مجلة المستقل-العدد الثامن

Page 1

‫السفـــر‬ ‫إلى الباب األخير‬ ‫السقوط األبيض‬ ‫في الكامب‬ ‫السنة األولى ‪ -‬العدد الثامن ‪ -‬األحد ‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫سياسية أسبوعية شاملة‬

‫طرابلس على عتبة التحرير‬ ‫فجر ليبيا‪ ..‬ولعبة خلط األوراق‬ ‫خلفاء بن الدن والرايات السود‬ ‫إيرادا‬

‫خصصة لذو‬

‫يا‬ ‫الحت‬ ‫ياجا‬

‫ت‬

‫صة‬ ‫لخا‬ ‫ا‬

‫عد‬

‫خصصة لذوي ا‬ ‫دم‬ ‫الحت‬

‫ي‬ ‫اجا‬

‫ت‬

‫إي‬ ‫ال رادا‬ ‫ت‬ ‫لذ عدد مخ هذا‬ ‫ص‬ ‫وي‬ ‫االحتي صة‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫لخاصة جات‬

‫دم‬ ‫عد‬ ‫ل‬

‫صة‬ ‫لخا‬ ‫ا‬

‫ته‬ ‫ذا ا‬

‫إيرا‬

‫دا ت‬

‫هذا‬

‫ال‬

‫العرَّاب‬

‫ليون‬

‫يُرتّب لالنقالب‬ ‫على مجلس الن ّواب‬


‫‪02‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬


‫‪03‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫كاريكاتير‬

‫تنفيذ‪ :‬ميديا ميدان الشهداء‬


‫‪04‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫احملتويات‬ ‫‪08‬‬

‫في هذا العدد‬

‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪30‬‬

‫طرابلس على عتبة التحرير‬

‫األستاذ حسن طاطاناكي يدعو سكان طرابلس‪،‬‬ ‫وهم يستعدون لتحرير العاصمة‪ ،‬إلى تذكّ ر جتربة‬ ‫سابقة يجب على اجلميع أن يتوقفوا عندها لكي‬ ‫يستفيدوا من دروسها‪.‬‬

‫فجر ليبيا ولعبة خلط األوراق‬

‫هل كان الفيلسوف هوبز يعرف الليبيني عندما قال‬ ‫عبارته الشهيرة‪ :‬حرب اجلميع ضد اجلميع؟ بالطبع‬ ‫ال‪ ..‬ولكن هذا العبارة تصدق عليهم بعد أن بدأ تنظيم‬ ‫فجر ليبيا في خلط أوراق اللعبة‪.‬‬

‫سياسية أسبوعية شاملة‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬

‫حسن طاطاناگي‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫عبداملنعم احملجوب‬ ‫مدير التحرير‬

‫حسن الفيتوري‬ ‫املدير الفني‬

‫سامح الكاشف‬

‫هيئة التحرير‬ ‫مرمي عبدالله‬ ‫إياد بن علي‬ ‫محمد نوري‬ ‫منصور عمارة‬ ‫عبداحلكيم الورفلي‬ ‫الشؤون اإلدارية‬

‫أحمد وطني‬ ‫تصدر عن‪:‬‬

‫املنظمة الليبية للصحافة‬ ‫وحيادية املعلومات‬

‫تنفيذ‪:‬‬ ‫دار تانيت للنشر والدراسات‬

‫تعبر آراء الكتّ اب بالضرورة عن وجهة‬ ‫ال ّ‬ ‫نظر املجلة‬

‫َّ‬ ‫«مرقعة»‬ ‫وجود حكومة وحدة وطنية‬ ‫لن يحل المشكلة‬

‫تقرير نشرته صحيفة «فايننشال تاميز» حول تنظيم‬ ‫داعش في ليبيا قائلة أن التنظيم انتشر في أرجاء هذا‬ ‫البلد‪ ..‬وتساءلت‪ :‬كيف يغذي الوجود املتطرف النزاع‬ ‫القائم في ليبيا اآلن؟‬

‫قريب ًا القبعات الزرقاء في طرابلس‬

‫قطع رئيس بعثة األمم املتحدة برناردينو ليون‬ ‫جلسات احلوار باملغرب وسافر إلى طبرق ليرفع‬ ‫البطاقة الصفراء في وجه رئيس مجلس النواب‬ ‫ّ‬ ‫يخطط له ليون؟!‬ ‫وأعضائه‪ ..‬ترى ما الذي‬

‫خلفاء بن الدن‪ ..‬والرايات السود‬

‫من مدارس ديونبد الهندية إلى خلفاء بن الدن‬ ‫مرور ًا بتجربة طالبان يناقش الكاتب ظاهرة‬ ‫«أفغنة اإلسالم»‪.‬‬

‫مفاهيم وظالل – العولمة واألمركة‬ ‫يخصص الدكتور محمد الساعدي هذه احللقة‬ ‫للحديث عن األجهزة واألدوات املباشرة التي‬ ‫سخرت الواليات املتحدة لتكريس الهيمنة ووضع‬ ‫العالم في قبضة التبعية واخلضوع‪.‬‬

‫املكتب الرئيسي ‪ -‬طبرق‪ :‬عبدالناصر محجوب ‪ -‬املكتب اإلعالمي مبجلس النواب ‪ -‬مكتب القاهرة ‪ -‬شيراتون‪ ،‬مربع ‪ ،1177‬مقابل األكادميية‬ ‫العربية للعلوم ‪ -‬مكتب طرابلس‪ :‬عبداحلكيم الدرباشي ‪ -‬زاوية الدهماني‪ ،‬بالقرب من وزارة اخلارجية ‪ -‬مكتب تونس‪ :‬وليد الزريبي ‪ -‬الفاييت‪،‬‬ ‫‪ 35‬نهج مصر‪ ،‬تونس ‪ -‬مكتب الدار البيضاء‪ :‬محمد احلاج ‪ 69 -‬شارع الوحدة األفريقية‪.‬‬


‫‪34‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪80‬‬

‫تحليل الظواهر الدولية من خالل مفهوم القوة‬

‫مييز الظاهرة السياسية الدولية الراهنة هو‬ ‫ما ّ‬ ‫محاولة تغليفها برداء قانوني وأخالقي‪ ،‬ولكن‬ ‫إلى أي مدى ميثّ ل هذا الغالف جزء ًا من حقيقة‬ ‫الظاهرة السياسية الدولية؟‬

‫أخطاء الدولة الفاشلة في ليبيا واليمن‬

‫السياسيات التي اتبعتها الدول الكبرى في التعامل مع‬ ‫األزمة في اليمن وليبيا‪ ،‬كانت من أهم األسباب التي‬ ‫دفعت كال البلدين نحو هاوية الدول الفاشلة‪.‬‬

‫الزواوي‪ ..‬جعلنا نبتسم‪ ..‬ونغيّر ما بأنفسنا‬

‫رأى الزواوي تفاصيل احلياة بعني الناقد الساخر‪،‬‬ ‫فأعاد تقدميها لنا بصورة أخرى تستفزّ رتابتنا‬ ‫ولكنها جتعلنا نبتسم دائم ًا ونحن نعيد التفكير‪.‬‬

‫عودة الفن مرهونة بالعفو العام‬

‫يرى الفنان أن الفكاهة هي األقرب دائم ًا للمتلقي‪،‬‬ ‫فيما األغنية الناقدة تشكل دعامة مهمة في‬ ‫املنوعة الرمضانية‪ ..‬قضايا فنية تناقشها املستقل‬ ‫مع عبدالباسط بوقندة‪.‬‬

‫هذه المدينة البيضاء يعشقها التاريخ‬

‫أويا‪ ،‬طرابلس‪ ،‬املدينة البيضاء‪ ...‬هذه من أسماء‬ ‫أسسها الليبيون‬ ‫العاصمة عبر التاريخ‪ .‬إنها مدينة ّ‬ ‫قبل أن يكونوا ليبيني‪ ،‬فمدينتنا هذه ظهرت إلى‬ ‫الوجود بزمن أبعد بكثير من الزمن الذي ُعرفت‬ ‫فيه ليبيا‪.‬‬

‫السفر إلى الباب األخير‬ ‫جولة سياحية صحفية يتجول عبرها الباحث‬ ‫مختار اجلدال بني محافظات اليمن وآثاره املوغلة‬ ‫في القدم‪ ..‬متوقف ًا عند صنعاء القدمية التي ما‬ ‫زالت حتتفظ ببابها األخير‪ ..‬باب اليمن‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫إثر حنبعل‬ ‫في ِ‬

‫ثمة جانب في شخصية حنبعل‬ ‫يغفل عنه املؤرخون وكتّ اب‬ ‫السير‪ ..‬يقول الكاتب‪ :‬إنه ما‬ ‫يتصل باهتمامات حنبعل اخلاصة‬ ‫خارج حقل إدارة احلروب وخوض‬ ‫املعارك‪.‬‬

‫األسعار‪ :‬ليبيا‪ 5 ،‬دنانير‪ ،‬مصر‪ 10 :‬جنيهات‪ ،‬تونس‪ 5 :‬دينار‪ ،‬املغرب‪ 20 :‬درهم‪ ،‬السعودية‪ 12:‬ريال‪ ،‬الكويت‪ 1000 :‬فلس‪،‬‬ ‫البحرين‪ 1000 :‬فلس‪ ،‬االمارات‪ 15 :‬دراهم‪ُ ،‬عمان‪ 1000 :‬بيسة‪ ،‬اليمن‪ 150 :‬ريال‪ ،‬سوريا‪ 100 :‬ليرة‪ ،‬لبنان‪ 3000 :‬ليرة‪،‬‬ ‫األردن‪ 3 :‬دينار‪ ،‬غزة والضفة‪ 2 :‬دوالر‪.‬‬


‫‪06‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫ليبيا أو ًال ‪..‬ودائما‬

‫بقلم‪ :‬حسن طاطاناكي‬

‫حتى ال تتكرّر األخطاء‬

‫طرابلس على عتبة التحرير‬

‫طرابلس اآلن على عتبة التحرير‪ ..‬ه��ذا احل��دث ال��ذي ننتظره‬ ‫يذ ّكرنا بتجربة سابقة يجب أن نتوقف عنها لكي نستفيد من‬ ‫دروسها‪.‬‬ ‫عندما وصلت ثورة الليبيني إلى يوم ‪ 2011 /8 /20‬كان األهالي‬ ‫يعتقدون أن بالدهم قد حت ّررت‪ ،‬وأنهم مقبلون على عصر جديد‬ ‫ال استبداد فيه وال ديكتاتورية وال طغيان‪.‬‬ ‫ك��ان الناس يعتقدون أن��ه بوجود املجلس االنتقالي س��وف تنبثق‬ ‫حكومة مؤقتة من الليبيني قادرة على اإليفاء بجميع ما يريدونه‪،‬‬ ‫وظنوا أن عصر احلرية قد بدأ بعد عقود من الكبت واإلقصاء‬ ‫واالستئثار بالسلطة والثروة‪ ..‬ولكن في عدة أشهر بسيطة أصبحت‬ ‫تلك األحالم الوردية كوابيس مزعجة‪ ،‬وأصبحت العاصمة مقراً‬ ‫للعصابات اإلرهابية التي يدعمها اإلخ��وان املسلمون ويتستّرون‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إنني أذكركم حتى ال تتك ّرر املأساة‪ ..‬فطرابلس اآلن على عتبة‬ ‫التحرير‪ ..‬وأن��ا أدع��و جميع الليبيني إلى االنتباه وأخ��ذ احليطة‬ ‫واحل���ذر‪ ،‬حتى ال ي�ص��اب��وا بخيبة أم��ل أخ ��رى‪ .‬وع�ن��دم��ا تتح ّرر‬ ‫يدعي أنه البطل الذي‬ ‫العاصمة سوف يخرج علينا أكثر من اسم ّ‬ ‫قاد معركة التحرير األخيرة‪ ،‬فكونوا على حذر منذ اآلن‪ ...‬حترير‬ ‫طرابلس هو جهد جماعي يقوم به اجليش الوطني ومن يسانده‬ ‫من املدنيني‪ ..‬الفضل فيه لله أوالً وجلهود أبناء الوطن الشرفاء‪.‬‬ ‫يدعي أن��ه ح� ّررك��م‪ ..‬ألنكم ستح ّررون أنفسكم‬ ‫ال تتركوا أح��داً ّ‬ ‫بوقوفكم مع جيشكم الوطني ومن يسانده من متطوعني مدنيني‬ ‫أبوا أن يروا بالدهم ترزح حتت وطأة اإلرهابيني الذين يستبيحونها‬ ‫دون أن يردعهم شيء‪ ..‬ال وطن‪ ،‬وال دين‪ ،‬وال أخالق‪.‬‬

‫أنتم (جيشاً وشعباً) سوف تردعون اجلماعات اإلرهابية وسوف‬ ‫ت���ردون ك�ي��ده��ا إل��ى ن�ح��ره��ا‪ ،‬ف�ث�ق��وا ف��ي ق��درت�ك��م ع�ل��ى اج �ت��راح‬ ‫املستحيالت‪ ،‬وتأكدوا أن النصر قريب‪ ،‬وأن اخلير الذي مت ّثلونه‬ ‫خي ٌر وأبقى‪.‬‬ ‫أمامكم اآلن قواتكم املسلحة تتق ّدم لتستعيد وط�ن�اً استباحه‬ ‫اخل���وارج وامل �ع �ت��دون‪ ،‬وأم��ام�ك��م شرطتكم ال�ت��ي ستستعيد أمن‬ ‫الشوارع‪ ،‬وأمامكم أنفسكم لتعيدوا بناء مدينتكم كما حلمتم دائماً‬ ‫أن تكون‪.‬‬ ‫اجليش‬ ‫اجليش ال��ذي يواصل قيادة معركة التحرير سوف يتزايد عدد‬ ‫أف��راده مع كل خطوة بخطوها‪ ،‬ألن املدنيني يلتحقون به كل يوم‬ ‫وهم يرون بالدهم تخوض معركة حاسمة ضد اإلرهابيني (من‬ ‫توحدوا لكي يسيطروا‬ ‫الداخل) وشذاذ اآلفاق (من اخلارج) بعد أن ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫على ليبيا‪ ..‬ولكن هيهات أن ينجحوا‪ ،‬ألن جيشا مغوارا كاجليش‬ ‫الليبي‪ ،‬وشعباً مقاوماً كالشعب الليبي‪ ،‬سوف يقطع الطريق على‬ ‫هؤالء اخلوارج ويُسكت صوتهم إلى األبد‪.‬‬ ‫الشرطة‬ ‫إن شرطة طرابلس أدرى من اجلميع بأمورها‪ ،‬ويجب أن تعيد الشرطة‬ ‫تكوين نفسها واالنتظام في عملها بشكل مباشر حتى تكون أه ً‬ ‫ال‬ ‫إلدارة األمور األمنية في طرابلس وحماية املرافق السيادية واملمتلكات‬ ‫اخلاصة والعامة‪ ،‬فالشرطة لها طابع مدني وليس عسكرياً محضاً‪،‬‬ ‫وهي األقرب إلى املواطنني ألنها بينهم وال تعيش في معسكرات أو‬ ‫ثكنات منفصلة‪ ،‬أما اجليش فمهمته في هذه املرحلة هي تأمني‬ ‫مداخل ومخارج العاصمة‪ ،‬حتى يقطع الطريق على تسلّل اإلرهابيني‪.‬‬


‫حترير طرابلس هو جهد جماعي يقوم به اجليش ومن‬ ‫يدعي أنه حرركم‬ ‫يسانده من املدنيني‪ ..‬ال تتركوا أحد ًا ّ‬ ‫حول اإلخوان ثورة الليبيني إلى مطية لهم يسعون بها إلى السلطة‪ ..‬لم تردعهم‬ ‫ّ‬ ‫تضحيات الشهداء‪ ..‬ولم يحترموا تضحيات شعب بأكمله‬ ‫األهالي‬ ‫والتحضر والوطن ّية‪،‬‬ ‫إن أهالي طرابلس كانوا دائماً مثا ًال للرقي‬ ‫ّ‬ ‫وكانت مدينتهم على م ّر تاريخنا احلديث ملتقى جلميع األصوات‬ ‫والفعاليات السياسية الوطنية‪ ،‬ولم يسمح أهالي طرابلس ألحد‬ ‫أن يفرض هيمنته على العاصمة دون مقاومة مدن ّية او عسكرية‪..‬‬ ‫هكذا علّمنا التاريخ‪ ..‬فطرابلس دائماً أب ّي ٌة على أعدائها بفضل‬ ‫وطن ّية أهلها وعدم رضوخهم‪.‬‬ ‫باألهالي – إذن – وباجليش الليبي سوف تتح ّرر العاصمة‪.‬‬ ‫وباألهالي – أيضاً – وبالشرطة سوف تستعيد العاصمة أمنها‪.‬‬ ‫هكذا سوف يكتمل حترير العاصمة‪ ،‬باشتراك اجليش والشرطة‬ ‫وأبناء الوطن الشرفاء‪ ..‬ال فضل في ذلك لسني أو صاد فقط‪ ،‬بل‬ ‫اجلميع شركاء في هذا الوطن وانتصاراته‪.‬‬ ‫ومن طرابلس – لكونها العاصمة واملدينة األكبر – سوف تبدأ‬ ‫إع��ادة بناء دول��ة ليبيا كما حلم بها الليبيون‪ ..‬دول � ٌة دميقراطية‬ ‫تقدس حقوق اإلنسان وحتترم املواثيق والعهود التي‬ ‫آمنة مستقرة ّ‬ ‫تكفل احلرية‪ ..‬دول ٌة دعامتها األساسية هي املؤسسات املتكاملة‪،‬‬ ‫وااللتزام مبا يفرضه مفهوم املواطنة من حقوق وواجبات‪.‬‬ ‫هذه باختصار هي الدولة التي يأمل الليبيون أن يعيدوا تأسيسها‪،‬‬ ‫وهو األمل الذي ثاروا من أجله فقدموا التضحيات وبذلوا النفيس‬ ‫والغالي في سبيل حتقيقه‪ ..‬استشهد من استشهد منهم‪ ،‬تغ ّمده‬ ‫الله برحمته‪ ،‬ونزح من نزح منهم‪ ،‬أعاده الله إلى دياره آمناً‪ ..‬ولكن‬ ‫الليبيني استيقظوا فجأة على زمرة من االنقالبيني الذين سفّهوا‬ ‫اختيارات الشعب بعد انتخابات نزيهة شاهدها العالم أجمع‪..‬‬ ‫شرذم ٌة من اإلخوان استطاعت أن تثير الفتنة وأن تدقّ األسافني‬ ‫بني املدن والقبائل‪ ،‬وأن تعلن حكومة تهيمن بها على طرابلس وما‬ ‫جاورها بدعم من دول أجنبية تهدف إلى السيطرة على موارد‬

‫ليبيا ومستقبلها‪ ،‬ثم عمدت إلى ج ّر اآلخرين إلى حوار وهمي ال‬ ‫عالقة له بالليبيني‪ ،‬وال صلة له بالشرعية‪.‬‬ ‫لقد ح� ّول اإلخ��وان ث��ورة الليبيني إلى مط ّية لهم يسعون بها إلى‬ ‫السلطة‪ ..‬لم تردعهم تضحيات الشهداء الذين ماتوا‪ ،‬ولم يحترموا‬ ‫يكن‬ ‫تضحيات شعب بأكمله‪ ،‬بل عمدوا إلى التحالف مع كل من ّ‬ ‫العداء للشعب الليبي‪ ..‬حتالفوا مع أنصار الشريعة‪ ،‬وتستّروا‬ ‫على داعش‪ ،‬وسمحوا لفلول القاعدة بالظهور والعمل‪ ..‬وأخيراً‬ ‫قاموا بتشكيل أداة عسكر ّية لهم اسمها «فجر ليبيا» لكي يُحكموا‬ ‫السيطرة على طرابلس واملدن املجاورة لها‪.‬‬ ‫وهجروا السكان‪،‬‬ ‫�دن‪،‬‬ ‫لقد دم��روا املرافق السيادية‪ ،‬وقصفوا امل�‬ ‫ّ‬ ‫ونهبوا امل��ال ال�ع��ام‪ ،‬وأيقضوا الفتنة في ال�ب�لاد‪ ،‬ون�ش��روا أوك��ار‬ ‫اإلره��اب‪ ،‬وتآمروا مع ال��دول األجنبية‪ ..‬هذا ما صنعه اإلخوان‬ ‫وحلفاؤهم بليبيا والليبيني‪ ..‬وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفع‬ ‫مجدداً لكي يخلّص البالد من معاناتها‪،‬‬ ‫باجليش إلى االنتفاض‬ ‫ّ‬ ‫ولكي يفسح أم��ام الليبيني املجال إلع��ادة السيطرة على دولتهم‬ ‫وتفعيل مق ّدراتها وبناءها من جديد‪.‬‬ ‫وأكرر القول‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن طرابلس اآلن على عتبة التحرير‪ ..‬فلتنتبهوا ولتأخذوا‬ ‫حذركم حتى ال تصابوا بخيبة أمل أخرى‪.‬‬ ‫إن حترير العاصمة هو ثمرة نضال األهالي وعدم صمتهم‬ ‫على وجود اخل��وارج واإلرهابيني بينهم‪ ،‬فال تتركوا أحد ًا‬ ‫سيؤمن طرابلس‪ ،‬وأنتم من‬ ‫حرركم‪ ..‬أنتم من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يدعي أنه ّ‬ ‫سيخرج بها آمنة مستقرة من سيطرة اإلخوان وحلفائهم‪..‬‬ ‫فاصبروا وصابروا‪ ..‬إمنا النصر صبر ساعة‪> .‬‬


‫‪08‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫شؤون ليبية‬

‫«حرب اجلميع ضد اجلميع» عبارة كان الفيلسوف‬ ‫هوبز قد أطلقها منذ زمن بعيد‪ ..‬هوبز ال يعرف‬ ‫«مفصلة»‬ ‫الليبيني‪ ،‬ولكن كلمته التاريخية تلك‬ ‫ّ‬ ‫متام ًا على ما يحدث في ليبيا اآلن‪ ..‬قد جند أمثلة‬ ‫أخ��رى في العالم شبيهة ما حدث في ليبيا‪ ،‬ولكن‬ ‫يتردد‬ ‫منطق التاريخ السياسي احلديث بأكمله لن‬ ‫ّ‬ ‫في إط�لاق عبارة هوبز هذه على الليبيني قبل كل‬ ‫أح��د آخ��ر‪ ..‬ف���األوراق – كما يقول املبعوث الدولي‬ ‫برناردينو ليون – بدأت تختلط‪ ..‬ما حقيقة األمر؟!‬

‫عبدالعزيز املكي‬

‫حرب الجميع‬ ‫ضد الجميع‬

‫مليشيا «فجر ليبيا»‬

‫ّ‬ ‫وخطة «خلط األوراق»‬

‫عندما تتقاتل الذئاب ينجو الراعي‬ ‫األوراق – إذا كان ثمة أوراق – لم تختلط‪ ،‬فاحلرب ضد اإلرهاب واضحة‬ ‫املعالم‪ ،‬والليبيون جميعاً يعرفون حقيقة ما يجري على األرض‪ ،‬أما كلمة‬ ‫ليون تلك فال تصب إال في مصلحة مليشيا «فجر ليبيا» التي تدل جميع‬ ‫املؤشرات على أنها فع ً‬ ‫ال أصبحت تخلط األوراق لكي تًخفي عجزها‬ ‫وانكسارها ميدانياً أمام الليبيني شعباً وجيشاً‪.‬‬ ‫التالعب آخر وسائل فجر ليبيا‬ ‫مليشيا «فجر ليبيا» ولكي «تس ّوق» نفسها خارجياً أصبحت حترص على‬ ‫تقدمي نفسها في صورة معتدلة سواء للمجتمع الدولي أو للقوى اإلقليمية‬ ‫احمليطة‪ ،‬ففي بيان رسمي لها قالت قيادة عمليات «فجر ليبيا»‪ ،‬في وقت‬ ‫سابق‪ ،‬أنها «ليست تنظيما وال حزبا وليس لها أية أجندة سياسية أو دينية‬ ‫أو جهوية‪ ،‬معتبرة أن عملياتها العسكرية واألمنية تستهدف رفع يد اإلكراه‬ ‫عن اإلرادة السياسية للدولة الليبية»‪.‬‬ ‫إذا أعدنا النظر في هذه العبارات سوف نكتشف أسلوباً من أساليب خلط‬ ‫األوراق في لعبة قذرة تسعى فيها هذه املليشيا إلى الظهور بغير صورتها‬

‫احلقيقية التي بات الليبيون يعرفوفها على أكمل وجه‪:‬‬ ‫ تقول أنها «ليست تنظيما»‪ ..‬واجلميع يعرف أنها ّ‬‫نظمت شباب مصراتة‬ ‫بدافع من احلم ّية القبلية وقامت بإغراء شباب من مناطق أخرى باألموال‬ ‫لاللتحاق بفصائلها املسلحة‪ ،‬لتصبح بذلك تنظيماً مسلّحاً يفتقد إلى‬ ‫الرؤية السياسية ويعجز عن تقدمي أي برنامج من شأنه أن يلتف حوله‬ ‫الليبيون‪.‬‬ ‫ تقول أنها «ليست حزبا وليس لها أية أجندة سياسية»‪ ..‬واجلميع يعرف‬‫أنها قد ّ‬ ‫وظفت نفسها لصالح تنظيم اإلخوان املسلمني الذي أصيب منذ‬ ‫اليوم األول في طرابلس بسعار السلطة والسعي من أجلها بأي ثمن‪ ،‬ولو‬ ‫كان على جثث الليبيني ودماءهم‪.‬‬ ‫ تقول أنها «ليست لديها أجندة دينية»‪ ..‬واجلميع يعرف أن جميع‬‫قياداتها وعناصرها يأمترون بأمر املدعو صادق الغرياني الذي يتر ّدد‬ ‫انتماؤه بني جميع الطوائف اإلرهابية املتأسلمة‪ ،‬والذي يلتمس األعذار‬ ‫ويهجر‬ ‫لكن من هتف «الله أكبر» بينما يذبح األبرياء ويقطع رؤوسهم‬ ‫ّ‬ ‫األهالي العزّل ويحرق النفط ويد ّمر مقدرات البالد‪ ..‬شيخ «إ ّمعة» من‬


‫‪‎‬فجر ليبيا تتراجع بالرغم من الدعم السوداني والقطري والتركي‬

‫«كلبي» – حيسب تعبيره –‬ ‫الناحية الفكرية ويدين بوالء مطلق ووف��اء‬ ‫ّ‬ ‫لدويلة قطر التي تنفّذ مخططاً مشتركاً مع تركيا للسيطرة على ليبيا‪.‬‬ ‫ تقول أنها «ليست لديها أجندة جهوية»‪ ..‬واجلميع يعرف أن معظم‬‫عناصرها من جهة واحدة هي مصراتة‪ ،‬وأن من يدعمها من غير مصراتة‬ ‫(مثل البعض في غريان أو صبراتة) إمنا قادهم الطمع واملصلحة اجلهوية‬ ‫إلحكام السيطرة على غرب طرابلس حتى يتم لهم إذالل بقية املناطق‬ ‫واخلضوع لشكل بدائي متخلّف من أشكال فرض الوجود بالقوة والرضوخ‬ ‫لألمر الواقع‪.‬‬ ‫ تقول أنها «تستهدف رف��ع يد اإلك��راه عن اإلرادة السياسية للدولة‬‫الليبية»‪ ..‬واجلميع يعرفون أنها قامت باالنقالب على شرعية الدولة‬ ‫الليبية املتمثلة في مجلس النواب املنتخب انتخاباً دميقراطياً مباشراً‪،‬‬ ‫فعن أي دولة تتحدث «فجر ليبيا»‪ ..‬هل هي «دولة اإلخوان» التي ُوعدوا‬ ‫فيها بأرفع املناصب‪ ،‬ولو كان ذلك على طريق ممهد بجثث أبناء ليبيا‬ ‫الذين يسميهم املكتب اإلعالمي لهم باسم «األعداء»‪.‬‬ ‫عندما تتقاتل الذئاب ينجو الراعي‬ ‫«داعش» في سرت انتقدت «فجر ليبيا» ألنها ص ّرحت باالعتدال واتهمتها‬ ‫بالسعي خلطب ود األمريكان واألوروبيني‪ ،‬فقامت فجر ليبيا باإلعالن‬ ‫عن تسيير قواتها لضرب وكر اإلره��اب في س��رت‪ ،‬ثم أص��در تنظيم‬

‫«أنصار الشريعة» اجلهادى احملسوب على القاعدة بيانا هاجم فيه «فجر‬ ‫ليبيا» مستنكرا دعوتها إلقامة دولة دستورية دميقراطية‪ ،‬فقامت فجر‬ ‫تنصلها من تنظيم األنصار‪.‬‬ ‫ليبيا باإلعالن عن ّ‬ ‫ولكي تكسب و ّد من يراقب األوضاع في البالد قامت فجر ليبيا باإلعالن‬ ‫مرة أخرى على لسان منتسبيها‪« :‬ما خرجنا ضد الطاغوت القذافي‬ ‫والطاغوت حفتر إال لنقيم الدين ونرفع راية الشريعة‪ ،‬فلم نخرج لنسقط‬ ‫طاغوتا ونضع غيره‪ ،‬فنعود للتبعية والهيمنة الغربية على بالدنا»‪.‬‬ ‫هذا ما صرحت به‪ ،‬ولكنها في احلقيقة تواصل بث أالعيبها للتغطية على‬ ‫ما تعانيه من انشقاقات بني صفوفها خاصة وأن الليبيني جميعاً أصبحوا‬ ‫ينظرون إليها باعتبارها مليشيا جهوية ّ‬ ‫موظفة حزبياً خلدمة أجندة دينية‬ ‫فاسدة‪ ،‬وه ما ع ّبر عنه محرر مجلة «فورين بوليسي» عندما كتب‪« :‬إن‬ ‫تنظيم «الدولة اإلسالمية» يستغل االنشقاقات بني أعضاء «فجر ليبيا»‬ ‫في محاولة جل��ذب املتشددين وضمهم إليه‪ ،‬مشيرة إل��ى أن الهدف‬ ‫األساسي من الهجمات التي شنها التنظيم ضد مواقع تابعة لفجر ليبيا‬ ‫هي زيادة اخلالفات بني أعضائه املتشددين واألطراف «األكثر واقعية»‪.‬‬ ‫هذا ما بدأت عليه الصورة على طرف واحد لعدة أسابيع حتى اآلن‪..‬‬ ‫فماذا عن الطرف املقابل؟‬ ‫إننا جن��د الليبيني (شعباً وجيشاً) وه��م يراقبون م��ا يحدث أمامهم‬ ‫ويتر ّبصون مبا يحدث‪ ،‬ولسان حال اجلميع يقول‪« :‬عندما تتقاتل الذئاب‬


‫‪10‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫شؤون ليبية‬

‫فجر ليبيا تنظيم مس ّلح يفتقد إلى‬ ‫الرؤية السياسية ويعجز عن تقدمي أي‬ ‫برنامج من شأنه أن يلتف حوله الليبيون‬ ‫جميع قيادات فجر ليبيا وعناصرها يأمترون بأمر‬ ‫يتردد انتماؤه بني‬ ‫املدعو صادق الغرياني الذي ّ‬ ‫جميع الطوائف اإلرهابية املتأسلمة دون وضوح‬ ‫خط الرجعى ما زال متاح ًا أمام شباب‬ ‫مصراتة حتى هذه اللحظة‬ ‫صادق الغرياني شيخ «إ ّمعة» من الناحية الفكرية ويدين‬ ‫«كلبي» – حسب تعبيره – لدويلة قطر‬ ‫بوالء مطلق ووفاء ّ‬ ‫ينجو ال��راع��ي»‪ ،‬فعندما تتقاتل مليشيات فجر ليبيا وداع��ش وأنصار‬ ‫الشريعة وبقايا القاعدة ف��إن ذل��ك يعني متاماً أن ال��رع��اة وقطعانهم‬ ‫سينجون من حرب الذئاب هذه‪.‬‬ ‫خط الرجعى أمام فجر ليبيا‬ ‫اجلميع يعرفون أن املنتسبني إلى فجر ليبيا قد دفعهم أكثر من سبب‪:‬‬ ‫‪ -1‬هناك أوالً من أخذتهم احلمية االجتماعية من شباب وجنود حلموا‬ ‫ذات مرة أن تصبح مصراتة هي القائد اجلديد للدولة الليبية فانظموا إلى‬ ‫التشكيالت املسلحة لفجر ليبيا‪.‬‬ ‫‪ -2‬هناك أيضاً عدد من الشباب واملدنيني الذين مت إغراؤهم األموال‬ ‫واملرتبات العالية فارتضوا أن يقوموا بدور املرتزقة بني أبناء وطنهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬هناك ثالثاً املغ ّرر بهم حتت الفتة مخادعة هي الفتة العقيدة‪ ،‬فتخلوا‬ ‫عن القراءة الصحيحة ومألت العقيدة الفاسدة أدمغتهم وهم يعتقدون‬ ‫أنهم بذلك يحسنون صنعاً‪.‬‬ ‫هذه الفئات الثالث بدأت تدرك اآلن أن النار حتيط بفجر ليبيا‪ ،‬فهي‬ ‫في مواجهة دامية مع أكثر من ع��د ّو‪ ،‬في نفس الوقت‪ ..‬ولم يعد أمام‬ ‫العناصر التي تنتمي إليها إال إعادة النظر في جدوى وتيجة ما يقدمو‬ ‫عليه من أعمال تتلخّ ص في تنفيذ أوامر مجهولة لبسط السيطرة على‬ ‫األرض دون هدف وطني واضح‪ ،‬فالهدف الوحيد كان وسيبقى العمل‬ ‫لصالح اإلخوان املسلمني الذين أثبتوا حتى اآلن قدرة فائقة على استغالل‬ ‫اآلخرين وتوجيههم إلى حتفهم‪.‬‬ ‫أم��ام هذا االحتمال – أي بافتراض خط الرجعى أم��ام عناصر فجر‬ ‫رحب‬ ‫ليبيا – كان محمد الدايري وزير اخلارجية في احلكومة الليبية قد ّ‬ ‫مبشاركة بعض فصائل «فجر ليبيا» املسيطرة على العاصمة طرابلس‬

‫اجليش الليبي لم ولن يكون طرف ًا في العملية السياسية‬ ‫وإنه بعيد عنها وال عالقة له بها إال لكونه حريص ًا على‬ ‫أن يكون حارس ًا وحامي ًا لها ومتصدي ًا لكل من يحاول‬ ‫تعطيل املسار الدميوقراطي باستخدام القوة‪.‬‬

‫القائد العام الفريق أول‪ :‬خليفة حفتر‬

‫بقتال تنظيم «الدولة االسالمية» أي (داعش ليبيا) مبدينة سرت‪ ،‬معتبراً‬ ‫أن ذلك يعزز أسس التوافق الوطني‪.‬‬ ‫ق��ال ال��داي��ري ‪ ،‬في لقاء مصغر بالصحفيني مبقر إقامته في مدينة‬ ‫البيضاء «إننا نرحب باجتاه بعض فصائل فجر ليبيا للتقدم نحو الفرع‬ ‫الليبي لتنظيم (داعش) واالشتباك معها في منطقة خليج سرت وسط‬ ‫ليبيا»‪ .‬واعتبر أن «مثل هذا االجتاه سيعزز أحد أهم أسس الوفاق الوطني‬ ‫الذي نتمناه بيننا مع أهلنا في مختلف ربوع الوطن وهو محاربة اإلرهاب»‪.‬‬ ‫وأض��اف أن «محاربة داع��ش وأنصار الشريعة وغيرها من املنظمات‬ ‫االرهابية بدأت في ليبيا منذ مايو ‪ 2014‬من خالل معركة الكرامة التي‬ ‫التف حولها الليبيون وخاصة أبناء اجليش الوطني الليبي الذي ما انفك‬ ‫حتى بعد التصويت على البرملان وبداية اعماله في أغسطس مواصلة‬ ‫هذه املعارك في كل من بنغازي ودرنة وغيرها»‪.‬‬ ‫هذا الترحيب بالطبع ال معنى له دون أن يبادر أعضاء فجر ليبيا إلى إلقاء‬ ‫السالح جانباً واالنضمام إلى القوات املسلحة الشرعية (اجليش الليبي)‬ ‫ليكونوا دعماً له في محاربة اإلرهاب بتنظيماته املباشرة أو في خالياه‬ ‫النائمة التي ما زالت موجودة للعيان حتى اآلن في طرابلس وصبراتة‬ ‫وبعض مدن اجلنوب‪.‬‬ ‫وكان الدايري قد نوه بهذه النقطة عندما أردف قائ ً‬ ‫ال‪« :‬نحن عازمون على‬ ‫االلتقاء بأخوتنا في الوطن من أجل محاربة اإلرهاب في سرت وأنحاء‬ ‫أخرى من وطننا احلبيب الذي يعاني من وجود داعش املتطرف والذي‬ ‫يهدد أمن واستقرار أشقائنا في غرب ليبيا وشرقها وجنوبها فضال عن‬ ‫بقية دول العالم واملنطقة»‪.‬‬ ‫وأعرب الدايري عن أمله في التوصل للوفاق الوطني الذي يفضي إلى‬ ‫إنشاء دولة القانون واملؤسسات الفتا إلى أنه إلى انه ينبغي أن تكون عملية‬ ‫محاربة اإلرهاب إحدى دعائمها‪ .‬وقال «نحن كسلطات شرعية نتمنى أن‬ ‫يصل الوفاق الوطني من خالل احلكومة وأيضاً من خالل كتابة الدستور‬ ‫والتصويت عليه ومن ثم الذهاب إلى انتخابات شرعية ترسخ دعائم‬ ‫الدولة اجلديدة التي نتمناها بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق»‪.‬‬


‫تراجع «فجر ليبيا» يقلق الغرب‬

‫مقتل صالح البركي‬ ‫ق�ت��ل ق��ائ��د م �ي��دان��ي م��ن ق���وات ف�ج��ر ليبيا ج �ن��وب غ��رب‬ ‫طرابلس‪ ،‬في مواجهة مع اجليش الليبي‪ ،‬وأف��ادت مصادر‬ ‫أن صالح البركي قتل في اشتباكات ضد جنود من اجليش‬ ‫الوطني ينتسبون للواءي الصواعق والقعقاع في منطقة‬ ‫الكسارات (مائة كلم تقريبا جنوب غرب طرابلس)‪.‬‬ ‫وكانت تقارير حتدثت عن مقتل البركي (وهو آمر كتيبة‬ ‫بوسليم) في غ��ارة شنتها طائرة من ط��ائ��رات س�لاح اجلو‬ ‫الليبي على موقع عسكري في محيط العاصمة الليبية‪،‬‬ ‫لكن املكتب اإلعالمي لعملية فجر ليبيا أكد أنه لقي حتفه‬ ‫أثناء هجوم كان يقوده‪ ..‬وكانت هذه العملية بهدف قطع‬ ‫اإلمدادات العسكرية عن مدينة الزنتان‪.‬‬ ‫وتصاعدت االشتباكات جنوب وغرب طرابلس بعد تقدم‬ ‫ل� ��واءي ال �ص��واع��ق وال �ق �ع �ق��اع ب��اجت��اه ط��راب �ل��س م��ن خ�لال‬ ‫م��دي�ن��ة ال�ع��زي��زي��ة (‪ 50‬ك�ل��م ج �ن��وب ال�ع��اص�م��ة الليبية)‪،‬‬ ‫ودخلت سياراتها إلى مدينة العزيزية‪ ،‬وسيطرت عليها‪،‬‬ ‫قبل أن تعمد إلى إج��راء حتركات ميدانية أخ��رى الهدف‬ ‫منها استدراجعناصر فجر ليبيا ومحاصرتهم‪ ،‬وهو ما عبر‬ ‫عنه املتحدث باسم اجليش الليبي عندما أعلني عن بدء‬ ‫عملية «حترير طرابلس»‪ ،‬وأردفه باحلديث عن «انسحاب‬ ‫تكتيكي» للقوات التي سيطرت على العزيزية‪.‬‬ ‫ي��ذك��ر أن االش �ت �ب��اك��ات ك��ان��ت م �ت��واص �ل��ة خ�ل�ال األس �ب��وع‬ ‫املاضي‪ ،‬حيث انتقلت إلى منطقة بئر الغنم جنوب غرب‬ ‫طرابلس‪ ،‬كما اندلعت اشتباكات بالقرب من معسكر «أم‬ ‫شويشة» القريب من قاعدة الوطية اجلوية‪ ،‬وفي الوقت‬ ‫نفسه‪ ،‬أغارت طائرات تابعة لسالح اجلو الليبي على مطار‬ ‫معيتيقة بطرابلس ومطار زوارة‪ ،‬ومعسكر النقلية قرب‬ ‫مطار طرابلس‪ ،‬وأدى القصف إل��ى ش� ّ�ل احل��رك��ة امليدانية‬ ‫لبقوات املتمركزة في هذه األماكن‪.‬‬

‫أفادت «سكاي نيوز العربية» أن باحثني سياسيني‬ ‫ليبيني رب �ط��وا ال�ب�ي��ان امل�ش�ت��رك ال �ص��ادر ع��ن عدة‬ ‫قوى غربية بشأن ليبيا‪ ،‬بشأن تراجع املجموعات‬ ‫املسلحة في العاصمة طرابلس‪ ،‬التي يحاول اجليش‬ ‫استعادة السيطرة عليها بعملية عسكرية كبيرة‪.‬‬ ‫ورحبت الواليات املتحدة وفرنسا وأملانيا وإيطاليا‬ ‫وإسبانيا وبريطانيا باستئناف احلوار السياسي بني‬ ‫الفرقاء في ليبيا‪ ،‬في وقت تواصلت به احملادثات‬ ‫في الصخيرات باملغرب بهدف التوصل إلى اتفاق‬ ‫حول وقف القتال وتشكيل حكومة وحدة وطنية‪.‬‬ ‫وه��ي ليست امل��رة األول��ى التي يتزامن فيها صدور‬ ‫مثل هذه البيانات مع تقدم اجليش الليبي وتراجع‬ ‫املجموعات املسلحة‪ ،‬في عمليات عسكرية بهذا‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫لكن دع��وة التهدئة التي أطلقتها القوى الغربية‬ ‫بشأن ليبيا‪ ،‬اعتبرها الكاتب والباحث السياسي‬ ‫ال �ل �ي �ب��ي ع �ب��د احل �ك �ي��م م �ع �ت��وق «ن��س��ف��ا» جل �ه��ود‬ ‫احلكومة الليبية املعترف بها دوليا‪ ،‬من أجل «إعادة‬ ‫األمان للعاصمة طرابلس»‪.‬‬ ‫وقال معتوق في تصريحات لـ»سكاي نيوز عربية»‪،‬‬ ‫إن «توقيت البيان خطأ‪ .‬اآلن عندما يفكر اجليش‬ ‫في تطهير طرابلس وإع��ادة األم��ان ألهلها‪ ،‬تصدر‬ ‫مثل هذه البيانات الغربية التي تدعم املجموعات‬ ‫املسلحة»‪.‬‬ ‫وقالت القناة‪ :‬تسيطر مجموعات مسلحة تقودها‬ ‫قوات «فجر ليبيا» على طرابلس منذ صيف العام‬ ‫املاضي‪ ،‬وشكلت حكومة موازية لم حتظ باعتراف‬ ‫دولي‪ ،‬أما احلكومة الرسمية فاتخذت من مدينتي‬ ‫طبرق والبيضاء شرقا قاعدة لها‪.‬‬ ‫ويسعى اجليش الليبي إلى استعادة السيطرة على‬ ‫امل��دن املوالية لـ»فجر ليبيا» وأولها طرابلس‪ ،‬وبدأ‬ ‫قبل يومني عملية عسكرية لتطويق املسلحني بها‪.‬‬ ‫وتابع معتوق‪« :‬الغرب حريص على وجود اإلخوان‬ ‫(امل��رت �ب �ط�ين ب�ف�ج��ر ل �ي�ب �ي��ا) ف��ي ال �س �ل �ط��ة‪ ،‬ل��ذل��ك‬ ‫يطلقون مثل هذه البيانات» كلما اقترب اجليش‬ ‫من احلسم وتراجعت اجلماعات املسلحة املرتبطة‬ ‫باإلخوان على األرض‪.‬‬ ‫ويتفق مدير مؤسسة «كويليام» لألبحاث نعمان‬ ‫بن عثمان‪ ،‬مع معتوق في الطرح ذات��ه‪ ،‬إذ يرى أن‬ ‫«البيانات الغربية بشأن ليبيا مرتبطة بخارطة‬ ‫ط��ري��ق م �ع��دة ب�ع�ي��دا ع��ن واق���ع امل�ج�ت�م��ع ال�ل�ي�ب��ي‪،‬‬ ‫تعتمد على متكني كتلة اإلخوان من السلطة»‪.‬‬ ‫وأك� ��د ب ��ن ع �ث �م��ان ف ��ي ح � ��واره إل� ��ى «س� �ك ��اي ن�ي��وز‬ ‫عربية» أن «الغرب هو ال��ذي يحمي اإلخ��وان اآلن‬ ‫بعد أن فشلوا في أكثر من منافسة عبر صناديق‬ ‫االقتراع»‪.‬‬ ‫ك�م��ا يتفق ال��رج�لان ف��ي ض� ��رورة أن ي �ك��ون «احل��ل‬ ‫ال �س �ي��اس��ي م���وازي���ا ل �ل �ع �س �ك��ري»‪ ،‬ف ��ي إش� � ��ارة إل��ى‬ ‫م�ف��اوض��ات امل�غ��رب‪ ،‬لكنهما رفضا حكومة تشارك‬ ‫فيها اجل�م��اع��ات ال�ت��ي تعتبرها احلكومة املؤقتة‬ ‫«إرهابية»‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫شؤون ليبية‬

‫فجر ليبيا‬ ‫في موسوعة ويكيبيديا احلرة‬ ‫بعد جدل طويل‪ ،‬وأخذ ورد‪ ،‬وفحص ومراجعة‪ ،‬استقرت‬ ‫م��وس��وع��ة ويكيبيديا احل��رة أخ �ي��ر ًا على بعض احلقائق‬ ‫امل�ت�ع�ل�ق��ة ب��ال �ص��راع ال ��دائ ��ر ح��ال �ي � ًا ب�ي�ن أن��ص��ار ال�ش��رع�ي��ة‬ ‫الدستورية (اجليش وجلس النواب واحلكومة املؤقتة ومن‬ ‫ورائهم الشعب)‪ ،‬وب�ين االنقالبيني (اإلخ��وان وحكومتهم‬ ‫واملليشيات ال��داع�م��ة ل �ه��م)‪ ..‬فبعد أن ك��ان��ت فجر ليبيا‬ ‫ت��وص��ف بأنها ق��وات مسلحة ش��ارك أع�ض��اؤه��ا س��اب�ق� ًا في‬ ‫الثورة على نظام القذافي أصبحت أكثر اقتراب ًا من الواقع‬ ‫الليبي بوصفها لهذه املجموعة بأنها «مليشيا إسالمية‬ ‫م �س �ل �ح��ة»‪ ،‬مكتفية ب��ذك��ر م��ا أق��دم��ت ع�ل�ي��ه م��ن أع �م��ال‬ ‫تخريبية ودفع لألهالي إلى النزوح عن مدنهم وقراهم‪.‬‬ ‫ننقل هذا التعريف العام إلى قراء املستقل حرفي ًا كما مت‬ ‫اقتباسه عن َم ْد َونة املوسوعة اإللكترونية‪:‬‬ ‫فجر ليبيا هو حتالف مجموعة ميليشيات إسالمية في ليبيا‬ ‫تضم ميليشيات درع ليبيا الوسطى‪ ،‬غرفة ثوار ليبيا في طرابلس‬ ‫وميليشيات تنحدر أساساً من مناطق مصراته إضافة مليليشيات‬ ‫من غريان والزاوية وصبراته‪ ،‬بدأت هجوماً في ‪ 13‬يوليو ‪2014‬‬ ‫بهدف االستيالء على مطار طرابلس العاملي وعدد من املعسكرات‬ ‫في املناطق امل�ج��اورة له ال��ذي تقوم ق��وات تابعة للجيش الليبي‬ ‫(أغلب منتسبيها من منطقة الزنتان) بإدارته وتأمينه منذ «حترير‬ ‫طرابلس» في ‪)1(.2011‬‬ ‫مع اش�ت��داد معركة املطار وقبيل انعقاد مجلس ال�ن��واب الليبي‬ ‫املنتخب حديثاً في مدينة طبرق والذي تفوق فيه التيار املدني على‬ ‫اإلسالميني‪ ،‬حتركت ميليشيات من مدينة مصراته وبدأت عملية‬ ‫عسكرية أطلقوا عليها اسم «فجر ليبيا» بهدف السيطرة على‬ ‫مطار طرابلس وال��ذي تقوم قوات محسوبة على اجليش الليبي‬ ‫بتأمينه منذ ‪.2011‬‬ ‫يطغى على أغلب تلك امليليشيات توجه إسالمي ومن أهمها غرفة‬ ‫ثوار ليبيا وميليشيا درع ليبيا الوسطى و»معسكر ‪ »27‬وميليشيات‬ ‫من غريان وصبراتة وزلينت ومن قاعدة معيتيقة والزاوية ومسالته‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى ميليشيا تسمى «احلرس الوطني» بقيادة وكيل وزارة‬ ‫الدفاع وعضو اجلماعة املقاتلة الليبية السابق خالد الشريف‪.‬‬ ‫فيما أغلب الكتائب التي استهدفتها ميليشيا «فجر ليبيا» فأغلبها‬ ‫من مدينة الزنتان وتوصف بأنها «غير مؤدجلة» ومن أبرزها كتيبة‬ ‫القعقاع وكتيبة الصواعق وكتيبة املدني وكتيبة حماية املطار وفرقة‬ ‫من ورشفانة باإلضافة إلى قوة عسكرية من أحياء طرابلس مثل‬ ‫فشلوم وبوسليم وحي األكواخ‪.‬‬ ‫فيما ح��ازت ميليشيا فجر ليبيا على تأييد م��ن بعض أعضاء‬ ‫املؤمتر الوطني العام املنتهية واليتهم ومنهم رئيسه ن��وري أبو‬ ‫سهمني واملفتي الصادق الغرياني وكذلك تأييد في بعض املناطق‬ ‫خصوصاً في مصراته بغرب ليبيا‪ ،‬إال أن هذا الهجوم حاز على‬ ‫رفض من قبل العديد من املواطنني في طرابلس وكذلك استنكار‬

‫ورفض من قبل احلكومة الليبية ومجلس النواب الليبي املنتخب‬ ‫حديثاً‪.‬‬ ‫أضرار مادية‬ ‫تسبب الهجوم الذي قاده بعض القادة امليدانيني منهم صالح بادي‬ ‫وهو عضو املؤمتر الوطني العام السابق عن مدينة مصراته في‬ ‫أضرار مادية كبيرة في املمتلكات العامة واخلاصة بينها تضرر‬ ‫خزانات الوقود الرئيسية في طريق املطار بطرابلس والتابعة‬ ‫شركة البريقة لتسويق النفط ما أدى لتضرر عدد من اخلزانات‬ ‫واحتراقها لعدة أيام في سماء املدينة‪ .‬كما تضررت عدة مباني‬ ‫وإتالف عدد من الطائرات املدنية الرابضة في مطار طرابلس‬ ‫والتابعة لشركات الليبية واألفريقية والبراق كما تسبب القصف‬ ‫الذي استخدمت به صواريخ متوسطة وقصيرة املدى في أضرار‬ ‫بعدة مباني ومنشآت في املناطق احمليطة باملطار كذلك وقع عدد‬ ‫من القتلى اجلرحى واإلصابات من الطرفني‪.‬‬ ‫اقتحام قنوات تلفزيونية‬ ‫في ‪ 24‬أغسطس هاجمت ق��وات من ميليشيا فجر ليبيا قناة‬ ‫العاصمة التلفزيونية اخل��اص��ة ف��ي ط��راب�ل��س وق��ام��ت بالعبث‬ ‫‪‎‬فجر ليبيا‪ ..‬حان وقت الصمت‬


‫مبحتوياتها وإت�لاف �ه��ا ح�ي��ث أع�ل�ن��ت إدراة ال�ق�ن��اة أن �ه��ا فقدت‬ ‫االتصال والبث من مقرها في طرابلس وحولت بثها عبر وحدتها‬ ‫االحتياطية خارج ليبيا‪)2(.‬‬ ‫كذلك طلبت احلكومة الليبية املؤقتة من القمر الصناعي املصري‬ ‫نايل سات وقف بث قناتي ليبيا الوطنية وليبيا الرسمية اململوكتني‬ ‫للدولة الليبية على القمر الصناعي بعد اقتحام مقرهما من قبل‬ ‫محسوبني على فجر ليبيا وبث خطب حتريضية مؤيدة لفجر ليبيا‬ ‫من خاللهما‪)3(.‬‬ ‫السيطرة على طرابلس ومطارها‬ ‫في ‪ 24‬أغسطس وبعد قرابة الشهر على بدأ هجومها على مناطق‬ ‫في طرابلس قامت قوات فجر ليبيا باحتالل مطار طرابلس اثر‬ ‫انسحاب ق��وات الزنتان من املطار حيث أظهرت الصور دم��اراً‬ ‫هائ ً‬ ‫ال حلق باملطار الرئيسي في طرابلس‪ ،‬وكذلك قامت قوات‬ ‫فجر ليبيا بإشعال النيران في مبنى الصالة الرئيسية باملطار‪)4(.‬‬ ‫الهجوم على املرافئ النفطية‬ ‫في ‪ 25‬ديسمبر ‪ 2014‬قتل ‪ 19‬جنديا ليبيا وهم ‪ 14‬من حراس‬ ‫محطة الكهرباء البخارية غربي سرت والتابعني لكتيبة (اجلالط)‬ ‫‪ 136‬مشاة التابعة للجيش في هجوم شنته ميليشيات فجر ليبيا‬ ‫التي تضم مقاتلني من أنصار الشريعة على الكتيبة التابعة للجيش‬ ‫الليبي في مدينة سرت التي يتمركز فيها إسالميون استعدادا‬ ‫ملهاجمة ما يعرف مبنطقة «الهالل النفطي» شرقي البالد‪ ،‬كما‬ ‫قتل أربعة جنود آخرين من هذه الكتيبة بعد اشتباكات دارت مع‬ ‫ميليشيات فجر ليبيا بسبب هذا الهجوم‪)5(.‬‬ ‫فيما استهدف خ��زان للنفط في مرفأ السدرة النفطي بقذيفة‬ ‫صاروخية من قبل قوات فجر ليبيا تسببت باشتعال النيران به‬ ‫ما تسبب في انصهاره وامتداد النيران إلى خزانات نفط مجاورة‬ ‫وذكر مسؤول حينها في شركة الواحة النفطية «أن احلريق خرج‬ ‫عن السيطرة بعد أن انفجر وانصهر جسمه وسالت منه احلمم‬

