الواقيال

Page 1



‫الواقيال‬ ‫عامل بني الواقع واخليال‬

‫أنور غين املوسوي‬


‫الواقيال‬ ‫عامل بني الواقع واخليال‬ ‫أنور غين املوسوي‬ ‫دار أقواس للنشر‬ ‫العراق ر‪1442‬‬


‫احملتوايت‬

‫احملتوايت ‪1.................................. ................................‬‬ ‫املقدمة ‪3.................................... ................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬الواقع واخليال والواقيال ‪5............. ................................‬‬ ‫فصل جتسد االعتبارايت ‪13 .................. ................................‬‬ ‫فصل‪ :‬املعرفة ‪14 ............................ ................................‬‬ ‫فصل‪ :‬صنعة الرمز ‪16 ....................... ................................‬‬ ‫العوامل املتوازية والعوامل املتداخلة ‪17 ........... ................................‬‬ ‫ابداعية الذهن ‪19 ........................... ................................‬‬ ‫فصل‪ :‬االنفعال والتحكم ‪21 ................. ................................‬‬ ‫فصل‪ :‬الواقيال املدعى ‪23 ................... ................................‬‬ ‫فصل يف االحالم ‪24 ......................... ................................‬‬ ‫فصل‪ :‬الشرود الذهين ‪25 .................... ................................‬‬ ‫فصل‪ :‬العامل السيرباين ‪26 .................... ................................‬‬ ‫فصل‪ :‬احلرب السيربانية و الواقيالية واالمن الواقيال ‪27 ........................‬‬ ‫الكتابة االبداعية والتشويق و االندماج ‪29 .....................................‬‬ ‫‪1‬‬


‫الواقيال االديب ‪30 ........................... ................................‬‬ ‫انتهى واحلمد هلل ‪37 ......................... ................................‬‬

‫‪2‬‬


‫املقدمة‬ ‫بسم هللا الرمحن الرحيم‪.‬‬ ‫ال ميكن للبشرية ان تتجاهل التأثري القوي لألمور‬ ‫االعتبارية اليت تنتزعها من املادايت‪ .‬ان هذا التأثري‬ ‫يف واقعه نظام عميق وواسع وهو من مظاهر تداخل‬ ‫بني االعتبارايت واملادايت والذي يصل احياان اىل‬ ‫حالة حتكم صور االعتبارايت يف االنسان ببلوغ نقاط‬ ‫وسطى بني الواقع واخليال فيصبح االدراك البشري‬ ‫ثالثيا بدل الثنائية املعروفة من واقع وخيال‪ ،‬بل يف‬ ‫حقيقة االمر لدينا واقع وخيال وواقيال بينهما له‬ ‫صفات من هذا ومن هذا‪ .‬انه عامل بني الواقع‬ ‫واخليال‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫هنا حناول تسليط الضوء على عامل الواقيال بشكل‬ ‫خمتصر كمدخل ألحباث اخرى اوسع يف املستقبل‬ ‫وهللا املوفق‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫فصل ‪ :‬الواقع واخليال والواقيال‬

