستتار وراء مظهر الدعوة والتبشير‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬عبدالعزيز املكي‬

‫خفايا التنظيم الدولي لإلخوان المسلمين‬

‫االسم الحركي للمؤامرة‬

‫أوباما وترويض اإلخوان‬ ‫كانت اإلستراتيجية األمريكية سنة ‪ 2005‬تتمثل في قيام اخلارجية‬ ‫األمريكية مبتابعة تنامي قوة اإلخوان املسلمني في مصر‪ ،‬ولذلك‬ ‫ق��ام��ت سنة ‪ 2006‬بتدشني أنشطة داع �م��ة جلماعة اإلخ ��وان‬ ‫املسلمني‪ ،‬ومنها علي سبيل املثال تنظيم اإلدارة األمريكية ملؤمتر‬ ‫في مدينة بروكسل العاصمة البلجيكية بني اإلخوان املسلمني في‬ ‫أوروبا وبني مسلمي أمريكا من املجتمعات اإلسالمية في الشمال‬ ‫األمريكي والذين يعدون قريبني في الفكر والصلة باإلخوان في‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫العنوان الرئيسي إعالميا كان إنكار البيت األبيض رسميا وجود‬ ‫أية عالقات له مع اإلخوان‪ ،‬وكانت حكومات الواليات‬ ‫املتحدة حريصة علي توسيع نطاق عالقتها‬ ‫ب ��اإلخ ��وان امل�س�ل�م�ين ول �ك��ن م��ن حتت‬ ‫السطح‪ ،‬إال أن الس ّرية لم تنجح في‬ ‫إخفاء دعم وكالة االستخبارات‬ ‫األم��ري �ك �ي��ة (س���ي آي إي ��ه)‬ ‫املوجه لإلخوان باعتبارهم‬ ‫ّ‬ ‫جماعة ص��اع��دة واع��دة‬ ‫ال� � � �ق � � ��وة وخ� �ط���اب� �ه���ا‬ ‫اإلع � �ل ��ام� � � ��ي ع���ال���ي‬ ‫التأثير‪ ،‬بل رفعت في‬ ‫اجت ��اه ال�ت�ع��اون معهم‬ ‫م� �ن ��ذ ع�� ��ام ‪،2006‬‬ ‫رغم حتذيرات حلفاء‬ ‫ال� � ��والي� � ��ات امل��ت��ح��دة‬ ‫الغربيني‪.‬‬ ‫ت��دري�ج�ي�اً مت دع��م دور‬ ‫اإلخوان املسلمني وصوالً‬ ‫إلى أحداث الربيع العربي‪،‬‬ ‫وق ��د رأت إدارة أوب ��ام ��ا أن‬ ‫تنظيم اإلخ ��وان ميكن أن ميثل‬

‫خطراً على الدولة العبرية‪ ،‬ولذا حاولوا ترويضهم من خالل دعمهم‬ ‫للوصول إلى السلطة في مصر وليبيا وتونس في مقابل التنازل‬ ‫نهائياً عن أي عداء للدولة العبرية أو االنخراط في أي نشاط معاد‬ ‫إلسرائيل‪.‬‬ ‫وكان التنظيم الدولي لإلخوان املسلمني يعتبر سيطرته على مصر‬ ‫مبثابة فتح مكة في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬فمصر قطعاً وبكل املقاييس‬ ‫هي أهم دول الشرق األوسط‪ ،‬والسيطرة عليها ستمنحه إكسيراً‬ ‫للبقاء والتمدد في كل العالم اإلسالمي‪ ،‬إضافة إلى أنها فرصة‬ ‫للقبض على ملفات دولية وإقليمية بالغة احلساسية ومبساحات‬ ‫غير محدودة للمناورة واملساومات‪.‬‬ ‫موارد وثروات طائلة‬ ‫تنتشر جماعة اإلخوان املسلمني فى ‪72‬دولة‬ ‫ف��ي ال�ع��ال��م‪ ،‬وي��وج��د لديها العديد من‬ ‫التنظيمات ف��ي ه��ذه ال ��دول‪ ،‬حتى‬ ‫في الواليات املتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫ح�ي��ث ت��وج��د م��ؤس�س��ة م��اس‬ ‫‪ MAS‬وه � ��ى امل��ؤس �س��ة‬ ‫الشرعية املمثلة جلماعة‬ ‫اإلخ��وان املسلمني‪ ،‬كما‬ ‫ت���وج���د ف� ��ي أم��ري��ك��ا‬ ‫م� �ن� �ظ� �م ��ة ال� �ش� �ب ��اب‬ ‫امل � �س � �ل� ��م‪ ،‬وت �ع �ت �م��د‬ ‫اإلخ� � ��وان ع �ل��ى ه��ذه‬ ‫التنظيمات ال��دول�ي��ة‬ ‫ل �ل �ج �م��اع��ة ف ��ي جمع‬ ‫تبرعات من أعضائها‬ ‫في جميع الدول‪.‬‬ ‫وتعتمد اجلماعة تسييرياً‬ ‫ع� �ل ��ى ال� ��دخ� ��ل ال��ش��ه��ري‬ ‫ل�ل�ج�م��اع��ة ال� ��ذي ي �ص��ل إل��ى‬ ‫عشرات املاليني من ال��دوالرات‬


‫‪‎‬اردوغان‬ ‫‪ ..‬سوف نعيد‬ ‫السيطرة بالقوة‬ ‫من تبرعات األعضاء العاملني‪ ،‬كما تعتمد على استثماراتها املختلفة‬ ‫التي تصل إلى حوالي ‪ 25‬مليار دوالر‪ ،‬وهى ما تعادل ميزانيات‬ ‫بعض الدول العربية مجتمعة‪ ،‬وقد جنحت اجلماعة بالتوازي مع‬ ‫بداية ظاهرة البنوك اإلسالمية احلديثة‪ ،‬التي عرفها العالم فى‬ ‫بداية الثمانينيات من القرن املاضي‪ ،‬في بناء هيكل متني من شركات‬ ‫«األوف شور»‪ ،‬التي أصبحت جزءا ال يتجزأ من قدرتها على إخفاء‬ ‫ونقل األم��وال ح��ول العالم‪ ،‬فهي شركات يتم تأسيسها في دولة‬ ‫أخرى غير الدولة التي متارس فيها نشاطها‪.‬وهيتستثمر أموالها في‬ ‫اإلم��ارات وقطر واليابان وكوريا وأمريكا ولندن وسويسرا وتركيا‪،‬‬ ‫وغيرها‪ .‬كما تستخدم هذه اجلماعة بنوكاً عاملية مثل سوستيه‬ ‫جنرال وبارى باهى بفرنسا‪ ،‬ومتلك بنك التقوى فيز الباهاما‪.‬‬ ‫وكان من الثابت أن األدلة تشير إلى أن شبكة األوف شور التابعة‬ ‫ل�لإخ��وان املسلمني توفر دعما ملختلف العمليات اإلره��اب�ي��ة‪ ،‬في‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬ومنها إلى إفريقيا‪،‬‬ ‫الضربة املفاجأة‬ ‫أتت إزاحة اإلخوان املسلمني في مصر بواسطة حراك شعبيسانده‬ ‫اجليش املصري كضربة إستراتيجية بعثرت الكثير من أوراق التنظيم‬ ‫العاملي لإلخوان املسلمني‪ ..‬فاحلس التاريخي والوعي مبخاطر‬ ‫وأه��داف اجلماعة دف��ع املصريني إل��ى بتر جتربة احلكم‪ ،‬لتسير‬ ‫األحداث في غير صالح التنظيم واجلماعة‪ ،‬في مصر والعالم‪.‬‬ ‫وف��ى ‪ 25‬ديسمبر من العام املاضي ص��در ق��رار باعتبار جماعة‬ ‫اإلخوان املسلمني تنظيماًإرهابياً‪ ،‬فتبع ذلك هروبجماعيللقيادات‬ ‫التيأفلتت من االعتقال إلى دولتي قطر وتركيا‪ .‬وكان السودان أحد‬ ‫أهم منافذ ذلك الهروببدعم رسميمن حكومة السودان‪ ،‬وتتابعت‬

‫حزب اإلخوان في الواليات املتحدة‬ ‫أف��ادت األنباء عن قيام تنظيم اإلخ��وان املسلمني‬ ‫بالسعي من أج��ل احلصول على ترخيص إلنشاء‬ ‫حزب في الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬ومن املتوقع‬ ‫أن ال ُي��رف��ض ه��ذا ال�ط�ل��ب ع�ل��ى خلفية ال�ع�لاق��ات‬ ‫القائمة ب�ين اإلخ ��وان واحلكومة األمريكية منذ‬ ‫عدة عقود‪.‬‬ ‫ي �ن �ص��ح اخل � �ب� ��راء ال���ذي���ن ت �س �ت �ش �ي��ره��م اإلدارة‬ ‫األم��ري �ك �ي��ة حكومتهم ب��اس�ت�ث�م��ار م��ا ي �ح��دث من‬ ‫توظيف سياسي لإلسالم‪ ،‬وهو السمة البارزة اآلن‬ ‫لإلخوان‪ ..‬وتعتبر هذه هي املرة األولى في الواليات‬ ‫امل�ت�ح��دة ال �ت��ي ق��د ي�ت��م فيها ت��أس�ي��س ح��زب على‬ ‫ً‬ ‫فضال عن أن عمل هذا احلزب سيكون‬ ‫أساس ديني‪،‬‬ ‫سيغير مفهوم العمل‬ ‫غير خاص بدولة واحدة‪ ،‬مما‬ ‫ّ‬ ‫احلزب املعمول به في دول العالم اآلن‪.‬‬


‫‪42‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون دولية‬

‫الضربات بإصدار السعودية قراراً مشابهاً للقرار املصري وشنت‬ ‫اإلم��ارات حملة كبيرة على اإلخ��وان فيأراضيها‪ ،‬ومن املتوقع أن‬ ‫يصدر ق��رار آخ��ر ف��ي ليبيا باعتبار التنظيم إره��اب�ي�اً م��ع حظر‬ ‫اجلمعيات واألحزاب املنبثقة عن اإلخوان أو املتحالفة معهم‪ ..‬إنها‬ ‫األحداث التي لم تتصرف إزاءها قطر بشكل واقعي‪ ،‬فأسقط في‬ ‫يدها‪.‬‬ ‫قطر‪ ..‬الدور املشبوه‬ ‫تعرضت قطر لضغوط من كل من اإلمارات والسعودية والبحرين‬ ‫وصوالً إلى سحب الدول الثالث لسفرائها من الدوحة‪ ،‬احتجاجاً‬ ‫على نشاط اإلخوان املعادى ملصر وسياسيات دول املنطقة‪ ،‬وفى‬ ‫خضم أحداث هذه النكسة راجت بعض األقاويل عن تفكير التنظيم‬ ‫بنقل مؤسساته اإلعالمية والقيادية من الدوحة إلى لندن‪ ،‬كما‬ ‫طلبت قطر من تونس استقبال بعض القيادات‪ ،‬األمر الذي لم ينفه‬ ‫زعيم حزب النهضة اإلسالمي راشد الغنوشي‪.‬‬ ‫إث��ر ذل��ك الضغط وق��ع وزراء دول مجلس التعاون اخلليجي مبا‬ ‫فيهم قطر وثيقة الرياض التي تنص أهم بنودها على التضييق‬ ‫على اإلخوان بكل الطرق ومنها اإلبعاد والترحيل ووقف التجنيس‬ ‫والدعم املالي واإلعالمي‪.‬‬ ‫ويعود ارتباط قطر بتنظيم اإلخوان إلى النصف األول من خمسينات‬ ‫القرن املاضي‪ ،‬وله جذور ترجع لطبيعة نشأة كل منهما في عهد‬ ‫االستعمار البريطاني‪ .‬حيث أنشأت املخابرات البريطانية ودعمت‬ ‫تنظيم اإلخوان املسلمني‪ ،‬واستخدمتها ضد عبدالناصر‪ ،‬فحاولت‬ ‫اغتياله في ‪ ،1954‬وما أن شنت األجهزة األمنية حملة ضدهم حتى‬ ‫قاموا بالفرار إلى قطر التي كانت آنذاك محم ّية بريطانية‪ ،‬وظلت‬ ‫كذلك حتى سبعينات القرن املاضي‪ ،‬قبل أن تنتقل في نهايات القرن‬ ‫إلى كونها محمية أمريكية حتتضن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية‬ ‫خارج الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫اآلن جت��د قطر ف��ي ال �س��ودان ب��دي� ً‬ ‫لا ع��ن مصر فقامت بشراء‬ ‫اخلرطوم عن طريق منح وقروض وودائع مليارية في مقابل إيوائها‬ ‫فلول اإلخ��وان من كل مكان في العالم‪ .‬وهو ما ميكن تتبع أصره‬ ‫أيضاً في مسارات شبكات تهريب السالح التي تنطلق من السودان‬ ‫عبر البحر األحمر لتصل إلى سيناء‪.‬‬ ‫قطر – بالتوازي مع دعم اإلخ��وان – قامت وتقوم كذلك بتمويل‬ ‫وتسليح «داع���ش» وال�ن�ص��رة واجل �ي��ش احل��ر ف��ي س��وري��ا وتوفير‬ ‫املقاتلني من كل أنحاء العالم عن طريق لبنان وتركيا‪.‬‬ ‫جذور عميقة‬ ‫نشرت شبكة وورل��دن��ت داي�ل��ي ‪WND‬األمريكية حت��ت عنوان‪:‬‬ ‫«اجل��ذور العميقة لإلخوان املسلمني في أمريكا»‪ .‬وأش��ارت فيه‬ ‫إلي ان مجموعة من احملققني باالشتراك مع استخبارات املجلس‬ ‫الرئاسي األمريكي ح��ذروا من تهديدات متوقعة متثلها جماعة‬ ‫اإلخوان املسلمني داخل الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وأض��اف املوقع ان الطبيعة احلقيقية والطموح العاملي جلماعة‬ ‫اإلخ� ��وان املسلمني ق��د أص�ب��ح محل اه�ت�م��ام وم� �ح ��اورات داخ��ل‬ ‫األوس ��اط األمريكية منذ ان��دالع ال �ث��ورات العربية‪ ،‬حتىأن أحد‬ ‫عناصر املباحث الفيدرالية س��رب أن جهازه يشارك في تقدمي‬ ‫نصائح ل�لإدارة األمريكية حول كيفية التعاطي مع األح��داث في‬ ‫مصر‪ ،‬في ظل توقع اإلخوان للحكم‪ ،‬وكان هذا عقب سقوط نظام‬ ‫مبارك‪ ،‬ويؤكد التقرير أن هدف اإلخوان هو اقتالع النظم الغربية‬

‫الكذب جهار ًا‬ ‫م��ازال املراقب املراقب العام لإلخوان املسلمني في‬ ‫ليبيا (بشير الكبتي) مصر ًا على نفي وجود ذراع‬ ‫عسكري جلماعة اإلخوان في ليبيا‪ ،‬بالرغم من كل‬ ‫تسببها التنظيمات املتحالفة‬ ‫الكوارث واملآسي التي ّ‬ ‫م��ع اإلخ ��وان ف��ي ليبيا‪ ،‬وعلى رأس�ه��ا «فجر ليبيا»‬ ‫و»أن��ص��ار ال�ش��ري�ع��ة» «داع� ��ش ليبيا – ف��رع والي��ة‬ ‫درنة»‪ ،‬ودورهم املؤكّ د في العمل على تفريغ الدولة‬ ‫الليبية من اجليش وتوطني املليشيات اإلرهابية‬ ‫ً‬ ‫بدال عنه‪.‬‬ ‫الفج‬ ‫األسوأ بني جميع أكاذيب الكبيتي هو إدعاؤه ّ‬ ‫املضحك ف��ي نفس ال��وق��ت‪ ..‬ب��أن األخ ��وان ميثلون‬ ‫يتحدث؟!‬ ‫إرادة الشعب الليبي‪ .‬ترى عن أي شعب‬ ‫ّ‬

‫الشراكة األمريكية اإلخوانية سالح ذو حدين ‪ ..‬العالقة بني‬ ‫الطرفني شديدة التعقيد ويحكمها اخلوف املتبادل‬ ‫إدارة أوباما قامت بترويض اإلخوان من خالل دعمهم للوصول إلى احلكم‬ ‫في مصر وليبيا وتونس مقابل تخ ّليهم عن أي عداء للدولة العبر ّية‬ ‫السي آي إيه هي الداعم األول للتنظيم الدولي لإلخوان إما‬ ‫بشكل مباشر أو عبر العمالء في حكومات الشرق األوسط‬

‫املناصرة لفكرة الدولة املدنية‪.‬‬ ‫ويشير إلي أن إح��دى احملاكم الفيدرالية كشفت وثائقها عن أن‬ ‫اجلماعات اإلسالمية في أوروب��ا هي الواجهة األمامية لإلخوان‬ ‫املسلمني وحلركة حماس‪ ،‬وأن اجلماعات اإلسالمية في أمريكا‬ ‫ذات الصلة الوثيقة باحلزب اجلمهوري تعترض علي حركة اإلخوان‬ ‫املسلمني داخل أمريكا‪ ،‬وكانت اإلدارة األمريكية في عهد جورج‬


‫‪‎‬أوباما واردوغان‪ :‬احلليفان‬

‫اإلخوان كانوا يعتبرون سيطرتهم على مصر مبثابة فتح مكة‬ ‫شبكة «األوف شور» التابعة لإلخوان توفر الدعم ملختلف‬ ‫العمليات اإلرهابية‬ ‫قطر تغدق على السودان مقابل إيواء فلول اإلخوان‬

‫بوش قد نفت علي لسان متحدث رسمي لها يدعي ن��اؤل كاهان‬ ‫وجود أية عناصر من اإلخ��وان املسلمني داخل الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫غير أن وزارة العدل األمريكية ‪ -‬كما يقول التقرير ‪ -‬أكدت وجود‬ ‫‪ 61‬عنصراً إخوانياً نشطاً داخل الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫ومن تلك املعلومات التي جاءت في التقرير يتبني ان العالقة بني‬ ‫اإلخوان وأمريكا شديدة التعقيد ويحكمها اخلوف‪ ،‬وأحياناً التواطؤ‬ ‫املتمثل في نفي إدارة بوش وجود أية عناصر إخوانية داخل الواليات‬ ‫املتحدة في محاولة إلخفاء عالقتها بهم‪ ،‬وألنها كانت جتهزهم لدور‬ ‫ما في املستقبل‪ .‬ونشر التقرير صوراً لعبد الرحمن احلمودي الذي‬ ‫وصفه بأنه القائد األعلي ومنسق أعمال اإلخوان داخل الواليات‬ ‫املتحدة والصور مع كل من ج��ورج ب��وش األب وبيل كلينتون وآل‬ ‫جور نائب كلينتون في ذلك الوقت‪ .‬وقال التقرير إن هدف جماعة‬ ‫اإلخوان هو أسلمة أمريكاً‪ .‬وتظل قضية سرية العالقة بني اإلدارات‬

‫األمريكية املتعاقبة وجماعة اإلخوان املسلمني لغزاً غامضاً من ألغاز‬ ‫السياسة األمريكية‪.‬‬ ‫سالح ذو حدين‬ ‫موقع نيويورك ديفيد بوك األمريكي نشر كتاباً حتت عنوان «عالقتنا‬ ‫السرية باإلخوان املسلمني» للكتاب آيان جونسون‪ ،‬حاول فيه كشف‬ ‫العالقة الشائكة بني اإلخوان وحكومات الواليات املتحدة املتعاقبة‬ ‫منذ نشأة حركة اإلخوان املسلمني في مصر‪.‬‬ ‫وق��ال الكاتب ان اإلدارة األمريكية اعتادت دعم الرجال األقوياء‬ ‫والديكتاتوريات في الشرق األوسط والشمال اإلفريقي‪.‬‬ ‫واستطرد الكاتب ان جماعة اإلخوان املسلمني والواليات املتحدة‬ ‫تربطهما عالقات قوية وحتالف سري كان هدفه محاربة الشيوعية‬ ‫وتهدئة التوترات‪.‬‬ ‫ويضيف الكاتب أن��ك إذا نظرت إل��ي التاريخ ستجد ان منوذجاً‬ ‫مألوفاً ومعتاداً لتلك العالقة يتمثل في أن الواليات املتحدة وإدارتها‬ ‫وقادتها يرون أن اجلماعة ميكن ربطها باألهداف األمريكية‪ ،‬بحيث‬ ‫ميكنها حتقيق هذه األهداف‪.‬‬ ‫الشراكة األمريكية اإلخوانية سالح ذو حدين‪ ،‬ورمبا بدأت تظهر‬ ‫بعض آثارها السلبية ممثلة في حشر األنف األمريكي في أخص‬ ‫خصوصيات الشأن الداخلي العربي‪ ،‬وه��و ما عبر عنه تصريح‬ ‫قيادي بحزب احلرية والعدالة املصري من أن الواليات املتحدة‬ ‫تضغط على اإلخوان لتشكل حكومة ائتالفية‪ ،‬وما صرحت به آن‬ ‫باترسون السفيرة األمريكية في مصر من أن اجليش قام بواجبه‬ ‫في االستفتاء علي خير وجه‪.‬‬ ‫ورغم أن الواليات املتحدة تنسحب من العالم كله‪ ،‬إال أنها مصرة‬ ‫على حشر أنفها في مصر ودول الشمال اإلفريقي‪ ،‬وبحسب صحف‬ ‫أمريكية فإن الواليات املتحدة حتاول استخدام اإلخوان في إقامة‬ ‫أنظمة حكم موالية لها في الشمال األفريقي‪.‬‬


