مجلة المستقل-العدد الحادي عشر

Page 1

‫ثالوث التخ ّلف‬ ‫في القارة السمراء‬ ‫السنة األولى ‪ -‬العدد احلادي عشر ‪ -‬األحد ‪ 19‬أبريـل ‪2015‬‬ ‫سياسية أسبوعية شاملة‬

‫ملاذا ال يفرض الشعب وجوده على املشهد السياسي؟!‬ ‫املهج ـ ـ ـ ـ ـ ــرين؟!‬ ‫ملاذا غابت احللول عن ملف ّ‬ ‫ليون يلعب على حبلي اجلزائر واملغرب‬ ‫إيرادا‬

‫خصصة لذو‬

‫يا‬ ‫الحت‬ ‫ياجا‬

‫ت‬

‫صة‬ ‫لخا‬ ‫ا‬

‫عد‬

‫خصصة لذوي ا‬ ‫دم‬ ‫الحت‬

‫ي‬ ‫اجا‬

‫ت‬

‫إيرا‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫لذ عدد مخ هذا‬ ‫ص‬ ‫وي‬ ‫االحتي صة‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لخاصة جات‬

‫دم‬ ‫عد‬ ‫ل‬

‫صة‬ ‫لخا‬ ‫ا‬

‫ته‬ ‫ذا ا‬

‫إيرا‬

‫دا ت‬

‫هذا‬

‫ال‬

‫حرب‬ ‫السفارات‬


‫‪02‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬


‫‪03‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫كاريكاتير‬

‫داعشيــــــات‬


‫‪04‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫احملتويات‬ ‫‪11‬‬

‫في هذا العدد‬

‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪24‬‬

‫لماذا ال يفرض الشعب‬ ‫وجوده على المشهد السياسي؟!‬

‫يتساءل األستاذ حسن طاطاناكي‪ :‬عن موقف الشعب في‬ ‫ليبيا‪ ،‬أين هو؟ وملاذا ال يفرض وجوده على املشهد السياسي‬ ‫احلالي؟ يبحث عن األسباب‪ ،‬ويجيب في مقاله األسبوعي‬ ‫قائ ً‬ ‫متعمدين‪.‬‬ ‫يتعرضون لتشتيت وتغييب ّ‬ ‫ال أن الليبيني ّ‬

‫حرب السفارات‬

‫استهدف تنظيم داعش مؤخر ًا سفارة املغرب‪ ،‬وقبل‬ ‫ذلك كوريا‪ ،‬واإلمارات‪ ،‬وغيرها‪ ..‬هل يريد هذا‬ ‫التنظيم أن يوصل رسالة معينة؟ أم أن للحقيقة وجه‬ ‫آخر تقف خلفه حكومة املؤمتر املنتهي الصالحية؟‬ ‫وما عالقة ما يحدث باحلوار؟‬

‫سياسية أسبوعية شاملة‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬

‫حسن طاطاناگي‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫عبداملنعم احملجوب‬ ‫مدير التحرير‬

‫حسن الفيتوري‬ ‫املدير الفني‬

‫سامح الكاشف‬

‫هيئة التحرير‬ ‫مرمي عبدالله‬ ‫إياد بن علي‬ ‫علي خويلد‬ ‫منصور عمارة‬ ‫عبداحلكيم الورفلي‬ ‫الشؤون اإلدارية‬

‫أحمد وطني‬ ‫تصدر عن‪:‬‬

‫املنظمة الليبية للصحافة‬ ‫وحيادية املعلومات‬

‫تنفيذ‪:‬‬ ‫دار تانيت للنشر والدراسات‬

‫تعبر آراء الكتّ اب بالضرورة عن وجهة‬ ‫ال ّ‬ ‫نظر املجلة‬

‫لماذا غابت الحلول عن ملف المهجّرين؟!‬

‫معاناة البعد‪ ،‬والغربة املؤذية‪ ،‬والعوز واخلوف‪ ،‬وسماع‬ ‫األخبار املزعجة عن الوطن اجلريح كلها باتت كالسياط‬ ‫تلهب أجساد املهجرين وتدمي مشاعرهم‪ ..‬أربعة أعوام‬ ‫من املعاناة والتهجير حتى أصبحت األسرة الليبية في‬ ‫املهجر مهددة بالضياع والتشرد والتشظي‪.‬‬

‫ليون يلعب على حبلي الجزائر والمغرب‬

‫يرى الكاتب عمر الكدي أن مراهنة ليون على حوار‬ ‫اجلزائر ميكن إحالتها إلى استشعاره بأن حوار‬ ‫ً‬ ‫إجماال‬ ‫الصخيرات يسير في طريق مسدود‪ ..‬لكنه‬ ‫يرى أن «بند الترتيبات» األمنية سيشكل العقبة‬ ‫الكأداء في احلوار‪.‬‬

‫الداعشلوجيا في محاكم التفتيش‬

‫في احللقة الثالثة من «داعشلوجيا» يواصل‬ ‫الكاتب عبدالواحد حركات بحثه عن اجلذور‬ ‫التاريخية لهذه الظاهرة اإلرهابية في املوروث‬ ‫الديني اليهودي واملسيحي متوقف ًا عند محاكم‬ ‫التفتيش وتداعياتها‪.‬‬

‫ليبيا في صحافة األسبوع‬

‫نتابع في هذا األسبوع أهم ما ينشر عن ليبيا‬ ‫في صحافة العرب والعالم‪ ..‬في هذا العدد نقرأ‬ ‫حملمد املفتي مقالة حتت عنوان «معركة طرابلس‬ ‫القادمة» كان قد وجهها أساس ًا للرأي العام الغربي‪.‬‬

‫املكتب الرئيسي ‪ -‬طبرق‪ :‬عبدالناصر محجوب ‪ -‬املكتب اإلعالمي مبجلس النواب ‪ -‬مكتب القاهرة ‪ -‬شيراتون‪ ،‬مربع ‪ ،1177‬مقابل األكادميية‬ ‫العربية للعلوم ‪ -‬مكتب طرابلس‪ :‬عبداحلكيم الدرباشي ‪ -‬زاوية الدهماني‪ ،‬بالقرب من وزارة اخلارجية ‪ -‬مكتب تونس‪ :‬وليد الزريبي ‪ -‬الفاييت‪،‬‬ ‫‪ 35‬نهج مصر‪ ،‬تونس ‪ -‬مكتب الدار البيضاء‪ :‬محمد احلاج ‪ 69 -‬شارع الوحدة األفريقية‪.‬‬


‫‪34‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪86‬‬

‫ماذا ترك لنا جويدة الليبي؟‬

‫يواصل الكاتب براء اخلطيب نبش ذاكرته كاشف ًا‬ ‫في هذه احللقة تفاصيل مثيرة عن عالقة جويدة‬ ‫وسر رحيل أسرته املفاجئ‬ ‫الليبي باإلسكندرية‪ّ ..‬‬ ‫إلى ليبيا‪.‬‬

‫معادالت األخالق والقوة في السياسة الدولية‬

‫اجلدل بني األخالق والقوة في السياسة الدولية يعبر‬ ‫عن جدل قدمي – جديد بني املثالية والواقعية‪ ،‬لكن‬ ‫الالعبني السياسيني يرون أن زمن املثالية قد انتهى منذ‬ ‫أن مت حتميلها مسؤولية االنهيار السريع آلمال السالم‬ ‫العاملي بعد احلرب العاملية األولى‪.‬‬

‫ثالوث التخ ّلف في القارة السمراء‬

‫الفقر‪ ،‬املرض‪ ،‬األمية‪ ..‬هذا هو ثالوث التخلف في إفريقيا‬ ‫يعد سجلّها في دليل الفقر هو األسوأ على اإلطالق‪،‬‬ ‫التي ّ‬ ‫حيث كل خمسة أفراد في إفريقيا جنوب الصحراء يعتبرون‬ ‫فقراء األمر الذي ميزق النسيج االجتماعي اإلفريقي ويشعل‬ ‫احلروب اإلثنية‪.‬‬

‫الذي ال يملك وجهة نظر ليس مخرج ًا‬

‫املخرج املصري مجدي أحمد الذي طلق الصيدلة‬ ‫وأخرج أول أفالمه بعد األربعني يعتبر نفسه‬ ‫يساري ًا‪ ،‬ويعتز بتجارب الشباب السينمائية‪...‬‬ ‫قضايا فنية عديدة تناقشها املستقل معه في‬ ‫مطول‪.‬‬ ‫حوار‬ ‫ّ‬

‫مرزق القديمة‬ ‫تاريخها حافل و شواهد نادرة‬

‫هي من أقدم املدن في ليبيا حيث يرجح بعض‬ ‫املؤرخني نشأتها إلى زمن الفراعنة‪ ..‬موقع جغرافي‬ ‫هام جدا جعلها نقطة التقاء القوافل التجارية‬ ‫القادمة من أفريقيا حتى سواحل املتوسط‪،‬‬ ‫وحولها إلى ونقطة وصل بني الغرب والشرق‪.‬‬ ‫ّ‬

‫تقنية‬

‫اليومية؟ إطاللة‬ ‫ما اجلديد في عالم التقنيات‬ ‫ّ‬ ‫في هذا العدد على اإلصدار األخير ملايكروسوفت‬ ‫(ويندوز ‪ ،)10‬ومنوذج جديد من ال جي لهاتف‬ ‫يحيط به اجللد‪ ..‬باإلضافة إلى موضوعات أخرى‪.‬‬

‫على سطح األرض‬

‫‪98‬‬

‫عندما أراد الطيب بن أحمد‬ ‫السرخسي أن يدرس لغات‬ ‫األمم التي كانت حتيط بالعرب‬ ‫وضع أبجدية واحدة باحلروف‬ ‫العربية‪ ..‬ترى من كان هذا‬ ‫السرخسي؟ وماذا نستفيد اآلن من‬ ‫جتربته تلك؟‬

‫األسعار‪ :‬ليبيا‪ 5 ،‬دنانير‪ ،‬مصر‪ 10 :‬جنيهات‪ ،‬تونس‪ 5 :‬دينار‪ ،‬املغرب‪ 20 :‬درهم‪ ،‬السعودية‪ 12:‬ريال‪ ،‬الكويت‪ 1000 :‬فلس‪،‬‬ ‫البحرين‪ 1000 :‬فلس‪ ،‬االمارات‪ 15 :‬دراهم‪ُ ،‬عمان‪ 1000 :‬بيسة‪ ،‬اليمن‪ 150 :‬ريال‪ ،‬سوريا‪ 100 :‬ليرة‪ ،‬لبنان‪ 3000 :‬ليرة‪،‬‬ ‫األردن‪ 3 :‬دينار‪ ،‬غزة والضفة‪ 2 :‬دوالر‪.‬‬


‫‪06‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫ليبيا أو ًال ‪..‬ودائما‬

‫بقلم‪ :‬حسن طاطاناكي‬

‫دعوة إلى التنسيق بين عناصر الدولة الثالثة‬

‫لماذا ال يفرض الشعب وجوده‬ ‫على المشهد السياسي؟!‬ ‫تتساءلون عن موقف الليبيني كشعب‪ ،‬أي��ن ه��و؟ مل��اذا ال يفرض‬ ‫الليبيون وجودهم على املشهد السياسي احلالي؟ ما الذي جعلهم‬ ‫يتراجعون خطوة إلى الوراء ليتركوا أولئك الذين يس ّمون أنفسهم‬ ‫نخباً سياسية يتص ّرفون نياب ًة عنهم؟‬ ‫الليبيون شعب واحد‪ ،‬وهو كتلة اجتماعية متضامنة‪ ..‬ال طبقات‬ ‫متناقضة‪ ،‬ال طوائف متصارعة‪ ،‬ال اختالفات عرقية حا ّدة‪ ،‬فلماذا‬ ‫تبدو هذه النّخب التي تتحدث باسم الشعب مختلفة ومتناقضة‬ ‫وتسعى إلى افتعال التناقض واخلالف حتى درجة احلرب؟‬ ‫هذا منوذج من األسئلة التي يطرحها الكثيرون‪ ،‬وإذا أردنا اإلجابة‬ ‫عن هذه األسئلة يجب أن نعيد التفكير في ما يحدث اآلن فع ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫يبدو الليبيون وكأنهم م�ت��رددون بني أكثر من ط��رف‪ ،‬واحلقيقة‬ ‫أنه ال أحد منهم يوافق على وج��ود املليشيات التي حتولت إلى‬ ‫جماعات إرهابية محلية أو وافدة من اخلارج‪ ..‬ولكن الليبيني ال‬ ‫يعرفون حقيقة أن جميع املليشيات اإلرهابية إما هي من صنع‬ ‫تنظيم اإلخ��وان املسلمني أو برعايتهم‪ ،‬ولهذا السبب جند عدداً‬ ‫من الليبيني يتسامح مع وجود اإلخوان‪ ،‬كأنهم «إخوان» فع ً‬ ‫ال‪ ،‬أو‬ ‫كأنهم «مسلمني» كما يقولون‪.‬‬ ‫عندما نتذ ّكر األح ��داث ال�ت��ي ج��رت مباشرة بعد ‪ 2011‬جند‬ ‫أن اإلخ��وان املسلمني ر ّك��زوا جهودهم على األدوات اإلعالمية‬ ‫والعسكرية‪ ،‬وبهذه األدوات فرضوا وجودهم السياسي في غرب‬ ‫البالد‪ ،‬بعد االنقالب على الشرعية التي أنتجها اختيار الليبيني‬

‫عبر انتخاب شاهده العالم ب��أس��ره‪ ..‬واجلميع يعرفون أح��داث‬ ‫وتفاصيل هذا االنقالب‪.‬‬ ‫إن املواطنني الليبيني بدون استثناء يعترفون بالشرعية ‪ ،‬ولكن عدداً‬ ‫منهم لم يكتشف حتى اآلن أبعاد املؤامرة التي نفّذها اإلخوان على‬ ‫الشرعية‪ ،‬بل إن بعضهم يص ّدق خديعة الدائرة الدستورية في‬ ‫احملكمة العليا ويعتقد أن مجلس النواب املنتخب قد فقد سنده‬ ‫الدستوري‪ ،‬وأن املؤمتر العام املنتهي الصالحية ما زال فع ً‬ ‫ال على‬ ‫قيد احلياة‪ .‬وهي ظاهرة جندها منتشرة هنا وهناك في جزء من‬ ‫طرابلس ومصراتة والزاوية‪ ،‬أي في املنطقة التي يهيمن عليها‬ ‫تنظيم اإلخوان املسلمني‪ ،‬ولكننا ال جندها على اإلطالق في بقية‬ ‫أنحاء وربوع ومدن وقرى ليبيا‪ ..‬ولهذه الظاهرة أكثر من سبب‪.‬‬ ‫فمصراتة تدين أساساً بالوالء لإلخوان الذين استطاعوا تشكيل‬ ‫مليشيا فجر ليبيا من هذه املدينة‪ ،‬أما الزاوية فإنها أيضاً بؤرة من‬ ‫بؤر اإلخوان منذ زمن بعيد‪ ،‬فماذا عن طرابلس؟‬ ‫العاصمة كانت تعتبر أكبر جت ّمع سكاني وهي ال تختلف اآلن عن‬ ‫بنغازي أو غيرها من املدن الليبية بعد أن غادرتها نسبة كبيرة من‬ ‫سكانها باجتاه املدن والقرى الداخلية‪ ،‬أو خارج ليبيا‪ ،‬فثلث سكان‬ ‫املهجرين‪ ،‬وغالبية هذه النسبة من‬ ‫ليبيا اآلن هم من النازحني أو‬ ‫ّ‬ ‫سكان طرابلس وحدها‪ ..‬وفي ظل هذا املشهد نستطيع أن نعرف‬ ‫أن السبب املباشر لصمت طرابلس اآلن وع��دم ق��درة املواطنني‬ ‫الشرفاء على االنتفاضة هو القمع املباشر الذي متارسه املليشيات‬


‫إن ع��م��ل م��ج��ل��س ال���ن���واب واحل��ك��وم��ة امل��ؤق��ت��ة‬ ‫واجل��ي��ش ال��ل��ي��ب��ي ي��ج��ب أن ي��س��ي��ر ف��ي ثالثة‬ ‫خطوط متوازية ومتزامنة في نفس الوقت‪:‬‬ ‫امل��ج��ل��س م���ت���ف ّ���رغ إلدارة ال����دول����ة وت��وج��ي��ه��ه��ا‬ ‫ورس����م م���س���ارات ع��م��ل��ه��ا‪ ،‬واحل��ك��وم��ة م��س��ؤول��ة‬ ‫ع��ن جميع اإلج������راءات التنفيذية الكفيلة‬ ‫ب��خ��دم��ة ال��ل��ي��ب��ي�ين‪ ،‬واجل���ي���ش ي���واص���ل ح��رب��ه‬ ‫على اإلرهاب لتأمني الوطن وحمايته‪ ...‬بهذا‬ ‫اجلهد اجلماعي القائم على التنسيق وتبادل‬ ‫امل��ع��ل��وم��ات س���وف ي��ت��ح��ق��ق اس��ت��ق��رار ال���دول���ة‪،‬‬ ‫وتنتصر ليبيا على اإلرهاب‪ ،‬وتعيد بناء نفسها‬ ‫بطريقة ثابتة وعلى أسس قوية وسليمة‪.‬‬

‫التابعة لإلخوان‪ ،‬األمر الذي يضطر املواطنني الشرفاء إلى الهدوء‬ ‫قلي ً‬ ‫ال في انتظار ساعة احلسم‪.‬‬ ‫هذا من ناحية‪ ..‬ف��إذا عدنا إلى السؤال األس��اس��ي‪ ..‬وتساءلنا‪:‬‬ ‫أين هو الشعب الليبي اآلن ومل��اذا ال يفرض وج��وده على املشهد‬ ‫السياسي في بقية املدن والقرى؟‬ ‫اإلجابة – بناء على ما تقدم من معطيات – هي أن املواطنني قد‬ ‫تع ّرضوا لنوع من التشتيت‪ ،‬بل التغييب‪ ،‬بفعل حجب املعلومات‬ ‫عنهم‪ ،‬وبفعل التضليل ال��ذي متارسه اآلل��ة اإلعالمية لإلخوان‬ ‫املسلمني‪.‬‬ ‫إن املواطن الليبي – في شخصه – غير مالم أبداً‪ ،‬ألن املعلومات‬ ‫تقدم له بطريقة رسمية ومنتظمة‪ ،‬عبر القنوات التي يؤمن‬ ‫ال ّ‬ ‫بشرعيتها‪ ،‬والتي تعتبر الناطق الرسمي باسم ليبيا‪.‬‬ ‫امل�ل�ام إذن ه��و مجلس ال �ن��واب أوالً‪ ،‬ألن ه��ذا الكيان الشرعي‬ ‫يعتمد في سلوكه اإلعالمي على ما يسميه «سر ّية املعلومات»‪..‬‬ ‫ولنا أن نتساءل‪َ :‬من يقنع املواطنني الليبيني بأن بعض اإلجراءات‬ ‫والقرارات التي يتم اتخاذها تشملها سر ّية املعلومات؟‬ ‫إننا إذا كنا نتحدث عن ‪ 200‬عضو برملاني‪ ،‬يرافقهم في احلد‬ ‫األدنى ‪ 200‬من موظفني اإلداريني واخلدمات العامة‪ ..‬فعن أي‬ ‫نتحدث هنا؟‬ ‫س ّر ّية‬ ‫ّ‬ ‫عدم إذاع��ة ونشر تفاصيل اجللسات البرملانية بحجة الدواعي‬ ‫األمنية ه��ي أشبه م��ا تكون ب�ـ»خ��راف��ة أم بسيس» التي يعرفها‬ ‫اجلميع‪ ،‬ومن الواضح أن املعلومات – وكل ما يحدث من تفاصيل‬ ‫في اجللسات النيابية – يتم تسريبها لتصل إلى الطرف اآلخر قبل‬ ‫أن يعرفها الليبيون‪.‬‬ ‫لقد أصبح من املؤ ّكد اآلن أن من يجهل حقيقة املوقف السياسي‬ ‫في ليبيا هم الليبيون أنفسهم‪ ،‬أعني املواطنني الذين وضعوا‬ ‫ثقة كاملة في أعضاء مجلس النواب وهم يتوقعون أن يز ّودهم‬ ‫املجلس بتفاصيل ومستجدات ما يحث أوالً بأول‪ ،‬فإذا بهم – أي‬ ‫املواطنون – أصبحوا آخر من يعلم‪ ،‬هذا إذا علموا أساساً‪.‬‬ ‫إن الليبيني عندما اختاروا أعضاء مجلس النواب كانوا يريدون‬ ‫يؤسسوا أه��م عناصر بناء ال��دول��ة‪ ..‬بحيث يصبح املجلس‬ ‫أن ّ‬

‫هو املسؤول عن رسم السياسات العامة للدولة‪ ..‬وعندما اختار‬ ‫املجلس احلكومة املؤقتة فإنه وضع بذلك أداة تنفيذية في خدمة‬ ‫الشعب‪ ..‬أما عندما متت إعادة تأسيس اجليش الليبي فإنه أصبح‬ ‫بذلك مسؤوالً عن حماية الوطن‪ ..‬هذه عناصر ثالثة جتعل سفينة‬ ‫الدولة قادرة على مقاومة األمواج العاتية ووصول الليبيني إلى بر‬ ‫األمان‪ ..‬وهي ثالثة عناصر أساسية مه ّمة الستقرار وبناء دولة‬ ‫ليبيا‪.‬‬ ‫هذا هو األس��اس‪ ،‬وعلى هذه العناصر الثالثة أن تعمل بتنسيق‬ ‫متكامل بني بعضها البعض في جهد جماعي متضامن‪ ..‬أما غياب‬ ‫التنسيق فإنه يؤدي إلى ضياع الكثير من اجلهد املبذول‪.‬‬ ‫عندما يكون مجلس النواب في وادي‪ ..‬واحلكومة في وادي آخر‪..‬‬ ‫واجليش يتح ّرك في غياب التنسيق العام‪ ،‬ف��إن ه��ذه العناصر‬ ‫تصبح ثالثة كيانات متجاورة ولكنها ليست متّحدة أو تع ّبر عن‬ ‫هدف واحد‪ ..‬األمر الذي يعرقل أيضاً تفاعل الشعب الليبي مع‬ ‫ما يحدث من تطو ّرات ومستجدات يجب أن تق ّدم له في حينها‬ ‫وعبر قناة رسمية واحدة متّفق عليها بني العناصر الثالثة‪ :‬مجلس‬ ‫النواب‪ ،‬واحلكومة املؤقتة‪ ،‬واجليش الوطني‪.‬‬ ‫البد لهذه العناصر الثالثة أن تعمل ككيان واحد‪ ،‬هذا هو‬ ‫التفوق في جميع امليادين‪ :‬التشريعي والتنفيذي‬ ‫ما يحقّ ق‬ ‫ّ‬ ‫وال��ع��س��ك��ري‪ ،‬وي��ن��ع��ك��س إي��ج��اب�� ًا ع��ل��ى ج��م��ي��ع امل��س��ت��وي��ات‪:‬‬ ‫ال��س��ي��اس��ي واالق��ت��ص��ادي واالج��ت��م��اع��ي‪ ،‬أم���ا بغير تكامل‬ ‫اجلهد اجلماعي بني عناصر الدولة األساسية فإن اجلهود‬ ‫املبذولة تصبح ب�لا ج���دوى‪ ،‬وت��ك��ون نتيجته تشتيت آراء‬ ‫املواطنني وتغييبهم عن املشهد السياسي العام >‬


‫‪08‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شؤون ليبية‬

‫يبدو أن احل��رب على ال��س��ف��ارات ه��ي اآلن آخ��ر متظهرات‬ ‫احلرب التي تخوضها داعش بطريقة غير مباشرة على‬ ‫الدولة الليبية وحكومتها الشرعية؟‬ ‫ق��د ي��ق��ول امل��راق��ب��ون أن العمليات ال��ن��ي تنفّ ذها داع��ش‬ ‫��وج��ه��ة أس��اس�� ًا‬ ‫ع��ل��ى ال��س��ف��ارات امل���وج���ودة ف��ي ط��راب��ل��س م ّ‬ ‫حلكومة امل��ؤمت��ر املنتهي الصالحية‪ ..‬ولكن التفكير في‬ ‫��ورط في‬ ‫ه��ذا األم��ر ال يعفي ه��ذه احلكومة أيض ًا من ال��ت ّ‬ ‫هذه التفجيرات‪ ..‬سواء بعدم توفير احلماية املناسبة‪،‬‬ ‫أو بالتغاضي عما يحدث أمامها‪ ..‬وف��ي كل األح��وال فإن‬ ‫املؤمتر املنتهي الصالحية يحقّ ق ما يريده من «ضغط»‬ ‫على املجتمع الدولي للتسريع باحلوار والتعجيل بحكومة‬ ‫التوافق التي سيكون لإلخوان دور بارز فيها‪.‬‬

‫عبدالعزيز املكي‬

‫‪‎‬جانب من تفجير سفارة املغرب‬

‫‪‎‬انفجار أمام سفارة املغرب‬

‫حرب السفارات!!‬

‫ضمن سلسلة استهداف السفارات العاملة في طرابلس بالقصف‬ ‫والتفجير وصل الدواعش إلى السفارة املغربية بطرابلس‪ ،‬فبعد مقتل‬ ‫حارسني بهجوم على سفارة كوريا اجلنوبية مبنطقة السياحية‪ ،‬فتح‬ ‫فيه املهاجمون النار على السفارة من سيارة كانوا على متنها‪ ،‬وفي‬ ‫ساعة مبكرة من صباح االثنني املاضي‪ ،‬وبعد ساعات فقط من هذا‬ ‫الهجوم‪ ،‬واستباقاً الستئناف احلوار السياسي الليبي في املغرب‪..‬‬ ‫استهدف مجهولون مقر السفارة املغربية بالعاصمة‪ ،‬بينما أعلن تنظيم‬ ‫داعش تبنيه للهجوم اإلرهابي مباشرة بعد تنفيذ العملية‪.‬‬ ‫أهالي شارع الظل مبنطقة بن عاشور‪ ،‬حيث يقع مقر السفارة‪ ،‬قالوا‬ ‫أن سيارة مسرعة توقفت بالقرب من السفارة وترجل منها اثنان‬ ‫ملثمان وأطلقا عدة قنابل بأسلحة «أر بي جي»‪ .‬وبحسب الشهود‪ ،‬فإن‬ ‫واجهة مقر السفارة تضررت بشكل كبير‪ ،‬إضافة لألجزاء اجلانبية‬ ‫من مبنى املقر‪ .‬وأكد األهالي عدم وقوع أي إصابات بشرية بسبب‬ ‫إغالق السفارة وإخالئها من موظفيها منذ سيطرة ميليشيات فجر‬ ‫ليبيا على العاصمة‪ ،‬حيث كان املغرب قد علق عمله الدبلوماسي في‬ ‫طرابلس من ذلك الوقت‪.‬‬ ‫جاء الهجوم على السفارة املغربية بعد ساعات فقط من مهاجمة‬ ‫مسلحني السفارة الكورية اجلنوبية في طرابلس‪ ،‬حيث أطلقوا أعيرة‬ ‫نارية وقتلوا اثنني من احلراس احملليني وأصابوا شخصا ثالثاً‪ ،‬دون‬ ‫إصابة أحد من العاملني بالسفارة‪.‬‬ ‫وكان االنفجار الذي أحدثته هذه العملية قد هز السفارة دون أن يسفر‬ ‫عن وقوع ضحايا‪ ..‬ولعل املالحظة األولى التي يكتشفها املتابع هي أن‬ ‫منفذي الهجوم يستخدمون حتى اآلن نفس األسلوب الذي يعتمد على‬ ‫إطالق الرصاص أو استعمال قذاف اآلر بي جي‪ ،‬بعمليات خاطفة‬ ‫واالختفاء عن األنظار بأسرع وقت ممكن‪ ،‬وهو األسلوب ذاته الذي‬ ‫مت تنفيذه قبل ذلك في استهداف سفارة اإلمارات‪ ،‬أو استهداف مقر‬

‫أمير والية طرابلس يدعو التونسيني‬ ‫للجهاد في ليبيا‬

‫ن��ش��ر م��ا يسمى باملكتب اإلع�لام��ي ل��والي��ة طرابلس‬ ‫التابع لتنظيم الدولة اإلسالمية فيديو على شبكة‬ ‫اإلنترنت بعنوان «رسالة إلى إخواننا في تونس» دعا‬ ‫من خالله التونسيني للقدوم للقتال في ليبيا‪.‬‬ ‫وخ��اط��ب أب��و يحي التونسي ال��ذي ظهر ف��ي الفيديو‬ ‫التونسيني قائال «يا أخوتي انفروا إلى ليبيا وأكثروا‬ ‫سواد هذه الدولة وال ترضوا ّ‬ ‫بالذل والهوان فللمسلمني‬ ‫ال��ي��وم دول���ة ي��ع��ز فيها أه���ل ال��ط��اع��ة وي ّ‬ ‫����ذل فيها أه��ل‬ ‫الشرك»‪.‬‬ ‫ووجه املتكلم تهديد ًا ملا أساهم بطواغيت تونس قائال‬ ‫ّ‬ ‫«إن دم���اء شهدائنا ل��ن ت��ذه��ب ه���در ًا وإن إخ��وان��ن��ا في‬ ‫السجون وأخ��وات��ن��ا ال�لات��ي تنتهكون أعراضهن والله‬ ‫لنثأرن لهن»‪.‬‬ ‫املزيد من اآلالم وإراقة الدماء داخل وخارج ليبيا»‪.‬‬


‫‪‎‬طرابلس‬

‫الواليات املتحدة وخمس دول أوروبية في بيان لها‪:‬‬

‫عدم االتفاق يزيد الشرخ داخل املجتمع الليبي ويشجع اإلرهاب‬ ‫دعت الواليات املتحدة وخمس دول أوروبية األحد إلى‬ ‫وق��ف إط�لاق ن��ار «ف���وري وغير م��ش��روط» ف��ي ليبيا بعد‬ ‫اإلع��ل�ان ع��ن اس��ت��ئ��ن��اف احل����وار ب�ين ف��ص��ائ��ل ليبية في‬ ‫اجلزائر برعاية األمم املتحدة‪.‬‬ ‫وجاء في بيان للدول الست «نحض جميع املشاركني في‬ ‫احل��وار على التفاوض بنية سليمة وانتهاز هذه الفرصة‬ ‫م��ن أج���ل ال��ت��وص��ل إل���ى ات��ف��اق لتشكيل ح��ك��وم��ة وح��دة‬ ‫وطنية واتخاذ اإلجراءات الكفيلة لوقف إطالق نار غير‬ ‫مشروط»‪.‬‬ ‫وص��در البيان عن وزراء خارجية فرنسا ل��وران فابيوس‬ ‫وأملانيا فرانك فالتر شتاينماير واسبانيا خوسيه مانويل‬ ‫غراسيا مارغالو وايطاليا باولو جانتيلوني وبريطانيا‬ ‫فيليب هاموند والواليات املتحدة جون كيري‪.‬‬ ‫وب���ع���د ان اش������ادوا ب��اج��ت��م��اع��ات ال��ع��اص��م��ة اجل��زائ��ري��ة‬ ‫واستئناف احلوار في املغرب برعاية موفد األمم املتحدة‬ ‫إقامة السفير اإليراني في أواخر شهر فبراير املاضي‪.‬‬ ‫في جميع هذه العمليات نالحظ أن األهالي كانوا يحتشدون حول‬ ‫املوقع املستهدف لوقت غير قصير دون أن يصل إلى املكان أحد من‬ ‫قوى الشرطة أو األمن أو حرس السفارات‪ ،‬وغالباً ما تر ّدد حكومة‬ ‫املؤمتر املنتهي الصالحية العبارات نفسها‪ ،‬دون أن تتبع ذلك بأي من‬ ‫اإلجراءات الكفيلة بكشف النقاب عن حقيقة هذه العماليات‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يؤ ّكد الشكوك املوجودة حالياً في وجود علم مسبق لدى هذه‬ ‫احلكومة بتوقيت ومواقع العمليات‪.‬‬ ‫إن املغرب يستضيف حالياً جولة جديدة من احلوار الذي تدعمه األمم‬

‫ب��رن��اردي��ن��و ل��ي��ون‪ ،‬اع��ت��ب��ر ال������وزراء ان���ه «ع��ب��ر التسوية‬ ‫فقط ميكن أن تتقدم ليبيا نحو مستقبل آمن ومستقر‬ ‫ومزدهر»‪.‬‬ ‫وش��ددوا بنوع خاص على ضرورة وقف الضربات اجلوية‬ ‫والهجمات البرية ألن «مثل ه��ذه االس��ت��ف��زازات جتهض‬ ‫املفاوضات برعاية األمم املتحدة وتهدد فرص املصاحلة»‪.‬‬ ‫وأك��دوا أن الذين ميتنعون عن تنفيذ هذه األم��ور سوف‬ ‫يتعرضون لعقوبات دولية‪.‬‬ ‫وأشاروا إلى أن تأخير التوصل إلى اتفاق سياسي من شأنه‬ ‫أن «ي��زي��د ال��ش��رخ داخ��ل املجتمع الليبي ويشجع الذين‬ ‫يسعون إلى االستفادة من هذا النزاع»‪.‬‬ ‫وأع��رب وزراء اخلارجية أيض ًا عن «القلق العميق» لدى‬ ‫األسرة الدولية حيال «التهديد املتصاعد لإلرهاب» في‬ ‫ليبيا‪ .‬وج��اء ف��ي البيان أن «املتطرفني يستغلون غياب‬ ‫األمن ملصلحتهم وهم يسببون‬ ‫املتحدة بني أطراف ليبية ال صلة فعلية لها بالشارع الليبي‪ ،‬ولم تف ّوض‬ ‫من أحد للقيام بهذا الدور التمثيلي‪ ،‬ومع ذلك فإننا نرى األمم املتحدة‬ ‫ماضية في دور الع ّراب بني هذه األطراف مع إهمال كامل حلقيقة‬ ‫أنها ال مت ّثل الليبيني‪ ،‬كما لم تبادر – كما فعلت في أكثر من موقف‬ ‫مشابه – إلى اقتراح حلول واضحة وغير ملتوية كما تفعل اآلن‪ ..‬وكان‬ ‫احلد األدنى في أداء وضيفتها األممية هو إجبار جميع األطراف التي‬ ‫ّ‬ ‫تدعي اآلن متثيلها للشعب الليبي‪ ..‬وإلزامها بالقبول بإجراء استفتاء‬ ‫ّ‬ ‫عام حتت رقابة دولية‪ ،‬وبحضور املعنيني مبثل هذه احللول‪ ،‬ملعرفة ما‬ ‫القرار الذي يختاره الشعب دون ضغط أو إرهاب من أحد‪.‬‬


‫‪10‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شؤون ليبية‬

‫ليبيون محاصرون بالخوف والجوع‪ ..‬والمسؤولـــــــــــــ‬

‫لماذا غابت الحلول في ملـــــــ‬


‫معاناة البعد‪ ،‬والغربة املؤذية‪ ،‬والعوز واخلوف‪ ،‬وسماع األخبار املزعجة عن الوطن اجلريح كلها باتت كالسياط‬ ‫تلهب أجساد املهجرين وتدمي مشاعرهم بعضهم وصل به احلال للنوم بني املقابر بعد أن وجد شيئ ًا من األمن‬ ‫مع األم��وات وتعود على أن يشاطرهم حياة شبه برزخية ‪ ..‬هم أيض ًا هجروا ومتت مساءلتهم عن بعد وحكم‬ ‫عليهم من بعضنا أن أدخلوا نار الغربة ولن تدخلوا جنة الوطن التي بها كنتم حتلمون ألنكم وقفتم ذات يوم‬ ‫ضدنا واحتضنتم اللون األخضر بل وحاربتم شبابنا الثائر لذلك لن ترجعوا وموتوا في غربتكم ‪ ،‬هكذا أوصدنا‬ ‫منذ زمن أبواب الوطن أمامهم ‪ ،‬أربعة أعوام من املعاناة والتهجير حتى أصبحت األسرة الليبية في املهجر مهددة‬ ‫بالضياع والتشرد والتشظي ‪ ..‬الرجال في الوطن يتقاتلون ونساؤنا في املهجر عرضة للضياع ‪ ،‬في هذا العدد‬ ‫حد ملعاناتهم ‪.‬‬ ‫نستطلع رأي املواطنني حول عودة املهجرين ألحضان الوطن ووضع ٍ‬

‫متابعة ‪ :‬عبدالرحمن سالمة‬

‫ـــــــــــــــون «أذن من طين وأخرى من عجين»‬

‫ّ‬ ‫المهجرين؟!‬ ‫ـــــــــف‬


‫‪12‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شؤون ليبية‬

‫صالح الشويخ‪ ..‬مهندس مدنى‪:‬‬

‫لو كانت هناك محاكم مستقلة لتحصل الكثير‬ ‫املهجرين على البراءة‬ ‫من ّ‬ ‫يجب إقرار قانون العدالة االنتقالية بشكل‬ ‫مستعجل‬

‫ملف مهم يجب تناوله بشكل مستعجل ‪.‬وذلك عن طريق‬ ‫إقرار قانون العادلة االنتقالية ‪ .‬واملصاحلة الوطنية ‪..‬ورد‬ ‫املظالم ‪ .‬فمعانة االسر الليبية بدول املهجر وتقصير‬ ‫السلطات التشريعية واحلكومة التنفيذية املتفاوتة منذ‬ ‫انطالق ثورة فبرير ‪ .‬يطرح الكثير من التساؤالت حول‬ ‫الهدف احلقيقي من إهمال هذا امللف و عدم التدخل‬ ‫حلله ‪ .‬رغم أن الكثير ممن هم خارج الدولة الليبية اآلن‬ ‫‪.‬هم متهمون بانتمائهم الفكري والسياسي أكثر من كونهم‬ ‫ارتكبوا جرائم ضد أبناء الشعب الليبي أثناء الثورة ‪ .‬أو‬ ‫لكون أحد أفراد أسرهم كان يعمل بالنظام السابق سواء‬ ‫بالقوات املسلحة أو بالهيكل اإلداري للدولة ‪ .‬لو أتيحت لهم‬ ‫الفرصة احلقيقية وكانت هناك محاكم مستقلة ال تخضع‬ ‫ألي جهات لتحصلوا على البراءة حيث أن القوانني واألعراف‬ ‫والديانات السماوية ضمنت لهم حقوقهم (( قال تعالى‬ ‫التزر وازرة وزر اخرى )) ولنا في رسولنا الكرمي خير أسوة‬ ‫بعد ان دخل بجيش املسلمني إلى مكة وأعفى عن من أساء‬ ‫إليه ‪.‬وجراء عدم حلحلتنا لهذا امللف ساهمنا في خلق جيل‬ ‫يشعر بالظلم والكراهية لثورة فبراير ويرى فيها أنه قد مت‬ ‫اقصاؤهم وتهجيرهم ‪ .‬وكانت السبب في معاناتهم ‪.‬مما‬ ‫يترتب عليه انقسام وتشظى الدولة ‪ .‬في وقت نحن بأمس‬ ‫احلاجة فيه إلى لم الشمل لذلك يجب وبشكل مستعجل أن‬ ‫يتم إقرار قانون العدالة االنتقالية واملصاحلة الوطنية وجبر‬ ‫الضرر‪ ،‬وتفعيل احملاكم و مؤسسة القضاء ضمن االتفاقات‬ ‫واحلوارات السياسية بني أبناء الوطن الواحد ‪ .‬وبضمان‬ ‫لألمم املتحدة‪.‬‬

‫عبدالباسط عوض الطيب‪ ..‬مدير مكتب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب‪:‬‬

‫مجلس النواب يعمل بشكل متسارع ملعاجلة هذا امللف‬ ‫بعض املقيمني في مصر يحاولون االستفادة من‬ ‫للمهجرين‬ ‫اخلدمات املخصصة ّ‬ ‫هذا امللف من ضمن أهم امللفات الهامة التي يجب أن تولى‬ ‫أهتماماً خاصاً‪... .‬وبالفعل فإن مجلس النواب يعمل بشكل‬ ‫متسارع ملعاجلة هذا امللف ‪.‬وكلف جلنة من السادة النواب‬ ‫يرأسها نائب عن تاورغاء‪ ،‬وهذه اللجنة اآلن تقوم بزيارات لليبيني‬ ‫النازحني باخلارج للوقوف على أحوالهم ومعاجلة املشاكل التي‬ ‫تواجههم‪... .‬وأضيف من وجهة نظري الشخصية أن مشكله‬ ‫املهجرين باخلارج يجب اإلسراع في حلها ألنه إضافة ملعاناة‬ ‫املهجرين نفسها ‪.‬بدأت تلوح في األفق مشكلة أخري أبطالها‬ ‫ولألسف بعض من مرضى النفوس الذين يحاولون استغالل بعض‬ ‫اخلدمات واملزايا التي حاولت الدولة تقدميها للمهجرين كتسديد‬ ‫رسوم الدراسة وغيرها‪ . .‬يحاول بعض املقيمني في مصر من غير‬ ‫املهجرين االستفادة من هذه اخلدمات وهم ليسوا في حاجة إليها‬ ‫إلى غير ذلك مما ال يتسع املجال لذكره‪.. .‬ولألسف هذه بعض من‬ ‫املعوقات التي تواجهها احلكومة في التعامل مع مثل هذه األمور‪.‬‬ ‫‪...‬أزمة قناعة‪.. .‬وأزمة أخالق‪.. .‬وأزمة وطنية‪. .‬أسأل الله العلي‬ ‫العظيم أن يصلح حال شعبنا ووالة أمورنا‬


‫حسن املكاس ‪ ..‬ناشط سياسي ‪:‬‬

‫املهجرين في تونس ومصر ال تسر عدوا‬ ‫حالة ّ‬ ‫وال حبيب ًا‬ ‫ال بد من تدخل الشيوخ والعقالء ّ‬ ‫حلل هذه‬ ‫األزمة‬

‫إيهاب سيف النصر‪ ..‬موظف ببلدية طبرق‪:‬‬

‫ملف املهجرين خارج البالد اليختلف عن ملف‬ ‫املهجرين في الداخل‬ ‫األمم املتحدة هي املنظمة الوحيدة القادرة على‬ ‫ّ‬ ‫املهجرين‬ ‫حل ملف ّ‬ ‫في ظل ما متر به البالد من اختالل في األمن وانتشار للسالح‬ ‫وغياب للسلطة التنفيذية الشرعية وأدواتها من مراكز للشرطة‬ ‫تراعي حقوق املواطن وقضاء ال يتسم بالنزاهة واحليادية اعتقد‬ ‫أن ملف املهجرين خارج البالد ال يختلف كثيرا عن املهجرين‬ ‫داخله‪ ،‬فقد أخطأت السلطات في معاجلة هذا امللف بإهمالها‬ ‫قانون املصاحلة االنتقالية ابتدا ًء من املجلس االنتقالي مرورا‬ ‫بحكومتي الكيب وعلي زيدان وما زاد الطني بلة صدور قانون‬ ‫العزل السياسي والذي زاد من اتساع الهوة بني الليبيني‪، .‬رأيي‬ ‫في املوضوع هو مساندة السلطة الشرعية لبسط سيادتها‬ ‫علي األرض وإلغاء قانون العزل السياسي وجعل القضاء سلطة‬ ‫منفصلة غير مسيسة وإجبار املهجرين علي العودة ولو كان ذلك‬ ‫حتت رعاية من األمم املتحدة والتي هي برأيي املنظمة الوحيدة‬ ‫القادرة اآلن علي حل ملف املهجرين داخل أو خارج ليبيا‪.‬‬

‫بالنسبة للمهجرين فهو ملف طال انتظار حله ‪ ،‬ولم‬ ‫يأخذه املسؤولون بعني االعتبار ولذلك أصبح ثقي ً‬ ‫ال وكلما‬ ‫تأخر وضع حل له كلما ازداد تعقيدا هم خرجوا من ليبيا‬ ‫أثناء ثورة فبراير أو بعد انطالق عملية فجر ليبيا بالنسبة‬ ‫لفبراير‪ ،‬فخرجوا خوفا على حياتهم وعلى ذويهم وأغلبهم‬ ‫من مؤيدي نظام القذافي أما خروج الباقني بعد عملية‬ ‫الفجر‪ ،‬فهم حقيقة دمرت بيوتهم وهددت حياتهم ‪ ،‬بالنسبة‬ ‫حلل هذا امللف ‪..‬هم ليبيون شئنا أم أبينا فلهم احلق في‬ ‫العودة إلي أرض الوطن ولكي نكون منصفني من عليه‬ ‫جرم ارتكبه ودم سفكه‪ ،‬فالقضاء كفيل مبحاسبته لكن أن‬ ‫ميكثوا في املهجر خارج الوطن وما نسمعه عن أوضاعهم‬ ‫يدمي القلب‪ ..‬نحن ليبيون نختلف في الرأي ونتجادل حول‬ ‫األمور املعنيني بها والتي تهم الوطن؛ لكن الشتات احلاصل‬ ‫لليبيني في اخلارج ال يطاق‪ ،‬البد من وضع حل وجذري‬ ‫لهذا امللف الذي كلما طال حله طالت معاناة أُسر ليبية ‪،‬‬ ‫عموما رجوعهم امر البد منه وفي أسرع وقت ؛ نحن نستقي‬ ‫معلومات ال نستطيع أن نرددها‪ ..‬فحالة الليبيني في مصر‬ ‫وتونس بالذات ال تسر عدواً وال حبيباً ‪ ..‬فاحلديث عن‬ ‫معاناتهم وصعوبة املعيشة والظروف القاسية وقلة األموال‬ ‫قد تدفع بالشخص إلي القيام بأشياء قد تغضب ربنا‬ ‫وكالمي واضح؛ لذلك علينا اإلسراع برجوعهم إلي مناطقهم‬ ‫بأي طريقة‪ ..‬نحن نعلم أن ما حدث في ليبيا من تقاتل بني‬ ‫املدن وخاصة في الغرب الليبي قد سبب في موجة نزوح‬ ‫هائلة وهجرة خارجية البد من تدخل العقالء والشيوخ حلل‬ ‫هذه االزمة وبإمكانهم حلها فهم أدرى باملشاكل التي كانت‬ ‫حتدث من قبل‪ ،‬وكذلك مجلس النواب عليه تكليف جلنة‬ ‫للبدء في العمل على هذه القضية ألنها أصبحت بالنسبة‬ ‫لكل ليبي مؤرقة ونريد أن حتل اليوم قبل الغد نرجو أن‬ ‫يتم تداركها ووضعها على سلم أولويات الدولة أو باألحرى‬ ‫‪..‬النواب عليهم العمل بسرعة إلنقاذ ما ميكن انقاذه قبل‬ ‫فوات اآلوان ‪ ..‬وختاما نرجو من الله أن يوفق من يريد‬ ‫صالح البالد وإرجاع العباد إلي ديارهم آمنيني مطمئنني وأن‬ ‫يحفظ ليبيا وأهلها والسالم ختام ‪.‬‬


‫‪14‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شؤون ليبية‬

‫م‪ .‬مشهي عبدالكرمي‪ ..‬ناشط سياسي واجتماعي‪:‬‬

‫في ظل الظروف الراهنة أرى من الصعب‬ ‫املهجرين‬ ‫ترجيع ّ‬

‫حتى الذين خرجوا في فبراير وسرقوا‬ ‫أموال الدولة باإلمكان محاكمتهم عند‬ ‫استقرار الدولة‬

‫عبدالغفار مختار الشاعري‪:‬‬

‫أنا مع عودتهم فور ًا وتأمني احلماية لهم والسكن واملنح املالية‬ ‫التهجير مخطط إخواني الهدف منه إخالء الساحة من أي‬ ‫معارضني لهم‬ ‫أنا مع عودتهم فوراً وتأمني احلماية لهم والسكن واملنح املالية ‪ ،‬إن الذى ل ّوث يديه‬ ‫منهم مرتكباً ملجازر جماعية أو قتل حتت التعذيب أو اغتصاب أو نهب أموال‬ ‫السابق أو حتى‬ ‫طائلة تأكدوا بأنه لن يرجع من تلقاء نفسه ‪،‬أ ّما من عمل مع النظام ّ‬ ‫قاتل في جبهات ضد الثوار قتال الرجل للرجل فهذا ال عقاب عليه حسب قوانني‬ ‫وأعراف احلروب املتعارف عليها ويسلّم لدولته أو أولياء أمره دون محاكمة ‪،‬ولنا‬ ‫في رسولنا الكرمي ص ّل الله عليه وسل ّم خير قدوة فيما فعله مع كفّار قريش يوم‬ ‫فتح م ّكة عندما قال لهم ‪ :‬أذهبوا فأنتم الطلقاء ‪،‬هؤالء تعدادهم يقارب مليونني‬ ‫حصتهم في ثروة وطنهم التي حرموا منها خالل أربع سنوات فإذا‬ ‫وال مينحون إ ّال ّ‬ ‫كان إيراد النفط ‪ 55‬مليار في السنة فإنه في أربع سنوات يبلغ ‪ 220‬مليار وتبلغ‬ ‫حصتهم ونصيبهم مبا يرضى الله منها ‪73.3‬مليار دوالر ‪ .‬لقد ظلموا ظلماً ال مبرر‬ ‫الساحة من أي معارضني‬ ‫له نتيجة أحقاد والهدف منه مخطط أخواني بإخالء ّ‬ ‫‪،‬فهي جرمية بكل املقاييس وجزء من مخطط دنئ إلى جانب االغتياالت وقانون‬ ‫العزل السياسي وإحالة ما ال يقل عن ‪ 11‬ألف من ض ّباط وضباط صف اجليش‬ ‫‪،‬وإهدار ‪ 334‬مليار من أموال الشعب ‪ .‬زد على ذلك من جرائم اإلخوان أنه قد‬ ‫رصد مبلغ ‪ 3‬مليار قبل ثورة ‪ 17‬فبراير لصالح جمعية اآلثال لتعويض شهداء‬ ‫احلرب واملقاتلني في تشاد وأوغندا ولبنان وأثيوبيا وسوريا وفلسطني وحرب العبور‬ ‫في مصر ‪،‬فقام بإنفاقها املستشار مصطفى عبد اجلليل رئيس املجلس االنتقالي‬ ‫ووعد رئيس اجلمعية بإعادتها بعد انتهاء التحرير ‪،‬فبدل أن يتم ذلك قامت زمرة‬ ‫اإلخوان واملقاتلة بصرفها ملن يسمونهم املجاهدين اإلسالميني واملعارضني باخلارج‬ ‫وغيرهم من السجناء بواقع ‪ 8000‬آالف دينار شهري لكل سجني فمن سجن ‪15‬‬ ‫سنة على سبيل املثال مينح ‪ 1.440.000‬مليون دينار ‪،‬وشكلوا جلاناً لعالج اجلرحى‬ ‫للنهب أنفقوا عليها قرابة ‪ 9‬مليار دينار ‪،‬و‪ 7‬مليارات صرفت لرئيس األركان السابق‬ ‫يوسف املنقوش ولم يستورد للجيش بندقية واحدة ‪ ،‬ونهب وسرقة ‪ 160‬مليار من‬ ‫األموال املجمدة فترة تولّى الدكتور محمد املقريف لرئاسة املؤمتر الوطني على‬ ‫دفعتني واحدة بقيمة ‪ 90‬مليار دوالر واألخرى ‪ 70‬مليار دون أن نعرف كيف ذهبت‬ ‫‪،‬فأية جرمية أرتكبها املهجرون والنازحون مع كل هذه اجلرائم البشعة باإلضافة‬ ‫للقتل والتدمير واحلرق ملقدرات الشعب ومنشآته احليوية ‪.‬‬

‫فعال موضوع املهجرين موضوع جدير باالهتمام ويجب‬ ‫وضع حد ملعاناتهم حتي من أرتكب منهم خطأ في حق‬ ‫الشعب الليبي ال يجب أن ننسي أنه مواطن ليبي أوال‬ ‫وأخيرا وليس من حقنا تهجيره ‪ ..‬باإلمكان عند استقرار‬ ‫الدولة رفع قضايا في حق جميع املسيئني حتي الذين‬ ‫خرجوا في ثورة فبراير وسرقوا أموال الدولة وأتلفوا‬ ‫املمتلكات هم أيضا يجب ان يحاكموا‪ ..‬في رأي في ظل‬ ‫الظروف الراهنة أري من الصعب ترجيع املهجرين إلي‬ ‫مدنهم ألن ذلك سيزيد من حالة االحتقان وقد يكون فيه‬ ‫خطراً عليهم وعلي أسرهم‪ ،‬وبالتالي أري وضع آلية‪ ،‬إما‬ ‫بتخصيص مبالغ من امليزانية لهم إلعانتهم علي تكاليف‬ ‫احلياة في أماكنهم احلالية حلني استقرار االوضاع أو‬ ‫تنفيذ مشاريع إسكان مؤقت عاجل يوزع علي عدد من‬ ‫املدن املستقرة بحيث حتل مشاكلهم ‪ ..‬وميكن االستفادة‬ ‫من هذه املشاريع حلل املختنقات السكانية لهذه املدن‬ ‫بعد ذلك‪.‬‬

‫محمد أنور‪ ..‬صحفي ليبي‪:‬‬

‫يصر على تهجير الناس ميارس إرهابا‬ ‫من ّ‬

‫ليس هناك سبب لتهجير أسر بأكملها‬ ‫وراء جريرة أحد أفرادها‬

‫من يُصر على تهجير الناس خاصة من هم خارج الوطن‬ ‫فهو ميارس إرهابا على هؤالء وينطبق عليه ما ينطبق‬ ‫على القتلة داخل الوطن ‪ ..‬ليس هناك سبب لتهجير أسر‬ ‫بأكملها وراء جريرة أحد افرادها وليس ألحد احلق في‬ ‫ذلك كونه يرتدي عباءة « الثورية الفبيرايرية « حقيقة‬ ‫أو تسلقاً الن ما بعد الثورة أفظع بكثير مما قبلها ‪ ،‬أما‬ ‫وسائل مساعدة هؤالء يكمن في تكليف جلنة تتواصل‬ ‫معهم عن طريق السفارات ‪..‬أوال يتم حصر أعدادهم‬ ‫باألسماء ثانيا تصرف مبالغ مالية شهرية أو نصف‬ ‫شهرية لألسر مبا فيها مبلغ خاص باإليجار ‪ ،‬حتى‬ ‫تتمكن من تغطية احتياجاتها والعمل في نفس الوقت‬ ‫على عودتهم إلى بيوتهم ‪.‬‬


‫فرج الفايدي‪ ..‬رجل أعمال وناشط سياسي‪:‬‬

‫ملاذا لم يتخذ املسؤولون أي موقف‬ ‫إيجابي لتسهيل عودتهم إلى ليبيا‬ ‫القضاء كفيل بعد االستقرار بالقصاص‬ ‫البد من عودة املهجرين في اخلارج إلى أرض الوطن‬ ‫ووضع حد ملعاناتهم فهناك آالف األسر التي تعاني في‬ ‫دول اجلوار وهى لم تقترف أي ذنب ‪ ،‬وأنا استغرب‬ ‫جداً من املسؤولني في ليبيا ملاذا لم يتخذوا أي موقف‬ ‫إيجابي لتسهيل عودتهم إلى ليبيا ومن لديه أية قضايا ‪..‬‬ ‫فالقضاء الليبي كفيل بعد استقرار ليبيا بالقصاص منهم‬ ‫‪ ،‬لكن استمرار معاناتهم ألكثرمن أربع سنوات فيه ظلم‬ ‫صارخ وأنا أطالب مجلس النواب باإلسراع في إصدار‬ ‫قانون العفو العام حتى يكون خطوة أولى في هذا امللف ‪،‬‬ ‫كما أطالبهم أيضاً بوضع اخلطط الالزمة إلعادة إعمار‬ ‫بنغازي وغيرها من املدن املتضررة حتى تسهل عملية‬ ‫عودة املهجرين في الداخل واخلارج ‪ ،‬إن أردنا بناء الوطن‬ ‫فالبناء ال يكون إال باجلميع وليبيا ليست حكراً على‬ ‫طائفة معينة ‪.‬‬

‫إبراهيم ناصف امجاور‪ ..‬مدير التسجيل العقاري طبرق‪:‬‬

‫بعض املهجرين أخبروني أن ممتلكاتهم‬ ‫بليبيا سلبت ودمرت‬ ‫مهجرون قالوا ّلي أنهم لم يفعلوا ما‬ ‫ونهب لألمالك‬ ‫سلب ٍ‬ ‫فعلته املليشيات من ٍ‬

‫شكرا لك على اهتمامك بهذا املوضوع فأنا بعد اتصالي‬ ‫مع بعض املهجرين بتونس وتناقشت معهم في عده‬ ‫مواضيع من ضمنها اهتمام الدولة الليبية بهم وكذلك‬ ‫اﻻمم املتحدة فكان ردهم بأنه لم يهتم بهم أحد وبأن‬ ‫ممتلكاتهم بليبيا قد سلبت ودمرت وأن أغلبهم قد أوقف‬ ‫عن العمل وال يوجد لديهم مرتبات ‪ ..‬أغلبهم يصرف‬ ‫عليهم أصدقاء لهم أو أهلهم من ليبيا وأغلب املهجرين‬ ‫هنا علي الهوية وأوضاعهم سيئة إﻻ القليل منهم ‪..‬‬ ‫فاغلبهم بات مهدد بالضياع وحدثوني أيضاً أن هناك‬ ‫عائالت رجعت إلي البالد بدون رب األسرة والسبب أنه‬ ‫كما يقولون عنهم بأنهم من أتباع النظام السابق و ﻻ‬ ‫يستطيعون الرجوع بسبب املليشيات املسلحة وعدم وجود‬ ‫األمن وأغلبهم يقولون أننا مستعدون للمحاكمة وقالوا‬ ‫لي أننا لم نفعل ما فعلته هذه امليلشيات من سلب ونهب‬ ‫لألمالك العامة واخلاصة ورأي في هذا املوضوع ان‬ ‫يتابع عن طريق تشكيل جلان وفتح ملف خاص باملهجرين‬ ‫‪ ..‬وهم يحنون شوقاً للرجوع إلي أحضان الوطن‪.‬‬

