مجلة المستقل-العدد الرابع عشر

Page 1

‫مدينة يوسبيريدس‪..‬‬ ‫حدائق التفاح الذهبي‬ ‫السنة األولى ‪ -‬العدد الرابع عشر ‪ -‬األحد ‪ 10‬مايو ‪2015‬‬ ‫سياسية أسبوعية شاملة‬

‫دمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‪ ..‬يقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتلني اآلن‬ ‫غراتسياني أبو التاريخ الليبي!‬

‫إيرادا‬

‫خصصة لذو‬

‫يا‬ ‫الحت‬ ‫ياجا‬

‫ت‬

‫صة‬ ‫لخا‬ ‫ا‬

‫عد‬

‫خصصة لذوي ا‬ ‫دم‬ ‫الحت‬

‫ي‬ ‫اجا‬

‫ت‬

‫إي‬ ‫ال رادا‬ ‫ت‬ ‫لذ عدد مخ هذا‬ ‫ص‬ ‫وي‬ ‫االحتي صة‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لخاصة جات‬

‫دم‬ ‫عد‬ ‫ل‬

‫صة‬ ‫لخا‬ ‫ا‬

‫ته‬ ‫ذا ا‬

‫إيرا‬

‫دا ت‬

‫هذا‬

‫ال‬

‫«العدالة أو ً‬ ‫ال»‪..‬‬

‫تعلن الحرب القانونية‬



‫‪03‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫كاريكاتير‬

‫داعشيــــــات‬


‫‪04‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫احملتويات‬

‫‪www.almostaqil.com‬‬

‫‪14‬‬

‫في هذا العدد‬

‫سياسية أسبوعية شاملة‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬

‫حسن طاطاناگي‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫عبداملنعم احملجوب‬ ‫مدير التحرير‬

‫حسن الفيتوري‬ ‫املدير الفني‬

‫سامح الكاشف‬

‫هيئة التحرير‬ ‫مرمي عبدالله‬ ‫إياد بن علي‬ ‫علي خويلد‬ ‫منصور عمارة‬ ‫عبداحلكيم الورفلي‬ ‫الشؤون اإلدارية‬

‫طارق مصباح علي‬ ‫تصدر عن‪:‬‬

‫املنظمة الليبية للصحافة‬ ‫وحيادية املعلومات‬

‫تنفيذ‪:‬‬ ‫دار تانيت للنشر والدراسات‬

‫تعبر آراء الكتّ اب بالضرورة عن وجهة‬ ‫ال ّ‬ ‫نظر املجلة‬

‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪38‬‬

‫دمي يقاتلني اآلن‬

‫احلرب ضد اإلرهاب ليست حرب الليبيني ضد غزو وافد‬ ‫من اخلارج فقط‪ ،‬بل هي أيض ًا حربهم ضد جزء من أبنائهم‬ ‫الذين ُغ ّرر بهم بواجهة اإلسالم السياسي أو بواجهة القبيلة‬ ‫أو اجلهة‪ ،‬األستاذ حسن طاطاناكي يرى أن احلل يكمن في‬ ‫إعادة ترتيب األوراق بني الليبيني أنفسهم‪.‬‬

‫مؤسسة «العدالة أو ً‬ ‫ال»‪ ..‬تعلن الحرب على اإلرهابيين‬

‫رئيس مؤسسة «العدالة ً‬ ‫أوال» حسن صالح الدين‬ ‫طاطاناكي يعلن انطالق عمل املؤسسة وسط حضور‬ ‫الفت من النواب واألعيان واحملامني والنشطاء احلقوقيني‬ ‫يتقدمهم وزير العدل ورئيس محكمة اجلنايات الدولية‬ ‫السابق‪ ..‬هنا رصد ألهم ما جاء في املؤمتر الصحفي‬ ‫الذي تابعته وسائل اإلعالم العربية والعاملية‪.‬‬

‫ليبيا في صحافة األسبوع‬

‫الصحافة العربية والعاملية قد ترى األوضاع في ليبيا‬ ‫نتعرف‬ ‫بدرجات ونسب مختلفة‪ ،‬في هذه الصفحات ّ‬ ‫على آخر ما تتداوله الصحف حول تطورات األحداث‬ ‫فيليبيا‪.‬‬

‫غراتسياني‪ ..‬أبو التاريخ الليبي‬

‫حتت هذا العنوان املثير يناقش الكاتب األسباب‬ ‫التي دفعت الليبيني إلى تصديق جنرال حرب‬ ‫فاشستي ارتكب في حقهم الكثير من املجازر‬ ‫الفظيعة‪ ..‬السؤال‪ :‬ملاذا اعتمد الليبيون على ما‬ ‫كتبه غراتسياني كمرجع تاريخي موثوق؟‬

‫معركة بئر اللكمة‪ ..‬وثورة العجوز‬ ‫في احللقة الرابعة من جتربته املريرة في اليمن‬ ‫يسرد لنا براء اخلطيب وقائع مثيرة حدثت عند‬ ‫البئر اليتيم بقرية اللكمة بني اجلنود املصريني‬ ‫واألهالي‪ ،‬مبرز ًا باخلصوص قصة عجوز أجبرت‬ ‫الرقيب املصري على االستجابة‪.‬‬

‫خمسة وجوه مختلفة لعالم متغيّر‬ ‫غياب املنافسة العسكرية للواليات املتحدة مثّ ل‬ ‫ما يشبه خلو امللعب من أي العبني آخرين‪..‬‬ ‫املباراة اآلن لم تعد عسكرية‪ ،‬وصورة التحالفات‬ ‫العسكرية التقليدية بدأت تفقد بريقها في‬ ‫ظل التراجع النسبي للقوة العسكرية في مقابل‬ ‫التزايد النسبي للقوة االقتصادية‪.‬‬

‫املكتب الرئيسي ‪ -‬طبرق‪ :‬املكتب اإلعالمي مبجلس النواب‪ .‬هاتف‪ - 0925242135 – 0925783941 :‬مكتب القاهرة ‪ -‬شيراتون‪ ،‬مربع‬ ‫‪ ،1177‬مقابل األكادميية العربية للعلوم‪ ،‬هاتف‪ - 019057782 :‬مكتب طرابلس‪ :‬زاوية الدهماني‪ ،‬بالقرب من وزارة اخلارجية‬ ‫‪ -‬مكتب تونس‪ :‬الفاييت‪ 35 ،‬نهج مصر‪ ،‬تونس‪ ،‬هاتف‪ - 21902022 :‬مكتب املغرب‪ 69 :‬شارع الوحدة االفريقية‪ ،‬هاتف‪662869513 :‬‬


‫‪46‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪86‬‬

‫تأثيرات البيئة والمحيط على اقتصاديات القارة السمراء‬

‫دلتا النيجر هي الدلتا الوحيدة الكبيرة في‬ ‫إفريقيا‪ ،‬وال تشغل دلتا النيل سوى مساحة ‪2600‬‬ ‫كم‪ 2‬رغم أنها تعول نحو ‪ %60‬من سكان مصر‪ ..‬في‬ ‫هذا اجلزء نتابع د‪ .‬محمد الساعدي وهو يحلّل‬ ‫العالقة بني البيئة اإلفريقية واقتصادياتها‪.‬‬

‫ثالثة أيام من الطرب األندلسي‬

‫جمعية تطاون للموسيقى‪ ،‬التي ال يعرفها الكثير من‬ ‫خصصت ثالثة أيام للموسيقى األندلسية‬ ‫القراء العرب‪ّ ،‬‬ ‫املغربية بهدف خدمة التراث الفني واحملافظة عليه‬ ‫وتعريف األجيال الصاعدة بخبايا هذا الفن األصيل‪.‬‬

‫القاهرة تحلم بتأسيس «كومنوولث عربي فني»‬

‫متابعة ألهم املسرحيات العربية التي قدمت عروضها في‬ ‫الدورة ‪ 13‬من مهرجان املسرح العربي‪ ..‬ومن بينها مسرحية‬ ‫«عفو ًا أبي» لفرقة الغد بالبيضاء‪ ..‬باإلضافة إلى تقرير موجز‬ ‫عن حفل االفتتاح واالختتام‪.‬‬

‫يوسبيريدس‪ ..‬حدائق التفاح الذهبي‬ ‫مدينة بنغازي في ذاكرة شمال إفريقيا هي‬ ‫حدائق التفاح الذهبي‪ ..‬وفي زمن ما أطلق عليها‬ ‫اسم برنيقي ‪ ..‬ويذكر التاريخ أن أقدم عملة‬ ‫أصدرتها تعود إلى ما قبل عام ‪ 480‬ق‪.‬م ‪ ..‬إنها‬ ‫«رباية الذايح» كما ُعرفت في األوساط الشعبية‪.‬‬

‫زيارة إلى جداريّة شبه جزيرة البردي‬

‫هل فكرت يوم ًا ما كم من األوراق قد نحتاج‬ ‫لطباعة كل شيء على اإلنترنت بأكمله؟ وماذا إذا‬ ‫كان واي فاي يعمل بعشرة أضعاف سرعته؟ وهل‬ ‫ً‬ ‫مثال؟‬ ‫ميكنك أن تخزّ ن الطاقة وتبعها جليرانك‬ ‫وما هي اإليجابيات والسلبيات في مزاوجة أنظمة‬ ‫التشغيل؟‪ ..‬طالعو املزيد في عالم التقنية‪.‬‬

‫تقنية امرؤ القيس‬

‫ما اجلديد اليوم؟ يخبرنا امرؤ القيس أن بإمكان كل‬ ‫منا أن يحفظ أرشيفه الذي تعامل به مع االنترنت‬ ‫لعدة سنوات‪ ..‬ثم يلغيه بعد أن ينسخه‪ .‬هناك‬ ‫أيض ًا ألعاب وصور‪ ،‬وإمكانيات جديدة ملواءمة أنظمة‬ ‫التشغيل‪.‬‬

‫على سطح األرض‬

‫‪98‬‬

‫في اجلزء الثالث واألخير من‬ ‫«التفكير في الكتابة» يرى الكاتب‬ ‫أن القراءة الشائكة ليست دائم ًا‬ ‫في صالح النص الذي أراده املؤلف‪،‬‬ ‫ألنها قد تبتكر نصها اخلاص‪،‬‬ ‫وتناصب النص األصلي العداء‪..‬‬ ‫رمبا‪.‬‬

‫األسعار‪ :‬ليبيا‪ 5 ،‬دنانير‪ ،‬مصر‪ 5 :‬جنيهات‪ ،‬تونس‪ 5 :‬دينار‪ ،‬املغرب‪ 20 :‬درهم‪ ،‬السعودية‪ 12:‬ريال‪ ،‬الكويت‪ 1000 :‬فلس‪،‬‬ ‫البحرين‪ 1000 :‬فلس‪ ،‬االمارات‪ 15 :‬دراهم‪ُ ،‬عمان‪ 1000 :‬بيسة‪ ،‬اليمن‪ 150 :‬ريال‪ ،‬سوريا‪ 100 :‬ليرة‪ ،‬لبنان‪ 3000 :‬ليرة‪،‬‬ ‫األردن‪ 3 :‬دينار‪ ،‬غزة والضفة‪ 2 :‬دوالر‪.‬‬


‫‪06‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫ليبيا أو ًال ‪..‬ودائما‬

‫بقلم‪ :‬حسن طاطاناكي‬

‫أشرس الحروب في التاريخ الليبي‬

‫«دمي يقاتلني اآلن»‬ ‫«دم��ي يقاتلني اآلن» ع�ب��ارة ك��ان ي��ر ّدده��ا الشاعر ال��راح��ل علي‬ ‫الفزّاني‪ ،‬وكأنه كان يتن ّبأ مبا سيحدث بعد وفاته‪ .‬فحرب الليبيني‬ ‫ضد اإلرهاب هي اآلن أشرس احلروب التي خاضها هذا الشعب‬ ‫النبيل‪ ،‬ولكن نسب ًة من األع��داء هم من الليبيني الذين يحملون‬ ‫السالح ضد أهاليهم وأبناء بلدهم‪ ..‬هذه هي احلقيقة امل ّرة التي‬ ‫يجب أن نف ّكر فيها بهدوء‪.‬‬ ‫لقد كانت ليبيا في تاريخها السياسي الوسيط واحلديث مسرحاً‬ ‫دائماً للحروب التي افتعلها غير الليبيني‪ ،‬بالرغم من أنها حروب‬ ‫ال صلة لليبيني بأسبابها‪ ،‬إال أنهم حت ّملوا األم ّرين بسببها‪ ،‬وعانوا‬ ‫من وطأتها‪ ،‬وقدموا في سبيل إنهائها والتخلّص منها الغالبية‬ ‫العظمى من الس ّكان الذين استشهدوا على محرقة تلك احلروب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يخططوا ملواجهة‬ ‫لم يذهب الليبيون لكي يحتلوا أرض أحد‪ ،‬ولم‬ ‫أع��دائ �ه��م ع�ل��ى أرض غ�ي��ر أرض� �ه ��م‪ ..‬ول �ك��ن ب�لاده��م تع ّرضت‬ ‫ملختلف صنوف االستعمار واالحتالل ومحاوالت االستيطان‪ ،‬من‬ ‫اإلمبراطورية العثمانية‪ ،‬إلى اإلمبراطورية الفاشستية‪ ،‬إلى متركز‬ ‫البريطانيني والفرنسيني واألمريكان في ب��ؤر استراتيجية بعد‬ ‫احلرب العاملية الثانية‪ ..‬أما اآلن فإن أشرس احل��روب جميعها‬ ‫هي احلرب ضد اإلرهابيني الذين خرجوا دون سابق إن��ذار من‬ ‫بني ظهراني الليبيني أنفسهم‪.‬‬ ‫إن القول بأن جميع اإلرهابيني وافدون على التراب الليبي ليس‬ ‫ق��والً صحيحاً بأكمله‪ ،‬فالعديد من العناصر اإلرهابية هم أوالً‬ ‫وأخيراً ليبيون وجدوا في الفراغ السياسي الذي حدث بعد الثورة‬ ‫فرصة مناسبة لإلعالن عن انتماءاتهم الغريبة‪ ،‬تار ًة باسم الدين‪،‬‬

‫وتارة باسم اجلهو ّية القبلية أو املناطقية‪ ،‬وتارة باسم تنظيم من‬ ‫خارج ليبيا‪ ...‬وكان الهدف دائماً هو الوصول إلى السلطة وحكم‬ ‫ليبيا على جثث الليبيني أنفسهم‪ ،‬والتحكم في مواردها الطبيعية‬ ‫الغن ّية واستغالل موقعها االستراتيجي وقلّة عدد سكانها‪.‬‬ ‫املنخرطون في مليشيا «فجر ليبيا» (وهي أداة مسلّحة لتنظيم‬ ‫اإلخ��وان املسلمني) ول��دوا وترعرعوا في مصراتة‪ ،‬والغالبية من‬ ‫مجلس شورى الثوار هم من بنغازي‪ ،‬والنسخة الليبية من داعش‬ ‫هم أبناء درنة‪ ،‬والنسخة الليبية من القاعدة هم أيضاً من أبناء‬ ‫صبراتة وغيرها من املناطق غرب ليبيا‪ ..‬إلى آخر القائمة‪ .‬أما‬ ‫حلفاؤهم الذين وفدوا من اليمن والعراق وسوريا ومصر وتونس‬ ‫واجل��زائ��ر‪ ...‬فهم قلّة قليلة من اخل��وارج وال � ّرع��اع واملهووسني‬ ‫واملرضى الذين ال شأن لها‪ ،‬وسوف ينتهون إلى األبد مبج ّرد انتهاء‬ ‫تلك التنظيمات وحلّها نهائياً‪.‬‬ ‫لقد استغلّت هذه التنظيمات فراغاً سياسياً تك ّون بسبب املرحلة‬ ‫االنتقالية دون أن ينتبه الشعب إل��ى ذل��ك‪ ،‬فبينما ك��ان الليبيون‬ ‫منشغلني بتثبيت أسس البناء اجلديد وما يتطلّبه من ضرورات‬ ‫سياسية ودستورية كانت هذه التنظيمات تتغلغل في أوساطهم‬ ‫وتتوزّع على جغرافيا ليبيا لتبني جيوباً وبؤراً وخاليا نائمة‪.‬‬ ‫حتالفت جميعها مع تنظيم األخوان املسلمني الذي عمل كواجهة‬ ‫سياسية ل�لإره��اب تستطيع ال�ت�ع��ام��ل – ل�ي��س م��ع التنظيمات‬ ‫واملليشيات فقط – بل أيضاً مع ال��دول الداعمة لهذا التنظيم‬ ‫مثل قطر وتركيا‪ ،‬وكذلك الواليات املتحدة وبريطانيا اللتان أق ّرتا‬ ‫– ضمن دعمهما االستراتيجي للمسارات املتناقضة في الشرق‬


‫ّ‬ ‫مخطط واضح‬ ‫األوسط – إمكانية التعامل مع تنظيم اإلخوان‪ ،‬في‬ ‫لقيام هذا التنظيم وحلفائه بخوض املعارك نياب ًة عنهما‪.‬‬ ‫>>>‬ ‫في ظل هذا الوضع املتداخل محلياً ودولياً‪ ..‬ماذا على الليبيني‬ ‫اآلن أن يعملوا؟!‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ :‬على املستوى الداخلي (احلرب ضد اإلرهاب)‬ ‫(‪ )1‬عليهم (من خالل مجلس النواب) أن يقوموا بتعليق اجلنسية‬ ‫الليبية لدى جميع املتو ّرطني في االنتماء للتنظيمات اإلرهابية أو‬ ‫االنخراط في أعمال العنف أو حمل السالح واستخدامه خارج‬ ‫اإلطار الشرعي الوحيد (اجليش والشرطة)‪.‬‬ ‫(‪ )2‬إحالة جميع العناصر اإلرهابية التي تصنّف نفسها باعتبارها‬ ‫«من القيادات» إلى احملاكمة الفور ّية مبوجب مذكرات تصدر عن‬ ‫القضاء املؤ ّيد للشرعية‪ ،‬وبتزكية من محكمة اجلنايات الدولية‬ ‫وغيرها م��ن املنظمات الدولية – بطلب م��ن مجلس ال�ن��واب –‬ ‫حملاكمة اجلناة والقصاص منهم أمام العالم‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أخ�ي��راً ف��إن الوضعية الناشئة عن هاتني اخلطوتني سوف‬ ‫تعطي احلق للدولة الليبية أمام العالم في اتخاذ ما تراه مناسباً‬ ‫من إجراءات لالنتهاء من األزمة احلالية وحسمها نهائياً‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬على املستوى اخلارجي (العالقات السياسية مع الدول)‬ ‫(‪ )1‬يجب أن يقوم مجلس النواب بإعادة ترتيب صورة األوضاع‬ ‫احمللية بد ّقة ونزاهة‪ ،‬ووضعها أمام جميع دول العالم من خالل‬ ‫األمم املتحدة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬بناء على امل��وق��ف م��ن ال�ص��راع م��ع التنظيمات واملليشيات‬ ‫اإلرهابية ميكن حتديد طبيعة ونوعية العالقة السياسية بكل دولة‬ ‫على حدة‪ ،‬ويتن ّوع ذلك من التحالف إلى القطيعة‪ ،‬بحسب تكامل‬ ‫أو تناقض رؤية كل طرف إزاء ما يحدث في ليبيا‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أخ�ي��راً ف��إن الوضعية الناشئة عن هاتني اخلطوتني سوف‬ ‫تعطي احلق للدولة الليبية في إع��ادة ترتيب مكانتها في العالم‬ ‫وحتديد طبيعة ونوعية عالقتها الدبلوماسية مع الدول األخرى‪.‬‬ ‫احلرب ضد اإلرهاب – مع ما يبذله الشعب الليبي من تضحيات‬ ‫جسام‪ ،‬ومع ما يتم ّيز به من إصرار على احلسم – سوف تنتهي‬

‫مما تتو ّقع املليشيات وحلفاؤها في الداخل واخل��ارج‪..‬‬ ‫بأسرع ّ‬ ‫ولكن املعركة الكبرى أمام ليبيا سوف تكون املعركة القادمة‪.‬‬ ‫املعركة القادمة ستكون هي األشد ثق ً‬ ‫ال واألطول زمناً‪ ،‬ألنها معركة‬ ‫البناء واستعادة الذات الوطن ّية والنهوض بليبيا لكي تصبح دول ًة‬ ‫التقدم واإلجناز‬ ‫آمن ًة اجتماعيا‪ ،‬ومستق ّر ًة سياسياً‪ ،‬وقادر ًة على‬ ‫ّ‬ ‫واملنافسة اقتصادياً‪.‬‬ ‫ل��م ت��ك��ن ليبيا أب����د ًا منغلقة ع��ل��ى نفسها ف��ه��ي ج���زء من‬ ‫منظومة عربية وإفريقية وأوروب��ي��ة متكاملة األج���زاء‪،‬‬ ‫ولن يسمح الليبيون لإلرهاب وال��دول الراعية له بأن يتم‬ ‫حتويل بالدهم إلى مجتمع متخلّف مغلق‪.‬‬ ‫ول��م تكن ليبيا لترضى عن نفسها حتت حكم استبدادي‬ ‫شعاره االستئثار واإلق��ص��اء‪ ،‬لذلك خاضت إح��دى أعنف‬ ‫تسترد حقّ ها الطبيعي في احلرية‬ ‫الثورات في العالم‪ ،‬لكي‬ ‫ّ‬ ‫وال��دمي��ق��راط��ي��ة‪ ،‬ول���ن يسمح ال��ل��ي��ب��ي��ون ل�ل�إره���اب وال���دول‬ ‫ال��راع��ي��ة ل���ه ب���أن ي��ت��م حت��وي��ل ب�ل�اده���م إل���ى ن��ظ��ام حكم‬ ‫ديكتاتوري حتت واجهة اإلسالم السياسي أو حتت واجهة‬ ‫القبلية أو اجلهوية السياسية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ول��م يكن اق��ت��ص��اد ليبيا ف��ي ي��وم م��ن األي���ام ليبي ًا ص��رف�� ًا‪،‬‬ ‫فنحن جزء من منظومة عاملية نؤثّ ر فيها ونتأثّ ر بها‪ ،‬ولن‬ ‫ً‬ ‫رهينة في يد‬ ‫يسمح الليبيون ب��أن يقع اقتصاد بالدهم‬ ‫اإلرهاب والدول الراعية له مهما كانت املشاق‪ ،‬ومهما بلغت‬ ‫التضحيات‪ ..‬ليبيا هي ليبيا‪ ..‬وإن طال النضال‪.‬‬


‫‪088‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون ليبية‬

‫"العدالـــــــــ‬ ‫مؤسسة‬


‫ـــة أوال"‬

‫تعلن الحرب القانونية‬ ‫على اإلرهابيين‬


‫‪10‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون ليبية‬

‫‪‎‬وزير العدل وأوكامبو‬

‫أوگامبو ‪:‬‬

‫شيوخ القبائل الليبية حريصون على إرساء‬ ‫العدالة ومحاسبة التنظيمات اإلرهابية‬ ‫خبرتي القانونية حتت تصرف اجلهاز القضائي‬ ‫ـ من خالل "مؤسسة العدالة أوال" سأتعاون مع‬ ‫وزارة العدل الليبية والنائب العام‬

‫أعلن في القاهرة عن انطالق عمل مؤسسة «العدالة أوال» وسط‬ ‫حضور الف��ت م��ن األع�ي��ان واملشائخ وأع�ض��اء مجلس النواب‬ ‫واحملامني والنشطاء احلقوقيني‪ ،‬يتقدمهم رئيس مؤسسة العدالة‬ ‫أوال السيد حسن صالح الدين طاطاناكي‪ ،‬ووزير العدل الليبي‬ ‫املبروك قريرة ورئيس محكمة اجلنايات الدولية السابق لويس‬ ‫مورينيو أوكامبو‪.‬‬ ‫وعقد بهذه املناسبة مؤمتر صحفي حاشد ببهو فندق «جراند‬ ‫حياة» ظهر األح��د املاضي حضره رج��ال اإلع�لام والصحافة‬ ‫امل �ص��ري��ون واألج��ان��ب وممثلو ع��ن وك���االت األن �ب��اء وال�ق�ن��وات‬ ‫الفضائية الليبية واملصرية واألجنبية‪.‬‬ ‫تصريح أوكامبو‬ ‫وصرح أوكامبو لوسائل اإلعالم في املؤمتر الصحفي بأنه جاء‬ ‫إلى مصر خصيصا بدعوة من رئيس مؤسسة العدالة أوال السيد‬ ‫حسن طاطاناكي بغية التعاون معه في ملف مكافحة اإلرهاب ‪،‬‬ ‫الفتا إلى أنه سيضع خبرته القضائية واجلنائية حتت تصرف‬ ‫ابناء الشعب الليبي‪ ،‬وسيعمل على تبصيرهم بكيفية املطالبة‬ ‫بحقوقهم من مرتكبي جرائم احلرب‪ ،‬ومن املتهمني في قضايا‬ ‫القتل والتعذيب وترويع اآلمنني ‪.‬‬ ‫ون��وه إلى أنه اجتمع مع شيوخ القبائل الليبية الذين كشفوا له‬

‫عن حرصهم القوي على إرس��اء العدالة ومحاسبة التنظيمات‬ ‫اإلرهابية بدءا بداعش إلى القاعدة إلى أنصار الشريعة ‪ ..‬إلى‬ ‫آخر قائمة تلك التنظيمات التي أوغلت في الدم الليبي‪ ،‬وحتاول‬ ‫حاليا مصادرة حق الشعب في إقامة دول��ة مدنية دميقراطية‬ ‫تظللها العدالة ويحكمها القانون ‪.‬‬ ‫أوكامبو الذي ُعرف عنه مطاردته للدكتاتوريني الدمويني عندما‬ ‫ك��ان رئيسا للجنايات الدولية ب��دا في املؤمتر الصحفي واثقا‬ ‫من قدرته على مساعدة الشعب الليبي في تصديه لإلرهاب‬ ‫ومالحقة مجرمي احل��رب عندما أبلغ وس��ائ��ل اإلع�ل�ام بأنه‬ ‫سيتعاون من خالل مؤسسة «العدالة أوال» مع وزارة العدل الليبية‬ ‫والنائب العام‪ ،‬واضعا خبرته في جمع القرائن واألدلة وفحص‬ ‫الوثائق حتت تصرف اجلهاز القضائي الليبي حتى تتمكن ليبيا‬ ‫من محاسبة اإلرهابيني على جرائمهم‪ ،‬ويُالحق اجلناة قضائيا‬ ‫في مختلف احملاكم الدولية ‪.‬‬ ‫وذ ّكر أوكامبو اإلعالميني بأنه رفع إلى مجلس األمن أكثر من‬ ‫عشرين بيانا ضد رموز متهمة بارتكاب جرائم حرب عندما كان‬ ‫مدعيا عاما مبحكمة العدل الدولية‪ ،‬وهو يعمل حاليا بصفته‬ ‫كمحام في نيويورك‪ ،‬ويقوم بعمل أبحاث قانونية بجامعة هارفارد‬ ‫ٍ‬ ‫األمريكية‪ ،‬وهذا التنويه فسره البعض على أنه رد من القانوني‬ ‫األرجنتيني على منتقديه الذين يحاولون تضليل الناس واإليحاء‬


‫‪‎‬املليشيات حتتل املطار وتدمره‬

‫لهم بأن الرجل اعتزل القانون منذ تركه ملنصبه في اجلنايات‬ ‫الدولية عام ‪ 2012‬بينما احلقيقة تؤكد أن أوكامبو لم يخرج بتاتا‬ ‫من دائرة السلطة الثالثة ‪.‬‬ ‫وفي ختام تصريحه قال أوكامبو بأنه من دواعي سروره وشرفه‬ ‫العمل مع شيوخ القبائل الليبية الذين يلعبون دورا محوريا في‬ ‫انقاذ الوضع في ليبيا‪ ،‬ويعملون على تطبيق القصاص العادل في‬ ‫اإلرهابيني الذين لم يقتصر ضررهم على الشعب الليبي فحسب‪،‬‬ ‫وإمنا أمتد إرهابهم حتى وصل إلى ح ّز رؤوس أشقائهم من مصر‬ ‫داعياً إلى مساعدة وزارة العدل الليبية والوقوف صفاً وأحدا في‬ ‫وجه اإلرهاب ‪.‬‬ ‫حتذير قريرة‬ ‫م��ن جانبه حت��دث وزي��ر ال�ع��دل امل �ب��روك ق��ري��رة ف��ي املؤمتر‬ ‫الصحفي قائال ب��أن الشعب الليبي ك��ان يتوقع بعد سقوط‬ ‫ال��دك �ت��ات��وري��ة أن مي�ض��ي ف��ي ط��ري��ق ب �ن��اء دول ��ة امل��ؤس�س��ات‬ ‫والقانون‪ ،‬وينهض الوطن بالبناء والتعمير بعد سنوات الشظف‬ ‫واحل��رم��ان‪ ،‬لكن التنظيمات احملسوبة على اإلس�ل�ام ظلما‬ ‫وافتراءا وقفت ضد مشروع الدميقراطية والتنمية‪ ،‬وكشفت‬ ‫عن نواياها احلقيقية في االستحواذ على السلطة‪ ،‬وتشكيل‬ ‫جبهات دموية معارضة إلحلاق الضرر بالبالد ‪.‬‬ ‫ولفت إلى أن املؤمتر الوطني املنتهية واليته عمد بكل قوة إلى‬ ‫منع قيام مؤسسة عسكرية وشرطية فاعلة في ليبيا‪ ،‬منوها‬ ‫إلى أن أعضاء املؤمتر احملسوبني على التيارات اإلسالمية‬ ‫املتشددة تصدوا لبناء املؤسسة العسكرية‪ ،‬ووف��روا باملقابل‬ ‫األموال والعتاد لتشكيالتهم «اجلهادية» من أجل بقائهم في‬ ‫السلطة ‪.‬‬ ‫وأض��اف ب��أن املليشيات اإلره��اب�ي��ة ّ‬ ‫عطلت ال�ق��ان��ون وال�ع��دل‪،‬‬ ‫وص ��ادرت إرادة الشعب الليبي عندما انقلبت على البرملان‬ ‫الشرعي املنتخب‪ ،‬وجل��أت إل��ى صناديق ال��ذخ�ي��رة ب��دال من‬

‫‪‎‬ال يعرفون سوى لغة القتل والتدمير‬

‫صناديق االقتراع حتى تع ّم الفوضى‪ ،‬ويستمراالنفالت األمني ‪.‬‬ ‫وتابع قريرة ‪ :‬إن مصر تتعامل مع ليبيا من خالل اجلهات‬ ‫الشرعية ال�ت��ي جتسد إرادة الشعب الليبي‪ ،‬وإن القاهرة‬ ‫قدمت العون الكبير للشعب الليبي في هذا الظرف الصعب‪،‬‬ ‫وساعدت في إعادة وهيكلة العديد من مؤسسات الدولة‪ ،‬وفي‬ ‫مقدمتها املؤسسات األمنية‪.‬‬ ‫وأك��د بأن سيطرة اجلماعات اإلرهابية على مصادر الثروة‬ ‫الليبية باتت أم��را مقلقا ل��دول اجل��وار‪ ،‬والسيما مصر‪ ،‬ألن‬ ‫منو اجلماعات املتطرفة بهذه الصورة املضطردة سيخلق‬ ‫تداعيات خطيرة على أمن املنطقة‪ ،‬وخاصة على أمن الدول‬ ‫التي ترتبط بحدود مباشرة مع ليبيا‪.‬‬ ‫واعتبر وزي��ر ال�ع��دل الليبي ب��أن مصر لها ح��ق ال��دف��اع عن‬ ‫نفسها ض��د أي��ة مخاطر تهدد أمنها ال�ق��وم��ي‪ ،‬ول��و تدخلت‬ ‫بشكل مباشر لضرب اإلرهابيني وقواعدهم قبل أن يصل‬ ‫خطرهم إلى أرضها ‪ ،‬فهي متارس حقا مشروعا في الدفاع‬ ‫عن مواطنيها‪ ،‬وعن هيبتها كدولة مستقلة ذات سيادة‪.‬‬


‫‪12‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون ليبية‬ ‫وزير العدل الليبي ‪:‬‬

‫التنظيمات اإلسالمية املتطرفة تقف ضد مشروع‬ ‫الدميقراطية والتنمية‬ ‫‪‎‬رئيس مؤسسة العدالة أوال يشرح للصحفيني مهام ونشاطات‬ ‫املؤسسة‬

‫املليشيات عطلت العدالة والقانون وصادرت إرادة‬ ‫الشعب الليبي‬ ‫القاهرة ساعدت في إعادة وهيكلة العديد من‬ ‫مؤسسات الدولة الليبية‬ ‫لو تدخلت مصر بشكل مباشر لضرب اإلرهابيني‬ ‫وقواعدهم فهي متارس حقا مشروعا في الدفاع عن نفسها‬

‫‪‎‬من لقاءات رئيس املؤسسة مع األعيان وشيوخ القبائل‬

‫ضد اإلرهاب‬ ‫كعادته دائما كان رئيس مؤسسة «العدالة أوال» السيد حسن‬ ‫طاطاناكي صريحا ف��ي حديثه لوسائل اإلع�ل�ام ف��ي املؤمتر‬ ‫الصحفي ع�ن��دم��ا أك��د ب��أن احل ��رب ال�ت��ي يخوضها اجليش‬ ‫والشعب معا ضد اإلرهابيني هي حرب تخوضها ليبيا بالنيابة‬ ‫عن العرب والعالم أجمع‪ ،‬وأن اإلرهاب األسود الذي تعاني منه‬ ‫ليبيا هو نفس اإلره��اب ال��ذي يطل بوجه الكريه على مصر‪،‬‬ ‫واإليدلوجية التي تتبناها التنظيمات اإلرهابية في كال البلدين‬ ‫واحدة‪ ،‬وإن اختلفت مسمياتها‪ ،‬األمر الذي يستدعي استنفار‬ ‫كافة اجلهود املادية واحلربية والقانونية الستئصال هذا الداء‬ ‫من املنطقة حتى تنعم شعوبها باالستقرار وتتوجه إلى التنمية‬ ‫واإلعمار‪.‬‬ ‫وب�ّي�نّ طاطاناكي ب��أن هناك مغالطة يرتكبها البعض عندما‬ ‫يتم تصوير م��ا يجري ف��ي ليبيا على أن��ه ح��رب أهلية بينما‬ ‫في احلقيقة هي حرب ضد اخلوارج والتكفيريني واملليشيات‬ ‫يخوضها اجليش ال��ذي يعاد تأسيسه حاليا ويحظي بدعم‬ ‫مباشر من القبائل والشعب إجماال ‪.‬‬ ‫وكشف عن سر اختياره مصر كمكان لإلعالن عن بدء نشاط‬ ‫مؤسسة العدالة أوال باعتبارها دولة تنعم باألمن واألمان‪ ،‬ولها‬

‫جتارب قانونية هامة في مالحقة اإلرهابيني‪ ،‬وألنها كما يقال‬ ‫في األدبيات التاريخية « أم الدنيا»‬ ‫وح��ول امل��ؤس�س��ة ونشاطها أوض��ح السيد حسن طاطاناكي‬ ‫ب��أن «العدالة أوال» هي مؤسسة مدنية مستقلة تُعنى بجمع‬ ‫االس��ت��دالالت وال �ق��رائ��ن على االن�ت�ه��اك��ات ال�ص��ارخ��ة حلقوق‬ ‫اإلنسان في ليبيا‪ ،‬وتوثيق اجلرائم وتقدمي الضالعني في جرائم‬ ‫احل��رب واجلرائم ضد اإلنسانية وجرائم التعذيب واخلطف‬ ‫واالغتيال واالغتصاب إلى احملاكم الدولية والليبية ‪.‬‬ ‫وخلص طاناناكي أهداف املؤسسة في خمس نقاط هي ‪:‬‬ ‫> دعم ومساندة عمل وجهود الهياكل القضائية الليبية‬ ‫> املساهمة في تعزيز ونشر ثقافة القانون‬ ‫> التنسيق مع القبائل واألعيان واملدن واملناطق من أجل إرساء‬ ‫مبدأ التسامح والعفو وح��ل اخل�لاف��ات واحل� ��زازات بالطرق‬ ‫القانونية أو باألعراف التقليدية املتعارف عليها‬ ‫> استقطاب الشباب الليبي ال��واق��ع حتت سطوة املليشيات‬ ‫والتنظيمات التي عمدت إلى غسل أدمغتهم بالعقيدة الفاسدة‬ ‫أو أغوتهم باملال ‪ ،‬وجتنيبهم الوقوع في فخ اجلمعيات التي‬ ‫مت��ول أو ت��روج ل�لإره��اب‪ ،‬وذل��ك ب�ه��دف تسهيل دمجهم في‬ ‫املجتمع وانخراطهم في مسار املجموعة الوطنية‬


‫رئيس مؤسسة "العدالة أوال" ‪:‬‬

‫اإلرهاب األسود الذي تعاني منه ليبيا هو نفس اإلرهاب الذي‬ ‫يطل بوجهه الكريه على مصر‬ ‫ما يجري في ليبيا ليس حرب ًا أهلية وإمنا هي حرب ضد‬ ‫اخلوارج والتكفيريني واملليشيات‬ ‫أخترنا مصر لإلعالن عن مؤسسة "العدالة أوال" ألنها دولة تنعم‬ ‫باألمن ولها جتارب قانونية هامة في مالحقة اإلرهابيني‬ ‫ننسق مع القبائل واملدن واملناطق من أجل إرساء مبدأ التسامح‬ ‫والعفو وحل اخلالفات بالطرق القانونية واألعراف التقليدية‬ ‫نعمل على حترير الشباب الليبيني من نفوذ املليشيات‬ ‫ودمجهم في املجتمع وانخراطهم في مسار املجموعة الوطنية‬

‫‪‎‬جرمية قصف بيوت اآلمنني‬


‫‪14‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون ليبية‬ ‫سكوت مالكومسون ‪:‬‬

‫ال تتركوا الليبيني وحدهم يواجهون كل هذه‬ ‫التحديات‬ ‫‪‎‬جانب من املؤمتر الصحفي‬

‫مؤسسة "العدالة أوال" توزع شريط ًا وثائقيا‬ ‫خطيرا يرصد جرائم املليشيات في ليبيا‬ ‫> إقناع الدولة الليبية بتحمل املسؤولية املعنوية واملادية جلبر‬ ‫ضرر القبائل التي عانت من االنتهاكات واجلرائم التي طالتها‬ ‫خالل السنوات املنقضية ‪.‬‬

‫‪‎‬حضور الفت من وسائل اإلعالم‬

‫التتركوا الليبيني وحدهم‬ ‫ص��رخ��ة أط �ل �ق �ه��ا رئ��ي��س حت��ري��ر ن� �ي ��وي ��ورك ت��امي��ز س �ك��وت‬ ‫مالكومسون في املؤمتر الصحفي عندما قال ‪ :‬من غير املقبول‬ ‫أن يواجه الليبيون كل هذه التحديات مبفردهم‪ ،‬داعيا اجلميع‬ ‫إلى التصدي للجماعات اإلرهابية التي تتخذ من الدين ستارا‬ ‫لها لتحقيق أهداف تبتعد عن جوهر الدين اإلسالمي املعروف‬ ‫باحملبة واإلخاء والسماحة والعدالة ‪.‬‬

‫أحد املراسلني األجانب ‪:‬‬

‫األدلة املوجودة في الشريط الوثائقي تكفي‬ ‫لتقدمي هؤالء اجلناة حاال إلى اجلنايات الدولية‬


‫‪‎‬الدواعش في درنة‬

‫على هامش اإلعالن عن مؤسسة العدالة أوال‬

‫وزع���ت اللجنة امل��ش��رف��ة ع��ل��ى تنظيم‬ ‫م��ؤمت��ر» ال��ع��دال��ة أوال» م��ط��وي��ة بينت‬ ‫فيها الغرض من تأسيس هذه املؤسسة‬ ‫احلقوقية وم��ج��االت نشاطها مقدمة‬ ‫��از ال��ه��دف م��ن وراء إح��داث��ه��ا‪،‬‬ ‫ف��ي إي��ج ٍ‬ ‫فهي تسعى إلى إرساء عدالة حقيقية‬ ‫حت��ول دون تغلغل ثقافة التنصل من‬ ‫املسؤولية واإلف�لات من العقاب‪ ،‬وترنو‬ ‫إل��ى ترسيخ قيم ال��ع��دال��ة مبضامينها‬ ‫اجلوهرية وآلياتها القضائية‪ ،‬وتدعو‬ ‫في املقابل إل��ى جتنب منطق التشفي‬ ‫واالن��ت��ق��ام‪ ،‬متهيدا لتحقيق مصاحلة‬ ‫وطنية تقي الدولة الليبية ومواطنيها‬ ‫من غياهب االنقسام ومظاهر التفكك ‪.‬‬ ‫وت���ن���زع م��ؤس��س��ة «ال���ع���دال���ة أوال» إل��ى‬ ‫مساعدة الليبيني املجني عليهم في‬ ‫إق��ام��ة ال��دع��اوى ورف��ع��ه��ا أم���ام احملاكم‬ ‫ال��وط��ن��ي��ة وال��دول��ي��ة س��اع��ي��ة إل���ى رف��ع‬ ‫ص���وت ض��ح��اي��ا االن��ت��ه��اك��ات وحت��وي��ل‬ ‫حركتهم م��ن م��ج��رد م��ل��ف��ات مطلبية‬ ‫إلى حركة وعي بالشروط التاريخية‬ ‫إلق��ام��ة ال��ع��دال��ة وال��ت��ص��دي ل��ظ��اه��رة‬

‫اإلفالت من العقاب‬ ‫وت��س��ع��ى إل����ى إق���ام���ة ع�ل�اق���ات م���ع كل‬ ‫امل���ؤس���س���ات ال���دول���ي���ة ذات ال��ت��وج��ه‬ ‫واأله���������داف امل��ش��ت��رك��ة ل���دع���م م��س��ار‬ ‫مالحقة املجرمني ف��ي ح��ق املواطنني‬ ‫الليبيني أينما كانوا وحيثما حلوا ‪.‬‬ ‫ول���ع���ل ال����واج����ب ال��ت��ذك��ي��ر ب���ه ه��ن��ا أن‬ ‫املؤسسة أعلنت بأنها حتترم مختلف‬ ‫الهياكل القضائية الليبية والدولية‪،‬‬ ‫وه��ي ال تقدم نفسها بديال ع��ن هذه‬ ‫الهياكل من جهةن وتنأى بنفسها عن‬ ‫التدخل في الشأن القضائي الليبي أو‬ ‫التاثير فيه باي شكل من األشكال من‬ ‫جهة أخرى ‪.‬‬ ‫ـ وزع����ت ال��ل��ج��ن��ة امل��ن��ظ��م��ة أي��ض��ا على‬ ‫ق���رص م���رن ش��ري��ط�� ًا وث��ائ��ق��ي��ا يرصد‬ ‫ب��ال��ص��وت وال���ص���ورة بعضا م��ن ج��رائ��م‬ ‫املليشيات اإلرهابية في حق املواطنني‬ ‫الليبيني وأمالكهم ‪ ،‬ومؤسسات الدولة‬ ‫ال���س���ي���ادي���ة‪ ،‬ول���ع���ل م���ن امل���ن���اس���ب هنا‬ ‫التذكير بأن أحد املراسلني األجانب‪،‬‬ ‫بعد مشاهدته للشريط ال��ذي كانت‬

‫اللجنة امل��ش��رف��ة ذك��ي��ة ف��ي ترجمته‬ ‫إلى اللغة اإلجنليزية ‪ ،‬علق على الفور‬ ‫ق��ائ�لا ‪ :‬األدل�����ة امل���وج���ودة بالشريط‬ ‫تكفي لتقدمي هؤالء اجلناة حاال إلى‬ ‫اجلنايات الدولية‬ ‫ـ أط��ل��ق ال��ص��ح��ف��ي��ون امل���ص���ري���ون لقب‬ ‫«س���ب���ارت���اك���وس» ول��ق��ب ع��م��ر امل��خ��ت��ار‬ ‫اجلديد على رئيس «مؤسسة العدالة‬ ‫أوال» السيد حسن طاطاناكي لشدة‬ ‫الشبه بينه وبني املمثل العاملي كيرك‬ ‫دوغ��ل��اس‪ ،‬ول��ت��ش��اب��ه م��ا ي��ق��وم ب��ه مع‬ ‫م��ا ك���ان ي��ق��وم ب��ه أس���د ال��ص��ح��راء وإن‬ ‫اختلفت الوسائل بينهما‪ ،‬فعمر املختار‬ ‫ك����ان ي���داف���ع ع���ن وط���ن���ه ض���د ال���غ���زاة‬ ‫ال��ط��ل��ي��ان ال��ف��اش��س��ت ب��ب��ن��دق��ي��ت��ه في‬ ‫حني يقود طاطاناكي حربا قانونية‬ ‫وإع�ل�ام���ي���ة ض���د اإلره���اب���ي�ي�ن ال��ذي��ن‬ ‫تسللوا في غفلة من الشعب الليبي إلى‬ ‫أرضه‪ ،‬مسخرا ماله وعالقاته املتميزة‬ ‫مع صناع القرار في العالم جلعل قضية‬ ‫مواجهة اإلره���اب في ليبيا على سلم‬ ‫األولويات ‪.‬‬


‫‪16‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫ليبيا في صحافة األسبوع‬

‫الدباشي‪ :‬حكومة‬ ‫الوفاق مجرّد‬ ‫سراب‬

‫«فجر ليبيا» تعيد‬ ‫«الثعلب الطائر» إلى األجواء‬ ‫صحيفة ال��ب��ره��ان‪ :‬ق��ال مندوب ليبيا ال��دائ��م لدى‬ ‫األمم امل �ت �ح��دة إب��راه �ي��م ال��دب��اش��ي إن اإلج� ��راءات‬ ‫األوروبية بتوجيه ضربات إلى زوارق مهربي البشر‬ ‫بالبحر املتوسط غير ذات جدوى‪.‬‬ ‫ودع��ا ال��دب��اش��ي ف��ي مقابلة م��ع ج��ري��دة «الستامبا»‬ ‫اإليطالية‪ ،‬وف ًقا لوكالة األنباء الليبية‪ ،‬املجتمع الدولي‬ ‫ملساعدة احلكومة الليبية الشرعية من أجل استعادة‬ ‫السيطرة على كامل أراضيها واحلد من أزمة الهجرة‬ ‫السرية عبر البحر املتوسط‪.‬‬ ‫واعتبر أن ع��ودة االستقرار السياسي إلى ليبيا هو‬ ‫املعيار للحد من ظاهرة الهجرة السرية‪ ،‬وأكد أن عودة‬ ‫جميع املوانئ ومراقبة الشواطئ من قبل احلكومة‬ ‫الشرعية هو احلل األمثل ملكافحة االجتار بالبشر‪.‬‬ ‫وأش���ار ال��دب��اش��ي إل��ى أن احمل ��ور ال��رئ�ي��س ل�لاجت��ار‬ ‫بالبشر في اجلزء الغربي من السواحل الليبية‪ ،‬الذي‬ ‫يقع حتت سيطرة املجموعات املتطرفة التي تتحصل‬ ‫على أموال نظير تقدميها الدعم واحلماية للمهربني‪.‬‬ ‫وحذر الدباشي من التعويل على حكومة وحدة وطنية‬ ‫إلنهاء األزمة‪ ،‬معتب ًرا محاولة تشكيلها بأنه سعي وراء‬ ‫السراب‪.‬‬ ‫كما أكد سعي الشرعية في ليبيا الستعادة العاصمة‬ ‫طرابلس في أقرب وقت إلنهاء الفوضى في البالد‪.‬‬

‫صحيفة فوينويه أوب��وزري��ن��ي��ه‪ :‬كشفت ص��ور التقطتها أق�م��ار اصطناعية لقاعدتي‬ ‫مصراتة ومعيتيقة وجود طائرة حربية من طراز «ميغ – ‪ »25‬صاحلة للعمل‪ ،‬أو هي في‬ ‫طريقها إلعادة التأهيل واالستعمال‪.‬‬ ‫ويقول اخلبراء في تقرير نشره املوقع االلكتروني لصحيفة «فوينويه أوبوزرينيه» إن أنباء‬ ‫راجت في املدة األخيرة تتحدث عن أن مليشيا فجر ليبيا تعمل على إصالح طائرة من طراز‬ ‫«ميغ – ‪ »25‬التي يطلق عليها حلف الناتو اسم «الثعلب الطائر»‪ ،‬الفتني إلى أنه من الصعب‬ ‫حتديد ما إذا كانت هذه الطائرة التي رصدت في قاعدة مصراتة والحقا في قاعدة معيتيقة‬ ‫اعتراضية أم طائرة استطالع أم قاذفة‪.‬‬ ‫وأشار خبراء عسكريون إلى ورود أنباء عن أن «فجر ليبيا» تعمل حالياً على إصالح طائرة‬ ‫مقاتلة أخرى من طراز ميراج «‪ ، »F.1AD‬وطائرة من طراز «ميغ – ‪ ،»23‬وأخرى من طراز‬ ‫«غالب»‪ ،‬وعدد من الطائرات العمودية‪.‬‬ ‫وتسيطر مليشيا «فجر ليبيا» على مساحات من األراضي الليبية متتد من العاصمة طرابلس‬ ‫التي أحكمت قبضتها عليها صيف العام املاضي وحتى سرت شرقا‪ ،‬باإلضافة إلى حتكمها‬ ‫في قواعد عسكرية هامة منها معيتيقة وقاعدة مصراتة واجلفرة‪.‬‬ ‫ولقاعدة اجلفرة اجلوية أهمية خاصة نظرا ألنها حتتوي على قسم هام من مخزونات قطع‬ ‫غيار الطائرات احلربية واألسلحة األخرى‪ ،‬وبفضلها متكنت «فجر ليبيا» من صيانة طائرة‬ ‫من طراز ميغ – ‪ 25‬وعدد من القاذفات بعيدة املدة من طراز تو – ‪. 22‬‬ ‫وساهمت مخازن قاعدة اجلفرة احلصينة في جناح «فجر ليبيا» في امتالك قوات جوية‬ ‫خاصة بها تضم طائرتني من طراز «غالب سوكو ‪ »-2‬املخصصة للتدريب واملصنعة في‬ ‫يوغسالفيا‪ ،‬وطائرة استطالع وهجوم من طراز «سوكو ‪ J-21‬ياستريب» يوغسالفية الصنع‬ ‫أيضا‪ ،‬باإلضافة إلى عدد من طائرات «الباتروس إلـ ‪ »-39‬التشيكية‪ ،‬وطائرتي «ميغ – ‪»23‬‬ ‫وعدد من الطائرات الصغيرة اإليطالية من طراز «‪ »SF-260‬وطائرات نقل من طراز «إل‬ ‫‪ ،»-76‬وعدد محدود من املروحيات‪.‬‬