‫‪44‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون أفريقية‬

‫السبطانة الفرنسية نحو أفريقيا دائما‬

‫في ‪ 1975‬قال فرنسوا ميتران‪« :‬بدون إفريقيا‪ ،‬لن يكون لفرنسا تاريخ في‬ ‫القرن الواحد والعشرين»‪.‬‬ ‫في ‪ 2008‬قال جاك شيراك‪« :‬بدون إفريقيا‪ ،‬ستنحدر فرنسا لتصبح من‬ ‫بلدان العالم الثالث»‪.‬‬ ‫في ‪ 2014‬قال هوالند‪« :‬بدون إفريقيا‪ ،‬لن تكون هناك فرنسا»‪.‬‬ ‫ه��ذه أمثلة عن تصريحات رؤس��اء فرنسا ح��ول إفريقيا‪ .‬إنهم يكتفون‬ ‫بالتلميح واإلشارة إلى حقائق مرعبة‪ ،‬ولكنهم ال يجرؤون على التصريح‪.‬‬

‫المستقل تكشف أســــرار‬ ‫سيطرة باريـس على‬ ‫موارد إفريقيا‪:‬‬

‫فرنسا تتغذى على‬ ‫دم أبنائها!‬


‫‪ 61%‬من االنقالبات‬ ‫في أفريقيا متت‬ ‫برعاية فرنسا‬ ‫ودعمها‬

‫هوالند‪ :‬بدون أفريقيا لن تكون هناك فرنسا‬

‫فرنسا تعمل اآلن مبا يق ّدر مببلغ ‪ 500‬مليار‬ ‫دوالر م��ن امل��ال اإلف��ري�ق��ي يصل سنوياً إلى‬ ‫املصرف الفرنسي امل��رك��زي‪ ،‬وه��ي ال تسمح‬ ‫للدول اإلفريقية بأن حتصل على أكثر من ‪15‬‬ ‫‪ %‬من هذه األموال سنوياً‪ .‬أما إذا أرادت دولة‬ ‫ما أن حتصل على أكثر من ذلك فإنها تخضع‬ ‫لدفع فائدة على القرض الذي تريده من مالها‬ ‫اخلاص يصل إلى ‪ .% 65‬وليس للدول التي‬ ‫تريد االقتراض من خزانتها املودعة في باريس‬ ‫أن تتجاوز نسبة ‪ % 20‬من قيمة ما متلكه‪.‬‬

‫إنها معضلة بحجم قارة إفريقيا‪ ..‬العالم لم يقل‬ ‫شيئاً بعد‪.‬‬ ‫إن الدول اإلفريقية تبدو مستقل ًة‪ ،‬أليس كذلك؟‬ ‫لكل دولة اسم ورئيس وحكومة وعلم ونشيد‪،‬‬ ‫أليست ه��ذه هي رم��وز االستقالل؟ ال��ذي ال‬ ‫يعرفه اجلميع هو أن ال��دول اإلفريقية التي‬ ‫خضعت في السابق لسيطرة فرنسا‪ ،‬لم تتح ّرر‬ ‫منها بعد! فـ ‪ 12‬دولة إفريقية مستقلة كانت‬ ‫وما زالت حتى اآلن محكومة بالنظام النقدي‬ ‫الفرنسي املفروض على الدول اإلفريقية منذ‬

‫نهاية احلرب العاملية الثانية‪.‬‬ ‫مسمارالفيلقاألجنبي‬ ‫كان الفيلق األجنبي الذي تركت فرنسا فرقة‬ ‫منه ف��ي ك��ل دول��ة م��ن مستعمراتها السابقة‬ ‫على أهبة االستعداد لتنفيذ األوامر العسكرية‬ ‫ال �ص��ادرة م��ن ب��اري��س‪ ،‬ول��م ي�خ��رج احمل��ارب��ون‬ ‫القدامى في هذا الفيلق من اخلدمة العسكرية‬ ‫بالرغم من تف ّرغهم إداري� �اً ألعمال أخ��رى‪..‬‬ ‫كانوا في احلقيقة «رص �ي��داً بشرياً مجنّباً»‬ ‫في انتظار اللحظة املناسبة‪ ،‬أما بعد إعالنات‬


‫‪46‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫شؤون أفريقية‬

‫االس�ت�ق�لال بفترة وتأميم اجل�ي��وش العاملة‬ ‫ميدانياً فقد واصل الفيلق عمله باسم جديد‬ ‫هو «امل ��دارس احلربية الفرنسية»‪ ،‬والنتيجة‬ ‫بالطبع مواصلة دعم ذلك الرصيد في انتظار‬ ‫اللحظة املناسبة‪ ..‬هذه اللحظة عاد ًة ما تكون‬ ‫انقالباً عسكرياً «محلياً» ال عالقة لفرنسا به‪.‬‬ ‫هذا ما أراد الفرنسيون إظهاره للعالم‪.‬‬ ‫لقد واصل الفيلق األجنبي‪ ،‬واملدارس احلربية‬ ‫الفرنسية‪ ،‬املنبثقة عنه القيام ب��دور ص ّمام‬ ‫األم� ��ان بالنسبة لسيطرة ب��اري��س سياسياً‬ ‫واقتصادياً على احلكومات واملوارد اإلفريقية‪،‬‬ ‫وهكذا فإن التاريخ احلديث يذكر لنا بأن نصف‬ ‫قرن من الزمان قد شهد ‪ 67‬انقالباً عسكرياً‬ ‫ف��ي ‪ 26‬ب�ل��داً إفريقياً‪ ،‬منها ‪ 16‬دول��ة كانت‬ ‫مستعمرة فرنسية سابقة‪ .‬ذلك يعني أن ‪61‬‬ ‫‪ %‬من احلكومات اإلنقالبية قد متت برعاية‬ ‫فرنسا ودعمها أو لصاحلها‪ .‬إن فرنسا في‬ ‫احلقيقة لم حتتج فعلياً على أي انقالب وقع‬ ‫في هذه املستعمرات املستقلّة‪ .‬هذه مناذج ملا‬ ‫حدث‪:‬‬ ‫ في جمهورية إفريقيا الوسطى قام بوكاسا‬‫س�ن��ة ‪ 1966‬ب��ان �ق�لاب أط���اح ف�ي��ه بحكومة‬ ‫ديفيد داكو‪ .‬بوكاسا محارب سابق في الفيلق‬ ‫األجنبي‪.‬‬ ‫ في جمهورية فولتا العليا قام أبوبكر الميزانا‬‫في نفس السنة بانقالب أط��اح فيه بحكومة‬ ‫م��وري��س أوغ ��و‪ .‬الم�ي��زان��ا م�ح��ارب س��اب��ق في‬ ‫الفيلق األجنبي‪.‬‬ ‫ في جمهورية بنني قام ماتيو كيريكو سنة‬‫‪ 1972‬بانقالب أط��اح فيه بحكومة هوبير‬ ‫ماغا‪ .‬كيريكو كان خريج امل��دارس الفرنسية‬ ‫احلربية التي حلت محل الفيلق األجنبي‪.‬‬ ‫غينيا التي رفضت‬ ‫ف��ي ‪ 1958‬ق � ّرر أحمد سيكوتوري أن يعلن‬ ‫اس�ت�ق�لال ب�ل�اده م��ن السيطرة الكولونيالية‬ ‫الفرنسية‪ ،‬وأن يخلّص شعبه من حت ّكم ثالثة‬ ‫آالف فرنسي ك��ان��وا آن���ذاك يحتلون جميع‬ ‫املناصب اإلداري��ة املسؤولة عن تسيير مرافق‬ ‫ومؤسسات احلياة العامة‪.‬‬ ‫كان ر ّد باريس مباشراً دون تأخير‪ :‬إذا قررمت‬ ‫االستقالل فإن فرنسا سوف تأخذ معها ما هو‬ ‫لها‪ ،‬وسوف تد ّمر جميع ما مت بناؤه في غينيا‬ ‫من أثر للحضارة الفرنسية‪.‬‬ ‫احلم ّية الوطنية لم جتعل سيكوتوري يتر ّدد‪،‬‬ ‫ر ّد على األليزيه‪ :‬خ��ذوا ما هو لكم واتركوا‬ ‫لنا حريتنا‪ .‬احلرية مع الفقر أفضل لنا من‬ ‫العبودية مع الغنى‪.‬‬ ‫التهبت العزّة بالهيمنة‪ ،‬ووصل أم ٌر رئاسي يطلب‬ ‫من الفرنسيني املقيمني في غينيا املغادرة على‬ ‫الفور‪ ،‬فجمعوا كل ما يقع حتت أيديهم من‬ ‫ث ��روات عامة ك��ان��وا مسؤولني على إدارت �ه��ا‪،‬‬ ‫وقاموا بإتالف ما ال ميكنهم نقله من إدارات‬

‫إفريقيا «تقترض» أموالها اخلاصة‬ ‫مبوجب بنود االتفاق االستعماري القدمي الذي وضعه املصرف املركزي‬ ‫الفرنسي للبلدان املتعاملة بالفرنك اإلفريقي‪ ،‬يتوجب على كل مصرف‬ ‫مركزي في كل بلد إفريقي أن يحتفظ مبا ال يقل عن ‪ % 65‬من احتياطي‬ ‫ال�ص��رف ف��ي «ح�س��اب عمليات» م��ودع ف��ي امل�ص��رف امل��رك��زي الفرنسي‪،‬‬ ‫إض��اف��ة إل��ى ‪ % 20‬لتغطية ال��دي��ون املالية‪ ،‬أي إن ‪ % 80‬م��ن احتياطي‬ ‫الصرف للبلدان اإلفريقية املعنية يتم إيداعها في «حسابات عمليات»‬ ‫يشرف عليها املصرف املركزي الفرنسي‪ .‬وإذا حققت هذه اإليداعات‬ ‫أرباح ًا‪ ،‬فإن املركزي الفرنسي غير مخول بكشفها للمصارف املركزية‬ ‫اإلفريقية‪.‬‬ ‫وتسمح فرنسا للبلدان اإلف��ري�ق�ي��ة ب��أن حتصل على ‪ % 15‬م��ن هذه‬ ‫األم��وال سنوي ًا‪ .‬وإذا ما احتاجت البلدان اإلفريقية إلى أكثر من ذلك‪،‬‬ ‫يكون عليها أن تقترض بفوائد جتارية على الـ ‪ % 65‬من أموالها املودعة‬ ‫في املصرف املركزي الفرنسي‪.‬‬ ‫وم��ؤس�س��ات وم���دارس وح��دائ��ق‪ ،‬ب��ل أحرقوا‬ ‫الكتب أي �ض �اً‪ ،‬وع� ّ�ط�ل��وا ال�س�ي��ارات واآلل�ي��ات‬ ‫الزراعية‪ ،‬وأخيراً أطلقوا النار على اخليول‬ ‫واألبقار‪ ،‬وس ّمموا مستودعات األغذية‪.‬‬ ‫ل��م تكن فرنسا آن ��ذاك تعاقب غينيا فقط‪،‬‬ ‫ب��ل كانت تبعث برسالة واض�ح��ة إل��ى ال��دول‬ ‫اإلفريقية التي تستعمرها‪ ،‬مفاد الرسالة‪:‬‬ ‫التخلّص من فرنسا يعني النهاية‪.‬‬ ‫التوغو التي قبلت‬ ‫أوملبيو‪ ،‬رئيس التوغو آن��ذاك‪ ،‬وك��ان قد أقنع‬ ‫الفرنسيني باستقالل بالده‪ ،‬أراد هو اآلخر أن‬ ‫يتخلّص من النخبة الفرنسية التي تدير البالد‪،‬‬ ‫ف ّكر ط��وي� ً‬ ‫لا ث��م دع��ا فرنسا إل��ى مفاوضات‬ ‫مفتوحة‪ ،‬وكان حريصاً على العكس من رفيقه‬ ‫الغيني على أن ال يثير غضب باريس‪.‬‬ ‫ان�ت�ه��ت امل �ف��اوض��ات ب��رف��ض ال�ت��وغ��و رسمياً‬ ‫للمقترحات التي أرسلها اجلنرال ديغول‪ ،‬ولكنها‬ ‫قبلت أن تدفع « َديناً» سنوياً لتعويض فرنسا‬ ‫على ما قدمته من «خدمات مجانية للنهوض‬ ‫والتق ّدم بشعب التوغو»‪.‬‬ ‫وخ��رج��ت فرنسا ه��ذه امل ��رة دون أن تخ ّرب‬ ‫اإلدارات أو حت��رق الكتب أو تقتل اخليول‬ ‫واألب �ق��ار أو تس ّمم األغ��ذي��ة‪ ،‬ولكنهااستلّت‬ ‫ف��ي يناير ‪« 1963‬اتفاقية ت �ع��اون» – هكذا‬ ‫أطلقت عليها –و ّقعها رئيس التوغو تضمن‬ ‫لها احلصول على ‪ % 40‬من ميزانية التوغو‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى فرقة من اجليش تتلقى أوامره‬ ‫مباشرة من جنراالت فرنسا‪ ،‬وتعتبر جزءا مما‬ ‫كان يعرف باسم «الفيلق األجنبي»‪.‬‬ ‫بادر أوليمبيو باستشارة خبرائه االقتصاديني‪،‬‬ ‫يتنصل من نظام فرنسا النقدي القائم‬ ‫وق ّرر أن ّ‬ ‫على الفرنك اإلفريقي‪ ،‬وهكذا أص��در عملة‬

‫وطن ّية تضمن له اخل��روج باحلد األدن��ى من‬ ‫اخلسائر املالية‪.‬‬ ‫استشاطت باريس غضباً‪ ،‬ولم متض ثالثة أيام‬ ‫على بدء طباعة العملة اجلديدة حتى قامت‬ ‫فرقة من الفيلق األجنبي بإلقاء القبض على‬ ‫أوليمبيو ورئيس وزرائه وقتلهما‪.‬‬ ‫كينيا التي ناورت‬ ‫أراد موديبا كيتا‪ ،‬رئيس وزراء جمهورية كينيا‪،‬‬ ‫ذو التوجهات االشتراكية‪ ،‬التخلّص من سيطرة‬ ‫النظام النقدي الفرنسي على مقدرات بالده‪،‬‬ ‫فاالستقالل ال يعني التخلّص من االستعمار ما‬ ‫دام االتفاق مع املستعمر السابق يك ّبل اقتصاد‬ ‫ب�لاده باتفاقية ال سبيل إللغائها‪ ،‬وإال عادت‬ ‫الفيالق الفرنسية تتد ّفق على بيته الرئاسي‪.‬‬ ‫ه �ك��ذا ط��ال��ب م�ن��ذ ي��ون�ي��و ‪ 1962‬بتخفيف‬ ‫التزامات كينيا النقدية أمام باريس في محاولة‬ ‫للتنصل التدريجي من القيود املفروضة عليها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لم تستجب باريس‪ ،‬زاد إحلاح موديبا‪ ،‬سكت‬ ‫باريس فجأةً‪ ،‬وما هي إال أيام حتى كان فرقة‬ ‫من الفيلق األجنبي يقودها موسى ت��راوري‬ ‫(احل��اج موسى في ما بعد) قد ألقت القبض‬ ‫على موديبا وقتلته في نوفمبر ‪.1968‬‬ ‫السنغال التي هادنت‬ ‫أراد الرئيس السنغالي ليوبولد سيدار سنغور‪،‬‬ ‫وهو شاعر ومثقف إفريقي كبير‪ ،‬أن يحفظ‬ ‫ماء وجهه أمام شعبه في موجة تع ّم إفريقيا‬ ‫تطالب بتفعيل االستقالل ال مج ّرد اإلعالن‬ ‫عنه‪ ،‬كان أمامه طريقان‪ :‬إما أن يفعل كما فعل‬ ‫زمالؤه من الرؤساء األفارقة‪ ،‬وإما أن يسكت‪.‬‬ ‫السكوت لم يكن ح ً‬ ‫ال خاصة وأن السنغاليني‬ ‫ك��ان��وا م��ن أك�ث��ر ال�ش�ع��وب اإلفريقية مواكبة‬ ‫لألحداث وتفاع ً‬ ‫ال معها‪ ،‬وارتعب سنغور من‬


‫أوليمبو يصدر عملة التوغو‬ ‫الوطنية‪ ..‬والفرنسيون يصدرون‬ ‫قرار إعدامه‬

‫سيكوتوري مخاطب ًا األليزيه‪:‬‬ ‫خذوا ما هو لكم‪ ..‬وأتركوا لنا‬ ‫حريتنا‬

‫سنغور يرتعب من نهوض‬ ‫الفيلق األفريقي‬ ‫من قبره‬

‫احتماالت نهوض الفيلق األجنبي من قبره في‬ ‫شكل ضابط صغير السن متخرج حديثاً من‬ ‫املدرسة احلربية الفرنسية‪ ،‬فقام باحلديث‬ ‫إلى شعبه سنة ‪ 1958‬عن قيم األجداد وعزّة‬ ‫االستقالل‪ ،‬وأرسل في الوقت نفسه رسالة إلى‬ ‫األليزيه يقول فيها‪« :‬خيار الشعب السنغالي هو‬ ‫االستقالل‪ ،‬هذا صحيح‪ ،‬لكنه يريد االستقالل‬ ‫ف��ي ظ��ل ال �ص��داق��ة م��ع ف��رن �س��ا‪ ،‬ال ف��ي ظل‬ ‫اخل�لاف معها»‪ .‬لم يطالب بعد ذل��ك بخروج‬ ‫ب�لاده من سيطرة النظام النقدي الفرنسي‪.‬‬ ‫اكتفي بعد جت��رب��ة حكم ه��ادئ��ة باالستقالة‬ ‫واإلقامة في قصره بباريس‪.‬‬ ‫ماذا يحدث في ‪2015‬‬ ‫هناك اآلن ‪ 14‬دول��ة إفريقية (بنني‪ ،‬بوركينا‬ ‫ف��اس��و‪ ،‬غينيا ب�ي�س��او‪ ،‬ش��اط��ئ ال �ع��اج‪ ،‬مالي‪،‬‬ ‫النيجر‪ ،‬السنغال‪ ،‬توغو‪ ،‬الكاميرون‪ ،‬جمهورية‬ ‫إفريقيا الوسطى‪ ،‬تشاد‪ ،‬الكونغو برازافيل‪،‬‬ ‫غينيا االستوائية‪ ،‬الغابون)‪ ،‬هذه الدول مجبرة‬ ‫مبوجب اتفاقيات سابقة على دفع ‪ % 85‬من‬ ‫ثرواتها الوطنية للمصرف املركزي الفرنسي‬ ‫ال��ذي ينفّذ سياسة وزارة املالية الفرنسية‬ ‫بأوامر من اإلليزيه‪.‬‬ ‫وحتى ه��ذا ال��وق��ت ف��إن ه��ذه ال ��دول األربعة‬ ‫عشرة مك ّبلة باتفاقياتها السابقة وهي تواصل‬ ‫دفع «ديون احلقبة الكولونيالية» دون أن تف ّكر‬ ‫ف��ي االن�س�ح��اب ب��أي شكل م��ن األش �ك��ال من‬ ‫هذا االلتزام‪ ..‬ففي حالة الرفض سوف يُعاد‬ ‫على الفور تفعيل الدور السابق للفيلق األجنبي‬ ‫ومدارسه احلربية‪.‬‬ ‫إفريقيا تدفع اآلن حوالي ‪ 500‬مليار دوالر‬ ‫سنوياً‪ ،‬هذه هي احلقيقة املرعبة التي لم يجرؤ‬ ‫الرؤساء الفرنسيني على التصريح بها‪ ،‬ولكنهم‬