‫عبدالسالم العكــر‪ ..‬ناشط على مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫لو نظرنا إلى املصاحلة كأولوية وضرورة ملا نزفت جراحنا‬ ‫يجب إصدار قانون العفو العام ‪ ..‬ويتحاكم من تثبت إدانته‬ ‫ال أريــد التحدث عن األسباب ‪ ..‬فكلنا يخطئ ويصيــب ولن أدخـــل في النوايا بل أتعاطى‬ ‫بالظاهر وأترك السرائر للــه ‪ ،‬ولن أتــحدث عن ثورة كانت مباركــه وبقــدرة قادر أصبحت‬ ‫لعنة بحسب البعض ‪ ،‬ولن أحتــدث عن وطــن يستجدي القادة والساســة ومن خلناهــم ثواراً‬ ‫ومناضلني عظماء‪،،،‬ولكن حديثــي هنا عن املهجــرين‪ ،،،‬رأيتهــم في تونس وحادثتهــم في الكنانة‬ ‫وسمعت عنهم في باقي الدول العــربية من مراكش في املغرب إلى املنامة في البحــرين وفي‬ ‫أفريقيا بتشادها وماليها ونيجرها ومن دون الســؤال فهم يعانــون‪ ،‬وفي دول حوض النيل‬ ‫كأثيوبيا وأوغنــدا وروندا وبوروندي والكونغــو والسودان آخرها والتي منا ليست ببعيــدة ويا‬ ‫ليت دمهم من دمنا كان قــريباً‪ ،‬ولم يقتصــر التهجير على ذلك ان اعتبرنا العرب أهلهــم‬ ‫واألفارقة من عرقهــم بل وفي شرق آسيا و أمريكا وأوروبا حتى تيقنا بأن بأسنا بيننا شــديد‬ ‫‪،‬وإن تكلمت عن النازحني فهم باختصار أصبحــوا الجئون في قلب وطنهــم وإن حتدثت عن‬ ‫املهجرين فحديثي هنا يطـــول فهم يعانون الفقر واحلاجه في دول ومدن ال تقوى على إطعام‬ ‫ساكنيها فما ذنب األطفال والنساء ‪ ،‬أال يخشى أن تتاجر النساء بأجسادهن بأثمان بخسة‬ ‫فقــط حتى تكفي أطفالهن العوز واحلاجــة ‪..‬فالفقــر خطر داهــم ينخر العزائــم اال نستذكــر‬ ‫كبار السن وال نتألم حلالهم بعدما بلغو من الكبر عتيآ فهم يعتقدون أنهم مالحقــون هنا وهناك‬ ‫أيضا وما أن يدرك أحــدهم أنك ليبي حتى ينزوي وال ترى له اثــــــرآ ‪ .‬فأنا ال أدافــع عن من‬ ‫ارتكبــوا جرمآ فهذا من اختصاص القضاء وال اختلف مع أحد في أن جرائم بعض الكتائب ال‬ ‫تختلف كثيرآ عن جرائم بعض الثوار فهذه بتلك ‪ ،‬وأمتنى أن يكون التسامح والتصالح وهذا من‬ ‫شيم األنبياء ‪ ،‬وبهذا نصل إلى مبدأ العدالة االنتقاليه وننتقل ملرحلة البناء ولن أفقد األمل في‬ ‫أهلنا ونخوتهم في ليبيا ‪ ،‬فهم دائماً أبناء أصل ونبالء ‪،‬فلو نظرنا من البدايــة إلى املصاحلة‬ ‫كأولوية وضرورة قصــوى ملا نزفت جراحنا ‪ ،‬و يا ليت الليبيني يقتدون بسيد البشر عندما‬ ‫قال اذهبــوا فأنتم الطلقاء‪ ،،،‬فهناك حكمة في اليابان تقول ال تعبر جسراً حتى تصل إليـــه وال‬ ‫أريد من احلكومة أن تقرر عودتهم دون مصاحلة ومكاشفة كما جاء في بيان عمداء البلديات‬ ‫ومطالبتهم بالعودة قبل يوم ‪،،،2015/12/31‬بل أمتنى من احلكومة أن تعمل باحلكمة التي‬ ‫تقول «فعل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي» حتى تكون املصاحلة ذات قيمــة‬ ‫وجدوى ‪ .‬فعدد املهجرين ليس بالقليل وال نريدهم إال أن يكونوا سنداً لنا ال حم ً‬ ‫ال يزيد من‬ ‫جراحنا ويثقل أكثر مما حتمله كواهلنا ‪ ،‬على الساسة واحلكماء والعقالء أن يجدوا حلوالً‬ ‫تتالءم مع املرحلة وأعتقد بأن تفعيل دور القضاء مهم جداً ‪ ،‬يجب إصدار قانون عفو عام على‬ ‫كل الليبيني ويتحاكم من ثم كل املتهمني وفقاً لقانون العقوبات الليبي ال وفق أحكام مسبقة‬ ‫تصدر بشكل عام على كل املهجرين ‪ ،‬فاألصل في االنسان البراءة واملتهم برئ حتى تثبت إدانته‬ ‫‪ ،‬كما يجب في الوقت الراهن متابعة حال املهجرين في اخلارج ومحاولة دعمهم مادياً ومعنوياً‬ ‫كمواطنني ليبيني ‪ ،‬وحتى ال يتم استغاللهم من قبل جهات اخرى قد تستغل وضعهم الراهن ‪،‬‬ ‫فكل ذلك مسكنات لهم الى حني ان نصل الى حلول جذرية تنهي معاناتهم ‪.‬‬


‫‪16‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫بينما قوات الجيش تدق أبواب طرابلس‬ ‫ّ‬

‫ليون يلعب على حبلي الجزائر والمغرب!‬

‫عمر الكدي‬ ‫قرر رئيس بعثة األمم املتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون دعوة‬ ‫املزيد من النشطاء واملستقلني إلى جلسات حوار اجلزائر‪ ،‬وفسر‬ ‫البعض توسيع احلوار في اجلزائر للضغط على املتحاورين في‬ ‫الصخيرات باملغرب‪ ،‬أو رمبا استشعر ليون أن حوار الصخيرات‬ ‫يسير في طريق مسدود‪ ،‬فقرر املراهنة على حوار اجلزائر‪.‬‬ ‫من بني كل نزاعات العالم متيز النزاع في ليبيا بتعدد املسارات‪،‬‬ ‫ف��اإلض��اف��ة إل ��ى امل �س��اري��ن في‬ ‫اجلزائر واملغرب‪ ،‬شهدت جنيف‬ ‫ح���وارا ب�ين رؤوس� ��اء املجالس‬ ‫البلدية في ليبيا‪ ،‬وح��واراً في‬ ‫الداخل بني القبائل الليبية‪ ،‬في‬ ‫ح�ين ش�ه��دت األزم ��ة اللبنانية‬ ‫ح�� ��وارا واح�� ��دا ف ��ي ال �ط��ائ��ف‬ ‫نتج عنه االتفاق الشهير الذي‬ ‫أن� �ه ��ى احل�� ��رب األه� �ل� �ي ��ة‪ ،‬ث��م‬ ‫اتفاق آخر في الدوحة عندما‬ ‫توترت العالقات بني الطوائف‪،‬‬ ‫ومن السهل جدا دع��وة رؤساء‬ ‫الطوائف في لبنان وإذا اتفقوا‬ ‫س�ي�ع��م ال��س�ل�ام رب� ��وع ال �ب�لاد‪،‬‬ ‫وهم معروفون ويتوارثون قيادة‬ ‫طوائفهم كابر عن كابر‪ ،‬أما في‬ ‫ليبيا فالوضع معقد وال يعرف‬ ‫ليون بالضبط من يدعو‪.‬‬ ‫في البداية بدأ مبجلس النواب‬

‫فأجرى في غدامس حواراً بني النواب القادمني من طبرق‪ ،‬ونظرائهم‬ ‫املقاطعني للمجلس‪ ،‬ثم ضم إلى احلوار في جنيف مجموعة من‬ ‫املستقلني بعضهم كانوا أعضاء في املؤمتر الوطني‪ ،‬وأخيرا ضم‬ ‫ممثلني عن املؤمتر في حوار الصخيرات‪ ،‬بينما في حوار اجلزائر‬ ‫وجه الدعوة إلى ممثلني خلمسة أحزاب وستة مستقلني‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من االختالف السياسي الشديد بني املتحاورين في اجلزائر‪،‬‬ ‫وبعضهم ميلك مليشيات على‬ ‫األرض‪ ،‬م �ث��ل ح ��زب ال �ع��دال��ة‬ ‫والبناء‪ ،‬وعبد احلكيم باحلاج‬ ‫رئ �ي��س ح ��زب ال��وط��ن‪ ،‬وممثل‬ ‫عن حتالف القوى الوطنية‪ ،‬إال‬ ‫أن املتحاورين اتفقوا بسرعة‪،‬‬ ‫بينما ال يزال حوار الصخيرات‬ ‫متعثرا‪ ،‬ألن املتحاورين هناك‬ ‫ال ميلكون تفويضا كامال من‬ ‫مجلس النواب واملؤمتر الوطني‪،‬‬ ‫وعليهم ال�ع��ودة إل��ى قواعدهم‬ ‫ف��ي ك��ل م� ��رة‪ ،‬ل�ل�ح�ص��ول على‬ ‫املوافقة على املقترح أو تعديله‪،‬‬ ‫ب�ي�ن�م��ا ل��م ي�ح�ت��ج امل �ت �ح��اورون‬ ‫ف ��ي اجل ��زائ ��ر إل���ى م �ث��ل ه��ذه‬ ‫اإلجراءات الطويلة‪.‬‬ ‫ينقسم أعضاء مجلس النواب‬ ‫ح � ��ول احل � � ��وار ف� ��ي امل� �غ ��رب‪،‬‬ ‫فبعضهم ي��راه��ن على احل��وار‬

‫يفسر توسيع احلوار في اجلزائر‬ ‫البعض ّ‬ ‫للضغط على املتحاورين في الصخيرات‬

‫املتحاورون في املغرب واجلزائر سيناقشون‬ ‫مسودة األمم املتحدة‬ ‫بند الترتيبات األمنية سيشهد تعنت ًا من‬ ‫الطرفني وسيستغرق وقت ًا طويال‬


‫الشعب واجليش ‪ ..‬يد واحدة‬

‫وعلى تقدمي تنازالت‪ ،‬والبعض اآلخر ال يرفض احلوار وإمنا يضع‬ ‫شروطا تعجيزية‪ ،‬وآخ��رون يرفضون احل��وار بالكامل ويعتبرونه‬ ‫م��ؤام��رة‪ ،‬بينما ينظر أع�ض��اء امل��ؤمت��ر الوطني للحوار باعتباره‬ ‫فرصة لتكريس شرعيتهم التي انتزعوها بقوة السالح‪ ،‬وأيضا‬ ‫العبور إلى الضفة األخرى عن طريق القفز إلى قارب احلوار‪ ،‬ومنه‬ ‫إلى املجلس الرئاسي الذي اقترحوا اقتسامه مع أعضاء مجلس‬ ‫ال�ن��واب‪ ،‬وحتى اآلن لم يتحاور‬ ‫أعضاء املجلس وأعضاء املؤمتر‬ ‫وجها لوجه‪ ،‬بل إنهم حتاشوا‬ ‫حتى املصافحة‪ ،‬وهو ما يزيد‬ ‫م��ن م�ت��اع��ب ل �ي��ون‪ ،‬ال ��ذي ك��ان‬ ‫يتنقل بني القاعات في قصر‬ ‫امل��ؤمت��رات بالصخيرات ليبلغ‬ ‫املتحاورين كل على حدة بنتائج‬ ‫مباحثاته‪ ،‬وهكذا أصبح أشبه‬ ‫بساعي بريد بني اخلصمني‪.‬‬ ‫امل � � �ت � � �ح� � ��اورون ف � ��ي امل� �غ���رب‬ ‫وامل � �ت � �ح� ��اورون ف���ي اجل ��زائ ��ر‬ ‫س��ي��ن��اق��ش��ون م � �س� ��ودة األمم‬ ‫امل�ت�ح��دة‪ ،‬ال�ت��ي تقترح تشكيل‬ ‫حكومة وفاق وطني والترتيبات‬ ‫األم�ن�ي��ة‪ ،‬وه ��ذه امل ��رة سيحمل‬ ‫أعضاء مجلس النواب أسماء‬ ‫امل��رش �ح�ين ل��رئ��اس��ة احل�ك��وم��ة‬ ‫ون��ائ��ب��ي رئ �ي �س �ه��ا‪ ،‬وه� ��و أم��ر‬

‫يتوقع أن يتم االتفاق حوله بسهولة‪ ،‬بينما سيشهد بند الترتيبات‬ ‫األمنية تعنتا من الطرفني وسيستغرق وقتا طويال‪ ،‬فاحلكومة‬ ‫القادمة سيكون مقرها طرابلس وحتتاج إلى تأمني في مدينة تعج‬ ‫باملليشيات باإلضافة إلى تنظيم داعش والقاعدة‪ ،‬وجميع هذه‬ ‫املليشيات عليها االنسحاب من طرابلس‪ ،‬بينما اجليش الليبي‬ ‫والقوات املساندة لها تدق أب��واب طرابلس من العزيزية وتتقدم‬ ‫بعد السيطرة على الساعدية‬ ‫وال�ن��اص��ري��ة‪ ،‬ف��ي ال��وق��ت ال��ذي‬ ‫ت � �ن� ��دد ف� �ي ��ه األمم امل��ت��ح��دة‬ ‫واالحت ��اد األوروب ��ي بالتصعيد‬ ‫العسكري في املنطقة الغربية‪.‬‬ ‫ي��درك ليون أن الورقة األمنية‬ ‫سيحتاج لتمريرها وفرضها‬ ‫إل ��ى ع �ق��وب��ات دول �ي��ة ع�ل��ى كل‬ ‫م� ��ن ي� �ع ��رق ��ل احل�� � � ��وار‪ ،‬وه ��و‬ ‫م ��ا أك � ��ده االحت� � ��اد األوروب� � ��ي‬ ‫مطلع األس �ب��وع امل��اض��ي على‬ ‫لسان املفوضة العليا للشؤون‬ ‫اخلارجية فيدريكا موغيريني‪،‬‬ ‫التي هددت مبحاسبة املعرقلني‬ ‫ل� �ل� �ح ��وار ال� ��وط � �ن� ��ي‪ ،‬وه�� ��ؤالء‬ ‫املعرقلون ليسوا فقط املتعنتني‬ ‫ف��ي ال�ص�خ�ي��رات‪ ،‬وإمن��ا أيضا‬ ‫الذين ال ي��ري��دون التوقف عن‬ ‫القتال وخاصة قرب طرابلس‪،‬‬

‫احلكومة القادمة حتتاج إلى تأمني في عاصمة‬ ‫تعج باملليشيات وداعش والقاعدة‬ ‫ليون يترك بعض البنود في مسودة االتفاق‬ ‫غامضا ‪ ..‬وال يشير للجيش كمؤسسة شرعية‬ ‫فيدريكا تهدد مبحاسبة املعرقلني «للحوار‬ ‫الوطني»‬


‫‪18‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫مليشيات فجر ليبيا‬

‫وألول مرة سنرى اجليش الليبي أو القوات املساندة له ومعظمها‬ ‫من «جيش القبائل» ضمن األطراف التي ستتعرض إلى العقوبات‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى قوات فجر ليبيا‪.‬‬ ‫ال ينظر املبعوث الدولي إلى الكيانني التشريعيني في ليبيا مثال‬ ‫ينظر اليهما الليبيون‪ ،‬الذين ينحازون ملجلس النواب الذي انتخبه‬ ‫اجلميع أو إلى املؤمتر الوطني الذي انتخب وانتهت واليته‪ ،‬هو‬ ‫ينظر إليها باعتبارهما ط��رف��ان يتنازعان السلطة ف��ي البالد‪،‬‬ ‫ولكليهما قوات موجودة على األرض بغض النظر عن الشرعية‪،‬‬ ‫فعندما تقوم احل��رب األهلية ال معنى للشرعي إذا متكن غير‬ ‫الشرعي من السيطرة على العاصمة‪ ،‬وهو بالضبط ما حدث في‬ ‫لبنان عندما هيمن حزب الله على املسرح السياسي بقوة سالحه‪،‬‬ ‫وأيضا ما ح��دث في غ��زة عندما استولت حماس على القطاع‬ ‫وطردت قوات السلطة الفلسطينية‪.‬‬ ‫العراب ليون ‪ ..‬ولعبة خلط األوراق‬


‫هل يتآمر ليون على اجليش ؟‬

‫عضو القاعدة السابق من أطراف احلوار‬

‫م��ن ب�ين ال�ت��رت�ي�ب��ات األم�ن�ي��ة وج ��ود ق ��وات حت�م��ي احل�ك��وم��ة في‬ ‫ط��راب�ل��س‪ ،‬ون�ظ��را ألن طرابلس تسيطر عليها مليشيات اآلن‪،‬‬ ‫مطلوب منها اخل��روج منها والتمركز على مسافة سيتفق عليها‬ ‫املتحاورون‪ ،‬وألنه ال وجود للجيش الليبي باملعنى الفني‪ ،‬وهو في‬ ‫حاجة إلى إعادة تأسيسه األمر الذي يستغرق سنوات‪ ،‬فال مفر‬ ‫هنا من اللجؤ إلى قوات دولية تتولى حماية احلكومة واملقرات‬ ‫الرسمية‪ ،‬وفي نفس الوقت إذابة بعض هذه املليشيات في اجليش‬ ‫اجلديد بشكل فردي وليس جماعي‪ ،‬فهل سيقبل هؤالء بأن يكون‬ ‫الفريق حفتر قائد عاما لهذا اجليش؟ أم أن على مجلس النواب‬ ‫التضحية به؟ وهل املجلس مستعد لهذا القرار الذي سيعارضه‬ ‫بشدة الكثير من قبائل الشرق؟ لذلك ترك ليون بعض البنود في‬ ‫املسودة غامضا‪ ،‬ولم يشر إلى اجليش باعتباره مؤسسة شرعية‪،‬‬ ‫وكأنه يعيد صياغة البالد من الصفر مع تأكيده على أن مجلس‬

‫اإلخوان ‪ ..‬تعطش مزمن للسلطة‬

‫النواب هو من سيعتمد احلكومة القادمة‪ ،‬وهو من سيراقبها‪.‬‬ ‫يحاول ليون حل هذه املشكلة باقتراحه تأسيس املجلس األعلى‬ ‫لألمن القومي‪ ،‬الذي سيضم عدة رؤوس عسكرية وأمنية من بينهم‬ ‫حفتر‪ ،‬بدال من أن يتركه وحيدا على رأس اجليش‪ ،‬ولهذا اقترحت‬ ‫املسودة أن يكون رئيس احلكومة هو القائد األعلى للجيش الليبي‬ ‫وليس رئيس مجلس ال�ن��واب‪ ،‬باعتبار أن ه��ذا املنصب تنفيذي‬ ‫وليس تشريعيا‪ ،‬وسيكون رئيس احلكومة القادمة ونائبيه مقربني‬ ‫م��ن ل�ي��ون‪ ،‬ال��ذي سيتولى حمايتهم ع��ن طريق ال�ق��وات الدولية‪،‬‬ ‫وتوفير كل الدعم الفني لهم‪ ،‬وعندها سينصت هؤالء للمبعوث‬ ‫األمم��ي أكثر من االنصات إل��ى مجلس ال�ن��واب‪ ،‬ه��ذا السيناريو‬ ‫سيكون محتمال إذا جنح احلوار في املغرب‪ ،‬أما إذا فشل فسيكون‬ ‫حوار اجلزائر هو الفرصة األخيرة في بلد تعود على تضييع جميع‬ ‫الفرص‪.‬‬


‫‪20‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫داعشلوجيا‬

‫ضحايا التفتيش‬

‫اإلنسانية ينالها التآكل‪ ,‬ويغطيها الصدأ عنوة‪!!...‬‬ ‫مات آخر اإلنبياء ودف��ن‪ ..‬وم��ات من قبله أنبياء كثر‬ ‫وصديقون وق��دي��س��ون‪ ,‬والزال امل��وت يقتات األنفس‬ ‫الطاهرة بلذة مربكة‪ ,‬ويقتات األنفس النجسة بلذة‬ ‫م��رب��ك��ة أخ����رى‪ ..‬والزال����ت األع�ي�ن جت��ح��ط وت��غ��رورق‬ ‫بالدموع وأعني أخرى تنافق وتشم البصل إلستدرار‬ ‫دموعها إمعان ًا ف��ي النفاق أو رمب��ا إتقان ًا للتمثيل‬ ‫وتطبيق ًا حلبكة املخرج اخلفي‪!!...‬‬ ‫أبناء آدم ليسوا طيبني‪ ,‬وال هم أطهار وال أبرار ‪ ,‬وليسوا‬ ‫رواد ًا صادقون وأوفياء للرحمة‪!..‬‬ ‫موقـف ال‬ ‫قد يكون آدم «أبونا» العاقل‪ ,‬قد ت��ورط في‬ ‫ٍ‬ ‫يحسد عليه «بعدما عرف اللذة» وت��زوج من «ليليث»‬ ‫فعالً ‪ ,‬وأجنب منها أخوة لنا أو أجنبنا منها‪ ,‬وأصبح‬ ‫هنالك شياطني أبالسة وشياطني آدميون «شياطني‬ ‫جن وشياطني أنس»‪ ,‬وامتهنوا وفق ما حتمل سالسل‬ ‫وأغ�ل�ال الــــ «‪ ,»DNA‬التي ورث��وه��ا أف��ع��ال الشيطنة‬ ‫وح��اف��ظ��وا ع��ل��ى م��واص��ف��ات��ه��م وال���ت���زم���وا ال إرادي����� ًا‬ ‫بكتالوجاتهم األصلية‪!..‬‬ ‫العقيدة تقتل وكذا احلب «لفظ سقط عمداً»‪!!!...‬‬

‫عبدالواحد حركات‬

‫الداعشلوجيـــــــ‬ ‫أبناء آدم منحرفون «إال ما ندر» ومحرفون للحقائق ‪ ,‬وبارعون جداً‬ ‫في التضليل ‪ ,‬وعمالة مؤهلة ورخيصة ملمارسة الضالل وتشريعه ‪..‬‬ ‫ويكاد يكون أؤلئك املتشيطنون الذين اضطهدوا املسيح «عليه السالم»‪,‬‬ ‫وأذاق��وا «مرمي العذراء» ويالت القهر وجرعوا «زكريا وابنه يحي ‪/‬‬ ‫يوحنا» م��رارة العيش امل��وت‪ ..‬رواد ومبتكري أساليب حرب العقيدة‬ ‫بالعقيدة املضادة ‪ ,‬ومهندسو خطط حرب ومكافحة عقائد احلقيقة‬ ‫الكبرى بعقائد احلقائق الصغري املعقلنة أو املهضومة بالعادة والتآلف‬ ‫واملساكنة ‪!!..‬‬


‫احلواريون كانوا بسـطاء وغرباء ‪ ..‬ال سبيل لهم‬ ‫وال قدرة على مواجهة اضطهاد أحبار اليهود‬ ‫أبناء آدم منحرفون ـ إال ماندر ـ محرفون للحقائق‬ ‫وبارعون في التضليل‬

‫ــــــــــا في محاكم التفتيش!!‬ ‫محاكم التفتيش ـ رسم تعبيري‬

‫صدقوا ‪ ..‬أن احلقيقة هي الفقيد األكبر في هذه احلياة ‪ ..‬وثقوا ‪..‬‬ ‫أن احلياة دائرة مغلقة تبدأ بنقطة وتنتهي عند ذات النقطة ‪ ..‬واملتفوق‬ ‫فيها من يظل مكانه متمتعاً بجهالته أو فطريته إلي أقصى حد ‪!..‬‬ ‫قدمياً أقنع أحبار اليهود بالــــ «سنهدرين» في القدس الرومان وبسطاء‬ ‫اليهود أن املسيح جدف على الله ‪ ,‬وأن الكلمة الطاهرة التي ألقاها‬ ‫األله برحم «مرمي بنت عمران» خالف شريعة «موسى» وتطاول على‬ ‫القيصر ‪ ,‬واجترحوا بحقه من القول والفعل ما يذهل احلجر األصم‪,‬‬ ‫وهتفت ورائهم اجلموع آن��ذاك وصنعوا ما أرادوا ‪ ,‬وع��ادوا مكللني‬

‫بالفخار منتصرين في معركتهم ‪ ,‬وصاحوا كالديوك على دمناتهم ‪,‬‬ ‫وواصلوا الصيحات لعقود وأزمان وأجيال حتى بات صياحهم عقيدة‬ ‫متوارثة ومقدسة ومحصنة وسد ورائها ألف باب وباب ‪!..‬‬ ‫ك��ان مع املسيح اثنى عشر تلميذاً ‪ ,‬تشتتوا بأقطار األرض وف��روا‬ ‫بعقيدتهم من أتون اإلضطهاد اليهودي والروماني ‪ ,‬وحتولوا إلي طرائد‬ ‫ضعيفة تطاردها ظالل اخلوف ‪ ,‬وتدل عليهم أصابع الليل ‪ ,‬وتشي بهم‬ ‫غــمازات الشمس في الصباح ‪!..‬‬ ‫ما كان حلواريو املسيح رفع أعباء العقيدة والتبشير لوال عناية‬


‫‪22‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫داعشلوجيا‬ ‫هتاف الدعوة للمسيحية كان خافتا خوفا من‬ ‫االضطهاد اليهودي والروماني‬ ‫احلقيقة هي الفقيد األكبر في هذه احلياة‬ ‫املسيحية ظلت مطاردة بالنمط الداعشلوجي اليهودي‬ ‫ممتهنو العنف من سلطويي الشرائع درجوا على‬ ‫ازدراء املجددين‬

‫غرناطة كانت شاهدة على الداعشلوجيا املسيحية‬

‫الله وفتحه ‪ ,‬فقد كان احلواريون بسطاء وغرباء ‪ ,‬ال سبيل لهم‬ ‫وال قدرة على مواجهة اضطهاد أحبار اليهود ‪ ,‬فقد كانوا (أناس‬ ‫الطريق) كما وصفهم أع��داؤه��م اليهود الفريسيون ‪ ,‬ول��م يكن‬ ‫أمامهم سوى الفرار ومغادرة « القدس « طلباً للنجاة بأبدانهم من‬ ‫العذابات والصلب والقتل ‪!! ..‬‬ ‫اإلنتقال الرهيب م��ن ع��داء املسيحيني ومطاردتهم ورجمهم إلي‬ ‫مناصرتهم ورف��ع عقيدتهم ال��ذي حدث مع «ش��اؤول الطرسوسي ‪/‬‬ ‫بولس» أحدث تغييراً كبيراً في املسيحية ‪ ,‬وأمدها بزخم استثنائي‬ ‫ونشرها وسط أمم أخرى بعدما كانت حبيسة اليهود ‪ ,‬وجعل عبر‬ ‫رسائله منهج لعقيدة املسيح سرعان ما تطور ‪ ,‬واستقطب األنصار‬ ‫واألتباع من بقاع الدنيا ‪ ,‬وحتولت أقوال املسيح ووصاياه إلي قراطيس‬ ‫تتناقلها األيدي ويهتف بها دعاة املسيحية في املدائن وقرى األرياف‪!!..‬‬ ‫هتاف الدعوة للمسيحية ك��ان خافتاً ‪ ,‬ويعبر األنفس همساً وفي‬ ‫اخلفاء خوفاً من اإلضطهاد اليهودي واإلضطهاد الروماني ‪ ,‬فأوائل‬ ‫املسيحيون ظلوا طوال قرون ضحايا لإلضطهاد والعداء ‪ ,‬فكان اليهود‬ ‫جميعاً أعداء معتقد وشريعة ‪ ,‬وكان الرومان أعداء معتقد وسلطة ‪,‬‬ ‫فوقع املسيح وتالميذه ضحايا للعداء اليهودي ‪ ,‬وظل أتباع املسيحية‬ ‫ضحايا وطرائد للرومان ‪ ,‬فاتهمهم اإلمبراطور «نيرون» بإحراق روما‬ ‫‪ 97‬م » ‪ ,‬وعذبهم وزج بهم في احللبات بعدما ألبسوا جلود احليوانات‬ ‫لتمزقهم األس��ود والكالب ‪ ,‬وطاردهم اإلمبراطور «ت��راج��ان» وأمر‬ ‫بقتلهم وإعدامهم بطرق وأساليب وحشية ‪!!...‬‬ ‫البواعث الفكرية ملا نال املسيحيون من إضطهاد وتشريد وإعدامات‬ ‫جماعية وحرق وتقدميهم كقرابني لآللهة الرومانية الوثينية ‪ ,‬كان ورائها‬ ‫فكر إقصائي مشوه مدعم بالعنف ومشدوداً إلي نزعات معتقدية‬ ‫مصلدة ضد النقض أو التصحيح أو اإلنفتاح ‪ ,‬وممتهنو العنف من‬ ‫سلطويي الشرائع أو احلكام درجوا على إزدراء املجددين وأتخذوا من‬ ‫عقائدهم املوروثة وسائل ترسيخ ملبادئهم ومنطلقات أساسية ألفعالهم‬ ‫املوسومة بالعنف ‪ ,‬فاكتست أزمان طويلة عقب ظهور املسيح بحملة‬ ‫أمناط مزامنة من الداعشلوجيا ووجهوها بأسم العقيدة املوروثة إلي‬ ‫رواد التغيير في زمانهم ومكانهم ‪’ !...‬‬ ‫ظلت عقيدة املسيح مطادرة ومشردة طيلة ثالثة ق��رون ‪ ,‬وحينما‬ ‫صدر مرسوم «ميالنو – ‪ 313‬م»‪ ..‬واعتنق اإلمبراطور الروماني‬

‫فردناندو وايزابيال‬

‫«قسطنطني» املسيحية وجعل السلطات الرومانية تتعامل بحياد مع‬ ‫شؤون العبادة ‪ ,‬فاتيحت للمسيحية وأتباعها فرصة العلن والترسخ‬ ‫كعقيدة بديلة للوثنية التي س��ادت إمبراطورية ال��روم��ان ‪ ,‬إال أن‬ ‫املسيحية لم تنل حظاً ولم جتد سبي ً‬ ‫ال في األوس��اط اليهودية ‪ .‬بل‬ ‫ظلت مطاردة بالنمط الداعشلوجي اليهودي ‪ ,‬وملعونة من قبل أعداء‬ ‫املسيح األوائ��ل‪ ,‬وأستطاعت املسيحية أن تقهر الوثنية وتقصيها ‪,‬‬ ‫وتصبح الديانة الرسمية لإلمبراطورية الرومانية في عهد (ثاوذو‬ ‫سيوس) ‪ ,‬والتحمت مذ ذاك العهد بسلطات احلكم وصارت مكملة‬ ‫لها وأداة سياسية بيدها‪ ,‬وقد أقيمت كنيسة القيامة في القدس‬ ‫وكنيسة «آجيا صوفيا» في القسطنطينية بأمر السلطات التي حاكمت‬ ‫املسيح ‪ /‬عليه السالم ‪!!...‬‬ ‫تعملق املسيحية وسطوعها لم يفلح في القضاء على اليهودية ‪ ,‬وبرغم‬ ‫اإلضطهاد الذي نال املسيح وأتباع عقيدته من اليهود على مر أزمان ‪,‬‬ ‫لم حتدث معارك أو نزاعات شرائعية حتت رايات مسيحية ضد أتباع‬ ‫اليهودية ‪ ,‬ولكن ظهور اإلسالم في شبه جزيرة العرب ونبوة عربي من‬ ‫نسل «اسماعيل بن إبراهيم» لم يرق لليهود ‪ ,‬ولم يرق للمسيحيني ‪,‬‬ ‫واتخذ التصحيح للشرائع سبي ً‬ ‫ال مختلفاً ‪ ,‬وجابهه دواعش مصلدين‬ ‫بالشرائع السابقة بعد العبث بها وتطويعها ‪!!...‬‬ ‫ظهور اإلسالم ومواجهته العلنية والسريعة من قبل عبدة األصنام‪,‬‬


‫رسم تعبيري لليوم األخير في غرناطة‬

‫وتعرض النبي «محمد ‪ /‬عليه السالم» ل�لأذى والتهجير ومقاتلته‬ ‫وأتباعه في معارك محشوة باجلاهلية والسلطوية ‪ ,‬مثلت مفتتح‬ ‫لصدامات عميقة من قبل أعداء متنوعني ومتقاربني أو متوافقني في‬ ‫داعشلوجيتهم املظلمة ‪ ,‬وإن اختلفت ذرائعهم أو عقائدهم أو ألسنتهم‬ ‫وأمكنتهم وإنتماءاتهم ‪!!...‬‬ ‫إن أوض��ح ص��ورة وأكثر ح��االت الداعشلوجيا جتلي التي واجهها‬ ‫أتباع اإلسالم متثلت في حقبة محاكم التفتيش اإلسبانية في القرن‬ ‫السادس عشر ‪ ,‬وكان البكاء املخزي لـــــــ « أبو عبدالله الصغير» بعدما‬ ‫سلم غرناطة للقشتاليني « ‪ 1492‬م » صافرة البداية إلطالق أيدي‬ ‫الداعشلوجيني املسيحيني ‪ ,‬لتبتكر وترتكب أشنع املجازر ‪ ,‬وتوطن‬ ‫ملسيرة إذالل مريعة حتت ذرائع العقيدة وحتت مسمى احلرب املقدسة‬ ‫ومباركة البابا وزعامة امللكيني القشتاليني «فرناندو وايزابيال» ‪ ,‬وقد‬ ‫كانت خسارة املسلمني حلكم املمالك األندلسية بداية خروج اإلسالم‬ ‫احلقيقية من إسبانيا ‪!!..‬‬ ‫كانت أكاذيب التسامح واإلحترام تتالشى يوماً بعد يوم أم��ام واقع‬ ‫يواجهها بالبغض واإلزدراء ومبيراث كبير من الكراهية واملناقضة ‪,‬‬ ‫وكان مسلمو إسبانيا يتحركون باجتاه الفناء بسالسة مريبة ‪ ,‬فإزدادت‬ ‫ضغوط وإم�لاءات الفئة الغالبة ‪,‬‬ ‫وأضحوا طرائد ضعيفة حملاكم‬ ‫التفتيش التي أُقيمت في القرن‬ ‫ال �ث��ان��ي ع �ش��ر ب��أم��ر الكنيسة‬ ‫ال�ك��اث��ول�ي�ك�ي��ة ووج��ه��ت ض��د «‬ ‫الكاثاريني « وطالت بأمر امللكة‬ ‫«إزاب�� �ي�ل��ا‪1477 -‬م» ال�ي�ه��ود‬ ‫املتحولني إل��ي املسيحية طمعاً‬ ‫ف��ي أم��وال �ه��م ’ وال��ت��ي ص��ارت‬ ‫غنائم وأم�ل�اك تابعة للكنيسة‬ ‫الكاثوليكية بعدما حتولت إسبانيا‬ ‫إل� ��ي مم �ل �ك��ة دي �ن �ي��ة مسيحية‬ ‫كاثوليكية ‪ ,‬لسلطات الكنيسة اليد‬ ‫الطولى واألمر األول والفصل في‬ ‫كل أمر ٍ وحني ‪!!!...‬‬

‫إنتهت الكنيسة الكاثوليكية ورهبانها م��ن اليهود املتحولني إلي‬ ‫املسيحية‪ ,‬وبدأت حملتها األكبر واألشنع ضد املسلمني ‪ ,‬فشرعت‬ ‫في ضييق اخلناق عليهم وأصدر امللك الكاثولوكي مرسوماً يقضي‬ ‫بإجبار املسلمني على التنصر ‪ ,‬وب��دأت بإسلوب دراماتيكي تنمو‬ ‫ثقافة العداء املفخخة باأللفاظ واألوصاف املهينة واحملبطة ‪ ,‬ف ُوصف‬ ‫املسيحيون وأبناؤهم الذين اعتنقوا اإلس�لام بالـــ «علوج» ‪ ,‬وأصبح‬ ‫جموع املسلمني الذين انضموا حتت األلوية النصرانية وحافظوا على‬ ‫شرائعهم يسمون «باملدجنني»‪ ,‬وقد منعوا من ت��داول اللغة العربية‬ ‫وأح��رق��ت كتبهم ومكتباتهم ‪ ,‬وفرضت عليهم في مملكة قشتالة‬ ‫اإلق��ام��ة بأحياء خاصة وإرت ��داء مالبس حتمل عالمات مميزة ‪,‬‬ ‫وألغيت تراخيص حمل السالح التي بحوزتهم ‪ ,‬ومـُـنع مدجنو غرناطة‬ ‫من حق شراء األراض��ي بسهولها ‪ ,‬واستمر ت املواجهة صماء بني‬ ‫مملكة إسبانيا الكاثوليكية وبني من كانوا مسلمني وصاروا مدجنني‬ ‫ثم موريسكيني‪!!..‬‬ ‫املسيحية التى عانت اإلضطهاد وظ��ل أتباعها األوائ ��ل مطاردين‬ ‫من حملة مناهج الداعشلوجيا من أتباع روم��ا الوثنية وم��ن أتباع‬ ‫«السنهدرين» اليــهود ‪ ,‬استطاعت خالل قرون إفراز داعشلوجيني‬ ‫مسيحيني ‪ ,‬جعلوا من عقيدهم‬ ‫وكنيستهم وصليبهم وسائل إذالل‬ ‫وتشريد ملعتنقي عقيدة «محمد‬ ‫‪ /‬عليه ال��س�ل�ام» ال �ت��ي ج��اءت‬ ‫لتصحح ما اقترفوا من أخطاء‬ ‫بحق شريعة املسيح ‪!!..‬‬ ‫دائرة احلياة املقفلة تتناظر فيها‬ ‫احمل�ط��ات وتتوافق فيها النقاط‬ ‫وتتقارب علي محيطها األحداث‬ ‫‪ ..‬وإختالفات التفاصيل أو العلل‬ ‫يعبر عن جتسيد متزامن مع واقعه‬ ‫ألفكار أو رؤى أصيلة‪ ,‬قد تكون‬ ‫أسسها أو مساربها وإشراقاتها‬ ‫متمكنة م��ن طبيعة اإلن �س��ان أو‬ ‫متداخلة فيه منذ البدء ‪!!..‬‬

‫كنيسة القيامة وكنيسة آجيا صوفيا أقيمتا بأمر‬ ‫السلطات التي حاكمت املسيح !!‬ ‫بكاء «الصغير» صافرة البداية إلطالق أيدي‬ ‫الداعشلوجيني املسيحيني‬


‫‪24‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫ليبيا في صحافة األسبوع‬

‫«الصداقة الليبية ‪ -‬األميركية»‬ ‫تدعو مسؤولين بالكونغرس‬ ‫لدعم ليبيا إنسانيًا‬ ‫بوابة الوسط ‪:‬‬ ‫دعت جمعية الصداقة الليبية ‪ -‬األميركية عد ًدا من املسؤولني األميركيني إلى‬ ‫توفير االحتياجات اإلنسانية لبنغازي واملدن التي تعاني اشتباكات مسلحة في‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫جاء ذلك خالل لقاءات عدة جمعت ممثلي اجلمعية مع مسؤولني في الكونغرس‬ ‫ومجلس الشيوخ األميركيني‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬قالت رئيسة اجلمعية املشاركة‪ ،‬ويندي كيسلك‪ ،‬لـ «بوابة الوسط»‪، ،‬‬ ‫إنها التقت ورئيس اجلمعية الدكتور صالح الدين شريف ك ً‬ ‫ال من املشرع بلجنة‬ ‫اخلارجية والشرق األوسط مبجلس الشيوخ األميركي‪ ،‬جوزيف بيرنتي‪ ،‬ومساعدي‬ ‫كل من عضو الكونغرس السيناتور‪ ،‬جون ماكني‪ ،‬وعضو الكونغرس السيناتور‪ ،‬راين‬ ‫كوستيلو‪ ،‬لتوضيح األزمات اإلنسانية التي يعانيها السكان في ليبيا‪.‬‬ ‫وأكدت «كيسلك» رغبة جميع املسؤولني األميركيني في معرفة حقيقة األوضاع في‬ ‫ليبيا التي غابت عنهم بسبب عدم وجود سفارة لبالدهم بها منذ أزمة القنصلية‬ ‫في ‪ ،2012‬مؤكد ًة أن جمعية الصداقة الليبية ‪ -‬األميركية نقلت بشكل كامل‬ ‫معاناة املدنيني في بنغازي وليبيا عمو ًما‪.‬‬ ‫وأشارت «كيسلك» إلى أن العالم اخلارجي غير مدرك حلقيقة األزمة اإلنسانية‬ ‫احلادة التي أثرت على حياة املدنيني في بنغازي‪ ،‬حيث جرى االعتداء على عدد‬ ‫من املستشفيات‪ ،‬بينما تعاني أخرى نقص في األدوية واإلمداد الطبي‪.‬‬ ‫كما ج��رى إي�ق��اف ال��دراس��ة ف��ي امل ��دارس واجل��ام�ع��ات مل��ا ي�ق��ارب ال�ع��ام الكامل‪،‬‬ ‫وام�ت�لأت امل ��دارس داخ��ل بنغازي وخارجها باملهجرين وال�ن��ازح�ين الفارين من‬ ‫جحيم االشتباكات‪ ،‬كما يعاني السكان انقطاع الكهرباء واالتصاالت ونقص املواد‬ ‫الغذائية األساسية في ظل جمود تام طال أغلب جوانب احلياة‪ ،‬وفق تعبيرها‪.‬‬ ‫وتعتبر جمعية الصداقة الليبية ‪ -‬األميركية ‪-‬التي أُسست في العام ‪ 2012-‬غير‬ ‫سياسية وال ربحية‪ ،‬تهدف إلى تعزيز التعاون بني ليبيا والواليات املتحدة األميركية‬ ‫في املجاالت الثقافية والتعليمية والتجارية والتقنية‪.‬‬

‫العربي‬

‫العربي يجدد التزام‬ ‫الجامعة العربية بدعم‬ ‫جهود المبعوث األممي‬ ‫في ليبيا‬ ‫روسيا اليوم ‪ :‬أك��دت جامعة ال��دول العربية في بيان األحد‬ ‫امل��اض��ي ‪ 12‬أب��ري��ل‪ ،‬التزامها بدعم جهود املبعوث األمم��ي‬ ‫اخل��اص إل��ى ليبيا ب��رن��اردي�ن��و ل�ي��ون إلق ��رار احل��ل السياسي‬ ‫لألزمة الليبية‪.‬‬ ‫وبينت اجلامعة العربية أنها توفر كل الدعم املطلوب ملجلس‬ ‫النواب الليبي واحلكومة الشرعية املنبثقة عنه‪ ،‬وفقا لقرارات‬ ‫مجلس اجلامعة الوزاري والقمة العربية في هذا الشأن‪.‬‬ ‫وص��در البيان إث��ر اللقاء ال��ذي جمع األم�ين ال�ع��ام للجامعة‬ ‫العربية نبيل العربي ووزير اخلارجية الليبي محمد الدايري‪،‬‬ ‫حيث استعرض الطرفان نتائج االتصاالت واملشاورات اجلارية‬ ‫بشأن ليبيا‪ ،‬في ضوء القرار األخير رقم ‪ 2214‬الصادر عن‬ ‫مجلس األمن في الـ ‪ 27‬من مارس املاضي‪.‬‬ ‫وكان مجلس األمن قد صوت في جلسته في الـ‪ 27‬من مارس‪،‬‬ ‫على قرارين رقمي ‪ 2213‬و‪ 2214‬اللذين نصا على متديد‬ ‫مهام بعثة األمم املتحدة لدى ليبيا‪ ،‬ووقف فوري إلطالق النار‬ ‫في البالد‪ ،‬إضافة إلى دعم اجلهود الليبية ملكافحة اإلرهاب‪،‬‬ ‫دون أن يستجيب لطلب حكومة األزم��ة برفع حظر التسليح‬ ‫على ليبيا‪.‬‬ ‫كما تطرق نبيل العربي ومحمد الدايري بخصوص اجلهود‬ ‫املبذولة على مستوى دول اجلوار الليبي واالحتاد األفريقي‪،‬‬ ‫إضافة إلى نتائج جوالت احلوار الدائرة حتت رعاية املبعوث‬ ‫اخلاص لألمني العام لألمم املتحدة إلى ليبيا‬ ‫وتناقش العربي والدايري حول التحضيرات اجلارية لالجتماع‬ ‫الذي تستضيفه اجلزائر ملمثلي األح��زاب السياسية الليبية‬ ‫خ�لال األي��ام املقبلة‪ ،‬وكذلك اجتماع ممثلي القبائل الليبية‬ ‫املنتظر عقده في مصر‪.‬‬


‫الثني ينفي وجود اتفاق ليبي‬ ‫سعودي لشراء النفط من ليبيا‬ ‫أخبار ليبيا ‪:‬‬ ‫نفى رئيس احلكومة الليبية املؤقتة «عبد الله الثني»‪ ،‬وجود أي اتفاق سرى‬ ‫ليبي – سعودي لشراء النفط الليبي‪ ،‬وقال الناطق الرسمي باسم احلكومة‬ ‫املؤقتة «ح��امت العريبي» في تصريح صحفي األح��د لوكالة أنباء الشرق‬ ‫األوسط تأكيد «الثني» نفيه القاطع وجود أي اتفاقات سرية‪ ،‬موضحا أن‬ ‫مثل هذه االدعاءات من شأنها زعزعة أمن واستقرار الوطن‪ ،‬مشددا على‬ ‫أن احلكومة ال تلجأ إال للقنوات الشرعية في مثل هذه اإلجراءات»‪ .‬وكان‬ ‫موقع «أفريكا إنتليجنس» قد ذكر يوم اخلميس قبل املاضي أن احلكومة‬ ‫املؤقتة تتفاوض مع السعودية لشراء النفط الليبي ‪ .‬بحسب الوكالة وهو ما‬ ‫نفته احلكومة الليبية املؤقتة جملة وتفصي ً‬ ‫ال كما جاء بتصريحات املتحدث‬ ‫الرسمي باسم احلكومة‪.‬‬

‫الثني‬

‫األمن ‪ :‬إحباط محاولة تسلل‬ ‫‪ 50‬مصري وسوداني إلى ليبيا‬ ‫مصراوي ‪:‬‬ ‫جنحت األجهزة األمنية مبديرية أمن مطروح فى ضبط ‪ 35‬مصريا و‪15‬‬ ‫سودانيا أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية إلى ليبيا‪.‬‬ ‫وكان اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية‪ ،‬قد وجه األجهزة األمنية‬ ‫مبديرية أمن مطروح بتكثيف جهودها لتشديد الرقابة على عمليتي السفر‬ ‫والوصول لألماكن احلدودية‪ ،‬ملنع خروج ودخول العناصر الصادر بحقهم‬ ‫قرارات ضبط وإحضار من النيابة العامة‪ ،‬والهاربني من السجون‪ ،‬والصادر‬ ‫ضدهم أحكام قضائية‪ ،‬واحلد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل غلق الدروب واملدقات اجلبلية التى تسلكها تلك العناصر وتضييق‬ ‫اخلناق عليها‪ ،‬لعدم متكينهم من الهروب من األكمنة الثابتة واملتحركة‬ ‫بالتنسيق الكامل وقطاعي األمن الوطني واألمن العام‪.‬‬ ‫وأسفرت اجلهود عن ضبط ‪ 35‬مصري‪ ،‬و‪ 15‬سوداني‪ ،‬وذلك أثناء محاولتهم‬ ‫الهجرة بطريقة غير شرعية إلى اجلانب الليبي عبر الدروب الصحراوية‪،‬‬ ‫ومت اتخاذ كافة اإلجراءات القانونية حيال املتهمني املضبوطني‪ ،‬والعرض‬ ‫على النيابة التي باشرت التحقيق‪.‬‬

‫ولد خليفة‬

‫الجزائر‪ :‬وساطتنا في ليبيا ومالي‬ ‫حرصا على وحدة البلدين‬ ‫البالد ‪:‬‬ ‫قال محمد العربي ولد خليفة‪ ،‬رئيس املجلس الشعبي الوطني‪ ،‬إن‬ ‫جهود الوساطة التي أطلقتها بالده حلل أزمتي ليبيا ومالي نابعة من‬ ‫حرصها على وحدة تراب هذين البلدين اجلارين‪.‬‬ ‫جاء ذلك خالل محادثات أجراها «ولد خليفة» مع جان بيار رافاران‪،‬‬ ‫رئيس جلنة الشؤون اخلارجية وال��دف��اع وال�ق��وات املسلحة مبجلس‬ ‫الشيوخ الفرنسي (الغرفة الثانية للبرملان)‪ ،‬الذي يزور اجلزائر‪ ،‬حسب‬ ‫بيان املجلس (اجلزائري)‪.‬‬ ‫وذك��ر البيان ال��ذي أوض��ح مضمون املباحثات‪ ،‬أن��ه «على صعيد ما‬ ‫يجري في املنطقة‪ ،‬شدد الدكتور العربي ولد خليفة على أن اجلهود‪،‬‬ ‫التي تبذلها اجلزائر ملساعدة مالي وليبيا لتخطي ما يعانيانه من‬ ‫اض�ط��راب��ات‪ ،‬نابعة م��ن حرصها على وح��دة ت��راب��ي هذين البلدين‬ ‫اجلارين»‪.‬‬ ‫وبحسب البيان‪ ،‬أضاف «ولد خليفة» إلى أن «أن املساعي اجلزائرية‬ ‫لتشجيع احلوار بني الفرقاء‪ ،‬ال تخدم سوى آمال شعبي هذين البلدين‬ ‫في األمن واالستقرار‪ ،‬وبالتالي فهي أبعد ما تكون ملصلحة طرف على‬ ‫حساب آخر»‪.‬‬ ‫ووف��ق نفس املصدر‪« ،‬اعتبر السيد جان بيار راف��اران‪ ،‬رئيس جلنة‬ ‫الشؤون اخلارجية والدفاع والقوات املسلحة مبجلس الشيوخ الفرنسي‪،‬‬ ‫أن االستراتيجية التي كونتها اجلزائر سواء حملاربة اإلرهاب أو حلل‬ ‫ال�ن��زاع��ات أعطتها ق��وة جعلتها ق��ادرة على إي�ج��اد احل�ل��ول املالئمة‬ ‫لألزمات في املنطقة وهو ما تتابعه بالده باهتمام»‪.‬‬


‫‪26‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫ليبيا في صحافة األسبوع‬

‫داعش يستهدف سفارة المغرب في ليبيا‬ ‫العربية‪.‬نت ‪ -‬محمد العربي‬ ‫استهدف مجهولون ليلة األحد إلى االثنني مقر‬ ‫السفارة املغربية بالعاصمة طرابلس‪ ،‬حسب‬ ‫شهود عيان‪ ،‬بينما أعلن تنظيم داعش تبنيه‬ ‫للهجوم اإلرهابي‪.‬‬ ‫وي��أت��ي ه��ذا ال�ت�ط��ور بعد اع �ت��داء ق��ات��ل على‬ ‫سفارة كوريا_اجلنوبية‪ ،‬أسفر عن سقوط‬ ‫قتيلني على األقل‪.‬‬ ‫وق� ��ال أه��ال��ي م��ن ش� ��ارع ال �ظ��ل مب�ن�ط�ق��ة بن‬ ‫ع��اش��ور‪ ،‬حيث مقر السفارة لــ»العربية‪.‬نت»‬ ‫إن سيارة مسرعة توقفت بالقرب من السفارة‬ ‫وترجل منها اثنان ملثمان وأطلقا عدة قنابل‬

‫بأسلحة أر بي جي‪.‬‬ ‫وبحسب الشهود‪ ،‬ف��إن واج�ه��ة مقر السفارة‬ ‫تضررت بشكل كبير‪ ،‬إضافة لألجزاء اجلانبية‬ ‫م��ن مبنى امل �ق��ر‪ ..‬وأك��د األه��ال��ي ع��دم وق��وع‬ ‫أي إص��اب��ات بشرية بسبب إغ�ل�اق السفارة‬ ‫وإخالئها من موظفيها منذ سيطرة ميليشيات‬ ‫فجرليبيا على العاصمة‪.‬‬ ‫يشار إلى أن العاصمة شهدت فجر يوم األحد‬ ‫عملية أخ��رى تبناها تنظيم داع��ش في وقت‬ ‫الحق استهدفت مقر سفارة كوريا اجلنوبية‬ ‫مبنطقة السياحية أس�ف��رت ع��ن مقتل اثنني‬ ‫ليبيني من حراسات السفارة وجرح ثالث‪.‬‬

‫م��ن جهة أخ ��رى‪ ،‬ق��ال م �س��ؤول أم�ن��ي لوكالة‬ ‫رويترز إن قنبلة انفجرت عند بوابة السفارة‬ ‫املغربية في العاصمة الليبية في ساعة مبكرة‬ ‫م��ن صباح االث �ن�ين‪ ،‬م��ا أدى إل��ى وق��وع بعض‬ ‫األضرار دون إصابة أحد‪ ،‬وذلك بعد ساعات‬ ‫فقط من مهاجمة مسلحني السفارة الكورية‬ ‫اجلنوبية في طرابلس‪.‬‬ ‫وأعلن مسلحون يدينون بالوالء لتنظيم داعش‬ ‫على تويتر مسؤوليتهم عن الهجومني‪ ،‬وهما‬ ‫أح��دث هجومني على أجانب أو سفارات أو‬ ‫ح�ق��ول نفط ف��ي ليبيا‪ .‬ول��م يكن م��ن املمكن‬ ‫التأكد من صحة االدعاءين‪.‬‬

‫وزير داخلية تونس‪:‬‬

‫ال ضرر لحق بالصحفيين المختطفين فى ليبيا حتى اآلن‬

‫اليوم السابع ‪:‬‬ ‫قال وزير الداخلية التونسى ناجم الغرسلى‪ ،‬إن الصحفيني االثنني التونسيني‬ ‫املختطفني فى ليبيا منذ أشهر لم يلحقهما ضرر بحسب املعطيات املتوفرة حتى‬ ‫اآلن‪ .‬وقال الوزير أنه بحسب املعطيات املتوفرة لدى وزارة الداخلية فإن ال شيء‬ ‫يشير إلى ان ضررا حلق بالصحفيني نذير القطارى وسفيان الشورابى حتى‬ ‫اآلن‪ .‬وأضاف الغرسلى إلذاعة «موزاييك» اخلاصة «املعطيات لدينا تفيد انهما‬ ‫على قيد احلياة‪ .‬ونحن نقوم بجهود مع وزارة اخلارجية وأصدقاء داخل ليبيا‬ ‫إلعادتهم إلى تونس»‪ .‬كانت جماعة مسلحة قد اختطفت الشورابى واملصور‬ ‫املرافق له القطارى فى الثالث من سبتمبر من العام املاضى مبنطقة مرسى‬ ‫البريقة شمال ليبيا عندما كانا فى مهمة إعالمية‪ .‬وفى ينايراملاضى ترددت‬ ‫أنباء متضاربة عن مقتل الصحفيني على يد تنظيم الدولة االسالمية فى ليبيا‪،‬‬ ‫لكن السلطات التونسية وأطراف أخرى رسمية وغير رسمية من املجتمع املدنى‬ ‫فى ليبيا أكدت أن ال وجود ألى دليل حول مقتلهما‪ ،‬وتعمل تونس على حتديد‬ ‫موقع الصحفيني واجلهات اخلاطفة لهما فى ليبيا لتحريرهما عبر وساطات‪.‬‬

