تلخيص التهذيب

Page 1



‫تلخيص التهذيب‬ ‫تلخيص هتذيب األصول للسبزواري‬ ‫أتليف‬

‫د‪ .‬أنور املوسوي احللي‬


‫النسخة االلكرتونية – من تصميم املؤلف‬ ‫الطبعة االوىل العراق – احللة ‪1437-‬‬

‫الطبعة الثانية ‪1441‬‬

‫مالحظة ‪ :‬حقوق النشر غري حمفوظة ألية جهة حىت للمؤلف ‪ ،‬فكل من‬

‫يرى ان يف هذا الكتاب نفعا للمؤمنني و يستحق ان ينشره يف مكان اخر او‬

‫صيغة اخرى فله نشره و األجر و الثواب ‪.‬‬

‫د‪ .‬أنور املوسوي احللي‬ ‫‪1393‬ه ‪-‬‬ ‫احللة والدة و اقامة‬


‫احملتوايت‬ ‫المحتويات‬ ‫‪ ..................................................... 1‬احملتوايت‬ ‫‪ ..................................................... 5‬تمهيد‬ ‫‪ ....................................................... 6‬مقدمة‬ ‫‪ .................................. 6‬فصل ‪ :‬تعريف علم االصول‬ ‫‪ ......................... 6‬فصل ‪ :‬مسائل العلم و مبادئه موضوعه‬ ‫‪ ..................................... 8‬فصل ‪ :‬املسالة االصولية‬ ‫‪ ......................................... 8‬فصل ‪ :‬متايز العلوم‬ ‫‪ ................................. 9‬فصل ‪ :‬موضوع علم االصول‬ ‫‪ ........................................ 10‬فصل ‪ :‬يف الوضع‬ ‫‪ .................................... 18‬فصل ‪ :‬احلقيقة و اجملاز‬ ‫‪ ................................... 20‬فصل ‪ :‬عالمات احلقيقة‬ ‫‪ .................................. 22‬فصل ‪ :‬اصالة عدم القرينة‬ ‫‪ .................................. 23‬فصل ‪ :‬الداللة التصديقية‬ ‫‪ .................................... 24‬فصل ‪ :‬احلقيقة الشرعية‬ ‫‪ .................................. 25‬فصل ‪ :‬الصحيح و االعم‬ ‫‪......................................... 35‬فصل ‪ :‬يف املشتق‬ ‫‪1‬‬


‫‪ ................................ 40‬املقصد االول ‪ :‬مباحث االلفاظ‬ ‫‪ ........................................ 40‬القسم االول ‪ :‬االوامر‬ ‫‪ ..................................... 40‬فصل ‪ :‬يف مادة االمر‬ ‫‪ .................................... 41‬فصل ‪ :‬يف صيغة االمر‬ ‫‪ ............................ 45‬فصل‪ :‬اقسام الواجب وهي سبعة‬ ‫‪ ........................................ 52‬القسم الثاين ‪ :‬النواهي‬ ‫‪ .................. 52‬فصل‪ :‬داللة النهي على الفورية و االستمرارية‬ ‫‪....................... 53‬فصل ‪ :‬اجتماع االمر و النهي يف واحد‬ ‫‪ ....................................... 54‬القسم الثالث ‪ :‬املفاهيم‬ ‫‪ ..................................... 55‬فصل ‪ :‬مفهوم الشرط‬ ‫‪ .................................... 59‬فصل ‪ :‬مفهوم الوصف‬ ‫‪ ...................................... 60‬فصل ‪ :‬مفهوم الغاية‬ ‫‪ .................................... 61‬فصل‪ :‬مفهوم االستثناء‬ ‫‪ .............................. 62‬فصل ‪ :‬مفهوم اللقب و العدد‬ ‫‪ .................................. 63‬القسم الرابع ‪ :‬العام و اخلاص‬ ‫‪ .......................... 65‬فصل ‪ :‬امجال املخصص و احكامه‬ ‫‪ .............. 67‬فصل ‪ :‬تعقيب العام بضمري يرجع اىل بعض افراده‬ ‫‪ .............................. 68‬فصل ‪ :‬ختصيص العام ابملفهوم‬ ‫‪ ...................... 68‬فصل ‪ :‬االستثناء املتعقب جلمل متعددة‬ ‫‪ ................... 69‬فصل ‪ :‬ختصيص عموم الكتاب خبرب الواحد‬ ‫‪ ..................... 69‬فصل ‪ :‬الدوران بني التخصيص و النسخ‬ ‫‪.................. 70‬القسم اخلامس ‪ :‬املطلق و املقيد و اجململ و املبني‬ ‫‪ ...................................... 70‬فصل ‪ :‬الفاظ املطلق‬ ‫‪ .................................. 71‬فصل ‪ :‬مقدمات احلكمة‬ ‫‪ ...................................... 74‬القسم السادس التعارض‬ ‫‪2‬‬


‫‪ .......................................... 74‬فصل يف التزاحم‬ ‫‪ ........................................ 74‬فصل اجلمع العريف‬ ‫‪ ....................................... 75‬فصل التعارص التام‬ ‫‪ ........................ 77‬فصل ‪ :‬حكم املتعارضني بعد التكافؤ‬ ‫‪ ............................. 78‬فصل ‪ :‬موضوع حكم التعارض‬ ‫‪ .................. 78‬املقصد الثاين املالزمات العقلية ( غري املستقلة )‬ ‫‪ ..................................... 79‬االمر االول ‪ :‬االجزاء‬ ‫‪ ............................... 81‬االمر الثاين ‪ :‬مقدمة الواجب‬ ‫‪ ........... 84‬االمر الثالث ‪ :‬اقتضاء االمر ابلشيء النهي عن ضده‬ ‫‪ ........................................... 86‬فصل ‪ :‬الرتتب‬ ‫‪ ............. 88‬االمر الرابع ‪ :‬النهي عن الشيء هل يوجب الفساد‬ ‫‪ .......................... 91‬املقصد لثالث يف ما يصح االعتذار به‬ ‫‪................ 91‬املوضع االول ‪ :‬ما يكون معتربا يف نفسه وهو القطع‬ ‫‪ ....................... 91‬االمر االول ‪ :‬حقيقة القطع و حجيته‬ ‫‪...................................... 92‬االمر الثاين ‪ :‬التجري‬ ‫‪ ............................... 93‬االمر الثالث ‪ :‬اقسام القطع‬ ‫‪ . 94‬االمر الرابع ‪ :‬اخذ القطع حبكم يف موضوع نفسه او مثله او ضده‬ ‫‪ ............................ 95‬االمر اخلامس ‪ :‬املوافقة االلتزامية‬ ‫‪ ..... 96‬االمر السادس ‪ :‬القطع احلاصل من العقليات و قطع القطاع‬ ‫‪ .............. 97‬االمر السابع ‪ :‬العلم االمجايل و بعض ما يتعلق به‬ ‫‪ ................... 98‬االمر السابع ‪ :‬شرائط تنجز العلم االمجايل‬ ‫‪ .............................. 101‬االمر الثامن االمتثال االمجايل‬ ‫‪ ............ 103‬املوضع الثاين ‪ :‬ما يصح االعتذار به من جهة الكشف‬ ‫‪ ..................... 103‬املبحث االول ‪ :‬امكان التعبد بغري العلم‬ ‫‪ ........................ 104‬املبحث الثاين ‪ :‬اصالة عدم االعتبار‬ ‫‪3‬‬


‫‪ .................................... 105‬االمر االول ‪ :‬الظواهر‬ ‫‪ ...................................... 106‬االمر الثاين االمجاع‬ ‫‪ ...................................... 109‬االمر الثالث الشهرة‬ ‫‪ .................................. 109‬االمر الرابع اخلرب الواحد‬ ‫‪ ........................... 113‬االمر اخلامس االجتهاد و التقليد‬ ‫‪ .......................... 116‬املبحث الثالث اعتبار مطلق الظن‬ ‫‪ ................................ 119‬املوضع الثالث االصول العملية‬ ‫‪ .................................... 120‬الفصل االول ‪ :‬الرباءة‬ ‫‪.................................. 121‬الفصل الثاين ‪ :‬االحتياط‬ ‫‪ .................................. 126‬الفصل الثالث ‪ :‬التخيري‬ ‫‪ .............................. 134‬الفصل الرابع ‪ :‬االستصحاب‬ ‫‪ ........................................ 141‬احلمد هلل رب العاملني‬

‫‪4‬‬


‫تمهيد‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‪ ،‬احلمد هلل رب العاملني و الصالة‬ ‫و السالم على خري خلقه حممد و آله الطيبني‬ ‫الطاهرين ‪.‬‬ ‫إن كتاب هتذيب األصول للعامل العارف الفقيه البارع‬ ‫السيد عبد األعلى السبزواري رضوان هللا تعاىل عليه‬ ‫هلو من أفضل ما كتب يف هذا الفن و أكثرها قربا‬ ‫من حقائق العلم و أصحها منهجا ‪ ،‬و هذه تعليقة‬ ‫على أحباث منه طرحتها بشكل مسائل مستقلة ‪،‬‬ ‫لتوصيل الفكرة اىل القارئ الكرمي ‪ ،‬عسى ان ينتفع‬ ‫هبا و هللا املوفق ‪.‬‬ ‫ان غاية كتابنا هذا عرض االفكار على الوجدان و‬ ‫العرف و السلوك العقالئي ألهنا اجملال املعريف لعلم‬ ‫االصول و تبني مدى ثبوت تلك املعارف فيه ومن‬ ‫هللا تعاىل نستمد العون و السداد ‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫مقدمة‬ ‫فصل ‪ :‬تعريف علم االصول‬ ‫مسالة ‪(1‬م‪ –) 1‬قال العامل العارف الفقيه البارع السيد‬ ‫السبزواري ( رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬االصول هي‬ ‫قواعد معتربة تستعمل يف استفادة االحكام االهلية ‪.‬‬ ‫) اقول املعرفة الثابتة القطعية ان العلم جمموعة احباث‬ ‫والظاهر ان القواعد املشار اليها هي نتائج االحباث‬ ‫‪ .‬و ستعرف ان املعرفة الثابتة الظاهرة ان علم‬ ‫االصول هو جمموعة احباث وفق املنهج العقالئي‬ ‫تتناول ادلة الفقه بغية الوصول اىل قواعد عامة‬ ‫خبصوصها ‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬مسائل العلم و مبادئه موضوعه‬ ‫م‪-2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬املعروف ان كل‬ ‫علم متقوم بملسائل و املوضوع و املبادئ و هو‬ ‫بلنسبة اىل االول مسلم النتفاء العلم بنتفاء مسائله‬ ‫انتفاء الكل بنتفاء اجزائه و اما بلنسبة اىل االخريين‬ ‫فال دليل عليه من عقل او نقل ‪ ،‬نعم لو اريد به‬ ‫التقوم العادي االعتباري االصطالحي ال احلقيقي‬ ‫لكان له وجه ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ان قيل نعم و لكن‬ ‫‪6‬‬


‫وحدة كل علم يف حد نفسه و متيزه عن غريه يدور‬ ‫مدار وحدة املوضوع و وجوده فال بد له من هذه‬ ‫اجلهة ‪ ،‬فانه يقال ال ريب ان الوحدة ال تنحصر‬ ‫بوحدة املوضوع و ميكن اعتبار الوحدة فيه بي وجه‬ ‫امكن ‪ .‬اقول غري ظاهر اعتبار رجوع مسائل العلم‬ ‫اىل موضوع ذايت واحد ‪ ،‬فالعلم هو جمموعة احباث‬ ‫منظمة وفق منهج واضح يف ميدان معني تؤدي اىل‬ ‫قواعد عامة متناسقة ‪ ،‬ومن هنا ميكن القول ان‬ ‫موضوع العلم هو امليدان املعني الذي يتناوله البحث‬ ‫العلمي بغية الوصول اىل نظام من القواعد املتعلقة‬ ‫به ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬مث ان املبادئ اما تصورية‬ ‫وهي تصور االصطالحات الشائعة يف العلم قبل‬ ‫الشروع فيه او تصديقية بثبوت احملموالت املسلمة‬ ‫الثبوت ملوضوعاهتا الدائرة يف العلم قبل الشروع فيه‬ ‫‪.‬اقول وهذا التعريف يف منتهى اجلودة و الدقة و لقد‬ ‫قيل ان املبادئ التصورية ترجع اىل حدود املسائل و‬ ‫التصديقية هي ما يتوقف عليه التصديق بثبوت‬ ‫حمموالهتا ملوضوعاهتا وال خيفى ما فيه ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫فصل ‪ :‬املسالة االصولية‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬املسالة االصولية ما‬ ‫تقع كربى يف طريق تعيني الوظيفة ‪.‬اقول يتبني مما‬ ‫قدمناه ان البحث املسائلي هو البحث وفق املنهج‬ ‫املقرر يف جهة من جهات موضوع العلم لغرض‬ ‫التكامل يف نظام القواعد املتعلقة به ‪ ،‬و حلقيقة كون‬ ‫ان منهج علم االصول هو املنهج العقالئي الوجداين‬ ‫وان موضوعه هو ادلة الفقه كما سيايت بيانه ‪ ،‬فيمكن‬ ‫تعريف املسالة االصولية بهنا البحث وفق املنهج‬ ‫العقالئي يف جهة من جهات ادلة الفقه الجل‬ ‫التكامل يف نظام القواعد اخلاص بتلك االدلة ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬متايز العلوم‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ ::‬قالوا ان متايز العلوم‬ ‫بتمايز املوضوعات و متايز املوضوع بتمايز احليثيات‬ ‫‪ ،‬فان كان نظرهم اىل ان ذلك احد طرق التمييز فله‬ ‫وجه و ان كان نظرهم اىل االحنصار يف ذلك فهو‬ ‫مردود المكان التمييز بلغرض و حنوه ايضا ‪ .‬اقول‬ ‫الظاهر للوجدان ان التمايز هو نتاج متيز منهج‬ ‫البحث و ميدانه و القواعد املستحصلة فيه و وحدة‬ ‫العلم كما هو ظاهر نتيجة التناسق الوظيفي يف منهج‬ ‫البحث و ميدان العمل و النتائج احملصلة ‪ .‬وهذا‬ ‫هو املوافق ملضامني التعاريف احلديثة فان العلم هو‬ ‫جمموعة احباث منظمة وفق منهج واضح يف ميدان‬ ‫‪8‬‬


