مجلة المستقل-العدد الثالث

Page 1

‫مليلرديرات الكربون‬ ‫يستنزفون الكوكب األزرق‬

‫محمد مرشان‪:‬‬ ‫مهدد بالسجن!‬ ‫أنا‬ ‫ّ‬ ‫السنة األولى ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬األحد ‪ 22‬فبراير ‪2015‬‬ ‫سياسية أسبوعية شاملة‬

‫توحد الليبي ـ ــني واملصريني!‬ ‫داعش ّ‬ ‫النازحون ليسوا ملف ًا لالستثمار السياسي‬ ‫يحرك وكر الدبابير‬ ‫العراب األمريكي ّ‬ ‫ّ‬

‫إيرادا‬

‫خصصة لذو‬

‫يا‬ ‫الحت‬ ‫ت‬

‫صة‬ ‫لخا‬ ‫ا‬

‫عد‬

‫خصصة لذوي ا‬ ‫دم‬ ‫الحت‬

‫ي‬ ‫اجا‬

‫ت‬

‫إي‬ ‫ال رادا‬ ‫ت‬ ‫لذ عدد مخ هذا‬ ‫ص‬ ‫وي‬ ‫االحتي صة‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لخاصة جات‬

‫دم‬ ‫عد‬ ‫ل‬

‫صة‬ ‫لخا‬ ‫ا‬

‫ته‬ ‫ذا ا‬

‫ياجا‬

‫من يقرّر موعد‬ ‫المعركة الفاصلة؟!‬

‫إيرا‬

‫دا ت‬

‫هذا‬

‫ال‬


‫‪02‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬


‫‪03‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫كاريكاتير‬

‫ريشة الفنان الراحل‪ :‬محمد الزواوي‬


‫‪04‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫احملتويات‬ ‫‪03‬‬

‫في هذا العدد‬

‫سياسية أسبوعية شاملة‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬

‫حسن طاطاناگي‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫عبداملنعم احملجوب‬ ‫مدير التحرير‬

‫حسن الفيتوري‬ ‫املدير الفني‬

‫سامح الكاشف‬

‫هيئة التحرير‬ ‫مرمي عبدالله‬ ‫إياد بن علي‬ ‫محمد نوري‬ ‫منصور عمارة‬ ‫عبداحلكيم الورفلي‬ ‫الشؤون اإلدارية‬

‫أحمد وطني‬ ‫تصدر عن‪:‬‬

‫املنظمة الليبية للصحافة‬ ‫وحيادية املعلومات‬

‫تنفيذ‪:‬‬ ‫دار تانيت للنشر والدراسات‬

‫تعبر آراء الكتّ اب بالضرورة عن وجهة‬ ‫ال ّ‬ ‫نظر املجلة‬

‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪24‬‬

‫النازحون والمهجرون ليسوا ملف ًا‬ ‫لالستثمار السياسي‬

‫الليبيون شعب يكاد يكون نصف سكانه من النازحني‬ ‫واملهجرين‪ ..‬فمن يستغل هذا امللف لالستثمار السياسي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وحتقيق مكاسب حزبية وشخصية؟ على هذا السؤال‬ ‫يجيب األستاذ حسن طاطاناكي في مقاله األسبوعي‬

‫الجيش الليبي في مواجهة الجيش الموازي‬ ‫من يقرّر موعد المعركة الفاصة ضد اإلرهاب؟‬

‫مصالح تتضارب‪ ،‬هويات تتصارع‪ ،‬كيانات اجتماعية‬ ‫تبحث عن ذاتها‪ ،‬وكيانات سياسية تريد أن تستأثر‬ ‫بكل شيء‪ ..‬لقد بدأت حرب الشعب الليبي ضد الفوضى‬ ‫واإلرهاب‪ ،‬فمن سيحسم املعركة األخيرة؟‬

‫هيومن رايتس ووتش‬ ‫اإلعالميون الليبيون في مرمى النيران‬

‫تقرير يتحدث عن حاالت رهيبة وخطرة واجهها‬ ‫الصحفيون على مر العامني املنصرمني في بيئة‬ ‫استفادت فيها احلكومة واجلماعات املسلحة من‬ ‫الفوضى لكي تتصرف بحصانة من العقاب‪.‬‬

‫جولة المستقل في ملتقى الدستور‬ ‫الجدل حول مخرجات اللجان النوعيّة‬

‫بني الثالث عشر من هذا الشهر وحتى السادس‬ ‫عشر منه‪ ،‬انعقد في فندق موفنبيك مبدينة‬ ‫القاهرة‪ ،‬ملتقى فكري حول الدستور الليبي‪..‬‬ ‫محرر املستقل كان هناك ونقل هذا التقرير‪.‬‬

‫داعش توحد الليبيين والمصريين!‬

‫وحدت اجلرمية البشعة التي ارتكبها تنظيم‬ ‫ّ‬ ‫داعش الليبيني واملصريني ما يشي بتحوالت كبيرة‬ ‫في احلرب على اإلرهاب‪ ..‬فما هي السيناريوهات‬ ‫احملتملة في الشأن الليبي بعد هذه املذبحة‪.‬‬

‫حرب مشتركة ضد اإلرهاب‬ ‫نسور الجو يطيرون الجتثاث داعش‬

‫فجر االثنني املاضي وجهت القوات اجلوية املصرية‬ ‫بالتسيق مع القوات اجلوية الليبية ‪ 8‬ضربات‬ ‫ألهداف تابعة لتنظيم «داعش» في ليبيا استهدفت‬ ‫معسكرات ومناطق متركز وتدريب ومخازن أسلحة‬ ‫وذخائر للتنظيم في مدينة درنة‬

‫املكتب الرئيسي ‪ -‬طبرق‪ :‬عبدالناصر محجوب ‪ -‬املكتب اإلعالمي مبجلس النواب ‪ -‬مكتب القاهرة ‪ -‬شيراتون‪ ،‬مربع ‪ ،1177‬مقابل األكادميية‬ ‫العربية للعلوم ‪ -‬مكتب طرابلس‪ :‬عبداحلكيم الدرباشي ‪ -‬زاوية الدهماني‪ ،‬بالقرب من وزارة اخلارجية ‪ -‬مكتب تونس‪ :‬وليد الزريبي ‪-‬‬ ‫الفاييت‪ 35 ،‬نهج مصر‪ ،‬تونس ‪ -‬مكتب الدار البيضاء‪ :‬محمد احلاج ‪ 69 -‬شارع الوحدة األفريقية‪.‬‬


‫‪26‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪58‬‬

‫فيلم أمريكي طويل‬

‫نادي بليدربيرغ كان حاضنة ألكثر من مجموعة‬ ‫سرية‪ ،‬أكثرها أثر ًا على الواليات املتحدة كانت حركة‬ ‫احملافظني اجلدد التي سيطرت على حكومة الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية في عهد بوش األب وبوش االبن‪.‬‬

‫العراب األمريكي يحرّك وكر الدبابير‬

‫ملاذا حتالفت قطر مع اإلخوان دون أن تتعرض‬ ‫هي نفسها ألي تبعات من مؤامرات التنظيم‬ ‫ومخططاته؟ ماذا ينتظرها في املستقبل القريب‬ ‫على يد املهاجرين العرب واآلسيويني؟‬

‫الفضائيات المهاجرة‪ ..‬نزوح وسائل‬ ‫اإلعالم العربية إلى بريطانيا‬

‫كما كانت دائم ًا‪ ..‬متثّ ل بريطانيا وجهة تقليدية‬ ‫للصحافيني العرب الباحثني عن حرية ال تتوفر في‬ ‫بلدانهم‪ ..‬مؤخر ًا يبدو أن هذه املوجة بدأت تتجدد‬ ‫وبصورة أكبر مع ثورة وسائل االتصال احلديثة‪.‬‬

‫مؤتمر يغير معادالت الشراكة‬ ‫والبقاء‬

‫ينعقد مؤمتر «مصر املستقبل» لدعم وتنمية‬ ‫االقتصاد املصري في مدينة شرم الشيخ في الفترة‬ ‫من ‪ 13‬وحتى ‪ 15‬مارس املقبل ليجمع بني األشقاء‬ ‫والشركاء من أجل االستقرار والنمو‪.‬‬

‫هل تستمر قدرة األرض على التحمّل؟‬

‫مسلسل مستمر‪ ..‬دمروا متثال الغزالة ومتثال‬ ‫عمر املختار‪ ،‬رمبا غد ًا سينهبون متحف السرايا‬ ‫احلمراء‪ ،‬ونصب فليني‪ ،‬ولوحات أكاكوس‪ ..،‬إلخ‪،‬‬ ‫طاملا السكوت واإلهمال هو رد الفعل الوحيد‪.‬‬

‫سبونج بوب يقرقر‬ ‫رواد السينما الترفيه يريدون مشاعر الرفاهية‬ ‫بعيد ًا عن األكشن العنيف‪ ..‬سبوجنبوب جعلهم‬ ‫سياسية»‪.‬‬ ‫يشعرون أنهم بشر وليسوا «آالت‬ ‫ّ‬

‫‪70‬‬

‫على سطح األرض‬

‫ليبيا دولة بال مواطنني‪ ..‬ماذا إذا متّ‬ ‫تفعيل أدوات احلكم احمللي؟ أال نقوم‬ ‫عندئذ بتكريس سلطة الدولة وهيبتها‬ ‫وندعم أسباب قوتها ونحقق نفوذها‪..‬‬ ‫في الوقت نفسه الذي يثبت فيه‬ ‫الليبيون ذواتهم باعتبارهم مواطنني‪.‬‬

‫األسعار‪ :‬ليبيا‪ 2.5 ،‬دنانير‪ ،‬مصر‪ 5 :‬جنيهات‪ ،‬تونس‪ 2.5 :‬دينار‪ ،‬املغرب‪ 15 :‬درهم‪ ،‬السعودية‪ 8 :‬رياالت‪ ،‬الكويت‪600 ،‬‬ ‫فلس‪ ،‬البحرين‪ 700 :‬فلس‪ ،‬االمارات‪ 8 :‬دراهم‪ُ ،‬عمان‪ 700 :‬بيسة‪ ،‬اليمن‪ 100 :‬ريال‪ ،‬سوريا‪ 60 :‬ليرة‪ ،‬لبنان‪ 2000 :‬ليرة‪،‬‬ ‫األردن‪ 1.25 :‬دينار‪ ،‬غزة والضفة‪ :‬دوالر ونصف‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫األحد‬ ‫فبراير‪2015‬‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الثاني‬ ‫العدد الثالث‬

‫ليبيا أو ًال ‪..‬ودائما‬

‫بقلم‪ :‬حسن طاطاناكي‬

‫المواطنون أحرار ال وصاية عليهم‬

‫والمهجرون‬ ‫النازحون‬ ‫ّ‬ ‫ليسوا ملف ًا لالستثمار السياسي‬ ‫جميع احلكومات التي توالت على ليبيا في تاريخها السياسي‬ ‫احل��دي��ث ك��ان��ت تنظر إل��ى الليبيني ع�ل��ى أن�ه��م رع��اي��ا وليسوا‬ ‫مواطنني‪.‬‬ ‫الفرق بني الرعية واملواطنني أن الرع ّية ليس أمامها إال الطاعة‬ ‫وال�س�ك��وت‪ ..‬أم��ا امل��واط�ن��ون ف��إن أمامهم أدوار إيجابية فاعلة‬ ‫ألنهم جزء أساسي ثابت من الدولة‪ ،‬وبدون وجود هذه األدوار‬ ‫اإليجابية الفاعلة ال تنشأ الدولة‪ ،‬بل ال توجد أص ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫إن الشعوب باقية ألنها أساس بناء الدول‪ ،‬أما احلكومات فهي‬ ‫متغيرة ومؤقتة وزائلة‪ ،‬ووجودها عاب ٌر مهما كان زمنها طوي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫يتمسك بها الليبيون جميعاً‪،‬‬ ‫هذه هي احلقيقة التي يجب أن‬ ‫ّ‬ ‫ويجب أن تفهمها النخبة من حكومات وأح��زاب وقياديني في‬ ‫أي نوع‬ ‫مختلف الكيانات السياسية‪ ،‬دون أن متارس هذه النخبة ّ‬ ‫من الوكالة أو الوصاية على املواطنني‪.‬‬ ‫لقد م ّرت على ليبيا عقود طويلة كانت فيها الوصاية مفروضة‬ ‫على شعب بأسره‪ ،‬ولم تكن بالدهم دول � ًة مستقرة ق��ادرة على‬ ‫النمو والتطور‪ ..‬كانت متر من جتربة فاشلة إلى جتربة أخرى‬ ‫أكثر فش ً‬ ‫يتحسن مستوى‬ ‫ال وه �ك��ذا‪ ..‬ل��م ينتظم التعليم‪ ،‬ول��م‬ ‫ّ‬ ‫املؤسسة الصحية‪ ،‬ولم تتطور البنية التحتية‪ ،‬ولم تشهد املدن‬ ‫والقرى تطوراً عمرانياً (باستثناء بعض العمران في طرابلس‬ ‫وم�ص��رات��ة)‪ ..‬باختصار كانت ليبيا مجتمعاً ريعياً يقتات على‬ ‫النفط‪ ،‬دون أن يتم التفكير في تفعيل املوارد األخرى التي متتلئ‬ ‫بها البالد‪.‬‬

‫ولكن أس��وأ ما ك��ان يحدث في ليبيا ط��وال ه��ذه الفترة هو ما‬ ‫شهدته من ديكتاتورية ع ّرضت الناس البسطاء إلى االستغالل‬ ‫من طرف أفراد ي ّدعون أنهم أكثر حرصاً على الناس من الناس‬ ‫أنفسهم‪ ،‬فهم بهذه الطريقة لم يسلبوهم حقوقهم فقط‪ ،‬بل‬ ‫نظروا إليهم باعتبارهم شعباً قاصراً جت��وز عليه الوالية مثل‬ ‫األطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد‪.‬‬ ‫ه��ذه ه��ي مصيبة الليبيني م��ع جميع ال�ق�ي��ادي�ين ف��ي امل��اض��ي‬ ‫واحلاضر‪.‬‬ ‫وها نحن نعود اآلن إلى نفس «امل ّوال» القدمي عندما نرى بعض‬ ‫القياديني وه��م يحاضرون ويص ّرحون على امل�لأ وك��أن الشعب‬ ‫الليبي قد منحهم وكالة مطلقة للحديث نياب ًة عنهم‪ ،‬أو كأن‬ ‫الليبيني قد فوضوهم لتقرير مصيرهم ورسم مستقبل دولتهم‪.‬‬ ‫من هم الذين مي ّثلون هذا ال��دور اآلن؟ من هم الذين يستغلّون‬ ‫الليبيني ويريدون أن يعيدوهم إلى املربع األول؟ من هم الذين‬ ‫يتاجرون بقضية الشعب ملصلحتهم اخلاصة؟‬ ‫على رأس هؤالء فئتان جتمع بينهما املصلحة الواحدة حتى وإن‬ ‫اختلفت األساليب‪:‬‬ ‫> الفئة األول��ى ه��ي بعض ال�ق�ي��ادات م��ن النظام السابق التي‬ ‫وج��دت في ملف الصراعات السياسية واالقتتال ورق��ة رابحة‬ ‫جللب انتباه اآلخرين وتعاطفهم والسماح لهم بقيادتهم‪.‬‬ ‫> الفئة الثانية هي األصوليني وقيادات التيار اإلسالمي التي‬ ‫اتخذت من الدين ستاراً تس ّوق من ورائ��ه برنامجها السياسي‬


‫ومشروعها للسيطرة على احلكم في ليبيا‪.‬‬ ‫الفئة األولى تتاجر بأمن الليبيني واستقرارهم‪ ،‬والفئة الثانية تتاجر‬ ‫بعقيدتهم‪ ..‬وه��م يشتركون جميعاً في التضليل وقلب احلقائق‪،‬‬ ‫واملهجرين‬ ‫وها هم اآلن يستغلّون في الوقت نفسه ملف النازحني‬ ‫ّ‬ ‫ويتخذون منه ذريعة لكي يصل صوتهم إلى اجلميع‪ ،‬بينما هم في‬ ‫واقع األمر يسعون إلى مترير مشاريعهم وإثبات وجودهم من خالل‬ ‫مأساة اآلخرين‪ ..‬إنهم يتاجرون مبعاناة الليبيني وآالمهم‪ ،‬وهم على‬ ‫استعداد ألن ين ّكلوا بالليبيني بال رحمة أو شفقة في سبيل الوصول‬ ‫إلى أهدافهم‪.‬‬ ‫واملهجرين‪ ..‬فإننا نقول إنهم ليسوا في حاجة‬ ‫أما بشأن النازحني‬ ‫ّ‬ ‫إل��ى من مينحهم هبة أو ص��دق��ة‪ ..‬إنهم ي��ري��دون اس �ت��رداد ما مت‬ ‫انتزاعه منهم بقوة السالح والترهيب‪ ..‬يريدون العودة إلى ديارهم‬ ‫وممتلكاتهم التي صادرتها املليشيات‪ ..‬يريدون استعادة بالدهم التي‬ ‫اختطفتها املليشيات ومن يدعمها من إخوان وغيرهم‪.‬‬ ‫واملهجرون أن يكونوا في ليبيا بكرامتهم‪ ،‬وال يريدون‬ ‫يريد النازحون‬ ‫ّ‬ ‫أن يكونوا ج ّوالني في البلدان الغريبة‪ ..‬هذا هو جوهر املوضوع‪،‬‬ ‫فلماذا نلتف عليه؟ ملاذا تتحدثون عن اإلمكانيات املادية الكفيلة‬ ‫لب املوضوع وهو عودتهم إلى‬ ‫بتسهيل بقائهم خارج البالد؟ وتتركون ّ‬ ‫ديارهم واستعادتهم لوجودهم باعتبارهم مواطنني وليسوا رعايا‪.‬‬ ‫يجب على احلكومة الليبية التي تكتفي بتقدمي الصدقات أن‬ ‫تخجل من نفسها‪ ،‬وأن تبادر إلى وضع خطة بديلة حتافظ بها‬ ‫املهجرون والنازحون‬ ‫على ماء وجهها أمام التاريخ وذلك بأن يعود‬ ‫ّ‬ ‫إلى ديارهم‪ ،‬معزّزين مك ّرمني طاملا أنهم غير مدانني قضائياً‬ ‫بجرمية ما‪.‬‬ ‫نحن جميعاً‬ ‫ّ‬ ‫خالف‬ ‫حد ذاتهم‬ ‫في‬ ‫الليبيني‬ ‫بني‬ ‫ليس‬ ‫بأنه‬ ‫نعرف‬ ‫ّ‬ ‫يتحدث‬ ‫غير قابل للحل‪ ..‬ولكن مشكلتهم األولى تكمن في من‬ ‫ّ‬ ‫وصي عليهم‪ ،‬وهؤالء الذين يريدون الوصاية على‬ ‫باسمهم وكأنه‬ ‫ّ‬ ‫الليبيني (س��واء كانوا من قياديي النظام السابق أو األصوليني‬ ‫املتسترين بالدين واخل��وارج واملليشيات التي تتبعهم) هم فئة‬ ‫واحدة ذات هدف واحد‪ ،‬تبحث عن مصالح شخصية ومناصب‬ ‫تؤهلها الستعباد الشعب الليبي مرة ثانية‪.‬‬

‫اتركوا ليبيا لليبيني‪ ..‬وات��رك��وا الليبيني ملشاكلهم وه��م كفيلون‬ ‫باخلروج منها وتسويتها‪ ،‬ألن هذا الشعب الذي اختبرته األزمنة‬ ‫بأسوأ الكوارث قاد ٌر على إعادة ترتيب املعطيات واخلروج من‬ ‫هذه التجربة أقوى مما كان‪.‬‬ ‫إن أم��ام الليبيني اآلن مرحلة حاسمة ال بد من امل��رور بها إذا‬ ‫أرادوا اخل��روج م��ن عنق ال��زج��اج��ة ال��ذي وضعهم فيه أدعياء‬ ‫الوصاية‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬ال بد من جمع كافة األسلحة من الشوارع‪ ،‬ووضع ضوابط‬ ‫قانونية صارمة حليازة األسلحة والسماح باقتنائها‪ ،‬وميكن في‬ ‫هذا اجلانب االستفادة من اللوائح والتشريعات املوجودة في دول‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫ث��ان��ي�� ًا‪ :‬ال ب��د م��ن محاكمة ك��ل م��ن يطاله القانون جلرمية من‬ ‫جرائم الدم أو العرض أو املال العام‪ .‬ألن ما يفصل بني اجلميع‬ ‫هو القضاء النزيه‪ ،‬وليس الرغبات الفردية‪ ،‬ونستطيع القول أن‬ ‫الليبيني – جميع الليبيني – على استعداد ألن يقبلوا ويستوعبوا‬ ‫أبناءهم مهما كانت آراؤه��م‪ ،‬بشرط واحد هو أن ال يكونوا قد‬ ‫اقترفوا جرماً يعاقب عليه القانون‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬ال بد من رف��ع الوصاية عن املواطنني‪ ،‬وتركهم يقومون‬ ‫ب��أدواره��م‪ ،‬والقبول بهم كمواطنني عليهم أن يشاركوا في بناء‬ ‫دولتهم وتسييرها‪ ،‬ال باعتبارهم رعي ًة عليها أن تقبل ك� ّل ما‬ ‫يختاره لها اآلخرون‪.‬‬ ‫أخيراً‪..‬‬ ‫نقول للذين يريدون املتاجرة بأمن الليبيني واستقراراهم‪:‬‬ ‫ً‬ ‫��غ�لاال ل��ل��وط��ن وامل���واط���ن‪ ،‬ك��ف��اك��م ع��ب��ث�� ًا مبصائر‬ ‫ك��ف��اك��م اس��ت‬ ‫ال��ن��اس‪ ،‬ك��ف��اك��م ض��ح��ك�� ًا ع��ل��ى ال��ش��ع��ب‪ .‬ل��ق��د ش ّ��ب��ت ليبيا عن‬ ‫الطوق‪ ،‬وهي ق��ادرة على أن تتبوأ املكانة التي تليق بها بني‬ ‫األمم‪.‬‬ ‫أما الذين يتاجرون بعقيدة الناس‪ ،‬فإننا نقول لهم‪ :‬ال صلة‬ ‫الوسطية‬ ‫ل��ك��م ب��اإلس�لام أي��ه��ا اخل�����وارج‪ ..‬اإلس�ل�ام دي��ان��ت��ن��ا‬ ‫ّ‬ ‫السمحاء التي هدانا إليها الله سبحانه وتعالى‪ ،‬وهو منكم‬ ‫ب����راء‪ ،‬وال��ل��ي��ب��ي��ون ل��ي��س��وا ف��ي ح��اج��ة إل��ي��ك��م ل��ي��ع��رف��وا ربهم‬ ‫ويعبدوه ّ‬ ‫حق عبادته كما أمرهم‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫شؤون ليبية‬

‫انتهت الثورة‪ ،‬ولم تنته! ‪ ..‬خرج الليبيون من الكبت إلى اإلعالن عن غيضهم‪ ..‬ومن الغضب إلى الثورة‪،‬‬ ‫دام‪ :‬مصالح‬ ‫ص ِدموا وهم يشاهدون احللم‬ ‫ثم إلى احللم بدولة دميقراطية‪ ،‬وأخير ًا ُ‬ ‫ّ‬ ‫يتحول إلى كابوس ٍ‬ ‫تتضارب‪ ،‬هويات تتصارع‪ ،‬كيانات اجتماعية تبحث عن ذاتها‪ ،‬وكيانات سياسية تريد أن تستأثر بكل‬ ‫شيء‪ ..‬والنتيجة دخل اجلميع في نفق مظلم قادهم إلى االقتتال بسبب ودون سبب‪ ..‬هذه هي حكايتنا‬ ‫حتى اآلن‪.‬‬

‫منصور عمارة‬

‫الجيش الليبي في مواجهة الجيش الموازي‬

‫الحرب بين دولة المؤسسات‬ ‫ودولة المليشيات‬ ‫من يقرّر موعد المعركة الفاصلة‬ ‫ضد اإلرهاب؟‬


‫املليشيات وراء الفوضى األمنية في ليبيا‬

‫وب��دأت ال�ق��وى الليبية تتجه نحو التصعيد منذ اختيار املؤمتر‬ ‫خالل أقل من عامني بعد انتهاء ‪ 2011‬انقلب املشهد السياسي‬ ‫الوطني العام أحمد معيتيق خلالفة عبد الله الثني في رئاسة‬ ‫في ليبيا رأساً على عقب‪ .‬فالتغيير السياسي لم ينته في احلقيقة‬ ‫احلكومة مطلع مايو امل��اض��ي‪ ،‬حيث شكك بعضها في دستورية‬ ‫باملوت السريع ملعمر القذافي‪ ،‬ولكنه ُولد تدريجياً مع نشأة ومنو‬ ‫اختيار معيتيق ألسباب تتعلق بالنصاب القانوني للتصويت‪ ،‬وهو‬ ‫وجوه سياسية جديدة لم يكن الليبيون يعرفونها قبل ذلك‪.‬‬ ‫ما حسمته احملكمة العليا بحكمها بعدم دستورية انتخابه‪ ..‬ليتبني‬ ‫مع انعقاد االنتخابات التشريعية في ‪ 26‬يونيو املاضي الح أمل‬ ‫بعد ذلك أن ظهور معيتيق لم يكن سوى ورقة مصطنعة لكي يكسب‬ ‫في إفراز برملان وحكومة للبالد‪ ،‬غير أن األمور سارت على عكس‬ ‫اإلخ��وان مزيداً من الوقت والدعم ويستعدوا عسكرياً لالنقالب‬ ‫املتوقع بعد إع�لان النتيجة التي آل��ت فيها أغلبية البرملان لغير‬ ‫على الشرعية وحكم ليبيا‪.‬‬ ‫حساب اإلخ��وان املسلمني وحلفائهم‪ ،‬فقرر املؤمتر الوطني العام‬ ‫كبش فداء‬ ‫ املنتهية واليته ‪ -‬استئناف عمله‪ ،‬وكلف عمر احلاسي بتشكيل‬‫املليشيات التي نبتت فجأة في غرب ليبيا سرعان ما تغ ّولت‪ ،‬بسبب‬ ‫حكومة «إنقاذ» في نهاية أغسطس املاضي‪.‬‬ ‫قيام اإلخوان املسلمني بالتغاضي عن منوها‪ ،‬مع السماح لها بتلقّي‬ ‫أرادت جماعة اإلخ��وان املسلمني تفريخ «نخبة» سياسية جديدة‪،‬‬ ‫الدعم اخلارجي الذي يرد إليها جواً وبحراً‪.‬‬ ‫واستطاعت أن تسيطر على هيكلية وعمل املؤمتر الوطني العام‪ ،‬إال‬ ‫لقد رأت جماعة اإلخوان املسلمني أن أفضل طريقة لقطع الطريق‬ ‫أنها باءت بفشل كبير أثناء االنتخابات النيابية‪ ،‬فقررت االنقالب‬ ‫على إع��ادة تشكيل اجليش الليبي‪ ،‬باإلضافة إلى دعم محاولتها‬ ‫على الشرعية وق��ام��ت م��ن الناحية السياسية بتشكيل حكومة‬ ‫للسيطرة على حكم طرابلس‪ ،‬هي دعم وتقوية القوات اجلديدة التي‬ ‫موازية استقرت في طرابلس‪ ،‬بينما قامت من الناحية العسكرية‬ ‫تش ّكلت في مصراتة باسم فجر ليبيا‪ ،‬وم ّهد اإلخ��وان لتقدم هذه‬ ‫بتشكيل كيانات مسلحة موازية ومنحتها الشرعية فاحتة بذلك‬ ‫القوات غرباً للقيام باقتحام مطار طرابلس في أغسطس ‪2014‬‬ ‫املجال لتفريخ املليشيات التي ستعرف الحقاً باسم فجر ليبيا‪..‬‬ ‫لالستئثار بالسيطرة عليه وإبعاد القوات‬ ‫وأكثر املنتمني إليها كانوا من غير الثوار‬ ‫املتحالفة مع اجليش الليبي والتي يتمثل‬ ‫الذين عرفتهم أح��داث ‪ ،2011‬والذين ال‬ ‫أغلبها في سرايا من الزنتان واملتحالفني‬ ‫يزيد عددهم عن ‪ 30‬ألفاً‪ ،‬بل كانوا من‬ ‫معهم م��ن ورشفانة وغيرها م��ن املناطق‬ ‫األعداد التي التحقت فيما بعد والتي بلغ‬ ‫الغربية‪.‬‬ ‫ع��دده��ا ‪ 200‬أل�ف�اً حسب كشوف روات��ب‬ ‫جماعة اإلخوان تفتح املجال لتفريخ‬ ‫ل�ق��د أ ّدى ت��دخّ ��ل ق ��وات ف�ج��ر ليبيا إل��ى‬ ‫م��ن يحملون صفة (ث��ائ��ر)‪ ،‬كما ورد في‬ ‫وحتمل الدولة رواتب ‪200‬‬ ‫املليشيات ّ‬ ‫تهجير ‪ 250‬أل �ف��ا م��ن ال �س �ك��ان‪ ،‬ومقتل‬ ‫تصريحات سابقة لعبد الله الثني‪ ،‬رئيس‬ ‫امل� �ئ ��ات‪ ،‬وإخ �ل��اء ال��س��ف��ارات األج�ن�ب�ي��ة‪،‬‬ ‫احلكومة املؤقتة‪ ،‬عندما كان وزيرا للدفاع‬ ‫ألف يحملون صفة «ثائر»‬ ‫فض ً‬ ‫ال عن تدمير املطار العاملي عن آخره‪،‬‬ ‫في حكومة علي زيدان‪.‬‬ ‫والسيطرة على املؤسسات السيادية للدولة‬ ‫مع بروز املجموعات املسلحة في املشهد‬ ‫ورقة‬ ‫سوى‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫معيتيق‬ ‫ظهور‬ ‫الليبية‪ ،‬وك��ان م��ن نتائجه الح�ق�اً تدهور‬ ‫الليبي‪ ،‬ووقوفها خلف عدد من القرارات‬ ‫السياسية وسيطرتها على بعض امل��وارد إخوانية لكسب الوقت واالستعداد‬ ‫عمل امل��ؤس�س��ات التعليمية م��ن م��دارس‬ ‫وجامعات‪ ،‬وتوقف معظم املستشفيات عن‬ ‫االقتصادية للبلد بدأت األزمة الليبية تتجه‬ ‫لالنقالب على الشرعية‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫نحو االحتراب الداخلي بعد أن اتخذ كل‬ ‫وبغض النظر ع ّما حققه اإلخوان من وراء‬ ‫فريق سياسي املجموعات املسلحة ظهيرا‬ ‫هذه العملية إال أن اجلميع باتوا يعرفون‬ ‫له‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫شؤون ليبية‬

‫عبدالفتاح‬

‫حفتر‬

‫اآلن أن جماعة اإلخوان قد وجدت في قوات فجر ليبيا كبش فداء‬ ‫أ‪ -‬ميليشيا درع ليبيا‪:‬‬ ‫مناسب للمرحلة‪ ،‬بحيث مت تسجيل جميع اجلرائم التي ترافقت مع‬ ‫تتكون من ثالث ألوية (الوسطى‪ ،‬الشرقية‪ ،‬الغربية) وهي محسوبة‬ ‫اقتحام وتدمير املطار باسم هذه القوات‪.‬‬ ‫على مدينة مصراتة‪.‬‬ ‫بشكل عام‪ ،‬ميكننا تقسيم خارطة القوات املسلحة في ليبيا اآلن إلى‬ ‫ب‪ -‬غرفة عمليات ثوار ليبيا‪:‬‬ ‫قسمني هما‪ :‬اجليش الوطني الليبي‪ ،‬واجليش املوازي الذي تك ّون‬ ‫ميليشيا إسالمية مسلحة تنشط شرق ليبيا وتعمل كقوة شرطة‪.‬‬ ‫بتخطيط من اإلخوان املسلمني الذين قاموا بخطوة استتار سياسية‬ ‫نشأت بعد معركة حترير طرابلس أواس��ط عام ‪ 2013‬عن دمج‬ ‫في البداية بإطالق حزب العدالة والبناء‪ ،‬لكي يعملوا من ورائه‬ ‫مجموعة ميليشيات صغيرة‪.‬‬ ‫بصفتهم «وطنيني» دون أن يلحق الشك بنواياهم باعتبارهم جزءا‬ ‫ج‪ -‬كتيبة ثوار طرابلس‪:‬‬ ‫من تنظيم دول��ي يسعى للسيطرة على احلكم في ال��دول العربية‬ ‫ميليشيا ذات توجهات إسالمية مقربة من حزب الوطن واألمير‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬وكان أمامهم بعد اصطناع هذه الواجهة السياسية‬ ‫السابق في اجلماعة الليبية املقاتلة (عبد احلكيم بلحاج)‪.‬‬ ‫التف ّرغ لتشكيل وإط�لاق أكثر من مجموعة مسلحة بدعم مباشر‬ ‫‪ -2‬مجلس شورى ثوار بنغازي‪:‬‬ ‫من قطر وتركيا‪.‬‬ ‫تشكل في ‪ 20‬يونيو ‪ 2014‬كجبهة ملجموعة فصائل جهادية‬ ‫اجليش الوطني واجليش املوازي‬ ‫مسلحة ملواجهة اجليش الليبي وقوات الصاعقة‪ .‬ويضم كال من‪:‬‬ ‫في البداية اعتمدت السلطات االنتقالية الضعيفة في ليبيا على‬ ‫أ‪ -‬كتيبة ‪ 17‬فبراير‪:‬‬ ‫مليشيات الثوار لتعزيز شرعيتها‪ ،‬ثم تعاقدت‪ ،‬بدفع من اإلخوان‬ ‫تعد من أكبر الكتائب احملسوبة على اإلخ��وان املسلمني من حيث‬ ‫املسلمني‪ ،‬مع مليشيات مسلحة للمساعدة في حفظ األم��ن‪ ،‬إال‬ ‫ع��دد املقاتلني والتجهيز العسكري ويتركز نشاطها ف��ي مدينة‬ ‫أن املليشيات بقيت أقوى من أجهزة الدولة ألنها باتت تشكل مع‬ ‫بنغازي‪.‬‬ ‫اش�ت��داد ال�ص��راع الداخلي أذرع��ا مسلحة ل�لإخ��وان أنفسهم‪ ،‬أما‬ ‫ب‪ -‬سرايا رأف الله السحاتي‪:‬‬ ‫غيرها من املليشيات فقد اندرج حتت فصائل وتنظيمات بعضها‬ ‫ميليشيا يتركز نشاطها في مدينة بنغازي‪.‬‬ ‫ذو طابع قبلي‪ ،‬وبعضها منسوب ملدينة أو‬ ‫‪ -3‬جماعة أنصار الشريعة‪:‬‬ ‫جهة ما‪.‬‬ ‫تعتبر ك �ب��رى اجل �م��اع��ات امل�س�ل�ح��ة ذات‬ ‫لقد صوت مجلس النواب املنعقد في طبرق‬ ‫التوجه اجلهادي في ليبيا وتضم داخلها‬ ‫ في منتصف أغسطس املاضي ‪ -‬على‬‫إل��ى جانب العناصر الليبية بضعة آالف‬ ‫قرار حل املليشيات‪ ،‬وطالب بتدخل دولي‬ ‫من املقاتلني األجانب من جنسيات تونسية‬ ‫حل�م��اي��ة امل��دن�ي�ين ف��ي ليبيا‪ ،‬بينما ح��ذر اإلخوان يصنعون من فجر ليبيا كبش‬ ‫وجزائرية ودول إفريقيا جنوب الصحراء‪.‬‬ ‫استنفار اجليش‬ ‫سفير ليبيا ل��دى األمم املتحدة إبراهيم فداء‪ ..‬وميارسون التضليل السياسي من‬ ‫ال��دب��اش��ي ف��ي كلمة أم ��ام مجلس األم��ن‬ ‫في ظل التحوالت السريعة‪ ،‬ومع استمرار‬ ‫خالل حزب العدالة والبناء‬ ‫أواخر أغسطس املاضي من تعقد الوضع‬ ‫استهداف قيادات اجليش الليبي باالغتيال‬ ‫في ليبيا‪ ،‬وقال إن األمور قد تتحول حلرب‬ ‫م��ن قبل أن�ص��ار الشريعة وق ��وات ش��ورى‬ ‫فجر ليبيا ومجلس شورى ثوار‬ ‫أهلية‪.‬‬ ‫الثوار وهم حلفاء اإلخوان في شرق البالد‪،‬‬ ‫العسكرية‬ ‫اإلخوان‬ ‫أدوات‬ ‫قام اجليش الليبي بتلبية ن��داء من اللواء‬ ‫بنغازي وأنصار الشريعة هي أذرع‬ ‫تتكون أدوات اإلخوان العسكرية وحلفائهم‬ ‫(املتقاعد آنذاك) خليفة حفتر لالنضمام‬ ‫من ثالث مجموعات رئيسية هي‪:‬‬ ‫عسكرية لإلخوان‬ ‫إليه وإعادة تشكيل القوات املسلحة الليبية‬ ‫‪ -1‬فجر ليبيا‪:‬‬ ‫ألداء ع��دة مهام عاجلة ك��ان على رأسها‬ ‫تتكون هذه القوات من ثالث مجموعات‬ ‫«مكافحة اإلره ��اب» و»تطهير البالد من‬ ‫رئيسية هي‪:‬‬ ‫اإلرهابيني»‪ ،‬وك��ان موقف مجلس النواب‬


‫اجلروشي‬

‫خمادة‬

‫مؤيداً منذ البداية لهذه اخلطوة‪ ،‬وق ّدم املجلس للجيش ما يستطيع‬ ‫‪ -8‬املدنيون املتطوعون‬ ‫من تأييد سياسي ورم ��زي‪ ..‬تدريجياً ب��دأت خارطة االصطراع‬ ‫وغالبيتهم شباب غير منتمني حزبياً ق ّرروا االنضمام إلى اجليش‬ ‫املسلح تتضح أمام الليبيني الذين كان الكثيرون منهم متأثرين مبا‬ ‫الليبي في معركته ضد اإلرهابيني من اإلخوان وحلفائهم‪ ،‬وأعدادهم‬ ‫يحدث ضمن حدودهم القبلية واجلهوية دون أن يكون لهم إملام كبير‬ ‫تتزايد تدريجياً من خالل االلتحاق بأكثر من متركز كنقطة الزنتان‬ ‫بالصورة العامة لألحداث في ليبيا‪.‬‬ ‫في اجلبل الغربي‪ ،‬وبنغازي‪ ،‬وطبرق‪.‬‬ ‫قوات اجليش الليبي‬ ‫املعركة الفاصلة‬ ‫تتمركز قواعد اجليش الليبي في عدة مناطق ليبية وميكن تعداد‬ ‫دول اجلوار (وعلى األخص مصر واجلزائر وتونس) لم تبادر من‬ ‫ثماني مجموعات أساسية هي‪:‬‬ ‫تلقاء نفسها إل��ى إب��داء موقف واض��ح من التطورات التي كانت‬ ‫‪ -1‬قوات اجليش الوطني الليبي‪:‬‬ ‫تعتمل في ليبيا آنذاك‪ ،‬لسبب بسيط وهو غموض هذه األحداث‪،‬‬ ‫تتكون من جنود وضباط املؤسسة العسكرية الليبية يقودها اللواء‬ ‫وعدم وضوح املوقف الدولي منها‪ ،‬ولكنها مع ذلك لم تقف مكتوفة‬ ‫خليفة حفتر (‪ 71‬عاماً)‪.‬‬ ‫األي��دي‪ ،‬فبدأت بتنسيق عدة اجتماعات مشتركة بينها‪ ،‬لدراسة‬ ‫‪ -2‬قوات الصاعقة‪:‬‬ ‫الوضع الليبي‪ ،‬وكان موقف جمهورية مصر واضحاً منذ البداية‬ ‫وه��ي إح��دى األذرع القتالية ذات الطبيعة اخلاصة في املؤسسة‬ ‫ويتمثل في دعم مجلس النواب‪ ،‬باعتباره اجلهة الشرعية الوحيدة‬ ‫العسكرية الليبية ويقودها العقيد ونيس بو حمادة‪.‬‬ ‫التي مت ّثل الليبيني‪ ،‬باعتراف املجتمع الدولي‪ ،‬وأصبح هذا التأييد‬ ‫‪ -3‬كتيبة الصواعق‪:‬‬ ‫ورقة ضغط مؤثرة بالنسبة ملجلس النواب الذي وقع في ‪ 4‬سبتمبر‬ ‫كتيبة تتمركز في مدينة الزنتان وهي منظمة تنظيما جيداً‪ ،‬ولها‬ ‫‪ 2014‬اتفاقية أمنية مع احلكومة املصرية مم ّهداً الطريق بذلك‬ ‫عالقة وثيقة مع اجليش الليبي وق��وات الكرامة‪ ،‬وحتظى بدعم‬ ‫لسلسلة من االتفاقيات وبرامج التعاون على املستويني السياسي‬ ‫سياسي من حتالف القوى الوطنية‪.‬‬ ‫والعسكري‪.‬‬ ‫‪ -4‬كتيبة القعقاع‪:‬‬ ‫خ�لاص��ة ال��ق��ول‪ ..‬ال ش��ك ف��ي أن احل ��رب ال�ت��ي تستعر اآلن بني‬ ‫كتيبة تكونت على يد مجموعة من الثوار‬ ‫اجليش الوطني الليبي مبا يلقاه من دعم‬ ‫من منطقة الزنتان عام ‪ .2011‬وتشكل مع‬ ‫شعبي متواصل يتمثل في انضمام املزيد‬ ‫كتيبة الصواعق جسماً عسكرياً واحداً‪.‬‬ ‫من املتطوعني الشباب إلى صفوفه‪ ،‬وبني‬ ‫‪ -5‬لواء ورشفانة‪:‬‬ ‫اجليش املوازي الذي يضم أدوات اإلخوان‬ ‫لواء مسلح متركز في مضارب ورشفانة‪.‬‬ ‫العسكرية مثل فجر ليبيا وحلفاء اإلخوان‬ ‫املعركة الفاصلة لن يخوضها‬ ‫وه� ��و م �ت �ح��ال��ف م ��ع ك�ت�ي�ب�ت��ي ال �ص��واع��ق‬ ‫م��ن أن�ص��ار شريعة وغ�ي��ره��م‪ ..‬ه��ي حرب‬ ‫والقعقاع‪.‬‬ ‫ستستمر خ�ل�ال ع��دة أش�ه��ر على األق��ل‪،‬‬ ‫اجليش الليبي وحده مبعزل عن‬ ‫‪ -6‬جيش القبائل‪:‬‬ ‫وب �ق��در م��ا تنبئ األح � ��داث ب�ت��رج�ي��ح كفة‬ ‫اجليشني املصري واجلزائري‬ ‫هو في الواقع لواء تكون من مجلس القبائل‬ ‫اجليش الوطني الليبي وخروج الدولة الليبية‬ ‫ال�ل�ي�ب�ي��ة‪ ،‬وج �س �م��ه ال��رئ �ي �س��ي ه��ي قبائل‬ ‫منتصرة في حربها على اإلره ��اب‪ ،‬بقدر‬ ‫ورشفانة والقبائل املتحالفة معها كالزنتان‬ ‫املدنيون املتطوعون من الشباب‬ ‫ما بات واضحاً منذ بداية هذه السنة أن‬ ‫وقبائل منطقة غرب طرابلس‪.‬‬ ‫املعركة الفاصلة واستعادة دول��ة ليبيا إلى‬ ‫ورقة اجليش الرابحة في حربه‬ ‫‪ -7‬قوات التبو‪:‬‬ ‫الصف العربي لن تكون معركة يخوضها‬ ‫أقصى‬ ‫في‬ ‫والكفرة‬ ‫مرزق‬ ‫وتنتشر في مدن‬ ‫اجليش الليبي وحده مبعزل عن دول اجلوار‪،‬‬ ‫ضد اإلرهاب‬ ‫اجل �ن��وب الليبي وتعتبر ج��زءا أه�ل�ي�اً من‬ ‫وعلى األخص جيشا اجلزائر ومصر‪ ،‬وهما‬ ‫اجل�ي��ش الليبي وق��د ش��ارك��ت ف��ي عملية‬ ‫دولتان عانتا وتعانيان يومياً من مخططات‬ ‫الكرامة وما زالت‪.‬‬ ‫التنظيم الدولي لإلخوان وحلفائهم‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫تقارير‬

‫تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الذي حمل عنوان «احلرب على وسائل اإلعالم‪ :‬الصحفيون حتت الهجوم‬ ‫في ليبيا» يعطي تفصيالً عن احلاالت الرهيبة واخلطرة التي واجهها الصحفيون على مر العامني املنصرمني‬ ‫في بيئة استفادت فيها احلكومة واجلماعات املسلحة من الفوضى لكي تتصرف بحصانة من العقاب‪ ..‬بينما‬ ‫يواجه الصحفيون جميع أشكال القمع والتكميم‪ ،‬من اختطاف أو مالحقة أو قتل أو القبض عليهم لإلحالة إلى‬ ‫احملكمة بسبب تهمة اإلساءة إلى سمعة املسئولني‪.‬‬ ‫إن ليبيا حتتل حاليا أدنى املستويات في املؤشر السنوي العاملي حلرية الصحافة واخلاص مبنظمة صحفيني بال‬ ‫حدود‪ .‬وتصنف البلد ضمن ‪ 137‬من أصل ‪ 180‬بلدا بانخفاض يقدر بست نقاط عن عام ‪.2013‬‬

‫تقرير هيومن رايتس ووتش‬

‫اإلعالميون الليبيون في‬ ‫مرمى النيران‬ ‫جرائم الرأي!‬ ‫في مقاله االفتتاحي‪ ،‬توجه املدير التنفيذي ملنظمة هيومن رايتس‬ ‫ووتش كينيث روث إلى احلكومات بالدعوة إلى االعتراف بأن حقوق‬ ‫اإلنسان متثل مرشداً أخالقياً فعاالً في أزمنة االضطرابات‪،‬‬ ‫وبأن انتهاكها قد يشعل فتيل التحديات األمنية أو يفاقم منها‪.‬‬ ‫فاملكاسب العاجلة الناجمة عن تقويض القيم األساسية للحرية‬ ‫وعدم التمييز‪ ..‬نادراً ما تعادل ثمنها اآلجل‪.‬‬ ‫وف��ي الصفحة رق��م أرب �ع��ة وخمسني م��ن التقرير ورد‪« :‬فشل‬ ‫احلكومات املتعاقبة والسلطات املؤقتة في حماية الصحفيني‬ ‫طمست احلرية احملدودة لوسائل اإلعالم التي وجدت في أعقاب‬ ‫انتفاضة العام ‪.»2011‬‬ ‫وق��ال��ت املنظمة ف��ي تقريرها ال��ذي نشر األس �ب��وع امل��اض��ي‪ ،‬إن‬ ‫الصحافيني في ليبيا تعرضوا خالل العامني املاضيني للخطف‬ ‫والقتل والترهيب من قبل جماعات مسلحة مختلفة في ليبيا‬ ‫استطاعت اإلفالت من العقاب‪ ،‬مما حدا بالعديد إلى الفرار من‬ ‫البالد أو فرض الرقابة الذاتية على نفسه‪.‬‬ ‫وقالت املنظمة إنه وفي الوقت نفسه «تعمل احملاكم على مالحقة‬ ‫األشخاص قضائياً‪ ،‬مبن فيهم الصحافيني‪ ،‬على اجلرائم املتعلقة‬ ‫بالتعبير ع��ن ال ��رأي‪ ،‬وال سيما تلك املرتبطة بإهانة مسؤولني‬ ‫حكوميني»‪ .‬وأضافت أن «الوضع ازداد س��وءا على الصحافيني‬ ‫ّ‬ ‫متوطنة في مايو‬ ‫عندما اندلعت الصراعات املسلحة وأضحت‬ ‫ً‬ ‫‪ ،2014‬مم��ا س� � ّرع ف��ي م �غ��ادرة الصحافيني لليبيا خ��وف �ا على‬ ‫سالمتهم»‪.‬‬ ‫وقال جو ستورك‪ ،‬نائب مدير قسم الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫في املنظمة‪« :‬لقد سمح مناخ اإلف�لات من العقاب للميليشيات‬ ‫باالعتداء والتهديد واخل�ط��ف‪ ،‬وحتى بقتل الصحافيني بسبب‬

‫تقاريرهم أو وجهات النظر‪ .‬ينبغي على السلطات احلكومية‬ ‫والكيانات غير احلكومية التي تسيطر على األراض��ي أن تدين‬ ‫االع �ت��داءات على الصحافيني وحتاسب املسؤولني عنها حيثما‬ ‫أمكن ذلك»‪.‬‬


‫‪ 30‬عملية اختطاف واعتقال تعسفي و‪ 8‬حاالت قتل‬ ‫و‪ 26‬هجمة مسلحة ضد محطات التلفزيون واإلذاعة‬ ‫‪ 250‬شخصا مت اغتيالهم خالل ‪2014‬‬ ‫ألسباب سياسية بينهم صحافيني‬ ‫اغتيال الصحافي البارز مفتاح بوزيد في بنغازي‬ ‫رئيس حترير صحيفة برنيق املستقلة بسبب نقده‬ ‫للميليشيات اإلسالمية واألحزاب السياسية‬ ‫تسبب العنف في قتل مئات األشخاص‪ ،‬وأدى‬ ‫إلى نزوح مئات اآلالف عن منازلهم‪ ،‬ودمر البنية‬ ‫التحتية احليوية‪ ،‬وعلى رأسها مطار طرابلس‬ ‫واملدارس واملستشفيات‬ ‫بوزيد تنبأ باغتياله‬


‫‪14‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫ً‬ ‫صحافيون‬ ‫اغتياال بينهم‬ ‫‪250‬‬ ‫ّ‬ ‫ووث �ق��ت ه�ي��وم��ن راي �ت��س ووت���ش‪ ،‬م��ن خ�ل�ال امل �ق��اب�لات ال �ت��ي مت‬ ‫إجراءها في ليبيا وعن بعد‪ 91 ،‬حالة على األقل من التهديدات‬ ‫واالع �ت��داءات ضد الصحفيني‪ 14 ،‬منها بني النساء في الفترة‬ ‫املمتدة من منتصف ‪ 2012‬حتى نوفمبر ‪.2014‬‬ ‫وتشمل احل��االت ‪ 30‬عملية اختطاف أو اعتقال تعسفي لفترة‬ ‫قصيرة وثماني ح��االت قتل‪ ،‬وإن كان الصحافيون قد تعرضوا‬ ‫للقتل في بعض احلاالت بطريق اخلطأ خالل إعدادهم لتقارير‬ ‫تتعلق بأحداث العنف‪.‬‬ ‫كما وثقت هيومن رايتس ووتش ‪ 26‬هجمة مسلحة ضد مكاتب‬ ‫محطات التلفزيون واإلذاعة‪ .‬ووثقت املنظمة في معظم احلاالت‬ ‫األدلة التي تثبت أن اجلماعات املسلحة سعت ملعاقبة الصحافيني‬ ‫ووسائل اإلع�لام عن إع��داد التقارير أو عن آرائهم أو تعاطفهم‬ ‫املتصور‪.‬‬ ‫كان ثمة صحافيني من بني ‪ 250‬شخصا قتلوا في ما يظهر أنه‬ ‫اغتياالت سياسية في ليبيا خالل ‪ ،2014‬بحسب ما وثقته هيومن‬ ‫رايتس ووتش‪ .‬وفي ‪ 26‬مايو‪ ،‬أطلق مجهولون النار على الصحافي‬ ‫البارز مفتاح بوزيد في بنغازي‪ .‬وقد كان رئيس حترير صحيفة‬ ‫برنيق املستقلة وناقداً بارزاً بشكل مستمر للميليشيات اإلسالمية‬ ‫واألحزاب السياسية‪.‬‬ ‫وتعرضت بعض وسائل اإلعالم للهجوم ألنها دعمت أطرافا معينة‬ ‫في النزاع‪ ،‬حيث هاجمت ميليشيات محطة تلفزيون العاصمة في‬ ‫طرابلس في ‪ 23‬و‪ 24‬أغسطس‪ ،‬مدمرة املعدات ومعطلة بثها‬ ‫بشكل دائم‪.‬‬ ‫وق��ال��ت هيومن راي�ت��س ووت��ش ف��ي تقريرها‪ ،‬إن أوض ��اع حقوق‬ ‫اإلنسان في ليبيا شهدت تراجعاً حاداً في ‪ ،2014‬لتصل إلى أدنى‬ ‫مستوياتها منذ انتفاضة ‪ .2011‬ولقد أدى اندالع نزاعات مسلحة‬ ‫جديدة‪ ،‬إلى جانب املزيد من تداعي سلطة احلكومة في أغلب‬ ‫البالد‪ ،‬إلى القضاء على أي مظهر من مظاهر القانون والنظام في‬ ‫أجزاء كبيرة من ليبيا‪.‬‬ ‫مئات القتلى ومئات آالف النازحني‬ ‫بداية من شهر مايو املاضي تصاعدت املُناوشات بني امليليشيات‬ ‫املُسلحة في شرقي ليبيا‪ ،‬وحتولت إلى نزاعات ُمسلحة؛ ثم امتدت‬ ‫بحلول يوليو لتجتاح املناطق الغربية‪ ،‬ومن بينها طرابلس التي‬ ‫تع ّرضت الكتساح قامت به كتائب فجر ليبيا التي يدعمها اإلخوان‬ ‫املسلمون‪.‬‬ ‫وتسبب العنف في قتل مئات األشخاص‪ ،‬بينهم مدنيون‪ ،‬وأدى إلى‬ ‫نزوح مئات اآلالف عن منازلهم‪ ،‬ودمر بنية حتتية مدنية حيوية‪،‬‬ ‫من بينها مطار طرابلس الرئيسي ومستشفيات‪ ،‬وتسبب في نقص‬ ‫الطعام واملوارد األساسية األخرى‪ .‬وبحلول نهاية العام‪ ،‬ظل آالف‬ ‫األشخاص رهن االحتجاز القسري‪ ،‬خارج سيطرة احلكومة‪ ،‬وظل‬ ‫آالف أكثر يُعانون النزوح القسري‪ ،‬وتوقف نظام العدالة عن العمل‬ ‫في مناطق رئيسية‪.‬‬ ‫وقالت سارة ليا ويتسن‪ ،‬املديرة التنفيذية لقسم الشرق األوسط‬ ‫وش �م��ال أفريقيا ف��ي هيومن راي �ت��س ووت ��ش‪« :‬تظهر الفصائل‬ ‫السياسية املتناحرة في ليبيا استهانة مطلقة بأرواح املدنيني‪ ،‬وهي‬ ‫تتقاتل فيما بينها‪ ،‬وترتكب جرائم حرب وغيرها من االنتهاكات‬ ‫اجلسيمة‪ ،‬في إفالت من العقاب‪ .‬وعلى الكيانات الدولية التي‬

‫دعمت االنتفاضة الليبية أن متارس الضغط على كافة األطراف‬ ‫م��ن أج��ل إن�ه��اء إراق ��ة ال��دم��اء‪ ،‬وت�ق��دمي م��ن ارت�ك�ب��وا االنتهاكات‬ ‫اجلسيمة إلى العدالة»‪.‬‬ ‫جرائم ضد اإلنسانية‬ ‫وقد أب��رزت هيومن رايتس ووت��ش‪ ،‬في مراجعتها للحالة الليبية‬ ‫تصاعد حصيلة االغ �ت �ي��االت لنشطاء وصحفيني وسياسيني‪،‬‬ ‫وأعضاء في القوات املُسلحة على يد مجهولني‪ ،‬التي ترقى على‬ ‫األرجح إلى مصاف اجلرائم ضد اإلنسانية‪ .‬وقد وقع ما ال يقل‬ ‫عن ‪ 250‬من عمليات القتل هذه في الفترة من يناير إلى سبتمبر‬ ‫في مدينتي بنغازي ودرن��ة‪ ،‬شرقي البالد‪ ،‬فقط‪ .‬ويتطلب األمر‬ ‫تشكيل جلنة دولية لتقصي احلقائق‪ ،‬أو آلية مشابهة‪ ،‬إلج��راء‬ ‫حتقيق في هذه وغيرها من اجلرائم اخلطيرة ونشر نتائجه‪.‬‬ ‫كما ارتكبت امليليشيات اإلرهابية جرائم حرب‪ ،‬من بينها االعتداء‬ ‫على املدنيني‪ ،‬والبنية التحتية املدنية‪ ،‬والنهب‪ ،‬واحلرق‪ ،‬واخلطف‪.‬‬


‫وأكد التقرير أن اندالع النزاعات املسلحة في ليبيا العام املاضي‬ ‫أدى إل��ى تداعي سلطة احلكومة والقضاء على أي مظهر من‬ ‫مظاهر القانون في ع��ام ‪ ،2014‬ال��ذي شهد تراجعا ح��ادا في‬ ‫أوضاع حقوق اإلنسان بحسب التقرير‪.‬‬ ‫شبح املجاعة‬ ‫وأشار التقرير إلى أن تصاعد العنف في شرق وغرب ليبيا تسبب‬ ‫في مقتل مئات األشخاص بينهم مدنيني‪ ،‬وإلى نزوح مئات اآلالف‬ ‫عن منازلهم‪ ،‬ودم��ر بنية حتتية مدنية حيوية‪ ،‬من بينها مطار‬ ‫طرابلس الرئيسي ومستشفيات‪ ،‬ونوه إلى أنه بنهاية العام املاضي‬ ‫ظ��ل آالف األش�خ��اص ره��ن االحتجاز القسري‪ ،‬خ��ارج سيطرة‬ ‫احلكومة‪ ،‬وآخ��رون نزحوا داخل ليبيا‪ ،‬وتعطل النظام القضائي‬ ‫في مدن رئيسية‪ .‬وتشهد ليبيا اآلن نقصاً في الطعام واملوارد‬ ‫األساسية األخرى األمر الذي ينذر تدريجياً بوقوفها على حافة‬ ‫كارثة إنسانية تتمثل في املجاعة‪.‬‬ ‫وطالبت هيومن رايتس ووتش بتشكيل جلنة تقصي حقائق دولية‬ ‫بسبب االغتياالت التي طالت مدنيني وعسكريني‪ ،‬معتبرة أنها‬ ‫ترقى ملصاف اجلرائم ضد اإلنسانية‪ ،‬مشيرة إلى وقوع ما ال يقل‬ ‫عن ‪ 250‬عملية اغتيال في املدة من يناير إلى سبتمبر املاضي‬ ‫في مدينتي درنة وبنغازي‪ .‬وأفادت بأن محكمة اجلنايات الدولية‬ ‫تعذر عليها متابعة قضايا االنتهاكات اجلسيمة في ليبيا‪ ،‬بسبب‬ ‫عدم االستقرار ونقص املوارد ‪.‬‬

‫وأعلنت بعض امليليشيات في درن��ة انتسابها إلى تنظيم الدولة‬ ‫اإلس�لام �ي��ة امل ُ�ت �ط��رف (داع � ��ش)‪ .‬وق��ام��ت اجل �م��اع��ات ب��إره��اب‬ ‫السكان‪ ،‬وفرضت إدارة قاسية على املناطق التي سيطرت عليها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫مع عمليات إعدام وجلد علنية‪ ،‬واشتراط إعالن توبة علنية من‬ ‫جانب من يعتبرونهم «كفاراً»‪.‬‬ ‫ولم تقم مدعية احملكمة اجلنائية الدولية – حتى اآلن – وهي‬ ‫املختصة باجلرائم اخلطيرة التي مت ارتكابها في ليبيا منذ ‪15‬‬ ‫فبراير ‪ ،2011‬مبتابعة قضايا إضافية في االنتهاكات اجلسيمة‬ ‫املُستمرة‪ُ ،‬مشيرة إل��ى ع��دم االستقرار في ليبيا ونقص امل��وارد‬ ‫باعتبارهما عقبتان حت��والن دون مزيد من التحقيقات من قِ بل‬ ‫مكتبها‪.‬‬ ‫وقد اعتمد مجلس األمن التابع لألمم املُتحدة القرار رقم ‪،2174‬‬ ‫الذي يُهدد مرتكبي اجلرائم اخلطيرة بعقوبات‪ ،‬من بينها حظر‬ ‫السفر وجتميد األصول‪ ،‬لكن هذا القرار لم يُنفذ وأخفق املجلس‬ ‫حتى اآلن في تنفيذ تهديده‪.‬‬

‫فارق صارخ‬ ‫يواجه الصحفيون في ليبيا الترهيب واخلطف واملوت‪ ،‬منذ ‪2011‬‬ ‫بعد أن سقطت البالد في الفوضى‪ ،‬ثم انهار وضعها األمني بشكل‬ ‫حاد منذ مايو ‪ 2014‬في حني أن احلكومات املتنافسة واملليشيات‬ ‫املرتبطة بها تقاتل من أج��ل الوصول إل��ى السلطة والنفوذ في‬ ‫البالد ‪ .‬بشكل متزايد أصبح الوضع صعب التوثيق في ظل وجود‬ ‫التهديدات التي يواجها الصحفيون‪.‬‬ ‫وورد ف��ي الصفحة رق��م أرب�ع��ة وخمسني م��ن التقرير‪ « :‬فشل‬ ‫احلكومات املتعاقبة والسلطات املؤقتة في حماية الصحفيني‬ ‫طمست احلرية احملدودة لوسائل اإلعالم التي وجدت في أعقاب‬ ‫ثورة العام ‪2011‬م»‪ .‬وحثت منظمة هيومن رايتس ووتش احلكومة‬ ‫الليبية والبرملان على اإلدان��ة العلنية للهجمات التي تشن على‬ ‫وسائل اإلعالم‪ .‬ولكن في ظل بيئة تتزداد عداوة فإن التقرير له‬ ‫نبرة قامتة‪.‬‬ ‫وق��ال ج��و س�ت��ورك‪ ،‬نائب مدير مركز ال�ش��رق األوس��ط وشمال‬ ‫أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووت��ش‪« :‬إن تصبح صحفياً‬ ‫في ليبيا في هذا الزمان أمر خطير جداً‪ .‬العديد من الصحفيني‬ ‫في عهد ليبيا بعد القذافي يواجهون وضعاً حيث التعبير فيه عما‬ ‫يعتقدون ميكن أن يؤدي إلى مقتلهم‪».‬‬ ‫أخيراً‪ ..‬نقلت املنظمة عن صحفيني ليبيني إنه ما من غاية تُدرك‬ ‫حتى من إبالغ الشرطة عن احلوادث ألنها لن متضي قدما في‬ ‫تعقب املهاجمني‪.‬‬ ‫إن��ه لفرق ص��ارخ من األي��ام األول��ى التي أعقبت سقوط النظام‪،‬‬ ‫عندما ازدهرت وسائل اإلعالم‪ ،‬حيث قالت منظمة هيومن رايتس‬ ‫ووتش «بدأ الصحفيون في إيراد تقاريرهم إلى األخبار‪ ،‬والتعبير‬ ‫عن آرائهم‪ ،‬وانتقاد السياسيني بشكل لم يسبق له مثيل من قبل»‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫تقارير‬

‫بعد مرور سنتني على انتهاء النـزاع املسلح في ليبيا‪ ،‬ال يزال نحو ‪ 40,000‬من أهالي تاورغاء‪ ،‬وهم ليبيون من‬ ‫ذوي البشرة السوداء‪ ،‬محرومني من العودة إلى منازلهم‪ .‬وكانوا قد ُه ِ ّجروا قسر ًا في أغسطس ‪ ،2011‬على أيدي‬ ‫املليشيات‪ ،‬بهدف االنتقام منهم على ارتكابهم جرائم في مدينة مصراته‪.‬‬

‫مجدولينا املغربي (باحثة في شؤون شمال أفريقيا مبنظمة العفو الدولية)‬

‫عودة إلى تقرير منظمة العفو الدولية‬ ‫بشأن النازحين في الداخل‪:‬‬

‫النازحون‪..‬‬

‫النضال الطويل ألهالي تاورغاء‬ ‫من أجل العدالة‬

‫اتهمت املليشيات أهالي ت��اورغ��اء جميعاً بدعم رأس النظام السابق‪،‬‬ ‫وعاقبتهم على ذلك بطرد اجلماعة بأسرها من املدينة‪ ،‬مما يعتبر انتهاكاً‬ ‫للقانون اإلنساني الدولي‪.‬‬ ‫ومنذ انتهاء النـزاع‪ ،‬ظلت محاوالت أهالي تاورغاء العودة إلى منازلهم‬ ‫�واج��ه بتهديدات متكررة من قبل املليشيات‪ .‬كما مت حتذيرهم من‬ ‫ت� َ‬ ‫التصرف من طرف واحد وأجبروا على إلغاء خطط العودة‪ ،‬دون أن تقدم‬ ‫لهم احلكومة أية بدائل‪.‬‬ ‫في احلقيقة لم تفعل السلطات الليبية شيئاً يُذكر لتحسني الظروف‬ ‫املعيشية جلماعة تاورغاء وغيرها من جماعات النازحني داخلياً‪ ،‬أو‬ ‫إيجاد حل دائم حملنتهم‪ .‬وبدالً من ذلك اتَّبعت سياسة االسترضاء جتاه‬ ‫املليشيات نفسها التي كانت مسؤولة عن التهجير القسري ألهالي تاورغاء‬ ‫وعن ارتكاب انتهاكات أخ��رى حلقوقهم اإلنسانية‪ ،‬من قبيل التعذيب‬ ‫وغيره من ضروب إساءة املعاملة واالختفاء القسري واالعتقال التعسفي‬ ‫إبان النـزاع وبعد انتهائه‪.‬‬ ‫إن عدم اتخاذ السلطات إجراءات بناءة على مدى عامني أفاد مرتكبي‬ ‫وشجعهم على ارتكابها كما أدى إلى نشوء‬ ‫انتهاكات حقوق اإلنسان‬ ‫َّ‬ ‫وضع ُطلب فيه من ضحايا االنتهاكات التخلي عن حقوقهم وأن يكونوا‬ ‫«عقالنيني» في الوقت الذي ظل أفراد املليشيات وغيرهم‪ ،‬ممن كانوا‬ ‫يهددونهم‪ ،‬بال حساب أو عقاب‪.‬‬ ‫واليوم تقدر السلطات الليبية العدد اإلجمالي للنازحني داخلياً بنحو‬ ‫‪ 65,000‬شخص‪ .‬وباإلضافة إلى أهالي تاورغاء‪ ،‬فإن من بني النازحني‬ ‫داخلياً سكان منطقة جبل نفوسة‪ ،‬وبشكل رئيسي قبيلة املشاشية التي‬ ‫يُقدر عددها بنحو ‪ 10,000‬شخص وسكان سرت وبني وليد والطوارق‬ ‫من غدامس‪.‬‬ ‫وبعد م��رور عامني ال ي��زال أهالي تاورغاء مشتتني في مختلف أنحاء‬

‫سؤال يطرحه أهالي تاورغاء‪:‬‬ ‫هل العدالة انتقالية‪ ..‬أم انتقائية؟!‬ ‫ُأرغمت األغلبية العظمى من أهالي تاورغاء النازحني‬ ‫على العيش في مخيمات فقيرة املوارد بعد هدم منازلهم‬ ‫وتخريبها وحرقها على أيدي مليشيات مصراتة‬ ‫لقي بعض املواطنني حتفهم حتت وطأة‬ ‫التعذيب وما زال ُيحتجز املئات منهم في‬ ‫مصراته حتى هذا اليوم‬


‫البالد بني بنغازي في الشرق وطرابلس في الغرب وفي مدينة سبها في‬ ‫اجلنوب‪ .‬وقد أُرغمت األغلبية العظمى من التاورغيني النازحني على‬ ‫العيش في مخيمات مؤقتة فقيرة املوارد عقب هدم منازلهم وتخريبها‬ ‫وحرقها على أيدي مليشيات مصراتة‪ ،‬وقد استقروا في حاويات معدنية‬ ‫(تريالت) كانت تُستخدم في السابق لسكن عمال بناء املنازل‪ ،‬وبنوا بيوتهم‬ ‫من األنابيب البالستيكية أو سكنوا في مبان إدارية غير مكتملة‪ .‬والحظ‬ ‫باحثو منظمة العفو الدولية الذين زاروا بعض مخيمات النازحني داخلياً‬ ‫أنها تفتقر إلى اخلدمات األساسية من قبيل أنظمة املجاري أو جمع‬ ‫النفايات الفعالة‪.‬‬ ‫وعلى مدى عدة أشهر بعد نزوح أهالي تاورغاء‪ ،‬دأبت املليشيات‬ ‫على مطادرتهم واعتقالهم عند نقاط التفتيش وفي املخيمات‬ ‫واملنـازل التي جلؤوا إليها‪ .‬وبعد اعتقالهم كان الرجال‬ ‫منهم‪ ،‬وأحياناً الفتيان الذين تصل أعمارهم إلى ‪15‬‬ ‫سنة‪ ،‬يتعرضون للتعذيب وغيره من ضروب إساءة‬ ‫املعاملة ف��ي جتمعات املليشيات ف��ي طرابلس‬ ‫وغيرها من م��دن غ��رب ليبيا قبل نقلهم إلى‬ ‫مصراته‪ .‬وقد لقي بعضهم حتفه حتت وطأة‬ ‫التعذيب‪ ،‬ويُحتجز املئات منهم في مصراته‬ ‫حتى هذا اليوم في مراكز اعتقال تتفاوت‬ ‫درجة إشراف الدولة عليها‪.‬‬ ‫�س��ن امل�ع��ام�ل��ة في‬ ‫وع�ل��ى ال��رغ��م م��ن حت� ّ ُ‬ ‫بعض مراكز االعتقال منذ عام ‪،2011‬‬ ‫فإن مئات املعتقلني وعائالتهم ما زالوا‬ ‫يعانون من نتائج تلك االنتهاكات حتى‬ ‫اآلن ب ��دون أن يتمكنوا م��ن املطالبة‬ ‫باإلنصاف‪ .‬ومن ناحية أخرى ظلت‬ ‫جرائم املليشيات متر بال عقاب أو‬ ‫ح�س��اب‪ ،‬وظلت الهجمات‬ ‫االنتقامية ضد مخيمات‬ ‫أهالي تاورغاء للنازحني‬ ‫داخ� �ل� �ي� �اً‪ ،‬مب ��ا فيها‬ ‫ع �م �ل �ي��ات إط�ل�اق‬ ‫ال� � �ن � ��ار ب� �ص ��ورة‬ ‫عشوائية‪،‬‬ ‫واالعتقاالت‬ ‫التعسفية‬ ‫م �س �ت �م��رة حتى‬ ‫يومنا هذا‪.‬‬

‫كان علي أبو القاسم عمر في احلادية عشرة من العمر عندما قبضت‬ ‫عليه كتيبة بدر في مصراته في ‪ 10‬أكتوبر ‪ .2011‬وعندما رآه مندوبو‬ ‫منظمة العفو الدولية في سجن الوحدة في مصراته في نوفمبر‪ ،‬كان قد‬ ‫بلغ الثانية عشرة من العمر‪ .‬وقال أنه اقتيد من منـزل خاص في سرت‬ ‫كان قد جلأ إليه مع عائلته املؤلفة من ‪ 13‬فرداً‪ ،‬عقب فرارهم من تاورغاء‬ ‫في أغسطس ‪ .2011‬وحتدث علي ملنظمة العفو الدولية عن التعذيب‬ ‫الذي تع َّرض له مع أشقائه قائ ً‬ ‫علي مع اثنني من أشقائي‬ ‫ال‪ُ « :‬قبض َّ‬ ‫األكبر سناً‪ ،‬واقتادونا إلى مركز اعتقال يقع عند نقطة تفتيش بالقرب‬ ‫من سرت‪ ،‬حيث تعرضنا جميعاً للضرب‪ .‬وقد قضى شقيقي صالح نحبه‬ ‫نتيجة للتعذيب‪ .‬كان عمره ‪ 37‬عاماً في ذلك الوقت‪ .‬وقد‬ ‫شاهدته وهم يضربونه بالقضبان املعدنية والعصي‪،‬‬ ‫كما تع َّرض للصعق بالصدمات الكهربائية»‪.‬‬ ‫وعندما زار وفد منظمة العفو الدولية ليبيا في‬ ‫نوفمبر ‪ ،2013‬لم يكن علي قد أُحيل إلى‬ ‫احملاكمة بعد‪ .‬وك��ان واح��داً من مجموعة‬ ‫مؤلفة من أحد عشر معتق ً‬ ‫ال ممن كانوا‬ ‫دون سن الثامنة عشرة في وقت ارتكاب‬ ‫اجلرمية املزعومة‪.‬‬ ‫وي �ق��در ممثلو مجتمع ت��اورغ��اء‬ ‫أن أك �ث��ر م��ن ‪ 1300‬شخص‬ ‫منهم م��ازال��وا مفقودين‬ ‫أو معتقلني‪ .‬وخ�لال‬ ‫زي� � � ��ارات ت�ق�ص��ي‬ ‫احل�ق��ائ��ق التي‬ ‫ق���ام���ت ب�ه��ا‬ ‫منظمة‬


‫‪18‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫تقارير‬

‫ما ذنب النساء واألطفال؟‬

‫العفو الدولية إلى ليبيا عام ‪ ،2013‬قابل مندوبوها عشرات األمهات‬ ‫اليائسات واألقرباء الذين طلبوا املساعدة ملعرفة مصائر أو أماكن وجود‬ ‫أفراد عائالتهم الذين ُفقدوا إبان النـزاع أو اختفوا عقب انتهاء األعمال‬ ‫احلربية‪ .‬وكانوا جميعاً يطلبون جواباً على السؤال نفسه ‪»:‬هل هو حي‬ ‫أم ميت؟» وكان بعضهم يأمل في العثور على أحبائهم في مراكز االعتقال‬ ‫مبصراته‪ ،‬وطلبوا تدخل منظمة العفو الدولية‪ .‬وم��ع أن زي��ارة مركز‬ ‫ال جداً‬ ‫االعتقال في مصراته مسموح بها من حيث املبدأ‪ ،‬فإن عدداً قلي ً‬ ‫من العائالت تقرر زيارة أبنائها املعتقلني في املمارسة العملية‪ ،‬وذلك خوفاً‬ ‫من التعرض ألعمال انتقامية‪ .‬وعلى الرغم من اجلهود املستمرة التي‬ ‫بُذلت‪ ،‬فإن احلكومة الليبية لم تتمكن من التفاوض بشأن تسليم مراكز‬ ‫االعتقال إلى السلطات بشكل تام‪ ،‬وال يزال العديد من السجون‪ ،‬ومنها‬ ‫سجون في مصراته‪ ،‬يخضع ل�لإدارة الفعلية للمليشيات بدون إشراف‬ ‫قضائي ي ُذكر‪ .‬وقد سعت السلطات جاهد ًة إلى تنفيذ حكم القانون‪ ،‬وذلك‬ ‫بسبب األوضاع األمنية املتردية بشكل رئيسي‪.‬‬ ‫وغالباً ما ال يتم تنفيذ أوامر االدعاء العام‪ ،‬وفي بعض احلاالت ُقبض على‬ ‫املعتلقني من تاورغاء مرة ثانية عقب إطالق سراحهم من السجون‪ .‬كما‬ ‫واجهت عائالت املعتقلني أو املفقودين من أهالي تاورغاء حتديات تتعلق‬ ‫بإمكانية أن تعيش حياة طبيعية‪ .‬فهي بعد أن فقدت معيليها‪ ،‬تصارع من‬ ‫أجل تد ّبر احتياجاتها املالية بنفسها‪ .‬وقال العديد من أف��راد عائالت‬ ‫املفقودين من أهالي تاورغاء إنهم يواجهون متييزاً عند محاولة التسجيل‬ ‫لدى وزارة رعاية أُسر الشهداء واملفقودين لتلقي املساعدات املالية التي‬ ‫يستحقونها‪.‬‬ ‫كما كان للنـزوح القسري ألهالي تاورغاء عواقب عكسية على حقهم في‬ ‫التعليم وفي العمل‪ .‬فقبل اندالع النـزاع كان العديد من أهالي تاورغاء‬ ‫يعملون ويدرسون ويتعاملون مع املصارف في مصراته‪ .‬وعقب نزوحهم‬ ‫القسري‪ ،‬لم يتمكن مئات الطلبة من مواصلة دراستهم اجلامعية بسبب‬ ‫عدم حصولهم على كشوف عالماتهم وشهاداتهم من املؤسسات األكادميية‬ ‫السابقة في مصراته‪ .‬وكانت عائالت بأكملها تخشى السفر إلى مصراته‬ ‫للوصول إلى املصارف‪ ،‬وبالتالي لم يتمكنوا من سحب رواتبهم‪ .‬وفي حني‬ ‫أن السلطات بذلت مزيداً من اجلهود في اآلونة األخيرة بهدف إيجاد‬

‫ما ذنب األطفال؟‬

‫يحق لضحايا االنتهاكات في مصراته املطالبة‬ ‫باحلقيقة وجبر الضرر‪ ..‬وال يحق لهم االستمرار‬ ‫في معاملة أهالي تاورغاء على هذا النحو‬ ‫يقدر ممثلو مدينة تاورغاء أن أكثر من‬ ‫ّ‬ ‫‪ 1300‬شخص منهم مازالوا مفقودين‬ ‫أو معتقلني‬

‫حلول للمشاكل اإلدارية مع السلطات احمللية في مصراته‪ ،‬فإنها لم تفعل‬ ‫شيئاً يُذكر في سبيل وضع حد لنـزوح أهالي تاورغاء‪.‬‬ ‫ومبوجب القانون الدولي فإن تهجير املدنيني خالل النـزاع املسلح الداخلي‬ ‫ال يجوز إال من أجل احملافظة على أمنهم أو ألسباب عسكرية قاهرة‪.‬‬ ‫وفي حالة أهالي تاورغاء‪ ،‬فإن نـزوحهم قسراً كان إجراء عقابياً‪ ،‬ولذلك‬ ‫فإنه محظور مبوجب املعايير الدولية‪ ،‬التي تنص على أن «النـزوح القسري‬ ‫يجب أال يستمر لفترة أطول مما تقتضيه الظروف»‪ .‬ولكن على الرغم من‬ ‫انتهاء األعمال احلربية في عام ‪ ،2011‬فإن معظم املجتمعات النازحة‬ ‫داخلياً التي ينُظر إليها على أنها كانت من املؤيدين لرأس النظام السابق‪،‬‬ ‫لم حتصل على مساعدات من احلكومة‪ ،‬ولم يُسمح لها بالعودة إلى ديارها‬


‫وصمة عار في جبني جميع الليبيني‬

‫وتف ُقّد ممتلكاتها وحق استعادتها وإعادة بناء وسائل معيشتها‪.‬‬ ‫واليوم ليس ثمة من مبرر الستمرار النـزوح الداخلي في ليبيا‪ .‬ويتعني‬ ‫على السلطات أن تتخذ املزيد من اإلجراءات إليجاد حلول الحتياجات‬ ‫املجتمعات النازحة وحقوقها وبواعث قلقها املشروعة‪ .‬كما أن من واجبها‬ ‫توفير حلول دائمة لألشخاص النازحني داخلياً والسماح لهم باتخاذ اخليار‬ ‫املتبصر والطوعي بشأن احلل الذي يبتغونه‪ .‬بيد أنه من املثير للقلق أن‬ ‫ِّ‬ ‫جتعل السلطات الليبية والرأي العام حق أهالي تاورغاء في العودة مشروطاً‬ ‫بتحقيق العدالة وجبر الضرر لضحايا االنتهاكات في عهد القذافي‪.‬‬ ‫وما ال ميكن إنكاره أن جرائم حرب ارتُكبت في مصراته خالل النـزاع‬ ‫املسلح الذي نشب في عام ‪ .2011‬وقد استخدمت قوات الكتائب منطقة‬ ‫تاورغاء‪ ،‬الواقعة على بعد ‪ 40‬كيلومتراً جنوب شرق مصراته‪ ،‬كقاعدة‬ ‫لفرض احلصار على مصراته في عام ‪ .2011‬وعلى مدى ثالثة أشهر‬ ‫ُقطعت الكهرباء واملاء عن سكان مصراته‪ ،‬التي أصبحت مسرحاً لواحدة‬ ‫من أعنف األعمال القتالية في النـزاع‪ .‬فقد لقي مئات املدنيني حتفهم‬ ‫في الضربات اجلوية والهجمات الصاروخية‪ ،‬وأُصيب عدد آخر بجروح‪،‬‬ ‫وأدى تفشي مزاعم االغتصاب وإساءة املعاملة اجلنسية على أيدي قوات‬ ‫الكتائب في مصراته إلى تفاقم التوتر بني املدن املجاورة‪ .‬ويحق لضحايا‬ ‫االنتهاكات في مصراته املطالبة باحلقيقة وجبر الضرر‪.‬‬ ‫وإذا كان أفراد من مجتمع تاورغاء ضالعني في ارتكاب جرائم حرب إبان‬ ‫النـزاع‪ ،‬فإنهم يجب أن يخضعوا للمساءلة وفقاً إلجراءات محاكمة عادلة‬ ‫شأنهم شأن األفراد اآلخرين املتهمني بارتكاب مثل تلك اجلرائم‪ .‬بيد أن‬ ‫العدالة يجب أال تكون انتقائية؛ إذ أن العديد من الهجمات التي و ّثَقتها‬ ‫منظمة العفو الدولية والتي ارتُكبت ضد املدنيني التاورغيني على أيدي‬ ‫مليشيات مصراته خالل النـزاع املسلح في عام ‪ ،2011‬تشكل جرائم‬

‫حرب كذلك‪ .‬وإذا أخذنا بعني االعتبار أن املليشيات اقترفت أفعاالً‬ ‫محظورة‪ ،‬من قبيل القتل العمد والترحيل القسري والتعذيب واالختفاء‬ ‫موجه‬ ‫القسري‪ ،‬أثناء النـزاع وبعده‪ ،‬كجزء من هجوم منظم وواسع النطاق َّ‬ ‫ضد السكان املدنيني لتاورغاء وهي تعلم ذلك‪ ،‬فإنه يبدو أن تلك األفعال‬ ‫شكلت جرائم ضد اإلنسانية‪.‬‬ ‫إن قانون العدالة االنتقالية ميكن أن يوفر ملجتمع تاورغاء وغيره من‬ ‫املجتمعات النازحة أول سبيل حقيقي للمطالبة بجبر الضرر وحتقيق‬ ‫العدالة‪ .‬وينص القانون على إنشاء آليات لضمان املساءلة وجبر الضرر‬ ‫لضحايا انتهاكات حقوق اإلنسان التي ارتُكبت خالل ‪ 42‬عاماً من النظام‬ ‫السابق وفي الفترة االنتقالية التي أعقبت سقوطه‪ .‬وكجزء من عملية‬ ‫املطالبة احلقيقة‪ ،‬فإن القانون ينص على إنشاء جلنة لتقصي احلقائق‬ ‫واملصاحلة مع رسم صورة كاملة لطبيعة وأسباب ونطاق انتهاكات حقوق‬ ‫اإلنسان خالل تلك الفترة‪ .‬ومن اجلدير بالذكر أن القانون يقضي بإنشاء‬ ‫دائرة لشؤون النازحني داخلياً تتمتع بصالحيات فحص الظروف الراهنة‬ ‫للنازحني داخلياً ومتكينهم من التمتع بحقوقهم ومنع التمييز ضدهم‪ .‬كما‬ ‫يكلف الدائرة مبهمة إيجاد حل ملشكلة النـزوح الداخلي‪.‬‬ ‫ويتعني على السلطات الليبية اآلن أن تكفل تنفيذ قانون العدالة االنتقالية‬ ‫بصور عاجلة‪ .‬وينبغي تزويد جلنة تقصي احلقائق واملصاحلة باملوارد‬ ‫الضرورية وتوفير احلماية لها ألداء عملها بصورة محايدة‪ ،‬وب��دون‬ ‫التعرض للتهديدات والضغوط الشعبية وهجمات املليشيات‪ .‬وينبغي‬ ‫التشاور مع أهالي تاورغاء وغيرهم من النازحني داخلياً في أية مناقشات‬ ‫يعرض املكتسبات‬ ‫إليجاد حل دائ��م‪ .‬وإن عدم القيام بذلك ميكن أن ِ ّ‬ ‫املتواضعة للضحايا في نضالهم من أجل الكشف عن احلقيقة وحتقيق‬ ‫العدالة للخطر وأن يحول القانون إلى مبادرة فاشلة أخرى‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫األحد‬ ‫فبراير‪2015‬‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫‪22‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫شؤون ليبية‬