‫انشقاقات عميقة تؤدي‬ ‫إلى تفجير تحالف «فجر ليبيا»‬ ‫العربية‪ :‬يتعرض حتالف «فجر ليبيا» في اآلونة األخيرة إلى شلل في جل فصائله‪ ،‬بسبب موجة من‬ ‫اخلالفات والتصدعات‪ ،‬قد تتسبب في تفككه وزواله نهائياً‪.‬‬ ‫ويتكون هذا التحالف من عدة ميليشيات غير متجانسة التقت مصاحلها عشية خسارة التيار اإلسالمي‬ ‫في االنتخابات البرملانية منتصف العام املاضي‪ ،‬ليخوض حرباً منذ أغسطس املاضي‪ ،‬بداية في طرابلس‬ ‫لتتوسع تدريجيا‪ ،‬شاملة مناطق عدة غرب البالد‪ ،‬وأخيرا الهالل النفطي وسط البالد‪ ،‬إضافة ملدن بنغازي‬ ‫ودرنة شرقاً‪ ،‬وحول قواعد عسكرية في اجلنوب‪.‬‬ ‫ويرى مراقبون أن عدة أسباب ع ّرضت هذا التحالف لهزات قادته إلى تفكك وشيك‪ ،‬بدا واضحاً خالل‬ ‫هذه األيام ورمبا يقودها إلى الزوال النهائي‪.‬‬ ‫ومن هذه األسباب طول فترة احلرب وبدء تأسيس قيادة عسكرية للجيش الوطني منحت شرعية كاملة‬ ‫من مجلس النواب املعترف به دولياً‪ ،‬وتغير املوقف الدولي جتاه امليليشيات التي اتضحت عالقتها بدعم‬ ‫اإلره��اب‪ .‬وباإلضافة النشقاق تام مليليشيات أنصار الشريعة في سرت‪ ،‬التي كانت أهم مكون لعملية‬ ‫«الشروق» باجتاه احلقول النفطية وسط البالد‪ ،‬لتصل إلى مرحلة املواجهة املسلحة منذ أكثر من شهر مع‬ ‫ميليشيات مصراتة مبوازاة تصريحات وإعالنات مكتوبة ومرئية أعلنت فيها أنصار الشريعة في سرت‬ ‫وبنغازي ودرنة‪ ،‬والءها الكامل لتنظيم داعش وخروجها من حتت عباءة فجر ليبيا‪ ،‬بل حكمها بكفر وردة‬ ‫قادة فجر ليبيا‪ ،‬وإعالن األخيرة أنها حتارب اإلرهاب املمثل في تنظيم داعش «أنصار الشريعة سابقا»‪.‬‬ ‫ميليشيات «احللبوص» وتنامي االنشقاقات‬ ‫وتنامت خالل األيام املاضية مالمح انشقاقات جديدة يبدو أنها هذه املرة أكثر أهمية‪ ،‬إذ أعلنت ميليشيات‬ ‫«احللبوص» أكبر تشكيل عسكري مبصراتة دخولها في مفاوضات مع قادة اجليش مبنطقة ورشفانة‬ ‫والعزيزية‪ ،‬انتهى بوقف إطالق النار وانسحابها من طرابلس‪.‬‬ ‫ودعا هذا التطور‪ ،‬صالح بادي القيادي البارز في امليليشيات وقائد معركة مطار طرابلس إلى اخلروج‬ ‫في تصريحات متلفزة‪ ،‬اتهم خاللها ميليشيات «احللبوص» و»احملجوب» بخيانة من وصفهم بــ»الثوار في‬ ‫جبهات طرابلس والغرب»‪.‬‬ ‫وسبقته إلى هذا الوصف «غرفة ثوار ليبيا» التي يقودها املتشدد أبو عبيدة الزاوي‪ ،‬الذي يقاتل اجليش من‬ ‫مدينة الزاوية إلى وصف ميليشيات احللبوص باخليانة بقطع اإلمداد العسكري على قواته وتخليه عنها‪.‬‬ ‫خسارة معقل العزيزية‬ ‫وتناقلت وسائل إعالم محلية ليبية أنباء عن خالفات حادة داخل مصراتة‪ ،‬وصلت إلى حد الصدام‬ ‫الشخصي بني صالح بادي وعبدالرحمن السويحلي أبرز قادة العمليات العسكرية باملدينة وبني فتحي‬ ‫باشاغا وسليمان الفقيه ممثلي املدينة في حوار الصخيرات اللذين اتهمها األوالن باستغالل التأثير القبلي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬من أجل سحب مسلحي مصراتة من عملية فجر ليبيا وعملية الشروق‪.‬‬ ‫بل نقلت وسائل إعالم محلية فيديو مسج ً‬ ‫ال لصالح بادي يتهم فيه «احللبوص» بأنه كان السبب في‬ ‫خسارة «فجر ليبيا» ملنطقة العزيزية جنوب العاصمة بسبب انسحابه من املنطقة وسعيه لعقد اتفاقات‬ ‫صلح مع قادة منطقة ورشفانة‪.‬‬ ‫صادق الغرياني يدخل على اخلط‬ ‫ويبدو أن االنشقاقات واخلالفات طالت دوائر السياسة الداعمة لفجر ليبيا‪ ،‬فقد خرج املفتي املعزول‬ ‫الصادق الغرياني بفتاوى قبل يومني حترم على قيادات مصراتة الدخول في حوار مع من وصفهم بـ»أعداء‬ ‫الثورة» في إشارة لقادة ورشفانة‪ ،‬تاله بيان من املؤمتر منتهي الوالية‪ ،‬يحذر فيه القادة املنضوين حتت‬ ‫إمرته من الدخول في حوار وتصاحلات من دون الرجوع إليه‪.‬‬ ‫وبحسب مراقبني‪ ،‬فإن قوة «فجر ليبيا» التي تعتمد أساسا على ميليشيات مصراتة‪ ،‬أصحبت مهددة‬ ‫بالزوال‪ ،‬خصوصاً أنها فقدت مجموعات أنصار الشريعة‪.‬‬ ‫ورغم استمرار رغبة بعض القادة املتبقني مثل صالح بادي وأبوعبيدة الزاوي في القتال‪ ،‬فإن مراقبني‬ ‫يرون أن صالح بادي لم يعد ميتلك قوة عسكرية كبيرة‪ ،‬خصوصا وأن الرفض االجتماعي بات يزداد في‬ ‫مصراتة بسبب حجم اخلسائر التي حلقت باملدينة‪.‬‬ ‫كما أن عمليات اجليش الليبي باتت أكثر تنظيما إذ قطعت خطوط االتصال واإلمداد بني ساحات ومناطق‬ ‫القتال‪ ،‬حيث عزلت مناطق القتال وهي «الوطية والزاوية وطرابلس وغريان»‪ ،‬مقابل سيطرة اجليش على‬ ‫أهم املناطق احليوية‪ ،‬مما يعزز من احتمال بدء العد التنازلي الضمحالل حتالف فجر ليبيا‪.‬‬

‫عملية عسكرية‬ ‫جوية انتقام ًا‬ ‫لعائلة احرير‬ ‫في درنة‬ ‫البرهان‪ :‬قال رئيس أرك��ان سالح اجلو‬ ‫ال �ل��واء رك��ن صقر اجل��روش��ي إن عملية‬ ‫عسكرية جوية بدأت فجر اليوم األحد‪،‬‬ ‫انتقا ًما لعائلة إحرير في مدينة درنة‪.‬‬ ‫وأكد اجلروشي سقوط عشرات القتلى‬ ‫واجلرحى في غارات جوية مكثفة شنتها‬ ‫مقاتالت حربية تابعة لسالح اجلو يوم‬ ‫األح ��د امل��اض��ي ع�ل��ى م��واق��ع وجتمعات‬ ‫تابعة لتنظيم «داع��ش» في مدينة درنة‬ ‫وضواحيها‪.‬‬ ‫وأوض� ��ح رئ �ي��س أرك� ��ان س�ل�اح اجل ��و أن‬ ‫األه � ��داف مت حت��دي��ده��ا ب �ع��د عمليات‬ ‫استطالع مكثفة‪ ،‬مشي ًرا إلى أن الغارات‬ ‫اجلوية ك َّبدت التنظيم خسائر كبيرة في‬ ‫األرواح والعتاد‪.‬‬ ‫وأض� � ��اف اجل���روش���ي أن س �ل�اح اجل��و‬ ‫سيُنفذ هجمات جوية أخرى ضد أهداف‬ ‫ومعاقل تنظيم «داع ��ش» اإلره��اب��ي في‬ ‫مناطق عدة داخل البالد‪.‬‬ ‫وك��ان ستة من أبناء عائلة إحرير قتلوا‬ ‫على أيدي عناصر تنظيم «داعش»‪ ،‬بعد‬ ‫اشتباكات دامت ملدة اثنتي عشرة ساعة‪،‬‬ ‫ب��دأت مبداهمة منزلهم الواقع مبنطقة‬ ‫شيحا الغربية في مدينة درنة‪ ،‬مساء يوم‬ ‫‪ 20‬أبريل املاضي‪.‬‬ ‫ومت ت �ه��ري��ب ال���وال���دة ف��اط �م��ة واب�ن�ت�ه��ا‬ ‫الصغيرة فايزة إل��ى خ��ارج مدينة درن��ة‪،‬‬ ‫بعد أن تعرضت الختناق ج��راء ان��دالع‬ ‫ال �ن �ي��ران ب��امل �ن��زل‪ ،‬وأص �ي �ب��ت بكسر في‬ ‫رجلها‪ ،‬جراء تعرضها لشظايا مقذوف‪،‬‬ ‫كما تعرضت لبعض احلروق‪.‬‬ ‫وان��دل �ع��ت االش �ت �ب��اك��ات بسبب محاولة‬ ‫ع�ن��اص��ر تنظيم «داع� ��ش» ال�ق�ب��ض على‬ ‫امل� ��واط� ��ن «إب� ��راه � �ي� ��م ع �ي �س��ى إح��ري��ر‬ ‫امل�� �ن�� �ص� ��وري»‪ ،‬ل �ت �ط �ب �ي��ق احل�� ��د ع�ل�ي��ه‬ ‫والقصاص بسبب تهمة قتل‪.‬‬


‫‪18‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫ليبيا في صحافة األسبوع‬

‫«الصمت الدبلوماسي» على الوضع في ليبيا‬ ‫التاميز‪ :‬تتناولت افتتاحية صحيفة التاميز‬ ‫موضوعات عدة جاء أحدها بعنوان «الصمت‬ ‫ال��دب �ل��وم��اس��ي» ع��ن م��أس��اة امل �ه��اج��ري��ن غير‬ ‫الشرعيني من ليبيا إلى أوروبا‪.‬‬ ‫يقول الكاتب إن أكثر من ‪ 4500‬مهاجر في‬ ‫حالة من اليأس الشديد‪ ،‬مت انتشالهم من مياه‬ ‫البحر املتوسط بالقرب من إيطاليا في عطلة‬ ‫نهاية األسبوع‪ ،‬وهو العدد األكبر منذ اإلطاحة‬ ‫بالعقيد معمر القذافي منذ أربع سنوات‪ .‬وفي‬ ‫الوقت ذاته ترفض القوى املتحاربة في ليبيا‬ ‫مقترح األمم املتحدة إلبرام اتفاقية سالم في‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫وتقول االفتتاحية إن مأساة الالجئني الليبيني‬ ‫س��وف تسوء أكثر مم��ا ه��ي عليه أم��ام أعني‬ ‫األوروب �ي�ين املتكاسلني قبل أن ي�ك��ون هناك‬ ‫حترك جماعي حلل أسباب األزمة‪.‬‬ ‫ويبدو أن القدرة األوروبية على التعامل السريع‬ ‫أزم��ة املهاجرين تتحسن‪ ،‬ولكن املطلوب هو‬ ‫وج��ود استراتيجية إلح�لال السالم في ليبيا‬ ‫وإعادة توطني املهاجرين‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من غرق أكثر من ‪ 700‬مهاجر‬ ‫منذ أس��اب�ي��ع قليلة ال ي��زال أع�ض��اء االحت��اد‬ ‫األوروبي غير قادرين على التوصل إلى اتفاق‬ ‫على سياسة موحدة ملواجهة املوقف‪ .‬وال يزال‬ ‫احتمال التوصل إلى اتفاق يبدو بعيداً‪ .‬ويقول‬

‫الكاتب إن املطلوب ه��و وج��ود عملية إنقاذ‬ ‫ذات م ��وارد ج �ي��دة‪ ،‬وق��واع��د قانونية تسمح‬ ‫فقط ملن تنطبق عليه ش��روط اللجوء بالبقاء‬ ‫في أوروب��ا‪ .‬أما بدون تلك القواعد فستزداد‬ ‫مشكلة الهجرة ويزداد نفوذ األحزاب األوروبية‬ ‫املتشددة املناهضة للمهاجرين‪.‬‬ ‫وتستطرد االفتتاحية فتقول إن��ه م��ن املهم‬ ‫أيضاً وج��ود اندفاع دبلوماسي حقيقي نحو‬ ‫ليبيا‪ .‬ف��إذا ك��ان الفقر في أفريقيا هو أحد‬

‫أسباب الهجرة إلى أوروبا‪ ،‬فإن السبب اآلخر‬ ‫هو انهيار الدولة في ليبيا وحتولها إلى بوابة‬ ‫ملعظم املهاجرين األفارقة إلى أوروبا‪.‬‬ ‫ويقول الكاتب إن مفاوضات بشأن احلد من‬ ‫تلك الهجرة جرت مع احلكومة في ليبيا ومع‬ ‫جماعة فجر ليبيا التي تسيطر على طرابلس‬ ‫لكنها لم تسفر عن نتائج طيبة‪.‬‬ ‫ويختم الكاتب املقال بقوله إن ليبيا هي مشكلة‬ ‫أوروبا وعلى القادة األوروبيني البحث عن حل‪.‬‬

‫استئناف اإلنتاج بحقلي غاز الوفاء والساحل‬ ‫اجلزيرة‪ :‬قالت شركة سرت إلنتاج وتصنيع النفط والغاز في ليبيا إن‬ ‫محتجني مبيناء البريقة شرقي البالد قبلوا اتفاقاً األحد إلنهاء إضرابهم‪،‬‬ ‫مما ميهد الطريق الستئناف اإلنتاج بحقل اإلرادة للغاز الطبيعي‪ ،‬وذكرت‬ ‫املؤسسة الوطنية للنفط بطرابلس أنه مت استئناف العمل في حقل الساحل‬

‫غير بعيد عن احلقل األول‪.‬‬ ‫وأوضح متحدث باسم الشركة أن احملتجني كانوا يطالبون بتوفير وظائف‬ ‫في الشركة‪ ،‬ومنعوا موظفيها من أداء أعمالهم في مقرها الرئيسي‪.‬‬ ‫وكانت املؤسسة الوطنية للنفط ح��ذرت األس�ب��وع املاضي من أن حقل‬ ‫الساحل قد يغلق أيضاً في حالة استمرار االحتجاج‪ ،‬ويصل مجموع إنتاج‬ ‫احلقلني ‪ 150‬مليون قدم مكعب من الغاز يومياً‪.‬‬ ‫وأضاف الناطق الرسمي باسم املؤسسة في تصريح لوكالة األناضول أن‬ ‫حقل الوفاء (غربي البالد) للغاز يعمل بشكل طبيعي‪ ،‬مشيرا إلى أن هناك‬ ‫تهديدات شفوية من مجموعة من احملتجني بإغالق احلقل‪ ،‬مطالبني‬ ‫بتوظيف ‪ 150‬شخصا جديدا ضمن قوة حماية املنشآت النفطية‪.‬‬ ‫وميتد حقل الوفاء‪ ،‬الواقع على بعد ‪ 540‬كلم جنوب غرب مدينة طرابلس‪،‬‬ ‫على طول احلدود الليبية اجلزائرية‪ ،‬وينتج نحو ‪ 532‬مليون قدم مكعب‬ ‫غاز و‪ 21‬ألف برميل نفط و‪ 30‬ألف برميل من املكثفات يوميا‪.‬‬ ‫وتصدر ليبيا ‪ 800‬مليون قدم مكعب من الغاز عبر أنبوب بحري إلى جنوب‬ ‫إيطاليا‪ ،‬وقد تراجع إنتاج البالد من النفط والغاز تراجعا ح��ادا نتيجة‬ ‫االقتتال واالنقسام السياسي احلاد‪ ،‬وهو ما أضر بالوضع املالي للدولة‬ ‫وسبب نقصاً في إنتاج الكهرباء‪ .‬وتغلق املوانئ وحقول النفط والغاز بشكل‬ ‫متكرر حني يستولي محتجون على تلك املنشآت من أجل الضغط على‬ ‫السلطات لتنفيذ مطالب مالية أو سياسية‪.‬‬


‫أبواألشبال المصري‪ :‬الصحفيون قتلوا‬ ‫بعد ‪ 3‬أيام من اختطافهم‬ ‫اع�ت��رف أح��د املتورطني ف��ي خطف وقتل سبعة صحفيني ش��رق ليبيا‪ ،‬صيف العام‬ ‫املاضي‪ ،‬بكيفية قتلهم ومكان احتجازهم ودفنهم على أيدي عناصر من تنظيم «داعش»‬ ‫بعد اختطافهم على طريق إجدابيا – طبرق الصحراوي بأيام‪.‬‬ ‫وشملت قائمة الضحايا فريق محطة تلفزيون برقة وهم خالد الهميل‪ ،‬ويونس الصل‪،‬‬ ‫وعبدالسالم الكحلة‪ ،‬ويوسف القمودي‪ ،‬ومحمد ج�لال (مصور مصري اجلنسية)‬ ‫باإلضافة إلى الصحفيني التونسيني سفيان الشورابي ونذير القطاري‪.‬‬ ‫وروى محمد خالد محمد عبداحلميد املكنى بـ«أبواالشبال» وهو مصري اجلنسية ويخضع‬ ‫للتحقيق من قبل األجهزة األمنية الوطنية‪ ،‬في اعترافات اطلعت عليها «بوابة الوسط»‪،‬‬ ‫كيفية مشاركته في خطف طاقم قناة برقة املكون من أربعة صحفيني ليبيني وخامس‬ ‫مصري اجلنسية‪ ،‬قائ ً‬ ‫ال‪« :‬خرجنا يوم ‪ 5‬أغسطس من العام املاضي‪ ،‬وقمنا باستيقاف‬ ‫سيارة على الطريق الصحراوي إجدابيا – طبرق‪ ،‬كان يستقلها خمسة إعالميني منهم‬ ‫أربعة ليبيني ومصري واحد‪ ،‬وقاد عملية اخلطف (بالعرج) املكنى (أبوحبيب)‪ .‬ومت نقل‬ ‫اجلميع إلى إحدى املزارع مبنطقة الفتائح بناء على تعليمات (أبوحبيب)‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬هناك مت التحقيق معهم ملدة ثالثة أيام‪ ،‬ثم توجهنا بهم إلى مكان بالصحراء‪،‬‬ ‫وكان معي (أبوعاصم) و(غيث) ومجدي النمر و(سعد) امللقب بـ(أبومصعب) وحفرنا‬ ‫حفرة كبيرة‪ ،‬وضعنا اإلعالميني أمامها‪ ،‬وأطلقنا عليهم الرصاص بحضور (أبوعاصم)‬ ‫و(سيراج) وسعد أبوعبيدة و(ه‪.‬م) من ثم وضعناهم باحلفرة وردمناهم»‪.‬‬ ‫قتل الشورابي والقطاري‬ ‫كما روى «أبواالشبال» املصري‪ ،‬املسجون حاليا لدي السلطات الليبية‪ ،‬ضمن آخرين‬ ‫متهمني بقتل الصحفيني‪ ،‬تفاصيل عملية اختطاف وقتل الصحفيني التونسيني سفيان‬ ‫الشورابي ونذير القطاري بعدها بأقل من أسبوع‪ ،‬وقال في اعترافاته‪« :‬في ‪ 9‬أغسطس‬ ‫قمنا باستيقاف آخر بالقرب من استراحة النوار وخطفنا شخصني وتبني أنهما تونسيا‬ ‫اجلنسية‪ ،‬ونقلناهما إلى املزرعة نفسها‪ ،‬وسلمناهما هناك إلى (سيراج) و(أبوحبيب)‪.‬‬ ‫وبعد أسبوع نقل الشخصان إلى الغابة الكائنة عند محطة درن��ة البخارية بحضور‬ ‫(أبوعاصم) وأحمد التشادي وأبوعبدالله التشادي الذين أطلقا عليهما طلقتني بالرأس‬ ‫مع ذبح بالسكني‪ ،‬ودفنا في املكان نفسه»‪.‬‬ ‫الطريق إلى «داعش» عبر قناة «الرحمة»‬ ‫وحتدث محمد خالد محمد عبداحلميد (‪ 24‬عا ًما) امللقب بـ«أبواالشبال» عن بداية‬ ‫انخراطه في صفوف تنظيم «داع��ش» وقدومه إلى ليبيا‪ ،‬مشي ًرا إلى أنه من قاطني‬ ‫جزيرة الذهب مبحافظة اجليزة املصرية – حارة احملروسة‪ ،‬وأنه كان خالل عام ‪2011‬‬ ‫يتابع أحاديث املشايخ في فضائية «الرحمة» وه��ي قناة (دينية) أوقفتها السلطات‬ ‫املصرية الح ًقا‪ ،‬ومنهم الشيخ إسحاق احلويني‪.‬‬ ‫وتابع‪« :‬قررت أن أخرج إلى اجلهاد‪ ،‬وبحثت في شبكات التواصل االجتماعي عن مواقع‬ ‫تتعلق بذلك‪ ،‬فتعرفت على شخص اسمه أحمد رضوان امللقب بـ(أبوموسى) الذي كان في‬ ‫اليمن‪ ،‬كما تعرفت على شيوخ طلبوا مني أن أبقى معهم لكى أجاهد معهم في اليمن»‪.‬‬ ‫وحول دخوله األراضي الليبية‪ ،‬قال «أبواالشبال» في اعترافاته إنه نسق في ذلك مع‬ ‫املدعو أبوعبدالله التشادي في ليبيا‪ ،‬وأنه خرج من اجليزة إلى مطروح حيث استقبله‬ ‫هناك شخص يدعى «أحمد» قبل أن يتمكن عن طريق سماسرة الهجرة غير الشرعية‬ ‫من التسلل إلى منطقة إمساعد‪ ،‬ثم إلى طبرق‪ ،‬ومنها إلى درن��ة‪ ،‬ليستقبل من قبل‬ ‫«أبوخطاب»‪ ،‬وتدرب على السالح ملدة ثالثة أشهر باملزرعة الكائنة بالفتائح ليقوم بعدها‬ ‫بتنفيذ عمليات اخلطف والقتل‪.‬‬ ‫وروى «أبواالشبال» أنه بعد عمليتي خطف وقتل الصحفيني السبعة ذهب إلى مدينة‬ ‫بنغازي وشارك فى معركة ضد اجليش‪ ،‬حيث قتل أربعة من عناصر املجموعة التي‬ ‫كان يقاتل معها وهم ابوصهيب و(أ‪.‬ط ) وأبوحبيب و شخص سوري (إعالمي) لم يذكر‬ ‫إسمه‪ ،‬وتابع‪« :‬توليت بعد ذلك تدريب (املهاجرين و االنصار) فى معسكرات فى كل من‬ ‫الفتايح والظهر احلمر‪ ،‬والغابة»‪.‬‬ ‫ومما ورد في اعترافات «أبواالشبال» أنه اتصل بـسفيان بن قمو عضو تنظيم القاعدة‬ ‫املعروف‪ ،‬وحتدثا معا عن «اجلهاد»‪ ،‬ثم قرر العودة إلى مصر‪ ،‬واتصل بشخص في مدينة‬ ‫طبرق لتأمني خروج من مدينة درنة‪.‬‬

‫‪ 70‬سيارة مصفحة تصل‬ ‫إلى طبرق‬ ‫ك�ش��ف م�ص��در مب��دي��ري��ة أم��ن ط�ب��رق ع��ن وص ��ول ب��اخ��رة‬ ‫لرصيف قاعدة طبرق البحرية وميناء طبرق البحري‪،‬‬ ‫محملة بـ(‪ )70‬سيارة مصفحة‪ ،‬األسبوع املاضي‪ .‬وقال‬ ‫املصدر‪ ،‬في تصريح إلى «بوابة الوسط»‪ ،‬اليوم السبت‪ ،‬إن‬ ‫هذه الدفعة من ضمن صفقة تشمل ‪ 100‬سيارة مصفحة‪،‬‬ ‫دون أن يعطي تفاصيل حول الطرف الذي مت عقد الصفقة‬ ‫معه في عهد حكومة علي زيدان‪ .‬وأوضح املصدر‪ ،‬الذي‬ ‫فضل عدم نشر اسمه‪ ،‬أن السيارات ستوزع على مراكز‬ ‫األم��ن ف��ي املنطقة‪ ،‬حيث استلمت مديرية أم��ن طبرق‬ ‫خمس سيارات‪ ،‬ومنفذ إمساعد البري خمس سيارات‪،‬‬ ‫فيما ذهبت باقي السيارات إلى مدينتي البيضاء واملرج‬ ‫لتوزيعها على بقية املناطق‪ .‬وأكد املصدر أن هذه الدفعة‬ ‫من السيارات املصفحة «ستساهم بشكل كبير في بسط‬ ‫األمن داخل امل��دن»‪ ،‬مشي ًرا إلى أن املراكز األمنية تعاني‬ ‫من نقص اإلمكانات واألسلحة‪.‬‬

‫إحباط تسلل ‪ 83‬مصري ًا إلى‬ ‫ليبيا عن طريق الس ّلوم‬ ‫اليوم السابع‪ :‬متكنت األجهزة األمنية بالسلوم‪ ،‬من إحباط‬ ‫تسلل ‪ 83‬مصر ًيا إلى ليبيا‪ ،‬بعدما ألقت القبض عليهم في‬ ‫مجموعتني‪ ،‬أثناء محاولتهم تسلل احلدود‪ ،‬ومغادرة البالد‬ ‫إلى ليبيا‪ ،‬بطريقة غير شرعية عبر ال��دروب الصحراوية‬ ‫بالسلوم‪ .‬وأعلنت مديرية أمن مطروح فى بيان صحفى عن‬ ‫تسلم قسم شرطة السلوم ‪ 83‬مته ًما أثناء محاولة مغادرتهم‬ ‫البالد‪ ،‬بطريقة غير مشروعه‪ ،‬إل��ى اجلانب الليبى‪ ،‬عبر‬ ‫ال ��دروب الصحراوية بالسلوم‪ ،‬وحت��رر ع��ن ذل��ك احملضر‬ ‫الالزم وجارِ عرضهم على النيابة املختصة‪.‬‬ ‫قال اللواء العنانى حمودة مدير أمن مطروح إن عمليات‬ ‫ضبط املتسللني من املصريني واجلنسيات األخرى تأتى‬ ‫في إطار تكثيف اجلهود وتنفي ًذا للخطة املوضوعة مبعرفة‬ ‫إدارة البحث اجلنائي وال�ت��ي تعتمد على غلق ال��دروب‬ ‫الصحراوية واملدقات اجلبلية التى تسلكها تلك العناصر‬ ‫وتضييق اخلناق عليهم وع��دم متكينهم من ال�ه��روب من‬ ‫األكمنة الثابتة واملتحركة بالتنسيق الكامل مع القوات‬ ‫املسلحة ومكتب مخابرات حرس حدود بالسلوم وفرعي‬ ‫األمن العام واألمن الوطني مبطروح‪.‬‬


‫‪20‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫ليبيا في صحافة األسبوع‬ ‫رئاسة حكومة الوحدة الليبية تعيد‬ ‫الجدل حول قانون العزل‬

‫تونس تتخوف‬ ‫من ارتدادات‬ ‫سيناريو التدخل‬ ‫في ليبيا‬ ‫ال���ع���رب‪ :‬ن �ش��رت «ال� �ع���رب» ال�ل�ن��دن�ي��ة‬ ‫تقريرا آخ��ر قالت فيه ب��أنّ السلطات‬ ‫ال �ت��ون �س �ي��ة ت�ن�ت��اب�ه��ا خ �ش �ي��ة م �ت��زاي��دة‬ ‫م��ن ال�س�ي�ن��اري��وه��ات ال �ت��ي ب ��دأت تعج‬ ‫بها التقارير االستخباراتية العربية‬ ‫واألجنبية حول إمكانية توجيه ضربة‬ ‫ق��اص �م��ة ل�ت�ن�ظ�ي��م داع� ��ش ف ��ي ليبيا‪،‬‬ ‫وانعكاسات ذلك على أمنها وسالمتها‬ ‫وسيادتها‪.‬‬ ‫ون �ق �ل��ت ال�ص�ح�ي�ف��ة ع ��ن م ��ن وص�ف�ت��ه‬ ‫باملصدر ُمقرب من الرئاسة التونسية‬ ‫ق��ول��ه‪ ،‬إن تلك اخلشية ال�ت��ي ارتفعت‬ ‫حدتها بشكل الف ��ت‪ ،‬دف�ع��ت الرئيس‬ ‫التونسي الباجي ق��ائ��د السبسي إلى‬ ‫إرس��ال مبعوثني خاصني إلى العواصم‬ ‫العربية املعنية مباشرة بامللف الليبي‪،‬‬ ‫قطر واجلزائر ومصر‪.‬‬ ‫وأكد أن رضا بلحاج مدير ديوان الرئيس‬ ‫الباجي قائد السبسي يُنتظر وصوله‬ ‫اليوم إلى القاهرة ُمحمال برسالة خطية‬ ‫خاصة من الرئيس التونسي إلى نظيره‬ ‫املصري‪.‬‬ ‫وت���أت���ي زي � � ��ارة ب��ل��ح��اج مل��ص��ر (وف���ق‬ ‫الصحيفة) بعد أقل من أسبوع من زيارة‬ ‫مماثلة قام بها التوهامي العبدولي كاتب‬ ‫الدولة (مساعد وزي��ر) للخارجية وهو‬ ‫مكلف بالشؤون العربية واألفريقية إلى‬ ‫الدوحة‪ ،‬وأخرى قام بها األزهر القروي‬ ‫الشابي الوزير املُمثل اخلاص للرئيس‬ ‫التونسي إلى اجلزائر‪.‬‬

‫قالت صحيفة «العرب» اللندنية في عددها الصادر يوم اإلثنني املاضي بأنّ األطراف املشاركة في جوالت‬ ‫احلوار برعاية األمم املتحدة قد جنحت في االتفاق على مبدأ تشكيل حكومة وحدة وطنية‪ ،‬لكنها لم حتسم‬ ‫أمرها بعد بخصوص الشخصية التي سترأس هذه احلكومة والتي ظلّت مثار خالف وتباين بني أعضاء‬ ‫مجلس النواب واملؤمتر الوطني العام املنتهية واليته‪.‬‬ ‫وتابعت الصحيفة بأنّ من األسماء التي طرحت رئيس املؤمتر السابق محمد يوسف املقريف وعبدالرحمان‬ ‫ورجح مراقبون أن يثير طرح‬ ‫شلقم املعروف بأنه “صديق طفولة القذافي”‪ ،‬وأبرز املقربني له منذ سنوات‪ّ .‬‬ ‫هذه األسماء احملسوبة على النظام السابق جدال قد يربك الساحة السياسية الليبية ويحول دون التوصل إلى‬ ‫خاصة أن املؤمتر الوطني العام يطالب بتفعيل قانون العزل السياسي في حني ق ّرر‬ ‫حل إلنهاء أزمة الشرعية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مجلس النواب في وقت سابق إلغاءه ألنه حسب تعبير الرائد محمد احلجازي‪ ،‬الناطق باسم عملية الكرامة‪،‬‬ ‫“قانون جائر وظالم‪ ،‬فرض على البالد بقوة فوهات البنادق وقت إصداره‪ ،‬وتض ّررت شخصيات سياسية بارزة‬ ‫منه‪ ،‬كما تضرر أغلب ضباط وقيادات اجليش وأوقفوا عن العمل بسببه”‪.‬‬

‫تأجيل محاكمة رموز النظام الليبي‬ ‫السابق إلى ‪ 20‬من مايو‬ ‫صحيفة الرياض‪ :‬ذكرت الرياض في عددها الصادر يوم االثنني املاضي بأنّ محكمة استئناف بطرابلس‬ ‫قررت تأجيل محاكمة عدد من رموز النظام الليبي السابق إلى الـ‪ 20‬من مايو اجلاري‪.‬‬ ‫وكانت احملكمة قد أجلت اجللسة التي انعقدت بتاريخ ‪ 20‬أبريل املاضي مع استمرار حبس املتهمني البالغ‬ ‫عددهم ‪ 32‬شخصاً من بينهم جنل الرئيس الليبي السابق سيف اإلسالم القذافي‪.‬‬ ‫ويواجه املتهمون (وفق الصحيفة) عدداً من التهم‪ ،‬من بينها جرائم الدعم اللوجستي للنظام السابق بهدف‬ ‫إجهاض ثورة السابع عشر من فبراير والفساد اإلداري واملالي واإلبادة اجلماعية والتحريض على االغتصاب‬ ‫وإصدار األوامر بإطالق النار على املتظاهرين العزل وجلب املرتزقة وإثارة الفنت وتنظيم تشكيالت مسلحة‬ ‫والنهب والتخريب لثروات البالد والفساد‪.‬‬


‫«تأسيسية الدستور الجديد» تدعو لحقن الدماء‬ ‫دعا أبو القاسم بوشع‪ ،‬عضو الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الليبي اجلديد‪ ،‬كافة األطراف الليبية املتنازعة‬ ‫حلقن نزيف دماء الليبيني ولم شملهم‪ ،‬واجللوس على مائدة املفاوضات وتقدمي التنازالت من أجل عودة االستقرار‬ ‫واألمن لكافة ربوع البالد‪.‬‬ ‫وقال بوشع‪ ،‬في تصريحات صحفية‪ ،‬إن «مشروع صياغة الدستور الليبي اجلديد لن يتم االستفتاء عليه قبل ثالثة‬ ‫أشهر من اآلن كحد أدنى‪ ،‬إذا لم يكن أكثر من ذلك‪ ،‬مضيفا أن أعضاء الهيئة يبذلون قصاري جهودهم من أجل‬ ‫إخراج مشروع دستور جديد يلبي رغبات الشعب الليبي»‪.‬‬ ‫وأضاف‪ ،‬أن النزعة اجلهوية والقبلية غير موجودة بني أعضاء هيئة صياغة الدستور‪ ،‬مؤكدا أن نسبة ‪ 70%‬من‬ ‫األعضاء ستتوافق على مشروع الدستور اجلديد‪.‬‬ ‫وحول اشتراط اإلعالن الدستوري املوافقة على أي مدة بأنه البد من توافق ‪ 41‬عضوا من الـ ‪ ،60‬قال بوشع إن‬ ‫«هذا الشرط هو إشكالية كبيرة لكافة األعضاء في سرعة إخراج مشروع الدستور فموافقة ‪ 41‬عضوا ستكون‬ ‫غير مرنة باملرة‪ ،‬مؤكدا في النهاية سنصل ملشروع دستور يفخر به كافة أبناء الشعب ولكن سنحتاج لبعض الوقت»‪.‬‬ ‫وأوضح أن اإلعالن الدستوري أشترط أيضا توافق بعض مواد مشروع الدستور مع املكونات الثقافية لـ «التبو‬ ‫والطوارق واألمازيغ» وهي عقبة أخرى أمامنا‪.‬‬ ‫وتابع إنه «مت التوافق حتى اآلن في املشروع اجلديد لصياغة الدستور على هيئة املفوضية العليا لالنتخابات‬ ‫بنسبة ‪ 45%‬على أن تكون مستقلة بعيدا عن إشراف أي جهة لنضمن عدم التدخل في نتائج االنتخابات‪ ،‬كما مت‬ ‫االتفاق أيضا على هيئة ديوان احملاسبة بحيث ال تخضع ألي سلطة تشريعية أو حكومية»‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بعدم حضور بعض أعضاء الهيئة للجلسات‪ ،‬دعا أبو القاسم بوشع عضو الهيئة التأسيسية لصياغة‬ ‫الدستور الليبي كافة األعضاء املقاطعني بحضور اجللسات من أجل ليبيا وحتى ال تضيع حقوق أبناء مدينتهم‬ ‫الذين انتخبوهم وأعطوهم ثقتهم في االنتخابات‪.‬‬ ‫وبشأن متطلبات مكونات التبو والطوارق واألمازيغ‪ ،‬قال بوشع إن «التبو والقبائل لديهم ممثلني بهيئة صياغة‬ ‫الدستور على مستوى عال وسوف نناقش متطلباتهم‪ ،‬منوها بأن أعضاء األمازيغ مقاطعون حضور اجللسات‬ ‫الفتا أن الهيئة لن تهمش أحد وسنلبي متطلباته في حدود املعقول»‪.‬‬ ‫وأضاف‪ ،‬أن هناك أكثر من ‪« 20‬هيئة مستقلة» جاءت من اللجنة النوعية لباب الهيئات الدستورية املستقلة‬ ‫واملشاركات العامة‪ ،‬إلى هيئة صياغة مشروع الدستور من أجل مناقشتها والتصويت عليها على الفترة املقبلة‪.‬‬ ‫وأوضح أبو القاسم بوشع‪ ،‬أن الهيئة بدأت استقبال أسماء اخلبراء الدوليني واحملليني من أجل اختيار عدد منهم‬ ‫لالستفادة منهم في إعداد مشروع الدستور‪ ،‬مشيرا إلى أن عددا من اخلبراء تقدموا بالسيرة الذاتية لهم للهيئة‪.‬‬ ‫وحول ما تناقلته املواقع اإلخبارية وصفحات التواصل اإلجتماعي‪ ،‬بشان نقل مقر الهيئة من مدينة البيضاء‬ ‫الليبية‪ ،‬قال أبو القاسم‪ ،‬إن «هذا اخلبر ال أساس له من الصحة»‪ ،‬مؤكدا أن «نقل ورش العمل خارج ليبيا من أجل‬ ‫االستفادة من اخلبراء الدوليني واحملليني لتعذر وصولهم ملدينة البيضاء للظروف األمنية التي متر بها البالد»‪.‬‬ ‫كانت ابتسام بحيح‪ ،‬عضو الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الليبي‪ ،‬قد صرحت األيام املاضية بأن رئيس الهيئة‬ ‫على الترهوني كان يخطط النتقال الهيئة إلى مالطا‪.‬‬ ‫وأشار عضو تأسيسية صياغة الدستور الليبي ومقرر جلنة اجليش والشرطة‪ ،‬إن أعضاء الهيئة يتواصلون‬ ‫مع املواطنني الليبيني مبختلف امل��دن ملناقشة في ما مت نشره من نصوص مبدئية عن شكل الدولة ونظام‬ ‫احلكم والسلطة القضائية واحملكمة الدستورية واحلقوق واحلريات‪ ،‬والتدابير االنتقالية واحلكم احمللى واجليش‬ ‫والشرطة ‪ ،‬والهيئات الدستورية املستقلة والنظام املالي والثروات الطبيعية‪.‬‬ ‫وأضاف أبو القاسم‪ ،‬إن الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع دستور ليبيا قامت بنشر النصوص املبدئية في ‪24‬‬ ‫ديسمبر املاضي من أجل إطالع املواطنني عليها وإبداء أرائهم حول ما مت طرحه ووصلنا العديد من املقترحات‬ ‫التي مت األخذ بها‪.‬‬ ‫وأوضح إن نشر مقترحات اللجان النوعية لهيئة صياغة الدستور على املوقع الرسمي للهيئة ‪ 24‬ديسمبر املاضي‬ ‫كان من أجل أيضا إعالن آراء املواطن الليبي إزاء املخرجات واستطالع الرأي؛ وبالتالي خلق إمكانية قياس الرأي‬ ‫العام فيما يتعلق باملقترحات‪ ،‬منوها بأن هذا األمر مينح الفرصة احلقيقية ملراكز األبحاث لعقد الندوات لتدارس‬ ‫املخرجات والتعليق عليها‪.‬‬ ‫وبشأن الصعوبات التي تواجه الهيئة التأسيسية‪ ،‬قال أبو القاسم إن «هناك حكومتني بالبالد ولذلك ال نستطيع‬ ‫التعامل مع أحداهما حتى ال نصنف بامليول حلكومة ضد أخرى»‪ ،‬مشيرا إلى أن «أهم عائق نقابله هو عدم‬ ‫وجود ميزانية للهيئة وكافة أعضاء الهيئة يقومون بتغطية تنقالتهم اخلارجية والداخلية من أموالهم اخلاصة»‪.‬‬ ‫وأدان أبو القاسم كافة األعمال اإلجرامية التي تقوم بها اجلماعات اإلرهابية بالبالد من قتل وتفجيرات ألماكن‬ ‫حيوية ومنشآت تتبع للدول عربية وأجنبية‪ ،‬متمنيا عودة االستقرار للبالد خالل الفترة املقبلة عن طريق الوصول‬ ‫التفاق عبر احلوار‪.‬‬

‫انتقال وفد قضائي‬ ‫تونسي للتحقيق‬ ‫بقضية الصحفيين‬ ‫المختطفين في ليبيا‬ ‫ال���ش���رق األوس�����ط‪ :‬ق ��ال وك �ي��ل وزارة‬ ‫ال�ش��ؤون اخلارجية التونسية التهامي‬ ‫العبدولي إن هناك جهودا دبلوماسية‬ ‫وحت�ض�ي��رات م��ع مسؤولني ليبيني من‬ ‫وزارت� ��ي اخل��ارج �ي��ة وال �ع��دل ف��ي إط��ار‬ ‫التحضير لتنقل وف��د قضائي تونسي‬ ‫ملباشرة التحقيق في قضية الصحفيني‬ ‫التونسيني املختطفني في ليبيا سفيان‬ ‫الشورابي ونذير القطاري‪.‬‬ ‫وذك ��ر ب �ي��ان ل��ل��وزارة أن��ه مت اس�ت��دع��اء‬ ‫القائم باألعمال بسفارة ليبيا بتونس‪،‬‬ ‫ال�س�ي��د محمد امل �ع �ل��ول‪ ،‬مل�ق��ر ال� ��وزارة‬ ‫والتقى مع تهامي العبدولي ال��ذي أكد‬ ‫له أن خبر مقتل الصحفيني تسبب في‬ ‫إح��راج احلكومة التونسية وكان له أثر‬ ‫سلبي على الشعب التونسي‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن الطريقة التي مت إذاع��ة اخلبر بها‬ ‫عبر وس��ائ��ل اإلع�ل�ام تنافي األع��راف‬ ‫الدبلوماسية املتعارف عليها‪.‬‬ ‫وف��ي ه��ذا ال�س�ي��اق‪ ،‬أف��اد الدبلوماسي‬ ‫الليبي أنه تلقى نفس اخلبر من وزارة‬ ‫العدل الليبية بخصوص القبض على‬ ‫خلية إره��اب�ي��ة اع �ت��رف أح��د أف��راده��ا‬ ‫مب�ق�ت��ل ال�ص�ح�ف�ي�ين ال �ت��ون �س �ي�ين‪ ،‬وأن‬ ‫التحقيقات جارية قصد اإلملام مبختلف‬ ‫حيثيات القضية والكشف عن املتورطني‬ ‫في هذه اجلرمية البشعة‪.‬‬


‫‪22‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون ليبية‬

‫االنسياب السلس والطبيعي والتقليدي ف��ي م��س��ارات املعرفة يشكل أزم��ة‬ ‫حقيقية في ليبيا‪ ،‬فاملخيخ الليبي محشو باملعارف امللوثة‪ ،‬ومجبول على‬ ‫صنع احلقائق الهشة واملزورة‪ ،‬ومدمن بطريقة استثنائية على تعاطي رموز‬ ‫مفرغة وبراجماتية‪!!..‬‬

‫عبدالواحد حركات‬

‫ألننا قرأنا الوطـــن بحبر فاشستي‬

‫رودولفو غراتسياني‬

‫ردولفو غراتســــــــــــــــــــ‬ ‫الليبيون جميع ًا نوستاجليون‪ ..‬ولكن‪!!..‬‬ ‫النوستاجليا رهنت وأسلمت الليبيني إلى حقائق ملوثة‪ ،‬وأفرغت‬ ‫الهوية الليبية من محتواها األصيل‪ ،‬وشكلت هوية مشوهة مليئة‬ ‫بالثغرات والعيوب مغطاة بالصدأ‪ ،‬ووضعت الليبيني على رمال‬ ‫متحركة وأماتت اليقني‪!!..‬‬ ‫كغيرنا‪ ..‬تستمد وتستند نستالوجيتنا على تاريخ صاغته وسطرت‬ ‫أحرفه وزخرفت فسيفساءه يد القوة‪ ،‬وال يوجد فيه مكان وال‬ ‫ذكر إال للقوي أو خصمه «املهزوم»‪ ،‬وقد ضبطت أبعاده وحصرت‬ ‫محتوياته وعناصره‪ ،‬وأودع��ت‬ ‫بالذاكرة لتحوز التقديس وتنأى‬ ‫ع��ن ال�ن�ق��ض‪ ،‬ول�ت��رس��م وحت��دد‬ ‫االنتماء وتسم الهوية وتؤطرها‬ ‫وف� � ��ق امل � �ت � �ع� ��ارف ع� �ل� �ي ��ه م��ن‬ ‫ال �ق��دم‪ ،‬بشكل يضبط احلياة‬ ‫م ��ن أق �ص��اه��ا إل���ي أق �ص��اه��ا‪،‬‬ ‫وي��ؤدجل �ه��ا وي �ح �ش��وه��ا ب��امل�ث��ل‬ ‫والنعرات والطقوس واألوهام‪،‬‬ ‫ويشكل مبقتضاها املستقبل‬ ‫بطريقة قاهرة تنعي اإلنسان‬ ‫قبل والدته‪!!..‬‬

‫مجده في روم��ا‪ ..‬فأخذه مجاناً في ليبيا وخلده التاريخ برغم‬ ‫األنوف‪ ..‬فحالة املزاجية واالنتقال بني العداء والسخط والتقدير‬ ‫والتقديس التي يعايشها تاريخه‪ ،‬حتمل في طياتها خنوع مريب وال‬ ‫منطقية مفجعة وأبعاد سيكولوجية مربكة‪ ..‬فما خلده غراتسياني‬ ‫وصياغته للوقائع واألحداث وتفاصيل الزمن التي سطرها حتوز‬ ‫على مصداقية مفزعة‪ ،‬وتعد املرجع األساسي والشهادة املوثقة‬ ‫واملوثوقة على أحداث التاريخ الليبي بزمن الفاشست‪ ،‬وال شريك‬ ‫لرؤاه أو منازع ألحكامه وتصنيفاته رغم وجوده في موضع «العدو‬ ‫واخل��ص��م» وام �ت�لاك��ه لفرصة‬ ‫كتابة التاريخ من موقع القوي‪،‬‬ ‫وجترده الكامل من أي مراجع‬ ‫أو مصادر «س��واه» للمعلومات‬ ‫أو ل���رؤى ورواي�� ��ات األح���داث‬ ‫والوقائع‪!!..‬‬ ‫غ ��رات� �س� �ي ��ان ��ي امل�� ��ول�� ��ود ف��ي‬ ‫فيليتينو‪ /‬الت��زي��و ‪ 1882‬م‪-‬‬ ‫ألب يعمل موظفاً طبياً‪ ،‬وأمه‬ ‫ابنة صاحب مزرعة ماشية‪..‬‬ ‫ك��ان م�ح�ظ��وظ�اً بطريقة م��ا‪..‬‬ ‫ف �ب �ع��دم��ا ك ��ان ��ت ل� ��ه ب ��داي ��ات‬ ‫ت �ق �ل �ي��دي��ة ك� ��أي ش� ��اب ينتمي‬ ‫إل��ى الطبقة ال��وس�ط��ى‪ ،‬انتقل‬ ‫من ال��دراس��ة مبعهد ديني إلي‬ ‫اخل ��دم ��ة ال �ع �س �ك��ري��ة وب� ��دأت‬

‫غراتسياني ّ‬ ‫سطر لنا تاريخ أمسنا‪ ..‬والزال‬ ‫يعتمد صكوك الوطنية لليبيني حتى اليوم‬

‫لم نكد نشرق حتى أذّ ن‬ ‫املغرب فينا‪!!...‬‬ ‫أراد أدولفو غراتسياني صناعة‬

‫النوستاجليا أسلمت الليبيني إلى حقائق‬ ‫ملوثة وشكّ لت هوية مشوهة مليئة بالثغرات ‪..‬‬ ‫والعيوب مغطاة بالصدأ‬


‫شيخ الشهداء أثناء أسره‬

‫ـــــــياني‪..‬أبوالتاريخ الليبي!‬ ‫م��راح��ل التغيير تتوالى‪ ،‬فسرعان م��ا حصل على ترقية لرتبة‬ ‫مالزم أول (‪ 1904‬م)‪ ،‬وخالل سنوات قليلة اختير للذهاب إلى‬ ‫احلبشة (‪1908‬م) حيث تعلم اللغتني التغرينية والعربية وأتقنهما‪،‬‬ ‫وبعد عودته إليطاليا ومشاركته باحلرب العاملية األول��ى حصل‬ ‫على وس��ام «البسالة العسكرية» (‪ ،)1918‬وص��ار أصغر عقيد‬ ‫في اجليش امللكي االيطالي‪ ،‬ودفع به الدوتشي بينيتو موسوليني‬ ‫(حاكم إيطاليا) إل��ي ليبيا الستعادتها بعد أح��داث القرضابية‪،‬‬ ‫فأحدث وج��وده تغييراً كبيراً في حتركات ال�ق��وات الفاشستية‬ ‫وفي أساليبها‪ ،‬إذ اعتمد بيترو‬ ‫بادوليو ‪ -‬حاكم ليبيا (‪1929‬م)‬ ‫سياسة األرض احملروقة‪ ،‬وكان‬ ‫غراتسياني وسيلته وأداته في‬ ‫ت�ط�ب�ي��ق ه���ذه ال �س �ي��اس��ة على‬ ‫أرض الواقع‪!!..‬‬ ‫رمبا يكون إتقان‬ ‫غراتسياني للغة العربية‬ ‫دفعه إلي التوثيق‪ ..‬وحبب‬ ‫إليه التاريخ‪!!..‬‬ ‫لقد أعطي بادليو وم��ن ورائ��ه‬ ‫م��وس��ول�ي�ن��ي ال��ض��وء األخ �ض��ر‬ ‫لغرتسياني لفعل ما يشاء من‬ ‫أج ��ل ال �ق �ض��اء ع �ل��ى امل �ق��اوم��ة‬ ‫ال �ل �ي �ب �ي��ة‪ ،‬وف � ��رض ال �س �ي �ط��رة‬

‫الفاشستية على ليبيا وجعلها مقاطعة إيطالية وشاطئ راب��ع‪،‬‬ ‫فاستخدم غراتسياني كل أساليب الوحشية وارتكب أشنع املجازر‪،‬‬ ‫طويل من قراهم‬ ‫وساق الليبيني (‪ 100,000‬نسمة) بدرب جلجلة‬ ‫ٍ‬ ‫حتى معتقالت العقيلة وع�ين ال�غ��زال��ة وس�ل��وق وس�ي��دي أحمد‬ ‫واألبيار وبنينة‪ ،‬ليستطيع إح��راق األرض الليبية بعدما أحاطها‬ ‫باألسالك الشائكة‪ ،‬وجعل من أبنائها سجناء باملعتقالت داخلها‪،‬‬ ‫وسجناء باملهجر خارجها‪ ،‬كحالهم اليوم‪!!..‬‬

‫أباد غراتسياني نصف سكان ليبيا‪ ..‬وكان النفي‬ ‫واستعباد الليبيني إلى اجلزر واملدن اإليطالية‬ ‫وجها آخر من وجوه الفاشستية البشعة‬

‫رمبا يكون إتقان غراتسياني للغة العربية دفعه‬ ‫إلى التوثيق‪ ..‬وح ّبب إليه التاريخ!‬

‫خرابني يا وطن‬ ‫ما فيك والي ‪!!...‬‬ ‫ك���ان م�ع�ت�ق��ل ال�ع�ق�ي�ل��ة وب��اق��ي‬ ‫م � �ع � �س � �ك� ��رات االع�� �ت�� �ق� ��االت‬ ‫الفاشستية القضية احملورية‬ ‫للمخرج مصطفى العقاد في‬ ‫فيلم «أس ��د ال �ص �ح��راء»‪ ،‬وق��د‬ ‫أبرز ذلك بصراحة‪ ،‬وبأسلوب‬ ‫فريد وذكاء فني حينما عرض‬ ‫ال � �ص� ��ورة احل �ق �ي �ق �ي��ة مل�ع�ت�ق��ل‬ ‫العقيلة ف��ي ال�ف�ي�ل��م‪ ،‬وجعلها‬ ‫الوثيقة احلقيقية الوحيدة في‬ ‫فيلم تغلب عليه صبغة أفالم‬ ‫ال�ك��اوب��وي ال��رائ�ج��ة حينها‪ ،‬إذ‬ ‫لم يحتو الفيلم م��ادة تاريخية‬ ‫دقيقة‪ ،‬ولم يعتمد على واقعية‬


‫‪24‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون ليبية‬

‫معتقل العقيلة من منظور الطائرة‬

‫األماكن واألحداث‪ ،‬فكل ما أراده العقاد هو تذكير أوروبا واألوربيني‬ ‫بأشنع جرائمهم ضد اإلنسانية‪ ،‬التي أشرفت عليها الفاشستية‬ ‫عبر جنودها وقادتها ( ُذكرت أسماؤهم بالفيلم) وبزعامة مجرم‬ ‫حرب مدان دولياً (غراتسياني)‪.‬‬ ‫الرسائل ذات الشجن العروبي التي أودعها العقاد بفيلم «أسد‬ ‫الصحراء»‪ ،‬صاحبتها رسائل أخ��رى للقذافي ال��ذي مول الفيلم‬ ‫وأشرف عليه بشكل مباشر ‪ -‬حسب قول العقاد‪ ،‬فأراد أن يلصق‬ ‫بذاكرة الليبيني هجرة السنوسيني من ليبيا (عبارة‪ :‬أنت السنوسي‬ ‫األخير)‪ ،‬وتفريغ الفيلم من أسماء املجاهدين (الفضيل بو عمر‪،‬‬ ‫بو ح��وا‪ ،‬يوسف بو رحيل‪ ،‬بوخديدة‪ ،‬صالح األط�ي��وش‪ ،‬قطيط‬ ‫احلاسي‪ ،‬أبومطير العوكلي‪ ،‬سليمان بومطاري‪ ،‬عوض العبيدي‪،‬‬ ‫وبو عزيزة والقطعاني والعلواني وسويكر والعبار والبرعصي»‪،‬‬ ‫وأضاف من تأليفه القذافي إلى نهاية الفيلم مقطوعة حماسية‬ ‫(نحنا جيل وراه أجيال)‪ ..‬وبجوار رسائل العقاد والقذافي كانت‬ ‫غايات األمريكي أنتوني كوين محصورة بتجسيد شخصية عمر‬ ‫املختار وحتقيق بطولة سينمائية وأرباح مادية مضافة ألرباحه من‬ ‫فيلم الرسالة‪!!..‬‬

‫أنطوني كوين مجسدا شخصية عمر املختار‬

‫فيلم «أسد الصحراء» اختزل‬ ‫تاريخ ليبيا في عمر املختار‪!!...‬‬ ‫واختزلت صفحات «برقة املهدأة ‪ -‬نحو ف��زان ‪ -‬إع��ادة احتالل‬ ‫فزان» التي خطها غراتسياني كل احلقائق‪ ..‬وصارت له قداسة‬ ‫هيرودوتية‪ ،‬وبات توقيعه (ذكره ألحد) أهم دالئل وبراهني الوطنية‬ ‫في ليبيا‪ ،‬وصرنا نرى تاريخنا بعينه‪ ،‬ونسترشد ونستدل به في كل‬ ‫ال ومحاطاً بالثقة‪ ،‬ومنزهاً‬ ‫زمان ومكان‪ ،‬وجعلناه برغم عدائه مبج ً‬ ‫عن النقض والتكذيب أو التشكيك‪ ،‬وصار أباً لتاريخنا وأستاذاً‬ ‫ملؤرخينا‪!!..‬‬