‫معني تؤدي اىل قواعد عامة متناسقة ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬منهج علم االصول ‪ :‬اقول ال ريب يف اتثر منهج‬ ‫البحث مببادئه و ان مبادئ علم االصول قد تكون‬ ‫عقلية او عرفية او لغوية او شرعية مستحدثة ‪ ،‬و‬ ‫جامعها املعرفة العقالئية فيمكن القول ان منهج علم‬ ‫االصول هو املنهج العقالئي ‪ ،‬و من هنا يظهر‬ ‫االشكال يف اشرتاط قطعية املعرفة االصولية ‪ ،‬و‬ ‫الظاهر هو كفاية وجدانية املعرفة العرفية او اللغوية‬ ‫و الشرعية أي حتقيقيها بملربرات العقالئية لدرجة‬ ‫عالية من االستقرار اليت ال يتطرق اليها االحتمال‬ ‫كما انه يظهر االشكال يف اعتماد املعرفة العقلية‬ ‫الدقية غري املصدقة بلوجدان ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬موضوع علم االصول‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬قالوا ان موضوع علم‬ ‫االصول االدلة االربعة اما بوصف احلجية كما عن‬ ‫بعض او بذواهتا كما عن اخر ‪ .‬اقول بعد ان تبني‬ ‫ان موضوع العلم هو امليدان الذي يبحث فيه حبثا‬ ‫منهجيا الجل حتقيق نظام القواعد املتناسقة و ان‬ ‫البحث املسائلي هو البحث وفق املنهج املقرر يف‬ ‫جهة من جهات موضوع العلم لغرض التكامل يف‬ ‫نظام القواعد املتعلقة به ‪،‬فال يبقى جمال الشرتاط‬ ‫احنصار البحث املسائلي‬ ‫‪9‬‬

‫يف العوارض الذاتية‬


‫ملوضوعه فال يكون لكثري من النقاشات ذات قيمة‬ ‫‪ ،‬و الواضح جدا ان امليدان املتميز الذي يبحث فيه‬ ‫يف علم االصول هو ادلة الفقه ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬يف الوضع‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬الوضع عبارة عن اظهار‬ ‫املعىن بللفظ حدواث بداعي كون اللفظ عالمة‬ ‫للمعىن و وجها من وجوهه ‪.‬اقول الوضع هو‬ ‫ختصيص اللفظ بملعىن ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬اذا لوحظ ( أي الوضع‬ ‫) مبعىن االسم املصدري فهو حنو ارتباط بني اللفظ‬ ‫و املعىن انشيء عن ختصيصه به اترة و ختصصه به‬ ‫اخرى ‪ .‬اقول عندما يقال ان اللفظ موضوع للمعىن‬ ‫املعني و خمتص به فهو بيان للعالقة الوضعية وتصور‬ ‫ان ذلك حكاية عن الوضع امنا انتج عن مركزية و‬ ‫وظيفية قصد تلك العالقة اذ ليس مركزاي يف جمال‬ ‫التوظيف احلديث عن عملية الوضع و ارادته عند‬ ‫الكالم عن االختصاص الداليل ‪ ،‬فما يتصور من‬ ‫الكالم عن الوضع عند احلديث عن نظام الداللة‬ ‫فهو استحضار وظيفي لالزم له وهو االختصاص ‪،‬‬ ‫و من هنا فما يظهر من ان العرف و الوجدان يساعد‬ ‫على ان الوضع هو االختصاص و ليس التخصيص‬ ‫فغري اتم ‪ ،‬بل الوضع هو فعل التخصيص ‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ ::‬ان من قال (ان الوضع‬ ‫) بملناسبة بني اللفظ و املعىن فان اراد به الذاتية‬ ‫الطبيعية و من متام اجلهات فهو بطل و ان اراد‬ ‫حلاظ املناسبة االعتبارية يف اجلملة عند الوضع امجاال‬ ‫و ارتكازا فله وجه ‪ .‬اقول من الواضح ان مركز‬ ‫البحث هو ان اختيار املعىن املعني للفظ املعني‬ ‫اعتباطي ام ملناسبة ‪ ،‬ذاتية او غري ذاتية ‪ .‬و قد‬ ‫فسرت الذاتية هنا بلطبعية وهو الصحيح فان‬ ‫الذاتية هنا يراد هبا اهنا بطبيعة اللفظ دون احلاجة‬ ‫اىل شيء اخر اعتباري او غري اعتباري ‪.‬و املناسبة‬ ‫ميكن ان تتسع بسعة التجربة االنسانية فيمكن ان‬ ‫تكون مادية و ميكن ان تكون اعتقادية و فكرية‬ ‫او اعتبارية و ميكن ان تكون ومهية و خيالية ‪ ،‬اال‬ ‫اهنا مناسبة تصحح االختيار يف نظر الواضع وهذا‬ ‫وجداين كما ان تقييم االلفاظ عند االنسان ليس‬ ‫فقط مبعانيها بل هناك جهات اخرى صوتية و‬ ‫شعورية و رمزية و شكلية تتحكم يف االنتقاء ‪ ،‬كما‬ ‫اننا نرى يف وجداان ان اعتباطية التخصيص امنا هي‬ ‫شاذة و خارجة عن السرية العامة يف التخصيص فان‬ ‫اختيار لفظ ملعىن دون غريه خيضع للنظام العام و‬ ‫السرية العامة يف السلوك االنساين يف الالعتباطية ‪،‬‬ ‫و اليت تكون على مستوايت وجودية تتسع بسعة‬ ‫النفس االنسانية ‪ ،‬و من هنا فالقول بالعتتباطية‬ ‫‪11‬‬


‫خمالف للوجدان كما ان القول بلذاتية ال جمال له‬ ‫فيكون ذكرها هنا اترخييا ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ ::‬ان للوضع اقساما‬ ‫منها النوعي كوضع اهليئات و منها الشخصي كوضع‬ ‫االعالم و امساء االجناس و منها الوضع التعييين و‬ ‫التعيين ‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ ::‬و منها ( أي اقسام‬ ‫الوضع) الوضع العام و الوضع اخلاص أي ان املعىن‬ ‫املوضوع له اللفظ اما عام او خاص ‪ ،‬و على االول‬ ‫اما ان يوضع له اللفظ فهو الوضع العام و املوضوع‬ ‫له العام كامساء االجناس ‪ ،‬و هو على قسمني فتارة‬ ‫يتصور العام بذاته و يضع اللفظ بزائه و اخرى‬ ‫يتصور العام من حيث االضافة اىل احلصص مع قطع‬ ‫النظر عن املضاف اليه و يضع اللفظ بزاء مثل هذا‬ ‫العام امللصق بحلصص ‪ ،‬و اييت قسم اخر ايضا ‪ ،‬و‬ ‫على الثاين ان وضع اللفظ له فهو الوضع اخلاص و‬ ‫املوضوع له كذلك كاالعالم ‪.‬اقول ان املعىن املتصور‬ ‫حني الوضع هو ماهية جمردة ‪ ،‬غري ملحوظ فيها‬ ‫العموم و اخلصوص و ال الكلية و ال اجلزئية ‪،‬‬ ‫فامللحوظ اثناء الوضع معىن اشاري و الكياانت‬ ‫االشارية تلحظ كوحدة واحدة من دون مالحظة‬ ‫انظمتها العالقية ‪ ،‬فال ميكن القول بن التغري‬ ‫االحوايل ملحوظ للفرد اخلاص و ال املراتب‬ ‫‪12‬‬


‫االفرادية للعام اثناء الوضع ‪ ،‬و اما ما يقبل املرتبية‬ ‫فهو املوضوع له ‪ ،‬والوجدان يصدق ان االشارة‬ ‫تكون بقل قدر ممكن بلصفات التمييزية ‪ ،‬و من‬ ‫هنا فال يكون جمال للقول ان املعىن امللحوظ اثناء‬ ‫الوضع متصف بلعموم او اخلصوص بل هو صورة‬ ‫جمردة متييزية ‪ .‬و اما املوضوع له فان السلوك‬ ‫االنساين يف التعبري امنا يلحظ التكثر كشيء واحد و‬ ‫ال مييز بني انواع خمتلفة للتكثر و خصوصا يف جمال‬ ‫التعبري فيختلف الكلي و اجلزئي الوظيفي و خصوصا‬ ‫اللغوي عن الكلي و اجلزئي العقلي ‪ ،‬فكل ما امكن‬ ‫استعماله يف اكثر من نظامل تعبريي لغوي فهو كلي‬ ‫تعبريي لغوي و كل ما ال ميكن فهو جزئي لغوي تعبري‬ ‫‪ ،‬و حلقيقة امكانية استعمال مجيع املفردات يف اكثر‬ ‫من نظام تعبريي فاهنا كلها كلية هبذا املعىن و ان‬ ‫كانت امساء اعالم فال يلحظ االختالف هنا بني‬ ‫التعدد االفراد للجامع الطبيعي و التعدد االحوايل‬ ‫للجامع الفردي ‪ ،‬و من هنا يتبني ان املوضوع له يف‬ ‫الوضع ال يكون اال عاما ‪ ،‬فاخلالصة انه ليس للوضع‬ ‫اال شكل واحد وهو ان الوضع عام بملاهية اجملردة‬ ‫وان املوضوع له عام ‪.‬‬ ‫م‪ -6‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬املعروف انه ال يصح‬ ‫ان يوضع اللفظ للكلي الذي يكون هذا اخلاص من‬ ‫مصاديقه حىت يكون من الوضع اخلاص و املوضوع‬ ‫‪13‬‬


‫له العام الن املوضوع له ال بد ان يتصور حني الوضع‬ ‫ولو بوجه و اخلاص ال يصلح الن يكون وجها من‬ ‫وجوه الكلي و العام خبالف العكس و فيه انه ملكان‬ ‫احتاد العام مع اخلاص يصلح لكونه وجها من وجوه‬ ‫العام يف اجلملة و هذا املقدار يكفي يف تصوره فال‬ ‫مانع منه ثبوات نعم هو غري واقع اثباات يف احملاورات‬ ‫‪.‬اقول و اشكل ان حلاظ اخلاص اوجب حلاظ العام‬ ‫املشرتك وتصوره واالنتقال إليه ‪ ،‬فال حمالة يكون‬ ‫الوضع عاما ‪ ،‬و قد عرفت ان للوضع شكل واحد‬ ‫هو ان الوضع أي املعىن املتصور هو ماهية جمردة‬ ‫عن الكلية و اجلزئية او العموم و اخلصوص و ان‬ ‫املوضوع له عام مستقل كلي حىت يف االعالم و‬ ‫ستعلم ان شاء هللا تعاىل انه مستقل كلي حىت يف‬ ‫احلروف ‪.‬‬ ‫م‪ -7‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬ال ريب يف وقوع‬ ‫الوضع العام و املوضوع له كذلك كامساء االجناس ‪،‬‬ ‫و ال يف وقوع اخلاص و املوضوع له اخلاص كاالعالم‬ ‫‪.‬اقول عرفت ان للوضع شكل واحد هو ان الوضع‬ ‫للماهية اجملردة و املوضوع له عام ‪ ،‬و عمومية‬ ‫االعالم من حيث تصور كلي الظروف و االحوال ‪.‬‬ ‫م‪ -8‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬و اما الوضع العام و‬ ‫املوضوع اخلاص فعن مجع وقوعه ايضا كاحلروف و‬ ‫ما يلحق هبا و عن مجع اخر ان الوضع فيها –‬ ‫‪14‬‬


‫كاملوضوع‪ -‬عام اىل ان قال ‪ :‬و من ذهب اىل ان‬ ‫املوضوع له فيها خاص قال ان تقومها بلغري اوجب‬ ‫خصوصية املعىن فال يكون اال خاصا و فيه ان هذا‬ ‫النحو من التقوم بلغري ال ينايف الكلية فاملعىن يف حد‬ ‫ذاته ال اقتضائي يكون مع اخلاص خاصا و مع العام‬ ‫عاما ‪ .‬و احلق ان يقال ان املعاين احلرفية و النسب‬ ‫و االضافات تكون يف الغري من متام اجلهات مفهوما‬ ‫و ذاات و وجودا ال يف االخري فقط حىت تكون‬ ‫كاالعراض بل مفهومها و ذاهتا و وجودها فانيات‬ ‫يف الغري فناء اتما و ال نفسية هلا بوجه نظري الربط‬ ‫احملظ الذي ال نفسية له ابدا ‪ ،‬و ما هي كذلك يكون‬ ‫وضعها تبعيا و غرياي ايضا ‪ ،‬فهي مع امساء االجناس‬ ‫يكون الوضع املوضوع له فيها عامني و يف االعالم‬ ‫يكوانن خاصني ‪ .‬اقول إن حكائية غالب احلروف‬ ‫مما ال ينبغى الشك فيها ‪ ،‬وهو من الوضوح مبكان‬ ‫ال حيتمل أحد من أهل اللسان خالفه ‪ ،‬فاحملكوم‬ ‫عليه هي نفس املوجودات اخلارجية ‪ ،‬وهي املوضوع‬ ‫هلا األلفاظ واملستعمل فيها األلفاظ ‪ ،‬إال أن كل‬ ‫ذلك ال طريق إليه إال بوساطة املفاهيم الذهنية ‪ .‬و‬ ‫تعلق احلروف بطرفيها امنا هو يف وجودها اخلارجي‬ ‫والوجدان العريف البديهي شاهد يقيين على عدم‬ ‫تعلق مفاهيم احلروف ذاات و قواما بطرفيها ‪ ،‬والتبادر‬ ‫العريف أقوى على ذلك ‪ ،‬فمفاهيمها مفاهيم انقصة‬ ‫‪15‬‬


‫يكتمل بذكر طرفيها من بب تعدد الدال واملدلول‬ ‫‪ .‬فاملفهوم من نفس احلروف أيضا يف االستعماالت‬ ‫معىن كلي يرد عليه القيد من بب تعدد الدال‬ ‫واملدلول ‪ ،‬كما يف أمساء األجناس واملفاهيم الكلية‬ ‫االخر ‪ ،‬فان قيل ان معاين احلروف عني الربط و‬ ‫قوامه الطرفني فيمتنع اخذ اجلامع هلا ليكون‬ ‫املوضوع له لكنك عرفت أن املسلم من تعلق‬ ‫معانيها إمنا هو تعلقها يف الوجود اخلارجي ‪ ،‬وهو ال‬ ‫ينايف عدم تعلقها يف أخذ املفهوم الذهين كما بينا ‪.‬‬ ‫واما القول ان اجيادية احلروف موجبة الجياد معانيها‬ ‫من دون ان يكون هلا حنو تقرر و ثبوت مع قطع‬ ‫النظر عن االستعمال ففيه إنه ال يراتب أحد إذا‬ ‫راجع وجدانه أنه كما أن املتبادر من السري والبصرة‬ ‫والكوفة معانيها مباهلا من الوجود اخلارجي ‪ ،‬فهذا‬ ‫التبادر بعينه موجود يف الربط اخلاص املدلول عليه‬ ‫بحلروف ‪ ،‬فال حمالة يكون املوضوع له فيها أيضا‬ ‫مصداق الربط اخلارجي وإن كان أمرا انتزاعيا ‪ ،‬وال‬ ‫حمالة يكون املوجود من هذا املصداق اخلارجي يف‬ ‫الذهن أيضا مفهوما له ‪ ،‬كما كان كذلك يف معاين‬ ‫األمساء ‪.‬‬ ‫فتحصل ‪ :‬أن املوضوع له يف هذا القسم من احلروف‬ ‫هي النسب اخلارجية االنتزاعية مباهلا من مفاهيم كلية‬ ‫ذهنية ‪ ،‬فاملوضوع له ‪ -‬كاملستعمل فيه ‪ -‬فيها أيضا‬ ‫‪16‬‬