‫كانوا دائماً يقولون للرؤساء األفارقة بشكل‬ ‫م��وارب‪« :‬نحن ممتنّون لكم‪ ..‬بدونكم نحن ال‬ ‫ش��يء»‪ ..‬ال أحد في احلقيقة يف ّكر في واقع‬ ‫املواطنني األف��ارق��ة الذين يجهدون أنفسهم‬ ‫يومياً م��ن أج��ل احل�ف��اظ على ذل��ك املستوى‬ ‫العصري الالئق من احلياة الذي اعتاد املواطن‬ ‫الفرنسي عليه‪ ،‬وم��ا زال يعتقد أن حكومة‬ ‫باريس قادرة على توفيره له وألبنائه‪ ..‬ال أحد‬ ‫ف��ي فرنسا ي�س��أل نفسه ع��ن م�ص��در ال�ث��راء‬ ‫والرفاه‪ ،‬ال أحد هناك يف ّكر في عمال املناجم‬ ‫واملزارعني والرعاة والصيادين األفارقة الذين‬ ‫يؤ ّمنون لهم العيش بكرامة‪.‬‬ ‫مهازل اتفاقيات التعاون‬ ‫«ات�ف��اق�ي��ة ت��ع��اون» ه��و االس ��م ال ��ذي تطلقه‬ ‫فرنسا على كل اتفاقية ك ّبلت بها مستعمراتها‬ ‫السابقة‪ ،‬وملخّ ص بنود جميع االتفاقيات التي‬ ‫تو ّرطت فيها الدول اإلفريقية معها‪ ،‬وما زالت‬ ‫سارية منذ خمسينات القرن العشرين‪ ،‬بالرغم‬ ‫من جميع االعتراضات احمللية والعاملية‪:‬‬ ‫> دفع الديون االستعمارية‪ ،‬مثل البنية التحتية‬ ‫والتنجيم والزراعة والصناعة والتعليم‪.‬‬ ‫> التزام الدولة اإلفريقية بإيداع احتياطها‬ ‫النقدي في املصرف املركزي الفرنسي (‪14‬‬ ‫دولة تنفّذ هذا البند منذ ‪.)1961‬‬ ‫> التعامل إجباري بالفرنك اإلفريقي‪.‬‬ ‫> البلدان اإلفريقية مجبرة على إرسال تقرير‬ ‫سنوي عن املداخيل واالحتياطي النقدي إلى‬ ‫فرنسا‪ .‬وفي حال عدم إرسال هذا التقرير‪ ،‬ال‬ ‫ميكن احلصول على أية أموال‪.‬‬ ‫> لفرنسا احلق في متلك ك ّل مصدر من‬ ‫م �ص��ادر ال �ث��روة الطبيعية أو اخل ��ام في‬ ‫البلدان املو ّقعة‪.‬‬

‫> األولوية للمصالح والشركات الفرنسية في‬ ‫األسواق واملنشآت العامة في البلدان املعنية‪.‬‬ ‫> لفرنسا احلق احلصري في تزويد البلدان‬ ‫املعنية بالتجهيزات العسكرية وف��ي تدريب‬ ‫الضباط‪،‬ويتوجب على البلدان اإلفريقية أن‬ ‫ترسل كبار الضباط ليتم إعدادهم في فرنسا‪.‬‬ ‫> ل�ف��رن�س��ا احل ��ق ف��ي أن ت�ن�ش��ر اجل �ي��وش‬ ‫استباقياً وأن تتدخل عسكرياً في املستعمرات‬ ‫السابقة بهدف حماية مصاحلها‪.‬‬ ‫> حظر الدخول في أية حتالفات عسكرية مع‬ ‫أي بلد آخر إال بعد املوافقة الفرنسية‪.‬‬ ‫> التحالف مع فرنسا في حالة نشوب حرب‬ ‫أو أزمة دولية إجباري على الدول اإلفريقية‪.‬‬ ‫> الفرنسية لغة إجبارية كلغة رسمية وكلغة‬ ‫للتعليم‪.‬‬ ‫ك��ل دول ��ة م��ن ال� ��دول األرب �ع��ة ع�ش��ر املك ّبلة‬ ‫باتفاقيات التعاون اآلن مجبرة على اإلبقاء‬ ‫على التعامل بالنظام النقدي الفرنسي‪ ،‬ومجبرة‬ ‫على اإلبقاء على ربط امل��دارس واجلامعات‬ ‫بالنظام التعليمي الفرنسي‪ ،‬ومجبرة على‬ ‫ربط التجهيزات والبرامج العسكرية باجليش‬ ‫الفرنسي‪ ،‬ومجبرة على منح األولوية التجارية‬ ‫للمؤسسات وال�ش��رك��ات الفرنسية‪ ..‬إنذلك‬ ‫ب��اخ �ت �ص��ار ه��و إب��ق��اء «االس� �ت� �ق�ل�ال» ضمن‬ ‫«اإلع�ل�ان ال�ق��دمي ع��ن االس�ت�ق�لال»‪ ،‬أم��ا من‬ ‫الناحية الفعلية فهو تبرئة ساحة السياسة‬ ‫الفرنسية من كل اتهام بالسيطرة واالستعمار‬ ‫املقنّع والسكوت عن نهبها املستمر للموارد‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬وال��رض��ا بالسعار الثقافي ال��ذي‬ ‫يتم ّثل في اقتناعها بأن اللغة الفرنسية سوف‬ ‫تبقى «لغة املستقبل» وأن فرنسا «أ ّمنا» حقيق ًة‬ ‫ال ادعا ًء‪.‬‬


‫‪48‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫ثقافة‬

‫ما وراء الحرب‬ ‫وجه ديفيد رود كتابه «ما وراء احلرب‮‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫‬إعادة تصور النفوذ األمريكي في الشرق‬ ‫األوس � ��ط اجل ��دي ��د» إل ��ي ص��ان��ع ال �ق��رار‬ ‫األم��ري �ك��ي‪ ،‬ف�ه��و ي��ؤك��د أن إدارة أوب��ام��ا‬ ‫ف ��ي ف �ت��رت �ه��ا ال �ث��ان �ي��ة ع�ل�ي�ه��ا أن تعتمد‬ ‫س �ي��اس��ة حت��ال��ف م ��ع ال� �ع ��رب واجل �ن��وب‬ ‫آسيويني امللتزمني بالقيم الدميقراطية‪،‬‮‬ ‫‬واملعارضني للعنف‪ ،‬ويجب أن يكون تركيز‬ ‫واشنطن علي إيجاد سبل مستمرة لتقوية‬ ‫هذه املجموعات الدميقراطية علي املدي‬ ‫الطويل‪،‬‮ ‬إذ إنها‪ ،‬ال اجلنود األمريكيني‪،‬‬ ‫مت �ث��ل ال��س�ل�اح األك��ث��ر ق ��وة وك� �ف ��اءة في‬ ‫مواجهة اجلهاديني واملتطرفني‮‪‬.‬‬ ‫يصف رود كتابه ب��أن��ه م�ح��اول��ة لوصف‮‬ ‫«‬منهج أمريكي أكثر فعالية وبرغماتية‬ ‫للتعامل م��ع ال�ع��ال��م اإلسالمي‮»‪‬ .‬ويري‮‬ ‫«‬أن االق�ت��راب��ات األك�ث��ر اقتصادية وأق��ل‬ ‫عسكرية سوف حتقق نتائج أكبر من تلك‬ ‫التي حققتها حربا أفغانستان والعراق‮‪.‬‬ ‫‬فعلي الرغم من أن الضربات التي تقوم‬ ‫ب�ه��ا ال �ط��ائ��رات دون طيار‪،‬‮ ‬والعمليات‬ ‫السرية قد تكون ضرورية‪ ،‬فإن االستثمار‬ ‫في السياسات االقتصادية والتعليم من‬ ‫شأنه أن ميثل سالحا قويا‪،‬‮ ‬فعلينا أن‬ ‫نطور فهما أكثر تركيبا للمنطقة ولكيفية‬ ‫التعامل معها‮»‪‬.‬‬ ‫وي��ؤك��د امل��ؤل��ف أن امل�ن�ط�ق��ة اآلن تزخر‬

‫غالف «ما وراء احلرب»‬

‫بشباب يتطلع إل��ي الوجه اآلخ��ر للوجود‬ ‫األمريكي‪ ،‬فهو يريد منها أن تلعب دورا‬ ‫بناء في االستثمار‪،‬‮ ‬والتعليم‪،‬‮ ‬والتجارة‪،‬‮‬ ‫‬والتكنولوجيا‪ ،‬خ��اص��ة أن استطالعات‬ ‫ال��رأي العام في دول مثل مصر‪،‬‮ ‬وليبيا‪،‬‮‬ ‫‬وتونس تشير إلي إعجاب شعبي بالثقافة‬

‫والتكنولوجيا األمريكية‪ ،‬وفي الوقت ذاته‬ ‫ال يريدون أن يحكم اجلهاديون املتشددون‬ ‫بالدهم‮‪‬.‬‬ ‫كما يركز رود علي السياسة األمريكية‬ ‫في شمال إفريقيا‪،‬‮ ‬خاصة جت��اه مصر‪،‬‮‬ ‫‬وليبيا‪،‬‮ ‬وت� ��ون � �س‮‪‬ .‬وي� �ب ��دو أن م�ع�ض�ل��ة‬ ‫العالقة بني اإلس�لام والدميقراطية هي‬ ‫أخطر ما يواجه إع��ادة بناء ه��ذه ال��دول‬ ‫م��ن وج �ه��ة ن �ظ��ر ال �ك��ات��ب‪ ،‬وغ �ي��ره��ا في‬ ‫ال �ع��ال��م اإلس�ل�ام��ي‪ ،‬ب�ع��د س �ن��وات ال �ث��ورة‬ ‫واالضطراب‮‪‬ .‬‬ ‫وي� �ف���رد رود ف� �ص�ل ً‬ ‫�ا ع���ن ليبيا‪،‬‮ ‬فقد‬ ‫أسهمت واش�ن�ط��ن بفاعلية ف��ي إسقاط‬ ‫نظامها‪ ،‬غير أنها ل��م تسع مل��لء الفراغ‮‬ ‫‬الناجم عن هذه العملية‮‪ ‬.‬لقد استطاعت‬ ‫العناصر املتطرفة أن متأل ج��زءاً كبيراً‬ ‫من ه��ذا ال�ف��راغ‪ ،‬وك��ان الهجوم ال��ذي مت‬ ‫علي السفارة الليبية في أواخر‪2012‬‮ ‬‪،‬‮‬ ‫‬وجنم عنه مقتل السفير األمريكي كريس‬ ‫ستيفنز‪،‬‮ ‬عالمة علي انفالت األم��ور في‬ ‫ليبيا‮‪ ‬.‬وعلي الرغم من هذه الضربة‪،‬‮ ‬فلم‬ ‫تعالج واشنطن املوقف علي نحو جدي‪،‬‬ ‫فظلت مرتبكة إزاء ما يحدث‮‪‬ .‬ويعزو رود‬ ‫هذا التعثر إلي أن الواليات املتحدة فشلت‬ ‫في تعزيز مقاوليها وهيئاتها االستثمارية‬ ‫‪ ‬ U‬‮ ‬في ليبيا مبا‬ ‫والتعاونية مثل‪ SAID‬‮‬ ‫تركها‮ ‬غنيمة في يد املتطرفني‮‪‬.‬‬

‫أسبـــــاب سقوط حكم اإلخوان‬ ‫عن مؤسسة شمس للنشر واإلع�لام بالقاهرة؛‬ ‫ص��در كتاب «أس �ب��اب سقوط حكم اإلخ ��وان»‬ ‫للعالم املصري املغترب في النمسا البروفيسور‬ ‫ص��ال��ح ش�م��س ال��دي��ن إس�م��اع�ي��ل وه ��و أس�ت��اذ‬ ‫الكيمياء النووية مبعهد الطاقة الذرية بجامعة‬ ‫التكنولوجيا بفيينا‪ ،‬واملتخصص في بناء األجهزة‬ ‫ال��دق�ي�ق��ة وامل�س�ت�خ��دم��ة ب��امل �ف��اع�لات ال�ن��ووي��ة‬ ‫البحثية‪ ،‬وأش��رف على العديد من املشروعات‬ ‫الدولية لتطوير األجهزة النووية وتركيبها في‬ ‫ع� ٍ‬ ‫�دد من املفاعالت في مختلف دول العالم؛‬ ‫بالتعاون مع الوكالة الذرية الدولية بفيينا‪.‬‬ ‫ك �ت��اب «أس �ب��اب س �ق��وط ح�ك��م اإلخ � ��وان» يقع‬ ‫في ‪ 256‬صفحة من القطع املتوسط‪ ،‬ويع ِ ّبر‬ ‫ع��ن وج�ه��ة نظر أح��د علماء مصر ب��اخل��ارج‬ ‫ع��ن م�ج��ري��ات األم� ��ور واألح � ��داث السياسية‬ ‫واالق �ت �ص��ادي��ة واالج�ت�م��اع�ي��ة ب�ع��د ‪ 25‬يناير‪،‬‬ ‫وخاصة بعد وص��ول اإلخ��وان املسلمني حلكم‬

‫مصر‪ .‬يتعرض الكتاب إل��ى ال��واق��ع السياسي‬ ‫امل�ص��ري ومشاكله‪ ،‬وي �ق � ّدم بعض احل�ل��ول لها‬ ‫بطريقة مباشرة أو غير مباشرة م��ن خالل‬ ‫معلومات‪ ،‬أو إش � ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫�ارات‬ ‫�رض أدب��ي يتضمن‬ ‫ع� ٍ‬ ‫التمسك بخمس أسس‪:‬‬ ‫لقضايا في إطار‬ ‫ُّ‬ ‫ـ أولاً ‪ :‬دعم مسيرة ثورة ‪ 25‬يناير‪.‬‬ ‫ـ ث��ان� ًي��ا‪ :‬ت�ق��دمي بعض االق �ت��راح��ات للمشاكل‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫ـ ث��ال � ًث��ا‪ :‬م �ح��اول��ة دم ��ج اإلخ � ��وان ف��ي النسيج‬ ‫السياسي املصري‪.‬‬ ‫ـ راب ًعا‪ :‬حتقيق االستقرار السياسي واالقتصادي‬ ‫والسالم االجتماعي‪.‬‬ ‫التمسك باإلطار الدميقراطي‪.‬‬ ‫خامسا‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫حيث يتضمن الكتاب ثمانية وعشرين مقاالً‬ ‫وورق��ة بحثية تتناول معظم مشكالت املجتمع‬ ‫املصري وقضاياه‪ ،‬مثل‪ :‬الفقر‪ ،‬الفساد‪ ،‬البنية‬ ‫األساسية‪ ،‬الكهرباء والطاقة‪ ،‬الدعم‪ ،‬األجور‬


‫جديد التعريب‬

‫أص ��در امل��رك��ز ال�ع��رب��ي للتعريب والترجمة‬ ‫والتأليف والنشر (التابع للمنظمة العربية‬ ‫للتربية والثقافة وال�ع�ل��وم‪ ،‬األلكسو) العدد‬ ‫السابع واألربعني من مجلته «التعريب»‪ ،‬وقد‬ ‫تضمن جملة من الدراسات في مجال تعريب‬ ‫العلوم وبحوثاً في التعليم العالي والترجمة‪.‬‬

‫أص��درت دار «ال ��وراق للنشر وال�ت��وزي��ع»‪ ،‬مؤخرا‬ ‫كتاب «عروبة اجلذور وفلسطني»‪ ،‬للكاتب ضرار‬ ‫ه�ل�ال دي��ري��ه‪ ،‬وال� ��ذي ي �ت �ن��اول ت��اري��خ فلسطني‬ ‫والكنعانيني وعروبة اجلذور واليهود‪.‬‬ ‫كما يبحث الكتاب عن حقائق تاريخية تدحض‬ ‫املزاعم الغربية والصهيونية حول أصل حضارة‬ ‫اإلن �س��ان وال �ل �غ��ات‪ ،‬وأن فلسطني واألردن هما‬ ‫املهد واملركز الذي ترعرعت فيه‪ ،‬وانطلقت منه‬ ‫ح �ض��ارة اإلن �س��ان ال�ب��دائ�ي��ة ف��ي ع�ص��ور م��ا قبل‬ ‫التاريخ‪.‬‬ ‫ويدحض مزاعم أن اليهودية في فلسطني كانت‬ ‫م��ن ض�م��ن ت ��راث ال�ش�ع��ب ال�ك�ن�ع��ان��ي‪ ،‬وال وج��ود‬ ‫لتاريخ إسرائيلي منفصل عن تاريخ الكنعانيني‪،‬‬ ‫ب��ال��رغ��م م��ن اجل �ه��ود احمل�م��وم��ة ال�ت��ي ق��ام��ت بها‬ ‫الصهيونية والدوائر الغربية على الركام األثري‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬لم يجدوا ما مييزهم عن الكنعانيني‬ ‫إطالقاً‪.‬‬ ‫وال �ض��رائ��ب‪ ،‬تطوير التعليم ال�ف�ن��ي‪ ،‬الضمان‬ ‫االجتماعي‪ ،‬صحة أطفالنا‪ ،‬التوافق السياسي‪،‬‬ ‫هيبة الدولة‪ ،‬البلطجة السياسية‪ ،‬ملف املصريني‬ ‫باخلارج‪.‬‬ ‫ويشير الكتاب إل��ى أن الدميقراطية ثقافة‪،‬‬ ‫وترسيخ هذه الثقافة في مجتمع به نسبة أُم ِ ّية‬ ‫عالية وانحصار املصادر الثقافية في العموم‬ ‫الصحف ؛حتى عند‬ ‫على الفضائيات وبعض ُ‬ ‫النُخبة املتع ِلّمة‪ ،‬ثم الفقر وانعدام القدرة على‬ ‫العيش الكرمي لقطاعات عريضة‪ ،‬تظهر مدى‬ ‫التحدي لدفع املسيرة الدميقراطية‪ ،‬وم��دى‬ ‫أهمية ومسؤولية وحكمة من يتصدى لقيادة‬ ‫الفترة االنتقالية؛ فترة عدم االستقرار والتي‬ ‫سوف متتد لسنوات طويلة قد تصل إلى ‪15‬‬ ‫عاماً‪ ،‬لتتعاقب عدة انتخابات للمجالس النيابية‬ ‫والرئاسية‪ ،‬ويتم جتريب التيارات اإلسالمية‬ ‫والليبرالية والثورية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬قبل أن تصبح‬ ‫وضوحا وشفافية ملعظم قطاعات‬ ‫األمور أكثر‬ ‫ً‬ ‫الشعب امل �ص��ري‪ ..‬وس�ت�ك��ون ه��ذه ال�ف�ت��رة من‬ ‫أخطر الفترات في تاريخ مصر احلديث‪.‬‬

‫دعا الدكتور عبد الله حمد محارب مدير عام املنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)‬ ‫في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة التاسعة عشرة ملؤمتر الوزراء املسؤولني عن الشؤون الثقافية‬ ‫املنعقد بالرياض من ‪ 10‬إلى ‪ 13‬يناير ‪ ،2015‬إلى عقد اجتماع عاجل لوزراء التربية والثقافة‬ ‫واإلعالم العرب لتدارس مسألة «كيفية صياغة عقول شباب العرب»‪.‬‬ ‫وأوضح الدكتور محارب في هذا السياق‪ ،‬أن بؤرة املأساة التي أفرزتها ظاهرة اإلرهاب في‬ ‫العالم العربي تكمن في «أسلوب صياغة عقول شباب العرب» متسائ ً‬ ‫ال عن كيفية تخليص‬ ‫الشباب من الفكر اإلرهابي وطرق تعليمهم وأدوار البيئات املساعدة في تكوين شخصيتهم‬ ‫كاألسرة واإلعالم واملجتمع‪.‬‬ ‫وأف��اد أن انخراط الشباب اليوم بسهولة في تنظيمات ت ّدعي‬ ‫اإلسالم وتغرس في عقولهم أفكاراً شاذة دخيلة عن املبادئ‬ ‫اإلسالمية السمحاء‪ ،‬يستوجب على األمة مراجعة جدية‬ ‫لنظم التعليم التي تعاني من تدني املستوى العلمي مما‬ ‫أنتج رداءة مت تصديرها إلى كل املؤسسات املجتمعية التي‬ ‫تساهم في صياغة وتكوين عقل الشباب العربي حسب‬ ‫رأيه‪.‬‬ ‫وأش��ار في هذا الصدد‪ ،‬إلى ض��رورة البحث والتفحص‬ ‫ف��ي ت��داع �ي��ات التشويه ال�ف�ك��ري ل��دى ال�ش�ب��اب ووض��ع‬ ‫حا‬ ‫استراتيجيات تربوية واتصالية قائمة على التشخيص‬ ‫هم‬ ‫بد الل‬ ‫املوضوعي والناجع واحلوار التفاعلي الستيعاب االنحراف‬ ‫ع‬ ‫والتطرف الفكري لدى الشباب وتأسيس تربية فكرية وعقائدية‬ ‫سليمة خالية من كل أشكال التعصب والشذوذ ورفض اآلخر‪.‬‬ ‫وفي جانب آخر‪ ،‬استعرض مدير عام األلكسو في‬ ‫كلمته جهود املنظمة وأنشطتها في مسيرتها اجلديدة‬ ‫ف��ي مجال الثقافة واملتمثلة ب��األس��اس ف��ي تنظيم‬ ‫سلسلة محاضرات األلكسو الشرفية وإدراج مسألة‬ ‫االس�ت�ش��راف وال��دراس��ات املستقبلية ضمن خطة‬ ‫عملها للسنوات املقبلة وتنظيم اليوم العربي للشعر‬ ‫ي��وم ‪ 4‬فبراير ‪ 2015‬بالقاهرة وإص ��دار ع��دد من‬ ‫املؤلفات وترجمة أبرز ما ينشر في اللغات األخرى‬ ‫إلى العربية وإحداث منصة في الفضاء االلكتروني‬ ‫‪ ALECSOAPPS‬إلطالق مجموعة من البرامج‬ ‫التربوية والثقافية‪.‬‬ ‫وي��ذك��ر أن ال� ��دورة التاسعة ع�ش��رة مل��ؤمت��ر ال ��وزراء‬ ‫املسؤولني عن الشؤون الثقافية‪ ،‬قد افتتحت أمس االثنني بالرياض من قبل الدكتور عبد الله‬ ‫بن عبد العزيز اخلضيري وزير الثقافة واالعالم باململكة العربية السعودية وذلك حتت شعار‬ ‫«اللغة العربية منطلقا للتكامل الثقافي واإلنساني»‪.‬‬ ‫ويناقش احلاضرون في املؤمتر الذي يشارك فيه أكثر من ثالثني دولة عربية ومنظمات‬ ‫ومؤسسات معنية‪ ،‬عددا من املوضوعات التي تقدمت بها املنظمة العربية للتربية والثقافة‬ ‫والعلوم (األلكسو) وال��دول األعضاء‪ ،‬أبرزها اقتراح املنظمة إحداث مجلس وزراء الثقافة‬ ‫العرب وإنشاء القناة الفضائية الثقافية العربية‪ ،‬وإقامة األيام الثقافية العربية‪ ،‬واليوم العربي‬ ‫للشعر‪ ،‬وامليثاق العربي للمحافظة على التراث العمراني في الدول العربية وتنميته (املجلس‬ ‫األعلى للتراث العمراني)‪ ،‬واملرصد العمراني واملعماري العربي‪ ،‬وقصر األلكسو الثقافي في‬ ‫مدينة القدس‪ ،‬وميثاق حماية التراث الثقافي في البلدان العربية‪.‬‬