‫أفضل مدخل لفهم الواقع واخليال هو التمييز بني‬ ‫الوجود املكاين والوجود الالمكاين‪ ،‬واملادي‬ ‫والالمادي‪.‬‬ ‫الوجود املكاين ما له حتيز يف اخلارج ومنه مستقل و‬ ‫يسمى اخلارجي و غري مستقل و يسمى اعتباري‪،‬‬ ‫ومن الوهم تصور ان االعتباري ليس له مكانية ‪.‬‬ ‫والالمكاين هو ما ليس له حتيز ومن اشكال‬ ‫الالمكانيات هي املعاين و االدراكات مبا هي وليس‬ ‫مبا تعين وتشري او تصور‪ ،‬اال اهنا كلها زمانية‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫املادي هو ما له حتيز مستقل حمسوس‪ ،‬أي هي‬ ‫اخلارجي مبعىن اخر‪ ،‬ومن الواضح ان الالمكانيات‬ ‫ليست مادية وامنا هي افعال للعقل ‪ ،‬كما ان‬ ‫االعتبارايت ليست مادية كما هو واضح‪ ،‬اال ان‬ ‫هناك مكانيان مستقلة غري حمسوسة وهذه المادية‬ ‫ايضا‪ ،‬فاالحساس هو املميز بني املادي والالمادي‪.‬‬ ‫ومن هنا فاملكانيات فيمكن ان تكون مادية‬ ‫والمادية‪.‬‬ ‫الواقع هو ترتب زماين للمكانيات املستقلة‪ ،‬مستقلة‬ ‫او غري مستقلة‪ ،‬حمسوسة او غري حمسوسة‪ ،‬اما‬ ‫اخليال فهو ترتب زماين لالمكانيات‪ ،‬أي للصور و‬ ‫االدراكات و املعاين مبا هي‪.‬‬ ‫حينما ندرك االشياء املكانية يف الزمان فهذا هو‬ ‫الواقع والواقع ال ميكن ان يتوقف كما اننا نتعامل‬ ‫‪6‬‬


‫معه لكننا ال نوجده‪ ،‬وهو ما نشعر ان حييط بنا‪ .‬ولو‬ ‫اردان تبسيط االمر ابالغفال عن االعتبارايت غري‬ ‫املستقلة فان الواقع هو ترتب االشياء املكانية يف‬ ‫عالقات مكانية يف عامل االدراك خالل الزمن‪ ،‬اي‬ ‫اننا ندرك االشياء املكانية برتتبها املكاين بثبات او‬ ‫تغري خالل الزمن‪ .‬هذا هو الواقع‪.‬‬

‫اما اخليال فاننا ندرك ترتبا زمانيا للمعاين و‬ ‫االدراكات نفسها اي صور املدركات مرتتبة يف‬ ‫الزمن‪ ،‬اي هي حاالت من العالقات بني املعاين و‬ ‫صور االدراكات يف الزمن ومع اغفال املعىن فان‬ ‫اخليال هو ترتيب االشياء الالمكانية وهي صور‬ ‫االشياء ادراكيا يف الزمن وجماله عامل التصور اي‬

‫‪7‬‬


‫الذهن والذي نشعر اننا نتحكم فيه احياان لكن ليس‬ ‫دوما‪.‬‬

‫فامليز بني الواقعي و اخليال هو ان الواقعي له جتسد‬ ‫مكاين و وجود خارجي بينما اخليال فليس له مكانية‬ ‫و وجوده الذهن‪ ،‬واذا اردان تعريف الواقع واخليال‬ ‫ابهنما احداث ‪ ،‬فالواقع حدث مكاين خارجي بينما‬ ‫اخليال حدث المكاين ذهين‪.‬‬

‫والن للمكان منطقية فاننا ال نكون احرارا يف اختياره‬ ‫او تبديله او تغريه وما يقع يثبت وهذا خبالف‬ ‫الالمكانيات فاهنا حرة يف كل ذلك‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫امليزة املهمة اننا نرى ان الواقع هو احلقيقة وهو‬ ‫امليزان يف التعامل ‪ ،‬ملاذا النه هو املشرتك وهو الذي‬ ‫يراد به عند التخاطب‪ .‬فهيمنة الواقع على حياتنا‬ ‫بسبب االشرتاك وبسبب التخاطب‪.‬‬

‫لو صار يف اخليال صفة مشرتكة وكان له هيمنة على‬ ‫ختاطبنا بسبب التعاهد وتفاعلنا فاننا سنسميه حقيقة‬ ‫ايضا اال ان احلقيقة حقا هي العلم و ليس املشرتك‬ ‫ومن هنا تبطل حجية اجلماعة يف اتسيس الدين و‬ ‫االخالق و ان استطاعت حتقيق القانون و العقد و‬ ‫التسامل‪.‬‬

‫هذه احلالة من اخلفوت و الالمباالة ابخليال و احلالة‬ ‫الشديدة لسيطرة الواقع علينا فيها مناطق للتداخل‪،‬‬ ‫‪9‬‬