‫عام مثل أمساء األجناس حرفا حبرف ‪.‬‬ ‫م‪ -9‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ ::‬املعاين احلرفية‬ ‫املبحوث عنها يف املقام كل ما ال يستقل بلذات او‬ ‫ال حتصل له اال يف الغري و بلغري فتشمل مجيع‬ ‫النسب و االضافات و اهليئات اليت ال استقالل هلا‬ ‫بوجه من الوجوه ‪ .‬اقول قد عرفت ان مفاهيمها‬ ‫مفاهيم انقصة تكتمل بذكر طرفيها ‪.‬‬ ‫م‪ -10‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ ::‬و اما االمساء اليت‬ ‫تشبهها املعرب عنها بملبنيات يف العلوم االدبية و‬ ‫املبهمات ايضا كالضمائر و املوصوالت و االشارات‬ ‫فوضعها استقاليل لكن املوضوع له فيها الذات‬ ‫املبهم من كل حيثية و جهة القابل لالنطباق على‬ ‫اجلزئي و الكلي ‪ .‬اقول قيل ان مجيع املبهمات قد‬ ‫وضعت ليوجد بسببها االشارة إىل امور متعينة يف‬ ‫حد ذاهتا اما تعينا خارجيا كما يف االغلب أو ذكراي‬ ‫كما يف ضمري الغائب ‪ ،‬أو وصفيا كما يف املوصوالت‬ ‫حيث انه يشار هبا إىل ما يصدق عليه مضمون الصلة‬ ‫‪ ،‬وهو االقوى ‪ ،‬فان امساء االشارة و مجيع املبهمات‬ ‫وضعت الن يوجد هبا االشارة فيكون املوضوع له‬ ‫فيها نفس حيثية االشارة فقولك ( هذا ) مبنزلة توجيه‬ ‫االصبع الذى يوجد به االشارة ويكون آلة الجيادها‬ ‫‪.‬‬ ‫م ‪ -11‬اقول أداة النداء والتنبيه والتحضيض‬ ‫‪17‬‬


‫واالستفهام وحنوها مما ال حيكى عن أمر اثبت يف حمله‬ ‫‪ ،‬مفادها امللقى بستعماهلا يف معناها امور اجيادية ‪،‬‬ ‫وإن كانت امورا اعتبارية ‪ .‬إال أهنا مع ذلك معان‬ ‫كلية ‪ ،‬مبعىن أن املوجد هبا ليس يف نفسه ومعناه‬ ‫خصوصية التعلق بملنادى املخصوص ‪ ،‬بل املنشأ‬ ‫هبا مصداق النداء القابل ألن يتعلق بكل من‬ ‫مصاديق املنادى ‪ ،‬و هكذا يف حروف التنبيه‬ ‫واالستفهام وغريمها من املعاين اإلجيادية فاملستعمل‬ ‫فيها عام ‪ ،‬فضال عن الوضع واملوضوع له ‪ ،‬فالوضع‬ ‫واملوضوع له يف احلروف كلها عامان ‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬احلقيقة و اجملاز‬ ‫م‪ -‬قال السيد ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬ال ريب يف وقوع‬ ‫احلقيقة و اجملاز يف احملاورات و االوىل هي استعمال‬ ‫اللفظ يف معناه املوضوع له كما ان الثاين هو‬ ‫استعماله فيما يناسبه ‪.‬اقول ونوقش بن االستعمال‬ ‫يف املوضوع له اال انه موظف الرادة االخر ‪ ،‬وهو‬ ‫انتج عن اخالتف النظرة اىل معىن االستعمال و ال‬ ‫ريب ان االستعمال ليس الرتكيب و اجملاورة و امنا‬ ‫التوظيف و الداللة ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال السيد ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬و االحتماالت‬ ‫يف املعاين اجملازية مخسة االول عدم الوضع هلا اصال‬ ‫‪18‬‬


‫بل االستعمال فيها طبيعة ال ان تكون مستندة اىل‬ ‫الوضع اىل ان قال الثالث ان يكون نفس الوضع‬ ‫للمعىن احلقيقي وضعا هلا ايضا لكن بلتبع الهنا من‬ ‫شؤون املعىن احلقيقي و اطواره و خصوصياته و ايضا‬ ‫مقتضى االصل عدم حلاظ هذه اخلصوصية للواضع‬ ‫اىل ان قال و ميكن اختيار االحتمال الثالث و ارجاع‬ ‫االول اليه ‪ .‬اقول ان اهم ما حيب التنبيه اليه هنا هو‬ ‫تطور نظام التخاطب البشري و كفاءته العالية و مبدا‬ ‫التفاعل التخاطيب الذي ميكن من تربير االستعمال‬ ‫بدىن مناسبة فان العقل يف نظام التخاطب يالحظ‬ ‫جماال اثنواي للمعىن هو جمال املعاين املناسبة ال يلحظ‬ ‫اثناء الوضع قطعا لكنه يربر ما يناسبه من االستعمال‬ ‫‪ ،‬و من هنا يكون واضحا عدم املنافاة بني استناد‬ ‫املناسبة اجملازية اىل الوضع و بني عدم مالحظتها اذ‬ ‫ال يكفي توسط املعىن احلقيقي يف االستعمال اجملازي‬ ‫بل ال بد من االستساغة و القبول النوعي له و هذا‬ ‫ال يكون اال برجوع املناسبة اىل اجملال الثانوي للمعىن‬ ‫احلقيقي ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال السيد ( رضوان هللا عليه ) ‪:‬ان االستعمال‬ ‫ال ينحصر يف احلقيقة و اجملاز بل يصح كل ما قبله‬ ‫االذهان املستقيمة من اهل احملاورة مسي بحلقيقة و‬ ‫اجملاز او ال كاستعمال اللفظ يف نفسه او مثله او‬ ‫نوعه ‪.‬اقول و كل ذلك يصدقه الوجدان و العرف‬ ‫‪19‬‬


‫‪.‬‬ ‫م ‪ -4‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬مقتضى االصل عدم‬ ‫احلصر للعالئق اجملازية بل االستعماالت اجملازية تدور‬ ‫مدار االذواق السليمة املختلفة حبسب العادات و‬ ‫االعصار و االمصار اليت ال تضبطها ضابطة كلية و‬ ‫ما ذكر يف العلوم االدبية من العالئق اجملازية امنا هو‬ ‫حبسب الغالب ال االستقصاء ‪ .‬اقول جيد متني ‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬عالمات احلقيقة‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬للحقيقة عالمات‬ ‫انطباقية قهرية ال ان تكون جعلية االوىل ‪ :‬تبادر‬ ‫املعىن ‪.‬‬ ‫اقول التبادر هو انسباق املعىن من حاق اللفظ و قيل‬ ‫انه عالمة للحقيقة حبجة إنه معلول للتسمية والوضع‬ ‫‪ ،‬وفيه انه يشرتط كاشفية التبادر بكونه مستندا إىل‬ ‫حاق اللفظ ‪ ،‬ال إىل القرينة ‪ ،‬و ليس لنا طريق‬ ‫مضبوط إىل اثباته من االطراد وغريه ‪ ،‬و رمبا يورد‬ ‫على التبادر ‪ ،‬بستلزامه الدور إذ من املعلوم‬ ‫بلضرورة ان الوضع بنفسه ال يوجب التبادر ‪ ،‬بل‬ ‫املوجب هو العلم بلوضع ولو كان التبادر موجبا‬ ‫للعلم بلوضع لزم الدور ‪.‬و اجلواب ان التبادر‬ ‫يكفي فيه العلم االرتكازي بملعىن بسبب االطالع‬ ‫‪20‬‬


‫على استعماالته املختلفة وال حيتاج اىل العلم بلوضع‬ ‫تفصيال فال دور ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬الثانية ( من عالمات‬ ‫احلقيقة) عدم صحة السلب فانه مصحة احلمل‬ ‫عالمة للحقيقة ‪ .‬اقول عدم صحة السلب و يعرب‬ ‫عنه بصحة احلمل ‪ ،‬واملراد بصحة احلمل ‪ :‬أن‬ ‫يالحظ معىن بلتفصيل مث يالحظ اللفظ مبا له من‬ ‫املعىن املرتكز املدلول عليه حباق اللفظ ‪ ،‬فيقاس بني‬ ‫املعنيني ‪ ،‬فإذا رآمها متحدان‪ ،‬فان هذا االحتاد إذا‬ ‫كان وحدة مفهومية وبحلمل األويل فصحته كاشفة‬ ‫عن املعىن املوضوع له ‪ ،‬وإذا كان احتادا وجوداي يف‬ ‫املصداق وبحلمل الشائع الصناعي فصحته تكشف‬ ‫عن أن املصداق املذكور فرد حقيقي للمعىن املوضوع‬ ‫له ‪ .‬فاذا صح سلب اللفظ مبا هو مندك وفان فيما‬ ‫وضع له عن املعىن الذى اريد بيان حاله علم من‬ ‫ذلك انه الر بط بينهما اصال ‪ ،‬فليس املستعمل فيه‬ ‫عني اللفظ مباله من املعىن وال من افراده وان مل يصح‬ ‫السلب وتنافر منه الطبع يكشف ذلك عن حنو احتاد‬ ‫بينهما ‪ ،‬اما لكون املستعمل فيه عينه مباله من املعىن‬ ‫أو لكونه من افراده ‪ .‬و فيه ان استعالم احلال‬ ‫حاصل من تصور املوضوع ‪ ،‬السابق على احلمل‬ ‫وسلبه ‪ ،‬فيكون اسناده إىل احلمل أو سلبه يف غري‬ ‫حمله ‪ ،‬ومما ذكران يعلم حال صحة السلب يف جعله‬ ‫‪21‬‬


‫دليال على اجملازية الن العلم بصحته يتوقف على‬ ‫العلم بتغاير الطرفني مفهوما أو مصداقا ومعه ال‬ ‫حاجة إىل سلب احلمل ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬الثالثة ( من عالمات‬ ‫احلقيقة ) االطراد أي كلما اطلق اللفظ بعتبار معىن‬ ‫خاص على مورد صح اطالقه يف كل مورد حتقق ذلك‬ ‫املعىن بعينه ‪ -‬اىل ان قال ‪ -‬و لكن ملا كان االطراد‬ ‫متحققا يف اجملاز بعتبار القرينة اخلاصة و يطرد ايضا‬ ‫فال وجه جلعله عالمة للحقيقة ‪.‬اقول ال ريب يف‬ ‫اعتبار العلم الوجداين حبقيقة املعىن ‪ ،‬و الظاهر‬ ‫للوجدان ان هذا العلم االرتكازي الوجداين انتج‬ ‫عن التنصيص و ليس هناك من سبيل اخر غريه‬ ‫واضح للعلم بملعاين احلقيقية لاللفاظ ‪ ،‬فكما هو‬ ‫ظاهر ال خالف بني اهل اللغة و غريهم يف وجوب‬ ‫تعلمها بلتنصيص ‪،‬اال ان طريقة التعلم خمتلفة وهذا‬ ‫ظاهر ‪ .‬بل الظاهر ايضا انه اذا اراد اهل اللغة معرفة‬ ‫حقيقة معىن لفظ قليل االستعمال فان عليهم مراجعة‬ ‫املعاجم املختصة ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬اصالة عدم القرينة‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬ان علم حالة اللفظ‬ ‫( من حيث احلقيقة و اجملاز و االشرتاك و النقل) ولو‬ ‫من القرائن مقالية كانت او حالية تتبع ال حمالة و اال‬ ‫‪22‬‬


‫فتصل النوبة اىل االصول العقالئية املتداولة بينهم‬ ‫كاصالة عدم القرينة فيحكم بحلقيقة و اصالة‬ ‫االطالق و العموم اليت ترجع اىل عدم القرينة ايضا‬ ‫و كاصالة عدم النقل و اصالة عدم الوضع اثنيا‬ ‫فيحكم بعدم االشرتاك ‪ .‬اقول إذا استعمل اللفظ‬ ‫وشك يف ارادة معناه احلقيقي احملرز منه أم معناه‬ ‫اجملازى من جهة احتمال وجود القرينة جترى اصالة‬ ‫عدم القرينة وحيرز هبا ارادة احلقيقي ويثبت هبا‬ ‫الظهور الفعلى ‪ ،‬فانه قد استقر بناء العقالء على‬ ‫محل األلفاظ على معانيها احلقيقية يف مقام الكشف‬ ‫عن مراد املتكلم هبا ‪ ،‬ضرورة ظهورها فيها بربكة‬ ‫الوضع ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬الداللة التصديقية‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬ال ريب يف توقف‬ ‫الداللة التصديقية ( بكون املتكلم قاصدا لكالمه )‬ ‫على ارادة املتكلم و اال فال وجه العتبارها اصال اذ‬ ‫ال وجه العتبار ما ال ارادة فيه ‪.‬اقول وهذا ظاهر‬ ‫فان القصد ذايت للتوصيل التخاطيب فال عربة مبا ال‬ ‫يكون عن قصد ‪ ،‬و االصل يف الكالم القصد كما‬ ‫ان املقابلة بني الداللة التصديقية و التصورية غري اتم‬ ‫فالتصديقية من مراتبها‪ ،‬اذ هي داللة تصورية بقيد‬ ‫القصد ‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫فصل ‪ :‬احلقيقة الشرعية‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬هل(املخرتعات‬ ‫الشرعية ) هي من املعاين املستحدثة يف خصوص‬ ‫الشريعة اخلتمية ام كانت يف مجيع الشرائع االهلية مع‬ ‫اختالف يف خصوصياهتا يف اجلملة ؟ يظهر من مجلة‬ ‫من االايت و النصوص الكثرية الواردة يف حاالت‬ ‫االنبياء عليهم السالم الثاين‪ .‬اقول وهذا قوي ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪:‬هل تكون الفاظ هذه‬ ‫املعاين مسبوقة بلعدم قبل شرع االسالم ؟ و امنا‬ ‫اوجدها الشارع او اهنا كانت مستعملة يف معان لغوية‬ ‫و امنا استعملها الشارع يف ما اراد على حنو استعمال‬ ‫الكلي يف الفرد ‪ .‬اىل ان قال احلق االخري لالصل و‬ ‫النه لو كان شيء لبان و شاع ‪.‬اقول وهو قوي و‬ ‫لكن قيل بوجوب محل االلفاظ الواردة يف الكتاب‬ ‫والسنة بال قرينة على املعاين اللغوية مع عدم ثبوت‬ ‫احلقيقة الشرعية ‪ ،‬وفيه ان الظاهر صريورهتا جمازات‬ ‫مشهورة يف ذلك الزمان يف املعاين الشرعية و تلك‬ ‫الشهرة رمبا توجب انعقاد الظهور يف املعىن اجملازى ‪،‬‬ ‫و ميكن القول ان ثبوت احلقيقة املتشرعية فرع ذلك‬ ‫االنعقاد فيكون احلمل على املعىن اللغوي هو احملتاج‬ ‫اىل قرينة ‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫فصل ‪ :‬الصحيح و االعم‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬وقع النزاع يف ان‬ ‫االلفاظ مطلقا موضوعة للمعاين الصحيحة او لالعم‬ ‫منها و من الفاسد و ال اختصاص هلذا النزاع‬ ‫خبصوص املخرتعات الشرعية كما يظهر من‬ ‫الكلمات بل جيري يف مجيع االلفاظ مطلقا ‪ .‬اقول‬ ‫إن مشول البحث لاللفاظ غري املخرتعة يف الشرع‬ ‫واضح لكن اقتصار البحث يف املخرتعات رمبا يعود‬ ‫اىل إن امضاء الشرع النظمة وضع غريها ‪،‬بوضعها‬ ‫العام البسيط املتسامل على انه وضع لالعم من‬ ‫الصحيح و الفاسد و تناوله يف مبحث الوضع ادى‬ ‫اىل ذلك االقتصار ‪.‬‬ ‫اشارة ‪ :‬اقول االلفاظ عالمات توضع بغاية متييز الكيان‬ ‫عن غريه السابقة على الغاايت الوظيفية النظامية‬ ‫املرتبية كالصحة و الفساد وهذا ظاهر ‪ ،‬و اذا ما‬ ‫قصد الوضع للكيان مبا هو حمقق لتلك الغاية الثانوية‬ ‫‪،‬فهذا وضع جديد لكيان جديد خيتلف عن الكيان‬ ‫املرتيب و بعبارة اثنية ان الكيان يقصد حال الوضع‬ ‫بغاية ختتلف عن قصده اثناء التوظيف أي التحقيق‬ ‫‪ ،‬فاملقصود اثناء الوضع ( املقصود الوضعي ) يكون‬ ‫بغاية التمييز الشخصي و املقصود اثناء التوظيف (‬ ‫‪25‬‬