‫الغرسلي‬


‫فجر ليبيا ‪ ..‬سبب مباتشر في الفوضى األمنية‬

‫ليبيا‪ ..‬إرهاب وفوضى وانهيار اقتصادي‬ ‫الشرق األوسط ‪:‬‬ ‫أعلنت احلكومة الليبية املعترف بها دول ًيا وجود أكثر من ‪ 5‬آالف مقاتل‬ ‫متحالفني مع «داعش» يعملون داخل أراضيها‪ ،‬مما يفوق بكثير التقديرات‬ ‫السابقة‪.‬‬ ‫وأخبرتنا وف��اء بوقعيقيص‪ ،‬القائمة بأعمال السفير الليبي في واشنطن‬ ‫م��ؤخ��را‪ ،‬ب��أن حكومتها التي تتخذ حال ًيا م��ن مدينة طبرق ش��رق البالد‬ ‫مال ًذا لها‪ ،‬تواجه موق ًفا بالغ الصعوبة يقوم على مزيج من اإلرهاب وانهيار‬ ‫اقتصادي وف��وض��ى سياسية‪ ،‬وح��رب أهلية م��ع حكومة منافسة داخ��ل‬ ‫العاصمة طرابلس‪ .‬وأضافت أن ليبيا حتتاج بشدة ملساعدات دولية‪ ،‬تتضمن‬ ‫مساعدات عسكرية‪.‬‬ ‫وقالت‪« :‬التدخل عام ‪ 2011‬كان مرح ًبا به»‪ ،‬في إشارة لتدخل قوات حلف‬ ‫الناتو بقيادة الواليات املتحدة وال��ذي أط��اح بالديكتاتور معمر القذافي‪.‬‬ ‫وأضافت‪« :‬إال أن الوضع مختلف اآلن‪ ،‬فنحن اآلن قلقون من أن مثل هذه‬ ‫الضربات قد ال تفلح في محاربة اإلرهاب‪ ،‬ألن أمثال هؤالء ينتشرون في‬ ‫كل مكان»‪.‬‬ ‫وأوضحت أن تقديرات حكومتها تشير لوجود ما بني ‪ 5‬آالف و‪ 6‬آالف مقاتل‬ ‫داخل ليبيا على صلة بـ«داعش»‪ ،‬مما يزيد على ضعف العدد الذي صرح‬ ‫به مسؤول ليبي آخر بارز خالل مقابلة أجريت معه منذ شهرين‪ .‬وقالت‬ ‫بوقعيقيص إن هؤالء املقاتلني مزيج من أجانب وجماعات محلية متشددة‪.‬‬ ‫وبينما تناشد احلكومة الليبية تقدمي مختلف أشكال العون الدولي لها‪ ،‬مبا‬ ‫في ذلك مساعدة قواتها املسلحة‪ ،‬فإن القيادة في طبرق تخشى من أن تسفر‬ ‫الضربات اجلوية عن إغراق ليبيا في مزيد من الفوضى وتدمير االقتصاد‬ ‫الهش بالفعل‪.‬‬ ‫وشرحت بوقعيقيص أنه «تدور رؤيتنا حال ًيا حول إمكانية تناول اإلرهاب‬ ‫عبر توفير معلومات واستخبارات وتنفيذ عمليات خاصة واالستعانة بقوات‬ ‫خاصة‪ .‬هذا سيكون أكثر فاعلية في محاربة اإلرهاب‪ ،‬وهذا هو منط الدعم‬ ‫الذي نرغبه»‪.‬‬ ‫يذكر أن صانعي السياسات األميركيني لم يقرروا بعد ما إذا كانوا سيبدون‬ ‫دع ًما أكبر للحكومة في طبرق‪ ،‬التي تسيطر على مساحة صغيرة فقط‬ ‫من البالد‪ ،‬والتي يزعم منتقدون أنها أصبحت اآلن حتت سيطرة اجليش‪.‬‬ ‫وتب ًعا لبرقية بتاريخ ‪ 2‬مارس من السفيرة األميركية لدى ليبيا‪ ،‬ديبورا جونز‬ ‫ حسبما وصف لنا مسؤول أميركي معني مبكافحة اإلرهاب ‪ -‬فإن وزارة‬‫اخلارجية عكفت على دراسة التقرب إلى عناصر أخرى‪ ،‬من املفترض أنها‬ ‫أكثر اعتداال من قوى املعارضة املتحالفة مع ميليشيات‪ ،‬وذلك في محاولة‬ ‫لتحقيق توازن في النفوذ األميركي‪ ،‬وتغطية جميع الرهانات السياسية‪.‬‬ ‫وتب ًعا ملصدرنا‪ ،‬فإن البرقية لم تلق قبوالً طي ًبا من قبل الوكاالت األميركية‬

‫احلكومية األخرى‪ ،‬وحتى اآلن ال تزال السياسة األميركية تقتصر في تعاملها‬ ‫على حكومة طبرق‪ .‬وأحيا ًنا‪ ،‬تبدو الواليات املتحدة خارج نطاق املشاركة‪،‬‬ ‫مثال عندما شنت مصر ضربات جوية الصيف املاضي دع ًما لقوات طبرق‪.‬‬ ‫وتشارك حكومة طبرق في مفاوضات مطولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية‪،‬‬ ‫في ظل حتالف تقوده طرابلس يعرف باسم حركة «فجر ليبيا» املسيطرة على‬ ‫أجزاء من بالد مبعاونة العديد من امليليشيات‪ .‬ويقود هذه العملية التي جتري‬ ‫حتت رعاية األمم املتحدة‪ ،‬الدبلوماسي اإلسباني برناردينو ليون‪.‬‬ ‫أما الرسالة الصادرة عن واشنطن إلى ليبيا فدارت حول أن الواليات املتحدة‬ ‫ستوفر جميع صور الدعم‪ ،‬لكن فقط بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية‪ .‬ورمبا‬ ‫يستغرق هذا األمر شهو ًرا‪ ،‬حال حدوثه من األساس‪ .‬وقالت بوقعيقيص إن‬ ‫صعود «داعش» واجلماعات املتطرفة األخرى يعني أن سياسة اإلرجاء التي‬ ‫تنتهجها إدارة أوباما‪ ،‬تنطوي على خطورة بالغة‪.‬‬ ‫م��ن جانبها‪ ،‬ح��اول��ت حركة فجر ليبيا التي تدير برملانها اخل��اص في‬ ‫طرابلس‪ ،‬تعزيز مكانتها داخل واشنطن والتواصل مع صانعي السياسات‬ ‫بها وأعضاء الكونغرس كي تنال االعتراف بها‪ .‬وقاد هذه اجلهود رئيس‬ ‫الوزراء عمر احلاسي‪ ،‬حتى إقالته مؤخرا من جانب املؤمتر الوطني العام‪.‬‬ ‫وقالت بوقعيقيص إن حكومتها ترغب في تشكيل حكومة وحدة‪ ،‬مثلما حتثها‬ ‫الواليات املتحدة واالحتاد األوروبي‪ ،‬لكنها شددت على أن حكومة طرابلس‬ ‫غير شرعية‪ ،‬وأنها قائمة فقط بفضل حتالفها مع ميليشيات متطرفة‪.‬‬ ‫وأضافت‪« :‬يقول كثيرون إن هناك حكومتني في ليبيا‪ ،‬وهذا غير صحيح‪،‬‬ ‫فاحلقيقة أن هناك حكومة شرعية ومنتخبة دميقراط ًيا‪ ،‬وأخرى تفرض‬ ‫نفسها وغير شرعية متا ًما»‪.‬‬ ‫وامل�لاح��ظ أن قائمة مطالب حكومتها م��ن واشنطن طويلة‪ ،‬وتتضمن‬ ‫الدعم االستخباراتي والتدريب العسكري ومعدات عسكرية ودع ًما مبجال‬ ‫السيطرة على احل��دود للدول امل�ج��اورة‪ ،‬بل وح�ص��ا ًرا بحر ًيا لطرابلس‪.‬‬ ‫كما ترغب في ضغط واشنطن على دول أخرى لوقف دعمها خلصومها‬ ‫الداخليني‪.‬‬ ‫وقد أخبرنا مسؤولون بارزون بالبيت األبيض مرا ًرا أنهم ال يرون ميزة وراء‬ ‫دعم القدرة العسكرية حلكومة طبرق في الوقت الراهن‪.‬‬ ‫إال أن مسؤولني ليبيني رفيعي املستوى من كال اجلانبني أكدوا على الصعيد‬ ‫غير املعلن أنه ال يراودهم أمل كبير في العملية التي تقودها األمم املتحدة‪.‬‬ ‫بالنسبة ملمثلة ليبيا في واشنطن‪ ،‬فإن غياب االهتمام الدولي بتردي الوضع‬ ‫في ليبيا في خضم تنامي النشاطات اإلرهابية ينطوي على قصر نظر‪،‬‬ ‫وسيترك تداعيات مبختلف أرجاء املنطقة‪ ،‬وكذلك أوروبا وأخي ًرا الواليات‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫> باالتفاق مع «بلومبيرغ»‬


‫‪28‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫ليبيا في صحافة األسبوع‬

‫ليبيا‪ :‬دعوات إلى التظاهر ضد حوار الصخيرات‪..‬‬

‫تسريبات حول صفقة أُبرمت بين المبعوث‬ ‫الدولي ومجلس النواب والمؤتمر الوطني‬ ‫جريدة املغرب ‪:‬‬ ‫انتقد العضو املؤسس لوكالة املخابرات الليبية عبد الباسط هارون بشدة‬ ‫اداء مجلس النواب املعترف به دوليا س��واء من خ�لال وف��ده املشارك‬ ‫بحوار الفرقاء أو عند مناقشته مسودة املقترحات احملالة اليه من بعثة‬ ‫االمم املتحدة‬ ‫وكشف هارون خالل تصريح إلحدى الفضائيات احمللية امس عن وجود‬ ‫صفقة مشبوهة ابرمت بني كل من مبعوث االمم املتّحدة ومجلس النواب‬ ‫واملؤمتر الوطني يتم من خاللها السماح ملجلس النواب بطبرق التمديد‬ ‫لنفسه كما حصل مع املؤمتر الوطني متاما‬ ‫وه�ك��ذا ي��واص��ل مجلس ال�ن��واب مم��ارس��ة عمله ال��ى ح�ين انتهاء عهدة‬ ‫حكومة الوحدة الوطنية املرتقبة مقابل تصويته على منح الثقة للحكومة‬ ‫وأضاف عبد الباسط هارون أن اجلانب الذي يه ّم املؤمتر الوطني فهو‬ ‫اشتراط املبعوث الدولي عودة النواب املقاطعني جللسات مجلس النواب‬ ‫وهو ما حصل حيث عاد جميع الن ّواب الى طبرق بالتوازي مع استعداد‬ ‫برملان طبرق مناقشة مقترحات تشكيل احلكومة والوثيقة االمنية‪،‬‬ ‫ولضمان حصول النصاب القانوني عند التصويت كانت ع��ودة هؤالء‬ ‫النواب احملسوبني على املؤمتر و االخوان املسلمني ‪.‬‬ ‫وكانت مصادر من داخ��ل مجلس النواب حتدثت عن وج��ود متلمل بني‬ ‫النواب وقد لوح بعض املعارضني ملقترحات االمم املتحدة باالنسحاب‬ ‫واالستقالة من البرملان كما أشارت املصادر الى ان ما ال يقل عن ‪ 30‬نائبا‬ ‫من البرملان اتخذوا قرارهم بالتصويت ضد مسودة تشكيل حكومة الوحدة‬ ‫الوطنية معتبرين اياها حكومة انتداب ومفروضة من املبعوث الدولي ‪.‬‬

‫ويكاد رئيس حكومة الوحدة الوطنية مياثل من حيث الصالحيات احلاكم‬ ‫العسكري االمريكي للعراق أو رئيس افغانستان السابق قرضاي فرئيس‬ ‫حكومة الوحدة الوطنية هو املخول بتعيني السفراء واإلشراف على جهاز‬ ‫القضاء‪ ،‬الدفاع‪ ،‬الداخلية وطلب التدخل اخلارجي وإب��رام العقود مع‬ ‫الشركات االجنبية وأمام الصالحيات الواسعة لرئيس احلكومة اجلديدة‬ ‫يسحب البساط من حتت أقدام مجلس النواب وتقلص صالحياته إلى‬ ‫أقصى حد‪.‬‬ ‫دعوات للتظاهر‬ ‫إلى ذلك تصاعدت الدعوات مبختلف املناطق الشرقية الى التظاهر‬ ‫وال�ت�ح��رك ض��د م��ا اس�م��وه بحكومة االن �ت��داب وم��ا ي�ح��اك ض��د ليبيا‪،‬‬ ‫والتنديد باستشراء الفساد املالي وإه��دار ث��روات البالد سيما بعد ان‬ ‫ذكرت تفاصيل اقالة وزير الداخلية بحكومة الثني ان سبب االقالة هو‬ ‫رفض عمر السنكي وزير الداخلية املقال املوافقة على صفقة مشبوهة‬ ‫اقرها رئيس احلكومة تقضي بالتعاقد مع شركة أجنبية لتزويد ليبيا‬ ‫ببوابات الكترونية بقيمة ‪ 37‬مليون دينار ليبي وكذلك ما يتم ترويجه‬ ‫حول تأهيل املدن و إعادة إعمار ليبيا‪ ،‬حيث ذكر الرئيس باراك اوباما‬ ‫ان إعمار ليبيا يتطلب ‪ 900‬مليار دوالر بينما اكد محمود جبريل زعيم‬ ‫حزب حتالف القوى الوطنية أن إعمار ليبيا يتطلب ‪ 400‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ونبه الناشطون باملجتمع املدني الى ضرورة احلذر من أطماع املجتمع‬ ‫الدولي والقوى العظمى في ثروات ليبيا وتصديق ما يروج حول ما يتطلبه‬ ‫مشروع إعمار ليبيا ‪.‬‬


‫تتغير باستمرار منذ سقوط نظام القذافي‬ ‫خريطة الصراع ّ‬

‫اإلرهاب في ليبيا ‪ ..‬رأس واحد وأذرع متعددة‬ ‫البيان اإلماراتية‪:‬‬ ‫تخوض احلكومة الليبية املدعومة من املجتمع الدولي وجيشها الوطني‬ ‫معركة عنيفة ضد ميليشيات إرهابية ذات قوة عسكرية وتنظيمية تفوق‬ ‫مثيالتها في العراق وسوريا بكثير‪ ،‬بينما ال يزال العالم في حالة تردد من‬ ‫تقدمي الدعم الالزم‪ ،‬الذي ميكنها من قصم ظهر التنظيمات املتطرفة‬ ‫التي تسيطر بشكل شبه كامل على عاصمة البالد التاريخية طرابلس‪،‬‬ ‫بينما تسيطر تنظيمات أكثر تطرفاً على مدن أخرى مثل سرت ودرنة‪،‬‬ ‫ويرى خبراء في الشأن الليبي ان اإلرهاب في البلد الغني بالنفط عبارة‬ ‫عن رأس واحد بأذرع متعددة‪.‬‬ ‫خريطة متغيرة‬ ‫والناظر إلى خريطة الصراع املتغيرة باستمرار منذ سقوط نظام العقيد‬ ‫معمر القذافي يجد أن التنظيمات التي حتركه هي تنظيمات ترفع‬ ‫شعارات إسالمية متشددة مثل كتيبة رأف الله السحاتي وكتيبة ‪17‬‬ ‫فبراير املدعومتني من التنظيم الدولي جلماعة اإلخوان املسلمني ولهما‬ ‫نفوذ كبير في بنغازي الكبرى ‪..‬‬ ‫وميتلكان ق��وة م��درب��ة بشكل جيد ومتتلكان أسلحة متقدمة مقارنة‬ ‫باجليش الوطني الليبي ولهما خطوط إمداد متواصلة عبر بعض دول‬ ‫اجل��وار املتعاطفة أيديولوجياً والتي ال تُخفي رفضها لعملية الكرامة‬ ‫وتعتبر قائدها اللواء خليفة حفتر عدواً محتم ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫طرابلس‬ ‫وفي طرابلس‪ ،‬العاصمة التاريخية تسيطر تنظيمات ال تقل خطورة عن‬ ‫تلك التي متتلك زمام املبادرة في بنغازي بل ال تقل عنها تشدداً وتفوقها‬ ‫من حيث التدريب والتسليح‪ ،‬ومعظم مقاتلي هذه املجموعات مت تدريبهم‬ ‫بواسطة احلكومة السودانية قبيل اندالع الثورة الليبية بغرض اإلطاحة‬ ‫بنظام العقيد القذافي‪.‬‬ ‫ويقول اخلبير األمني السوداني اللواء متقاعد حسن بيومي ان اخلرطوم‬ ‫درب��ت وسلحت مجموعات كبيرة من املقاتلني الليبيني في معسكرات‬ ‫مختلفة أقيمت خصيصاً لهذا الغرض‪ ،‬غير انه يستبعد تورط اخلرطوم‬ ‫حالياً في الصراع املاثل‪ ..‬مشدداً على أنها تقف على بعد نقطة واحدة‬

‫من أطراف الصراع احلالي لكنها ال تخفي قلقها من تقدم حتالف عملية‬ ‫الكرامة ال��ذي يقوده خليفة حفتر باعتبار أن األخير له اتصاالت مع‬ ‫احلركات التي تقاتل احلكومة في دارفور‪ .‬واردف عمر قائ ً‬ ‫ال ان الرئيس‬ ‫البشير نفسه من اطلق هذه االتهامات في مقابلة تلفزيونية أخيراً‪.‬‬ ‫تنسيق‬ ‫وساند هذه الرؤية رئيس حترير صحيفة السوداني ضياء الدين بالل‪،‬‬ ‫مؤكداً أن موقف اخلرطوم من مكونات الصراع في ليبيا تأثر باملتغير‬ ‫األخير في عالقتها بدول اخلليج‪ ،‬متوقعاً ان تلتزم مبا اسماه احلياد‬ ‫اإليجابي جت��اه ال�ص��راع الليبي‪ ،‬وق��ال ل�ـ «ال�ب�ي��ان»‪ :‬ستلتزم اخلرطوم‬ ‫باحلياد طاملا كانت عالقتها متطورة مع اخلليج‪.‬‬ ‫وبينما ت��رى الباحثة املصرية د‪ .‬أم��ان��ي الطويل ض��رورة التفاعل مع‬ ‫املخاطر التي حتدث في األراضي الليبية‪ ،‬لكونها جزءاً من األمن القومي‬ ‫العربي‪..‬‬ ‫مشيرة إلى أن ليبيا نقطة ارتكاز جلماعات إرهابية تتمثل خطورتها في‬ ‫أن متويلها ذاتي‪ ،‬يرى خبراء آخرون ان احلرب على اإلرهاب في ليبيا‬ ‫يجب ان يسبقها تنسيق محكم بني دول اجل��وار الليبي خاصة مصر‬ ‫والسودان وتشاد باعتبار ان حدودهما متداخلة وميكن استغاللها من‬ ‫قبل اجلماعات املتطرفة‪.‬‬ ‫ويقول ضياء ب�لال ب�ض��رورة مخاطبة الشواغل السودانية بخصوص‬ ‫النظام ال��ذي يتوجب أن يحكم ليبيا بعد القضاء على الفوضى املاثلة‬ ‫اآلن باعتبار ان السودان ميلك أطول حدود بجانب حالة عدم االستقرار‬ ‫األمني التي يعاني منها إقليم دارفور املتاخم لليبيا‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫يقاتل ‪ 11‬كياناً إسالمياً مسلحاً‪ ،‬هي‪ :‬قوات فجر ليبيا‪ ،‬ودرع الغربية‪،‬‬ ‫وتنظيم أنصار الشريعة‪ ،‬ودرع الوسطى‪ ،‬وثوار مصراتة‪ ،‬وكتائب الدروع‪،‬‬ ‫ومجلس شورى ثوار بنغازي‪ ،‬وكتيبة رأف الله السحاتي‪ ،‬وتنظيم مجلس‬ ‫ش��ورى مجاهدي درن��ة وض��واح�ي�ه��ا‪ ،‬وتنظيم ش�ب��اب ش��ورى اإلس�ل�ام‪،‬‬ ‫وأخيراً كتيبة الفاروق‪ ،‬في عدد من املدن الليبية‪ ،‬بينما تقف على ميينها‬ ‫«القاعدة» و«داعش» واللذان باتا يسيطران على مناطق في درنة وسرت‪.‬‬


‫‪30‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫ليبيا في صحافة األسبوع‬

‫معركة طرابلس القادمة‬ ‫بوابة أخبار ليبيا‪ .‬محمد محمد املفتي‬ ‫ال شك أن عنوان هذه املقال‪ ،‬سيعيد لألذهان جوانب من تاريخ احلرب‬ ‫العاملية الثانية‪ .‬وفعال‪ ،‬فقد دخل اجليش البريطاني الثامن طرابلس‬ ‫في يوم ‪ 23‬يناير ‪ .1943‬ولقيت جيوش احللفاء استقباال ترحيبيا من‬ ‫الليبيني‪ .‬ومت تأسيس إدارات عسكرية مؤقتة بقدر كبير من النجاح‬ ‫وبهامش واسع من احلرية السياسية‪ .‬وفي نهاية العقد‪ ،‬منحت األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬أقاليم ليبيا الثالثة‪ ،‬طرابلس وبرقة وفزان‪ ،‬استقاللها كدولة‬ ‫ملكية موحدة‪ ،‬فيدرالية برملانية‪.‬‬ ‫وباملثل ما كان سقوط القذافي ممكنا لوال معونة احللف األطلسي في‬ ‫عام ‪ .2011‬وقد حظي قادة دول األطلسي بترحاب مشابه‪ .‬لكن هذه‬ ‫املرة‪ ،‬نسي الغرب أن يت ّم مهمته‪ ،‬وغادر البالد تاركا وراءه فراغا ال قاع‬ ‫له‪ ،‬وفوضى عارمة‪.‬‬ ‫وها هي ليبيا‪ ،‬بعد أربع سنني من ان��دالع ثورة فبراير‪ ،‬بحكومتني في‬ ‫طبرق وطرابلس‪ ،‬في خضم ص��راع سلطوي عنيف‪ .‬لكن ما هو قادم‬ ‫قد يكون أسوأ‪ ،‬وقد تتصاعد حدة القتال لترمي العاصمة طرابلس في‬ ‫حمام دم مرعب‪.‬‬ ‫املشهد بعد الثورة‬ ‫ثورة فبراير ‪ 2011‬كانت إلى حد كبير‪ ،‬دون قيادة منظمة‪ ،‬ولهذا انتقلت‬ ‫وتصدر السلطة‬ ‫السلطة إلى عدة جماعات غير متجانسة‪ ،‬ومتناحرة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫سياسيون ذوي طموح‪ ،‬بعضهم دون رؤية سياسية‪ ،‬وبعضهم فاسد الذمة‪.‬‬ ‫وشكل ه��ؤالء إدارات ضعيفة ضمت ف��ي البداية إسالميني معتدلني‬ ‫(إخوان مسلمون)‪.‬‬ ‫أما الشباب الذي شاركوا في القتال والذين اكتسبوا سمعة كمقاتلني‬ ‫شجعان‪ ،‬فسرعان ما عكفوا على تأسيس تشكيالت مقاتلة أو مليشيات‪،‬‬ ‫استقرت في املعسكرات القدمية‪ ،‬واختزنت كميات كبيرة من ترسانة‬ ‫القذافي الهائلة‪ .‬وم��ن جهة ثالثة بقيت أج��زاء م��ن اجليش الرسمي‬ ‫متماسكة كما في حالة كتيبة الصاعقة في بنغازي‪ ،‬وكتائب أخرى عديدة‬ ‫في طرابلس‪.‬‬ ‫من جهة أخرى تزايدت شكوك الرأي العام في الشارع السياسي الليبي‪،‬‬ ‫في جدوى خلط السياسة بالدين‪ ،‬وهو ما أكدته االنتخابات املتعددة التي‬ ‫أجريت بالبالد‪ .‬وكنتيجة لتلك التحوالت‪ ،‬ظهر برملانان وحكومتان‪ ،‬في‬ ‫العاصمة ومدينة طبرق‪ ،‬ممثلتان لذلك التأقطب السياسي‪ ،‬وكل يدعي‬ ‫الشرعية‪.‬‬ ‫واس�ت�م��رت تلك الترتيبات متأرجحة ف��ي مشهد متوتر وه��ش‪ .‬لكن‬ ‫استمرار تصدير النفط أ ّمن دفع املرتبات وتغطية دعم السلع الغذائية‪.‬‬ ‫عدا هذا‪ ،‬بقى ويبقى االقتصاد راكدا وإدارات الدولة مشلولة‪ ،‬واملدارس‬ ‫واجل��ام�ع��ات مغلقة‪ .‬ب��ل إن اخل��دم��ات األساسية معطلة‪ ،‬م��ن تنظيف‬ ‫الشوارع إلى املصارف‪ .‬كما أجليت عشرات األل��وف من العائالت عن‬ ‫بيوتها وأحيائها وقراها‪ .‬وآخرين لم يترك لهم خيار سوى اللجوء إلى‬ ‫دول اجلوار‪.‬‬ ‫في البداية ولعدة شهور‪ ،‬كانت العاصمة حتت هيمنة كتائب تنتمي‬ ‫لبلدة الزنتان اجلبلية‪ ،‬والتي اكتسبت سمعة بطولية في مواجهة قوات‬ ‫القذافي‪ ،‬لكنها فشلت في ضبط أمن مدينة طرابلس احلضرية‪.‬‬

‫وبعد شهور‪ ،‬شنت ق��وات فجر ليبيا املكونة من حتالف بني مصراته‬ ‫وتشكيالت إسالمية‪ ،‬حملة قصيرة‪ ،‬وس��رع��ان م��ا جنحت ف��ي بسط‬ ‫سيطرتها على كامل طرابلس ذات املليوني نسمة‪ .‬كانت أيضا حملة‬ ‫شرسة‪ ،‬أحرقت مطار طرابلس وخزانات الوقود الضخمة‪ ،‬التي بدت‬ ‫كما شعلة تشهد على عدوانية وإفراط البشر‪ .‬وباملقابل انسحبت كتائب‬ ‫الزنتان أو أجبرت على ذلك‪.‬‬ ‫إحياء اجليش النظامي‬ ‫ومؤخرا‪ ،‬بدأت التحالفات القدمية تتشقق‪ ،‬رمبا حتت إغواء املشاركة‬ ‫في حوار املصاحلة برعاية األمم املتحدة‪ ،‬وبفضل ضغوط الدول الكبرى‬ ‫وكذلك نتيجة تزايد اخلالفات الداخلية‪ ،‬التي تولدت كنتاج ثانوي لظهور‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية في شمال أفريقيا‪.‬‬ ‫في نفس الوقت‪ ،‬شهدت ليبيا إعادة تشكيل اجليش النظامي حتت قيادة‬ ‫الفريق خليفة حفتر‪ ،‬وبأسلحة جديدة رمبا جاءت من مصر وروسيا‪.‬‬ ‫ويوجه هذا اجليش الوطني نيرانه نحو املسلحني اإلسالميني في بنغازي‬ ‫منذ شهر مايو املاضي‪ .‬وخالل األسابيع املاضية نشر اجليش الوطني‬ ‫وحداته في غرب وجنوب طرابلس‪.‬‬ ‫فجر ليبيا‬ ‫وف��ي ظ��ل ه��ذه ال �ت �ط��ورات‪ ،‬أع���ادت م�ص��رات��ه ح�س��اب��ات�ه��ا‪ ،‬وه��ي التي‬ ‫خرجت في حقبة ما بعد القذافي‪ ،‬كأقوى دولة – مدينة‪ ،‬في األرخبيل‬


‫الصحراوي الليبي‪ .‬من ذلك مثال‪ ،‬أنها سحبت قواتها (ال�ش��روق) من‬ ‫منطقة الهالل النفطي شرقي سرت‪ .‬كما متت إقالة رئيس وزراء حكومة‬ ‫طرابلس‪ ،‬على األرج��ح نتيجة حثّ من زعامة مصراته اجلديدة‪ ،‬التي‬ ‫حسب تفسير املراقبني احملليني‪ ،‬تفضل إبعاد نفسها عن رموز اجلماعة‬ ‫الليبية املقاتلة املتشددة التي كان يقودها عبد احلكيم بلحاج‪.‬‬ ‫مثلث احلرب‬ ‫األكيد أن الصورة السياسية العسكرية لليبيا معقدة‪ ،‬ومتداخلة‪ .‬لكننا‬ ‫نستطيع اجل��زم ب��أن حربا شرسة ت��دور رحاها منذ أسابيع في سهل‬ ‫اجل �ف��ارة ال��واق��ع جنوب وغ��رب ط��راب�ل��س‪ .‬لكن امل�ف��ارق��ة تكمن ف��ي أن‬ ‫العدو ّين اللدودين‪ ،‬وهما جيش حفتر الوطني‪ ،‬وقوات فجر ليبيا التابعة‬ ‫ملصراته‪ ،‬يحاربان جزئيا نفس العدو‪ ،‬وحتديدا املسلحني اإلسالميني في‬ ‫بنغازي وسرت‪ ،‬على التوالي‪.‬‬ ‫الكابوس‬ ‫اجلانب املظلم للحرب احلالية في طرابلس‪ ،‬هو ال�ث��ارات اجلانبية‪،‬‬ ‫واالنتقامات املتوقعة ضد الزنتان وض��د مدينة ال��زاوي��ة‪ .‬وعلى سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬لدى قبيلة ورشفانة غضبا وإص��را ًرا على القصاص‪ ،‬بسبب ما‬ ‫عانوه قبل شهور عندما عبر مقاتلو فجر ليبيا منطقتهم املمتدة على‬ ‫محيط طرابلس من البحر إلى املطار‪.‬‬

‫وغني عن القول أن احلروب تطلق عنان أبشع املشاعر وشتى صنوف‬ ‫السلوك االنتقامي‪ .‬ومن امللفت أن زعامة الزنتان‪ ،‬حتس ًبا لذلك‪ ،‬قد‬ ‫أص��درت بيانا تتبرأ فيه من أي��ة مسئولية جماعية‪ ،‬عن أي��ة جرائم‬ ‫ضد اإلنسانية ميكن أن يرتكبها أبناؤها الذين قد يشاركون في حرب‬ ‫طرابلس القادمة‪ .‬من جهتها‪ ،‬أصدرت قيادة قبيلة ورشفانة بدورها بيانا‬ ‫تطمئن فيه أهالي الزاوية‪ ،‬مؤكدة أن الهجوم املرتقب إمنا هو موجه إلى‬ ‫فجر ليبيا وأعوانهم وليس ضد مواطني املدينة‪ .‬لكن هذه البيانات‪ ،‬حتى‬ ‫بافتراض حسن النوايا‪ ،‬تبقى محملة باخلوف مما هو ٍ‬ ‫آت‪.‬‬ ‫إن ما نراه اآلن‪ ،‬لهو أشبه بالدخان الذي يسبق انفجار البركان‪ .‬وبكلمات‬ ‫أخرى ال يجب أن نستسلم لوهم األماني واألمل‪ ،‬وال أحد يجب أن يفاجأ‬ ‫مبا قد يحدث‪ .‬ويجب أيضا أن ندرك محدودية جهود احلوار الساعية‬ ‫لوضع ترتيبات دستورية لتسوية اخلالف بني األطراف الليبية املتنازعة‪.‬‬ ‫وفي قناعتي أن علينا التركيز على حتقيق هدنة ووقف إلطالق النار‬ ‫برعاية املجتمع الدولي‪ ،‬وتقوم مبراقبتها قوات ليبية من مناطق خارج‬ ‫دائرة الصراع‪ ،‬على أمل منع مذبحة كابوسية ال تبقي وال تذر‪.‬‬ ‫* كتب د‪ .‬محمد محمد املفتي هذا املقال أصال باللغة اإلجنليزية‪ ،‬وهو‬ ‫موجه للرأي العام الغربي‪ ،‬وقد ترجمه إلى العربية الكاتب نفسه‪.‬‬ ‫* الكاتب سجني سياسي سابق‪ ،‬وباحث في التاريخ االجتماعي الليبي‬ ‫وله عدة كتب في هذا املجال‪ ،‬كما سجل يوميات ثورة فبراير‪ ،‬في كتاب‬ ‫بعنوان « ذاكرة النار»‪.‬‬


‫‪32‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫قبل أن أنسى‬

‫انتخبوا عبيد بن األبرص!!‬

‫بقلم‪ :‬الصديق بودوارة‬ ‫«النابغة الذبياني ‪ُ ،‬عبيد بن األبرص ‪َ ،‬عدي بن زيد ‪ ،‬بِشر بن أبي‬ ‫خازم ‪ ،‬أمية بن أبي الصلت ‪ِ ،‬خداش بن زهير ‪ ،‬النمر بن تولب»‬ ‫سبعة شعراء ‪ ،‬ليس من بينهم عضو واح��د في مجلس النواب‬ ‫الليبي ‪ ،‬وال املؤمتر الوطني من قبله ‪ ،‬وال هيئة صياغة الدستور‪،‬‬ ‫فكلهم ماتوا قبل هذه الهياكل السياسية بألف ٍ‬ ‫سنة أو يزيد ‪،‬‬ ‫انتخاب‬ ‫وعلى أي حال ‪ ،‬هياكل ساستنا التي جاء بها صندوق‬ ‫ٍ‬ ‫ال تضم بني جنباتها شعراء من األساس ‪ ،‬وماذا يصنع صندوق‬ ‫انتخاب أعمى ببصيرة شاعر نافذة ؟‬ ‫إنهم إذاً ليسو أعضاء مبجلني في مجالس سياسة مترددة ‪ ،‬هم‬ ‫فقط مجرد شعراء عظام عرفهم تاريخ األدب العربي على أنهم‬ ‫أصحاب «املجمهرات» ‪ ،‬فماهي عالقة «مجمهرات العرب» بربيع‬ ‫ٍ‬ ‫كناقة عجفاء هزيل ؟‬ ‫عربي ضامر‬ ‫«املجمهرات» سبع قصائد شهيرة ‪ ،‬لهؤالء السبعة ‪ ،‬وهي تأتي‬ ‫في الترتيب الثاني بعد «املعلقات» ‪ ،‬غير أنها اكتسبت اسمها‬ ‫املميز من حيوان جليل ‪ ،‬لصي ٌق بالصحراء ‪ ،‬متني الصلة بأهلها‬ ‫منذ األزل ‪.‬‬ ‫إن العرب يسمون هذه القصائد املميزة باسم مثير للشجن ‪ ،‬هو «‬ ‫املجمهرات « ‪ ،‬واملجمهرة ‪ ،‬هي الناقة املكتظة ‪ ،‬املتجمعة اجلسد‬ ‫رمل متماسك ملتحم مشتد متأهب ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وكأنها كثيب ٍ‬ ‫هم بالطبع كانوا يقصدون بهذا الوصف أن هذه القصائد هي‬ ‫قصائد متينة السبك جزلة األلفاظ فخمة املبنى واملعنى معاً ‪ ،‬فما‬ ‫عالقة ناقة مكتظة بربيع ضامر ؟ وما هي الصلة بني مجمهرات‬ ‫ٍ‬ ‫غنية بهياكل الساسة الفقراء ؟‬ ‫بيت من قصيدة ‪ ،‬وستكون‬ ‫لعل بعض اجلواب يسكن قعر بيت ‪ ،‬لكنه ُ‬ ‫اجلدوى عظيمة أكثر لو كانت القصيدة إحدى املجمهرات ‪ ،‬فما‬ ‫هو هذا البيت الذي ميكن أن نسميه اآلن ببيت القصيد ؟‬ ‫« إذا أنت حملّت اخلؤون أمان ًة ‪ ..‬فأنت قد سندتها شر ُمسندِ «‬ ‫بيت واحد من « مجمهرة» أحد هؤالء املشاهير ‪ ،‬وهو بالتحديد‬ ‫ٌ‬ ‫«عبيد بن األبرص» ‪ ،‬وأنا هنا ال أقصد املعنى بنص حروفه ‪ ،‬بل‬ ‫أريد املعنى مبضمون جوهره ‪ ،‬وما أبعد الفارق بني نص احلروف‬ ‫ومضمون املعنى ‪.‬‬ ‫اخلؤون هنا ‪ ،‬هو اخلائن ‪ ،‬هذا هو نص احلروف ‪ ،‬لكن مضمون‬

‫املعنى ال يجعل كل أعضاء املؤمتر الوطني وال مجلس النواب‬ ‫خونة‪ ،‬بل لعله ال يرمي إلى تخوينهم اص ً‬ ‫ال ‪ ،‬إنه يريد فقط أن‬ ‫يتوسع لنا في شرح مفردة « اخلؤون» هذه ‪ ،‬فهل تتسع صدوركم‬ ‫أيها الليبيون لبعض االستفاضة في الشرح ؟‬ ‫اخلائن ليس فقط من خان ‪ ،‬مبعنى اخليانة الفج ‪ ،‬خيانة الوطن‪،‬‬ ‫أو خيانة األمانة ‪ ،‬أو خيانة الرفيق ‪ ،‬أو خالفه ‪.‬‬ ‫إن اخليانة هنا ‪ ،‬هي خيانة قدراتك الشخصية ‪ ،‬وخيانة مستواك‬ ‫الطبيعي في األداء ‪ ،‬وخيانة صراحتك مع وجهك في امل��رآة ‪،‬‬ ‫وخ�ي��ان��ة شجاعتك ف��ي التصريح ل�لآخ��ري��ن بفشلك ف��ي نهاية‬ ‫املطاف‪ ،‬فهل كان من األجدى لنا أن ننتخب «عبيد بن األبرص»‬ ‫عضواً في أحد مجالسنا « الدميقراطية « ولو أنه مات قبل ألف‬ ‫سنة من اآلن ؟‬ ‫ه��ذه ه��ي م��واص�ف��ات « ب��ن األب���رص» للخائن احلقيقي ‪ ،‬وهي‬ ‫مواصفات التدعو إلى اخلجل‪ ،‬وال جتلل رأس صاحبها بالعار‪،‬‬ ‫إنها فقط جتلب له سخط املتابعني وانتقادات وسائل االعالم‪،‬‬ ‫فهل كانت صحراء العرب تعرف شيئاً عن وسائل االع�لام منذ‬ ‫ذلك العصر القدمي ؟‬ ‫إن خيانة عضو املؤمتر الوطني كانت في تهاونه في قراءة واقع‬ ‫ولسبب ال‬ ‫كان يتشكل بهدوء داخل قاعات «ريكسوس» ‪ ،‬لكنه ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ندريه ‪ ،‬تشاغل أو انشغل أو أُشغل ‪ ،‬عن التفطن لهذا الواقع ‪،‬‬ ‫وترك وطناً كام ً‬ ‫ٍ‬ ‫هاوية سحيقة ‪ ،‬صار العالم‬ ‫ال يُقاد من رسنه إلى‬ ‫يعرفها اليوم باسم مثير للوجع ‪ ،‬إن العالم صار يدعونا بعد أربع‬ ‫سنوات من « ربيعنا « باسم « الدولة الفاشلة» ‪ ،‬فهل كنا مخطئني‬ ‫عندما لم ننتخب أحد السبعة أصحاب « املجمهرات « أعضا ًء في‬ ‫مؤمترنا الوطني قبل أن ميوت ؟‬ ‫أما خيانة عضو هيئة الدستور ‪ ،‬فكانت في سوء تصرف العقلية‬ ‫املالية التي قررت له راتباً فلكياً مقابل «إجناز» مهامه في صياغة‬ ‫الدستور ‪ ،‬وليس مقابل « إنهاء» هذه املهام ‪ ،‬وهنا ‪ ،‬وهنا بالذات‪،‬‬ ‫وقع املشرع املالي في شر أعماله ‪ ،‬أو باألحرى ‪ ،‬وقعنا « نحن» في‬ ‫شر أعمال مشرعنا املالي ‪.‬‬ ‫لقد كان الصواب أن يقرر املشرع أن مينح هذه القيمة الفلكية‬ ‫لعضو هيئة الدستور مقابل « إنهاءه» لعمله ‪ ،‬ال مقابل « إجنازه»‬


‫له ‪ ،‬فمن من البشر في العالم كله سيقبل أن يتخلى طواعي ًة عن‬ ‫رات��ب شهري يتفوق على رات��ب « كريستانو رون��ال��دو» ‪ ،‬دون أن‬ ‫دستور نائم لم يخرج‬ ‫يضطر لتسجيل ولو هدف واحد في شباك‬ ‫ٍ‬ ‫من رحم دفاتره القدمية بعد ؟‬ ‫إنك ال تستطيع أن تقاوم إغ��راء التسويف واملماطلة في إجناز‬ ‫عملك ‪ ،‬حتى ال تفقد راتبك الفلكي مبيزاته األسطورية ‪ ،‬إال‬ ‫إذا كنت أحد « اخللفاء الراشدين « ‪ ،‬لكننا نعرف جيداً إن أحد‬ ‫اخللفاء الراشدين لم يتقدم النتخابات هيئة صياغة الدستور حتى‬ ‫نتشرف بانتخابه في نهاية املطاف ‪.‬‬ ‫أما خيانة عضو مجلس النواب ‪ ،‬فهي خيانة « ارستقراطية «‬ ‫بعض الشيء ‪ ،‬فهي خيانة مبلمس املخمل على أجساد فاتنات‬ ‫العصر الفيكتوري القدمي ‪ ،‬وذل��ك ألن أعضاء مجلسنا املوقر‬ ‫ارتكبوا خياناتهم الصغيرة بقصد املبالغة في االتقان ‪ ،‬فهل أرو‬ ‫لكم كيف يكون االتقان درباً مؤدياً إلى اخليانة ؟‬ ‫إن اخليانة هنا تكمن في الوعي عضو املجلس بقيمة الظرف‬ ‫الراهن ‪ ،‬وتكمن في قصور إدراك حواسه اخلمس ملا يحدث من‬ ‫حوله في بدن هذا الوطن املأزوم ‪ ،‬فكيف يصبح قصور االدراك‬ ‫سبباً في اقتراف خيانة ؟‬ ‫إن قصور ادراكك مينعك أحياناً من أن تشم رائحة احلريق من‬ ‫حولك ‪ ،‬ويحول بينك وبني سماع صرخات البشر اجلائعني بالقرب‬ ‫منك ‪ ،‬ويحرمك من متعة التعبير عن احتياجات ناخبيك البائسني‬ ‫‪ ،‬ويحجب عن عينيك رؤية مالمح الوجوه املتجهمة بتأثير سوء‬ ‫احلال وتردي األحوال ‪ ،‬ويصرفك عن تذوق مرارة احلنظل في‬ ‫خيبات أمل الناس ‪.‬‬ ‫هذه هي «خيانات» أعضاء مجلس النواب ‪ ،‬وهي خيانة متدرجة‬ ‫حسب تدهور احلواس اخلمس عند مخرجات صندوق انتخاب‬ ‫بائس أنتجه ربيع عربي أكثر بؤساً ‪ ،‬لكنها أعراض مهمة تستحق‬ ‫منا تأم ً‬ ‫ٍ‬ ‫مبرحلة لم حتظ مبا تستحقه من تأمل حتى اآلن ‪.‬‬ ‫ال يليق‬ ‫كلها حاالت « خيانة» ‪ ،‬سوف نحسن قراءتها إذا ابتعدنا عن تناول‬ ‫مفردة « اخليانة» مبعناها البشع الذي تناوله « عبيد بن األبرص»‬ ‫منذ ألف ٍ‬ ‫سنة من اآلن ‪.‬‬ ‫خيانة ساستنا هذا العصر ‪ ،‬هي خيانة مصداقية ‪ ،‬وهي خيانة‬

‫االق ��رار بقصور ال��ذات ع��ن م�ج��اراة واق��ع احل��ال ‪ ،‬وه��ي خيانة‬ ‫التسليم بتدني القدرات الشخصية باملقارنة مع قدرات مشهد‬ ‫سياسي مأزوم يحتاج خبث الساسة ال طيبة الدراويش ‪ ،‬ويتطلب‬ ‫حنكة اخلبير ال سذاجة املبتديء ‪ ،‬ويستلزم فطنة الثعلب ال غفلة‬ ‫النعام‪.‬‬ ‫كلها عالمات « خيانة» مبقاييس مختلفة ‪ ،‬ومفهوم يبتعد عن‬ ‫مفهوم اخليانة الذي نعرفه ‪ ،‬لكنها حمل ثقيل صار ينوء به اآلن‬ ‫ربيع « مجمهرات» عربي مريب ‪ ،‬أي��ن منه مجمهرات السبعة‬ ‫العظام ‪ ،‬تلك احلافالت مبالذ وطاب من املعنى واملبنى معاً ‪ ،‬فهل‬ ‫كان علينا أن ننتخب أحد السبعة امليامني أصحاب املجمهرات‬ ‫قبل أن نتورط في شرح ٍ‬ ‫لشاعر فحل أنشد ذات‬ ‫بيت مشحون‬ ‫ٍ‬ ‫يوم بيتاً الزلنا نحاول تفسيره بهدوءٍ بينما الزال صاحبه يترمن‬ ‫به منشداً كل يوم ‪:‬‬ ‫« إذا أنت حملّت اخلؤون أمان ًة ‪ ..‬فأنت قد سندتها شر ُمسندِ «‬ ‫فهل كان علينا أن ننتخب «عبيد بن األبرص» قبل أن نتورط فيما‬ ‫نحن فيه ‪ ،‬ولو أنه مات قبل ألف ٍ‬ ‫سنة من اآلن؟‬


‫‪34‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شنو اجلو‬

‫دائرة المذلة وزمن النكسة والحرب في اليمن‬

‫ماذا ترك لنا جويدة الليبي؟!‬ ‫براء الخطيب‬ ‫ألم نشرح لك صدرك‪ ،‬فمددنا لك بصرك‪ ،‬وجنيناك من الغرق‪ ،‬ألم‬ ‫تر العشب والريح والصحارى والبحر العظيم‪ ،‬وكل من هلك‪ ،‬فوهبناك‬ ‫جسدك‪ ،‬فجلينا لك بصرك‪ ،‬فترى اآلن كآبة الشجر‪ ،‬ودما يسيح على‬ ‫ال��ورق‪ ،‬وأرض��ا يطاردها الوجع‪ ،‬وج��زرا مسبية اشتعلت بنار الفراق‪،‬‬ ‫فضاعفنا لك همك‪ ،‬ولهفة تسكن أضلعك‪ ،‬وخيمة من العار تسكنها‬ ‫أشباح املجد‪ ،‬والبكاء‪ ،‬ولصوص املرافئ‪ ،‬وقتلة البشر يقتتلون فوق جيفة‬ ‫لفظها املوج‪ ،‬وموج متالطم يحتضر‪ ،‬وشاطئ بعيد للنجاة‪ ،‬فمددنا لك‬ ‫بصرك‪ ،‬وال مف ّر‪ ،‬وال جناة للمظلومني وال الظاملني‪ ،‬إال من رحمت‬ ‫الشياطني‪ ،‬اللهم آمني‪ ,‬اللهم آمني‪.‬‬ ‫للمدن القاسية في تقلب الفصول‪،‬‬ ‫طعم كالتراب ال��ذي المسه املاء‪،‬‬ ‫فتبتل الشواطئ احلجرية بدموع‬ ‫ال�ي��أس واللهفة واخل ��وف املقيم‬ ‫من ضياع العمر س��دى‪ ،‬وللمدن‬ ‫القاسية‪ -‬ف��ي تقلب الفصول‪-‬‬ ‫بابان ينفتحان على البشر‪ :‬باب‬ ‫للوجع وباب للصبر‪ ،‬ينفتح الباب‬ ‫ال � ��ذي ل �ل��وج��ع ع �ل��ى ال �ص �ب��وات‬ ‫ال �غ��زي��رة‪ ،‬وي�ن�ف�ت��ح ال �ب��اب ال��ذي‬ ‫للصبر ع�ل��ى س� �م ��اوات م��وش��اة‬ ‫بالندى ومالجئ للحرائق اخلفية‬ ‫التي تختفي ب�ين ال�ض�ل��وع‪ ،‬من‬ ‫هنا تبدأ أول نقطة على محيط‬

‫الدائرة حيث كنت أعبر طريق الكورنيش باجتاه ال��درج الذي يهبط‬ ‫بي إلى شاطئ البحر وأنا أحمل «شمسية البالج» على كتفي‪ ،‬وفي‬ ‫نفس اللحظات وعلى طريق الكورنيش قادمة من امليناء باجتاه الطريق‬ ‫الصحراوي الذاهب إلى «القاهرة» كانت الدبابات جتري الهوينى وهي‬ ‫تتصدر الطابور كما لو كانت تتدلل في خيالء وزهو املنتصر‪ ،‬فيما تأتي‬ ‫وراءها العربات التي جتر مدافع امليدان‪ ،‬ثم يتبعها رتل من سيارات نقل‬ ‫اجلنود الذين تتعالى أصواتهم باألغاني الوطنية وهم يلوحون للمارة‬ ‫بإشارة النصر‪ ،‬رأيت بعض املارة يصفقون ويلوحون للجنود فيما كانت‬ ‫بعض النسوة يطلقن الزغاريد‬ ‫ابتهاجا بجنودنا فيما كان يقول‬ ‫ب �ع��ض ال��ن��اس أن �ه��م ع��رف��وا أن‬ ‫ه� ��ذه ال ��دب ��اب ��ات وامل� ��داف� ��ع قد‬ ‫أرسلها أصدقاؤنا «السوفييت»‬ ‫من «االحت��اد السوفييتي» هدية‬ ‫مجانية للشعب املصري وقائده‬ ‫ال��زع�ي��م «ج �م��ال ع�ب��د ال�ن��اص��ر»‬ ‫ل��دع��م��ه ف� ��ي ح � ��رب ال��رج �ع �ي��ة‬ ‫العربية املتحالفة مع االستعمار‬ ‫والصهيونية على أرض «اليمن»‪.‬‬ ‫ل��م أه �ت��م ب��امل�ن�ظ��ر ال� ��ذي رأي �ت��ه‬ ‫يتكرر كثيرا في الشهور األخيرة‬ ‫على طريق الكورنيش‪ ،‬وس��رت‬ ‫في طريقي إل��ى أن وصلت إلى‬

‫للمدن القاسية في تقلب الفصول طعم كالتراب‬ ‫الذي المسه املاء‬

‫اكتشف أبي أن ابنه الفاشل حفظ عن ظهر قلب‬ ‫ألفية بن مالك‬


‫االسكندرية ‪ ..‬تشهد قصتي مع جويدة الليبي‬

‫جنيب محفوظ‬

‫ديستوفسكي‬

‫الشاطئ وغرست عصا الشمسية في ال��رم��ال‪ ،‬ونصبت الشمسية‬ ‫وخلعت مالبسي وبقيت باملايوه‪ ،‬ثم استلقيت على ظهري فوق رمال‬ ‫الشاطئ‪ ،‬ومع أن أواخ��ر شهر أغسطس توشك أن تنقضي ‪ -‬حيث‬ ‫تعلن أيام الصيف قرب رحيلها ‪ -‬فقد كان اجلو حارا بقسوة واآلن‬ ‫يجتاحك نفس اإلحساس املقيم بالفشل‪ :‬فشلت في احلصول علي‬ ‫الثانوية العامة‪ ،‬وفشلت في االستمرار في العمل ككاتب علي بوابة‬ ‫مصنع األسمنت في «وادي القمر»‪ ،‬وحتى عندما وج��د لك أبوك‬ ‫الطيب واسطة لتعيينك بائعا للخضار والبقالة في «هيئة املجمعات‬ ‫االستهالكية» فشلت وضبطوك‬ ‫م�ت�ل�ب�س��ا ب �ب �ي��ع ح �ص��ة ال ��دج ��اج‬ ‫املخصصة ل�ل�ف�ق��راء وم �ح��دودي‬ ‫ال��دخ��ل ل�ل�ح��اج «أم �ي�ن» صاحب‬ ‫املقهى مقابل أن يعفيك من دفع‬ ‫ثمن املشاريب التي يتوجب عليك‬ ‫دفعها عندما تخسر ف��ي لعب‬ ‫الكوتشينة مع بعض الزبائن‪ ،‬حتى‬ ‫لعب الكوتشينة أصبحت تخسر‬ ‫فيه‪ ،‬ولعب الكوتشينة فن وذوق‪،‬‬ ‫ك�م��ا أن إح �س��اس��ك ب��االن�ت�ص��ار‬ ‫ميتعك ويذهب عنك اإلحساس‬ ‫الدائم بالفشل فأنت ترى فشلك‬ ‫في احلصول على الثانوية العامة‬ ‫سخرية دائمة في عيون اآلخرين‪،‬‬

‫حتى أصدقاءك ال يعرفون سببا لفشلك في احلصول عليها بالرغم‬ ‫تصرح‬ ‫من أنهم يق ّ ُرون لك بالذكاء واجلدعنة‪ ،‬لكنك لم تستطع أبدا أن ِ ّ‬ ‫لهم وال ألي أح��د بأنك تكره الدراسة في امل��دارس وتكره مدرسة‬ ‫«اإلسكندرية الثانوية للبنني» والتي كان اسمها مدرسة «الفاروقية‬ ‫الثانوية للبنني» وغيرت الوزارة اسمها منذ ثالثة أعوام‪ ،‬بعد دخولك‬ ‫مدرسة «اإلسكندرية الثانوية» فصلوك من املدرسة حلني حضور ولي‬ ‫أم��رك‪ ،‬وعندما تسلم أبوك خطاب فصلك سألك عن السبب الذي‬ ‫فصلوك من أجله وأجبته أنك ال تعرف سببا محددا‪ ،‬وعندما ذهب‬ ‫أب��وك – رج��ل التعليم وخطيب‬ ‫املسجد املسلم ال��ذي يعرف ر ّبه‬ ‫– إلى املدرسة أخبروه أنك كتبت‬ ‫كراسة كاملة من تأليفك وكتبت‬ ‫عليها «ظ�ل�ال ال �ق��رآن ال�ك��رمي»‪،‬‬ ‫ألن��ك عندما ق ��رأت ك�ت��اب «في‬ ‫ظالل القرآن» للشيخ سيد قطب‬ ‫متلك عليك كل جوارحك وكتبت‬ ‫م ��ا ك�ت�ب��ت ف ��ي ال��ك��راس��ة حتت‬ ‫ت��أث �ي��ره‪ ،‬ك�ن��ت ت �ع��رض ال�ك��راس��ة‬ ‫على زم�لائ��ك وتدعوهم لقراءة‬ ‫ما كتبت فوقعت الكراسة في يد‬ ‫األستاذ «جمال الصقّار» مدرس‬ ‫اللغة العربية الذي وبخك وصرخ‬ ‫في األستاذ الكبير «فتحي الوكيل»‬

‫كانت الدبابات جتري الهوينى وهي تتصدر‬ ‫الطابور كما لو كانت تتدلل في زهو املنتصر‬

‫أصر جمال الصفّ ار على أن تشعل النار‬ ‫يومها ّ‬ ‫بنفسك في الكراسة‬


‫‪36‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شنو اجلو‬

‫ناظر املدرسة مقسما بالله العظيم أنه لن يدخل املدرسة من بابها إذا‬ ‫لم يفصلك‪ ،‬يومها عرف أبوك جرميتك النكراء وقال للسيد الناظر أنك‬ ‫فشلت في حفظ كل أجزاء القرآن الكرمي عندما كان يصر على أن‬ ‫حتفظ القرآن مع أختك وأخيك اللذان يكبرانك وفيما حفظ أخواك ما‬ ‫ال يقل عن عشرة أجزاء فقد كان كل ما استطعت أن حتفظه هو «جزء‬ ‫عم» و»جزء تبارك»‪ ،‬ويومها خلع أبوك فردة احلذاء وضربك بقسوة‬ ‫على رأسك ووجهك أمام اجلميع في فناء املدرسة مع أن ذراعه كان‬ ‫يؤمله من تأثير العملية اجلراحية التي كان قد أجراها في كتفه األمين‪،‬‬ ‫ويومها أصر األستاذ «جمال الصقّار» على أن تشعل النار بنفسك في‬ ‫الكراسة التي كان يحتفظ بها كدليل دامغ على إدانتك‪ ،‬ومن يومها‬ ‫وأنت تفكر في كتابتها من جديد‪ ،‬وفي نفسك قررت أن تعيد كتابتها‬ ‫في يوم من األيام‪ ،‬وتعرف أنك لم تكتب ما كتبت كفرا وال تقليال – معاذ‬ ‫الله – من القرآن الكرمي ولكن إعجابا بلغته وسحره الغامض الذي‬ ‫يكمن بني سطوره وكلماته الغامضة املوحية بسحر الظالل‪ ،‬فوجئت‬ ‫برؤيتي للقتب في ظهر الولد «جويدة» الليبي ف��أول شيء كنت أراه‬ ‫في «جويدة» هو القتب الذي نبت له في أعلى ظهره ويظهره دائما‬ ‫منحنيا لألمام أثناء سيره‪ ،‬لذلك فإن الولد «جويدة» الليبي ال يرتدي‬ ‫إال القفطان األسكندراني ليخفي القتب الذي اتخذ شكل سنم اجلمل‪،‬‬ ‫سمعت صوت جويدة الليبي الذي وقف في مواجهتي وهو يقول‪« :‬أنت‬ ‫دائما ترفض املعروف أيها املتشرد‪ ،‬ليس عندنا غير دكان املكوجي‪،‬‬ ‫ونحن سوف نعود إلى ليبيا‪ ،‬أحد أقربائنا وهو يخدم في قصر جاللة‬ ‫امللك السنوسي وقد أرسل لنا بضرورة الرجوع إلى ليبيا‪ ،‬أبى استأجر‬ ‫سيارة بيجو سبعة راكب لتوصيل كل أسرتنا إلى بنغازي حتى نلحق‬ ‫خيرات النفط التي تفجرت في صحراء ليبيا‪ ،‬يقول قريبنا أن النفط‬ ‫قد ظهر بغزارة وأن ليبيا سوف‬ ‫تكون أغنى من السعودية‪ ،‬أبي باع‬ ‫الغنم كلها إلى عمك «غالي نظير»‬ ‫اجلزار ولم يبق لنا عنزة واحدة‪،‬‬ ‫ولكن أبي قرر االحتفاظ بدكان‬ ‫امل�ك��وج��ي ك��أم��ان��ة ع �ن��دك‪ ،‬تفتح‬ ‫أن��ت الدكان وتشرف على الولد‬ ‫«سعد خميس» الصنايعي على أن‬ ‫تعطيه أجره وتدفع إيجار الدكان‬ ‫كل أول شهر وكذلك تدفع فاتورة‬ ‫الكهرباء وحتتفظ بالباقي كله‬ ‫لك‪ ،‬على أن نسترد منك الدكان‬ ‫إذا رجعنا من ليبيا وإن لم نرجع‬ ‫بعد سنة واح���دة ي�ك��ون ال��دك��ان‬ ‫ح�لال عليك»‪ ،‬وبالفعل تسلمت‬