‫النفطية املشتعلة لتنتشر في محيط اخلزانات ال‪ 19‬التي حتوي‬ ‫‪ 6.2‬ماليني برميل من النفط اخلام»‪)6(.‬‬ ‫وفي ‪ 2‬يناير أعلنت القوات احلكومية الليبية السيطرة وإطفاء‬ ‫احلريق الذي دمر ‪ 7‬خزانات للنفط اخلام في املنطقة من أصل‬ ‫‪ 19‬خزاناً‪)7(.‬‬ ‫تصنيف كمجموعة إرهابية‬ ‫في ‪ 25‬أغسطس أدان مجلس النواب الليبي في بيان له أعمال‬ ‫احلرب واإلرهاب التي تشنها اجلماعات املهاجمة ملدينة طرابلس‬ ‫واحملاربة في مدينة بنغازي‪ ،‬مؤكدا على أنه سيسعى بكل ما في‬ ‫وسعه من جهد وإمكانات إلنهاء هذه احلرب بأسرع وقت ممكن‪.‬‬ ‫كما أعلن املجلس ك ً�لا من جماعة فجر ليبيا وجماعة أنصار‬ ‫الشريعة أعلنهما (جماعات إرهابية خارجة عن القانون ومحاربة‬ ‫لشرعية ال��دول��ة)‪ ،‬وم��ن ثم فهي (ه��دف مشروع لقوات اجليش‬ ‫الوطني الليبي‪ ،‬نؤيده بكل قوة ملواصلة حربها حتى إجبارها على‬ ‫إنهاء أعمال القتال‪ ،‬وتسليم أسلحتها)‪.‬‬ ‫كما أكد املجلس بأن (احلرب الدائرة اآلن في البالد هي حرب‬ ‫بني الدولة الليبية ومؤسساتها الشرعية‪ ،‬يقودها أبناؤنا من جنود‬ ‫وض �ب��اط اجل�ي��ش ض��د ج�م��اع��ات إره��اب�ي��ة خ��ارج��ة ع��ن القانون‬ ‫والشرعية )‪)8(.‬‬ ‫في ‪ 6‬فبراير ‪ 2015‬أصدرت حكومات فرنسا‪ ،‬أملانيا‪ ،‬الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬بريطانيا وإيطاليا بياناً مشتركاً تدين من خالله‬ ‫«أشكال العنف في ليبيا منها هجوم قوات الشروق التابعة لفجر‬ ‫ليبيا على منطقة الهالل النفطي»‪.‬‬ ‫وأض ��اف ال�ب�ي��ان «أن املستفيد ال��وح�ي��د م��ن ه��ذه األع �م��ال هم‬ ‫اإلره��اب �ي��ون معبرين ع��ن ال�ق�ل��ق م��ن ت�ن��ام��ي وج ��ود املجموعات‬ ‫اإلرهابية في ليبيا»‪)9(.‬‬ ‫مراجع‬ ‫‏‪Libya: Islamist militias capture Tripoli . 1‬‬ ‫‪airport - The Washington Times - Saturday,‬‬ ‫‪.August 23, 2014‬‬ ‫‪« .2‬فجر ليبيا» تقتحم قناة العاصمة ‪ -‬بوابة الوسط ‪ -‬تاريخ‬ ‫النشر ‪ 24‬أغسطس ‪.2014‬‬ ‫‪ .3‬تقرير‪ :‬احلرب وفوضى التلفزيون في ليبيا ‪ -‬بوابة الوسط ‪-‬‬ ‫تاريخ النشر ‪ 23‬أغسطس ‪.2014‬‬ ‫‏‪Libyan capital under Islamist control after . 4‬‬ ‫‪Tripoli airport seized - The Guardian, Sunday‬‬ ‫‪.24 August 2014 17.07 BST‬‬ ‫‪ .5‬مقتل ‪ 19‬جنديا في هجوم لـ»فجر ليبيا» واحتراق خزان نفطي‬ ‫في مرفأ السدرة ‪ -‬فرنسا ‪ - 24‬تاريخ النشر ‪ 25‬ديسمبر ‪2014‬‬ ‫ تاريخ الوصول ‪ 7‬فبراير ‪.2014‬‬‫‪ .6‬ليبيا‪ :‬حريق في خزان نفطي مبرفأ السدرة يخرج عن السيطرة‬ ‫ويهدد باشتعال امليناء ‪ -‬فرنسا ‪ - 24‬تاريخ النشر ‪ 29‬ديسمبر‬ ‫‪ - 2014‬تاريخ الوصول ‪ 7‬فبراير ‪.2014‬‬ ‫‪ .7‬إطفاء حريق خزانات مرفأ السدرة النفطي‪ -‬جريدة النهار ‪-‬‬ ‫تاريخ النشر ‪ 2‬يناير ‪ - 2015‬تاريخ الوصول ‪ 7‬فبراير ‪.2014‬‬ ‫‪ .8‬مجلس ال �ن��واب‪« :‬فجر ليبيا» و«أن �ص��ار الشريعة» جماعات‬ ‫إرهابية ‪ -‬بوابة الوسط ‪ -‬تاريخ النشر ‪ 25‬أغسطس ‪.2014‬‬ ‫‪Joint Statement on Libya by the Governments .9‬‬ ‫‪of France, Germany, Italy, Spain, the United‬‬ ‫‪ - Kingdom, and the United States‬م��وق��ع وزارة‬ ‫اخلارجية األمريكية اإللكتروني ‪ -‬تاريخ النشر ‪ 6‬فبراير ‪- 2014‬‬ ‫تاريخ الوصول ‪ 7‬فبراير ‪.2014‬‬


‫‪14‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫شؤون ليبية‬

‫ن��ش��رت صحيفة «فايننشال ت��امي��ز» ت��ق��ري��ر ًا ل��ب��ورزو‬ ‫دارغاهي وجيمز بوليتي وألكس بيكر‪ ،‬حول تنظيم‬ ‫ال��دول��ة ف��ي ليبيا وأن��ه ل��م يكن ق��د وص��ل فقط إلى‬ ‫ليبيا‪ ،‬ب��ل انتشر ف��ي أرج���اء ه��ذا البلد امل��ت��ح��ارب‪..‬‬ ‫وت��س��اءل التقرير ح��ول االن��ق��س��ام ف��ي ليبيا وكيف‬ ‫يغذي الوجود املتطرف النزاع‪ ،‬وكيف أن الهجوم هذه‬ ‫امل��رة ك��ان على حقل غ��از ت��دي��ره شركة منساوية في‬ ‫اجلنوب الغربي من ليبيا‪ ،‬وأظهرت الصور املنشورة‬ ‫في ‪ 8‬مارس على مواقع التواصل االجتماعي حراس ًا‬ ‫مقطوعة رؤوسهم‪ ،‬وقبل ذلك بعدة أسابيع كان إعدام‬ ‫املصريني األقباط في سرت‪ ،‬وقبلها بشهر كان الهجوم‬ ‫على فندق كورينثيا في طرابلس‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬ب‪ .‬دارغاهي ج‪ .‬بوليتي أ‪ .‬بيكر‬ ‫الرئيس املصري عبدالفتاح السيسي‬

‫صعود تنظيم الدولة اإلسالمية في ليبيا‬

‫وجود حكومة وحدة وطنية‬ ‫َّ‬ ‫«مرقعة» لن يحل المشكلة‬

‫فرنسا وإيطاليا تتجهان للتقارب من موقف‬ ‫مصر بشأن األزمة في ليبيا‬

‫يتساءل مسؤول إيطالي كبير‪« :‬م��اذا يجب أن يحصل حتى نشعر‬ ‫باخلطر؟‪ ..‬فالدالئل كلها تتقارب‪ ،‬وعلينا أن نتجنب ما حصل في‬ ‫سوريا‪ ،‬فنحن لم نفهم الطبيعة املأساوية للمشكلة‪ ،‬وصحونا فوجدنا‬ ‫الطاوالت قد قلبت»‪ ،‬بحسب الصحيفة‪.‬‬ ‫وتبني الصحيفة أن ظهور تنظيم ال��دول��ة ف��ي ليبيا تسبب بعرقلة‬ ‫اإلجماع الهش للدول الغربية حول كيفية إنهاء احلرب األهلية الدائرة‬ ‫هناك‪ ،‬كما أنها شابت اإلطاحة بالقذافي مبعاونة الدول الغربية‪ ،‬وقد‬ ‫ترك حجم املشكلة شعوراً بالعجز‪ ،‬بدأ التعامل معه حديثاً‪ ،‬وأصبحت‬ ‫ليبيا في أعلى أجندة زعماء العالم‪.‬‬ ‫ويلفت التقرير إلى أن القوى الغربية وجيران ليبيا يؤيدون علنياً‬ ‫استمرار املفاوضات التي ترعاها األمم املتحدة‪ ،‬التي تهدف إلى‬ ‫التقريب بني «احلكومة املنتخبة دميقراطياً في طبرق‪ ،‬وحتالف‬ ‫امليليشيات اإلس�لام�ي��ة وم �ص��رات��ة‪ ،‬وامل�ج�م��وع��ات السياسية التي‬ ‫سيطرت على العاصمة في أغسطس املاضي»‪.‬‬ ‫وتوضح الصحيفة أن اخلطة هي ترقيع حكومة وحدة وطنية فعالة‬

‫ميكن أن تركز على إعادة النظام‪ ،‬ولكن ظهور تنظيم الدولة تسبب‬ ‫بالذعر لدى البعض بسبب السيناريو املرعب من ظهور حركة جهادية‬ ‫في بلد نفطي ث��ري‪ ،‬يعد حلقة وصل بني إفريقيا وأوروب��ا والعالم‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫وي��ذك��ر التقرير أن خلف اإلج�م��اع على امل�ف��اوض��ات برعاية األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬هناك خالفات عميقة على ما الذي يجب فعله إذا فشلت‬ ‫امل �ف��اوض��ات‪ .‬وف��ي ال��وق��ت ذات��ه ف��إن ه�ن��اك ح��رب�اً بالنيابة تتم في‬ ‫املنطقة‪ ،‬فمصر واإلمارات تدعمان حكومة طبرق عسكرياً‪ ،‬وتركيا‬ ‫وقطر حت��اوالن إبقاء منافستها في طرابلس موجودة‪ ،‬وفي الوقت‬ ‫ذاته يستفيد تنظيم الدولة من الفراغ ليستمر في النمو‪.‬‬ ‫وتفيد الصحيفة بأن هجوم جهاديني متطرفني على متحف في تونس‬ ‫هذا األسبوع‪ ،‬أكد املخاطر احملتملة للمنطقة من منو تنظيم الدولة‪،‬‬ ‫حيث قتل ‪ 19‬شخصاً في الهجوم‪.‬‬ ‫وي��ورد التقرير وصف منسقة السياسة اخلارجية لالحتاد األوروب��ي‬ ‫فيديريكا موغوريني للوضع على بعد ‪ 250‬مي ً‬ ‫ال من شواطئ أوروبا‪،‬‬


‫الرئيس الفرنسي فرانسوا هوالند‬

‫رئيس وزراء إيطاليا ماثيو رينزي‬

‫ومع وجود حركة الهجرة غير الشرعية عبر البحر‪« ،‬باملزيج املتفجر»‪،‬‬ ‫ولكن يبقى اإلجماع في االحتاد األوروبي حول التعامل مع األزمة غائباً‪.‬‬ ‫وتوضح الصحيفة أنه بعد أربع سنوات من الفوضى‪ ،‬وعشرة شهور من‬ ‫احلرب األهلية‪ ،‬أصبحت ليبيا عبارة عن تركيبة هشة من املجموعات‬ ‫املسلحة‪ ،‬وفيها برملانان متنافسان‪ ،‬وعلى أراضيها جهاديون متجولون‪،‬‬ ‫وقد تراجع إنتاج النفط فيها من ‪ 1.4‬مليون برميل في اليوم في ‪،2012‬‬ ‫إلى ‪ 200‬ألف برميل في اليوم في أدنى مستوياته‪ ،‬قبل أن يعود إلى‬ ‫‪ 500‬ألف برميل في اليوم في منتصف شهر مارس‪.‬‬ ‫ويبني التقرير أنه في الغرب هناك قوات «فجر ليبيا»‪ ،‬وهي حتالف‬ ‫بني قوى إسالمية مختلفة‪ ،‬يشك الدبلوماسيون بأنها تدعم ميليشيا‬ ‫أنصار الشريعة وجهاديني آخرين يتحولون في احملصلة إلى تنظيم‬ ‫الدولة‪ .‬وفي شرق البالد في طبرق حكومة منتخبة يعترف بها معظم‬ ‫املجتمع الدولي‪ ،‬وعمودها الفقري ما بقي من قوات األمن وزعماء‬ ‫القبائل‪ ،‬الذين حتالفوا مع الليبراليني ومؤيدي رئيس الوزراء السابق‬ ‫محمود جبريل‪ .‬وتشير الصحيفة إلى أن تلك املجموعة قد كسبت‬ ‫ثالثة انتخابات‪ ،‬ولكنها اضطرت إلى اللجوء إلى سفينة شحن سيارات‬ ‫يونانية في طبرق‪ ،‬ويساعدها اجلنرال خليفة حفتر‪ ،‬أحد قيادات‬ ‫القذافي العسكريني سابقاً‪ ،‬بدعم من مصر وروسيا واإلمارات‪.‬‬ ‫ويؤكد التقرير أن ما يقلق منتقدي حفتر حرصه على القضاء على‬ ‫خصومه السياسيني اإلس�لام�ي�ين‪ ،‬أك�ث��ر م��ن ح��رص��ه على محاربة‬ ‫املتطرفني اجلهاديني‪.‬‬ ‫وت��رى «فايننشال تاميز» أن مأساة ليبيا تعود إل��ى ما قبل اإلطاحة‬ ‫بالقذافي‪ ،‬مبساعدة طيران الناتو‪ ،‬وفشل الدول الغربية بفهم الطبيعة‬ ‫املعقدة للبالد‪ ،‬فبحسب الدبلوماسي البريطاني جوزيف والكر‪ ،‬الذي‬ ‫خدم في بنغازي‪ ،‬فإن الغرب لم يعرف طبيعة ليبيا‪ ،‬وإن الليبيني في‬ ‫املنفى‪ ،‬ومعظمهم مييل لألفكار اإلسالمية‪ ،‬أعطوا الغرب انطباعاً غير‬ ‫صحيح عن ليبيا‪.‬‬ ‫وينقل التقرير عن والكر قوله‪« :‬قيل لنا إن اجليش ذه��ب‪ ،‬والقبائل‬ ‫ليست لها أهمية‪ ،‬والثوريون سيقومون ببناء دولة جديدة ‪ ..‬وأول ما‬ ‫رأيناه هو أن اجليش ثار ضد القذافي‪ ،‬وأصبحت القبائل هي أهم‬ ‫تركيبة للحفاظ على النظام االجتماعي‪ ،‬وع��اد معظم ال�ن��اس إلى‬ ‫بيوتهم بعد انتهاء الثورة‪ ،‬معتبرين أنهم حققوا ما قاموا ألجله بسقوط‬ ‫الديكتاتور‪ ،‬ومن بقي متابعاً هم اإلسالميون في الغالب‪ ،‬الذين لم يكن‬

‫هدفهم املشاركة في املجتمع فقط‪ ،‬بل السيطرة على الدولة»‪.‬‬ ‫وجتد الصحيفة أن الشخص املكلف بتوحيد ليببا‪ ،‬وهو املبعوث األممي‬ ‫برنارديو ليون‪ ،‬ال يحسد على هذه املهمة‪ ،‬فلم تثمر املفاوضات شيئاً‬ ‫إلى اآلن‪ ،‬وأضاف تهديد تنظيم الدولة أهمية ملهمة ليون‪ ،‬الذي ال يزال‬ ‫يعتقد أن التوصل إلى صفقة أمر ممكن‪ ،‬من خالل املفاوضات التي‬ ‫تدعمها واشنطن ولندن‪.‬‬ ‫وينقل التقرير عن املبعوث البريطاني اخلاص لليبيا جوناثان باول‪،‬‬ ‫قوله إن احلرب األهلية تقود الوضع إلى الفوضى‪ ،‬وهذا يعطي مجاالً‬ ‫لإلرهابيني مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة‪ ،‬ويضيف أن «هناك‬ ‫طريقتني للتعامل مع املسألة‪ ،‬واحلل األمثل هو حكومة وحدة وطنية‬ ‫تستطيع فرض إرادتها في أنحاء البالد‪ ،‬أو على األق��ل حتالف بني‬ ‫القوى حملاربة تنظيم الدولة»‪ ،‬وهذا ما تؤيده موغوريني‪.‬‬ ‫وتستدرك الصحيفة بأن القوى اخلارجية تعد خطط طوارئ في حالة‬ ‫فشل ليون‪ ،‬فاملسؤولون في مصر واإلمارات يعتقدون أن فرص جناح‬ ‫املفاوضات هي ‪ ،50%‬وهم قلقون من عدم وجود خطة بديلة‪ ،‬ويهيئون‬ ‫أنفسهم لألسوأ‪ ،‬وكذلك األمر في تركيا وقطر‪.‬‬ ‫ويذكر التقرير أن اجلنرال حفتر يحض القوى العاملية على رفع حظر‬ ‫األسلحة املفروض؛ ملساعدته على فرض النظام‪ ،‬وقال إنه طلب من‬ ‫رئيس الوزراء اإليطالي إقناع املجتمع الدولي برفع احلظر‪ ،‬وقال أيضاً‬ ‫في حديثه لوكالة األنباء اإليطالية‪« :‬إنه أمر مصيري إليطاليا‪ ،‬فإن‬ ‫كسب تنظيم الدولة فإن أمنكم يصبح مهدداً»‪.‬‬ ‫وتورد الصحيفة أن باول يعتقد أن محاولة التالعب مبيزان القوى أمر‬ ‫خطير‪ ،‬ويقول‪« :‬يبدو لي أن اختيار جانب على اآلخر هو فكرة سيئة‪،‬‬ ‫والناس الذين يحملون مثل هذه األفكار ال يفعلون ذلك ملدة طويلة‪..‬‬ ‫وإن دعمت جانباً ضد آخر فلن توقف احلرب األهلية‪ ،‬إال إذا تدخلت‬ ‫وكنت مستعداً لوضع جنود على األرض‪ ،‬وأنا ال أشعر أن هناك رغبة‬ ‫بذلك‪ ،‬وإال فستستمر احلرب األهلية‪ ،‬وننتهي بصومال آخر على البحر‬ ‫األبيض املتوسط»‪.‬‬ ‫وتختم «فايننشال تاميز» تقريرها باإلشارة إلى أن مصر متارس إلى‬ ‫اآلن ضبط النفس‪ ،‬أم ً�لا في جناح مفاوضات األمم املتحدة‪ ،‬ولكن‬ ‫فرنسا‪ ،‬التي تخشى على جنودها في مالي من تنظيم الدولة‪ ،‬وإيطاليا‪،‬‬ ‫التي تقع حدودها على بعد ‪ 250‬مي ً‬ ‫ال من ليبيا‪ ،‬تتجهان للتقارب من‬ ‫موقف مصر الداعي إلى الغارات اجلوية‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫شؤون ليبية‬

‫ليون يلوح بالقبعات الزرق‬

‫قريبا‪ ..‬القبعـــات الـــــ‬

‫ليون يرتب النقالب علــــــ‬ ‫قطع رئيس بعثة األمم املتحدة للدعم في ليبيا جلسات احلوار باملغرب‪ ،‬وسافر إلى طبرق ليرفع‬ ‫البطاقة الصفراء في وجه رئيس مجلس النواب وأعضائه‪ ،‬وفي وجه حكومة الثني والقائد العام‬ ‫للجيش الليبي‪ ،‬وهو يستند إلى البيان الذي أصدرته يوم السبت املاضي الواليات املتحدة ومعها‬ ‫خمس دول أوروبية‪ ،‬وهي بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬املانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬واسبانيا‪ ،‬والذي عبرت فيه عن استيائها‬ ‫من جتدد األعمال العسكرية في غرب ليبيا‪ ،‬واستهداف املطارات من طرفي الصراع‪ ،‬وهذه املرة هددت‬ ‫هذه الدول بفرض عقوبات على جميع األطراف التي تسعى لعرقلة احلوار في املغرب‪.‬‬

‫عمر الكدي‬


‫ملاذا ال يسلح اجليش الليبي‬

‫ـــــزرق في طرابلس!‬

‫ــــــى مجلس النــــواب!!!‬ ‫لصالح من يلعب ليون ؟‬


‫‪18‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫شؤون ليبية‬

‫مجلس النواب استمد شرعيته من الصندوق‬

‫ليون يسافر إلى طبرق ليرفع البطاقة الصفراء في وجه مجلس النواب !!‬ ‫حكومة الثني تناشد أهالي طرابلس بعدم التعرض ألي شخص بسبب أصله أو معتقداته‬ ‫بوبكر بعيرة ‪ :‬إذا مت حترير طرابلس فال حاجة الستمرار احلوار‬ ‫ال خالف بني الطرفني على احلكومة اجلديدة طاملا أن رئيسها ونائبيه من التكنوقراط‬ ‫«اإلسالميون» يعلمون أن أي انتخابات مبكرة حتت إشراف احلكومة اجلديدة لن يحصدوا فيها إال الفشل‬ ‫وكان ليون قد عبر عن استيائه من جتدد االشتباكات وهو في‬ ‫املغرب‪ ،‬ألن جتدد االشتباكات جعل طرفي األزم��ة يرفعون من‬ ‫سقف مطالبهم وفقا للتغيرات العسكرية امليدانية‪ ،‬وخاصة أن‬ ‫«جيش القبائل» كان قد شن هجوما مفاجئا على قوات فجر ليبيا‬ ‫في منطقة ورشفانة يوم السبت املاضي‪ ،‬ومتكن في وقت قصير‬ ‫من حترير خمس مدن صغيرة‪ ،‬قبل أن ينسحب بسرعة‪ ،‬بينما كان‬ ‫رئيس األركان عبد الرزاق املنصوري يصرح دون تردد على القنوات‬ ‫الفضائية بأن «قوات اجليش» حررت مطار طرابلس‪ ،‬وأن حترير‬ ‫طرابلس سيستغرق بضع ساعات‪ ،‬بل وناشد األهالي بالتعاون مع‬ ‫قوات اجليش والتبليغ عن «اإلرهابيني»‪ ،‬وقال إن كتائب فجر ليبيا‬ ‫انسحبت من بن جواد والنوفلية وسرت وطرابلس‪ ،‬وأن اجليش‬ ‫لن يتعقب هذ القوات طاملا أنها بقت في مدينة مصراته‪ ،‬كما‬ ‫ناشدت حكومة الثني أهالي طرابلس عدم التعرض ألي شخص‬ ‫بسبب أصله أو معتقداته‪ ،‬في حني كان أعضاء مجلس النواب في‬ ‫حوار املغرب يرفعون مطالبهم‪ ،‬بل أن النائب أبو بكر بعيرة صرح‬ ‫قائال‪ ،‬بإنه إذا مت حترير طرابلس فال حاجة الستمرار احلوار‪.‬‬ ‫وكان ليون قد صرح لوسائل اإلعالم بأن املتحاورين حققوا تقدما‬ ‫في بندين‪ ،‬وهما تشكيل حكومة ال��وح��دة الوطنية‪ ،‬والترتيبات‬ ‫األمنية في مدينة طرابلس‪ ،‬وتؤكد التسريبات أنه ال خالف بني‬ ‫الطرفني على احلكومة القادمة‪ ،‬طاملا أن رئيسها ونائبيه غير‬ ‫محسوبني على أي تيار سياسي‪ ،‬وأنهم من التكنوقراط وعلى كفاءة‬ ‫عالية‪ ،‬ويبدو أن اخلالف على من يعتمد هذه احلكومة‪ ،‬ففي حني‬ ‫يصر مجلس النواب على أنه من سيعتمد احلكومة القادمة‪ ،‬يحاول‬

‫اإلسالميون خلق مرجعية شرعية جديدة تعتمد احلكومة اجلديدة‪،‬‬ ‫وكأنهم يقولون ملجلس النواب طاملا أن املؤمتر الوطني سيختفي‬ ‫من املشهد‪ ،‬فحتى مجلس النواب عليه مغادرة الركح‪ ،‬وهو هدف‬ ‫استراتيجي في نظر اإلسالميني‪ ،‬وهم يعلمون أن انتخابات مبكرة‬ ‫ستنظم في البالد حتت إشراف احلكومة اجلديدة‪ ،‬ولن يحصدوا‬ ‫فيها إال الفشل‪ ،‬والطريقة الوحيدة للبقاء هي إنشاء مرجعية‬ ‫جديدة‪ ،‬حتى ولو تقاسموا هذه املرجعية مع مجلس النواب‪ ،‬وفقا‬ ‫للمقترح الذي تقدم به املخزوم‪ ،‬وهو تشكيل مجلس رئاسي من‬ ‫ستة أعضاء‪ ،‬ثالثة من املجلس وثالثة من املؤمتر‪.‬‬ ‫البند الثاني استغرق وقتا أطول في جلسات احل��وار‪ ،‬ألن البند‬ ‫يشتمل على خطوات عملية على األرض‪ ،‬من بينها سحب جميع‬ ‫الكتائب املسلحة من طرابلس‪ ،‬وأن تتمركز على مسافة معينة من‬ ‫العاصمة‪ ،‬وتفعيل الشرطة واجليش في املدينة‪ ،‬وتشكيل قوات‬ ‫تتولى حماية احلكومة ومقارها‪ ،‬وتسليم املطارات للحكومة‪ ،‬وهي‬ ‫إجراءات معقدة عندما تنتقل من فوق الورق إلى الشوارع‪.‬‬ ‫فحتى اآلن غير معروف من هو اجليش الذي سيدخل طرابلس‪،‬‬ ‫وهل سيتم تشكيله من املجموعات املسلحة املوجودة في املدينة؟‪،‬‬ ‫كما أن التسريبات تؤكد أن وفد املؤمتر في حوار املغرب يرفض‬ ‫حتى اآلن مناقشة جدول األعمال‪ ،‬ويصر على مناقشة مستقبل‬ ‫أعضائه في املستقبل‪ ،‬واحل�ص��ول على ضمانات قبل مناقشة‬ ‫جدول األعمال‪ ،‬وفي اجلوالت السابقة كان الوفد قد اصطحب‬ ‫معه مستشارين معتدلني‪ ،‬ولكن هذه املرة أصطحب مستشارين‬ ‫متشددين منهم عبد احلميد النعمي وص�لاح البكوش‪ ،‬وعندما‬


‫وفد املؤمتر املنتهية واليته‬

‫وفد املؤمتر املنتهية واليته يرفض حتى اآلن‬ ‫مناقشة جدول األعمال‬ ‫العالقة ودية بني جميع األطراف باستثناء‬ ‫أعضاء وفد املؤمتر‬ ‫لم يذكر اجليش باالسم في كل الوثائق‬ ‫املسربة من احلوار‬ ‫النائب بوبكر بعيرة‬

‫حدث تصعيد عسكري يوم السبت في املنطقة الغربية قرر الوفد‬ ‫مقاطعة احلوار‪ ،‬في الوقت الذي يحاول أن يستفيد من آخر ورقة‬ ‫تبقت له وهي محاربة داعش في سرت‪ ،‬بل أن بعض أعضاء الوفد‬ ‫طلبوا من خالل وسائل اإلعالم تدخل العاهل املغربي في احلوار‪،‬‬ ‫ويبدو أن الهدف هو إحراج املغرب الذي يقف على مسافة واحدة‬ ‫من الطرفني‪ ،‬وبالتالي سيجد نفسه مجبرا على الطلب من ليون‬ ‫البحث عن مكان آخر للحوار‪ ،‬وهكذا سيكسب املؤمتر وقتا ثمينا‬ ‫تتيح له املزيد من املناورة‪.‬‬ ‫وحتى اآلن لم يجتمع أط��راف احل��وار األربعة وجها لوجه‪ ،‬ففي‬ ‫قصر املؤمترات بالصخيرات‪ ،‬يجتمع أعضاء مجلس النواب في‬ ‫غرفة‪ ،‬وف��ي الغرفة الثانية يجتمع األع�ض��اء املقاطعني ملجلس‬ ‫ال�ن��واب‪ ،‬وف��ي الثالثة يجتمع وف��د امل��ؤمت��ر‪ ،‬وف��ي الرابعة يجتمع‬ ‫املستقلون‪ ،‬ويقول أعضاء في احلوار لبوابة الوسط‪ ،‬إن العالقة‬ ‫ودية بني جميع األطراف باستثناء أعضاء وفد املؤمتر‪ ،‬ولم يحدث‬ ‫أن حتدث لبعض حتى في الكواليس‪ ،‬بل هم يتجنبون بعض حتى‬ ‫في أروقة الفندق‪.‬‬ ‫ثمة عبارات غير واضحة فيما يخص الترتيبات األمنية‪ ،‬فلم يذكر‬ ‫«اجليش الليبي» باالسم في كل الوثائق املسربة‪ ،‬وإمن��ا ذكرت‬ ‫عبارات عائمة تشبه عبارة «أراضي محتلة» التي وردت في قرار‬ ‫مجلس األمن بوقف إطالق النار في حرب حزيران عام ‪،1969‬‬ ‫والتي فسرتها إسرائيل على هواها‪.‬‬ ‫يسعى ليون من خالل زيارته السريعة إلى طبرق للحصول على‬ ‫أسماء رئيس احلكومة ونائبيه‪ ،‬الذين سيرشحهم مجلس النواب‪،‬‬

‫وسيحاول ليون فرض هذه األسماء بطريقة أو بأخرى‪ ،‬على أن‬ ‫يسمح لبقية األط��راف بإضافة مرشحيهم في احلكومة‪ ،‬وكان‬ ‫املجلس قد توقف عن عقد اجتماعاته خالل األسبوع املاضي‪،‬‬ ‫بسبب غياب رئاسة املجلس‪ ،‬وهو ما يؤكد أن املجلس هو نسخة‬ ‫من مؤمتر الشعب العام‪ ،‬ال ينعقد بغياب رئيسه‪ ،‬وليون ليس لديه‬ ‫الوقت لينتظر أطول‪ ،‬وداعش يتمدد في الصحراء الليبية‪ ،‬وقوارب‬ ‫الالجئني لم تتوقف مهما كان حال الطقس على البحر املتوسط‪.‬‬ ‫خطة ليون غير املعلنة هي االنقالب على مجلس النواب واملؤمتر‬ ‫الوطني‪ ،‬بعد اختيار حكومة الوفاق‪ ،‬وقد يلجأ لفرض عقوبات‬ ‫دولية على كل من يعرقل احل��وار‪ ،‬والترتيبات املتفق عليها فيما‬ ‫بعد‪ ،‬وحتى اآلن هو أق��رب إل��ى مجلس ال�ن��واب بشقيه املقاطع‬ ‫وغير املقاطع‪ ،‬ويحاول استثمار ق��وات مصراته حملاربة داعش‬ ‫في س��رت‪ ،‬بينما يحاول استثمار ق��وات اجليش حملاربة أنصار‬ ‫الشريعة في بنغازي وداع��ش في درن��ة‪ ،‬وحتى ميكنه ذل��ك البد‬ ‫من حكومة مستقرة في طرابلس‪ ،‬يوفر له احلماية من خالل‬ ‫تشكيالت عسكرية وأمنية ليبية‪ ،‬وإذا اضطر سيطالب بقوات‬ ‫أممية‪ ،‬كما سيطالب مبراقبني أمميني ملراقبة وقف إطالق النار‪،‬‬ ‫واخلطوة احلاسمة هي الدعوة إل��ى انتخابات تشريعية مبكرة‬ ‫حتت إشراف احلكومة اجلديدة‪ ،‬وإعادة النظر في بناء اجليش‬ ‫الليبي وتسليحه بحيث يضمن وجود ضباط محترفني على رأسه‪،‬‬ ‫وليس ضباطا يطمحون للسلطة من خ�لال استغالل ما يجري‬ ‫في البالد‪ ،‬وقد تستغرق البالد ما تبقى من هذا العام في رتق‬ ‫جروحها قبل أن تقف على قدميها الواهنتني‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫ليبيا في صحافة األسبوع‬

‫الطيران الحربي الليبي يقصف‬ ‫معاقل داعش في سرت‬ ‫أخبار العالم‪ :‬ش َّن سالح اجلو الليبي السبت‪ ،‬ضربة جوية على‬ ‫مواقع متركز مسلحي تنظيم داعش مبدينة سرت‪.‬‬ ‫وأشار مصدر بقاعدة القرضابية اجلوية لـ»بوابة الوسط» اإلخبارية‬ ‫الليبية‪ ،‬إل��ى أ َّن الضربات استهدفت مسلحي التنظيم مبنطقة‬ ‫السبعة كيلو أو ما يُعرف بـ»منطقة الزعفران»‪ ،‬قائال إ َّن «القصف‬ ‫صباحا ولم تصلنا أي معلومات عن وجود جرحى أو قتلى»‪.‬‬ ‫كان‬ ‫ً‬ ‫وتسيطر عناصر داعش على مدينة سرت واملناطق الواقعة شرقها‬ ‫(النوفلية وال�ع��ام��رة وأم اخلنافس وه���راوة)‪ ،‬يشار إل��ى أن ليبيا‬ ‫يعصف بها القتال والفلتان األمني وتتنازع على إدارتها حكومتان‬ ‫وبرملانان منذ سيطرة ميليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس‬ ‫في أغسطس املاضي‪.‬‬ ‫وتتخذ احلكومة املؤقتة بقيادة عبد الله الثني ومجلس النواب‬ ‫املعترف بهما دولياً من طبرق مقراً لهما‪ ،‬فيما تتخذ حكومة اإلنقاذ‬ ‫بقيادة عمر احلاسي واملؤمتر الوطني العام (البرملان) املنتهية واليته‬ ‫من طرابلس مقراً لهما‪.‬‬

‫انفجار سيارة مفخخة تستهدف‬ ‫بوابة السرية األمنية لفجر ليبيا‬ ‫بمنطقة الزروق في مصراتة‬ ‫َّ‬ ‫مفخخة استهدفت‬ ‫وك��االت ‪ :‬أف��ادت مصادر محلية أنّ سيارة‬ ‫إحدى البوابات التابعة لقوات فجر ليبيا مبنطقة الزروق في مدينة‬ ‫مصراتة‪ .‬وأضافت املصادر أن السيارة املفخخة قد استهدفت مقر‬ ‫إدارة أمن البوابات بالسر ّية األمنية‪ ،‬مشيرة إلى أن التفجير جاء‬ ‫بعد تهديدات تنظيم الدولة املتتالية باستهداف قوات ما يسمى‬ ‫بفجر ليبيا في معاقلها‪ .‬يذكر أنّ املدينة شهدت انفجا ًرا مماث ً‬ ‫ال‬ ‫األسبوع املاضي‪ ،‬استهدف كتيبة أم املعارك في منطقة أبوروية‬ ‫املنطوية حتت الكتيبة ‪ 166‬ونتج عنها إصابة شخص واحد‪.‬‬

‫الحكومة الليبية‬ ‫تتحرك نحو طرابلس‬ ‫السفير‪ :‬شنّت الق ّوات املوالية حلكومة طبرق الليبية‪ ،‬املعترف‬ ‫بها دول �ي �اً‪ ،‬أم��س األول‪ ،‬غ��ارات جوية على مطار معيتيقة‬ ‫ومعسكر لق ّوات «فجر ليبيا» في العاصمة طرابلس‪ ،‬حيث‬ ‫تسيطر حكومة م��وازي��ة‪ ،‬في حني تشهد أط��راف العاصمة‬ ‫اشتباكات عنيفة في إطار عمل ّية واسعة تهدف إلى «حترير‬ ‫مدينة طرابلس»‪ ،‬وفقاً للحكومة الشرعية‪.‬‬ ‫وقال قائد سالح اجلو املوالي حلكومة طبرق صقر اجلروشي‬ ‫إنّ طائراته هاجمت أيضاً مطار زوارة غرب طرابلس‪.‬‬ ‫وقتل في الهجوم اجل � ّوي على طرابلس القيادي البارز في‬ ‫ق��وات «فجر ليبيا» صالح البركي‪ ،‬فيما رجحت وكالة أنباء‬ ‫حكومية أنه قتل خالل اشتباكات بني «فجر ليبيا» وقوات من‬ ‫الزنتان متحالفة مع حكومة عبد الله الثني‪.‬‬ ‫ودارت اش�ت�ب��اك��ات عنيفة ب��ال��رش��اش��ات اخلفيفة والثقيلة‬ ‫وراج �م��ات ال�ص��واري��خ ب�ين «فجر ليبيا» ومجموعات موالية‬ ‫حلكومة طبرق‪ ،‬في منطقة بئر الغنم التي تبعد حوالي ‪80‬‬ ‫كيلومتراً جنوب ط��راب�ل��س‪ ،‬بعد ي��وم واح��د على اشتباكات‬ ‫مماثلة شهدتها منطقة العزيزية التي تبعد ‪ 35‬كيلومتراً عن‬ ‫طرابلس‪.‬‬ ‫�واز‪ ،‬أدان��ت كل من الواليات املتحدة وبريطانيا‬ ‫وفي سياق م� ٍ‬ ‫وفرنسا وأملانيا وإيطاليا وإسبانيا‪ ،‬في بيان مشترك‪ ،‬العنف‬ ‫في ليبيا‪ ،‬داعية «املسؤولني السياسيني الليبيني إلى حت ّمل‬ ‫مسؤولياتهم واإلع�ل�ان ب��وض��وح ع��ن دعمهم احل ��وار (‪)...‬‬ ‫وممارسة سلطتهم على قادة اجليوش وامليليشيات»‪.‬‬ ‫وأشاد البيان باستئناف احلوار السياسي بني الفصائل الليبية‪،‬‬ ‫بينما تتواصل احمل��ادث��ات ف��ي الصخيرات املغربية بهدف‬ ‫التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية‪.‬‬ ‫نشر هذا املقال في جريدة السفير بتاريخ ‪.2015 /3 /23‬‬


‫عملية تحرير طرابلس‬ ‫العربية‪ :‬أعلن العقيد إدريس مادي‪ ،‬رئيس غرفة عمليات رئاسة‬ ‫أرك��ان اجليش باملنطقة الغربية‪ ،‬البدء الفعلي للعملية العسكرية‬ ‫لتحرير العاصمة طرابلس‪.‬‬ ‫وق��ال م��ادي ف��ي تصريحات صحافية صباح اجلمعة‪« :‬األوام ��ر‬ ‫صدرت لقوات الطيران واملدفعية بالتقدم نحو العاصمة طرابلس‬ ‫من ناحية اجلنوب»‪.‬‬ ‫وطالب مادي أهالي مدن الزاوية وغريان بتسليم املدن قائ ً‬ ‫ال‪« :‬ليس‬ ‫لدينا نية في دخول هذه املدن وعدونا هو امليليشيات اإلرهابية سواء‬ ‫فجر ليبيا أو غيرها‪ ،‬فعليكم سحب أبنائكم من هذه امليليشيات‬ ‫وجتنيب أنفسكم القتال»‪.‬‬ ‫وكانت ق��وات اجليش تقدمت في أكثر من محور مقابل تقهقر‬ ‫امليليشيات إلى داخل مدن صبراتة والزاوية الساحليتني‪.‬‬ ‫وأكد مادي أن «قوات اجليش أحرزت تقدماً كبيراً متكن خالله من‬ ‫استرجاع دبابات ومدرعات وذخائر‪ ،‬والسيطرة على أراضي واسعة»‪.‬‬ ‫يشار إلى أن مصادر مطابقة من داخل العاصمة طرابلس أكدت أن‬ ‫امليليشيات تقهقرت أمام ضربات سالح اجلو الذي ما يزل مستمراً‬ ‫في القصف حتى ساعة كتابة اخلبر إلى األحياء الغربية واجلنوبية‬ ‫للعاصمة مقابل سيطرة اجليش على مشارف منطقة العزيزية‬ ‫الضاحية اجلنوبية للعاصمة‪.‬‬ ‫وأوضحت ذات املصادر أن امليليشيات بدأت بقفل الطرقات الغربية‬ ‫واجلنوبية بسواتر ترابية منذ مغرب اليوم وسط ربكة كبيرة في‬ ‫صفوفهم وتوالى نقل سيارات اإلسعاف لقتالهم وجرحاهم إلى‬ ‫مستشفيات بداخل العاصمة‪.‬‬

‫الجيش يسيطر على المناطق‬ ‫الساحلية غرب البالد‬ ‫العربية ن��ت‪ ،‬محمد العربي‪ :‬أك��د مصدر عسكري تقدم‬ ‫اجليش الليبي غرب البالد إلى مناطق متقدمة وسط استمرار‬ ‫الضربات اجلوية‪.‬‬ ‫وقال محمد الصائم مساعد آمر الكتيبة ‪ 166‬التابعة للجيش‬ ‫الوطني لـ»العربية ن��ت»‪ ،‬إن ق��وات اجليش الوطني سيطرت‬ ‫على منطقة‫‏السوينية جنوب مدينة‫‏العجيالت‪ ،‬إضافة إلحكام‬ ‫السيطرة على معسكر أم شويشة بذات املنطقة‪.‬‬ ‫وقال الصائم إن املليشيات انسحبت إلى مناطق ساحلية حتت‬ ‫ضربات اجليش الليبي مؤكداً استمرار تقدم اجليش حتى‬ ‫تأمني كامل الطرق املؤدية لطرابلس لقطع خطوط أي اختراق‬ ‫لعملية حترير العاصمة‪.‬‬ ‫وأف��اد الصائم أن سالح اجلو نفذ ضربات ناجحة ملطارات‬ ‫زوارة وطرابلس‪ ،‬إضافة لتدمير متركز عسكري ملليشيات‬ ‫وسط صرمان‪ ،‬ومخازن للذخيرة مبعسكرات النقلية واليرموك‬ ‫بالعاصمة طرابلس‪.‬‬ ‫يشار إلى أن املليشيات في العاصمة نشرت بوابات تفتيش في‬ ‫الطرقات الرئيسية واملنافذ‪ ،‬وأطلقت حملة اعتقاالت واسعة‬ ‫بني النشطاء ومؤيدي اجليش الذين انتفضوا يوم أمس في‬ ‫بعض أحياء العاصمة مبصاحبة دخول اجليش جلنوبها‪.‬‬

‫الجيش الليبي يستعد‬ ‫لبدء هجوم حاسم‬ ‫لتحرير العاصمة‬ ‫العالم ال�ي��وم‪ :‬يستعد اجليش الليبي الستعادة السيطرة على‬ ‫العاصمة طرابلس‪ ،‬حيث بدأ باستقدام تعزيزات كبيرة لقواته‬ ‫املتمركزة مبحيط منطقة جنوب املطار‪ ،‬في عملية موسعة لطرد‬ ‫قوات فجر ليبيا‪.‬‬ ‫وقال نائب رئيس جلنة الدفاع بالبرملان‪ ،‬طارق اجلروشي‪ ،‬لسكاي‬ ‫نيوز العربية إن اجليش في صدد بدء هجوم «حاسم» للقضاء‬ ‫على قوات فجر ليبيا التي تسيطر على طرابلس‪.‬‬ ‫وأض��اف أن اجليش استقدم تعزيزات إلى العزيزية وورشفانة‬ ‫ومواقعه في جنوب مطار طرابلس‪ ،‬مشيراً إلى أن تلك املناطق‬ ‫«ستشكل قاعدة للقوات احلكومية» في هجومها على «فجر ليبيا»‪.‬‬ ‫وي�ع�ت�م��د اجل �ي��ش‪ ،‬ح�س��ب اجل ��روش ��ي‪ ،‬ع�ل��ى «ان �ت �ف��اض��ة شباب‬ ‫طرابلس» لدعم اجليش في هجومه‪ ،‬معربا عن تخوفه‪ ،‬في هذا‬ ‫السياق‪ ،‬من حملة االعتقاالت التي يشنها املتشددون ضد شباب‬ ‫العاصمة‪.‬‬ ‫وأوضح أن مسلحي فجر ليبيا كثفوا انتشارهم في عدة مناطق‬ ‫من العاصمة‪ ،‬ومن بينها بو سليم وبن عاشور وال�س��راج‪ ،‬حيث‬ ‫عمدوا إلى اعتقال كل من يشتبهون في أنه يدعم اجليش‪.‬‬ ‫وكان اجليش قد سيطر على منطقتي ورشفانة والعزيزية جنوبي‬ ‫ط��راب�ل��س‪ ،‬وذل��ك ف��ي إط��ار هجومه ال��رام��ي إل��ى ال�ق�ض��اء على‬ ‫اجلماعات املتشددة وبسط سلطة الدولة على العاصمة‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫ليبيا في صحافة األسبوع‬ ‫من صنعاء إلى تونس‬ ‫ومن نيجيريا إلى ليبيا وأعتاب أوروبا‬

‫داعش يواصل القتال وتوجيه‬ ‫الضربات‪ ..‬ويتمدّد‬

‫إحباط تسلل ‪ 49‬بينهم ‪12‬‬ ‫أجنبي ًا إلى ليبيا عبر الدروب‬ ‫الصحراوية بالسلوم‬ ‫ال �ي��وم ال�س��اب��ع‪ ،‬حسن م�ش��ال��ي‪ :‬أحبطت ق ��وات ح��رس احل��دود‬ ‫بالسلوم تسلل ‪ 49‬شخصاً بينهم ‪ 6‬سودانيني و‪ 6‬بنغال‪ ،‬مت إلقاء‬ ‫القبض عليهم أثناء تواجدهم فى منطقة عسكرية ومحاولتهم تسلل‬ ‫احلدود ومغادرة البالد إلى ليبيا بطريقة غير شرعية عبر الدروب‬ ‫الصحراوية‪.‬‬ ‫وأعلنت مديرية أمن مطروح أن قسم شرطة السلوم تسلم املتهمني‬ ‫وهم (‪ 9‬من محافظة بنى سويف و‪ 8‬من قنا و‪ 4‬من سوهاج و‪4‬‬ ‫من أسيوط و‪ 4‬من املنيا و‪ 3‬من دمياط و‪ 2‬من البحيرة و‪ 2‬من كفر‬ ‫الشيخ و‪ 1‬من القاهرة و‪ 6‬من السودان و‪ 6‬من بنجالديش)‪ ،‬وحترر‬ ‫عن ذلك احملضر الالزم‪ ،‬وجار عرضهم على النيابة املختصة‪.‬‬ ‫قال اللواء العنانى حمودة مدير أمن مطروح‪ ،‬إن عمليات ضبط‬ ‫املتسللني من املصريني واجلنسيات األخرى تأتى في إطار تكثيف‬ ‫اجلهود وتنفيذاً للخطة املوضوعة مبعرفة إدارة البحث اجلنائى‬ ‫التى تعتمد على غلق الدروب الصحراوية واملدقات اجلبلية التي‬ ‫تسلكها تلك العناصر وتضييق اخلناق عليهم وعدم متكينهم من‬ ‫الهروب من األكمنة الثابتة واملتحركة بالتنسيق الكامل مع القوات‬ ‫املسلحة ومكتب مخابرات حرس حدود بالسلوم وفرعي األمن العام‬ ‫واألمن الوطني مبطروح‪.‬‬

‫سي ان ان العربية‪ :‬صدمتان كبيرتان لكل من تابع نشاط تنظيم‬ ‫داع��ش خالل األي��ام املاضية‪ ،‬إذ أن التنظيم عمد إلى فتح جبهتني‬ ‫جديدتني‪ ،‬بشنه الهجوم االنتحاري ضد مسجد للحوثيني بصنعاء وضد‬ ‫متحف باردو التونسي‪ ،‬ومع تزايد االنتشار اجلغرافي لعمليات التنظيم‬ ‫ونشاطاته يزداد القلق حول املدى الذي يخطط التنظيم لبلوغه‪.‬‬ ‫مفاجأة صنعاء‬ ‫بالتأكيد كان التفجير الدموي في العاصمة اليمنية صنعاء‪ ،‬مفاجأة‬ ‫كبيرة ملتابعي نشاط تنظيم داعش ومتدده‪ ،‬فقد أدى إلى مقتل أكثر‬ ‫من ‪ 130‬شخصا في مسجد للحوثيني باملدينة‪ ،‬خاصة وأن التنظيم‬ ‫لم يكن قد أظهر حضورا كبيرا في اليمن وكان يعتقد أنه مسؤول عن‬ ‫هجوم واحد محدود يتمثل باغتيال مسؤول أمني في عدن‪.‬‬ ‫وقد اضطر تنظيم القاعدة‪ ،‬صاحب احلضور الطويل في اليمن‪،‬‬ ‫إلى إصدار بيان ينفي فيه مسؤوليته عن العملية‪ ،‬قائال إنه ال يؤيد‬ ‫مهاجمة املساجد‪ ،‬ولكن ضخامة الهجوم في صنعاء يؤشر إلى قدرة‬ ‫داعش السريعة على بناء شبكاتها في اليمن‪ ،‬وهو تطور يعود إلى أمر‬ ‫من اثنني‪ :‬إما حصول انشقاق في تنظيم القاعدة أو عودة مقاتلني‬ ‫مينيني من معاقل القتال بسوريا والعراق‪.‬‬ ‫رعب في تونس‬ ‫الهجوم على متحف ب ��اردو التونسي قبل أي��ام حصد أرواح ‪23‬‬ ‫شخصا‪ ،‬وهو أكبر هجوم يتعرض له السياح في الدول العربية منذ‬ ‫هجوم األقصر عام ‪ 1997‬في مصر‪ ،‬غير أن أهمية الهجوم على‬ ‫تونس تنبع من واقع أن البالد تقع على مرمى حجر من أوروبا‪ ،‬إذ ال‬ ‫تبعد تونس عن شواطئ جزيرة بانتيالريا اإليطالية أكثر من ‪ 30‬ميال‪.‬‬ ‫حدود جديدة للتنظيم‬ ‫ما من شك أن داعش بات لديه ثالثة أذرع قوية في مصر وليبيا‬ ‫ونيجيريا‪ ،‬ففي مصر‪ ،‬أعلن تنظيم «أنصار بيت املقدس» في سيناء‬ ‫االنضمام لداعش بنوفمبر املاضي‪ ،‬وص ّعد التنظيم منذ ذلك الوقت‬ ‫هجماته على السلطات املصرية‪.‬‬ ‫وفي ليبيا‪ ،‬يستغل التنظيم حالة االنفالت األمني والتقاتل الداخلي‬ ‫ليمد نفوذه في أرجاء من البالد‪ ،‬وقد قام قبل أسابيع بذبح عدد من‬ ‫العمال املصريني املسيحيني وبث تسجيل مصور لذلك‪.‬‬ ‫وفي نيجريا‪ ،‬أعلن تنظيم «بوكو حرام» مبايعته لداعش‪ ،‬وانضمامه‬ ‫إلى صفوف أتباع «اخلليفة أبوبكر البغدادي» وتبع ذلك موجة من‬ ‫الهجمات التي شنها التنظيم‪ ،‬وظهور حتالف إقليمي مبواجهته‬ ‫تشارك فيه التشاد‪.‬‬ ‫عند أعتاب أوروبا‬ ‫مع توسع داعش على سواحل البحر املتوسط يزداد خطر التنظيم‬ ‫على أوروب��ا التي ب��ات على مرمى حجر منها‪ ،‬وق��د يكون العامل‬ ‫األخطر في هذا املجال هو وجود أكثر من ثالثة آالف أوروبي في‬ ‫صفوف داعش قاتلوا إلى جانبه في سوريا والعراق‪ ،‬وقد عاد املئات‬ ‫منهم إلى دولهم حاملني معهم خبرات عسكرية كبيرة‪.‬‬


‫اختفاء غامض لـ‪ 46‬مصري ًا‬ ‫في ليبيا ومخاوف من‬ ‫الوقوع في قبضة داعش‬ ‫سي ان ان‪ :‬في وقت أشارت فيه تقارير رسمية بالعاصمة املصرية‬ ‫القاهرة إلى «اختفاء» ‪ 26‬مصرياً في «ظروف غامضة» بليبيا‪ ،‬كشف‬ ‫ناشط حقوقي لـ‪ CNN‬بالعربية أن عدد املفقودين يبلغ ‪ 46‬مصرياً‪،‬‬ ‫غالبيتهم من املسيحيني‪.‬‬ ‫وقال رئيس «االحتاد املصري حلقوق اإلنسان»‪ ،‬جنيب جبرائيل‪ ،‬إن‬ ‫هؤالء الشبان‪ ،‬بينهم اثنني أو ثالثة مسلمني والباقني من األقباط‪،‬‬ ‫انقطع االتصال بهم منذ األسبوع األول من سبتمبر املاضي‪ ،‬بعدما مت‬ ‫إيهامهم من أحد األشخاص بإمكانية تسفيرهم إلى أوروبا‪.‬‬ ‫وكشف جبرائيل‪ ،‬في تصريحات لـ‪ CNN‬بالعربية عبر الهاتف من‬ ‫القاهرة‪ ،‬عن أن وزارة اخلارجية املصرية لم يكن لديها أي معلومات‬ ‫حول فقدان هذا العدد من املصريني في ليبيا حتى يوم أمس السبت‪،‬‬ ‫بعد اللقاء ال��ذي عقده املتحدث باسم ال��وزارة‪ ،‬مع أهالي عدد من‬ ‫املفقودين‪.‬‬ ‫وأضاف رئيس االحتاد املصري حلقوق اإلنسان أن أهالي ‪ 26‬شاباً‬ ‫فقط من املفقودين هم من حضروا اللقاء مع السفير بدر عبدالعاطي‪،‬‬ ‫مبقر وزارة اخلارجية السبت‪ ،‬وهو اللقاء الذي جرى بحضور جبرائيل‪،‬‬ ‫إال أنه لم يوضح سبب عدم حضور أسر باقي املفقودين اللقاء‪.‬‬ ‫ورجح جبرائيل‪ ،‬في تصريحاته للموقع‪ ،‬أن يكون هؤالء الشبان قد‬ ‫جرى اختطافهم من قبل تنظيم «داعش»‪ ،‬الفتاً إلى أن اتصاالت مكثفة‬ ‫جتري حالياً مع عدد من زعماء العواقل في منطقة «سرت»‪ ،‬شرقي‬ ‫ليبيا‪ ،‬للحصول على أي معلومات قد تقود إلى مكان اختفائهم‪.‬‬ ‫وبينما لفت بيان ل��وزارة اخلارجية السبت‪ ،‬إل��ى أن ه��ؤالء الشبان‬ ‫«سافروا إلى ليبيا‪ ،‬في محاولة للتسلل الحقاً بشكل غير شرعي إلى‬ ‫إيطاليا»‪ ،‬فقد أكد جبرائيل أن اخلارجية قامت باالتصال بالسفير‬ ‫املصري في إيطاليا‪ ،‬ال��ذي أف��اد بأنه «ال توجد أي مؤشرات على‬ ‫تعرضهم للغرق‪».‬‬ ‫وبحسب تقارير رسمية‪ ،‬فقد بلغ عدد العاملني املصريني الذين متكنوا‬ ‫من العودة من ليبيا منذ نشر ذلك الفيديو‪ ،‬نحو ‪ 45‬ألف عامل‪ ،‬بينهم‬ ‫‪ 11‬ألف و‪ 500‬متت إعادتهم عن طريق «جسر جوي» مع تونس‪ ،‬و‪34‬‬ ‫ألفاً عادوا عن طريق منفذ «السلوم» البري‪ ،‬وفق ما ذكرت صحيفة‬ ‫«األهرام» شبه الرسمية السبت‪.‬‬