‫جثة موسوليني ‪ ..‬الثاني على اليسار في محطة بنزين‬

‫غراتسياني في مكتبه‬

‫غراتسياني ك��ان ك��اذب �اً ط��وال ال��وق��ت‪ ..‬وإخ�ف��اق��ه ف��ي ال��وص��ول‬ ‫إلي زعماء القبائل (ق��ادة األدوار) وموتهم املشرف في ساحات‬ ‫الوغى وب��رص��اص األع ��داء‪ ،‬دفعه لالنتقام منهم وح��ز رؤوسهم‬ ‫وعرضها باملعتقالت أو تعليقها بـ»شيشمة البركة» واستخدامهم‬ ‫كوسيلة لبث الرعب وإن��زال الرهبة واإلحباط بنفوس الليبيني‪..‬‬ ‫وحينما وقع عمر املختار باألسر‪ ،‬أراد غراتسياني من محاكمته‬ ‫وضع نهاية للمقاومة الليبية على يده وبأسلوبه ليبرهن لزعيمه‬ ‫موسوليني براعته ووالئه للفاشستية‪ ،‬فقد كان غراتسياني يفاخر‬ ‫مبكافيلليته وأعماله الوحشية وال يعبأ بعار القسوة‪!!..‬‬ ‫ول � � ��م ي � �ك � �ت� � ِ�ف غ ��رات� �س� �ي ��ان ��ي‬ ‫باملعتقالت داخل ليبيا‪ ،‬بل أراد‬ ‫ج�ع��ل ليبيا كلها معتقل مينع‬ ‫مغادرة من بداخله ودخول من‬ ‫ب �خ��ارج��ه‪ ،‬ف�م��د ‪ 270‬ك��م من‬ ‫األسالك الشائكة على احلدود‬ ‫مع مصر (‪ 1932 /1931‬م)‬ ‫بداية من الساحل حتى تخوم‬ ‫ال �ص �ح��راء ب��واح��ة اجل�غ�ب��وب‪،‬‬ ‫استخدم فيها ‪ 2500‬عسكري‬ ‫اي � �ط� ��ال� ��ي ول� �ي� �ب���ي وح��ب��ش��ي‬ ‫و‪ 1200‬من الليبيني املدنيني‪،‬‬ ‫وقصف واحة الكفرة بالغازات‬ ‫ال �س��ام��ة ليبيد أه �ل �ه��ا ويقمع‬ ‫مقاومتهم لالحتالل‪ ..‬وقد أباد‬ ‫غراتسياني نصف سكان ليبيا‪،‬‬ ‫وخفضت مبجازره ومعتقالته‬ ‫وتهجيره عددهم من ‪225000‬‬

‫نسمة (‪1920‬م) إلى ‪ 142000‬نسمة (‪1930‬م)‪ ..‬وك��ان النفي‬ ‫واستعباد الليبيني في اجلزر واملدن اإليطالية وجها آخر من وجوه‬ ‫الفاشستية البشعة‪!!...‬‬ ‫حقق «غراتسياني» غرضه في عشر‬ ‫ً‬ ‫بطال في ايطالي ًا‪!..‬‬ ‫سنوات بليبيا‪ ،‬وصار ًا‬ ‫فسطر تاريخه بيده لتحقيق أهدافه‪ ،‬وليبني أنه عظيماً وشجاعاً‬ ‫ال وبط ً‬ ‫وباس ً‬ ‫ال‪ ،‬وجعل من انتصاراته الصغيرة على شعب أعزل‪،‬‬ ‫ومجاهدين يعوزهم العتاد م�لاح��م أس�ط��وري��ة‪ ،‬وص��ور أع��داءه‬ ‫(امل��ج��اه��دي��ن ال �ل �ي �ب �ي�ين) كما‬ ‫ي�ش��اء‪ ،‬وكما يريد أن يخزنهم‬ ‫ف��ي ذاك� ��رة االي �ط��ال �ي�ين وليس‬ ‫الليبيني‪ ،‬فما كتبه غراتسياني‬ ‫(أكثر من ‪ 10‬كتب) كان موجهاً‬ ‫إل��ى االيطاليني‪ ،‬ولعل أه��م ما‬ ‫مييز غراتسياني ه��و امتهانه‬ ‫للتأليف‪ ،‬وت��وث�ي�ق��ه لنجاحاته‬ ‫وب �ط��والت��ه ب�ط��ري�ق��ة جعلت له‬ ‫تاريخاً يفوق تاريخ رؤسائه‪!!..‬‬ ‫م��ج��ازر غ��رات �س �ي��ان��ي األش �ن��ع‬ ‫ارت��ك��ب��ت ف ��ي احل��ب��ش��ة‪ ،‬وق��د‬ ‫اس�ت�خ��دم ح��ادث��ة ق�ت��ل الطيار‬ ‫االي�ط��ال��ي تيتو مينيتي وقطع‬ ‫رأس� � � ��ه ف � ��ي إح� � � ��دى ال� �ق ��رى‬ ‫احل� �ب� �ش� �ي ��ة (ه�� � � ��رر) ك �ح �ج��ة‬ ‫إلب � ��ادة األح� �ب ��اش ب��اس�ت�خ��دام‬ ‫غ���از اخل� � ��ردل‪ ،‬وق���د أص�ي��ب‬

‫استخدم غراتسياني كل أساليب الوحشية وارتكب‬ ‫أشنع املجازر وساق مائة ألف من الليبيني بدرب‬ ‫جلجلة طويل من قراهم إلى املعتقالت‬ ‫كانت غاية أنتوني كوين هي جتسيد‬ ‫الشخصية وحتقيق أرباح مادية مضافة‬ ‫ألرباحه من فيلم الرسالة‬


‫‪26‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون ليبية‬

‫املخرج الراحل مصطفى العقاد‬

‫غراتسياني أثناء احتفاله بوالدة أمير نابولي (فيتوريو دي سافويا)‬ ‫في أديس أبابا‪ .‬وظل في حالة حرجة ملدة ‪ 68‬يوم‪ ،‬أمر جنوده‬ ‫بعدها بالتوغل في «ديبرا ليبانوس» وقتل الرهبان والراهبات‬ ‫في دير األقباط املسيحيني وعدد من املدنيني وصل إلي ‪2000‬‬ ‫قتيل‪ ..‬وكانت هذه احلادثة بداية النهاية بالنسبة لغراتسياني‪!!..‬‬ ‫خ� ��اض غ��رات��س��ي��ان��ي احل���رب‬ ‫العاملية الثانية على رأس القوات‬ ‫االي �ط��ال �ي��ة ب �ش �م��ال أف��ري�ق�ي��ا‪،‬‬ ‫وك ��ان ��ت ه��زمي �ت��ه م��ذل��ة ب ��أول‬ ‫معركة يخوضها ض��د القوات‬ ‫ال �ب��ري �ط��ان �ي��ة‪ ،‬وظ��ه��رت أوج��ه‬ ‫قصور خطيرة في التكتيكات‬ ‫واإلس�ت��رات�ي�ج�ي��ة ال�ت��ي اتبعها‪،‬‬ ‫فغادر ليبيا وعاد إلي ايطاليا‪،‬‬ ‫ليواجه التحقيق بتهمة «اجلنب»‬ ‫التي وجهها له روبرتو فريناتشي‬ ‫أحد زعماء الفاشستية‪ ،‬ولكن‬ ‫تدخل موسوليني انهي العمل‬ ‫دون ات� �خ ��اذ أي إج � ��راء ضد‬ ‫غ��رات�س�ي��ان��ي‪ ..‬ولكنه استبعد‬ ‫م��ن ك��ل ال�س�ل�ط��ات وظ ��ل دون‬ ‫تكليف ألكثر من عامني‪ ..‬وبعد‬

‫تأسيس اجلمهورية االيطالية االشتراكية أصبح وزي��راً للدفاع‪..‬‬ ‫وبعد انتهاء احلرب العاملية الثانية وموت موسوليني وتعليق جثثه‬ ‫مبحطة وق��ود والبصق عليها وضربها باألحذية من قبل أعداء‬ ‫الفاشستية االيطاليني‪ ،‬جنا غراتسياني من ذات املصير ألنه سلم‬ ‫نفسه وجيشه إل��ي اجليش األمريكي‪ ،‬وخضع حملاكمة من قبل‬ ‫احل �ل �ف��اء‪ ،‬وأودع س �ج��ن س��ان‬ ‫فيتوري مبيالنو‪ ،‬ونقل بعدها‬ ‫إل ��ي س�ج��ن ب��اجل��زائ��ر كأسير‬ ‫حرب (‪)N16.253402/AA‬‬ ‫وم �ن �ه��ا ال ��ي ب��روس �ي��دا (ب��رق��م‬ ‫‪ )220‬وحكم عليه بـ ‪ 19‬عاماً‪..‬‬ ‫ونتيجة تدهور حالته الصحية‬ ‫أودع ب��امل�س�ت�ش�ف��ى ال�ع�س�ك��ري‬ ‫(س �ي �ل �ي��و)‪ ..‬وأف � ��رج ع �ن��ه بعد‬ ‫أربعة أشهر ‪.!..‬‬ ‫عاد غراتسياني إلى موطنه في‬ ‫النهاية‪ ..‬وأسس حزباً سياسياً‬ ‫بعدما صار زعيماً يلتف عليه‬ ‫دع��اة الفاشية اجل��دد‪ ،‬وبعدما‬ ‫كان من أبرز املوقعني على بيان‬ ‫ال�ق��وان�ين العنصرية الفاشية‪،‬‬ ‫أصبح الرئيس الفخري للحركة‬

‫خاض غراتسياني احلرب العاملية الثانية على‬ ‫رأس القوات االيطالية بشمال أفريقيا فكانت‬ ‫هزميته مذلة في أول معركة يخوضها ضد‬ ‫القوات البريطانية‬ ‫ما أراده العقاد هو تذكير أوروبا بأشنع‬ ‫جرائمهم ضد اإلنسانية‬


‫بعض الليبيني في استقبال موسوليني‬

‫الشيخ عبد احلميد العبار‬ ‫الفضيل بوعمر‬

‫االجتماعية االيطالية (‪1953‬م)‪ ،‬وش ��ارك بتأسيس جمعيات‬ ‫قدامى احملاربني و»ميثاق كاسينو»‪ ..‬وف��ي النهاية م��ات بقرحة‬ ‫اإلثنى عشر (‪1955‬م)‪!!..‬‬ ‫بانتحار‪!!...‬‬ ‫بانتهاء ‪ ..‬وانتهينا‬ ‫قد بدأنا‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫غراتسياني سطر لنا تاريخ أمسنا‪ ..‬والزال يعتمد صكوك الوطنية‬ ‫لليبيني حتى اليوم‪ ..‬وألننا لم نخرج من عباءته‪ ،‬ولم نعرف ليبيا إال‬ ‫من خالله أو من خالل «أوليفر ريد» نعيش الضياع ‪!!..‬‬

‫ملصق فيلم أسد الصحراء‬


‫‪28‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون ليبية‬

‫البوسيفي رئيسا التحاد الصحفيين الليبيين بالخارج‬

‫اإلعالن عن ميثاق شرف للسلطة‬ ‫الرابعة في اليوم العالمي للصحافة‬ ‫متابعة وعدسة‪ :‬علي خويلد‬ ‫مب��ن��اس��ب��ة ال��ي��وم ال��ع��امل��ي حل��ري��ة ال��ص��ح��اف��ة ال����ذي ص��ادف‬ ‫األح��د امل��اض��ي امل��واف��ق ‪ 3‬م��اي��و وف��ي ب���ادرة ه��ي األول���ى من‬ ‫نوعها عقدت مجموعة من الصحفيني الليبيني املقيمني‬ ‫قسر ًا خارج الوطن اجتماعا تأسيسيا الحتاد الصحفيني‬ ‫الليبيني ب��اخل��ارج إمي��ان�� ًا منهم ب���أن ال��ص��ح��اف��ة واإلع�ل�ام‬ ‫رسالة صادقة تتمتع بحرية الرأي وفق قوانني وتشريعات‬ ‫وم��واث��ي��ق تضمن ح��ق التعبير لكل ال��ن��اس ألج��ل حتقيق‬ ‫ال��ع��دال��ة االج��ت��م��اع��ي��ة ف��ي امل��ج��ت��م��ع ورف����ع ال��ظ��ل��م ووق��ف‬ ‫االغتياالت والتعذيب واالنتهاكات التي تشهدها البالد‬ ‫والتي طالت ع��دد ًا من الصحفيني واإلعالميني والنشطاء‬ ‫واملدونني وحتى البسطاء العاديني ألنهم فقط يعبرون عن‬ ‫آرائهم ويكشفون احلقائق التي يرفضها البعض‪.‬‬

‫رئيس االحتاد محمود البوسيفي‬

‫وقبل مباشرته ف��ي إل�ق��اء كلمة االف�ت�ت��اح طلب االس �ت��اذ الكاتب‬ ‫والصحفي «محمود البوسيفي» رئيس االحت��اد من احلاضرين‬ ‫الوقوف دقيقة صمت لقراءة س��ورة الفاحتة ترحماً على أرواح‬ ‫الصحفيني واإلعالميني التي طالتهم أيادي الغدر‪.‬‬ ‫ولفت البوسيفي في االجتماع الذي عقد في قاعة االجتماعات‬ ‫مبقر احتاد الصحفيني العرب بالقاهرة إلى أن فكرة تأسيس احتاد‬ ‫الصحفيني الليبيني في اخلارج ولدت منذ فترة الستة أشهر املاضية‪،‬‬ ‫وجرى العمل على إنشاء هذا الكيان إلى ان جاءت هذه اللحظة‬ ‫واجتمعنا على ضرورة وجود جسم يجمع كل الصحفيني املقيمني‬ ‫خارج ليبيا سواء من هم في ال��دول العربية او األجنبية‪ ,‬وإعادة‬ ‫االعتبار لتصنيف كلمة الصحفي او االعالمي التي بدأ يطلقها‬ ‫الكثيرون على أنفسهم وهم ليسوا بذلك‪ ,‬موضحا أهمية وجود‬ ‫مثل هذا الكيان للدفاع عن الصحفيني والنظر إلى احتياجاتهم‬ ‫ومتثيلهم في كل املؤمترات واحملافل الدولية واإلقليمية‪ ,‬وإصدار‬ ‫بطاقات صحفية لهم تثبت هويتهم كصحفيني‪ ,‬باإلضافة إلى ان‬ ‫ه��ذا االحت��اد سيعمل على توثيق كل اجل��رائ��م واالنتهاكات التي‬ ‫حتدث في حق الصحفيني واإلعالميني‪.‬‬ ‫وات �ف��ق الصحفيون احل��اض��رون ع�ل��ى ب�ع��ض ال�ن�ق��اط اخل��اص��ة‬ ‫والضرورية للعمل الصحفي واإلعالمي لتكون ميثاق شرف لهذه‬ ‫املهنة محددين في امليثاق النقاط التالية ‪:‬‬ ‫> م��ا ي��رد ف��ي ه��ذا امليثاق يكون ملزماً لكل م��ن يقبل ب��ه ويوقع‬ ‫عليه ممن ميارس مهنة الصحافة املطبوعة وااللكترونية واملرئية‬ ‫واملسموعة متعهدا أن يعمل مبقتضاه طواعية واختياراً وأنه ملتزم‬ ‫به التزاماً تاماً مهما كانت األح��وال‪ ,‬وإن مخالفته لهذا التعهد‬ ‫وااللتزام كفيلة بالطعن في شرفه املهني ومصداقيته املهنية وجتعله‬ ‫محال للمسألة واحملاسبة أمام اجلهة التأديبية املخولة بذلك وفقا‬ ‫لآللية التي يقررها مجلس التأديب املؤسس بناء على هذا امليثاق‪.‬‬ ‫> إن الصحفيني املوقعني على ه��ذا امليثاق يؤمنون ب��أن رسالة‬ ‫الصحافة واإلع�ل�ام هي تقدمي املعلومة الصادقة بكل شفافية‬ ‫وحيادية دومنا تزوير أو تشويه‪ ,‬ويدركون ما يعنيه ذلك من ضرورة‬ ‫بذل كل اجلهد من أجل الوصول إلى احلقيقة وحتريها بكل السبل‬ ‫في سعيهم لتلك املعلومة‪.‬‬ ‫> املوقعون على هذا امليثاق ملتزمون باالنحياز لقضايا احلرية‬ ‫والعدالة االجتماعية ويناهضون الظلم بكافة أشكاله وأنواعه‬ ‫ويسخرون جهودهم في هذا السبيل‪ ،‬ويدافعون على حقوق اإلنسان‬ ‫التي نصت عليها الشرائع السماوية وكفلتها املواثيق والعهود‬ ‫الدولية‪ ،‬ويرفضون العنف وسيلة لفرض اآلراء واألفكار واملعتقدات‬ ‫ويعتمدون احل��وار وال�ت��داف��ع السلمي وسيلة إلدارة الصراعات‬


‫جزء من االجتماع‬

‫االجتماعية التي تفرضها سنن‬ ‫العمران البشري‪.‬‬ ‫> امل��وق �ع��ون ع�ل��ى ه��ذا امليثاق‬ ‫يؤمنون بحرية التعبير واإلعالم‬ ‫بصورة تضمن لإلعالمي حقه‬ ‫فى ممارسة مهنته بكل حرية‬ ‫ودون أي ق�ي��ود أو ت��دخ��ل من‬ ‫السلطة التنفيذية وال سلطان‬ ‫عليه إال ضميره املهني وما ألزم به نفسه وفق أحكام هذا امليثاق‪,‬‬ ‫ويرون في ذلك التجسيد احلقيقي لإلعالم كسلطة رابعة قادرة‬ ‫على املساهمة في تطور املجتمع وتقدمه‪.‬‬ ‫> امل��وق�ع��ون على ه��ذا امليثاق ملتزمون ب��اح�ت��رام القيم الدينية‬ ‫للمجتمع والدفاع عنها ضد التحريف أو التشويه أو االستثمار‬ ‫واالستغالل لهذه القيم من أي جهة كانت لتحقيق أغ��راض أو‬ ‫مصالح دنيوية وفئوية خاصة تهدد أمن واستقرار املجتمع أو تهدد‬ ‫وحدة الوطن وسيادته أو تكرس ظلما اجتماعياً أو سياسياً بأي‬ ‫صورة كانت‪.‬‬ ‫> امل��وق�ع��ون على ه��ذا امل�ي�ث��اق ملتزمون بحماية س��ري��ة مصدر‬ ‫معلومتهم دون ان يخل ذلك مبسؤوليتهم عن بذل ما فى الوسع من‬ ‫جهد فى التحرى عن صدق املعلومة وصحتها‪.‬‬ ‫> املوقعون على هذا امليثاق يؤمنون بأن املعلومة و اخلبر حق للمواطن‬ ‫وجب العمل على الوصول إليهما وعلى الدولة و أجهزتها تسهيل‬ ‫كافة السبل لتمكينهم من احلصول عليهما‪ ،‬وعلى ذلك يتأسس‬ ‫واجبهم في ايصالهما إلى املواطن بكل موضوعية وحيادية‪ ،‬وهم‬ ‫في ذلك يفرقون بني اخلبر واملعلومة و الرآى‪ ,‬فاملعلومة والرأي حق‬ ‫للمواطن والرأي حق لصاحبه‪ ،‬وللكل مساحتهما الواجب توفيرها‬ ‫وضمانها في كل ما يتعارف عليه من وسائط إعالمية‪.‬‬ ‫> امل��وق�ع��ون على ه��ذا امل�ي�ث��اق يتمسكون بحقهم ف��ي مناهضة‬ ‫ومعارضة أي تشريع أو ق��ان��ون أو ق��رار إداري يحد م��ن حرية‬ ‫ممارستهم للمهنة‪ ،‬أو يعيق وصولهم للمعلومة واخلبر أو يفرض‬ ‫عليهم ق �ي��وداً متعسفة تستهدف احل��د م��ن حريتهم أو إسكات‬ ‫أصواتهم ويتمسكون بحقهم بالطعن في دستوريته أمام احملكمة‬ ‫الدستورية أو إدارياً أمام القضاء اإلداري (وفق احلال) ومبقاضاة‬ ‫أي جهة تنفيذية متارس ضدهم مثل هذه اإلجراءات‪.‬‬ ‫> املوقعون على ه��ذا امليثاق يتضامنون م��ن أج��ل ع��دم معاقبة‬ ‫الصحفي أو الشخص املتعاون حتت مبررات األمن القومي بسبب‬ ‫كشفه عن معلومات خاصة إذا لم يؤدي ذلك الكشف إلى إحلاق‬ ‫ض��رر فعلي ب��األم��ن القومي‪ ,‬أو أن املصلحة العامة ف��ي معرفة‬

‫امل�ع�ل��وم��ات ت�ف��وق على الضرر‬ ‫احل��اص��ل بسبب ال�ك�ش��ف عن‬ ‫املعلومات‪.‬‬ ‫> امل��وق �ع��ون ع�ل��ى ه��ذا امليثاق‬ ‫يعتقدون بأن أي دعوة أو جهد‬ ‫يتسم بالعنصرية يفرق بني أبناء‬ ‫آدم على أساس من عرق أو لون‬ ‫أو يدعوا إلى كراهية أو عنف‪،‬‬ ‫وفقاً لذلك من األمور املرفوضة الواجب مناهضتها ومقاومتها‪.‬‬ ‫> املوقعون على هذا امليثاق ملتزمون باحترام اآلداب العامة واحلياة‬ ‫اخلاصة لألفراد وأسرارهم وميتنعون عن كل ما من شأنه خدش‬ ‫احلياء وال��ذوق العام‪ ،‬أو انتهاك للحرمات اخلاصة باألفراد أو‬ ‫التشهير بأعراضهم‪.‬‬ ‫> املوقعون على هذا امليثاق يلتزمون بواجبهم في الرقي باملهنة‬ ‫وتطوير حرفيتها واالبتعاد بها عن االبتذال واالرت��زاق الرخيص‪،‬‬ ‫وعن أي ممارسات تؤدي إلى تدني مستواها شكال ومضموناً‪.‬‬ ‫> امل��وق�ع��ون على ه��ذا امل�ي�ث��اق ملتزمون ب��ال��دف��اع ع��ن استقالل‬ ‫الوطن وحرية وسيادته وميتنعون عن كل ما من شانه تهديد هذا‬ ‫االستقالل وتلك احلرية والسيادة‬ ‫املوقعون على هذا امليثاق ملتزمون بإحترام استقاللية القضاء‬‫وااللتزام بعدم العمل على التأثير عليه من خالل قيامهم مبهنتهم‪،‬‬ ‫كما يلتزمون أيضاً مبا يقرره من قواعد وأصول في شأن نشر أي‬ ‫معلومات تتعلق في ما ينظره من دعاوى وقضايا متى ما كان ذلك‬ ‫الزماً ملقتضيات العدالة‪.‬‬ ‫> املوقعون على ه��ذا امليثاق ملتزمون باحترام وكفالة حق الرد‬ ‫للجميع دون تأخير أو استثناء‪ ،‬ويعتبرون حق الرد مسألة ال تقبل‬ ‫التأجيل أو اإلنقاص ألي سبب كان‪ ،‬إال إذا كان ذلك برضى طوعي‬ ‫حر من صاحب احلق‪.‬‬ ‫> يلتزم املوقعون بالتصحيح ال�ف��وري م��ع االع �ت��ذار ألي خبر أو‬ ‫معلومة تكشف وجود أخطاء أو مغالطة أو تشويه فيها‪ ،‬ويتعهدون‬ ‫بتقصي أسباب ذلك اخللل‪ ،‬واتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان‬ ‫عدم تكراره‪.‬‬ ‫هذا وفي نهاية االجتماع رفع احلاضرون شعاراً (اوقفوا القتال)‬ ‫مبناسبة اليوم العاملي حلرية الصحافة‪ ,‬واكد اجلميع بالعمل على‬ ‫مخاطبة كل الصحفيني واالعالميني املقيمني خارج ليبيا ودعوتهم‬ ‫لالنتساب لهذا االحتاد الذي يكفل لهم حقهم في التعبير والعمل‪,‬‬ ‫كما يدعوهم لإلطالع على هذا امليثاق الذي سيرسل لهم ألمكانية‬ ‫االضافة او التعديل في فقراته حسب وجهات النظر‪.‬‬

‫حداد على شهداء الكلمة في ليبيا ‪ ..‬ورفع‬ ‫شعار «أوقفوا القتل»‬


‫‪30‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫قبل أن أنسى‬

‫فكذبوه‪ ..‬فعقروها!!‬ ‫الصديق بودوارة‬ ‫« برنارد ليون « ‪ ،‬ليس نبي الله صالح ‪ ،‬لكن « ليبيا « قد تصبح‬ ‫«ناقة ثمود « ‪ ،‬إذا ما واصلنا مسلسل ذبحها الذي نحن فيه اآلن ‪.‬‬ ‫لست على استعداد‬ ‫« برنارد ليون « ‪ ،‬ليس نبي الله صالح ‪ ،‬وأنا‬ ‫ً‬ ‫ولست‬ ‫للتورط في تشبيه مندوب أممي عابر بنبي من أنبياء الله ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫مستعداً ألضع يدي في وكر ثعابني متعطشة للنهش ‪ ،‬لكني أريد‬ ‫وطن حتول إلى ناقة ‪ ،‬وعن ٍ‬ ‫ناقة ذبحها‬ ‫فقط أن أخبركم شيئاً عن ٍ‬ ‫أهلها ‪ ،‬وعن أهل ضربوا عرض احلائط بنصائح مبعوث أممي‪،‬‬ ‫لعله لم يسمع في حياته بني الله صالح ‪ ،‬ولم ير ناق ًة في حياته‬ ‫على اعتبار أن أسبانيا ليست مكاناً مناسباً للنوق املهيبات ‪.‬‬ ‫قريب أو‬ ‫« برنارد ليون» ليس نبي الله صالح ‪ ،‬وال عالقة له من‬ ‫ٍ‬ ‫بعيد بتلك القصة الشهيرة عن نبي الله الذي أمر قومه بأن ال‬ ‫يذبحوا ناقتهم ‪ ،‬بل أن يكرموها إلى احلد الذي يجعلوا لسقايتها‬ ‫ي��وم�اً ‪ ،‬ولهم ي��وم ‪ ،‬مبعنى أن الناقة تشرب لوحدها ف��ي ي��وم ‪،‬‬ ‫ويشربون هم لوحدهم في اليوم الذي يليه ‪ ،‬إن نبي الله كان يريد‬ ‫أن يقول للناس ‪ :‬دعوا الناقة تشرب في يومها ‪ ،‬ألنها ستمنحكم‬ ‫حليبها في اليوم الذي يليه ‪ ،‬فما في ضرعها لكم ‪ ،‬أما ما في‬ ‫بطونكم فليس لوجه الناقة ‪ ،‬وليس لوجه أي ش��يء آخ��ر سوى‬ ‫مطامعكم التي ال تنتهي ‪ ،‬لكن القوم ال يفهمون الدرس ‪ ،‬ويصرون‬ ‫على أن يذبحوا الناقة نكاي ًة في نبي الله ‪ ،‬فهل نحن بقية من قوم‬ ‫صالح ؟‬ ‫« برنارد ليون» ليس نبي الله صالح ‪ ،‬إنه مجرد مواطن أسباني‬ ‫عمل في‬ ‫مثقف بعض ال�ش��يء ‪ ،‬حتصل مبحض الصدفة على ٍ‬ ‫األمم املتحدة ‪ ،‬ومع بعض احلظ ‪ ،‬مت تعيينه كمبعوث أممي حلل‬ ‫مشاكل ستة ماليني ليبي ضاقت بهم بالدهم الشاسعة ‪ ،‬فهل‬ ‫« ب��رن��ارد ليون « مع ستة‬ ‫أروي حلضراتكم مأسأة ال�س�ي��د‬ ‫ماليني ليبي ؟‬ ‫إن الرجل يكاد يصل اآلن إلى مرحلة اجلنون الكامل ‪ ،‬وال شك‬ ‫أن��ه يحلم بكوابيس بشعة ع��ن «أم�ن��ا ال�غ��ول��ة» ‪ ،‬و»أم بسيسي»‬ ‫‪ ،‬وال شك أيضاً أنه صار يبكي بال دم��وع كلما شاهد برنامجاً‬ ‫ح��واري�اً ليبيا بني ستة ماليني ليبي حت��ول خمسة ماليني منهم‬ ‫إلى نشطاء سياسيني ‪،‬بينما تخصص املليون الباقي في التحليل‬ ‫«االستراتيجي» ‪ ،‬في نقلة نوعية لم يفهمها العالم حتى اآلن‪،‬ولن‬

‫يفهمها فيما تبقى له من عمر ‪.‬‬ ‫هذا هو مختصر تشخيص حالة املواطن األسباني «برنارد ليون» ‪،‬‬ ‫فما هي العالقة اآلن بني «ليون» و»صالح» ‪ ،‬وكيف ميكن أن يتحول‬ ‫ستة ماليني ليبي إلى قوم ثمود ‪ ،‬بينما تتحول «ليبيا» بأسرها إلى‬ ‫ناقة صالح ؟‬ ‫أحياناً نحتاج إلى قراءة نصوص الدين مرتني لكي نفهم الدنيا ‪،‬‬ ‫ولو جلزء من الوقت ‪ ،‬فهل تسمحون اآلن لي بقراءة ثانية لنص‬ ‫ديني قدمي ؟‬ ‫إن العبرة هي الكنز احلقيقي للكتب السماوية ‪ ،‬فهي ليست كتب‬ ‫جغرافيا أو علوم أو فيزياء ‪ ،‬كما حاول بعض الكهنة أن يجعلوها‬ ‫‪ ،‬إن الكتب السماوية هي كنز حقيقي للموعظة ‪ ،‬ومخطيء من ال‬ ‫يقرأ في نصوص الدين ما بني السطور ‪.‬‬ ‫في قصة نبي الله صالح ‪ ،‬أنه أمر قومه باحلفاظ على الناقة ‪،‬‬ ‫وفي قصة ليبيا أن ليبيا ذاتها هي الناقة الودود احلنون التي متنح‬ ‫احلليب والوبر واللحم واخلير الوفير ‪.‬‬ ‫إنها أيضاً تعطي ملالكها الثقة واالعتزاز والسطوة ‪ ،‬ألن من ميلك‬ ‫عجوز منهك‬ ‫االبل ميلك اخلير كله ‪ ،‬ومن يفقدها يصبح مجرد‬ ‫ٍ‬ ‫يذرع الصحراء على ظهر حمار منهك بدوره ‪ ،‬وأنت ال تستطيع أن‬ ‫تقطع مفازة نفسك على ظهر حمار ‪ ،‬وال ميكنك أيضاً أن تسود‬ ‫ٍ‬ ‫بناقة مذبوحة ‪،‬فهل عرفتم اآلن فداحة أن يذبح الواحد‬ ‫قومك‬ ‫منا ناقته ؟‬ ‫إننا نذبح ناقتنا اآلن أيها السادة ‪ ،‬فليس قوم صالح اآلن أحمق‬ ‫منا في شيء ‪،‬كالنا ذبح ناقته ‪ ،‬غير أننا أكثر حمقاً منهم مبراحل‬ ‫‪ ،‬ألنهم على األق��ل ذبحوا ناقة ‪ ،‬مجرد ناقة ‪ ،‬أم��ا نحن ‪ ،‬فقد‬ ‫ذبحنا وطناً ‪،‬كان هو الناقة بالنسبة لنا ‪ ،‬وكان هو الوبر ‪ ،‬وكان هو‬ ‫احلليب ‪ ،‬وكان هو اللحم ‪ ،‬وكان هو بالنسبة لنا كل شيء ‪.‬‬ ‫« برنادر ليون « ليس نبي الله صالح ‪ ،‬أنا فقط أستعير العبرة من‬ ‫النصوص ‪ ،‬وأنا فقط أنبهكم أيها السادة إلى أننا جميعاً ‪ ،‬وأنا‬ ‫منكم ‪ ،‬بدأنا في النظر إلى هذا املواطن األسباني بعني الريبة‬ ‫والشك ‪ ،‬فهو عندنا ‪ ،‬هو ذلك « النصراني» الشاحب ‪ ،‬الذي ينوي‬ ‫يوم إلى ألف قطعة وقطعة‬ ‫ببالدنا شراً ‪ ،‬ويحلم أن يقسمها ذات ٍ‬ ‫‪ ،‬بل أن البعض منا متادى في شكوكه إلى درجة أنه اتهمه سراً‬


‫بأنه يريد أن يجعل األسبان يحتلون ليبيا نكاي ًة في احتالل العرب‬ ‫لبالده منذ ألف سنة من اآلن ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫شعب س��يء يالوراثة ‪،‬‬ ‫ظنون سيئة ‪ ،‬ليست منهجاً غريبا على‬ ‫ٍ‬ ‫شعب يتهم « االمبريالية» بإفساد وطنه ‪،‬بينما يقوم هو بهذه املهمة‬ ‫بكفاءة أكبر من كل أمبرياليات العالم ‪ ،‬إن أعتى أمبريالية في‬ ‫الدنيا لن جترؤ على تدمير ٍ‬ ‫كامل في ظرف أربع سنوات فقط‬ ‫بلد ٍ‬ ‫الغير ‪ ،‬أملانيا النازية بكل جبروتها لم تتمكن من ذلك ‪،‬نحن فقط‬ ‫فعلناها ‪ ،‬فهل يحق لنا التكبير بهذه املناسبة ؟‬ ‫إن الرجل ظل وألشهر طويلة ‪ ،‬يركض بني وجوه متجهمة لليبيني‬ ‫متجهمي الوجوه بالوراثة ‪ ،‬ال يضحكون « للرغيف السخن» على‬ ‫رأي اخوتنا في الشام ‪ ،‬تاركاً وراءه مباريات ريال مدريد وبرشلونة‬ ‫‪ ،‬ليشاهد مرغماً مباراة بائسة بني حكومة أمر واق��ع لعبت مع‬ ‫الذئب فلعب بها الذئب ‪ ،‬وبرملان منتخب شرعي ‪ ،‬لم يصدق بعد‬ ‫بوضوح‬ ‫أنه ميتلك شرعية كان عليه أن يتصرف على أساسها‬ ‫ٍ‬ ‫وثقة وبال أدنى تردد ‪.‬‬ ‫ميارس الرجل وظيفته ‪ ،‬ومنارس نحن عنادنا ‪ ،‬وبيننا تقف ناقة‬ ‫صالح القدمية ‪ ،‬أي ليبيا احلالية ‪ ،‬تنتظر نهاية القصة ‪ ،‬وبيننا‬ ‫يقف «برنارد ليون» يصرخ هنا وهناك ‪ ،‬مطالباً بأن يتنازل كل‬ ‫ٍ‬ ‫طرف عن بعض من مطالبه لكي ال متوت الناقة ‪ ،‬لكننا نقذف‬ ‫املبعوث األممي بشتائم « أممية» ‪،‬ونظل نتهمه بأنه مجرد مواطن‬ ‫أسباني أبله شاحب الوجه ‪ ،‬لم يركب أبوه يوماً «اخليل املسومة» ‪،‬‬ ‫وال أنشد بيتاً من الشعر على باب خيمة محبوبته املغطاة بالكامل‬ ‫بثالث مقاطع من القماش السميك ‪ ،‬وال ّ‬ ‫نظف اسنانه بعد وجبة‬ ‫ً‬ ‫عشاء دسمة بسلك رفيع يدسه دائماً في جيبه حتسبا للوالئم‬ ‫املفاجئة ‪.‬‬ ‫ــ « إن السيد ليون أيها األخوة»‬ ‫يصرخ الليبي في وجه أخوته ‪:‬‬ ‫ــ ليس سوى مواطن اسباني شاحب لم يذق يوماً متعة أن يلتهم‬ ‫حلمة «الكتف» ‪ ،‬وال يستطيع أن يأمر زوجته البائسة أن تطهو‬ ‫وجبة العشاء لعشرين ضيفاً طرقوا بابه فجأة ‪ ،‬أو أن يحلف‬ ‫جل��اره بالطالق م��ؤك��داً ل��ه أن الصني ليست س��وى دول�� ًة حقيرة‬ ‫بشر قصيروا القامة ال يصلحون سوى أن‬ ‫يقطنها مليار نسمة من ٍ‬

‫يصفعهم الليبي على أقفيتهم كلما أستبد به الغصب ‪.‬‬ ‫إننا أيها السادة لم نكف عن كوننا أمة تعتقد خطأ أنها أمة من‬ ‫السادة املبجلني الطغاة ‪ ،‬كل في مجاله ‪ ،‬حتى أنك تستطيع أن‬ ‫تعثر بسهولة على طاغية ليبي كلما وقفت بسيارتك أمام االشارة‬ ‫احلمراء ‪ ،‬أو كلما جتولت بالصدفة في سوق اخلضار املجاور‬ ‫ملنزلك ‪.‬‬ ‫إننا شعب من الطغاة ‪ ،‬وإن مواطناً شاحباً مثل السيد «ليون» لن‬ ‫يستطيع بالتأكيد أن يقنعنا بشيء م��ادام يصر على أن ال نذبح‬ ‫الناقة ‪ ،‬إننا نذبح اآلن ناقتنا يا «ليون» ‪ ،‬فاذا حدث وغفرت لنا ما‬ ‫نفعله اآلن ‪ ،‬فهل ستغفر لنا الناقة ؟‬ ‫شخصياً ‪ ،‬ال اعتقد ‪ ،‬أبداً ال اعتقد !!‬


‫‪32‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شنو اجلو‬

‫دائرة المذلة وزمن النكسة والحرب في اليمن «‪»3‬‬

‫معركة بئر اللكمة‪..‬‬ ‫وثورة العجوز الجوهرية!‬ ‫براء الخطيب‬ ‫مينية تبيع احلمام في السوق‬

‫إن��ا أعطيناك احللم‪ ،‬فال أقسم بالوجع‪ ،‬فال تسأل كيف مات‬ ‫اجلنود؟ نتعاتب اآلن‪ ،‬ووالد وما ولد‪ ،‬فافرش ثوبك حلدا ملوتك‪،‬‬ ‫فتسير العصافير املكتئبة في اجلنازة‪ ،‬وتضل الرياح فوق الشجر‪،‬‬ ‫وي�ن��دى الليل بوحشة النجوم‪ ،‬وص�خ��ور جبل النبي شعيب بدم‬ ‫الضحايا‪ ،‬وما أدراك ما الضحايا‪ ،‬نتعاتب اآلن‪ ،‬فمن يأكل جسد‬ ‫أخيه حيا‪ ،‬ومن يفتح قميصه للريح فيبتل مباء الوطن‪ ،‬نتعاتب‬ ‫اآلن‪ ،‬ومن يحمل قمصان اجلرحى‪ ،‬ورايات الشهداء‪ ،‬نتعاتب اآلن‪،‬‬ ‫فاجلس في راح��ة الوحشة وافتح أوج��اع��ك بابا لطيور الكآبة‪،‬‬ ‫توعر الطريق ضاقت مساحات‬ ‫وروحك بابا لوجع العتاب؛ فإذا ّ‬ ‫اخلالص‪ ،‬وابتعدت ضفاف النهر‪ ،‬وغصت املنحنيات باحلفر التي‬ ‫ال تلد إال املصادفات الغامضة‪ ،‬وفي الغربة ال شيء يخيف وال لون‬ ‫لأللم‪ ،‬يفطم الوليد على لنب االشتباك واملرارة‪ ،‬لكن سوف يبقى‬ ‫باب األمل اخلفي باقيا لألبد يخايلنا بوعد اخلالص وحلظات‬ ‫من السرور املطارد‪ ،‬تتساقط اخلطى بحثا عن زمنها خلف بهجة‬ ‫االنتصار املؤجل‪ ،‬وبني اشتهاء الثمر الساقط من نخيل يرسمه‬ ‫الدمع املتحجر في مآقي العيون اليمنية امل��دم��اة ب��ورق القات‪،‬‬ ‫وكالسحب البعيدة‪ ،‬كأيام الطفولة التي ولت وعبر الفراغ يعبر‬ ‫احلنني متخطيا كل املسافات‪.‬‬ ‫صوت للنبوءات يأتي‪ ،‬فال يبقى العالم نفس العالم‪ ،‬وال اليمن تبقى‬ ‫نفس اليمن‪ ،‬وال تبقى األخطاء نفس األخطاء‪ ،‬وتنطلق املراثي‪:‬‬ ‫موتك ليس س��وى امل��وت‪ ،‬فال أن��ت الفارس املنتظر‪ ،‬وال سالحك‬ ‫سوى رجفة صفراء بني أضلعك‪ ،‬وال تأخذ من املوت سوى دمعتني‪،‬‬ ‫وال نعطيك من حياتهم إال دمعتني‪ ،‬تهدأ عواصف البحر وتندفع‬ ‫عواصف الصحاري وت��ورق أوراق ال��رؤى‪ ،‬ويستيقظ اجلحيم من‬ ‫سبات القرون السحيقة فتشتعل الصخور‪.‬‬ ‫في هذا اليوم بدا أن اإلجهاد كان قد حل على الضابط كما حل على‬


‫قرى في صنعاء تعانق السحاب‬

‫اجلنود كما أنني كنت أغالب رغبتي في النوم بالتثاؤب فقد حملني‬ ‫حضرة الضابط وأنا أتثاءب فابتسم وأدار وجهه بعيدا عني وسأل‬ ‫الرقيب مجند «جورج كامل اخلضري» حكيمدار جماعة اإلشارة‬ ‫امللحقة على فصيلتنا عن توصيالت التليفونات‪ ،‬حيث رد عليه‬ ‫الرقيب مجند «جورج كامل اخلضري» بأن العريف «إكرامي جاد‬ ‫الرب» قد أعطاه التمام بأن كل شيء متام‪ ،‬وبأن جميع التوصيالت‬ ‫بقيادة السرية قد متت ومت جتريب خط التليفون‪ ،‬ولم يخف حضرة‬ ‫الضابط إعجابه بكل املجندين النصارى في اجليش املصري أمثال‬ ‫«ج���ورج ك��ام��ل» و»إك��رام��ي جاد‬ ‫ال���رب» وغ�ي��ره��م م��ن املجندين‬ ‫النصارى‪ ،‬فهم وطنيون جدا كما‬ ‫أنهم يشتهرون بالدقة املتناهية‬ ‫في عملهم ولذلك ف��إن القيادة‬ ‫دائما ما تقوم بإحلاقهم بسالح‬ ‫اإلش���ارة ملهارتهم ف��ي التعامل‬ ‫مع كل أجهزة اإلشارة الدقيقة‪،‬‬ ‫وعندما عرف حضرة الضابط‬ ‫بوصول «التعيني» لطعام العشاء‬ ‫ق��ام بتعيني «اخل ��دم ��ات» وه��م‬ ‫اجل �ن��ود ال��ذي��ن س��وف يقومون‬ ‫بحراسة موقعنا فوق قمة جبل‬ ‫«التيتمان» وحدد لنا كلمة السر‪،‬‬ ‫ثم صرفنا لتناول طعام العشاء‬ ‫بعد أن أمرنا بالنوم بعد تناول‬ ‫ال �ط �ع��ام م �ب��اش��رة ألن أم��ام�ن��ا‬ ‫مهمات كثيرة علينا إجنازها في‬

‫الصباح الباكر‪ ،‬ومت توزيع «التعيني» على كل أفراد املوقع‪ ،‬وكانت‬ ‫وجبة من «الفاصوليا البيضاء» الساخنة مع قطعة ال ب��أس بها‬ ‫من اللحم وكمية من األرز املسلوق ورغيف خبز ميني وهو أكبر‬ ‫حجما من الرغيف الذي اعتدنا عليه‪ ،‬كما مت صرف «تعيني» للدليل‬ ‫اليمني «رضوان العزي البكاري» الذي اختار صحبة العريف «سعيد‬ ‫الكومي» حكمدار جماعتنا فما كان من العريف «سعيد» أن رحب‬ ‫به معنا عندما جتمعنا في خيمتنا حول القروانات لتناول الطعام‪،‬‬ ‫شكرنا «رضوان» على استضافتنا له في خيمتنا وأكد على أنه يرحب‬ ‫بكل اإلخوة العرب من بر مصر‬ ‫كضيوفه شخصيا ف��ي اليمن‬ ‫وقريته «اللكمة» التي يرأسها‬ ‫أب��وه شخصيا‪ ،‬وبعد أن رحب‬ ‫بنا كإخوة له دس يده في عبه‬ ‫وأخ��رج ص��رة متوسطة احلجم‬ ‫ووضعها أمامه‪ ،‬وفك ربطتها‪،‬‬ ‫وف � ��رد ب �ع��ض ق � ��رون «ال �ف �ل �ف��ل‬ ‫األخضر» وحزمة من «الكرات‬ ‫األخضر»‪ ،‬ثم أخذ ي��وزع علينا‬ ‫ق��رون «الفلفل األخ �ض��ر» وهو‬ ‫يبتسم في وجوهنا وهو يقول‪:‬‬ ‫» أحلى بسباس ألجدع رجال‬‫بر مصر األحرار»‪.‬‬ ‫عرفنا أن «البسباس» هو «الفلفل‬ ‫األخضر» احل ّراق‪ ،‬لكني عندما‬ ‫قضمت نصف «قرن البسباس»‬ ‫الصغير الذي ناوله لي «رضوان»‬

‫من يأكل جسد أخيه حي ًا ‪ ..‬ومن يفتح قميصه‬ ‫للريح فيبتل مباء الوطن ؟!!‬

‫ال تسأل كيف مات اجلنود ‪ ..‬أفرش ثوبك حلد ًا‬ ‫ملوتك فتسير العصافير املكتئبة في اجلنازة ‪..‬‬ ‫ويندى الليل بوحشة النجوم ‪ ..‬وصخور جبل‬ ‫النبي شعيب بدم الضحايا‬


‫‪34‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شنو اجلو‬

‫حمير رضوان كانت وسيلتنا لنقل املياه وأشياء أخرى‬

‫فقد اندلع حريق في فمي وشعرت أن لساني قد التهب من حرقته‬ ‫ون��زل املخاط من فتحتي أنفي على شفتي‪ ،‬وشعرت بأذني كما‬ ‫لو كان قد دخل فيهما سيخان من احلديد‪ ،‬فشهقت عدة مرات‬ ‫ورحت أمسح الدموع التي انهمرت على خدي واختلطت باملخاط‬ ‫الذي ازداد هطوله من فتحتي أنفي‪ ،‬وانخرط اجلميع في ضحكات‬ ‫صاخبة من حالتي املزرية‪ ،‬فيما مد لي «عائض» يده باسما يناولني‬ ‫رأس الكراثة البيضاء وهو يشير لي بيده على فمه كمن يدعوني‬ ‫ألكلها بسرعة لكني قاومت تناول رأس الكراتة من يده في البداية‬ ‫وانهمكت في التأوهات ومسح الدموع املختلطة باملخاط فاقترب‬ ‫مني وفي عنف ملحوظ دس رأس الكراثة في فمي وهو يقول‪:‬‬ ‫»ال تغالط الضرطة بالنحنحة‪ ،‬يا أخي ال تخجل مما أصابك به‬‫البساس اليمني احل��راق‪ ،‬كما أنك حتاول أن تداري ألم احلرقان‬ ‫بالتأوهات كمن يداري ضرته بنحنحته»‪.‬‬ ‫بعد فترة صمت كان كل من سمع كالم «رضوان» يفكر في حل شفرة‬ ‫الكلمات لفهم املعنى املقصود‪،‬‬ ‫وانفجر اجلميع ف��ي الضحك‪،‬‬ ‫غ��ال �ب��ت ال� �ن ��ار ال��ت��ي اش�ت�ع�ل��ت‬ ‫ف��ي لساني‪ ،‬ون�ظ��رت إل��ى وجه‬ ‫«رضوان» فلمحت على مالمحه‬ ‫نوعا ما من الشماتة وكنت أفكر‬ ‫في معنى كالمه حلظتها‪.‬‬ ‫في هذه اللحظة أدرك��ت أنا أن‬ ‫«رضوان البكاري» كان يعاقبني‬ ‫على خطأ اقترفته أنا في حقه‪،‬‬ ‫لكني لم أعرف‪ -‬حلظتها‪ -‬سر‬ ‫الشماتة على مالمحه وال سبب‬ ‫عقابه لي‪ ،‬وعندما فرش فرشته‬ ‫التي س��وف ينام عليها بجوار‬ ‫فرشتي ومتدد عليها وهو يحس‬ ‫بنشوة خفية وهو يشرح لي ملاذا‬ ‫خطط ونفذ حرق لساني وجعله‬ ‫زمالئي يضحكون على منظري‬

‫فقرر أن يصارحني بالسبب ال��ذي دع��اه إل��ى ذل��ك وأن��ه قد تعمد‬ ‫فعل ذلك ألني قد سخرت منه في قرارة نفسي وحتديدا من الزي‬ ‫الذي يرتديه‪ ،‬وشرحت أنا له‪ -‬يومها‪ -‬أنني لم أسخر من «اجلونلة»‬ ‫التي يرتديها‪ ،‬بل كل ما ح��دث هو أنني قد اندهشت فقط ألن‬ ‫هذه كانت هي أول مرة ترى فيها رجال يلبس «اجلونلة» التي ال‬ ‫تلبسها إال البنات والنسوة في مصر كلها‪ ،‬وعندما تأكد أني لم أكن‬ ‫أسخر منه بنظراتي بل أن األمر لم يكن سوى دهشة من غرابة‬ ‫ردائه بالنسبة لي؛ فشرح لي بأن ما يلبسه هو ما يلبسه كل رجال‬ ‫اليمن من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها‪ ،‬وأن ما يلبسه‬ ‫ليس هو «اجلونلة» التي تلبسها البنات والنسوة في بر مصر‪ ،‬بل ما‬ ‫يلبسه هو «املعوز» الذي يلبسه كل الرجال ويربطونه باملئزر حول‬ ‫بطونهم مثبتني في منتصفه «اجلنبية» التي تشكل اخلنجر الذي‬ ‫يسمونه «القرن»‪ ،‬وبعد أن انتهى اجلميع من تناول الطعام أخرجت‬ ‫علبة السجائر «البلمونت» التي كتب على كل سيجارة منها احلرفان‬ ‫«ق م» أي «قوات مسلحة» وهي‬ ‫ت� ��وزع ع �ل��ى اجل��ن��ود ك �ن��وع من‬ ‫الترفيه الضروري بحيث يتسلم‬ ‫ك��ل ج�ن��دي خ��رط��وش��ة سجائر‬ ‫كاملة مع راتبه الشهري وكانت‬ ‫كل خرطوشة حتتوي على عشر‬ ‫ع�ل��ب ب�ك��ل علبة س�ج��ائ��ر منها‬ ‫عشرين سيجارة‪ ،‬وعندما حملت‬ ‫النظرات الهادئة على مالمح‬ ‫«رض��وان» وه��و ينظر إل��ى علبة‬ ‫السجائر في يدي فقد عزمت‬ ‫عليه بسيجارة فتناول «رضوان»‬ ‫السيجارة ووضعها بني شفتيه‬ ‫وأخ ��رج م��ن جيبه قطعتني من‬ ‫الصخر المعتني كما ل��و كانتا‬ ‫م��ن ال��رخ��ام ومعهما فتيل من‬ ‫ال �ق �ط��ن ال � ��ذي ب� ��دا م ��ن ل��ون��ه‬ ‫الداكن أنه قد احترق قبل ذلك‬

‫لم يخف الضابط إعجابه بكل املجندين النصارى‬ ‫في اجليش املصري أمثال «جورج كامل و»إكرامي‬ ‫جاد الرب»‬ ‫صحبنا دليل الفصيلة رضوان العزي بحميره‬ ‫اخلمسة إلى خزان «اللكمة» ‪ ..‬وكان الزحام‬ ‫الشديد في انتظارنا‬


‫املعوز واخلنجر أهم ما مييز الزي التقليدي اليمني‬

‫كثيرا‪ ،‬وراح يضرب القطعة األولى بالقطعة الثانية واضعا الفتيل‬ ‫شبه احملترق بينهما‪ ،‬وبعد حلظات اشتعلت مقدمة الفتيل‪ ،‬فق ّرب‬ ‫الفتيل من فمه وأشعل سيجارته ثم أمسك طرف الفتيل املشتعل بني‬ ‫أصابعه وأطفأه وقدم لي سيجارته حتى أشعل سيجارتي‪ ،‬أشعلت‬ ‫سيجارتي وأعدت إلى «رضوان» سيجارته ثم مددت يدي في جيبي‬ ‫وأخرجت علبة الكبريت «ماركة الهلب» وناولتها لرضوان وطلبت‬ ‫منه االحتفاظ بها لنفسه‪ ،‬ابتسم «رضوان» وهو يدس علبة الكبريت‬ ‫في عبه وهو يشرح لي األم��ر‪ :‬فهو ال يحب إشعال سيجارته إال‬ ‫بقداحة الصوان وفتيل القطن الذي أجاد تسخينه بدون أن يحترق‬ ‫لدرجة أن استمتاعه بتدخني السيجارة يبدأ من حلظة ضرب‬ ‫قطعتي حجر الصوان في بعضهما عدة مرات حتى يشتعل الفتيل‬ ‫لكنه سوف يحتفظ بعلبة الكبريت ليعطيها ألمه التي حتب الكبريت‬ ‫املصري وتفضله في إشعال نار التنور عن قداحة الصوان حيث أن‬ ‫أمه قد عرفت الكبريت ألول مرة في حياتها منذ أربع سنوات في‬ ‫بدايات مجيء اجلنود املصريني واتخاذهم قرية «اللكمة» مركزا من‬ ‫مراكزهم املهمة في حربهم مع «اإلمام البدر» وحلفائه من القبائل‬ ‫اليمنية حلماية الطريق الذي يربط «صنعاء» عاصمة البالد مبيناء‬ ‫«احلديدة»‪ ،‬لكن احلب الكبير هو الذي تكنه أمه للصابون املصري‬ ‫فلم يكن أهل اليمن يعرفون الصابون برائحة أوراق الليمون‪ ،‬واليوم‬ ‫ال تكف «أم رضوان» عن الدعاء وشكر املولى العظيم الذي أرسل‬ ‫اجلنود من بر مصر يحملون هذا الصابون الذي هو السحر عينه‪،‬‬ ‫فله سحر عجيب وغريب في غسيل املالبس واألج�س��اد‪ .‬فتحت‬ ‫قفل مخلتي وأخرجت ثالث قطع من الصابون األخضر «ماركة‬ ‫أبو الهول» لغسيل املالبس وقطعتني من الصابون أبو ريحة ماركة‬ ‫«كومبلكس» املشهورة‪ -‬تقول عنها إعالنات اإلذاع��ة أنه برائحة‬ ‫أوراق الليمون‪ -‬كنت قد تسلمتها كمخصص ضمن التعيني للنظافة‬ ‫يوزع على اجلنود وناولتهم ألخي وصديقي اجلديد «رضوان العزي‬ ‫البكاري» الذي بدا االمتنان الشديد على مالمحه وهو يتناول قطع‬ ‫الصابون من يد شقيقه اجلندي املصري الذي أتى لنصرته ونصرة‬ ‫اجلمهورية الفتية في مواجهة اإلم��ام املخلوع والقبائل اليمنية‬ ‫والرجعية السعودية املتحالفة معه‪.‬‬ ‫وضع «رضوان» قطع الصابون بعناية شديدة في اجلراب الذي كان‬