‫دكان املكوجي من «جويدة» ونبهت على الولد «سعد خميس القبيصي»‬ ‫الصنايعي بأن يحسن معاملة الزبائن وحتصيل أجرة املكوة واالحتفاظ‬ ‫بها حيث أفهمته بأني سوف أحاسبه كل يوم بعد العشاء‪ ،‬وبالطبع لم‬ ‫أذهب في اليوم التالي إلى مصنع األسمنت وساعدت صديقي «جويدة»‬ ‫في جتميع كل أغراض األسرة في بطاطني وربطها باحلبال وحتميلها‬ ‫فوق شبكة السيارة «البيجو» وسألت نفسي عن السر في جتميع كل‬ ‫األغ��راض في هذه البطاطني وتوصلت إلى إجابة بأن ليبيا صحراء‬ ‫والصحراء تكون درجات احلرارة منخفضة فيها جدا لذلك فإن أهم‬ ‫شيء حرص «أبو جويدة» على أن يحمله معه إلى ليبيا هو البطاطني‪،‬‬ ‫لكني لم أقتنع بشكل كامل بهذا التبرير ووجدت نفسي أبكي بحرقة‬ ‫في غير خجل من بكائي وأنا أحتضن صديقي ولم أنس – في حلظة‬ ‫ال��وداع أن أغمض عيني حتى ال أرى القتب في ظهر جويدة الليبي‬ ‫ مودعا حيث انطلقت السيارة به مع أبيه وكل أسرته راجعني إلى‬‫موطنهم األصلي في «بنغازي ليبيا» بعد أن عاشوا في حي «امبروزو»‬ ‫في عروس البحر أكثر من خمسني سنة‪ ،‬واستقبلتني أمي بكلماتها‬ ‫اخلائفة علي من غضب أبي لتغيبي دائما خارج البيت دونا عن إخوتي‬ ‫الثمانية اآلخرين‪ ،‬فجأة خرج أبي من غرفته وألقى بكلماته في هدوء‬ ‫اليائس‪« :‬انتهى هذا األمر يا روحية‪ ،‬ال فائدة‪ ،‬اتركيه يفعل ما يشاء‪،‬‬ ‫فماذا سوف يفعل بنفسه وبنا أكثر من الفشل والفصل من املدرسة؟»‬ ‫أكلت القطة لساني كما كانت تأكله دائما وأنا طفل في مواجهة ألم‬ ‫أبي املكتوم‪ ،‬فنظرت خلسة إلى أبي – كان وجه أبي في منتهى التألم‬ ‫– للحظات ثم انسحبت خارجا وتعمدت أن أغلق خلفي باب الشقة‬ ‫في هدوء‪ ،‬لكن وجه أبي لم يختف من أمام عيني‪ ،‬وشعرت بحب عارم‬ ‫ألبي يختلط بألم ال نظير له؛ فبكيت وأنا أهبط درجات السلم حني‬ ‫يستوطن األل ��م ال�ق�ل��وب الغضة‬ ‫ كشبق مستقر ‪ -‬تبتل األرواح‬‫بندى الشهوات العصية والعرق‬ ‫املالح‪ ،‬وتستحضر الكآبة شياطني‬ ‫تصدح باألغاني املريرة والشهوات‬ ‫احمل� ��رم� ��ة‪ .‬ل�لان �ت �ص��ار ط �ق��وس‬ ‫وللفشل ط�ق��وس أخ ��رى‪ ،‬ويفتح‬ ‫الوجع مغاليق الشهوات احمل ّرمة‬ ‫حيث الريح الساخنة تسبق دائما‬ ‫خ �ط��وات ال�ل�ي��ل ال �ط��وي��ل‪ ،‬وت �ل � ّوح‬ ‫األي� ��دي امل�ت�ع�ب��ة ل �ل �ن��وارس التي‬ ‫تسابق انكسارات األم��واج هربا‬ ‫من سطوع الشمس ويغدو األلم‬ ‫المعا والذكريات الصغيرة مترعة‬ ‫بالكآبة واألغ��ان��ي امل��ري��رة‪ ،‬انتهى‬

‫جويدة قال ّلي ‪ :‬أحد أقربائنا في قصر امللك‬ ‫إدريس يرسل لنا بضرورة الرجوع إلى ليبيا‬ ‫حملوا البطاطني معهم ‪ ..‬وكان املبرر أن ليبيا‬ ‫صحراء ‪ ..‬والصحراء باردة ليال‬


‫كورنيش النيل ‪ ..‬ذكريات غير قابلة للمحو‬

‫الكرازة املرقسية‬

‫الصيف فخف زحام اإلسكندرية‪ :‬خلت الشواطئ كلها من املصطافني‪،‬‬ ‫ودخل الشتاء هذه السنة مستعفيا على خلق الله‪ ،‬وفي أخريات شهر‬ ‫يناير وبدايات شهر طوبة ‪ -‬الذي يخللي العجوزة كركوبة ‪ -‬واحتفلت‬ ‫الكنيسة املرقسية بعيد الفصح بعد أن هاجمت ن��وة ال�ك��رم طريق‬ ‫وكسرت أبواب الكبائن املغلقة‪ ،‬واجتاحت أمواج البحر سور‬ ‫الكورنيش ّ‬ ‫حي‬ ‫حي كليوباترا وكذلك ّ‬ ‫الكورنيش حتى وصلت ألبواب العمارات في ّ‬ ‫كامبشيزار‪ ،‬وقال الناس أن األمواج سحبت‪ -‬من فوق سور الكورنيش‪-‬‬ ‫طفال من األطفال الذين يجمعون لقم اخلبز من صناديق زبالة عمارات‬ ‫حي اإلبراهيمية؛ لكن إذاعة اإلسكندرية نفت هذا اخلبر‬ ‫الكورنيش في ّ‬ ‫واعتبرته مجرد إشاعة من أحد الصيادين الذي قال بعض الناس أنهم‬ ‫سمعوه بأنفسهم يقسم بشرف أمه أن أم��واج ميتم األطفال ومرمل‬ ‫النساء قد سحبت الطفل معها وأنه – هو الصياد – لم يستطع إنقاذه‪،‬‬ ‫في هذه امل��دة كنت أذه��ب‪ -‬كلما سنحت لي ظروفي كصاحب محل‬ ‫مكوجي أو إن شئنا الدقة كوكيل معتمد لصاحب محل املكوجي– إلى‬ ‫نزهات على طريق الكورنيش ومحطة الرمل إلى أن كان يوم من األيام‬ ‫وفي هذا اليوم كان في جيبي واحد وعشرين جنيه ‪ -‬هي كل إيراد‬ ‫محل املكوجي في أسبوع ‪ -‬وهو مبلغ يساوي تقريبا مرتب– حضرة‬ ‫الناظر – أبي في شهر كامل فأخرجت من جيبي قرش صاغ ورميته‬ ‫في حجر العجوز املتسول الذي كان يجلس شبه عار مستندا على سور‬ ‫الكورنيش وأنا أزعق في وجهه باسما‪« :‬أدعوا الله لعمك جويدة الليبي‬ ‫أطال الله غربته وال أعاده أبدا» ووصلت إلى محطة الرمل‪ :‬عند مدخل‬ ‫السلم الكهربائي الذي يهبط حتت األرض حيث دورات املياه العمومية‪،‬‬ ‫كانت الكتب واملجالت تفترش األرض متخذة لنفسها مساحة ال تقل عن‬ ‫خمسة وعشرين مترا مربعا وهي مساحة قد تساوي ضعف مساحة‬ ‫دكان الكتب الصغير نفسه‪ ،‬بدأت‬ ‫في تصفح أغلفة املجالت وعناوين‬ ‫الكتب‪ ،‬مددت يدي وأمسكت بأحد‬ ‫الكتب فسمعت صوتا يصيح من‬ ‫داخ��ل دك��ان الكتب الصغير‪ :‬لن‬ ‫ي�ع��رف قيمة ه��ذه ال��رواي��ة أحد‬ ‫أح �س��ن م �ن��ك ي��ا دك� �ت ��ور‪ ،‬رواي ��ة‬ ‫الكاتب الروسي دوستويفيسكي‪،‬‬ ‫اجلرمية والعقاب‪ ،‬هات خمسة‬ ‫ق ��روش‪ ،‬خ��ذه��ا ول��ن ت �ن��دم‪ ،‬هذه‬ ‫رواية روسية‪ ،‬خمسمائة صفحة‪،‬‬ ‫إنها حتتاج إلى دماغ‪ ،‬عليك وعلى‬ ‫ب��ار كاليثيا‪ ،‬يجلس هناك بعض‬ ‫املثقفني‪ ،‬خ��ذ ل��ك ق��زازت�ين بيرة‬ ‫م��ع س�ي�ج��ارت�ين وع � ّم��ر الطاسة‬

‫وابدأ قراءتها‪ ،‬وسوف تدعو لي»‪ ،‬أعجبتني الفكرة‪ ،‬والنقود موجودة‬ ‫والوقت موجود واملزاج عال‪ ،‬وبار «كاليثيا» ال يبعد أكثر من مائة متر‬ ‫على الكورنيش‪ ،‬ولطاملا فكرت في دخوله لكن لم يكن باليد حيلة‪ ،‬فكرت‬ ‫للحظات في أنه قد تكون الرواية التي أحملها اآلن في حالوة روايات‬ ‫«جنيب محفوظ» التي عشقتها وسيطرت علي بعض صفحاتها وبالذات‬ ‫«الثالثية» وحتديدا أكثر رواية «السكرية»‪ ،‬هذه الرواية الفذة التي حفظ‬ ‫عن ظهر قلب الكثير من صفحاتها لدرجة أدهشته كثيرا بينه وبني نفسه‬ ‫كما لو كنت أحفظ بعض قصائد «محمود حسن إسماعيل» أو «نزار‬ ‫قباني» أو أزجال «بيرم التونسي» ونفس الشيء حدث لي مع رواية «شيء‬ ‫في صدري» للكاتب «إحسان عبد القدوس» وبالرغم من بكائي تأثرا‬ ‫برواية «شجرة اللبالب» للكاتب «محمد عبد احلليم عبد الله» إال أني‬ ‫لم أعجب بها ألسباب غامضة‪ ،‬وعاد لي السؤال الذي لم يجد له إجابة‬ ‫حتى هذه اللحظة‪ :‬فلماذا أحفظ هذه القصائد واألزجال غير املقررة‬ ‫علي في كتاب «النصوص والبالغة»؟ بل ملاذا أحفظ الكثير من صفحات‬ ‫روايات «جنيب محفوظ» التي متس شغاف قلبي من حالوتها؟ بل أني‬ ‫استطعت حفظ سبعة أجزاء من «القرآن الكرمي» في ثالثة أشهر في‬ ‫«الكتّاب» على يد الشيخ «محمود اللواتي» في قريتنا «منية جناج» قبل‬ ‫أن ينتقل بنا أبي إلى اإلسكندرية‪ ،‬بل أصيب أبي بدهشة بالغة عندما‬ ‫اكتشف أنني أنا ابنه الفاشل في دراسته قد حفظت عن ظهر قلب‬ ‫«ألفية بن مالك» عندما كان يقوم بتدريسها لشقيقتي الكبيرة «وسيمة»‬ ‫الطالبة في قسم اللغة العربية بكلية اآلداب حيث كنت أجد متعة كبيرة‬ ‫وأنا أتابع على البعد حتفيظ أبي «ألفية بن مالك» لشقيقتي «وسيمة»‪،‬‬ ‫ورمبا كانت اإلجابة على هذا السؤال تكون أني رمبا كنت أحفظ هذه‬ ‫الروايات نتيجة لتكراري قراءتها عدة م��رات‪ ،‬وقبل أن أستريح لهذه‬ ‫اإلجابة اكتشفت أني كنت أحفظ‬ ‫بعض ف�ق��رات ال��رواي��ات مبجرد‬ ‫ق��راءت��ه��ا‪ ،‬وع �ن��د ه���ذه ال��درج��ة‬ ‫رفضت محاوالتي لإلجابة على‬ ‫هذا السؤال مكتفيا بتصديق أن‬ ‫ال�ل��ه ق��د وهبني موهبة احلفظ‬ ‫ل�ك��ل م��ا أح �ب��ه م��ن ك��ل م��ا كنت‬ ‫أقرؤه ملجرد قراءته للمرة األولى‬ ‫بالرغم من أن هذه املوهبة اإللهية‬ ‫ل��م تسعفني ف��ي م ��واد ال��دراس��ة‬ ‫فرسبت في الثانوية العامة ثالث‬ ‫سنوات متتالية بالرغم من أني لم‬ ‫أكمل امتحاني للثانوية في أول‬ ‫سنة تقدمت فيها لالمتحان بدون‬ ‫سبب مفهوم‪.‬‬

‫احتفلت الكنيسة املرقسية بعيد الفصح بعد‬ ‫نوة الكرم‬

‫رميت قرشا في حجر العجوز املتسول وطلبت منه‬ ‫أن يدعو جلويدة أطال الله غربته‬


‫‪38‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شؤون دولية‬

‫يعبر اجلدل بني األخالق والقوة في السياسة الدولية عن‬ ‫ّ‬ ‫اجلدل القدمي – اجلديد في الفكر السياسي بني املثالية‬ ‫والواقعية‪ ،‬وإذا كان الكثيرون يرون أن زمن املثالية قد انتهى‬ ‫منذ أن مت حتميلها مسؤولية االنهيار السريع آلمال السالم‬ ‫ال��ع��امل��ي بعد احل���رب العاملية األول���ى (ك���ار ‪ ،)Carr‬وأن���ه ال‬ ‫مجال سوى للمصلحة والقوة في حتديد البعد الذي يجب‬ ‫أن يأخذه السلوك السياسي الدولي (مورجانثاو)‪ ،‬إال أن‬ ‫الكثير من أساتذة العالقات الدولية استمروا يولون اهتمام ًا‬ ‫كبير ًا للتنظير املعياري حتى خالل فترة احل��رب الباردة‪،‬‬ ‫في حني أن صانعي السياسة استمروا راسخي اإلق��دام في‬ ‫ميالني إلى االستخفاف بالنظريات (املبادئية)‬ ‫الواقعية ّ‬ ‫املعيارية‪ ،‬ول��م يكن لديهم أي مكان ملناقشة األخ�لاق في‬ ‫السياسة اخلارجية(‪.)1‬‬

‫خالد احلراري‬

‫تناقض صارخ بين المصلحة والمبدأ‬

‫معادالت األخالق‬ ‫والقوة في السيــــــــــ‬


‫ــــــاسة الدولية‬

‫(‪)3-1‬‬


‫‪40‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شؤون دولية‬

‫في هذا اإلطار نتناول موضوع األخالق والقوة في السياسة الدولية في‬ ‫النظام الدولي اجلديد من خالل ثالثة محاور رئيسية تتمثل في تنشر‬ ‫تباعاً وهي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ :‬اإلطار النظري للعالقة بني األخالق والسياسية اخلارجية‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬ظاهرة تصدير الدميقراطية واملضمون األخالقي للسياسة‬ ‫اخلارجية‪.‬‬ ‫ث��ال��ث�� ًا‪ :‬ال��دف��اع ع��ن حقوق اإلن�س��ان واملضمون األخ�لاق��ي للسياسة‬ ‫اخلارجية‪.‬‬ ‫مع انتهاء احل��رب الباردة ودخ��ول العالم في حقبة جديدة من تاريخ‬ ‫العالقات الدولية أصبحت الدعوات واالدع ��اءات «عالية وصريحة»‬ ‫لصناع القرار السياسي أن لسياستهم اخلارجية أساساً أخالقياً‪،‬‬ ‫مستندين ع�ل��ى رؤى‪ ،‬وأح�ك��ام�اً‬ ‫وفرتها النظريات املعيارية واملثالية‬ ‫في السياسة والسلوك السياسي‬ ‫الدولي‪.‬‬ ‫اإلط��������ار ال���ن���ظ���ري ل��ل��ع�لاق��ة‬ ‫ب��ي��ن األخ����ل����اق وال���س���ي���اس���ة‬ ‫اخلارجية‪:‬‬ ‫هل األخالق ظاهرة كونية شاملة؟‬ ‫أم هي مختلفة بني ثقافة وأخرى‪.‬‬ ‫سؤال يطرح نفسه كمدخل لهذا‬ ‫املوضوع‪:‬‬ ‫يدعى دعاة النسبية الثقافية أن‬ ‫األخ�ل�اق مشروطة ثقافياً‪ ،‬وأن‬ ‫ما يعتبر أخالقاً إنسانية شاملة‬ ‫(وفاضلة) ليس إال معايير لثقافة‬ ‫مع ّينة يتم العمل على فرضها‬ ‫على سائر الثقافات األخرى‪ ،‬وإن‬ ‫األف��راد ال يكتسبون أخالقياتهم‬ ‫إال بفضل انتماءهم إلى طوائفهم‬ ‫وجماعاتهم‪ ،‬وف��ي امل�ق��اب��ل يرى‬

‫اآلخ��رون أن األس��اس هو القانون الطبيعي وال��ذي من خالله ميكن‬ ‫محاكمة أي سلوك واعتباره أخالقياً أو ال‪ ،‬ومن هذا املنطلق يرون أن‬ ‫األخالق ظاهرة كونية شاملة(‪.)2‬‬ ‫األخ�لاق وعالقتها بالسياسة قضية طرحت على الفكر السياسي‬ ‫منذ عهد فالسفة اليونان القدماء‪ ،‬إال أنها برزت بوضوح من خالل‬ ‫أفكار ميكافللي الذي يعتبره الكثيرون األب الروحي للواقعية السياسية‬ ‫املعتمدة على اخلالف بني األخالق والسياسة‪.‬‬ ‫ميكافللي في كتابة األمير يدفع باجتاه احلفاظ على السلطان واحلكم‬ ‫وبقاء الدولة‪ ،‬أو مبا ميكن تسميته وفقاً للمصطلحات احلديثة (املصلحة‬ ‫القومية) كأساس ومح ّدد ومح ّرك للسياسة على الصعيدين الداخلي‬ ‫واخلارجي‪ ،‬وأن أي نوع من القيم سوا ًء كانت أخالقية أو ال أخالقية‬ ‫مسموح بتبنيها واالنطالق منها ما‬ ‫دام��ت حتقق املصلحة الوطنية‪،‬‬ ‫فهو يرى أن على األمير أن يكون‬ ‫«ثعلباً وأس ��داً في نفس الوقت‪،‬‬ ‫أي أن يتحلّى بصفات وأخ�لاق‬ ‫األس � ��د ف ��ي ال� �ق ��وة وال��ص��رام��ة‬ ‫واحل� ��دة ليخيف ال ��ذئ ��اب‪ ،‬وأن‬ ‫يتحلّى بصفات وأخ�ل�اق الثعلب‬ ‫ف��ي امل��راوغ��ة والتحايل ليتفادى‬ ‫الفخاخ»(‪.)3‬‬ ‫وإذا ك��ان الكثيرون ق��د اعتبروا‬ ‫أن امليكافلية ف��ي السياسة هي‬ ‫نقيض وم �ت �ع��ارض م��ع األخ�ل�اق‬ ‫فيها‪ ،‬وهو ما سيطر على الفكر‬ ‫ال��واق �ع��ي الح �ق �اً خ �ص��وص �اً في‬ ‫إط���ار ال�س�ي��اس��ة ال��دول �ي��ة ول��دى‬ ‫ب�ع��ض غ�ل�اة ال��واق�ع�ي��ة ال��ذي��ن ال‬ ‫ي�ع�ت��رف��ون مب �ك��ان ل�ل�أخ�ل�اق في‬ ‫نطاق السلوك السياسي الدولي‬ ‫ال��ذي يبدأ وينتهي عند «القوة»‬ ‫كمح ّدد وه��دف‪ ،‬إال أن ما ميكن‬

‫يرى الكثيرون أن زمن املثالية قد انتهى منذ أن مت‬ ‫حتميلها مسؤولية االنهيار السريع آلمال السالم‬ ‫العاملي بعد احلرب العاملية األولى وأنه ال مجال اآلن‬ ‫سوى للمصلحة والقوة‬

‫من النادر جد ًا أن تكون املآزق األخالقية منطوية‬ ‫على اختيار صارخ بني مصالح املرء اخلاصة ومبادئه‬ ‫األخالقية‬


‫عودة احلرب الباردة‬

‫استكشافه في امليكافللية ذاتها ولدى الواقعني في العصر احلديث هو‬ ‫أن الطالق التام بني األخالق والسياسة اخلارجية ليس وارداً‪ ،‬ففي كثير‬ ‫من األحيان ميكن اعتبار سياسة خارجية ما بأنها سياسة واقعية حني‬ ‫تكون ذات مضامني أخالقية شرط أن تستمر محافظة على املصلحة‬ ‫والقوة كجوهر لها‪ ،‬ومن ثم فإن السياسة اخلارجية (مبنظور واقعي)‬ ‫ميكن أن تكون «غير أخالقية» ولكنها ليست بالضرورة «ال أخالقية»(*)‪.‬‬ ‫القواعد األخالقية مرآة عاكسة للسلوك اإلنساني‪ ،‬ويوصف السلوك‬ ‫بأنه سلوك أخالقي عندما يكون منسجماً مع جملة من القواعد‬ ‫األخالقية املعنوية‪ ،‬وهذه القواعد قد تكون قابلة لإلدراك بالعقل وحده‬ ‫من خالل التص ّور ملا هو مطلوب لتحقيق السعادة اإلنسانية وازدهار‬ ‫اإلنسان (القانون الطبيعي)‪ ،‬أو تكون مرتبطة بالطريقة املعتمدة في‬ ‫التصرف‬ ‫التفكير بالعالم عند‬ ‫ّ‬ ‫بطريقة مت ّكن السلوك من تشكيل‬ ‫األس��اس ال�لازم لنوع من القانون‬ ‫الكوني الشامل (الضرورة املطلقة‬ ‫ل��دى ك��ان��ط)‪ ،‬أو قد تكون نتاجاً‬ ‫لوحي وتعاليم سماوية (األدي��ان‬ ‫السماوية)‪ ،‬أو هي نتاج للتوافق‬ ‫البشري من خالل عقد اقتراض‬ ‫وخيالي (هوبز)‪ ،‬بينما هناك من‬ ‫ينظر للسلوك األخ�لاق��ي نظرة‬ ‫«نفعية» م��ن خ�لال نتائجه‪ ،‬إال‬ ‫أن السائد ف��ي فلسفة األخ�لاق‬ ‫احلديثة هو النظر إلى القضايا‬ ‫األخالقية عبر «الفضائل» حيث‬ ‫ال ي�ك��ون التركيز على م��ا يجب‬ ‫على الناس أن يفعلوه لدى مواجهة‬ ‫م ��واق ��ف وم��ش��ك�ل�ات أخ�لاق �ي��ة‬ ‫مع ّينة بقدر ما يكون منص ّباً على‬ ‫نوعية البشر التي يتعني عليهم أن‬ ‫يكونوها‪ ،‬من منطلق أن اإلنسان‬ ‫الفاضل سيكون عارفاً ملا يجب‬

‫فعله لدى اصطدامه مبأزق أخالقي(‪.)4‬‬ ‫العالقة بني السياسة اخلارجية واألخ�لاق تتح ّدد من خالل عالقة‬ ‫األخالق باملصلحة كمحدد (طبيعي) ألي سياسة خارجية‪ ،‬فأي سياسة‬ ‫خارجية تضعها دولة ما تهدف بالضرورة إلى حتقيق جملة من املكاسب‬ ‫في إطار مصلحتها الوطنية لعل أهمها (األمن‪ ،‬الرخاء‪ ،‬التقدم‪ ،‬االحترام‬ ‫مجرد ليس هناك ما يشير إلى تضارب‬ ‫املتبادل) وهذه املكاسب بشكل ّ‬ ‫فيما بينها‪ ،‬مبعنى أنها ممكنة معاً من حيث املبدأ‪ ،‬لكن وفي ظل ظروف‬ ‫مع َّينة قد ينشأ تضارب بني اثنني أو أكثر من املكاسب املتعلقة باملصلحة‬ ‫الوطنية عندما تت ّدخل األخ�ل�اق لتصبح م�ح��دداً إضافياً للسياسة‬ ‫اخلارجية‪ ،‬فعلى سبيل املثال‪ :‬األمن قد ال يتحقّق إال من خالل القبول‬ ‫بالتعامل مع دول��ة غير دميقراطية وتنتهك حقوق اإلنسان‪ ،‬والرخاء‬ ‫وال �ت �ق��دم ق��د ال يتحقق إال من‬ ‫خ�لال مبيعات األسلحة ألنظمة‬ ‫ودول تستخدم ه ��ذه األسلحة‬ ‫لقمع شعوبها وكبت احلرية فيها‪،‬‬ ‫وهذه املكاسب ستكون متنافرة مع‬ ‫فكرة االحترام املتبادل‪ ،‬ومبا يعني‬ ‫أن دخول األخ�لاق «على اخلط»‬ ‫في السياسة اخلارجية قد يضع‬ ‫الدول أمام خيار التضحية بأحد‬ ‫املكاسب مقابل تعظيم مكسب أو‬ ‫مكاسب أخ��رى‪ ،‬ومب��ا يشير إلى‬ ‫إمكانية ح��دوث نوع من الصراع‬ ‫بني سياسة خارجية مستندة على‬ ‫املصلحة وسياسة خارجية ذات‬ ‫بعد أخالقي(‪.)5‬‬ ‫إن تع ّدد املرجعيات النظرية ملفهوم‬ ‫«األخ �ل�اق» يجعل م��ن الصعوبة‬ ‫مبكان االتفاق على قاعدة عامة‬ ‫ف��ي تعريف األخ�ل�اق والسلوك‬ ‫األخ�ل�اق��ي‪ ،‬إال أن م��ا ميكن أن‬ ‫ت�ت�ف��ق ع�ل�ي��ه أغ �ل��ب امل��رج�ع�ي��ات‬

‫دخول األخالق على خط السياسة اخلارجية يضع‬ ‫الدول أمام خيار التضحية بأحد املكاسب مقابل‬ ‫تعظيم مكسب معني وهو ما يشير إلى إمكانية حدوث‬ ‫نوع من الصراع بني سياسة خارجية مستندة على‬ ‫املصلحة وسياسة خارجية ذات بعد إنساني‬

‫امليكافلية السياسية نقيض لألخالق واملبادئ وهي‬ ‫تسيطر على الفكر الواقعي في إطار السياسة الدولية‬


‫‪42‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شؤون دولية‬

‫التناقض بني األخالق‬ ‫والسياسة أشبه بأن يطلق‬ ‫املرء النار على قدمه‬

‫النظرية ملفهوم األخ�لاق هو رفض فكرة اعتبار السلوك القائم على‬ ‫املصلحة األنانية املج ّردة قصيرة األجل دون أي اعتبار ملصالح اآلخرين‬ ‫سلوكاً أخالقياً‪ ،‬وفي نفس الوقت ال توصي (باالعتبار التام) لآلخر‬ ‫كسلوك أخالقي‪ ،‬ويبقى السلوك األخالقي هو ذلك الذي ينطوي على‬ ‫وعي مبصالح اآلخرين واحلساسية إزاءها دون نكران كامل للذات(‪.)6‬‬ ‫يرى «كريس بروان» أنه من النادر جداً أن تكون املأزق األخالقية منطوية‬ ‫على اختيار صارخ بني مصالح املرء اخلاصة ومبادئه األخالقية‪ ،‬بينما‬

‫املألوف هو إنها تنطوي على حتقيق نوع من التوازن بني‬ ‫تص ّورات مختلفة للخير بالنسبة إلى الذات واآلخرين‪ ،‬وبني‬ ‫ت�ص� ّورات قصيرة ومتوسطة وطويلة األج��ل ملصالح املرء‬ ‫اخلاصة‪ ،‬ويرفض بالتالي فكرة وجود تعارض تام بني املصالح‬ ‫واألخالق(‪.)7‬‬ ‫يستند التقّييم األخالقي للعالقات الدولية أحياناً كثيرة على نوع‬ ‫من االستبدادية حني ال يكون مسموحاً للدولة بأن تكون أفعالها‬ ‫ذات دوافع مختلطة‪ ،‬فعلى سبيل املثال حرب اخلليج الثانية عام‬ ‫‪ 1991‬يص ّر املؤيدون لها على حتميلها مضموناً أخالقياً‬ ‫يتجسد‬ ‫ّ‬ ‫في رد العدوان الفاضح والتصدي له‪ ،‬بينما معارضوها ومنتقدوها ال‬ ‫يرون فيها سوى حرباً دافعها املصلحة األنانية األمريكية‪ ،‬فهي حرباً‬ ‫من أجل النفط‪ ،‬وفي صيغة أخرى حرباً الستعراض الهيمنة وتأكيد‬ ‫التف ّرد األمريكي بعد انهيار االحتاد السوفيتي‪ ،‬إال أن الباحث اإلجنليزي‬ ‫«كريس بروان» ينهج نهجاً توفيقياً للموائمة بني املصالح واألخالق‪ ،‬ففي‬ ‫املثال السابق –حرب اخلليج الثانية‪ -‬يقول‪« :‬إن تضافر جملة املصالح‬ ‫االقتصادية واإلستراتيجية مع مصلحة أوسع تتمثل في مقاومة مثل‬ ‫هذا التحدي الصارخ للقانون الدولي هو ال��ذي جعل احل��رب ممكنة‬ ‫وضرورية في نفس الوقت‪ ،‬وليس هناك ما يوجب اعتبار مثل هذا‬ ‫التضافر منافياً لألخالق‪ ،‬أما الفكرة التي تقول باستحالة وصف العمل‬ ‫باألخالقي ما لم تكن دوافعه طاهرة طهراً مطلقاً وغير ملّوثة باملصلحة‬


‫وراء الذرائعية السياسية تكمن مأساة احلروب‬

‫األنانية فهي فكرة شاذة وعجيبة»(‪.)8‬‬ ‫من جهة أخ��رى ي��رى باحث إجنليزي آخ��ر هو «مرفني فروست» أن‬ ‫اإلنسان مق ّيد أخالقياً في كل شيء يفعله‪ ،‬وبالتالي ليس صحيحاً‬ ‫االفتراض القائم على «حرية االختيار» بني التحلَّي بالصفة األخالقية‬ ‫وعدم التحلّي بها‪ ،‬ومن ثم يرى أن لصنّاع القرار السياسي (الداخلي‬ ‫واخلارجي) بعداً أخالقياً بالضرورة‪ ،‬ألن أي فعل أو سلوك إنساني‬ ‫يقع بالضرورة في إطار «منظومة ممارسة لفعل اجتماعي معينّ » وهذه‬ ‫املنظومة ذات مضامني أخالقية كامنة فيها‪ ،‬وإن السلوك اإلنساني‬ ‫يتم أخالقياً في نشاطاتنا اليومية دون أي تأمل ونقاش‪ ،‬وممارسة‬ ‫السياسة اخلارجية واحدة من املمارسات ‪-‬مثلها مثل جميع املمارسات‬ ‫االجتماعية‪ -‬التي تنطوي على التزامات قيميه مع ّينة وعلى نظام‬ ‫أخالقي مح ّدد‪ ،‬وفي معظم األوق��ات ال تقوم عملية رسم السياسة‬ ‫اخلارجية مبساءلة هذه العناصر األخالقية‪ ،‬وأن االنتباه إلى أخالقية‬ ‫سلوك أو تصرف معينّ ال يحدث إال في ظروف مع ّينة يحصرها الباحث‬ ‫املذكور في ظرفني اثنني هما‪:‬‬ ‫> حني يقوم سلوك معني صراحة مبراوغة معايير سلوك أخالقي مق ّررة‬ ‫في إحدى املمارسات احمل ّددة‪ ،‬وذلك مثل حاالت الكذب أو التزوير التي‬ ‫قد تكتشف في ممارسات سلوكية لرجال السياسة (فضيحة ووترجيث‬ ‫في عهد الرئيس األمريكي نيكسون‪ ،‬حكومة توني بلير ومخابراتها في‬ ‫حادثة «الكذب» في اإلفادة بأن نظام صدام حسني في العراق سيتمكن‬

‫خالل مدة وجيزة من إنتاج أسلحة دمار شامل)‪ ،‬ومثل هذه احلاالت‬ ‫ليست ذات بال في إطار أخالقية السياسة والسياسة اخلارجية بشكل‬ ‫خ��اص‪ ،‬باعتبار أن التعامل معها سينحصر في أشخاص يتحملّون‬ ‫مسؤولية هذه املراوغة األخالقية‪.‬‬ ‫> فيما ميكن تسميته بـ(احلاالت الصعبة) وهي احلاالت التي ال يكون‬ ‫فيها واضحاً بالنسبة إلينا كيف ينبغي أن نتص ّرف كأمر اعتيادي؟‬ ‫ويورد الباحث املذكور هنا مثاالً على احلاالت الصعبة هو «االستنساخ»‬ ‫كاكتشاف علمي وما آثاره من إشكاليات أخالقية‪ ،‬وما كان قد آثاره‬ ‫قبل ذلك اكتشاف السالح النووي من إشكاليات أخالقية حول الظروف‬ ‫التي ميكن في ظلها استخدام مثل هذه األسلحة استخداماً مبرراً‪ ،‬كما‬ ‫يورد من بني األمثلة على احلاالت الصعبة تلك املرتبطة باحلوادث غير‬ ‫املتوقعة ومن أمثلتها تفكك االحتاد السوفيتي(‪.)9‬‬ ‫تنحصر القضية األخالقية في السياسة اخلارجية وفقاً لوجهة نظر‬ ‫الباحث امل��ذك��ور في استثناءات م�ح� ّددة وط��ارئ��ة في سياق السلوك‬ ‫السياسي الدولي‪ ،‬وتتعلّق بدرجة أكبر بعالج احلاالت الصعبة‪ ،‬وهو ما‬ ‫يخلق نوعاً من اجلدل القائم على استكشاف القيم الكامنة في املمارسة‬ ‫أو احلالة من خالل احلجج السلبية واإليجابية التي تساق دفاعاً عن‬ ‫–أو الوقوف ضد سلوك أو تص ّرف سياسي معينّ ‪ ،‬ومن ثم يرى «أن‬ ‫ملحة إلى االهتداء إلى نظرية أخالقية قادرة على املزاوجة‬ ‫احلاجة ّ‬ ‫املتناغمة بني جميع تلك القيم الكامنة في املمارسة املعنية»(‪.)10‬‬


‫‪44‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شؤون دولية‬

‫ب��اح�ث��ة أخ���رى ت �ت �ن��اول ال�س�ي��اس��ة اخل��ارج �ي��ة األخ�لاق �ي��ة م��ن خ�لال‬ ‫(البرغماتية) أو الذرائعية هي (مولّى كوجران)‪ ،‬وذلك من خالل أفكار‬ ‫ثالثة من أهم رواد هذه املدرسة الفكرية في الواليات املتحدة خالل‬ ‫العقود الثالثة األول��ى من القرن العشرين هم (ج��ون دي��وي ‪John‬‬ ‫‪ ،Dewey‬وولترليبمان ‪ ،Walter Lippman‬وجني آدام��ز ‪Jane‬‬ ‫‪.)Addams)(11‬‬ ‫تنطلق البرغماتية من افتراض أن جميع األشخاص متمتعون بالذكاء‬ ‫والبد من متكينهم من امتالك الفرص التي تؤهلهم لتوجيه حياتهم‪،‬‬ ‫وه��ذا يستدعي أن يكون (األش �خ��اص) أص�ح��اب رأي ف��ي النشاط‬ ‫اإلنساني الذي يؤ ّثر عليهم‪ ،‬مبا يعني أن (ال��رأي واملوافقة) هو الذي‬ ‫يوجه العالقات اإلنسانية‪ ،‬وبذلك تستند البرغماتية إلى ذات‬ ‫ينبغي أن ّ‬ ‫الفرضية التي يستند عليها الفكر الدميقراطي (املوافقة)‪ ،‬كما ترى‬ ‫البرغماتية أن احلقيقة ليست جاهزة وقابلة لالكتشاف عن طريق‬ ‫التأمل الفلسفي املج ّرد‪ ،‬بل هي كامنة بدالً من ذلك في مدى مواكبتها‬ ‫للتجربة اإلنسانية‪ ،‬ومن جهة أخرى تقوم البرغماتية على نبذ اجلمود‬ ‫العقائدي القائم على تص ّور «احلقيقة» من خالل التأمل املجرد للحقائق‬ ‫واملطلقات الكونية أكثر من جملة اإلشكاليات االجتماعية املنتصبة في‬ ‫وجه األفراد(‪.)12‬‬ ‫على صعيد السياسة اخلارجية تعمل البرغماتية على حتقيق التوازن‬ ‫بني وقائع السياسة العاملية والرؤى املعيارية لكيفية إدارة هذه السياسة‪،‬‬ ‫مبا يو ّفر أسلوباً جيداً للشروع بالتفكير عما ينبغي للسياسة اخلارجية‬ ‫األخالقية أن تفعله‪ ،‬ينطلق من حتطيم ثنائية «الواقعي‪ -‬املثالي» أي‬ ‫موجهة نحو مبادئ‬ ‫رفض التقابلية بني أن تكون السياسة اخلارجية ّ‬ ‫أخالقية كونية شاملة ومطلقة أو أن ت��دار دون مراعاة لالعتبارات‬ ‫األخالقية‪ ،‬فتقترح البرغماتية خطاً وسطاً يقوم على مقاربة لألخالق‬ ‫تنطلق من التجربة‪ ،‬مبعنى أن ما يقدح االعتبار األخالقي هو الوقوف‬ ‫على أوضاع جتريبية تك ّون إشكاليات اجتماعية تواجه اإلنسانية‪ ،‬أي‬ ‫السعي إلى إيجاد حلول معيارية (أخالقية) داخل أُطر األمر الواقع‪،‬‬ ‫وهذا اخلط الوسط ليس توفيقاً‬ ‫بقدر ما هو «مسئولية طوباوية»‬ ‫تعتمد على توظيف العقل إلطالق‬ ‫أك��ب��ر ق� ��در م ��ن ال��دمي �ق��راط �ي��ة‬ ‫م ��ن أج� ��ل م��واج��ه��ة امل �ط �ل �ق��ات‬ ‫واملرجعيات والثوابت الراسخة‬ ‫التي تعمل على تقييد القدرة على‬ ‫إي�ج��اد احل�ل��ول وال��وق��وف كتخوم‬ ‫على الفكر حتد من تط ّوره ومنوه‪،‬‬ ‫أي التفكير بطريقة غير تقليدية‬ ‫الستكشاف أقصى االحتماالت‬ ‫البديلة حتى لو بدت خيالية في‬ ‫حت � ّدي �ه��ا ألمن���اط تفكير حالية‬ ‫أو ت �ص��و ّرات راه�ن��ة ع��ن ال��واق��ع‪،‬‬ ‫ويتحقق ال�ت��وازن باستنباط هذه‬ ‫احللول من جهة واملبادرة بعد ذلك‬ ‫إلى اختبار مدى توافقها مع ما‬ ‫ميكن «للجمهور» أن يقبله‪ ،‬وفي‬ ‫ظل الترتيبات (الواقعية) ملا ميكن‬ ‫أن تستوعبه وتتسع له الوسائل‬ ‫(اإلم �ك��ان �ي��ات وامل��ؤس �س��ات) من‬

‫مكيافيللي‪ -‬الغاية تبرر الوسيلة‬

‫مرفني فروست واألساس األخالقي للتدخل اإلنساني‬

‫جهة أخرى‪ ،‬وهذا يقود إلى القول‪ :‬أن البرغماتية تعتمد على ضرورة‬ ‫االنتباه إلى العالقة التبادلية بني الغايات والوسائل‪ ،‬فتحقيق التوازن‬ ‫بني الغايات والوسائل أم ٌر في غاية األهمية فالبد للوسيلة املستخدمة‬ ‫يخص ما هو مت ّوفر من إمكانيات وقدرات‬ ‫من أن تكون مناسبة فيما‬ ‫ّ‬ ‫من جهة‪ ،‬ومتناسبة مع الغاية من جهة أخرى مبعنى أال تكون الوسيلة‬ ‫املختارة متناقضة أخالقياً ومنطقياً مع الغاية‪ ،‬ففي وجهة النظر‬ ‫البرغماتية ال يصح للغاية أن تبرر الوسيلة(‪.)13‬‬ ‫بعد استعراض هذه املقاربات النظرية للعالقة بني األخالق والسياسة‬ ‫اخلارجية –باختصار مك ّثف‪ -‬م��ن خ�لال رؤي��ة ع��دد م��ن الباحثني‬ ‫الغربيني‪ ،‬والذين ال ميكن أن تعكس أفكارهم ونظرياتهم إال الرؤية‬ ‫الليبرالية الرأسمالية للعالم والتي تنطلق من ثقافة ترى في املنهج‬ ‫الثقافي الغربي املنهج الصالح‬ ‫للحياة اإلنسانية مبا يحققه من‬ ‫(خير مستقبلي واضح) مبضامينه‬ ‫املتعلقة باحلرية والدميقراطية‬ ‫وح �ق��وق اإلن �س��ان وال ��دع ��وة إل��ى‬ ‫السالم واألمن والرخاء لإلنسانية‬ ‫في ظل فهم متفق عليه في إطار‬ ‫هذه الثقافة حول هذه املفاهيم‬ ‫وال �ق �ي��م‪ ،‬وف ��ي ظ��ل غ �ي��اب رؤي��ة‬ ‫مغايرة تنطلق من ثقافة مغايرة‬ ‫وقيم مغايرة ليس مبقدور الباحث‬ ‫االطمئنان إل��ى حقيقة العالقة‬ ‫التي أنتجتها هذه املقاربات بني‬ ‫األخ �ل�اق وال�س�ي��اس��ة اخلارجية‬ ‫وال �ت��ي مي�ك��ن اس�ت�خ�لاص ثالثة‬ ‫صور أساسية لها تتمث ّل أولها‪ :‬في‬ ‫أنه ال تعارض يذكر بني املصلحة‬ ‫واألخالق في السياسة اخلارجية‪،‬‬ ‫ومن ثم فإن السياسة اخلارجية‬ ‫امل�ب�ن�ي��ة ع�ل��ى امل�ص�ل�ح��ة (ال �ق��وة)‬ ‫ليست منافية لألخالق بالضرورة‬

‫األخالق ظاهرة كونية شاملة ولكن ما يعتبر أخالق ًا‬ ‫إنسانية شاملة وفاضلة ليس إال معايير لثقافة مع ّينة‬ ‫يتم العمل على فرضها على سائر الثقافات األخرى‬ ‫تنطلق البرغماتية من افتراض أن جميع األشخاص‬ ‫يتمتعون بالذكاء والبد من متكينهم من امتالك‬ ‫فرص متساوية تؤهلهم لتوجيه حياتهم‪ ..‬ولكن ماذا‬ ‫عن الدول؟‬


‫التاريخ السياسي يستعيد نفسه بأشكال مختلفة‬

‫وأن��ه هناك إمكانية للجمع بني‬ ‫األخالق واملصلحة في إدارة دفة‬ ‫السياسة اخلارجية أو االعتماد‬ ‫على املصلحة دون احلاجة إلى‬ ‫أي مضمون أخالقي (سلبي أو‬ ‫إيجابي)‪ ،‬وترسم الصورة الثانية‬ ‫ت �ط��اب �ق �اً ب�ي�ن األخ� �ل��اق وإدارة‬ ‫السياسة اخلارجية يستند على أن‬ ‫املمارسة االجتماعية (السياسة‬ ‫اخل��ارج��ي��ة ن� ��وع م ��ن امل �م��ارس��ة‬ ‫للفعل االجتماعي واإلن�س��ان��ي)‪،‬‬ ‫تقع بالضرورة في إطار مجموعة‬ ‫من القيم األخالقية املتفق عليها‪،‬‬ ‫وأن املسألة األخالقية ال تظهر‬ ‫إال في حاالت استثنائية فقط في‬ ‫وتتجسد بشكل رئيسي فيما يسمى‬ ‫سياق املمارسة للسياسة اخلارجية‬ ‫ّ‬ ‫بـ(احلاالت الصعبة) التي يترتب عنها طرح السؤال (كيف نتص ّرف حتى‬ ‫نكون أخالقيني؟)‬ ‫أما الصورة الثالثة (البرغماتية) فتنسف القيم األخالقية كقيم مطلقة‬ ‫وثابتة وحت ّولها إلى صيغ ميكن أن تنتج من خالل ما يفرضه الواقع من‬ ‫تفاعالت إنسانية‪ ،‬وفي هذه احلال يكون من السهل إنتاج قيم أخالقية‬ ‫غير قابلة للتعارض مع املصلحة ومع ما ميليه الواقع من سياسات‪.‬‬ ‫من خالل هذه الصور للعالقة بني األخالق والسياسة اخلارجية سيكون‬ ‫من املفيد التعامل مع هذه املقاربات النظرية على أنها إما تبريرية‬ ‫أو تفسيريه لواقع السياسات اخلارجية التي دأب��ت القوى املنتصرة‬ ‫في احل��رب العاملية األول��ى وانتصرت في احل��رب العاملية الثانية‪ ،‬ثم‬ ‫انتصرت في احلرب الباردة على انتهاجها وأمام غياب الطرح الثقافي‬ ‫اآلخر للموضوع ‪-‬في حدود معرفة وإطالع الباحث‪ -‬يكون البديل هو‬ ‫اللجوء إلى استعراض املسار األخالقي للسياسة اخلارجية (الغربية)‬ ‫واألمريكية بصفة خاصة من خالل تصدير الدميقراطية والدفاع عن‬ ‫جتسدت في مواقف ووقائع وأحداث شهدتها‬ ‫حقوق اإلنسان كسياسات ّ‬ ‫السياسة الدولية خالل الفترة التي تلت انتهاء احلرب الباردة‪ ،‬وهو ما‬ ‫سيتناوله الباحث فيما سيلي‪:‬‬

‫هوامش‪:‬‬ ‫(‪ )1‬كارن أي سميث ومارغويت اليت‪،‬‬ ‫األخالق والسياسة اخلارجية‪ ،‬تعريب‬ ‫ف���اض���ل ج��ت��ك��ر‪( ،‬ال����ري����اض����ي‪ :‬مكتبة‬ ‫العبيكان ‪1425‬هـ‪2005 ،‬م)‪ ،‬ص‪.10‬‬ ‫(‪ )2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫ً‬ ‫نقال‬ ‫(‪ )3‬ميكافللي في كتابه األمير‬ ‫ع���ن ج���ان ج���اك ش��ف��ال��ي��ي��ه‪ ،‬امل��ؤل��ف��ات‬ ‫ال��س��ي��اس��ي��ة ال��ك��ب��رى‪ ،‬ت��رج��م��ة إل��ي��اس‬ ‫مرقص (بيروت‪ :‬دار احلقيقة‪،)1980 ،‬‬ ‫ص‪.31‬‬ ‫بفرق املنطقيون (علماء املنطق)‬ ‫() ّ‬ ‫بني التضاد والتناقض‪ ،‬فالتضاد يكون‬ ‫بني شيئني عندما تكون هناك إمكانية‬ ‫ل��وج��ود ش��يء ثالث وراب���ع وخ��ام��س‪...‬‬ ‫ال���خ بينها‪ ،‬أم���ا ال��ت��ن��اق��ض ف��ي��ك��ون بني‬ ‫شيئني ال إمكانية لوجود ثالث بينهما‪،‬‬ ‫واملثال على ذلك أن ضد «األبيض» هو‬ ‫«األس��ود» بينما نقيض «األبيض» هو‬ ‫«الالأبيض» وحني تكون السياسة اخلارجية (غير أخالقية) معناها أنها ليست‬ ‫بحاجة إلى األخالق لتتكئ عليها‪ ،‬وحني تكون (ال أخالقية) فإن معناها أن تكون‬ ‫سياسة خارجية حتمل مضمون ًا أخالقي ًا سلبياً‪ ...‬الباحث‪.‬‬ ‫(‪ )4‬روبرت‪ .‬دال‪ ،‬التحليل السياسي احلديث‪ ،‬ترجمة عالء أبو زيد (مرجع سبق‬ ‫ذكره)‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.160 159-‬‬ ‫(‪ )5‬ك��ري��س ب����روان‪« ،‬األخ��ل�اق وامل��ص��ال��ح والسياسة اخل��ارج��ي��ة»‪ ،‬ف��ي «األخ�ل�اق‬ ‫والسياسة اخلارجية‪ ،‬حترير كارن سميث ومارغوت اليت‪ ،‬تعريب فاضل جتكر‪،‬‬ ‫(مرجع سبق ذكره)‪ ،‬ص‪.‬ص‪.35 ،34‬‬ ‫(‪ )6‬روبرت‪ .‬دال‪ ،‬التحليل السياسي احلديث‪ ،‬ترجمة عالء أبو زيد‪( ،‬مرجع سبق‬ ‫ذكره)‪ ،‬ص‪.160‬‬ ‫(‪ )7‬كريس بروان‪« ،‬األخالق واملصالح والسياسة اخلارجية» في األخالق والسياسة‬ ‫اخلارجية»‪ ،‬حترير كارن سميث ومارغوت اليت‪ ،‬تعريب فاضل جتكر‪( ،‬مرجع‬ ‫سبق ذكره)‪ ،‬ص‪.40‬‬ ‫(‪ )8‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.41‬‬ ‫(‪ )9‬مرفني فروست «األساس األخالقي للتدخل اإلنساني‪ :‬حماية املدنيني جلعل‬ ‫املواطنة الدميقراطية ممكنة» في «األخالق والسياسة اخلارجية» حترير كارن أي‬ ‫سميث وما رغويت اليت‪ ،‬تعريب فاضل جتكر‪( ،‬مرجع سبق ذكره)‪ ،‬ص‪.‬ص‪.68 60-‬‬ ‫(‪ )10‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.71‬‬ ‫مولي ك��وج��ران‪« ،‬نظرة ذرائعية إل��ى السياسة اخلارجية األخالقية» في‬ ‫(‪ّ )11‬‬ ‫«األخ�لاق والسياسة اخلارجية»‪ ،‬حترير كارن سميث وماغرويت اليت‪ ،‬تعريب‬ ‫فاضل جتكر‪( ،‬مرجع سبق ذكره)‪ ،‬ص‪.94‬‬ ‫(‪ )12‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.‬ص‪.99 ،98‬‬ ‫(‪ )13‬املرجع نفسه‪ ،‬الصفحات من ‪.120-114‬‬

‫البرغماتية تعتمد على ضرورة االنتباه إلى‬ ‫العالقة التبادلية بني الغايات والوسائل أي البد‬ ‫للوسيلة املستخدمة من أن تكون متناسبة مع‬ ‫الغاية‪ ..‬وفي وجهة النظر البرغماتية ال يصح‬ ‫للغاية أن تبرر الوسيلة‬


‫‪46‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شؤون عاملية‬

‫ا‬ ‫لف‬ ‫قر‬

‫ا‬

‫ألم‬

‫ية‬

‫المرض‬

‫ثالوث التخ ّلف في القــــــ‬ ‫ّ‬ ‫سجل إفريقيا في دليل الفقر هو األسوأ على اإلطالق‪ ،‬فوفق ًا لتقارير األمم‬ ‫يعد‬ ‫املتحدة للتنمية فإن اثنني من بني كل خمسة أفراد في إفريقيا جنوب الصحراء‬ ‫يعتبرون فقراء‬ ‫هذا األث��ر اإلفقاري الرهيب لبرامج التكيف الهيكلي مزق النسيج االجتماعي‬ ‫اإلفريقي «فآالف البشر تركوا قراهم بحث ًا عن لقمة العيش‪ ،‬ويعتبر الصراع من‬ ‫أجل البقاء هو األرضية التي اشتعلت عليها احلروب اإلثنية التي مت فيها جتنيد‬ ‫الشباب املتعطل»‪)1(.‬‬

‫محمد الساعدي *‬


‫ــــــــــــارة السمراء‬


‫‪48‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شؤون عاملية‬

‫تعاني البلدان اإلفريقية من ارتفاع معدالت‬ ‫ديونها اخلارجية ويشير حتليل تطور الديون‬ ‫وحجمها إلى أن متابعة اإلجمالي حسب التقدم‬ ‫في الزمن حتيلنا إلى أرقام مرعبة فع ًال‬

‫ينبغي ملزايا حترير التجارة أن تفوق تكاليفها بالنسبة للعالم «وقد‬ ‫كان من املتوقع أن تؤدي نتائج جولة أورجواي املعقودة في إطار‬ ‫االتفاق العام للتعريفات اجلمركية والتجارة (اجل��ات) إلى زيادة‬ ‫اإليراد العاملي مبا يقدر بـ(‪ )212‬بليون دوالر إلى (‪ )510‬باليني‬ ‫دوالر كمكاسب لزيادة الكفاءة وارتفاع معدالت رؤوس األم��وال‬ ‫وكنتيجة لتوسع التجارة‪ ،‬ولكن املكاسب العامة تخفي وراءها صورة‬ ‫أكثر تعقيداً ملجموع الفائزين واخلاسرين ومع أن املكاسب ستفوق‬ ‫كثيراً اخلسائر املتوقعة‪ ،‬إال أن هذه اخلسائر ستكون مركزة في‬ ‫مجموعة من البلدان ال قبل لها بتحملها وستكون فادحة الثمن‬ ‫بالنسبة لبعضها وقد تخسر أقل البلدان منواً ما يصل إلى (‪)600‬‬ ‫مليون دوالر سنوياً وإفريقيا جنوب الصحراء (‪ )1.2‬بليون دوالر»‪.‬‬ ‫(‪ .. )2‬ال أحد ينحو اآلن إلى التأكد من صحة هذه التوقعات‪ ،‬وما‬ ‫الذي حدث فع ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ينص املكون األول التفاقية (كوتونو) التي وقعت بني دول االحتاد‬ ‫األورب��ى ‪ EU‬ودول إفريقيا الكاريبي والباسفيك في ‪/6 /21‬‬ ‫‪ 2000‬على محاربة الفقر «ومي�ث��ل ه��ذا امل�ك��ون صلب اتفاقية‬ ‫(كوتونو) ويعكس في نفس الوقت االلتزامات الدولية الواردة في‬ ‫توصيات مؤمترات األمم املتحدة كما يعكس نتائج االتفاق بني‬ ‫ال��دول املانحة في جلنة مساعدات التنمية ال�ـ (‪ )OECD‬وما‬ ‫أكدته قمة الثمانية الكبار ‪ G8‬من أولويات في أوكيناوا باليابان‬ ‫في يوليو ‪ ،2000‬ويأتي عنصر محاربة الفقر في سياق التنمية‬ ‫املستدامة‪ ،‬وفي سياق االندماج املستمر واملتقدم لدول (‪)ACP‬‬ ‫في االقتصاد العاملي»‪)3(.‬‬ ‫من جهة أخرى تعاني البلدان اإلفريقية من ارتفاع معدالت ديونها‬ ‫اخلارجية «وك��ذل��ك مدفوعات خدمة ه��ذه ال��دي��ون وعلى سبيل‬ ‫املثال يشير حتليل تطور الديون وحجمها إلى أن إجمالي الديون‬ ‫اإلفريقية قد زاد من (‪ )176‬مليار دوالر عام ‪ 1982‬م ليصل‬ ‫إلى (‪ )296‬مليار دوالر عام ‪1992‬م‪ ..‬إن متابعة التحليل حسب‬ ‫التقدم في الزمن سوف حتيلنا إلى أرقام مرعبة فع ً‬ ‫ال‪.‬‬

‫النمو والعمالة والفقر‬ ‫نظرا ألهمية العمالة كمصدر للدخل بالنسبة للفقراء‪ ،‬فإن الزيادة‬ ‫في فرص العمالة يجب أن تعتبر عنص ًرا حاس ًما في مبادرات‬ ‫احلد من الفقر‪ .‬وع�لاوة على ذلك‪ ،‬فالنمو بأجور تعلو عن حد‬ ‫الفقر‪ ..‬الئقة‪ .‬االقتصاد املستدام هو مبثابة الطريق نحو إيجاد‬ ‫وظائف ولسوء احلظ‪ ،‬وبينما ال يزال منو الناجت احمللي اإلجمالي‬ ‫احلقيقي في إفريقيا جنوب الصحراء يتجه نحو االرتفاع منذ‬ ‫عام ‪ ،1998‬بقي منو العمالة دون تغيير‪ ،‬وهذه االجتاهات توحي‬ ‫بأن النمو احلقيقي في الناجت احمللي اإلجمالي في إفريقيا جنوب‬ ‫الصحراء لم يكن من ًوا كثي ًفا مبا يكفي في مجال العمالة‪ .‬انظر‬ ‫الشكل (‪)1‬‬


‫اجتاهات الفقر‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ ،2003‬ع��ان��ت إف��ري�ق�ي��ا ج�ن��وب ال �ص �ح��راء م��ن أعلى‬ ‫معدل للفقر‪ ،‬بينما شهد شمال إفريقيا والشرق األوسط أدنى‬ ‫معدل (انظر الشكل ‪ )2‬وع�لاوة على ذل��ك‪ ،‬ف��إن معدل الفقر‬ ‫ان�خ�ف��ض إل��ى ح��د كبير ب�ين ع��ام��ي ‪ 1980‬و ‪ 2003‬ف��ي كل‬ ‫املناطق‪ ،‬باستثناء إفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬حيث زاد املعدل‬ ‫بالفعل زيادة طفيفة ‪ .12‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬الفقراء العاملني‪.‬‬ ‫كانت منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الوحيد ة التي ازدادت‬ ‫فيها نسبة ‪ 2003‬وهذا االستنتاج ميكن شرحه على ‪ -‬خالل‬ ‫الفترة ‪ 1980‬وجها الحتمال بأن منو الناجت احمللي اإلجمالي‬

