moharam 1436 - Matam Alsanabis

Page 1

‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬


‫‪01‬‬ ‫‪MOHARAM DAY‬‬

‫الشعائر الحسينية بين‬ ‫الثبــــــات والتغـيــــــر‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫الشعائر الحسينية بين‬ ‫الثبــــــات والتغـيــــــر‬ ‫يف باك��ورة جمال���س احل��زن والأ�س��ى واللوع��ة عل��ى م�ص��اب �س��يد ال�ش��هداء‬ ‫�أب��ي عب��داهلل احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام) و�أه��ل بيت��ه النجب��اء و�أ�صحاب��ه‬ ‫الأوفي��اء ويف مفتت��ح لي��ايل احل�س�ين العظم��ى ارتق��ى من�بر م��أمت ال�سناب���س‬ ‫وكالع��ادة اخلطي��ب احل�س��يني �س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن الع��ايل يف حما�ض��رة‬ ‫ح�س��ينية قيم��ة عنون��ت ب�ـ (ال�ش��عائر احل�س��ينية ب�ين الثب��ات والتغ�ير)‬ ‫وبع��د �أبي��ات نع��ي املقدم��ة املفجع��ة افتت��ح �س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن الع��ايل‬ ‫مو�ضوعه بحديث الإمام الر�ضا (ع)‪( :‬رحم اهلل عبدا �أحيا �أمرنا ‪ ...‬يتعلم‬ ‫علومنا ويعلمها النا���س ف�إن النا���س لو علموا حما�س��ن كالمنا التبعونا)‪.‬‬ ‫وبع��د �إي��راده احلدي��ث ال�ش��ريف ت�س��اءل الع��ايل ع��ن ال��دور ال��ذي �أراده‬ ‫�أه��ل البي��ت (ع) للمجال���س احل�س��ينية واملنرب احل�س��يني‪ ،‬وع��ن مو�ضع هذا‬

‫املنرب يف قبال املنظومات الدينية‪ ،‬وعن تف�س�ير الإ�صرار والبذل املتطاول‬ ‫والكب�ير عل��ى �إحي��اء �أم��ر ه��ذا املنرب وهذه املجال���س‪.‬‬ ‫ث��م و�ض��ح الع��ايل ب�أنه ميكن تف�س�ير �س��بب الإ�صرار على جمال���س احل�س�ين‬ ‫(ع) بالنظ��ر مل��ا دون��ه الفقه��اء باخل�صو���ص‪ ،‬م�ش��فعا ذل��ك بذك��ر حماول��ة‬ ‫ال�ش��اه يف �إي��ران العب��ث ب��دور وعطاء املنرب احل�س��يني‪ ،‬من خالل حماوالته‬ ‫لو�ض��ع برنام��ج حم��دد له��ذا املن�بر‪ ،‬مم��ا جع��ل فقي��ه ذل��ك الع�ص��ر ال�ش��يخ‬ ‫عبدالك��رمي احلائ��ري يب��دي انفع��اال وغ�ضب��ا جت��اه ه��ذه املح��اوالت‪ ،‬معل�لا‬ ‫انفعال��ه ه��ذا ب��أن التعزي��ة يف جمل���س احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام) م�س��تحبة‬ ‫لكنه��ا حتت��وي �أل��ف واج��ب‪ ،‬وبن��اء عل��ى كل ه��ذا ال��دور الوا�ض��ح للمجال���س‬ ‫احل�س��ينية ح��ذر الع��ايل م��ن اللع��ب بدور املجال���س احل�س��ينية �أو اال�س��تهانة‬ ‫‪03‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫بطريقته��ا املتوارث��ة م��ن �أه��ل البي��ت (عليه��م ال�س�لام)‪ ،‬وه��ذا كالم موجه‬ ‫(والتعب�ير للع��ايل ) للخطب��اء قب��ل عام��ة النا���س‪.‬‬ ‫بع��د ذل��ك ب�ين الع��ايل ب��أن الرواي��ات املتظاف��رة م��ن ل��دن �أئم��ة �أه��ل البي��ت‬ ‫(عليه ال�سالم) حتث على الإحياء الفكري حينا والإحياء بالرقة حينا �آخر‬ ‫و�إحي��اء ال�صرخ��ة احل�س��ينية يف ح�ين �آخ��ر‪ ،‬وه��ذا يعط��ي لنا �ص��ورة �أ�صالة‬ ‫املن�بر وه��ي ال�ص��ورة الت��ي يريده��ا �أه��ل البي��ت (عليه��م ال�س�لام) للمن�بر‬ ‫احل�سيني وهي �صورة الفكرة والعاطفة معا �أي �صورة ال َعربة وال ِعربة معا‪.‬‬ ‫ويف معر���ض �إجاب��ة ال�ش��يخ ح�س��ن الع��ايل عل��ى كل ه��ذه الت�س��ا�ؤالت‪ ،‬ب�ين‬ ‫�س��ماحته ب�أن��ه الب��د م��ن الرج��وع ملن�ش��أ ه��ذه املجال���س ملعرف��ة �إمكاني��ة ه��ذه‬ ‫التعديالت‪ ،‬وبالبحث عن هذا املن�ش�أ جند ب�أن �أهل البيت (عليهم ال�سالم)‬ ‫ه��م م��ن �أن�ش��أوها ولذل��ك ميك��ن اخللو���ص �إىل نتيج��ة مفادها ب��أن التعديل‬ ‫‪04‬‬

‫والتحديث فيها ممكن فقط لأهل التخ�ص�ص الديني و�إال النتق�ض غر�ض‬ ‫احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام) يف ه��ذه ال�ش��عائر بحجة التطوي��ر والتحديث‪ ،‬بل‬ ‫�أن��ه حت��ى عل��ى م�س��توى النخب��ة الدينية جت��د ب�أن هذه الأخ�يرة غري متحدة‬ ‫وال متفقة على و�صم ال�ش��عائر احل�س��ينية املختلفة ال�س��يما اجلديدة منها‪،‬‬ ‫ب��ل وحت��ى عل��ى م�س��توى حتديد الأ�صيل من هذه ال�ش��عائر‪.‬‬ ‫بعد ذلك عرج العايل على �س��ؤال مهم �آخر يت�س��اءل عن �س��ر الإ�صرار على‬ ‫خلود هذه املجال�س احل�سينية رغم �أنها م�ستحبة ومظنة لوقوع املحظورات‬ ‫واملحرمات‪ ،‬ال�سيما مع تباين �أعمار و�أ�صناف احلا�ضرين لتلك املجال�س‪،‬‬ ‫ويف ه��ذا ال�ص��دد �أورد الع��ايل �ش��بهة يثريه��ا البع���ض مدع�ين ب�أن ال�ش��عائر‬ ‫احل�س��ينية يج��ب �أال تك��ون ثابت��ة م��ا دام��ت ق��د امت��دت له��ا ي��د العب��ث مم��ن‬ ‫يرتاده��ا‪ ،‬وا�س��تغلوها للوق��وع يف املحظ��ورات واملحرم��ات‪ ،‬مم��ا يجع��ل من��ع‬ ‫ه��ذه ال�ش��عائر ( وال��كالم للمدع�ين ) �أف�ضل م��ن �إقامتها بحجة عدم �إيقاع‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫ال�ش��باب يف املحرم��ات واملحظ��ورات �إذ �أن��ه ال يط��اع اهلل من حيث يع�صى‪.‬‬ ‫وبع��د �إي��راده له��ذه الإ�ش��كاالت ب�ين الع��ايل ب�أن��ه ميك��ن ال��رد عليه��ا بع��دة‬ ‫نقاط‪:‬‬ ‫و�أول تل��ك النق��اط ه��ي ج��واب روائ��ي مف��اده ب��أن ه��ذه الإ�ش��كاليات قدمية‪،‬‬ ‫�أثار مثلها عراقي يف زمن الإمام الكاظم (عليه ال�سالم) ورد عليه الإمام‬ ‫الكاظ��م (علي��ه ال�س�لام) برد ي�ش�ير ب�ش��كل وا�ض��ح �إىل قاع��دة مفادها ب�أن‬ ‫هذه ال�ش��عائر لو اتخذها بع�ض النا���س كو�س��يلة مل�صالح �ش��خ�صية معينة �أو‬ ‫و�س��يلة لإتيان احلرام‪ ،‬ف�إن هذا لي���س جموزا لك ب�أن ترتك هذه ال�ش��عائر‪،‬‬ ‫ب��ل الب��د �أن ت�أتي به��ا بالطريقة املقرونة ب�أمر اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫و�أم��ا النقط��ة الثاني��ة ف�إنه لو �س��لمنا ب�أن ارتكاب بع�ض ال�ش��باب للمحرمات‬ ‫واملحظورات يف ال�شعائر احل�سينية م�سوغ لإلغاء تلك ال�شعائر ف�إن ذلك يجب‬ ‫�أن يكون يف �سائر العبادات كاحلج و�صالة اجلماعة وغريهما والتي ال تخلو‬ ‫من ارتكاب البع�ض للمحرمات واملحظورات‪ ،‬وهذا الإلغاء غري ممكن قطعا‪.‬‬

‫و�أم��ا النقط��ة الثالث��ة فتتمح��ور بقاع��دة ال يط��اع اهلل م��ن حي��ث يع�ص��ى �إذ‬ ‫�أنها ال تعني �أبدا ب�أن �أي طاعة تلب�ست بها مع�صية ما من لدن البع�ض يجب‬ ‫�أن تلغى وحترم‪ ،‬فلو فعلنا ذلك لألغيت جميع العبادات وهدم الدين‪ ،‬وهنا‬ ‫و�ض��ح الع��ايل ب��أن قاع��دة ال يط��اع اهلل من حيث يع�ص��ى تعني ب�أن املع�صية‬ ‫مبا هي مع�صية ال ت�صلح �أن تكون طاعة مقربة هلل تعاىل‪.‬‬ ‫ختام��ا خل���ص الع��ايل لنتيج��ة مفاده��ا ب��أن جمال���س احل�س�ين (ع) ب��كل م��ا‬ ‫فيه��ا ح�س��نة‪ ،‬و�إن ت�س��للت �إليه��ا بع���ض املف�س��دات اخلاطئ��ة واملحرم��ة ف�إن��ه‬ ‫يج��ب �إ�ص�لاح ه��ذه الع��ادات وتبديله��ا تبدي�لا عمليا ميداني��ا يجردها مما‬ ‫يحرفه��ا‪ ،‬ال �إلغ��اء املجال���س كله��ا‪ ،‬وهن��ا �أ�ش��ار الع��ايل �إىل وج��ود �سيا�س��ات‬ ‫مناوئ��ة لل�ش��عائر تتعم��د �إ�ضف��اء بع���ض املف�س��دات لل�ش��عائر احل�س��ينية م��ن‬ ‫�أج��ل �إقن��اع النا���س ب�إلغاءه��ا‪ ،‬مم��ا يق��دم خدم��ة جليلة لأولئ��ك املناوئني‪..‬‬ ‫‪05‬‬