‫انعقد بني الثالث عشر من هذا الشهر وحتى السادس عشر منه‪ ،‬في فندق موفنبيك مبدينة القاهرة‪ ،‬ملتقى‬ ‫فكري حول الدستور الليبي من تنظيم جمعية ليبيا احلرة لألعمال اخليرية مبشاركة وحضور لفيف من أساتذة‬ ‫القانون والسياسيني والطالب من اجلنسني وذلك لتداول مخرجات اللجان النوعية في الهيئة التأسيسية‬ ‫تعدد اآلراء واختالفها ضمن هدف‬ ‫ملشروع صياغة الدستور ومناقشتها في ورشة عمل جماعية تستفيد من‬ ‫ّ‬ ‫رئيسي هو تفعيل احلوار بني فئات الشعب حول الدستور‪ ،‬متهيد ًا لإلجابة على عدة أسئلة تتعلق باقتراب موعد‬ ‫إجناز هذا االستحقاق التاريخي‪.‬‬

‫جولة المستقل في ملتقى الدستور‬

‫لم ينته الجدل بعد‬ ‫حول مخرجات اللجان النوعية‬ ‫في ورقة حول «نظام احلكم في ليبيا بني ازدواجية الطبيعة والتوازن»‬ ‫للباحث املتخصص في القانون الدستوري األستاذ فرج زي��دان حتدث‬ ‫متسائ ً‬ ‫ال «بشيء من اخلصوصية» عن «نظام احلكم األنسب أو األقرب‬ ‫إلى الواقع الليبي الذي قد يكون مح ً‬ ‫ال العتماده في الدستور املرتقب»‪،‬‬ ‫منوهاً إلى أنه يجب أوالً وقبل كل شيء أن يحقق هذا النظام عدة أهداف‬ ‫هي‪ :‬املالءمة‪ ،‬والتوازن‪ ،‬والفاعلية‪ ،‬والتعايش املزدوج‪.‬‬ ‫وتنقسم ورق��ة زي��دان إل��ى مطلبني أساسيني هما‪ :‬الصيغة البرملانية‬ ‫التي تعتمد إحدى صورتيها على التعاون والتوازن بني السلطات حيث‬ ‫«تفرض االعتبارات العملية أن يسمح النظام السياسي في ليبيا بالتعاون‬ ‫بني السلطتني التشريعية والتنفيذية مع رقابة متبادلة من كل سلطة على‬ ‫األخرى‪ ،‬وهي خاصية غير موجودة في النظام الرئاسي بسبب الفصل‬ ‫الصارم بني السلطات»‪.‬‬ ‫وفي املطلب الثاني املتعلق بالصيغة الرئاسية‪ ،‬يرى الباحث أن «الضرورة‬ ‫تقتضي إدخال بعض التعديالت على قواعد النظام البرملاني‪ ،‬السيما في‬ ‫ما يتعلق بالسلطة التنفيذية من حيث تقوية مركز رئيس الدولة»‪ ،‬على أنه‬ ‫يخلص إلى «مزج بعض مظاهر النظام الرئاسي بالنظام السياسي الليبي»‬ ‫ضمن رؤيته ألساليب مواجهة العيوب التي تؤخذ على هذا النظام (أي‬ ‫الرئاسي) وأهمها اخلشية من استبداد الرئيس الذي رمبا يقبض على‬ ‫جهاز الدولة بالكامل على املستوى التشريعي والتنفيذي‪.‬‬ ‫د‪ .‬عاشور شوايل‪:‬‬ ‫إعطاء الصالحيات الالزمة لرئيس الدولة‬ ‫واحلكومة ملواجهة األحداث والتطورات‬ ‫واالستثنائيةيفعل مرونة وسرعة‬ ‫العاجلة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تدخل السلطة التنفيذية ملواجهتها‬ ‫التوصية بإنشاء قضاء عسكري حملاكمة‬ ‫العسكريني وكذلك رجال الشرطة في حالة‬ ‫احلرب والظروف االستثنائية‬

‫وفي ورقة حول مشروع الدستور واملؤسسات العسكرية واألمنية ‪ ،‬معنونة‬ ‫حت��دث الدكتور عاشور شوايل عن‬ ‫بـ»اجليش والشرطة في الدستور» ّ‬ ‫مهام املؤسسة العسكرية املنصوص عليها دستورياً‪ ،‬باإلضافة إلى هيكلية‬ ‫اجليش‪ ،‬وميزانيته‪ ،‬وقرار إعالن احلرب‪ ،‬وسلطة إنشاء اجليش وحياده‪،‬‬ ‫وذلك في جتارب دولية عديدة منها الدستور األمريكي والدستور الفرنسي‬ ‫والدستور املصري والدستور التركي‪ ،‬وخلص إلى عدة توصيات منها‪:‬‬ ‫< وج��ود نص بالدستور يلزم اجليش والشرطة باحلياد التام ويحظر‬ ‫االنتماء إلى أي تكتل حزبي أو جهوي‪.‬‬ ‫< أن يكون رئيس الدولة هو القائد العام للجيش‪.‬‬ ‫< إعالن األحكام العرفية بقرار من رئيس احلكومة بعد إذن رئيس الدولة‬ ‫ملدة شهر‪ ،‬وفي حالة التمديد يعرض على البرملان إلقراره‪.‬‬ ‫ويعلّق على التوصية األخيرة قائ ً‬ ‫ال‪ :‬نع ّول على إعطاء املرونة للسلطة‬ ‫التنفيذية ملواجهة الظروف االستثنائية أو الطارئة بالقدر الالزم ملواجهتها‪،‬‬ ‫حتت رقابة السلطة التشريعية»‪.‬‬ ‫ومييل الدكتور شوايل ضمن توصياته إلى‪« :‬إنشاء مجلس للدفاع الوطني‬ ‫يضم رئيس الدولة واحلكومة وقادة اجليش ورئيس جلنة الدفاع مبجلس‬ ‫ال�ن��واب ووزراء الداخلية وال��دف��اع وال�ع��دل واملالية وامل�خ��اب��رات العامة‬ ‫والعسكرية‪ ،‬وذلك لوضع استراتيجيات الدفاع ودراس��ة موازنة اجليش‬ ‫ودعمه»‪.‬‬ ‫عبداحلفيظ غوقة‪:‬‬ ‫النوعية ال يلبي طموحات‬ ‫عمل اللجان‬ ‫ّ‬ ‫الشعب وال يرتقي إلى أن يكون فع ًال دستور ًا‬ ‫مستحق ًا للشعب بعد كل هذه التضحيات‬ ‫هيئة صياغة الدستور ‪ -‬لألسف ‪ -‬ال تأخذ‬ ‫مبا ينقل إليها من توصيات‪ ،‬والبد‬ ‫لها من أن تتعاطى بإيجابية مع مختلف‬ ‫الفئات واملؤسسات‬


‫مع التأكيد على «إنشاء قضاء عسكري حملاكمة العسكريني وكذلك رجال‬ ‫الشرطة في حالة احلرب والظروف االستثنائية»‪ ،‬ويخلص أخيراً إلى أن‬ ‫«إعطاء الصالحيات الالزمة لرئيس الدولة واحلكومة ملواجهة األحداث‬ ‫والتطورات العاجلة واالستثنائية‪ ،‬حتت رقابة السلطة التشريعية‪ ،‬يف ّعل‬ ‫مرونة وسرعة تدخّ ل السلطة التنفيذية ملواجهتها»‪.‬‬ ‫وفي رواق امللتقى التقت مجلة املستقل بعدد من املشاركني في جلساته‪،‬‬ ‫فتوجهنا أوالً إلى األستاذ عبداحلفيظ غوقة بالسؤال عن انعقاد هذا‬ ‫امللتقى فأجاب‪« :‬امللتقى يناقش في جلساته مخرجات اللجان النوعية في‬ ‫الهيئة التأسيسية ملشروع صياغة الدستور‪ ،‬مثل جلنة احلريات واحلقوق‬ ‫وجلنة شكل الدولة ومقوماتها األساسية وكذلك شكل ونظام احلكم‪ ،‬وما‬ ‫يتعلق باجليش والشرطة ووضعها في الدستور باإلضافة للهيئات السيادية»‪.‬‬ ‫والح��ظ غوقة أن بعض ما انتهت إليه بعض هذه اللجان ال يرقى إلى‬ ‫طموحات الشعب الليبي وال يتناسب مع ما ق ّدمه من تضحيات‪« :‬الذي‬ ‫الحظته أن املالحظات التي أبديت على عمل هذه اللجان كلها مالحظات‬ ‫مهمة‪ ،‬واعتقد السبب في خروج اللجان بهذا العمل مع احترامي ملجهود‬ ‫بعضهم هو عمل ال يلبي طموحات الشعب الليبي وال يرتقي بأن يكون فع ً‬ ‫ال‬ ‫دستوراً مستحقاً للشعب بعد كل هذه التضحيات‪ ،‬ومن جميع النواحي‬ ‫سواء كان في شكل الدولة ونظام احلكم وغيرها وكلها مسائل حتتاج‬ ‫إلعادة النظر فيها بالكامل‪ ،‬وهذه مالحظات جاءت من كافة املختصني‬ ‫في القانون الدستوري والعلوم السياسية ومن الذين القوا بعض األوراق‬ ‫وكذلك من خالل التساؤالت من بعض املهتمني بالشأن الدستوري العام»‪.‬‬ ‫ويعود غوقة بهذا التقصير إلى أسباب رئيسية على رأسها عدم متكن جلنة‬ ‫صياغة الدستور من تأسيس توافق مجتمعي مبني على نتائج استطالعات‬ ‫ال��رأي ودراس��ة آراء فئات املجتمع ومؤسساته املدنية‪ ،‬وق��ال‪« :‬اللجنة‬ ‫التأسيسية لصياغة الدستور ليس لديها توافق مجتمعي واستطالعات‬ ‫للرأي وال تأخذ برأي الفئات في املجتمع واملؤسسات املدنية املختلفة حتى‬ ‫تخلص إلى صياغة أفضل من الصياغات التي قدمتها»‪.‬‬ ‫وعن مساهمته أوضح قائ ً‬ ‫ال‪« :‬تناولت في هذا امللتقي شكل ونظام احلكم‪،‬‬ ‫ورأيت بأن املشروع املقدم وعمل هذا اللجنة اعتمد على الثنائية سواء‬ ‫كان في السلطة التشريعية أو في السلطة التنفيذية‪ ،‬والسلطة التشريعية‬ ‫اعتمدت غرفتني وهم مجلس النواب ومجلس الشورى وبدالً من إعطاء‬ ‫مجلس النواب اختصاص التشريع وإقرار القوانني ولديه االختصاصات‬ ‫املالية والرقابية وهو من يُقر النقل من باب إلى باب في إطار املوازنة العامة‬ ‫وهو من يحدد ما يتعلق بالضرائب والرسوم السيادية وهذه جميعها مسائل‬ ‫من اختصاص البرملان ولكن أعطيت هذه االختصاصات ملجلس الشورى‬ ‫وهذا غريب جداً‪ ،‬فمجلس الشورى وإذا كان البد من غرفتني وأنا ضدها‬ ‫في الوقت احلالي هو مجلس استشاري يقوم برسم السياسات العامة‬ ‫واملقومات األساسية للدولة وال يخوض في مسألة التشريع»‪.‬‬ ‫وأضاف األستاذ عبداحلفيظ قائال‪ « :‬هناك نقطة أخرى وهي مسألة‬ ‫االنتخابات التي صاغتها ه��ذه اللجنة والتساوي بني األقاليم وكائنها‬ ‫اعتمدت النظام االحتادي بينما ال وجود لهذا النظام في املشروع املقدم‬ ‫سواء كان في شكل الدولة ومقوماتها أو في نظام احلكم‪ ..‬كما أن في‬ ‫النظام التنفيذي اعتمدت الثنائية وهناك رئيس للدولة ورئيس للحكومة‬ ‫وح��ددت صالحيات رئيس الدولة في مجالني وهم الدفاع واخلارجية‬ ‫فقط بينما رئيس احلكومة وبقية ال��وزراء لهم الصالحيات في جميع‬ ‫املسائل األخرى‪ ..‬فإذا كنا نريد سلطات مح ّددة في االختصاص يجب‬ ‫أن يفصل الدستور متاماً بني السلطات املختلفة سواء كانت تشريعية أو‬ ‫د‪ .‬فرج جنم‪:‬‬ ‫مخرجات الهيئة التأسيسية لصياغة‬ ‫الدستور مخرجات هزلية أثارت حفيظة‬ ‫الكثيرين‬ ‫التحدث عن الدستور ضرب من الترف‬ ‫ويجب أن نفكر مل ّي ًا مبخرج آخر‬

‫أنا من الذين سعوا النتخاب هذه الهيئة‬ ‫واعترف بأنني كنت مخطئ ًا‪.‬‬

‫تنفيذية‪ ،‬أما ظروفنا احلالية ووضعنا االقتصادي فال يسمح بأن تكون‬ ‫لدينا غرفتني أو مجلسني فنحن قاسينا طيلة ‪ 4‬سنوات من مجلس واحد‬ ‫فما بالك مبجلسني‪ ،‬وهذا مجمل ما تناقشنا فيه في امللتقى وستكون‬ ‫هناك مجموعة توصيات سيتم نقلها لهيئة صياغة الدستور التي لألسف‬ ‫ال تأخذ مبا ينقل إليها وما يوصى لها‪ ،‬والبد من الهيئة التأسيسية ان‬ ‫تتعاطى بايجابية مع مختلف الفئات واملؤسسات إذا اردنا ان ننتج دستور‬ ‫توافقي يخدم البالد‪.‬‬ ‫توجهت مجلة املستقل باحلديث إلى الدكتور فرج جنم الذي ع ّبر عن‬ ‫استيائه من مخرجات الهيئة التأسيسية املعروضة للنقاش‪ ،‬قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫«هذا امللتقى يجمع فعاليات سياسية ومؤسسات ومنظمات املجتمع‬ ‫املدني لنقاش ما أثارته مخرجات الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور‪،‬‬ ‫وهي مخرجات هزلية أثارت حفيظة الكثيرين‪ ،‬وبالتالي اجتمع املهتمني‬ ‫بالشأن الليبي وخاص ًة مبستقبل الليبيني وطرحوا أوراقاً عديدة وناقشوا‬ ‫فيها عدة أمور ُذكرت في هذه املسودة‪ ،‬وهي ستكون اللبنات للدستور‬ ‫الليبي العتيد‪ ،‬الذي ينتظره الليبيون‪ ،‬وهو مبثابة عقد اجتماعي يحكم‬ ‫العالقة بني الليبيني وبني مؤسساتهم ودولتهم التي يتمنوها‪ ،‬ولكن نحن‬ ‫اآلن منر بحالة من احلرب وهو ظرف صعب جداً وال يغيب على أحد‬ ‫وبالتالي التحدث عن الدستور اعتقد بأنه ضرب من الترف ويجب أن‬ ‫نفكر ملياً مبخرج آخر‪ ،‬وأرى أن نعود ملرجعية ‪ 31‬أغسطس ‪1969‬‬ ‫وهو دستور االستقالل كمخرج لهذه املرحلة ونسميه دستور انتقالي ملدة‬ ‫‪ 4‬سنوات حتى تهدأ األنفس ويستقر الوضع ثم نعود ونفكر في هذا‬ ‫الدستور الذي نتمناه لكل الليبيني وخاصة األجيال القادمة‪.‬‬ ‫وعن مشاركته أضاف الدكتور جنم‪« :‬في هذا امللتقى حتدثت عن شكل‬ ‫الدولة وآليات احلكم واستخدمت إسقاطات من جتربة اآلباء واألجداد‪،‬‬ ‫وهي جتربة االستقالل وكتابة الدستور باإلضافة للحديث عن احلكم‬ ‫احمللي وال��ذي يعتبر أحد الركائز ملستقبل دول��ة ليبيا احلديثة‪ ،‬ومن‬ ‫املعروف بأن أحد أسباب مشاكلنا هي الدكتاتورية واملركزية وبالتالي‬ ‫املركزية ال تعالج إال بنظام حكم محلي وإدارة محلية فاعلة لكي نخرج‬ ‫من املشكلة التي نعاني منها خصوصاً بأن ليبيا عبارة عن أجزاء متناثرة‬ ‫ولها ثروات كبيرة ونحتاج إلى نظام غير النظام السابق الذي كان سائد‬ ‫في البالد سواء قبل ‪ 17‬فبراير أو حتى اآلن لكي ينظم العالقة مابني‬ ‫الليبيني وبني دولتهم»‪.‬‬ ‫وعن عمل هيئة الدستور قال جنم‪« :‬أنا من ضمن الذين سعوا النتخاب‬ ‫هذه الهيئة واعترف بأنني كنت مخطئاً وكان ينبغي اختيار عناصرها‬ ‫بعناية‪ ،‬ويجب أن ال نلوم الهيئة بقدر ما نلوم أنفسنا فنحن الليبيني‬ ‫أخفقنا أكثر من مرة بداية من انتخابنا للمؤمتر الوطني مروراً بالهيئة‬ ‫التأسيسية باإلضافة إلخفاقنا في انتخاب مجلس ال�ن��واب‪ ،‬وحتى‬ ‫مجالس البلديات بدليل هذه األجسام التي انتخبناها لم تضع حلول‬ ‫ملشاكلنا‪ ،‬واملشكلة الكبيرة في هذه الهيئة رغم تواصلها مع أغلب املدن‬ ‫الليبية إال أن هناك بعض األشخاص غير مؤهلني للعمل مبشروع مثل‬ ‫مشروع الدستور‪ ،‬وهم غير متدركني ملتطلبات املرحلة‪ ،‬وما نحن مقبلون‬ ‫عليه وال يستوعبون خطورة هذه املهمة التي أوكلت لهم‪ ..‬كذلك ال‬ ‫ننسى بعض من الليبيني تخلو عن العملية السياسية وقاطعوها منهم‬ ‫األمازيغ باإلضافة حلرمان بعض املدن من املشاركة مثل مدينة درنة‬ ‫وهي مدينة فعالة ومهمة جداً ولم يسمح لها باالنتخاب واملشاركة في‬ ‫الهيئة التأسيسية‪ ،‬واعتبر اخلطاء مشترك وليس من هيئة الدستور‬ ‫فقط وإمنا من كل الليبيني»‪.‬‬

‫فرج زيدان‪:‬‬ ‫تفرض االعتبارات العملية‬ ‫أن يسمح النظام السياسي في‬ ‫ليبيا بالتعاون بني السلطتني‬ ‫التشريعية والتنفيذية مع‬ ‫رقابة متبادلة من كل سلطة‬ ‫على األخرى‬


‫‪22‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫شؤون ليبية‬

‫وحدت اجلرمية البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش في حق ‪ 21‬قبطيا مصريا في مدينة سرت الليبيني واملصريني‪،‬‬ ‫فألول مرة ترفع مدينة مصراته من درجات االستعداد ملواجة تنظيم داعش‪ ،‬الذي هدد بالقيام بعمليات نوعية‬ ‫في مصراته‪ ،‬كما دان املجلس البلدي مبصراته اقتحام مجموعات إرهابية للمقار احلكومية بسرت‪ ،‬في حني‬ ‫أعلن املؤمتر الوطني املنتهية واليته تشكيل قوة عسكرية لتحرير مدينة سرت من تنظيم داعش‪ ،‬حتى حزب‬ ‫العدالة والبناء الذراع السياسي لإلخوان املسلمني في ليبيا دان اجلرمية املروعة‪ ،‬باستثناء مفتي ليبيا السابق‬ ‫الصادق الغرياني الذي ابتلع لسانه واكتفى بنشر نفي مشاركة دار االفتاء في جلسات احلوار في جنيف‪.‬‬

‫عمر الكدي‬

‫الضربة القاصمة لإلرهابيين في ليبيا قادمة‬

‫داعش‬

‫يوحد الليبيين والمصريين !‬

‫منذ زم��ن بعيد ل��م يتوحد امل�ص��ري��ون مسلمني وأق �ب��اط مثلما‬ ‫ت��وح��دوا ف��ي إدان��ة اجل��رمي��ة الوحشية‪ ،‬ول��م يكن أم��ام الرئيس‬ ‫السيسي الذي واجه ضغوطا كثيرة إال الرد املباشر والفوري‪،‬‬ ‫وهو يفكر في تأمني مليون ونصف مصري يعملون في ليبيا‪،‬‬ ‫وقد يتعرض بعضهم للقتل على يد املجموعات اإلرهابية‪ ،‬وهذه‬ ‫امل��رة لن يفكر اإلرهابيون ما إذا كان ضحاياهم من املصريني‬

‫مسيحيني أو مسلمني‪ ،‬وبالرغم من أن التنظيمات املتطرفة في‬ ‫سيناء قتلت أع��دادا أكثر من ق��وات اجليش ورج��ال األم��ن‪ ،‬إال‬ ‫أن مقتل الواحد والعشرين قبطيا في سرت أثر في املصريني‬ ‫أكثر من مقتل رج��ال اجليش والشرطة‪ ،‬فقد قتلوا ذبحا وهم‬ ‫عزل‪ ،‬وخطفوا ملجرد أنهم مسيحيون‪ ،‬وال يعلم إرهابيو داعش‬ ‫أن مؤسس كنيسة اإلسكندرية والكرازة املرقصية‪ ،‬هو مرقص‬


‫لم يكن أمام الرئيس السيسي إال الرد املباشر‬ ‫والفوري على هذه اجلرمية البشعة‬ ‫املفتي السابق يبتلع لسانه ويكتفي بنشر‬ ‫نفي مشاركة دار اإلفتاء في حوار جنيف‬

‫‪‎‬هل تفك مصراته ارتباطها بفجر ليبيا‬

‫جرمية داعش ستسرع من قرار تعيني اللواء‬ ‫حفتر قائدا عاما للجيش‬ ‫الرسالة التي أرسلها فريق الذبح وصلت إلى روما واضحة‬ ‫هل يعلم إرهابيو داعش أن مؤسس كنيسة‬ ‫اإلسكندرية والكرازة املرقصية هو مرقص الليبي ؟!‬

‫الليبي الذي هاجر بدينه من اجلبل األخضر إلى مصر‪ ،‬وحتى‬ ‫اليوم ال تزال غابة في اجلبل األخضر حتمل اسمه‪ ،‬كما اكتشفت‬ ‫كنيسته املنحوته في أحد كهوف اجلبل األخضر‪ ،‬بناها عندما‬ ‫كان يتعبد سرا خوفا من الرومان‪ ،‬ويعتقد أنها أقدم كنيسة في‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫كان على الرئيس السيسي أن يأخذ في اعتباره أن الضحايا‬ ‫ينتمون للطائفة القبطية‪ ،‬ال�ت��ي حملت ن�ظ��ام م �ب��ارك وقبله‬ ‫السادات كل الفنت الطائفية التي واجهتها مصر‪ ،‬لذلك لم يتردد‬ ‫في شن غارات جوية على داعش في درنة وسرت‪ ،‬وبهذا تكون‬ ‫غارات سالح اجلو املصري أول تدخل عسكري أجنبي معلن في‬ ‫ليبيا‪ ،‬وبداية التدخل العسكري األجنبي في البالد التي حتولت‬ ‫بعض مناطقها إلى مأوى ألخطر تنظيم إرهابي في العالم‪ ،‬وها‬ ‫هي إيطاليا تعلن عن استعدادها للتدخل العسكري في ليبيا‪،‬‬ ‫من خالل تصريحات وزير الدفاع روبيرتا بينوتي التي أكدت يوم‬ ‫األحد املاضي استعداد بالدها إرسال آالف اجلنود إلى ليبيا‪،‬‬ ‫وأيضا قيادة حتالف دولي للتدخل العسكري في ليبيا‪ ،‬وجاءت‬ ‫تصريحات الوزيرة اإليطالية في نفس اليوم الذي أعلنت فيه‬ ‫السفارة اإليطالية بطرابلس مغادرة ‪ 42‬إيطاليا طرابلس على‬ ‫رأسهم السفير اإليطالي‪.‬‬ ‫بعد ذبح املصريني على شاطيء مدينة سرت قد يصبح التدخل‬ ‫اإليطالي ع��اج�لا‪ ،‬فالرسالة التي أرسلها رئيس فريق الذبح‬ ‫وصلت إل��ى روم��ا واضحة‪ ،‬حيث أش��ار امللثم إل��ى بوابة روم��ا‪،‬‬ ‫وإن �ه��م ينتقمون ب�ه��ذه العملية ألس��ام��ة ب��ن الدن‪ ،‬ال��ذي ألقت‬

‫‪‎‬هل يؤيد الغرياني داعش ؟‬

‫البحرية األمريكية جثته ف��ي البحر‪ ،‬ول��ن ينتظر اإليطاليون‬ ‫ق ��وارب ال حت�م��ل ه��ذه امل ��رة م�ه��اج��ري��ن أف��ارق��ة‪ ،‬وإمن ��ا أعنف‬ ‫مقاتلني وأشدهم توحشا منذ املغول‪.‬‬ ‫ع�ل��ى الصعيد احمل�ل��ي ستجد م�ص��رات��ه داف �ع��ا ك�ب�ي��را للخروج‬ ‫من فجر ليبيا‪ ،‬وف��ك االرت�ب��اط مع أشخاص ارتبط تاريخهم‬ ‫ب��اإلره��اب‪ ،‬مثل ق��ادة اجلماعة اإلسالمية املقاتلة‪ ،‬والكتائب‬ ‫اإلسالمية في طرابلس‪ ،‬مثل كتيبة عبد الرؤوف كاره‪ ،‬وكتبية‬ ‫غنيوة الككلي‪ ،‬وكتيبة أبوعبيدة ال��زاوي في الزاوية‪ ،‬والكتيبة‬ ‫التابعة للقاعدة في صبراته‪ ،‬وأتوقع أن تتحالف مصراته مع‬ ‫اجليش الليبي ملقاتلة داعش في سرت‪ ،‬وإنهاء مغامرة احتالل‬ ‫الهالل النفطي‪.‬‬ ‫جرمية داعش جعلت التاجر املصراتي يستيقظ ليحصي الربح‬ ‫واخلسارة‪ ،‬ويعود من منتصف الطريق ليقمع املقاتل املتغطرس‬ ‫والشوفيني داخ�ل��ه‪ ،‬كما أن جرمية داع��ش ستسرع من تعيني‬ ‫ال�ل��واء حفتر ق��ائ��دا عاما للجيش الليبي ورمب��ا وزي��را للدفاع‬ ‫وهو ما أتفق عليه املجتمعون في األبيار مؤخرا‪ ،‬كما أن هذه‬ ‫اجلرمية ستجبر مجلس األمن على رفع حظر تسليح اجليش‬ ‫الليبي‪ ،‬وحتى لو ماطلت أمريكا وبريطانيا فمصر واإلم��ارات‬ ‫والسعودية على استعداد لتسليح اجليش الذي يقوده حفتر‪.‬‬ ‫تدويل األزمة الليبية جعل األطراف الليبية هامشية‪ ،‬وإذا حدث‬ ‫التدخل العسكري في ليبيا ال��ذي تطالب به مالطا‪ ،‬فإن تلك‬ ‫األط ��راف تصبح أكثر هامشية‪ ،‬وستجد نفسها مجبرة بعد‬ ‫مذبحة داعش للقبول بأي نتائج يفرضها برناردينو ليون في‬ ‫غدامس أو في جنيف‪ ،‬وسيقدم األطراف املتنازعة كل التنازالت‬ ‫حتت وطأة ضغوط لم يألفوها من قبل‪ ،‬وفي تقديري فإن عام‬ ‫‪ 2015‬سيشهد نهاية األزمة الليبية على األقل سياسيا‪ ،‬ولكن‬ ‫القالقل األمنية ستستمر طاملا أن هناك س�لاح يفوق ق��درة‬ ‫الليبيني على حمله‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫شؤون ليبية‬

‫حرب مشتركة ضد اإلرهاب‬

‫نسور الجو‬

‫يطيرون من مصر وليبيا الجتثاث داعش‬

‫ظهر مسلحو داعش ملثمني في زي أسود يسوقون ‪ 21‬مصري ًا محتجز ًا في زي برتقالي على ساحل البحر‪ .‬وذُ بح‬ ‫احملتجزون بعد إجبارهم على اجلثو على األرض ثم كبهم على وجوههم‪.‬‬ ‫املروع الذي نُ شر على حساب يؤيد تنظيم داعش مبوقع تويتر‪ ،‬وظهر بعد ذلك على‬ ‫هذا هو محتوى الفيديو‬ ‫ّ‬ ‫موقع يوتيوب‪ .‬وكان الضحايا عما ً‬ ‫ال سافروا إلى ليبيا سعي ًا وراء أرزاقهم رغم حتذيرات احلكومة للمصريني من‬ ‫السفر‪ .‬وينتمي الضحايا إلى خمس قرى مبحافظة املنيا جنوبي القاهرة ومنهم ‪ 13‬من قرية العور وحدها‪.‬‬ ‫وب��دأت ردود الفعل الرسمية والشعبية‪ ،‬مستنكرة ه��ذه العملية‬ ‫ال�ه�م�ج�ي��ة‪ ،‬وان �ت �ش��رت ح��ال��ة م��ن احل ��زن ع�ل��ى إع� ��دام ال��ره��ائ��ن‬ ‫املصريني‪ ..‬صبيحة اليوم التالي استهدفت ‪ 8‬ضربات نفذتها‬ ‫ق��وات سالح جوي املصرية معسكرات ومناطق متركز وتدريب‬ ‫ومخازن أسلحة وذخائر للتنظيم اإلرهابي في درنة‪.‬‬ ‫كان رد الفعل املباشر قد أكده الرئيس املصري عبدالفتاح السيسي‬ ‫قائ ً‬ ‫ال أن بالده حتتفظ بحق الرد وباألسلوب وبالتوقيت املناسب‬ ‫للقصاص من القتلة‪ .‬وأكد في كلمة تلفزيونية بثت‪ ،‬ليلة األحد‪ ،‬أن‬ ‫«مصر حتتفظ لنفسها بحق الرد وباألسلوب وبالتوقيت املناسب‬

‫للقصاص من ه��ؤالء القتلة املجرمني املتجردين من أبسط قيم‬ ‫اإلنسانية»‪ .‬وأضاف «لقد دعوت مجلس الدفاع الوطني لالنعقاد‬ ‫فورا وبشكل دائم ملتابعة تطورات املوقف والتباحث حول القرارات‬ ‫واإلجراءات املقرر اتخاذها»‪.‬‬ ‫وفي األثناء عقد مجلس الدفاع الوطني اجتماعا طارئاً متواص ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫وطار وزير اخلارجية إلى نيويورك إلج��راء اتصاالت عاجلة مع‬ ‫كبار املسؤولني في األمم املتحدة وال��دول األعضاء في مجلس‬ ‫األمن واملشاركة في قمة مكافحة اإلرهاب الدولية التي تعقد في‬ ‫الفترة من ‪ 18‬إلى ‪ 20‬فبراير اجل��اري‪ ،‬من أجل وضع املجتمع‬


‫املؤمتر املنحل يعلن تأييده لداعش‬

‫املتحدث‬ ‫في خطوة متوقعة من املؤمتر العام املنحل قال‬ ‫ّ‬ ‫باسمه عمر حميدان‪ ،‬أن م��ا ح��دث ه��و «ع���دوان مصري»‬ ‫على األراضي الليبية‪.‬‬ ‫وقال في مداخلة تلفزيونية له‪« :‬ندين بكل شدة العدوان‬ ‫املصري صباح اليوم (االثنني) على مدينة درنة ونعتبره‬ ‫اعتداء على السيادة الليبية»‪.‬‬ ‫ه��ذه اخل��ط��وة م��ن امل��ؤمت��ر املنتهي ال��والي��ة‪ ،‬واملنقلب على‬ ‫الشرعية‪ ،‬والذي يسيطر عليه اإلخوان املسلمني تثبت مبا‬ ‫ً‬ ‫مجاال للشك أن أعضاءه اإلخوانيني يتحالفون مع‬ ‫ال يدع‬ ‫داع��ش في السراء والضراء‪ ،‬خاصة وأننا نشهد الدواعش‬ ‫اآلن يجوبون شوارع طرابلس التي اختطفها اإلخوان عن‬ ‫طريق مليشياتهم املسماة «فجر ليبيا»‪.‬‬

‫يظهر ف��ي ال��ش��ري��ط ال���ذي ح��م��ل ع��ن��وان «رس��ال��ة موقعة‬ ‫بالدماء إلى أمة الصليب» وبثته مواقع انترنت يستخدمها‬ ‫ع��ادة تنظيم داع��ش رج��ال يرتدون ثيابا برتقالية اللون‬ ‫كالتي يرتديها سجناء غ��وان��ت��ن��ام��و‪ ،‬وه��ي شبيهة بتلك‬ ‫التي أجبر إرهابيو داعش رهائن آخرين على ارتدائها في‬ ‫سوريا‪.‬‬

‫الدولي أمام مسؤولياته واتخاذ اإلجراءات الكفيلة التي تتفق مع‬ ‫ميثاق األمم املتحدة باعتبار أن ما يحدث في ليبيا يعد تهديدا‬ ‫للسلم واألمن الدوليني‪.‬‬ ‫رد سريع حاسم‬ ‫ّ‬ ‫فجر اليوم التالي (االثنني) وجهت القوات اجلوية املصرية ضربة‬ ‫جوية ألهداف تابعة لتنظيم «داعش» في ليبيا‪ ،‬وبحسب بيان صادر‬ ‫عن اجليش املصري‪ ،‬فقد استهدفت ‪ 8‬ضربات جوية معسكرات‬ ‫ومناطق متركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر للتنظيم اإلرهابي‬ ‫في مدينة درنة‪ .‬وأوضح البيان أن الضربة اجلوية جاءت «تنفيذاً‬ ‫ل�ل�ق��رارات ال �ص��ادرة ع��ن مجلس ال��دف��اع الوطني وارت�ب��اط�اً بحق‬ ‫مصر في الدفاع عن أمن واستقرار شعبها والقصاص والرد على‬ ‫األعمال اإلجرامية للعناصر والتنظيمات اإلرهابية داخل وخارج‬ ‫البالد»‪.‬‬ ‫وأضاف بيان القيادة العامة أن «القوات املسلحة قامت بتوجيه‬ ‫ض��رب��ة ج��وي��ة م��رك��زة ض��د معسكرات ومناطق مت��رك��ز وت��دري��ب‬ ‫ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش اإلرهابي باألراضي الليبية»‬ ‫مؤكدة أن الضربة حققت أهدافها بدقة‪.‬‬ ‫تنسيق ليبي مصري‬ ‫من جانبه‪ ،‬أكد اللواء صقر اجلروشي‪ ،‬رئيس أركان سالح اجلو‬

‫الليبي‪ ،‬أن القصف امل�ص��ري مت بالتنسيق م��ع اجليش الليبي‪،‬‬ ‫مضيفاً‪« :‬طائراتنا شاركت في الهجوم علي معاقل اإلره��اب‪..‬‬ ‫وحرب مصر وليبيا واحدة»‪ .‬وأضاف‪« :‬الطلعات تتم بالتنسيق مع‬ ‫مصر‪ ،‬وسيستمر خروج ضربات أخرى»‪.‬‬ ‫كما نقل التلفزيون املصري عن قائد سالح اجلو الليبي قوله إن‬ ‫ما بني ‪ 40‬و‪ 50‬متشدداً قتلوا في الضربات اجلوية على أهداف‬ ‫«داع��ش» بليبيا‪ ..‬إث��ر ه��ذه الضربات‪ ،‬مؤكداً أن قواته شاركت‬ ‫الطائرات احلربية املصرية في توجيه هذه الضربات ثأراً ملقتل‬ ‫العمال املصريني‪.‬‬ ‫وتقول املصادر أن متشددي ليبيا أقاموا صالت مع املتشددين‬ ‫املتمركزين في محافظة شمال سيناء املصرية وال��ذي��ن أعلنوا‬ ‫مبايعتهم لتنظيم الدولة اإلسالمية الذي استولى على مساحات‬ ‫واسعة من العراق وسوريا‪ .‬وسمت جماعة أنصار بيت املقدس‪،‬‬ ‫التي انضمت لداعش نفسها «والية سيناء» في نوفمبر املاضي‪.‬‬ ‫وي��أت��ي تبنى ه��ذه اإلع��دام��ات م��ن ج��ان��ب ال�ف��رع الليبي لتنظيم‬ ‫«داع ��ش» بعد أي��ام قليلة م��ن تبني ف��رع��ه امل�ص��ري ذب��ح ثمانية‬ ‫أشخاص‪ ،‬األمر الذي يثبت أن هذا التنظيم متكن من تصدير هذه‬ ‫األساليب الفائقة الوحشية إلى خارج «قاعدته» أي املناطق التي‬ ‫يسيطر عليها في كل من سوريا والعراق حيث ارتكب فظاعات‬ ‫عديدة مماثلة‪.‬‬ ‫األزهر والكنيسة يتضامنان‬ ‫بدوره اعتبر األزهر أن ما أقدم عليه التنظيم املتطرف هو «عمل‬ ‫بربري همجي ال ميت إلى دين من األديان وال عرف من األعراف‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وال ينم إال عن نفوس مريضة حتجرت قلوبها فذهبت‬ ‫تعيث في األرض فسا ًدا تقتل وتسفك النفوس البريئة دون حق»‪.‬‬ ‫ودعى «املصريني جميعا إلى التيقظ واحلذر والوقوف صفا واحدا‬ ‫في وجه اإلره��اب األس��ود ال��ذي يعيث في األرض فسادا»‪ .‬كما‬ ‫وج��ه األزه��ر كلمة بشأن «ض��رورة قيام املجتمع الدولي بواجبه‬ ‫ّ‬ ‫في تعقب قوى التطرف واإلرهاب وتقدميهم للعدالة والقصاص‬ ‫العاجل منهم»‪.‬‬ ‫وأك��دت الكنيسة القبطية االرثوذكسية من جانبها أنها واثقة‬ ‫بأن السلطات املصرية ستقتص من «اجلناة األش��رار»‪ .‬وقالت‬ ‫الكنيسة في بيان لها «تستودع الكنيسة القبطية األرثوذكسية‬ ‫وعلى رأسها البابا تواضروس الثانى في هذه اللحظات العصيبة‬ ‫شهداءها األبرار واثقني أن وطنهم العظيم لن يهدأ له بال حتى‬ ‫ينال اجلناة األشرار جزاءهم العادل إزاء جرميتهم النكراء كما‬ ‫نثق في دور الدولة بكافة مؤسساتها واهتمام املسئولني الذي‬ ‫ظهر منذ بداية األزمة»‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫وجهة نظر‬

‫‪‎‬عرب‪ ..48‬التخلص من الثقل الدميوغرافي العربي هدف نظرية‬ ‫احلزام األخضر‬

‫فيلم أمريكي طويل*‬

‫كان «نادي بليدربيرغ» و «اللجنة الثالثية» مبثابة احلاضنة أو لعله اجلنني الذي خلق‬ ‫بعد ظهور مجموعات مماثلة حتظى هي األخري بجدران من السرية‪ ،‬ما يعرف بحركة‬ ‫( احملافظون اجلدد ) التى تشكلت في نهاية العقد الثامن من القرن املاضي بشكل سري‪،‬‬ ‫سرعان ما ظهر عالنية بعد سيطرته الكاملة على حكومة الواليات املتحدة األمريكية في‬ ‫بوش األب وبوش األبن‪.‬‬

‫محمود البوسيفي‬

‫‪m_albosifi@aol.com‬‬

‫رفعت احلركة اجلديدة شعارات ‪ :‬العوملة والليبرالية والدميقراطية‬ ‫وحقوق اإلن�س��ان وتقرير املصير واجل�ن��در ‪ ..‬ال��خ من م�ف��ردات مت‬ ‫تسويقها على نطاق واسع وبوسائل اإلعالم والدعاية كافة‪ ،‬فضال عن‬ ‫فتح مراكز تدريب للفئات العمرية ما بني ( ‪ ) 30 _ 18‬من الشباب‬ ‫العربي واألفريقي واآلسيوي‪ ،‬يتلقون خاللها سلسلة من احملاضرات‬ ‫عن تلك الشعارات وكيفية تطبيقها ‪ ..‬كان التدريب يشمل صياغة‬ ‫الشعارات املناسبة وكيفية ترتيب التجمعات واملواعيد واملناسبات‬

‫(‪)3-2‬‬

‫وتصعيدها‪ ،‬مع التركيز على أنهم ( املتدربون ) مواطنون شرفاء‬ ‫يرغبون فى حترير بلدانهم من االستبداد والقمع وأنهم ليسو عمالء‬ ‫أو خونة ‪ .. .‬كانوا في واقع األمر حتت سيطرة مباشرة لعقول وخبراء‬ ‫تعمل على حتويلهم إلى بيادق في رقعة الشطرجن‪.‬‬ ‫لم يضم نادي بليدربيرغ أحداً من غير األمريكيني واألوربيني‪ ،‬فيما‬ ‫شملت اللجنة الثالثية التى أسسها روكلفر بنصيحة من بريجنسكي‬ ‫الفضاء األسيوي ‪.‬أما حركة احملافظني‪ ،‬فهي التعبير العملى للقطاع‬


‫حركة احملافظني هي التعبير العملي‬ ‫للقطاع اخلاص في بعده العاملي وهيئته‬ ‫الربوية االحتكارية‬

