مجلة المستقل-العدد السادس

Page 1

‫قطر‬ ‫تستهدف تفتيت ليبيا‬ ‫األمريكيون‬ ‫يعلنون الحرب المقدسة‬ ‫السنة األولى ‪ -‬العدد السادس ‪ -‬األحد ‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫سياسية أسبوعية شاملة‬

‫إيرادات هذا العدد مخصصة لذوي االحتياجات الخاصة‬

‫هل يقبل الليبيون حكم الكيانات اإلرهابية؟!‬ ‫بارونات التهريب يسيطرون على احلدود بني ليبيا وتونس‬ ‫من ينصف ورشفانة املنكوبة؟!‬

‫من يقف‬ ‫ضد تسليح الجيش؟!‬


‫‪02‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬


‫‪03‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫كاريكاتير‬

‫ريشة الفنان الراحل‪ :‬محمد الزواوي‬


‫‪04‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫احملتويات‬ ‫‪06‬‬

‫في هذا العدد‬

‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪28‬‬

‫هل يقبل الليبيون بحكم الكيانات اإلرهابية؟!‬ ‫مسرحية احلوار أصبحت نوع ًا من الكوميديا‬ ‫السوداء‪ ،‬إن نهايتها متوقعة‪ ،‬ولكنها ليست إيجابية‬ ‫بحال من األحوال‪ .‬األستاذ حسن طاطاناكي‬ ‫يكشف خبايا حوار الطرشان‪.‬‬ ‫القضاء على اإلرهاب على رأس أولويات الجيش‬

‫تسعى احلكومة الليبية إلى احلصول ‪ 150‬دبابة‪ ،‬و‪24‬‬ ‫طائرة مقاتلة‪ ،‬و‪ 7‬طائرات هليكوبتر‪ ،‬وعشرات اآلالف‬ ‫من البنادق‪ ،‬وقاذفات القنابل‪ ،‬وماليني الطلقات ‪ ..‬كيف‬ ‫سيغير اجليش معادالت الصراع في ليبيا؟‬

‫سياسية أسبوعية شاملة‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬

‫حسن طاطاناگي‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫عبداملنعم احملجوب‬ ‫مدير التحرير‬

‫حسن الفيتوري‬ ‫املدير الفني‬

‫سامح الكاشف‬

‫هيئة التحرير‬ ‫مرمي عبدالله‬ ‫إياد بن علي‬ ‫محمد نوري‬ ‫منصور عمارة‬ ‫عبداحلكيم الورفلي‬ ‫الشؤون اإلدارية‬

‫أحمد وطني‬ ‫تصدر عن‪:‬‬

‫املنظمة الليبية للصحافة‬ ‫وحيادية املعلومات‬

‫تنفيذ‪:‬‬ ‫دار تانيت للنشر والدراسات‬

‫تعبر آراء الكتّ اب بالضرورة عن وجهة‬ ‫ال ّ‬ ‫نظر املجلة‬

‫اإلخوان يناورون بمقترح المجلس الرئاسي‬

‫تصافح رئيس وفد مجلس النواب للحوار الوطني‬ ‫مع رئيس وفد املؤمتر الوطني املنتهي الصالحية‪،‬‬ ‫جلسا‪ ،‬تكلما‪ ،‬وماذا بعد؟ هل ذاب اجلليد بينهما؟‬ ‫ما هي اخلطوة التالية بعد الصخيرات؟‬

‫من ينصف ورشفانة المنكوبة ؟!‬

‫الفزاعة التي أطلقتها املليشيات لتبرير مشاركتها‬ ‫في غزو ورشفانة هي القبض على قطاع الطرق‪..‬‬ ‫كانت تلك مجرد ذريعة القتحام هذه املدينة‪ ،‬التي‬ ‫يتجاوز تعداد قبائلها مليون ًا إال ربع املليون نسمة‪..‬‬ ‫هذا املقال يلقي الضوء على ما حدث‪.‬‬

‫مليون مهاجر من ليبيا إلى إيطاليا‬

‫نقلت وسائل إعالم عن وكالة مراقبة حدود‬ ‫االحتاد األوروبي أن مليون مهاجر غير شرعي قد‬ ‫يصلوا هذا العام إلى سواحل ايطاليا انطالق ًا من‬ ‫ليبيا‪ ..‬أوروبا تعلن النفير‪.‬‬

‫قطر تستهدف تفتيت ليبيا وتحويلها إلى‬ ‫واليات داعشيّة‬ ‫عالقة قطر بالتنظيمات املتطرفة أصبحت موضع‬ ‫تساؤل وجدل واسع‪ ،‬بل ميتد إلى حلفاء هذه‬ ‫الدولة اخلليجية الصغيرة‪ ،‬وال سيما في بريطانيا‬ ‫والواليات املتحدة‪.‬‬

‫املكتب الرئيسي ‪ -‬طبرق‪ :‬عبدالناصر محجوب ‪ -‬املكتب اإلعالمي مبجلس النواب ‪ -‬مكتب القاهرة ‪ -‬شيراتون‪ ،‬مربع ‪ ،1177‬مقابل األكادميية‬ ‫العربية للعلوم ‪ -‬مكتب طرابلس‪ :‬عبداحلكيم الدرباشي ‪ -‬زاوية الدهماني‪ ،‬بالقرب من وزارة اخلارجية ‪ -‬مكتب تونس‪ :‬وليد الزريبي ‪ -‬الفاييت‪،‬‬ ‫‪ 35‬نهج مصر‪ ،‬تونس ‪ -‬مكتب الدار البيضاء‪ :‬محمد احلاج ‪ 69 -‬شارع الوحدة األفريقية‪.‬‬


‫‪38‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪72‬‬

‫األمريكيون يطلبون من أوباما‬ ‫االعتراف بـ»الحرب المقدّسة»!!‬

‫ما الذي يريده تنظيم داعش بالضبط؟ ال أحد‬ ‫يعرف‪ ،‬ألن هذه «الهوجة» لها مبررات متعددة‬ ‫ومصادرها متعددة أيض ًا‪..‬إنهم يتشدقون باسم إقامة‬ ‫اخلالفة وقد استمالوا اآلالف من املقاتلني األجانب‬ ‫إلى صفوفهم‪ ،‬ما هي حقيقة هذا التنظيم املريبة؟‬

‫من يموّل اقتصاديات اإلرهاب؟‬

‫تدابير جديدة تستهدف مصادر متويل داعش‬ ‫وجبهة النصرة‪ ،‬والهدف قطع الشريان احليوي‬ ‫الذي يغذي نشاط املنظمات اإلرهابي عن‬ ‫طريق خدمة ويسترن يونيون وباي بال والبريد‬ ‫األميركي إلرسال العتاد العسكري إلى داعش‪.‬‬

‫بارونات التهريب يسيطرون على الحدود‬ ‫بين ليبيا وتونس‬

‫تشهد املعابر احلدودية في كل من مدينتي الذهيبة‬ ‫ورأس جدير بني احلني واآلخر حالة من االحتقان‬ ‫نتيجة إصرار بارونات التهريب على جتاوز احلدود‬ ‫اجلمركية بالقوة‪.‬‬

‫االحتياطي األصفر الليبي هو الـ‪4‬‬ ‫عربي ًا‪ ..‬الـ‪ 31‬عالمي ًا‬

‫حسب مجلس الذهب العاملي فإن ليبيا جاءت في‬ ‫املركز الرابع عربي ًا والـ ‪ 31‬عاملي ًا بنمو يقدر بنسبة‬ ‫‪ 4.50‬باملائة على مستوى الوطن العربي في‬ ‫احتياطي الذهب‪.‬‬

‫‪ 80‬دولة و‪ 23‬منظمة عالمية في‬ ‫مؤتمر مصر المستقبل‬

‫كما توقعت مصر كانت املشاركة كثيفة وإيجابية‬ ‫في املؤمتر االقتصادي الذي بدأ انعقاده يوم‬ ‫اجلمعة املاضي‪ ،‬فتميز بحضور عدد من الشركات‬ ‫العاملية الكبرى‪ ،‬باإلضافة إلى مشاركة منتدى‬ ‫دافوس‪.‬‬

‫لبدة الكبرى‪ ..‬هنا وُلد أباطرة‬ ‫روما العظام‬

‫هذه لبدة‪ ..‬هنا يقبع مكنز شهير من مكانز التاريخ‪ .‬إنه‬ ‫معلم من معالم اخللود التي شكّ لت شخصية ليبيا‪ ..‬تغنّ ى بها‬ ‫الشعراء‪ّ ،‬‬ ‫أحبها اإلمبراطور‬ ‫وتوطنها املفكرون والفالسفة‪ّ ..‬‬ ‫سبتيموس سفيروس وجعلها عاصمة إفريقيا الرومانية‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫جينالوجيا الدولة‪ ..‬بين‬ ‫الشعب والدهماء؟!‬ ‫ما الفرق بني الشعب واجلماهير‬ ‫وجماهير الشعب واملواطنني؟ كيف‬ ‫نستطيع متييز اإلنسان في هذه‬ ‫نتعرف على‬ ‫الكلمات؟ هل ما زلنا‬ ‫ّ‬ ‫كلمة «الدهماء»؟ ماذا تفعل بنا‬ ‫الدولة؟ ماذا تصنع بعقولنا؟ يطرح‬ ‫هذا املقال أسئلته ويختار إجاباته‪.‬‬

‫األسعار‪ :‬ليبيا‪ 5 ،‬دنانير‪ ،‬مصر‪ 10 :‬جنيهات‪ ،‬تونس‪ 5 :‬دينار‪ ،‬املغرب‪ 20 :‬درهم‪ ،‬السعودية‪ 12:‬ريال‪ ،‬الكويت‪ 1000 :‬فلس‪،‬‬ ‫البحرين‪ 1000 :‬فلس‪ ،‬االمارات‪ 15 :‬دراهم‪ُ ،‬عمان‪ 1000 :‬بيسة‪ ،‬اليمن‪ 150 :‬ريال‪ ،‬سوريا‪ 100 :‬ليرة‪ ،‬لبنان‪ 3000 :‬ليرة‪،‬‬ ‫األردن‪ 3 :‬دينار‪ ،‬غزة والضفة‪ 2 :‬دوالر‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫ليبيا أو ًال ‪..‬ودائما‬

‫بقلم‪ :‬حسن طاطاناكي‬

‫الحل الوحيد هو دعم الشرعية‬

‫هل يقبل الليبيون حكم الكيانات‬ ‫اإلرهابية؟!‬

‫مسرحية احلوار أصبحت نوعاً من الكوميديا السوداء‪ ،‬وإن ش ّر‬ ‫البل ّية ما يضحك‪.‬‬ ‫إن كل ي��وم مير يدفع الليبيون ثمنه من دمائهم‪ ،‬وإن كل ساعة‬ ‫متر تزداد فيها معاناة الليبيني أكثر من ذي قبل‪ ،‬وت��زداد آالمهم‬ ‫وه��م ي��رون أع��داءه��م يستخدمون اسمهم ويجلسون على طاولة‬ ‫املفاوضات‪.‬‬ ‫من أعطى هؤالء االنقالبيني احلق في احلديث باسم الليبيني؟‬ ‫إنهم انقالبيون من صنيعة تنظيم اإلخوان املسلمني الذين تغلغلوا‬ ‫ف��ي املجتمع باستخدام اخلديعة وا ّدع ��اء الوسطية واالع �ت��دال‪،‬‬ ‫وعندما خ�س��روا اجل��ول��ة األول��ى ف��ي االنتخابات النيابية قاموا‬ ‫باالنقالب على اختيارات الناخبني‪ ،‬ولم يتو ّرعوا عن ارتكاب جرائم‬ ‫القتل واالغتيال واالبتزاز واالختالس‪ ،‬وبقية قائمة اجلرائم التي‬ ‫ال يغفرها دين وال تس ّوغها شريعة‪ ..‬فمن أعطى لهم احلق في‬ ‫احلديث عن الدولة الليبية وباسمها؟‬ ‫على ال�ط��رف املقابل يجلس ع��دد م��ن أع�ض��اء مجلس ال �ن � ّواب‪،‬‬ ‫يوجه سؤال آخر‪َ :‬من أعطاكم احلق في اجللوس مع‬ ‫وإلى هؤالء ّ‬ ‫االنقالبيني؟ أنتم مت ّثلون الشعب الليبي بحكم نتيجة االنتخاب‪،‬‬ ‫ولكن الليبيني اختاروكم لكي يتم بناء سلطة تشريعية تنبثق عنها‬ ‫سلطة تنفيذية مبؤازرة السلطة القضائية‪ .‬هذه فقط هي حدود‬ ‫صالحياتكم‪ ،‬أما جلوسكم مع االنقالبيني للحديث عن مستقبل‬ ‫سياسي ال‬ ‫ليبيا والليبيني فهذه خيانة لألمانة‪ ،‬وتفريط في حقّ‬ ‫ّ‬ ‫ميلكه إال الشعب ال��ذي انتخبكم‪ ،‬وال��ذي يستطيع أن ينزع منكم‬

‫صالحياتكم؟‬ ‫إن الليبيني ينظرون إل��ى مجلس ال�ن��واب باعتباره كياناً منتخَ باً‬ ‫انتخاباً دميقراطياً‪ ،‬وهو املؤسسة الوحيدة التي بإمكانها متثيل‬ ‫الشعب الليبي متثي ً‬ ‫ال رسمياً ضمن احلدود التي يتم إعالم الشعب‬ ‫بها واستفتاؤه عليها‪.‬‬ ‫أما أعضاء املجلس فهم شيء آخر غير املجلس نفسه‪ ،‬ألن بعضهم‬ ‫محكوم بأهوائه واختياراته اخلاصة التي ال تصب في مصلحة‬ ‫الوطن‪ ،‬وبعضهم متر ّدد بني االنتماء للشرعية أو االصطفاف مع‬ ‫التحالفات التي يختارها بنفسه دون مراعاة الختيارات ناخبيه‪..‬‬ ‫وبعبارة أخ��رى ف��إن جميع ما يخالف اختيارات الناخبني يعتبر‬ ‫مح َّرم على املنتخبني‪ ..‬هذه قاعدة أساسية في العمل الدميقراطي‬ ‫وال يُسمح بتجاوزها‪ ..‬وإذا ما كان األعضاء على هذا النحو فإن‬ ‫النتيجة هي حت� ّول مجلس النواب إلى مجلس مغ َّيب ال صلة له‬ ‫بإدارة الدولة وتسييرها‪.‬‬ ‫إن ما يعمل من أجله املكلف بتوجيه احلوار اآلن (املس ّمى برناردينو‬ ‫ليون) هو اخلروج مبوافقة األطراف على «حكومة وفاق وطني»‪،‬‬ ‫والطرح النظري ملثل هذه احلكومة ال يكون صائباً إال عندما تكون‬ ‫األطراف املتحاورة على القدر نفسه من احلرص على بناء دولة‬ ‫ليبيا‪ ،‬أما أن يجمع احلوار بني منتخبني باسم كيان شرعي وآخرين‬ ‫باسم كيان انقالبي فهذا تناقض غير مقبول‪ ،‬ومتييع جلوهر‬ ‫األزمة في ليبيا‪ ،‬وتضييع للحلول‪ ،‬وعبث مبصير الشعب الليبي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املتقطعة للحوار الذي‬ ‫إن أبسط ما ميكن أن يُقال على اجللسات‬


‫مسرحية احلوار أصبحت نوع ًا من‬ ‫البلية ما يضحك‬ ‫شر ّ‬ ‫الكوميديا السوداء‪ ،‬وإن ّ‬ ‫إن كل يوم مير يدفع الليبيون ثمنه من دمائهم‪ ،‬وإن كل ساعة متر تزداد‬ ‫فيها معاناة الليبيني أكثر من ذي قبل‪ ،‬وتزداد آالمهم وهم يرون أعداءهم‬ ‫يستخدمون اسمهم ويجلسون على طاولة املفاوضات‪.‬‬ ‫يجري اآلن بضغط من أطراف دولية هو أنه حوار يتم مبعزل عن‬ ‫الشعب الليبي‪ ،‬صاحب املصلحة احلقيقية في كل ما يجري اآلن‪.‬‬ ‫فالليبيون ال عالقة لهم بالذهاب إلى طاولة احلوار التي ال يجلس‬ ‫عليها اآلن إال طرفان إثنان فقط‪:‬‬ ‫ الطرف األول (يدفعه الرغبة في الوصول إلى السلطة بأي ثمن‬‫كان) وميثله األشخاص الذين تريد لهم دول معينة أن يكونوا جزءا‬ ‫من املشهد السياسي الليبي‪ ،‬وعلى رأسهم تنظيم اإلخوان‪.‬‬ ‫ الطرف الثاني (يدفعه احلرص على إنقاذ ما ميكن من بقايا‬‫الدولة الليبية) وهو مجلس النواب الذي ارتضى أن يكون حاضراً‬ ‫حتى ال تنتهي جلسات احلوار مبخرجات تصب في غير مصلحة‬ ‫ليبيا والليبيني‪.‬‬ ‫ق��د ينجح برناردينو ف��ي استقطاب بعض األس�م��اء م��ن الطرف‬ ‫الثاني‪ ،‬مدفوعاً في ذلك مبصلحة شخصية تتم ّثل في إضافة بعض‬ ‫«اإلجن��ازات» إلى سيرته الذاتية‪ ،‬ولو كان ذلك على حساب شعب‬ ‫يعاني األم ّرين منذ سنوات‪ ..‬نعم‪ ،‬قد ينجح في إمتام املهمة املكلّف‬ ‫بها‪ ،‬ولكن اجلميع يعرفون أن التهدئة التي قد تنتج عن هذا احلوار‬ ‫سوف تكون تهدئة مرحلي ًة مؤقتة‪ ،‬وسوف تعود األمور إلى أسوأ‬ ‫مما كانت‪ ،‬لسببني رئيسيني‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬برناردينو (ومن معه من متابعني دوليني) يتحدث باسم األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬ولكنه يع ّبر في احلقيقة عن رغبة عدد مح َّدد من الدول‬ ‫على رأسها ال��والي��ات املتحدة وبريطانيا‪ ،‬وه��و غير ّ‬ ‫مطلع على‬ ‫حقيقة األزمة في ليبيا وتفاصيلها املتداخلة التي لم يفهمها حتى‬ ‫متس واقع ما‬ ‫اآلن‪ ،‬بدليل تصريحاته الكثيرة وهي عامة جداً‪ ،‬وال ّ‬ ‫يحدث‪ ..‬فهو يتح ّدث عن شعارات فضفاضة مثل السالم والهدنة‬ ‫واالستقرار‪ ،‬دون أن يكون لكلماته عالقة مبا يحدث فع ً‬ ‫ال على‬

‫األرض الليبية‪ ..‬واألس��وأ من كل ذل��ك أن برنامج احل��وار بر ّمته‬ ‫ال يصب في واقع األمر سوى في مصلحة الدول املذكورة والتي‬ ‫حتاول مترير مصلحتها عن بوابة طريق األمم املتحدة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬الطرف الذي يدعمه برناردينو – مبا يتوافق مع رغبات تلك‬ ‫الدول – هو طرف يعتبر جزءا من األزمة‪ ،‬وتفاقمها واستمرارها‪،‬‬ ‫وليس ج��زءا من احلل ال��ذي يريده الليبيون‪ ،‬وه��ذا الطرف الذي‬ ‫مي ّثله تنظيم اإلخوان املسلمني لم يلتزم بقواعد اللعبة الدميقراطية‬ ‫بشرف ون��زاه��ة‪ ،‬ب��ل انقلب على الشرعية عندما خسر جولته‬ ‫اإلنتخابية األولى ثم حتالف مع التنظيمات اإلرهابية وعلى رأسها‬ ‫أنصار الشريعة‪ ،‬ثم صنع تنظيماً إرهابياً جديداً اسمه فجر ليبيا ‪.‬‬ ‫ما احل ّل إذن في ظل هذه الظروف املتداخلة والتي يعمد فيها رعاة‬ ‫احلوار إلى بث املزيد من الفتنة والشقاق بني الليبيني؟‬ ‫إن احلل الوحيد بالطبع هو دعم الشرعية في صورتها املباشرة‪،‬‬ ‫دون االلتفاف عليها‪ ..‬وألن رغبة الشعب الليبي تتلخّ ص في‬ ‫القضاء على اإلرهاب وإعادة بناء دولة دميقراطية مستقرة‪ ،‬فإننا‬ ‫من هذا اجلانب نستطيع القول بأن على األمم املتحدة ‪ -‬إذا‬ ‫أرادت فع ً‬ ‫ال أن تنهي هذه األزمة – فعليها أن تعود إلى الشعب‬ ‫الليبي نفسه‪ ،‬وعليها أن تف ّكر في أكثر األساليب احتراماً لهذا‬ ‫الشعب‪ ،‬أي أن تقوم بإجراء استفتاء مباشر ع ّما إذا كان الليبيون‬ ‫يقبلون بالكيانات اإلرهابية التي تعمل حتت عباءة تنظيم اإلخوان‪،‬‬ ‫وم��ا أذا كانوا يوافقون على أن تكون ه��ذه الكيانات ج��ز ًءا من‬ ‫دولتهم‪ ..‬على أن يكون هذا االستفتاء بحضور منظمات دول ّية‬ ‫شفّافة حريصة على إنهاء هذه األزمة ومتكني الشعب الليبي من‬ ‫الوصول إلى ب ّر األمان دون أن يضطر إلى التضحية باملزيد من‬ ‫دماء أبنائه‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون ليبية‬

‫تسعى احلكومة الليبية إلى احلصول على تصريح من األمم املتحدة الستيراد ‪ 150‬دبابة‪ ،‬و‪ 24‬طائرة‬ ‫مقاتلة‪ ،‬وسبع طائرات هليكوبتر هجومية‪ ،‬وعشرات اآلالف من البنادق‪ ،‬وقاذفات القنابل‪ ،‬وماليني الطلقات‬ ‫من أوكرانيا وصربيا وجمهورية التشيك‪.‬‬ ‫وكانت اللجنة املكلفة من مجلس األمن مبتابعة إج��راءات حظر التسلّح قد ذكرت إنه نظر ًا ألن تشكيل‬ ‫القوات املسلحة الليبية غير واضح فإنها تشعر «بقلق من انتقال هذه املواد‪ ..‬إلى قطاعات غير حكومية»‪.‬‬ ‫أما اآلن‪ ،‬وبعد تنصيب خليفة حفتر قائد ًا عام ًا للجيش الليبي‪ ،‬وترقيته فريق ًا أول‪ ،‬فإن صورة اجليش‬ ‫الليبي النظامي تبدو أكثر وضوح ًا وهو األمر الذي سيؤثر مباشرة على إعادة النظر في قرار التسليح‪.‬‬

‫القضاء على اإلرهاب على رأس األولويات‬

‫من يقف ضد تسلـــــ‬


‫ــــــيح الجيش؟!‬


‫‪10‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون ليبية‬ ‫عدم تسليح اجليش الليبي يكرس‬ ‫اإلرهاب ويهدد السلم اإلقليمي والعاملي‬ ‫إعادة تسليح اجليش الليبي ستضمن عدم‬ ‫إطالة أمد الصراع بشكل غير متوازن بني‬ ‫اجليش واجلماعات اإلرهابية‬ ‫اإلرهاب في ليبيا أصبح يهدد العالم أجمع‬ ‫ودول اجلوار بشكل أخص‪ ..‬وعلى األمم املتحدة‬ ‫ومجلس األمن حتمل املسؤولية أمام العالم‬

‫‪‎‬رئيس وزراء ليبيا مع العاهل األردني‬

‫بات من الضروري في هذه املرحلة احلرجة التي تعيشها الدول العربية‬ ‫وتلقي بظاللها على منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا أن تتكاتف‬ ‫الدول العربية لدعم ليبيا من خالل دعم قدرات اجليش الليبي النظامي‪.‬‬ ‫تبديد املخاوف‬ ‫إن رفع احلظر علي التسليح‪ ،‬وتقدمي الدول العربية يد العون للجيش‬ ‫النظامي من خالل التدريب والقوة البشرية سيزيد من قدرات وكفاءة‬ ‫اجليش‪ ،‬ولكن ال أحد يستطيع أن يؤكد إنهاء حالة الصراع بشكل سريع‪،‬‬ ‫إال أن هذه اخلطوة ستضمن بكل تأكيد عدم إطالة أمد الصراع بشكل‬ ‫غير متوازن بني اجليش واجلماعات اإلرهابية‪ ،‬وليس أمام العالم اآلن‬ ‫إال أن يب ّدد مخاوفه بشأن تسليح اجليش الليبي‪.‬‬ ‫وكان وزير اخلارجية‪ ،‬محمد الدايري‪ ،‬قد قال خالل كلمته باجللسة‬ ‫الطارئة ملجلس األمن الدولي أن مكافحة اإلرهاب في ليبيا أصبحت‬ ‫أولى أولويات بالده اآلن‪ ،‬وجدد طلب بالده برفع احلظر الدولي على‬ ‫تسليح اجليش الليبي ملكافحة اإلره��اب هناك‪ ،‬قائلاً ‪« :‬لم يعد هناك‬ ‫مجال للسكوت عن اإلرهاب في ليبيا‪ ،‬وبالدي في أمس احلاجة اآلن‬ ‫للسالح ملكافحة اإلرهاب»‪.‬‬ ‫وطالب املجتمع الدولي ومجلس األمن الدولي بتحمل مسؤولياته في‬

‫القضاء على اإلرهاب في ليبيا‪ ،‬خاصة وأنه أصبح يهدد العالم أجمع‬ ‫ودول اجلوار بشكل أخص‪.‬‬ ‫وأوضح الدايري أن دور مجلس األمن في محاربة اإلره��اب في ليبيا‬ ‫لم يرتق لنفس القدر في سوريا والعراق بعد‪ ،‬مؤكدًا على أهمية إعادة‬ ‫تسليح اجليش مرة أخرى‪ ،‬حيث إن عدم تسليح اجليش يكرس اإلرهاب‬ ‫ويهدد السلم اإلقليمي العاملي‪.‬‬ ‫كما دع��ا املجتمع الدولي للوقوف مع اجليش الليبي في حربه على‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬مشيرا إلى ترحيب بالده بتنفيذ اجليش املصري عدة ضربات‬ ‫عسكرية ضد تنظيم داعش في ليبيا‪.‬‬ ‫مبادرة جمهورية مصر العربية‬ ‫كانت املبادرة املصرية املتمثلة في دعم تسليح اجليش الليبي خطوة‬ ‫رائدة تكسر حالة احلظر على تسليح اجليش النظامي‪ ،‬األمر الذي‬ ‫سيزيد من كفاءته القتالية حلسم املوقف على األرض‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫األوضاع في ليبيا في الفترة املاضية دخلت مرحلة لم يكن يتخيلها‬ ‫أحد وزادت تعقيداً بعد قرار حظر تسليح اجليش مما ساهم في‬ ‫تقوية اجلماعات املسلحة‪.‬‬ ‫ويتفق اخلبراء العسكريون املصريون اآلن على أن اجليش النظامي‬ ‫في ليبيا يحتاج إل��ى الدعم باألسلحة وامل�ع��دات املتقدمة‪ ،‬لتعديل‬ ‫ال��وض��ع امل�ع�ك��وس ف��ي ليبيا نتيجة ام �ت�لاك اجل �م��اع��ات املتطرفة‬ ‫ألضعاف األسلحة التي ميتلكها اجليش النظامي عن طريق تركيا‬ ‫وبتمويل قطري‪ .‬وعلى الدول العربية املساهمة بشكل جماعي في‬ ‫هذه املرحلة في كسر ورفع احلظر الذي وضعته األمم املتحدة‪ ،‬دعماً‬ ‫للقيادة العسكرية اجلديدة التي بدأت منذ عدة أشهر إدارة احلرب‬ ‫ضد اإلرهاب‪ ،‬وهي كفيلة في هذا الوقت بتولي مقاليد الصراعات‬ ‫امليدانية في الدولة‪ ،‬للقضاء على اجلماعات املتطرفة واملسلحة‪.‬‬


‫‪‎‬في حاجة أيضا لطائرات جديدة‬

‫‪‎‬الدباشي‬

‫‪‎‬محمد الدايري‬

‫مبادرة اململكة األردنية الهاشمية‬ ‫إلى ذلك كشف رئيس احلكومة الليبية املؤقتة عبد الله الثني‪ ،‬عن اتفاق‬ ‫مع القوات األردنية املسلحة للمشاركة في إعادة هيكلة اجليش الليبي‪.‬‬ ‫وأوضح املكتب اإلعالمي لرئيس احلكومة الليبية‪ ،‬أن ليبيا طلبت منذ‬ ‫شهور إعادة هيكلة اجليش الليبي من قبل اجليش األردني‪ ،‬وأن هناك‬ ‫جلنة مشتركة بدأت تعمل اآلن بهذا اخلصوص‪ ،‬الفتًا إلى أن رئيس هيئة‬ ‫األركان األردنية املشتركة الفريق أول الركن مشعل الزبن‪ ،‬أصدر تعليماته‬ ‫لإلدارات اخلاصة بجيش بالده باالجتماع مع نظرائهم الليبيني‪ ،‬حسب‬ ‫ما ذكرت وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫في ليبيا واملنطقة والعالم بأسره أن يتم تسهيل إجراءات حصول اجليش‬ ‫الليبي على السالح‪ ،‬إما برفع احلظر أو تسهيل إجراءات اإلعفاء من‬ ‫احلظر‪.‬‬ ‫وتابع الدباشي في تصريح له أنه قد مت إبالغ جلنة العقوبات باإلجراءات‬ ‫اجلديدة التي قررتها احلكومة الليبية املؤقتة لضمان عدم وصول السالح‬ ‫املعفي من احلظر إلى أي جهة أخرى غير اجليش الليبي‪ ،‬ومن بني تلك‬ ‫اإلج��راءات قصر نقاط االتصال على نقطة واح��دة‪ ،‬كما ذكر السيد‬ ‫رئيس جلنة العقوبات‪ ،‬تتمثل في رئيس األركان العامة للجيش الليبي‬ ‫وبعثة ليبيا لدى االمم املتحدة في نيويورك‪ ،‬وهذا اإلجراء تقرر نزوال‬ ‫عند رغبة بعض أعضاء جلنة العقوبات‪ ،‬واجليش الليبي مستعد لقبول‬ ‫مراقب للتأكد من أن األسلحة التي وافقت عليها اللجنة قد سلمت فعال‬ ‫للجيش الليبي النظامي‪.‬‬ ‫وأشاد مندوب ليبيا في األمم املتحدة باجلهد الذي يبذله فريق اخلبراء‬ ‫التابع للجنة العقوبات‪ ،‬وأثني على التقرير الواضح واملوضوعي املقدم‬

‫ضمان التسليح‬ ‫من جهته كان مندوب ليبيا في األمم املتحدة إبراهيم الدباشي‪ ،‬قد أكد‬ ‫على أن اجليش الليبي يخوض اآلن حربا ضد التنظيمات اإلرهابية في‬ ‫ليبيا‪ ،‬والتي أعلن بعضها الوالء لداعش‪ ،‬وأنه من مصلحة السلم واألمن‬


‫‪12‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون ليبية‬

‫السباق ال��روس��ي الفرنسي على تسليح‬ ‫اجليش الليبي‬ ‫ك��ش��ف��ت ت����ط����ورات األوض��������اع ف����ي ل��ي��ب��ي��ا وامل���ن���ف���ت���ح���ة أم����ام‬ ‫سيناريوهات متعددة تتجاوز تداعياتها اجلغرافيا الليبية‬ ‫لتشمل دول احمل��ي��ط امل��غ��ارب��ي وال��ع��رب��ي واألف��ري��ق��ي‪ ،‬وص��وال‬ ‫إل��ى دول أوروب����ا‪ ،‬ع��ن ح��رب خفية وص��ف��ت بالطاحنة حول‬ ‫من سيظفر بصفقات تسليح اجليش الليبي‪ ،‬وإع��ادة إعمار‬ ‫ليبيا بعد الدمار الهائل الذي عرفته خالل السنوات األربع‬ ‫املاضية‪.‬‬ ‫وق��ال دبلوماسي غربي إن هذه احل��رب اخلفية ت��دور رحاها‬ ‫اآلن بني عدد من العواصم الغربية‪ ،‬منذ أن الحت في األفق‬ ‫ب��وادر ُتشير إل��ى إمكانية رف��ع احلظر امل��ف��روض على تسليح‬ ‫ليبيا‪ ،‬حيث ارتفعت حدة التحركات الغربية وسط تضارب‬ ‫مصالح األطراف املعنية مباشرة بامللف الليبي املشتعل‪.‬‬ ‫واحتدمت املعركة اخلفية بني موسكو وب��اري��س في أعقاب‬ ‫زي��ارة الرئيس الروسي فالدميير بوتني ملصر في التاسع من‬ ‫الشهر اجل��اري‪ ،‬حيث الحت على هامشها ب��وادر اتفاق ليبي‬ ‫– روسي على إعادة تفعيل اتفاقيات التسليح السابقة بني‬ ‫البلدين‪.‬‬ ‫وب���رزت تلك ال��ب��وادر ف��ي أع��ق��اب االج��ت��م��اع��ات ال��ت��ي عقدها‬ ‫رئيس هيئة أركان اجليش الليبي اللواء عبدالرزاق الناظوري‬ ‫مع ع��دد من كبار املسؤولني والضباط ال��روس الذين رافقوا‬ ‫بوتني خالل زيارته ملصر‪.‬‬ ‫وتتعلق ه��ذه الصفقة ال��ت��ي تعطلت بسبب األح����داث التي‬ ‫شهدتها ليبيا منذ فبراير من عام ‪ 2011‬بعقود أسلحة بقيمة‬ ‫‪ 4‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫غير أن املسعى الروسي اصطدم مبصالح فرنسا التي ال ُتخفي‬ ‫هي األخرى اهتمامها بالسوق الليبية‪ ،‬حيث رأت باريس في‬ ‫إمتام الصفقة املذكورة تهديدا ملصاحلها‪ ،‬خاصة وأنه سبق لها‬ ‫سالحي‬ ‫أن اتفقت مع حكومة علي زيدان على احتكار تسليح‬ ‫ْ‬ ‫اجلو والبحرية الليبيني‪.‬‬ ‫وك��ان��ت ف��رن��س��ا ق��د واف��ق��ت ع��ل��ى ش���راء ح��ك��وم��ة ع��ل��ي زي���دان‬ ‫ألكثر من ‪ 60‬طائرة حربية فرنسية من نوع “ميراج ‪،”2000‬‬ ‫وشرعت في إمت��ام هذه الصفقة‪ ،‬كما أبرمت اتفاقية أخرى‬ ‫تتعلق بتسليح وجت��ه��ي��ز س�ل�اح ال��ب��ح��ري��ة الليبي ب��ع��دد من‬ ‫البوارج والزوارق السريعة‪ ،‬وغواصة تعمل بالديزل‪.‬‬ ‫وأمام عدم بروز مؤشرات ليبية جدية لتفعيل تلك الصفقة‬ ‫مع فرنسا‪ ،‬حتركت فرنسا لعرقلة استئناف الصفقة الروسية‬ ‫خشية على مصاحلها‪ ،‬ورفعت من مطالبها في ليبيا‪ ،‬حيث‬ ‫اشترطت السماح لها بالسيطرة على موارد إقليم فزان جنوب‬ ‫ليبيا‪.‬‬ ‫ويحتوي إقليم ف��زان على ‪ 40‬باملئة من ال��ث��روات الطبيعية‬ ‫الليبية‪ ،‬وخ��اص��ة منها النفط وال��غ��از وال��ي��وران��ي��وم وال��ذه��ب‬ ‫والفوسفات والزنك واحلديد‪ ،‬إلى جانب املياه اجلوفية‪.‬‬

‫اجلماعات املتطرفة في ليبيا متتلك‬ ‫أضعاف األسلحة التي ميتلكها اجليش‬ ‫النظامي بسبب تركيا وقطر‬ ‫طلب املوافقة على صفقات األسلحة ترافق مع‬ ‫إجراءات لتشديد الرقابة ومن بينها السماح‬ ‫ملراقب بالتواجد في مكان التسليم للتأكد من أال‬ ‫تقع احلموالت في األيدي اخلطأ‬

‫للمجلس والذي يتناول املسألة من جميع جوانبها‪ ،‬ويشير بكل وضوح إلى‬ ‫أن ميليشيات فجر ليبيا هي املسؤولة عن إعاقة املسار السياسي‪ ،‬ويورد‬ ‫األضرار التي أحلقتها بالبالد ويشير إلى مسؤولية بعض قادتها باالسم‬ ‫ويدحض في نفس الوقت املزاعم التي تقول أن غارات السالح اجلوي‬ ‫الليبي قد تسببت في أضرار بني املدنيني‪.‬‬ ‫وأش��ار الدباشي إل��ى أن التقرير على عكس تقرير األم�ين ال�ع��ام ال‬ ‫يستخدم اصطالحات ميليشيات فجر ليبيا وال يحاول غض النظر عن‬ ‫وجود اجليش الليبي‪ ،‬واالجنازات التي حققها في بنغازي؛ منوها إلى أنه‬ ‫ليس من حق أي دولة أن تتدخل في قرارات السلطات الليبية املنتخبة‬ ‫فيما يتعلق مبن يقود اجليش الليبي أو مؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫موافقة جلنة املجلس‬ ‫يستمر الضغط الليبي والعربي والدولي على جلنة مجلس األمن التي‬ ‫تشرف على حظر التسلح‪ ،‬وقد أبان أعضاء هذه اللجنة عن مخاوفهم‬ ‫من أن األسلحة التي سيسمح بها للجيش الليبي قد تقع في نهاية‬ ‫األمر في يد ميليشيات أخرى بعد املعارك أو إذا فقدت القوات الليبية‬


‫اجليش الليبي النظامي‬

‫‪‎‬حفتر ومسؤولية إعادة بناء ودعم اجليش‬

‫السيطرة على مخزونات السالح‪ .‬وقد ذكر مراقبو العقوبات التابعون‬ ‫ل�لأمم املتحدة إنهم يشعرون بقلق من أن��ه إذا وافقت جلنة مبجلس‬ ‫األمن الدولي على طلب احلكومة الليبية احلصول على أسلحة ودبابات‬ ‫وطائرات فإن بعض هذه املعدات قد يتم حتويلها إلى ميليشيات تدعمها‪.‬‬ ‫وقال املراقبون في رسالة موجهة للجنة مجلس األمن‪« :‬على الرغم من‬ ‫أن التهديد الذي تشكله اجلماعات اإلرهابية في ليبيا ميثل حتدياً كبيراً‬ ‫للسلطات فإن اللجنة تشعر بقلق من احتمال استخدام هذه املواد في‬ ‫هجمات على مناطق ومنشآت حتت سيطرة ميليشيات منافسة ليست‬ ‫جماعات إرهابية»‪.‬‬ ‫إعادة طلب التسليح‬ ‫في األثناء‪ ،‬طلبت احلكومة الليبية من جلنة العقوبات في مجلس األمن‬ ‫منح ليبيا استثناءات على حظر األسلحة املفروض عليها والسماح لها‬ ‫بتعزيز قدراتها اجلوية‪ .‬وقال السفير الليبي لدى االمم املتحدة ابراهيم‬ ‫دباشي أمام مجلس األمن مؤخراً أن «قيادة اجليش الليبي قدمت للجنة‬ ‫العقوبات طلبات محددة للحصول على استثناءات على حظر األسلحة‬ ‫املفروض على ليبيا»‪.‬‬ ‫وأض��اف أن ه��ذه «الطلبات تتعلق بتعزيز ق��درات س�لاح اجل��و الليبي‬ ‫ملراقبة أراض��ي البالد وح��دوده��ا وملنع اإلرهابيني من ال��وص��ول إلى‬ ‫احلقول واملنشآت النفطية‪ ،‬من أجل حماية ثروات البالد»‪.‬‬ ‫وأشار السفير الليبي إلى أن طلب املوافقة على الصفقات ترافق مع‬ ‫إجراءات لتشديد الرقابة ومن بينها السماح ملراقب بالتواجد في مكان‬ ‫التسليم للتأكد من اال تقع احلموالت في األيدي اخلطأ‪ .‬وتابع في كلمته‪:‬‬ ‫«سنرى في األيام املقبلة مدى جدية أعضاء هذا املجلس وحرصهم على‬ ‫أمن واستقرار ليبيا واملنطقة برمتها»‪.‬‬

‫يعتبر ت��اري��خ ‪ 9‬أغ��س��ط��س ‪ 1940‬ه��و ب��داي��ة تأسيس‬ ‫اجليش الليبي‪ .‬فقد احتاج اجليش الثامن البريطاني‬ ‫الذي كان يحارب احملور املكون من اإليطاليني واألملان‪،‬‬ ‫إل��ى عناصر شبه عسكرية تنضم إل��ى أرت��ال��ه احملاربة‬ ‫وتكون كخطوط لوجستية خلفية يستعني بها اجليش‬ ‫احمل�����ارب ل��ل��ن��ق��ل واالت���ص���ال ب��امل��دن��ي�ين وت���أم�ي�ن ق��واع��د‬ ‫اإلمداد والتموين بجانب اختيار بعض العناصر التي لها‬ ‫كفاءة لتدريبها ولتكون من ضمن جنود احللفاء الذين‬ ‫قد انضموا إلى اجليش الثامن وليساهموا في حترير‬ ‫ليبيا من االحتالل اإليطالي‪.‬‬ ‫اتفقت ال��ق��ي��ادة البريطانية وممثلها العقيد بروملو‬ ‫م��ع األم��ي��ر محمد إدري���س السنوسي على االستعانة‬ ‫بعناصر من املهاجرين الليبيني املقيمني على األراضي‬ ‫املصرية وفيما بعد باألسرى املوجودين بالتل الكبير‬ ‫والذين أسرهم اجليش البريطاني في ديسمبر ‪1940‬‬ ‫في سيدى براني لتكون نواة جليش ليبي‪.‬‬ ‫ومت تنظيم العناصر الليبية في قوة أطلق عليها القوة‬ ‫العربية الليبية أو جيش التحرير السنوسي وسمي‬ ‫أي��ض�� ًا باجليش امل��راب��ط‪ .‬وفتح معسكر للتدريب عند‬ ‫الكيلو ‪ 9‬بهضبة الهرم على الطريق الرئيسي الصحراوي‬ ‫القاهرة اإلسكندرية‪ ،‬وما زال النصب التذكاري لتأسيس‬ ‫هذا اجليش مقام ًا حتى اآلن‪.‬‬ ‫بدأ اجليش بالتدريب ثم انضم مع احللفاء في معارك‬ ‫حلفا والعلمني ثم في االندفاع وراء فلول اإليطاليني‬ ‫واألمل�����ان امل��ن��س��ح��ب��ة ح��ت��ى دخ���ل���وا ب���رق���ة‪ ،‬واس��ت��م��ر في‬ ‫اندفاعه حتى حررت طرابلس في يناير ‪ .1943‬وتكون‬ ‫من هؤالء اجلنود والضباط نواة لقوة دفاع برقة والقوة‬ ‫امل��ت��ح��رك��ة امل��رك��زي��ة ب��ط��راب��ل��س ون����واة اجل��ي��ش الليبي‬ ‫اجلديد‪.‬‬ ‫وف��ي سنة ‪ 1951‬أرس��ل��ت مجموعة م��ن ض��ب��اط جيش‬ ‫التحرير إلى بريطانيا ل��دورة إنعاش والكتساب اللغة‪.‬‬ ‫وعندما نالت ليبيا استقاللها في ‪ 24‬ديسمبر ‪1951‬‬ ‫ب���دأت احل��ك��وم��ة الليبية ف��ي تأسيس اجل��ي��ش وإرس���ال‬ ‫البعثات العسكرية للخارج وأنشأت مدرسة عسكرية‬ ‫سنة ‪ 1953‬في مدينة الزاوية لتخريج دفعات سريعة‬ ‫من الضباط حلني عودة املبعوثني من اخلارج‪.‬‬ ‫وفي بداية ‪ 1955‬تكون جيش ليبي ولكن صغير احلجم‬ ‫وال ي��زي��د ع��دد أف���راده ع��ن أل��ف��ي ج��ن��دي وض��اب��ط‪ ،‬ثم‬ ‫افتتحت الكلية العسكرية امللكية ببنغازي سنة ‪.1957‬‬ ‫كان االلتحاق باجليش تطوعي ًا خلمس سنوات وأقصاها‬ ‫سبع سنوات‪.‬‬ ‫ورغم قلة املوارد أنشأت عدة مدارس للتعليم واإلمداد‬ ‫اإلسنادي (مخابرة‪ ،‬نقليات‪ ،‬مشاة‪ ،‬مدفعية‪ ،‬هندسة‬ ‫ميدان‪ ،‬هندسة آلية ودروع) ثم تشكل السالح البحري‬ ‫في نوفمبر ‪ 1962‬بقيادة رجل منصور بدر يعاونه فهيم‬ ‫توفيق اجلربي‪.‬‬ ‫في أغسطس ‪ 1963‬تشكل السالح اجل��وي وق��ام بجهد‬ ‫كبير فيه ال��ه��ادى احلسومي وص�لاح الدين الهنشيري‬ ‫وعناصر أخرى من الضباط املمتازين‪ ،‬وفي سنة ‪1968‬‬ ‫أنشئت وحدة للدفاع اجلوي‪ .‬وهكذا استمر اجليش في‬ ‫عمله ‪ -‬والذى وصل عدده إلى حوالي ‪ 650‬ضابط ًا ونحو‬ ‫عشرة آالف جندي‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون ليبية‬

‫أخيرا تصافح رئيس وفد مجلس النواب للحوار‬ ‫الوطني في املغرب إمحمد شعيب‪ ،‬ورئيس وفد‬ ‫املؤمتر الوطني صالح املخزوم بقاعة االجتماعات‬ ‫في الصخيرات السبت املاضي‪ ،‬أمام رئيس بعثة األمم‬ ‫املتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون ووزير خارجية‬ ‫املغرب صالح الدين مزوار‪ ،‬وبالرغم من أن احلوار بدأ‬ ‫في الصخيرات يوم اخلميس‪ ،‬إال أن يوم السبت فقط‬ ‫وافق الطرفان على اجللوس وجها لوجه‪ ،‬وفجأة ذاب‬ ‫اجلليد بينهما‪ ،‬وخاضا مناقشات مثمرة وفقا ملا صرح‬ ‫به برناردينو ليون‪ ،‬وما قاله رئيس الهيئة التحضيرية‬ ‫للحوار الوطني الفضيل األمني‪.‬‬

‫عمر الكدي‬

‫حدث في جلسة الصخيرات األولى‬

‫اإلخوان‬

‫يناورون بمقترح‬ ‫المجلس الرئاسي‬


‫‪‎‬جلسة الصخيرات األولى‬

‫مقترح بتشكيل حكومة من التكنوقراط‬ ‫‪ ..‬وشرط العودة إلى طرابلس مرهون‬ ‫بسحب قوات فجر ليبيا‬ ‫هل تضطر األمم املتحدة إلرسال‬ ‫القبعات الزرق حلماية احلكومة ؟!‬

‫وأكد األمني أن احلوار شهد جدية ملموسة للخروج من األزمة‪ ،‬حيث‬ ‫أتفق الطرفان على تشكيل حكومة وحدة وطنية من التكنوقراط غير‬ ‫احملسوبني على أي تيار سياسي‪ ،‬باإلضافة إلى إجراءات وقف إطالق‬ ‫النار واالنسحاب من املدن وجتميع األسلحة‪ ،‬إال أن صالح املخزوم‬ ‫قال إن املؤمتر الوطني اقترح تشكيل مجلس رئاسي من ستة أعضاء‪،‬‬ ‫ثالثة من مجلس النواب وثالثة من املؤمتر الوطني‪ ،‬وإنه ينتظر الرد‬ ‫على اقتراحه‪.‬‬ ‫كالعادة لم يستطع الليبيون حل خالفاتهم بأنفسهم‪ ،‬وكان على األمم‬ ‫املتحدة التوسط بينهم‪ ،‬مثلما كانت الوصية على استقاللهم عندما‬ ‫كان الدبلوماسي الهولندي أدريان بلت هو مبعوث األمم املتحدة إلى‬ ‫ليبيا‪ ،‬وهذه املرة أحسن ليون اختيار املكان‪ ،‬فاملغرب لم يتدخل على‬ ‫االطالق في الشؤون الليبية‪ ،‬وكان على مسافة واحدة من الفريقني‪،‬‬ ‫وتولى وزير اخلارجية املغربي صالح الدين مزوار تقريب املسافة بني‬ ‫الطرفني املتخاصمني‪ ،‬وهكذا أنتهت أجنح جلسات احلوار الوطني‪،‬‬ ‫في انتظار استئنافها يوم األربعاء بعد أن يحصل الطرفان موافقة‬ ‫من ميثالنه‪.‬‬ ‫حتى اآلن لم يطرح املجتمعون في املغرب أسماء املرشحني لرئاسة‬ ‫احلكومة وأسماء نائبي رئيس احلكومة‪ ،‬ولكنهم اتفقوا أن يكونوا من‬ ‫التكنوقراط غير احملسوبني على أي تيار سياسي‪ ،‬كما أن احلكومة‬


‫‪16‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون ليبية‬

‫برناردينو ليون‬

‫‪‎‬فجر ليبيا جزء من املشكلة‪ ..‬ال احلل‬

‫ستستمر ملدة عام أو عامني‪ ،‬ومهمتها الرئيسية فرض األمن والسالم‬ ‫في ربوع البالد‪ ،‬واستئصالل اإلرهاب منها‪ ،‬وحتى تتمكن من ذلك‬ ‫البد لها من العودة إلى مكاتبها ومؤسساتها في العاصمة طرابلس‪،‬‬ ‫وحتى تكون هناك بأمان البد من سحب قوات فجر ليبيا من طرابلس‬ ‫وضواحيها‪ ،‬وسحب أو جتريد الكتائب املتمركزة في طرابلس من‬ ‫أسلحتها‪ ،‬وقد تضطر األمم املتحدة الرسال القبعات الزرق حلماية‬ ‫احلكومة‪ ،‬وحتى اآلن أعلنت إيطاليا عن استعدادها للقيام بهذه‬ ‫املهمة‪ ،‬وعندما يفرض األمن في العاصمة تبدأ إجراءات إعادة بناء‬ ‫اجليش بقيادة الفريق أول خليفة حفتر‪ ،‬ومبساعدة من األمم املتحدة‬ ‫والدول الكبرى التي ال تزال تتحفظ على تسليح اجليش الليبي‪.‬‬ ‫بريطانيا وأمريكا اللتان ضغطتا بشدة ملنع تسليح اجليش الليبي‬ ‫بحجج كثيرة‪ ،‬كما ضغطتا على مجلس النواب واحلكومة وكانتا أقرب‬ ‫إلى املؤمتر الوطني‪ ،‬تدركان أنه إذا لم يتم الضغط على الطرفني لن‬ ‫يقبال بالتفاوض‪ ،‬كما أن استبعاد قوات فجر ليبيا من هذه املفاوضات‬ ‫يجعلها مجرد حبر على ال��ورق‪ ،‬فهي من الناحية الواقعية القوات‬ ‫التي تسيطر على معظم أنحاء البالد‪ ،‬وهي التي بامكانها استئصال‬ ‫تنظيم داعش من ليبيا أكثر من اجليش الليبي‪ ،‬الذي لم يخرج بعد‬ ‫من خنادقه في الليثي وسوق احلوت ببنغازي‪ ،‬وسيحتاج وقتا أطول‬ ‫لدحر املتشددين في بنغازي‪ ،‬قبل أن يحكم سيطرته على درنة‪ ،‬ولكن‬ ‫بعد تنصيب احلكومة في طرابلس ستقبل ال��دول الكبرى تسليح‬ ‫اجليش واإلشراف على إعادة تشكيله وفق عقيدة عسكرية وطنية‬ ‫جديدة‪ ،‬وأيضا لضمان أن األسلحة ال تذهب إلى األيدي اخلطأ‪.‬‬ ‫مقترح امل��ؤمت��ر الوطني بتشكيل مجلس رئ��اس��ي م��ن ستة أعضاء‬ ‫نصفهم من مجلس النواب والنصف اآلخر من املؤمتر‪ ،‬يؤكد رغبة‬ ‫اإلخ��وان املسلمني في البقاء على رأس ال��دول��ة مهما كانت نتائج‬ ‫االنتخابات‪ ،‬وغالبا لن يوافق مجلس النواب على هذا املقترح‪ ،‬وفقا‬ ‫للنائب أبوبكر بعيرة الذي هدد باالنسحاب من جلسات احلوار إذا لم‬ ‫يعترف بشرعية مجلس النواب‪ ،‬ويبدو أن السبيل الوحيد للخروج من‬ ‫هذا املأزق‪ ،‬هو الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة حتت إشراف‬ ‫احلكومة اجلديدة‪ ،‬للتخلص من ازدواجية السلطة التشريعية‪ ،‬وهذه‬ ‫امل��رة لن تكون نتائج االنتخابات مثل انتخابات العام املاضي‪ ،‬ألن‬ ‫البالد لم تنقسم ايديولوجيا فقط وإمنا انقسمت جهويا ومناطقيا‪،‬‬ ‫ففي مصراته مثال سيصوت معظم الناخبني لإلسالميني حتى ولو‬ ‫كانوا غير مؤيدين لهم‪ ،‬ومع ذلك سيهيمن التيار الوطني على الكثير‬ ‫من مقاعد البرملان‪ ،‬وسيبقى لإلسالميني تأثير في البرملان اجلديد‪.‬‬