‫املقصود الوظيفي ) يكون بغاية التمييز املرتيب ‪ ،‬ومن‬ ‫هنا فنظام الصحة و الفساد متاخر دائما عن وضع‬ ‫العالمة للكيان ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬و الظاهر هو الوضع‬ ‫لالعم الن الصحة اما قيد للموضوع له او ان يكون‬ ‫الوضع يف حال الصحة مع عدم حلاظ القيدية و على‬ ‫كل منهما اما ان يراد هبا الصحة الفعلية من كل‬ ‫حيثية وجهة او الصحة االقتضائية الشاملة للفعلية‬ ‫و غريها و ال وجه الحتمال القيدية مطلقا النه‬ ‫خالف االصل و الوجدان كما ال وجه الحتمال‬ ‫الوضع يف حال الصحة الفعلية الن للصحة مراتب‬ ‫متفاوة جدا ‪ .‬اقول ‪ :‬إن اخذ الصحة قيدا‬ ‫للموضوع له يعين وضع العالمة ملرتبة منه مبا هو‬ ‫حمقق للغاية ‪ ،‬مع عدم مالحظة مراتبه االخرى غري‬ ‫احملققة هلا‪.‬و من الواضح إن هذا وضع اخر لكيان‬ ‫اخر ‪ ،‬و من هنا يظهر ما يف القول بن الوضع يف‬ ‫حال الصحة ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬فيتعني ان تكون‬ ‫االلفاظ موضوعة للمعاين يف حال الصحة االقتضائية‬ ‫اجلامعة جلميع املراتب و هي عبارة اخرى عن االعم‬ ‫فيكون النزاع لفظيا اذ ال فرق بني االعم و الصحة‬ ‫االقتضائية ‪ .‬اقول ان وضوح قصد العقل للمرتبة‬ ‫احملققة للغاية أي الصحيح جيعل من غري البني كون‬ ‫‪26‬‬


‫الوضع للكيان يف حالة التمييز التشخيصي ‪ ،‬وان‬ ‫قصد العقل للمرتبة الصحيحة ال يعين ان الوضع‬ ‫يكون هلا لكن ما حيقق تلك الغاية من مراتب الكيان‬ ‫فهو ضمن اصل الوضع فاملوضوع له هو الكيان مبا‬ ‫هو متميز عن غريه أي و املقصود الوظيفي هو‬ ‫الكيان مبا هو حمقق للغاية املنشودة ‪ .‬حمقق لتلك‬ ‫الغاية ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬قد اطيل الكالم يف‬ ‫جراين النزاع على القول بعدم ثبوت احلقيقة الشرعية‬ ‫و الظاهر عدم االحتياج اىل االطالة بل ينبغي ان‬ ‫يقال ان املسمى يف هذه االلفاظ يف لسان الشرع و‬ ‫اتبعيه خصوص الصحيحة او االعم منها فيشمل‬ ‫النزاع ما اذا مل تثبت احلقيقة الشرعية ايضا ‪.‬اقول‬ ‫قال يف اهلدية ‪:‬ليس النزاع يف املقام يف تعيني املعىن‬ ‫احلقيقي ليبتىن على القول بحلقيقة الشرعية و ال يف‬ ‫جمرد ما استعمل اللفظ فيه لئال يكون قابال للخالف‬ ‫و املنازعة ‪،‬بل إن اخلالف يف إن املعاين احملدثة من‬ ‫الشارع املقررة يف الشريعة املستعملة فيها تلك‬ ‫االلفاظ املخصوصة هل هو خصوص الصحيحة او‬ ‫االعم منها و من الفاسد ؟‬ ‫اقول‪ :‬إن جوهر اخلالف يف هذه املسالة هو مفهومايت‬ ‫استقاليل و ليس عالمايت وظيفي ‪ ،‬فسواء كان‬ ‫االستعمال حقيقي او جمازي فان احادية اجتاه‬ ‫‪27‬‬


‫االستعمال و اختصاصه خبصوص ما قصده الشارع‬ ‫يكون البحث يف االساس مفهومايت مرتكز على ما‬ ‫هو املقصود مفهوماتيا من هذه املعاين املخرتعة ‪ ،‬هل‬ ‫هو الصحيح ام االعم منه و من الفاسد ‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬الصحة و الفساد مبا‬ ‫هلما من املعىن العريف الواقعي يكون مورد البحث يف‬ ‫املقام و تكون الصحة و الفساد الشرعي من‬ ‫مصاديق كلي الصحة و الفساد العريف ‪ .‬اقول ان‬ ‫نظام الصحة عرفا امنا هو نظام حتقيق الغاية املنشودة‬ ‫يف نظامها ‪ ،‬فاقرب االصطالحات اخلاصة اىل‬ ‫حقيقة الصحة العرفية هو القول بهنا موافقة‬ ‫الشريعة ‪،‬الهنا املرتبة احملققة للغاية املنشودة من‬ ‫الكيان يف الشريعة ‪،‬فيمكن االشارة اىل الصحيح بنه‬ ‫املوافق للشريعة ‪.‬‬ ‫م‪ -6‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬الصحة و الفساد من‬ ‫االمور االعتبارية االضافية هلا افراد عرضية و طولية‬ ‫فرب صحيح بلنسبة اىل شخص فاسد بلنسبة اىل‬ ‫اخر و بلعكس ‪.‬اقول وهذا ظاهر ‪.‬‬ ‫م ‪ -7‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪:‬و ال ريب ان الوضع‬ ‫يف الفاظ العبادات كغريها من امساء االجناس عام و‬ ‫املوضوع له كذلك ايضا و قد امجعوا على اهنا ليست‬ ‫من املشرتكات اللفظية فال بد على كل من القولني‬ ‫من قدر جامع يف البني يكون هو املوضوع له ‪ .‬اقول‬ ‫‪28‬‬


‫يظهر مما تقدم إن الكيان الذي يقبل نظام الصحة و‬ ‫الفساد ال بد إن يكون مرتبيا عاما (له مراتب وجودية‬ ‫بغاايت و انظمة متميزة) ‪،‬فعند قصد احدى الغاايت‬ ‫تكون املرتبة منه احملققة هلا هي الصحيح و غريها‬ ‫فاسد يف جمال السعي جتاه تلك الغاية ‪،‬و هكذا يف‬ ‫جماالت الغاايت االخرى للمراتب االخرى فاملرتبة‬ ‫احملققة للغاية املنشودة هي الصحيح يف نظامها و غري‬ ‫فاسد ‪.‬‬ ‫م‪ -8‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬ال ملزم الن يكون‬ ‫اجلامع معلوما من مجيع جهاته ‪ ،‬بل يكفي حلاظه‬ ‫بنحو االمهال و االمجال بلعنوان املشري اىل املاهية‬ ‫املبهمة الصالتية القابلة االنطباق على الصحيحة و‬ ‫الفاسدة ‪.‬اقول ان املفهوم اما ان يوضع و يفرتض‬ ‫قبل حتقق مصاديقه اخلارجية وهذا هو املفهوم‬ ‫املتقدم التعريفي او انه ينتزع من مصاديق خارجية و‬ ‫هذا هو املفهوم االنتزاعي املتاخر ‪.‬و يف كل منهما‬ ‫اما ان يكون غري قابل للزايدة و النقصان فيكون‬ ‫مشخصا او يكون مهمال من جهة احدمها او من‬ ‫كليهما مطلقا او حبدود و االول الالمتناهي و الثاين‬ ‫املبهم و املشخص هو املعروف و الثاين واقع عرفا‬ ‫كما هو ظاهر الذي يكون بني االمور االعتبارية‬ ‫شديدة التفاوت و اما الالمتناهي ففي معقوليته اتمل‬ ‫‪ .‬و من هنا فالوضع للجامع العريف اما إن يكون‬ ‫‪29‬‬


‫جلامع متقدم تعريفي او متاخر انتزاعي ‪،‬و اما إن‬ ‫يكون جلامع مشخص او مبهم ‪.‬و من املعلوم إن‬ ‫الصالة و غريها من املخرتعات الشرعية معان جعلية‬ ‫تعرف عن طريق ما اشار اليه الشرع و هذا اجلعل‬ ‫للمفهوم متقدمي تعريفي ‪،‬و من املالحظ إن بني‬ ‫افراد الصالة تباين تركييب ال ميكن من اجلامع‬ ‫االنتزاعي ‪،‬فال بد إن يكون اجلامع مركبيا مبهما‬ ‫لعدم وظيفية حتديد احلد االدىن من املاهية للصالة‬ ‫‪،‬فاحملدودية فيها امنا هو اتبع للغاية وهي ( غاية ما‬ ‫قال عنه الشارع انه صالة ) و من هنا يتبني إن‬ ‫اجلامع الفراد الصالة و غريها من املخرتعات‬ ‫الشرعية هو جامع مبهم ‪.‬‬ ‫م ‪ -9‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬مث انه قد استدل‬ ‫للصحيح بلتبادر و عدم صحة السلب و سرية‬ ‫العقباء يف اوضاعهم و بظهور االخبار الدالة على‬ ‫ااثر خاصة للعبادات فان املنساق منها الصحيح اىل‬ ‫ان قال و ميكن املناقشة بجلميع بنه قد استدل‬ ‫بالولني لالعم ايضا و مقتضى السرية الوضع‬ ‫للصحيح االقتضائي ال الفعلي من كل جهة و هو ال‬ ‫ينايف االعم و ما هو املنساق من االخبار امنا هو‬ ‫بلنسبة اىل املامور به ال املوضوع له ‪ .‬اقول قد تبني‬ ‫عدم مالحظة الصحة و الفساد حال الوضع ‪،‬و امنا‬ ‫يكون قصد احملقق لغاية اخرى اثنوية بنظام اثنوي و‬ ‫‪30‬‬


‫هو متاخر عن الوضع أي الوضع للكيان كما تقدم‬ ‫‪،‬ففي حال كون إن للكيان اكثر من نظام أي مرتبة‬ ‫حتقق بعضها غاايت اثنوية خمتلفة ‪،‬فانه حال الوضع‬ ‫للكيان الذي غايته متييزه عن غريه‪ ،‬ال تلحظ تلك‬ ‫الغاايت الثانوية ‪.‬و يف عملية متاخرة عن هذا الوضع‬ ‫اذا قصدت احدى الغاايت فان احملقق هلا سيكون‬ ‫الصحيح و غريه الفاسد ‪،‬فال عالقة هلذا القصد‬ ‫بلوضع وها اصبح ظاهرا ‪.‬‬

‫كما انه ميكن ان‬

‫يتحقق امهال مرتيب عند االستعمال لغري املرتبة‬ ‫احملققة يف حالة من رسوخ تلك الغاية يف النظام‬ ‫القانوين و رسوخ وظيفيتها اذ سيعمد العقل ‪ -‬ومن‬ ‫بب ربح الكلفة و السعي حنو الكمال – اىل جعل‬ ‫تلك الغاية هي الغاية الرئيسية من اطالق العالمة‬ ‫املوضوع للكيان فينصرف ذلك اللفظ او العالمة‬ ‫اىل خصوص تلك املرتبة الصحيحة ‪،‬و يكون من‬ ‫الواجب وضع قرينة عند ارادة غري الصحيح من‬ ‫اللفظ ‪ .‬و من هنا يظهر بوضوح اتخر الصحة و‬ ‫الفساد عن الوضع مما يعين قطعية الوضع لالعم ‪،‬‬ ‫رغم انه ميكن إن ال ينصرف اللفظ اال للصحيح يف‬ ‫حال حتقق االمهال املرتيب ‪.‬‬ ‫م‪ -10‬قال ( رضوان هللا عليه ) ‪ :‬و استدل لالعم‬ ‫اترة بتبادر االعم و عدم صحة السلب عن الفاسد‬ ‫و اشكل عليه بتوقفه على تصور اجلامع وهو غري‬ ‫‪31‬‬


‫ممكن و فيه ما تقدم من امكان تصويره بال حمذور ‪.‬‬ ‫اقول قد عرفت امكان تصويره بل عرفيته و واقعيته‬ ‫بال اشكال ‪.‬‬ ‫م ‪ -11‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬مث ان الظاهر‬ ‫عدم الثمرة العملية هلذا البحث و ما قيل من ظهورها‬ ‫يف التمسك بلطالق و العموم بناء على االعمي يف‬ ‫نفي مشكوك القيدية دون الصحيح لصريورة االلفاظ‬ ‫جمملة حيتئذ اىل ان قال خمدوش بن االطالق و‬ ‫العموم ان كان يف مقام البيان يصح التمسك به لنفي‬ ‫مشكوك القيدية على كال القولني بعد الفحص عن‬ ‫املقيدات و املخصصات و ان مل يكن كذلك فال‬ ‫يصح مطلقا ‪ .‬اقول وها اتم ظاهر ‪.‬‬ ‫م ‪ -12‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و اما‬ ‫املعامالت فهي امضائية يكفي يف صحتها عدم ثبوت‬ ‫الردع من الشارع و مقتضى العرف و العادة هو‬ ‫الوضع للصحيح االقتضائي فيها ايضا و كلما صدق‬ ‫عليه عناوينها اخلاصة عرفا و مل يثبت الردع عنها‬ ‫شرعا يصح التمسك بطالقها و عمومها لنفي‬ ‫مشكوك القيدية مطلقا و مع الشك يف الصدق‬ ‫العريف ال يصح التمسك هبا كذلك النه من التمسك‬ ‫بلدليل يف املوضوع املشتبه فريجع اىل االصول‬ ‫املوضوعية و مع عدمها اىل احلكمية فال مثرة فيها‬ ‫ايضا بني القولني ‪ .‬اقول قد تبني ان جمال الصحة و‬ ‫‪32‬‬