‫البشير‪ :‬دعمنا للثوار كان‬ ‫رداً على دعم القذافي‬ ‫لمتمردي جنوب السودان‬ ‫أخبار ليبيا‪ :‬نفى الرئيس السوداني حسن البشير أن تكون‬ ‫حكومة اخلرطوم قد دعمت قوات فجر ليبيا بالسالح‪ ،‬مبيناً‬ ‫أن الطائرة التي حطت في مدينة الكفرة قبل أشهر محملة‬ ‫بالسالح كانت مرسلة للقوات املشتركة املوجودة هناك‪.‬‬ ‫وأوض��ح البشير في حوار أجرته معه صحيفة اليوم السابع‬ ‫املصرية «الطائرة كانت عبارة عن طائرة أنتينوف‪ ،‬ونحن إذا‬ ‫كنا نريد إرسال ذخائر لقوات فجر ليبيا أو غيرها‪ ،‬ألرسلناها‬ ‫مباشرة إليهم وأنزلناها في مطار طرابلس أو قاعدة معيتيقة‪،‬‬ ‫وال نحتاج لطائرة خفيفة تذهب إلى الكفرة ثم تنقل األسلحة‬ ‫إلى طرابلس‪ ،‬وللعلم فإن قائد القوات املشتركة وقتها وهو‬ ‫ليبى اسمه سليمان أعلن رسميا فىي بيان أن هذه الذخائر‬ ‫كانت مرسلة إلى القوات املشتركة»‪.‬‬ ‫الرئيس السوداني تطرق إلى دور السودان خالل ثورة فبراير‬ ‫بالقول «حينما بدأت الثورة في ليبيا دعمنا كل الثوار‪ ،‬ألننا‬ ‫نقول إن كل املتمردين في السودان‪ ،‬سواء في جنوب السودان‬ ‫أو دارفور كانوا بتمويل ‪ 100%‬من القذافي الذي دعم التمرد‬ ‫في السودان مبيزانية مفتوحة‪ ،‬لذلك حينما بدأت الثورة في‬ ‫ليبيا حقيقة قمنا بتدعيم الثوار الليبيني»‪.‬‬ ‫واس�ت�ط��رد «س�ت�ت��رك ه��ذه ال�ص��راع��ات ف��راغ��ات كبيرة جدا‬ ‫لعناصر خطر علينا كلنا ومضرة بأمننا القومى‪ ،‬فقد ظهرت‬ ‫فى العراق وسوريا حتت اسم داعش‪ ،‬واآلن داعش أوجدت لها‬ ‫موطئ قدم داخل ليبيا‪ ،‬في موقع مهم جدا في سرت في قلب‬ ‫ليبيا‪ ،‬ولو كانت ليبيا اآلن موحدة وحتت سلطة واحدة وجيش‬ ‫واحد ما كانت هذه العناصر لتجد لنفسها مكانا‪ ،‬ألن الصراع‬ ‫يحدث فراغات‪ ،‬كما أن املكونات الليبية ستنشغل بالصراع‬ ‫فيما بينها فى مناطق محدودة‪ ،‬وسيكون هناك باملقابل مناطق‬ ‫أخرى كثيرة جدا خارج السيطرة»‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫كالم فيس‪..‬‬

‫فتحي بن عيسى‬ ‫‪1‬‬ ‫بت على يقني أن مشهد فتح مكة في شريط الرسالة مفبرك‬ ‫بالكامل ‪...‬‬ ‫حيث خلى مشهد دخول املنتصر من قانون عزل ‪ ..‬من مشاهد‬ ‫االنتقام ‪..‬‬ ‫لم يذكر لنا شيئا عن ح��رق بيوت الكفار ‪ ..‬وال اعتقاالت في‬ ‫صفوف الرافضني!!‬ ‫بكل بساطة (اذهبوا فأنتم الطلقاء) !!‬ ‫هل يعقل مبنطق ثوار اليوم وحراس العقيدة أن يسامح الرسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم من شق بطن عمه حمزة وأكل كبده‬ ‫هل يعقل أن يسامح من كسر سنه ‪..‬‬ ‫هل يعقل أن يغفر ملن أخرجه من مكة وجعله مهاجرا يعيش في‬ ‫يثرب ‪..‬‬ ‫هل يعقل أن ينسى ‪ 3‬سنوات مت حصاره فيها هو وقومه في شعب‬ ‫مكة يأكلون العشب!!‬ ‫‪2‬‬ ‫من يتحدث عن الغزالة يقال له أين أنت من ككلة !!‬ ‫ومن يتحدث عن ككلة يقال له أين كنت وورشفانة تدك !!‬ ‫ومن يتحدث عن ورشفانة يلومونه ملاذا لم تتحدث عندما كانت‬ ‫بن غشير تقصف!!‬ ‫ومن يتحدث عن بن غشير يسألونه أين أنت من حرق املطار!!‬ ‫ومن يتحدث عن حرق املطار يوبخونه ملاذا لم تدن االعتداء على‬ ‫الناس في طريق املطار !!‬ ‫ومن يتحدث عن االعتداءات في طريق املطار يواجهونه أين كنت‬ ‫يوم مجزرة غرغور!!‬ ‫ومن يدين مجزرة غرغور يسكتونه أين أنت ملا الثوار يحاربوا في‬ ‫الطاغية!!‬ ‫وإذا تكلم عن الطاغية يوبخونه أين كنت ملا قتل ‪ 1200‬في سجن‬ ‫بوسليم‬

‫طبعا !!‬ ‫دون أن ننسى وين كنت ملا حفتر يقصف في بنغازي وملا وسام‬ ‫قتل الناس في الكويفية وملا دمرت بن وليد وملا شردت املشاشية‬ ‫وملا هجرت تاورغاء وملا انفجر اجلنوب وملا قطع النفط وملا وملا‬ ‫وملا !!!!!‬ ‫وصلنا مرحلة التشفي وهدم املعبد على من فيه !!‬ ‫‪3‬‬ ‫الصراع احلقيقي في ليبيا اآلن من وجهة نظري ومن خالل ما‬ ‫ملسته وعايشته ‪...‬‬ ‫صراع مصالح ‪ ..‬ومصالح شخصية ‪ ..‬وشخصية جدا ‪..‬‬ ‫باقي املشهد هي انعكاسات لهذا الصراع ولزوم الشغل ‪..‬‬ ‫أرجو أن أكون مخطئا ‪..‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وجهة نظري القاصرة‬ ‫أصبح التقسيم على مرمى حجر ‪..‬‬ ‫قبلنا أم رفضنا ‪..‬‬ ‫وعندها سيكتب التاريخ أن معمر القذافي (رغم كل شيء) هو‬ ‫آخر حاكم لدولة ليبيا املوحدة‪ ،‬وأن من جاء بعده فرط في كل‬ ‫شيء مقابل ال شيء‬ ‫وأخيرا‬ ‫املادة االكثر روعة وابهارا في مجال الصياغة الدستورية والتي‬ ‫ستدرس في كبری اجلامعات ‪..‬‬ ‫املادة ‪ 7‬من باب شكل الدولة‬ ‫الهوية‬ ‫ليبيا تتكون من عرب وامازيغ وطوارق وتبو و(غيرهم)‬ ‫من «غيرهم» يا تری ؟!‬


‫الثعالب‪ ..‬ورأس الوطن!!‬

‫الصديق بودوارة‬ ‫متهيد ال مفر منه‪..‬‬ ‫«أحياناً‪ ،‬لكي نفهم السياسة البد أن نعرف شيئاً عن طبيعة الثعالب‪ ،‬طبعاً‬ ‫أرجو أن ال يستغرب أحدكم‪ ،‬أو أن يرميني البعض بجنون االرتياب أو‬ ‫بالهرطقة القدمية‪ ،‬وأرجو كذلك أن ال يتسرع أحدكم ويقول إن الكاتب‬ ‫خرج عن صلب املوضوع‪ ،‬وأنه كتب مقال ًة عن الثعالب بدل أن يتحفنا‬ ‫ٍ‬ ‫مبقالة عن سياسة ليبيا وساستها وتسوس أسنان السياسة فيها هذه‬ ‫األيام‪.‬‬ ‫أنا لن أخرج عن املوضوع أيها السادة ‪ ،‬كما أعدكم وعداً لن أخلفه‪ ،‬بأن‬ ‫ٍ‬ ‫حديث مطول معكم وإليكم عن املشهد‬ ‫ثعالب الدنيا كلها لن تثنيني عن‬ ‫السياسي الليبي كما أراه اآلن‪ ،‬لكن البداية ستكون‪ ،‬وعلى غير عادة‬ ‫بثعلب مات منذ ألف سنة من اآلن‪ ،‬فهل أنتم على استعداد‬ ‫البدايات‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ثعلب مات منذ ألف سنة؟‬ ‫لقراءة كاتب حزين يروي حلضراتكم شيئاً عن ٍ‬ ‫حسناً‪ ،‬لنبدأ اآلن‪ .‬وال تنسوا أن تتذكروا معي تلك القاعدة الذهبية‬ ‫التي تقول‪« ،‬أحياناً‪ ،‬لكي نفهم السياسة البد أن نعرف شيئاً عن طبيعة‬ ‫الثعالب»‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫عابد بن ظالم السلمي يركع لصنمه املفضل‪ ،‬يعبده بكل جوارحه ويخضع‬ ‫ل��ه‪ ،‬ففي ذل��ك الوقت‪ ،‬قبل أل��ف سنة من اآلن‪ ،‬ك��ان اخلضوع ألصنام‬ ‫احلجارة فقط‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫يركع «السلمي» لصنمه‪ ،‬يتوسل إليه ويتخذه سلماً لتلبية الرغبات‪ ،‬ثم‬ ‫ينصرف إلى بعض شأنه على أمل لقاء قريب مبعبوده اجلامد الذي ال‬ ‫يرف له جفن‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫يعود «عابد» إلى معبوده‪ ،‬مستعداً ملواصلة الطقوس‪ ،‬ففي صحراء العرب‬ ‫كانت الطقوس تسلي ًة لقتل الوقت‪ ،‬وفي صحراء العرب كانت الطقوس‬ ‫وسيل ًة لقطع املفازة‪ ،‬مفازة البعيد عن ذاته‪ ،‬ومفازة البعيد عن داخله‪،‬‬ ‫يعود عابد لكنه يفاجأ مبا لم يكن في احلسبان‪ ،‬كان ثمة ثعلب يتبول‬ ‫على رأس الصنم‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫يقف البدوي مشدوهاً واملوقف ميسك بخناقه فال ميلك معه حراكاً‪ ،‬هذا‬ ‫هو الرب املعبود‪ ،‬الصنم املهيب‪ ،‬منفذ الرغبات وملجأ اخلائفني‪ ،‬إنه يقف‬ ‫خانعاً بينما يتبول ثعلب على أم رأسه‪ .‬أحياناً ال متلك األصنام شيئاً حيال‬ ‫من يفكرون بجدية في التبول على رؤوسها‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫وك�ع��ادة ساكني الصحراء في ذل��ك ال��وق��ت‪ ،‬يرسم األع��راب��ي دهشته‬

‫بالشعر‪ ،‬إذ أن ديوان العرب‪ ،‬ذاك الذي نحت على جبال جزيرة العرب‬ ‫تاريخاً بأكمله‪ ،‬كان هو أداة التعبير قبل أن ميسخه أرباب احلداثة إلى‬ ‫نصوص مستوردة يحتمي بها اجلهلة في اللغة والفاشلني في اإلعراب‬ ‫وأغبياء املقاعد اخللفية في الصفوف االبتدائية‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫يرسم «ظالم» دهشته شعراً ويفصح في التعبير‪:‬‬ ‫حتارب‬ ‫«لقد خاب قو ٌم أملّوك لشدةٍ ‪ ..‬أرادوا نزاالً أن تكون‬ ‫ُ‬ ‫نائب‬ ‫فال أنت تغني عن ٍ‬ ‫أمور تواترت‪ ..‬وال أنت د ّفاّع إذا حل ُ‬ ‫أرب يبول الثعلبان برأسه‪ ..‬لقد ذل من بالت عليه الثعالب»‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫(‪)7‬‬ ‫الثعالب»‪ ..‬ذهبت القصة وبقى املعنى‪ ،‬أصنا ٌم‬ ‫«لقد ذل من بالت عليه‬ ‫ُ‬ ‫عديدة تهاوت‪ ،‬وأكثر منها ارتفعت هاماتها تناطح السحاب‪ ،‬كبرت جزيرة‬ ‫العرب‪ ،‬ونبتت لهذه األمة دول بال حصر‪ ،‬في املغرب واملشرق‪ ،‬ومحل ذلك‬ ‫الصنم اليتيم ثمة مليون صنم اآلن‪ ،‬أصنا ٌم من عقائد بالية‪ ،‬وأصنا ٌم من‬ ‫اغتراب استعصى على الترويض‪ ،‬وأصنا ٌم من ٍ‬ ‫تيه ال جناة منه‪ ،‬وأصنا ٌم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مظلمة ظاملة‪ ،‬وأص�ن��ا ٌم من‬ ‫جماعات‬ ‫من أح��زاب كاذبة‪ ،‬وأص�ن��ا ٌم من‬ ‫تكتالت مأجورة‪ ،‬وأصنا ٌم من صناديق انتخابات بلهاء‪ ،‬وأصنا ٌم من نواب‬ ‫شعب شعوبيني‪ ،‬وبدل «عابد» واحد‪ ،‬ثمة مئة مليون «عابد» اآلن‪ ،‬يركعون‬ ‫ألصنامهم بال توقف‪ ،‬بانتظار أن حتدث يوماً تلك املعجزة ويتجرأ ذكر‬ ‫ثعلب على التبول‪ ..‬فقط مجرد التبول‪ ..‬أليس كذلك يا جزيرة العرب؟‬ ‫(‪)8‬‬ ‫الثعالب»‪ ..‬ذهبت القصة‪ ،‬وبقى املعنى‪ ،‬مات «عابد‬ ‫«لقد ذل من بالت عليه‬ ‫ُ‬ ‫السلمي»‪ ،‬ومات صنمه الذليل‪ ،‬ومات ذلك الثعلب اجلسور‪ ،‬وبقينا نحن‪،‬‬ ‫بزمن صار فيه الوطن ذلك الصنم القدمي‪ ،‬صنم‬ ‫نحن الذين رمتنا املقادير ٍ‬ ‫«عابد السلمي»‪ ،‬الذي ال تستحي الثعالب من التبول فوق رأسه املهيب‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬ ‫ذهبت القصة وبقى املعنى‪ ،‬وطناً تتكالب عليه ثعالب الكراهية‪ ،‬وثعالب‬ ‫القتل‪ ،‬وثعالب االغتيال‪ ،‬وثعالب السلب والنهب‪ ،‬وثعالب االختالس‪،‬‬ ‫وثعالب التخوين‪ ،‬وثعالب االقصاء‪ ،‬وثعالب الفساد‪ ،‬وثعالب التقسيم‪،‬‬ ‫وثعالب التطرف‪ ،‬وثعالب الفشل‪ ،‬وثعالب التبجح‪ ،‬وثعالب االعالم الهزيل‪،‬‬ ‫وثعالب التفتيت‪ ،‬وثعالب الطائفية‪ ،‬وثعالب االرتهان لألجنبي‪ ،‬وثعالب بال‬ ‫عدد‪ ،‬أنيابها في رقابنا‪ ،‬وذيولها خارج احلدود‪.‬‬ ‫(‪)10‬‬ ‫زمن تعود بنا إلى ما قبل‬ ‫ذهبت القصة وبقى املعنى‪ ،‬وصرنا نستجدي آلة ٍ‬ ‫هذا الزمن‪ ،‬ولو كان البديل صحراء قاحلة لم تفكر ثعالبها بعد في التبول‬ ‫على رأس الوطن!!‬


‫‪26‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫تقارير‬

‫امل�����دارس ال��دي��وب��ن��دي��ة اف��ت��ت��ح��ت رحلة‬ ‫املسير باجتاه السلف بدوافع إصالحية‬ ‫وضمن فضاءات فكرية أفغانية محلية‬ ‫متنازعة‪ ..‬وأخ��ذت��ه��ا غصات محيطها‬ ‫وت��ق��ل��ب��ات ال��زم��ن إل���ي ان��ت��ه��اج ال��ع��ن��ف‪,‬‬ ‫وتبدلت هنالك متوالية «حسن البنا»‬ ‫ً‬ ‫وعمال‪ ,‬وجنسية‪,‬‬ ‫وغدا االسالم «سيف ًا‪,‬‬ ‫وع���ق���ي���دة» ‪ ..‬وس����اد ال��س��ي��ف «ال��ع��ن��ف»‬ ‫امل��وق��ف وص���ار ه��وي��ة ل�لإس�لام وط��اب��ع� ًا‬ ‫وانطباع ًا مالزم ًا ملاهيته‪!!..‬‬

‫بقلم‪ :‬عبدالواحد حركات‬

‫أزمة الهوية‪..‬‬ ‫خلفاء «بن الدن» والرايات السود!!‬ ‫أزمة هوية أم أزمة عقيدة‬


‫حينما ك ّون املال « محمد عمر « تشكيالت طالبان األولى من طالب‬ ‫مدارس قرية ديوبند الهندية ‪ ,‬وانطلق سريعاً باجتاه افغانستان يصلح‬ ‫ما أمكن من فساد واهتراء داخل مجتمع األفغان الفقير البائس املكتظ‬ ‫باملآسي املثخن بالعناءات التي خلفتها سني احل��رب‪ ,‬لم يهدف إلي‬ ‫اختزال االسالم برؤيته أو يرمي إلي « أفغنة « املسلمني ‪ ..‬بل كانت‬ ‫أهدافه صريحة معلنة عندما متت له البيعة في قندهار عام «‪« 1994‬‬ ‫‪ ..‬ومتثلت في محاربة الفساد األخالقي ونشر األمن وإعادة االستقرار‬ ‫ألفغانستان بعد خروج السوفييت وحدوث احلروب االهلية وازدياد‬ ‫الفقر والظلم في أوساطها‪!!..‬‬ ‫«رباني ومسعود ودوستم وخان « كانوا خلطة ساسة ومغامرين افغان‬ ‫ج��زأوا افغانستان وعملوا على تقسيمها وانفصال والياتها نتيجة‬ ‫اخلالفات بني فصائلهم ووالءاتهم املختلفة وتصارعهم على السلطة‬ ‫ال وطنياً لالفغان وسبي ً‬ ‫‪ ..‬وبفوضاهم جعلوا من حركة طالبان أم ً‬ ‫ال‬ ‫للحفاظ على وحدة البالد وهوية الوطن ‪!!..‬‬ ‫كانت حلركة « طالبان « هوية افغانية وهموم وطنية واعية‪ ...‬ولكن ‪!..‬‬ ‫تداخل االفغان العرب الذي قاتلوا ضد السوفييت مع مجاهدي األفغان‬ ‫‪ ,‬جعل منها مشروعاً عاملياً خلالفة إسالمية راش��دي��ة « األس��س‬ ‫« ‪ ,‬وحملوها إلي خارج أفغانستان بعدما تلقت الدعم وتأطرت لها‬ ‫إيدلوجيات عابرة للحدود ‪ ,‬وكان ملقتل « أحمد شاه مسعود « وبزوغ‬ ‫جنم « أسامة بن الدن « دوراً في نشر مشروع طالبان وتطويره بعدما‬ ‫حدث متازج بينها وبني تنظيم القاعدة الذي تأسس عام « ‪« 1988‬‬ ‫الداعي جلمع مختلف الفصائل االسالمية بهدف االنتصار لإلسالم‬ ‫وإع�لاء كلمة الله في األرض ‪ ..‬وكانت أفغانستان قاعدة أساسية‬ ‫النطالق تنظيم القاعدة ودعمه باملجاهدين العرب وغيرهم الذين‬ ‫تقاطروا على أفغانستان وانضموا للتنظيم خالل سنواته االولى ‪!!..‬‬ ‫احلرب االفغانية ضد السوفييت كانت بوتقة انصهار للمنادين والداعني‬ ‫للجهاد وإقامة اخلالفة ومحاربة الصليبيني من مختلف أقطار االرض‬ ‫‪ ,‬والذين أت��اح لهم مكتب اخلدمات في « بيشاور ‪ « 1984‬فرصة‬ ‫التقارب واحلوار واالمتزاج النتاج إيدلوجيا مشروعهم العاملي ‪ ..‬وكانت‬ ‫لهم فرصة في استقطاب رؤوس األموال العربية وكذا النخب املالصقة‬ ‫لهم بعدما تصدر الشيخ « عبدالله عزام « املشهد وتواصل مع الداعمني‬ ‫له ‪ ,‬وابلغ الدعاة أنه « ال قيمة لكم حتت الشمس إال إذا امتشقتم‬ ‫أسلحتكم وأبدمت خضراء الطواغيت والكفار والظاملني « ‪ ..‬وأكد بفتواه‬ ‫موضحاً « الناس كلهم آثمون بسبب ترك اجلهاد سواء كان في‬

‫أسامة بن الدن‬


‫‪28‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫تقارير‬ ‫املال عمر يبحث عن «طالبان» في مدارس ديوبند الهندية‬

‫رباني ومسعود ودوستم وخان كانوا خلطة مغامرين جزأوا أفغانستان وعملو على انفصالها‬ ‫أفكار عزام جتندت لها إمكانيات الدول الراعية للجهاد ضد اإلسالم‬

‫املال محمد عمر‬

‫عبدالله عزام‬

‫أمين الظواهري‬

‫االمريكية الشيطان االكبر ‪!!..‬‬ ‫فلسطني أو أفغانستان أو أية بقعة من بقاع األرض ديست من الكفار‬ ‫« حكم قتل األمريكيني وحلفائهم مدنيني وعسكريني‪ ،‬فرض عني على‬ ‫ودنست بأرجاسهم» ‪ ..‬ورفع العذر عن اجلميع وبني بأن التكليف على‬ ‫كل مسلم في كل بلد متى تيسر له ذلك‪ ،‬حتى يتحرر املسجد األقصى‬ ‫جميع املسلمني فقال «ال إذن ألحد اليوم في القتال والنفير في سبيل‬ ‫واملسجد احلرام من قبضتهم ‪ .‬وحتى تخرج جيوشهم من كل أرض‬ ‫الله‪ ،‬ال إذن لوالد على ولده‪ ،‬وال زوج على زوجته‪ ،‬وال دائن على مدينه‪،‬‬ ‫اإلسالم‪ ،‬مسلولة احلد كسيرة اجلناح‪ .‬عاجزة عن تهديد أي مسلم»‬ ‫وال لشيخ على تلميذه‪ ،‬وال ألمير على مأموره»‪ ..‬وأطلق صيحة اجلهاد‬ ‫‪ ..‬فتوى اطلقها « أسامة بن الدن وأمين‬ ‫باسم اإلسالم ضد أمريكا والغرب واليهود وكل‬ ‫ال�ظ��واه��ري « ف��ي أوائ ��ل « ‪ « 1998‬ج��اءت‬ ‫من خالف اإلسالم باألرض ‪!!..‬‬ ‫كإعالن حرب مقدسة على أمريكا وحلفائها‬ ‫أف�ك��ار « عبدالله ع��زام « دعمتها األم��وال‬ ‫وجتل صريح لظاهرة « أفغنة‬ ‫وجتندت لها امكانيات الدول الراعية للجهاد‬ ‫‪ ,‬ومبدأ أصيل ٍ‬ ‫االسالم « التي أصبحت هوية اإلسالم األكثر‬ ‫ضد السوفييت ‪ ..‬واستقطبت لها الكثيرين ‪« ..‬أفغنة اإلسالم» أصبحت الهوية‬ ‫رواجاً وتداوالً في املجتمعات غير اإلسالمية‬ ‫وعندما خرج السوفييت أُفلتت تلك االفكار‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫من عقالها وحتولت إلي « قوة كوابيس « تهدد األكثر رواجا وتداوال في املجتمعات ومؤخراً باملجتمعات اإلسالمية ‪!!..‬‬ ‫امريكا خاضت حرباً بالوكالة ضد السوفييت‬ ‫العالم وتقحمه في مالحم ح��روب طائفية‬ ‫غير اإلسالمية‬ ‫ف��ي افغانستان ‪ ..‬واستغلت املجاهدين «‬ ‫ودينية « كهوفية « املنشأ والهدف ‪!!..‬‬ ‫تصدعات الرؤى وخالفات التوجه التي نشأت حرب أفغانستان ‪ ..‬ضربة أمريكية أولى األفغان» واملجاهدين « األفغان العرب « في‬ ‫دحر السوفييت وإيقاع الهزمية بهم ‪ ,‬لتكون‬ ‫بني « عبدالله عزام « وزعيم « منظمة اجلهاد‬ ‫اإلسالمي « أمين الظواهري « وزعيم تنظيم حتت حزام العمالق الروسي األجدب‬ ‫حرب أفغانستان ضربة أمريكية أولى حتت‬ ‫حزام العمالق السوفييتي األجدب ‪ ,‬و فاحتة‬ ‫ال�ق��اع��دة « أس��ام��ة ب��ن الدن « ح��ول توجيه‬ ‫ض��رب��ات خاطفة س��رع��ان م��ا قضت على‬ ‫اجلهاد إلي فلسطني « رأي عزام « أو توجيه «أفغنة اإلسالم» تحُ دث ارتكاسة‬ ‫الوجود السوفييتي وحولته إلي رماد ذكرى ‪..‬‬ ‫اجلهاد للحكومات العربية والواليات املتحدة‬ ‫عقائدية في املجتمعات التي‬ ‫ولكنها « أمريكا « تورطت في دعم كيمياء‬ ‫« رأي الظواهري وبن الدن « ‪ ..‬أحدث فجوة‬ ‫ف �ك��ري��ة خ �ط��رة وخصبت‬ ‫أس��اس��ي��ة ف ��ي ص� �ف ��وف «‬ ‫خاضت مرحلة الربيع العربي‬ ‫أنوية « عقائدية « منشطرة‬ ‫األف �غ��ان ال �ع��رب « م��ا كان‬ ‫في أوساط حتوطها املعاناة‬ ‫لها أن تنتهي ل��وال حادثة‬ ‫مجاهدون أفغان أوائل يحملون أسلحة جاءتهم عن طريق إسرائيل‬ ‫وت��س��وده��ا ال��دي �ك �ت��ات��وري��ة‬ ‫اغتيال « عبدالله عزام « «‬ ‫وس�ي��اس��ات العنف والقهر‬ ‫‪ « 1989‬واجتماع « األفغان‬ ‫وحياة اجتماعية تسيجها‬ ‫ال � �ع� ��رب « حت� ��ت ال���راي���ة‬ ‫ال�ط�ق��وس ويحتلها الفقر‬ ‫السوداء التي يرفعها تنظيم‬ ‫عنوة ‪! ..‬‬ ‫القاعدة ومبايعتهم الشيخ‬ ‫رمب��ا ك��ان��ت المريكا رغبة‬ ‫« أس��ام��ة ب��ن الدن « على‬ ‫في القضاء على املجاهدين‬ ‫ال ��والء وال�ط��اع��ة متوجهني‬ ‫األفغان « العرب وسواهم «‬ ‫إلي مرحلة جهادية جديدة‬ ‫‪ ,‬وقد يكون « عبدالله عزام‬ ‫وجهتها ال��والي��ات املتحدة‬


‫من وراء تسلل الظاهرة األفغانية إلى الربيع العربي؟‬

‫فكرية عقائدية في املجتمعات االسالمية التي خاضت جتربة «‬ ‫« قد احس بهذا وتوقعه ‪ ..‬لذا اطلق فتواه وأوصى باجلهاد وطالب‬ ‫الشيوعية « وجتربة « الرأسمالية « على استحياء ‪ ..‬والتي وجلت‬ ‫أطفال املسلمني بأن يـــ « تربون على نغمات القذائف ودوي املدافع‬ ‫مرحلة التغيير « الربيع العربي « مكرهة ‪ ,‬وتنفست هواء فضاء جديد‬ ‫وأزيز الطائرات وهدير الدبابات ‪ .. »..‬وكأنه قد خطط ملستقبل بعيد‬ ‫‪ ,‬وقفزت في طقس سياسي مختلف ‪ ,‬أوجد فرص مناسبة لبروز‬ ‫وبذر بذوره ‪ ..‬وكان على خلفائه « الظواهري وبن الدن « أن يشرعوا‬ ‫سطوة التنظيمات االسالمية املتشددة ‪ ,‬وتصدرها للمشهد بعد دفن‬ ‫يتجسيده ‪ ..‬بعدما أعلنوا عداء امريكا وجتهزوا حلربها ‪!..‬‬ ‫الديكتاتوريات حتت الرماد ‪ ,‬واالجن��راف في جتربة اقتراف احلرية‬ ‫كانت هجمات « ‪ 11‬سبتمبر ‪ « 2001‬واسقاط برج مركز التجارة‬ ‫وتناولها ثمارها باألظافر واالسنان ‪!!..‬‬ ‫الدولية بــ « منهاتن ‪ /‬نيويورك « ومقر البتاجون االمريكي بداية فعلية‬ ‫خلفاء « بن الدن « يشكلون مرحلة انتقال في فهم االسالم ‪ ,‬والعنف‬ ‫للحرب على أمريكا ‪ ..‬وسرعان ما استجابت امريكا وحلفاؤها لهذا‬ ‫يعد وسيلتهم األجنع في حتقيق أهدافهم وترسيم رؤاهم ‪ ..‬ووسيلة‬ ‫‪ ..‬وغزت افغانستان بـــ» اكتوبر ‪ .. « 2001‬وبحجة القبض على «‬ ‫تعبير موازية للعنف الذي اقترفته امريكا في افغانستان والعراق ‪..‬‬ ‫أسامة بن الدن « والقضاء على تنظيم القاعدة الذي أعلن مسئوليته‬ ‫وغياب املرجعيات الدينية املوثوقة في االقطار العربية افسح املجال‬ ‫عن هجمات « سبتمبر « وإقصاء حركة طالبان من حكم أفغانستان ‪..‬‬ ‫للمتطرفني واملتشددين لتمثيل االسالم واحتكاره ‪ ..‬وهي مرحلة صراع‬ ‫وتورط األفغان في دفع ثمن احلرب الشرسة التي دارت على أراضيهم‬ ‫إيدلوجيات وقيم شرسة حتدث داخ��ل أمة االس�لام ‪ ..‬وتسعي إلي‬ ‫وربت أطفالهم على نغمات القذائف كما أراد لهم املجاهدن وساقت‬ ‫تدجني األدمغة واستعباد األجيال خلدمة‬ ‫االقدار ‪!!..‬‬ ‫التطرف وامتهانه ‪!..‬‬ ‫مت عزل تنظيم القاعدة في أقصى األرض ‪..‬‬ ‫ق��د ي �ك��ون « االره � ��اب « مصطلح ف��راغ��ي‬ ‫وحتقق ألمريكا هدف القضاء على زعيمه «‬ ‫مموه وغير دقيق لوصف حالة الصراع التي‬ ‫أسامة بن الدن « بعدما رصده الوشاة وداهمه‬ ‫املسلحون غيلة في « مايو ‪ « 2011‬بابيت آباد غياب املرجعيات الدينية املوثوقة‬ ‫يخوضها اإلسالم ضد االسالم وضد اعدائه‬ ‫ف��ي آن واح ��د ‪ ..‬ول�ع��ل املعركة االسالمية‬ ‫بباكستان وقتلوه ‪..‬‬ ‫ولكن�وي‪!!..‬صفحة القاعدة فسح املجال للمتطرفني واملتشددين‬ ‫االكثر ضراوة هي معركة االسالم الداخلية‬ ‫ل��م يتحقق ألمريكا ط�‬ ‫لتمثيل اإلسالم واحتكاره‬ ‫ب�ين معتنقيه املشبعني بالسلف م��ن جهة‬ ‫كما اع�ت�ق��دت مب��وت « ب��ن الدن « وإلقائه‬ ‫والراغبني في عصرنته من جهة اخ��رى ‪..‬‬ ‫من على منت حاملة الطائرات األمريكية «‬ ‫وفئات كثيرة من اجلموع التائهة التي حتاول‬ ‫كارل فينسون « في جلة البحر ‪ ..‬بل انشطر االستقرار سيتأخر إذا لم يفق العرب‬ ‫العبور الي وعي متماسك ومقدس وتتجهز‬ ‫ه��ذا التنظيم وحتولت حادثة اغتيال «‬ ‫لتكثيفبن واملسلمني من هذيانهم ويلجأوا إلى وعي‬ ‫لقيامتها ‪! ..‬‬ ‫الدن « إلي دافع وحجة للمجاهدين‬ ‫مغاير يبحث في معضالت الهوية‬ ‫االستقرار سيتأخر كثيراً إذا لم يفق العرب‬ ‫عملياتهم اجلهادية في مختلف األقطار ضد‬ ‫واملسلمون من هذيانهم ‪ ,‬ويلجأوا إلي وعي‬ ‫األمريكان وحلفائهم حسب فتوى « ‪« 1998‬‬ ‫مغاير يبحث في معضالت الهوية ‪ ,‬ويركز‬ ‫‪ ..‬وتباينت رؤى خلفاء « بن الدن « وحدث خلفاء بن الدن يعتبرون العنف هو‬ ‫على ت��دارك فشل مشاريع التنمية الوطنية‬ ‫االنشطار القطري لتنظيم القاعدة‬ ‫وتكاثرت الوسيلة األجنع لتحقيق أهدافهم‬ ‫ووق��ف ح��االت التخبط السياسي املضيع‬ ‫الرايات السود وخفقت باقطار عديدة على‬ ‫للهوية ‪ ..‬وع ��دم ت�ع��اط��ي ف��وب�ي��ا ال��راي��ات‬ ‫رؤوس مجاهدي تنظيمات جديدة جتمعها‬ ‫وترسيم رؤاهم‬ ‫السود وحملتها باإلسلوب االجنلوساكسوني‬ ‫فتوى اجلهاد وعداء امريكا ‪!!..‬‬ ‫املريب‪!!!...‬‬ ‫ظاهرة « أفغنة اإلسالم « أحدثت ارتكاسة‬


‫‪30‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫مفاهيم وظالل‬

‫أمركة العالم تعني ابتالعه‬

‫بين العولمة واألمركة‬ ‫عند ربط الثقافة بالعوملة يتبادر إلي الذهن كلمات جديدة تتردد كثيرا في املؤمترات‬ ‫والندوات العلمية‪ ،‬مثل األمركة أي تعميم النموذج األمريكي للحياة أي تعميم قيم‬ ‫السوق على الفعاليات الثقافية‪ ،‬وحتويل الثقافة إلي سلعة وتهديد الهوية الثقافية‬ ‫أو ما يربط بني أعضاء املجتمع الواحد‪ ،‬ويجعل منهم جماعة متفاعلة ومتواصلة‪..‬‬ ‫فهل يؤدي اإلنتاج املتبادل للفضاءات االقتصادية والثقافية واإلعالمية إلي األمركة‬ ‫أو السيطرة األحادية للواليات املتحدة األمريكية؟‬

‫محمد الساعدي‬

‫*‬

‫(‪)2-2‬‬


‫العوملة تعني األمركة حرفي ًا‬

‫إن حتقيق القيادة األمريكية وبناء النظام العاملي اجلديد على‬ ‫القيم األمريكية وحفظ مصاحلها وضمان بناء الواليات املتحدة‬ ‫دولة حرة ومنيعة باتت من األهداف االستراتيجية ألمريكا التي‬ ‫سخرت كل أجهزتها لتكريس الهيمنة ووض��ع العالم في قبضة‬ ‫التبعية واخلضوع من بني األدوات‪:‬‬ ‫> وكالة االستخبارات األمريكية ‪.CIA‬‬ ‫> جيش البحرية األمريكية ‪.USA Navy Forces‬‬ ‫> وزارة اخلارجية األمريكية‪.‬‬ ‫> منظمة جيش السالم ‪ -‬قوات االنتشار السريع‪.‬‬ ‫> وكالة التنمية العاملية األمريكية‪.‬‬ ‫> الوكالة األمريكية لالتصال اخلارجي‪.‬‬ ‫> معهد التعليم العالي األمريكي‬ ‫ليس هذا وحسب بل أن الواليات املتحدة األمريكية تقوم بتقسيم‬ ‫العالم إلى مناطق نفوذ يخطط لها مهندسون يعملون ب��إدارات‬ ‫تابعة للخارجية األم��ري�ك�ي��ة فمنهم مهندسو ال �ش��رق األوس��ط‬ ‫واملنطقة العربية ومهندسو قارة أسيا ومهندسو االحتاد السوفيتي‬ ‫السابق ومهندسو منطقة البحر‬ ‫امل �ت��وس��ط وآخ� � ��رون ألم��ري �ك��ا‬ ‫الالتينية‪.‬‬ ‫وتعتبر ه��ذه األج �ه��زة حيوية‬ ‫إلعداد خطط التدخل والنفوذ‬ ‫والسيطرة فهي التي تخطط‬ ‫للمؤامرات واالغتياالت وتعمل‬ ‫على احتواء األمنوذج األمريكي‬ ‫وف� � ��رض� � ��ه ف � �ه� ��ي ب� �ب� �س ��اط ��ة‬ ‫مت �ه��د ل �ك��ل م �ظ��اه��ر الهيمنة‬ ‫والسيطرة والتدخل وأشكالها‬ ‫ف��ي كافة امل�ج��االت السياسية‬ ‫واالق� �ت� �ص���ادي���ة وال �ع �س �ك��ري��ة‬ ‫والثقافية على بقية دول العالم‬ ‫وب��خ��اص��ة ال��ش��ع��وب ال �ن��ام �ي��ة‬ ‫والفقيرة‪.‬‬ ‫ومم��ا زاد م��ن خ �ط��ورة العوملة‬

‫أو ما تفرضه أمريكا على أنه عوملة هو اختفاؤها وراء مظالت‬ ‫أخالقية وإنسانية وتسخيرها املؤسسات الدولية واملنظمات‬ ‫العاملية خلدمة مأربها وتكريس هيمنتها‪.‬‬ ‫فالعوملة أو «األم��رك��ة» إن صح التعبير‪ ،‬تسخر القانون الدولي‬ ‫ومؤسساته مثل هيئة األمم املتحدة ومجلس األمن حلشد الدعم‬ ‫والتشريع لتدخالتها وسياساتها الغاشمة في العالقات الدولية‬ ‫كما أنها تستتر بالدميقراطية وحقوق اإلنسان واألقليات وسائل‬ ‫البيئة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول كما أنها تستعمل سالح‬ ‫املال واملؤسسات املالية الدولية واستغالل فقر الشعوب لفرض‬ ‫أمن��اط اقتصادية جشعة تخدم شركاتها الدولية العابرة على‬ ‫حساب االقتصاديات احمللية وحتت ستار التبادل احلر والتنمية‪.‬‬ ‫إن العوملة – إجماالً – هي «نظام شمولي يرتكز على املعرفة‬ ‫والعلم اللذان ميكنانه من التحكم في كل مجاالت احلياة البشرية»‬ ‫(‪ )1‬ومن هنا تبدأ خطورة هذا النظام العاملي اجلديد كظاهرة‬ ‫ال منطقية ألنها تعتمد على أحادية القطب املتمثلة في الزعامة‬ ‫املفروضة قسراً على الدول من خالل مؤسسات عاملية باتت ال‬ ‫ت �خ��دم األم� ��ن وال� �س�ل�ام ب�ق��در‬ ‫خ��دم��ت��ه��ا م� �ص ��ال ��ح أم��ري��ك��ا‬ ‫والغرب‪.‬‬ ‫ف�ف��ي م �ج��ال األم ��ن اجلماعي‬ ‫تظهر الهيمنة األمريكية في‬ ‫ت��أث�ي��ره��ا ع�ل��ى م�ج�ل��س األم��ن‬ ‫وتسييرها ل��ه وه��و أه��م جهاز‬ ‫لنظام األم��ن اجل�م��اع��ي‪ ،‬فمن‬ ‫خ�ل�ال ��ه وم � ��ن خ �ل��ال ه�ي�م�ن��ة‬ ‫األمم املتحدة وفروعها حتشد‬ ‫أم��ري�ك��ا دع��م املجتمع ال��دول��ي‬ ‫وحوالي ثالثة وثالثني دولة‪ ،‬في‬ ‫مواجهة العراق بدعوى الدفاع‬ ‫ع��ن س �ي��ادة ال �ك��وي��ت ف��ي حني‬ ‫أنها تخدم مصاحلها احليوية‬ ‫ف��ي املنطقة وحت�ق��ق أهدافها‬ ‫السياسية ال غير ثم ال تتواني‬

‫الواليات املتحدة قسمت العالم إلى مناطق نفوذ‬ ‫يخطط لها مهندسون يعملون بإدارات اخلارجية‬ ‫األمريكية‪ ..‬منهم مهندسو الشرق األوسط واملنطقة‬ ‫العربية ومهندسو قارة أسيا ومهندسو االحتاد‬ ‫السوفيتي السابق ومهندسو منطقة البحر املتوسط‬ ‫وآخرون ألمريكا الالتينية‬


‫‪32‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫مفاهيم وظالل‬

‫التوصيف بتهديد السالم يستخدمه مجلس األمن كما يحلو له بينما يتعرض املجلس نفسه ألخطار حتريف‬ ‫مهماته بواسطة بعض الدول الكبرى‬

‫الواليات املتحدة مت ّهد ملظاهر الهيمنة والتدخل في كافة املجاالت السياسية واالقتصادية والعسكرية والثقافية‬ ‫على بقية دول العالم وبخاصة الشعوب النامية والفقيرة‬ ‫العوملة تسخّ ر القانون الدولي ومؤسساته مثل هيئة األمم املتحدة ومجلس األمن حلشد الدعم والتشريع‬ ‫للتدخالت األمريكية في العالقات الدولية‬ ‫عن استخدام مجلس األمن للتصويت على طلب أمريكا تسليم‬ ‫الليبيني املشتبه بهما في قضية لوكربي‪ ،‬وبعد مناورات قضائية‬ ‫طويلة أرجعت القضية حملكمة العدل الدولية في الهاي‪ ،‬صالحية‬ ‫البث فيها‪ ،‬تلك القضية التي دفع الشعب الليبي عقداً من احلصار‬ ‫ثمنا لها»‪)2( .‬‬ ‫هذا العدوان وقع حتت مظلة األمم املتحدة أمام أعني املجتمع‬ ‫الدولي وبتصريح من مجلس األمن الذي أصبح يتصرف كوكيل‬ ‫لدولة أو ملجموعة من الدول في أحسن األحوال‪.‬‬ ‫لقد أثبتت حرب اخلليج وقضية لوكربي كيف أن أحادية القطب‬ ‫سمحت للواليات املتحدة األمريكية بالتالعب بالقانون الدولي‬ ‫والشرعية الدولية وجتاهلت املؤسسات الدولية وجتاوزت بعضها‬ ‫كما استغلت مجلس األمن لتحقيق مصاحلها على حساب هيئة‬ ‫األمم املتحدة واجلمعية العامة ومحكمة العدل الدولية وبذلك‬ ‫خرقت الشرعية الدولية‪.‬‬ ‫ويشير بعض احملللني في هذا املضمار إلى أن «أخطار حتريف‬ ‫مهمات مجلس األمن بواسطة بعض الدول الكبيرة جداً إذ أن‬ ‫التوصيف بتهديد السالم يستخدمه مجلس األم��ن كما يحلو‬ ‫له»‪)3( .‬‬ ‫ويبدو فعال أن أي مراجعة للسياسة اخلارجية األمريكية تثبت‬ ‫سياسة «الكيل مبكيالني» التي تبحث عن تطبيق مبدأ «احلق‬ ‫في التدخل» على الرغم من أن هذا املبدأ يعتبر قناعاً تقليدياً‬ ‫لسياسة العدوان والغطرسة فإن أمريكا ال تتردد في استخدامه‬ ‫لتحقيق أهدافها وأغراضها السياسية‪.‬‬ ‫لقد أصبح النظام العاملي اجلديد مجرد ص��ورة ممسوخة من‬ ‫احللف األطلسي األمريكي ال��ذي يدعم هيمنته على العالقات‬ ‫الدولية من خالل تصدير النظام الرأسمالي األمريكي إلى العالم‬ ‫إذ أن احملرك األساس للعوملة هو الهيمنة والسيطرة على ثروات‬ ‫الشعوب ومقدراتها ومنها املخزون النفطي في الشرق األوسط‬ ‫وخامات إفريقيا وثرواتها وخيراتها‪.‬‬ ‫لذلك جند أن االقتصاد العاملي في ظل العوملة يخضع لسيطرة‬ ‫قلة م��ن ال ��دول وال �ش��رك��ات العمالقة ال�ت��ي س�خ��رت املؤسسات‬ ‫العاملية الدولية مثل (صندوق النقد الدولي ‪ ،IMF‬والبنك الدولي‬ ‫‪ )WB‬إلحكام سيطرتها على اقتصاديات كل ال��دول من خالل‬

‫فرض ش��روط إع��ادة الهيكلة االقتصادية للوصول إلى املعونات‬ ‫واملساعدات‪.‬‬ ‫لقد باتت التدخالت االقتصادية مبثابة السالح األقوى في حالة‬ ‫السلم وج��اءت االتفاقية العامة للتجارة والتعريفة اجلمركية‬ ‫‪ GATT‬ودع��م��ه ل �ل��رأس �م��ال ال �غ��رب��ي وش��رك��ات��ه ذات ال �ق��درة‬ ‫التنافسية الكبيرة فهذه االتفاقية تفتح كل احلدود احمللية أمام‬ ‫الشركات املتعددة اجلنسيات والعابرة ‪Multinationals or‬‬ ‫‪ )Trancenationals (Tncs‬على حساب الشركات احمللية‬ ‫فال عجب أن جند تفاوتا في مداخل (دخول) الدول فتزداد دول‬ ‫الشمال غني بينما تزداد دول إفريقيا وآسيا واجلنوب فقراً هذا‬ ‫فض ً‬ ‫ال عن ما تلقيه ديون الدول الفقيرة من ظالل على سياساتها‬ ‫الداخلية وحقها في التعبير والرأي وتقرير املصير واختيار النظام‬ ‫الذي يناسبها‪.‬‬ ‫إن ب��رام��ج ص�ن��دوق النقد ال ��دول «ت�ف��رض ب��رام��ج للتقشف في‬ ‫نفقات احلكومة وحترير التجارة واألسعار وتخفيض االستيراد‬ ‫وتنمية ال�ص��ادرات فض ً‬ ‫ال عن تخفيض ال��روات��ب وإع��ادة توجيه‬ ‫اإلنتاج باجتاه الصادرات وإع��ادة مركزية صنع القرار السياسي‬ ‫واالقتصادي وتفكيك النظام النقدي «‪)4( .‬‬ ‫إن من شأن هذه التحوالت االقتصادية أن تسهم في إحساس‬ ‫الشعوب بعدم االستقرار فعلى الرغم من أن النظام العاملي اجلديد‬ ‫يرفع شعار التنمية وحتسني املستوى املعيشي ف��إن املمارسة‬ ‫مناقضة متاماً فحجم املعونة انخفض ألن منطق املؤسسات املالية‬ ‫الدولية أثبت ربطه للمساعدات املالية مبدى تطبيق دول العالم‬ ‫الثالث للدميقراطية باملفهوم الغربي‪.‬‬ ‫إن العوملة في جانبها االجتماعي تشكل خطراً ممث ً‬ ‫ال باملؤسسات‬ ‫الدولية وأثار سياستها على املجتمعات املستهدفة فهي حتدد إلى‬ ‫أي مدى ميكن الشعوب الدول النامية أن تتمتع بالعناية الصحية‬ ‫والتعليمية واالجتماعية واالقتصادية وأس��واق العمل املناسبة‬ ‫وبالتالي فهي تؤثر على الوظائف التي متس السلطة الدستورية‬ ‫والسياسية في الصميم‪.‬‬ ‫فهي إذن ‪ -‬أي العوملة ‪ -‬حتول صالحية صنع القرار من احلكومة‬ ‫إلى املؤسسات االقتصادية الدولية التي حتدد امليزانيات وتخفض‬ ‫العملة أو ترفعها وحتدد نسب األرباح ومتلئ أسعار الغذاء والطاقة‬


‫ماركات األمركة‪ ..‬غزو احلياة اخلاصة ً‬ ‫أوال‬

‫من خالل تخفيض نسب اإلعانات املالية احلكومية‪.‬‬ ‫إن العوملة إذن تؤثر على السيادة الشعبية والدميقراطية احلقيقية‬ ‫ففي كثير من احلاالت تتعارض شروط صندوق النقد الدولي مع‬ ‫الترتيبات احلكومية والدستورية السائدة كما ترمى العوملة إلى‬ ‫إعادة الهيكلة واخلصخصة بتقليص املجال العام حلساب املجال‬ ‫اخل��اص و لقد أصبحت «التقنية حكراً على ال��دول الغنية وأي‬ ‫دولة تقوم بتجاوزات تصبح عرضه للعقوبات واالتهام بالقرصنة‬ ‫الفكرية ودعم اإلرهاب وتوضع في القائمة السوداء»‪)5( .‬‬ ‫وم��ن امل�لاح��ظ أن ال ��دول ال�ت��ي وضعتها ال��والي��ات املتحدة على‬ ‫قائمة اإلره��اب أو (على القوائم ال�س��وداء) س��واء منها الصادرة‬ ‫عن اخلارجية األمريكية أو مؤسسة الرئاسة األمريكية كانت‬ ‫دائما دوال مناهضة للهيمنة األمريكية وتعمل على النقيض من‬ ‫سياساتها وخ��ذ مثال على ذل��ك ب��دول مثل‪ :‬ليبيا وال�ع��راق إلخ‪،‬‬ ‫وبغض النظر عن دول أخرى كانت متارس اإلرهاب فعال وتصنع‬ ‫أسلحة دمار شامل كالكيان الصهيوني وواضح هنا سياسة الكيل‬ ‫مبكيالني والتي أشرنا إليها أنفاً‪.‬‬ ‫وجلي أن الهيمنة اجلديدة ال حتتاج إلى جهد خاص لتعميم طرائق‬ ‫احلياة والسلوك والتفكير إنها تعمل على بناء منط متميز حلياة‬ ‫النخب أو اجلماعات في البالد الفقيرة وتفكيرها مبا يسمح‬ ‫بفصلها عن الكتلة الرئيسية من السكان ودمجها في دائرة الثقافة‬ ‫واالستهالك اخلاص بها إن الهيمنة احلالية تقوم على خلق رأسمال‬ ‫ثقافي ورمزي مستقل وثقافة نوعية للنخبة العاملية اجلديدة تربط‬ ‫بني أفرادها لذلك أصبحت اجلبهة الرئيسية في حرب السيطرة‬ ‫العاملية هي جبه املواجهة الثقافية الهادفة إلى التخفيض من قيمة‬ ‫الثقافات املنافسة وتسو يد صفحتها لدفع نخبها إلى التنصل‬ ‫منها واالنضمام إلى ثقافة النخبة املعوملة كما إن نزع النخب من‬ ‫ثقافتها الوطنية ال يعني إع��داده��ا لالندماج في ثقافة النخبة‬ ‫العاملية احلاملة للعوملة فحسب ولكنه يعني أكثر من ذلك تخفيض‬ ‫الثقافات الوطنية إلى مستوى الثقافات الشعبية وإبعادها عن‬ ‫حقول السلطة الناجعة السياسية واالقتصادية ومن وراء ذلك نزع‬ ‫السلطة السياسية واالقتصادية عن املجتمعات وأعداد املجتمعات‬ ‫للدخول في فلك ما ميكن تسميته «اإلمبراطورية العاملية»‪.‬‬ ‫إن الواليات املتحدة األمريكية التي تراهن لالحتفاظ بهيمنتها‬

‫الدولية تعمل على حتويل شبكات االتصال العاملية اجلديدة إلى‬ ‫س��وق جت��اري��ة رئيسية حت��ارب بقوة لالحتفاظ بتفوقها التقني‬ ‫والعلمي ال��ذي يسمح لها بالسيطرة على ه��ذه الشبكة كما إن‬ ‫ال��والي��ات األمريكية تدافع عن موقف يؤكد أن «القوانني التي‬ ‫حتكم املبادالت التجارية عبر االنترنت ينبغي أن تخضع ملبادئ‬ ‫واح��دة بصرف النظر عن تعدد ال��دول ووج��ود احل��دود الوطنية‬ ‫والدولية وذل��ك للتوصل إل��ى نتائج ميكن التنبؤ بها مهما كانت‬ ‫التشريعات التي تخضع لها البائع واملشتري والواليات املتحدة‬ ‫األمريكية تشجع أكثر درجة من احلرية املمكنة وتبادل املعلومات‬ ‫عبر احلدود»‪)6( .‬‬ ‫وبديهي أن يتماشى مثل هذا النظام مع تلك ال��دول التي متلك‬ ‫طاقات وإمكانيات أكثر من غيرها للتعامل مع منظومة معوملة‬ ‫وهو ما يفسر موقف الواليات املتحدة التي تتمتع مبوارد هائلة‬ ‫وبتراكم علمي وتقني كبير من حرية األسواق والتجارة ورفضها‬ ‫ألي اعتبارات سياسية أو أخالقية وبهذه احلرية تضمن الواليات‬ ‫املتحدة التفوق‪.‬‬ ‫إن املتتبع ملجريات األم��ور ف��ي مؤمتر التجارة العاملية املنعقد‬ ‫في قطر في نوفمبر ‪ 2001‬يجد أنها لم تسمح للهند بتسويق‬ ‫منتجاتها خارج حدودها وحتى وضع عراقيل أمام تسويقها داخلياً‬ ‫حتى في مجال العالج حيث إنتجت الهند عالجاً رخيص الثمن‬ ‫ملرض اإليدز ثمنه ‪ 300‬دوالر أمريكي فقط ولم يسمح لها ببيعه‬ ‫في الوقت الذي تصرح فيه تلك املنظمة ببيع دواء أوروبي لعالج‬ ‫اإليدز ثمنه ‪ 15‬ألف دوالر!؟‬ ‫‪.......................................................................................‬‬

‫*‬

‫( ) الدكتور محمد الساعدي أستاذ باجلامعات الليبية ورئيس‬ ‫جامعة سرت سابقاً‪.‬‬ ‫‪ -1‬احملنة فالح كاظم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬ ‫‪ -2‬احملنة فالح كاظم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫‪ -3‬احملنة فالح كاظم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬ ‫‪ -4‬احملنة فالح كاظم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪ -5‬احملنة فالح كاظم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪Ali Naom (Why the Internt will be regulated) -6‬‬ ‫‪Education Revue volume 5 Sep- Octoper 1997‬‬


‫‪34‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫شؤون دولية‬

‫تحليل الظواهر الدولية من خالل مفهوم القوة‬

‫استراتيجيات التفرد األمريكـــــــــــــــــــ‬ ‫برداء قانوني وأخالقي‪ ،‬واالنطالق‬ ‫مييز الظاهرة السياسية الدولية الراهنة هو محاولة تغليفها‬ ‫ٍ‬ ‫ما ّ‬ ‫بها من قيم إنسانية سامية حتظى بالقبول العام‪ ،‬كاحلق واحلرية واملساواة‪ ،‬ولكن إلى أي مدى ميثّ ل‬ ‫هذا «الغالف» ج��زء ًا من حقيقة الظاهرة السياسية الدولية؟ وما عالقة هذه املفاهيم األخالقية‬ ‫يفسر السلوك السياسي الدولي وأهدافه ووسائله؟ في ظل رؤية واقعية تستند على‬ ‫كمحدد‬ ‫بالقوة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ما هو كائن‪.‬‬

‫خالد احلراري‬ ‫نحاول هنا معاجلة هذه التساؤالت من خالل مباحث يتناول كل منها‬ ‫موضوعاً مي ّثل إطاراً للسلوك السياسي في الواقع الدولي الراهن في‬ ‫تفسره وحتكم‬ ‫محاولة للبحث عن األس��اس ونقطة االنطالق التي ّ‬ ‫أبعاده‪ ..‬بدءا بظاهرة التف ّرد األمريكي‪.‬‬ ‫التفّ رد األمريكي في النظام الدولي‬ ‫«في الوقت الذي كان يشهد فيه العالم «حلظة تاريخية نادرة» تتمثل‬ ‫في تفكك دول��ة عظمى واختفاءها من الوجود‪ ،‬كان يشهد في ذات‬ ‫الوقت تعاظم نفوذ دولة عظمى أخرى وسيرها باجتاه االنفراد بالشأن‬ ‫العاملي»‪)1( .‬‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية كدولة عظمى حدث لم يولد مع انهيار‬