‫ظهرت فى أعقاب الهزمية املذلة ألمريكا‬ ‫اخل��اص في بعده العاملي وبهيئته الربوية‬ ‫فى الفيتنام ( ‪ )1975‬ط��روح��ات لم ينكر‬ ‫االحتكارية؛ وت�ه��دف‪ ،‬خ��ارج احلكومات‪،‬‬ ‫بريجنسكي وقوفه خلفها‪ ،‬تدعو إلى صناعة‬ ‫إلى بسط الهيمنة شبه املطلقة على مقاليد‬ ‫( األصولية الدينية ) أو العمل‬ ‫العالم والسيطرة الكاملة على‬ ‫ع �ل��ى أح �ي��ائ �ه��ا ب��أع�ت�ب��اره��ا‬ ‫ثراوته ومقدراته وخصخصة‬ ‫املمكن العملي لألجهاز على‬ ‫احلكومات الوطنية بتحويلها‬ ‫ما تصفه األدبيات األمريكية‬ ‫إل���ى م �ج��رد أدوات تتولى‬ ‫بأمبرطورية الشر ( األحتاد‬ ‫ت �ن �ف �ي��ذ م� ��ا ي��ط��ل��ب م�ن�ه��ا‬ ‫السوفياتي ) وت��أم�ين ح��دود‬ ‫ب��دق��ة ‪ .‬واع�ت�م��دت احلركة‬ ‫إس ��رائ� �ي ��ل ب �ت �ح��وي��ل ال��وط��ن‬ ‫خيارين هما االعتماد على‬ ‫ال �ع��رب��ي إل ��ى س��اح��ة ع��راك‬ ‫االح �ت �ج��اج��ات ال�ب��رت�ق��ال�ي��ة‬ ‫بني أبنائه حول فهم كل منهم‬ ‫والتجمهر امل�ت�م��رد ( وفقا‬ ‫ل��ل��دي��ن‪ ..‬ك� ��ان بريجنسكي‬ ‫لبرامج التدريب ) وإسقاط‬ ‫ق��د ط ��رح ت �ل��ك ال ��دع ��وة فى‬ ‫األنظمة بالوسائل السلمية‪،‬‬ ‫منتصف الستينيات وجنح فى‬ ‫وفي حالة العجز يتم اللجوء‬ ‫متريرها بعد عقد من الزمن‬ ‫للقوة العسكرية دون احلاجة‬ ‫‪‎‬بريجنسكي‪ ..‬صاحب أطروحة صناعة األصولية الدينية‬ ‫حني أصبح مستشاراً لألمن‬ ‫للذرائع التى ميكن لوسائل‬ ‫ال �ق��وم��ي ف��ي إدارة الرئيس‬ ‫اإلعالم فبركتها وتضخيمها‬ ‫جيمي كارتر الذي واصل خلفه ريغان العمل‬ ‫حقائق‬ ‫تصبح‬ ‫وتسويقها ليل نهار حتى‬ ‫جلنة األزمات العاملية متيل في‬ ‫بجدية أكثر إلدارة تلك الدعوة وبناء معابدها‬ ‫تستوجب ذلك التدخل التدميري ‪.‬‬ ‫حتليالتها إلى أهمية دعم الفرق‬ ‫فى أنفاق مغلقة قبل أن تقذف بها في وجه‬ ‫يقول روكلفر في مقال له في مجلة نيوزويك‬ ‫العالم محمولة بالدماء والضحايا ‪.‬‬ ‫في مارس ‪ ( 1980‬ليس لدى اجلكومات‬ ‫واجلماعات اإلسالمية‬ ‫طرح زبينغيو بريجنسكي وهو يتقلد موقعه‬ ‫الوقت للتعمق في املسائل املعقدة واألبعد‬ ‫فى البيت األبيض مستشارا لألمن القومي‬ ‫مدى‪ ,‬وهنا البد حسب املنطق أن يتم دعم‬ ‫«صناعة األصولية الدينية» أطروحة‬ ‫نظريته ( احل��زام األخضر ) التى تلخص‬ ‫شخصيات من املؤهلني الوطنيني من غير‬ ‫رؤي �ت��ه ف��ى م�ح��اص��رة األحت���اد السوفياتي‬ ‫الرسميني ليلتقون سوياً ويحددون القضايا بريجنسكي بعد هزمية أمريكا في الفيتنام‬ ‫باقامة أنظمة يكون األسالم قاعدتها تتولى‬ ‫األساسية التى تؤثر على العالم وحتديد‬ ‫ب��دع��م أم��ري �ك��ي ك��ام��ل ض ��رب اجل�م��اع��ات‬ ‫احلدود املمكنة لها )‪.‬‬ ‫نظرية «احلزام األخضر» تهدف إلى‬ ‫ال�ن��اص��ري��ة واخل�ل�اي��ا ال�ي�س��اري��ة امل�ن��اص��رة‬ ‫ف��ي ال �ع��ام ‪ 1995‬أع�ل��ن ال �ث��ري اليهودي‬ ‫للسوفييت واالن �ت �ق��ال ب�ع��د ذل ��ك لضرب‬ ‫األسترالي ( جورج سورس) والثري اليهودي تشكيل حزام إسالمي حول إسرائيل يجبر‬ ‫املتطرفني اإلسالميني وص��والً إلى تشكيل‬ ‫ال �ص��رب��ي( س�ي�م��وف�ي�ت��ش) إن��ش��اء‬ ‫جلنة العالم على االعتراف بها كدولة يهودية‬ ‫ح��زام إسالمي ح��ول إسرائيل ميكنها من‬ ‫األزمات العاملية‪ ،‬وتضم مجموعات منتقاة‬ ‫مطالبة العالم االعتراف بها‬ ‫م ��ن ال �ب��اح �ث�ين ال�ص�ه��اي�ن��ة‬ ‫كدولة يهودية وهو ما يجعلها‬ ‫ال�ق��ري�ب�ين ج ��داً م��ن ال��رؤي��ة‬ ‫تتخلص من الثقل الدميغرافي‬ ‫األمريكية‪ ،‬وتهدف إلى منع‬ ‫العربي وراء احلزام األخضر‬ ‫النزاعات الدموية وتسويتها‬ ‫«ع ��رب «‪ 48‬ومنعهم‪ ،‬وفقا‬ ‫ح�� ��ول ال� �ع ��ال ��م م� ��ن خ�ل�ال‬ ‫ليهودية ال��دول��ة‪ ،‬من الترشح‬ ‫دراس���ات ميدانية‪ ،‬وتقدمي‬ ‫النيابي أو التصويت ‪ .‬وكلها‬ ‫املشورة والنصح إلى أصحاب‬ ‫أه ��داف تصب ف��ى مصلحة‬ ‫ال�ق��رار األع�ل��ى‪ ،‬وتعتبر هي‬ ‫ال��والي��ات املتحدة س ��واء فى‬ ‫اآلن اللجنة األوسع حضورا‬ ‫محاصرة السوفييت أو تأمني‬ ‫ون�ف��وذاً على مستوى العالم‬ ‫إسرائيل داخليا ‪.‬‬ ‫وتقدم تقاريرها إل��ى األمم‬ ‫كانت ال �ث��ورة األس�لام�ي��ة في‬ ‫املتحدة واالحت ��اد األوروب��ي‬ ‫إي��ران‪ ،‬وانفجار األوض��اع فى‬ ‫واملصرف الدولي وصندوق‬ ‫‪‎‬االحتجاجات البرتقالية‪ ..‬صناعة َمن؟‬ ‫اجل��ارة أفغانستان واحل��رب‬ ‫ال�ن�ق��د ال ��دول ��ى وإل� ��ى جلنة‬ ‫العراقية اإليرانية هي بداية‬ ‫روك��ل��ف��ر ال �ث�لاث �ي��ة ون� ��ادي‬ ‫التمظهر لتلك النظرية ‪ ..‬ليبدأ بعدها النزيف الذي نتابعه اآلن على‬ ‫بليدربيرغ ومجموعات أخ��رى مماثلة‪ ،‬ويعرف عنها أهتماماتها‬ ‫الهواء مباشرة فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن والسودان ومصر‬ ‫باحلركات املعارضة فى الوطن العربي كاف ًة ومتيل فى حتليالتها‬ ‫وقريباً فى مناطق أخرى ‪ ..‬نتابع األسبوع املقبل ‪.‬‬ ‫إلى أهمية وضرورة دعمها‪ ،‬وحتديداً الفرق واجلماعات اإلسالمية‬ ‫بتدرجاتها املذهبية والطائفية ‪.‬‬ ‫فيلم أمريكي طويل ‪ :‬مسرحية للفنان زياد رحباني‬

‫*‬


‫‪28‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫شؤون عربية‬

‫انتقلت حضانة التنظيم الدولي‬ ‫لإلخوان املسلمني من بريطانيا‬ ‫إل��ى ال��والي��ات املتحدة‪ ..‬وعندما‬ ‫��وس��ع دوائ��ر‬ ‫ب��دأ ه��ذا التنظيم ي ّ‬ ‫لعبه وط��م��وح��ات��ه ل��م ت��ر رم���وزه‬ ‫م���ان���ع��� ًا م����ن اإلف�����ت�����اء ب���ص���واب‬ ‫��ح��ت��ه��ا‪ ..‬أليست‬ ‫املكيافيلية وص ّ‬ ‫ّ‬ ‫احلرب خدعة؟ خط أحمر واحد‬ ‫ال يستطيع هذا التنظيم جتاوزه‪،‬‬ ‫إنه الواليات املتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫أو َم��ن تأمر السي آي إي��ه بعدم‬ ‫التعرض له‪.‬‬ ‫ّ‬

‫إياد بن علي‬

‫قاعدة العديد تخرق شروط األمن االستراتيجي للعمق العربي واإلسالمي‬

‫حلف مشبوه بين قطر واإلخوان‬

‫العراب األمريكي يحرك‬ ‫وكر الدبابير‬

‫قطر‪ ..‬خط أحمر‬ ‫مل� ��اذا حت��ال�ف��ت ق�ط��ر م��ع اإلخ � ��وان دون أن‬ ‫تتعرض هي نفسها ألي تبعات من مؤامرات‬ ‫التنظيم ومخططاته؟‬ ‫قامت حكومة قطر بتوفير ما يحتاجه التنظيم‬ ‫من دعم مالي وإعالمي‪ ،‬وفتحت بابها الواسع‬ ‫لكي تستقبل قادة هذا التنظيم ومقاتليه‪ ،‬وبرز‬ ‫هذا االحتضان – وما زال – في ما يعقده‬ ‫اإلخ��وان من لقاءات وم��ؤمت��رات ومنتديات‪،‬‬ ‫وكلما تر ّكز العمل األخواني في قطر‪ ،‬كلما‬ ‫ظهرت في دول اجلوار أحداث جديدة تنبئ‬ ‫باخلطر احملدق بها‪ ،‬ويه ّدد أمنها واستقرار‬ ‫أنظمتها‪.‬‬ ‫لقد كانت السعودية واإلمارات وغيرهما من‬ ‫دول اخلليج على رأس األه��داف اإلقليمية‬ ‫للتنظيم‪ ،‬وه��و م��ا واف��ق سياسة قطر التي‬ ‫أرادت أن تشعل دول اجلوار لكي حتظى هي‬ ‫بدور ريادي يرفع من مستوى أدائها السياسي‬ ‫ويضيف املزيد من النقاط الترجيحية لكفّة‬ ‫العائلة املالكة التي حتكم هذه اجلزيرة بقبضة‬ ‫استخباراتية حديدية‪.‬‬

‫أحداث الربيع العربي أصابت قطر بالسعار‪،‬‬ ‫ألنها توافقت مع مخططها للدفع باألخوان‬ ‫املسلمني إلى السيطرة على احلكم في تونس‬ ‫وم�ص��ر وليبيا‪ ،‬وب��دأ اسمها ي �ت��ر ّدد ف��ي كل‬ ‫مكان‪ ..‬ولكن خلامتة القصة وجه آخر!‬ ‫الشركة ‪ -‬الدولة‬ ‫قطر ج��زي��رة غنية‪ ،‬ال شعب ف�ي�ه��ا‪ ..‬فعدد‬ ‫سكانها اآلن حوالي مليون و‪ 700‬ألف نسمة‬ ‫(إح�ص��اء ‪ ،)2010‬بينهم ‪ 300‬أل��ف قطري‬ ‫فقط‪ ،‬أما الغالبية العظمى فهي من الوافدين‬ ‫من الدول العربية أو اآلسيوية‪ ،‬مع نسبة أقل‬ ‫عدداً من دول العالم األخرى‪.‬‬ ‫إنها باحملصلة «دولة» ال عالقة لها بقضايا‬ ‫ال��دول في العالم‪ ،‬فال شعب هناك ليطالب‬ ‫بالعدالة االجتماعية أو حرية ال��رأي أو غير‬ ‫ذل ��ك م��ن احل �ق��وق األس��اس �ي��ة ال �ت��ي ن��راه��ا‬ ‫تغذي شعوب العالم يومياً‪ ،‬وباحملصلة فإن‬ ‫ع��دد ال�ق�ط��ري�ين القليل ف��ي ه��ذه اجل��زي��رة‬ ‫أصبح ضمناً ج��زءا من العمالة الوافدة‪ ،‬مع‬ ‫متييزهم فقط بنسبة عالية ف��ي األج ��ور‪،‬‬ ‫وع��دم مطالبتهم ب��أداء ش��يء باملقابل‪ ..‬لقد‬

‫عرفنا مفهوم «املدينة ‪ -‬الدولة» عبر مراحل‬ ‫تاريخية مختلفة‪ ..‬أم��ا قطر فإنها بامتياز‬ ‫مت ّثل منوذجاً آخر هو «الشركة ‪ -‬الدولة»‪..‬‬ ‫نفط وغاز «بالهبل»‪ ،‬وعمالة برخص التراب‪،‬‬ ‫وشيخ أجوف ال يعرف ماذا يريد‪.‬‬ ‫العراب؟‬ ‫ماذا فعل ّ‬ ‫م�ن��ذ منتصف ال�ع�ق��د األخ �ي��ر منحت قطر‬ ‫للواليات املتحدة أكثر مما أرادت في الشرق‬ ‫األوس��ط (راج��ع ال�ع��دد امل��اض��ي) ف��ي مقابل‬ ‫هدف واحد هو متييزها كالعب استراتيجي‬ ‫إق �ل �ي �م��ي ي �ت �م � ّي��ز ب�ث�ق��ل ج �ي��وس �ي��اس��ي ودور‬ ‫استراتيجي لم يكن معهوداً لها‪ ،‬بل كان من‬ ‫الغريب جداً أن توصف به لضآلتها جغرافياً‬ ‫وسياسياً‪ ..‬لم يكن شيء ليغ ّير من هذه املعادلة‬ ‫إال ثراء مواردها الطبيعية‪ ،‬وكونها واحدة من‬ ‫أول عشر دول مصدرة للنفط في العالم‪.‬‬ ‫الواليات املتحدة أرادت بدورها أن تستنزف‬ ‫هذه الفرصة عن آخرها‪ ،‬فبدأت تغذي أوهام‬ ‫الشيخ حمد آل ثاني في إمكانية تبوئه ملكانة‬ ‫مرموقة عاملياً‪ ،‬وأمام االستجابة العمياء من‬ ‫قبله وافق – باإلضافة إلى القواعد املجانية‬


‫قطر الضحلة ثقافي ًا سوف تكون بيئة خصبة لظهور تنظيمات إرهابية من املهاجرين اآلسيويني والعرب‬ ‫ال�ك�ث�ي��رة ال�ت��ي منحها لألمريكيني وال��دع��م‬ ‫اللوجستي غير احملدود– على أن يح ّول نفسه‬ ‫شخصياً إلى أداة مباشرة لتنفيذ املخططات‬ ‫األمريكية في الشرق األوسط‪ ،‬مع االستمرار‬ ‫في تغذية وهمه بأنه يعمل من أج��ل نفسه‬ ‫ومن أجل «شعبه» أوالً‪ ،‬وأن األمريكيني إمنا‬ ‫هم عامل مساعد ال غير!‬ ‫رأى الع ّراب األمريكي أنه من املمكن حتويل‬ ‫دولة قطر إلى وكر الدبابير التي لم يكن أحد‬ ‫آخ��ر يقبل ب��وج��وده��ا على أراض �ي��ه‪ ،‬وعلى‬ ‫رأس �ه��م أع �ض��اء التنظيم ال��دول��ي ل�لإخ��وان‬ ‫امل�س�ل�م�ين‪ ،‬ف��ي إط� ��ار مخططهم إلش ��راك‬ ‫التيارات اإلسالمية «املعتدلة» في حكم الدول‬ ‫العربية وف�ق��ا لسيناريوهات م�ع� ّدة مسبقاً‬ ‫تضمن املصلحة اجليوسياسية ل�ل��والي��ات‬ ‫املتحدة‪ .‬مع حتقيق أكثر من هدف‪:‬‬ ‫> م�ن��ح واج �ه��ة ع��رب�ي��ة إس�لام�ي��ة «رس�م�ي��ة»‬ ‫للتنظيم‪.‬‬ ‫> توفير دعم غير محدود ملخططات التنظيم‬ ‫في الدول العربية‪.‬‬ ‫> وض��ع أع �ض��اء التنظيم على مقربة من‬ ‫مسرح األحداث‪.‬‬ ‫ستوجه‬ ‫> ضمان النأي عن االنتقادات التي‬ ‫ّ‬ ‫في هذه احلالة لقطر نفسها‪.‬‬ ‫قاعدة سالح اجلو األمريكي‬ ‫متيزت قطر في عالقتها بالواليات املتحدة‬ ‫األمريكية ع��ن دول اخلليج األخ ��رى بأنها‬ ‫لم ت��راع ش��روط األم��ن االستراتيجي للعمق‬ ‫ال �ع��رب��ي واإلس �ل�ام� ��ي‪ ،‬ف�ب�ي�ن�م��ا ن��ع��رف أن‬ ‫السعودية واإلم��ارات مث ً‬ ‫ال ترتبطان بعالقات‬ ‫وثيقة م��ع ال��والي��ات امل�ت�ح��دة‪ ،‬إال أنهما لم‬ ‫تسمحا على اإلطالق باملساس بهذا العمق‪،‬‬ ‫أو تركه دون املساهمة في تأمينه سياسياً‬

‫واقتصادياً‪ ،‬وأحياناً عسكرياً أيضاً‪.‬‬ ‫قطر على النقيض من ذلك – ومثلما منحت‬ ‫نفسها – فإنها لم متانع في جعل أي جزء‬ ‫م��ن ال��وط��ن العربي موطأ ق��دم لألمريكيني‬ ‫متى ش��اؤوا‪ ..‬وميكننا تتبع إق�لاع الطائرات‬ ‫األمريكية من قواعدها في قطر في مختلف‬ ‫املسارات‪ ،‬سواء من قطر إلى العراق‪ ،‬أو إلى‬ ‫سوريا‪ ،‬أو الطلعات اجلوية املستمرة للرصد‬ ‫واملراقبة‪.‬‬ ‫عقدة نفسية مركّ بة‬ ‫قطر دولة صغير‪ ،‬ضئيلة‪ ،‬كان يحكمها شيخ‬ ‫بدين يعرف متاماً حجم بالده الفعلي‪ ،‬ويعرف‬ ‫يؤهله ليكون اسماً مهماً في‬ ‫أيضاً أن ثراءه ال ّ‬ ‫عالم السياسة‪ ،‬وإن كان من املمكن أن يجعله‬ ‫شيئاً ما في عالم األثرياء‪.‬‬

‫نفط وغاز «بالهبل»‪ ،‬وعمالة‬ ‫برخص التراب‪ ،‬وشيخ أجوف‬ ‫ال يعرف ماذا يريد‬ ‫>>>‬

‫رموز اإلخوان يفتون بصواب‬ ‫املكيافيلية‬ ‫ّ‬

‫الشعور بالضآلة كانت عقدة نفسية مزمنة‬ ‫سيطرت على الشيخ حمد ال��ذي ق � ّرر لهذا‬ ‫السبب أن يجعل م��ن اس��م قطر ي�ت��ر ّدد في‬ ‫اآلف� ��اق ال�ع��رب�ي��ة‪ ،‬م��ن م��وري�ت��ان�ي��ا غ��رب �اً إل��ى‬ ‫العراق شرقاً‪ ،‬وذلك عن طريق أدوات «القوة‬ ‫الناعمة» املتمثلة في اإلعالم واملال‪ ،‬ما لم تتح‬ ‫لها الظروف بعض التدخل املباشر بطائراتها‬ ‫العسكرية كما في احلالة الليبية‪.‬‬ ‫ماذا يأتي؟‬ ‫هل سيكتفي اإلخوان املسلمني باستخدام ما‬ ‫و ّفرته لهم قطر‪ ،‬بإيعاز من الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫م��ن ح�ي��ث ت��وف�ي��ر م�ق��ر دائ ��م ل �ه��م‪ ،‬ومنطلق‬ ‫لعملياتهم املشبوهة في الدول العربية؟‬ ‫اإلجابة تستند إلى عدة احتماالت مستقبلية‬ ‫لعل أبرزها هو أن وج��ود اإلخ��وان اآلن في‬ ‫ّ‬ ‫تكتظ باآلسيويني ويليهم العرب‪،‬‬ ‫قطر التي‬ ‫وهم أكثر األجناس في العالم تد ّيناً‪ ،‬سوف‬ ‫يؤسس لثقافة إخوان ّية على امل��دى الطويل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وستكون أولى نتائج هذا التأسيس هو بروز‬ ‫الوجه القطري لإلخوان‪ ،‬وهو وجه كامن اآلن‬ ‫لم تتو ّفر بع عوامل ظهوره‪.‬‬ ‫بعبارة أخ��رى فإن اإلخ��وان الذين ته ّدد بهم‬ ‫قطر دول اجلوار اآلن سوف يكونون أول من‬ ‫سيقضي على قطر نفسها خ�لال السنوات‬ ‫ال�ق��ادم��ة بعد أن تتغلغل اجل ��ذور الثقافية‬ ‫والتنظيمية في التربة القطرية البكر املؤهلة‬ ‫لذلك أكثر من غيرها من الدول التي شهدت‬ ‫جتارب فكرية وسياسية متتالية‪.‬‬ ‫فقطر ال�ت��ي يعتبر مستوى أدائ �ه��ا ضح ً‬ ‫ال‬ ‫م��ن ه��ذه الناحية مت ّثل بيئة خصبة لظهور‬ ‫التنظيمات اإلره��اب�ي��ة التي يتكون جسمها‬ ‫احلقيقي من املهاجرين من أبناء اآلسيويني‬ ‫والعرب‪.‬‬


‫‪30‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫شؤون عربية‬

‫بسبب تدهور الحريات في الدول العربية‬

‫الفضائيات المهاجرة‬ ‫موجة من نزوح وسائل اإلعالم‬ ‫العربية إلى بريطانيا‬ ‫الوليد بن طالل ينقل مشروع قناة «العرب»‬ ‫إلى لندن بعد اعتذار البحرين‬ ‫العاصمة البريطانية تستضيف حالي ًا‬ ‫‪ 12‬قناة فضائية عربية‬ ‫ما يجذب وسائل اإلعالم إلى بريطانيا‬ ‫هو عدم وجود أي نوع من أنواع الرقابة على وسائل‬ ‫اإلعالم املرئية أو املكتوبة‬

‫تشهد بريطانيا موجة جديدة من نزوح وسائل اإلعالم والصحافيني إلى‬ ‫بريطانيا بسبب تدهور احلريات في العالم العربي‪ ،‬وحالة االستقطاب‬ ‫السياسي احلاد التي تشهدها دول الربيع العربي والتي حتولت إلى‬ ‫موجات من العنف والصراع العسكري في الكثير من احلاالت‪.‬‬ ‫وكانت بريطانيا متثل وجهة تقليدية للصحافيني العرب خالل عقدي‬ ‫الثمانينيات والتسعينيات م��ن ال�ق��رن امل��اض��ي م��ع انتعاش حركات‬ ‫املعارضة ف��ي العالم العربي وازدي ��اد القمع وغ�ي��اب احل��ري��ات التي‬ ‫يطمح اإلعالميون إلى توفرها في بالدهم‪ ،‬فيما يبدو أن هذه املوجة‬ ‫بدأت تتجدد وبصورة أكبر مع ثورة وسائل االتصال احلديثة وفي ظل‬ ‫التطورات التي تشهدها املنطقة العربية‪.‬‬ ‫وبينما شهدت لندن بالفعل إطالق عدد من القنوات الفضائية العربية‬ ‫والصحف واملواقع االلكترونية‪ ،‬فان معلومات شبه مؤكدة تتحدث عن‬ ‫أن األمير الوليد بن ط�لال يبحث حالياً نقل مشروع قناة «العرب»‬ ‫االخبارية إلى لندن بعد أن تراجعت البحرين عن استضافته ألسباب‬ ‫أصبح واضحاً أنها سياسية محضة‪.‬‬ ‫يذكر أن عدداً من القنوات التلفزيونية اجلديدة انطلق في العاصمة‬ ‫البريطانية لندن خالل السنوات األخيرة‪ ،‬وحتديداً في أعقاب الثورات‬ ‫العربية التي أشعلت املنافسة السياسية وحالة االستقطاب في العالم‬ ‫العربي‪ ،‬فيما تعمل القنوات التلفزيونية العربية في لندن على قدم‬ ‫وساق من أجل استقطاب مزيد من الصحافيني والفنيني املتخصصني‬ ‫في املجال التلفزيوني لتطوير عملها وتوسيع رقعة مشاهديها الذين‬ ‫حتاول جذبهم من العالم العربي‪.‬‬ ‫وقد تبني أن لندن تستضيف حالياً ‪ 12‬قناة فضائية عربية‪ ،‬من بينها‬ ‫قناتان تلفزيونيتان اضطرتا للتوقف عن العمل في ظروف غامضة‪،‬‬ ‫فيما توجد قناتان حتت التأسيس حالياً‪ ،‬بينما ما زالت ثمان قنوات‬ ‫فضائية تعمل وتبث برامجها على مدار الساعة من بريطانيا‪ ،‬لتضم‬ ‫بريطانيا بذلك العدد األكبر من القنوات العربية مقارنة بأي دولة غير‬ ‫عربية في العالم‪.‬‬ ‫أما القنوات التلفزيونية العربية العاملة حالياً في لندن فهي‪« :‬احلوار»‪،‬‬ ‫«املغاربية»‪« ،‬الغد العربي»‪« ،‬العربي»‪« ،‬اللؤلؤة»‪« ،‬النبأ» و»‪،»ANN‬‬ ‫إضافة إلى قناة عربية سورية تبث برامجها باللغتني العربية واالنكليزية‬ ‫في آن واحد‪ ،‬فيما توقفت كل من قناة «العاملية» وقناة «بردى» وكالهما‬ ‫قنوات سورية‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن قناتني أخريني حتت التأسيس إحداهن ليبية‬


‫واألخرى خليجية‪.‬‬ ‫ويجد الهاربون من القمع في العالم العربي حرية كافية في بريطانيا‬ ‫إلطالق قنوات تلفزيونية وصحف ومجالت ومحطات إذاعية ومواقع‬ ‫انترنت‪ ،‬خاصة مع ثورة االتصاالت التي جعلت من اجلغرافيا عام ً‬ ‫ال‬ ‫غير مهم‪ ،‬ومكنت من هو موجود في بريطانيا من الوصول إلى املشاهد‬ ‫والقارئ في العالم العربي بالوقت نفسه الذي يصل فيه اآلخرون‪.‬‬ ‫وأبلغ مصدر مطلع في قناة «العرب» بأن األمير الوليد بن طالل ومعه‬ ‫اإلدارة العليا في القناة يدرسون حالياً بجدية بالغة خيار االنتقال للبث‬ ‫من لندن‪ ،‬إال أن املشكلة التي يدرسونها بعناية هي كيفية احلصول‬ ‫على طاقم للعمل من العاصمة البريطانية مع وجود عوائق كبيرة تتعلق‬ ‫بإمكانية احلصول على إقامات عمل للطواقم احلالية‪.‬‬ ‫وبحسب املصدر فان إدارة قناة «العربط تدرس أيضاً تكاليف االنتقال‬ ‫إلى لندن حيث أن الكلفة التشغيلية ستكون أكبر بكثير مقارنة مع تلك‬ ‫املتوفرة في البحرين‪ ،‬أو في أي دولة عربية أخرى‪.‬‬ ‫وم��ن بني اخل�ي��ارات بحسب املصدر «احل�ص��ول على الترخيص من‬ ‫بريطانيا وإطالق مكتب رئيسي وإداري هناك‪ ،‬على أن يتم تأسيس‬ ‫مكتب إقليمي أو اثنني في عاصمة أو عاصمتني عربيتني‪ ،‬بحيث يكون‬ ‫البث من لندن لكن العملية اإلنتاجية تتم في إحدى الدول العربية»‪،‬‬ ‫وهو السيناريو نفسه الذي اعتمدته قناة «الغد العربي» التي تبث من‬ ‫لندن لكن يساندها مكتب رئيسي في القاهرة ينفذ نسبة كبيرة من‬ ‫العمليات اإلنتاجية‪ .‬وقال صحافي عربي يعمل في لندن إن ما يجذب‬ ‫وسائل اإلعالم إلى بريطانيا وجود هامش من احلرية ال يتوفر في أي‬ ‫مكان آخر‪ ،‬حيث ال يوجد أي نوع من أنواع الرقابة على وسائل اإلعالم‬ ‫املرئية أو املكتوبة‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن عدم وجود أي قيود على التراخيص أو‬ ‫االستثمار في اإلعالم‪ ،‬مبا في ذلك االستثمار األجنبي‪ ،‬إذ يستطيع أي‬ ‫صاحب رأس مال أن يستثمر في القطاع اإلعالمي دون أي قيود وال‬

‫القنوات التلفزيونية العربية في لندن تستقطب‬ ‫املزيد من الصحافيني والفنيني الجتذاب أكبر عدد‬ ‫من املشاهدين في الدول العربية‬ ‫أعداد كبيرة من الالجئني السياسيني العرب يهربون‬ ‫من بالدهم إلى لندن بحث ًا عن األمان وبحوزتهم‬ ‫الكثير من املعلومات واألسرار‬ ‫شروط خاصة جتعله مختلفاً عن القطاعات األخرى‪.‬‬ ‫ويقول العاملون في وسائل اإلعالم في بريطانيا أيضاً أن لندن متتاز‬ ‫بأنها مدينة مركزية يزورها ماليني العرب سنوياً‪ ،‬ومن بينهم أعداد كبيرة‬ ‫من املسؤولني واملصادر الذين ميكنوا أن يشكلوا مصادر مهمة لوسائل‬ ‫اإلعالم‪ ،‬إضافة إلى أعداد كبيرة من الالجئني السياسيني العرب الذين‬ ‫يهربون من بالدهم بحثاً عن األمان في بريطانيا وبحوزتهم الكثير من‬ ‫املعلومات واألسرار التي ميكن أن يرفدوا بها وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫يشار إلى أن العديد من القنوات التلفزيونية ووسائل اإلعالم حققت‬ ‫جناحاً ملموساً في بريطانيا حيث ملس اجلمهور العربي في هذه‬ ‫املؤسسات ما ال يتوفر في غيرها بسبب استقاللها وعدم خضوعها‬ ‫ألجهزة الرقابة في العالم العربي‪.‬‬


‫‪32‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫شؤون عربية‬

‫مصر المستقبل‬ ‫مؤتمر اقتصادي يغير معادالت‬ ‫الشراكة والبقاء‬

‫أعلن املهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء عن انعقاد مؤمتر «مصر املستقبل» لدعم وتنمية‬ ‫االقتصاد املصري في مدينة شرم الشيخ فى الفترة من ‪ 13‬وحتى ‪ 15‬مارس املقبل‪.‬‬ ‫وأوضح أن املوعد يناسب العالم كله وأشقائنا وشركائنا فى التنمية ولضمان املشاركة العاملية القوية‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن هذا املؤمتر ليس حدثا منفصال وإمنا يأتي في إطار التنمية في مصر التي حتتاج كل‬ ‫أبناء الوطن وكل شركائنا في التنمية من أجل استقرار بالدنا ومنطقتنا والعالم ‪.‬‬


‫ستوكمان‬

‫األخيرة أضفت مزيدا من االستقرار على البالد مما يهيئ ملناخ‬ ‫وقال محلب ‪ -‬فى مؤمتر صحفى ‪ -‬إن مصر تواجه اإلرهاب‬ ‫استثماري واعد‪ ،‬إضافة إلى توقف ظاهرة االحتجاجات الفئوية‬ ‫وهو ليس موجها لشعب مصر بل للمنطقة والعالم‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫اليومية واجلهد املبذول ملكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫مصر قوية هو األمل املنشود‪ ،‬وأوضح أن مبادرة مؤمتر مصر‬ ‫ووض���ح ال �س �ي��اس��ي األم �ي��رك��ي‪ ،‬ع �ض��و جل �ن��ة ال �ع �ل��وم وال �ف �ض��اء‬ ‫املستقبل ستعمل على التنمية في مختلف املجاالت االقتصادية‬ ‫والتكنولوجيا بالكونغرس‪ ،‬أن مصر لديها فرصة جيدة لتكون من‬ ‫وحتسني الرعاية الصحية والتعليمية وتوفير الطاقة‪.‬‬ ‫مصدري البتروكيماويات «فهي تتمتع بالفعل مبخزون كبير من‬ ‫وأضاف أن اقتصادنا يتجه للتعافي واملؤشرات األولية تقول إن‬ ‫النفط والغاز‪ ،‬وكل ما حتتاجه هو العمل على تنمية واستغالل‬ ‫هناك انطالقة‪ ،‬وق��ال إن مصر تسعى إلى استكمال مسيرتها‬ ‫تلك املوارد»‪.‬‬ ‫االقتصادية وأن املؤمتر املزمع إقامته يدشن بداية االنطالق‬ ‫كما لفت إلى وجود فرصة الستكشاف األراضي املجاورة لنهر‬ ‫ونعمل قبل املؤمتر على ‪ 3‬محاور األول أن يكون هناك تنظيم‬ ‫النيل في منطقة الدلتا‪ ،‬قائال‪« :‬أعتقد أن هناك احتمالية كبيرة‬ ‫جيد للمؤمتر ونستعني مبكاتب دولية وشركات عاملية متخصصة‬ ‫لوجود مخزون من الغاز هناك أيضا»‪.‬‬ ‫فى تنظيم امل��ؤمت��رات وسنتعاون مع جميع املؤسسات الدولية‬ ‫ويأمل ستوكمان في حضور وف��د من رج��ال أعمال أميركيني‪،‬‬ ‫وشركائنا وهى أول خطوة فى خارطة اإلصالح‪ ،‬واحملور الثانى‬ ‫ميثلون صناعات النفط والغاز في تكساس الشهيرة بشركات‬ ‫وهو ما نعمل عليه اآلن من رغبة لتسوية منازعات االستثمار‬ ‫الطاقة والتكنولوجيا‪ ،‬إل��ى امل��ؤمت��ر لبحث إمكانية االستثمار‬ ‫ومواجهة ملفات لتحقيق ح��ق املستثمر وال��دول��ة‪ ،‬والثالث هو‬ ‫ف��ي القطاعات احليوية ال��واع��دة ف��ي مصر‪ .‬كما سيبحث مع‬ ‫مراجعة جميع تشريعاتنا من خالل جلنة عليا ومن أهمها صدور‬ ‫املسؤولني املصريني الفرص التي ميكن إتاحتها لشركات أميركية‬ ‫ق��وان�ين ج��اذب��ة لالستثمار وكيفية إن�ش��اء ال�ش��رك��ات ومحاربة‬ ‫لالستثمار في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬ ‫الفساد والشباك الواحد واإلصالح اإلدارى والشفافية ومحاربة‬ ‫وكان وزير البترول املصري‪ ،‬شريف إسماعيل‪ ،‬صرح في وقت‬ ‫البيروقراطية‪.‬‬ ‫سابق أنه وفقا إلدارة معلومات الطاقة األميركية‪ ،‬يبلغ احتياطي‬ ‫وأوض��ح رئيس ال��وزراء قائال «لقد أرسلنا وسنرسل املزيد من‬ ‫الغاز الصخري في مصر ‪ 500‬تريليون قدم مكعب‪ ،‬منها ‪100‬‬ ‫الرسائل التي تؤكد إصرارنا على حتقيق االستقرار السياسي‬ ‫تريليون ق��دم مكعب قابلة لالستخراج‬ ‫واالقتصادي فى مصر»‪.‬‬ ‫اقتصاديا‪.‬‬ ‫وف��ي خ�ض��م ال�ت��رت�ي�ب��ات امل �ص��ري��ة لعقد‬ ‫وي ��رى س�ت��وك�م��ان‪ ،‬ال ��ذي ي��دع��م ش��رك��ات‬ ‫مؤمتر اقتصادي دول��ي يهدف إل��ى دفع‬ ‫التنقيب عن النفط والغاز الصخري في‬ ‫التنمية ف��ي ال�ب�لاد ف��ي منتصف م��ارس‬ ‫محلب‪ :‬مصر تواجه اإلرهاب‬ ‫تكساس‪ ،‬أن «ل��دى مصر فرصة كبيرة‬ ‫امل� �ق� �ب ��ل‪ ،‬ي� ��رى ع��ض��و ف���ي ال �ك��ون �غ��رس‬ ‫دفاع ًا عن منطقة الشرق األوسط‬ ‫لتنتج ما يكفي احتياجاتها من الطاقة‬ ‫األميركي ستيف ستوكمان أن األج��واء‬ ‫(البترول والغاز)‪ ،‬وهذا أمر مهم للغاية»‪.‬‬ ‫ب��ات��ت م�ع��دة ل�ت��دف��ق االس �ت �ث �م��ارات على‬ ‫ونيابة عن أمم العالم‬ ‫ه��ذا وق��د وقعت احلكومة املصرية مع‬ ‫مصر أكثر من ذي قبل‪.‬‬ ‫ش��رك�ت��ي «أب��ات �ش��ي» و»ش ��ل م �ص��ر» أول‬ ‫وق��ال ستوكمان‪ ،‬عضو الكونغرس عن‬ ‫ستوكمان «عضو الكونغرس»‪:‬‬ ‫عقد إلنتاج الغاز الصخري في منطقة‬ ‫املقاطعة ‪ 36‬بوالية تكساس‪ ،‬ال��ذي زار‬ ‫األعني ستتجه إلى مصر بحثا‬ ‫الصحراء الغربية‪ ،‬باستثمارات تتراوح‬ ‫القاهرة األسبوع املاضي‪ ،‬واملهتم بحضور‬ ‫بني ‪ 30‬و‪ 40‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫املؤمتر االقتصادي‪ ،‬إن «األعني ستتجه‬ ‫عن فرص لالستثمار‬ ‫وسيركز املؤمتر االقتصادي أيضا على‬ ‫إلى مصر بحثا عن فرص لالستثمار»‪،‬‬ ‫الفرص التي يتيحها مشروع تنمية محور‬ ‫مشيرا إل��ى أن االن�ت�خ��اب��ات الرئاسية‬