‫أبو الهول كان حاضر ًا معنا في ماركة الصابون‬ ‫حتى األطفال أقحموا في احلرب األهلية‬


‫‪36‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شنو اجلو‬

‫فجأة اندلعت معركة غير معروفة األسباب بني‬ ‫األهالي بالعصي والنسوة باألواني من ناحية‬ ‫وبعض اجلنود املصريني من ناحية أخرى‬

‫عبد احلكيم عامر أثناء زيارته لليمن‬

‫تفر صرخت في وجه‬ ‫العجوز التي لم ّ‬ ‫الرقيب قائلة ‪ :‬قسم ًا برأس احلسني لن ميأل‬ ‫أحد قبلي‬ ‫ٌ‬ ‫بجانبه‪ ،‬ثم دس يده في عبه وأخرج حجابا صغيرا ناوله لي قائال‬ ‫ب��أن ه��ذا هو أغلى ما ميلكه ول��ن يبخل به كهدية لصديقه‪ ،‬فهو‬ ‫يعطيني اليمن‪ ،‬كل اليمن‪ ،‬وما هذا احلجاب إال تاريخ اليمن الذي‬ ‫وزعه عليهم الشيخ «ذيب» عاقل قريتهم وقد كتبه له األستاذ «صالح‬ ‫تويتي» ناظر املدرسة ووزعه عليهم كبير قريتهم وطلب من اجلميع‬ ‫حفظه عن ظهر قلب‪.‬‬ ‫قضينا ليلتنا في هدوء وكنا نسمع أصوات اجلنود املكلفني بخدمة‬ ‫املوقع وهم يتصايحون بأصوات عالية مرددين كلمات غير مفهومة‪-‬‬ ‫كانت مجرد إيقاعات صوتية وليست كلمات لها معنى‪ -‬بني احلني‬ ‫واآلخ��ر معلنني للجميع ع��ن يقظتهم ومتكنهم م��ن حماية موقع‬ ‫فصيلتنا‪ ،‬فنمنا في هدوء‪.‬‬ ‫في صباح اليوم التالي كلف الصول «عبد اللطيف الفالح» جماعتنا‬ ‫بقيادة العريف مجند «سعيد ال�ك��وم��ي» حكمدار اجلماعة بأن‬ ‫نكون ُ‬ ‫«طلبة املياه»‪ ،‬وهي اجلماعة املكلفة بإحضار املاء للفصيلة‬ ‫من خ��زان املياه‪ ،‬لم يكن فينا من يعرف مكان خ��زان املياه‪ ،‬لذلك‬ ‫فقد صحبنا دليل الفصيلة «رضوان العزي» وبالطبع فقد صحب‬

‫السالل وعبد الناصر‬

‫معه حميره اخلمس بعد أن حملناها بعشرة «جراكن» معدنية من‬ ‫تلك «اجلراكن» املستخدمة في نقل بنزين سيارات احلملة‪ ،‬وقد‬ ‫مت غسل هذه «اجلراكن» جيدا لنقل املاء أو لالحتفاظ به لشرب‬ ‫اجلنود‪ ،‬مت توزيع العشرة «جراكن» على احلمير اخلمسة بحيث‬ ‫يكون لكل حمار «جركنني» يرتبطان ببعضهما بعامود حديدي أشبه‬ ‫بقطعة من قضيب الترام حتى ميكن حتميل اجلركنني على ظهر‬ ‫احلمار بحيث يكون كل «جيركن» في جانب من جانبي ظهر احلمار‬ ‫بعد وضع «بردعة» مناسبة حتى ال يجرح العامود احلديدي ظهر‬ ‫احلمار‪ ،‬كان خزان املياه املخصص ألهالي قرية «اللكمة» ولم يكن‬ ‫خزان املياه كما تخيلته‪ -‬كنت أتخيله «فنطاس» معدني كبير‪ -‬لكن‬ ‫ما أن وصلنا فقد فوجئنا بزحام شديد جلمع كبير من األهالي‬ ‫الذين اختلطوا بعدد كبير من اجلنود املصريني‪ ،‬كان هناك الكثير‬ ‫من النسوة منهن البنات الصغيرات‪ -‬كما بدا على وجوههن غير‬ ‫املنقبة‪ -‬ضمن األهالي الذين تزاحمن ضمن املتزاحمني مع بعض‬ ‫جنود اجليش املصري الذي بدا على بعضهم السرور واملرح وهن‬ ‫ي��داع�بن ويدفعن بعض النسوة والبنات ف��ي مداعبات مرحة ال‬ ‫تستنكرها‪ -‬على األقل‪ -‬النسوة والبنات‪ ،‬فجأة اندلعت معركة غير‬ ‫معروفة األسباب بني األهالي بالعصي والنسوة باألواني من ناحية‬ ‫وبعض اجلنود املصريني من ناحية أخرى‪ ،‬فجأة أيضا دوى صوت‬ ‫طلقات دفعة كاملة من مدفع رشاش‪ ،‬فتدافع األهالي هاربني من‬ ‫املكان لالختباء خلف صخور سفح اجلبل أو ج��ذوع األشجار أو‬ ‫حتى بعض الصخور الضخمة املتناثرة في الساحة الواسعة فلم‬ ‫يتبق من أثر األهالي غير بعض احلمير واألواني التي تركوها أثناء‬ ‫هروبهم‪ ،‬وكان اجلنود املصريون ميلئون املكان‪ ،‬ظهر السور الذي‬ ‫يحيط بخزان املياه وهو سور مبني من قطع األحجار غير املتناسقة‬ ‫أحجامها والتي رصت فوق بعضها في ارتفاع يقارب املترين فيما‬


‫أثر لألهالي غير بعض احلمير‬ ‫لم يتبق من ٍ‬ ‫واألواني بعد سماعهم دوي طلقات دفعة كاملة‬ ‫من مدفع رشاش‬

‫حي ثالء في صنعاء‬

‫كان يشبه الدائرة الكبيرة التي ال يقل قطرها عن ثالثني مترا‪ ،‬دوى‬ ‫صوت جهوري آمرا اجلميع وهو يصيح‪:‬‬ ‫ «بنظام يا دفعة منك له‪ ،‬املاء لن يهرب من البئر‪ ،‬الكل سوف ميأل‬‫املاء‪ ،‬لكن بنظام وكله يقف في الدور»‪.‬‬ ‫عندما التفت ناحية الصوت رأي��ت رقيب من اجليش واقفا أمام‬ ‫فتحة في السور احلجري حول خزان املياه‪ ،‬كانت هذه الفتحة في‬ ‫السور مبثابة البوابة التي تؤدي للبئر‪ ،‬وقد بدا على الرقيب أنه قد‬ ‫نوى تنظيم اجلنود املصريني في احلصول على املاء وكانت تقف‬ ‫بجواره امرأة عجوز من األهالي متسك مبقود حمارها الذي يحمل‬ ‫«جركنني» من نفس «اجلراكن» التي كنا نحملها معنا فوق ظهره‬ ‫بنفس الطريقة التي كانت حتمل بها حمير «رضوان» وبعض احلمير‬ ‫األخرى ألفراد قواتنا املسلحة الباسلة‪ ،‬وكانت املرأة العجوز‪ -‬التي‬ ‫لم تفر مع من فر من األهالي‪ -‬تقف متصلبة في عزمية وإصرار‬ ‫يعكسان صرامة بالغة وإعالن جلي للجميع أنها سوف متضي فيما‬ ‫اعتزمته آلخر مدى وهي تصرخ في وجه الرقيب‪:‬‬ ‫»قسما برأس احلسني لن ميأل أحد قبلي»‪.‬‬‫تصورت أن الرقيب سوف يغضب من املرأة العجوز التي تصر على‬ ‫أن تفرض أوام��ره��ا على أف��راد من ق��وات جيشنا‪ ،‬لكن ح��دث ما‬ ‫لم أكن أتصور حدوثه‪ :‬ظهرت على مالمح الرقيب ابتسامة طيبة‪،‬‬ ‫وتهللت أساريره ومد يده وربت على كتف املرأة العجوز متعمدا أن‬ ‫يسمعه اجلميع وهو يوجه كلماته للعجوز قائال‪:‬‬ ‫»كلنا هنا في خدمة أهل قرية اللكمة وفي مقدمتهم خالتنا العزيزة‬‫اجلوهرية‪ ،‬فقط سوف نسمح في كل مرة لثالثني شخصا للنزول‬ ‫مللء املاء‪ ،‬على أن يكون العدد خمسة عشر أهالي وخمس عشرة من‬ ‫اجلنود‪ ،‬وسوف ننتهي سريعا‪ ،‬واآلن أريد صفا من األهالي خلف‬ ‫خالتنا اجلوهرية وصفا من اجلنود املصريني»‪.‬‬

‫جندي مصري مبدفع رشاش في اليمن‬

‫كنا نسمع أصوات اجلنود املكلفني بخدمة املوقع‬ ‫وهم يتصايحون بأصوات عالية مرددين كلمات‬ ‫غير مفهومة !!‬ ‫وبسرعة كان هناك صفا من األهالي خلف العجوز «اجلوهرية»‪،‬‬ ‫وصفا للجنود املصريني يقفون خلفي أنا وبقية جماعتنا حيث كنت‬ ‫أنا أقف خلف العريف مجند «سعيد الكومي»‪ ،‬وكان كل منا يحمل‬ ‫«جركن» من يده احلديدية‪ ،‬وأخذ الرقيب يعد األفراد من األهالي‬ ‫ويعد األف��راد من اجلنود‪ ،‬وكانت جماعتنا ضمن املجموعة التي‬ ‫وقع عليها االختيار‪ ،‬ودخلنا ضمن الداخلني مع «اجلوهرية» من‬ ‫الفتحة التي في السور احلجري والتي كان يقف أمامها الرقيب‬ ‫متابعا حفظ النظام‪ ،‬وعندما دخلت من الفتحة التي كانت مبثابة‬ ‫البوابة رأيت بركة املاء التي كانت مبثابة خزان املياه‪ ،‬بركة مياه بدا‬ ‫أنها راكدة مبا طفا على سطحها من نباتات غطت سطح بركة املاء‬ ‫وكان هناك درج حجري هابط إلى بركة املاء فقد كانت البركة على‬ ‫عمق ال يقل عن اخلمسة أمتار عن سطح األرض وبدت كحفرة في‬ ‫أرض صخرية صنعتها الطبيعة وبقيت كما هي دون تشذيب غير أنه‬ ‫فيما يبدو فقد بني األهالي هذا الدرج حتي يستطيعوا الهبوط على‬ ‫درجاته احلجرية للوصول إلى أسفل البئر حيث سطح املاء‪ ،‬وبدت‬ ‫اجلدران القدمية للبئر مصمتة وملساء من الداخل‪.‬‬


‫‪38‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون دولية‬

‫كيف نصف العالم؟ (‪)2 – 1‬‬

‫خمسة وجوه مختلفة‬

‫لعالم يكتــــــــــ‬


‫كيف نصف عاملنا؟ هناك خمسة وجوه أساسية‪ ،‬أو باألحرى خمسة مضامني‪ ..‬يبرز أحدها على سطح‬ ‫األحداث في بعض األحيان ثم يختفي ليفسح املجال لوجه ‪ /‬مضمون آخر‪ ..‬وهكذا‪ .‬وفي كل دورة من دورات‬ ‫تتغير املعادالت والنتائج التي تؤثر – سلبا أو إيجاب ًا – على ماجريات األحداث الدولية‪.‬‬ ‫الظهور واالختفاء‬ ‫ّ‬

‫خالد احلراري‬

‫ّ‬ ‫ــــظ بالتحوالت‬


‫‪40‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون دولية‬

‫دام‬ ‫احلروب حولت أرض العرب إلى مسرح ٍ‬

‫حاول فوكوياما أن يقفل الباب نهائي ًا أمام‬ ‫أي اجتهاد أو محاولة إنسانية للحياة خارج‬ ‫النموذج الليبرالي‬

‫لم يعد العامل العسكري حاسم ًا في الصراع‬ ‫بني أقطاب القوة وهو ما يعني تراجع املضمون‬ ‫االستراتيجي للظاهرة السياسية الدولية‬ ‫‪ 1‬املضمون األيدلوجي‪:‬‬‫يعتقد البعض باختفاء املضمون األيديولوجي للظاهرة السياسية الدولية‪،‬‬ ‫بعد أن م ّثل انهيار االحتاد السوفيتي واملعسكر االشتراكي انهياراً في‬ ‫القطب األيديولوجي املنافس لليبرالية والرأسمالية الغربية واملتم ّثل في‬ ‫الشيوعية واالشتراكية بشكل عام كنموذج للحياة االقتصادية والسياسية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬وهذا االنكسار والهزمية للشيوعية أدى إلى استبعاد‬ ‫العامل األيديولوجي كمضمون أساسي للظاهرة السياسية الدولية‬ ‫في النظام الدولي اجلديد‪ ،‬وأن انهيار الشيوعية م ّثل – لدى البعض‬ ‫– الدليل القاطع على مصداقية وجناعة املنهج الليبرالي الرأسمالي‬ ‫في احلياة‪ ،‬بل إلى أبعد من ذلك ذهب فرنسيس فوكوياما إلى أن‬ ‫التاريخ قد انتهى بوصول البشرية إلى احلل احلاسم والنهائي لكافة‬

‫قضايا احلياة اإلنسانية االجتماعية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬حيث لم‬ ‫يعد هناك حاجة للبحث عن صيغة أخ��رى أو فلسفة أخ��رى للحياة‬ ‫بعد أن حققت الرأسمالية انتصارها الساحق على أشد منافسيها‪،‬‬ ‫وبذلك يحاول فوكوياما أن يقفل الباب نهائياً أمام أي اجتهاد أو محاولة‬ ‫إنسانية لتص ّور وخلق من��وذج حياة يحقق السعادة اإلنسانية كقيمة‬ ‫مطلقة‪ ،‬وليس أمام البشرية إال هذا النموذج (الرأسمالي الليبرالي)‬ ‫والذي يرى فيه املنهج الوحيد واملمكن لتحقيق طموحات البشرية في‬ ‫احلياة السعيدة اآلمنة‪)1(.‬‬ ‫لسنا هنا بصدد املناقشة التفصيلية لفكرة فوكوياما حول نهاية التاريخ‬ ‫والتي تعرضت للكثير من التحليل والنقد‪ ،‬وخلص أغلب الذين تعاملوا‬ ‫معها إلى نتيجتني‪:‬‬ ‫أولهما‪ :‬أن هذه الفكرة ال ميكن أن متت إلى العلمية بصلة بسبب عدد‬ ‫كبير من الفجوات والثغرات (العلمية) في هذا الطرح‪.‬‬ ‫ثانيهما‪ :‬أن هذه الفكرة ال تتجاوز كونها تبريراً ملرحلة قادمة من‬ ‫السياسات واألدوار تبغي الواليات املتحدة األمريكية القيام بها سعياً‬ ‫وراء مصاحلها وأهدافها في ظل ما منحه لها النظام الدولي اجلديد‬ ‫من مكانة وتفوق عسكري واقتصادي‪.‬‬ ‫إال أن البعد األيديولوجي للظاهرة السياسية الدولية في النظام‬ ‫الدولي اجلديد يرتبط بشكل كبير بهذه الفكرة التي طرحت بدي ً‬ ‫ال‬ ‫أيديولوجياً للصراع يتم ّثل ف��ي ص��راع الليبرالية والرأسمالية مع‬ ‫(الضد) لها مع اختالف طبائعه األيديولوجية والثقافية لتحل محل‬ ‫املضمون األيديولوجي للظاهرة السياسية الدولية خالل فترة احلرب‬ ‫يتمحور حول الصراع بني الرأسمالية والشيوعية‬ ‫الباردة والذي كان‬ ‫ّ‬ ‫كأيديولوجيتني عامليتني ويه ّمش – وأحياناً يستوعب في نطاقه –‬ ‫األيديولوجيات والثقافات املغايرة لدى شعوب وأمم األرض األخرى‪.‬‬ ‫إن هذا البديل األيديولوجي الذي يأخذ طابعاً ثنائياً في صراع ميكن‬ ‫اعتباره (ثنائية محكمة) في مقابل (الثنائية الهشة) (األقل أحكاماً)‬ ‫والتي ميزّت املضمون األيديولوجي للظاهرة السياسية الدولية في‬ ‫نظام القطبية الثنائية‪ ،‬فاملضمون األيديولوجي هذه املرة يغطي كافة‬ ‫أطراف ووحدات املجتمع الدولي بتصنيفها مع أو ضد هذه الفلسفة‬ ‫أو األيديولوجية املستهدف انتشارها وتعميها‪ ،‬بينما كانت (الهشاشة)‬ ‫في الثنائية األيديولوجية في النظام الدولي السابق تتم ّيز بال شمولية‬ ‫الصراع‪ ،‬حيث ميكن االعتراف والتعايش مع األيديولوجيات األخرى‪،‬‬ ‫برغم أن ح � ّدة الصراع وش ّدته أق��وى‪ ،‬ووسائله وأدوات ��ه كانت أكثر‬ ‫فعالية‪ ،‬األم��ر ال��ذي يجعل املالحظ يق ّر بأن املضمون األيديولوجي‬ ‫للظاهرة السياسية الدولية في ظل نظام القطبية الثنائية كان أكثر‬ ‫وضوحاً وحضوراً في ساحة الصراع الدولي‪ ،‬حيث كل مق ّومات القوة‬ ‫موظفة وبشكل مباشر خلدمة املضمون األيديولوجي‪ ،‬بينما اختلف‬ ‫األمر في ظل النظام الدولي اجلديد من خالل التوظيف غير املباشر‬ ‫ملق ّومات القوة الدولية خلدمة املضمون األيديولوجي من جهة‪ ،‬ومن‬ ‫جهة أخرى لش ّدة التركيز على مضامني أخرى في الظاهرة السياسية‬ ‫الدولية فرضتها طبيعة التغيرات الدولية التي قادت إلى قيام النظام‬ ‫الدولي اجلديد(‪ ،)1‬ولكن ومن األرج��ح وباستقراء جلملة احل��وادث‬ ‫واملستجدات على ساحة الصراع الدولي أن املضمون األيديولوجي‬ ‫للظاهرة السياسية الدولية‪ ،‬أو باألحرى املضمون احلضاري والثقافي‬ ‫بشكل عام والذي مي ّثل املضمون األيديولوجي أحد جزئياته وجوانبه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مرشح للتصاعد واحلضور املك ّثف في واقع الصراع الدولي تبعاً الجتاه‬


‫املضامني األخرى للظاهرة السياسية الدولية (العسكرية‪ ،‬االقتصادية)‬ ‫إلى الثبات واالستقرار –النسبي‪ -‬عند مستويات مع ّينة تترجم توزيع‬ ‫القوة االقتصادية والعسكرية بني أطراف النظام‪ ،‬بعد فترة من الزمن‬ ‫في عمر النظام الدولي ستؤدي إلى ثبات وهدوء املتغ ّيرات املتسارعة‬ ‫في الواقع الدولي املرتبطة باملضامني العسكرية واالقتصادية التي‬ ‫شهدتها احلقبة األولى من عمر النظام الدولي اجلديد‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪-‬املضموناالستراتيجي(العسكري)‪:‬‬ ‫اعتبر الكثيرون أن انهيار النظام الدولي ثنائي القطبية دون حدوث‬ ‫حرب فعلية بني األطراف القطبية‬ ‫في هذا النظام ظاهرة فريدة لم‬ ‫يكن لها سوابق في تاريخ التغيرات‬ ‫اجلذرية في النظام الدولي‪ ،‬األمر‬ ‫ال��ذي دعاهم للقول‪ :‬أن العامل‬ ‫ال �ع �س �ك��ري واالس �ت��رات �ي �ج��ي لم‬ ‫يعد محدداً حاسماً في الصراع‬ ‫بني القوى القطبية‪ ،‬خاصة إذا‬ ‫ك ��ان ال��ص��راع ف��ي ق�م��ة النظام‬ ‫مما يعني تراجعاً في املضمون‬ ‫االستراتيجي للظاهرة السياسية‬ ‫الدولية‪ ،‬بالرغم من أن النتيجة‬ ‫النهائية ل�ل�ص��راع ب�ين القطبني‬ ‫خالل مرحلة احلرب الباردة هي‬ ‫في احلقيقة نتيجة (عسكرية)‬ ‫تشير على الصعيد االستراتيجي‬ ‫حت ��دي ��داً إل ��ى م �ع��ادل��ة (ه��زمي��ة‬ ‫ونصر) وإن كانت ه��ذه النتيجة‬

‫معايير القوة‪ ..‬هل بدأت تتراجع؟‬

‫العسكرية لم تأتي بفعل حرب فعلية إال أنها كانت نتيجة عسكرية حلرب‬ ‫باردة اعتمدت أساساً على البعد العسكري املتم ّثل في الردع النووي‬ ‫املتبادل والذي استمر يؤدي دوره بفعالية لسنوات عديدة‪ ،‬وبانهياره‬ ‫(نتيجة لعدم قدرة االحتاد السوفيتي على مجارة الركض األمريكي‬ ‫باجتاه تنمية القدرات العسكرية) انهار النظام الدولي القدمي ليفسح‬ ‫املجال أمام نظام دولي جديد تنفرد فيه الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫بالتفوق األحادي الساحق في مجال القدرات العسكرية‪.‬‬ ‫مما سبق يتضح أن التراجع امللحوظ في املضمون االستراتيجي‬ ‫للظاهرة السياسية الدولية (على مستوى الغايات واألهداف وليس‬ ‫على مستوى الوسائل واألدوات)‬ ‫ف ��ي ال �ن �ظ��ام ال ��دول ��ي اجل��دي��د‬ ‫يرجع بدرجة أساسية لعاملني‬ ‫اثنني هما‪:‬‬ ‫> االن �ه �ي��ار (ال �س �ل �م��ي) للنظام‬ ‫ال��دول��ي ال �س��اب��ق ك �ح��دث م��ادي‬ ‫ف��ي ال��واق��ع ال��دول��ي‪ ،‬مم��ا يعني‬ ‫أن احلسم ف��ي ظ��اه��رة الصراع‬ ‫الدولي ليس بالضرورة أن يكون‬ ‫ع �س �ك��ري �اً‪ ،‬وأن بقية معطيات‬ ‫وع� ��وام� ��ل ال� �ق���وة ال ��دول� �ي ��ة من‬ ‫امل �م �ك��ن أن ت� ��ؤدي دور ال�ع��ام��ل‬ ‫احل��اس��م ف��ي االن�ت�ه��اء بالصراع‬ ‫الدولي إلى نتيجة ما‪ ،‬لذا ميكن‬ ‫اعتبار مق ّومات القوة العسكرية‬ ‫واإلستراتيجية مبثابة العوامل‬ ‫امل �س��اع��دة (ول�ي�س��ت الرئيسية)‬ ‫في حسم الصراع واالنتهاء إلى‬

‫الواليات املتحدة األمريكية تعطي لنفسها حق‬ ‫ّ‬ ‫التدخل في أي بقعة من العالم من أجل حماية‬ ‫مصاحلها وحتقيق أهدافها‬ ‫محصلة‬ ‫اليوم الثقافة التي تؤكد أن الدمار هو ّ‬ ‫توظيف القوة العسكرية لتحقيق املصالح‬ ‫القومية‬


‫‪42‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون دولية‬

‫التحول من إستراتيجية احلرب الشاملة إلى إستراتيجية احلروب الصغيرة واحملدودة‬ ‫املواجهة مع دول اجلنوب أ ّدت إلى ّ‬ ‫تستوجب ضرورات الواقع االقتصادي األمريكي احلد من إرهاق االقتصاد األمريكي بسبب النفقات العسكرية‬

‫حروب العالم صنعت أقطاب ًا مؤقتة!‬

‫حتقيق املصالح القومية لألطراف الدولية بتوظيف عوامل قوة أخرى‬ ‫أكثر فعالية في الوصول إلى األهداف وحتقيق املصالح(‪ ،)2‬باإلضافة‬ ‫إلى ما يترسخ يوماً بعد يوم من ثقافة تؤكد (أن الفناء والدمار الشامل‬ ‫احملصلة املنطقية لتوظيف القوة العسكرية كعامل أساسي‬ ‫للبشرية) هو‬ ‫ّ‬ ‫حلسم الصراعات وحتقيق املصالح واألهداف القومية‪ ،‬وخاصة بني‬ ‫األطراف الدولية ذات اإلمكانيات والقدرات العسكرية النووية‪.‬‬ ‫> االنفراد األمريكي بالتفوق العسكري الساحق على كافة األطراف‬ ‫الدولية األخرى‪ ،‬وغياب املنافسة العسكرية لهذا الطرف الوحيد م ّثل‬ ‫ما يشبه خلو (امللعب) من أي العبني آخرين‪ ،‬وأن (املباراة) اآلن لم تعد‬ ‫عسكرية‪ ،‬وأن الالعبني الدوليني اجتهوا ملمارسة نوع آخر أو أنواع‬ ‫أخ��رى من (املباريات) هناك إمكانية إليجاد شيء من املنافسة في‬ ‫إطارها‪ ،‬بالنظر إلى التقارب والتكافؤ في مقومات القوة األخرى بني‬ ‫األطراف الدولية‪.‬‬ ‫ب��دأت ص��ورة التحالفات العسكرية التقليدية تفقد بريقها في ظل‬ ‫التراجع النسبي ل�لأداة العسكرية في مقابل التزايد النسبي لألداة‬ ‫االقتصادية واملضمون االقتصادي للظاهرة السياسية الدولية‪ ،‬ولكن‬ ‫ذلك ال يعني اختفاء املضمون العسكري لها بشكل مطلق‪ ،‬فقد حرصت‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية –القوة العسكرية املتف ّردة في العالم‪ -‬على‬ ‫االستمرار باألداة العسكرية أداة التحقيق األهداف‪ ،‬ومبا ّحمل الظاهرة‬ ‫السياسية الدولية مضموناً استراتيجياً مختلفاً عما كان عليه احلال‬

‫إبان احلرب الباردة‪.‬‬ ‫لكي تع ّبر ال��والي��ات املتحدة ع��ن ان�ف��راده��ا بإمكانيات القوة‬ ‫العسكرية كان عليها إيجاد (موضوعات وقضايا) تتيح لها وضع‬ ‫هذا القوة موضع التنفيذ واالستناد عليها في حتقيق األهداف واملصالح‬ ‫تتجسد بشكل‬ ‫األمريكية في ظل النظام الدولي اجلديد والتي صارت‬ ‫ّ‬ ‫أساسي في السعي للهيمنة من خالل احلفاظ على استمرارية تفوقها‬ ‫العسكري والعمل على تعميم النموذج األمريكي (الغربي) كنموذج للحياة‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية من خالل نشر الدميقراطية‬ ‫الليبرالية واقتصاد السوق وال��دف��اع عن حقوق اإلن�س��ان (باملنظور‬ ‫الغربي)‪ ،‬واحلرص على تأمني مصادر الثروة والطاقة وخاصة النفط‪،‬‬ ‫وفي ضوء هذه األهداف تبلورت اإلستراتيجية األمريكية العسكرية‬ ‫اجلديدة لتعطي للظاهرة السياسية الدولية مضموناً استراتيجياً يحمل‬ ‫اخلصائص التالية‪:‬‬ ‫أ ) االجتاه نحو تخفيض (نسبي) لإلنفاق اإلستراتيجي العسكري بوقف‬ ‫االعتمادات املالية لبرنامج حرب النجوم منذ عام ‪ 1988‬والدخول في‬ ‫سلسلة من االتفاقيات املتعلقة باحلد من األسلحة اإلستراتيجية‬ ‫النووية وحتفيظها‪ ،‬ومنع انتشار األسلحة الكيمياوية والتي من أمثلتها‬ ‫ثقافية (سارت ‪ )2‬بشأن تخفيض األسلحة اإلستراتيجية النووية مع‬ ‫روسيا عام ‪1991‬ف ومعاهدة باريس للعام ‪ 1993‬بشأن منع انتشار‬ ‫األسلحة الكيماوية(‪.)3‬‬ ‫ ويأتي هذا االجت��اه التخفيضي في القدرات العسكرية األمريكية‬‫وخفض اإلنفاق عليها استناداً إلى عوامل ثالثة هي‪:‬‬ ‫> ضمان التفوق للقوة العسكرية األمريكية برغم هذا التخفيض‪.‬‬ ‫> خلو الساحة الدولية من منافس استراتيجي خطير‪.‬‬ ‫> ضرورات الواقع االقتصادي األمريكي التي تستوجب احلد من إرهاق‬ ‫االقتصاد األمريكي بسبب النفقات العسكرية‪ ،‬لنجد الواليات املتحدة‬ ‫بفعل هذا العامل األخير تنتهج سياسة البحث عن (شركاء) لتح ّمل‬ ‫النفقات االقتصادية واملالية للعمليات العسكرية التي قامت بها خالل‬ ‫الفترة املتصرمة من عمر النظام الدولي اجلديد‪ ،‬كما حدث في حرب‬ ‫اخلليج الثانية عام ‪ ،1991‬وفي التدخل العسكري في البلقان‪ ،‬والتدخل‬ ‫العسكري في أفغانستان عام ‪ 2001‬وفي االحتالل األمريكي للعراق‬ ‫من عام ‪.2003‬‬ ‫ب ) برغم فقدان احللف األطلسي لسبب وج��وده باختفاء اخلطر‬ ‫السوفيتي وحلف وارس��و‪ ،‬إال أن اإلستراتيجية األمريكية العسكرية‬ ‫حرصت على بقاءه ووج��وده بل والعمل على توسيع نطاقه ليشمل‬ ‫عدداً من دول أوربا الشرقية(*)‪ ،‬حرصاً على تأكيد تفوقها العسكري‬ ‫املوحدة‬ ‫واستمرارية هيمنتها األمنية على أوربا بعد أن صارت أوربا ّ‬ ‫منذ العام ‪ 1993‬مت ّثل قطباً اقتصادياً منافساً للواليات املتحدة‬ ‫األمريكية‪ ،‬ومن ثم ال مناص من احليلولة دون بروزها كقطب أمني‬ ‫(عسكري) مستقل عن الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وللبحث عن م ّبرر‬ ‫جديد لبقاء احللف األطلسي واستمراره ك��ان الب��د من البحث عن‬


‫الواليات املتحدة صنعت أمجادها على التدخل السياسي والعسكري‬

‫(عقيدة جديدة) للحلف وهو ما ع ّبر عنه الساسة األمريكيون بالقول‪:‬‬ ‫إن خطراً استراتيجياً جديداً بدأ يظهر مع قيام النظام الدولي اجلديد‬ ‫ال يقل خطور ًة عن الترسانة النووية السوفيتية‪ ،‬ويتمثل في انتشار‬ ‫أسلحة الدمار الشامل (الكيماوية والبيولوجية) وإمكانية استخدامها‬ ‫ضد (احلضارة الغربية) من قبل دول أو جماعات إرهابية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى أن الرؤية الغربية عموماً واألمريكية خاصة للنظام الدولي اجلديد‬ ‫تهدف إلى نشر الدميقراطية الليبرالية والتدخل لصالح حقوق اإلنسان‬ ‫باإلضافة إلى مكافحة اإلره��اب وأسلحة الدمار الشامل‪ ،‬مما يعني‬ ‫(وفقاً لإلستراتيجية األمريكية) تأكيد التحالف األوربي األمريكي في‬ ‫املرجوة(‪،)4‬‬ ‫مواجهة هذه املخاطر اجلديدة وحتقيق هذه األه��داف‬ ‫ّ‬ ‫وتبعاً لذلك فإن مسرح العمليات للحلف األطلسي سيتسع ليشمل كافة‬ ‫وينصب بشكل‬ ‫مصادر التهديد واخلطر‪ ،‬وفقاً للعقيدة اجلديدة للحلف ّ‬ ‫أساسي (جغرافياً) على منطقة الشرق األوس��ط باعتبارها منطقة‬ ‫متركز الدول (املارقة)‪ ،‬كما يترتب على هذه العقيدة أن يكون مصدر‬ ‫القرار في الساحة العسكرية الدولية ألمريكا وحلفائها دون احلاجة‬ ‫إلى العودة ملجلس األمن بعد أن متكنت الواليات املتحدة من تغليب‬ ‫وجهة نظرها على بعض حلفائها األوربيني في تعديل املادة اخلامسة‬ ‫من ميثاق احللف بحيث صارت جتيز للحلف القيام مبهام وعمليات‬ ‫عسكرية ال تقتصر فقط على حالة تعرض إحدى الدول األعضاء فيه‬ ‫للهجوم العسكري(‪.)5‬‬ ‫ج ) ش ّكل انهيار االحتاد السوفيتي واحداً من أهم مظاهر االنكشاف‬

‫األمني لدول العالم الثالث أو دول عالم اجلنوب‪ ،‬فانسحاب االحتاد‬ ‫السوفيتي من ساحة الصراعات الدولية أفقد مجموعة دول عالم‬ ‫اجل�ن��وب أح��د أه��م حلفاءها ال��ذي ك��ان يؤمن هامشاً م��ن احلركة‬ ‫ونوعاً من الضمان السياسي‪ ،‬حيث لم يعد في الساحة الدولية طرفاً‬ ‫يتدخّ ل لصالح حلفائه وأصدقائه ويساندهم بالسالح(‪ ،)6‬فاعتمدت‬ ‫اإلستراتيجية العسكرية األمريكية اجلديدة بالتعاون مع حلفاءها‬ ‫في الشمال على أس��اس أن املواجهة العسكرية ص��ارت مع الطرف‬ ‫اجلنوبي من خالل ما سبق ذكره من أهداف وغايات تنشدها في ظل‬ ‫النظام الدولي اجلديد‪ ،‬فنزع السالح واتفاقيات احلد من األسلحة‬ ‫اإلستراتيجية كان في الواقع موضوعاً يخص الشمال‪ ،‬أم اجلنوب‬ ‫فيجب أن يظل سوقاً لتصريف اإلنتاج العسكري احلربي الذي تفرض‬ ‫أوضاع االقتصاد األمريكي ضرورة استمراره واحتكاره‪ ،‬لذلك ليس من‬ ‫املستغرب أن تشهد مبيعات األسلحة األمريكية واألوربية تنامياً وزيادة‬ ‫ملحوظة باجتاه أس��واق اجلنوب خالل ما انقضى من عمر النظام‬ ‫الدولي اجلديد‪ ،‬وكانت نتيجة ذلك تعدد وزيادة بؤر التوتر والنزاع في‬ ‫نطاق عالم اجلنوب بأن شهدت الكثير من دوله صراعات داخلية أن‬ ‫نزاعات وحروب إقليمية(‪.)7‬‬ ‫أعطت الواليات املتحدة األمريكية لنفسها حق التدخّ ل في أي بقعة من‬ ‫العالم من أجل حماية مصاحلها وحتقيق أهدافها‪ ،‬وبتع ّدد املبررات‬ ‫األمريكية للتدخل العسكري في بقاع العالم املختلفة شهد العالم موجه‬ ‫من التدخالت العسكرية خاض فيها اجليش األمريكي (وحلفاءه) حروباً‬


‫‪44‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون دولية‬

‫حروب الغرب حولت األفارقة إلى مرتزقة‬

‫خارج أرضه في ظاهرة كانت قد انطفئت ‪-‬إلى حد كبير‪ -‬منذ انتهاء‬ ‫حرب فيتنام في السبعينيات من القرن املاضي‪ ،‬لتشهد تسارعاً ملحوظاً‬ ‫وكثافة عالية خالل املرحلة األولى التي تلت انهيار النظام الدولي ثنائي‬ ‫القطبية‪ ،‬ولم تعد الواليات املتحدة كفاعل دولي رئيسي تكتفي باملساندة‬ ‫بالسالح والدعم املادي والسياسي ألطراف الصراعات اإلقليمية وفقاً‬ ‫ملا كانت تفرضه ضرورات احلرب الباردة‪ ،‬بل صارت تعطي األولوية‬ ‫لتواجدها العسكري املباشر في هذه الصراعات مما جعل منها الطرف‬ ‫األهم في كل صراع من هذه الصراعات‪ ،‬واألمثلة على ذلك كثيرة تبدأ‬ ‫من حرب اخلليج الثانية عام ‪ 1991‬مروراً بحرب البلقان عام ‪1998‬‬ ‫واجتياح أفغانستان ع��ام ‪ ،2001‬واالح�ت�لال األمريكي للعراق عام‬ ‫‪ ،2003‬والتواجد العسكري األمريكي في القرن األفريقي (الصومال)‬ ‫في بداية التسعينيات من القرن املاضي‪ ،‬وتواجدها في الكثير من بؤر‬ ‫الصراع والتوتر في شرق أسيا‪ ،‬وانتها ًء بالتهديدات العسكرية التي‬ ‫توجهها حالياً إليران‪.‬‬ ‫هكذا يبدو أن الواليات املتحدة األمريكية بالتحالف مع الغرب ط ّورت‬ ‫إستراتيجيتها العسكرية على أس��اس أن املواجهة ص��ارت مع دول‬ ‫جتسد مصدر اخلطر اجلديد على املصالح األمريكية‬ ‫اجلنوب حيث ّ‬ ‫في‪:‬‬ ‫أ ) تنامي ظاهرة اإلره��اب(**)‪ ،‬والتي سيتفاقم أثرها على املصالح‬ ‫األمريكية باحتمال امتالك دول (مارقة) أو جماعات منظمة ألسلحة‬

‫الدمار الشامل مبا في ذلك األسلحة النووية‪ ،‬وخاصة بعد التجربة‬ ‫األمريكية املريرة في حوادث ‪ 11‬سبتمبر ‪.2001‬‬ ‫ب ) اإلحساس بفقدان السيطرة على موارد الطاقة وخاصة النفط‬ ‫في حالة وجود أنظمة سياسية أو قوى سياسية إقليمية غير خاضعة‬ ‫للهيمنة األمريكية ومبا يجعلها حاجزاً بينها وبني الهيمنة على أغلب‬ ‫املوارد النفطية في العالم‪.‬‬ ‫إن هذه املواجهة مع دول اجلنوب مت ّيزت مبجموعة من اخلصائص‬ ‫اإلستراتيجية ص��ارت تش ّكل مضموناً عسكرياً للفعل السياسي‬ ‫األمريكي مت ّثلت في‪:‬‬ ‫> اعتماد إستراتيجية (الضربة االستباقية) لقمع مصدر اخلطر‬ ‫مبجرد استشعار وجوده‪ ،‬حتى لو تبينّ فيما بعد أن هذا اخلطر كان‬ ‫مزعوماً(***)‪.‬‬ ‫التحول من إستراتيجية احلرب الشاملة إلى إستراتيجية احلروب‬ ‫> ّ‬ ‫الصغيرة واحملدودة جتاه دول اجلنوب‪.‬‬ ‫> االعتماد على القواعد العسكرية مبثابة خطوط هجوم أمامية ضد‬ ‫دول اجلنوب بعد أن كانت القواعد العسكرية األمريكية مت ّثل خطوط‬ ‫دفاعية متقدمة في مواجهة االحتاد السوفيتي السابق‪ ،‬بالرغم أنه ساد‬ ‫االعتقاد بعد انهيار االحتاد السوفيتي أنه لم تعد هناك حاجة للقواعد‬ ‫العسكرية إال أن حرب اخلليج الثانية أبرزت أهميتها في أي نزاع مسلّح‬ ‫يظهر في أي منطقة من العالم‪.‬‬


‫غياب املنافسة العسكرية للواليات املتحدة‬ ‫م ّثل ما يشبه خلو امللعب من أي العبني‬ ‫آخرين‪ ..‬املباراة اآلن لم تعد عسكرية‬ ‫صورة التحالفات العسكرية التقليدية بدأت تفقد‬ ‫بريقها في ظل التراجع النسبي للقوة العسكرية‬ ‫في مقابل التزايد النسبي للقوة االقتصادية‬ ‫بيد أن املضمون اإلستراتيجي (العسكري) للظاهرة السياسية الدولية‬ ‫كان ميكن أن يحقق هدفني‪ :‬أولهما على مستوى النظام الدولي ككل‪:‬‬ ‫بأن يؤدي إلى حدوث شيء من االستقرار والسالم النسبي‪ ،‬قياساً مبا‬ ‫أداه ذات املضمون إبان مرحلة احلرب الباردة‪ ،‬وثانيهما على مستوى‬ ‫الطرف املتف ّرد بالقوة العسكرية‪ :‬ب��أن ي��ؤدي إل��ى (سهولة) حتقيق‬ ‫األه��داف واملصالح األمريكية‪ ،‬لكن الواقع الدولي يشير إلى أنه ال‬ ‫الهدف األول حتقق على مستوى النظام الدولي حيث االضطرابات‬ ‫والتوترات والنزاعات زادت حدتها عما سبق‪ ،‬وال الهدف الثاني على‬ ‫مستوى الطرف املتف ّرد بالقوة‪ ،‬حيث اإلخفاقات واخلسائر والعجز عن‬ ‫بلوغ األهداف (حتى العسكرية الصرفة) واضحاً في أفغانستان وفي‬ ‫العراق‪ ،‬كما كان واضحاً في بداية التسعينيات في القرن األفريقي‪،‬‬ ‫مما يؤيد وجهة نظر الباحث التي ال ترى في النظام الدولي اجلديد‬

‫هل أصبحت قوة االقتصاد هي القطب الوحيد؟‬

‫نظاماً أحادي القطبية فقط‪ ،‬بل ترى فيه نظاماً ذو ٍ‬ ‫أبعاد قطبية أخرى‬ ‫تتقاطع مع القطبية األحادية –وفقاً ملا سبق ذكره‪ -‬ومبا ال يتيح للقطبية‬ ‫األحادية التحكم الكامل في مصير النظام الدولي‪ ،‬ومن جهة أخرى‬ ‫يؤكد ما سبق حقيقة تراجع املضمون اإلستراتيجي للظاهرة السياسية‬ ‫الدولية وغلبة مضامني أخرى عليها‪.‬‬

‫يتبع‬

‫هوامش‬ ‫(‪ )1‬فرنسيس فوكوياما‪ ،‬نهاية التاريخ‪ ،‬ترجمة حسني الشيخ (بيروت‪ ،‬دار العلوم‬ ‫العربية‪ ،‬بدون تاريخ)‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫(‪ )2‬سعد حقي توفيق‪ ،‬النظام الدولي اجلديد‪( ،‬مرجع سبق ذكره)‪ ،‬ص‪.60‬‬ ‫(‪ )3‬محمد طه بدوي وآخرون‪ ,‬مقدمة إلى العالقات السياسية الدولية‪( ،‬مرجع سبق‬ ‫ذكره)‪ ،‬ص‪.217‬‬ ‫(‪ )4‬عبد الواحد الناصر‪ ،‬خصائص الدول في محيط العالقات الدولية‪ ، ،‬ص‪.228‬‬ ‫(*) انضمت كل من بلوندا وتشيكا واملجر إلى احللف عام ‪.1998‬‬ ‫(‪ )5‬البشير علي ال��ك��وت‪« ،‬حلف شمال األطلسي م��ب��ررات ال��وج��ود واالس��ت��م��رار»‪،‬‬ ‫دراسات‪ ،‬العدد‪( ،5‬خريف ‪ ،)2000‬ص‪.116‬‬ ‫(‪ )6‬سعيد الالوندي‪ ،‬القرن احلادي والعشرون‪ ..‬هل يكون أمريكا‪( ،‬القاهرة‪ ،‬نهضة‬ ‫مصر للطباعة والنشر‪ ،)2000 ،‬ص‪.52‬‬ ‫(‪ )7‬عبد القادر محمد فهمي‪ ،‬النظام السياسي الدولي‪( ،‬مرجع سبق ذكره)‪ ،‬ص‪.136‬‬ ‫(‪ )8‬عبدالواحد الناصر‪ ،‬خصائص الدول في محيط العالقات الدولية‪ ،‬ص‪.142-141‬‬ ‫(**) اإلرهاب في املفهوم األمريكي يعني أن نوع من استخدام القوة ضد الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية ومصاحلها وحلفائها‪ ...‬الباحث‪.‬‬ ‫(***) املثال الواضح على ذلك هو الزعم بامتالك النظام العراقي السابق ألسلحة‬ ‫الدمار الشامل وقيام الواليات املتحدة باحتالله عسكري ًا برغم ما ثبت فيما بعد من‬ ‫أن هذا الزعم كان خاطئاً‪ ...‬الباحث‪.‬‬


‫‪046‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون دولية‬

‫تأثيرات البيئة والمحيط‬

‫على اقتصاديات‬

‫القارة الســـ‬


‫ــــمراء‬

‫محمد الساعدي‬


‫‪48‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون دولية‬

‫مظاهر السطح في إفريقيا‬ ‫يتكون معظم إفريقيا من هضاب مشهورة باتساعها وتناسقها‬ ‫في األرتفاع عبر مساحات ضخمة ويقع حوالي ‪ 62%‬من القارة‬ ‫فوق ارتفاع ‪ 360‬متر بينما يرتفع فوق هذا املستوى ما يقرب من‬ ‫‪ 80%‬من أرض ال�ق��ارة جنوبي خط االس�ت��واء وإل��ى الشمال من‬ ‫خط االستواء تتناقص بصورة عامة مستويات الهضاب‪ ،‬ولقد‬ ‫أدت عمليات الرفع غير املتناظرة والعيوب إلى تكوين ظاهرات‬ ‫رئيسية أخ��رى‪ ،‬فيتميز داخ��ل إفريقيا بوجود عدد من أحواض‬ ‫أخرى في جنوب إفريقيا وملعظم هذه األحواض منافذ محدودة‬ ‫جداً على البحر وتصريف أجزاء في كثير منها داخلي‪.‬‬ ‫وفي إفريقيا قمم وهضاب عالية‪ ،‬هناك خمس مناطق مميزة في‬ ‫القارة خارج نطاق أطلس حيث ترتفع األرض ألكثر من ‪3030‬‬ ‫متر‪ ،‬ففي الصحراء الكبرى ترتفع كتلة تبستي إلى علو ‪3395‬‬ ‫م‪ ،‬وإلى اجلنوب الغربي منها في السودان يصل ارتفاع كتلة دار‬ ‫فور إلى ‪ 3252‬م وقمم تبستي العالية هي قمم بركانية ساكنة‪،‬‬ ‫وفي كثير من أجزاء إفريقيا جتد باملثل أن النشاط البركاني كان‬ ‫مسئوال عن تراكم العديد من القمم اجلبلية العالية من ذلك جبل‬ ‫كميرون (‪ 4046‬متراً)‪.‬‬ ‫وعندما نصل إلى إفريقيا الشرقية جند أكثر من ست كتل جبلية‬ ‫ترتبط ب��األخ��دود وتعلو إل��ى أكثر م��ن ‪ 3940‬م�ت��راً منها أربعة‬ ‫بركانية النشأة وواحدة وهي كلمنجارو (أعلى قمة في إفريقيا)‬ ‫يبلغ ارتفاعها ‪ 5861‬متراً‪ ،‬من هذا نرى أن إضافات النشاط‬ ‫البركاني إلى مورفولوجية إفريقيا كثيرة وكبيرة‪ ،‬ومع هذا فهناك‬ ‫بعض اجلبال العالية من أصل غير بركاني من جبال أطلس العالية‬ ‫وفي منطقة األودية األخدودية مثل جبل روينزوري‪.‬‬ ‫ونظراً للطبيعة اجلبلية التي تتسم بها القارة واالنحدار الفجائي‬ ‫في معظم األج��زاء من حافتها إل��ى السواحل ه��ذا ول��م تستطع‬ ‫األنهار الكبيرة في إفريقيا أن تبني سهوالً فيضية واسعة في‬ ‫مجاريها الدنيا نظراً ألن مجاريها إما خانقية أو غير متعادلة‬ ‫والدلتا الوحيدة الكبيرة في إفريقيا هي دلتا النيجر‪ ،‬وال تشغل‬ ‫دلتا النيل سوى مساحة ‪ 2600‬كم‪ 2‬ورغم أنها تعول نحو ‪60%‬‬ ‫من سكان مصر‪.‬‬ ‫وإذا ما استثنينا سواحل شمال غرب إفريقيا «فإننا جند خط‬ ‫الساحل جنوبي إقليم أطلس يكاد يخلو من التسنن وأشباه اجلزر‬ ‫ويبلغ طول خط الساحل اإلفريقي ‪ 27200‬كليلو متر بينما يبلغ‬ ‫نظيره اآلسيوي ‪ 57600‬كم»‪)1(.‬‬ ‫املناخ واألقاليم املناخية‬ ‫متتد إفريقيا بني دائرتي عرض ‪ 37‬شماال و‪ 35‬جنوبا ومتر دائرة‬ ‫االس�ت��واء بوسطها وك��ان لهذا وذاك أث��ره في أحوالها املناخية‪،‬‬ ‫فأشعة الشمس تتعامد على أجزاء كثيرة من القارة في رحلتها‬ ‫شماال إلى مدار السرطان وجنوباً إلى مدار اجلدي «وبالتالي فإنها‬ ‫تتعامد مرتني على أراضي القارة الواقعة بني املدارين مما يسبب‬ ‫ارتفاعا عظيما في احلرارة وازديادا كبيراً في درجات التبخر من‬ ‫املسطحات املائية ومن النباتات ومن التربة»‪)2(.‬‬ ‫ودرجات احلرارة متناسقة في النطاق االستوائي اإلفريقي نظراً‬ ‫لتساوي طول الليل والنهار معظم السنة وبالتي فهناك تناسق في‬ ‫فترة سطوع الشمس واكتساب األرض واجلو القريب منها للحرارة‪،‬‬ ‫بينما تزداد احلرارة صيفاً كلما بعدنا عن النطاق االستوائي وذلك‬

‫دلتا النيجر هي الدلتا الوحيدة الكبيرة في إفريقيا‪،‬‬ ‫وال تشغل دلتا النيل سوى مساحة ‪ 2600‬كم‪ 2‬رغم‬ ‫أنها تعول نحو ‪ % 60‬من سكان مصر‬ ‫تغطي األشجار نحو ‪ % 18.5‬من مساحة القارة‪،‬‬ ‫وتغطي احلشائش ‪ ،% 42.5‬بينما تغطي النباتات‬ ‫الصحراوية نحو ‪ % 39‬من مساحتها‬ ‫تخلف القارة في األخذ بأسباب احلضارة له أثره في‬ ‫انتشار األوبئة واألمراض التي تقضي على أعداد‬ ‫هائلة من السكان ومن الثروة احليوانات‬


‫لطول النهار وبالتالي فترة سطوع الشمس وقصر الليل وبالتالي‬ ‫فإن املدى احلراري اليومي والفصلي يزداد كلما بعدنا عن دائرة‬ ‫االستواء شماال وجنوباً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هذا ويالحظ أن النصف اجلنوبي من القارة أقل اتساعا وأكثر‬ ‫ارتفاعاً من النصف الشمالي لذلك كانت أحواله املناخية العامة‬ ‫أك�ث��ر اع �ت��داال بعكس نصفها اجل�ن��وب��ي ال ��ذي يتميز بالتطرف‬ ‫واجلفاف‪.‬‬ ‫وقد كان الستقامة سواحل القارة وقلة تعاريجها وندرة خلجانها‬ ‫وعدم بروز أشباه جزر منها وبالتالي عدم وجود بحار داخلية أثره‬ ‫في قلة تأثير العامل البحري على مناخ القارة ومتر بالسواحل‬ ‫الشرقية للقارة ت�ي��ارات بحرية دفيئة تزيد من درج��ة حرارتها‬ ‫ورطوبتها بينما متر بالسواحل الغربية تيارات باردة فتيار كناريا‬ ‫البارد مير بالنصف الشمالي من تلك السواحل ومير تيار بنجويال‬ ‫بالنصف اجلنوبي وهما يخفضان من درجات احلرارة كما يسببان‬ ‫اجلفاف في تلك السواحل‪.‬‬ ‫احلرارة‬ ‫إفريقيا هي أحر قارات العالم لألسباب التي ذكرناها‪ ،‬وحينما‬ ‫ننظر إلى خريطة خلطوط احلرارة املتساوية في الصيف نلحظ‬ ‫أن خط احل��رارة ‪ ْ 35‬لشهر يوليو مغلق على الصحراء الكبرى‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬هذا في فصل الصيف أما في فصل الشتاء (يناير)‬ ‫ف��إن خط احل��رارة ‪ ْ 35‬يختفي ويكون خط احل��رارة ‪ 32‬شك ً‬ ‫ال‬ ‫بيضاويا فوق هضبة إفريقيا اجلنوبية (الصيف اجلنوبي)‪.‬‬ ‫أما في نصف إفريقيا الشمالي فإننا جند خط (‪ ْ 21‬م) ينحني‬