‫حينما يكون هناك اصطناع و فرض لالشرتاك و‬ ‫التعاهد فيكون عنصرا للتخاطب‪ .‬من اهم صور‬ ‫اهليمنة هي اخلطاب‪ .‬ولذلك كل شيء جتعل له‬ ‫خطااب فانت حققت له هيمنة وسلطة‪.‬‬

‫نعم اذا اصبحت االمور اخليالية ذات خطاب صار‬ ‫هلا سلطة و هينمة وصران ننفعل هبا بدل ان نفعلها‪.‬‬

‫اخليال غالبا هو فعلنا و حتكمنا لكن احياان وبسبب‬ ‫اخلروج عن االشرتاك و اخلطاب الواقعي حيصل‬ ‫سلطة للخيال علينا‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫هذه احلالة هي الواقيال وهي كلمة اشتققتها من‬ ‫بداية ( واق ع) و هناية ( خ ايل) وهو منطقة وسطى‬ ‫بني صفات الواقع وصفات اخليال فمن جهة له‬ ‫صفات الواقع ومن جهة له صفات اخليال‪ .‬مبعىن ان‬ ‫االدراك ليس ثنايئا واقع وخيال بل ثالثي واقع‬ ‫وخيال وواقيال‪.‬‬ ‫تكمن امهية ادراك الواقيال يف امرين االول حتكمي‬ ‫و الثاين ابداعي ‪ ،‬فالتحكمي ميكن من خالل‬ ‫الواقيال السيطرة على العقول جبعل اخليال حقيقة‬ ‫وهو ما حيصل يف االعالم و غسل االدمغة و الثاين‬ ‫االبداعي وهو ما حيصل يف الكتابة االدبية و يف‬ ‫االلعاب اليت تفرتض اخليال‪ ,‬وحتقق الواقع‬ ‫االفرتاضي‪ .‬ومنها التواصل االجتماعي‪ .‬ان عامل‬ ‫االنرتنت و االثري فهو من عامل الواقيال‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫فصل‪ :‬الواقع واحلقيقة‬ ‫ان احلقيقة صفة للمعرفة وهي اعم من الواقع ومن‬ ‫اخليال كما بينا ‪ ،‬والواقيال نظام متعلق ابملادي‬ ‫والالمادي‪ ،‬وان ما له عالقة ابملادايت والالمادايت‬ ‫هو الواقع وليس احلقيقة ومن هنا كان الواقيال بني‬ ‫الواقع واخليال و ليس بني احلقيقة واخليال وحينما‬ ‫يشري الناس اىل مقابلة احلقيقة ابخليال فاهنم يريدون‬ ‫املقابلة بني الواقع واخليال‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫فصل جتسد االعتبارايت‬ ‫ال بد من الكف سريعا عن مسالة التمييز بني الذهين‬ ‫و اخلارجي و االعتباري و احلقيقي‪ ،‬امنا احلقيقة ان‬ ‫كل ما له اسم يف الوجود من االمور الزماكانية له‬ ‫بعده احلقيقي ووجوده احلقيقي وتشيئه التام‪ .‬التشيؤ‬ ‫التام يف االستقالل الظهوري و يف التاثري و التاثر‬ ‫امور متحققة يف االعتبارايت ولذلك علينا التعامل‬ ‫مع االعتبارايت كاهنا حقائق وكاهنا ذوات‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫فصل‪ :‬املعرفة‬ ‫اكثر ما يهمنا كبشر هو الفعل املادي لالشياء والذي‬ ‫منه نستخلص املعرفة به ‪ ،‬واضافة اىل املادية الواقعية‬ ‫فهناك التلقي و التسامل املعريف عن االشياء ومصدره‬ ‫التصديق واالميان ابحلكاية والقول عن الشيء وان‬ ‫مل يدرك ماداي‪ ،‬فاالميان و التصديق وتلقي حكاية‬ ‫الغري وجتربته من اهم العوامل لتكوين فكرة معرفية‬ ‫عن االشياء بل احياان ان االميان يفوق املادة ابملعرفة‬ ‫و اليقني وهذا ما حيصل عند املتدينني ابلرباهني‬ ‫الباعثة على التصديق حيث ان املنطقية العقالئية ال‬ ‫تقبل ابلتصديق االجوف اخلالية من احلقيقة والشاهد‬ ‫لذلك كانت االتساقية و الشواهد و املصدقات اهم‬ ‫مصادر التصديق‪ ،‬فما له شاهد ومصدق و اتساق‬ ‫‪14‬‬