‫‪‎‬محمد شعيب رئيس وفد مجلس النواب في احلوار‬

‫‪‎‬بوبكر بعيرة‬

‫‪‎‬صالح مخزوم‬

‫شعيب واملخزوم يتصافحان في حضور‬ ‫العراب برناردينو ليون‬ ‫بعيرة يهدد باالنسحاب من جلسات احلوار‬ ‫إذا لم يعترف بشرعية مجلس النواب‬


‫‪‎‬خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي‬

‫‪‎‬اجليش الليبي‬

‫هذه املرة سيخرج اجليش من طرابلس‬ ‫ليفرض سيطرته على جميع أنحاء البالد‬ ‫من سيتولى التحقيق في جرائم احلرب‬ ‫التي أرتكبتها فجر ليبيا في ورشفانة ؟!‬ ‫احلصار البحري على ليبيا وارد ملنع‬ ‫تهريب السالح والنفط ومشتقاته‬ ‫ستتأخر خطط التنمية سنوات أخرى‬ ‫قبل أن يندمل اجلرح الليبي‬ ‫مقترح املؤمتر الوطني املنتهية واليته بتشكيل مجلس‬ ‫رئاسي يؤكد رغبة اإلخوان في البقاء على رأس الدولة‬ ‫عندما يفرض األمن في العاصمة تبدأ إجراءات‬ ‫إعادة بناء اجليش بقيادة الفريق أول خليفة حفتر‬ ‫لن يستطيع «اإلسالميون» إعادة تفعيل قانون‬ ‫العزل السياسي‬

‫‪‎‬النازحون‬

‫لن يستطيع اإلسالميون إع��ادة تفعيل قانون العزل السياسي‪ ،‬ولن‬ ‫تكون بنادقهم مصوبة نحو أعضاء الدائرة الدستورية في احملكمة‬ ‫العليا‪ ،‬وستعود البالد إل��ى أرثها القدمي وللسيناريو الوحيد الذي‬ ‫حتفظه عن ظهر قلب‪ ،‬فالبرغم من احتالل قوات فجر ليبيا للعاصمة‬ ‫طرابلس‪ ،‬إال أنها لم تستطع حكم جميع أنحاء البالد‪ ،‬وهو االستثناء‬ ‫الوحيد في تاريخ ليبيا‪ ،‬فعادة من يحكم طرابلس يحكم كل البالد‪،‬‬ ‫وهذه املرة سيخرج اجليش من طرابلس ليفرض سيطرته على جميع‬ ‫أنحاء البالد كما كان يحدث في املاضي‪.‬‬ ‫سيتولى االحتاد األوروبي فرض حصار بحري على ليبيا كما طالب‬ ‫بذلك برناردينوليون‪ ،‬ملنع تهريب السالح والنفط ومشتقاته‪ ،‬وللتقليل من‬ ‫أعداد املهاجرين غير الشرعيني‪ ،‬في الوقت الذي تعود فيه املطارات‬ ‫الليبية للعمل حتت إش��راف السلطات الشرعية‪ ،‬بينما تتولى جلنة‬ ‫مشكلة من مجلس األمن التحقيق في جرائم احلرب‪ ،‬التي ارتكبتها‬ ‫قوات فجر ليبيا في ورشفانة‪ ،‬وفي غيرها من املناطق‪ ،‬في الوقت‬ ‫ال��ذي يتمكن فيه النازحون من العودة إلى منازلهم‪ ،‬وخاصة أهالي‬ ‫تاورغاء الذين غالبا لن يجدوا منازلهم‪ ،‬مثلهم مثل النازحني من حي‬ ‫الصابري وأرض بلعون والقوارشة وحي الليثي‪ ،‬وستنفق أغلب امليزانية‬ ‫املجمدة على التعويضات‪ ،‬بينما ستتأخر خطط التنمية عدة سنوات‬ ‫أخرى‪ ،‬قبل أن يندمل اجلرح الليبي ويتحول إلى مجرد حكايات‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون ليبية‬

‫كانت الفزاعة األولى التي أطلقتها املليشيات لتبرير مشاركتها في الغزوة األولى على ورشفانة هي‬ ‫القبض على قطاع الطرق وممتهني السرقة والنهب من أبناء قبيلة السبع أطبول‪ ،‬وهي باملناسبة أكبر‬ ‫قبائل الغرب الليبي حيث يتجاوز تعدادها السكاني مليون إال ربع املليون نسمة‪ ،‬وتشكل احلزام الغربي‬ ‫للعاصمة طرابلس‪.‬‬ ‫كان السيناريو قد أعد بعناية في املطبخ اإلعالمي اإلخواني‪ ،‬وجرى تصدير وتضخيم حادثة قيام‬ ‫شباب ينتسبون لقبيلة ورشفانة بسلب ونهب أموال ومصوغات ذهبية تعود حلجاج من بلدية غريان‬ ‫كانوا يستقلون حافلة في طريق العزيزية‪ ،‬باملقابل رفع أعيان وشيوخ ورشفانة الغطاء االجتماعي عن‬ ‫أولئك املجرمني ‪ ،‬وكان شرطهم الوحيد أن يتم تسليمهم إلى مؤسسة الشرطة الشرعية وليس إلى‬ ‫املليشيات وسجونها السرية ‪.‬‬

‫الجرائم موثقة في انتظار القصاص‬

‫من ينصف ورشفانـــــ‬


‫عد بعناية في املطبخ اإلعالمي اإلخواني‬ ‫سيناريو الهجوم على ورشفانة ُأ ّ‬ ‫أعيان ورشفانة رفعوا الغطاء االجتماعي عن املجرمني ‪ ..‬وكان شرطهم أن يتم تسليمهم للشرطة‬ ‫وليس إلى املليشيات‬ ‫صور ورشفانة على أنها مدينة مارقة توفر املالذ اآلمن للصوص واألزالم‬ ‫التأجيج اإلعالمي ّ‬ ‫دون توفير ممر آمن شرعت مدافع املليشيات في دك البيوت واملؤسسات احلكومية واملزارع‬

‫ــــــــــــة المنكوبة؟!‬


‫‪20‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون ليبية‬

‫عبدارؤوف كارة‪ ..‬تاجر املخدرات سابقا‪ ..‬اجلهادي االن‬

‫باألموال‪ ،‬ولم يكن هذا البيدق اإلخواني في حاجة إلى التوسل‬ ‫عند أعتاب احلكومة أوامل��ؤمت��ر الوطني لتأمني احتياجاته من‬ ‫األسلحة واألموال‪ ،‬طاملا أن األسلحة التركية املمولة قطريا تتدفق‬ ‫إليه دون حسيب أو رقيب‪ ،‬باملقابل رجع النازحون إلى مناطقهم‬ ‫يحصون خسائرهم‪ ،‬ولم تكن هناك صعوبة في عد البيوت التي‬ ‫أحرقتها أو نهبتها املليشيات‪ ،‬مثلما لم يكن عسيرا تدوين أعداد‬ ‫القتلى واجلرحى من واقع سجالت املستشفيات ‪ . .‬فاحلقائق ال‬ ‫حتجبها الغرابيل ‪.‬‬ ‫كثير من املنظمات احلقوقية واإلنسانية زارت ورشفانة وحتققت‬ ‫من حجم اجلرائم املرتكبة في حق اهلها‪ ،‬وكتبت تقاريرها املوثقة‬ ‫بالشهادات والصور ‪ ..‬لكن مازال اجلميع يتساءل عن مصير تلك‬ ‫التقارير التي رصدت احلرب األولى على ورشفانة ؟!‬

‫باءت حينها محاوالت العقالء للتهدئة بالفشل في ظل التأجيج‬ ‫اإلعالمي الذي ص ّور ورشفانة مدينة مارقة توفر املالذ اآلمن‬ ‫للصوص واألزالم‪ ،‬وحتيك املؤامرات لالنقالب على ثورة فبراير‪.‬‬ ‫كانت عملية التضليل واإلغراء قد بلغت أوجها في جتنيد الشباب‬ ‫والدفع بهم إل��ى مقاتلة أشقائهم في ورشفانة ‪ ..‬بعض أولئك‬ ‫الشباب مت إغراؤهم باملال ‪ ،‬والبعض األخ��ر تعرض إلى غسيل‬ ‫عقائدي‪ ،‬وعلى نحو سريع كانت األرت��ال العسكرية تتوجه إلى‬ ‫مناطق ورشفانة‪ ،‬تتقدمها مدافع الهاوتزر والراجمات والدبابات‪،‬‬ ‫ودون سابق إنذار أو حتى توفير ممر آمن للمدنيني‪ ،‬شرعت تلك‬ ‫املدافع في دك بيوت املواطنني ‪ ،‬وإرسال قذائفها العشوائية دون‬ ‫إحداثيات‪.‬‬ ‫داف��ع املواطنون عن بيوتهم وأعراضهم باستماتة‪ ،‬وفشلت تلك‬ ‫الغزوة في حتقيق مبتغاها بعد تدخل العقالء من جديد‪ ،‬وجناحهم‬ ‫سياسة احلرق‬ ‫هذه املرة في إطفاء الفتنة‪ ،‬ولم الطرفني في جلسة صلح كانت‬ ‫في منتصف رمضان املاضي‪ ،‬شنت عصابة فجر ليبيا بقيادة‬ ‫م��ن أه��م نتائجها التوقيع على تعهد يقضي بعدم االع �ت��داء أو‬ ‫ع �ض��و امل ��ؤمت ��ر ال��وط �ن��ي ص�ل�اح ب ��ادي‬ ‫االعتقال على الهوية‪ ،‬والتسليم بالشرعية‬ ‫هجومها على مطار طرابلس في عملية‬ ‫املتمثلة في املؤسسات احلكومية‪.‬‬ ‫أطلقت عليها اسم قسورة‪ ،‬وكان الهدف‬ ‫لكن تلك اخلطوة لم ترق لتلك اجلماعات‬ ‫ال ��ذي ج��رى تسويقه ف��ي ال �ب��داي��ة كما‬ ‫التي سيظهر الحقا أنها كانت تريد فقط‬ ‫ح��دث م��ع ورش �ف��ان��ة ه��و ال�ق�ض��اء على‬ ‫كسب ال��وق��ت‪ ،‬وت��رت�ي��ب صفوفها حتي‬ ‫املؤمتر الوطني كان الراعي‬ ‫العصابات ال�ت��ي ك��ان��ت ت�ق��وم باحلرابة‬ ‫تعيد الكرة مجددا في اجتياح ورشفانة ‪.‬‬ ‫على املواطنيني في طريق املطار ‪ ،‬لكن‬ ‫ح��دث��ت ال� �غ ��زوة األول � ��ى خ �ل�ال ف�ت��رة‬ ‫الرسمي للمليشيات ‪ ..‬واإلخوان‬ ‫هذا الهدف تكشف زيفه مع أول رمية‬ ‫املؤمتر الوطني الذي كان راعيا رسميا‬ ‫قادوا املؤسسة التشريعية إلى‬ ‫ج��راد على املطار وتكبير وتهليل بادي‬ ‫للمليشيات‪ ،‬وك ��ان اإلخ� ��وان املسلمون‬ ‫بحرقه ‪.‬‬ ‫املسيطرون على مركز القرار داخله هم‬ ‫التواطؤ مع القتلة‬ ‫ان�ت�ه��ت ح ��رب امل �ط��ار ب�ح��رق��ه وت��دم�ي��ر‬ ‫من قاد املؤسسة التشريعية إلى التواطؤ‬ ‫خ��زان��ات ال��وق��ود ‪ ،‬وش��رع��ت حينذاك‬ ‫م��ع القتلة‪ ،‬وامل�ش��ارك��ة ف��ي سفك دم��اء‬ ‫كارة توعد بالثأر ملقتل أخيه‬ ‫وسائل اإلع�لام اإلخوانية في التسويق‬ ‫أبناء ورشفانة‪ ،‬وهدم وحرق بيوتهم‪ ،‬وما‬ ‫وحرض شباب طرابلس على‬ ‫‪ّ ..‬‬ ‫النتصار فجر ليبيا‪ ،‬وتصحيحها ملسار‬ ‫فشلهم في إصدار حتى قرار إدانة ضد‬ ‫ال �ث��ورة‪ ،‬كما كانت ت��دع��ي‪ ،‬في‬ ‫اجل�م��اع��ات التي ارتكبت تلك‬ ‫اجتياح ورشفانة‬ ‫ح�ين أن ج��ل املواطنيني كانوا‬ ‫اجلرائم إال دليل على أنه كان‬ ‫يدركون احلقيقة الدامغة التي‬ ‫فعال ج��زءا م��ن امل��ؤام��رة على‬ ‫برناردينو ليون‬ ‫م��ازال��ت بعض ال ��دول الكبرى‬ ‫ورشفانة ‪.‬‬ ‫تتجاهلها‪ ،‬وه��ي أن األخ ��وان‬ ‫عاد عبدالرؤوف كارة إلى وكره‬ ‫عندما خسروا في االنتخابات‬ ‫في معيتيقة بعد أن فقد أخيه‬ ‫النيابية‪ ،‬خلعوا قناعهم الوديع‪،‬‬ ‫ف��ي ورش �ف��ان��ة‪ ،‬ي�ت��وع��د بالثأر‬ ‫وكشفوا عن وجههم احلقيقي‬ ‫ملقتله‪ ،‬ويحرض الشباب على‬ ‫البشع منقلبني على الشرعية‬ ‫االن �ض �م��ام إل��ى كتائبه ت ��ارة «‬ ‫عبر استخدامهم لفجر ليبيا‬ ‫ب��دع��وى اجل�ه��اد ض��د امل��ارق�ين‬ ‫ف��ي ح ��رق امل �ط��ار واالس �ت �ي�لاء‬ ‫« وت��ارة أخ��رى بتسييل لعابهم‬


‫بادي الذي أحرق املطار ودمر ورشفانة‬

‫هذا واقع املليشيات‬

‫حل�ق��وق االن �س��ان ومحكمة اجل �ن��اي��ات ال��دول �ي��ة وم�ج�ل��س األم��ن‬ ‫على املقرات السيادية للدولة في العاصمة ‪.‬‬ ‫الدولي بسرعة إرسال فريق دولي لتقصئ احلقائق وتقييم حجم‬ ‫كان الكثيرون يتوقعون أن تكون الوجهة املقبلة لفجر ليبيا بعد‬ ‫االنتهاكات واجل��رائ��م وامل�ج��ازر البشعة التي ارتكبتها وال زالت‬ ‫االستيالء على العاصمة هي ورشفانة‪ ،‬فهناك فائض من الثأر‬ ‫ترتكبها املليشيات املسلحة لـ«فجر ليبيا» في حق املدنيني مبناطق‬ ‫ل��دى املليشيات اإلس�لام�ي��ة املتطرفة ت��ري��د تخليصه م��ن هذه‬ ‫ورشفانة املنكوبة‪.‬‬ ‫القبيلة احلضرية التي أفصحت في م��رات كثيرة عن موقفها‬ ‫وأضافت في التقرير أنه حسب اإلحصائية املبدئية التي وردت‬ ‫املضاد ملشروعهم الظالمي في ليبيا ‪ .‬وفي كل مرة تقوم فيها‬ ‫من مستشفى ال��زه��راء ال��واق��ع غ��رب العاصمة الليبية طرابلس‬ ‫هذه املليشيات بشن ع��دوان على إح��دى امل��دن أو القرى الليبية‬ ‫واملصحات في منطقة ورشفانة بلغ عدد القتلى قرابة ‪ 120‬من‬ ‫كانت توعز لقنواتها بإطالق فزاعة األزالم‪ ،‬والتخويف من الثورة‬ ‫املدنيني و‪ 513‬جريحا‪ ،‬البعض منهم إصابته خطيرة وذلك نتيجة‬ ‫املضادة ‪.‬‬ ‫استمرار القصف العشوائي باملدفعية واألسلحة الثقيلة من قبل‬ ‫لم تكد الطائرات التي أحرقها بادي تتحول إلى رماد حتى شرع‬ ‫املليشيات املُسلحة التي تحُ اصر ورشفانه‪.‬‬ ‫حتالف املليشيات في تطويق ورشفانة من ست جبهات‪ ،‬وإمطارها‬ ‫وأش��ار التقرير إلى أن اإلعتداء مت بشكل ممنهج على ممتلكات‬ ‫بوابل من الصواريخ والقذائف العشوائية التي نزلت كاحلمم على‬ ‫امل��واط�ن�ين ب��احل��رق وتدمير العديد م��ن امل �ن��ازل حيث بلغ عدد‬ ‫بيوت اآلمنني ‪.‬‬ ‫املنازل التي مت حرقها ‪ 150‬منزال وتدمير ‪ 70‬منزال بشكل كامل‬ ‫لم توفر تلك ال��ذئ��اب البشرية حتى فرصة ممر آم��ن للمدنيني‬ ‫واالضرار بعدد ‪ 102‬منزالً‪ ،‬األمر الذي جعل العديد من العائالت‬ ‫في اخلروج واالبتعاد عن مرمى القذائف العشوائية التي كانت‬ ‫دون مأوى أو سكن‪ ،‬وقد أدى االعتداء‬ ‫أه��داف �ه��ا ف��ي ال�غ��ال��ب ب�ي��وت املواطنيني‬ ‫املمنهج إلى ن��زوح العديد من العائالت‬ ‫ومواشيهم وم��زارع�ه��م ‪ .‬وي ��روي الكثير‬ ‫إل��ى مناطق بعيدة عن ال�ص��راع املسلح‬ ‫ممن جنحوا في الفرار من احلرب حجم‬ ‫ومنهم من غادر إلى دولة تونس ومصر‬ ‫املعاناة التي تكبدوها‪ ،‬واأله ��وال التي‬ ‫ه��روب�اً من القذائف واألسلحة الثقيلة‬ ‫واجهتهم حتى وصلوا إلى بر األمان ‪.‬‬ ‫أين ذهبت التقارير التي رصدت‬ ‫ال �ت��ي ت�ق�ص��ف ب �ه��ا امل�ل�ي�ش�ي��ات مناطق‬ ‫وهنا ينبغي التنويه إل��ى تقرير اللجنة‬ ‫ورشفانة املنكوبة‪.‬‬ ‫الوطنية حلقوق اإلنسان الذي أصدرته‬ ‫جرائم احلرب في ورشفانة ؟!‬ ‫هذا التقرير مثل غيره مازال‪ ،‬لألسف‪،‬‬ ‫قبل أيام من سيطرة حتالف املليشيات‬ ‫قيد التداول اإلخباري‪ ،‬ولم يدخل بعد‬ ‫على منطقة ورش�ف��ان��ة كشاهد موثوق‬ ‫املبرر الذي مت تسويقه للهجوم‬ ‫مرحلة اإلجراء !!‬ ‫على جرائم احلرب‬ ‫املرتكبة ‪.‬في تقريرها على مطار طرابلس هو نفس مبرر‬ ‫اللجنة الوطنية ج��ددت‬ ‫بيان شورى ورشفانة‬ ‫التأكيد على إع�ل�ان منطقة ورشفانة‬ ‫االعتداء على ورشفانة‬ ‫ف��ي ال �ث��ان��ي م��ن م� ��ارس احل��ال��ي وق��ف‬ ‫منطقة م�ن�ك��وب��ة إن �س��ان �ي��ا‪ ،‬م�ع�ت�ب��رة ما‬ ‫مبعوث األمم املتحدة في ليبيا السيد‬ ‫ارت�ك�ب�ت��ه والزال � ��ت ت��رت�ك�ب��ه املليشيات رشفانة دفعت ثمن موقفها الرافض‬ ‫برناردينو ليون أمام مجلس النواب كي‬ ‫امل�س�ل�ح��ة ج��رائ��م ح �‬ ‫�ربم��اوع�جي���ة�رائ��م ضد ملشروع اإلخوان الظالمي في ليبيا‬ ‫ينقل اعتراف املنظمة األممية‬ ‫االن �س��ان �ي��ة وإب � � ��ادة ج�‬ ‫امل� �ت ��أخ ��ر ب � ��أن م� ��اح� ��دث ف��ي‬ ‫وف �ق��ا مل��ا ن��ص ع�ل�ي��ه ال �ق��ان��ون‬ ‫ورشفانة هو جرمية حرب ‪.‬‬ ‫العام الدولي والقانون الدولي‬ ‫حتى األطفال لم يسلموا من بطش املليشيات‬ ‫بعد ستة أشهر على اجلرمية‬ ‫االن �س��ان��ي وان �ت �ه��اك��ا ص��ارخ��ا‬ ‫البشعة في حق منطقة بأسرها‬ ‫ل �ل��إع �ل��ان ال � �ع� ��امل� ��ي حل��ق��وق‬ ‫وليس في حق فرد أو مجموعة‬ ‫االنسان وخرقا لكافة األعراف‬ ‫أف���راد ت�ع�ت��رف األمم املتحدة‬ ‫وامل��واث��ي��ق األمم��ي��ه وال��دول �ي��ة‬ ‫ب��احل �ق �ي �ق��ة امل �ث �خ �ن��ة ب ��األدل ��ة‬ ‫املعنية بحماية وتعزيز حقوق‬ ‫والشواهد ‪.‬‬ ‫االنسان‪.‬‬ ‫بعد ستة أشهر يتذكر ليون أن‬ ‫وطالبت اللجنة املجلس الدولي‬


‫‪22‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون ليبية‬

‫مجلس النواب‬

‫احلقوقيني واملدنيني واإلعالميني ومؤسسات املجتمع املدني التي‬ ‫في ميثاق منظمته وقوانينها ما ينص صراحة على أن قصف‬ ‫تشعر بأنها «مستهدفة» من امليليشيات املسلحة التي تهيمن على‬ ‫املدنيني وحرق بيوتهم وممتلكاتهم يعد جرمية حرب ‪.‬‬ ‫املنطقة ‪.‬‬ ‫لكن لنترك التعليق على تصريح ليون للقاريء الكرمي ‪ ..‬ونتفرغ‬ ‫وسجل البيان حتفظه من «عدم‬ ‫إل � ��ى ب� �ي ��ان م �ج �ل��س ال� �ش ��ورى‬ ‫إستجابة» بعثة األمم املتحدة‬ ‫واحل �ك �م��اء ال� ��ذي أص� ��دره في‬ ‫للدعم في ليبيا لدعوات أهالي‬ ‫السابع من الشهر احلالي الفتا‬ ‫ورشفانة بوقف أعمال العنف‬ ‫فيه عناية مبعوث األمني العام‬ ‫اللجنة الوطنية حلقوق اإلنسان ‪ :‬ما حدث في‬ ‫م ��ن خ �ط��ف وت��ع��ذي��ب وح ��رق‬ ‫لألمم املتحدة في ليبيا السيد‬ ‫للبيوت والتي مازالت مستمرة‬ ‫برناردينو ليون إلى أن أوضاع‬ ‫ورشفانة إبادة جماعية‬ ‫ضد السكان املدنيني ‪ ،‬مؤكداً‬ ‫ح �ق��وق اإلن� �س ��ان ف��ي منطقة‬ ‫على أن «الفئات املستضعفة»‬ ‫ورش��ف��ان��ة ش �ه��دت إن �ت �ه��اك��ات‬ ‫اعتداء ممنهج في حرق ممتلكات املواطنيني‬ ‫(نساء وأطفال وشيوخ مسنني)‬ ‫جسيمة و «تراجعاً مثيراً للقلق»‬ ‫منازلهم‬ ‫وتدمير‬ ‫مب�ن�ط�ق��ة ورش��ف��ان��ة م ��ا ت ��زال‬ ‫‪ ،‬بعد «ت��زاي��د أع�م��ال العنف»‬ ‫ت��ع��ان��ي «ال �ت �م �ي �ي��ز وال� �ع ��وائ ��ق‬ ‫التي أوقعت العديد من القتلى‬ ‫ليون يعترف ملجلس النواب بأن ماحدث في‬ ‫اإلق�ت�ص��ادي��ة وال�ه�ج�م��ات التي‬ ‫واجلرحى ‪ ،‬وساهمت في نزوح‬ ‫تستهدفها»‪ .‬وأن األب��ري��اء هم‬ ‫أآلف ال �ع��ائ�لات م�ن��ذ ان�ط�لاق‬ ‫ورشفانة هو جرمية حرب‬ ‫م��ن يسقطون ضحايا العنف‬ ‫ع �م �ل �ي��ة ف �ج��ر ل �ي �ب �ي��ا وج�ع�ل��ت‬ ‫‪ .‬وأن األوض � � ��اع اإلن �س��ان �ي��ة‬ ‫ورش� �ف���ان���ة م �ن �ط �ق��ة م�ن�ك��وب��ة سكان املاية والعزيزية والزهراء والسواني يواجهون‬ ‫واإلق �ت �ص��ادي��ة واألم �ن �ي��ة سيئة‬ ‫إنسانيا ل��م ت��وف��ر لها مم��رات‬ ‫صعوبات في احلصول على اخلدمات بسبب‬ ‫ل �ل �غ��اي��ة واخل� ��دم� ��ات ف���ي ك��ل‬ ‫إنسانية في أصعب الظروف ‪.‬‬ ‫ال �ق �ط��اع��ات ف��ي ح��ال��ة إن�ه�ي��ار‬ ‫وعانت ورشفانة ومازالت تعاني‬ ‫املليشيات‬ ‫‪ ،‬وي ��واج ��ه ال �س �ك��ان امل��دن �ي�ين‬ ‫من حالة إنعدام األمن وانتشار‬ ‫ف��ي ب�ل��دي��ات امل��اي��ة وال�ع��زي��زي��ة‬ ‫أع �م��ال ال�س�ل��ب وال�ن�ه��ب وقتل‬ ‫شورى ورشفانة يطالب بلجنة حتقيق دولية في‬ ‫وال���زه���راء وال��س��وان��ي بسبب‬ ‫املدنيني واإلس�ت�خ��دام املفرط‬ ‫جرائم احلرب بورشفانة‬ ‫إن �ت �ش��ار امليليشيات املسلحة‬ ‫ل �ل �ق��وة واإله���ان���ة واحل� ��ط من‬ ‫ص �ع��وب��ات ف��ي احل �ص��ول على‬ ‫ك��رام��ة املدنيني وه��دم البيوت‬ ‫اخلدمات والتنقل وعدم توفر‬ ‫واألع�م��ال اإلنتقامية وانتهاك‬ ‫إح�ت�ي��اج��ات امل��دن �ي�ين املتعلقة‬ ‫ح�ق��وق املعتقلني ‪ .‬كما يسود‬ ‫بالصحة والغذاء‪.‬‬ ‫شعور باإلستياء من النشطاء‬


‫جلسة الصلح نسفتها املليشيات‬

‫أردوغان يؤجج الفتنة والشقاق بني مصراتة وليبيا‬

‫أيهما األقرب إلى مصراتة‪ :‬ورشفانة أم أنقرة؟!‬

‫هل يعرف مجلس مصراتة إلى أين سيوصله أردوغان؟‬

‫ولفت املبعوث األممي إلى أن اإلنتهاكات ساهمت في احلد من‬ ‫تسجيل العائالت من ورشفانة ألبنائهم في املدارس واجلامعات‬ ‫مطالبا بأن تترجم تصريحات مبعوث األمني العام لألمم املتحدة‬ ‫في ليبيا حول ورشفانة إلى برنامج عمل وخطة عملية تضعها‬ ‫البعثة لدراسة أحوال املنطقة وما حدث فيها من إنتهاكات حلقوق‬ ‫اإلنسان ‪ .‬وحدد مطالبته في النقاط التالية‪:‬‬ ‫• تشكيل جلنة حتقيق دولية بقرار يصدر عن مجلس األمن الدولي‬ ‫‪ ،‬للتحقيق في إنتهاكات للقانون الدولي اإلنساني وحقوق اإلنسان‬ ‫في احلرب على ورشفانة‬ ‫• حث بعثة األمم املتحدة للدعم في ليبيا للقيام بواجبها اإلنساني‬ ‫ومعرفة مصير احملتجزين من أبناء ورشفانة في سجون املليشيات‬ ‫‪ ،‬والتدخل لإلفراج عن احملتجزين خارج إطار القانون‬ ‫• دعوة املنظمات احلقوقية واإلنسانية لزيارة النازحني والسكان‬ ‫املدنيني املتضررين من إعتداء املليشيات املسلحة على ورشفانة‪.‬‬

‫م���اذا ف��ع��ل القنصل ال��ت��رك��ي م��ع ال��ع��ام��ل�ين باملجلس ال��ب��ل��دي في‬ ‫مصراتة عندما التقى بهم األسبوع املاضي؟‬ ‫مت تقدمي اخلبر في وكالة «وال» على أن القنصل أوصل في هذا‬ ‫اللقاء الذي جاء بناء على طلبه رسائل من احلكومة التركية‪،‬‬ ‫تعبر فيها عن دعمها للحوار بني األط��راف الليبية للخروج من‬ ‫األزمة الراهنة‪ ،‬وأن تستمر‪ ،‬حسب ما يقول اخلبر «كل اجلهود‬ ‫املبذولة في هذا االجتاه دون االلتفات حملاوالت إفشاله‪ ،‬والتي‬ ‫من بينها تعيني حفتر قائد ًا عام ًا للجيش»‪.‬‬ ‫اإلدعاء وتزوير احلقائق واخلداع الذي‬ ‫اخلبر ال يقدم شيئا عن ّ‬ ‫تقوم به تركيا‪ ،‬ألنه مغلّف بطبقة من الكلمات ّ‬ ‫املطاطة الت ال‬ ‫معنى لها‪ ،‬مثل‪« :‬أعربت احلكومة التركية عن األم��ل في أن ال‬ ‫تؤثر هذه احمل��اوالت عن مدينة مصراتة للمساهمة في إجناح‬ ‫احلوار»‪ ،‬أي – بقراءة عابرة – أن ما يهم تركيا هو مصراتة دون‬ ‫أن يكون األمر متعلّق ًا بليبيا كدولة‪.‬‬ ‫تركيا ت��ؤك��د على أن م��ش��ارك��ة م��ص��رات��ة ف��ي احل���وار مهمة ج��د ًا‬ ‫إلجناحه‪ ،‬ماذا عن بقية أرج��اء ليبيا وأقاليمها من مدن وقرى‬ ‫وأري����اف وص��ح��راء وج���ب���ال‪ ..‬ال ش���يء ي��ه ّ��م أردوغ�����ان ال���ذي جنح‬ ‫حتى اآلن في دق األسافني املسمومة بني أبناء مدينة مصراتة‬ ‫وأشقائهم في ليبيا‪.‬‬ ‫السؤال يتعلّق اآلن مبوقف أبناء مصراتة أنفسهم‪ ..‬هل يرضون‬ ‫أن يستمر هذا العبث مبصيرهم على هذا النحو؟ أنقرة لن تكون‬ ‫أقرب إلى مصراتة من طرابلس أو بغازي أو حتى ربيانة‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون ليبية‬

‫نقلت وسائل إعالم إيطالية عن املدير التنفيذي‬ ‫لوكالة مراقبة حدود االحتاد األوروبي (فرونتكس)‪،‬‬ ‫فابريس ليجيري‪ ،‬أن ما قد يصل إلى مليون مهاجر‬ ‫غير شرعي ميكن أن يصلوا هذا العام إلى سواحل‬ ‫ايطاليا انطالقا من ليبيا‪.‬‬

‫يتأهب‬ ‫العالم‬ ‫ّ‬ ‫لقنبلة ‪2015‬‬

‫مليون مهاجر من ليبيا إلى إيطاليا‬

‫أوض ��ح امل��دي��ر التنفيذي للوكالة أن��ه ف��ي ‪ ،2015‬علينا أن نكون‬ ‫مستعدين ملواجهة وض��ع أكثر صعوبة من العام املاضي‪ .‬وبحسب‬ ‫مصادر عدة هناك ما بني ‪ 500‬ألف ومليون مهاجر غير شرعي على‬ ‫أهبة االنطالق من ليبيا‪.‬‬ ‫داعش في الطريق‬ ‫وحول سؤال عن املخاوف من سيطرة تنظيم «داعش» على الهجرة غير‬ ‫الشرعية انطالقا من ليبيا‪ ،‬دعا ليجيري إلى «إدراك املخاطر»‪ ،‬مضيفاً‪:‬‬ ‫«ال أملك أدلة تتيح لي القول إنهم (أي املتطرفون) يسيطرون على هذا‬ ‫الوضع‪ .‬لدينا أدلة على إجبار مهاجرين حتت تهديد السالح على الصعود‬ ‫إلى قوارب‪ ،‬لكن ال شيء يتيح لنا أن نقول إنهم إرهابيون»‪.‬‬ ‫وتابع‪« :‬إذا أردنا القيام باملزيد من العمليات‪ ،‬نحتاج إلى موارد وموظفني‬ ‫وانخراط الدول األعضاء في وضع إمكاناتها حتت تصرف فرونتكس»‪.‬‬ ‫وبحسب املسؤول فإن فرونتكس «ليست كافية ملواجهة هذه املشكلة‬ ‫الضخمة» و»التعاون مع الدول األخرى مهم جدا»‪.‬‬ ‫وتضاعف عدد املهاجرين الذين دخلوا االحتاد األوروبي في ‪ 2014‬ثالث‬ ‫مرات تقريبا مقارن ًة بـ‪ .2013‬ومعظم املهاجرين من سوريا ودول جنوب‬ ‫الصحراء اإلفريقية‪ .‬وقضى مئات منهم غرقا في املتوسط‪.‬‬ ‫فوضى طاردة‬ ‫نقطة عبور معظم املهاجرين هي ليبيا‪ ،‬نظراً إل��ى حالة الفوضى‬ ‫السائدة فيها‪ .‬ومع اتساع أعمال عنف التنظيمات املسلحة املتنافسة‬ ‫في ليبيا‪ ،‬يحاول املهاجرون غير الشرعيني الفرار أو يج َبرون على‬

‫املغادرة‪ ،‬ويدفعون املال لوسطاء لالنطالق في قوارب متداعية في‬ ‫معظمها باجتاه إيطاليا‪ ،‬أقرب بلد إلى السواحل الليبية‪.‬‬ ‫موجات متعاقبة‬ ‫وتتصاعد املخاوف دائماً من احتمال مغادرة موجة من املهاجرين غير‬ ‫الشرعيني ليبيا والتوجه إلى أوروبا مع انتشار روايات من وصلوا إلى‬ ‫إيطاليا حول الظروف املرعبة التي مرت بهم‪ .‬وقد رسم مهاجرون‬ ‫وصلوا إلى جزيرة المبيدوزا اإليطالية صورة قامتة عن الوضع في‬ ‫ليبيا التي تعاني من نزاع بدأ يؤثر على جتارة تهريب البشر‪.‬‬ ‫فيديريكو سودا‪ ،‬مدير منظمة الهجرة الدولية في منطقة املتوسط‬ ‫يقول إن «الشهادات تؤكد أن املهربني أصبحوا أكثر عنفا مع املهاجرين‬ ‫في نقاط املغادرة وعندما يجمعونهم في نقاط التجمع قبل مغادرتهم‬ ‫حيث ينتظرون أياما وأسابيع قبل أن يبدأوا رحلتهم»‪.‬‬ ‫وقابلت «منظمة الهجرة ال��دول�ي��ة» ع�ش��رات امل�ه��اج��ري��ن‪ ،‬بينهم أم‬ ‫صومالية ولدت ابنتها البالغة من العمر ثالثة أشهر في أحد البيوت‬ ‫التي يجمع فيها املهربون املهاجرين في ليبيا‪ ،‬حيث أمضت ثالثة‬ ‫أشهر وتعرضت إلساءات من املهربني بشكل منتظم‪.‬‬ ‫عنف وابتزاز‬ ‫كما نقلت املنظمة عن شاب من غامبيا يبلغ من العمر ‪ 17‬عاما قوله‬ ‫إن احلياة في ليبيا أصبحت غير ممكنة للمهاجرين األفارقة حيث‬ ‫يتعرضون لالبتزاز والعنف‪ ،‬ووصف العديد من املهاجرين طرابلس‬ ‫بأنها مكان خطر جدا ال ميكن اإلقامة فيه‪.‬‬


‫مهاجرون سوريون وفلسطينيون إلى ليبيا يصلون‬ ‫من السودان بعد أن توجهوا جوا إلى اخلرطوم من‬ ‫عمان أو بيروت أو اسطنبول‬ ‫احلكومة اإليطالية‪ :‬ما يحدث هو مأساة ألوروبا‬ ‫الواصلون إلى جزيرة المبيدوزا اإليطالية ينقلون‬ ‫صورة مرعبة عن جتارة تهريب البشر في ليبيا‬

‫قوارب املوت العائمة تواصل ترحالها‬

‫مهاجرون أفارقة يصلون إيطاليا‬

‫وتشير اإلفادات التي جمعتها «منظمة الهجرة الدولية» إلى أن معظم‬ ‫املهاجرين السوريني والفلسطينيني املتواجدين في ليبيا حاليا وصلوا‬ ‫من السودان بعد أن توجهوا جوا إلى اخلرطوم من عمان أو بيروت أو‬ ‫اسطنبول‪ ،‬قبل أن يعبروا الصحراء إلى ليبيا‪.‬‬ ‫وحلت ه��ذه الطريق محل الطريق التي كانت مفضلة سابقا عبر‬ ‫اجلزائر‪ ،‬وأصبحت أكثر صعوبة اآلن بعد تشديد السلطات اجلزائرية‬ ‫منح التأشيرات للسوريني والفلسطينيني‪.‬‬ ‫وتتراوح األسعار التي يتقاضاها املهربون بشكل كبير من ‪ 400‬دوالر‬ ‫إلى ‪ 1500‬دوالر للحصول على مكان في قارب متجه إلى أوروب��ا‪.‬‬ ‫وعند وصولهم إلى ليبيا‪ ،‬ميكن أن يبقى املهاجرون هناك عدة أيام‬ ‫قبل التوجه ألوروبا‪ ،‬أو يبقوا عدة سنوات كع ّمال‪.‬‬

‫الشرعيني الذي يبحرون من هذا البلد باجتاه إيطاليا‪ ،‬وغالبية هؤالء‬ ‫يتحدرون من دول في جنوب الصحراء ويخاطرون بأرواحهم على منت‬ ‫زوارق مطاطية أو قوارب متهالكة في محاولة للوصول إلى أوروبا‪.‬‬

‫أفواج من الناجني‬ ‫وكانت السلطات اإليطالية قد أنقذت مؤخراً ما مجموعه ‪2164‬‬ ‫مهاجرا غير شرعي أب�ح��روا من ليبيا على منت ‪ 12‬ق��ارب��ا‪ ،‬وذلك‬ ‫بينما كانوا في املياه الفاصلة بني السواحل الليبية وجزيرة المبيدوزا‬ ‫اإليطالية‪ ،‬كما نقلت وسائل اإلعالم عن فرق اإلسعاف اإليطالية‪.‬‬ ‫وأوض�ح��ت امل�ص��ادر أن وح��دات إيطالية تولت مبساعدة من سفن‬ ‫شحن إنقاذ املهاجرين بينما كانوا على بعد بضع عشرات من األميال‬ ‫البحرية من السواحل الليبية‪ ،‬مشيرة إلى أن جميع ركاب القوارب‬ ‫الـ‪ 12‬مت إنقاذهم بسالم‪.‬‬ ‫وبحسب املوقع اإللكتروني لقناة «تي جي كوم ‪ »24‬فإن ‪ 520‬مهاجرا‬ ‫كانوا على منت السفينة «أوري��ون» التابعة لسالح البحرية االيطالية‪،‬‬ ‫بينما مت إنقاذ أكثر من ‪ 900‬آخرين بواسطة زوارق تابعة خلفر‬ ‫السواحل واجلمارك اإليطالية‪ ،‬في حني تولت سفن شحن كانت تبحر‬ ‫في املنطقة إنقاذ بقية املهاجرين‪.‬‬ ‫وأدت الفوضى التي تغرق فيها ليبيا إلى تزايد أعداد املهاجرين غير‬

‫أفواج من الغرقى‬ ‫ذك��رت وكالة االنباء االيطالية «انسا» نقال عن مصادر في حرس‬ ‫احلدود انه مت العثور على نحو اربعني جثة اضافية في حطام سفينة‬ ‫املهاجرين التي غرقت قرب المبيدوزا ما يرفع احلصيلة الى اكثر‬ ‫من ‪ 130‬قتيال‪ .‬وعثر غطاسون على ‪ 40‬جثة على االقل داخل وفي‬ ‫محيط حطام السفينة الراقدة على عمق نحو اربعني مترا على بعد‬ ‫حوالى ‪ 500‬متر من الياسبة‪.‬‬ ‫وكانت قد نقلت وكالة «آكي» اإليطالية لألنباء عن مصادر مشاركة‬ ‫في عمليات اإلنقاذ‪ ،‬أنه مت انتشال ‪ 82‬جثة من البحر بينما ال تزال‬ ‫عمليات البحث جارية عن آخرين‪ .‬وجرى إنقاذ ‪ 62‬مهاجراً كانوا‬ ‫على منت القارب الذي انقلب واشتعلت فيه النيران‪ .‬وذكرت الوكالة‬ ‫أن ‪ 250‬من املهاجرين غير الشرعيني ال يزالون في عداد املفقودين‪.‬‬ ‫وقالت وكالة «انسا» اإليطالية لألنباء إن عدد األشخاص الذين كانوا‬ ‫على منت القارب املنكوب يراوح ما بني ‪ 450‬و‪.500‬‬ ‫مأساة أفروأوروبية‬ ‫من جهته‪ ،‬وجه نائب رئيس ال��وزراء االيطالي اجنلينو الفانو نداء‬ ‫الى االحت��اد االوروب��ي ملساعدة ايطاليا بعد غرق مهاجرين قرب‬ ‫جزيرة المبيدوزا‪ ،‬مشيرا الى ان ما حصل «مأساة اوروبية وليست‬ ‫ايطالية فقط»‪ .‬وقال ان حصيلة الضحايا التي مازالت تضمنت ‪93‬‬ ‫قتيال فيما مت انتشال ‪ 151‬شخصا أحياء‪ ،‬مشيرا الى ان السفينة‬ ‫كانت حتمل ما بني ‪ 450‬و‪ 500‬مهاجر صومالي واريتري استقلوها‬ ‫من ليبيا‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون عربية‬

‫خريطة اإلرهاب في سوريا‬ ‫متتلئ جبهات املعارضة املسلحة في الداخل السوري بالعشرات من‬ ‫الفصائل «اإلرهابية» التي ترعاها قوى إقليمية معروفة بتمويلها‬ ‫لإلرهاب‪،‬‬ ‫وقد أعرب النظام املصري عن موقف واضح بهذا اخلصوص يتمثل‬ ‫في عدم احلوار مع الفصائل املسلحة املعارضة التي ترهب املواطنني‬ ‫السوريني‪ ،‬فقامت اخلارجية املصرية بعقد عدة لقاءات مع العديد‬ ‫من أطياف املعارضة املسلحة وغير املسلحة السورية‪ ،‬فيما عدا‬ ‫امليليشيات اإلرهابية‪ ،‬من أجل توحيد رؤية املعارضة للخروج بوثيقة‬ ‫يتفقون فيها على حل األزمة السورية‪.‬‬ ‫تأتي التحركات املصرية بالتوازي مع حتركات روسية بني النظام‬ ‫السوري واملعارضة؛ من أجل إجراء مفاوضات بينهما بدون شروط‬ ‫مسبقة‪ ،‬وأكد ألكسندر لوكاشيفيتش املتحدث الرسمي باسم وزارة‬ ‫اخلارجية الروسية أن موسكو شهدت مشاورات مع أطراف املعارضة‬ ‫السورية كافة في إطار اإلعداد حلوار موسكو الثاني‪ ،‬وعدم إعالن‬ ‫اخلارجية عنها ال يعني أن هذا اللقاء لم يتم‪ ،‬إمنا عدم اإلعالن عن‬ ‫هذه املشاورات أحياناً يلعب دوراً في إجناحها‪.‬‬ ‫يسلط املقال التالي الضوء على فصائل املعارضة املسلحة في سوريا‪،‬‬ ‫أو أطياف خريطة العمليات اجلهادية‪ ،‬وهي أطياف إرهابية مسلحة‬ ‫ال تعترف بها مصر‪ ،‬وتعتبر أن احلكومة السورية واالئتالف الوطني‬ ‫لقوى املعارضة السورية‪ ،‬وهيئة التنسيق لقوى التغيير الدميقراطي‬ ‫هي القادرة على حل األزمة السورية املشتعلة منذ ‪ 4‬سنوات‪.‬‬ ‫تتمثل خريطة اإلرهاب في سوريا من التنظيمات املسلحة التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬جبهة النصرة‬

‫‪ -2‬الدولة اإلسالمية في العراق والشام «داعش»‬

‫ضروسا‬ ‫تُع ّ ُد «داعش» أكثر الفصائل السورية تطر ًفا وتخوض حر ًبا‬ ‫ً‬ ‫ض��د الفصائل املعارضة األخ��رى وتستهدف بعملياتها املدنيني‪،‬‬ ‫وترتكب م��ذاب��ح جماعية بحق ال �ع��زل‪ ،‬وتنشط بشكل رئيس في‬ ‫خصوصا حلب وإدلب والرقة وكان‬ ‫احملافظات الشمالية والشرقية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مرتبطا بشكل كبير ببداية االقتتال بني‬ ‫ظهور داعش على الساحة‬ ‫فصائل املعارضة؛ مما دفع كثي ًرا من احملللني للقول بتلقي داعش‬ ‫دع ًما من قِ َبل مقربني لألسد من أجل تشتيت صف املعارضة السورية‬ ‫التي تفرغت لقتال داعش‪ ،‬ونشرت الصحف العاملية ومنها ديلي ميل‬ ‫تقارير عن تلقي داعش لدعم من إيران وقوى أخرى مقربة من نظام‬ ‫الرئيس بشار األسد‪.‬‬ ‫‪ -3‬لواء التوحيد‬

‫يقودها أبو محمد اجلوالني‪ ،‬وتعدادها بني ‪ 5000‬إلى ‪ 7000‬مقاتل‪،‬‬ ‫وتعلن تبعيتها لتنظيم القاعدة وتصنفها الواليات املتحدة كمنظمة‬ ‫إرهابية‪ ،‬وأعلنت عن وجودها عام ‪ 2012‬وتنشط في ‪ 11‬محافظة‬ ‫سورية من أصل ‪ 14‬وبخاصة إدلب وحلب ودير الزور‪ ،‬وتسيطر على‬ ‫مناطق من شمال سوريا ولها نشاط خدمي واجتماعي كبير‪.‬‬

‫يقدر بحوالي ‪ 8000‬مقاتل‪ ،‬يقودهم عبدالعزيز سالمة ميدان ًّيا‬ ‫وعسكر ًّيا‪ ،‬بعد مقتل قائده العسكري عبدالقادر صالح في نوفمبر‬ ‫‪ ،2013‬ويعتبر من أهم القوى في حلب‪ ،‬وتأسس عام ‪ 2012‬وانضم‬ ‫جلبهة ثوار سوريا في يناير ‪ 2013‬وال يعترف اللواء باالئتالف الوطني‬ ‫السوري وينحو منحى إسالم ًّيا في غالبه‪.‬‬


‫‪ -4‬لواء الفتح‬

‫‪ -7‬اجلبهة اإلسالمية‬

‫يتمركز في مدينة حلب وضواحيها‪ ،‬وفي احلسكة والرقة شرقي‬ ‫البالد‪.‬‬

‫تكونت في نوفمبر ‪ 2013‬من ائتالف ‪ 7‬جماعات مسلحة‪ ،‬وهي حتمل‬ ‫توج ًها إسالم ًّيا‪ ،‬ولها قبول لدى جماعات تنظيم القاعدة ويرأس اجلبهة‬ ‫الشيخ أحمد عيسى‪ ،‬وتضم اًّ‬ ‫كل من جيش اإلسالم وحركة أحرار الشام‬ ‫وأنصار الشام ولواء احلق ولواء التوحيد‪ ،‬إضافة إلى اجلبهة اإلسالمية‬ ‫الكردية «أل��ف مقاتل ك��ردي»‪ ،‬ويعتقد في تلقي اجلبهة دع ًما سياس ًّيا‬ ‫وعسكر ًّيا من قبل اململكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ -5‬ألوية أحفاد الرسول‬

‫‪ -8‬حركة أحرار الشام اإلسالمية‬

‫تأسست عام ‪ 2012‬من ائتالف ‪ 40‬فصيال مسلحا‪ ،‬ذي توجه‬ ‫إسالمي‪ ،‬وتقدر أعدادها بحوالي ‪ 7000‬مقاتل وتتمركز في إدلب‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬وعالقتها جيدة مع هيئة األركان العامة ويُعتقد في‬ ‫تلقيها دع ًما قطر ًّيا‪ ،‬وتعرض اللواء لهجمات شرسة من مقاتلي‬ ‫ال��دول��ة اإلس�لام�ي��ة «داع� ��ش» أج�ب��ره��م على م �غ��ادرة ال��رق��ة في‬ ‫أغسطس‪.‬‬

‫يقودها حسان عبود «أبو عبدالله احلموي»‪ ،‬تأسست في ديسمبر ‪2012‬‬ ‫مسلحا أهمها حركة أحرار الشام‪ ،‬وتضم ‪ 30‬ألف‬ ‫من حتالف لـ‪ 12‬كيا ًنا‬ ‫ً‬ ‫مقاتل‪ ،‬وتقوم بعملياتها في جميع أرج��اء سوريا وتضم اجلبهة ع��د ًدا‬ ‫من احلركات مثل لواء احلق في حمص‪ ،‬أنصار الشام في إدلب‪ ،‬جيش‬ ‫التوحيد في دير الزور‪ ،‬ولواء مجاهدين الشام في حماة‪ ،‬وتبدي تعاو ًنا مع‬ ‫فصائل تنظيم القاعدة‪ ،‬وهي جبهة إسالمية ولكنها إقليمية؛ حيث يتركز‬ ‫نشاطها داخل سوريا‪.‬‬

‫‪ -9‬جيش املجاهدين واألنصار‬

‫‪ -6‬هيئة دروع الثورة‬

‫حتالف مدعوم من اإلخ��وان املسلمني في سوريا ويصنف نفسه‬ ‫كتحالف إس�لام��ي دمي�ق��راط��ي‪ ،‬ويعترف بتلقيه ال��دع��م م��ن قبل‬ ‫اإلخوان املسلمني في سوريا‪.‬‬

‫أبرز الفصائل احملسوبة على الدولة اإلسالمية‪ .‬تأسس في مارس ‪2013‬‬ ‫من ائتالف للمقاتلني األجانب‪ ،‬أغلبهم من القوقاز ويتركز في حلب‬ ‫وحماة‪ ،‬يرأسه عمر الشيشاني وهو محسوب على الدولة اإلسالمية‪،‬‬ ‫وأُعلن قيام هذا التشكيل املكون من ثماني جماعات سورية مقاتلة في‬ ‫أوائ��ل يناير‪ ،‬وبدأ على الفور حملة على الدولة اإلسالمية في العراق‬ ‫والشام‪ ،‬وهو ما دفع كثي ًرا من املراقبني إلى االعتقاد أن داعمني خليجيني‬ ‫شكلوه للتصدي للجماعة املتشددة‪ ،‬ويعتبر جيش املجاهدين الذي يقول‬ ‫إن عدد مقاتليه خمسة آالف تنظي ًما إسالم ًّيا معتدالً‪ ،‬ومعظم الفصائل‬ ‫التي انضمت إليه صغيرة نسب ًّيا وجيش املجاهدين وجبهة ثوار سوريا‬ ‫يقودان احلملة على الدولة اإلسالمية في العراق والشام‪ ،‬والتي بدأت في‬ ‫كثير من مناطق سيطرة املعارضة في شمال سوريا وشرقها‪.‬‬


‫‪28‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون ليبية‬

‫عالقة قطر بالتنظيمات املتطرفة أصبحت موضع‬ ‫تساؤل وجدل واسع‪ ،‬وال يقتصر األمر على اخلالف‬ ‫بينها وبني جيرانها في دول اخلليج بشأن دعمها‬ ‫لإلخوان املسلمني‪ ،‬بل ميتد إلى أكثر من ذلك مما‬ ‫كشفه في الغرب حلفاء هذه الدولة اخلليجية‬ ‫الصغيرة‪ ،‬وال سيما في بريطانيا والواليات املتحدة‪.‬‬

‫تقارير غربية تكشف‬ ‫عالقة الدوحة‬ ‫بالمليشيات المسلحة‬ ‫في الدول العربية‪:‬‬

‫قطـــر‬

‫تستهدف تفتيت ليبيا وتحويلها‬ ‫إلى واليات‬

‫داعشية‬

‫تؤكد تقارير إعالمية غربية كثيرة عالقة الدوحة بامليليشيات‬ ‫املسلحة ف��ي ليبيا وال� �ع ��راق‪ ،‬وإرس� ��ال ق�ط��ر ل �ط��ائ��رات محملة‬ ‫باألسلحة لـ»داعش» و»فجر ليبيا»‪ ،‬ففي الشهور القليلة املاضية‬ ‫حتدثت الصحافة الغربية ع��ن ت��ورط كبار شخصيات العائلة‬ ‫املالكة‪ ،‬في تلك الدولة الغنية بنفطها‪ ،‬في دعم واحدة من أكثر‬ ‫اجلماعات اإلرهابية وحشية وهو تنظيم داعش‪ ،‬فضال عن دعم‬ ‫القاعدة واإلخوان املسلمني واجلماعات اإلسالمية املتطرفة في‬ ‫ليبيا وسوريا والعراق‪.‬‬ ‫تقارير أمريكية‬