‫‪02‬‬ ‫‪MOHARAM DAY‬‬

‫الجهــاد‬‪‭‬الحسيـنــــــــي ‪..‬‬ ‫ي‪‭‬اإلسالم‬ ‫د‪‭‬ف ‬‬ ‫ة‪‭‬الجها ‬‬ ‫بوصل ‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫الجهــاد‬‪‭‬الحسيـنــــــــي ‪..‬‬ ‫ي‪‭‬اإلسالم‬ ‫د‪‭‬ف ‬‬ ‫ة‪‭‬الجها ‬‬ ‫بوصل ‬‬ ‫يف ليل��ة ه��ي الثاني��ة م��ن لي��ايل التفج��ع والب��كاء‪ ،‬ويف باح��ة جدي��دة � َأه� َّ�ل‬ ‫فيه��ا �أوان الب��كاء‪ ،‬ويف ث��اين جمال���س مو�س��م اللوع��ة والب��كاء‪ ،‬تركز حديث‬ ‫�س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن الع��ايل ح��ول اجله��اد احل�س��يني يف حما�ض��رة قيم��ة‬ ‫كان عنوانه��ا (اجله��اد احل�س��يني‪ ..‬بو�صل��ة اجله��اد يف الإ�س�لام)‪.‬‬ ‫وبع��د �أن افتت��ح �س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن الع��ايل ب�أبي��ات نع��ي املقدم��ة امل�ؤمل��ة‪،‬‬ ‫َ�ص� َّ�در �س��ماحته مو�ضوع��ه بالق��ول امل��روي ع��ن الإم��ام ال�ص��ادق (علي��ه‬ ‫اجل َه��ا َد‬ ‫ال�س�لام) يف زي��ارة الإم��ام احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام)‪�( :‬أَ ْ�ش� َه ُد �أَ َّن ِ‬ ‫َم َع َك ِج َها ْد)‪ ،‬ثم بني �سماحته ب�أنه كلما ُذ ِكر ا�سم احل�سني (عليه ال�سالم)‬ ‫�ان تت�ص��ل بال�ش��هادة واجله��اد والف��داء‪ ،‬ب��ل ي�ص��ل الأم��ر‬ ‫يتب��ادر للذه��ن مع� ٍ‬

‫معان ذاتية‬ ‫�أحيان��ا مل��ا ي�ش��به االقرتان بالتكوين والوجود‪ ،‬حت��ى باتت ك�أنها ٍ‬ ‫يف تكوي��ن احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام)‪.‬‬ ‫ث��م �أورد �س��ماحته �س ��ؤال البح��ث امله��م وال��ذي ه��و من��وط ب ��أن الإم��ام‬ ‫ال�ص��ادق (علي��ه ال�س�لام) �ش��هد للإم��ام احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام) قائ�لا‪:‬‬ ‫اجل َه��ا َد َم َع� َ�ك ِج َه��ا ْد))‪� ،‬إذ �أن البع���ض ق��د ُي�ش��كل عل��ى ه��ذه‬ ‫((�أَ ْ�ش� َه ُد َ�أ َّن ِ‬ ‫ال�شهادة بالذات ب�أنها عبارة عربية غري م�ستقيمة �إذ �أن فيها ن�سبة ال�شئ‬ ‫نف�س��ه لل�ش��ئ نف�سه‪.‬‬ ‫وهن��ا نط��رح ال�س��ؤال وال��ذي يقول‪ :‬هل هذه ال�ش��هادة من باب �إثبات ال�ش��ئ‬ ‫لنف�سه؟‬ ‫‪07‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫ويف معر���ض �إجابت��ه عل��ى �س��ؤاله ه��ذا‪ ،‬ب�ين العايل ب�أنه ميك��ن الوقوف على‬ ‫عدة معاين لهذه ال�شهادة وهي كالتايل‪:‬‬

‫و�ش��روط واقعي��ة توف��رت يف كرب�لاء‪ ،‬و�إن اختل��ط علين��ا الأمر فعلينا قيا���س‬ ‫�أمورن��ا اجلهادي��ة مل��ا حتق��ق يف كربالء‪.‬‬

‫املعنى الأوىل‪:‬‬ ‫اجلهاد احل�سيني فوق ال�شبهات‬

‫وه��ذا يجرن��ا ل�س��ؤال �أ�سا�س��ي �أورده الع��ايل وه��و ملاذا هذا الإحياء امل�س��تمر‬ ‫جلهاد احل�سني (ع) و�ألي�س هذا تقهقر يف املا�ضي؟‬ ‫وج��واب ه��ذا ال�س��ؤال ب��كل ب�س��اطة هو �أن �إحي��اء اجلهاد احل�س��يني هو �إمنا‬ ‫�إحياء لهذه املعامل وال�ضوابط التي �أ�ش��ار الإمام ال�صادق (عليه ال�س�لام)‬ ‫ب�أنه��ا البو�صل��ة الت��ي تقا���س به��ا الأ�ش��ياء‪ ،‬والت��ي ات�ضح��ت جلي��ا حاجتن��ا‬ ‫لإقامتها يف ال�سنوات الأخرية‪ ،‬بعدما ر�أيناه من مظاهر يف خمتلف طوائف‬ ‫امل�سلمني من مظاهر خمتلفة تدعي اجلهادية‪ ،‬بع�ضها يف �صميم اجلهاد‬ ‫احل�س��يني وت�أ�صي��ل ل�ضوابط��ه‪ ،‬وبع�ضه��ا بعي��د كل البع��د ع��ن اجلهاد‪ ،‬وهنا‬ ‫ب�ين الع��ايل ب��أن كل امل�س��لمني �ضاع��ت عليه��م بو�صل��ة اجله��اد �إال ال�ش��يعة‪،‬‬ ‫كون ال�ش��يعة يطبقون معامل جهاد احل�س�ين (عليه ال�س�لام) ب�أثر رجعي �إذ‬

‫املعنى الثاين‪:‬‬ ‫ق��د يك��ون املعن��ى �أن الإم��ام ال�ص��ادق (علي��ه ال�س�لام) يري��د تق��دمي قاع��دة‬ ‫تقا���س عل��ى �أ�سا�س��ها حقائ��ق الأم��ور‪ ،‬وه��ي �أن �أي جماع��ة ث��ارت لإ�س��قاط‬ ‫حاكم مثال فعلينا عر�ضها على جهاد احل�سني (عليه ال�سالم) ف�إن وافقته‬ ‫فه��ي جهاد و�إال فهي لي�س��ت جهاد‪.‬‬ ‫وهن��ا ي�ش�ير الإم��ام ال�ص��ادق (علي��ه ال�س�لام) ب��أن للجه��اد مع��امل نظري��ة‬ ‫‪08‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫مل ينتهك��وا حق��ا وال حرم��ة كما رعى احل�س�ين احلرم��ات‪ ،‬ومل يكفروا �أحدا‬ ‫مثلم��ا مل يكف��ر احل�س�ين �أح��د �أب��دا‪ ،‬ومل يب��د�أوا بقتال كما مل يبد�أ احل�س�ين‬ ‫بقتال‪.‬‬ ‫املعنى الثالث‪:‬‬ ‫لو �س��ألنا عن عدد �أق�س��ام و�أنواع اجلهاد يف الإ�س�لام يف ال�س�ير هلل تعاىل‪،‬‬ ‫فن�س��تطيع الق��ول ب�أنه��ا �أن��واع غ�ير حم�ص��ورة بع��دد كون الطري��ق هلل تعاىل‬ ‫ال ينته��ي‪ ،‬ولك��ن م��ن باب التب�س��يط ن�س��أل ه��ل ميكننا �أن ن�ضع ع��ددا لأنواع‬ ‫اجلهاد؟‬

‫(���ص) لثل��ة م��ن امل�س��لمني ع��ادوا م��ن �س��رية (مرحب��ا بق��وم ق�ض��وا اجله��اد‬ ‫الأ�صغ��ر وبق��ي عليه��م اجله��اد الأكرب) ي�ش�ير ب��أن اجلهاد �أربع��ة �أنواع هي‪:‬‬ ‫جه��اد �أ�صغ��ر‪ ،‬جه��اد �صغ�ير‪ ،‬جه��اد كبري‪ ،‬جه��اد �أكرب‪ ،‬وجميع ه��ذه الأنواع‬ ‫الأربع��ة وب�أ�ش��كال متنوع��ة وكث�يرة جتلت يف كربالء ولنا فيها منوذج منها‪،‬‬ ‫�إذ �أن يف كرب�لاء مع�س��كران جتل��ى يف �أحدهم��ا حتقي��ق جن��اح يف جمي��ع‬ ‫�أ�ش��كال اجلهاد فيما حقق الآخر ف�ش�لا و�إخفاقا يف جميع �أ�ش��كال اجلهاد‪،‬‬ ‫وه��ذا ه��و �أح��د �أ�س��رار عظمة ثورة احل�س�ين (عليه ال�س�لام)‪.‬‬

‫وهن��ا �أورد الع��ايل ب��أن البع���ض يق�س��م اجله��اد لنوع�ين هم��ا جه��اد ع��ايل‬ ‫(جهاد النف�س) وجهاد داين (اجلهاد الع�سكري)‪� ،‬إال �أننا لو ت�أملنا ل�سرية‬ ‫النب��ي (���ص) لوجدن��ا �أن اجله��اد ينق�س��م لأربع��ة �أق�س��ام �إذ �أن ق��ول النب��ي‬ ‫‪09‬‬


‫‪03‬‬ ‫‪MOHARAM DAY‬‬

‫ب‪‭‬معـرفـــة‬ ‫مراتــــــ ‬‬ ‫هلل‪‭‬تعـالـــــــــــــــى‬ ‫ا ‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫ب‪‭‬معـرفـــة‬ ‫مراتــــــ ‬‬ ‫هلل‪‭‬تعـالـــــــــــــــى‬ ‫ا ‬‬ ‫وت�س��تمر جمال���س الأ�س��ى والتفج��ع يف مو�س��م عا�ش��وراء احل�س�ين لع��ام‬ ‫‪ 1436‬هـ لي�صل قطار التزود املعريف والروحي من مدر�سة الطف اخلالدة‬ ‫ملحطة الليلة الثالثة‪� ،‬إذ ارتقى منرب م�أمت ال�سناب���س �س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن‬ ‫الع��ايل يف جمل���س ح�س��يني م��ؤمل رك��ز احلدي��ث في��ه يف مو�ض��وع قيم توجت‬ ‫نقاط��ه بعن��وان (مرات��ب معرف��ة اهلل تعاىل)‪.‬‬ ‫وبعد �أن افتتح �س��ماحته جمل�س��ه ب�أبيات نعي املقدمة‪ ،‬د�ش��ن ال�ش��يخ ح�س��ن‬ ‫((اع ِر ُفوا َ‬ ‫اهلل‬ ‫العايل مو�ضوعه بحديث الإمام ال�صادق (عليه ال�سالم)‪ْ :‬‬ ‫هلل))‪ ،‬ثم بني �س��ماحته ب�أن ارتقاء االن�س��ان يف مدارج ال�س�ير وال�س��لوك‬ ‫با ِ‬ ‫هلل تع��اىل يحت��اج �س��لمني هم��ا �س��لم العلم و�س��لم العمل‪ ،‬حت��ى �أطلق عليهما‬ ‫العرف��اء بال�ـ (اجلناح�ين) يف عملي��ة التحلي��ق هلل تع��اىل‪� ،‬إال �أن �س��ماحته‬

