safar 1436 - Matam Alsanabis

Page 1

‫اإلمام الحسين‬

‫‪20‬‬ ‫‪S A FA R D AY‬‬

‫(عليه السالم)‬

‫بيعـة وانتخـاب وتكامـل‬ ‫أربعين اإلمام الحسين عليه السالم‬

‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫اإلمام الحسين‬

‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫(عليه السالم)‬

‫بيعـة وانتخـاب وتكامـل‬ ‫يف ليلة ذكرى �أربعينية الإمام احل�س�ين (عليه ال�س�لام) ارتقى منرب م�أمت ال�سناب���س �س��ماحة ال�ش��يخ‬ ‫ح�س��ن الع��ايل وال��ذي رك��ز احلدي��ث يف مو�ض��وع جمل�س��ه حتت عنوان (زيارة احل�س�ين بيع��ة وانتخاب‬ ‫وتكامل)‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫وافتت��ح الع��ايل مو�ضوع��ه مبقط��ع م��ن زي��ارة احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام) املروي��ة ع��ن الإم��ام ال�ص��ادق‬ ‫هلل َو َم� ْو َ‬ ‫طاع ِت� َ�ك َوا ْلوا ِف� ُد ِا َل ْي� َ�ك َا َْل ِتم�� ُ�س َك َ‬ ‫هلل‬ ‫مال ْ َال ْن ِز َل� ِة ِع ْن َد ا ِ‬ ‫(علي��ه ال�س�لام)‪َ (( :‬ا َن��ا َع ْب� ُدا ِ‬ ‫الك َو ِف َ‬ ‫ال�س� َ‬ ‫�بيل ا َّل��ذي ال َي ْخ َت ِل� ُ�ج د ُو َن� َ�ك ِم� َ�ن ال ُّد ُخ ِول ِف ِكفا َل ِت� َ�ك ا َّلتي َا َم ْر َت‬ ‫َو َثب� َ‬ ‫�ات ا ْل َق� َ�د ِم ِف ا ْل ِه ْج� َر ِة ِا َل ْي� َ�ك‪َ ،‬و َّ‬ ‫ِبها))‪.‬‬ ‫املقدمة‬ ‫ويف مقدم��ة بحث��ه ق��دم الع��ايل مقدم��ة مفاده��ا ب�أن��ه م��ن الو�صايا الأكي��دة التي يو�صي بها ال�س��الكون‬ ‫على اهلل هي املواظبة على زيارة املراقد ال�ش��ريفة ال�س��يما مرقد احل�س�ين (عليه ال�س�لام) ويو�صون‬ ‫‪3‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫بالعالقة الدائمة واملبكرة مع الإمام احل�سني (عليه ال�سالم)‪� ،‬إذ لي�ست العالقة املطلوبة مع احل�سني‬ ‫(عليه ال�سالم) عالقة مو�سمية بل هي عالقة متحركة م�ستمرة دائما و�أبدا‪.‬‬ ‫وبعد املقدمة طرق العايل حماور البحث على النحو التايل‪:‬‬ ‫املحور الأول‪ :‬هل الزيارة احل�سينية متي�سرة لكل �أحد؟ �أم �أنها �صعبة املنال؟‬ ‫قد يكون هذا ال�س��ؤال غريبا للوهلة الأوىل لكنه بالت�أمل ي�صبح ال�س��ؤال منطقيا‪� ،‬إذ �أن زيارة الزائر‬ ‫للم��زور (علي��ه ال�س�لام) تتحق��ق بتحق��ق نوع�ين م��ن ال�ش��رائط �أولهم��ا ال�ش��رائط الظاهري��ة الفقهي��ة‬ ‫البدنية وثانيهما ال�شرائط الباطنية والتي تعني ح�ضور ال�شعور والفكر والقلب لدى املزور‪ ،‬فبالقرار‬ ‫‪4‬‬

‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫العابر يتحرك بدن الإن�سان من موقع ملوقع‪� ،‬إال �أن هذا القرار العابر ال يحقق حتريك �شعور الإن�سان‬ ‫وفكره وقلبه‪.‬‬ ‫�إذ �أن ح�ض��ور قل��ب الزائ��ر و�ش��عوره يحت��اج لعم��ل وتهذي��ب �أخالق��ي �ش��ديد حت��ى ميك��ن �أن يتحق��ق‬ ‫وهنا ميكن الرد على من ي�ش��كل على امل�ش��ي املليوين للإمام احل�س�ين (عليه ال�س�لام)‪� ،‬إذ �أن واحدة‬ ‫من فل�س��فات امل�ش��ي لزيارة احل�س�ين (عليه ال�س�لام) هي �إتعاب البدن والذي ي�ؤدي لإنهاك الغرائز‬ ‫وبالت��ايل ي�ص��ل االن�س��ان حلال��ة تلطف القلب و�ش��فافية الروح واللذين ي��ؤوالن �إىل ح�ضور قلب الزائر‬ ‫وفكره و�ش��عوره‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫وهن��ا يفي��د �ش��يخ الطائف��ة ال�س��يد بح��ر العل��وم ب��أن زي��ارة احل�س�ين (عليه ال�س�لام) احلقيقي��ة تتحقق‬ ‫لي���س مبجاورة احل�س�ين (عليه ال�س�لام) و�إمنا بح�ضور قلب الزائر وتوجهه و�إدراكه‪.‬‬ ‫�إال �أن البع���ض هن��ا ي�ش��كل ب�أن��ه �إن كان��ت زي��ارة احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام) تعن��ي ح�ض��ور قل��ب الزائ��ر‬ ‫و�إدراك��ه ف��إن ه��ذا م��ورد م��ن موارد ال�ش��رك ل��دى ال�ش��يعة �إذ �أن احل�ضور القلبي مطل��وب عند املعبود‬ ‫فق��ط والذي ه��و اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫وميكن الرد على هذا الإ�شكال بردود عديدة نكتفي منها بردين‪:‬‬ ‫ال��رد الأول‪ :‬ح�ض��ور قل��ب الإن�س��ان الطل��وب عن��د زيارة احل�س�ين (عليه ال�س�لام) هو ح�ض��ور مر�آتي ال‬ ‫ح�ضور غائي �أي �أن ح�ضور القلب املراد هنا هو وا�سطة يف الطريق �إىل اهلل تعاىل ال غاية مق�صودة‬ ‫بحد ذاتها‪.‬‬ ‫ال��رد الث��اين‪ :‬هن��اك ثم��ة اف�تراءات تل�ص��ق بال�ش��يعة‪� ،‬إال �أن��ه بالت�أم��ل فيه��ا يت�ض��ح لدي��ك ب�أنها حم�ض‬ ‫افرتاءات‪ ،‬مثل افرتاء عدوانية ال�ش��يعة و�أنهم لي�س��و دعاة وحدة‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫‪8‬‬

‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫وباملث��ل ميك��ن ال��رد عل��ى ه��ذا الإ�ش��كال بالق��ول ب��أن واق��ع ال�ش��يعة �أبع��د م��ا يك��ون ع��ن ال�ش��رك‪ ،‬و�إمن��ا‬ ‫يتجل��ى ال�ش��رك فيم��ن ي��ذوب يف ح��ب احلاك��م اجلائ��ر واتباعه‪ ،‬ويتجل��ى التوحيد يف عب��ارات زياراتنا‬ ‫لأه��ل البيت (عليهم ال�س�لام)‪.‬‬

‫وباملث��ل ف��إن زي��ارة احل�س�ين (علي��ه ال�س�لام) ه��ي عملي��ة انتخاب��ات يت��م فيه��ا جتدي��د للبيعة للح�س�ين‬ ‫(علي��ه ال�س�لام) وي�ش��ارك فيه��ا املالي�ين م��ن امل�ؤمن�ين املنجذب�ين للح�س�ين (علي��ه ال�س�لام) يف �ش��كل‬ ‫يتحدى جميع �أ�شكال البيعات واالنتخابات الأر�ضية مبا فيها االنتخابات يف الأمة الإ�سالمية‪ ،‬والتي‬ ‫ت�س��تخدم فيه��ا احلكوم��ات كل �أ�ش��كال الرتغي��ب جل��ذب النا���س للم�ش��اركة فيه��ا‪.‬‬

‫املحور الثاين‪ :‬زيارة احل�سني (عليه ال�سالم) هي انتخاب وبيعة له (عليه ال�سالم)‬ ‫جن��د ب��أن االنتخاب��ات الأر�ضي��ة ه��ي مبثاب��ة م�ش��اركة املواط��ن يف �صن��ع القرار كم��ا �أنها تع��د ت�صديقا‬ ‫لنظام �أي دولة‪.‬‬

‫�إال �أن ه��ذه الزي��ارة املليوني��ة للح�س�ين (علي��ه ال�س�لام) متث��ل درا�س��ة ا�س�تراتيجية ح��ول كيفي��ة مل��ك‬ ‫القل��وب �إذ يت�ضاع��ف رغ��م الرتهي��ب ع��دد ال��زوار يف كل مو�س��م وعام وكلهم توق و�ش��وق لزيارته‪ ،‬كما‬ ‫�أن م��ن ي��زوره يف ال�س��ماء �أ�ضع��اف م��ن يزورون��ه يف الأر���ض‪ ،‬كم��ا �أن كل من �أ�صي��ب مب�صيبة �أو احتاج‬ ‫‪9‬‬


‫ُك َّتيــب ُملخــص ُمحاضــرات‬

‫حلاجة ف�إن احلل يكمن لديه يف زيارة احل�سني (عليه ال�سالم)‪ ،‬فزيارته هي �سبيل النجاة يف الدنيا‬ ‫والآخرة‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫صادر عن المركز اإلعالمي‬ ‫بمأتم السنابس‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.