‫‪50‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون دولية‬

‫نحو اجلنوب (نحو دائرة االستواء عند الساحل الغربي بتأثير تيار‬ ‫بنجويال البارد ثم ينحني شماال بتأثير اليابس ثم بتأثير البحر‬ ‫األحمر‪.‬‬ ‫الضغط والرياح‬ ‫ف��ي فصل الصيف تتعامد الشمس ف��وق النصف الشمالي من‬ ‫إفريقيا فتتركز منطقة للضغط املنخفض اآلسيوي التي متتد من‬ ‫السند إلى شبه جزيرة العرب وكثيراً ما تتصل هذه وتلك بنطاق‬ ‫الضغط املنخفض الدائم فوق النطاق االستوائي أما أرض القارة‬ ‫جنوبي دائرة االستواء فيسيطر عليها ضغط مرتفع‪.‬‬ ‫وبسبب توزيعات الضغط هذه تهب على شمال القارة من منطقة‬ ‫الضغط املرتفع األزوري وامتدادها ف��وق البحر املتوسط رياح‬ ‫جتارية شمالية في الغالب أو شمالية غربية على اجلزء الشمالي‬ ‫من إفريقيا حتى السودان وتلطف من درجة حرارة الشمال ومن‬ ‫منطقتي الضغط املرتفع على احمليطني الهندي واألطلسي تهب‬ ‫رياح موسمية جنوبية غربية على أرض إفريقيا الواقعة بني دائرة‬ ‫االس �ت��واء ودائ ��رة ‪ ْ 18‬شماال وتهب ال��ري��اح التجارية اجلنوبية‬ ‫الشرقية على جنوب القارة‪ ،‬أما في الشتاء فإن الشمس تتعامد‬ ‫على نصف إفريقيا اجلنوبي فيتكون على يابس القارة في نصفها‬ ‫الشمالي ضغط مرتفع نظراً لدورته النسبية‪ ،‬ويصبح يابس نصف‬ ‫إفريقيا اجلنوبي مركزاً لضغط منخفض بسبب حرارته‪ ،‬بينما‬ ‫جتاوره شرقاً وغرباً منطقتا ضغط مرتفع مداري على احمليطني‬ ‫ال�ه�ن��دي واألط�ل�س��ي «وب�س�ب��ب ت��وزي�ع��ات الضغط ه��ذه تهب من‬ ‫الضغط املرتفع ري��اح عكسية جنوبية غربية على أقاليم البحر‬ ‫املتوسط في ساحل إفريقيا الشمالي مصحوبة بأعاصير ممطرة‬ ‫واألمطار في الغرب والشمال أغزر منها في الشرق»‪)3(.‬‬ ‫تقسيمات األقاليم املناخية‬ ‫بحسب التقسيمات املناخية ألوس�تن ميللر وتتمثل في إفريقيا‬ ‫سبعة أمناط منها هي‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬املناخان احلارة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬املناخات املعتدلة الدفيئة‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬املناخات الصحراوية‪.‬‬ ‫وعند شرح املناخات احلارة جند به أربعة أمناط هي‪:‬‬ ‫> املناخ االستوائي ويتميز باملطر‪.‬‬ ‫> املناخ املداري البحري ال يحوي موسم جفاف حقيقي‪.‬‬ ‫> املناخ املداري القاري فصل الشتاء جاف‪.‬‬ ‫> املناخ املداري القاري موسمي متنوع‪.‬‬ ‫أما املناخات املعتدلة الدفيئة فيوجد منطان هما‪:‬‬ ‫> مناخ الهامش الغربي (نوع البحر املتوسط) املطر الشتوي‪.‬‬ ‫> مناخ الهامش الشرقي مطر منتظم‪.‬‬ ‫وباملناحات الصحراوية منط وحيد و هو منط الصحاري احلارة‬ ‫ال تقل احلرارة في أي شهر عن ‪ ْ 43‬ف‪.‬‬ ‫النبات واألقاليم النباتية‬ ‫ينقسم النبات الطبيعي إلى ثالث مجموعات رئيسية‪ :‬مجموعة‬ ‫الغابات‪ ،‬ومجموعة احلشائش‪ ،‬ثم مجموعة النباتات الصحراوية‪،‬‬ ‫«ويتباين توزيع هذه املجموعات في إفريقيا تبايناً كبيراً فتغطي‬ ‫األش�ج��ار نحو ‪ 18.5%‬من مساحة ال�ق��ارة‪ ،‬وتغطي احلشائش‬ ‫‪ 42.5%‬بينما تغطي النباتات الصحراوية نحو ‪ % 39‬من مساحة‬ ‫إفريقيا»‪)4(.‬‬

‫أما عن أنواع الغابات في إفريقيا فتنقسم إلى األتي‪:‬‬ ‫> الغابات االستوائية‪.‬‬ ‫> الغابات املعتدلة‪.‬‬ ‫> السافانا (الغنية أو الغابية)‪.‬‬ ‫> السافانا املكشوفة (املتوسطة)‪.‬‬ ‫> السافانا الفقيرة (القصيرة)‪.‬‬ ‫> النباتات الصحراوية‪.‬‬ ‫التربة‬ ‫إن عمليات مسح التربة في األراضي اإلفريقية على نطاق واسع‬ ‫لم حتدث إال حديثاً ولهذا فإن املعلومات اخلاصة بأنواع التربات‬ ‫في إفريقيا غير وافية‪.‬‬ ‫التربة وارتباطها باملناخ‪:‬‬ ‫كشفت الدراسات احلديثة في أنحاء مختلفة من القارة خطورة‬ ‫التمادي ف��ي ال��رب��ط الكامل ب�ين التربات م��ن جهة والتوزيعات‬ ‫املناخية والنباتية من جهة أخرى وأقاليم التربة ال تتوافق بدقة‬ ‫مع األقاليم املناخية‪.‬‬ ‫أمناط التربة‪:‬‬ ‫تربة الالتو والالتيرايت‪ ،‬ويجب اإلشارة إلى أنه ليست كل تربات‬ ‫الالتو حمراء فقد تكون ذات لون أصفر أو أصفر محمر أو بني‬ ‫محمر أو أحمر مسود وقد احتدم جدال على اخلصوص حول‬ ‫كيفية تكوين الطبقة املندمجة الصلبة التي تعرف بالاليترايت‬ ‫التي ترجح أنها نشأت عن طريق تتابع الرطوبة واجلفاف ويشيع‬ ‫وجودها في إفريقيا الوسطي‬ ‫تربات القطن السوداء‪:‬‬ ‫يشيع وجودها في احلوض األعلى لنهر النيل وفي األحواض الدنيا‬ ‫لنهر زامبيزي وشاير وأيضا في أجزاء من إفريقيا الشرقية‪،‬‬ ‫التربات الكستنائية احملمرة والبنية احملمرة‪:‬‬ ‫وه��ي حت��وي من امل��واد العضوية كمية أكبر مما يوجد منها في‬


‫هناك مساحات واسعة من التربات الفيضية ذات القيمة العالية من الوجهة الزراعية كالتربة املنتشرة في وادي النيل ونظر ًا ملمارسة‬ ‫الزراعة الكثيفة والري الدائم كما في مصر حتتاج األراض��ي الطينية الثقيلة إلى شبكة كبيرة من املصارف لتصريف املياه الزائدة عن‬ ‫احلاجة حتى ال يرتفع منسوب املاء األرضي ويتسبب في إتالف احملصوالت‪.‬‬

‫التربات البنية‪.‬‬ ‫التربة الصحراوية‪:‬‬ ‫في الصحراء الكبرى اإلفريقية‪.‬‬ ‫التربة البنية‪:‬‬ ‫في الشمال األقصى من قارة إفريقيا على طول امتداد أطلس‬ ‫التل من الغرب‪.‬‬ ‫تربات الرمال الباليوستوسينية‪:‬‬ ‫وتتضمن أنواع عديدة من التربات احمللية‪.‬‬ ‫التربة الفيضية‬ ‫هناك مساحات واسعة من التربات الفيضية ذات القيمة العالية‬ ‫م��ن الوجهة ال��زراع�ي��ة كالتربة املنتشرة ف��ي وادي النيل ونظراً‬ ‫ملمارسة ال��زراع��ة الكثيفة وال ��ري ال��دائ��م كما ف��ي مصر حتتاج‬ ‫األراضي الطينية الثقيلة إلى شبكة كبيرة من املصارف لتصريف‬ ‫املياه الزائدة عن احلاجة حتى ال يرتفع منسوب امل��اء األرضي‬ ‫ويتسبب في إتالف احملصوالت‪.‬‬ ‫التربة املستنقعية‬ ‫كثير م��ن ال�ب��رك وت��رب��ات املستنقعات تنتظر تصريف مياهها‬ ‫وجتفيفها واستصالحها‬ ‫خصوبة التربة‪:‬‬ ‫لقد تواتر ذكر انخفاض خصوبات التربة املدارية في إفريقيا‬ ‫وي��رج��ع سبب ذل��ك إل��ى أن الصلصالية املكونة لها ذات طبيعة‬ ‫كاوولينية‪ ،‬كما وأن ه��ذه ال�ت��رب��ات فقيرة عموماً ف��ي احملتوى‬ ‫العضوي‪ ،‬ونظراً ألن تربات الغابات الرطبة تتدهور بسرعة ويقل‬ ‫إنتاجها بسبب عمليات الغسل وأكسدة املواد العضوية فإنه يلزم‬

‫تركها بدون زراعة (شرا قي) فترة من الزمن إلراحتها وبالتالي‬ ‫صيانة خصوبتها‪.‬‬ ‫وال شك أن��ه من بني املشكالت الرئيسية التي تواجه الزراعة‬ ‫اإلفريقية مشكلة إطالة امل��دة التي تظل األرض أثناءها خصبة‬ ‫وهي مشغولة بالزراعة وسيكون لألسمدة الكيماوية مستقبل كبير‬ ‫في إفريقيا وحتى إضافة السماد العضوي مفيد أيضاً ورغم أن‬ ‫السماد مفيد في زيادة املواد املغذية للنبات وفي حتسني نسيج‬ ‫التربات الرطبة إال أنه أكثر فائدة لتربات املناطق اجلافة خصوصاً‬ ‫حني تقل األمطار كما وأن املزارع اإلفريقي فيما عدا املصري لم‬ ‫يعتد االهتمام بتوفير السماد البلدي‪.‬‬ ‫ومما ِ‬ ‫الشك فيه أن إدخال الزراعة املختلطة في كثير من أجزاء‬ ‫إفريقيا يرفع خصوبة التربة ويسهل إحالل احملراث محل الفأس‬ ‫لكن الزراعة املختلطة يجب أن تدخل في األراضي التي تخلو من‬ ‫ذباب تسي تسي وهذه هي أرض إفريقيا اجلافة لهذا فإن التقدم‬ ‫في هذا الشأن ينبغي أن ينتظر القضاء على ذبابة تسي تسي‬ ‫التصريف املائي‬ ‫لقد حسب (دي مارتون) نسب مساحات أمناط التصريف النهري‬ ‫في إفريقيا فوجد أن ‪ 48%‬من مساحة القارة تنصرف مياهه‬ ‫عن طريق أنهار تنتهي إلى البحار املفتوحة واحمليطات فتصريفها‬ ‫خارجي وأن ‪ 40%‬من مساحة إفريقيا يتميز بتصريف سطحي‬ ‫غير منتظم (ص �ح��اري ال �ق��ارة) بينما تنصرف مياه ‪ 12%‬من‬ ‫مساحة القارة داخلياً في أح��واض أو بحيرات مغلقة ليس لها‬ ‫إتصال بالبحار‪.‬‬


‫‪52‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫شؤون دولية‬

‫وتتميز خطوط تقسيم املياه بني هذه األح��واض بأنها متعرجة‬ ‫وبأنها في كثير من املناطق قريبة جداً من الساحل وتنبع كثير‬ ‫من املجاري املائية من هضبة فوتاجون ويتصف نهر زائير بكل‬ ‫اخلصائص اإلفريقية فحوضه ضحل عظيم األتساع ويلي حوضه‬ ‫نهر زائير جنوباً حوض نهر زمبيزي الذي يتصف مبميزات مماثلة‬ ‫للكنغو‪ ،‬وفي الغرب بحري نهر كيونني والنهر الرئيسي في جنوب‬ ‫إفريقيا هو نهر زاجن‪.‬‬ ‫ولعل أبرز ظاهرة طبيعية في القارة اإلفريقية تتمثل في نهر النيل‬ ‫الذي يبلغ طوله ‪ 6671‬كيلومتر (نحو ‪ 4170‬ميل) من منبعه في‬ ‫حوض نهر فيكتوريا الذي ميثل قوسا مقعراً فيما بني األخدودين‬ ‫الشرقي والغربي ويتلقى كمية كبيرة من األمطار الدائمة حتى‬ ‫ٍ‬ ‫القسم الشرقي من الصحراء‬ ‫مصبه في البحر املتوسط عبر‬ ‫الكبرى اإلفريقية ويتميز مجرى النيل األدنى بوجود ستة جنادل‬ ‫في شمال السودان وفي جنوب مصر والنيل في الواقع ظاهرة‬ ‫فريدة في هذه البيئة الصحراوية التي يخترقها‪.‬‬ ‫وينبع نهر النيجر قرب حدود سيراليون وعلى بعد ‪ 320‬كم من‬ ‫احمليط األطلسي ويجري جت��اه الشمال الشرقي في الهوامش‬ ‫اجلنوبية للصحراء الكبرى مزودا منطقة متبوكتو وما يليها شماالً‬ ‫مبياه الري ثم ينحني في اجتاه اجلنوب الشرقي‪.‬‬ ‫البحيرات‬ ‫بحيرات إفريقيا الرئيسية‪ :‬النمط األول يتمثل في البحيرات‬ ‫الناشئة عن تقوس مقعر لسطح األرض‪ ،‬والثاني في البحيرات‬ ‫التي تشغل ف��راغ األخ��ادي��د وت��دل أشكالها بصورة واضحة في‬ ‫العادة على أي من النمطني تنتمي البحيرات «وتتصف معظم‬ ‫بحيرات األخاديد الكبيرة في شرقي إفريقيا بالطول وبالضيق‬ ‫النسبي»‪.‬‬ ‫وتكون بحيرات أخرى مراكز ملساحات ذات تصريف داخلي مثل‬

‫بحيرة ريوكوا في تنزانيا وبحيرة رودولف في كينيا‪.‬‬ ‫وأكبر البحيرات التي نتجت عن التقوس املقعر هي فكتوريا التي‬ ‫حتتل مساحة حوضيه فيما بني األخدودين الكبيرين في إفريقيا‬ ‫الشرقية ومخرجها إلى نيل فكتوريا يتم عن طريق شالالت أوين‬ ‫حيث شيدت محطة لتوليد الكهرباء استفادت م��ن أح��د أكبر‬ ‫اخلزانات املائية الطبيعية في العالم ومير النيل بعد ذلك ببحيرة‬ ‫كيوجا التي تتوسط منطقة مستنقعيه ويخرج في طرفها الغربي‪.‬‬ ‫أنظمة األمطار‬ ‫يسود نظام املطر االستوائي في إفريقيا عموما ف��وق اجلهات‬ ‫التي تقع على جانبي دائرة االستواء بنحو خمس درجات عرضية‬ ‫وسبب املطر راجع إلى كثرة التبخر والتيارات الهوائية املشبعة‬ ‫ببخار املاء و كثرة الزوابع املرعدة وهو يسقط طول العام ويغزر‬ ‫في االعتدالني (في فصل الربيع واخلريف) نظراً لتعامد الشمس‬ ‫فوق النطاق االستوائي ويسود السهل االستوائي في شرق إفريقيا‬ ‫بني درجتي عرض صفر و‪ ْ 20‬جنوباً نظام استوائي للمطر أيضاَ‪.‬‬ ‫أما النظام دون االستوائي فيسود األراضي اإلفريقية فيما بني‬ ‫درجتي عرض ْ‪ ْ -8 5‬شماالً وجنوباً وهنا تقل كمية املطر عن‬ ‫النظام السابق كما يقتصر فصل سقوطه فيصبح عشرة أشهر‬ ‫ويسود النظام السوداني أراضي إفريقيا الواقعة بني دائرتي ْ‪8‬‬ ‫ ‪ ْ 18‬شماالً وجنوباً وتتحدد موسمية املطر هنا بفصل الصيف‬‫ح�ين تتعامد الشمس وتشتد احل ��رارة وت�ه��ب ال��ري��اح املوسمية‬ ‫اجلنوبية الغربية على إقليم السودان الشمالي وتقل كمية املطر‬ ‫كلما بعدنا عن خط االستواء‪.‬‬ ‫أما النظام املوسمي فيشمل احلبشة وظهير ساحل غانا وسبب‬ ‫املطر هبوب الرياح املوسمية اجلنوبية الغربية في الصيف ويسود‬ ‫نظام املطر املعروف بنظام الصني في املنطقة املعتدلة الدفيئة‬ ‫التي تشمل الساحل الشرقي جنوب م��دار اجل��دي ومطره طول‬


‫العام لكنه يزداد في الصيف‪.‬‬ ‫أم��ا النظام ال�ص�ح��راوي فيشمل ال�ص�ح��راء الكبرى ف��ي شمال‬ ‫إفريقيا وصحراء كلهاري في جنوبها ثم صحراء الصومال في‬ ‫شرقها واألمطار فجائية ويشمل نظام البحر املتوسط ذو املطر‬ ‫الشتوي منطقتني في إفريقيا األولى هي منطقة أطلس واألخرى‬ ‫في جنوب غربي القارة‪.‬‬

‫تسي تسي‬ ‫أخ���ط���ر احل����ش����رات ف����ي ال���ع���ال���م وحت���م���ل ج��رث��وم��ة‬ ‫تريبانسوما املميتة التي تتسبب ف��ي م��رض مميت‬ ‫للمواشي‪ ،‬وتتسبب أيض ًا في نقل مرض خطير للبشر‬ ‫يدعو مرض النوم‪ ،‬ويقال أنها تنقل مرض داء الكلب‪.‬‬ ‫ول��دي��ه��ا ضحايا كثيرة م���رورا باملاشية واحل��ي��وان��ات‬ ‫البرية والبشر في إفريقيا‪ ،‬وتقول منظمة الصحة‬ ‫العاملية أن ‪ 60‬مليون شخصا في خطر حقيقي بسبب‬ ‫ذب��اب��ة ال��ت��س��ي ت��س��ي‪ ،‬وأك��ث��ر م��ن ‪ 500,000‬شخص‬ ‫يصابون كل سنة ومعظمهم ميوت و‪ 48‬مليون رأس من‬ ‫املاشية‪.‬‬ ‫واملرض الذي تتسبب فيه هذه الذبابة قاتل ومهلك‬ ‫إذا ما عولج بسرعة وهي سبب بارز في معدل الوفيات‬ ‫في بعض األقاليم اإلفريقية وهي أخطر وباء يهدد‬ ‫ال��ث��روة احليوانية على ام��ت��داد ‪ 10‬ماليني كيلومتر‬ ‫مربع ف��ي ‪ 36‬ب��ل��د ًا م��ن ب��ل��دان إقليم أفريقيا جنوب‬ ‫الصحراء الكبرى‪.‬‬ ‫تعثر ذبابة التسي تسي على ضحاياها بالنظر‪ ،‬ثم‬ ‫ثقب اجللد باستخدام أجزاء حادة من فمها‪ ،‬تنجب‬ ‫األنثى كما في جميع الذباب اليرقات‪ ،‬وتضعها األم‬ ‫تتطور إلى ّ‬ ‫الذباب البالغ‪.‬‬ ‫في اجلحر في التّ ربة ثم‬ ‫ّ‬ ‫يوجد ‪ 22‬نوع مختلف لهذه الذبابة وجميعها خطير‪.‬‬ ‫وق��ب��ل ‪ 20‬س��ن��ة ف��ي دول ش���رق إف��ري��ق��ي��ا م��ث��ل كينيا‬ ‫وتنزانيا فقد امل��زارع��ون ‪ % 80‬من مواشيهم بسبب‬ ‫هذه الذبابة لذلك جلأوا إلى عمل أفخاخ للسيطرة‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫ه��ذا طفل مصاب ب��داء ال��ن��وم ‪sleeping sickness‬‬ ‫جراء تعرضه للدغة ذبابة التسي تسى مكافحتها‪.‬‬ ‫تقوم ال��دول املتضررة من هذه الذبابة بعمل أفخاخ‬ ‫بسيطة ولكنها فعالة ملكافحة ه��ذه اآلف��ة البشرية‬ ‫واحليوانية بوضعهم لقطعة من القماش خلداع ذبابة‬ ‫التسي تسي ويقومون بوضع بول البقرة في قنينة‬ ‫حيث تغوي الذبابة ثم تدخل في الكمني وتهلك‪.‬‬

‫األوبئة واألمراض‬ ‫اشتهرت إفريقيا ب��أم��راض خاصة تنتشر على اخلصوص في‬ ‫مناطقها املدارية احلارة الرطبة ولقد كان لتخلف القارة في األخذ‬ ‫بأسباب احلضارة أثره في انتشار األوبئة واألمراض التي كانت‬ ‫تقضي على أعداد هائلة من السكان ومن احليوانات والذي ما‬ ‫يزال منتشراً في مساحات واسعة تشمل معظم قسمها األوسط‬ ‫وي��ؤدي هذا املرض إلى وفاة اإلنسان وإذا حدث وجنا منه بشر‬ ‫فإنه يظل علي ً‬ ‫ال بقية حياته‪.‬‬ ‫وم��رض ال�ن��وم ه��و املسئول ع��ن خلو أج ��زاء واس�ع��ة م��ن النطاق‬ ‫االستوائي اإلفريقي من املاشية حيث ينتشر ذب��اب تسي تسي‬ ‫الذي يشيع املرض القاتل لها‪ ،‬ولهذا جند املاشية على هوامش‬ ‫النطاق االستوائي في السافانا السودانية ورغ��م وج��ود أمصال‬ ‫مضادة يتم تطعيم اإلنسان واحليوان بها وقاية لهما من شر هذا‬ ‫املرض ومع استعمال الكثير من املبيدات التي يتم عن طريقها‬ ‫تطهير األحراش التي تعيش فيها وتتكاثر ذبابة تسي تسي إال أن‬ ‫القضاء عليها أمر صعب يتطلب الكثير من اجلهد واملال‪.‬‬ ‫أما في إفريقيا االستوائية واملدارية الرطبة فنجد أمراض املالريا‬ ‫واحلمي الصفراء وااللتهاب الرئوي تلك األمراض التي يتم نقلها‬ ‫من شخص ألخر عن طريق احلشرات ورغم وجود ما يقاوم هذه‬ ‫األمراض من أمصال ومضادات طبية إال أنها متفشية نظراً للفقر‬ ‫املدقع الذي يترتب عليه عدم توفر املسكن الصحي املناسب ومياه‬ ‫الشرب النقية والنقص الكبير في اخلدمات الصحية «وال شك أن‬ ‫الفقر واجلهل اللذان ما ي��زاالن شائعني في إفريقيا االستوائية‬ ‫وامل��داري��ة وراء ك��ل ه��ذه األوب�ئ��ة واألم ��راض وغيرها كالطاعون‬ ‫واجلذام والتيفوس والبلهارسيا بل األمراض التناسلية أيضا»‪)5(.‬‬ ‫وتنتشر أم��راض سوء التغذية في إفريقيا وهي أم��راض ترتبط‬ ‫بالفقر من جهة ومن عادات األكل التي متارسها مختلف شعوب‬ ‫وقبائل القارة وتبدأ أمراض سوء التغذية عند األطفال بعد سن‬ ‫الفطام حني يستغني األطفال لرضاعة ولنب األم فيتأخر الطفل‬ ‫في النمو وتظهر في جسمه وقوامه صفات غير متناسقة فتصبح‬ ‫البطن بارزة واألطراف نحيلة وحتدث تشوهات في العظام وتظهر‬ ‫مظاهر األنيميا ويصاب الكبد باألمراض مع مرور السنني وتسبب‬ ‫أمراض سوء التغذية في وفاة كثير من األطفال‪.‬‬ ‫ولم يعد الطب عاجزاً عن مقاومة هذه األوبئة واألم��راض فلكل‬ ‫منها اآلن ما يقابلها من األدوي��ة وامل�ض��ادات احليوية‪ ،‬ولكن ال‬ ‫بد من توفر أساسيات احلياة العادية للسكان من مسكن محسن‬ ‫مالئم ومياه شرب نقية وخدمات صحية مناسبة تكون في متناول‬ ‫قدرات اجلميع ثم العناية بشق طرق املواصالت‪.‬‬ ‫هوامش‬ ‫(*) الدكتور محمد الساعدي‪ :‬رئيس جامعة سرت سابقاً‪.‬‬ ‫‪ 1‬ج��ودة حسنني ج��وده‪ ،،‬مرجع سابق ص ‪ 54‬وإنظر في ذلك‪:‬‬‫محمد رياض وكوثر عبدالرسول كتاب إفريقيا (دراسة ملقومات‬ ‫القارة) بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية‪1973 ،‬‬ ‫‪ 2‬جودة حسنني جوده‪ ،،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪69‬‬‫‪ 3‬جودة حسنني جوده‪ ،،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬‫‪ 4‬جودة حسنني جوده‪ ،،‬مرجع سابق ص ‪87‬‬‫‪ 5‬انظر في ذلك‪Rabour K.M. (1973) Pouluion in :‬‬‫‪Africa Ibadan University Press‬‬


‫‪54‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫ثقافة‬

‫كرسي دراسات الحضارة اإلسالمية‬ ‫وتجديد الفكر الديني‬

‫«ثقافة بال حدود»‬

‫يطلق «المكتبة الجوية»‬ ‫ضمن جهوده في نشر ثقافة القراءة بني أفراد املجتمع‬ ‫واملسافرين عبر مطار الشارقة الدولي‪ ،‬أطلق مشروع‬ ‫«ثقافة ب�لا ح ��دود» خ�لال مشاركته ف��ي مهرجان‬ ‫الشارقة القرائي للطفل‪ ،‬مبادرته اجلديدة «املكتبة‬ ‫اجلوية» بالتعاون مع شركة «العربية للطيران»‪.‬‬ ‫وق��ال مدير ع��ام مشروع «ثقافة بال ح��دود» راشد‬ ‫الكوس‪« :‬تأتي هذه املبادرة استكماالً لرؤية صاحب‬ ‫السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي‪،‬‬ ‫عضو املجلس األعلى حاكم الشارقة‪ ،‬الذي دائماً ما‬ ‫يدعو إلى نشر الثقافة في كل مكان وإلى كل إنسان»‪.‬‬ ‫واملكتبة على شكل عربة صغيرة متنقلة جتول بني‬ ‫مقاعد املسافرين‪ ،‬تشتمل ك��ل واح ��دة منها على‬ ‫نحو ‪ 40‬كتاباً‪ ،‬على أال يتجاوز الكتاب الواحد ‪200‬‬ ‫صفحة‪.‬‬

‫أعلن في غرناطة عن افتتاح «كرسي دراسات احلضارة اإلسالمية وجتديد الفكر‬ ‫الديني»‪ ،‬في حفل علمي شهد حضور شخصيات من عالم الفكر والثقافة والبحث‬ ‫العلمي من إسبانيا والعالم العربي‪ ،‬إلى جانب كل من رئيس الوزراء اإلسباني السابق‬ ‫خوصي لويس ثاباتيرو‪ ،‬والدكتور فرانسيسكو لودييرو‪ ،‬رئيس جامعة غرناطة‪،‬‬ ‫واألستاذ يونس قنديل‪ ،‬رئيس مجلس أمناء مؤسسة مؤمنون بال حدود للدراسات‬ ‫واألبحاث‪ ،‬والدكتورة إينماكوالدا ماريرو‪ ،‬األمينة التنفيذية للمؤسسة األوروبية‬ ‫العربية‪ ،‬وتيريزا خيمينيس بلشيس‪ ،‬نائبة رئيس برملان األندلس‪ ،‬والدكتور محمد‬ ‫محجوب من تونس‪ ،‬وعمداء كل من كلية الفلسفة واآلداب وكلية العلوم السياسية‬ ‫واالجتماعية وكلية علوم التربية وكلية الترجمة وكلية علوم اإلع�لام واالتصال‬ ‫وكلية احلقوق في جامعة غرناطة‪ ،‬ومديرو املعاهد والكراسي العلمية ومسؤولو‬ ‫فرق البحث في العلوم اإلنسانية واالجتماعية في اجلامعة‪ ،‬إضافة إلى عشرات‬ ‫الباحثني وشخصيات تنتمي إلى املؤسسات الثقافية واألكادميية‬ ‫وقد افتتح احلفل األسبوع املاضي بكلمة لرئيس جامعة غرناطة‪ ،‬أكد فيها أهمية‬ ‫إنشاء «كرسي دراسات احلضارة اإلسالمية وجتديد الفكر الديني»‪ ،‬الفتاً إلى أن‬ ‫اجلامعة تعقد عليه آماال كبيرة في ربط الصلة بني املفكرين واألساتذة والباحثني‬ ‫والطلبة من اجلامعات العربية واألوروبية مل ّد جسور التعاون العلمي ودراسة السبل‬ ‫الكفيلة بجعل الدين مؤسسا للتسامح والتعايش وليس عنصرا للتفرقة والتصادم‬ ‫مشيراً إلى أهمية اشتغال الكرسي على التعريف باحلضارة اإلسالمية ودورها في‬ ‫تاريخ األندلس وإسبانيا‪ ،‬ومؤكداً أن الكرسي يهدف إلى املساهمة في ترسيخ قيم‬ ‫وشروط التعاون والتضامن والتعايش السلمي بني الشعوب في إطار التنوع الديني‬ ‫والتعدد الثقافي من خالل احلوار الديني والتجديد الفكري والدراسات العلمية‬ ‫الكفيلة بتجاوز أزمة اجلهل باآلخر والتأسيس لتعارف مؤسس على املعرفة‪.‬‬

‫«لماذا ال تقرأ»؟ وهناك «انسياحات» أيض ًا‬

‫الرباط‪ ،‬مكتب املستقل‪ :‬نظمت جمعية تطاون للموسيقى‪ ،‬أيام سابع وثامن وتاسع مايو‬ ‫اجلاري‪ ،‬ملتقى تطاون الثامن للموسيقى االندلسية املغربية‪ .‬ويهدف هذا امللتقى‪ ،‬الذي‬ ‫سيعرف مشاركة عدة فرق محلية ووطنية مهتمة باملوسيقى االندلسية‪ ،‬إلى خدمة التراث‬ ‫الفني املغربي واحملافظة عليه وتعريف األجيال الصاعدة بخبايا هذا الفن االصيل‪.‬‬ ‫وتواصلت بكلية العلوم بتطوان‪ ،‬نهاية األسبوع املاضي‪ ،‬حملة القراءة‪ ،‬التي تنظمها منظمة‬ ‫التجديد الطالبي حتت شعار «إق��رأ‪ ..‬ناقش‪ ..‬اب��دع»‪ ،‬وذل��ك «لتشجيع الشباب عامة‬ ‫والطلبة بشكل خاص على القراءة املستنيرة في كافة املجاالت»‪.‬‬ ‫وتضمنت هذه التظاهرة خالل اليومني األخيرين ساعتي قراءة كل يوم وورشة بعنوان «ملاذا‬ ‫ال نقرأ؟» المست مجموعة من اإلشكاالت املرتبطة بعدم تعاطي بعض الشباب للقراءة‬ ‫واالطالع على جديد التأليف العام أو املتخصص‪ ،‬وكذا العوامل املشجعة على القراءة على‬ ‫املستوى التربوي والتعليمي واالعالمي والتحسيسي‪.‬‬ ‫كما نظم املركز الثقافي البلدي بالقصر الكبير‪ ،‬مؤخراً‪ ،‬حف ً‬ ‫ال أدبياً جرى خالله توقيع‬ ‫ديوان «انسياحات» للشاعرة أمل الطريبق‪ .‬وشارك في تنشيط هذا احلفل األدبي الكاتب‬ ‫الروائي رشيد اجللولي والباحث إدريس علوش تناوال بالنقد والتحليل ديوان الشاعرة‬ ‫احملتفى بها‪ ،‬وأبعاده وأساليبه اجلمالية ومضمونه التركيبي اللغوي واملجازي‪.‬‬


‫أحمد الشريف‬ ‫وعلم تونس داخل‬ ‫موسوعة جينيس‬

‫شعرية النظر‬ ‫يصدر قريباً عن دار تانيت للنشر والدراسات كتاب (شعرية النظر)‪ ،‬وهو عبارة عن‬ ‫محاورة بني كل من الكاتب والباحث عبداملنعم احملجوب والفنان التشكيلي علي الزويك‪،‬‬ ‫وقد أُجنزت هذه احملاورة في شهر مارس ‪ 2002‬مبدينة صبراتة األثرية عندما طرح‬ ‫الشاعر والكاتب وجيه مطر أسئلته حول عالقة اإلب��داع بالتنظير‪ ،‬أيهما يقف عند‬ ‫حدود اآلخر؟‬ ‫من أسئلة احملاورة‪:‬‬ ‫> هل يمُ ارس اإلبداع دون احلديث عنه؟‬ ‫> أليس كل حديث عن اإلبداع تنظير له يك ّبله؟‬ ‫> متى نستطيع اعتبار التنظير إبداعاً أيضاً؟‬ ‫> هل تكمن املمارسة في التنظير؟‬ ‫> هل يكمن التنظير في املمارسة؟‬ ‫> هذا الكمون هل هو بالقوة أم بالفعل؟‬ ‫> ما احلدود بني مفهوم اإلبداع وممارسته؟‬ ‫> أليست فلسفة اإلبداع كمفهوم مختلفة متاماً عن فلسفة اإلبداع كممارسة؟‬ ‫> ما ّ‬ ‫حظ العرب من الفن؟‬ ‫> وحول الشعر ‪ ..‬ملاذا هذا االنحسار؟‬ ‫املرجعي لهذه احملاورة هو‪ :‬ما الفن اآلن؟‬ ‫وكان السؤال‬ ‫ّ‬ ‫بجدتها وطرافتها‪.‬‬ ‫كتاب تأخر نشره‪ ،‬ولكن موضوعاته ما زالت حتتفظ ّ‬

‫ش��ارك النجم التونسي أحمد الشريف‬ ‫ومجموعة من الفنانني التونسيني في‬ ‫احتفالية كبرى نظمتها وزارة السياحة‬ ‫مب��دي��ن��ه ت� � ��وزر ال �ت��ون �س �ي��ة مب �ن��اس �ب��ة‬ ‫االحتفال بأكبر علم تونسي في العالم‬ ‫ودخوله موسوعة جينيس العاملية‪.‬‬ ‫وش� ��ارك أح �م��د مب�ج�م��وع��ة م��ن أجمل‬ ‫أغ��ان �ي��ه ال��ت��ي ردده�� ��ا احل� �ض ��ور معه‬ ‫وت �ف��اع �ل��وا م��ع جن�م�ه��م احمل��ب��وب‪ ،‬ه��ذا‬ ‫ويستعد النجم أحمد الشريف إلصدار‬ ‫أغنيه تونسية سولو بعنوان «ي��ا طير»‬ ‫كلمات وأحل��ان أحمد الشريف وتوزيع‬ ‫املوزع حمدى املهيرى‪ ،‬و سيتم تصويرها‬ ‫قريبا في لبنان‪.‬‬ ‫ويستعد أحمد الشريف إلص��دار البوم‬ ‫ج��دي��د ي �ض��م م �ج �م��وع��ة م��ن األغ��ان��ي‬ ‫ب �ل �ه �ج��ات م �خ �ت �ل �ف��ة م �ن �ه��ا ال �ت��ون �س �ي��ة‬ ‫واملصرية واللبنانية‪.‬‬


‫‪56‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫ثقافة‬

‫االصدار الذي بني يدينا االن هو االصدار الثاني عشر من سلسة كتاب املستقل وقد‬ ‫حمل عنوان « من الذاكرة « للكاتب والقاص الليبي حسني نصيب املالكي وقد احتوته‬ ‫‪ 121‬صفحة من القطع املتوسط ‪..‬‬

‫سالم مصطفى‬

‫كتاب‬

‫من الذاكرة‬

‫سيرة عابرة لزمن منسي‬

‫والكاتب حسني نصيب املالكي من مواليد‬ ‫م�ن�ط�ق��ة احل �ط �ي��ة ب �ط �ب��رق س �ن��ة ‪1953‬‬ ‫وص��درت له مجموعات قصصية سابقة‬ ‫منها مقبولة‪ ،‬وجتسيد احل�ل��م‪ ،‬وال��رج��ل‬ ‫والنورس‪ ،‬الذي صدر عن مجلس الثقافة‬ ‫العام‪ ،‬وله اهتماماته بالشعر الشعبي في‬ ‫ليبيا حيث اصدر كتاباً عن شاعر| معتقل‬ ‫العقيلة رجب بوحويش»‪ ،‬وتناول بالبحث‬ ‫ايضا الشاعر «هاشم بو اخلطابية»‪ ،‬وله‬ ‫كتاب «صور من اجلهاد الليبي في طبرق»‬ ‫‪ ،‬كما له كتاب «القصة القصيرة بطبرق»‪.‬‬ ‫وفي كتابه االخير «من الذاكرة» يستحضر‬ ‫ال �ك��ات��ب ب �ع��ض م ��ن ذك��ري��ات��ه ف ��ي ف�ت��رة‬ ‫الطفولة وال��دراس��ة وامل��راه�ق��ة مبنطقة‬ ‫احلطية بطبرق وبعض الذكريات عندما‬ ‫كان طالبا بالكلية العسكرية مع استعراض‬ ‫لبعض احملطات التي يراها الكاتب مهمة‬ ‫في حياته‪.‬‬ ‫وبقراءتك لكتاب «من الذاكرة» ستواجهك‬ ‫مشكلة تصنيف ال �ك �ت��اب وال� ��ذي قسمه‬ ‫ال �ك��ات��ب ع��ددي��ا ال ��ى خ�م�س��ة ع�ش��ر ج��زء‬ ‫مرقمة من ‪ 1‬إلي ‪ 15‬دون أى عنوان ألي‬ ‫جزء منه‪ ،‬مما يخرجه من كونه مجموعة‬ ‫قصصية‪ ،‬وهو الصنف االدبي الذي عرفنا‬

‫املالكي‬

‫به حسني نصيب املالكي ‪ ..‬ويبتعد الكتاب‬ ‫ايضا عن ان يكون مجموعة من املقاالت‬ ‫الصحيفة‪ ،‬وه��ي كتابة أخ��رى عرفنا بها‬ ‫امل��ال �ك��ي اي �ض��ا وه ��و ال���ذي ك ��ان مؤسسا‬ ‫لصحيفة البطنان ومساهما بالكتابة في‬

‫العديد من الصحف الليبية‪.‬‬ ‫الكتاب ايضا ال يندرج حتت بند السيرة‬ ‫ال��ذات�ي��ة‪ ،‬ولعل ه��ذا م��اح��دا بالكاتب الى‬ ‫ت�س�م�ي�ت��ه «م���ن ال� ��ذاك� ��رة»‪ ،‬ل �ك��ن ال �ق��ارئ‬ ‫ل�ل�ك�ت��اب س�ي�لاح��ظ دون ع �ن��اء ان هناك‬


‫تشتتا في ذاك��رة الكاتب‪ ،‬ولعل مرد ذلك‬ ‫الى محاولته العودة بالذاكرة الى فترات‬ ‫بعيدة من العمر دون وجود رؤية أو هدف‬ ‫واض��ح م��ن ه��ذا التداعي للذكريات‪ ،‬إال‬ ‫محاولة الكاتب أن يعيد ترميم تاريخه‬ ‫الشخصي وت��اري��خ مسقط رأس��ه خاصة‬ ‫بعد التحوالت الكثيرة التي نالت مراتع‬ ‫صباه وشبابه‪« :‬احلطية حاصرتها املباني‬ ‫احلديثة م��ن جميع االجت��اه��ات‪ ،‬املدينة‬ ‫ازي �ل��ت مبانيها ال �ق��دمي��ة‪ ،‬وح�ل��ت محلها‬ ‫ع �م��ارات كبيرة وشاهقة ب�ين ي��وم وليلة‪،‬‬ ‫ميلكها أثرياء برزوا فجأة لست أدري هل‬ ‫هم من أثرياء احلروب والسالح؟ أم أثرياء‬ ‫احلشيش واملخدرات؟ الله أعلم ‪ ..‬املدينة‬ ‫اكتظت شوارعها بالسيارات من مختلف‬ ‫االش �ك��ال واالل� ��وان وامل��ارك��ات ‪ ..‬ال��زح��ام‬ ‫أصبح شديدا بها ال يطاق‪ ،‬متددت أحياء‬ ‫املدينة نحو الغرب ونحو الشرق والغرب‬ ‫وال �ش �م��ال واجل� �ن ��وب» ص ‪ .120‬ورغ��م‬ ‫ذلك فإن الكتاب أبعد ما يكون عن تأريخ‬ ‫لفترة زمنية محددة أو ملكان محدد ففي‬ ‫املوضوع الواحد يقفز الكاتب من رصد‬ ‫مل��وق��ف ال��ى احل��دي��ث ع��ن م�ش��اع��ره جتاه‬ ‫موضوع اخر ليعود ليتحدث عن شخصية‬

‫م��ن م �ع��ارف��ه او اص ��دق ��اء ط �ف��ول �ت��ه‪ ،‬مع‬ ‫مالحظة ان هناك احداث محددة تطرق‬ ‫ذاكرة الكاتب بإحلاح ويستحضرها الكاتب‬ ‫أكثر من مرة‪.‬‬ ‫البنية السردية في كتاب «من الذاكرة «‬ ‫تظهر مفككة بشكل واض��ح ورمب��ا يرجع‬ ‫ذلك إلى أن الذكريات تأتي أحياناً مندفعة‬ ‫وب�ق��وة ف��ي ذه��ن الكاتب بينما تغيب في‬ ‫أحيان ويظهر منها فقط األثر املتبقي في‬ ‫روح الكاتب‪ ..‬ورغ��م لغة الكاتب الراقية‬ ‫واملهذبة ـ وهو استاذ اللغة العربية ـ اال ان‬ ‫نصوص الكتاب اخلمسة عشر غابت عنها‬ ‫النواحي اجلمالية والصيغ الفنية والبالغية‬ ‫كأني بالكاتب هنا يحاول أن يقبض سريعا‬ ‫على شذرات الذاكرة املتسارعة ووضعها‬ ‫على ال��ورق قبل ان تضيع وه��و م��ا يعلله‬ ‫الكاتب نفسه في صفحة ‪ 14‬حيث يقول‬ ‫(ومع مضي االيام واالسابيع وجدت نفسي‬ ‫داخل املنزل وكل االعمال قد تعطلت في‬ ‫مدينتي وغيرها من املدن الليبية‪ .‬ووسط‬ ‫ال �ف��راغ ع��دت م��ن ج��دي��د ال��ى القرطاس‬ ‫والقلم ألدون بعض ما أتذكره من سيرة‬ ‫حياتي) هذا التصريح من الكاتب يوحى‬ ‫لنا أنه جلس متعمدا محاوال أن يستذكر‬

‫بعض الصفحات م��ن سيرة حياته لهذا‬ ‫جاءت الذكريات مشتتة وغير مترابطة‪..‬‬ ‫وكاكاتب ال ميلك اال قلمه لم يجد امامه‬ ‫لقتل الفراغ اال بالعودة اليها وكان املوضوع‬ ‫االق��رب هو حديث الذكريات ولعل هذا‬ ‫مشروع كتابة الكاتب لسيرته الذاتية وارد‬ ‫ومطروح لديه كمعظم الكتاب عادة‪ ،‬وهنا‬ ‫ميكن لنا القول ان الكاتب قد استعجل في‬ ‫طرح هذه الذكريات في كتاب من الذاكرة‬ ‫ول �ع �ل��ه االج� ��دى ان ي�س�م�ي��ه «م ��ن ش�ت��ات‬ ‫الذاكرة» وميكننا ايضا القول ان الكاتب‬ ‫رمبا أراد بهذا الكتاب أن يضع لبنة أولى‬ ‫ملشروع قادم يتناول فيه سيرة الذاتية او‬ ‫سيرة منطقة احلطية في فترة ما يرجع‬ ‫حتديدها له‪.‬‬ ‫إن الكاتب تتوفر له االمكانية لكتابة كتاب‬ ‫شيق ومهم عن منطقة من ليبيا ال يعرف‬ ‫عنها الكثيرون شيئا‪ ،‬وفي فترة من الزمن‬ ‫غ��اب عنها التوثيق‪ ،‬وك��ذل��ك ع��ن جتربته‬ ‫االن �س��ان �ي��ة وال��ت��ي ك �م��ا ي �ب��دو م��ن بعض‬ ‫الشذرات في الكتاب انها تزخر بالعديد‬ ‫باالحداث واملواقف والعبر‪.‬‬ ‫ويظل ما ذكرته في ه��ذا العرض لكتاب‬ ‫«من الذاكرة « يشكل وجهة نظر شخصية‬ ‫م��ن ق��ارئ ال مي��ارس النقد وال يدعيه ‪،‬‬ ‫ولعل غيري قد يرى فيه غير ما رأيت‪.‬‬ ‫كما يظل الكتاب في مجمله خفيفاً على‬ ‫النفس سهل القراءة ولعل اهم مامييزه انه‬ ‫يحمل اطاللة على حياة كاتب من ليبيا في‬ ‫فترات متفاوتة من حياته ويعطي حملة عن‬ ‫منطقة من أطراف ليبية عاشت بعيدا عن‬ ‫دائرة الضوء ولكنها لم تخلو من مصابيح‬ ‫تضيء في عتمة الوطن‪.‬‬ ‫والله من وراء القصد‬


‫‪58‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫ثقافة‬ ‫طبرق إبان احلرب العاملية‬

‫«من الذاكرة»‬

‫نص سيرذاتي لرجل يخفي كنـــــــــ‬ ‫فوزي عمر احلداد *‬

‫يقول الفيلسوف الفرنسي دافيد ثورو‪« :‬ما أتفه أن يجلس ليكتب‬ ‫من لم يقف ليعيش»‪.‬‬ ‫هناك صنف من الكتاب ال زالوا واقفني بشموخ ليعيشوا وهم في‬ ‫الوقت عينه يكتبون للعالم بقلم قد انغمس في محبرة الكفاح‪،‬‬ ‫يسودون أوراقهم مبوهبة ربانية‪ ،‬ورؤي��ة فكرية حصلوها بكثير‬ ‫من اجلهد والعناء‪ ..‬والشك عندي أن حسني نصيب املالكي أحد‬ ‫هؤالء‪.‬‬ ‫إن الكتابة السيرية ليست ترفاً مكتوباً‪ ،‬إنها أمانة عظيمة ال يعرف‬ ‫ثقلها وحجمها إال كاتب كبير يدرك جيداً عظم هذه املسؤولية‪،‬‬ ‫فهي قبل أن تكون سرداً لوقائع وأحداث ذاتية‪ ،‬كتابة للواقع واألهم‬ ‫للتاريخ‪ ،‬حيث ستنظر األجيال القادمة إلينا من مثل هذه الكتابات‪،‬‬ ‫كما أنها نبراس للنابهني املوهوبني الذين ال زالوا يتلمسون بدايات‬ ‫الطريق‪.‬‬ ‫حسني نصيب املالكي رج��ل يخفي ك�ن��وز محاسنه حت��ت رم��ال‬ ‫تواضعه‪ ،‬من يعرفه عن قرب يدرك أهمية ما يحمل من خصال‬ ‫نبيلة لم تزل تتكشف كل حني لكل من سيتعامل معه‪ ،‬تخبره عن‬

‫عظيم خصاله وكرمي طباعه كما تؤكد تواضعه اجلم وأدبه اجلليل‪.‬‬ ‫كتاب صغير يحوي حياة حافلة بالتعب واإلجن��ازات‪ ،‬حياة بدأت‬ ‫بقسوة الفقر وشدة البؤس‪ ،‬لكن الهوان الذي يعتري معظم الفقراء‬ ‫لم يعرف طريقه لنفس كاتبنا‪ ،‬حياته عنوان للنضال من أجل حياة‬ ‫كرمية أفضل‪.‬‬ ‫أس��رة فقيرة في كوخ من الصفيح في حي احلطية أكثر أحياء‬ ‫طبرق بؤساً‪.‬‬ ‫يتقلب الفتي اليافع في طرقات احلياة‪ ،‬يعصف به الفقر‪ ،‬يبدأ‬ ‫التعليم متأخراً في سن العاشرة لكنه يشتمل على قلب وثاب‬ ‫ونفس متطلعة متطلبة دوماً لكل جديد‪ ،‬يكافح تأخره الدراسي‬ ‫وينجح ويستمر جناحه فيغدو واحداً من أهم األدباء والكتاب في‬ ‫ليبيا املعاصرة‪.‬‬ ‫الزلت أذكر أن حسني نصيب املالكي لم يتوا َن عن احتضان أولى‬ ‫نشاطاتي األدبية منتصف تسعينيات القرن املاضي‪ ،‬إذ كان رئيساً‬ ‫لتحرير صحيفة البطنان‪ ،‬فتح صفحاتها أمام مقاالتي وقصصي‬ ‫القصيرة‪ ،‬ب��ل وواص ��ل اح�ت�ف��اءه ب��ي فعندما ص��در كتابي األول‬ ‫(حروف أثقلها الندى) عام ‪ ،2008‬قدمه للقراء وأثنى عليه وكان‬ ‫مما قاله إن هذا الكتاب يعد أول كتاب في املقالة املتنوعة يصدر‬ ‫في مدينة طبرق‪ .‬وقد سعدت يومها مبا قاله خاصة هذه اللفتة‬ ‫الذكية التي أملح فيها إلى أولوية استحقها كتابي األول‪.‬‬


‫طبرق ليال‬

‫ـــــــوز محاسنه تحت رمال التواضع‬ ‫«من الذاكرة» آخر إصدارات املالكي جعله تأريخاً حملطات عاشها‬ ‫من حياته‪ ،‬ضمنه كفاح البدايات ضد كل شيء تقريباً‪ ،‬وهو أول‬ ‫كتاب يصدر في السيرة الذاتية في مدينة طبرق والبطنان عموماً‪.‬‬ ‫لكنني اعتقد أن سيرة املالكي أعظم بكثير مما سرده في كتابه‬ ‫الصغير‪ ،‬إذ أن (‪ )120‬صفحة من القطع املتوسط ال ميكن أن‬ ‫تستوعب حياة حافلة بكثير من األح��داث تتخللها اإلخفاقات‬ ‫والنجاحات واإلجنازات‪.‬‬ ‫فمث ً‬ ‫ال لم يهتم كفاية بحدث إنشاء أول صحيفة سيارة في طبرق‬ ‫وما حولها‪ ،‬وهو حدث عظيم في املدينة إذ لم يكن له سابق‪ ،‬كما‬ ‫أنه كان أول رئيس حترير لهذه الصحيفة‪ ،‬شغل هذا املنصب ألكثر‬ ‫من عشرين عاماً‪ ،‬ما يؤهله ليكون شاهداً على مرحلة دقيقة من‬ ‫تاريخ املدينة والوطن‪ .‬لقد كان في قلب احلدث مراقباً ومتابعاً‬ ‫وميكن له أن يرسم رؤيته للقراء حول ما حدث وما كان يحدث‪.‬‬ ‫كما أن ُجل الكتاب واألدباء والصحفيني قد خرجوا من عباءة هذه‬ ‫الصحيفة – إن كان للصحف عباءات‪ ..‬حتى حسني املالكي لم‬ ‫أره يوما مرتدياً عباءة! لذا لنقل من بني ثنايا صفحات اجلريدة‪،‬‬ ‫نشراً وتدريباً وحتريراً‪.‬‬ ‫مسيرة شاقة وظافرة كان بودي لو مت التركيز عليها ألنها جتربة‬ ‫خصبة وهي كذلك خير مثال ميكن أن يقدم لألجيال اجلديدة‬ ‫خاصة من الكتاب والصحفيني‪.‬‬