‫الفس اد متاخر عن جمال الوضع ‪،‬حيث إن الوضع‬ ‫بلغاية التمييزية دون مالحظة للغاايت الثانوية‬ ‫للكيان كالصحة و الفساد ‪.‬‬ ‫م‪ -13‬اقول قيل ان املراد من الفاظ املعامالت‬ ‫املسببات ‪ .‬اقول من الواضح ان املعامالت عرفا‬ ‫اسم للمجموع من املربز و املربز خارجا و ليست‬ ‫هناك سببية او مسببية كما إنه من الظاهر إن الشرع‬ ‫قد اتبع العرف يف ذلك ‪ ،‬و القول بلسببية و‬ ‫املسببية ابتعاد عن حقيقة عرفية ال وجه الرتكابه و‬ ‫معارض الوليات البحث العلمي و اسسه ‪ ،‬ولطاملا‬ ‫حيصل ذلك يف التناوالت االصولية و مثله اقحام‬ ‫البحث العقلي الدقي يف مادة عرفية ال تقبله ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬يف االشرتاك اللفظي‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬وقع الكالم يف‬ ‫االخري ( أي االشرتاك) من جهات اىل ان قال و‬ ‫منها ان استعمال املشرتك يف اكثر من معىن واحد‬ ‫ان كان على حنو تعدد الدال و املدلول فال اشكال‬ ‫فيه فيكون نظري الكناايت اليت يستفاد من مدلوهلا‬ ‫املطابقي شيء و من مدلوهلا االلتزامي شيء اخر و‬ ‫اما اذا كان مستقال و بلداللة املطابقية يف كل واحد‬ ‫من املعاين حبيث كانه مل يكن للفظ معىن غريه‬ ‫فاستدل على بطالنه بوجوه ‪ :‬االول انه خلف‬ ‫‪33‬‬


‫الفرض و املناقشة فيه واضحة فان االستقاللية امر‬ ‫اعتباري فمن املمكن اعتبار االستقاللية من جهتني‬ ‫و ال حمذور فيه ‪ .‬اقول وهذا اتم ‪ ،‬فاملعىن احلقيقي‬ ‫ليس مرتبة واحدة و امنا هو مراتب و الداللة‬ ‫الرتكيبية للفظ هي ما يعينها الرتكيب اللفظي فال بد‬ ‫من القرينة لتعيني املعىن الرتكييب االستعمايل و الذي‬ ‫قد يكون مرتبة من مراتب املعىن احلقيقي و من هنا‬ ‫يظهر الداللة االستعمالية هي دائما نتاج توجيه‬ ‫الرتكيب للمعىن سواء كان املعىن متحدا ام مشرتكا ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬الثاين ( أي مما‬ ‫استدل على بطالن االشرتاك) انه مستلزم لتكثر‬ ‫الواحد الن تعدد الداللة املطابقية مع االستقالل يف‬ ‫كل واحد منهما كما هو املفروض يستلزم تعدد‬ ‫الدال قهرا مع انه واحد يف االستعمال الواحد كما‬ ‫هو واضح فيلزم احملذور و فيه ان تكثر الواحد بتعدد‬ ‫االعتبار و اجلهة ال بس به ‪.‬اقول وهذا اتم ويتبني‬ ‫مما قلناه فانه ال معارضة بني تعدد الداللة املطابقية‬ ‫و االستقاللية بعتبارها مرتبة من مراتب املعىن‬ ‫احلقيق و اليت يكون الرتكيب معينا اليها دون غريها‬ ‫من املراتب و ال فرق ان يكون املعني هو االوسع او‬ ‫االضيق من املعىن احلقيقي املتحد او املعىن االول او‬ ‫الثاين من املعىن احلقيقي املشرتك فكلها من مراتبه ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬الثالث ( أي مما‬ ‫‪34‬‬


‫استدل على بطالن االشرتاك) ان اللفظ موضوع‬ ‫للمعىن بقيد وحدة املعىن او يف حال الوحدة و‬ ‫االستعمال يف االكثر ينايف ذلك فيكون جمازا من بب‬ ‫استعمال املوضوع للكل يف اجلزء و فيه ان التعدد‬ ‫خالف االصل و الوجدان عند وضعنا لالعالم‬ ‫الشخصية و الوضع يف حال الوحدة و ان صح ثبوات‬ ‫لكن حالالت املوضوع له عند الوضع غري دخيلة يف‬ ‫الوضع و ال املوضوع له و اال لعمت اجملازات اكثر‬ ‫االلفاظ لوال كلها مع انه من جمرد الدعوى بلنسبة‬ ‫اىل املشرتك اللفظي ‪.‬اقول وهذا اتم اال ان كون‬ ‫التعدد خالف االصل فيه اتمل الن معرفة كل من‬ ‫وحدة املعىن و التعدد حيتاج اىل االستقصاء و ما‬ ‫حيتاج اىل االستقصاء ال يكون له اصل حيتج به كما‬ ‫ان احلاجة اليه يف العلم و االحتجاج ينفي عرفية او‬ ‫وجدانية ذاتية قيد وحدة املعىن او يف حال الوحدة‬ ‫للوضع املدعاة ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬يف املشتق‬ ‫م‪ : 1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬املعروف ان‬ ‫املشتق حقيقة يف خصوص املتلبس بملبدا عند فعلية‬ ‫التلبس و حال ظهور املوضوع يف مظهر احملمول و‬ ‫جماز يف غريه اىل ان قال و ذكر عنوان املشتق يف‬ ‫عنوان البحث امنا هو من بب الغالب ال التخصص‬ ‫‪35‬‬


‫فاملراد به كل حممول حيمل على موضوع مشتقل كان‬ ‫او غريه فجميع اجلوامد احملمولة داخلة يف البحث ‪.‬‬ ‫اقول وهذا اتم ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ال وجه الخراج‬ ‫اسم الزمان عن مورد البحث بدعوى انه ال بد ان‬ ‫يكون املوضوع بقيا يف حاليت التلبس و االنقضاء و‬ ‫الزمان ليس كذلك النه متصرم و مقتض بذاته فما‬ ‫هو يف حال التلبس شيء و ما هو يف حال االنقضالء‬ ‫اخر فليس شيء واحد حمفوظا يف احلالتني اذ فيه‬ ‫امكان حتقق بقاء شيء واحد فيهما كطبيعي الزمان‬ ‫او الوحدة االعتبارية امللحوظة‪.‬اقول وهذا اتم فان‬ ‫الوجدان يشهد بوحدة الزمان العرفية اليت عليها‬ ‫املدار و اما الوحدة الدقية فليست ضرورية ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ال ريب يف خروج‬ ‫املصادر و االفعال من مورد النزاع لعدم محلها على‬ ‫الذات ‪.‬اقول املعروف ان املشتق ال يشمل االفعال‬ ‫و املصادر الهنا غري حاكية عن الذات و فيه ان‬ ‫املشتق من جمال املعىن اذ هو حالة للمشار اليه ‪،‬‬ ‫و ال اتثري لطبيعة املشري اللفظي يف احلقيقة املعنوية‬ ‫سواء كان حاكيا او غري حاك عن الذات ‪.‬كما ان‬ ‫وظيفية الكياانت العرضية الالمركزية تبلغ حدا من‬ ‫الوظيفية يف نظام التخاطب ميكن من القطع بعدم‬ ‫امكانية قيام كيان اثنوي او عرضي ال مركزي من‬ ‫‪36‬‬


‫دون ان يكون اتصافا و حالة للذات املركزية يف‬ ‫اجلملة فاالسناد الرتكييب حتقيق للحالة و التلبس‬ ‫املطلوب يف موضوع البحث يوجه الداللة و‬ ‫يشخص املرتبة الفردية او االحوالية للذات املركزية‬ ‫و يف هذه الوظيفية ال متييز بني الفعل و املصدر و‬ ‫غريمها من الكياانت الثانوية االتصافية ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان التحقيق كما‬ ‫عليه اهل هو الوضع للمتلبس و تدل عليه مرتكزات‬ ‫العقالء و تبادر خصوص املتلبس و صحة السلب‬ ‫عما انقضى و ما اييت من بساطة املشتق املالزم‬ ‫خلصوص املتلبس فقط مضافا اىل صدق ما يضاده‬ ‫حالة التلبس على حالة االنقضاء فلو كان شخص‬ ‫متحركا فسكن يصدق الساكن عليه بعد انقضاء‬ ‫التحرك عنه ‪ .‬اقول وهذا اتم و قد يورد على كل‬ ‫منها أبهنا لعلها مستندة اىل االنصراف ‪ ،‬انصراف‬ ‫املطلق اىل بعض املصاديق ‪ ،‬مع أنه موضوع ملا يعم‬ ‫مجيعها ‪ .‬واجلواب هو وضوح أن كال منها مستند اىل‬ ‫العلم االرتكازي املتعلق مبا يفهم من حاق اللفظ ‪،‬‬ ‫بال أي قرينة متصورة ‪ ،‬وال انصراف أصال ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان االصوليني‬ ‫اتفقوا على ان معىن ملشتق بسيط حلاظا و اعتبارا‬ ‫مبعىن ان امللحوظ من عامل مثال شيء واحد و ان‬ ‫احنل بلدقة العقلية اىل معروض و عرض لكن‬ ‫‪37‬‬


‫اختلفوا يف اه كذلك يف مقام التبادر اللفظي ايضا او‬ ‫انه مركب فيه و احلق هو االول الن املتبادر من كل‬ ‫من العامل و الضارب واحد اىل ان قال و ان احنل‬ ‫بلدقة العقلية اىل شيئني و لكن ال ربط للدقيات‬ ‫العقلية بلتبادرات اللفظية اىل ان قال و ال يضر‬ ‫االحنالل الواقعي بلبساطة التبادرية فالعرف اصدق‬ ‫شاهد على البساطة التبادرية و فيه غىن و كفاية ‪.‬‬ ‫اقول إن املراد برتكب مفهوم املشتق أن يكون مدلوله‬ ‫األويل ذاات ثبت هلا املبدأ حىت يكون مفهوم العامل‬ ‫ابتداء وحتت لفظه " ذاات ثبت له العلم " ‪ ،‬فيقابله‬ ‫حينئذ أن يقال ‪ :‬إن املفهوم األويل منه بسيط كما‬ ‫نعقله من مرادفه ‪ ،‬وإن كان ينحل بداهة عند السؤال‬ ‫عن شرحه اىل ما مر ‪ ،‬أعين ذاات ثبت هلا العلم ‪.‬‬ ‫فليس املراد بلبساطة مثل بساطة النوع احلقيقي‬ ‫املنحل اىل جنس وفصل ‪ ،‬وحينئذ فالدليل على‬ ‫بساطة مفهوم املشتق هو الرجوع اىل ما يتبادر منه‬ ‫يف األذهان ‪ ،‬فإنه الطريق األصيل لفهم معىن األلفاظ‬ ‫مادة وهيأة ‪ ،‬ومنها املشتقات ‪،‬و قد عرفت تبادر‬ ‫الواحد منه عرفا كما ان االلفاظ توضع للمفاهيم و‬ ‫ليس اخلارجيات او مواضيع التحليل العقلي‬ ‫م‪ -5‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ال مثرة عملية يف‬ ‫اصل حبث املشق الن املوارد اليت ادعي استعماهلا‬ ‫فيها يف االعم تكون هناك قرائن معتربة دالة على‬ ‫‪38‬‬


‫ترتب احلكم على االعم ‪ .‬اقول و قد قيل بعدم‬ ‫الثمرة من البحث ألن فعلية األحكام تدور مدار‬ ‫فعلية العناوين االشتقاقية حدواث وبقاء ‪ ،‬فال حمالة‬ ‫تزول األحكام بزواهلا وإن قلنا أبن املشتق موضوع‬ ‫لألعم ‪ .‬وفيه أن بقاء هذا العنوان االشتقاقي خيتلف‬ ‫فيه القوالن ‪ :‬فعلى خصوص املتلبس خيتص صدقه‬ ‫بزمان بقاء املبدأ ‪ ،‬وأما على القول بألعم فيبقى‬ ‫فعلية صدقه حىت بعد انقضاء املبدأ عنه أيضا ‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫املقصد االول ‪ :‬مباحث االلفاظ‬ ‫القسم االول ‪ :‬االوامر‬ ‫فصل ‪ :‬يف مادة االمر‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ ( :‬االمر ) حبسب‬ ‫العرف – الذي منه االصطالح االصويل – هو عبارة‬ ‫عن البعث بلفظ افعل او ما يقوم مقامه و تصح‬ ‫االشتقاقات منه بعتبار تضمنه معىن البعث و هو‬ ‫معىن حدثي قابل لالشتقاق و التفريع ‪ .‬اقول وهذا‬ ‫ظاهر ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬مقتضى‬ ‫االرتكازات تقوم معىن االمر بلعلو و اما االستعالء‬ ‫االصل عدم اعتباره فيكون االمر الصادر من العايل‬ ‫اخلافض جلناحه امرا خبالف ما صدر من اخلافض او‬ ‫املساوي ‪ .‬اقول وهو اتم ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان مادة االمر يف‬ ‫أي هيئة استعملت ظاهرة يف الوجوب اال مع القرينة‬ ‫على اخلالف النسباق الوجوب منها يف احملاورات ‪.‬‬ ‫اقول وهذا ظاهر ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬الظاهر من‬ ‫احملاورات ان الطلب مربز لالرادة ال عينها و نسبة‬ ‫الطلب اىل االرادة نسبة اللفظ اىل املعىن يف اجلملة‬ ‫‪ .‬اقول وهذا اتم مجيل فتلخص افرتاق هذه املفاهيم‬ ‫‪40‬‬


‫الشائعة االستعمال ‪ ،‬وأن لفظ " األمر " منها‬ ‫موضوع ملعىن اعتباري متقوم جبعل من بيده اجلعل ‪،‬‬ ‫وموجود يف عامل االعتبار ‪ ،‬وهذا خبالف سائر‬ ‫األلفاظ ‪ ،‬فمعناها احلقيقي من قبيل االمور اخلارجية‬ ‫‪ ،‬فالطلب عمل خارجي ‪ ،‬واإلرادة عزم نفساين‬ ‫فصل ‪ :‬يف صيغة االمر‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬املتيقن امنا هو‬ ‫االستعمال ( أي استعمال صيغة االمر ) يف البعث‬ ‫حنو املطلوب و التحريك اليه و اجياد الداعي له و‬ ‫كون ما ذكر هلا من املعاين ( أي من التهديد و‬ ‫الرتجي و غريمها) من دواعي االستعمال كما هو‬ ‫الشأن يف كثري مما ذكر من املعاين املتعددة جلملة من‬ ‫االلفاظ فال اختالف يف املوضوع له و ال يف‬ ‫املستعمل فيه و امنا االختالف يف الدواعي و ال ريب‬ ‫اهنا خارجة عن كل منهما ‪.‬اقول وهذا ظاهر‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬اختلفوا يف اهنا‬ ‫هل تكون حقيقة يف مطلق الطلب ام يف الوجوب‬ ‫او يف الندب ؟ و الظاهر سقوط البحث من راسه ملا‬ ‫تقدم من ان مفادها البعث حنو املبعوث اليه و‬ ‫مقتضى االطالق كونه بداعي الطلب احلقيقي‬ ‫فيحكم العقل حينئذ بلزوم االمتثال ما مل تكن قرينة‬ ‫‪41‬‬