‫هو حقيقة وغريه ظن‪ .‬فاالميان بوجه من الوجوه هو‬ ‫حضور وجتسد للمعرفة غري املادية فهو من الواقيال‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫فصل‪ :‬صنعة الرمز‬ ‫الرمز من اهم االعمال واالجنازات االنسانية‪ ،‬وهو‬ ‫يف الواقع ويف كثري من االحيان يعتمد التشابه و‬ ‫التقارب فتعطى للشيء صفات اخرى فيه من‬ ‫يناسبها واصدق اوضاع الرمز حينما يكون الرمز‬ ‫مصدرا حقيقا للصفات املرغوبة‪ ،‬وهناك اشكال‬ ‫كثرية من الرمز منها االدعائي واالفتعال و الومهي‬ ‫و السحري اال اهنا كلها هلا دور يف توجيه الفكر‬ ‫واحداث نوع من التاثري والتاثر وهو الواقيالية‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫العوامل املتوازية والعوامل املتداخلة‬ ‫ان القول ابحنصار وجودان على هذا العامل املادي‬ ‫شيء ال ميكن تصديقه ليس فقط عقولنا الناضجة‬ ‫بل حىت االطفال ال يصدقون اننا جمرد هذا الواقع‬ ‫الظاهري بل الشعور بوجود عوامل اخرى هلا‬ ‫انعكاسات منا و هلا انعكاسات فينا امر ال بد منه‪.‬‬ ‫ولذلك االنسان ليس فقط يشعر بوجود عوامل‬ ‫موازية لعامله بل يشعر ايضا بتداخل تلك العوامل‪ .‬أي‬ ‫يشعر بتاثريها فيه بل واتثريها فيها وهو نوع من‬ ‫التحكم املتبادل ابختالف العناصر‪ ،‬واحلديث عن‬ ‫ذلك ليس فقط مصدره التقليد والتصديق واالميان‬ ‫بل له وقائع و مظاهر ملموسة حمسوسة رمبا ال خيلو‬

‫‪17‬‬


‫وجدان منها‪ .‬وهذا املعىن العميق الفطري هو الدافع‬ ‫لالميان بوجود هللا تعاىل عادة‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫ابداعية الذهن‬ ‫االعتبارايت و التصورات الذهنية ليست امورا ال‬ ‫جتسد هلا وال تشيؤ هلا ‪ ،‬بل هي امور متجسده و‬ ‫متشيئة يف املكان والزمان وهلا اثر واقعي و بعد‬ ‫اتثريي وان مل تكن حمسوسة او هلا صورة يف اخلارج‪.‬‬ ‫ان الذهن مبدع عظيم يف انتزاع االشياء االعتبارية‪.‬‬ ‫ومن اهم العوامل اليت حتيط ابالنسان هو االعتبارايت‪،‬‬ ‫واالعتبارايت ليست حمداثت بل هي انتزاعات من‬ ‫الواقع عادة وان كانت احياان معقدة‪.‬‬ ‫ان الذهن ليس عملية تصور و تعامل مع االشياء‬ ‫بل هو خلق مستمر للمعرفة ابالشياء و ابداع‬ ‫مستمر لصور االشياء ان الذهن مصنع ال يتوقف‬ ‫للمعرفة ابلالشياء ‪ .‬ان اتثري االعتبارايت على حياتنا‬ ‫‪19‬‬