‫ِ‬ ‫يحك قصة‬ ‫أيضاً لم يتطرق حسني املالكي ملسيرته األدبية فلم‬ ‫إصداره األول وهو حدث كبير في حياة أي كاتب‪ ،‬كان يهمنا أن‬ ‫نطلع على حكاية البدايات األدبية كيف كان يكتب قصصه ومن‬ ‫أين استمد أفكاره وشخوصه وما هي طقوس الكتابة عنده‪ ،‬هذه‬ ‫األمور بنى عليها كثير من ُكتاب السيرة كل حكاياتهم بل هناك من‬ ‫قصر سيرته على مسيرته األدبية والفكرية‪.‬‬ ‫وقد تتابعت إصدارات املالكي بعد ذلك بني القصة القصيرة التي‬ ‫يعد رائداً من روادها على مستوى الوطن‪ ،‬أو مساهماته النقدية‬ ‫التي جمعها في كتاب‪ ،‬أو إصدارته األخرى التي اهتمت بشؤون‬ ‫أخرى كمرحلة اجلهاد الليبي ضد املستعمر وكذا اهتمامه بالتراث‬ ‫الشعبي ورجاله‪ .‬كل ما سبق كان مناسبة لنقرأ ما لم نره من حياة‬ ‫املالكي ككاتب مميز وراصد مثير‪.‬‬ ‫وال أظ��ن أن ح�س�ين نصيب امل��ال �ك��ي سيكتفي ب �ه��ذا اإلص ��دار‬ ‫ثان أو إصدار الكتاب نفسه‬ ‫السيرذاتي‪ ،‬اعتقد أن إصدار جزء ٍ‬ ‫في نسخة منقحة مزيدة سيكون األفضل‪.‬‬ ‫خاصة وأن املالكي أظهر براعة واقتداراً في كتابة السيرة الذاتية‪،‬‬ ‫يكتب بحرفية رائعة ال تنقصها امل�ه��ارة في إث��ارة عقل القارئ‬ ‫بأسلوب شائق ومثير‪.‬‬

‫*‬

‫( ) أستاذ النقد األدبي بكلية التربية ‪ -‬جامعة عمر املختار‪.‬‬


‫‪60‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫ثقافة‬

‫مقاربة في فهم‬ ‫«التربية على الكتاب»‪..‬‬

‫القراءة‬ ‫المستدامة‬ ‫ليست ّ‬ ‫حظ ًا‬ ‫إدريس علوش‬ ‫في ظل األفق الذي يفسحه املجال الرقمي كثورة مهيمنة‬ ‫على تعدد وسائل ووسائط االتصال والتواصل احلديثة‪،‬‬ ‫م��ن م��وق��ع ال��ق��وة االق��ت��راح��ي��ة وت��وظ��ي��ف ال��ع��ل��م والتقنية‬ ‫وال��ت��ك��ن��ول��وج��ي��ة احل��دي��ث��ة وامل��س��ت��ح��دث��ة واإلم��ك��ان��ي��ات‬ ‫الضخمة لبناء صرح اإلمبراطورية القصوى املنسجمة مع‬ ‫روح املنظومة «املعوملة» ليصبح معها العالم كما هو الشأن‬ ‫اآلن «ق��ري��ة صغيرة» ف��ي حجم ش��اش��ة‪ .‬يجد الكتاب في‬ ‫عالقته باملتلقي شكال ومحتوى نفسه ‪ -‬باعتبار الكتاب‬ ‫نفسا وروح��ا وم��ادة ومنتوجا ثقافيا وحضاريا وإنسانيا ‪-‬‬ ‫في وضع جديد ومختلف ومخترق وغريب‪،‬يحتاج إلعادة‬ ‫النظر في مجمل القضايا املرتبطة به‪ ،‬أساسها «التربية‬ ‫على الكتاب» وتدبير شأن التماس به بشكل مباشر ويومي‪،‬‬ ‫وفق سياسة جديدة وفعالة تعيد للكتاب مجده املؤسس‬ ‫للمعرفة وقضاياها وبوصلة ت��ق��ود اإلن��س��ان ‪ -‬كما فعلت‬ ‫على مدار العصور واملراحل والتجارب والتراكمات ‪ -‬لإلبحار‬ ‫في عوالم التعدد والتنوع واالختالف في مجاالت املعرفة‬ ‫والثقافة واإلبداع ذات اإلبعاد اإلنسانية واحلضارية‪.‬‬

‫أن يقرأ األمريكي ما يزيد على إحدى عشر كتابا في السنة‪ ،‬والبريطاني‬ ‫ما يعادل سبعة‪ ،‬واألملاني والفرنسي أكثر أو أقل أو يزيد من كتب في‬ ‫السنة‪ ،‬فيما يقرأً العربي ومن ضمنهم املغربي والتونسي واجلزائري‬ ‫نظيراً لذلك ‪ -‬لتلك القراءات عند اآلخ��ر ‪ -‬ربع صفحة في السنة‪،‬‬ ‫وستة دقائق على مستوى التدبير الزمني‪ ،‬معناه أننا في وضع ال نحسد‬ ‫عليه‪ ،‬وأن إمكانياتنا في املعرفة والعلم واملستقبل ستكون – ال قدر الله‬ ‫– نتيجة حتمية لفعل ما يحدث عندنا من تدبير لشؤون القراءة وفعل‬ ‫املطالعة‪ ،‬وأساس مناهج التربية واملدرسة‪ ،‬واحملصلة قد تكون كارثة‪.‬‬ ‫هذا على مستوى االستئناس ‪ -‬ال احلصر ‪ -‬واإلحصائيات موجودة‬ ‫لدى العديد من املؤسسات التي تعنى بهذه القضية املصيرية‪ ،‬وهذه‬ ‫اإلحالة مستمدة من إحصائيات منظمة اليونسكو‪ ،‬ومع ذلك قد ال‬ ‫تبدو دقيقة ألن اإلملام بحدود القراءة ونتائجها وأرقامها يحتاج لراصد‬ ‫وفعال في شكل مؤسسة كبيرة ذات مقرات وطنية وجهوية وإقليمية‬ ‫ترصد كل حاالت القراءة واملطالعة وبالدقة العلمية املطلوبة‪ ،‬فمثال‬ ‫كيف ميكن أن نحصر عدد ق��راء القرآن في املساجد وهو قد يدوم‬ ‫لساعات‪ ،‬وقراء األب��راج‪ ،‬وقراء الرياضة‪ ،‬وقراء كتب الطبخ‪ ،‬فمجال‬ ‫القراءة ال يخص األدب واملعرفة والفلسفة والعلم فقط‪ ،‬بل يتجاوزه إلى‬ ‫مجاالت ال متناهية‪.‬‬ ‫والطفل عندنا في املغرب‪ ،‬في ليبيا‪ ،‬في تونس‪ ،‬واجلزائر كما في الدول‬ ‫العربية األخرى مع التفاوت في التجارب املرتبطة جدال بنسب األمية‬ ‫وإشكاليات محوها يقرأ بالكاد ستة دقائق في السنة ‪ -‬هذا خارج‬ ‫املناهج املعتمدة في الدراسة ‪ -‬من حسن احلظ‪ ،‬وأي حظ؟ علما أن‬ ‫الطفل حتى ح��دود بلوغه ‪ 16‬سنة من العمر يستوعب ما يزيد عن‬ ‫‪ 7‬لغات أو أكثر وقد يجيد القراءة والكتابة بهذه اللغات حسب بعض‬ ‫الدراسات العلمية ووفق تقوميها لهذه العملية العلمية‪ ،‬طبعا هذا ال‬ ‫ميكن أن يتم إال عبر التوجيه املنهجي والعلمي الصرفني‪.‬‬ ‫ناهيك عن عدد إصدارات الكتب واملطبوعات واملنشورات واألدبيات‬ ‫وهذه العالقة اإلنتاجية ترتبط جدال بالقراءة واملقروئية وتنمية الوعي‬ ‫واملعرفة عند املجتمعات البشرية التي حتترم وجودها واختياراتها‬ ‫ألشكال وأساليب تعميرها لألرض واليابسة‪ ،‬وأيضا حلسن اختياراتها‬ ‫إلدراك سبل احلياة املدنية واحلضارية والدميقراطية احلقة إحدى‬ ‫جتاليات هذه التمظهرات‪.‬‬ ‫عند املقارنة مبا يحدث عند اآلخر‪ ،‬وعلى سبيل املثال ‪ -‬واحلصر وارد‬ ‫ فالعالم األنكلوساكسوني يصدر ما يزيد عن مائتي ألف عنوان في‬‫كل مجاالت الفكر واإلبداع واملعرفة في السنة طبعا‪ ،‬ولك أن تقدر أو‬ ‫تخال – ال يهم – عدد إصدارات العاملني الفرانكوفوني واإلسبانوفوني‬ ‫إذ تشكل أمريكا الالتينية قارته اآلثيرة‪ ،‬على األقل علينا نسأل ونبحث‬ ‫ونعرف‪ ،‬أما املؤكد فإننا في الوطن العربي برمته – الوطن العربي‬ ‫املترامي األطراف واجلغرافيات – ال نصل وبالكاد إلى ربع ما يصدر‬


‫في بريطانيا لوحدها‪.‬‬ ‫تبقى األسئلة وحدها مفتاحا ٌ وجوهرا ٌ ملعرفة ما ال��ذي يحدث على‬ ‫مستوى الدقة والتحديد وعلى األرض وامليدان‪،‬انطالقا دائما من‬ ‫املقارابات السوسيو‪-‬ثقافية‪ ،‬والسوسيو‪-‬اقتصادية لفهم الظاهرة‪،‬‬ ‫وعلى أمل أن تكون ظاهرة ألن هذه األخيرة تظهر وتختفي‪ ،‬على أمل‬ ‫دائم أن تختفي عندها األمية املمنهجة واملخطط لها سلفا استنادا‬ ‫غالى السياسات التفقيرية والتبعية التي تنهجها أنظمة االستبداد‬ ‫عندنا‪ ،‬وهذا هو اجلوهر احلي فيها‪ ،‬وفي حالة ظلت دار لقمان على‬ ‫حالها‪ ،‬فليس متة من إمكانيات سوى التوغل في األمية املستدامة‪،‬‬ ‫واألمية اآلن لم تعد داللتها تقليدية كما كانت مرتبطة بفعل القراءة‬ ‫والكتابة‪ ،‬األمية استنادا ال��ى روح العصر تعني كل مواطن ال يتقن‬ ‫وبشكل جيد ثالث لغات حية أو أربعة باإلضافة إلى لغته األصلية‬ ‫واملعرفة اجليدة بتقنيات الثورة الرقمية‪.‬‬ ‫ال سبيل للخروج من عنق الزجاجة وشركها عدا إعداد فلذات الكبد‬ ‫وزهرات املستقبل وتربيتهم على شأن الكتاب وأهمية معارفه ومداركه‪.‬‬ ‫من موقع أن يتحمل املجتمع ومكوناته املدنية الفاعلة والدولة ودواليبها‬ ‫من مؤسسات على حد سواء مسؤولياتهما استناد إلى تناقضات الواقع‬ ‫وتدبير شؤون املرحلة‪ ،‬واستشراف املستقبل‪.‬‬ ‫فاخللل في املناهج التربوية واملدرسة هوة سحيقة ال تُعبر‪ ،‬ال أثر لها‬ ‫في التربية على الكتاب وشؤونه‪ ،‬والتماس احلي مع ما يضمنه الكتاب‬ ‫من توسيع للرؤيا واألفاق والتسلح باملعرفة واستشراف آفاق اإلبداع‬ ‫واالبتكار واخللق‪.‬‬ ‫وطبيعة النصوص املدرجة في املقررات التربوية بطبيعتها امليكانيكية‬ ‫النفعية املوغلة في اخللفيات االيديولوجية ال تستند إلى روح العصر‬ ‫واحلداثة‪ ،‬فهي غارقة في النقل واملاضوية‪ ،‬نصوص تنوميية‪ ،‬نصوص‬ ‫اتكالية ال تفسح املجال إلى في احل��دود الدنيا والضيقة ل��روح فعل‬ ‫املبادرة اخلالقة‪ ،‬حتى ولو تفاوتت هذه املقرارات من بلد إلى آخر وهي‬ ‫تفاوتات بسيطة في مجمل مبناها ومعناها‪.‬‬ ‫مجتمع املعرفة والعلم ال يستقيم حاله وال يكون له أي وجود إال بالقراءة‬ ‫املستدامة التي تنمي العقل على االستيعاب النقدي‪ ،‬والتقاطع مع‬ ‫هذه النصوص ليس من موقع املستهلك االعتيادي لها‪ ،‬لكن املنشغل‬ ‫بتشريحها وتفكيكها العلمي‪ ،‬وفسح امل�ج��ال إلب��داء ال��رأي النقدي‬ ‫املختلف‪ .‬يعيش العالم اآلن‪ ،‬ودائ �م��ا اس�ت�ن��ادا مل��ا حتقق كمعطيات‬ ‫موضوعية في التعاطي الكبير والواسع والالمتناهي مع مستلزمات‬ ‫الثورة الرقمية وإمكانياتها الهائلة في االستقطاب واإلغراء والتجديد‬ ‫والفعل‪ ،‬على وقع التبشير بـ»موت الكتاب»‪ ،‬وقد أتسأل هل أعد هذا‬ ‫العالم ‪ -‬عالم الثورة الرقمية ‪ -‬فضاءات املقبرة وشروط جنائزية الدفن‬ ‫وإسناد الكتاب للمحو والتالشي‪..‬؟‬ ‫في البداية كان الترويج أن نصف قرن من الزمن كاف إلنهاء وصلة‬ ‫الكتاب وإحالته على أرشيف التاريخ وال��ذاك��رة‪ .‬اآلن تقلصت املدة‬ ‫إلى النصف‪ ،‬وهناك من يجازف إلى درجة أنه يعتبر أن عقارب العد‬ ‫العكسي اشتغلت ولن تتوقف‪.‬‬ ‫صحيح أن الثورة الرقمية رافد كبير وإمكانية هائلة لتوفير املعرفة‬ ‫وسرعة التقاطع معها‪،‬وأنها لم تنس أن تبادر بخلق البديل وهو «الكتاب‬ ‫االليكتروني» تقنية جيدة وإبداعية تضاف ملسار اإلنسانية وصيرورة‬ ‫العلم واملعرفة‪.‬‬ ‫أكيد ‪ -‬ومن باب حتصيل احلاصل ‪ -‬ال ميكن لعاقل أن ينكر املزايا‬ ‫االستثنائية لم توفره هذه الثورة الرقمية في تخصيب هذا املجال‬ ‫وتفعيله وتطويره‪ ،‬مجال القراءة واملعرفة والكتاب‪ ،‬لكن ال ميكن أن‬ ‫يبارك هذا العاقل من موقع تفعيله للعقل وبوصلته‪ ،‬إستراتيجية هذه‬ ‫األخيرة في إلغاء الكتاب – الورقي – من الوجود‪ ،‬ومن حياة الناس‪.‬‬ ‫خصوصا عندما يتعلق األمر بنا وبوجودنا اإلنساني وباعتبارنا أحد‬ ‫املكونات األساسية لـ»أهل الكتاب»‪ ،‬وأمة ارتبطت بفعل «اقرأ»‪ ،‬وأهم‬ ‫مراحل وجودنا التاريخي واحلضاري كان أساسها العالقة املثابرة مع‬ ‫الكتاب وحتديدا في العصر العباسي وهو ارقي العصور التي أثبتنا‬ ‫فيها وبفعل السلوك واإلش��ارات الدالة احلضارية والعلمية واملعرفية‬ ‫حدود إسهامنا في تطوير احلضارة اإلنسانية والدفع بها نحو األرقى‪،‬‬ ‫والذي ارتبط بصناعة الكتاب‪ ،‬والتدوين والترجمة واإلبداع في هذه‬

‫ي��ق��رأ األم��ري��ك��ي م��ا ي��زي��د ع��ل��ى إح���دى ع��ش��ر ك��ت��اب�� ًا ف��ي السنة‪،‬‬ ‫والبريطاني ما يعادل سبعة‪ ،‬واألملاني والفرنسي أكثر أو أقل‪..‬‬ ‫فيما يقر ًأ العربي نظير ذلك ربع صفحة في السنة‪ ،‬وستة دقائق‬ ‫على مستوى التدبير الزمني‪.‬‬

‫مجتمع املعرفة والعلم ال يستقيم حاله وال يكون له أي وجود إال‬ ‫بالقراءة املستدامة التي تنمي العقل على االستيعاب النقدي‪،‬‬ ‫والتقاطع مع النصوص ليس من موقع املستهلك االعتيادي لها‪..‬‬ ‫لكن مع وفسح املجال إلبداء الرأي املختلف‪.‬‬

‫املجاالت املتعددة واملتنوعة واملختلفة وهو ما مكننا أن نكون ذات تاريخ‬ ‫في الصدارة من موقع الفاعل واملنتج واملبدع ال كما هو الشأن اآلن‪.‬‬ ‫قد يكون احلل في االستمرارية املوازية في اخللق واالبتكار في املجالني‪،‬‬ ‫مجال الكتاب الورقي والرقمي مع احتفاظ كل واحد منهما باستقالليته‬ ‫في الدفع بتطوير اإلنتاج والصناعة وروح املبادرات اخلالقة‪ ،‬وبهذا قد‬ ‫نكون بصدد التنافس الشريف خلدمة اإلنسان والوجود معا‪.‬‬ ‫من هنا تقع مسؤوليتنا في عالقتنا باملستقبل وآفاقه تربية األجيال‬ ‫على الكتاب والتماس اليومي والفعال معه‪ .‬قد ال تكون هناك وصفة‬ ‫جاهزة‪ ،‬لكن هناك أكثر من إمكانية لنكون بالفعل أم��ام مسؤولياتنا‬ ‫اجتاه الكتاب واستمراره وامتداده‪ ،‬بدءا من تربية األجيال على اعتبار‬ ‫الكتاب شأنا يوميا حضورا ونفسا‪ .‬الكتاب قوته في احلضور في‬ ‫مرافق احلياة العامة واخلاصة أيضا في البيت أوال‪ ،‬في املدرسة‪،‬‬ ‫في الشارع في املقهى والقطار واحلافلة واحلدائق والطبيعة والبحر‪،‬‬ ‫مبعنى أن نكون نحن القدوة أقصد املثقفني واملبدعني واملدرسيني‬ ‫واجلامعني والصحفيني وفعاليات املجتمع املدني وكل فئات ومكونات‬ ‫املجتمع‪ ،‬القدوة على استحضار الكتاب في مرافقنا العامة وفي حياتنا‬ ‫اليومية العادية واالعتيادية‪ ،‬كيف ميكن أن نربي أجياال على صون‬ ‫حضارة الكتاب ووجوده وتراثه‪ ،‬وإال سنفاجأ ذات يوم وجند أنفسنا‬ ‫في ظل كائنات تنقر على أجهزة ال تعرف ما اخل�ي��ال‪ ،‬وف��ي غياب‬ ‫اخليال واملخيل واملتخيلة ال أحد فينا يضمن أي منقلب ميكن سيركن‬ ‫له مجتمعنا‪.‬‬


‫‪62‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫متابعة فنية‬ ‫الدورة ( ‪ ) 13‬من‬ ‫مهرجان المسرح‬ ‫العربي في ميامي!‬

‫القاهرة تحلم بتأسيس‬ ‫«كمنوولث عربي فني»‬ ‫اختتمت مبسرح ميامي بالقاهرة فعاليات مهرجان املسرح العربي في‬ ‫دورته الثالثة عشرة‪ ،‬والذي نظمته اجلمعية املصرية لهواة املسرح برعاية‬ ‫من وزارة الثقافة‪ ،‬وأقيم حتت شعار (التضامن العربي ضرورة حتمية)‪.‬‬

‫متابعة وعدسة‪ :‬علي خويلد‬

‫السفير الليبي بالقاهرة يتابع عرض عفوا أبي‬

‫ش��ارك في املهرجان أكثر من ‪ 100‬فنان‬ ‫مسرحي عربي‪ ،‬واستمر خالل الفترة من‬ ‫‪ 19‬إلى ‪ 30‬ابريل املاضي‪ ,‬وقد شهد حفل‬ ‫االفتتاح وزير الثقافة املصري الدكتور عبد‬ ‫الواحد النبوي وبعض الشخصيات الثقافية‬ ‫والسياسية إلى جانب عدد كبير من الفنانني‬ ‫من مصر وبعض الدول العربية‪.‬‬ ‫وعن هذه الدورة قال املمثل املصري يحيى‬ ‫الفخراني وهو الرئيس الشرفي للمهرجان أن‬ ‫«الفُرقة لم تؤثر على الثقافة العربية التي ال‬ ‫تقل أهمية عن البعد االقتصادي واألمني‪ ,‬كما‬ ‫أكد الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة‬ ‫امل�ص��ري إن شعار ه��ذه ال ��دورة «التضامن‬ ‫العربي ضرورة حتمية» يثبت أن العرب يد‬ ‫واحدة وقادرون على صنع املستحيل داعياً‬ ‫شباب امل�س��رح ف��ي ك��ل ال��دول العربية إلى‬ ‫ٍ‬ ‫وحتد‬ ‫مواصلة التغيير فاملسرح أداة للتغيير‬ ‫للتخلف والرجعية واجل�ه��ل ‪ ..‬أم��ا املمثل‬ ‫املصري عزت العاليلي رئيس جلنة التحكيم‬ ‫والذي يحلم بتأسيس «كومنولث فني عربي»‬ ‫رأى بأن املهرجان يقدم أعمال مسرحية ال‬ ‫تقل عما يقدمه املسرح العاملي من أعمال‬ ‫نظراً لوفرة النصوص العربية وكثرة الفنانني‬ ‫الهواة القادرين على تقدميها‪.‬‬ ‫إن أسمى درجات االحتراف هي الهواية‪ ,‬هذا‬ ‫ما صرح به املمثل املصري «هاني رمزي»‬ ‫بعد تكرميه في حفل االفتتاح وأضاف بأن‬ ‫أصعب ما ميكن أن يفعله املمثل احملترف‬


‫جلنة التحكيم أثناء اعالن النتائج‬

‫مسرحية ملحمة اخللود‬

‫مسرحية موناليزا اجلزائر‬

‫هو احلفاظ على روح الهواية‪ ,‬كما شاطره‬ ‫الرأي عضو جلنة التحكيم املمثل السعودي‬ ‫«عبد العزيز إسماعيل» الذي قال إن املسرح‬ ‫السعودي مسرح هواة وال وجود للمحترفني‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫كل من املمثل‬ ‫في حفل االفتتاح مت تكرمي ٍ‬ ‫األردني «ماهر خماش» واملخرج «كمال عيد»‬ ‫والكاتب «فكري النقاش» ومهندس الديكور‬ ‫«زوسر مرزوق»‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء مراسم االفتتاح قدم املهرجان‬ ‫عرضاً بعنوان (ملحمة اخللود) من إنتاج‬ ‫الكاتدرائية املصرية وه��و تأليف جماعي‬ ‫وإخراج ضياء شفيق‪ ,‬وتناول العرض قيام ما‬ ‫يعرف بتنظيم «داع��ش» بذبح ‪ 21‬مسيحي‬ ‫مصري في ليبيا في فبراير املاضي‪.‬‬ ‫ما بعد االفتتاح‪« ..‬موناليزا» اجلزائر‬ ‫ضمن فعاليات املهرجان كان عرض مسرحية‬ ‫(موناليزا) للمسرح اجلزائري ‪ ..‬العرض من‬ ‫إخراج الفنانة «تونس آيت احلاج» ومعاجلة‬ ‫درامية للناقدة «جميلة مصطفى» ‪ ..‬العمل‬ ‫مأخوذ عن قصيدة نثرية للشاعر املصري‬ ‫«سعيد نصر»‬ ‫واستطاعت املخرجة «تونس آيت» ومقتبسة‬ ‫القصة «جميلة مصطفى» أن جتعال من‬ ‫«موناليزا» قصة عشق بتفاصيل جزائرية‬ ‫ي�ع�ي�ش�ه��ا ف��ن��ان ت�ش�ك�ي�ل��ي ي �ه �ي��م بحسناء‬ ‫اف�ت��راض�ي��ة رس�م��ت ري�ش�ت��ه م�ع��ال��م وجهها‬

‫تكرمي فرقة الغد بحضور السفير الليبي‬

‫تكرمي الفنانة خدوجة صبري‬


‫‪64‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫متابعة فنية‬

‫أكثر من مائة فنان ومسرحي عربي‬ ‫يشاركون في املهرجان ‪ ..‬والتكرمي‬ ‫يذهب للقامات الفنية الكبيرة‬ ‫وزير الثقافة املصري يدعو شباب‬ ‫املسرح إلى مواصلة التغيير ‪ ..‬ويحى‬ ‫الفخراني يؤكد بأن الفُ رقة لم تؤثر‬ ‫على الثقافة العربية‬ ‫املمثل هاني رمزي ‪ :‬أسمى درجات‬ ‫االحتراف هي الهواية‬

‫فنانو ليبيا في قلب احلدث‬

‫لتُنسيه امل ��رأة احلقيقية ال�ت��ي تعيش إلى‬ ‫جانبه دون أن يشعر بها‪ ,‬كما جرت أحداث‬ ‫ال �ع��رض ف��ي ق��ال��ب ك��وم�ي��دي ت��راج�ي��دي أو‬ ‫مايعرف بالكوميديا ال��س��وداء‪ ..‬ويحسب‬ ‫لهذه املسرحية أنها تعاطت م��ع إيحاءات‬ ‫اللوحة العاملية الشهيرة التي أبدعها دافنشي‬ ‫مبنظور شرقي مييل إلى البيئة االجتماعية‬ ‫ٍ‬ ‫اجلزائرية ‪.‬‬ ‫وقبل رفع الستار واإلعالن عن بداية عرض‬ ‫كل من الفنان املصري‬ ‫املوناليزا مت تكرمي ٍ‬ ‫«سامي ال�ع��دل» والفنان التونسي «شكري‬ ‫السماوي» باإلضافة لتكرمي الفرقة التونسية‬ ‫املشاركة والفرقة املغربية وكذلك اجلزائرية‬ ‫وسط حضور كبير من الفنانني واإلعالميني‬ ‫واملهتمني مبجال املسرح‪.‬‬ ‫« حلم ليلة دم « للمملكة املغربية‬ ‫قدمت فرقة مسرح (أبعاد) بالدار البيضاء‬ ‫املغربية العرض املسرحي»حلم ليلة دم» من‬ ‫تأليف وإخراج الدكتور «عبد املجيد شكير»‬ ‫‪ ..‬العمل جاء الستيعاب األحداث والتغيرات‬ ‫ال �ت��ي حت ��دث ف��ي ال �ع��ال��م ال �ع��رب��ي وف�ش��ل‬ ‫أنظمته في حتقيق العدل واحلرية وحماية‬ ‫مواطنيها‪ ,‬كما وضع املؤلف «حلم ليلة دم»‬ ‫كاختبار لعالقة املثقفني بالسلطة وإمكانية‬ ‫التغيير والتسامح وإبعاد لغة الدم في نفس‬ ‫كل إنسان‪.‬‬

‫الكاتبان القديران براء اخلطيب ومحمود البوسيفي‬

‫تونس «العكس أصح»‬ ‫مسرحية «العكس أص��ح» كانت املمثلة عن‬ ‫اجلمهورية التونسية في مهرجان املسرح‬ ‫العربي لهذه الدورة وهي من إخراج «هادى‬


‫الكاتدرائية املصرية في «ملحمة‬ ‫اخللود» تذكّ ر بجرمية داعش الشنيعة‬ ‫في حق األقباط‬ ‫جلنة التحكيم توصي باالهتمام‬ ‫بالفصحى ‪ ..‬وتنصح باالستفادة من‬ ‫نصوص الشباب بدال من االعتماد على‬ ‫نصوص األجيال السابقة‬ ‫اجلزائريون يستعيدون « املوناليزا» في‬ ‫قصة عشق بطعم جزائري‬

‫ع� �ب ��اس»‪ ,‬وت � ��دور أح��داث��ه��ا ح���ول ش��اب�ين‬ ‫عاطلني ع��ن العمل ق��ررا العمل ومواجهة‬ ‫حالة البطالة بالعمل في ورشة جنارة‪ ,‬ومت‬ ‫كليفهما من صاحب الورشة بتركيب باب‬ ‫لغرفة ن��وم أح��د الزبائن‪ ,‬وم��ن ه��ذا الباب‬ ‫تبدأ أحداث املسرحية حيث يعجز الشابان‬ ‫عن تركيب الباب فى غرفة النوم ويرتكبان‬ ‫العديد من األخطاء بغباوة كبيرة وكوميدية‬ ‫‪ ..‬تتسارع االحداث فى اجتاه مختلف بعد‬ ‫غضب وتعصب ص��اح��ب امل �ن��زل م��ن بطء‬ ‫إجناز الشابني للعمل‪ ,‬وبحماقة منهما حاوال‬ ‫اختالق ألعاب سحرية إللهاء صاحب املنزل‬ ‫الذى اعجب بتهريجهما وطلب منهما التخلي‬ ‫عن تركيب الباب وتقدمي املزيد من هذه‬ ‫االلعاب قبل أن يكتشفا بأن الباب مت تركيبه‬ ‫بلعبة سحرية جديدة ‪ ..‬وفى هذه املسرحية‬ ‫غاب النص متاماً واختار املخرج أن تكون‬ ‫االح � ��داث ص��ام�ت��ة ي��ؤدي �ه��ا ث�لاث��ة ممثلني‬ ‫يتقمصون دور املهرجني مع توظيف املالبس‬ ‫واملاكياج اللذين يعتبران العنصر االساسي‬ ‫فى كسر رتابة العمل‪.‬‬ ‫وتعد مسرحية «العكس أصح» جتربة فريدة‬ ‫من نوعها فى املسرح التونسى باعتبارها‬ ‫تعتمد فى طابعها الفنى على حركية املهرج‬ ‫كوسيلة للتعبير ع��ن جملة م��ن القضايا‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫«عفوا أبي» واقع ليبي‬ ‫«ع�ف��وا أب��ي» مسرحية ليبية (م��ون��ودرام��ا)‬ ‫لفرقة مسرح الغد بالبيضاء‪ ،‬وكانت مسك‬ ‫اخلتام ملهرجان املسرح العربي‪ ،‬وه��ي من‬ ‫إخ��راج الفنان «عزالدين املهدي» وإع��داد‬

‫تكرمي الكاتدرائية املصرية‬

‫أداء ملفت للجارد‬ ‫تكرمي الفنان سامي العدل والفنان التونسي شكري السماوي‬


‫‪66‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫متابعة فنية‬

‫«عفو ًا أبي» صرخة ليبية في وجه‬ ‫العنف والكراهية بتوقيع فرقة الغد‬ ‫بالبيضاء‬ ‫التوانسة يقدمون «العكس أصح»‬ ‫بأحداث صامتة ويعولون على املالبس‬ ‫واملاكياج لكسر الرتابة‬ ‫الفنانة خدوجة صبري عضو جلنة‬ ‫التحكيم تصعد الركح لتهنىء فرقة‬ ‫الغد‬

‫حضور كبار الفنانني‬

‫من مسرحية موناليزا‬

‫ومتثيل القدير «عبدالباسط اجل��ارد» عن‬ ‫نص للراحل علي اجلهاني ‪ ..‬العمل تناول‬ ‫التداعيات والظروف السياسية التي يعيشها‬ ‫ال�ش�ع��ب ال�ل�ي�ب��ي م�ن��ذ ب��داي��ة ث���ورة فبراير‬ ‫وحتى اآلن‪ ,‬وت��دور اح��داث املسرحية حول‬ ‫املصاحلة الوطنية بني فئات الشعب الليبي‬ ‫املختلفة باعتبارها احلل الوحيد لعودة األمن‬ ‫واألمان الذي غاب عن البالد طيلة األربعة‬ ‫سنوات ‪( ..‬عفوا أبي) هذا االسم الذي جاء‬ ‫مبثابة اعتذار األبناء آلبائهم الذين مازالوا‬ ‫ميارسون العداء والكراهية وإشعال احلرب‬ ‫ما بني أبناء الشعب الواحد‪ ,‬دون أن يفكروا‬ ‫ف��ي مستقبل ابنائهم وب�لاده��م ‪ ..‬العمل‬ ‫يلخص ض��رورة حترير جيل املستقبل من‬ ‫القيود الدموية السياسية التي يفرضها اآلباء‬ ‫من أجل إعادة بناء وطن يقوم على املصاحلة‬ ‫بني جميع أطيافه‬ ‫وبعد عرض املسرحية مت منح درع تكرمي‬ ‫لفرقة مسرح الغد وش �ه��ادة امل�ش��ارك��ة في‬ ‫املهرجان وتكرمي الفنان القدير «عبدالباسط‬ ‫اجل��ارد» بطل مسرحية (عفواً أب��ي) وسط‬ ‫حضور كبير لبعض الفنانني الليبيني والعرب‬ ‫وعدد من اجلالية الليبية املقيمة بالقاهرة‬ ‫باإلضافة حلضور سفير دولة ليبيا السيد‬ ‫«محمد فايز جبريل»‪.‬‬ ‫اللحظات األخيرة ‪ ..‬التتويج ملن‬ ‫يستحق‬ ‫بعد تكرمي الفرقة الليبية وبعض الفنانني مت‬ ‫تكرمي جلنة حتكيم املهرجان التي يترأسها‬ ‫امل �خ��رج امل �ص��ري عبد ال��رح�م��ن الشافعي‬ ‫وعضوية املخرجة العراقية «حمائل حسن»‬


‫مسرحية الدخان تتحصل على جائزة‬ ‫أفضل عرض ‪ ..‬وجائزة التأليف تذهب‬ ‫ملسرحية «آخر رايات األندلس»‬ ‫فرقة أبعاد املغربية تختبر عالقة‬ ‫املثقفني بالسلطة في مسرحية‬ ‫«حلم ليلة دم»‬

‫تكرمي املمثل األردني ماهر خماش‬

‫املمثل عبد العزيز إسماعيل ‪:‬‬ ‫ال وجود للمحترفني في املسرح‬ ‫السعودي‬

‫والفنان السعودي «عبد العزيز اسماعيل»‬ ‫والفنانة الليبية القديرة «خدوجة صبري»‬ ‫والفنانة «منال سالمة» من مصر‪.‬‬ ‫كما قام الدكتور سيد خاطر رئيس قطاع‬ ‫اإلن �ت��اج الثقافي ورئ�ي��س املهرجان بتوزيع‬ ‫اجل��وائ��ز على الفائزين مبشاركة املخرج‬ ‫عمرو دوارة مؤسس ومدير املهرجان بعد‬ ‫أن اعلنت جلنة التحكيم عن اسماء الفائزين‬ ‫باملهرجان حيث حتصلت مسرحية (الدخان)‬ ‫التي قدمتها فرقة كلية األلسن بجائزة أفضل‬ ‫ع��رض‪ ,‬وف��از امل�خ��رج محمد زك��ي بجائزة‬ ‫اإلخراج األولى عن عرض (مأساة احلالج)‪,‬‬ ‫اما جائزة اإلخراج الثانية كانت من نصيب‬ ‫منير يوسف عن مسرحية (حلم يوسف)‪,‬‬ ‫وف��از بجائزة التأليف مصطفى سعيد عن‬ ‫عرض (آخر رايات األندلس)‪ ,‬بينما ذهبت‬ ‫جائزة الديكور ألحمد سيد في مسرحية‬ ‫(حلم ي��وس��ف)‪ ,‬وحتصل أحمد سعد على‬ ‫جائزة املوسيقى في عمل (مأساة احلالج)‪,‬‬ ‫كما منحت جلنة التحكيم ج��ائ��زة خاصة‬ ‫ل�ع��رض (التشريفة) لفرقة منتخب إدارة‬ ‫املعصرةالتعليمية‪.‬‬ ‫وب�ع��د تتويج ال�ف��ائ��زي��ن وت �ك��رمي املشاركني‬ ‫في ختام املهرجان خرجت جلنة التحكيم‬ ‫مبجموعة ت��وص�ي��ات ك��ان اهمها ض��رورة‬ ‫االه �ت �م��ام ب��ال�ل�غ��ة ال�ع��رب�ي��ة ال�ف�ص�ح��ى في‬ ‫األعمال املسرحية التي تُقدم باللغة العربية‬ ‫حيث الحظت اللجنة وجود مغالطات كبيرة‬ ‫في النصوص من حيث اللغة العربية‪ ,‬كما‬ ‫أكدت اللجنة ضرورة االستفادة من نصوص‬ ‫جيل الشباب بدالً من االعتماد بشكل كبير‬ ‫على نصوص األجيال السابقة‪.‬‬

‫بعض املتوجني في املهرجان‬ ‫مسرحية كفر الغالبة‬


‫‪68‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫أمكنة لها تاريخ‬

‫يوسبريديس‬

‫حدائق التفاح الذهبي‬

‫تقع بنغازي على ساحل البحر املتوسط في شمال شرق ليبيا‪ ،‬وهي ثاني أكبر مدن ليبيا من حيث املساحة‬ ‫وعدد السكان واألهمية بعد العاصمة طرابلس‪ .‬وقد مرت املدينة واملناطق القريبة منها بعدة مراحل من‬ ‫التاريخ منذ إنشائها حوالي ‪ 500‬قبل امليالد‪.‬‬


‫أطلق على بنغازي اسم برنيقي نسبة إلي األميرة‬ ‫برنيكي زوجة بطليموس الثالث التي ارتقت معه‬ ‫عرش مصر عام ‪ 246‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫أقدم عملة أصدرتها بنغازي تعود إلى ما قبل عام‬ ‫‪ 480‬ق‪.‬م ويحمل أحد وجهيها نقش ًا ميثل نبات‬ ‫السيلفيوم وعلى الوجه األخر صورة دلفني‬ ‫أصبحت مدينة بنغازي بال حكومة بعد مغادرة‬ ‫القرمانليني حتى وصل األتراك عام ‪1835‬م‬ ‫«رباية الذايح» اسم اشتهرت به بنغازي ويعني أنها‬ ‫بيت من ال بيت له‬

‫يوسبريدس تعني «حدائق التفاح الذهبي»‪ ،‬وقد كانت مدينة إغريقية‬ ‫قدمية أُنشئت على الساحل الشرقي من ليبيا في إقليم سيرين في‬ ‫الفترة من ‪ 525‬ق‪.‬م إلي ‪ 515‬ق‪.‬م وهي مدينة بنغازي احلالية‪.‬‬ ‫توجد انقاض يوسبيريديس في منطقة الزريريعية العلوة ومقبرة‬ ‫سيدي اعبيد بالزريريعية بالصابري‪ .‬ومن املعروف إن هذه املدينة‬ ‫قد بنيت عند الطرف الشمالي لسبخة الزريريعية فوق مرتفع من‬ ‫األرض التي تعرف باسم (مقبرة سيدي اعبيد ومع مرور الزمن منت‬ ‫وامتدت نحو اجلنوب الشرقي بجوار سبخة الزريريعية وهي املنطقة‬ ‫املقابلة ملقبرة سيدي أعبيد‪ .‬وأقدم إشارة ملدينة يوسبيريديس هي‬ ‫في أثناء احلملة الفارسية التي بعث بها والي مصر الفارسي لالنتقام‬ ‫من مدينة برقة بعد مقتل اركسيالوس الثالث عام ‪ 515‬ق‪.‬م حيث‬ ‫يذكر ان هذة احلملة الفارسية تقدمت حتى مدينة يوسبيريديس‪.‬‬ ‫وذكر وجود نهر الليثون جنوب املدينة‪ .‬وأقدم قطعة للعملة أصدرتها‬ ‫هذة املدينة يرجع تاريخها إلى ما قبل عام ‪ 480‬ق‪.‬م حيث يحمل‬ ‫أحد وجهيها نقشاً ميثل نبات السيلفيوم بينما تظهر على الوجه‬ ‫األخر صورة دلفني‪ .‬وفى عام ‪ 414‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫وحسب األسطورة فقد أهدتها األرض إلى اآللهة هيرا مبناسبة‬ ‫زواجها من كبير اآللهة زيوس‪ .‬أما اسم هيسبيريدس في امليثولوجيا‬ ‫اليونانية فيخص احلوريات الالئي جلئن إلى حديقة غناء في العالم‬ ‫احملظوظ في ليبيا القدمية‪.‬‬ ‫ومن املعروف إن هذه املدينة قد بنيت عند الطرف الشمالي لسبخة‬ ‫السلمانى فوق مرتفع من األرض التي تعرف باسم (مقبرة سيدي‬ ‫عبيد) ومع مرور الزمن منت وامتدت نحو اجلنوب الشرقي بجوار‬ ‫سبخة السلمانى وهي املنطقة املقابلة ملقبرة سيدي أعبيد‪ .‬وأقدم‬ ‫إشارة ملدينة يوسبيريديس هي في أثناء احلملة الفارسية التي بعث بها‬ ‫والي مصر الفارسي لالنتقام من مدينة برقة بعد مقتل اركسيالوس‬


‫‪70‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫ال� �ث ��ال ��ث ع ��ام‬ ‫‪ 515‬ق‪.‬م حيث‬ ‫ي � ��ذك � ��ر أن ه� ��ذة‬ ‫احلملة الفارسية تقدمت‬ ‫حتى مدينة يوسبيريديس‪.‬‬ ‫وأق��دم قطعة للعملة أصدرتها هذة‬ ‫املدينة يرجع تاريخها إلى ما قبل عام ‪480‬‬ ‫ق‪.‬م حيث يحمل أحد وجهيها نقشاً ميثل نبات السيلفيوم بينما‬ ‫تظهر على الوجه األخر صورة دلفني‪.‬‬ ‫وفى عام ‪ 414‬ق‪.‬م تعرضت يوسبيريديس حلصار قوي من قبل‬ ‫القبائل الليبية‪ ،‬ولم ينقذها منها إال أسطول إغريقي قدم للمنطقة‬ ‫بطريق ال�ص��دف��ة حيث اض�ط��رت��ه ال��ري��اح إل��ى ال�ل�ج��وء إل��ى ميناء‬ ‫يوسبيريديس‪.‬‬ ‫أما أخر األح��داث التي ظهرت فيها يوسبيريديس فقد كان عام‬ ‫‪ 322‬ق‪.‬م حيث شاركت مع بركا في تأييد مغامر إسبرطي يدعى‬ ‫ثيرون يطمع في اقتطاع جزء من األرض يقيم فيه ملكاً لنفسه‪،‬‬ ‫ولكن قوريني وحلفائها من الليبيني تصدوا لذلك املغامر ومن يسانده‪،‬‬ ‫وانتصروا عليهم وكان نتيجة ذلك أن دفعت مدينة يوسبيريديس‬ ‫الثمن غالياً وأصابها الدمار‪ .‬أما عن التنظيم السياسي للمدينة فكان‬ ‫مجلس أعلى للقضاء ومجلس للشيوخ‪.‬‬ ‫برنيق املدينة الثانية‬ ‫مبرور الزمن أصبحت مياه سبخة السلماني جتف ومتتلئ بالطني‬ ‫والرمل للدرجة التي أصبحت معها غير صاحله للمالحة فتعذر بذلك‬ ‫اتصال يوسبيريديس بالبحر فما كان من السكان إال أن انتقلوا إلى‬ ‫موقع آخر أكثر قربا للبحر‪ .‬واملوقع اجلديد للمدينة كان يشغل املنطقة‬

‫الوسطى‬ ‫م� � ��ن ب� �ن� �غ ��ازي‬ ‫احلديثة ابتداء من‬ ‫امل�ي�ن��اء ناحية الشمال‬ ‫الشرقي حتى الفندق البلدي‬ ‫ومن مقبرة سيدي خريبيش ناحية‬ ‫اجل �ن��وب ال�ش��رق��ي ح�ت��ى امل�ل�ع��ب ال��ري��اض��ي‬

‫القدمي‪.‬‬ ‫وبعد وف��اة االس�ك�ن��در األك�ب��ر سنة ‪ 323‬ق‪.‬م وقعت مصر حتت‬ ‫احلكم البلطمي وبالتالي دخلت جميع املدن القورنيائية مبا فيها‬ ‫يوسبيريديس في تبعية مباشرة للحكم البلطمي طوال الفترة من‬ ‫‪ 322‬ق‪.‬م ألى ‪ 96‬ق‪.‬م وأطلق عليها اسم برنيقي نسبة إلي األميرة‬ ‫برنيكي زوجة بطليموس الثالث وارتقائها معه عرش مصر في عام‬ ‫‪ 246‬ق‪.‬م‪ .‬واعتباراً من عام ‪ 96‬ق‪.‬م أصبحت برنيق تابعة للحكم‬ ‫الروماني‪ ،‬وبنيت باملدينة الكثير من املنشآت كما زينت أرضيات‬ ‫تلك املباني بفسيفساء رائعة أشهرها «فسيفساء الفصول األربعة»‪،‬‬ ‫وقد مت االهتمام باملدينة في أوائل العصر البيزنطي (القرن الرابع‬ ‫امليالدي)‪ ،‬وأصبح سكان املدينة يدينون باملسيحية وقد عثر على‬ ‫بقايا كنيسة بها ترجع إلى القرن السادس امليالدي كما أن أحد أبناء‬ ‫املدينة أصبح حاكماً‪ .‬وفي القرن اخلامس قبل امليالد عانت من‬ ‫الدمار بسبب اجتياح الوندال لها‪.‬‬ ‫بنغازي والفتح اإلسالمي‬ ‫كانت املنطقة الواقعة بني مدينة اإلسكندرية في الشرق وطرابلس في‬ ‫الغرب تعرف قبل الفتح اإلسالمي ببالد إنطابلس وتتبع مصر إداريا‬ ‫وك��ان بطريق اإلسكندرية يحمل لقب «بطريق مصر وإنطابلس»‪.‬‬


‫مدخل نهر الليثي‬

‫نهر الليثي‬

‫نهر النسيان‬

‫وفى سنة ‪ 22‬هجرية اجته القائد عمرو بن العاص بعد أن فتح‬ ‫اإلسكندرية غرباً نحو بالد إنطابلس‪ ،‬فلم يجد مقاومة تذكر من‬ ‫سكانها الذين صاحلوه على دفع جزية قدرها ثالثة عشر ألف دينار‬ ‫سنويا‪ ،‬وأصبحت بالد إنطابلس (برقة) تنعم باألمن والسالم وحرية‬ ‫ممارسة الطقوس الدينية أكثر من أي منطقة أخرى حتت السيادة‬ ‫اإلسالمية ولذلك قال عنها عبد الله بن عمرو بن العاص‪« :‬لوال مالي‬ ‫باحلجاز لنزلت ببرقة فما أعلم منزال أسلم والأعزل منها»‪.‬عاودت‬ ‫املدينة الظهور من جديد في أواسط القرن اخلامس ميالدي‪ ،‬ومن‬ ‫بني من ساهموا في ذلك التجار القادمني إليها من إقليم طرابلس‪،‬‬ ‫وأطلق عليها في عام ‪ 1450‬بنغازي وكان لديها مرسى اسمه مرسى‬ ‫بني غازي الذي ظهر إلى حيز الوجود الول مره عام ‪ 1579‬على‬ ‫خارطه قدميه رسمها جغرافي عربي اسمه علي بن أحمد بن‬ ‫محمد الشريف من صفاقس بتونس نسبه إلى ولي صالح يعرف‬

‫وعرف باسم‬ ‫ُذكر هذا النهر في األساطير االغريقية ُ‬ ‫نهر النسيان أو نهر الليثي ‪ ،Lethe‬حيث كلمة الليثي‬ ‫تعني نسيان باللغة اليونانية‪ ،‬باإلضافة إلى أنه قد‬ ‫سميت به منطقة الليتي جلريان النهر بها‪.‬‬ ‫يقع النهر في مدينة بنغازى في منطقة بو عطني‬ ‫وه����و ع���ب���ارة ع���ن ك��ه��ف ض��خ��م حت��ي��ط ب���ه احل���دائ���ق‬ ‫موجود حتت سطح األرض‪ ،‬وعند القاع على بعد ‪50‬‬ ‫متر توجد بحيرة جوفية ساكنة ميتد منها نهر ال‬ ‫نهاية له‪.‬‬ ‫ُيعرف النهر بعدة أسماء‪ :‬نهر الليثون او (اجلخ الكبير)‬ ‫وأسطوري ًا بنهر النسيان‪ .‬و ميكن النزول للكهف عبر‬ ‫سلم حجري‪ ،‬وه��ذا النهر ك��ان مقدس ًا ل��دى اإلغريق‬ ‫القدماء حيث كان أحد األنهار اخلمسة في اجلحيم‬ ‫أو العالم السفلي وفقا لألساطير اإلغريقة القدمية‪،‬‬ ‫ح��ي��ث يعتقد االغ���ري���ق أن األرواح الب���د أن مت��ر من‬ ‫هذا النهر لتتطهر وتنسى أآلمها وان من يشرب منه‬ ‫ينسى كل شيء مؤلم مر به في حياته وذلك باعتبار‬ ‫وجهة أرواح املوتى لتطهير ذنبوهم ونسيان آالمهم في‬ ‫احل��ي��اة وق��د ارت��ب��ط نهر الليثون ب��األس��ط��ورة الثانية‬ ‫وه��ي حدائق هيسبيريديس‪ ،‬وتأتي شهرة احلدائق‬ ‫باعتبارها كانت مقرا لشجرة التفاح الذهبي املقدسة‬ ‫امل��ه��داة من جي ال��ي هيرا مبناسبة زواج��ه��ا من زيوس‬ ‫(كبير األلهة عند اليونانيني القدامي) وكانت – حسب‬ ‫الدن‬ ‫األسطورة – حتت حماية ‪ 3‬حوريات وتنني اسمه ُ‬ ‫‪.)Ladon‬‬


‫‪72‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫أمكنة لها تاريخ‬

‫باسم «سيدي غازي» كان ضريحه فوق ربوه داخل مقبره «سيدي‬ ‫خريبيش»‪.‬‬ ‫املدينةالعثمانية‬ ‫غزا العثمانيون املدينة في القرن السادس عشر لتصبح جزءا من‬ ‫اإلمبراطورية العثمانية‪ .‬انقسمت هذه الفترة إلى عهدين حسب‬ ‫حتديد املؤرخني ‪:‬‬ ‫العهد العثماني األول ‪ 1711 – 1638‬م‬ ‫بداية هذا العهد ‪ 1638‬م أو قبل ذلك بقليل‪ ،‬وفيها عادت احلياة ملدن‬ ‫شمال برقة بسبب جماعات املسلمني النازحة من األندلس والتي في‬ ‫‪ 1637‬م أقاموا في بنغازي‪ ،‬وقاموا بتشييد قلعة يتحصنون بها تقع‬ ‫عند رأس شبه اجلزيرة التي امتدت فيما بني البحر وسبخة السلماني‬ ‫في مواجهة رأس جليانة من اجلهة املقابلة‪ ،‬ولكن األندلسيني هجروا‬ ‫املدينة ما بني عامي ‪ 1639 – 1638‬م وبالتالي قام العثمانيون‬ ‫بقيادة محمد باشا الساقزلي باحتالل املدينة‪ ،‬وأمت بناء القلعة بها‪،‬‬ ‫واستقر العثمانيني باملدينة‪.‬‬ ‫في تلك الفترة كانت املدينة مجرد مرفأ بحري‪ ،‬وفي سنة ‪ 1640‬م‬ ‫انتقل املركز اإلداري والسياسي إليها‪ ،‬ولكن في وقت الحق حدثت‬

‫ثورة باملدينة وتخلصت من األتراك وبهذا جند أن أول املباني في‬ ‫هذا العهد كان ذو طابع عسكري وإداري ولكنه لم يدم طويال وانتهى‬ ‫بثورة األهالي ضد العثمانيني‪.‬‬ ‫استعاد العثمانيون املدينة في ‪ 1656‬م‪ ،‬واستمر الطابع الغالب للمدينة‬ ‫عربيا‪ ،‬فال جند في عهد االحتالل العثماني أي عمل حضري أو‬ ‫معماري ذا شأن‪ ،‬رغم كونها عاصمة سياسية واقتصادية وثقافية‬ ‫لإلقليم الواقعة به‪ .‬في عام ‪ 1711‬م انتهى العهد العثماني األول ولم‬ ‫تكن املدينة أكثر من مكان ذو وظيفة إدارية خاضعة لألتراك‪ ،‬لتصبح‬ ‫بعد ذلك حتت حكم أسرة القره مانللي التي كانت حتكم طرابلس‪.‬‬ ‫مرحلة العهد القرمانلي ‪1835 – 1711‬‬ ‫كان قيام الدولة القرمنلية ثورة اجتماعية وسياسية على املفاهيم‬ ‫واألوض ��اع السائدة في ذل��ك الوقت‪ ،‬وأه��م األح��داث التخطيطية‬ ‫املعمارية في تلك الفترة هو إنشاء جامع العقيب‪ ،‬كما أشير في تلك‬ ‫الفترة إلى املدينة بأنها عاصمة إلقليم برقة‪ ،‬وهي أول إشارة صريحة‬ ‫لتزعم بنغازي ملدن برقة‪.‬‬ ‫رغم كون ميناء املدينة هو النقطة املؤسسة لها إال أنه لم يكن يتسع‬ ‫إال للمراكب الصغيرة ويقال أنه كان يرى الكثير من اآلثار املبعثرة‬


‫داخل املدينة التي يعمل السكان على حتطيمها وبناء منازلهم منها‬ ‫بعد خلطها بالطني‪ ،‬وكان منزل (البي) ال يختلف عن باقي املنازل‬ ‫من حيث الطراز املعماري غال أن سطحه املقابل جلهة املدينة زود‬ ‫بتسع فتحات ركبت بها املدافع‪ ،‬وهذا التشابه في املنازل دليل على‬ ‫أن تخطيط املدينة قام به سكانها األصليني‪ ،‬أما اإلدارة احلاكمة‬ ‫فقد كانت عاجزة عن أي دور تخطيطي أو عمراني أو إنشائي ذو‬ ‫أهمية للمدينة‪.‬‬ ‫حجم املدينة في تلك الفترة كان يسع ‪ 5000‬نسمة‪ ،‬نصفهم على‬ ‫األقل من اليهود‪ ،‬وكانت املدينة ال تزال تتأرجح بني كونها مدينة‬ ‫أو قرية كبيرة‪ ،‬ولكن أكثر ما ميز معاملها في ذلك الوقت االكثار‬ ‫من استخدام املكان الديني‪ ،‬فأنشئ في ‪ 1820‬م جامع احل��دادة‬ ‫وأحلقت به مدرسة قرآنية‪ ،‬وهذا اجلامع لم يكن هو البداية‪ ،‬فتاريخ‬ ‫بناء اجلوامع باملدينة أقدم من ذلك بكثير‪ ،‬ففي ‪ 1770‬م بني جامع‬ ‫شلوف الصغير‪ ،‬كما شيدت أول كنيسة للفرنشيسكان عام ‪،1817‬‬ ‫وكانت عبارة عن حجرة في القنصلية الفرنسية‪.‬‬ ‫وشهد العام ‪ 1816‬قيام مذبحة ارتكبها العثمانيون ضد قبيلة‬ ‫اجلوازي في املدينة وهي «مذبحة اجلوازي»‪ ،‬والتي قتل فيها أكثر‬ ‫من ‪ 10.000‬شخص بينهم نساء وأطفال بسبب رفض السكان دفع‬