‫رب‬

‫عروبة الجذور‬

‫عقول شباب العرب‬ ‫في أجندة األلكسو‬


‫‪50‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫حوار‬


‫ال�ت�ج��رب��ة امل�ه�ن�ي��ة الصحفية ل �ك��ات� ٍ�ب وص�ح�ف��ي ف��ي قامة‬ ‫محمود البوسيفي الميكن اإلحاطة بتفاصيلها وخباياها‬ ‫سيار‪ ،‬ومحاولة استنطاقها كاملة تظل‬ ‫وهمومها فى حوار ّ‬ ‫قيد املأمول ‪..‬وفي انتظار سانحة جديدة تضمن مساحات‬ ‫أرحب للسؤال واإلجابة ‪.‬‬ ‫ن�ح��ن ن�ت�ح��دث ع��ن خ �ب��رة مت�ت��د إل��ى أرب �ع��ة ع �ق��ود ‪ ،‬وع��ن‬ ‫ان�ش�غ��ال دائ ��م ب�ه�م��وم ال�ع�م��ل الصحفي ل��م ينقطع حتى‬ ‫في أشد الظروف قتامة ‪ ..‬نحن نقترب من رج� ٍ�ل «متهم»‬ ‫بالطيبة الزائدة ‪ ،‬ومسكون بعشق ليبيا حد اجلنون رغم‬

‫مؤرخ اللحظة محمود البوسيفي‬ ‫يكشف «للمستقل»‬ ‫سر األسئلة الخمسة‬

‫سيل الطعنات اخلفية والعلنية التي تلقاها ممن ركبوا‬ ‫موجة امل��زاي��دة واملتاجرة بالشعارات الثورية‪ ،‬وظنوا أن‬ ‫التطهر من خطاياهم يبدأ بالطعن في وطنية اآلخرين‬ ‫وصدق انتمائهم ‪.‬‬ ‫ف��ي ح��ي ال��دق��ي مب��دي �ن��ة ال �ق��اه��رة ك ��ان ال �ل �ق��اء ‪ ،‬وك��ان��ت‬ ‫إج��اب��ات البوسيفي على أسئلتنا ـ ك�ع��ادت��ه ف��ي الكتابة ـ‬ ‫تتسم بالشفافية والتكثيف ؛ كل عبارة تذهب إلى معناها‬ ‫م�ب��اش��رة دون ه��در ف��ي اإلن �ش��اء والتوصيف ‪ .‬فتصحيح‬ ‫الواقع الصحفي الليبي يعتمد ‪،‬حسب وجهة نظره ‪،‬على‬ ‫بناء منظمة نقابية حقيقية مدعومة بقانون للصحافة‬ ‫وم��دون��ة للسلوك وم�ي�ث��اق للشرف املهني ‪ ،‬أم��ا مستقبل‬ ‫الصحافة الليبية بوجه عام فهو مرهون باحلوار املجتمعي‬ ‫للوقوف على توافقات تتجاوز آثار األحداث الدموية ‪.‬‬ ‫احل ��وار تنقل ب�ين قضايا وه�م��وم ع��دة ‪ ،‬وف��ي ك��ل إجابة‬ ‫للبوسيفي نلتمس ذلك القدر العالي من الوعي واحلرص‬ ‫الشديد على الوطن واملهنة ‪.‬‬

‫الصحفيون الليبيون‬ ‫فرسان في زمن الدبابات‬ ‫حوار‪ :‬هيئة التحرير‬

‫امل �س �ت �ق��ل‪ :‬ت ��راج ��ع م ��ؤش ��ر احل ��ري ��ات‬ ‫اإلعالمية في ليبيا عام ‪ 2014‬إلى حد‬ ‫وصفه بالعام األس��وأ بالنسبة حلرية‬ ‫الصحافة وفق ًا لتقرير املركز الليبي‬ ‫حلرية الصحافة ‪.‬‬ ‫قد تبدو أسباب التراجع معلومة عند‬ ‫الكثيرين ‪ ،‬لكن إذا ما عاد إلى الوطن‬ ‫ه � ��دوءه واس� �ت� �ق ��راره ‪ ،‬م ��ا األول ��وي ��ات‬ ‫التي ميكن التركيز عليها في عملية‬ ‫ت�ص�ح�ي��ح ال ��واق ��ع ال�ص�ح�ف��ي ال�ل�ي�ب��ي ‪،‬‬ ‫وإعادة بناء املؤسسات اإلعالمية‬ ‫البوسيفي ‪ :‬ل��م يكن ه��ذا التراجع مثيراً‬ ‫للدهشة ال��ى هذا‬ ‫احلد ‪ ..‬كان متوقعا‬ ‫مب��ا هومحمول به‬ ‫م��ن واق� ��ع ال �ت��ردي‬ ‫األم � �ن� ��ي امل� ��ري� ��ع ‪,‬‬ ‫وس� � �ط�� ��وة غ� �ي ��اب‬ ‫ال� �ع� �ق ��ل اجل �م �ع��ي‬ ‫‪ ,‬ال ��خ م��ن معايير‬ ‫اس�ت�ب��دت بالشارع‬ ‫الليبي وأسفرت عن هذا الوضع املآساوي‬ ‫‪ ..‬وف� ��ي ت �ق��دي��ري أن ت�ص�ح�ي��ح ال��واق��ع‬ ‫الصحفي الليبي ميكن أن يعتمد علىبناء‬ ‫منظمة نقابية حقيقية ( نقابة ) أو ( أحتاد‬

‫) يشكل قاعدة تشرف على وض��ع أسس‬ ‫قانونية تضبط املعايير فض ً‬ ‫ال عن مدونة‬ ‫السلوك وميثاق الشرف ‪ ,‬والتقدم بعد ذلك‬ ‫مبشروع قانون إلى مجلس النواب إلقراره‬ ‫واعتماده وإصداره ‪ ,‬والبد للدولة من وسيلة‬ ‫أو وسائل إعالمية تع ّبر عنها مبوضوعية‬ ‫تخلو متاماً من شخصنة القضايا‪ ،‬مقابل‬ ‫فتح املجال للصحفيني واإلعالميني إلقامة‬ ‫م �ش��اري �ع �ه��م اخل��اص��ةوب��ن��اء م��ؤس�س��ات�ه��م‬ ‫الصحفية واإلعالميةاملستقلة ‪ ،‬احملكومة‬ ‫ب��ال��ض��رورة ب�ش�ف��اف�ي��ة ال �ت �م��وي��ل وم�ع��رف��ة‬ ‫مصادره ‪..‬‬

‫امل �س �ت �ق��ل ‪ :‬ال� �ب� �ع ��ض ش � ّ�ب ��ه ال �ط �ف��رة‬ ‫الصحفية التي حدثت في العام ‪2011‬‬ ‫والعام الذي تاله بالطفرة التي وقعت‬ ‫ف��ي أسبانيا عقب سقوط الدكتاتور‬ ‫فرانثيسكو فرانكو ‪ ،‬لكن الكم الهائل‬ ‫م��ن ال�ص�ح��ف وامل �ج�لات الليبية التي‬ ‫ص��درت خ�لال ه��ذي��ن ال�ع��ام�ين تقلص‬ ‫إل��ي ع��دد اليتجاوز أصابع اليدين ‪..‬‬ ‫هل كنت تتوقع هذا النكوص املبكر ‪،‬‬ ‫وملاذا ؟‬ ‫البوسيفي ‪ :‬صدرت عقب رحيل اجلنرال‬ ‫فرانكو (‪ ) 1975‬سبعمائة صحيفة يومية‬ ‫وأس �ب��وع �ي��ة وأك�ث��ر‬ ‫م � � ��ن ث �ل�اث � �م� ��ائ� ��ة‬ ‫مجلةومطبوعة‪،‬‬ ‫ت � �ق � �ل � �ص� ��ت ب� �ع ��د‬ ‫س� �ن� �ت�ي�ن ون� �ص ��ف‬ ‫إل���ى س �ب��ع صحف‬ ‫وخ� �م ��س م �ج�لات‬ ‫‪ ..‬وال� �ت ��راج� � ُع فى‬ ‫أع � � ��داد ال �ص �ح��ف‬ ‫الليبية خ�لال العامني املاضيني ك��ان هو‬ ‫اآلخر متوقعاً ‪ ..‬املغامرون وكتاب اخلواطر‬ ‫وكتبة التقارير وا ُ‬ ‫حلذاق الذين أعتقدوا بأن‬ ‫الصحافة قد تشكل رافعة لبعضهم ‪ ,‬ال‬

‫تصحيح الواقع الصحفي الليبي‬ ‫يعتمد على بناء منظمة نقابية‬ ‫حقيقية‬


‫حوار‬

‫سي‬ ‫م‬

‫يقوون على االستمرارية ‪،‬‬ ‫فهذه املهنة ال تستجيب‬ ‫إال مل��ن أخ�ل�ص��وا لها ‪,‬‬ ‫وع��رف��وا أبجدياتها ‪,‬‬ ‫واق��ت��رب��وا م��ن ج��وه��ر‬ ‫فلسفتها ؛ وهو البحث‬ ‫عن احلقيقة واالقتراب‬ ‫منها ‪ .‬عندما يستعيد‬ ‫ال��وط�� ُن ع��اف�ي�ت��ه س��وف‬ ‫ت �ن �ه��ض ص �ح��اف��ة ليبية‬ ‫عفية وج��دي��رة باألهتمام‬ ‫وامل� �ت ��اب� �ع ��ة ‪ ,‬ع� � ��دد ق� ��راء‬ ‫الصحف فى ليبيا ليس رقماً‬ ‫يتطلب عشرات الصحف ‪ ..‬أرى‬ ‫أنه بني أربع إلى خمس صحف يومية‬ ‫ومثلها أسبوعية وثالث مجالت أسبوعية‬ ‫قادرة على تغطية أهتمامات ذلك العدد من‬ ‫القراء ‪ ,‬والتطور بعد ذلك « كيفاً «جلذب‬ ‫مجموعات أخرى من املتتبعني ‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬حتى نهاية الستينات كانت‬ ‫ال�ص�ح��اف��ة ال�ل�ي�ب�ي��ة ت�ع� ّ�ب��ر ع��ن هموم‬ ‫ال�ش��ارع الليبي وشواغله ‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫باتت أسيرة اإليدلوجيا التي لم يسلم‬ ‫م�ن�ه��ا ح �ت��ى اخل �ب��ر ال �ص �ح �ف��ي ‪ .‬أم ��ام‬ ‫هاتني التجربتني ‪ ،‬كيف تنظرون إلى‬ ‫ّ‬ ‫يظل‬ ‫دور الصحفي في املجتمع ؛ هل‬ ‫ل�ص�ي�ق� ًا ب��ال �ش��ارع وأح ��داث ��ه أم يبقى‬ ‫رهين ًا لرغبات السلطة احلاكمة ؟‬ ‫البوسيفي ‪ :‬لألسف ‪ ,‬لم يعد الصحفي فى‬ ‫عالم اليوم بعيدا ُ عن ح��االت االستقطاب‬ ‫‪ ,‬ص� ��ار ض �م��ن امل �ع��ادل��ةال �ت��ىت �ع �م��ل على‬ ‫إدارةال �ق �ض��اي��ا ‪ ,‬ول�ك��ن االن�ه�م��ام بشواغل‬ ‫الناس يظل من املسائل التى تستحوذ على‬ ‫اهتمام الصحفي احلقيقي غير اخلاضع‬ ‫الشتراطات احلاكم وأداوات��ه‪ ,‬وفى العادة‬ ‫( في العوالم غير الدميقراطية ) يضطر‬ ‫هذا النوع من الصحفيني الى دفع الضريبة‬ ‫التى ق��د تصل إل��ى التلويح بالتهديد ‪...‬‬ ‫وتنفيذه فى بعض األحيان ‪ ..‬ناهيك عن‬ ‫محاربته إعالنياُ‪ ،‬والتضييق عليه معلوماتيا ُ‬ ‫‪ ..‬ولذلك قلت أنه من الضروري أن تكون‬ ‫للدولة وس��ائ��ل إعالمها ال�ت��ى تعبر عنها‬ ‫مبوضوعية وكفاءة مهنية ‪ .‬وأن ترفع يدها‬ ‫عن الصحافة املستقلة ؛ إال بالدعم املقرر‬ ‫قانوناً دون شروط ‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬أين موقع الصحافة املستقلة‬ ‫في عالم اليوم ؟‬ ‫البوسيفي ‪ :‬ف��ي بعض صفحات شبكات‬ ‫التواصل األجتماعي ‪ ,‬ومدونات جماعات‬ ‫الهاكرز املناوئني لالحتكارات‬ ‫يقر مبوت‬ ‫الذي‬ ‫املستقل ‪:‬أنتم مع الرأي‬ ‫ّ‬

‫ر‬ ‫ت‬ ‫ي اإلعالمية‬

‫لم‬

‫هي مسألة الثقة وق��راءة ما‬ ‫بني السطور كما يقولون ‪..‬‬ ‫ودق��ة امل �ص��ادر ال��خ ال��خ ‪..‬‬ ‫الصحفي سيظل م��ؤرخ�اً‬ ‫للحظة في وسيلة إعالمية‬ ‫مب� ��ا ف� ��ي ذل � ��ك امل �س��اح��ة‬ ‫الهائلة التى فتحت بواباتها‬ ‫أمام اجلميع دون استثناء ‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬مغامرة جريدة‬ ‫الصحافة كانت نتيجتها‬ ‫ع� � ��دد ًا ي �ت �ي �م � ًا ‪ ،‬وم� �ش ��روع‬ ‫ج��ري��دة ال��وق��ت ل��م ي��ر ال�ن��ور‬ ‫ب� �ع ��د ‪ .‬ال� �ك� �ث� �ي ��رون ي �ج �ه �ل��ون‬ ‫تفاصيل « الصحافة « وال يعلمون‬ ‫أس��ب��اب جت �م �ي��د« ال��وق��ت « ف�ب�م��اذا‬ ‫جتيبهم ؟‬ ‫البوسيفي ‪ :‬صحيفة الصحافة (‪ 8‬يناير‬ ‫ ‪ )1992‬كانت محاولة أق��رب للمغامرة‬‫الختراق احلواجز التى كانت حتكم الواقع‬ ‫الصحفي الليبي ؛ كنت عملت فى املؤمتر‬ ‫العام األول لرابطة الصحفيني الليبيني الذي‬ ‫عقد مبدينة صبراته فى أواخر ‪ 1991‬على‬ ‫التوصية بإصدار صحيفة يومية ‪ ,‬فى إطار‬ ‫الصحافة املهنية التى كانت منتشرة تلك‬ ‫األي��ام وباعتبار أن هناك صحفيا ُ مهتماً‬ ‫بالسياسة وآخر باالقتصاد وآخر بالثقافة‬ ‫ورابعاً بالرياضة الخ الخ عمدت (كان معي‬ ‫األس �ت��اذ بشير زعبية م��دي��راً للتحرير ‪.‬‬ ‫واألستاذ على اجلواشي سكرتيراً للتحرير)‬ ‫إلى إصدار العدد األول ( صحيفة شاملة‬ ‫‪ 16‬صفحة من احلجم الكبير ) ‪ ,‬وأذك��ر‬ ‫أن عمال املطبعة أدركوا منذ أستالمها أنها‬ ‫مختلفة ‪ ,‬فعاملوها بإهتمام خاص وأشرفوا‬ ‫على أن تخرج نظيفة بشكل أحرج الكثيرين‬ ‫من العاملني فى القطاع ‪ ..‬في نفس اليوم‬ ‫تلقيت م��ن « قلم ال�ق�ي��ادة « ات�ص��اال حدد‬ ‫خمسة أسئلة هي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬هل قرار إصدارها فردي أم جماعي ؟‬ ‫‪ -2‬كم تكلفة العدد ؟‬ ‫‪ -3‬مصادر التمويل ؟‬ ‫‪ -4‬من هم كتابها ؟‬ ‫‪ -5‬أين طبعت ؟‬ ‫قمت على الفور بالرد باقتضاب موجز ‪:‬‬ ‫ب��أن ق ��رار اإلص� ��دار جماعي م��ن املؤمتر‬ ‫األول للصحفيني الليبيني وهناك نسخة‬ ‫م��ن ال��ق��رارات وال�ت��وص�ي��ات ل��دى « أمانة‬ ‫مؤمتر الشعب ال�ع��ام« ‪ ،‬وأن تكلفة العدد‬ ‫‪ 2000‬أل �ف��ا دي �ن��ار ل�ي�ب��ي ( ق ��ام األس �ت��اذ‬ ‫م �ح �م��ود ال��زل�ي�ط�ن��ي م��دي��ر ش��رك��ة ال ��ورق‬ ‫والطباعةباملوافقة على إص��داره��ا مجانا‬ ‫ملدة ستة أشهر تشجيعا للمشروع ) ‪ .‬وأن‬

‫وث‬

‫‪52‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫تتل‬

‫اخلبر الورقي أم مع الرأي األخر الذي‬ ‫م��ازال يدافع باستماتة عن اجلريدة‬ ‫اليومية ؟‬ ‫البوسيفي‪ :‬ليس اخلبر الورقي وحده الذي‬ ‫مي��وت ب��آف��ة ال��زم��ن ‪ ,‬اخل�ب��ر عموما (في‬ ‫األنترنت والفضائيات ) ميوت بعد ‪ 3‬دقائق‬ ‫في أفضل حاالته ‪ ,‬اخلبر الورقي يحظى‬ ‫باألهمية فى حالة األنفراد احلصري ‪ ,‬أما‬ ‫التغطية األخبارية اليومية فى الصحف‬ ‫صارت متيل الى التقارير املجمعة لتفاصيل‬ ‫اخل�ب��ر م��ن م �ص��ادر مختلفة وم��وث��وق��ة ‪..‬‬ ‫العديد من املواقع األلكترونية والفضائيات‬ ‫تلجأ للخبر الصحفي ال��ورق��ي اخل��اص‬ ‫وتعيد إنتاجه ‪ ..‬وهو بذلك يستعيد دورة‬ ‫احلياة من جديد ‪ ،‬خاصة إذا كان قد طرح‬ ‫معلومات تفاعلية ‪ ,‬تنعكس على مجمل‬ ‫مكونات تفاصيله ‪.‬‬ ‫امل �س �ت �ق��ل ‪ :‬ك �ن��ت ت � ��ردد دائ� �م� � ًا أن «‬ ‫الصحفي ه��و م ��ؤرخ اللحظة « ‪ ،‬فهل‬ ‫ه��ذه املقولة م��ازال��ت صاحلة للتداول‬ ‫ف��ي ظ��ل ان �ت �ش��ار ص �ف �ح��ات ال �ت��واص��ل‬ ‫أناس عاديني إلى‬ ‫االجتماعي ‪ ،‬وحتول ٍ‬ ‫ناقلي احلدث حلظة وقوعه ؟‬ ‫ال�ب��وس�ي�ف��ي ‪ :‬امل �ق��ول��ة ل�ل�ك��ات��ب وال ��روائ ��ي‬ ‫الفرنسي ( اجلزائري املولد ) ألبير كامو‬ ‫‪ ,‬ال��ذي أطلقها والصحافة املكتوبة سيدة‬ ‫املشهد ‪ ..‬الذي تغيرهو التوصيف للصحفي‬ ‫‪ ,‬ال��ذي أصبح بعد ظهور األنترنت أم��ام‬ ‫ٍ‬ ‫خيارات ال محدودة ‪ ..‬فى املستقبل القريب‬ ‫سوف يصبح مبقدور أي شخص أن يضبط‬ ‫ب��رام��ج عبر ال�ه��ات��ف احمل �م��ول تتيح لهأن‬ ‫يبث قناته املرئية اخلاصة؛ تظ ّل املشكلة‬ ‫الوحيدة فى صفحات التواصل األجتماعي‬