‫احياان يكون اقوى من اتثري املادايت‪ .‬لذلك دائما‬ ‫حاولت االنسانية ان تعطي بعدا اعتباراي لالشياء أي‬ ‫بعدا اعتباراي‪.‬ومبعىن ادفق االنسان دوما يدرك املعىن‬ ‫االعتباري لالشياء و ينتزعه منها الن االعتبارايت‬ ‫موجودة يف اخلارج اال اننا ندركها لكن من دون حس‬ ‫او ملس او استقالل‪.‬‬ ‫ان فهم اتثري االعتبارايت هو مدخل مهم لفهم عامل‬ ‫الواقيال الذي هو حقيقة اتثري االشياء غري املكانية‬ ‫علينا‪ .‬حنن هنا لسنا بصدد بيان سلطة القانون‬ ‫واحلكم بل بيان كيف ان تلك االعتبارايت هلا مكاهنا‬ ‫املادي التاثريي فينا وان كانت غري مادية‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫فصل‪ :‬االنفعال والتحكم‬ ‫البشرية ومنذ القدم وبفطرهتا وغرائزها شعرت‬ ‫واسست وصدقت بتاثري وسلطة االعتبارايت و‬ ‫رتبت انفعاالت وخماوف وامال ابلقانون واالحكام‬ ‫والسلطة واعطت ورمزية للحاكم وامهية قصوى‬ ‫للحكم كما ان االداين السماوية رسخت هذا‬ ‫اجلانب وهذه احلقيقة من خالل الطاعة‪ .‬ان كل هذا‬ ‫النظام الواضح واجللي من الطاعة واالنقياد ملا له‬ ‫سلطة حقيقة وما ليس له سلطة حقيقة هو بفعال‬ ‫الشعور احلقيق ابالنفعال و التفاعل و التاثر مبا هو‬ ‫ليس مادي من االشياء‪ ،‬بل ميكن القول ان ضعف‬ ‫سلطة االنسان على املادة واحتياجه اىل قدرات‬ ‫كبرية للتعامل معها صار عامله االقرب هو يف‬ ‫االعتبارايت بل صار العامل االعتباري هو املدخل‬

‫‪21‬‬


‫للعامل املادي‪ .‬ان هذا التفاعل البشرري مع السلطة‬ ‫االعتباري احلقيقية والومهية هو من الواقيال‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫فصل‪ :‬الواقيال املدعى‬ ‫حنن حينما نتحدث عن الواقيال فاان نتحدث عن‬ ‫الواقيال احلقيقي‪ ،‬أي عن االشياء الالمادية اليت هلا‬ ‫اتتثري بقوة اتثري املادايت وهلا حتكم وتفاعل حقيقي‬ ‫معنا‪ ،‬اال انه والجل اغراض فان اشكاال من الوقيال‬ ‫املدعى الذي يبتىن على الوهم والزيف يتسبب يف‬ ‫حتقيق شكل من الواقيالية غري الواقعية يستميل من‬ ‫هو ضعيف يف ارادته او قليلة املعرفة اال ان هذه‬ ‫احلاالت تزول مع الزمن الن الوقيالية احلقيقة حتتاج‬ ‫اىل ثبوت وقاعدة حقيقة لكي تستمر فال تستمر‬ ‫ابلدعاوى الباطلة‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫فصل يف االحالم‬ ‫االحالم هي صورة الوعاية من الواقيالية حيث ان‬ ‫ما يدرك وما يرى هي صور وافكار اال اهنا حتقق‬ ‫تفاعال وتثريا وخوفا رمبا يستمر اىل ما بعد اليقضة‬ ‫ان االحالم تعطي مدخال جيدا للواقيالية وفهم‬ ‫اتثريها علينا وهو اتثري االفكار والصور غري املادية‬ ‫على احاسيسنا وتوجهاتنا‪ .‬االحالم هو من انواع‬ ‫الواقيالية اجلسدية أي اتثري االفكار على اجلسد‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫فصل‪ :‬الشرود الذهين‬ ‫ان الشرود الذهين ال خيتلف كثريا عن االحالم فانه‬ ‫يشرتك معه يف التاثري اجلسدي‪ ،‬فان فصل الفكر عن‬ ‫الواقع هو من التاثري الواقيال لالفكار و بينما‬ ‫االحالم تكون بشكل الارادي فان الشرود الذهين‬ ‫يكون ببداايت واعية وارادية‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫فصل‪ :‬العامل السيرباين‬ ‫ان االنرتنيت جمموعة من املعلومات احململة يف مواطن‬ ‫يتمكن االنسان من الوصول اليها عرب االثري أي اهنا‬ ‫يتوصل اليها بشكل غري مادي‪ ،‬وهذه املعلومات هي‬ ‫معلومات حاهلا كحال ما موجود يف كتاب او مشهد‬ ‫بصري‪ ،‬اال ان الصفة املهمة يف االنرتنت ان تلك‬ ‫املعارف كثريا ما اتخذ صورة التجسد ولذلك فان‬ ‫التفاعل معها يكون قواي واحياان حقيقيا‪ ،‬طبعا هذا‬ ‫كله مبعزل عن العامل البشري أي اننا ال نتحدث‬ ‫عن التواصل االجتماعي بل نتحدث عن العامل‬ ‫السيرباين ذاته أي عن املعارف احململة يف االنرنت‬ ‫فاهنا من عامل الواقيالية‪ .‬ومنها االلعاب االفرتاضية‬ ‫واقراص اخلزن االفرتاضية‪.‬‬ ‫‪26‬‬