‫‪34‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫شؤون عربية‬

‫خالل العام املالي ‪ 2015/ 2014‬لتحقيق معدل النمو املستهدف‬ ‫قناة السويس الذي يفتح مجاالت اقتصادية عدة‪ ،‬منها ما يتعلق‬ ‫والبالغ ‪ ،4%‬وذلك باالعتماد على قيام القطاع اخلاص احمللي‬ ‫باخلدمات اللوجستية للسفن العابرة ومستودعات التخزين‬ ‫واألجنبي بتوفير ما يقرب من ‪ 70%‬من ه��ذه االستثمارات‪،‬‬ ‫الضخمة للبضائع والشحن والتفريغ‪ ،‬لكن البالد حتتاج أيضا‬ ‫حيث تبلغ االستثمارات املتاحة باملوازنة العامة للدولة نحو ‪58‬‬ ‫الستعادة مكانتها في القطاع السياحي احليوي الذي ميثل ثاني‬ ‫مليار جنيه وتستهدف احلكومة جذب استثمارات محلية تبلغ‬ ‫مصدر للدخل القومي‪.‬‬ ‫نحو‪ 280‬مليار جنيه باإلضافة إلى جذب ‪ 10‬مليارات دوالر‬ ‫ويأمل ستوكمان في ع��ودة نشاط السياحة قريبا‪ ،‬معبرا عن‬ ‫استثمارات أجنبية مباشرة‪.‬‬ ‫ت �ف��اؤل��ه ب ��امل ��وارد ال �ب �ش��ري��ة ف��ي ال �ب�لاد‪،‬‬ ‫وأوض ��ح اخل�ب�ي��ر االق �ت �ص��ادي‪ ،‬ال��دك�ت��ور‬ ‫قائال‪« :‬هناك الكثير من املصريني على‬ ‫ع��ادل موسى‪ ،‬أن املستثمر احلقيقي ال‬ ‫ق��در كبير م��ن التعليم‪ .‬أع ��رف واح��دا‬ ‫يضع االعتبارات السياسية في حساباته‬ ‫منهم ل��دي��ه ف��رص��ة للهجرة إل��ى أميركا‬ ‫ودائ��م��ا م��ا ي�ن�ظ��ر إل ��ى ال �ف��رص ال�ق��وي��ة‬ ‫لكنه مصمم على البقاء في مصر بسبب‬ ‫شعوره الوطني‪ .‬مثل ه��ؤالء األشخاص وزير االستثمار املصري أشرف سلمان‪:‬‬ ‫والعوائد اجليدة‪ ،‬وه��ذا بالفعل موجود‬ ‫ف��ي م �ص��ر‪ ،‬واجل �م �ي��ع ي �ع��رف ج �ي��داً أن‬ ‫يدعون للتفاؤل بالتأكيد»‪.‬‬ ‫احلكومة املصرية تستهدف تنفيذ‬ ‫الهدف من األحداث األخيرة هو تقليص‬ ‫م��ن ن��اح�ي��ة أخ���رى ق�ل��ل خ �ب��راء ورج ��ال‬ ‫أع��م��ال م��ن ت��داع �ي��ات األح � ��داث ال�ت��ي استثمارات بقيمة ‪ 410‬مليارات جنيه‬ ‫استفادة مصر من املؤمتر االقتصادي‪.‬‬ ‫وأش��ار موسى إل��ى أن املشاريع الكبرى‬ ‫ش�ه��دت�ه��ا م�ص��ر خ�ل�ال األي���ام امل��اض�ي��ة‪،‬‬ ‫خالل العام املالي ‪2015‬‬ ‫التي أطلقتها احلكومة املصرية خالل‬ ‫وخاصة التفجيرات التي تشهدها سيناء‬ ‫الفترة املاضية تؤكد جدية احلكومة في‬ ‫وأح� ��داث ال��دف��اع اجل���وي‪ ،‬ع�ل��ى مؤمتر‬ ‫أمني عام غرفة التجارة املصرية‬ ‫توفير مناخ مناسب للمستثمرين‪ ،‬وتؤكد‬ ‫م�ص��ر االق �ت �ص��ادي امل �ق��ر ع �ق��ده الشهر‬ ‫البريطانية طاهر الشريف‪ :‬سيتحول‬ ‫ح� ��رص احل �ك��وم��ة ع �ل��ى رف� ��ع م �ع��دالت‬ ‫املقبل مبدينة شرم الشيخ‪.‬‬ ‫التنمية وحتويلها م��ن تنمية يشعر بها‬ ‫وقالوا في تصريحات لهم إن التحركات‬ ‫املؤمتر إلى مظاهرة لتدعيم وتعزيز‬ ‫ش��ري �ح��ة ب�س�ي�ط��ة إل ��ى ت�ن�م�ي��ة حقيقية‬ ‫اخل��ارج �ي��ة للحكومة واإلع � ��داد اجليد‬ ‫موقف مصر السياسي واالقتصادي‬ ‫يشع بها جميع املصريني‪ ،‬وبالتالي لن‬ ‫للمؤمتر‪ ،‬ساهما في تقليص حدة تأثير‬ ‫في املنطقة‬ ‫يتأثر املؤمتر بهذه األحداث مهما بلغت‬ ‫هذه األح��داث على املؤمتر‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫حدتها‪.‬‬ ‫اس �ت �م��رار ال��دع��م ال �ع��رب��ي وخ��اص��ة من‬ ‫وك ��ان رئ �ي��س ه�ي�ئ��ة االس �ت �ث �م��ار مبصر‪،‬‬ ‫ال�س�ع��ودي��ة واإلم � ��ارات وال �ك��وي��ت ملصر‪،‬‬ ‫‏الدكتور حسن فهمي‪ ،‬قد أكد أن الهيئة‬ ‫س��وف ي��دف��ع إل��ى جن��اح امل��ؤمت��ر وحتقيق‬ ‫ستقوم خالل املؤمتر االقتصادي بشرم‬ ‫األرقام التي تستهدفها احلكومة‪.‬‬ ‫ال �ش �ي��خ ب��ع��رض ف� ��رص االس �ت �ث �م��ار في‬ ‫وق���ال األم�ي�ن ال �ع��ام للجمعية امل�ص��ري��ة‬ ‫احملافظات‪ ،‬وأنه مت االنتهاء من حتديد‬ ‫ال �س �ع��ودي��ة‪ ،‬أح �م��د ص �ب��ري دروي� ��ش‪ ،‬إن‬ ‫الفرص االستثمارية اخلاصة بنحو ‏‪ 5‬‏‪2‬‬ ‫الفرص الكبيرة واملتنوعة التي متتلكها‬ ‫محافظة‪.‬‬ ‫م �ص��ر س� ��وف ت ��دف ��ع امل �س �ت �ث �م��ري��ن إل��ى‬ ‫وأوض ��ح أن ال �ف��رص ال�ت��ي يتم إع��داده��ا‬ ‫املشاركة في املؤمتر‪ ،‬واملؤشرات املوجودة‬ ‫هي فرص حقيقية وتتوافر لها األراضي‬ ‫ح �ت��ى اآلن ت��ؤك��د م �ش��ارك��ة ال �ع��دي��د من‬ ‫وامل��راف��ق وك��اف��ة اخل��دم��ات ال�ت��ي يحتاج‬ ‫الشركات الكبرى في املؤمتر‪.‬‬ ‫اليها أي مشروع وف��ي حالة ع��دم توافر‬ ‫وأوضح في تصريح له أن املستثمر يبحث‬ ‫ك��ل اح�ت�ي��اج��ات امل �ش��روع سيتم استبعاد‬ ‫ع��ن ال�ف��رص القوية وال�ت��ي حتقق عوائد‬ ‫الفرصة من العرض خالل املؤمتر‪.‬‬ ‫جيدة‪ ،‬واألجواء في مصر مشجعة خاصة‬ ‫طاهر الشريف م ��ن ن��اح �ي��ة أخ � ��رى ق� ��ال األم �ي��ن ال �ع��ام‬ ‫مع الدراسات التي جتريها احلكومة عن‬ ‫لغرفة التجارة املصرية البريطانية طاهر‬ ‫ال �ف��رص امل�ت��اح��ة ف��ي ك��ل محافظة والتي‬ ‫ال��ش��ري��ف ال� �ي ��وم ال �س �ب��ت ‪ ،‬إن امل��ؤمت��ر‬ ‫سيتم عرضها ب��امل��ؤمت��ر‪ ،‬ه��ذا باإلضافة‬ ‫االقتصادي القادم في شرم الشيخ ميثل معلما أساسيا في خطة‬ ‫إلى ضمان احلكومة املصرية حلقوق املستثمرين وقرب إصدار‬ ‫احلكومة متوسطة املدى للتنمية االقتصادية‪ ،‬مشددا على أنه‬ ‫قانون االستثمار املوحد‪ ،‬وهو ما يدفع إلى إقبال املستثمرين‬ ‫سيعيد وضع مصر في مكانتها الطبيعية على خريطة االستثمار‬ ‫وعودتهم إلى مصر خالل الفترة املقبلة‪.‬‬ ‫العاملية‪.‬‬ ‫وق��ال وزي��ر االستثمار امل�ص��ري‪ ،‬أش��رف سلمان‪ ،‬إن احلكومة‬ ‫وق��ال الشريف إن مؤمتر مصر االق�ت�ص��ادي ف��ي ش��رم الشيخ‬ ‫املصرية تستهدف تنفيذ استثمارات بقيمة ‪ 410‬مليارات جنيه‬


‫أمني عام اجلمعية املصرية السعودية‬

‫واالق �ت �ص��ادي ف��ي املنطقة وك�ش��ري��ك م��وث��وق ب��ه على الساحة‬ ‫سيلقي الضوء على اإلص�لاح��ات واسعة النطاق التي أجرتها‬ ‫العاملية‪.‬‬ ‫احلكومة‪ ،‬إضافة إلى عرض اإلصالحات املستقبلية التي تهدف‬ ‫ونوه اخلبير االقتصادي املصري بتقرير صندوق النقد الدولي‬ ‫إلى حتقيق االستقرار النقدي وتدفع النمو‪ ،‬وجتذب االستثمارات‬ ‫ال� ��ذي ص ��در م ��ؤخ ��را‪ ،‬واص��ف��ا ال�ت�ق��ري��ر‬ ‫بهدف حتسني رفاهية الشعب املصري‪.‬‬ ‫«ب��امل�ش�ج��ع»‪ ،‬م �ش��ددا ع�ل��ى توقيته ال�ه��ام‬ ‫وش� ��دد ال �ش��ري��ف ع �ل��ى أه �م �ي��ة م�ش��ارك��ة‬ ‫بالنسبة ملصر‪ ،‬اضافة الى اشارته الى ان‬ ‫ب��ري�ط��ان�ي��ا ف��ي امل��ؤمت��ر‪ ،‬م�ش�ي��را إل ��ى أن‬ ‫معدل النمو في الناجت احمللي اإلجمالي‬ ‫اململكة املتحدة هي أكبر مستثمر أجنبي‬ ‫سيكون في حدود ‪ ،3.8%‬مقارنة بالعام‬ ‫في مصر بعد اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫امل��اض��ي وال���ذي س�ج��ل ‪ ،2.2%‬وه��و ما‬ ‫و متتلك استثمارات تراكمية في مصر‬ ‫يعتبر مؤشرا جيدا جدا لصالح السياسات‬ ‫م �ن��ذ ع� ��ام ‪ 1992‬إل� ��ى اآلن جت� ��اوزت‬ ‫النقدية او سياسات اعادة الهيكلة‪.‬‬ ‫‪ 22‬م�ل�ي��ار دوالر‪ ،‬اك �ث��ر م��ن ‪ 60%‬منها‬ ‫واش��ار أمني عام غرفة التجارة املصرية‬ ‫ف��ي ق �ط��اع ال �ب �ت��رول وال��غ��از‪ ،‬م�ن��وه��ا ب��أن‬ ‫البريطانية الى ان املشاركني في املؤمتر‬ ‫الشركات البريطانية متتلك خبرة كبيرة‬ ‫ي �ن �ق �س �م��ون ال � ��ى ق��س��م�ي�ن‪ :‬دول ت�ض��خ‬ ‫ودراية بالسوق املصري من خدمات وسلع‬ ‫اس �ت �ث �م��ارات م ��ن م���وارده���ا ال �س �ي��ادي��ة‪،‬‬ ‫رأس �م��ال �ي��ة‪ ،‬إض��اف��ة إل ��ى خ �ب��رة اجل��ان��ب‬ ‫عادل موسى وخ ��اص ��ة امل �م �ل �ك��ة ال �ع��رب �ي��ة ال �س �ع��ودي��ة‬ ‫البريطاني باالستثمار ومناخ االستثمار‬ ‫والكويت واالمارات‪ ،‬بينما القسم الثاني‬ ‫في مصر‪.‬‬ ‫يشمل الدول التي ستشارك لتنفيذ هذه‬ ‫وقال إن بريطانيا شريك جتاري أساسي‬ ‫االس �ت �ث �م��ارات وف ��ي م�ق��دم�ت�ه��ا‪ :‬الصني‬ ‫مل �ص��ر‪ ،‬م �ش �ي��را إل ��ى أن ح �ج��م ال �ت �ب��ادل‬ ‫اخلبير االقتصادي عادل موسى‪:‬‬ ‫وروس��ي��ا واي �ط��ال �ي��ا وأمل��ان �ي��ا وب��ري�ط��ان�ي��ا‬ ‫التجاري بني البلدين وصل إلى ملياري‬ ‫وفرنسا والواليات املتحدة‪ ،‬اضافة الى‬ ‫دوالر‪ ،‬وارت �ف��ع حجم ال�ت�ب��ادل التجاري‬ ‫االعتبارات‬ ‫يضع‬ ‫ال‬ ‫احلقيقي‬ ‫املستثمر‬ ‫بعض صناديق االستثمار التي قد جتد‬ ‫بني اجلانبني بنسبة ‪ 12%‬العام املاضي‬ ‫السياسية في حساباته‬ ‫في بعض املشروعات عائدا مرتفعا قد‬ ‫باملقارنة بعام ‪.2013‬‬ ‫يدفعها لالستثمار فيه‪.‬‬ ‫وأوض ��ح أن امل��ؤمت��ر ميثل اي�ض��ا فرصة‬ ‫ل�لاس�ت�ث�م��ارات احمل�ل�ي��ة و للمستثمرين أمني عام اجلمعية املصرية السعودية‪:‬‬ ‫وط���ال���ب ط ��اه ��ر ال� �ش ��ري ��ف ب� ��ان ي��رك��ز‬ ‫املؤمترعلى امل�ي��زة التنافسية والنسبية‬ ‫ال ��دول� �ي�ي�ن ف���ي م �خ �ت �ل��ف ال��ق��ط��اع��ات‪،‬‬ ‫الفرص كبيرة مشجعة مع ضمان‬ ‫مل �ص��ر ل� ��دى ه� ��ذه ال � ��دول واي� �ض ��ا على‬ ‫مشيرا إلى تقدمي ‪ 25‬مشروعا ضخما‬ ‫احلكومة املصرية حلقوق املستثمرين‬ ‫احل �ص��ول ع �ل��ى م �س��ان��دة ش��ام �ل��ة ملصر‬ ‫للمشاركني للتمويل او التنفيذ‪.‬‬ ‫س� � ��واء ف� ��ي امل � �ج� ��ال االق � �ت � �ص� ��ادي او‬ ‫�د‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫�ر‬ ‫وأك�� ��د ال� �ش ��ري ��ف أن امل���ؤمت��‬ ‫وقرب إصدار قانون االستثمار املوحد‬ ‫السياسي‪ ،‬ليتحول املؤمتر الى مظاهرة‬ ‫وض� ��ع م �ص��ر ف ��ي م �ك��ان �ت �ه��ا ال�ط�ب�ي�ع�ي��ة‬ ‫لتدعيم وتعزيز موقف مصر السياسي‬ ‫على خريطة االستثمارالعاملية‪ ،‬ويؤكد‬ ‫واالقتصادي في املنطقة‪.‬‬ ‫قدراتها كمصدر لالستقرار السياسي‬


‫‪36‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫بيئة‬

‫ما زال التغير املناخي وتأثيراته الضارة على كوكب األرض وموارده موضع جدل وحوار بني الناس‪ ،‬ويبدو أن حتسني احلوار‬ ‫بني املؤمنني واملتشككني في أهمية الدور الذي يقوم به البشر في تغير املناخ هو الطريقة املثلى لزيادة هذا التوافق بني‬ ‫عامة الناس بحسب كشفته دراسة نشرت في دورية نيتشر كالميت تشينج‪.‬‬

‫هل تستمر قدرة األرض‬ ‫التحمل؟‬ ‫على‬ ‫ّ‬

‫مليارديرات الكربون‬ ‫يستنزفون الكوكب األزرق‬


‫ملوث للغالف‬ ‫الواليات املتحدة أكبر ِ ّ‬ ‫اجلوي في العالم‬ ‫استراتيجيات حشد التأييد لسياسات‬ ‫تخفيف التغير املناخي يجب أن تتجاوز‬ ‫محاوالت فهم الرأى العام للضرورة العلمية‬ ‫العلماء أمام حتدي تغيير العالقة بني املؤمنني‬ ‫واملشككني في ظاهرة االحتباس احلراري‬

‫جدل عاطفي أم علمي؟‬ ‫رغم إدراك العديد من اخلبراء ألثير ارتفاع درجة حرارة األرض‬ ‫على الكوكب األزرق إال أن تباين اآلراء بني املؤمنني واملتشككني‬ ‫في أهمية ال��دور البشري في تغيير املناخ م��ازال يعرقل جهود‬ ‫احتواء هذه الظاهرة‪.‬‬ ‫وقالت آنا ‪ -‬ماريا بليوك (االستاذة بجامعة موناش االسترالية‬ ‫واملشاركة في الدراسة) في بيان لها بأن «استراتيجيات حشد‬ ‫ال�ت��أي�ي��د ل�س�ي��اس��ات تخفيف التغير امل�ن��اخ��ي ي�ج��ب أن تتجاوز‬ ‫محاوالت حتسني فهم الرأي العام للعلم»‪ .‬وترى بليوك أنه بدال من‬ ‫ذلك على العلماء الذين يريدون التحرك ملواجهة مشكلة االحتباس‬ ‫احلراري أن يحاولوا تغيير العالقة بني املؤمنني واملتشككني في‬ ‫هذه الظاهرة‪.‬‬ ‫وجاء في الدراسة التي استندت إلى مسح أجري على االنترنت‬ ‫بني سكان في الواليات املتحدة أن اجلانبني يتفقان بشكل عام‬ ‫على أن تغير امل�ن��اخ حقيقي لكنهما يختلفان على أن النشاط‬ ‫اإلنساني هو وراء هذا التغير‪.‬‬ ‫وخلصت ال��دراس��ة إل��ى أن اخللفيات االجتماعية والصدامات‬ ‫الثقافية هي التي تغذي موقف كل فريق في انعكاس ملا يحدث من‬ ‫جدل مشابه حول اإلجهاض وزواج املثليني‪.‬‬


‫‪38‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫بيئة‬

‫وفي يناير قالت اإلدارة الوطنية األمريكية للمحيطات والغالف‬ ‫اجلوي إن عام ‪ 2014‬كان األكثر دفئا منذ بدء تسجيل درجات‬ ‫احلرارة أواخر القرن التاسع عشر‪ .‬ويعتقد خبراء األمم املتحدة‬ ‫أن املرجح بنسبة ‪ 95‬في املائة هو أن األنشطة البشرية ومنها‬ ‫إح ��راق ال��وق��ود األح �ف��وري ه��ي السبب وراء ظ��اه��رة االحتباس‬ ‫احلراري‪ .‬ويقول العلماء إن عدم التحرك لعالج املشكلة له عواقب‬ ‫خطيرة منها ارت�ف��اع مستوى البحار وأمن��اط الطقس املتطرف‬ ‫وفقدان التنوع احليوي‪ ،‬األمر الذي سيؤدي إلى استنزف طاقة‬ ‫األرض وقدرتها الطبيعية على التحمل ف��ي مجال البيئة‪ ،‬مع‬ ‫استمرار التأثير السلبي لإلنسان على األرض الذي جتاوز حدود‬ ‫التحمل الطبيعي لها‪.‬‬

‫الطاقة األحفورية‪ :‬العدو األول‬ ‫الطاقة األحفورية هي تلك التي يتم استخراجها عن طريق التنقيب‬ ‫في باطن األرض‪ ،‬كالنفط والفوسفات والفسفور‪ .‬وتسمى هذه‬ ‫الطاقة باألحفورية ألنها تعتمد على مبدأ احلفر الستخراجها‪.‬‬ ‫ويعتبر العلماء أن ه��ذا ال�ن��وع م��ن الطاقة أكثر ض��ررا بالبيئة‪.‬‬ ‫وتتسبب الطاقة األح�ف��وري��ة بسبعني ف��ي امل��ائ��ة م��ن االنبعاثات‬ ‫الضارة في اجلو‪ .‬ويبلغ حجم الغازات الدفيئة في اجلو أكثر من‬ ‫‪ 50‬مليار طن سنويا‪ ،‬أي ضعف ما كان عليه احلال عام ‪.1970‬‬ ‫دعم الطاقة البديلة‬ ‫منذ عام ‪ 1880‬ارتفعت درجة حرارة سطح األرض بحوالي ‪0.9‬‬ ‫درجة مئوية‪ ،‬وارتفعت نسبة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في‬


‫الغالف اجلوي من ‪ 290‬جزء من املليون إلى ‪ .400‬وإذا لم يتم‬ ‫وضع حلول نوعية ملشاكل التلوث احلالية‪ ،‬فإن نسبة تركيز ثاني‬ ‫أكسيد الكربون قد يرتفع ليصل إلى ‪ 450‬جزءا من املليون‪ ،‬مما‬ ‫سيرفع درجة ح��رارة األرض إلى درجتني مئويتني‪ .‬وبحلول عام‬ ‫‪ 2100‬من املمكن أن ترتفع درجة حرارة سطح األرض لتصل ‪8‬‬ ‫درجات مئوية‪.‬‬ ‫ويتنبأ كثير من علماء البيئة بارتفاع مستوى سطح البحر واختفاء‬ ‫بعض اجلزر بسبب مشاكل التغير املناخي‪ .‬كما تنبأ هؤالء العلماء‬ ‫بتعرض املدن الساحلية لفيضانات مدمرة واستحالة احلياة في‬ ‫بعض املناطق من العالم بسبب احلرارة املفرطة‪.‬‬ ‫كما طالب علماء البيئة باتخاذ إجراءات سريعة الجتناب عواقب‬ ‫التغير املناخي‪ .‬وأوصى هؤالء باستخدام طاقات بديلة‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫االعتماد الكلي على الفحم والغاز والنفط‪ ،‬والتخلي عن استخدام‬ ‫الفحم ما يعد أكبر مساهمة للتقليل من حجم الغازات الدفيئة‪،‬‬ ‫حيث ميكن أن تتحقق بالتخلي كليا عن استخدام الفحم كمصدر‬ ‫للطاقة في أسرع وقت ممكن‪ .‬فاحتراق الفحم يتسبب في ‪ 30‬في‬ ‫املئة من انبعاثات الغازات املسببة لالحتباس احل��راري‪ ،‬ويعتبر‬ ‫دعم الطاقة الشمسية مصدراً حلماية البيئة‪ ،‬ما يحقق أيضاً‬ ‫حماية بتكلفة مناسبة‪ ،‬وميكن االعتماد على م�ص��ادر الطاقة‬ ‫البديلة بشكل كلي‪ .‬ومن بني مصادر الطاقة البديلة التي ميكن‬ ‫استخدامها‪ ،‬هناك طاقة ال��ري��اح والطاقة الشمسية واملائية‪.‬‬ ‫وميكن ملصادر الطاقة ه��ذه في ح��ال دعمها أن تُستغل بتكلفة‬ ‫مناسبة وأن حتل محل مصادر الطاقة األحفورية بشكل تدريجي‪.‬‬

‫إحراق الوقود األحفوري هو السبب‬ ‫وراء ظاهرة االحتباس احلراري‬ ‫العلماء يحذرون من ارتفاع مستوى البحار‬ ‫املتطرف وفقدان التنوع احليوي‬ ‫وأمناط الطقس ّ‬

‫تسعة ظروف حلياة مستقرة‬ ‫وكان الفريق قد وضع تسعة جوانب لظروف احلياة املستقرة على‬ ‫األرض اتضح أن أربعة منها مت جتاوزها بالفعل‪ .‬وشدد العلماء‬ ‫على اثنني من هذه اجلوانب‪ ،‬وهما التحول املناخي وانقراض‬ ‫األن��واع البيولوجية التي تعتبر ذات أهمية كبيرة للحياة‪ .‬ونشر‬ ‫العلماء هذه املعلومات في مجلة «ساينس» املتخصصة في العلوم‬ ‫الطبيعية‪ ،‬وق��ال رئيس الفريق العلمي وي��ل ستيفن من جامعة‬ ‫ستوكهولم إن»التغيرات املأساوية التي وقعت مؤخرا على األرض‬ ‫لم حتدث منذ عام ‪.»1950‬‬ ‫وأضاف ستيفن قائال‪« :‬ميكننا أن نرى أن الفترة التي أعقبت عام‬ ‫‪ 1950‬ارتبطت فيها التغيرات الكبرى في منظومة األرض ارتباطا‬ ‫مباشرا بالتغيرات االقتصادية‪ .‬وتعد هذه ظاهرة جديدة يتضح‬ ‫منها أن البشر على املستوى العاملي لديهم مسؤوليات جديدة جتاه‬ ‫هذا‬ ‫وخ�لال ال�ق��رن امل��اض��ي‪ ،‬كانت البلدان الصناعية ه��ي املسؤولة‬ ‫بالدرجة األول��ى على زي��ادة حجم ال �غ��ازات الدفيئة ف��ي املجال‬ ‫اجلوي‪ .‬واليوم أصبحت الدول اآلسيوية هي األخرى إلى جانب‬ ‫دول الشرق األوسط والدول النامية تساهم في ذلك أيضاً‪ .‬ويصل‬ ‫معدل الفرد ال��واح��د في ال��دول الفقيرة من انبعاثات الغازات‬ ‫الدفيئة ‪ 1.5‬طن‪ ،‬وفي الدول الغنية يصل هذا املعدل إلى ‪ 13‬طن‪.‬‬ ‫ناقوس اخلطر‬ ‫أعلنت منظمة األمم املتحدة لألغذية والزراعة (فاو) أن التغير‬


‫‪40‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫بيئة‬

‫املناخي يهدد التنوع الوراثي إلمدادات الغذاء في العالم وان إنقاذ‬ ‫احملاصيل واحليوانات املعرضة للخطر أمر جوهري للحفاظ على‬ ‫مخزونات احلبوب والتكيف مع االمناط املناخية املتطرفة‪.‬‬ ‫وقالت فاو إن بعض احملاصيل البرية ‪ -‬وهي س�لاالت ال يقبل‬ ‫املزارعون عليها اآلن ‪ -‬قد يثبت انها أكثر مالءمة في ظروف‬ ‫االحتباس احلراري على الكوكب من أصناف احملاصيل الشائعة‪.‬‬ ‫لكن ه��ذه ال�س�لاالت البرية ال ت��زال ضمن أكثر األن��واع املهددة‬ ‫باخلطر بفعل التغير املناخي‪.‬‬ ‫وقالت ف��او في ورق��ة بحثية إن حتقيق األم��ن الغذائي وحماية‬ ‫االن��واع املهددة في ظل التغير املناخي أحد «التحديات العنيدة‬ ‫التي جتابه البشرية»‪.‬‬ ‫وقالت الورقة البحثية إن ما بني ‪ 16‬إلى ‪ 22‬في املئة من أنواع‬ ‫احملاصيل البرية ق��د ي��واج��ه خطر االن �ق��راض خ�لال السنوات‬ ‫اخلمسني القادمة‪ .‬وأضافت ان من بينها ‪ 61‬في املئة من أنواع‬ ‫الفول السوداني و‪ 12‬في املئة من أن��واع البطاطا (البطاطس)‬ ‫وثمانية في املئة من أنواع اللوبياء‪.‬‬ ‫وقالت ماريا هيلينا سيميدو نائبة املدير العام للفاو في بيان «في‬ ‫عالم يكتنفه االحتباس احل��راري وطقس قاس أكثر تغيرا فان‬ ‫النباتات واحليوانات املخصصة للغذاء حتتاج بدرجة أكبر عن‬ ‫أي وقت مضى الى ان تكون ذات قدرة بيولوجية للتكيف بصورة‬ ‫أس��رع»‪ .‬وأضافت «أن احليلولة دون فقدان املزيد من املصادر‬ ‫ال��وراث�ي��ة ال��زراع�ي��ة وتوجيه ق��در أك�ب��ر م��ن االه�ت�م��ام بدراستها‬ ‫وبامكاناتها سيعزز ق��درة االن�س��ان�ي��ة على التكيف م��ع التغير‬ ‫املناخي»‪.‬‬ ‫وفي سياق حتسني تكيف أنظمة الغذاء أوصت الورقة البحثية‬ ‫بدعم بنوك اجلينات لتتضمن محاصيل تعتبر االن «ثانوية»‬ ‫ومراجعة آليات التربية وإنشاء بنوك محلية للتقاوي والنهوض‬ ‫بتبادل البذور بني املزارعني ومختلف املناطق‪.‬‬ ‫وقالت فاو إن انتاج العالم من الغذاء يجب ان يزيد بنسبة تقدر‬ ‫بنحو ‪ 60‬في املئة بحلول عام ‪ 2050‬كي يكفي الطعام السكان‬ ‫فيما سيجعل التغير املناخي من زيادة احملاصيل أشد صعوبة في‬ ‫كثير من املناطق‪.‬‬ ‫ومن املنتظر ان تتراجع الرقعة املنزرعة في منطقة افريقيا جنوب‬ ‫الصحراء وف��ي منطقة الكاريبي والهند وشمال استراليا فيما‬ ‫سيفتح ارتفاع درج��ة احل��رارة مناطق جديدة أم��ام الزراعة في‬ ‫شمال الواليات املتحدة وكندا والكثير من مناطق اوروبا‪.‬‬ ‫وقالت الورقة البحثية إن أنظمة الزراعة واحملاصيل نفسها حتتاج‬ ‫للتكيف كي تساير هذه البيئات اجلديدة‪.‬‬ ‫ويخشى العلماء من عزوف بعض املزارعني ومربي املاشية عن‬ ‫زراعة بعض أصناف احملاصيل وتربية سالالت احليوانات بسبب‬ ‫التغير املناخي وسط غياب آليات احلفاظ عليها‪.‬‬ ‫التغير املناخي أخطر من داعش‬ ‫�واز ق��ال املسئول اإلع�لام��ى بالبيت األبيض جوش‬ ‫في سياق م� ٍ‬ ‫أرنست‪ ،‬فى تصريح له إن اآلث��ار السلبية للتغير املناخى تشكل‬ ‫خطرا أكبر من خطر اإلرهاب بالنسبة ملعظم األمريكيني‪ ،‬حسبما‬ ‫أفادت صحيفة «واشنطن بوست» األمريكية‪.‬‬

‫سبعون في املئة من االنبعاثات الضارة‬ ‫في اجلو بسبب الطاقة األحفورية‬ ‫دعم مصادر الطاقة البديلة هو الوسيلة األجنع‬ ‫ملواجهة التغيرات املناخية‬


‫وأش���ار أرن �س��ت خ�ل�ال ح��دي�ث��ه إل��ى أن أم��ري�ك��ا ال ت��واج��ه نفس‬ ‫التهديدات اإلرهابية التى كانت تواجهها قبل ‪ 11‬سبتمبر بسبب‬ ‫تنظيم القاعدة‪ .‬وق��ال‪« :‬العديد من املواطنني يواجهون اخلطر‬ ‫املباشر الذى تفرضه آثار التغير املناخى‪ ،‬أو انتشار األم��راض‪،‬‬ ‫بقدر أكبر من اخلطر الذى يفرضه اإلره��اب»‪ ،‬كما كان الرئيس‬ ‫األمريكى ب��اراك أوباما دفع بنفس احلجة فى لقاء له مع قناة‬ ‫«خالل هذا األسبوع»‪.‬‬ ‫منوذج عربي‬ ‫في منوذج بارز من اهتمام البلدان العربية بقضية التغير املناخي‬ ‫أكد تقرير ملركز اإلحصاء في أبوظبي مؤخراً أن وزارة الطاقة‬ ‫أصدرت مؤخراً البالغ الوطني الثالث عن التغ ّير املناخي‪ ،‬فيما‬

‫أصدرت هيئة البيئة التقرير األول جلرد انبعاثات الغازات الدفيئة‬ ‫عن إمارة أبو ظبي‪ ،‬والذي أشار إلى أن معدل انبعاثات الغازات‬ ‫الدفيئة للشخص الواحد بلغ نحو ‪ 46.2‬جيجا غرام من صافي‬ ‫االنبعاثات‪.‬‬ ‫وأشار التقرير‪ ،‬الذي صدر مؤخراً عن مركز اإلحصاء بأبوظبي‬ ‫بعنوان «التغير املناخي»‪ ،‬إلى أنه في اآلونة األخيرة ازداد االهتمام‬ ‫باحلد من ظاهرة التغير املناخي على مستوى العالم وبات الشغل‬ ‫الشاغل للحكومات والهيئات الدولية للمراقبة وتنظيم وتقليل‬ ‫حجم االنبعاثات امللوثة للهواء‪.‬‬ ‫وأش��ار التقرير إل��ى دراس��ة أج��ري��ت ف��ي ال��دول��ة لقياس درج��ات‬ ‫احلرارة خالل العقود الثالثة املاضية‪ ،‬حيث استهدفت الدراسة‬ ‫بيانات متوسط درج��ات احل��رارة وتغيرها‪ ،‬والتي مت استخدام‬


‫‪42‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫بيئة‬

‫‪‎‬طاقة الشمس املجانية لم تستخدم بعد‬

‫بيانات محطة مطار أبوظبي الدولي كمحطة مرجعية للتغير‪ ،‬حيث‬ ‫تعتبر أقدم محطة في إمارة أبوظبي قائمة حتى اآلن‪ ،‬وأظهرت‬ ‫زيادة مطردة في متوسط درجات احلرارة في إمارة أبو ظبي منذ‬ ‫العام ‪ 1982‬وحتى العام ‪. 2013‬‬ ‫ووفقا للتقرير‪ :‬كشفت ال��دراس��ة عن انحراف متوسط درج��ات‬ ‫احلرارة السنوية عن متوسط الدرجات لفترة طويلة األمد‪ ،‬والتي‬ ‫تبلغ ‪ 31‬عاماً‪ ،‬وأنه في العام ‪ 2013‬بلغت زيادة درجة احلرارة‬ ‫نحو ‪ 0.6‬درجة مئوية بعد أن كانت تقل نحو ‪ 1.6‬درجة مئوية عن‬ ‫املتوسط طويل األمد في العام ‪.1982‬‬ ‫اتفاق ليما‬ ‫يعتبر االتفاق ال��ذي متت صياغته في يناير ‪ 2014‬في املؤمتر‬

‫العاملي السنوي للتغير املناخي مبدينة ليما (عاصمة جمهورية‬ ‫البيرو) «اختراقا» معينا في املفاوضات الدائرة خالل العقدين‬ ‫األخيرين حول انبعاث الغازات امللوثة‪ ،‬حيث مينح االتفاق دول‬ ‫العالم‪ ،‬وبخاصة ال��دول الغربية الرأسمالية‪ ،‬مساحة ال نهائية‬ ‫تقريبا ل�ل�م�ن��اورة‪ ،‬بحيث تستطيع م��ن خاللها م�لاءم��ة أه��داف‬ ‫انبعاثاتها الحتياجاتها ومصاحلها اخلاصة‪.‬‬ ‫فاالتفاق لم يحدد السنة املستهدفة التي سيتم فيها احتساب‬ ‫االن�ب�ع��اث��ات؛ كما ل��م يضع معايير واض�ح��ة م��ن شأنها السماح‬ ‫باحتساب ورص��د م�ع��دل خفض االن �ب �ع��اث��ات‪ .‬وق��د ت�ب��دو هذه‬ ‫التفاصيل تقنية‪ ،‬لكنها هي بالذات التي ستقرر‪ ،‬إلى حد كبير‪،‬‬ ‫الفرق بني التصريحات اللفظية واإلجن��ازات الفعلية لألهداف‪،‬‬ ‫وبخاصة أن هناك فجوة كبيرة بني الكالم والواقع‪.‬‬


‫كما ال ت��زال قضايا ج��دي��ة إض��اف�ي��ة غير واض �ح��ة‪ ،‬وق��د تخلق‬ ‫صعوبات كبيرة حتول دون التوقيع على اتفاق فعال في باريس‪.‬‬ ‫وم��ن أصعب تلك القضايا املساعدات التي ستقدمها البلدان‬ ‫الغنية إلى البلدان النامية‪ ،‬كي تتمكن األخيرة من التكيف مع واقع‬ ‫التغيرات املناخية‪.‬‬ ‫مطالبات عبثية صادقة‬ ‫البلدان النامية‪ ،‬ومبصداقية كبيرة‪ ،‬تطالب الدول الغنية التي‬ ‫أشبعت الغالف اجلوي بالغازات املسببة لالحتباس احلراري‬ ‫(غازات الدفيئة) على مدى السنوات املائة وخمسني املاضية‪-‬‬ ‫تطالبها مب�س��اع��دت�ه��ا م��ال�ي��ا وت�ك�ن��ول��وج�ي��ا‪ ،‬ك��ي تنجز ال�ه��دف‬ ‫امل�ش�ت��رك‪ .‬وينبغي أن تتضمن تلك املساعدة دعما لتطوير‬ ‫مشاريع مثل توليد الكهرباء من مصادر الطاقة املتجددة‪ ،‬كي‬ ‫تتمكن البلدان النامية من تقليل انبعاث غازات الدفيئة‪ ،‬وفي‬ ‫ذات الوقت توفير اخل��دم��ات األساسية ملواطنيها مثل املياه‬ ‫والكهرباء‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬التحدي األكبر الذي يواجه املفاوضات الدولية هو واقع‬ ‫سوق الطاقة؛ إذ أن استخدام الغاز والنفط آخذ في االزدياد‬ ‫في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وفي ذات الوقت‪ ،‬أسعار النفط آخذة‬ ‫في االنخفاض‪ .‬في مثل هذا الواقع‪ ،‬من الصعب أن نرى كيف‬ ‫ستعكس دول العالم االجتاه‪ ،‬بحيث تبدأ في خفض انبعاثاتها‬ ‫الغازية في السنوات املقبلة‪.‬‬

‫احتراق الفحم يتسبب في ثالثني في املئة من‬ ‫انبعاثات الغازات املسببة لالحتباس احلراري‬ ‫التغيرات املأساوية التي وقعت مؤخر ًا على‬ ‫األرض لم حتدث منذ ‪1950‬‬ ‫(ويل ستيفن)‬ ‫احملاصيل البرية أكثر مالءمة من احملاصيل‬ ‫الشائعة في ظل ظروف االحتباس احلراري‬ ‫على الكوكب‬

‫جنون مليارديرات الكربون‬ ‫كشف املنتدى الدولي للعوملة ‪ -‬في تقريره الذي نشر عام ‪2012‬‬ ‫ عن الوجوه الرأسمالية األميركية التي تقف خلف أزمة املناخ‬‫العاملية‪ ،‬وجتعل من الواليات املتحدة أكبر العقبات التي حتول‬ ‫دون تثبيت التزامات دولية متعددة األطراف لتقليص االنبعاثات‬ ‫الغازية اخلطرة املتسببة في تخريب النظام املناخي‪ ،‬علما أن‬ ‫الواليات املتحدة تعد من أكبر ملوثي الغالف اجلوي في العالم‪.‬‬ ‫وبني التقرير دور أب��رز الرأسماليني األميركيني الذين أسماهم‬ ‫«مليارديرات الكربون»‪ ،‬أمثال األخوين شارلز ودفيد كوخ‪ -‬في شل‬ ‫السياسة املناخية األميركية التي أوصلت مفاوضات املناخ‪ ،‬في‬ ‫إطار األمم املتحدة‪ ،‬إلى طريق مسدود‪.‬‬ ‫وق��د دأب أول�ئ��ك الرأسماليون ال��ذي��ن يستثمرون أم��واال هائلة‬ ‫في الوقود األحفوري‪ ،‬إلى جانب شركات النفط الضخمة‪ ،‬مثل‬ ‫«إكسون»‪ ،‬على قتل أي احتمال لسن تشريعات أميركية خاصة‬ ‫باملناخ‪ ،‬م��ن خ�لال حمالت التأثير املكثفة على املشرعني في‬ ‫الكونغرس ومجلس الشيوخ‪ ،‬ومتويل األب�ح��اث العلمية الهادفة‬ ‫مسبقا إل��ى إن�ك��ار وج��ود تغير مناخي سببه العنصر البشري‪،‬‬ ‫ومهاجمة قوانني الهواء النظيف‪ ،‬ومنع إزالة الدعم على الطاقة‬ ‫األح�ف��وري��ة‪ ،‬وهجوم منظم ضد حق الوكالة األميركية حلماية‬ ‫البيئة في تنظيم االنبعاثات الكربونية‪ ،‬ناهيك عن إعاقة عملية‬ ‫وضع معايير أقوى ملنشآت الطاقة األميركية‪ ،‬ونشاطات أخرى‬ ‫تهدف إلى التأثير السلبي على السياسة املناخية‪ .‬واعتبر املنتدى‬ ‫أن املفاوضني األميركيني في محادثات املناخ ميثلون رأسماليي‬ ‫شركات النفط‪ ،‬وال ميثلون الشعب األميركي‪.‬‬


‫‪44‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫بيئة‬

‫مهددون ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الفهد اإلفريقي‬

‫ظبي سايغا‬

‫كان قدميا منتشرا في دول البلقان والشرق األوس��ط‪ ،‬لكنه‬ ‫هناك خسر حربه مع اإلنسان‪ ،‬فاكتفى مبناطق في الهند وفي‬ ‫جنوب الصحراء‪.‬‬

‫يبدو ظبي سايغا وكأنه كائن فضائي‪ .‬عمره من عمر اإلنسان‪،‬‬ ‫لكنه ال يعيش ال�ي��وم إال ف��ي السهوب اجلليدية ف��ي روسيا‬ ‫وكزاخستان ومنغوليا‪.‬‬

‫سمك القرش‬

‫سمك القرش النجار‬

‫زعانف سمك القرش محبوبة جدا في الصني واليابان‪ .‬وال‬ ‫يكف الصيادون عن قطعها وأسماك القرش حية ترزق‪ .‬كما‬ ‫يتم اصطيادها واستغاللها في بعض املنتوجات‪.‬‬

‫سمك القرش النجار يطيح مبنشاره بجميع األسماك األخرى‬ ‫التي تعترض طريقه‪ .‬وسالحه احلاد هو السبب في انقراضه‪.‬‬ ‫فطوله وأسنانه جتعله يلتصق بشباك الصيادين‪.‬‬

‫ديكلوفينك‬

‫احلمار اآلسيوي‬

‫ديكلوفينك م��ادة مضادة لاللتهابات الالستيريدية‪ ،‬يتناولها‬ ‫احليوانات‪ ،‬وعندما يلتهم النسر فريسته‪ ،‬فإنه يقضي فورا‬ ‫بسبب قصور في الكلى ناجم عن تلك األدوية‪.‬‬

‫في السنوات اخلمسة عشر األخيرة تقلصت أعداد احلمير‬ ‫اآلسيوية‪ ،‬فاستغنى عنها اإلنسان لصالح احلصان‪ .‬واليوم ال‬ ‫نراها إال في الفضاءات املخصصة لألطفال‪.‬‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاالنقراض‬

‫كالب البحر‬

‫السلحفاة البرية‬

‫ك�لاب البحر شديدة التأثر بالطقس‪ ،‬وتقع بسرعة شديدة‬ ‫فريسة للعديد م��ن األم ��راض واالل�ت�ه��اب��ات‪ .‬وحققت برامج‬ ‫احلماية خطوات مهمة للحفاظ على بقاء هذه احليوانات‪.‬‬

‫ال�س�لاح��ف ال�ب��ري��ة أط ��ول ع�م��را م��ن اإلن �س��ان مب�ع��دل ‪225‬‬ ‫مليون عام ويبدو أنها لم تعد قادرة على الصمود أمام تدمير‬ ‫أعشاشها‪ ،‬أو بسبب تناول املواد البالستيكية‪.‬‬

‫الدب القطبي‬

‫الدقناش األكحل‬

‫م��ع ذوب��ان اجلليد ف��ي احمليط القطبي‪ ،‬باتت حياة الدببة‬ ‫القطبية أيضا م�ه��ددة‪ .‬ولهذا هناك مساعي لوضعها على‬ ‫القائمة األممية للحيوانات املهددة باالنقراض‪.‬‬

‫الدقناش األكحل‪ ،‬من اللواحم وه��و يتغذى على احلشرات‬ ‫الكبيرة‪ .‬يقضي فصل الشتاء جنوب خط االستواء‪ ،‬لكنه قبل‬ ‫أن يبلغ هدفه يقع فريسة ملصيدة الطيور‪.‬‬

‫ضفدع الطني‬

‫الليمور‬

‫ضفدع الطني يوجد فقط في جزيرة مايوركا‪ ،‬ويحمل الذكر‬ ‫البيض املخصب على ظهره حتى يفقس‪.‬‬