‫على الرتخيص ‪ .‬اقول وهذا اتم ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬قد استقرت‬ ‫السرية على ان اجلمل اخلربية اليت علم بورودها مورد‬ ‫البعث تكون مثل صيغة االمر يف افادة الوجوب ما‬ ‫مل تدل قرينة على اخلالف اىل ان قال و ال اشكال‬ ‫فيه لكفاية مثل هذه اجلمل يف امتام احلجة فيحكم‬ ‫العقل بلزوم االمتثال مع عدم ورود الرتخيص ‪ .‬اقول‬ ‫وهو اتم مجيل ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ال تدل الصيغة‬ ‫على املرة و ال على التكرار مطابقة وال تضمنا و ال‬ ‫التزاما بملالزمة الشرعية او العرفية او العقلية اذ‬ ‫ليس مفادها اال البعث حنو املطلوب فقط و‬ ‫التحريك اليه اىل ان قال نعم ميكن استفادة املرة او‬ ‫التكرار من القرائن اخلاصة يف موارد خمصوصة و مع‬ ‫فقدها فمقتضى اصالة االطالق االكتفاء مبجرد‬ ‫اتيان ذات املامور به لتحقق االمتثال بذلك عرفا‬ ‫وهو مقتضى اصالة الرباءة ايضا الن الشك يف الزائد‬ ‫عليه شك يف اصل التكليف و مع عدم البيان‬ ‫بلنسبة اليه يرجع اىل الرباءة ‪ .‬اقول وهذا ظاهر‬ ‫م‪ -6‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ال تدل الصيغة‬ ‫بشيء من الدالالت على الفور او الرتاخي نعم‬ ‫مقتضى املرتكزات حسن املسارعة اىل االمتثال و‬ ‫حسن الفورية فيه اىل ان قال و مقتضى االطالق و‬ ‫‪42‬‬


‫سهولة الشريعة املقدسة هو الرتاخي بلنسبة اىل‬ ‫الزمان ‪ .‬اقول الثابت هو حجية االطالق هنا فينتفي‬ ‫االلزام بلفورية و ان كانت حسنة ‪.‬‬ ‫م ‪ -7‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬الواجب اما‬ ‫متقوم بتيانه بقصد االمر و يعرب عنه بلتعبدي او‬ ‫ال يكون كذلك و هو التوصلي و ال ريب يف ثبوهتما‬ ‫يف الشرع كالصالة و اداء الدين ‪.‬اىل ان قال ( يف‬ ‫اجلواب على استلزامه تقدمي ما هو متاخر) و اجلواب‬ ‫انه ال حمذور فيه الختالف املتقدم واملتاخر بحليثية‬ ‫و اجلهة فما هو متقدم امنا هو حلاظ االمر مبا هو‬ ‫طريق اىل اخلارج و ما هو متاخر نفس االم اخلارجي‬ ‫الصاد من اآلمر و هبا جياب عن الدور ايضا ‪.‬و اما‬ ‫يف مقام االمتثال فما هو قيد للعمل امنا هو قصد‬ ‫االمر من حيث االضافة اىل جعل اآلمر و ما هو‬ ‫متاخر امنا هو قصد االمر من حيث االضافة اىل‬ ‫املمتثل ‪.‬وهو متني ‪.‬‬ ‫م‪ -8‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ظاهر ادلة‬ ‫العبادات اعتبار املباشرة فيها اال ان يدل دليل على‬ ‫اخلالف و عليه استقرت الفتوى و السرية ايضا كما‬ ‫ان مقتضى املرتكزات عدم سقوط العبادات بحملرم‬ ‫الن التقرب بملبغوض مما أتبه العقول و اما‬ ‫التوصليات فال يعترب فيها املباشرة اال مع الدليل‬ ‫على اخلالف كما اهنا تسقط بحملرم و ان امث ‪ .‬اقول‬ ‫‪43‬‬


‫وهو ظاهر ‪.‬‬ ‫م‪ -9‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬اطالق دليل‬ ‫الوجوب يقتضي ان يكون عينيا نفسيا تعيينيا الن‬ ‫الكفائية و الغريية و التخيريية حتتاج اىل دليل خاص‬ ‫‪ .‬اول وهو اتم ‪.‬‬ ‫م ‪ -10‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬وقوع االمر‬ ‫بعد احلظر اىل ان قال – ال يكون من القرينة العامة‬ ‫املعتربة الدالة على االبحة مطلقا بل يصري اللفظ‬ ‫حينئذ جممال فيتبع القرائن اخلاصة اليت تدل على‬ ‫االبحة اترة و على الوجوب اخرى و مع فقدها‬ ‫فاملرجع اصالة الرباءة و نتيجتها اجلواز ‪ .‬اقول ان‬ ‫الوجدان و السلوك العقالئي العريف يشهد بعدم‬ ‫اختالف االمر املتعقب للحظر عن غريه ‪ ،‬فهو على‬ ‫داللته على الوجوب و ليس يف هذا الرتكيب مزيد‬ ‫خصوصية ‪ ،‬فالقول بحتمالية عدم داللته على‬ ‫الوجوب ال شاهد له و القول انه ال يفهم من هذا‬ ‫األمر عرفا سوى رفع املنع الطارئ فغري ظاهر ‪.‬‬ ‫م‪ -11‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬اذا ورد االمر‬ ‫بشيء مث ورد اخر به قبل امتثاله فمقتضى احملاورات‬ ‫ان الثاين اتكيد لالول و ان ورد االمر بشيء بعد‬ ‫امتثاله فهو اجياب اخر ال ربط له بالول و ان كان‬ ‫مثله اال مع القرينة على اخلالف يف املوردين و مع‬ ‫الشك يف انه من ايهما تكون الشبهة من االقل و‬ ‫‪44‬‬


‫االكثر فيجزي امثال واحد و جتري الرباءة عن االكثر‬ ‫‪.‬اقول وهو جيد ‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬اقسام الواجب وهي سبعة‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬كل واجب اذا‬ ‫لوحظ وجوبه مع شيء فان كان مقيدا به فهو‬ ‫مشروط بلنسبة اليه فقط و اال فهو مطلق كلك‬ ‫فهما من املفاهيم االضافية ‪ .‬اقول وهذا ظاهر ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬لكل واجب‬ ‫هيئة و مادة بلضرورة و مها مالزمان و متحدان يف‬ ‫الوجود عقال فيتحدان يف االطالق و االشرتاط ايضا‬ ‫اىل ان قال فيكون اطالق احدمها و اشرتاطه عني‬ ‫اطالق االخر و اشرتاطه بال تفكيك بينهما من هذه‬ ‫اجلهة يف االنظار العرفية املنزلة عليها االدلة ‪ .‬اقول‬ ‫وهو اتم بديع ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬يفرق العرف‬ ‫بينهما ( أي اهليئة و املادة ) يف ان قيود الوجوب‬ ‫غري واجب التحصيل خبالف قيود الواجب و هذا‬ ‫امر اخر ال ربط له بملالزمة العرفية يف االطالق و‬ ‫االشرتاط ‪ .‬اقول وجوب حتصيل قيود الواجب الهنا‬ ‫من مقدماته خبالف قيود الوجوب كما سيبني يف حمله‬ ‫‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫القسم الثاين ‪ :‬املعلق و املنجز‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬قال ( صاحب‬ ‫الفصول) الواجب اما مطلق غري مقيد بشيء وهو‬ ‫املنجز او يكون الوجوب مقيدا بشيء وهو الواجب‬ ‫املشروط عند املشهور او يكون الوجوب مطلقا و‬ ‫الواجب مقيدا بشيء غري مقدور وهو املعلق ‪ .‬اقول‬ ‫ال ريب يف امكان املعلق و وقوعه اال ان كونه يف‬ ‫قبال املشروط فهذا غري ظاهر بل الظاهر انه من‬ ‫اقسامه فالظاهر عرفا ان الواجب املشروط على‬ ‫قسمني ‪ :‬فتارة يشرتط وجوبه احلايل مع كون الفعل‬ ‫الواجب استقباليا ‪ ،‬وهذا هو الواجب املعلق ‪.‬‬ ‫واخرى ليس كذلك ‪ ،‬بن بكون الفعل الواجب‬ ‫حاليا ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ال حمذور يف‬ ‫الواجب املعلق ال ثبوات و ال اثباات لكن ال خيفى انه‬ ‫ال موجب للقول به ( أي الواجب املعلق) فانه تطويل‬ ‫بال طائل النه لدفع االشكال عما ورد يف موارد من‬ ‫وجوب املقدمة قبل وجوب ذيها كغسل اجلنب او‬ ‫املستحاضة قبل الفجر فيصوم شهر رمضان ‪ .‬اقول‬ ‫و هذا اتم و اييت الكالم يف ذلك يف مبحث مقدمة‬ ‫الواجب ‪.‬‬ ‫القسم الثالث ‪ :‬النفسي و الغريي ‪.‬‬ ‫‪46‬‬


‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و االول ( أي‬ ‫النفسي) ما امر به الجل تكليف اخر خبالف الثاين‬ ‫فانه ما كان امره الجل التمكن من تكليف اخر و‬ ‫يكون ذلك التكليف كالعلة الغائية الجيابه ‪ .‬اقول‬ ‫وهذا ظاهر ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ميكن القول بصحة‬ ‫ترتب العقاب على ترك الواجب الغريي النطباق‬ ‫عنوان هتك املوىل و االستخفاف به و خمالفته عليه‬ ‫عرفا و ذلك مما يوجب االستحقاق مع ان ترك العلة‬ ‫مستلزم لرتك املعلول نعم هناك عقاب واحد منبسط‬ ‫على ترك املعلول و علته جبميع اجزائها ال ان يكون‬ ‫العقاب متعددا ‪ .‬اقول وهذا جيد ‪.‬‬ ‫القسم الرابع ‪ :‬التعييين و التخيريي‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬واالول ما يكون‬ ‫عدل يف عرضه خبالف الثاين وال ريب يف وقوعهما‬ ‫عرفا وشرعا و امنا الكالم يف تصوير الثاين ثبوات ‪.‬اقول‬ ‫إذا تعلق األمر أبحد الشيئني أو األشياء‪ ،‬فإن األمر‬ ‫أبحدمها إن كان مبالك قيام غرض واحد هبما فالقائم‬ ‫به الغرض ال حمالة يكون أمرا جامعا بينهما‪ ،‬ويكون‬ ‫هو الواجب تعيينا والتخيري ختيري عقلي‪ ،‬وهذا ظاهر‬ ‫‪.‬وإن كان مبالك قيام غرضني خمتلفني هبما كان‬ ‫الواجب هو أحدمها املصداقي ال املفهومي ‪ .‬وهذا‬ ‫‪47‬‬


‫الذي ذكرانه هو الظاهر العريف من أدلة الواجبات‬ ‫التخيريية ‪ ،‬وهو الذي نراه من وجداننا عند إرادة‬ ‫أحد الشيئني ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان التخيري اما بني‬ ‫املتباينني او االقل واالكثر و االول مسلم عند الكل‬ ‫وواقع يف الشرعيات والعرفيات و لكن اشكل على‬ ‫االخري اترة بن االكثر اما ال مصلحة فيه او تكون‬ ‫مصلحته عني مصلحة االقل متباين معه و يف االولني‬ ‫ال جه الجيابه و االخري من املتبايني ال االقل و االكثر‬ ‫فال وجه لتصويره فضال عن وقوعه و اخرى بنه مع‬ ‫اشتمال االكثر على االقل ينطبق الوجوب على‬ ‫االقل ال حمالة فال يبقى مورد للتكليف به ‪.‬و جياب‬ ‫عن االول بن االكثر مشتمل على سنخ مصلحة‬ ‫االقل زائدة عليها الزمة التحصيل مع عدم االقتصار‬ ‫على االقل و عن الثاين بن االقل يلحظ حينئذ‬ ‫مستقال ‪.‬اقول ال اشكال يف التخيري بني األقل‬ ‫واألكثر أبن يكون األقل مؤثرا يف أمر قابل للشدة‬ ‫والضعف ‪ ،‬فلو اقتصر على األقل يستويف املطلوب‬ ‫األقصى من املرتبة الضعيفة ‪ ،‬وإذا أتى بلزائد اشتد‬ ‫األثر املزبور ‪ ،‬فلو أتى بألكثر كان جمموعه مطلوب‬ ‫واحدا وهذا ظاهر للوجدان و العرف ‪.‬‬ ‫القسم اخلامس ‪ :‬العيين و الكفائي‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬عرف االول بن‬ ‫‪48‬‬


‫له امتثاالت متعددة حسب تعدد املكلفني و يتعدد‬ ‫الثواب و العقاب بعدد املطيعني و العاصني و يتحقق‬ ‫فيه امتثال بعض و خمالفة اخرين ‪ ،‬و ظاهرهم التسامل‬ ‫على ثبوت االولني يف الواجب الكفائي ابضا خبالف‬ ‫االخري فانه بمتثال البعض يسقط عن االخرين ‪.‬‬ ‫اقول‬

‫الريب يف وجود الواجبات الكفائية عرفا‬

‫وشرعا‪ ،‬وهي االمور اليت يكون املطلوب حتققها من‬ ‫دون عناية اىل صدورها من شخص خاص‪ ،‬بل‬ ‫اجلميع‪ ،‬أو طائفة خاصة مسؤولون عنها‪ ،‬ويرتتب‬ ‫عليها بال اشكال سقوط الوجوب بفعل البعض‪،‬‬ ‫وعقاب اجلميع برتكها رأسا‪.‬و عدم بقاء الوجوب‬ ‫بفعل البعض ليس من بب أن اآلمر جوز ترك‬ ‫امتثاله‪ ،‬بل هو من بب حصول غرضه وامتثال أمره‬ ‫‪.‬‬ ‫القسم السادس ‪ :‬املوسع و املضيق‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان كان الزمان‬ ‫دخيال يف الوجب شرعا ايضا يسمى مؤفتا و اال‬ ‫فغري مؤقت و االول اما مضيق او موسع و املوسع‬ ‫اما وي او ال و االخري له افراد طولية و عرضية و‬ ‫ال اشكال يف وقوع اجلميع ‪ .‬اقول إن كان الوقت‬ ‫بقدر الواجب فمضيق وإن كان أوسع فهو الواجب‬ ‫املوسع و ال جمال لالشكال على الواجب املوسع‬ ‫‪49‬‬