‫فصل‪ :‬احلرب السيربانية و الواقيالية واالمن الواقيال‬ ‫الواقيال هو عامل ما بني احلقيقة واخليال و يعتمد‬ ‫االفكار يف الوجود و التأثري ‪ ،‬كل استعمال مؤذ‬ ‫للواقيال هو عدوان واقيال ‪ ،‬وكل قصد واقيال‬ ‫لالخالل ابالمن هو حرب واقيالية‪ .‬العامل االن يعيش‬ ‫حراب واقيالية من خالل ما يلي‪:‬‬ ‫احلرب السيربانية‬ ‫التواصل االجتماعي املوجه‬ ‫الذابب االلكرتوين‬ ‫االعالم املوجه‬ ‫غسل االدمغة‬ ‫التسقيط والتشهري‬ ‫‪27‬‬


‫املثال السيء للمجموعة املسيء لصورهتم اما الناس‬ ‫االلعاب االفرتاضية‬ ‫الكتبات املوجهة‬ ‫العلمائية املزيفة‬ ‫التطرف والتشدد‬

‫ال بد على احلكومات ان تعمل وزارة امن تسمى‬ ‫االمن الواقيال ملواجهة العدوان الواقيال‬ ‫‪.‬واخلروقات الواقيالية وال بد من قانون مينع تلك‬ ‫اخلروقات ‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫الكتابة االبداعية والتشويق و االندماج‬ ‫كل حالة اندماج فكري مع اخلارج مبا يسرق اللب‬ ‫و يشغب العقل فهو من الواقيالية‪ ،‬ومن اشكال هذا‬ ‫التفاعل هو االندماج بقراءة الكتاابت االبداعية اليت‬ ‫تسرح ابلذهن و تنقله اىل عاملها‪ ،‬لقد اشرت كثريا‬ ‫يف املقاالت االدبية ان اعتماد االدب على نقل‬ ‫القارئ اىل عامل النص ابدوات وعناصر فنية ختلق له‬ ‫واقعا نصيا هو من وقعنة اخليال ‪ ،‬ويف احلقيقة وقعنة‬ ‫اخليال هو تقليد كتايب للواقيال أي انه واقيال‬ ‫ابداعي‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫الواقيال االديب‬ ‫مجال األدب يكمن يف طريقة التعبري و أسلوب‬ ‫الداللة ‪ ،‬و لكل تعبري أديب قدرة معينة على الكشف‬ ‫عن مجاليات بدرجات خمتلفة ‪ ،‬هذه هي املرتكزات‬ ‫االساسية للنقد التعبريي ‪ ،‬اي البحث الواسع يف‬ ‫اسلوب التعبري االديب ‪ ،‬و ال بد من االشارة انه ال‬ ‫عالقة للنقد التعبريي ابملدرسة التعبريية و امنا هو‬ ‫منهج اسلويب موسع ‪ .‬مما تقدم من امهية طريقة‬ ‫التعبري و الداللة و تدرج جتلي عناصر اجلمال تتبني‬ ‫قلة االمهية يف مبحث املداليل كهدف اساسي ألنه‬ ‫ال يعني املكمن احلقيقي للجمالية االدبية و ايضا‬ ‫تتبني ال واقعية فكرة الوجود التام و الفقدان التام‬ ‫‪30‬‬