‫حتت عنوان‪« :‬قطر ومتويل اإلره��اب» ب��دأت «مؤسسة الدفاع‬ ‫عن الدميقراطيات» األمريكية التي يديرها كليفورد ماي أحد‬ ‫مفصل يجمع معلومات حكومية‬ ‫احملافظني اجلدد‪ ،‬بنشر تقرير‬ ‫ّ‬ ‫واستخباراتية وصحافية منذ بداية التسعينيات حتى عام ‪.2014‬‬ ‫البحث من إعداد دايفد أندرو ويينبرغ يتألف من ‪ 3‬حلقات «بسبب‬ ‫كمية املواد الهائلة حول التمويل القطري لإلرهاب»‪ ،‬نشرت منه‬ ‫احللقة األولى منذ أيام بعنوان‪« :‬إهمال»‪.‬‬ ‫تعود ه��ذه احللقة إل��ى عقدين من الزمن وتفنّد باألسماء كيف‬ ‫«تع ّمدت العائلة احلاكمة القطرية حماية» عدد كبير من املصنّفني‬ ‫«إرهابيني» من قبل واشنطن‪ ،‬وكيف «أهملت» أم��ر مالحقتهم‬


‫تورطت في جميع املشاريع املشبوة حلمد‬ ‫‪‎‬اخلطوط القطرية ّ‬

‫«خط اجلرذان» خطة املخابرات األمريكية‬ ‫والبريطانية بتمويل قطري وتسهيل تركي‬ ‫لنقل األسلحة من ليبيا إلى سوريا‬ ‫«خط اجلرذان» قناة خلفية ّأسستها إدارة أوباما سنة‬ ‫‪ 2012‬للتسلل إلى سوريا بالتعاون مع قطر وتركيا لتهريب‬ ‫األسلحة والذخائر من ليبيا‬

‫وردع �ه��م ع��ن االس �ت �م��رار بتمويل داع ��ش وخ��ورس��ان وال�ن�ص��رة‬ ‫والقاعدة في العراق وسوريا حالياً‪.‬‬ ‫«يفسر هذا التقرير ملاذا ال ميكننا اعتبار أن اإلخفاق القطري (في‬ ‫ّ‬ ‫وقف متويل اإلرهاب) يعود إلى نقص في املواد القانونية أو إلى‬ ‫معارضة مجتمعية‪ ،‬ولكن يجب فهمه على أنه إهمال متع ّمد من‬ ‫السلطات القطرية»‪ ،‬حيث يذكر ويينبرغ في امللخّ ص‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى أبحاثه اخلاصة‪ ،‬اعتمد التقرير على الوثائق التي‬ ‫نشرتها وزارة اخلزانة األمريكية قبل أشهر‪ ،‬التي كشفت عن تو ّرط‬ ‫‪ 20‬شخصاً قطرياً في متويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫مفصلة عن كل اسم‬ ‫حملة‬ ‫ويشرح التقرير أن وزارة اخلزانة تورد‬ ‫ّ‬ ‫وضعته احلكومة األمريكية على الالئحة السوداء وتبينّ أسباب‬ ‫فرضها عقوبات مالية عليه وجتميد ممتلكاته بنا ًء على معلومات‬ ‫استخباراتية دقيقة‪.‬‬ ‫ومن بني ه��ؤالء األشخاص التي يفنّدها التقرير‪ :‬عبد الرحمن‬ ‫النعيمي‬ ‫حيث ح ّول ماليني الدوالرات‪ ،‬خالل أكثر من عشر سنوات‪ ،‬إلى‬ ‫مجموعات تابعة لـ»القاعدة» في العراق‪ ،‬سوريا‪ ،‬اليمن والصومال‪.‬‬ ‫وم ّول «عصبة األنصار» في لبنان املرتبطة بـ»القاعدة» واملوضوعة‬ ‫على الالئحة ال�س��وداء منذ ع��ام ‪ ..2001‬وأعطى مبلغ مليوني‬ ‫دوالر شهرياً لـ»القاعدة في العراق»‪.‬‬


‫‪30‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون ليبية‬

‫وفي الفترة األخيرة أرس��ل مبلغ ‪ 600‬ألف دوالر إلى أبو خالد‬ ‫السوري مبعوث أمين الظواهري في سوريا‪ ،‬وكان ينوي إرسال ‪50‬‬ ‫ألفاً أخرى‪ ،‬كذلك أعطى في وقت سابق ‪ 250‬ألف دوالر لقادة‬ ‫حركة «الشباب» الصومالية‪.‬‬ ‫وتتهمه وزارة اخلزانة األمريكية بتمويل تنظيم «القاعدة» منذ عام‬ ‫‪ 2003‬على األق ّل‪ ..‬وفي ديسمبر عام ‪ُ 2013‬وضع على الالئحة‬ ‫السوداء من قبل واشنطن بتهمة متويل اإلرهاب ودعمه‪ ،‬تبعها عام‬ ‫‪ 2014‬كل من األمم املتحدة واالحتاد األوروبي وبريطانيا وتركيا‪.‬‬ ‫وب�ع��د أي��ام م��ن تصنيفه م��ن قبل واشنطن ش��ارك النعيمي في‬ ‫محاضرة في الدوحة من تنظيم «املركز العربي لألبحاث ودراسة‬ ‫السياسات» املق ّرب من النظام و»تباهى بأنه لن يج ّرم قانونياً‪،‬‬ ‫مؤكداً أن السلطات القطرية ستقف إلى جانبه»‪.‬‬ ‫وفي أكتوبر ‪ 2014‬أعلنت وزارة اخلزانة األمريكية أن النعيمي هو‬ ‫حالياً أحد «س ّكان قطر الذين لم يؤخذ أي إجراء بحقهم مبوجب‬ ‫القانون القطري»‪ .‬باختصار‪ ،‬النعيمي «لديه عالقات عديدة مع‬ ‫النخبة احلاكمة في اإلمارة»‪ ،‬وفي حملة سريعة عن حياة النعيمي‪،‬‬ ‫يشير التقرير إلى أنه أوقف لثالث سنوات في سجون النظام عام‬ ‫‪ 1998‬بسبب تسميته زوجة األمير في معرض انتقاده لدور النساء‬ ‫في املجتمع‪ .‬بعد أن أعفي عنه‪ ،‬تلقّى ترقية من جامعة قطر ثم‬ ‫ُع�ّي�نّ رئيساً لـ»املركز العربي لألبحاث ودراس��ة السياسات» في‬ ‫الدوحة‪ .‬ويرأس املركز حالياً عزمي بشارة الذي أعطي اجلنسية‬ ‫القطرية‪ ،‬ويضيف التقرير‪« :‬وقد استقبل النعيمي وبشارة قادة من‬ ‫حماس مثل خالد مشعل في مناسبات ع ّدة للتح ّدث في املركز»‪.‬‬ ‫كما ش��ارك النعيمي ع��ام ‪ 2004‬بتأسيس مجموعة «الكرامة»‬ ‫احلقوقية في جنيف بسويسرا‪ ،‬وبقي في مجلس إدارتها حتى عام‬ ‫‪ ،2013‬كما شارك في حمالت ومنظمات عديدة خيرية ورياضية‬ ‫«تظهر عالقاته بالنخبة احلاكمة في قطر»‪.‬‬ ‫خالد الشيخ محمد‬ ‫احلرس القدمي للقاعدة‪ :‬في هذه الفقرة يعود التقرير إلى تسعينيات‬ ‫القرن املاضي واملعلومات الواردة في تقرير «اللجنة الوطنية حول‬ ‫هجمات ‪11‬سبتمبر»‪ ،‬ليشير إلى دور بعض املؤسسات القطرية‬ ‫مثل «اجلمعية القطرية اخليرية» في متويل قاعدة أسامة بن الدن‬ ‫منذ بدايات التسعينيات‪ .‬كذلك يستند التقرير إلى معلومات وزارة‬ ‫الدفاع األمريكية واللجنة‬ ‫الوطنية؛ ليسلّط الضوء‬ ‫ع �ل��ى دور األم� �ي ��ر ع�ب��د‬ ‫ال �ل��ه ب��ن خ��ال��د ب��ن حمد‬ ‫آل ثاني ف��ي إي ��واء ودع��م‬ ‫وح� �م ��اي ��ة خ ��ال ��د ال �ش �ي��خ‬ ‫محمد «أح ��د املهندسني‬ ‫األساسيني لهجمات ‪11‬‬ ‫سبتمبر»‪ ،‬و»ال�ض��ال��ع في‬ ‫متويل اجلهاد في البوسنة‬ ‫وف ��ي إرس� ��ال أم� ��وال من‬ ‫األراض��ي القطرية لتستخدم في التفجير األول ملركز التجارة‬ ‫العاملي عام ‪.»1993‬‬ ‫عمل الشيخ محمد لفترة كموظف في وزارة الطاقة واملياه القطرية‬ ‫في التسعينيات‪ ،‬وحسب التقرير‪ ،‬طالبت السلطات األمريكية‬ ‫مراراً من وزارة اخلارجية القطرية بتوقيفه‪ ،‬وعندما حصلت على‬ ‫اإلذن بذلك بعد مماطلة من قبل الدوحة‪ ،‬كان املتهم قد غادر‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫ويذكر ينبرغ في تقريره أن هناك شخصيات من العائلة املالكة‪،‬‬

‫‪‎‬متيم على خطى ابيه‬

‫ينص اتفاق «خط اجلرذان» على أن يتم‬ ‫بتمويل تركي وقطري ودعم من الـ‪CIA‬‬ ‫واالستخبارات البريطانية اخلارجية ‪MI6‬‬ ‫احلصول على أسلحة ليبية ونقلها إلى سوريا‬

‫هددت بيروت بطرد ‪ 30‬ألف ًا من مواطنيها ما لم تطلق سراح عضو‬ ‫الدوحة ّ‬ ‫بالعائلة املالكة متورط في متويل اإلرهاب هو عبد العزيز بن خليفة العطية‬ ‫ابن عم وزير خارجية قطر املدان في قضية متويل اإلرهاب الدولي والذي‬ ‫تلقى حكم ًا غيابي ًا بالسجن لسبع سنوات‬ ‫إضافة إلى عبد الله بن خالد «يؤيدون القاعدة ويو ّفرون مالجئ‬ ‫آمنة لبعض قادتها»‪ .‬علماً بأن عبد الله بن خالد شغل منصب‬ ‫وزير الداخلية منذ عام ‪ 2001‬حتى ‪ ..2013‬التقرير يذكر أيضاً‬ ‫معلومات من وزارة الدفاع األمريكية تتحدث عن زيارة أسامة بن‬ ‫الدن للدوحة عام ‪ ،1996‬حيث مكث في منزل أحد أعضاء العائلة‬ ‫احلاكمة‪ ،‬وزيارتني لألمير عبد الله بن خالد في قطر بني عامي‬


‫‪‎‬ماذا يريد حمد من ليبيا؟‬

‫الدوحة استضافت املكتب السياسي حلركة‬ ‫طالبان لرغبة اإلدارة األمريكية في تقليص‬ ‫الدور الباكستاني في القضية بعد عدة‬ ‫عمليات ابتزاز مالية‬

‫على اتصال باألخوين املاري وكان كلّفهما مبهمات محددة‬ ‫مرتبطة باإلعداد لهجمات ‪ 11‬سبتمبر‪ .‬لكن عام ‪2008‬‬ ‫أخرجت واشنطن جار الله من معتقل غوانتنامو وسلّمته إلى‬ ‫قطر‪ ،‬واشترطت «أال يغادر البالد‪ ،‬وأن يت ّم إبالغها في حال‬ ‫حاول اخلروج»‪ .‬لكنه أوقف في بريطانيا عام ‪ 2009‬خالل‬ ‫زيارته الثانية لها بعد تسليمه‪ ..‬التقرير يشير إلى أنه رغم تع ّهد‬ ‫السلطات القطرية مجدداً بأن «تبقي املاري حتت مراقبتها»‪،‬‬ ‫يبدو أن «حساباً يعود إليه على موقع تويتر اسمه «مديد أهل‬ ‫الشام» يطلق حمالت تب ّرعات مالية مدعومة من جبهة النصرة‬ ‫حلساب القاعدة»‪.‬‬ ‫كواري وخوار‬ ‫ك�� �م� ��ا ي � �ظ � �ه� ��ر اس� �م���ا‬ ‫املواطنني القطريني سالم‬ ‫ح�س��ن ك� ��واري وع�ب��دال�ل��ه‬ ‫غ ��امن خ���وار ع�ل��ى إح��دى‬ ‫أهم لوائح شبكات متويل‬ ‫ال � �ق� ��اع� ��دة ف� ��ي ال� �ش ��رق‬ ‫األوس� ��ط وج �ن��وب آس�ي��ا‪،‬‬ ‫ال� �ت ��ي أص ��درت� �ه ��ا وزارة‬ ‫اخل��زان��ة األم��ري�ك�ي��ة ع��ام‬ ‫‪ ،2011‬واصفة الشبكة بـ»األنبوب األساسي ألموال القاعدة»‪.‬‬ ‫كواري وخوار عمال على ّ‬ ‫خط نقل األموال ‪ -‬املق ّدرة مبئات آالف‬ ‫ال���دوالرات ‪ -‬م��ن قطر إل��ى مسئولي القاعدة ف��ي إي ��ران‪ .‬وتلك‬ ‫األموال كانت تنتقل بعدها إلى القاعدة في أفغانستان وباكستان‬ ‫وال �ع��راق‪ .‬القطريان أسهما أي�ض�اً ف��ي تسهيل دخ��ول ع��دد من‬ ‫املتطرفني للقتال في أفغانستان‪ ،‬حسب التقرير‪.‬‬ ‫في عامي ‪ 2009‬و‪ 2011‬أعلنت السلطات القطرية اعتقال ك ّل‬ ‫أسسها‬ ‫من كواري وخوار‪ ،‬وفي امل ّرتني قامت منظمة الكرامة (التي ّ‬

‫هل تنتظر الدول العربية تأكيدات أخرى بضلوع قطر في متويل اإلرهاب الذي‬ ‫يهدد املنطقة؟ أم أنه حان الوقت التخاذ موقف محدد جتاه األنظمة الراعية‬ ‫لإلرهاب أواملمولة والداعمة له؟ هل يدرك العرب ضرورة املوقف احلاسم دومنا‬ ‫مواربة أو التفاف؟‬ ‫‪ 1996‬و‪.2000‬‬ ‫األخوان املاري‬ ‫علي وجار الله صالح املاري‪ ،‬أوقفتهما السلطات األمريكية‬ ‫بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2001‬بتهمة االنتماء إلى القاعدة‪،‬‬ ‫ينقل التقرير عن وثائق قضائية أن خالد الشيخ محمد كان‬


‫‪32‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون ليبية‬

‫عبد الرحمن النعيمي) بالضغط من خالل األمم املتحدة لإلفراج‬ ‫عنهما‪ ،‬و ّ‬ ‫مت ذلك‪ .‬ويشير التقرير إلى أن ك��واري عمل في وزارة‬ ‫الداخلية القطرية‪ ،‬وأن خوار ما زال ميلك أوراقاً ثبوتية قطرية‬ ‫وجواز سفر صاحلاً‪.‬‬ ‫خليفة السبيعي‬ ‫صنّف خليفة محمد تركي السبيعي كأحد «أرفع‬ ‫في عام ‪ُ 2007‬‬ ‫موظفي الدولة القطرية»‪ ،‬إذ كان يعمل في املصرف املركزي‪ .‬لكن‬ ‫في بداية عام ‪ ،2008‬يذكر التقرير أن السبيعي حاكمته السلطات‬ ‫البحرينية غياب ًّيا بتهمة «متويل اإلره��اب واالنتماء إلى منظمة‬ ‫إرهابية واخلضوع لتدريب إرهابي وتسهيل خضوع اآلخرين ملثل‬ ‫هذا التدريب»‪.‬‬ ‫وبعد أشهر على حكم البحرين‪ ،‬يذكر وينبرغ أن وزارة اخلزانة‬ ‫األمريكية اتهمت السبيعي ب�ـ»ت�ق��دمي دع��م مالي خلالد الشيخ‬ ‫محمد ‪ -‬أحد مهندسي هجمات ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،2001‬كما تصفه‬ ‫واشنطن‪ ،‬وإلى قادة القاعدة في باكستان‪ ،‬وبنقل اإلرهابيني الذين‬ ‫ّ‬ ‫مت جتنيدهم إلى مركز تدريب القاعدة في باكستان‪ .‬كذلك عمل‬ ‫كصلة وصل دبلوماسية بني القاعدة وأط��راف أخرى في الشرق‬ ‫األوسط»‪.‬‬ ‫ولكن التقرير يلفت إلى أنه بعد إدانة البحرين له‪ ،‬أوقفته السلطات‬ ‫القطرية في شهر مارس‪ ،‬ثم ما لبثت أن أفرجت عنه في سبتمبر‬ ‫من العام نفسه حتى بعد توجيه واشنطن اتهاماتها له‪.‬‬ ‫بعدها وضعته األمم املتحدة بدورها على الئحة القاعدة السوداء‪.‬‬ ‫ورغم تع ّهد السلطات القطرية بـ»إبقائه حتت السيطرة»‪ّ ،‬‬ ‫مت عام‬ ‫‪ 2014‬القبض على شخصني أردنيني يحمالن الهوية القطرية‬ ‫وقالت واشنطن إنهما عمال مع السبيعي عام ‪ 2012‬وقاما بنقل‬ ‫مئات آالف الدوالرات إلى القاعدة في باكستان‪.‬‬ ‫التقرير ينقل عن السلطات القطرية بأن السبيعي ال يزال يحتفظ‬ ‫بهويته القطرية وبجواز سفر صالح‪ .‬أما وزارة اخلزانة األمريكية‬ ‫فلفتت في تقريرها األخير إلى أن السبيعي ما زال يع ّد «من س ّكان‬ ‫قطر الذين لم يؤخذ بحقهم أي إجراء مبوجب القانون القطري»‪.‬‬ ‫وكانت صحيفة ذي ديلي تلغراف كشفت قبل شهرين عن وثائق‬ ‫أم��ري�ك�ي��ة رس�م�ي��ة ت��ؤك��د أن أش ��رف ع�ب��د ال �س�لام‪ ،‬ال ��ذي يقاتل‬ ‫في سوريا منذ بداية العام املاضي‪« ،‬ساعد السبيعي في نقل‬ ‫مئات اآلالف من ال��دوالرات إلى القاعدة في باكستان»‪ .‬وتعتبره‬ ‫االستخبارات األمريكية «الداعم املالي لتنظيم القاعدة في العراق‬ ‫وجبهة النصرة في سوريا»‪.‬‬ ‫كذلك كشفت ال��وث��ائ��ق‪ ،‬حسب ذي ديلي تليغراف‪ ،‬ع��ن صالت‬ ‫السبيعي بعبد امللك محمد يوسف عثمان عبد السالم املعروف‬ ‫بـ» ُعمر القطري»‪ ،‬ال��ذي أرس��ل‪ ،‬بحسب املسئولني األمريكيني‪-‬‬ ‫«عشرات اآلالف من ال��دوالرات» إلى زعيم جماعة خورسان في‬ ‫سوريا محسن الفضلي‪ .‬وتشير تلك الوثائق إلى أن «عمر القطري‬ ‫ونسق مع السبيعي لنقل‬ ‫جمع التبرعات للقاعدة عبر اإلنترنت‪ّ ،‬‬ ‫عشرات آالف الدوالرات للقاعدة وزعمائها»‪.‬‬ ‫وتشمل الشبكة التي يتواصل معها السبيعي‪ ،‬القطري إبراهيم‬ ‫عيسى حجي محمد البكر‪ ،‬ال��ذي أُض�ي��ف إل��ى قائمة اإلره��اب‬ ‫األمريكية منذ أشهر‪ .‬ووص��ف البكر في عام ‪ 2006‬بـ»الالعب‬ ‫ّ‬ ‫تخطط لهجمات على القواعد‬ ‫األساسي في خلية إرهابية كانت‬ ‫العسكرية األمريكية في قطر»‪ .‬وسبق له أن ُسجن في قطر في‬ ‫بداية عام ‪ 2000‬بتهمة «متويل اإلرهاب»‪ ،‬لكن «أُفرج عنه الحقاً‬ ‫بعدما وعد بعدم تنفيذ أي نشاط إرهابي في قطر»‪ .‬لكن وفقاً‬ ‫للوثائق األمريكية‪ ،‬فقد «حت ّول إلى مم ّول أساسي للقاعدة وطالبان‪،‬‬ ‫ويعمل كصلة وصل بني مم ّولي القاعدة في اخلليج وأفغانستان»‪.‬‬ ‫وفي ‪ 2‬أكتوبر ‪ 2014‬أثير تقرير لنيويورك تاميز كشف ضلوع‬

‫ذك��رت صحيفة صنداي تليغراف إن قطر هي الراعي الرئيسي‬ ‫جلماعات التطرف اإلسالمية في الشرق األوسط‪ ،‬وكشف اثنان‬ ‫من كبار مراسليها‪ ،‬ديفيد بلير وريتشارد سبنسر‪ ،‬عن عالقة‬ ‫وطيدة بني الدوحة واجلماعات اإلسالمية املتطرفة التي تسيطر‬ ‫على العاصمة الليبية طرابلس‪ ،‬منذ أغسطس املاضي‪ ،‬وأجبروا‬ ‫املسئولني احلكوميني على الفرار‪ ،‬وهذه هي نفسها اجلماعة التي‬ ‫أعلنت والءها لتنظيم داعش فيما سمته «والية طرابلس» التي‬ ‫قتلت مؤخرا املصريني الـ‪ 21‬نحرا‪ ،‬وه��م أيضا حلفاء جلماعة‬ ‫أنصار الشريعة‪ ،‬اجلهادية الوحشية التي يشتبه في وقوفها وراء‬ ‫مقتل السفير األمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز‪ ،‬ومحاولة‬ ‫مقتل نظيره البريطاني السير دومينيك أسكويث‪.‬‬ ‫وهناك مسئولون غربيون تتبعوا إرس��ال قطر طائرات محملة‬ ‫باألسلحة ل��ـ»ف��ج��ر ليبيا»‪ ،‬وت��وض��ح الصحيفة أن تلك ال��دول��ة‬ ‫اخلليجية ال��ص��غ��ي��رة‪ ،‬ال��ت��ي تتظاهر باملعالم اللندنية أرسلت‬ ‫ط���ائ���رات ش��ح��ن محملة ب��األس��ل��ح��ة ل��ت��ح��ال��ف اإلس�لام��ي�ين في‬ ‫بنغازي‪ ،‬مشيرة إلى أن مسئولني غربيني تتبعوا رحالت األسلحة‬ ‫القطرية التي تهبط على مدينة مصراتة‪ ،‬على بعد ‪ 100‬ميل‬ ‫من شرق طرابلس‪ ،‬حيث توجد معاقل امليليشيات اإلسالمية‪.‬‬ ‫وحسب مسئول غربي رفيع‪ ،‬فإنه حتى بعد سقوط العاصمة‬ ‫وتالشي سلطة احلكومة‪ ،‬ال تزال ترسل قطر أسلحة إلى مطار‬ ‫مصراتة‪.‬‬

‫قطر تو ّرطت في دعم جميع التنظيمات اإلرهابية‬ ‫اجلهادية في الشرق األوسط وإفريقيا‬ ‫قطر في دعم بعض التنظيمات املتشددة التي تعمل في سوريا‬ ‫عن طريق بعض األشخاص واجلمعيات اخليرية التي تقوم بجمع‬ ‫التبرعات وتوجيهها جلماعات بعينها‪ ،‬على رأسها جماعة جبهة‬ ‫النصرة في سوريا‪ ،‬كما كشف مساعد وزير اخلارجية التونسية‬ ‫أن عديدًا من اجلمعيات القطرية ضالع في متويل اإلرهاب في‬ ‫ت��ون��س‪ ،‬على خلفية القبض على ‪ 11‬ع�ض� ًوا تونسيا ينشطون‬ ‫بإحدى اجلمعيات بتهمة غسل األم��وال ومتويل اإلره��اب‪ ،‬وتلك‬ ‫االتهامات في احلقيقة ليست جديدة على نظام جمع التبرعات‬ ‫واجلمعيات اخليرية القطرية‪ ،‬ففي عام ‪ 2012‬وجهت جريدة‬ ‫«فورين بوليسي» اتهاما جلمعية «قطر اخليرية» بدعمها جهاديني‬ ‫من تنظيم القاعدة في دولة مالي‪ ،‬وهؤالء اجلهاديون لم يكونوا‬ ‫مسلحني تسليحا جيدًا فقط‪ ،‬بل كانوا ممولني بشكل جيد أيضا‪.‬‬ ‫تلك االتهامات املباشرة للمنظمات واجلمعيات القطرية في متويل‬ ‫اإلرهاب دفعت األمير متيم‪ ،‬أمير قطر‪ ،‬إلى إصدار قانون حمل‬ ‫الرقم ‪ 15‬لعام ‪ ،2014‬يتعلق بـ»تنظيم األعمال اخليرية»‪ ،‬ويحظر‬ ‫جمع التبرعات إال بتصريح من مجلس إدارة هيئة تنظيم األعمال‬ ‫اخليرية التابعة للحكومة‪ ،‬مع عقوبة تصل إلى احلبس ‪ 3‬سنوات‬ ‫والغرامة ‪ 100‬ألف ريال للمخالفة‪ ،‬مع التلويح بحل اجلمعية في‬ ‫حالة االشتغال بالسياسة‪ ..‬أو مخالفة القانون‪ ،‬وحسب القانون‬ ‫تلتزم اجلهات اخلاضعة لرقابة الهيئة بتقدمي جميع ما يلزم من‬ ‫معلومات أو مستندات أو بيانات ملعاونة هيئة تنظيم األعمال‬ ‫اخليرية في حتقيق أغراضها الرقابية‪ ،‬كما يحظر على اجلمعيات‬ ‫استخدام اسم الدولة قطر في اسمها أو أنشطتها‪.‬‬ ‫وتثار الشكوك حول قطر في الفترة األخيرة؛ نظ ًرا إلى عالقتها‬


‫‪‎‬خفايا االتفاق األمريكي البريطاني حول الدول العربية بدأت تتكشف‬

‫ال�ق��وي��ة م��ع ع��دي��د م��ن احل��رك��ات اإلره��اب �ي��ة ف��ي منطقة الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬على رأسها جماعة اإلخوان املسلمني في مصر وحركة‬ ‫حماس في فلسطني‪ ،‬وامليليشيات اإلسالمية في ليبيا‪ ،‬في محاولة‬ ‫منها لكسب ُو ّد تيار اإلسالم السياسي الذي تصاعد بشكل كبير‬ ‫في املنطقة خالل السنوات األربع املاضية‪.‬‬ ‫وال تقع قطر في دائرة الشك فقط كونها الدولة التي تتمتع بنفوذ‬ ‫اقتصادي واس��ع‪ ،‬خصوصا في مجال الطاقة النفطية‪ ،‬ومن ثم‬ ‫متتلك مصادر متويلية كبيرة‪ ،‬ولكن البيئة التنظيمية واملؤسسية‬ ‫ف��ي ال��دول��ة ق��د لعبت دو ًرا كبي ًرا ف��ي إث ��ارة تلك ال�ش�ك��وك‪ ،‬من‬ ‫خالل التساهل بشكل كبير في الرقابة على اجلمعيات اخليرية‬ ‫واملنظمات واألش�خ��اص الذين يقومون بجمع التبرعات املادية‬ ‫وإرسالها خارج البالد‪.‬‬ ‫فعلى سبيل املثال هناك انتقاد دائم داخل قطر للعمل اخليرى‬ ‫بأنه يهتم باخلارج وال يهتم مبتطلبات الداخل القطري‪ ،‬وال يتم‬ ‫استغالل أموال املتبرعني في استثمارات ومشاريع خيرية‪ ،‬وتنفق‬ ‫اجلمعيات القطرية سنويا ما يقرب من ‪ 90%‬من أموال التبرعات‬ ‫على املشاريع اخلارجية‪ ،‬ويقدر البعض إجمالي التبرعات عام‬ ‫‪ 2012‬سجل م��ا ي�ق��رب م��ن ‪ 1.5‬مليار دوالر‪ ،‬وذه�ب��ت ألعمال‬ ‫اإلغاثة في ‪ 108‬دول‪ ،‬كان أبرزها اليمن وسوريا وليبيا ومالي‪،‬‬ ‫وهي نفس الدول التي تعاني من اإلرهاب اآلن‪.‬‬ ‫تقارير أوروبية‬ ‫سيمور هيرش الصحفي األم��ري�ك��ي يكشف دور قطر وتركيا‬ ‫في نقل أسلحة القذافي إلى املتطرفني في سوريا؛ حيث كشف‬ ‫في أبريل املاضي عن وثائق أمريكية تفصح عن امل��دى الكامل‬ ‫لتعاون الواليات املتحدة مع تركيا وقطر في مساعدة املتمردين‬ ‫اإلسالميني في سوريا‪ ،‬وقال هيرش في مقال مبجلة لندن ريفيو‬ ‫أوف بوكس‪ :‬إن إدارة أوباما أسست ما تسميه وكالة االستخبارات‬ ‫املركزية بـ»خط اجلرذان‪ ،‬وهي قناة خلفية للتسلل إلى سوريا‪ ،‬ومت‬ ‫تأسيس هذه القناة بالتعاون مع قطر وتركيا في ‪ 2012‬لتهريب‬ ‫األسلحة والذخائر من ليبيا عبر جنوب تركيا ومنها إلى احلدود‬ ‫السورية؛ حيث تتسلمها املعارضة‪.‬‬ ‫ويقول الصحفي األمريكي‪ :‬إن املستفيد الرئيسي من هذه األسلحة‬ ‫كان اإلرهابيون‪ ،‬الذين ينتمي بعضهم مباشرة لتنظيم القاعدة‪ ،‬وهو‬ ‫أيضا ما يؤكد العالقة الوطيدة بني الدوحة واجلماعات املتطرفة‬

‫في ليبيا التي سيطرت على مخازن األسلحة عقب سقوط نظام‬ ‫القذافي‪.‬‬ ‫وي��وض��ح أن��ه وف�ق��ا لوثيقة س��ري��ة مرفقة م��ع التقرير األمريكي‬ ‫االستخباراتي‪ ،‬فإن اتفاقا سريا عقده أوباما وأردوغ��ان‪ ،‬أوائل‬ ‫‪ ،2012‬ي�خ��ص م��ا ي��وص��ف ب �ـ»خ��ط اجل � ��رذان»‪ ،‬وي �ن��ص االت �ف��اق‬ ‫على أنه بتمويل تركي وقطري ودعم من الـ‪ CIA‬واالستخبارات‬ ‫البريطانية اخلارجية ‪ ،MI6‬يتم احلصول على أسلحة خاصة‬ ‫بترسانة ال�ق��ذاف��ي‪ ،‬بواسطة قطر‪ ،‬ونقلها إل��ى س��وري��ا‪ ،‬ويشير‬ ‫الصحفي األم��ري�ك��ي إل��ى أن ه��ذا يكمن وراء األس �ب��اب اخلفية‬ ‫لتراجع الرئيس األمريكي باراك أوباما عن شن ضربة عسكرية‬ ‫على س��وري��ا‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2013‬م��ؤك��دا ت��ورط تركيا ف��ي الهجوم‬ ‫الكيميائي على مدينة الغوطة في أغسطس‪.‬‬ ‫قطر راعي جماعات التطرف في ليبيا‬ ‫صحيفة الصنداي تليغراف كانت أكثر حتديدا فيما يتعلق بالدور‬ ‫القطري في ليبيا‪ ،‬وقالت صراحة‪ :‬إن قطر هي الراعي الرئيسي‬ ‫جلماعات التطرف اإلسالمية في الشرق األوسط‪ ،‬وكشف اثنان‬ ‫من كبار مراسليها‪ ،‬ديفيد بلير وريتشارد سبنسر‪ ،‬عن عالقة‬ ‫وطيدة بني الدوحة واجلماعات اإلسالمية املتطرفة التي تسيطر‬ ‫على العاصمة الليبية طرابلس‪ ،‬منذ أغسطس املاضي‪ ،‬وأجبروا‬ ‫املسئولني احلكوميني على الفرار‪ ،‬وهذه هي نفسها اجلماعة التي‬ ‫أعلنت والءه��ا لتنظيم داعش فيما سمته «والي��ة طرابلس» التي‬ ‫قتلت مؤخرا املصريني الـ‪ 21‬نحرا‪ ،‬وهم أيضا حلفاء جلماعة‬ ‫أنصار الشريعة‪ ،‬اجلهادية الوحشية التي يشتبه في وقوفها وراء‬ ‫مقتل السفير األمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز‪ ،‬ومحاولة‬ ‫مقتل نظيره البريطاني السير دومينيك أسكويث‪.‬‬ ‫وهناك مسئولون غربيون تتبعوا إرس��ال قطر طائرات محملة‬ ‫ب��األس�ل�ح��ة ل�ـ»ف�ج��ر ل�ي�ب�ي��ا»‪ ،‬وت��وض��ح الصحيفة أن ت�ل��ك ال��دول��ة‬ ‫اخلليجية الصغيرة‪ ،‬التي تتظاهر باملعالم اللندنية أرسلت طائرات‬ ‫شحن محملة باألسلحة لتحالف اإلسالميني في بنغازي‪ ،‬مشيرة‬ ‫إلى أن مسئولني غربيني تتبعوا رح�لات األسلحة القطرية التي‬ ‫تهبط على مدينة مصراتة‪ ،‬على بعد ‪ 100‬ميل من شرق طرابلس‪،‬‬ ‫حيث توجد معاقل امليليشيات اإلسالمية‪.‬‬ ‫وحسب مسئول غربي رف�ي��ع‪ ،‬فإنه حتى بعد سقوط العاصمة‬ ‫وتالشي سلطة احلكومة‪ ،‬ال تزال ترسل قطر أسلحة إلى مطار‬


‫‪34‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون ليبية‬

‫مصراتة‪ ،‬وتقول الصحيفة البريطانية‪ :‬إن قطر تشتري العقارات‬ ‫في لندن‪ ،‬بينما تعمل ضد املصالح البريطانية في ليبيا وتسلح‬ ‫أصدقاء اإلرهابيني الذين حاولوا قتل السفراء الغربيني‪ ،‬فتلك‬ ‫البلد التي متتلك ج��زءا من هايد ب��ارك‪ ،‬أغلى مبنى سكنى في‬ ‫ل�ن��دن‪ ،‬وش ��ارد‪ ،‬أعلى مبنى ف��ي املدينة‪ ،‬تعمل م��ع أول�ئ��ك الذين‬ ‫يدمرون املجتمع الغربي في سعادة‪.‬‬ ‫وتتابع أن حقيقة أن قطر الراعي الرئيسي لإلسالميني الذين‬ ‫ينشرون العنف في املنطقة‪ ،‬حيث حماس في غ��زة واحلركات‬ ‫املتطرفة املسلحة في سوريا‪ ،‬وغيرها من أنحاء املنطقة‪ ،‬أمر‬ ‫واضح للخبراء والدبلوماسيني الغربيني‪ ،‬إذ إن دعم قطر للتطرف‬ ‫تسبب في غضب بني جيرانها الذين اضطروا إلى سحب سفرائهم‬ ‫من الدوحة مارس املاضي‪.‬‬ ‫وتعمد قطر إلى إرسال األسلحة واألموال للمتمردين اإلسالميني‬ ‫في سوريا‪ ،‬وال سيما جلماعة أحرار الشام أو «اجليش السوري‬ ‫احل��ر»‪ ،‬وبالرغم من أن وزي��ر اخلارجية القطري خالد العطية‬ ‫أشاد‪ ،‬األسبوع املاضي‪ ،‬بأحرار الشام قائال‪ :‬إنها جماعة سورية‬ ‫خالصة‪ ،‬فإن صحيفة «تليغراف» تؤكد أنها من حولت انتفاضة‬ ‫سوريا ضد األسد إلى انتفاضة إسالمية‪ ،‬حيث حاربت جنبا إلى‬ ‫جنب مع جبهة النصرة‪ ،‬التابعة لتنظيم القاعدة‪ ،‬خالل املعركة‬ ‫في حلب‪ ،‬كما أنها متهمة بارتكاب ما ال يقل عن مذبحة طائفية‬ ‫ضد الشيعة‪ ،‬وبدال من أن تقاتل ضد داعش‪ ،‬فإن أحرار الشام‬ ‫ساعدت اجلهاديني في السيطرة على مدينة الرقة‪ ،‬التي تعتبر‬ ‫حاليا عاصمة لدولة اخلالفة‪ ،‬التي أعلنها تنظيم داعش‪.‬‬ ‫تليغراف تكشف احلقيقة‬ ‫وف��ى نوفمبر امل��اض��ي كشف مسئول أمريكي معني بالعقوبات‬ ‫اخلاصة باإلرهاب‪ ،‬عن أن اثنني من أكبر ممولي تنظيم القاعدة‬ ‫يتمتعون بحصانة قطر‪ ،‬على ال��رغ��م م��ن وض��ع أسمائهم على‬ ‫القائمة السوداء العاملية لإلرهاب‪ ،‬وبحسب ديفيد كوهني‪ ،‬نائب‬ ‫وزارة اخلزانة األمريكية لشئون اإلره��اب واالستخبارات املالية‪،‬‬ ‫في لقاء صحفي عقب كلمة ألقاها في واشنطن‪ ،‬فإن القطريني‬ ‫خليفة محمد ترك السباعي‪ ،‬املوظف في البنك املركزي القطري‪،‬‬ ‫وعبدالرحمن بن عمر النعيمي‪ ،‬ال��ذي يعمل مستشارا للحكومة‬ ‫القطرية وعلى عالقة وثيقة ب��األس��رة احلاكمة‪ ،‬يتحركون في‬ ‫ال��دوح��ة بحرية كما يحلو ل�ه��م‪ .‬ويتهم ك��وه�ين قطر بالتراخي‬ ‫القضائي جتاه ممولي اإلره��اب‪ ،‬لكن حتى اآلن فإن مصير عدد‬ ‫من أولئك املدرجني ضمن قائمة اإلرهابيني العامليني لدى الواليات‬ ‫املتحدة غير معروف‪.‬‬ ‫وبحسب تقرير لصحيفة «تليغراف»‪ ،‬وج��ه مالكولم ريفيكيند‪،‬‬ ‫رئيس جلنة األمن واالستخبارات في البرملان البريطاني حتذيره‬ ‫لقطر بقوله‪« :‬على الدوحة اختيار أصدقائها أو تتحمل العواقب»‪.‬‬ ‫وأوض��ح البروفيسور أنتوني جليس‪ ،‬من مركز دراس ��ات األمن‬ ‫واالس�ت�خ�ب��ارات ف��ي جامعة بكنجهام‪« :‬إلي �ج��اد اإلره ��اب عليك‬ ‫تتبع األموال التي متوله‪ ،‬وحاليا يبدو أن قطر هي اجلهة املمولة‬ ‫لإلرهاب»‪.‬‬ ‫ذئب القاعدة‬ ‫الدوحة هددت بيروت بطرد ‪ 30‬ألفا من مواطنيها ما لم تطلق‬ ‫سراح عضو بالعائلة املالكة متورط في متويل اإلرهاب‪ ،‬وكشفت‬ ‫صحف بريطانية‪ ،‬في نوفمبر املاضي‪ ،‬عن أن عبد العزيز بن‬ ‫خليفة العطية‪ ،‬ابن عم وزير خارجية قطر‪ ،‬أدين في قضية متويل‬ ‫اإلرهاب الدولي‪ ،‬أمام محكمة لبنانية‪ ،‬إذ إن العطية‪ ،‬الذي تلقى‬ ‫حكما غيابيا بالسجن ‪ 7‬سنوات‪ ،‬يعتقد أنه على صلة بإرهابي‬

‫خط اجلرذان‬ ‫ذك��رت مجلة «لندن ريفيو أوف بوكس»‪ :‬إن إدارة أوباما أسست‬ ‫ما تسميه وكالة االستخبارات املركزية بـ»خط اجل��رذان»‪ ،‬وهي‬ ‫قناة خلفية للتسلل إلى سوريا‪ ،‬ومت تأسيس هذه القناة بالتعاون‬ ‫مع قطر وتركيا في ‪ 2012‬لتهريب األسلحة والذخائر من ليبيا‬ ‫عبر جنوب تركيا ومنها إل��ى احل��دود السورية؛ حيث تتسلمها‬ ‫املعارضة‪.‬‬ ‫ويقول الصحفي األمريكي سيمور هيرش‪ :‬إن املستفيد الرئيسي‬ ‫من هذه األسلحة كان اإلرهابيون‪ ،‬الذين ينتمي بعضهم مباشرة‬ ‫لتنظيم ال��ق��اع��دة‪ ،‬وه��و أي��ض��ا م��ا ي��ؤك��د ال��ع�لاق��ة ال��وط��ي��دة بني‬ ‫الدوحة واجلماعات املتطرفة في ليبيا التي سيطرت على مخازن‬ ‫األسلحة عقب سقوط نظام القذافي‪.‬‬ ‫وي��وض��ح أن��ه وفقا لوثيقة سرية مرفقة م��ع التقرير األمريكي‬ ‫االستخباراتي‪ ،‬فإن اتفاقا سري ًا عقده أوباما وأردوغ���ان‪ ،‬أوائل‬ ‫‪ ،2012‬يخص ما يوصف بـ»خط اجلرذان»‪ ،‬وينص االتفاق على‬ ‫أن��ه بتمويل ت��رك��ي وق��ط��ري ودع���م م��ن الـ‪ CIA‬واالس��ت��خ��ب��ارات‬ ‫البريطانية اخلارجية ‪ ،MI6‬يتم احلصول على أسلحة خاصة‬ ‫بترسانة ال��ق��ذاف��ي‪ ،‬بواسطة قطر‪ ،‬ونقلها إل��ى س��وري��ا‪ ،‬ويشير‬ ‫الصحفي األم��ري��ك��ي إل��ى أن ه��ذا يكمن وراء األس��ب��اب اخلفية‬ ‫لتراجع الرئيس األمريكي باراك أوباما عن شن ضربة عسكرية‬ ‫على س��وري��ا‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2013‬م��ؤك��دا ت��ورط تركيا ف��ي الهجوم‬ ‫الكيميائي على مدينة الغوطة في أغسطس‪.‬‬

‫يدعى «ذئب القاعدة»‪ ،‬وقد مت اعتقال العطية في لبنان‪ ،‬على إثر‬ ‫معلومات من املخابرات البريطانية واألمريكية‪ ،‬لكن مت السماح‬ ‫له مبغادرة البالد قبل احملاكمة‪ ،‬وذلك إثر ضغوط من قطر على‬ ‫احلكومة اللبنانية‪ ،‬ويدير العطية حملة «مهد أهل الشام»‪ ،‬جلمع‬ ‫التبرعات لتسليح اجلهاديني في سوريا‪.‬‬ ‫وفي أغسطس ‪ 2013‬وجهت «جبهة النصرة» القطريني للتبرع‬ ‫إليها عبر احلملة‪ ،‬وقبلها في ‪ ،2012‬مت اعتقال العطية في لبنان‪،‬‬ ‫بتهمة إرس��ال أم��وال خلاليا القاعدة في سوريا‪ ،‬إذ إنه بحسب‬ ‫وسائل إع�لام لبنانية‪ ،‬ف��إن عبد العزيز العطية التقى في مايو‬ ‫‪ 2012‬بعمر القطري «ذئب القاعدة» وشادي املولوي‪ ،‬حيث نقل‬ ‫لهما آالف ال��دوالرات‪ .‬وأقر القطري أمام سلطات التحقيق بأنه‬ ‫سافر إلى لبنان للقاء العطية‪ ،‬الذي دخل البالد ألسباب طبية‪،‬‬ ‫وأنه حصل على ‪ 20‬ألف دوالر منه لنقلها للجهاديني في سوريا‪،‬‬ ‫وبحسب وزارة اخلزانة األمريكية‪ ،‬فإنه مت إلقاء القبض على «ذئب‬ ‫القاعدة» في مطار بيروت‪ ،‬خالل العودة‪ ،‬بحوزته آالف الدوالرت‪،‬‬ ‫وال يزال محتجزا لدى السلطات اللبنانية‪.‬‬ ‫وبينما تتسع اس�ت�ث�م��ارات قطر ف��ي بريطانيا‪ ،‬ف��إن اخلارجية‬ ‫البريطانية تشعر بالقلق حيال مصاحلها‪ ،‬وقد تزايدت الدعوات‬ ‫داخل بريطانيا للقيام باملزيد من الضغط على الدوحة لشن حملة‬ ‫على ممولي اإلرهاب‪ ،‬في أعقاب مقتل اثنني من موظفي اإلغاثة‬ ‫البريطانية على يد تنظيم داعش في سوريا‪ ،‬وقال ستيفن باركلة‪،‬‬ ‫النائب ع��ن ح��زب احملافظني امل�ش��ارك ف��ي االئ�ت�لاف احلكومي‬ ‫في اململكة املتحدة‪« :‬إذا ركز الدبلوماسيون على الفوز بالعقود‬ ‫التجارية‪ ،‬فسيكون هناك خطر وسيكونون مترددين حيال طرح‬ ‫األسئلة القوية بشأن متويل اجلماعات املتطرفة»‪.‬‬ ‫من دفع فدية كيرتس؟‬ ‫كما يعتقد بعض أعضاء الكوجنرس األمريكي أن قطر دفعت‬ ‫الفدية املطلوبة إلطالق سراح املصور الصحفي األمريكي «بيتر‬


‫‪‎‬داعش في رؤية الكاريكاتير الغربي‬

‫كيرتس»‪ ،‬أغسطس املاضي‪ ،‬الذي أمضى قرابة السنتني مختط ًفا‬ ‫من قبل جبهة النصرة في سوريا‪ ،‬فعدم وج��ود جهة تزعم دفع‬ ‫الفدية املطلوبة‪ ،‬جعل جهات باملجتمع الدولي تتكهن بقيام قطر‬ ‫بالدور بسبب سجلها في متويل اجلماعات اإلرهابية وحترير من‬ ‫يتعرض لالختطاف‪.‬‬ ‫الفدية التي ت�ت��راوح بني ‪ 3‬إل��ى ‪ 25‬مليون دوالر‪ ،‬اعتقد بعض‬ ‫أعضاء الكونغرس أن قطر هي التي دفعتها بسبب الصالت التي‬ ‫جتمعها باجلماعات اإلسالمية املتطرفة ف��ي س��وري��ا وال�ع��راق‪،‬‬ ‫كما أن عائلة «ك��ورت�ي��س»‪ ،‬واحلكومة األمريكية‪ ،‬نفيا دف��ع أي‬ ‫فدية جلبهة النصرة‪ ،‬فيما أظهر املسئولون في قطر الكثير من‬ ‫االهتمام بالقضية دون أن يصرحا بدفعهما الفدية من أجل إطالق‬ ‫سراحه‪ .‬وقال سكرتير الصحافة للبيت األبيض «جوش إيرنست»‪،‬‬ ‫وقتها‪ :‬إن قطر أكدت لعائلة املصور الصحفي أنها لم تدفع الفدية‬ ‫ناصحا الصحف‬ ‫املطلوبة‪ ،‬ناف ًيا معرفته بأي تفاصيل إضافية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بالتوجه بأسئلتها إلى اجلانب القطري ملعرفة إذا كان لديها دور‬ ‫في إطالق سراح «كورتيس»‪.‬‬ ‫لكن خبير الشئون اخلليجية «ديفيد فينبيرج»‪ ،‬ف��ي مؤسسة‬ ‫ال��دف��اع ع��ن الدميقراطيات األم��ري�ك�ي��ة‪ ،‬أك��د أن جبهة النصرة‬ ‫لم تطلق س��راح «كورتيس» بال أي مقابل‪ ،‬مشي ًرا إلى دور قطر‬ ‫خالل العامني املاضيني في اإلفراج عن األسرى الواقعني بأيدي‬ ‫احلركات املتطرفة في سوريا‪ ،‬وكان «فينبيرغ» قد أدلى بشهادته‬ ‫كخبير في جلسات الكوجنرس التي تتهم قطر بتمويل جماعات‬ ‫إرهابية‪ ،‬وترجح صحف عاملية دفع قطر‪ ،‬ما يقرب من ‪ 33‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬خالل العامني املاضيني لإلفراج عن أسرى من جنسيات‬ ‫مختلفة‪ ،‬تضم النمسا وفنلندا وسويسرا و‪ 13‬راهبة‪ ،‬وقعوا جمي ًعا‬ ‫أسرى في أيدي اجلماعات املرتبطة بتنظيم القاعدة اإلرهابي‪،‬‬

‫ويشير مراقبون‪ ،‬إلى أن قطر تقوم بهذا الدور حال ًيا؛ نظ ًرا لتعقد‬ ‫العالقات بينها وبني الواليات املتحدة األمريكية؛ بسبب تصاعد‬ ‫االتهامات داخل مؤسسات الثانية لتمويل قطر جماعات إرهابية‬ ‫متطرفة‪.‬‬ ‫قطر وطالبان قصة طويلة‬ ‫تأكدت اليوم ‪ 19‬فبراير ‪ ،2015‬ان ممثلني من حركة طالبان‬ ‫األفغانية سيلتقون مسؤولني أمريكيني في قطر إلجراء مباحثات‬ ‫سالم قد تضع حدا لنزاع دموي مستمر منذ أكثر من ‪ 13‬عاما‪.‬‬ ‫وك��ان الرئيس األفغاني اجل��دي��د ق��د وع��د بجعل املباحثات مع‬ ‫طالبان أولوية بالنسبة إليه‪ ،‬وتعتبر طالبان أن رحيل كرزاي مهد‬ ‫إلجراء هذه املباحثات‪.‬‬ ‫وقد ظهر مرة أخرى احلديث عن عالقة قطر وحكامها بحركة‬ ‫طالبان األفغانية‪ ،‬والتي تعتبر أحد أهم العقبات أمام استقرار‬ ‫أفغانستان‪ ،‬ولها دور رئيسي في احتواء وحماية تنظيم القاعدة‬ ‫اإلرهابي خالل العقود املاضية‪.‬‬ ‫وذلك عقب استضافة سجون الدوحة معتقلني ينتمون إلى حركة‬ ‫طالبان‪ ،‬أشارت تقارير إلى أنهم عادوا إلى تصعيد األمور في البلد‬ ‫املنهك منذ مرحلة اجلهاد السوفيتي‪.‬‬ ‫معتقلو طالبان‬ ‫نفى وزير خارجية قطر خالد العطية‪ ،‬أي تقارير أفادت بأن أحد‬ ‫خمسة معتقلني قياديني في طالبان نقلوا من سجن جوانتانامو‬ ‫إلى قطر حاول االنغماس مرة أخرى في نشاط متشدد‪.‬‬ ‫وقال العطية‪« :‬هذا غير صحيح باملرة هم يقيمون وف ًقا لالتفاق‬ ‫ال��ذي وقعناه مع ال��والي��ات املتحدة»‪ .‬ونقل الرجال اخلمسة من‬