‫(‪)3-1‬‬

‫جدار برلني ولم يخرج من حتت حطام االحتاد السوفيتي املنهار‪ ،‬فمنذ‬ ‫القرن الثامن عشر استقلت ثالثة عشر والية كانت حتت االستعمار‬ ‫البريطاني لتؤسس االحت ��اد األم��ري�ك��ي أوالً ث��م ال��والي��ات املتحدة‬ ‫األمريكية الحقاً‪ ،‬على رقعة جغرافية تتجاوز مساحتها تسعة ماليني‬ ‫كيلو متر مربع‪ ،‬ومبا تعنيه هذه املساحة الشاسعة من تنّوع وثراء في‬ ‫مصادر الثروات االقتصادية ومؤهالت إلجناز التنمية والتقدم‪ ،‬ولتضم‬ ‫في إطارها عدداً من البشر جتاوز مع نهاية القرن العشرين الـ‪250‬‬ ‫مليون إنسان‪ ،‬كان أسالفهم قد ش ّدوا الرحال إلى العالم اجلديد منذ‬ ‫نهاية القرن اخلامس عشر وعبر القرون التالية قادمني من أصقاع‬ ‫األرض املختلفة حاملني إرثاً من التاريخ واحلضارة‪ ،‬واملعرفة لينصهر‬ ‫«ف��ي بوتقة أمريكية واح��دة» مك ّوناً أم� ًة ص��ارت تتميز شيئاً فشيئاً‬


‫كان عدد الهنود احلمر يقدر بعشرة ماليني‬

‫ً‬ ‫قطعة قطعة‬ ‫ــــي وسياسات القضم‬ ‫بطابعها احلضاري املستقل وال��ذي اختلف –نوعاً م��ا‪ -‬عن منابته‬ ‫األصلية (برغم الغلبة والتأثير الواضح للحضارة األجنلو سكسونية)‪،‬‬ ‫كل ذلك كان على حساب بشر آخرين ثم أبادتهم إبادة تامة (كان عدد‬ ‫الهنود احلمر يق ّدر بحوالي عشرة ماليني في بداية القرن السادس‬ ‫عشر‪ ،‬لم يبقى منهم مع بداية القرن احلادي والعشرون أكثر من ‪200‬‬ ‫ألف إنسان)‪)2( .‬‬ ‫العظمة مبفهوم السياسة الدولية اكسبت للواليات املتحدة األمريكية‬ ‫بوضوح منذ احلرب العاملية الثانية‪ ،‬حني استطاعت بدخولها للحرب أن‬ ‫ت ّرجح معادلة القوة في الصراع بني احللفاء واحملور‪ ،‬وأن تنتج وتستعمل‬ ‫أثناء هذه احلرب أخطر سالح عرفته البشرية عبر تاريخها‪ ،‬فخرجت‬ ‫منتصرة انتصاراً ساحقاً على أع��داءه��ا‪ ،‬وف��ي ذات الوقت محتفظة‬ ‫بإمكانيات اقتصادية وعسكرية لم يعد يحظى بها حلفاءها في تلك‬ ‫احلرب‪ ،‬وكانت مؤهلة إلعادة بناء العالم (أورب��ا) بعد احلرب‪ ،‬ومؤهلة‬ ‫لقيادته بصورة منفردة لوال أن أحد حلفاء األمس حت ّول فجأة إلى عدو‪،‬‬ ‫ألنه كان أكثر احللفاء قوة (عسكرية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬تقنية‪ ،‬بشرية) بعد‬ ‫احلرب‪ ،‬ومت ّكن هو اآلخر من أن ينتج وميتلك السالح النووي‪ ،‬واألهم من‬ ‫ذلك أنه كان مختلفاً معها أيديولوجياً وفكرياً‪ ،‬فاضطرت إلى مقاسمته‬ ‫العظمة والسيادة على العالم ملدة قاربت النصف قرن‪.‬‬ ‫انهارت القوة الرئيسية املنافسة للواليات املتحدة في أواخر عام ‪1991‬‬ ‫وبقيت هي (الدولة) الوحيدة في الساحة السياسية العاملية التي متتلك‬ ‫من مقومات القوة ما ال تضاهيه دولة أخرى‪ ،‬وهذا التف ّرد في القوة‬ ‫الذي اكتسبته لم يكن يعني في احلقيقية تنامى إمكانيات ومقومات‬ ‫القوة (املادة) لديها وتزايدها بقدر ما كان يعني تنامي وتصاعد (الفعل)‬ ‫املرتبط باإلمكانيات املادية للقوة (‪ ،)3‬فإمكانيات القوة األمريكية في‬ ‫جانبها امل��ادي الزال��ت في بعضها كما هي‪ ،‬وبعضها شهد نوعاً من‬

‫التراجع في مقوماته وعناصره‪ ،‬وبعضها اآلخر اكتسب أهمية نسبية‬ ‫أكثر من ذي قبل‪ ،‬إال أن األهم من ذلك هو أن الفعل املرتبط بتوظيف‬ ‫إمكانيات ومق ّومات القوة ص��ار هو محور «العظمة» التي صارت‬ ‫تتزايد للقوة األمريكية‪ ،‬استناداً على معادلة القوة –بعد انتهاء احلرب‬ ‫الباردة‪ -‬التي صارت تستمد معطياتها من حقيقة (اجلزء اآلخر املكون‬ ‫لها) الطرف املوجه ضده فعل القوة‪.‬‬ ‫في ظل الواقع الدولي اجلديد للقوة األمريكية يتناول الباحث موضوع‬ ‫«التفّرد األمريكي في النظام الدولي اجلديد» من خالل ثالثة محاور‬ ‫رئيسية تتمثل في‪ :‬مصادر ومقومات القوة األمريكية التي أكسبتها‬ ‫التف ّرد والعظمة خالل هذه املرحلة‪ ،‬التحديات القائمة في وجه هذا‬ ‫التف ّرد على املستوى الذاتي والداخلي‪ ،‬وفي محور أخير التحديات‬ ‫اخلارجية للتف ّرد األمريكي على مستوى األط��راف الدولية األخرى‬ ‫وعلى مستوى النظام الدولي ككل‪.‬‬ ‫التفرد األمريكي‬ ‫ومقومات‬ ‫مصادر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عملت الواليات املتحدة األمريكية على ترسيخ االنطباع بأنها انتصرت‬ ‫على االحتاد السوفيتي في احلرب الباردة‪ ،‬وأنها حسمت معركة البقاء‬ ‫معه لصاحلها‪ ،‬وأن انتصارها يعني انتصار الرأسمالية والليبرالية‬ ‫كنموذج للحياة االقتصادية والسياسية‪ ،‬فهي بالتالي الطرف الوحيد‬ ‫املؤهل إلدارة العالم وتقرير شؤونه في ظل «أيديولوجية» ليس لها‬ ‫منافس وتتمتع بكل مواصفات العاملية‪ ،‬وفي ظل م��وارد وإمكانيات‬ ‫الزالت تتصدر موارد وإمكانيات كل الدول األخرى في العالم‪.‬‬ ‫أ ) البعد العسكري للقوة األمريكية‬ ‫يستند التف ّرد األمريكي أوالً على التفوق العسكري الساحق الذي تتمتع‬ ‫به‪ ،‬فامليزانية العسكرية للواليات املتحدة تساوي امليزانيات العسكرية‬


‫‪36‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫شؤون دولية‬

‫أوباما ّ‬ ‫فضل اعتماد أدوات الفوضى اخلالقة‬

‫املجتمعة للدول التسع التي تليها في اإلنفاق العسكري‪ ،‬ومبا ميثل ما‬ ‫نسبته من ‪ 40%‬إلى ‪ 50%‬من مجموع اإلنفاق الدفاعي في دول العالم‬ ‫كافة‪ ،‬حيث جت��اوز اإلنفاق العسكري األمريكي في بعض السنوات‬ ‫األخيرة مبلغ ‪ 500‬بليون دوالر في حني أن إنفاق دول االحتاد األوربي‬ ‫مجتمعه لم يتجاوز ‪ 170‬بليون دوالر‪)4( .‬‬ ‫القوة العسكرية األمريكية ذات اإلمكانيات النووية قوة جبارة قادرة‬ ‫على تدمير الكرة األرضية بكل ما عليها ست مرات متتالية‪ ،‬وبالتالي ال‬ ‫خالف في أنها أضخم من القوة العسكرية ألي دولة أخرى في العالم‪،‬‬ ‫تعددها البشري يتجاوز ‪ 2‬مليون جندي مجهزين بأحدث األسلحة‪،‬‬ ‫وهي في األساس قوة نووية ال تضاهيها قوة أي دولة أخرى‪ ،‬فهي األولى‬ ‫في العالم من حيث عدد الرؤوس النووية التي تقدر بحوالي ‪ 15‬ألف‬ ‫رأس نووي‪ ،‬ومن حيث عدد الصواريخ اإلستراتيجية العابرة للقارات‬ ‫والتي يبلغ عددها أكثر من ‪ 1000‬صاروخ‪ ،‬ومن حيث عدد الغواصات‬ ‫النووية التي تقدر بحوالي ‪ 700‬غواصه‪ ،‬ومن حيث عدد القاذفات‬ ‫اإلستراتيجية بعيدة املدى والتي تزيد على ‪ 500‬قاذفة إستراتيجية‬ ‫(‪ ،)5‬هذا باإلضافة إلى برنامج الدرع الصاروخي الفضائي والذي كان‬ ‫قد بدأه الرئيس ريغان حتت اسم (حرب النجوم)‪.‬‬ ‫متتلك القوة العسكرية األمريكية القدرة على ممارسة النفوذ العسكري‬ ‫حول العالم‪ ،‬فهي القوة العسكرية الوحيدة القادرة على خوض املعارك‬ ‫في عدة مواقع حول العالم في وقت واحد‪ ،‬وإلى جانب التف ّوق (الكمي)‬ ‫العسكري األمريكي فإن اجلانب (الكيفي) هو الذي يؤكد ويُظهر هذا‬ ‫التف ّوق بشكل أكثر وضوحاً‪ ،‬فهي تتف ّوق في مجال التطبيقات العسكرية‬ ‫للتقنيات املتقدمة في مجالي االتصاالت واملعلومات ولها قدرة في‬ ‫معاجلة املعلومات املتاحة م��ن ساحة املعركة‪ ،‬وق��درة على تدمير‬ ‫أهداف مح ّددة وبدرجة فائقة من الدقة (األسلحة الذكية)‪ ،‬ويرجع‬ ‫ذلك إلى حجم اإلنفاق الهائل الذي تخصصه ألنشطة البحث والتطوير‬ ‫العسكري‪ ،‬فهي تنفق في هذا الصدد ثالثة أضعاف ما تنفقه الدول‬

‫عملت الواليات املتحدة على ترسيخ االنطباع بأنها‬ ‫انتصرت على االحتاد السوفيتي في احلرب الباردة‬ ‫وأنها بالتالي حسمت معركة البقاء معه لصاحلها وأن‬ ‫انتصارها يعني انتصار الرأسمالية والليبرالية كنموذج‬ ‫للحياة االقتصادية والسياسية‬ ‫الست الكبرى التالية لها مجتمعه على ذات املجال‪ ،‬مما يجعل الفجوة‬ ‫تزداد اتساعاً بينها وبني كل من يريد اللحاق بها في هذا االجتاه‪ ،‬وكل‬ ‫هذا اإلنفاق العسكري لم يتجاوز حتى اآلن ما نسبته ‪ 3.5%‬من الناجت‬ ‫القومي اإلجمالي األمريكي‪)6( .‬‬ ‫إن االحتفاظ بالتف ّوق العسكري الساحق وزيادته يقنع الدول الكبرى‬ ‫األخ ��رى ب�ج��دوى االن�ض�م��ام إل��ى سياسة ال��والي��ات املتحدة أو على‬ ‫األقل عدم السعي إلى منافستها والتوازن معها عسكرياً‪ ،‬وفي ذات‬ ‫الوقت يقنع الدول الصغرى أنه ال فائدة من معارضة الواليات املتحدة‬ ‫وسياساتها‪ ،‬وأن االجتاه إلى التعاون معها أكثر فائدة ملصالح هذه الدول‬ ‫بكل من ميلوسوفيتش‬ ‫الصغرى‪ ،‬وأن الهزمية العسكرية التي أحلقتها ٍ‬ ‫في يوغسالفيا وطالبان في أفغانستان وص��دام حسني في العراق‬ ‫دروس مائلة أمام احلكم واألنظمة السياسية في العالم‪.‬‬ ‫ب) البعد االقتصادي للقوة األمريكية‬ ‫ال ت��زال ال��والي��ات املتحدة األمريكية ف��ي املقدمة م��ن حيث القوة‬


‫التفرد األمريكي الذي اكتسبته‬ ‫ّ‬ ‫ليس تنامي ًا إلمكانيات القوة لديها‬ ‫تنام وتصاعد للفعل‬ ‫بقدر ما هو ٍ‬ ‫املرتبط باإلمكانيات املادية للقوة‬

‫اإلنفاق العسكري األمريكي جتاوز جميع احلدود‬

‫في عهد بوش تزايد احلديث عن حرب األفكار وأدوات القوة الناعمة‬

‫االقتصادية مبعيار الناجت احمللي اإلجمالي والذي يبلغ أكثر من ‪10‬‬ ‫تريليون دوالر ومبا يعادل حوالي ‪ 23%‬من الناجت احمللي اإلجمالي‬ ‫للعالم كله (‪ ،)7‬وبالرغم ما يعانيه االقتصاد األمريكي من مظاهر‬ ‫ضعف جتس ّدت بشكل رئيسي في ظاهرة العجز في امليزانية التي‬ ‫رافقته لسنوات طويلة‪ ،‬وتراجعه أمام االقتصاديات الدولية األخرى‬ ‫في بعض مؤشرات التف ّوق االقتصادي واملالي‪ ،‬إال أن عقد التسعينيات‬ ‫من القرن املاضي شهد منواً استثنائياً القتصاد الواليات املتحدة حتى‬ ‫صار االقتصاد األمريكي ميثل ضعف حجم أقرب اقتصاد منافس له‬ ‫وهو االقتصاد الياباني‪)8( .‬‬ ‫شهدت العقود األخيرة من القرن املاضي أزمة في أهم دعامة لالقتصاد‬ ‫والرأسمالية األمريكية وهي الصناعة‪ ،‬ومبا اعتبره البعض نوعاً من‬ ‫الشيخوخة والعجز الذي أصاب النموذج الصناعي األمريكي‪ ،‬فنتج‬ ‫عن ذلك انخفاض اإلنتاج واإلنتاجية وارتفاع نسبة البطالة وارتفاع‬

‫الضرائب‪ ،‬إال أن سنوات الثمانينيات من ذات القرن شهدت محاوالت‬ ‫لتشخيص األوضاع الصناعية في الواليات املتحدة والنهوض بها من‬ ‫خالل إيجاد العالجات واحللول الالزمة‪ ،‬ولعل احملاوالت التي تعلّقت‬ ‫بالنهوض مبستوى العمال واإلداري�ي�ن‪ ،‬وزي��ادة مساحة التفاهم بني‬ ‫الصناعيني والسلطات‪ ،‬واالجتاه إلى توظيف التقنية العاملية وأبحاث‬ ‫التنمية إلى الداخل حيث املشاريع املدنية وتخصيص مبالغ مناسبة من‬ ‫الدخل القومي لألبحاث في هذا االجتاه بعد أن كان التركيز بشكل‬ ‫أكبر على البحث والتطوير في مجال القدرات الصناعية احلربية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى السياسات احلمائية للقطاعات اإلنتاجية (خصوصاً في‬ ‫وجه املنافسة اليابانية)‪ ،‬كل ذلك أحدث نقله نوعية كبيرة في زيادة‬ ‫اإلنتاج األمريكي بنسبة ‪ 50%‬في السنوات من ‪ 1980‬إلى ‪)9( .1995‬‬ ‫في جانب آخر من االقتصاد األمريكي تعتبر الواليات املتحدة الدولة‬ ‫املنتجة األول��ى زراع�ي�اً في العالم‪ ،‬برغم أن ال��زراع��ة ال مت ّثل إال ما‬ ‫نسبته ‪ 2.5%‬من الناجت القومي األمريكي وال يعمل بها سوى ‪ 2.7%‬من‬ ‫األيدي العاملة‪ ،‬إال أن اإلنتاج الزراعي األمريكي لم يتوقف عن النمو‪،‬‬ ‫فأمريكا هي الدولة األولى عاملياً في إنتاج الصويا والذرة واألخشاب‪،‬‬ ‫وهي الثانية في إنتاج القمح والقطن‪ ،‬والثالثة في إنتاج حلوم األبقار‪،‬‬ ‫ولئن كانت السوق الداخلية األمريكية تستهلك نحو ‪ 80%‬من هذا‬ ‫اإلنتاج إال أن اإلنتاج الزراعي األمريكي يحتل املرتبة األولى عاملياً في‬ ‫مجال التصدير في الذرة والصويا والقمح والقطن‪ ،‬حيث بلغ الفائض‬ ‫في امليزان التجاري الزراعي نحو ‪ 28‬مليار دوالراً عام ‪ ،1996‬ويرجع‬ ‫النمو املتواصل للقطاع الزراعي في أمريكا إلى االستثمارات املتزايدة‬ ‫في املجال الزراعي باعتبار أن الزراعة األمريكية مستهلك كبير للطاقة‬ ‫واآلالت واملنتجات الكيماوية واخلدمات مما يتيح مجاالً واسعاً أمام‬ ‫االستثمارات‪)10( .‬‬ ‫القطاع املالي قطاع مهم وخطير في االقتصاد األمريكي السيما إذا‬ ‫أخذ في االعتبار أن أمريكا هي أكبر مالك في العالم لرؤوس األموال‪،‬‬


‫‪38‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫شؤون دولية‬

‫الضربات األكثر أثر ًا بالنسبة لألمريكيني هي الضربات اجلوية‬

‫وقد ارتفعت املدخرات فيها من ‪ 809‬مليار دوالر عام ‪ 1980‬إلى‬ ‫‪ 4570‬مليار دوالر ع��ام ‪ 1994‬وارت�ف��ع ع��دد املؤسسات التي تدير‬ ‫هذه املدخرات من ‪ 60‬مؤسسة تدير ‪ 13‬مليار دوالر إلى ثالثة آالف‬ ‫مؤسسة تدير ‪ 160‬مليار عام ‪)11( .1994‬‬ ‫اجتهت االستثمارات األمريكية منذ فترة إلى كل بقاع األرض سعياً‬ ‫لتحقيق الهيمنة التجارية واملالية وكانت الدبلوماسية التجارية محوراً‬ ‫أساسياً في السياسة اخلارجية األمريكية معتمدة على الوسائل‬ ‫النقدية واملالية‪ ،‬وحتى املناطق التي استمرت لفترة طويلة بعيدة عن‬ ‫النشاط االستثماري األمريكي جندها في الفترة األخيرة مت ّكنت من‬ ‫التواجد فيها بقوة واملثال على ذلك االستثمارات األمريكية في أسيا‬ ‫الوسطى وجمهوريات االحتاد السوفيتي السابق وخاصة في مجاالت‬ ‫النفط والتعدين‪ ،‬وكذلك احل��ال بالنسبة ألفريقيا التي تغ ّير وضع‬ ‫االستثمارات األمريكية فيها خالل الفترة األخيرة‪.‬‬ ‫من جانب آخر ال يخفى الدور الذي يلعبه النفوذ األمريكي في السيطرة‬ ‫على أنشطة أهم املؤسسات املالية الدولية (البنك الدولي‪ ،‬صندوق‬ ‫النقد الدولي)‪ ،‬والدور الذي لعبته‬ ‫في صياغة االجتاه العام ملنظمة‬ ‫ال�ت�ج��ارة العاملية‪ ،‬كما أن ال��دور‬ ‫ال��ذي تلعبه ف��ي السيطرة على‬ ‫املنظمة الدولية (األمم املتحدة)‬ ‫وأجهزتها وتوجيهها مب��ا يخدم‬ ‫الرؤية واملصالح األمريكية يأتي‬ ‫في جانب كبير منه من ارتفاع‬ ‫حصتها في متويل هذه املنظمة‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫ج ) القوة الرخوة «الناعمة»‬ ‫تكمن ما يسمى «بالقوة الرخوة‬ ‫أو اللينة» في القدرة على وضع‬ ‫أج�ن��ده سياسية بطريقة حت� ّدد‬ ‫ت �ف �ض �ي�لات اآلخ� ��ري� ��ن‪ ،‬فيمكن‬

‫لدولة ما أن حتصل على النتائج املرغوبة في السياسة الدولية بجعل‬ ‫الدول األخرى ترغب في إتباعها ومحاكاة منوذجها أعجاباً بقيمها‬ ‫واستلهاماً ملستوى الرخاء االقتصادي واملعيشي واالنفتاح الذي تعيشه‪،‬‬ ‫أي أن تضع القواعد وجتذب اآلخرين إليها بنفس القدر الذي حتاول‬ ‫تغييرهم باستخدام أو التهديد باستخدام القوة (الصلبة) العسكرية‬ ‫أو االقتصادية‪ ،‬فالقوة اللينة –كما عرفت من خالل كتابات جوزيف‬ ‫ناي‪ -‬هي ببساطة أن متتلك اإلمكانيات والقدرة التي جتعل اآلخرين‬ ‫يرغبون فيما ترغب فيه‪)12( .‬‬ ‫إن أحد معطيات ومق ّومات التف ّرد والهيمنة األمريكية في ظل النظام‬ ‫الدولي اجلديد يكمن في اكتسابها لهذا النوع من القوة من خالل‬ ‫عاملية الثقافة األمريكية والقدرة على إرساء منظومة القيم والسياسات‬ ‫والطرق التي تدار بها األمور دولياً‪ ،‬وقد اكتسب هذا النوع من القوة‬ ‫أهميته بشكل متزايد منذ انهيار االحت��اد السوفيتي وبداية حقبة‬ ‫جديدة في تاريخ العالقات الدولية بفعل عاملني اثنني هما‪ :‬واقع العوملة‬ ‫وثورة املعلومات وتصاعد املد املعلوماتي الذي جعل العالم أشبه بقرية‬ ‫ص�غ�ي��رة ت�ق��وم درج ��ة ع��ال�ي��ة من‬ ‫التأثير والتأثر بني كافة مكوناتها‬ ‫من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى انهيار‬ ‫ال �ن �م��وذج احل��ض��اري وال�ث�ق��اف��ي‬ ‫املنافس وم��ا أعطاه من انطباع‬ ‫ع��ن جناعة ال�ن�م��وذج احلضاري‬ ‫الرأسمالي وم��ا أت��اح��ه ذل��ك من‬ ‫فرصة أماما هذا النموذج ليحقق‬ ‫العاملية واالنتشار‪.‬‬ ‫منذ بداية القرن العشرين حققت‬ ‫ال��والي��ات املتحدة لنفسها جملة‬ ‫من املكتسبات والتطورات على‬ ‫الصعيد الداخلي بإرساء قواعد‬ ‫امل ��ذه ��ب ال��رأس �م��ال��ي امل� �ت ��وازن‬ ‫(نسبياً) والقائم على جعل مفهوم‬

‫تعتمد منظومة القوة الل ّينة في املجتمع األمريكي‬ ‫مقومات االزدهار والرفاه االقتصادي‬ ‫على استثمار ّ‬ ‫واالجتماعي لترسيخ اإلميان والتمسك بالقيم‬ ‫الرأسمالية والليبرالية‬


‫انهيار االحتاد السوفييتي أطلق العنان للفوضى اخلالقة‬

‫الدولة الفيدرالية (مح ّركاً) للتقدم االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وظهور‬ ‫الليبرالية في ث��وب جديد ب��أن أصبحت ال��دول��ة في خدمة مصالح‬ ‫الشركات الكبرى (بشكل خاص) وحتققت تبعاً لذلك نتائج اقتصادية‬ ‫مذهلة‪ ،‬وحقق الشعب األمريكي مستوى معيشياً راقياً –برغم أنه ال‬ ‫ميكن إنكار أن نسبة منه (الشعب األمريكي) دفعت ثمن هذا االزدهار‬ ‫االقتصادي خوفاً وف�ق��راً‪ ،-‬وم��ع ذل��ك أصبح النموذج األمريكي هو‬ ‫األكثر إبهاراً‪ ،‬وأصبح احللم األمريكي يدغدغ مشاعر وخيال شعوب‬ ‫األرض قاطبة‪ ،‬وليس أدل على ذلك من أن الواليات املتحدة تستقبل‬ ‫أكثر من مليون مهاجر سنوياً‪)13( .‬‬ ‫تعتمد منظومة القوة الل ّينة في املجتمع األمريكي بدرجة أساسية على‬ ‫استثمار مق ّومات االزدهار والرفاه االقتصادي واالجتماعي لترسيخ‬ ‫اإلميان والتمسك بالقيم الرأسمالية والليبرالية مستندة في ذلك على‬ ‫وسيلتني أساسيتني هما‪ :‬النهج السياسي لصنّاع القرار األمريكي‬ ‫الساعي إلى تصدير وفرض القيم األمريكية في احلرية االقتصادية‬ ‫والدميقراطية الليبرالية‪ ،‬ومن جهة أخرى املنظومة الدعائية واإلعالمية‬ ‫في املجتمع األمريكي والتي تعتبر‬ ‫أحد أهم خصائصه وميزاته‪ ،‬مبا‬ ‫لها من قدرة (رهيبة) على تسويق‬ ‫األمن� � ��اط ال �ث �ق��اف �ي��ة وال��دع��اي��ة‬ ‫لها ونشرها س ��وا ًء على صعيد‬ ‫يجسد‬ ‫ال��داخ��ل األم��ري�ك��ي ومب��ا ّ‬ ‫النمط املادي االستهالكي للثقافة‬ ‫األمريكية احملكومة بالطبيعية‬ ‫الرأسمالية للمجتمع الذي تتح ّكم‬ ‫ف �ي��ه ق ��واع ��د ال� �س ��وق وق��وان�ي�ن‬ ‫ال��ع��رض وال �ط �ل��ب وأخ�لاق �ي��ات‬ ‫رجال املال واألعمال والسماسرة‬ ‫وامل � �ض� ��ارب �ي�ن‪ ،‬ح �ت��ى ص� ��ار (ال‬ ‫تستهويه غير الضخامة وال يبهجه‬ ‫إال أن يرى املدن وقد بانت أكبر‬

‫واملباني وقد باتت أعلى‪ ،‬والطرق أطول وأوسع‪ ،‬والسيارات والقطارات‬ ‫أفخم وأس��رع‪ ،‬وال�ث��روات أضخم‪ ،‬واملؤسسات املالية أق��وى وأغنى‪،‬‬ ‫وال يعترف بإبطال غير السماسرة والتجار ورج��ال اإلع�لان وجنوم‬ ‫السينما) (‪ ،)14‬أو على صعيد اخلارج باالنتقال باألمناط السلوكية‬ ‫والثقافية األمريكية إلى شوارع ومدن العالم املختلفة لتغزوها وحتاول‬ ‫أن تفرض نفسها من خالل «مالبس اجلينز» ومطاعم «املاكدونالد»‪،‬‬ ‫جتسد جاذبية ال تقادم للنموذج األمريكي‪،‬‬ ‫وجنوم هوليود في صورة ّ‬ ‫فهزمية االحتاد السوفيتي وانهياره –على سبيل املثال‪ -‬ترجع إلى ما‬ ‫هو أكثر من التنافس والتهديد العسكري بينه وبني الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫فقبل ذلك بوقت طويل كانت الثقافة األمريكية منتشرة في السوق‬ ‫السوداء في أوربا الشرفية في شكل مواد استهالكية مثل تسجيالت‬ ‫(ال��روك ان��درول) وأقمشة اجلينز‪ ،‬وه��ذه الثقافة االستهالكية التي‬ ‫روجتها الواليات املتحدة خالل القرن العشرين ومبا مي ّثل مق ّوم من‬ ‫مق ّومات القوة األمريكية‪ ،‬لم يستطيع االحت��اد السوفيتي –برغم‬ ‫كل إمكانيات القوة املتو ّفرة لديه‪ -‬أن مينعها‪ ،‬أو باألحرى أن مينع‬ ‫اإلحساس مبا تعكسه من صور‬ ‫للحياة األمريكية الكرمية‪)15( .‬‬ ‫إن اإلمكانيات الهائلة التي تتميز‬ ‫بها اآلل��ة الدعائية واإلعالمية‬ ‫األمريكية ترجع إل��ى كونها أداة‬ ‫التعبير ع��ن ال��واق��ع الرأسمالي‬ ‫الضخم في إمكانياته من جهة‬ ‫وامل�ت�س��م ب��امل��ادي��ة واالستهالكية‬ ‫م��ن ج�ه��ة أخ� ��رى‪ ،‬ح�ي��ث تعتمد‬ ‫هذه اآللة الدعائية اإلعالمية في‬ ‫متويلها على اإلعالنات التجارية‪،‬‬ ‫مما جعلها تكتسب قوة احلضور‬ ‫وكثافته وف��ي نفس الوقت تف ّرغ‬ ‫مت��ام�اً م��ن أي محتوى (ثقافي)‬ ‫ألن التجار ال شأن لهم بالثقافة‬

‫الواليات املتحدة متتلك أكثر من ‪ 15‬ألف رأس نووي‪..‬‬ ‫وأكثر من ‪ 1000‬صاروخ عابر للقارات‪ ..‬وأكثر من ‪700‬‬ ‫غواصه نووية‪ ..‬وأكثر من ‪ 500‬قاذفة إستراتيجية‪..‬‬ ‫وهي تفاقم تراساناتها يوم ًا بعد يوم‬


‫‪40‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫شؤون دولية‬ ‫القوة الناعمة أحيانا هي وسيلة أمريكا لفرض الهيمنة‬

‫تعتبر الواليات املتحدة الدولة املنتجة األولى زراعي ًا‬ ‫في العالم بالرغم من أن الزراعة ال مت ّثل إال ما نسبته‬ ‫‪ 2.5%‬من الناجت القومي األمريكي‬ ‫وال هدف لهم غير الربح‪ ،‬وبهذه (اآلل��ة) استطاع أصحاب الثروات‬ ‫أحكام القبضة على الرأي العام وتكييفه‪.‬‬ ‫إن التعويل على ال�ق��وة الناعمة ص��ار أكثر أهمية ف��ي ظ��ل النظام‬ ‫الدولي اجلديد‪ ،‬فمنذ أن ن ّبه (جوزيف ناي) (*) مخططي السياسة‬ ‫واإلستراتيجية األمريكية إلى أهمية هذا النوع من القوة في ظل واقع‬ ‫دولي يتيح لها دوراً وفعالية أكبر في إطار (سياسات القوة) التي يرى‬ ‫أنها ال يجب أن تقتصر على احملافظة على القوة (الصلبة) من خالل‬ ‫احلفاظ على إنتاجية االقتصاد األمريكي والنفوذ العسكري‪ ،‬بل إلى‬ ‫ضرورة تفهم الدور الذي ميكن أن تلعبه القوة الناعمة‪ ،‬وأن اجلمع بني‬ ‫القوتني هو الكفيل بتحقيق املصالح الوطنية والعاملية العليا‪ ،‬ومنذ ذلك‬ ‫الوقت بدأ الساسة األمريكيون يرسمون سياسات ويخططون للوصول‬ ‫إلى أهداف إعماالً ألفكار جوزيف ناي حول القوة الناعمة‪ ،‬خصوصاً‬ ‫في الفترة الثانية من والية «جورج دبليوبوش»‪ ،‬حيث تزايد احلديث‬ ‫عن (حرب األفكار) وعن (العالقات العامة الدولية) وعن (الدبلوماسية‬ ‫الشعبية) وهي صور وأمناط من القوة الناعمة‪)16( .‬‬ ‫ال يخفى أن تزايد سيطرة تيار (احملافظني اجلدد) على القرار األمريكي‬ ‫منذ عهد الرئيس األسبق (رونالد ريغان) وتغلغلهم في دوائ��ر صنع‬ ‫القرار السياسي األمريكي (املؤسسات احلكومية‪ ،‬املؤسسات البحثية‪،‬‬ ‫املؤسسات اإلعالمية) وج ّهت اإلدارة األمريكية بشكل أكبر إلى (القوة‬ ‫الصلبة) في إطار ما تقضي به عقيدتهم (احملافظية اجلديدة) (‪،)17‬‬ ‫جتسدت سطوتها الواضحة على القرار السياسي األمريكي‬ ‫والتي‬ ‫ّ‬ ‫خ�لال الفترة األول��ى من حكم الرئيس (ج��ورج دبليوبوش) وخاصة‬ ‫بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2001‬وظهرت واضحة فيما عرف ب(مبدأ‬ ‫ب��وش) في التعامل مع األخطار امل�ه� ّددة لألمن واملصالح األمريكية‬ ‫والصادرة هذه املرة ليس من املنافسني اإلستراتيجيتني للقوة األمريكية‬ ‫بل من منظمات إرهابية ومن ظاهرة انتشار أسلحة الدمار الشامل‪،‬‬ ‫فتضمن مبدأ بوش تصنيف بعض الدول بأنها (محور الشر)‪ ،‬واعتماد‬ ‫إستراتيجية (الضربة االستباقية عسكرياً) وربط مكافحة اإلرهاب‬ ‫ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل بإصالح ال��دول املارقة والنظم‬

‫الفاشلة‪ ،‬ومب��ا يعني أن جوهر ه��ذا املبدأ يستند إل��ى فلسفة القوة‬ ‫الصلبة بالدعوة إلى أن تهيمن أمريكياً على العالم عن طريق القوة‬ ‫وخاصة العسكرية (‪ ،)18‬إال أن الفترة الثانية من حكم الرئيس جورج‬ ‫دبليوبوش وبسبب اإلخفاقات املتعددة للسياسة اخلارجية األمريكية‬ ‫التي اعتمدت أساساً على القوة الصلبة وبدت واضح ًة في أفغانستان‬ ‫والعراق وهي التي دفعت اإلدارة األمريكية باجتاه التنبه من جديد‬ ‫ودع��م هذا االجتاه‬ ‫إلى دور القوة الناعمة إلى جانب القوة الصلبة‪ّ ،‬‬ ‫في الفترة األخيرة حصول الدميقراطيني على األغلبية في الكونغرس‬ ‫األمريكي خالل انتخابات العام ‪ 2007‬مما ح ّد – نوعاً ما – من‬ ‫سطوة احملافظني اجلدد على عملية صنع القرار السياسي األمريكي‬ ‫(**)‪ ،‬ومبا يعني عودة نوع من التوازن بني القوة الصلبة والقوة الناعمة‬ ‫في حتريك السياسة اخلارجية األمريكية‪.‬‬ ‫هوامش‬ ‫(‪ )1‬عبد اخلالق عبد الله‪« ،‬النظام العاملي اجل��دي��د‪ ...‬احلقائق‬ ‫واألوهام»‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪( ،124‬مرجع سبق ذكره)‪ ،‬ص‪.40‬‬ ‫(‪ )2‬سعيد الالوندي‪ ،‬القرن احلادي والعشرون‪ ..‬هل يكون أمريكياً‪،‬‬ ‫(مرجع سبق ذكره)‪ ،‬ص‪.79‬‬ ‫(*) كان الباحث قد تناول احتواء مدرك القوة على عنصرين هما‬ ‫(املادة والفعل) في إطار التعريف مبفهوم القوة في املبحث األول‬ ‫الفصل األول من هذه الدراسة املتعلق مبفهوم القوة في السياسة‬ ‫الدولية في الصفحة ‪ 38‬من البحث‪.‬‬ ‫(‪ )3‬بهجت القرني‪« ،‬م��ن النظام ال��دول��ي إل��ى النظام العاملي»‪،‬‬ ‫السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪( ،161‬يوليو ‪ ،)2005‬ص‪.43‬‬ ‫(‪ )4‬عبد اخلالق عبد الله‪« ،‬النظام العاملي اجل��دي��د‪ ..‬احلقائق‬ ‫األوهام» السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪( ،124‬مرجع سبق ذكره)‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫(‪ )5‬أحمد فاروق عبد العظيم‪« ،‬سياسة القوة في املشروع األمريكي‬ ‫للنظام العاملي»‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪( ،158‬أكتوبر‪ ،)2004 ،‬ص‪.32‬‬ ‫(‪ )6‬مصطفى ع��ل��وي‪« ،‬السياسة اخل��ارج��ي��ة األمريكية وهيكل‬ ‫النظام الدولي»‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪( ،153‬يوليو ‪.)2003‬‬


‫عاملية الثقافة األمريكية والقدرة على إرساء منظومة‬ ‫القيم والسياسات والطرق التي تدار بها األمور‬ ‫التفرد والهيمنة‬ ‫دولي ًا هي أحد معطيات ّ‬ ‫ومقومات ّ‬ ‫األمريكية في النظام الدولي‬ ‫السفيرة األمريكية ديبورا جونز‬

‫بشدة تصريح ديبورا‬ ‫اجليش الليبي يستنكر ّ‬ ‫حول مذبحة ترهونة‬ ‫الواليات املتحدة تقضم العالم قطعة قطعة‬ ‫(‪ )7‬والتر راسل ميد‪ ،‬السياسة اخلارجية األمريكية وكيف غيرت‬ ‫العالم‪ ،‬ترجمة‪ :‬نشوى ماهر‪( ،‬القاهرة‪ :‬اجلمعية املصرية لنشر‬ ‫املعرفة والثقافية العاملية‪ ،)2005 ،‬ص‪.57‬‬ ‫(‪ )8‬سعيد الالوندي‪ ،‬القرن احلادي والعشرون هل يكون أمريكياً‪،‬‬ ‫(مرجع سبق ذكره)‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.26-25‬‬ ‫(‪ )9‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.32-31‬‬ ‫(‪ )10‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.34‬‬ ‫(‪ )11‬أح��م��د ف����اروق ع��ب��د ال��ع��ظ��ي��م‪« ،‬س��ي��اس��ة ال��ق��وة ف��ي امل��ش��روع‬ ‫األمريكي للنظام العاملي»‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪( ،158‬مرجع‬ ‫سبق ذكره)‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫(‪ )12‬سعيد ال�لاون��دي‪ ،‬ال��ق��رن احل���ادي وال��ع��ش��رون‪ ...‬ه��ل يكون‬ ‫أمريكياً‪( ،‬مرجع سبق ذكره)‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫(‪ )13‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.100‬‬ ‫(‪ )14‬أح��م��د ف����اروق ع��ب��د ال��ع��ظ��ي��م‪« ،‬س��ي��اس��ة ال��ق��وة ف��ي امل��ش��روع‬ ‫األمريكي للنظام العاملي»‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪( ،158‬مرجع‬ ‫سق ذكره)‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫(‪ )15‬عصام عبد الشافي‪« ،‬السياسة اخلارجية األمريكية‪ :‬قضايا‬ ‫وإشكاليات» السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪( ،160‬أبريل‪ ،)2005 ،‬ص‪.158‬‬ ‫(*) أستاذ العالقات الدولية في جامعة هارفارد‪ ،‬نشر أطروحته‬ ‫حول «القوة الناعمة»‪ ،‬خالل العام ‪ ...1993‬الباحث‪.‬‬ ‫(*) احملافظون اجلدد‪ :‬تيار سياسي وجد في الساحة السياسية‬ ‫في الواليات املتحدة منذ فترة طويلة إال أنه منى وترعرع في ظل‬ ‫إدارة الرئيس األسبق رونالد ريغان‪ ،‬ومع أنهم ليسوا حركة منظمة‬ ‫ذات إطار تنظيمي وعقائدي واضح إال أنهم يجتمعون حول ثالثة‬ ‫مبادئ أساسية‪:‬‬ ‫(‪ )16‬عصام عبد الشافي‪« ،‬السياسة اخلارجية األمريكية‪ :‬قضايا‬ ‫وإشكاليات»‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪( ،160‬مرجع سبق ذكره)‪،‬‬ ‫ص‪.157‬‬ ‫(**) بدأ الكثير من احملافظني اجلدد يفقدون مواقعهم في دوائر‬ ‫صنع القرار السياسي األمريكي‪ ...‬ولعل املثال على ذلك في الفترة‬ ‫األخيرة استقالة وزير الدفاع السابق (رامسفيلد) وانتهاء تكليف‬ ‫(ج��ون بوتن) كمندوب دائ��م للواليات املتحدة في مجلس األمن‬ ‫واالثنان يعتبران من أهم أقطاب احملافظني اجلدد‪.‬‬

‫استنكرت رئ��اس��ة األرك ��ان العامة للجيش م��ا ج��اء ف��ي تغريدة‬ ‫للسفيرة األميركية في ليبيا‪ ،‬ديبورا جونز‪ ،‬واعتبرت رئاسة‬ ‫دوليا لإلرهابيني»‪.‬‬ ‫األركان هذه التغريدة‬ ‫«دعما ًّ‬ ‫ً‬ ‫وكانت ديبورا قالت في التغريدة التي نشرتها على حسابها في‬ ‫إن غارات ّأدت إلى مقتل ثمانية مدنيني من نازحي بلدة‬ ‫«تويتر» ّ‬ ‫تاورغاء‪.‬‬ ‫وجاء في البيان أن «رئاسة األرك��ان العامة للجيش الليبي وهي‬ ‫ت�ت��اب��ع امل��وق��ف ال�ع�س�ك��ري وس�ي��ر العمليات العسكرية ع�ل��ى كل‬ ‫اجلبهات تستهجن وتستنكر ما ص��در عن السفيرة األميركية‬ ‫في ليبيا على حسابها اخلاص على تويتر»‪ .‬وقال البيان‪« :‬بشأن‬ ‫مذبحة ترهونة اليوم‪ ،‬والتي استهدفت فيها ميليشيات صالح‬ ‫املرغني التابعة لفجر ليببا منزل العقيد بوعجيلة احلبشي‬ ‫وقتلت ثمانية أشخاص من بينهم أخيه وزوجته وابنه وابنته‪،‬‬ ‫وذلك بعد استهداف طائرات اجليش الليبي ملعسكر امليليشيات‬ ‫املذكورة»‪.‬‬ ‫«إن ما ورد في تصريحاتها (السفيرة األميركية)‬ ‫وأوضح البيان‪ّ :‬‬ ‫ب��أن ط��ائ��رات اجليش الليبي استهدفت م�ق� ً�را لنازحي ت��اورغ��اء‬ ‫هو معلومات غير صحيحة على اإلطالق وبعيدة عن احلقيقة‬ ‫وتزييف للحقائق تأتي في إطار دعمها للميليشيات اإلرهابية»‪.‬‬ ‫وختمت رئاسة أرك��ان اجليش الليبي بيانها قائلة‪« :‬نضع أمام‬ ‫ال�ش�ع��ب ال�ل�ي�ب��ي وامل�ج�ت�م��ع ال��دول��ي إث �ب� ً‬ ‫�ات��ا آخ ��ر ودل��ي�ل ً�ا ق��اط� ً�ع��ا‬ ‫على دع��م دول��ي لإلرهابيني‪ ،‬وف��ي ذات ال��وق��ت نطالب السفيرة‬ ‫األميركية بتفسير ملا ورد منها سابق الذكر واالع�ت��ذار للشعب‬ ‫الليبي وللجيش الليبي عن هذه التصريحات‪ ،‬ونطالب اجلهات‬ ‫الليبية وال��دول �ي��ة مب��وق��ف س�ي��اس��ي ح �ي��ال دع��م دول أجنبية‬ ‫للميليشيات في ليبيا والذي من شأنه أن يوسع الهوة بني الليبيني‬ ‫ويذكي روح الفتنة واالقتتال بني أبناء الشعب الواحد»‪.‬‬ ‫وكتبت السفيرة األميركية لدى ليبيا ديبورا جونز في تغريدة لها‬ ‫اليوم‪« :‬إن ثمانية مدنيني قتلوا في ضربة جوية قرب طرابلس‬ ‫دوليا‬ ‫اليوم اإلثنني في هجوم أعلنت احلكومة الليبية املعترف بها ً‬ ‫تنفيذه‪ ..‬أنباء فظيعة من ترهونة اليوم؛ حيث قتل ثمانية أبرياء‬ ‫من نازحي تاورغاء‪ ..‬العنف ليس في مصلحة أحد»‪.‬‬


‫‪42‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫اقتصاد‬

‫أكثر من مشترك بني ليبيا واليمن ‪ ..‬فهما دولتان فاشلتان‬

‫املجتمع الدولي والسياسيات التي اتبعتها الدول الكبرى في الغرب في التعامل مع أزمة احلكم والصراع على‬ ‫السلطة في اليمن وليبيا‪ ،‬كانت من أهم األسباب التي دفعت كال البلدين نحو هاوية الدول الفاشلة‪ ،‬والغريب‬ ‫أن املجتمع الدولي ما زال يؤكد بأن تنامي قوة املتطرفني في كال البلدين‪ ،‬زاد خالل األشهر األخيرة بفعل‬ ‫الفوضى والتصارع ال��ذي عصف بالدولة ومؤسساتها‪ ،‬من دون ان يكون هناك أي موقف واض��ح للمجتمع‬ ‫الدولي او املنظمات األممية في التدخل ملنع انتقال عدوى «الفشل» أو «اإلرهاب» إلى دول اجلوار‪.‬‬

‫باسم الزيادي‬

‫أخطاء الدولة الفاشلة‬ ‫في ليبيا واليمن‬ ‫وهو ما حدث مؤخراً بعد االعتداءات التي طالت تونس‪ ،‬والتي اشارت‬ ‫تقارير رسمية بان املهاجمني تلقوا التدريب والتسليح في ليبيا‪ ،‬وقد‬ ‫أشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى حقيقية أن «املسؤولية عن‬ ‫تدهور األوض��اع في ليبيا بعد اإلطاحة مبعمر القذافي مسؤولية‬ ‫مشتركة ال ميكن حتميلها فقط على النزاعات األهلية أو خلوها‬ ‫التام من مؤسسات بعد عقود من الديكتاتورية في عهد القذافي لكن‬ ‫يتحمل املسؤولية عن ذلك أيضا الغرب الذي فشل في املساهمة في‬ ‫بناء الدولة بعد تدخل قوات حلف شمال األطلسي (الناتو)»‪ ،‬باملقابل‬ ‫فقد أجلت الواليات املتحدة األمريكية آخر ‪ 100‬عنصر من قواتها‬

‫اخلاصة من اليمن (بعد أن أغلقت سفارتها)‪ ،‬بعد ف��رار عشرات‬ ‫اإلرهابيني من تنظيم القاعدة من معتقلني‪ ،‬في إش��ارة إلى خروج‬ ‫األوضاع عن نطاق السيطرة‪( ،‬خصوصا بعد حادث تفجير املساجد‬ ‫في اليمن والذي راح ضحيته املئات بني قتيل وجريح)‪ ،‬واكتفت بدعوة‬ ‫الشعب اليمني الى التكاتف في صف واحد ملواجه اإلرهاب‪.‬‬ ‫وتتقارب ليبيا واليمن بوضع خاص في مسار الدول الفاشلة (وهناك‬ ‫معايير محددة للدول الفاشلة ميكن ذكرها في وقت الحق) من عدة‬ ‫أوجه‪-:‬‬ ‫‪ 1-‬إن كال الدولتني لهما أكثر من حكومة أو سلطة فعلية‪ ،‬في ليبيا‬


‫هناك حكومة في العاصمة طرابلس تدير السلطة السياسية فيها منذ‬ ‫سيطرة قوات فجر ليبيا (خليط من ميليشيات إسالمية مسلحة)‬ ‫عليها‪ ،‬تعمل مع املؤمتر الوطني العام املنتهية واليته (الذراع التشريعية‬ ‫لهذه احلكومة) وتعتبرها مبثابة «حكومة اإلنقاذ الوطني»‪ ،‬فيما توجد‬ ‫حكومة اخرى تدير أعمالها من طبرق شرق البالد إلى جانب برملان‬ ‫منتخب‪ ،‬ويعترف بها املجتمع الدولي‪ ،‬بينما يتقاسم السلطة في اليمن‬ ‫جماعة «انصار الله» مع الرئيس «هادي»‪ ،‬فبعد سيطرتهم (احلوثيني)‬ ‫على العاصمة صنعاء‪ ،‬في سبتمبر املاضي‪ ،‬ومعظم مؤسسات الدولة‪،‬‬ ‫قاموا بحل البرملان واحلكومة وتشكيل حكومة ومجلس سياسي‬ ‫مؤقتني‪ ،‬فيما فر الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» من صنعاء‬ ‫(بعد ان كان حتت اإلقامة اجلبرية) ودعا إلى حكومة جديدة أخرى‬ ‫مقرها عدن‪.‬‬ ‫‪ 2‬متلك جميع القوى التي تتنازع احلكم في ليبيا واليمن مقومات‬‫اقتصادية وعسكرية متكنها من االستمرار في احلفاظ على األراضي‬ ‫التي تقع حتت حكمها‪ ،‬فمن اقتسام األراضي وآبار وحقول النفط الى‬ ‫انقسام املؤسسة العسكرية واألحزاب والقبائل بني الطرفني‪ ،‬أدت الى‬ ‫تعقيد املشهد بصورة كبيرة‪.‬‬ ‫‪ 3‬إن التنافس بني التنظيمات اإلرهابية العاملية (تنظيم القاعدة‪،‬‬‫تنظيم داعش) كبير على انتزاع والء احلركات وامليليشيات والقبائل‬ ‫املنتشرة في كال الدولتني‪ ،‬وهو ما يؤكد أن الفوضى التي أنتجها‬ ‫صراع السلطة قد ولد بيئة مناسبة لنمو احلركات املتطرفة‪ ،‬املغذي‬ ‫الرئيسي للمنظمات اإلرهابية العاملية‪ ،‬وقد أشارت العديد من التقارير‬ ‫االستخبارية الغربية‪ ،‬أن تنظيم القاعدة بات أقوى من السابق في‬ ‫اليمن بفعل الفوضى األخيرة‪ ،‬فيما استطاع تنظيم داع��ش تثبيت‬ ‫جذوره داخل ليبيا وميكنه االنطالق منها إلعداد هجمات كبيرة مثلما‬ ‫حدث في تونس واالعتداء على «متحف باردو»‪.‬‬ ‫‪ 4‬كال البلدين ميثالن انتكاسة كبيرة لدول أخرى في حال متكنت‬‫التنظيمات املتطرفة من استغالل األوضاع الفوضوية فيها وحتويلها‬ ‫الى أفغانستان ثانية أيام طالبان‪ ،‬فليبيا متثل البوابة اإلفريقية على‬ ‫أوربا مثلما متثل البوابة الشمالية ألفريقيا (تقع في شمال أفريقيا‬ ‫على الساحل اجلنوبي للبحر األبيض املتوسط)‪ ،‬فيما تتضح أهمية‬ ‫اليمن االستراتيجية لقربها من أكبر مصدري النفط في العالم‬ ‫(السعودية)‪ ،‬إضافة إلى أهمية مضيق «باب املندب» (ممر مائي يصل‬ ‫البحر األحمر بخليج عدن وبحر عمان) اجليوسياسية والتجارية‬ ‫املهمة‪.‬‬ ‫‪ 5‬كال البلدين يشهدان تدخال أممياً ضعيفاً‪ ،‬فعلى الرغم من تبني‬‫األمم املتحدة لدعوة الفرقاء إلى احلوار والشراكة وتشكيل حكومة‬ ‫وح��دة وطنية‪ ،‬إضافة إلى تبني األمم املتحدة التصويت على عدة‬ ‫ق��رارات متعلقة بالشأن الليبي واليمني‪ ،‬اال ان واقع احلال يختلف‬ ‫متاما عن التحرك االممي‪ ،‬فالقتال املستمر بني األطراف التي تقتسم‬ ‫السلطة وفشل احلوار وتبادل االتهامات دالالت تؤكد عدم وجود دور‬ ‫فاعل للمجتمع الدولي‪.‬‬ ‫‪ 6‬البلدان مهددان بنشوب ح��رب أهلية خطيرة‪ ،‬ساعدت جميع‬‫الظروف التي تعيشها راهنا على إمكانية اندالعها في حلظة‪ ،‬مثلما‬ ‫ساعدت أيضا على إمكانية تقسيم البلدين الى عدة دول او أقاليم‬ ‫وسط سيطرة أطراف وحركات مسلحة لها توجهات وأيدولوجيات‬ ‫مختلفة على كل دولة او إقليم مقسم‪.‬‬ ‫والغريب في االمر ان املجتمع الدولي منقسم أيضا على نفسه بشأن‬ ‫اخلطوات التي ينبغي اتخاذها بشأن األوضاع املرتبكة في ليبيا واليمن‪،‬‬

‫هل يحتكم اليمنيون إلى العقل؟‬

‫املستثمرون يواصلون احترازهم من ليبيا‬ ‫ق ��ال ج �م��ال س��وي�س��ي م��دي��ر إدارة االس �ت �ث �م��ار بهيئة تشجيع‬ ‫االستثمار وشؤون اخلصخصة أن ‪ 65%‬من إجمالي عدد املشاريع‬ ‫االستثمارية متوقفة عن العمل مؤكد ًا بأن معظم املستثمرين‬ ‫يغادرون بسبب مطالبة بلدانهم باملغادرة نتيجة تردي األوضاع‬ ‫األمنية في البالد‪.‬‬ ‫وكشف مدير إدارة التعدين في املؤسسة الوطنية للتعدين في‬ ‫ليبيا أحمد أبو عراج عن توقف استثمارات كبيرة في صناعة‬ ‫اإلسمنت ك��ان م�ق��رر ًا البدء فيها العام اجل��اري بقدرة إنتاجية‬ ‫تقدر بنحو ‪ 10.65‬ماليني طن سنوي ًا خلمسة مصانع‬ ‫إجمالية ّ‬ ‫موزعة على أنحاء ليبيا‪ .‬كما أشار إلى توقف مشروعات حديد‬ ‫والتنقيب عن الذهب مرجع ًا السبب إلى الصراعات املسلحة التي‬ ‫تشهدها البالد‪.‬‬ ‫وم��ن ج��ان�ب��ه أوض ��ح س��وي�س��ي أن تكلفة امل �ش��روع��ات الصناعية‬ ‫والسياحية والعقارية التي توقفت ‪ 65%‬منها تقدر بنحو ‪4.6‬‬ ‫مليارات دينار ليبي أي ما يعادل نحو ‪ 3.35‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫وأض ��اف أن ه�ن��اك ش��رك��ات محلية ت��رغ��ب ف��ي ت��وس�ي��ع نشاطها‬ ‫مثل الشركة الليبية للحديد والصلب إلنشاء مصانع جديدة‬ ‫بقيمة مليار دوالر باإلضافة إلى توسعة املصانع لشركة األهلية‬ ‫لإلسمنت بقيمة ‪ 500‬مليون دينار ليبي‪.‬‬ ‫وتعاني ليبيا من أوضاع اقتصادية متردية في ظل تراجع إنتاج‬ ‫النفط بشدة في ليبيا على مدى العامني األخيرين بسبب تدهور‬ ‫الوضع األمني وتصاعد أعمال العنف واالنقسام السياسي احلاد‬ ‫والعمليات العسكرية التي تديرها جبهة الغرب في طبرق‪.‬‬