‫في إفريقيا جنوب الصحراء خ�لال ه��ذه الفترة لم يكد يكفي‬ ‫الستيعاب النمو السكاني‪.‬‬ ‫«وفي نفس الوقت ذاته فقد حدثت زيادة مستمرة في أعباء تلك‬ ‫الديون وفي الوقت ذاته ارتفعت خدمة الدين‪ ،‬كما ساهم في تزايد‬ ‫العجز املتصاعد في موقف ميزان املدفوعات في دول القارة خالل‬ ‫عام ‪ 1998‬م بجانب انخفاض األسعار العاملية للسلع األساسية «‬ ‫وانخفاض تدفقات املوارد اخلارجية من مصادر القطاع اخلاص‬ ‫األمر الذي أجبر البلدان اإلفريقية على السحب من احتياجاتها‬ ‫لسد فجوة املدفوعات «(‪)6‬‬


‫‪50‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شؤون عاملية‬

‫بينما ال يزال منو الناجت احمللي اإلجمالي احلقيقي‬ ‫في إفريقيا جنوب الصحراء يتجه نحو االرتفاع‬ ‫بقي منو العمالة دون تغيير‬ ‫عنصرا‬ ‫الزيادة في فرص العمالة يجب أن تعتبر‬ ‫ً‬ ‫حاسما في مبادرات احلد من الفقر‬ ‫ً‬

‫شكل رقم (‪)1‬‬ ‫النمو احلقيقي في الناجت احمللي اإلجمالي ومنو العمالة في‬ ‫إفريقيا جنوب الصحراء (‪)4‬‬ ‫(نسبة مئوية)‬

‫في العاصمة األصلية أبيدجان « (‪)7‬‬

‫املرض في إفريقيا‬ ‫من ناحية الصحة العامة ستزداد اآلف��ات الناقلة لألمراض مع‬ ‫اإلحترار العاملي وس��وف يصحبها نقص في الغذاء في إفريقيا‬ ‫وسيفتح االحترار العاملي مناطق جديدة النتشار أمراض املناطق‬ ‫احلارة من مالريا وخاصة احلمى الصفراء وعمى األنهار ومرض‬ ‫النوم وس��وف يكون لهذا آث��ار اقتصادية بعيدة امل��دى خاصة مع‬ ‫ضعف امل��وارد املالية ملعظم ال��دول اإلفريقية أم��ا عن األم��راض‬ ‫املرتبطة بالبيئة اإلفريقية فنجد التالي‪:‬‬

‫البلهارسيا‬ ‫يوجد مرض البلهارسيا من نوع بلهارسيا املثانة البولية في (‪)53‬‬ ‫دولة في إفريقيا والشرق األوسط‪ ،‬وقد دخلت بلهارسيا املستقيم‬ ‫حديثاً إلى موريتانيا والسنغال والصومال فتوجد بذلك في (‪)54‬‬ ‫ب�ل��داً مب��ا فيها دول اجل��زي��رة العربية ومصر وليبيا وال �س��ودان‬ ‫وإفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬ويوجد نوع ثالث غيرهم في عشرة‬ ‫دول بوسط إفريقيا في حزام الغابات املطيرة‪.‬‬

‫احلاالت اجلديدة للكوليرا‬ ‫« أبلغت وزارت ��ا الصحة ف��ي بوركينافاسو وك��وت دي�ف��وار عدد‬ ‫احلاالت اجلديدة للكوليرا إلى منظمة الصحة العاملية كما يلي‪:‬‬ ‫بوركينافاسو‪ )314( :‬حالة جديدة منها (‪ )6‬حاالت وفاة بنسبة‬ ‫وف�ي��ات (‪ .)2%‬ك��وت دي �ف��وار‪ :‬أبلغت ع��ن (‪ )3152‬ح��ال��ة منها‬ ‫(‪ )175‬حالة وفاة منها (‪ )2012‬حالة جديدة و(‪ )51‬حالة وفاة‬

‫استراتيجيات مكافحة مرض البلهارسيا في إفريقيا‪:‬‬ ‫يتبني من مراجعة جميع ح��االت جن��اح مكافحة البلهارسيا أن‬ ‫السبب الرئيسي في جناحها هو‪:‬‬ ‫> االلتزام على مستوى السياسات العليا‪.‬‬ ‫> اشتراك جميع املستوىات القيادية حتى أصغر مستوى‪.‬‬ ‫> تخصيص إعتمادات مالية على املستوىات احمللية الصغرى‪.‬‬


‫شكل رقم (‪) 4‬‬ ‫معدل الفقر فى أماكن مختارة مقياسا بعدد األشخاص الذين‬ ‫يقل دخلهم اليومي عن دوالر واحد من الدوالرات األمريكية‬ ‫(‪)5‬‬

‫> التنفيذ املتواصل طويل األمد الستراتيجية منسقه للمكافحة‪.‬‬ ‫وقد تقررت املكافحة العالجية بسبب توافر العالج الدوائي ذي‬ ‫اجلرعة الواحدة الفعالة والتي صارت املكون األساسي العملي‬ ‫لتلك االستراتيجية‪.‬‬

‫املالريا‪ :‬قاتل إفريقيا الصامت‬ ‫نسيت املالريا بسبب توجيه معظم األموال إلى مكافحة اإليدز في‬ ‫الدول الفقيرة ولذلك بدأت املالريا بهدوء في القضاء على العديد‬ ‫من مواطني أكثر دول العالم فقراً وتقتل املالريا كل عام (‪ )2‬مليون‬ ‫شخص معظمهم من أطفال إفريقيا دون سن اخلامسة‪.‬‬ ‫وبالرغم من علمنا أن املالريا مرض متوطن في إفريقيا فلم يعرف‬ ‫مدى خطورتها بالدقة إال حديثاً‪ ،‬حيث تبني أن ربع وفيات أطفال‬ ‫إفريقيا ينسب إليها وقد انتشرت مبدى أبعد من إمكان مكافحتها‬ ‫في الدول التي أصابتها الكوارث الطبيعية وانتشار اإليدز‪ ،‬ولهذه‬ ‫أص��درت منظمة الصحة العاملية ن��داءاً إلى دول العالم وخاصة‬ ‫الدول اإلفريقية أن تعود وتنظر بجدية إلى مشكلة انتشار املالريا‪،‬‬ ‫وقد أهملت املالريا في إفريقيا منذ ظهور مرض اإليدز في أوائل‬ ‫الثمانينيات مما جعل وزير الصحة النيجيري يقول‪ :‬إن املالريا بدأ‬ ‫أن ينظر إليها على أنها قدر إفريقيا الذي البد أن تتعايش معه‪.‬‬ ‫وتؤكد منظمة الصحة العاملية على أن املالريا مشكلة هامة من‬ ‫النواحي االجتماعية واالقتصادية والتنموية‪ ،‬كما أنه يؤثر على‬ ‫كل من األف��راد واألس��ر واملجتمعات وال��دول وأن أفضل فرص‬ ‫مكافحتها بنجاح تتطلب ت�ع��اون املسئولني ع��ن املكافحة وعن‬ ‫البحوث العلمية وخاصة بني الشمال واجلنوب‪.‬‬ ‫وقد أنشئ برنامج مبادرة املالريا متعدد األطراف في دكار عام‬ ‫‪ 1997‬م ملواجهة هذا الوضع وهو يعتمد على خطة العمل العاملية‬ ‫ملكافحة املالريا التي ثبتها املنظمة كنتيجة ملؤمترها الوزاري عام‬ ‫‪ 1992‬م‪.‬‬ ‫إن أفضل ما ميكن عمله ملكافحة املالريا قد وضعت قواعده ولعل‬ ‫أهم العوامل في ذلك هي‪:‬‬ ‫> وضع استراتيجية املكافحة على أساس قوى من البحث العلمي‪.‬‬ ‫> التعاون الدولي الوثيق‪.‬‬ ‫> الدعم احلكومي املتواصل‪.‬‬ ‫لقد مت القضاء على اجلدري وعمى األنهار في الطريق واملأمول‬ ‫أن يتبع القضاء على املالريا أسلوب التعاون الوثيق بني املسئولني‬ ‫ع��ن البحوث واملسئولني ع��ن املكافحة‪ ،‬وأن يتم حت��وي��ل نتائج‬ ‫البحوث إل��ى أساليب ميدانية بسرعة وك�ف��اءة ويجب أن تكون‬ ‫البحوث العلمية مكوناً أساسياً في برامج املكافحة‪.‬‬


‫‪52‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شؤون عاملية‬

‫أمراض التلوث‬ ‫إن التلوث الصناعي من مخلفات املصانع والبقايا الكيمائية‬ ‫والصرف الصناعي في النهار إلى جانب التلوث من األواني‬ ‫البالستيكية ال��ت��ي تستعمل داخ����ل امل��ن��زل ف��ي ال��ع��ب��وات‬ ‫التجارية كل ه��ذا أصبح خطر ًا يهدد الصحة العامة وأنه‬ ‫أخطر مسببات األمراض حالي ًا وال غرابة في انتشار أمراض‬ ‫مثل سرطان اجللد وغيره من األمراض اجللدية والدموية‬ ‫التي حتدث كل يوم نتيجة ذلك االستعمال‪.‬‬

‫اإليدز في إفريقيا (‪)8‬‬ ‫تعد أزمة اإلي��دز والعدوى بفيروسه من أعتي األزم��ات الصحية‬ ‫التي يواجهها العالم اليوم ففي غضون عقدين أودت هذه األزمة‬ ‫بحياة (‪ )30‬مليون فرد في إفريقيا ويقدر عدد أولئك املتعايشني‬ ‫مع اإلي��دز وال�ع��دوى الفيروسية اآلن ما يقرب من (‪ )40‬مليون‬ ‫نسمة يعيش (‪ )95%‬منهم في الدول النامية وحتدث (‪)14000‬‬ ‫إصابة جديدة بالعدوى كل يوم‪ ،‬وفي عام ‪ 2003‬م أصيب حوالي‬ ‫خمسة ماليني نسمة آخ��ري��ن بفيروس نقص املناعة البشرية‬ ‫(‪ )HIV‬منهم (‪ )3.2‬مليون نسمة في إفريقيا جنوب الصحراء‪.‬‬ ‫ويتسبب اإليدز والعدوى بفيروسه في تدمير األسر واملجتمعات‬ ‫وتقويض اقتصاديات الدول‪ ،‬وقد شهدت بدايات العقد الثمانني‬ ‫من القرن املاضي ظهور مرض اإليدز كمشكلة تهدد العالم أجمع‬ ‫وكلمة (‪ )Aids‬هي اختصار لالسم الكامل للمرض وهو‪ :‬أعراض‬ ‫نقص املناعة املكتسبة‪.‬‬ ‫وق��د اكتشف امل��رض ألول م��رة في ال��والي��ات املتحدة في بداية‬ ‫الثمانينيات ويسبب فيروس نقص املناعة البشرية إصابة باملرض‬ ‫ولكن بعد فترة حضانة أو كمون قد تصل إلى عشر سنوات‪.‬‬ ‫ويالحظ أن مرض اإليدز قد أصبح اليوم مشكلة صحية عاملية‬ ‫تتزايد حدتها يوماً بعد ي��وم فبينما كانت األوبئة املرضية في‬ ‫املاضي تظهر ثم تختفي بعد فترة‪ ،‬فإن اإليدز ال يبدو له نهاية‬ ‫منظورة قريباً وال يوجد أي إقليم جغرافي مبنأى ع��ن مرض‬

‫تزداد اآلفات الناقلة لألمراض مع اإلحترار العاملي‬ ‫يصحبها نقص في الغذاء في إفريقيا ويفتح‬ ‫االحترار العاملي مناطق جديدة النتشار أمراض‬ ‫املناطق احلارة من مالريا وحمى صفراء وعمى‬ ‫األنهار ومرض النوم و لهذا آثار اقتصادية خطيرة‬ ‫بعيدة املدى‬

‫اإليدز لذا البد أن يتواكب التعاون اإلقليمي مع التعاون الدولي في‬ ‫مكافحة هذا املرض اللعني‪.‬‬ ‫هذا وقد قدرت منظمة الصحة العاملية عدد املصابني بفيروس‬ ‫(‪ )HIV‬سنة ‪ 1991‬م بني (‪ )11-9‬مليون شخص ارتفع الرقم‬ ‫إلى ما ال يقل عن (‪ )33‬مليون حالة حاملة للفيروس عام ‪ 1999‬م‬ ‫وجد منها ما ال يقل عن (‪ )22.5‬مليون حالة في إفريقيا وحدها‬ ‫بنسبة (‪ ،)67.5%‬أي أن القارة وحدها استأثرت بأكثر من ثلثي‬ ‫احل��االت احلاملة لفيروس اإلي��دز في العالم وارتفع الرقم إلى‬ ‫(‪ )26.6‬مليون حالة حاملة للفيروس في عام ‪ 2003‬م من إجمالي‬ ‫(‪ )40‬مليون حالة في العالم‪.‬‬ ‫وقد شهد اجلنوب اإلفريقي اآلن ارتفاعاً في معدالت اإلصابة‬ ‫بالفيروس عما ك��ان في التسعينيات حيث يعد اإلقليم موطناً‬ ‫حل��وال��ي (‪ )30%‬م��ن ال�س�ك��ان احل��ام�ل�ين ل�ف�ي��روس اإلي ��دز على‬ ‫مستوى العالم‪.‬‬


‫وقد كانت أطراف القارة الشمالية العربية من أقل بلدان العالم‬ ‫سواء في حجم اإلصابات أو معدالتها والسبب في ذلك أن هذا‬ ‫اإلقليم يتمتع بخصائص حضارية واجتماعية ودينية ك��ان لها‬ ‫التأثير الواضح على ضحالة حجم اإلصابة أو معدالتها «إذ تشير‬ ‫تقديرات التسعينيات إلى وجود أقل من (‪ )30‬ألف حامل للفيروس‬ ‫في هذه البالد مجتمعة (مصر وليبيا واجلزائر وتونس واملغرب)‬ ‫كما أن معدالت اإلصابة بالفيروس ضئيلة في هذا اإلقليم»‪)9( .‬‬ ‫وهكذا يتضح أن ق��ارة إفريقيا برغم خطورة وض��ع اإلي��دز بها‬ ‫تتباين أقاليمها في شدة اإلصابة وكذلك تتباين املناطق الداخلية‬ ‫في نسب اإلصابة وعند حساب تكلفة اإلي��دز يفرق العلماء بني‬ ‫تكلفته املباشرة وغير املباشرة واألولى هي تكلفة العالج واألدوية‬ ‫وأجور العلماء وبقية اجلهاز الصحي واملستشفيات وغيرها مما‬ ‫يدخل حتت رؤوس األموال الثابتة‪ ،‬أما التكلفة غير املباشرة فهي‬ ‫الفاقد بسبب املرض من عمر املريض االفتراضي بحسب مستوى‬ ‫أمد احلياة في املنطقة اجلغرافية التي يعيش فيها وما كان سوف‬ ‫يكسبه من خالل العمر لو قدر له عدم اإلصابة باإليدز‪.‬‬ ‫األبعاد الدميوغرافية واالقتصادية للمرض في إفريقيا‬ ‫ق��در ما فقدته ال�ق��ارة اإلفريقية أكثر من (‪ )2.3‬مليون نسمة‬ ‫من إجمالي (‪ )3‬مليون نسمة فقدهم العالم ع��ام ‪ 2003‬م أو‬ ‫ما يعادل (‪ )76.7%‬من إجمالي وفيات العالم بسبب اإلي��دز‪.‬‬

‫وهناك العديد من املالمح اجلغرافية والدميوغرافية املرتبطة‬ ‫باإليدز في إفريقيا «منها أن القارة جنوب الصحراء قد شهدت‬ ‫انتشاراً لفيروس اإليدز من خالل كافة وسائل انتقال املرض إال‬ ‫أن االنتقال من خ�لال اجلنس املغاير هو السائد في إفريقيا‪،‬‬ ‫حيث قدر أن (‪ )95%‬من انتقال اإلصابة باملرض يتم باالتصال‬ ‫اجلنسي العادي وأق��ل من (‪ )1%‬يتم باالتصال اجلنسي الشاذ‬ ‫و(‪ )2%‬يتم عن طريق نقل ال��دم و(‪ )1%‬يتم عن طريق احلقن‬ ‫الوريدي للمخدر و(‪ )1%‬بطرق أخرى»‪)10(.‬‬ ‫ولعل أكبر التباينات الدميوغرافيه فيما يتعلق باإلصابة بفيروس‬ ‫اإليدز عاملياً هي التباينات بحسب النوع أي بني الذكور واإلناث‬ ‫(‪ )Sex Ratio‬وتعد إفريقيا جنوب الصحراء اإلقليم الوحيد في‬ ‫العالم ال��ذي تصل نسبة النوع فيه إل��ى (‪ )1-1‬مبعنى أن عدد‬ ‫الذكور املصابني مساو لعدد اإلناث املصابات‪.‬‬ ‫و يتضح مدى خطورة انتشار املرض بالقارة بني الفئات املنتجة‬ ‫في املجتمع حيث ترتفع نسب اإلصابة في الفئة العمريه املنتجة‬ ‫اقتصادياً في العديد من الدول اإلفريقية جنوب الصحراء‪.‬‬ ‫ول�لإي��دز آث��ار اقتصادية م��دم��رة ف��ي ال�ق��ارة اإلفريقية مثله في‬ ‫ذلك مثل بقية األمراض الشائعة بها إال أن هناك ثمة اختالفات‬ ‫جوهرية بينه وبني األمراض األخرى التقليدية الشائعة أولها‪ :‬أنه‬ ‫م��رض بال ع�لاج فعال حتى اآلن أو يكاد وبالتالي فخسائره ال‬ ‫نهاية لها وال ميكن ضبطها‪ ،‬وفرق ثاني هو البعد الزمني حيث‬


‫‪54‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫شؤون عاملية‬

‫تطول الفترة بني اكتساب الفيروس وبني ظهور املرض وبذلك فهو‬ ‫يخبئ آثاراً مدمرة على االقتصاد اإلفريقي وملا كان اإليدز يتركز‬ ‫أساساً في املناطق احلضرية اإلفريقية وباعتبارها مراكز التنمية‬ ‫بأنواعها في القارة فستكون هذه البقاع األكثر تأثراً من الناحية‬ ‫االقتصادية‪.‬‬ ‫وإذا استمرت اإلصابة بفيروس اإلي��دز مبستوياتها احلالية في‬ ‫إفريقيا ف��إن ذل��ك س��وف يقلب األوض��اع الدميوغرافيه بالقارة‬ ‫ويجعل املكاسب التي سبق أن حتققت دميوغرافياً وخاصة خفض‬ ‫معدالت الوفيات تتراجع في القارة‪.‬‬ ‫استراتيجية املكافحة‬ ‫وفي ظل تلك الصورة القامتة للمرض بالقارة يحتاج األمر إلى‬ ‫تضافر اجلهود العاملية واإلقليمية للوقوف أمام انتشار طاعون‬ ‫العصر كما يسمى اإليدز أحياناً‪ ،‬ويحتاج األمر إلى جهود مضاعفة‬ ‫خاصة وأن إفريقيا فقيرة في طاقتها وسياستها الصحية‪ ،‬وهذا‬ ‫األم��ر يحتم تضافر ال��دول الغنية مع إفريقيا وال يتم ذل��ك إال‬ ‫بتدعيم التنمية الشاملة للدول اإلفريقية والقضاء على مشكالتها‬ ‫العديدة‪.‬‬ ‫ال يوجد في الوقت احلاضر أي عالج لإلصابة بعدوى فيروس‬ ‫اإلي ��دز وليست ه�ن��اك أي��ة ل�ق��اح��ات مرشحه للظهور م��ن اآلن‬ ‫ولسنوات ع��دي��دة وستبقى الوقاية عنصراً أساسياً ف��ي جميع‬ ‫التدخالت اخلاصة بفيروس اإليدز إن بلوغ هدف‪« .‬عالج ثالثة‬ ‫ماليني قبل يقوم على النجاح في حشد امل��وارد على الصعيد‬ ‫الدولي من أجل تلبية االحتياجات املالية التقديرية اإلجمالية‬ ‫وتبلغ (‪ )5.5‬مليار دوالر على أقل تقدير»‪)11(.‬‬ ‫ومنها أيضا أمراض احلساسية التي تنشأ من وجود مواد كيميائية‬ ‫غريبة في الطعام وأهمها إضافات ومكسبات الطعم والرائحة‬ ‫والقوام «وعندما تدخل هذه املواد إلى اجلسم يتنبه لها اجلهاز‬ ‫املناعي وتبدأ كريات الدم البيضاء في إفراز أجسام مضادة لها‬ ‫وينشأ مرض احلساسية من االنفعال الزائد من الكائن أو املادة‬ ‫الغريبة التي دخلت اجلسم»‪)12( .‬‬

‫التصحر واجلفاف وأثرهما على الصحة‬ ‫أعلنت منظمة الصحة العاملية تقريراً ع��ن األض ��رار الصحية‬ ‫للتصحر واجل �ف��اف لعرضه على اجتماع ال ��دول األط ��راف في‬ ‫اتفاقية مكافحة التصحر الذي انعقد في مدينة بون بأملانيا في‬ ‫الفترة ‪ 22-11‬ديسمبر عام ‪ 2000‬م‪.‬‬ ‫ويبدأ التقرير قائ ً‬ ‫ال إنه مع ازدياد تأثير التغيرات البيئية على صحة‬ ‫اإلنسان «ف��إن املنظمة منشغلة أكثر من أي وقت مضى بعواقب‬


‫األضرار الصحية للتدهور البيئي‪:‬‬ ‫هناك املاليني من الوفيات ومن حاالت املرض التي ميكن جتنبها‬ ‫والتي يبدو أن سببها التلوث البيئي والتدهور البيئي فالعوامل البيئية‬ ‫ومنها امللوثات الكيمائية في الهواء الذي نتنفسه واملاء الذي نشربه‬ ‫وكذلك الظروف البيئية التي تتسبب في انتشار األمراض املعدية‬ ‫مثل أمراض اإلسهال و املالريا أو الكوليرا ينتج عنها حوالي ربع‬ ‫حاالت الوفاة واملرض على امتداد العالم‪ ،‬ويتحمل الفقراء الذين‬ ‫يعيشون في الدول النامية وفي الدول املتقدمة على حد سواء معظم‬ ‫هذه األمراض املرتبطة بالبيئة والتي ميكن جتنبها‪.‬‬ ‫وحيث إن معظم هذه الظروف البيئية ميكن جتنبها فإن الوقاية‬ ‫من األمراض الناجتة عنها ميكن أن تتم من خالل اإلدارة البيئية‬ ‫اجليدة ويجب أن تتضافر اجلهود لتعمل على انتشار خدمات‬ ‫املياه النقية والصرف الصحي والتربية الصحية لتشجيع استخدام‬ ‫تكنولوجيات أنظف وأعلى كفاءة وأن على احلكومات أن حتسن‬ ‫من نظم الرصد البيئي‪ ،‬وأن تشدد من مواصفات الهواء النقي‬ ‫واملياه النقية وأن تقلل من استخدام الكيماويات الضارة وأن تعمل‬ ‫على استخدام البنزين اخلالي من الرصاص في وقود السيارات‪.‬‬

‫هوامش‪:‬‬ ‫( ) د‪ .‬محمد الساعدي‪ ،‬رئيس حترير جامعة سرت سابق ًا‬ ‫‪ -1‬عدلي هويدا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬ ‫‪ -2‬تقرير التنمية البشرية‪ .‬العوملة أمم فقيرة وقوم فقراء‪ 1997 ،‬م‪ ،‬ص ‪.82‬‬ ‫‪ -3‬حمدي عبدالرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪202‬‬ ‫‪ -4‬امللحق (‪ )5‬األمم املتحدة (املجلس االقتصادي واالجتماعي)‬ ‫‪ -5‬امللحق (‪ )5‬األمم املتحدة (املجلس االقتصادي واالجتماعي)‬ ‫‪ -6‬حمدي عبدالرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪9‬‬ ‫‪ -7‬حمدي عبدالرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪632‬‬ ‫‪ -8‬انظر امللحق رقم و (‪) 1‬املجلس االقتصادى واالجتماعى التابع لالمم‬ ‫املتحدة ال��دورة املوضوعية‪ ،‬لعام ‪ 2005‬وامللحق رقم (‪ )2‬ال��دورة اخلاصة‬ ‫ملؤمتر وزراء االحتاد االفريقى موزميق‪ 22 :18 ،‬سبتمبر ‪2006‬‬ ‫‪ -9‬فليفل السيد‪ :‬التقريري االستراجتي اإلفريقي االقاهرة‪ ،‬مركز البحوث‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،-2002 2001 ،‬ص ‪538‬‬ ‫‪ -10‬فليفل السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.540‬‬ ‫‪ -11‬فليفل السيد‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪.543‬‬ ‫‪ -12‬فليفل السيد‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪638‬‬ ‫‪ -13‬فليفل السيد‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪638‬‬

‫*‬

‫التصحر واجلفاف على الصحة مثل سوء التغذية واجلوع واألمراض‬ ‫احملمولة باملاء واألمراض التنفسية وغير ذلك من األمراض املعدية‬ ‫إلى جانب إصابات احل��روق وهناك ما يكفى من األدل��ة على أن‬ ‫التصحر واجلفاف لهما تأثير سيء على صحة اإلنسان»‪)13(.‬‬ ‫وتشير منظمة الصحة العاملية إلى أن جفاف م��وارد املياه يدفع‬ ‫باألهالي إلى استخدام املياه امللوثة مما يؤدي إلى أوبئة شديدة‬ ‫والعالج بتوفير املياه النقية‪.‬‬


‫‪56‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫ثقافة‬

‫تالوة القرآن تعود‬ ‫إلى آيا صوفيا بعد ‪ 85‬عاما‬

‫معجم التبو‬ ‫ص��در م��ؤخ��راً بالتعاون ب�ين دار تانيت‬ ‫للنشر وال ��دراس ��ات وم��رك��ز ال��دراس��ات‬ ‫التباوية‪ ،‬وبرعاية الهيئة العامة لإلعالم‬ ‫والثقافة واآلث� ��ار‪ ،‬ك�ت��اب ج��دي��د بعنوان‬ ‫«معجم التبو»‪ ،‬بإشراف كل من عبدالله‬ ‫لنب وأحمد عبدالله ملكنّي‪.‬‬ ‫جاء في تقدمي لنب‪« :‬هذا معجم صغير‬ ‫يتعلق مبا يرد عن قبائل التبو من مفردات‬ ‫ت�ت��ر ّدد في معظم ال��دراس��ات التاريخية‬ ‫واجل�غ��راف�ي��ة واالجتماعية‪ ،‬ارت��أي��ت أن‬ ‫أرتّبه أبجدياً ليكون في متناول اجلميع‬ ‫تعريفاً بكيان التبو وثقافتهم باعتبارهم‬ ‫م��ك�� ّون أص �ي��ل م��ن امل �ك��ون��ات الثقافية‬ ‫الليبية»‪.‬‬

‫شهد معلم آيا صوفيا الشهير في إسطنبول تالوة آيات من القرآن للمرة األولى منذ ‪85‬‬ ‫عاما داخل حرم الصرح‪ ،‬الذي كان في األساس كاتدرائية قبل أن يحول إلى مسجد ومن ثم‬ ‫إلى متحف‪ .‬وظلت آيا صوفيا‪ ،‬الصرح املعماري الضخم املشيد في القرن السادس‪ ،‬موقعا‬ ‫مهجورا لفترة قبل أن تصبح متحفا في ثالثينيات القرن املاضي إبان حكم مصطفى كمال‬ ‫أتاتورك العلماني‪ .‬وشهد املوقع تالوة آيات من القرآن خالل تدشني معرض يحمل عنوان‬ ‫«العشق النبوي»‪ ،‬شارك فيه مسؤولون أتراك بينهم رئيس هيئة الشؤون الدينية في تركيا‬ ‫محمد غورمز‪ .‬وتولى إمام مسجد أحمد حمدي إكسكي في أنقرة تالوة آيات من القرآن‬ ‫للمرة األولى داخل حرم آيا صوفيا منذ ‪ 85‬عاما‪ ،‬حسب ما ذكرت وكالة أنباء األناضول‪.‬‬ ‫ويستمر املعرض حتى الثامن من مايو ويضم مجموعة من املخطوطات واألعمال الثقافية‬ ‫عن سيرة النبي محمد عليه السالم‪.‬‬ ‫وشيدت كنيسة آيا صوفيا عند مدخل مضيق البوسفور والقرن الذهبي‪ ،‬وكانت تشهد‬ ‫تتويج األباطرة البيزنطيني‪ ،‬قبل أن يتم حتويلها إلى مسجد في القرن اخلامس عشر إثر‬ ‫سقوط القسطنطينية بأيدي العثمانيني سنة ‪ ،1453‬وجرى حينها تشييد مآذن في محيط‬ ‫القبة البيزنطية‪ .‬وبقي معلم آيا صوفيا مستخدما كمسجد بعد سقوط اإلمبراطورية‬ ‫العثمانية حتى منتصف ثالثينيات القرن املاضي عندما حولها مؤسسو تركيا العلمانية إلى‬ ‫متحف مفتوح للجميع‪.‬‬

‫متنبي موريتانيا يترشح لرئاسة‬ ‫اتحاد الكتاب‬ ‫أعلن الشاعر ناجي محمد اإلمام ترشيحه ملنصب رئيس احتاد األدباء والكتاب املوريتانيني‬ ‫ال��ذي ستجري انتخاباته اليوم األح��د املواقف ‪ 19‬أبريل ‪ .‬وقالت حملة املرشح ناجي‬ ‫محمد اإلم��ام‪ ،‬إن األخير يحمل برنامجا هاما لتطوير وإحياء الثقافة واألدب والشعر‬ ‫في البالد‪ ،‬وأضافت أن من بني أه��داف برنامجه إنشاء مطبعة خاصة باحتاد األدب��اء‬ ‫والكتاب املوريتانيني وتأسيس إذاعة متخصصة في مجال الشعر واألدب والثقافة‪ ،‬وإصدار‬ ‫مجلة أدبية‪ .‬وأضافت حملة املرشح ناجي محمد‬ ‫اإلمام الذي يلقب بـ»متنبي موريتانيا» إن أبرز مالمح‬ ‫برنامجه هي العمل من أج��ل إقامة نشاط ثقافي‬ ‫فصلي‪ ،‬ومهرجان دول��ي للشعر ون��دوة حول السرد‬ ‫املوريتاني‪ ،‬واالهتمام باألدب النسائي وأدب الطفل‬ ‫والقصة‪ ،‬وتطوير األدب املوريتاني الناطق باللغات‬ ‫ال��وط�ن�ي��ة‪ ،‬وااله �ت �م��ام أك�ث��ر مب�ج��ال ال�ن�ق��د‪ .‬وأعلن‬ ‫عشرات من الشعراء والكتاب واملثقفني واألساتذة‬ ‫اجلامعيني ف��ي موريتانيا دعمهم للمرشح ناجي‬ ‫محمد اإلمام‪ ،‬لرئاسة احتاد األدباء والكتاب ‪....‬‬


‫إنشيون الكورية عاصمة عالمية «لخير جليس»‬

‫اليونسكو تحتفل باليوم‬ ‫العالمى للكتاب وحقوق‬ ‫المؤلف لعام ‪2015‬‬ ‫حتتفل اليونسكو باليوم العاملى للكتاب وحقوق املؤلف يوم ‪ 23‬أبريل‬ ‫بباريس‪ ،‬كفرصة لدراسة واستعراض الطرق املناسبة لنشر ثقافة‬ ‫الكلمات املطبوعة والسماح للجميع بالوصول إليها‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫برامج محو األمية وم��وارد تعليمية مفتوحة ودع��م التوظيف فى‬ ‫مجال النشر وكذلك املكاتب ومحال بيع الكتب واملدارس‪ .‬تلقت هذه‬ ‫املناسبة‪ ،‬منذ اعتمادها من قبل اجلمعية العامة فى عام ‪،1995‬‬ ‫جناحا كبيرا‪ ،‬إذ قام ماليني األشخاص واملؤسسات واملتخصصون‬ ‫فى مجال الكتب بتنظيم أح��داث أو املشاركة فيها كاالجتماعات‬ ‫وحفالت تسليم جوائز أدبية وإقامة حمالت توقيع الكتب من قبل‬ ‫املؤلفني ومؤمترات وحلقات عمل ومناقشات وعروض فنية‪ ،‬وذلك‬ ‫َ‬ ‫ستنظم عدة أنشطة فى مقر اليونسكو‪،‬‬ ‫فى مختلف البلدان‪ .‬وهكذا‬ ‫تشمل مؤمترا ح��ول النشر الرقمى وحلقات عمل عديدة أخ��رى‪،‬‬ ‫للتعبير عن حبنا للكتب واشتراكه بطريقة تعليمية ومسلية‪ ،‬كما‬ ‫سيتم أيضا فى اليوم نفسه إطالق والية مدينة إنشيون بجمهورية‬ ‫كوريا اجلنوبية كعاصمة عاملية للكتاب لعام ‪ .2015‬وعلى جانب أخر‬ ‫تعقد اليونسكو اجتماع دولى يهدف إلى تطوير أدوات لغوية وبناء‬ ‫ق��درات مؤسسية على املستوى الوطنى بشأن تعزيز اللغة العربية‬ ‫على شبكة األنترنت‪ ،‬وكذلك لصالح أصحاب املصلحة املتعددين‪.‬‬ ‫وسيجمع ه��ذا احل ��دث‪ ،‬ال ��ذى س �ي��دوم مل��دة ث�لاث��ة أي ��ام‪ ،‬اخل�ب��راء‬ ‫والباحثني وصناع القرار وممثلى القطاعات املعنية بإدارة اإلنترنت‬ ‫وتكنولوجيا املعلومات الذين يشتغلون فى هذا املجال‪ ،‬وذلك من أجل‬ ‫االستفادة من مساعدتهم املهنية قبل املصادقة على األداة اللغوية‬ ‫حتت عنوان «مسرد عربى للمصطلحات املتعلقة بإدارة األنترنت»‪،‬‬ ‫الذى صاغه الشركاء للناطقني باللسان العربي‪ ،‬ومن املنتظر كذلك‬ ‫أن يقدم اخلبراء توصيات واقعية لتطبيق هذه األداة على املستويات‬ ‫الوطنية واإلقليمية‪.‬‬

‫هل يتصالح التلفزيون‬ ‫األمريكي مع نور؟‬ ‫ن��ور ال�ت��اج��وري صحفية ليبية (‪ 21‬ع��ا ًم��ا) تعيش بالواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬في جنوب والية ماريالند‪ ،‬تطمح ألن تكون أول مذيعة‬ ‫محجبة على شاشات التلفزيون األميركي‪ ،‬وفى مقابلة أجرتها‬ ‫معها «هوف بوست» األميركية‪ ،‬أوضحت نور أنها على دراية‬ ‫وفخر بدينها وثقافتها‪ ،‬ولن تسمح بأن يكون ارتداؤها احلجاب‬ ‫حجر عثرة في طريقها لتحقيق حلمها بأن تصبح مذيعة‪ ،‬وبأن‬ ‫تكون مثاالً لكل الفتيات املسلمات في املهجر‪.‬‬ ‫ق��دم لها رادي ��و ‪ CBS‬األم�ي��رك��ي ف��رص��ة للتدريب‪ ،‬وه��ذا ما‬ ‫اعتبرته ن��ور خطوة البداية في املجال اإلعالمي األميركي‪،‬‬ ‫ولكن أغلب البرامج التلفزيونية األميركية اليوم تعزز الصور‬ ‫النمطية السلبية ال�ت��ي ت�ص��ور ال��رج��ال املسلمني على أنهم‬ ‫إرهابيون والنساء املسلمات مؤيدات ومتحمسات لإلرهاب‪ ،‬في‬ ‫بيئة يختلط فيها التحريف وسوء الفهم‪ ،‬فكيف ميكن ملرأة ليبية‬ ‫مسلمة أن تتواصل مع ماليني األميركيني؟ في االنتظار‪.‬‬


‫‪58‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫ثقافة‬

‫كتابنا اليوم هو اإلصدار التاسع ملجلة املستقل والذي حمل عنوان (موسوعة‬ ‫اجلهل النسبي) للكاتب والقاص الليبي «الصديق بودوارة» وهو عبارة عن أربعة‬ ‫وثالثني مقالة احتوتها ‪ 165‬صفحة من القطع املتوسط وقد كتبت املقاالت‬ ‫في الفترة من (‪ 2005‬ـ ‪.)2015‬‬

‫سالم مصطفى‬

‫كتاب‬

‫موسوعة الجهل النسبي‬ ‫ٌ‬ ‫دليل ألجل أن نفتح أذاننا وعيوننا وتصدح أصواتنا بالحقيقة‬ ‫الكتاب مفعم بالدالالت بداية من غالفه‬ ‫ح �ي��ث س�ن�ج��د ج�م�ل��ة ك�ت�ب��ت ب��اإلجن�ل�ي��زي��ة‬ ‫‪We Can Speak Louder Than‬‬ ‫‪ Ignorance‬وال�ت��ي تعني «نستطيع أن‬ ‫نتكلم بصوت أعلى من اجلهل»‪ ،‬وهي كلمات‬ ‫من آغنية أكسجني للمغني وكاتب األغاني‬ ‫األمريكي (ويلي ميسون)‪ ،‬كما سنجد صورة‬ ‫لثماثيل قرود احلكمة الثالث (ال أسمع‪ ،‬ال‬ ‫أرى‪ ،‬ال أت�ك�ل��م) وب��وض��ع ه��ذه االي�ق��ون��ات‬ ‫بجانب عنوان الكتاب على الغالف الرائع‬ ‫الذي ص ّممه الفنان سامح الكاشف‪ ،‬فإننا‬ ‫سنكتشف سريعاً الرسالة التي يعمل الكاتب‬ ‫على إيصالها‪ ،‬لنا خاصة إذا قرأنا صورة‬ ‫الثماثيل بشكل مغاير حيث أن الصمت‬ ‫والعمى والصمم قد يكون حكمة في بعض‬ ‫األحيان‪ ،‬وقد يكون سلبية وخوفاً في أحيان‬ ‫أخرى‪ ..‬وهما أمران يكرسان اجلهل بحيث‬ ‫يصبح من احلكمة أن نفتح أذاننا وعيوننا‬ ‫ونصدح بأصواتنا باحلقيقة واملعرفة ليعلو‬ ‫صوت احلق فوق كلمات اجلهل‪.‬‬ ‫إنها رسالة واضحة للفهم والعلم وتكريس‬ ‫احلقيقة‪ ..‬وك��أن��ي بالكاتب يضع إش��ارة‬ ‫أخ� ��رى م ��ن خ�ل�ال إه � ��داء ال �ك �ت��اب «إل ��ى‬ ‫ليبيا‪ ...‬طبعاً»‪ ،‬فهذه الـ»طبعاً» والتي تشير‬ ‫إلى أن سبب مشاكل ليبيا هي اجلهل وال‬ ‫حل لها إال من خالل كشف احلقائق ووأد‬ ‫موسوعة اجلهل التي يقتات منها املجتمع‬ ‫لتحل محلها منظومة من املعرفة والعلم‬

‫واملصداقية ‪،‬وه��ذا ماسنالحظه بالتوغل‬ ‫أكثر في مقاالت بودوارة‪ ..‬والتي كان أولها‬ ‫بعنوان «ييش ع �ف��داه» وه��ي كلمة عبرية‬ ‫تعني عاطل عن العمل أو لم يجد عم ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫وقد استعملها الكاتب في مقاله مع العديد‬ ‫م��ن املصطلحات ال�ع�ب��ري��ة ليلفت نظرنا‬ ‫الى ضياع الهوية العربية لعرب فلسطني‬ ‫‪ 67 ،48‬بسبب اضطرارهم إل��ى معايشة‬ ‫واق��ع احلياة اليومية حتت نير االحتالل‬ ‫الصهيوني في ظل تعطل األمة العربية عن‬ ‫العمل ملواجهة أبسط حتديات األمة وهو‬ ‫احلفاظ على هويتها‪.‬‬ ‫لينتقل إل��ى مقالة أخ��رى (الركن املسكوت‬ ‫عنها) وفيها يتحدث الكاتب عن دور وسائل‬ ‫االعالم في ترسيخ منظومة اجلهل من خالل‬ ‫قلب احلقائق واع ��ادة انتاج املفاهيم وفق‬ ‫رؤيتها وبعيداً عن سياقها الطبيعي لتساهم‬

‫ف��ي زي���ادة تكريس ه��ذه ال���رؤى املريضة‪،‬‬ ‫خاصة عندما تستحضر من التاريخ مواقف‬ ‫مبتورة أو إنها تستشهد به في غير موقعه‪،‬‬ ‫ضارباً أمثلة من التاريخ العربي واالسالمي‬ ‫عن تسامح الرسول الكرمي مقارنة مع متعن‬ ‫الكراهية في دهاليز اجلهل وهو مانشهده‬ ‫اآلن‪ ..‬ويضرب لنا مث ً‬ ‫ال عن ذلك في مقال‬ ‫(خطاب الذات املقهورة) الذي ينطلق الكاتب‬ ‫فيه من هجاء الشاعر أبي دالمة لنفسه في‬ ‫بالط املهدي أمير املؤمنني كإشارة إلى تعود‬ ‫ال�ع��رب على أن يهجوا أنفسهم خ��وف�اً من‬ ‫مواجهة احلاكم أو املسئول باحلقيقة مما‬ ‫يكرس منظومة اجلهل‪ ..‬ليدخل بعدها في‬ ‫حتليل مطول للحرب التي قامت بني دولتي‬ ‫اجلزائر ومصر على خلفية مباراة كرة قدم‬ ‫تؤهل أحدهما لنهائيات كأس العالم موضحا‬ ‫أسبابها ودور ك��ل م��ن منظومتي اجلهل‬ ‫واالعالم في تأجيجها‪.‬‬ ‫سنقرأ ف��ي ال�ك�ت��اب أي �ض �اً مجموعة من‬ ‫املقاالت املتفرقة مثل (ناتاشيا واملاخور)‬ ‫ويتناول فيه الكاتب جتارة الرقيق االبيض‬ ‫في إسرائيل من خالل قصة ناتاشيا الفتاة‬ ‫الروسية اجلميلة الباحثة عن عمل لتعيل‬ ‫أسرتها بعد سقوط االحتاد السوفيتي‪.‬‬ ‫مقال ع��ن «ص��اب��ر ماتيا» ال�ش��اب الهندي‬ ‫املسلم ال�ط�م��وح ال ��ذي اخ �ت��رع لنا البريد‬ ‫االلكتروني «الهوت ميل» سنة ‪ 1996‬والذي‬ ‫حقق ب��ه وب��اخ �ت��راع��ات اخ ��رى طموحاته‬


‫وأصبح من أثرياء العالم ليتساءل الكاتب‪:‬‬ ‫مل��اذا يل ّمع االع�لام البشاعة فقط ويط ّبل‬ ‫للجهل وال ي�س�ل��ط ض���وءه ع�ل��ى ال�ن�م��اذج‬ ‫املشرقة واملشرفة كصابر ماتيا‪.‬‬ ‫ثم مقال «ه��ل ي��ود أحدكم ؟» ويدعو فيه‬ ‫إلى تخليص العبي كرة القدم باملنتخبات‬ ‫العربية م��ن حمل ث��راث األم��ة وكرامتها‬ ‫وتاريخها وسعادتها على أكتافه عندما‬ ‫يلعب الكرة بحيث جنعل من خسارته أو‬ ‫إض��اع�ت��ه ل�ه��دف خ �س��ارة ل�لأم��ة وضياعاً‬ ‫ألحالمها‪ ،‬فكرة ال�ق��دم لعبة تعتمد على‬ ‫اللياقة وامل �ه��ارة ومت ��ارس مبتعة وليست‬ ‫قضية وطنية مشحونة باألغاني ومدججة‬ ‫باالناشيد كأننا نخوض معركة مصير‪.‬‬ ‫وف��ي م �ق��ال (فضيحة ال �ي �ه��ودي الطيب)‬ ‫حتدث الكاتب عن ازدواجية املعايير لدى‬ ‫ال�غ��رب فيما يختص بحرية التعبير التى‬ ‫ت�ص��ل أق �ص��اه ع�ن��د احل��دي��ث ع��ن ال�ع��رب‬ ‫واالس �ل�ام وتختفي مت��ام��ا عند احلديث‬ ‫عن اليهودية‪ ..‬دون أن يتناسى دور أمريكا‬ ‫في خلط أوراق العالم في مقاله في (في‬ ‫حضرة الشيطان)‪.‬‬ ‫تطالعنا بعد ذل��ك مجموعة م��ن امل�ق��االت‬ ‫التي يحلل فيها الكاتب ثورات الربيع العربي‬ ‫في تونس ومصر وليبيا وح��االت الفوضي‬

‫التي أعقبت هذه الثورات من خالل مقال‬ ‫(امل �ط��ب)‪( ،‬طاغية لله يامحسنني)‪( ،‬دي��ن‬ ‫أبوهم يبقى إي��ه؟)‪( ،‬طغاة الربيع العربي)‬ ‫مرجعاً ذلك إلى غياب املشروع الفكري لهذه‬ ‫الثورات وأنها قامت إلسقاط أنظمة سياسية‬ ‫ولم ينل التغيير القوانني اجلائرة اجتماعيا‬ ‫واقتصاديا متناوال قضية روان العروس‬ ‫اليمنية التي أرغمت على ال��زواج في عمر‬ ‫الثامنة لتنتهي جثة هامدة بنزيف في الرحم‪.‬‬ ‫ويتسأل الكاتب ف��ي مقاله (آيهما دي��وان‬ ‫العرب) عن االس��س الفكرية لهذا العنف‬ ‫ال��ذي واك��ب الربيع العربي س��واء في ليبيا‬ ‫او اليمن وس��وري��ا وغيرها وه��ل ه��و جزء‬ ‫م��ن ث ��راث ال �ع��رب أم أن��ه نتيجة طبيعية‬ ‫لالستبداد الذي تعرضت له هذه الشعوب‬ ‫ليدعونا الكاتب في مقال (اقرأو جوستاف‬ ‫لوبون) و(دكتاتورية املجاميع)‪( ،‬طغاة الربيع‬ ‫العربي) لكي نفهم ما يحدث ضمن قانون‬ ‫طغيان اجلماهير‪ ..‬داعياً إلى البحث عن‬ ‫وسيلة الستغالل مشاعر اجلموع اجلارفة‬ ‫لبناء الدولة بدالً من االستمرار في كونها‬ ‫م�ج��رد سيل ج��ارف ال يستقر ل��ه ق��رار‪..‬‬ ‫وه��و م��ا ي��ؤك��د عليه ال�ك��ات��ب ف��ي مقاالت‬ ‫أخرى مثل (احلجاج بن يوسف‪ ..‬ونحن)‪،‬‬ ‫(أهال بالديكتاتورية)‪( ،‬طاعة الدولة ودولة‬

‫ال�ط��اع��ة)‪( ،‬إل��ى امل�ت��رددي��ن ف�ق��ط)‪( ،‬ربيع‬ ‫الثورة أم ربيع الدولة) حيث يؤكد ضرورة‬ ‫االنتهاء من حالة الثورة املستمرة التي وقعت‬ ‫فيها دول الربيع العربي والدخول إلى حالة‬ ‫الدولة املنظمة املستقرة التى يخضع فيها‬ ‫اجلميع لسلطة القانون والنظام من أجل‬ ‫إنهاء هذه الفوضى عن طريق قيادة حازمة‬ ‫وغير م�ت��رددة تغلب مصلحة الوطن علي‬ ‫املصلحة الفردية والضيقة‪.‬‬ ‫وبالتأكيد فن مقاالت الكاتب ال تخلو من‬ ‫تناول مفصل للشأن الليبي وخصوصيته‬ ‫وسنقرأ ذلك في مقال (سامحني ياحاج)‪،‬‬ ‫(قبيلة اخل�لاص وخ�لاص القبيلة) والذي‬ ‫يؤكد فيه على أهمية دور القبيلة في ليبيا‬ ‫في مواجهة التنظيمات العقائدية‪.‬‬ ‫وك��أن��ي بالكاتب بعد أن ص��ال وج��ال في‬ ‫الكثير من املواضيع والقضايا وبعد أن طرح‬ ‫ت�س��اؤالت كثيرة عجز عن إيجاد أجابات‬ ‫شافية لها وهي أسئلة تعكس حالة القلق‬ ‫وال�ض�ي��اع ال�ت��ي تتلبس ك��ل مثقف مهموم‬ ‫بقضايا أمته ومتابع ملا حوله من تغيرات في‬ ‫عالم متقلب يلعب اجلهل فيد دور البطولة‪..‬‬ ‫فلم يجد كاتبنا حال في مقال (عاجل‪..‬‬ ‫جدا) إال بأعالن رغبته في مغادرته هذا‬ ‫الكوكب إلى كوكب بعيد لعله يولد فيه من‬ ‫جديد بعد أن شبع موتا هنا‪.‬‬ ‫ال�ك�ت��اب ف��ي مجمله ي�ح�ت��وى ال�ع��دي��د من‬ ‫املقاالت التي لم نتطرق لها وان كنا حاولنا‬ ‫هنا ان نعطي حمل��ة سريعة على م��ا جاء‬ ‫فيه‪ ..‬أغلب املقاالت كتبت بأسلوب مشوق‬ ‫ال يخلو من نفس س��ردي جميل امتاز به‬ ‫األدي ��ب وال �ق��اص ال�ص��دي��ق ب � ��ودوارة‪ ،‬كما‬ ‫أن العديد م��ن امل �ق��االت استهلها الكاتب‬ ‫مبدخل تاريخي استخدمه كأسقاط على‬ ‫حاالت معاشة في وقتنا احلالي‪ ..‬استعمل‬ ‫الكاتب أسلوب جتزئة املقاالت إلى مقاطع‬ ‫مرقمة ك��ل مقطع منها يتناول ف�ك��رة ما‬ ‫بشكل مختصر ومكثف ليسهل على القارئ‬ ‫استيعاب ك��ل فكرة على ح��دة ث��م جتميع‬ ‫االفكار معا ليخرج بروية متكاملة للفكرة أو‬ ‫الرؤية التي يسعى الكاتب إلى إيصالها إلينا‬ ‫من خالل مقاله‪.‬‬ ‫إن سالسة أسلوب الكاتب وتدفق األفكار‬ ‫ومتاسكها جتعل من مطالعة املقاالت رحلة‬ ‫حافلة باملتعة وامل�ع��رف��ة‪ ..‬أمتنى أن أكون‬ ‫وفقت في عرضه لكم دون أن أظلم الكتاب‬ ‫حقه تاركا ملن أراد منكم االستمتاع بالكتاب‬ ‫كما استمتعت به‪.‬‬ ‫والله من وراء القصد‬


‫‪60‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫ثقافة‬

‫في قصيدته األخيرة (املنفى) ال يذهب الشاعر الليبي عمر الكدي بعيد ًا حني يتكئ متام ًا على جتربته الشخصية‬ ‫ً‬ ‫وبدال من أن يتجه إلى توثيق هذه‬ ‫سجل بقلمه اخلبير أدق تفاصيلها ويهتم بصغائرها كما تفرغ لتدوين كبائرها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وي ّ‬ ‫التجربة التي ُيفصح عنها العنوان‪ ،‬بكل أفراحها وأتراحها‪ ،‬مسراتها ومراراتها سرداً‪ ،‬أختار توثيقها بالشعر – أو هكذا‬ ‫جتلت وفرضت نسقها – فجاءت بهيئة سيرة شعرية احتوت على كل ما يجعل منها جتربة إنسانية تستحق أن يتفرغ‬ ‫ينقصه اإليقاع‪ ،‬وهو األمر الذي لم يحد من‬ ‫صاحبها لصوغها شعر ًا ومتثلها باللغة‪ ،‬وليس كذلك فقط بل شعر ًا نثري ًا ال‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تدفقه بعد حترره من القافية التي قد توقف اندفاع البوح الشعري وتضع أمام انسيابيته العراقيل أو تدخله متاهات‬ ‫احلشو واللغو واالنصياع لبروتوكوالتها العقيمة‪.‬‬

‫ناصر سالم املقرحي‬

‫يوميات المنفى‬

‫ٌ‬ ‫قافلة‬ ‫الشعر هو الحادي‪ ..‬واأليامُ‬

‫من تفاصيل التجربة الدقيقة‪ ،‬ومن املقارنة بني األمس واليوم‪،‬‬ ‫ومن االستحضار ملكانني يقع أحدهما في تخوم أفريقيا واآلخر‬ ‫في األراضي املنبسطة على حواف أوروبا‪ ،‬يستمد الشاعر مادته‬ ‫الغزيرة ويلتقط رؤاه‪ ،‬ومن تتالي الصور التي أجاد توظيفها لتعميق‬ ‫تأثيرات جتربته ومما رسم ُه بخبطات سريعة من قلمه‪ ،‬وعلى‬ ‫طريقة ضربات الفرشاة الرشيقة في الرسم‪ ،‬اهتدت القصيدة‬ ‫إل��ى خاماتها ومكوناتها‪ ،‬تلك التي جعلت منها قصيدة ُمقنعة‬ ‫كفكرة وكبناء وكخطاب جمالي‪.‬‬ ‫كما أسلفنا‪ ،‬الشاعر ال يذهب بعيداً وال يرتكن إلى اخليال‪ ،‬إال‬ ‫في رس��م ص��وره وتأثيثها بكل ما هو مختلف واستثنائي يحمل‬ ‫خاصية املُفارقة ومفاجأة ال�ق��ارئ‪ ،‬كي ال نقول إده��اش��ه‪ ،‬فقط‬ ‫الشاعر يُسجل ما رأى وما سمع وما عاش‪ ،‬يهتم بظاهر التجربة‬ ‫كما بباطنها حني يصف األشياء من اخلارج ويُسميها مبسمياتها‬ ‫ويتناول بعض مظاهر احلياة اليومية قبل أن ينسحب إلى الداخل‬ ‫ليُنير مناطق ُ‬ ‫الشعور وليقول ما يحتدم في النفس من انفعاالت‬ ‫وع��واط��ف تُ��راف��ق ع��اد ًة جتربة املنفى القاسية حتى وإن كانت‬ ‫اختيارية‪ ،‬مع اقتناعنا بأن املنفى حالة قسرية في األغلب‪ ،‬فال‬ ‫مبغادرة وطنه واالنفصال عن جذوره إال حتت ضغط‬ ‫عاقل يقبل ُ‬ ‫ظ��روف قاهرة وأسباب أق��وى من إرادت��ه كاحلروب واجل��وع في‬ ‫األعم‪ ،‬والفرار من الطغيان واالستبداد كما في جتربة شاعرنا‬ ‫عمر الكدي‪.‬‬ ‫القصيدة طويلة وق��د باشر الشاعر بنشرها على دف�ع��ات في‬ ‫صفحته على الفيس بوك وباالعتماد على ما نشره وضعنا هذه‬ ‫اإلش��ارات وال�ق��راءات السريعة‪ ،‬وطبعاً ال يجوز أن نتحدث عن‬ ‫القصيدة بطريقة مطلقة أو غيبية دون أن نستدل ببعض جتلياتها‪،‬‬

‫على األقل لنبرهن من خالل النص ذاته على ما سقناه من أحكام‬ ‫وقراءات‪.‬‬ ‫والشاعر ُهنا ال يذهب بعيداً أيضاً وكأن ُه يستذكر جتربة املنفى‬ ‫العسيرة ويستعرض نُتفاً من حياته في القصيدة‪ ،‬حني يوجه‬ ‫خطابه إلى ذاته بالدرجة األُول��ى‪ ،‬واملتلقي غير ُمفكراً فيه حتى‬ ‫حلظة كتابة القصيدة وأثناءها من قبل الشاعر وغير حاضراً في‬ ‫ذهنه – أو هذا ما توحي به – وكأن ُه يجوس دائرة ال تُفضي إلى‬ ‫خارجه‪ ،‬يبدأ بوح ُه بجملة ها أنت ذا وهو ال يقصد إال ذاته املثقلة‬ ‫بهموم التجربة املُشبعة بالغربة‪.‬‬ ‫ها أنت ذا تخرج إلى املنفى‬ ‫ال حتمل من بالدك إال حقيبة‬ ‫وعلى كتفيك أربعون عاماً –هي عمرهُ وقت الرحيل على األرجح–‬ ‫من القسوة والريبة وحتمل معك أحبابك‬ ‫ما تبقى من طفولتك البعيدة‬ ‫تركت خلفك كل شيء‬ ‫أيامك احلزينة وتلك السعيدة‬ ‫ملاذا ترحل في الشتاء؟‬ ‫مثلما يرحل الشتاء إلى بالدك اجلديدة‪.‬‬ ‫وي�ب��دو الشاعر واض �ح �اً مت��ام�اً ول��م يلجأ إل��ى أي��ة حيلة كتابية‬ ‫كالتجريد أو إقحام للرمز كما لو أن املوضوع ال يحتمل أية مواربة‬ ‫وال يُقال إال جهراً بهذه الطريقة‪ ،‬ثُم يقول ها أنت ذا كما لو أن ُه‬ ‫يقصد شخصاً آخراً غيره ال يعنيه أمره‪:‬‬ ‫ها أنت ذا تصرخ في املطارات‬ ‫أنا الجئ فاقبلوني‬ ‫تنام في العنابر مع الجئني عابرين‬


‫حني تشتد ُغربته ويضيق‬ ‫رحب ُيشيد وطن ًا‬ ‫الوطن مبا ُ‬ ‫بدي ًال في الذاكرة ويصير كل‬ ‫شيء وطنا‬