‫‪36‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫غوانتانامو في مايو املاضي في إطار مبادلة تضمنت إطالق سراح‬ ‫السارجنت األمريكي بوي بيرجدال‪ ،‬الذي غادر موقعه العسكري‬ ‫في أفغانستان في ‪ 2009‬وأسره متشددون‪.‬‬ ‫ومبقتضى اتفاق توصل إليه الرئيس األمريكي وأمير قطر من‬ ‫املفترض أن الرجال اخلمسة يخضعون ملراقبة وثيقة لضمان أال‬ ‫يعودوا إلى أنشطة متشددة‪.‬‬ ‫وذكرت محطة تلفزيون سي‪ .‬إن‪ .‬إن األسبوع املاضي‪ ،‬أن مسئولني‬ ‫أمريكيني باجليش واملخابرات يعتقدون أن أحد الرجال اخلمسة‬ ‫«تواصل» مع شركاء مشتبه بهم من طالبان في أفغانسان لتشجيع‬ ‫نشاط املتشددين‪.‬‬ ‫صداعا سياسيا للرئيس األمريكي‬ ‫وإذا تأكد ذلك فإنه قد ميثل‬ ‫ً‬ ‫ب��اراك أوباما الذي يريد إغالق سجن جوانتانامو وقام بتسريع‬ ‫وتيرة نقل املعتقلني الباقني فيه‪.‬‬ ‫لكن العطية ‪ -‬ال��ذي ك��ان يتحدث ف��ي منتدى ت��رع��اه مجلة ذي‬ ‫اتالنتيك ‪ -‬قال إنه ال يوجد ما يدعو للقلق‪ ،‬مضيفا أن أجهزة‬ ‫األمن األمريكية والقطرية «ستراقب وتلتقط أي شيء سيحدث‪...‬‬ ‫ميكنني أن أؤك ��د ل�ك��م أن��ه ال أح��د ق��ام مب�ح��اول��ة ل �ل �ع��ودة» إل��ى‬ ‫أفغانستان‪.‬‬ ‫وأكد العطية ‪ -‬الذي اجتمع أيضا مع وزير اخلارجية األمريكي‬ ‫ج��ون كيري ‪ -‬موقف قطر من أن االئتالف ال��ذي يقاتل تنظيم‬ ‫ال��دول��ة اإلسالمية «داع ��ش» ف��ي س��وري��ا يجب أن يوسع تركيزه‬ ‫ليشمل حكومة الرئيس السوري بشار األسد‪ ،‬مضيفا أن التركيز‬ ‫الضيق على الدولة اإلسالمية «شيء محزن»‪.‬‬ ‫املعتقلون اخلمسة‬ ‫ج��اء االف���راج ع��ن املعتقلني اخل�م�س��ة ف��ي س�ج��ن جوانتانامو‬ ‫في نهاية مايو ‪ ،2014‬عبر صفقة أمريكية مع حركة طالبان‬ ‫األفغانية بواسطة قطرية‪ ،‬مقابل إف��راج طالبان عن اجلندي‬ ‫األم��ري �ك��ي ال �س��ارج �ن��ت ب��و ب �ي��رغ��دال ال ��ذي ك��ان م�ح�ت�ج��زا في‬ ‫أفغانستان‪ ،‬واخلمسة املفرج عنهم هم‪:‬‬ ‫املال خير الله خير خواه‪ :‬وزير الداخلية في نظام طالبان‪ ،‬وهو‬ ‫يعتبر معتدال نسبيا‪ .‬كما أن��ه أح��د أب��رز مسئولي طالبان منذ‬ ‫تأسيسها في ‪ ،1994‬لذا فهو يعتبر واحدا من األكثر احتراما‬ ‫واألكثر نفوذا في احلركة‪ ،‬بحسب «شبكة محللي أفغانستان»‬ ‫ومقرها ك��اب��ول‪ ،‬واعتقلته السلطات الباكستانية ع��ام ‪2002‬‬ ‫وسلمته إلى الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫والثاني هو املال محمد فاضل آخوند‪ :‬وزي��ر الدفاع في نظام‬ ‫طالبان وأح��د أه��م قياداتها العسكرية‪ ،‬وق��د اشتهر خصوصا‬ ‫بإجنازاته في ميادين القتال قبل اعتقاله‪ .‬اعتقل في نوفمبر‬ ‫‪.2001‬‬ ‫والقيادي الثالث هو املال نور الله نوري‪ :‬كان مسئوال عن والية‬ ‫بلخ (شمال) في نظام طالبان‪ .‬وعلى غرار املال محمد فاضل‬ ‫آخ��ون��د‪ ،‬اع�ت�ق��ل ف��ي نوفمبر ‪ ،2001‬بحسب «ش�ب�ك��ة محللي‬ ‫أفغانستان»‪.‬‬ ‫والقيادي الرابع املال عبد احلق وثيق‪ :‬نائب مدير االستخبارات‬ ‫في نظام طالبان‪ ،‬هو أيضا أحد مؤسسي احلركة وقد اعتقل في‬ ‫نهاية ‪ ،2001‬بحسب «شبكة محللي أفغانستان»‪.‬‬ ‫والقيادي اخلامس‪ ،‬هو املال محمد نبي‪ :‬وهو األقل شهرة بني‬ ‫اخلمسة املفرج عنهم‪ ،‬وهو شخصية ليست من الصف األول في‬ ‫حركة التمرد‪ ،‬بحسب «شبكة محللي أفغانستان»‪ ،‬وتعتبر الشبكة‬ ‫أن إدراج طالبان السم «نبي» على هذه الالئحة قد يكون سببه‬ ‫عالقاته احملتملة بشبكة حقاني‪ ،‬وهي فرع من حركة طالبان‬ ‫يعتقد أنها هي التي اعتقلت السارجنت األمريكي واحتجزته‬

‫طيلة هذه السنوات‪.‬‬ ‫وقبل نحو أربع أعوام‪ ،‬انتقل من كابول إلى قطر أيضا املال عبد‬ ‫السالم ضعيف‪ ،‬السجني السابق في جوانتانامو وسفير طالبان‬ ‫لدى باكستان‪ ،‬وسافر ضعيف إلى هناك مبجرد إزالة اسمه من‬ ‫على قائمة العقوبات الدولية‪ ،‬مصطحبا عائلته‪.‬‬ ‫إشادة أمريكية‬ ‫وب��ات واضحا من خالل التصريحات األمريكية وقيادات طالبان‬ ‫الدور القطري في الصفقة والعالقات الوثيقة بني املخابرات القطرية‪،‬‬ ‫واجلماعات اإلسالمية «اإلرهابية‪ -‬اجلهادية» في عدد من البالد‬ ‫العربية واإلسالمية‪ ،‬وف��ي مقدمتها أفغانستان وحلكومة الدوحة‬ ‫عالقات قوية بهذه اجلماعات‪.‬‬ ‫وكان الرئيس األمريكي باراك أوباما‪ ،‬قد أعلن في ‪ 30‬مايو ‪،2013‬‬ ‫أن احلكومة القطرية أعطت الواليات املتحدة ضمانات أمنية بشأن‬ ‫خمسة معتقلني أفغان في معتقل جوانتانامو نقلوا إلى قطر‪ ،‬مقابل‬ ‫إفراج حركة طالبان عن جندي أمريكي معتقل منذ نحو ‪ 5‬سنوات‬ ‫في أفغانستان‪.‬‬ ‫وقال أوباما في خطاب ألقاه في حديقة الورود في البيت األبيض‪،‬‬ ‫وقد أحاط به والدا السارجنت املفرج عنه برغدال‪ ،‬بوب وجاني‪ :‬إن‬ ‫«احلكومة القطرية أعطتنا ضمانات بأنها ستتخذ إجراءات حلماية‬ ‫أمننا القومي»‪.‬‬ ‫وأكدت اإلدارة األمريكية في وقت سابق إمتام الصفقة املذكورة التي‬ ‫متت عبر محادثات غير مباشرة‪ ،‬وشهدت إط�لاق س��راح اجلندي‬ ‫األمريكي‪ ،‬مقابل نقل السجناء إلى قطر التي قامت بدور الوسيط‬ ‫في العملية‪.‬‬ ‫وقال الرئيس األمريكي في بيان له ‪ 31‬مايو املاضي‪ :‬إن «الشعب‬ ‫األمريكي مسرور اليوم‪ ،‬ألنه سيتمكن من استقبال السارجنت العائد‬ ‫برغدال بعد احتجازه لنحو خمسة أعوام» في أفغانستان بيد طالبان‪.‬‬ ‫وتابع أوباما‪« :‬أعرب عن امتناني الكبير ألمير قطر الشيخ متيم‬ ‫بن حمد آل ثاني‪ ،‬ألنه ساعد على توفير أمن عودة جندينا»‪ .‬كما‬ ‫شكر أيضا احلكومة األفغانية على مساعدتها في اإلف��راج عن‬ ‫اجلندي‪.‬‬


‫‪‎‬خفايا االتفاق‬

‫الدور القطري‬ ‫النفي القطري ح��ول ع��ودة ق�ي��ادي بحركة طالبان يوضح دور‬ ‫الدوحة الذي تلعبه في حتريك اجلماعات اإلرهابية حول العالم‪،‬‬ ‫من خالل قيادات هذه اجلماعات التي ال يخفى ملتابعني العالقات‬ ‫القوية بني الدوحة وهذه اجلماعات في مناطق الصراع‪.‬‬ ‫في النهاية‪ ،‬تصر حكومة قطر على أن استضافتها لقادة طالبان‬ ‫ينبع من رغبتها في املساعدة والترويج لنفسها كوسيط رئيس في‬ ‫هذا الصراع الذي طال أمده‪.‬‬ ‫وبحسب مسئول ف��ي وزارة اخلارجية التابعة حلكومة طالبان‬ ‫سابقا فإن قطر كانت حتافظ على عالقات «ودية» مع احلركة‪،‬‬ ‫وبعد إسقاط حكومة طالبان ‪ ،2001‬لم يجد قادتها مكانا يلوذون‬ ‫إليه‪.‬‬ ‫وقبل نحو أربعة أعوام‪ ،‬انتقل من العاصمة األفغانية كابول إلى قطر‬ ‫أيضا املال عبد السالم ضعيف‪ ،‬السجني السابق في جوانتانامو‬ ‫وسفير طالبان لدى باكستان‪ ،‬وسافر ضعيف إلى هناك مبجرد‬ ‫إزالة اسمه من على قائمة العقوبات الدولية‪ ،‬مصطحبا عائلته‪.‬‬ ‫واشتهرت قطر‪ ،‬تلك الدولة اخلليجية الثرية ذات األغلبية السنية‪-‬‬ ‫بتحقيق جناحات تفوق حجمها‪ .‬وفي هذا اإلطار أضحت اسما‬ ‫مألوفا بفضل إطالقها شبكة قنوات اجلزيرة التليفزيونية‪.‬‬ ‫وأسهم افتتاح مكتب طالبان لدى قطر في يونيه ‪ 2013‬في لعب‬ ‫الدوحة دو ًرا كبي ًرا في السياسية اخلاصة باجلماعات اإلسالمية‪،‬‬ ‫وقبيل فتح مكتب طالبان كان هناك العشرات من قياديي طالبان‬ ‫رفيعي املستوى قاموا بطلبات جلوء إلى قطر‪.‬‬ ‫وت��زاي��د بصورة تدريجية نشاط ع��دد ممثلي طالبان في قطر‪،‬‬ ‫وي��وج��د ف��ي قطر أكثر م��ن عشرين م��ن عناصر طالبان رفيعي‬ ‫املستوى نسبيا يعيشون برفقة عائالتهم‪.‬‬ ‫وم��ن أه��م أسباب اختيار ال��دوح��ة الستضافة املكتب السياسي‬ ‫حلركة طالبان رغبة حركة طالبان واإلدارة األمريكية م ًعا في‬ ‫تقليص الدور الباكستاني في القضية‪ ،‬فصانع القرار األمريكي‬

‫يشعر ب��أن باكستان تستغل ال �ظ��روف األمنية لتواجد ال�ق��وات‬ ‫األمريكية في أفغانستان في ابتزازها مال ًّيا بحجة التعاون في‬ ‫احل��رب على اإلره��اب‪ ،‬عن طريق استبقاء ورق��ة طالبان بيدها‬ ‫إليجاد مزيد من الضغط عليها للحصول على مزيد من املكاسب‪.‬‬ ‫ويقول رج��ل األع�م��ال األفغاني زدران دروي��ش ال��ذي يعيش في‬ ‫الدوحة «إنهم يعيشون في الدوحة في منازل مريحة يتولى دفع‬ ‫تكاليف اإلقامة فيها قطريون‪ ،‬وهم على وجه العموم شعب ودود»‪.‬‬ ‫املشهد اآلن‬ ‫يبدو أن الدور القطري الذي تلعبه في عالقتها باجلماعات‬ ‫اجل���ه���ادي���ة واإلره����اب����ي����ة ف����ي م��خ��ت��ل��ف ال�������دول ال��ع��رب��ي��ة‬ ‫واإلسالمية وخاصة مناطق الصراع‪ ،‬يأتي كورقة مصالح‬ ‫ونفوذ من قبل الدوحة والتي أثارت عالمات استفاهم حول‬ ‫دعمها جلماعات اإلره��اب��ي��ة واإلس�لام��ي��ة ف��ي ظ��ل احل��رب‬ ‫الدولية علي تنظيم الدولة اإلسالمية «داع��ش»‪ ،‬مع أنها‬ ‫تتمتع بعالقات قوية مع جماعات الصراع السياسي في‬ ‫سوريا‪ ،‬وهو ما يوضح أن قطر هي الشريك اخللفي في إدارة‬ ‫اجلماعات اإلرهابية مبا يضمن حتقيق املصالح الدولية‬ ‫للواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫فهل تنتظر ال��دول العربية تأكيدات أخ��رى بضلوع قطر‬ ‫في متويل اإلرهاب الذي يهدد املنطقة؟ أم أنه حان الوقت‬ ‫الت��خ��اذ موقف محدد جت��اه االنظمة الراعية ل�لإره��اب؟‬ ‫أوامل��م��ول��ة وال��داع��م��ة‪ ،‬اإلره����اب ب��ات بكل امل��ق��اي��س اخلطر‬ ‫األكبر‪ ،‬ليس على منطقتنا‪ ،‬بل على دول العالم كله‪ ،‬األمر‬ ‫ال���ذي يتطلب موقفا ح��اس��م�� ًا واض��ح�� ًا م��ن اجل��م��ي��ع‪ ،‬دومن��ا‬ ‫مواربة أو التفاف‪ ..‬فهل يدرك اجلميع ذلك؟‬ ‫(*) بوابة احلركات اإلسالمية‬


‫‪38‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون دولية‬

‫جدل في الواليات المتحدة حول عالقة داعش باإلسالم‬

‫األمريكيون يطلبون من أوباما‬ ‫المقدسة»!!‬ ‫االعتراف بـ«الحرب‬ ‫ّ‬ ‫إيشان ثارور‬

‫ما الذي يريده تنظيم داعش بالضبط؟‬ ‫لقد اقتطع املسلحون املتطرفون إقطاعية خاصة بهم في العراق وسوريا‪،‬‬ ‫الدولتني القوميتني املنهارتني م��ن ال��داخ��ل‪ .‬وزع�م��وا إق��ام��ة اخلالفة‬ ‫واستمالوا اآلالف من املقاتلني األجانب إلى صفوفهم‪ ،‬ثم ذبحوا أعدادا‬ ‫ال حصر لها من األبرياء‪ ،‬واسترقوا النساء وقطعوا رؤوس الرهائن‪ .‬ولكن‬ ‫ألية غاية فعلوا كل ذلك؟‬ ‫خالل هذا األسبوع‪ ،‬خرجت صحيفة «ذي آتالنتيك» بإجابة عن ذلك‬ ‫التساؤل في مقالة غالف من ‪ 10‬آالف كلمة كتبها غ��رامي وود‪ .‬ومن‬ ‫خالل مقابالت أجريت مع عدد من مناصري تنظيم داعش وغيرهم‬ ‫من املتعاطفني معه‪ ،‬أرسى وود دعائم قصته حيال «مل��اذا ينبغي علينا‬ ‫التعامل مع النظرة الدينية العاملية ملن يصفون أنفسهم بـ(اجلهاديني)‬ ‫مبنتهى اجلدية؟»‪.‬‬ ‫وود يقول صراحة‪« :‬احلقيقة أن تنظيم داع��ش تنظيم إسالمي‪ .‬بل‬ ‫إسالمي للغاية»‪ ،‬ويتابع مجادالً‪« :‬صحيح أن التنظيم استقطب جماعات‬ ‫العصابيني واملرضى النفسيني والباحثني‬ ‫عن املغامرات وجمهرة من الساخطني على‬ ‫األوضاع العامة في منطقة الشرق األوسط‬ ‫وأوروب��ا‪ ،‬كل هذا صحيح‪ ،‬لكن «اخلطاب‬ ‫الديني» الذي يستخدمه غالة دعاة التنظيم‬ ‫يستقي مصطلحاته وتعابيره من تفاسير‬ ‫متماسكة بل وعلمائية لإلسالم»‪.‬‬ ‫تستحق مقالة وود القراءة‪ ،‬إن لم يكن لشيء‬ ‫فلنشرها في األسبوع نفسه الذي عقد فيه‬ ‫البيت األبيض األميركي قمة حول «مكافحة‬ ‫التطرف العنيف»‪ .‬ولقد اختتم الرئيس باراك‬ ‫أوباما فعاليات تلك القمة بخطاب شدد من خالله على إميانه املعلن بأن‬ ‫«احلرب التي تخوضها الواليات املتحدة راهنا ليست ضد اإلسالم‪ ،‬بل ضد‬ ‫أناس أقدموا على حتريف اإلسالم»‪ .‬ولكن في أجواء واشنطن احملمومة‬ ‫هذه األيام‪ ،‬فإن هذه اللفتة اللفظية احلميدة تفاقم حالة االنقسام القائم‬ ‫على الريبة مع معارضني سياسيني غاضبني على إحجام اإلدارة احلالية‬ ‫عن الكشف بوضوح وحزم عن األسس الدينية الراسخة لإلرهابيني‪.‬‬ ‫من ه��ؤالء رودي جولياني‪ ،‬عمدة نيويورك السابق ‪ -‬وهو من «ميني»‬ ‫احل��زب اجلمهوري ‪ -‬ال��ذي علق قائال‪« :‬يجب أن تتمتع بالقدرة على‬ ‫انتقاد اإلسالم ذاته حيال األجزاء اخلاطئة من اإلسالم»‪ .‬وبيل أورايلي‬ ‫(املعلق واإلع�لام��ي اليميني املتشدد) ال��ذي ق��ال مهاجما‪« :‬لقد بدأت‬ ‫احلرب املقدسة بالفعل‪ ،‬ولكن بكل أسف‪ ،‬يبدو أن رئيس الواليات املتحدة‬ ‫سيكون آخر من يعترف بذلك»‪ .‬جولياني وأوراي�ل��ي يعبران عن الشق‬

‫الفج من اجلدل‪ ،‬ويظهر من حتمسهما لتسجيل النقاط السياسية أنهما‬ ‫يتبنيان منطق نظرية «ص��دام احلضارات» ذاتها التي يفضلها ويسعى‬ ‫إلى تزكيتها منظرو تنظيم داعش‪ ،‬الذين ال يريدون هدية أفضل من أن‬ ‫يتاح لهم االصطفاف في مواجهة «الغرب الصليبي»‪ .‬غير أن مقالة وود‬ ‫املستفيضة‪ ،‬التي أثارت سيال أطول وأغزر من ردود الفعل عليها‪ ،‬تقدم‬ ‫قراءة أكثر إحاطة وعمقا للواقع‪.‬‬ ‫مبنتهى البساطة‪ ،‬يستكشف وود «مثابرة داعش وهوسه اجل��دي»‪ ،‬أي‬ ‫درجة أو منسوب اإلمي��ان الصادق والقاطع عند أتباعه بحتمية اليوم‬ ‫اآلخ��ر املتجذرة في أص��ول العقيدة اإلسالمية والتي ينتظر املؤمنون‬ ‫حتققها على األرض‪.‬‬ ‫إن املذابح اجلماعية التي يرتكبها التنظيم عمدا ليست إال جزءا من‬ ‫محاولته الدؤوبة للعودة بالعالم إلى حلظة البداية‪ ،‬قبل قيام «احلدود‬ ‫الوطنية» حني ال يحكم إال بأحكام تنظيم داعش وحدها‪ .‬إنهم‪ ،‬عمليا‪،‬‬ ‫يريدون جر الغرب إلى معركة تستحضر رؤى «نهاية العالم» املسيحانية‬ ‫القدمية‪ .‬ويقول وود في مقالته‪« :‬يستطيع‬ ‫املسلمون نبذ تنظيم داع ��ش‪ ،‬وس��واده��م‬ ‫األع��ظ��م ي�ف�ع��ل ذل ��ك ح��ق��ا»‪ ،‬ف��ي س�ي��اق‬ ‫سعيه لتفسير املعدن الشخصي احلقيقي‬ ‫ل �ـ»ح �م��اس��ة» امل�ت�ط��رف�ين‪ ،‬لكنه يستدرك‬ ‫فيقول‪« :‬غير أن التظاهر بأن التنظيم ليس‬ ‫دينيا‪ ،‬وال يتعلق بأحالم األلفية السعيدة‪،‬‬ ‫ويتصل بعقيدة ال بد من فهمها واستيعابها‬ ‫لكي يتسنى مقاومتها‪ ،‬دفع الواليات املتحدة‬ ‫إلى التقليل من شأنها»‪ .‬مقالة وود غنية‬ ‫وعميقة‪ ،‬وهي ال تطالب بشن حرب على‬ ‫اإلسالم‪ ،‬بيد أنها‪ ،‬كما يرى اليوم كثيرون من النقاد‪ ،‬تعتبر أن إفراطها‬ ‫بالتركيز على «النسخة الداعشية» من اإلسالم يحجب عددا من احلقائق‬ ‫املهمة األخرى حول اإلسالم و»اجلهاد» واجلماعات التي ت ّدعي االنتساب‬ ‫إليه‪ .‬أحد هؤالء النقاد شادي حامد‪ ،‬الباحث لدى معهد بروكينغز في‬ ‫واشنطن‪ ،‬الذي قال ضمن سلسلة من التعليقات اجلديرة بالتمعن والتأمل‬ ‫إن املقالة أخذت الدوافع الدينية لـ»داعش» بجدية «مبالغ فيها» مقابل‬ ‫جتاهلها أو حتديها الطرق الكثيرة التي تناسى بها منظرو التنظيم أو‬ ‫حتدوا تقاليد الفكر اإلسالمي عبر تاريخه‪ .‬وهذا ما أكد عليه أيضا روس‬ ‫دوثات من صحيفة «نيويورك تاميز»‪.‬‬ ‫ولكن عودة إلى وود‪ ،‬إنه ال يرفض بصورة مقنعة الشكوك بأن هؤالء من‬ ‫يصفون أنفسهم بـ»اجلهاديني» كائنات في العصر احلديث‪ ،‬وهذا على‬ ‫الرغم من غل ّو القرون الوسطى املتأجج في قلوبهم‪ .‬وأبعد من وضع‬


‫التنظيم نفسه خارج تراكم قرون من الفقه اإلسالمي‪ ،‬فإنه برز وسط‬ ‫مجموعة من الظروف التاريخية نشأت أو تبلورت خالل القرن العشرين‪،‬‬ ‫كما عبأ صفوف مقاتليه ونشر دعوته عبر شبكات تواصل من القرن‬ ‫احلادي والعشرين‪.‬‬ ‫في املقابل‪ ،‬يرى آخرون أن وود تقبل من دون تردد النظرة العاملية ألتباع‬ ‫«داعش»‪ .‬من هؤالء هارون مغول الذي كتب في مجلة «صالون» قائال‪:‬‬ ‫«على الرغم من أن خطاب (داع��ش) الدعوي يحوي جملة مقتطفات‬ ‫ومقتطعات من الدين اإلسالمي‪ ،‬فإن عالقته باإلسالم ليست أكثر من‬ ‫عالقة فرانكشتاين باإلنسانية‪ ،‬أو الغيالن املوتى باألحياء من البشر»‪ .‬أما‬ ‫مرتضى حسني‪ ،‬في «إنترسبت»‪ ،‬فقد اتهم وود باختزال أعمال مجموعة‬ ‫كبيرة من علماء الدين اإلسالمي في مقالته الواقعة في ‪ 10‬آالف كلمة‬ ‫لتبرير حتيزه ألطروحته‪.‬‬ ‫ثم هناك س��ؤال كبير محل اعتبار ه��و‪ :‬هل هناك أي أهمية حقا ملا‬ ‫تعتقده حفنة من القتلة املجرمني؟ ولقد عقد بعضهم املقارنة بني الهوس‬ ‫بآيديولوجيات «داع��ش» مقابل مناقشات في حقب زمنية أخرى تدور‬ ‫حول «عرقية» أو «ماركسية» جماعات ثائرة أو متمردة‪ .‬ففي هذا اإلطار‬ ‫أدلى فريد زكريا‪ ،‬في صحيفة «واشنطن بوست» بدلوه قائال‪« :‬يذكرني‬ ‫مقال وود ببعض اللهاث الطويل إبان حقبة احلرب الباردة‪ ،‬ملعرفة ما إذا‬ ‫كان الشيوعيون آمنوا فعال وحقا بالشيوعية‪ .‬وبطبيعة احلال يؤمن كثير‬ ‫من قادة داعش باألساس الفكري للتنظيم‪ ،‬غير أن السؤال احلقيقي هو‪:‬‬ ‫ملاذا برزت هذه اآليديولوجية في هذا التوقيت حتديدا؟ وملاذا حتمل ذلك‬ ‫القدر من اجلاذبية ملجموعة ما – في واقع األمر‪ ،‬هي مجموعة صغيرة‬ ‫جدا – من املسلمني الذكور؟»‪.‬‬ ‫اإلجابة على األسئلة املطروحة لن جندها‪ ،‬في الواقع‪ ،‬ضمن التأمالت‬ ‫التي تطرحها مقالة وود حول رغبة املوت املسيحانية لدى «اجلهاديني»‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬مثير لالهتمام التفكر في عقليتهم الواهمة‪ ،‬ولكن األهم من ذلك رمبا‬ ‫تقدير احلجم احلقيقي لتحديات احلاضر‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫< األنظمة السلطوية العربية التي أنتجت «التطرف اإلسالمي»‪.‬‬ ‫< ك��وارث السياسات اخلارجية الغربية والتي في ج��زء منها منحت‬ ‫جرعات من الغذاء احليوي للمتطرفني‪.‬‬ ‫< العوائق الكثيرة التي ما زالت تعترض سبل التنمية واإلصالح السياسي‬ ‫في منطقة الشرق األوسط‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬ميكننا فعليا أن نشغل أنفسنا باجلزء «اإلسالمي» من تنظيم داعش‪،‬‬ ‫غير أن قضايا «ال��دول��ة» لدى ذلك التنظيم هي التي ستحدد مصيره‬ ‫احملتوم في نهاية املطاف‪.‬‬ ‫‪.....................................................................................................‬‬

‫*‬

‫خدمة «واشنطن بوست» خاص بالشرق األوسط‪.‬‬

‫يحرقون الرجال ويغتصبون النساء‬ ‫ويبيعون األطفال‬ ‫ذك��ر تقرير للجنة ح��ق��وق الطفل التابعة ل�لأمم امل��ت��ح��دة عن‬ ‫االن��ت��ه��اك��ات امل���روع���ة ال��ت��ي يرتكبها تنظيم ال���دول���ة «داع����ش»‬ ‫صلبا أو‬ ‫اإلرهابي في العراق‪ ،‬حيث يبيع أطفاال ويقتل آخرين ً‬ ‫ً‬ ‫حرقا‪.‬‬ ‫ونددت اللجنة في تقريرها «بالقتل املمنهج لألطفال من أقليات‬ ‫دينية وعرقية على يد تنظيم ال��دول��ة‪ ،‬مبا في ذل��ك ع��دد من‬ ‫حاالت القتل اجلماعي لصبية»‪.‬‬ ‫وأشارت اللجنة إلى تقارير «عن قطع رؤوس وصلب أطفال وحرق‬ ‫أطفال أح��ي��اء»‪ ،‬مؤكدة أن داع��ش ارتكب «أعمال عنف جنسي‬ ‫جنسيا»‪.‬‬ ‫بشكل ممنهج» مبا في ذلك «خطف أطفال واستغاللهم‬ ‫ً‬ ‫وقتل تنظيم داعش الذي يسيطر على أجزاء واسعة من العراق‬ ‫وس��وري��ا منذ الصيف املاضي اآلالف‪ ،‬وأرغ��م مئات اآلالف على‬ ‫الفرار من منازلهم‪ ،‬وقام بسبي النساء وعرضهن للبيع في سوق‬ ‫ضهن‬ ‫وعر ّ‬ ‫النخاسة‪ ،‬وحول غير املسلمات منهم إلى ج ٍ‬ ‫��وار وإم��اء ّ‬ ‫لالغتصاب واالنتهاك اجلسدي‪.‬‬


‫‪40‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون دولية‬

‫يمول‬ ‫من ّ‬ ‫اقتصاديات‬ ‫اإلرهاب؟‬ ‫تسويق النفط وتجارة‬ ‫المخدرات والسطو‬ ‫والسرقة وفدية‬ ‫الخطف أهم مصادر‬ ‫تمويل التنظيمات‬ ‫اإلرهابية‬


‫أقر مجلس األمن الدولي األسبوع املاضي تدابير‬ ‫استهدفت مصادر متويل داعش وجبهة النصرة‪،‬‬ ‫محاوال بذلك قطع الشريان احليوي الذي يغذي‬ ‫نشاط املنظمات اإلرهابي‪ ،‬مبا أن بقاء أي منظمة‬ ‫إرهابية كداعش أو القاعدة من بني غيرها‪ ،‬هو‬ ‫رهن بهياكل مالية فاعلة‪.‬‬

‫منى علمي *‬ ‫فقد أوردت صحيفة يو إس إي ت��وداي (‪ )USA Today‬إدان��ة ‪6‬‬ ‫أشخاص من أصل بوسني من منطقة سانت لويس بتهمة حتويل‬ ‫األموال إلى مقاتلي داعش في الشرق األوسط مستخدمني خدمة‬ ‫«ويسترن يونيون» «وباي بال» إلرسال األموال وأيضا البريد األميركي‬ ‫إلرس��ال العتاد العسكري إلى داع��ش‪ ،‬من خالل وسطاء في تركيا‬ ‫والبوسنة والسعودية‪ ،‬وفق الصحيفة‪.‬‬ ‫في سياق مماثل ذكرت وكالة األنباء اآلشورية في أوائل شهر فبراير‬ ‫أن داعش افتتح سوقا خاصة لبيع املمتلكات التي نهبها من املنازل‬ ‫والكنائس اآلشورية في املوصل‪.‬‬ ‫وأطلق على السوق تسمية «غنائم النصارى» حيث جرى بيع أجهزة‬ ‫التلفزيون والثالجات وأف ��ران امليكروويف واألج �ه��زة اإللكترونية‬ ‫األخرى‪ ،‬وكذلك األثاث واألعمال الفنية‪ ،‬وتراوحت األسعار ما بني‬ ‫‪ 50‬ألفا إلى ‪ 75‬ألف دينار عراقي‪.‬‬ ‫وفي الفترة نفسها تقريبا كتبت الصحيفة اإلسبانية ‪ El Pais‬أن‬ ‫إسبانيا باتت مركزاً رئيسياً لتمويل اإلرهابيني اجلهاديني في سوريا‬ ‫والعراق «من خالل شبكة واسعة تتألف من ‪ 250‬مركزا لالتصاالت‬ ‫الهاتفية ومحالت اجلزارة ومحالت البقالة‪ ،‬حيث يتم حتويل األموال‬ ‫عبر قنوات غير رسمية يصعب تعقبها‪ ،‬وفقا لوكاالت االستخبارات‬ ‫اإلسبانية»‪.‬‬ ‫وأش��ارت الصحيفة إلى أن هذه الشبكة تلجأ إلى ما يسمى نظام‬ ‫«احلوالة»‪ ،‬الذي يحدده اإلنتربول بأنه عميلة نقل األموال من دون‬ ‫حتريك لألموال‪ ،‬بهدف متويل جماعات إرهابية مثل داعش والنصرة‪.‬‬ ‫من ناحية أخ��رى‪ ،‬اتهم موقع ‪ Tracking Terrorism‬جماعة‬ ‫بوكو ح��رام اإلرهابية في نيجريا بالتواطؤ مع عصابات اجلرمية‬ ‫املنظمة لتهريب املخدرات واخلطف والسطو على املصارف وعمليات‬ ‫االحتيال اإللكترونية‪ ،‬فضال عن عمليات السرقة‪ .‬ووفقا ملركز‬ ‫مكافحة اإلره ��اب ‪ ،Combating terrorism center‬باتت‬


‫‪42‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫شؤون دولية‬

‫اجلزء األكبر من إيرادات داعش هو من بيع النفط حيث نشر هذا التنظيم‬ ‫‪ 20‬مصفاة متحركة جنوب غربي مدينة كركوك‬ ‫سوف يجني تنظيم داعش هذه السنة بني ‪ 100‬و‪ 200‬مليون دوالر على‬ ‫األقل من عمليات تسويق النفط‬ ‫داعش افتتح سوقا خاصة لبيع املمتلكات التي نهبها من املنازل والكنائس‬ ‫اآلشورية في املوصل وأطلق على السوق تسمية «غنائم النصارى»‬ ‫بوكو حرام حصلت على القسم األكبر من أموالها من جماعات محلية‬ ‫مصادر التمويل الرئيسية للمجموعة‪ ،‬وآخرها اختطاف ‪ 276‬طالبة‬ ‫قريبة منها شاركتها وقتها‪ ،‬هدفها األساسي هو فرض الشريعة‬ ‫من مدرسة في نيجيريا في أبريل ‪.2014‬‬ ‫اإلسالمية والتخلص من الهيمنة الغربية في نيجيريا‪ ،‬إال أنه مع‬ ‫الواضح أن متويل اإلرهاب شهد تطوراً الفتاً مع مرور الوقت‪ ،‬بحيث‬ ‫مرور الوقت وجدت املنظمة مصادر دخل أخرى؛ ففي شهر أبريل‬ ‫جند بعض املنظمات اإلرهابية اليوم تسعى إلى أن تستقل عن اجلهات‬ ‫‪ 2013‬حصلت املنظمة على ما يوازي ‪ 3.15‬مليون دوالر أميركي من‬ ‫املانحة‪ .‬وق��د يكون تنظيم القاعدة خير مثال على ه��ذا التطور‪،‬‬ ‫مفاوضني فرنسيني وكمبوديني عقب حترير ‪ 7‬رهائن فرنسيني كانوا‬ ‫فبحسب دراسة ملؤسسة راند لألبحاث من عام ‪ ،2004‬اعتمد تنظيم‬ ‫قد اختطفوا في الكاميرون‪.‬‬ ‫القاعدة في البداية على مؤسسه أسامة بن الدن الذي استعمل ثروته‬ ‫إال أن داع��ش يتميز ع��ن غيره ف��ي إدارة إره��اب��ه‪« ..‬فعلى نقيض‬ ‫اخلاصة وتبرعات من أفراد أثرياء‪ ،‬وبعد أن أصبح احلصول على‬ ‫التنظيمات األخ��رى التي تعتمد على الدعم ال��ذي تتلقاه من دولة‬ ‫هذه التبرعات أكثر خطورة خالل التسعينات‪ ،‬زادت أهمية الشركات‬ ‫أو كيان خارجي‪ ،‬جلأ التنظيم إلى متويل عملياته بارتكاب جرائم‬ ‫واجلمعيات اخليرية التي استعملت كواجهة للتغطية‪ .‬الحقا‪ ،‬حني بدأ‬ ‫مختلفة‪ ،‬ب��دءا من االستيالء على النفط والسطو على املصارف‬ ‫العديد من الدول واملؤسسات املالية مبطاردة احلسابات التي اشتبه‬ ‫وصوال إلى االبتزاز»‪ ،‬وفق كالرك؛ فالتنظيم «ورث» عشرات ماليني‬ ‫بتمويلها اإلره��اب عقب هجمات ‪ 11‬سبتمبر ‪ .2001‬باتت جتارة‬ ‫الدوالرات جراء النشاطات اإلرهابية التي ارتكبها حني كان ال يزال‬ ‫السلع والتهريب وجت��ارة املخدرات مصادر رئيسية إلنعاش البنية‬ ‫يعرف بـ»تنظيم القاعدة في ال�ع��راق»‪ ،‬حيث ك��ان بارعا لدرجة أن‬ ‫التحتية املالية لتنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫طلبت منه القيادات العليا في القاعدة‬ ‫يشير كولني كالرك الباحث من مؤسسة‬ ‫أن يحول األم��وال إلى تنظيم القاعدة‬ ‫ران��د ف��ي مقابلة م��ع صحيفة الشرق‬ ‫األس��اس��ي ف��ي ب��اك�س�ت��ان‪ ،‬ع��وض �اً عن‬ ‫األوسط إلى أن «مصادر متويل تنظيم‬ ‫أن يجري العكس‪ ،‬وف��ق ما أش��ار إليه‬ ‫القاعدة متعددة‪ ،‬بدءا من الهبات التي‬ ‫الباحث‪.‬‬ ‫يتلقاها من منظمات خيرية‪ ،‬وصوال‬ ‫يوجد في إسبانيا شبكة تتألف من ‪250‬‬ ‫ونقال عن مقالة نشرها موقع بلومبيرغ‬ ‫إلى اخلطف واملطالبة بالفدية وتهريب‬ ‫املخدرات والسرقات من بني غيرها من مركزا لالتصاالت الهاتفية ومحالت اجلزارة‬ ‫ف��ي ش�ه��ر ن��وف�م�ب��ر‪ ،‬أظ �ه��رت ال��دف��ات��ر‬ ‫احملاسبية التي مت االستيالء عليها من‬ ‫االنتهاكات»‪.‬‬ ‫تطورت األساليب التي يعتمدها ومحالت البقالة تقوم بتمويل اإلرهابيني‬ ‫داعش أن التنظيم يجني ما يكفي من‬ ‫وقد‬ ‫اجلهاديني في سوريا والعراق‬ ‫امل��ال لكي ينشئ منظمة مكتفية ذاتيا‬ ‫التنظيم جلمع األموال مع الوقت‪ ،‬بدءا‬ ‫في بعض احملافظات‪ ،‬كاألنبار مثال‪،‬‬ ‫من احلرب السوفياتية األفغانية التي‬ ‫جماعة بوكو حرام في نيجريا تتواطأ مع‬ ‫في العراق‪.‬‬ ‫امتدت من عام ‪ 1979‬إلى ‪ ،1989‬ومن‬ ‫وال �ق �س��م األك �ب��ر م��ن إي���رادات���ه م��رده‬ ‫ثم اضطراره إلى التأقلم مع كل‬ ‫صراع عصابات اجلرمية املنظمة لتهريب املخدرات‬ ‫بيع البضائع امل�س��روق��ة ك�م��واد البناء‬ ‫الحق شارك فيه‪ ،‬كالبوسنة والشيشان‬ ‫واخلطف والسطو على املصارف وعمليات‬ ‫واملولدات وغيرها‪ ،‬كما يعتمد التنظيم‬ ‫وطاجيكستان‪ ..‬إلخ‪ ،‬بحسب كالرك‪.‬‬ ‫على بعض اخلاليا احمللية التي تسيطر‬ ‫إرهابية‬ ‫طال هذا التطور مجموعات‬ ‫االحتيال اإللكترونية والسطو والسرقة‬ ‫على طرق ومسارات التهريب وتفرض‬ ‫أخ��رى‪ ،‬مثل جماعة بوكو ح��رام؛ فقد‬ ‫الضرائب في املناطق اخلاضعة لها‪،‬‬ ‫ن �ش��رت صحيفة ‪International‬‬ ‫أضف إلى ذلك القسم اخلاص بالغنائم‬ ‫‪ Business time‬أنه عندما تأسست‬


‫احملظور التعامل معهم ‪Specially Designated Nationals‬‬ ‫الذي يعنى ببيع املمتلكات التي يتم نهبها من «األع��داء»‪ ،‬وال سيما‬ ‫‪ and Blocked Persons‬تدبيرا فعاال آخ��ر‪ ،‬إذ تضمن هذه‬ ‫العراقيني الشيعة‪.‬‬ ‫التدابير جتميد أصول الفرد في حال مشاركته بأعمال إرهابية أو‬ ‫يضيف الباحث أمين التميمي من منتدى الشرق األوسط في لقاء‬ ‫تسهيله أعماال غير مشروعة لها عالقة بنشاطات إرهابية‪.‬‬ ‫مع صحيفة الشرق األوسط أن «تنظيم داعش يستند على اإليرادات‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬أقر مجلس األمن األسبوع املاضي تدابير تستهدف مصادر‬ ‫املتأتية من املناطق التي يسيطر عليها كجزء من خطته إلبراز نفسه‬ ‫متويل داعش في العراق والشام وجبهة النصرة‪ ،‬وأدان اجلهات التي‬ ‫كدولة فعلية‪ ،‬على غرار «العقارات» في املوصل التي مت االستيالء‬ ‫تعمد إلى شراء النفط من هذه املجموعات‪ ،‬وحظر التعامل بأي من‬ ‫عليها من املسيحيني والشيعة الذين هربوا من املدينة‪ ،‬أو من خالل‬ ‫التحف األثرية املنهوبة في كل من العراق وسوريا‪ ،‬داعيا الدول إلى‬ ‫فرض الغرامات على السكان لقاء خدمات التنظيف واالشتراكات‬ ‫الكف عن دفع الفديات‪ .‬وتأتي هذه القرارات لتعيد التأكيد على‬ ‫الهاتفية‪ ،‬واجتزاء قسم من معاشات املواطنني التي ال تزال احلكومة‬ ‫التزامات الدول األعضاء بـ»جتميد من دون تأخير» األموال وغيرها‬ ‫تسددها في مجاالت مثل التعليم»‪ ،‬علما بأن اجلزء األكبر من إيرادات‬ ‫من األصول املالية أو املوارد االقتصادية لألشخاص الذين يرتكبون أو‬ ‫«داعش» هو من بيع النفط الذي يبدو أنه ما زال مستمرا‪ ،‬حيث أورد‬ ‫يحاولون ارتكاب أعمال إرهابية‪.‬‬ ‫معهد دراسة احلرب ‪ Institute For The Study of War‬في‬ ‫إال أن األمر ال يتعلق بإصدار القوانني بقدر ما يرتبط بكيفية تطبيقها‬ ‫شهر فبراير أن داعش نشر ‪ 20‬مصفاة متحركة في «الزاب» الواقعة‬ ‫على األرض ووضعها حيز التنفيذ‪ .‬فحتى تاريخه على سبيل املثال‪،‬‬ ‫جنوب غربي مدينة كركوك‪ ،‬ليؤمن بذلك النفط إلى مشغلني محليني‬ ‫ال يدخل التطبيق اجلدي لهذه القرارات بعدد من البالد؛ فعلى سبيل‬ ‫بسعر ‪ 68‬ألف دينار عراقي‪.‬‬ ‫املثال «عادة ما تطالب قطر بإقرار هذه القوانني على الورق غير أنها‬ ‫وحسب تقديرات كالرك‪ ،‬سيجني تنظيم داعش هذه السنة بني ‪100‬‬ ‫نادرا ما تنفذها فعليا»‪ ،‬وفق كالرك‪.‬‬ ‫و‪ 200‬مليون دوالر على األقل‪ ،‬علما بأن إيراداته قد انخفضت بشكل‬ ‫«ورغم أن هذه القوانني قد تساعد في احلد من‬ ‫كبير منذ بدء ضربات التحالف اجلوية‪.‬‬ ‫متويل اإلره��اب‪ ،‬غير أن املشهد ال يزال معقدا»‪،‬‬ ‫وفي الوقت الذي حاولت فيه جبهة النصرة اعتماد‬ ‫فهذه التشريعات قد تنجح بوضع مزيد من الضغط‬ ‫بعض من ه��ذه امل�ب��ادئ في محافظة إدل��ب‪ ،‬وفق‬ ‫على دول اخلليج من ناحية اجلهات الواهبة‪ ،‬مما‬ ‫متيمي‪ ،‬ال تزال تستند بشكل كبير في مناطق‬ ‫أخرى بعض املنظمات اإلرهابية‬ ‫قد ينطبق على القاعدة في سوريا مثال‪ ،‬إال أنه‬ ‫في سوريا على الفديات من عمليات اخلطف وعلى‬ ‫بالنسبة إلى داع��ش؛ فمن الصعب أن تضع حدا‬ ‫أم��وال اجلهات الواهبة‪ ،‬وه��ي أساليب تعتمدها تسعى اليوم إلى أن تستقل‬ ‫ملصادر متويل التنظيم من دون أن تعمد بغداد‬ ‫غالبية اجلماعات املسلحة التي ال تطمح إلى بناء‬ ‫عن «اجلهات املانحة»‬ ‫على سبيل املثال إلى وقف دفع روات��ب املوظفني‬ ‫دولتها اخلاصة‪.‬‬ ‫العامني كاألساتذة في مناطق مثل املوصل؛ خطوة‬ ‫وب��ال�ع��ودة إل��ى التدابير التي اعتمدتها مجموعة‬ ‫العمال املالي (‪ ،)FATF‬فتهدف أساسا إلى وضع جبهة النصرة تعتمد بشكل من املستبعد أن تنفذها احلكومة العراقية خشية‬ ‫أن تفقد ما تبقى لها من تأثير أو نفوذ في هذه‬ ‫حد لعمليات متويل اإلرهاب‪ ،‬وتشمل إمكانية وضع‬ ‫كبير على الفديات من‬ ‫املناطق متهيدا إلعادة السيطرة عليها وسحبها من‬ ‫البلد املعني على قائمة البلدان غير املتعاونة مما‬ ‫قد يؤدي إلى فرض عقوبات على مؤسسات البلد عمليات اخلطف وعلى أموال بني أيادي داعش‪ ،‬وفق متيمي‪.‬‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫املالية العاملة في اخلارج وعلى اقتراض الدولة‪.‬‬ ‫«اجلهات املانحة»‬ ‫باحثة غير مقيمة في املجلس األطلسي‬ ‫وق��د اعتبر إدراج األش�خ��اص املتورطني بأعمال‬ ‫*‬ ‫مركز رفيق احلريري للدراسات في الشرق األوسط‬ ‫إرهابية على قائمة اخلزانة األميركية لألشخاص‬


‫‪44‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫اقتصاد‬

‫ال تزال تداعيات الوضع األمني في ليبيا تلقي بظاللها‬ ‫على االقتصاد التونسي‪ ،‬منذ ما يزيد على ثالث سنوات‪،‬‬ ‫وقد زادت موجات هروب الليبيني والعمالة التونسية‬ ‫واملصرية من اجلحيم الليبي في تعقيد األم��ور‪ ،‬وال‬ ‫سيما في محافظات اجلنوب التونسي‪.‬‬

‫تراجع المبادالت وضريبة الجوار‬

‫بارونات التهريب‬

‫يسيطرون على الحدود بين ليبيا وتونس‬ ‫وتشهد املعابر احلدودية في كل من مدينتي الذهيبة ورأس جدير بني‬ ‫احلني واآلخر حالة «أثرت األوض��اع في ليبيا بشكل كبير على امليزان‬ ‫التجاري التونسي»‬ ‫احتقان‪ ،‬نتيجة إصرار بارونات التهريب على جتاوز احلدود اجلمركية‬ ‫بالقوة‪ ،‬وهو ما يضطر احلكومة التونسية إلى تشديد اخلناق على تدفق‬ ‫السلع بني البلدين مبا في ذلك الشركات احلاصلة على رخص تصدير‪.‬‬ ‫وزاد هذا اإلجراء من تعميق األزمة االقتصادية في اجلانبني‪ ،‬وخاصة‬ ‫من اجلانب التونسي‪ ،‬الذي تأثر بشكل كبير من الوضع العام في ليبيا‪،‬‬ ‫وباألخص من االنهيار االقتصادي هناك‪ ،‬وكذلك تواصل موجة اللجوء‬ ‫ب��اآلالف هروبا نحو تونس‪ ،‬وهو ما يزيد من الضغط على االقتصاد‬ ‫التونسي بشكل مباشر‪.‬‬ ‫وحسب األرق��ام الرسمية ل��وزارة التجارة‪ ،‬تراجعت املبادالت التجارية‬ ‫الثنائية بني تونس وليبيا بأكثر من ‪ 75%‬نتيجة التوقف الكامل ألنشطة‬ ‫أكثر من مائة مؤسسة تونسية كانت تعمل بصفة كلية مع السوق الليبية‪.‬‬ ‫كما قامت أكثر من ألف شركة بإعادة برامجها التصديرية واإلنتاجية‪،‬‬ ‫موجهة في العادة نحو طرابلس بسبب األوضاع األمنية‪.‬‬ ‫التي كانت ّ‬ ‫وقال رئيس الغرفة التجارية التونسية الليبية‪ ،‬علي الذوادي‪ ،‬إن التراجع‬ ‫املسجل في التبادل التجاري بني البلدين قد يتجاوز الـ ‪ 150‬مليون دوالر‬ ‫ّ‬ ‫شهرياً‪ ،‬مشيرا إلى أن قطاعات السياحة والصناعة والصحة تعد من أكثر‬ ‫القطاعات األكثر تضرراً‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬إن تدهور الوضع األمني في ليبيا‪ ،‬أثر بشكل كبير على مئات‬ ‫الشركات التونسية‪ ،‬الفتا إلى أن املؤسسات االقتصادية التي تتعامل مع‬ ‫السوق الليبية تبلغ حوالي ‪ 1300‬شركة‪ .‬وأشار إلى أن االقتصاد التونسي‬ ‫متضرر بشكل كبير من عدم االستقرار في ليبيا‪ ،‬وغياب إدارة قادرة على‬ ‫تسيير املبادالت التجارية‪.‬‬ ‫وذكر أن إغالق املوانئ واملطارات وتدميرها بصفة تكاد تكون كلية‪ ،‬قلّص‬

‫بشكل كبير التجارة واملبادالت الرسمية بني البلدين لصالح التهريب الذي‬ ‫بقي يشكل اخلط الناشط من اجلهتني‪.‬‬ ‫ويتحمل االقتصاد التونسي مئات اآلالف من الالجئني والعمالة ممن‬ ‫فقدوا مواطن عملهم في ليبيا‪ ،‬باإلضافة إلى قرابة مليوني ليبي يقيمون‬ ‫في تونس منذ فبراير ‪ ،2011‬وهو ما يزيد من تأزّم الوضع االقتصادي‬ ‫في تونس حسب اخلبير االقتصادي‪ ،‬معز اجلودي‪ ،‬الذي أشار إلى إقامة‬ ‫قرابة مليوني ليبي‪.‬‬ ‫وقال اجل��ودي‪ :‬إن األرق��ام الرسمية أكدت تراجع القدرة اإلنتاجية في‬ ‫تونس»تونس من بني سبع دول عربية تخطت احلدود اآلمنة للدين العام‬ ‫الذي ينبغي أال يتجاوز نسبة ‪ 60%‬على امتداد السنوات الثالث املاضية‪،‬‬ ‫كما أدى وجود مليون ليبي في زيادة الطلب على حساب العرض‪ ،‬ما نتج‬ ‫عنه ارتفاع في نسبة تضخم أسعار املستهلكني‪ ..‬ووفق املصرف املركزي‬ ‫التونسي نهاية األسبوع املاضي‪ ،‬فإن معدل التضخم ارتفع إلى ‪ 5.5%‬في‬ ‫يناير ‪ ،2015‬مقابل ‪ 4.8%‬في ديسمبر ‪.2014‬‬ ‫وتوقع اجلودي‪ ،‬عدم تراجع التضخم‪ ،‬ومواصلة الضغط على صندوق‬ ‫الدعم‪ ،‬بسبب استهالك الوافدين األجانب للمواد املدعومة‪ ،‬مقترحا أن‬ ‫يقوم الليبيون واملقيمون بدفع الضرائب مثل التونسيني‪ ،‬خاصة وأن فاتورة‬ ‫الدعم ارتفعت بنسبة ‪ 10%‬بسبب التدفق الكبير لليبيني على تونس‪.‬‬ ‫وبلغت قيمة الدعم في ‪ 2010‬حوالي ‪ 950‬مليون دينار (‪ 489‬مليون‬ ‫دوالر)‪ ،‬لتصل حاليا إلى ستة مليارات دينار (‪ 3‬مليارات دوالر)‪ ،‬وهو رقم‬ ‫ضخم حسب اجلودي‪.‬‬ ‫لكن املختص في املخاطر املالية‪ ،‬الدكتور مراد اخلطاب‪ ،‬أشار إلى عدم‬ ‫اعتبار الليبيني الجئني‪ ،‬وإمنا هم سياح‪ ،‬مضيفا أن «وجودهم ليس له‬ ‫تأثير سلبي على صندوق الدعم‪ ،‬خاصة أنهم من مستهلكي املواد الفاخرة‬ ‫وغير املدعمة»‪ ،‬دون أن ينكر مساهمتهم في ارتفاع نسبة التضخم‪.‬‬ ‫وقال اخلطاب إن الوجود الليبي يؤثر بشكل أكبر في سوق العقارات‬


‫ليبيا هي الشريك اخلامس لتونس دولي ًا‪ ،‬والشريك‬ ‫األول مغاربي ًا‬

‫‪ 30%‬من معامالت التصدير واالستيراد التونسية تتم مع‬ ‫ليبيا وإغالق احلدود سيتسبب في كارثة لالقتصاد التونسي‬

‫كانت ليبيا متد تونس بأكثر من ‪ 25%‬من احتياجاتها‬ ‫من الوقود بأسعار تفضيلية قبل أن تتدهور األوضاع‬ ‫وأصبحت تونس تعامل كأي دولة أخرى‬ ‫املبادالت التجارية الثنائية بني تونس وليبيا تراجعت بأكثر‬ ‫من ‪ 75%‬نتيجة التوقف الكامل ألنشطة أكثر من مائة‬ ‫مؤسسة تونسية كانت تعمل بصفة كلية مع السوق الليبية‬

‫سوق الذهب في تونس‪ ..‬سوق العبيد سابقا‬

‫االنهيار السياسي في ليبيا ينعكس على تونس بشكل‬ ‫مدمر اقتصاديا‬ ‫سلبي ّ‬

‫بوابة رأس جدير‬

‫املركزي التونسي‪ ..‬التضخم ارتفع إلى ‪ ٪ 5.5‬في يناير ‪2015‬‬

‫وتزايد سماسرة العقارات واإليجارات‪ ،‬وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار‬ ‫املساكن بنسبة ‪ 30%‬وتضاعف سعر اإليجار في أغلب احملافظات‪.‬‬ ‫وأش��ار إلى ض��رورة اتخاذ احلكومة إلج��راءات صارمة حتى ال يتم بيع‬ ‫املساكن التونسية لليبيني واألجانب عموما‪ ،‬فيما يحرم منها التونسي‬ ‫نتيجة تضخم األسعار‪ ..‬ولفت إلى أن إغالق احلدود بني تونس وليبيا‬ ‫ميكن أن يتسبب في كارثة اقتصادية كبرى‪ ،‬موضحا أن ‪ 30%‬من‬ ‫املعامالت بني تصدير واستيراد في تونس تتم مع ليبيا‪.‬‬ ‫وتعد ليبيا الشريك اخلامس لتونس بعد فرنسا وإيطاليا وأملانيا وإسبانيا‪،‬‬ ‫والشريك األول مغاربيا‪ .‬وكانت تونس تعلّق آماال كبيرة على ليبيا كمتنفس‬ ‫االقتصادي منذ عشرات السنوات‪ ،‬حيث كانت ليبيا تستورد ‪ 5%‬من‬ ‫املنتجات التونسية وهو ما يشكل ‪ 35.4%‬من إجمالي الناجت احمللي‬ ‫التونسي على مدار األعوام املمتدة بني ‪ 2008‬و‪.2013‬‬ ‫كما كانت ليبيا متد تونس بأكثر من ‪ 25%‬من احتياجاتها من الوقود‪،‬‬ ‫بأسعار تفضيلية‪ ،‬فيما»تدهور الوضع األمني في ليبيا‪ ،‬أثر بشكل كبير‬