‫ب�ين ب��أن ه��ذه الت�س��مية غ�ير دقيق��ة‪ ،‬كونها جتعل االن�س��ان يعتقد ب��أن العلم‬ ‫والعم��ل �س��واء يف القيم��ة يف عملي��ة ال�صع��ود هلل‪ ،‬بينم��ا احلقيق��ة ه��ي �أنه ال‬ ‫يوجد ت�سا ٍو بينهما‪ ،‬ولذلك عرب بع�ض العلماء عن العلم بالـ (الروح) وعن‬ ‫العمل بالـ (اجل�س��د)‪.‬‬ ‫وم��ن ه��ذه املقدم��ة يتب�ين لن��ا دق��ة التفا�س�ير ال�ش��ائعة يف �آي��ة (�إلي��ه ي�صع��د‬ ‫الكل��م الطي��ب والعم��ل ال�صال��ح يرفع��ه)) والتي تبني عل��و مرتبة العلم على‬ ‫مرتب��ة العم��ل‪ ،‬ب��ل �أن الكل��م الطي��ب (العل��م) ه��ي ال��ذي ترف��ع (العم��ل‬ ‫ال�صالح)‪ ،‬وهنا تتبني الأهمية الق�صوى للعلم‪ ،‬ومما ال ريب فيه ب�أن �أبرز‬ ‫عل��م يج��ب عل��ى االن�س��ان تعلم��ه والتمع��ن في��ه ه��و عل��م معرف��ة اهلل تع��اىل‪،‬‬ ‫‪11‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫وق��د �أعطان��ا �أم�ير امل�ؤمن�ين القاع��دة املثل��ى باخل�صو���ص ح�ين �أف��اد بقول��ه‬ ‫ال�ش��ريف (اعرف��وا اهلل ب��اهلل) �أن اهلل تع��اىل ال ُيع��رف �أك�ثر م��ا ُيع��رف �إال‬ ‫بنف�س��ه‪ ،‬وهذه املقولة بالذات كتب عنها الكثري من العلماء‪� ،‬إال �أن البع�ض‬ ‫لدي��ه ت�ص��ورات خاطئ��ة يف فه��م ه��ذه العبارة‪.‬‬ ‫ث��م �أورد الع��ايل معلوم��ة مفاده��ا ب�أن��ه من �أب��رز هذه الت�ص��ورات اخلاطئة‪،‬‬ ‫جندها متمثلة ب�أنه يظن البع�ض ب�أن الطريق احل�صري ملعرفة اهلل تعاىل‬ ‫ه��و معرف��ة اهلل بنف�س��ه‪ ،‬بينم��ا جن��د ب ��أن الط��رق �إىل اهلل بع��دد �أنفا���س‬ ‫اخلالئ��ق‪ ،‬وه��ذا يت�ض��ح يف العدي��د م��ن مق��والت �أهل البيت والت��ي تبني ب�أن‬ ‫هناك طريقني رئي�سيني ملعرفة اهلل تعاىل وهما‪ :‬معرفة اهلل بنف�سه‪ ،‬معرفة‬ ‫اهلل بخلق��ه‪ ،‬وه��ذان الطريق��ان ال ي�س�يران عل��ى نح��و واح��د‪ ،‬فمعرف��ة اهلل‬ ‫بنف�سه تو�صل ملعرفة اهلل عن قرب‪ ،‬بينما معرفة اهلل بخلقه ت�شبه املعرفة‬ ‫م��ن خ�لال املنظ��ار‪� ،‬إذ �أن ال��كل (اهلل) ال ُي�س��تدل ل��ه باجل��زء (املخل��وق)‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫بع��د ذل��ك‪� ،‬أورد الع��ايل �إ�ش��كالية مث��ارة ح��ول معن��ى معرف��ة اهلل ب��اهلل‪ ،‬وما‬ ‫�إذا كان��ت تل��ك املعرف��ة تعن��ي معرف��ة اهلل ب�لا وا�س��طة �أو و�س��يلة‪� ،‬أو �أنه��ا ال‬ ‫تنفي وجود الو�سيلة فيها‪ ،‬و�إن وجدت تلك الو�سيلة ف�إنها تعني ب�أن املعرفة‬ ‫هلل تع��اىل تتح��ول للن��وع الث��اين م��ن املعرف��ة (معرف��ة اهلل بخلق��ه)‪� ،‬إذ �أن‬ ‫الالف��ت ب��أن بع���ض امل�س��لمني �أخط��أوا حينم��ا �أ�س��قطوا وج��ود الو�س��ائط يف‬ ‫عملية معرفة اهلل تعاىل‪ ،‬بينما الواقع ب�أن �أهل البيت بينوا لنا ب�أن معرفة‬ ‫اهلل غ�ير ممكن��ة دون و�س��ائل �أو و�س��ائط‪.‬‬ ‫ويف ه��ذا اخل�صو���ص ب�ين الع��ايل ب��أن ه��ذه الفئ��ة املخطئ��ة م��ن امل�س��لمني‪،‬‬ ‫�إمن��ا خلط��ت ب�ين الو�س��يلة واجلب��ت‪ ،‬وه��ذا الأخ�ير (اجلبت( ه��و على �أحد‬ ‫نحوين‪ :‬الأول‪ :‬الذهاب لو�سيلة غري م�أذونة لك‪ ،‬والثاين‪ :‬الذهاب لو�سيلة‬ ‫م�أذون��ة ولك��ن التوق��ف عنده��ا وع��دم الأخ��ذ به��ا يف عملي��ة ال�س�ير للخال��ق‬ ‫تع��اىل وبالت��ايل ع��دم اتخاذ الو�س��يلة كع�بر له تعاىل‪.‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫ث��م ب�ين الع��ايل �أي�ض��ا ب�أن��ه حت��ى بع���ض العرف��اء �أخط��أوا يف تبي�ين احلاج��ة‬ ‫للو�سائل يف عملية ال�سري هلل تعاىل حينما توهموا ب�أننا نحتاج للو�سائل يف‬ ‫بداي��ة طري��ق الو�ص��ول هلل تع��اىل �أو يف و�س��طه �إال �أنن��ا ن�ص��ل ملرحل��ة معين��ة‬ ‫ن�صب��ح فيه��ا (نح��ن واهلل) وال نحت��اج فيها للو�س��ائل‪� .‬إال �أن القر�آن الكرمي‬ ‫يفي��د ب ��أن طري��ق معرف��ة اهلل ب��اهلل ال يت��م �إال بو�س��يلة يف جمي��ع مراح��ل‬ ‫الطري��ق‪� ،‬إذ تق��ول الآي��ة الكرمي��ة (ي��ا �أيه��ا الذي��ن �آمن��وا اتق��وا اهلل وابتغ��وا‬ ‫�إلي��ه الو�س��يلة)‪� ،‬إذ �أن ه��ذه الآي��ة له��ا ثالث��ة مع��اين ب�ين متو�س��طة وعالية‪:‬‬ ‫و�أول تل��ك املع��اين ه��و �أن تق��وى اهلل تعن��ي اخل��وف من��ه والو�س��يلة ه��ي‬ ‫العب��ادات املختلف��ة‪.‬‬ ‫و�أم��ا املعن��ى الث��اين فيفي��د ب��أن تق��وى اهلل تعن��ي عبادت��ه و�أم��ا الو�س��يلة فهي‬ ‫حممد و�آل حممد (عليهم ال�س�لام)‪.‬‬ ‫و�أما املعنى الثالث فهو بديع ومهم‪ ،‬كونه مبني من تف�سري علمي ال عملي‪،‬‬

‫ويفيد هذا التف�سري ب�أن التقوى تعني الورع مبختلف �أ�صنافه ال�سيما الورع‬ ‫يف العل��م ب��اهلل م��ن خ�لال الأخذ بالو�س��يلة‪ ،‬و�أبرز الو�س��ائل ه��ي حممد و�آل‬ ‫حمم��د (عليه��م ال�س�لام)‪ ،‬وهن��ا جند ب�أنه حتى الر�س��ول (�ص) كان ي�أخذ‬ ‫بالو�سائل يف معرفة اهلل تعاىل و�أبرز تلك الو�سائل هي الأنوار املحمدية‪.‬‬ ‫بع��د ذل��ك �أو�ض��ح الع��ايل ب ��أن معرف��ة اهلل ب��اهلل حتت��اج للو�س��ائل دائم��ا‪،‬‬ ‫وهنا �شدد العايل ب�أن النظر للو�سيلة ينبغي �أال يكون حم�صورا على كونها‬ ‫و�س��يلة ج�س��مية‪ ،‬بق��در م��ا ه��ي جت� ٍ�ل من جتلي��ات اهلل تع��اىل يف املوجودات‪،‬‬ ‫�إذ �أن اهلل تع��اىل جتل��ى للخل��ق بالو�س��ائل‪ ،‬وهن��ا ينبغ��ي �أن نع��رف ب�أن��ه كلما‬ ‫�س��رنا �أك�ثر يف عملي��ة ال�صع��ود هلل تع��اىل‪ ،‬كان��ت و�س��ائلنا �أك�ثر ترقيق��ا‪� ،‬إذ‬ ‫�أن الو�سيلة ال�صغرى تو�صل هلل بقدر‪ ،‬فيما الو�سيلة الكربى مثل �أنوار �أهل‬ ‫البي��ت تو�ص��ل هلل بقدر �أكرب‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫ختام��ا �أورد الع��ايل مث��اال حقيقي��ا باخل�صو���ص ب�ين في��ه ب ��أن بي��ت اهلل‬ ‫احلقيقي يتبني يف احل�س�ين (عليه ال�س�لام) �إذ �أن قلب امل�ؤمن هو �أكرث ما‬ ‫ي�سع اهلل تعاىل بح�سب الروايات الواردة عن �أهل البيت (عليهم ال�سالم)‪.‬‬ ‫ولذلك بات احل�س�ين (عليه ال�س�لام) هو خري و�س��يلة مو�صلة هلل تعاىل‬

‫‪14‬‬


‫‪04‬‬ ‫‪MOHARAM DAY‬‬

‫الــغــيـــبــــــــــة‬ ‫ْ‬ ‫ة‪‭‬التعمـيـر‬ ‫وسنــ ‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫الــغــيـــبــــــــــة‬ ‫ْ‬ ‫ة‪‭‬التعمـيـر‬ ‫وسنــ ‬‬ ‫يف الليل��ة الرابع��ة م��ن �ش��هر حم��رم احل��رام ‪ 1436‬ه�ـ وه��ي الليل��ة‬ ‫املخ�صو�صة ل�سفري احل�سني (عليه ال�سالم) الأعظم وثقته الكربى م�سلم‬ ‫ب��ن عقي��ل (عليهم��ا ال�س�لام)‪ ،‬ارتقى منرب م�أمت ال�سناب���س �س��ماحة ال�ش��يخ‬ ‫ح�س��ن الع��ايل يف جمل���س ح�س��يني مفج��ع ركز احلديث يف مو�ض��وع (الغيبة‬ ‫و�س��نة التعم�ير)‪.‬‬ ‫وبع��د �إي��راده للحدي��ث‪ ،‬ب�ين الع��ايل ب��أن قاع��دة املقارن��ة واملقارب��ة ب�ين م��ا‬ ‫ح��دث وم��ا �س��يحدث وردت يف كث�ير الرواي��ات مع�برا عنه��ا بتعب�ير (ح��ذو‬ ‫النع��ل بالنع��ل والق��ذة بالق��ذة) وه��ذه الرواي��ات تق��رب ال�ص��ورة للذه��ن‬ ‫وجتعله يتوقع امل�ستبعد‪ ،‬وهذه القاعدة نف�سها وهذا امل�سار نف�سه (والكالم‬ ‫‪16‬‬