‫ففي حني دعت أط��راف إلى تبني اخلطوات العسكرية واستعادة‬ ‫السلطة بالقوة‪ ،‬رفضت أطراف أخرى هذه االقتراح الذي قد يؤدي‬ ‫الى املزيد من عدم االستقرار في املنطقة‪ ،‬فيما دعت أطراف عديدة‬ ‫إلى تبني احلوار بني األطراف املتنازعة من اجل منع انزالق البلدين‬ ‫الى حافة احلرب االهلية وسيطرة املنظمات اإلرهابية‪ ،‬لكن ما زالت‬ ‫هذه الدبلوماسية بعيدة عن ارض الواقع‪ ،‬طبعا لعدة اعتبارات ميكن‬ ‫اعتبار أهمها ان مصالح بعض الدول ميكن ان تصب في مصلحتها‬ ‫الفوضى املوجودة في هذه املناطق‪ ،‬كما ان الدعم اإلقليمي والدولي‬ ‫للجهات املتصارعة على السلطة في اليمن وليبيا يؤثر بشكل كبير على‬ ‫اي تفاهم او حوار مستقبلي بني األطراف املتنازعة‪.‬‬ ‫لكن ينبغي االهتمام بشدة ملا يجري في ليبيا واليمن قبل انفجار‬ ‫األوضاع وخروجها عن نطاق السيطرة‪ ،‬فاحلرب وسيطرة التنظيمات‬ ‫املتطرفة على كل أو ج��زء من أراض��ي ه��ذه ال��دول ميكن أن يقلب‬ ‫املعادلة (حتى للدول الداعمة لهذه الفوضى) في منطقة الشرق‬ ‫األوسط وشمال إفريقيا وأوربا‪ ،‬وهو ما ال يتمناه أحد بالتأكيد‪.‬‬


‫‪44‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫اقتصاد‬

‫األزمة الليبية تتصدر‬ ‫تحضيرات القمة العربية بشرم الشيخ‬

‫ً‬ ‫عاما من العمل‬ ‫سبعون‬ ‫العربي المشترك‪..‬‬ ‫ماذا بعد؟!‬ ‫ت �ت �ص � َّدر األزم ��ة الليبية م�ن��اق�ش��ات امل �ن��دوب�ين ال �ع��رب ووزراء‬ ‫اخلارجية في التحضيرات التي بدأت‪ ،‬االثنني املاضي‪ ،‬للجلسات‬ ‫التحضيرية للقمة العربية املق َّررة يومي ‪ 28‬و‪ 29‬مارس اجلاري‬ ‫في مدينة شرم الشيخ املصر ّية‪.‬‬ ‫وقال مندوب مصر الدائم لدى اجلامعة العربية‪ ،‬السفير طارق‬ ‫ع��ادل‪ ،‬في تصريحات لبوابة الوسط الليبية إ َّن األزم��ة الليبية‬ ‫ستتص َّدر مناقشات املندوبني العرب ووزراء اخلارجية بهدف‬ ‫صياغة رؤي��ة واضحة سيتم إق��راره��ا خ�لال يومي القمة (‪28‬‬ ‫متس األمن القومي لكافة‬ ‫و‪ 29‬مارس) مؤك ًدا أ َّن األزمة الليبية‬ ‫ُّ‬ ‫الدول العربية‪.‬‬ ‫وأضاف عادل أ َّن املسؤولني العرب سيبحثون التط ّ ُورات الليبية‬ ‫مشد ًدا‬ ‫على خلفية نتائج احلوار الوطني بني الفرقاء الليبيني‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫على أ َّن توصيات اجلامعة العربية لن تكون بعيدة عن تص ّ ُورات‬ ‫كافة األطراف الليبية‪.‬‬ ‫وتُ�ع � َق��د ال�ق�م��ة حت��ت ش�ع��ار «س�ب�ع��ون ع��ا ًم��ا م��ن ال�ع�م��ل العربي‬ ‫املشترك»‪ ،‬تزامنًا مع مرور سبعني عا ًما على تأسيس اجلامعة‬ ‫العربية وبدء أعمالها‪.‬‬ ‫وشهدت قاعة امل��ؤمت��رات الرئيسية بشرم الشيخ‪ ،‬اجتماعات‬ ‫حتضيرية لكبار املسؤولني ومندوبي اجلامعة العربية واملجلس‬ ‫االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬التي تضطلع برفع توصيات الجتماع‬ ‫وزراء التجارة واالقتصاد العرب الذي سيُعقد األربعاء املقبل‪.‬‬ ‫سرية اجللسات األولى‬ ‫وف��ي خطوة مفاجئة‪ ،‬ق � َّرر املسؤولون عن القمة العربية وضع‬

‫السر ّيَة‬ ‫اجلاليات التحضيرية على مدار يومي ‪ 23‬و‪ 24‬في إطار‬ ‫ِّ‬ ‫مقر‬ ‫التامة‪ ،‬ومنع وصول الصحفيني إلى فندق إقامة الوفود أو ِ ّ‬ ‫انعقاد اجللسات املنعقدة ف��ي قاعة وادي النيل وق��اع��ة قناة‬ ‫السويس‪.‬‬ ‫وف ��ور تسلم جمهورية مصر العربية رئ��اس��ة ال���دورة احلالية‬ ‫ع َّبر مندوبها الدائم‪ ،‬السفير طارق عادل‪ ،‬بدأ كبار املسؤولني‬ ‫مناقشة تقرير بشأن إمتام منطقة التجارة احلرة العربية الكبرى‬ ‫وحت�ض�ي��رات االحت��اد اجل�م��رك��ي‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل��ى تطوير العمل‬ ‫االقتصادي واالجتماعي العربي املشترك‪ ،‬والتح ّ ُرك العربي في‬ ‫مفاوضات تغ ّيُر املناخ‪.‬‬ ‫وت�ط� َّرق��ت املباحثات إل��ى م�ب��ادرة البحرين التي حملت عنوان‬ ‫«تطوير املشروعات املنزلية ومشروعات األسر املنتجة بالدول‬ ‫العربية لتكون مدخالت في الصناعات الكبرى»‪.‬‬ ‫وسيبحث املسؤولون العرب‪ ،‬في وقت الحق‪ ،‬اليوم االثنني‪ ،‬تقري ًرا‬ ‫شام ً‬ ‫ال بشأن متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن القمة العربية‬ ‫في دورتها الثانية السابقة في دولة الكويت‪ ،‬وآخر بشأن متابعة‬ ‫تنفيذ قرارات القمة العربية التنموية االقتصادية واالجتماعية‬ ‫في دورتها الثالثة في الرياض‪.‬‬ ‫ويعقد املندوبون الدائمون لدى اجلامعة العربية اجتماعات غ ًدا‬ ‫الثالثاء‪ ،‬لتحضير الوثائق ومشروعات القرارات لرفعها لوزراء‬ ‫اخلارجية العرب الذين يجتمعون يوم اخلميس املقبل‪.‬‬ ‫وف��ور ان�ت�ه��اء اج�ت�م��اع ك�ب��ار امل�س��ؤول�ين على مستوى املندوبني‬ ‫الدائمني يومي ‪ 23‬و‪ 24‬م��ارس‪ ،‬اجتمع املجلس االقتصادي‬


‫واالجتماعي على مستوى وزراء التجارة واالقتصاد العرب يوم‬ ‫‪25‬مارس‪ ،‬ثم اجتمع مجلس اجلامعة العربية على مستوى وزراء‬ ‫اخلارجية يوم ‪ 26‬م��ارس للتباحث حول مشروعات القرارات‬ ‫املختلفة ورفع التوصيات للقمة إلقرارها‪.‬‬ ‫وذكرت مؤسسة الرئاسة أ َّن القادة العرب سيبدأون التوافد إلى‬ ‫مدينة شرم الشيخ يوم ‪ 27‬مارس على أ ْن تُعقد القمة يومي ‪28‬‬ ‫و‪ 29‬من نفس الشهر‪.‬‬ ‫وقالت اخلارجية املصر ّية إ َّن الوزير سامح شكري واألمني العام‬ ‫للجامعة العربية‪ ،‬نبيل العربي‪ ،‬سيعقدان مؤمت ًرا صحف ًّيا عقب‬ ‫اخ�ت�ت��ام أع�م��ال القمة ي��وم ‪ 29‬م��ارس الس�ت�ع��راض التوصيات‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫وم��ن جانبه‪ ،‬ذك��ر مندوب مصر الدائم ل��دى اجلامعة‪ ،‬السفير‬ ‫طارق عادل‪ ،‬أ َّن القمة العربية احلالية تكتسب أهمية كبرى نظ ًرا‬ ‫لتزامنها مع التط ّ ُورات التي تشهدها املنطقة العربية والتحديات‬ ‫التي تواجه األمن القومي العربي‪.‬‬ ‫وق��ال السفير امل�ص��ري إ َّن االجتماعات التحضيرية ستشمل‬ ‫مناقشة تعديل ميثاق اجلامعة خالل الدورة احلالية في مدينة‬ ‫شرم الشيخ املصر ّية‪ ،‬منوهً ا إلى أ َّن الدورة السادسة والعشرين‬ ‫ستشهد ع��د ًدا من ال�ق��رارات غير املسبوقة بالنظر حلساسية‬ ‫التوقيت الذي مي ّ ُر به الوطن العربي‪ ،‬خاصة التحديات األمنية‪.‬‬ ‫أجواء غير مسبوقة‬ ‫وم��ن جانبها‪ ،‬تُ� ِ‬ ‫�واص��ل وزارة اخلارجية املصرية بالتنسيق مع‬ ‫األج �ه��زة املعنية‪ ،‬اس�ت�ع��دادات�ه��ا اللوجستية الستضافة القمة‬

‫العربية املقبلة‪ ،‬في ظل أجواء إقليمية غير مسبوقة ملا تشهده‬ ‫�س مباشرة األم��ن‬ ‫املنطقة العربية م��ن حت��دي��ات ومخاطر مت� ّ ُ‬ ‫القومي العربي‪.‬‬ ‫وأشار الناطق باسم اخلارجية املصر ّية السفير بدر عبدالعاطي‪،‬‬ ‫مقدمتها‬ ‫إلى أ َّن القمة ستناقش عد ًدا من املواضيع املهمة‪ ،‬وفي ِ ّ‬ ‫حتديات األمن القومي العربي وتط ّ ُورات القضية الفلسطينية‬ ‫وال�ص��راع العربي ‪ -‬اإلسرائيلي‪ ،‬ودع��م م��وازن��ة دول��ة فلسطني‬ ‫وصمود الشعب الفلسطيني‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن التط ّ ُورات اجلارية في‬ ‫كل من سورية وليبيا واليمن‪ ،‬باإلضافة إلى مكافحة اإلرهاب‬ ‫املتطرف‪.‬‬ ‫والفكر‬ ‫ِّ‬ ‫وك��ان نبيل العربي‪ ،‬األم�ين العام للجامعة العربية‪ ،‬وصل أمس‬ ‫األحد‪ ،‬إلى اجلزائر في زيارة تستمر يومني لبحث قضايا تتعلق‬ ‫بالقمة العربية املرتقبة يومي ‪ 28‬و‪ 29‬مارس‪.‬‬ ‫إجراءات أمنية مكثفة‬ ‫وف��ي اإلط��ار نفسه‪ ،‬شهدت كافة ش��وارع ومناطق مدينة شرم‬ ‫الشيخ السياحة انتشا ًرا أمن ًّيا مكث ًفا منذ الساعات املتأخرة من‬ ‫ليل أمس األحد‪ ،‬حيث تواجدت أكمنة الشرطة في جميع مداخل‬ ‫الشوارع الرئيسية للمدينة‪ ،‬بالتزامن مع دورية شرطية في كافة‬ ‫الشوارع اجلانبية‪.‬‬ ‫وشهد محيط انعقاد املؤمتر بقاعة املؤمترات الرئيسية «جولي‬ ‫ف��ال��ي» ك��ردون��ات أمنية مك ّثَفة‪ ،‬م��ع تفتيش ذات��ي لكافة امل��ارة‪،‬‬ ‫وتشديد اإلجراءات األمنية مبحيط أماكن إقامة الوفود العربية‬ ‫والبعثات الدبلوماسية‪.‬‬


‫‪46‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫ثقافة‬ ‫إعالن اجلوائز‬

‫المستقل تنشر النتائج‬

‫جوائز سبتيموس بين‬ ‫اختيار لجنة التحكيم‬ ‫والجمهور‬ ‫كتب‪ :‬علي خويلد‬ ‫عدسة‪ :‬محمد بيترو ‪ -‬أمير ابوسن‬

‫أقيم حفل توزيع جائزة سبتيموس للتميز واإلبداع في طبعتها‬ ‫الثالثة بقاعة الفصول األربعة بطرابلس مؤخراً وسط حضور‬ ‫الفت من الفنانني واإلعالميني والصحفيني واألدباء واملثقفني‪,‬‬ ‫حيث حتصل على جائزة سبتيموس عن العام ‪ 2014‬ك ً‬ ‫ال من‪:‬‬ ‫> امحمد عثمان افضل ممثل دور أول عن مسلسل «دراجنوف»‪.‬‬ ‫> س�ه�ي��ر ب��ن ع �م��ارة اف �ض��ل مم�ث�ل��ة دور أول ع��ن مسلسل‬ ‫«دراجنوف»‬ ‫> أفضل مقدم برامج تلفزيون باختيار جلنة التحكيم (سمر‬ ‫بوحلفاية) عن برنامج «حوشنا» بقناة العاصمة‪.‬‬ ‫> أفضل مقدم برامج تلفزيون باختيار اجلمهور (عبدالسالم‬ ‫عجينة) عن برنامج «بجوها» لقناة ليبيا األولى‪.‬‬ ‫> أفضل مقدم برامج راديو باختيار جلنة التحكيم (إخالص‬ ‫مهلهل) عن برنامج «الهواء بحري» لراديو اجلوهرة‪.‬‬ ‫> أفضل مقدم برامج راديو باختيار اجلمهور (بشرى كرمي)‬ ‫عن برنامج «صباح لبدة» لراديو لبدة‪.‬‬ ‫أما جوائز التميز فكانت من نصيب ك ً‬ ‫ال من ‪:‬‬ ‫> اإلعالمية سناء املنصوري‪.‬‬ ‫> املمثل أسامة الباهي‪.‬‬ ‫> اإلعالمي احمد القاضي‪.‬‬ ‫كما حتصل مسلسل «دراجنوف» واوبريت «ياليبيني» وبرنامج‬ ‫«هذا أنا» على جائزة اإلجناز لسنة ‪.2014‬‬ ‫وجوائز سبتيموس للريادة في طبعته الثالثة كانت من نصيب ‪:‬‬ ‫> اإلعالمية القديرة امباركة عدالة‪.‬‬ ‫> املطربة القديرة تونس مفتاح‪.‬‬ ‫> املمثلة القديرة حميدة اخلوجة‪.‬‬ ‫> املمثلة القديرة زبيدة قاسم‪.‬‬ ‫> املسرحية القديرة سعاد احلداد‪.‬‬ ‫> املمثلة القديرة هدى عبداللطيف‪.‬‬ ‫> املطربة القديرة ساملني الزروق‪.‬‬ ‫> اإلعالمية القديرة عائدة البكشي‪.‬‬ ‫> اإلعالمية الراحلة فاطمة الشكري‪.‬‬ ‫> املمثلة القديرة مهيبة جنيب‪.‬‬ ‫> اإلعالمية القديرة نعيمة الطاهر‪.‬‬

‫اخالص امهلهل وجائزة افضل مقدم برنامج راديو‬

‫االعالمي سليمان قشوط رئيس اجلائزة‬

‫االعالمي عبدالسالم عجينة وجائزة افضل مقدم برنامج منوع‬

‫االعالمية جنوى معتوق‬


‫املمثل اسامة الباهي وواصف اخلويلدي‬

‫املمثل القدير محمد عثمان وجائزة افضل ممثل دور اول‬

‫مليكة العاصمي‬

‫بمناسبة اليوم العالمي للشعر‬

‫املمثلة القديرة لطفية ابراهيم‬

‫بشرى كرمي وجائزة افضل مقدم برنامج راديو‬

‫سمر بوحلفاية وجائزة افضل مقدم برنامج تلفزيون‬

‫الملتقي المتوسطي‬ ‫يحتفي بالقصيدة‬ ‫على طريقته‬

‫نظم احتاد كتاب املغرب وجمعية العمل الثقافي باملضيق‪،‬‬ ‫امللتقى املتوسطي للشعر في دورته الثانية أيام ‪ 20‬و ‪21‬‬ ‫و‪ 22‬مارس مبدينة املضيق مبشاركة عدد من الشعراء‬ ‫والنقاد واملترجمني من إسبانيا والبرتغال واملكسيك‬ ‫وكرواتيا وتونس واملغرب‪.‬‬ ‫وشهدت الدورة‪ ،‬التي أقيمت حتت وقع االحتفال باليوم‬ ‫العاملي للشعر‪ ،‬تكرمي الشاعرة املغربية مليكة العاصمي‬ ‫احتفاء بتجربتها الشعرية وبعطائها اإلبداعي املتواصل‪.‬‬ ‫وأوصى املشاركون في هذا امللتقى الشعري املتوسطي‬ ‫بتوسيع فضاء املشاركة في هذا امللتقى عبر فتح املجال‬ ‫أم ��ام ش �ع��راء آخ��ري��ن م��ن ج�غ��راف�ي��ات ش�ع��ري��ة ج��دي��دة‬ ‫واالح �ت �ف��اء ف��ي ك��ل دورة ب��إح��دى ال �ت �ج��ارب الشعرية‬ ‫األجنبية إلى جانب التجربة الشعرية املغربية؛ واالتفاق‬ ‫مع الشعراء البرتغاليني على إصدار أنطونولوجيا شعرية‬ ‫مغربية باللغة البرتغالية وأنطولوجيا شعرية برتغالية إلى‬ ‫العربية‪.‬‬


‫‪48‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫ثقافة‬

‫اإلصدار السابع ملجلة املستقل كان كتابا بعنوان «مفهوم القوة في السياسة‬ ‫الدولية» للكاتب خالد احلراري وهو من القطع املتوسط وفي ‪ 155‬صفحة‪.‬‬

‫سالم مصطفى‬

‫كتاب‬

‫مفهوم القوة في السياسة الدولية‬ ‫الكتاب بحث أكادميي حول مفهوم القوة في السياسة الدولية‪ ..‬وكما‬ ‫جاء في تقدمي الباحث لكتابه في ص ‪ 8‬حيث يقول‪« :‬أحاول هنا أن‬ ‫أرصد السلوك السياسي الدولي والظاهرة السياسية الدولية خالل‬ ‫مرحلة مابعد انتهاء احلرب الباردة للكشف عن طبيعتها والتعرف‬ ‫على خصائصها ومضامينها من خ�لال التعامل مع أب��رز الصور‬ ‫والتراكيب التي صارت متثل إطارا يقع في نطاقه وفي حدوده السلوك‬ ‫السياسي الدولي وتعبر ابعاده عن حقيقة وطبيعة الظاهرة السياسية‬ ‫الدولية في ظل الواقع الدولي اجلديد‪ ،‬وذلك من خالل اخضاع هذه‬ ‫الصور والتراكيب للتحليل والتفسير من خالل مفهوم القوة كمفهوم‬ ‫أساس‪.»...‬‬ ‫وكأي بحث علمي جاد‪ ..‬يستوجب أن تكون املفاهيم واملصطلحات‬ ‫ال��واردة فيه واضحة ومحددة‪ ..‬انطلق الكاتب في كتابه من تعريف‬ ‫املقصود من مفهوم القوة في السياسة الدولية‪ ..‬ليطرح مجموعة من‬ ‫التعريفات ملفهوم القوة في العلوم السياسية‪ ..‬ليستخلص لنا ان هناك‬ ‫صعوبة في تعريف مدرك القوة الحتوائه على عنصرين متداخلني‬ ‫وهما (امل��ادة والفعل) ليدخل في مبحث لغوي مستشهدا باللغتني‬ ‫االجنليزية والفرنسية في حتليل مفهوم القوة ومفهوم القدرة والفرق‬ ‫بينهما وكذلك داللة املفهومني في اللغة العربية التي يرى الكاتب ان‬ ‫لفظ القوة فيها أقدر من لفظ القدرة على التعبير لكونه يجمع في‬ ‫داللته على عنصري القوة والقدرة معا لذلك يجنح الي اعتماده في‬ ‫بحثه الذي بني يدينا اآلن‪.‬‬ ‫يدخل الكاتب بعدها في مبحث آخر يقدم لنا فيه خصائص مفهوم‬ ‫القوة ليستخلص لنا عدد من اخلصائص التي حتدد االط��ار العام‬ ‫ملفهوم القوة كمفهوم يعبر عن جوهر العملية السياسية ال سيما‬ ‫علي املستوى الدولي‪ ..‬لينتقل سريعا إلى ما أسماه « قياس القوة «‬ ‫ليطرح لنا اوال مجموعة كبيرة من االشكاليات التي جتل من الصعوبة‬ ‫مبكان قياس القوة لكون هذه االشكاليات متعلقة بالطبيعة املعقدة‬ ‫ملفهوم القوة نفسه‪ ..‬ولكي نستطيع ان نقع على فهم اكبر ملفهوم القوة‬ ‫في السياسة الدولية فإن الباحث ينطلق بنا الى مبحث جديد وهو‬ ‫(تصنيفات ومن��اذج وصور القوة) متطرقا في البداية الى مفهومي‬ ‫(السلطة والنفوذ) لينتقل بعدها الي شرح لتصنيف القوة في السياسة‬ ‫الدولية أوال من خالل الدبلوماسية‪ ،‬وثانيا من خالل االستراتيجية‬ ‫والتي يقسمها إلى احلرب املباشرة واحلرب غير املباشرة‪.‬‬

‫ليختم الباب االول من بحثه بفصل عن توزيع القوة في املجال الدولي‪،‬‬ ‫يشرح لنا فيه انه الميكن وضع توزيع للقوة دون فهم االنساق الدولية او‬ ‫النظم الدولية التي يتم داخلها هذا التوزيع والتي حددها بنسق متعدد‬ ‫القطبية‪ ،‬ونسق ثنائي القطبية‪ ،‬ونسق أحادي القطب‪ ..‬حيث يتم داخل‬ ‫كل نسق نوع من توزيع القوى خللقنوع من توازن القوى‪.‬‬ ‫الباب الثاني لهذا الكتاب عنونه الكاتب بـ(عوامل ومقومات القوة في‬ ‫املجال الدولي) والتي يقسمها الكاتب الى عاملني هما‪ :‬العوامل املادية‬ ‫للقوة والعوامل غير املادية للقوة‪.‬‬ ‫(أ)ـ العوامل املادية للقوة‪:‬ويبدأها الكاتب بالعامل اجلغرافي والذي‬ ‫يتضمن في داخله املوقع بالنسبة للدولة وبعده وقربه من مركز العالم‬ ‫مبينا املزايا التي تكتسبها الدولة ارتباطا مبوقعها‪ ..‬لينتقل بعدها الى‬ ‫مناخ وتضاريس الدولة والتي تلعب دورا في حتديد القيمة االقتصادية‬ ‫والسكانية لالقليم وكذلك كقيمة استراتيجية وعسكرية خاصة في‬ ‫حاالت الدفاع ضد الغزو مشيرا الى اهمية االنهار الدولية في ظاهرة‬ ‫الصراع الدولي‪ ..‬وينهي الكاتب شرحه للعامل اجلغرافي بتحديد‬ ‫اهمية املساحة والشكل واحلدود السياسية لالقليم كعامل من العوامل‬ ‫املادية للقوة فمن حيث املساحة يوضح لنا الكاتب متى تكون املساحة‬ ‫الشاسعة عامل قوة ومتى تكون عامل ضعف للدولة ليتطرق بعدها‬ ‫الي الشكل وثأثيره على التماسك السياسي واالقتصادي للدولة مفرقا‬ ‫بني الشكل الدائري او االشكال املتطرفة لالقليم او اجلزر املتباعدة‬ ‫وغيرها‪ ،‬ليتطرق بعدها الى احل��دود السياسية وطولها وطبيعتها‬ ‫واثرها على قوة الدولة العسكرية واالقتصادية وحدود الدولة مع الدول‬ ‫املجاورة لها والعالقة بينهما وأثر ذلك على قوة الدولة وسيادتها‪..‬‬ ‫العامل املادي الثاني من عوامل القوة في املجال الدولي حدده الباحث‬ ‫بالسكان من حيث الكم البشري (العددي) مركزا على مدى التناسب‬ ‫بني عدد السكان ومساحة االقليم اجلغرافي الذي تشغله الدولة‪،‬‬ ‫ومدى التناسب بني عدد السكان وحجم موارد الدولة‪ .‬لينتقل وفي‬ ‫نفس االطار الى منط التركيب السكاني من حيث نسبة الذكور الى‬ ‫االن��اث ومتوسط اعمار السكان مفرقا بني ال��دول الهرمة وال��دول‬ ‫الفتية‪ .‬ليصل الى ما اسماه درجة التجانس السكاني وازمة الهوية‬ ‫في املجتمعات نتيجة وجود خليط من القوميات واالعراق والديانات‬ ‫واللغات لعدد من اجلماعات البشرية داخل الدولة مما يؤثر على‬ ‫امكانياتها في القوة على الصعيد الدولي‪.‬‬


‫العامل الثالث من عوامل القوة في املجال الدولي كما يراه الكاتب‬ ‫هو االمكانيات وامل��وارد االقتصادية التي يتناولها الكاتب كمحرك‬ ‫لظاهرة الصراع الدولي مبتدئا من احلروب والصراعات التي تنشأ‬ ‫ارتباطا باجلوع والقحط وحروب املاء الى حروب الوفرة الى التوسع‬ ‫االستعماري االمبريالي ال��ى االستخدام الدبلوماسي لالمكانيات‬ ‫االق�ت�ص��ادي��ة ال��ى منح امل �س��اع��دات وامل �ن��ح م��ن خ�ل�ال املؤسسات‬ ‫االقتصادية وصندوق النقد الدولي لتحقيق املصالح‪ ..‬ليتطرق بعدها‬ ‫ال��ى االهمية النسبية ملختلف امل��وارد االقتصادية متناوال مصادر‬ ‫الطاقة املختلفة واهمها النفط الى ان يقول‪ « :‬متثل الترواث الطبيعية‬ ‫املعدنية االخرى (الذهب‪ ،‬النحاس‪ ،‬املاس‪ ،‬الفوسفات‪ ..‬الخ) بشكل‬ ‫ع��ام مقوما من مقومات ق��وة الدولة االقتصادية تبعا ملاهية هذه‬ ‫املوارد ومدى وجودها بكميات اقتصادية وجتارية باالضافة الى توفر‬ ‫القدرة الفنية واملالية الستغاللها لينعكس ذلك على وزنها في الثقل‬ ‫العام لقوة الدولة االقتصادية ) صفحة ‪ ..91‬دون ان ينسى املوارد‬ ‫الزراعية ومفهوم االمن الغذائي‪ ..‬كل ذلك ال يجعلنا نفهم دور العامل‬ ‫االقتصادي في قوة الدولة دون ان نفهم مؤشرات القوة االقتصادية‬ ‫للدولة واملقصود بها الناجت القومي االجمالي كأهم مؤشرات القوة‬ ‫االقتصادية ومعدالت النمو االقتصادي وانتاج واستهالك الطاقة‬ ‫وانتاج احلديد والصلب ونسبة االيدي العاملة في الصناعة ومستويات‬ ‫الكفاءة واإلنتاجية‪..‬‬ ‫ينتقل الباحث بعد ذل��ك ال��ى العامل ال��راب��ع من عوامل القوة وهو‬ ‫القدرات العسكرية وهي الصورة االكثر وضوحا في التعبير عن قوة‬ ‫الدولة في املجال الدولي ويحدد الكاتب حجم القوة العسكرية للدولة‬ ‫باعتبارين‪ :‬اوال‪ :‬طبيعة سياسة االمن القومي املعتمدة‪ ،‬فيما اذا كانت‬ ‫الدولة تعتمد على امكانياتها في حتقيق امنها القومي او تعتمد على‬ ‫التحالفات العسكرية متطرقا الى احللف األطلسي وحلف وارسو‪..‬‬ ‫وثانيا‪:‬القوة العسكرية وخاصية الردع‪ ..‬اي نوع السياسة املتبعة في‬ ‫بناء القوات املسلحة واذا ماكانت ترتكز على السمة البرية او البحرية‬ ‫او اجلوية واسلحة الدمار الشامل كابرز متظهر لبروز فكرة الردع‪..‬‬ ‫(ب) العوامل غير املادية للقوة‪ :‬حيث يشرحها الكاتب كما يلي «حيث‬ ‫ترتبط بالسلوك البشري س��واء كان ذلك على املستوى الفردي او‬ ‫املستوى اجلماعي‪ ،‬وما يترتب على السلوك واالرادة البشرية من‬ ‫عالقات بني األشياء والبشر» ص‪ .103‬ويقسمها الكاتب إلى‪:‬‬

‫(‪ )1‬الهوية الثقافية واالجتماعية للوحدة الدولية‪ :‬والتي جسدها‬ ‫الكاتب في مجموعة من القيم والسلوكيات تشكل الهوية الوطنية‬ ‫جلماعة بشرية م��ا‪ ..‬كاالنتماء لوطن واح��د وال ��والء لهذا الوطن‬ ‫واالح�س��اس بالتآلف بني االف��راد والرغبة اجلماعية في النهوض‬ ‫بالوطن وحتقيق عزته وعلوه واحلماس للدفاع عنه في وجه الطامعني‬ ‫واالعداء متطرقا الى دور العامل الديني والقومي رغم تذبذب هذه‬ ‫املفاهيم عبر الزمن وعدم ثباتها وصعوبة قياسها‪.‬‬ ‫(‪ )2‬طبيعة النظام السياسي ودور القيادة السياسية‪ :‬يرى الكاتب‬ ‫بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي ان النظام السياسي االمثل‬ ‫هو الذي ال يعاني ازمات مثل ازمة الهوية القومية‪ ..‬لقدرته على خلق‬ ‫الوالء له لدى كل االفراد واجلماعات املكونة للمجتمع السياسي‪ ،‬أو‬ ‫ازمة املشاركة السياسية‪ ..‬فكلما كان النظام السياسي معبرا عن‬ ‫درجة عالية من املشاركة السياسيةكلما كان ذلك مفضي الى قوة‬ ‫النظام السياسي‪ ،‬أو أزمة التوزيع واملتمثلة في من يتحصل على ماذا‬ ‫وكيف ؟ وبقدر االجابة العادلة واملقنعة التي يحققها النظام على هذا‬ ‫السؤال بقدر مايكون بعيدا عن ازمة توزيع ثروة املجتمع مبا يحقق‬ ‫التنمية السياسية‪.‬ويتبقى بعد ذلك قدرة النظام على بناء االجهزة‬ ‫والهياكل واملؤسسات التي متكن من اداء كافة الوظائف السياسية‬ ‫بفعالية عالية‪ ..‬ليتطرق بعدها الى دور القادة والزعماءعلى فعالية‬ ‫اجلهاز السياسي في الدولة ووضع ورسم السياسات اخلارجية وتغيير‬ ‫مجرى التاريخ السياسي لبلدانهم على الصعيد الدولي‪.‬‬ ‫(‪ )3‬مستوى التقدم التقني والعلمي‪ :‬والذي ينعكس بشكل مباشر على‬ ‫فعالية الكم البشري (السكان) وعلى فعالية العوامل االقتصادية ويؤكد‬ ‫الباحث «على أن مستوى التقدم التقني والعلمي كمقوم من مقومات‬ ‫الدولة يكتسب اهمية في كونه محددا ومؤثرا في فعالية اي من‬ ‫العوامل االخرى « ص‪.121‬‬ ‫املبحث الثالث واالخير في الكتاب خصصه الكاتب لعرض مجموعة‬ ‫من النظريات ومن��اذج حتليل العالقات الدولية من خ�لال مفهوم‬ ‫القوة‪« ..‬حيث يتناول الباحث كل من نظرية هانزمارجنثاو ونظرية‬ ‫رمي��ون آرون كنوع من نظريات االت��زان التلقائي املعبرة عن مفهوم‬ ‫ميزان القوة مبدلوله العلمي (املوضوعي) وكل من النموذج النظري‬ ‫لكابالن والنموذج النظري لكارل دويتش كنوع من النظريات املعبرة عن‬ ‫مفهوم ميزان القوى من خالل مفهومه اللفظي» ص‪.124‬‬ ‫ودون أن نخوض في تفاصيل هذه النظريات لنترك للقارئ املتخصص‬ ‫واملهتم االطالع عليها بشكل أوس��ع‪ ..‬اال انني اود ان اشير ان هذا‬ ‫العرض املختصر لهذا الكتاب القيم هو اجحاف في حق الكتاب نفسه‬ ‫وحق اجلهد املبذول من الباحث في تقدمي بانوراما هامة موجزة‬ ‫ومكثفة عن مفهوم القوة في السياسة الدولية وال��ذي اعتبره من‬ ‫وجهة نظر شخصية هو اهم املعايير التى حتدد السياسة الدولية في‬ ‫وقتنا احلاضر‪ ..‬وقد صاغ لنا الباحث رؤية شبه مكتملة لفصل كبير‬ ‫ومتشعب في علم السياسة الدولية وباسلوب شيق وسهل دون الغوص‬ ‫في مصطلحات سياسية معقدة ومتشابكة مبا يسهل على القارئ‬ ‫البسيط فهم واستيعاب مفهوم القوة في السياسة الدولية بشكل سلس‬ ‫وواضح مدعما بأمثلة من الصراع الدولي التي متظهرت فيه القوة‬ ‫بأشكالها املتعددة‪ ..‬شخصيا اعتبره إضافة قيمة حلصيلة ثقافتي‬ ‫وأجزم أنه سيكون إضافة مهمة لكل قارئ‪.‬‬ ‫والله من وراء القصد‬


‫‪50‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫بروفايل‬

‫الفنان الراحل محمد الزواوي‬

‫جعلنا نبتسم‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ونغير ما بأنفســــــنا‬

‫تردد‬ ‫عندما بدأنا اإلعداد إلصدار مجلة املستقل األسبوعية الشاملة اجتهت أنظارنا تلقائيا وبدون ّ‬ ‫إلى اسم األستاذ الراحل محمد الزواوي ليكون مدخل املجلة وعنوان ًا لها‪.‬‬ ‫أرخت للحياة في ليبيا بتفاصيل نعرفها ونتناساها‪ ،‬أما هو فقد رآها بعني‬ ‫كان الزواوي عبقرية فذّ ة ّ‬ ‫الناقد الساخر‪ ،‬فأعاد تقدميها لنا بصورة أخرى تستفزّ رتابتنا ولكنها جتعلنا نبتسم دائم ًا ونحن‬ ‫فنغيرها تلقائي ًا ونواصل السخرية من أنفسنا‪.‬‬ ‫نعيد التفكير في تلك التفاصيل اليومية‪،‬‬ ‫ّ‬


‫ول��د محمد ال ��زواوي بضواحي بنغازي سنة‬ ‫‪ ،1936‬درس مبدرسة األبيار الداخلية حتى‬ ‫الرابعة االبتدائية‪ ،‬ولظروف عائلية اضطر‬ ‫لترك الدراسة وعمل كرسام بالقسم السمعي‬ ‫والبصري التابع للمصالح املشتركة النقطة‬ ‫الرابعة األمريكية‪.‬‬ ‫ظ �ه��رت م �ي��ول��ه ن �ح��و ال �ف��ن ال �س��اخ��ر أو فن‬ ‫الكاريكاتير الواقعي في عمر مبكر‪ ،‬وخالل‬ ‫هذه املرحلة من حياته‪ ،‬تتبع الزواوي باهتمام‪،‬‬ ‫رس��وم الفنان اليوناني برني ال��ذي كان يرسم‬ ‫في مجلة االثنني املصرية‪ ،‬هذه املتابعة‪ ،‬جعلته‬ ‫يشغف بالكاريكاتير‪ ،‬ومغادرة الرسم الواقعي‪،‬‬ ‫ثم املزج املوفق واملتكامل بينهما‪ ،‬إذ أن عمله‬ ‫الفني حتى ال�ي��وم يحمل ن��وع�اً م��ن التماهي‬ ‫ال�س��اح��ر ب�ين واق�ع�ي��ة رص�ي�ن��ة ومتمكنة من‬ ‫النسب التشريحية الصحيحة‪ ،‬وبني مبالغات‬ ‫وحتويرات ساخرة‪ ،‬ال تشوه النسب الواقعية‪،‬‬ ‫وإمنا تؤكدها‪ ،‬وحتافظ عليها‪ ،‬مبرزة القدرات‬ ‫املتفوقة للفنان ال��زواوي في الرسم الواقعي‬ ‫املدهش‪ ،‬واملنظور السليم‪ ،‬والتكوني املدروس‪،‬‬

‫قضى أكثر من خمسني عام ًا‬ ‫يستخدم ريشته في التعبير‬ ‫عن مختلف مناحي احلياة‬ ‫الشعبية في بالده‬ ‫واحلرك املعبرة‪ ،‬إضافة إلى الفكرة الساخرة‬ ‫املطروحة بوضوح وقوة‏‪.‬‬ ‫بدأ نشاطه الفني عام ‪ 1963‬م عندما عمل‬ ‫مخرج صحفي ورس��ام في مجلة (اإلذاع ��ة)‬ ‫بطرابلس وهى مجلة فنية‪ ..‬ورسم فيها أولى‬ ‫لوحاته الساخرة‪.‬‬ ‫عام ‪ 1965‬م أنتقل ملجلة (املرأة) وعمل فيها‬ ‫مخرج ورس ��ام‪ ،‬ول��م يكتف بهذه املجلة فإلى‬ ‫جانب ذلك نشر رسومه في معظم الصحف‬

‫التي كانت تصدر بالبالد‪ ،‬وعمل بصحيفة‬ ‫ال �ث��ورة‪ ،‬ث��م عمل ك��رس��ام بصحيفة األس�ب��وع‬ ‫السياسي‪ ،‬ثم بصحيفة اجلماهيرية وصحيفة‬ ‫الزحف األخضر‪ ،‬ومجلة املشعل‪ ،‬وغيرها من‬ ‫الصحف واملجالت‪ ،‬كان آخرها جريدة «أويا»‬ ‫األسبوعية‪ ،‬كما خاض جتربة الرسوم املتحركة‬ ‫ونفذ أعماالً في هذا امليدان مدتها أكثر من‬ ‫‪ 50‬دقيقة‪ ،‬وأقام العديد من املعارض احمللية‬ ‫واخلارجية‪.‬‬ ‫كما أقام الزواوي العديد من املعارض احمللية‬ ‫واخلارجية نذكر منها باريس‪ ،‬مالطا‪ ،‬اليابان‪،‬‬ ‫بولندا‪ ،‬تونس‪ ،‬مصر‪ ،‬الكويت‪ ..‬وأصدر كتابني‬ ‫يضم مجموعته الفنية هما (ال��وج��ه األخ��ر)‬ ‫و(أنتم)‪.‬‬ ‫يقول عنه الناقد غسان اإلم ��ام ف��ي جريدة‬ ‫«ال��ش��رق األوس � ��ط» ال��رس��ام ال�ل�ي�ب��ي محمد‬ ‫الزواوي الذي ال ميلك رسام عربي آخر قدرته‬ ‫الفنية في اتقان التفاصيل‪ ،‬وأحسب أنه متأثر‬ ‫باملدرسة الكاريكاتيرية األميركية حيث يتمتع‬ ‫الرسام بوقت كاف لرسم لوحة واحدة متكاملة‬


‫‪52‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫بروفايل‬

‫االعتراف بعبقرية محمد الزواوي كان موجود ًا على كل‬ ‫املستويات شعبي ًا ورسمي ًا‬ ‫عاش حياة الناس ونبضهم وأحالمهم ومشكالتهم‪ ،‬وراقبهم‬ ‫وصورهم كما‬ ‫بنظرة الفاحص املدقق‪ ،‬ثم أمسك بريشته‪ّ ،‬‬ ‫هم‪ ،‬كاشف ًا الستر‪ ،‬ومزي ًال األقنعة عما أرادوا أن يخفوه‬ ‫ليقول لهم‪ :‬ها أنتم‪ ..‬بكل ما فيكم‬

‫في األسبوع‪ .‬في سبعينيات القرن املنصرم‬ ‫كانت للزواوي أعمال رائعة في مجال القصة‬ ‫املصورة‪ ،‬ها هو يزين مجلة األمل لألطفال‬ ‫مبسلسل البطل الصغير‪ :‬قصة فتى ليبي‬ ‫صغير يحمل رسالة لعمر املختار ويتعرض‬ ‫في طريقه ملخاطر قمع اجلند اإليطالي‪.‬‬ ‫تالها مبسلسل آخ��ر وه��و بضربة واح��دة‬ ‫قتل سبعة‪ ،‬مسلسل ضاحك أبدعه الزواوي‬ ‫مبزيج من املوهبة واالحتراف وعطاء شبابه‪.‬‬ ‫ف��ي ‪ 5‬ي��ون�ي��و ع ��ام ‪ 2011‬ت��وف��ي ال�ف�ن��ان‬ ‫الكبير محمد الزواوي في العاصمة الليبية‬ ‫طرابلس‪ ،‬عن عمر يناهز ‪ 76‬عام‪ ،‬وكانت‬ ‫الوفاة نتيجة جلطة في القلب عندما كان‬ ‫الفنان يخط خطوطه األول��ى لرسمه الذي‬ ‫لم يكمله‪ ،‬مما أدى إلى سقوطه عن كرسيه‬ ‫ووفاته‪ ،‬حيث كان الفنان الراحل في صحة‬ ‫جيدة قبل وفاته املفاجئة‪ ،‬كما أف��اد أحد‬ ‫أب�ن��اءه‪ ،‬وق��د و ّدعته األوس��اط الثقافية في‬ ‫طرابلس وسط أحداث دامية كانت متر بها‬ ‫ليبيا وشعبها‪.‬‬ ‫أ ّبنه صديقه ال��روائ��ي الليبي أحمد الفقيه‬ ‫قائ ً‬ ‫ال‪« :‬رحل الفنان الكبير بعد أن قضى أكثر‬ ‫من خمسني عاما يستخدم ريشته في التعبير‬ ‫عن مختلف مناحي احلياة الشعبية في بالده‪،‬‬ ‫وي��واك��ب حتوالتها االجتماعية والسياسية‬ ‫وال �ث �ق��اف �ي��ة‪ ،‬وي�ن�ش��ر رس��وم��ه ف��ي مختلف‬ ‫الصحف واملجالت في ليبيا والوطن العربي‪،‬‬ ‫كما وصلت رس��وم��ه إل��ى مختلف الصحف‬ ‫العاملية التي كانت تنقلها من الصحف الليبية‬ ‫وتقدمها باعتبارها تعبيراً عن وجهة النظر‬ ‫العربية والليبية في األح��داث الدولية‪ ،‬كما‬


‫ي� ��رى ال �ب �ع��ض أن ال� � � ��زواوي ه ��و ف �ن��ان‬ ‫التفاصيل الصغيرة‪ ،‬البارع في تصوير‬ ‫مالمح مجتمعه‪ ،‬بدقة ل��م يبلغها أي‬ ‫فنان كاريكاتير عربي آخر‪ .‬وفي ليبيا‬ ‫ي �ع �ت �ب��ره ال� �ن ��اس ف �ن��ان �ه��م األول ال ��ذي‬ ‫يلمس قضاياهم وهمومهم اليومية‬ ‫ببراعة وعفوية‪ ،‬ال بل يدفع الناظر‬ ‫إل��ى رسومه للتفكير وبعمق‪ .‬إن��ه كمن‬ ‫يلقي صخرة في بحيرة راك��دة‪ ،‬حيث‬ ‫يستثير عقل املتقلي وعواطفه جتاه‬ ‫احملتوى الذي يقدمه‪.‬‏‬ ‫ويشير البعض اآلخ��ر إل��ى أن��ه بعكس‬ ‫رس ��ام ��ي ال �ك��اري �ك��ات �ي��ر ال ��ذي ��ن ي�ن�ه��ون‬ ‫ال��رس��م ف��ي غ �ض��ون رب ��ع س��اع��ة يبقى‬ ‫الزواوي يرسم لساعات في عمل واحد‪،‬‬ ‫حيث يقوم بدراسة مستفيضة ملالمح‬ ‫ك��ل ش �خ��ص ف��ي ع�م�ل��ه ح �ت��ى ل��و وص��ل‬ ‫عددهم إلى مائة‪.‬‏‬

‫ط��اف مبعارضه مختلف دول العالم‪ ،‬ونال‬ ‫ش �ه��ادات التقدير ومت استقباله بحفالت‬ ‫االح�ت�ف��اء وال�ت�ك��رمي ف��ي ك��ل م�ك��ان ح��ل فيه‬ ‫من الكرة األرضية اعترافاً باملكانة السامقة‬ ‫التي يحتلها في عالم الفن التشكيلي واملوهبة‬ ‫الكبيرة التي أب��داه��ا ف��ي التقاط مفردات‬ ‫احلياة الشعبية الليبية وتقدميها في لوحات‬ ‫تتجلى فيها ق��درات��ه اإلب��داع �ي��ة وموهبته‬ ‫الكبيرة التي تغوص في عمق القضايا التي‬ ‫يعاجلها بريشته وتلتقط جوهر احلياة فيما‬ ‫يعرض له من رؤى وأفكار وما يلتقطه من‬ ‫احلياة التي حوله من مشاهد ولوحات»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬لقد فقدت فيه رفيقا من رفاق‬ ‫العمر‪ ،‬جمعت بيننا مهنة الصحافة‪ ،‬وعرفت‬ ‫فيه صديقاً عزيزاً وفناناً عبقرياً عز أن‬ ‫يجود الزمان مبثله‪ ،‬وإنساناً بالغ الشفافية‬ ‫وال �ص��دق وال �ن��زاه��ة واألم ��ان ��ة‪ ،‬وتواصلت‬ ‫صداقتنا تتجدد عبر األزم �ن��ة وامل��راح��ل‬ ‫املختلفة منذ أن عرفته عندما ج��اء إلى‬ ‫طرابلس من مدينة امليالد واملنشأ والدراسة‬ ‫بنغازي‪ ،‬وظلت صداقتنا واستمرت صداقة‬ ‫صافية نقية لم تشبها حلظة كدر واحدة‪،‬‬ ‫وهو صفاء ونقاء متيزت به عالقات محمد‬ ‫ال � ��زواوي م��ع ك��ل م��ن ع��رف��ه م��ن أص��دق��اء‬ ‫حميمني‪ ،‬فقد رأيتهم جميعا يحملون له‬ ‫نفس اإلكبار ويختلفون فيما بينهم ويتعاركون‬ ‫ويتخاصمون ولكنهم يجتمعون على حب‬ ‫محمد الزواوي وااللتفاف حوله دون أن أراه‬ ‫يوماً يدخل في أية خصومة مع أي إنسان‬ ‫من الزمالء مهما كثرت وكبرت االحتكاكات‬ ‫واملنافسات وأحيانا املماحكات الناجتة عن‬


‫‪54‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫بروفايل‬

‫الغيرة املهنية‪ ،‬فقد كان أكبر من مثل هذه‬ ‫املماحكات وأكبر من كل احلساسيات وأكبر‬ ‫من كل املنافع الصغيرة التي يتزاحم حولها‬ ‫الناس ويتشاحنون ويتخاصمون‪ ،‬ورمبا السر‬ ‫في هذه التعفف وهذا الترفع عن الصغائر‬ ‫يأتي من الثقة في نفسه‪ ،‬بسبب املوهبة‬ ‫العمالقة التي منحها له الله‪ ،‬والتي جتعله‬ ‫دائما كبيراً في عني نفسه وأعني اآلخرين‪،‬‬ ‫وال يشعر بتلك النقائص ال�ت��ي غالبا ما‬ ‫تصنعها مركبات النقص وضعف املوهبة‬ ‫واخل��وف من فقدان املكانة لقدوم من هم‬ ‫أكثر موهبة‪ ،‬وبجوار املوهبة فقد منحه الله‬ ‫القدرة على اجللد واملثابرة والعمل بدأب‬ ‫واحتراف وتواضع إنساني جميل‪ ،‬وإنكار‬ ‫للذات ال يعرفه إال أهل الزهد والتصوف‪.‬‬ ‫ويتحدث ع��ن ذك��ري��ات جمعتهما معاً في‬ ‫أكثر من صحيفة ليبية فيقول‪« :‬كنت قد‬ ‫انتقلت للعمل صحفياً متفرغاً لصحيفة‬ ‫ال��دول��ة ال�ي��وم�ي��ة وه��ي صحيفة طرابلس‬ ‫ال �غ��رب‪ ،‬وه �ن��اك اتفقت معه على القيام‬ ‫بعمل مشترك ه��و زاوي��ة صحفية اسمها‬ ‫نواقيس أقوم أنا بكتابة مادتها التحريرية‬ ‫ويقوم هو برسمها تتناول جانباً من جوانب‬ ‫احلياة الثقافية أو االجتماعية‪ ،‬وهو عنوان‬ ‫الباب ال��ذي اخ�ت��اره ال��رس��ام الكبير ليكون‬ ‫ع�ن��وان واح��د م��ن امل�ج�ل��دات ال�ت��ي احتوت‬ ‫رسومه الساخرة‪ ،‬والتقيت به أيضاً على‬ ‫صفحات جريدة أخ��رى أسبوعية اسمها‬ ‫امليدان وكانت صحيفة ذات توجهات نضالية‬ ‫اش�ت��راك�ي��ة ق��ام بتأسيسها وت��ول��ى رئاسة‬ ‫حتريرها أح��د ع�م��داء الصحافة الليبية‬ ‫األستاذ فاضل املسعودي‪ ،‬وكنا نلتقي في‬ ‫اجتماعات أسبوعية لوضع خطة العدد‬ ‫واالتفاق على املواضيع التي يتناولها التحرير‬ ‫ويتناولها رس��ام الصحيفة الفنان محمد‬ ‫ال � ��زواوي‪ ،‬ووج ��دت رس��وم��ه ال�ت��ي زود بها‬ ‫صحيفة امليدان لعدة سنوات صدى كبيراً‬


‫في األوس��اط الشعبية ألنها كانت صحيفة‬ ‫تتمتع بهامش من احلرية أكثر مما تتمتع به‬ ‫الصحف الرسمية التابعة للحكومة‪ ...‬وهكذا‬ ‫استطاع أن يتناول مشاكل املواطن الليبي من‬ ‫خالل حتريك هذا التمثال والذهاب به إلى‬ ‫مواقع اإلدارات احلكومية التي يتردد عليها‬ ‫املواطنون ويجدون فيها عنتاً وتعباً»‪.‬‬ ‫«ك��ان التركيز األكبر حملمد ال ��زواوي على‬ ‫تصوير البيئة الشعبية الليبية وامل��واط��ن‬ ‫ال �ل �ي �ب��ي وامل� � ��رأة ال�ل�ي�ب�ي��ة ف ��ي محيطهما‬ ‫االجتماعي‪ ،‬في رسوم متيزت باالنتباه إلى‬ ‫التفاصيل وتفاصيل التفاصيل التي جتعل‬ ‫الصورة غنية بالدالالت واإليحاءات والرموز‬ ‫والزخارف ذات التكوين اجلمالي واحلس‬ ‫الشعبي والتقاط ثيمات من التراث ومفردات‬ ‫من البيئة الشعبية ذات الزخم والثراء والتنوع‬ ‫وال �ت �ع��دد‪ ،‬ول��م يكن يكتفي باقتباس هذه‬ ‫الزخارف الشعبية ومتثلها وإع��ادة إنتاجها‬ ‫ف��ي ق��وال��ب فنية س��اخ��رة‪ ،‬وإمن ��ا يرفدها‬ ‫بخيال واس��ع خصب ق��ادر على استيالد‬ ‫املعاني والدالالت والرموز التي يجترحها من‬ ‫اخليال‪ ،‬إذ ميكن في مشهد خصومة داخل‬ ‫البيت بني زوج وزوجته أن تظهر صورة فأر‬ ‫في رك��ن من أرك��ان البيت ينظر باندهاش‬ ‫واستغراب ملا يحدث‪ ،‬وميكن لتلك اللوحات‬ ‫الساخرة التي يقتبسها من زي��ارة النماذج‬ ‫الشعبية إلى الشواطئ للنزهة والسباحة‪،‬‬ ‫أن جند األسماك وقد أطلت برؤوسها في‬ ‫فضول تتسلى مبنظر هذه العائالت الليبية‬ ‫التي تريد ارتياد البحر مبالبسها الشعبية‪،‬‬ ‫كذلك فان هذه التفاصيل والزخارف لم تكن‬ ‫لتغيب عن رسومه السياسية وهناك في‬ ‫دهاليز السياسة وأركانها ما ميكن أن يكون‬ ‫زادا للرسام الساخر يقوم بتوظيفه النتزاع‬ ‫البسمة من جمهور الصحيفة التي تنشر‬ ‫هذه اللوحة الكاريكاتيرية‪.‬‬ ‫االع �ت��راف بعبقرية محمد ال� ��زواوي كان‬

‫سبابة تشير إلى مواطن اخلطأ‬ ‫كلما أطال املرء النظر تبينت له معان فنية في تلك اخلطوط الدقيقة والتفصيالت‬ ‫اجلزئية التي يهتم بها كل االهتمام ‪ ،‬متام ًا كما يهتم كاتب مجيد بالتفصيالت والدقائق‬ ‫بعد أن عاشها وأدرك أبعاد تأثيرها العميق‪ ،‬وميزة أخرى في لوحات الزواوي ال تخطئها‬ ‫العني‪ ،‬هي قدرته العجيبة على أال يكتفي بأن يجعلنا‬ ‫نضحك من قلوبنا للمفارقة الغريبة‪ ،‬أو يشد انتباهنا‬ ‫إلى جزئيات لم تخطر لنا على بال‪ ،‬فحسب بل قدرته‬ ‫على أن يدفعنا الن نفكر في القضية التي يصورها‪.‬‬ ‫ول��وح��ات ال ��زواوي ليست مجرد ع��رض للمهارة الفنية‪،‬‬ ‫يضمن‬ ‫وما من رسم له مجرد شكل جمالي مسطح‪ ،‬إنه‬ ‫ّ‬ ‫كل خط فكرة‪ ،‬فيخرج املتأمل مبجموعة أفكار تشغل‬ ‫ذهنه وتثير خياله ليفحص واقعه ويثور عليه ليغيره‬ ‫إلى األفضل‪.‬‬ ‫يتميز ال� ��زواوي بثبات ال�ي��د‪ ،‬وح��دة اخل �ط��وط‪ ،‬والثقة‬ ‫الواضحة في الريشة الراسمة‪ ،‬وبالنسبة حلرصه على‬ ‫التفاصيل التي هي في بعض املذاهب غير ذات ض��رورة‬ ‫لكنها في مذهبه ضرورية جدا‪.‬‬ ‫إن محمد ًا ـ بال ج��دال ـ خير من يرسم املجتمع الليبي‬ ‫كاريكاتيرا وقس على هذا بقية األف��راد والطبقات واملهن والصناعات‪ ..‬وهذه ميزة ال‬ ‫تتوفر بغيره‪.‬‬ ‫رسوم الزواوي تتحدث بنفسها عن نفسها وهي ستدفع باالبتسامة حتما إلى شفاهنا‪،‬‬ ‫لكنها تشير بجانب هذا إلى مواطن األلم وتدل على مصادر اخلطأ واخلطر‪.‬‬ ‫د‪ .‬علي فهمي خشيم‬

‫موجوداً على كل املستويات‪ ،‬شعبياً ورسمياً‪،‬‬ ‫في الداخل واخلارج‪ ،‬وفي الشرق والغرب‪.‬‬ ‫وي��رى فنان الكاريكاتير اللبناني عبد احلليم‬ ‫حمود أن الزواوي ميتلك قدرة هائلة في الرسم‬ ‫«فهو ينفذ رسومه بكل الشروط األكادميية‪،‬‬ ‫فيعالج الكتلة وال�ظ��ل وال �ن��ور‪ ،‬ويسجل أدق‬ ‫التفاصيل‪ ،‬وإذا ما رسم جمهور كرة القدم في‬ ‫امللعب‪ ،‬فهو ال يهمل أي تفصيل في وجوههم‬

