إهداء
إلى كل انسان حر فً العالم ،إلى كل من ٌؤمن بالحرٌة ،إلى كل األحرار الذٌن ٌرفضون القٌود. إلى كل من ٌؤمن برسالة السالم و التعاٌش. إلى كل هؤالء أهدي هذا الكتاب.
مقدمة
إنه لشرؾ عظٌم لً منحنً إٌاه صدٌقً العزٌز أنور رحمانً حٌنما طلب منً أن أضع مقدمة لكتابه "الحرٌة اإلنسانٌة" فهو إضافة عن كونه صدٌقً و رفٌقً هو أٌضا من خٌرة الشباب فً وطنً الذٌن لمحت فٌهم رؼبة فً التطلع و إرادة قوٌة فً حب المعرفة كما أنه و رؼم حداثة سنه إال أنه ٌمتلك منهجا فكرٌا متمٌزا فً تحلٌله لواقع المجتمع الجزابري خاصة و العربً اإلسالمً عامة. فللوهلة األولى التً تحصلت فٌها على هذه النسخة من الكتاب وجدت فٌه نوعا من األفكار و التحلٌالت التً لم نؤلفها فً مجتمعنا وهو ما اضطرنً إلى إعادة قراءته عدة مرات وكنت قد أبلؽته بهذا شخصٌا ،والممٌز فً هذا األمر كونً ألمح أفكارا جدٌدة فً كل مرة اقرأه لم ألمحها فً المرات السابقة ولربما ٌعود الفضل فً ذلك كون أنور قد تعاطى بكل واقعٌة وتجرد من كل الخلفٌات أثناء تعامله مع معطٌات الوضع السابد فً المجتمع وهذه إحدى الممٌزات التً تركت طابعا جمٌال على أسلوبه الفكري على عكس ما ألفناه فً العدٌد من األسالٌب و المإلفات التً تسعى إلى إعطاء تحلٌالت وتفاسٌر انطالقا من مرجعٌاتها القومٌة او العرقٌة او حتى الدٌنٌة و العقابدٌة أثناء تناولها ألسباب وضعنا المزري بٌن األمم. وفً حقٌقة األمر فإن المٌزة التً اثرت فٌا بشكل مباشر والتً لم أرى لها مثٌال فً األوساط الشبّانٌة فً مجتمعنا هً تعامله بكل ثقة و جرأة بل و بكل أرٌحٌة تامة فً طرحه ألفكاره متجاوزا كل القٌود و العراقٌل التً صنعتها اإلٌدٌولوجٌات فً ثقافتنا و بذلك أعتبر األخ أنور احدى الطالبع الشبابٌة التً كسرت أبواب السجن الثقافً الذي كنا نعٌش فٌه وتجاوز أسواره نحو عالم فكري واسع ومتعدد ٌقبل باالختالؾ والتعاٌش وبذلك ٌحق له أن ٌعنون كتابه و بكل فخر "الحرٌة اإلنسانٌة". منذ ما ٌزٌد عن النصؾ قرن وإشكالٌة تخلؾ مجتمعاتنا ال تزال مطروحة على الساحة الفكرٌة رؼم تعدد مشارٌع الحداثة فً العالمٌن العربً و اإلسالمً فمنها من أوّ ل ذلك إلى أزمة فً المفاهٌم األساسٌة للحضارة و هناك من أوّ ل ذلك بكونه نتٌجة حتمٌة البتعادنا عن قواعد الدٌن ،والظاهر أن هذه المشارٌع التً ٌمكن القول انها قد خانت وعودها بادرت إلٌنا با لحلول دون أي رإٌة واضحة للواقع السابد داخل المجتمع ما جعل الضبابٌة تستمر فً تؽطٌتها للخلل الربٌسً الذي نعانً منه. وبالعودة الى مفهوم المجتمع فً نظر اٌمٌل دٌركهاٌم الذي ٌفٌد ان " المجتمع ٌقوم على القوى التً تربط األفراد بعضهم ببعض فعندما ٌضعؾ التماسك اإلجتماعً ٌمرض المجتمع لذا وجب علٌنا أن نجد العالج الصحٌح الستعادة ذلك التماسك اإلجتماعً الحٌوي" نجد أنفسنا امام تساإل لماهٌة العالقة التً تربط االفراد ببعضهم فً مجتمعنا؟ ولما هً لٌست عالقة تفاهم و تعاٌش تقودنا نحو تماسك اجتماعً؟ ولماذا هً عالقة تضاد تحتم علٌّنا العٌش وسط حالة من توتر دابم ٌخلق الفوضى و الصراع؟
ان محاولة البحث عن اجابات لهذه التساإالت تقودنا الى البحث فً الثقافة التً تطؽى على ذهنٌة الفرد والتً منها ٌستمد مشروعٌة أفعاله وعالقاته فمما ال شك فٌه هو أن الدٌن هو المكوّ ن األساسً لهذه الثقافة فالحقٌقة التً ال تخفى على أحد الٌوم ان االنتماء الدٌنً و العقابدي ٌشكل محور العالقة بٌن األفراد اذ أنه و لمجرد اختالفات بسٌطة فً بعض جوانب المعتقد ترى فتٌل الصراع بدأ ٌوقد و ٌشتعل مخلفا حالة من الصراع التً تفكك ذلك التناسق االجتماعً بٌن االفراد الذي ٌعتمد علٌه المجتمع فً بناء ركابزه ،وهذا ٌجبرنا على البحث فً قضٌة التعدد و االختالؾ والقبول باآلخر و التً باتت من الواضح انها من المستحٌالت وهذا راجع كما قلنا سابقا الى هذه الذهنٌة التً تركبت عبر التارٌخ بفعل الفكر الدٌنً الذي صوّ ر لنا ان العالقة باألخر هً عالقة صراع دابم تحت ؼطاء الصراع بٌن الحق و الباطل وان أتباع هذا الدٌن هم اصحاب الحق مهما ساءت أفعالهم و ؼٌرهم اصحاب باطل مهما كانت إنجازاتهم بدون اي اعتبار للبعد االنسانً فً الموضوع وهو ما أثر على القوى التً تربط األفراد بعضهم ببعض ما خلق نوعا من الهشاشة فً بنٌان الصرح االجتماعً عندنا. ان جدلٌة الثقافة و الدٌن قدٌمة قدم االنسان والعالقة بٌنهما عرفت سجاالت طوٌلة فال الدٌن ترك الثقافة و الهً تحررت من قٌوده فبالعودة الى العصور القدٌمة نجد ان المعتقد شكل نقطة ربٌسة فً تشكل الوعً الثقافً لالنسان فما خلت حضارة فً الشرق او الؽرب اال وكان للجانب العقابدي الدور األبرز فً قٌامها فحتى نشؤة الدول و أسالٌب الحكم كانت نتٌجة رضوخ الثقافة للدٌن فهاهو حمورابً ٌحكم ارض بابل باسم السماء و أنه مفوض من اإلله وهاهو الفرعون ٌحكم ارض مصر القدٌمة باسم االله وانه ما عهد لهم من إله ؼٌره وكذلك فعل ؼٌرهم من الملوك الذٌن ادعوّ ا تحكمهم فً الحٌاة و المماة وكذلك عاشت الٌونان وبالد اإلؼرٌق و حضارة الفٌنٌق وحضارات الصٌن على وقع ثقافات اسست لحكم باسم سلطة السماء ،وهذا لٌس بالؽرٌب بالنظر الى الجانب الروحً الفطري لالنسان الذي ٌجبره على االٌمان بوجود عالم ؼٌبً ٌتحكم بالعالم الحقٌقً ذلك ان النفس البشرٌة فً أصلها و فطرتها مٌالة الى ربط ذاتها بقدرة خفٌة تقؾ عاجزة أمامها اال انها تسعى الى ربط عالقة معرفة بها لتستعٌن بها. ومع مرور الزمن وتقدم المعارؾ االنسانٌة زاد ادراك االنسان بقواعد الوجود و انه مبنً على مبدأ السببٌة وان كل الظواهر انما هً نتابج السباب معٌنة كلما تكررت ادت الى الظواهر نفسها ما دفع بالوعً االنسانً المشكل لثقافته باالبتعاد تدرٌجٌا عن التفسٌرات الؽٌبٌة و المٌتافٌزٌقٌة ،فمع بزوغ فجر عصر التنوٌر الذي بدأ من أوروبا بدأت المجتمعات الؽربٌة فً التوجه نحو القطٌعة التامة مع الدٌن وظهرت تٌارات تدعوا الى نزع ؼطاء القداسة على الفكر الموروث و اعادة النظر فٌه وفً المنظومة الثقافٌة السابدة والتً طؽى علٌها الفكر المسٌحً الذي سٌطر و لعهود كثٌرة على مقالٌد الحكم و الفكر فٌها ما نتج عنه الكثٌر من المآسً و الكوارث االنسانٌة ،وبفضل هذه المراجعات نرى الحضارة الؽربٌة الٌوم تبنً دعابمها على الحرٌات الفردٌة بما فٌها الحرٌة العقابدٌة لالفراد بما ٌكفل تحقٌق المنافع لالنسانٌة جمعاء فً ظل التعاٌش و التقارب بٌن االفراد على اختالؾ اعراقهم و معتقداتهم. ولالسؾ فان اخضاع األفكار الموروثة المشكلة للثقافة فً مجتمعنا للنقد و التجدٌد لم تجد طرٌقها الى النور الٌوم اذ الزالت مجتمعاتنا تنظر بعٌن القداسة الى كل ما جاء به السلؾ االول من أفكار واسبؽت علٌها نوعا من القداسة وان كل من خالفها هو مرتد حاد عن هذا المجتمع االمر الذي أذى الى تشكل ثقافة التعصب وعدم القبول باألخر ما زعزع وحدة المجتمع وعالقات االنسجام بٌن االفراد .و من هنا كان االنطالق عند انور لبدأ كتابه هذا الذي ؼاص فٌه الى اعماق الثقافة و المنظومة الفكرٌة فً مجتمعنا موضحا انها الزالت ترتكز على ألٌات قدٌمة وجب اعادة النظر فٌها و مراجعة قواعدها
فً التعاطً مع قضاٌا الحٌاة وموضحا بؤنه قد آن االوان الن ننظر الى الحاضر بؤعٌن واقعٌة بعٌدا عن نظرات الماضً المقدسة وأن ننظر للعالم بؤعٌن انسانٌة بعٌدا عن الخلفٌات الدٌنٌة و العرقٌة.
نهاري عبد القادر 6500/50/62
فً االسالم و الحضارة
تناسخ الحضارات الحضارة االسالمٌة و تناقل الحضارات
ان اكثر االسطوانات التً ٌحب سماعها المسلم و العربً بالتحدٌد هً تلك االسطوانة الممجدة للحضارة االسالمٌة التً ٌقال عنها انها كانت القاعدة الربٌسٌة التً ارتكز علٌها التطور فً اوروبا و منه الى العالم و باتت هاته االسطوانة تتكرر حتى اصبحت مرضا ٌتشبث فٌه المسلم لٌؽطً عن فشله و اخفاقاته االنٌة و الحالٌة حٌن اصبحت ٌداه صفرا خاوٌا من اي منتج حضاري ٌقدمه للبشرٌة و حٌن قدمت له البشرٌة صنوفا متنوعة من المنتج الحضاري راح ٌربطه بعالقة سببٌة مع ماضٌه و اجداده ٌشكل مرضً حتى ال ٌجد نفسه ؼرٌبا عن المجتمع البشري و حتى ٌرضً ؼروره و ٌكسب كسله الفكري بعضا من المشروعٌة و هذا المنتج الحضاري الذي اصبح ٌصدر بسهول بٌن االمم بفضل العولمة نجده فً جمٌع المٌادٌن الحٌاتٌة لإلنسان و المجتمع من علم و طب و فلسفة و تكنولوجٌا و ادب و فن و لباس و قانون و اخالق و تنظ ٌمات سٌاسٌة و اجتماعٌة و قانونٌة و ؼٌرها اال ان الوعً العام لدى المسلمٌن الٌوم ال ٌحاول ان ٌرد شٌبا مما ٌقدم الٌه بل ٌمضً اسفل العار بمقولته الشهٌرة ” سخر هللا الكفار لخدمتنا ” فٌبقى المسلمٌن فً تخلؾ و فً حاجة دابمة لؽٌرهم بفضل هذا اي رمً ثقل التخلؾ على امجاد االجداد لقد عرؾ المسلمون حقا حضارة علمٌة و فكرٌة امتدت من القرن الثامن الى ؼاٌة القرن الخامس عشر و لكن عرفت ا وجها العلمً االكبر او ما ٌسمى العصر الذهبً االسالمً الحقٌقً بٌن القرن التاسع و القرن الثانً عشر و ما زالت تلك الحقبة تبزغ بنور فكرها الى الٌوم خصوصا فً المٌادٌن الفكرٌة و الفلسفٌة التً ازدهرت خاصة فً الفترة العباسٌة حٌث عرفت الحضارة االسالمٌة حرٌة فكرٌة كبٌرة جدا ساهمت فً خروج العدٌد من الفالسفة و المفكرٌن و العلماء و المبدعٌن و الناقدٌن حٌث كان الفالسفة ٌتناولون مواضٌع هامة كالدٌن و الجنس و الموت بطرٌقة منطقٌة و كانوا ٌتجادلون حولها بكل ارٌحٌة دون ضؽط ممارس ضدهم من طرؾ السلطة العامة و كانت تجد بعض المعارضة من حراس المقدس و لكنهم لم ٌجروا وراءهم الشعوب نحو نبذ المفكرٌن مثلما هو الحال الٌوم بل كان للمفكرٌن دورهم الرٌادي فً قٌادة االمة االسالمٌة بؽض النظر عن فكرهم او دٌنهم او اٌمانهم او حتى الحادهم فقد كان المفكر ٌجهر بفكره حتى و ان كان ٌعارض النصوص المقدسة فكان المعتزلة ٌخوضون فً الدٌن و ٌعطون تفاسٌرا جدٌدة ٌراها البعض حتى محاولة لتؽٌٌر النص المقدس و كان ابن سٌنا و هو صؽٌر جدا ٌعارض االبمة و الكهنة و ٌتحداهم و ٌشرح الموتى و ٌقدم انجازات كبٌرة فً الطب و كان ابن الهٌثم مخترع المنهج العلمً التجرٌبً الذي ٌرفضه الٌوم المتطرفون االسالمٌون كمنهج علمً و هو سبب النهضة العلمٌة فً العالم الؽربً. و لكن ما ٌجب ان ٌعرفه المسلمون ان الحضارة لم تكن اختراعا اسالمٌا وال العلم كذلك فالحضارة تنتقل بٌن االمم بفعل التناسخ و التناقل فكل حضارة هً قاعدة للحضارة االخرى فاألكٌد ان المسلمٌن لو لم ٌجدو قاعدة فلسفٌة و فكرٌة فٌما وصل الٌهم من علوم االمم التً ؼزوها و التً ٌتاجرون معها و كذلك كتب الفالسفة االؼرٌق لما وصلوا هم كذلك لتشٌٌد الحضارة االسالمٌة فعندما نلقً نظرة للعلم فال نجده اختراعا اسالمٌا مثلما ٌروج له فً العالم االسالمً الٌوم كذبا و زورا و فخرا بما هو بهتان او ان العالم لم ٌعرؾ الحضارة اال مع بزوغ االسالم فهذا قول ابله فتلك حضارة مٌزوبوتامٌا فً العراق التً شهدت االرض بٌن النهرٌن هناك والدة القانون و العلمانٌة معا قبل ستة االؾ سنة من
االسالم و حضارة الفراعنة فً مصر التً مازالت تحٌر العلماء الٌوم قبل اكثر من اربعة االؾ سنة من بداٌة االسالم و كذلك تلك الحضارات من امرٌكا الى اسٌا فمن تطور الطب لدى الصٌنٌن الى تطور العمران لدى البٌزانطٌٌن و الرومان الذي شٌدوا اطول الطرق آنذاك لتإدي الى روما و حضارة المدٌنة لدى الٌونان حٌث اسسوا الدٌمقراطٌة قبل االؾ السنٌن و اكتشفوا العدد
و كذلك اسسوا لعلم المنطق و الفلسفة و كانت بالدهم زاخرة بالفكر الحر و بالعطاء الفلسفً و الفكري
و العلمً و بالنقاشات الهامة و بما مزال ٌإثر علٌنا الى الٌوم كفكرة “الدٌمقراطٌة”. و كذلك الحضارة االسالمٌة التً ارتكزت على الحضارات االخرى لتكتسب حضارتها عن طرٌق الترجمة فهذا ابن الرشد الذي ٌشرح و ٌقوم بترجمة كتب ارسطو الذي كان مولعا به فسمً الشارح و ذلكم مبات االمثلة التً تؤثرت بروابع الفلسفة الٌونانٌة و الثقافات االجنبٌة فؤثرت هً كذلك فً سٌر المجتمع االسالمً الذي كان ٌعرؾ تقبال لالختالؾ كبٌر فً ذلك العصر الذهبً فً كل المٌادٌن الفكرٌة و الفلسفٌة و العلمٌة و االدبٌة و بل حتى الفنٌة فانتشرت الموسٌقى االندلسٌة و اخت رعت االت موسٌقٌة جدٌدة كالعود و القانون و الحرٌة الدٌنٌة فنجد المسٌحٌون و الٌهود و الصاببة و الٌزٌدٌون و الملحدون و ؼٌرهم ٌعٌشون بتعاٌش و بتساوي الحقوق مع المسلمٌن و الحرٌة الجنسٌة فنجد المثلٌون امثال ابو نواس الذي كانت ٌكتب شعرا فً حبه للذكور دون ادنى خوؾ من المجتمع فً جرأة قلما نراها فً العصر الحالً ٌعٌشون حٌاة عادٌة جدا فً كنؾ مجتمع ٌتقبلهم كما هو و ٌحترمهم فً اقصى االنفتاح و كانت المرأة تلعب دورها فً تنمٌة الحضارة حٌث كان اؼلب المسلمٌن و المسلمات و من ٌعٌش معهم ٌجٌدون الكتابة و القراءة مما جعل عملٌة التثقٌؾ سهلة جدا لدى المفكرٌن و المثقفٌن آنذاك و بلػ سٌل المعارؾ فً المجتمع االسالمً فٌضا على رإوس المسلمٌن فتعمقوا فً الفلك و السٌمٌاء و ترجموا روابع االدب الفارسً و على راسها الؾ لٌلة و لٌلة و اخذو االقواس فً الهندسة عن البٌزنطٌٌن فادخلوها فً المساجد و فً ابواب المنازل و تطورت االلبسة بما ٌتماشى مع الزخم الثقافً الذي عرفته االمة االسالمٌة بسبب دحول العدٌد من االمم تحت لوابها. و ان اي حضارة تبدا بالسقوط عندما ٌبدا المعبد الدٌنً ٌتحول الى سلطة قهرٌة على االفراد فٌسٌطر على عقولهم و ٌمنع مفكري المجتمع من تقدٌم جادة الصواب من عقولهم و ٌحد من ابداع الفنانٌن اللذٌن هم روح المجتمع فٌصبح المجتمع مخدرا كلٌا فتبدا شمس الحضارة فٌه باألفول و هذا بالتحدٌد ما وقع للحضارة االسالمٌة حٌث بدا رجال الدٌن ٌتدخلون فٌما ال ٌعنٌهم و ٌحاولون تحرٌم الفكر الحر و االبداع و التفكٌر المنطقً و راحوا ٌجرون افراد الشعب نحو رفض المفكرٌن فكتب ابً حامد الؽزالً كتاب ” تهافت الفالسفة” و حرم فٌه الفلسفة و الفكر الحر فرد علٌه ابن الرشد بكتاب ” تهافت التهافت” دفاعا عن الفلسفة و الفكر الحر و انتهت بكتب ابن الرشد محروقة بسبب التطرؾ الذي بدا ٌتصاعد فً تلك الفترة و راح بعض رجال الدٌن ٌحرمون الرٌاضٌات و الطب و السٌمٌاء و الفن و االبداع فبدأت الحضارة االسالمٌة تتسارع بؤول خطواتها نحو االنهٌار. و عندما تكون حضارة ما فً اخر شموسها تستعد حضارة جدٌدة ألخذ المشعل فبعد انهٌار الحضارة االسالمٌة بزؼت الحضارة االوروبٌة و انطلقت من حٌث ما انتهى رواد الحضارة االسالمٌة مثلما هم اٌضا انطلقوا من حٌث انتهت الحضارات التً سبقت الحضارة االسالمٌة و هكذا تستنسخ الحضارة نفسها انتقاال من امة الى امة عبر الزمن بالتناسخ او التناقل الحضاري حٌث الحضارة تسافر بعٌدة باحثة عن مناخها الذي ٌناسبها و تستطٌع العٌش فٌه فالحضارة تحتاج لحرٌة فكرٌة و فردٌة و تنوع ثقافً و تقبل لالختالؾ لكً تشع و تشرق و بمجرد ان تبدا شموع الحرٌة تنطفا و ٌبدا اكسجٌن
الفكر الحر ٌتناقص تفقد الحضارة قدرتها على المضً قدما فً تلك االمة فترحل الى االمة االخرى التً بدات فٌها عوامل الحضارة تبزغ شٌبا فشٌبا. و لم تعتمد الحضارة االوروبٌة على ما تبقى من الحضارة االسالمٌة فقط ولو انها ارتكزت علٌها اال انها اعتمدت هً اٌضا على ما تؤثر به المسلمون كالحضارة الٌونانٌة اٌضا و سرعان ما عادت لتقدم هً اٌضا روادها و مفكرٌها اللذٌن هزموا المعبد و الكنٌسة بفضل تمكنهم من العلم التجرٌبً و بعد مواجهة شرسة مع الكنٌسة فكان ؼالٌلٌو ؼالٌلً احسن مثال و تقدمت الحضارة االوروبٌة الى عصرنا و توسعت الى العالم الجدٌد و بقٌت الى ٌومنا هذا تبدع فؤ وصلت االنسان الى الفضاء و وصلت االكتشافات فٌه سطوح الكواكب و النٌازك و راحت تبح عن اتصاالت مع حضارات اخرى خارج كوكب االرض فً الوقت الذي الٌوم لو اخبرت بهذا اي فرد فً المجتمع المسلم ال صٌب بصدمة حضارٌة و راح ٌضحك و هو ٌكذب ما تقول له هذا الن الحضارة هناك انطلقت انطالقة صحٌحة و هزمت االضمحالل الفكري الذي ٌسعى الٌه رجال الدٌن عادة عكس الحضارة االسالمٌة التً انطلقت انطالقة جٌدة اال انها هزمت امام جبروت رجال الدٌن فبقٌت مهزومة الى ٌومنا هذا. ان الحضارة فً عملٌة تناسخ و انتقال متكرر عبر التارٌخ فالحضارة ال ٌمكنها ان تنشا الى فً كنؾ الحرٌة الفكرٌة و االبداع وال ٌمكنها ان تواصل طوٌال فً مناخ دٌنً متزمت ضحل ٌمنع الحرٌة الفكرٌة و االبداع فتنتقل الى مكان اخر تبدا توجد فٌه تلك العوامل و كل حضارة لتنشا تتؤثر بمبدعٌها و كذلك بالتطور الذي عرفته الحضارة قبلها لذا اصبح التطور الحضاري البشري سرٌعا جدا خصوصا مع سرعة االتصال فً وقتنا الحال مما سهل للجنس االصفر التطور بالتزامن مع الجنس االبٌض و بقً العرب و المسلمون و الجنس االسود فً اواخر الترتٌب و فً ذٌل الحضارة بسبب تمرؼهم فً وحل الفكر الدٌنً و منعهم كل اشكال الحرٌة من الوجود لذا فال حٌاء الحضارة االسالمٌة من جدٌد على المسلمٌن ان ٌعو مسببات الحضارة و ان ٌجعلوها تؤتً الٌهم و ان تزورهم و ان تبقى عندهم فعلٌهم تشجٌع الحرٌة الفكرٌة و الدٌنٌة و كل الحرٌ ات الفردٌة و تشجٌع الفن و فتح الباب على مصرعٌه امام المفكرٌن و االدباء و الكتاب و الفنانٌن دون تدخل دٌنً فً ابداعهم و فتح المجال للنقاشات الحرٌة و تعلٌم المجتمع على التقبل االختالؾ و احترام االفكار و قبل كل هذا على المسلمٌن ان ٌنطلقوا من حٌث انتهت له عجلة الحضارة من التطور فً االمم االخرى من قوانٌن و اختراعات و سٌاسات و تنظ ٌمات ال من الماضً فاالستقاللٌة التامة فً تشٌد الحضارات قد انتهى فنحن الٌوم فً عصر العولمة و كل حضارة تإثر على االخرى لذا من واجب المسلمٌن الٌوم التفكٌر بمنطلق انسانً و لٌس دٌنً اسالمً و هذا هو السبٌل الوحٌد.
التمكٌن للطبٌعة فً تفسٌر القران ان حٌاة المسلم مرتبطة بشكل كبٌر بالنص القرآنً فهو ٌضع مقاٌٌسه و شروطه و فرابضه و محرماته و افكاره كبرنامج عقلً ٌتبعه المسلم فً حٌاته و ٌجعل منه اداة للكٌنونة لكً ٌكون مسلما حقٌقٌا و لكن النص القرآنً باعتباره فً اٌمان المسلم نصا ربانٌا فهو حسبه نص معجز و تفسٌره البشري ال ٌعد سوى بكونه محاولة بشرٌة لفهم القران و مع الوقت اخذت التفاسٌر البشرٌة من القداسة ما اخذه النص القرآنً و فً بعض االحٌان اكثر حٌث راح ٌؤخذ بعض المسلمٌن بالتفسٌر اكثر مما ٌإخذون من القران ذاته فمن تناقضهم انهم ٌعتبرون التفسٌر المسهل لفهم القران و هم بالتالً ٌفضلون التفسٌر علٌه باعتباره االسهل للفهم بكونه البشري و ٌتركون مهمة تسهٌل الشرح للمفسر فً حد ذاته دون ادنى جهد ذاتً فٌصبح المسلم فً العملٌة سلبٌا ٌتلقى فقط و ٌنحصر دوره فً التنفٌذ و التصدٌق االعمى للتفسٌر البشري. لذلك تعددت التفاسٌر و سارت الٌوم بالوان عدٌدة فهً اكثر من ثمانٌن تفسٌر (على حد علمً الشخصً) تختلؾ بٌنها احٌانا و تتفق بٌنها احٌانا اخرى مما ٌجعل فهم القران اختٌارٌا بٌن المسلمٌن و ٌجعله متعددا مما ٌفتح المجال للخالفات الفكرٌة فالقران واحد و لكن تفاسٌره و تؤوٌالته كثٌرة و اذا قدست التفاسٌر و وضعت فً حٌز قرانً دونما حٌزها االنسانً فهً ستعمل بكل قوة على ابطال القران ذاته و فكرته الوحدوٌة و منه قد ٌتسؤل المسلم اي تفسٌر ٌختار لفهم القران افضل و اٌهم اقرب للرإٌة االالهٌة لمفهوم الحقٌقة. لقد عرفت البشرٌة منذ خطواتها االولى فضوال واسعا نحو الحقٌقة فكانت حربا فكرٌة تنشب كل فٌنة و اخرى بٌن تٌارات فكرٌة تتجادل حول ماهٌة الفكرة ذاتها و حول وضع تعرٌفات و مفاهٌم الصطالح ما و منه كانت المدارس الفكرٌة و المذاهب ولكل فٌها منهاجه الخاص و طرٌقته فً االستقراء و فهم االمور بطرٌقة فلسفٌة رابعة اتت اكلها احٌانا و احٌانا اخرى لم تكن سوى جداال من اجل الجدال فقط و كذلك هً التفاسٌر القرآنٌة التً تتعامل مع النص القرآنً بطرٌقة تجرٌدٌة تقوم على فهم ذات الشخص لألشٌاء و لٌس للتعبٌر عن ارادة هللا التً ال ٌتم التعرؾ علٌها باإلرادة ذاتها للمفسر او رإٌته او للراي الؽالب لدى المجتمع و اال ستكون بذلك رإٌة المفسر تعطً انطباعا انها تعبر عن رإٌة االله و بالتالً ٌصبح المفسر االها فً حد ذاته و ٌنظر لكالمه دابما على انه كذلك و ٌصبح التفسٌر الؽالب للقران هو التفسٌر االكثر انتشارا او احٌانا االكثر مبٌعا و تسوٌقا فٌصبح القران سوقا و تجارة و الراي الؽالب هو راي المفسر االؼنى او الذي ٌمتلك امكانٌات اكبر فً التسوٌق. و لكن مع ذلك ٌبقى القران دابما فً حاجة لتفسٌر و تؤوٌل مع تطور االمكانٌات البشرٌة المعرفٌة و ادوات البحث و ان المإمن بالقران لهو مإمن بانه كالم االهً اذن كٌؾ ٌمكن ان ٌكون التفسٌر البشري قرٌبا لإلرادة االالهٌة ال إلرادة المفسر. و الجواب على هذا واضح جدا هو باالستقراء الثنابً للكالم االلهً و الخلق االلهً حٌث ٌجعل من الطبٌعة نفسها المإول و المفسر للقران فالمسلم ٌإمن بان القران هو كالم خالق الطبٌعة لذا فمن البدٌهً القول ان خالق الطبٌعة ال
ٌمكنه ان ٌخالفها فهو ذاته من خلقها اذا باعتبار االٌمان باهلل خالق الطبٌعة فنحن بذلك نسلم على ان القران هو كالم خالق الطبٌعة و بالتالً فان الطبٌعة و كالم هللا هما وجهان لعملة واحدة فعندما نكون فً صدد تفسٌر اٌة من القران علٌنا ان نجد مخرجا فً الطبٌعة لفهمها ال خارجها و عندما ٌكون تفسٌرنا السابق للقران ٌتنافى مع االكتشافات العلمٌة فً مٌدان الطبٌعة فهناك حتما خطء فً التفسٌر و بالتالً فهو خاطا. فالطبٌعة تصبح هً المعٌار لفهم القران و بها ٌمكننا ان نختار من التفاسٌر االصوب منها لٌس كما نرٌد نحن او كما ٌرٌد المفسر بل كما ٌرٌد الخالق فً حد ذاته الذي ٌإمن المسلم بانه هو الذي جعل فً الطبٌعة مفاتٌحا لفهم كالمه و لكن لألسؾ الٌوم ٌرى فً االكتشافات العلمٌة فً الطبٌعة معاداة للقران و هو بذلك ٌقر دون ان ٌشعر بان التفسٌر الذي وصل الٌه من القران و الذي ٌبنً علٌه اسالمه لٌس صحٌحا علمٌا و طبٌعٌا و بالتالً هو ٌتناقض مع نفسه فاما ان ٌإمن ان الطبٌعة هً خلق االهً و بالتالً ٌجب لفهمه للقران ان ٌتوافق معها او ٌفهم القران دون الرجوع للطبٌعة و بالتالً ٌكون قد انكر خلق هللا للطبٌعة و هنا ٌلحد دون ان ٌشعر. و المتؤمل للنص القرآنً ٌجد انه فٌه حث على استقراء الطبٌعة و فهم القران منها ففً القران قسم بالكواكب و بؤمور اخرى من الطبٌعة من ابسطها الى اعظمها و سور بؤكملها تسمى بؤسماء كابنات حٌة كالبقرة و النحل و ؼٌرها و من هن ا نجد ان القران ٌقر بالحقٌقة الطبٌعٌة و التصالها به و كما ان الجمل القرآنٌة عادة تسمى باآلٌات كذلك هو االمر ٌه ْم آ ٌَا ِت َنا بالنسبة للمعارؾ العلمٌة و االكتشافات فً حق البحث فً الطبٌعة و الكون و هذا واضح فً سورة فصلت ( َس ُن ِر ِ اق َوفًِ أَ ْنفُسِ ِه ْم َح َّتى ٌَ َت َبٌ ََّن لَ ُه ْم أَ َّن ُه ْال َح ُّق ) و فً هذه اآلٌة دلٌل واضح ان تلك اآلٌات فً االفاق و فً االنفس فًِ ْاآل َف ِ (الطبٌعة و الكون و جسم االنسان و نفسه ) هً معٌار الحق و صحة لقوله (حتى ٌتبٌن لهم انه الحق ) و فً هذا لداللة هً االخرى على وجود الحقٌقة و الصدق فً خلق الخالق و لٌس فٌما ٌضنه المفسرون و وحدها الطبٌعة هً معٌار الصدق فً التفسٌر اٌضا. و ان استنطاق الطبٌعة ال ٌكون سوى بالمنهاج التجرٌبً الذي اثبت فعالٌته الٌوم و اثبت امكانٌته فً تفسٌر الظواهر الطبٌعٌة و ان التجربة هً معٌار صدق المعارؾ فً حقل الطبٌعة و علومها المختلفة و ٌستطٌع هذا المنهاج ان ٌلعب دوره هو االخر فً تفسٌر القران حٌث ان التفسٌر الذي تثبته التجربة من الطبٌعة فهو صحٌح و ما ٌثبت عكسه فهو خاطًء و لو كان تفسٌره واضحا لؽوٌا فً النص القرانً ذاته فهو ٌحتمل سببا تارٌخٌا لوجوده و ال ٌعبر عن ارادة الهٌة ابد ٌة و انما االرادة االالهٌة فً القران االعظم التً هً الطبٌعة و هً وحدها الممكنة للمسلم الذي ٌشدو الحقٌقة فهم االسالم.