‫للع��ايل ) ه��و م��ا يج��ري عل��ى بح��ث الي��وم وهو بح��ث الغ ْيبة‪.‬‬ ‫بعده��ا ذك��ر الع��ايل معلوم��ة مفاده��ا ب��أن الكث�ير م��ن العام��ة ي�ش��نعون عل��ى‬ ‫ق�ضي��ة الغيب��ة‪ ،‬ب��ل �أن بع���ض علم��اء العام��ة ي�س��تهجن �أك�ثر ما ي�س��تهجن وال‬ ‫يتقب��ل عقل��ه �أب��دا عندم��ا يت��م احلدي��ث عن الغيب��ة بالذات‪ ،‬رغ��م �أن الغيبة‬ ‫جرت يف الأمم ال�س��ابقة كغيبتي نوح ويو�س��ف (عليهما ال�س�لام) وهي (�أي‬ ‫الغيب��ة) جاري��ة يف ه��ذه الأم��ة‪ ،‬بحكم القاعدة الآنف��ة (قاعدة املقارنة من‬ ‫�أج��ل �إثب��ات العقائ��د) والت��ي تفي��د جريان ما حدث يف الأمم ال�س��ابقة على‬ ‫ه��ذه الأمة �أي�ضا‪.‬‬ ‫ويف خ�ض��م ه��ذا احلدي��ث‪ ،‬و�ض��ح العايل ب�أن ال�ش��يخ ال�ص��دوق من �أبرز من‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫�أعلن ر�ؤيته لهذه القاعدة �أي (قاعدة املقارنة من �أجل �إثبات العقائد) يف‬ ‫املنام‪ ،‬وذلك من خالل مقدمة م�ؤلف بارز من م�ؤلفاته وهو كتاب (�إمتام‬ ‫الدين و�إكمال النعمة)‪� ،‬إذ قال ال�صدوق يف مقدمة الكتاب عينه ب�أنه ر�أى‬ ‫امله��دي (علي��ه ال�س�لام) يف ع��امل املن��ام و�أم��ره بكتاب��ة كت��اب ح��ول الغ ْيب��ة‬ ‫ي�أخذ بنهج املقارنة بني غيبته ال�ش��ريفة وبني غ ْيبات الأنبياء ال�س��ابقني‪.‬‬ ‫وم��ن هن��ا خل���ص العايل ب�أن بح��ث الغيبة من �أهم بحوث الإمامة املربوطة‬ ‫بالنبوة‪ ،‬ولذلك جند ب�أن الإمام ال�صادق (عليه ال�س�لام) عندما �أراد �أن‬ ‫يح��ل ه��ذا الإ�ش��كال ف�إن��ه بدل الطريق يف اال�س��تدالل عل��ى الإمامة الغائبة‪،‬‬ ‫�إذ ا�ستدل ال�صادق (عليه ال�سالم) على الطريق من الأعلى للأ�سفل بدءا‬ ‫ب��اهلل �س��بحانه وتع��اىل م��رورا بالر�س��ول (�صل��ى اهلل وعلي��ه و�آل��ه) و�ص��وال‬ ‫للحج��ة �أي الإمام‪.‬‬ ‫وو�ضح العايل �أكرث هذا اال�س��تدالل �أي (الطريق من الأعلى �إىل الأ�س��فل)‬

‫والت��ي يثب��ت الكث�ير م��ن الإ�ش��كاالت العقائدي��ة وم��ن بينه��ا الغيب��ة‪� ،‬إذ �أف��اد‬ ‫ب��أن الإمي��ان ب��اهلل تع��اىل يلزم��ك بالإميان بالر�س��ول (�ص) ال��ذي هو مر�آة‬ ‫الفي�ض الإلهي الدائم‪ ،‬وا�ستمرار هذا الفي�ض يقودنا للإميان بوجود حجة‬ ‫م��ن بع��د الر�س��ول (���ص) حت��ى و�إن كان غائب��ا‪ ،‬لأن منطل��ق �إمي��اين ب��اهلل‬ ‫يلزمن��ي الإميان بهذا احلجة‪.‬‬ ‫ث��م تط��رق الع��ايل ملو�ض��وع االخت�لاف ب�ين امل�س��لمني يف تعري��ف مفه��وم‬ ‫(الإمام��ة الغائب��ة) �إذ يتوه��م كث�ير م��ن امل�س��لمني ومب��ا فيه��م بع���ض علم��اء‬ ‫ال�ش��يعة ب��أن الإم��ام الغائ��ب ال �أث��ر اجتماع��ي ل��ه‪ ،‬وهن��ا و�ض��ح الع��ايل ب��أن‬ ‫�إطب��اق علم��اء ال�ش��يعة عل��ى قاع��دة ا�س��مها (قاع��دة اللطف) والت��ي عرفها‬ ‫العالمة الطو�سي يف كتاب (التجريد) يف ثالث كلمات �إذ قال عن احلجة‬ ‫عليه ال�سالم‪( :‬وجوده لطف‪ ،‬وت�صرفه لطف �آخر‪ ،‬وعدمه منا)‪ ،‬وميكننا‬ ‫اال�س��تنتاج م��ن ه��ذا الق��ول ب��أن هن��اك ق��وة عظم��ى تت�ص��رف يف الق�ضاي��ا‬ ‫‪17‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫الك�برى يف حياتن��ا ه��ي ق��وة الإم��ام امله��دي (علي��ه ال�س�لام) وينبغ��ي علينا‬ ‫�أال نقي�س الأمر من زاوية �شخ�صية من خالل النظر ال�سطحي للآثار على‬ ‫امل�س��توى ال�شخ�صي‪.‬‬ ‫ث��م ب�ين الع��ايل ب��أن الق��ر�آن الك��رمي ذك��ر م�صطلح�ين خمتلف�ين يف حي��اة‬ ‫الأنبي��اء هم��ا م�صطل��ح (الغيب��ة) وم�صطل��ح (الهج��رة)‪ ،‬وهن��اك نقط��ة‬ ‫التقاء بني املفهومني هي االبتعاد عن املواجهة العلنية‪� ،‬إال �أن هناك نقاط‬ ‫اخت�لاف ب�ين املفهوم�ين‪� ،‬إذ �أن الهج��رة فيه��ا عنا�ص��ر مهم��ة ه��ي اخلف��اء‬ ‫والبع��د الفيزيائ��ي اجلغ��رايف‪ ،‬وهن��ا جن��د ب��أن النب��ي عندم��ا يهاج��ر ف�إن��ه‬ ‫يت�صرف يف قومه باخلفاء وعن طريق الوا�سطة‪ ،‬و�أما الإمام عندما يغيب‬ ‫ف�إنه موجود فاعل ومعطاء ويت�صرف دون و�سائط لكننا ال نعرفه‪ ،‬ولذلك‬ ‫علينا �أال ن�ستهجن وجود �إمام غائب يت�صرف ب�شكل مبا�شر يف �أمور الأمة‬ ‫يف الوق��ت ال��ذي ن�ص��دق فيه بوجود �أنبياء مهاجرين يت�صرفون يف �أممهم‬ ‫‪18‬‬

‫بو�سائط‪.‬‬ ‫بع��د ذل��ك تط��رق الع��ايل لإ�ش��كالية طامل��ا تث��ار وه��ي ط��ول غيب��ة الإم��ام‬ ‫امله��دي (علي��ه ال�س�لام)‪ ،‬ورد عليه��ا ب ��أن اجلمي��ع ي�ص��دق ويتقب��ل وج��ود‬ ‫�إبلي���س لعن��ه اهلل وت�صرف��ه فين��ا رغ��م �أن��ه غائ��ب وال نعرف��ه‪ ،‬وكل ذل��ك وفق‬ ‫الق��درة الإلهي��ة‪ ،‬ولذل��ك م��ن ب��اب �أوىل علين��ا �أال ن�س��تبعد وج��ود �إمام وويل‬ ‫غائ��ب كل ه��ذه امل��دة‪.‬‬ ‫ختام��ا تط��رق الع��ايل لإ�ش��كال �آخ��ر يث�يره البع���ض‪ ،‬والذين يت�س��اءلون ملاذا‬ ‫ال يظهر اهلل الإمام الغائب ويحفظه بقدرته‪ ،‬كون ذلك فيه �صالح الأمة‪،‬‬ ‫وهنا و�ضح العايل ب�أن العطاء الإلهي دائم‪ ،‬ومنطقيا قد يكون هذا العطاء‬ ‫على نحو تدريجي �أو دفعة واحدة‪� ،‬إال �أن القابليات الب�شرية هي التي تريده‬ ‫عطاء تدريجيا‪ ،‬فامل�شكلة هي �أن القابل امل�ستفيد غري تام رغم �أن الفاعل‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫الفيا�ض �سبحانه وتعاىل تام‪ ،‬وهذا هو الذي حدث يف ق�ضية الغيبة �إذ �أن‬ ‫اهلل تعاىل تام الفعالية والإمام كذلك �إال �أن اال�ستعداد الب�شري تدريجي‪،‬‬ ‫ولذلك كان الإمام غائبا مثلما كان النبي (�ص) هو �آخر الأنبياء‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫‪05‬‬ ‫‪MOHARAM DAY‬‬

‫ســــــــــ ‬ر‪‭‬فـــــتـــــــــــح‬ ‫بـــــــاب‬ ‪‭‬التــــوبـــــــة‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫ســــــــــ ‬ر‪‭‬فـــــتـــــــــــح‬ ‫بـــــــاب‬ ‪‭‬التــــوبـــــــة‬ ‫مع انت�صاف ليايل الأ�س��ى الع�ش��ر‪ ،‬ارتقى املنرب احل�س��يني مب�أمت ال�سناب���س‬ ‫�سماحة ال�شيخ ح�سن العايل يف حديث �شيق عنونه بـ (�سر فتح باب التوبة)‪.‬‬ ‫وبع��د �أبي��ات نع��ي املقدم��ة‪ ،‬افتت��ح �س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن الع��ايل مو�ضوع��ه‬ ‫ال�س��و َء ِب َج َها َل ٍة ُث� َّ�م َي ُتو ُبونَ ِمن‬ ‫بالآي��ة ( ِ�إ َّ َن��ا ال َّت ْو َب� ُة َع َل��ى َّ ِ‬ ‫الل ِل َّل ِذي��نَ َي ْع َم ُل��ونَ ُّ‬ ‫الل َع َل ْي ِه� ْ�م َو َكانَ َّ ُ‬ ‫�وب َّ ُ‬ ‫الل َع ِلي ًم��ا َح ِكي ًم��ا)‪.‬‬ ‫َق ِري� ٍ�ب َف�أُو َل ِئ� َ�ك َي ُت� ُ‬ ‫وبع��د قراءت��ه للآي��ة‪ ،‬تط��رق الع��ايل لتعريف مفهوم التوب��ة مبينا ب�أنها لدى‬ ‫الأخالقي�ين مفت��اح ال�س�ير وال�س��لوك �إىل اهلل‪� ،‬إال �أن الع��ايل �أف��اد ب��أن ه��ذا‬ ‫الكالم ميكن مناق�ش��ته‪ ،‬مبينا �س��ماحته ب�أن التوبة على مراتب ثالث‪:‬‬

‫توبة العوام‪ :‬ترك الذنب ورد احلق وتعوي�ض ما فات‪.‬‬ ‫توب��ة اخلوا���ص‪ :‬ا�ست�ش��عار التق�ص�ير الدائ��م يف جن��ب اهلل حت��ى م��ع ع��دم‬ ‫وجود ذن��ب جوارحي‪.‬‬ ‫توب��ة خوا���ص اخلوا���ص‪ :‬اجلذب��ة الدائم��ة لعامل القد���س‪ ،‬وه��ذه املرتبة لها‬ ‫مقامات متدرجة‪.‬‬ ‫ث��م ب�ين الع��ايل ب��أن مناق�ش��ته للأخالقي�ين يف تعريفه��م للتوب��ة‪ ،‬تكم��ن يف‬ ‫�أن التوبة حركة روحية دائمة مع اهلل‪ ،‬وال تنح�صر فقط يف بداية الطريق‬ ‫ويف مفتاح ال�س�ير وال�س��لوك �إىل اهلل ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫بع��د ذل��ك ناق���ش الع��ايل بع�ض التفا�س�ير اخلاطئة ملفهوم التوب��ة مبينا ب�أن‬ ‫�أعل��ى ح��االت الذل��ة �إىل اهلل ال تت�ض��ح بال�ضرورة �أكرث ما تت�ضح يف التائب‪،‬‬ ‫بل �إنها تت�ضح �أكرث يف امل�ؤمن الذي ي�ست�ش��عر �أكرث دونيته بني النا���س وعلو‬ ‫مق��ام اهلل تع��اىل يف الوج��ود‪ ،‬وه��ذا يتجل��ى �أك�ثر م��ا يتجل��ى يف حمم��د و�آل‬ ‫حمم��د (عليه��م ال�س�لام)‪ ،‬ب��ل �أن ن��ور الإمام��ة ي�س��بب له��م الذلة وامل�س��كنة‬ ‫�أم��ام اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫بع��د ذل��ك و�ض��ح الع��ايل ب�أن العا�صي املذنب �أف�ضل من الطائع غري املذنب‬ ‫يف حالة واحدة فقط‪ ،‬وهي �أنه �إذا كان العا�صي راج ٌع متذلل بينما الطائع‬ ‫م��ذل‪ ،‬لأن الطائ��ع امل��ذل يبتل��ي بحال��ة �ش��ركية‪ ،‬كون��ه يقن��ع نف�س��ه ب��أن حالة‬ ‫الطاعة ا�ستقاللية من نف�سه‪ ،‬في ُمنُّ على اهلل تعاىل طاعته‪.‬‬ ‫�إال �أن الع��ايل �ش��دد بع��د ذل��ك م�ست�ش��هدا بالآي��ة والرواي��ة عل��ى �أن العب��د‬ ‫‪22‬‬