‫مصادر التمويل هي اشتراكات األعضاء‬ ‫وعائد التوزيع واإلعالنات ‪ ،‬وأن كتابها من‬ ‫الليبيني ‪ ,‬وأن مطابع الثورة العربية هي التى‬ ‫تولت طباعتها ‪ ..‬بعد نحو ساعتني جتدد‬ ‫األت�ص��ال وال�ق��ول بالتوقف عن ال�ص��دور ؛‬ ‫وهو ماحدث بعد اإلتصال بأعضاء األمانة‬ ‫ال�ع��ام��ة للرابطة وإب�لاغ�ه��م بالتفاصيل ‪.‬‬ ‫أم ��ادخ ��ول م �ش��روع (ال ��وق ��ت) إل��ىم��رح�ل��ة‬ ‫التجميد فهو بسبب غياب التمويل غير‬ ‫املشروط ‪ .‬وعلى كل حال لم تكن صحيفة‬ ‫الصحافة هي الصحيفة األولى التىأشهد‬ ‫توقفها ‪ ،‬فقد أنزلت إدارة مدرسة سوق‬ ‫اجلمعة الثانوية صحيفة حائطية كنت‬ ‫أص��دره��ا مع الصديق املخرج واخلطاط‬ ‫سعد عاشور نوير بحجة اجلرأة فى النقد‬ ‫لي صحيفة حائطية أخرى من‬ ‫‪ ,‬كما أنزلت ّ‬ ‫فوج كشافة سوق اجلمعة وبنفس الذريعة ‪,‬‬ ‫لي صحيفة حائطية أخري بنادي‬ ‫وأنزلت ّ‬ ‫الترسانة بسبب مقال عن االنقالب الدموي‬ ‫ف��ي تشيلي ع �ل��ى ال �ش��رع �ي��ة ال��دس �ت��وري��ة‬ ‫سبتمبر ‪.1973‬‬ ‫املستقل ‪:‬أص� ��درمت « أب�ج��دي��ة الرمل‬ ‫« و» أم��ري�ك��ا ال�ت��ي نحب « ف��ي كتابني‬ ‫ح ��ازا على إه�ت�م��ام ال �ق��راء وال�ن�ق��اد ‪..‬‬ ‫هل تنوون تكرار التجربة ‪ ،‬وجتميع‬ ‫منتخبات من مقاالتكم املنشورة في‬ ‫ٍ‬ ‫كتب جديدة ؟‬ ‫البوسيفي ‪:‬صدقا ؛ لم أفكر في األمر ‪ ،‬لكن‬ ‫بطبيعة احل��ال ميكن التورط فى اإلغ��واء‬ ‫التحريضي م��ن بعض األص��دق��اء وتكرار‬ ‫التجربة إذا توفرت املادة التى تليق بوضعها‬ ‫بني دفتي كتاب جديد ‪.‬‬ ‫�اد‬ ‫امل�س�ت�ق��ل ‪ :‬ه��ل ي �ت �ج��اوز امل �ق��ال امل �ع� ُ‬ ‫َ‬ ‫الوظيفة األرشيفية ‪،‬‬ ‫كتاب‬ ‫نشره في‬ ‫ٍ‬ ‫ويحتفظ بنفس درجة الطزاجة التي‬ ‫ك��ان عليها عند ن�ش��ره للمرة األول��ى‬ ‫علىإحدى صفحات اجلريدة ؟‬ ‫البوسيفي ‪ :‬مقاالت الراحل الكبير الصادق‬ ‫النيهوم ‪ ,‬ومقاالت الكاتب الكبير يوسف‬ ‫القويري ‪ ,‬والراحل الكبير عبد الله القويري‬ ‫‪ ، ،‬مازالت حتتفظ بدفئها رغم العقود التى‬ ‫مرت على صدورها فى الصحف السيارة‬ ‫‪ ،‬وأض �ي��ف إليها م �ق��االت امل �ب��دع منصور‬ ‫بوشناف ‪ ..‬املقال اجليديشبه القبلة األولى‬ ‫‪ ,‬أو أول احلب ‪.‬‬ ‫املستقل ‪:‬ما قصة تكرميكم مؤخر ًا في‬ ‫اليوبيل الذهبي الحت��اد الصحفيني‬ ‫ال� �ع ��رب ‪ ،‬ومل� � ��اذا وص� �ف ��ت ال�ص�ح�ف�ي�ين‬ ‫الليبيني ب�ف��رس��ان الكلمة ف��ي ال��زم��ن‬ ‫الصعب أثناء ذلك التكرمي ؟‬ ‫البوسيفي ‪ :‬فى اليوبيل الذهبي لألحتاد‬ ‫العام للصحفيني العرب مت تكرمي خمسني‬ ‫صحفيا من الوطن العربي كنت والزميل‬ ‫األس �ت��اذ ال �ه��ادي ال�ق��رق��وط��ي م��ن بينهم ‪,‬‬ ‫ووصفي للصحفيني الليبيني الذين أهديتهم‬

‫املغامرون وكتبة اخلواطر وكتبة التقارير‬ ‫ال يقوون على االستمرارية‬ ‫الصحافة املستقلة موجودة في مدونات الهاكرز‬ ‫وصفحات التواصل‬ ‫اخلبر في االنترنت والفضائيات ميوت‬ ‫بعد ثالث دقائق‬ ‫الشىء الوحيد الصادق في « سيرة فبراير »‬ ‫هو اسم الكاتب‬ ‫املقال اجليد يشبه القبلة األولى أو أول احلب‬ ‫غياب العدالة االجتماعية هو السبب‬ ‫الرئيس لكل الكوارث‬ ‫ت�ك��رمي��ي ينطبق على واقعهم كما أرى ‪,‬‬ ‫فهم فرسان في زمن الدبابات ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫محاط في مصر بعدد‬ ‫املستقل ‪:‬أن��ت‬ ‫ه��ائ��ل م��ن الصحفيني واملثقفني ممن‬ ‫ينتمون إلى تيارات فكرية وسياسية‬ ‫مختلفة لدرجة يصعب معها حتديد‬ ‫أي تيار أو توجه سياسي تنحاز أو متيل‬ ‫إليه ‪ ..‬ما تعليقكم ؟‬ ‫ال�ب��وس�ي�ف��ي ‪ :‬أن ��ا ق��وم��ي ع��رب��ي ب��األب�ع��اد‬ ‫األنسانية لهذا التوصيف‪ ,‬وم��ن املؤمنني‬ ‫ب� ��أن غ� �ي ��اب ال� �ع ��دال ��ة األج �ت �م��اع �ي��ة هو‬ ‫ال�س�ب��ب ال��رئ�ي��س ل�ك��ل ال��ك��وارث وال�ع�ل��ل ‪,‬‬ ‫أنا من أولئك النفر الذين يعتنقون ثقافة‬ ‫احلواربجذرهاالفاعل وهو حق األختالف‬ ‫‪ ,‬وم��ع االنفتاح على اآلخ��ر بإعتزاز ذاتي‬ ‫واحترام له ‪.‬‬ ‫املستقل ‪:‬ملاذا سارعت إلى انتقاد كتاب‬ ‫إدريس املسماري « سيرة فبراير « ؟‬ ‫البوسيفي ‪ :‬هي ليست سيرة فبراير في‬ ‫واق��ع األم��ر بقدر ما هي سيرة العطب ‪,‬‬ ‫ذلك الكتاب مزدحم باألراجيف واألوه��ام‬ ‫املريضة ‪ ,‬قلت في ردي أن الشئ الوحيد‬

‫الصادق فى الكتاب هو اسم الكاتب ‪ ,‬ما‬ ‫ع��دا ذل��ك حفنة م��ن أحقادتكشف مدى‬ ‫الدونية في التعاطي مع قضايا الوطن ‪.‬‬ ‫وما ال حصر له من أكاذيب ال تثير سوى‬ ‫األزدراء ‪ ..‬وفي أفضل األحوال ‪ ,‬الشفقة ‪.‬‬ ‫املستقل ‪:‬ت�ع��رض��ت خ�ل�ال مسيرتكم‬ ‫اإلع�ل�ام��ي��ة ال �ط��وي �ل��ة إل���ى ك�ث�ي��ر من‬ ‫املواقف الصعبة ‪ ،‬وباملقابل استقبلت‬ ‫أيض ًا بعض املواقف اجلميلة ‪ ،‬فما أهم‬ ‫تلك املواقف ‪ ،‬وكيف تعاملت معها ؟‬ ‫البوسيفي ‪ :‬أن��ا أغضب فى حالة واح��دة‬ ‫وهي عندما ال أفهم ‪ ..‬وفي جميع املواقف‬ ‫الصعبة وال�ط�ي�ب��ة ‪ ,‬ك�ن��ت أت�ع��ام��ل بنفس‬ ‫القدرة على ضبط النفس إلى أقصى حد‬ ‫‪.‬ومحاولة الفهم والتفهم ‪ .‬أنا ال أحتدث هنا‬ ‫عن تعمدالبعض ( أف��رادا أو مؤسسات )‬ ‫مضايقتى وعرقلة م�ح��اوالت��ي ف��ي العمل‬ ‫األعالمي الذي لم يتلوث ولله احلمد بأية‬ ‫طريقة ‪.‬‬ ‫امل �س �ت �ق��ل ‪ :‬ض��اع��ت ال���رواي���ة األول� ��ى‪،‬‬ ‫ول���م ت�س�ت�ط��ع اس� �ت ��رداده ��ا م ��ن ج�ه��از‬ ‫ّ‬ ‫املعطل ‪ ،‬فتركتها إلى رواية‬ ‫الكمبيوتر‬ ‫ثانية شرعت ف��ي كتابتها قبل فترة‬ ‫وجيزة ‪ ،‬فلماذا لم حتاول إعادة كتابة‬ ‫األولى ‪ ،‬وهل هناك خيط يجمع مابني‬ ‫الرواية الضائعة والرواية احلاضرة ؟‬ ‫البوسيفي ‪ :‬ثمة خيط يربط بني الروايتني‬ ‫‪ ..‬هي شخصية والدي رحمه الله ومحاولة‬ ‫استنطاق ملحمة حياته القصيرة ( ‪1925‬‬ ‫ ‪ . ) 1980‬ولعل ه��ذا العمل هو مبثابة‬‫أعتذار له عن م��روره السريع وع��دم توفر‬ ‫الوقت لتعزيز الصداقة معه ‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬هل ثمة مشاريع صحفية أو‬ ‫أدبية أخرى تلوح في األفق ؟‬ ‫البوسيفي ‪ :‬األف��ق مكتظ باالحتماالت ‪..‬‬ ‫هناك حديث ع��ن صحيفة يومية وبوابة‬ ‫إل�ك�ت��رون�ي��ة ‪ ..‬وع �ل��ى ال�ص�ع�ي��د األدب� ��ي (‬ ‫أخجل حقا من اإلدعاءبكوني أديباً ) هناك‬ ‫مجموعة قصصيةاقترب من االنتهاء منها ‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬أخير َا ‪ ..‬من خالل متابعتكم‬ ‫للصحفيني ‪ ،‬وم��راق �ب��ة م��ؤش��ر األداء‬ ‫ال �ع��ام ‪ ،‬م��ع إمل��ام �ك��م بتفاصيل العمل‬ ‫اإلع�لام��ي ف��ي ليبيا ‪ ،‬ك�ي��ف ت �ق��رؤون‬ ‫مستقبل الصحافة في ليبيا ؟‬ ‫البوسيفي ‪:‬ق ��راءة مستقبل الصحافة في‬ ‫ليبياحتتاج إلى مساحات ممتدة من احلوار‬ ‫املجتمعي للوقوف علىتوافقات تتجاوز آثار‬ ‫األحداث الدموية وانعكاساتها على مجمل‬ ‫نواحي احلياة ‪ ,‬اعترف بأنها مسألة شاقة‬ ‫وصعبة ومريرة ‪ ,‬لكن البد من قيام الصحفيني‬ ‫بدورهم التنويرياملطلوب للمساهمة فى بناء‬ ‫دول��ة دميقراطية مدنية مستقلة موحدة ‪.‬‬ ‫قدم الليبيون ضريبة فادحة والب��د لنا من‬ ‫استثمارذلك فى احلصول على وطن آمن‬ ‫مستقر ومستقل وموحد وقوي ‪.‬‬


‫‪54‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫ثقافة‬

‫اإلمام محمد عبده‬

‫الدورة ‪ 46‬لمعرض القاهرة‬ ‫الدولي للكتاب‪:‬‬

‫عاد معرض القاهرة الدولي للكتاب‬ ‫في هذا العام بقوة ليحتل واجهة‬ ‫املشهد الثقافي في مصر والعالم‬ ‫العربي‪ ،‬وذلك بدورته الـ ‪ 46‬حتت‬ ‫شعار «الثقافة والتجديد»‪.‬‬ ‫يشارك في هذه الدورة ‪ 840‬ناشر ًا‬ ‫م���ن ‪ 26‬ب���ل���د ًا ع��رب��ي�� ًا وأج��ن��ب��ي �اً‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى مشاركة العديد من‬ ‫ُ‬ ‫واألدب��اء الذين يشاركون‬ ‫املفكرين‬ ‫ف��ي ف��ع��ال��ي��ات��ه ال��ث��ق��اف��ي��ة والفنية‬ ‫املكثفة‪.‬‬ ‫م��ن ب�ين ضيوف امل��ع��رض ف��ي هذه‬ ‫ال������دورة ال��ك��ات��ب ال��ك��وي��ت��ي س��ع��ود‬ ‫السنعوسي‪ ،‬وال��روائ��ي ال��س��ودان��ي‬ ‫ح��م��ور زي�����ادة‪ ،‬وال��ش��اع��ر ال��س��وري‬ ‫علي أحمد سعيد إسبر املعروف‬ ‫بأدونيس‪ ،‬كذلك الروائي العراقي‬ ‫أحمد سعداوي‪ ،‬والكاتبة التونسية‬ ‫رجاء بن سالمة‪ ،‬واملفكر اللبناني‬ ‫علي حرب‪ ،‬ورئيس التحرير السابق‬ ‫جل��ري��دة «ل��وم��ون��د ديبلوماتيك»‬ ‫الفرنسية‪ ،‬الصحفي آالن غريش‬ ‫ال���ذي ينحدر م��ن أص���ول يهودية‬ ‫مصرية‪.‬‬

‫استدعاء محمد عبده‬ ‫لتجديد الخطاب الديني‬

‫حول تفاصيل املعرض صرح أحمد مجاهد‬ ‫رئيس الهيئة املصرية العامة للكتاب في مؤمتر‬ ‫صحفي أنه «مرة أخرى بعد استقرار مصر‬ ‫نستضيف ال�ض�ي��وف ال �ع��رب واألج��ان��ب في‬ ‫املعرض‪ ،‬ألن‪ ،‬بأمانة شديدة جدا‪ ،‬الظروف لم‬ ‫تكن مواتية في األعوام الثالثة السابقة لدعوة‬ ‫ضيوف أو مثقفني عرب»‪ ،‬منوها إلى أن عدد‬ ‫البلدان املشاركة في العام احلالي يفوق عددها‬ ‫في العام املاضي بـ ‪ 12‬بلدا‪.‬‬ ‫وق��د اخ �ت��ار ال�ق��ائ�م��ون على امل �ع��رض اإلم��ام‬ ‫م�ح�م��د ع �ب��ده (‪ )1905-1849‬شخصية‬

‫العام في الدورة‪ ،‬وذلك «باعتباره رائد الدعوة‬ ‫للوسطية اإلسالمية التي نتمنى أن تسود مرة‬ ‫أخرى»‪ ،‬وفقاً لتصريح أحمد مجاهد‪.‬‬ ‫وأضاف في هذا الشأن أنه «ال ميكن أن يكون‬ ‫هناك جتديد بدون وعي‪ .‬ال ميكن أن يكون‬ ‫هناك جتديد بدون ثقافة‪ ،‬والبد للثقافة أن‬ ‫جت��دد نفسها ك��ل فترة م��ن ال��زم��ن‪ .‬ه��ذا ما‬ ‫نناقشه ونضع على اخلريطة أيضا محوراً‬ ‫مهما للغاية وه��و جتديد اخلطاب الديني»‪،‬‬ ‫مشيراً إل��ى عقد ن��دوة يومية ملناقشة هذا‬ ‫املوضوع على هامش املعرض‪ ،‬الذي يشهد ‪36‬‬

‫حدثاً ثقافيا كل يوم‪.‬‬ ‫من جانبه أوضح نائب رئيس احتاد الناشرين‬ ‫املصريني عادل املصري أن املعرض هذا العام‬ ‫ابتكر عدة أساليب للتقرب من القارئ العربي‪،‬‬ ‫إذ مت اس�ت�ح��داث ق��اع��دة بيانات ستتضمن‬ ‫جميع املكتبات املشاركة من حكومية وخاصة‪،‬‬ ‫تضم اسم الكاتب والكتاب ودار النشر وسنة‬ ‫اإلصدار‪ ،‬من أجل أن يبحث القارئ في املوقع‪،‬‬ ‫فتظهر له النتائج التي جتعله يصل بسهولة‬ ‫للمكتبة التي تنشر الكتاب الذي يبحث عنه‪.‬‬ ‫وك �ش��ف امل �ص��ري أن �ه��م اس�ت�ح��دث��وا تطبي ًقا‬


‫جديدًا على املوبايل أطلقوا عليه اسم «عم‬ ‫أمني» من أجل أن يسهل على القارئ معرفة‬ ‫مواعيد ال�ن��دوات وخريطة املعرض وأماكن‬ ‫امل�ك�ت�ب��ات‪ ،‬إض��اف��ة إل��ى س�ه��ول��ة ال�ب�ح��ث عن‬ ‫الكتاب‪ ،‬باإلضافة إلى فكرة الناشر شريف‬ ‫بكر «‪ »Cairo calling‬سيقومون من خاللها‬ ‫ب��إت��اح��ة حلقة وص��ل ب�ين ال�ن��اش��ري��ن العرب‬ ‫واألج ��ان ��ب‪ ،‬وذل ��ك م��ن أج��ل ت��رج�م��ة الكتب‬ ‫والروايات من وإلى العربية‪.‬‬ ‫أما ضيف الشرف في الدورة الـ ‪ 46‬فقد حلّت‬ ‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬التي «تقدم مشاركة‬ ‫م �ت �م �ي��زة»‪ ،‬ب�ح�س��ب رئ �ي��س ال�ه�ي�ئ��ة امل�ص��ري��ة‬ ‫العامة للكتاب‪ ،‬الذي أعلن لضيوف املعرض‪..‬‬ ‫«س �ت �ش �ع��رون ب��امل �ش��ارك��ة امل �م �ي��زة للمملكة‬ ‫السعودية باملعرض من خالل األحداث الفنية‬ ‫والثقافية املقامة‪ ،‬وال�ت��ي ستكون ف��ي جناح‬ ‫السعودية وأيضا في قاعة ضيف الشرف»‪.‬‬ ‫ويضع املشرفون على املعرض نُصب أعينهم‬ ‫ه��دف��ا س�ي�ع�م�ل��ون ع �ل��ى حت�ق�ي�ق��ه‪ ،‬ه��و نشر‬ ‫ال �ق��راءة ب�ين اجليل ال�ش��اب وال�ن��اش��ئ‪ ،‬وذل��ك‬ ‫عبر إط�لاق حمالت تصب في هذا اإلط��ار‪،‬‬ ‫ومن بينها حملة «الكتاب هديتك»‪ ،‬التي ترمي‬ ‫إلى الترويج لثقافة إدراج الكتاب على الئحة‬ ‫ما ميكن تقدميه كهدية‪ ،‬أمال في أن يتحول‬ ‫تدريجيا إلى أولويات الهدايا‪.‬‬ ‫ويسجل معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام‬ ‫‪ 2015‬مشاركة ‪ 4‬دول إفريقية للمرة األولى‪،‬‬ ‫ه��ي ال �ص��وم��ال وإث�ي��وب�ي��ا وإري �ت��ري��ا وج�ن��وب‬ ‫السودان‪،‬‬ ‫يذكر أن فعاليات هذه الدورة تتواصل حتى ‪12‬‬ ‫فبراير املقبل‪.‬‬

‫الدعوة الوسطية تهيمن على ندوات املعرض‬

‫أدونيس وعلى حرب وآالن غريش على‬ ‫قائمة الضيوف‬ ‫«الكتاب هديتك» ‪..‬حملة املعرض‬ ‫لترويج الثقافة‬

‫معرض القاهرة ‪..‬كرنفال ثقافى عام‬

‫فى العدد القادم‬

‫نهب الذاكرة‬ ‫وتشويه الهوية‬

‫الغزالة والحسناء‬ ‫هل تعودان إلى طرابلس؟‬


‫‪56‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫سينما‬

‫حقق فيلم «هوبيت‪ :‬معركة اجليوش اخلمسة» أكثر من ‪ 800‬مليون دوالر‬ ‫َّ‬ ‫أميركي في شباك التذاكر العاملي بعد ‪ 15‬أسبوع ًا من إطالقه في دور‬ ‫العرض حول العالم‪ ،‬حيث وصلت إيرادات الفيلم حالي ًا إلى ‪ 803‬ماليني‬ ‫دوالر‪ ،‬وال يزال التزايد مستمراً‪.‬‬