السنة و الشٌعة تٌاران سٌاسٌان حان الوقت لكً نسمً االشٌاء بمسمٌاتها و حان الوقت لكً نعٌد النظر مرة اخرى فً التارٌخ و نلقً نظرة باعٌن م ن القرن الواحد و العشرٌن و لٌس باعٌن من العصور الوسطى او العصور االولى لالسالم و بدون تعصب او تزلؾ خصوصا بعد كم الحروب و الطابفٌة التً تعرفها االمة االسالمٌة منذ فجر تارٌخها الى ٌومنا هذا بسبب مفاهٌم مؽالطة و عداوات تارٌخٌة محضة فكان لها من القداسة (اي العدوات) اكثر ما للدٌن منها حٌث فضلت تلك العدوات على الصالح العام فاصبح المسلمون منقسمون ؼارقون فً الخالفات مطمسون عن كل التطورات منقطعٌن عن العالم تشوبهم رٌح الحروب و تقطعهم عواصؾ الطابفٌة و تشوههم افكارهم العنصرٌة. هذا مسلم سنً و االخر شٌعً هذا مسلم و االخر مسلم و لكن عند الطابفتٌن الكل كافر عند بعضه البعض و ٌقاتالن بعضهما البعض بالرؼم من انهما ٌعٌشان تحت سقؾ واحد و ٌإمنان باله واحد و نبً واحد و كتاب واحد اال انهما اختارا ان ال ٌكونا فً صؾ واحد فلكل واحد مسجد ولكل واحد اذان او ربما حتى صالة و ٌا لٌت االمور بقٌت هنا و فقط ال بل تعدت ذلك و اصبح لكل واحد فٌهما سالح ٌضعه فً راس االخر و خنجر ٌطعن به ضهر االخر. ٌضن كال الفرٌقان انه على الطرٌق الصحٌح و ان االخر على ضاللة و ٌضن كالهما ان االسالم الحقٌقً اسالمه هو و ٌبدع فً تكفٌر الطرؾ االخر حتى ٌضن ان السنة من المرٌخ و الشٌعة من الزهرة و ٌبقى هذا االنقسام على وجه االرض ٌفتك بحٌاة مسلمٌن و من معهم و ٌجعلهم فً بٌت واحد بٌن كر و فر و بٌن مد و جزر ال تعلم من فٌهما المظلوم و لكنك تدرك ان كالهما ظالم. جرت كرونولوجٌا التارٌخ و العادة فٌها على ان المجتمعات فً مراحل االولى من تكوٌن سلطتها بعٌد تكوٌنها او بعٌد ثورة او تؤسٌس لسلطة جدٌدة ما على انقسام بٌن مإٌدٌن و معارضٌن بعد ان ٌتم اختٌار شخصٌة ما لتحكم و لكل اسبابه فكل فرٌق ٌبقى متشبثا بزعٌمه او قابده او بكل بساطة ذلك الشخص الذي ٌرى له على انه الشخص المناسب لمسك زمام االمور بالسلطة العلٌا للشعب و هذا ٌحدث فً العالم بصفة متكررة و هو بالتؤكٌد امر سٌاسً بحت. و هو نفسه ما حدث بعد وفاة نبً االسالم “محمد” حٌث انقسم المسلمون حول الشخصٌة المناسبة لقٌادة االمة بعد وفاة النبً و زعم الصحابة ان انه لم ٌستخلؾ احدا من بعده و من الباب هذا اجتمع الصحابة اقرارا لمبدا الشورى االسالمً الختٌار خلٌفة جدٌد للمسلمٌن فً سقيفة بني ساعدة و جرى اختٌار ابً بكر الصدٌق و لكن جمهور اخر من المسلمٌن لم ٌكن ٌرى فً شخص الصحابً كفاءة او استحقاقا للحكم و راحوا ٌطالبون بان تبقى الخالفة و الحكم فً بٌت النبً و كانوا ٌزعمون هم اٌضا ان الرسول قد استخلؾ من بعده االمام علً و االبمة االثنا عشر فً عدة مواقؾ له من بٌنها حدٌث الؽدٌر و حدٌث الخلفاء االثنا عشر و من هنا تشٌع هإالء لعلً و ال البٌت و سمو شٌعة و نكر الجمهور االخر هذا االستخالؾ و نسب نفسه لما قبل التشٌع و فً الحقٌقة هم اٌضا تشٌعوا لنبً االسالم دون ال بٌته و سمو سنة نسبة لسنة النبً كردة فعل على تسمٌة الشٌعة و هنا كان خالفا سٌاسٌا بحتا حول من ٌحكم من و لم ٌكن ابدا خالفا دٌنٌا و
تراكمت الخالفات مع الوقت و مع احداث متعدد و مطبات ساخنة و كثر الدم بٌن الفرٌقٌن فاتجه كالهما لخلق مذهب خاص به و سمٌو من بعدها سنة و شٌعة. ان االمر اشبه بان ٌقوم ربٌس الوالٌات المتحدة اوباما باقتراح ترشٌح شخص ما من الحزب الدٌمقراطً و ٌقره له الحزب لمنصب ربٌس الجمهورٌة من بعد اوباما و ٌرشح الجمهورٌون مترشحهم الخاص و كالهما ٌرى فً مترشحه انه االجدر و ٌرى الدٌمقراطٌون مترشحهم االجدر التمام مشارٌع اوباما و ان سمحت االلٌة االنتخابٌة بفوز مترشح الجمهورٌون و ف لنتخٌل هنا ان الدٌمقراطٌون ٌتشٌعون لمترشحهم و الجمهورٌون كذلك فٌصبح لدٌنا دٌن جدٌد او باألحرى مذهب دٌنً جدٌد ٌسمى المذهب الجمهوري و المذهب الدٌمقراطً او الدٌن الجمهوري و الدٌن الدٌمقراطً. ولكن ربما كون الدولة االسالمٌة التً اسسها النبً محمد جعلت الفرقة السٌاسٌة بعدها تإخذ بعدا دٌنٌا هً االخرى و لكن اصل المشكل لم ٌكن دٌنٌا ابدا بل كان سٌاسٌا لذا فمن االجدر القول عن السنة و الشٌعة تٌارات سٌاسٌة عوض مذاهب دٌنٌة و لو لكل منهما فتاوٌه و طرٌق تنظٌمه و طرق تؤدٌته للطقوس الدٌنٌة و لكن هاته الفروقات بٌن التٌاران لم تكن حقٌقٌة بل كانت مفتعلة لٌتبرأ كل فرٌق من االخر و لٌعلن نفسه مستقال عن االخر من باب ” مخالفة الكفار ” و انه من الؽباء المدقع الٌوم ان ٌبقً المسلمون على اطول صراع سٌاسً عرفته االمة االسالمٌة بعد الؾ و اربع مابة سنة فعملٌة اختٌار خلٌفة كانت اشبه بالمجلس التؤسٌسً الٌوم و اختٌار خلٌفة بشكل توافقً لم ٌراعً جمهورا من المسلمٌن فكانت االلً قاصرة على جمع كل المسلمٌن مما ولد نوع من الخلل و االنقسام الداخلً و هذا امر عادي فً تلك الحاالت فً كل العالم بعٌد الثورات و بعٌد اسقاط الحكومات و االنظمة و بعد االستقالل و االنفصال و تكون الدول حٌث تكون الدولة فً طفولتها و تكون فٌه حدٌثة و فً مرحلة التكوٌن. و فً النهاٌة اإكد ان السنة و الشٌعة تٌاران سٌاسٌان و حزبان ظهرا فً اطار انقسام سٌاسً عرفه المسلمون بعد النبً حول الشخص المناسب لٌكون خلٌفة و حاكما للمسلمٌن فالسنة و الشٌعة ظهرا بعد اتمام الدٌن و لم ٌظهرا كجزء منه و لم ٌرد فٌهما شًء فً الدٌن و لو ان كالهما ٌستعمل بعض اآلٌات و الجمل القرآنٌة الضفاء بعض المشروعٌة و الحجة على آرابه السٌاسٌة و لكن ٌبقى الدٌن دٌنا و السٌاسة سٌاسة و لو بقً استعمال الدٌن فً السٌاسة ككل فان االسالم نف سه سٌواصل انقسامه الى مذاهب سٌاسٌة تإخذ بعدا دٌنٌا ٌكفر فٌه المسلمون بعضهم بعضا على الراي السٌاسً و الذي ٌصبح مع اقتران الدٌن بالسٌاسة راٌا دٌنٌا مما ٌهدد وحدة الدٌن و االمة و ٌجعلها فً مهب العاصفة و تحت مطرقة االنقسام و فً سندان التطرؾ و االرهاب.
فً الدٌن
الدٌن و المعرفة ان طرٌق البشرٌة مرسوم بهدؾ معٌن هو المعرفة التً تجد نور طرٌقها بالتفكٌر و ٌدفع البشر لذلك الفضول فالمعرفة هً ذلك النور الخافت الذي ٌبدو فً اخر الكهؾ المظلم و الذي ٌبزغ شٌبا فشٌبا كلما اقترب البشر منه و كلما زاد نوره تبدو الطرٌق اوضح و اطول و التً ٌسٌر علٌها البشر نحو ذلك النور لٌجدو اجوبة ألسبلة جوهرٌة ٌتكبد االنسان معناة التٌه منها منذ بداٌاته االولى و ٌستعمره خوؾ شدٌد ان ان ٌفنى دونها فالمعرفة هً سبب االنسان و ؼاٌته كما انها اكثر ما ٌجعل االنسان ٌتشبث بالحٌاة اكثر و ٌخشى من الموت فالمعرفة تجعل االنسان السوي متٌما بها فكلما عرؾ االنسان اكثر ازداد شوقه لٌعرؾ اكثر و كلما وصل لشًء من المعرفة حركت المعرفة فٌها فضوال اكبر حٌث ال حدود للمعرفة حتى خٌال االنسان الفنان و المفكر ال ٌمكنه ان ٌتصور حدا لها. تتمسك المجتمعات الطامعة فً النور ذاك و التً ترٌد بلوغ شًء من المعرفة بؤقصى ارادتها بمفكرٌها و علماإها و فالسفتها فهم عجلة المجتمع الذي ٌحركه الفضول فً ان ٌعرؾ اكثر و دونهم تبقى المجتمعات جالسة فً مكانها تحدق فً ذلك النور و تفقد االمل شٌبا فشٌبا فً الوصول الٌه فالمفكرٌن و العلماء و الفالسفة هم اكثر من ٌعتلٌهم الفضول فً المجتمع لدرجة انهم ال ٌتوقفون عن التفكٌر حٌث ٌمكن ان ٌكون هإالء وجودوا لٌكونوا خرٌطة للكنز فً ٌد المجتمعات فهناك من ٌحترمها و ٌتركها تقوده نحو الهدؾ و هناك من ٌطمسها و ٌخببها لٌقنع نفسه انه وصل للمعرفة فٌبقى فً حضٌض البدابٌة فكلما تقترب المجتمعات التً تثق فً مفكرٌها كلما تبقى االخرى فً بدابٌتها و ٌخٌل لها انها وصلت لقلب المعرفة و هً فً الحقٌقة مازالت تراوح مكانها. ان المعرفة هً حالة من االستقرار الفكري و الرضى االدراكً الذي ٌجعل االنسان ٌرتقً الى ” االلوهٌة” و التً تصؾ حالتها بالهدوء و هً بالكاد تكون مستحٌلة فً اقصى درجاتها و لكن فً ؼاٌة الوصول الٌها او تلك العملٌة التً تجعلنا نقترب منها هً ما نسمٌه معرفة عادة و ال نقصد بها تلك المعرفة التً ال فضول بعدها وال اسبلة فكل جواب ٌثمر من ازهاره اسبلة جدٌدة تجعل االنسان ٌبحر فٌها من جدٌد لذا فاألجدر القول ان المعرفة هً الٌة تهدؾ لنفسها و المعرفة مشتقة من فعل ان ٌعرؾ اي ان ٌكتسب معلومات او مهارات او خبرات جدٌدة ٌزٌدها الى رصٌده المعرفً و هً واسعة باتساع المعارؾ و المدركات و المادٌات و المعنوٌات و ٌتم الوصول الٌها عن طرٌق التجرٌب و البحث العلمً او عن طرٌق التؤمل و التفكٌر المجرد. و الدٌن هو موروث اجتماعً مكتسب مثل اللؽة و العادات و التقلٌد و ٌوضع عادة فً خانة اكثر قدسٌة من الموروثات االخرى و ٌحاط بحراسة شدٌدة من افراد المجتمع باعتباره معرفة قابمة فً حد ذاته و فً الحقٌقة الدٌن هو سراب المعرفة و وهمها فاألدٌان فً اؼلبها وجدت فً ازمنة لم تعرؾ فٌها البشرٌة العلم التجرٌبً بعد كآلٌة للوصول للمعرفة فكل ما كان هناك هو تؤثر بالظواهر الخارجٌة التً لم ٌفسرها االنسان سوى بوجود كٌانات خارج عالمه تتحكم بها و كان ٌرى فً قدراتها خوارقا فوق بشرٌة فخلق االلهة فً فكره و راح ٌمجدها و ٌقدسها و ٌبنى لها المعابد فً كل الدٌانات و االسالم فً مجتمعاتنا نظرا لحداثته كونه دٌن جدٌد مقارنة بالدٌانات االخرى حاول تفسٌر الظواهر الطبٌعٌة بعٌن لٌست قاصرة كالدٌانات االخرى فالعلوم و المعارؾ كانت تطورت فً محٌط بٌبته و الحضارات التً تواصل معها
العرب و لكن االسالم كؽٌره من الدٌانات اكتفى باإلبالغ عن وجود حقٌقة مطلقة تمثل المعرفة المطلقة و لكنه احتكرها فً ذاته و جعلها منحصرة متخبطة فً الفكرة الدٌنٌة و ما تروجه هذه االخٌرة. تخٌلوا لو اكتفى االنسان بالمعرفة الدٌنٌة هل كنا لنصل للمعارؾ التً وصلنا الٌها الٌوم فالدٌن عادة ٌدعً انه ٌعلم كل شًء و فً حوزته كل المعرفة و اسرارها فهو ٌجٌبنا بشكل مباشر عن اكثر االسبلة التً تحٌر االنسان كمن نحن من اٌن جبنا لماذا نحن هنا ما هً الحقٌقة كٌؾ جاء الكون ما هً الحٌاة ما هو الموت الخ و بالتالً هو ٌقتل الفضول المعرفً و ٌوصلنا الى تلك الحالة من الهدوء الفكري الذي ٌضن صاحبها و ٌتوهم انه بات ٌعرؾ كل شًء و بٌده الحقٌقة المطلقة بفضل ذلك الدٌن و بالتالً ٌتوقؾ عن البحث و السإال و من ذلك نجده ٌحاول ان ٌوقؾ كل من ٌخوله فكره ان ٌفكر او ٌبحث خارج نطاق الدٌن و ذلك حتى ال ٌستٌقظ من احالمه الوردٌة و وهم الحقٌقة المطلقة فهو بدون ذلك الوهم سٌعود الى حقٌقته و حقٌقة انه ال ٌمتلك الحقٌقة. و من االخطاء الشابعة التً ٌسقط فٌها االنسان المتدٌن فً بحثه العلمً ال ٌجاد المعرفة هو انه ٌنطلق من مسلمة مفادها ان الدٌن صحٌح و ٌجعله الهدؾ من بحثه و لٌس الوصول الى المعرفة كؽاٌة و انما الوصول الثبات ان الدٌن صحٌح و هنا مشكلة كبٌرة حٌث ٌتخلى االنسان المتدٌن عن سبب وجوده كانسان و هو المعرفة و التفكٌر و ٌبدله بسبب اخر هو اثبات ان معرفته التً اكتسبها دٌنٌا هً الحقٌقة و ؼٌرها خاطا بالضرورة و ان صح فهو ٌعتبر عقل انسان قاصر على النص الدٌنً لذا فهو ٌفضل النص الدٌنً على اي معرفة ٌكتسبها االنسان بعقله خصوصا و ان تنافت مع نصه الدٌنً فهو كالطفل الصؽٌر الذي ٌعٌش فً احضان ام لٌست امه و بعد ان ٌتعلق بها ٌخبره شخص ما عن امه الحقٌقٌة فهو فً اؼلب االحوال سوؾ ٌرفض الفكرة و ٌبقى متشبثا باالم التً ٌشعر انها امه و ان لم تكن فهً الحقٌقة الوحٌدة التً ادركها فالدٌن ٌحث اتباعه على التفانً و االخالص له و لكل افكاره و ٌعتمد فً تروٌض اتباعه على بالعبادات كآلٌة للقهر و على الترؼٌب من جهة باالجر المتمثل فً الجنة و هً عالم بدون مشاكل بدون متاعب بدون امراض بدون موت بدون فضول ٌعنً النجاة من كل المخاوؾ و من جهى اخرى ٌعتمد على الترهٌب بالضؽط على الجرح المتمثل فً ضعؾ البشر و خوفهم من الظواهر الطبٌعٌة و على راسها النار فٌخفهم بنار تحرقهم الى االبد بدون نهاٌة ان هم تجرإوا على راي الدٌن بخصوص الحقٌقة و ان هم تمردوا على تلك االجابات السهلة التً ٌقدمها الدٌن. لذلك الدٌن ٌمكنه ان ٌكون جزءا من المعرفة فالمعرفة تتسع لما هو خارج الدٌن و افضل وسٌلة للوصول الٌها فً العصر الحدٌث هو العلم او بالتحدٌد المنهج التجرٌبً و هنا اقصد المعرفة العلمٌة و هناك معارؾ اخرى تتطلب مناهج اخرى و المنهج الدٌنً ٌنفع للوصول للمعرفة الدٌنٌة و لكن ٌجب على االنسان ان ال ٌترك دٌنه ٌستحوذ على فضوله بل علٌه دابما ان ٌتعلم اكثر و الدٌن الصحٌح هو الدٌن الذي ٌندمج مع الفضول و ٌتواكب معه و ال ٌجب ان ٌعمل الدٌن على طمس الفضول و تؽٌٌبه لذلك العدٌد من االجتهادات و التفسٌرات الدٌنٌة مثال فً االسالم تدعو للتفكٌر خارج الدٌن و جعل الدٌن محفز أللٌة التعلم و لو خارجه و هإالء هم المتنورون من رجال الدٌن بٌنما ٌسر االخرٌن على حبس الفكر و قتل الفضول المعرفً و اولبك هم تجار الدٌن و الكهنة.
العاطفة الدٌنٌة
ان محل الدٌن فً االنسان هو العاطفة و لكنه سرعان ما ٌطؽى على باقً الوظابؾ االخرى و منها العقلٌة فان كان تدٌنا سمحا كانت عقلٌة سمحى و ان كان تدٌنا عنٌفا كانت عقلٌة عنٌفة و لكنه ٌفقد القدرات االخرى ان هو سٌطر على الفكر فٌصبح فٌروسا ٌعطل مهمة العقل و ٌجعله منحصرا فٌه و هادفا له و هذا خطر على الوظٌفة االنسانٌة المتمثلة فً التفكٌر فالعاطفة الدٌنٌة من خالل الحدود التً ترسمها لعقل االنسان ٌجعلها معطلة لهذا االخٌر فالحدود ان رسمت للتفكٌر تجعله ٌدور فً حلقة مفرؼة و ٌحوم حول القدٌم دون ادنى سعً منه للتجدٌد فهً بذلك ال تكون سوى جدارا منٌعا ٌحول بٌن االنسان و تطوره المعرفً فتقتل فٌه ارادة المعرفة و تحرم علٌه الفضول الذي هو سمة االنسان االعلى و رمز تفوقه فالعاطفة الدٌنٌة تلزم قناعة معٌنة على المخدر بها ان المقدس ال ٌجوز دراسته بطرٌقة موضوعٌة وال ٌجوز نقده و تلزم على االنسان تقدٌم انفعاالت عصبٌة تجاه اي شخص ٌتجاوز تلك الحدود الوهمٌة التً تضعها العاطفة الدٌنٌة لالنسان و ٌا لٌتها كانت تلك الحدود محسورة فً مجالها الدٌنً فقط كان االمر لٌكون اهون و لكن المشكلة االكبر تكمن فً ترص د الدٌن لكل مٌادٌن عٌش االنسان و العاطفة الدٌنٌة تشمل كل الحٌز و المجال الذي ٌشمله الدٌن فٌصبح مناقشة اي موضوع اجتماعً او سٌاسً او قانونً او اخالقً ٌصطدم فً كل االحوال بالعاطفة الدٌنٌة و فً التارٌخ لعبت العاطفة الدٌنٌة دورا ربٌسٌا فً ارتكاب ابشع الجرابم فالعاطفة الدٌنٌة زٌادة على طمسها للعقل تطمس اٌضا جمٌع المشاعر االنسانٌة فهً تستطٌع ان تقنع معتنقها بشكل سهل على القتل باسمها حماٌة للمقدس فالمالٌٌن فً التارٌخ ماتوا على ٌدها فً كل الدٌانات و كانت فً الكثٌر من االحٌان سببا فً اضمحالل الحضرات و سقوطها من محاكم التفتٌش التً اقامتها الكنٌسة فً اسبانٌا ضد المسلمٌن و الٌهود هناك بعد سقوط االندلس الى مذبحة سٌفو ضد االشورٌٌن من طرؾ الدولة العثمانٌة الى مجازر االرمن الى مجازر اخرى ضد علماء و مفكرٌن و فالسفة باسم الدٌن الى عصر داعش الذي نعٌشه و امثلة اخرى ال نستثنً واحدة منها كانت كلها نتٌجة لتوؼل العاطفة الدٌنٌة فً عقل المجرم و استعمارها للجسد االجتماعً و تسلطها على ابجدٌات التفكٌر ان العاطفة الدٌنٌة اذا طؽت على الفرد تصٌب عقله بالعمى الفكري و تجعل منه خطرا على امن االفراد فً ذات المجتمع فاي فرد تستعمره العاطفة الدٌنٌة اٌا كان الدٌن الذي تنطلق منه ٌصبح مشروعا الرهابً و مجرم ان لم ٌصبح ارهابٌا و مجرما مباشرة فالعاطفة الدٌنٌة فخ اذا وقع فٌه عقل االنسان صعب جدا ان ٌنقذ منه فالمتعصب للعاطفة الدٌنٌة عادة ال ٌعرؾ انه مصاب بها بل ٌضن انه فً كامل قدارته العقلٌة فً حٌن ان وعٌه مؽٌب تماما و قد استبدل عقله بتلك العاطفة
فً الحرٌة الفكرٌة
الفكر ،الفكر المعارض و الفكر المضاد االنسان ٌرتقً عن اصله الحٌوانً فً نقطة الخٌال االبداعً و وحدها الفكرة ما تجعله ذكٌا و فقدانها هً فقدان الوظٌفة البشرٌة االسمى فبتطور االفكار تتطور الحٌاة االنسانٌة و تحل مشاكلها و بتطورها كذلك ٌستطٌع االنسان التعامل مع محٌطه بشكل افضل و الفكرة كؽٌرها من المصطلحات التً ٌجٌدها فعال و عملٌا و فعلٌا االنسان فهً مرتبطة بشكل اكثر مع ما ٌسمى ؼرٌزة حب البقاء فالفكرة هً خطة بسٌطة لالنسان تجعله ٌقاوم فكرة الموت او ٌجعلها اكثر جماال او اقل بشاعة بشتى الطرق و هو ٌفعل هذا ال ارادٌا و باسلوب ؼٌر هادؾ فعندما مثال ٌخترع االنسان الهاتؾ فهو فعال كوسٌلة اتصال و لكن فً نفس الوقت ٌوجد هدؾ ؼرٌزي خفً هو االطمبنان على الذات فً حالة مكروه ما فضمان سرعة االتصال لطلب النجدة و كذلك تسهٌال لمتطلبات الحٌاة و كذلك لالطمبنان على االحباب و العابلة و االصدقاء و كما ٌقال الحاجة ام االختراع و فٌما تكمن الحاجة ان لم تكن الحاجة هً جزء من حٌاة االنسان و بالتالً مقاومة الموت اذا الفكرة هً السالح البشري االقوى. و ٌعد الفكر منبع الفكرة و مصدرها و الفكر هو وظٌفة عقلٌة مخٌة بشرٌة بحتة تقوم على تركٌب المعارؾ للخروج بخطة جدٌدة لحاجة ما لسبب ما و لهدؾ ما و الفكر هو الذي ٌصنع انسانٌة الكابن البشري و وحده ما ٌصنع الفارق بٌن البشر و الفكر هو منبع االختٌار كذلك و هو الذي ٌرسم احداث المستقبل كما رسم احداث الماضً كذلك فعندما تدرس انسانا ما فسٌمكنك ان تتنبا باختٌاراته المستقبلٌة و بالتالً التنبإ بمستقبله و هنا تكمن شخصٌة االنسان فً فكره الفكر هو والد االفكار و لكن هو كذلك جعبة لالفكار بمعنى ان الفكر لٌس فقط خٌاال و انما اٌضا ذاكرة و هنا ٌنقسم البشر الى قسمٌن اصحاب الفكر الخالق و هم البشر اللذٌن ٌمٌلون الى اختراع فكر خاص و ٌمٌلون للخٌال اكثر شًء و هم ٌرٌدون و ٌفضلون ان ٌقدمو قٌمة مضافة للحٌاة البشرٌة و نجد منهم الفنانٌن الرسامٌن و الشعراء و االدباء الروابٌٌن و الموسٌقٌٌن و اٌضا الفالسفة و المفكرٌن و علماء العلوم الدقٌقة و االطباء و علماء النفس و اصحاب النظرٌات السٌاسٌة و االقتصادٌة و المسٌٌرٌن الناجحٌن و المخترعٌن فهم ال ٌقبلون بالحدود فً خٌالهم او فكارهم و ال مقدس لدٌهم سوى االبداع و المعرفة و هم االشخاص اللذٌن ٌتسمون بالذكاء اصحاب الفكر النقلً و هم تقرٌبا “العامة ” و نجدهم اكثر شًء فً البلدان المتخلفة او حٌث تكثر االمٌة و هم بشر ٌضعون حدودا لفكرهم ففكرهم اشبه بوعاء ٌصب فٌه فالعرب مثال ٌسعدهم ان ٌشبهو اي شخص ٌعبر عن راٌه و افكراه بالوعاء بقولهم ” كل وعاء بما فٌه ٌنضخ ” و هاته من ابشع التشبٌهات التً ٌقع فٌها االنسان و هو تشبٌه قدٌم حٌث ان المعرفة فً الماضً لم تكن تجرٌبٌة كما هً الٌوم بل كانت سماعٌة و منقولة و هنا نجد ” فقهاء الدٌانات ككل و اتباع العادات و التقالٌد و ؼٌرهم وفً ؼالب االحٌان هم الناس اللذٌن ٌتسمون بالؽباء و هنا نستنتج نقطة هامة ان اصحاب الفكر المنقول هم اتباع اصحاب الفكر الخالق و لكن بدون تجدٌد و كما نعلم ان الفكر لبد ان ٌكون له فكر معارض فاالختالؾ صفة بشرٌة فالفكر المعارض 9هو فكر خالق كذلك لدٌه كل الحق فً الوجود و هو فكر طبٌعً و هو نتٌجة حتمٌة للفكر فهو فكر اجابً نافع. الفكر المضاد 9فهو الفكر النقلً الذي ٌعارض الفكر الخالق هو فكر سلبً ال ٌكتفً بمنع الفكر على تفسه بل ٌحاول جاهدا منعه ؼلى االخرٌن لذا على الكل رفضه و طمسه بكل قوة النه فً حالة نجاحة سٌهدد الفكرة و بالتالً ٌهدد البقاء البشري.
الحركٌة الفكرٌة و الجمود اإلٌمانً
ان االنسان بطبعه ٌفكر فهذه االلٌة هً التً تجعل االنسان ٌصل إلنسانٌته و ٌرتقً على الحٌوان و الفضول هو المحرك االول للسإال الذي ٌإدي الى اجابات محٌرة اكثر من اسبلتها قد تإدي الى الشك الذي بدوره ٌقود االنسان بالضرورة نحو التفكٌر و ان التفكٌر لهو االداة و الوسٌلة االمثل إلٌجاد االجوبة اذا ما ربطت بالمنهاجٌة الصحٌحة و المعارؾ الشاملة و ان فكر االنسان فهو ٌقوم بالوظٌفة البشرٌة و كم هو االنسان فً حاجة ماسة للتفكٌر فهذه الحركٌة الدابمة فً عقله و وجدانه تجعله ٌكتسب معارفا و مهارات جدٌدة تحسن من حٌاته و ظروفها على عدة اصعدة كل ٌوم. ان الحركٌة الفكرٌة فً المجتمع هً ذلك الصراع الفكري االٌجابً الذي ٌحتكم لمعاٌٌر علمٌة ٌنتج عنه توافق فكري فً النهاٌة او جدال اخر و صراع اخر ٌبقى على نفس الوتٌرة االٌجابٌة فً ذات المجتمع فان كان التفكٌر فً الحالة الفردٌة هو ح وار داخلً بٌن االنسان و نفسه فان التفكٌر فً المجتمع هو حوار داخلً بٌن افراد المجتمع فال باس ان ٌتعارض االفراد فً قلب المجتمع الواحد على افكار معٌنة او على كل االفكار فهذا الخالؾ اذا ما ادٌر بشكل جٌد من وسابل االعالم و السلطة العامة بما ٌكفل الحق العام فً االستنتاج فانه سٌفٌد المجتمع ولن ٌضره بٌنما ستإدي الدوؼمابٌة و تكرٌس االحتفال و الضؽٌنة بٌن المتحاورٌن الى التطرؾ و االنزالق فً االنقسام. و لعل اهم معوقات الحركٌة الفكرٌة فً المجتمع هً الدوؼمابٌة الدٌنٌة و الجمود االٌمانً فترسخ بعض المفاهٌم و اكتسابها القدا سة فً مجتمع ما ٌجعل من مهمة نقدها او معالجتها و تطورها مهمة صعبة جدا فالجمود االٌمانً سواءا كان دٌنٌا او اٌ دٌولوجٌا معٌنا ٌرفض الراي االخر فهو ٌعتبر الفكرة المقدسة ؼٌر قابلة للتجدٌد و ٌحاول فرض جموده على افراد المجتمع و افكارهم فالمجتمعات المصابة بهذا الداء تجعل من نفسها حارسة للجمود االٌمانً الذي ٌإدي الى الركود الفكري فتضٌق الخناق على المفكرٌن و المبدعٌن و الفنانٌن و الفالسفة و الباحثٌن و الناقدٌن و العلماء مما ٌجعل الٌة الوصول للمعرفة متوقفة بشكل كلً و التقدم الفكري فً المجتمع بطٌبا جدا او منعدما تماما حسب حجم الركود الموجود. فالفكرة اذا ما قدست او وضعت فوق مجال النقد و الدراسة تصبح وحشا كاسرا و سالحا فتاكا ٌحسر االمم و المجتمعات فٌه فتجعل من افراده روبوتات تعٌد و تنفذ ما تامر من طرؾ تلك الفكرة التً تبدو انها موروثة من جٌل الى جٌل بطرٌقة متواصلة جعلت المجتمع ٌكتسب ادمان عادتها و ال ٌستطٌع التخلص منها او على االقل التخلص من طؽٌانها. و المجتمعات المصابة بالجمود االٌمانً و هنا ال اقصد الدٌن بالضرورة بل اي اٌدٌولوجٌة كانت او فكرة من تحت اي منظور ترى فً الحركٌة الفكرٌة خطرا ٌهدد سالمة المجتمع الذي ٌدخل اصال فً حالة انكار لذاته و ٌجعل من تلك الفكرة السبب و الؽاٌة من وجوده اٌضا فٌتبدد المجتمع مع الوقت و ٌنصهر مع المجتمعات المشابهة و المقدسة لنفس الفكرة مما ٌزٌد الخناق على المفكرٌن فً ذات المجتمع و ان التعصب لها و جعلها فوق االنسان و كرامته و حقوقه و حرٌته لهو امر خطٌر فهً ال تصبح فقط تهدد التقدم الفكري فً المجتمع بل تصبح اداة فً ٌد المجتمع للقهر و التسلط بما ٌهدد حٌاة االفراد و مدى مشاركتهم فً الحٌاة العامة.