‫املطي��ع املتذل��ل �أف�ض��ل مبرات��ب عديدة من العا�ص��ي التواب املتذلل رغم �أن‬ ‫الت��واب املتذل��ل حمب��وب عند اهلل تع��اىل �أي�ضا‪.‬‬ ‫بع��د ذل��ك ط��رح الع��ايل �س��ؤال البح��ث الرئي�س��ي والذي ي�س��أل عن �س��ر فتح‬ ‫ب��اب التوب��ة و�س��ر ع��دم ان�س��داده‪ ،‬وب�ين �س��ماحته باخل�صو���ص ب��أن هن��اك‬ ‫قواعد �إلهية تفر�ض فتح باب التوبة‪ ،‬مو�ضحا ب�أن �أ�سماءه احل�سنى عميقة‬ ‫وكله��ا ل��ه �أث��ره‪ ،‬وم��ا دام��ت (الت��واب) و(الغف��ور) و(العف��و) م��ن �أ�س��ماءه‬ ‫احل�س��نى فه��ذا يعن��ي دوامه��ا وه��ذا �أي�ض��ا م��ا يقت�ضيه كم��ال اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫وا�س��تكماال لتبي�ين �س��ر فت��ح ب��اب التوب��ة‪� ،‬أورد الع��ايل ب�أن��ه ميك��ن تق�س��يم‬ ‫النا���س لق�س��مني هما ق�س��م َّ‬ ‫خطاء وهم الأكرثية وق�س��م مع�صوم وهم �أقلية‬ ‫الأقلية‪ ،‬ولو �أن اهلل تعاىل �أغلق باب التوبة �أمام كال الق�سمني النفتح �أمام‬ ‫العا�صي باب واحد فقط هو باب اجلر�أة على املع�صية كونه يرى ب�أنه ال توبة‬ ‫له‪ ،‬والنغلق باب التكامل النوري من مقام �إىل مقام �أمام املع�صوم �أي�ضا‪،‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫وبالت��ايل ف��إن فت��ح ب��اب التوبة هو فتح مل�ش��روع رب��اين �إ�صالحي يغلق الباب‬ ‫يف وجه ال�شيطان‪ ،‬ويفتح باب اجلهاد الأكرب (جهاد النف�س) �أمام العبد‪.‬‬ ‫ويف نقط��ة �أخ��رى‪ ،‬ذك��ر الع��ايل معلوم��ة مهم��ة مفاده��ا ب�أن فتح ب��اب التوبة‬ ‫له ثالث حاالت‪:‬‬ ‫فف��ي ح��االت يفت��ح ب��اب التوب��ة �أم��ام اجلمي��ع‪ ،‬وه��و م��ا يتجل��ى يف حي��اة‬ ‫الإن�س��ان م��ا دام حي��ا �س��ليما ومل يعاي��ن امل��وت بع��د‪.‬‬ ‫ويف ح��االت يغل��ق ب��اب التوب��ة �أم��ام اجلمي��ع‪ ،‬وه��ذا يتحق��ق يف حالة معاينة‬ ‫الإن�سان للموت‪.‬‬ ‫و�أم��ا يف ح��االت �أخ��رى‪ ،‬فيفت��ح لنا���س ب��اب التوب��ة ويغل��ق الب��اب عل��ى نا���س‬ ‫�آخري��ن‪ ،‬وه��ذا يتحق��ق عن��د ق��رب معاين��ة امل��وت‪ ،‬وهن��ا يفت��ح الب��اب �أم��ام‬ ‫اجلاه��ل وال يفت��ح �أم��ام الع��امل‪.‬‬

‫�إذ �أن اجلاه��ل العا�ص��ي لقل��ة علم��ه وقل��ة اطالع��ه لدي��ه ق�ص��ور عقائ��دي‪،‬‬ ‫وذنوب��ه ت�ش��به تلب���س الطف��ل باملعا�ص��ي‪� ،‬إذ �أنها حم�ض حالة ولي�س��ت ملكة‪،‬‬ ‫ولذل��ك تقب��ل توبت��ه‪ ،‬و�أم��ا الع��امل فيعل��م بالذن��ب ويعل��م ب�أن��ه حمارب��ة هلل‪،‬‬ ‫وبالت��ايل تول��د ه��ذه املعا�ص��ي لدي��ه مل��كات‪ ،‬ولذل��ك �إن تاب ف�لا تقبل توبته‬ ‫كون الق�صور غري عقائدي و�إمنا ق�صور يف العمل الأخالقي‪ ،‬كما �أن التوبة‬ ‫لدي��ه حتت��اج لعم��ل �ش��اق الجتثاث امللكة م��ن جذورها‪.‬‬ ‫ختام��ا‪ ،‬و�ض��ح الع��ايل ب��أن ع�ش��ق احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام) و�أه��ل البي��ت‬ ‫�إك�س�ير �أعظ��م يف العم��ل لرف��ع املقامات املختلفة‪ ،‬ولذل��ك جتد ب�أن الأولياء‬ ‫مل يبلغ��وا مقاماته��م �إال بع�ش��ق املع�صوم�ين (عليه��م ال�س�لام)‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫‪06‬‬ ‫‪MOHARAM DAY‬‬

‫المهــدويـــة والــوراثـــة‬ ‫فـي عالــم الرجــــعـة‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫المهــدويـــة والــوراثـــة‬ ‫فـي عالــم الرجــــعـة‬ ‫يف ليل��ة ه��ي �ساد���س لي��ايل اللوع��ة والتق��رح عل��ى م�ص��اب �س��يد ال�ش��هداء‬ ‫الإم��ام احل�س�ين ب��ن عل��ي (عليهم��ا ال�س�لام) ارتق��ى من�بر م��أمت ال�سناب���س‬ ‫�س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن الع��ايل يف جمل���س مهي��ب خ�ص�ص��ه حلدي��ث �ش��يق‬ ‫يف ق�ضي��ة مهدوي��ة ب��ارزة كان عن��وان بحثه��ا (املهدوي��ة والوراث��ة يف ع��امل‬ ‫الرجع��ة)‬ ‫وبعدم��ا افتت��ح �س��ماحته حديث��ه بالآي��ة الكرمي��ة ( َو ُن ِري � ُد �أَن َّ ُن��نَّ َع َل��ى‬ ‫ن َع َل ُه� ْ�م َ�أ ِئ َّم � ًة َو َ ْ‬ ‫ا�س � ُت ْ�ض ِع ُفوا ِف اَلأ ْر��ِ�ض َو َ ْ‬ ‫ن َع َل ُه� ُ�م ا ْل َوا ِر ِث�ينَ) ب�ين‬ ‫ا َّل ِذي��نَ ْ‬ ‫�س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن العايل ب�أن املنة الإلهية هي نعمة �إلهية ولكن بقيود‬ ‫وخ�صائ���ص �إذ �أنه��ا نعم��ة ثقيل��ة خا�ص��ة‪ ،‬كم��ا �أن املن��ة ه��ي النعم��ة الت��ي ال‬

‫يعرتيه��ا ال��زوال‪ ،‬وم��ن �أمثل��ة امل�نن الإلهية البارزة هي منة ر�س��الة الر�س��ول‬ ‫(���ص) الت��ي ال ي�س��تطيع �أي �أح��د �إق�صاءه��ا و�إزالته��ا‪.‬‬ ‫بع��د ذل��ك ط��رق الع��ايل �س��ؤال البح��ث الأ�سا�س��ي وال��ذي يتعل��ق بالآي��ة �آنف��ة‬ ‫الذك��ر‪ ،‬واملن��ة الإلهي��ة الواردة فيها‪� ،‬إذ ت�س��اءل الع��ايل عن زمان وقوع هذه‬ ‫املن��ة‪ ،‬وم��ا �إذا كان ج��زء م��ن ه��ذه املن��ة ق��د وق��ع م��ن قب��ل ومظه��ر منه��ا قد‬ ‫وق��ع �أم ال‪.‬‬ ‫ويف معر���ض �إجابت��ه عل��ى ه��ذا ال�س ��ؤال‪� ،‬أورد الع��ايل ب ��أن هن��اك ثالث��ة‬ ‫تفا�س�ير للمن��ة الإلهي��ة ووراث��ة امل�س��ت�ضعفني يف الآي��ة الكرمي��ة‪:‬‬ ‫‪25‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫التف�سري الأول‪:‬‬ ‫وال ميك��ن الرك��ون �إلي��ه‪ ،‬وه��و تف�س�ير ي�ؤي��ده رواد احل�ش��وية (ذوي التف�س�ير‬ ‫ال�سطحي الظاهري)‪.‬‬ ‫�إذ يق��ول ه��ؤالء ب��أن �آي��ة املن��ة الإلهي��ة ه��ذه خمت�ص��ة بزم��ان مو�س��ى (عليه‬ ‫ال�س�لام) كما �أن املنة الإلهية املعنية حتققت يف زمانه وانق�ضت‪ ،‬وا�س��تدل‬ ‫احل�ش��وية هنا ب�أن الآية وقعت يف �س��ياق �آيات تتحدث عن مو�س��ى وفرعون‬ ‫كم��ا �أن الآي��ة التالي��ة له��ا �صرح��ت با�س��مني وا�ضح�ين هم��ا (فرع��ون) و‬ ‫(هام��ان) وبه��ذا املنه��ج احل�ش��وي ( وال��كالم للع��ايل ) �ضاع��ت الكث�ير‬ ‫من احلقائق من خالل تف�س�يره للآيات ب�ش��كل �س��طحي مقيد بزمان معني‬ ‫ويف ه��ذا ال�س��ياق‪ ،‬ب�ين الع��ايل ب��أن رواي��ات �أه��ل البي��ت (عليه��م ال�س�لام)‬ ‫�أ�ش��كلت عل��ى ه��ذا التف�س�ير‪ ،‬ال�س��يما يف لفظ��ة (منه��م) يف الآي��ة الكرمي��ة‬ ‫والتي توحي ب�أن هناك جماعة( ال فرد واحد ) �ستتحقق على �أيديهم تلك‬ ‫‪26‬‬

‫املنة الإلهية‪ ،‬وال�س��ؤال هنا عن هوية ه�ؤالء اجلماعة الذين �صرح القر�آن‬ ‫ب�أنه��م �أئمة!‬ ‫التف�سري الثاين‪:‬‬ ‫وي�ؤي��ده بع���ض علم��اء ال�ش��يعة‪ ،‬ويق��ول التف�س�ير ب��أن الزمان الذي �س��تتحقق‬ ‫في��ه ه��ذه الآي��ة ه��و ع�ص��ر الظه��ور‪ ،‬وال��ذي �س��تتم في��ه املن��ة الإلهي��ة ب��كل‬ ‫مظاهره��ا‪.‬‬ ‫كم��ا يق��ول �أرب��اب ه��ذا التف�س�ير (الث��اين) ب��أن يف الآي��ة بي��ان خل�صو�صي��ة‬ ‫�إمامة الإمام املهدي (عليه ال�سالم) �إذ �أن ال التعريف يف (الوارثني) تفيد‬ ‫بانح�ص��ار الوراث��ة في��ه (علي��ه ال�س�لام)‪ ،‬ب��ل �أن بع���ض �أتب��اع هذا التف�س�ير‬ ‫يق��ول ب�أن��ه با�ست�ش��هاد الإم��ام امله��دي (عليه ال�س�لام) وانته��اء وراثته تبد�أ‬ ‫القيام��ة الك�برى‪ ،‬ويت�صل ع�صر الظه��ور بع�صر القيامة!‬ ‫�إال �أن الإ�ش��كال عل��ى ه��ذا التف�س�ير (وال��كالم للع��ايل) ه��و ذات الإ�ش��كال‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫املطروح على التف�سري الأول واملتعلق بلفظة (منهم) وال يوجد جواب على‬ ‫هذا الإ�شكال‪.‬‬