‫على مئات الشركات التونسية» توقف العمل بتلك األسعار بعد الثورة‬ ‫الليبية وأصبحت تونس تعامل كأي دولة أخرى‪.‬‬ ‫وأثرت األوضاع في ليبيا بشكل كبير على امليزان التجاري التونسي الذي‬ ‫تفاقم عجزه ليصل إلى مستوى يبعث على القلق بعد أن وصل إلى ‪1.8‬‬ ‫مليار دينار (‪ 930‬مليون دوالر)‪.‬‬ ‫ويتسم املشهد االقتصادي التونسي‪ ،‬باالختناق‪ ،‬ووفق التقرير االقتصادي‬ ‫العربي املوحد لعام ‪ ،2014‬الصادر في فبراير‪/‬شباط املاضي‪ ،‬فإن تونس‬ ‫من بني سبع دول عربية تخطت احلدود اآلمنة للدين العام الذي ينبغي‬ ‫أال يتجاوز نسبة ‪ 60%‬من الناجت احمللي اإلجمالي‪ ،‬بعد أن بلغت نسبة‬ ‫الدين العام فيها ‪.72.4%‬‬ ‫وجلأت تونس في يناير املاضي إلى إصدار سندات بقيمة مليار دينار‬ ‫(‪ 514.8‬مليون دوالر) وهي أدوات لالقتراض من السوق املالية‪ ،‬كما‬ ‫وافق صندوق النقد الدولي في ‪ 2012‬على قرض لتونس بقيمة ‪1.74‬‬ ‫مليار دوالر‪.‬‬


‫‪46‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫اقتصاد‬

‫مجلس الذهب العالمي‪:‬‬

‫االحتياطي األصفر الليبي‬ ‫هو الـ‪ 4‬عربي ًا‪ ..‬الـ‪ 31‬عالمي ًا‬

‫أصدر مجلس الذهب العاملي‪ ،‬تقريرا مؤخراً‪ ،‬بينّ فيه احتياطي‬ ‫‪ 100‬دول ��ة م��ن م �ع��دن ال��ذه��ب‪ .‬وأش���ار ال�ت�ق��ري��ر‪ ،‬إل��ى أن ليبيا‬ ‫ج��اءت في املركز الرابع عربياً وال�ـ ‪ 31‬عاملياً بنمو يقدر بنسبة‬ ‫‪ 4.50‬باملائة على مستوى الوطن العربي في احتياطي الذهب‪،‬‬ ‫وباحتياطي يقدر بـ ‪ 116.6‬طن من الذهب‪ ،‬وحلت السعودية في‬ ‫املرتبة األولى باحتياطي مقداره (‪9‬ر‪ )322‬طن من الذهب‪ ،‬تلتها‬ ‫لبنان (‪ )286.8‬طن‪ ،‬ثم اجلزائر (‪ )173.6‬طن‪.‬‬ ‫يقول خ�ب��راء امل �ع��ادن‪« :‬إن االستثمار ف��ي ال��ذه��ب ل��ه خصائص‬ ‫مختلفة عن االستثمارات األخ��رى‪ ،‬حيث يكون اهتمام املستثمر‬ ‫في سوق الذهب قوياً‪ ،‬ألنه يجعل سيولة السوق عالية مقارنة‬ ‫مع بعض أشكال االستثمارات األُخرى‪ .‬والسيولة العالية تعني أن‬ ‫مشتر عندما تريد البيع‪ ،‬وكذلك‬ ‫هناك فرصة أفضل في إيجاد‬ ‫ٍ‬ ‫إيجاد بائع عندما تريد أن تشتري‪.‬‬ ‫ويشكل الذهب على مستوى العالم سلعة آمنة للمستثمرين في‬ ‫ظروف متأثرة بعدم االستقرار االقتصادي والسياسي والعسكري‪،‬‬ ‫فهو استثمار متنوع مزدهر‪ ،‬يحد من التهديدات اخلاصة بإدارة‬ ‫احملفظة املالية‪.‬‬ ‫وحسب حتليل خبراء االقتصاد‪ ،‬ف��إن الذهب هو امل�لاذ اآلمن‬ ‫وخصوصاً مع التوترات السياسية‪ ،‬وهو ما ظهر جليا في عام‬ ‫‪ ،2006‬عندما ك��ان الذهب مع موعد النطالق أسعاره ألسباب‬

‫سياسية باملقام األول‪ ،‬والتي كان أهمها ما حدث في الواليات‬ ‫املتحدة وحروبها على أفغانستان والعراق من بعدها‪ ،‬والذي جتاوز‬ ‫ارتفاع األونصة حينها نسبة ‪ 20‬باملائة سنوياً‪ ،‬والتي تضاعفت في‬ ‫أواخر عام ‪.2010‬‬ ‫ويقول خبراء االقتصاد إن الذهب والبترول أث��ارا ج��دالً واسعاً‬ ‫في األوساط العاملية االقتصادية والسياسية مرات عديدة‪ ،‬نظراً‬ ‫ملا يتمتعا به من ميزات ومقومات أدت بهما الى قمة األس��واق‬ ‫العاملية‪ ،‬حتى وإن كان أي منهما في حال تراجع وهبوط فللنفط‬ ‫أهمية بالغة في النمو االقتصادي ألي دولة‪ ،‬إضافة إلى أنه لعب‬ ‫أدواراً متعددة ك��ان لها أث��ر ف��ي العالقات الدولية التي أصبح‬ ‫يشوبها التوتر والغموض‪.‬‬ ‫أما الذهب فيحظى بشهرة اقتصادية عاملية نظراً لكونه أحد أشهر‬ ‫املعادن النفيسة‪ ،‬والتي يتفق اجلميع على اختالف ميولهم على‬ ‫اقتنائه‪ ،‬إضافة الى أن األف��راد يسعون إليه إلحساسهم بالفخر‬ ‫المتالكه‪ ،‬واستخدامه مالذاً آمناً في أوقات األزمات واحلروب‪.‬‬ ‫وتلجأ العديد من دول العالم إلى حتويل جزء من أرصدتها النقدية‬ ‫إلى ذه��ب‪ ،‬وكذلك األف��راد‪ ،‬وذل��ك من منطلق أن الذهب يتميز‬ ‫بثبات القيمة حتى في أوقات األزمات واندالع احلروب وكثير ما‬ ‫تقاس الدول من خالل أرصدتها باحتياطي يعرف في كثير من‬ ‫األحيان بالذهب الذي يعد الرصيد الثابت والقوي‪.‬‬


‫املؤسسة الوطنية للنفط متنح شركة إيني ‪ %40‬لعشر سنوات‬ ‫أعلنت املؤسسة الوطنية للنفط عن‬ ‫اك��ت��ش��اف غ�����ازي ج���دي���د ف���ي ح��وض‬ ‫صبراتة البحري‪ .‬وأوضحت املؤسسة‬ ‫في بيان لها‪ ،‬أن ه��ذا االكتشاف جاء‬ ‫بالتعاون م��ع شركة إيني االيطالية‬

‫العاملة في ليبيا‪ ،‬وهو األول للشركة‬ ‫مبنطقة «العقد»‪ .‬يذكر أن املؤسسة‬ ‫الوطنية للنفط وق��ع��ت اتفاقية مع‬ ‫ش���رك���ة إي���ن���ي ت��ن��ص ع��ل��ى ان نسبة‬ ‫املشاركة ستكون على نحو ‪ 60‬باملائة‬

‫للمؤسسة‪ ،‬و‪ 40‬باملائة لشركة إيني‬ ‫ل��ل��ع��ش��ر س���ن���وات األول������ى‪ ،‬ث���م ت��رت��ف��ع‬ ‫حصة املؤسسة الوطنية للنفط إلى‬ ‫‪ 70‬باملائة بعد نهاية العشر سنوات‬ ‫األولى‪.‬‬

‫القوة القاهرة‬ ‫أعلنت املؤسسة الوطنية الليبية للنفط في بيان «القوة القاهرة»‬ ‫أنها «مضطرة وبصورة عاجلة إلعالن حالة القوة القاهرة على‬ ‫ع���دد م���ن احل���ق���ول النفطية‬ ‫وه������ي‪ :‬امل�����ب�����روك‪ ،‬وال���ب���اه���ي‪،‬‬ ‫والظهرة‪ ،‬واجلفرة‪ ،‬وتبيستي‪،‬‬ ‫وال��غ��ان��ي‪ ،‬وال��ن��اق��ة‪ ،‬وال��س��م��اح‪،‬‬ ‫والبيضاء‪ ،‬وال��واح��ة‪ ،‬والدفة‪،‬‬

‫وكافة احملطات التابعة لهذه احلقول‪.‬‬ ‫وأض����اف ب��ي��ان امل��ؤس��س��ة إن ه���ذا اإلج����راء ج���اء «ب��س��ب��ب سرقة‬ ‫وت����خ����ري����ب وت����دم����ي����ر ب��ع��ض‬ ‫احل��ق��ول وامل��وان��ئ النفطية»‪،‬‬ ‫م��ه��ددة ب��إق��ف��ال ك��ل احل��ق��ول‬ ‫وامل����وان����ئ ف���ي ح����ال اس��ت��م��رار‬ ‫تردي األوضاع األمنية‪.‬‬


‫‪48‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫اقتصاد‬

‫‪ 80‬دولة و‪ 23‬منظمة عالمية‬ ‫في مؤتمر مصر المستقبل‬ ‫كما توقعت مصر كانت املشاركة كثيفة وإيجابية في املؤمتر االقتصادي الذي‬ ‫بدأ انعقاده يوم اجلمعة املاضي‪ ،‬حيث متيز بحضور عدد من الشركات‬ ‫العاملية الكبرى‪ ،‬باإلضافة إلى مشاركة املنتدى االقتصادي العاملي (منتدى‬ ‫دافوس)‪.‬‬ ‫ويدل توالي وزيادة عدد الدول املشاركة على املستوى الرسمي وعلى مستوى‬ ‫القطاع اخلاص والشركات العاملية‪ ،‬على املكانة التي حتظى بها مصر على‬ ‫الساحة الدولية والتوقعات اإليجابية ملستقبل االقتصاد املصري‪ ،‬والرغبة في‬ ‫االستفادة من الفرص االستثمارية املتاحة وأهمية اإلجراءات التي اتخذتها‬ ‫احلكومة خالل الفترة املاضية حلل مشاكل املستثمرين واستعادة الثقة‬ ‫في االقتصاد املصري مبا في ذلك موافقة احلكومة على مشروع قانون‬ ‫االستثمار املوحد‪.‬‬ ‫وكانت العديد من املنظمات الدولية واإلقليمية قد أكدت مشاركتها وعلى‬ ‫رأسها االحت��اد األوروب ��ي واالحت��اد الدولي لالتصاالت ومنظمة األغذية‬ ‫وال��زراع��ة والصندوق العاملي للتنمية الزراعية والكوميسا والبنك الدولي‬ ‫وصندوق النقد الدولي وبنك االستثمار األوروبي والبنك األوروبي لإلعمار‬ ‫والتنمية واملفوضية األوروبية وجامعة الدول العربية وبنك التنمية األفريقي‬ ‫وجتمع الكوميسا واالحتاد من أجل املتوسط‪ ،‬وبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي‬ ‫واالحتاد الدولي لالتصاالت ومنظمة اليونيدو والصندوق الكويتي للتنمية‬ ‫وصندوق النقد العربي والصندوق العربي لإلمناء‪.‬‬ ‫ضم املؤمتر مجموعة كبيرة ومتنوعة من املتحدثني ذوى اخلبرة العاملية‬ ‫ميثلون منظمات عاملية ودوالً ذات ثقل «مجموعة الدول الصناعية السبع –‬ ‫مجلس التعاون اخلليجي – دول البريكس «البرازيل‪ ،‬الهند‪ ،‬روسيا‪ ،‬الصني»‪-‬‬ ‫وجنوب أفريقيا»‪.‬‬ ‫وم��ن بني احل�ض��ور‪ :‬محمد العريان‪ ،‬كبير املستشارين االقتصاديني في‬ ‫مجموعة إليانز‪ ،‬وبوب دادلي‪ ،‬الرئيس التنفيذي ملجموعة بريتيش بتروليوم‪،‬‬ ‫وأحمد أبو املكارم‪ ،‬الرئيس التنفيذي ملجوعة اتصاالت‪ ،‬وجيف امييلت‪،‬‬ ‫رئيس مجلس إدارة واملدير التنفيذى لشركة جنرال إلكتريك‪ ،‬وسونيافاجن‪،‬‬ ‫رئيسة شركة هواوى للتكنولوجيا‪ ،‬ستكون القائمة الرئيسية متاحة على املوقع‬ ‫اإللكتروني‪.‬‬

‫وقامت احلكومة املصرية بتشكيل جلنة وزاري ��ة ل�لإش��راف على تنظيم‬ ‫املؤمتر‪ ،‬وقامت وزارتا التعاون الدولي واالستثمار بدور املنسق العام للمؤمتر‬ ‫حتت إشراف مكتب رئيس اجلمهورية‪ ،‬واللجنة الوزارية هي جزء من هيئة‬ ‫تنسيقية عليا تضم رئيس الوزراء وممثلني عن اململكة العربية السعودية ودولة‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬ ‫وقامت بتنظيم املؤمتر وحدة خاصة مختلطة مت تشكيلها في وزارة التعاون‬ ‫ال��دول��ي وتضم خبرات واسعة في مجاالت ع��دي��دة‪ ،‬من بينها االقتصاد‬ ‫واالستثمار واإلعالم ويقوم الفريق األساسي في هذه الوحدة بالتعاون مع‬ ‫شركة «الزارد» لالستشارات املالية والشريك اإلعالمي ‪ WPP‬وبنوك‬ ‫االستثمار احمللية‪.‬‬ ‫وتضمن جدول املؤمتر عقد جلسات نقاشية عامة خالل اليومني الثاني‬ ‫والثالث حول عدد من القضايا املهمة بالنسبة للمجتمع احمللى والدولي مثل‬ ‫الرؤية اإلستراتيجية للحكومة‪ ،‬قطاع الطاقة فى مصر‪ ،‬خطط حتقيق النمو‬ ‫في القطاعات الواعدة‪ ،‬سبل حتقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬املشاريع العمالقة‬ ‫اجلديدة‪ ،‬وأسواق رأس املال‪.‬‬ ‫وذك��رت اجلهات املنظمة أن��ه يجب النظر إل��ى املؤمتر في سياق برنامج‬ ‫احلكومة لإلصالح االقتصادى‪ ،‬والذي يهدف إلى تسريع وتيرة منو قطاعات‬ ‫االقتصاد املصري املختلفة وحتقيق العدالة االجتماعية للمصريني‪ ،‬وستمكن‬ ‫مخرجات املؤمتر احلكومة من التواصل مع كبار الشخصيات املؤثرة في‬ ‫مجتمع األع�م��ال دول�ي��ا ومحليا لتقدمي ص��ورة ج��دي��دة ع��ن مصر وإلقاء‬ ‫الضوء على إستراتيجية العمل التي ستتبناها خالل السنوات املقبلة‪ ،‬تلك‬ ‫اإلستراتيجية التي تهدف إلى وضع مصر على مسار جديد للتنمية وتشجيع‬ ‫القطاع اخلاص‪ ،‬كما ستساعد على حتسني أوضاع الشرائح األقل حظا في‬ ‫املجتمع‪.‬‬ ‫وكان املهندس إبراهيم محلب‪ ،‬رئيس مجلس الوزراء املصري‪ ،‬قد أعلن عن‬ ‫انعقاد مؤمتر»مصر املستقبل» لدعم وتنمية االقتصاد املصري في مدينة‬ ‫شرم الشيخ قائ ً‬ ‫ال أنه‪« :‬في موعد يناسب العالم كله وأشقاءنا وشركاءنا في‬ ‫ً‬ ‫التنمية‪ ،‬ولضمان املشاركة العاملية القوية»‪ ،‬مشيرا إلى أن «هذا املؤمتر ليس‬ ‫حدثاً منفص ً‬ ‫ال‪ ،‬وإمنا يأتي في إطار التنمية في مصر التي حتتاج كل أبناء‬


‫املهندس إبراهيم محلب‬

‫ستيف ستوكمان‬

‫الوطن وكل شركائنا في التنمية من أجل استقرار بالدنا ومنطقتنا والعالم»‪.‬‬ ‫وقال» «إن مبادرة مؤمتر مصر املستقبل ستعمل على التنمية في مختلف‬ ‫املجاالت االقتصادية وحتسني الرعاية الصحية والتعليمية وتوفير الطاقة»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬إن اقتصادنا يتجه للتعافي واملؤشرات األولية تقول إن هناك‬ ‫انطالقة‪ ،‬وق��ال إن مصر تسعى إلى استكمال مسيرتها االقتصادية وأن‬ ‫املؤمتر املزمع إقامته يدشن بداية االنطالق»‪ ،‬وأوضح أن هناك ثالثة محاور‬ ‫البد منها إلجراء تطبيق فعلي ملخرجات املؤمتر‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ احملور األول‪ :‬تطبيق إجراءات االنضباط املالي ومواجهة عجز املوازنة ومت‬‫اتخاذ إجراءات في هذا األمر‪ ،‬وقد مت خفض دعم الطاقة وجنحت احلكومة‬ ‫فى فتح هذا امللف وجترى إصالحات ضريبية وخفض املصروفات والعمل‬ ‫على زيادة إيرادات الدولة ويتم النظر للثروات الطبيعية الستغاللها برشد‪.‬‬ ‫ احملور الثاني‪ :‬تسوية منازعات االستثمار ومواجهة ملفاته لضمان حق‬‫املستثمر والدولة‪ ،‬وجذب االستثمارات املباشرة مبا يفتح فرص عمل والعمل‬ ‫في محاور عديدة تنعكس على املواطن املصري في البنية األساسية‬ ‫ احملور الثالث‪ :‬مواجهة تغطية الفجوة التمويلية ودعم ميزان املدفوعات‬‫‪ ،‬ومت التحرك فى كافة احملاور بجدية لنثبت للعالم أن هناك مصر جديدة‬ ‫ولديها اقتصاد قوى ونؤكد أن لدينا فرص تنمية شاملة‪ ،‬مع مراجعة جميع‬ ‫التشريعات املصرية من خالل جلنة عليا ومن أهمها صدور قوانني جاذبة‬ ‫لالستثمار وكيفية إن�ش��اء الشركات ومحاربة الفساد والشباك الواحد‬ ‫واإلصالح اإلداري والشفافية ومحاربة البيروقراطية‪.‬‬ ‫كما تطرق رئيس الوزراء إلى الوضع االقتصادي احلالي في مصر ‪ ،‬مشيراً‬ ‫إلى أنه كان هناك معدالت اقتصادية مرتفعة حتى ‪ 2003‬لم تصب عوائدها‬ ‫إلى القاعدة العريضة من املجتمع ثم ج��اءت األزم��ة االقتصادية العاملية‬ ‫وانخفضت معدالت النمو‪ ،‬موضحاً إلى أنه «نظراً للظروف التي مررنا بها‬ ‫على مدار السنوات املاضية تأثر االقتصاد املصري وهبط النمو في بعض‬ ‫السنوات إلى واحد باملائة مما استوجب وضع خطة لإلصالح االقتصادي‬ ‫تبنى على اإلمكانات الهائلة ملصر بسكانها وشبابها ومواردها ومبا ميكننا من‬ ‫بناء تنمية مستدامة ومت مراجعة املوقف بأمانة وإخالص وجترد»‪.‬‬ ‫وقد رأى ستيف ستوكمان‪ ،‬عضو في الكونغرس األميركي‪ ،‬أن املناخ العام اآلن‬ ‫بات مع ّداً لتدفق االستثمارات على مصر أكثر من ذي قبل‪.‬‬ ‫وقال عضو الكونغرس عن املقاطعة ‪ 36‬بوالية تكساس‪ ،‬في زيارة سابقة‬ ‫للقاهرة‪ ،‬إن» األعني تتجه إلى مصر بحثاً عن فرص لالستثمار»‪ ،‬مشيراً إلى‬

‫أن االنتخابات الرئاسية األخيرة أضفت مزيدا من االستقرار على البالد‬ ‫مما يهيئ ملناخ استثماري واع��د‪ ،‬إضافة إلى توقف ظاهرة االحتجاجات‬ ‫الفئوية اليومية واجلهد املبذول ملكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫وأوض��ح السياسي األميركي‪ ،‬عضو جلنة العلوم والفضاء والتكنولوجيا‬ ‫بالكونغرس‪ ،‬أن مصر لديها فرصة جيدة لتكون من مصدري البتروكيماويات‬ ‫«فهي تتمتع بالفعل مبخزون كبير من النفط والغاز‪ ،‬وكل ما حتتاجه هو العمل‬ ‫على تنمية واستغالل تلك املوارد»‪.‬‬ ‫كما لفت إلى وج��ود فرصة الستكشاف األراض��ي املجاورة لنهر النيل في‬ ‫منطقة الدلتا‪ ،‬قائ ً‬ ‫ال‪« :‬أعتقد أن هناك احتمالية كبيرة لوجود مخزون من‬ ‫الغاز هناك أيضا»‪.‬‬ ‫ويأمل ستوكمان في حضور وفد من رجال أعمال أميركيني‪ ،‬ميثلون صناعات‬ ‫النفط والغاز في تكساس الشهيرة بشركات الطاقة والتكنولوجيا‪ ،‬إلى املؤمتر‬ ‫لبحث إمكانية االستثمار في القطاعات احليوية الواعدة في مصر‪.‬‬ ‫وكان وزير البترول املصري‪ ،‬شريف إسماعيل‪ ،‬صرح في وقت سابق أنه وفقا‬ ‫إلدارة معلومات الطاقة األميركية‪ ،‬يبلغ احتياطي الغاز الصخري في مصر‬ ‫‪ 500‬تريليون قدم مكعب‪ ،‬منها ‪ 100‬تريليون قدم مكعب قابلة لالستخراج‬ ‫اقتصاديا‪ .‬ويرى ستوكمان‪ ،‬الذي يدعم شركات التنقيب عن النفط والغاز‬ ‫الصخري في تكساس‪ ،‬أن «لدى مصر فرصة كبيرة لتنتج ما يكفي احتياجاتها‬ ‫من الطاقة (البترول والغاز)‪ ،‬وهذا أمر مهم للغاية»‪.‬‬ ‫يذكر في هذا اجلانب أن احلكومة املصرية وقعت مع شركتي «أباتشي»‬ ‫و»شل مصر» أول عقد إلنتاج الغاز الصخري في منطقة الصحراء الغربية‪،‬‬ ‫باستثمارات تتراوح بني ‪ 30‬و‪ 40‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫كما يأمل ستوكمان في عودة نشاط السياحة قريباً‪ ،‬معبراً عن تفاؤله باملوارد‬ ‫البشرية في البالد‪ ،‬قائال‪« :‬هناك الكثير من املصريني على قدر كبير من‬ ‫التعليم‪ .‬أعرف واح��دا منهم لديه فرصة للهجرة إلى أميركا لكنه مصمم‬ ‫على البقاء في مصر بسبب شعوره الوطني‪ .‬مثل هؤالء األشخاص يدعون‬ ‫للتفاؤل بالتأكيد»‪.‬‬ ‫وكانت صحيفة وول ستريت جورنال األمريكية‪ ،‬قد قالت إن املستثمرين‬ ‫ب��دؤوا ف��ي ال�ع��ودة إل��ى مصر بفضل االس�ت�ق��رار السياسي واإلص�لاح��ات‬ ‫التنموية‪ ،‬مشيرة إلى أنها ثورة مصر االقتصادية الهادئة‪ .‬ولفتت الصحيفة في‬ ‫تقرير لها إلى أن الدولة األكثر سكانا في العالم العربي تسير نحو إصالحات‬ ‫اقتصادية وتشريعية وتنظيمية في اجتاه ثورة هادئة‪.‬‬ ‫وتابعت الصحيفة أن مصر جترى في الوقت احلالي تطوير بنية مشروعات‬ ‫عمالقة مثل قناة السويس اجلديدة التي مت تنفيذها ملضاعفة السعة اليومية‬ ‫للمر املالحي االستراتيجي الذي يرافقه عمل مناطق لوجستية على جانبيه‪.‬‬ ‫وأضافت‪ :‬إن هذا املشروع سوف يؤدى إلى توسعة منطقة القناة عن طريق‬ ‫االستثمارات اجلديدة التي تشمل الصناعات املتوسطة والصغيرة التي‬ ‫يفترض أن حتدث جذب مباشر للمستثمرين‪.‬‬ ‫وأوضحت الصحيفة أن مصر ميكن أن تتجنب التراجع في مستويات التنمية‬ ‫التي عادت باملنطقة إلى الوراء عن طريق دعم قاعدة تنموية عريضة بتلك‬ ‫املنطقة جلذب االستثمار‪ ،‬مشيرة إلى أن التنافس االقتصادي ميكن أن‬ ‫يساعد في رفع مستويات املعيشة في ويخلق مستويات تنمية دائمة في‬ ‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪.‬‬ ‫ولفتت الصحيفة إل��ى أن م��ا يحدث ف��ي مصر حاليا يختلف كثيرا عن‬ ‫املاضي فاألسواق النامية يتم قيادتها بواسطة املصادر األساسية مثل النفط‬ ‫واملنتجات منخفضة التكلفة‪ .‬وأوضحت أن االعتماد على الدورة االقتصادية‬ ‫يخلق اعتمادا على التنمية املتوازنة بني الصادرات وتنمية الناجت احمللي كما‬ ‫يحدث في الصني حاليا‪.‬‬ ‫ولفتت الصحيفة إلى أن كل مقومات االستثمار في مصر تؤهل للتنمية‬ ‫االقتصادية بداية من تعداد سكانها البالغ ‪ 90‬مليون نصفهم بني ‪ 15‬و‪44‬‬ ‫عام يضاف لها املوقع االستراتيجي بني آسيا وأفريقيا وقناة السويس التي‬ ‫ستصبح مزدوجة خالل فترة قريبة‪.‬‬ ‫ونوهت إلى أن مصر متتلك عدة اتفاقات جتارية مع االحتاد األوربي ومجلس‬ ‫التعاون اخلليجي وال��دول األفريقية‪ ،‬مشيرة إلى أن غالبية بنيتها التحتية‬ ‫مازالت قائمة عبر عقود لكنها عانت كثيرا من غياب االستقرار السياسي‬ ‫في الفترات السابقة‪.‬‬


‫‪50‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫أين ذهب قرار الحكومة؟!‬

‫المسماري ُيغتال مرتين!!‬ ‫حسن بن عيسى‬

‫على أعتاب الذكرى الثانية الغتيال الناشط احلقوقي واحملامي‬ ‫(عبد السالم املسماري) الذي طالته يد الغدر في آخر جمعة من‬ ‫شهر رمضان املوافق ‪ 26‬يوليو ‪ 2013‬بإطالق الرصاص عليه‬ ‫عقب خروجه من مسجد «بوغولة» في حي البركة ببنغازي ‪.‬‬ ‫اشتهر املسماري الذي ألقى البيان األول ملا عرف بثورة فبراير‬ ‫ع��ام ‪ ،2011‬وح��دد فيه أه��داف ه��ذه ال�ث��ورة التي مت االلتفاف‬ ‫عليها فوقف باملرصاد حملاوالت اإلخوان املسلمني السيطرة على‬ ‫مفاصل الدولة الليبية الوليدة‪ ،‬فشن حربا إعالمية وكثف من‬ ‫مقاالته ونداءاته‪ ،‬فانتقد اإلعالن الدستوري الذي أصدره املجلس‬ ‫الوطني االنتقالي وخص بنقده املادة ثالثني التي وضعتها جماعة‬

‫االخوان املسلمني اخلاصة بخارطة طريق بناء الدولة ‪.‬‬ ‫ذهبت صيحاته هباء وسط ضجيج الثورية والثوار ‪ ،‬ولم يأبه له‬ ‫أحد‪ ،‬بل سطت جماعة اإلخوان املسلمني على ائتالف ‪ 17‬فبراير‬ ‫الذي أسسه الراحل عبد السالم املسماري وأدعت أنها صاحبة‬ ‫الفكرة والتأسيس ‪.‬‬ ‫ل��م ي �ي��أس ال��راح��ل وواص� ��ل ال �ن �ض��ال بالكلمة ف�ن�ظ��م ال��وق�ف��ات‬ ‫االحتجاجية‪ ،‬وحاول خرق احلصار اإلعالمي الذي فرض عليه ‪،‬‬ ‫إلى أن قرر متابعة قضية اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس‪ ،‬فكانت‬ ‫معركته األخيرة حيث قررت يد الغدر وضع حد لتحركاته وإنهاء‬ ‫حياته فكان ذلك قبل نحو عامني‪.‬‬


‫وقف باملرصاد حملاوالت‬ ‫اإلخوان السيطرة على‬ ‫مفاصل الدولة الليبية‬ ‫متابعة قضية اغتيال‬ ‫اللواء عبدالفتاح يونس‬ ‫كانت معركته األخيرة‬

‫ناضل من أجل الدولة املدنية الدميقراطية‬

‫الكلمة اخلالدة للمسماري‬

‫احملامية خذيجة الورفلي‬ ‫تعلن بأن احلكومة لم‬ ‫تصرف درهم ًا واحدا‬ ‫ألسرة الشهيد‬ ‫كان ينام على كرسي‬ ‫خشبي أثناء ممارسة‬ ‫مهامه كرئيس ألول جسد‬ ‫مؤسسي لثورة فبراير‬ ‫جماعة اإلخوان تسطو‬ ‫على ائتالف ‪ 17‬فبراير‬ ‫الذي أسسه الراحل‬ ‫غاب األب ‪ ..‬وغاب املرتب‬

‫يومها أعلنت احلكومة أنها ستحقق وتقبض على اجل��ان��ي‪ ،‬بل‬ ‫متادت وأعلنت االستعانة بفريق حتقيق فرنسي‪ ..‬مضت األيام‬ ‫وطويت صفحة املسماري كما طويت صفحة عبد الفتاح يونس‪،‬‬ ‫واكتفت احلكومة باعتباره شهيدا للوطن وق��ررت منحه مزايا‬ ‫شهيد ومرتب شهري ‪.‬‬ ‫على أعتاب العام الثاني من ذكرى وفاته زارت احملامية خديجة‬ ‫الورفلي بيت عبد السالم املسماري لتعلن أن احلكومة لم تصرف‬ ‫درهما وال دينارا ألسرة الشهيد‪ ،‬فال مرتب وال مزايا‪ ،‬لسان حالهم‬ ‫يقول ‪ :‬للشهيد التراب وللساسة وباعة الكالم التبر ‪.‬‬

‫يعلق الناشط السياسي (عيسى عبد القيوم) على القصة قائال‬ ‫‪ « :‬هنا حتديدا ‪ ..‬وعند محطة عبدالسالم املسماري بالذات ‪..‬‬ ‫يطيب لي أن اهتف ‪ :‬نوضي نوضي يا بنغازي ‪ ..‬وأنا أشهد للتاريخ‬ ‫أن هذا الرجل كان ينام على كرسي خشبي أثناء ممارسة مهامه‬ ‫كرئيس ألول جسد مؤسسي لثورة فبراير من كثر اإلرهاق ‪ ..‬كان‬ ‫يجتهد فى أن ال يعوز أهل بنغازي وبقية مدن ليبيا أي شيء ‪..‬‬ ‫منحنا وقته‪ ،‬جهده‪ ،‬عرقه ثم دمه ‪ ..‬فال خير فينا إن جاع أطفاله‬ ‫أو حتى أحسوا بالعوز هو أو أي شهيد رحل وترك لنا عائلته أمانة‬ ‫فى أعناقنا»‪.‬‬


‫‪52‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫ثقافة‬

‫من الذاكرة‬ ‫كتب ‪ :‬عبدالرحمن سالمة‬ ‫صدر مؤخراً كتاب جديد للكاتب حسني نصيب املالكي بعنوان من الذاكرة والذي من خالله‬ ‫غاص في ثنايا ذاكرته واستحضر محطات مهمة في حياته حيث قسم الكتاب إلى ثالثة عشرة‬ ‫محطة استهلها مبحطة سريعة حول التغيير الذي هب على ليبيا في فبراير ‪ 2011‬وعودته الى‬ ‫طبرق بعد عودته صحبة أربعة من أدبائها الذين اصطحبوه في هذا احلفل اخلاص بتوقيع‬ ‫عدد من الكتب التي طبعها مجلس الثقافة العام في ليبيا والذي أقيم في مدينة سرت وكان‬ ‫املؤلف من الذين وقعوا إصداراتهم فقد وقع مجموعته القصصية «الرجل والنورس»‪.‬‬ ‫احملطة الثانية فكانت حول توجيهه للكلية العسكرية قسراً بعد أن كان معلماً ملادة اللغة العربية‬ ‫وقاصاً لديه مجموعة قصصية آنذاك كما حتدث عن عودته حام ً‬ ‫ال بكالريوس علوم عسكرية‬ ‫ولقائه بالضابط خليفة حفتر والذي خصه بعناية واهتمام كونه شاباً طموحاً وأديباً على‬ ‫الطريق‪.‬‬ ‫احملطة الثالثة فحاول أن يرسم لنا صورة تفاصيلها داخل منطقتي القعرة الواقعة شرق طبرق‬ ‫بحوالي خمسة وثالثني كيلومتراً ومنطقة احلاج اكرمي التي تقع شرق القعرة بأكثر من عشرة‬ ‫كيلومترات وكيف تنقل بني مدارسها واأليام التي حملت أجمل الذكريات‪.‬‬ ‫احملطة الرابعة والتي خاللها غاص عميقاً في طفولته ونشأته في حي احلطية الذي تربى فيه‬ ‫وتذكر أيام الصبا في هذا احلي العريق‪.‬‬ ‫احملطة اخلامسة وكذلك السادسة فكانتا حول دخوله املدرسة القرآنية واستذكر شيوخه‬ ‫وزمالئه‪.‬‬ ‫احملطة السابعة وكذلك الثامنة فقد عاد من خاللها الى احلي الذي تربى فيه وعاد للحديث‬ ‫عنه وعن الشخصيات التي ترسخت في ذهنه والتي تعتبر من عالمات هذا احلي العريق والتي‬ ‫يعرفها الكثيرون من أهل طبرق‪.‬‬ ‫احملطة التاسعة حتدث فيها عن ذكرياته في مدرسة الضاحية التي عمل فيها مدرساً‪.‬‬ ‫احملطة العاشرة تناول فيها ذهابه الى الكلية العسكرية بطرابلس بعد أن ترك زمالئه املعلمني‬ ‫في مدرسة الضاحية بطبرق‪.‬‬ ‫واصل الكاتب حديثه عن األيام العسكرية واملواقف التي مر بها داخل أسوار الكلية من خالل‬ ‫احملطتني احلادية عشرة والثانية عشرة حيث لم يغفل القاص الكتابة بأسلوب قصصي‬ ‫اللحظات األخيرة من رحيل والده وهو يلفظ أنفاسه األخيرة وملسنا جلياً تأثر القاص بفقد‬ ‫والده‪ ،‬وكذلك حتدث عن واحة اجلغبوب الهادئة‪.‬‬ ‫احملطة الثالثة عشرة واألخيرة فتحدث فيها عن يوم مهم في حياته والذي جمع فيه عروسني‬ ‫في يوم واحد‪ ،‬زوجته وكذلك صحيفة البطنان‪ ،‬فقد صدر العدد األول واستقبله في طبرق‬ ‫في يوم عرسه وكانت فرحته مضاعفة فقد كانت أول صحيفة تصدر في مدينة طبرق‪ ،‬هذا‬ ‫الكتاب هو من القطع املتوسط وضم بني دفتيه أكثر من مائة وعشرين صفحة‪ ،‬كما الحظنا‬ ‫أن الكاتب لم يرتب هذه احملطات ترتيباً زمنياً لكنه تنقل بني احملطات بدون ترتيب في إشارة‬ ‫منه إلى أن ذاكرة اإلنسان حتاول أن تلتقط ما تتذكره فقد يتذكر اإلنسان شيئاً اليوم ويتذكر‬ ‫شيئاً آخر أقدم منه في اليوم التالي‪ ،‬كما الحظنا من خالل اطالعنا على هذا الكتاب أن هناك‬ ‫تأريخاً لبعض األحداث وكذلك بعض الشخصيات املعروفة في املنطقة والتي كانت حتيط‬ ‫باملؤلف‪ ،‬كما يوحي هذا الترتيب أن ثمة كتاب آخر يلوح في أفق الكاتب وقد يشمل محطات‬ ‫أخرى وعدم الترتيب الذي ارتئاه املؤلف سيتيح له املجال والبراح في كتابة مزيد من احملطات‬ ‫التي تستحضرها ذاكرته‪.‬‬ ‫كتب املؤلف من ذاكرته بأسلوب قصصي شيق جتعل القارئ ينتقل من محطة إلى أخرى‪،‬‬ ‫وملعرفتي الشخصية باملؤلف فإن لديه العديد من احملطات املهمة في حياته خصوصاً التي لها‬ ‫عالقة وطيدة باألدب والثقافة والتراث وقد نرى املزيد من احملطات في طباعات أخرى من‬ ‫الكتاب أو أجزاء أخرى من ذاكرته‪ ،‬وهذا الكتاب الذي طبع في دار العاملية مبدينة اإلسكندرية‬ ‫أهداه املؤلف لزوجته وأوالده وزمالئه‪ ،‬أما الغالف فقد كان للفنان الليبي علي العباني‪.‬‬

‫مقاربات في‬ ‫المسألة اللغوية‬ ‫بالمغرب‬ ‫ص��در م��ؤخ��راً ف��ي ال ��دار البيضاء باململكة‬ ‫املغربية كتاب جديد للدكتور ف��ؤاد بوعلي‬ ‫بعنوان‪« :‬مقاربات في املسألة اللغوية»‪.‬‬ ‫يروم الكتاب اإلجابة عن اإلشكاليات املتعلقة‬ ‫بالنقاش اللغوي باملغرب قبل وبعد التعديل‬ ‫الدستوري األخير في املغرب‪ ،‬وانتقالها من‬ ‫املبدئي األيديولوجي إلى الدستوري القانوني‪،‬‬ ‫وم��ن خطابات احل��ق واألم ��ن إل��ى املأسسة‬ ‫األجرائية‪ ،‬وف��ق مقاربة علمية وموضوعية‬ ‫لقضايا اللغة والهوية‪.‬‬ ‫يعمد الكتاب إلى بلورة مقترح أطر مرجعية‬ ‫لسياسة لغوية مندمجة حتافظ على ركائز‬ ‫املشترك الوطني واملجتمعي في املغرب دون‬ ‫أن يفرط في إمكانيات االنفتاح على ثقافات‬ ‫العصر ومعارفه‪ .‬فاحلديث اللغوي ال ينبغي‬ ‫حصه في دائرة نقاش الهوية واحلق الثقافي‬ ‫بل ينبغي االنتقال نحو آفاق املعرفة والتنمية‬ ‫في خريطة وظائفية للغات املتداولة‪ ،‬وهذا ال‬ ‫يتم إال في إطار االعتراف بكون اللغة الوطنية‬ ‫رصيدا جماعياً ومحور املشترك املجتمعي‬ ‫وليست تعبيراً عن انتماء إثني أو إقليمي‪.‬‬ ‫كما يتوقف املؤلف عند موقع اللغة العربية‬ ‫في املنظومة التعليمية واملقاربة التي تقدمها‬ ‫احلركة اإلسالمية للمسألة اللغوية في املغرب‪.‬‬


‫محمود البوسيفي‬

‫«حبشي»‬ ‫كان اسمه محمود‪ ،‬وكان يشغل منصباً رفيعاً في حكومة بالده ‪..‬‬ ‫ذات شتاء انتعل الرجل سيارة ال��وزارة صباحاً من بيته وطلب من‬ ‫السائق العجوز أن يقوده إلى مصلحة الشهر العقاري وهي اجلهة‬ ‫التي تتولى توثيق البيانات الشخصية لألفراد من تسجيل املواليد‬ ‫والوفيات واألمالك اخلاصة والعامة واإلرث وخالفه‪.‬‬ ‫قصد امل��وظ��ف امل �س��ؤول وط�ل��ب من ��اذج خ��اص��ة ب��ال��وراث��ة وتغيير‬ ‫األس�م��اء‪ ..‬مأل البيانات للنموذجني وسجل في األول نقل ملكية‬ ‫البيت الذي يقطنه ومعاشه التقاعدي باسم قرينته وابنتيه وسجل‬ ‫في األخرى تغيير اسمه من محمود إلى حبشى ‪ ..‬خرج بعد إجناز‬ ‫املهمة املثيرة للدهشة وتوجه إلى مكتبه حيث طلب التقاعد املبكر‬ ‫وودع مرؤوسيه وعاد إلى البيت حيث خلع البدلة واحلذاء اللذين‬ ‫كان يعدهما مبثابة القيد وارتدى ثوباً طوي ً‬ ‫ال في لون القطن ووضع‬ ‫عمامة صغيرة احلجم وسلم زوجته وكرميتيه أوراق ملكية البيت‬ ‫واحلق في املعاش وغادر راج ً‬ ‫ال إلى جبل أجرد قريب يستقر في‬ ‫أحد أطرافه ضريح سلطان العشاق الشاعر الصوفي «عمر بن‬ ‫الفارض»‪.‬‬ ‫اختار الرجل مساحة في رك��ن الضريح طولها متران وعرضها‬ ‫متر واحد تطل على زقاق يكتظ باملشاة حيث أقام منذ منتصف‬ ‫الستينيات من القرن املاضي‪.‬‬ ‫ك��ان أث��اث ه��ذه املساحة ع�ب��ارة ع��ن ف��راش م��ن القماش محشو‬ ‫بالقطن ووسادة من املادة نفسها ومسمارين يعلق عليهما عمامته‬ ‫البيضاء وعصاه وستارة من ثوب قدمي حتجب تلصص الفضوليني‪.‬‬ ‫كان نحي ً‬ ‫ال حنطى اللون أميل إلى القصر اليكاد مييزه شيء سوى‬ ‫ابتسامته التي تغدق حني يشرعها حدائق من الفتنة اآلسرة وسهوباً‬

‫من طمأنينة توشك وأنت تستقبلها أن تطوح بيديك مبعداً غيمة‬ ‫افتراضية من فراشات وعصافير متخطياً بحذر حباحب ترسل‬ ‫ضوءاً شفيفاً يتوغل عميقاً حيث يلوذ القلب بارتعاشاته الواجفة‪..‬‬ ‫كان صديقي‪ ..‬كان هذا الكائن صديقي وكنت أحرص كلما كنت في‬ ‫زيارة إلى بالده على الذهاب إلى مرسم الفنان محمد شهدى كل‬ ‫ثالثاء في أحد األحياء الشعبية العريقة لاللتقاء به‪.‬‬ ‫كان يهبط من مقره في اجلبل األجرد إلى املدينة الصاخبة عصر‬ ‫الثالثاء للقاء حزمة من نبض العرق من شعراء وكتاب وفنانني‬ ‫ومهمشني يبادلهم النكات والرقص والغناء‪ ..‬يقاسمهم احلكايات‬ ‫ومؤنة الشهر حتى ينتصف الليل فيغادر في خفة أقرب إلى طراوة‬ ‫الندى راج ً‬ ‫ال صوب الضريح املزدحم بالوجد‪.‬‬ ‫كان يصنع مراوح من سعف مهمل يبيعها مرتني في الشهر تكفيه‬ ‫لشراء أرغفة اخلبز ونصف لتر من الزيت ورطلني من الطماطم‬ ‫واخل �ي��ار وح�ين يكون ذل��ك ف��ي وسعه يشترى ق ��دراً م��ن احلليب‬ ‫وحبات من التمر‪ .‬يحفظ القرآن الكرمي عن ظهر قلب وال يتوقف‬ ‫عن قراءته ويعرف عن اإلجنيل وال�ت��وراة ماال يعرفه أصحابهما‬ ‫إضافة إلى تفاصيل عن بوذا وكونفشيوس وبيل غيتس ‪ ..‬يحب الله‬ ‫والناس وفلسطني ويعتنق األسئلة البسيطة والضحك؛ يهز رأسه‬ ‫وهو يستقبل فكرة تروقه أو قصيدة أو أغنية أو حكاية أو نكتة مييناً‬ ‫ويساراً ويهتف عالياً ‪ :‬ياكرمي‪..‬‬ ‫قال لي الفنان محمد شهدى أن عم حبشى طلب وهو يرحل إلى‬ ‫الكرمي قبل عام تقريباً أن يبلغوني محبته ودعاءه‪.‬‬ ‫يحكى من شارك فى اجلنازة أن مطراً خفيفاً هطل في غير أوانه‬ ‫و‪،‬أن أعشاباً طرية نبتت في أيدي املشيعني‪.‬‬


‫‪54‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫ثقافة‬

‫في اصدارنا الرابع من اصدارات مجلة املستقل يطالعنا كتاب للدكتور مختار‬ ‫اجلدال بعنوان (أوراق تاريخية ـ بحوث ومقاالت في التاريخ الليبي) والذي‬ ‫احتوى سبعة عشر بحثا ومقالة في ‪ 200‬صفحة من القطع املتوسط‪.‬‬

‫سالم مصطفى‬

‫كتاب‬

‫أوراق تاريخية‬

‫بقعة ضوء على التفاصيل المهجورة‬

‫مهد الكاتب لكتابه مبقدمة حاول من خاللها‬ ‫ان يبني لنا الفرق بني كتابة التاريخ وكتابة‬ ‫االعمدة في الصحف اليومية مؤكدا على أن‬ ‫كتابة التاريخ حتتاج لصرامة البحث العلمي‬ ‫وال��ى احليادية واملوضوعية دون شطب أو‬ ‫ح��ذف أو انحياز لفترة زمنية معينة وقد‬ ‫حفلت املقدمة مبجموعة من املقوالت املهمة‬ ‫التي جتسد أهمية التاريخ وتدوينه حيث‬ ‫يقول على سبيل املثال‪ :‬التاريخ هو وحده‬ ‫الشاهد على ما يصنعه الرجال‪.‬‬ ‫وم��ن خ�لال االط�لاع على فهرس العناوين‬ ‫التي تضمنها الكتاب جند أن الكاتب قد‬ ‫ج�م��ع ف��ي ال �ك �ت��اب ال �ع��دي��د م��ن امل��واض�ي��ع‬ ‫املختلفة واملتباعدة عن بعضها االمر الذي‬ ‫سيجعلنا نتناول املقاالت والبحوث ال��واردة‬ ‫فيه كل منها بشكل منفصل‪.‬‬ ‫في مقالته األول���ى‪ :‬وال�ت��ي كانت عن‬ ‫«موقف صحيفة احلقيقة الليبية من احلرب‬ ‫العربية االسرائيلية يورخ لنا الكاتب موقف‬ ‫اح��د الصحف الليبية اخلاصة ـ احلقيقة‬ ‫ـ ف��ي فترة مهمة ف��ي ت��اري��خ االم��ة العربية‬ ‫م�ت��اب�ع�اً وراص�� ��داً مل��ا ن�ش��ر فيها موضحا‬ ‫موقفها الذي كان ينصب حول الدعوة لدعم‬ ‫القضية الفلسطينية مستشهد مبجموعة‬ ‫من الكتابات واملقاالت لبعض أهم الكتاب‬ ‫الذين كتبوا فيها مثل الصادق النيهوم ورشاد‬ ‫الهوني ول��م ينس الكاتب أن يفتتح مقالته‬ ‫بنبذة مختصرة عن تاريخ الصحافة في ليبيا‬ ‫ثم يتطرق ال��ي تأسيس صحيفة احلقيقة‬ ‫محل البحث‪ ..‬ويختتم أيضا بلمحة مختصرة‬ ‫عن إغالق الصحيفة وتوقفها عن الصدور‪.‬‬

‫املوضوع الثاني‪ :‬كان بحثا بعنوان تنظيم‬ ‫جت��ارة ال�ق��واف��ل ب��والي��ة طرابلس ال�غ��رب‪..‬‬ ‫ح �ي��ث اف �ت �ت��ح ب�ح�ث��ه ب�ت�م�ه�ي��د ع ��ن تشكل‬ ‫شبكات عديدة للمواصالت ومراكز جتارية‬ ‫ف��ي ال�ص�ح��راء الليبية وم� ��اوراء الصحراء‬ ‫الستقبال املنتجات واع��ادة تصديرها ملدن‬ ‫البحر املتوسط واستقبال املنتجات األوربية‬ ‫املوجهة الستهالك الصحراء حيث أوضح‬ ‫أهمية هذه الطرق وكيفية نشأتها وطبيعتها‬ ‫وطرق تزويدها باملاء واملؤن ليصل الى تنظيم‬ ‫القوافل التجارية وقيادتها واإلشراف عليها‬ ‫وال �ع�لاق��ة ب�ين ال�ت�ج��ار وامل��واط �ن�ين وبيوت‬ ‫التنسيق التجارية وال �ش��روط والضمانات‬

‫ال��واج��ب ت��واف��ره��ا ف��ي ق��ائ��د القافلة وقد‬ ‫دعم بحثه هذا بوثائق تاريخية‪.‬هي عبارة‬ ‫عن منوذج لسجالت القافلة التي يتم فيها‬ ‫تدوين البضائع ومراجعتها لضمان احلقوق‪،‬‬ ‫متطرقاً إلى أحجام القوافل وأج��ور النقل‬ ‫وخ �ط��وط ال�س�ي��ر وأس��ع��ار ت��أج�ي��ر وس��ائ��ل‬ ‫امل��واص�لات من احليوانات والتي ارتكزت‬ ‫أساسا على اجلمال والتي تطرق الكاتب في‬ ‫بحقه للحديث عن تاريخ اإلبل في الصحراء‬ ‫األفريقية ومتوين وغذاء رجال القافلة حتى‬ ‫يصل ال��ي مبحثه االخيرواملدعم بالعديد‬ ‫من الوثائق وهو (حماية القوافل التجارية)‬ ‫والتي ك��ان يقوم بها رج��ال القافلة أو تتم‬ ‫عن طريق تكليف بعض العائالت ومشايخ‬ ‫القبائل الصحراوية بهذه املهمة مستعرضا‬ ‫العديد من اخلطوات التي كانت تتخذ لتوفير‬ ‫احلماية املطلوبة وصوال الى االجراءات التي‬ ‫اتخذتها االدارة العثمانية في طرابلس الغرب‬ ‫لتوفير احلماية للقوافل التجارية وانشاء‬ ‫احملكمة التجارية املختلطة بطرابلس سنة‬ ‫‪ 1851‬وصدور قانون التجارة سنة ‪.1860‬‬ ‫امل���وض���وع ال��ث��ال��ث‪ :‬ال��ط��رق ال�ص��وف�ي��ة‬ ‫ومقاومة االستعمار‪ ..‬ويتناول فيه الكاتب‬ ‫الفترة من النصف الثاني من القرن التاسع‬ ‫عشر وب��داي��ة ال�ق��رن العشرين ب��ادئ��ا ب��دور‬ ‫احل��رك��ة ال�ص��وف�ي��ة ف��ي ان �ت �ش��ار االس�ل�ام‬ ‫ليدخل سريعا ل��دور ال��زواي��ا الصوفية في‬ ‫مواجهة حركة االستعمار الغربي في العديد‬ ‫من املناطق األفريقية مستعرضا الطرائق‬ ‫الصوفية بشئ من التفصيل بادئاً بالطريقة‬ ‫التيجانية في اجلزائر‪ ..‬ثم احلركة املهدية‬