اهمٌة الحرٌة الفكرٌة فً بناء المجتمعات عندما تعقم المجتمعات عن والدة افراد متمردٌن على قٌمها و افكارها الثابتة تصاب بانتكاسة عظٌمة فً عقلها االجتماعً و تصاب بركود خطٌر ٌهدد سالمتها فعندما ال تكون هناك حركة فكرٌة فً المجتمع ٌصاب هذا االخٌر بالعفن فالمتمردون عادة على االفكار المؽلقة و التً ٌرونها بفعل عقلً بحت ٌصوبون االتجاه الذي ٌسٌر فٌه المجتمع بما ٌوافق ا لزمن فاذا تركت المجتمعات على حالها دون تصوٌب متمرد تنؽلق فً حٌزها المكانً و تصبح متقوقعة على ذاتها و على زمان انطالقة وجودها المعنوي االول و بالتالً تتخلؾ. و ان االفراد المتمردٌن على االفكار هم أولبك المفكرون العظماء اللذٌن ٌضحون بمدى قبولهم فً المجتمع من اجل تؽٌٌر الواقع السًء فالمجتمعات المؽلقة عادة ترفض ابنابها المتمردٌن حٌث تعتبرهم تهدٌدا لبقابها فالمجتمعات ترى فً افكارها و قٌمها و تقالٌدها المكتسبة تلك الرابطة التً اذا حلت حل معها وجود المجتمع فً حد ذاته بٌنما فً الحقٌقة هذا االمر ؼٌر صحٌح فتلك الرابطة التً هً عبارة عن مجموعة افكار و قٌم و تقالٌد موروثة قابلة للتؽٌٌر دون حل المجتمع بل بتؽٌٌر رابطته فقط و هذا هو االمر الذي ال تفقهه المجتمعات المؽلقة عادة بسبب اضمحالل قدراتها العقلٌة بشح الموارد الفكرٌة المجددة. و على المتمرد ان ٌقدم كل ما فً جعبته من افكار و ال ٌنتظر ان تتحقق كل افكاره دفعة واحدة بل علٌه ان ٌقدم قٌمة مضافة للوعً العام و بالتؤكٌد سٌحقق و لو خطوة صؽٌرة لالمام و مع تظافر جهود المفكرٌن تزداد الخطوات و تقترب اكثر من التؽٌٌر الشامل االٌجابً و علٌه ان ال ٌضع سقفا الفكاره او حتى مطالبه االجتماعٌة بل علٌه ان ٌدفع افراد المجتمع الى التفكٌر فً قضاٌا جدٌدة و ٌفتح لهم الباب لتساإالت جدٌدة لٌخرجهم من كنؾ القدٌم و االفكار البالٌة التً استخدمتها اجٌال متعاقبة و التً ادت استمرارٌة استعمالها الى تكون هالة من القداسة علٌها بسبب ادمان المجتمع علٌها و دخولها ف ً ثوب العادة فٌتقمصها الشعب و تصبح لصٌقة به ؼٌر قادر على التخلص منها سوى بوجود افراد مضحٌن و متمردٌن و وحدهم هإالء من ٌستطٌع انقاذ المجتمع منها. و الحرٌة الفكرٌة هً المناخ االكفل لبزوغ انوار المفكرٌن و سطوع مجدهم و هو المناخ الوحٌد الذي تنتقل فٌه االفكار ب سالسة فالحرٌة الفكرٌة تدل على تحضر المجتمع و وصول افراده لحالة من القناعة انه ال مفر من االفكار سوى االفكار و ان النقاش الحر المبنً على منهجٌة و قواعد سلٌمة وحده الكفٌل بترك عقل المجتمع ٌمٌز بٌن الصالح و الطالح و المجتمعات التً تسودها الحرٌة الفكرٌة تتملكها النزعة التجدٌدٌة بالضرورة بما ٌحافظ على هوٌتها عكس المجتمعات التً ال تقبل بالحرٌة الفكرٌة و التً تخافها تخلق نوعا من التمرد العنٌؾ بٌن افرادها ٌنتهً مع مرور الوقت بنسؾ الهوٌة و قلعها من الجذور. لذا فمن الخطورة بمكان ان تقٌد الحرٌة الفكرٌة و ٌضٌق على المفكرٌن اللذٌن هم عصب الحركٌة الفكرٌة االجتماعٌة فالمتمرد فً طبعه التمرد و لو اؼلق علٌه فً صندوق و ارمً فً جزٌرة مهجورة سٌبقى صوته دابما عالً و و هو ٌحاول الخروج من قلب الصندوق و ستصل افكاره بالضرورة الى المتمردٌن و الفضولٌٌن و المتسابلٌن و كل افراد المجتمع و مع زٌادة القمع سٌعلو الصوت اكثر و سٌمتد اثٌره لٌؽطً مساحات اكبر الن الفكرة ان قمعت سارت حدثا
ٌصعب حسره بٌنما المجتمعات الحرة التً تقبل بدور المفكر فً تحرٌك فضولها و افكارها فهً تسمح لنفسها لمناقشة مطولة لذات الفكرة قبل قبولها او رفضها باألسالٌب الدٌمقراطٌة و السلمٌة.
قداسة الكتب ام قداسة الحٌاة ان الكتب مهما كانت مقدسة فهً مجرد حبر على ورق مهما كانت نوعٌته و مهما كان شكل الخط جمٌال و مهما كانت االفكار التً تحملها تبقى الكتب كتبا فقط ال ٌمكننا ان نقارنها باإلنسان فالكثٌر من الناس ٌضنون ان الكتب المقدسة دٌنٌا هً كتب منزهة او كتب فوق حقوق االنسان و ٌحٌطونها بهالة من الخشٌة و الخوؾ و ٌعملون على حراستها و كؤنها كابنات حٌة ٌخشى علٌها من الموت فٌقتلون ألجلها و ٌدمرون ألجلها و ٌتعصبون ألجلها بٌنما هً ال تفعل شٌبا ألجلهم. ان قتل انسان او قمعه باي شكل من االشكال من اجل كتاب معٌن مهما كانت قداسته اشبه بقتل حً من اجل مٌت فالورق ال ٌشعر ال احساس له وال اعصاب لأللم فكل ما تحتوٌه الكتب عادة هً لؽة و مهما كانت منمقة او محسنة تبقى لؽة للتخاطب فقط و مهما كانت نسبة الصواب من االفكار التً تحملها تلك الكتب ال ٌمكننا باي شكل من االشكال ان نعتبرها افضل من االنسان فهذا االخٌر ٌشعر و له احساس و له اعصاب لأللم و مهما كانت ردة فعله تجاه كتاب فً ذات الكتاب تبقى ردة فعل بشرٌة ال ٌجوز حرمانه منها بالرؼم من انً ضد اهانة المقدسات و لكن مهما كان حجم ذلك التعبٌر النفسً الذي ٌعتبره البعض “اهانة ” ٌبقى الحوار االداة الوحٌدة لألقناع و ال ٌجوز ابدا اهانة انسان ألنه اهان كتاب فللكتاب مطابع تنتجه فان ضاع كتاب فتلك نسخ منه تعوضه اما االنسان ان زهقت حٌاته فال نسخة منه وال تعوٌض. و اذا احتكمنا دابما الى كلمة ” اهانة ” فنحن هنا سنؽرق فً االصطالحات المختلفة لذات الكلمة فالمصطلح ما ٌصطلح علٌه المجتمع و افراده فٌبقى لكل مجتمع تعرٌفه الخاص لكل كلمة فكلمة ” اهانة ” هً كلمة واسعة و كل فرد فً ذات المجتمع كٌؾ ٌشرحها و ما ٌعتبر منها فهناك مثال من ٌعتبر اهانة كتاب مقدس تعنً ” حرقه ” او ” رمٌه ” او تصوٌره فً وضعٌات ؼٌر اخالقٌة و هناك من ٌرى مجرد نقد الكتاب و افكاره اهانه و هناك من ٌرى ان “مجرد لمس الكتاب من ؼٌر المإمنٌن به” او ” ؼٌر المطهرٌن” اهانة اذن ال ٌوجد تعرٌؾ واضح لإلهانة مما ٌفتح المجال ألي شخص ان ٌحدد مفهومها حسب ضنه مما ٌشكل تهدٌد للمفكرٌن و الفالسفة و كذا المواطنٌن العادٌٌن الذٌن ٌشكون فً صحة “دٌن” ما او “مقدس” ما مما ٌؽذي االرهاب و التطرؾ و ٌزٌد الصراعات المذهبٌة مما ٌهدد سالمة االفراد فً المجتمع و سالمة عقلهم االجتماعً و مما ٌزمت العقد االجتماعً و ٌجعله متطرفا. لذا فمن الو اجب فً اي مجتمع ٌسعى للتقدم العقلً و الفكري ان ٌنزع هالة القداسة عن الكتب و ان ٌسع مجهر النقد فٌه كل الكتب و االفكار فكل فكرة مهما كانت مقدسة عند مجتمع ما ٌجب ان تكون محل دراسة جدٌة و موضوعٌة و ٌجب مصارحة المجتمع بنتابج الدراسة و لو لن ترضٌه و ان اي تعبٌر كان من اي انسان حول فكرة معٌنة دون مساس بحٌاة و سالمة االخرٌن فهو امر ٌجب ان ٌكون مفتوحا على ابواب الحوار ال على ابواب العقاب فال ٌعقل ان ٌعاقب االنسان لرفضه كتاب او افكاره و عبر عن هذا الرفض و الكتب ال شخصٌة له الكتاب لؽة و اوراق فقط.
الحرٌات الفردٌة و دورها فً انشاء الدٌمقراطٌة عندما نشؤة فكرة الدٌمقراطٌة فً الحضارة االؼرٌقٌة بمعنى حكم الشعب جاءت مناقضة للواقع هناك حٌث كان الحكم للنخب وحدها او ما ٌعرؾ باألرستقراطٌة حٌث حرمت النساء من ادالء صوتهن و كذلك العبٌد و االهالً و ؼٌرهم و بقً هذا المفهوم القدٌم لفكرة الدٌمقراطٌة مكتسحا على مر قرون فمنذ القرن الخامس قبل المٌالد الى القرن العشرٌن حٌث كانت تناضل المرأة من اجل حقها فً االنتخاب و كذلك اصحاب البشرة السوداء فً افرٌقٌا الجنوبٌة و الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة و االهالً من سكان الدول المستعمرة و بقً الى ٌومنا هذا فً بعض دول العالم خاصة فً بعض الدول االسالمٌة و بالتخصٌص دول الخلٌج العربً حٌث مازالت ٌحرم سواد الشعب من حرٌة الراي. و مزال النضال مفتوحا لكل الفبات فً المجتمع من االقل اضطهادا كالمرأة او االكثر كذوي االحتٌاجات الخاصة الى االكثر اضطهادا باسم المقدس من الملحدٌن و المثلٌٌن من اجل حرٌة الراي و التعبٌر و حرٌة المسإولٌة الفردٌة حٌث كل فرد مسإول على تصرفاته و كل شخص حر فً ما ٌفعل على ان ال ٌضر نفسه او البٌبة و المحٌط الذي ٌحٌطه و ٌبقى االنسان و كرامته هً عنوان كل حرٌة فردٌة ٌطالب بها الشرفاء و االبطال فلٌس من المعقول ان ٌقٌد انسان باسم االفكار و القناعات التً ٌإمن بها انسان اخر او ان ٌنزع حق من انسان الن انسان اخر ٌضن ان ذلك االنسان ال ٌحق له ذلك الحق فمن حق المإمن ان ٌصلً و لكن لٌس من حقه ان ٌفرض الصالة على من ال ٌرٌد ذلك كل انسان له الحق فً رإٌة االشٌاء بمنظوره على ان ال ٌجعل ذلك المنظور امرا واقعا و ان ٌعمل على فرض رإٌته باي شكل من االشكال فاإلٌمان حق و لكن الكفر اٌضا حق و ال ٌمكن ان ٌكون اضطهاد االخر المختلؾ جزءا من حقوق االؼلبٌة. و ان فكرة الدٌمقراطٌة كانت و لتزال تتطور كل ٌوم و طبعا الحرٌات الفردٌة هً وقود هذا التطور فعكس ما ٌروج له فً الدول العربٌة مثال حٌث ٌضن اؼلب الناس و حتى اؼلب النخب ان الدٌمقراطٌة لعبة فهً لٌست كذلك بل هً اسلوب حٌاة حٌث ال تضؽط االؼلبٌة على االقلٌة باسم االؼلبٌة وال تقهرها و حٌث القانون ال ٌنظر للمواطنٌن بطابفٌة او بؽالبٌة و اقلٌة بل ٌنظر لألفراد بمنطلق مواطنٌن و فقط و ٌعاملهم بدون تمٌٌز ٌعود سببه للمولد او الجنس او العرق او لون البشرة او الفكر او الراي او الدٌن او المذهب او المعتقد او المٌول الجنسً ففكرة الدٌمقراطٌة مازالت فً وعً الدوؼمابٌٌن و الدٌنٌن انها حصان طروادة الذي ٌستولون به على الحكم لٌمارسوا قهرهم على باقً فبات الشعب و خاصة المختلفٌن منهم و المبدعٌن و المفكرٌن و الذٌن ٌخالفونهم الراي. و ان حرٌة الفرد هً اساس اي دٌمقراطٌة ففً الدٌمقراطٌة الفرد هو من ٌدلً بصوته و لٌس الجماعة فعند دخول الفرد الى قاعة االنتخابات فهو ٌدلً بصوته بكامل حرٌته و بمسإولٌة فكٌؾ اذن ٌمكنه ان ٌقوم بهذه العملٌة الدٌمقراطٌة ان لم ٌكن حرا فً كل المجاالت حٌاته و كٌؾ له ان ٌكون مسإوال ان لم ٌكن وعٌه و فكره حرٌن ان الدٌمقراطٌة تفترض وجود فرد واعً بها و ٌحترم اساسٌاتها و ٌحترم حرٌة التعبٌر و تتطلب وجوده بصفة واعٌة و مسإولة لكً ٌستطٌع االختٌار بحرٌة. لذا فالحرٌات الفردٌة الفكرٌة و الدٌنٌة و العقابدٌة و الجنسٌة و حرٌة الراي و حرٌة الذوق و حرٌة اللباس و حرٌة التحرك هً اساس الدٌمقراطٌة الحقٌقٌة فالفرد الحر ال ٌعانً ضؽوطات نفسٌة فً حٌاته مما ٌخوله ان ٌقدم راٌه
بحرٌة و مسإولٌة و قناعة تامة دون تعرضه لؽسٌل مخ باسم اي اٌدٌولوجٌة معٌنة مهما كانت مقدسة فً نظره او فً نظر من ٌقوم بذلك و الهدؾ الربٌسً من الدٌمقراطٌة فً الحقٌقة لٌس جعل االؼلبٌة تحكم بل جعلها تحترم االقلٌة و تحمٌها و تعطً للفرد مكانته الحقٌقٌة لبناء المجتمع.
فً المجتمع
المجتمع الدٌكتاتوري المجتمعات المؽلقة تلك المجتمعات المحسورة التً تحبس نفسها فً نفسها و تخاؾ نور الشمس تلك المجتمعات التً تخاؾ من العلم تخاؾ من الحقٌقة تلك المجتمعات التً اصبحت تخٌؾ افرادها و المجتمعات االخرى تلك هً المجتمعات التً ٌجب ان نشذ عنها ففً مجتمع كتلك ٌخشى فٌه فتح الكتب العلمٌة الموضوعٌة و الفكرٌة او الدخول فً نقاش صرٌح حول مسلماته و مقدساته ال ٌجب ابدا ان نتعامل معه على انه مجتمع سوي بل هو مجتمع مرٌض ال ٌستطٌع ان ٌتعامل مع اعضابه باحترام فهو ٌفقد ثقته فً نفسه و ٌرى فً االختالؾ تهدٌدا لبقابه و هذا ٌدل على نقص كبٌر فً قدراته العقلٌة و فً ذكابه االجتماعً “تلك هً المجتمعات التً تعشق التخلؾ حتى النخاع و ترى فً الجهل علما و فً العلم جهال فببس لها من مجتمعات”. و ان المجتمع اذا اصبح ٌقدس االؼلبٌة و ٌحتقر االقلٌة او ٌقدس الراي الؽالب و ٌذم الراي النادر و ٌتبع التٌار االقوى و ٌسحق االخر الذي ٌبدو ضعٌفا فانه ٌصبح مجتمعا دٌكتاتورٌا ال ٌقبل االخر ٌجعل من االؼلبٌة اداة لقهر االقلٌة و ٌحاول جاهدا محو االختالؾ بالمشابهة العمٌاء و تقمص الشخصٌة العامة و محاولة طمس الراي الصرٌح و معاقبة المختلؾ عن الجماعة دون ادنى احترام للطبٌعة االنسانٌة التً تقتضً االختالؾ. فهذا المجتمع ٌخلق بقوة االؼلبٌة نظاما اجتماعٌا دٌكتاتورٌا عنصرٌا ٌقٌد الحرٌات الفردٌة و الفكرٌة تحت عدة مسمٌات و ذر ابع كالحفاظ على الهوٌة او الحفاظ على الدٌن و فً النهاٌة كل تلك الذرابع هً عبارة عن اعذار واهٌة لتبرٌر تسلطه فالمجتمع الذي تحكمه االؼلبٌة بشكل تسلطً و لو كان بطرٌقة دٌمقراطٌة مستؽلٌن فٌه هاته االخٌرة لقهر االقلٌات او المختلفٌن ٌخلق شخصٌة موحدة فان نطق الفرد فٌه ٌنطق باسم الجماعة فهو ال ٌستطٌع ان ٌفكر بنفسه و انما ٌحتكم للراي العام الؽالب فً صناعة افكاره و بالتالً ال شخصٌة للفرد بل هً تذوب فً المجتمع. و فً اؼلب االحٌان المجتمعات الدٌكتاتورٌة تهٌن علمابها و مفكرٌها و فالسفتها و مثقفٌها بٌنما تكرم رجال الدٌن و تسمٌهم عادة ب ” االصالحٌٌن ” بسبب افكارهم المحافظة التً تصب عادة فٌما ٌرٌد سماعه المجتمع من اطراء و ؼزل فً افكاره المتسلطة و العنصرٌة بٌنما تسمً عادة تلك المجتمعات االفراد المفكرٌن و المجددٌن بالخونة لشذوذهم عن المجتمع و تبٌنهم الفكار اكثر تقدمٌة و لقدرتهم على نقد الدٌكتاتور (المجتمع ) بحرٌة دون خوؾ منه. فللمجتمع الدٌكتاتوري ادوات لممارسة قمعه على االفراد و على راسها ” الدٌن ” حٌث ٌعتبر هذا االخٌر عادة العصا التً ٌضرب بها النظام االجتماعً الدٌكتاتوري افراد المجتمع لتروٌضهم و ابقابهم داخل الحضٌرة و إلخضاعهم لمبادى ء القطٌع و افشال اي فرصة او محاولة لتكرٌس القطٌعة بٌن الفرد و العقلٌة المجتمعٌة الدٌكتاتورٌة فالدٌن عادة ٌكتسب القداسة فٌصبح االفراد مجرد حراس علٌه و ٌستطٌع رجال الدٌن بسهولة اقناع العامة بضرورة اضطهاد الفرد بتوجٌههم بتفاسٌر و تؤوٌل دٌنٌة او بؤفكار لها صلة بالدٌن لذلك فى ان االنظمة السٌاسٌة تستؽل رجال الدٌن إلخضاع المجتمع ألحكامها و تسهٌال لقمع المتمردٌن. و التخوٌؾ هو االداة االكثر استخداما لدى اي دٌكتاتور فً العالم و ما بالك ان كان هذا الدٌكتاتور مجتمعا بكل افراده حٌث ٌستعمل هذا المجتمع كل انواع االضطهاد للحٌلولة دون بروز اصوات مقاومة له فهذا المجتمع ٌمارس
التعذٌب النفسً على افراده و ٌقتل فٌهم التفكٌر و ٌحاصر فٌه العقل الفردي و الجمعً و ٌستؽل الفراغ الذي ٌحدثه فٌه من اجل برمجته و ؼسل مخه فٌصبح مجرد الة تطبق ما تإمر به من افكار فقط و لو على حساب مصلحته. و المجتمع الدٌكتاتوري ٌعمل عادة على تطوٌق ادوات االعالم و جعلها تهدؾ الى نفس الفكرة الجامعة الؽالبة فٌمنع الكتاب من االدالء بؤصواتهم و الروابٌٌن من انتاج خٌالهم و ٌحد من ابداع الفنانٌن و اختراع العلماء و اكتشاؾ الباحثٌن و تحلٌل الفالسفة و تفكٌر المفكرٌن وكذلك ٌمنع كل ادوات النقد الموضوعٌة لالفكار و ٌكرس العنؾ الجماعً و ٌستدرج المثقفٌن و ٌؽرٌهم بكل انواع االؼراء لكً ٌجعلهم ابواق لنشر نفس االفكار. قد نجد فً مجتمع ما دٌكتاتورٌة اجتماعٌة توازٌها دٌكتاتورٌة سٌاسٌة احٌانا الدٌكتاتورٌتٌن ال ٌحمالن نفس االفكار و لكن فً ؼالب االحٌان ٌستخدم بعضهم بعضا إلخضاع المجتمع اكثر فكالهما ٌستفٌد من وجود االخر بطرٌقة ما و ان كل اشكال المعارضة التً ٌبدٌها احدهما لألخر هً معارضة دٌكتاتوري لدٌكتاتوري لن ٌنتج عنها سوى دٌكتاتورٌة جدٌدة على انقاض دٌكتاتورٌة قدٌمة. ان واجهت فً حٌاتك اي مجتمع دٌكتاتوري فاعلم ان المقاومة واجبة ال ٌجب ابدا للفرد ان ٌخضع للمعٌار العام ان كان هذا المعٌار ؼٌر صحً و حتى ان كان صحٌا فعلى الفرد ان ٌكون دابما حرا على ان ال ٌإذي ؼٌره و ان االسلوب الوحٌدة للمقاومة هو خلق االختالؾ و الدفاع عن الحرٌات الفردٌة و الفكرٌة فً المجتمع حٌث ٌجب على الدٌكتاتورٌة ان تسقط مهما كانت اجتماعٌة او سٌاسٌة او فكرٌة.
العقل الجمعً ذكاء المجتمع وتفعٌله ان لالفراد ارادة و ادراك و احساس تتفاعل فٌما بٌنها لٌتولد لنا ” العقل ” فنقول عن ذلك االنسان عاقل بمعنى لدٌه ادراك منطقً و ارادة حرة و مستقلة و احساس متزن و هذه الثالثٌة ان وجدت تقدم لنا فردا مسإوال و نافعا و ان المجتمع فً حقٌقة االمر هو جماعة بشرٌة اي مجموعة من االفراد تتفق على مجموعة من المفاهٌم و المصطلحات و تعٌش فً رقعة جؽرافٌة واحدة و ان تلك المفاهٌم و االصطالحات قابلة للتطور و التؽٌٌر حسب ما ٌقتضٌه الزمن و حسب ما تقتضٌه اٌضا الحاجة و و نقول عن مجتمع ما انه عاقل اي لدٌه ارادة حرة و و ادراك منطقً و احساس متزن و هذا ال ٌتحقق اال بوجود اؼلبٌة عاقلة فً ذات المجتمع و هذا ما ٌسمى بالعقل الجماعً او عقل المجتمع و اركانه. االدراك المنطقً9 على االفراد فً قلب المجتمع ان ٌحملوا فً عقولهم االدراك المنطقً حتى ٌتم تحقٌقه فً عقل المجتمع و ٌقصد به ذلك االدارك الفكري و العقلً و القدرة على التمٌٌز بٌن الخطء و الصواب و بٌن الواقع و الخٌال و بٌن الحقٌقة و وهمها و بٌن الخٌر و الشر حٌث ٌ ستوجب على افراد المجتمع االبتعاد عن المٌثافٌزٌقا فً تحلٌل العلوم الطبٌعٌة و التعامل مع الطبٌعة بعٌن مكتشفة و لٌس بعٌن دٌنٌة فتفسٌر الظواهر الطبٌعٌة لٌس من مهمة االلهة بل من مهمة البشر كونهم هم من ٌتعاملون مع الطبٌعة و لٌس الهتهم التً ٌعبدونها او ٌقدسونها بشكل معٌن و لكً ٌكتسب العقل الجماعً هذا النوع من االدراك لبد له من عدة عوامل مساعدة منها السلطة العامة فً المجتمع التً علٌها ان تسٌر القاطرة االجتماعٌة نحو ذلك الهدؾ عن طرٌق تسخٌر االدوات المناسبة المادٌة و المعنوٌة و كذلك من مهمة النخب فً المجتمع تحقٌق هذا االدراك فهً بمثابة الخالٌا العقلٌة التً ٌعمل من خاللها و على هذا االدراك المنطقً ان ٌسع كل مجاالت الحٌاة من سٌاسة و اجتماع و قانون و ؼٌرها. االرادة الحرة9 و ٌقصد بها استقاللٌة التفكٌر لدى المجتمع و عدم انؽالقه المكانً او الزمانً و عدم تقٌٌده بتؤثٌرات خارجٌة او دٌنٌة فعلى المجتمع ان ٌعبر عن حاجٌاته و ما ٌرٌده من االشكال التنظٌمٌة فً المجتمع عن حاجٌاته الحقٌقٌة و لٌس عن حاجٌات رجال الدٌن و الكهنة و المعابد فان راى المجتمع حاجة له تتعارض مع مقدس ما علٌه ان ٌقوم بها و لو على خالؾ المقدس و هذه هً االرادة الحرة للعقل الجمعً و ال تتحقق تلك االرادة اال بتحققها فً االفراد و فً وعٌهم. االحساس المتزن9 و ٌقصد به التفاعل الجماعً مع االحداث المختلفة بطرٌقة متزنة فجرٌمة قتل مثال مهما كان سببها على افراد المجتمع ان ٌتفقوا على احساس واحد صوبها و هو الحزن و اٌضا االستنكار و ان مهرجان ثقافً موسٌقً على المجتمع ان ٌتفق على احساس واحد صوبه هو الفرحة و ان تفاعل افراد المجتمع مع اي قضٌة كانت ٌجب ان ال ٌإخذ شكال دوؼمابً او قومً او دٌنً او اٌ دٌولوجً معٌن فالحب مثال خٌر و الكره شر و من خالل االدراك المنطقً لهذٌن
المفهومٌن ٌستوجب من ا لمجتمع ان ٌكرس الحب و ٌمقت الكره و هنا ٌعطٌنا اتزانا فً احساس المجتمع العام مما ٌساعده اٌضا فً اكتساب ادراك منطقً و ارادة حرة. و هذه االركان الثالثة مترابطة فٌما بٌنها تستوجب تحققها مع بعض لتتحقق كل واحدة على حدة فٌجب ان ٌكون للمجتمع ادراك منطقً لٌكون له ا رادة حرة و احساس متزن و كذلك ٌجب ان ٌكون لدٌه ارادة حرة لٌكون لدٌه ادراك منطقً و احساس متزن و ٌجب ان ٌكون له احساس متزن لكً ٌكون لدٌه ادراك منطقً و ارادة حرة لذى فالعقل الجمعً ٌكون ذكٌا بتفاعل هذه االركان الثالثة فٌما بٌنها بما ٌحقق للمجتمع تطورا مواكبا لعصره. و ان اهم ما ٌهم فً ذكاء العقل الجمعً هو اكتساب حس المسإولٌة فً المجتمع حٌث ان المجتمعات الذكٌة توجه النقد لذاتها عند ارتكاب االخطاء بٌنما المجتمعات الؽبٌة ال تتحمل مسإولٌة افعالها بل تلقٌها دابما على عاهل من تصنفهم ” اعداءا ” فال ٌصوب طرٌقها وال تصحح مفاهٌمها و تبقى تعانً فً كنؾ الركود االجتماعً لذا وجب القول ان عقل المجتمع متناسب مع عقل االفراد فٌه و بدون فرد مكتسب أللٌات الفكر و التفكٌر ال ٌمكننا ان نبنً مجتمع ذكً ابدا و العكس صحٌح.
التجدٌد فً مجتمعات التخلٌد ان المجتمع هو مإسسة تجمع عدة اعضاء ٌمثلون كل التٌارات و التوجهات من اؼلبٌة و اقلٌة قد تجمعهم الجؽرافٌا كما قد ٌجمعهم التارٌخ و لكن فوق كل هذا لكل فٌهم شخصٌته التً لبد ان تكون فاعلة و منتجة لالفكار الخالقة على اختالفها حتى ال ٌفقد الفرد قٌمته فاعضاء المجتمع ٌجب ان ٌقدموا فابدة ما لمإسستهم االجتماعٌة اال ان كانوا فاقدٌن لالهلٌة بفعل قصور عقلً او مرض معٌن و هم بذلك ؼٌر مجبرٌن اال ان استطاعوا القٌام بشًء ما من باب التطوع و ٌكون ملزما على كل االعضاء االخرٌن االنتاج الفكري بما ٌعوض به النقص و بما ٌحقق به االكتفاء الذاتً من االفكار و من االبداع و بما ٌحقق كذلك تطور المجتمع. و ان الروتٌن االجتماعً ٌخلق العجز فتخبط المجتمع فً بعض االفكار دون تجدٌد او تطوٌر مع الوقت ٌسبب تخدٌرا تاما للمجتمع و عجز كلً ٌمنعه التقدم فاألفكار الروتٌنٌة او تلك المسلمات لهً اشد خطرا على المجتمع من االسلحة النو وٌة فهً تجعل االفراد عاجزٌن عن تحقٌق التؽٌٌر ٌسكنون بقعة معٌنة فً تارٌخهم و ٌعٌشون فٌها الى االبد وال ٌستطٌ عون الخروج عنها و ٌسجنون انفسهم فً الماضً فٌصبح الحاضر حلما بعٌدا و المستقبل من المستحٌالت. فالمجتمعات التً تخلد ماضٌها لدرجة الهذٌان و لدرجة التقدٌس تكون فً اؼلبها مجتمعات ال حاضر لها تخاؾ من االقدام على الواقع خشٌة ان تفقد امجاد الماضً و سراب الخٌال الذي تصنعه رواٌات االجداد ٌجعلها مقٌدة محطمة فاؼلب تلك الرواٌات تكون من نسج الخٌال و البطولة المبالػ فٌها تحرق الواقع منها فال ٌبدو المجتمع الحاضر سوى فرعا ضعٌفا من ذلك االصل العظ ٌم مما ٌإثر على نفسٌة االفراد و ٌجعلهم ؼٌر قادرٌن على مواجهة الحقٌقة المرة و على محاولة التجدٌد فهذا االخٌر ٌبدو خطٌبة فً مجتمع ٌقدس المحافظة. التجدٌد هو ما ٌجعل المجتمع ٌواكب عصره و ما ٌجعله ٌستفٌد من القدرات العقلٌة الفراده و هذا الفعل هو هدؾ للمجتمع فً مناخ تحضره البٌبة االجتماعٌة ٌسمى الحرٌة الفكرٌة و تعززه الحرٌة الفردٌة فً تكرٌس هذا المناخ فالتجدٌد ٌعنً كسر الجمود و تحرٌر العقل و دفعه نحو االمام. و ان الصراع بٌن المحافظٌن و المجددٌن لهو حوار بناء اذا احترمت فٌه مقاٌٌس الحوار و لكن على الكفة ان ترجح دابما نحو المجددٌن و لو بقدر طفٌؾ بما ٌكفل التقدم و فً نفس الوقت تجنب التصادم فً المجتمع و ذلك الن اذا رجحت الكفة للمجددٌن فان المحافظٌن سٌحافظون على ما جدده المجددون و بٌنما المجددون سٌبحثون عن تجدٌد ما جددوه فً الماضً و هكذا تبقى الوتٌرة دابما مجددة و نحو التقدم بٌنما لو رجحت الكفة للمحافظٌن فانهم سٌخلقون محافظٌن اشد منهم ٌزٌدون من المحافظة فٌصبح المحافظون االوابل مجددون و هكذا تبقى الوتٌرة دابما نحو التحفظ اكثر فالتخلؾ اكثر. ان التجدٌد فً مجتمعات التخلٌد و القداسة لهو عملٌة شاقة ٌروح ضحٌتها أولبك المتمردون على القدٌم و ٌدفع ثمنها االؼبٌاء اللذٌن ٌرون التقدم فً العودة الى الوراء بٌنما الحقٌقة ان التجدٌد فعل حضاري عرفه البشر و سٌعرفونه
دابما فلو كانت العبرة بالمحافظة لما خرجنا ابدا من العصر الحجري كعصر اول فنحن كبشر نحتاج دابما له (اي التجدٌد ) من اجل التقدم و مساٌرة التطورات فً المجتمع البشري العام.