‫بع��د تبيين��ه للتف�س�يرات الثالث��ة‪� ،‬أورد الع��ايل نتائ��ج مهم��ة م��ن التف�س�ير‬ ‫ال�صحي��ح منه��ا وال��ذي ه��و التف�س�ير الثالث‬

‫التف�سري الثالث‪:‬‬ ‫وه��و تف�س�ير مه��م وبدي��ع ج��دا وت�ؤي��ده الكث�ير م��ن رواي��ات املع�صوم�ين‬ ‫(عليه��م ال�س�لام)‪ ،‬ويعتم��د عل��ى قاع��دة مربهن��ة‪ ،‬ه��ي قاع��دة �أن الع��وامل‬ ‫الت��ي خلقه��ا اهلل تع��اىل ه��ي خم�س��ة ع��وامل ولي�س��ت �أربع��ة‪� ،‬إذ �أن��ه بني عامل‬ ‫امل��وت وع��امل القيام��ة يوج��د ع��امل يف الو�س��ط ه��و ع��امل الرجع��ة ال��ذي في��ه‬ ‫خ�صائ���ص الدني��ا م��ع بع���ض املمي��زات عنه��ا‪.‬‬ ‫ويف التف�س�ير الثال��ث جن��د ب�أن��ه يق��ول ب��أن املعني�ين به��ذه الآي��ة (�آي��ة املن��ة‬ ‫الإلهي��ة) ه��م كل �أه��ل البي��ت (عليهم ال�س�لام) فهم الأئم��ة وهم الوارثني‪،‬‬ ‫وق��د حتقق��ت لهم الإمامة و�س��تتحقق له��م الوراثة‪.‬‬

‫النتيجة الأوىل‪:‬‬ ‫احلي��اة الدني��ا لي�س��ت دور واح��د وتنته��ي‪ ،‬ب��ل ه��ي عب��ارة ع��ن دوري��ن‪،‬‬ ‫وال��دور الث��اين ه��و ع��امل الرجعة الذي يرجع فيه الأئمة‪ ،‬وي�س��ود فيها حكم‬ ‫امل�ست�ضعفني‪ ،‬بعدما حكم الفا�سقني يف الدور الأول‪ ،‬وحكومة امل�ست�ضعفني‬ ‫�س��تكون �أق��وى و�أط��ول زمان��ا من حكومة الفا�س��قني‪.‬‬ ‫النتيجة الثانية‪:‬‬ ‫الآي��ة تتح��دث ع��ن مظهري��ن م��ن مظاه��ر املن��ة الإلهي��ة يف �أه��ل البي��ت‬ ‫(عليه��م ال�س�لام) هم��ا الإمام��ة والوراث��ة‪.‬‬ ‫والأئم��ة (عليه��م ال�س�لام) مت له��م يف ال��دور الأول من الدني��ا املظهر الأول‬ ‫‪27‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫وهو الإمامة‪ ،‬فيما مل يتم لأي منهم املظهر الثاين والذي هو الوراثة‪.‬‬ ‫ونحن لو قلنا بعدم وجود الرجعة مثال نكون ك�أننا كذبنا الآية‪.‬‬ ‫�أي �أنن��ا الب��د �أن ن�ؤم��ن بالرجع��ة حت��ى يتحق��ق املظه��ر الث��اين م��ن مظاه��ر‬ ‫املن��ة الإلهي��ة يف نف���س م��ن حتقق فيه��م املظهر الأول‪.‬‬ ‫فالآي��ة حتدث��ت ع��ن جماع��ة واح��دة ه��ي نف�س��ها الت��ي تك��ون �أئم��ة وتك��ون‬ ‫وارثة‪.‬‬ ‫والف��رق هن��ا ب�ين الإم��ام امله��دي (عليه ال�س�لام) وبقي��ة الأئمة ب��أن �إمامته‬ ‫�س��تكون مت�صل��ة بوراثت��ه فيم��ا بقي��ة الأئم��ة ف�ص��ل امل��وت بني زم��ن �إمامتهم‬ ‫وزمن وراثتهم‪.‬‬ ‫ختاما‪ ،‬نبه العايل ب�أن كثري من امل�سائل والق�ضايا ال حتل �إال من خالل فتح‬ ‫بابالرجعةو�إالف�سي�ضيعاملطلبو�سيتورطالباحثويبقىبالوعيوال�إدراك‪.‬‬ ‫‪28‬‬


‫ ‪07‬‬ ‫‪MOHARAM DAY‬‬

‫مــقـــــــامـــــــــــــات‬ ‫الــعــــ َّبــــــــــــــــاس‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫مــقـــــــامـــــــــــــات‬ ‫الــعــــ َّبــــــــــــــــاس‬ ‫يف الليل��ة املخ�صو�ص��ة لكب���ش الكتيب��ة وحام��ل الل��واء �أب��ي الف�ض��ل العبا���س‬ ‫(عليه ال�سالم) ا�صطف املعزون املوا�سون لأهل بيت النبوة ومعدن الر�سالة‬ ‫وكل منه��م يرج��و الن��وال م��ن قرب��ة �أب��ي الف�ض��ل (عليه ال�س�لام) التي ريها‬ ‫الروي وال ريب من معني ف�ضائل ومقامات العبا���س (عليه ال�س�لام)‪.‬‬ ‫وق��د ارتق��ى من�بر م ��أمت ال�سناب���س يف ه��ذه الليل��ة �س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن‬ ‫الع��ايل وال��ذي خ�ص���ص مو�ض��وع حما�ضرت��ه يف ليل��ة العبا���س للحدي��ث عن‬ ‫(مقام��ات العبا���س علي��ه ال�س�لام)‪.‬‬ ‫وق��د افتت��ح مو�ضوع��ه بق��ول الإم��ام ال�ص��ادق (علي��ه ال�س�لام) يف زي��ارة‬ ‫‪30‬‬

‫العبا���س (علي��ه ال�س�لام)‪(( :‬و�أ�ش��هد �أن��ك م�ضيت على ب�ص�يرة من �أمرك‬ ‫مقتدي��ا بال�صاحل�ين ومتبع��ا للنبي�ين))‬ ‫وبع��د �إي��راده للحدي��ث‪� ،‬أف��اد الع��ايل ب��أن �إ�ش��كاال طرح��ه العالم��ة الأم�ين‬ ‫مف��اده ب��أن لف��ظ العبا���س (علي��ه ال�س�لام) للم��اء ت�أ�س��يا باحل�س�ين (علي��ه‬ ‫ال�س�لام) ل��و �ص��ح لي���س بحج��ة كون العبا���س (عليه ال�س�لام) غري مع�صوم‬ ‫ويف خ�ض��م ذل��ك �أورد الع��ايل مقدم��ة يف معر���ض ال��رد عل��ى الإ�ش��كال‬ ‫املط��روح‪ ،‬وه��ذه املقدم��ة �أف��اد به��ا الت�س�تري يف (اخل�صائ�ص احل�س��ينية)‬ ‫وال��ذي يفي��د بع��دم ج��واز تخطئ��ة �أن�ص��ار احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام)‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫بع��د ذل��ك‪ ،‬ويف بداي��ة رده عل��ى الإ�ش��كال الآن��ف‪ ،‬ق��ال الع��ايل ب��أن العالم��ة‬ ‫الأمني �صاحب الإ�شكال نف�سه �أثبت يف م�ؤلفات �أخرى حدوث حادثة امتناع‬ ‫العبا�س عن �شرب املاء‬

‫ث��م و�ض��ح الع��ايل جمموع��ة م��ن النق��اط الت��ي �ش��كلت معر���ض رده عل��ى‬ ‫الإ�ش��كال �س��الف الذك��ر‪ ،‬واكتف��ى بتو�ضي��ح نقطت�ين منه��ا‪:‬‬ ‫النقطة الأوىل‪:‬‬ ‫الع�صم��ة لي�س��ت ذات �س��قف واح��د‪ ،‬فهن��اك رج��ال �ش��هد له��م التاري��خ‬ ‫و�صوله��م للع�صم��ة العملي��ة وه��ي �إح��دى مرات��ب الع�صم��ة‪ ،‬وم��ن ه��ؤالء �أب��و‬ ‫الف�ضل العبا�س (عليه ال�سالم)‪� ،‬ش�أنه �ش�أن �أن�صار احل�سني (عليه ال�سالم)‬ ‫الذين اكت�سبوا ع�صمة عملية يف كربالء مبعيتهم للح�سني (عليه ال�سالم)‪.‬‬

‫النقطة الثانية‪:‬‬ ‫بالنظ��ر لبع���ض مقاط��ع ن�صو���ص زيارات العبا���س (عليه ال�س�لام) وما ورد‬ ‫فيها من �شهادات من لدن املع�صومني (عليهم ال�سالم) ملقامات العبا�س‬ ‫(عليه ال�س�لام)‪ ،‬ف�إن كل ذلك يتخذ ك�ش��اهد على مقاماته‪ ،‬بل �أن النا���س‬ ‫عند قراءتهم لزيارته م�أمورون بال�ش��هادة له والت�صديق لتلك ال�ش��هادات‪.‬‬ ‫ويف ذات ال�س��ياق‪ ،‬ف ��إن للعبا���س (علي��ه ال�س�لام) يف الآخ��رة (ح�س��ب‬ ‫روايات �أهل البيت عليهم ال�سالم) منزلة يغبطه بها جميع ال�شهداء‪ ،‬مبا‬ ‫فيهم جعفر الطيار و�سيد ال�شهداء حمزة وعلي الأكرب (عليهم ال�سالم)‪.‬‬ ‫ومث��ل �صاح��ب ه��ذا املق��ام ال ي�ش��كك يف حجي��ة و�صح��ة �أعمال��ه وم��ن بينه��ا‬ ‫لفظه للماء يوم عا�شوراء‪ ،‬بل �أن هذا هو تكليف العبا�س ال�صحيح يف هذه‬ ‫احلادث��ة وال��ذي ه��و �إرواء املع�ص��وم (علي��ه ال�س�لام)‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫‪08‬‬ ‫‪MOHARAM DAY‬‬

‫مكـــــــانـة‬ ‪‭‬الـمــــــــرأة‬ ‫فـــــي‬ ‪‭‬اإلســـــــــــالم‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫مكـــــــانـة‬ ‪‭‬الـمــــــــرأة‬ ‫فـــــي‬ ‪‭‬اإلســـــــــــالم‬ ‫يف الليل��ة الثامن��ة م��ن حم��رم ‪ 1436‬ه�ـ وه��ي الليل��ة املخ�صو�ص��ة مل�صيب��ة‬ ‫عري���س الطفوف القا�س��م بن احل�س��ن (عليهما ال�س�لام) ارتقى منرب م�أمت‬ ‫ال�سناب���س �س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن الع��ايل يف جمل���س خ�ص���ص مو�ضوع��ه‬ ‫للحدي��ث حت��ت عن��وان (مكان��ة امل��ر�أة يف الإ�س�لام)‬ ‫ال�ص ِ َ‬ ‫�ات‬ ‫ال� َ‬ ‫وبعدم��ا افتت��ح مو�ضوع��ه بالآي��ة الكرمي��ة (( َو َم��ن َي ْع َم� ْ�ل ِم��نَ َّ‬ ‫ِم��ن َذ َك� ٍ�ر �أَ ْو �أُن َث��ى َو ُه� َو ُم ْ�ؤ ِم��نٌ َف ُ�أو َل ِئ� َ�ك َي ْد ُخ ُل��ونَ ْ َ‬ ‫ال َّن َة َو َال ُي ْظ َل ُم��ونَ َن ِق ًريا))‬ ‫ب�ين �س��ماحته ب��أن هن��اك اجتاهني تف�س�يريني يف الآية الكرمية‬