‫وتعابيرهم وحركاتهم‪ ،‬بحيث يشعرك بأن‬ ‫الوقت قد توقف عنده»‪.‬‏‬ ‫ويقول الراحل د‪ .‬علي فهمي خشيم‪« :‬الزواوي‬ ‫يعيش حياتنا ونبضنا وأحالمنا ومشكالتنا‪،‬‬ ‫ويرقبنا بنظرة الفاحص امل��دق��ق‪ ،‬ثم ميسك‬ ‫بريشته‪ ،‬ويصورنا كما نحن‪ ،‬كاشفاً الستر‪،‬‬ ‫ومزي ً‬ ‫ال األقنعة عما نريد أن نخفيه ليقول لنا‪:‬‬ ‫ها أنتم‪ ..‬بكل ما فيكم»‏‪.‬‬


‫‪56‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫حوار‬

‫فنان ميلك اإلحساس وقوة التركيز في العمل‬ ‫الفني ‪ ..‬يعيش ال���دور ويتسلل حت��ت جلد‬ ‫الشخصية م��ب��دع� ًا ف��ي تقدميها للجمهور‬ ‫الذي يقف في الغالب مبهورا بأدائه ‪ ..‬بدأ‬ ‫حياته الفنية م��ن خ�لال النشاط امل��درس��ي‪,‬‬ ‫محب ًا للمسرح وعاشق ًا للتمثيل وعطوف ًا على‬ ‫املوسيقى ‪ ..‬ش��ارك في أول ع��رض مسرحي‬ ‫«األقنعة» وكان من إخراج «عبدالله الزروق»‪,‬‬ ‫ث��م ظ��ه��ر ع��ل��ى ال��ش��اش��ة م��ن خ�ل�ال مسلسل‬ ‫«حكايات» سنة ‪ ,1976‬شارك مع فرقة املسرح‬ ‫الوطني في مسرحية «التبغ» سنة ‪ ,79‬كما‬ ‫انتسب لعضوية فرقة اجليل الصاعد للتمثيل واملوسيقى إلى أن اصبح على رأس‬ ‫إدارتها ‪ ..‬شارك في أكثر من ‪ 32‬عمل مسرحي‪ ,‬وأخرج مسرحيتني كانتا في مستوى‬ ‫راق‪ ،‬األولى «طاحوا جنوم الليل» تأليف «عبدالله الزروق» وحصد بها جائزة اإلخراج‬ ‫مبشاركة مع املخرجني الكبيرين «محمد العالقي» و «داود احلوتي» فى مهرجان‬ ‫املرحوم «محمد ابو شعالة» مبدينة ببنغازى‪ ,‬أما املسرحية الثانية والتي جتاوزت‬ ‫األرق���ام السائدة ف��ي ال��ع��روض على م��دى مسيرة امل��س��رح الليبي‪ ،‬وه��ي مسرحية‬ ‫«بجوها» التي صال وجال بها أغلب املدن الليبية‪ ,‬كما له مشاركة سينمائية من‬ ‫خالل الفيلم الروائي «معزوفة املطر» وبعض األفالم الوثائقية األخرى منها «أبيات‬ ‫من مجلة العشق» و «جنوى الشمس» ‪ ..‬أما في التلفزيون له مسلسل (حكايات ‪-‬‬ ‫غير أكبر بس ‪ -‬عمي الطيب ‪ -‬عيون العصافير ‪ -‬سهرة املمر) باإلضافة إلى املنوعات‬ ‫الرمضانية أبرزها (اللمة والشاهي واللوز‪-‬قالوها‪-‬خير يا أمبحبح) وغيرها من‬ ‫األعمال املنوعة‪ ,‬كما بدأ رحلته في الكتابة املنوعة سنة ‪ 95‬مبنوعة «على الطائر»‪،‬‬ ‫وله بعض اإلخراجات املرئية التي يزيد عدد ساعات عرضها ‪ 200‬ساعة‪.‬‬ ‫بوقندة كان لنا معه هذا احلوار وحتدثنا فيه عن املسرح والدراما واملنوعات وما مدى‬ ‫تفعيل هذه الثقافة خصوص ًا في الوقت الراهن‪.‬‬

‫حوار‪ :‬علي خويلد‬

‫صائغ البسمة بالقلم والعدسة واللسان‬ ‫عبدالباسط بوقندة يفرج عن صمته‪:‬‬

‫عودة الفن مرهونة‬ ‫بقرار العفو العام‬


‫مع الثوار في اجلبهة ‪2011‬‬

‫امل��س��ت��ق��ل‪ :‬ك��ي��ف اس��ت��ط��ع��ت إق��ن��اع‬ ‫الكثيرين مبوهبتك؟ خصوص ًا في‬ ‫بداية مشوارك؟‬ ‫ب���وق���ن���دة‪ :‬ب��ال �ن �س �ب��ة ل �ب��داي �ت��ي ك��ان��ت‬ ‫م�ن��ذ ال ��دراس ��ة ث��م ف��ي ن���ادي ال�ض��واح��ي‬ ‫مبنطقة ال �ف��رن��اج حت��ت إش� ��راف الفنان‬ ‫التشكيلي»إبراهيم ال� ��زروق» حيث كنت‬ ‫أت�� ��ردد ع �ل��ى ال� �ن ��ادي وأش� � ��ارك ف ��ي كل‬ ‫امل �ن��اش��ط ال�ف�ن�ي��ة‪ ،‬وك �ن��ت أع �ش��ق امل�س��رح‬ ‫واملوسيقى والتمثيل وك��ان أول عمل لي‬ ‫م��ن خ�لال مسرحية االق�ن�ع��ة م��ن إخ��راج‬ ‫االستاذ عبدالله الزروق‪ ,‬كما شاركت في‬ ‫العديد من املسلسالت واألفالم الوثائقية‬ ‫واألعمال املنوعة صحبة بعض النجوم في‬ ‫املنوعات الرمضانية مثل الفنانة «خدوجة‬ ‫ص �ب��ري» ال �ت��ى ل�ه��ا ال� ��دور األس��اس��ي فى‬ ‫ترشيحي للعمل ب��امل�ن��وع��ات الرمضانية‬ ‫وأيضاً الفنان القدير «اسماعيل العجيلي»‬ ‫والفنان «فتحي كحلول» و«سعد اجلازوي»‬ ‫الذين وقفوا الى جانبي كثيراً ومنحوني‬ ‫مساحة للمشاركة معهم وك��ذل��ك الفنان‬ ‫«ي��وس��ف ال�غ��ري��ان��ي» و«ج �م��ال احل��ري��ري»‬ ‫رحمه الله‪.‬‬

‫أم��ا ع��ن كيف استطعت إق�ن��اع اجلمهور‬ ‫ف �ه��ذه ت�ع�ت�ب��ر م ��ن أص �ع��ب األش� �ي ��اء ألن‬ ‫العمل الفني كان بالنسبة لي مجرد هواية‬ ‫واستمرت فكرتي عنه على هذا األساس‪,‬‬ ‫ومن وجهة نظري يظل الفنان طيلة حياته‬ ‫الفنية ي�ح��اول ان يقنع املتلقي مبوهبته‬

‫بدايتي في نادي الضواحي حتت‬ ‫إشراف الفنان التشكيلي إبراهيم‬ ‫الزروق‬ ‫خدوجة صبري لها الدور‬ ‫األساسي في ترشيحي للعمل‬ ‫باملنوعات الرمضانية‬

‫ويستمر ه��ذا الهاجس معه فى كل عمل‬ ‫يقوم به مهما قدم من أعمال ومهما كان‬ ‫اجلمهور مقتنعاً مبا قدمه‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬األغنية الفكاهية كانت‬ ‫جزء ًا مهم ًا خصوص ًا في األعمال‬ ‫امل��ن��وع��ة ال��ت��ي ق��دم��ت��ه��ا ف��ه��ل ت��رى‬ ‫بأن النقد بالفكاهة يكون األقرب‬ ‫لتوصيل ال��رس��ال��ة واإلس���ه���ام في‬ ‫اإلصالح؟‬ ‫بوقندة‪ :‬بالتأكيد الفكاهة هي األق��رب‬ ‫دائ� �م� �اً ل�ل�م�ت�ل�ق��ي‪ ,‬ف��ال�ن�ق��د ب��ال�ف�ك��اه��ة أو‬ ‫بالتهكم على ال�ظ��اه��رة أو املشكلة التي‬ ‫تود طرحها ومناقشتها من خالل العمل‬ ‫الفني يعد أصعب األساليب التي ميكن‬ ‫اختيارها‪ ،‬واألغنية الفكاهية النقدية هي‬ ‫أح��دى الدعائم املهمة فى تقدمي املنوعة‬ ‫الرمضانية‪ ,‬ويظل دائما نقد الذات مهما‬ ‫كان مضحكاً هو فى واقع األمر مؤلم جداً‬ ‫س��واء بالفكاهة او بالتراجيديا‪ ,‬فعندما‬ ‫نتحدث ع��ن ه�م��وم ال �ش��ارع ومتطلباته‪،‬‬ ‫وعن الظواهر السلبية املوجودة في حياتنا‬ ‫اليومية وع��ن األم ��ن ف��ي أي عمل منوع‬ ‫نسعى بأن يكون في قالب فكاهي‬


‫‪58‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫حوار‬

‫الفكاهة هي األقرب دائما للمتلقي ‪ ..‬واألغنية الناقدة دعامة مهمة‬ ‫في املنوعة الرمضانية‬ ‫دور املسرح ثابت ال يتغير ‪ ..‬وهو أقرب ما يكون بني املواطن واملسؤول‬

‫القدير محمد شرف الدين وقف إلى جوار بوقندة ممثال‬

‫او ت��راج �ي��دي ل�ت�ك��ون ال��رس��ال��ة أق ��وى في‬ ‫وص��ول�ه��ا ل�ل�ن��اس وال�ت�ف��اع��ل معها بعكس‬ ‫عندما نطرحها بشكل صامت أو جدي‬ ‫رمبا يراها املشاهد مجرد ملء فراغ في‬ ‫خارطة القنوات فقط‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬إل��ى أي م��دى يستطيع‬ ‫املسرح بوضعه ال��راه��ن أن يعكس‬ ‫هموم وآم��ال امل��واط��ن؟ وه��ل يكون‬ ‫أداة وصل بني الشارع واملسؤول؟‬ ‫بوقندة‪ :‬املسرح سواء أكان فى الوضع‬ ‫ال ��راه ��ن أو ف��ى امل�س�ت�ق�ب��ل أو ح �ت��ى في‬ ‫املاضي دائماً دوره واحد وثابت ال يتغير‪,‬‬ ‫وهو انعكاس حقيقي ملأساة وهموم الدول‬ ‫وسعادة ورقي شعوبها‪ ,‬والسؤال هنا أين هو‬ ‫املسرح اليوم مما يعانيه الوطن واملواطن‬ ‫من فرقة وانقسام وحروب هنا وهناك؟!‬ ‫ومن احلكومات التي لم تلتفت ال للمسرح‬ ‫وال ألي م��ن ال �ف �ن��ون األخ � ��رى‪ ,‬وك��أن�ه��م‬ ‫عمداً يتناسون دور الفن فى رأب الصدع‬ ‫ومعاجلة املشاكل ول��م الشمل ومالمسة‬ ‫الواقع ووضع األصبع على اجلرح واحلد‬ ‫م��ن ك��ل م��ا ه��و سلبي ف��ي احل �ي��اة‪ ,‬حتى‬ ‫يلتفت املجتمع إلى تلك القضايا‪ ،‬ويبدأ‬ ‫ف��ى معاجلتها ل�ك��ي يستطيع أن ينهض‬ ‫ويتعافى ويستعيد أنفاسه ‪ ..‬فدور املسرح‬ ‫مهم جداً في كل زمان ومكان وهو اقرب‬ ‫ما يكون بني املواطن واملسؤول‪.‬‬ ‫«بجوها» عرض مسرحي‬ ‫املستقل‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫جتاوز األرقام السائدة من العروض‬ ‫على م��دى مسيرة امل��س��رح الليبي‬ ‫وجت��اوز عدد عروضه ‪ 170‬عرضاً‪,‬‬ ‫حدثنا عن تفاصيل ه��ذا العرض‬ ‫وكيف جاءت فكرته؟‬ ‫بوقندة‪ :‬ج��اءت فكرة مسرحية بجوها‬ ‫ف��ي ت �ل��ك ال �ف �ت��رة م��ن خ�ل�ال رغ �ب �ت��ي فى‬ ‫تقدمي عمل شبابي يتناول هموم الشارع‬ ‫اليومية دون أن يعتمد م��ن خ�لال النص‬ ‫واإلخ��راج على املكمالت الفنية سواء من‬ ‫ناحية الديكور واملالبس أو أى من تقنيات‬ ‫امل �س��رح األخ� ��رى امل �ت �ع��ارف عليها حتى‬ ‫يتسنى لنا عرضه فى أى مكان وال يقتصر‬ ‫على ق��اع��ات امل �س��رح فقط ب��ل بإمكاننا‬ ‫العرض حتى في ال�ش��ارع ال �ع��ام‪ ..‬وفكرة‬ ‫العمل تعتمد بالدرجة االولى على التمثيل‬ ‫ثم املوضوع ثم مساحة من االرجتال تسمح‬ ‫للممثل أن يناقش أى من القضايا واملشاكل‬ ‫اليومية للمواطن‪ ,‬وه��ذا ماحصل فع ً‬ ‫ال‬


‫رفيقته الدائمة هي االبتسامة‬

‫وعرضت ‪ 174‬عرضاً والقت استحسان‬ ‫اجلمهور‪.‬‬ ‫امل���س���ت���ق���ل‪ :‬ل���ن���دخ���ل ق���ل���ي� ً‬ ‫ل�ا ف��ي‬ ‫خ���ص���وص���ي���ة ق�����د ت����ك����ون م��ه��م��ة‬ ‫لتصحيح بعض ال��ش��ائ��ع��ات وهي‬ ‫س��ب��ب خ�لاف��ك م��ع ال��ف��ن��ان خالد‬ ‫كافو؟‬ ‫ب��وق��ن��دة‪ :‬ال �ف �ن��ان خ��ال��د ك��اف��و ب�لا شك‬ ‫قدمت برفقته العديد من األعمال وكانت‬ ‫من أجمل أعمالي الفنية‪ ,‬وتربطنا عالقة‬ ‫فنية طويلة وال ننسى عالقاتنا العائلية‬ ‫التي ميألها كل احلب وامل��ودة ‪ ..‬أما عن‬ ‫خالفي معه ك��ان خالفاً على عمل فني‪،‬‬ ‫ولألمانة من كانوا سبب خالفنا هم بعض‬ ‫املسئولني فى تلك الفترة‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬في حوار مع خالد كافو‬ ‫بصحيفة املشهد احلر سنة ‪2012‬‬ ‫ق���ال م��ن يحكم بيني وب�ي�ن سعد‬ ‫اجلازوي هو القضاء‪ ,‬وفنانة أخرى‬ ‫صرحت وطالبت بإعدام زميلتها‬ ‫ال��ف��ن��ان��ة‪ ,‬ف��ه��ل ت���رى ب���أن خ�لاف��ات‬ ‫الفنانني تؤثر على املشهد الفني‬ ‫ال��ل��ي��ب��ي؟ وه����ل أن����ت م���ع إق��ص��اء‬ ‫ال��ف��ن��ان ب��ح��ج��ة إن ل��م ت��ك��ن معي‬ ‫فأنت ضدي؟‬ ‫ب��وق��ن��دة‪ :‬بالتأكيد ال ‪ ..‬وارف���ض ه��ذا‬ ‫وبشدة‪ ,‬وأنا مع التسامح واملصاحلة ونبذ‬ ‫اخلالفات ليس مابني الفنانني فقط وإمنا‬ ‫مع كل الليبيني‪ ,‬واالحتكام للقانون اعتقد‬ ‫هو احلل لكل الشعوب‪ ,‬كفانا نزاعا وخالفا‬ ‫وحروبا وتكالب على الكراسي واملناصب‬ ‫واملصالح الشخصية‪ ،‬ولنلتفت للمواطن‬ ‫البسيط الذي يسعى ليعيش كرمياً مستوراً‬ ‫غير محتاج‪ ,‬وإل��ى حياة أبنائنا وضمان‬

‫«بجوها» كانت تعتمد على‬ ‫التمثيل ثم املوضوع واالرجتال‬ ‫خالفي مع خالد كافو كان وراءه‬ ‫بعض املسؤولني‬ ‫أنا مع التسامح واملصاحلة ‪..‬‬ ‫وأرفض إقصاء الفنان‬ ‫لو كانت األعمال التي قدمتها‬ ‫في مستوى أحالمي لتوقفت‬ ‫وأعتزلت‬

‫مستقبلهم‪ ,‬ولبناء دولتنا التي نحلم بها‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬لو حتدثنا عن املنوعات‬ ‫ب��ص��ف��ت��ك مم��ث��ل وك���ات���ب وم��خ��رج‬ ‫ه��ل ك��ان��ت األع��م��ال ال��ت��ي قدمتها‬ ‫مبستوى أحالمك؟‬ ‫بوقندة‪ :‬لو كان ليس فى مستوي احالمي‬ ‫لتوقفت واعتزلت‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬املسرح والدراما الليبية‬ ‫الزاال يفتقدان روح التواصل مع‬ ‫اجلمهور وه��و العنصر األه��م في‬ ‫العملية الفنية فهل هذا يعود إلى‬ ‫ع��دم وج���ود املمثل املقنع أم إلى‬ ‫اف��ت��ق��اد امل��خ��رج ألدوات العمل أم‬ ‫يعود إلى ضعف النص؟‬ ‫بوقندة‪ :‬نعم‪ ..‬كل العوامل التى ذكرتها‬ ‫الزالت مفقودة وهي ماجعلت املواطن يفقد‬ ‫التواصل مع املسرح وال��درام��ا‪ ,‬باإلضافة‬ ‫إلى االستمرارية في العمل وال�غ��زارة فى‬ ‫االن�ت��اج ومواكبة العصر والتقدم فى كل‬ ‫مجاالت الفنون‪ ,‬ألن الفن هو االنعكاس‬ ‫احلقيقي لثقافات الشعوب وهو سفيرها‬ ‫للعالم األخر‪.‬‬ ‫امل���س���ت���ق���ل‪ :‬م����ن خ��ل��ال جت��رب��ت��ك‬ ‫�ن املمثل أو‬ ‫الفنية الطويلة ‪ ..‬م� ْ‬ ‫املمثلة ال��ذي تشعر ب��ارت��ي��اح عند‬ ‫ال��وق��وف أمامه س��واء على خشبة‬ ‫املسرح او أمام الكاميرا؟‬ ‫ب��وق��ن��دة‪ :‬ه �ن��اك ال �ع��دي��د م��ن الفنانني‬ ‫والفنانات الذين عملت معهم على مستوى‬ ‫عال من األداء واحلس الفني اجلميل‪ ,‬وك ٌل‬ ‫ٍ‬ ‫له إمكانياته ولونه اخلاص الذى يتميز به‪,‬‬ ‫فكما يقال لكل وردة رائحتها‪ ,‬واعتقد بأن‬ ‫جميعهم ورود بالنسبة لي‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬يقال بأن اخلبرة تساوي‬ ‫الفنانة خدوجة صبري‬


‫‪60‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫حوار‬

‫الدراسة دون املوهبة واخلبرة ال‬ ‫ميكن أن تخلق فنان ًا متميز ًا‬ ‫كفانا نزاع ًا وخالفا وحروبا‬ ‫وتكالب على الكراسي واملناصب‬ ‫أرى ليبيا محاصرة من بعض‬ ‫املتطرفني ديني ًا وفكري ًا‬ ‫وأيدلوجي ًا‬ ‫نحن في حاجة إلى تسليح العقول‬ ‫‪ ..‬ال تسليح األيادي‬ ‫نظرة إلى الداخل‬

‫الدراسة فهل تعتقد بأن األكادميية‬ ‫تخلق ممثالً ناجحاً؟‬ ‫بوقندة‪ :‬اخل�ب��رة ت�س��اوي الكثير‪ ,‬ولكن‬ ‫إذا دعمتها ب��ال��دراس��ة بالتأكيد ت��زداد‬ ‫تنويراً ومعرفة على الكثير من األشياء في‬ ‫املجال‪ ,‬ولكن الدراسة وحدها دون املوهبة‬ ‫واخلبرة الميكن ان تخلق فناناً متميزاً‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬ماذا قدم لك الفن؟‬ ‫بوقندة‪ :‬هل هناك أفضل من املساحة‬ ‫ال�ت��ي ق��دم�ه��ا ل� ّ�ي ألع�ب��ر م��ن خ�لال�ه��ا عن‬ ‫مشاكل وهموم وطموح املواطن ؟! والتي‬ ‫أحاول من خاللها أن أساهم ولو بالقليل‬ ‫فى بناء الوطن‪.‬‬ ‫امل��س��ت��ق��ل‪ :‬م��ت��ى س��ن��ش��اه��د وقفة‬ ‫جادة لتفعيل املسرح الليبي؟‬ ‫بوقندة‪ :‬عندما يصدر قرار العفو العام‪,‬‬ ‫وي�ل�غ��ى ق��ان��ون ال �ع��زل ال�س�ي��اس��ي‪ ,‬ويعمل‬ ‫ب �ق��ان��ون ال �ع��دال��ة االن�ت�ق��ال�ي��ة‪ ,‬وع� ��ودة كل‬ ‫املهجرين بالداخل واخل��ارج إلى بيوتهم‪,‬‬ ‫ويعلو صوت احلق ويسود الود والتسامح‪,‬‬ ‫ونلتفت لبناء الدولة على أساس املساواة‬

‫ف��ى احل�ق��وق وال��واج �ب��ات‪ ,‬حينها ستعود‬ ‫احلياة لكل الليبيني وسيعود املسرح والفن‬ ‫الليبي اجلميل‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬كيف ت��رى مدينة درن��ة‬ ‫ال��ي��وم ‪ ..‬ه��ذه املدينة التي رفعت‬ ‫س��ت��ار امل��س��رح ألول م��رة ف��ي ليبيا‬ ‫منذ مئة سنة تقريباً؟‬ ‫بوقندة‪ :‬أرى درنة كما أرى ليبيا كاملة‬ ‫م �ح��اص��رة م��ن ب �ع��ض امل �ت �ط��رف�ين دي�ن�ي�اً‬ ‫وفكرياً وأيدولوجياً‪ ,‬والكل يحاول فرض‬ ‫أرائ ��ه ب�ق��وة ال �س�لاح‪ ,‬م��ع العلم بأننا فى‬ ‫أم��س احل��اج��ة إل��ى تسليح ال �ع �ق��ول‪ ..‬ال‬ ‫تسليح األيادي‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬ص��ف ل��ي ه��ذه األس��م��اء‬ ‫ب��ك��ل��م��ت�ين (ح�����امت ال���ك���ور ‪ -‬سعد‬ ‫اجل���ازوي‪ -‬فتحي كحلول‪ -‬بسمة‬ ‫األط����رش‪ -‬مهيبة جن��ي��ب‪ -‬صالح‬ ‫األحمر‪ -‬خدوجة صبري‪ -‬يوسف‬ ‫الغرياني‪ -‬ك��رمي��ان جبر ‪ -‬صالح‬ ‫األب���ي���ض‪ -‬إس��م��اع��ي��ل العجيلي‪-‬‬ ‫سعاد خليل‪-‬ميلود العمروني)؟‬

‫بوقندة‪ :‬كلهم مبدعون قدموا للمكتبة‬ ‫الفنية الليبية ال�ك�ث�ي��ر‪ ,‬وأث� ��روا احل��رك��ة‬ ‫اإلب��داع�ي��ة بالعديد م��ن األع�م��ال الرائعة‬ ‫وتركوا بصماتهم فيها‪ ,‬ولن تنساهم ذاكرة‬ ‫املسرح والدراما الليبية‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬التعبير باجلمع أحيان ًا‬ ‫هروب من السؤال!‬ ‫ب��وق��ن��دة‪ :‬ال أب ��داً ‪ ..‬أن��ا ل��م ات �ه��رب من‬ ‫ال� �س���ؤال ول��ك��ن أن اص� ��ف م ��ا ذك��رت �ه��م‬ ‫بكلمتني أو ث�لاث��ة أو ح�ت��ى س�ط��ر رمب��ا‬ ‫أكون قد أجحفت في حقهم‪ ,‬ألنهم قدموا‬ ‫للحركة الفنية الكثير والكثير من اإلبداع‪,‬‬ ‫والاستطيع اختزال كل تلك الفترات في‬ ‫كلمتني‪.‬‬ ‫املستقل‪ :‬مباذا تختم احلوار؟‬ ‫بوقندة‪ :‬اختم ح��واري بالدعاء لليبيني‬ ‫بتقوى ال�ل��ه‪ ,‬وحتكيم الضمير‪ ,‬وال��رج��وع‬ ‫إل��ى الله وال ش��ىء يقربنا إل��ى ه��ذا اكثر‬ ‫من التسامح واملصاحلة‪ ,‬وألن الله بعظمته‬ ‫وجاللته غافر للكون ومسامح‪ ,‬فما بالك‬ ‫نحن البشر ‪ ...‬والله املوفق‪.‬‬


‫سيناريست ليبي‬ ‫ينفي ظهور حفتر‬ ‫في فيلم سينمائي‬ ‫نفى السيناريست الليبي أنيس بوجواري ما ت��ر َّدد حول‬ ‫ظهور القائد العام للجيش الليبي‪ ،‬خليفة حفتر بشخصيته‬ ‫في فيلم ليبي بعنوان «لهفة»‪.‬‬ ‫وأكد بوجواري أ َّن الصورة التي انتشرت ويظهر فيها املمثل‬ ‫الليبي حسني الشارف برفقة الفريق خليفة حفتر‪ ،‬نشرها‬ ‫الشارف على صفحته مبواقع التواصل االجتماعي منذ‬ ‫حوالي شهرين‪.‬‬ ‫وأش ��ار ب��وج��واري إل��ى أ َّن شخصية الفريق حفتر غير‬ ‫موضحا أ َّن الفيلم يتحدث عن‬ ‫موجودة بأحداث الفيلم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫املهجرين الليبيني مبصر بني مؤيد ومعارض لثورة فبراير‪.‬‬ ‫ولفت إلى أ َّن الفيلم يروي قصة صحفي يهرب مع عائلته‬ ‫بعد التطرف املنتشر في ليبيا ويلجأ ملصر ليتعرف بعائلة‬ ‫من أنصار القذافي وتنشأ بينهم صداقة‪.‬‬ ‫و»لهفة» فيلم ليبي بدأت منذ أيام جلسات تصويره في‬ ‫القاهرة‪ ،‬وهو من بطولة محمد املطلل‪ ،‬ونور الكاديكي‪،‬‬ ‫وحسني الشارف‪ ،‬وسيناريو وحوار أنيس بوجواري ومن‬ ‫إخراج ربيع الطرابلسي‪.‬‬

‫الشاعر الوطني نصيب‬ ‫السكوري يحتفي‬ ‫بالمستقل‬ ‫الشاعر الشعبي الكبير نصيب السكوري كان من أوائل الشعراء الذين‬ ‫وقفوا إلى جانب انتفاضة فبراير داعمني شبابها بالكلمة الثورية التي‬ ‫تعبر عن تطلعات الشعب في احلرية والعدالة االجتماعية ‪.‬‬ ‫نصيب كان ضد أخونة ليبيا معبرا عن رفضه للمشروع الظالمي‪ ،‬الذي‬ ‫كان يهدف إلى كشط ليبيا من خارطة ال��دول املستقلة‪ ،‬في قصائد‬ ‫أفصحت عن ما ميلكه الشاعر من وعي مبخططات اإلخوان إلجهاض‬ ‫التجربة الدميقراطية الوليدة في ليبيا‬ ‫يحسب لنصيب أيضا أنه كان رمبا الشاعر الوحيد‪ ،‬من غير قبيلة‬ ‫ورفلة‪ ،‬ال��ذي انتقد القرار الظالم رقم ‪ 7‬ضد بني وليد في قصيدة‬ ‫مطولة أثارت الشعراء الغيورون على الوطن للنسج على منوالها أو للرد‬ ‫عليها‪ ،‬كما أنه كان ومازال أحد الداعني إلى وحدة الصف الليبي ونبذ‬ ‫اخلالفات‪ ،‬وأكبر دليل على ذلك مشاركته في االحتفال ال��ذي أقيم‬ ‫بالذكرى ‪ 82‬ملعركة الكفرة ودعوته التبو والزوي إلى تغليب روح اإلخوة‬ ‫على ماعداها‪ ،‬ورمي أي خالف بينهما خلف ظهورهم من أجل مصلحة‬ ‫ليبيا التي مافتىء نصيب يتغنى بجبالها ووديانها وسهوبها وصحرائها‪،‬‬ ‫ويدعو مع كل مطلع أو موفى في قصيدة إلى لم شمل أهلها‪ ،‬وحث‬ ‫أبنائها على االنخراط في مشروع التنمية واالنضمام إلى مؤسسات‬ ‫الدولة الشرعية‬ ‫املستقل ألتقت قبل أيام الشاعر املتميز في ميدان الشهداء بطبرق‪،‬‬ ‫وهو يسوق عددا من اإلبل قرر التبرع بها للجيش كبادرة مادية منه‬ ‫على دعم املؤسسة العسكرية الرسمية التي تخوض منذ فترة حربا‬ ‫مقدسة ض��د اإلره��اب�ي�ين‪ ،‬وم��ن أج��ل إع��ادة هيبة ال��دول��ة واسترجاع‬ ‫سيادتها على كل شبر من ليبيا ‪.‬‬ ‫الشاعر نصيب استلم نسخة من أحد أعداد املستقل‪ ،‬وشرع على الفور‬ ‫في تصفحها‪ ،‬وعندما طلب منه الزميل عبدالرحمن سالمة التقاط‬ ‫صورة له أصر على حضور املجلة في كادر اللقطة ‪.‬‬


‫‪62‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫سينما‬

‫«إنسرجنت»‬ ‫يتصدر إيرادات السينما‬

‫البحث عن تفسير في أنقاض شيكاغو‬ ‫المستقبلية‬ ‫تصدر فيلم اإلثارة واخليال العلمي اجلديد «إنسرجنت» قائمة أعلى‬ ‫ّ‬ ‫إي��رادات السينما بأميركا الشمالية خالل األيام الثالثة املاضية مع‬ ‫بدء عرضه خالل عطلة نهاية األسبوع بتحصيله أكثر من ‪ 54‬مليون‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫واقتربت إيرادات الفيلم‪ ،‬وهو من بطولة شايلني وودلي وثيو جيمس‪،‬‬ ‫م��ن إي���رادات اجل��زء األول لنفس السلسلة ال��ذي ك��ان يحمل اسم‬ ‫«مختلفة»‪ ،‬وبلغت قيمة اإليرادات التي حصدها عند بدء عرضه العام‬ ‫املاضي ‪ 54.6‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وقالت شركة «ليونزغيت» املنتجة للفيلم إنها «سعيدة» بالنتائج‪،‬‬ ‫وأشارت إلى أن الفيلم ال يواجه خالل عيد الفصح منافسة تُذكر أمام‬

‫اجلمهور املوجه له العمل الفني‪ ،‬وهم املراهقون‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬خيب فيلم احلركة «املسلح» لشني بني آمال اجلمهور‬ ‫األمريكي‪ .‬واستطاع النجم‪ ،‬الذي شارك في إنتاج وكتابة الفيلم الذي‬ ‫يحكي قصة مجموعة من املرتزقة في الكونغو‪ ،‬أن يحصد خمسة‬ ‫ماليني دوالر فقط‪.‬‬ ‫وقد انطلق فيلم ثالثي األبعاد اجلديد «انسرجنت» في دور العرض‬ ‫املصرية‪ ،‬والذي يعتبر اجلزء الثاني لفيلم «داي فيرجنت» الذي حقق‬ ‫جناحا كبي ًرا في شباك التذاكر العام املاضي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫في اجلزء اجلديد من السلسلة تشتعل هواجس تريس وهي تبحث‬ ‫عن حلفاء وتفسيرات ملا يحدث وسط أنقاض شيكاغو املستقبلية‪،‬‬


‫ملصق الفيلم‬

‫وفي الوقت نفسه تعيش تريس (وودل��ي) وفوور (جيمس) في حالة‬ ‫ه��رب دائمة‪ ،‬حيث تطاردهما جيناين (وينسلت) قائدة مجموعة‬ ‫إيروديت املتعطشة للقوة‪ ،‬وفي سباق مع الزمن يجب على االثنني‬ ‫معرفة الشيء الذي ضحت أسرة تريس بحياتهم من أجل حمايته‪،‬‬

‫وسبب سعي قادة إيروديت إليقافهم بشتى الطرق‪ ،‬وبينما تطاردها‬ ‫اختياراتها في املاضي‪ ،‬تبذل آخر ما بوسعها حلماية من حتب‪ .‬تريس‬ ‫مع فوور بجوارها‪ ،‬م ًعا يواجهان حتديات مستحيلة متتابعة ألنهما‬ ‫كشفا حقيقة املاضي واملستقبل الالنهائي في عاملهما‪ ،‬وف ًقا لبيان من‬ ‫الشركة املوزعة‪.‬‬ ‫الفيلم األول في السلسلة مستوحى من الكتاب الذي حقق مبيعات‬ ‫ضخمة‪ ،‬وقد حقق الفيلم ً‬ ‫جناحا كبي ًرا في شباك التذاكر واحتل‬ ‫أيضا‬ ‫ً‬ ‫القمة في أميركا عند إطالقه‪ ،‬واستمر في املراكز الثالثة األولى ملدة‬ ‫ثالثة أسابيع متتالية‪ ،‬وحقق الفيلم إجمالي إيرادات بلغت ‪ 280‬مليون‬ ‫دوالر أميركي في شباك التذاكر بجميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫فيلم «ذا داي فيرجنت سيريس‪ :‬انسرجنت» (سلسلة مختلفة‪ :‬متمردة)‬ ‫من بطولة شايلن وودلي وثيو جيمس وناعوومي واتس وكيت وينسلت‬ ‫ومايلز تيلر وأوكتافيا سبنسر وأنسيل إجلورت وزوي كرافيتز‪.‬‬ ‫وعقدت آمال كبيرة على اجتذاب الفيلم أكبر عدد من اجلمهور نظرا‬ ‫لكونه من إخراج بيير موريل الذي أخرج سلسلة أفالم احلركة تيكني‪،‬‬ ‫التي لعب فيها ليام نيسون دور البطولة‪.‬‬ ‫وبسبب األداء البطيء للسينما خالل عطلة نهاية األسبوع‪ ،‬احتل فيلم‬ ‫«املسلح» املرتبة الرابعة على قائمة إيرادات األفالم السينمائية‪ ،‬بعد‬ ‫أفالم «املتمرد» و»سندريال» و»الهرب طوال الليل» الذي يلعب بطولته‬ ‫ليام نيسون‪.‬‬ ‫وقد تراجع فيلم املغامرات والدراما «سندريال» عن الصدارة إلى‬ ‫املركز الثاني هذا األسبوع بإيرادات قدرها ‪ 34.4‬مليون دوالر‪ .‬والفيلم‬ ‫بطولة ليلي جيمس وكيت بالنشيت‪ ،‬ومن إخراج كينيث برانا‪.‬‬ ‫كما تراجع أيضا فيلم احلركة «رن أول نايت» من املركز الثاني إلى‬ ‫الثالث هذا األسبوع مسجال ‪ 5.1‬ماليني دوالر‪ .‬ويقوم بدور البطولة‬ ‫ليام نيسن وإد هاريس‪ ،‬ويخرجه جاوما كولي سيرا‪.‬‬ ‫في حني احتل فيلم احلركة اجلديد «ذا غنمان» املركز الرابع مببيعات‬ ‫تذاكر قيمتها خمسة ماليني دوالر‪ .‬وأخرج الفيلم بيير موريل‪ ،‬وشارك‬ ‫في بطولته شون بن وإدريس ألبا وجاسمني تينكا‪.‬‬ ‫وتراجع فيلم احلركة «كينغسمان‪ :‬ذا سكريت سيرفيس» من املركز‬ ‫الثالث إلى اخلامس بإيرادات ‪ 4.6‬ماليني دوالر‪ .‬وهو من بطولة كولني‬ ‫فيرث وتارون إيجرتون وصمويل جاكسون‪ ،‬وأخرجه ماثيو فون‪.‬‬


‫‪64‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫سينما‬

‫فيلم «فريديانا»‬

‫هجاء اإلنسان في سينما لويس بونويل‬ ‫هند مسعد محمد‬

‫ول ��د امل �خ��رج ل��وي��س ب��ون��وي��ل (‪ 22‬فبراير‬ ‫‪ 29 – 1900‬يوليو ‪ )1983‬في قرية قلندية‪،‬‬ ‫مقاطعة تيرويل‪ ،‬في أسبانيا‪ .‬نشأ في أسرة‬ ‫برجوازية‪ ،‬وتلقى تربية يسوعية صارمة‪ .‬كان‬ ‫بونويل شديد التدين في فترة املراهقة وحتى‬ ‫سن السادسة عشر‪.‬‬ ‫ال�ت�ح��ق ف��ي ع ��ام ‪ 1917‬بجامعة م��دري��د‬ ‫حيث درس الهندسة الزراعية ثم الهندسة‬ ‫الصناعية لكنه حتول في النهاية إلى دراسة‬ ‫الفلسفة‪.‬‬ ‫في اجلامعة‪ ،‬تعرف بونويل على سلفادور‬ ‫دال ��ي وج��ارس�ي��ا ل��ورك��ا‪ ،‬وق��د جمعته بهما‬ ‫صداقة وثيقة‪ ،‬كانت هذه الصداقة عالمة‬ ‫فارقة في احلياة الفنية لألصدقاء الثالثة‬ ‫الذين شكلوا الح ًقا نواة الطليعة السريالية‬

‫األسبانية‪ .‬في عام ‪ ،1925‬انتقل بونويل إلى‬ ‫باريس برفقة دالي حيث قدما معا أول أفالم‬ ‫بونويل «كلب أندلسي»‪.‬‬ ‫يُعتبر لويس بونويل حالة فريدة في عالم‬ ‫السينما فهو أول من قدم السينما السريالية‬ ‫بل هو مؤسسها‪ .‬السريالية في أفالم بونويل‬ ‫(س ��واء الصامتة أو الصوتية) ع�ب��ارة عن‬ ‫حالة هجاء ش��دي��د‪ ،‬هجاء للواقع وملغزى‬ ‫ال��وج��ود اإلن �س��ان��ي‪ .‬ل��م يسلم م��ن هجائه‬ ‫شيء‪ ،‬ال املجتمع‪ ،‬وال السياسية‪ ،‬وال الدين‪.‬‬ ‫سريالية بونويل كسرت كل مطلق‪ .‬مبنتهى‬ ‫اجلمال والتمرد‪ ،‬فكك الهجاء السريالي في‬ ‫أفالم بونويل الكنيسة الكاثوليكية‪ ،‬الثقافة‬ ‫البرجوازية‪ ،‬والفاشية‪.‬‬ ‫بشكل ع��ام‪ ،‬ال ميكن ت�ن��اول أف�لام بونويل‬

‫أبدًا بأي قدر من السطحية‪ .‬بونويل نفسه‬ ‫كان يكره ذلك‪ .‬يقول بونويل‪« :‬لو أ َّن أيا من‬ ‫أفالمي يبدو غريبا أو مبهما‪ ..‬فأل َّن احلياة‬ ‫نفسها ك��ذل��ك»‪ .‬عم َد بونويل ف��ي أفالمه‬ ‫إلى النقد الشرس ملا اعتبره «الثالوث غير‬ ‫املقدس» واملكون من «البرجوازية‪ ،‬النفاق‬ ‫الديني‪ ،‬السلطة األبوية»‪.‬‬ ‫يعتبر بونويل ف��ي رأي العديد م��ن النقاد‬ ‫ُم ِ‬ ‫حطم الثوابت‪ ،‬فيلسوفا ثوريا حاول تقدمي‬ ‫رؤيته األخالقية لعالم غير أخالقي‪ .‬النهج‬ ‫الفلسفي في أعمال بونويل كان يفسر عند‬ ‫كثير من النقاد كدليل على ماركسيته‪ .‬جادل‬ ‫بونويل أن هجاءه السريالي للدين والسياسة‬ ‫تكرس‬ ‫إمن��ا أت��ى من النفاق الشديد ال��ذي ِ ّ‬ ‫له السياسة والدين‪ .‬الهجاء السريالي الذي‬


‫‪‎‬النسخة احلداثية من العشاء األخير ‪ -‬مشهد من فيلم فيريديانا‬

‫اعتمده يبني لنا أيضا أن ال شيء (نظرية أو‬ ‫ممارسة) ينبغي أن يكون فوق االستجواب‬ ‫والفحص‪.‬‬ ‫ن�ت�ن��اول هنا أح��د أع �م��ال ب��ون��وي��ل شديدة‬ ‫الرمزية وه��و الفيلم املكسيكي‪/‬األسباني‬ ‫«فيريديانا» (‪ )1961‬ال��ذي يعتبر مدخال‬ ‫لفهم فلسفته وأعماله‪.‬‬ ‫حبكة فيريديانا‬ ‫يحكي الفيلم قصة «فيريديانا» الفتاة التي‬ ‫وهبت نفسها للرهبنة وقبل يوم واح��د من‬ ‫تالوة العهود تذهب بأمر من رئيسه الدير‬ ‫للريف للقاء عمها الثري (الدوق جيمي) الذي‬ ‫دعمها ماد ًيا طوال الوقت ولم يرها إال مرة‬ ‫واحدة فقط من وقت طويل‪.‬‬ ‫فيريديانا والتي تشبه زوجة عمها املتوفاة‬ ‫تقضي في الريف أوق��ا ًت��ا طيبة وقبل يوم‬ ‫واح ��د م��ن ع��ودت�ه��ا للدير ي�ب��وح لها عمها‬ ‫بأنه معجب بها ويطلب منها عدم املغادرة‪.‬‬ ‫ترفض فيريديانا مشاعر عمها بشدة‪ .‬يقوم‬ ‫عمها بتخديرها وبعد اإلفاقة يدعي الكثير‬ ‫م��ن األك��اذي��ب م��ن ضمنها أن��ه اغتصبها‪.‬‬ ‫تهرب فيريديانا بعد صدمتها لتعود للدير‬ ‫لكن قبل أن تصل تسمع عن انتحار عمها‬ ‫شنقا فتقرر العودة للقصر‪ .‬يتملك فيرديانا‬ ‫بعد ذلك إحساس بالذنب كونها سبب موت‬ ‫عمها فتقرر عدم العودة للرهبنة ومواصلة‬ ‫«الطريق إلى الله» لكن بشكل آخ��ر‪ .‬جتمع‬ ‫فيريديانا العديد من الفقراء واملتسولني في‬ ‫القرية وتهب لهم بيتا بجوار القصر وتؤمن‬ ‫لهم العمل وحتاول إرشادهم للصالة‪ ،‬معتقدة‬ ‫بذلك أنها تنير طريقهم وتفتح لهم بابا‬ ‫مللكوت السماوات‪.‬‬ ‫احل ��دث املفصلي ال�ث��ان��ي ف��ي الفيلم بعد‬ ‫انتحار الدوق جيمي‪ ،‬هو قيام الفقراء الذين‬ ‫جمعتهم فيريديانا للعيش بجوار القصر‬ ‫بدخول القصر في غياب فيريديانا وابن‬ ‫عمها واخل��ادم��ة‪ ،‬بإغواء من بعض النساء‬ ‫ال�ع��ام�لات ف��ي القصر‪ .‬ف��ي مشهد شديد‬

‫الشبه بلوحة العشاء األخير لدافنشي‪ ،‬يتناول‬ ‫العمال العشاء في القصر‪ .‬ووس��ط تهليل‬ ‫وس ْكر وع��رب��دة يقومون بتكسير مقتنيات‬ ‫القصر‪ .‬أثناء خروجهم تدخل فيريديانا وابن‬ ‫عمها واخلادمة فيتالقى اجلمعان‪ .‬يحاول‬ ‫أحد العمال وهو مخمور االعتداء جنس ًيا‬ ‫على فيريديانا بعد أن قيد ابن عمها‪ .‬تنجو‬ ‫فيريديانا في النهاية من االغتصاب لكن ال‬ ‫تسمح ببقاء الفقراء في أرضها وتطردهم‪.‬‬ ‫الرمزية في الفيلم‬ ‫يقدم بونويل األح��داث في مشاهد شديدة‬ ‫الرمزية‪ .‬فيريديانا من البداية كانت تمُ ثل‬ ‫املسيح بكل ما يحمله من طهارة ونقاء وقدرة‬ ‫على التضحية‪ .‬املسيح الذي القى أشد أنواع‬ ‫اإلي��ذاء من قومه‪ .‬رمز بونويل لهذا اإليذاء‬ ‫في فكرة العم الذي يشتهي ابنة أخيه‪ .‬فيما‬ ‫كان القصر هو تفاحة آدم الذي دخله الفقراء‬ ‫بإغواء من نساء القصر ليتم طردهم بعد‬ ‫ذلك من نعيم فيريديانا‪ .‬فيريديانا املصلوبة‬ ‫على صليب اجلشع واالستغالل والشهوة‪.‬‬

‫ال م�ك��ان لرؤيتها األخ�لاق�ي��ة ف��ي ع��ال��م ال‬ ‫أخالقي‪ .‬مصير كل نواياها الطيبة حت ًما‬ ‫الفشل‪ .‬الفشل الذي قدمه بونويل في مشهد‬ ‫حداثي للعشاء األخير‪.‬‬ ‫يسخر بونويل ف��ي الفيلم ليس فقط من‬ ‫ف�س��اد الطبقة ال�ب��رج��وازي��ة املمتمثلة في‬ ‫أيضا آي��ة‪ُ :‬‬ ‫عم فيريديانا‪ ،‬بل يضع ً‬ ‫«طوبَى‬ ‫الس َما َو ِ‬ ‫وت‬ ‫وح ألَ َّن ل َ ُه ْم َمل َ ُك‬ ‫ات‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِلل ْ َم َساكِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ني بِال ّ ُر ِ‬ ‫ُطوبَى ِلل ْ َحزَانَى ألَ ّنَ ُه ْم يَتَ َع َّز ْونَ‪ُ .‬طوبَى ِلل ْ ُو َد َعاءِ‬ ‫ألَ ّنَ ُه ْم يَرِ ثُو َن األَ ْرض» من إجنيل متى‪ ،‬محل‬ ‫شك واستفهام‪ .‬البشر عند بونويل في عصر‬ ‫القنابل الذرية ال يختلفون كثي ًرا عنهم في‬ ‫عصر املسيح‪.‬‬ ‫ما يقوله بونويل عبر فيريديانا هو أننا على‬ ‫كل حال مجموعة من الهمج ندعي فضائل‬ ‫وق �ي��م تسقط أم���ام أب �س��ط االخ �ت �ب��ارات‪.‬‬ ‫منأل الفراغ الوجودي الذي نعيشه بأفعال‬ ‫صادمة من البربرية والوحشية‪ .‬ه��ذا هو‬ ‫صلب املسيح‬ ‫إنسان املسيح احلقيقي الذي ُ‬ ‫من أجله‪ ..‬أض��ل من داب��ة‪ .‬مطل ًقا عبارته‬ ‫الشهيرة‪« :‬أنا ولله احلمد ملحد»‪.‬‬


‫‪66‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫سياحة وآثار‬

‫أسسها الليبيون قبل‬ ‫أويا‪ ،‬طرابلس‪ ،‬طرابلس الغرب‪ ،‬املدينة البيضاء‪ ...‬هذه من أسماء العاصمة عبر التاريخ‪ .‬إنها مدينة ّ‬ ‫أن يكونوا ليبيني‪ ،‬فمدينتنا هذه ظهرت إلى الوجود بزمن أبعد بكثير من الزمن الذي ُعرفت فيه ليبيا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بتوطنها‪ ،‬ثم مت حتويلها بقدوم أبناء الكنعانيني (أي الفينيقيون) إلى مستوطنة ذات مركز جت��اري‪ ،‬ثم‬ ‫قام األهالي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويترقبها كل من يعيشون على الطرف املقابل من يونانيني ورومان ووندال‬ ‫املتوسط‬ ‫مياه‬ ‫على‬ ‫تطل‬ ‫عظيمة‬ ‫مدينة‬ ‫أصبحت‬ ‫ّ‬ ‫وإيبيريون‪.‬‬ ‫وبيزنطيون‬ ‫ّ‬ ‫يدون بعد‪.‬‬ ‫طرابلس القدمية ما زالت حتى يومنا هذا حتمل معالم خالدة ظهرت إلى الوجود في زمن لم ّ‬

‫إعداد‪ :‬إياد بن علي‬

‫طرابلس‬ ‫القديمة‬

‫هذه المدينة البيضاء‬ ‫يعشقها التاريخ‬


‫ترجح اآلراء أن طرابلس كانت منذ العصر‬ ‫ّ‬ ‫احلجري احلديث مكان ًا آه ًال بالسكان طوال الوقت‬ ‫النسبة األكبر املوجودة حاليا من مباني طرابلس‬ ‫القدمية تعود لفترة االحتاللني العثماني واإليطالي‬


‫‪68‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫سياحة وآثار‬

‫تقع مدينة طرابلس علي ساحل البحر األبيض املتوسط شمال‬ ‫خ��ط االس��ت��واء ع�ن��د خ��ط ال �ع��رض ‪ 32,56‬وع�ل��ي خ��ط ال�ط��ول‬ ‫‪ 13,10‬وهي بذلك تقع في صميم مناخ البحر األبيض املتوسط‪،‬‬ ‫وال يُعرف على وجه التحديد متى تأسست مدينة طرابلس من‬ ‫وترجح بعض اآلراء أنها كانت منذ العصر‬ ‫الناحية التاريخية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫احلجري احلديث مكاناً آه ً�لا بالسكان ط��وال ال��وق��ت‪ ،‬وعندما‬ ‫قدم الكنعانيون الفنيقيون إلى ساحلها قايضوا األهالي وبادلوهم‬ ‫منتجاتهم‪ ،‬وتدريجياً حت ّول املكان إلى مركز جتاري ترسو عنده‬ ‫سفن صور وصيدا‪ ،‬ثم حت ّول إلى مستوطنة يعيش فيها األهالي‬ ‫والوافدين عليهم‪ ..‬باختصار هذه املدينة ظلت ح ّي ًة على الدوام‪،‬‬ ‫ولعلها أقدم املدن التي تطل على البحر األبيض املتوسط‪.‬‬ ‫يحيط باملدينة العتيقة سور شبه دائري‪ ،‬وحتوي املدينة القدمية‬ ‫عدداً من احملال التجارية واملقاهي‪ ،‬كما حتوي عدداً كبيراً من‬ ‫املباني األثرية والتاريخية التي يعود تاريخ إنشاء بعضها إلى ما‬ ‫يزيد عن ‪ 500‬عام‪.‬‬ ‫إال أن النسبة األكبر املوجودة حاليا من تلك املباني تعود لفترة‬ ‫االح �ت�لال�ين العثماني واإلي �ط��ال��ي‪ .‬ت��وج��د ف��ي امل��دي�ن��ة القدمية‬ ‫مجموعة من املباني األثرية بينها مقرات سابقا لقنصليات دول‬ ‫مثل إسبانيا وفرنسا والواليات املتحدة‪.‬‬ ‫في ‪ 2009‬بدأت الدولة الليبية برنامجا لترميم املباني التاريخية‬ ‫باملدينة القدمية وتطويرها‪ ،‬فمثال املبنى الرئيسي لبانكو دي‬ ‫روما في ليبيا الذي بني في ‪ 1917‬حتول حالياً إلى فرع ملصرف‬ ‫األمة‪ ،‬كذلك مبنى سجن تركي بني في ‪ 1664‬حتول الحقاً مقراً‬

‫للقنصلية اإلسبانية ليصير حالياً مكتبة لألطفال‪ ،‬أما مبنى كنيسة‬ ‫العذراء مرمي القدمي والتي بنيت في ‪ 1615‬فقد أعيد ترميمها‬ ‫ويستخدم حاليا ج��زء منها ككنيسة وج��زء آخ��ر كصالة لعرض‬ ‫األعمال الفنية‪.‬‬ ‫لقد غاب الكثير من معالم املدينة عبر حتوالت تاريخية مختلفة‪،‬‬ ‫نذكر منها مث ً‬ ‫ال أحداث احلرب العاملية الثانية‪ ،‬ويفيدنا األهالي‬ ‫مث ً‬ ‫ال بأن شارع طاطاناكي الذي كان قائماً مببانيه وعمارته املميزة‬ ‫قد تع ّرض للقصف والدمار عن آخره‪ ،‬ونذكر مث ً‬ ‫ال مبنى البرملان‬ ‫الذي كان مط ً‬ ‫ال على ميدان الشهداء وتعرض في ثمانينيات القرن‬ ‫العشرين لإلزالة‪ ..‬وهكذا‪.‬‬ ‫ولكن هذا اجلدل بني اإلنشاء والتدمير وإن لم يتوقف يوماً إال أنه‬ ‫كان عاجزاً على الدوام عن محو أبرز معالم طرابلس القدمية أو‬ ‫التأثير على هويتها املتميزة‪.‬‬ ‫أسواق املدينة القدمية‬ ‫اتخذت أسواق مدينة طرابلس القدمية التجارية منها واحلرفية‬ ‫املنتشرة داخل إطارها املدني احملصور بني أس��وار املدينة على‬ ‫مساحة ‪ 48‬هكتاراً‪ ،‬أمناطاً مختلفة من املعمار اخلاص بها‪ ،‬فقد‬ ‫انتظمت األس��واق الطرابلسية وس��ط الساحات املكشوفة على‬ ‫شكل طرقات‪ ،‬وأخرى مغطاة بأروقة مسقوفة‪ ،‬وصل عددها إلى‬ ‫نحو ‪ 29‬سوقاً متعددة التخصصات‪ ،‬ومتثلت سلع هذه األسواق‬ ‫القدمية في األصواف‪ ،‬واملنسوجات واملالبس‪ ،‬والورق‪ ،‬واحلرير‪،‬‬ ‫والكبريت‪ ،‬وال��ذه��ب‪ ،‬واألخ�ش��اب‪ ،‬والقطران واحل�ن��اء‪ ،‬والشمع‪،‬‬


‫‪‎‬ميدان اجلزائر‬

‫مبنى مصرف األمة احلالي كان مقر املبنى‬ ‫الرئيسي لبانكو دي روما سنة ‪1917‬‬ ‫مكتبة أطفال كانت مبنى سجن تركي بني في ‪1664‬‬ ‫ثم حتول الحق ًا إلى مقر للقنصلية اإلسبانية‬ ‫مبنى كنيسة العذراء مرمي والتي بنيت في ‪ 1615‬أعيد ترميمه‬ ‫ويستخدم جزء منه حاليا كصالة لعرض األعمال الفنية‬ ‫واجللد‪ ،‬وري��ش النعام والتمر والعاج وامللح إلى جانب األحجار‬ ‫الكرمية‪ ،‬حيث تعددت مصادر السلع املعروضة بأسواق املدينة‪،‬‬ ‫املستوردة عبر الصحراء عن القوافل احململة بالبضائع من دواخل‬ ‫أفريقيا أو من السفن القادمة عبر البحر من دول العالم املختلفة‪.‬‬ ‫وكانت أسواق املدينة تعج باحلركة فهذا حمال مير بدابته وسط‬