القابلٌة للتخلف المجتمعات تقتل نفسها بنفسها رد على الفٌلسوؾ مالك بن نبً رحمه هللا
لقد تحدث المفكر الجزابري الراحل مالك بن نبً فً كتابه “شروط النهضة ” عن “القابلٌة لالستعمار” و كانت الفكرة العامة للكتاب تتمحور حول اهمٌة الدٌن فً دفع الحضارة و كٌؾ ٌجب ان ٌكون للمجتمع ما هوٌته خارج سٌاق المستعمر و قدم الفكرة الدٌنٌة على انها رمز االستقاللٌة و الذاتٌة و ربط كل انواع التؤثر بؽٌر تلك الفكرة باالستعمار. فحسب فكرة مالك بن نبً فان اي مجتمع ٌطبق اسس الحضارة الؽربٌة او ٌقؾ متعلما منها هو بالضرورة مستعمر او ان ما نستورده من تلك الحضارات هو بالضرورة “استعمار” و هنا لؽط كبٌر و اٌضا دوؼمابٌة من نوع ما و هذا لٌس انتقاصا فً عظمة مفكر و ذكابه كمالك بن نبً و لكن هو ابداء لوجهة نظر تخالفه نوعا ما فً الرإٌة حٌث انطلق مالك بن نبً من فكرة تعدد الحضارات و هً فكرة بشرٌة قدٌمة و هً جزء من العصر البشري االول الذي تشهد البشرٌة الٌوم اخر فصوله فالبشرٌة الٌوم تنطلق نحو توحد الحضارات فً حضارة واحدة و ما العولمة الٌوم بشكل من االستعمار بل اصطفاء اجتماعً و بشري لكل انماط الحضارات المتعددة الٌوم التً تشهد اندماجا بٌنها و الحفاظ على افضلها فً اطار “تؤثر و تؤثٌر” فالمشكلة الوحٌدة هنا لٌست القابلٌة للتؤثر و انما عدم التؤثٌر حٌث ان المجتمعات اذا ما فقدت هذه الملكة االخٌرة فانها تصبح مكتسبة فقط دون ردة فعل و بالتالً تفقد هوٌتها و تفقد تؤثٌر حضارتها على الحضارات االخرى اذ ال حضارة ال تؤثٌر و ستاتً حضارة ما لتحل مكان الحضارة الموجود و هذا لٌس استعمار بل انقاذ ٌتم بعملٌة اندماجٌة للسًء فً الجٌد ولالسوء فً االفضل و لهذا اردت الٌوم الحدٌث عن القابلٌة للتخلؾ عوض القابلٌة لالستعمار. فالقابلٌة للتخلؾ هً ما ٌهم فً دراسة المجتمع فالتخلؾ عادة هو الذي ٌعطً مساحة من الفراغ الفكري تجعل انتاجات المجتمعات االخرى الفكرٌة تؽطً فٌه ذلك العجز فاألفكار هً االخرى تقتضً اكتفاءا ذاتٌا و منتوجا ٌوجه للتصدٌر و هكذا تكون عملٌة التؤثر متوازنة تجعل عملٌة االندماج فً الحضارة البشرٌة اندماجا متؤثرا و مإثرا فٌما ٌترك بصمة المجتمع فً هذا االصطفاء االجتماعً الذي قد ٌكون فعال واقعا بٌن مجتمعات متعددة و ٌكون فعال واقعا اٌضا فً المجتمع فً حد ذاته من افراد ٌحوزون على افكار مختلفة هم كذلك ٌإثرون و ٌتؤثرون فٌما بٌنهم و بذلك ٌكونون وعٌا عاما و ان حصر فكر االفراد فقط فً الفكرة الدٌنٌة او الراي الدٌنً ٌقوض هذه العملٌة و ٌجعل المجتمع فارؼا و الٌة االصطفاء فٌه متوقفة و بٌنما تتطور المجتمعات انطالقا من تلك العملٌة و ما تتعلمه منها من خبرات و معارؾ و استنتاجات عقلٌة و منطقٌة تبقى المجتمعات االخرى تتخبط فً جمود زمنً دون ان تدري تتؤثر بإنتاجات المجتمعات االولى فهً بالضرورة مجتمعات متخلفة و انتاجها ضبٌل جدا. و ان التقوقع على الذات ال ٌولد التقدم بل ٌفرض الدوؼمابٌة و ان الدٌكتاتورٌة االجتماعٌة هً الوسط المالبم لتكاثر المتطرفٌن من كل اشكالهم فهً تضؽط على االفراد و تصادر حرٌاتهم فتستوجب وجود ردة فعل ضد ذلك القهر و من هنا تدخل المجتمعات فً حالة صراع سلبً ال ٌنتج عنه سوى المزٌد من التخلؾ بٌنما كان المجتمع لٌستفٌد منه لو انه
ادٌر بشكل جٌد فً اطار مجتمع منفتح ٌنظر لحرٌة الفكر بنظرة انسانٌة و لٌس بنظرة دٌنٌة و لكن التقوقع على الفكرة الواحدة دٌنٌة كانت او ؼٌر دٌنٌة هو ما ٌسهل عملٌة التخلؾ و هو الصفة الربٌسٌة التً تتصؾ بها المجتمعات التً لها قابلٌة له فهو ٌجعل المجتمع ٌرفض االختالؾ و ٌقدس الفكرة الواحدة التً مع الوقت تصبح بالٌة و ال تستطٌع ان تواصل حٌث ٌفقد المجتمع القدرة على التجدٌد. و اقصد بالقابلٌة للتخلؾ هً تلك العوامل الذاتٌة المساعدة لتلك العملٌة فً مجتمع ما حٌث ما ان وجدت فً اي مجتمع اال و اردته متخلفا ال محالة و اردت ان ابدأ بالتقوقع قبل ان اعرؾ المصطلح لكونه السبب الربٌسً و الحاضن لكل مسببات التخلؾ االخرى و التً ٌؤتً على راسها االنؽالق الفكري حٌث تكون المجتمعات فٌها تحرم على نفسها المناقشات الحرة و تضع حدود لإلبداع و االفكار كما تإدي حسر المفاهٌم و المصطلحات كما تعرفها اٌدٌولوجٌتهم االجتماعٌة كالدٌن بالنسبة للمجتمعات الدٌنٌة فعادة وجود مصطلح واحد هذا ال ٌعنً ان له تعرٌفا واحدا و لكنه قابل لعدة تعرٌفات ٌعطٌها كل واحد حسب منظوره و لكن المجتمع الدٌنً ٌرفض اي مفهوم الي مصطلح من المصطلحات سوى ذلك المفهوم الدٌنً او الصادر عن حراس الدٌن و رجاله. و منها مصطلح االخالق حٌث االخالق لها عدة مفاهٌم و االجدر النظر الٌها من خالل الخٌر و الشر و لٌس من خالل الحالل و الحرام فحسر االخالق فً الدٌن ٌجعل االفراد مخنوقٌن و ؼٌر قادرٌن على التعبٌر الحر و ؼٌر قادرٌن على تقدٌم ارادة حرة فالدٌن هو وجهة نظر احادٌة احٌانا تختلؾ مع رإٌة الشخص لألشٌاء فاألخالق هً ان تفعل ما هو خٌر اما الدٌن فان تفعل ما تإمر و ان كنت ؼٌر قادر على استعابه او فهمه او حتى ان تصنفه فً خانة الخٌر فاستقاللٌة االصطالح و استقاللٌة الفهم هً نوع من المسإولٌة الشخصٌة و حرمان الفرد منها ٌجعله فردا متخلفا. و عادة ٌخٌط الرجال االخالق لتلبسها المرأة فاألخالق فً المجتمعات الذكورٌة هً اداة لقهر المرأة و افراد المجتمع المختلفون و ان اي مجتمع تقهر فٌه المرأة اال و كان مجتمعا متؤخرا فالمرأة هً االم التً تنتج الفرد و قهرها ٌولد لدٌنا جٌل بؤكمله و اجٌال ان دام االمر من المتخلفٌن اللذٌن ال ٌنظرون للمرأة على انها عضو فً المجتمع بل ٌنظرون لها على انها اداة جنسٌة بحتة ثانوٌة ال اهمٌة لها فً بناء المجتمع و ٌبقى بذلك نصؾ المجتمع بدون اي انتاجٌة فكرٌة و النصؾ االخر ٌبقى فً حراسة هذا النصؾ حتى ال ٌنتج و هو بدوره ٌكتفً بالحراسة عوض االنتاج. و من الصفات الواضحة التً تدل على قابلٌة مجتمع ما للتخلؾ قهر االقلٌات فاألقلٌات فً المجتمعات الصالحة تحترم و توقر حٌث انها معٌار لمدى تحضر مجتمع ما و حٌثما ٌكون هناك اقلٌات تعٌش بكرامة تكون هناك مجتمعات متحضرة فالمجتمع المتحضر ٌعً جٌدا ان اقلٌاته جزء هام منه علٌه ان ٌرعاها و ان ٌحترمها و ٌحترم خصوصٌاتها و ٌوضع القانون مجردا و عاما على كل االفراد و من اجل كل االفراد بدون تمٌٌز اما فً المجتمعات التً لها قابلٌة للتخلؾ ٌرى فً االقلٌات على انها فً هامش المواطنة فتوضع فً هامش الوطن و تجرد من حقها فً التعبٌر و حقها فً البروز فٌحاول المجتمع على قدر المستطاع طمسها و تحت وصؾ االقلٌات نجد االقلٌات الدٌنٌة و االقلٌات الفكرٌة و االقلٌات الجنسٌة و االقلٌات العرقٌة و االقلٌات اللؽوٌة. ان القابلٌة للتخلؾ فً مجتمع ما تجعل منه مجتمعا راكدا جامدا و متزمتا ٌخاؾ من الراي االخر و ٌخاؾ من كل ما هو مختلؾ و ٌقدس فكرته و نظرته للحٌاة و ٌعاقب كل فرد ٌخرج عن تلك النظرة و تقدٌس ذات الفكرة ٌعنً
بالضرورة طمس كل االفكار مما ٌجعل من عملٌة االنتاج الفكري متوقفة بشكل تام فٌصبح المجتمع ؼٌر فاعال فً االصطفاء االجتماعً و االصطفاء الحضاري فً العالم كما ان المجتمعات التً تكون لها قابلٌة للتخلؾ ٌنعدم فٌها الحوار و ٌرفض فٌها االبداع و ٌعاقب فٌها االختالؾ و تكون فٌه العنصرٌة فضٌلة و قهر المرأة واجبا شرعٌا كما ٌرفض المجتمع ذاك مشاركة افراده على نطاق واسع و ٌعتبرهم افرادا قصرا فٌنعدم حس المسإولٌة لدى االفراد فٌصبحون ؼٌر قادرٌن على الشعور بها فتنطفا شمعة التقدم فً المجتمع مما ٌجعله فً حقٌقة االمر فً قابلٌة لالستعمار.
بارانوٌا انا و مٌغالومانٌا المجتمع
ٌصفعك المجتمع كل مرة على خدك االٌمن و ٌنتظر منك ان تسعر له خدك االٌسر ٌحاول تقٌٌدك بكل وقاحة و ٌنتظر منك ان تستسلم له بكل ادب ال ٌناقشك البتة ٌعتبرك مجرد مشروع فرد فاشل ٌحاول الؽابك او وضعك على الهامش كً ال تحدث شرخا فً ترسباته الفكرٌة المقدسة المحنطة البعٌدة عن النقد المحاطة بالتبجٌل. انه بالفعل مجتمع سخٌؾ قد ٌرى فً الفرد مجرما ألنه ٌبدو ضحٌة و قد ٌري فً المجرم ضحٌة ألنه ٌبدو متسلطا باسمه مرتاب هو ذلك المجتمع المكبوت المؽلوب على امره القابع فً كهوؾ السحر و الشعوذة الذي ٌرفض العلم و ٌرفض ان ترٌه المرأة بشاعته انه اشبه بتلك المرأة البشعة التً ترفض ان ترى وجهها فً المرأة لكً تقنع نفسها دابما انها االجمل. احدثكم عن مجتمعً المصاب بجنون العظمة و لٌس لشًء سوى ألنه ال ٌستطٌع ان ٌكون اضعؾ من ذلك ٌرى مجتمعً انه احسن المجتمعات فً العالم بٌنما هو احد اسوبها على االطالق بسبب افكاره الهدامة و رفضه االختالؾ و محاولته تؽذٌة التشابه المتكرر و تقسٌم الشعب على اساس اجتماعً مجنون ٌنتهً فً النهاٌة دابما بمؤساة وطنٌة ال ٌرى الٌها المجتمع سوى على انها من قبل الشٌطان و ان هللا ؼفور رحٌم. ففً وطنً قتلت الجماعات االسالمٌة ازٌد من مبتً الؾ جزابري لكن الكثٌر من افراد المجتمع المنافقٌن مازالوا ٌثقون فً قٌادات تلك الجماعات و كان ذاكرتهم قصٌرة و كؤنهم لم ٌفعلوا شٌبا على االطالق فً وطنً الذي ٌعٌش على رٌع البترول و الؽاز ٌضن انه خٌر المجتمعات على االطالق احسن من االلمانً لماذا ألنه ٌقال ان المنتخب الجزابري لكرة القدم سبق و ان هزم المنتخب االلمانً فً احد كإوس العالم. سٌجد لك هذ ا المجتمع التافه اي مبرر لٌثبت انه على صواب و ان المٌؽالومانٌا التً ٌعانً منها لٌست اختالال بل ٌراها مٌدالٌة ذهبٌة اخذها باستحقاق و ان اي فرد فٌه ٌحاول التشكٌك بهذا االستحقاق و ٌشٌر لنفاق المجتمع و اخطابه ٌعتبر خابنا و ٌهمش. و فً هذا المجتمع هناك انا المصاب بالبرانوٌا على اقل تقدٌر المجازؾ بحٌاته من اجل نقد هذا المجتمع انا الذي اصبح ال ٌثق فً اي فرد هنا ٌعتبر الكل جنودا لوحش المجتمع و ؼولة رجال الدٌن المتسلطٌن و هناك الكثٌر منً فً الحقٌقة البارانوٌا لم اعد اعتبرها مرضا بل اعتبرها سالحا كان من اجل البقاء ففً مجتمع ملًء بالمتسلطٌن و المنافقٌن من االحسن ان ٌجد االنسان لنفسه مكانا لالنزواء و ان ٌجد فً راسه قدرا من الحذر ٌصوبه و ٌمنعه كٌد الكابدٌن فالبرانوٌا هنا هً كالعوذ باهلل من الشٌطان الرجٌم. عندما ٌصفعنً المجتمع لن اسعر له خدي االٌسر بل سؤصفع مرتٌن لكً ٌفهم انً لست لعبة بٌن ٌدٌه انا انسان و بدونً فلن ٌكون للمجتمع اي وجود فلٌحضر اذن المجتمع كل مٌؽالومانٌاتو ال حضر له انا كل بارانوٌاتً.
الصراع الفكري فً المجتمع ٌشهد المجتمع الجزابري انقساما رهٌبا قد ٌهدد امنه القومً اذا ما تنامت حدة الصراع النمطً بٌن المحافظٌن و المجددٌن و زادت طٌور الظ الم من االسالمٌٌن االستبصالٌٌن و المتطرفٌن من سطوتها و توؼلها فً االجهزة التعلٌمٌة و التنفٌذٌة و االمنٌة كذلك و زاد المتطرفٌن من الجهة االخرى المجددة العلمانٌة تكبرهم على الشعب و االنزواء بؤفكارهم بلؽات عمٌاء ال تفهمها سوى النخب التً ال حاجة لها بها فٌزٌد معها جنوح الشعب نحو الكفة الناشطة فٌتؽلب الكبت الفكري على النمط السابد من التفكٌر و و ٌتوؼل معه النفاق االجتماعً الحاد فتتؽٌر طرٌقة تعبٌر الشعب عن افكاره من طرٌقة فكرٌة بحتة الى العنؾ المقدس و الجرٌمة البٌضاء التً تكتب فاعلٌها من الشهداء و االتقٌاء و تعدهم اشرارا ضحاٌاها االبرٌاء. ان الصراع الفكري لبد له من ان ٌكون فً اي مجتمع من اجل تحقٌق اتزان فً عقلٌة المجتمع الواحد و دونه تفقد المجتمعات قدراته الفكرٌة فتصبح معاقة فكرٌا و ٌكتب لشعبها الركود االجتماعً المسبب لكل االفات و االمراض االجتماعٌة. و ان اكثر ما ٌهدد هذا الصراع الفكري المحترم قرٌنة االستبصال التً تمتاز بها بعض النخب التً نحسبها نخبا و ما هً سوى فٌروسات فكرٌة من اي مشرب اٌدٌولوجً او عاطفً كان اسالمٌا او علمانٌا تهدؾ الى تحوٌل الصراع الفكري الى استقطاب حاد ٌقسم الشعب و ٌهدد وحدته و كٌانه المتماسك فتتحول ارضٌة السٌاسة التً خلقت لتعبر فً ادنى مستوٌاتها عن وحدة الشعب و االمة الى حقل للرماٌة و االلؽام و كذلك الى كرة قدم بمناصرٌن ٌمتازون بالعنؾ و عصبٌة خانقة تإدي فً النهاٌة الى انعدام القوى الجاذبة فٌنعدم معها المجتمع ككل و ٌصبح فً خبر كان. فالخطاب االستبصالً سٌإخذنا الى متاهات ال تحمد عقباها على المحافظٌن و العلمانٌٌن معا ان ٌعرفوا انه ال احد بإمكانه ان ٌستؤصل االخر الن المجتمع هو شكل مكبر للفرد نفسٌا للمجتمع اٌضا لٌبٌدو (الهو) واالنا و االنا االعلى ان دور العلمانٌٌن( اللٌبرالٌٌن و الشٌوعٌٌن و الماركسٌٌن و االشتراكٌٌن و الالبكٌٌن) و المحافظٌن (االسالمٌٌن و القومٌن و الوطنٌٌن) هو تحقٌق توازن فً انا المجتمع اذا ما الؽً تٌار المحافظٌن نهابٌا سٌحدث شرخ كبٌر فً انا االعلى المعبر عن المجتمع فً السٌاسة فتفقد سٌاسة السلطة رادعها االجتماعً فتتولد لدٌنا افات اجتماعٌة خطٌرة و مع الوقت ٌفقد المجتمع اخالقه و ٌصبح مجتمعا مادٌا بحتا و بٌنما لو ازلنا التٌار العلمانً سٌصبح لدٌنا مجتمعا معقدا مكبوتا محروما من حرٌاته الفردٌة و الجماعٌة و سٌتحكم االنا االعلى فً الضمٌر الجمعً وال ٌجد له من منافس فٌصبح لدٌنا مجتمع منؽلق ٌعٌش فً الخرافات و العقلٌة الناشفة لبد لتحقٌق التوزان فً نفسٌة الواجهة السٌاسٌة و الفكرٌة الي مجتمع من توفر عنصرٌن “المجددٌن على شاكلتهم ” و “المحافظٌن على اشكالهم ” و البد من توفر عقد اجتماعً ٌحرس لمجتمع فً حد ذاته على الحفاظ علٌه ٌكون بمثابة تنازل لكل تٌار لالخر بحرٌة التعبٌر و الحق فً االصؽاء و ان ٌتعلم الطرفٌن المشاركة و ان ٌمتثل كالهما لمتطلبات المجتمع لتحقٌق اتزان فً االنا الجماعً و اال فان الصراع الؽٌر عقالنً الذي ٌدعو الستبصال تٌار الخر سٌإدي فً النهاٌة الى جنون المجتمع و احذروا المجتمعات ان جنت.
و ان مصطلحً محافظون و مجددون مصطلحٌن شاسعٌن من حٌث المعنى و االسقاطات و لكن ٌبقى االمر االكثر شٌوعا فً مجتمع مثل المجتمع الجزابري هم الدٌنٌون االسالمٌون و الوطنٌون القومٌون بالنسبة للتٌار المحافظ اما العلمانٌون و الالبٌكون و السٌكوال رٌون و الشٌوعٌون و االشتراكٌون و الماركسٌون و اللٌبرالٌون فبالنسبة للتٌار المجدد و االمر سٌان فً المجتمعات المشابهة و ٌختلؾ بعض الشًء من موطن الخر فلٌس دابما التٌار الدٌنً هو التٌار المحافظ فً كل البلدان فلكل مجتمع اناه االعلى و مفاهٌمه الخاصة و طرٌقة نظرته لالخالق ،فاألخالق نسبٌة كما ان التفاوت العلمً و التكنلوجً و المعرفً و الثقافً بٌن البلدان ٌخلق هذا الفرق فً اكتساب المجتمعات النها االعلى. و ان حاجة المجتمعات من بٌنها المجتمع الجزابري الى نخبها كحاجة جسم االنسان الى عقله فالمجتمع دابما ٌنتظر من نخبه اح داث التؽٌٌر خاصة فً النمط المعٌشً الؽالب فالفرد بطبعه ٌمٌل للتؽٌٌر لٌقتل الروتٌن الذي ٌعتبر العدو االساسً الي فرد كان فً المجتمع و بالتالً المجتمع ككل و ان الصراع الفكري القابم بٌن نخبه على مختلؾ تٌارتهم هو بمثابة صراع داخلً فاالنسان العادي ال ٌستطٌع ان ٌفكر اال اذا ما احدث منولوغ بٌن نفسه و نفسه اي بٌن اطراؾ نفسه ثم ٌستخلص نتٌجة ما تكون توافقٌة بٌن تلك االطراؾ النفسٌة و نفس المعادلة بالنسبة للمجتمع و اذا ما الؽٌنا هذا الصراع الفكري القابم باحدى الطرٌقتٌن اما تفكٌك النخب و اعاقتها و حرمانها من التعبٌر مثل الدٌكتاتورٌات فٌتولد لدٌنا مجتمع روبوتً ال فكر له و ال فكرة ٌتقوقع على ذاته ٌحارب نفسه بنفسه لٌحقق اتزانا نفسٌا وهمٌا باٌهام نفسه بانتصار على ذاته ٌكون هو فً حد ذاته فاشال فً نفس وقت االنتصار و هناك طرٌقة ثانٌة لنهاٌة الصراع الفكري هو زٌادة حدته لدرجة ال ت طاق فٌصبح المجتمع على صفٌح ساخن فٌنتقل الصراع الفكري القابم بٌن النخب الى افراد المجتمع العادٌون فٌلتجاون الى اسالٌب اخرى فً التعبٌر كونهم ال ٌتحكمون فً الطرق التعبٌرٌة اللؽوٌة فٌاخذون من العنؾ سبٌال لذلك.
و المشكلة القابمة الٌوم ان طرفا الصراع من المحافظون و المجددون ال ٌجدون نقاط اتفاق فٌلتجاون الى تمرٌر اللعبة الى الشرٌحة االجتماعٌة الواسعة فٌدمرون بذلك الصراع الفكري السلٌم و ٌضعون حدا له ؼٌر ابهٌن الى فقدان المجتمع الناه و انقسامه على نفسه مما ٌولد على اقل تقدٌر حروبا اهلٌة و مجازر ان لم تكن فً حق البشر على االقل ستكون فً حق الشخصٌة الوطنٌة و تهدد فً اقصى تقدٌر وجود المجتمع فتهدد بزواله فالصراع الفكري هو الفعل المحدث للشخصٌة الوطنٌة فهو عقل المجتمع فً حد ذاته و ان فقد مجتمع ما عقله سٌصبح بالتاكٌد فً خبر كان. و للصراع الفكري مساوئ اٌضا فً الجزابر من حٌث اهتمامات الطبقات السٌاسٌة و النخب الفكرٌة فنجدها تهتم بالمواضٌع السٌاسٌة و االقتصادٌة و حتى القانونٌة و كلها شراهة الى مناصب الحكم و االستالء على السلطة باي طرٌقة كانت و لو على حساب الصالح العام و انه لمن الخطٌر حسر اهتمام النخب فً المجتمع على تلك االهداؾ السٌاسٌة البحتة فٌتناسون بذلك تلك الشرابح فً المجتمع التً ال صوت ٌذكر به كؤصحاب االعاقات العقلٌة مثال و ؼٌرهم الكثٌر اللذٌن ٌعانون بصمت دون ضجة حٌث تخطؾ النخب السٌاسٌة فً المجتمع االضواء فال ٌإخذ هإالء نصٌبهم من اهتمام المجتمع و السلطة على حد سواء و ان هذا االمر الخطر على المجتمعات من االسلحة النووٌة و االرهاب فالتمٌٌز ٌحدث شرخا كبٌرا فً الشعور الجمعً فً المجتمع و ٌإدي فً النهاٌة الى التفكك البطًء الذي هو فً حقٌقة االمر اخطر من التفكك السرٌع فان كان هذا االخٌر ٌعطً جرس انذار ٌعطٌك فرصة الصالحه اما االول فتتراكم على المجتمعات اثار تفككه اال ان ٌباؼته فً اللحظة الحرجة فٌكون من الصعب اصالحه كونه ٌكون نتٌجة سنوات طوٌلة من التفكك. و على النخب ان تعرؾ انها لٌست وصٌة على االفراد وال ٌحق لها حرمان بعضهم من حقهم فً التعبٌر باي شكل من االشكال و ان كان فً تعبٌر هإالء من ال ٌروق النخب على اختالفها فالمجتمع ٌبدا من الفرد الفرد هو المجتمع فً حقٌقة االمر و الفرد هو اساسه لذا فعلى افراد المجتمع ان ٌكون على حد سواء من الحقوق و الواجبات و ان ٌكونوا احرارا متساوٌٌن فً الكرامة فاالختالؾ هو نواة الصراع الفكري االٌجابً السلٌم و ٌجب احترام االختالؾ مهما كان و تجنب الوقوع فً خطر فقدان انا المجتمع و كٌنونته.