‫االجتاه الأول‬ ‫يق��ول ب��أن الآي��ة تفي��د بت�س��اوي ث��واب الأعم��ال ب�ين الرج��ل وامل��ر�أة �إن �صدر‬ ‫نف���س العمل وبنف���س درجة اليقني والإخال�ص منهما‬ ‫االجتاه الثاين‬ ‫يق��ول ب ��أن الآي��ة تنف��ي االخت�لاف �أ�ص�لا ب�ين روح��ي الرج��ل وامل��ر�أة يف‬ ‫الإ�س�لام وال��ذي ه��و دي��ن يف غن��ى ع��ن ه��ذا االخت�لاف‬ ‫ث��م ب�ين الع��ايل ب ��أن هن��اك بع���ض اال�ش��كاالت عل��ى الت�س��اوي ب�ين الرج��ل‬ ‫وامل��ر�أة الت��ي يثريه��ا بع���ض معار�ض��ي الإ�س�لام والذين يقول��ون بعدم وجود‬ ‫‪33‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫املكان��ة املدع��اة للم��ر�أة يف الإ�س�لام ال�س��يما ب��أن هن��اك رواي��ات واردة يف‬ ‫كت��ب امل�س��لمني تفي��د ب��أن �أك�ثر �أه��ل النار من الن�س��اء‬ ‫وهن��ا ويف بداي��ة معر���ض رده عل��ى ه��ذا الإ�ش��كال ب�ين الع��ايل ب ��أن ه��ذه‬ ‫الرواي��ات ح��ول �أه��ل الن��ار غ�ير �صحيح��ة وه��ي مد�سو�س��ة �أ�ص�لا يف بع���ض‬ ‫كت��ب امل�س��لمني‬ ‫بع��د ذل��ك و�ض��ح الع��ايل ب��أن ال��رد العقل��ي على ه��ذه الإ�ش��كاليات حول تلك‬ ‫الرواي��ات يكمن يف نقطتني‪:‬‬ ‫النقطة الأوىل‪:‬‬ ‫ن�صو���ص ح��وادث ه��ذه الرواي��ات ال تتنا�س��ب مع �أخالقيات الر�س��ول (�ص)‬ ‫التي ن�ص عليها القر�آن وال مع �أ�سلوبه الرتبوي‬ ‫‪34‬‬

‫النقطة الثانية‪:‬‬ ‫ه��ذه الرواي��ات توح��ي ب ��أن عنا�ص��ر االنح��راف يف امل��ر�أة �أك�ثر منه��ا يف‬ ‫الرج��ل بينم��ا احلقيق��ة ه��ي عك���س ذل��ك‬ ‫بع��د ذل��ك ول��ج الع��ايل يف الأجوبة التف�صيلية للإ�ش��كال الآنف الذكر والتي‬ ‫�أوله��ا ع��دم ورود رواي��ات تخ���ص �أب��واب وطري��ق الن��ار بذك��ورة �أو �أنوث��ة ب��ل‬ ‫وج��ود رواي��ات تخ���ص ذلك ب�أ�س��باب روحية ال ترتبط بجن���س معني‬ ‫وباالنتق��ال للج��واب التف�صيل��ي �آخ��ر فق��د ب�ين الع��ايل ب�أن��ه ميك��ن �إيج��اد‬ ‫تف�س�ير خم��رج للرواي��ات مو�ض��ع الإ�ش��كال والت��ي تفي��د ب��أن �أكرث �أه��ل النار‬ ‫من الن�ساء‪� ،‬إذ و�ضح �سماحته ب�أن هناك فرقا كبريا بني �أن تقول ب�أن �أكرث‬ ‫الن�س��اء يف الن��ار و�أن تق��ول ب��أن �أك�ثر �أهل النار من الن�س��اء‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫ويف ذات ال�صعي��د ب�ين الع��ايل ب��أن رواي��ات �أه��ل البي��ت تفيد ب��أن �أكرث �أهل‬ ‫الن��ار م��ن الن�س��اء �إال �أن �أك�ثر �أه��ل اجلن��ة م��ن الن�س��اء �أي�ض��ا‪ ،‬لأن جمم��وع‬ ‫الن�س��اء �أك�ثر يف الدني��ا‬

‫ك��ن �أف�ض��ل م��ن الرج��ال‪ ،‬وك��ن �س��بيال يف عل��و �أزواجه��ن ورجاله��ن‪.‬‬

‫بع��د ذل��ك ب�ين الع��ايل ب��أن ال��كالم ال��ذي يث�يره البع���ض مدعي��ا ب��أن عوامل‬ ‫االنحراف يف املر�أة �أكرث منها يف الرجل (ب�سبب وفرة العاطفة يف املر�أة )‬ ‫كالم في��ه نظ��ر‪� ،‬إذ �أن اهلل تع��اىل �إن من��ح عب��دا غري��زة م��ا‪ ،‬ف�س��يعو�ضه‬ ‫ب�ضابطة ت�ضبط هذه الغريزة‪ ،‬وهنا جند ب�أن اهلل تعاىل �أعطى املر�أة لذة‬ ‫�أك�بر لكنه عو�ضه��ا بحياء �أكرب‬ ‫بع��د ذل��ك خل���ص الع��ايل �إىل �أن النظ��رة للم��ر�أة يف الإ�س�لام ه��ي‬ ‫نظ��رة خ�ير ولي�س��ت نظ��رة �ش��ر كم��ا يدع��ي امل�ش��كلون والذي��ن ق��ر�أوا‬ ‫بع���ض الآي��ات والرواي��ات ح��ول امل��ر�أة ق��راءة مغلوط��ة‪ ،‬وال�صحي��ح‬ ‫ب ��أن امل��ر�أة كالرج��ل يف طري��ق التكام��ل‪ ،‬ب��ل �س��طر التاري��خ ن�س��اء‬ ‫‪35‬‬


‫‪09‬‬ ‫‪MOHARAM DAY‬‬

‫التوبة‬‪‭‬جهاد‬‪‭‬روحاني‬ ‫وســـــــــيـر‬ ‪‭‬مـعـــــــنوي‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫التوبة‬‪‭‬جهاد‬‪‭‬روحاني‬ ‫وســـــــــيـر‬ ‪‭‬مـعـــــــنوي‬ ‫يف الليل��ة التا�س��عة م��ن حم��رم وه��ي الليل��ة املخ�صو�ص��ة لعل��ي الأك�بر (عليه‬ ‫ال�س�لام) ارتق��ى من�بر م��أمت ال�سناب���س �س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن الع��ايل ويف‬ ‫حدي��ث قيم ح��ول التوبة‬ ‫وق��د ب��د�أ �س��ماحة ال�ش��يخ الع��ايل بالآي��ة الكرمي��ة (( َو َل ْي َ�س� ِ�ت ال َّت ْو َب� ُة ِل َّل ِذي��نَ‬ ‫ات َح َّت��ى ِ�إ َذا َح َ�ض � َر �أَ َح َد ُه� ُ�م ْ َال � ْوتُ َق� َ‬ ‫�ال ِ�إ ِّن ُت ْب� ُ�ت الآنَ َو َال‬ ‫ال�س � ِّي َئ ِ‬ ‫َي ْع َم ُل��ونَ َّ‬ ‫ا َّل ِذي��نَ َ ُيو ُت��ونَ َو ُه� ْ�م ُك َّف��ا ٌر ُ�أ ْو َل ِئ� َ�ك َ�أ ْعت َْد َن��ا َل ُه ْم َع َذا ًب��ا َ�أ ِلي ًما))‬ ‫و ب��د�أ الع��ايل حديث��ه ب�س��ؤال مف��اده م��ا ه��ي حقيق��ة التوب��ة وكي��ف ي�س��يطر‬ ‫ال�ش��يطان عل��ى الإن�س��ان ؟‬

‫و ب��د�أ �س��ماحته بتحلي��ل تركيبة االن�س��ان النف�س��ية و البدني��ة وقال �إن هناك‬ ‫بدنني له بدن غليظ و بدن طاقي م�س�ؤول عن الطاقات يف االن�سان‬ ‫و ق��ال �س��ماحته ب��أن الغ�ض��ب وال�ش��هوة م�س��ؤول عنه��ا الب��دن الطاق��ي و ه��ي‬ ‫غري مرئية‬ ‫ث��م �أف��اد �س��ماحته ب�أن��ه ي�س��تطيع �أن ي�س��يطر ال�ش��يطان عل��ى االن�س��ان م��ن‬ ‫خ�لال الب��دن الطاقي‬ ‫وعلى االن�سان �أن يركز على العامل النف�سي لكي يظهر يف العامل اخلارجي‬ ‫‪37‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫بع��د ذل��ك و�ض��ح الع��ايل ب ��أن بع���ض النا���س يتعب��ون �أنف�س��هم يف الأم��ور‬ ‫الفيزيائي��ة و ه��ذا لي���س كايف �إذ �أن التوب��ة تك��ون م��ن الداخ��ل يف الب��دن‬ ‫الطاق��ي ث��م تظه��ر اىل الب��دن اخلارج��ي‬ ‫ث��م �أورد الع��ايل �إ�ش��كالية مث��ارة مفاده��ا ه��ل �أن ه��ل يزي��د و �ش��مر و حرملة‬ ‫تقبل توبتهم �إذا �أرادوا التوبة ؟‬ ‫وهنا �أجاب �سماحته �أن توبتهم تكون م�شروطة با�ستطاعتهم على التوبة‬ ‫ويف ذات ال�صعي��د‪� ،‬أث��ار �س��ماحته �س��ؤاال �آخ��ر ه��ل �أن يزي��د و�ش��مر وحرملة‬ ‫قادرين على التوبة �أم ال ؟‬ ‫وهن��ا ق��ال �س��ماحته ب�أنه��م ال ي�س��تطيعون �أن يتوب��وا ب�س��بب �أفعاله��م القدرة‬ ‫الت��ي �س��لبتهم االختي��ار يف حياته��م لأن كل �ش��خ�ص يف الوج��ود ه��و خم�ير‬ ‫‪38‬‬

‫ولك��ن ت��زداد ه��ذه الق��درة وتنق���ص عن��د بع���ض الأ�ش��خا�ص تبع��ا لأعم��ال‬ ‫ال�ش��خ�ص �أي كلم��ا �أذن��ب ال�ش��خ�ص كلم��ا �س��لب ق��درة االختي��ار‬


‫‪10‬‬ ‫‪MOHARAM DAY‬‬

‫‬‬ ‫سر‬‪‭‬مقاتلة‬‪‭‬الحسين‬ ‫مع‬‪‭‬علمـه‬‪‭‬بالقتـل‬‪‭‬المحتـوم‬ ‫‬ )‪‭‬عليه السالم)‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫‬‬ ‫سر‬‪‭‬مقاتلة‬‪‭‬الحسين‬ ‫مع‬‪‭‬علمـه‬‪‭‬بالقتـل‬‪‭‬المحتـوم‬ ‫‬ )‪‭‬عليه السالم)‬

‫يف ليل��ة ذك��رى امللحم��ة احل�س��ينية اخلال��دة ا�صط��ف ع�ش��رات الأل��وف م��ن‬ ‫الذائبني يف حب احل�س�ين (عليه ال�س�لام)‪ ،‬رجاال ون�س��اء‪ ،‬كبارا و�صغارا‪،‬‬ ‫�ش��يبا و�ش��بابا‪ ،‬ليوا�س��ون الإم��ام �صاح��ب الع�ص��ر والزم��ان مب�ص��اب ج��ده‬ ‫(عليهما ال�س�لام)‪.‬‬ ‫وارتق��ى من�بر م ��أمت ال�سناب���س يف ليل��ة عا�ش��وراء اخلطي��ب احل�س��يني‬ ‫�س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن الع��ايل وال��ذي �أفج��ع احل�ض��ور بنعيه املق��رح للقلوب‬ ‫يف ق��راءة املقت��ل املفج��ع‪ ،‬يف الوق��ت ال��ذي خ�ص���ص مو�ض��وع جمل�س��ه قبي��ل‬ ‫ذلك للحديث حتت عنوان (�سر مقاتلة احل�سني مع علمه بالقتل املحتوم)‪.‬‬