‫تسمع أحالمهم وكوابيسهم بكل لغات األرض‪.‬‬ ‫أُناس لفظتهم أوطانهم بفعل االستبداد واجلوع واحلروب‪ ،‬يجد‬ ‫الشاعر نفسه وهو العابر وسط كل هؤالء العابرين الذين يؤثثون‬ ‫منفاه‪ ،‬هكذا وجد نفسه وسط هذا اخلليط ال��ذي ال يتكرر أال‬ ‫في املنافي أو في املالجئ مطروحاً بينهم بال خصوصية وال‬ ‫أسرار‪ ،‬وحني تصير ل ُه غرفته اخلاصة في امللجأ وامتلك هاتفاً‬ ‫تأبى الفجائع إال أن تُالحق ُه إذ يقول وكأنه يخاطب شخصاً آخراً‬ ‫غيره وكأن ُه في ال وعيه يُحاول التنصل من تبعات هذه التجربة‬ ‫وتداعياتها ليكون شاهداً عليها‪ ،‬فقط شاهد دون التورط في‬ ‫تبنيها‪.‬‬ ‫حني صارت لك ُغرفة‬ ‫تس ُكن فيها وحيداً‬ ‫وتصطحب هاتفاً ال يرن‬ ‫وإذا رن يرن بالفجيعة‬ ‫هكذا وصل نعي اجليالني‬ ‫عندما مات ساجداً‬ ‫وهو يطلب من ربه أن يقبضه‬ ‫ُليت به‬ ‫كفاني مما ابت ُ‬ ‫أيها الواهب خذ وديعتك‪.‬‬ ‫عندها تذكر صرخته‬ ‫«ما الذي جئت تفعله في بالد لست تعرف فيها أحد؟»‪.‬‬ ‫وا ُ‬ ‫جلملة األخ�ي��رة م��أخ��وذة م��ن قصيدة الشاعر الليبي الراحل‬ ‫جيالني طريبشان «مرثية ال ُعمر الضائع» إذا ما أسعفتنا الذاكرة‬ ‫التي نكتب باإلتكاء عليها‪.‬‬ ‫وإذ يستعيد شاعرنا اليوم صرخة جيالني طريبشان التي أطلقها‬

‫ذات ي��أس‪ ،‬تصير صرخت ُه اخلاصة‪ ،‬ألنها تمُ ثل حالته وتنطبق‬ ‫متاماً على جتربته التي عاشها طريبشان قبله حني اغترب في‬ ‫ايرلندا ونفى نفسه أو نفتهُ‪ ،‬حيثُ ال يطاله غبار الديكتاتوريات‬ ‫والقمع‪ ،‬وتُخبرنا القصيدة أيضاً – والقصائد تفضح الشعراء‬ ‫وتبوح بأسرارهم – عن األعمال التي تعاطاها في غربته لكي‬ ‫يعلم من ليس لديه علم أو ُ‬ ‫يظن‪ ،‬وبعض الظن سذاجة‪ ،‬أن املنفى‬ ‫جنة والغربة نزهة‪ ،‬وأن املعاناة فادحة واملغترب ميشي على جمر‬ ‫ال يراه وال يحسه غيره‪.‬‬ ‫وتعود مثلما كنت دائماً‬ ‫مشجباً يُعلق عليه اآلخرون أحزانهم‬ ‫وبئراً عميقة لألسرار‬ ‫تُنظف املراحيض يوماً‬ ‫ويوماً توزع اجلرائد‬ ‫وأحياناً تنقل األنقاض‬ ‫أو تُغلف الورود والنباتات‬ ‫وتطبخ ليأكل معك اآلخرون‪.‬‬ ‫كثيرون عبروا منفاه‪ ،‬أفغان وصوماليون وعراقيون وإيرانيون‬ ‫وأكراد ونيجيريون وغيرهم‪ ،‬ولم يُف ّوت الشاعر الفرصة واستمتع‬ ‫بكل هذه الصداقات العابرة والرفقة املؤقتة مبا فيها تلك املُضمخة‬ ‫برائحة األُنثى‪.‬‬ ‫وألنك وحيد وكتوم‬ ‫تُطعمك حواء قات الصومال‬ ‫وتسقيك أم عادل من حزن العراق‬ ‫وال تدري ماذا أحبت فيك الفتاة البوسنية‬ ‫هل ألنك تُضحكها حتى حدود الشبق‬


‫‪62‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫ثقافة‬

‫أم ألنك تُشبه أباها القتيل؟‬ ‫في غياب شعبك‬ ‫استمتع ولو لبرهة‬ ‫برفقة عابرة‪.‬‬ ‫غير أن كل هذا األُن��س الظاهري الذي يحياه الشاعر لم ميحو‬ ‫غربته اجلوانية املتفاقمة وتأبى الذاكرة العنيدة إال أن ترحتل‬ ‫به إلى هناك حيثُ جذوره األول��ى‪ُ ،‬‬ ‫وشعور الفقد ال ينفك يتردد‬ ‫صداه مدوياً في روحه الهشة وأرواح الغرباء هشة وال تصمد أمام‬ ‫الصدمات وما أكثرها فما بالك بالشعراء منهم ألن هشاشتهم‬ ‫ُمضاعفة‪.‬‬ ‫وتبقى وسط الزُحام وحيداً‬ ‫تتذكر بالدك كما تتذكر أ ُمك الغائبة‬ ‫تبدو أحياناً من بعيد حانية– أي البالد ‪-‬‬ ‫وغالباً ما تبدو ذئبة ضارية‬ ‫تفتقد األصدقاء واألماكن األثيرة‬ ‫تفتقد رحلة البحث عن الكمأ‬ ‫وتني أجدادك األخضر واألسود‬ ‫متر األيام بال قمر يطل عليك‬ ‫تفتقد اجلبال والغيوم الشحيحة‪.‬‬ ‫وهكذا يستحيل املاضي على بساطته إلى سوط وتغدو األشياء‬ ‫مصدراً لعذاب الشاعر وسبباً ألرقه إذ ال ينفك يحضر في الذاكرة‬ ‫بكل كثافته وثقله كما لو أن ُه حدث باألمس أو يحدث حلظة تذكره‪،‬‬ ‫وما يراه املُقيم املستقر ببيئته عادياً ومألوفاً يتخذ صورة الثمني‬ ‫واجلوهري ألن ُه مفتقد عند الشاعر ولعله بكتابته وتوثيقه بالشعر‬ ‫يستدرجه أو حتى يقبض عليه ويجعل ُه حاضراً بذات قوة افتقاده‬ ‫ولرمبا وجد في ذلك ع��زا ًء الفتقاده وتعويضاً عن غيابه وخلو‬ ‫حياته من ُه ‪.‬‬ ‫تستمر القصيدة الطويلة وامل�ت�ك��ون��ة م��ن ‪ 660‬سطر تقريبا‪،‬‬ ‫وهي أط��ول قصيدة في الشعر الليبي حتى اآلن في‪ ،‬ح��دود ما‬ ‫اطلعنا عليه‪ .‬تستمر في استجالء التجربة والغوص في حيثياتها‬ ‫الدقيقة ونفض تفاصيلها التي مير بها كل مهاجر تقريبا ً مع‬ ‫بعض االختالفات‪ ،‬فاإلقامة في معسكرات املهجرين اجلماعية‬ ‫و إج��راءات احلصول على اإلقامة الدائمة والوقت املتسرب بال‬ ‫ه��وادة واملعونة االجتماعية وصعوبة احلصول على عمل ثابت‬ ‫وعراقيل االنخراط في املجتمع اجلديد والتأقلم مع منط العيش‪،‬‬ ‫أشياء إجبارية على املهاجر احلديث أن مير بها كطريق مرصوف‬ ‫باألشواك‪.‬‬ ‫والقصيدة عبارة عن سرد شعري – لو صح التوصيف – يحكي‬ ‫قصة أحد هؤالء الذين دفعت بهم الظروف القاسية إلى االرحتال‬ ‫بحثاً عن احلرية في املقام األول وطمعاً في حياة كرمية‪ ،‬وهنا‬ ‫جند مثاالً جيداً لذوبان السرد في الشعر واندغام أحدهما في‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫ولم تستثني القصيدة خاصية الوصف كما لو أنها قصة قصيرة ال‬ ‫قصيدة واتخذت من ُه أيضاً طريقاًلبلوغ غايتها‪ ،‬واحتوت إلى ذلك‬ ‫على صور شعرية رائقة جاءت في هيئة برقيات سريعة وومضات‬ ‫ُمفاجئة‪ ،‬فلنقرأ معاً ما كتب ُه الشاعر عن مناسبة حصوله على‬ ‫اإلقامة ومغادرته ملعسكر السكن املختلط‪.‬‬ ‫يودعك الهولنديني بحفلة صغيرة‬ ‫سيفتقدونك عندما تنشب اخلالفات بني الالجئني‬

‫عمر الكدي‬

‫سيفتقدون ِحنكتك في ترويض املتخاصمني‬ ‫وكل ما تعلمته وأنت تتوسط بني قبائل سريعة الصهيل‪.‬‬ ‫ولنضع خطني حتت ُجملة سريعة الصهيل والتي هي لوحدها‬ ‫قصيدة‪ ،‬ثُم نقرأ هذه الفقرة ونكتفي بها تعريفاً إضافياً للشعر‪.‬‬ ‫والشعر حادي واأليا ُم قافلة‪.‬‬ ‫فكيف ستكون الرحلة بال حادي وبال أنيس بل بال زاد والطريق‬ ‫طويل و ُمضني‪.‬‬ ‫أذا كان الوطن هو املنفى‬ ‫يُصبح املنفى هو الوطن‪.‬‬ ‫وهي مقولة شعرية تُلخص الكثير وتقول الكثير بأقل قدر من‬ ‫الكلمات‪.‬‬ ‫في اليوم التالي جتد في بريدك‬ ‫رسالة من امللكة تعتذر لك عن اإلزعاج‬ ‫بسبب جنازة زوجها‬ ‫آه ليس هناك أقسى من الظلم إال اللطف املُفاجئ‪.‬‬ ‫حدث هذا عندما خُ صصت للشاعر شقة تقع بالقُرب من الكنيسة‬ ‫التي ُدفِ ��ن فيها األمير ك�لاوس‪ ،‬ألم نقُل أن القصيدة عبارة عن‬ ‫سرد شعري وإال فكيف ُكنا سنقف عند هذه احلادثة وغيرها من‬ ‫األحداث إن لم ي ُكن كذلك‪ ،‬ثُم فلنتأمل في السطر األخير من هذه‬ ‫الومضة أو اخلبرية لنكتشف سر الشعر وبساطته‪.‬‬ ‫وال ينسى الشاعر وهو في بالد الفن أن ينهل من تراثها القدمي‬ ‫واحل��دي��ث امل ُ�ت��اح ف��ي امل �ع��ارض وامل�ت��اح��ف وح�ت��ى ف��ي الساحات‬ ‫والشوارع فيزور بيت الرسام فيرمر ويقف عند متثال هوغو دي‬ ‫خ��روب مؤسس القانون ال��دول��ي‪ ،‬ويتعرف على رامبرانت وفان‬ ‫جوخ ويتأمل متثال باروخ سبينوزا‪ ،‬بل ويُحاور بعضهم من خالل‬ ‫القصيدة كما لو أنهم أسالفه ‪.‬‬ ‫وح�ين يتخلى ع�ن� ُه الشعر ويعجزعن كتابته‪ ،‬وه��و ال��ذي يجد‬ ‫فيه ُمتنفساً وبلسماً ألوج��اع احلياة‪ ،‬في فترة من فترات منفاه‬ ‫يستعيض عن ُه بالشعر املُتاح على الدوام‪.‬‬ ‫ال شعر في هولندا يُحلق في السماء‬ ‫الشعر على األرض يتفتح ليلكاً‬ ‫الشعر في املروج ا ُ‬ ‫خلضر‬ ‫وفي امتالء ضروع البقر‬ ‫وفي العيون ا ُ‬ ‫خلضر والزُرق‬ ‫في القرميد األحمر الالمع حتت الشمس‬ ‫الصفر وهي ُ‬ ‫تشق احلقول‬ ‫وفي القطارات ُ‬ ‫والقنوات املائية يسبح فيها البجع‬


‫وفي اجلسور حني تُغلق وتنفتح‬ ‫وفي املباني القدمية‪.‬‬ ‫وهي تتأمل قامتها في املاء‪.‬‬ ‫وهكذا إلى أن يُعدد الشاعر ٌكل مظاهر الشعر الذي يمُ كن رؤيته‬ ‫وتلمسه وحتى ت��ذوق��ه واستنشاقه‪ ،‬وم��ا حاجة الشاعر للشعر‬ ‫املكتوب امل ُ��دون والشعر الهولندي املتمثل ف��ي جمال الطبيعة‬ ‫ومظاهر احلياة اليومية منثوراً أينما تلفت امل��رء‪ ،‬حيثُ يضعنا‬ ‫الشاعر في هذا ا ُ‬ ‫جلزء من القصيدة في بؤرة البيئة التي عاش‬ ‫فيها حيناً من الدهر وهو املتعطش للجمال وللفن وكأن ُه أراد أن‬ ‫يُشركنا نح ُن القُراء في ُمتعته ‪ /‬جتربته ففي ُمشاركة الفرح فرحة‬ ‫ُمضاعفة وفي تقاسم البهجة بهجة إضافية‪.‬‬ ‫ومن تدفقها واندفاعها بوتيرة تتصاعد حيناً وتنخفض أحياناً‬ ‫أُخ���رى ح��اف�ظ��ت ال�ق�ص�ي��دة ع�ل��ى إي�ق��اع�ه��ا اخل���اص‪ ،‬ول��م يُجهد‬ ‫الشاعر نفسه ف��ي اس �ت��دراج إي�ق��اع ظ��اه��ري بواسطة الكلمات‬ ‫والقافية وال��وزن‪ ،‬بل آننا نكاد نجُ زم أن القصيدة ُوضعت هكذا‬ ‫دون كثير إع��داد وتخطيط وأنها ابنة حلظتها وسليلة مشاعر‬ ‫جياشة وانفعاالت ح��ادة‪ ،‬وه��ذا ما يُفسر بساطتها وتلقائيتها‬ ‫وحتى حرارتها وصدقها إذ ال غموض فيها وال إبهام‪ ،‬وهذا أهم‬ ‫مفاتيحها بتصوري‪.‬‬ ‫رح��ب‪ ،‬يُشيد وطناً‬ ‫مبا‬ ‫الوطن‬ ‫عليه‬ ‫ويضيق‬ ‫وحني تشتد ُغربته‬ ‫ُ‬ ‫ب��دي� ً‬ ‫لا ف��ي ال��ذاك��رة ويصير ك��ل ش��يء وط�ن��ا وتصير ال��ذك��ري��ات‬ ‫البسيطة والعابرة وطناً إذ يستذكره في العديد من املظاهر ال‬ ‫سيما تلك التي تواكب األفراح‪.‬‬ ‫وطني في األغاني‬ ‫في بحة الزُكرة‬ ‫وفي أنني الناي‬ ‫في حشرجة املزمار‬ ‫وفي نحيب املرسكاوي‬ ‫في صوت الغيطة وهي تُدرج العريس‬ ‫في املالوف حني تُسكرهُ الدفوف‪.‬‬ ‫إلى أن يقول ‪:‬‬ ‫في ُدخان البخور‬ ‫وفي أغاني احلصاد‬ ‫في أهازيج احلرب في الزغاريد‬ ‫في حمحمة اخليل‬ ‫في الدرابيكحني يلتصق بها التمر‬ ‫في صرخة املكلوم من البُكاء‬ ‫في أغاني العلم وفي أغاني اخلتان‬ ‫وفي صالة االستسقاء و ُدعاء الفجر‬ ‫في خرير املاء وهدير املوج‪.‬‬ ‫وال يتوقف الشاعر عن شعرنة جتربته التي استمرت حلوالي عشر‬ ‫سنوات قبل أن يقول كل ما في باله ويُفرغ كل ما في نفسه‪ ،‬كما لو‬ ‫أن ُه بهذا البوح الالنهائي والتداعي ا ُ‬ ‫حلر لألفكار الذي ضمن ُه ما ل ُه‬ ‫وما عليه‪ ،‬يتخلص من ثقل كان يرزح حتته‪ ،‬ليودعه في ذمة الورق‬ ‫في ذمة التاريخ ويُصدﱢرهُ إلى القارئ ليُشرك ُه في أمره‪.‬‬ ‫ومن ُحسن حظ الشاعر أن منفاه لم ي ُدم طوي ً‬ ‫ال وانتهى بانتهاء‬ ‫حكم الفرد في ليبيا‪ ،‬حيثُ صار مبقدوره العودة إلى احلضن األول‬ ‫وربط نفسه باجلذور من جديد‪ ،‬وفع ً‬ ‫ال رأينا الشاعر يُحيي أمسية‬ ‫شعرية احتفائية بصالة معرض طرابلس الدولي بعد الثورة وهو ما‬

‫القصيدة اإلنسان‬ ‫(ال��ش��اع��ر اجليالني طريبشان – القصيدة اإلن��س��ان) من‬ ‫تأليف الكاتب و الروائي اإلرتري أبوبكر حامد كهال ‪.‬‬ ‫الكتاب عبارة عن سيرة حلياة الشاعر اجليالني طريبشان‬ ‫جمعها الكاتب ووضعها بني ضفتي الكتاب‪.‬‬ ‫يقول الناقد والكاتب املسرحي الليبي منصور أبوشناف في‬ ‫كلمته التي ج��اءت على الغالف األخير يحاول الكاتب أن‬ ‫(يلتقط التفاصيل الصغيرة والهامة في حياة هذا الشاعر‪،‬‬ ‫وهو على عكس ما تعود القارئ من تواريخ وجتارب الشعراء‬ ‫ال يقرأ حياة الشعراء من خالل نصوصهم‪ ،‬بل على العكس‬ ‫يقرأ نصوصا أخ��رى في حياة الشاعر اليومية ومكابداته‪،‬‬ ‫لتصبح احلياة مفتاحا للشعر وليس الشعر متاحا للحياة) ‪.‬‬ ‫ب���دأ ك��ه��ال ك��ت��اب��ه ع��ن ص��دي��ق��ه ال��راح��ل ال��ش��اع��ر اجليالني‬ ‫طريبشان مبقدمة حاول فيها أن يدل القارئ على املسارب‬ ‫التي من خاللها استطاع أن يعبر إلى حياة اجليالني فكتب‪:‬‬ ‫«‪ ..‬وكل ما وددت أن أدون��ه عزيزي القارئ كما ستلمس هي‬ ‫مشهديات بسيطة عن ذكريات وعن شعرية وحياة فقيد‬ ‫ال��ف��ن واإلب�����داع»‪ ،‬وي��ت��اب��ع‪« :‬ب��ع��ض ه��ذه امل��ش��ه��دي��ات كونتها‬ ‫عبر صداقتي ومالزمتي له ملا ينيف عن العقد من الزمان‬ ‫وبعضها اآلخر استقيته منه شخصيا‪ ،‬والبعض منها سمعته‬ ‫من أصدقائه القدامى ومن أقاربه»‪.‬‬ ‫الكتاب ج��اء في ‪ 121‬صفحة من احلجم املتوسط تخللته‬ ‫تخطيطات ل��رس��وم��ات ول��ل��واح��ات ب��ري��ش��ة ال��ش��اع��ر وص��ور‬ ‫للمؤلف مع الشاعر‪.‬‬

‫كان ُحلُماً عسير التحقق‪ ،‬قبل أن يجزم حقائبه ُ‬ ‫ويشد رحاله ليعود‬ ‫إلى منفاه شبه األختياري هذه املرة إلى حيثُ شعب ُه الطيب‪ ،‬فراراً‬ ‫من ديكتاتورية الفوضى والقبلية‪ ،‬وهرباً من تخلف شعب ُه األول‪.‬‬ ‫وم��ؤخ��راً أص��در الشاعر دي��وان �اً شعرياً ضمن منشورات مجلة‬ ‫املستقل الليبية‪ ،‬أطلق عليه اسم «منفى» ض ّمن ُه هذه القصيدة‬ ‫بعد أن قام بنشرها ُمجزأة مبوقعه على الفيس بوك‪ ،‬ويأتي هذا‬ ‫ال��دي��وان بعد أربعة دواوي��ن شعرية أصدرها الشاعر في طبعة‬ ‫واحدة عن وزارة الثقافة في ليبيا‪.‬‬


‫‪64‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫حوار‬

‫صاحب «خلطة فوزية»‬ ‫مجدي أحمد يطلق الصيدلة ألجل الفن السابع‬

‫الذي ال يملك وجهة‬ ‫نظر ليس مخرج ًا‬


‫عاش املخرج « مجدي احمد علي « طفولته في األرياف إلى ان توفى والده وهو في التاسعة من عمره‪ ,‬كان‬ ‫له ثالثة إخوة يصغرونه سن ًا ‪ ..‬اضطرت والدتهم إلى االنتقال بهم من الريف إلى املدينة حيث يعيش‬ ‫أهلها في القاهرة‪ ,‬وفي حياة املدينة انفتح على عالم اخر وبالتحديد في «حي املنيل» وهو حي صاخب‬ ‫ً‬ ‫وروعة في جماله‪ ,‬كما تعرف على مجموعة من‬ ‫باحلياة على ضفاف نهر النيل ليزيده سحر ًا في طبيعته‬ ‫الشباب وهم (شلة املنيل) التي اليزال مرتبط ًا بعالقته معهم وجميعهم كانوا يعشقون الفن ومنهم اآلن من‬ ‫هو فنان تشكيلي ومنهم املخرج والناقد والشاعر‪ ,‬ويعتبر «مجدي أحمد» بأن سبب دخوله وحبه للمجال‬ ‫الفني هو «حي املنيل» الذي جعله مهتم ًا بعالم السينما خصوص ًا مع وجود ‪ 5‬دور عرض في املنيل‪ ,‬حيث‬ ‫كان يشاهد في صاالتها أكثر من ‪ 10‬أفالم في االسبوع مما زاد حبه واهتمامه بهذا الفن اجلميل‪ ,‬كما كان‬ ‫من ضمن الطلبة املجتهدين وأصحاب الدرجات العالية في االمتحانات فترة الثانوية العامة ولكونه أكبر‬ ‫إخوته سن ًا كان من الصعب أن يدخل معهد السينما خصوص ًا وأن والدته كانت رافضة متام ًا لفكرة الفن‬ ‫مما أجبر لدخول كلية الصيدلة حسب رغبة والدته ‪ ..‬وبعد أن حتصل على شهادة الصيدلة دخل ملعهد‬ ‫السينما ودرس إلى أن أكمل التخصص ليبدأ مشواره الفني الذي طاملا حلم بتحقيقه‪ ,‬حيث عمل كمخرج‬ ‫في اول فيلم له سنه ‪ 1995‬بعنوان «يادنيا يا غرامي» وأخرج بعدها «البطل» سنة ‪ 1998‬بطولة الفنان‬ ‫«أحمد زكى» و «أس��رار البنات» و»خلطة فوزية» و قام أيض ًا بتأليف وإخ��راج فيلم «عصافير اجلنة»‪ ,‬كما‬ ‫كتب للمخرج «طارق التلمساني» فيلم «ضحك ولعب وجد وحب»‪ ,‬ومثلما جنح مجدي أحمد في االخراج‬ ‫السينمائي ك��ان أيض ًا ناجح ًا بشكل كبير في ال��درام��ا حيث أخ��رج مسلسل «فريسكا» و «مملكة اجلبل»‬ ‫اللذين حصال على نسبة مشاهدة كبيرة في العالم العربي ‪ ..‬وقد متيزت أعمال املخرج «مجدي» باجلرأة‬ ‫والتجديد مما جعله يختلف عن بقية املخرجني خصوص ًا وأنه يتطرق في أعماله ملواضيع شائكة ومعقدة‬ ‫ويطرحها بشكل حقيقي دون رموز‪.‬‬ ‫وملعرفة الكثير عن املخرج الكبير «مجدي أحمد علي» كان للمستقل هذا احلوار معه‪:‬‬

‫حوار‪ :‬علي خويلد‬ ‫املستقل‪« :‬م��ن كلية الصيدلة إل��ى املعهد العالي للسينما»‬ ‫نعتقد أنها نقلة غريبة بعض الشي‪ ،‬ولكن نفهم من ذلك بأن‬ ‫اللجوء للصيدلة كان ارضاء للوالدة فقط فيما االجتاه إلى‬ ‫السينما كان مبعثه الرغبة وحتقيق احللم القدمي ‪ ..‬ما‬ ‫تعليقك على ذلك‬ ‫مجدي أحمد‪ :‬طبعاً أكيد ‪ ..‬ولكن في نفس الوقت األقدار هي‬ ‫التي عملت كل هذه األشياء‪ ،‬وأنا اليوجد لديأاحد من عائلتي في‬ ‫مجال السينما ولم يكن أبي مخرجاً أو مؤلفاً‪ ،‬وليس لديه عالقة‬ ‫بالوسط الفني وكان البد أن أصرف على نفسي وأتعلم وأبحث‬ ‫عن ماذا أريد‪ ,‬فمع الصيدلة وحتى أثناء الدراسة كنت أصرف‬ ‫على نفسي وعلى عائلتي وهذا ما جعلني اتأخر في مهنتي‪ ,‬فأنا‬ ‫عملت مساعد مخرج متأخراً وكذلك عملت مخرجاً في فترة‬ ‫متأخرة‪ ,‬فأول افالمي كان سنة ‪ 95‬وكنت قد جتاوزت األربعني‬

‫عاماً من عمري‪ ,‬ولكن البد من الشخص أن ال يندم على كل حلظة‬ ‫تأخير فرمبا يكون فيها استفادة لن تكون قبل موعدها‪ ,‬فحتى‬ ‫فترة دراستي بالصيدلة تعرفت على العديد من الطالب واألساتذة‬ ‫والسياسيني وكنت رئيس احت��اد الطلبة في الكلية وبهذا زادت‬ ‫واع‬ ‫معرفتي في احلياة اكثر واستفدت علمياً وثقافياً مما جعلني ٍ‬ ‫مبا أرغب في عمله خصوصاً عندما دخلت مجال السينما‪ ,‬وكل‬ ‫علي الكثير من املراحل‪.‬‬ ‫هذا اختصر ّ‬ ‫املستقل‪ :‬فيلم «يادنيا يا غرامي» كان أول جتربة إخراجية‬ ‫كبيرة لك ونال إعجاب الكثيرين بينما ُهوجمت من بعض‬ ‫النقاد على اجلرأة التي تناولت بها العمل وخاصة في بعض‬ ‫املشاهد الساخنة؟‬ ‫مجدي أحمد‪ :‬الفيلم لم يحمل مشاهد ساخنة بالعكس فهو‬ ‫كان عم ً‬ ‫ال محافظاً ولكن كان غريباً نوعاً ما ألنه كان يتحدث عن‬


‫‪66‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫حوار‬ ‫مسلسل فريسكا‬

‫من فيلم يا دنيا يا غرامي‬

‫موضوع «العنوسة» في املجتمع املصري وكذلك قيمة الصداقة‬ ‫بني الطرفني‪ ,‬وهاتان النقطتان جعلتا الفيلم يأخذ منحى أخر‪,‬‬ ‫كما ق��ام ب��أدوار البطولة فيه اكبر جن��وم السينما وه��ذا صعب‬ ‫بالنسبة ملخرج يخوض أول جتربة سينمائية مع جنوم من الوزن‬ ‫الثقيل‪ ،‬كما أنني ممنون جداً من املنتج الذي انتج الفيلم وهو‬ ‫«رأفت امليهي» الذي اعطاني فرصة كبيرة في الفيلم الوحيد الذي‬ ‫انتجه لغيره‪ ,‬وهو من اقترح بأن تكون النجمات الثالث في العمل‬ ‫وهن (ليلى علوي‪-‬إلهام شاهني‪-‬هالة صدقي) باإلضافة للفنان‬ ‫«هشام سليم»‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬هل اجلرأة في التمثيل واملشاهد الساخنة أصدق‬ ‫وأدق في توصيل الرسالة أم فقط لشد االنتباه؟‬ ‫مجدي أحمد‪ :‬لو وضعنا املشهد في سياق ال��درام��ا ال يصح‬ ‫احلديث عنه بهذا الشكل ُمطلقاً ألنني ال أعمل اشياء مبتذلة‬ ‫وال أشياء مجانية‪ ,‬مبعنى أنك تتحدث عن بنات لديهم هاجس‬ ‫العنوسة‪ ,‬فالكالم عن الرغبات املكبوتة يعتبر كالم مشروع جداً‪,‬‬ ‫وأنا اتذكر في فيلم «يادنيا يا غرامي» كان هناك مشهد واحد‬ ‫فقط وهو ليلة زفاف العريس الذي يتم القبض عليه وسجنه ولم‬ ‫يستطع أن يدخل بزوجته‪ ,‬وبعد سنة من السجن أتيحت له الفرصة‬ ‫إلمتام زواجه‪ ,‬وهذا املشهد استعملت فيه اإلشارة باأليادي فقط‬ ‫ولم يكن يحمل أي قدر من ال ُعري‪ ,‬والفكرة في املوضوع هو أن‬ ‫حتاول دائماً ان ال تستفز الناس الن موضوعك جاد ويطرح قضية‬ ‫مهمة في املجتمع وبهذا يحترمك اجلميع ويحترم ما تقدمه مهما‬ ‫كان‪ ,‬كما أنه لن يُخفى على اجلميع إذا كان القصد من التعري هو‬ ‫االبتذال أو في سياق الدراما فقط‪ ,‬وأنا ال اتذكر بأنني ُهوجمت‬ ‫من أي ناقد محترم‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬قلت في إح��دى لقاءاتك بأن املشاهد اجلنسية‬ ‫الساخنة في األفالم ليست محرمة؟‬

‫مجدي أحمد‪ :‬نحن ال نتحدث عن الدين ‪ ..‬ففي مجال الفن‬ ‫طاملا تبتعد عن االبتذال واإلثارة لإلثارة وتتكلم في سياق درامي‬ ‫فهذا يسمح لك ان تعمل أشياء بهذا املعنى‪ ,‬والقصد النهائي هو‬ ‫أنك تقدم حياة حقيقية وال يصح بأن تضع رموزاً في هذا املشهد‬ ‫او ذاك‪ ,‬مبعني أن السينما هو الفن الوحيد الذي التستطيع أن‬ ‫تضحك على الناس فيه‪ ,‬ففي املسرح ميكن أن تضع شجرة أو‬ ‫حيوان أو غيرها مصنوعة من الكرتون ويتعاطف الناس معها على‬ ‫أنها اجسام حقيقية ولكن في السينما عكس ذلك فالشجرة تكون‬ ‫شجرة والفيل يكون في ً‬ ‫ال‪ ,‬واحلياة احلقيقية التستطيع تغييرها‬ ‫بأي شكل من األشكال والبد من وجود درجة من املصداقية لكي‬ ‫يصدقك الناس‪.‬‬ ‫امل��س��ت��ق��ل‪« :‬ض��ح��ك ل��ع��ب وج���د وح����ب» ع��م��ل م��ن تأليفك‬ ‫يناقش قضايا املواطن‪ ,‬فأين وجد مجدي أحمد نفسه ‪..‬‬ ‫هل في اإلخراج أم في التأليف وكتابة السيناريو؟‬ ‫مجدي أحمد‪ :‬هذا العمل كان األول و قبل «يادنيا يا غرامي» ‪..‬‬ ‫كتبته للمخرج «طارق التلمساني» الذي قام بتصوير فيلم البطل‬ ‫وه��و صديقي وبدأنا مع بعض من خ�لال فيلم «خ��رج ول��م يعد»‬ ‫الذي كان أول جتربة له كمدير تصوير‪ ،‬وأنا أول جتربة كمخرج‬ ‫مساعد وتعرفنا على بعض وأصبحنا أصدقاء وبدأ يحدثني عن‬ ‫جتربته في مصر اجلديدة مع الشباب والطلبة‪ ،‬وأنا كانت لدي‬ ‫جتربة مشابهة لتلك ولكن في مصر القدمية في «ح��ي املنيل»‬ ‫وقلت له بأن لدي حكايات وقصص متشابهة مع حكاياتك واتفقنا‬ ‫على كتابة السيناريو وخلط احلكايات القدمية باجلديدة وجيل ما‬ ‫قبل سنة ‪ 67‬وأتذكر بأن الفنان القدير «عمر الشريف» اعجب‬ ‫جداً بالسيناريو وكان له دور شرفي في العمل‪ ,‬أما البطولة كانت‬ ‫للفنانة «يسرى» والفنان «عمر دي��اب»‪ ,‬ومنذ تلك الفترة أصبح‬ ‫السيناريو ج��زءاً من مهنتي‪ ,‬وأخر عملني هما «عصافير النيل»‬


‫السينما هو الفن الوحيد الذي ال تستطيع فيه‬ ‫الضحك على الناس‬ ‫«يادنيا ياغرامي» كان غريب ًا ألنه حتدث عن‬ ‫العنوسة والصداقة في آن واحد‬ ‫أشياء مبتذلة ومجانية ‪ ..‬والكالم عن‬ ‫ال أعمل ً‬ ‫الرغبات املكبوتة مشروع‬

‫والفيلم اجلديد ال��ذي كتبت له السيناريو‪ ،‬فعندما تريد إخراج‬ ‫موضوع يهمك الميكن أن تكون منفص ً‬ ‫ال على السيناريو ولهذا‬ ‫دائماً تكون يدك موجودة فيه وتعطي رؤيتك وإبداعك من خالله‪,‬‬ ‫وأن��ا مؤمن بأن املخرج ليس منفذاً ألي سيناريو فاملخرج الذي‬ ‫الميلك وجهة نظر اعتبره ليس مخرجاً‪ ,‬وأرى بأن السيناريو البد‬ ‫أن يكون له عالقة برؤيتك‪ ,‬فإما ان يكون قريباً منك وحت��اول‬ ‫تعديل بعض األشياء ليكون مطابقاً لرؤيتك وإما أن يكون بعيداً‬ ‫وأيضاً حتاول تقريب وجهات النظر فيه وماذا تريد أن تقول من‬ ‫خالله ألنك في النهاية تقدم رسالة طويلة من خالل العديد من‬ ‫األعمال وف��ي كل م��رة توضح وتقول شيئاً عن ال��ذي تريد قوله‬ ‫وإيضاحه‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬ما هي رؤيتك للسينما حالي ًا؟ وما دور الدولة فى‬ ‫تطويرها؟‬ ‫مجدي أحمد‪ :‬نحن في العالم الثالث مازلنا محتاجني للدولة‬ ‫لعدم وج��ود نظام للفن وصناعة للسينما مثلما هو موجود في‬ ‫أمريكا وأوروب��ا‪ ,‬ولكن الصناعة في العالم الثالث البد من دعم‬ ‫الدولة لها وال نريد دعمها بالطريقة القدمية وهي التحكم في‬ ‫األعمال واالجت��اه الفني والسياسي ولكن نريد دعمها على انها‬ ‫تدرك بأن الفن صناعة والصناعة حتتاج لدعم وفئات للنهوض‬ ‫بها‪ ,‬وعندما تتعثر الصناعة تقف الدولة بجانبها وحمايتها من‬ ‫القرصنة واملنافسة الكبيرة بحيث الميكن منافستك مع الفيلم‬ ‫الهوليودي ال��ذي لديه جماهير باملاليني ودور عرضه ب��اآلالف‬ ‫وتقنيات التصوير فيه تفوق مستوى اخليال‪ ,‬فمث ً‬ ‫ال نحن في بلد‬ ‫فيها ‪ 400‬دار عرض بينما في امريكا أكثر من ‪20‬‬


‫‪68‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫حوار‬

‫من مسلسل مملكة اجلبل‬

‫ألف فال ميكن ان تتنافس مع صناعة بهذا الشكل والتطور الكبير‬ ‫فيها‪ ,‬فعندما تريد ان تدخل املنافسة البد بأن حتميك الدولة‬ ‫وتساعدك في بناء دور عرض وتتحمل جزءاً من خسائرها‪ ,‬والبد‬ ‫ان تساعدنا باملعنى الصناعي‪ ,‬باإلضافة إلتاحة مناخ من احلرية‬ ‫يجعلك تنطلق في العمل‪ ,‬اما فيما يخص االنتاج وبعض االمور‬ ‫االخرى أنا رأيي بأن القطاع اخلاص اقدر على حمل هذا املوضوع‬ ‫من القطاع العام من الناحية املادية‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬هل ترى بأن السينما حالي ًا أصبحت تدار بشكل‬ ‫جتاري أكثر من كونها معنية بتقدمي رسالة؟‬ ‫م��ج��دي أح��م��د‪ :‬دائ �م �اً السينما لديها ه��ات��ان النقطتان ومن‬ ‫املفترض أن تكون كذلك‪ ,‬ولكي تكون هناك صناعة البد أن تدور‬ ‫اآللة باستمرار وبالتالي هناك أفالم للبسطاء وأخرى جتارية لكي‬ ‫ت��أت��ي ب��امل��ال ب��اإلض��اف��ة ألف�لام‬ ‫ن �ص��ف جت��اري��ة وك��ذل��ك اف�لام‬ ‫فنية بحثة‪ ,‬فال يوجد دولة في‬ ‫العالم بها أفالم فنية فقط وال‬ ‫أفالم جتارية فقط وهذا لكي‬ ‫تكون هناك صناعة سينمائية‬ ‫وجعل االف�لام مستمرة واآلل��ة‬ ‫تعتمد على نفسها في االنتاج‬ ‫البد ان تتوفر كل هذه األنواع‪,‬‬ ‫والعبرة أن يظل مستوى االفالم‬ ‫امل� �م� �ي ��زة م �ع �ق��وال ج � ��داً في‬ ‫ع��دده��ا ب�ين االف�ل�ام األخ��رى‪,‬‬ ‫واع �ت �ق��د ب ��أن ن�س�ب��ة االع �م��ال‬ ‫معقولة ف��ي مصر اي م��ن ‪10‬‬ ‫إل��ى ‪ % 20‬م��ن االف�ل�ام تكون‬ ‫ج �ي��دة‪ ,‬ول �ك��ن امل�ش�ك�ل��ة ال�ن��اس‬ ‫تأخذ بالعموم على ان السينما‬ ‫كلها جتارية وهذا غير صحيح‬ ‫ألن ع � ��ددا ك��ب��ي��راً ج � ��داً من‬

‫األفالم حتى في السنوات األخيرة كانت أفالماً جيدة ولألسف‬ ‫الدولة لم تقف بجانبها وتغطية اخلسائر التي قد حت��دث ألن‬ ‫األفالم الفنية مبثابة االختراعات والبد من الدولة دعمها ألنها‬ ‫مجازفة في عالم معتمد على التجارة‪ ,‬ورغم ذلك نسبة االفالم‬ ‫اجليدة اعتبرها معقولة جداً إلى حد اآلن ولكن لو دعمتها الدولة‬ ‫ستكون النسبة اكبر‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬هل هذا التجاهل أو عدم االهتمام في السينما‬ ‫فقط أم حتى في األعمال الدرامية؟‬ ‫مجدي أحمد‪ :‬بصراحة في كل املواضيع ألن الدولة ال تضع الفن‬ ‫ضمن اهتماماتها بكونه جزء من الصناعة‪ ,‬فمث ً‬ ‫ال لو سرقت بعض‬ ‫الفاكهة ستعتبرك الدولة سارقا وتعاقبك بينما لو سرقت فيلم‬ ‫بأكمله وهو مجهود لشخص اخر تعتبر املوضوع تافه جداً وتتعامل‬ ‫معك بكل برود اعصاب وكأنه‬ ‫موضوع غير مهم بالنسبة لهم‬ ‫رغم صرف املاليني على هذا‬ ‫ال �ف �ي �ل��م ن��اه �ي��ك ع ��ن م�ج�ه��ود‬ ‫اش��خ��اص ي �ع �م �ل��ون ليكسبون‬ ‫ولكي يتمكنون من العمل مرة‬ ‫أخ��رى‪ ,‬فالفكرة هو أن الدولة‬ ‫غير م��درك��ة إل��ى االن وظيفة‬ ‫الفن وأهميته كصناعة ويعالج‬ ‫ال��ع��دي��د م ��ن امل ��واض� �ي ��ع مثل‬ ‫التطرف‪ ,‬فالتطرف جاء نتيجة‬ ‫ف� ��راغ ث �ق��اف��ي ك�ب�ي��ر ول�لأس��ف‬ ‫الدولة الزالت غير مدركة للفن‬ ‫ب�ش�ك��ل ع ��ام وللسينما بشكل‬ ‫خاص وأهميتها‪.‬‬ ‫امل�����س�����ت�����ق�����ل ‪ :‬م��������ا وج�����ه‬ ‫االختالف بني سينما زمان‬ ‫وأف��ل�ام ج��ي��ل ال��ش��ب��اب اآلن‬ ‫وأيهما أصدق؟‬

‫بعد «ضحك ولعب وجد وفن» أصبح السيناريو‬ ‫جزء ًا من مهنتي‬ ‫أخرجت أول أفالمي بعد أن جتاوزت األربعني‬

‫حني تتعثر صناعة السينما على الدولة أن تقف‬ ‫بجانبها وحتميها من القرصنة واملنافسة الكبرى‬ ‫القطاع اخلاص أقدر انتاجيا من القطاع العام‬


‫الفيلم الكويتي ‪ -‬بس يا بحر‬

‫مجدي أحمد‪ :‬لكل زمن ظروفه ‪ ..‬وال استطيع التحيز للزمن‬ ‫املاضي فهو لم يكن معصوماً من اخلطأ‪ ,‬فكانت هناك أفالم‬ ‫مقبولة وأف�لام سيئة ج��داً‪ ,‬وكذلك االف�لام التي نشاهدها االن‬ ‫فالقليل منها جيد‪ ,‬وفي كال الزمنني هناك اجليد والغير جيد‪,‬‬ ‫ولكن أرى بأن احملاوالت احلالية اجلادة اكثر من الزمن املاضي‬ ‫وه��ذا يعتمد حتى على التقدم التكنولوجي ال��ذي جعل من جيل‬ ‫الشباب لديه اجلرأة والقدرة خلوض التجارب‪ ,‬ولكن البد على‬ ‫املنتجني والدولة الوقوف وتشجيع التجارب اجلديدة ومساندتها‪,‬‬ ‫وأنا متفائل بهم بشكل كبير واعتقد بأنهم يعبروا عن جيل الشباب‬ ‫وأفكاره بدرجة معقولة‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬يصف البعض ب��أن اعمالك تختلف ع��ن بعض‬ ‫املخرجني لتنفيذك مل��ا ي��ري��ده ال��ش��ارع امل��ص��ري أو العربي‬ ‫ب��ش��ك��ل ع���ام ول��ي��س كمجرد‬ ‫ع��م��ل رمب���ا الي��ع��ال��ج قضية‬ ‫وال ي��ح��م��ل رس���ال���ة‪ ,‬فكيف‬ ‫اس��ت��ط��ع��ت ان ت��ت��م��ي��ز ع��ن‬ ‫الغير؟ وكيف يكون املخرج‬ ‫قريب ًا من اجلمهور برأيك؟‬ ‫م���ج���دي أح���م���د‪ :‬أن� ��ت قلت‬ ‫الشيئني املهمني ‪ ..‬أوالً يجب‬ ‫أن تكون مختلفاً فأنت لست‬ ‫مجرد مخرج فقط‪ ,‬وبالنسبة‬ ‫ل� ��ي رمب � ��ا ب��ع��د أن ت �خ��رج��ت‬ ‫صيدلياً أصبحت مختلفاً عن‬ ‫ال �غ �ي��ر وف���ي ال �س��اب��ق ل ��م أك��ن‬ ‫أع �م��ل ألج ��ل لقمة ال�ع�ي��ش أو‬ ‫الدخل املادي باختالف الوضع‬ ‫اآلن‪ ,‬ولم يكن هذا هو الهدف‬ ‫االساسي لدخولي مجال الفن‬ ‫واإلخ��راج ‪ ..‬والنقطة االخرى‬ ‫ض���روري م��ن أن ت �ك��ون قريباً‬

‫من الشارع واعتبر نفسي شخصا يسارياً وتربطني عالقة وطيدة‬ ‫بالناس سواء الشخصيات العامة او السياسية واشتركت في كل‬ ‫احل��رك��ات الطالبية واعتصام الفنانني وث��ورت��ي ‪ 25‬و‪ 30‬يناير‬ ‫مبعني انني مهموم بالناس ومشاكلهم‪ ,‬فالسينما لو لم تكن فيها‬ ‫مثل هذه الهموم لن تصبح فنا‪ ,‬ولو كنت تريد أن تقدم فناً ألجل‬ ‫إرضاء نفسك فقط فهذا غير مقبول‪ ,‬فإرضاء النفس مهم ولكن‬ ‫البد أن تكون مهموماً بقضية وتعبر عنها وتخدم الناس‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬كان هناك العديد من االعمال الفنية العربية‬ ‫املشتركة جمعت فنانني من مصر وليبيا واملغرب وسوريا‬ ‫وتونس وكانت ناجحة بشكل كبير‪ ,‬فلماذا لم تتكرر مثل‬ ‫هذه االعمال رغم وجود االمكانيات عكس السابق؟‬ ‫مجدي أحمد‪ :‬في أغلب األوقات نستقبل ممثلني من كل البلدان‬ ‫ال�ع��رب�ي��ة ليسمن أج ��ل العمل‬ ‫على تنفيذ أعمال مشتركة ألن‬ ‫املشكلة عدم وجود صناعة في‬ ‫البلدان األخ��رى التي جتعلهم‬ ‫ينوعون في املوضوعات ومبا‬ ‫فيها جمهورية م�ص��ر‪ ,‬مبعني‬ ‫ان الصناعة ليست في درجة‬ ‫من التطور بحيث تتنوع فيها‬ ‫املواضيع وحتقق دخ ً�لا كبيراً‬ ‫وحت �م��ل ال�ق�ض�ي��ة ال �ع��رب �ي��ة أو‬ ‫القضية الكبرى وهي القضية‬ ‫اإلن �س��ان �ي��ة ب�ش�ك��ل ع� ��ام‪ ,‬وأن‬ ‫ال��ف��ي��ل��م امل� �ش� �ت ��رك ض � ��روري‬ ‫م��ات�ك��ون ميزانيته ق ��ادرة على‬ ‫الصمود وي�ت��م ع��رض��ه ف��ي كل‬ ‫ال���دول ال�ع��رب�ي��ة وي�ل�ق��ى ص��دى‬ ‫عند الناس ويحقق ربح مادي‬ ‫كبير ‪ ..‬وأن��ا أرى ب��أن األزم��ة‬ ‫هي أزمة اقتصادية وأزمة تنوع‬

‫عندما تسرق بعض الفاكهة تعاقبك الدولة ‪..‬‬ ‫املوضوع تافه ًا‬ ‫وعندما تسرق فيلما بأكمله ُيعتبر‬ ‫ُ‬

‫األفالم الفنية كاالختراعات في حاجة للدعم‬ ‫احلكومي في عالم يعتمد على التجارة‬ ‫هناك أفالم للبسطاء ‪ ..‬وأفالم جللب املال ‪..‬‬ ‫وأفالم نصف جتارية‬


‫‪70‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫حوار‬ ‫من مسلسل فريسكا‬

‫ضحك لعب وجد وحب‬

‫رواية موالنا‬

‫يادنيا يا غرامي‬

‫مجدي أحمد اثناء مظاهرات ثورة يناير‬

‫من فيلم ضحك لعب وجد وحب‪ -‬يسرى وعمر دياب‬

‫مع إلهام شاهني اثناء قراءة سيناريو ‪ -‬خلطة فوزية‬

‫جاءت لعدم وجود صناعة في البالد العربية‪ ,‬وما يحدث االن من‬ ‫كوارث وحروب في بلداننا ضربت البقية الباقية‪ ,‬فكانت هناك‬ ‫بوادر سينما في تونس واآلن اختفت نهائياً‪ ,‬وكذلك الوضع في‬ ‫سوريا التي جميعنا نشاهد مايحدث فيها‪ ,‬باإلضافة لبعض الدول‬ ‫االخ��رى مبا فيهم دول��ة الكويت التي انتجت فيلم «بس يا بحر»‬ ‫منذ سنوات طويلة ونشاهدها االن مشغولة بأشياء غريبة جداً‬ ‫يصعب حتى ذكرها‪ ,‬فدور الفن تقلص بشكل كبير في مجتمعنا‬ ‫العربي لألسف‪.‬‬ ‫امل��س��ت��ق��ل‪ :‬م��ش��غ��ول ه���ذه األي����ام ل��ل��ب��دء ف��ي ت��ص��وي��ر عمل‬ ‫ج��دي��د‪ ,‬فما اس��م ه��ذا الفيلم؟ومن سيشارك ف��ي بطولة‬ ‫احداثه؟‬ ‫مجدي أحمد‪ :‬إلى اآلن لم أحدد من هم أبطال العمل وهو فيلم‬ ‫عن رواية «موالنا» للكاتب الكبير «إبراهيم عيسى» وتتحدث عن‬ ‫داعية اسالمي في فترة حكم «مبارك» ونحاول كشف املجتمع من‬

‫طارق التلمساني‬

‫خالل هذا الداعية‪ ,‬ورغم أن العمل يتحدث عن الوضع املصري‬ ‫ولكن جند التشابه في املوضوع والشخصية في الكثير من الدول‬ ‫العربية‪ ,‬وأنا متفائل بنجاح هذا العمل وسيكون له تأثير كبير في‬ ‫الشارع العام‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬ماذا تعرف عن الفن الليبي بشكل عام؟‬ ‫مجدي أحمد‪ :‬أخجل عندما أقول ما أعرفه عن الفن الليبي هو‬ ‫القليل جداً‪ ،‬وهذه حقيقة لألسف‪ ,‬ولكن سبق وأن قابلت بعض‬ ‫األصدقاء املخرجني وال ُكتاب من ليبيا وهم على مستوى عالي‬ ‫من الثقافة والعلم‪ ,‬وبكل صراح ًة وبعيداً عن املجاملة فالشعب‬ ‫الليبي شعب رائع جداً فهو شقيق للشعب املصري‪ ,‬وإنسانياً هو‬ ‫شعب مبدع جداً بطبعه وبيننا روابط كبيرة مثل الرابط اجلغرافي‬ ‫وراب��ط العروبة واإلس�لام باإلضافة لروابط النسب والعالقات‬ ‫وال��روح بني الشعبني‪ ,‬وأمتنى االستقرار واألم��ن للشعب الليبي‬ ‫والعالم العربي‪ ,‬ويكون هناك مجال للتعاون مستقب ً‬ ‫ال ‪.‬‬


‫مجدي احمد مع مجموعة من الفنانني في مهرجان روتردام‬

‫فيلمي اجلديد عن رواية «موالنا» إلبراهيم عيسى‬ ‫ومتفائل بنجاحه‬ ‫التطرف ولد نتيجة الفراغ الثقافي الكبير‬ ‫ال أستطيع التحيز للزمن املاضي ‪ ..‬ألنه لم يكن‬ ‫معصوم ًا من اخلطأ‬ ‫جيل الشباب لديه اجلرأة والقدرة على خوض‬ ‫التجارب‬ ‫األفكار املظلمة هي السبب في خروج داعش‬ ‫والقاعدة وأنصار الشريعة‬ ‫اعتبر نفسي يساري ًا ‪ ..‬مهموم ًا بالناس ومشاكلهم‬ ‫ما أعرفه عن الفن الليبي قليل ‪ ..‬وهناك مخرجون‬ ‫عال من الثقافة والعلم‬ ‫وكتاب ليبيون على مستوى ٍ‬ ‫الفيلم املشترك يحتاج إلى ميزانية قادرة على‬ ‫الصمود‬

‫املستقل‪ :‬نعطيك ورقة وقلم لتكتب رسالة‪ ،‬ولك االختيار‪،‬‬ ‫ملن تريد إرسالها؟‬ ‫مجدي أحمد‪ :‬أرسلها لكل الرؤساء العرب مبا فيهم الرئيس‬ ‫السيسي‪ ,‬واكتب فيها بأنه البد من االهتمام باألرضية ألنه ال‬ ‫ميكن أن يكون هناك تقدم في أي مجتمع إال بأرضية فكرية‪,‬‬ ‫واالستهانة بأفكار الناس هي من اوصلتنا إلى هذه احلالة التي‬ ‫من��ر بها جميعاً‪ ,‬ف��األف�ك��ار املظلمة ه��ي السبب الرئيسي في‬ ‫خروج داعش والقاعدة وأنصار الشريعة وغيرهم من املسميات‬ ‫واملتطرفني في املنطقة‪ ,‬فاالهتمام باإلنسان ومبا يتلقاه في اول‬ ‫تعليم من ثقافة وتشبع بروح الدميقراطية‪ ،‬وأن تشارك االخر وال‬ ‫تقبل احتكار احلقيقة وتقبل التعامل مع العالم‪ ,‬وتدرك بأننا لن‬ ‫نكون أفضل من األخرين إال باالعتراف بالبشر والتعامل بتواضع‬ ‫مع اإلنسانية فكل ه��ذه االف�ك��ار هي األس��اس ألي تقدم وعلى‬ ‫ا ُ‬ ‫حلكام العرب االهتمام باإلنسان الن بدون االنسان ال وجود ألمل‪.‬‬


‫‪72‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫أمكنة لها تاريخ‬

‫مرزق‬

‫القديمة‬

‫مع ندرة شواهدها األثرية‪..‬‬ ‫تاريخها حافل بالروائع‬ ‫أ‪ .‬منصور السنوسي حمادي ‪ -‬د‪ .‬أحميد محمد ساسي ‪ -‬قسم اجلغرافيا (جامعة سبها)‬


‫نشأة املدينة‬ ‫تضاربت اآلراء وال��رواي��ات ح��ول تاريخ نشأة مدينة م��رزق كما‬ ‫أشار إلي ذلك كثير من الرحالة الباحثني ويعزي ذلك إلى عدم‬ ‫اح�ت�ف��اظ امل��دي�ن��ة ب�ش��واه��د أث��ري��ة وذل ��ك ل�ع��دم متانة هندستها‬ ‫العمرانية‪ ،‬أو سجالت مدونة حتدد تاريخ نشأتها‪ ،‬على الرغم من‬ ‫قدم االستيطان بها‪.‬وترجح أغلب اآلراء أن تأسيس مدينة مرزق‬ ‫القدمية‪ ،‬التي تبدو أطاللها بارزة إلى العيان حتى الوقت احلاضر‪،‬‬ ‫جاء علي يد أوالد محمد الذين وصلوا إلى السلطة في فزان في‬ ‫نهاية القرن اخلامس عشر وأصبحت مرزق العاصمة السياسية‬ ‫لدولة أوالد محمد في عهد املنتصر بن محمد الفاسي في سنة‬

‫‪ )2(1577‬حيث بنى قصبة مرزق (القلعة) احلصينة التي اتخذها‬ ‫مقرا لإلدارة والسكن‪.‬‬ ‫ونرى أن الظروف الطبيعية للمنطقة من حيث وفرة املياه اجلوفية‬ ‫وصالحية التربة للزراعة قد ساعدت علي انتشار امل��زارع ومنو‬ ‫غ��اب��ات النخيل مم��ا جعل ال��زراع��ة احل��رف��ة األس��اس�ي��ة للسكان‬ ‫قدمياً‪ .‬كما أن موقعها في املنطقة الوسطي من حوض مرزق‪،‬‬ ‫الذي يشتمل علي سلسلة من األودية التي يتصل بعضها ببعض‬ ‫حيث ميتد وادي عتبة في االجت��اه الغربي منها متص ً‬ ‫ال ب��وادي‬ ‫احلياة (اآلجال) سابقاً وفي الشرق تقع الشرقيات التي تضم أم‬ ‫األرانب وزويلة وفي اجلنوب الشرقي وادي احلكمة‪ ،‬إضافة إلى‬