فً المجتمع الجزائري
الجزائر :االسالمٌون والعلمانٌون الكل ٌدخل اللعبة والكل ٌضن انه خارج اللعبة ،الكل ٌضن نفسه فً المعارضة و لكن الكل جزء من النظام، الكل ٌجاهر بتوجهاته السٌاسٌة لٌعارضه التٌار االخر من المعارضة ،الكل ٌتكلم ال احد ٌسمع ،انها اللعبة السٌاسٌة القذرة التً ٌجٌدها الالعب الكبٌر فً الجزابر و التً ٌبدو انها مدارة بطرٌقة مثالٌة من طرؾ علماء نفس و اجتماع درسوا المجتمع الجزابري و فهماو نقاط ضعفه و فهموا جٌدا الطرٌقة الرابعة البقابه دابما فً نفس النقطة و الى االبد. فً الجزابر تتبنى التٌارات العلمانٌة و الشٌوعٌة و االشتراكٌة دابما الحراك الشعبً ،فٌتصدى لها االسالمٌون بعطش للوصول للسلطة ،فٌتصدى لهم العلمانٌون و المثقفون ،فٌتصدى لهم االسالمٌون ثانٌة ،فٌتصدى لهما النظام الذي هو الممثل الوحٌد و المحتكر للوسطٌة و الذي ٌبدو انه المحرك الوحٌد للشطرنج فٌستنتج الشعب ان النظام هو الحل و الكل ٌمثل خطرا على امن و سالمة الوطن. المثقفون فً الجزابر و العلمانٌون ال ٌحاولون الدفع بالشعب لالمام ،بل ٌكتفً المثقفون بالطفو فوق السطح ، مفتخرٌن بكونهم النخبة المثقفة ،ؼٌر ابهٌن بالمجتمع وال ٌسعون لتثقٌفه و تعلٌمه ما ٌجب ان ٌعرؾ ،اما االسالمٌون فٌستثمرون فً تجاهل العلمانٌٌن للطبقات العمٌقة من الشعب ،فٌجذبونه الٌهم و ٌعلمونه ما ال ٌجب ان ٌعرؾ. فً الجزابر المعارضة تعارض كل شًء ٌاتً من النظام ،و لو حقق النظام احد مطالب المعارضة ،فً الجزابر النظام عندما ٌرٌد ان ٌبقى االمور جامدة و ٌدعً انها تتطورٌ ،حاول تحرٌك االمور ،فٌحمل الى السطح قضاٌا حساسة تجذب االسالمٌٌن و العلمانٌٌن ،فٌجعلهم فً حالة خصام تتحول الى معارضة حادة ،تؽذٌها بعض القنوات الخاصة عن طرٌق استضافة الخصوم من الطرفٌن. االعالم فً الجزابر ٌلعب دور الشاحن للعبة القذرة ،كل جهاز اعالمً ٌلعب دوره ببساطة ،سواء بموالته السلطة او للمعارضة االسالمٌة او للمعارضة العلمانٌة ،الكل ٌعمل من اجل ابطال مفعول عمل االخر ،حتى ال ٌبقى هناك من المعارضة سوى القشور ،اسالمٌون ضد علمانٌون و علمانٌون ضد اسالمٌون و الكل ضد النظام و النظام ٌبدو انه لٌس ضد اي طرؾ ،فالعدٌد من الحقابب الوزارٌة ٌعطٌها الطراؾ علمانٌة و ٌقدم تنازالت فً مجال القانون و التشرٌع و التعلٌم لالسالمٌٌن فٌكتفً العلمانٌون بالتسٌر و ٌكتفً االسالمٌون ب”التزطٌل. ” . قد تتفاجا من خالل القنوات الخاصة فً الجزابر فً بعض الحصص انهم ٌجلبون خصمٌن للحوار مثال حول ” فٌلم سٌنٌمابً” ٌكون واحد طبٌب علمانً و الثانً متطرؾ اسالمً ال عالقة لكالهما بالسٌنما و ذلك فقط لتقزٌم الطرفٌن و لتجهٌل الشعب. ان الدور الحقٌقً للمثقؾ فً كل المجتمعات هو الدفع بالمجتمع لتبنً بؤفكار جدٌدة تواكب عصره ،و ال ٌخاؾ بذلك لومة البم ،على المثقؾ ان ٌكون مجنونا حتى ٌحدث التؽٌٌر و علٌه ان ٌضحً ال ان ٌكتفً باالفتخار بمكانته االجتماعٌة او الثقافٌة و ٌتكبر على المجتمع ،الذي هو صلب القضٌة ففً الثورة الفرنسٌة على سبٌل المثال لم ٌكتفً المثقفون بمعارضة الكنٌسة او النظام فً ذلك الوقت ،بل دفعوا بالشعب نحو تبنً افكار جدٌدة ،بٌانكو دفع بالمنظومة
القضابٌة الى االزدواج بخلق القضاء االداري من حادثة بسٌطة مونتٌسكٌو اخرج لعالم السٌاسة مبدا الفصل بٌن السلطات و فً افرٌقٌا الجنوبٌة قضى نٌلسون ماندٌال على العنصرٌة و تبلور الراي العام ضدها و اصبحت لدٌه حساسٌة من كل ما هو عنصري و ابتداءا من تقدٌم حقوق للسود و مساواتهم مع البٌض دفعت الحركة الفكرٌة التحرٌرٌة بالشعب لتبنً مواقؾ جدٌدة ضد العنصرٌة فاصبحت فً ذلك الوقت افرٌقٌا الجنوبٌة اول دولة فً العالم الى جانب كندا التً تقنن زواج المثلٌٌن ،و فً الحضارة االسالمٌة كانت هناك العدٌد من االصوات المثقفة و المفكرة التً دفعت بالشعب نحو التفكٌر و تبنً افكار جدٌدة ؼٌر مإلوفة كابن الرشد الذي كان ٌفكر فً الذات االالهٌة و المعتزلة اللذٌن فكرو حتى فً تؽٌٌر النص المقدس و ابو نواس الذي كان ٌكتب الشعر فً حب الولدان ،و حتى بالنسبة للمفكرٌن االسالمٌٌن او كما ٌسمون بشٌوخ االسالم مثل ابن تٌمٌة و ابن القٌم الجوزٌة فهما قد سجنا فً زمانهما الفكار كانت تبدو ؼٌر مالوفة فً ذلك الوقت و لكنهما اصبحا مع الوقت احد ركابز الفكري االسالمً الحداثً. و لكن بالعكس المثقؾ الجزابري ٌطفو فوق الشعبٌ ،حمل سجاره الفاخر ٌتكلم باللؽة الفرنسٌة ،و ٌحاول ان ٌوجه خطابه لخصومه و لٌس للشعب ،اما االسالمٌون فٌستفٌدون من الشعب ٌستؽلونه فٌبٌعون له الوهم ،و ٌبنون الفلل و الشقق و ٌفتحون ارصدة بالمالٌٌر بالضحك على عقول الناس و تجارة الدٌن ،فنبقى فً نكبة متواصلة بٌن مثقؾ علمانً متكبر و رجل دٌن اسالمً مخادع. اللعبة القذرة تخترق كل المٌادٌن ،االدارٌة والدٌنٌة و التعلٌمٌة و السٌاسٌة و فً اي مكان ترٌده فالمطالبون بالعلمانٌة سٌستطدمون باإلسالمٌٌن و المطالبون بالدولة الدٌنٌة ٌصطدمون بالعلمانٌٌن و من بطالب بالفٌدٌرالٌة ٌصطدم مع النظام الوالبً و من ٌطالب بحقوق المراة ٌصطدم مع الدٌن و من ٌطالب باالقتصاد ٌصطدم بالبترول و من ٌطالب بحقه فً البترول ٌصطدم باالقتصاد. من ٌرٌد التؽٌٌر فً الحقٌقٌة علٌه ان ٌخلص القاعدة من افٌونها ،و هنا على المثقفٌن العلمانٌٌن على ال ٌكتفو بدور الهارب دابما الو روبا ،على المثقفٌن العلمانٌٌن الدخول و االندماج مع الشعب ،و جعله ٌتبنى قضاٌا جدٌدة و اخراجه من اللعبة ،على قضاٌا جدٌدة ان تخرج الى السطح قضاٌا ؼٌر مؤلوفة ؼٌر معتادة ،لكً تقدم للشعب قٌمة مضافة الن الحرب القابمة بٌن العلمانٌٌن و االسالمٌٌن و بٌن العلمانٌٌن والنظام و بٌن النظام و االسالمٌٌن هً حرب ثالثٌة قدٌمة، ولم ٌعد لها معنى و اٌقاعها قدٌم جدا ولن ٌتبناه المجتمع ثانٌة ،بٌنما ال ٌجب اٌضا ان نبقى دابما فً نفس سقؾ المطالب التً توقفت فً نفس مطالب الثمانٌنات ،على الشعب ان ٌتبنى افكارا جدٌدة و ان ٌرفضها فً البداٌة على االقل ٌجب ان ٌعرؾ ان هناك مطالب جدٌدة تلمع فً االفق ،و ان كان ٌضن انه ابدا لن ٌصل الٌها ،فقط على المثقفٌن تمكٌنه من الرإٌة البعٌدة و سٌعرؾ الشعب الطرٌق وحده ولو رفض الخوض فٌها فً البداٌة. ان الدٌمقراطٌة الحقٌقٌة ال تشٌد فوق ارضٌة من شعب امً و متخلؾ عن الحضارة العالمٌة ،واالمٌة الٌوم لٌست امٌة القراءة و الكتابة و لكن هً امٌة ضبط المصطلحات ،امٌة عدم التحكم فً المعارؾ الحدٌثة و التكنولوجٌات، امٌة النزعة الدٌنٌة و القومٌة و االبتعاد عن العلوم الدقٌقة و االكتشافات العلمٌة الحدٌثة و التطورات االجتماعٌة التً تحدث فً العالم ،على الشعب ان ٌكون على دراٌة بكل هذا لكً ٌفكر ال ان ٌبقى ٌشاهد مسرحٌة بابسة و فاشلة ٌتقاسم ادوارها النظام و االسالمٌون و العلمانٌون ،اللذٌن ٌبدون انهم كلهم جزء من اللعبة القذرة.
الدٌمقراطٌة ستكون لما ٌكون هناك شعب واع و متعلم و متحكم فً كل المعارؾ العالمٌة ،دون تدخل رجال الدٌن و دون منع من رجال السلطة و دون تسٌٌر من العلمانٌٌن ،عندها وحدها سٌكون الشعب من مقدوره ان ٌتقبل اآلراء المختلفة و ان ٌشٌد بنفسه بطرٌقة عصامٌة ،دٌمقراطٌة دولة قوٌة بشعب قوي و فرد قوي تكون عصبتها جٌنوقراطٌة و حكومتها تكنوقراطٌة ،اما ان نبقى على حالنا بحكومة بٌروقراطٌة و نخبة مثقفة استعراضٌة فإننا سنقدم الضوء االخضر للمتطرفٌن للحصاد كل ٌوم و نمنع الشعب من التطور الى االبد فً لعبة ،قذرة نضالنا الٌوم ٌجب ان ٌكون اجتماعٌا اكثر
منه سٌاسٌا و اال اللعبة ستنتهً بنا فً الهاوٌة.
االلحاد فً الجزائر ان للمسلم حق ان ٌصلً و ان ٌصوم و ان ٌإمن باله خلق الكون فً ستة اٌام و له الحق اٌضا كمسلم ان ٌإمن ان المراة خلقت من ضلع الرجل االعوج و له الحق ان ٌإمن ان االرض مسطحة و ان المالبكة تطٌر فً الفضاء للمسلم اٌضا الحق فً ان ٌإمن ان هللا سٌحرق كل من ٌشكك فً وجوده فً نار جهنم و لكنً لٌس لدٌه الحق فان ٌفرض اٌمانه على االخرٌن فمن حق الملحد اٌضا ان ٌإمن بان الكون جاء فً ثالثة عشر ملٌار سنة و ان الرجل هو من خرج من مهبل المراة و لٌست المراة من خرجت من ضلع الرجل و ان االرض بٌضوٌة الشكل و تدور حول الشمس و لدٌه الحق ان ٌإمن بنظرٌة التطور و البٌػ بانػ و كل العلوم الدقٌقة التً تنجم عن دراسات رٌاضٌة و فٌزٌابٌة و لٌس لدٌه الحق فً ان ٌفرض راٌه هو اٌضا. و ان حرٌة التعبٌر عن التوجه الفكري ال ٌهدد االخر بالضرورة و لكن ما ٌهدده بالفعل هو التزمت و التعنت و الدوؼمابٌة بكل اشكالها و التً فً النهاٌة تإدي الى التطرؾ و الذي بدوره ٌإدي الى العنؾ و االرهاب بما ٌهدد كٌان المجتمع ككل و ٌهدد حٌاة افراده. فالعجٌب و الؽرٌب ان ٌطلب المجتمع من الملحد ان ٌسكت و ان ال ٌعبر عن ارابه و بالمقابل ٌتحصل على ادنى حقوقه و هو الحق فً الحٌاة و الذي ٌعتبره المجتمع احتراما و انجازا كبٌرا فً حقوق االنسان فالملحد بتعبٌره عن ارابه فهو ٌحا ول الدفاع عن نفسه و حقه فً الحٌاة وما ٌثبت به اٌضا انه ؼٌر مصاب بخلل عقلً او مرض نفسً مثلما ٌروج له المجتمع و ٌثبت انه فً كامل قواه العقلٌة فال احد ٌلحد فً الحقٌقة النه ٌرٌد فقط التمرد على قٌم المجتمع او النه ٌحلم بزٌارة برج اٌفل او تمثال الحرٌة القابعان ربما فً جهنم بل هو ٌفعل ذلك نتٌجة لعملٌة عقلٌة انسانٌة بحتة تسمى ” التفكٌر” و الذي ٌكون بالضرورة اعماال لوسٌلة عضوٌة طبٌعٌة فً جسم االنسان و هً العقل و ان الطلب من “الملحد” ان ال ٌفكر هو طلب قلٌل االدب فً ادنى اشكال التوصٌؾ وال احب ان اسمٌه تخلؾ و همجٌة بالرؼم من ان الطالب لمثل هذا االمر “ٌستاهل” هذا التوصٌؾ. و ان اصحاب “تٌار تدٌٌن كل شًء” قد ؼٌرو كلمة ” التفكٌر ” بمصطلح ٌخدمهم اكثر و هو ” التفكر ” فالتفكٌر بالنسبة لهم الٌة معقدة و ربما حتى محرمة فمحركها االساسً هو الشك الذي ٌقود الى السإال و الذي هو مفتاح التفكٌر و الشك بالنسبة لهم ((كفر)) فهو ٌنطلق من فكرة ان ال بداٌة سوى بالبحث حٌث ان المفكر فً ؼالب االحٌان ٌتوقع الخطء فً معلوماته السابقة و ٌكون بحثه موضوعٌا ال تمتزج به العواطؾ و ان المفكر و الباحث الحقٌقً ٌصبو الى الحقٌقة كما هً و لٌس كما ٌرٌدها ان تكون اما التفكر فهو عملٌة مبتدعة اخرجتها الى الحٌاة عملٌة التقوقع على الماضً و على وهم الحقٌقة الناشفة القابعة فً كتب الدٌن فالتفكر ٌنطلق من فكرة سابقة ٌتوقع صاحبها انها حقٌقة مطلقة و ٌسمى ذلك التوقع عادة ب “االٌمان ” فان كان الفضول المعرفً ٌقود الى التفكٌر فان الجمود االٌمانً ٌقود الى التفكر فحتى وزن الكلمة االخٌرة هو على وزن التفعل والذي ٌدل على على تاكٌد واضح لعملٌة التفاعل و التً تدل هنا على امتزاج لهدؾ البحث و محتواٌته العنصرٌة التً تكون بالضرورة من االفكار التً ٌلزمها االٌمان فً حد ذاته عكس التفكٌر و الذي هو على وزن تفعٌل و للداللة على تفعٌل العقل و الفكر بؽض النظر على ارضٌة البحث و التً تكون
بالضرورة بال هدؾ شخصً اٌمانً ادٌولوجً بل لهدؾ واحد هو المعرفة فً حد ذاتها كما هً و لٌس كما ٌجب ان تكون. و ان القٌنا نظرة على المجتمع الجزابري فان ظاهرة االلحاد ظاهرة لٌست ؼرٌبة عن هذا المجتمع كما ٌروج له فً بعض وسابل االعالم فالملحدٌن فً الجزابر تتجاوز نسبهم كل حدود المتوقع فمنهم من ٌقول ان النسبة تتجاوز عشرٌن بالمابة و منهم من ٌقول انها تتجاوز الثالثٌن او االربعٌن بالمابة و ٌتمركز تواجد الملحدٌن بكثرة فً منطقة القبابل و التً تعرؾ ثورة فكرٌة و ثقافٌة كبٌرة و كذلك فً المدن الكبرى و بعض القرى و المداشر التً عانت من االرهاب االسالماوي العفن فً التسعٌنات و بؽض النظر عن نسب الملحدٌن فان الجزابرٌٌن فً ؼالبهم مسلمٌن ؼٌر مطبقٌن بمعنى ال ٌعرفون عن االسالم سوى رمضان و عٌد الفطر و عٌد االضحى و الحج فاالؼلبٌة الساحقة من الشعب الجزابري لٌسو مسلمٌن سوى باالسم باٌمان لذات االهٌة اشبه باٌمان بالؽولة منه باالٌمان بشخص حقٌقً ٌسمى هللا فاؼلب الجزابرٌٌن ٌسبون هذه الذات التً ٌدعون انهم ٌإمنون بها اكثر من شربهم الماء فال عجب ان ٌصنؾ الشعب الجزابري على انه اكثر الشعوب مسبة هلل الى جانب الشعب االمرٌكً كما ان الظواهر العلمانٌة قوٌة جدا و الكل ٌعلم ان اكثر بلد به قوى اشتراكٌة و شٌوعٌة قوٌة فٌما ٌسمى بالعالم العربً هً الجزابر وال ٌؽرٌك مشهد الحجاب فً هذا الوطن فاؼلب النساء المرتدٌات للحجاب علمانٌات و منهن حتى الملحدات و اعرؾ منهن الكثٌر انا شخصٌا كما ٌقدم العدٌد من الفنانٌن الجزابرٌٌن فنا مضادا لفكرة الدٌن و االله و منهم العمالق ” معطوب لوناس ” الذي اؼتاله االرهاب و الذي اصبح الٌوم معبود الجماهٌر و االمازٌػ فً الجزابر فال ٌعقل ان ٌستمع الٌه مثال من ال ٌإمن بافكاره و هو الٌوم حطم كل ارقام المبٌعات. ان المجتمع الجزابري ككل ٌعانً نفاقا اجتماعٌا رهٌبا انعكس على اعالمه فالجزابري الذي ٌستهلك اكبر معدالت الخمر فً قارة افرٌقٌا هو نفسه االكثر حرسا على ان ٌتم منع المشروبات الكحولٌة كاسلوب لمرواؼة الشعب و التستر على ما ٌفعل بالرؼم من ان الخمر و ما شابه اصبح امرا عادٌا جدٌا وبل هو كذلك منذ ان فطمت الجزابر و بدات سنواتها االولى و قبال. ففً احدى الحلقات فً قنوات االعالمٌة الجزابرٌة على سبٌل المثال تمت استضافة ملحد جزابري الذي بدوره راح ٌعبر عن سبب الحاده بحجج و براهٌن علمٌة مستعمال فً الوقت نفسه اللؽة الفرنسٌة وال عجب فاؼلبٌة الكتب و الكتاب و المفكرٌن الجزابرٌٌن اللذٌن ٌمتازون بالموضوعٌة و جدٌة الطرح هم من الفرنكفونٌٌن فً هذا البلد على عكس الكتب المعربة التً باتت تنهال من ثدي التطرؾ و التكفٌر و االرهاب و تسقً به عقول الشباب الجزابري اما المذٌع فراح ٌساله باستؽراب الم تشكك ابدا بنسبة واحد بالمابة انك على خطا فكان الملحد الذي ٌمتاز بالصراحة و الموضوعٌة ٌرد نعم اشك ولكن بنسبة ضبٌلة و لكن نسً المذٌع ان ٌسال نفسه هو فً حد ذاته الم ٌشك هو اٌضا و لو بنسبة واحد بال مابة انه على خطا باتباعه االسالم فاالثنٌن افكار و اؼلب الضن ان المذٌع لٌس بذلك المسلم المتطرؾ او المتعفن بل ٌبدو علٌه االعتدال و اٌضا االصؽاء للراي االخر و هذا امر جمٌل و لكن ان ٌختم بقوله ان الملحد منحرؾ عن الطرٌق و ٌبحث عن مساعدة فهنا ٌكون قد تجاوز عتبة التطرؾ و دخل فٌما اخطر و هو االنكار ” انكار راي االخر و انسانٌته و عقالنٌته” و ٌعامله على اساس انه ٌعانً مرض نفسً او عقلً و ٌحتاج الى العالج و الذي حسبه سٌقدمه رجل الدٌن الذي
ٌرتدي عباٌة و ٌضع لحٌة و هً الصورة الكامنة فً الوعً اي شخص فً الحقٌقة لصاحب الحقٌقة بالرؼم من ان الحقٌقة بعٌدة كل البعد عن تهٌٌص و جنون و خرطقة الكهنة و رجال الدٌن. هناك دراسة امرٌكٌة تقول “ ان الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة لو تخلت عن المإمنٌن فً بالدها و نفتهم خارج البالد فستخسر تسعٌن بالمابة من المجرمٌن فً السجون بٌنما لو تخلصت و نفت الملحدٌن من امرٌكا فانها ستخسر تسعٌن بالمابة من العلماء فً االكادٌمٌة الوطنٌة للعلوم و فً ناسا ” فال عجب ان اؼلبٌة العلماء فً العالم من الملحدٌن و الالدرٌٌن و الالدٌنٌن فحتى اؼلب امتحانات الذكاء فً العالم تإخذ االلحاد كمإشر و معٌار لنسبة الذكاء و لٌس كون االل حاد هو الحقٌقة بالضرورة و لكن قدرة العقل على التفكٌر و رفض النمط السابد و المعلومات السهلة فال عجب اٌضا ان تجد العلماء المسلمٌن ( اقصد علماء العلوم الدقٌقة كالعلم الطبٌعٌة و الفٌزٌزٌاء و الفلك و ؼٌرها و لٌس الفقه الشرعً ) اكثر المسلمٌن تجدٌدا لنمط معٌشتهم و طرٌقة تفكٌرهم و هنا لٌس االسالم هو الحقٌقة بالضرورة و انما طرٌقة تفكٌر هاإالء الرافضة اٌضا للنمط السابد و المعلومات السهلة و ستجدهم بالتاكٌد قد مرو و لو مرة فً حٌاتهم من معبر الشك و االلحاد. و االلحاد فً حقٌقة االمر هو حق دستوري ٌدخل ضمن حرٌة المعتقد و الدٌن و الراي كما ان الدستور الجزابري ٌحمً االنسان و المواطن الجزابري مهما كانت ارابه او معتقده او دٌنه فً باب كامل من الدستور الجزابري ٌسمى المباديء العامة التً تحكم الشعب الجزابري و ان الحرٌة الفردٌة هً مقٌاس التعاٌش فمن حق اي مسلم ان ٌعبر عن سبب اٌمانه و من حق اي ملحد ان ٌعبر عن سبب الحاده وال ٌجب ان ٌعتدي اي طرؾ على االخر باسم االقلٌة او باسم االؼلبٌة فعلى الطرفٌن ان ٌقدمو الحجج و البراهٌن ال االنفعالت الواهٌة و التعصب الؽٌر مجد للنفع و الحوار ٌجب ان ٌكون على اساس االحترام المتبادل و االصؽاء و على استعداد لتقبل الحقٌقة ان كانت تعارض معارفه السابقة مهما كانت دٌنٌة او الحادٌة و ان المتهرب االول من الحوار و الالجًء للعنؾ هو بالتاكٌد الخاسر بسبب عدم حوزته على الحجج المنطقٌة الكافٌة كما ان الحوار ٌجب ان ال ٌكون من زاوٌة دٌنٌة فالملحد اصال ٌنكر الدٌن بل ٌجب ان ٌكون الحوار اصال موضوعا على قاعدة علمٌة و منهجٌة موضوعٌة ٌكون النقاش لٌس بٌن االلحاد و االسالم بل بٌن نظرٌة التطور و الصدفة و النظرٌة الخلقٌة و من ثم اذا اقنع احد الطرفٌن ٌتطور الحوار الى شكل اخر و لكننا نرى الحوار فً مثل هذه المواضٌع شبه معدوما و ان تطور ٌكون حوار بٌزنطً ال فابدة مرجوة منه سوى الزٌادى فً تخلؾ الشعب و زٌادة الحقد و التطرؾ بٌن افراده. و بعد كل هذا اقول ان الملحدٌن هم شرٌحة من المجتمع الجزابري لهم نفس الحقوق و علٌهم نفس الواجبات و اؼلبٌتهم من النخبة الجزابرٌة و من االطارات و ٌمسكن مناصب عمل حساسة او على اقل تقدٌر جٌدةفمنهم االطباء و المهندسٌن و المحامٌن و ؼٌرهم و ٌجب ان ٌكون تعامل االعالم مع ظاهرة االلحاد او ؼٌرها تعامال موضوعٌا ولٌس تعامال رادٌكالٌا او دٌنٌا او عنصرٌا فمن حق اي شخص ان ٌفكر وال ٌحق الي شخص ان ٌسلب هذا الحق من شخص اخر مهما كان توجهه و قناعته و فوق كل هذا حقه فً التعبٌر عن افكاره و المشاركة فً بناء المجتمع.
دور الكهنة فً تجهٌل الشعب ٌولد الناس احرارا فً تفكٌرهم فٌتعلمون من المجتمع الحاضن لهم مجموعة افكار و لؽات و دٌن و تقالٌد و عادات فتبقى رسٌخة الفكر و الوجدان اال فً عقول اولبك الفضولٌون الذٌن ٌعشقون المعرفة فٌإخذهم عشقهم نحو تحرٌر الفكر من تلك القٌود التً ٌضعها المجتمع علٌهم و ٌنزعون حجاب القداسة عن الموروثات االجتماعٌة و الدٌنٌة و السٌاسٌة فٌكتشفون نور الحرٌة فٌحاولون جاهدا السطوع بها لباقً افراد المجتمع لتنوٌرهم و تحرٌرهم و جعلهم فاعلٌن و اخراجهم من وحل الوهم و بطش الجهل المقدس. اال ان هإالء المفكرٌن ٌواجهون فً مسعاهم حراس المقدس حراس الكتب هم اولبك الكهنة و اتباعهم الذٌن ال ٌرٌدون للمجتمع ان ٌتحرر من القداسة و بطشها لتبقى تجارتهم نشطة فكٌؾ ٌقتات رجال الدٌن بال قداسة على تلك الموروثات فهم ٌبٌعون الجنة كما ٌشاإون و لمن ٌشاإون و بالمقابل لهم اجورا على ذلك فٌصنعون ألنفسهم جنات فً االرض على حساب الحقٌقٌة و المعرفة الحقٌقٌة و الفكر الحر الذي تبقى اساسٌاته بعٌدة كل البعد عن المجتمع بسبب هاإالء فٌقومون بتحرٌض العامة من الناس و ٌستعملون فً مساعهم اٌهامهم بالترؼٌب و الترهٌب فٌستخدمون الناس كلعبة الشطرنج و ٌحركونه من اجل اخماد فتٌل الحرٌة الفكرٌة التً ٌحاول المفكرون صناعتها و لهم فً ذلك التكفٌر و التدمٌر و القتل و التفجٌر و كذلك سالح الفتوى الذي ٌحصد كل ٌوم االبرٌاء. ان االبمة ال ٌكترثون للخٌر و الشر و ال لحقوق االنسان و لٌسوا باكملهم مإمنٌن حقٌقة بما ٌدفعون الشعب لالٌمان به بل هم تجار و موظ فون مهمتهم االساسٌة تخدٌر الشعب بالعاطفة الدٌنٌة و منعه من التطور و بلوغ امجاده المعرفٌة وٌتركونه حبٌس النظرة الثٌوقراطٌة لالشٌاء و لتجدن اكثرهم ٌستؽلون الدٌن ابشع استؽالل و تلك الصورة النمطٌة التً ٌعطٌها المجتمع لرجل الدٌن كانسان تقً و طٌب لٌكونوا ثروات مالٌة و الكتساب مكانة اجتماعٌة بخداع عقول الناس فكم اكثرهم منافقٌن و ٌحتالون على الناس و ٌنصبون انفسهم حراسا على النواٌا و على العقول و على الض مابر فال ٌدعون مجاال الي فرد فً المجتمع فً ان ٌزاحمهم فً تفسٌر و شرح الدٌن الذي جعلوه مطٌة لهم لتحقٌق اطماعهم الدنٌوٌة و جعل انفسهم سفراءا لاللهة على االرض فٌبطشون باسمها و ٌسرقون باسمها و ٌكذون باسمها و ٌجعلون المجتمع باكلمه عبٌدا لهم ٌخضعونهم الدٌن نفسه فٌصبح الدٌن مجرد صوت ٌجلد به المجتمع لٌكون خاضعا اكثر للمعبد و لكهنة المعبد. ٌعمل رجال الدٌن الكهنة على حبس الفكر فً الدٌن فٌجعلوه محسورا بٌن الحالل و الحرام و ٌعطٌه اجوبة مبدبٌة ؼٌر قابلة للتجرٌب و ؼٌر قابلة للتحقٌق و ؼٌر قابلة للنقد بل دراستها من حٌث هً تبدو صحٌحة و من حٌث انها ال تحتمل الخطء و تربط بها جمٌع انواع الدراسات و الحقابق و ٌخٌل من بعد ذلك للجمٌع انها الحقٌقة المطلقة فٌبدو الكون صؽٌرا جدا و الحٌاة منعدمة المعنى و ٌبقى دور المفكر المحسور فً الدٌن فً طرٌقة وصوله هو اتباعه الى الجنة بعد الموت فتخد ر جمٌع القطاعات و ٌدمر االبداع فٌصبح التفكٌر مجرد فعل ثانوي ٌاتً لتحقٌق الدٌن اكثر والكسابه المزٌد من المشروعٌة فً التضٌق خارجه فٌؽدو المجتمع من خالل هذا االنطواء و االنؽالق و االنزواء الفكري مجتمعا متخلفا و ؼٌر قابل للتقدم و ٌصبح التفكٌر خارج اٌطار الدٌن كفرا فٌهدد المفكرٌن فً حٌاتهم و فً افكارهم باسم الدٌن و باسم المقدس.
ان دور رجال الدٌن لٌس اصالحٌا البتة بل دورهم كدور كل رجال الدٌن عبر التارٌخ هو دور تشرٌفً اوال و تضلٌلً ثانٌا ٌختبًء تحت جاللبٌبهم التخلؾ و الدمار للمجتمع فهم ٌعملون على حراسة “المقدس” و ربطه بكل المجاالت من اجل زٌادة نفوذهم و سلطتهم و هم ٌرفضون ان ٌكونو مواطنٌن و افراد عادٌٌن فً المجتمع فمع الوقت ٌتقمصون شخصٌة االلهة التً ٌعبدونها او انبٌابها و ٌضنون انفسهم صور بشرٌة عن تلك االلهة و صورة حاضرة عن تلك االنبٌاء فٌاذنون النفسهم بالقٌام بكل ما تقتضٌه الحاجة لبقابهم اكثر و لٌحتفظو بمكانتهم االجتماعٌة المرموقة لمدة اطول ولالبد و لفعل هذا ال ٌمكنهم سوى حبس الفكر فً القوقعة الدٌنٌة.
العنصرٌة تهدد المجتمع الجزائري ان بناء اي مجتمع حقٌقً ٌتطلب إقامة العدل بٌن افراده فً توزٌع الحقوق والواجبات وال بد له من تجاوز النعرات القومٌة والدٌنٌة من اجل الصالح العام والتفكٌر ككٌان موحد ٌعطً استقاللٌة الفراده فً اختٌار شكل حٌاتهم وٌوفر لهم الحماٌة بشكل فردي وجماعً وذلك من خالل القانون الذي هو معطى لفابدة تنظٌم العالقات بٌن االفراد فً ذات المجتمع. بذلك ال بد من نجاح اي كتلة اجتماعٌة من توفر افراد احرار ٌعملون من اجل الجماعة التً بدورها تحمٌهم عن طرٌق قانون عادل و اي اختالل فً هاته المعادلة ٌنتج مناخ العدل ٌسبب العنصرٌة كنتٌجة حتمٌة و ٌهدد بزوال المجتمع و تفككه و فً الواقع امثلة كثٌرة عن ذلك فمن الحروب االهلٌة التً شهدتها عدة دول فً العالم التً كان سببها المباشر النعرات الطابفٌة او العنصرٌة. حٌث قال التارٌخ كلمته باسرار ” ان اي مجتمع عنصري ٌكتب له االندثار ” فعندما ٌشعر اي فرد فً المجتمع بانه اعلى قٌمة من االخر و ٌستحق حقوقا اكثر منه او عندما ٌشعر اي فرد بانه ادنى قٌمة من االخر و انه ال ٌستحق حقوقا مثله او عندما ٌشعر اي فرد بالمهانة او عندما ٌشعر اي فرد اخر بانه مجبر على اذالل و اهانه االخر او عندما ٌستحسن المظلوم اهانة االخر االخر او عندما ٌعشق الظالم اهانته لالخر فنحن نكون هنا فً العنصرٌة. و تتخذ العنصرٌة على العموم اشكال عدٌدة فمنها العنصرٌة من اجل دافع دٌنً او قومً او لؽوي او عرقً او لمكان الوالدة او لمنطقة او اقلٌم او هوٌة جندرٌة او مٌول جنسً و كلها تصب فً فعل واحد هو الكراهٌة الؽٌر مبررة اذا ال تبرٌر النسان لٌكره انسانا اخر النه مختلؾ عنه بشكل او باخر. اما فً الجزابر فان العنصرٌة “ماشاء هللا” اشكال و الوان و فً بعض االحٌان تعتبر فضٌلة فاصحاب البشرة السوداء مثال ال ٌجدون عنصرٌة كبٌرة من الدولة بالرؼم من عدم وجود اي وزٌر من هاته الفبة و لكن فً المجتمع حدث وال حرج فالمصطلح الؽالب على توصٌؾ هاته الفبة هو “كحالش” او ” نٌكرو” فً ؼالب االحٌان ٌعانون بشكل كبٌر فً الحٌاة العامة و ٌجتمعون مع بعض لعدم تقبل المجتمع لهم فظاهرٌا ٌدعً هذا االخٌر تقبله لهم و لكن من الجانب العملً فهم ال ٌرون فً هاته الفبة سوى بمواطنٌن من الدرجة الثانٌة. و هناك نوع اخر مستحدث من العنصرٌة كذلك تجاه “ذوي االحتٌاجات الخاصة ” او ” المعوقٌن” حٌث ال ٌإخذ هاإالء من المساعدات من الدولة سوى ” اربعة االؾ دٌنار” وهو مبلػ ال ٌكفً ؼذاء كلب لمدة اسبوع و هنا نتحدث عن البشر فلكم ان تتخٌلو حجم معناة هاته الفبة ٌومٌا خصوصا من فبة االمراض العقلٌة و اللذٌن ٌعانون بصمت داخل المستشفٌات و فً الشوارع وال احد ٌتحدث عنهم و بالقون معاملة سٌبة من طرؾ الجمٌع و حتى االطباء.
و العنصرٌة اللؽوٌة بٌن االمازٌػ و االمازٌػ المعربٌن و بٌن العرب و كذلك العنصرٌة الجهوٌة فكل لوالٌته و لمن ٌنتمً لوالٌته فً كل مكا ن و الواسطة على اساس الجهة او الوالٌة التً ٌنتمً الٌها الفرد واردة جدا وعلى اساسها ٌتم التوظٌؾ او القبول فً المدارس و الجامعات الكبرى. و كذلك العنصرٌة الدٌنٌة ضد اصحاب الدٌانات المسٌحٌة و الٌهودٌة و التً ال ٌرضى المتطرفون بتركهم ٌزاولون شعابرهم براحتهم كما كذلك الملحدون او الالدٌنٌون اللذٌن ٌجبرون فً الكثٌر من االحٌان على التخفً. و العنصرٌة احٌانا تتعدى هذا الى عنصرٌة تجاه المراة او المثلٌٌن ففً ؼالب االحٌان ٌرى المجتمع الذكوري فً صاحب “الذكورة ” االكثر هو الجدٌر بالحقوق و المزاٌا من اي مواطن اخر. و انواع ا خرى من العنصرٌة التً ال ترٌد ان تترك مجتمعنا الجزابري و التً ٌبدو انها اقسمت على البقاء لصٌقة به و لكن الٌوم بدات تخرج الى العٌان كٌنات و افراد ٌحاربون العنصرٌة بكل قواهم و بدا المجتمع ٌتجاوب معهم النه بكل بساطة حتى نبنً مجتمع متماسك و قوي لبد لكل افراد المجتمع ان ٌشعرو بالكرامة فٌه و ان ال ٌشعرو بان هناك تمٌٌزا فً تقدٌم الحقوق.