‫الليمور حيوان نادر يعيش منه ‪ 30‬في جزيرة مدغشقر وال‬ ‫وجود له في أي مكان آخر في العالم‬


‫‪46‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫ثقافة‬

‫القتل المقدس‬

‫كتاب يكشف خبايا داعش‬ ‫عن دار َر َهف للنشر والتوزيع صدر كتاب «القتل املق ّدس‪ :‬داعش‪10 ..‬‬ ‫سنوات من اخلروج علي الله» بتوقيع الشاعر والكاتب الصحفي الشاب‬ ‫محمد حميدة‪.‬‬ ‫يبدأ الكتاب بتمهيد يستعرض األسس الفكرية والفقهية لنظرية التطرف‬ ‫في املرجعية اإلسالمية‪ ،‬ب��د ًءا من اب��ن تيمية واحمليط االجتماعي‬ ‫مغال في التش ّدد‪،‬‬ ‫توجه فكري وفقهي ٍ‬ ‫والسياسي الذي قاده لتدشني ّ‬ ‫ومتت ّب ًعا للنقالت التاريخية واملفصلية التي عبر عليها املنتج الفقهي‬ ‫اإلسالمي في أزماته ومنعطفاته التي حدت خُ طا الفقهاء واملفكرين‬ ‫نحو هذه املساحة الضيقة من تأويل النص واستنباط الدالالت وتوقيعها‬ ‫علي الراهن‪.‬‬ ‫ويلي التمهيد عشرون فص ً‬ ‫ٍ‬ ‫ال‪ ،‬تستعرض بشكل ٍ‬ ‫وضاف كل ما يخص‬ ‫واف‬ ‫أحد جتلّيات هذا التط ّرف والتش ّدد‪ ،‬ليبدأ الكتاب في التأصيل لنشأة‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية في العراق والشام «داعش» بد ًءا من املرحلة‬ ‫التالية للغزو األمريكي للعراق وإسقاط نظام الرئيس العراقي األسبق‬ ‫صدام حسني‪ ،‬وتأسيس عديد من التنظيمات واحلركات واجلماعات‬ ‫املسلحة‪ ،‬املرتكزة علي أسس فقهية ودينية والتي ش ّكلت نواة التنظيم‬ ‫توسعه في ال��داخ��ل العراقي‪ ،‬وف��ي األراض��ي‬ ‫ومبتدأ خطواته‪ ،‬قبل ّ‬ ‫السورية عقب ان��دالع االنتفاضة في مارس من العام ‪ 2011‬وصوالً‬ ‫إلى شكل التنظيم احلالي‪ ،‬لتبدأ باقي الفصول في استعراض جوانب‬ ‫التنظيم هيكل ًّيا وتنظيم ًّيا‪ ،‬وأهم قادته ومراحله املفصلية‪ ،‬ونزاعاته‬ ‫الداخلية‪ ،‬واقتصاده وموارده‪ ،‬وعالقاته اخلارجية بالدول واحلكومات‬ ‫وبعض التنظيمات اإلرهابية األخرى‪ ،‬إضافة إلي ممارساته وجرائمه‬ ‫التي ارتكبها بحق الشعبني العراقي والسوري‪ ،‬وما أحدثه عبر خططه‬ ‫جذري عميق الفعل والتأثير في‬ ‫ومد ّونته احلركية والفكرية من تغ ّيُر‬ ‫ّ‬

‫بنيتي املجتمعني وأسسهما الفكرية والتنظيمية‪.‬‬ ‫يتوسل‬ ‫كتاب «القتل املقدس‪ :‬داعش‪ 10 ..‬سنوات من اخلروج علي الله» ّ‬ ‫بآليات بحثية منهجية‪ ،‬ويستند إلي معلومات وتفاصيل حقيقية ومو ّثقة‪،‬‬ ‫وتقص طويلني في واقعي العراق وسوريا‪ ،‬ونتاج تواصل‬ ‫هي ثمار بحث‬ ‫ٍّ‬ ‫واتصال فاعلني مع عدد من مواطني الداخل في الدولتني‪ ،‬ومع مصادر‬ ‫ّ‬ ‫مطلعة وعلي مقربة من منابع التطرف والقيادة واحلركة في التنظيم‪،‬‬ ‫وكذلك مع التنظيم نفسه وبعض قياداته‪.‬‬ ‫محمد حميدة‪ ،‬شاعر وكاتب صحفي‪ ،‬متخصص في الشئون اخلارجية‬ ‫والعربية‪ ،‬وف��ي احلركات اإلسالمية‪ ،‬ب��دأ العمل الصحفي قبل ع ّدة‬ ‫سنوات‪ ،‬وتنقّل بني عدد من اجلهات واملؤسسات الصحفية واإلعالمية‪،‬‬ ‫منها‪ :‬صحيفة املشهد‪ ،‬وصحيفة الصباح‪ ،‬وبوابة قناة التحرير‪ ،‬وقناة‬ ‫سوريا الغد‪ ،‬وقناة ليبيا الكرامة‪.‬‬

‫اسويطي يحاور نفسه من أجل الحلم اإلذاعي‬ ‫«محمد اسويطي» شاب ليبي عمل بقناة العاصمة كمهندس ديكور وفني إضاءة للعديد من البرامج املرئية‬ ‫بالقناة إلى أن مت اقتحامها والعبث مبمتلكاتها وتوقفها عن البث مع وقف كل موظفيها عن العمل‪ ,‬إال أنه‬ ‫لم يستسلم للبطالة‪ ,‬فلديه حلم منذ طفولته يطمح لتحقيقه‪ ،‬وهو أن يصبح مذيعاً او محاوراً في إحدى‬ ‫القنوات الليبية وقريباً من الشارع يالمس هموم املواطن ويوصل صوته لآلخرين‪ ,‬ولعل ذلك كان فرصة‬ ‫املغامرة‪.‬‬ ‫محمد بعدما كان في املنزل يخاطب شخصيته أمام املرآة وحتى أثناء القيادة مستعم ً‬ ‫ال حوارات وهمية‬ ‫يصنعها لنفسه بنبرات مختلفة يسأل ويجيب على نفسه‪ ,‬حلبه وعشقة مجال االعالم واحملاورة ‪ ..‬ويرى‬ ‫بأنه قادرعلى دخول املجال‪ ,‬فثقته بنفسه هي ما جعلته يتقدم خطوة إلى األمام لرمبا فيها يحقق حلمه‬ ‫الذي طاملا راوده منذ سنوات‪ ,‬فالتحق بقناة ليبيا الرياضية املسموعة وكان ضمن أبرز مذيعيها ملا ميلكه‬ ‫من ثقافة واسعة وصوت جميل أحبه املستمع فكان املبدع بأدائه واملقنع بحواراته واملمتع بأسلوبه‪ ,‬وحتى‬ ‫في اختيار فقرات برامجه كان يختلف عن الغير ‪ ..‬السويطي يقدم حالياً برنامج بعنوان «صباح الرياضية»‬ ‫وهو برنامج يومي خدمي اجتماعي يتطرق فيه لكافة املواضيع التي تهم املواطن الليبي‪ ,‬باإلضافة لبرنامج‬ ‫«مانشيتات الصحافة» وهو قراءة عامة في اهم ما تتناوله الصحافة العاملية والعربية واحمللية‪ ,‬كما يقدم‬ ‫برنامج «دفتر الذاكرة» وهو برنامج شبه وثائقي يتحدث فيه عن مسيرة الرياضيني الليبيني القدامى في‬ ‫مختلف الرياضات‪.‬‬


‫شخص آخر‬ ‫رواية تناهض االنغالق والتحجر المذهبي‬

‫القيم األخالقية‬ ‫لدى غاندي‬ ‫نظم مركز موالنا أزاد الثقافي الهندي بالتعاون مع‬ ‫جمعية الصداقة املصرية الهندية‪ ،‬يوم اخلميس‬ ‫املاضي‪ ،‬محاضرة للدكتور مصطفى كامل السيد‪،‬‬ ‫أس�ت��اذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حتت‬ ‫عنوان «القيم األخالقية ل��دى غاندي» في املقر‬ ‫اجلديد ملركز موالنا أزاد الثقافي الهندي الكائن‬ ‫في ‪ 3‬ش��ارع أبو الفدا‪ ،‬الزمالك‪ ،‬وذل��ك مبناسبة‬ ‫االحتفال بالذكرى املئوية لعودة غاندي إلى الهند‬ ‫من جنوب أفريقيا‪.‬‬ ‫ألقى سفير الهند بالقاهرة‪ ،‬السيد نافديب سورى‪،‬‬ ‫ورئيس جمعية الصداقة املصرية الهندية‪ ،‬الدكتور‬ ‫م��اج��د ع�ث�م��ان‪ ،‬كلمات ال �ن��دوة االف�ت�ت��اح�ي��ة‪ ،‬كما‬ ‫حت��دث ال��دك�ت��ور مصطفى ك��ام��ل ح��ول العصيان‬ ‫املدنى‪ ،‬وفلسفة ممارسة املقاومة السلمية‪.‬‬ ‫يذكر أن الدكتور مصطفى كامل السيد‪ ،‬هو مدير‬ ‫مركز دراس��ات ال��دول النامية‪ ،‬بجامعة القاهرة‪،‬‬ ‫وعضو فى العديد من اجلمعيات املرموقة مثل‬ ‫اجلمعية املصرية لالقتصاد السياسى‪ ،‬واجلمعية‬ ‫األمريكية للعلوم السياسية‪ ،‬واجلمعية العربة‬ ‫ل�ل�ع�ل��وم ال�س�ي��اس�ي��ة واجل�م�ع�ي��ة امل �ص��ري��ة حلقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬

‫«شخص آخ��ر» ه��و ع�ن��وان ال��رواي��ة‬ ‫التي صدرت مؤخراً عن «دار سائر‬ ‫امل� �ش ��رق»‪ ،‬ف��ي ب� �ي ��روت‪ ،‬ل�ل��روائ�ي��ة‬ ‫نرمني اخلنسا‪.‬‬ ‫تتناول الكاتبة مرحلة ما بعد عام‬ ‫‪ 2005‬واغ �ت �ي��ال رئ �ي��س احلكومة‬ ‫السابق رفيق احلريري وما أعقب‬ ‫ذل ��ك م��ن أح� ��داث م��ؤمل��ة م�ث��ل قتل‬ ‫شخص خطأ بسبب اخل�ل��ط بينه‬ ‫وب�ي��ن ش��خ��ص آخ� ��ر أو اخل �ط��ف‬ ‫اخلطأ‪.‬‬ ‫وت��ع��ب��ر ن ��رم�ي�ن اخل��ن��س��ا ب �ص��دق‬ ‫ومباشرة عن كيفية حت ّول اإلنسان‬ ‫في هذه األوضاع إلى مجرد «شيء»‬ ‫ال قيمة له إال كونه وسيلة لتحقيق‬ ‫غاية ما‪.‬‬ ‫ت� �ب ��دأ خ� �ي ��وط ال� ��رواي� ��ة م ��ن ع�ن��د‬ ‫مهندسة الديكور «عال» التي كانت‬ ‫متوجهة صباحا إلى منزل صديقتها لتناول اإلفطار‪ ،‬وفي الطريق تطاردها سيارة‬ ‫رباعية الدفع‪ ،‬ينزل منها أشخاص فيختطفونها ويكممون فمها ويعصبون عينيها‪.‬‬ ‫وتفضفض خالل محنة االحتجاز بأحالمها وخيباتها وحنينها إلى العالم الذي‬ ‫حرمت منه وأيام انتظار القتل أو االغتصاب أو طلب الفدية‪ .‬إنها هنا تص ّور بنجاح‬ ‫حت ّول اإلنسان إلى كائن عاجز يائس وال يعرف سببا للبلوى التي حلت به فجأة‪.‬‬ ‫بد من ذكر مالحظة وهي أن الكاتبة املعادية للتعصب الطائفي‪ ،‬كما‬ ‫وأخيرا ال ّ‬ ‫عرف عنها وكما تشهد روايتها‪ ،‬جعلت جميع شخصيات هذه الرواية إسالمية من‬ ‫املذهبني الرئيسيني‪ ،‬وكأنها تتكلم عن عالم منفصل بعضه عن بعض‪ ،‬بينما تهاجم‬ ‫في روايتها كل سمات االنغالق واالنفصال‪.‬‬

‫هل كان المسيح مسلم ًا؟‬ ‫هل كان املسيح مسلماً؟ هو عنوان (أو سؤال) الكتاب الذي‬ ‫أصدره الدكتور روبرت شيدينغر مؤخراً‪ .‬يجيب املؤلف‪:‬‬ ‫«نعم‪ ،‬كان مسلما»‪.‬‬ ‫شيدينغر دكتور مسيحى يعمل رئيساً لقسم الدراسات‬ ‫الدينية والعقائد بجامعة لوثر بوالية أيوا األمريكية وهو‬ ‫يعتقد أنه توصل‪ ،‬بعد رحلة بحث مضنية استمرت لثمانية‬ ‫أعوام في الكتب السماوية وآراء علماء الدين في العالم‪،‬‬ ‫واملؤرخني إلى أن املسيح كان مسلما بالفعل‪ ،‬وأنه توصل‬ ‫لهذه احلقيقة بعد اكتشاف أوجه التشابه بني الديانات‬ ‫السماوية خاصة املسيحية واإلسالمية‪ ،‬وهما من وجهة‬ ‫نظره حركات عدالة اجتماعية بدأت في القرن األول‬ ‫امليالدي مع ميالد املسيح وديانته وامتدت حتى القرن‬ ‫السادس مع ظهور محمد والدين اإلسالمي‪ ،‬موضحا أن‬ ‫اإلسالم أو املسيحية يعدان حركات إصالحية متشابهة‬ ‫ف��ي أوج��ه ع��دة منها ال��دع��وة واالن�ت�ش��ار وامل�م��ارس��ات‬ ‫والتعاليم‪ .‬وبالرغم من مرور ثالث سنوات على إصداره‪،‬‬ ‫ال يزال هذا الكتاب يثير جدال متواصال في الواليات‬

‫املتحدة‪ ،‬دفع بعض معارضيه إلى مطالبته باالعتذار عن‬ ‫«جهلهاملطبق»‪.‬‬ ‫اجللبة التي يثيرها هذا السؤال ال معنى لها في احلقيقة‪.‬‬ ‫فعندما نقرأ القرآن الكرمي نعرف بصريح النص أن عيسى‬ ‫وموسى وإبراهيم كانوا أنبياء مسلمني‪ ،‬وأن محمداً كان‬ ‫ختام هذه احللقة من الديانة احلنيفية احلنيفة‪ .‬ولكن‬ ‫أمام الفصل احلالي بني األديان السماوية جند أن أتباع‬ ‫كل ديانة ال يستطيعون تقبل اشتراكهم مع اآلخرين في‬ ‫خصهم وحدهم بهذا الدين أو‬ ‫نفس املعتقد‪ ،‬كأن الله قد ّ‬ ‫ذاك‪ ،‬دون أن يعرفوا أن الدين واحد‪ ،‬كما هو الله سبحانه‬ ‫وتعالى واحد أحد‪.‬‬ ‫جامعة لوثر الصادر عنها الكتاب أكدت بأنها تقف إلى‬ ‫جانب الدكتور روبرت شيدينغر وأطروحته املثيرة للجدل‪،‬‬ ‫وقالت فى بيان لها «إن اإلدارة متكيفة متاماً ملا توصل‬ ‫إليه شيدينغر من نتائج فى بحثه العلمى‪ ،‬وبأن اجلوانب‬ ‫التي تطرق لها ال تعتبر شيئا يستحق كل هذا الصخب‬ ‫واجلدل»‪.‬‬


‫‪48‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫كتاب‬

‫ثقافة‬ ‫‪:‬‬

‫قــــــــــــراءات‬ ‫في السلم والحرب‬

‫يختصر قرن ًا من الزمان ويحتاج‬ ‫منا إلى التمعن‬ ‫سالم مصطفى‬

‫عن مجلة املستقل وف��ي عددها األول ص��در كتاب «ق ��راءات في السلم‬ ‫واحل� ��رب‪ ..‬ليبيا ‪ »2011 1911-‬للكاتب والباحث الليبي عبداملنعم‬ ‫احملجوب في ‪ 152‬صفحة من احلجم املتوسط في طبعة أول��ى لسنة‬ ‫‪ 2015‬وقد أحلق عنوانه الرئيسي بعنوان فرعي هو أثر املتغيرات الدولية‬ ‫على مفهوم الكيان وأسباب قوة الدولة‪.‬‬ ‫استهل الكاتب كتابه مبالحظة أشار فيها إلي أن الكتاب يتضمن وجهة نظر‬ ‫شخصية للكاتب في تاريخ ليبيا احلديث منذ ‪ 1911‬حتى ‪ .2011‬يليه‬ ‫تقدمي أوضح فيه الكاتب الظروف السياسية واالجتماعية واالقتصادية التي‬ ‫كانت تعيش فيها ليبيا خالل القرن التاسع عشر ثم االحتالل االيطالي لليبيا‬ ‫مع العام ‪1911‬وحركة اجلهاد الليبي موضحا التنظيم العسكري والسياسي‬ ‫لليبيني خالل الفترة املمتدة من ‪ 1911‬وحتى ‪ 2011‬حيث قسمها إلى‬ ‫أربعة أقسام‪:‬‬ ‫> األدوار (‪ )2011 /1911‬واملقصود بها وح��دات قتالية من مجاهدي‬ ‫القبائل‪.‬‬ ‫> اجلمعيات السياسية إبان اإلدارة البريطانية والعهد امللكي‪.‬‬ ‫> التشكيالت العسكرية من ‪ 1969‬حتى نهاية ‪.2010‬‬ ‫> التشكيالت املقاتلة بداء من سنة ‪.2011‬‬ ‫وقسم الكاتب كتابه إلى ثالث فصول مقسما كل فصل إلي مجموعة من‬ ‫العناوين‪.‬‬ ‫حيث أكد الكاتب في فصله األول على أن مصطلح ليبيا وهو ما يرمز إلي‬ ‫الرقعة اجلغرافية املعروفة اآلن لم يكن موجودا من قبل بل ظهر مع بداية‬ ‫القرن العشرين وقد قام األوربيون الغربيون بجلبه معهم وأن كانت له جذور‬ ‫قدمية في املنطقة كاسم ألحد القبائل التي استوطنتها رغم عدم قبول‬ ‫الليبيني لهذا االسم في بداية األمر وخاصة أن حركة اجلهاد ضد الطليان‬ ‫كانت نصرة لإلسالم والوطن ‪ ،‬أي من أجل العروبة واإلسالم ال من أجل‬ ‫ليبيا (ص ‪.)16‬‬ ‫ثم يتطرق الكاتب إلى مفهوم ليبيا ككيان وعالقتها ب��دول اجل��وار تونس‬ ‫ومصر وكونها بلد وس��ط أي إنها ممر ال يستقر‪ ،‬فال هي كانت كيانا‬ ‫مستقال بذاته في سياستها وال أهلها كانوا مستقلني بذواتهم في وجودهم‬ ‫االجتماعي فال جندها إال وقد التحقت بغربها لتكون جزء من قرطاج أو‬ ‫التحقت بشرقها لتكون جزء من دولة الفراعنة (ص‪ ..)25‬مع توضيح لطبيعة‬ ‫ليبية اجلغرافية وثأثيرها على الشخصية الليبية‪.‬‬ ‫ثم ينحو بنا الكاتب إلى حتليل أبعاد هذا الكيان فيقول‪ :‬لليبيا ثالثة أبعاد‬

‫جيوحضارية شكلت وجود ودور هذا الكيان وهي أبعاد متصلة بجغرافيتها‬ ‫وتاريخها االجتماعي ـ فضال عن اقتصاديات اهلهل بني العصور ـ وهي البعد‬ ‫العربي اإلسالمي‪ ،‬والبعد الصحراوي اإلفريقي‪ ،‬والبعد املتوسطي (ص‪.)27‬‬ ‫موضحا طبيعة كل بعد مؤكدا علي أهمية البعد العربي اإلسالمي والبعد‬ ‫الصحراوي وضعف البعد املتوسطي تاريخيا وقوته من الناحية السياسية‬ ‫ثم االقتصادية في العصر احلديث‪ .‬ويختم الفصل األول باحلديث عن قوة‬ ‫الدولة ودور اكتشاف وتصدير النفط في خلق هذا املفهوم للدولة مستعرضا‬ ‫خالل هذا الفصل حقبة من تاريخ ليبيا في القرن العشرين مرورا باحلربني‬ ‫العامليتني األولى والثانية وأثرهم على ليبيا ومستعرضا بشكل أكثر تفصيال‬ ‫حركة اجلهاد ودور احلركة السنوسية وكل من بريطانيا وفرنسا وأمريكا‬ ‫وايطاليا وتركيا في صياغة هذا الكيان الذي أصبح اسمه ليبيا‪.‬‬ ‫في الفصل الثاني يتحدث الكاتب عن دل الوحدة واالنفصال في ليبيا‪ ..‬ليبيا‬ ‫التي كانت منذ القرن السادس عشر بأقاليمها الثالثة متجمعة في وحدة‬ ‫إدارية واحدة إلى ما قبل االحتالل االيطالي بقليل حيث حتول إلى مشروع‬ ‫تعمل بريطانيا على اجن��ازه وحت��ول قبيل انتهاء االحتالل االيطالي إلي‬ ‫مشكلة جغرافية تهدد الكيان السياسي لليبيا‪ .‬ليعرج الكاتب بعدها بشيء‬ ‫من التفصيل للمحاوالت البريطانية لتقسيم ليبيا والتي عنونها بالعناوين‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫> برقة والدولة اليهودية في العقد األول من القرن العشرين‪.‬‬ ‫> بريطانيا واألمة البرقاوية في عشرينيات وثالثينياث القرن املاضي‪.‬‬ ‫> إمارة برقة اإلدريسية بعد انتهاء احلرب العاملية الثانية‪.‬‬ ‫> فرنسا وجمهورية فزان في أربعينيات القرن العشرين‪.‬‬ ‫> الفدرالية اجلديدة ‪.2011‬‬ ‫وقد احلق الكاتب بكتابه مجموعة من املالحق الهامة من مذكرات ومناشير‬ ‫وفرمانات وقوانني ورسائل ودساتير ص��درت في ليبيا أو عنها من قبل‬ ‫السلطات املتعاقبة على حكم ليبيا أومن املجاهدين أو الشخصيات العامة‬ ‫التي كان لها ثأثيرها في تلك املرحلة‪ ..‬مع مجموعة كبيرة من املراجع‬ ‫التاريخية والسياسية والتي استند عليها في تأكيد وجهة نظره التحليلية‬ ‫لهذه الفترة من تاريخ ليبيا‪.‬‬ ‫أن الكتاب في مجمله شيق وممتع ويختصر قرنا من الزمن من تاريخ ليبيا‬ ‫بشكل مكثف مبينا أهم املراحل التي مرت بها ليبيا ويطرح العديد من‬ ‫القضايا واآلراء التي تبناها الكاتب وحتتاج منا إلى التمعن فيها ومناقشتها‬ ‫معا بشكل أوسع‪.‬‬


‫يعتبر األديب علي مصطفى املصراتي أحد أبرز وجوه األدب والكتابة في‬ ‫ليبيا‪ ،‬عرف بآرائه التحررية الرافضة للوجود الغربي في ليبيا في العهد‬ ‫امللكي‪ ،‬وهو ذو سجلّ تاريخي حافل باملواقف الوطنية والقومية التي جعلت‬ ‫يكف عن التنديد بالظلم كتابةً وتظاهر ًا وخطابةً ‪.‬‬ ‫منه أديب ًا مناضالً ال‬ ‫ّ‬ ‫ولد مبدينة اإلسكندرية في ‪ 18‬أغسطس ‪ ،1926‬إب��ان هجرة أسرته إلى‬ ‫مصر بعد االحتالل اإليطالي لليبيا‪ ،‬وتلقى تعليمه ببوالق ثم التحق‬ ‫باألزهر الشريف فنال الشهادة العالية من كلية أصول الدين عام ‪،1946‬‬ ‫ثم شهادة التدريس العالية من كلية اللغة العربية باجلامعة األزهرية سنة‬ ‫‪ .1946‬عمل بالتدريس مبدرسة األقباط (املدرسة املصرية) بشبرا‪.‬‬

‫الباحث األديب‬

‫علي مصطفى المصراتي‬

‫> الصالت بني ليبيا وتركيا التاريخية واالجتماعية ‪ ،‬طرابلس ـ اللجنة العليا‬ ‫اشترك علي مصطفى املصراتي في عدة مظاهرات ضد اإلجنليز وأعتقل‬ ‫لآلداب ‪1968‬‬ ‫بسجن قارة ميدان‪ .‬ثم لتحق بحزب املؤمتر الوطني برئاسة بشير السعداوي‬ ‫> مجمع اجلهلة ‪ ،‬طرابلس ـ مكتبة الفكر ‪1972‬‬ ‫بطرابلس سنة ‪ 1948‬وكان خطيباً له‪ ،‬وذلك حتى عام ‪ ،1951‬وقد تع ّرض‬ ‫> مؤرخون من ليبيا ‪ ،‬طرابلس ـ املطبعة السريعة ‪1977‬‬ ‫للسجن ثالث مرات بسبب مواقفه الوطنية والقومية الرافضة للوجود األجنبي‬ ‫> جمال الدين امليالدي‪ ،‬طرابلس ـ مطابع الثورة (ب ‪ .‬ت)‬ ‫بليبيا خالل العهد امللكي‪.‬‬ ‫> التعابير الشعبية دالالت نفسية واجتماعية‪ ،‬طرابلس ـ الدار اجلماهيرية‬ ‫أسس املصراتي وترأس حترير مجلة «هنا طرابلس»‪ ،‬كما‬ ‫وفي سنة ‪ّ 1954‬‬ ‫‪1982‬‬ ‫أصدر وترأس حترير جريدة «الشعب»‪.‬‬ ‫> اجلنرال في محطة فكتوريا‪ ،‬تونس ‪ -‬طرابلس ـ الدار العربية للكتاب ‪1991‬‬ ‫في ‪ 1960‬أنتخب عضواً ملجلس النواب‪ ،‬وكان صوتاً معارضاً ومطالباً بإجالء‬ ‫> القرد في املطار‪ ،‬طرابلس ـ الدار اجلماهيرية ‪1992‬‬ ‫القواعد االستعمارية ووحدة البالد‪ ،‬ثم اختير عضواً مبجلس األمة االحتادي‪.‬‬ ‫> مناذج في الظل‪ ،‬طرابلس ـ مطبعة الثورة العربية ‪.1978‬‬ ‫ترأس اللجنة العليا لرعاية اآلداب والفنون‪ .‬وتولى أمانة احتاد األدباء والكتاب‪،‬‬ ‫كما ترجمت بعض أعماله إلى عدة لغات عاملية مثل‪ :‬اإلجنليزية والفرنسية‬ ‫ومهمة مدير اإلذاعة الليبية‪ .‬كما ساهم في تأسيس عدد من املؤسسات الفكرية‪،‬‬ ‫واألملانية واإليطالية والصينية والتشيكية والهندية‪.‬‬ ‫والثقافية واإلعالمية احمللية‪ ،‬والعربية‪ ،‬وكان من أبرز أعضائها‪ ،‬ومن بينها‪:‬‬ ‫وإلى جانب مؤلفاته األدبية والتاريخية املتنوعة قام علي مصطفى املصراتي‬ ‫> عضو احتاد الكتاب العرب‪.‬‬ ‫بإعداد عشرات البرامج اإلذاعية وعدد من األعمال الدرامية‪ ،‬من برامجه‪:‬‬ ‫> عضو أكادميية املغاربية‪.‬‬ ‫> قراءات ليبية‪.‬‬ ‫> عضو مجمع اللغة العربية بطرابلس‪.‬‬ ‫> حديث الصباح‪.‬‬ ‫مؤلفاته‬ ‫> كتاب الليلة‪.‬‬ ‫مارس علي مصطفى املصراتي الكتابة في مجاالت‬ ‫> في رحاب القرآن‪.‬‬ ‫عديدة‪ ،‬وحاز سبق الريادة في الكثير من املوضوعات‬ ‫وم��ن ب�ين األع �م��ال ال��درام �ي��ة ال�ت��ي كتبها ل�لإذاع��ة‬ ‫التي طرقها‪ ،‬حيث تتوزع كتاباته في مجاالت النقد‬ ‫املسموعة‪:‬‬ ‫والتاريخ والتراجم واملجتمع الليبي والقصة والرواية‬ ‫والصحافة والتراث والزجل الشعبي باللهجة الدارجة من أقواله‪:‬‬ ‫> مسلسل ابن بطوطة‪.‬‬ ‫> مسلسل جحا‪.‬‬ ‫املصرية‪.‬‬ ‫> مسلسل روى البخاري‪.‬‬ ‫من مؤلفاته‪:‬‬ ‫ال يوجد شعب عقيم من املواهب‪،‬‬ ‫وقد أصدر عنه األديب جنم الدين غالب الكيب كتاباً‬ ‫> أعالم من طرابلس ‪ ،‬طرابلس ـ مطبعة ماجي ‪1955‬‬ ‫ولكن يوجد مجتمع يس ّبب العقم‬ ‫بعنوان‪ :‬علي مصطفى املصراتي الباحث األديب‪ ،‬كما‬ ‫> جحا في ليبيا‪ ،‬بيروت ـ مكتبة الشرق ‪1958‬‬ ‫أعدت الروسية ناتاليا دراسة للدكتوراه عنه‪ ،‬بعنوان‪:‬‬ ‫> صحافة ليبيا في نصف قرن‪ ،‬بيروت ـ دار الكشاف‬ ‫اإلب��داع الفني في قصص علي مصطفى املصراتي‪،‬‬ ‫‪1960‬‬ ‫> غومة فارس الصحراء‪ ،‬طرابلس ـ مكتبة الفرجاني املصراتي أديب ذو سجل نضالي حافل وأعد الباحث احلازمي مصباح‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬عن‬ ‫أدبه‪ ،‬بعنوان‪ :‬فن املقالة والقصة‪ ،‬عند علي مصطفى‬ ‫‪1960‬‬ ‫> املجتمع الليبي من خالله أمثاله الشعبية‪ ،‬طرابلس باملواقف الوطنية والقومية‬ ‫املصراتي‪.‬‬ ‫كما حتصل على عدد اجلوائز واألوسمة‪ ،‬من بينها‪:‬‬ ‫‪1962‬‬ ‫وسام الريادة‪ ،‬وجائزة الدولة التقديرية لآلداب والفنون‬ ‫> أسد بن الفرات فاحت صقلية‪ ،‬بيروت ـ مؤسسة‬ ‫يفتخر بأنه ليبي ويحب مصر بفخر في دورتها األول��ى‪ ،‬ووس��ام الثقافة التونسي‪ ،‬ووسام‬ ‫التأليف ‪1964‬‬ ‫ّ‬ ‫من اليمن‪ ،‬كما حصل على شهادة تقدير عن جهوده‬ ‫> حفنة من رماد‪ ،‬بيروت ـ دار الغندور ‪1964‬‬ ‫في إحياء التراث‪ ،‬في االحتفال بعيد العلم األول عام‬ ‫> اب��ن غليون م��ؤرخ ليبيا‪ ،‬طرابلس ـ اللجنة العليا‬ ‫‪.1970‬‬ ‫لآلداب ‪1966‬‬


‫‪50‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫ثقافة‬

‫بدأت يوم اجلمعة املاضية (‪ 12‬فبراير) فعاليات الدورة‬ ‫احلادية والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب‬ ‫ب��ال��دار البيضاء حت��ت رع��اي��ة العاهل املغربي امللك‬ ‫محمد السادس‪ ،‬وتستمر حتى ‪ 22‬من الشهر اجلاري‪،‬‬ ‫مبشاركة أكثر من ‪ 700‬ناشر من نحو ‪ 40‬دولة‪.‬‬

‫الدورة ‪ 21‬للمعرض الدولي‬ ‫للكتاب بالدار البيضاء‬

‫إعالن البوكر‬ ‫‪..‬وتسليم األرغانة‬

‫وفلسطين ضيف شرف‬

‫ويكتسب معرض الدار البيضاء للكتاب أهمي ًة من كونه من أكبر‬ ‫املعارض في العالم العربي وأقدمها‪ ،‬ويُع ّد مبثابة واجهة حضارية‬ ‫وتظاهرة للمثقفني واملتخصصني في دول املغرب العربي ويضم‬ ‫مزيجاً من اإلنتاج الفكري واخلبرات والتجارب الفنية والثقافية‬ ‫املتنوعة‪.‬‬ ‫فلسطني‪ ..‬ضيف شرف‬ ‫حتل فلسطني في هذه ال��دورة ضيف ش��رف‪ ،‬وتشارك بالعديد‬ ‫من الفعاليات الثقافية واألدبية والفنية‪ ،‬إضافة إلى جتهيز جناح‬ ‫كامل لدور النشر الفلسطينية‪.‬‬ ‫قال السفير الفلسطيني في الرباط أن املعرض سيشهد مشاركة‬ ‫‪ 10‬دور نشر فلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة إضافة‬ ‫إلى مشاركة ‪ 80‬مثقف فلسطيني من الداخل واخلارج‪ .‬وأضاف‬ ‫أن امل�ع��رض ميثل ف��رص��ة ثمينة للتالقح وال�ت�لاق��ي م��ع ثمرات‬ ‫املبدعني والباحثني في العالم العربي‪.‬‬ ‫وأوض �ح��ت وزارة الثقافة الفلسطينية ف��ي بيان لها أن الفرق‬ ‫املشاركة هي فرقة سرية رام لله للفنون الشعبية حيث تقدم‬

‫عرضني فنيني في الدار البيضاء وآخر في الرباط‪ ،‬كما سيتم‬ ‫عرض بعض األفالم الفلسطينية التي تتحدث عن تاريخ وحكاية‬ ‫األرض واإلن �س��ان الفلسطيني‪ ،‬م��ن خ�لال ع ��روض سنيمائية‬ ‫مثل فيلم «وح��دن» للمخرج الفلسطيني فجر يعقوب من مخيم‬ ‫ال�ي��رم��وك‪ ،‬وفيلم «ن��ون وزي �ت��ون» للمخرجة الفلسطينية امتياز‬ ‫دياب‪ ،‬وفيلم «فدوى طوقان‪ ..‬حياة شاعرة» للروائية واملخرجة‬ ‫السنيمائية ليانة بدر‪.‬‬ ‫كما يتضمن برنامج الفعاليات ندوات ثفافية بعنوان «يوم القدس»‬ ‫للحديث عنها ثقافة ومعماراً وتاريخاً وحضارة‪.‬باإلضافة ملعرض‬ ‫حرفيات وتراثيات فلسطينية‪.‬‬ ‫فعاليات موازية‬ ‫كما يستضيف املعرض مجموعة كبيرة من الكتاب والشعراء‬ ‫واملفكرين العرب واألج��ان��ب من بينهم ال��روائ��ي العراقي أحمد‬ ‫سعداوي والكاتبة الفلسطينية عائشة عودة والشاعر التونسي‬ ‫محمد الصغير أوالد أحمد وال�ش��اع��ر ال �س��وري ن��وري اجل��راح‬ ‫والشاعر التشيكي مايكل مارش‪.‬‬


‫وتقام على هامش املعرض أنشطة فنية وندوات وورش عمل‪ ،‬كما‬ ‫سيشهد إعالن القائمة القصيرة للجائزة العاملية للرواية العربية‬ ‫(البوكر) وتسليم جائزة (األرغانة) للشعر وتسليم جائزة املغرب‬ ‫للكتاب السنوية‪.‬‬ ‫وقال وزير الثقافة املغربي محمد أمني الصبيحي – في تصريحات‬ ‫صحفية – إن ‪ 750‬ناشرا ميثلون ‪ 44‬دول��ة سيعرضون ‪110‬‬ ‫آالف كتاب‪.‬‬ ‫ويتضمن البرنامج الثقافي للمعرض فعاليات متنوعة ساهمت في‬ ‫وضعها جلنة تضم ‪ 14‬هيئة‪ ،‬ومنها أكثر من ‪ 130‬نشاطا ثقافيا‬ ‫من ضمنها ‪ 45‬نشاطا مخصصا للطفل‪ ،‬ومبشاركة نحو ‪300‬‬ ‫مشارك من املبدعني واملفكرين‪.‬‬ ‫مشاركات‬ ‫تشارك اجلامعة اإلسالمية في معرض ال��دار البيضاء الدولي‬ ‫للكتاب‪ ،‬وت��أت��ي مشاركة اجلامعة ضمن اجل�ن��اح السعودي في‬ ‫امل �ع��رض‪ ،‬لعرض جديد إص��دارات�ه��ا ف��ي مختلف التخصصات‬ ‫الشرعية واألدبية خدم ًة للطلبة والباحثني‪.‬‬

‫وتُسهم اجلامعة مبشاركتها في نشر الكتاب اإلسالمي من خالل‬ ‫نشر الكتب والدراسات العلمية في اجلوانب الشرعية والفقهية‬ ‫والدراسات القرآنية والدعوية ومجاالت اللغة العربية والتاريخية‬ ‫والتربوية ف��ي ح��وال��ي أكثر م��ن ‪ 60‬عنواناً م��ن نتاجها العلمي‬ ‫ألعضاء هيئة التدريس من كافة التخصصات‪.‬‬ ‫كما تشارك سلطنة عمان في هذا املعرض‪ ،‬وسيشتمل جناحها‬ ‫إص���دارات ج��دي��دة مختلفة‪ ،‬إل��ى ج��ان��ب قسم باجلناح لعرض‬ ‫أفالم وثائقية عن السلطنة تبرز اجلوانب الثقافية والتاريخية‬ ‫واإلع�لام �ي��ة وم ��دى ارت�ب��اط�ه��ا ال�ت��اري�خ��ي ال��وث�ي��ق ب��احل�ض��ارات‬ ‫وتواصلها املعاصر مع دول العالم‪.‬‬ ‫وعد ودعم‬ ‫وع��د وزي ��ر الثقافة امل�غ��رب��ي جمهور امل �ع��رض ببرنامج ثقافي‬ ‫غني ومتنوع ساهمت في صياغته جلنة مؤسساتية تضم ‪14‬‬ ‫هيئة‪ ،‬ويشتمل على ‪ 133‬نشاطا ثقافيا من ضمنها ‪ 45‬نشاطا‬ ‫مخصصا للطفل‪ ،‬ومب �ش��ارك��ة ‪ 284‬م�ت��دخ�لا م��ن محاضرين‬ ‫ومبدعني ومفكرين ومؤطرين‪.‬‬


‫‪52‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫ثقافة‬

‫يقرر بعد‬ ‫‪‎‬يتطلّع ولم ّ‬

‫وربط الوزير تنظيم ال��دورة ‪ 21‬ملعرض الكتاب والنشر بسياق‬ ‫وطني يتميز بوضع آلية ج��دي��دة لدعم وتنشيط قطاع النشر‬ ‫والكتاب‪ ،‬ابتداء من السنة املاضية‪ ،‬في شكل طلبات عروض‬ ‫مشاريع خصص لها غالف مالي يقدر بـ ‪ 10‬ماليني درهم سنويا‪.‬‬ ‫وكشف الوزير في ذات السياق عن مشروع جديد لدعم املقاوالت‬ ‫الثقافية والفنية مبا فيها تلك املرتبطة بالكتاب والنشر في صيغة‬ ‫شركة وطنية لدعم املقاوالت الثقافية والفنية مبنية على الشراكة‬ ‫بني القطاعني العام واخلاص لتيسير ولوجها للتمويل ولضمان‬ ‫تأمني القروض عبر اح��داث صندوق لدى هذه الشركة خاص‬ ‫بضمان الصناعات الثقافية‪ .‬وأعرب عن أمله في مساهمة هذا‬ ‫امل�ش��روع ف��ي دع��م صناعة الكتاب عبر تطوير حلقات االنتاج‬ ‫والتوزيع والترويج‪.‬‬ ‫ساعة مع كتاب وثنائيات‬ ‫وم��ن أب ��رز ف �ق��رات امل �ع��رض‪ ،‬ف �ق��رة «س��اع��ة م��ع ك��ات��ب»‪ ،‬التي‬ ‫تستضيف أب��رز الكتاب املغاربة‪ ،‬بينهم عبد اللطيف اللعبي‪،‬‬ ‫وف �ق��رة «ث �ن��ائ �ي��ات»‪ ،‬ال�ت��ي ستجمع ث�لاث��ة ك�ت��اب م�غ��ارب��ة بثالثة‬


‫‪‎‬لألطفال أجنحتهم‬

‫‪‎‬كرنفال ثقافي سنوي‬

‫سويسريني‪ ،‬ضمن شراكة بني املعرض الدولي للنشر والكتاب‬ ‫بالدار البيضاء ومعرض جنيف الدولي للنشر والكتاب‪ ،‬الذي‬ ‫تنعقد دورته اجلديدة في أبريل املقبل‪ ،‬فضال عن تنظيم ندوات‬ ‫بشراكة مع هيئة األمم املتحدة حول مواضيع (املساواة‪ ،‬وحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬والبيئة‪.)...‬‬ ‫وس�ت�ع�م��ل ال� ��دورة ع�ل��ى االح �ت �ف��اء ب�ك�ت��اب م �غ��ارب��ة م��ن مختلف‬ ‫األجيال‪ ،‬مع احتفاء خاص بالكتاب واملثقفني والفنانني الراحلني‪،‬‬ ‫ويتعلق األم��ر باملفكر امل�ه��دي امل�ن�ج��رة‪ ،‬وال�ك��ات��ب عبد الرحيم‬ ‫ملودن‪ ،‬واملمثل محمد بسطاوي‪ ،‬مع تكرمي خاص للراحل أحمد‬ ‫الصفريوي مبناسبة مرور قرن على ميالده‪.‬‬ ‫يذكر أن الفائزين بجائزة املغرب للكتاب هم محمد برادة‪ ،‬املتوج‬ ‫في صنف السرديات واحملكيات عن روايته «بعيدا عن الضوضاء‬ ‫قريبا من السكات»‪ ،‬والباحث عبد اإلله بلقزيز في صنف العلوم‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬عن كتاب «نقد التراث»‪ ،‬ومحمد حركات في العلوم‬ ‫االجتماعية‪ ،‬عن كتابه (باللغة الفرنسية) «مفارقات حكامة‬ ‫الدولة في البلدان العربية» مناصفة مع حسن طارق‪ ،‬عن كتاب‬