‫‪74‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫رباية ّ‬ ‫الذايح‬ ‫بنغازي ‪ّ ..‬‬

‫أمكنة لها تاريخ‬

‫بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا سكان ًا وإح��دى عاصمتي ليبيا حسب دستور استقاللها العام ‪ 1951‬وعاصمة إقليم برقة‬ ‫سابق ًا‪ .‬تطل على ساحل البحر املتوسط‪ .‬وتخطيط املدينة شعاعي مركزه بحيرة بنغازي في وسط املدينة‪.‬‬ ‫بلغ عدد سكانها حسب التعداد العام للسكان العام ‪ 2012‬نحو ‪ 562,067‬نسمة‪ ،‬وبنغازي هي آخر حلقة في سلسلة من املدن‬ ‫املتعاقبة التي خضع لها حكم قورينائية في فترات مختلفة من تاريخها وكانت أولى هذه العواصم هي مدينة قورينا‬ ‫(شحات) التي تقع في اجلبل األخضر ثم قام اإلمبراطور (دوقدليانوس) بنقل العاصمة إلى مدينة طوليماس (طلميثة)‬ ‫ثم حدث أن تدهورت املدينة خالل القرن السادس امليالدي فأصبـحت أبولونيا بـ‪ 28‬كم وبذلك أصبحت (سوسة) عاصمة‬ ‫لتلك املنطقة وفى عام ‪ ،643‬احتلت مدينة باركي املركز مركز العاصمة وأطلق اسمها على اإلقليم كله في وقت الحق‬ ‫(برقة)‪ ،‬ثم نرى بعد ذلك احلكام األتراك وقد اختاروا مدينة بنغازي لتكون العاصمة على اإلقليم‪ .‬وقد اشتهرت بنغازي‬ ‫باسم «رباية الذايح»‪ ،‬يعني أن بنغازي بيت من ال بيت له وأي حد ممكن يعيش في بنغازي وكأنه من أهلها‪ ،‬ليبي ًا كان أو غير‬ ‫ليبي‪ ،‬وبشهادة من مر بها خالل العصور‪ ،‬فقد اشتهرت بنغازي بطيبة أهلها وحسن معشرهم‪.‬‬


‫الضرائب للعثمانيني‪.‬‬ ‫كانت املساكن مبنية من أحجار خشنة غير متساوية ذات طابق واحد‬ ‫لم تتحمل مواسم األمطار‪ ،‬ونتيجة لسقوطها وحتولها إلى خرائب‬ ‫بامتزاجها مبياه األمطار كانت الشوارع املتراصة واملتداخلة تصبح‬ ‫أكوام من الطني ومجموعة من املستنقعات متثل كم كبير من حجم‬ ‫املدينة‪ ،‬ولم ت��زداد عدد املنشآت في هذا العهد ولم تتسع الرقعة‬ ‫املبنية بشكل واض��ح‪ ،‬ولكن اتسمت املدينة بانقسامها إلى أحياء‬ ‫ذات انتماءات وطنية‪ ،‬ووجد حيني مهمني يشغالن مساحة كبيرة‬ ‫من املدينة وهما حي الكراغلة وحي األهالي‪ ،‬وهذا يبني التفكك‬ ‫االجتماعي الذي صاحب منو املدينة‪.‬‬ ‫العهد العثماني الثاني ‪ 1911 – 1835‬م‬ ‫أصبحت املدينة بال حكومة بعد مغادرة القرمانليني حتى وصل‬ ‫األتراك عام ‪ 1835‬م‪ ،‬ويقال أن أكثر ما مييز املدينة ي تلك الفترة‬ ‫كان ضريحني الثنني من املرابطني ذات معالم غير واضحة وطالء‬ ‫مندثر متاما‪ ،‬والقلعة املقامة على الساحل وكانت عبارة عن شكل‬ ‫مربع حتيط به من كل جانب أبراج دائرية‪.‬‬ ‫كما وصفت املدينة بالنظافة ووجود ‪ 1200‬منزال‪ ،‬وارتفعت املباني‬ ‫ألكثر من طابق واحد‪ ،‬وتراوح تعداد السكان ما بني ‪ 10‬إلى ‪ 12‬ألف‬ ‫نسمة‪.‬‬ ‫أصبحت بنغازي والية قائمة بذاتها وسميت (ببنغازي متصرفليك)‬

‫يوسبيريديس في خريطة بويتنغريانا‬

‫وكان أول حاكم عثماني أرسل لها هو خليل باشا الذي حكمها مدة‬ ‫خمس سنوات‪ ،‬ومن األعمال املهمة التي جندها ضمن فترة حكمه‬ ‫هو تقسيم بنغازي إلى اثنتي عشر محلة وكانت كل محلة ذات تعداد‬ ‫سكني منفصل‪.‬‬ ‫كما جند توزيع فريد مل��دارس احلقت مبساجد تلك احملالت لكي‬ ‫تغطي االحتياجات التعليمية مبستوى متساو لكل احملالت‪.‬‬ ‫في عام ‪ 1889‬بدء من وضع دراسات وتخطيطات ملشروع مهم على‬ ‫يد رشيد باشا وهو قصر البركة العسكري الذي يتسع إليواء ما يزيد‬ ‫عن ‪ 5000‬جندي‪ ،‬وهو قصر محاط ومسور ويحوي مسجد وسوق‬ ‫ومساحات خاصة بالتدريب العسكري‪.‬‬ ‫وآخر عمل قام به رشيد باشا هو أول خط سكك حديدية يصل بني‬ ‫رصيف امليناء والبركة في ‪ ،1894‬واستعمل لنقل امللح من املالحات‬ ‫القريبة واحمليطة باملدينة إلى أماكن جتميعها‪ ،‬كما استعمل اخلط‬ ‫في نقل مواد البناء املستوردة لبناء القص العسكري‪ .‬وبعد ذلك جند‬ ‫تطور في ارتفاعات املباني‪ ،‬ومت إنشاء مبنى البلدية املكون من ‪3‬‬ ‫طوابق‪ ،‬واهتم بامليناء حيث أقيم أول رصيف صناعي‪ .‬وتعداد املدينة‬ ‫في تلك الفترة كان ‪ 15‬ألف نسمة ‪ 3/4‬من األهالي و ‪ 1/4‬من‬ ‫الزنوج الذين سكنوا أكواخ مبنطقة الصابري‪ ،‬كما يذكر أن أهالي‬ ‫املدينة امتلكوا بساتني واقعة خ��ارج ح��دود املدينة مبنطقة ظهير‬ ‫بنغازي‪ .‬في منتصف عام ‪ 1895‬وحتى بداية ‪ 1896‬استمر العمل‬ ‫في بناء معسكر البركة واملسجد العتيق كما بنى الطاهر باشا مسكن‬


‫‪76‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫أمكنة لها تاريخ‬

‫خاص له يقع بني منطقتي البركة والفويهات‪.‬‬ ‫في عام ‪ 1906‬شب حريق كبير في سوق الظالم تسبب في كارثة‬ ‫اقتصادية‪ ،‬وفي عام ‪ 1908‬أنشأ بنك روما فرع له باملدينة وكان‬ ‫بداية توافد اإليطاليني إلى املدينة‪ ،‬واستمر حكم األتراك للمدينة‬ ‫حتى مت الغزو اإليطالي للبالد في ‪ 1911‬م وتنازل األتراك العثمانيني‬ ‫عن ليبيا إليطاليا من خالل معاهدة أوشي‪.‬‬ ‫العهد اإليطالي‬ ‫في العام ‪ 1911‬مت غزو بنغازي من قبل اإليطاليني‪ ،‬وبحلول العام‬ ‫‪ 1912‬أنشأ اإليطاليون مستعمرة «سيرينايكا» أو «برقة»‪ ،‬وقاوم‬ ‫سكان برقة احملليون بقيادة عمر املختار االحتالل اإليطالي‪ ،‬وقد‬

‫عانت برقة من أوضاع صعبة خصوصا في فترة صعود الفاشية في‬ ‫إيطاليا وحكم بنيتو موسيليني‪ .‬نحو ‪ 125.000‬ليبي مت اجبارهم‬ ‫على العيش في معسكرات االعتقال‪ ،‬قضى منهم نحو الثلثني نحبهم‪.‬‬ ‫قام اإليطاليون بتحديث وتوسعة ميناء بنغازي وتطوير املدينة‪ ،‬فبنيت‬ ‫الفيالت البيضاء على الطراز الروماني‪ ،‬وبنيت املباني قبالة شاطئ‬ ‫املدينة‪ .‬ومنت املدينة لتصبح مركزا إداري��ا واقتصاديا‪ .‬ومع بداية‬ ‫احلرب العاملية الثانية كانت يقطن في املدينة قرابة ‪ 22.000‬إيطالي‪.‬‬ ‫بنغازي احلديثة‬ ‫تعرضت املدينة أثناء احل��رب العاملية الثانية لدمار وقصف‬ ‫شديدين‪ ،‬حيث مت قصفها بالقنابل ألكثر من ‪ 1000‬مرة‪.‬‬


‫كما مت تبادل السيطرة عليها بالقتال بني قوات احللفاء وقوات‬ ‫احملور خالل احلرب ‪ 4‬مرات لتسقط في املرة اخلامسة حتت‬ ‫حكم البريطانيني ال��ذي��ن س�ي�ط��روا عليها حتى بعد احل��رب‬ ‫وصوال إلى استقالل ليبيا في ‪ .1951‬لكن أعيد بناء املدينة‬ ‫في الفترة التي تلت ظهور النفط في البالد لتشكل جزءا من‬ ‫ليبيا احلديثة‪.‬‬ ‫في ‪ 15‬أبريل ‪ 1986‬قامت الطائرات احلربية األمريكية في‬ ‫عهد رونالد ريغان بقصف ملدينتي بنغازي وطرابلس‪ ،‬وأسفر‬ ‫القصف عن مقتل نحو ‪ 40‬ليبيا‪ ،‬وإحلاق أضرار مادية‪.‬‬ ‫وفي ‪ 17‬فبراير ‪ 2011‬انطلقت شرارة التغيير السياسي من‬ ‫مدينة بنغازي لتع ّم ليبيا بأسرها‪ ..‬على ما نرى اليوم‪.‬‬


‫‪78‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫أمكنة لها تاريخ‬

‫زيــارة إلى‬

‫جداريـــــــة‬

‫شبه جزيرة‬ ‫البردي‬

‫الفنان الجندي‬ ‫جون بريل وأثره الفريد‬


‫تقع ال��ب��ردي في أقصى ش��رق ليبيا‪ ..‬تعانق البحر‬ ‫األب��ي��ض امل��ت��وس��ط بقلب أب��ي��ض‪ ،‬وت��ت��وس��ط جبال‬ ‫تلفها من أكثر من جانب‪ ،‬والرائي لها من عل يجزم‬ ‫أنها شبه اجلزيرة األجمل على اإلطالق‪.‬‬ ‫أط��ل��ق عليها اإلغ��ري��ق اس��م ب��ت��راس مايور‪Petras‬‬ ‫‪ ، major‬البتراء أو الصخور الكبرى‪ ،‬وتؤكد أنها‬ ‫كانت محطة جتارية كبرى على الساحل الشرقي‪،‬‬ ‫فقد كان العرب الليبيون القدماء يجلبون البضائع‬ ‫م���ن اجل���ن���وب إل����ى ال���ش���م���ال‪ ،‬وأن ال��ف��ن��ي��ق��ي�ين قبل‬ ‫اإلغريقيني بزمن هم من استفادوا من هذه احلركة‬ ‫التجارية عبر ميناء البردي املوغل في التاريخ‪.‬‬ ‫يؤكد هذا القول أوربك بيتس في كتابه (الليبيون‬ ‫الشرقيون) وهو يعتقد أن املالحة بني كريت وليبيا‬ ‫كانت سهلة وميسورة منذ ‪ 2280 – 2780‬ق‪.‬م‪ ،‬ولعل‬ ‫موقع البردي جعل لها أهمية كبيرة في تلك الفترة‬ ‫ألن الله حباها مبرفأ طبيعي ذي حماية طبيعية‬ ‫من خالل جبال شاهقة توفر له احلماية الطبيعية‪،‬‬ ‫وهو يستقبل السفن الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬كما كان‬ ‫لها أيض ًا دور ًا مهم ًا إبان احلرب العاملية الثانية‪.‬‬

‫متابعة ‪ :‬عبدالرحمن سالمة‬


‫‪80‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫أمكنة لها تاريخ‬

‫هناك العديد من الروايات التي نسمعها من كبار السن في هذه‬ ‫املنطقة حول االسم األصلي لهذه املنطقة‪ ،‬ولعل أبرزها هو اسم‬ ‫برديا سليمان‪ ،‬ويقولون أيضاً أن سليمان عليه السالم اتخذه‬ ‫معتق ً‬ ‫ال للجان‪ ،‬كما تقول رواية أخرى أن البردي اسم عربي قدمي‬ ‫متوارث ألنه ورد ذكره في بعض أشعار العرب‪ ،‬وهناك من قال‬ ‫أن االسم جاء نسبة إلى بيع أوراق البردي في تلك املنطقة إبان‬ ‫النشاط التجاري على شواطئها في تلك الفترة‪ ،‬ومن الروايات‬ ‫أيضاً حول تسمية البردي والتي تقول أنه جاء نسبة السم أميرة‬ ‫رومانية أو بيزنطية أقامت في هذه املنطقة وعندما ماتت دفنت‬ ‫هنا في البردي‪.‬‬ ‫ومنطقة البردي التي حتيطها اجلبال واألودي��ة‪ ،‬من بينها وادي‬ ‫يطلق عليه وادي الراهب وال��ذي عثر فيه على بقايا دير منقور‬ ‫في الصخر‪ ،‬وهناك إشارات حول هذه التسميات كوادي الشماس‬ ‫ووادي الراهب وحكاية األميرة برديا املسيحية إلى وجود الديانة‬ ‫املسيحية في هذه املنطقة في احلقب التاريخية السابقة ‪ ،‬أما في‬ ‫العهد اإليطالي فقد سمى املوقع مبيناء برديا بورت‪ .‬ومن املعاني‬ ‫أيضاً التي يرجح أن تكون هي األقرب فهي نسبة إلى املستنقعات‬ ‫والبرك التي نشأت في تلك املنطقة ويعيش بها أنواع من األسماك‬ ‫وينبت حولها نبات الديس والبوص ونيات السبخات‪.‬‬ ‫وبرغم كل هذه الروايات املختلفة التي ذكرتها الكتب والروايات‬ ‫الشعبية ح��ول تسمية املنطقة إال أن اجلمال والسحر واألناقة‬ ‫التي تتمتع بها ال �ب��ردي ال يختلف عليها اث �ن��ان‪ ،‬ولعل م��ا مييز‬ ‫منطقة البردي أنها عانقت حقباً كثيرة‪ ،‬حيث عرفها اإلغريق‬ ‫والرومان والبيزنطيني منذ القرن الرابع قبل امليالد‪ ،‬وفي القرن‬ ‫الثامن عشر امليالدي اتخذتها احلكومة التركية حامية لها إلى‬ ‫أن احتلها اإليطاليون عام ‪ 1913‬حتى هزموا في احلرب العاملية‬ ‫الثانية‪ .‬ورمبا أبرز املواقع األثرية التي أرخت لهذه املنطقة والتي‬ ‫ظلت شاهدة على تاريخها هي مقر احلامية والتي حتتوي على‬ ‫عدة غرف وتطل على البحر األبيض املتوسط من ناحية الشمال‬ ‫الشرقي للمدينة‪ ،‬ومن بني هذه الغرف غرفة اجلندي البريطاني‬ ‫ج��ون بريل وال��ذي ك��ان دائ�م�اً يحلم ب��أن ي��درس في كلية الفنون‬

‫‪‎‬وادي السواني‬

‫اجلميلة‪ ،‬فقد كان صاحب حس مرهف ولم يكن من هواة حمل‬ ‫احل��راب‪ ،‬وإمنا كان في يده ريشة وقلبه معلقاً بالسالم والهدوء‬ ‫واخلير والفن واجلمال إل��ى أن زج به في ه��ذه احل��رب العاملية‬ ‫ال�ث��ان�ي��ة‪ ،‬وطيلة وج ��وده ف��ي ه��ذه احل��رب ك��ان يعمل ف��ي سرية‬ ‫اخل��دم��ات ول��م ي�ح��ارب على اإلط�ل�اق‪ ،‬وإمن��ا ظ��ل محباً للريشة‬ ‫ولألصباغ وللحياة وللسالم‪ ،‬وخير دليل على ذلك تلك اللوحة التي‬ ‫تركها لنا هنا في غرفته والتي عبر من خاللها عن احلياة املدنية‬ ‫والتي وضح فيها رفضه حلياة احل��روب بالرغم من وج��وده في‬ ‫اجليش البريطاني املنتصر آنذاك‪ ،‬وقبل أن يرسم جون بريل هذه‬ ‫اللوحة كانت هناك رسومات على اجلدران األربعة في هذه الغرفة‬ ‫رسمت في العهد العثماني ففي احلائط الشمالي للغرفة لوحة‬ ‫المرأة في وضع ارتكاز وتسكب على جسدها املاء من خالل جرة‪،‬‬ ‫وه��ذه اللوحة ترمز لفصل الصيف‪ ،‬أم��ا احلائط اجلنوبي فقد‬ ‫رسم عليه لوحة المرأة جالسة متشط شعرها املنكوش وهى كانت‬ ‫متثل لفصل اخلريف‪ ،‬أما اجل��دار الغربي فقد رسم عليه لوحة‬ ‫المرأة تنظر إلى املرآة ومتثل هذه اللوحة لفصل الشتاء‪ ،‬واللوحة‬ ‫الرابعة رسمت في اجلدار الشمالي وهى لوحة المرأة تتعطر وهى‬ ‫ترمز لفصل الربيع‪ ،‬واملرأة في الفن هي رمز احلياة‪ ،‬ولعل هذه‬ ‫اللوحات األربع التي وجدها جون بريل في هذه الغرفة هى من‬ ‫أعادته للحياة وجعلته يعانق احلياة واجلمال بعيداً عن احلروب‬ ‫واالقتتال‪ ،‬وعلى الرغم من أنه جندياً في اجليش البريطاني لكنه‬ ‫في هذه الغرفة امتشق ريشته وبارز األلوان وعانق اجلمال وأصبح‬ ‫أسيراً لهذه الريشة ليجسد لوحة رائعة متثل احلياة بكل حرية‬ ‫حيث قسم لوحته والتي رسمها على اجلدار الغربي للغرفة إلى‬ ‫قسمني‪ ،‬فالنصف األول به فتيات جميالت يرقصن الباليه وكذلك‬ ‫في اللوحة ص��ورة موسيقار وبعض كتب أشهر الكتاب االجنليز‬ ‫الذين كتبوا عن احلرية وأيضا أي��ادي بيضاء في أعلى اللوحة‬ ‫إشارة إلى حب الناس للحرية‪ ،‬أما النصف الثاني من لوحة بريل‬ ‫فيحتوي على عدد من اجلماجم وكأنه يقول أن احلروب هي التي‬ ‫تخلف املوت وفي الصورة كذلك العملة والقوة وهى ترمز للحرب‬ ‫العاملية الثانية‪ ،‬كما بني أن العملة هي العملة املصرية في إشارة‬


‫‪‎‬عبدالرحمن سالمة بجانب لوحة جون بريل‬

‫املالحة بني كريت وليبيا كانت سهلة وميسورة منذ‬ ‫‪ 2780‬قبل امليالد بفضل موقع البردي‬ ‫عثر في وادي الراهب على بقايا دير منقور في‬ ‫الصخر‬ ‫عل يجزم أنها شبه اجلزيرة األجمل‬ ‫الرائي لها من ٍ‬ ‫على اإلطالق‬ ‫باخلير‪ :‬أحس بسعادة غامرة عندما يأتي من يريد‬ ‫زيارة هذا املعلم التاريخي‬ ‫احلاسي‪ :‬الفن أقوى من كل احلروب‪ ،‬وجون بريل‬ ‫تأثر بالفنان الفرنسي بوبان وكان ّ‬ ‫مطلع ًا على‬ ‫كتابات تشارلز دينكنز‬

‫منه أن العرب أيضاً هم ضحايا هذه احلرب العاملية الثانية على‬ ‫الرغم من أنها كانت بني احللفاء واحملور‪ ،‬واجلماجم املوجودة في‬ ‫هذه اللوحة كانت تعلوها ابتسامة في إشارة إلى أن األموات هم‬ ‫أفضل حاالً من األحياء‪ ،‬وجون بريل انتهى من رسم هذه اللوحة‬ ‫يوم ‪ 1942-4-21‬وقتل بعد حوالي سبعني يوماً من االنتهاء من‬ ‫ه��ذه اللوحة‪ ،‬وحت��دي��داً ي��وم ‪ 1942-7-1‬أثناء انسحاب مونتي‬ ‫جمري أمام روميل على احلدود الليبية املصرية‪.‬‬ ‫حول هذه اللوحة التي تعرضت لإلهمال في السنوات السابقة حتى‬ ‫إعادة ترميمها‪ .‬قال املسؤول عن حراسة وحماية هذا املقر الشاب‬ ‫املثقف بوبكر باخلير وهو محاسب خريج معهد املهن الشاملة‬ ‫مواليد ‪ 1982‬بالبردي‪ :‬لكن لوحة بريل جعلت منه فناناً ومحباً‬ ‫لأللوان وجمال الطبيعة التي حتيطه من كل مكان‪ ،‬فقد قابلنا‬ ‫بفرح أعلن عنه صراحة عندما ق��ال‪ :‬أن��ا أح��س بسعادة غامرة‬ ‫عندما يأتي من يريد زيارة هذا املعلم التاريخي‪ ،‬كما أحس أيضا‬ ‫بحزن شديد عندما أسمع أن هناك من أتى إلى هذا املكان ولم‬ ‫يجدني ألفتح له الباب‪ ،‬لذلك أحرص على أن أكون دائماً قريباً‬ ‫من املكان قدر املستطاع‪ .‬أما فيما يتعلق بلوحة جون بريل فقال‪:‬‬ ‫في الفترة السابقة قررت شركة البردي للسياحة التابعة للدولة أن‬ ‫تقوم بترميم املقر وكذلك لوحة جون بريل من قبل متخصصني‬ ‫متت االستعانة بهم من دول��ة ايطاليا‪ ،‬وه��ذه اللوحة أهملت في‬ ‫السنوات املاضية وتلف ج��زء كبير منها لكن بصراحة الفنان‬ ‫االيطالي بذل جهداً كبيراً في إع��ادة اللوحة إلى سابق عهدها‬ ‫وبنسبة كبيرة تصل إلى ‪ 95%‬تقريباً‪ ،‬وان الفنان االيطالي قضى‬ ‫فترة ليست بالقصيرة لتنفيذ هذه املهمة وانه بني احلني واآلخر‬ ‫كان يراه متأثراً باللوحة وكأنه يحس ويشعر مبعاناة الفنان األصلي‬ ‫صاحبها اجلندي البريطاني جون بريل فكان يرسم أحيانا ويخلو‬ ‫بنفسه أحياناً أخرى‪ ،‬واليوم أصبح هناك غيرة من أهل منطقة‬ ‫البردي عليها عندما عرفوا قيمتها التاريخية والسياحية خصوصا‬ ‫بعدما شاهدوا عملية الترميم والصيانة وكذلك عندما شاهدوا‬ ‫العديد من السواح والشركات الذين يحرصون على زيارة املنطقة‬ ‫ورؤية هذه اللوحة والتقاط الصور التذكارية بجانبها‪ ،‬ورمبا ما‬


‫‪82‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫أمكنة لها تاريخ‬

‫‪‎‬الدكتور فضل احلاسي‬

‫‪‎‬بوبكر باخلير احلبوني مسؤول حراسة غرفة جون بريل‬

‫‪‎‬لوحة فنية من فترة االتراك العثمانيني‬

‫البردية أو البردي هي ميناء متوسطي ليبي في أقصى شرقي ليبيا شرق طبرق وشمال امساعد قرب احلدود الليبية املصرية‪.‬‬ ‫وتتميز كونها ميناء طبيعيا أو خليجا إضافة إلى لكونها موقعا رئيسيا أثناء احلرب العاملية الثانية‪.‬‬ ‫املنطقة عرفت قدميا بأسماء منها «ميناء باتراخوس» و»ميناء بيتراس الكبرى»‪ .‬خالل احلرب العاملية الثانية كانت حصنا‬ ‫إيطاليا رئيسيا بقيادة اجلنرال أنيبال بيغونتسولي‪.‬‬ ‫في ‪ 21‬يونيو ‪ 1941‬قصفت القرية من قبل سرب من الطرادات احلربية التابعة لألسطول املتوسطي البريطاني ومن بني تلك‬ ‫السفن كانت السفينة «أتش أم أي سي سيدني»‪.‬‬ ‫مت االستيالء على البلدة من قبل قوات الكومنولث في عملية البوصلة (باإلجنليزية‪ )»Operation Compass« :‬والذي كان‬ ‫أغلبها مكونا من الكتيبة األسترالية السادسة في قتال استمر بني ‪ 5-3‬يناير ‪.1941‬‬ ‫قامت قوات احملور باعادة السيطرة على القرية ‪ ،‬ثم استعادها احللفاء من قبل قوات جند املشاة في الكتيبة اجلنوب األفريقية‬ ‫إضافة إلى وحدات سالح الفرسان النيوزالندي وذلك في ‪ 2‬يناير ‪ .1942‬اجلنوب أفريقيون والذين كان الكثير منهم سيئي‬ ‫التدريب وسيئي التجهيز‪ ،‬قتل منهم املئات‪ ،‬لكن مت حترير نحو ‪ 8000‬من أسرى احللفاء وأسر نحو ‪ 6000‬من قوات احملور‪.‬‬ ‫كما أنه توجد بها جدارية مميزة رسمت خالل احلرب العاملية الثانية‪ ،‬وتعتبر نقطة جذب للسياح وتعرف باسم جدارية البردية‪.‬‬


‫‪‎‬وادي أم العلق في البردي‬

‫صرح به جون بريل من خالل هذه اللوحة أن االستعمار الذي يأتي‬ ‫إلى هذه املناطق ال يجلب احلرية وإمنا هدفه هو الطمع املادي‬ ‫في خيرات هذا البلد وهذا ما أشار إليه في املائدة التي عليها‬ ‫طبق واحد وأربعة شوكات فالطبق يشير للوطن العربي والشوكات‬ ‫األربعة تشير إلى ايطاليا وأملانيا وبريطانيا وأمريكا وأكد ذلك‬ ‫بالعملة العربية املوجودة‪ ،‬والرسومات التي كانت موجودة رسمها‬ ‫فنان يهودي كان قد رسمها مقابل مادي ولكن عندما جاء جون‬ ‫بريل لهذا املكان ورسم لوحته كانت لها أهمية كبيرة فاقت تلك‬ ‫اللوحات األربعة ألن لوحة جون كانت حتمل معاني كبيرة وتعبر‬ ‫عن احلياة واحلرية وكانت هذه اللوحة تنتمي للمدرسة الطبيعية‬ ‫أو النظرية االنطباعية‪.‬‬ ‫وذكر أن مساحة هذا املبنى بالكامل حوالي ‪ 600‬متر مربع ويحوي‬ ‫املبنى حجرة جون بريل وكذلك مكتبني‪ ،‬وقال أيضا‪ :‬آمل أن يكون‬ ‫هناك دعم لنا حتى يتسنى ان نقوم بطباعة مطوية باللغتني العربية‬ ‫واالجنليزية نلخص فيها اب��رز املعلومات املتعلقة بهذه اللوحة‬ ‫وأمتنى أن أحتصل على اكبر قدر من املعلومات عن منطقة برديا‬ ‫خاصة أنني التقيت مع عدد من اجليولوجيني‪ ،‬وقد اخبروني أن‬ ‫تاريخ املنطقة يرجع إلى حوالي ‪ 350‬سنة قبل امليالد وأول تسمية‬ ‫لها البترا أو الصخرة الكبرى كان عام ‪ 320‬قبل امليالد‪ ،‬وهذا‬ ‫املبنى من أقدم البنايات فيها ويرجع إلى فترة العثمانيني واستغلوه‬ ‫الطليان سنة ‪ 1913‬وقبلها كان هناك قصر برديا في راس املنقار‬ ‫في فترة اإلغريق والبيزنطيني‪ ،‬وتوجد في جبال البردي كهوف‬

‫معلقة ال يستطيع األح��د ال��وص��ول إليها بسهولة‪ ،‬وكانت توجد‬ ‫بالقرب من هذا املبنى كنسية مت هدمها في فترة النظام السابق‬ ‫ثم بعد ذلك أزيلت عدة مباني أخرى وهذه املباني كانت تشكل‬ ‫املدينة األثرية القدمية والتي حتوي العديد من األزقة والبارات‬ ‫واحملال وكامبوا وإسطبل للخيل ‪ ،‬وكانت تلك املباني حتوي أيضا‬ ‫جداريات غاية في الروعة ولكن لألسف مت هدمها‪.‬‬ ‫وحول عملية الترميم قال‪ :‬الشركة التي قامت بترميم هذا املبنى‬ ‫هي شركة ايطالية وتابعة لشركة البحر األبيض واستعانت برسام‬ ‫وناقش والرسام كان اسمه دجبريل والنقاش اسمه فرانكو‪ ،‬ولدينا‬ ‫صور ملنطقة البردي األثرية بالكامل قبل هدمها وكانت منطقة‬ ‫جميلة خاصة األق��واس وم��ا يشجع على ع��ودة املدينة أنها في‬ ‫نهاية املنطقة وال يوجد احد من املواطنني يعترض عودتها‪ ،‬والباب‬ ‫اخللفي للمبنى يطل على البحر وب��ه مم��ر يصل إل��ى الشاطئ‬ ‫مباشرة‪.‬‬ ‫وختم حديثه معي قائ ً‬ ‫ال‪ :‬أمتنى أن تكون السياحة مفتوحة وبدون‬ ‫رقابة بعيدا عن األمن الداخلي أو األمن اخلارجي السابق والذي‬ ‫يحاول دائماً أن يتسلل إلى صفوف السواح بشكل مفضوح‪ ،‬نرجو‬ ‫أن يكون هناك معهداً خاصاً بالسياحة ونحن لدينا ق��رار بهذا‬ ‫اخلصوص ومدير مدرسة البردي أعطاهم مساحة داخل املدرسة‪.‬‬ ‫أم��ا د‪ .‬فضل احلاسي خبير اآلث��ار امل�ع��روف‪ ،‬فقال في إحدى‬ ‫زياراته لهذا املبنى‪ :‬شهدت مدينة البردي احلرب العاملية الثانية‬ ‫وقتل على أرضها اآلالف وأسر اآلالف واحلرب العاملية الثانية‬


‫‪84‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫أمكنة لها تاريخ‬

‫‪‎‬وادي برحي مبنطقة البردي‬

‫‪‎‬رجل مسن مشرف على املسجد العتيق بالبردي‬

‫انتهت مبآسيها ولم تترك هنا في هذه املنطقة سوى الفن‪ ،‬فالفن‬ ‫أقوى من كل احلروب‪ ،‬وهذا اجلندي جون فردريك بريل والذي‬ ‫جاء إلى هذه املنطقة مع اجليش البريطاني وكان جندياً عادياً‬ ‫وق��د رم��ز إل��ى اسمه في اللوحة بـ «آر‪ .‬أس‪ .‬س��ي»‪ ،‬أو السالح‬ ‫اجل��وي امللكي البريطاني‪ ،‬ويتضح ان��ه تأثر بالفنان الفرنسي‬ ‫املشهور ب��وب��ان ال��ذي ع��اش ف��ي منطقة ج�ن��وب آس�ي��ا ف��ي فترة‬ ‫احلرب العاملية الثانية‪ ،‬ومن الواضح أن هذا اجلندي قد أشار إلى‬ ‫مواضيع عدة ومن الواضح أيضا انه كثير االطالع على كتابات‬ ‫الكاتب البريطاني الشهير تشارلز دينكنز ويتضح في الصورة هذا‬ ‫املايسترو أو قائد الفرقة املوسيقية وهو في حالة انفعال شديد‬ ‫جدا ومعه الفرقة املوسيقية ومجموعة من الراقصني كما تظهر‬ ‫في الصورة األيادي البيضاء واأليادي السوداء وهى ترمز للحرب‬ ‫والسالم وهناك في احلرب جوانب مضيئة وهناك جوانب سيئة‬ ‫وهى الغالبة في تلك الفترة‪ ،‬وهناك جماجم والتي تدل على أن‬

‫اللغة كانت هي لغة احلرب‪ ،‬ويبدو أن هذا اجلندي قد استهوته‬ ‫هذه الغرفة لسببني السبب األول عندما كان مرابطاً في الكتيبة‬ ‫التي كان يتبعها فاستهواه هذا اخلليج اجلميل وهذا املوقع املميز‬ ‫والسبب الثاني اللوحات التي وجدها مرسومة قبل مجيئه على‬ ‫اجلدران األربعة وهى كانت عن امرأة في أربعة حاالت‪ ،‬وهناك‬ ‫من يقول أنها تشير الفصول األربعة‪ ،‬وأنا في رأيي الشخصي‬ ‫أنها صورة املرأة في أربع حاالت‪ ،‬ففي إحداها صورة املرأة وهى‬ ‫ترش العطر‪ ،‬واألخرى وهى متشط شعرها‪ ،‬والصورة الثالثة وهى‬ ‫تتزين باملرآة‪ ،‬والصورة الرابعة وهى رمت بكامل زينتها‪ ،‬وهذه‬ ‫الصورة اختفت وأن��ا أراه��ا ترمز للحياة‪ ،‬فمهما تزينت للحياة‬ ‫فإنها ال تساوي شيئاً‪ ،‬واجلندي البريطاني جون بريل في عام‬ ‫‪ 1994‬عندما سافرت إلى بريطانيا في ندوة علمية حاولت أن‬ ‫أحضر معي ملفه الشخصي فوجدت صورته الشخصية‪ ،‬وكان‬ ‫مجرد جندي ع��ادي ويحمل الرقم العسكري ‪ 4617871‬وقتل‬ ‫في احلدود الليبية املصرية‪ ،‬ودفن في العلمني في القاطع اتش‬ ‫رقم ‪ 12‬بعد رسم هذه اللوحة بسبعني يوماً‪ ،‬وهو تابع لكتيبة‬ ‫مشهورة هي كتيبة لور شاين‪ ،‬وقتل وكان عمره ال يزيد عن ‪22‬‬ ‫عاماً ومن ضمن املستندات املوجودة في حوزتي رسالة كتبتها‬ ‫أم��ه تقول فيها أن ابني ك��ان طالبا في كلية الفنون‪ ،‬ومت أخذه‬ ‫إلى أتون احلرب‪ ،‬والرسالة موجودة تتحدث فيها أمه عن حرقته‬ ‫ألنه أخذ للحرب عنوة‪ ،‬ويبدو أيضاً من خالل الرسمة أنه كان‬ ‫متشائماً‪ ،‬وكذلك خارج هذا املبنى كانت توجد كنيسة وقام جون‬


‫‪‎‬وادي رزق‬

‫بريل برسم ثالث لوحات أخ��رى‪ ،‬ولكن لألسف أن الكنيسة مت‬ ‫هدمها سنة ‪ ،1965‬وهذه اللوحات هي رجل ميسك بكأس خمر‬ ‫واللوحة الثانية كانت لرجل يتحدث وبجانبه ضوء بسيط واللوحة‬ ‫الثالثة للرجل وهو يتحدث عن مدينة محاصرة‪ ،‬وكأنه يتحدث‬ ‫عن مدينة البردي عندما حوصرت في احلرب العاملية الثانية‪.‬‬ ‫وبعد هذه اجلولة السريعة لهذا املبني والذي يحتضن لوحة جون‬

‫بريل الشهيرة نأمل من وزارة السياحة ومن مصلحة اآلثار ومن‬ ‫جهاز املدن التاريخية أن تقوم بخطوة جادة وحقيقية في إعادة‬ ‫هذه املدينة األثرية للحياة وأن يكون هناك اهتمام حقيقي مبنطقة‬ ‫البردي الساحرة والتي يجزم الكثيرون ممن زاروها أن من أجمل‬ ‫بقاع األرض وأنها قد تصبح من أهم املوارد السياحية في ليبيا‬ ‫والتي ستستقطب الزوار ومتذوقي اجلمال والسحر في العالم ‪.‬‬


‫‪86‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫تقنية‬

‫إعداد‪ :‬امرؤ القيس‬

‫‪ 4‬ألعاب رائعة‬ ‫على أندرويد‬ ‫‪1‬‬

‫ ‬ ‫أسفلت ‪ 8‬آيربورن (‪:)Asphalt8 Airborn‬‬ ‫ه��ي واح ��دة م��ن أف�ض��ل أل �ع��اب ال�س�ب��اق��ات على األن��دروي��د ألنها‬ ‫حتتوي على رسومات جميلة و ومتقنة‪ .‬التركيز في أسفلت ‪ 8‬ليس‬ ‫على الواقعية‪ ،‬ولكن في سرعة السباقات في مجموعة متنوعة‬ ‫من األماكن الغريبة‪ ،‬مع التركيز أيضا على احلركات البهلوانية‪،‬‬ ‫وال�ت�ط��وي��رات ورف��ع مستوى ال�س�ي��ارة وامل��زي��د‪ .‬إنها جتربة رائعة‬ ‫وهذه اللعبة مجانية أيضا‪ ،‬وتعتبر واحدة من أفضل األلعاب على‬ ‫األندرويد‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫برذرز ِان آرمز‪:)Brothers In Arms3( 3‬‬ ‫قد تكون أفضل لعبة أكشن حتى اآلن‪ ،‬إنها واقعية بحيث إن الصور‬ ‫ممتازة‪ ،‬اإلضاءة والصوت في غاية الروعة‪ ،‬وهما يكمالن بعضهما‬ ‫ليدخالك في أج��واء اللعبة‪ .‬وأن��ت كذلك الشخص ال��ذي سيقود‬ ‫الشخصية‪ ،‬الرقيب (رايت)‪ ،‬من خالل سلسلة من معارك احلرب‬ ‫العاملية الثانية‪ ،‬ولكي تصمد في ه��ذه اللعبة عليك رف��ع مستوى‬ ‫أسلحته وقدراته على طول الطريق طوال الوقت ولكن‪ ،‬وفي بعض‬ ‫األحيان عليك أن تشتري بعض األغ��راض وإال فسيكون اجتياز‬ ‫بعض املراحل صعباً جداً‪ ،‬ولكن اللعبة مجانية‪ ..‬على كل حال‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫ويذن (‪:)XCOM: Enemy Within‬‬ ‫اكس كوم‪ :‬امني ِ‬ ‫هذه اللعبة واحدة من أفضل األلعاب االستراتيجية على األندرويد‬ ‫ألنها ال تقوم على مبادئ (مجانا للعب ولكن مبشتريات إضافية بعد‬ ‫ذلك‪ ).‬مثل العديد من األلعاب االستراتيجية الشعبية األخرى من‬ ‫سوق (جوجل بالي)‪ .‬بل مت بناؤها لكي تشتريها في البدء وتتمتع‬ ‫بجميع ما في اللعبة وتكون لك جتربة حقيقية‪ ،‬اي ان تتمتع بها‬ ‫بالكامل أو ال تلعبها في األساس‪.‬‬ ‫هذه اللعبة اإلستراتيجية حائزة على جائزة من قبل على إصدارها‬ ‫على احلاسوب قبل وقت طويل من وصولها إلى منصة األندرويد‪،‬‬ ‫لذلك توقع رسومات راقية ولعبة من الدرجة األولى وتذكر انه عليك‬ ‫أن تشتريها قبل ذلك‪ ..‬ولكنها تستحق الشراء‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ه��ي��رث��س��ت��ون ه��ي��روز اف وارك���راف���ت (‪Hearthstone‬‬ ‫‪:)Heroes of Warcraft‬‬ ‫هي جديدة نسبياً على ساحة األندرويد‪ ،‬لكنها بدون شك واحدة‬ ‫من أفضل ألعاب األوراق على أجهزة األندرويد‪ .‬هذه اللعبة من‬ ‫مصنعي العاب مثل‪ .Warcraft, Starcraft, Dioblo :‬وتأتي‬ ‫لعبة األوراق هذه بعالم خيالي إفتراضي من السهل التعلم له‪ ،‬ولكن‬ ‫من الصعب جدا أن تصبح خبيراً في هذه اللعبة‪ .‬ف ْز ببطاقات‬ ‫جديدة‪ ،‬حسن أوراق��ك‪ ،‬والعب ضد الع��ب افتراضي أو حقيقي‬ ‫حول العالم وتقدم في اللعبة عبر درجات ومراحل‪.‬‬


‫كيف يمكن أن ترى‬ ‫أو تبحث عن تاريخك بالكامل‬ ‫على جوجل؟‬

‫نظام تشغيل كروم‬ ‫تصفح ومشاهدة‪..‬‬ ‫وتطبيقات جاهزة‬ ‫دون اتصال‬ ‫نظام تشغيل كروم ‪ ،Chrome OS‬هو نظام تشغيل يعتمد على‬ ‫نظام لينكس‪ ،‬لكن يبدو كالوندوز ومصمم من قبل جوجل للعمل مع‬ ‫تطبيقات الويب والتطبيقات املثبتة‪.‬‬ ‫في البداية‪ ،‬كان «كروم آ ُ س» تقريبا نظام تشغيل على شبكة اإلنترنت‬ ‫فقط‪ ،‬بسيط وأنيق‪ ،‬مع عدد قليل من التطبيقات املتواجدة على‬ ‫الوندوز‪ ،‬ولكن بدأت جوجل تدريجيا بتشجيع املطورين والشركات‬ ‫على إنشاء «التطبيقات اجلاهزة» والتي ميكن أن تعمل دون اتصال‬ ‫باإلنترنت‪.‬‬ ‫في أبريل ‪ ،2012‬قدمت جوجل التحديث األول إلى واجهة املستخدم‬ ‫في نظام كروم أ ُ س منذ أن مت إطالق أول إصدار‪ ،‬وهذا التحديث‬ ‫تضمن أنظمة ميكن أن تستخدم او تستفيد من مكونات احلاسوب‬ ‫(‪ )Hardware‬وه��ذه اخلاصية تدعى «أورة» (‪ )Aura‬وكذلك‬ ‫شريط املهام التقليدية‪ .‬ومتثل هذه اإلضافات خروجا عن املفهوم‬ ‫األصلي الذي كان يتمحور على اإلنترنت فقط ال غير‪ ،‬وأعطت هذه‬ ‫التحديثات نظام كروم أ ُ س الشكل واملظهر من نظام التشغيل العادي‬ ‫كالذي على األجهزة املكتبية التقليدية‪.‬‬ ‫كتب فريدريك الردِ نُيويْس «بطريقة ما‪ ،‬هذا تقريبا كما لو أن جوجل‬ ‫تعترف بالهزمية»‪ .‬وق��ال إن جوجل قد غيرت نسختها األصلية‬ ‫البساطة بشيء باملزيد من األداء الوظيفي‪« .‬وهذا ليس بالضرورة‬ ‫أمرا سيئا‪ ،‬رغم ذلك‪ ،‬بل وميكن أن يساعد هذا كروم أ ُ س بكسب‬ ‫قبول أكثر من املستخدمني اجلدد وسوف يجد املستخدمون هذا‬ ‫بالتأكيد مألوفاً أكثر من اإلصدار السابق»‪.‬‬ ‫في عام ‪ ،2014‬رفعت جوجل مستوى «متجر جوجل» (‪Google‬‬ ‫‪ )Play Store‬من أجل التطبيقات اجلاهزة اللكروم أ ُ س‪ ،‬والتي‬ ‫تتطلب أن هذه التطبيقات أن تعمل بال انترنت‪.‬‬ ‫في نفس الوقت تقريبا‪ ،‬أعلنت جوجل أن نظام التشغيل كروم سوف‬ ‫يكتسب القدرة على تشغيل تطبيقات األندرويد‪ .‬خالل أواخر عام‬ ‫‪ .2014‬وفي سبتمبر ‪ ،2014‬مت إطالق كروم أُس جتريبي مع أربعة‬ ‫تطبيقات أندرويد والذي ميكن لكروم أُس أن يشغلهم‪.‬‬ ‫اخلالصة أن األجهزة احملمولة التي تستخدم نظام التشغيل كروم‬ ‫أُس ‪ Chrome OS‬هي رخيصة السعر بحيث أن تكلفة هذه‬ ‫األجهزة تتراوح بني ‪ 150‬دوالر أو أكثر‪ .‬فإن كنت تبحث عن شيء‬ ‫لتصفح اإلنترنت ومشاهدة اليوتيوب وبعض األشياء البسيطة‬ ‫فجهاز محمول بنظام التشغيل هذا ميثل خياراً ممتازاً‪.‬‬

‫اتخذت جوجل اخلطوات األول��ى لتلبية القانون الذي صدر في أوروبا‬ ‫والذي ينص على أن املواطنني ميكنهم أن يزيلوا تاريخهم أو نتائج البحث‬ ‫على اإلنترنت إن رغبوا في ذلك‪ ،‬وهذا القانون سر دعاة اخلصوصية‪،‬‬ ‫ولكن رفع املخاوف من أن هذا القانون ميكن أن يساء استخدامه إلخفاء‬ ‫املعلومات السلبية‪.‬‬ ‫وميكنك اآلن أن حتمل قائمة من أرشيفات جوجل بها كل شيء كنت قد‬ ‫بحثت عنه في أي ٍ‬ ‫وقت مضى‪ ،‬وقائمة التحميل هذه من جوجل تضم كل‬ ‫املعلومات مهما كانت حساسة‪.‬‬ ‫عمالقة التكنولوجيا يعملون على ه��ذه اخلاصية أو امليزة منذ العام‬ ‫املاضي‪ ،‬ولكنها انتشرت على اإلنترنت واإلع�لام بشكل واس��ع بعد أن‬ ‫أشارت إليها إحدى املواقع الغير رسمية من جوجل األسبوع املاضي‪.‬‬ ‫ال تتوقف القائمة على محرك البحث فقط‪ ،‬بل وحتى تشمل عمليات‬ ‫البحث ضمن حسابات البريد اإللكتروني والعناوين التي رمبا مت كتابتها‬ ‫ف��ي خ��رائ��ط ج��وج��ل‪ ،‬ولكن م��ع ك��ل ه��ذا الكم م��ن البيانات الشخصية‬ ‫املخزنة‪ ،‬تزيد عرضة بيانات املستخدمني للخطر‪.‬‬ ‫وقالت شركة جوجل إنها تدرك املخاطر املرتبطة بتخزين كمية كبيرة من‬ ‫املعلومات الشخصية على أجهزة الكمبيوتر املنزلية‪ ،‬وحتذر املستخدمني‬ ‫برسالة قبل أن يتم حتميل أرشيف بحثهم كامال‪ ،‬وتطلب الرسالة من‬ ‫املستخدمني «الرجاء قرآءة هذه الرسالة بعناية‪ ،‬إنها ليست «بْال بْال بْال»‬ ‫معتادة تصادفها عاد ًة في رسائل التحذير األخرى»‪.‬‬ ‫إليك اآلن كيفية حتميل التاريخ اخلاص بك من جوجل‪:‬‬ ‫اخلطوة ‪ :1‬التسجيل في حساب جوجل اخلاص بك‪.‬‬ ‫اخل��ط��وة ‪ :2‬اع��رض صفحة وي��ب وك��ذل��ك تطبيق‪ :‬نشطاتك (‪App‬‬ ‫‪.)Activity‬‬ ‫اخلطوة ‪ :3‬في أعلى الزاوية اليمنى من الصفحة‪ ،‬انقر فوق رمز الترس‬ ‫واختر «حتميل» (‪.)Download‬‬ ‫اخلطوة ‪ :4‬انقر فوق «إنشاء األرشيف» (‪.)Create Archive‬‬ ‫اخلطوة ‪ :5‬عندما يكون األرشيف الشخصي اخل��اص بك جاهز ليتم‬ ‫حتميله‪ ،‬جوجل سوف ترسل لك رسالة في البريد اإللكتروني‪ .‬ميكنك‬ ‫بعد ذلك عرض األرشيف في «مجلد تاك أوت» (‪)Takeout Folder‬‬ ‫على حسابك في «جوجل درايف» (‪ .)Google Drive‬عندها ميكنك‬ ‫أن حتمل القائمة في ملفات مضغوطة على جهاز الكمبيوتر اخلاص بك‪.‬‬ ‫واآلن إليك كيفية حذف التاريخ اخلاص بك من جوجل‪:‬‬ ‫اخلطوة ‪ :1‬تسجيل في حساب جوجل اخلاص بك‪.‬‬ ‫اخل��ط��وة ‪ :2‬اع��رض صفحة وي��ب وك��ذل��ك تطبيق‪ :‬نشطاتك (‪App‬‬ ‫‪.)Activity‬‬ ‫اخلطوة ‪ :3‬في أعلى الزاوية اليمنى من الصفحة‪ ،‬انقر فوق رمز الترس‬ ‫واختر «إزالة العناصر» (‪.)Remove Items‬‬ ‫اخلطوة ‪ :4‬اختر الفترة الزمنية التي تريد حذف تاريخك منها‪ ،‬حلذف‬ ‫التاريخ بالكامل‪ ،‬حدد «بداية الوقت» (‪.)Beggining Of Time‬‬ ‫اخلطوة ‪ :5‬انقر فوق «إزالة» (‪.)Delete‬‬ ‫وهناك أيضا خيارات حل��ذف نتائج البحث‬ ‫الفردية والبحث الذي مت في فترة قريبة‪،‬‬ ‫وكذلك البحث من األجهزة النقالة أو‬ ‫الكمبيوتر اللوحي (‪.)Tablets‬‬ ‫ولكن مبجرد أن يحذف املستخدم‬ ‫ت��اري��خ البحث اخل��اص ب��ه‪ ،‬فإن‬ ‫ذل� ��ك ال ي �ع �ن��ي أن� ��ه س �يُ �ح��ذف‬ ‫متاما!‪.‬‬


‫‪88‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫تقنية‬

‫«شارب» تصنع‬ ‫شاشة بتقنية ‪4K‬‬

‫فهل تستطيع‬ ‫العين البشرية‬ ‫أن تالحظ‬ ‫الفرق؟‬

‫لكل من الهواتف وأجهزة‬ ‫شركة «ش��ارب» اليابانية تصنع الشاشات ٍ‬ ‫التلفاز اخلاصة‪ ،‬وكذلك تصنع القطع لبعض شركات التكنولوجيا‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫وقد أعلنت «شارب» أول شاشة هاتف ذكي بحجم ‪ 5.5‬بوصة أو ‪14‬‬ ‫سنتمتر قادرة على عرض الصور في جودة ‪ 4K‬يعني بـ‪ 806‬بكسل‬ ‫للبوصة الواحدة أي أكثر بأربعة أضعاف دقة ‪ Full HD‬العادية‬ ‫ذات الـ‪ 1080‬بكسل‪ ،‬وهذا يتفوق بهامش كبير على الهاتف الذكي من‬ ‫سامسوجن جلكسي ‪ S6‬الذي هو حتى اآلن من أفضل األجهزة النقالة‬ ‫على اإلطالق والذي شاشتة بدقة وضوح تصل إلى ‪ 577‬بكسل وهذا‬ ‫يعني أن الفرق بينهما هو ‪ 229‬بكسل أي تقريبا أكثر من الثلث‪.‬‬ ‫طبعا ما تقدمه «شارب» شيء جميل جداً واألول من نوعه ولكن‪..‬‬ ‫اخل��ب��راء ق��ال��وا أن هناك‬ ‫ح���د مل���ا ت �س �ت �ط �ي��ع ال �ع�ين‬ ‫البشرية أن تالحظه‪ ،‬أي‬ ‫أن العني ال تفرق كثيراً بني‬ ‫الـ‪ 2K‬أو الـ‪ 4K‬وخاص ًة‬ ‫في شاشة صغيرة لهاتف‬ ‫ذكي وحتى لو كان نظرك‬ ‫سليماً ‪.100٪‬‬ ‫وهذه الشاشة اجلديدة من‬ ‫«ش��ارب» تتفوق في جودة‬ ‫الصورة على ما أعلنت عنه‬ ‫العام املاضي (‪ 736‬بكسل‬ ‫في شاشة ‪ 4.1‬بوصة)‪..‬‬ ‫ال � � �ش� � ��رك� � ��ات امل� �ص� �ن� �ع ��ة‬ ‫للتلفزيونات وآالت العرض‬ ‫ت �ش �ج��ع ع��ل��ى اس��ت��خ��دام‬ ‫تقنيت الـ‪ 4K‬ع��ن كونها‬ ‫مثالية ألج�ه��زة التلفزيون‬