‫هوبيت‪:‬‬

‫معركة الجيوش الخمسة‬

‫خيال استثنائي ورحلة سحرية من أجل‬ ‫استعادة المملكة السليبة‬ ‫الفيلم هو األخير في ثالثية «الهوبيت»‬ ‫للمخرج بيتر جاكسون‪ ،‬املستوحاة من‬ ‫ال��رواي��ات الكالسيكية للمؤلف جيه‪.‬‬ ‫آر‪ .‬آر‪ .‬تولكني‪ ،‬وقد ح َقّق الفيلم داخل‬ ‫أميركا إي ��رادات بلغت ‪ 224.5‬مليون‬ ‫دوالر حتى وقتنا احلالي‪ ،‬وقد تص َّدر‬ ‫ق��ائ�م��ة ش �ب��اك ال �ت��ذاك��ر ف��ي أول ث�لاث‬ ‫عطالت أسبوعية منذ إطالقه‪ ،‬وأدى‬ ‫ذل ��ك إل ��ى اح �ت�لال ك��ل أف�ل�ام ثالثيتي‬ ‫«الهوبيت» و»مملكة اخل��وامت» ص��دارة‬ ‫ش�ب��اك ال�ت��ذاك��ر لنفس ه��ذه امل��دة على‬

‫األق��ل‪ ،‬ليصبح رق� ًم��ا قياس ًّيا للمخرج‬ ‫ب �ي �ت��ر ج ��اك� �س ��ون ب��ال �ن �س �ب��ة ل �س�لاس��ل‬ ‫األفالم‪.‬‬ ‫عام ‪ 2011‬ص ّور جاكسون دفعة واحدة‬ ‫األج��زاء الثالثة احلافلة كلها باإلبهار‬ ‫امل�ط�ل��ق واخل��ي��ال ال�لام �ح��دود واحل�ل��م‬ ‫االسطوري‪ .‬لكنه قدمها هدايا ميالدية‬ ‫ع �ل��ى ث�ل�اث م��راح��ل‪ ،‬ف�ظ�ه��ر ال�ش��ري��ط‬ ‫االول ‪Hobbit: An Unexpected‬‬ ‫‪ Journey‬ف ��ي ع� ��ام ‪ 2012‬وح �ق��ق‬ ‫أرباحاً ضخمة بلغت مليار دوالر‪ ،‬وتاله‬

‫‪Hobbit: Desolation of Smaug‬‬ ‫في الشهر نفسه من عام ‪ ،2013‬وفي‬ ‫‪ 2014‬ك� ��ان م �س��ك اخل� �ت ��ام‪ ،‬وأس� ��دل‬ ‫ب�ي�ت��ر ج��اك �س��ون ال �س �ت��ار ع �ل��ى م�غ��ام��رة‬ ‫الهوبيت (مارتن فرميان) الذي انطلق‬ ‫م��ع ال�س��اح��ر غ��ان��دال��ف (اي ��ان ماكيلن)‬ ‫ملساعدة قائد االقزام ثورين (ريتشارد‬ ‫ارميتاج) على استعادة اجلوهرة التي‬ ‫سرقها التنني سموغ‪ ،‬والتي بواسطتها‬ ‫يستطيع ثورين استرجاع مملكته التي‬ ‫استولى عليها التنني‪ .‬ثورين واالق��زام‬


‫ليلى وغاندالف‬

‫متكنوا من استعادة اجلوهرة واململكة‪،‬‬ ‫لكنهم أيقظوا التنني الذي صب نيران‬ ‫غضبه على سكان البحيرة عند نهاية‬ ‫اجلزء الثاني‪.‬‬ ‫ط�ب�ع�اً ب ��راد (ل ��وك اي �ف �ن��ز) يتمكن من‬ ‫ال� �ق� �ض ��اء ع��ل��ى ال� �ت� �ن�ي�ن‪ ،‬ل��ك��ن ال �ب �ش��ر‬ ‫واألقزام واجلن والوحوش وقوى الظالم‬ ‫كلهم يسعون إلى وضع يدهم على الكنز‬ ‫الضخم‪ .‬خمسة أطراف تتصارع‪ ،‬مما‬ ‫ي ��ؤدي إل��ى ن�ش��وب م�ع��رك��ة ط��اح�ن��ة بني‬ ‫خمسة جيوش‪ ،‬ووح��ده الهوبيت بيلبو‬ ‫ق��ادر على توحيد أصدقائه ضد قوى‬ ‫الشر التي يقودها سورون‪.‬‬ ‫م��ن خ�ل�ال ك��ام �ي��را ‪ Red Epic‬التي‬ ‫ت�ل�ت�ق��ط ‪ 48‬ص ��ورة ف��ي ال �ث��ان �ي��ة (ب��دل‬ ‫الـ‪ 24‬ص��ورة املعتادة) وتسمح للحركة‬ ‫أن ت� �ب ��دو أك� �ث ��ر س�ل�اس ��ة ودي��ن��ام��ي��ة‬ ‫وواق �ع �ي��ة‪ ،‬ي �غ��وص ب�ي�ت��ر ج��اك �س��ون في‬ ‫عامله السحري للمرة األخيرة‪ .‬مجدداً‬ ‫نحن على موعد م��ع االب �ه��ار البصري‬ ‫وال� ��دي � �ك� ��ورات ال �ض �خ �م��ة وال �ط �ب �ي �ع��ة‬

‫ال �ن �ي��وزي �ل �ن��دي��ة ال �س��اح��رة وامل �خ �ل��وق��ات‬ ‫الغريبة التي تشهد على العظمة التي‬ ‫توصل اليها فن املاكياج‪ .‬ايضاً نلتقي‬ ‫ل �ل �م��رة االخ��ي��رة ال�ش�خ�ص�ي��ات احملببة‬ ‫مثل الهوبيت (مارتن فرميان) وثورين‬ ‫(ريتشارد ارميتاج) وغاالدريال (كايت‬ ‫ب�لان �ش �ي��ت) وس��اروم��ان��ي (ك��ري�س�ت��وف��ر‬ ‫لي) وغاندالف (اي��ان ماكيلن) وغولوم‬

‫إيان ماكيلن ‪..‬غاندالف‬

‫(ان ��دي س�ي��رك��س) وك �ي �ل��ي(اي��دن ت��رن��ر)‬ ‫وجنية الغابة توريال (ايفاجنلينا ليلي)‪،‬‬ ‫وك �ل �ه��م ي �ع �ي �ش��ون حل��ظ��ات ت��راج �ي��دي��ة‬ ‫ح�ي�ن�اً‪ ،‬وم�ح�ط��ات حت�ت��اج ال��ى شجاعة‬ ‫فائقة احياناً اخ��رى‪ .‬لكنهم‪ ،‬وهذا هو‬ ‫األهم‪ ،‬يخوضون معركة استثنائية ألنها‬ ‫احلدث األهم في كتاب ج‪ .‬ر‪.‬ر‪ .‬تولكني‬ ‫الثالث‪.‬‬


‫‪58‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫فن‬ ‫لعل دخ��ول هند ع� ّم��ار إل��ى امل�ج��ال الفني‬ ‫واملسرحي كان مصادف ًة‪ ،‬ولكنها مصادفة‬ ‫جميلة بكل تأكيد‪ ،‬فهند ل��م تع ّد نفسها‬ ‫منذ البداية لتكون ممثلة أو فنانة‪ ،‬ولكنها‬ ‫ذات يوم كانت تشاهد التدريبات األولية‬ ‫ألوبريت «طرابلس أخت الشمس» لتقدميه‬ ‫مبناسبة اختيار طرابلس عاصمة للثقافة‬ ‫اإلسالمية ‪ ،2007‬وك��ان تفاعلها العفوي‬ ‫م��ع ال�ت��دري�ب��ات س�ب�ب�اً ف��ي ق�ي��ام الفنانني‬ ‫عيسى بلقاسم وصالح األحمر بترشيحها‬ ‫دون تر ّدد للقيام بدو «عروس طرابلس»‪.‬‬ ‫الفن يختار هند التي‬ ‫هذه املصادفة جعلت ّ‬ ‫لم تكن تف ّكر في التمثيل‪ ،‬وهكذا وضعت‬ ‫بعد هذا الدور أولى خطواتها على مسار‬ ‫فني سيكون طوي ً‬ ‫ال وناجحاً‪.‬‬ ‫وك��ان أول ظهور لها على الكاميرا أم��ام‬ ‫اجلمهور من خالل مشاركتها في برامج‬ ‫الكاميرا اخلفية للمخرج التونسي محمد‬ ‫احلناشي‪ ،‬وهو ما اعتبرته كسراً حلاجز‬ ‫األداء أم��ام الكاميرا‪ ،‬فاألعمال الدرامية‬ ‫بقدر ما تتطلّب من عفوية في األداء بقدر‬ ‫ما يجب أن تقوم على عالقة انسيابية مع‬ ‫الكاميرا‪.‬‬ ‫كانت أول��ى األعمال الفنية التي شاركت‬ ‫فيها هي «صورة طبق األصل» أمام الفنانة‬ ‫زهرة مصباح والفنان علي دعدوش‪ ،‬ومع‬ ‫«ري ��اح ال �ع��واط��ف» للمخرج محمد بلعم‬ ‫فقد كان اختيارها الفني نهائياً إذ ق ّررت‬ ‫أن متضي في هذا املسار بكل ما متلك‬ ‫م��ن موهبة وب�ك��ل م��ا حباها ال�ل��ه ب��ه من‬

‫الفنانة‬ ‫عمار‬ ‫هند ّ‬

‫‪ ..‬عروس طرابلس‬


‫أهلها للوقوف‬ ‫إمكانيات فنية‪ ،‬وه��و م��ا ّ‬ ‫أم��ام نخبة من جنوم الدراما الليبية في‬ ‫«ع��ودة األم��ل» وم��ن بينهم الفنان القدير‬ ‫ع�ي�س��ى ع �ب��د احل �ف �ي��ظ وال �ف �ن��ان ي��وس��ف‬ ‫الكردي والفنانة جميلة املبروك والفنانة‬ ‫لبنى عبد احلميد‪ ،‬وق��د ج��اء اختيارها‬ ‫بناء على ترشيح من الفنان امللحن عمر‬ ‫اجلعفري‪.‬‬ ‫يذكر أن الفنانة هند عمار قد جنت من‬ ‫م�ح��اول��ة اخ�ت�ط��اف تعرضت لها بالقرب‬ ‫م��ن مقر وزارة اإلع�ل�ام وس��ط العاصمة‬ ‫ط��راب �ل��س‪ ،‬ح �ي��ث تبعتها س �ي��ارت��ان منذ‬ ‫خروجها من منزلها في شارع ‪ 24‬ديسمبر‪،‬‬ ‫�رج��ل راك�ب��و السيارتني ف��ور وصولها‬ ‫ث��م ت� ّ‬ ‫إل ��ى م �ق��ر ال� � ��وزارة ف��ي ح��ي ب��ن ع��اش��ور‬ ‫ُم�ح��اول�ين اختطافها‪ ،‬ولكنها متكنت من‬ ‫اإلفالت منهم بعد هرولتها إلى داخل مقر‬ ‫وقدم لها العاملون بالوزارة الدعم‬ ‫الوزارة ّ‬ ‫واملُساندة‪ ،‬فالذ املختطفون بالفرار دون أن‬ ‫يتمكنوا من التعرف عليهم‪.‬‬

‫غوغل‬

‫يحتفل بذكرى شاهين‬

‫في ذكرى ميالده الـ‪ ،89‬احتفل محرك البحث غوغل باملخرج السينمائي املصري‬ ‫والعاملي يوسف شاهني‪ ،‬الذي حفلت مسيرته بنحو ‪ 40‬فيلما نال أغلبها شهرة عاملية‪.‬‬ ‫تصدر تصميم الصفحة الرئيسية صورة املخرج الكبير ذو الشهرة العاملية‪ ،‬واملعروف‬ ‫بأعماله املثيرة للجدل‪ ،‬وبرباعيته السينمائية التي تتناول سيرته‪.‬‬ ‫ولد ألسرة من الطبقة الوسطى‪ ،‬في ‪ 25‬يناير ‪ 1926‬في مدينة اإلسكندرية ألب‬ ‫لبناني كاثوليكي من شرق لبنان في مدينة زحلة وأم من أصول يونانية هاجر إلى مصر‬ ‫في القرن التاسع عشر‪ ،‬وكمعظم األسر التي عاشت في اإلسكندرية في تلك الفترة‬ ‫فقد كان هناك عدة لغات يتم التحدث بها في بيت يوسف شاهني‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من انتمائه للطبقة املتوسطة‪ ،‬كانت دراسته مبدارس خاصة منها كلية‬ ‫فيكتوريا‪ ،‬والتي حصل منها على الشهادة الثانوية‪ .‬بعد إمت��ام دراسته في جامعة‬ ‫اإلسكندرية‪ ،‬انتقل إلى الواليات املتحدة وأمضى سنتني في معهد پاسادينا املسرحي‪.‬‬ ‫تعاون شاهني مع فريد األطرش وشادية وقدمهما في صورة مختلفة في فيلم «أنت‬ ‫حبيبى» عام ‪ ،1957‬وق��دم مع فيروز واألخ��وان رحبانى فيلم «بياع اخل��وامت» عام‬ ‫‪ 1965‬واختار ماجدة الرومى لبطولة فيلم عودة االبن الضال عام ‪ 1976‬ولطيفة قى‬ ‫«سكوت هنصور» عام ‪.2001‬‬ ‫نال شاهني العديد من اجلوائز العاملية والعربية حيث منح مرتبة ضابط في جلنة‬ ‫الشرف من قبل فرنسا في ‪ ،2006‬ون��ال جائزة اليونيسكو من مهرجان فينيسيا‬ ‫السينمائي عام ‪ 2003‬عن فيلم «‪ ،»2001 /9 /11‬وجائزة فرنسوا كالية من مهرجان‬ ‫كان السينمائي عن فيلم «اآلخر» عام ‪ ،1999‬وجائزة اإلجناز العام من نفس املهرجان‬ ‫عن فيلم املصير عام ‪ .1997‬وحصل على جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان كان في‬ ‫عيده الـ‪ 50‬عن مجموع أفالمه (‪.)1997‬‬ ‫ومبناسبة االحتفال مبئوية السينما املصرية شكل مركز الفنون التابع ملكتبة اإلسكندرية‬ ‫عام ‪ 2006‬جلنة فنية مؤلفة من النقاد أحمد احلضرى‪ ،‬كمال رمزى وسمير فريد‬ ‫الختيار أهم ‪ 100‬فيلم مصري روائ��ي طويل ممن تركوا بصمة واضحة خالل هذه‬ ‫املسيرة الطويلة واختير عدد سبعه من أفالمه ضمن هذه القائمة وهي‪ :‬صراع في‬ ‫ال��وادى‪ ،‬باب احلديد‪ ،‬الناصر صالح الدين‪ ،‬األرض‪ ،‬العصفور‪ ،‬ع��ودة االب��ن الضال‬ ‫وإسكندرية ليه‪.‬‬


‫‪60‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫رياضة‬

‫تهميش يطال الهداف وناديه‬

‫هل يعود لقب العميد إلى الصقور ؟!‬

‫قصة الالعب خالد حسني الباح مع التهميش تشبه إلى ٍ‬ ‫حد بعيد حكاية ناديه‬ ‫«الصقور»‪ ..‬فكالهما وقع حتت طائلة الظلم اإلعالمي‪ ،‬وأبعدت عنه األضواء‬ ‫قسراً رغم ماكان بحوزتهما من منجز ومكنز يحفزان أي كاتب رياضي مستقل‬ ‫على إنصافهما دون أن يتورط في أدنى قدر من التطبيل والتزمير‪ ،‬فالباح حتصل‬ ‫على هداف ال��دوري الليبي في ثالثة مواسم خالل حقبة التسعينات‪ ،‬ووصل‬ ‫إلى املنتخب‪ ،‬وكان جديراً بارتداء الغاللة الوطنية ملواسم عدة لوال تدخل أحد‬ ‫القيادات األمنية‪ ،‬وإصدارها أمراً بإبعاده عن التشكيلة الرسمية للمنتخب رغم‬ ‫جهوزية الالعب البدنية والفنية أنذاك خلوض املباريات الدولية‪ ،‬لكن ذلك القرار‬ ‫الظالم لم يفت من عضد الباح‪ ،‬ولم ينل من إرادته في مواصلة اللعب مع ناديه‬ ‫الذي ظل وفياً له لعقدين من الزمن‪ ،‬كان خاللهما مشجعو الصقور ينتظرون من‬ ‫اإلعالم الرياضي إنصاف العب ناديهم وتسليط الضوء على موهبته وإجنازاته‪،‬‬ ‫لكن عشمهم في ذلك اإلع�لام لم يكن في محله في ظل هيمنة أق�لام كانت‬ ‫تؤثر التقرب من األندية الكبيرة صاحبة النفوذ‪ ،‬وتتمسح بأعتاب املسؤولني‬ ‫الرياضيني الذي كانوا هم أيضاَ مجرد خدام لتلك األندية‪ ،‬وما كان يبعث في‬ ‫النفس قدراً عاليا ُ من الغنب واأللم أن ذلك اإلعالم كان يصدر األلقاب ويوزعها‬ ‫على من ال يستحق دون حتري الدقة التاريخية والفنية‪ ،‬ومعرفة ما إذا كان اللقب‬ ‫املسبل على العب أوناد يتوافق مع ما قدمه ذلك الالعب من إجنازات كروية أو‬ ‫يتفق مع األرقام واحلقائق املسجلة باسم ذلك النادي‪.‬‬ ‫ب��ال�ع��ودة‪ ،‬مثال‪ ،‬إل��ى سجل تأسيس األن��دي��ة الرياضية ف��ي ليبيا ومراجعته‪،‬‬ ‫سنكتشف للوهلة األولى أن لقب أقدم ٍ‬ ‫ناد ليبي يجب أن يذهب لنادي الصقور‬ ‫الذي تأسس عام ‪ 1922‬في حني بقية األندية تأسست بعده بسنوات متتد‬ ‫لعقدين ويزيد‪ ،‬وميكن هنا إعادة التذكير بتواريخ تأسيس تلك األندية التي أسبل‬ ‫عليها اإلعالم الرياضي عدداً من األلقاب واألوصاف ‪:‬‬ ‫النجمة ‪(1943‬بنغازي) ‪ -‬االحتاد ‪(1944‬طرابلس) ‪ -‬الظهرة ‪(1947‬طرابلس)‬ ‫ االه �ل��ي ‪(1947‬بنغازى) ‪ -‬االومل �ب��ي ‪(1948‬الزاوية) ‪ -‬االه �ل��ي ‪1950‬‬‫(طرابلس) ‪ -‬اجلزيرة ‪(1951‬زوارة) ‪ -‬الهالل ‪(1950‬بنغازي) ‪ -‬السويحلي‬ ‫‪(1951‬مصراته)‬ ‫تأسيس العميد‬ ‫البعض ربط بني تطابق غاللتي الصقور وأس‪ .‬ميالنو‪ ،‬وذهب به الظن إلى‬ ‫حضن املستعمرين الطليان‪ ،‬متجاهال األدوار الكبرى التي قام بها الوطنيون‪،‬‬ ‫وعلى رأسهم عائلة طاطاناكي‪ ،‬في تأسيس النادي‪ ،‬وإظهاره إلى العلن عام‬ ‫‪ 1922‬حتت اسم «طبرق» كمحاولة منهم للتفوق على األجنبي‪ ،‬وحتفيز الشباب‬ ‫على االنخراط في ممارسة أن��واع شتى من األلعاب الرياضية كان من بينها‬ ‫رياضة ال��دراج��ات وري��اض��ة السباحة التي ب��رز فيها السباح املاهر « محمد‬ ‫بوقعيقيص» ورياضة كرة القدم التي شهدت في البدايات بروز أسماء كسليمان‬ ‫احل��داد‪ ،‬وسليمان عبداملولى‪،‬أحمدالصويدق‪ ،‬أحمداحلداد‪ ،‬حفيظبورقيعة‪،‬‬ ‫حميدةبوعطيوة‪ ،‬ميلودسليمان‪ ،‬جقرمسليمان‪ ،‬فرجمنصو‪ ،‬وع��دد من أبناء‬ ‫عائلةطاطاناكىاملعروفة‪ ،‬ولم يستمر النادي سوى سنوات معدودة حتى قام‬ ‫الفاشست بقفله بعدما تبني لهم أن هناك ارتباطاً بني حركة املقاومة وشباب‬ ‫النادي‪.‬‬ ‫بعد اعدام شيخ الشهداء عمر املختار عام ‪ 1931‬وانتهاء حركة اجلهاد أعاد‬ ‫الطليان النادي إلى خارطة الرياضة من جديد‪ ،‬لكن استئناف نشاطه لم يستمر‬ ‫طويال هذه املرة أيضاً‪ ،‬إذ توقف عن العمل‪ ،‬ليعود مجدداً مع مطلع اخلمسينات‪.‬‬ ‫في العدد املؤرخ بـ ‪ 1934/4/10‬من جريدة «بريد برقة» كتب املرحوم «سليمان‬ ‫احلداد» مقاالً بينّ فيه أولوية طبرق في تأسيس جمعية رياضية حتفل مبمارسة‬ ‫عدة ألعاب كالقدم والدراجات والسباحة واجلماز وألعاب القوى‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫فرقة مسرحية‪.‬‬ ‫مسيرة مبكرة‬ ‫كان الصقور باسمه األول «نادي طبرق» هدفا لكل املدن والفرق للتباري معه‪،‬‬ ‫ولعل البعض يتذكر تلك املبارة التي جمعته مع فريق داملازيا يوم ‪1937/9/12‬‬ ‫وتفوق طبرق حينها بنتيجة هدفني مقابل ال شيء‪ ،‬وكان ميثل الفريق في تلك‬ ‫امل�ب��اراة كل من محمد طاطاناكي‪ ،‬ف��رج علي منصور‪ ،‬جقرم األزرق‪ ،‬محمد‬