‫‪74‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫أمكنة لها تاريخ‬

‫موقعها املميز بني بحيرة تشاد جنوباً وسواحل البحر املتوسط‬ ‫شماالً‪ ،‬مما جعل أوالد محمد يختارونها عاصمة مللكهم‪.‬‬ ‫مورفولوجية املدينة القدمية‬ ‫يقصد باملدينة تلك املباني التي يحيط بها السور القدمي مبا‬ ‫فيها القلعة التي يتداخل جزء من سورها مع السور القدمي في‬ ‫اجلهة الشمالية الغربية للمدينة‪ ،‬وتأخذ املدينة في مجملها شكال‬ ‫بيضويا وتقسم إلى أحياء سكنية وإدارية ومناطق خدمية‪.‬‬ ‫السور‬ ‫كان يحيط باملدينة سور من جميع جهاتها ويشير بعض الرحالة‬ ‫إلى أن ارتفاعه في املتوسط يتراوح بني ‪ 3‬إلى ‪ 6‬أمتار ويتسع‬ ‫عرضه عند األس��اس��ات ويأخذ في الضيق حتى يصل ‪ 20‬سم‬ ‫تقريباً في أعاله ويذكر أن اجلهة اجلنوبية أقل جهاته ارتفاعاً‬ ‫حيث ال يتجاوز املترين نظراً لوجود املستنقعات التي رمبا كانت‬ ‫توفر حماية لهذا السور‪.‬‬ ‫يالحظ من الرسوم التخطيطية التي وضعها الرحالة أن السور‬ ‫كان اكثر امتدادا ناحية اجلنوب وبسبب انتشار املستنقعات في‬ ‫حي الرأس هجر هذا احلي ومت بناء سور آخر إلى شمال السور‬ ‫القدمي تفاديا لهذه املستنقعات‪.‬‬ ‫هذا وتتباين الروايات حول عدد أبواب السور ولكنها تكاد جتمع‬ ‫علي أن ع��دد األب���واب الرئيسة ث�لاث��ة أب ��واب تنتاقل األج�ي��ال‬ ‫أسماءها‪ ،‬وهي الباب الشرقي (الباب الكبير) وب��اب اخلير في‬ ‫اجلهة الشمالية وب��اب املغمغم في اجلهة الغربية (‪ )3‬ويبد أن‬ ‫هناك أبواباً فرعية صغيرة يستغلها السكان في الدخول واخلروج‬ ‫من املدينة مما جعل بعض الرحالة يعتقد أن للمدينة سبعة أبواب‪.‬‬ ‫وتتكون م��ادة بناء ال�س��ور م��ن امل��واد احمللية املتوفرة ف��ي البيئة‬ ‫املتمثلة في الترسبات امللحية التي تتكون في األسباخ التي يطلق‬ ‫عليها محلياً اسم الفردغ *وذل��ك لعدم توفر األحجار باملنطقة‬ ‫ونظراً للوظيفة الدفاعية للسور فقد زود بأربعة أبراج للمراقبة‬ ‫التي وصفها بعض الرحالة بأنها مربعة الشكل يبلغ طول ضلعها‬ ‫نحو ‪ 30‬قدماً وقد نصبت في هذه األبراج املدافع حلماية املدينة‬ ‫من االعتداء كما يشير إلى ذلك الرحالة األملاني رولفس‪)4(.‬‬ ‫ومم��ا يجدر اإلش��ارة إليه أن السور في الوقت احلاضر لم يبق‬ ‫منه إال بعض املعالم البسيطة التي توضح مساره نتيجة للعوامل‬

‫من مذكرات رولفس ‪1865‬‬

‫في طباع أهل فزان تتبني أنهم شعب طيب ومستقيم‬ ‫وداخ���ل منطقة ف���زان يشعر امل���رء ب��األم��ان م��ن قطاع‬ ‫ال��ط��رق وال��ل��ص��وص‪ ،‬وف��ي وس��ع امل��رء أن ي��دع ف��ي وسط‬ ‫منطقة أهلة أغراضه دون حراسة ودون أن يكثرث أنها‬ ‫قد تسرق‪.‬‬ ‫في يناير ‪ 1870‬يكتب الدكتور ناختيغال وه��و آخر‬ ‫أورب����ي زار ف����زان إل���ى ال��دك��ت��ور ب��اس��ت��ب��ي��ان ف��ي مجلة‬ ‫اجلمعية اجل��غ��راف��ي��ة تعتبر ال��س��رق��ة ف��ي ف���زان أم��را‬ ‫مشينا‪ ..‬وإن��ن��ى أؤي���د رت��ش��ارد س��ون ف��ي رأي���ه عندما‬ ‫يقول‪ :‬ما من بيت له قفل أو درب��اس فأبناء ف��زان ال‬ ‫يسرقون مطلقا‪.‬‬ ‫تتخذ اإلدارة العثمانية من مرزق مقرا لها ويقوم على‬ ‫رأسها قائمقام وفي بداية فرض السيطرة العثمانية‬ ‫كانت سلطة قائمقام فزان اكبر من ذلك بكثير إذ أنه‬ ‫كان مستقال إلى حد بعيد‪ ،‬فقد كان مطلق الصالحية‬ ‫في أم��ور األه��ال��ى وأوض���اع احل��رب والسلم مع الشعوب‬ ‫امل��ج��اورة‪ .‬وم��ن��ذ مطلع الستينات ح���ددت صالحيته‬ ‫بالقائمقامية العثمانية وأص��ب��ح ي��ع�ين ب��ف��رم��ان من‬ ‫األستانة‪.‬‬ ‫إن الشخص الثاني بعد القائمقام هو القول أغاسي وهو‬ ‫أعلى موظف عسكري‪ ..‬زرت القول أغاسي وشيخ البلد‬ ‫وكاتب املال وتعرفت لديه على شخص يدعي محمد‬ ‫البصيركي أحد أبناء الساللة التي حكمت فزان‪ .‬وبعد‬ ‫أن احتل العثمانيون ف��زان لم يتوخوا أي ه��دف آخر‬ ‫سوي تثبيث دعائم حكمهم في املنطقة قدر املستطاع‬ ‫واعتقدوا أن أفضل وسيلة لذلك هو القضاء التام على‬ ‫أسرة السالطني‪ .‬وهكذا قطعت رؤوس ‪ 200‬شخص من‬ ‫هذه الساللة‪ ..‬يقول‪ :‬انه ينوى الذهاب إلى األستانة‬ ‫وأن يطالب بحكم البالد باعتباره من أوالد امحمد‪.‬‬ ‫ع��ن‪ :‬غ��ي��ره��ارد رول��ف��س‪ .‬عبر افريقيا ‪.‬ت‪ :‬د‪ .‬عماد‬ ‫ال��دي��ن غ���امن‪ .‬م��ن��ش��ورات م��رك��ز ال��ب��ح��وث وال���دراس���ات‬ ‫األفريقية‪ .‬سبها‪.‬‬



‫‪76‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫أمكنة لها تاريخ‬

‫الطبيعية والهدم‪.‬‬ ‫الشوارع‬ ‫تشير الرسوم التخطيطية التي وضعها بعض الرحالة الذين زاروا‬ ‫مدينة م��رزق خالل النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى‬ ‫وج��ود ش��ارع رئيس واح��د ميتد م��ن ال�ش��رق إل��ى ال�غ��رب ويقسم‬ ‫املدينة إلى قسمني ويطلق عليه شارع احلميدة* املعروف بشارع‬ ‫الدندل* ويصل هذا الشارع بني الباب الشرقي أو الباب الكبير‬ ‫وبني القلعة ويعد شريان احلياة في العهد العثماني حيث توجد في‬ ‫بدايته نقطة للجمارك وعلى ميني الشارع املخفر الرئيس ومنزل‬ ‫القائمقام ومقر القنصلية اإلجنليزية وبعدها يستمر الشارع‬ ‫محفوفاً باحلوانيت الصغيرة املبنية من الطني أو اخلشب وهي‬ ‫متثل منطقة السوق إلى ينتهي في ميدان مكشوف كما أشار إلى‬ ‫ذلك (رولفس) (‪ )5‬وتتمثل في تفرعات جانبية ضيقة ومنحنية‬ ‫تخرج من الشارع الرئيس تؤدي إلى األحياء السكنية‪.‬‬ ‫األحياء السكنية‬ ‫سبقت اإلش��ارة إل��ى أن الشارع الرئيس للمدينة يقسم األحياء‬ ‫السكنية إلى قسمني وهما حي النزلة وحي الزوية ويبدو أن حي‬ ‫ال��زوي��ة هو األق��دم حيث أن تأسيس حي النزلة ج��اء مع هجرة‬ ‫السكان من حي ال��رأس في اجلنوب‬ ‫بسبب انتشار املستنقعات ومع تطور‬ ‫املدينة أيضاً‪.‬‬ ‫ونظراً ألهمية املدينة التجارية فقد‬ ‫استقطبت العديد من العائالت الليبية‬ ‫من مناطق مختلفة مثل هون وسوكنة‬ ‫وأوج�ل��ة (‪ )6‬وزوي�ل��ة ومناطق أخري‬ ‫باإلضافة إلى سكان مرزق القدامى‬ ‫وقد استوطنت هذه العائالت املدينة‬ ‫وامتهنت حرفة التجارة والوظائف‬ ‫اإلداري� ��ة وك��ان��ت تقطن داخ ��ل س��ور‬ ‫امل��دي �ن��ة‪ .‬أم ��ا ال�ت�ج�م�ع��ات السكانية‬ ‫خ��ارج س��ور املدينة فكانت ب��امل��زارع‬ ‫احمليطة بها وبعض ال�ق��رى القريبة‬ ‫لتشكل ظ�ه�ي��راً زراع �ي��ا مي��د املدينة‬ ‫باحتياجاتها احلياتية‪.‬‬ ‫البيوت‬ ‫علي الرغم من اختالف الطبقات االجتماعية لسكان املدينة من‬ ‫حيث الثراء واملكانة االجتماعية فإن البيت املرزقاوي القدمي كانت‬ ‫وظيفته اإليوائية واالجتماعية بارزة في تصميمه وعلي الرغم من‬ ‫اختالف مساحات املساكن إال أنها تتقارب في التصميم وتتوحد‬ ‫في مادة البناء ويتكون النمط التقليدي خلريطة البيت املرزقاوي‬ ‫من احلجرات واملرافق‪ ،‬ويتزايد أو يتناقص عدد احلجرات حسب‬ ‫احلالة االقتصادية حلالة مالك البيت‪.‬‬ ‫وتتكون بعض البيوت من طابقني أو دورين‪ ،‬حيث يخصص الدور‬ ‫العلوي لسكن أفراد األسرة والدور األرضي سكنا للرقيق ومخزناً‬

‫للبضائع واملرافق األخرى‪)7(.‬‬ ‫أما أغلب البيوت فتتكون من طابق واحد‪ ،‬وتتميز مساكن الطبقة‬ ‫الفقيرة ببساطة بنائها حيث تتسم أبوابها مبحدودية االرتفاع وقلة‬ ‫منافذ دخول الضوء إليها أما بعض املنازل الكبيرة لطبقة اإلثرياء‬ ‫ال محم ً‬ ‫فأبوابها اخلارجية واسعة مما ميكن جم ً‬ ‫ال من الدخول‬ ‫إلى السقيفة*(‪.)8‬‬ ‫ويالحظ في تصميم امل�ن��ازل تأثير العوامل املناخية على هذا‬ ‫التصميم وذل��ك باجتاه أغلب مداخل البيوت وحجراتها ناحية‬ ‫الشمال تفادياً لرياح القبلي والستقبال رياح الشمال (البحري)‬


‫الباردة صيفاً‪.‬‬ ‫أما مادة البناء فقد حددتها ظروف البيئة الطبيعية وذلك لندرة‬ ‫احمل��اج��ر القريبة م��ن املنطقة فكانت املساكن تبني م��ن مادتي‬ ‫ال�ف��ردغ وال�ق��ال��ب*‪ ،‬وتتم طريقة بناء أس��اس��ات اجل��دران بوضع‬ ‫طبقة من احلجارة الصغيرة ألنها أكثر مقاومة للرطوبة‪ ،‬وجتمع‬ ‫تلك احلجارة من األماكن القريبة وتنقل على الدواب ملواقع البناء‪،‬‬ ‫ثم توضع قطع الفردغ أو القالب بطريقة متناسقة لبناء اجلدران‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن البناء بالقالب يعطي اجلدران أكثر استقامة أكثر‬ ‫مما يعطي البناء بالفردغ الذي يتميز بنتوئاته البارزة إال أن البناء‬ ‫بالفردغ أكثر انتشاراً‪ .‬من البناء بالقالب وتعطي اجلدران بطبقة‬ ‫من الطني وتطلى مب��ادة ترابية مييل لونها إلى البياض وتخلط‬ ‫ب��امل��اء وتسمي محلياً البافا وي�لاح��ظ علي ج ��دران البيوت أن‬ ‫أساساتها تتميز باالتساع ثم تأخذ بالضيق كلما ارتفع البناء إلى‬ ‫أعلي‪ .‬وتفادياً للتشقق واالنهيار تدعم اجلدران اخلارجية للبيت‬ ‫بحوائط جانبية قليلة االرتفاع تعرف بالتبغيل‪.‬‬ ‫وتعتمد أسقف البيوت علي اخلامات املتوفرة محليا من أشجار‬ ‫النخيل ونبات القصبة‪ ،‬وفي حالة احلجرات املتسعة يتم وضع‬ ‫قنطرة م��ن ج��ذوع النخيل ب�ين اجل��داري��ن مدعومة بعرصة في‬ ‫منتصف املسافة وهي جذع نخلة متثبت ب��األرض لتستند عليه‬ ‫القنطرة تفاديا للسقوط أو االنكسار ثم يرتب فوق القنطرة عدد‬ ‫من قطع جذوع شجرة النخيل متساوية الطول واألبعاد‪ ،‬ثم يصف‬ ‫علي ه��ذه اجل��ذوع أع��واد القصب أو جريد النخيل وتضم هذه‬ ‫األعواد إلى بعضها البعض بحبال رقيقة من ألياف النخيل وتصبح‬ ‫كاحلصير احملبوك‪ ،‬وتغطي هذه األعواد بطبقة من سعف النخيل‬ ‫تعلوها طبقة من الطني تخلط بالتنب أحيانا ل��زي��ادة مقاومتها‬ ‫لتساقط األمطار‪.‬‬

‫أما النوافذ في املنازل فهي فتحات للتهوية واإلضاءة وللخصوصية‬ ‫تطل علي الساحات الداخلية للمسكن وال تطل علي الشوارع أو‬ ‫األزق��ة‪ .‬أما في حالة املساكن ذات الدورين فإن نوافذ الطابق‬ ‫العلوي تطل علي الشوارع واألزق��ة‪ ،‬ولوحظ أن أجنحة النوافذ‬ ‫وأقفاصها في عهد اإلدارة العثمانية تصنع من خشب الصناديق‬ ‫التي يأتي بها التجار من طرابلس‪ .‬وكل األبواب والنوافذ مطلية‬ ‫باللون األخضر الداكن‪ ،‬كما أدخلت الشبابيك احلديدية التي ال‬ ‫تري في مناطق أخرى من فزان‪)9(.‬‬ ‫أما األبواب فإنها تصنع من جذوع أشجار النخيل التي يتم تسويتها‬ ‫وتنظيمها وربط أجزائها بسيور من جلود اإلبل‪.‬‬ ‫القلعة‬ ‫وهي من املعالم األثرية باملدينة القدمية التي ال تزال قائمة بالرغم‬ ‫من إصابتها بالشقوق والتصدعات‪ ،‬وتقع بالطرف الغربي للمدينة‬ ‫عند نهاية شارع الدندل ويوجد فيها مقر احلكم وقصر السلطان‬ ‫في عهد دولة أوالد محمد وهي في ركن بعيد عن باقي املدينة‬ ‫ويحيط بها س��ور يفصلها عن بيوت السكان ويعد خط الدفاع‬ ‫الثاني بعد ال�س��ور ال��ذي يحيط باملدينة ويصفها (عبد القادر‬ ‫جامي) في عهد اإلدارة العثمانية أنه عند الدخول إليها من الباب‬ ‫الرئيس (ب��اب الشريعة) ف��ي اجلهة الشرقية حيث يوجد مقر‬ ‫القضاء‪ ،‬يوجد املعسكر واملطحن والفرن واجلامع الكبير‪ ،‬وفي‬ ‫الوسط ميدان صغير يوجد في منتهاه قصر احلكم‪ ،‬الذي يبلغ‬ ‫ارتفاعه ‪ 12‬متراً تقريباً ويتكون من ثالثة طوابق‪ ،‬الطابق األرضي‬ ‫مملوء بالتراب ومبا أن ارتفاع املبني عال بالنسبة لوسائط اإلنشاء‬ ‫في فزان فقد دعمت جدرانه وأركانه وزيد في عرض األساسات‬ ‫إل��ى نحو متر ونصف‪ ،‬ويصعد إل��ى مقر احلكم بسلم ارتفاعه‬


‫‪78‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫أمكنة لها تاريخ‬

‫متران‪ ،‬وعند الدخول من الباب واملرور عبر دهليز طويلة أربعة‬ ‫أمتار تقريباً توجد ساحة صغيرة تطل عليها كل نوافذ القصر‬ ‫وأب��واب��ه‪ ،‬وبعد السير في ممر مسقوف على أعمدة من جذوع‬ ‫النخل تشاهد مقام املتصرف واملجلس اإلداري واحملاسبة وغيرها‬ ‫من املكاتب احلكومية‪ .‬وميثل الطابق الثالث أعلى برج في القلعة‬ ‫حيث ترتكز سارية العلم‪ ،‬وميكن مشاهدة مدينة مرزق وما يحيط‬ ‫بها من بساتني وأراض(‪.)10‬‬ ‫السوق‬ ‫انفردت مدينة مرزق دون سائر مدن فزان بأنها تعد مركز العمران‬ ‫احلضري وكان السوق يعد أحد املعالم احلضرية باملدينة‪ .‬ومييزه‬ ‫شارع الدندل الذي يعد أطول شوارع املدينة و أكثرها اتساعا‪،‬‬ ‫ميتد من الشرق إلى الغرب ويقسم املدينة قسمني‪ ،‬قد اصطفت‬ ‫احلوانيت علي جانبيه ويتركز السوق ذو األق��واس املميزة في‬ ‫املنطقة الوسطي منه منتهيا مبنطقة احلميدة‪.‬‬ ‫ويبدو أن احلركة التجارية لهذا السوق تتذبذب وفق الظروف‬ ‫االقتصادية التي مرت بها املدينة اعتباراً من فترة حكم أوالد‬ ‫محمد إلى العهد العمثاني‪ ،‬ففي عهد ازدهار التجارة مع برنو و‬ ‫واداي تشير الروايات املتواترة أن هذه السوق كان يزخر من أوله‬ ‫آخره بقوافل التجار‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن حركة التجارة بسوق‬ ‫مرزق مستمرة طوال العام إال أن ذروة‬ ‫ازده��اره��ا متتد في الفترة من شهر‬ ‫اكتوبر إلى شهر فبراير‪.‬‬ ‫ح �ي��ث ت �غ��دو م� ��رزق س��وق��اً عظيمة‬ ‫وملتقى ملختلف القوافل القادمة من‬ ‫القاهرة وبنغازي وطرابلس وغدامس‬ ‫وت � ��وات وال � �س� ��ودان ب��اإلض��اف��ة إل��ى‬ ‫حركة التجارة الداخلية من املناطق‬ ‫املجاورة‪)11( .‬‬ ‫ويبدو أن ازدهار السوق خالل الفترة‬ ‫املشار إليها قد حتكمت فيه ظروف‬ ‫البيئة بتفادي جت��ار القوافل السفر‬ ‫خ�لال أشهر الصيف بسبب ارتفاع‬ ‫درجة احلرارة‪.‬‬ ‫أم��ا عن حركة السوق اليومية فيبدو أنها مقسمة إل��ى فترتني‪:‬‬ ‫الفترة األولي وتبدأ منذ الصباح الباكر وحتى فترة الظهيرة وتتركز‬ ‫في اجلهة الغريبة من شارع احلميدة وفي الفترة املسائية تنتقل‬ ‫احلركة إلى سوق النساء في منطقة الباب الكبير‪.‬‬ ‫ونظراً التساع مساهمة املرأة العاملة في النشاط االقتصادي في‬ ‫منطقة السوق جعل النساء يفكرن في حماية أنفسهن والدفاع‬ ‫عن حقوقهن عن طريق استخدام ن��وع من اإلض��راب عن البيع‬ ‫في السوق مبا يسمي (النو)* الذي يؤدي أحياناً إلى تعطيل سوق‬ ‫النساء عن النشاط ملدة يوم أو يومني أو ساعات ويبدأ اإلضراب‬ ‫عندما تطلق املرأة املظلومة زغرودة طويلة مميزة تسمعها (شيخة‬ ‫النسوان) فتقوم الشيخة بدعوة جميع النسوة مبنطقة السوق‬

‫ب��زغ��رودة خاصة معينة تستجيب لها كل نساء السوق فيتعطل‬ ‫العمل وميتنعن عن األكل والشرب ويغنني أغاني خاصة بالنو‪.‬‬ ‫ومبا أن تعطيل العمل في السوق والبساتني له خطره علي اقتصاد‬ ‫املدينة‪ ،‬يبادر بعض الرجال بالتوسط في حل هذه األزم��ة وفي‬ ‫حالة تعذر ال��وص��ول إل��ى حل تتدخل اجلهات املسئولة باملدينة‬ ‫املشكلة مبا يرضي نساء السوق‪.‬‬ ‫من خالل استعراض أهم السلع املتداولة في السوق في نهاية‬ ‫العقد الثاني من القرن التاسع عشر جند أنها تتمثل في اخلرز‬ ‫بجميع أنواعه‪ ،‬واملرجان‪ ،‬واألقمشة احلريرية والقدور النحاسية‪،‬‬ ‫املرايا‪ ،‬البسيط‪ ،‬البرانيس اخليول‪ ،‬األس��اور الزجاجية‪ ،‬البارود‬ ‫(‪ )13‬باإلضافة إلى ريش النعام‪ ،‬الذهب‪ ،‬الطيب‪ ،‬جلود النمور‪،‬‬ ‫الطرابيش احلمراء‪ ،‬ومن خالل استعراض هذه السلع يتضح لنا‬


‫أنها ال تنتج محلياً مما يدل علي أن مرزق القدمية كانت متارس‬ ‫جتارة العبور‪ ،‬أما اإلنتاج احمللي فيتمثل في املنتجات الزراعية‬ ‫باملنطقة كالتمور واحل �ب��وب واخل��ض��راوات وب�ع��ض الصناعات‬ ‫ال�ي��دوي��ة احمللية مثل أدوات اإلن �ت��اج ال��زراع��ي واألث ��اث املنزلي‬ ‫البسيط وأدوات الزينة واملالبس واألحذية‪.‬‬ ‫األهمية االقتصادية‪:‬يتمثل جت��ارة العبور محور اقتصاد مدينة‬ ‫مرزق ومصدر عائداتها‪ ،‬حيث كانت املدينة مركزاً لتجمع السلع‬ ‫املدارية اإلفريقية وكذلك البضائع الواردة من مناطق الشمال ذات‬ ‫املنشأ األورب��ي عن طريق طرابلس واألسيوية عن طريق مصر‪،‬‬ ‫وبهذا نستنتج أن النمو االقتصادي ملدينة مرزق القدمية لم يكن‬ ‫مرتكزاً على مقومات اقتصادية محلية وإمنا كان اعتمادها علي‬ ‫جتارة العبور ومن ثم كانت وظيفتها تأمني سالمة طرق القوافل‬ ‫وتزويدها مبا حتتاجه من مؤن‪.‬‬ ‫طرق القوافل الداخلية واخلارجية‪:‬ارتبطت مرزق بعدد من طرق‬ ‫القوافل الداخلية مع املناطق الليبية املجاورة إضافة لطرق القوافل‬ ‫التي ربطتها باألقاليم اخلارجية‪ ،‬مما جعلها حلقة وصل بني هذه‬ ‫املناطق‪ ،‬وأدى ذلك إلى زي��ادة ص��ادرات هذه املدينة وواردات�ه��ا‪،‬‬ ‫وكانت الطرق الداخلية تتخذ ثالثة مسارات هي‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬طريق طرابلس ‪ -‬غريان ‪ -‬مزدة ‪ -‬القريات ‪ -‬اجلفرة ‪ -‬مرزق‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬طريق طرابلس ‪ -‬مصراته ‪ -‬ودان ‪ -‬الزيغن ‪ -‬متنهنت ‪ -‬سبها‬ ‫ دليم ‪ -‬مرزق‬‫ج‪ -‬طريق البريد*‪( :‬طرابلس ‪ -‬بن وليد ‪ -‬بوجنيم ‪ -‬سوكنة ‪-‬‬ ‫الزيغن ‪ -‬متنهنت ‪ -‬مرزق)‪.‬‬ ‫أما ارتباط مرزق باجلهات الشرقية من البالد فيمتد عبر أوجلة‬ ‫ زلة ‪ -‬الفقهاء ‪ -‬متسه ‪ -‬زويلة ‪ -‬أم األرانب ‪ -‬تراغن ‪ -‬مرزق‪.‬‬‫وهذا الطريق يربط بنغازي مبرزق‪.‬‬

‫أما بالنسبة لطرق القوافل اخلارجية التي كانت مرزق متثل همزة‬ ‫وصل لها وكان لها دور بارز في جتارة العبور الصحراوية واإلشعاع‬ ‫احلضاري مع بالد السودان‪ ،‬وميكن تصنيفها إلى نوعني‪:‬‬ ‫‪ 1‬طرق التجارة‬‫وهي متثل منافذ جتميع وتوزيع للبضائع الواردة إلى مرزق ومن‬ ‫أهمها ما يلي‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬طريق طرابلس ‪ -‬سبها ‪ -‬مرزق ‪ -‬برنو‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬طريق مرزق ‪ -‬مصر ماراً بحميرة ‪ -‬زويلة ‪ -‬متسة ‪ -‬سيوة‬ ‫إلى مصر‪.‬‬ ‫ج‪ -‬طريق مرزق ‪ -‬القطرون ‪ -‬وادي‪.‬‬ ‫‪ 2‬طريق احلج‬‫متثل م��رزق ملتقى قوافل احل��ج اجلماعي التي ازدادت بكثرة‬ ‫بانتشار اإلس�ل�ام باملمالك السودانية التي تعبر الصحراء من‬ ‫الغرب إلى الشرق والعكس ومن أهمها‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬طريق من بالد الهوسا (كانو ‪ -‬كاتيسنا) ‪ -‬مرزق ‪ -‬أوجلة إلى‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬طريق من برنو ‪ -‬بلما ثم مرزق فأوجلة إلى مصر‪.‬‬ ‫ج‪ -‬طريق وادي (وارا) ‪ -‬مرزق ‪ -‬أوجلة‪.‬‬ ‫د‪ -‬طريق توات ‪ -‬غات ‪ -‬مرزق ثم تتصل بشبكة طرق عبر أوجلة‬ ‫ومنها إلى مصر‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن األهمية التي اكتسبتها مرزق تعود في االساس‬ ‫إل��ى موقعها اجلغرافي املتميز‪ ،‬فهي من ناحية تقع في وسط‬ ‫الصحراء ولها صالت مع باقي املناطق اجلنوبية مثل‪ :‬القطرون‪،‬‬ ‫وزويلة‪ ،‬وغات‪ ،‬غدامس‪ ،‬وسبها‪ ،‬ومن ناحية ثانية شكلت اتصاال‬ ‫مع احملطات واملراكز التجارية األفريقية فيما وراء الصحراء مثل‬ ‫(كانو) وبرنو (برنوح) ما جعل منها منطقة جتارية علي غرار ما‬


‫‪80‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫أمكنة لها تاريخ‬

‫يعرف في الوقت احلاضر باملناطق احلرة‪)15(.‬‬ ‫وقد أعطى هذا العامل مدينة مرزق أهمية دولية متثلت في فتح‬ ‫قنصلية إجنليزية بها بل إن الدولة العثمانية جعلت منها عاصمة‬ ‫إلقليم فزان بأكمله كما كان احلال عندما اتخذها أوالد محمد‬ ‫عاصمة مللكهم بفزان‪.‬‬ ‫األهمية الثقافية‬ ‫لقد واكب األهمية السياسية واإلدارية واالقتصادية ملدينة مرزق‬ ‫ال�ق��دمي��ة دور ثقافي وف�ن��ي ب ��ارز‪ ،‬حيث ك��ان الن�ت�ش��ار املساجد‬ ‫والزوايا في أحياء املدينة القدمية عبر تاريخها دور تعليمي‪ ،‬متثل‬ ‫في حتفيظ القرآن الكرمي واألحكام الشرعية التي كانت تؤهل‬ ‫لتولي القضاء واإلفتاء والتعليم في الزوايا في بقية املناطق‪ ،‬وقد‬ ‫استقطبت زاوية مرزق عدداً من العلماء وفدوا من خارج املنطقة‬ ‫للتدريس بها‪.‬‬ ‫وقد أنشئ في عهد اإلدارة العثمانية ما يسمي باملدرسة الرشدية‬ ‫ال�ت��ي يتم فيها دارس ��ة اخل�ط��وط وال�ع�ل��وم العصرية وي�ت��م إيفاد‬ ‫املتميزين م��ن خريجي ه��ذه امل��درس��ة إل��ى طرابلس الستكمال‬ ‫تعليمهم ورمبا يتم إيفادهم إلى تركيا لزيادة التحصيل العلمي‪.‬‬ ‫وبهذا كانت مرزق مركز إشعاع تعليمي للمناطق احمليطة بها وكان‬ ‫لها اتصال ببعض الزوايا الدينية في أفريقيا وراء الصحراء كما‬ ‫كان ملوقع مرزق ومكانتها التجارية دور في متازج حضاري شكل‬ ‫نسيجاً ثقافيا نظراً لتأثيرات الوافدين إليها من مناطق مختلفة‪.‬‬ ‫هوامش ومراجع‬ ‫‪ 1‬فنماب‪ ،‬أقليم سبها‪ :‬بلدية مرزق‪ .‬التقرير النهائي‪ ،1998 ،‬ص‪.3‬‬‫‪ 2‬رج��ب نصير األب��ي��ض‪ ،‬مدينة م��رزق وجت��ارة القوافل الصحراوية‬‫خالل القرن التاسع عشر‪ ،‬دراس��ة في التاريخ السياسي واالقتصادي‪،‬‬ ‫مركز جهاد الليبيني للدراسات التاريخية‪ ،1998 ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪ 3‬عبد ال��ق��ادر ج��ام��ي‪ ،‬م��ن ط��راب��ل��س ال��غ��رب إل��ى ال��ص��ح��راء الكبرى‪،‬‬‫(ترجمة‪ :‬محمد األس��ط��ي)‪ ،‬دار املصراتي‪ ،‬طرابلس‪ ،1974 ،‬ص ‪104‬‬ ‫ ‪.105‬‬‫‪ 4‬رجب نصير‪ ،‬األبيض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬‫‪ 5‬رجب نصير‪ ،‬األبيض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬‫‪ 6‬رجب نصير‪ ،‬األبيض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬‫‪ 7‬عبد القادر جامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬‫‪ 8‬ر‪.‬ع‪.‬ف ليون‪ ،‬مدخل إل��ى الصحراء‪( ،‬ترجمة‪ :‬الهادي أب��و لقمة)‪،‬‬‫منشورات جامعة قاريونس‪ ،‬بنغازي‪ ،1993 ،‬ص (‪)75 - 74‬‬ ‫‪ 9‬عبد القادر جامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬‫‪ 10‬عبد القادر جامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110 - 108‬‬‫‪ 11‬فردريك ه��ورمن��ان‪ ،‬الرحلة من القاهرة إل��ى م��رزق عاصمة فزان‬‫عام ‪( 1977‬تعريب‪ :‬مصطفي محمد جودة)‪ ،‬دار الفرجاني‪ ،‬طرابلس‪،‬‬ ‫‪ ،1993‬ص ‪87‬‬ ‫‪ 12‬عبد القادر جامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬‫‪ 13‬الهادي أبو لقمة‪ ،‬التطور التاريخي والظروف اجلغرافية في مرزق‬‫التحضر القاعدة االقتصادية‪ ،‬سلسلة التحضر بليبيا‪( ،‬حترير منصور‬ ‫محمد البابور)‪،‬منشورات جامعة قاريونس‪ ،‬بنغازي‪ ،1995 ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪ 14‬رجب نصير األبيض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.226‬‬‫‪ 15‬محمد امل��ب��روك ي��ون��س‪ ،‬دور ليبيا ف��ي م��س��ار ال��ع�لاق��ات العربية‬‫األف��ري��ق��ي��ة ‪ ،1977 - 196‬ال��ش��رك��ة ال��ع��ام��ة ل��ل��ورق وال��ط��ب��اع��ة‪ ،‬مطابع‬

‫الوحدة العربية الزاوية ‪ ،1994‬ص ‪.34‬‬ ‫‪ 16‬محمد سليمان أي���وب‪ ،‬مختصر ت��اري��خ ف��زان منذ أق��دم العصور‬‫وحتى ‪ 1811‬م‪ ،1967 ،‬ص ‪.106‬‬ ‫‪ 17‬رجب نصير األبيض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬‫‪ 18‬مؤسسة وايتنج العاملية‪ ،‬مرزق مخطط عام‪ ،‬املجلد ‪ 1-6‬طرابلس‬‫‪ ،1970‬ص ‪.10‬‬ ‫‪ 19‬عبد ال��ع��زي��ز ط��ري��ح ش���رف‪ ،‬جغرافية ليبيا ‪ -‬مؤسسة الثقافة‬‫اجلامعية اإلسكندرية‪ ،1962 ،‬ص ‪.558‬‬ ‫‪ 20‬سعد القزيري‪ ،‬التركيب املكاني « في م��رزق التحضر والقاعدة‬‫االق��ت��ص��ادي��ة « سلسلة ال��ت��ح��ض��ر ف��ي ليبيا (حت��ري��ر م��ن��ص��ور محمد‬ ‫البابور)‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس بنغازي‪ 1995 ،‬ص‪.‬‬


‫دولة أوالد امحمد في فزّ ان (كرونولوجيا)‬ ‫> ‪ :1550‬الناصر بن امحمد الفاسي ‪.‬‬ ‫> ‪ :1577‬السلطان املنتصر بن الناصر‬ ‫> دخول األترك فزان‪.‬‬ ‫> ‪ :1582‬مامي التركي حاكما لفزان‬ ‫> ثورة أهالي فزان‬ ‫> ‪ :1588‬الناصر بن املنتصر ‪.‬‬ ‫> محمد املنصور بن السلطان الناصر‬ ‫> ‪ :1611‬سليمان داي وموقعة كنير‬ ‫> هروب األمير الطاهر باخلزنة على إثر وفاة املنصور‪.‬‬ ‫> ‪ :1613‬حسني النعال حاكما للفزان ‪.‬‬ ‫> ثورة األهالي وقتل حسني النعال‪.‬‬ ‫> ‪ :1622‬السلطان الطاهر بن الناصر ‪.‬‬ ‫> ‪ :1657 – 1626‬السلطان محمد بن جهيم‬ ‫> معركة موقعة حميره‬ ‫> الصلح ودور املرابطني‬ ‫> اعتراف االتراك بسلطة اوالد امحمد مقابل اثاوه‬ ‫> خروج االتراك من فزان ‪.‬‬ ‫> جهيم بن محمد بن جهيم‪.‬‬ ‫> النجيب محمد بن جهيم ‪.‬‬ ‫> حملة مراد باي املالطي ومعركة دليم ‪.‬‬ ‫> دخول االتراك مرزق ومقتل النجيب ‪.‬‬ ‫> ‪1101-1087‬هـ ‪ -:‬محمد الناصر بن محمد جهيم «االبن الثالث‬ ‫حملمد بن جهيم»‪.‬‬ ‫> عهد الباشا محمد االمام (شايب العني)‬ ‫> امتناع الناصر عن دفع اخلراج عام ‪ 1101‬هـ‬ ‫> حملة يوسف بك واوالد املكنى محمد الغزيل ‪ ،‬وعلي املكني‬ ‫> اسر محمد الناصر واقتياده الى طرابلس بعد اعطائه االمان‬ ‫> بعد خمس اشهر ثورة االهالي والثار من املكني وقتله ‪.‬‬ ‫> فاطمة بنت محمد اجلهيم‬ ‫> مدة احلكم شهر واحد الى حني وصول خالها متام ‪.‬‬ ‫‪ :1698‬فرار محمدالناصر من االسر ووصوله الي فزان ودخوله‬ ‫مرزق علي رأس جيش انظم اليه حال وصوله‪.‬‬ ‫> حملة املكني الثاني وخليل بك بعد شهر من تولي محمد الناصر‬ ‫> فرار محمد الناصر الي اغادس‬ ‫> تقاسم حكم ف��زان ‪ -‬املقاطعات الغربية مع م��رزق (خليل بك)‬ ‫املقاطعات الشرقية (علي املكني) الذي اختار تراغن عاصمة‪.‬‬ ‫> محمد القائد في جرمة وهزمية املكني بعد حصار تراغن‪.‬‬ ‫> خروج املكني من تراغن‪.‬‬ ‫> نزول املكني ضيفا لدي القائد في تراغن‪.‬‬ ‫> حتالف املكني مع محمد القائد ضد اي هجوم يأتي من طرابلس‬

‫واالتفاق علي تقاسم حكم فزان‪.‬‬ ‫> امل��ق��اط��ع��ات ال��ش��رق��ي��ة (م��ح��م��د ال��ق��ائ��د)وامل��ق��ط��اع��ات الغربية‬ ‫(املكني)‪.‬‬ ‫> ظهور محمد الناصر فجاة علي رأس جيش من الطوراق قادما‬ ‫من اغادس‪.‬‬ ‫> محمد الناصر يطلب من تامر بن حمزة كبير مرابطي تراغن‬ ‫التوسط بينه ومحمد القائد‪.‬‬ ‫> علي املكني يطلب االم���ان مقابل اع���ادة ك��ل م��اأخ��ذ م��ن خزنة‬ ‫الناصر‪.‬‬ ‫> اسر محمد القائد وابعاده الي السودان‪.‬‬ ‫> ‪ 1122‬هـ‪ :‬وفاة محمد الناصر‪.‬‬ ‫> ‪ :1710‬احمد بن محمد الناصر‪.‬‬ ‫> حملة حامد باشا واالنسحاب الي طرابلس بعد محاصرة مرزق‬ ‫ثمانية ايام‬ ‫> حملة حسن الصغير بعد مضي تسعة اشهر من احلملة األولى‬ ‫واالنسحاب ايضا والعودة الى طرابلس بعد محاصرة م��رزق ملدة‬ ‫ثمانية عشر يوما‪.‬‬ ‫> حملة محمد بك وقائد جيشه (بن درفو)‪.‬‬ ‫> حصار مرزق ملدة ستة اشهر‪.‬‬ ‫> ق��رار السطان احمد الدخول في مفاوضات أثر معاناة السكان‬ ‫للجوع‪.‬‬ ‫> عرض السطان احمد ذهابه الي طرابلس في حال التأمني علي‬ ‫حياته والقبول بفك احلصار علي مرزق‬ ‫> قبول محمد بك العرض واستقبال السلطان احمد في طرابلس‬ ‫بعد ان ترك احلكم لألبنه الطاهر‬ ‫> ‪ :1753‬حملة حامد البيري لهدم اسوار مرزق بأمر من الباشا‬ ‫> ع��ودة السلطان أحمد بعد تسعة أشهر ال��ي ف��زان واألع��ت��راف‬ ‫العثماني له حاكما لفزان‬ ‫> إعادة بناء أسوار مرزق‬ ‫> ‪ :1767‬وفاة السلطان أحمد في اوجله في طريق عودته من أداء‬ ‫فريضة احلج ودفنه هناك‬ ‫> حكم الطاهر بن السطان أحمد ملدة سبعة سنوات‬ ‫> حكم احمد بن محمد املنصور ملدة ستة عشر عاما‬ ‫> وفاة السلطان أحمد وتولي محمد احلاكم ملدة ‪ 15‬سنة‬ ‫> تنازل محمد احلاكم عن احلكم طواعية ألخية(محمد املترز)‬ ‫بسبب املرض‬ ‫> حملة يوسف باشا بقيادة محمد املكني (الثالت)‬ ‫> قتل املترز وقتل ابن أخيه‬ ‫> مطاردة املكني لفلول جيوش االشراف في أطراف أدري‬ ‫> محاصرة املكني لتمساو وهدم اسوارها وقتل سكانها‬

‫‪ 21‬فنماب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬‫‪ 22‬مؤسسة وايتنج العاملية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29-28‬‬‫املصدر‪ :‬بحوث ندوة احملافظة علي املدن القدمية‪ ،‬بنغازي‪/12 /9 8- :‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫توضيحات‪:‬‬ ‫* الفردغ‪ :‬هو قطع ملحية شبه صخرية تتخلف من أثر مياه السبخات‪.‬‬ ‫* احلميدة باللهجة احمللية تعني املكان أو امليدان الذي تتفرع منه عدد‬ ‫من األزقة والشوارع الفرعية‪.‬‬ ‫* الدندل كلمة في لغة الهوسا وتعني مكان لاللتقاء واجللوس والترفيه‬ ‫والتبادل التجاري‪ ،‬ورمبا ترجع أصول تسمية هذا الشارع للغة الهوسا‪.‬‬ ‫* السقيفة ممر مسقوف بعد الباب الرئيس مباشرة‪.‬‬

‫* القالب ع��ب��ارة ع��ن ط��وب مصنوع م��ن الطني علي هيئة مستطيالت‬ ‫أبعادها ‪ 40 × 1.5 × 25‬سم‪.‬‬ ‫* وه��و ن��وع اإلض���راب ع��ن مم��ارس��ة النشاط ال��ت��ج��اري مبنطقة السوق‬ ‫تتخذه النساء عندما تتعرض إحداهن ألي إهانة أو اعتداء فتتضامن‬ ‫معها بقية البائعات بالسوق حتي تسر‪.‬‬ ‫* ك��ان ل��ه��ذا ال��ط��ري��ق دور اق��ت��ص��ادي ه��ام وق��د ح��رص��ت السلطات علي‬ ‫ضمان سالمته دائم ًا نظر ًا ملا يحمله من مكاتبات هامة علي املستويني‬ ‫السياسي واالقتصادي‬ ‫املصدر‪:‬‬ ‫ندوة احملافظة علي املدن القدمية‪ ،‬بنغازي‪ ،2004 / 12 / 9--8 :‬جهاز‬ ‫تنظيم وإدارة مدينة بنغازي القدمية‪.‬‬


‫‪82‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫رحلة‬

‫مرزق‬

‫عاصمة إقليم فزان التاريخية‬ ‫بعض المؤرخين يرجحون نشــــــــ‬ ‫مختار اجلدال‬

‫تعد مرزق من أقدم املدن في ليبيا حيث يرجح بعض املؤرخني نشأت‬ ‫املدينة إلى زمن الفراعنة ولقد قامت بجوانبها الكثير من احلضارات التي‬ ‫بقت آثارها شاهدة لوجوده حتى اليوم ولقد ساهم في بقاء مدينة مرزق‬ ‫إلى هذا اليوم هو إنها تقع في موقع جغرافي هام جدا مما جعلها نقطة‬ ‫التقاء القوافل التجارية القادمة من أفريقيا حتى سواحل البحر املتوسط‬

‫وأيضا نقطة وصل بني الغرب والشرق في شمال أفريقيا وأيضا ازدهرت‬ ‫احلضارة في مرزق بسبب كثرة مياهها اجلوفية التي توجد في أرضيها‬ ‫منذ أالف السنني‪.‬‬ ‫بدعوى من شباب مدينة مرزق حلضور مهرجان زالء للثقافة التباوية ‪،‬‬ ‫بالطائرة إلى مطار سبها الدولي وصلنا الثامنة مساء ‪ ،‬ومن هناك إلى‬


‫ـــــــــأة المدينة في زمن الفراعنة‬ ‫مرزق التي تبعد ‪ 200‬كيلومتر عن سبها أنطلق بناء شباب التبو في طابور‬ ‫طويل من السيارات ‪ ،‬كان املدعوين الذين وصلوا معي ومن جنسيات‬ ‫مختلفة يرغبون في الوصول أثناء النهار ملشاهدة الطريق إلى مرزق ولكن‬ ‫ذلك لم يحدث ‪.‬‬ ‫وصلنا مرزق كانت الساعة قد أعلنت عن منتصف الليل تقريباً ‪ ،‬ال يوجد‬ ‫فنادق في مرزق فكانت االستضافة في البيوت ‪ ،‬بعد االستقبال توجه بناء‬ ‫مضيفنا رمضان التباوي إلى بيته ‪ ،‬تناولنا وجبة العشاء وذهبنا إلى النوم ‪.‬‬ ‫في الصباح التقيت ابراهيم الشريف رج ً‬ ‫ال من مرزق وهو معلم ويرأس‬

‫اآلن جلنة املصاحلة الوطنية ورافقني في جولة باملدينة وفي األثناء‬ ‫ك��ان يحدثني ‪ ،‬وه��و يقول ‪ ..‬ظلت مدينة م��رزق عاصمة لفزان وأهم‬ ‫مراكزها منذ نهاية القرن اخلامس عشر وحتى منتصف القرن التاسع‬ ‫عشر امليالدي‪ ،‬وكانت مرزق املركز األكثر أهمية على مدى قرون‪ ،‬فهي‬ ‫العاصمة السياسية لدولة أوالد أمحمد ‪1813-1550‬م وازدهرت مبرور‬ ‫الزمن كملتقى جتارى هام يربط شمال الصحراء الكبرى بجنوبها وغربها‪.‬‬ ‫وقد تضاربت الروايات التاريخية حول نشأة مدينة مرزق‪ ،‬حيث يعتقد‬ ‫البعض ومنهم الرحالة « دو فيريه « “‪ ”DUVEYRIER‬أن مدينة مرزق‬


‫‪84‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫رحلة‬

‫أسسها أحد األشراف في عام ‪1310‬م وشيد بها بعض األكواخ من سعف‬ ‫النخيل ومدرسة لتعليم القرآن الكرمي وأصبحت هذه املدينة تنمو وتزدهر‪،‬‬ ‫حينما وفدت إليها مجموعات سكانية ‪ ،‬وبالتالي صار مؤسسها سلطاناً‬ ‫عليهم لكن دو فيريه لم يستطع إقامة الدليل على روايته التي اعتبرها د‪.‬‬ ‫حبيب وداعه احلسناوي قصة غير مؤكدة إ ّالَ أنه يرجح أن تأسيس مدينة‬ ‫مرزق جاء على يد أوالد أمحمد‪ ،‬الذين وصلوا إلى السلطة في فزان في‬ ‫نهاية القرن اخلامس عشر‪ ،‬حيث أنشأوا مرزق لتكون عاصمة سياسية‬ ‫لدولتهم ويؤيده في ذلك الرحالة « غيرها رد رولفس» وهو من الرحالة‬ ‫البارزين الذين اهتموا بنشأة مدينة مرزق ووصفها‪ ،‬والذي أشار إلى أن‬ ‫أوالد أمحمد هم الذين أسسوا هذه املدينة‪.‬‬ ‫في املساء ذهبنا حلضور افتتاح املهرجان ‪ ،‬أجتمع الناس في ساحة‬ ‫السوق القدمي امام قصر قلعة اوالد امحمد وأنطلق االحتفال بالكلمات‬ ‫الترحيبية ثم بدأ املهرجان رقصات وأهازيج تباوية واستعراض للمهاري‬ ‫– نوع من اجلمال – ومعرض للمقتنيات الشعبية التباوية ‪.‬‬ ‫« عبدالقادر جامي ــــ وهو ضابط تركي من األحرار املثقفني‪ ،‬كان منفيا‬ ‫في صحراء فزان و عمل في سلك اإلدارة في غات و مرزق و طرابلس‬ ‫أربعة عشر عاماً ‪ .‬عام ‪ 1908‬انتخب نائباً عن فزان في مجلس املبعوثات‬ ‫العثماني‪ ،‬قام برحلة من طرابلس إلي مرزق و الصحراء الكبرى و وضعها‬ ‫عام ‪ 1906‬في كتاب بعنوان (من طرابلس الغرب إلي الصحراء الكبرى)‬ ‫صدر هذا الكتاب عن دار املصراتي‪ ،‬عام ‪ 1974‬وهو يعطينا وصفا ً‬ ‫كام ً‬ ‫ال ملدينة مرزق واحلياة فيها فى السنوات االولى من هذا القرن ـــ « لم‬ ‫يحدد فترة معينة لتأسيس مدينة مرزق بل أكتفي قائ ً‬ ‫ال « بأنها أسست‬ ‫في وقت سابق ملجئ احلكم العثماني الثاني بكثير»‪ ،‬ويضيف قائ ً‬ ‫ال ‪ »:‬إن‬

‫مرزق بلدة محاطة بسور في الطرف الشمالي من الصحراء الرملية بني‬ ‫بلدة غات والقطرون‪ ،‬وللمدينة ثالثة أبواب‪ ،‬هي الباب الكبير في اجلهة‬ ‫الشرقية والباب البحري أو باب اخلير في الشمال وباب املغمغم في‬ ‫الغرب»‪.‬‬ ‫وذكر « ليون « إن مرزق مدينة مسورة يسكنها حوالي ألفني وخمسمائة من‬ ‫األهالي سمر البشرة وعدد آخر من السود الذين ال يغيرون سكناهم كما‬ ‫يفعل البدو‪ ،‬وسور املدينة طيني به بعض الفتحات‪ ،‬وقد مت بنائه بطريقة‬ ‫تخلو من الذوق إ ّالَ أنه من القوة بحيث يستطيع أن يرد أي طامع‪ ،‬ويرتفع‬ ‫مسافة خمسني قدماً‪ ،‬وعند القاعدة يبلغ سمكه ثمانية أقدام ويقل سمكه‬


‫كثيراً عند نهايته وللمدينة سبعة مداخل وسكان مرزق ‪ ،‬فهم الفالحون‬ ‫في سواني ضواحيها املعبر عنهم « باجلبادة «‪ ،‬وتتمتع مرزق بتركيبة‬ ‫سكانية متنوعة داخل السور خالية من النعرة القبلية ألنها عبارة عن‬ ‫خليط من الناس والعائالت التى ينتمى أفرادها إلى أسر والينتمون إلى‬ ‫قبائل محدده‪ ،‬وأغلبهم جتار من أهالى سوكنه وهون وبعضهم من أقصى‬ ‫الشرق من جالو وأوجلة سكنوها منذ زمن بعيد ألجل التجارة‪.‬‬ ‫وكانت مرزق في العهد العثماني الثاني مركزاً جتارياً كبيراً لتبادل‬ ‫املصنوعات األوربية بتراب الذهب والسنامكي “ ‪ ”SENMA‬وريش‬ ‫النعام‪ ،‬والشب األحمر‪ ،‬والعاج‪ ،‬والعبيد‪ ،‬ويباع في مرزق سنوياً من‬ ‫ألفني إلى ثالثة اآللف عبد مقابل البضائع‪ ،‬وترتبط مرزق ارتباطاً‬ ‫مباشراً ب��واداي وبرنو وكاشنا وبوجو وسوكوتو ومتبكتو‪ ،‬ويقال أن‬ ‫نبات السنامكى الذي يزرع في فزان يلي ما يزرع في صيدا‪ -‬في‬ ‫لبنان ‪ -‬من ناحية اجلودة‪.‬‬ ‫وأما أبنية مرزق فمبنية من قطع طينية ملحية تقطع بالفؤوس من‬ ‫املستنقعات تسمى» الفروغ» ولون املساكن املبنية بالفروغ والوحل من‬ ‫غير تبييض تبدو مظلمة ألن لونها رمادي داكن وقليل من املساكن‬ ‫مطلية بنوع من التراب األبيض ترى جميلة املنظر واألقسام اخلشبية‬ ‫في البيوت كلها من جذوع النخل أما األبواب الصغيرة وأجنحة النوافذ‬ ‫وأقفاصها مصنوعة من خشب الصناديق الفارغة التي أتى بها التجار‬ ‫مشحونة بالبضائع كصناديق الشاي والشمع والسجائر وغيرها وكل‬ ‫األب��واب والنوافذ مطلية باللون األخضر الداكن‪.‬في مرزق تشاهد‬ ‫الشبابيك احلديدية التي ال ترى في محالت أخرى من فزان‪.‬‬ ‫عرفت مدينة مرزق اإلضراب عن العمل في زمن مبكر فقد كان من‬ ‫العادات السائدة بني نساء مرزق في بداية القرن العشرين كسالح‬ ‫للدفاع عن حقوقهن وشرفهن ويسمى اإلض��راب عندهم ناو أو «‬ ‫شرماكشي» نظراً لسيطرة النساء على السوق في مرزق ‪.‬‬ ‫فإذا عامل رجل امرأة معاملة متس من شرفها أو أي من حقوقها يقوم‬ ‫جميع نساء السوق بالتوقف عن العمل في احلال وذلك احتجاجا على‬ ‫ذلك ً ويعقدن اجتماع من فورهم عند الرئيسة «الشيخة» ويعتصمن‬

‫عندها حتى يرد إليها حقها باعتذار املسي إليها‪.‬‬ ‫ففي األمكنة التي يلتقي فيها النساء والرجال في األسواق أو على‬ ‫موارد املياه قد يحدث وإن يعامل رجل امرأة ترى فيها حتقيراً أو‬ ‫إهانة فتقوم املرأة بإطالق زغرودة طويلة وتتجه إلى شيخة النساء‬ ‫عندها تقوم الشيخة بدعوة النساء وفق زغرودة أيضاً ولكنها مميزة ‪.‬‬ ‫تستجيب النساء املنتميات للطبقة الثانية واملوجودات في السوق‬ ‫للنداء ويجتمعن حول الشيخة ساعات متتد في بعض األحيان إلى‬ ‫يوم كامل أو يومني يقضينها في الغناء وإطالق األناشيد اخلاصة‬ ‫بالناو «اإلضراب» وميتنعن عن األكل‪.‬‬ ‫عندما يتوقف العمل في السوق والبيوت والبساتني يتضرر اقتصاد‬ ‫مرزق الذي يعتمد أساساً على التجارة التي متارسها النساء فقد‬ ‫يتعرض السكان للجوع وهنا يبادر الرجال للتوسط حلل األزمة وفي‬ ‫كثير األحيان تتدخل احلكومة ‪.‬‬ ‫يتم تكليف وكيل للمدعي عليه ويدخل في مفاوضات مع شيخة‬ ‫النساء وتفرض غرامة على املدعى عليه وتقدر هذه الغرامة حسب‬ ‫حالته املادية وليس بقيمة اجلرم الذي قام به فيدفع املدعى عليه‬ ‫املبلغ احملكوم به فتشتري الشيخة باذلك املبلغ بعض العطور والزيت‬ ‫لدهن الشعر وتوزعه على النساء ترضية لهن وتدعوهن ملباشرة‬ ‫عملهن ‪.‬‬ ‫أما الرجال الذين يقومون بالوساطة في حل هذه املنازعات ويحترمون‬ ‫رأي النساء تصبح لهم مكانة كبيرة عندهن فيوصفونهم أوالد الناو ‪.‬‬ ‫يتحدث عبدالقادر جامي عن حادثه وقعت حيث إن أحد وجهاء‬ ‫مرزق أهان امرأة من قرية «حسي حجيل» إحدى ضواحي مرزق‬ ‫وعقاباً على جتاسره اجتمعت نساء القرية وأنزلوه من دابته وجردوه‬ ‫من ثيابه وأوثقوا يديه ورجليه ودخلوا به املدينة وهو عريان وقد تأثر‬ ‫بعد ذلك واحتجب في بيته خج ً‬ ‫ال ملدة عدة أشهر ‪.‬‬ ‫وف��ي ال�ي��وم ال�ث��ال��ث غ ��ادرت م��رزق تلك ال��واح��ة ال��راب�ض��ة وسط‬ ‫الصحراء والتي أمتنى أن أعود إليها يوماً في رحلة أطول وفي‬ ‫مناسبة أخرى‪.‬‬


‫‪86‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫تقنية‬

‫جديد ‪ .. LG‬من الجلد الملوّن‪ ..‬وال يثير النباتيين‬ ‫جهاز جديد من ‪ LG‬يتم اآلن التأكيد على أنه سيكون متوفراً في‬ ‫األسبوعني املقبلني‪ ،‬وهناك بعض التسريبات من ‪ LG‬أيضاً حول‬ ‫بعض مواصفات هذا اجلهاز‪.‬‬ ‫املعلومات املسربة تكشف عن ستة إصدارات مختلفة من اجللد‬ ‫احلقيقي فض ً‬ ‫ال عن ثالثة من البالستيك‪ ،‬ولكن حتى اآلن لم‬ ‫يجري احلديث عن أي نسخة معدنية كما التي رأيناها في السابق‪.‬‬ ‫ليس هناك سبب واضح لعدم وجود إصدار معدني‪ ،‬و لكن ويبدو‬ ‫أن ‪ LG‬تنوع تصميمها وتغيرها عن اإلصدار السابق من ‪.G3 LG‬‬ ‫تظهر ألوان اجللد في األسود‪ ،‬واألحمر‪ ،‬واألرجواني‪ ،‬واألبيض‪،‬‬ ‫والذهبي واألصفر البني‪ ،‬ولكن لم تكشف ‪ LG‬عن خيارات األلوان‬ ‫من إصدارات البالستيك حتى اآلن‪.‬‬ ‫وكشف تسريب أيضا أن الهاتف سيأتي مع كاميرا أمامية بقوة‬

‫‪ 1.8‬ميجا بكسل ذات األش�ع��ة حت��ت احل �م��راء االستشعار دقة‬ ‫األل��وان‪ ،‬ضبط تلقائي بالليزر للصورة وإع ��دادات يدوية كاملة‬ ‫ألولئك الذين يعرفون ماذا يفعلون‪.‬‬ ‫وقد أظهرت اإلشاعات والتسريبات السابقة أن الهاتف سوف‬ ‫يكون مزود بشاشة حجمها ‪ 5.5‬بوصة عالية الوضوح‪ ،‬وبطارية‬ ‫قابلة لالستبدال بقوة ‪ 3,000‬وفتحة كرت ذاك��رة مايكرو‪ ،‬على‬ ‫الرغم من أن��ه ليس من املؤكد من ه��ذه املعلومات بعد‪ .‬ويبدو‬ ‫أولئك الذين يريدون شراء ‪ LG-G4‬الشهر القادم سوف يكونون‬ ‫حائرين بني جميع االختيارات املوجودة‪ .‬لكن هذا الهاتف سيكون‬ ‫األول من نوعه من ناحية التصميم اجللدي إذ لم يتم تصنيع هاتف‬ ‫ذكي من قبل مثله‪ .‬لكن‪ ..‬النباتيني لن يكونوا بالطبع متحمسني‬ ‫جداً بهذا الهاتف‪.‬‬