الحب فً الجزائر ان الحب هو شعور عاطفً نبٌل و كذلك ادراك عصبً و احد الوظابؾ السامٌة لعقل االنسان و الحب كذلك هو اداة للتواصل و كذلك لالتصال و ان الشعوب و المجتمعات التً تبنى على الحب ترقى و المجتمعات التً تبنى على مقته تتدلى فً ادنى الحضٌض لقد وضفت الطبٌعة هذا الشعور خدمة لبقاء النوع الحً و تمكٌن مختلؾ الكابنات من التواصل فٌما بٌنها فنجد اشرس الحٌوانات تقٌم صداقات مع اضعفها و نراها تروض مع االنسان كما نرى الحٌوانات المفترسة تقتل فرابسها قبل التهمها كنوع من الرحمة التً هً فً الحقٌقة ناجمة عن الحب. و االطفال فً الحقٌقة ٌولدون و هم حاملٌن للحب العاطفً الذي ٌترجم الى سلوكٌات ارتباطٌة مع االم التً هً الكابن االول الذي ٌعطٌه الرضٌع و الجنٌن العاطفة ثم ٌتبلور هذا الحب بنوع اخر هو حب ادراكً فعندما ٌبدا ٌدرك الطفل وضابؾ من حوله تجاهه و الخدمة التً ٌوفرها كل شخص له سواءا خدمة عملٌة ام عاطفٌة سٌقسم عواطفه اتجاههم ثم ٌتطور اكثر حبه االدراكً الى تقدٌم نوع من العاطفة الى كل من ٌقرب هذه العابلة ثم بالتدرٌج سٌدرك عقله التارٌخ فسٌحب بعض الشخصٌات التارٌخٌة و الجؽرافٌا فٌحب بعض المدن و ٌحلم بزٌارتها و لكنً فً نفس الوقت ٌقوم ادراكه بتلقٌنه ما ٌكره كذلك و هً اٌضا ادراكٌة بحتة ٌتعلمها من المجتمع و هن مكمن القضٌة. ان الحب فً الجزابر كعاطفة موجودة بحكم الجزابري كابن حً وال ٌخرج عن هذا التصنٌؾ اال اذا ما قتل و هو حٌا بنوع من الدوؼمابٌة االٌ دٌولوجٌة فهو بتالً ٌفقد صفة الحٌاة و ٌفقد معها مٌزة الحب العاطفً و ٌبقى معه نوع من الحب االدراكً المكتسب و الذي ٌكون موجها حسب اٌدٌولوجٌة دوؼمابٌة معٌنة ٌصعب بل ٌستحٌل تصنٌفه كنوع من الحب ابدا و لكن المشكلة انه الٌوم شرٌحة ال باس بها الزلت ترى للحب نظرة طابوهٌة و نظرة احتقارٌة و ترى فٌه لالسؾ اهانة للتقالٌد بالرؼم من ان تقالٌد المجتمع الجزابري زاخرة بالحب و الحٌاة و الفكر التنوٌري البعٌد عن التعصب و المشكلة الٌوم اصبحت ٌعض القراات االدارٌة و او قرارات الظبط االداري و او انواع التنضٌمات و المناشٌر التً لها عالقة بالتنضٌم االجتماعً تعاقب ” لً كوبل” الؽٌر متزوجٌن كما تقوم فً بعض االحٌان اسالك االمن فً بعض الوالٌات بما تسمٌها مداهمة “الوكار الفساد” و ما هً هً هذه االوكار فً الحقٌقة سوى مناطق ٌلتقً فٌها العشاق بالرؼم من عدم وجود وال قانون ٌكرس هذا او ٌدل علٌه حٌث ان هذا االمر بالتاكٌد ٌعتبر تصرفا ؼٌر قانونٌا من اجهزة مهمتها فً الحقٌقة السهر على تطبٌق القانون. و لكن من جهة اخرى المجتمع ٌعرؾ طفرة نوعٌة فً تقبله للمظاهر االجابٌة بالرؼم من توجد بعض بقاٌا المتطرفٌن اللذٌن الٌز الون ٌتحكمون ببعض الدوابر فً الجهاز التفٌذي فً اسفل الهرم و فً وسطه كما ال ٌزالون ٌحاولن على قد االمكان توقٌؾ عجبة تطور البنٌة االجتماعٌة و التوجه الفكري الجدٌد و تؽٌر الضمٌر الجمعً الذي ٌرتكز علٌه بقابهم و تمسكهم بما ٌعرفونه بالعقد االجتماعً الذي هو فً حقٌقته ٌتنافً كلٌا مع افكارهم الشرٌرة.
و فً النهاٌة ارٌد ان اقول ان الجزابر تحتاج الحب الٌوم مع الكم الرهٌب من االرهاب و القتل و الهرج الذي تعرفه بلدان الجوار و المجتمعات المشابهة و علٌنا ان نتعلم و نستخلص الدروس من تجاربنا السابقة فالجزابرٌٌن الٌوم ٌحتاجو ن للحب و االجٌال المقبلة كذلك تحتاج ان تنمو فً اٌطار سلٌم بما تقتضٌه الطبٌعة كاداة للنشاة و التواصل و علٌنا ان ال نعٌد تجربة التسعٌنات من جدٌد و بالنسبة لً مشهد انسانان ٌمسكان ٌد بعضهما البعض او ٌحبان ٌعضهما البعض عندي افضل من مشهد رجالن ٌثتل بعضهما البعض تحت اي شعار كان سٌاسً او دٌنً او قانونً او اي كان.
حرٌة اللباس و ٌبقى اللباس احدى اقوى االداوات التعبٌرٌة عن شخصٌة االنسان و عن مكبوتاته و جوارحه و مشاعره و احاسٌسه و اللباس ٌساعد االنسان على تفرٌػ ؼضبه او نزواته و التعبٌر عما ٌرٌده او الٌرٌده و عما ٌختلجه من شعور وال شعور و بالتاكٌد ان االنسان الذي ٌلبس بحرٌته ما ٌرٌد ٌكون اقل اضظرابا من الشخص الذي ٌشعر بقوة قاهرة تفرض علٌه ما ٌلبس و بالتاكٌد ان االنسان الذي ٌلبس اللباس الذي ٌرٌده صباحا قبل ذهابه الى العمل ٌكون اكثر انتاجٌة الن ه ٌكون اكثر تقبال لنفسه من شخص ٌفرض علٌه نمط معٌن من اللباس قٌكون اقل انتاجٌة من االول النه ٌكون فً حالة ضؽط متواصل حٌث ان اللباس المفروض ال ٌساعد نفسٌته و ٌزٌد من الكبت عنده و ٌجعله ٌعٌش فً انؽالق تام و بالتالً ٌصعب علٌه حتى التعامل مع االخرٌن فهو ٌضن ان االخر ٌرى فٌه ما ٌرى هو فً نفسه فان كان هو منزعج من لباسه فسٌرى االخر منزعجا منه بالضرورة و هكذا سٌتعقد و ٌفقد ثقته فً نفسه و فً االخرٌن. و اللباس كذلك هو احد وسابل التموٌه و التؽطٌة فاحٌانا االنسان ٌرٌد ان ٌؽطً على جانب بسٌكولوجً او فٌزٌولوجً فً ذاته فٌستعمل اللباس و االلوان و االشكال و تلك الحاجة الماسة فً االنسان فً التجدٌد و االبداع بما ٌعبر و ٌساعد اكثر االنسان على تقمص ما ٌرد من خالل لباسه و التعبٌر اٌضا على الفصول االربعة و كذلك اختراع مالبس تالبم ظروؾ بٌبٌة معٌنة اخرجت الى العالم فنانٌن فً تصمٌم المالبس و اخرون فً تنسٌقها و تطور اللباس مع الزمن لقبه االنسان الحدٌث بالموضة و التً هً فً الحقٌقة اصطالح ٌعنى به ذلك التطور الذي ٌكون حسب الحاجٌات الداخلٌة و الذاتٌة التً تإثر فٌها العوامل النفسٌة و الجسدٌة و االحتٌاجات الخارجٌة البٌبٌة و االخرى ذات العالقة بالمحٌط االجتماعً. و منذ القدٌم بقٌت النظرة العامة فً المجتمعات لحرٌة الباس و الجدل القابم حولها نظرة ذكورٌة فقط تتمركز باؼلبها حول المراة باعتبارها “اداة جنسٌة” بنظرة الرجل منذ القدٌم الذي كان ٌمتلك القوة الفٌزٌولوجٌة التً جعلته ٌقهر المراة و ٌضعها تحت س لطته و قهره و بقً هذا المفهوم المتوارث حبٌس االذهان فً العدٌد من المجتمعات الى ٌومنا هذا خصوصا مع تكرٌس الدٌانات له فاصبح قهر المراة و الحد من حرٌتها حتى فً اللباس باالمر المقدس الذي ٌصعب تحطٌمه فً المجتمعات الدٌنٌة المؽلقة و بالرؼم من ان صانعات اللباس منذ القدٌم كن نساءا اال انهن كن ٌصنعن المالبس بما ٌرتضٌه الرجل الذي كان ٌنصب نفسه حارسا و وصٌا على افراد المجتمع بما ٌحفظ قدرته على قٌادته من جهة و بما ٌحفظ صورة الرجل القوي النمطٌة فكان ٌحدد حتى ما ٌجب ان ٌلبسه الرجل اٌضا و مزالت هذه العقلٌة تنتقل من جٌل الى اخر الى ٌومنا هذا لالسؾ. و ان المجتمع الجزابري منذ القدٌم عرؾ تنوعا فً اللباس و ما ٌعرؾ الٌوم بالزي التقلٌدي و مع انفصال الجزابر عن فرنسا ورث المجتمع الجزابري زٌادة على لباسه التقلٌدي اللباس االوروبً و بقً هذا التنوع ٌشؽل مساحة كبٌرة من عالم اللباس فً ا لجزابر الى ٌومنا هذا و بقً اللباس الدٌنً لباسا اجتماعٌا لم ٌإخذ تلك الصبؽة الدٌنٌة اال مع تصاعد الحركات المتطرفة بٌن نهاٌة الثمانٌنات و بداٌة التسعٌنات التً كانت تجبر النساء فً المداشر و القرى و بعض المدن على ارتدابه او ذبحهن كما حدث للكثٌرات فً العشرٌة السوداء فاللباس الدٌنً لم ٌكن ابدا ذلك اللباس المقدس فً الجزابر فاؼلبٌة النساء الالبً ٌرتدٌن “الحجاب” ٌرتدٌنه بدافع اجتماعً او انجذابا او اعجابا بشكله من باب تعدد االذواق
و ذلك الن اللباس الدٌنً او حجاب المراة اصطدم مع اللباس التقلٌدي فالمراة الجزابرٌة لها لباسها التقلٌدي المعروؾ و الذي حافظت علٌه الى ٌومنا هذا ففً منطقة القبابل مثال النساء لهن لباس خاص بدون ؼطاء الراس و كذلك فً العدٌد من المناطق فً الجزابر لذلك الحجاب بقً محصورا بٌن المد و الجزر و بٌن الموضة و التطرؾ و لكن ٌبقى الحجاب حرٌة شخصٌة لمن ارادت ارتدابه و لها الحرٌة اٌضا فً خلعه متى شاءت حٌث مع اعطابك حق فعل ما لدٌك اٌضا الحق فً رفض الفعل و كذلك لك الحق فً التنازل عن فعله بعد مدة من فعله ان كان هذا الفعل شخصً و مرتبط بالفرد فً المجتمع. ال ٌحق الي فرد فً المجتمع مهما كان منصبه ان ٌتدخل فً حرٌة اللباس لدى االفراد و لو كان وراء تدخله نٌة او نزعة دٌنٌة ما فمن حق كل فرد ان ٌعبر عن ارادته فً كل المٌادٌن مهما كان جنسه او فكره او دٌنٌه او لؽته من حق كل فرد ان ٌلبس ما ٌراه مناسبا لشخصٌته فمن حق المراة ان تلبس ما شاءت و من حق الرجل ان ٌلبس ما شاء حٌث ان حرٌة ا للباس مهمة جدا فً صناعة الفرد و شخصٌته و هً اول القرارات التً ٌتخذها الفرد بمسإولٌة و ان تقٌٌدها لهو عنؾ و “دٌكتاتورٌة اجتماعٌة” ٌجب ان تقهر فحرٌة اللباس بالتاكٌد هً جزء من الحرٌة الفردٌة و الشخصٌة وال ٌحق الي شخص ان ٌحدد لباس االخر بل علٌه ان ٌهتم بلباسه هو كشخص و فقط دون ان ٌحاول فرض راٌه او وجهة نظره او ذوقه فً اللباس على االخرٌن.
ان تكون مختلفا فً الجزائر وقفت على شرفة العمارة و انا ضٌؾ عند عابلتً بالجزابر العاصمة مرتدٌا مالبسً الداخلٌة مع الصباح اردت للهواء ان ٌالمس اعضابً بعفوٌة و ان ترى مساماتً الداخلٌة سٌارات الطاكسً بالمدٌنة بعد سنوات من التعتٌم …. تحت شرفة كان هناك رجل ٌضرب زوجته بعنفوان كبٌر ال احد تحرك فً الشارع اال امراة كانت امامً فً الشرفة المقابلة قالت بصوت كله اشمبزاز ” ال ٌستحً” و اؼلقت باب الشرفة بقوة … .فً باديء االمر فرحت بردة فعلها النً كنت اضنها تتحدث حول ذلك الرجل المجرم الذي ٌضرب زوجته فً الشارع لكن بعد ثوانً قلٌلة خرج رجل ٌصرخ من نفس الشرفة اضنه زوجها ٌطلب منً بطرٌقة فضة “ستر نفسً ”. هذا المشهد المزري ٌتكرر فً الجزابر مرارا و تكرارا و فً كل مكان و فً كل االحوال فاالفعال الشرٌرة تبدو للعامة على انها افعال طبٌعٌة بٌنما اي فعل ٌعبر عن حرٌة فردٌة ٌرى فٌه على انه فعل شرٌر ففً الجزابر ٌمكن الي عابلة ان تجتمع معا لمشاهدة فٌلم رعب بٌنما ترفض العابالت مشاهدة فٌلم حب مع بعض قد ٌروق الي اب ان ٌشاهد مع ابنابه لقطة فٌلم حٌث تقتل الضحٌة و تنكل بجثتها بٌنما ٌرفض ان ٌشاهد مع ابنابه قبلة فً فٌلم. كل شًء جمٌل ٌعبر عن الحب ٌقابله استنكار اجتماعً بلٌػ بٌنما اي شًء ٌعبر عن العنصرٌة ٌتلقاه المجتمع بصدر رحب فالعاشقٌن ٌتقابلون فً السر فً الحدابق و فً الشواطًء و فً المقابر و قد ٌتعرضون لمضاٌاقات الشرطة و بعض االطفال بٌنما ٌفتخر اي شاب فً ان ٌدخل فً معركة حادة باستخدام االسلحة البٌضاء مع شاب اخر من باب الرجولة و القوة و الشجاعة. تختلط المفاهٌم فً الجزابر بٌن االبٌض و االسود لؽط كبٌر شرٌر انت ان احببت طٌب انت ان كرهت مجرم انت ان كنت مسٌحٌا او ٌهودٌا و عبرت عن ذلك مجرم انت ان كنت ملحدا و عبرت عن ذلك مجرم انت ان كنت مثلٌا و امسكت حبٌبك من ٌده فً الشارع مجرمة انت ان قلت راٌك بصراحة انك ترفضٌن تعدد الزوجات ففً الجزابر ان شاهدت منظر انسان ٌقبل انسانا اخر و هو مشهد نادر فانت اذن سنتظر من الشعب ان ٌسبهما او ٌشتمهما على االقل بٌنما الي متطرؾ دٌنٌا الحق فً تكفٌر اي شخص و تجد العامة تسانده بالرؼم من ان مبات االالؾ ماتوا فً الجزابر ذبحا على ٌد المتطرفٌن فً التسعٌنات.
ان تكون مختلفا فً الجزابر ٌعنً انك تستحق العقاب فحتى اؼلب القوانٌن العضوٌة فً هذا البلد ال تعطٌك هذا الحق و الذي من المفارقة العجٌبة ان الدستور ٌمنحك اٌاه و لكن بالرؼم من سمو النصوص الدستورٌة على القوانٌن العضوٌة تبقى تلك االخٌرة تفرض اهوابها على الجزابرٌٌن. ان تكون مختلفا فً الجزابر حتى فً اللباس او تسرٌحة الشعر فانتظر على اقل رد فعل سلبً من المجتمع الذي ٌدٌر ظهره لقضاٌاه الربٌسٌة و ٌمارس العنصرٌة و ” الحقرة” اتجاه االقلٌات و المختلفون .االختالؾ لٌس جرٌمة االنسان مختلؾ بطبعه الجرٌمة الحقٌقٌة هً عدم تقبل االختالؾ.
الحراقة :حلم الحٌاة بدون قٌود المجتمع ٌعٌشون طفولتهم و م راهقتهم وشبابهم فً الجزابر ٌاكلون مما ٌؤكل الجزابرٌونٌ ،ستفٌدون كؽٌرهم من نفس حقوق الجزابرٌٌن ولكنهم فً االخٌر ٌقررون ركوب االمواج فً قوارب الموت فً هجرة تسمى ؼٌر شرعٌة ،أسمٌتها أنا بصٌص االمل إلى الضفة االخرى من المتوسط إلى اسبانٌا واٌطالٌا وفرنسا او مالطا عن طرٌق تونسٌ .تساءل الكثٌر من الجزابرٌٌن عن سبب هروب الحراقة من وطنهم الجزابر الى بلدان اخرى بالرؼم من ان بالدهم توفر لهم بعض من الحقوق كالتعلٌم المجانً والصحة المجانٌة وكذلك الحق من االستقادة من قروض وكالة “النساج” التً تصل الى مبة وخمسٌن الؾ دوالر للشاب الواحد وحق السكن فً عدة صٌػ توفرها الدولة كالسكن االجتماعً او السكن التساهمً بصؽة “عدل” او تقدٌم قروض بدون رهن لبناء منازل فكل هاته االمور تحفٌزٌة لن ٌجدها الجزابري ابدا و هو ٌهاجر سرا الى البلدان االوروبٌة. ما ال ٌفهمه هإالء الناس ان الحراقة ،هإالء الشباب الذٌن ٌبحرون فً المجهول وٌع ّرضون حٌاتهم للخطر ال ٌتركون أحباءهم واهلهم من اجل بطونهم ،فدولتهم توفر لهم كل متطلبات العٌش على االقل وهم ٌفرون الى دول تعٌش فً ازمة مالٌة خانقة ونسب بطالة تجاوزت دول الجنوب فً بعض االحٌان الحقٌقة انكم تسٌبون للشاب الجزابري عندما تضنون انه حٌوانً لهاته الدرجة لٌترك بالده من اجل بطنه ان هإالء الحراقة الشباب ٌحلمون بحٌاة افضل فً الضفة االخرى ٌتمنون ان ٌعٌشوا بدون كالم جارح بدون حراسة شخصٌة طول الٌوم “وٌن كنت وٌن رحت واش درت واش لبست واش قلت عٌب” هإالء اللذٌن ٌفرون هم الشباب الذي لم تفهمه بالدي شباب ٌرٌد الحب الحنان ٌرٌد ان ٌستنشق عبٌر الحرٌات الفردٌة فً اوروبا من هإالء الحراقة ستجد النساء الالتً ٌحرمن من حقوقهن باسم الشرؾ المثلٌٌن اللذٌن تصادر حقوقهم فً الحب العذري و االرتباط الشباب الجامعً الذي ٌحرس فً كل مكان وال ٌدلً بارابه هم أولبك اللذٌن ال ٌشعرون انهم ٌعشون بوطن شاسع فً الجزابر فالجزابر ال تمثل لهم بحجمها الكبٌر سوى سجنا خانقا ٌمنعهم شبابهم و حرٌتهم حٌث العابالت تفكر باسم شٌخ القبٌلة واالسالمٌٌن ٌتدخلون بكل صؽٌرة و كبٌرة فً حٌاتهم حٌث الشرطة تمنعهم من التقبٌل من العناق بكل بساطة هم سبمو من كل عادات و تقالٌد المجتمع و ٌرٌدن ان ٌعٌشوا ولو للحظة و من ثم ٌموتون فً عرض البحر انهم احرار من قٌود المجتمع. بكل بساطة مجرد الظن ان الحراقة ٌؽامرون بحٌاتهم من اجل بطونهم هو اهانه للشباب الجزابري ان الشباب الجزابري ٌرٌد الحٌاة فاؼلب الحراقة ٌقدمون امواال باهضة من اجل الزوارق ومعدات السفر واالمر واضح ان سبب هروبهم لٌست البطون الخاوٌة بل عٌون المجتمع المتخلؾ الذي ال ٌرحم هذا هو السبب الحقٌقً.
نساء الجزائر فً الثورة بال حجاب حررن الوطن مع نهاٌة الثمانٌنات و بداٌة التسعٌنات دخلت الى الجزابر أعراض حمى السلفٌة الوهابٌة التً جعلت من المرأة الجزابرٌة التً حررت الوطن و قدمت البطوالت من أجل حرٌتنا مجرد كابن ؼرٌب عن الحٌاة ال ٌستحق ما ٌستحق الرجل تؽطى من أعلى رأسها إلى أخمص قدمٌها تدفن فً البٌت قد تتناول حصتها من التعلٌم و لكن هدفها من التعلٌم لٌس سوى شهادة تزٌد من حظوظها فً الزواج .المرأة الجزابرٌة تظلم كل ٌوم تحت عدة مفاهٌم ومسمٌات تحت شعار الدٌن وؼضب هللا أو تحت شعار الرجولة والشرؾ والفضٌحة ففً الوقت الذي تتسارع فٌه البلدان نحو مزٌد من المساواة فً المجتمع تبقى المرأة الجزابرٌة حبٌسة التحنٌط الدٌنً لتكون مومٌاء تنتظر الحٌاة لكن بعد الموت. إن المرأة الجزابرٌة الٌوم حقا اكتسحت كل المجاالت إذ تجدها فً السٌاسة وزٌرة وربٌسة حزب وناببة برلمانٌة وتجدها فً المهن تقود الدبابات فً الجٌش وبرتبة جنرال وتجدها فً الشرطة والتعلٌم ولكن تبقى أؼلبٌة نساء الجزابر دون هاته الحقوق فؤؼلبٌة النساء فً األرٌاؾ ٌحبسن فً البٌوت وكل هذا بسبب مجلة األسرة بعد االستقالل التً جعلت من المرأة الجزابرٌة مواطنا من الدرجة الثانٌة .ماذا سٌكون شعور الشهٌدة “حسٌبة بن بوعلً ” لو كانت بٌننا الٌوم وهً التً تركت دراستها فً بارٌس و كل حٌاتها عندما قالت ألختها “أتمنى أن ال أنسى أخواتً النساء فً الجزابر” عندما رأت حجم الحرٌة والتعلم والثقافة لدي الفرنسٌات فعادت لوطنها لتحرر النساء. ما هو شعور الٌوم الشهٌدة التً لم تمت “جمٌلة بوحٌرد” و هً ترى النساء ضعٌفات قانتات فً البٌوت ملفوفات فً امتار من القماش حتى فً حر الصٌؾ ؟ ماذا سٌكون شعور كل تلك النساء الالتً ثرن فً الجزابر على االحتالل الفرنسً من أجل أن تتحرر الجزابر ونساء الجزابر عندما ٌشاهدون الشعب وهو ٌعامل المرأة على أنها حٌوان أو أداة للمتعة والجنس بعدما صدر لنا أشباه البشر الفكر التخرٌبً من السعودٌة و أفؽانستان وؼٌرها .المرأة الجزابرٌة ارتبطت بكل فصول التارٌخ الجزابري فهً قبل وصول العرب الى الجزابر كانت تحكم االمازٌػ “الملكة دٌهٌا” و كانت تحكم الطوارق ” تنٌهٌنان” المرأة الجزابرٌة على طول تارٌخها لم تكن امرأة ضعٌفة حتى ابان االستعمار الفرنسً ؾ”الال فاطمة نسومر” أسست جٌشها وقاومت فرنسا حتى سمٌت جان دارك الجزابر. وابان ثورة التحرٌر قاومت المرأة الجزابرٌة الى جانب الرجل فً الجبال و كانت تبٌت معه فً الكهوؾ والؽابات ،قاومت بالسالح وبالدواء وقدمت دروسا للعالم فً البطولة و الوطنٌة فكتب عنها نزار القبانً فً قصٌدته “الجمٌالت” و الهمت السنٌما المصرٌة واالٌطالٌة واالمرٌكٌة والكوبٌة و االسبانٌة و كل العالم. فً تلك الحقبة ،لم تكن المرأة الجزابرٌة لعبة فً ٌد الرجل لم ٌكن هناك ال حجاب وال برقع وال نقاب لم ٌكن هناك متطرفون واسالمٌون متشددون وال سلفٌون تكفٌرٌون عندما كانت المراة الجزابرٌة تحمل السالح للدفاع عن وطنها
كان ٌومها الوهابٌون و السلفٌون فً السعودٌة و ؼٌرها ال ٌزالون ٌبٌعون و ٌشترون النساء فً سوق النخاسة.
البٌدوفٌلٌا فً الجزائر ظاهرة اؼتصاب األطفال والمراهقٌن تحت االكراه
ان الطفل هو الصفحة البٌضاء البرٌبة التً علٌنا أن نخط علٌها أجمل الذكرٌات أن نمألها خٌرا ومحبة .فالطفل هو كخربشات ٌده ،كاألشكال التً ٌصنعها بالعجٌنة ،كؤلعابه البسٌطة الملٌبة بالسذاجة والنعومة والكثٌر من األلوان واأللحان العصفورٌة التً ال ٌزٌد مجموع نوتاتها عن ست موزعات فً ثالث مازورات على األؼلب. لكن هذا الطفل هو بالتؤكٌد لٌس مسإولٌة أسرته وحدها بل مسإولٌة كل المجتمع فالمجتمع هو اإلطار الحاضن لهذا العضو الجدٌد الذي بكل صراحة ووضوح ال ٌعرؾ شٌبا البتة وال ٌفقه أي ذرة من ألعاب الكبار ونفاقهم وشراهتهم للحوم البشرٌة بكل حٌوانٌة تقتضٌها هرموناتهم الجنسٌة .فان حدث هذا اإللتقاء المشوه بٌن ذبب بشري ٌقال عنه راشد وطفل صؽٌر تقطع تلك الصفحة البٌضاء وترسم فً ذكرٌات الطفل ماضٌا تعٌسا .وتبقى صورة البالؽٌن مشوهة بل عقدة تتبع الطفل حتى ٌكبر لٌنتحر كل لحظة بصمت و ٌصرخ فً أحشابه أنها ” البٌدوفٌلٌة ” الجرٌمة العظٌمة التً ٌروح ضحٌتها أطفال صؽار دون سن الرشد بعد أن ٌعتدى علٌهم بشر إعتداء بالتهام الجسد الذي إلى وقت قرٌب فقط لم ٌكن ٌعتبره ذلك الطفل سوى الة تحمله وتمثله فً الوجود ال دور لها سوى للعب وأخذ قسط من حنان األم الدافا البعٌد عن الجسد الخشن اإلرهابً المؽتصب المجرم الذي ٌقبع بداخله مصاص دماء زكٌة تسمى الطفولة. إن هذه الظاهرة باتت فً تنام مستمر فً وطننا الجزابر وبات من واجب كل واحد فٌنا أن ٌقاومها حتى نحمً أطفالنا من مخالب الوحوش التً تفكر بؤجهزتها التناسلٌة .ثم إن ممارسة الجنس مع االطفال والؽٌر بالؽٌن السن القانونً من كال الجنسٌن هو جرٌمة واعتداء واؼتصاب جنسً وال ٌبرر بؤي طرٌقة ،و من المعمول به فً وطنً هو اعتبار أي فتاة جمٌلة تجاوزت سن 54أو ما فوقه ودون 58هً فتاة بالؽة وٌجوز التحاٌل علٌها من أجل ممارسة الجنس علٌها بكل وقاحة و من المعمول به كذلك فً مجتمعً المنافق أن الفتى إن كان جمٌال فوق 53فٌجوز التحاٌل علٌه لممارسة الجنس .فتجد هإالء المؽتصبٌن ٌتفاخرون بٌن أصدقابهم بقصصهم الجنسٌة ضد هإالء األطفال المراهقٌن . فحدث وال حرج فاؼتصاب الطفولة البرٌبة أصبح فً بعض المناطق موضة وخاصة لالطفال الذكور حٌث ال تظهر علٌهم تؽٌٌرات قد تفضح السلوك العدوانً الذي مارسه هإالء الوحوش. دعونا نكون واضحٌن اؼتصاب األطفال لٌس جزءا من الحرٌة الجنسٌة ولٌست جزء من الجنس المؽاٌر وال المثلً الجنس الذي ال ٌمثل جرٌمة هو جنس بٌن فردٌن راشدٌن حرٌن فً قرارهما وال ٌمارسه أحد الطرفٌن تحت االكراه ولكن الجنس ضد األطفال من كل الجهات و الزواٌا هو جرٌمة شنٌعة تستوجب القضاء علٌها بشكل كلً ومرتكبٌها ٌستحقون أقصى العقوبات ألنه بكل بساطة من تخول له نفسه اؼتصاب طفل بريء ال ٌستحق أن ٌكون جزء أو فردا من المجتمع الذي رباه و حافظ على طفولته ألن هذا الفعل المقزز هو خٌانة لكل ما هو جمٌل بل هو خٌانة للوطن. إن األطفال فً كل مراحل حٌاتهم منذ والدتهم إلى مراهقتهم إلى اخر فصول حكاٌة الطفولة وتودٌعها هم رسالة سالم للعالم رسالة حب للبشر وضعتها الطبٌعة لنا لتذكرنا بؤصلنا البريء الناعم .األطفال هم بداٌة الحٌاة هم الحٌاة أصال وفصال ورمزا وهم حل اللؽز واألحجٌة إن فهمناها ٌوما سنفهم السبٌل نحو الخالص األبدي فؤرجوكم إن لم تفهموا الرسالة فحافظو علٌها لٌقرأها االخرون.