‫«الربيع العربي والدستورانية‪ :‬قراءة في جتارب املغرب‪ ،‬تونس‬ ‫ومصر»‪ ،‬الصادر عن دار النشر نفسها‪.‬‬ ‫كما توج رشيد يحياوي في صنف الدراسات األدبية واللغوية‬ ‫والفنية‪ ،‬عن كتاب «التبالغ والتبالغية‪ ،‬نحو نظرية تواصلية في‬ ‫التراث»‪ ،‬وعبد النور اخلراقي في مجال الترجمة‪ ،‬عن ترجمته‬ ‫كتاب «روح الدميقراطية‪ :‬الكفاح من أجل بناء مجتمعات حرة»‬ ‫للمؤلف الري داميوند‪.‬‬ ‫على هامش األرغانة‬ ‫واختارت اجلهة املنظمة للمعرض الفنانة سميرة القادري للقيمة‬ ‫الفنية واملوسيقية الرفيعة؛ التي أضحت حتتلها ليس في الساحة‬ ‫الفنية املغربية فحسب‪ ،‬بل و العاملية كذلك‪ ،‬وكذلك لكونها سعت‪،‬‬ ‫عبر املوسيقى والغناء‪ ،‬إلى إيصال رسائل إنسانية هدفها ر ّد‬ ‫االعتبار للحضارة اإلنسانية التي رأت النور باجلزيرة اإليبيرية‪،‬‬ ‫ومنها ال�ب��رت�غ��ال‪ ،‬البلد ال��ذي ول��د حت��ت سمائه ال�ش��اع��ر نونو‬ ‫جوديس‪.‬‬ ‫اشتهرت الفنانة سميرة ال�ق��ادري بأدائها اجلميل للريبرطوار‬ ‫الغنائي املنحدر من تقاليد املوسيقى القرسطوية والنهضوية‬ ‫للجزيرة اإليبيرية التي أجنبت شعراء كبار‪ ،‬كان من بينهم شاعران‬ ‫فازا بجائزة األرغانة العاملية للشعر‪ :‬اإلسباني أنطونيو كامونيدا‪،‬‬ ‫سنة ‪ 2012‬والبرتغالي نونو جوديس‪ ،‬الذي من املنتظر أن يتسلـّم‬ ‫مينحها بيت الشعر ف��ي امل�غ��رب ومؤسسة‬ ‫درع اجل��ائ��زة‪ ،‬التي‬ ‫ُ‬ ‫الرعاية لصندوق اإليداع والتدبير بدعم من وزارة الثقافة‪.‬‬ ‫ومن املنتظر أ ْن يشهد حفل جائزة األرغانة العاملية للشعر في‬ ‫دورتها التاسعة‪ ،‬قراءات شعرية للشاعر البرتغالي املتوج‪ ،‬وكلمات‬ ‫اجل�ه��ات املنظمة‪ ،‬بيت الشعر ف��ي امل�غ��رب وم��ؤس�س��ة الرعاية‬ ‫لصندوق اإليداع والتدبير‪ِ ،‬عالوة على كلمة السيد محمد أمني‬ ‫الصبيحي‪ ،‬وزير الثقافة‪.‬‬


‫‪54‬‬

‫األحد‬ ‫فبراير‪2015‬‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫‪22‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫ثقافة‬

‫مفتاح الخيميائي‬ ‫يزن كلماته‪ ..‬يعايرها بلباقة‪ ..‬يرفض التسوية‪..‬‬ ‫ويقاوم سلطة النص‬ ‫عبدالله املاي‬ ‫أحس باملتعة‪ ،‬عندما أكتب عن نصوص قد‬ ‫جتاوبت معها‪ ،‬ألنها استجابت ملقتضياتي‪،‬‬ ‫وهذا ما حدث معي هنا‪ ،‬مع الشاعر مفتاح‬ ‫ال�ع�م��اري ال ��ذي نفخ م��ن روح ��ه ف��ي رميم‬ ‫اللغة فأحياها‪ .‬هذه اللغة التي تكهن بعض‬ ‫علماء اللغات بانقراضها‪ ،‬وجفاف معينها‪.‬‬ ‫لكن مثل ه��ذا ال�ن��اث��ر (ش �ع��را أو س ��ردا)‪،‬‬ ‫استطاع أن يبطل ادع� ��اءات اللغويني أو‬ ‫نبؤاتهم رمب��ا املغرضه‪ ،‬باعتبارها مكون‬ ‫هوياتي مستهدف‪ ،‬ف��أخ��رج لغة م��ن ثوب‬ ‫ذات اللغة‪ ،‬وأثبت أن اللغة احلية هي التي‬ ‫تنتج مورثاتها ذات�ي��ا وحت��وي س��ر بقائها‪،‬‬ ‫ومنحها طعما جديدا مغايرا‪ ،‬وهذا ما س ّهل‬ ‫علينا االكتشاف‪ ،‬إن هذه املعايرة الدقيقة‪،‬‬ ‫واجلمع املتجانس بني املفردات «األفعال‬ ‫واألس �م��اء» ل��دى الشاعر مفتاح الع ّماري‪،‬‬ ‫ال��ذي حتول قرض الشعر لذيه الى هدف‬ ‫أعلى في احل�ي��اة‪ ،‬وال ي��زال يعيش تدفقه‬ ‫الشعري‪ ،‬وتتشكل لديه رؤى فقهيه وفلسفية‬ ‫(شطح صوفي )‪ ،‬ومابعد املعنى‪ ،‬وهو يلقي‬ ‫أكسيره على اللغة بقريحة فذه و مبا أوتي‬ ‫فني متر ّفع ‪ /‬رفيع ليحولها الى‬ ‫من حس ّ‬ ‫شعر خالص‪ ،‬وال متلك وأنت تقرأ قصائده‪،‬‬ ‫وهي ته ّز جذع الذاكرة بطيب‪ ،‬اال أن تصرخ‬ ‫مبلء الدهشة مقلدا أرشميدس‪« :‬يوريكا‪..‬‬ ‫ي��وري�ك��ا» ويدفعك ألن تتفق م��ع االغ��ري��ق‬ ‫الذين دعوا قرض الشعر بـ( لغة اآللهة)‪.‬‬ ‫كيمياء بطعوم ومذاقات لم نألفها من قبل‪،‬‬ ‫ولم نلتقي بها‪،‬خلف أسوار النار التي حالت‬ ‫فيما بيننا وبني اللغة ت��وأم الذاكرة لكسر‬ ‫جمودها‪،‬وتسريع ايقاعها املضمر‪ ،‬حيت‬ ‫نعثر على هذه امليوعة واللدانة‪ ،‬نعثر على‬ ‫هذا التطويع و التهذيب الذي أزال عن اللغة‬ ‫غشامتها‪ ،‬كمن يثني اخلشب اليابس‪ ،‬أو‬ ‫يلوي احلجر‪،‬ليمنحنا مذاقا جديدا مميزا‪،‬‬ ‫ومينح القصيدة أناقة كاملة وهنا يكمن‬ ‫سراالعجاز االبداعي للع ّماري‪ ،‬هذا التفوق‬

‫الذي النظير له في مشهدنا على األقل‪ ،‬في‬ ‫أخالطه‪ ،‬وعجنه‪ ،‬وفرزه الدقيق للمفردة‪،‬‬ ‫التي كنا نظن ان االب �ت��دال ق��د ن��ال منها‬ ‫الكثير الى احلد الذي أصابها معه البياد‪،‬‬ ‫وأصابنا معه اليأس‪ ،‬وقد حمل اللغة في‬ ‫صدره وهنا على وهن حتى أضحى صانع‬ ‫دميومة‪ ،‬وأ ّث��ال بقاء‪ ...‬مبا قدمه للغة‪ ،‬لم‬ ‫نشهده اال في نصوص شبه مقدسه تنضح‬ ‫ب��ال�ع��رف��ان وال �ب �ي��ان‪ ،‬ن �ص��وص عصية عن‬ ‫التقليد‪ ،‬انه يعاير ما مينحه النص من لذة‬ ‫مطلقة‪ ،‬لقد فتنته القصيده فافتنت باللغة‪،‬‬ ‫فهاتوا آذانكم وأسمعوه وهو ميارس واحدة‬ ‫من لياقاته الشعرية اذ يقول‪:‬‬ ‫من هذه املوسيقى‬ ‫التي يرتفع صداها احلالم‬ ‫كهدية متواضعه‬ ‫للمعلقات العظيمه‬

‫صنعت ربيعا سخيا‪..‬‬ ‫وأطلقت راعيا فتيا يغنّي خلف شياهه‬ ‫ولم أنتبه للذئب‪،‬‬ ‫وهو يصعد الهثا‬ ‫خلف الكلمات البريئة‪.‬‬ ‫بهذه البساطة العص ّيه‪ ،‬تكون القصيدة‬ ‫هي وردة الغيب والثعب‪ ،‬هي وردة اللغة‪،‬‬ ‫ع�ن��دم��ا نستوحي ال��وج��ود‪ ،‬لنقبض على‬ ‫جدوة النص املطلق‪ ،‬املترفع عن املباشرة‪،‬‬ ‫واملجانية‪ ،‬باسلوب راق ذو خزين معرفي‬ ‫هائل‪ ،‬ومدخرات تقافية متكاملة‪ .‬املعنى‬ ‫اجلديد ضالة املبدع‪ ،‬والشاعر إبن اللغة‬ ‫وأبوها‪ ،‬وهذا ما ينطبق على شعراء قالئل‬ ‫من شعراء العربية‪.‬‬ ‫هل هو من استلهم امل��رأة‪ ،‬أم هي ملهمته‬ ‫(ألهمته)‪ ،‬أنا رجل تفتحني أنثاي‪ ،‬أنا وليد‬ ‫أنثاي!‬ ‫امل��رأة التي تفيض أمومة‪ ،‬وتفيض أنوثة‪،‬‬ ‫إسهامه فيه دعوة إلى تأنيث العالم‪ ..‬إلى‬ ‫تأنيث الزمان‪:‬‬ ‫من هذه اللغة‬ ‫التي تهطل من حلم الشوارع‬ ‫صنعت ريحا جريئة‬ ‫لكي أختفي بني مدينتني‬ ‫بني امرأتني‬ ‫من ملح وغبار‪..‬‬ ‫وكنت أبعد من أثر‬ ‫وأخف من خيال‬ ‫تخصب روح الشاعرالتي حققت‬ ‫احلياة‬ ‫ّ‬ ‫تباينها والزال��ت تنشد الكثير‪ ،‬كي متنحنا‬ ‫ق�ص�ي��ده��ا‪ ،‬ل�ق��د ان�ف�ل��ت م��ن س �ط��وة اللغة‬ ‫التقليديه املهترئة‪ ،‬وتخلص من األرتهان‬ ‫ل�ه��ا‪ ،‬وولّ���د لغته وق��ام��وس��ه‪ ...‬وت��راك�ي�ب��ه‪،‬‬ ‫وخلطته اللغوية‪ ،‬فهو دائ��م التصنت لوقع‬ ‫أقدام الزمن القادم‪ .‬يحدد ( أدغار آالن بو)‬ ‫الشعر( بأنه خلق ايقاعي للجمال)‪ ،‬وملفتاح‬ ‫الع ّماري ايقاعه املضمر واملتفرد‪ ،‬املوسيقى‬


‫الصامتة والعميقة الدانية التي تتدلى من‬ ‫ال�ن��ص‪ ،‬وال�ت��ي ت�ف��وق املوسيقى الصاخبة‬ ‫والسطحية‪ ،‬ال ألي سبب ال جن��ده لدى‬ ‫غيره‪ ،‬بل ألنه أخلص ملوهبته‪ ،‬وتفانى في‬ ‫معاجلتها‪ ،‬وتهذيبها‪ ،‬ونأى بها عن التقليد‪،‬‬ ‫و التش ّبه‪ ،‬ويضاعف جهده من أجل غايته‪،‬‬ ‫فهو يبلل اللغة ويترك روحه ناشفه‪ ،‬ليس‬ ‫موهبته كامنة في ترصيع النص باملفردات‬ ‫التي يستحدتها‪ ،‬أو يشتقها بشق األنفس‪،‬‬ ‫ولكن يظهر اجلمال و ال��ذوق الرفيع في‬ ‫الفسيفساء النهائية للنص‪ ،‬لقد اكتفى‬ ‫بنفسه‪ ،‬وبنفسه بنى قدراته االبداعيه على‬ ‫قلق ومن قلق (عصامية االبداع)‪ ،‬فميالده‬ ‫الثاني كان من ضلعه األمين!‬ ‫يخرج اللغة م��ن إط��ار القولبة واجل�م��ود‪،‬‬ ‫ويذهب بها بعيدا ليمنحها‪ ،‬دالالت جديدة‬ ‫وصيغ مختلفة‪ ،‬لم تخطر على بال سابق‪،‬‬ ‫فتصبح ح ّمالة معان‪،‬لبلوغ قمة اللغة‪ ،‬وذروة‬ ‫املعنى = الال معنى‪ ،‬بذا يكون الشعر هو‬ ‫سقف املعنى‪ ،‬واملعنى هو سقف اللغة‪ ،‬انه‬ ‫يسقي اللغة‪ ،‬او يلتها مباء روحه كي تقول‬ ‫لنا انها كائن يعيش معنا ينمو‪ ،‬ويتمدد‪ ،‬بل‬ ‫ويسعى بيننا‪ .‬دخ��ل مكامن اللغة وتعهد‬ ‫أن يفجرها كي يخرج طاقاتها االبداعية‪،‬‬ ‫وأقصى قواها االميائية‪ ،‬ومينحها املذاق‬ ‫لتغمرنا مبتعتها اجلماليه‪ ،‬وأن تدخل اللغة‬ ‫هو مغامرة معرفية مذهلة‪ ،‬اويجنّس اللغة‬ ‫خالقا هجينا متجانسا‪ ،‬س��واء من املعنى‬ ‫املتعالي أو املتواضع‪ ،‬في الشعر احلقيقي‬

‫كثير ما املعنى (املضمون) يسبق قائله‪ ،‬قد‬ ‫يلحق به وقد ال يلحق‪( ،‬الشعر يسبق معناه)‪،‬‬ ‫وهذا يرجع إلى أن الشاعر ال يتعمد قول‬ ‫الشعر‪ ،‬ولكن الشعر يتنزّل على الشاعر‪.‬‬ ‫ش�ع��ر ال �ع �م��اري‪ ،‬الت �ص��ح ت��رج�م�ت��ه‪ ،‬حيث‬ ‫سيفقد الكثير‪ ،‬ك��أي شعر بلغات العالم‬ ‫األخ� ��رى‪ ،‬ألن��ه (ش �ع��ر ل �غ��ة)‪ ،‬ارت �ب��ط بها‪،‬‬ ‫وارتهن ملدلوالتها‪ ،‬الشعر دالة لغة‪ ...‬واللغة‬ ‫ح��ارس معنى‪ ،‬وكما يقول املثل ( ترجمة‬ ‫الشعر خيانة)‪.‬‬ ‫اللغة امل��وازي��ة للمعنى‪ ،‬هي اللغة اجلامدة‬ ‫ال �ت��ي الت�ل�ت�ق��ي م��ع م��ا وص ��ل إل �ي��ه الفكر‬ ‫اإلنساني‪ ،‬ومن الضمن أيضا اللغة النامية‪..‬‬ ‫أسباب االلهام واملوحى‪.‬‬ ‫القصيدة ح��ال��ة ذهنية ف��ي عقل امل�ب��دع‪.‬‬ ‫عندما يكون الشاعر ف��ي حلظة اخللق‪.‬‬ ‫ي��زي��د خ�ي��ال��ه اش �ت �ع��اال‪ ،‬ي�ت�ح��دى امل�ن�ط��ق و‬ ‫ي�ت�ج��اوزه‪ ،‬خ�ي��ال جت�ي��زه احلقيقة (منطق‬ ‫الشعر)‪.‬‬ ‫ف��ن مغايرة املعنى الستخالص املختلف‬ ‫املتفرد‪ ،‬وف��ق الذائقة املمتعة (املنتجة) و‬ ‫ليس املستمتعة (املستهلكة)‪..‬تنويع موارد‬ ‫اب��داع��ه‪ /‬فعل ال إرادي‪ .‬لقد مر بتجربة‬ ‫مميزه‪ /‬مختلفة‪.‬‬ ‫ي��زن كلماته بفنيه ودق��ة‪ ،‬ويعايرها بلباقة‬ ‫م�ح�ت��رف‪ ،‬ي��رف��ض أن يصنع ت�س��وي��ة‪ ،‬وال‬ ‫يخون موهبته‪ ،‬يخالف االجت ��اه السائد‪،‬‬ ‫يقاوم سلطة النص‪ .‬يبدأ القول الشعري‬ ‫م��ن الصعب املمكن‪ ،‬وينتهي عند السهل‬

‫املمتنع‪ ،‬دون اخل��وف م��ن خ��وض مغامرة‬ ‫التجديد والتمادي‪ .‬جند أن له ما له منذ‬ ‫ب��داي��ات��ه ف��ي م��دي��ح ال�ل�غ��ة‪ .‬عندما تتعمق‬ ‫في اللغة تتعمق فيك‪ .‬لقد داهمه االلهام‬ ‫وأخذت تتخلق في رأسه قصيدة جديدة‪،‬‬ ‫لتتشكل فيما بعد‪ .‬لينعش بها مخيلتنا و‬ ‫ميدنا بقوة تخ ّيل‪ .‬مفتاح الع ّماري كشاعر‬ ‫جاد يترصد كل شاردة‪ ،‬ويتحني كل واردة‪،‬‬ ‫التقفي‪،‬‬ ‫فال تضيع منه فرص االقتناص أو‬ ‫ّ‬ ‫وينتزع أنفاسه مما منحه له الله من حق في‬ ‫استنشاق هواء احلريه‪ ،‬يلمس ذلك املتتبع‬ ‫لسيرته عن قرب و انتباه‪ ،‬عندما نسائل‬ ‫النص في احليز املتروك الجتهاد املتلقي‪،‬‬ ‫وتكون مقابض النص ظاهرة‪ ،‬مغاليق الى‬ ‫أج��ل المسمى‪ ،‬وم��ا تقع عليه أعيننا من‬ ‫أشباه أشباح‪ ،‬تزيد من تضليلنا‪ .‬عند مفتتح‬ ‫النص حتديدا‪ .‬الشعر سؤال شاف أم اجابة‬ ‫مح ّيرة‪.‬‬ ‫االب � ��داع ذل ��ك ال �ت �ف��اع��ل ال� ��ذي ي �ق��ع في‬ ‫دخيلته‪ ،‬الميكن ان يأتي مبثله أحدا إال‬ ‫هو‪ ،‬لذلك فبالتعبير الصحيح يكون الشعر‬ ‫لذيه قراءة املتعة‪ ،‬وليس متعة القراءة! ال‬ ‫نقف أمام احتماالت معدودة أو محددة‪،‬‬ ‫لكن أمام احتماالت مفتوحة غير مغلقة‪،‬‬ ‫انه كالعطار الذي يعطر أرواحنا بخلطاته‬ ‫املميزة كي مينحنا رائحة زكية و منعشة‬ ‫وم�ب�ه�ج��ه‪ .‬ف��ي م�ت�س��ع م��ن ال �ب��ال‪ ،‬بأخذ‬ ‫القصيدة الى متنفس لها‪ ،‬الى األرح��ب‪،‬‬ ‫أجمل ما في الشعر بساطته‪ .‬ا حلضور‬ ‫اللغوي واجلهوزية حتاشيا لذلك التعثر‬ ‫في صياغة الصورة والتقاط القبس قبل‬ ‫أن يتالشى‪ .‬الشاعر طاغور وصف اللغة‬ ‫البنغالية بالسكر‪ .‬نقف على إلغاء الفاصل‬ ‫الوهمي بني الشاعر واملتلقي‪ .‬عندما يتم‬ ‫التوغل في اللغة‪ ،‬وتظهر فتنتها تتحرر‬ ‫ق��درات ال��روح املبدعة ويكون الشعر هو‬ ‫غواية اللغة في أرقى حاالته‪.‬‬ ‫ه� ��ذا م �س��ح ش �م��ول��ي ع� ��ام و(م �ت �ع �ج��ل)‬ ‫لشاعرية مفتاح الع ّماري كشاعر‪ ،‬عبر‬ ‫ما ق��رأت له من نصوص‪ ،‬وماتكون لدي‬ ‫من انطباعات تشكلت أفكارا ‪ -:‬اجنذاب‬ ‫ص��وف��ي‪ ،‬وص �ف��ي مي�ي��ل – ول �ي��س بشكل‬ ‫ك��ام��ل (ج���اد) – ال��ى ال �ن��زع��ة التأملية‪،‬‬ ‫وال �ت��أوي �ل �ي��ة‪ ،‬ه ��ذا ال �ت �ج��دي��د ل�ل�غ��ة مينح‬ ‫الشعر شعرا‪ ،‬لتصح معه كينونة اللغة و‬ ‫حيويتها‪ .‬اللغة فهم و تفسير‪ ،‬ومن هنا‬ ‫تصبح اللغة أداة تفكير ومدعاة له قبل‬ ‫أن تكون وسيلة تعبير‪ ،‬مهما بلغت أهمية‬ ‫التعبير أو التفاهم‪.‬‬


‫‪56‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫فنون‬

‫تيزيانا فانيتي‬

‫فنانـة إيطاليـــة تعشق بنغازي‬

‫الفنانة اإليطالية تيزيانا فانيتي‬ ‫م��ن مواليد مدينة بنغازي ليبيا‬ ‫س� �ن ��ة ‪ ..1968‬درس� � ��ت ال �ف��ن‬ ‫بأكادميية الفنون اجلميلة مبدينة‬ ‫م �ي�لان��و ت�خ�ص�ص��ت ف��ي تصميم‬ ‫األزي� ��اء وم ��ن ث��م درس ��ت ال�ف�ن��ون‬ ‫ال �ب �ص��ري��ة‪ ،‬وق��دم��ت ال �ع��دي��د من‬ ‫امل� �ع ��ارض ال �ف �ن �ي��ة ال��ت��ي ت�ق�ت��رب‬ ‫م��ن ‪ 50‬م�ع��رض��ا داخ ��ل إيطاليا‬ ‫وخ��ارج�ه��ا‪ ..‬كما أنها تعمل اآلن‬ ‫على مشروع حماية الغابات‪.‬‬ ‫ق��ام��ت الفنانة ف��ي ‪ 2014‬برسم‬ ‫م �ج �م��وع��ة م��ن األع� �م ��ال ملسقط‬ ‫رأس�ه��ا مدينة بنغازي التي يبدو‬ ‫أن �ه��ا ل��م ت�ن�س�ه��ا‪ .‬وض ��م امل �ع��رض‬ ‫م �ج �م��وع��ة م ��ن ال��ل��وح��ات الفنية‬


‫اخل��اص��ة ب �ب �ن �غ��ازي‪ ،‬ع��رض��ت من‬ ‫خ�لال�ه��ا أم��اك��ن م�ع��روف��ة باملدينة‬ ‫وعلقت في ذاكرتها‪ ،‬وحاولت نقلها‬ ‫بالريشة من خالل رؤيتها الفنية‪.‬‬ ‫ع�م�ل��ت ت�ي��زي��ان��ا كمصممة أزي��اء‬ ‫وحتصلت في العام ‪ 2008‬على‬ ‫درج���ة ال �ب �ك��ال��وري��وس م��ع مرتبة‬ ‫ال�ش��رف ف��ي ال��رس��م‪ ،‬وتخصصت‬ ‫في الفنون البصرية في أكادميية‬ ‫ال��ف��ن��ون اجل �م �ي �ل��ة (ب� ��ري� ��را) في‬ ‫م �ي�لان��و‪ ،‬وإض ��اف ��ة إل ��ى ال��رس��م‪،‬‬ ‫فهي ت��درس الرسم وت��اري��خ الفن‬ ‫في املراكز االجتماعية والتربوية‬ ‫لألطفال املعوقني‪ ،‬وتُدرس ً‬ ‫أيضا‬ ‫بجامعة فانانو أولونا‪ ،‬وتعيش في‬ ‫الوقت احلالي مبدينة ميالنو‪.‬‬

‫بني الفنون البصرية وتصميم‬ ‫األزياء وحماية الغابات تتذكر‬ ‫تيزيانا مسقط رأسها‬ ‫خمسون معرض ًا داخل إيطاليا‬ ‫وخارجها أفسحت فيها مكان ًا‬ ‫لبنغازي اجلميلة‬


‫‪58‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫سينما‬

‫سبونج بوب يقرقر‬

‫الحلم باألنسنة تتفوّق على وطأة اإلنسانية‬ ‫رمبا يفضل رواد السينما الترفيه ومشاعر‬ ‫الرفاهية بعيداً عن األكشن العنيف الذي‬ ‫ق��د ينال إعجابهم لبعض ال��وق��ت‪ ،‬ولكنهم‬ ‫دائماً يعلنون أنهم بشر وأنهم ليسوا «آالت‬ ‫سياس ّية»‪.‬‬ ‫ل�ع��ل ه ��ذا ه��و م��ا ي��وح��ي ب��ه جن ��اح الفيلم‬ ‫الكرتوني املتداخل مع احلياة‬ ‫الواقعية «سبوجن ب��وب» الذي‬ ‫أزاح ب �ض��رب��ة ق��اض �ي��ة فيلم‬ ‫كلينت ايستوود املتجهم واملليء‬ ‫باحلقد والكراهية‪.‬‬ ‫ب �ع��د ت �ص��در ف�ي�ل��م «ال �ق �ن��اص‬ ‫األم��ري �ك��ي» ل�ش�ب��اك ال�ت��ذاك��ر‬ ‫األم ��ري� �ك ��ي ل �ث�ل�اث��ة أس��اب �ي��ع‬ ‫متتالية‪ ،‬جنح أخيرا «سبوجن‬ ‫ب��وب» م��ن إزاح�ت��ه م��ن القمة‪،‬‬ ‫أي ص��دارة ع��ائ��دات البوكس‬ ‫أوفيس األمريكي‪ ،‬بعد حتقيقه‬

‫حلوالي ‪ 55.4‬مليون دوالر‪ ،‬خالل عرضه نهاية األسبوع ‪ 53‬مليون دوالر‪ ،‬بعد عرضه‬ ‫في ‪ 3.641‬دار ع��رض بالواليات املتحدة‬ ‫في ثالثة أيام‪.‬‬ ‫جن ��ح ف �ي �ل��م‪ :‬س��ب��وجن ب� ��وب خ � ��ارج امل��ي��اه‪ ،‬األمريكية‪.‬‬ ‫‪ Sponge Out of Water‬ف��ي حتقيق وجن � ��ح «س� �ب���وجن ب � � ��وب»‪ ،‬ال� � ��ذي اج��ت��ذب‬ ‫‪ 15.2‬مليون دوالر أول أي ��ام ع��رض��ه يوم جمهورا مختلفا لدور العرض عن «القناص‬ ‫اجلمعة املاضي‪ ،‬لتصبح إيراداته في عطلة األم ��ري� �ك ��ي»‪ ،‬ف��ي حت�ق�ي��ق إي� � ��رادات تصل‬ ‫ثالث أضعاف ما حققه فيلم‬ ‫‪ Jupiter Ascending‬مليال‬ ‫كونيس وتشانينج تيتوم الذي‬ ‫حقق في أول أيام عرضه ‪6.4‬‬ ‫م�لاي�ين دوالر ف �ق��ط‪ ،‬ليحتل‬ ‫امل��رت �ب��ة ال �ث��ال �ث��ة ب �ع��د حتقيق‬ ‫إي��رادات��ه ف��ي نهاية األس�ب��وع‬ ‫‪ 17.8‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وك� � � � ��ان ف� �ي� �ل���م ‪Jupiter‬‬ ‫‪ Ascending‬م��ن املفترض‬ ‫ط ��رح ��ه ب� � ��دور ال� �ع���رض ف��ي‬ ‫صانعو حتفة سبوجن بوب صيف ‪ 2014‬لكن مت تأجيله‬


‫إلى فبراير ‪ 2015‬من أجل االنتهاء إضافة‬ ‫املؤثرات البصرية املكلفة له‪ ،‬وهو ما تسبب‬ ‫في ارتفاع ميزانيته إلى ‪ 175‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وت��راج��ع فيلم «القناص األم��ري�ك��ي» (انظر‬ ‫ال�ع��دد امل��اض��ي م��ن املستقل) وه��و لبرادلي‬ ‫كوبر واملخرج كلينت إستوود إلى املركز الثاني‬ ‫بعد احتالله الصدارة لثالثة أسابيع متتالية‪،‬‬ ‫محققا ‪ 25‬مليون دوالر في نهاية األسبوع‪،‬‬ ‫بينما جنح في حصد إجمالي إيرادات بلغت‬ ‫‪ 283‬مليون دوالر في أمريكا فقط‪.‬‬ ‫وحل في املركز الرابع فيلم «االبن السابع»‬ ‫‪ Seventh Son‬الذي حقق ‪ 6.600‬ماليني‬ ‫دوالر في أسبوعه األول‪ ،‬فيما حل في املرتبة‬ ‫اخلامسة فيلم ‪ Paddington‬الذي حقق‬ ‫‪ 5.700‬ماليني دوالر في أسبوعه الرابع‪.‬‬ ‫يدور الفيلم حول قيام الشخصية الكارتونية‬ ‫''سبوجن بوب'' وأصدقائه‪ ،‬رحلة برية خارج‬ ‫احمليط‪ ،‬ويلعب ويؤدي التعليق الصوتي في‬

‫الفيلم‬ ‫ع� � ��دد م��ن‬ ‫النجوم‪،‬‬ ‫م��ن ب�ي�ن�ه��م أن�ط��ون�ي��و‬ ‫باندريس‪ ،‬تيم كونواي‪،‬‬ ‫إيدي ديزين‪ ،‬كافني مايكل‬ ‫ري� �ت� �ش���اردس���ون‪ ،‬وغ �ي��ره��م‪.‬‬ ‫ويعتمد الفيلم على تقنيات البعد‬ ‫الثالث‪ ،‬وميزج بني شخصيات عادية‬ ‫وأخرى كرتونية‪.‬‬ ‫لعل ه��ذا ما أراده النجم االسبانى العاملى‬ ‫انطونيو ب��ان��دي��راس عندما ق��ال‪« :‬سبوجن‬ ‫ب��وب لم يعد مجرد شخصية كارتونية من‬ ‫اإلسفنج‪ ،‬ولكنه حتول الى كائن بروح جميلة‬ ‫يستطيع حمل رسائل مهمة لألطفال حول‬ ‫العالم‪ ،‬وهنا لم يعد مهما إن كان من إسفنج‬ ‫أو ح �ج��ر»‪ ،‬وق ��ال أي �ض �اً «ان س�ب��وجن ب��وب‬ ‫شخصية متفائلة جدا لديه حل لكل مشكلة»‪.‬‬

‫فى الفيلم يقدم ع��ددا من القيم املهمة‬ ‫م �ث��ل ق�ي�م��ة ال �ص��داق��ة واإلخ �ل��اص‪.‬‬ ‫وك �ش��ف ب��ان��دي��راس ع��ن دوره‬ ‫ف��ى ال�ف�ي�ل��م‪ ،‬وال� ��ذى يظهر‬ ‫وفقا ملا نشره موقع مجلة‬ ‫هوليوود ريبورتر فى الفيلم‬ ‫ب�ش�خ�ص�ي��ة ح �ق �ي �ق��ة غير‬ ‫ك��ارت��ون �ي��ة‪ ،‬ف��ى ص ��ورة حية‬ ‫لرجل‪ ،‬وقال‪« :‬ان املاكياج‪ ،‬والشعر‬ ‫املستعار‪ ،‬واللحية املستعارة التى كنت اضعها‬ ‫لرسم شخصية القرصان ملدة ‪ 12‬ساعة‪ ،‬لم‬ ‫يكن من املمكن التخلص منهم بسهولة فى‬ ‫نهاية اليوم»‪.‬‬ ‫الفيلم بلغت تكلفته االنتاجية ‪ 66‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬وم��ن اجل��دي��ر بالذكر ان شخصية‬ ‫سبوجن بوب اكتسبت شهرتها الواسعة من‬ ‫مسلسل ال��رس��وم املتحركة «س �ب��وجن بوب‬ ‫سكوير بانتس» فى التليفزيونى االمريكى‪.‬‬


‫‪60‬‬

‫األحد‬ ‫فبراير‪2015‬‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫‪22‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫حوار‬

‫صائغ األلحان الخالدة‬

‫محمد مرشان‬ ‫يبث شجونه للمستقل ويستغيث‪:‬‬

‫أنا مهددٌ بالسجن!‬


‫أنا أول من أسس فرقة املالوف‪..‬‬ ‫والشهود على ذلك مازالوا أحياء‬ ‫كاظم ندمي هو من كان يكتشف األصوات اجليدة‪..‬‬ ‫ومحمد رشيد هو اكتشافي الوحيد‬ ‫بوجراد من أجمل األصوات ‪ ..‬وعادل‬ ‫عبداملجيد خامة صوتية متفردة‬ ‫أنا ضد إقصاء وتهميش الفنان‬ ‫أعمل على تلحني ملحمة كبيرة للشاعر‬ ‫أحمد احلريري بعنوان «ليبيا هي العز»‬ ‫من أين جاءوا بفتوى حترمي الفن ؟!‬ ‫أحمل علي الكيالني وعبدالله منصور‬ ‫ّ‬ ‫مسؤولية تغييب األغنية الليبية األصيلة‬ ‫أنا أفقر من «فار جامع» ‪ ..‬وال أملك قوت يومي‬

‫الفنان واملوسيقار «محمد مرشان» من مواليد‬ ‫‪ , 1929‬اس��م ع��رف��ه الكثيرون ف��ي م��ج��ال الغناء‬ ‫وال��ل��ح��ن وال��ط��رب األص��ي��ل ‪ ..‬أع��م��ال��ه الغنائية‬ ‫التزال في ذاكرة كل الليبيني ولعل أبرزها (بعت‬ ‫احملبة ي��ا ن��اس م��ن يشريها ‪ -‬واجل��وب��ة بعيدة ‪-‬‬ ‫واطت العني عليا ‪ -‬حبيب سيبني حرام غرامه)‬ ‫وغيرها من األعمال اجلميلة ‪ ..‬غنى من أحلانه‬ ‫الكثير من الفنانني الليبيني والعرب‪ ,‬أسس أول‬ ‫فرقة موسيقية لإلذاعة وامل��ال��وف‪ ,‬ق��ام بتأسيس‬ ‫معهد جمال ال��دي��ن امل��ي�لادي سنة ‪ ,1964‬وبعد‬ ‫رحلة استمرت ألكثر م��ن ‪ 60‬ع��ام�� ًا م��ن اإلب��داع‬ ‫والعطاء لألغنية الليبية يبقى محمد مرشان‬ ‫رهن امل��رض واملعاناة في القاهرة متلقي ًا العالج‬ ‫في ظروف مالية ليست باجليدة‪.‬‬

‫حوار وعدسة‪ :‬علي خويلد‬ ‫‪ 1993‬املستقل ‪ :‬محمد مرشان اسم عرفه الكثيرون‪ ,‬لو‬ ‫رجعنا بك بعيد ًا ماذا تبقى في الذاكرة من فترة الستينات؟‬ ‫مرشان ‪ :‬بدايتي الفنية لم تكن في فترة الستينات بل من سنة ‪1948‬‬ ‫عندما كنت في الشرطة البحرية وكنت أعشق املوسيقى بشكل كبير‬ ‫وبدأت اكتب وأحلن وأسجل لنفسي وليس للنشر‪ ,‬وتعلمت العزف على‬ ‫العود خالل شهرين فقط على يد الشيخ «صالح الفزاني» واستطعت‬ ‫عزف كل أغاني فريد األطرش التي أحفظها‪ ,‬ثم استمر هذا املوضوع‬ ‫لفترة استقالل ليبيا عام ‪ 1951‬واستقلت من الشرطة البحرية وعملت‬ ‫في وزارة امل��واص�لات في ميناء طرابلس‪ ,‬وف��ي تلك الفترة تطورت‬ ‫موهبتي في العزف على العود وبدأت اذهب لألفراح ‪ ..‬لم تكن هناك‬ ‫إذاعة ليبية واملوجودة كانت إذاعة خاصة باجليش البريطاني ويسمح‬ ‫لنا بالغناء فيها ساعة فقط في اليوم‪ ,‬ومبرور الوقت بدأ اسمي يظهر‬ ‫على الساحة وبدأت الناس تعرفني وانتسبت للفرقة القومية في بداية‬ ‫تأسيسها وكان معي املرحوم «كاظم ندمي» واستمرينا إلى أن ّ‬ ‫مت افتتاح‬ ‫اإلذاعة الليبية سنة ‪ 1957‬وأصبح كاظم رئيس قسم املوسيقى‪ ,‬اما‬ ‫أنا التحقت باإلذاعة بداية الــ ‪ 59‬وقمت بتسجيل بعض األعمال ومت‬ ‫ترشيحي ألكون رئيس فرقة االذاعة باعتباري مؤسسها ورئيس قسم‬ ‫املوسيقى بعد املرحوم كاظم واملرحوم بشير فحيمة‪ ,‬وفي نفس الوقت‬ ‫مت تعيني املرحوم حسن عريبي كرئيس لقسم املوسيقى فرع بنغازي‬ ‫وأن��ا فرع طرابلس ‪ ..‬ومع بداية عام ‪ 1964‬خاطبت وزارة الثقافة‬ ‫بضرورة فتح معهد خاص باملوسيقى والتمثيل لتبني املواهب الليبية‬ ‫وفع ً‬ ‫ال افتتحنا املعهد الوطني للموسيقى والتمثيل الذي تغير اسمه‬ ‫بعد ذلك ملعهد «جمال الدين امليالدي» وقمت بإدارته ومت نقل حسن‬ ‫عريبي من بنغازي لطرابلس لرئاسة قسم املوسيقي في االذاعة بدالً‬ ‫عني‪ ,‬واستمريت إلى سنة ‪ 1969‬وبعدها قدمت استقالتي في اكتوبر‬ ‫من نفس العام ألسباب معينة‪ ,‬وبعدها بدأت اشتغل بشكل حر وأقوم‬ ‫بتقدمي مقترح ألعمال غنائية ل��وزارة الثقافة واإلذاع��ة واحتصل من‬ ‫خاللها على استمارات إنتاج واستمرت هذه الفترة إلى ‪ 1993‬تقريباً‬ ‫ومع بداية عام ‪ 1996‬توقف التعامل معي من اجلهات الرسمية في‬ ‫الدولة ألسباب مجهولة وعدم قبول آي عمل حملمد مرشان وبقيت‬ ‫اتقاضى مرتبي فقط وهو مبلغ ‪ 96‬دينار واستمر هذا املرتب من عام‬


‫‪62‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫حوار‬

‫صدر قرار بزيادة املرتبات‪.‬‬ ‫إلى سنة ‪ 2011‬عندما ُ‬ ‫املستقل ‪ :‬سنة ‪ 1961‬اسست فرقة املالوف بينما اجلميع‬ ‫يعتقد بأن املرحوم حسن عريبي هو وراء تأسيسها‪ ,‬ملاذا مت‬ ‫تهميشك حتى في احلق األدبي؟‬ ‫مرشان ‪ :‬ان��ا امل��ؤس��س لهذه الفرقة وم��ؤس��س معهد جمال الدين‬ ‫امليالدي وان��ا من نظم ورت��ب قسم املوسيقي ب��اإلذاع��ة ووض��ع جلان‬ ‫وشروط ولوائح الزالت إلى يومنا هذا في بعض اإلدارات‪ ,‬وال أدري‬ ‫ملاذا مت تهميشي في هذا املوضوع وهناك العديد من األصدقاء الزالوا‬ ‫على قيد احلياة وعاشوا حلظة التأسيس وليسألهم من أراد أن يتأكد‬ ‫من هذا‪ ,‬وصحيح أنها لم تستمر معي إال عامني بسبب انتقالي إلدارة‬ ‫املعهد ولكن املرحوم حسن عريبي اخذ اسم الفرقة باعتبارها تتبع‬ ‫االذاعة وجعلها باسمه وتواصل معه االسم ألكثر من ‪ 28‬عاماً ويبقى‬ ‫التأسيس حملمد مرشان بشهادة الكثيرين‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬أن��ت من اكتشف الفنان محمد رشيد؟ فهل‬ ‫هناك صوت أخر من اكتشافاتك؟‬ ‫مرشان ‪ :‬من كان يكتشف األصوات اجليدة هو املرحوم «كاظم ندمي»‬ ‫ألنه دائماً يفضل السهرات واجللسات الغنائية التي يحضرها املوهوبني‬ ‫ويستمع لهم عكسي متاماً‪ ,‬ففي كل مرة يأتي بصوت جديد ورائع‪ ,‬وهو‬ ‫صاحب الفضل على ظهور العديد من الفنانني على الساحة الغنائية‪,‬‬ ‫اما انا فيبقى اكتشافي فقط حملمد رشيد‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬ف��ي ف��ت��رة جيلكم ك���ان ال��غ��ن��اء غ��ي��ر مقبول‬ ‫اجتماعي ًا لدرجة وضع اسماء مستعارة عند الغناء لكي‬ ‫ال يتعرف عليها أحد من أفراد العائلة‬ ‫مرشان ‪ :‬طبعاً هذه حقيقة مقلقة كانت في تلك الفترة فهناك العديد‬ ‫من الفنانني لديهم اسماء حقيقية غير االسماء الفنية فمث ً‬ ‫ال الفنان‬ ‫عامر احلجاجي اسمه احلقيقي أحمد فؤاد والفنان سالم قدري اسمه‬ ‫احلقيقي عبدالسالم اجل��زي��ري وأي�ض�اً محمد رشيد اسمه محمد‬ ‫الدوكالي وغيرهم كثيرين واجهتهم هذه املشكلة العائلية او االجتماعية‬ ‫وليس في الغناء فقط وإمنا في مجال التمثيل ايضاً‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬ألم تواجهك نفس املشكلة في بداياتك؟‬ ‫مرشان ‪ :‬طبعاً واجهتني ولكن ليس من العائلة‪ ,‬فأنا يتيم األم منذ‬ ‫طفولتي وأب��ي لم يعارضني يوماً في مسألة الغناء أو تغيير اسمي‪,‬‬ ‫فمحمد مرشان هو االسم الذي بدأت به واملسجل رسمياً في الثبوتيات‬ ‫ولم أفكر يوماً في تغييره‪ ,‬ولكن من كان يعترض على غنائي هم اجليران‬ ‫وسكان احلي لدرجة شيخ الشارع قام بترحيلي من املنزل ألنني فنان‬ ‫وهذا (يعتبر عيب عندهم) وفع ً‬ ‫ال انتقلت ملنطقة أخرى تفادياً للمشاكل‬ ‫وكثر احلديث‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬ما سر هروبك من وسائل االعالم وقلة التحدث‬ ‫إليها؟‬ ‫مرشان ‪ :‬ال أح��ب الصحافة وال الكاميرا وال اإلع�لام�ي�ين ألنهم‬ ‫يكشفونك ويسألونك أسئلة محرجة وعندما ترفض اإلجابة ميلئون‬ ‫مكان الفراغ بكالم لم تقله ولهذا السبب ال أعطيهم الفرصة في ذلك‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬ما هي األسئلة التي تعتبرها محرجة؟‬ ‫مرشان ‪ :‬أنا انسان متواضع وال أحب التكبر والغرور‪ ,‬فمث ً‬ ‫ال عندما‬ ‫يسألونك عن فنان تعرفه «ذات وصفات» حينها إما أن جتامل هذا‬ ‫الفنان وتنافق وإما تقول احلقيقية التي اليريدها الكثيرون عن هذا‬ ‫الفنان‪ ,‬فلهذا دائماً ابتعد عن الصحافة واإلعالم بشكل عام‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬برأيك ما سبب غياب األغنية الليبية وتهميشها؟‬ ‫مرشان ‪ :‬األغنية الليبية ُهمشت منذ دخول علي الكيالني وعبدالله‬ ‫منصور االذاعة الليبية‪ ،‬واإلثنان شعراء واالنتاج الفني إما يكون لهم‬