‫حلقيقة الوجود التدرجي للعناصر اجلمالية يف العمل‬ ‫االديب ‪.‬‬ ‫ان الواقعية مهمة يف كل معرفة تقريرية و النقد معرفة‬ ‫تقريرية ‪ ،‬و هذه الواقعية حتتاج اىل عنصرين الوضوح‬ ‫و التجريبية ‪ ،‬فما مل يكن هناك وضوح و ما مل يكن‬ ‫هناك قدرة على االستقراء و التجريب فانه ال جمال‬ ‫لبلوغ الواقعية يف النقد ‪ ،‬وال تدخل الكتابة حيز‬ ‫اجلدية و العطاء ‪ .‬ان النقد التعبريي ‪ ،‬برتكيزه على‬ ‫اسلوب التعبري و النظرة الواسعة اىل العنصر االديب‬ ‫‪ ،‬و االنطالق من امور بينة كالتعبري و االستجابة‬ ‫اجلماليات و املؤثرات اجلمالية من معادالت و‬ ‫عوامل مجالية ‪ ،‬كل ذلك يعطي للنقد التعبريي درجة‬ ‫عالية من الوضوح و التجريبية و االستقرائية ‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫وفق مفاهيم النقد التعبريي فان القراءة يف جوهرها‬ ‫اندماج و عيش يف النص ‪ ،‬و اذا مل يكن النص مقنعا‬ ‫فانه ال تتحقق هذه الغاية ‪ .‬على النص ان حيمل‬ ‫القارئ اليه و ان جيعله يعيشه ‪ ،‬و ال يقال ان اجملاز‬ ‫العال يعرقل ذلك ‪ ،‬بل العكس صحيح امنا اجملاز‬ ‫هو وسيلة لتعظيم طاقة اللغة و النص و اعطائه قدرة‬ ‫اكرب على التأثري و التقريب من نفس املتلقي ‪.‬‬ ‫الفنون األدبية تعتمد اخليال يف بناءها ‪ ،‬ليس فقط‬ ‫يف ما ترمي اليه من معان ودالالت وامنا يف طريقة‬ ‫التعبري ‪ ،‬و ما االنزايح اال شكل من اشكال التعبري‬ ‫بوساطة اخليال ‪ ،‬اذ ان العالقة االنزايحية خيالية كما‬ ‫هو حال اجملاز ‪ ،‬اذ ريب ان هناك الألفة بني اجملاز و‬ ‫ذهن القارئ ‪ ،‬لذلك ال بد على النص ان يطرح‬ ‫جمازه بشكل واقعي ‪ ،‬طرح اجملاز وهو عالقة خيالية‬ ‫‪32‬‬