الجزائر التً فً خاطري الجزابر التً فً خاطري عزٌزتً الجزابر جزابر ال تشبهك بوجهك الحالً وال و انت تتبرجٌن بالدٌمقراطٌة الشكلٌة لتؽطً عن وجهك تفاصٌله البشعة الجزابر التً فً خاطري بعٌدة كل البعد عن الجزابر التً تحكمها حكومات فاشلة و عصابات مالٌة مفٌوٌة قاتلة جزابر مرٌضة ٌتقمصها عفرٌت الفساد و ؼولة الجهوٌة الجزابر التً فً خاطري ال تشبه الفقر فً المداشر و ال تشبه انو اع العنصرٌة التً تنخر لحمة المجتمع ال تشبه الوجوه التً تبكً و نراها كل ٌوم فً التلفٌزٌون و نواح النساء فً موجات الرادٌو و االذاعات الجزابر التً فً خاطري ال تشبه سٌاسة االستحمار و ؼسل الجبٌن بالعار و سراب الجنة فً النار الذي توهمونه للشعب النابم على بحر من الؽاز و البترول نابم و ٌباع بالدوالر الجزابر التً فً خاطري عزٌزتً الجزابر ال تشبهك بوجهك الحالً بل تشبهك على حقٌقتك بدون ذلك القناع االسود الذي البست باالكراه و االجبار. الجزابر التً فً خاطري جزابر الحرٌة و الثورة و التمرد جزابر التً مات من اجلها ملٌون و نصؾ ملٌون شهٌد لتحرٌر الجزابر من االستعمار الفرنسً و مبتٌن و خمسٌن الؾ شهٌد لتحرٌرها من االسالم السٌاسً و وٌالته الجزابر التً فً خاطري هً جزابر تكون رابدة فً حرٌة التعبٌر و الحرٌات الفردٌة جزابر بال عنصرٌة بال تضٌٌق على حرٌة الراي او الفكر او الدٌن او العقٌدة جزابر حرة ٌكون فٌه كل افرادها احرار بمختلؾ توجهاتهم و افكارهم. الجزابر التً احلم بها جزابر توفر مناصب عمل لكل مواطنٌها نساءا و رجاال جزابر صناعٌة و تحترم البٌبة جزابر سٌاحٌة تستقبل ضٌوفها لتعرفهم بجمالها الخالب الجزابر التً احلم بها جزابر تستؽل ثرواتها الطبٌعٌة بعقالنٌة و توضؾ العابدات فً تطوٌر االقتصاد و التعلٌم و الصحة الجزابر التً احلم بها جزائ تستقطب العلماء و تضع كل امكانٌاتها فً البحث العلمً و تطوٌر تكنولوجٌا مبة بالمبة جزابرٌة الجزابر التً احلم بها تعٌد عمل قاعدة حمقٌر الطالق الصوارٌخ الى الفضاء من جدٌد و تشٌٌد قواعد مماثلة اخرى و ارسال اول جزابري الى الفضاء انطالقا من الجزابر. الجزابر التً فً خاطري جزابر تنعم فٌه المراة بكل حرٌتها و تكرس كل حقوقها قانونا الجزابر التً فً خاطري ٌنعم فٌها مثلًٌ الجنس بكل حقوقهم و منها حق تاسٌس االسر فانا اتمنى من كل قلبً ان ٌعٌش الكل بسالم و كرامة فً وطنً العزٌز مهما كان و كٌؾ ما كان فانا اتمنى ان ٌعامل اصحاب البشرة السوداء بكرامة و اتمنى ان ٌصل مواطن بهذه الصفة الى سدة الحكم كما اتمنى ان وصول المراة كذلك لرباسة الجزابر. بكل بساطة الجزابر التً فً خاطري هً جزابر حرة و دٌمقراطٌة و ذات سٌادة ٌنعم كل مواطنٌها بالحب و االمان و االستقرار زاخرة بالحرٌات الفردٌة و باالبداع و حرٌة االعالم و الصحافة الجزابر التً فً خاطري عزٌزتً الجزابر لٌست سوى” جزابر ” بكل ما فً الكلمة من جمال و عظمة.
في المجتمع العربي
التخلف التخلؾ ككلمة هً واضحة المعنى و فً ؼاٌة الدقة و البساطة اللؽوٌة و هً بكل ما تقتضٌه من معنى تدل على وضع ما لشعب ما ال ٌستطٌع استدراك ما فاته او االلتحاق بما تجاوزه هً اصطالح شفوي بسٌط تكمن بٌن حروفه دالالت معقدة و مفاهٌ م معددة تدل على نتٌجة حتمٌة و قهرٌة مفادها التخلً عن السبٌل الحضاري االوحد المبنً على العلم و الحرٌة و اختٌار الجهل سبٌال للمعرفة و للحق. و لعل للتخلؾ اسبابا تفوقه و هو بشكل عام ارادي بمعنى ان اراد الشعب ان ٌكون متخلفا فله ذلك و ان اراد التقدم فله ذلك لكن هذا االختٌار االرادي لٌس فردي و انما ٌكمن فً الضمٌر الجماعً الذي ٌبنى مع الوقت و ٌتجلى فً وراثة ابجدٌات االخالق و معناها الضمنً لدى مجتمع ما و هً عبارة عن ذاكرة وراثٌة مملوإة بكل المفاهٌم بؽض النظر عن اٌجابٌاتها او سلبٌتها فال ٌمكن دراسة االنسان اال فً حٌزه حٌث ٌمكننا التنبإ بخٌاراته و معرفة نقاط ضعفه و بالتالً تستطٌع الشعوب التً تعرؾ هاته الحقٌقة استؽالل االخرى و اخضاعها لها الشعوب المتخلفة تجدها فً ؼالب االحٌان تتؽنى بامجاد اجدادها و تتمنى الرجوع بالزمن الى الوراء لتعٌش عصرهم الذي حسبها ذهبً فال تستطٌع و ال تنظر الى المستقبل و االمام اال بنظرة خوؾ و استعالء فً نفس الوقت فهً بذلك تخشى من مؽبة المحاولة و هً ال تملك فً رصٌدها ما ٌخولها لمنافسة الشعوب االخرى او مجاراتها فً ما هً علٌها بسبب ؼٌاب الوسابل لذلك و فً نفس الوقت هً تنظر الى نفسها انها خٌر الشعوب وبالتالً فهً منتصرة فً النهاٌة ال محالة و بالتالً فما الجدوى من التعب فهً ترى بكل وضوح لصورة الشعوب االخرى بعٌدة كل البعد عن نمط عٌشهم و هً تظن ان نمط عٌشها هو االفضل و لكنها ال تعلم بان نمط عٌشها هو نتٌجة حتمٌة للتخلؾ و لٌس العكس دعونا ناخذ مثال ذلك التالمٌذ فً المدرسة ناخذ على سبٌل المثال التلمٌذ رٌان هو تلمٌذ نجٌب و مجتهد و ذكً و التلمٌذ احمد هو تلمٌذ مشاكس و ؼبً تجد االول ٌدرس و ٌجتهد و لكن فً نظر الثانً هو تلمٌذ ضعٌؾ و متخلؾ كون رٌان ال ٌندمج بسرعة مع اصدقابه حٌث ٌمٌل معظم الذكور فً اؼلب االحٌان الى ابراز الشخصٌة الذكورٌة التً تمتاز بالقوة و العنؾ اما بالنسبة لرٌان فهو ٌنظر لالخرٌن بنظرة صداقة ال اكثر و فً ؼالب االحٌان تجد شبٌهً رٌان ٌحاولون دابما جذب االخرٌن الٌهم بٌنما االخرٌن بنظرة استعالء ٌرفضون هاته ىالمساعدة بل و اكثر فهً تحاول جذب التالمٌذ النجباء الى نفس حٌزها فبالنسبة لرٌان المتخلؾ فً القسم هو المتخلؾ عن اخر المواضٌع المعرفٌة و الدروس و بالنسبة الحمد المتخلؾ فً القسم هو المتخلؾ عن راي االؼلبٌة و اخر و احدث المودات حٌث ٌمٌل المتخلؾ الحقٌقً الى االستهالك بٌنما االخر ٌمتاز بحب االنتاج اذا لو عددنا اسباب التخلؾ لوجدناها كثٌرة و لكن اكثرها و اكبرها تاثٌرا على الوضعٌة هً تلك التً ٌختارها االنسان لنفسه ارادٌا و هناك اسباب اخرى ال ارادٌة تكمن فً احداث الماضً وهً فً ؼالب االحٌان الحجة الواهٌة التً تحاول بها الشعوب المتخلفة تبرٌر تخلفها.
تسونامً االلحاد فً العالم العربً توضٌح “ ٌقصد بمصطلح العالم العربً ضمنٌا بالمنطقة المتحدثة باللؽة العربٌة التً ٌجٌدها أؼلب سكانها كتابة وقراءة وهً مجموعة الدول العضوة فً الجامعة العربٌة وال تعنً هذه الكلمة األصول العربٌة للسكان البتة فؤؼلب سكان هذه الدول من أصول ؼٌر عربٌة (أمازٌؽٌة مصرٌة قبطٌة نوبٌة كردٌة فنٌنقٌة عبرٌة فارسٌة والتنٌة تركمانٌة). لقد عرفت المنطقة العربوفونٌة فً االونة األخٌرة عدة تحوالت اجتماعٌة وسٌاسٌة مست عدة جوانب فمن الربٌع العربً الذي أحرقت وروده األخضر والٌابس إلى موجة التطرؾ الكبٌرة التً أخذت فً التنامً الى ؼاٌة أن وصلت لحد كبٌر فً اخر المطاؾ بتكوٌن تنظٌمات وجماعات ارهابٌة مسلحة وصل بها حد التنظٌم والتموٌل الكبٌرٌن الى إقامة ما ٌشبه الدول على أجزاء كبٌرة من هذه األوطان ” داعش بسورٌا والعراق” تتبنى أفكارا دٌنٌة أصولٌة تكفٌرٌة. و بسبب ؼٌاب تعلٌم حقٌ قً فً هذه المنطقة بناءا على أسس علمٌة حقٌقٌة بقٌت شعوبها فً تؽٌٌب عن العدٌد االمور العظٌمة واالكتشافات الهابلة فً المٌادٌن العلمٌة والطبٌعٌة و كذلك المٌادٌن الفكرٌة والفلسفٌة وذلك حسب رأي تلك الدول فً السابق الذي كان ٌحاول حماٌة الدٌن من التالشً وحماٌة ما ٌسمى ضمٌر المجتمع بسبب اعتبار الدٌن جزء من هوٌة الوطن وهذا االعتبار الكارثً الذي أدى فً اخر المطاؾ الى تنامً ظاهرة العنصرٌة والتطرؾ واحتقار العلم الحدٌث والفكر الحر والعقل المنٌر. و مع بروز وسابل التواصل االجتماعً بات من السهل وصول هذه المعلومات الى عامة الشباب حٌث استفاق معظمهم على تلك األمور التً كان ٌجهل حقٌقتها من قبل والتً بقً مؽٌبا عنها لمدة طوٌلة كنظرٌة التطور والبٌػ بانػ اللتان تشرحان الكون والوجود بطرٌقة جد مختلفة عن الدٌانات المتواجدة فً المنطقة وعلى رأسها االسالم فراح هإالء الشباب ٌعبرون عن ارابهم عبر الشبكة العنكبوتٌة واتجه معظمهم نحو االلحاد أو الالدٌنٌة أو الالدراٌة أو على حد بسٌط التدٌن العاطفً وااللحاد الفكري مما زاد من خوؾ تجار الدٌن من حراس المعابد وؼٌرها على خسران عدد كبٌر من زبابنهم من المإمنٌن فزاد التحرٌض ضد هإالء “المتحررٌن من أؼالل الدٌن” كما ٌسمون أنفسهم و اللذٌن معهم نسبة كبٌرة من المتعاطفٌن بسبب الحروب الدٌنٌة و الجرابم ضد االنسانٌة التً تقوم بها الجماعات االسالمٌة المتطرفة واألحزاب االسالمٌة الرادٌكالٌة و الجمعات السلفٌة والوهابٌة. ان العدٌد من هإالء الملحدٌن فً العالم العربً قد ألحدوا لٌس ألسباب علمٌة فقط بل ألسباب انسانٌة وخٌرة حٌث ٌرفضون قتل االخر تحت أي شعار ولو كان دٌنٌا وٌرفضون التشرٌع االسالمً الذي ٌدعو الى بتر األعضاء وقطع الرإوس واالٌادي والرجم والجلد والعنصرٌة ضد المرأة و اتباع الدٌانات األخرى والملحدٌن والمثلٌٌن وأؼلب الشباب المؽرر بهم فً الجماعات المتطرفة االسالمٌة ٌتم استهوابهم بؤسالٌب عاطفٌة فً أؼلب األحٌان كحماٌة الدٌن من النقد من خروج اتباعه منه فكالهما الى حد ما هو نتٌجة و رد فعل لالخر الى حد ما ؼٌر أن االلحاد ال ٌقتل وال ٌإذي أي شخص بٌنما التطرؾ الدٌنً ٌفعل ذلك.
ب دأ تسونامً االلحاد فً العالم العربً مع الطبقات المثقفة والكتاب والشٌوعٌون ولكن مع بداٌة موجة التطرؾ فً الجزابر فً نهاٌة الثمانٌنات وبداٌة التسعٌنات والكم الهابل من الجرابم ضد الجزابرٌٌن التً ارتكبتها الجماعات االسالمٌة المسلحة فً الجزابر ضد االطفال والنساء والشٌوخ أدى فً هذا الى ظهور نسبة كبٌرة من الملحدٌن منهم المؽنً القبابلً الجزابري “معطوب لوناس” الذي مات مقتوال على ٌدهم الذي لم ٌكن ٌترك فرصة اال لٌحارب من خالل أؼانٌه سمومهم الفكرٌة التطرفٌة والذي اصبح االن رمزا وطنٌا ٌقدسه و ٌمجده الجزابرٌون و خاصة األمازٌػ .وهو نفس االمر الذي ٌحدث االن فً مصر حٌث االلحاد فً تزاٌد مستمر فً هذا البلد حٌث وصل عددهم الى المالٌٌن بسبب التطرؾ االعمى الذي كانت تمارسه الجماعات االسالمٌة وعلى رأسها االخوان المسلمٌن فً هذا البلد وكذلك تونس وسورٌا والعراق وال عجب أن الدولة العربٌة التً تحوي أكبر نسبة للملحدٌن حسب عدة احصاءات هً السعودٌة المصدر رقم واحد للتطرؾ الدٌنً االسالمً للعالم. بات جلٌا االن أن المنطقة العربٌة تشهد ثورة فكرٌة وتسونامً الحاد مقترن مع تطور المنظمات االرهابٌة االسالمٌة التً تعٌث فً األرض فسادا وتقتل وتهجر الناس بات االلحاد والالدٌنٌة أسلوبا تنتهجه شعوب هذه البلدان للدفاع
عن أنفسها وللبقاء.
الطبقٌة الجنسٌة و االبارتاٌد االصطالحً ان المصطلحات هً ولٌدة المجتمعات و هً بالتالً ما اصطلح علٌها شعب ما و هً تبدو الى حد عظٌم فً الدول العربٌة جد متخلفة لدرجة ال تطاق ال ٌمكنك ابدا ان تفهمها ان كنت ؼرٌبا عن هاته المجتمعات قد تظن نفسك فً كوكب اخر اال هذا الكوكب االزرق قد ال تفهمها حتى ان كنت جزءا من هاته المجتمعات و قد ال تفهمها هاته المجتمعات اصال و لكنها تمارسها جهرا. فمفهومً الخٌر و الشر لهما معنى اخر فً هاته البلدان على ؼرار المفهومٌن المتعارؾ علٌهما فً الدول المتقدمة فسٌاقة السٌارة بالنسبة للمراة السعودٌة سٌبدوا شرا فً هذا البلد الصحراوي و كذلك انتخاب مراة فً دول الخلٌج و ان االختالؾ الذي هو حق مقدس فً الدول المتقدمة هو شر اسمى فً الدول العربٌة حٌث ال ٌحق الي شخص ان ٌكون مختلفا فالعقلٌة التً تحكم هاته المجتمعات هً عقلٌة القطٌع حٌث على الفرد ان ٌكون نسخة طبق االصل عن اي شخص اخر و ان ما تظنه هاته المجتمعات لالسؾ ان موروثاتها االجتماعٌة كالعادات و التقالٌد و الدٌن هً قوانٌن الطبٌعة التً ٌجب ان ٌخضع لها الكل بمن فٌهم ذلك االنسان الذي ٌبدو مختلفا طبٌعٌا و ابشع ما تمارسه هاته المجتمعات من التخلؾ هو سٌاسة استعباد المراة و اذاللها و جعلها اداة للمتعة الجنسٌة و العمل فً البٌت و جعل منها عورة تؽطى من اعلى راسها الى اخمص قدمٌها و اقناعها بان هاته السٌاسة هً تشرٌؾ و تكرٌم لها بٌنما الحقٌقة ان هاته السٌاسة شٌطانٌة الهدؾ منها هو تدمٌر البنٌة الحضارٌة للمجتمع و تخدٌر اؼلبٌته المتمثلة فً النساء حٌث تبدو المراة فً هاته المجتمعات كابنا اخر حٌث ان الرجل “الالقح” الذكر المذكر هو وحده من ٌنتمً الى صٌؽة العٌش كالبشر فالذكر وحده من ٌمتلك الحق فً الشخصٌة فً اتخاذ القرار فً المسإولٌة و الحق فً الكٌنونة و الوجود الرجل وحده من لدٌه الحق فً ان ٌستمتع بجمال الطبٌعة كما ٌشاء ان ٌقود سٌارته الى الشاطا لمشاهدة ؼروب الشمس او السهر مع االصدقاء و استنشاق الهواء الرطب فً اللٌل او لبس ما ٌرٌده م ن المالبس دون ان ٌشعر المجتمع باي تهدٌد او اؼراء حٌث تبدو السٌقان التً ٌكسوها الشعر ادوات شفافة ال محل لها من االعراب و هو عكس الحقٌقة و لكنها اٌضا جزء من سٌاسة انكار االختالؾ لدى هاته المجتمعات و ان الطبقٌة االجتماعٌة االقتصادٌة التً تعرفها كل المجتمعات بمن فٌها المجتمعات العربٌة لٌست وحدها من تكسو هاته المجتمعات االخٌرة حٌث هناك نوع اخر من الطبقٌة و هً متمثلة فً “الطبقٌة الجنسٌة” فالرجل هو زعٌم المجتمع و هو ربه و لٌس الرجل بكل بساطة بل هناك تعقٌدات اخرى حٌث على الرجل ان ٌكون القحا بمعنى ان الفالٌس او القض ٌب وحده ال ٌكفً بل على هذا العضو الجنسً ان ٌكون فاعال عامال بقوة و ان قدرة الذكر على االخصاب هً عامل ربٌسً اٌضا فً تحدٌد قٌمة الفرد فً المجتمع العربً زٌادة على عمله و ثروته و ممتلكاته العقارٌة حٌث ان لهذا النوع الذكري الحق فً الزواج من اربعة نساء و جعلهم االت للمتعة الجنسٌة كما ان لهذا النوع الذكري كل الحق فً الحٌاة الكرٌمة و االحترام و ان كان ٌمارس الجنس او حتى االؼتصاب و التحرش فً الشوارع بٌنما تهان المراة فقط ان لبست الكعب العالً او رقصت او حتى ؼنت او رسمت او مثلت او عملت او ساقت السٌارة فً السعودٌة. الطبقات الجنسٌة فً العالم العربً حسب راي هاته المجتمعات تتمثل فً9 الذكر الالقح 9و هو الذكر الذي ٌتمتع بقدرات جنسٌة كبٌرة و شهوة جنسٌة نحو الجنس المؽاٌر اي المراة و هو الكابن الحر المستعبد لالخر و هو الكابن الذي ٌحترمه المجتمع و الذي تبدو كل الكلمات و الصفات الرجولٌة لصٌقة به و ان كان ذو مستوى اخالقً متدنً فً الجوانب االخرى و هو الطبقة الجنسٌة االولى الذكر الثنابً الجنس الالقح و هو
الذكر الذي ٌمتلك رؼبة جنسٌة نحو الجنسٌن ٌعبر عنها ببمارسته عملٌة التطعٌم الجنسً للجنسٌن و هو ٌمتلك حقوقه االجتماعٌة الؽٌر قانونٌة و ال ٌفقد احترام المجتمع الى حد كبٌر و هو الطبقة الجنسٌة الثانٌة الذكر المثلً الالقح فً بعض االحٌان ٌستحً هذا النوع الذكري من مٌوله الجنسً المثلً ولكنه ال ٌفقد طبقٌته الرجولٌة فً المجتمع حٌث ٌبقى محترما فٌه و ٌتمكن من ممارسة كل حقوقه الؽٌر قانونٌة دون نظرات دونٌة تحكمه او تظبطه فهو ال ٌزال ٌعمل بقاعدة الفالٌس و هو الطبقة الجنسٌة الثالثة فً العالم العربً. المراة الملقحة (االداة الجنسٌة) 9و هً المراة التً تقبل بمعاملتها كاداة جنسٌة بعد الزواج و ترضى على نفسها االستعباد و هً امراة لٌس لدٌها الحق اال فً المعاشرة الجنسٌة و لكن ٌنظر الٌها المجتمع على انها امراة شرٌفة دون احترامها و هً تقبع فً فكر هاته المجتمعات المتخلفة فً الطبقة الجنسٌة الرابعة حٌث انها على االقل لدٌها الحق فً الحٌاة الحٌوانٌة المتمثلة فً االكل و الشرب و النوم و قضاء الحاجات و ممارسة دور االمومة فً بعض االحٌان. المراة الملقحة المتحررة 9و هً المراة التً ال تقبل باالستعباد الجنسً و تفرض نفسها فً المجتمع و هً الى حد ما تمثل وصمة عار فً فكر هاته المجتمعات فبالرؼم من اخالق هاته المراة الحمٌدة و التً تصون بٌتها الزوجً و عابلتها اال ان المجتمع ٌنظر الٌها باحتقار فبالنسبة له قد تعدت حقوقها المتمثلة حسب نظرتهم فً الحٌاة الحٌوانٌة و هً تمثل الطبقة الجنسٌة الخامسة . المراة المثلٌة 9و هً المراة المثلٌة الجنس التً تمتلك رؼبة جنسٌة و انجذاب جنسً نحو نفس الجنس وهً تعانً التهمٌش فً المجتمع و لكنها ال ٌنظر الٌها باحتقار شدٌد فبالنسبة لهم هً ال تجذب العار الكبٌر نحو العابلة حٌث تكتفً هاته المجتمعات بحرمانها و تزوٌجها من الجنس المؽاٌر و هً تنتمً الى الطبقة الجنسٌة السادسة. الذكر المثلً الملقح 9و هو الذكر الذي ٌمتلك رؼبة جنسٌة لنفس الجنس و انجذاب جنسً و عاطفً الى الفالٌس ” الذكر الالقح ” و ٌنظر الٌه المجتمع باحتقار شدٌد و بلٌػ و لٌس لدٌه اي حقوق اجتماعٌة فً نظرهم كما انهم حسب فكرهم المتخلؾ ٌقبع فً خانة الكابنات الؽٌر بشرٌة حٌث ٌتم قتلهم فً العراق و السعودٌة و ٌحرمون من كل حقوقهم القانونٌة فً العدٌد من هاته البلدان و حتى حقهم فً الحٌاة. وفً االخٌر اطلب من هاته المجتمعات المنافقة ان تكمل جهدها فً ترسٌم و تطبٌع هاته المفاهٌم الؽٌر عادلة و ان تواصل تدمٌرها لبنٌة المجتمع الواحد من خالل تقنٌن نفاقها و منع المراة اكثر من ممارسة حقها فً الوجود الكامل فلما تعمل المراة فهً تمثل فقط اؼلبٌة المجتمع و اطلب من حكومات هاته البلدان ان تضع هاته الطبقات الجنسٌة فً بطاقات التعرٌؾ الوطنٌة هكذا ٌتم التسهٌل للعنصرٌة و الكراهٌة و ان ٌتم وضع صورة للعضو الجنسً فً طلبات العمل و الترشح تشجٌعا لالبارتاٌد الجنسً فً المجتمع التً سٌؤخذنا بكل تؤكٌد للهاوٌة والتً ستزٌد من حجم الفرق بٌننا و بٌن الدول المتقدمة الذي سٌصل حتما فً ٌوم ما الى الفرق الموجود الٌوم بٌن القردة و البشر.
فً المجتمع البشري
مستقبل المجتمع البشري منذ فجر التارٌخ و االنسان ٌربط نفسه فً مجتمعات ،اخذت فً التطور مع مرور الزمن ،فمن مجتمع قبلً الى مجتمع مدٌنة الى مجتمع دولة ثم الى مجتمع امة ثم الى حضارة ،و كما نالحظ من خالل هذا التطور الزمنً الملحوظ ،ان فكرة المجتمع اخذت فً التوسع من حدود االسرة الى مفهوم المجتمع الحدٌث المبنً على اساس المواطنة ثم الى مجتمع دولً ٌحمل فً كٌانه مجموع مجتمعات تربطها عالقات و قوانٌن دولٌة ،و ان المالحظ الجٌد ٌرى ان هذا التطور لن ٌتوقؾ عند هذا الحد ،بل سٌكون مستقبله مجتمعا بشرٌا موحدا ،تندمج فٌه كل المجتمعات المجنسة فً مجتمع واحد ٌكون مجتمعا بشرٌا ٌ ،حمل جنسٌة واحدة و مفاهٌم واحدة و اخالقا واحدة و قوانٌن واحدة و موحدة 9حٌث ستصبح الحدود بٌن الدول واقعة تارٌخٌة قابلة للدراسة لماضً االنسان ،و ستصبح اللؽات و القومٌات مواد دراسٌة فقط ،بٌنما ستصبح االنسانٌة الجنسٌة الموحدة لكل البشر و سنصل فً ذلك الوقت الى ” المجتمع البشري” الذي سٌكون ثمرة التطور الزمنً لرابطة االنسان باالنسان. و ان هذا التنبإ ال ٌخرج عن نطاق الوقابع و متتالٌات بادٌة الي انسان و ان ٌحاول اؼلبٌة البشر دحضها (فكرة المجتمع البشري) بسبب نعرات طابفٌة او قومٌة او حتى دٌنٌة ،و لكن كل هاته المسببات ستبدو فً المستقبل مجرد اسباب انانٌة ادت بالمجتمع البشري فً العدٌد من االحٌان الى الحروب و الدمار و العنؾ الؽٌر مبرر كما هً بادٌة الٌوم ،و من امثلة ذلك كثٌرة عبر التارٌخ :النازٌة و الفاشٌة و كل الطوابؾ االٌدٌولوجٌة او االثنٌة او العرقٌة او القومٌة او الدٌنٌة ادت كنتابج حتمٌة لطؽٌانها على الوعً العام الى كوارث و خسابر بشرٌة و مادٌة و كذلك معنوٌة من توقؾ تحرك عجلة التارٌخ نحو االمام ،و تصلب الذهنٌات و تقوقع العدٌد من المجتمعات على نفسها و انؽالق االخرى بشكل تام و ظهور الدوؼمابٌة بشكل فردي و على نطاق واسع. و ان المرور من مجتمع الجنسٌات الى مجتمع بشري ٌتطلب تضحٌات جمة من كل البشر و على دوابر واسعة ، و لعل فكرة المجتمع الدولً هً اول خطى هذا التطور الحتمً ،الذي سٌكون فً النهاٌة حال الزامٌا للبشر النقاذ ما سٌتبقى من انقاض حضارتهم البشرٌة ،ولتوزٌع عادل لما سٌتبقى من ثورات كوكب االرض ،و لجر المجتمعات المتخلفة الى نفس التطور البشري المتقدم عند المجتمعات المتقدمة او على االقل على الجزء البشري المتقدم ان ٌقدم تنازالت حقٌقٌة للجزء البشري المتخلؾ من اجل االنطالق معا فً بناء مجتمع بشري موحد ،و اٌضا من اجل توحٌد الجهود البشرٌة من اجل اٌجاد منافذ اخرى لالنسان عبر الفضاء و منها تعمٌر الكواكب االخرى و استصالحها و تطوٌر التكنولوجٌات من اجل التسرٌع فً هاته العملٌة ،و اٌضا من اجل تسهٌل و تسرٌع السفر و االنتقال فً الفضاء و الزمكان ،و لتحقٌق هذا على الضمٌر الجمعً ان ال ٌصبح مقترنا بافكار اقلٌمٌة متداولة فً منطقة دون االخرى كما هو الٌوم و بما فً ذلك مفهوم االخالق ،حٌث علٌها ان تخرج من النسبٌة و تدخل الى حالة توازي و تساوي مع حالة النضج البشري العلمً و علٌها ان تكون مقترنة بالعلم و خاصة العلوم الدقٌقة و علم النفس و االجتماع منها ،للخروج باخالق موحدة تكون بمثابة قانون اجتماعً و على اساسها تربط العالقات االنسانٌة حٌث ٌكون القانون الطبٌعً و االخالق البشرٌة
الموحدة المصدرٌن االساسٌٌن الي تشرٌع دستوري او عضوي فٌما بعد لتنظٌم الحكومة العالمٌة.
االصطفاء الحضاري المنافسة من اجل االرتقاء فً العدٌد من المقاالت كنت تحدثت عن هذا المصطلح “االصطفاء الحضاري” او عن شبٌهه” االصطفاء االجتماعً” و نظرا الهمٌة المصطلح فً ابراز وجهة نظري اردت ان اعرفه اكثر للقاريء فعلى ضوء هذا االخٌر تتفرع افكاري و تزهر و من خالله اثبت امكانٌة بروز الحضارات من جدٌد و ازٌل الخوؾ الموجود فً قلب كل مجتمع ٌشعر بالتهدٌد لهوٌته بسبب هذه العملٌة التً اصبحنا فً امس الحاجة لها و قد دخلنا منذ مدة طوٌلة فً سٌاقها دون ان ندري و ان الخروج عنها ٌعنً االنفصال عن الجسد البشري الذي هو حتمٌة لنا و الهوٌة الجامعة لنا كبشر و االولى و النهابٌة و هو قدر محتوم ال رجوع عنه فؤما ان ندرك مٌكانٌزمات هذه العملٌة او ان نذوب اجتماعٌا فً المجتمع البشري العام دون ادنى تؤثٌر فً هذا االخٌر و دون ان نضع بصمتنا فٌه. لقد الهمنً االصطفاء الطبٌعً و االنتخاب الطبٌعً او نظرٌة داروٌن للتطور البٌولوجً فً وضع هذا المصطلح فانا قمت بعملٌة اسقاط و لفهم االصطفاء الحضاري علٌنا اوال ان نفهم االصطفاء الطبٌعً او االنتخاب الطبٌعً. االصطفاء الطبٌعً هً الٌة اقرها العلم فً تطور الكابنات الحٌة عبر تارٌخها البٌولوجً و تحدث على مستوى الجٌنوم او جٌنات الكابن الحً حٌث تمكن هذه الظاهرة من ارتقاء الكابن الحً و تاقلمه مع بٌبته و اكسابه وسابل افضل للبقاء و من هنا نجد الجمال تخزن الماء كونها تعٌش فً الصحراء و نجد دب القطب الشمالً بفرو اكثر و طبقة من الشحم سمٌكة تقٌه البرد و هكذا فعملٌة االنتقال الوراثً من جٌل الى جٌل ٌحدث على مستواها خلل ما ٌحدث طفرات مع تراكم الطفرات قد تتؽٌر االنواع مع الوقت كما ان عملٌة االصطفاء الطبٌعً تحافظ على الجٌنات االفضل للنوع فتكسبه سرعة افضل و وسابل دفاعٌة بل و حتى ذكاء افضل مثلما حدث مع االنسان و فً تلك العملٌة تقوم الطبٌعة الحٌة باختٌار االفضل و ترك االسوء و بالتالً تحسٌن النوع. اما االصطفاء الحضاري فهً نفس العملٌة تقرٌبا تقوم فً حٌز اجتماعً بشري كبٌر بٌن الحضارات و لٌست بٌن الجٌنات و كذلك بٌن اعضاء و اطراؾ المجتمع فاسمٌها اصطفاءا اجتماعٌا فتاثٌر مجتمع على اخر ٌكون على نفس الوتٌرة التً تكون فً العملٌ ة الطبٌعٌة تقرٌبا حٌث ٌتم الحفاظ على االفضل و ادراء االسوء فتتقمص الشعوب التً ال زادا فكرٌا لها شخصٌة الشعوب النشطة فكرٌا فً ظل عولمة ال بقاء فٌها للضعٌؾ فكرٌا و البقاء وحده لمن ٌنتج ما هو افضل للمجتمع البشري العام. فال عجب ان تطؽى الٌوم االنتاجات التكنولوجٌة للٌابان مثال او كورٌا الجنوبٌة او االمرٌكٌة و االوروبٌة على المجتمعات فً كل العالم فذلك الن تلك الدول تنتج بٌنما الدول االخرى النابمة تستهلك فال داعً اذن الن نقول ان الدول االولى استعمرت تكنولوجٌا الدول الثانٌة بل هً تسد الفراغ و العجز التً تعانً منه تلك الدول و المجتمعات و هذا اساس عملٌة االصطفاء الحضاري الذي ٌقوم على اساس المنافسة حٌث هناك بما ٌشبه سوق لالنتاجات الحضارٌة و الفكرٌة فً العالم و هناك حتما الٌة اجتماعٌة تاخذ الصالح منها و تترك الطالح كما تاخذ االفضل او االقل سوءا.