‫في السودان واحلركة السنوسية في ليبيا‬ ‫والطريقة الصاحلية ف��ي ال �ص��وم��ال‪ ..‬إال‬ ‫أن الكاتب يعود وي�ف��رد مبحثا كامال في‬ ‫كتابه للحديث عن دور احلركة السنوسية‬ ‫في مقاومة االستعمارمتناوال العديد من‬ ‫الشخصيات املنتمية لها واملعارك واألدوار‪..‬‬ ‫وق��د نالت حركة اجل�ه��اد ض��د االستعمار‬ ‫االيطالي نصيباً وافراً في هذا املبحث‪.‬‬ ‫ويتضح لنا من مباحث الكتاب ان الكاتب‬ ‫مهتم ب��ال�ص��وف�ي��ة ح�ي��ث جن��د مبحثا عن‬ ‫املرابطية في مجتمع طرابلس الغرب في‬ ‫العهد القرمانلي ‪1711‬ـ ‪ 1835‬م فيتناول‬ ‫حتت هذا العنوان‪ ..‬أثر الثقافة الصوفية‬ ‫على مجتمع طرابلس الغرب ودور الفقهاء‬ ‫واألولياء فيها‪ ..‬والعالقة بينهم وبني األسرة‬ ‫القرمانلية لينتقل بعدها ملبحث اخ��ر عن‬ ‫جامع املجابرة ودوره في املشهد االجتماعي‬ ‫والسياسي والثقافي‪ ..‬ه��ذا اجلامع الذي‬ ‫يتوسط قرية القصبات مبدينة مسالتة التي‬ ‫كانت محطة مهمة على طريق قوافل احلج‬ ‫الشمالي وهي املدينة التي تزخر بالعديد من‬ ‫الزوايا واملقامات‪ ..‬غير ان دورها السياسي‬ ‫فقد تبلور في قيام املجاهد سليمان الباروني‬ ‫جلامع املجابرة ليعلن منه عن توليه السلطة‬ ‫في والية طرابلس وإعالن دولة طرابلس‪..‬‬ ‫كما أنه وبعد سنوات بسيطة عقد بجامع‬ ‫املجابرة اجتماع تاريخي ألعيان وزعماء‬ ‫ط��راب �ل��س ال��غ��رب وال � ��ذي مت ف �ي��ه اع�ل�ان‬ ‫اجلمهورية الطرابلسية وفي العام ‪1949‬‬ ‫وجه املرحوم بشير السعداوي دعوة لزعماء‬

‫منطقة طرابلس الغرب لعقد اجتماع بجامع‬ ‫امل�ج��اب��رة وال ��ذي تقرر فيه دم��ج االح��زاب‬ ‫والهيئات الوطنية حتت اسم املؤمتر الوطني‬ ‫برئاسة بشير السعداوي‪.‬‬ ‫لينتقل الكاتب بعدها الى مبحث اخر عن‬ ‫مدينة اخلمس وتأثيرها في تكوين شخصية‬ ‫الزعيم بشير السعداوي ‪ 1884‬ـ ‪1911‬م‪..‬‬ ‫وهي املدينة التي ولد بها السعداوي وعاش‬ ‫بها طفولته االولى والتقى فيها بالشخصيات‬ ‫املهمة ف��ي شبابه‪ ،‬درس بها وتعلم فنون‬ ‫الكتابة واللغة وكانت بها خطواته االولى في‬ ‫مجال الوظيفة احلكومية العثمانية ككاتب‬ ‫حت��ري��رات‪ ،‬فمفتشاً ع��ام �اً على األع�ش��ار‬ ‫ودوائ��ر النفوس ثم عني كاتباً أول ملجلس‬ ‫اإلدارات باخلمس ومديراً للتحريرات دون‬ ‫أن يغفل الكاتب إي��راد مبحث صغير عن‬ ‫بشير السعداوي كاتباً ومخرجاً مسرحياً‬ ‫حيث كتب وأخرج مسرحية نهضة اإلسالم‬ ‫سنة ‪ ،1916‬وفي هذا املبحث يتحدث لنا‬ ‫الكاتب عن نشأة وتطور احلركة املسرحية‬ ‫ف��ي ليبيا ويستعرض لنا أي �ض �اً ملخصاً‬ ‫ملسرحية نهضة اإلاس�لام‪ ..‬ويتبقى لنا من‬ ‫البحوث التاريخية الباحث املعنون (العالقة‬ ‫بني غدامس ومتبكتو ـ الرحالة االجنليزي‬ ‫الكسندر لينج منوذجا)‪.‬‬ ‫ويجدر بنا هنا أن نالحظ أن كل بحث من‬ ‫البحوث السابقة مذيل بالعديد من الهوامش‬ ‫التي تشرح أسماء األعالم ال��واردة فيه‪ ،‬مع‬ ‫ذك��ر للمراجع وامل �ص��ادر التي استعان بها‬ ‫ال�ك��ات��ب ف��ي بحثه مم��ا ي��دل ع�ل��ى ح��رص‬

‫الكاتب علي توخي املصداقية واحلقيقة‬ ‫وبحثه املكثف في املراجع التاريخية ليخرج‬ ‫لنا ببحوث علمية متنوعة ومختصرة ومفيدة‬ ‫لعديد من املواضيع والتي كما رأينا تختص‬ ‫بالشأن الليبي‪.‬‬ ‫اجل��زء الثاني من الكتاب ك��ان في مجمله‬ ‫ع �ب��ارة ع��ن م �ق��االت وق� ��راءات للكاتب في‬ ‫مجموعة من الكتب والصحف والوثائق والتي‬ ‫تظهرها عناوينها كما يلي‪:‬‬ ‫< قراءة في كتاب‪ ..‬اجلذور التاريخية للدولة‬ ‫احلديثة في ليبيا للدكتور املولدي األحمر‪.‬‬ ‫< قراءة في كتاب التراث واحلداثة للدكتور‬ ‫محمد عابد اجلابري‪.‬‬ ‫< حول الهوية مدخل كتاب صراع الهوية بني‬ ‫األنا واآلخر ملؤلفه سالم احلداد‪.‬‬ ‫< جريدة «أبوقشة» الهزلية جتسيد حلرية‬ ‫إصدار الصحافة‪.‬‬ ‫< من التاريخ‪ ..‬السيد كاروفلو حاكم جزيرة‬ ‫اوستيكا‪.‬‬ ‫< هل ميكن تزوير التاريخ؟!‪ ..‬وهي قراءة‬ ‫للكاتب ف��ي بحث للدكتور < قاسم عبده‬ ‫قاسم والتي حتمل نفس العنوان‪.‬‬ ‫ويختتم الكاتب كتابه بحوار أجراه مع األستاذ‬ ‫الدكتور الهادي مصطفى ابو لقمة والذي‬ ‫ترجم لنا أكثر من ‪ 20‬مؤلفاً في التاريخ‬ ‫واجلغرافيا‪ ..‬وق��د نشر احل��وار بصحيفة‬ ‫قورينا ‪.2008‬‬ ‫ختاما‪ ..‬ه��ذا الكتاب يعتبر إضافة هامة‬ ‫للمكتبة الليبية لكونه يسلط ال�ض��وء في‬ ‫العديد من فصوله وعناوينها على جزئيات‬ ‫وتفاصيل صغيرة تعتبر مهملة ومهجورة‬ ‫من التاريخ الليبي رغم ثأثيرها الكبير على‬ ‫املجتمع‪ ..‬وه��و ك�ت��اب ال يخلو م��ن فائدة‬ ‫للقارئ املختص واملهتم والباحث‪ ،‬وب��ه من‬ ‫املتعة الكثير ملن أراد أن يعود إلى تفاصيل‬ ‫تاريخية نكاد ننساها من حياتنا السياسية‬ ‫واالجتماعيةوالثقافية‪.‬‬


‫‪56‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫ثقافة‬

‫كنت دائم ًا ال أحبذ تصنيف الشعر أو األدب بشكل عام إلى شعر أو أدب نسوي في‬ ‫مقابل الشعر واألدب الرجالي‪ ،‬فالشعر يظل شعر ًا وحسب بغض النظر عن جنس‬ ‫قائله وكان بحثي دائم ًا عن األنثوية في الشعر وهذا ما دفعني هنا للكتابة عن شعر‬ ‫الشاعرة اإليرانية «فروخ الزمان فرخزاد» فما تكتبه هذه الشاعرة هو بحق شعر أنثوي‬ ‫صرف ال يصدر إال عن نفس أمنت بأنوثتها في مواجهة عالم من الذكورة الصرفة في‬ ‫رحلة بحث عن ذاتها وصو ً‬ ‫ال إلى الشخصية التي أرادتها لنفسها‪ .‬فقد رفضت فرخزاد‬ ‫في شعرها أن تخضع للتقليد الذي يسمح للرجال فقط بالبوح باملشاعر اخلاصة‬ ‫في الشعر‪ ،‬في حني أن الشاعرة تتكلم بصفتها امرأة‪ ،‬وتتكلم عن األحاسيس الشعرية‬ ‫للجنس النسائي‪ ،‬وتلغي احلواجز الطبقية بني الذكر واألنثى‪.‬‬

‫سالم العالم‬

‫سيدة الحداثة في الشعر الفارسي‬

‫فروغ فرخزاد‪ ..‬شاعرة‬ ‫يعني اسمها الضوء‬ ‫يظهر واضحاً ملن يدرس حياة وأشعار الكاتبة إحساسها الكبير ببيئتها‬ ‫ومجتمعها اإليراني خالل فترة حكم البهلويني (‪)1979 – 1926‬‬ ‫رفضها ومتردها على هذا املجتمع أنها من صنف الشعراء الذين ال‬ ‫ميكن لك فصل شعرهم عن سيرتهم الذاتية‪.‬‬ ‫يقول مايكل هلمان في كتابه «امرأة وحيدة» إن أحد األسباب التي‬ ‫تربط أشعار فرخزاد بسيرتها الذاتية والعالم من حولها – وهذا سبب‬ ‫آخر العتماد هذه األشعار على إنها وثائق لدراسة حياتها – يكمن‬ ‫في اعتبار فرخزاد الشعر رفيقا ومرآة‪ ،‬ووسيلة ملعرفة الذات‪ .‬أضف‬ ‫إلى هذا اعتقادها بأنها يجب أن حتيا وتنظم الشعر مبا أمكن لها من‬ ‫الصراحة وعدم النفاق‪ .‬وهذا‪ ،‬بالطبع‪ ،‬صبغ شعرها بنزعة أنثوية‬ ‫فريدة من حيث ارتباطه بوجهات نظرها واملضمون‪ ،‬وهذا شأن لم‬ ‫يسبقها إليه أحد في األدب الفارسي )بينما يقول( دل توركو )أستاذ‬ ‫اآلداب الشرقية بجامعة نابولي واملتخصص في الشعر الفارسي‬ ‫احلديث والذي ألف كتاباً عن حياة فروغ فرخزاد وأشعارها) أنها‬ ‫حينما كانت تكتب قصيدة كانت تستحضر كل جتارب القهر األنثوي‬ ‫وتستحضر كل قصص العشق وكل خطوط األلم وكل هذا يحتشد في‬ ‫إطار من الرومانتيكية العالية وأيضا تشعر انه حتت جلد القصيدة‬ ‫فورات محمومة جلسد ينبض بالثورة والعطاء»‬ ‫والشك أنه ال توجد شاعرة عانت من القمع واإلقصاء واالضطهاد‬ ‫واإلشاعات في حياتها وفازت باخللود بعد مماتها كالشاعرة اإليرانية‬ ‫ف��روخ ف��رخ��زاد والتي ول��دت في عائلة عسكرية في طهران سنة‬

‫‪ 1935‬ولها ستة أشقاء‪ ،‬واستكملت دراستها حتى الصف التاسع‪،‬‬ ‫وما أن بلغت الثالثة عشر من عمرها حتى كانت تقرض الشعر بشكل‬ ‫منتظم‪ ،‬وقد نحت معظم قصائدها و خالل تلك الفترة‪ ،‬منحى الغزل‬ ‫التقليدي‪ ،‬ولم تنشر مطلقاً‪.‬‬ ‫وقد دفعها عدم احلصول على محبة أبيها إلى اختيار زوج يكبرها‬ ‫بخمس عشرة عاما وإل��ى السعي إل��ى إنشاء ص��داق��ات وعالقات‬ ‫حميمة مع شخصيات أدبية مثل «نادر بور» وإلى إقامة عالقة طويلة‬ ‫األمد مع رجل يكبرها بثالثة عشر سنة‪ ،‬هذه العالقات كانت حتاول‬ ‫من خاللها البحث عن محبة األب وفهمه اللذين لم حتصل عليهما‬ ‫في املنزل‪ ،‬فالذي اختبرته هناك في منزل أبيها كان جتسيداً لعدوها‬ ‫الذي طاردها طوال حياتها وهو النظام األبوي اإليراني‪ .‬بعد أقل من‬ ‫عامني من زواجها حدث الطالق بينها وبني زوجها وحصل الزوج على‬ ‫حضانة االبن مما دفع فروخ إلكمال مسيرتها األدبية‪ .‬وفي هذا تقول‬ ‫فرخزاد عن نفسها‪:‬‬ ‫«أؤمن باني شاعرة في كل األوقات‪ .‬أن يكون املرء شاعراً يعني أن‬ ‫يكون إنساناً‪ .‬أعرف بعض الشعراء الذين ال متت تصرفاتهم اليومية‬ ‫إلى قصائدهم بصلة‪ .‬مبعنى أخر هم فقط شعراء عندما يكتبون‬ ‫الشعر»‪.‬‬ ‫«الشعر أمر جدي بالنسبة إلي‪ .‬انه مسئولية أحملها جتاه كينونتي‪ .‬هو‬ ‫نوع من اإلجابة اشعر أني مجبرة على إعطائها حلياتي‪ ..‬ال ابحث عن‬ ‫شيء في قصائدي‪ .‬بل اكتشف نفسي خالل قصائدي )وقد اجبرها‬


‫«عروس الشعر الفارسي القابعة بني‬ ‫احلب واملوت»‬ ‫د‪ .‬ماوريتسيو دل توركو (شاعر إيطالي)‬

‫«أرغب في تعليق قلبي على األغصان‬ ‫كفاكهة طازجة»‬

‫فروغ فرخزاد‬


‫‪58‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫ثقافة‬

‫صمودها في هذا املجال على التخلي عن كل أمر آخر تقريبا‪ :‬عن‬ ‫زوجها وابنها الوحيد ورضا عائلتها وبعض أصدقائها وسمعتها وراحة‬ ‫بالها)‪.‬‬ ‫في عام‪ 1955‬أصدرت أول ديوان لها بعنوان «األسيرة» واحتوى على‬ ‫‪ 44‬قصيدة‪ ،‬مما جذب االنتباه إليها والرفض من مجتمعها كمطلقة‬ ‫حتمل أفكار نسوية جدلية فتعرضت النهيار عصبي في عام ‪1955‬‬ ‫وأدخلت ملصحة نفسية‪ ،‬و تركت إيران إلى أوروبا في رحلة استغرقت‬ ‫‪ 9‬شهور في عام ‪ 1956‬وأصدرت مجموعتها الثانية في نفس العام‬ ‫حتت عنوان «اجل��دار» و أهدتها لزوجها السابق وفي العام‪1958‬‬ ‫أصدرت ديوانها الثالث بعنوان «عصيان» وقد جوبهت هذه الدواوين‬ ‫بالرفض واالستهجان من قبل القراء والنقاد في إيران وذلك ملا حتمله‬ ‫من جرأة وصراحة واحلديث عن اجلنس من وجهة نظر أنثوية‪ .‬كما‬ ‫كانت عصرانية فرخزاد عامال آخر في رفض القارئ لها هؤالء القراء‬ ‫الذين يعتبرون احلداثة في الشعر كهجوم على املعتقدات التقليدية‬ ‫وكفضيحة‪ .‬متاما كالفردانية في طريقة العيش‪.‬‬ ‫وحيث أن التعبير عن العالقات اجلنسية ال يتجلى في أي منحى‬ ‫من مناحي الشعر الفارسي خالل الفترة األخيرة‬ ‫ومحررة‪ ،‬وكان اثنان من هذه األف�لام وثائقيني‬ ‫مبثل الوضوح الذي يبني في شعر فرخزاد فقد‬ ‫قصيرين عن عادات املغازلة اإليرانية فض ً‬ ‫ال عن‬ ‫هاجمها اح��د النقاد ق��ائ�لا‪« :‬اعتبرت اآلنسة‬ ‫«مياه وحر «‪ 1961‬الذي صور احلر االجتماعي‬ ‫ف��رخ��زاد أن ح��ق احل��ري��ة اجلنسية ه��و احلق‬ ‫قصيدة‬ ‫تكتب‬ ‫عندما‬ ‫والصناعي املسبب للدوار في بيئة عبادان‪.‬‬ ‫األهم واألشد حيوية‪ ،‬على املرأة أن تطالبه من‬ ‫تستحضر جتارب القهر‬ ‫عرض حريق في خريف ‪ 1961‬والقى جناحا‬ ‫املجتمع‪ .‬من هذا املنطلق حاولت أن تؤلب النساء‬ ‫على الرجال مفترضة أن «مذبحة الرجال» سوف األنثوي وقصص العشق وكل كبيرا وفي الصيف ال��ذي تال العرض ساعدت‬ ‫فرخزاد في إنتاج فيلم بعنوان «البحر» وقد مثلت‬ ‫تنهي كل أنواع احلرمان االجتماعي للمرأة مما‬ ‫خطوط األلم‬ ‫فيه دوراً ولكن الفيلم لم ينته‪.‬‬ ‫سيؤدي إلى حترير النساء نهائياً‪ .‬لذلك فإن هذه‬ ‫وفي عام ‪ 1962‬سافرت فرخزاد مع ثالثة من‬ ‫الصراحة غير املنتظرة من ام��رأة في مجتمع صمودها الشعري أجبرها‬ ‫زم�لائ��ه إل��ى تبريز وص ��وروا خ�لال اثني عشر‬ ‫يتوقع احلشمة من نسائه هي التي سببت ردود‬ ‫على التخلي عن زوجها‬ ‫يوما «املنزل اس��ود» وهو وثائقي عن مستعمرة‬ ‫الفعل السلبية جتاهها‪ .‬فلقد اعتقد بعض النقاد‬ ‫والقراء‪ ،‬بجدية‪ .‬عندما ظهر ديوان األسيرة أن وابنها الوحيد ورضا عائلتها اجل��ذام املوجودة هناك وال��ذي فاز بجائزة في‬ ‫مهرجان «أوب�ي��ره��اوس��ن» غ��رب املانيا لألفالم‬ ‫مثل هذه األشعار ميكن أن تفسد املجتمع اإليراني‬ ‫وسمعتها وراحة بالها‬ ‫الوثائقية‪ .‬وفي نفس العام أنتجت فيلما وثائقيا‬ ‫واستمرت وجهة النظر هذه إلى الثمانينات حيث‬ ‫أخر لصالح دار نشر كيهان حول مظاهر إنتاج‬ ‫أوقفت السلطات الدينية الشيعية صاحب اكبر‬ ‫اجلرائد‪ ،‬وفي أواخر عام ‪ 1963‬مثلث فرخزاد‬ ‫دار نشر في طهران في ‪ 1981‬واتهمته بجرمية‬ ‫دور «الربيبة» في النسخة الفارسية ملسرحية‬ ‫نشر أعمال فروغ فرخزاد‪.‬‬ ‫«لويجي بيرانديللو» ست شخصيات في بحث‬ ‫وقد كان رد فروغ فرخزاد على منتقديها‪:‬‬ ‫عن الكاتب «وقد حققت املسرحية جناحا باهرا لم يسبق له مثيل‪،‬‬ ‫«أنا اعرف أنني لم أجنز عمال خارقا‪ .‬رمبا ألن امرأة ما قبلي لم تبادر‬ ‫كما أسست مع آخرين مشروع نشر جديد اسمه «جوانه» بهدف نشر‬ ‫إلى فك أغالل القيود التي كبلت أيدي النساء وأرجلهن‪ .‬وألنني فعلت‬ ‫خمس كتب كل شهر‪ ،‬وساهمت في تأسيس مجلة جديدة اسمها‬ ‫هذا للمرة األولى‪ ،‬ارتفعت ‪ -‬رمبا ‪ -‬جلبة كل هذه الضوضاء حولي»‪.‬‬ ‫«هنر»‪ ..‬وكان أكثر مشاريعها إثارة حتضيرها للقيام بالدور الرئيس‬ ‫ولكن رغم ذلك متكنت فروغ على الرغم من كل الصعوبات ومن دون‬ ‫في النسخة الطهرانية ملسرحية برنارد شو سانت جون التي كانت‬ ‫أي توجيه ومحاطة بنظراء ونقاد وقراء مصرين على حتطيمها‪ ،‬من‬ ‫فروغ تعمل عل ترجمتها للفارسية حيث كانت املسرحية في مجملها‬ ‫اإلقالع والطيران والتحليق عاليا ومن أن تكون طيرا بذاتها في إيران‬ ‫نقدا للنظام امللكي وللمؤسسات الدينية وكانت النسخة الفارسية منها‬ ‫أيامها هي‪ .‬عندما كان عدد قليل من األشخاص قادرين على الطيران‬ ‫تشكل استفزازا قويا في طهران في العام ‪ 1967‬فض ً‬ ‫ال عن ذلك‬ ‫أو جريئني إلى حد املخاطرة بالطيران‪.‬‬ ‫كانت املواضيع املتعلقة بالتمييز على أساس اجلنس واملعايير املزدوجة‬ ‫في العام ‪ 1959‬سافرت فرخزاد إلى اجنلترا لدراسة إنتاج األفالم‬ ‫وما شابه ذلك مما تطرقت إليها املسرحية تشكل حتديا للمثقفني‬ ‫واإلجنليزية‪ .‬عند عودتها إل��ى إي��ران خاضت جتربتها األول��ى في‬ ‫احلكوميني وغير احلكوميني على حد سواء‪ .‬هذه املشاريع واألنشطة‬ ‫تصوير األفالم الوثائقية وبدأت بتحرير فيلم بعنوان «حريق» وفي‬ ‫التي انخرطت فيها الشاعرة وهذه الضجة الكبيرة التي كانت تثار‬ ‫السنة ذاتها قامت برحلة إلى خوزستان وأصبحت منذ ذاك ناشطة في‬ ‫حول شعرها وحياتها دفعت مبنظمة اليونيسكو في عام ‪ 1963‬إلى‬ ‫مجال األفالم ممثلة في بعض األحيان‪ ،‬منتجة في أخرى‪ ،‬ومساعدة‬


‫النساء اإليرانيات الالتي جرى ت��داول شعرهن‬ ‫إصدار فيلم عنها مدته ‪ 30‬دقيقة‪.‬‬ ‫منذ ما يقارب ‪ 3000‬سنة‪ ،‬توج هذا االهتمام‬ ‫وف��ي ال �ع��ام ‪ 1964‬أص� ��درت دي��وان �ه��ا ال��راب��ع‬ ‫بها وبشعرها بتكرميها في خريف ‪ 1968‬خالل‬ ‫«ميالد آخر» والذي كان عالمة في تاريخ‬ ‫لشعر حتت جلد القصيدة فورات‬ ‫أمسيات الشعر الشهيرة التي كانت تنظمها مجلة‬ ‫احلديث في إي��ران‪ ،‬والذي ميثل مرحلة النضج‬ ‫«كوشه»‪ .‬في ذكري مرور أربعني عاما علي وفاتها‬ ‫في شعرها والقى هذا الديوان قبوالً أفضل من‬ ‫محمومة جلسد ينبض‬ ‫أقام قسم الدراسات الشرقية في جامعة نابولي‬ ‫سابقاته في األوس��اط الثقافية اإليرانية ولدى‬ ‫بالثورة والعطاء‬ ‫احتفاال كبيراً ومتميزاً حيث دارت فيه النقاشات‬ ‫القراء حيث خرجت في هذا الديوان عن األوزان‬ ‫لفترة طويلة عن فروغ فرخزاد كما القي شعراء‬ ‫والتراكيب التقليدية في الشعر اإليراني‪.‬‬ ‫وفي متكنت فرخزاد من وضع‬ ‫ايطاليون قصائدها علي جموع احلاضرين ومت‬ ‫مجمل قصائدها متكنت فروغ فرخزاد من وضع‬ ‫أسس «الثقافة األنثوية» في الشعر الفارسي‪ .‬أسس الثقافة األنثوية في‬ ‫عرض نسخة نادرة من فيلم «البيت أسود»‬ ‫وفي احلقيقة لقد أدخلت فرخزاد نوعاً أدبياً‬ ‫اآلن ‪ 90%‬من شعر هذه األديبة العظيمة مترجم‬ ‫الشعر الفارسي وأدخلت‬ ‫لإليطالية وشعرها يدرس كجزء من منهج كبير‬ ‫مختلفاً وجب على الشعراء اإليرانيني بعدها أن‬ ‫نوع ًا أدبي ًا مختلف ًا‬ ‫عن الشعر الفارسي احلديث بل واألكثر من ذلك‬ ‫يتعاملوا معه‪ .‬فمن بني نظرائها الشعراء‪ ،‬وحدها‬ ‫أن القناة اإليطالية الثالثة راي تري تسعي إلنتاج‬ ‫فروغ فرخزاد كانت تدفع بقصائد جديدة ورؤى‬ ‫فيلم تسجيلي مدته ‪ 50‬دقيقة عن حياة فروغ‬ ‫جديدة‪ .‬وذلك لسببني‪ ،‬أوال‪ ،‬لم تكن أبداً قاطعة‬ ‫فرخزاد يقوم بكتابته واإلعداد له ماركو دل توركو‪.‬‬ ‫في التزامها املواضيع االجتماعية حيث كانت‬ ‫في نهاية هذا امللخص لسيرة الشاعرة الذاتية‬ ‫تسمح لقصائدها بان تكتب نهاياتها اخلاصة ولم‬ ‫ال يسعني إال أن اختم ببعض مما كتبته د‪ .‬زبيدة‬ ‫تكن تدمغها بنهايات إيديولوجية معدة مسبقا‪.‬‬ ‫أشكناني في تقدميها لكتاب « ام��رأة وحيدة «‬ ‫كانت األديبة احلديثة احلقيقية الوحيدة بينهم‪،‬‬ ‫عن الشاعرة‪:‬‬ ‫مع الـ»أنا» الصريحة والذاتية والفردية اخلاصة‬ ‫«ع��اش��ت ف ��روغ ف��رخ��زاد فقط اث�ن�ين وث�لاث��ون‬ ‫بها‪.‬‬ ‫ع��ام �اً ومل ��ن ف��ي ح�ي��اه��ا ال�ق�ص�ي��رة ه ��ذه كتبت‬ ‫وم��ن امل�ل�ف��ت للنظر ه�ن��ا أن ع�ن��وان�ين دواوي ��ن‬ ‫الشعر وعملت ف��ي السينما وامل �س��رح وأتقنت‬ ‫الشاعرة كانت تعبيراً حقيقاً عن مراحل حياتها‬ ‫فنون الرسم واخلياطة والتصميم وأبدعت في‬ ‫فمن « األس�ي��رة « في ظل السلطة والسيطرة‬ ‫كل هذه النواحي‪ ،‬ولكنها خلدت بسبب الشعر‬ ‫األبوية إلى « اجلدار» القاسي من التقاليد الذي‬ ‫الذي اعتبرته حياتها فكانت صادقة متمردة في‬ ‫كبلت حريتها إل��ى «ال�ث��ورة» على كل ه��ذه القيم‬ ‫شعرها مثل صدقها ومتردها في حياتها‪ ،‬وكان‬ ‫البالية لتولد الشاعرة من جديد في « ميالد آخر»‬ ‫نصيبها من كل ذلك النبذ‪ ،‬فلم تنتقد أي شاعرة‬ ‫وفي السنوات األخيرة من حياتها كانت فروغ‬ ‫مثلها بسبب شعرها الذي اعتبر حينها مخالفاً‬ ‫شعلة من احليوية والنشاط والشخصية األكثر‬ ‫لألخالق ومناقضا للقيم‪.‬‬ ‫إث��ارة للجدل والنجمة األك�ث��ر ب ��روزاً ف��ي احلياة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بعد مرور أكثر من أربعني عاما على وفاتها تصر منذ فترة مجموعات‬ ‫الثقافية اإليرانية كانت بحق وكما بعني أسمها ضوءا أضاء سماء في‬ ‫من النساء والرجال على التجمع عند قبر ف��روغ في مقبرة ظهير‬ ‫سماء مظلمة (فروغ بالفارسية تعني الضوء)‪.‬‬ ‫الدولة في طهران كل سنة في اخلامس عشر من شهر فبراير لتشعل‬ ‫في ‪ 14‬فبراير ‪ 1967‬توفت فروغ في حادث سيارة عن عمر يناهز‬ ‫الشموع وتقرأ بعض قصائدها وتتذكر في طقس فبراير البارد املرأة‬ ‫الثانية والثالثني وحيث أنها ط��وال حياتها لم حتصل على مباركة‬ ‫التي كتبت منذ أكثر أربعني عاما لنؤمن ببداية فصل البرد‪ .‬ثم يتركها‬ ‫البالط والسياسيني ولم حتصل على مباركة رجال الدين فلم يقبل‬ ‫اجلميع‪ ..‬امرأة وحيدة «‪.‬‬ ‫أحد عند موتها أن يؤم الصالة في جنازتها مما دفع األديب والناقد‬ ‫‪..........................................................................................‬‬ ‫مهرداد صمدي إلى القيام بذلك‪.‬‬ ‫املصادر‪:‬‬ ‫و بعد وفاتها نشر لها ديوان بعنوان «لنؤمن ببداية فصل البرد» ويعد‬ ‫من أقوى الدواوين في الشعر الفارسي احلديث‪.‬‬ ‫‪ -1‬ام��رأة وحيدة‪ ..‬فروغ فرخزاد وأشعارها‪ ،‬تأليف‪ :‬مايكل هلمان‪،‬‬ ‫ترجمة‪ :‬بولس س��روع‪ ،‬مراجعة‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬فكتور الكك‪ ،‬العدد ‪ 368‬من‬ ‫في الذكرى األولى لوفاتها وفي األعوام التي تلتها حتى انتهاء عهد‬ ‫سلسلة إبداعات عاملية منشورات املجلس الوطني للثقافة والفنون‬ ‫بهلوي ام �ت�لأت الصحف وامل �ج�لات اإلي��ران �ي��ة مب �ق��االت تستذكر‬ ‫واآلداب –الكويت‪.‬‬ ‫ف��رخ��زاد‪ .‬إن ه��ذا الكم من الكتابات والنقد األدب��ي ال��ذي خصص‬ ‫‪ -2‬موقع الشاعرة على اإلنترنت‪.‬‬ ‫لها في السنوات التي تلت وفاتها لرمبا جعل منها واح��دة من أكثر‬ ‫‪ -3‬مجموعة مقاالت بالعربية عن الشاعرة‪.‬‬


‫‪60‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫حوار‬

‫جدي الغزال ‪ ..‬أم الضفاير ‪ ..‬تقاوت ناره ‪ ..‬حكى بكاني اليوم صاحبي ‪ ..‬وغيرها العديد من األعمال‬ ‫الغنائية التي ال تزال محفورة في ذاكرة اجلمهور الليبي بصوت الفنان القدير «محمد السليني» أحد‬ ‫أبناء املدرسة الغنائية احلقيقية في ليبيا‪ ،‬والذي بدأ مشواره الفني مطلع الستينيات من خالل أحد‬ ‫البرامج الفنية املعنية باكتشاف املواهب واألص��وات الغنائية التي رمبا تساهم في انتشار األغنية‬ ‫الليبية خصوص ًا في تلك الفترة‪ ،‬حيث كان برنامج «ركن أملواهب» بداية انطالق السليني وهو في‬ ‫السادسة عشر من عمره مبباركة من الفنان املرحوم «كاظم ندمي»‪.‬‬ ‫عمل في املجموعة الصوتية خلف الفنان «حسن عريبي» بقيادة «عبداللطيف حويل» ملدة أربع سنوات‪،‬‬ ‫وكانت مبثابة التدريبات على الصوت وكيفية التعامل والوقوف على املسرح‪ ،‬وهي الفترة التي لم ُيسمح‬ ‫له فيها بغناء األعمال االجتماعية والوطنية لصغر سنه‪ ،‬ولكن بعد تشجيع الكثيرين وإعجابهم بصوت‬ ‫السيليني أستطاع االنطالق بني زمالئه ليقنع اجلميع بأنه فنان ومن األصوات املتميزة‪.‬‬ ‫الفنان «محمد السليني» اليزال يتلقى العالج بإحدى املستشفيات االملانية وكان لنا هذا احلوار البسيط‬ ‫معه نظر ًا حلالته الصحية غير املستقرة ‪ ..‬أردنا أن ال نطيل عليه باألسئلة حتى ال نرهقه‬

‫حوار ‪ :‬علي خويلد‬

‫محمد السليني صاحب أجمل صوت يصارع‬ ‫المرض ويؤكد للمستقل‪:‬‬

‫الغناء للوطن‪..‬‬ ‫وليس لألشخاص!‬ ‫امل����س����ت����ق����ل‪ :‬ل�����و رج����ع����ن����ا ل��ف��ت��رة‬ ‫الستينيات وبالتحديد لبرنامج‬ ‫«ركن املواهب» ماذا حتمل ذاكرتك‬ ‫عن تلك السنوات ؟‬ ‫السليني‪ :‬رغم مرور أكثر من ‪ 52‬سنة‬ ‫على تلك الفترة إال أنها ال تزال محفورة‬ ‫في ذاكرتي بكل حذافيرها خصوصاً أنها‬ ‫ك��ان��ت ب��داي�ت��ي ف��ي م�ج��ال ال�ف��ن وال�ط��رب‬

‫م��ن خ�لال برنامج «رك��ن امل��واه��ب» ال��ذي‬ ‫ك��ان بنفس فكرة البرامج احلديثة التي‬ ‫تعرض اآلن على الفضائيات واخلاصة‬ ‫ب��اك�ت�ش��اف امل ��واه ��ب‪ ,‬وك ��ان م��ا ب�ين سنة‬ ‫‪ 1962‬إلى ‪ 1966‬برعاية الفنان القدير‬ ‫رحمه الله «كاظم ن��دمي»‪ ,‬وك��ان عمري ال‬ ‫ي�ت�ج��اوز ال �س��ادس��ة ع�ش��ر‪ ,‬وك�ن��ت سعيداً‬ ‫جداً مبشاركتي‪ ,‬وتلك حلظات لن انساها‬

‫طوال حياتي رغم خوفي الشديد من عدم‬ ‫قبولي إال انني تقدمت وكنت مقنعاً للجنة‬ ‫التحكيم‪.‬‬ ‫امل��س��ت��ق��ل‪ :‬ب��ع��د ح��ص��ول��ك إج����ازة‬ ‫بالغناء قضيت ‪ 4‬س��ن��وات ك��ورال‬ ‫خلف الفنان حسن عريبي‪ ,‬فهل‬ ‫ه��ذا إلع��ط��اء نفسك ف��رص��ة أكثر‬ ‫للتدريب أم صغر سنك جعل‬



‫‪62‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫حوار‬


‫البعض يرفض ظهورك؟‬ ‫السليني‪ :‬نعم حتصلت على إجازة الغناء‬ ‫من قِ بل امل��رح��وم كاظم ن��دمي ولكن صغر‬ ‫سني وصوتي في ذلك الوقت ال يجيز لي‬ ‫أداء االغاني االجتماعية والوطنية‪ ,‬وبقيت‬ ‫ف �ت��رة ال ب��أس ب�ه��ا ك� ��ورال خ�ل��ف امل��رح��وم‬ ‫«حسن عريبي» أنا ومجموعة من الزمالء‬ ‫وكنت أصغرهم س�ن�اً‪ ,‬وق��د استفدنا من‬ ‫امل��دة التي قضيناها ف��ي التدريبات على‬ ‫ن��وب��ات امل��ال��وف وامل��وش �ح��ات‪ ،‬وق��د أفادنا‬ ‫األستاذ حسن عريبي لفترة جتاوزت ثمان‬ ‫سنوات‪ ،‬وم��ن هنا تكفل كاظم رحمه الله‬ ‫بتأهيلي طيلة تلك الفترة وتقدمت بعدها‬ ‫لتسجيل عمل غنائي عن األم من أحلان‬ ‫االستاذ كاظم ومتت املوافقة باإلجماع من‬ ‫ط��رف اللجنة شريطة أن أغني األعمال‬ ‫االجتماعية فقط حتى أبلغ الثامنة عشرة‪،‬‬ ‫ومن هنا كانت انطالقتي مبباركة أستاذي‬ ‫القدير املرحوم كاظم ندمي‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬رح��ل��ة نغم ‪ ..‬ي��ق��ال بأن‬ ‫فكرتها ك��ان��ت ثالثية بينك وبني‬ ‫م��ح��م��د ح���س���ن وف���ض���ل امل���ب���روك‬ ‫وجنح العمل ً‬ ‫وطبع منه ‪ 6‬طبعات‬ ‫ول���م ي��ت��ق��اض أح���د دره���م��� ًا س��واك‬ ‫باعتبارك املنتج املنفذ‪ ،‬فأين كان‬ ‫اخلالف مع االخرين؟‬ ‫السليني‪ :‬للتصحيح طبعت رحلة نغم‬ ‫‪ 8‬طبعات‪ ,‬والطبعة االول��ى كانت حوالي‬ ‫‪« 375000‬ثالثمائة وخمسة وسبعون ألف‬ ‫نسخة»‪ ،‬أما باقي الطبعات فليس لدي بها‬ ‫علم أو كم كان عدد النسخ‪ ،‬وعن نفسي لم‬ ‫أتقاض مليماً واح��داً باستثناء ‪ 500‬دينار‬ ‫كانت حتت احلساب ألن وقتها كنت مقب ً‬ ‫ال‬ ‫على الزواج‪ ،‬وبعدها طلبت من محمد حسن‬ ‫بقية حسابي قال لي حرفياً (حسابك عند‬ ‫ح��ام��د ال�ف��زان��ي) وه��و الشريك ف��ي إنتاج‬ ‫العمل‪ ،‬فقلت ل��ه أن��ا ال أع��رف حامد وال‬

‫«ركن املواهب» كان بدايتي‬ ‫قبل نصف قرن ‪ ..‬وكاظم ندمي‬ ‫منحني إجازة بالغناء‬ ‫فترة التدريبات على نوبات‬ ‫املالوف واملوشحات مع حسن‬ ‫عريبي جتاوزت ثمان سنوات ‪..‬‬ ‫لكنها صقلت صوتي‬ ‫غنيت عن األم من أحلان‬ ‫َ‬ ‫يتخط‬ ‫كاظم ندمي وعمري لم‬ ‫السادسة عشر‬ ‫لم أتقاض مليم ًا واحدا عن‬ ‫رحلة نغم باستثناء ‪500‬‬ ‫دينار ًا كانت حتت احلساب‬ ‫ولغرض الزواج‬ ‫كل املشاركني في ملحمة‬ ‫رحلة نغم لم يتقاضوا إال‬ ‫الفتات ‪ ..‬وأسألوا لطفي‬ ‫العارف عن ذلك‬ ‫لدينا أكثر من عشرين موروث ًا‬ ‫غنائي ًا ‪ ..‬وكل غناء له طقوسه‬ ‫وإيقاعاته وأنغامه املتميزة‬

‫تربطني ب��ه صلة أو ص��داق��ة وح�ض��وري‬ ‫إلى اثينا كان باتفاق معك‪ ،‬ولألسف إلى‬ ‫هذا اليوم لم استلم منه ديناراً واحداً‪ ،‬وال‬ ‫أريد أن ادخل في التفاصيل أكثر ألني كلما‬ ‫اتذكر ما حصل أتألم لذلك‪ ،‬فلم أتوقع أن‬ ‫يصدر كل هذا من محمد حسن وليس لدي‬ ‫ما أقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل ‪..‬‬ ‫وللتوضيح بأن كل املشاركني معي في رحلة‬ ‫نغم ل��م يتقاضوا إال ال�ف�ت��ات‪ ،‬ول��و سألتم‬ ‫األستاذ لطفي العارف سيعطيكم الصورة‬ ‫كاملة عن املوضوع‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬أجرت معك صحيفة كل‬ ‫الفنون سنة ‪ 2010‬حوار ًا قلت فيه‬ ‫بأنك ضد اخليمة‪ ،‬لكنك باملقابل‬ ‫غنيت ف��ي تلك اخل��ي��م��ة « ف��ارس‬ ‫واخليل كحيلة « بعد خروجك من‬ ‫السجن؟‬ ‫السليني‪ :‬أن��ا ال أدري م��ن أي��ن وكيف‬ ‫ج ��اءت ف�ك��رة اخليمة الغنائية‪ ،‬حيث أن‬ ‫اخليمة كانت في السابق تتنقل معنا من‬ ‫مكان إل��ى اخ��ر بحثاً ع��ن احل�ي��اة وتتمثل‬ ‫باملاء وما تتطلبه أساليب املعيشة كالرعي‬ ‫واحل� ��رث وغ�ي��ره��ا م��ن متطلبات احل�ي��اة‬ ‫اليومية ‪ ..‬وهل تعلمون بأن لدينا أكثر من‬ ‫عشرين موروث غنائي‪ ،‬وكل غناء له طقوسه‬ ‫وإيقاعاته ونغمته املعينة‪ ،‬فأي خيمة غنائية‬ ‫التي يتحدثون عنها عندما حتشر بداخلها‬ ‫وب�ع�ن��اد ف��رق��ة م��ال��وف كاملة ال �ع��دد يفوق‬ ‫األربعني عازفاً مع الكورال واملؤديني وتغني‬ ‫نوبة مالوف مثل «نعس احلبيب» أو فرقة‬ ‫من اجلفرة تقدم عروضاً غنائية جفراوية‪،‬‬ ‫فهذه معادلة أعتقد غير مقبولة‪.‬‬ ‫أما فيما يخص غنائي عمل «فارس واخليل‬ ‫كحيلة» أنا أحمد الله الذي أعطاني حياة‬ ‫أخ ��رى بعد خ��روج��ي م��ن ال�س�ج��ن‪ ،‬وه��ذه‬ ‫القصة رمبا حتتاج إلى عشرات الصفحات‬ ‫لسردها بالتفصيل وأنا لست مهيئىا‬


‫‪64‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫حوار‬

‫صحياً ونفسياً للحديث عنها‪ ،‬والتمسو‬ ‫ل��ي ال �ع��ذرف��ي ذل ��ك ‪ ،‬ف�ه�ن��اك ال�ك�ث�ي��ر من‬ ‫الظلم وسيأتي الوقت الذي اصرح فيه بكل‬ ‫التفاصيل ‪.‬‬ ‫امل��س��ت��ق��ل‪ :‬ت��ب��ن��ي��ت ط��ف��ل��ة م���ن دار‬ ‫الرعاية‪ ،‬فهل وج��دت فيها عوض ًا‬ ‫عن اخللفة؟‬ ‫السليني‪ :‬بذلت قصارى جهدي من أجل‬ ‫ان يرزقني الله بطفل لكي تفرح والدتي‬ ‫به‪ ،‬وهذا ما أمتناه دائماً‪ ،‬أما أنا فقناعتي‬ ‫أن الله ي��رزق من يشاء وه��ذا موضوع له‬ ‫عالقة ب���اإلرادة الرحمانية وح�م��دت الله‬

‫على ذلك‪ ،‬وهذه أحكام اخلالق وال جدال‬ ‫ف �ي �ه��ا‪ ،‬واحل �م��دل �ل��ه ل��م أض ��ع ال��وق��ت في‬ ‫إضافة الطفلة «غفران» إلى كتيب العائلة‪،‬‬ ‫علي حياتي بسعادة ل��م أكن‬ ‫فهي م�لأت ّ‬ ‫أتصورها‪ ،‬واشعر بأنها عوضتني عن كل‬ ‫السنوات التي انتظرت فيها بأن يرزقني‬ ‫الله بطفل يكون جزءاً من حياتي وسعادتي‪,‬‬ ‫وانا سعيداً جداً بها ومعها واعتبرها هدية‬ ‫من الله وهبها لي وأمتنى أن أسعدها وأوفر‬ ‫لها كل ما حتتاجه وأفرح بها‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬برأيك أيهم ك��ان االوف��ر‬ ‫حظ ًا بني االج��ي��ال الثالثة‪ ،‬سالم‬

‫قدري وكاظم ندمي ومحمد رشيد‬ ‫وج��ي��ل محمد السيليني أم زمن‬ ‫اجللسة الغنائية؟‬ ‫السليني‪ :‬ال ش��ك ب��أن احل��رك��ة الفنية‬ ‫أخ ��ذت نصيبها م��ن ال�ت��دم�ي��ر ع�ل��ى م��دى‬ ‫األربعني عاماً‪ ،‬ولعل خير دليل ما نشاهده‬ ‫أم��ام �ن��ا وه���و وض���ع ال �ف �ن��ان ال�ل�ي�ب��ي وم��ا‬ ‫يعانيه من إحباطات وع��دم حصوله على‬ ‫أبسط املقومات اخلاصة به كفنان‪ ,‬وهذا‬ ‫اإلح �ب��اط ل��م ي�ك��ن للفنان ف�ق��ط ب��ل ط��ال‬ ‫أيضاً الرياضي والطبيب واملعلم واملهندس‬ ‫وغ�ي��ره��م م��ن امل�ب��دع�ين واالس ��ات ��ذة‪ ،‬فكل‬


‫األجيال من الفنانني م��رت بطرق شائكة‬ ‫وعثرات أراد منها النظام السابق حتطيم‬ ‫وكسر آمالها والقضاء على شيء اسمه فن‬ ‫في ليبيا‪ ،‬وألن النجومية لم تكن مرغوبة في‬ ‫السابق إال للنجم األول على غرار الرياضي‬ ‫األول والفنان األول واملعلم األول وغيرها‬ ‫من ألقاب األوائل التي كان يحلم بها وانتهت‬ ‫بإرادة واحدة وهي إرادة الشعب واحلمدلله‪،‬‬ ‫فهناك العديد من الفنانني منهم من مات‬ ‫ب��امل��رض أو بالتهميش أو ب �ع��دم تقدمي‬ ‫املساعدة له‪ ،‬وبعد فترة سوف لن نستطيع‬ ‫حتى انقاذ ما ميكن إنقاذه‪ ،‬ونتمنى للفنان‬ ‫الليبي أن يكون في أحسن حال بعد ثورة‬ ‫‪ 17‬فبراير‪ ,‬والميكنني أن اج��زم مبن كان‬ ‫األوفر حظاً بني كل األجيال ألن لكل جيل‬ ‫عثرات ومطبات وقع فيها س��واء بالقصد‬ ‫او بغيره‪.‬‬ ‫امل��س��ت��ق��ل‪ :‬ه���ل تعتقد ب���أن جن��اح‬ ‫أغانيك مثل أم الضفائر وج��دي‬ ‫ال���غ���زال وم���ن امل���غ���رب ت��ق��وى ن���اره‬ ‫وغ��ي��ره��ا ك���ان وراءه ع��م��ق الكلمة‬ ‫وص��دق��ه��ا ام ملستمع ي��ع��ي معنى‬ ‫الفن؟‬ ‫السليني‪ :‬الشعب الليبي قادر على تقييم‬ ‫من يغني بصدق‪ ،‬وما يُغنى من القلب يصل‬ ‫إلى القلب‪ ،‬وغنينا للقذافي جميعاً عندما‬ ‫كنا مخدوعني ف�ي��ه‪ ،‬ول�ك��ن بعد ث��ورة ‪17‬‬ ‫فبراير لم يعد هناك من يخدعنا وسوف‬ ‫لن يستطيع‪ ،‬واعتقد بأن جناح األغاني كان‬ ‫لعدة أسباب منها الذوق واإلحساس الفني‬ ‫الذي يتمتع به ويشعر به املواطن الليبي‪ ،‬إلى‬ ‫جانب الكلمة الصادقة واملعبرة في العمل‬ ‫الغنائي ه��ي م��ا جتعله يالقي استحسان‬ ‫الناس‪ ،‬فالكلمة القوية ال متوت ابداً‪.‬‬ ‫اما عن الشباب اجلديد فعليهم االلتحاق‬ ‫بنا م��ن أج��ل ب�ن��اء ليبيا‪ ،‬وأن��ا ع��ن نفسي‬ ‫خصوصاً أح��اول دائماً أن اُسخر لهم كل‬

‫أي خيمة غنائية يتحدثون‬ ‫عنها ‪ ..‬عندما حتشر داخلها‬ ‫أربعني عازفا مع الكورال‬ ‫واملؤديني !!!‬ ‫لست مهيئ ًا صحي ًا ونفسي ًا‬ ‫للحديث عن أغنية «فارس‬ ‫واخليل كحيلة»‬ ‫الطفلة «غفران» هدية من الله‬ ‫‪ ..‬ولم أضع الوقت في إضافتها‬ ‫لكتيب العائلة‬ ‫احلركة الفنية أخذت‬ ‫نصيبها من التدمير على‬ ‫مدى أربعني عام ًا‬ ‫الشعب الليبي قادر على تقييم‬ ‫من يغني بصدق ‪ ..‬والكلمة‬ ‫القوية ال متوت أبد ًا‬ ‫جلنا غنى للقذافي ‪ ..‬وكنا‬ ‫مخذوعني فيه ‪ ..‬وفي أقواله‬ ‫ونظرياته البائسة‬ ‫بناء الفنان جزء من بناء‬ ‫الوطن‬

‫االمكانيات ملساعدتهم حتى يتمكنوا من‬ ‫تقدمي األفضل دائماً‪ ,‬فبناء الفنان جزء من‬ ‫بناء الوطن‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬ه��ل نعتبر ك��ل م��ن غنى‬ ‫للقذافي أوغنى لثورة فبراير كان‬ ‫ف��ي غنائه يتماشي م��ع مجريات‬ ‫الفترة أم أنه كان في حالة تعبير‬ ‫شخصية؟‬ ‫السليني‪ :‬مثلما قلت قبل قليل ُجلنا‬ ‫غنى للقذافي في فترة من الفترات وكنا‬ ‫م �خ��دوع�ين ف�ي��ه وف ��ي أق ��وال ��ه ون�ظ��ري��ات��ه‬ ‫البائسة التي استطاع م��ن خاللها خ��داع‬ ‫الشعب الليبي بكافة شرائحه‪ ،‬ولكن بعدما‬ ‫زالت الغيوم وسطعت شمس احلرية ظهرت‬ ‫احلقيقة التي كانت غائبة عن كل الليبيني‪،‬‬ ‫والغناء للوطن فقط وليس للشخوص‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬من الذي وجده السليني‬ ‫األق����رب إل��ي��ه خ��ص��وص � ًا ف��ي فترة‬ ‫مرضه؟‬ ‫السليني‪ :‬حتية ح��ب وتقدير مني إلى‬ ‫كل الزمالء واألص��دق��اء الفنانني وال ُكتاب‬ ‫واألدباء الذين أشكرهم على تواصلهم معي‬ ‫طيلة ف�ت��رة ع�لاج��ي وه��ذا ليس بالغريب‬ ‫عنهم فهم دائ�م�اً أصحاب واج��ب ورج��ال‬ ‫في احملن‪.‬‬ ‫املستقل ‪ -‬مباذا تود أن تختم هذا‬ ‫احلوار؟‬ ‫السليني‪ :‬أختمه بكلمة شكر وتقدير ملجلة‬ ‫املستقل وأمتنى ان تكون منبراً إعالمياً‬ ‫ح��راً وص��ادق�اً وتقدم مافيه خير للوطن‪,‬‬ ‫وأشكركم على هذا احل��وار الذي رفع من‬ ‫معنوياتي إلى درجة عالية جداً خصوصاً‬ ‫في هذه الفترة‪ ،‬وهذا موقف يُحسب لكل‬ ‫الصحفيني والفنيني فيها‪ ،‬وأشكركم مرة‬ ‫أخرى على متابعتكم الفاضلة للفنان الليبي‬ ‫أينما ك��ان وف��ي كل ال�ظ��روف‪ ،‬وحتية لكل‬ ‫األصدقاء والزمالء في ليبيا احلبيبة‪.‬‬


‫‪66‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫أخبار فنية‬

‫في مغامرة البرنامج‬ ‫السياسي اليومي‬

‫الطيب يحصد‬ ‫التألق في «بالقيود»‬

‫العاملون بخبايا العمل التلفزيوني يشفقون على أي منشط لبرنامج حواري‬ ‫أسبوعي يتكفل وحده بإعداد املادة ‪ ،‬ويضطلع وحده مبهمة ترتيب وتنسيق‬ ‫موعد حضور ضيف أو ضيوف احللقة ‪ ،‬عالوة على كتابة وجتهيز التقارير‬ ‫املصاحبة للبرنامج‪ ،‬ألنهم وحدهم يدركون مقدار اجلهد املضني الذي‬ ‫يبذله ذلك املنشط قبل ظهوره رفقة ضيوفه على الهواء خاصة إذا كان‬ ‫البرنامج من النوع السياسي اجلاد‪ ،‬يعنى بفتح امللفات الساخنة ومناقشة‬ ‫القضايا الوطنية امللحة ‪ .‬لكن ماذا سيقولون لوكان ذلك البرنامج يبث‬ ‫وبزمن يتجاوز أحيانا الساعتني ‪ ..‬اعتقد‬ ‫على الهواء بشكل يومي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫حينها أن وصف الشفقة سيغدو ضئيال في حق ذلك املذيع املتألق الذي‬ ‫يقدم على مغامرة تقدمي برنامج سياسي يومي على الهواء‪ ،‬ويتحمل‬ ‫وحده مسؤولية اإلعداد والتجهيز له من األلف إلى الياء ‪.‬‬ ‫الشاب املثقف واخللوق محمد الطيب هو من أولئك اإلعالميني‬ ‫القالئل الذين ق��رروا في مستهل حياتهم املهنية خوض مغامرة‬ ‫تقدمي برنامج سياسي ي��وم��ي‪ ،‬واالس�ت�م��رار ف��ي ع��رض حلقاته‬ ‫املباشرة على نسق تصاعدي‪ ،‬وبصورة تشي عن ق��درة عالية‬ ‫لدى الطيب في محاورة السياسيني والبرملانيني‪ ،‬ومواجهتهم‬ ‫باسئلة تنم عن إطالع ومتابعة دقيقة للمشهد السياسي الليبي‪،‬‬ ‫وتفاعالته اليومية‪.‬‬ ‫يحسب للطيب باسناد قوي من قناة ليبيا أوال التي وفرت له‬ ‫البيئة املناسبة للتألق أنه صاحب البرنامج السياسي الوحيد‬ ‫الذي أجرى سلسلة لقاءات متعددة مع معظم أعضاء مجلس‬ ‫ال�ن��واب‪ ،‬وك��ان لتلك اللقاءات ال��دور البارز في إيصال صوت‬ ‫املواطنني إلى ممثلهم الشرعي الوحيد‪ ،‬وفتح قناة تواصل شفافة‬ ‫بني الناخب والنائب األمر الذي ازدادت معه شعبية البرنامج ‪،‬‬ ‫واكتسب من خالله الطيب محبة الناس‪ ،‬وثقتهم‬ ‫لقد بات برنامج « بال قيود « الذي يعده ويقدمه محمد الطيب هو‬ ‫أحد العالمات البارزة في خارطة ليبيا أوال ‪ ..‬وفي كل دورة برامجية أصبح‬ ‫« بالقيود» هو البرنامج الوحيد الذي ال يقبل التأجيل أو الترحيل‪ ،‬فالنجاح‬ ‫الذي يحصده في كل حلقة يجعل من مسألة كشطه من خارطة القناة أمرا‬ ‫مستبعدا‬ ‫حتية لهذا املذيع املتألق ال��ذي يشق خطواته بثبات في اإلع�لام املرئي ‪،‬‬ ‫وينحاز في ذات الوقت إلى قضايا الوطن العادلة‪ ،‬ويصر على تقدمي رسالته‬ ‫اإلعالمية مبهنية وموضوعية ومسؤولية أيضا‬