‫‪‎‬نادي الصقور ‪1962‬‬

‫‪‎‬نادي الصقور في الثمانينات‬ ‫أعطيوه‪ ،‬رمضان زائ��د‪ ،‬محمد مكراز‪ ،‬أحمد صويدق‪ ،‬عبد احلفيظ الدالي‪،‬‬ ‫أحمد علي منصور‪ ،‬وعمران الفيتوري‪.‬‬ ‫في العام ‪ 1957‬قامت الدولة بإعادة إشهار األندية‪ ،‬وحتصل الصقور على‬ ‫ترخيص مبزاولة النشاط الرياضي احمللي عن طريق األخوة أحمد النويصري‬ ‫واإلعالمي واملدرب خليل علي واحلاج عبدالقادر الصويدق‪.‬‬ ‫كانت أول مشاركة للنادي في موسم ‪ 59-58‬ضمن فرق الدرجة الثانية‪ ،‬وقد‬ ‫سجل صعوده في نفس املوسم إلى الدرجة األولى (املمتاز) وظل محافظاً على‬ ‫حضوره ضمن فرق النخبة الليبية منذ ذلك احلني‪.‬‬ ‫في تلك الفترة برزت في الصقور عدة أسماء في كرة القدم نذكر منها حمدي‬ ‫طاطاناكى وعلى املقيرحى وراف الله عبدالله وبوبكر املنصوري وعلى درميش‬ ‫وابريك عبدالغنى وعمرالنيبو وعمر بوعرقوب ورمضان بنزبلح وعباس معيوف‬ ‫عبدالله فرج وفتح الله بدر‪.‬‬ ‫في العام‪1974‬صدر قرار بعدم إطالق أسماء املدن على النوادي‪ ،‬فاضطرت‬ ‫وقتذاك إدارة النادي إلى استبدال اسم طبرق باسم الترجي‪ ،‬لكن االسم اجلديد‬ ‫لم يستمر طويال‪ ،‬إذ اتفق اجلميع على ترجيح اسم الصقور ‪ ،1975‬ومنذ ذلك‬ ‫التاريخ ظل النادي محافظاً على استمراريته‪ ،‬ومقدما للكرة الليبية حزمة من‬ ‫األسماء الالمعة التي نال بعضها شرف متثيل املنتخب في مناسبات قليلة‪ ،‬وظل‬ ‫أغلبها بعيدا عن املشاركات الدولية‪.‬‬ ‫ويبقى ال�س��ؤال بعد ه��ذه اإلض ��اءة املبتسرة عن تاريخ الصقور قائماً‪ ..‬هل‬ ‫سيستعيد النادي لقب العميد أم يظل التهميش واإلن�ك��ار مالزمني لتاريخه‬ ‫ومسيرته‪.‬‬


‫الغذاء الرياضي القديم‪..‬‬ ‫إلى أين ؟!‬

‫‪‎‬نادي الصقور ‪1925‬‬

‫قد يبدو رصد التغيرات التي طرأت على نظام تغذية الرياضيني‬ ‫خالل فترة توقف مسابقات األلعاب األوملبية ما بني عامي ‪394‬‬ ‫ـ ‪ 1986‬م أمراً صعباً على خبراء التغذية في ظل غياب املراجع‬ ‫التاريخية املوثوقة‪ ،‬لكن استنباط العادات الغذائية خالل فترات‬ ‫احلروب‪ ،‬التي كانت تلعب فيها القوة البدنية دوراً حيوياً‪ ،‬سيبدو‬ ‫أم��راً متاحاً في ظل توافر كتابات املؤرخني عن تلك احل��روب‪،‬‬ ‫فما رشح من أخبار يفيد بأن قادة‬ ‫ف�ي��ال��ق ال ��روم ��ان ك��ان��وا ينصحون‬ ‫جنودهم بتناول الطعام املعد من‬ ‫احلبوب واخل�ض��ار‪ ،‬في حني كان‬ ‫ال��ع��رب ال �ق��دام��ى ي �ح��رص��ون في‬ ‫حروبهم على أك��ل التمر وعجني‬ ‫احل� �ب���وب وش�� ��رب ال� �ل�ب�ن‪ ،‬األم���ر‬ ‫ال��ذي أعانهم على حتمل املشاق‬ ‫ال�ب��دن�ي��ة للقتال وال �ت��رح��ال‪ .‬وف��ي‬ ‫ال��واق��ع أن م��ا ك ��ان ي�ت�غ��ذى عليه‬ ‫الرومان والعرب القدامى يتطابق‬ ‫مع توصيات خبراء األغذية فيما‬ ‫يخص رياضات التحمل كاملاراثون‪.‬‬ ‫ل�ك��ن رغ��م اك�ت�ش��اف ف��وائ��د امل��واد‬ ‫برلني ‪1936‬‬ ‫ال� �ك ��رب ��وه� �ي ��درات� �ي ��ة «ال� �ن� �ش ��وي ��ة‬ ‫والسكرية» خ�لال القرن التاسع عشر‪ ،‬إال أن أسلوب رياضيي‬ ‫األغريق في تناول اللحوم والدهون ظل مسيطراًعلى الرياضيني‬ ‫إلى وقت ليس بالبعيد‪ .‬ففي دورة األوملبياد ببرلني عام ‪1936‬‬ ‫التهم كل مشارك مابني ‪ 200‬إلى ‪ 300‬غرام من البروتينات‪ ،‬وما‬ ‫بني ‪ 200‬ـ ‪ 270‬غرام من الدهون يومياً‬

‫‪‎‬نادي الصقور ‪1937‬‬

‫الباح ‪..‬هداف الدوري الليبي لثالثة مواسم‬ ‫خارج اهتمامات اإلعالم‬ ‫‪ 1922‬كان عام التأسيس‪ ..‬فمن ينكر عن‬ ‫النادي شرف حمل لقب العمادة ؟!‬ ‫أدوار مميزة لعائلة طاطاناكي في تأسيس‬ ‫النادي واحلفاظ على استمراريته‬

‫نحت وجتسيد أوملبي ‪1935‬‬


‫‪62‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫رياضة‬

‫دخلت بطولة أفريقيا ‪ 2015‬املقامة حالي ًا بغينيا األستوائية األدوار احلاسمة في انتظار اإلجابة‬ ‫على السؤال األول في كل مسابقة قارية أو أممية ‪ ،‬وهو ‪ :‬من سيحرز اللقب الغالي ؟!‬ ‫بعيد ًا عن حتديد البطل الذي يبقى معلق ًا إلى حني إفصاح حكم النهائي األفريقي عن هويته‬ ‫ينشغل اإلع�لام الرياضي بكتابة ونشر تقارير مصورة عن ما ي��دور خ��ارج املستطيل األخضر من‬ ‫أحداث ومفارقات قد ال تقل إثارة عن ما ميور داخل امللعب‬

‫السحرة البيض‬

‫يهيمنون على كأس أفريقيا‬ ‫جريدة القدس العربي أختارت لتقريرها «أسطورة الساحر األبيض»‬ ‫الذي دخل القاموس الشعبي األفريقي منذ العام ‪ 1988‬عندما قاد‬ ‫امل��درب الفرنسي كلود ل��ورا املنتخب الكاميروني للفوز بكأس أمم‬ ‫افريقيا في املغرب‬ ‫«الساحر األبيض» تعني املد ّرب األجنبي بالنسبة لألفارقة‪ ،‬وهو غالبا‬ ‫ما يكون لون بشرته فاحتا‪ ،‬فمع ارتباط املنتخبات اخلاضعة إلشراف‬ ‫مد ّرب «أبيض» بالتتويج بالكأس القارية‪ ،‬قفزت هذه األسطورة من‬ ‫جديد إالى الواجهة‪ ،‬مع انطالق كأس أمم افريقيا في غينيا االستوائية‬ ‫سطوة «الساحر االبيض» على الكرة االفريقية أخذت في االنتشار‬ ‫بطريقة جعلتها تتفوق على املعتقدات السابقة‪ ،‬ومرد ذلك يعود إلى‬ ‫ثقة األفارقة العارمة في قدرات املدرب األجنبي… فهل هي مجرد‬ ‫معتقدات أم حقيقة ملموسة يترجمها املخيال الشعبي في شكل‬ ‫أساطير؟ خصوصا وأنّ االحصائيات تكشف واقعا ثابتا يتمثل في‬ ‫تفوق الكوادر الفنية األجنبية من مختلف اجلنسيات على نظيرتها‬ ‫االفريقية في التتويج بكأس أمم افريقيا‪ ،‬حيث متكنّت من الظفر‬ ‫باللقب القاري في ‪ 16‬مناسبة من أصل ‪ 29‬دورة‪.‬‬ ‫ويبقى الغاني شارل كومي غيامفي واملصري حسن شحاته االستثناء‬ ‫في ه��ذا امل�ج��ال‪ ،‬حيث متكن ه��ذا الثنائي من رد بعض االعتبار‬ ‫للمدربني األفارقة‪ ،‬بعدما قاد كل منهما منتخب بالده الى التر ّبع على‬ ‫العرش القاري في ‪ 3‬مناسبات‪ .‬ومع ذلك يعتقد عدد من املس ّيرين أنّ‬ ‫«الطريق ال تزال طويلة أمام األفارقة»‪.‬‬ ‫وال يفهم املالحظ البسيط متاما مثل اخلبير احملنّك أسباب عدم‬ ‫متتّع بعض املد ّربني األفارقة على غرار النيجيري ستيفان كيشي‬ ‫الفائز مع منتخب بالده بالتاج القاري عام ‪ 2013‬واإليفواري فرنسوا‬ ‫زاهوي وصيف بطل القارة سنة ‪ ،2012‬بالتقدير الكافي في القارة‬ ‫االفريقية‪ .‬فمن الواضح أ ّنه يوجد إميان أكبر بـ»السحرة البيض»‪ ،‬مبا‬ ‫وترجح كفتهم‪ ،‬لكن يجب اإلقرار‬ ‫أنّ اإلحصائيات تقف الى جانبهم‬ ‫ّ‬ ‫أيضا أنّ هؤالء يحظون مبعاملة أفضل من املدربني احملليني على‬

‫الكأس األفريقية فى انتظار البطل‬


‫تحت الضباب األعمى‬ ‫مباراة تطيح بقوانين الكرة‬

‫‪‎‬كلود لوروا‬

‫‪‎‬ستيفان كيشي‬

‫ع�ل��ى م�ل�ع��ب «واي� ��ت ه���ارت ل�ين»‬ ‫ف��ي بريطانيا ج��رت م �ب��اراة في‬ ‫كرة القدم في شتاء عام ‪1945‬‬ ‫جمعت ما بني ناديي (اﻷرس�ن��ال‬ ‫اﻷنكليزي و سبارتاك الروسي)‬ ‫مغطى بالضباب‬ ‫كان امللعب أنذاك‬ ‫ً‬ ‫ال �ك �ث �ي��ف م ��ا ج �ع��ل ال ��رؤي ��ة شبه‬ ‫مستحيلة‪ ،‬لكن حكم‬ ‫املباراة رفض إيقاف املباراة بحجة‬ ‫أن الفريق الزائر قدم من روسيا‬ ‫‪ ،‬ويبدو أن سيد املباراة قد تلقى‬ ‫أنذاك أوامر علوية بإقامة املباراة‬ ‫وعدم تأجيلها ‪.‬‬ ‫ل�س�ن��ا ه �ن��ا ف ��ي م �ع��رض البحث‬ ‫عن املبرر احلقيقي للعب املباراة‬ ‫رغم وج��ود الظرف القاهر الذي‬ ‫يستدعي تأجيلها‪ ،‬ولسنا أيضا في‬ ‫ط��ور التقصي عن هوية صاحب‬ ‫األمر بإقامتها‬ ‫م��ا ي�ه�م�ن��ا ه �ن��ا ه��و س ��رد بعض‬ ‫املفارقات والغرائب التي حدثت‬ ‫في تلك املباراة‪ ،‬وأطاحت بقوانني‬ ‫اللعبة‪ ،‬وحفزت على التذكير بها‬

‫م �ج��دداً أول��ى الغرائب أن أحد‬ ‫ﻻع �ب��ي اﻷرس��ن��ال ّ‬ ‫مت ط ��رده من‬ ‫امللعب بسبب مشاجرة مع أحد‬ ‫العبي الفريق الروسي‪ ،‬لكنه عاد‬ ‫للعب دون أن مييزه احلكم بسبب‬ ‫الضباب الكثيف‪.‬‬ ‫ث ��ان ��ي امل� �ف���ارق���ات أن ال �ف��ري��ق‬ ‫ال ��روس ��ي أج� ��رى ت �ب��دي� ً‬ ‫لا ﻷح��د‬ ‫ﻻعبيه و لكن امل ّبدل لم‬ ‫ي �خ��رج م��ن امل �ل �ع��ب‪ ،‬اس�ت�م��ر في‬ ‫اللعب دون أن يلحظ احلكم ذلك‬ ‫ب�س�ب��ب ان��ع��دام ال ��رؤي ��ة‪ .‬األش��د‬ ‫غ��راب��ة هنا أن ال�ف��ري��ق ال��روس��ي‬ ‫استمرأ هذه اخلدعة حتى وصل‬ ‫ع��دد العبيه على أرض امليدان‬ ‫إل��ى ‪ 15‬العباً متجاوزين العدد‬ ‫ال �ق��ان��ون��ي امل �س �م��وح ب��ه ب��أرب�ع��ة‬ ‫الع� �ب�ي�ن‪ ،‬ف ��ي ح�ي�ن ظ ��ل احل�ك��م‬ ‫مجرد حكم أعمى حتى عندما‬ ‫وث��ب ح��ارس اﻷرس �ن��ال متصدياً‬ ‫ﻷح � � ��دى ال� � �ك � ��رات ف ��اص� �ط ��دم‬ ‫بالقائم‪ ،‬وأغمى عليه لينزل أحد‬ ‫املشجعني‪ ،‬ويحل مكانه‬

‫اللحية تبعد الرملي عن البقعة‬

‫‪‎‬حسن شحاتة‬

‫مستوى األج��ور واالمكانيات املرصودة لهم‪ ،‬على حد تعبير بعض‬ ‫اخلبراء الكرويني األفارقة‪.‬‬ ‫ويبدو أن أس�ط��ورة الساحر األبيض في نسخة غينيا األستوائية‬ ‫هي املهيمنة في ظل تواجد ‪ 13‬مدربا أجنبيا على رأس املنتخبات‬ ‫اإلفريقية في مواجهة ‪ 3‬مد ّربني محليني فقط‪ ،‬ما يعني أنّ نسبة‬ ‫تتويج مدرب أجنبي بالكأس تقارب ‪ 90‬باملئة‪.‬‬ ‫فاملنتخبات التي يتولى تدريبها «ساحر أبيض» هي اجلزائر (الفرنسي‬ ‫كريستيان غوركوف) والرأس األخضر (البرتغالي روي اغواس)‪ ،‬وتونس‬ ‫(البلجيكي جورج ليكنس) والكاميرون (األملاني فولك فينكه) وبوركينا‬ ‫فاسو (البلجيكي بول بوت) والسنغال (الفرنسي آالن جيريس) والغابون‬ ‫(البرتغالي جورج كوستا) والكونغو (الفرنسي كلود لوروا) وغانا (افرام‬ ‫غرانت) ومالي (البولندي هنري كاسبرجاك) وكوت ديفوار (الفرنسي‬ ‫هيرفي رينار) وغينيا (الفرنسي ميشال دوساير) وغينيا االستوائية‬ ‫(االرجنتيني استيبان بيكر)‪.‬‬ ‫أما املنتخبات التي يشرف عليها مدربون محليون فهي جنوب افريقيا‬ ‫(شاكس ماشابا) وجمهورية الكونغو الدميوقراطية (فلوران ايبنجي)‬ ‫وزامبيا (هونور غانزا)‪.‬‬

‫ف�ض��ل احمل �ت��رف الليبي مرعي‬ ‫ال��رم �ل��ي االن �س �ح��اب م��ن ن��ادي‬ ‫البقعة األردن���ي بعد أن رفض‬ ‫ط�ل�ب�اً م��ن رئ �ي��س ال��ن��ادي عمر‬ ‫خ��م��ي��س ب �ح �ل��ق حل �ي �ت��ه ح�ت��ى‬ ‫يتمكن م��ن ال�ل�ع��ب م��ع البقعة‪،‬‬ ‫خالل مرحلة اإلياب من الدوري‬ ‫األردني لكرة القدم‪.‬‬ ‫ال��رم �ل��ي ق ��ال ف��ي تصريحات‬ ‫ص�ح�ف�ي��ة أن االس �ت �ق �ب��ال ك��ان‬ ‫جيدًا ورائ ًعا عند وصوله ملطار‬ ‫األردن‪ ،‬لكن األمور تغيرت متا ًما‬ ‫عندما جلس مع رئيس النادي‬ ‫ال��ذي طلب منه شي ًئا مفاج ًئا‬ ‫بالنسبة له ‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬رئيس النادي وصف‬ ‫ليبيا بأنها بلد مليئ باإلرهابيني‪،‬‬ ‫وبها إسالم ّيون متشددون ُكثُر‪،‬‬ ‫ل��ذا طلب مني حلق حليتي إذا‬ ‫أردت اللعب ف��ي البقعة‪ ،‬لكنّي‬ ‫رفضت رفضاً قاطعاً أن أتخلى‬ ‫عن اللحية‪ ،‬ومتسكت بها ألنها‬ ‫س �ن��ة س �ي��د اخل �ل��ق رس� ��ول ال�ل��ه‬ ‫صلى الله عليه وسلم»‪.‬‬ ‫وأوض ��ح م��رع��ي ق��ائ� ً‬ ‫لا‪« :‬خ�لال‬ ‫لعبي ألن��دي��ة ال�ن�ص��ر واالحت ��اد‬ ‫واألخ �ض��ر واألومل �ب��ي ف��ي ليبيا‪،‬‬ ‫واالحتراف في العروبة العماني‬ ‫ل��م ت��واج�ه�ن��ي ه��ذه التصرفات‬ ‫والطلبات»‪.‬‬

‫الرميلى بزى العروبة العمانى‬


‫‪64‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫رياضة‬ ‫املدرب األرجنتينى سيميونى‬

‫صائد الجوائز‬

‫لم يكن أمام جريدة « البايس « في أورجوايي‪ ،‬وهي تطوي العام ‪ ،2014‬سوى اختياراملدير الفني األرجنتيني‬ ‫دييجو سيميوني كأفضل مدرب في قارة أمريكا اجلنوبية للعام املنصرم بعد أن حظى بأغلبية األصوات املشاركة‬ ‫في استطالع للرأي أجرته اجلريدة ‪ ،‬وضم ‪ 270‬صحفيا‪.‬‬ ‫وكاد أن يظفر للمرة الثانية على التوالي بجائزة أفضل مدرب في العالم‪ ،‬لوال تفضيل االحتاد الدولي للمدرب‬ ‫األملاني يواكيم لوف الذي عرف كيف يقتنص كأس العالم من بالد السامبا ‪.‬‬ ‫سيموني الذي سبق وأن نعته الصحفيون واملعلقون الرياضيون‬ ‫ب��امل��درب العبقري فضل البقاء في ن��ادي أتليتكو مدريد رامياً‬ ‫خلف ظهره عرضني مغريني لتدريب مانشستر سيتي ‪ ،‬وليفربول‬ ‫اإلجنليزيني ‪ ،‬رمبا إلدراك��ه أن اجلوائز واأللقاب الشخصية قد‬ ‫تغادره إذا ما فكر في تكرار جتربة التدريب مع ٍ‬ ‫ناد آخر ‪ ،‬حتى وإن‬ ‫كان في وزن الكبار ‪ ،‬فهذا املدرب الذي عرف عنه قوة الشخصية ‪،‬‬ ‫ومقارعة الفشل ‪ ،‬ومعانقة الطموح بدا واثقاً من إمكاناته وقدراته‪،‬‬ ‫وهو يقود كتيبة من احملاربني األشداء في مواجهة قطبي الكرة‬