‫شيخ الشارع قام يترحيلي من املنزل‬ ‫بسبب الغناء‬ ‫مرتبي لم يتجاوز ‪ 96‬دينار ًا‬ ‫طيلة ‪ 18‬عام ًا‬ ‫ال أحب الصحافة والكاميرا ‪ ..‬وأخشى‬ ‫تقويلي كالم ًا لم أقله‬ ‫وإما الوجود للفن‪ ,‬باإلضافة الى إنهما حاوال تغيير اللهجة في الغناء‬ ‫وكانا يعتبران اللهجة الطرابلسية لهجة (مـايـعة) وحاوال غرس اللهجة‬ ‫الريفية في كل االعمال الغنائية وأنا احمل املسئولية الكاملة لهم لغياب‬ ‫االغنية الليبية األصيلة وقمعهم للمطربني وللشعراء ولألصوات الرائعة‬ ‫ولم يبقيا مقتنعني إال بأنفسهما كشعراء ويعطيا كلماتهما لفنانني عرب‬ ‫مبقابل مادي رمبا يكفي الفنان الليبي سنة كاملة‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬من الفنان الذي يطربك بصوته؟‬ ‫مرشان ‪ :‬هناك العديد من االص��وات الرائعة واملميزة مثل الفنان‬ ‫«محمد بوجراد» وهو من اجمل االصوات ولألسف لم يتحصل على‬ ‫فرصة جيدة باإلضافة للفنان «ع��ادل عبداملجيد» الذي ميلك خامة‬ ‫صوت تختلف عن غيره‪ ,‬كما أن هناك أصوات جديدة رائعة ظهرت‬ ‫في الساحة ولكن ال اتذكر اسماءهم في الوقت احلالي‪ ,‬وبصفة عامة‬ ‫أي صوت جميل يطربني‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬هناك فنانون عرب حلنت لهم بعض األعمال؟‬ ‫مرشان ‪ :‬هناك الكثير من االسماء العربية التي تعاملت معها وال‬ ‫استطيع ذكرهم جميعاً منهم الفنانة «عفاف راضي والفنانة فايدة كامل‬ ‫والفنان طالل مداح و ُعليا وسعاد محمد وكرم محمود وهناء الصافي‬ ‫وغيرهم العديد من الفنانني من مختلف الدول العربية‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬هناك بعض املطربني مت اقصاؤهم من املشهد‬ ‫الغنائي بحجة غنائهم للنظام السابق‪ ,‬هل أنت مع أو ضد‬ ‫هذا اإلقصاء؟‬ ‫مرشان ‪ :‬ضد طبعاً ‪ ..‬فالفنان مواطن مثله مثل أي مواطن اخر‬ ‫وينطبق عليه ما ينطبق على اجلميع‪ ,‬ولكن ال تحُ سب عليه أعماله‬ ‫الفنيه ألنها غالباً ما تأخذ طريقها حسب وضع وتوجه النظام القائم‪,‬‬ ‫فلو رجعنا قلي ً‬ ‫ال للماضي ‪ ..‬إل��ى موسيقار األجيال الفنان الراحل‬


‫«محمد عبدالوهاب» فهو غنى للملك ف��اروق وجمال عبدالناصر‬ ‫والسادات ولم يحاسبه أحد على أعماله أو يقول له أنت ُمستبعد من‬ ‫الغناء ألنك غنيت لهؤالء‪ ,‬فكيف جند اليوم من يحاسب فناناً على‬ ‫أعمال قدمها في فترة من الفترات وفي نظام كان قائما ؟! ففي تلك‬ ‫الفترة إما أن تقدم حسب ما يتماشى مع الوضع السياسي للدولة وإما‬ ‫تنسحب من املجال‪ ,‬وأنا ضد هذه السياسة وتهميش وإقصاء الفنان‬ ‫بحجج غير منطقية‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬ماذا لديك من أعمال جديدة؟‬ ‫مرشان ‪ :‬لدي بعض األعمال اجلديدة منها ملحمة كبيرة من كلمات‬ ‫الشاعر «أحمد احلريري» اطال الله في عمره بعنوان (ليبيا هي العز)‬ ‫كما لدي عمل أخر أيضاً للحريري هو‪:‬‬ ‫إضحك بنصورلك صورة‪..‬شمر وإبني بالدك بيدك‬ ‫وأنت بالعزة واحلكمة‪..‬تبقى منور طول سنينك‬ ‫أنت يا غالي بيك فخورة‪..‬هلي غالها دوم عوينك‬ ‫إضحك بنصورلك صورة‬ ‫املستقل ‪ :‬مباذا تنصح الفنان الليبي؟‬ ‫مرشان ‪ :‬حالياً ال يوجد هناك فنان‪ ,‬ألن كلمة حرام وغير شرعي‬ ‫أدخلوها في الفن وال أدري من أين جاءوا بهذه الكلمة؟ فال القرآن‬ ‫السنة يحرمان الفن‪ ,‬فعندما نأتي لكلمة «ميوزك» باالجنليزية‬ ‫وال ُ‬ ‫وترجمتها بالعربي «نغم» فأنت تقرأ القرآن وتؤذن بالنغم! فأين احلرام‬ ‫في ه��ذا؟ فلو كانوا يتحدثون عن الغناء والفن بالطريقة اخلليعة‬ ‫واملشينة لألخالق والتي نشاهدها في بعض القنوات وم��ن بعض‬ ‫الفنانني هذا طبعاً حرام وإمنا بالطريقة احملترمة والكلمات اجلميلة‬ ‫فأين احلرام في ذلك؟‬ ‫املستقل ‪ :‬مب���اذا تفسر جت��اه��ل م��ؤس��س��ات ال��دول��ة لك‬ ‫متر بها ؟‬ ‫خصوص ًا في هذه املرحلة الصعبة التي ّ‬ ‫مرشان ‪ :‬أنا منذ ‪ 20‬عاماً اضيف دائم على مستشفيات القاهرة‬ ‫بسبب مرض القلب وإلى هذه اللحظة‪ ,‬ولألسف التجاهل ليس اآلن‬ ‫فقط فهم جتاهلوني منذ سنوات وحتى عندما كنت اتردد على أمانة‬ ‫الثقافة سابقاً ملقابلة «نوري احلميدي» كانوا يرفضون مقابلتي بشكل‬ ‫مستمر لسبب أجهله‪ ,‬واستمر احلال لسنوات بدون انتاج وال دخل‬ ‫بإستثناء الـ ‪ 96‬دينار املرتب الشهري‪ ,‬ومن يشاهدني يعتقد بأنني‬ ‫ُمرفه وصاحب مال واحلقيقة غير ذلك فأنا (أفقر من فار جامع)‪,‬‬ ‫ولم يهتم بحالتي أحد‪ ,‬ففي الفترة األخيرة عندما جئت ملصر وليس‬ ‫أمامي خيار أخر لتلقي العالج‪ ,‬وصلت مطار اإلسكندرية وفي جيبي‬ ‫‪ 160‬دينار ليبي فقط دفعت منهم أج��رة وصولي للقاهرة وك��ان في‬ ‫استقبالي الدكتور «علي بوقرين» بارك الله فيه ونقلني للمستشفى‬ ‫بناء على تعليمات من السيد نائب رئيس الوزراء في احلكومة املؤقتة‪,‬‬ ‫وكان من املفترض إجراء عملية دعامات للقلب (قلب مفتوح) ولكن‬ ‫بعد الكشوفات الدقيقة اتضح بأن هذه العملية نسبة النجاح فيها‬ ‫قليل جداً وخطيرة والبد من االستمرار على العالج فقط واملراجعة‬ ‫بني احلني واآلخر‪ ,‬ووجودي اآلن ملتابعة العالج‪ ,‬وحالتي املادية صعبة‬ ‫ج��داً ف�لا املك مايجعلني استمر ف��ي التواصل م��ع األط�ب��اء وليس‬ ‫لدي القدرة حتى على ش��راء األدوي��ة ناهيك عن إيجار الشقة التي‬ ‫أسكن فيها وهي في منطقة بضواحي القاهرة وغير صحية من كافة‬ ‫النواحي‪ ,‬ولألمانة أشكر االستاذ «محمود البوسيفي» الذي يتابعني‬ ‫دائماً ويحاول مساعدتي قدر املستطاع حيث وفر لي مبلغ من أحد‬ ‫أصدقائه ‪ 1500‬دوالر وبهم استطعت تسليك بعض األمور‪ ,‬وكذلك‬ ‫الدكتور «علي بوقرين» تبرع لي مببلغ بسيط والسيد «عبداحلميد‬ ‫فرحات» وك ً‬ ‫ال حسب استطاعته واشكرهم جميعاً على وقفتهم معي‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬ألم تلتقي بالسيد عمر القويري رئيس هيئة‬ ‫اإلعالم والثقافة أثناء زيارته للقاهرة وحتكي له ظروفك؟‬ ‫مرشان ‪ :‬التقيت معه قبل شهرين تقريباً وحتدثنا كثيراً ووعدني‬ ‫بتأجير شقة مل��دة ‪ 6‬أشهر ومنحي مكافأة رم��زي��ة مل��دة ‪ 4‬أشهر‬ ‫تساعدني في بعض املصاريف ولكن لألسف الشديد لم احتصل‬ ‫على هذه املكافأة إلى الوقت احلالي‪ ,‬و قام بتأجير شقة ملدة شهر‬ ‫فقط ولم أسكن فيها سوى يوم واحد وانتقلت ملكان اخر خوفاً من‬ ‫أن ات��ورط في اج��ار بقية االشهر وأن��ا ال أملك حتى قوت يومي‪,‬‬ ‫واآلن عليا ديون لبعض االشخاص وأمضيت على واصلني امانة‬

‫تعلمت العود خالل شهرين‬ ‫فقط على يد الشيخ صالح الفزاني‬ ‫حلنت لعفاف راضي وفايدة كامل وطالل مداح‬ ‫وسعاد محمد وعليا وكارم محمود‬ ‫بحوالي ‪ 5‬آالف دوالر وأصحاب اإليصاالت يطالبونني بأموالهم‬ ‫وسأقف يوم ‪ 22‬فبراير أمام النيابة العامة بسبب هذا املوضوع‪,‬‬ ‫فهل يُعقل لفنان عانى في بالده وقدم الكثير للفن والثقافة أن يقف‬ ‫أمام وكيل نيابة والتهمة التوقيع على واصالت أمانة وعدم القدرة‬ ‫على الدفع؟ اعتقد بأنها معادلة غير مقبولة‪.‬‬ ‫املستقل ‪ :‬ماذا قدمت لك سفارة ليبيا في القاهرة؟‬ ‫مرشان ‪ :‬أشكر السيد السفير على ماقدمه لي حسب اإلمكانيات‬ ‫املتوفرة لديه فسبق وأن وعدوني بـ ‪ 11‬الف جنية مصري وعندما‬ ‫جئت الستلم املبلغ اعطوني ‪ 5‬آالف جنية رغم انه مبلغ ال يكفي‬ ‫حتى إليجار شقة‪.‬‬ ‫وأنا اآلن في حيرة من أمري فكيف استطيع تخليص هذا الدين‬ ‫ألن�ق��ذ نفسي م��ن دخ��ول النيابة ورمب��ا ال�س�ج��ن‪ ,‬وأمت�ن��ى م��ن كل‬ ‫الليبيني الشرفاء أن يقفوا بجانبي س��واء املوجودون في ليبيا أم‬ ‫الذين في مصر وأول�ه��م الفنانة القديرة «خ��دوج��ة صبري» التي‬ ‫أمتنى منها ان تتبنى ه��ذا امل��وض��وع حتى من الناحية االنسانية‬ ‫وحت��اول ان جتمع مبلغ من امل��ال من بعض األص��دق��اء‪ ,‬ولألمانة‬ ‫انا حالياً (سكني واكلي ومواصالتي بالدين) فمن يشعر بكل هذه‬ ‫املعاناة من الليبيني؟‬ ‫املستقل ‪ :‬كلمة أخيرة؟‬ ‫م��رش��ان ‪ :‬أن�ص��ح السلطات الليبية ب��أن تهتم ب��امل��واط��ن الليبي‬ ‫الغلبان‪ ,‬وامتنى األم��ن واآلم��ان للبالد وأن يعم اخلير والفرح كل‬ ‫ربوع ليبيا الغالية‪.‬‬


‫‪64‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫رياضة‬

‫سحق الفريق األول بنادي االحتاد فريق إليكت‬ ‫سبورت التشادي بنصف دستة من األهداف في‬ ‫ذهاب كأس الكونفدرالية األفريقية «الدور ‪»64‬‬ ‫تناوب على تسجيلها كل من املعتصم بوشناف‬ ‫« هاتريك» والغاني يحى محمد وفيصل البدري‬ ‫واملعتصم صبو‪.‬‬

‫عندما يهزم الليبيون‬ ‫الظروف الصعبة‬

‫انتصار ساحق لالتحاد في‬ ‫الكونفدرالية األفريقية‬ ‫ستة أهداف في شباك إليكت‪ ..‬وورقة‬ ‫الترشح في الجيب‬


‫استعدادات جدية قبل موقعة إليكت‬

‫جاءت املبارة التي خاضها االحتاد األحد املاضي على ملعب املنزه‬ ‫التونسي في صورة مضيئة تشي بأن الفريق الليبي عاقد العزم على‬ ‫قطع أش��واط كبيرة في سباق بطولة االحت��اد األفريقي‪ ،‬فمنذ أن‬ ‫أعلن احلكم املغربي عن إنطالق املقابلة اتضح للمتابعني أن املدير‬ ‫الفني الفرنسي بيار لوشنتير قد أعد خطة هجومية لإلجهاز على‬ ‫فريق الكهرباء التشادي واقتالع ورقة الترشح إلى الدور القادم من‬ ‫تونس وليس من أجنامينا‪.‬‬ ‫كانت التعليمات الفرنسي لوشنتير‪ ،‬الذي فقد وال��ده قبل املباراة‬

‫بثالثة أيام‪ ،‬تذهب إلى محاصرة الفريق التشادي في منتصف ملعبه‬ ‫حينا ‪ ،‬واستنزاف قدراته عبر التعويل على تنويع اللعب واستخدام‬ ‫األجنحة في الهجوم املباغت والسريع‪ ،‬ما أثمر في النهاية عن ستة‬ ‫أهداف كانت كفيلة باإلطاحة بالفريق الضيف ‪.‬‬ ‫كان القادم من صفوف الهالل فيصل البدري ورقة رابحة لوشنتير‬ ‫ال��ذي ع��رف كيف يوظف ق��درات الالعب ويستفيد من إمكاناته‬ ‫الفنية في قيادة االحت��اد في منتصف امللعب ‪ ،‬فكانت متريراته‬ ‫الذكية والدقيقة حاسمة في أكثر من هجمة شنها االحت��اد على‬


‫‪66‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫رياضة‬

‫منافسه‪ ،‬ولم يكتف البدري بدور صانع األلعاب‪ ،‬وإمنا تعداه إلى‬ ‫القيام ب��دور املسجل أيضاً ‪ ،‬ولعل هدفه اجلميل ال��ذي وقعه في‬ ‫شباك التشاديني من كرة ثابتة قد أفصح أيضاً عن حساسية عالية‬ ‫ميتلكها الالعب في تسديد الركالت احلرة على طريقة الكبار‪ ،‬أما‬ ‫زميله في الفريق املهاجم املعتصم بوشناف الذي يحتفظ ببنيان‬ ‫قوي‪ ،‬وشوق متقد للهجوم‪ ،‬فقد أعاد اكتشاف ملكة التهديف عنده‪،‬‬ ‫عندما سجل ثالثة أهداف في املباراة‪ ،‬كل هدف منها له سحره‬ ‫اخلاص‪ ،‬وله أيضا نسقه العالي في إيداع الكرة داخل الشباك‬ ‫األمواج احلمراء‬ ‫كلنا يعلم أن الظرف األمني الصعب ال��ذي مير به الوطن أرغم‬ ‫االحت��اد على خوض اللقاء خ��ارج الديار‪ ،‬وبعيدا عن جماهيره ‪،‬‬ ‫لكن هذا العامل السلبي لم يفت في عضد الفريق الذي انتقل إلى‬ ‫العاصمة التونسية متسلحا بإرادة الفوز‪ ،‬ومن خلفه سارت جماهيره‬ ‫متكبدة مشاق السفر‪ ،‬ومعاناة الطريق‪ ،‬كي تكون حاضرة في املوعد‬ ‫تبث روح احلماس في نفوس العبيها‪ ،‬وترسم لهم لوحة األمواج‬ ‫احلمراء التي كان لها وقع السحر عند كل العب في االحتاد‪.‬‬ ‫لقد اكتسى املدرج الرئيسي في ملعب املنزه باللون األحمر‪ ،‬وبدا‬ ‫للعيان حينها أن هناك فريقاً أخر خارج املستطيل األخضر قادر‬ ‫على صياغة مفردات بصرية وإيقاعية ال تقل إبداعا عن الصور‬ ‫اجلميلة التي رسمتها أقدام الالعبني في مباراة كان االحتاديون‬ ‫أبطالها وأسيادها ‪.‬‬ ‫مع كل هجمة احتادية كانت املوجات احلمر تهدر‪ ،‬ومع كل هدف‬ ‫احتادي كان الهتاف يعلو حتى يكاد يعانق عنان السماء‪ ،‬كل مشجع‬ ‫احتادي كان يرى في فريقه صورة ليبيا التي ينبغي أن تخرج من‬ ‫التابوت الذي يحاول أولئك الظالميون دفنها فيه ‪.‬‬ ‫« شغفنا بالكرة‪ ،‬وحلمنا بالفوز واأللقاب أمران لن يستطيع أي كان‬ ‫انتزاعهما من قلوبنا وعقولنا «‬ ‫ع�ب��ارة ج��اءت على لسان أح��د مشجعي االحت ��اد األوف �ي��اء عقب‬ ‫انتصارفريقه الساحق‪ ،‬فيما قال زميله ال��ذي كان واقفا بقربه‪،‬‬ ‫وهويكاد يطير من الفرح ‪ :‬لقد قطعنا الكهرباء عن فريق الكهرباء‬ ‫‪ . .‬في إشارة تهكمية منه على فريق الكهرباء الرياضي التشادي‬ ‫زعبية وحياتو‬ ‫افتقد االحت��اد في املباراة خلدمات مهاجمه البارع محمد زعبية‪،‬‬ ‫بسبب تأخر قيده ف��ي قائمة الفريق األفريقية‪ ،‬وك��ان لوشانتير‬ ‫يعول عليه كثيرا في اخل��ط األمامي خاصة بعد انتظام الالعب‬ ‫في التدريبات األخيرة للفريق‪ ،‬لكن يبدو أن فريق مولودية وهران‬ ‫اجلزائري ال��ذي كان زعبية أحد هدافيه البارزين قد ماطل في‬ ‫إجراءات إعارة الالعب ‪ ،‬وفوت على االحتاد فرصة قيده بالقائمة‬ ‫األفريقية في وقت مبكر‪.‬‬ ‫كل اجلماهير االحتادية كانت تتطلع إلى حسم ملف زعبية األفريقي‬ ‫قبل موعد لقاء إليكت التشادي‪ ،‬فهذا الالعب الذي شب في نادي‬ ‫االحتاد‪ ،‬وعرف طريق املرمى وتسجيل األهداف داخل القلعة احلمراء‬ ‫يعتبر اليوم ورقة رابحة للفريق بعد اكتسابه خبرة إضافية أتاحها‬ ‫له االحتراف اخلارجي في أندية عربية وأوربية‪ ،‬وخاصة مرحلة‬ ‫احترافه بنادي مولودية وهران التي شهدت تألقه في استثمار الفرص‬ ‫السهلة والصعبة وحتويلها إلى أهداف‪ ،‬لكن أمل تلك اجلماهير خاب‬ ‫بعدما وصلها اخلبر الصادم بتعذر مشاركة زعبية في اللقاء ‪.‬‬ ‫ويبدو أن احتاد الكرة عندنا مازال قاصرا عن فهم اآلليات التي‬

‫مدرب االحتاد الفرنسي لوشنتير‬

‫بوشناف ّ‬ ‫يوقع الهاتريك ‪ ..‬والبدري يسجل‬ ‫على طريقة الكبار‬ ‫لوشنتير يأمر مبحاصرة الفريق التشادي ‪..‬‬ ‫واستثمار األطراف‬ ‫مشجع احتادي يقول ‪ :‬قطعنا الكهرباء عن‬ ‫فريق الكهرباء‬ ‫هل يحتاج زعبية إلى توقيع حياتو كي‬ ‫يلعب مع االحتاد ؟!‬ ‫إليكت يعيش حالة إحباط ‪ . .‬واحلذر من‬ ‫الفريق اجلريح واجب‬


‫جماهير االحتاد الوفية‬

‫املايسترو البدري من الهالل إلى االحتاد‬

‫يشتغل بها االحتاد األفريقي «الكاف» ومعرفة الدهاليز التي يصل‬ ‫في نهايتها إلى موقع القرار في املؤسسة الكروية األفريقية‪ ،‬فال‬ ‫نعتقد أن االلتقاء برئيس الكاف الكاميروني عيسى حياتو وشرح‬ ‫الظروف الصعبة التي متر بها كرتنا الوطنية أمامه باألمر الصعب‬ ‫إذا كان حقاً قيد الالعب يحتاج إلى توقيع حياتو !!‬

‫مباراة للنزهة واحلذر‬ ‫أغلب احمللليني الرياضيني أجمعوا على أن االحت��اد اقتلع ورقة‬ ‫الترشح للدور القادم من ملعب املنزه‪ ،‬وأن مباراة األياب مع فريق‬ ‫إليكت التي سيخوضها في أجنامينا األس�ب��وع ال�ق��ادم هي أشبه‬ ‫بالنزهة أو باملباراة ال��ودي��ة التي ميكن أن يستفيد منها امل��درب‬ ‫لوشانيتر في جتريب بعض الالعبني الذين لم يشاركوا في لقاء‬ ‫الذهاب‪ ،‬وجعلها كمباراة استعدادية للدور «‪ »32‬في الكونفدرالية ‪.‬‬ ‫بنى أولئك احمللليني توقعهم من واقع الغلة الوافرة من األهداف‬ ‫التي سيحملها معه االحتاد إلى اجنامينا أوال ‪ ،‬وإلى حالة االحباط‬ ‫التي يعيشها حاليا فريق إليكت بعد الهزمية الثقيلة‪ ،‬والتي تص ّعب‬ ‫م��ن ع��ودة العبيه إل��ى احل��ال��ة الطبيعية حتى ل��و استعان بأمهر‬ ‫االخصائيني النفسيني ‪.‬‬ ‫لكن احلذر ينبغى أن يظل مالزما للفريق االحت��ادي‪ ،‬وهناك عمل‬ ‫ينتظر املدرب والالعبني في مباراة األياب ال يقل عن عملهم في‬ ‫مباراة الذهاب حتى وإن اختلفت طرقه واساليبه‬ ‫فالفريق هذه املرة سيخوض اللقاء أمام فريق جريح ليس لديه ما‬ ‫يخسره األمر الذي قد يقوده إلى اللعب العنيف في ملعبه‪ ،‬ورمبا‬ ‫تعمد إيذاء العبي االحتاد لذا جتنب تعرض الالعبني لإلصابات‬ ‫يتطلب من امل��درب وض��ع خطة مناسبة تقلل من ف��رص احتكاك‬ ‫العبيه مع اخلصم وخاصة في مناطق املناورات‪ ،‬وذلك باعتماد‬ ‫اللعب املفتوح والتمرير املضمون وحسن انتشار الالعبني وعدم‬ ‫االحتفاظ بالكرة‪.‬‬


‫‪68‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫رياضة‬

‫عندما أطاحت قطر بالبرازيل في افتتاح مونديال كرة اليد األخير بالدوحة‪ ،‬وشرعت في تدشني أولى مفاجآتها‬ ‫التي ستتوالى إلى نهائي البطولة كان اجلميع يتساءل عن أولئك الغرباء الذين أرتدوا زي العنابي‪ ،‬وباتوا بني‬ ‫ليلة وضحاها العبني محليني ترفق باسمائهم األجنبية عبارة « العب املنتخب القطري »‬

‫إمارة الغاز‬ ‫«تجنس» الالعبين وتتغنى باألمجاد‬

‫قطر تشتري الترتيب الثاني‬ ‫في مونديال اليد!!‬

‫دانيال ساريتش «البوسني األصل» الذي كان جنم مباراة االفتتاح‬ ‫بال منازع ‪ ،‬وكان له الفضل في حصول قطر على لقب الوصافة‪،‬‬ ‫سبق له اللعب مع منتخبي البوسنة وصربيا‪ ،‬وإن لم يتحصل‬ ‫معهما على أية ميدالية إال أنه كان إلى وقت قريب العبا أساسيا‬ ‫في صفوف املنتخب الصربي الذي لعب له سبعني مباراة دولية‪،‬‬ ‫لكن شهوة املال دفعته بقوة إلى قبول العرض األميري املغري‪،‬‬ ‫والوقوف بني خشبات املرمى القطري ذائذا عن حمى دولة رمبا‬ ‫لم يفكر يوماً بزيارتها‪ ،‬فما بالك بحمل جنسيتها ‪.‬‬ ‫ساريتش كان يضع البحث عن ميدالية عاملية غائبة في مقدمة‬ ‫املبررات التي ما أنفك يس ّوقها قبل مقدمه للدوحة والدخول‬ ‫في منافسات النسخة ال»‪ « 25‬من بطولة العالم لكرة اليد دون‬ ‫أن ينبس ببنت شفة عن األموال الضخمة التي سيخطفها من‬ ‫القطريني لقاء الدفاع عن ألوان فريقهم‪ ،‬باملقابل لم يكن االحتاد‬ ‫القطري في حاجة إل��ى تقدمي مبررات إضافية جللبه أولئك‬ ‫املرتزقة م��ن خلف احل��دود ت��ارك�اً لقوانني احت��اد اليد الدولي‬ ‫املثيرة للجدل اإلجابة عن س��ؤال التجنيس‪ ،‬فالنص القانوني‬ ‫الذي استند عليه االحتاد القطري في استيراد الالعبني يتيح‬ ‫ف��رص��ة اللعب ال��دول��ي ألي الع��ب يحمل جنسية ج��دي��دة غير‬ ‫جنسيته األصلية بشرط أن يكون متوقفاً عن اللعب مع منتخب‬ ‫بالده لفترة ال تقل عن ثالث سنوات ‪.‬‬ ‫هذا الشرط ينسحب على ساريش‪ ،‬وعلى زميله الهداف زاركو‬ ‫ماركوفيتش القادم من مونتينغرو «اجلبل األسود» كما ينسحب‬ ‫أيضا على بقية الغرباء الذين قدموا إلى قطر حاملني بالثراء‬ ‫السريع‪ ،‬وال بأس من احلصول على األلقاب إن تكللت بفائض‬ ‫من العملة الصعبة ‪.‬‬ ‫أغلب أعضاء الفريق القطري املشارك في املونديال مت جتنيسهم‬ ‫باستثناء أربعة العبني فقط تفيد شهادات ميالدهم بأنهم ولدوا داخل‬ ‫هذه اإلمارة اخلليجية ‪ ،‬فيما تعود أصولهم األولى إلى بلدان أخرى ‪.‬‬

‫قوانني احتاد اليد الدولي تفسد اللعبة‬ ‫وتقضي على املنافسة العادلة‬ ‫هل كان البحث عن ميدالية غائبة هو دافع‬ ‫ساريتش احلقيقي الرتداء غاللة العنابي‬ ‫ما هي املادة التي استند عليها االحتاد‬ ‫القطري في استيراد الالعبني ؟‬ ‫املشجع العربي في حيرة ‪ ..‬هل كان يشاهد‬ ‫منتخبا عربيا أم منتخبا أوروبيا مختلطا ؟!‬


‫‪ ..‎‬حتى اجلمهور مستورد‬

‫‪‎‎‬التجنيس الرياضي ظاهرة قطرية‬

‫لقد ب��دا املشهد م��رب�ك�اً أم��ام املشجع ال�ع��رب��ي‪ ،‬وه��و يشاهد‬ ‫الفريق القطري في مباراته أمام الفريق البولندي في الدور‬ ‫النصف النهائي ناصتا إل��ى ص��وت املعلق وه��و ينطق أسماء‬ ‫على شاكلة رافايل كابوت‪ ،‬فهل كان يشاهد فعال فريقا عربيا‬ ‫أم فريقا أوروبيا مختلطا ؟!‬ ‫س��ؤال ال نخاله ق��د غ��ادر ذاك��رت��ه حتى بعد انتهاء البطولة‪،‬‬ ‫وإح��راز القطريني الترتيب الثاني بعد الهزمية أم��ام فرنسا‬ ‫في النهائي بنتيجة « ‪ 25‬ـ ‪ « 22‬فثمة أرق��ام قياسية دخلت‬ ‫إل��ى ف�ض��اء التوثيق ال��ري��اض��ي ال�ع��امل��ي‪ ،‬وب��ات��ت مسجلة باسم‬ ‫ال�ق�ط��ري�ين ب�ع��د إس ��دال ال�س�ت��ار ع�ل��ى ال�ب�ط��ول��ة ف��ي األول من‬ ‫فبرائر املاضي ‪.‬‬ ‫قطر أضحت اليوم أول فريق يصل النهائي من خ��ارج قارة‬ ‫أوروبا‪ ،‬وصار بوسع شيوخ الغاز التغني بهذا اإلجناز الذي كان‬ ‫الفضل األول في حتقيقه يعود إلى قوانني اليد الظاملة التي‬ ‫ضربت املنافسة العادلة في مقتل‪ ،‬وشرعنت للمال وحده أن‬

‫‪‎‎‬البوسني ساريتش يحتفل بفوز قطر على أملانيا‬

‫يصعد إلى منصات التتويج ‪.‬‬ ‫ف�ه��ل ث�م��ة ح��اج��ة ب�ع��د ال �ي��وم إل��ى م��راك��ز متخصصة تصقل‬ ‫املوهوبني في كرة اليد ‪ ،‬وهل هناك داع لوجود دوري محلي‬ ‫يفرز العبني للمنتخب‪ ،‬وهل هناك ضرورة إلقامة معسكرات‬ ‫إعداد داخلية وخارجية طويلة تتيح لالعبني فرص االحتكاك‬ ‫واكتساب اخلبرة‪.‬‬ ‫أسئلة باتت تثار بقوة في أوساط كرة اليد العربية بعد وصول‬ ‫قطر إلى نهائي اليد العاملي‪ ،‬فاملرء يشعر بالغنب واأللم عندما‬ ‫ينظر إل��ى ف��رق مثل مصر وت��ون��س واجل��زائ��ر متتلك تاريخا‬ ‫عريقا في كرة اليد ‪ ،‬وتقتطع من ميزانيات شعوبها لتصرف‬ ‫على إع��داد وجتهيزالعبي منتخباتها للمنافسات الدولية ‪،‬‬ ‫وف��ي النهاية تفشل ف��ي إح��راز لقب عاملي أو حتى الوصول‬ ‫إلى نهائي املونديال في حني يأتي فريق من أقصى الهامش‬ ‫يحقق ما عجزت عن حتقيقه تلك املنتخبات‪ ،‬وكل ماقام به هو‬ ‫القيام بشراء العبني دوليني جاهزين وجتنيسهم ‪.‬‬


‫‪70‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬

‫على سطح األرض‬

‫دولة بال مواطنين!‬ ‫عبدالمنعم المحجوب‬ ‫ش�ك��ل ال��دول��ة ل�ي��س م �ج��ا َل اخ �ت �ي� ٍ�ار ألن ��ه م��رت�ب��ط مبقوماتها‬ ‫األس��اس�ي��ة‪ ،‬ذل��ك يعني أن��ه م��ن العبث إخ�ض��اع ال��دول��ة لشكل‬ ‫سياسي ال تستجيب له وال جتد له ص ًدى في تاريخها وتراثها‪.‬‬ ‫مت��ن‪ ،‬وليست محض‬ ‫األشكال السياسية للدول ليست محض ٍ ّ‬ ‫اختيار‪ ،‬كما ال حتكمها اإلرادة السياسية إال بقدر ما تستجيب‬ ‫ملمكنات البناء وإمكاناته‪ ،‬أي بثبات مصداقها الواقعي على‬ ‫األرض وبني الناس‪ ..‬لذلك ال معنى على أرض الواقع للشكل‬ ‫السياسي للدولة إذا لم ينعكس فعلياً على بنائها‪ ،‬فمثلما ال‬ ‫معنى للعمل الدميقراطي في مجتمع قبلي متخلّف ال معنى‬ ‫أي �ض �اً ألن يفاضل ال �ن��اس ب�ين األش �ك��ال السياسية ط��امل��ا أن‬ ‫آليات العمل السياسي فيها مرتهنة للبيئة االجتماعية نفسها‬ ‫ومحكومة بتقاليدها الدينية واالجتماعية التي ال تؤهلها ألن‬ ‫تتحرر من تاريخها‪.‬‬ ‫إن العالقة بني الشكل السياسي وبنية الدولة يجب أن تكون‬ ‫قسرِ أو إخضاع الدولة لهذا الشكل أو ذاك‪ ،‬فبنية‬ ‫متوائمة دون ْ‬ ‫الدولة هي التي تنتج آلية نظامها لتأخذ بالتالي طابعاً دون آخر‬ ‫بشكل تلقائي ال اختيار فيه‪ ،‬فالدولة اإلقطاعية مث ً‬ ‫ال أنتجت‬ ‫من الناحية التاريخية نظاماً أوليغاركياً ودافعت عنه إلى أن‬ ‫حتلّلت من سمتها اإلقطاعية لصالح سيادة وضع آخر متط ّور‬ ‫عن اإلقطاع‪ ،‬والدولة الصناعية أقرب إلى أن يسود فيها دون‬ ‫مواربة نظام نيابي ليبرالي ق��ادر على متثيل مصالح العمال‬ ‫(األقنان سابقاً) والتوفيق اقتصادياً بينها وبني مصالح أرباب‬ ‫العمل (اإلقطاعيني سابقاً)‪.‬‬ ‫الدولة الريع ّية احلديثة‪ ،‬كالدول النفطية العربية‪ ،‬لكونها ال‬ ‫تستند تاريخياً إلى نظام سياسي متط ّور تدريجياً‪ ،‬ولم يسد‬ ‫فيها سابقاً إال شكل من أشكال السلطنة (عربي أو واف��د)‪،‬‬ ‫ف��إن�ه��ا م�ج�ب��رة دون اخ �ت �ي��ار ع�ل��ى االس �ت �ج��اب��ة إل ��ى ال �ش��روط‬ ‫االجتماعية واالقتصادية التي ّ‬ ‫تنظم وج��ود الشعب والدولة‪،‬‬ ‫وبعبارة أخرى‪ ،‬ليس أمامها إال أن تستفيد من تطوير التجربة‬ ‫الدميقراطية الوحيدة التي أفرزها تاريخها السياسي الثقافي‬ ‫وهي جتربة الشورى‪.‬‬ ‫غير ذل��ك‪ ،‬ليس أمامها إال أن تستعير ه��ذا النظام أو ذاك‬ ‫دون أن تع ّبر استعارتها فع ً‬ ‫ال عن العالقة بني النظام السياسي‬ ‫ال سياسياً‬ ‫املستعار وبنية الدولة املوروثة‪ ،‬أي أن تستورد شك ً‬ ‫لتلبيس الدولة كما تستورد السلع وهي ال تنتجها لكي يستمر‬ ‫االستهالك‪.‬‬

‫وللمقاربة ب�ين ال �ش��ورى وال��دمي�ق��راط�ي��ة ال سبيل أم��ام�ن��ا إال‬ ‫االعتراف بأن احلكم احمللي هو قاعدة االرتكاز الوحيدة لسلطة‬ ‫الدولة وهيبتها وهو الذي يدعم أسباب قوتها ويحقق نفوذها‪..‬‬ ‫واحل �ك��م احمل�ل��ي يضفي على ال��دول��ة طبيعتها الدميقراطية‬ ‫ويُكسبها سمة معاصرة‪ ،‬كلما كان لصيقاً بالطابع االجتماعي‬ ‫ال��ذي مي ّثله املواطنني باعتبارهم العبني أساسيني في إدارة‬ ‫مناطقهم‪ ،‬ال باعتبارهم مج ّرد رعايا‪.‬‬ ‫>>>‬ ‫ال ميكن إغ�ف��ال التجارب السابقة م��ن الناحية العملية مهما‬ ‫أجمعنا من الناحية النظرية على أننا نتوخّ ى بناء مثالياً جديداً‪،‬‬ ‫إذ إننا في واقع األمر إمنا نبدأ بتم ّثل هذا النموذج وإقصاء ذاك‪،‬‬ ‫أي إننا لسنا برا ًء من اإلدانة واإلقتداء في الوقت نفسه‪.‬‬ ‫لقد م � ّرت ليبيا بأكثر م��ن شكل سياسي ك��ان وليد أوضاعها‬ ‫الداخلية باإلضافة إلى الظروف احمليطة بها‪ ،‬ولعل أكثر األشكال‬ ‫السياسية ع�م��راً ه��و كونها إي��ال��ة تخضع للسلطنة العثمانية‪،‬‬ ‫واإليالة هي شكل من أشكال التبعية‪ ،‬األمر الذي ال يختلف كثيراً‬ ‫عما كانت عليه بعد ذلك في زمن االستعمار اإليطالي‪ ،‬ولم ينته‬ ‫اجلدل بعد احلرب العاملية الثانية حول اتخاذ الشكل امللكي أو‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬خاصة في غرب البالد‪ ،‬إال عندما عرف اجلميع أن‬ ‫الشكل اجلمهوري سيتيح املزيد من اجلدل حول التبعية اإلدارية‬ ‫لألقاليم‪ ،‬وانتهت تلك املرحلة – كما تعرفون – بتح ّول إدريس‬ ‫السنوسي من أمير لبرقة إلى ملك لليبيا بأسرها‪ ،‬في ظل دستور‬ ‫مت إعداده مسبقاً‪ .‬ومع ذلك لم تنتج التجربة امللكية أساساً ثابتاً‬ ‫لتداول السلطة وتغ ّير احلكومات‪.‬‬ ‫لم تستقر «الدولة الليبية» على الشكل العصري احلديث املم ّيز‬ ‫للتجربة «اجلمهورية» ألكثر من إح��دى عشر سنة‪ ،‬ثم انتقلت‬ ‫مباشرة إلى جتربة جديدة ظاهرها احللول النهائية ملعضالت‬ ‫البشرية ج�م�ع��اء‪ ،‬وباطنها العبث وال�ل�اج��دوى على املستوى‬ ‫الواقعي‪ ..‬مع حضور دائ��م للشعب (صاحب أعلى سلطة في‬ ‫الدولة) من الناحية االسمية‪ ،‬وتغييبه بالكامل من الناحية الفعلية‪.‬‬ ‫«ليبيا – ال��دول��ة» كانت ف��ي جميع مراحلها دول��ة ال أث��ر فيها‬ ‫تعددت أشكالها بينما كانت بنيتها واح��دة في‬ ‫للمواطنني‪ ،‬لقد ّ‬ ‫ظل جميع هذه األشكال‪ ،‬بلد قبلي رعوي شبه زراعي‪ ،‬يصبح في‬ ‫العصر احلديث بلداً ريعياً يقتات على مورد وحيد‪ ،‬دون أن تتغ ّير‬ ‫قاعدته التاريخية االجتماعية التي كانت دائماً قبل ّي ًة عشائري ًة‪..‬‬ ‫وسوف تبقى كذلك في املستقبل املنظور‪.‬‬


‫مع هذا العدد‪:‬‬

‫كتاب خاليا نائمة‬ ‫تأليف‪ :‬محمود البوسيفي‬


‫‪72‬‬

‫األحد‬ ‫‪22‬فبراير‪2015‬‬ ‫العدد الثالث‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.