‫السوق مستأدناً امل��ارة إلفساح الطريق‪ ،‬وس��ط أص��وات الباعة‬ ‫بأحلانهم الشجية‪ ،‬وأغانيهم املتنوعة ذات العمق في املدلول‪،‬‬ ‫وسط طرقات احلرفيني على الصفائح النحاسية‪ ،‬أو أصوات نول‬ ‫نساج وهو يرسم بالصوف إلكمال قطعته الفنية بألوانها الزاهية‪،‬‬ ‫سواء كانت ردا ًء‪ ،‬أو ج��رداً‪ ،‬أو غيرها‪ ،‬فالصورة حتمل مشاهداً‬ ‫لنشاط وحيوية تعج بها األروقة الضيقة الشبيهة باالنفاق املليئة‬ ‫ب��األق��واس ذات األل��وان املتعددة من األزرق وال ��وردي واألخضر‬ ‫لتضفى البهجة على األسواق‪.‬‬ ‫عرفت األسواق التالية على مدى عقود طويلة من القرنني التاسع‬ ‫عشر والعشرين‪ ،‬وما زالت قائمة حتى اآلن‪:‬‬ ‫> سوق املشير‪.‬‬ ‫> سوق الترك‪.‬‬ ‫> سوق الرباع القدمي (سوق العرب)‪.‬‬ ‫> سوق اللفة أو سوق الرباع اجلديد‪.‬‬ ‫> سوق القزدارة‪.‬‬ ‫> سوق القويعة‪.‬‬ ‫> سوق الكتب‪.‬‬ ‫> سوق الرقريق أو سوق الفرامل‪.‬‬ ‫> سوق احلرير‪.‬‬ ‫> سوق النجارة‪.‬‬ ‫> سوق الصاغة‪.‬‬ ‫> سوق العطارة‪.‬‬ ‫> سوق الصناعات التقليدية‪.‬‬


‫‪70‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫سياحة وآثار‬

‫‪‎‬ساحة امليدان‬

‫‪‎‬أحد أزقة املدينة ً‬ ‫ليال‬

‫أبواب املدينة القدمية‬ ‫يوجد باملدينة القدمية ع��دد ‪ 8‬أب��واب للسور احمليط للمدينة‬ ‫القدمية وهى‪:‬‬ ‫> ب��اب احل��ري��ة‪ :‬ك��ان يقع قدمياً عند السور اجلنوبي للمدينة‪،‬‬ ‫ويُعرف اآلن بباب احلر ّية‪ ،‬وقد اندثرت معالم هذا الباب‪ ،‬‏الذي‬ ‫ُعرف بأسماء عديدة مثل‪ :‬باب العرب‪ ،‬باب احلر ّية‪ ،‬باب النصر‪.‬‬ ‫> باب اجلديد‪ :‬يقع مجاوراً لباب زناته القدمي من الناحية الغربية‬ ‫من السور‪ ،‬وهو عبارة عن فتحة‏كبيرة بالسور على هيئة عقد من‬ ‫البناء‪ ،‬مث ّبت به باب خشبي كبير مكسو بطبقة معدنية‪.‬‬ ‫> باب زناته‪ :‬يقع قريباً من الباب اجلديد‪ ،‬وهو عبارة عن فتحة‬ ‫كبيرة بالسور القدمي من الناحية‏اجلنوبية‪ ،‬وقد اشتهر هذا الباب‬ ‫باسم باب زناته ألنه كان مقاب ً‬ ‫ال ملضارب قبائل زناته التي كانت‬ ‫تسكن في االجتاه‏اجلنوبي لسور املدينة‪.‬‬ ‫> باب البحر‪ :‬كان مقاب ً‬ ‫ال لقوس ماركوس أوريليوس وقد هدمه‬

‫‪‎‬هنا طرابلس‬

‫‪‎‬من أسواق املدينة القدمية‬


‫الكورنيش كما كان قدميا‬

‫‪‎‬الكولوسيو عام ‪1960‬‬

‫‪‎‬في بيت قدمي‬

‫‪‎‬مبنى البريد‬

‫‪‎‬الكتّ اب في املدينة القدمية‬


‫‪72‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫سياحة وآثار‬

‫‪‎‬شارع عمر املختار ‪1954‬‬

‫‪‎‬سوق املشير ‪1943‬‬

‫‪‎‬شارع عمر املختار ‪1964‬‬

‫اإليطاليون أثناء احتاللهم للبالد‪ ،‬وكان‏مكوناً من بابني مزدوجني‪.‬‬ ‫> باب اخلندق‪ :‬يقع عند مدخل طريق اخلندق‪ ،‬مالصقاً للقلعة‪،‬‬ ‫وقد اشتهر بهذا االسم ألنه كان مقاماً عند مدخل‏اخلندق‪ ،‬الذي‬ ‫كان في األصل يحيط بالقلعة‪ ،‬ومغموراً مبياه البحر‪ ،‬وقد مت ردمه‬ ‫وحتويله إلى طريق ُعرف بطريق‏اخلندق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫> باب املنشية‪ :‬يقع عند مدخل السوق املشير‪ ،‬مواجها مليدان‬ ‫الشهداء‪ ،‬ويعد من أقدم أبواب املدينة عراقة‪ ،‬ونسب إليه‏أسماء‬ ‫عديدة من أشهرها‪ :‬باب ُهواره‪ ،‬باب املنش ّية‪.‬‬ ‫> باب العدالة‪ :‬الباب اخلامس‪ ،‬يقع أمام زنقة الدباغ‪ ،‬في السور‬ ‫اجلنوبي م��ن امل��دي�ن��ة‪ ،‬وق��د أط�ل��ق عليه اس�م��ان متناقضان في‬ ‫معنياهما هما باب العدالة وباب الغدر‪.‬‬ ‫ الباب األخضر‪ :‬الباب األخضر‪ ،‬ك��ان قائماً بني ب��اب البحر‪،‬‬‫والباب املعروف بباب عبد الله‪.‬‬

‫‪‎‬نافورة داخل قلعة طرابلس‬ ‫‪‎‬في أحد مساجد املدينة القدمية‬


‫‪‎‬ذات العماد وباب البحر من املدينة القدمية‬

‫في أحداث احلرب العاملية الثانية مت قصف‬ ‫شارع طاطاناكي مببانيه وعمارته‬ ‫جدل اإلنشاء والتدمير لم ميحو أبرز معالم‬ ‫طرابلس القدمية أو التأثير على هويتها املتميزة‬ ‫األسواق الطرابلسية كانت عادة تقع في ساحات‬ ‫مكشوفة وأخرى كانت مغطاة بأروقة مسقوفة‬

‫‪‎‬برج الساعة‬

‫من معالم املدينة القدمية‬ ‫> حوش القرمانلي االسم احمللي ملنزل القره مانلي‪.‬‬ ‫> السراي احلمراء‪.‬‬ ‫> برج الساعة في طرابلس‪.‬‬ ‫> زنقة الفرنسيس‪.‬‬ ‫> قوس ماركوس أوريليوس‪.‬‬ ‫> مدرسة عثمان باشا‪.‬‬ ‫> فندق زميط‪.‬‬ ‫التقسيمات اإلدارية‬ ‫تطور ات�س��اع مدينة طرابلس القدمية وام�ت��د العمران بها إلي‬ ‫م�س��اف��ات واس�ع��ة خ��ارج أس ��وار امل��دي�ن��ة ال�ت��ي ج��اءت علي شكل‬ ‫خماسي األضالع مقسمة إلي أربع حومات رئيسية‪:‬‬ ‫‪ -1‬حومة غرياني ‪:‬وتشمل احلارة الكبيرة واحلارة الصغيرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬حومة كوشة الصفار‪.‬‬ ‫‪ -3‬حومة باب البحر‪.‬‬ ‫‪ -4‬حومة البلدية‪.‬‬ ‫‪‎‬خيول امليدان هل تطالها يد العبث؟‬


‫‪74‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫سياحة وآثار‬

‫وصل عدد أسواق املدينة القدمية إلى نحو‬ ‫‪ 29‬سوق ًا متعددة التخصصات‬

‫أهم املساجد القدمية‬ ‫> جامع الناقة‬ ‫م�س�ج��د ال �ن��اق��ة‪ :‬وي��ع��رف ب��أع �ت��ق م �س��اج��د امل��دي �ن��ة ال�ق��دمي��ة‬ ‫(طرابلس)‪ ,‬جامع الناقة أحد أقدم املساجد في شمال أفريقيا‬ ‫فقد مر على بناءه عتبات األل��ف ومائتا ع��ام وبني قبل بناء‬ ‫اجل��ام��ع األزه���ر ب��ال�ق��اه��رة‬ ‫وكانت مساحته تبلغ حوالي‬ ‫‪ 900‬متر مربع‪.‬‬ ‫ي � �ق� ��ال أن ه� � ��ذا اجل ��ام ��ع‬ ‫ب�ن��ي أي ��ام امل �ع��ز ل��دي��ن الله‬ ‫ال � �ف� ��اط � �م� ��ي ع � �ن� ��دم� ��ا م��ر‬ ‫بطرابلس ف��ي طريقه إلي‬ ‫ال � �ق� ��اه� ��رة ب� �ع ��د م �ن �ت �ص��ف‬ ‫ال�ق��رن العاشر امل�ي�لادي وق��د أش��ار التجاني عند زي��ارت��ه إلي‬ ‫طرابلس ما بني سنة ‪ 1306‬م ‪ 1308‬حيث يخبرنا (أن بني‬ ‫القصبة واملدرسة املستنصرية جامع طرابلس األعظم الذي‬ ‫بناه بنو عبيد) حيث يقع خلف منطقة جتارية نشيطة دائبة‬ ‫احلركة ومبا إن املباني احمليطة به تبدو في جلها عتيقة املظهر‬ ‫(وهي في الغالب دكاكني صغيرة ومتراصة بعضها مختص في‬ ‫بيع احللي واألخ��رى لصناعة النسيج واحل��ري��ر) ف��إن اجلامع‬

‫أهم السلع التي كانت تعرض في طرابلس القدمية هي‪ :‬األصواف واملنسوجات‬ ‫واملالبس والورق واحلرير والكبريت والذهب واألخشاب والقطران واحلناء‬ ‫والشمع واجللد وريش النعام والتمر والعاج وامللح إلى جانب األحجار الكرمية‬ ‫بحيرة السراي احلمراء كانت في السابق جزءا من‬ ‫البحر قبل أن يتم ردمه في سبعينيات القرن العشرين‬

‫‪‎‬حفل في ميدان الشهداء‬


‫‪‎‬من األزقة املتهالكة‬

‫‪‎‬حوش القره مانلي‬

‫حوش القره مانلي‬

‫‪‎‬جيل ورا جيل‬

‫‪‎‬جامع بورقيبة ‪1964‬‬

‫حوش القره مانلي أو منزل القره مانلي هو منزل أقرب‬ ‫إلى قصر يؤرخ تاريخ إنشائه إلى أوائ��ل القرن التاسع‬ ‫عشر بناه يوسف القره مانلي‪.‬‬ ‫وقد حكمت أسرة القره مانلي طرابلس (وعموم ليبيا)‬ ‫منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر حتى الثلث‬ ‫األول من القرن التاسع عشر‪ .‬وبسقوط تلك األسرة‬ ‫صار القصر بعد ذلك مقرا لقنصلية دوقية توسكانا‬ ‫العظمى‪ ،‬احلوش حالي ًا هو مفتوح للزوار حيث يقدم‬ ‫عرض ًا حملتوياته وألس�ل��وب احلياة ال��ذي ك��ان يتبعه‬ ‫قاطنيه السابقني‪.‬‬

‫‪‎‬الفراشية لها حضورها في املدينة القدمية‬


‫‪76‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫سياحة وآثار‬

‫اختلط بهذه املباني امل�ت��راص��ة حتى ال يكاد امل��رء ينتبه إلى‬ ‫وج��وده ألول وهلة‪ ،‬غير أن ه��ذا اجلامع املتواضع في هيئته‬ ‫ومظهره يستطيع أن يثير فيك مرآة شموخ األثر الصامد أمام‬ ‫سطور القرون العشر التي حتطمت على عتباته ‪.‬‬ ‫> جامع قرجي‬ ‫أحد أقدم املساجد في العاصمة الليبية طرابلس‪ .‬يقع في وسط‬ ‫املدينة القدمية ويشكل جزء من مجمع املبان القدمية واألثرية في‬ ‫املدينة القدمية‪ .‬يجذب اجلامع أعدادا من السياح كما أنه يجاور‬ ‫قوس ماركوس أوريليوس في طرابلس‪.‬‬ ‫مت إنشاء هذا اجلامع في العام ‪ 1834‬من قبل مصطفى قرجي‬ ‫والذي كان يشغل منصب رئيس املرسى البحري‪ ،‬كما كان صهرا‬ ‫ل��وال��ي طرابلس يوسف باشا ال�ق��ره مانللي (حكم ب�ين ‪-1795‬‬

‫السراي احلمراء‬

‫وهي من أهم معالم مدينة طرابلس في ليبيا‪ ،‬وقد سميت‬ ‫بالسرايا احل�م��راء الن بعض أجزائها كانت تطلى باللون‬ ‫األحمر‪ .‬وتطل على شارعي عمر املختار والفتح‪ .‬وهي تقع‬ ‫في الزاوية الشمالية الشرقية من مدينة طرابلس القدمية‪،‬‬ ‫وتشرف على مينائها‪ ،‬وبحيرة السراي احلمراء والتي كانت‬ ‫في السابق بحرا قبل أن يتم ردمه في السبعينيات‪ ،‬األمر‬ ‫ال��ذي مكنها قدميا م��ن حماية املدينة وال��دف��اع عنها برا‬ ‫وبحرا‪ .‬وقد تعرضت القلعة إلى تغييرات واضافات‬ ‫كبيرة في عمارتها‪ ،‬حسب ذوق ومتطلبات كل‬ ‫حكم‪ ،‬وتبلغ مساحتها (‪1300‬‬ ‫م‪ )2‬وتبلغ أطوال أضالعها ‪ :‬من‬ ‫الشمال الشرقى (‪115‬م) ومن‬ ‫الشمال الغربي (‪90‬م) ومن‬ ‫اجل��ن��وب ال�غ��رب��ي‬

‫‪ ،)1832‬والذي كان من املقربني إليه‪.‬‬ ‫> جامع درغوت‬ ‫> جامع بن مو سى‬ ‫> جامع شايب العني‬ ‫> جامع احمد باشا القرملى‬ ‫> جامع الشان شان‬ ‫> جامع اخلروبة‬ ‫> جامع سيدى سالم‬ ‫> جامع محمود خازن دار‬ ‫> جامع سيدى عبد الوهاب‬ ‫> جامع الشيخ احلطاب‬ ‫> جامع الدروج‬

‫(‪130‬م) ومن اجلنوب الشرقى (‪140‬م) ويبلغ أعلى ارتفاع‬ ‫لها (‪21‬م)‪.‬‬ ‫بنيت قلعة طرابلس على بقايا مبنى روماني ضخم‪ ،‬رمبا كان‬ ‫أحد املعابد أو احلمامات الكبيرة‪ ،‬حيث عثر أسفل الطريق‬ ‫الذي كان يخترق القلعة من الشرق إلى الغرب على بعض‬ ‫األعمدة والتيجان الرخامية الضخمة التي تعود إلى القرن‬ ‫األول أو الثاني امليالديني‪.‬‬


‫هل تستعيد طرابلس القدمية‬ ‫هويتها اجلامعة‬

‫مرت‬ ‫طرابلس القدمية ذات هوية متميزة‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫فتعدد احلضارات التي ّ‬ ‫هنا‪ ،‬واختالف األعراق واألجناس‪ ،‬والسجل احلافل للسراي احلمراء‬ ‫متتص التحوالت العابرة وتعيد‬ ‫وال�س��اح��ل‪ ..‬ك��ل ذل��ك جعلها ب��ؤرة‬ ‫ّ‬ ‫إنتاجها في ذاتها‪.‬‬ ‫إنها حرفي ًا مدينة كوسموبوليتية‪ ..‬ولكنها واقعة اآلن حتت هيمنة‬ ‫ّ‬ ‫مخطط منهجي إلزالة‬ ‫واملتشددين الذين ب��دؤوا تنفيذ‬ ‫املتطرفني‬ ‫ّ‬ ‫وتخريب معاملها التاريخية‪ ،‬وتشويه هويتها اجلامعة‪.‬‬ ‫لقد أعطى التاريخ للمدينة القدمية تنوع ًا معماري ًا كبير ًا وثري ًا‪،‬‬ ‫وبالفعل ميكن تلمس هذا الثراء في كل مكان في هذه املدينة بدء ًا‬ ‫من الفينيقيني الذين أسسوا مدينة صبراتة ولبدة وطرابلس‪ ،‬مرور ًا‬ ‫باليونانيني (القرن السابع قبل امليالد) الذين متركزوا خاصة في‬ ‫قورينا (شرق ليبيا) والرومان (القرن األول) الذين طوروا املدن الثالث‬ ‫والوندال (إبتداء من القرن اخلامس) ثم البيزنطيني (بدء من القرن‬ ‫السابع) وكذلك احلضور العربي وأخيرا العثمانيني خاصة في العهد‬ ‫القرمانلي (بدأ من القرن السادس عشر)‪.‬‬ ‫ويشكل الطابع املعماري العربي اإلس�لام��ي ال��ذي يطغى على هذه‬ ‫املدينة ث��روة ثقافية وإرث � ًا حضاري ًا يحظيان باالهتمام ويحفزان‬ ‫أعمال الصيانة والترميم إلع��ادة البريق إلى هذه املدينة بإشعاعها‬ ‫احلضاريالعتيد‪.‬‬ ‫ويعمل مشروع ترميم وصيانة املدينة القدمية على بعث ال��روح في‬ ‫هذه املدينة التاريخية الواقعة في قلب مدينة طرابلس من خالل‬ ‫إب��راز امل��وروث الثقافي ال��ذي تشهد عليه العديد من املواقع واملباني‬ ‫وكذلك النمط املعماري الذي تتميز به املدينة القدمية‪.‬‬ ‫ومن املعروف أن السلطات احمللية امتنعت منذ عدة عقود عن منح أية‬ ‫رخص إلقامة مباني جديدة وذلك للحفاظ على امل��وروث الهندسي‬ ‫املعماري الثقافي األصيل لهذه املدينة‪ ،‬وتهدف أعمال الصيانة التي‬ ‫انطلقت في إط��ار برنامج ع��ام ‪ 2005‬ملشروع ترميم وصيانة وإدارة‬ ‫املدينة القدمية إلى إحياء اجلانب الثقافي لهذه املدينة وذل��ك من‬ ‫خالل احملافظة على املوروث احلضاري الذي تزخر به املدينة‪ ،‬ووضعه‬ ‫في أبهى صوره بني أيدي األجيال الصاعدة‪.‬‬ ‫وقد سجل تقدم كبير في الكثير من أعمال الصيانة والترميم التي‬ ‫انطلقت منذ منتصف العقد األول من القرن العشرين ثم توقفت‪..‬‬ ‫ومنها س��وق امل��دي�ن��ة ال�ق��دمي��ة ال ��ذي يعطي ب �ع��د ًا اق�ت�ص��ادي��ا هام ًا‬ ‫لالستثمارات احمللية عبر إعطاء زخم كبير للصناعات التقليدية‪.‬‬ ‫وبلغت مرحلة اإلجناز في أعمال ترميم وصيانة حمام درغوث الكائن‬ ‫بزنقة احلمام الصغير والذي يعتبر من أقدم احلمامات البخارية في‬ ‫مدينة طرابلس القدمية ‪ 80‬في املائة ومتكنت من إعادة تأهيل الثروة‬ ‫املعمارية البالغة اجلمال املجسدة من خالل الزخارف اخلزفية التي‬ ‫تزين جدران املبنى‪.‬‬ ‫أما مبنى مركز تدريب الصناعات التقليدية الكائن بشارع «األرب��ع‬ ‫ع��رص��ات» ال ��ذي ي�ه��دف إل��ى إح �ي��اء ال�ص�ن��اع��ات التقليدية احمللية‬ ‫واحل �ف��اظ عليها وتوثيقها وتكوين ك ��وادر فنية م��اه��رة م��ن خالل‬ ‫االستفادة من ذوي اخلبرات السابقة فقد بلغت نسبة إجناز أعمال‬ ‫الترميم والصيانة فيه ‪ 70‬في املائة‪.‬‬ ‫ومما ينتظر الصيانة لعدة سنوات حتى اآلن هناك حوش الباشوات‬ ‫«دار القاضي» الواقع في شارع جامع الدروج والذي يعود تاريخه إلى‬ ‫العهد القرمانلي ‪ 1835 - 1711‬ويشكل هذا املبنى أحد أجمل البيوت‬ ‫التاريخية التي تزخر بها املدينة القدمية ويتميز بسمات معمارية‬ ‫فنية تشهد على التطور املعماري للبيوت الطرابلسية‪.‬‬ ‫وقد تطور منذ هذا العهد املعمار الذي يعتمد على األقواس واألعمدة‬ ‫والتيجان والعقود واملشغوالت اخلشبية واملعدنية إضافة إلى اللوحات‬ ‫اجلدارية اخلزفية والذي يكسب املدينة طابعا هندسيا مميزا‪ ،‬ومن‬ ‫املجدي توظيف «ح��وش الباشوات» كفضاء ثقافي للخط العربي‬ ‫ومكتبة متخصصة في هذا الفن اإلسالمي املتطور‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق «ب ��دار ال�ص��اب��ون» القائمة ف��ي ش��ارع س�ي��دي احلطاب‬

‫‪‎‬املدينة القدمية في مطلع القرن العشرين‬

‫‪‎‬شيشمة الطليان ‪ -‬باب بحر ‪1914 -‬‬ ‫التي وظفت لتكون دارا لتراث املوسيقي التقليدية (خاصة املألوف‬ ‫واملوشحات األندلسية) فإن افتتاحها مت في مارس ‪ 2006‬قبل أن تغلق‬ ‫من جديد‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك هناك مبنى «الرهبان» املجاور ملبنى دار محمد علي‬ ‫الغا للفن التشكيليى والذي أصبح مركز ًا ثقافي ًا يحتوي على مقهى‬ ‫ثقافي لإلنترنت ومجموعة من املراسم ومقار الفنانني والكتاب وملتقى‬ ‫للمفكرينواملبدعني‪.‬‬ ‫أم��ا م��درس��ة «ال��راه �ب��ات» التي خضعت للترميم والصيانة ف��ي إط��ار‬ ‫برنامج ‪ 2005‬ملشروع تنظيم وإدارة املدينة القدمية بطرابلس فإنها‬ ‫ّ‬ ‫وظفت لتصبح مركزا لتدريب وتعليم الصغار على احلرف اليدوية مثل‬ ‫اخلياطةوالتطريزوغيرها‪.‬‬ ‫وقد أجريت عملية صيانة لبرج الساعة الذي مت إنشاؤه من قبل علي‬ ‫رض��ا خ�لال الفترة من ‪ 1866‬إل��ى ‪ 1870‬ومت��ت صيانته للمرة األول��ى‬ ‫األول ��ى ب�ين ‪ 1990‬إل��ى ‪ 1991‬وأع�ط��ت ه��ذه األع�م��ال وامل�ش��اري��ع بكل‬ ‫تأكيد نفس ًا جديد ًا ملدينة طرابلس التاريخية التي أصبح النشاط‬ ‫االق�ت�ص��ادي ال��ذي مييزها يشكل قطب ًا ج��اذب� ًا وإل��ى جانب السحر‬ ‫واجلمال األصيل الذي ينبعث من هذه املدينة ومن تعرجات شوارعها‬ ‫وأزقتها ف��ان برنامج إع��ادة تأهيلها يعد رهان ًا كبير ًا على األصعدة‬ ‫الثقافيةواالقتصادية‪.‬‬ ‫ومن أهم معالم طرابلس القدمية هناك أيض ًا مبنى مصرف «األمة»‬ ‫ال��ذي يعود إلى العهد العثماني الثاني ‪ 1911-1835‬مبيدان خيري‬ ‫كرمية والذي استخدم منذ ‪ 1907‬وحتى أوائل الثالثينات من القرن‬ ‫املاضي كمقر بنك روما خالل الفترة االستعمارية‪ ،‬ويتميز هذا الصرح‬ ‫بطرازه املعماري وبطابعه التاريخي األصيل املتجانس مع الهندسة‬ ‫املعماريةللمدينةالقدمية‪.‬‬ ‫وم��ا زال ال �س��ؤال ق��ائ�م��ا‪ :‬متى تستعيد ط��راب�ل��س هويتها اجلامعة‬ ‫واملتشددين؟!‬ ‫وتتخلص من براثن املتطرفني‬ ‫ّ‬


‫‪78‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫سياحة وآثار‬

‫قوس ماركوس أوريليوس‬

‫قوس ماركوس أوريليوس في مدينة طرابلس عاصمة ليبيا‪ .‬هو‬ ‫ق��وس لتخليد ذك��رى اإلمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس‪،‬‬ ‫والذي حكم في الفترة بني عامي (‪.)180 - 161‬‬ ‫يجذب القوس أع��دادا من السياح‪ ،‬ويعد األثر الروماني الوحيد‬ ‫املتبقي في مدينة طرابلس‪ .‬ويقع القوس في حي ب��اب البحر‬ ‫الواقع في شمال املدينة القدمية ويقابل زنقة الفرنسيس في‬ ‫املدينة القدمية ويجاوره جامع قرجي القدمي‪ .‬ويعد أحد اآلثار‬ ‫الرومانية املنتشرة في ليبيا‪ .‬مت تشييد القوس في سنة ‪.163‬‬ ‫ويرى الباحثون أن اجتاهات أب��واب قوس اإلمبراطور الروماني‬ ‫ماركوس أوريليوس متثل أنقاض املدينة الفينيقية القدمية والتي‬ ‫بنيت على أنقاضها املدينة الرومانية‪.‬‬


‫‪‎‬طرابلس القدمية واحلديثة‬

‫املعمارية‬ ‫الهوية‬ ‫حفاظ ًا على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جالل رمضان البلعزي‬ ‫مخطط احلفاظ على املدن القدمية يبدأ باملباني األثرية‬ ‫والتاريخية املهددة باالنقراض وذلك نتيجة لضغط النمو‬ ‫احلضري والسكاني على املدينة‪ .‬فوضع أبعاد للمحافظة‬ ‫على املدن التاريخية بتوسيع خطط احلفاظ بالتوازي مع‬ ‫التنمية االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬ ‫دعاة حماية البيئة اليوم لهم رأيني األول هو احلفاظ على‬ ‫البعد الكالسيكي للصيانة في املناطق احلضرية في حني‬ ‫أن اآلخ��ر يشمل التنمية االجتماعية واالقتصادية في‬ ‫خطط احملافظة‪.‬‬ ‫بذلك وض��ع إط��ار جديد وه��و يشمل كل اآلراء مع ضمان‬ ‫حفظ وحماية املدينة من اجلانب الكالسيكي ولتحقيق‬ ‫هذا يجب وضع رؤي��ة مدروسة ومحددة قبل بدء عملية‬ ‫التنفيذ‪ ،‬وهذه الرؤية ال يجب إن تكون مجرد فكرة وإمنا‬ ‫نهج يسهل حتقيقه وترجمته إلى استراتيجية احملافظة‬ ‫على امل��دن التاريخية‪ .‬وأن تنعكس على أهمية مدينة‬ ‫طرابلس من خالل عدة عوامل‪:‬‬ ‫ موقع فريد من نوعه اجلغرافي داخل املدينة‪.‬‬‫ اتساع الرقعة اجلغرافية التي تبلغ مساحتها نحو ‪44‬‬‫هكتار‪·.‬‬ ‫ هناك العديد من املباني التاريخية‪.‬‬‫‪ -‬عدد قليل من اآلثار التاريخية‪.‬‬

‫ بنية سليمة للمشاة ملدة زمنية طويلة‪.‬‬‫ جدار تاريخي طويل‪.‬‬‫وجلعل مدينة طرابلس القدمية ن��واة التكتل احلضري‬ ‫للمدينة‪ ،‬م��ع ام �ت��داد ف��ي امل�ن��اط��ق احل�ض��ري��ة ف��ي الشرق‬ ‫والغرب واجل�ن��وب‪ ،‬يجب إع��ادة عملية التأهيل من خالل‬ ‫ثالثة أبعاد تتمثل في اآلتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬التنمية االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وإنشاء املرافق في‬ ‫املناطق احلضرية‪ ،‬وإعادة تأهيل املساكن‪.‬‬ ‫‪ -2‬كما يفترض على جهاز حماية املدينة القدمية ضمان‬ ‫عدم تطوير منطقة على حساب مناطق أخرى‪ ،‬بل يجب‬ ‫حلها ً‬ ‫حال جذري ًا وع��دم وضع حلول سطحية مثل تلميع‬ ‫الواجهات‪.‬‬ ‫‪ -3‬العمود الفقري لسر جناح استراتيجية احلفاظ على‬ ‫املدينة القدمية بطرابلس مستمد من فلسفة وانعكاس‬ ‫لتاريخ وثقافة وتراث املجتمع‪ ،‬وعلى حل املشاكل اليومية‬ ‫للسكان‪.‬‬ ‫( ) مستشار مكتب امل��دن التاريخية ف��ي م�ج��ال إع��ادة‬ ‫تأهيل املدن التاريخية‪.‬‬ ‫امليراث‪ ..‬تعنى مبستقبل العمارة واحلرف الفنية في ليبيا‪.‬‬


‫‪80‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫سياحة‬

‫غ��ادرت مطار امللكة عالية القريب من عمان باململكة األردنية الهاشمية عند العاشرة ليالً‬ ‫متوجه ًا إلى صنعاء العاصمة اليمنية ‪ ،‬بعد ثمانية وأربعني ساعة من االنتظار بفندق املطار ‪،‬‬ ‫فقد غادرت طرابلس الثامنة صباح الثالثاء على منت طيران شركة عالية وعند وصولي عمان‬ ‫وجدت إن الثلوج قد غطت الطريق املؤدي إلى املدينة ‪ ،‬نصحني سائق التاكسي باإلقامة في فندق املطار ‪ ،‬عدت‬ ‫أدراجي ودخلت الفندق وحجزت غرفة ‪ ،‬وضعت مالبسي وشعرت بالدفء فاجلو في اخلارج كان بارد ًا نتيجة‬ ‫ازدي��اد سقوط الثلوج ‪ ،‬لم أخرج من الغرفة طيلة ذلك املساء حتى اقتراب موعد تناول وجبة العشاء عندما‬ ‫نزلت إلى بهو الفندق فوجدت ازدحام ًا شديد ًا أمام مكتب االستقبال نتيجة استمرار انقطاع الطريق املؤدي إلى‬ ‫مدينة عمان وجلوء الركاب إلى فندق املطار ونظر ًا ألن الفندق بسعة محدودة فلم يعد هناك غرف للحجز ‪.‬‬

‫املختار اجلدال‬

‫بجوار تاريخ اليمن السعيد‬

‫السفرُ‬

‫إلى البــــ‬


‫األثناء طلب مني أحد األشخاص‬ ‫ع�ن��دم��ا ت��وج�ه��ت للمطعم لتناول‬ ‫عرفت فيما بعد إن��ه عبداملنعم‬ ‫وجبة العشاء وجدت امرأة ليبية‬ ‫خريطة صنعاء‬ ‫ال �س��راج وه��و طبيب مبستشفى‬ ‫ت��رت��دي ف��راش�ي��ة تفترش األرض‬ ‫ال�ق�ل��ب ب �ت��اج��وراء ط�ل��ب م�ن��ي أن‬ ‫وي��رق��د اب�ن�ه��ا ع�ل��ى ركبتها وبعد‬ ‫أنقل حقيبتي إلى غرفته التي حتتوي على سريرين وأضاف‬ ‫عودتي من املطعم سألتها ملاذا أنت جتلسني هكذا فقالت لم‬ ‫بأنه كان يفكر في أن يترك غرفته ‪.‬‬ ‫نتحصل على غرفة ولم نستطع الوصول إلى عمان وأضافت‬ ‫سكنت ال�ع��ائ�ل��ة غ��رف�ت��ي ون�ق�ل��ت م�لاب�س��ي وحقيبتي إل��ى غرفة‬ ‫ابني ه��ذا مريض وجئنا لعالجه ويرافقني زوج��ي ‪ .‬سألتها‬ ‫عبداملنعم وقضينا الليلة في احلديث برفقة رب األسرة كان يدعى‬ ‫أي��ن ه��و زوج��ك ؟ ف��أش��ارت إل��ى رج��ل يقف م��ع مجموعة من‬ ‫أمبارك العكاري من قصر بن غشير ورافقنا احلديث شخص من‬ ‫األش �خ��اص فتوجهت إل�ي��ه وأعطيته مفتاح غرفتي وق�ل��ت له‬ ‫اجلنوب يدعى محمد قال إنه عميد جامعة سبها آنذاك ‪.‬‬ ‫أرجوك أن تقبل مني أن تذهب زوجتك وابنك لالستراحة في‬ ‫في اليوم التالي أستمر الوضع على ما هو عليه بالنسبة لسقوط‬ ‫غرفتي عندها انفرجت أسارير الرجل وأبتسم وشكرني وفي‬

‫ــــاب األخير‬


‫‪82‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫سياحة‬

‫طبيب القلب عبداملنعم السراج يطلب مني نقل‬ ‫حقيبتي إلى غرفته‬ ‫ثلوج عمان تأسرني في فندق املطار ‪ ..‬والليبيون‬ ‫يبعدون عني وحشة البرد‬

‫اجلدال باللباس اليمني التقليدي‬

‫أربع ساعات في السماء ‪ ..‬بعدها حتط الطائرة في‬ ‫بالد تعبق بالتاريخ‬ ‫صنعاء يعود تأسيسها إلى القرن اخلامس قبل امليالد‬ ‫وتقع على جبال السروات‬

‫الثلوج ولم أخرج من الفندق طيلة اليوم أنتظر رحلتي إلى صنعاء‬ ‫التي ستغادر عند العاشرة لي ً‬ ‫ال وبقيت طيلة اليوم برفقة رفاق‬ ‫الفندق عبداملنعم وأمبارك ومحمد ‪.‬‬ ‫في العاشرة لي ً‬ ‫ال أقلعت الطائرة وبعد أربع ساعات من الطيران‬ ‫حطت الطائرة بسالمة الله على أرض مطار صنعاء ‪ ،‬عند الثانية‬ ‫صباحاً ‪ ،‬اإلجراءات لم تستغرق طوي ً‬ ‫ال أستقبلني حسام عابدين‬ ‫وهو صديق مصري مقيم بصنعاء ويعمل أستاذا ملادة الكمبيوتر‬ ‫مب��درس��ة جمال عبدالناصر بالعاصمة صنعاء يرافقه محمد‬ ‫احلوثي سائق سيارة ‪.‬‬ ‫توقفت لبرهة أمام املطار ‪ ،‬أذاً أنا في اليمن السعيد وعاصمته‬ ‫صنعاء هذه البالد التي تعبق بالتاريخ ‪ ..‬العرب العاربة وسد مآرب‬ ‫وقصة اجلنتني والفتح االسالمي وقبلها قصة إبرهة احلبشي‬ ‫والهجوم على الكعبة وقصة تدنيس املعبد التي كانت سبباً في‬ ‫خروج حملة ابرهه وقصة الهدهد وسليمان احلكيم ‪ ،‬مملكة سباء‬ ‫وح ّمير ‪ ..‬وبلقيس وأروى والكثير الكثير من القصص التي سمعتها‬ ‫عن هذه البالد ‪ ،‬خرجنا من مطار صنعاء الذي يقع غير بعيد عن‬ ‫وسط املدينة وسكنت فندق سباء ‪.‬‬ ‫صنعاء هي العاصمة السياسية والتاريخية لليمن وهي أحدى أقدم‬ ‫املدن املأهولة باستمرار ويعود تأسيسها إلى القرن اخلامس قبل‬ ‫امليالد وهي تقع في وسط اليمن على جبال «السروات» وترتفع‬ ‫عن سطح البحر ‪ 2300‬متر‪ ،‬وقدمياً كانت املدينة ال حتتل سوى‬ ‫مساحة صغيرة من قاع صنعاء الفسيح الذي ميتد بني جبل نُقم‬ ‫شرقاً وجبل عيبان غرباً‪ ،‬ولكنها تزايدت في العهود اإلسالمية‬ ‫واتسعت دائرة سورها ‪ ،‬يطلق عليها أمانة العاصمة في األوساط‬ ‫الرسمية‪ ،‬وهي املركز اإلداري حملافظة صنعاء‪ ،‬ويبلغ عدد سكانها‬ ‫قرابة ‪ 2‬مليون ‪ ،‬تقسم أمانة العاصمة إداري �اً إلى ‪ 9‬مديريات‪،‬‬ ‫تكتسب أهميتها باعتبارها العاصمة السياسية والتاريخية‬ ‫للجمهورية اليمنية‪ ،‬حيث تتركز فيها ال� ��وزارات وامل��ؤس�س��ات‬ ‫واملصالح احلكومية‪ ،‬فض ً‬ ‫ال ع��ن النشاط التجاري والصناعي‬ ‫الواسع‪ ،‬متتاز مدينة صنعاء بطابع معماري فريد مما أهلها لتكون‬ ‫من ضمن املدن التاريخية العاملية‪ ،‬وهي واح��دة من مدن العالم‬ ‫األكثر جماالً ‪ ،‬ويتميز مناخ العاصمة باالعتدال في فصل الشتاء‬ ‫وف��ي فصل الصيف‪ .‬صنعاء القدمية من مواقع التراث العاملي‬ ‫لليونسكو ولها طابع مميز بسبب اخلصائص املعمارية الفريدة‪،‬‬ ‫وعلى األخص املباني متعددة الطوابق املزينة بأشكال هندسية ‪.‬‬ ‫في صباح اخلميس إلى صنعاء القدمية تقع مدينة صنعاء القدمية‬ ‫وس��ط املرتفعات اجلبلية الغربية والعالية لليمن‪ ،‬ووس��ط سهل‬ ‫فسيح‪ ،‬قاع صنعاء‪ ،‬ويقصد بها املدينة املسورة وكان لها سبعة‬ ‫أبواب لم يبق منها إال باب اليمن ‪ ،‬أصبحت عاصمة مؤقتة ململكة‬ ‫سبأ في القرن األول للميالد بعد استعادة أسر من قبيلة همدان‬ ‫للعرش السبئي من احلميريني وجاء ذكرها في النصوص بصيغة‬ ‫صنعوا وهي مشتقة من « مصنعة « وتعني حصن في اللغة اليمنية‬ ‫القدمية‪ ،‬وحتولت املدينة في القرنني السابع والثامن إلى مركز‬ ‫هام لنشر اإلسالم‪ ،‬فحافظت على تراث ديني وسياسي يتجلى في‬ ‫‪ 106‬مساجد و‪ 21‬حماماً و‪ 6500‬منزل تعود الى ما قبل القرن‬


‫أمانة العاصمة ُتقسم إلى تسع مديريات وتتركز فيها الوزارات واملؤسسات احلكومية‬ ‫صنعاء القدمية من مواقع التراث العاملي لليونسكو ‪ ..‬ولها طابع معماري فريد‬

‫هناك ‪ 106‬مسجد ًا و ‪ 21‬حمام ًا و‪ 6500‬منزال تعود إلى ما قبل القرن احلادي عشر‬ ‫صنعاء القدمية كان لها سبعة أبواب لم يبق منها إال باب اليمن‬

‫صنعـاء القدمية‬

‫احل��ادي عشر‪ .‬أم��ا املساكن البرجية املتعددة الطوابق واملنازل‬ ‫القدمية فتزيد املدينة جماالً‪.‬‬ ‫يوم اجلمعة اتفقت مع حسام وسائقه احلوثي على زي��ارة جبل‬ ‫عمران الشهير أعلى قمة في اليمن السعيد‪ ..‬التاسعة خرجنا‬ ‫من الفندق ‪ ،‬عمران إحدى محافظات اليمن‪ .‬وهي تعد إحدى‬ ‫احملافظات اليمنية التي مت استحداثها بعد قيام دول��ة الوحدة‬ ‫اليمنية ب�ين ال�ش�م��ال واجل �ن��وب ‪ ،‬وتبعد ع��ن العاصمة حوالي‬ ‫خمسني كيلو متراً‪ ،‬ومدينة عمران مركز احملافظة‪ .‬وميتهن أهلها‬ ‫ال��زراع��ة التي تعتبر من أه��م األنشطة التي ميارسها السكان ‪.‬‬ ‫أهم املعالم السياحية واألثرية في احملافظة اجلوامع اإلسالمية‪،‬‬ ‫منطقة ظفار ذيبني املشهورة بجامعها العتيق‪ .‬وتضاريس احملافظة‬ ‫متنوعة وتتميز مبناخ معتدل في فصل الصيف وبارد في فصل‬ ‫الشتاء‪ .‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫في الطريق إلى عمران مررنا بدار احلجر أحد املعالم التاريخية‬ ‫في اليمن ويقع في شمال صنعاء ‪ -‬وادي ظهر‪ ..‬بنيت دار احلجر‬ ‫على يد علي بن صالح العماري وسمي بهذه التسمية نسبة إلى‬ ‫الصخرة اجلرانيتي التي شيدت عليها هذا الدار‪ ،‬ويعود تاريخ بناء‬ ‫القصر إلى أواخر القرن الثامن عشر امليالدي حني أمر ملك اليمن‬ ‫اإلمام املنصور على بن العباس وزيره علي بن صالح العماري الذي‬ ‫اشتهر بالهندسة املعمارية والفلك‪ ،‬والشعر واألدب ‪ -‬أمره ببناء‬ ‫قصر في وادي ظهر ليكون قصرا صيفيا له‪ .‬وي��روي املؤرخون‬

‫أنه بني على أنقاض قصر سبئي قدمي كان يعرف بحصن ذي‬ ‫سيدان الذي بناه احلميريون عام ‪ 3000‬ق‪ .‬م‪ ،‬ودمر احلصن على‬ ‫يد األت��راك قبل أربعمائة ع��ام‪ ،‬وأعيد ترميمه في بداية القرن‬ ‫العشرين على يد اإلمام يحيى حميد الدين بعد أن توارثه عدد من‬ ‫امللوك اليمنيني‪ .‬ويعتبر معلماً سياحياً يقصده اآلالف من أنحاء‬ ‫العالم ‪ ،‬وتشير بعض احلكايات أن القصر كان قد تعرض للهدم‬ ‫عشرات املرات إال أنه كان يتم إعادة بنائه مرة أخرى‪.‬‬ ‫يتكون القصر من سبعة ادوار متناسقة بتصميمها مع التكوين‬ ‫الطبيعي للصخرة « أس��اس البناء ‪ ،‬وعند بوابته توجد شجرة‬ ‫«الطلوقة « املعمرة التي يقدر عمرها من سبعمائة عام حسب‬ ‫رواية القائمني على الدار ‪.‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫في اليمن تالحظ إدمان العامة تخزين القات وهي نبتة تباع في‬ ‫األس��واق وميضغ القات ثم يخزن في الفم بطريقة عجيبة حتى‬ ‫يتكور اخلد وأصل وبداية استخدام النبتة غير معروف ولكن بعض‬ ‫الروايات ترجعه إلى إثيوبيا ويقال إنه دخل إلى اليمن في القرن‬ ‫السادس عشر للميالد ‪ ،‬وقد نشرت عدد من املجالت العلمية أنه‬ ‫أستخدم من املصريني القدماء كوسيلة إلطالق خياالتهم اإللهية‬ ‫وتصفية أذهانهم للتأمل إال أن عادة مضغه مشهورة في اليمن‬ ‫وكتب عدد من الرحالة بشأنه ويقال أن عادة املضغ كانت منتشرة‬ ‫في املناطق الشمالية لليمن فقط أما حكومة عدن البريطانية‬ ‫حينها عام ‪ ،1844‬أصدرت رخص لعدد محدود من التجار يسمح‬


‫‪84‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫سياحة‬

‫هندسة معمارية متميزة‬

‫لهم ببيعه وكانت أسعاره مرتفعة للغاية ‪.‬‬ ‫عادة املضغ مقتصرة على الرجال في الغالب وفي أي مكان وأي‬ ‫زم��ان وال �ع��ادة مرتبطة ب�ع��ادات اجتماعية وال توجد دالئ��ل أن‬ ‫السبئيني عرفوا هذه النبتة على اإلطالق ولم يرد عنها ذكر في‬ ‫الكتابات اإلسالمية املبكرة ‪.‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫يباع السالح في اليمن علناً وأعد سوق لذلك وجتد جميع أنواع‬ ‫األسلحة والذخائر ويطلقون على البندقية كالشن كوف اسم «‬ ‫الليبية « حيث يبدو إنهم أول ما عرفوا هذه البندقية كانت مكتوب‬ ‫عليها صنع في ليبيا وتباع فقط بـ ‪ 150‬دوالر ‪.‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫صناعة اجلنبية في صنعاء‬

‫بعد قضاء األسبوع األول في صنعاء ق��ررت السفر إل��ى مدينة‬ ‫احلديدة التي تبعد حوالي ‪ 230‬كم عن صنعاء وهي ميناء على‬ ‫البحر األحمر وتعد من أجمل املدن اليمنية وهي مركز محافظة‬ ‫احل��دي��دة ‪ .‬وم�ع��ال��م السياحة ف��ي احل��دي��دة متنوعة باإلضافة‬ ‫إل��ى معاملها التاريخية أهمها اآلث��ار اإلسالمية في مدينة زبيد‬ ‫التاريخية‪ ،‬كاجلامع الكبير وجامع األشاعرة في مدينة بيت الفقيه‬ ‫ومدينة اخلوخة الساحلية‪ ،‬وحمام املياه الساخنة الطبيعي الذي‬ ‫يشبه إلى حد كبير العيون الساخنة في ليبيا مثل حمام العجيالت‬ ‫والعسة وتاجوراء ‪.‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫قصر وادي ظهر يتعرض للهدم عشرات املرات ‪..‬وفي‬ ‫كل مرة يعاد بناؤه‬ ‫بعض الروايات ترجع القات إلى أثيوبيا ‪ ..‬وعادة‬ ‫مضغه مشهورة في اليمن‬

‫يوم واح��د فقط في احلديدة عدت إلى صنعاء ‪ ...‬من األشياء‬ ‫الغريبة في اليمن برك املاء في املساجد أمام دورات املياه وهذه‬ ‫تنتشر في املساجد القدمية حيث يفترض عليك والزماً أن متر‬ ‫ببركة املاء قبل وبعد دخولك إلى دورة املياه وهذه العادة لم أرها‬ ‫إال في اليمن السعيد ‪ ،‬وللناس في أمرهم شئؤن ‪.‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫في مقهى فيالدلفيا بشارع حده وهو أطول وأكبر وأنظف شارع‬ ‫في صنعاء يتجمع ع��دد من الليبيني كل مساء يشربون القهوة‬ ‫والنرجيلة أغلبهم من العاملني بالسفارة وعدد من الطلبة الذين‬ ‫يدرسون في اجلامعات اليمنية يقضون أوقاتهم يحملون هموم‬


‫حكومة عدن البريطانية تصدر‬ ‫تراخيص محدودة لبيع القات‬ ‫«الليبية» اسم يطلقه اليمنيون‬ ‫على البندقية كالشن كوف‬ ‫برك املاء تنتشر أمام دورات املياه‬ ‫في املساجد القدمية‬ ‫حمام املياه الساخنة في‬ ‫احلديدية يشبه حمام‬ ‫العجيالت والعسه وتاجوراء‬

‫برك املاء في املساجد‬

‫الوطن بغض النظر عن توجهاتهم ‪.‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫اجلمعة إلى البيضاء هذه املدينة وريثة نقشوم القدمية جنوب‬ ‫شرق العاصمة صنعاء وتبعد عنها حوالي ‪ 270‬كم املدينة كانت‬ ‫عاصمة « سرو مذحج «مدينة حصي» التي ظلت حتتل هذا املركز‬ ‫حتى أواخر القرن العاشر الهجري‪ ،‬وحصي هذه تقع شرق مدينة‬ ‫البيضاء وهي غنية باآلثار‪ ،‬وقد أصبحت اآلن أطالالً‪ .‬الطريق إلى‬ ‫البيضاء جبلي وضيق ومزدحم ولكن الطبيعة جميلة ‪.‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫وهناك وبالصدفة وحدها وأثناء مروري أمام أحد محالت بيع‬ ‫املوسيقى واألغاني استمعت إلى األغنية ليبية « هامي بيك وعيوني‬ ‫سهارة « وقفت أمام احملل وانهمرت الدموع لم أستطع أن أمتاسك‬ ‫نفسي عن البكاء ألجل الوطن وعدت أدراجي إلى صنعاء ‪.‬‬ ‫‪...........................‬‬

‫اجلميل في اليمن على األقل في املدن التي زرتها إنهم يحبون‬ ‫ويحترمون الليبيني احتراماً لم أجده في دول أخرى فمجرد أن‬ ‫يعرفوا إنك ليبي يتوقفون ويندهشوا من وجودك بينهم ويسألونك‬ ‫عن األه��ل والبالد ‪ ،‬حقيقة لم أشعر بالغربة طيلة زيارتي تلك‬ ‫لهذه البالد‪.‬‬

‫مسجد الصالح من الداخل‬ ‫مآذن اليمن‬


‫‪86‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫رياضة‬

‫مباراة السبت المصيرية ‪ ..‬واقتالع‬ ‫ورقة الترشح‬

‫االتحاد يواجه‬ ‫األفيال في تونس‬

‫يخوض اإلحت��اد يوم السبت القادم مباراته املصيرية ضد فريق‬ ‫أسيك ميموزا العاجي على ملعب املنزه بالعاصمة التونسية في‬ ‫إطار الدور ‪ 32‬من منافسات الكونفدرالية اإلفريقية ‪.‬‬ ‫االحتاد قطع نصف الطريق بنجاح عندما رجع من ساحل العاج‬ ‫بتعادل ثمني سيرجح كفته في مواجهة املنزه إذا عرف العبوه ومن‬ ‫خلفهم املدرب الفرنسي لوشنتير‪ ،‬كيف يحاصرون الفريق العاجي‬ ‫في مناطقه‪ ،‬وال يتركون أي مساحات ملهاجميه لالنطالق نحو‬ ‫مرمى اإلحتاد ‪.‬‬ ‫وكما نوهنا في العدد املاضي‪ ،‬ف��إن كتاب ميموزا ب��ات مفتوحا‬ ‫أم��ام لوشنتير‪ ،‬وك��ل الع��ب عاجي ص��ار مكشوفا لديه‪ ،‬من هنا‬ ‫فإن الدخول بسالح الهجوم فقط دون تأمني املناطق اخللفية قد‬ ‫يربك احلسابات‪ ،‬إذا ما جنح سيموزا في خطف هدف أو اخلروج‬ ‫بنتيجة التعادل اإليجابي ‪ 2‬ـ ‪ 2‬كما أن التركيز على الدفاع فقط‪،‬‬ ‫والتعويل على املرتدات قد يوقع االحت��اد في م��أزق إذا ما كثف‬ ‫الفريق العاجي من هجماته واستغل أية هفوة من املدافعني ‪.‬‬ ‫مباراة صعبة‬ ‫مخطىء من يقول بأن املباراة سهلة‪ ،‬ويبني حساباته على نتيجة‬ ‫ال�ت�ع��ادل ف��ي ملعب اخل �ص��م‪ ،‬فميموزا كما يعلم متتبعو الكرة‬ ‫األفريقية صاحب مدرسة عريقة‪ ،‬يكفي أنها خرجت الظاهرة‬ ‫الكروية يايا توريه‪ ،‬وهو يحتفظ بسجل حافل وكبير في املشاركات‬ ‫األفريقية‪ ،‬وليس صعبا عليه ان�ت��زاع ورق��ة الترشح إل��ى دوري‬ ‫املجموعات إذا قابله االحتاد متكئاً فقط على نتيجة اإلياب‪ ،‬ولكم‬ ‫أن تراجعوا أيضا نتائجه خارج ملعبه لتدركوا هذه احلقيقة ‪.‬‬ ‫إننا عندما نصف املباراة بالصعبة ليس إلخافة العبي االحتاد أو‬ ‫التقليل من إجنازهم في ساحل العاج‪ ،‬لكن الظروف الصعبة التي‬ ‫متر بها الكرة الليبية هذه األيام كانت لها انعكاسات سلبية على‬ ‫االحتاد الذي يكفي أنه يخوض لقاء األياب أيضا خارج ملعبه‪ ،‬بل‬

‫‪‎‬تعليما ت مستمرة من لوشنتير‬

‫أن معظم استعداداته كانت هي األخ��رى خ��ارج الديار ‪ ،‬وهناك‬ ‫إصابات بني العبيه كنا قد أشرنا إليها في العدد املاضي ‪ ،‬وهناك‬ ‫ايضا العبه املتميز محمد زعبية الذي م��ازال إلى هذه اللحظة‬ ‫خارج قائمة االحتاد األفريقية ‪.‬‬ ‫عودنا االحتاد فيما سبق على أنه أهل للمهمات الصعبة‪ ،‬وقادر‬ ‫على قهر الظروف القاهرة متى أدرك كل العب سيشارك في‬ ‫اللقاء املرتقب أنه يلعب باسم الوطن اجلريح الذي يحتاج إلى من‬ ‫يرسم على وجهه حتى فرحة عابرة تزيح عنه بعضا من الهموم‪.‬‬ ‫مثلما قلب االحتاد التوقعات في مباراة الذهاب‪ ،‬فإننا ننتظر منه‬


‫‪‎‬احملترفون األفارقة ‪ ..‬هل يقدمون اإلضافة‬

‫‪‎‬هل ستتكر فرحة الصغار في املنزه‬ ‫‪‎‬تدريبات على شط قمرت‬

‫‪‎‬عقب نهاية مباراة الذهاب ضد ميموزا‬

‫ليس تكرار النتيجة‪ ،‬وإن كان اخلروج بالتعادل السلبي يصب في‬ ‫مصلحة الفريق‪ ،‬وإمن��ا نتوق إلى أن يحقق نتيجة كبيرة تعطيه‬ ‫دافعا للدخول في منافسات املجموعات بروح جديدة ‪.‬‬ ‫أوراق لوشنتير‬ ‫مامييز فريق االحت��اد أنه يضم في تشكيلته ع��ددا من االسماء‬ ‫الشابة الالمعة التي حتتفظ بلياقة عالية‪ ،‬ورغ�ب��ة ع��ارم��ة في‬ ‫املشاركة وتأكيد أحقيتها وجدارتها في اللعب‪ ،‬وهناك احملترفون‬ ‫األفارقة‪ ،‬والوافدون اجلدد املتميزون كالبدري وبوشناف إضافة‬ ‫إلى أصحاب اخلبرة كأرحومة والشيباني ‪ ..‬كل ماهو مطلوب من‬ ‫املدرب لوشنتير هو التفكير بجدية ومسؤولية في وضع التشكيل‬ ‫املناسب الذي سيخوض به اللقاء‪ ،‬وأن يضع جهوزية الالعب من‬ ‫النواحي الثالث ‪ :‬البدنية والفنية والنفسية هي املعيار األول عند‬ ‫االختيار‪ ،‬فال مجال في هكذا مباريات لتجريب العب أو التعويل‬ ‫على اسم كبير لم يسترجع حضوره بعد ‪.‬‬ ‫ولعل مباراة الذهاب قد أتاحت للوشنتير معرفة مكامن الضعف‬ ‫في الفريق حتى يسارع إلى معاجلتها‪ ،‬والوقوف على إمكانيات‬ ‫كل العب وخاصة في اخلط األمامي حتى يختار املهاجم األنسب‬ ‫ال��ذي يضمن له سرعة التحرك في منطقة العمليات وترجمة‬ ‫الفرص إلى أهداف‪ ،‬وهناك على دكة االحتياط مهاجمون شبان‬ ‫ينتظرون فرصة املشاركة ‪.‬‬ ‫ويبقى بعد حسم اختيار التشكيلة‪ ،‬وضع اخلطة املناسبة التي‬ ‫جتعل االحت��اد في مأمن من الهجمات ال�غ��ادرة‪ ،‬وتتيح له تنويع‬ ‫اللعب‪ ،‬وفتح املساحات وغلقها في اللحظات املناسبة ‪.‬‬ ‫وإلى السبت القادم ‪ ..‬ننتظر البشرى السارة التي نأمل أن يزفها‬ ‫االحت��اد من تونس إلى كل رب��وع ليبيا ‪ ..‬فاالحتاد كما قلنا آنفا‬ ‫يلعب باسم ليبيا ‪ ..‬وفرحته بالتأكيد هي فرحة لكل الليبيني ‪.‬‬