‫مابين االقتراب واالغتراب‬

‫كادحو عفيفي في الزمالك‬

‫كتب‪ :‬علي خويلد‬ ‫احتضنت قاعة مصر للفنون في الزمالك بالقاهرة معرض الفنان القدير‬ ‫«فتحي عفيفي» والذي تستمر فعالياته حتى الثاسع والعشرين من مارس‬ ‫اجلاري‪.‬‬ ‫املعرض كان بعنوان (الكادحون) وشمل ‪ 23‬لوحة فنية بأحجام مختلفة‬ ‫تنوعت بني األبيض واألسود وبني اختالط األلوان بدرجات متفاوتة ليعبر من‬ ‫خاللها عن الصراع االجتماعي والوجودي الذي يعيشه االنسان في الواقع‬ ‫املعاصر ‪ ..‬كما انقسمت اللوحات إلى جزئني يدخل أولها ألزقة احلواري‬ ‫الشعبية واحلياة البسيطة مبا فيها من حميمية مختزلة في وجدان الرسام‬ ‫منذ طفولته معيداً صياغة املشهد اليومي من أحزان وأحالم البسطاء في‬ ‫بغد أفضل ومستقبل أبهى مستعم ً‬ ‫لوحات يتنبأ بها معهم ٍ‬ ‫ال االلوان الزاهية‬ ‫املشرقة تعبيراً عن الفرح بجمال احلارة الشعبية ودفئها االنساني‪.‬‬ ‫أما اجلزء الثاني من اللوحات كان عن املصنع واآلالت الضخمة التي يظهر‬ ‫فيها االنسان ضئي ً‬ ‫ال امامها مستخدماً «منظور عني الطائرة» للتعبير عن‬ ‫العمال الكادحني الذين يحلمون مبستقبل أكثر إنسانية ومبجتمع أكثر عدالة‪،‬‬ ‫لكن أحالمهم تنهار حتت أقدام الرأسمالية وبني تروس اآللة‪.‬‬ ‫عدسة املستقل زارت املعرض وأخ��ذت العديد من الصور وألتقت الفنان‬ ‫فتحي عفيفي في حوار ستنشر تفاصيله في العدد القادم‪.‬‬


‫‪68‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫سينما‬ ‫طفل آلي تتعاطف‬ ‫معه وتهبه شيئ ًا من‬ ‫إنسانيتك‬

‫تشـــــابي‬

‫تصدر فيلم تشابي ‬‪ ‭Chappie‬للخيال‬ ‫العلمي ص ��دارة إي� ��رادات السينما في‬ ‫األم��ري�ك�ي��ة خ�لال األي ��ام امل��اض�ي��ة حيث‬ ‫س �ج��ل ‪ 13.3‬م �ل �ي��ون دوالر‪ ،‬وه ��و من‬ ‫ب�ط��ول��ة ه�ي��و ج��اك�م��ان وت�ش��ارل�ت��و كوبلي‬ ‫ومن اخراج نيل بلومكامب‪.‬‬ ‫تدور أحداث الفيلم حول شابي‪ ،‬الطفل‬ ‫اآلل��ي املوهوب ال��ذي ميتلك العديد من‬ ‫املواهب والقدرات اخلارقة‪ ،‬كما يتميز‬ ‫ع��ن م��ا ع��داه م��ن اآلل �ي�ين ب�ق��درت��ه على‬ ‫التفكير والشعور اعتما ًدا على نفسه‪،‬‬ ‫وفيما بعد‪ ،‬تتحول قصة حياته بأكملها‬ ‫إلى شيء ملهم ميلك القدرة على تغيير‬ ‫ال �ط��ري �ق��ة ال �ت��ي ي�ن�ظ��ر ب �ه��ا ال �ب �ش��ر إل��ى‬ ‫اآلل �ي�ين‪ ،‬خ��اص��ة ف��ي ع��ال��م ص ��ارت فيه‬ ‫اجلرمية حتارب من قبل شرطيني آليني‬ ‫شرسني‪.‬‬ ‫ال �ف �ي �ل��م م��ن إخ � ��راج‪ :‬ن �ي��ل ب�ل��وم�ك��ام��ب‪،‬‬ ‫وبطولة‪ :‬هيو جاكمان‪ ،‬شارلتو كوبلي‪،‬‬ ‫سيجورني ويفر‪ ،‬ديف باتل‪.‬‬ ‫وفي بورصة األفالم هذا األسبوع تراجع‬ ‫‬‪‭ Focus‬للممثل‬ ‫‪‬‭‬‬ ‫فيلم احل��رك��ه ف��وك��س‬ ‫وي��ل سميث عن ال�ص��دارة ليحتل املركز‬ ‫الثاني هذا األسبوع بإيرادات قدرها ‪10‬‬ ‫ماليني دوالر تقريباً‪ ،‬ويشارك سميث في‬ ‫البطولة املمثلة مارجوت روبي‪ ،‬وهو من‬


‫إخراج الفيلم جلني فيكارا وجون ريكوا‪.‬‬ ‫بينما جاء الفيلم الكوميدي اجلديد «ذا‬ ‫سكند بست اجزوتك ماريجولد هوتيل»‬ ‫‪‭ The Second Best Exotic‬‬ ‫‬‪ Marigold Hotel‬في املركز الثالث‬ ‫مسجال ‪ 8.6‬مليون دوالر‪ ،‬وتقوم ببطولة‬ ‫الفيلم جودي دينش وماجي سميث وبيل‬

‫ناي‪ ،‬وهو من إخراج جون مادن‪.‬‬ ‫وأخيراً تراجع فيلم احلركة «كينجسمان‪:‬‬ ‫ذا سكريت سيرفيس» ‪‭Kingsman:‬‬ ‫‬ ‪ The Secret Service‬م��ن امل��رك��ز‬ ‫الثاني في األسبوع املاضي إل��ي املركز‬ ‫الرابع هذا األسبوع محققا ‪ 8.3‬مليون‬ ‫دوالر فقط‪.‬‬


‫‪70‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫سينما‬

‫«حمى»‬ ‫ّ‬

‫يتفوق على «تمبكتو» في واغادوغو‬

‫حاز فيلم «حمى» للمخرج املغربي هشام عيوش بجائزة مهرجان‬ ‫«فيسباكو» السينمائي في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو‪.‬‬ ‫وشكل هذا الفوز مفاجأة إذ تغلب الشريط على أفالم أخرى منافسة‬ ‫من بينها فيلم «متبوكتو» الذي رشح جلوائز األوسكار‪ .‬ويعتبر مهرجان‬ ‫«فيسباكو» الذي ينظم كل سنتني أكبر مهرجان سينمائي أفريقي‪.‬‬ ‫ويروي فيلم «حمى» قصة عالقة مضطربة بني أب وابنه الوحيد الذي‬ ‫تتسم حياته بالعنف في حي مليء باجلرائم والعنف في فرنسا‪ .‬وفوز‬ ‫الفيلم كان أيضا مفاجئا حيث أن كثيرا من احلضور في املهرجان‬

‫لم يشاهدوه‪ .‬وخيمت على مهرجان هذا العام مخاوف من أن يشن‬ ‫هجوم من قبل إسالميني حيث أن أحد األفالم املنافسة «متبوكتو»‬ ‫يسلط الضوء على احتالل اإلسالميني للمدينة في صحراء شمال‬ ‫مالي‪ .‬وأخفق «متبوكتو» في مسابقة األوسكار لكنه فاز في وقت سابق‬ ‫هذا العام بسبع جوائز في حفل جوائز «سيزار» في فرنسا‪.‬‬ ‫وكان املنظمون قد سحبوا الفيلم لفترة من املهرجان ملخاوف من أن‬ ‫يؤدي عرضه لهجوم على احلفل من قبل اجلماعات اإلسالمية في‬ ‫املنطقة‪.‬‬

‫طاغوت‪..‬‬

‫مثير‪ ..‬مسيء‪ ..‬إيجابي‪ ..‬سلبي‪ ..‬مزعج‪..‬‬ ‫أو يدعو للفخر!!‬


‫حمى‬ ‫‪‎‬هشام عيوش مخرج فيلم ّ‬

‫أث���ار فيلم «ط��اغ��وت» م��ن إخ���راج أن��دري��ه زفياغينتسيف‬ ‫أصداء متباينة لدى املشاهدين الروس‪.‬‬ ‫وأجرى مركز (فسيوم) لدراسة الرأي العام الروسي استطالع‬ ‫رأي املشاهدين ال��روس حيث قال ‪ 24%‬منهم إن الفيلم لم‬ ‫ي��ت��رك أث���ر ًا ف��ي نفوسهم‪ .‬فيما ق��ال ‪ 24%‬م��ن املشاهدين‬ ‫اآلخرين إن الفيلم أعجبهم وإنهم معتزون به كونه إجنازا‬ ‫كبيرا لفن السينما الروسي‪.‬‬ ‫أما ‪ 46%‬من املشاهدين فلم يحددوا بعد موقفهم من هذا‬ ‫الفيلم‪ .‬وق��ال ‪ 5%‬من املشاهدين إن الفيلم يثير االستياء‬ ‫لديهم‪ .‬وأعلن ‪ 11%‬من املشاهدين أنهم يتخذون موقفا‬ ‫إيجابيا منه‪ .‬ويضاف على ذلك ‪ 9%‬من الذين يتعاطفون مع‬ ‫منتجي الفيلم‪ ،‬و‪ 5%‬ممن يفتخر بالفيلم‪.‬‬ ‫فيما قال ‪ 5%‬إنهم يتخذون موقفا سلبيا جدا من الفيلم‪ .‬أما‬ ‫‪ 6%‬من املشاهدين فقالوا إن الفيلم يزعجهم‪.‬‬ ‫يذكر أن فيلم «ط��اغ��وت» ك��ان قد جنى باقة من اجلوائز‬ ‫الدولية‪ ،‬مبا فيها جائزة مهرجان «كان» السينمائي‪ ،‬و ُأدرج‬ ‫في القائمة القصيرة لألفالم املرشحة ملنح جائزة «أوسكار»‪.‬‬


‫‪72‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫سياحة‬


‫هذه لبدة‪ ..‬هنا يقبع مكنز شهير من مكانز التاريخ‪ .‬إنه معلم من معالم اخللود التي شكّ لت شخصية ليبيا‪.‬‬ ‫نهر يتدفق من مرتفع إلهات اجلمال (ترهونة احلالية) نحو لبدة‪ ،‬ويصب في البحر املتوسط‪ ...‬بني ضفة هذا النهر‬ ‫كان ٌ‬ ‫ّ‬ ‫أحبها اإلمبراطور سبتيموس‬ ‫وشاطئ البحر نشأت لبدة‪ .‬هذه املدينة تغنّ ى بها الشعراء‪،‬‬ ‫وتوطنها املفكرون والفالسفة‪ّ ..‬‬ ‫سفيروس وجعلها عاصمة إفريقيا الرومانية‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬إياد بن علي‬

‫الليبيون حكموا روما ‪ 42‬سنة‬

‫لبدة الكبرى‪..‬‬

‫هنــا وُلد أبـــاطرة‬ ‫روما العظام‬


‫‪74‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫سياحة‬

‫مدينة فينيقية األصل‪ ،‬تقع شرق طرابلس‪ ،‬يُنسب تأسيسها إلى‬ ‫الصوريني أو إل��ى الصيدونيني‪ ،‬يعود تاريخها إل��ى بداية األلف‬ ‫األولى ق‪.‬م وتعود أقدم األدلة الفينيقية فيها إلى القرن السابع‬ ‫ق‪.‬م‪ .‬وكانت تدفع في القرن الثالث ق‪.‬م ضريبة يومية لقرطاج‬ ‫ق��دره��ا تالنت واح��د (ق��راب��ة تسعة أط�ن��ان م��ن الفضة سنوياً)‪.‬‬ ‫ثم استوطنها الرومان وأصبحت املدينة الثانية بعد قرطاج في‬ ‫إفريقيا الرومانية‪.‬‬ ‫شهدت لبدة ازدهارا في القرن الثالث امليالدي عهد اإلمبراطور‬ ‫سيبتيموس سيفيروس (‪ 211-193‬م)‪ ،‬حينها لم تتمكن حتى‬ ‫طرابلس القدمية «أويا» من مزاحمة لبدة في نفوذها وسلطانها‬ ‫بعد تقدم حياتها املدنية وعمرانها‪.‬‬ ‫ومع تقادم الزمن وتسارع النمو السكاني في العصر احلديث حول‬ ‫مدينة لبدة القدمية التي تعد من أهم وأبرز املواقع األثرية والتي‬ ‫لم يشفع ملنظمة (اليونسكو) إدراجها ‪ 1982‬ضمن قائمة مواقع‬

‫ّأسس الصوريني والصيدونيني لبدة في بداية‬ ‫األلف األولى قبل امليالد لتصبح امتداد ًا‬ ‫إلمبراطورية لقرطاج‬ ‫عمر الفينيقيون لبدة بسرعة خلصوبة أرضها‬ ‫ّ‬ ‫واعتدال مناخها وصالحيته للسكنى وألن ميناءها‬ ‫كان مأمونا وصاحلا للمالحة‬


‫كانت لبدة تدفع في القرن الثالث ق‪.‬م ضريبة‬ ‫يومية لقرطاج قدرها تالنت واحد‪ ..‬أي قرابة‬ ‫تسعة أطنان من الفضة سنوي ًا‬ ‫اعترى لبدة االنحطاط في أواخر‬ ‫القرن السادس ق م‪ .‬عندما حاول‬ ‫االسبرطيون احتاللها‬

‫التراث العاملي اخلمسة في ليبيا (شحات ‪ -‬صبراتة ‪ -‬غدامس‬ ‫القدمية ‪ -‬جبال أكاكوس)‪ ،‬ما تزال لبدة الكبرى حتتاج إلى جهود‬ ‫مضاعفة للمحافظة على قيمتها في اإلرث اإلنساني باعتبارها‬ ‫أحد أهم الشواهد التاريخية للبشرية في حقبة ما قبل امليالد‪.‬‬ ‫هنا لبدة‬ ‫تقع مدينة لبده الكبرى على الساحل املتوسطي عند مصب وادي‬ ‫لبدة الذي يكون مرفأ طبيعياً على بعد ‪ 3‬كيلومترات شرقي مدينة‬ ‫اخلمس‪ ،‬وقد ظهرت مدينة لبدة كمرفأ طبيعي يلجأ إليه البحارة‬ ‫والتجار الكنعانيون (الفينيقيون) أثناء رحالتهم التجارية النشطة‬ ‫في املتوسط‪ .‬وسرعان ما منا ذلك املرفأ التجاري ليصبح أحد‬ ‫أحواض املتوسط املهمة لدرجة أطلق على املدينة «لبده الكبرى»‬ ‫لتمييزها عن مدينة حتمل نفس االسم في تونس‪.‬‬ ‫يتميز موقع ه��ذه املدينة بقربها من مناطق زراعية مهمة مثل‬


‫‪76‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫سياحة‬

‫مرتفعات احلسان الثالث (ترهونة ونهر السنبس وهو وادي كعام)‪.‬‬ ‫وللتدليل على م��دى ثرائها وغناها‪ ،‬أن اإلم�ب��راط��ور الروماني‬ ‫يوليوس قيصر أنزل بها عقوبة ملساندتها خلصمه بومبيي الذي‬ ‫هزمه سنة ‪ 48‬ق‪ .‬م‪ ،‬بلغت ثالثة ماليني رطل من زيت الزيتون‬ ‫سنوياً‪.‬‬ ‫بداية التأسيس‬ ‫كانت منطقة لبدة موطنا جلماعات بشرية في عصور ما قبل‬ ‫التاريخ كما تدل على ذلك بعض حجارة وجدت على ضفاف وادي‬ ‫الرملة‪ ،‬وقد ظهرت مدينة لبده كمرفأ طبيعي يلجأ إليه البحارة‬ ‫والتجار الكنعانيون (الفينيقيون) أثناء رحالتهم التجارية النشطة‬ ‫في املتوسط‪.‬‬ ‫الفينيقيون أسسوا مدينة لبدة باسمها األول أي‪ :‬لفقي‪ ،‬وفي نهاية‬ ‫القرن السابع قبل امليالد‪ ،‬سميت بالالتينية لبكيس‪ .‬وهذا التاريخ‬ ‫يقرب من تاريخ إنشاء قرطاجنة (قرطاج)‪.‬‬ ‫كان املؤسسون أهالي مدينة صور الفينيقية من عبدة اإلله ملك‬ ‫عشتارت وإله الكون أرص ـ ومن هذه الكلمة األخيرة خرجت كلمة‬ ‫أرض ـ وهي نفس عبادات صور‪ ،‬ولم يكن هذان اإللهان يُعبدان‬ ‫من قبل في ليبيا‪.‬‬ ‫حتى في املدن الليبية األخرى مثل أويا وصبراتة‪ ،‬لم يكن األهالي‬ ‫يعبدون هذين اإللهني وه��ذا ي��دل على أن صوريي لبدة حملوا‬ ‫من مدينة صور ألهتهم التي لم تكن تعبد حتى في لبدة الكبرى‪.‬‬ ‫وسرعان ما منا ذلك املرفأ التجاري ليصبح أحد أحواض البحر‬ ‫املتوسط املهمة حيث احتوى الحقا على منارة لبدة التي أنشأها‬ ‫اإلمبراطور الروماني سبتيموس سيفيروس حوالي العام ‪ 200‬قبل‬ ‫امليالد‪ .‬واآلن تعد لبدة من أجمل املناطق األثرية في منطقة البحر‬ ‫املتوسط‪ ،‬كما أنها من أكبر بقايا املدن الرومانية في العالم‪.‬‬ ‫ومب��ا أن «لبتس» اس��م ملدينة في «بيزاشينا» خ��اف ال��روم��ان أن‬ ‫يحصل التباس بني املدينتني‪ ،‬فأضافوا إلى لبتس األفريقية كلمة‬ ‫«مانيا»‪ ،‬فصارت «لبتس مانيا» ومعناها لبدة العظمى‪ ،‬أو لبدة‬ ‫الكبرى‪.‬‬ ‫الصراع بني قرطاج والرومان‬ ‫استطاع الفينيقيون أن يعمروا البالد بسرعة نظرا خلصوبة‬ ‫أرض�ه��ا‪ ،‬واع�ت��دال مناخها وصالحيته للسكنى‪ ،‬وألن لها ميناء‬ ‫مأمونا وصاحلا للمالحة ولوقوعها على نهر عني كعام‪ ،‬الذي يقع‬ ‫شرقيها بقليل‪ .‬ومما زاد في سرعة عمرانها العالقات الطيبة‬ ‫التي نشأت بني السكان والفينيقيني نتيجة حلسن معاملتهم لهم‪.‬‬ ‫وذكر هيرودوت واقعة كبيرة عند مصب «كنبس» وادي كعام‪.‬‬ ‫وق��د اعتراها االنحطاط في أواخ��ر القرن السادس ق م‪ .‬وفي‬ ‫هذا الوقت حاولت مجموعة من اإلغريق بقيادة األمير اإلسبرطي‬ ‫دوريوس‪ ،‬كون اإلغريق آنذاك تركزوا أساسا في برقة‪ ،‬أن تنشيء‬ ‫مستعمرة عند مصب نهر «كنبس» نهر ع�ين ك�ع��ام‪ ،‬منتهزة ما‬ ‫اعترى لبدة من التأخر وانحطاط‪ ،‬وقد مت لها ما أرادت‪.‬‬ ‫خاف القرطاجنيني تسرب النفوذ اإلغريقي غربي سرت فلم يلبثوا‬ ‫أن هاجموها وخربوا مستعمرتها وطردوا اإلغريق واستولوا على‬ ‫لبدة وما حولها‪ ،‬وأعادوا إليها ما فقدت من عمرانها وحضاراتها‪،‬‬

‫فرض اإلمبراطور يوليوس قيصر عقوبة على‬ ‫لبدة ملساندتها خصمه بومبي قدرها ثالثة‬ ‫ماليني رطل من زيت الزيتون سنوي ًا‬ ‫احتل الوندال لبدة سنة ‪ 455‬م وقاموا بتخريبها‬ ‫وإشاعة الفوضى فيها فانتشرت ظاهرة النهب‬ ‫والسلب من القبائل املقيمة حول املدينة‬ ‫يعود اسم لبدة في بعض اآلراء إلى اسم قبيلة‬ ‫لواتة القدمية الذي يرد أحيان ًا بصيغة لباتة‬ ‫كنيسة سان جرمان دي بري ترتفع على أعمدة‬ ‫رخامية ُسرقت من مدينة لبدة‬


‫وت��وط��د ملك القرطاجنيني فيما ب�ين ال�س��رت الكبير والسرت‬ ‫الصغير‪ ،‬وأط �ل��ق على ه��ذه املنطقة اس��م «أم �ب��وري��ا»‪ ،‬وص��ارت‬ ‫جزءا من أمالك قرطاجة‪ ،‬وبقيت لبدة املركز الرئيسي للمنطقة‬ ‫فيما بني السرتني‪ ،‬وتتمتع باستقالل داخلي‪ ،‬وبقيت حتت حكم‬ ‫القرطاجنيني إلى أوائل القرن الثاني قبل امليالد‪.‬‬ ‫في أوائل القرن الثاني قبل امليالد أصبحت تابعة للنوميديني في‬ ‫الفترة ما بني احلربني القرطاجنتني الثانية سنة ‪ ، 218‬والثالثة‬ ‫سنة ‪ 149‬ق م ‪ .‬وكانت تبعيتها للنوميديني شكلية؛ ألنها كانت‬ ‫مقصورة على دفع اجلزية‪.‬‬ ‫ف��ي سنة ‪ 111‬ق م‪ ،‬أرس�ل��ت وف��دا إل��ى روم��ا طالبة صداقتها‬ ‫والتحالف معها للتخلص من حكم النوميديني‪ ،‬وفي سنة ‪ 107‬ق م‬ ‫أمدتها روما بأربع كتائب من اجلنود حملاربة النوميديني‪ .‬ويظهر‬ ‫أنها لم ميكنها التغلب عليهم‪ ،‬وبقيت حتت سيادتهم االسمية‬ ‫متمتعة باستقاللها الداخلي إلى أن احتلها الروم سنة ‪ 42‬ق م‪،‬‬ ‫وانتهى حكم النوميديني‪.‬‬

‫تتميز مباني لبدة بزخارف ومعالم معمارية رائعة‬ ‫ال زالت تقف شاهدا على روعة املعمار في ذلك‬ ‫الزمان بعد مرور حولي ألفي عام عليها‬

‫حتت سيطرة إفريقيا الرومانية‬ ‫وبدخول لبدة حتت ال��روم ص��ارت ج��زءا من أفريقية الرومانية‪،‬‬ ‫هذا بالنسبة للسواحل ‪ ،‬أما الدواخل فبقيت حتت سلطة حاكم‬ ‫من نوميديا حتى أوائل القرن الثالث م‪ ،‬حيث أقيم خط دفاع ضد‬ ‫سكان اجلنوب وسموه «ليمس تريبوليتانوس»‪.‬‬ ‫وقد تعرضت لبدة لغارات اجلرمنتيني فيما بني سنتي ‪ 24‬و‪17‬‬ ‫ق م‪ ،‬واستعانوا بقبائل أخ��رى من اجل�ن��وب‪ ،‬وذل��ك بسبب نزاع‬ ‫ق��ام بينها وب�ين أوي��ا «طرابلس اآلن» بسبب اختطاف املاشية‪،‬‬ ‫والتعدي على بعض األشخاص‪ ،‬فاستنجدت «أويا» باجلرمنتيني‬ ‫وبعض قبائل اجلنوب‪ ،‬فخفوا لنجدتها‪ ،‬وهاجموا لبدة فتغلبوا‬ ‫عليها وخربوا ضواحيها‪ ،‬واضطر السكان إلى االحتماء بأسوار‬ ‫املدينة حتى أدركهم «فاليريوفيستو» بجيشه وطرد اجلرمنتيني‪،‬‬ ‫واعاد إلى املدينة طمأنينتها وما فقدته من أهمية كانت تتمتع بها‬ ‫كمحطة للقوافل‪ ،‬التي كانت تصل ساحل البحر املتوسط باجلنوب‬ ‫والسودان‪.‬‬ ‫ستيميو سفير‬ ‫وفي سنة ‪146‬م ‪ ،‬ظهر في لبدة «ستيميو سيفير» وهو من إحدى‬ ‫األسر الكرمية فيها‪ ،‬فتولى عرشها وعنى بشؤونها‪ ،‬ونشر فيها‬ ‫العلم واألمن‪ ،‬وأمعن في مطاردة املعتدين عليها من قبائل اجلنوب‬ ‫حتى أقصاهم عنها‪ ،‬وعني برقيها الداخلي‪ ،‬فوفر لها سبل احلياة‬ ‫الصاحلة مبا أنشأ فيها من وسائل العمران والتقدم‪ .‬وتقديرا‬ ‫ألعمال هذا الرجل املصلح واعترافا بإخالصه أطلق السكان على‬ ‫أنفسهم اسم «الستيميني» تيمنا باسم ستيميو‪ ،‬واشتهروا بذلك‪.‬‬ ‫سبتيموس سفيروس‬ ‫ف ��ي ال� �ق ��رن ال��ث��ال��ث امل � �ي �ل�ادي‪ ،‬زم��ن‬ ‫اإلم �ب��راط��ور سيبتيموس سيفيروس‬ ‫‪ ،Septimius Severus‬م��ن سنة‬ ‫‪ 193‬إل� ��ى ‪211‬م‪ ،‬وزم� ��ن أل�ك�س�ن��در‬ ‫س�ي�ف�ي��روس م��ن س�ن��ة ‪ 222‬إل��ى سنة‬ ‫‪235‬م‪ ،‬بلغت ل�ب��دة مبلغا عظيما في‬ ‫احلضارة والتقدم العمراني‪ ،‬وفي هذا العصر كان سكانها خليطا‬ ‫من الليبيني والقرطاجنيني والروم واإلغريق‪ ،‬وبلغ عددهم ثمانني‬

‫سنة ‪643‬م وصلت إلى لبدة طالئع العرب املسلمني فلم يجدوا فيها من‬ ‫العمــران إال بقايا قصورها العظيمة ودورها الفخمة وخليط ًا من السكان‬ ‫من أجناس متعددة يعيشون فيما بقي من خرائب‬


‫‪78‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫سياحة‬

‫لبدة في معجم آمون‬

‫ورد في معجم آمون‪ ،‬مادة لبدة‪:‬‬

‫ورد اسمها في بعض النقوش بصيغة لبقي ‪ Lbqy‬أو‬ ‫‪ Lybqy‬وهو األص��ل الفينيقي‪ ،‬وج��زؤه األول (ليب‪،‬‬ ‫لوب ‪ )Lyb‬هو ما يرد في اسم ليبيا أو لوبيا‪ ،‬ثم نقل‬ ‫االسم حرفي ًا في كثير من املصادر الالتينية على أنه‬ ‫‪ Liptis‬لكن استخدامه في النصوص الالتينية احمللية‬ ‫استمر على صيغة ‪ Lepcis‬األقرب لألصل الفينيقي‪،‬‬ ‫كما ورد في صيغة أخرى‪ :‬لبتي ‪ ،Lpti‬وأضاف الرومان‬ ‫لفظ الكبرى ‪ ،Magna‬وعرفت باسم‪ :‬لبدة الكبرى‬ ‫‪ ، Leptis Magna‬بسبب ازدهارها ومتييز ًا لها عن‬ ‫لبدة الصغرى ‪ ،Leptis Minus‬وهي مستوطنة ملطة‬ ‫الفينيقية التي تقع بالقرب من قرطاج‪.‬‬ ‫أطلق عليها اإلغريق أيض ًا اسم نيابوليس‪ ،‬أي املدينة‬ ‫اجلديدة‪ ،‬ويعود اسم لبدة في بعض اآلراء إلى اسم‬ ‫قبيلة لواتة القدمية‪ ،‬الذي يرد أحيان ًا بصيغة‪ :‬لباتة‪.‬‬ ‫أما مترجم أورسيوس املجهول إلى اللغة العربية قد‬ ‫أورد لبدة باسم‪ :‬لبطة‪.‬‬ ‫ف���ي س��ن��ة ‪ 111‬ق‪.‬م‪ .‬أرس���ل���ت ل��ب��دة س���ف���ارة إل���ى روم���ا‬ ‫لعقد حتالف مدني ‪ ،Civitas Foederata‬وكان أول‬ ‫إن��زال للقوات الرومانية على ساحل لبدة سنة ‪106‬‬ ‫ق‪.‬م إال أنها احتفظت بدستورها القرطاجي طوال‬ ‫العصر الروماني‪ .‬ولبدة هي مسقط رأس االمبراطور‬ ‫ال��روم��ان��ي سبتموس س��ڤ��ي��روس وق���د منحها حقوق‬ ‫املواطنة الرومانية‪ ،‬وأض��اف إليها الكثير من املنشآت‬ ‫ً‬ ‫بلدية ‪ Municipum‬سنة‬ ‫العمرانية‪ .‬وأعلنت لبدة‬ ‫‪77 - 74‬م ثم رقيت إل��ى مستعمرة ‪ Colonia‬سنة‬ ‫‪109‬م‪.‬‬ ‫مت السطو على األعمدة الرخامية التي كانت ُتقيم‬ ‫منشآت ومباني لبدة‪ ،‬وتهريبها إلى ال��دول األوروبية‬ ‫خالل القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين‪،‬‬ ‫ك��ال��ت��ي ن��ق��ل��ت إل���ى ب���اري���س ف���ي ال���ق���رن ال��ث��ام��ن عشر‬ ‫واستعملت ف��ي ب��ن��اء كنيسة س���ان ج��رم��ان دي ب��ري‬ ‫(صحيفة ‪ ،The Nation‬ن��ي��وي��ورك‪ ،‬م ‪ ،27‬ال��ع��دد‬ ‫‪ ،)1878 ،683‬واألعمدة التي أهداها باشا طرابلس‬ ‫وعددها ‪ 37‬عمود ًا مللك بريطانيا (كاوبر‪ ،‬مرتفعات‪.‬‬ ‫ص ‪ ،)186‬واألعمدة التي نقلت تباع ًا إلى إيطاليا منذ‬ ‫بدء االحتالل سنة ‪.1911‬‬

‫ألفا‪.‬‬ ‫وكانت أوي��ا «طرابلس» في هذا العهد لم تبلغ ش��أواً ميكنها من‬ ‫مزاحمة لبدة في النفوذ والسلطان‪ .‬وف��ي القرن الرابع أصدر‬ ‫دقيانوس أمره بإعطاء أويا لقب والية‪ ،‬وكانت لبدة لها الصدارة‪،‬‬ ‫فأخذت أويا تزاحمها في صدراتها ومكانتها‪ .‬وفيما بني سنتي‬ ‫‪ 366 - 363‬من القرن الرابع م‪ ،‬اعتدى االستوريون على والية‬ ‫لبدة فأحلقوا بها أضرارا بالغة‪ ،‬وخصوصا باملدينة حتى ساءت‬ ‫أحوالها وأخذت في االنحطاط حتى طمع فيها الوندال‪.‬‬ ‫االحتالل الوندالي‬ ‫في سنة ‪ 455‬م‪ ،‬احتلها الوندال وقاموا بخرابها‪ ،‬لم يعنوا بها‬


‫وتركوها للفوضى‪ ،‬وامتدت إليها يد النهب والسلب من القبائل‬ ‫البربرية املقيمة في املدينة وحولها‪ ،‬وأكبرها قبيلة لواتة‪ .‬وفي هذه‬ ‫الفترة أصيبت بفيضان كبير من وادي عني كعام فحطم اجلسور‬ ‫واألس��وار‪ ،‬وكان له أسوأ األثر في شل األي��دي العاملة‪ ،‬وتسرب‬ ‫اليأس إلى النفوس من القدرة على اإلص�لاح‪ .‬فأهمل شأنها ‪،‬‬ ‫وزحفت ال��رم��ال عليها‪ ،‬ودب��ت روح التمرد في القبائل القاطنة‬ ‫حولها‪ .‬ولم تأت سنة ‪533‬م حتى حولت هذه القبائل الفوضوية‬ ‫املدينة إلى خراب ‪ ،‬وطمع البيزنطيون في احتاللها‪.‬‬ ‫االحتالل البيزنطي‬ ‫وفي سنة ‪ 533‬م‪ .‬احتل البيزنطيون لبدة‪ ،‬وكان احتاللهم لها بداية‬

‫عهد جديد لعمرانها واس�ت��رداد بعض ما فقدت من حضارتها‬ ‫واتخذت مقرا للحاكم العسكري‪ ،‬وقد أصلح جوستنيان كثيرا مما‬ ‫امتدت إليه أيدي الفساد في العهد الذي قبله‪ .‬وأدخل عليها الروم‬ ‫من فنون العمارة والزخرفة ما زاد في ضخامتها وجمالها‪.‬‬ ‫وب�ع��د جوستنيان أخ ��ذت ال �ب�لاد ف��ي االن �ح �ط��اط‪ ،‬وال�س�ي��ر إل��ى‬ ‫اخل��راب بخطى واسعة‪ .‬وف��ي سنة ‪643‬م‪ ،‬وصلت إليها طالئع‬ ‫العرب األولى للفتح اإلسالمي‪ ،‬فلم جتد في لبدة من العمران إال‬ ‫بقايا من قصورها العظيمة ودورها الفخمة‪ ،‬وإال بقايا من السكان‬ ‫خليطا من أجناس متعددة يعيشون فيما بقي من خرائب دورها‬ ‫وقصورها‪.‬‬


‫‪80‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫سياحة‬

‫عقوبة إمبراطورية‬ ‫أنزل اإلمبراطور الروماني يوليوس قيصر بلبدة عقوبة ملساندتها‬ ‫خصمه بومبيي الذي هزمه سنة ‪ 48‬ق‪ .‬م‪ ،‬بلغت ثالثة ماليني رطل‬ ‫من زيت الزيتون سنوياً‪ .‬وعلى الرغم من تلك اجلزية املجحفة فقد‬ ‫ازدهرت مدينة لبده لتبلغ شأناً كبيراً في القرن الثاني امليالدي‬ ‫خاصة عندما اعتلى عرش اإلمبراطورية الرومانية أحد أبنائها‬ ‫سيبتيموس سيفيروس (‪ 193‬م‪ 211 -‬م) الذي امتد حكم عائلته‬ ‫لإلمبراطورية إلى سنة ‪ 235‬م‪ .‬وأثناء هذه الفترة شهدت مدينة‬ ‫لبده أكبر توسعاتها‪ ،‬حيث شيدت الساحة السويرية واالي��وان‬ ‫السويري (البزيلكة) والشارع املعمد ونبع احلوريات وقوس النصر‬ ‫لسبتيموس سويروس ومنارة لبدة‪.‬‬ ‫معالم بارزة‬


‫إن امليدان القدمي وأطالل املعابد احمليطة به واملجاور للميناء‪ ،‬هو‬ ‫مركز املدينة قبل اتساعها في والية العهد الروماني‪ ،‬وفي هذه‬ ‫األماكن نتتبع منو املدينة واتساعها بالوقوف على التواريخ املتتالية‬ ‫التي أقيمت فيها املباني العامة الفخمة كمبنى السوق البونيقية‬ ‫(انشئ في عام ‪ 8‬ق‪ .‬م) واملسرح نصف الدائري (في السنة األولى‬ ‫قبل امليالد) ومبنى الكالكيديكوم في سنة (‪11‬م‪12 -‬م) ثم توالى‬ ‫إنشاء املباني األخرى خالل القرن األول والثاني امليالديني‪ ،‬التي‬ ‫من بينها حمامات اإلمبراطور هادريان (أقيمت بني عامي ‪126‬م‪-‬‬ ‫‪127‬م) وجددت في عهد اإلمبراطور سبتيموس سويروس‪.‬‬ ‫وع�ن��د توجهنا إل��ى اليمني م��ن ق��وس النصر الرئيس من��ر على‬ ‫ساحة األلعاب الرياضية وتتكون من مضمار للعدو ومنطقة ألعاب‬ ‫ومسابقات تدل على اهتمام سكانها بلياقتهم البدنية فهم كانوا‬ ‫يعتقدون بأن العقل السليم في اجلسم السليم‪.‬‬

‫أما منطقة احلمامات التي بناها اإلمبراطور هادريان بني عامي‬ ‫‪ 126‬و‪ 127‬م فقد وقع جتديدها في عهد اإلمبراطور سبتيموس‬ ‫س�ي�ف�ي��روس‪ ،‬وه��ي تشمل ع��دة أح ��واض مغطاة وع�ن��د درج��ات‬ ‫مختلفة من سخونة املاء وحجرة التعريق أواحلمام البخاري ثم‬ ‫حوض مفتوح للحمام البارد و كل هذا التنوع و التدرج في درجات‬ ‫احلرارة يدل على مدى االهتمام بالصحة العامة‪.‬‬ ‫وتتميز احلمامات الساخنة بأرضية مرفوعة تسمح بالتسخني‬ ‫من أسفل مع أنابيب فخارية لتمرير املاء الساخن في اجلدران‬ ‫بطريقة هندسية بديعة مع تغليف سميك يحفظ درجات احلرارة‬ ‫داخل الغرف‪.‬‬ ‫كما تتميز مباني لبدة بزخارف ومعالم معمارية رائعة ال زالت تقف‬ ‫شاهدا على روعة املعمار في ذلك الزمان بعد مرور حولي الفي‬ ‫عام على بناء بعضها‪ ،‬إنها الدقة و اإلتقان و املهارة التي تصنع‬


‫‪82‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫سبتيموس سفيروس‬ ‫اإلمبراطور لوشيوس سيبتموس سيفيروس ‪Lucius Septimius‬‬ ‫‪ Severus‬أو سيفروس األول‪ 11( ،‬أبريل ‪ 4 - 145‬فبراير ‪،)211‬‬ ‫يعتبر اإلمبراطور الرومانى احلادي والعشرون (‪ )211-193‬ولد مبدينة‬ ‫لبدة الكبرى في ليبيا لعائلة بونيقية‪ ،‬وقد كانت لبدة في ذلك الوقت‬ ‫عاصمة إقليم طرابلس الذي كان يعد وقتها من ضمن مبقاطعة أفريقيا‪.‬‬ ‫مولده‬ ‫ول ��د ف��ي ‪ 11‬أب��ري��ل م��ن ع ��ام ‪145‬‬ ‫مبدينة لبدة الكبرى‪ .‬وهو من عائلة‬ ‫عريقة مبدينة لبدة الكبرى‪ ،‬وكان جده‬ ‫فارساً غنياً‪ ،‬وكان أحد أقاربه مسئوالً‬ ‫في الوالية الرومانية وال��ذي ساعده‬ ‫في دخول املجلس الروماني كسناتور‬ ‫ومؤيد لالمبراطور ماركوس أوريليوس‬ ‫‪ ،Marcus Aurelius‬وكان يتحدث‬ ‫عدة لغات بينها البونيقية (القرطاجية) لغته االم ولغة العلم والثقافة‬ ‫في شمال إفريقيا في وقتها‪ ،‬اما الالتينية فقد كانت بالنسبة له لغة‬ ‫أجنبية لكنه تعلَّمها باعتبارها لغة اإلمبراطورية الرومانية وظل يتكلمها‬ ‫بلكنة أفريقية طيلة حياته‪ ،‬وعندما زراته أخته بروما كانت ال جتيد‬ ‫إال التحدث باللغة البونيقية‪ ،‬مما سبب له إحراجاً بني الرومان كونه‬ ‫إمبراطور روماني وأخته ال تتحدث الالتينية‪.‬‬ ‫درس البالغة والقانون واآلداب والفلسفة في أثينا وفي روما‪ ،‬ثم اشتغل‬ ‫باحملاماة في روما‪.‬‬

‫درس سبتيموس البالغة والقانون‬ ‫واآلداب والفلسفة في أثينا وروما ثم‬ ‫اشتغل باحملاماة‬

‫كان سبتيموس يتحدث عدة لغات بينها البونيقية (القرطاجية) لغته‬ ‫األم والالتينية لغة اإلمبراطورية الرومانية التي كان يتكلمها بلكنة‬ ‫أفريقية طيلة حياته‬

‫تنقالته‬

‫بذل سبتيموس جهود ًا كبيرة في‬ ‫سبيل اإلصالح وحتسني أوضاع‬ ‫اجليش والقضاء والتخلص من آثار‬ ‫الفنت األهلية‬



‫‪84‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫لم تكن حياة سيبتموس تخلو من احلركة والتنقل من منصب إلى آخر‪،‬‬ ‫فقد تولى والية جنوب إسبانيا ثم عاد إلى أفريقيا كممثل لالمبراطور‬ ‫ثم كممثل عن العامة (غير النبالء) في مجلس الشيوخ بروما‪ ،‬أصبح‬ ‫عام (‪173‬م) عضوا في مجلس الشيوخ الروماني بدعم من اإلمبراطور‬ ‫(ماركوس أوريليوس)‪ ،‬وفي عام ‪ 175‬تزوج من باشيا مارشيانا ذات‬ ‫االص��ول السورية‪ .‬وف��ي ع��ام (‪179‬م) عني قائدا للقوات الرومانية‬ ‫املرابطة في سوريا‪.‬‬ ‫زواجه‬ ‫انتعشت حياة سفيروس مع صعوده الوظيفي وخاصة بعد انتقال احلكم‬ ‫من االمبراطور ماركوس أوريليوس إلى كومودوس فتولى العديد من‬ ‫املناصب الرفيعة كنائب قنصل ثم عمل في سوريا كقائد ثم حاكم ملنطقة‬ ‫الغال (فرنسا احلالية) وصقلية والنمسا واملجر‪.‬‬ ‫وفي فترة حكمه لبالد الغال وفي سنة ‪ 187‬تزوج من جوليا دومنا وهي‬ ‫من عائلة سورية من مدينة حمص ورزق منها بولدين‪ :‬األول ولد سنة‬ ‫‪ 188‬وسماه باسيانوس وهو من عرف الحقا باسم االمبراطور كاراكال‬ ‫الذي أصبح من أهم األباطرة الرومان بعد ذلك واالبن الثاني ولد سنة‬ ‫‪ 189‬واسمه غيتا‪.‬‬ ‫كان بالرغم من لهجته البونيقية من أحسن الرومان تربية وأكثرهم علما‬ ‫في زمانه‪ ،‬وكان مولعا بأن يجمع حوله الفالسفة والشعراء‪ ،‬بيد أنه لم‬


‫آثار في انتظار من ينقذها‬

‫لبدة هي ثاني أكبر املدن الرومانية وأول مدنها تكامال من‬ ‫حيث التجهيز وامل��راف��ق التي كانت حتيا بها إمبراطورية‬ ‫روما قبل نحو ألفي عام على ضفاف البحر املتوسط‪.‬‬ ‫يصف اخلبير األث��ري وامل��رش��د السياحي خليفة حويتة‬ ‫(‪ 65‬ع��ام��ا) ج��م��ال م��دي��ن��ة ل��ب��دة ال��ك��ب��رى وعظمتها نحو‬ ‫مربع من اآلثار الرومانية تشكل مدينة لبدة‪ ،‬والتي تعتبر‬ ‫معاملها الثمانية أبرزها قوس وميدان اإلمبراطور سبتموس‬ ‫سيفروس ومسرحها الروماني الضخم وسوقها البونيقي‬ ‫املشهور‪ ،‬متثل شغفا لكل من يزور لبدة الكبرى‪.‬‬ ‫ومب���ج���رد دخ����ول ال���زائ���ري���ن حمل��ي��ط ل��ب��دة ال��ك��ب��رى ت��رص��د‬ ‫املشاهدة األول��ى قوس «سبتموس سيفروس» وال��ذي شيد‬ ‫في القرن الثاني ميالدي فترة حكم اإلمبراطور سبتموس‬ ‫تخليدا النتصاراته احلربية خاصة ضد الفرس‪.‬‬ ‫ويضم القوس املعقود األسقف أربعة مداخل من احلجر‬ ‫والكلس مكسوة باملرمر‪.‬‬ ‫وع��ن أهمية م��ي��دان سبتموس سيفروس بالنسبة للبدة‪،‬‬ ‫ي��ؤك��د خليفة حويتة‪« :‬ه���ذا امل��ي��دان ي��ع��ود للقرن الثالث‬ ‫ميالدي طوله ‪ 100‬متر وعرضه ‪ 60‬مترا ونشاهده محاطا‬ ‫باألعمدة التي حتمل أقواسا ضخمة (‪ ،)...‬ميدان أقيمت‬ ‫فيه االنتخابات العامة لروما وخصص أيضا لتلقي أوام��ر‬ ‫القضاة ولتنزه سكان لبتس ماغنا»‪.‬‬ ‫ويضيف وال��ده��ش��ة تعلو م�لام��ح وج��ه��ه «س��ك��ان ل��ب��دة كان‬ ‫خليطا م��ن الليبيني والقرطاجنيني واإلغ��ري��ق وعددهم‬ ‫وصل إلى ‪ 80‬ألفا‪ ،‬تخيل عظمة التحضر واملدنية التي كانوا‬ ‫يعيشونها»‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بجهود السلطات الليبية في احملافظة على‬ ‫لبدة الكبرى ومعاملها األثرية الرومانية‪ ،‬يؤكد محمد عمر‬ ‫مدير مراقبة آثار لبدة التابعة ملصلحة اآلثار‪« :‬لبدة تضم‬

‫أكبر بقايا ملدينة رومانية في العالم وجهود احملافظة عليها‬ ‫تستلزم الكثير من اجلهود والبرامج سواء من قبل احلكومة‬ ‫أو من طرف اليونسكو خاصة بعد الثورة‪ ،‬ونحمد الله إنها‬ ‫لم تتعرض للسرقة أو التخريب خاصة مع تشكيل وحدة‬ ‫حماية آثار لبدة من طرف ثوار مدينة اخلمس»‪.‬‬ ‫وي��ت��اب��ع م��دي��ر م��راق��ب��ة آث����ار ل���ب���دة‪« :‬ب��ع��د ان��ت��ه��اء احل���رب‬ ‫ف��ي ليبيا شهدت آث��ار لبدة الكبرى ع��دة زي���ارات م��ن قبل‬ ‫جامعات ومعاهد أجنبية مهتمة‪ ،‬مثل البعثات األثرية‬ ‫جل��ام��ع��ت��ي روم����ا ال��ث��ال��ث��ة وك��ت��ان��ي��ا اإلي��ط��ال��ي��ت�ين وج��ام��ع��ة‬ ‫ال��س��ورب��ون الفرنسية وجامعة أول��ب��ري��ن األم��ري��ك��ي��ة‪ ،‬كلها‬ ‫قدمت مشورات الفنية متعلقة بالدراسات التاريخية للبدة‬ ‫بجانب استئناف أعمال احلفريات داخلها وتقدمي خبراتها‬ ‫في مجال التوثيق والتسجيل األثري»‪.‬‬ ‫وب��خ��ص��وص أع��م��ال ال��ت��رم��ي��م‪ ،‬ي��ؤك��د م��ح��م��د ع��م��ر مدير‬ ‫مراقبة آث��ار لبدة أن املعهد اإليطالي للترميم كان األبرز‬ ‫بني كل البعثات في تقدمي الدعم « بصراحة جهود املعهد‬ ‫كبيرة ف��ي ت��دري��ب العناصر الليبية الوطنية ف��ي مجال‬ ‫ترميم الفسيفساء والرسومات اجل��داري��ة للبدة املعروفة‬ ‫بالفريسكو في الفترة الرومانية»‪.‬‬ ‫وع��ن التهديد ال��ذي يعترض حتقيق احملافظة على آث��ار‬ ‫ل��ب��دة ال��روم��ان��ي��ة م��ن ط��رف س��ك��ان مدينة اخل��م��س‪ ،‬يصف‬ ‫محمد عمر مدير مراقبة آثار لبدة هذا التهديد‪« :‬األمر‬ ‫معقد جدا فيما يتعلق باحملافظة على لبدة وآثارها خاصة‬ ‫م��ع ق��ي��ام س��ك��ان املدينة ب��إج��راء عمليات حفر عشوائية‬ ‫لغرض بناء منازلهم‪ ،‬األم��ر ال��ذي تسبب في تخريب غير‬ ‫متعمد آلث��ار ال تقدر بثمن ما يتطلب تدخل اليونسكو‬ ‫للضغط على السلطات الليبية‪ ،‬لتقدمي املزيد من احلماية‬ ‫ملدينة لبدة الكبرى»‪.‬‬


‫‪86‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫يترك الفلسفة تعوقه عن احلروب‪ ،‬ولم يدع الشعر يرقق من طباعه‪ ،‬كان‬ ‫وسيم الطلعة‪ ،‬قوي البنية‪ ،‬بسيطا في ملبسه‪ ،‬قادرا عن مغالبة الصعاب‪،‬‬ ‫بارعا في الفنون العسكرية‪ ،‬مقداما ال يهاب املوت في القتال‪ ،‬قاسي‬ ‫القلب ال يرحم إذا انتصر‪ ،‬كان لبقا فكها في احلديث‪ ،‬نافذ البصيرة في‬ ‫قضائه‪ ،‬قديرا صارما في أحكامه‪.‬‬ ‫تنصيبه قائد ًا عام ًا‬ ‫انتقل ليكون قائدا عاما للقوات الرومانية في (بانونيا)‪ ،‬وفي ذلك الوقت‬ ‫ق��ام احل��رس اإلمبراطوري (البريتوري) بانتفاضة ضد االمبراطور‬ ‫(برتناكس) واغتياله في ‪ 28‬مارس‪ ،193‬وأعلن احل��رس أن التاج‬ ‫سيكون من نصيب ال��ذي س��وف مينحهم أكبر عطاء‪ ،‬وتقدم بعض‬ ‫القادة بعروضهم من العطاء للجنود وعرض عليهم أن يقدم لكل جندي‬ ‫مبلغ قدره (‪ )12000‬دراخمة حني يجلس على العرش‪ ،‬وخرق العرف‬ ‫الروماني ودخل في إبريل‪/‬نيسان ‪193‬م بقواته العسكرية روما‪ ،‬رغم إنه‬ ‫لبس ثيابه املدنية‪ ،‬حينذاك أعلن مجلس الشيوخ تسميته إمبراطورا‪.‬‬ ‫تنصيبهامبراطور ًا‬ ‫مت تنصيب سبتيموس كأمبراطور لروما في ‪ 9‬أبريل ‪ ،193‬واضطر‬ ‫عندئذ خل��وض املعارك ضد منافسيه‪ ،‬ق��اد االمبراطور سيبتموس‬ ‫اجليش الروماني في منطقة نهري الراين والدانوب ولكن والء حاكم‬ ‫بريطانيا الروماني كلوديوس ألبينوس كان محل شك من االمبراطور‬ ‫فارسل له مبعوثا وعرض عليه لقب القيصر الذي قبله‪ ،‬في هذه األثناء‬ ‫حصلت احلرب االهلية الرومانية بعد ادعاء دسديوس جوليانوس في‬ ‫روما خالفة االمبراطور املغتال بدعم من احلرس االمبراطوري في‬ ‫روما ولكن سلطة جوليلنوس لم تتجاوز حدود إيطاليا‪ ،‬وكان وجدد أكثر‬ ‫من مدعي ملنصب االمبراطور يشكل خطر على االمبراطورية الرومانية‬ ‫كما كان يعتقد سيبتموس‪ ،‬ولذا عمل على وجود سلطة حاكمة واحدة‬ ‫مقبولة في روم��ا‪ ،‬ولذا أمر قواته بالتوجه إلى املدينة‪ ،‬ولم يواجه اي‬ ‫مقاومة في تقدمه إلى شمال إيطاليا وهزم مؤيدي جوليانوس في بداية‬ ‫يونيو حني وصل إلى انترامنة ‪ 50‬ميل شمال روما‪ ،‬وحتول والء احلرس‬ ‫االمبراطوري إلى سيفروس ومت اعالن ديدوس جوليانوس كعدو للشعب‬ ‫وقتل‪ ،‬ودخل سيفروس روما بدون قتال‪.‬‬ ‫فتوحاته‬ ‫مع كل ذلك فان احلرب االهلية لم تنته حيث وضع حاكم إقليمي اخر‬ ‫عينه على العرش الروماني وهو حاكم سوريا نيجر ‪Pescennius‬‬ ‫‪ Niger‬واستولى على املنطقة الشرقية لالمبراطورية واتخذا من‬ ‫بيزنطية ‪ Byzantium‬كقاعدة لعملياته ضد القوات الغربية بقيادة‬ ‫سيفروس‪ ،‬وحيث ان نيجر لم يستطع التقدم بقواته ناحية أوروبا فان‬ ‫القتال انتقل إلى آسيا في اواخر ديسمبر ‪ ،193‬وفر في بداية يناير‬ ‫‪ 194‬إلى اجلنوب ووقعت آسيا وبيثنيا (إي��ران) حتت حكم سيفروس‪،‬‬ ‫وفي نهاية فصل الربيع متت الهزمية الساحقة لنيجر وقتل‪ .‬إال أن‬ ‫بيزنطة رفضت االستسالم فارسل سيفروس رأس نيجر إلى املدينة‬ ‫لدفع سكانها احملاصرين إلى اليأس ولكن دون فائدة‪ ،‬فلقد بقت املدينة‬ ‫مقاومة ملدة سنة كاملة مما دفع سيفروس إلى هدم اسوارها عقابا لهم‪.‬‬ ‫سياستهاإلصالحية‬