‫‪ 55‬بوصة أو أكثر‪ .‬أح��د التحديات التي تواجهها الهواتف النقالة‬ ‫مع هذه التقنية ‪ 4K‬هي استهالكها املفرط للبطارية بحيث إن كل‬ ‫مزادت جودج الصورة زاد استهالك الطاقة‪.‬‬ ‫ل�ك��ن «ش� ��ارب» ت �ع��زز ‪ IGZO‬اإلن��دي��وم ال�غ��ال�ي��وم أك�س�ي��د ال��زن��ك‪،‬‬ ‫التكنولوجيا املستخدمة في شاشات العرض أي بأنها أكثر كفاءة في‬ ‫استخدام الطاقة من شاشات الـ‪( LCD‬عرض الكرستال السائل)‬ ‫التي تستخدم السيليكون والتي تستعمل ع��اد ًة في الهواتف الذكية‬ ‫واحلواسب احملمولة‪ ،‬والتي ينبغي أن تساعد على استهالك الطاقة‬ ‫وتزيد مدت التشغيل على البطارية‪.‬‬ ‫ولكن وحتى هذه اللحظة ال يزال «غاالكسي ‪ S6‬إدج» من سامسوجن‬ ‫بـ‪ 577‬بكسل لكل بوصة هو األفضل في جودة و نقاء الصورة‪.‬‬ ‫وي� �ع� �ت� �ق���د أن ص ��ان� �ع ��ي‬ ‫ال��ه��وات��ف ال��ذك �ي��ة س��وف‬ ‫ي� � � � ��زي� � � � ��دون ح� ��رص � �ه� ��م‬ ‫واهتمامهم بتقنية الـ‪ 4K‬‬ ‫على أجهزتهم‪ ،‬ولكن مهما‬ ‫ك��ان��ت األس �ب��اب ل��ذل��ك لن‬ ‫تكون هناك فائدة حقيقية‬ ‫للمستخدم من وراء هذا‪،‬‬ ‫ع��اد األس�ب��اب التسويقية‬ ‫للترويج‪ ،‬وال ننسى كذلك‬ ‫أن ال �ه��وات��ف ذات الـ‪4K‬‬ ‫س � � ��وف ت � �ك� ��ون ب��اه��ض��ة‬ ‫الثمن‪ .‬‬ ‫ي �ق��ال أن «ش� ��ارب» تعتزم‬ ‫ب��دء اإلن �ت��اج ل�ه��ذا اجلهاز‬ ‫ال �ع��ام امل �ق �ب��ل‪ ،‬وي �ت��وق��ع أن‬ ‫الشركات الصينية سوف‬ ‫تكون من بني أول عمالئها‪.‬‬


‫االتحاد األوروبي يتهم‬ ‫وجوجل تعدّ دفاع ًا قوي ًا‬ ‫اتهم االحت��اد األوروب��ي شركة جوجل يوم األربعاء املاضي بخداع‬ ‫املنافسني من خالل التالعب في نتائج البحث على اإلنترنت لصالح‬ ‫خدمتها للتسوق «‪ ،»Google Shopping‬وقرر فتح حتقيق للنظر‬ ‫في م��دى التزامها بقوانني مكافحة االحتكار فيما يتعلق بنظام‬ ‫«أندرويد» لتشغيل الهواتف احملمولة‪.‬‬ ‫وقالت مفوضة املنافسة مارجريت فيستاجر في بيان إن��ه جرى‬ ‫إرس ��ال قائمة ب��االع�ت��راض��ات ‪ -‬وال�ت��ي ت��رق��ى لالئحة ات�ه��ام��ات ‪-‬‬ ‫إلى شركة التكنولوجيا األمريكية العمالقة التي تهيمن على سوق‬ ‫محركات البحث عامليا حتى ميكنها الرد عليها‪.‬‬ ‫وأضافت‪« :‬أشعر بالقلق من أن تكون الشركة قدمت مزية غير عادلة‬ ‫خلدمة التسوق اخلاصة بها في انتهاك لقوانني االحتاد األوروبي‬ ‫ملنع االحتكار‪ .:‬وتابعت قائلة‪« :‬إذا أكد التحقيق مخاوفنا فسيتعينّ‬ ‫على جوجل حتمل العواقب القانونية وتغيير الطريقة التي تدير بها‬ ‫عملها في أوروبا»‪ .‬وبوسع املفوضية ‪ -‬التي متنحها السيطرة على‬ ‫قضايا االحتكار بالكتلة الثرية ذات الثماني والعشرين دولة نفوذا‬ ‫كبيرا في حتديد مصير الشركات العاملية ‪ -‬فرض غرامة مالية‬ ‫على الشركات تصل إلى عشرة باملئة من مبيعاتها السنوية أو عقوبة‬ ‫تتجاوز ستة مليارات دوالر في حالة جوجل‪.‬‬ ‫وميكن لالحتاد األوروبي إذا خلص إلى أن الشركات تستغل وضعها‬ ‫املهيمن بالسوق أن يطلب منها إجراء تغييرات ملمارساتها التجارية‬ ‫كما فعل مع شركة البرمجيات األمريكية العمالقة مايكروسوفت‬ ‫في ‪ 2004‬وشركة إنتل املتخصصة بصناعة الرقائق االلكترونية‬ ‫في ‪.2009‬‬ ‫ولم يصدر عن جوجل أي رد علني فوري‪ ،‬لكن مذكرة داخلية للموظفني‬ ‫نشرت مبدونة ري‪/‬كود وصفت التحركات بأنها «أنباء محبطة للغاية»‪،‬‬ ‫وقالت‪« :‬لدينا دفوع قوية جدا وحجج قوية بشكل خاص عندما يتعلق‬ ‫األمر بتحسني اخلدمات للمستخدمني واملنافسة املتنامية‪».‬‬ ‫وع��ن التحقيق الرسمي بشأن «أن��دروي��د» املستخدم في الهواتف‬ ‫الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحي‪ ،‬قالت املفوضية األوروبية «إنها‬ ‫ستدفع بتحقيق منفصل يتعلق مب��ا إذا كانت الشركات املصنعة‬ ‫للهواتف التي توافق على استخدام نظام التشغيل “أندرويد” وتلك‬ ‫أيضا التي ترغب في استخدام تطبيقات جوجل مثل اليوتيوب‪ ،‬تفي‬ ‫بالشروط التعاقدية لوضع تلك التطبيقات وغيرها من تطبيقات‬ ‫“جوجل” ذات ال�ع�لام��ة ال�ت�ج��اري��ة ف��ي مناصب ب ��ارزة على جهاز‬ ‫محمول”‪.‬‬ ‫وأضافت فيستاجير أن الهواتف الذكية وأجهزة احلواسب اللوحية‬ ‫“تابلت” وأج�ه��زة مشابهة تلعب دورا متزايدا في احلياة اليومية‬ ‫لكثير من الناس‪ ..‬وأود أن أتاكد من إمكانية ازده��ار األس��واق في‬ ‫هذا املجال دون قيود مضادة للتنافس تفرضها أي شركة‪.‬‬ ‫قالت فيستاجر‪« :‬أريد أن أتأكد أن األسواق في هذه املنطقة ميكن‬ ‫أن تزدهر دون فرض أي شركة قيودا تعوق املنافسة»‪.‬‬ ‫وجاء اإلعالن عن هذه اخلطوات عشية زيارة رفيعة إلى الواليات‬ ‫املتحدة وبعد حتقيق على مدى خمس سنوات وجهود لم تكتمل من‬ ‫سلفها االسباني خواكني أملومنيا للتوصل إلى اتفاق مع جوجل والذي‬ ‫سلم مهام عمله خلليفته الدمنركية في نوفمبر‪.‬‬

‫«فيسبوك»‬ ‫تدعم «مسنجر»‬ ‫و«ميكروسوفت» تريد‬ ‫الوصول إلى مليار مستخدم‬ ‫كشفت مجموعة «ف�ي�س�ب��وك» األم�ي��رك�ي��ة أن�ه��ا أض��اف��ت خ��دم��ة إلج��راء‬ ‫اتصاالت فيديو في خدمتها «مسنجر» للدردشة‪ ،‬وذلك في عدة بلدان‪،‬‬ ‫من بينها الواليات املتحدة وكندا وفرنسا وبلجيكا‪.‬‬ ‫وكتبت املجموعة على موقعها اإللكتروني أنه «من شأن اتصاالت الفيديو‬ ‫أن توسع سبل التواصل في الوقت احلقيقي على مسنجر‪ ،‬ما يسمح ألكثر‬ ‫من ‪ 600‬مليون مستخدم يلجأ إلى هذه اخلدمة كل شهر بالتواصل مع‬ ‫آخرين‪ ،‬أينما كانوا»‪.‬‬ ‫وميكن تشغيل هذه االتصاالت في نوافذ الدردشة في «مسنجر» من خالل‬ ‫الضغط على زر على ميني الشاشة‪.‬‬ ‫وتعمل ه��ذه اخل��دم��ة أي�ض��ا ب�ين ال�ه��وات��ف ال�ت��ي تستخدم ن�ظ��ام تشغيل‬ ‫«أندرويد» من غوغل» وتلك التابعة ل «آبل»‪.‬‬ ‫وقد أطلقت هذه الوظيفة اجلديدة االثنني املاضي في ‪ 18‬بلدا‪ ،‬من بينها‬ ‫الواليات املتحدة وبريطانيا وأوروغ��واي والوس وفرنسا وبلجيكا وكندا‬ ‫واملكسيك وكرواتيا ونيجيريا وعمان‪ .‬وتعتزم «فيسبوك» توسيع نطاقها‬ ‫لتشمل في األشهر املقبلة بلدانا أخرى‪.‬‬ ‫وتبذل «فيسبوك» حاليا الكثير من اجلهود لتطوير «مسنجر»‪ .‬وكانت قد‬ ‫أضافت خدمة اتصاالت صوتية وأخ��رى لتحويل األم��وال إلى أصدقاء‪.‬‬ ‫وه��ي أعلنت الشهر امل��اض��ي ع��ن فتح املنصة ملصممي التطبيقات من‬ ‫اخلارج‪ ،‬مشجعة مواقع التجارة اإللكترونية على استخدامها‪.‬‬ ‫أعلنت شركة «مايكروسوفت» في مؤمتر املطورين السنوي اخلاص بها‪،‬‬ ‫املنعقد في مدينة سان فرانسيسكو األميركية أنها تهدف للوصول إلى‬ ‫مليار مستخدم لنظام «ويندوز ‪ »10‬بحلول عام ‪.2018‬‬ ‫ولتحقيق ه��ذا الهدف‪ ،‬ف��إن الشركة ستتيح ملختلف مستخدمي أنظمة‬ ‫«ويندوز ‪ »7‬وما أحدث‪ ،‬التحديث إلى اإلصدار اجلديد دون أي تكلفة ملدة‬ ‫عام واحد بعد إطالق النظام املقرر في وقت الحق من صيف هذا العام‪،‬‬ ‫وسيتمكن املستخدمون من احلصول على مختلف املميزات اجلديدة‬ ‫والتحديثات الدورية للنظام‪.‬‬ ‫ول��م تكشف «مايكروسوفت» حتى اآلن عن أسعار نظام التشغيل بعد‬ ‫مرور العام املجاني‪ ،‬وقال جو بيلفيوري‪ ،‬نائب رئيس أنظمة التشغيل في‬ ‫الشركة‪ ،‬اخلميس‪ ،‬أن الشغل الشاغل للشركة هو اعتماد نظام التشغيل‬ ‫على أكبر عدد من األجهزة في أسرع وقت ممكن‪.‬‬ ‫وستدخل «مايكروسوفت» في مغامرة كبيرة حيث سيصبح نظام تشغيل‬ ‫«وي �ن��دوز ‪ »10‬منصة مشتركة ب�ين مختلف أج �ه��زة املكتب وال�ه��وات��ف‬ ‫الذكية واللوحيات وغيرها‪ ،‬وسيكون بإمكان املستخدمني احلصول على‬ ‫ترخيصات التطبيقات ملرة واحدة واستخدامها على مختلف األجهزة‪.‬‬


‫‪90‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫رياضة‬

‫منتخبنا برعاية التبرعات‬

‫المليشيات‬

‫حب للكرة‬ ‫«تحصد» ما تبقى من ٍ‬

‫هل ب��ات منتخبنا الوطني ره�ين التبرعات‬ ‫وإعانات أهل اإلحسان بعد أن أخفق احتاد‬ ‫ال�ك��رة ف��ي تأمني األم���وال ال�لازم��ة إلقامة‬ ‫معسكراته التدريبية استعدادا لتصفيات‬ ‫الكان والشان األفريقتني ؟ وبعد أن ذهبت‬ ‫وعود املسؤولني بدعم املنتخب أدراج الرياح‬ ‫؟‬ ‫سؤال بات يتردد على ألسنة عشاق الكرة بعد‬ ‫أن تعهد السيد ساسي عون رئيس مجلس‬ ‫إدارة نادي األهلي بطرابلس بتكفل مصاريف‬ ‫إقامة معسكر للفريق الوطني ملدة إسبوعني‪،‬‬ ‫وتبعه وعد آخر من عبدلله الطبيب رئيس‬ ‫نادي الوحدة بإقامة معسكر ثان للفريق ‪.‬‬ ‫م� �ب ��ادرة االث��ن�ي�ن حت�س��ب ل�ه�م��ا بالتأكيد‪،‬‬ ‫وال مي�ك��ن إال أن ت ��درج ف��ي خ��ان��ة الغيرة‬ ‫على الوطن‪ ،‬لكن إلى متى تعالج مثل هذه‬ ‫القضايا الكروية بحلول تلفيقية أو مببادرات‬ ‫شخصية ‪.‬‬ ‫باألمس القريب قام سكرتير إحت��اد الكرة‬ ‫مب �خ��اط �ب��ة اإلحت�� ��اد األف��ري��ق��ي وإب�ل�اغ��ه‬ ‫بانسحاب املنتخب األومل�ب��ي من تصفيات‬ ‫ريو ‪ 2016‬دون علم رئيس االحتاد‪ ،‬وبدوره‬ ‫سارع الكاف بإبالع االحتاد املوريتاني بترشح‬ ‫منتخبه إلى الدور القادم على حساب ليبيا‪.‬‬ ‫وكما نشرنا سابقا لم تفلح محاوالت رئيس‬ ‫إحتاد الكرة في إقناع نظيره املوريتاني بلعب‬ ‫مباراتيه اللتني كانتا مقررتني مع املنتخب‬ ‫الليبي في التصفيات األوملبية‪ ،‬ألن اإلحتاد‬ ‫املوريتاني‪ ،‬ببساطة شديدة‪ ،‬لن يفرط في‬ ‫ت��أه��ل ج ��اءه على طبق م��ن ذه��ب أو عبر‬ ‫خطاب رسمي لم يكلفه سوى دقائق معدودة‬ ‫لقراءته‪.‬‬ ‫ففي ظ��ل الفوضى اإلداري� ��ة التي تعصف‬ ‫ب��إحت��اد ال�ك��رة ب��ات على منتخبنا األوملبي‬ ‫غير احملظوظ أن ينتظر عقوبات قاسية‬ ‫من الكاف قد تتسبب في حرمانه من خوض‬ ‫التصفيات القادمة أو رمبا حتى كشطه من‬ ‫أي نشاط أوملبي قادم يشرف عليه اإلحتاد‬ ‫األفريقي‪ ،‬والفضل يعود أوال بالتأكيد للسيد‬

‫السكرتير الذي رأى أن عودة املرتبات إلى‬ ‫العاملني باحتاد الكرة تكمن فقط في إرسال‬ ‫خطاب االنسحاب إلى الكاف ‪.‬‬ ‫م��ا ال��ذي ينتظره عشاق ال�ك��رة م��ن إحت��اد‬ ‫كسيح ال يستطيع ضبط سكرتيره‪ ،‬فما‬ ‫بالك بضبط وإدارة كرتنا الوطنية في مقره‬ ‫الرئيسي ال��ذي ص��ار هو األخ��ر رهينة في‬ ‫أيدي املليشيات بعد سيطرتها على العاصمة‬ ‫طرابلس ‪.‬‬ ‫ال ج ��دال ح��ول وج ��ود أش �خ��اص وطنيني‬ ‫داخ ��ل االحت ��اد تهمهم سمعة ك��رة ليبيا‪،‬‬ ‫وتواجدها بقوة في احملافل الدولية‪ ،‬ولكن‬ ‫ماذا بإمكانهم أن يفعلوا في واقع رياضي‬ ‫مزر‪ ،‬تسببت في خلقه املليشيات التي ترى‬ ‫في أية مؤسسة حكومية أو مدنية مشروع‬

‫فريسة إذا أخبرتها العيون أن هناك بعض‬ ‫األموال قد وصلتها‪.‬‬ ‫م��ن هنا تظل م �ب��ادرة ب��وع��ون أو الطبيب‬ ‫مرهونة بالفشل إذا نظرنا إل��ى مشهدنا‬ ‫الكروي بعني الناقد املجرد‪ ،‬وفتشنا عن‬ ‫السبب احلقيقي وراء التخبط اإلداري‬ ‫الكبير ال��ذي يعتقل مؤسساتنا الرياضية‬ ‫وحالة اإلف�لاس التي تعاني منها األندية‬ ‫واحتاد الكرة ‪.‬‬ ‫أن��ظ��روا إل ��ى امل�ل�ي�ش�ي��ات م���اذا تفعل في‬ ‫العاصمة اليوم لتدركوا احلقيقة الغائبة عن‬ ‫البعض‪ ،‬وهي أن كرة القدم لن تنهض حتى‬ ‫ولو استعنا بألف ساسي وألف طبيب طاملا‬ ‫بندقية املليشيات مازالت تواصل حصد ما‬ ‫تبقى لدينا من عشق للكرة‬


‫صفقة الحارس‬ ‫دافيد دي خيا‬

‫مانشستر يفرض‬ ‫على الريال شرط‬ ‫«النسيب الكاره»‬ ‫أبلغ نادي مانشستر يونايتد اإلجنليزي نظيره ريال مدريد حامل‬ ‫لقب دوري أبطال أوروب��ا وك��أس ملك إسبانيا بالشرط الوحيد‬ ‫لبيع احلارس اإلسباني دافيد دي خيا للنادي امللكي خالل فترة‬ ‫االنتقاالت الصيفية املقبلة‪.‬‬ ‫وأك��دت صحيفة «ديلي إكسبريس» اإلجنليزية أن إدارة املانيو‬ ‫اشترطت ضم النجم الويلزي جاريث بيل مقابل املوافقة على‬ ‫انتقال دي خيا إلى صفوف «امليرينجي»‪.‬‬ ‫وأضافت الصحيفة أنه في حالة عدم استجابة مسؤولي النادي‬ ‫امل��دري��دي لهذا ال�ش��رط‪ ،‬ف��إن ن��ادي مانشستر يونايتد سيطلب‬ ‫‪ 45‬مليون جنيه إسترليني ثمناً لدي خيا في موسم االنتقاالت‬ ‫الصيفي املقبل‪ ،‬رغم أن عقد الالعب يتبقى فيه عام واحد‪ ،‬ويحق‬ ‫له التوقيع ألي ٍ‬ ‫ناد مجاناً في يناير املقبل‪.‬‬ ‫وك ��ان ج��اري��ث بيل انتقل إل��ى ري ��ال م��دري��د ق��ادم �اً م��ن توتنهام‬ ‫هوتسبيرز مقابل ‪ 86‬مليون جنيه إسترليني في صفقة هي األغلى‬ ‫في التاريخ‪ ،‬ولكن عالقته ساءت كثيراً باجلمهور ووسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫رغم أن النجم الويلزي كان أحد العناصر املؤثرة في فوز الريال‬ ‫بلقبي دوري األبطال وكأس امللك في أول مواسمه بقميص امللكي‪.‬‬

‫‪‎‬دافيد دي خيا‬

‫نزال بمئات الماليين في وزن المتوسط‬ ‫«فلويد» يطيح بـ «باكياو» ويخطف ‪ 120‬مليون دوالر‬ ‫حافظ املالكم األميركي فلويد مايويذر على سجله اخلالي من الهزمية في‬ ‫مشواره االحترافي بعد تغلبه على الفلبيني ماني باكياو بإجماع احلكام في‬ ‫مباراة وصفت بـ»نزال القرن» على لقب الوزن املتوسط وأجريت في الس‬ ‫فيغاس‪ .‬ومتاسك مايويذر (‪ 38‬عاما) أمام بداية عنيفة من باكياو‪ ،‬ثم اعتمد‬ ‫على طريقته الدفاعية واللكمات اخلاطفة ليسيطر على مجريات األمور‬ ‫في اللقاء الذي استمر ‪ 12‬جولة محققاً االنتصار ‪ 48‬على التوالي دون‬ ‫هزمية‪ .‬وحصل مايويذر على إجماع القضاة الثالثة ‪ 110-118‬و‪-116‬‬ ‫‪ 112‬و‪ ،112-116‬وحقق فوزه الثامن واألربعني في ‪ 48‬مباراة‪ ،‬فيما مني‬ ‫باكياو بهزميته السادسة مقابل تعادلني في ‪ 57‬مباراة‪ .‬وستبقى هذه املباراة‬ ‫في ذاكرة التاريخ نظرا للقيمة املالية املرتفعة التي سيحصل عليها مايويذر‬ ‫وتصل إلى ‪ 120‬مليون دوالر‪ ،‬ولم يسبق في تاريخ رياضة الفن النبيل أن‬ ‫حصل نزال بهذا االهتمام واالنتظار والقيمة املالية‪ .‬واستغرقت املفاوضات‬ ‫‪ 5‬سنوات حتى مت االت�ف��اق بني أفضل مالكمني في جيلهما على إقامة‬ ‫«مباراة القرن» التي من املفترض أن تصل عائداتها إلى ‪ 400‬مليون دوالر‬ ‫وهذا ما لم يتحقق ال في املالكمة وال في أي رياضة أخرى‪ .‬في املقابل‪ ،‬لن‬ ‫تصنف املباراة ضمن اللقاءات ذات املستوى الرفيع ألن مايويذر وفي دائما‬ ‫لتقاليده غير املثيرة‪ ،‬وهو تغلب بهذا األسلوب على منافسه الذي كان أكثر‬

‫‪‎‬األمريكي مايويذر‬

‫الفلبيني باكياو‬ ‫هجوما منه لكن أقل دقة في تسديد اللكمات‪ .‬وملس األميركي جسم خصمه‬ ‫‪ 148‬مرة مقابل ‪ 81‬ملسة‪ ،‬لكن هذا لم مينع باكياو ذو الشعبية الهائلة في‬ ‫بالده من التأكيد أنه «كان يستحق الفوز»‪.‬‬ ‫وأكد مايويذر بعد فوزه أنه سيعتزل بعد املباراة التي سيخوضها في سبتمبر‪،‬‬ ‫وقال «سأخوض تلك املباراة وسأتوقف»‪.‬‬


‫‪92‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫رياضة‬

‫مدرب ذو عقلية فذة ‪ ..‬ورجل ال يركن لكلمة املستحيل‬ ‫يفوز مع برشلونة بـ ‪ 13‬لقبا في أقل من أربعة أعوام‬

‫الكاتلوني الذي حصد جميع األلقاب‬

‫الفيلسوف‬

‫بيب غ��واردي��وال م��درب يحتاز على عقلية ف��ذة‪ ،‬فهو رج��ل ال يركن أب��دا لكلمة املستحيل‪ ،‬وك��ل الطرق بالنسبة‬ ‫إليه تؤدي إلى الذهب والتتويج‪ ،‬ومهما كان خصمه قويا‪ ،‬فهو قادر على حتقيق املعجزات وكسر القواعد الثابتة‬ ‫وحتقيق ما لم ميكن أن يتخيله متابعو كرة القادم في أنحاء العالم‬ ‫وبالرغم من حداثة عهده في مجال التدريب مقارنة بغيره من املدربني املخضرمني الكبار‪ ،‬إال أن ابن كاتالونيا‬ ‫البالغ من العمر ‪ 44‬عاما حصد جميع األلقاب املوجودة في عالم كرة القدم لألندية‪ .‬بدء ًا من الدوري احمللي إلى‬ ‫كأس العالم لألندية‪.‬‬ ‫غوارديوال أو الفيلسوف كما يلقبه البعض فاز مع برشلونة بـ ‪ 13‬لقبا بالتمام والكمال في أقل من أربعة أعوام‪،‬‬ ‫ليصبح بذلك املرجع األول بامتياز في تاريخ عمالق أندية كاتالونيا‪ ،‬سواء تعلق األمر بأسلوب اللعب أو بالنتائج‬ ‫احملققة على األرض‪.‬‬ ‫وما أن حط الرحال في بايرن ميونيخ حتى بدأ يجني اللقب تلو األخر‪ ،‬حيث قاد النادي البافاري في أول موسم‬ ‫للفوز بكأس السوبر األوروب��ي ثم كأس العالم لألندية باملغرب‪ .‬وبعدها التتويج بثنائية الدوري وكأس أملانيا في‬ ‫موسم ‪.2014 / 2013‬‬



‫‪94‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫رياضة‬

‫هو عقالني ودقيق في عمله ‪ ..‬حتليلي كبير ومبدع في‬ ‫خططه ‪..‬‬ ‫« تشابي ألونسو»‬ ‫غوارديوال مدرب عظيم ال يجب السماح له بالرحيل عن‬ ‫تدريب البايرن ‪..‬‬ ‫« العب البايرن الم»‬ ‫املفتاح الرئيسي لنجاح البايرن هو املدرب بيب ‪..‬‬ ‫« رئيس البايرن رومنيغيه‬

‫يرتبط غوارديوال‪ ،‬الذي نال عام ‪ 2011‬جائزة أفضل مدرب من‬ ‫االحت��اد الدولي لكرة القدم‪ ،‬بعقد مع بايرن ميونيخ حتى يونيو‬ ‫‪ .2016‬وجنح خالل الفترة املاضة في أن يضفي ملسة خاصة على‬ ‫طريقة لعب العمالق البافاري‪ ،‬مما ضاعف من حماسه وقوته‪.‬‬ ‫األم��ر ال��ذي جعل إدارة النادي والالعبون يرغبون في مواصلة‬ ‫العمل مع غوارديوال‪.‬‬ ‫الالعب ال��دول��ي السابق وقائد بايرن ميونيخ فيلب الم طالب‬ ‫ب��اإلس��راع في متديد عقد غ��واردي��وال‪ .‬وق��ال الم في تصريحات‬ ‫لصحيفة «ميركور» األملانية إن «غوارديوال» مدرب عظيم ال يجب‬ ‫السماح له بالرحيل عن تدريب «ب��اي��رن» والب��د من توفير كافة‬ ‫متطلباته من أجل مستقبل بطل الدورى األملانى ‪ .‬وأضاف الم أنه‬ ‫يتمنى إنهاء مسيرته حتت قيادة «غوارديوال» مع بايرن ميونيخ‪،‬‬ ‫مؤكدا على أن هذا امل��درب يستحق الفوز ب��دورى أبطال أوروب��ا‬ ‫رغم الصعوبة التى تسيطر على منافساتها حالياً‪.‬‬ ‫مفتاح النجاح‬ ‫اإلشادة بغوارديوال أيضا أتت من قمة هرم النادي‪ ،‬حيث أغرقه‬ ‫رئيس البايرن «ك��ارل هاينز رومينيغه» باملديح مؤكدًا أن العمل‬ ‫الذي يقوم به سيقود النادي للمزيد من النجاحات في املستقبل‪.‬‬ ‫وق��ال رومينيغه «لقد غيرنا فلسفتنا بعض الشيء‪ . .‬حاولنا أن‬ ‫نحصل على أف�ض��ل ج��ودة ممكنة‪ ،‬وم��ازل��ت أعتقد أن املفتاح‬

‫الرئيسي للنجاح هو املدرب بيب غوارديوال الذي يقوم بعمل رائع‬ ‫معنا‪ ،‬وقد جلب معه اجلودة التي لم نصل إليها من قبل»‪.‬‬ ‫وت��اب��ع ‪« :‬بيب يقوم بعمل ج��اد للغاية ف��ي ك��ل ي��وم‪ ،‬أن��ا معجب‬ ‫به كثي ًرا وسعيد ألنه لدينا هنا في ميونيخ‪ .‬األمر كان تنافس ًيا‬ ‫ناجحا حقق الثالثية‪ ،‬ولكن ملساته‬ ‫بالنسبة له ألنه تسلم فري ًقا‬ ‫ً‬ ‫واضحة‪ ،‬فقد اهتم بالهيمنة على اللعب واألسلوب الهجومي املميز‬ ‫الذي نحن نتبعه حال ًيا»‪.‬‬ ‫بدوره أشار اإلسباني تشابي ألونسو الذي يلعب في صفوف بايرن‬ ‫ميونيخ إلى أن مواطنه بيب غوارديوال كان أحد األسباب التي‬ ‫دفعته إل��ى االنضمام إل��ى صفوف الفريق في الصيف املاضي‪.‬‬ ‫وصرح ألونسو ملجلة (فيفا ويكلي) التي يصدرها االحتاد الدولي‬ ‫لكرة القدم (فيفا)‪« :‬عقب التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا مع‬ ‫الريال‪ ،‬بدا لي أن الوقت أصبح متاحا لفعل شيء آخر مختلف مرة‬ ‫أخرى‪ .‬أعتقد أنه كان الوقت املناسب حملاولة حتقيق شيء جديد‬ ‫مع أحد أفضل األندية في العالم والذي ينافس في أحد أفضل‬ ‫الدوريات في أوروب��ا حاليا»‪ .‬ويضيف «لقد كانت هناك العديد‬ ‫من األسباب الوجيهة لالنتقال إلى بايرن‪ ،‬وكان غوارديوال أحد‬ ‫هذه األسباب بالتأكيد‪ ،‬وأدركت على الفور الكفاءة الفريدة التي‬ ‫يتميز بها والتي قادته إلى حتقيق الكثير خالل مسيرته التدريبية‬ ‫القصيرة نسبيا حتى اآلن»‪ .‬ويتابع ألونسو‪« :‬أن تكون قادرا على‬ ‫معرفة املزيد عن كرة القدم حتت قيادته هو أمر محفز للغاية‪،‬‬


‫‪‎‬املدربان املتنافسان على األلقاب مورينيو وغوارديوال‬

‫‪‎‬بعد اخلسارة األخيرة من دورمتوند‬

‫ومينحك خبرة عظيمة‪ ،‬فهو عقالني ودقيق في عمله وحتليلي‬ ‫كبير ومبدع في خططه»‪.‬‬ ‫ورغم كل هذا املديح واإلجنازات غير املسبوقة التي حققها بيب‬ ‫غوادريو‪ ،‬فإنه يظل دائما محافظا على اجتهاده وتواضعه وهو‬ ‫ما أكده مؤخرا في أحد تصريحاته الصحفية عندما رفض أن‬ ‫يصف نفسه باألفضل في العالم‪ ،‬مشيرا إلى أن الالعبني هم من‬ ‫يصنعون اإلجنازات في املقام األول‪ ،‬وقال « أنا هنا فقط ملساعدة‬ ‫الالعبني»‪.‬‬ ‫أصعب من روبن‬ ‫غوارديوال من مواليد قرية سانت بيدور في والية كاتالونيا التي‬ ‫تبعد عن برشلونة بحوالي ‪ 70‬كيلومترا‪ ،‬وهو متزوج من كريستينا‬ ‫سيرا وله ثالثة أنباء‪ .‬وقد تعرف غوارديوال على زوجته حني كان‬ ‫عمره ‪ 18‬عاما والتقى بها ألول مرة في محل والده لبيع املالبس‬ ‫مبدينة مارنيسا التي ال تبعد ع��ن مسقط رأس��ه س��وى ثمانية‬ ‫كيلومترات‪ .‬وسبق لغوارديوال أن صرح لصحيفة بيلد األملانية بأن‬ ‫زوجته تتناقش معه أيضا في األم��ور الرياضية وق��ال‪« :‬زوجتي‬ ‫كريستينا تشتكي في بعض األحيان من خططي التقنية‪ .‬وترى‬ ‫علي اللعب بنفس التشكيلة األساسية التي حققت معها‬ ‫بأنه ينبغي ّ‬ ‫الفوز في آخر مباراة مضيفا « أن أشرح لزوجتي مبدأ التناوب‬ ‫الذي أعتمده في التشكيلة أصعب من أن أقول آلريني روبن‪ :‬لن‬ ‫تكون أساسيا في مباراة اليوم»‪ .‬ويرى غوارديوال أنه أمر طبيعي‬ ‫أن يتحدث مع زوجته في البيت عن عمله أيضا‪ .‬ويعتبر أن من‬ ‫يدعي الفصل التام بني العمل والبيت فهو غير صادق‪.‬‬ ‫رغم ذلك يحاول األب لثالثة أطفال أن يسخر أغلب وقته لعائلته‬

‫عندما يكون في البيت‪ .‬وقال عن ذلك لصحيفة بيلد «ال أريد بتاتا‬ ‫أن أتصرف في البيت كمدرب أو مسير‪ ،‬أنا وزوجتي نقرر سويا‪.‬‬ ‫االنسجام أم��ر مهم ج��دا بالنسبة ل��ي»‪ .‬و أض��اف « لقد تعلمت‬ ‫ذلك في سن مبكرة‪ .‬فعندما كنت طفال واجهت في البداية بعض‬ ‫الصعوبات في املدرسة الداخلية‪ ،‬حيث كنت أشعر بالوحدة وكنت‬ ‫أتصل بوالدي كل مساء»‪.‬‬ ‫وإلى جانب موهبته الكروية‪ ،‬يتمتع غوارديوال مبوهبة تعلم اللغات‬ ‫األجنبية أيضا‪ .‬فإلى جانب الكاتالونية واإلسبانية ب��دأ بتعلم‬ ‫اإلنكليزية منذ أن كان عمره سبع سنوات في مدرسة كاتوليكية‬ ‫داخ�ل�ي��ة‪ .‬كما تعلم اإليطالية عندما لعب ف��ي صفوف بريشيا‬ ‫اإليطالي‪ .‬وبعد توقيعه عقد تدريب بايرن ميونيخ عكف بيب على‬ ‫تعلم اللغة األملانية وأصر أن يكون أول مؤمتر صحفي له باللغة‬ ‫األملانية وهو ما جنح فيه بشكل كبير‪.‬‬ ‫ويعرف عن غوارديوال أيضا قربه من الفنانني خاصة خالل الفترة‬ ‫التي قضاها في نيويورك بعد تركه لفريق برشلونة‪ .‬ويعد الكاتب‬ ‫واملخرج دافيد ترويبا أحد أعز أصدقائه‪ .‬وقال عنه «عندما تريد‬ ‫تقييم أو حتليل شخصية غوارديوال فعليك أن تعرف بأنه حتت‬ ‫السترة األنيقة وكنزة الكشمير وربطة العنق التي يرتديها‪ ،‬يوجد‬ ‫ابن عامل البناء‪ .‬وفي احلذاء اإليطالي الباهظ الثمن يوجد قلب‬ ‫تشبع بارتداء «اسبرادريليس» وهو احلذاء اإلسباني الشعبي»‪.‬‬ ‫مباراة حاسمة‬ ‫ت��وج غ��واردي��وال مع البايرن ببطولة ال��دوري قبل انتهائها بأربع‬ ‫مباريات‪ ،‬وكان يطمح في تكرار الثالثية مع البافاري بعدما حققها‬ ‫في السابق مع الكتالوني ‪ ،‬لكنه اصطدم في نصف نهائي الكأس‬ ‫مع بروسيا دورمتوند وفقد املباراة بركالت الترجيح مقدما هدية‬ ‫وداع جميلة للمدرب يورغن كلوب‪ ،‬ولم يبق أمام غوارديوال هذا‬ ‫املوسم سوى خدش ناديه السابق برشلونة‪ ،‬كي يعبر إلى النهائي‬ ‫األوروبي ‪ ،‬وتنتظره مباراة إياب ساخنة جدا‪ ،‬إذا شق عبابها بنجاح‬ ‫فمن املرجح‪ ،‬كما يتوقع احملللون‪ ،‬أن يعانق الكأس األوروبية التي‬ ‫دخلت خزائن النادي البافاري آخر مرة عام ‪. 2013‬‬ ‫غوارديوال في انتظار لقب سابع مع البايرن قد يأتي عبر بوابة‬ ‫الكأس األوروبية‪ ،‬وقد ال يأتي‪ ،‬لكن ما ينبغي التأكيد عليه هنا‬ ‫بلغة األرقام «حتى ‪ »2014‬أن هذا املدرب الظاهرة خالل ‪348‬‬ ‫له مع برشلونة والبايرن حصد ‪ 14‬بطولة مع البلوغرانا و ‪ 5‬مع‬ ‫العمالق البافاري أي مبعدل بطولة كل ‪ 18‬مباراة ‪.‬‬ ‫سيرة فيلسوف التدريب‬ ‫بيب غ��واردي��وال إي ساال ولد في ‪ 18‬يناير ‪ . 1971‬كان العب‬ ‫كرة قدم في مركز الوسط الدفاعي وقضى فترته األحترافية‬ ‫األولى في نادي برشلونة‪ ,‬و لعب أيضاً لبريشيا وروما في إيطاليا‬ ‫واألهلي في قطر ودورادوس دي سينالو في املكسيك ‪.‬‬ ‫بعد تقاعده كالعب‪ ,‬أصبح غوارديوال مدرب نادي برشلونة لفريق‬ ‫األحتياط وف��ي منتصف العام ‪ 2008‬جنح ليحل محل فرانك‬ ‫ري �ك��ارد‪ ،‬وف��ي أ ّول موسم ل��ه كمدير فني ف��از برشلونة بثالث‬ ‫بطوالت هي ال��دوري األسباني‪ ,‬وكوبا دي��ل ري‪ ,‬ودوري أبطال‬ ‫أوروب��ا‪ .‬أصبح بيب غوارديوال أصغر مدرب يفوز بدوري أبطال‬ ‫أوروبا ‪.‬‬ ‫في املوسم التالي ف��از غ��واردي��وال مع برشلونة بسوبر دي كوبا‬ ‫وكأس السوبر األوروبي وكأس العالم لألندية ليصل رصيد بيب‬ ‫إلى ستة ألقاب في ست مسابقات في سنة واحدة فقط‬ ‫في ‪ 8‬سبتمبر من العام ‪ 2011‬مت منح بيب غوارديوال ميدالية‬


‫‪96‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫رياضة‬

‫اإلجنازات واأللقاب‬ ‫كالعب‬

‫برشلونة‬ ‫> الدوري اإلسباني (‪ 6‬مرات)‪-93 ،93-92 ،92-91 ،91-90( :‬‬ ‫‪)99-98 ،98-97 ،94‬‬ ‫> كأس ملك إسبانيا ( مرتان ) ‪)98–1997 ،97–1996( :‬‬ ‫> ك��أس السوبر اإلسباني (‪ 4‬م��رات )‪،1994 ،1992 ،1991( :‬‬ ‫‪)1996‬‬ ‫> كأس األندية األوروبية البطلة (مرة واحدة )‪92–1991 :‬‬ ‫> كأس االحتاد األوروبي لألندية أبطال الكؤوس (مرة واحدة)‪:‬‬ ‫‪97–1996‬‬ ‫> كأس السوبر األوروبي (مرتان)‪1997 ،1992 :‬‬ ‫إسبانيا‬ ‫> امليدالية الذهبية األوملبية ‪1992 :‬‬ ‫الفردية‬ ‫> جائزة برافو‪1992 :‬‬ ‫> كأس األمم األوروبية ‪ -‬فريق البطولة‪2000 ،1992 :‬‬ ‫> أوملبياد إسبانيا أفضل العب‪1992 :‬‬

‫كمدرب‬

‫برشلونة‬ ‫> الدرجة الثالثة‪2008 ::‬‬ ‫برشلونة‬ ‫> الدوري اإلسباني (‪11-2010 10-2009 ،09-2008 :)3‬‬ ‫> كأس ملك إسبانيا (‪2012 ،2009 :)2‬‬ ‫> كأس السوبر اإلسباني (‪2011 ،2010 ،2009 :)3‬‬ ‫> دوري أبطال أوروبا (‪2011 ،2009 :)2‬‬ ‫> كأس السوبر األوروبي (‪2009,2011 :)2‬‬ ‫> كأس العالم لألندية (‪2011 ،2009 :)2‬‬ ‫> كأس خوان غامبر(‪( )3‬بطولة ودية) ‪.2011 ،2010 ،2008 :‬‬ ‫بايرن ميونيخ‬

‫> الدوري االملاني ( مرتان ) ‪2015 ، 2014 :‬‬ ‫> كأس ملك املانيا(‪2014: )1‬‬ ‫> كأس العالم لألندية ( ‪2014 : )1‬‬ ‫اجلوائز الفردية‬ ‫> أفضل مدرب في العالم (‪2009,2011 :)2‬‬ ‫> أفضل مدرب في أسبانيا (‪2010 ،2009 :)2‬‬ ‫> أفضل مدرب أوروبي (‪2009,2010 :)2‬‬ ‫> أفضل مدرب في إسبانيا (‪2010 ،2009 :)2‬‬ ‫> أفضل مدرب في العام (‪2011 ،2009 :)2‬‬ ‫> الويفا فريق السنة ‪ -‬أفضل مدرب (‪2010 ،2009 :)2‬‬ ‫> مدرب هذا العام (‪2009 :)1‬‬ ‫> أفضل كاتلوني في العام (‪2009 :)1‬‬


‫مهووس بتعلم اللغات األجنبية ‪ ..‬وأصر أن يكون أول مؤمتر‬ ‫صحفي بعد تعاقده مع البايرن باللغة األملانية‬ ‫أصغر مدرب يفوز بدوري أبطال أوروبا ‪ ..‬وأول مدرب‬ ‫لبرشلونة يحقق سداسية في موسم واحد‬ ‫لم يستسلم لبورتو في الربع التهائي بعد اخلسارة‬ ‫بالثالثية ‪ ..‬فهل يستسلم لبرشلونة الذي علمه سحر‬ ‫«التيكا تاك» ؟!!‬

‫ذهبية في البرملان الكتالوني وهو أعلى تكرمي يعطى ‪ ...‬وفي ‪9‬‬ ‫يناير من العام ‪ 2011‬تلقى غوارديوال جائزة أفضل مدرب في‬ ‫العالم التي متنحها الفيفا وفي ‪ 30‬مايو ‪ 2013‬استقال غوارديوال‬ ‫من منصب مدير برشلونة بعد أن حقّق ‪ 14‬لقباً في أربع سنوات‬ ‫قضاها في النادي الكتلوني ‪ .‬وفي ‪ 16‬من ديسمبر عام ‪,2013‬‬ ‫أعلن بايرن ميونيخ أن غوارديوال سينضم ليشرف على النادي‬ ‫ملوسم ‪ 2013‬ـ ‪ 2014‬بعد يوب هاينكس الذي غادر البايرن بعد‬ ‫حتقيقه للثالثية في العام ‪2013‬‬ ‫ف��از غ��واردي��وال ف��ي موسمه األول م��ع ال�ب��اي��رن ببطولة ال��دوري‬ ‫«البوندسليغا» وكأس أملانيا وكأس السوبر األوروبي بجانب كأس‬ ‫العالم لألندية ‪.‬‬ ‫وللموسم الثاني على التوالي مع غوارديوال حقق البافاري بطولة‬ ‫الدوري قبل نهاية هذا املوسم بأربع جوالت كاملة ‪.‬‬ ‫العاش واملتحدي‬ ‫ال يختلف إثنان على عشق غوارديوال املفرط لكرة القدم مثلما‬ ‫ال يختلفان أيضا على حماسته وإص��راره على مقارعة الظروف‬ ‫الصعبة في املباريات الكبيرة‪ ،‬ففي الدور الربع نهائي من كأس‬ ‫األندية األوربية الشهر املاضي فقد لقاء الذهاب مع بورتو بثالثية‪،‬‬ ‫وك��ان��ت م��ؤش��رات احملللني بعد امل �ب��اراة تذهب إل��ى ترجيح كفة‬ ‫النادي البرتغالي‪ ،‬وخروج البايرن من السباق األوروبي مصحوبا‬ ‫بهزمية قاسية خاصة وأن البافاري كان يعاني من غيابات بعض‬ ‫العبيه األساسيني‪ ،‬لكن تلك النتيجة الصادمة أو تلك الغيابات‬ ‫أبدا لم تفت من عضد غوارديوال‪ ،‬ولم تنل ذرة من حماسه‪ ،‬ففي‬ ‫األي��اب مبيونيخ كان هناك فريقا آخر أع��اد غورديوال صياغته‬

‫في أيام قليلة‪ ،‬وكل من تابع تلك املباراة أدرك أنه من الصعوبة‬ ‫قهر الفيلسوف إذ لم ميض الشوط األول حتى وقع العبو البايرن‬ ‫خماسية في شباك بورتو محيلني هزمية الذهاب «‪ 3‬ـ‪ »1‬إلى فوز‬ ‫مؤتزر‪ ،‬وكانت الفرحة التي طوقت غوارديوال في تلك اللحظات‬ ‫قد بلغت أشدها حتى أنه من فرط حماسه متزق سرواله الذي‬ ‫كان يحرص غوارديوال على انتقائه من بني أعرق املاركات ‪.‬‬ ‫لكن تبقى م �ب��اراة ال�ع�ب��ور إل��ى النهائي األوروب� ��ي ه��ي م��ا يقلق‬ ‫غ��واردي��وال هذه األي��ام‪ ،‬فهل ينجح في سحب البساط من حتت‬ ‫ميسي ورفاقه أم أنه سوف يستسلم إلى الفريق الذي علمه سحر‬ ‫طريقة «التيكا تاك « ‪ ..‬نترك اإلجابة ملباراة اإلياب‪.‬‬


‫‪98‬‬

‫على سطح األرض‬

‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬

‫التفكير في الكتابة‬ ‫(‪)3 – 3‬‬ ‫عبدالمنعم المحجوب‬ ‫‪13‬‬ ‫وسار في‬ ‫النص تأويله‪ ،‬ينشأ نظام متداخل‪ ،‬متساكن‪،‬‬ ‫ينتج‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫النص‪ .‬واشتغال هذا النظام املباطن يعتمد على نقطة‪ /‬نقاط‬ ‫جذب ورفع للقراءة‪ ،‬أي أن تصوراتنا حول النصوص هي بقدر‬ ‫أو بآخر تصورات موج ّهة‪ ،‬متش ّكلة في فضاء آخر غير النص‬ ‫نصاً‬ ‫نفسه‪ ،‬هو فضاء ممكنات التأويل التي ال تتحقق إال بصفتها ّ‬ ‫أس الكتابة الذي يضاعف فاعلية النص‪ .‬نحن‬ ‫رافعاً‪ ،‬فالتأويل هو ّ‬ ‫نصاً واحداً‪ ،‬نقرأ نصاً ال‬ ‫نقرأ أكثر من نص واحد بينما نقرأ ّ‬ ‫نهائياً ميتح تضاعفه وانضيافه من ال نهائية التأويل الذي ال ميكن‬ ‫حتديد بداياته‪ ،‬إنه يرافق الكتابة‪ ،‬وهو يرافق القراءة‪ ،‬وهو يرافق‬ ‫ذاته‪ .‬إذ يبدأ املؤ ّول عمله يُصار إلى تأويل التأويل‪ ..‬أليس ك ّل‬ ‫تأويل هو إعادة تأويل؟‬ ‫‪14‬‬ ‫لع ّل أولى إحاالت النص اشتغاله كمحر ِّر من التضمني األيديولوجي‬ ‫املتعدد لكلمة حترير يدعم‬ ‫القسري للغة التواصلية‪ ،‬إن املعنى‬ ‫ّ‬ ‫وعنت جيدين‪ ،‬وعلينا أوالً أن نستنفد توظيف‬ ‫هذا االجتاه بقوة َ‬ ‫روالن بارت لهذه الكلمة‪ ،‬وببعض احلرص على حتييد رومانسياتنا‬ ‫اللغوية‪ ،‬وهي ميزة توفرها لنا بجدارة لغتنا العربية العتيدة‪،‬‬ ‫نستطيع مواصلة هذا النقاش من موقع نظر له اعتباره‪« :‬اللغة‬ ‫من حيث هي أداء ليست ال رجعية وال تقدمية‪ ،‬بل هي فاشية‬ ‫فحسب»‪ ..‬كما يقول بارت في «درس»‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫أتقسط‬ ‫تتنزّل القصيدة فيما اختارت من كلمات‪ .‬إذ أكتب فألني‬ ‫ّ‬ ‫املعنى محاوالً أن أهتدي في عتمة اللغة‪ .‬اللغة‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الشعر هو احلقيقة‪ ،‬ولكن األدبية‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫أكتب هاجساً برغبة أصيلة في إعادة تدوير اليقني القدمي‪ .‬دائماً‬ ‫ثمة خطوة أولى نحو حقيقة أولى سرعان ما ترت ّد إلى وهم أول‪.‬‬ ‫ما من كلمة دالّة ميكن أن يُصنع بها النص‪ ،‬مما إذن ميكن ذلك!‬

‫الكتابة رغبة‪ .‬منذ زمن ال أعرف متى مأخوذ بالتساؤل‪ :‬كيف‬ ‫ميكن لي أن أجنز نصاً خارج سياق التراكمات‪ .‬نصاً ‪ -‬شاهداً‬ ‫يدعي أكثر مما يقول‪ ،‬ولكنه الوحيد الذي يقول ما يُقرأ عبره‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫أعرف أن هذه هي إحدى يوتوبيات الكتابة فالنقد يجعل تاريخ‬ ‫الكتابة خطاً مستقيماً‪ .‬تُرى من منّا عثر على خط الكان املضيء‬ ‫متفجر من االنعكاسات»؟‪.‬‬ ‫«نقطة إشعاع وسيولة‪ ،‬ولعب ونبع‬ ‫ّ‬

‫‪18‬‬ ‫ال تكتب الكتابة إال ذاتها‪ .‬مبا هي قدرة فهي التي حتدد الذات‬ ‫الكاتبة بوصفها كذلك‪ .‬وباستعادة هيدغر إذ يعطي للكالم مسار‬ ‫بوميرانغ‪ ،‬فإن الكتابة تورطنا في الكتابة‪ ،‬وإذ نفعل ذلك‪ ..‬إذ‬ ‫نتورط‪ ،‬فإننا نتعلّق بكل ما يتيح لنا التورط أكثر‪ ..‬بوميرانغ‪.‬‬ ‫التزام‪/‬ضرورة الكتابة هو انكتابها‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫هاكم إحدى ضرورات الكتابة‪« :‬األشياء ال لون لها إذا اكتفينا‬ ‫باحلديث عنها»‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ضرورة أخرى‪ :‬كان الكالم يقود التاريخ املطلق‪ ،‬وكان التدوين‬ ‫مؤسساً لإلعجاز وملحم ّية‬ ‫التالي له يصنع ميتافيزيقا التحوالت ِّ‬ ‫احلدث‪ .‬لقد جعلت الكتابة اإلنسان زمنياً كما يجب أن يكون‪ .‬نحن‬ ‫صنيعة الكتابة‪ .‬عابرون مثلها‪ .‬من مزايا التكرار‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫يتحرك النص مثل جبل مييد‪ ،‬دون أن نتوقف عن النظر إليه‬ ‫ذهب‪،‬‬ ‫ينضم على عروق‬ ‫كمثال للصالبة والثبات‪ .‬نعرف أنه ّ‬ ‫ٍ‬ ‫أو تَل ْ ٍك‪ ،‬وأن صخرة ص ّماء تداري كهفاً مسدوداً‪ ،‬وهناك أيضاً‬ ‫من يتوقع قطعة من فلك نوح‪ ،‬ومن ينتظر نبعاً‬ ‫يتفجر من عمق‬ ‫ّ‬ ‫الصخر‪ ،‬ودون أن نتوقف عن اعتباره قاب ً‬ ‫ال لهذا وذاك‪ ،‬ميضي‬ ‫ً‬ ‫اجلميع وقد حصل ٌّ‬ ‫النص وراءنا‪،‬‬ ‫نترك‬ ‫ا‬ ‫كل على ما يريد‪ ..‬دائم‬ ‫ّ‬ ‫وك ّل يعتقد أنه ُكتب له‪.‬‬ ‫حاشية‪:‬‬

‫‪22‬‬

‫القارئ الذي ر ّبى ذائقته على تلقائية إحالة النص إلى املعنى‬ ‫التواصلي‪ ،‬واللغة إلى الكالم‪ ،‬ال يقف في احلقيقة وحده‪ ،‬إن‬ ‫العديد من مدارس ونظريات القراءة تو ّفر له دفاعاً سه ً‬ ‫ال ميكن أن‬ ‫يتحصن وراءه‪ ،‬ولكن مثل هذا الوضع لن يكون أبداً نهاية احلرب‬ ‫ّ‬ ‫التي يعلنها مثل هذا القارئ ضد حقوق املعنى‪ ،‬وهي بكل تأكيد‬ ‫حقوق مشروعة تسمح لنا اجتاهات ونظريات أخرى باقتراح‬ ‫مشروع الئحة قانونية لها نستطيع أيضاً املطالبة بالتصديق عليها‬ ‫من مؤسسات االختالف الدولية‪.‬‬


‫سلسلة‬

‫كتـــاب‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪10‬‬

‫‪11‬‬

‫‪12‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫مع هذا العدد‪:‬‬

‫كتــــــاب‬ ‫«أصحاب المغيب»‬ ‫تأليف‪ :‬سالم الهنداوي‬ ‫(كتابات عن الغربة)‬


‫‪100‬‬ ‫األحد ـ العدد ‪14‬‬ ‫‪ 10‬مايو ‪2015‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.