‫في خطوة جديدة ومثيرة‬

‫جوجل تدمج بين األندرويد واآليفون‬ ‫بينما تقبل أبل اآلن الطلبيات املسبقة على أبل ووتش‪ ،‬جوجل من‬ ‫الناحية األخرى تعمل على الربط بني ساعات األندرويد وهواتف‬ ‫األيفون‪.‬‬ ‫وتأتي هذه األنباء في الوقت الذي شهدت فيه أبل واتش ارتفاعاً‬ ‫كبي ًر في املبيعات‪ ،‬وهذه اخلطوة من قبل جوجل ميكن أن ينظر‬ ‫إليه باعتبارها وسيلة جوجل للتنافس على مستوى أعلى مع أبل‬ ‫في فضاء ساعات اليد‪ .‬ولكن كيف سيؤثر ذلك على مبيعات أبل؟‬ ‫أبل معروفة لدمجها احملكم ما بني منتجاتها‪ .‬األيفون‪ ،‬على سبيل‬ ‫املثال يدمج بسهولة مع أجهزة احملمول من أبل من خالل أشياء‬ ‫مثل االستمرارية و أيكالود‪ .‬و ميكن أيضا مزامنت البيانات بني‬ ‫منتجات أب��ل بسهولة بواسطة‬ ‫وس��ائ��ل م�ت�ع��ددة للغاية‪ ،‬وه��ذا ال‬ ‫يختلف م��ع أب ��ل وات���ش إل ��ى حد‬ ‫كبير بسبب حقيقة أن أبل واتش‬ ‫تسحب جميع املعلومات م��ن اي‬ ‫أيفون يتم توصيله بها‪.‬‬ ‫ُخصص‬ ‫في الواقع‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬لم ت ّ‬ ‫أب��ل وات ��ش الس �ت �خ��دام ال�ب�ي��ان��ات‬ ‫بنفس الطريقة التي في األيفون‪.‬‬ ‫ف��ي ح�ين أن��ه م��ن امل��ؤك��د أن أب��ل‬ ‫واتش سوف تكون متكاملة مع اي‬ ‫أيفون أكثر من أي ساعة اندرويد‬ ‫من جوجل‪ ,‬اال انه من املرجح أن‬ ‫معظم املستخدمني ل��ن يحتاجوا‬ ‫الى هذا املستوى من التكامل بني‬ ‫منتجات أبل‪.‬‬ ‫ال�س��اع��ة ال��ذك�ي��ة ح��ال�ي�اً ال ت��زال‬ ‫ف��ي مهدها‪ ،‬وبينما نرى‬ ‫ف ��ي ن �ه��اي��ة امل� �ط ��اف أن‬ ‫امليزات التي قد حتدث‬ ‫ثورة في كيفية اندماجنا‬ ‫مع التكنولوجيا‪ ،‬إال ان‬

‫الساعات الذكية تستخدم حاليا وف��ي الغالب للوصول السريع‬ ‫والسهل إلى البيانات املوجودة على الهاتف اخلاص بك‪ .‬كذلك‪،‬‬ ‫بطبيعة احلال في التحقق من الوقت‪ .‬مع تطوير جوجل الربط‬ ‫األبل وساعات األندرويد‪ ،‬فمن شبه املؤكد أن ساعات األندرويد‬ ‫سوف تكون قادرة على عرض البيانات من األيفون أو أي منتجات‬ ‫أبل بصفة عامة‪.‬‬ ‫في حني أن مستخدمي أبل الشهيرة سعيدون باخياراتهم بسبب‬ ‫التصميمات املمتازة وهم بغير حاجة إلى الكثير من اخليارات‪،‬‬ ‫ومع ذلك فقدرة مزامنة أجهزة األنرويد مع األيفون يعطي عمالء‬ ‫أبل العديد من اخليارات إذا لم يريدوا ساعات أبل‪.‬‬ ‫وجهت لها‬ ‫حقيقة أن أبل واتش قد ّ‬ ‫انتقادات كثيرة وهو سبب آخر ألن‬ ‫تزداد مبيعات ساعات األندرويد‪.‬‬ ‫وف��ي ح�ين ي��رى معظم املراجعني‬ ‫أن أب � ��ل وات� � ��ش ه� ��ي ب��ال �ت��أك �ي��د‬ ‫م�ص�م�م��ة ب�ش�ك��ل ج �ي��د‪ ،‬إال أن�ه��ا‬ ‫بطيئة ولديها طريق طويل لتقطعه‬ ‫قبل أن تصل الى القمة وتسيطر‬ ‫على سوق الساعات اإللكترونية‪.‬‬ ‫فمن احملتمل جدا أن أبل واتش‪2‬‬ ‫سوف تكون ذات قوة أكثر بكثير‬ ‫في ميدان الساعات اإللكترونية‪،‬‬ ‫ول �ك��ن اإلص� ��دار احل��ال��ي م��ن أب��ل‬ ‫واتش هو دون املستوى‪.‬‬ ‫تطوير جوجل لتطبيق يسمح بدمج‬ ‫ساعات األن��درود مع األيفون هو‬ ‫ق��رار ذك��ي ج��داً‪ .‬وي��أت��ي ه��ذا في‬ ‫الوقت الذي كانت فيه أبل واتش‬ ‫ضعيفة من حيث املبيعات‪ ،‬وأنه‬ ‫م��ن امل��رج��ح للغاية أن يؤثر‬ ‫ه��ذا سلبياً على املبيعات‬ ‫من شركة أبل‪.‬‬


‫‪88‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫تقنية‬

‫بطارية األلمنيوم تتفوّق على الليثيوم الكالسيكية‬

‫مواد غير مكلفة‪ ..‬شحن سريع‪ ..‬ودورة حياة طويلة‬

‫األملنيوم ممتاز للبطاريات بسبب تكلفته املنخفضة والسعة العالية‬ ‫لتخزين الشحن‪ ،‬ولكن احملاوالت لبناء بطارية من األملنيوم على مدى‬ ‫السنوات الـ‪ 30‬املاضية قد فشلت إلى حد كبير‪.‬‬ ‫التجارب املاضية لبطارية األملنيوم أثبتت أن األملنيوم لم تكن لديه‬ ‫السعة الكافية من الشحن لكي يشغل األجهزة اإللكترونية وكانت‬ ‫دورة حياته قصيرة للغاية‪ .‬العثور واجلمع بني املواد الالزمة إلنتاج‬ ‫ما يكفي من الفولتات في بطاريات األملنيوم كان أمراً مستعصياً‬ ‫وحير الباحثني مراراً وتكراراً إلى حد اآلن‪.‬‬ ‫فريق ف��ي ستانفورد اج�ت��از ه��ذه العقبات ع��ن طريق استخدام‬ ‫اجلرافيت (املوجود في أق�لام الرصاص) ككاثود البطارية‪ ،‬وهو‬ ‫املكان الذي يعطي تيار الكهرباء من البطارية‪ ،‬واأللومنيوم كأنود‪،‬‬ ‫وه��و املكان ال��ذي يتدفق منه تيار الكهرباء إل��ى البطارية‪ .‬جمع‬ ‫الباحثون بني األنود (األلومنيوم) و الكاثود (اجلرافيت)‪ ،‬جنبا إلى‬ ‫جنب مع األيونية السائلة املنحلة بالكهرباء‪ ،‬في حقيبة مصنوعة‬ ‫من مادة البوليمر املرنة‪ .‬وهذا املزيج أسفر عن بطارية عالية األداء‬ ‫ورخيصة في الصنع‪.‬‬ ‫بطارية األملنيوم ميكن أن تنتج اثنني فولت من الكهرباء‪ ،‬وميكن إعادة‬ ‫شحنها أكثر بـ ‪ 7500‬مرة بدون أي تلف في سعتها اإلجمالية‪ .‬وعلى‬ ‫سبيل املقارنة‪ ،‬تلفت البطارية التقليدية باستخدام حوالي ‪1000‬‬ ‫مرة‪ ..‬يعني أن بطارية األملنيوم تدوم أكثر بـ ‪ 7‬مرات ونصف امل ّرة‪.‬‬ ‫لدى بطارية األملنيوم أيضا ميزة أخرى على بطاريات الليثيوم أيون‬

‫(التقليدية) و هي أنها غير قابلة لالشتعال‪ .‬على سبيل املثال‪..‬‬ ‫فإن أي ثقب أو صدمة كبيرة لبطارية الليثيوم قد ت��ؤدي إلى أن‬ ‫تشتعل فيها النيران أو تنفجر‪ .‬في الواقع‪ ،‬ميكن لبطاريات الليثيوم‬ ‫أن تتصرف بطرق ال ميكن التنبؤ بها‪ ،‬وهذا هو السبب وراء حظر‬ ‫بعض شركات الطيران الكبرى ألي شحنات كبيرة من مادة الليثيوم‬ ‫أيون على منت طائراتها‪.‬‬ ‫بطارية األملنيوم من ناحية أخرى تعتبر مرنة جداً وميكن شحنها‬ ‫في ظرف دقيقة واحدة فقط! ويبدو أن فريق ستانفورد قد مأل‬ ‫تقريباً كل الثغرات حول بطارية األملنيوم التي لم يتم إجنازها في‬ ‫السنني املاضية‪ ،‬ولكن ال يزال هناك عمل عليهم القيام به‪ ،‬فناجت‬ ‫‪ 2‬فولت من بطارية األملنيوم غير كاف لتشغيل األدوات احملمولة‪،‬‬ ‫ومعظم الهواتف الذكية تستلزم ‪ 3.7‬أو ‪ 4.2‬فولت‪ .‬استطاع الفريق‬ ‫على إنتاج ‪ 5‬فولت باستخدام بطاريتني ومحول‪ ،‬لكن هذا اإلعداد‬ ‫ال يصلح بشكل مريح وفعال في أجهزتنا‪.‬‬ ‫يقول هونغ جيه داي أستاذ الكيمياء في جامعة ستانفورد في‬ ‫بيان صحفي «أن بطارية األلومنيوم تنتج حوالي نصف الفولتات‬ ‫ٍ‬ ‫من بطارية الليثيوم الكالسكية»‪ ،‬وأضاف «ولكن من خالل حتسني‬ ‫مواد الكاثود ميكن في نهاية املطاف زيادة كثافة الفولتات والطاقة‪،‬‬ ‫غير ذلك‪ ،‬بطارية األملنيوم لديها كل شيء آخر كنا نحلم به في أي‬ ‫بطارية‪ :‬مواد غير مكلفة‪ ،‬سالمة جيدة‪ ،‬سرعة عالية في الشحن‪،‬‬ ‫مرونة‪ ،‬ودورة حياة طويلة «‪.‬‬


‫ويندوز ‪10‬‬ ‫مايكروسوفت تعيد قائمة «إبدأ»‬ ‫ّ‬ ‫المتعددة‬ ‫وتسعى إلى توحيد األجهزة‬

‫تفتخر مايكروسوفت بإصدارها اجلديد (ويندوز‪ )10‬الذي يتميز‬ ‫بعدد من امليزات اجلديدة والتصميمات املنعشة‪ .‬بينما ال يزال‬ ‫هناك بعض الوقت قبل وصوله رسمياً‪.‬‬

‫ابدأ وسوف تُظهر التطبيقات وغيرها من اخليارات في أسلوب‬ ‫محسن‪ ،‬ومن املتوقع أيضاً أن املستخدمني سوف تكون‬ ‫أجمل و‬ ‫ّ‬ ‫لديهم قادرة أيضاً على جعل قائمة ابدأ تبدو وكأنها قائمة ابدأ‬ ‫ويندوز‪ ..7‬الكثير من الناس ال يحبون التغيير لذا فإن هذا التراجع‬ ‫سوف يكون ميزة جيدة‪.‬‬

‫أجهزة متعددة‬ ‫بالنسبة ألولئك الذين يستخدمون أجهزة كثيرة مستندة على‬ ‫نظام الويندوز‪ ،‬ميكن أن يكون ويندوز ‪ 10‬نظام التشغيل التي‬ ‫يحتاجونه‪ .‬ووف �ق��ا مل��اي�ك��روس��وف��ت‪ ،‬ويندوز‪ 10‬سيكون أس��اس�اً‬ ‫نفس نظام التشغيل س��واء ف��ي احلواسيب أو ال�ه��وات��ف‪ .‬ليس‬ ‫ذلك فحسب‪ ،‬بل سيكون هناك متجر واحد فقط لتطبيقات كال‬ ‫من احلواسيب والهواتف والعديد من التطبيقات سوف تبرمج‬ ‫لتعمل على أي جهاز‪ .‬وهذا سوف يساعد «توحيد» جميع أجهزة‬ ‫ويندوز‪ 10‬والتأكد من أن األجهزة املختلفة سوف تعمل مع بعضها‬ ‫البعض بأكبر سالسة ممكنه‪.‬‬

‫مكاتب افتراضية‬ ‫امليزة التي طاملا كانت متوفرة في أنظمة التشغيل األخ��رى مثل‬ ‫ِ‬ ‫(يوسمتي)‪ ،‬مايكروسوفت حتقّق أخيراً في‬ ‫نظام التشغيل في أبل‬ ‫نظام الويندوز‪ .10‬وسوف يكون املستخدمون اآلن قادرين على‬ ‫التبديل بني العديد من الشاشات املكتبية كما يشاءون (يعني أنه‬ ‫سيكون لديك عدد كبير من الصفحات على سطح املكتب متاماً‬ ‫كما في الهواتف الذكية)‪ .‬وهذا ميكن أن يحسن كثيراً من العمل‬ ‫على نظام التشغيل ويندوز‪.‬‬

‫قائمة ابدأ‬ ‫بعد ح��ذف قائمة اب��دأ من وي�ن��دوز ‪ ،8‬أ ّدى ذل��ك إل��ى انتقادات‬ ‫حادة‪ ،‬لذلك استرجعت مايكروسوفت قائمة ابدأ نوعاً ما بظهوره‬ ‫في ويندوز ‪ . .8.1‬ويندوز‪ 10‬سيضيف نظرة محدثة إلى قائمة‬

‫االستنتاجات‬ ‫تقول مايكروسوفت أنها كشفت فقط على حوالي ‪ 10‬في املئة‬ ‫م��ن امل�ي��زات التي س��وف تكون متاحة ف��ي النسخة النهائية من‬ ‫ويندوز‪ .10‬لذا فإن نظام التشغيل يبدو واعداً جداً‪.‬‬


‫‪90‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫رياضة‬

‫قضية انسحاب منتخبنا األوملبي من التصفيات املؤهلة‬ ‫ألوملبياد ريو ‪ 2016‬ب��دأت تتفاعل في الوسط الرياضي‬ ‫احمل���ل���ي‪ ،‬وه���ن���اك ف��ص��ول ج���دي���دة ف���ي ال��ق��ض��ي��ة تكشفت‬ ‫مؤخرا على الفضائيات واملواقع اإللكترونية ‪.‬‬ ‫حسن الطيرة إداري املنتخب األوملبي الليبي لكرة القدم‬ ‫يعبر في تصريحات صحفية عن خيبة أمله واستيائه‬ ‫ّ‬ ‫الكبيرين حيال التصرف غير املسؤول الذي أقدم عليه‬ ‫ناصر الصويعي األم�ين العام لالحتاد الليبي لكرة القدم‬ ‫ومبباركة النائب األول للرئيس عبدالله سالم‪ ،‬بتوجيه‬ ‫رس��ال��ة ل��ل��ك��اف تفيد ب��ان��س��ح��اب املنتخب م��ن التصفيات‬ ‫املؤهلة ألوملبياد ريو ‪ 2016‬من دون إخطار رئيس احتاد‬ ‫الكرة باألمر‪.‬‬

‫ماذا يدور‬ ‫داخل اتحاد الكرة ؟!‬

‫‪‎‬شعار احتاد الكرة الليبي‬

‫‪‎‬رئيس احتاد الكرة‬ ‫أنور الطشاني‬

‫‪‎‬السنفاز مع املنتخب األوملبي في جتمع سابق‬

‫سكرتير يطيح بمنتخبنا األولمبي‬

‫ويضيف ملوقع كورة اإلخباري قائ ً‬ ‫ال‪« :‬التخبط والعشوائية رافقتا‬ ‫املنتخب األومل�ب��ي منذ أن متت إع��ادة تكوينه عقب أح��داث ثورة‬ ‫فبراير‪ ،‬وحتى هذه اللحظة لم نعرف األسباب التي جتعله دائماً‬ ‫ضحية لهذا التخبط وهذه العشوائية‪ .‬هذا املنتخب تعرض لظلم‬ ‫كبير وه��ذه حاله على ال��دوام‪ ،‬بدليل أن جميع جتمعات املنتخب‬ ‫سادها الهرج واملرج‪».‬‬ ‫وحول اخلطوات التي اتخذت في سبيل ضمان املشاركة في هذه‬ ‫التصفيات‪ ،‬يقول الطيرة‪« :‬كنت قد اجتمعت مع رئيس احتاد الكرة‬ ‫في تونس‪ ،‬واتفقنا علي ضرورة مشاركة املنتخب األوملبي في هذه‬ ‫التصفيات‪ ،‬وحتدثنا مع امل��درب أحمد السنفاز من أج��ل اختيار‬ ‫عناصر للمنتخب وهذا ما حدث بالفعل‪ ،‬ومت استدعاء مجموعة من‬ ‫الالعبني الشباب وت�ق��رر أن‬ ‫يكون مكان معسكر املنتخب‬ ‫في اجل��زائ��ر‪ ،‬كما أتفقنا مع‬ ‫إح ��دى ال �ش��رك��ات الرياضية‬ ‫الليبية للتكفل بكافة مصاريف‬ ‫معسكرات املنتخب حتى تتحسن األوضاع املالية الحتاد الكرة كي‬ ‫يتمكن فيما بعد من تعويض هذه الشركة عن كل ما ستصرفه على‬ ‫املنتخب‪ ،‬وبالنسبة للطاقمني الفني واإلداري والالعبني فقد اتفقنا‬ ‫معهم على أال يطالبوا في الوقت احلالي بأية مكافآت مالية في ظل‬

‫الصويعي يبلغ الكاف بانسحاب املنتخب األوملبي‬ ‫مبباركة نائب رئيس احتاد الكرة‬ ‫لظلم كبير‬ ‫الطيرة ‪ :‬املنتخب األوملبي تعرض ٍ‬ ‫وجميع جتمعاته سادها الهرج واملرج‬

‫الطاقمان الفني واإلداري والالعبون وافقوا على تأجيل‬ ‫املطالبة مبكافآتهم املالية‬ ‫هل كان توقف املرتبات هو احلجة أم أن هناك‬ ‫اسباب ًا أخرى لالنسحاب‬


‫الظروف الصعبة التي متر بها البالد وخاص ًة احتاد الكرة‪».‬‬ ‫و حول إمكانية ت��دارك هذا األم��ر وضمان مشاركة املنتخب في‬ ‫هذه التصفيات‪ ،‬يجيب الطيرة‪« :‬الفرصة ما زالت قائمة ولن نفرط‬ ‫في املشاركة بهذه التصفيات بسهولة‪ ،‬ومن خالل اتصالي األخير‬ ‫برئيس االحتاد السيد أنور الطشاني‪ ،‬أبلغني بأنه سيناقش األمر مع‬ ‫رئيس االحتاد املوريتاني ويوضح له تفاصيل هذه احلادثة من أجل‬ ‫الوصول حلل يضمن مشاركتنا في هذه التصفيات‪».‬‬ ‫ويتابع تصريحاته ‪« :‬رئيس االحت��اد بذل مجهودا‬ ‫كبيرا في سبيل ضمان مشاركة املنتخب في هذه‬ ‫التصفيات‪ ،‬ولكن لألسف ناصر الصويعي نسف كل‬ ‫مجهوداتنا ولم يضع في عني االعتبار أن ما قام به‬ ‫سيضر بكرة القدم الليبية وسيحرمنا من املشاركة‬ ‫ف��ي تصفيات األومل�ب�ي��اد ل��دورت�ين قادمتني إذا ما‬ ‫سلطت علينا العقوبات من قبل الكاف‪».‬‬ ‫ويبدى استغرابه من حجة املرتبات بالقول ‪« :‬كلنا‬ ‫متضررين بسبب توقف مرتباتنا منذ عدة أشهر‪،‬‬ ‫ومع هذا ما زلنا نعمل من أجل مصلحة كرة القدم‬ ‫الليبية ومن أجل أال تتوقف منتخباتنا عن املشاركات اخلارجية‪،‬‬ ‫وبالتالي أرى أن حجة ناصر الصويعي التي سوقها مدعياً أنه ال‬ ‫ميكننا املشاركة ما لم يتقاض العاملون باحتاد الكرة مرتباتهم‬ ‫املتأخرة‪ ،‬باطلة‪ ،‬وال ميكن أن نتقبلها كسبب رئيسي دفعه لذلك‪.‬‬ ‫واألمر أكبر من ذلك بكثير واحلقيقة ستظهر عما قريب‪».‬‬ ‫ويختم تصريحاته‪« :‬الالعبون أصيبوا بخيبة أم��ل كبيرة ونأمل‬ ‫ب��أن جن��د ح�لا لهذه املعضلة ويتمكن املنتخب م��ن املشاركة في‬ ‫هذه التصفيات التي نعول عليها كثيراً في سبيل جتهيز منتخب‬ ‫للمستقبل‪».‬‬ ‫ابتسار حتى يقف القاريء‬ ‫تعمدنا نقل تصريحات الطيرة كاملة دون‬ ‫ٍ‬

‫‪‎‬مواهب ‪ ..‬تضيع بسبب التخبط اإلداري‬

‫الرياضي على حقيقة التخبط اإلداري الكبير الذي يعصف حالياً‬ ‫بإحتاد الكرة‪ ،‬والذي شجع موظفاً في االحتاد على مخاطبة الكاف‬ ‫بقرار انسحاب املنتخب األوملبي دون الرجوع إلى رئاسة إحتاد الكرة‬ ‫أو حتى إعالم أعضائه بفحوى القرار ‪ ..‬في جانب متصل ال نعتقد‬ ‫أن األوملبي املوريتاني سيتعاطف مع األوملبي الليبي‪ ،‬ويلعب مباراتي‬ ‫التصفيات بعد أن تلقى إخطارا من الكاف يبلغه بترشحه للدور‬ ‫القادم على حساب الليبيني ‪.‬‬ ‫فما ورد ع��ن م �ص��ادر قريبة م��ن االحت ��اد الليبي‬ ‫ل�ك��رة ال �ق��دم ‪ ،‬أن نظيره امل��وري�ت��ان��ي رف��ض طلب‬ ‫رئيس االحت��اد الليبي لكرة القدم «أن��ور الطشاني»‬ ‫بخصوص إل�غ��اء اخل�ط��اب امل��وج��ه إليه ع��ن طريق‬ ‫الكاف من األمني العام لالحتاد الليبي لكرة القدم‬ ‫‪ ،‬واملتعلق بانسحاب املنتخب الليبي من التصفيات‬ ‫املؤهلة ألوملبياد ريو ‪. 2016‬‬ ‫وبحسب نفس املصادر فأن الطشاني أجتمع برئيس‬ ‫االحت��اد املوريتاني أحمد ولد يحي بالقاهرة على‬ ‫هامش قرعة تصفيات بطولة أمم أفريقيا ‪2017‬‬ ‫‪ ،‬ووض��ح له ب��أن اخلطاب املوجه لهم بخصوص االنسحاب من‬ ‫تصفيات األوملبياد ال ميثل االحتاد الليبي لكرة القدم وهو ناجت عن‬ ‫تصرف شخصي لألمني العام الذي اتخذ القرار ولم يحيطه علماً‬ ‫بذلك ‪ ،‬وهذا األمر فاجأه ولم يتوقع حدوثه‪ ،‬والدليل على ذلك أنه‪،‬‬ ‫أي الطشاني‪ ،‬كان يناقش معهم قبل ساعات ترتيبات إقامة املنتخب‬ ‫املوريتاني عندما يحضر ملواجهة منتخبنا في اجلزائر ‪ ،‬فكان رد‬ ‫رئيس االحتاد املوريتاني ‪« :‬نحن وصلنا خطاب يفيد بترشحنا للدور‬ ‫القادم ‪ ،‬ويؤسفني جداً أن أقول لكم ليس بإمكاننا مخالفة قرارات‬ ‫الكاف» ‪.‬‬ ‫نترك التعليق للقاريء الكرمي !!!‬


‫‪92‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫رياضة‬


‫األعسر‬

‫الذي تربع على عرش الكرة‬

‫االستثنائي‬ ‫أيام ّ‬ ‫كشر عن أنيابه‪ ،‬ووجه ركلة قوية إلى رجل أمن كان يحاول تأمينه‬ ‫قبل ٍ‬ ‫م��ن وس��ائ��ل اإلع��ل�ام وال��ص��ح��ف��ي�ين ف��ي ح��ادث��ة فتحت ال��س��ت��ارة م��ج��دد ًا عن‬ ‫شخصيته املثيرة للجدل دائم ًا‪.‬‬ ‫كان األسطورة يخوض مباراة خيرية في العاصمة بوجوتا ضد فريق من‬ ‫الالعبني السابقني ألكبر ناديني في بكولومبيا ‪ :‬ميلوناريوس وإندبنديينتي‬ ‫دي سانتا فيه‪ ،‬عندما بدأ التعب يحاصره في الشوط األول بسبب إرتفاع‬ ‫بوجوتا بألفني و‪ 600‬متر فوق سطح البحر‪ ،‬لكن اإلحساس بآالم الركبتني‬ ‫والشعور باإلرهاق لم مينعانه من تسجيل هدف الفوز عن طريق ضربة جزاء‬ ‫ساحرة لن يستطيع سوى مارادونا تنفيذها بهذا اإلبهار ‪.‬‬


‫‪94‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫رياضة‬

‫اإلبهار واخل��روج عن املألوف صفتان الزمتا هذه الظاهرة الكروية‬ ‫التي مازالت تشغل الوسط الرياضي العاملي حتى بعد مضي سنوات‬ ‫طويلة على اعتزاله اللعب الرسمي ‪ ..‬عقب هذه املباراة قال عن املدرب‬ ‫الهولندي بأنه ليس رجال هادئاً‪ ،‬بل هو أقرب للشيطان أكثر من أي‬ ‫شىء آخر‪ ..‬والسبب في هذا التصريح هو إعالن تضامنه مع الالعب‬ ‫الكولومبي فالكاو الذي يعيش أياما مؤملة مع فان غال في مانشستر‬ ‫سيتي ‪. .‬‬ ‫ترك مارادونا كولومبيا بعد أن طالب شعبها بنبذ العنف‪ ،‬وإنهاء احلرب‬ ‫األهلية‪ ،‬ليعود مجددا إلى حضن شخصيته املضطربة التي تفصح‬ ‫أحيانا عن أفعال غريبة وشاذة ‪ ..‬مرة يتهم بضرب خطيبته اجلديدة‬ ‫روسيو أوليفا وهو في حالة سكر ‪ ..‬مرة أخرى يترك وجهه عند مبضع‬ ‫جراح التجميل كي يعيد له نضارة الشباب بالليزر‪ ..‬مرة ثالثة يزور قبر‬ ‫شافيز ويلعن اإلمبريالية األمريكية ‪ ..‬مرة رابعة ال يجد أمامه سوى‬ ‫رئيس الفيفا السويسري جوزيف بالتر كي يصب عليه جام غضبه ‪.‬‬ ‫قبل مباراة بوجوتا اخليرية أطلق تصريحا ناريا ضد بالتر واصفا إياه‬ ‫بالفاسد‪ ،‬قائال في املؤمتر الصحفي ‪« :‬أنا متحمس جدا‪ ،‬وال أخشى‬ ‫من القول أن حقبة بالتر أشرفت على االنتهاء‪ ،‬أعتقد أنه مبقدورنا‬ ‫محاربة الفاسد بالتر على رئاسة الفيفا»‪ ،‬معلنا عن دعمه لترشح‬ ‫األمير علي بن احلسني لرئاسة اإلحتاد الدولي لكرة القدم ‪.‬‬ ‫لكن هذا « املارادونا» عندما يخلو بذاكرته تبرز أمامه جتربته الدرامية‬ ‫في نابولي‪ ،‬فال يقوى عندئذ على مغالبة دموعه ‪.‬‬ ‫حب نابولي‬ ‫رمبا تختزل حكاية حب نابولي و مارادونا عند الكثيرين في قصة العب‬ ‫كرة قدم موهوب قاد نادي مغمور إلى التتويج بلقب الدوري اإليطالي‬ ‫مرتني في عام ‪ 1987‬و ‪ .1990‬لكن احلقيقة أكبر من هذا اإلعتقاد‬ ‫السائد ‪ ،‬التبجيل الكبير ملارادونا في مدينة نابولي يتجاوز إجنازاته على‬ ‫أرضية امليدان‪.‬‬ ‫رغم توحيد إيطاليا في عام ‪ 1861‬على يد “جوزيبي غاريبالدي” ‪،‬‬ ‫و م��رور ‪ 123‬عاما على ذلك‬ ‫‪ ،‬كانت ال �ف��وارق الثقافية ‪ ،‬و‬ ‫االقتصادية ‪ ،‬والسياسية في‬ ‫ع��ام ‪ 1984‬ال ت��زال صارخة‬ ‫بني الشمال و اجلنوب‪ .‬إذ مت‬ ‫فصل املنطقتني ‪ ،‬الشمال أصبح لألثرياء ‪ ،‬حيث املراكز الصناعية ‪ ،‬و‬ ‫التجارية ‪ ،‬في ميالنو ‪ ،‬و تورينو ‪ ،‬و جنوة‪ ، ..‬و احملرك الذي يقود إيطاليا‬ ‫إلى األمام اقتصاديا ‪ ،‬و اجلنوب للفقراء ‪ ،‬ملوث بالفساد ‪ ،‬واجلرمية‬ ‫‪ ،‬والبطالة‪.‬‬ ‫عدم املساواة كان واضحا أيضا في الدوري اإليطالي بني أندية الشمال‬ ‫و اجلنوب‪ .‬عندما وصل مارادونا إلى نابولي في صيف عام ‪1984‬‬ ‫‪ ،‬لم يكن أي نادي جنوبي قد سبق له رفع لقب ال��دوري اإليطالي ‪،‬‬ ‫حيث منذ نهاية احلرب العاملية الثانية ‪ ،‬احتكرت مدن املثلث الرأسمالي‬ ‫الشمالي ميالنو ‪ ،‬وتورينو ‪ ،‬وجنوة البطولة ‪ ،‬بالفوز بـ ‪ 33‬لقبا من أصل‬ ‫‪ .39‬نابولي أكبر ناد في” ميزوجيونو” (اللقب اإليطالي للجنوب) ‪ ،‬لم‬ ‫يكن في خزانته سوى لقبني لكأس إيطاليا‪.‬‬ ‫انتقال العب مبوهبة و بقيمة مارادونا لنابولي في ذلك الوقت كان‬ ‫مبثابة الصدمة للشمال اإليطالي‪ .‬دييغو كان في عمر (‪ 23‬عاما) فقط‬ ‫‪ ،‬انتقل لنابولي بعد بضعة مواسم مخيبة لآلمال مع برشلونة ‪ ،‬حيث لم‬

‫‪‎‬بقميص بوكا جونيور‬

‫اخلروج عن املألوف الزمة التصقت‬ ‫بهذه الظاهرة الكروية‬ ‫ينعت فان غال بالشيطان‬ ‫‪ ..‬ويصف بالتر بالرجل الفاسد‬

‫عشرون ألفا كتبوا « عاش مارادونا» على أوراق االقتراع‬ ‫في االنتخابات احمللية بإيطاليا‬ ‫ألتراس اجلنوب اإليطالي يشجع األرجنتني من‬ ‫أجل عيون مارادونا‬ ‫أول مباراة لعبها مع املنتخب‬ ‫األرجنتيني كان عمره ‪ 16‬عاما‬ ‫خمسة أهداف وخمس متريرات حاسمة جلبت كأس‬ ‫العالم لألرجنتني‬


‫يشارك في العديد من املباريات مع الفريق بسبب اإلصابات ‪ ،‬و نزاعاته‬ ‫املتكررة مع الرئيس “جوسيب لويس نونيز”‪ .‬لينتقل في نهاية املطاف‬ ‫لنادي اجلنوب اإليطالي مقابل ‪ 6‬مليون جنيه استرليني ويزيد ‪ ،‬وهو‬ ‫رقم قياسي عاملي في ذلك الوقت‪ .‬وقدرة نابولي على دفع هذا املبلغ‬ ‫كان عكس النظام الطبيعي الذي تسير عليه كرة القدم اإليطالية في‬ ‫تلك الفترة ‪ ،‬بل واملجتمع اإليطالي‪ .‬اجلنوبيون الفقراء املتخلفون متكنوا‬ ‫من التوقيع مع واحد من النجوم البارزة في عالم كرة القدم‪ .‬ومن هنا‬ ‫كانت بداية حب وتقديس أهالي نابولي ملارادونا‪.‬‬ ‫كان مارادونا متمرداً خارجاً عن العادة ‪ ،‬يحمل نفس جينات سكان‬ ‫اجلنوب اإليطالي‪ .‬بدأ إدمان الكوكايني قبل االنتقال إلى إيطاليا ببضعة‬ ‫أشهر ‪ ،‬وبحلول أواخر ‪ 1980‬أصبح مارادونا مدمنا ‪ .‬وكثيرا ماكان‬ ‫يتم تغرميه من طرف إدارة نابولي بسبب غيابه عن التدريبات وحتى‬ ‫املباريات‪ .‬في ‪ 1990‬مت فتح حتقيق حول عالقة مزعومة بينه و بني‬ ‫أحد العصابات في نابولي‪.‬‬ ‫كل هذا لم يكن يعني شيئا ألهالي نابولي ‪ ،‬عيوب مارادونا لم تكن‬ ‫تزيدهم إال حبا له‪ .‬كانت تعطيهم انطباعاً بأنه واحد منهم ‪ ،‬سلوك‬ ‫م��ارادون��ا كان من األسباب التي جعلت أهالي نابولي يحبونه بذلك‬ ‫اجلنون‪ .‬الطاعة ‪ ،‬املثالية ‪ ،‬األخ�لاق‪ ، ..‬سلوكيات لم تخلق لهم ‪ ،‬و‬ ‫اليؤمنون بوجودها إلى في الشمال اإليطالي‪.‬‬ ‫هذا احلب املجنون ملارادونا من أهالي نابولي ‪ ،‬جعلهم يصورون الفريق‬ ‫على أنه فريق الرجل الواحد ‪ ،‬وتسجيل جميع إجن��ازات النادي في‬ ‫تلك الفترة باسم دييغو م��ارادون��ا‪ .‬على الرغم من أن الفريق الفائز‬ ‫بالدوري اإليطالي في عام ‪ ، 1987‬كان يتوفر على دفاع صلب بقيادة‬ ‫جوسيبي بروسكولوتي ‪ ،‬ومورينو فيراريو‪ ،‬و اليساندرو‪ ، ..‬وخط وسط‬ ‫من الطراز الرفيع مع شيرو فيرارا ‪ ،‬وفرناندو دي نابولي ‪ ،‬وسالفاتور‬ ‫باجني‪ .‬كما أن مارادونا لم يلعب مع نابولي في ذلك املوسم سوى في‬ ‫‪ 21‬مباراة وسجل عشرة أهداف كهداف للفريق ‪ ،‬متفوقا على اندريا‬ ‫كارنيفالي (‪ ، )8‬وجيوردانو برونو (‪.)5‬‬ ‫في ع��ام ‪ 1990‬وباملثل‪ ،‬ق��اد م��ارادون��ا نابولي إلح��راز لقب ال��دوري‬ ‫اإليطالي للمرة الثانية ‪ ،‬إلى جانب جيانفرانكو زوال ‪ ،‬والبرازيلي كاريكا‬ ‫مع فيراريو ‪ ،‬و دي نابولي ‪ ،‬كارنيفالي ‪ ،‬اليساندرو‪ ..‬جميعهم كانوا‬ ‫اليزالون في التشكيلة األساسية‪ .‬لكن و مع ذلك بال شك مارادونا كان‬

‫‪‎‬مراوغات استثنائية‬

‫‪‎‬مع خليفته في املالعب ميسي‬ ‫‪‎‬نقل نابولي املغمور إلى مصاف الكبار‬


‫‪96‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫رياضة‬

‫جنم الفريق و أصبح رمزا النتصارات نابولي‪ .‬جداريات صور مارادونا‬ ‫تزين املباني في جميع أنحاء املدينة ‪ 20،000 ،‬شخص كتبوا “عاش‬ ‫مارادونا” “على أوراق االقتراع في االنتخابات احمللية في أواخر‬ ‫‪ ، 1980‬ومت إلغاء القميص رقم ‪ 10‬في نابولي مباشرة بعد اعتزال‬ ‫مارادونا ‪ ،‬و االلتراس في اجلنوب اإليطالي شجعوا األرجنتني لعيون‬ ‫مارادونا في كأس العالم في عام ‪ 1990‬في الدور قبل النهائي ضد‬ ‫إيطاليا‪ .‬وهو عمل لم تغفره أندية الشمال لهم كميالن و يوفنتوس و‬ ‫إنتر ميالن إلى يومنا هذا‪.‬‬ ‫حب أهالي نابولي ملارادونا يتجاوز إجنازاته على أرضية امللعب ‪ ،‬وصوال‬ ‫لشخصيته املتمردة ‪ ،‬و تعاطفه مع قضيتهم ‪ ،‬األلقاب التي قاد دييغو‬ ‫نابولي لتحقيقها في ظرف ‪ 5‬سنوات وهي لقبان للدوري اإليطالي ‪،‬‬ ‫كأس إيطاليا (‪ ، )1987‬كأس االحتاد االوروبي (‪ )1989‬وكأس السوبر‬ ‫االيطالية (‪ ، )1990‬لم يعتبرها أهالي نابولي إجنازات كروية فقط ‪،‬‬ ‫بل أكثر من ذلك ‪ ،‬اعتبروها انتقاما من الشمال اإليطالي ‪ ،‬و رد اعتبار‬ ‫ولو مؤقت ملا طالهم من تهميش ودونية طوال تلك السنوات املاضية‪.‬‬ ‫مارادونا يعيش األن على آمل أن يرافق حفيده ملشاهدة مباراة لنادي‬ ‫نابولي على ملعب “سان باولو” ‪ ،‬دون أن تعترضه السلطات اإليطالية‬ ‫‪ ،‬وقد ال يتمكن من ذلك‪ .‬لكن في داخله مدينة نابولي بكل تفاصيلها‬ ‫تعيش فيه ويعيش فيها ‪ ،‬و كما يقول هو باحلرف‪ ”:‬نابولي منزلي الثاني‬ ‫‪ ،‬هناك عائلتي الكبيرة ‪ ،‬قلبي سوف يبقى ينبض بحبهم حتى آخر يوم‬ ‫في حياتي‪ .. ”..‬باملقابل م��ازال الندم يحاصره في فترات الصحو‪،‬‬ ‫فيلهج قائال ‪ :‬لوال املخدرات لكنت شيئا استثنائيا‬ ‫فمن هو مارادونا الذي حتول فعال إلى ظاهرة عاملية تستحق الدراسة‬ ‫والتحليل‬ ‫سيرةاالستثنائي‬ ‫ولد دييغو أرماندو م��ارادون��ا) في النوس(‪ 30‬أكتوبر سنة ‪،) 1960‬‬ ‫جنوب بوينس آيرس لعائلة فقيرة انتقلت من محافظة كوريينتس‪ .‬كان‬ ‫أكبر ابن بعد ثالثة بنات‪ ،‬ولديه أخوان هما هيوغو وإدواردو‪ ،‬كالهما‬ ‫كانا العبي كرة قدم محترفني أيضاً‪ .‬في سن العاشرة اكتشفت موهبة‬ ‫مارادونا الكروية عندما كان يلعب مع نادي إستريال روجا‪ .‬لعب في‬ ‫املرحلة قبل االحترافية مع نادي أرجنتينوس جونيورز بني سنتي ‪1974‬‬ ‫و‪ ،1977‬ومن ثم كمحترف في نفس النادي حتى سنة ‪ .1981‬انتقل‬ ‫بعد ذلك إلى نادي بوكا جونيورز مواص ً‬ ‫ال موسم سنة ‪ ،1981‬باإلضافة‬ ‫إلى حتقيقه أول لقب مع الفريق في املوسم التالي سنة ‪.1982‬‬ ‫لعب أول مبارياته مع منتخب األرجنتني لكرة القدم عندما كان عمره‬ ‫‪ 16‬عاماً‪ ،‬ضد منتخب املجر‪ .‬وعندما أصبح عمره ‪ 18‬عاماً‪ ،‬مثل بالده‬ ‫في بطولة العالم لكرة القدم للشباب‪ ،‬حني كان جنم البطولة‪ ،‬وفاز بها‬ ‫بعد هزميته منتخب االحتاد السوفياتي بنتيجة ‪ 1 - 3‬في النهائي‪.‬‬ ‫يوم ‪ 20‬أكتوبر ‪ ،1976‬بدأ مارادونا مشواره االحترافي مع ارجنتينوس‬ ‫جونيورز‪ ،‬ولعب هناك بني عامي ‪ 1976‬و ‪ ،1981‬مسجال ‪ 115‬هدفا‬ ‫في ‪ 167‬مباراة قبل انتقاله مبليون جنيه استرليني لبوكا جونيورز‪.‬‬ ‫بعد نهائيات كأس العالم عام ‪ ،1982‬انتقل مارادونا إلى برشلونة‬ ‫في إسبانيا ومت حتطيم الرقم القياسي العاملي في ذلك الوقت ب ‪5‬‬ ‫ماليني جنيه استرليني‪.‬وفي عام ‪ ،1983‬وحتت قيادة املدرب سيزار‬ ‫لويس مينوتي فاز برشلونة بكأس ديل ري (مسابقة الكأس الوطنية‬ ‫اإلسبانية) بفوزه على ري��ال مدريد‪ ،‬وك��أس السوبر اإلسبانية بفوزه‬ ‫على أتلتيك بلباو‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬عاش مارادونا فترة صعبة في برشلونة‪،‬‬

‫‪‎‬يوم رفع كأس العالم لألرجنتني‬

‫‪‎‬قدم يسرى خارقة‬

‫لم يعتذر للحارس بيتر شيلتون عن هدف‬ ‫اليد الشهير قائال له « كان هدية من الله»‬ ‫لعنة الكوكايني حترمه من اللعب ‪ 15‬شهرا ‪ ..‬وترغمه‬ ‫على مالزمة املستشفيات‬ ‫حيث أصيب بنوبة من التهاب الكبد‪ ،‬ثم بكسر في الكاحل جنم عن‬ ‫عرقلة من اإلسباني أندوني غويكيوتكسيا العب اثليتيك‪ ،‬وقد هددت‬ ‫تلك اإلصابة بإنهاء مسيرته الكروية ‪ ،‬ولكن بعد العالج كان من املمكن‬ ‫بالنسبة له العودة قريبا على أرض امللعب‪ .‬في برشلونة‪ ،‬حصلت مع‬ ‫مارادونا نزاعات متكررة مع مديري الفريق‪ ،‬وخصوصا مع رئيس‬ ‫النادي خوسيه لويس نونيز‪ ،‬اضطر على إثرها لالنتقال عام ‪1984‬‬ ‫إلى نابولي في الدوري اإليطالي مع رقم قياسي جديد ب ‪ 6.9‬مليون‬ ‫جنيه استرليني‪.‬‬ ‫في نابولي‪ ،‬وصل مارادونا إلى ذروة حياته املهنية‪ .‬وسرعان ما أصبح‬ ‫النجم املعشوق بني جماهير النادي‪ ،‬بعد أن حقق الفريق حتت قيادته‬ ‫العديد من األلقاب ‪.‬‬ ‫كؤوس العالم‬ ‫لعب مارادونا أول بطولة في نهائيات كأس العالم في عام ‪ .1982‬في‬


‫‪‎‬هدف اليد الشهير في مونديال ‪1986‬‬

‫اجلولة األولى‪ ،‬خسرت األرجنتني‪ ،‬حاملة اللقب‪ ،‬من املنتخب البلجيكي‪.‬‬ ‫على الرغم من أن الفريق فاز فوزا مقنعا على املجر والسلفادور تقدم‬ ‫خاللها إلى الدور الثاني‪ ،‬إال أنهم هزموا في اجلولة الثانية من البرازيل‪.‬‬ ‫لعب مارادونا جميع املباريات اخلمس من دون أن يتم استبداله وسجل‬ ‫هدفني ضد املجر‪ ،‬ولكن مت ط��رده في اخلمس دقائق املتبقية في‬ ‫املباراة ضد البرازيل بسبب اخلشونة املتعمدة‪.‬‬ ‫قاد مارادونا املنتخب األرجنتيني الوطني إلى الفوز في كأس العالم‬ ‫‪ 1986‬لكرة القدم بالفوز في النهائي في املكسيك ضد أملانيا الغربية‬ ‫بنتيجة ‪.2 - 3‬‬ ‫أكد مارادونا في تلك البطولة هيمنته وكان الالعب األكثر ديناميكية‬ ‫‪ .‬لعب كل دقيقة من كل مباريات األرجنتني‪ ،‬مسجال ‪ 5‬أهداف و ‪5‬‬ ‫متريرات حاسمة‪ ..‬اشتهرت في تلك البطولة حادثة إحراز مارادونا‬ ‫لهدف بيده في مباراة منتخب األرجنتني مع منتخب إجنلترا‪ .‬بالرغم‬ ‫من أن احلكم احتسب الهدف‪ ،‬إال أن اإلعادة التلفزيونية أظهرت ملسة‬ ‫اليد الواضحة‪ .‬وفي ‪ 22‬أغسطس ‪ 2005‬اعترف مارادونا في برنامج‬ ‫تلفزيوني له انه ضرب الكرة بيده عمدا‪ ،‬وأنه ال يعرف ان الهدف غير‬ ‫شرعي‪..‬‬ ‫بعد ‪ 25‬عاما من هذه الواقعة طالب احلارس اإلجنليزي بيتر شيلتون‬ ‫من مارادونا االعتذار على ما بدر منه ولكنه أبى أن يفعل ألنه قال بأن‬ ‫تلك كانت هدية من الله ولم افعل شيئا يدعو لالعتذار منه‪.‬‬ ‫وصل مارادونا مع منتخب بالده أيضاً في كأس العالم عام ‪ 1990‬إلى‬ ‫املباراة النهائية‪ ،‬إال أن فريقه خسر أمام منتخب أملانيا الغربية بنتيجة‬ ‫‪ 0 - 1‬في املباراة النهائية بضربة جزاء مشكوك بأمرها في الدقيقة‬ ‫‪ .85‬وكانت متريرته في املباراة ضد البرازيل في الدور الثاني لزميله‬ ‫كالوديو كانيجيا سببا القصاء البرازيل املرشحة الحراز اللقب‪.‬‬ ‫في نهائيات كأس العالم ‪ 1994‬لكرة القدم لعب مارادونا مباراتني‬ ‫فقط‪ ،‬وسجل هدفا واح��دا ضد اليونان‪ ،‬قبل اعادته إلى بالده بعد‬ ‫ثبوت تعاطيه منشطات االيفيدرين‪ .‬في سيرته الذاتية‪ ،‬قال مارادونا‬ ‫ان مدربه الشخصي اعطاه شرابا للطاقة العطائه القوة‪ .‬مدعيا بأن‬ ‫املشروب ك��ان من إص��دار ال��والي��ات املتحدة‪ ،‬ويختلف ع��ن الشراب‬ ‫األرجنتيني‪ ،‬وقد اضطر مدربه لشرائه عن غير قصد بعد أن نفذ‬

‫ال ��دواء االرجنتيني‪ ..‬مت اقصاء م��ارادون��ا من النهائيات وخسرت‬ ‫األرجنتني بدونه في اجلولة الثانية‪ .‬م��ارادون��ا ادع��ى أيضا بشكل‬ ‫منفصل ان لديه اتفاق مع الفيفا‪ ،‬يسمح له باستخدام دواء النقاص‬ ‫الوزن قبل املسابقة من أجل أن يكون قادرا على اللعب‪.‬‬ ‫ثبوت تعاطيه العقاقير في نهائيات كأس العالم ‪ 1994‬كان السبب‬ ‫في انهاء مسيرته الدولية‪ ،‬التي دامت ‪ 17‬عاما واسفرت عن ‪ 34‬هدفا‬ ‫من ‪ 91‬مباراة‪.‬‬ ‫لعنةالكوكايني‬ ‫توقف مارادونا ملدة ‪ 15‬شهراً بسبب تعاطيه الكوكائني‪ ،‬ومن ثم لعب في‬ ‫صفوف نادي إشبيلية (‪ ،)1993/1992‬ونيويلز أولد بويز (‪،)1993‬‬ ‫وبوكا جونيورز (‪ 1995‬إلى ‪ .)1997‬وقد حاول تدريب بعض األندية‪،‬‬ ‫إال أنه لم يحقق جناحاً كبيراً في هذا املجال‪ .‬اعتزل في ‪ 30‬أكتوبر‬ ‫‪ .1997‬تولى تدريب منتخب األرجنتني خ�لال ك��أس العالم ‪.2010‬‬ ‫عرفت حالته الصحية تذبذبا كبيرا‪ ،‬وقد نقل للمستشفى مرات عديدة‬ ‫في حاالت مستعجلة بسبب املخدرات والوزن الزائد‪ .‬انتقل إلى كوبا‬ ‫للعالج من اإلدمان حتت نفقة الزعيم الكوبي فيديل كاسترو‪ ..‬لكنه ظل‬ ‫رغم ذلك عدو الصحافة الرياضية اللدود باألرجنتني‪.‬‬ ‫حلمالتدريب‬ ‫ظل مارادونا يحلم بتدريب املنتخب ملدة طويلة وذك��ر هذا في عدة‬ ‫برامج‪ ،‬وفي ‪ 29‬أكتوبر ‪ 2008‬قرر رئيس األحتاد األرجنتينى خوليو‬ ‫غروندونا أن يكون مارادونا مدربا ملنتخب األرجنتني بدال من الفيو‬ ‫بازيلي املدرب السابق ملنتخب األرجنتني الذي استقال من منصبه بعد‬ ‫اخلسارة أمام تشيلي في تصفيات مونديال جنوب أفريقيا ‪,2010‬‬ ‫وقرر خوليو غروندونا أن يكون سيرجيو تروليو مساعدا ملارادونا‪.‬‬ ‫وحتطم احللم باخلسارة املدوية من املنتخب األملاني برباعية نظيفه‬ ‫أخرجت فريقه من دور الثمانية‪.‬‬ ‫تعاقد لتدريب نادى الوصل اإلماراتي في ‪ 2011‬ووصل معه لنهائي‬ ‫االندية اخلليجية وحتقيق املركز الثاني قبل أن يقيله في ‪ 2012‬وتعيني‬ ‫الفرنسي برونو ميتسو‪.‬‬


‫‪98‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬

‫على سطح األرض‬

‫أبجدية واحدة‬ ‫للغـــــات العالم‬ ‫عبدالمنعم المحجوب‬ ‫ي��روى أن أحمد بن الطيب السرخسي عندما احتاج أن يدرس‬ ‫لغات األمم من الفرس والسريان واليونان وغيرهم وضع نظاماً‬ ‫أبجدياً من أربعني حرفاً‪ ،‬وقد كانت هذه هي األبجدية العاملية‬ ‫املوحدة للغات العالم القدمي‪ ،‬ولنا أن نتص ّور ما تض ّمنته من‬ ‫األولى‬ ‫ّ‬ ‫مقاربات صوات ّية تستطيع أن تشمل الفروق والفُريْقات النبر ّية‪،‬‬ ‫واخلاصة لتلك اللغات‪ ،‬وما بذله ابن الط ّيب من‬ ‫واحليوز العامة‬ ‫ّ‬ ‫بحث وتدقيق ليخرج على الناس بهذا النظام‪.‬‬ ‫أحتدث دائماً عن االنقطاعات املعرفية وما أصاب مسارات الفكر‬ ‫واالجتهاد املعرفي من عثرات‪ ،‬ألسباب كثيرة ومتغيرة من عصر‬ ‫إلى عصر‪ ،‬ولكنها لم تكن على اإلط�لاق بسبب قصور في أداء‬ ‫أولئك الرجال من املفكرين‪ ،‬بل كان سببها الرئيس أن نصوصهم‬ ‫وآثارهم ضاعت منّا ضمن ما ضاع‪ ،‬أو أن أولئك الرجال ُغ ّيبت‬ ‫نصوصهم بأمر من السلطان‪ ،‬أو أنهم هم أنفسهم قد غ ّيبوا كما‬ ‫حدث مع أحمد بن الطيب‪.‬‬ ‫ك��ان اب��ن الطيب‪ ،‬كما أخبر عنه اب��ن ال�ن��دمي‪( :‬متفنناً في علوم‬ ‫كثيرة من علوم القدماء والعرب‪ ،‬حسن املعرفة‪ ،‬جيد القريحة‪،‬‬ ‫بليغ اللسان‪ ،‬مليح التصنيف)‪ .‬ولقد وضع في تلك العلوم كتباً‬ ‫كثيرة‪ ،‬من (السياسة الصغير)‪ ،‬إلى (ماهية النوم وال��رؤي��ا) إلى‬ ‫(املوسيقى) إلى (اجلبر واملقابلة)‪ ،‬وكتاب (في أن اجلزء‬ ‫ينقسم إلى ما ال نهاية)‪ ،‬و(هيئة العالم)‪ ،‬وفيه‬ ‫يثبت كروية األرض‪ ،‬ولكن أكثر ما نتذكره‬ ‫به اآلن مقابلته بني التفكير النحوي‬ ‫عند العرب وبني املنطق‪ ،‬وله كتاب‬ ‫ف��ي ذل��ك يسبق املناضرة الشهيرة‬ ‫بني السيرافي ومتّى‪ .‬ومن عناوين‬ ‫كتبه املفقودة (القوانني العامة األولى‬ ‫ف��ي ال�ص�ن��اع��ة ال��دي��ال�ك�ت�ي�ك�ي��ة)‪( ،‬أو‬ ‫الديالقطيقية‪ ،‬كما كتبها)‪ ،‬ومطالعة‬ ‫عناوين هذه الكتب املفقودة حتيلنا دائماً‬ ‫إلى تلك االنقطاعات التي َج� َرت على‬ ‫م�� �س� ��ارات ال� �ف� �ك ��ر وامل� �ع ��رف ��ة‬ ‫ال �ع��رب �ي�ين‪ ،‬ح �ت��ى أن �ن��ا بعد‬ ‫ق ��رون م��ن ت�ل��ك التآليف‬ ‫�ؤس � �س� ��ة ال �ع �ظ �ي �م��ة‪،‬‬ ‫امل� � ِ ّ‬ ‫تلقّينا‪ ،‬أو على األص��ح‬

‫ُرجمت ودُرِ ست‬ ‫استوردنا‪ ،‬موضوعاتها بأساليب غربية بعد أن ت ِ‬ ‫فتوهمنا أنها بذرتها نبتت لديهم‪ ،‬وأننا ال‬ ‫وأعيدت إلينا مغلّف ًة‬ ‫ّ‬ ‫نعرف عن جذورها شيئا‪ً.‬‬ ‫السرخسي الذي توفى عام ‪ ،286‬كان تلميذاً للكندي‪ ،‬ومعلّماً ثم‬ ‫ندمياً للمعتضد‪ ،‬وملوته حكاية‪:‬‬ ‫يروى أن ابن الطيب كان ينادم املعتضد‪ ،‬وكان قد و ّاله احلسبة‬ ‫ببغداد‪ ،‬فكان اخلليفة يفضي إليه ب��أس��راره‪ ،‬ويستشيره في ما‬ ‫استعصى عليه‪ ،‬وكان أن د ّبر الوزير القاسم بن عبيد الله احلارثي‬ ‫(وك��ان ذا ذ ّمة فاسدة‪ ،‬موصوفاً بالزندقة‪ ،‬مكروهاً من الناس)‪،‬‬ ‫مكيد ًة للتخلص م��ن اب��ن الطيب‪ ،‬ف �ص��ودرت ممتلكاته‪ ،‬وأودع‬ ‫السجن مع قبيل من اخل��وارج وغيرهم من معارضي اخلليفة‪،‬‬ ‫وخ��رج املعتضد إل��ى اس �ت��رداد آم��د ال�ت��ي ث��ارت عليه‪ ،‬فاستغ ّل‬ ‫فضل‬ ‫السجناء الفرصة ليد ّبروا هروباً جماعياً‪ ،‬إال أن ابن الطيب ّ‬ ‫البقاء راجياً أن يحتسب له املعتضد ذلك فيطلق سراحه‪ ،‬لكن‬ ‫الوزير استغ ّل طلب املعتضد لقائمة بأسماء السجناء فأوعز إلى‬ ‫مؤنس الفحل‪ ،‬صاحب الشرطة‪ ،‬أن يضع اسم ابن الطيب في تلك‬ ‫القائمة‪ ،‬وهذا ما كان‪.‬‬ ‫بعد أربع سنوات يتذ ّكر املعتض ُد اب َن الطيب فيسأل عنه‪ ،‬فيُخبره‬ ‫بقتله‪ ،‬ويؤتى له بثبت األسماء‪ ،‬فال ينكره‪.‬‬


‫سلسلة‬

‫كتـــاب‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪10‬‬

‫يوزع هذا الكتاب مجان ًا‬ ‫مع العدد ( ‪ )10‬من مجلة املستقل‬

‫مع هذا العدد‪:‬‬

‫كتاب «الدولة البزينطية‬ ‫يف ضوء إصدارتها القانونية»‬ ‫تأليف‪ :‬خريية فرج حفالش‬

‫‪11‬‬


‫‪100‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪11‬‬ ‫‪ 19‬أبريـــــل ‪2015‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.