‫‪88‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫رياضة‬

‫كالعادة حظي الكالسيكو األسباني‪ ،‬الذي أقيم األحد املاضي‪ ،‬بني برشلونة وريال مدريد مبتابعة جماهيرية‬ ‫واسعة سواء في ملعب الكامب نو أو أمام شاشات التلفاز‪ ،‬وكالعادة عقب نهاية كل كالسيكو تتفنن الصحف في‬ ‫صياغة العناوين املثيرة‪ ،‬وتقدمي حتاليلها ومتابعاتها الراصدة لدقائق املباراة وهوامشها‪ ،‬فيما حترص الفضائيات‬ ‫احلاصلة على حق النقل احلصري للكالسيكو على تعويض املاليني التي دفعتها مقابل النقل املرئي عبر اجتذاب‬ ‫الشركات الصناعية والتجارية الكبرى لإلعالن على شاشاتها ‪.‬‬

‫برشلونة يغازل الليغا بفارق األربع نقاط‬

‫السقوط األبيض‬ ‫في «الكامب نو»‬

‫وحدها اجلماهير خارج احلسابات التجارية‪ ،‬كل مشجع مشغول‬ ‫بفريقه‪ ،‬يتحفز مع كل هجمة‪ ،‬ويتحسر على كل كرة أخطأت الطريق‬ ‫إلى الشباك دون أن يضيع الدقائق في االستمتاع مبباراة أوفت‬ ‫بعهودها‪ ،‬مؤثرة تقدمي لوحات بصرية مبهرة‪ ،‬صاغتها أقدام ماهرة‪،‬‬ ‫لها باع في رسم البهجة الكروية على كل العيون ‪.‬‬ ‫برافو ـ سواريز‬ ‫أشعل الكولومبي سواريز ملعب الكامب نو عندما أرسل تلك الكرة‬ ‫الزاحفة املاكرة على ميني كاسيس معلنا فوز برشلونة الهام على‬ ‫غرميه األبدي ريال مدريد‪ ،‬ومثبتاً للمشككني مرة أخرى بأنه لم يكن‬ ‫صفقة خاسرة كما كانوا يتوهمون‪ ،‬وإمنا هو جدير فعال باللعب إلى‬ ‫جوار الكبار‪ ،‬بل والتفوق عليهم أيضاً ‪.‬‬ ‫حقق برشلونة املراد في اجلولة ‪ 28‬من الدوري اإلسباني ‪ ،‬وابتعد‬ ‫في صدارة الترتيب بفارق ‪ 4‬نقاط عن الفريق امللكي‪ ،‬قاطعاً خطوة‬ ‫مهمة نحو حمل اللقب للمرة الرابعة في أخر ‪ 6‬مواسم‪.‬‬ ‫احلارس التشيلي كالوديو برافو كان رجل املباراة احلقيقي بإجماع‬ ‫الصحافة العاملية ألنه منع ريال مدريد في أكثر من موقف من أخذ‬ ‫السبق في الشوط األول ومطلع الشوط الثاني‪ ،‬كما كان موجوداً‬ ‫ملنعهم من العودة بالنتيجة في الدقائق األخيرة‪ ،‬مما يزيد من أحقيته‬ ‫للقب أفضل حارس في الدوري هذا املوسم‪ ،‬ويزيد من استحقاقه‬ ‫الوجود ضمن قائمة أفضل الصفقات التي أجريت ملوسم ‪-2014‬‬


‫‪‎‬أنشليوتي ‪ ..‬حسابات خاطئة في املباريات الكبيرة‬

‫‪ ،2015‬نسبة إلى التكلفة التي دفعها برشلونة مقابله‪ ،‬والتي لم تزد‬ ‫عن ‪ 12‬مليون يورو‪.‬‬ ‫صحيفة «آس» اإلسبانية أش��ارت إلى أن برافو كسر عقد الفريق‬ ‫امللكي‪ ،‬محققاً أول فوز على ريال مدريد على مدار ‪ 11‬مباراة شارك‬ ‫بها‪ ،‬سواء بقميص الفريق الكتالوني أو ناديه السابق ريال سوسيداد‪.‬‬ ‫وأضافت أن احلارس التشيلي ذاق مرارة اخلسارة أمام «امليرينجي»‬ ‫‪ 9‬مرات مقابل تعادل وحيد‪ ،‬وذلك في مباراته رقم ‪ 200‬بالدوري‬ ‫اإلسباني لكرة القدم «الليجا»‪.‬‬ ‫ولفتت الصحيفة املدريدية إلى أن برافو تألق بشدة في كالسيكو‬ ‫األحد‪ ،‬وأنقذ ‪ 3‬فرص محققة من أقدام ثنائي هجوم ريال مدريد‬ ‫كريستيانو رونالدو وكرمي بنزميا‪.‬‬ ‫وأشارت إلى أن كالوديو برافو احتفل أيضاً في الكالسيكو مبباراته‬

‫رقم ‪ 200‬في الليجا‪ ،‬حيث حمى عرين البارسا في ‪ 28‬مناسبة‬ ‫مقابل ‪ 172‬بقميص ريال سوسيداد‪.‬‬ ‫رونالدو املتألق‬ ‫لم يخف على أي متابع للكالسيكو ذلك التألق الكبير الذي ظهر عليه‬ ‫الالعب البرتغالي الكبير كريستيان رونالدو خالل مجريات اللقاء‬ ‫رغم خروج فريقه مهزوما‬ ‫صحيفة الديلي ميل البريطانية قالت في عنوان «كريستيانو رونالدو‬ ‫يكسب معركته مع ليونيل ميسي ولكن برشلونة خرج منتصرا على‬ ‫ريال مدريد في الكامب نو»‪.‬‬ ‫وحتدثت الصحيفة عن نظرة رونالدو العابسة في نفق الالعبني‬ ‫قبل املباراة وهو محدق إلى األمام دون االلتفات إلى أحد‪ ،‬فيما بدا‬


‫‪90‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫رياضة‬

‫ميسي مسترخيا في النفق وأكثر هدوءا وحتدث مبتسما مع زمالئه‬ ‫في الفريق الكتالوني‬ ‫تركيز رونالدو الكبير منحه أفضلية واضحة على منافسه طوال‬ ‫الشوط األول حيث سدد في العارضة وأسقط قلوب عشاق البرشا‬ ‫قبل أن يسجل من متابعة لكعب زميله الفرنسي كرمي بنزمية وسدد‬ ‫كرة صاروخية أبعدها احلارس احملظوظ برافو إلى ركنية‪.‬‬ ‫رونالدو لم يتوقف عند هذا احلد‪ ،‬بل صنع هدفا للويلزي غاريث‬ ‫بيل ألغاء احلكم بداعي التسلل‪ ،‬وم��رر ك��رة على طبق من ذهب‬ ‫لبنزمية في الشوط الثاني ولكن الهداف الفرنسي اصطدم مجددا‬ ‫باحلارس املتألق برافو‪.‬‬ ‫الكثير من الصحف العاملية إن لم نقل كلها أجمعت على روعة مباراة‬ ‫الكالسيكو وأحقية برشلونة بالفوز خصوصا في الفوز الثاني ولكنها‬ ‫نوهت أيضا إلى الفرص الغالية التي أهدرها ريال مدريد عندما‬ ‫تسيد املباراة في الشوط األول‪.‬‬ ‫املراقبون أجمعوا أيضا على أن الدون البرتغالي ما يزال رقما صعبا‬ ‫كلما جمعته املواجهات مع غرميه ميسي‪ ،‬وهو بال شك ال يزال حتى‬ ‫هذه اللحظة الالعب األفضل في العالم‪ ،‬رغم الهزات العنيفة التي‬ ‫تعرض لها‪.‬‬ ‫وتعرض رونالدو لهزات كارثية منذ بداية العام احلالي وحتديدا بعد‬ ‫تتويجه بجائزة الكرة الذهبية وانفصاله عن خطيبته عارضة األزياء‬ ‫الروسية ارينا شايك وتشهيرها به‪ ،‬غير ان رونالدو الذي خاض‬ ‫الكالسيكو في الكامب نو بدا متماسكا وصلبا‪.‬‬ ‫الصفقة الناجحة‬ ‫اعتبر احملللون الرياضيون املدافع الفرنسي جيرميي ماثيو صفقة‬ ‫ناجحة للفريق الكتالوني بالقياس إل��ى فعاليته في تأدية واجبه‬ ‫الدفاعي‪ ،‬واندفاعه أحيانا نحو الهجوم مشاركا زمالئه املهاجمني‬ ‫في ترجمة الفرص إلى أهداف مثلما حدث في مبارة الكالسيكو‬ ‫عندما استقبل كرة مرفوعة دقيقة من ميسي أحالها برأسه إلى‬ ‫هدف جميل في شباك كاسيس ‪.‬‬ ‫م��اث�ي��و‪ ،‬عقب ال�ل�ق��اء‪ ،‬ح��ذر فريقه برشلونة ب�ع��دم التفريط في‬ ‫بطولة الليغا قائال للصحفيني بأن الدوري مازال مفتوحا أمام كل‬ ‫االحتماالت رغم ف��ارق األرب��ع نقاط التي تبعد فريقه عن غرميه‬ ‫التقليدي ‪.‬‬ ‫ماثيو قال لقناة «كانال بلوس» االسبانية معلقا على املباراة ‪« :‬الشيء‬ ‫األكثر أهمية هو النقاط الثالث وأكثر من الهدف الذي سجلته‪ ،‬لقد‬ ‫تركنا ريال مدريد خلفنا بفارق أربع نقاط ولذلك فقد كانت ليلة‬ ‫جيدة»‪.‬‬ ‫وعن مجاريات املباراة‪ ،‬أضاف ماثيو‪« :‬لقد بدأنا بشكل جيد ولكن‬ ‫بعد ال�ه��دف األول تراجعنا قلي ً‬ ‫ال إل��ى ال ��وراء وه��م إستغلوا ذلك‬ ‫وتقدموا إلى األمام‪ ،‬لقد كنا قريبني جدا من الهدف الثاني ولكنهم‬ ‫متكنوا بعدها من تسجيل التعادل»‪.‬‬ ‫وحول هدف سواريز‪ ،‬رد‪« :‬بعد الهدف الثاني إمتلكنا الكرة وكان هذا‬ ‫مهم للغاية‪ ،‬لقد كنا أقوياء في الوراء»‪.‬‬ ‫وأع��رب ماثيو عن سعادته بعد تسجيله الهدف األول‪« :‬إننا نعمل‬ ‫حول هذه اإلستراتيجية في التدريبات (الكرات الثابتة)‪ ،‬انه ملن‬ ‫دواعي سروري تسجيل هدف في الكالسيكو»‪.‬‬

‫‪‎‬سواريز ‪ ..‬وفرحة كبرى بهدف الفوز‬

‫سواريز يثبت مرة أخرى أنه جدير باللعب‬ ‫إلى جوار الكبار‬ ‫التشيلي كالوديو رجل املباراة احلقيقي‬ ‫بإجماع الصحافة العاملية‬ ‫رونالدو يكسب معركته مع لونيل ميسي بحسب‬ ‫الديلي ميل البريطانية‬ ‫ماثيو صفقة ناجحة لبرشلونة ‪ ..‬وضربة‬ ‫رأسه مفتاح فوز فريقه‬ ‫مباراة ساخنة أخرى كانت تدور بني الصحافة‬ ‫الكتالونية والصحافة اتلمدريدية‬ ‫صحيفة سبورت ‪ :‬برشلونة ُيذيب ريال مدريد‬


‫‪‎‬برافو ‪ ..‬رجل املباراة‬

‫‪‎‬كاسياس ‪ ..‬هل يغادر الريال؟‬

‫برشلونة يبقى متصدراً لليغا»‪.‬‬ ‫ب��دوره��ا عنونت صحيفة «م��ون��دو ديبورتيفو» الكاتلونية األخ��رى‬ ‫باخلط العريض قائل ًة‪« :‬الكالسيكو ملك لبرشلونة»‪.‬‬ ‫في املقابل قالت صحيفة ماركا املدريدية‪« :‬مدريد يعفو‪ ،‬لك َّن برشلونة‬ ‫يعاقب‪ ،‬إشار ًة إلى أ َّن ريال مدريد عجز عن حسم األمور في نصف‬ ‫املباراة الذي سيطر فيه الفريق على مجرياته في حني لم يسمح‬ ‫برشلونة بتكرار ذلك في الشوط الثاني وسجل هدف االنتصار‪.‬‬ ‫أ َّما صحيفة «آس» املدريدية األخرى فتغنَّت بالكرواتي مودريتش‬ ‫بالقول‪« :‬مدريد ظهر حني ظهر لوكا»‪ ،‬إشار ًة منها إلى أ ّنَه ومبجرد‬ ‫فقدان خط الوسط مع لوكا مودريتش فإ َّن الفريق األبيض خسر‬ ‫املباراة‪.‬‬ ‫وأخيراً مع صحيفة «ديفنسا سنترال» املدريدية اإللكترونية التي‬ ‫قالت‪« :‬مدريد ترك الكامب نو بفجوة بينه وبني املتصدر تصل لـ‬ ‫‪ 4‬نقاط»‪.‬‬ ‫‪‎‬لويس أنريكي ‪ ..‬قراءة ناجحة للمباراة‬

‫صحيفة ماركا ‪ :‬مدريد يعفو ‪ ..‬لكن‬ ‫برشلونة يعاقب‬ ‫‪ 89‬انتصارا لبرشلونة مقابل ‪ 92‬للريال‬ ‫بلغة األرقام‬ ‫أنشليوتي كان تائها ومتأخرا في تبديالته‬ ‫أنريكي يستعير حماس األرجنتيني‬ ‫سيموني في الشوط الثاني فقط‬ ‫وأنهى حديثه‪« :‬الليجا ال تزال مفتوحة‪ ،‬ال تزال هناك مباريات مهمة‬ ‫جدا وجدول املباريات معقد للغاية»‪.‬‬ ‫حبر الصحافة‬ ‫بعد إط�لاق حكم الكالسيكو صافرته معلنا نهاية اللقاء‪ ،‬شرعت‬ ‫الصحف األسبانية في تغطية دقائق املباراة وهوامشها‪ ،‬بتقارير‬ ‫وحتاليل وقراءات تخطت احلياد في أحايني كثيرة‪ ،‬وبدت كل جريدة‬ ‫منحازة لفريقها‪ ،‬تصوغ العنوان املثير ال��ذي يتماهى مع انتمائها‬ ‫الكروي ‪.‬‬ ‫الصحف الكاتلونية عبرت إجماالعن سعادتها بالفوز ‪ ،‬فهذه مثال‬ ‫صحيفة سبورت وضعت على صدر صفحتها األولى العنوان التالي ‪:‬‬ ‫«برشلونة يُذيب ريال مدريد»‪.‬‬ ‫وواصلت الصحيفة عنوانها بالقول‪« :‬في كالسيكو الكامب نو العبو‬ ‫برشلونة قاتلوا ألج��ل االنتصار وحققوه‪ ،‬بهدفي ماثيو وسواريز‬

‫حديث األرقام‬ ‫سيسجل في إضبارة كل متتبع للدوري اإلسباني أن لقاء كالسيكو‬ ‫الكرة اإلسبانية بني ناديي برشلونة و ريال مدريد على ملعب كامب‬ ‫نو أنتهى بفوز أصحاب األرض برشلونة بنتيجة ‪. 1-2‬‬ ‫وبهذا الفوز رفع الفارق بينه وبني ريال مدريد على جدول ترتيب‬ ‫الليجا إلى ‪ 4‬نقاط بعد مرور ‪ 28‬جولة من املسابقة اإلسبانية ‪..‬‬ ‫ولكن ماذا عن بقية األرقام ‪..‬؟‬ ‫يُعتبر انتصار الفريق الكتالوني هذا هو االنتصار رقم ‪ 89‬لبرشلونة‬ ‫في تاريخ مواجهات الفريقني فقد سبق للفريقني ان التقيا مع هذا‬ ‫اللقاء في ‪ 230‬مناسبة ‪.‬‬ ‫في املقابل جتمد رصيد انتصارات ريال مدريد على حساب غرميه‬ ‫عند الرقم ‪ 92‬مقابل ‪ 48‬تعادل بني الفريقني ‪.‬‬ ‫وبلغة األهداف وبعد تسجيله لهدفني في املباراة أمام ريال مدريد‬ ‫وصل برشلونة برصيده التهديفي عبر تاريخ الكالسيكو إلى ‪315‬‬ ‫مقابل ‪ 337‬هدف لصالح ريال مدريد ‪.‬‬ ‫بني املدربني‬ ‫وجهت الصحافة انتقادات عنيفة ملدرب الريال اإليطالى أنشليوتي‪،‬‬ ‫واصفة أياه باملدرب التائه الذي لم يعرف كيف يستثمر إمكانيات‬ ‫العبيه‪ ،‬وخاصة في الشوط الثاني الذي لم يعرف كيف يحسن إدارته‬ ‫بعد انتفاضة برشلونة‪ ،‬وظل عاجزا عن قراءة مجرياته املتسارعة‪،‬‬ ‫فأخفق في إجراء التبديالت في تواقيتها احلاسمة‪ ،‬ولم يستطع تبديل‬ ‫خطته وأسلوبه خاصة بعد هدف سواريز الذي جاء بعد مرور عشر‬ ‫دقائق فقط من بداية الشوط الثاني ما عزز الفرضية السابقة التي‬ ‫تشير إلى أن أنشليوتي ال يحسن إدارة املباريات الكبيرة‪ ،‬في حني أثنت‬ ‫الصحافة على أسلوب لويس أنريكي مدرب البرشا الذي عرف كيف‬ ‫يعيد فريقه إلى املباراة في الشوط الثاني‪ ،‬ويبث فيهم روح احلماس‬ ‫على طريقة األرجنتيني سيموني مدرب أتليتكو مدريد ‪.‬‬ ‫أنريكي ـ بحسب احمللليني ـ جنح في قفل املساحات أمام مهاجمي‬ ‫الريال‪ ،‬وخاصة أمام املهاجم رونالدو الذي ظل معزوال في أغلب‬ ‫دقائق الشوط الثاني دون متويل يذكر من زمالئه‪ ،‬واستثمر أوراقه‬ ‫الهجومية كاملة ف��ي الضغط على اخل�ص��م وتنويع اللعب على‬ ‫األطراف‪ ،‬وكان ذكيا في تغييراته التي جاءت دون إبطاء‪ ،‬وكان لها‬ ‫أثر إيجابي على سير املباراة ‪.‬‬


‫‪92‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫رياضة‬


‫مغرم باإلعالن ‪..‬‬ ‫مقاوم للشيخوخة‬

‫المعجزة‬ ‫الكروية‬


‫‪94‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫رياضة‬

‫يرفع من وتيرة اإلثارة في الدوري اإلسباني عندما‬ ‫يفضل ميسي على رونالدو قبل الكالسيكو األخير‬ ‫يفتش دائما عن األضواء حتى وإن جاءت‬ ‫عن طريق إعالن سندويتش النت باخلس‬ ‫توقعاته أحيانا تقع في التسلل وتصريحاته‬ ‫حول «كولومبيا ‪ »90‬أكبر دليل‬ ‫أشعل حرب األحذية األولى بني ديداس وبوما‬ ‫‪ ..‬وانتصر للثانية في مونديال ‪1970‬‬ ‫تصريحات مثيرة‬ ‫بأيام‪ ،‬كان اللؤلؤة‬ ‫قبل الكالسيكو األسباني األخير بني الريال وبرشلونة ٍ‬ ‫السوداء «بيليه» ضيفاً على جريدة ديلي ميل البريطانية في حديث‬ ‫مطول‪ ،‬لم يخلو من القنابل الصحفية‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بنجمي الكرة‬ ‫احلاليني ‪ :‬البرغوث األرجنتيني ميسي والبلدوزر البرتغالي رونالدو‪.‬‬ ‫بيليه قال للصحفيني بأنه كان يفضل اللعب إلى جوار ميسي لو خ ّير‬ ‫بني االثتني‪ ،‬معلال ذلك بأن‬ ‫ميسي يلعب بشكل جماعي أفضل عن طريق صناعة اللعب وإرسال‬ ‫ال �ك��رات احل��اس�م��ة‪ ،‬لكن رون��ال��دو يشبه بعض ال�ش��يء طريقة لعب‬ ‫البرازيلي رونالدو ويسجل أكثر»‪.‬‬ ‫وتابع «لكن في فريقي سأختار ميسي‪ ..‬هو يلعب اآلن بشكل مختلف‬ ‫متاما عن رونالدو‪ .‬رونالدو يلعب في املقدمة فقط»‪.‬‬ ‫لكن في مناسبة صحفية سابقة صرح بيليه بأن مواطنه نيمار سيكون‬ ‫هو النجم األول في العالم‪ ،‬ألنه ‪،‬حسب قوله‪ ،‬العب صغير السن «‪22‬‬ ‫عاماً» وبإمكانه التفوق على االثنني‪ ،‬والوصول إلى مرتبة النجم األول‬ ‫في الدوري األسباني‪ ،‬بل أنه سيعيد مجد الكرة البرازيلية في كأس‬ ‫العالم وتصنيف االحتاد الدولي‪.‬‬ ‫هذان التصريحان اللذان يبدوان للوهلة األولى أنهما متناقضان أثارا‬ ‫شهية الصحافة االستقصائية التي سوقت إلى قرب زيارة الشيخوخة‬ ‫إلى ذاكرة بيليه‪ ،‬خاصة وأن النجم البرازيلي بات مؤخرا يعاني من‬ ‫مشاكل صحية أرغمته في الفترة األخيرة على البقاء في املستشفى‬ ‫أسبوعني ‪.‬‬ ‫لكن الشيخوخة التي أضحى يلوح بها الصحفيون بعد كل تصريح‬ ‫لبيليه‪ ،‬لم يعد لها ذلك احلضور في ظل استرجاع اجلوهرة السوداء‬ ‫لعافيته وظهوره مؤخرا في إعالن جديد لسلسلة مطاعم سابواي‪،‬‬ ‫وهو يعد ساندويتش النت باخلس‪ ،‬ويشرع بعد ذلك في التهامه كشاب‬ ‫يافع‪ ،‬وليس كعجوز يدخل هذه السنة عامه اخلامس والسبعني‪.‬‬ ‫بيليه املشهود له حرصه على الصحة واألض��واء معا‪ ،‬ظل محافظا‬ ‫على لياقته‪ ،‬وحضوره الدائم في اإلعالم واملناسبات العامة‪ ،‬فقلما‬ ‫تفوت بطولة قارية أو عاملية أو حتى مباراة هامة دون أن يسارع إلى‬

‫إطالق تصريحات ساخنة وخارجة عن املعهود ألجل لفت االنتباه إليه‪،‬‬ ‫وإضافة جرعة من اإلثارة على ذلك احلدث الكروي‪ ،‬لكن يعاب عليه‬ ‫في» التوقعات» أنه أحيانا يقع في التسلل بلغة أهل الكرة‪ ،‬ولعلنا نتذكر‬ ‫توقعه بشأن كولومبيا في مونديال ‪ ،1990‬وكلماته املبالغة في حق‬ ‫رفاق فالديراما الذين وصفهم باحلصان األسود قبل بداية البطولة‪،‬‬ ‫وإذا بهم يتحولون إلى حمالن متعبة أمام أسود الكاميرون في األدوار‬ ‫األولى ‪.‬‬ ‫مع ذلك لم تنل تلك التصريحات الساخنة أو اخلائبة من عظمة بيليه‬ ‫ال��ذي اعتاد الصراحة حتى في احلديث عن إخفاقاته‪ ،‬وم��ا كتابه‬ ‫اجلديد « الشوط الثاني « ال��ذي احتفل بالتوقيع عليه قبل شهور‬ ‫قليلة‪ ،‬وسرد فيه الكثير من جناحاته وهزائمه في دنيا املستديرة إال‬ ‫دلي ً‬ ‫ال موثوقاً على أن الالعب الفذ ميتلك فائضا من الثقة والشجاعة‬ ‫تدفعانه إلى نقد بيليه نفسه ‪.‬‬ ‫ماركة االسم‬ ‫قصة بيليه مع الشهرة لم تبدأ مع تألقه على البساط األخضر فقط‪،‬‬ ‫فهذ الالعب االستثنائي الذي شارك في جلب كأس جون رمييه إلى‬ ‫البرازيل ث�لاث م��رات‪ ،‬واستحق عن ج��دارة لقب أعظم ه��داف في‬ ‫تاريخ كرة القدم كانت له تفاصيل مثيرة مع اإلعالن ميكن أن نتلمس‬ ‫مقدماتها األول��ى في طفولته البائسة التي قادته إلى اقتناص اسم‬ ‫الشهرة عبر خطأ في النطق ‪.‬‬ ‫تقول احلكاية ‪ :‬ذهب للمدرسة ذات يوم‪ ،‬سأله املعلم‪ :‬من هو العبك‬ ‫املفضل؟ رد ببراءة طفل كان ينتظر ذلك السؤال‪« :‬إنه بيليه» ضحك‬ ‫زمالؤه‪ ،‬ال يوجد العب اسمه «بيليه» في فاسكو دي غاما‪« ،‬إنه بيلي‬ ‫وليس بيليه أيها املجنون!»‪،‬‬ ‫تلك العبارة أغضبته كثيراً ليخرج مالكماً صغيراً كان يختبئ في داخله‬ ‫ويضرب طف ً‬ ‫ال سخر منه لعجزه عن نطق اسم جنمه املفضل‪ ،‬بعد‬ ‫ذلك ُطرد من املدرسة بسبب تلك احلادثة إال أن اسم بيليه التصق‬ ‫به إلى األبد‪.‬‬ ‫بيليه بعد تلك احلادثة كان هائماً على وجهه في شوارع احلي‪ ،‬تائهاً ال‬


‫‪‎‬قبلة على كأس جون رمييه‬

‫‪‎‬اللعبة املقصية التي اشتهر بها‬

‫االحتاد الدولي اختاره العب القرن ‪..‬‬ ‫واألوملبية اعتبرته رياضي القرن‬ ‫رئيس البرازيل يعلن عام ‪ 1961‬أن بيليه‬ ‫ثروة قومية‬ ‫أصغر العب يخوض نهائي كأس عالم‬ ‫وعمره فقط ‪ 17‬سنة و‪ 241‬يوم ًا‬ ‫بورغنتس اإليطالي كان يظن أن بيليه من‬ ‫جلد وعظم حتى نهائي ‪1970‬‬ ‫عمل له وال مدرسة يذهب أحياناً ليساعد مالك ذلك املقهى الصغير‬ ‫في تقدمي الشاي إلى الزبائن‪ ،‬وأحياناً أخرى بجوار املقهى ممسكاً‬ ‫ممسحة األحذية بتلك اليد التي ضربت زميله وقدمت الشاي قبل أن‬ ‫تبحث عن حذاء لتمسحه‪ ،‬ترى هل كان يعلم أن األحذية ستبحث عنه‬ ‫لرد اجلميل بعد تلك السنوات؟ هل كان يتوقع أن تقوم حرب فقط‬ ‫ليعلن عن ِحلف باسمه؟‪.‬‬ ‫بعضنا كان يعلم رمبا بقصة حرب اإلعالن القدمية بني شركتي بوما‬ ‫وديداس الشهيرتني في عالم صناعة األحذية الرياضية‪ ،‬وتنافسهما‬ ‫الشديد على استقطاب بيليه لإلعالن عن منتجاتهما بعدما ذاعت‬ ‫شهرة النجم البرازيلي حتى وصلت إلى كل بيت تقريبا‪ ،‬ولم يكن أنذاك‬ ‫أمام الشركتني من بد سوى الدخول في حرب الستئثار أحداها بيليه‪،‬‬ ‫وكانت أدي��داس هي الرابحة في احل��رب األول��ى عندما جنحت في‬ ‫إخفاء منتجات بوما حتى موعد أوملبياد املكسيك ‪ ، 1968‬وتكبد‬ ‫األخيرة خسائر جمة كان السبب األول فيها يعود إلى عدم ظهوراسم‬ ‫بيليه بعد مصادرة منتجاتها رغم أن اجلوهرة السوداء لم يكن مشاركا‬ ‫في ذلك األوملبياد‬ ‫بعد حرب األحذية «األول��ى» ق��ررت الشركات الرياضية عقد صلح‬ ‫سمي ب ِ‬ ‫ـ«حلف بيليه» اتفقوا خالله على عدم توقيع أي عقد إعالني مع‬ ‫األسطورة البرازيلية للترويج ألحذيتهم خشية الدخول في مزايدات ال‬ ‫تنتهي في ظل القوة املالية للشركتني‪.‬‬ ‫وم��ع ق��رب ان�ط�لاق امل �ب��اراة النهائية ملونديال ‪ 1970‬ب�ين البرازيل‬ ‫وإيطاليا أرسلت «بوما» مندوباً للمنتخب البرازيلي لتوقيع عقود رعاية‬ ‫مع أفراد املنتخب البرازيلي كافة باستثناء األسطورة بيليه‪ ،‬الذي كان‬

‫‪‎‬في نهائي مونديال ‪ 1970‬ضد إيطاليا‬

‫أشهرهم‪ ..‬كان ذلك هو توجه الشركة التزاماً بالصلح‪.‬‬ ‫مندوب «بوما» حضر إلى املعسكر البرازيلي فارتبط بعالقات ودية مع‬ ‫اجلميع‪ ،‬لكنه جلس طوي ً‬ ‫ال مع بيليه الذي لم يكن على علم بالصلح‬ ‫الذي ُعقد بني الشركتني‪ ،‬لذلك وحني علم األسطورة البرازيلية بأن‬ ‫مندوب «بوما» سيوقع مع الالعبني كافة ويتجاهله غضب‪ ،‬وكاد يطرد‬ ‫ذلك املندوب من املعسكر‪ .‬لكن ذكاء مندوب «بوما» ومن دون علم أو‬ ‫موافقة الشركة دفعه إلى «انسحاب تكتيكي» تاله هجوم مضاد‪ ،‬إذ‬ ‫جتاهل العبي املنتخب البرازيلي واختار التوقيع مع بيليه وحده من‬ ‫دون غيره المتصاص غضبه‪ ،‬وألنه النجم األشهر مت ذلك فع ً‬ ‫ال مقابل‬ ‫‪ 25‬أل��ف دوالر‪ ،‬إضافة إل��ى مئة أل��ف دوالر ألربعة أع��وام مقبلة مع‬ ‫هدايا خاصة من منتجات الشركة‪.‬‬ ‫عاد مندوب «بوما» إلى الشركة حام ً‬ ‫ال معه توقيع بيليه الذهبي‪ ،‬الذي‬ ‫سال له لعاب رئيس مجلس اإلدارة ووافق مباشرة على صرف املال‬ ‫ونقض احلِ لف على ذكريات نيومكسيكو ألجل مصلحة الشركة‪.‬‬ ‫قنبلة جتارية موقتة كانت تستعد لالنفجار خارج ملعب املباراة النهائية‬ ‫ملونديال ‪ ،1970‬ركلة البداية لدى البرازيل‪ ،‬األسطورة البرازيلية بيليه‬ ‫يستأذن احلكم لربط حذاءه واحلكم يأذن له‪ ،‬الكل يستغرب انحناءة‬ ‫بيليه تلك‪ ،‬وبطبيعة احلال تركت العدسات كل شيء وتركزت على‬ ‫حذاء الالعب األسطورة‪ ،‬القنبلة تنفجر في مقر «أديداس»‪ ،‬مفاجأة‪..‬‬ ‫حذاء بيليه من صنع «بوما»‪.‬‬ ‫علمت «أدي��داس» أن اتفاق السلم بني الشركتني متزق بأقدام بيليه‪،‬‬ ‫وأن «بوما» انتصرت انتصاراً ساحقاً‪ ،‬فبيليه وبني تلك الشركات كان‬ ‫مبثابة املدفعية‪ ،‬تقصف أمامها لتعلن فقط عن انتصار من يقف‬


‫‪96‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫رياضة‬

‫خلفها‪.‬‬ ‫هكذا كانت تفكر الشركات الرياضية العمالقة في عالقتها ببيليه‬ ‫ال��ذي كان في نظرها كالدجاجة التي تبيض ذهبا‪ ،‬فمن هو هذا «‬ ‫البيليه» الذي م��ازال يشغل الوسطني الرياضي والتجاري حتى بعد‬ ‫مرور ‪ 40‬عاما على اعتزاله اللعب ‪.‬‬ ‫مسيرة إجنازات‬ ‫قصته مع كرة القدم أشهر من نار على علم‪ ،‬وأهدافه ومراوغاته‬ ‫الساحرة وألعابه الهوائية الرائعة أكبر من أن توصف أو تنسى فهي‬ ‫مازالت راسخة في أذهان معاصريه‪ ،‬أما الذين لم تتسن لهم فرصة‬ ‫متابعة مبارياته مباشرة‪ ،‬فما يتوفر من شرائط ولقطات لهذا الالعب‬ ‫كفيلة برفع وتيرة اآلهات بعد مشاهدة مراوغة مثيرة داخل حدود‬ ‫ال»‪ »16‬أو االستمتاع بهدف تاريخي جاء عن طريق ضربة رأس رائعة‬ ‫أو بضربة مقصية خالدة ‪.‬‬ ‫هو إديسون أرانتيس دو ناسيمنتو (بالبرتغالية‪Edison Arantes :‬‬ ‫‪do Nascimento‬‏) املعروف ببيليه (بالبرتغالية‪Pelé :‬‏)‪ ،‬من مواليد‬ ‫‪ 23‬أكتوبر ‪ 1940‬في مدينة تريس كاراكوس في البرازيل‪،‬‬ ‫في عام ‪ 1999‬اختير كالعب القرن من قبل االحتاد الدولي‪ ،‬وفي ذات‬ ‫العام اختارته اللحنة األوملبية الدوالية كرياضي القرن‪ ،‬ولم تبتعد مجلة‬ ‫فرانس فوتبول عن هذا االختيار عندما طلبت من الفائزين بجائزتها‬ ‫الذهبية ترشيح أفضل العب في القرن‪ ،‬وكان اإلجماع حول بيليه‬ ‫ف��ي العام ‪ ،2013‬حصل بيليه على ك��رة الفيفا الشرفية من قبل‬ ‫اإلحتاد الدولي لكرة القدم‪.‬‬ ‫وفقا لتاريخ وإحصاءات كرة القدم‪ ،‬فإن بيليه هو أجنح هداف الدوري‬ ‫في العالم‪ ،‬حيث سجل ‪ 541‬هدفاً في الدوري‪ .‬وفي مسيرتة الكروية‬ ‫استطاع تسجيل ‪ 1281‬هدفاً في ‪ 1363‬مباراة خاضها‪ ،‬مبا فيها‬ ‫املباريات الودية غيرالرسمية ‪ ،‬و أصبح بذلك أكثر من سجل أهدافاً‬ ‫في تاريخ كرة القدم‪ ،‬ومت إدراج الرقم في موسوعة غينيس لألرقام‬ ‫القياسية‪.‬‬ ‫خالل مسيرته الكروية‪ ،‬كان بيليه آنذاك ممن يستلمون أعلى األجور‬ ‫في عالم كرة القدم‪ ،‬حتى أن رئيس البرازيل جانيو كوادروس في عام‬ ‫‪ 1961‬أعلن أن بيليه هو ثروة قومية‪.‬‬ ‫أطلق على بيليه عدة ألقاب منها‪ ،‬بيروال نيجرا أي اللؤلؤة السوداء‬ ‫(بالبرتغالية‪Pérola Negra :‬‏) و ملك كرة القدم (بالبرتغالية‪O :‬‬ ‫‪Rei do Futebol‬‏) و يا ري بيليه أي امللك بيليه (بالبرتغالية‪O :‬‬ ‫‪Rei Pelé‬‏) أو ببساطة يا ري أي امللك (بالبرتغالية‪O Rei :‬‏)‪ ،‬و‬ ‫غيرها‪.‬‬ ‫بدأ بيليه مسيرته الكروية مع ن��ادي سانتوس وهو بعمر اخلامسة‬ ‫عشر‪ ،‬و لعب مع منتخب البرازيل لكرة القدم وهو بعمر السادسة‬ ‫عشر‪ .‬وقد استطاع الفوز بثالث بطوالت كأس العالم مع منتخب‬ ‫ب�لاده أع��وام ‪ 1958‬و ‪ 1962‬و ‪ ،1970‬وهو الالعب الوحيد الذي‬ ‫حقق هذا اإلجناز‪ ،‬وهو أيضاً الهداف التاريخي ل منتخب البرازيل‬ ‫لكرة القدم برصيد ‪ 77‬هدفاً في ‪ 92‬مباراة‪ ،‬أما على الصعيد احمللي‬ ‫قاد بيليه فريقه نادي سانتوس إلى لقب كأس ليبرتادوريس عامي‬ ‫‪ 1962‬و ‪،1963‬‬ ‫أعلن بيليه اعتزاله كرة القدم في عام ‪ ،1977‬وعني سفيراً لكرة القدم‬ ‫في جميع أنحاء العالم‪ .‬وفي عام ‪ ،2010‬أعطي بيليه منصب الرئيس‬ ‫الفخري لنادي نيويورك كوسموس األمريكي ‪.‬‬ ‫ولد بيليه في تريس كاراكوس في ميناس غرياس في البرازيل‪ ،‬ألب‬ ‫كان يلعب في نادي فلومينيزي وهو دوندينهو وأم اسمها سيلستي‪ ،‬وقد‬ ‫سمي تيمنا بالعالم األمريكي توماس أديسون‪ ،‬ويسمى في عائلته باسم‬

‫‪‎‬عناق األسطورتني‬

‫ديكو‪ ،‬ولم يحصل على اسمه بيليه إال في أيام الدراسة‪ ،‬وقد أعطي‬ ‫هذا االسم ألنه لم يعرف كيف يهجئ اسم العبه املفضل حارس مرمى‬ ‫نادي فاسكو دي غاما بيلي‪ ،‬ولم يكن بيليه يحب هذا االسم‪ ،‬وقد طرد‬ ‫من املدرسة ألنه لكم زميله الذي أطلق عليه هذا االسم‪ ،‬ولكن االسم‬ ‫ظل ملتصقا به‪ ،‬رغم أنه في البداية لم يكن يعرف أن االس��م في‬ ‫اللغة اإليرلندية كان يعني كرة القدم‪ ،‬وفي لغة الهيبيني يعني املعجزة‪.‬‬ ‫نشأ بيليه في ب��اورو في س��او ب��اول��و‪ ،‬وق��د جمع بيليه األم��وال من‬ ‫خالل عمله مع نادي باورو أثلتيك كلوب‪ ،‬حيث كان ينظف أحذيتهم‬ ‫في أيام املباريات‪ ،‬وقد تعلم لعب الكرة من والده الذي كان يلعب في‬ ‫نادي أتلتيكو مينيرو‪ ،‬والذي أصيب في ركبته مما إضطره إلى اعتزال‬ ‫الكرة‪.‬‬ ‫كان فريقه األول هو فريق شوزليس ونس‪ ،‬وقد تأسس هذا الفريق‬ ‫على يد بيليه وبعض من أصدقائه‪ ،‬الذين شاركوا معه في العديد من‬ ‫البطوالت احمللية‪ ،‬واضطروا إلى تغيير اسم فريقهم إلى أميركوينها‬ ‫بعد أن ألزموا بارتداء األحذية الرياضية ‪.‬‬ ‫في عام ‪ ،1954‬انتقل بعض العبي الفريق إلى نادي باوكينهو للناشئني‪،‬‬ ‫الذي كان يدربه الالعب السابق فالدميير دي بريتو‪ ،‬وهو باملناسبة‬ ‫لعب في بطولة كأس العالم لكرة القدم ‪ ،1934‬وقد فاز الفريق بكأس‬ ‫الناشئني في عام ‪ ،1954‬و سجل بيليه ‪ 148‬هدفاً في ‪ 33‬مباراة‪.‬‬ ‫في عام ‪ 1955‬أخذ امل��درب بيليه إلى نادي سانتوس ليبدأ مسيرة‬ ‫احترافية مع نادي سانتوس‪ ،‬ومنذ ظهوره األول‪ ،‬توقع النقاد الرياضيون‬ ‫بأنه سيكون من أفضل الالعبني في العالم‪.‬‬ ‫لعب بيليه أول مباراة دولية له مع منتخب البرازيل لكرة القدم في‬ ‫‪ 7‬يوليو ‪ 1956‬أم��ام منتخب األرجنتني لكرة ال�ق��دم‪ ،‬وف��از منتخب‬ ‫األرجنتني ‪ ،1-2‬وسجل بيليه هدفه الدولي األول‪ ،‬قبل أن يبلغ السابعة‬ ‫عشر بأربعه أشهر ‪.‬‬ ‫لعب بيليه أول مباراة في كأس العالم أمام منتخب اإلحتاد السوفييتي‬ ‫لكرة القدم في الدور األول من كأس العالم لكرة القدم ‪ ،1958‬وقد كان‬ ‫أصغر العب في البطولة‪ ،‬وفي ذلك الوقت كان أصغر العب يلعب في‬ ‫تاريخ كأس العالم‪ ،‬وقد سجل أول هدف له في منتخب ويلزفي الدور‬ ‫الربع نهائي‪ ،‬ليصبح أصغر العب يسجل هدفا في كأس العالم‪ ،‬وفي‬ ‫الدور النصف نهائي أمام منتخب فرنسا لكرة القدم بقيادة جاست‬ ‫فونتني سجل بيليه ثالثية ليقود منتخب البرازيل لكرة القدم إلى التأهل‬ ‫للمباراة النهائية‪.‬‬ ‫في ‪ 19‬يونيو ‪ 1958‬أصبح بيليه أصغر العب يلعب في نهائي لكأس‬ ‫العالم لكرة القدم بعمر ‪ 17‬سنة و ‪ 249‬يوماً‪ ،‬وقد سجل هدفني في‬


‫‪‎‬ملك اللعبات اخللفية‬

‫‪‎‬قرين األضواء دائما‬

‫‪‎‬بيليه الشاب‬

‫املباراة أمام منتخب السويد لكرة القدم‪ ،‬وهدفه األول من األهداف‬ ‫األجمل في التاريخ‪ ،‬وبعد أن انتهت املباراة أغمى عليه‪ ،‬ومت إسعافه‬ ‫من قبل الطاقم الطبي‪ ،‬وقد أنهى البطولة بستة أهداف سجلها في‬ ‫أرب��ع مباريات‪ ،‬وك��ان ثاني هدافي البطولة خلف الفرنسي جاست‬ ‫فونتني‪.‬‬ ‫في أول مباراة له في كأس العالم لكرة القدم ‪ 1962‬صنع هدفاً أمام‬ ‫منتخب املكسيك‪ ،‬وبعدها سجل آخر بعد أن راوغ أربعة مدافعني‪،‬‬ ‫ليفوز منتخب البرازيل لكرة القدم ‪ ،0-2‬وق��د أصيب في مباراة‬ ‫منتخب البرازيل أمام منتخب تشيكسلوفاكيا‪ ،‬ليلعب بدال عنه في‬ ‫البطولة أماريلدو‪ ،‬ويقوم بعدئذ غارينشيا بقيادة منتخب البرازيل‬ ‫للفوز بالبطولة واحلصول على جائزة أفضل العب ‪.‬‬ ‫في كأس العالم لكرة القدم ‪ 1966‬أصبح بيليه أول العب يسجل‬ ‫أهدافاً في ثالث بطوالت لكأس العالم‪ ،‬وقد سجل هدفه من ركلة‬ ‫حرة مباشرة أمام منتخب بلغاريا لكرة القدم‪ ،‬لكن املنتخب البرازيلي‬ ‫خرج من تلك البطولة في الدور األول ألول مرة منذ بطولة ‪1934‬‬ ‫عندما استدعي بيليه إلى املنتخب في عام ‪ 1969‬رفض اللعب في‬ ‫البداية‪ ،‬ولكنه بعدها َق� ِب��ل‪ ،‬ولعب ‪ 6‬مباريات في تصفيات كأس‬ ‫العالم‪ ،‬مسجال ‪ 6‬أهداف‪،‬‬ ‫كانت تشكيلة الفريق في كأس العالم لكرة القدم ‪ 1970‬متغيرة عن‬ ‫ك��أس العالم لكرة القدم ‪ ،1966‬حيث لم يتم استدعاء غارينشيا‬ ‫ونيلتون سانتوس وجيلما سانتوس وجيلمار‪ ،‬ولكن الفريق الذي كان‬ ‫يضم بيليه وريفيلينو وجارزينيو وجيرسون وتوستاو وكولدوالدو‬ ‫اعتبر األفضل على مر التاريخ‪.‬‬ ‫في امل�ب��اراة النهائية أم��ام منتخب إيطاليا لكرة القدم افتتح بيليه‬ ‫تسجيل األه ��داف ب��رأس�ي��ة بعد أن قفز ف��وق امل��داف��ع تراسيسيو‬ ‫بورغنيتش‪ ،‬وبعدها صنع هدفا جلارزينيو وكارلوس ألبرتو‪ ،‬وانتهت‬ ‫تلك املباراة بفوز البرازيل ‪ ،1-4‬وقد صرح بورغنتيش بعد املباراة ‪:‬‬ ‫لقد كنت أقول لنفسي قبل املباراة إنه مصنوع من اجللد والعظام مثل‬ ‫الناس‪ ،‬ولكنني كنت مخطئا‪.‬‬ ‫لعب بيليه مباراته الدولية األخيرة في ‪ 18‬يوليو ‪ 1971‬أمام منتخب‬ ‫يوغسالفيا لكرة ال�ق��دم ف��ي ري��و دي جانيرو‪ ،‬وق��د لعب بيليه مع‬ ‫البرازيل ‪ 92‬م�ب��اراة‪ ،‬ف��از املنتخب في ‪ 67‬مباراة وتعادل في ‪14‬‬ ‫مباراة وخسر في ‪ 11‬مباراة‪ ،‬ولم تخسر البرازيل أي مباراة عندما‬ ‫كان بيليه يلعب مع غارينشيا‪.‬‬ ‫لم نتطرق إلى مسيرة إجنازاته مع سانتوس أو إلى رحلته االحترافية‬ ‫اخلارجية في الدوري األمريكي‪ ،‬تاركني ذلك إلى مناسبة قادمة ‪.‬‬


‫‪98‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬

‫على سطح األرض‬

‫إثر حنبعل (‪)2 – 2‬‬ ‫في ِ‬ ‫عبدالمنعم المحجوب‬ ‫«التاريخ يذهب ويجئ‪ ،‬دون بداية‪ ،‬دون نهاية‪ ،‬لم يذهب‬ ‫إل��ى هناك أح��د‪ ،‬ال أح��د فتح اجلفن احلجري للوقت‪ ،‬ال‬ ‫أحد استمع إلى الكلمة األول��ى‪ ،‬ال أحد سوف يستمع إلى‬ ‫الكلمة األخيرة»‪.‬‬ ‫أوكتافيو باث‬ ‫ثمة جانب في شخصية حنبعل أرى املؤرخني وكتّاب السير يغفلون‬ ‫عنه‪ ،‬وهو ما يتصل باهتماماته اخلاصة خارج حقل إدارة احلروب‬ ‫�س � ْوق وال��دع��م‪ .‬ك��ان حنبعل جامعاً‬ ‫وخ��وض امل �ع��ارك وعمليات ال� ّ‬ ‫للتحف الفنية‪ ،‬خاصة اليونانية منها‪ ،‬التي أ ّث��ث بها مقر قيادته‪،‬‬ ‫كما كان في حلّه وترحاله يصحب معه متثاالً صغيراً لهرقل‪،‬‬ ‫إح��دى روائ��ع النحات اليوناني الشهير لوز ّفس‬ ‫‪ ،Lysippos‬وهي مأثرة ثقافية رددها وأثنى‬ ‫عليها ال �ش��اع��ران الالتينيان اسطاتيوس‬ ‫‪ Statius‬ومرتياليس ‪.Martialis‬‬ ‫كما ك��ان مولعاً بالتصميمات الهندسية‪،‬‬ ‫وأحوال العمران‪ ،‬وقد وضع بنفسه تصميماً‬ ‫ألكثر من مدينة‪ ،‬وكلما دانت له أرض كان‬ ‫يبادر إلى تص ّور مدينة فنيقية املعالم عليه‬ ‫أن ي�ع��ود إلنشائها متى م��ا ف��رغ م��ن أمر‬ ‫احلرب‪ ،‬ولكن ذلك لم يتحقق ألن احلرب‬ ‫امتدت به ومعه إلى آخر يوم في حياته‪.‬‬ ‫أثبت حنبعل عبقريته االستراتيجية‪ ،‬وصعق‬ ‫ال�ع��ال��م ال �ق��دمي عندما نقل جيشه املكون‬ ‫من تسعني أل��ف جندي من املشاة‪ ،‬واثني‬ ‫عشر أل��ف ف ��ارس‪ ،‬وخمسمائة ف�ي��ل‪ ،‬كما‬ ‫تذكر نقيشة أم��ر حنبعل نفسه بتسطيرها‪،‬‬ ‫على مذبح اإللهة اليونانية هيرا‪ ،‬في زح��ف لم‬ ‫يكن أحد ليتوقعه عبر أسبانيا وفرنسا وجبال البيريني‬ ‫وجبال األلب‪ ،‬فهزم الرومان في ثالث معارك متتالية‪ ،‬خالل ثالث‬ ‫سنوات متتالية (‪ 216 ،217 ،218‬ق‪ .‬م‪ ).‬ليتوقف أخيراً بالقرب‬ ‫من روما‪ ،‬فيحاصرها‪ ،‬وتته ّيأ املدينة لإلستسالم‪ ،‬إال أنه يحجم عن‬ ‫اتخاذ اخلطوة األخيرة‪ ..‬املدينة عاجزة أمامه‪ ،‬وشبح النهاية يلوح‬ ‫على أبراجها‪ ،‬ولكنه يتريث أكثر‪ ،‬وسرعان ما تتكشف األح��داث‬ ‫عن شيبيون وقد استخدم أسلوب حنبعل نفسه فنقل احلرب إلى‬ ‫األراضي األفريقية‪ ،‬وحاصر قرطاج‪ ،‬وأكثر من ذلك كان قد استمال‬ ‫إليه ماسينسيا ملك نوميديا في معركة زاما سنة ‪ 202-201‬ق‪ .‬م‪.‬‬

‫وحاول حنبعل أن يعيد تنظيم قواته‪ ،‬وأن يته ّيأ ملعركة جديدة‪ ،‬إال‬ ‫أنه يفاجأ هذه املرة مبجلس الشيوخ في قرطاج وقد طلب الصلح‪،‬‬ ‫وترك لروما أن حت ّدد مصيرهم‪:‬‬ ‫‪ )1‬تقليص سفن األسطول القرطاجي إلى عشر سفن فقط‪.‬‬ ‫‪ )2‬التخلي عن أسبانيا‪.‬‬ ‫‪ )3‬تعهد قرطاج بأال حتارب حلفاء روما‪.‬‬ ‫‪ )4‬تقدمي عشرة آالف طالنت من فضة غرام ًة حربية‪.‬‬ ‫أراض من نفوذ قرطاج‪.‬‬ ‫‪ )5‬التغاضي عن توسع نوميديا واقتطاعها ٍ‬ ‫غ��ادر ال��روم��ان قرطاج مكتفني مبا حصلوا عليه من ضرائب مت‬ ‫تقسيطها خلمسني سنة قادمة‪ ،‬أما حنبعل فقد عاد للمرة األولى‬ ‫إلى املدينة التي غادرها منذ أن كان طف ً‬ ‫ال في التاسعة‪ ،‬وانتخب‬ ‫سبطاً سنة ‪ 196‬ق‪.‬م‪ .‬ف�ب��ادر إل��ى ال��دع��وة إل��ى إص�لاح‬ ‫الدستور‪ ،‬ولكن حلفاء الرومان من سراة املدينة‬ ‫وأعضاء مجلس شيوخها يتصدون له‪ ،‬وتدور‬ ‫مواجهة في اخلفاء هدفها اغتيال حنبعل‬ ‫أو القبض عليه وتسليمه إلى روم��ا‪ ،‬فكان‬ ‫أن غ��ادر قرطاج لي ً‬ ‫ال إل��ى مدينة تفسوس‬ ‫(تفشوش اآلن‪ ،‬بني املنستير واملهدية)‪ ،‬ومن‬ ‫ميم‬ ‫مينائها إل��ى جزيرة قرقنة‪ ،‬وم��ن ه��ذه ّ‬ ‫شطر املشرق‪ ،‬إلى صور‪ ،‬أرض األسالف‪.‬‬ ‫حاول حنبعل في مهجره أن يقوم بكل ما من‬ ‫شأنه أن يؤلب املمالك والدول ضد روما‪،‬‬ ‫فتح ّول إلى مدينة إيفيسوسة عاصمة امللك‬ ‫أنطيخوس الثالث‪ ،‬ولكنه فشل في إقناعه‬ ‫مبواجهة الرومان‪ ،‬خاصة وأنه مقبل على‬ ‫صلح سيعقده معهم في أفاميا سنة ‪188‬‬ ‫ق‪ .‬م‪ .‬فما كان من حنبعل سوى التوجه إلى‬ ‫أرمينيا‪ ،‬حيث وجد الوقت الكافي للعودة إلى‬ ‫إنشغاالته املدنية‪ ،‬فساهم مع امللك أرطشياس‬ ‫في حتديث املدينة وإعادة تخطيطها‪ ،‬ووضع تصميماً‬ ‫هندسياً لعاصمة ج��دي��دة‪ .‬إال أن��ه يعود م��ن جديد إل��ى هاجسه‬ ‫الدائم‪ ،‬فيتصل مبلك بيثينيا‪ ،‬الذي لم يتوانى عن الغدر به والعمل‬ ‫عل تسليمه إلى الرومان‪ ،‬فما كان من حنبعل إال أن جلأ إلى آخر‬ ‫احللول‪ :‬املوت انتحاراً‪ ،‬تناول الس ّم الذي اعتاد االحتفاظ به‪ .‬رحل‬ ‫حنبعل ليكون رمزاً دائماً في التاريخ لعظمة قرطاج ونهايتها‪ .‬ق ّرر‬ ‫أخيراً أن يخلد إلى الراحة‪ ،‬وهو ير ّدد‪( :‬لنُرح الرومان أخيراً من هلع‬ ‫أضناهم طوي ً‬ ‫ال)‪ .‬إن املرء ليتساءل بعد ذلك عن الدالالت املختلفة‬ ‫واحمل ّيرة إلقامة نصب حلنبعل في روما‪.‬‬


‫سلسلة‬

‫كتـــاب‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫مع هذا العدد‪:‬‬

‫ّ‬ ‫كتاب «عىل جوك»‬

‫قصائد محكية بلهجة ليبية‬ ‫تأليف‪ :‬سالم العالم‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬

‫‪8‬‬

‫‪5‬‬


‫‪100‬‬

‫األحد‬ ‫‪ 29‬مارس ‪2015‬‬ ‫العدد الثامن‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.