‫بعدما كان متعلق األمر كلي الفعل الواقع يف الوقت‬ ‫احملدود حبدين‪ ،‬فإن هذا الكلي كسائر الكليات‪،‬‬ ‫يكون املكلف خمريا بني األفراد املتصورة له ‪ ،‬وليس‬ ‫ترك أول أفراده تركا له حىت يكشف جوازه عن عدم‬ ‫وجوب الطبيعة ‪ ،‬وعدم جواز ترك آخر فرد منه ليس‬ ‫لوجوب ذلك الفرد بعينه‪ ،‬حىت يكون هو الواجب‬ ‫وغريه مما يتقدم عليه مسقطا للواجب ال واجبا ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان كان التقييد‬ ‫بلوقت على حنو وحدة املطلوب فال يدل على ثبوت‬ ‫الواجب بعد الوقت فال بد من ان يكون القضاء‬ ‫بمر جديد و ان كان على حنو تعدد املطلوب فيكون‬ ‫االمر بقيا بعد الوقت ايضا و كذا لو شك يف انه‬ ‫من ايهما الصالة االطالق يف دليل املقيد ‪ ،‬و‬ ‫املتفاهم من املؤقتات عرفا الثاين اال مع دليل على‬ ‫اخلالف فيكفي االمر االول للقضاء ‪ -‬اىل ان قال‬ ‫ و اما حبسب االصل العملي فال اشكال يف ان‬‫حدوث ذات الوجوب معلوم و تقييده بلوقت حبيث‬ ‫ينتفي بنتفائه مشكوك فيستصحب اصل الوجوب‬ ‫‪ -.‬اىل ان قال – ان املستصحب هو ذات التكليف‬ ‫من حيث هو الن املفروض الشك يف ان التوقيت‬ ‫كان من بب وحدة املطلوب او تعدده فال حمذور‬ ‫يف االستصحاب ‪ .‬اقول نفس دليل األداء ووجوب‬ ‫العمل يف الوقت ال يدل على قضائه‪ ،‬فان لظاهر‬ ‫‪50‬‬


‫للوجدان و العرف من التوقيت ان القيد ركن يف‬ ‫املطلوب فال يفهم منه اال مطلوب واحد لغرض‬ ‫واحد و ان بلتوقيت يتكون طلب مركب ال طلبني‬ ‫فتعدد املطلوب هو احملتاج اىل قرينة كما ان القضاء‬ ‫خالف اصل الفورية و خالف التوقيت الذي دلته‬ ‫عليه القرينة فال جمال للقول بستفادته من االمر ‪،‬‬ ‫و على هذا ال ميكن اثبات الوجوب بالستصحاب‬ ‫؟ ألن املوضوع يف االستصحاب إذا كان أمرا كليا‬ ‫فالكلي املقيد غري املطلق بنظر العرف ‪ ،‬وعليه‬ ‫فإثبات شخص الوجوب الثابت على املوقت على‬ ‫ذات عارية عن قيد الوقت اسراء للحكم من‬ ‫موضوع اىل موضوع آخر ‪.‬‬ ‫القسم السابع ‪ :‬االصلي و التبعي‬ ‫م‪ -‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬االصلي ما انشا عن‬ ‫ارادة استقاللية و التبعي ما انشا عن ارادة تبعية اىل‬ ‫ان قال و عند الشك فيهما جتري اصالة عدم‬ ‫االستقاللية و عدم التبعية و تسقطان بملعارضة و‬ ‫يصح التعريف سلبيا ايضا بن يقال االصلي ما مل‬ ‫يكن عن ارادة تبعية و التبعي ما مل يكن عن ارادة‬ ‫استقاللية و ال جيري االصل حينئذ لكونه مثبتا ‪.‬‬ ‫اقول وهذا جيد فان املوجبة السالبة احملمول مما مل‬ ‫تتحقق فيها حالة متيقنة حىت أنخذ هبا ‪.‬‬ ‫‪51‬‬


‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و مع عدم التعيني‬ ‫ال جيري االصل لعدم احراز املوضوع فتصل النوبة‬ ‫اىل االصل احلكمي وهو اصالة االشتغال مع فعلية‬ ‫خطاب املتبوع و الرباءة مع عدمها ‪ .‬اقول وهذا اتم‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬قيل ان الواجب‬ ‫ان كان مفاد الداللة االستقاللية املعتربة و مقصودا‬ ‫مستقال بالفادة فاصلي و اال فتبعي و هو من جمرد‬ ‫الدعوى و ال شاهد عليها من عقل او نقل اذ رب‬ ‫واجب تبعي يستفاد من الداللة االستقاللية و رب‬ ‫واجب اصلي يستفاد من غري الدالالت االستقاللية‬ ‫كاملفاهيم و حنوها و ميكن ان يكون كل من الواجب‬ ‫النفسي و الغريي اصليا و تبعيا يف مقام االثبات كما‬ ‫ال خيفى ‪ .‬اقول وهذا اتم مجيل ‪.‬‬ ‫القسم الثاين ‪ :‬النواهي‬ ‫فصل‪ :‬داللة النهي على الفورية و االستمرارية‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان النهي متعلق‬ ‫بلطبيعة كاالوامر و من اللوازم العرفية لتعلق النهي‬ ‫بلطبيعة الفورية و االستمرار بلنسبة اىل االفراد‬ ‫الدفعية و التدرجيية الن معىن الردع عن الطبيعة‬ ‫اعدامها بملرة ‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫فصل ‪ :‬اجتماع االمر و النهي يف واحد‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬مالك البحث يف‬ ‫املقام هو ان تعدد العنوان الواحد هل يكفي يف رفع‬ ‫حمذور التضاد بني االمر و النهي املتعلقني به ؟ و‬ ‫مالك حبث النهي عن العبادة انه ال يصح التقرب‬ ‫اىل املوىل مبا هو مبغوض لديه ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬اتفق العلماء انه‬ ‫لو كان تعدد الوجه و العنوان يف الواحد كافيا يف رفع‬ ‫حمذور التضاد يصح االجتماع كما اتفقوا على عدم‬ ‫الصحة مع عدم الكفاية فالنزاع يف املقام صغرواي ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان التعدد‬ ‫االعتباري يكفي يف رفع التضاد بني االعتبارايت ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ال وجه لدعوى‬ ‫ان جواز االجتماع مستلزم لنقض الغرض الن االمر‬ ‫بلشيء لدرك املصلحة و التقرب بملامور به اىل هللا‬ ‫تعاىل و هو ال جيتمع مع النهي الفعلي اذ فيه مضافا‬ ‫اىل انه عني املدعى انه ال حمذور فيه بعد تعدد اجلهة‬ ‫فيجلب املامور املصلحة من جهة و يقع املفسدة‬ ‫من جهة اخرى و ال حمذور فيع من عقل او نقل او‬ ‫عرف ‪ .‬اقول و بعدها ال يظهر وجه لالمتناع مطلقا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪53‬‬


‫القسم الثالث ‪ :‬املفاهيم‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬قد يطلق املفهوم‬ ‫يف العرف ومنه االصطالح االصويل على ما يالزم‬ ‫الكالم عرفا و غري مذكور يف اللفظ حبدوده وقيوده‬ ‫حبيث يصح االعتماد عليه يف احملارات‬ ‫واالحتجاجات ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬كما ان كون‬ ‫املفهوم من الدالالت االطالقية لسياقية اقرب لدى‬ ‫العرف من كوهنا من الدالالت الوضعية و يشهد له‬ ‫عدم التفات الواضع اىل هذه اخلصوصية ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ال ريب يف ان‬ ‫شخص احلكم التقوم بملوضوع يف املنطوق ينتفي‬ ‫بنتفائه قهرا و ال ينبغي ان يكون ذلك مورد النزاع‬ ‫– اىل ان قال – و مورد البحث يف املفهوم انتفاء‬ ‫سنخ احلكم بنتفاء املوضوع ال انتفاء شخصه ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان النزاع يف‬ ‫حجية املفهوم صغروي فقط مبعىن انه هل يكون‬ ‫للجملة الشرطية‪ -‬مثال‪ -‬مفهوم او ليس هلا مفهوم‬ ‫؟ و ليس النزاع كربواي مبعىن انه هل املفهوم حجة او‬ ‫ال ؟ الن بناء العقالء على اعتباره على فرض ثبوته‬ ‫‪.‬‬ ‫‪54‬‬


‫م‪ -5‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬لنا ان ندخل‬ ‫مباحث املفهوم مطلقا يف مباحث املالزمات العقلية‬ ‫غري املستقلة حلكم العقل بثبوت املفهوم ان ثبت‬ ‫كون القيد علة اتمة منحصرة للحكم و عدم حكمه‬ ‫كذلك بل حكمه بلعدم مع عدم ثبوت العلية التامة‬ ‫املنحصرة ‪.‬اقول و املفاهيم املبحوثة هي ‪:‬‬ ‫فصل ‪ :‬مفهوم الشرط‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬و ما قيل يف‬ ‫داللتها ( أي اجلملة الشرطية ) على املفهوم وجوه‬ ‫االول ‪ :‬ان داللتها على العلية التامة املنحصرة‬ ‫وضعية لتبادرها منها زو فيه ان املتبادر مطلق الرتتب‬ ‫يف اجلملة ال على حنو العلية فضال عن التامة او‬ ‫املنحصرة ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬الثاين ( أي من‬ ‫وجوه داللة اجلملة الشرطية على املفهوم) ان ذلك‬ ‫من بب االنصراف ز و فيه انه ممنوع لغلبة‬ ‫االستعمال يف مطلق االقتضاء و الرتتب ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬الثالث ( أي من‬ ‫وجوه داللة اجلملة الشرطية على املفهوم) اهنا‬ ‫اطالقية – اىل ان قال ‪ -‬اذ لو كان يف البني شرط‬ ‫اخر او كان الرتتب على حنو االقتضاء او صح ان‬ ‫‪55‬‬


‫يكون اجلزاء جزاء لشرط اخر لذكر – ولو يف كالم‬ ‫اخر – و حيث مل يذكر فيستفاد العلية التامة‬ ‫املنحصرة ‪.‬و فيه اوال انه يعترب يف التمسك هبذه‬ ‫االطالقات احراز كون املتكلم يف مقام البيان من‬ ‫هذه اجلهات ايضا و مع عدم االحراز ال وجه‬ ‫للتمسك هبا ‪.‬اقول فوجود الشرط احملتمل وارد عقال‬ ‫و عرفا مع عدم احراز ان املقام للبيان ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬و هذه الوجوه وان‬ ‫امكن املناقشة فيه لكن جمموعها بقرينة بناء العرف‬ ‫على استفادة العلية التامة من اجلمل الشرطية يكفي‬ ‫يف اثبات املطلوب ‪ .‬اقول و فيه اتمل بل ال بد اما‬ ‫من احراز البيان او متام البيان من اخلارج كأن يكون‬ ‫عموم سابق يكون الشرط ختصيصا له فاذا انتفى‬ ‫الشرط عمل بذلك العموم وهو الظاهر من العرف‬ ‫و االحكام الشرعية ذات الصلة ‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬و امنا البحث يف‬ ‫االخري ( أمين صور تعدد واحتاد الشرط واجلزاء وهي‬ ‫صورة كون الشرط متعدد و اجلزاء واحد) مثل قوهلم‬ ‫( اذا خفي االذان فقصر و اذا خفي اجلدران فقصر‬ ‫) فان كاان متالزمني يف التحقق اخلارجي فال ريب يف‬ ‫ان الشرط واحد هو اجلامع بينهما و ان كاان خمتلفني‬ ‫فيتحقق التعارض بني اطالقي املنطوقني و بني‬ ‫‪56‬‬


‫مفهوميهما ال حمالة و ال بد حينئذ من دفع التعارض‬ ‫صوان للكالم من اللغو و دفعه منحصر بسقاط‬ ‫العلية التامة املنحصرة عن الشرط ‪ .‬اقول قد عرفت‬ ‫انه ليس يف اجلملة الشرطية داللة على ذلك فال‬ ‫تعارض بل يكون كل منهما شرطا لتحقق اجلزاء وهذا‬ ‫هو الراسخ يف العرف احملاوري كما هو ظاهر ‪.‬‬ ‫م‪ -6‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ظاهر اجلملة‬ ‫الشرطية حدوث اجلزاء عند حدوث كل شرط فال‬ ‫بد حينئذ من تعدد اجلزاء حسب تعدد الشرط اال‬ ‫اذا دلت قرينة معتربة على اخلالف فيدل على‬ ‫تداخل االسباب او تداخل املسببات ‪.‬اقول املراد‬ ‫بتداخل األسباب أن ال يرتتب على الشرائط‬ ‫املتعددة إال وجوب واحد‪ ،‬أبن يكون تعددها مبنزلة‬ ‫العدم‪ ،‬أو يقتضي أتكد الوجوب فقط ال تعدده‪،‬‬ ‫كما ان املراد بتداخل املسببات أن يتعدد الواجبات‬ ‫و لكن جيوز االكتفاء بفرد واحد يف مقام امتثال‬ ‫اجلميع‪ ،‬لكون هذا الواحد مصداقا جلميع هذه‬ ‫الواجبات ‪.‬‬ ‫م‪ -7‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و منها ( أي من‬ ‫القرينة العامة الدالة على التداخل ) ان اطالق متعلق‬ ‫اجلزاء يقتضي االكتفاء مبجرد اتيانه مرة واحدة فقط‬ ‫فان مقتضى االطالق صرف الوجود حىت مع تعدد‬ ‫‪57‬‬


‫الشرط وهو حيصل بملرة ‪ .‬و فيه انه كذلك لو مل‬ ‫تكن قرينة على اخلالف و ظهور تعدد اجلزاء بتعدد‬ ‫الشرط من القرينة على اخلالف ‪ .‬اقول كما ان‬ ‫القول بلتداخل يعين ان الالحق ال يكون سببا‬ ‫حلصول احلكم وهذا خمالف لظاهر موضوعية الشرط‬ ‫للحكم لظهوره يف حدوث احلكم حبدوثه دائما و ال‬ ‫ريب يف ان هذا الظهور اقوى عند العرف من ظهور‬ ‫اطالق متعلق اجلزاء املستلزم لوحدة احلكم ‪.‬‬ ‫م‪ -8‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و منها ( أي من‬ ‫القرينة العامة الدالة على التداخل ) ‪:‬ان اجلزاء و ان‬ ‫كان متعدد واقعا لكنه جيزي الواحد من بب تداخل‬ ‫املسببات –اىل ان قال‪ -‬وفيه انه حيتاج اىل دليل‬ ‫مفقود ‪ .‬اقول بل أن العرف يقدمون أصالة ظهور‬ ‫الشرطية يف حدوث اجلزاء بكل شرط على أصالة‬ ‫اطالق املادة يف اجلزاء كما عرفت فيكون شاهدا‬ ‫على عدم التداخل ‪.‬‬ ‫م‪ -9‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬فتبني من مجيع ما‬ ‫تقدم ان مقتضى الظاهر تعدد اجلزاء بتعدد الشرط‬ ‫سواء كان من صنف واحد ام من اصناف متعددة‬ ‫و ان القول بتداخل االسباب او املسببات حمتاج اىل‬ ‫دليل خاص و لكن ميكن ان يقال انه يف ما اذا‬ ‫تعاقبت الشروط املتعددة من صنف واحد على حمل‬ ‫‪58‬‬