‫مخطط مدينة لبدة‬

‫ل��ب��دة ه��ي ث��ان��ي أك��ب��ر امل���دن ال��روم��ان��ي��ة وأول مدنها‬ ‫تكامال من حيث التجهيز وامل��راف��ق التي كانت حتيا‬ ‫بها إمبراطورية روما قبل نحو ألفي عام على ضفاف‬ ‫البحر املتوسط‪ a 1. Light House .‬منارة امليناء‬ ‫‪ Doric Temple .2‬معبد دوري ‪The Harbour .3‬‬ ‫امليناء ‪ Temple of Jupiter .4‬معبد جوبيتر ‪.5‬‬ ‫‪ Colonnaded Street‬ال��ش��ارع ال��ت��ذك��اري ‪The .6‬‬ ‫‪ Nymphaeum‬معبد احلوريات ‪The Balaestra .7‬‬ ‫الساحة الرياضية ‪ Hadrianic Baths .8‬حمامات‬ ‫هادريان ‪ The Entrance to Excavations .9‬مدخل‬ ‫احل��ف��ري��ات ‪,Arch of Septimius Severus .10‬‬ ‫قوس نصر سبتيموس ‪The Schola & Baths .11‬‬ ‫مدرسة وحمامات ‪ The Theater .12‬املسرح ‪The .13‬‬ ‫‪ Chalcidicum‬اخلاليكيديكوم ‪The Market .14‬‬ ‫ال��س��وق ‪ Arch of Trajan .15‬ق���وس تراجان‪.16‬‬ ‫‪ Arch of Tiberius‬قوس تيبريوس ‪Church .17‬‬ ‫كنيسة ‪ The Severan Forum .18‬فورم سيفيروس‬ ‫‪ The Severan Basilica .19‬البازيلكا السيفيرية‬ ‫‪ The Old Basilica .20‬القدمية ‪The Curia .21‬‬ ‫مجلس البلدية; ‪ Old Forum .22‬ال��ف��ورم القدمي‬ ‫‪ Temple of Roma & Augustus .23‬معبد روما‬ ‫واغ��س��ط��س ‪ Temple of Liber Pater .24‬معبد‬ ‫ليبر باتر ‪ The Old Forum Church .25‬كنيسة‬ ‫الفورم القدمي ‪ The Byzantine Gate .26‬البوابة‬ ‫البيزنطية ‪ The Serapaeum .27‬السيرابيوم ‪.28‬‬ ‫‪ Seaward Baths‬حمامات البحر ‪The West .29‬‬ ‫‪ Gate‬ال��ب��واب��ة الغربية ‪Marcus Aurelius .30‬‬ ‫‪ Arch‬قوس ماركوس اوريليوس ‪The Villa of .31‬‬ ‫‪ the Nile‬فيال النيل ‪ Amphitheatre .32‬املسرح‬ ‫املدرج ‪ The Circus.33‬حلبة السباق‬


‫دمر سبتيموس بيزنطية بعد حصار‬ ‫ّ‬ ‫دام أربعة سنوات‪ ..‬وغزا فارس‪ ..‬وضم‬ ‫بالد النهرين إلمبراطوريته‬ ‫كانت آخر كلماته‪:‬‬ ‫لقد نلت كل شيء‪ ،‬ولكن ما نلته‬ ‫ال قيمة له‬ ‫بعد توليه مقاليد احلكم قام ببذل اجلهود الكبيرة في سبيل اإلصالح‬ ‫وحتسني أوضاع اجليش والقضاة وإزالة مساوئ الفنت األهلية‪ ،‬ووجه‬ ‫العناية إل��ى ال��والي��ات ف��أق��ام فيها كثيراً‬ ‫من املنشآت واألبنية العامة واحلمامات‬ ‫وسواها‪ .‬وجعل اخلدمة العسكرية إجبارية‬ ‫على كل الواليات عدا أهل إيطاليا‪ ،‬ثم قام‬ ‫ِّ‬ ‫بحل اجليش االمبراطوري وأحدث حرسا‬ ‫جديدا أعضاءه من سائر الواليات بعد أن‬ ‫كان هذا احلرس إيطال ّياً فقط‪.‬‬ ‫كان ال يشبع من أكاليل الغار‪ ،‬ثماني عشرة سنة وهو في حروب مستمرة‬ ‫وسريعة‪ ،‬زاد عدد اجليش‪ ،‬ورفع رواتب اجلند‪ ،‬وقاتل منافسيه‪ ،‬وقضى‬ ‫على ال�ف�تن‪ ،‬وق��ات��ل الس �ت��رداد مناطق ق��دمي��ة‪ ،‬وض��م مناطق جديدة‬ ‫لإلمبراطورية‪ ،‬دك بيزنطية بعد حصار دام أربعة س�ن��وات‪ ،‬وغزا‬ ‫بارثيا (ف��ارس) واستولى على (طشقونة) وضم (بالد النهرين) لهذه‬ ‫اإلمبراطورية‪ ،‬لقد أعاد لعرش روما مكانته‪ ،‬وخلص اإلمبراطورية من‬ ‫تركة فساد متراكم من استبداد (كاليجوال) وبالهة كلوديوس وجنون‬ ‫نيرون وطغيان أنطونيوس‪.‬‬

‫وكانت آخر وصاياه احلفاظ‬ ‫على األسرة واسترضاء اجليش‬

‫كانت ليبيا تسمي في عهد سبتيموس مخزن غالل الشرق‪ ..‬وكانت‬ ‫مركزا جتاريا هاما يشكل همزة وصل بني الشرق والغرب وبني أواسط‬ ‫أفريقيا وسواحل البحر األبيض املتوسط‬

‫اهتمامهبليبيا‬ ‫ل��م تلهه مشاغله ع��ن وطنه ليبيا ال��ذي ل��م يعلن جنوبه بعد ال��والء‬ ‫المبروطورية روم��ا بل وشكل تهديدا علي امل��دن الساحلية وأمنها‬ ‫واستقرارها‪ .‬وعلي الرغم من هذا فقد علّق سيفروس أهمية كبري‬ ‫له‪ ،‬فاعتنى عناية خاصة بالزراعة التي ازدهرت ازدهارا كبيراً واهتم‬ ‫بالتجارة‪ .‬وكانت ليبيا تسمي آنذاك مبخزن الغالل في الشرق وكانت‬ ‫مركزا جتاريا هاما يشكل همزة وصل بني الشرق والغرب وبني أواسط‬

‫أفريقيا وسواحل البحر األبيض املتوسط‪.‬‬ ‫كما طور مسقط رأس��ه لبدة الكبرى فأنشأ فيها العديد من املباني‬ ‫واحلمامات ووس��ع من األس��واق واملسارح وف��اء منه ملوطنه ال��ذي ولد‬ ‫به لبدة‪.‬‬ ‫شيخوخته‬ ‫رغم شيخوخته وكبر سنة وإصابته بداء النقرس إال إن ذلك لم يقيده‬ ‫من تسجيل انتصارات وتسجيل اسمه في صفحات التاريخ‪ ،‬وهو بهذه‬ ‫احلالة قد وصل إلى (كلدونيا) وانتصر على االسكتلنديني في عدة‬ ‫وقائع‪ ،‬ثم عاد إلى (بريطانيا)‪ .‬وهناك عندما وصل إلى (يورك) سنة‬ ‫‪ 211‬م كان على موعد مع املوت‪ .‬قال وهو يلفظ أنفاسه األخيرة ‪« :‬لقد‬ ‫نلت كل شيء‪ ،‬ولكن ما نلته ال قيمة له»‪ ،‬وكانت آخر وصاياه (احلفاظ‬ ‫على األسرة االمبراطورية والعمل على استرضاء اجليش)‪.‬‬


‫‪88‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫رياضة‬

‫التشكيلة التي خاض بها بطولة أفريقيا لألندية‬

‫ممنوع زيارة الظروف القاهرة إلى حي الزيتون‬

‫األهلي يحارب على‬ ‫كافة الجبهات‬

‫لم يطلق لقب «فريق املشوار الطويل» على أهلي بنغازي مصادفة ‪ ،‬أو من فراغ ‪ ،‬فمسيرة‬ ‫النادي الناجحة في املنافسات احمللية هي من أجبرت اإلعالم الرياضي على إضفاء هذا‬ ‫اللقب على الفريق ‪.‬‬ ‫مع كل بداية متعثرة لألهلي في الدوري املمتاز كانت التوقعات تذهب إلى أن الفريق لن‬ ‫يقوى على املنافسة ‪ ،‬ورمبا ينهي الدوري في مرتبة متأخرة إن لم يقع في فخ الهبوط ‪،‬‬ ‫لكن األهلي الكبير كان دائما ما يقلب تلك التوقعات رأسا على عقب‪ ،‬وينتفض بقوة إما‬ ‫في منتصف الذهاب‪ ،‬أو مع بداية اإلياب محققا الفوز تلو الفوز وغالبا ما ينهي املسابقة‬ ‫ضمن األربعة األوائل‪ ،‬ولوال ضعف التحكيم واملؤامرات التي كانت حتاك ضد الفريق‬ ‫العتلى منصات التتويج في مناسبات عدة ‪.‬‬


‫العمالقان الفيتوري رجب وبن صويد‬

‫لسنا هنا في معرض كشف النقاب عن تلك املؤامرات‪ ،‬فهي حتتاج إلى‬ ‫وتقص دقيق‪ ،‬وجهد في احلصول على املعلومة الصحيحة من‬ ‫بحث‬ ‫ٍ‬ ‫مصدرها املباشر‪ ،‬لكن يكفي في هذه العجالة التذكير بانتفاضة شباب‬ ‫النادي ضد النظام السابق وقيام األخير بهدم مقر النادي بحي الزيتون في‬ ‫بنغازي وجتميد كافة أنشطته الرياضية ‪.‬‬ ‫التألق أفريقيا‬ ‫قطع األهلي شوطا كبيرا في بطولة أندية أفريقيا املوسم املاضي‪ ،‬وكاد‬ ‫أن يصل إلى املربع الذهبي لوال تعثره أمام وفاق سطيف اجلزائري‪ ،‬لكن‬

‫يحسب لإلهلي خوضه ملباريات ال��دوري التمهيدي ووصوله إلى دوري‬ ‫املجموعات وهو يلعب كافة املباريات خارج ليبيا‪ ،‬بل أنه متكن من تسجيل‬ ‫هزمية ثقيلة على حساب فريق القرن « األهلي املصري « في عقر القاهرة‬ ‫‪ ،‬وقد وصف اإلعالم حينها املباراة بالتاريخية ليس بالنتيجة التي آلت إليها‬ ‫املباراة فحسب‪ ،‬وإمنا بالعرض الكروي املبهر الذي قدمه أهلي بنغازي‬ ‫وتوجه بثالثة أهداف كان هدف التاورغي الصاروخي الذي جاء بتسديدة‬ ‫مباشرة من خارج املنطقة هو األجمل من بينها‪ ،‬فيما كان هدف معتز الذي‬ ‫أبان عن القدرات الفنية العالية لدى الالعب هو األروع‪.،‬‬ ‫خرج األهلي من تلك البطولة مرفوع الرأس تاركا لشقيقه أهلي طرابلس‬


‫‪90‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫رياضة‬

‫أهلي بنغازي يجبر اإلعالم الرياضي على إقران لقب‬ ‫«املشوار الطويل» بفريقه‬ ‫قدم عرضا كرويا مبهرا أمام فريق القرن األفريقي‬ ‫وزار شبكه في ثالث مناسبات‬

‫عارف النايض رئيس مجلس اإلدارة‬

‫أهلي بنغازي وأهلي القاهرة ‪ ..‬واملباراة التاريخية‬

‫مهمة استكمال املشوار األفريقي في العام احلالي ‪ ،‬لكن األخير توقف عند‬ ‫محطة سموحة األسكندراني وغادر الدور التمهيدي األول ‪.‬‬ ‫قبل شهر ويزيد استأنف أهلي بنغازي نشاطه الكروي وسط ظروف‬ ‫قاهرة أشد قسوة من الظروف التي عاشها خالل مسيرته األفريقية العام‬ ‫املاضي‪ ،‬فمعركة حترير بنغازي من اإلرهابيني لم حتسم بعد بشكل نهائي‪،‬‬ ‫والدوري العام في إجازة عامة‪ ،‬ضف على ذلك املشاكل اإلدارية التي طرأت‬ ‫على النادي مؤخرا‪ ،‬وكادت أن تتحول إلى أزمة كبيرة داخل جدران هذه‬ ‫املؤسسة الرياضية العريقة ‪.‬‬ ‫القرار الذي أصدرته رئاسة اجلمعية العمومية للنادي بإقالة إدارة النادي‬ ‫املنتخبة دميقراطيا أثار غضب اجلماهير األهالوية التي سارعت بالتجمهر‬ ‫في مقر النادي بحي الزيتون‪ ،‬داعية كافة أعضاء اجلمعية العمومية إلى‬ ‫عقد اجتماع استثنائي للجمعية العمومية التي ينتسب لعضويتها أغلب‬ ‫مشجعي األهلي‪ ،‬وخرج عن االجتماع بيان ألقاه‬ ‫أس �ط��ورة األه �ل��ي أح�م��د ب��ن ص��وي��د ط��ال��ب فيه‬ ‫األعضاء واجلماهير األه�لاوي��ة بضرورة إعفاء‬ ‫وحل رئاسة اجلمعية العمومية وإعادة انتخابها من‬ ‫كوادر أهالوية‪.‬‬ ‫وعبر البيان عن استنكاره واستهجانه لقرار رئاسة‬ ‫اجلمعية العمومية القاضي بتكليف جلنة تسييرية‬ ‫وإق��ال��ة اإلدارة التي مت انتخابها بشكل شرعي‬ ‫ودميقراطي متهما أياها بتهميش أعضاء اجلمعية‬

‫العمومية وإصدارها قرار بدون أي سند قانوني ‪.‬‬ ‫بعد هذا البيان بأيام‪ ،‬أصدر رئيس الهيئة العامة للرياضة‪ ،‬سعد غفير‬ ‫سعد‪ ،‬القرار رقم (‪ )17‬لسنة ‪ 2015‬القاضي بإلغاء التصديق على محضر‬ ‫اجتماع اجلمعية العمومية لنادي أهلي بنغازي‪.‬‬ ‫وج��اء في مادته األول��ى إلغاء التصديق على محضر اجتماع اجلمعية‬ ‫العمومية للنادي األهلي واعتباره كأن لم يكن‪ ،‬وذلك لعدم توافر الشروط‬ ‫القانونية املطلوبة النعقاد اجلمعية العمومية وف ًقا للنظام األساسي‬ ‫لألندية‪ ..‬وتضمنت املادة الثانية إلغاء جميع املراسالت وأي آثار قانونية‬ ‫مترتبة على هذا املوضوع‪ ،‬وألزمت املادة الثالثة من القرار جميع اجلهات‬ ‫املعنية بالعمل وتنفيذ هذا القرار‪.‬‬ ‫وكان السيد عارف النايض رئيس مجلس إدارة نادي أهلي بنغازي بدوره قد‬ ‫خاطب رئيس الهيئة برسالة رافضاً فيها حل مجلس إداراته وفتح حتقيق‬ ‫عاجل في مالبسات إصدار خطاب املصادقة دون‬ ‫التحقق من استيفاء اإلجراءات القانونية املطلوبة ‪.‬‬

‫لقب األهلي الدائم‬

‫معسكر األردن‬ ‫لم يؤثر قرار رئاسة اجلمعية العمومية على معسكر‬ ‫إع��داد الفريق في األردن‪ ،‬فمجلس إدارة النادي‬ ‫الواثق من شرعيته كان إلى جانب الالعبني يشد‬ ‫من أزرهم‪ ،‬ويوفر لهم كافة اإلمكانات الفنية واملادية‬ ‫التي متكنهم من استعادة مستواهم‪ ،‬ورجعوهم إلى‬


‫أسطورة األهلي أحمد بن صويد‬

‫قرار رئاسة اجلمعية العمومية بإقالة اإلدارة يثير‬ ‫غضب األعضاء واجلماهير‬ ‫بن صويد يلقي بيان االستنكار ‪ ..‬وغفير يلغي‬ ‫التصديق على محضر اجلمعية العمومية‬

‫هل تتكرر هذه الفرحة قريبا‬

‫الفريق الليبي للتعبير عن غضبه ومن ثم العودة إلى مدينة العقبة ‪.‬‬ ‫أجواء املنافسة الكروية بعد فترة التوقف اإلجبارية ‪.‬‬ ‫الفريق الليبي اتفق على خوض مباراة ودية مع نادي اخلليج الذي مقره‬ ‫حقق الفريق فوزا ساحقا على احتاد شباب مادبا األردني في ثاني جتاربه‬ ‫العقبة ايضا‪ ،‬ولكن عدم وجود ملعب صالح للعب في العقبة‪ ،‬بسبب إخضاع‬ ‫الودية باملعسكر التدريبي‪ ،‬وكان احملترف الكاميروني تادمبا هو جنم املباراة‬ ‫ملعب املدينة للصيانة‪ ،‬فقد مت اإلتفاق على ان يتوجه الفريقان إلى ملعب‬ ‫عندما سجل «سوبر سوبر هاتريك» واقتطع لنفسه خمسة أهداف من غلة‬ ‫معان خلوض اللقاء‪ ،‬حيث مت حتديد الثالثاء قبل املاضي موعدا للمباراة‪.‬‬ ‫األهداف الثمانية التي سجلها الفريق في شباك مادبا ‪.‬‬ ‫الفريقان حضرا إلى امللعب في الوقت احملدد‪،‬‬ ‫أما في املباراة االستعدادية األولى تغلب األهلي‬ ‫ليدخل الفريق الليبي إلى أرضية امللعب لتفقدها‪،‬‬ ‫على األهلي األردني بنتيجة هدفني مقابل هدف‬ ‫لتأتي املفاجأة بأرضية ال تصلح للعب وفق حديث‬ ‫في املباراة الثالثة كانت هناك حادثة أفردت لها‬ ‫الليبيني‪ ،‬الذين عال صراخهم واعتراضهم على‬ ‫وسائل اإلع�لام األردنية مساحات من املتابعة‬ ‫احملترف الكاميروني تادمبا‬ ‫م�ب��دأ اح�ض��اره��م مللعب م�ع��ان‪ ،‬وقطعهم لهذه‬ ‫والتحليل وحتى التهكم أيضا !!‬ ‫ملخص احلادثة كما رواه��ا اإلع�لام الرياضي يسجل خماسية في ثاني جتارب املسافة دون أن يتمكنوا من اللعب‪ ،‬ليعود الفريق‬ ‫الليبي أدراجه إلى العقبة‪.‬‬ ‫األردني أن العبي األهلي عادوا من مدينة معان‬ ‫األهلي الودية‬ ‫حتى كتابة ه��ذه األسطر ال نعلم في ظل شح‬ ‫إل��ى العقبة‪ ،‬بعد أن رفضوا اللعب على ملعب‬ ‫املعلومات عن معسكر األهلي إن ك��ان الفريق‬ ‫مجمع األم�ي��رة هيا بنت احلسني‪ ،‬في املباراة‬ ‫الودية التي كانت مقررة أمام فريق نادي اخلليج األهلي يرفض التباري على ملعب‬ ‫سيبقى ف��ي األردن أم سيتوجه إل��ى محطة‬ ‫استعدادية أخ��رى في بلد يتوفر على مالعب‬ ‫القادم من العقبة ايضا‪.‬‬ ‫معان ‪ ..‬واإلعالم األردني يشكك‬ ‫تضمن سالمة ال�لاع�ب�ين‪ ،‬وال تثير أرضياتها‬ ‫ف��ور وص ��ول األه �ل��ي إل��ى امل�ل�ع��ب‪ ،‬ث��ار غضب‬ ‫في عدم صالحية األرضية‬ ‫اخلوف من تعرضهم لإلصابة ‪.‬‬ ‫اجلهازين الفني والطبي وع��دد من الالعبني‪،‬‬ ‫ال نخال ان حادثة ملعب معان ستنال من صاحب‬ ‫بعد أن شاهدوا أرضية امللعب‪ ،‬معتبرين أن هذه‬ ‫املشوار الطويل الذي ُجبل على مقارعة الظروف‬ ‫األرضية تساعد في إصابة العبيهم الذين مت‬ ‫القاهرة‪ ،‬وتقدمي العروض الواثقة ‪.‬‬ ‫التعاقد معهم مقابل مبالغ مالية كبيرة‪ ،‬ما دفع‬


‫‪92‬‬

‫األحد‬ ‫‪2015‬‬ ‫مارس‪2015‬‬ ‫‪158‬مارس‬ ‫السادس‬ ‫العدد الخامس‬

‫رياضة‬

‫أصبح سوبر ماركت لألندية األوروبية‬

‫الملياردير يخيط‬ ‫كفن أنجي‬ ‫«اإلبرة الواحدة تخيط ثوب العرس‬ ‫وال��ك��ف��ن» ‪ ..‬ه���ذه امل��ق��ول��ة املنسوبة‬ ‫للشاعر الداغستاني الراحل رسول‬ ‫ح���م���زات���وف «‪ 1923‬ـ ‪ »2003‬رمب��ا‬ ‫تنطبق على اب��ن جلدته امللياردير‬ ‫سليمان كرميوف في عالقة األخير‬ ‫بنادي أجني الذي ينافس حتت إطار‬ ‫االحت��اد الروسي لكرة القدم ‪ ..‬أجن��ي املغمور القادم‬ ‫من العاصمة الداغستانية محج قلعة كان في حاجة‬ ‫إلى ملياردير في حجم كرميوف كي يخيط له ثوب‬ ‫األفراح‪ ،‬ويدفع به إلى منصة الكبار في نقلة سيصفها‬ ‫متابعو كرة القدم بالنقلة املذهلة‪..‬‬ ‫أفرج سليمان عن كنوزه‪ ،‬وأغرى مباليينه العبني عظام‬ ‫من أمثال الكاميروني صامويل أيتو والبرازيلي روبرتو‬ ‫كارلوس لالنضمام إلى كتيبة أجني‪ ،‬ودخل بقوة على‬ ‫خط استقطاب قطبي الكرة العاملية ليونيل ميسي‪،‬‬ ‫وكريستيانو رونالدو‪ ،‬وكاد أن يظفر بخدماتهما لوال‬ ‫متسك ال��ن��ادي الكاتالوني وال��ن��ادي امللكي املدريدي‬ ‫بالعبيهما ‪.‬‬

‫برمياكوف محبط‬


‫أيتو مازال موجودا بالفريق‬

‫هيدينك قاد أجني ولم يفلح‬

‫من أجل املاليني تغاضى روبيرتو كارلوس عن حادثة رميه باملوز‬

‫حت��دث��ت ع��ن أن ح��ال��ة ك��رمي��وف الصحية‬ ‫م� ��ا ب �ي�ن ‪ 2013-2011‬ك � ��ان ال �ت �ط��ور‬ ‫م��ذه� ً‬ ‫ت��ده��ورت بسبب ال�ت��وت��ر ف��ي إدارة ن� ٍ�اد ال‬ ‫لا ف��ي أجن��ي‪ ،‬إل��ى ح��د إط�ل�اق اسم‬ ‫يحقق النتائج املرجوة ‪ ،‬وبعضها اآلخر أعاد‬ ‫عقده‬ ‫بعد‬ ‫عليه‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫رو‬ ‫مانشسترسيتي‬ ‫لصفقات قياسية‪ ،‬وب��ات ال �س��ؤال حينها القادم من محج قلعة كان في حاجة‬ ‫األمر إلى قواعد اللعب املالي النظيف التي‬ ‫يتردد بقوة في الوسط الرياضي األوروبي إلى ملياردير في حجم كرمياكوف كي جتعل من االستحالة صناعة فريق مستمر‬ ‫النجاح وهو ينتمي لداغستان‪ ،‬أي مبصادر‬ ‫«م �ت��ى ن�ش��اه��د ال �ف��ري��ق يلعب ف��ي أدوار‬ ‫يخيط له ثوب األمجاد‬ ‫دخل محدودة‪.‬‬ ‫متقدمة في دوري أبطال أوروب ��ا؟»‪ ،‬حتى‬ ‫أخ �ط��ر االت��ه��ام��ات ك��ان��ت ت�ت�ع�ل��ق ب�ت��اري��خ‬ ‫جاء تاريخ ‪7-‬أغسطس‪ -2013‬والذي كان‬ ‫مفاجئاً للجميع‪ ،‬مع إعالن مالكه ورئيسه دخل بقوة على خط استقطاب‬ ‫كرميوف املثير للجدل‪ ،‬فهو متهم بالتورط‬ ‫في فضائح عديدة في بالد مختلفة‪ ،‬هو‬ ‫سليمان كرميوف تقليص امليزانية‪.‬‬ ‫ميسي ورونالدو‬ ‫م�ط�ل��وب ل�ب�ي�لاروس�ي��ا ف��ي قضية تصدير‬ ‫يوم ذلك اإلعالن األسود في تاريخ النادي‪،‬‬ ‫البوتاس التي تسببت في خسائرلالقتصاد‬ ‫حتدثت اإلدارة ع��ن استراتيجية جديدة‬ ‫البيالروسي قدرت مبليار دوالر‪ ،‬وهو متهم‬ ‫ط��وي�ل��ة األم���د ب�ع��د ف �ش��ل االس�ت��رات�ي�ج�ي��ة‬ ‫في فضائح ومؤامرات اقتصادية عديدة‪،‬‬ ‫السريعة بتحقيق نتائج‪ ،‬ومت تسريح كل‬ ‫ف��رأى ناشطون آن��ذاك أن ما فعله مع أجن��ي ك��ان خطوة إلف��ادة‬ ‫النجوم والالعبني املرهقني مالياً‪ ،‬وحتول أجني إلى «سوبر ماركت‬ ‫أطراف أخرى في روسيا‪ ،‬ولفت االنتباه إلى اسمه شخصياً من‬ ‫ألندية روسيا وأوروبا»‪.‬‬ ‫أجل أهداف جتارية أخرى‪.‬‬ ‫أسباب ذلك التحول املفاجىء لم يفهمها أحد‪ ،‬بعض التسريبات‬


‫‪94‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫رياضة‬

‫الكاميروني صمويل ايتوو ‪ -‬الذي يبقى موجودا في الفريق ‪ -‬إلى‬ ‫سياسة التقشف‬ ‫جانب تعيني هيدينك مدرب تشيلسي وايندهوفن السابق‪.‬‬ ‫سياسة التقشف املفاجئة أفصح عنها رئيس مجلس إدارة أجني‬ ‫وكان اجني واصل االنفاق ببذخ قبل انطالق الدوري في الشهر‬ ‫كونستانتني رميتشوكوف الذي قال للصحفيني بأن الفترة املقبلة‬ ‫املاضي وضم ايجور دنيسوف قائد زينيت سان بطرسبرج واملهاجم‬ ‫ستشهد تغييرات جذرية في صفوف النادي‪ ،‬وأنه سيتم االعتماد‬ ‫الكسندر كوكورين من دينامو موسكو‪.‬‬ ‫بشكل كبير على قطاعات الناشئني بالنادي‪.‬‬ ‫كما تعاقد اجن��ي مطلع العام اجل��اري مع‬ ‫وأض��اف رميتشوكوف «ع��ددا م��ن النجوم‬ ‫ال�ب��رازي�ل��ي ول �ي��ان م��ن ش��اخ�ت��ار دونيتسك‬ ‫من أصحاب ال��روات��ب املرتفعة سيرحلون‬ ‫االوكراني مقابل ‪ 35‬مليون يورو (‪47.94‬‬ ‫عن النادي وان امليزانية ستخفض من ‪70‬‬ ‫الصحافة العاملية أطلقت عليه‬ ‫مليون دوالر) لكن الفريق حاليا يحتل املركز‬ ‫إلى ‪ 50‬مليون دوالر سنويا»‪.‬‬ ‫ووفقا لوسائل اإلعالم الروسية فإن جنوم اسم مانشستر سيتي روسيا بعد‬ ‫الثالث عشر في املسابقة احمللية املكونة‬ ‫من ‪ 16‬فريقا بعد تعادلني وهزميتني في‬ ‫املنتخب الروسي أمثال ايجور دينيسوف جناحه في عقد صفقات قياسية‬ ‫أربع مباريات‪.‬‬ ‫والكسندر ك��وك��وري��ن وي ��وري زي��رك��وف في‬ ‫مع جنوم عامليني‬ ‫موقع سبورتس‪.‬ار يو الروسي قدر ميزانية‬ ‫طريقهم للرحيل عن الفريق ‪.‬‬ ‫اجني في ‪ 2012‬بنحو ‪ 180‬مليون دوالر‪. .‬‬ ‫وعبر تويتر توقع كونستانتني رمتشوكوف‬ ‫‪ 7‬أغسطس ‪ 2013‬وصف باليوم‬ ‫واليوم بعد تصريحات رئيس مجلس إدارته‬ ‫رئ �ي��س اجن ��ي أن ي�ب�ي��ع ال��ن��ادي مجموعة‬ ‫من الالعبني لتخفيض النفقات ويتعاقد األسود في تاريخ النادي بعد قرار‬ ‫ستخفض إلى ‪ 50‬مليونا فقط ‪ ،‬ومن يدري‬ ‫رمب��ا في العام القادم أو العام ال��ذي يليه‬ ‫مجددا مع املدرب جادجي جادجييف الذي‬ ‫تسريح الكبار‬ ‫سنشهد تراجعا أخ��ر رهيبا في امليزانية‬ ‫رحل عن النادي في سبتمبر ‪.2011‬‬ ‫يصل إلى حد إشهار اإلف�لاس خاصة إذا‬ ‫وإذا ح � ��دث ذل � ��ك ف � ��إن امل � � ��درب ري �ن��ي قواعد اللعب النظيف جتعل من‬ ‫ما أعلن مالك النادي سليمان برميكوف‬ ‫ميولنستني سيترك اجن��ي بعد‬ ‫مباراتني االستحالة صناعة فريق مستمر‬ ‫تخليه عن دعم الفريق مالياً ‪.‬‬ ‫فقط من توليه املسؤولية‪ .‬وتولى مساعد‬ ‫اليكس فيرجسون ف��ي ت��دري��ب مانشستر النجاح وهو ينتمي إلى داغستان‬ ‫ف �ه��و ص��اح��ب اإلب � ��رة ال �ت��ي خ��اط��ت ث��وب‬ ‫األض���واء إلجن��ي‪ ،‬وجعلته قبلة الالعبني‬ ‫يونايتد قيادة اجني خلفا جلوس هيدينك‬ ‫الكبار عبرصفقات قياسية‪ ،‬باملقابل هو‬ ‫في ‪ 22‬يوليو املاضي‪.‬‬ ‫أيضاً من يسارع إلى خياطة ثوب الكفن‬ ‫وسبق الجن��ي التعاقد م��ع العبني بارزين‬ ‫للفريق‪ ،‬وإعادته إلى دائرة النسيان بعد أن‬ ‫مثل البرازيلي روب��رت��و ك��ارل��وس واملهاجم‬


‫ويليان البرازيلي أحد الراحلني‬

‫حاليا يحتل املرتبة ‪ 13‬في الدوري الروسي بعد‬ ‫تعادلني وهزميتني في أربع مباريات‬ ‫ميزانية الفريق قدرت بنحو ‪ 180‬مليون دوالر ‪..‬‬ ‫واليوم تقلصت إلى ‪ 50‬مليون فقط‬ ‫كلمات حمزاتوف هل ستواسي شباب األفاريني‬ ‫عند غرق فريقهم في بحر اإلفالس‬ ‫العب الوسط ديارا على قائمة املغادرين‬ ‫مرر خطته في غسل الكثير من أمواله على أكتاف النادي األفاري‬ ‫كما يؤكد على ذلك العديد من احملللني‪.‬‬ ‫في حالة إفالس النادي ومغادرته دوري الكبار رمبا لن يجد أحبابه‬ ‫من يواسيهم سوى شاعرهم الراحل رسول حمزاتوف وقصائده‬ ‫اخلالدة‪ ،‬وسيجد أنئذ شباب الشعب األف��اري أنفسهم مجبرين‬ ‫على الصمت واإلنصات إلى كبيرهم حمزاتوف مرددين في خفوت‬

‫كلماته التي يقول فيها‪:‬‬ ‫«وعندما تغير علينا املتاعب‬ ‫نحن إلى البحر ‪ ..‬وفي املأزق املفجع‬ ‫ّ‬ ‫يد متتد إلينا‬ ‫نسبح دون ٍ‬ ‫وليس في مرمى النظر‬ ‫ساحل أو سفينة»‪.‬‬


‫‪96‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫رياضة‬

‫هل اتحاد الكرة إخواني ؟!‬

‫بطولة للسالم ‪ ..‬أم للوهم‬ ‫إلى أية معطيات استند احتاد الكرة في موافقته على انطالق‬ ‫بطولة السالم األولى الودية لكرة القدم في اخلامس والعشرين‬ ‫من أبريل املقبل مبلعب طرابلس الدولي ‪.‬‬ ‫أال يعلم هذا االحتاد أن العاصمة مازالت حتت سيطرة املليشيات‬ ‫واجلماعات اإلرهابية املسلحة‪ ،‬وأن عمليات اخلطف واحلرق‬ ‫وترويع اآلمنيني لم تتوقف يوما منذ سيطرة عصابة فجر ليبيا‬ ‫على مقرات الدولة السيادية‪ ،‬ودخ��ول ال��دواع��ش إل��ى الشوارع‬ ‫وامليادين‪ ،‬وقيامهم بتهديد أصحاب األنشطة التجارية املختلفة‬ ‫كمحالت املالبس واملقاهي ‪.‬‬ ‫أال ي��دري ه��ذا االحت��اد أن��ه مبوافقته سيمنح تلك اجلماعات‬ ‫اإلرهابية غطاء شرعيا هي في أم��س احلاجة إليه كي تثبت‬ ‫للعالم أن العاصمة في أمان واستقرار ‪.‬‬ ‫ألم يتبادر إلى ذهنه أن األخوان الالهثني وراء السلطة سيعمدون‬ ‫على تسويق أنفسهم من خالل البطولة‪ ،‬وسيبذلون ما في وسعهم‬ ‫لكسب ود عشاق الكرة واستماالتهم‪ ،‬وقد ال يصيبنا أي نوع من‬ ‫التعجب إذا ما ثبت بأن الشركة اخلاصة التي ستتولى رعاية‬ ‫ومتويل البطولة تتبع التنظيم الدولي‬ ‫فأغلبنا يعلم أن الكثير م��ن املؤسسات العامة واخل��اص��ة في‬ ‫طرابلس تدار من طرف أشخاص ينتمون لإلخوان ‪.‬‬ ‫ومن املناسب هنا التذكير بأن اإلخوان قاموا بعد فترة وجيزة من‬ ‫سيطرة أذرعهم العسكرية على العاصمة بتنظيم ماراثون أطلقوا‬ ‫عليه « فجر ليبيا» وكان الفشل قرين ذلك املاراثون الذي شهد‬ ‫شبه مقاطعة جماهيرية كاملة ألن معظم أهل املدينة باتوا على‬

‫دراية كاملة بخططهم وأالعيبهم‬ ‫قد يقول قائل أن مثل هذه املبادرة من شأنها حتريك النشاط‬ ‫الرياضي‪ ،‬ورمب��ا تضع ح��دا حلالة ال��رك��ود ال��ذي يسود املشهد‬ ‫الكروي الليبي منذ شهور ‪ ..‬وسيرى أخ��ر ّأَن إقامة مثل هذه‬ ‫الدورات التنشيطية مطلب وطني قبل أ ْن تكون نشاطاً رياض ًّيا‪،‬‬ ‫وستنعكس بصورة إيجابية على احلالة األمنية بالبالد‪ ،‬وستكون‬ ‫عام ً‬ ‫ال مه ًّما من عوامل االستقرار‪.‬‬ ‫لكن فات هؤالء أن هذه احملاوالت الترقيعية في ظل أجواء يخيم‬ ‫عليها اإلرهاب هي أشبه بالنفخ في البالون املثقوب‪ ،‬وأن األهداف‬ ‫املرجوة من وراء إقامتها لن تغادر الصفحة املكتوبة عليها ‪..‬‬ ‫وأسالوا أهل طرابلس فهم أدرى بشعابها ‪.‬‬

‫هل خبر المحكمة الرياضية كاذب ؟!‬ ‫شهر تقريبا أعلن أحد مسؤولي اللجنة األوملبية الليبية عبر‬ ‫قبل ٍ‬ ‫اإلع�لام‪ ،‬أنه في الفترة القادمة ستشهد الرياضة الليبية إنشاء‬ ‫محكمة للتحكيم تهدف للفصل في القضايا الرياضية وإص��دار‬ ‫األح�ك��ام بشأنها‪ ،‬تطبيقا للميثاق األوليمبي‪ ،‬وحتى ال تتعرض‬ ‫االحت��ادات الرياضية للعقوبات في حالة اللجوء للمحاكم املدنية‬ ‫في القضايا الرياضية إضافة إلى حفظ حقوق العاملني في املجال‬ ‫الرياضي الليبي‪.‬‬ ‫وبحسب مصدر أوملبي أن هناك جلاناً متخصصة من ذوي اخلبرة‬ ‫واالختصاص ُعهد إليها القيام بكافة اإلجراءات التأسيسية‪ ،.‬وإلى‬ ‫هذا التاريخ مازال هذا اخلبر مجرد حبر على ورق‪ ،‬فلم نسمع شيئا‬ ‫عن أمر تشكيل تلك اللجان‪ ،‬وما إذا باشرت في تنفيذ املهمة املوكلة‬ ‫إليها أم ال ‪.‬‬


‫كليمنتي‬

‫يراقب منتخبنا عن بعد‬

‫جاء في األخبار أن املدرب األسباني خافيير كليمنتي عاد مؤخراً‬ ‫إلى املنتخب الوطني‪ ،‬وظهر فجأة في تونس متابعا للقاء االحتاد‬ ‫األول أم��ام أليكت التشادي في تصفيات بطولة الكونفدرالية‬ ‫األفريقية‪ ،‬وفاحتا عيناه على مباراة األهلي الطرابلسي األولى‬ ‫ضد سموحة املصري في إطار الدور التمهيدي األول من كأس‬ ‫أفريقيا ل�لأن��دي��ة البطلة‪ ،‬ول��م ت��ذك��ر لنا تلك األخ �ب��ار إن كان‬ ‫اخل��واج��ة األسباني ق��د تابع امل�ب��ارات�ين م��ن على امل��درج��ات أو‬ ‫أكتفى باملشاهدة أمام التلفاز ‪.‬‬ ‫تناقلت أيضا بعض املواقع خبراً عن توجه كليمنتي إلى األردن‬ ‫ملتابعة حتضيرات األهلي البنغازي ومشاهدة مباراة أو مباراتني‬ ‫من وديات الفريق مع الفرق األردنية ‪.‬‬ ‫وال ندري حتى الساعة مدى مصداقية تلك األخبار‪ ،‬وما إذا كان‬ ‫املدرب العجوز قد جتددت الرغبة في نفسه الستئناف عالقته‬ ‫باملنتخب بعد فترة التوقف الطويلة التي قضاها في بلده أم‬ ‫أن العالقة الوحيدة املتبقية حتى اآلن هي ماورد في عقده مع‬ ‫احتاد الكرة بخصوص املرتب ‪ ،‬ورفعه مؤخرا شكوى للفيفا ضد‬ ‫احتاد الكرة لعدم دفع األخير مستحقاته املتراكمة البالغة مليون‬ ‫يورو‬ ‫ما قدمه كليمنتي للكرة الليبية مطلع العام املاضي وحصوله‬ ‫مع املنتخب املتجدد على كأس أفريقيا للمحليني ضاعف األمال‬ ‫حينها بالترشح ولعب أدوار متقدمة في كأس الكانالتي أقيمت‬ ‫مؤخرا بغينيا اإلستوائية‪ ،‬لكن سقوطه املفاجيء في األدوار‬

‫التمهيدية املؤهلة للنهائيات فتح الباب على مصراعيه أمام‬ ‫أسئلة كانت مؤجلة ‪.‬‬ ‫أول�ه��ا م��ا ال��ذي أح��دث��ه كليمنتي م��ن تطوير على طريقة أداء‬ ‫املنتخب اللهم إال مغامرته في الدفع بالشبان إلى صفوفه‪ ،‬ولوال‬ ‫ركالت احلظ التي وقفت إلى جانبه في ثالث مناسبات متتالية‬ ‫لرمبا خ��رج م��ن ال��دور ال��رب��ع النهائي م��ن تلك البطولة التي‬ ‫نعترف بأنها أضفت على الليبيني أجواء عامرة من الفرح ‪.‬‬ ‫ثانيها وثالثها ورابعها ‪ :‬مالذي صنعه كليمنتي في أمر مراقبة‬ ‫احملترفني الليبيني باخلارج‪ ،‬وبعض املواهب األخ��رى املوجودة‬ ‫في أندية الظل‪ ،‬وما الذي قدمه من خطط إلعادة بناء املنتخب‬ ‫بعد اخل��روج املبكر م��ن السباق األف��ري�ق��ي وت��راج��ع التصنيف‬ ‫الدولي للفريق بصورة مذهلة ‪.‬‬ ‫قالوا بأن كليمنتي أرسل خطة متكاملة إلحتاد الكرة لم يغفل‬ ‫فيها صغيرة وال كبيرة‪ ،‬حتى قضية التأهيل البدني والرعاية‬ ‫الصحية لالعبني‪ ،‬وباملقابل عجز االحت��اد عن توفير األم��وال‬ ‫الالزمة لتنفيذ تلك اخلطة ألن خزائنه باتت شبه خاوية ‪.‬‬ ‫ما نعلمه حتى األن أن عقد كليمنتي يسري حتى منتصف العام‬ ‫القادم‪ ،‬وماال نعلمه هو اإلجابة على السؤال التالي ‪:‬‬ ‫هل سيخوض منتخبنا التصفيات املؤهلة لكأس أفريقيا القادمة‬ ‫«‪ »2017‬والتصفيات املؤهلة ملونديال روسيا «‪»2018‬‬ ‫إذا كانت اإلجابة بنعم من احتاد الكرة فعليه أن يخبر اجلميع‬ ‫مبوعد حتضيرات املنتخب لهاتني البطولتني ‪.‬‬


‫‪98‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬

‫على سطح األرض‬

‫جينالوجيا الدولة‪..‬‬ ‫بين الشعب والدهماء؟!‬ ‫عبدالمنعم المحجوب‬ ‫(‪)1‬‬ ‫عندما نتحدث عن االستقالل نتحدث عن الشعب‪.‬‬ ‫عندما نتحدث عن احلرية نتحدث عن اجلماهير‪.‬‬ ‫عندما نتحدث عن الثورة نتحدث عن جماهير الشعب‪.‬‬ ‫عندما نتحدث عن احلقوق فإننا نتحدث عن املواطنني‪.‬‬ ‫لكننا عندما نتحدث عن املعاناة والقهر والفاقة واالنكسار وال ّذل‬ ‫واجلهل وقلة احليلة والعجز والتخلف والسذاجة‪ ،‬وعندما نتحدث‬ ‫عن األث��رة والكرامة والشجاعة واإلب��داع والتألق و‪ ..‬إل��خ‪ ،‬فإننا‬ ‫نتحدث عن اإلنسان مج ّرداً‪.‬‬ ‫منذ أن ظهر اصطالح «الفكر السياسي»‪ ..‬ومنذ أن ُعرفت «العلوم‬ ‫السياسية»‪ ..‬أصبح الشعب شيئاً آخر غير الشعب‪ ..‬ونتيجة ذلك‬ ‫لم تعد الدميقراطية هي «حكم الشعب» كما حلم بها الر ّواد األوائل‪.‬‬ ‫لقد ّ‬ ‫مت حتويل الشعب إلى مج ّرد مفهوم‪ ،‬وهذه «املفهمة» ح ّولته‬ ‫متعال ال يعيش على سطح األرض‪ .‬نحن ال نستطيع‬ ‫إلى كيان شبه‬ ‫ٍ‬ ‫العثور على شعب ينطبق عليه التعريف السياسي املج ّرد‪ .‬نعثر في‬ ‫ٍ‬ ‫أطياف وظالل ورغبات‪.‬‬ ‫مقابل ذلك على‬ ‫في مقابل كلمة الشعب حتتفظ لنا اللغة بكلمة أكثر جذرية هي‪:‬‬ ‫الدهماء‪ .‬إن كلمة اجلماهير التي نق ّدسها أيضاً تع ّرضت للتشويه‬ ‫ه��ي األخ ��رى‪ .‬نذهب إذن إل��ى الكلمة األك�ث��ر بدائية ف��ي اللغة‪:‬‬ ‫الدهماء‪.‬‬ ‫>>>‬ ‫«ناضلت الشعوب من أجل استقاللها» هذه العبارة صائبة متاماً‪،‬‬ ‫ولكنها ال تخبرنا شيئاً في احلقيقة‪ ،‬إنها صائبة ألننا نستند إلى‬ ‫وع��ي زائ��ف في إثباتها‪ ،‬إنها صائبة ألن معطى صوابها معطى‬ ‫زائف‪.‬‬ ‫هذا ما تفعله الدولة بنا‪ ..‬إنها تنقل حقل التفكير في األلفاظ إلى‬ ‫آلية خاصة بها في احلمل‪ .‬احلمل كما عرفناه لدى جمهور العلماء‬ ‫هو في معناه العام السير بالتأويل من األدن��ى إل��ى األبعد‪ ،‬وإذا‬ ‫أردت أن أحتدث عن الناس‪ ،‬سأكون بَ ّرياً وطبيعياً وبدائياً وح ّراً‬ ‫أكث َر فأقول أننا نتحدث عن الدهماء‪ .‬نحن هنا نتحدث عن معرفة‬ ‫احلق واإلمي��ان به‪ ،‬وإ ْن في غيابه‪ .‬فعدم الوجود بالفعل ال ينفي‬ ‫عدم الوجود بالقوة‪.‬‬ ‫ال معنى للدميقراطية سوى تكريس حكم الدهماء‪ ،‬إذا تتبعنا هذه‬ ‫الكلمة س��وف يلقي بنا التفكيك إل��ى اللغة السومرية‪ -‬األكدية‪.‬‬ ‫فكلمة ‪ demo‬اليونانية التي تسكن كلمة دميوقراطية تعود إلى‬ ‫‪ dehmo‬األكدية‪ ،‬وهي العربية «دهماء»‪ ،‬وجميعها تعود إلى أصل‬ ‫سومري هو ‪ dm‬بغض النظر عن الطريقة التي نقل بها هذا‬ ‫األص��ل على يد علماء السومريات واألش��وري��ات الذين لم يتركوا‬ ‫الكثير من السومرية دون أن يط ّوعوه للكتابة الهندوأوروبية‪.‬‬ ‫أقول أخيراً‪ ..‬اللغة الواحدة ليست حلماً مستحي ً‬ ‫ال‪ ،‬وإ ْن جعلتنا‬ ‫السياسة أمماً وشيعاً وأحزاباً‪.‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫تنشأ الدولة – أي دولة – على مبدأ عدم املساواة‪ ،‬إذ لو سادت املساواةُ‬ ‫الدول َة النحلّت هذه تلقائياً‪ ،‬ذلك يعني إلغاء االمتيازات واألدوار غير‬ ‫القابلة للتعميم‪ ،‬أي إلغاء احتكار األدوار السياس ّية التي مت ّيز املمثلني‬ ‫للسلطة في الدولة‪.‬‬ ‫الدولة كيان تنشئه قوة اجتماعية تعلن عن نفسها سياسياً للهيمنة على‬ ‫غيرها من القوى االجتماعية األخرى‪ ،‬فهي مؤسسة مصطنعة‪ ،‬وبقدر‬ ‫ما تكون نتاجاً للمجتمع اإلنساني‪ ،‬فإنها أيضاً تكون نقيضاً له‪ ،‬ما لم‬ ‫يكن املجتمع نفسه هو الدولة‪.‬‬ ‫هذه ليست أحجية من أحاجي أبي الهول‪.‬‬ ‫لقد نشأ املجتمع اإلنساني تدريجياً‪ ،‬منى فتط ّورت أدوات��ه وازدادت‬ ‫ثرواته وممكناته‪ ،‬وكان ال بد له من أن ينتظم فانسلخ تدريجياً عن حالة‬ ‫الطبيعة ليندرج في حالة الثقافة‪ ..‬وكلما تع ّرف املجتمع على موارد‬ ‫جديدة‪ ،‬وأمناط إنتاج جديدة‪ ،‬وممكنات جديدة في توظيف الثروات‪..‬‬ ‫كلما انتقل من ثقافة إلى أخرى‪.‬‬ ‫هكذا أصبحت الثقافة مك ّوناً أصي ً‬ ‫ال للمجتمع‪ ،‬وهكذا تنوسي األصل‬ ‫الطبيعي للحياة‪ ،‬هذا هو مسار التط ّور في صيغته اجلنينية البدائية‬ ‫األولى‪.‬‬ ‫مجتمعات ما قبل التاريخ شهدت هذا املسار‪ ،‬لكن اإلنسان منذ أن‬ ‫عرف كيف «يحسب»‪ ،‬ومنذ أن عرف كيف «يغتنم»‪ ،‬عرف أيضاً كيف‬ ‫«يستغل»‪ ،‬وكيف «يحتكر»‪ ،‬وق��اده ذلك إلى حيلة جديدة يضمن بها‬ ‫غنائمه ويزيد بها استغالله فيضاعف ث��روات��ه‪ ،‬ك��ان عليه في هذه‬ ‫املرحلة أن «يتسلّط»‪.‬‬ ‫لقد نشأت السلطة ألن االستغالل كان أقصر الطرق إلى الرفاه‪ ،‬وتنظيم‬ ‫التسلّط هو الذي قاد إلى الوعي مبفهوم «السلطة»‪ ،‬أي إلى ابتكار وعاء‬ ‫الستغالل اآلخرين‪ ،‬وإلى االستقواء عليهم بأدوات ال ميتلكونها‪.‬‬ ‫الدولة – إذن – هي مؤسسة األقوياء‪ ،‬وأسباب القوة ثالثة‪ :‬السلطة‪،‬‬ ‫الثروة‪ ،‬السالح‪ .‬أما املعرفة – وتعتبر سبباً فعلياً للتم ّكن من الق ّوة –‬ ‫فإنها دائماً رهينة أحد األسباب السابقة‪ .‬فالسلطة بدون معرفة سهل‬ ‫استبدالها‪ ،‬والثروة بدون معرفة سهل زوالها‪ ،‬والسالح بدون معرفة قد‬ ‫ينقلب على أصحابه الذين يتوهمون أنهم يتحكمون فيه لكنهم – دون‬ ‫معرفة – قد يوجهونه إلى أنفسهم‪.‬‬ ‫الدولة هي الراعي الرسمي لعدم املساواة واالضطهاد والتناقضات‬ ‫االجتماعية التي ستؤول آخر األمر إلى االنفجار في وجه الدولة نفسها‬ ‫لتهدمها وتعيد بناءها من جديد‪.‬‬ ‫يقول هارولد السكي في كتابه «احلرية في الدولة احلديثة» ‪« :‬ومن‬ ‫قدمي الزمان‪ ،‬رأى أرسطو أن السعي من أجل املساواة هو أحد أعمق‬ ‫جذور الثورة‪ ،‬والسبب في ذلك واضح متاماً‪ ،‬فانعدام املساواة معناه منح‬ ‫امتياز خاص للبعض وحرمان البعض اآلخر منه‪ ،‬وهذا االمتياز ليس‬ ‫في احلقيقة من الطبيعة‪ ،‬ولكنه تدبير متع ّمد من البيئة االجتماعية»‪..‬‬ ‫أي من املؤسسة التي تدير هذه البيئة‪ :‬أي الدولة‪.‬‬


‫مع هـــذا العدد‪:‬‬

‫كتـاب «أحــاديث اإلفك»‬ ‫جريرة البخاري وجنايـــته عىل اإلسالم‬ ‫تأليـــف‪ :‬صالح عبد القدوس‬


‫‪100‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد السادس‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.