‫األسبانية « الريال وبرشلونة « وكان ظفره ببطولة الليغا موسم‬ ‫‪ 2013‬ـ ‪ 2014‬إيذاناً بتحطيم أسطورة الكبار التي استمرت عشر‬ ‫سنوات متتالية ‪.‬‬ ‫فمن هو سيموني الذي أحال أتليتكو من فريق جيد ومتخبط إلى‬ ‫فريق ممتاز ومستقر ؟ !‬ ‫ه��و دي �ي �غ��و ب��اب �ل��و س�ي�م�ي��ون��ي (ب��اإلس �ب��ان �ي��ة‪Diego Pablo :‬‬ ‫‪ )Simeone‬من مواليد ‪ 28‬أبريل ‪1970‬‬ ‫بدأ حياته الرياضية كالعب مع نادي فيلز سارسفيلد عام ‪1987‬‬


‫فشل ري��ال مدريد في حتطيم‬ ‫رق���م ك��ورت �ي �ب��ا ال� �ب ��رازي ��ل بعد‬ ‫أن أخ�ف��ق ف��ي احمل��اف�ظ��ة على‬ ‫سلسلة ان �ت �ص��ارات��ه املتتالية‬ ‫في املباريات الرسمية‪ ،‬والتي‬ ‫بلغت ‪ 22‬ف� ��وزاً‪ ،‬وك ��ان أمامه‬ ‫فقط ثالث انتصارات كي يزيح‬ ‫النادي البرازيلي من موسوعة‬ ‫جينيس لألرقام القياسية‬ ‫م� �ن ��اص ��روال ��ري ��ال ص� �ب ��وا جل‬ ‫حقدهم على نادي اخلفافيش‬ ‫«فالنسيا» ال��ذي ح��رم ال�ن��ادي‬ ‫امل�ل�ك��ي م��ن م��واص �ل��ة مسلسل‬ ‫انتصاراته عندما أجبره على‬ ‫تعادل ّ‬ ‫مذل‪ ،‬في حني بدا مريدو‬ ‫كورتيبا أكثر ابتهاجا ً باإلخفاق‬ ‫امل� ��دري� ��دي‪ ،‬ف �ش �ع��ار جينيس‬ ‫م� ��ازال م�ت�لال�ئ�اً ع�ل��ى قمصان‬ ‫العبي ناديهم‪ ،‬وليس مبقدور‬ ‫أي ناد آخر انتزاعه منهم على‬ ‫األق��ل فيما تبقى من مسيرة‬ ‫دوريات الكرة لهذا العام‬ ‫ج��ورج أنطونيو أح��د مشجعي‬ ‫كورتيبيا املتعصبني قال عقب‬ ‫وقوع الريال في فخ اخلفافيش‬ ‫« ال �ي��وم بوسعنا ش ��راء املزيد‬ ‫من قمصان العبينا وإهدائها‬

‫ملناصري الريال حتى يتذكروا‬ ‫أننا مازلنا األج��در مبوسوعة‬ ‫األرق� ��ام ال�ق�ي��اس�ي��ة‪ ..‬ف��ي حني‬ ‫ع �ل��ق رودري � �غ� ��ز أل � �ف� ��ارو‪ ،‬هو‬ ‫ب��امل �ن��اس �ب��ة م �ش �ج��ع م��دري��دي‬ ‫ي �ق �ط��ن ف��ال �ن �س �ي��ا‪ ،‬ب ��ال� �ق ��ول ‪:‬‬ ‫لدينا في خزائن نادينا فائض‬ ‫م��ن األل �ق��اب احمللية والقارية‬ ‫وال��ع��امل��ي��ة‪ ،‬وب ��وس ��ع مشجعي‬ ‫كورتيبا التصوير بقربها‪ ،‬ولكن‬ ‫دون ملس‪ ..‬نحن نحصد الذهب‬ ‫فقط‬ ‫ب �ع �ي��داَ ع��ن م��رم��ى التعليقني‬ ‫ت��ب��دو ال��ف��رص��ة م �ه �ي��أة أم ��ام‬ ‫ال��ري��ال ل�ت�ك��رار احمل��اول��ة فيما‬ ‫تبقى من مباريات له في هذا‬ ‫املوسم واملوسم الذي يليه حتى‬ ‫يجمع ‪ 25‬ان �ت �ص��اراً متتاليا‪،‬‬ ‫ويظفربالتالي بشعار غينيس‪،‬‬ ‫ولكن هل يترك برشلونة وبايرن‬ ‫ميونيخ للنادي امللكي فرصة‬ ‫ال�ع��زف على وت��ر غينيس دون‬ ‫مزاحمة‪.‬‬ ‫اإلج� ��اب� ��ة ف���ي رح� ��م ال �ش �ه��ور‬ ‫ال �ق��ادم��ة‪ ،‬ف��رمب��ا يظهر فريق‬ ‫ثالث غير املذكورين يطيح برقم‬ ‫كورتيبا‬

‫يكن يخشى التقدم لألمام والدليل أنه سجل العديد من األهداف‬ ‫احلاسمة خاصة من ألعاب الهواء …وقد اكتسب صفاته الكروية‬ ‫وطور صفاته الشخصية من اللعب في إيطاليا لفترات طويلة في‬ ‫عز ازدهارها الكروي ‪ ،‬فنهل من تكتيكها وخططها الشيء الكثير‬ ‫…وعرف أهمية الدفاع والعبي االرتكاز في مسيرة بناء فريق قوي‬ ‫‪ ،‬ومع فهمه للكرة االسبانية نتيجة لعبه مع أتلتيكو في فترة صحوه‬ ‫األول��ى…اس�ت�ط��اع أن ينقل خالصة خبرته وجت��ارب��ه إل��ى فريقه‬ ‫السابق والذي كان ميتلك عناصر رائعه لكنه يفتقد إلى االستقرار‬ ‫‪..‬فرسخ االنضباط داخ��ل امللعب وخارجه بشخصيته القيادية‬ ‫وفرض أسلوب لعب قوي وبدني غير مألوف في الكرة االسبانية‬ ‫التي اعتادت التركيز على املهارة ‪ ،‬فكان أن فاجأ خصومه بعقليته‬ ‫وطريقته …وم��ع معرفته لكيفية استخدام واستثمار إمكانات‬ ‫الالعبني املتواجدين مع أتليتكو ‪ ،‬صنع فريقاً منظماً وقوياً في‬ ‫تطبيق املرتدات‪ ،‬واستغالل املساحات التي يتركها اخلصوم في‬ ‫اخللف بشكل أفضل من أي فريق اسباني أخر‬ ‫يحسب لسيموني أنه لم يفقد ثقته بنفسه عندما صفعه الفشل‬ ‫مرات عديدة …وه��ذا يعود إلى قوة شخصيته ووض��وح أفكاره‬ ‫وطموحه الكبير ‪ ،‬وكل ذلك سينعكس على أتليتكو مدريد الذي‬ ‫بات فريقا قوياً ومنضبطاً وشجاعاً أيضاً‬

‫رونالدو ‪ -‬بيل ووعد بجينس‬

‫واستمر معه لثالثة أعوام ‪ ..‬لم ميكث في األرجنتني طوي ً‬ ‫ال حيث‬ ‫شد الرحال إلى إيطاليا عام ‪ 1990‬ولعب مع نادي بيزا الذي كان‬ ‫أنذاك أحد أندية الدرجة األولى …وبعد سقوط النادي اإليطالي‬ ‫إلى الدرجة الثانية ظفر ن��ادي اشبيلية االسباني بخدماته ملدة‬ ‫موسمني بداية من ع��ام ‪ 1992‬حتى العام ‪ 1994‬ال��ذي شهد‬ ‫انتقاله إلى نادي أتليتكو مدريد ‪ ،‬وهناك ذاق طعم التتويج املزدوج‬ ‫ببطولة ال ��دوري وال�ك��أس بعد ملحمة ك��روي��ة ك��ان أح��د أبطالها‬ ‫الرئيسيني عام ‪ .. 1996‬وعاد سيموني بعد ذلك إلى إعادة‬ ‫تكرار التجربة اإليطالية ‪ ،‬ولكن هذه املرة كانت مع ٍ‬ ‫ناد كبير هوأنتر‬ ‫ميالنو الذي قدم له فرصة اللعب مع العبني كبارمن طينة رونالدو‬ ‫البرازيلي واإليطالي باجيو ‪ ،‬وكان التتويج بكأس االحتاد األوروبي‬ ‫عام ‪1998‬جائزة غالية تضاف إلى خزانة جوائزه وألقابه …ومن‬ ‫اإلنتر انتقل عام ‪1999‬إلى التسيوالذي كان معق ً‬ ‫ال لألرجنتينيني‬ ‫بتواجد سنسيني وأمل��اي��دا وكريسبو وف �ي��رون‪ ،‬وب�ق�ي��ادة امل��درب‬ ‫السويدي إريكسون استطاع الفوز بثنائية ال��دوري والكأس عام‬ ‫‪ 1999‬لتكون ثاني ثنائية يحرزها في مسيرته كالعب وبقي مع‬ ‫التسيو حتى العام ‪ 2003‬حيث عاد إلى أتلتيكو مدريد ملوسمني ثم‬ ‫أنهى حياته كالعب في راسينغ األرجنتيني عام ‪2006‬‬ ‫لم تكن مسيرته خالية من األلقاب على الصعيد الدولي ‪ ،‬فخالل‬ ‫أكثر من ‪ 100‬مباراة لعبها مع املتنخب األرجنتيني فاز بكأس‬ ‫كوبا أمريكا مرتني عام ‪ 1991‬و‪ 1993‬وكأس القارات األولى عام‬ ‫‪ 1992‬وفضية األلعاب األوملبية عام ‪1996‬‬ ‫لم ينتظر سيموني طوي ً‬ ‫ال ليبدأ مهمته كمدرب مع نادي راسينغ‬ ‫الذي كان آخر نادي يرتدي قميصه كالعب …وبعد بداية صعبة‬ ‫بدأ الفريق يظهر حتسناً ملحوظاً ‪ ،‬واستولى على مكان مميز بني‬ ‫قائمة فرق ال��دوري املمتاز ما دفع نادي إيستوديانتس للتعاقد‬ ‫معه ‪ ،‬وتبدأ بعد ذلك مسيرة إجنازاته كمدرب حيث جلب بطولة‬ ‫ال��دوري االرجنتيني خلزانة النادي للمرة األول��ى منذ ‪ 23‬عاماً‬ ‫على حساب الكبير بوكا جونيورز‪ ،‬وكانت املكافأة اختياره في ذلك‬ ‫العام أفضل مدرب أرجنتيني‪ ،‬لكن هذه املسيرة املظفرة لم تستمر‬ ‫مع ريفربالت وس��ان لورنزو اللذين لم يحقق معهما أدن��ى جناح‬ ‫األمر الذي دفعه لترك أرض األرجنتني ‪ ،‬والرحيل لتدريب فريق‬ ‫األرجنتينيني في إيطاليا وهو كاتانيا خلفاً ملاركو جيامباولو‪ ،‬وقد‬ ‫جنح في إبقاء الفريق في األضواء ليعود مجددا ٌ إلى راسينغ بعد‬ ‫نهاية املوسم …لكن اللحظة الفارقة في مسيرته التدريبية كانت‬ ‫في الثالث والعشرين من ديسمبر عام ‪ 2011‬عندما عينّ خليفة‬ ‫جلورجيو مانزانوعلى رأس اإلدارة الفنية لنادي أتلتيكو مدريد‬ ‫…وق��د أنهى سيموني ذلك العام بالفوز بكأس االحت��اد األوروب��ي‬ ‫وأحل�ق��ه بالفوز بكأس السوبر األوروب �ي��ة على حساب تشلسي‬ ‫عندما سحقه بأربعة أهداف لهدف ‪ ،‬وفي العام الذي تاله فاز‬ ‫بكأس امللك على حساب ريال مدريد مورينيو واحتل املركز الثاني‬ ‫في بطولة الدوري فاحتاً أمام أتليتكو أبواب املشاركة من جديد‬ ‫في دوري األبطال بقوة ‪ .‬في العام املاضي اقتنص بطولة الليغا‬ ‫وكان على وشك احلصول على بطولة أوروبا لوال تعثره في النهائي‬ ‫مع ريال مدريد ‪.‬‬ ‫يعتبر سيموني من الشخصيات القيادية والقوية‪ ،‬فمنذ أن كان‬ ‫العباً وهو يتميز بأداء تكتيكي وانضباطية عالية في أرض امللعب‬ ‫‪ ،‬كما كان يتميز بأداء رجولي بحكم مركزه كالعب ارتكاز ‪ ،‬ولم‬

‫الخفافيش تصادر حلم‬ ‫الريال في جينيس‬


‫‪66‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬

‫على سطح األرض‬

‫ما أشبه اليوم باألمس!‬ ‫عبدالمنعم المحجوب‬ ‫في أكتوبر ‪ 1949‬ش ّكل امللك إدريس جلنة للنظر في االستقالل‪،‬‬ ‫وعقدت اللجنة اجتماعاتها حتى نوفمبر‪ ،‬ثم قدمت اقتراحاً‬ ‫جماعياً يقضي مبنح ليبيا استقاللها في زمن أقصاه مطلع يناير‬ ‫‪ .1952‬وهو االقتراح الذي أق ّرته اجلمعية العامة في ‪ 21‬نوفمبر‬ ‫‪ 1949‬بتأييد ‪ 49‬دولة‪ ،‬وامتناع ‪ 8‬دول‪ ،‬ورفض دولة واحدة‪.‬‬ ‫مت تعيني أدري ��ان بلت مندوباً ل�لأمم املتحدة في ليبيا‪ ،‬كما مت‬ ‫ال إلقليم برقة‪ ،‬ومصطفى ميزران ممث ً‬ ‫اختيار علي اجلربي ممث ً‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫إلقليم طرابلس‪ ،‬وأحمد صوف ممثال إلقليم فزان‪ ،‬وكان اإليطالي‬ ‫ماركينو مندوباً عن اجلاليات األجنبية‪.‬‬ ‫واجتمعت اللجنة التحضيرية املمثلة لألقاليم الثالثة الختيار‬ ‫أعضاء اجلمعية التأسيسية التي ستضع دستور ليبيا والتي عقدت‬ ‫أول اجتماعاتها يوم ‪ 25‬نوفمبر ‪ ،1950‬وكانت طبيعة النظام‬ ‫السياسي أولى أشكال استمرار اخلالف بني أعضاء اجلمعية‪،‬‬ ‫فبالرغم من اتفاق ممثلي برقة وف��زان على إنشاء نظام ملكي‬ ‫بإمرة إدريس السنوسي‪ ،‬إال أن ممثلي طرابلس كانوا موزعني بني‬ ‫أكثر من اقتراح‪ ،‬وقد فضلوا السير بعدة مراحل قبل إنهاء عمل‬ ‫اللجنة‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬حتقيق االستقالل‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬تدعيم وحدة األقاليم الثالثة‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬استشارة جميع الليبيني لالختيار بني النظام اجلمهوري أو‬ ‫النظام امللكي‪.‬‬ ‫�وج��ه مت��ت محاصرته ل�لإق��رار مبلك ّية احت��ادي��ة‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫إال أن ه��ذا ا ّ‬ ‫دستورية‪ ،‬بحجة أن الطرابلسيني ما زالوا حتت تأثير اإليطاليني‬ ‫الذين كانوا يحكمونهم‪ ،‬باإلضافة إل��ى اقتصار عضوية ممثلي‬ ‫طرابلس في اللجنة التأسيسية على األعضاء ذوي امليول امللك ّية‬ ‫دون فتح املجال أمام من يناهضون الشكل امللكي للحكم والشكل‬ ‫الفدرالي للكيان السياسي‪.‬‬ ‫شن عبد الرحمن عزام حملة صحفية في القاهرة‬ ‫في هذه األثناء ّ‬ ‫ندد فيها مبا أسماه «األسس الكاذبة» التي اعتمدت عليها اللجنة‬ ‫ّ‬ ‫إلق��رار تأسيس دول��ة ليبيا احلديثة‪ ،‬ويعني باألسس الكاذبة أن‬ ‫اجلمعية لم يتم انتخابها أو اختيارها اختياراً حراً بل مت تعيينها‬ ‫من مجموعة أف��راد خصوصيني ال ميثلون الشعب الليبي‪ ،‬وقال‬ ‫متحدثاً باسم جامعة الدول العربية‪« :‬نحن ال نستطيع االعتراف‬ ‫بها هيئة ممثلة للشعب الليبي‪ ،‬كما أننا ال نستطيع االعتراف‬ ‫بشرعية مقرراتها»‪ ،‬وأص��در مجلس اجلامعة ق��راراً بتاريخ ‪17‬‬ ‫مارس ‪ 1951‬يهيب بالدول العربية عدم االعتراف بقرار اجلمعية‬ ‫التأسيسية الليبية‪.‬‬ ‫ف��ي ظ��ل ه��ذه امل�لاب�س��ات واإلش �ك��ال �ي��ات املتتالية أع�ل��ن إدري��س‬

‫السنوسي يوم ‪ 24‬ديسمبر ‪ 1951‬إعالن استقالل ليبيا‪ ،‬الذي‬ ‫جاء فيه‪« :‬نعلن رسمياً أن ليبيا منذ اليوم أصبحت دولة مستقلة‬ ‫ذات سيادة‪ ،‬ونتخذ من اآلن فصاعداً – نزوالً على قرار اجلمعية‬ ‫لقب صاحب‬ ‫الوطنية الليبية الصادر في ‪ 2‬ديسمبر ‪َ – 1950‬‬ ‫اجلاللة ملك اململكة الليبية املتحدة» مسته ً‬ ‫ال حكمه بقرار حظر‬ ‫نشاط األحزاب السياسية عام ‪.1952‬‬ ‫احلكومة اجلديدة التي قام محمود املنتصر بتشكيلها رأت أن من‬ ‫مهامها تكليف والة جدد لألقاليم الثالثة‪ ،‬ووصل النبأ إلى أحمد‬ ‫سيف النصر الذي كان حتى ذلك الوقت والياً على فزان‪ ،‬فأرسل‬ ‫برقية إلى امللك إدريس يخبره فيها بأنه سيطلق النار على املنتصر‬ ‫إذا جاء إلى فزان ألنه‪« :‬عميل إيطالي كما كان أبوه»‪.‬‬ ‫وتأسست حكومة احتادية ال والة لها‪ ،‬فهي لم تقم بانتخابهم أو‬ ‫بتعيينهم‪ ،‬وت��و ّز َع تصريف ش��ؤون الدولة على حكومات األقاليم‬ ‫الثالثة احمللية‪ ،‬وكانت هذه احلكومات األرب��ع حتت إم��رة امللك‬ ‫إدريس اسم ّياً‪ ،‬بينما كانت ليبيا من الناحية الفعلية حتت سيطرة‬ ‫قاعدتي «العدم» البريطانية في الشرق و»املالحة» األمريكية في‬ ‫الغرب‪ ،‬وشركات النفط التي بدأت تتس ّرب تدريجياً‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى أكثر من ثالثني ألف إيطالي كانوا يسيطرون على اقتصاد‬ ‫البالد وجتارتها‪.‬‬ ‫كانت القوات األوروبية التي احتلت ليبيا في احلرب العاملية الثانية‬ ‫ال تزال تربض على أراضيها‪ ،‬فوقعت اململكة معاهدة مع بريطانيا‬ ‫في ‪ 29‬يوليو ‪ 1953‬حتصل ليبيا مبوجبها على ثالثة ماليني‬ ‫وسبعمائة وخمسة وسبعني ألف جنيه إسترليني‪ ،‬في مقابل منح‬ ‫بريطانيا حق االستمرار في استخدام قواعدها‪ .‬بينما تطلّعت‬ ‫ال��والي��ات املتحدة وفرنسا إل��ى م�ع��اه��دات مماثلة متكنهما من‬ ‫احلصول على املزايا املمنوحة لبريطانيا‪ ،‬وأنتم تعرفون احلكاية‪.‬‬ ‫>>>‬ ‫ما أشبه اليوم باألمس‪ ..‬الفارق األساسي أن ليبيا كانت مشتّتة‬ ‫بني جتاذبات سياسية سلمية لم ترق إلى مستوى الصراع املسلّح‪،‬‬ ‫أما اليوم فإنها مشتّتة بني صراعات مسلحة لم يستطع أحد أن‬ ‫ير ّدها إلى مستوى التجاذبات السياسية السلمية‪ ...‬بينما يستمر‬ ‫دور بريطانيا والواليات املتحدة وفرنسا كما كان دائماً‪.‬‬ ‫في خمسينيات القرن العشرين أنقذ إدريس ليبيا من وضع كان‬ ‫على وشك االنفجار‪ ،‬وكان لديه قدر من اجل��رأة استطاع به أن‬ ‫يبتر جميع التجاذبات السياسية دون أن يسمح لها باالنتقال إلى‬ ‫الشارع‪ ..‬وسواء اتفقنا أو اختلفنا على التجربة امللكية في ليبيا‪،‬‬ ‫فإننا نصف هذا الدور بأنه كان دوراً تاريخياً عظيماً‪ .‬السؤال هو‪:‬‬ ‫من يستطيع اآلن أن يلعب هذا الدور؟!‬



‫‪68‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 8‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد األول‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.