‫ويف بداي��ة حديث��ه ذ َّك��ر الع��ايل احلا�ضرين ب�أنه م��ن �أبجديات كربالء علم‬ ‫احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام) مبقتل��ه �إال �أن��ه كان يت�صرف وك�أن��ه ال يعلم بقتله‬ ‫احلتمي ومل يي�س��ر الت�صرف مع امل�س��ألة‪ ،‬وهذا يبدو خالف العلم احلتمي‬ ‫بوقوع القتل والعلم بالن�صر الع�سكري لأعداءه‪ ،‬وهذه ق�ضية حتتاج لتف�سري‬ ‫هو مو�ضوع البحث‪.‬‬

‫وافتت��ح �س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن الع��ايل مو�ضوع��ه بق��ول الإم��ام احل�س�ين‬

‫بعد ذلك بني العايل ب�أن هذه امل�س�ألة لها عدة �أجوبة هي كالتايل‪:‬‬

‫‪40‬‬

‫(عليه ال�س�لام) ال�ش��هري‪(( :‬ك�أين ب�أو�صايل تقطعها ع�س�لان الفلوات بني‬ ‫النواوي���س وكرب�لاء))‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫اجلواب الأول‪:‬‬ ‫هناك اختالف وا�ضح بني حتمية وقوع ال�شئ وال�سعي لكمال ال�شئ نف�سه‬ ‫�إذ مل يك��ن احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام) ي�س��عى لتبدي��ل النتيجة الع�س��كرية بل‬ ‫نالحظ ال�سعي احل�سيني لإبراز الكماالت يف احل�سني و�أ�صحابه‬ ‫كم��ا �أن هن��اك ف��رق وا�ضح بني الن�صر والفتح‪ ،‬فاحل�س�ين (عليه ال�س�لام)‬ ‫�سعى للفتح ال للن�صر‬

‫اجلواب الثالث‪:‬‬ ‫هناك �أمور كثرية حتمية عامة لكنها غري حتمية يف التفا�صيل‬ ‫فالإم��ام احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام) كان قتل��ه حتمي��ا لك��ن طريق��ة ذل��ك‬ ‫القت��ل مل تك��ن حتمي��ة‬ ‫وم��ن هن��ا �أراد احل�س�ين �أن ُيقت��ل به��ذه الطريق��ة التي تله��ب القلوب وجتلب‬ ‫التفاعل‬

‫اجلواب الثاين‪:‬‬ ‫هن��اك ق�ضي��ة مرتبط��ة ب�ـ (الب��داء)‪� ،‬إذ �أن �إمكاني��ة التغي�ير يف الأم��ور‬ ‫احلتمية متجلية يف اهلل تعاىل والذي له ال�سلطان يف التغيري حتى للحتميات‬ ‫فاحل�س�ين (عليه ال�س�لام) كان متعلقا مب�س��بب الأ�س��باب �س��بحانه وتعاىل‬ ‫والذي هو فوق كل الأ�سباب ولديه �سلطان تغيري الأمور حتى احلتمية منها‬

‫اجلواب الرابع‪:‬‬ ‫ميك��ن الق��ول ب��أن مقاوم��ة احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام) �س��اهمت يف الهزمي��ة‬ ‫الأخالقي��ة لأع��داءه وه��ذا م��ن منطل��ق الأه��داف اال�س�تراتيجية البعي��دة‬ ‫امل��دى للح�س�ين (علي��ه ال�س�لام) ال��ذي �ش��اء �أن تظه��ر م��ع الوق��ت �صورت��ه‬ ‫الف�ضيلي��ة و�ص��ورة �أع��داءه الرذيلي��ة‬ ‫‪41‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫وخ ُل���ص الع��ايل ب��أن احل�س�ين (عليه ال�س�لام) مل يكن ي�س��عى لتبديل القتل‬ ‫املحتوم والن�صر الع�سكري بقدر ما ي�سعى لإحياء الوهج الثوري احل�سيني‬ ‫عل��ى م��ر الزم��ان‪� ،‬إذ �أن ثورت��ه املبارك��ة كالق��ر�آن ال يزي��د م��ع م��ر الزم��ان‬ ‫�إال غ�ضا�ض��ة‪ ،‬رغ��م وحدته املفجعة وقلة نا�صريه‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫‪13‬‬ ‫‪MOHARAM DAY‬‬

‫عقيــــــدة الرجـعـــــــــــــة‪..‬‬ ‫وحقيــقـــــــة دابـــــــة األرض‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫عقيــــــدة الرجـعـــــــــــــة‪..‬‬ ‫وحقيــقـــــــة دابـــــــة األرض‬ ‫يف الليل��ة الثالث��ة ع�ش��رة م��ن حم��رم ويف خت��ام جمال���س مو�س��م عا�ش��وراء‬ ‫لع��ام ‪ 1436‬ه�ـ ارتق��ى من�بر م��أمت ال�سناب���س اخلطي��ب احل�س��يني �س��ماحة‬ ‫ال�شيخ ح�سن العايل والذي خ�ص�ص جمل�سه للحديث حول عقيدة الرجعة‬ ‫وداب��ة الأر�ض‪.‬‬ ‫وبع��د �أبي��ات نع��ي املقدم��ة‪ ،‬افتت��ح �س��ماحة ال�ش��يخ ح�س��ن الع��ايل مو�ضوع��ه‬ ‫بالآي��ة الكرمي��ة ((و�إذا وق��ع الق��ول عليه��م �أخرجن��ا له��م داب��ة م��ن الأر���ض‬ ‫تكلمه��م �أن النا���س كان��وا ب�آياتن��ا ال ي�ؤمن��ون))‪.‬‬ ‫بع��د ذل��ك‪ ،‬ويف مقدم��ة بحث��ه‪ ،‬ت�س��اءل الع��ايل‪ :‬ه��ل �أن الرجع��ة مو�ض��وع‬ ‫‪44‬‬

‫عقائ��دي خا���ص بال�ش��يعة �أم هو قر�آين �إ�س�لامي �أم ه��و �أدياين يعم الأديان‬ ‫ال�سماوية؟‬ ‫وقب��ل �إجابت��ه عل��ى ه��ذا ال�س ��ؤال‪ ،‬ب�ين الع��ايل ب ��أن البع���ض �أخط ��أ حينم��ا‬ ‫و�صم الت�ش��يع بالت�أثر باليهودية‪ ،‬ب�س��بب اتفاقهما يف عقيدة الرجعة‪ ،‬رغم‬ ‫�أن��ه الب��د �أ�سا�س��ا م��ن اتف��اق اليهودي��ة والإ�س�لام يف بع���ض الأم��ور الديني��ة‬ ‫الفطري��ة‪.‬‬ ‫و�أم��ا يف معر���ض �إجابت��ه عل��ى �س ��ؤال املقدم��ة‪ ،‬ب�ين الع��ايل ب ��أن امل�س��لمني‬ ‫ومب��ا فيه��م العام��ة ا�س��تفادوا من �آية دابة الأر���ض معلومة مفادها ب�أن دابة‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫الأر���ض لي�س��ت له��ا والدة جدي��دة و�إمن��ا له��ا خ��روج ورمب��ا خروج��ات وه��ي‬ ‫موج��ودة خملوقة �س��لفا‪.‬‬ ‫�إال �أن الع��ايل و�ض��ح يف ذات ال�س��ياق ب��أن العام��ة رغ��م اعرتافه��م بخ��روج‬ ‫داب��ة الأر���ض يف ع��امل رجع��ة م��ا‪� ،‬إال �أنه��م �أخط��أوا يف تبي�ين ماهي��ة داب��ة‬ ‫الأر���ض وو�صفوه��ا ب�أنه��ا حي��وان وجعل��وا له��ا �أدوارا عظيم��ة ج��دا ال تنبغ��ي‬ ‫حلي��وان‪ ،‬وهن��اك فئ��ة �أخ��رى م��ن علماء العام��ة ادعت ب�أنها ال تعرف �ش��يئا‬ ‫عن هوية دابة الأر�ض بحجة �أن الروايات حولها �آحاد‪ ،‬بينما الواقع هو �أن‬ ‫رواي��ات داب��ة الأر�ض كث�يرة جدا!‬ ‫بع��د ذل��ك‪ ،‬ب�ين الع��ايل ب��أن �صف��ات داب��ة الأر���ض يف رواي��ات �أه��ل البي��ت‬ ‫(عليهم ال�سالم) هي �أنها لها رجعة وتخرج من قرب عدة مرات وال تولد‪،‬‬ ‫كم��ا �أنه��ا حج��ة هادية بل ه��ي حجة احلجج‪.‬‬

‫ويف ذات ال�س��ياق‪ ،‬تو�س��ع الع��ايل يف �س��رد رواي��ات عالق��ة �أم�ير امل�ؤمن�ين‬ ‫(علي��ه ال�س�لام) بداب��ة الأر���ض والت��ي يتبني منها جليا ب��أن دابة الأر�ض ما‬ ‫هي �إال �أمري امل�ؤمنني (عليه ال�سالم) والذي �سيكون له َك ّرات ورجعات كما‬ ‫و�صف نف�س��ه (عليه ال�سالم)‪.‬‬ ‫ويف حم��ور �آخ��ر‪ ،‬ط��رح الع��ايل �س��ؤاال ح��ول علة رجع��ة املع�صوم�ين (عليهم‬ ‫ال�س�لام) والهدف من وراءها‪.‬‬ ‫ويف ال�س��ياق عين��ه‪� ،‬أف��اد الع��ايل ب�أن��ه �س��يكتفي بج��واب واح��د ح��ول‬ ‫اله��دف م��ن رجع��ة املع�صوم�ين (عليه��م ال�س�لام)‪� ،‬إذ ق��ال �س��ماحته‬ ‫ب�أن��ه م��ن �أه��داف ه��ذه الرجع��ة ه��و االنت�ص��ار املب�ين للم�ؤمن�ين‪ ،‬وال��ذي‬ ‫ه��و وع��د ق��ر�آين الب��د ل��ه �أن يتحق��ق‪ ،‬وه��و اله��دف ذات��ه ال��ذي نب��ه ب��ه‬ ‫�أم�ير امل�ؤمن�ين (علي��ه ال�س�لام) يف بع���ض �أحاديث��ه‪ ،‬وه��و �أي�ض��ا م��ا‬ ‫‪45‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫يطلب��ه امل�ؤمن��ون يف ن���ص زي��ارة الإم��ام امله��دي (علي��ه ال�س�لام)‪.‬‬ ‫ث��م ب�ين الع��ايل ب��أن ه��ذا االنت�ص��ار املن�ش��ود يف ع��امل الرجع��ة ه��و انت�ص��ار‬ ‫كلي �شامل تام ال نق�صان فيه‪ ،‬كما �أنه انت�صار على ال�شيطان نف�سه الذي‬ ‫�أمهل��ه اهلل تع��اىل لي��وم الوق��ت املعل��وم وال��ذي ه��و ي��وم �آخ��ر رجع��ة لأم�ير‬ ‫امل�ؤمن�ين (علي��ه ال�س�لام) كم��ا بينت��ه الروايات‪.‬‬ ‫ختام��ا‪� ،‬أورد الع��ايل معلوم��ة مهم��ة مفاده��ا ب��أن للح�س�ين (علي��ه ال�س�لام)‬ ‫رجعات وله ُملك يف عامل الرجعة‪ ،‬و�سيتحقق له (عليه ال�سالم) االنت�صار‬ ‫املبني يف عامل الرجعة �أي�ضا‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫صادر عن المركز اإلعالمي‬ ‫بمأتم السنابس‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.