‫بصورة واقعية هو ( وقعنة اخليال ) ‪ ،‬و وقنعة‬ ‫اشتققناها من كلمة واقعي ‪ ،‬و ميكن وصف حالة‬ ‫حتقيق األلفة للالألفة اليت يتميز هبا اخليال التعبريي‬ ‫ابهنا حالة وقعنة له ‪ ،‬فاخليال اجملازي يف علوه و بعده‬ ‫و الألفته الذهنية حينما ينجح املؤلف يف تقريبه و‬ ‫الباسه ثوب الواقعية و احلقيقية فانه يكون طرحه‬ ‫بصورة واقعية وحقيقية ‪.‬‬ ‫ان اللغة املتموجة اليت توفرها السردية التعبريية ‪ ،‬و‬ ‫اليت تتناوب بني مفردات و تراكيب توصيلية و‬ ‫اخرى جمازية انزايحية ‪ ،‬يعطيها ميزة ال تتوفر يف‬ ‫الشكلني االخرين من الكتابة ‪ ،‬اقصد السردية‬ ‫القصصية و الشعرية التصويرية ‪ ،‬فاالوىل ليس هلا اال‬ ‫ان توغل يف التداولية و التوصيلية وخت ّفض من جمازها‬ ‫و الثانية ليس هلا اال ان تتعاىل يف اجملاز ‪ .‬و ال يظن‬ ‫‪33‬‬


‫ان ذلك خمتص ابلبناء الشكلي اللفظي للنص بل‬ ‫انه ينفذ عميقا اىل اجلذور املعنوية و الداللية و‬ ‫الفكرية له ‪ ،‬اذ ان الكتابة يف كل واحد من تلك‬ ‫االشكال تتصف بتلك الفوارق يف كل مستوى من‬ ‫مستوايهتا املختلفة ‪.‬‬ ‫لطاملا حتدثنا عن لغة قوية تصل و تنفذ اىل اعماق‬ ‫النفس االنسانية و يف الوقت نفسه حتافظ على‬ ‫فنيتها العالية ‪ ،‬و ميكن ان نرى بوضوح ان السردية‬ ‫التعبريية حتقق هذه الغاية فاهنا ختضع اجملاز و االنزايح‬ ‫ابي درجة كان اىل الواقعية و احلقيقية و القرب ‪،‬‬ ‫اهنا مجع حر بني االلفة و الالألفة اهنا جعل الشيء‬ ‫غري األليف أليفا ‪ .‬و رمبا ال احد يستطيع ان يقلل‬ ‫من قيمة االسلوب الذي يتمكن حبرية و ساللة ان‬

‫‪34‬‬


‫جيعل غري املألوف مألوفا ‪ ،‬السردية التعبريية بكل‬ ‫حرية و ساللة حتقق ذلك ‪.‬‬

‫يتجلى الواقيال االديب او وقعنة اخليال ( أي‬ ‫التعامل مع اخليال بواقعية) والذي هو من اساليب‬ ‫الشعر النثري هن جعل اخليال واقعا و العيش فيه‬ ‫و منح احلياة و الرؤية لكل فصوله و كياانته و‬ ‫شخوصه‪ .‬بتموج تعبريي‪.‬‬

‫ان التعبريية املتموجة بني الواقعية و اخليالية يف بناء‬ ‫نصوص السرد التعبريية حتقق اللغة اليت تنفذ اىل‬ ‫االعماق مع احملافظة على فنيتها العالية ‪ .‬و من‬ ‫الواضح ان الفهم و التصور الذي يقدم النقد‬ ‫التعبريي عن العناصر اليت يشري اليها كما يف اخليال‬ ‫‪35‬‬


‫اجملازي هنا و وقعنته و حتقيق السردية التعبريي‬ ‫لتجليات عالية له و التموج التعبريي ‪ ،‬ميثل درجات‬ ‫عالية من اجلدية و الواقعية يف منهج النقد التعبريي‬ ‫ابدواته االسلوبية التعبريية ‪ .‬كما ان وضوح عدم‬ ‫امكانية بلوغ مثل تلك الدرجات من الظهور و‬ ‫التجلي حلالة وقعنة اخليال يف الشعر التصويري و‬ ‫السرد القصصي ‪ ،‬لضعف جتلي التموج التعبريي‬ ‫فيها يدل بال ريب على التجريبية العالية و‬ ‫االستقرائية البينة يف النقد التعبريية ‪ ،‬مما ميثل اباب‬ ‫واسعا و حقيقيا حنو بناء علمي للنقد االديب ‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫انتهى واحلمد هلل‬

‫‪37‬‬


38


39


40


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.