و ان الحضارات منذ نشاتها االولى كانت تحضر نفسها لالصطفاء الحضاري فكلما ترتبط مجتمعات باخرى عن طرٌق التجارة او طرق اخرى تكون هناك قنوات لالتصال اكثر بٌن المجتمعات كلما كانت فاعلٌة العملٌة اكثر ففً االقتصاد مثال هناك دول لٌبرالٌة بشكل تام حتى قطاع الصحة و التعلٌم ٌخضع للنضام الراسمالً كالوالٌات المتحدة االمرٌكٌة و اخرى تخضع كل انظمتها الى النضام االشتراكً ككورٌا الشمالٌة و االتحاد السوفٌاتً سابقا و لكن بسبب تلك المنافسة بٌن الفكرتٌن اخذت بعض الدول و هً االؼلبٌة االن شٌبا من النضام الراسمالً فً بعض القطاعات كالتجارة و شٌبا من النضام االشتراكً فً بعض القطاعات كالصحة و التعلٌم و هذا بمثابة تفاعل بٌن النضامٌن مما اعطانا انطباعا عاما حولهما بضرورة اخذ الجٌد من النضام االول و الجٌد من النضام الثانً و تعوٌض مساويء بعضهما بجٌد البعض االخر و هكذا ٌتم االصطفاء. فاالصطفاء الحضاري هو تفاعل بٌن االفكار و اسالٌب الحٌاة و اللباس و االختراعات و كل االنتاجات الفكرٌة و الصناعٌة ٌحدث بٌن حضارتٌن او اكثر و تكون بصفة عالمٌة فتتاثر بها الشعوب و الحضارات فكلما كان هناك انتاج فً مجتمع ما فانه ٌإثر بالضرورة فً المجتمعات االخرى باي شكل من االشكال و لكن العملٌة كما سلفنا القول تحتاج منافسة لذا فلبد لكل مجتمع ان ٌقدم ما لدٌه للمجتمعات االخرى حتى ٌضمن لهوٌته بصمة فً عملٌة االصطفاء و لكننا نرى بعض البلدان و منها البلدان االسالمٌة راكدة و جامدة و ذلك الفتقارها للمادة المإثرة فتصبح عاجزة امام مد ثقافة المجتمعات اال خرى العملٌة و العقالنٌة فتذوب فً النسٌج البشري دون ادنى تاثٌر فٌه و هذه هً مشكلة بعض الشعوب حٌث نجد محافظٌها ٌحاولون مقاومة هذه العملٌة (االصطفاء الحضاري ) بما ٌسمى النضال من اجل الهوٌة محاولٌن منع المجتمع من الذوبان فً المجتمع البشري و الذي هو نضال فاشل منذ البداٌة حٌث ان المجتمع سٌتحد مع المجتمعات االخرى و ان تولد الحضارة البشرٌة الموحدة هو قضٌة وقت فقط فان المقاومة الحقٌقٌة تكون بوضع بصمة الهوٌة فً هذه العملٌة ال بمحاولة الؽابها حٌث لبد من دفع المجتمع نحو االبداع الفكري و الفنً و االدبً و االجتماعً و فالفلسفً و العلمً و ؼٌرها من المٌادٌن و دفعه لٌكون فاعال فً االصطفاء ال ان ٌكون متاثرا فقط بل علٌه ان ٌكون مإثرا كذلك و هذا التاثٌر ال ٌاتً بتجمٌد عقل المجتمع بل باحٌابه فالمجتمع اٌضا ٌحتاج الصطفاء اجتماعً لٌولد افكار جدٌدة تكون قادرة على منافسة االفكار االخرى القادمة من الشرق و الؽرب و من الشمال و الجنوب. و االصطفاء االجتماعً هو عملٌة تقوم فً ذات المجتمع بٌن اعضابه و افراده حٌث ٌعطً كل فرد ما جادت به قرٌحته من افكار و ابداعات مختلفة فً جمٌع المجاالت و تدخل تلك االفكار فً منافسة انتقابٌة تجعل بعض االفكار تبرز دون االخرى و على االصطفاء االجتماعً ان ٌكون مجددا لكً ٌستطٌع ان ٌإثر فً االصطفاء الحضاري حٌث ٌحدث فً كل مجتمع اصطفاءا اجتماعٌا ٌولد عدة افكار و وحدها االفكار الجدٌدة و الجٌدة ما ستتبناها الشعوب على مستوى واسع لذا فعلى المجتمعات ان تكون مدركة لهذه الحقٌقة ان كانت فعال ترٌد ان تكون فاعلة على المستوى الحضاري فالمجتمعات التً تمٌل للقدٌم اكثر دون تجدٌد تكون حظوظها فً االنتقاء على مستوى المجتمع البشري قلٌلة جدا بالمقارنة مع تلك المجتمعات التً تفرز فٌه الٌة االصطفاء االجتماعً افكارا و انتاجات جدٌدة مبدعة و خالقة فعنصري االبداع و التجدٌد مهمان جدا فً التاثٌر على المجتمعات االخرى “فلنكن صادقٌن مع انفسنا ال نتوقع ان المجتمعات فً العالم ستتقبل افكارا بالٌة و قدٌمة بل هً فً حاجة دابما للجدٌد”.
لذا فعملٌة االصطفاء الحضاري تقوم باالساس على التطورات التً تحدث فً كنؾ المجتمعات بعملٌة اولٌة هً االصطفاء االجتماعً و التً وقودها هو الحرٌة الفردٌة و الفكرٌة فً ذلك المجتمع فكلما كان الفرد فاعال فً مجتمع ما كان ذلك المجتمع مإثرا فً المجتمعات االخرى و كلما كان الفرد فً مجتمع ما مقموع و مقٌد كلما كان تاثٌر المجتمع على المجتمعات االخرى ضبٌال جدا ان لم نقل منعدما و االصطفاء الحضاري قابم فً حد ذاته لن ٌمنعه مجتمع ما من الحدوث و كل مجتمع ٌخرج عن هذه االلٌة فهو ٌحاول ان ٌفصل نفسه عن الكابن البشري و ان ٌعرؾ نفسه على انه كابن اخر و هذا ٌمثل خطر على المجتمعات االخرى التً ستقاومه و سٌكون مجبرا على االندماج مجددا و الرضوخ فً النهاٌة الن البشر فً طرٌقهم لتاسٌس حضارة واحدة مشتركة و جامعة تكون على اساس احترام االختالؾ و اذا ما ؼذٌت الصراعات الٌوم او تالٌب الراي العام فً المجتمعات لرفض هذا االصطفاء الحضاري فسوؾ ٌدخل البشر فً حروب هم فً ؼنى عنها و كذلك محاولة تسرٌعه ستإدي لنفس النتابج لهذا فالعملٌة تحتاج لوقت لكً تحدث بالطرٌقة المناسبة حٌث تستطٌع كل المجتمعات تقدٌم ما ٌمثلها لهذه الحضارة البشرٌة الموحدة القادمة فً منافسة شرٌفة تهدؾ الى االرتقاء بالكابن البشري.
الفسٌفساء البشرٌة ٌبدوا العالم االنسانً متجانسا و متراصا ملٌبا باالختالؾ مما ٌجعله ٌبدو انٌقا بالوانه الكثٌرة فلكل انسان انطباعاته و طبٌعته و سلوكاته و فلسفته و مٌوله و ذوقه لكل انسان ارادة ٌعبر عنها بطرٌقته و كل انسان بحكم بصمته الوراثٌة و الشخصٌة ٌختلؾ على االخر و هذا االختالؾ ما ٌجعله متمٌزا عن االخرٌن و فً نفس الوقت ٌشبههم بكونه انسان .فزٌادة على الطبٌعة الملهمة فان االختالؾ الذي فٌها هو الذي ٌصنع هذا الجمال الذي ٌدفع الفنانٌن الى االبداع فكل ما فً الطبٌعة عادة ٌبدو كثٌر التنوع من الوان و انواع و اشكال و اجسام و مواد و ان هذا التنوع لهو منعكس فً ذات االنسان و فً كٌنونته فمن البدٌهً ان ٌكون االنسان هو نفسه مرة اخرى و ان ٌكون انسانا اخر فً نفس الوقت فحال االنسان من حال الطبٌعة متعدد و مختلؾ حتى فً نفسه احٌانا فمابالك بٌنه و بٌن االخر. هل ٌمكننا ان نتخٌل عالما بدون رسامٌن ؟ بدون شعراء ؟ بدون روابٌٌن ؟ بدون موسٌقٌٌن ؟ بدون مؽنٌٌن ؟ بدون راقصٌن ؟ بدون مصممً ازٌاء ؟ بدون سٌنمابٌٌن؟ كل اولبك الفنانون ٌعطون الحٌاة الوانا و نكهات و ٌحاربون فٌنا الروتٌن و بدونهم سٌصبح االنسان ٌعٌش فً عالم مظلم و عدٌم النكهة و ستفقد الحٌاة البشرٌة عنوانها االنسانً و لن ٌعود هناك ما ٌجعل االنسان فً تناؼم مع الحركٌة الطبٌعٌة فالطبٌعة تتصل باالنسان من خالل اداة الفن و و الفنانون هو رسل الطبٌعة و انبٌابها و وحدهم من ٌمكنهم ان ٌستنطق مشاهدها و ٌترجمها الى لؽة البشر بشتى الطرق فخٌال الفنان انما هو ملكة تهبها الطبٌعة لمن ٌعشقها فالفنانٌن الحقٌقٌٌن هم اكثر الناس تشبثا بها و هم اكثر من ٌعطون للحٌاة الحاضرة لالنسان معنى جمٌل. و هل ٌمكننا ان نتخٌل العالم بدون علماء ؟ بدون مخترعٌن و مكتشفٌن و بدون مفكرٌن بدون فالسفة ؟ االمر اشبه بان ٌفقد االنسان عقله فحٌاة البشر بدون علمابهم و مفكرٌهم و فالسفتهم و مخترعٌهم و مكتشفٌهم تصبح حٌاة مجنونة بال هدؾ ال ٌكاد للعقل فٌها ان ٌصٌب وال ٌكاد فٌها لالنسان ان ٌخطًء فكل خطء ٌصبح صوابا و كل صواب ال ٌعد كونه من المعلوم الثابت و الذي ٌحتمل بدوره شكا كبٌرا و مقدارا من الخطء فالعلماء هم اللذٌن ٌجدون الحلول التجرٌبٌة للمعضالت الفٌزٌابٌة و الطبٌة و الفلكٌة و الكٌمٌابٌة و ؼٌرها و المخترعٌن هم اللذٌن ٌضٌفون لحٌاتنا ادوات تسهل لنا حٌاتنا اكثر و المكتشفٌن هم اللذٌن ٌضٌفون لقوامٌسنا اسماءا جدٌدة و المفكرون اللذٌن ٌنقدون المجتمع و ٌصوبونه و ٌدرسون الظواهر الفكرٌة و االجتماعٌة بعٌن ناقدة و الفالسفة اللذٌن ٌؽمرون ذهننا باسبلة جدٌدة تدفعنا نحو البقاء اكثر لنعرؾ اكثر. ان كل المهن فً االرض لها دورها فً صناعة جمال الحٌاة البشرٌة كما ٌجب ان تكون دابما رابعة و متكاملة و كذلك هً الوان اعٌننا و الوان بشرتنا و طول اجسادنا و نوع شعرنا و لؽاتنا و لهجاتنا و دٌاناتنا و الدٌناتنا و افكارنا التً نتحدث بها و مٌولنا الطبٌعً و الحب العام الذي نشاركه كال الكابنات الحٌة و الحب الخاص الذي نخصص به بعضا منها فهذه الفسٌفساء البشرٌة تجعل الحٌاة ممتعة جدا فهً تفتح الفضول لالنسان لٌعرؾ االخر و نفسه اكثر فلٌس من المنطق ان ٌعمل االنسان على ان ٌكون كل االخرٌن نسخ مشابهة له و لفكره فهو اصال ال ٌستطٌع ان ٌكون نسخة طبق االصل عن نفسه فً كل االوقات و ان االختالؾ لٌس مبررا للعنصرٌة بل هو الدافع للحب و الشؽؾ باالكتشاؾ.
الحضارة البشرٌة القادمة
قاد االنسان بنفسه من خالل اطماعه و انانٌته الى طرٌق مسدود و بات من الواضح جدا انه ٌعانً شر ما قدمت ٌداه من حروب و نزاعات و عدم اكتراث بالحٌاة البٌبٌة التً حوله و سقط فً فخ الدوؼمابٌة البٌولوجٌة و التكبر النوعً على الكابنات االخرى كما سقط فً فخ االٌ دٌولوجٌات التً قسمت بٌنه و بٌن اخوانه من نفس النوع و قسمت بٌنه و بٌن الكابنات االخرى التً تشاركه نفس البنٌة البٌولوجٌة تقرٌبا و تقاسمه الحٌاة بكل شروطها على ظل كوكب واحد. ان هذا الكوكب الذي عان و مزال ٌعانً من تسلط كابنه الذكً و الذي قاده ؼروره الى الؽباء فراح ٌدمر نفسه و حضارته روٌدا روٌدا و جعل هذه اللإلإة الزرقاء المتأللبة فً هذا الجزء الصؽٌر من الكون تفقد نورها الذي بدا ٌخفت شٌبا فشٌبا مودعا احالم منظومة بٌبٌة اخترعت فٌها كابنا بشرٌا لٌنقلها من الحٌوانٌة الى البشرٌة ولٌنقل الحضارة الى كواك ب اخرى كنوع من االلقاح و التخصٌب التً تسعى من خالله الطبٌعة الى نسخ نفسها على كواكب اخرى لتنقل الحٌاة الٌها و لكن الٌوم تجد الطبٌعة نفسها ترواح مكانها بسبب خذالن البشر لها بسبب انقسامهم فٌما بٌنهم بحدود وهمٌة جعلت االنسان ٌرى دابما الخٌه االنسان و كانه اخر بٌنما فً الحقٌقة البشر كل البشر شعب واحد و كل الكابنات الحٌة هنا على ظهر هذا الكوكب هً من عابلته “نحن ننتمً الى هذا الوطن االزرق و لم نسقط من السماء و ان لم نستطع ان نروض انفسنا على تقبل هذه الحقٌقة سوؾ ننقرض و ندمر الطبٌعة التً منحتنا الثقة العمٌاء فً قٌادتها” . كل الكلمات تبدو بكماء عن وصؾ حالة االنتكاسة التً تعرفها البشرٌة و كل االذان تبدو صماء اذا ما حاولنا لفت انتباه االنسان الى انتكاسته المخزٌة فبعد االؾ السنٌن من الحضارة و التطور العلمً و التكنولوجً و المعرفً مزال االنسان ٌقتل اخوه االنسان التفه االسباب منها القومٌة و اللؽوٌة و الدٌنٌة و االدٌولوجٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة و العنصرٌة حٌث لم ٌعد لالنسان خاطر فً ان ٌعٌش فً اطار التنوع و فً اٌطار االختالؾ فافق البشر بات ضٌقا ال ٌنتظر منه سوى المزٌد من الطمع على حساب اخوانه البشر و الكابنات الحٌة االخرى. و لكن مع حجم التهدٌدات المتنوعة التً تحوم حوله سٌجد االنسان نفسه مضطرا القامة نوع جدٌد من الحضارة او االنقراض بسهولة و من هذه التهدٌدات التً تحوم حوله ٌمكننا ان نعدد االخطار الذاتٌة كاالفكار الدوؼمابٌة و االٌدٌولوجٌات االقصابٌة و الدٌانات العنفٌة و العنؾ البشري و كذلك الحروب و النزاعات و االسلحة النووٌة و االنفجار السكانً و عوامل اخرى خارجٌة تتمثل فً التلوث البٌبً و االحتباس الحراري و ذوبان القطبٌن و اضمحالل القدرات الطاقوٌة و الؽذابٌة لالرض و استنزاؾ ؼاباتها و ثرواتها كل هذه هً عوامل تنم عن سوء تسٌٌر للبشر عبر عصور النفسهم و تقدم لنا استنتاجا واضحا ان االنسان لن ٌواصل ولن ٌستمر فً اطار نفس النظام و فً اطار تعدد الحضارات و ستهب المجتمعات نحو تشكٌل الحضارة الجدٌدة التً تكون جامعة ال مفرقة هادفة لتخصٌب الكواكب االخرى ال لتدمٌر ما تبقى من هذا الكوكب حضارة تتسع نحو الفضاء و لٌس حضارة الصراع الذاتً البشري كما هو الحال الٌوم. ستكون الحضارة البشرٌة الموحدة الحل للبشرٌة للخالص حٌث ستضمن الحكومة العالمٌة فً دستور عالمً الحرٌات الفردٌة بكامل اشكالها و برلمان كبٌر ٌسرٌها بطرٌقة تقنوقراطٌة و جٌنوقراطٌة حٌث ٌعطى للطبٌعة مكانتها و
تشجٌع الفكر و الفن و العلم و تركٌز الجهود على تطوٌر البنٌة الفزٌولوجٌا لالنسان و النفسٌة و كل البحوث البٌولوجٌة و على راسها االستنساخ كذلك و على تطوٌر الحقل العلمً و التسرٌع فً ابحاث الفضاء لنقل الحٌاة للكواكب المجاورة و االخرى عن طرٌق استصالحها الن االرض الحالٌة لن تكفً كل البشر فً المستقبل كما ان تهدٌد بقاء الحٌاة على االرض محتمل جدا فعلى االنسان ان ٌسعى دابما لبقاء نوعه و هذا لن ٌكون اال بالتوسع فً الفضاء الخارجً و مع الوقت ستتمكن اته الحضارة حتى من التوسع خارج مجالنا الشمسً او المجري و اٌجاد حلول تقنٌة اذا ما تعرضت شمسنا ٌوما ما الى االفول كما ستوفر الجكومة العالمٌة اموال الحروب من اجل تطوٌر السفر عبر الفضاء و الزمن حسب النظرٌات الفٌزٌابٌة المتوفرة الٌوم و سٌكون حٌنا احتمال االتصال بالحضارات المماثلة فً الفضاء الخارجً كبٌرة جدا. ال خٌار الٌوم لالنسان اما التوحد البشري و اما االنقراض لن ٌعٌش االقوى على حساب الضعٌؾ بعد االن ان واصل االنسان سعٌه االنانً فً تدمٌر االرض ستلفظه هذه االخٌرة منها لتحافظ على ما تبقى منها او سٌنقرض هو و كل البٌبة الحٌة الموجودة على االرض و لن ٌكون هناك الوقت الكافً الستدراك ما فات.
جمهورٌة كوكب االرض هو حلم من احالم الٌقظة و سإال اخر من االسبلة الكثٌرة التً ال اجد لها اجوبة هو نتبإ قرٌب و بعٌد سهل و صعب خٌال و ذاكرة ال اقوى على التعبٌر عنه فحتى التعبٌر ٌبدو مستحٌل و لكننً اهوى ان اسبح ضد التٌار الذي ٌجب ان ٌسبح معً احٌانا احب ان اكون كتلك المربعات المجنونة التً تعٌش ضمن الدوابر كتلك العصافٌر التً ال تقوى على الطٌران و لكنها تطٌر احب ان احلم فهو كالتنفس فعل الى االن لن نطاب بدفع رسومه او ضرٌبة عنه من حقً ان احلم ابً كما كان من حقك ان تحبس نفسك طٌلة حٌاتك فً حجرة السفٌنة من حقً ان احلم اٌها القبطان فان ارى ٌوما ما بحارك التً سافرت فٌها بحر واحد ال احمر وال ابٌض وال اسود وال مٌت وال هاديء وال هندي و ال عربً وال اطلسً وال هم ٌحزنون للبحر لون واحد هو لون الماء الذي جعل به كل شًء حً و لون ازرق هو انعكاس لون السماء التً ابدا لم و لن ٌؽٌرو اسمها فسماء لندن هً سماء الجزابر و سماء بٌروت هً سماء سان فرانسٌسكو و سماء ابٌجان هً سماء بكٌن و سماء طوكٌو هً سماء بوٌنس اٌرس و سماء سٌول هً سماء بٌونػ ٌونػ فنحن البشر نتقاسم نفس السقؾ نفس الؽٌوم نفس الماء نفس الحٌاة نفس الموت و لكننا نضن اننا ال نتقاسم نفس االرض نضن اننا ال نتقاسم نفس الوطن وطنً هو االرض هو هاته الإلإة الزرقاء الحٌة التً تعٌش و تسبح وسط كون مٌت و شعبً هو البشر هو االنسان شعبً هو كل كابن حً ٌعٌش على نفس الكوكب كلنا اخوة سمٌر العربً و جورج االوروبً و تاكفارٌناس االمازٌؽً و احمد الكردي و سارة االمرٌكٌة و موسى و عٌسى و محمد و كل البشر اخوة لهم نفس االعضاء الحٌوٌة نفس المشاعر نفس االحالم تقرٌبا وطنً هو االرض و كل من ٌتنفس فٌه من الكابنات الحٌة نباتات و حٌوانات و حشرات وهم ابناء عمومة للبشر كلهم من اختراع الطبٌعة فً مالٌٌن السنٌن من التطور البٌولوجً و هم كابنات لها مشاعر و نظم حٌاة كالبشر تستحتق االحترام و الحب و الحنان كالبشر دعنً احلم سٌدي الربٌس فً المسجد فً الكنٌسة فً المعبد فً البرلمان فً الحكومة فً البٌت القصدٌري فً فنجان قهوة فً الوسادة فً السرٌر فً مخفر الشرطة فً السجن فً كل زمان و مكان دعنً احلم بجمهورٌة واحدة تحكم االرض جمهورٌة برلمانٌة ال حدود فٌها وال دول ال جنسٌات فٌها سوى البشر ال قانون فٌها ٌعلو فوق قانون الحب و التسامح و االخاء فما فً االرض من ثروة الى االن ٌكفٌنا و لكنه لن ٌكون ال الجٌال بعدنا لربم ا هو قدرنا ان نفهم بعد عناء طوٌل اننا سنكون على افضل حال لو كنا دولة واحدة وال شك ان الطاقة الذكٌة التً صنعت الكواكب مٌتة امامنا لم تكن مخطبة فهً كانت تنتظر من البشر هاته اللحظة الكبرى فً تراٌخهم بعد االؾ السنٌن من الحروب الدٌنٌة و الطابفٌة ان ٌعلموا ان االنسان شعب واحد و االرض هً الوطن بل الكون هو الوطن بكل كواكبه و ٌنتظر منا ان نزرع فٌه الحٌاة ٌمكننً ان احلم بانتخابات لتقرٌر المصٌر لكل شعب االرض لكً نإسس جمهورٌتنا الموحدة الدٌمقراطٌة البرلمانٌة العلمانٌة لكً نشؽل انفسنا بالحضارة و العلم و الثقافة و الفن و الحٌاة عوض ان نشؽل انفسنا بالقتل و النهب و السرقة ان نشؽل انفسنا بما ٌنتظ رنا من مال الكون بالحٌاة المستقبل لٌس هنا بل فً الفضاء فتحٌا جمهورٌة كوكب االرض.
ابً و العولمة على ؼٌر عادته ابً الذي طالما قرء لً و كان احٌانا ٌوافقنً فً ارابً و احٌانا ال احٌانا ٌخاؾ علً من حدة كلماتً و بطش اعداء الراي و الكلمة و احٌانا ٌستنكر علً محاولتً تؽٌٌر المجتمع و كان ٌصفنً بالمجنون طلب منً البارحة و هو واقؾ امامً ٌتاملنً بصمت “انور اقترح علٌك ان تكتب عن العولمة و راٌك فٌها ” ال اعرؾ بالتحدٌد لما ٌرٌدنً ان اتحدث عن هذه االخٌرة ثم تاملت نفسً و سالت ” مذا نقدم كجزابرٌٌن للعولمة”. اتفهم ابً و هو من جٌل الحرب الباردة التً كان ٌنقسم فٌها العالم الى كتلتٌن و شهد على انفصال الجزابر عن فرنسا و شاهد كذلك على جمٌع االحداث من الخمسٌنات الى ٌومنا هذا فً الجزابر و خارج الجزابر و شاهد اٌضا على بزوغ فجر العولمة الحدٌثة ربما هو اهم االحداث و الظواهر التً لفتت انتباهه و االهم بٌن االخرٌات. فً الحقٌقة العولمة لٌست طؽٌان الثقافة االمرٌكٌة على باقً الشعوب و العالم كما ٌسوق لها االعالم و لكن هً تفاعل جمٌع الثقافات فٌما بٌنها و تمازجها و البقاء بٌنها لالصلح و االكثر تطورا و تماشٌا مع العصر كما ال تفٌد بالضرورة طمس ثقافة لفابدة ثقافة اخرى او حضارة لفابدة حضارة اخرى بل هً اندماج لتلك الحضارات افرزته الٌة التعاٌش المشترك التً ٌصارع الكابن البشري للوصول الٌها و تحقٌقها على اعلى المستوٌات تحقٌقا لبقاء نوعه و نبذا للحروب و الصراعات التً تهدد بقابه. فً القدٌم كانت الشعوب تكون هوٌتها المنفصلة دون اي عالقة باالخر لذا كان االختالؾ المعرفً و الثقافً واضحا جدا بٌنها اما الٌوم فكل العالم ٌتصل على االنترنٌت فالشعب االمرٌكً لم ٌترك اختراعه لنفسه و كل شعوب ا لعهالم تركب الطابرات و السٌارات و القطارات و تشعل شوارعها انورا بالمصابٌح و تولد الطاقة من االنهار و بالؽاز و الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسٌة و طاقة الرٌاح و الكل فً العالم ٌستخدم الهواتؾ النقالة المصنعة فً كورٌا او الٌابان او اوروبا او اي بلد اخر فً الحقٌقة هذا اندماج كلً بٌن الشعوب فً العالم و هً عولمة للتكنولوجٌا. كما نجد العولمة و هذا االندماج و التفاعل واضحا جدا فً الموسٌقى حٌث ٌبدو ان االٌقاعات و المقامات تصدر من ثقافة الى اخرى فاصبحنا الٌوم نستمع لالٌقاعات الجزابرٌة فً الموسٌقى االمرٌكٌة او الفرنسٌة كما نستمع الالت موسٌقٌة اوروبٌة فً الموسٌقى العربٌة كما نرى ان الموسٌقى الهندٌة و سرعتها اثرت كذلك على سٌر الموسٌقى العالمٌة و نجد اٌضا العولمة فً المالبس حٌث اثر القفطان الجزابري و المؽربً على شكل االلبسة فً العالم كما اثر اللباس الهندي على اللباس االمرٌكً فنجد مثال التٌشٌرتات التً تعلو السرة التً هً بالتاكٌد لباس هندي و نجد القبعة االمرٌكٌة و الٌهودٌة فً كل العالم كمكا نجد بعض االلبسة االسالمٌة تباع فً طوكٌو كما نجد الثقافة الٌبانٌة تطؽً على افالم الكارتون. و هذا التفاعل اٌضا نجده فً المٌدان السٌنٌمابً و فً الكتب و الرواٌات التً لم ٌعد لها حدود بفضل الترجمة كما نجد التنوعات العرقٌة و التعاٌش فً تجمع المدن الكبٌرة المٌؽالوبولٌس حٌث نجد كل االجناس البشرٌة مكونة نسٌج
سكانً واحد كما نجد العولمة فً المسابقات العالمٌة فً جمٌع المٌادٌن و فً كاس العالم و فً التكتالت االقتصادٌة و الثقافٌة. ان العولمة لٌست ذلك الوحش الذي ٌهدد البشرٌة بل هً اصطفاء اجتماعً ٌولد لنا فً االخٌر اندماجا ثقافٌا اجتماعٌا للبشر مع االبقاء على االصلح و تفاعله و اختفاء االسوء و تذكره كجزء من تارٌخ هذا التفاعل و التطور. الشعب الجزابري كؽٌره م ن الشعوب علٌه ان ٌقدم للبشرٌة لكً ٌندمج معها ولكً ٌترك بصمته فً العولمة و لكً ٌترك اثره فٌها بما ٌحفظ هوٌته و بما ٌكون به التاثٌر متبادال و لن ٌقبل المجتمع البشري بافكار سلبٌة بل تلك االفكار ةو العادات و االختراعات و االبداعات التً تخرج من كل مجتمع الى العالم تكون فً صراع على البقاء بالٌة التفاعل او االندماج و البقاء دابما لالفضل و االجمل. ابً سالنً عن العولمة ربما النه من دلك الجٌل الدي شاهد الصراعات الدموٌة بٌن الشعوب و كان ابنا الحد االسرى فً الحرب الهند الصٌنٌة كما شاهد بعٌنٌه ضحاٌا الخراب الدي شهدته الجزابر فً التسعٌنات و الحرب الباردة و الثورة الجزابرٌة و الحروب العربٌة االسرابٌلٌة و العدوان الثالثً على مصر كما كان شاهدا على بداٌات الحركات االسالمٌة الرافضة للحداثة ربما اراد ان ٌقول لً بطرٌقة ؼٌر مباشرة قل للشعب ان العولمة لٌست استعمارا.
الفهــرس مقدمة ..........................................................................................................................................
5
اإلسالم و الحضارة 4 ............................................................................................................................. تناسخ الحضارات .................................................................................................................. التمكٌن للطبٌعة فً تفسٌر القرآن
6
51 ............................................................................... ................
الس ّنة و الشٌعة ......................................................................................................................
51
فً الدٌن ................................................................................................................. .....................
53
الدٌن و المعرفة 55 ..................................................................................................................... العاطفة الدٌنٌة .......................................................................................................................
57
فً الحرٌة الفكرٌة ............................................................................................................................
58
الفكر ،الفكر المعارض و الفكر المضاذ .........................................................................................
15
الحركٌة الفكرٌة و الجمود اإلٌمانً 11 ................................................................................................ أهمٌة الحرٌة الفكرٌة ...............................................................................................................
12
قداسة الكتب أم قداسة الحٌاة .......................................................................................................
14
الحرٌات الفردٌة و دورها فً انشاء الدٌمقراطٌة 15 ................................................................................. فً المجتمع .................................................................................... ................................................
17
المجتمع الدٌكتاتوري ...............................................................................................................
21
العقل الجمعً ....................................................................................................... ................
23
التجدٌد فً مجتمع التخلٌد ..........................................................................................................
21
القابلٌة للتخلؾ ......................................................................................................................
25
بارانوٌا انا و مٌؽالومانٌا المجتمع .................................................................................................
28
الصراع الفكري فً المجتمع . ....................................................................................................
31
فً المجتمع الجزائري .......................................................................................................................
32
الجزابر 9اإلسالمٌون والعلمانٌون .................................................................................................
34
اإللحاد فً الجزابر .................................................................................................................
37
دور الكهنة فً تجهٌل الشعب 45 ...................................................................................................... العنصرٌة تهدد المجتمع الجزابري ................................................................................................
42
الحب فً الجزابر ..................................................................................................................
44
حرٌة اللباس ........................................................................................................................
46
ان تكون مختلفا فً الجزابر .......................................................................................................
48
الحراقة .............................................................................................. ................................
55
نساء الجزابر .......................................................................................................................
51
البٌدوفٌلٌا فً الجزابر ..............................................................................................................
52
الجزابر التً فً خاطري ..........................................................................................................
57
فً المجتمع العربً ...........................................................................................................................
54
التخلؾ ............................................................................................................................
56
تسونامً اإللحاد فً العالم العربً 57 ............................................................................................... الطبقٌة الجنسٌة و األبرتاٌد اإلصالحً .........................................................................................
61
فً المجتمع البشري ..........................................................................................................................
61
مستقبل المجتمع البشري ...........................................................................................................
63
اإلصطفاء ال حضاري 64 ............................................................................................................... الفسٌفساء البشرٌة ........................................................................ ..........................................
67
الحضارة البشرٌة القادمة 68 ........................................................................................................... جمهورٌة كوكب األرض ...........................................................................................................
75
أبً و العولمة 71 .......................................................................................................................