‫واحد و مل يتخلل اجلزاء بينهما كانت تلك الشروط‬ ‫مبنزلة شرط واحد عرفا الن املنساق عند املتعارف‬ ‫حينئذ ان اجلنس شرط ال ان يكون خصوص الفرد‬ ‫شرط ‪ .‬اقول و معىن هذا ان الشرط هو مطلق‬ ‫الوجود الذي ال يتكرر فال يكون الشرط الالحق‬ ‫موضوعا للحكم و الظاهر ان هذا خالف العرف‬ ‫احملاوري ‪ ،‬اذ مع تعدد افراد سنخ واحد فالظاهر‬ ‫هو االحنالل بلحاظ االفراد حبيث يكون كل فرد‬ ‫موضوعا للحكم ‪.‬‬ ‫م‪ -10‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬لو فرض االمجال‬ ‫و عدم استظهار تعدد اجلزاء مع تعدد الشرط فان‬ ‫كان الشك يف ان التكليف يف الواقع واحد او‬ ‫متعدد فهو من موارد االقل و االكثر فتجري الرباءة‬ ‫بلنسبة اىل االكثر – اىل ان قال – و ان احرز تعدد‬ ‫التكليف و شك يف ان اجلزاء الواحد جيزي عن‬ ‫التكاليف املتعددة فمقتضى قاعدة االشتغال عدم‬ ‫االجزاء و وجوب التعدد ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬مفهوم الوصف‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان الوصف اما‬ ‫ان يكون على اتمة منحصرة لثبوت احلكم للموضوع‬ ‫او يكون مقتضيا له او ال اقتضاء له اصال فيكون‬ ‫وجوده كعدمه على حد سواء و املفهوم امنا يثبت يف‬ ‫‪59‬‬


‫القسم االول فقط ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و منها ( أي مما‬ ‫استندل به للقول مبفهوم الوصف ) انه لو مل يدل‬ ‫عليه لكان ذكره لغوا اذ ال فائدة فيه غري ذلك و‬ ‫فيه وضوح عدم احنصار الفائدة فيه ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬و منها ( أي مما‬ ‫استندل به للقول مبفهوم الوصف )ما اشتهر من ان‬ ‫االصل يف القيد ان يكون احرتازاي و ان تعليق احلكم‬ ‫على الوصف مشعر بلعلية فيثبت املفهوم ال حمالة‬ ‫و فيه انه ال اصل هلذا االصل اال يف احلدود احلقيقية‬ ‫و التعريفات الواقعية وهي كلها خارجة عن مورد‬ ‫الكالم ‪.‬و قضية تعليق احلكم على الوصف مشعر‬ ‫بلعلية ليست من القواعد املعتربة مع ان االشعار‬ ‫بلعلية اعم من العلية التامة املنحصرة اليت هي مناط‬ ‫حتقق املوضوع ‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬مفهوم الغاية‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬املعروف بني اهل‬ ‫االدب ان كلمة حىت و اىل تدالن على دخول الغاية‬ ‫يف املغيا ما مل تكن قرينة على اخلالف و لكن اعتبار‬ ‫كالمهم اول الدعى اال مع ثبوت ذلك يف احملاورات‬ ‫‪60‬‬


‫املعتربة ‪ .‬اقول ان املنهج التخصصي املعلوم الهل‬ ‫االدب بستفادة قواعدهم من استقراء العرف‬ ‫احملاوري كاف يف جواز االعتماد عليه مع عدم ظهور‬ ‫ما خيالفه وخصوصا يف ما عاصر تلك النقوالت وهو‬ ‫القريب من زمن النص الشرعي كما هو معلوم ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬اهنا (أي الغاية )‬ ‫ان كانت قيدا للموضوع تكون من الوصف حينئذ‬ ‫و قد تقدم عدم املفهوم له و ان كانت قيدا للحكم‬ ‫فتدل على ارتفاع احلكم عما بعد الغاية قهرا و اال‬ ‫فال تكون قيدا للحكم وهو خلف ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و ان شك اهنا‬ ‫قيد للحكم او املوضوع فاملرجع االستصحاب مع‬ ‫حتقق شرائطه و اال فالرباءة فتخرج حينئذ عن الداللة‬ ‫‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬مفهوم االستثناء‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬املشهور ان انتفاء‬ ‫حكم املستثىن منه عن املستثىن امنا هو بملفهوم فان‬ ‫ارادوا ذلك يف اجلملة و يف بعض املوارد اخلاصة‬ ‫ملناسبات خمصوصة فال اشكال فيه و اال فالظاهر‬ ‫انه يف مثل ( ليس ) و ( ال يكون) بملنطوق ال‬ ‫املفهوم لتبادر ذلك منها يف احملاورات و ال يبعد ذلك‬ ‫‪61‬‬


‫يف مثل (اال ) – اىل ان قال – فيصح ان يقال ان‬ ‫االدوات االستثنائية تدل على انتفاء حكم ما قبلها‬ ‫عما بعدها بملنطوق ال املفهوم اال يف بعض املوارد‬ ‫لقرائن خاصة ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان لفظ ( امنا)‬ ‫يدل على احلصر و االختصاص لتبادر ذلك منه عند‬ ‫عرف اهل احملاورة ما مل تكن قرينة على اخلالف و‬ ‫كذا لفظ ( بل ) االضرابية املستعملة يف اجلملة‬ ‫املنفية ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬مفهوم اللقب و العدد‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و االول ( أي‬ ‫مفهوم اللقب ) ما كان طرفا يف النسبة الكالمية‬ ‫مسندا كان او مسندا اليه او من متعلقاهتما – اىل‬ ‫ان قال – مقتضى االصل و احملاورات العرفية عدم‬ ‫اعتبار املفهوم للقب فان قول زيد قائم ال ينفي‬ ‫القعود عنه ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬و اما العدد فتارة‬ ‫يكون حمدودا بلنسبة اىل طريف القلة و الكثرة‬ ‫كركعات الظهر مثال و اخرى بلنسبة اىل طرف القلة‬ ‫–اىل ان قال – و اثلثة يكون حمدودا بلنسبة اىل‬ ‫طرف الزايدة اىل ان قال و رابعة يكون ال اقتضاء‬ ‫‪62‬‬


‫بلنسبة اىل الطرفني و الكل ليس من املفهوم يف شيء‬ ‫‪.‬‬

‫القسم الرابع ‪ :‬العام و اخلاص‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬العموم عند العرف‬ ‫متقوم بلشمول و السراين ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬العموم اما‬ ‫استغراقي أي شامل لكل ما يصلح ان يكون قردا له‬ ‫– اىل ان قال – او بديل أي ان مدلوله فرد واحد‬ ‫لكن على البدل – اىل ان قال – او جمموعي أي‬ ‫يلحظ مجيع االفراد عنواان للعام – اىل ان قال –‬ ‫والزم االول حتقق االطاعة بمتثال كل فرد و‬ ‫العصيان برتك فرد اخر – اىل ان قال – والزم الثاين‬ ‫حتقق االطاعة بتيان فرد ما و عدم حتقق العصيان‬ ‫اال برتك اجلميع و اما االخري فهو على عكس الثاين‬ ‫فال تتحقق االطاعة فيه اال بتيان اجلميع و يتحقق‬ ‫العصيان برتك فرد ما ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬االلفاظ املتداولة‬ ‫يف العموم مخسة ‪ :‬لفظ (كل ) و ما مبعناه و النكرة‬ ‫يف سياق النفي او النهي و احمللة الالم مجعا او مفردا‬ ‫‪63‬‬


‫‪،‬و اختلف يف ان الداللة وضعية او اطالقية او ان‬ ‫االوىل بلوضع و البقية بالطالق و الظاهر هو‬ ‫االخري ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬ال ريب يف ظهور‬ ‫كل عام يف العموم و الظاهر حجة ما مل تكن قرينة‬ ‫على اخلالف و املخصص من القرينة على اخلالف‬ ‫فيكون العام ظاهرا يف العموم او احلجة يف غري مورد‬ ‫التخصيص ‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و ال اشكال فيه‬ ‫( أي حجية العام يف غري مورد التخصيص ) بناء‬ ‫على كون العام املخصص حقيقة يف العموم بعد‬ ‫التخصيص كما هو التحقيق و اما بناء على كونه‬ ‫جمازا بدعوى انه من اللفظ املوضوع للكل املستعمل‬ ‫يف اجلزء فكذلك ايضا اما اوال فالن دعوى اجملازية‬ ‫بطلة لتقوم العام بالرسال و السراين – اىل ان قال‬ ‫– و اثنيا على فرض اجملازية يكون حجة يف الباقي‬ ‫بعد التخصيص لوجود املقتضي و هو الظهور‬ ‫اللفظي – و فقدان املانع الصالة عدم خمصص اخر‬ ‫فانه ال فرق يف حجية الظهور بني كونه مستندا اىل‬ ‫الوضع او اىل سياق اللفظ و لو كان جمازا ‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫فصل ‪ :‬امجال املخصص و احكامه‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬العام و اخلاص‬ ‫اما مبينان من كل جهة او جممالن كذلك او يكون‬ ‫العام جممال و اخلاص مبينا او بلعكس ‪ ،‬و ال اشكال‬ ‫يف متامية احلجة يف االول كما ال ريب يف عدمها يف‬ ‫الثاين لفرض االمجال فيهما و ال حجية يف اجململ و‬ ‫كذلك الثالث الن اخلاص كالقرينة للعام و املتمم‬ ‫لفائدته و مع امجال ذي القرينة ال اثر لكون القرينة‬ ‫واضحا او مبينا ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و اما االخري (‬ ‫أي كون العام مبينا و اخلاص جممال ) فعمدة القول‬ ‫فيه ان اخلاص اما متصل او منفصل و االمجال يف‬ ‫كل منهما اما مفهومي او مصداقي و منشأ االمجال‬ ‫اما الرتدد بني املتباينني او بني االقل و االكثر فهذه‬ ‫اقسام مثانية ‪ ،‬و يسري االمجال املتصل اىل العام‬ ‫بقسامه االربعة النه من القرينة احملفوفة بلكالم –‬ ‫اىل ان قال – فال يكون العام و ال اخلاص حجة يف‬ ‫الفرد املشكوك لفرض االمجال فال بد من الرجوع‬ ‫اىل دليل اخر ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و اما اخلاص‬ ‫املنفصل فان كان امجاله للرتدد بني املتباينني مفهوما‬ ‫او مصداقا فال حجية للعام يف حمتمل التخصيص‬ ‫‪65‬‬


‫ايضا للعلم االمجايل بورود التخصيص يف اجلملة –‬ ‫اىل ان قال – و اما اذا كان االمجال الجل تردده‬ ‫بني االقل و االكثر مفهوما فالعام حجة يف حمتمل‬ ‫التخصيص و هو االكثر السقرار ظهوره يف العموم‬ ‫و عدم املنايف له اال يف ما يكون اخلاص حجة فيه و‬ ‫هو االقل فقط فريجع يف االكثر اىل اصالة عدم‬ ‫التخصيص‬ ‫م ‪ -4‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و اما اذا كان‬ ‫امجاله ( أي اخلاص املنفصل) الجل الرتدد بني االقل‬ ‫و االكثر مصداقا فهو النزاع املعروف بني العلماء انه‬ ‫هل جيوز التمسك بلعام يف الشبهة املصداقية – اىل‬ ‫ان قال – بعد العلم بورود املخصص املبني مفهوما‬ ‫و متامية احلجة بلنسبة اىل التخصيص من طرف‬ ‫املوىل ال وجه جلراين ها االصل ( أي اصالة عدم‬ ‫التخصيص ) – اىل ان قال ‪ -‬و من ذلك يظهر ان‬ ‫ما نسب اىل املشهور ( أي عدم جواز التمسك‬ ‫بلعام ) هو االقوى الن الفرد املردد مشكوك دخوله‬ ‫حتت العام و اخلاص فيشك يف حجية كل واحد‬ ‫منهما بلنسبة اليه و الشك يف احلجية يكفي يف عدم‬ ‫ا حلجية ‪.‬و ال ينفع فيها دخوله حتت ظهور العام ملا‬ ‫تقدم من عدم املالزمة بني الظهور و احلجية – اىل‬ ‫ان قال – و ال فرق فيما ذكرانه بني ما اذا كان‬ ‫االمجال من حيث املصداق املخصص املنفصل‬ ‫‪66‬‬


‫اللفظي او الليب الن املناط كله تردد الفرد بني‬ ‫الدخول و اخلروج حتت كل من العام و املخصص‬ ‫و يف مثله ال يبادر اهل احملاورة بجلزو بدخوله حتت‬ ‫احدمها اال بقرينة اخرى ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬تعقيب العام بضمري يرجع اىل بعض افراده‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬اذا تعقب العام‬ ‫بضمري و تردد رجوعه اىل متام افراده او بعضه و مل‬ ‫تكن قرينة على االخري فمقتضى اصالة التطابق بني‬ ‫الضمري و املرجع اليت هي من االصول احملاورية‬ ‫املعتربة هو الرجوع اىل التمام ‪ .‬و اما اذا علم برجوعه‬ ‫اىل البعض و كان مع العام يف كالم واحد كما اذا‬ ‫قيل اكرم العلماء بعطائهم اخلمس حيث ان اعطاء‬ ‫اخلمس خيتص بهلامشي منهم فال حجية للعام بلنسبة‬ ‫اىل غري اهلامشي الحتفائه مبا يصلح للقرينة عرفا ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬و ان كان ذلك ( أي تعقب العام بضمري يعلم‬ ‫رجوعه اىل البعض ) يف كالمني – اىل ان قال –‬ ‫فهناك اصالن متعارضان اصالة العموم و اصالة‬ ‫التطابق بني املرجع و الضمري اليت تكون عبارة اخرى‬ ‫عن اصالة عدم االستخدام – اىل ان قال – و العمل‬ ‫بكل واحد منهما يستلزم سقوط االخرى‪ -‬اىل ان‬ ‫قال – بناء على ما مر من التحقيق من عدم كونه (‬ ‫العام املخصص) جمازا بعد التخصيص و انه مستعمل‬ ‫‪67‬‬


‫يف العموم على أي تقدير فال ريب يف جراين اصالة‬ ‫العموم حينئذ و عدم حمذور فيه بلنسبة اىل االرادة‬ ‫االستعمالية ال االرادة اجلدية الواقعية و ال دليل على‬ ‫املطابقة بني االرادتني من كل جهة بل مقتضى‬ ‫االصل عدم اعتبارها كما ال ريب يف ان الضمري‬ ‫يرجع اىل متام العام بالرادة االستعمالية ايضا ال‬ ‫اجلدية الواقعية فيتحقق العمل بالصلني بال خمالفة‬ ‫بينهما يف البني بعد معلومية املراد الواقعي بلقرينة‬ ‫اخلارجية ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬ختصيص العام بملفهوم‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬ال ريب يف ان مناط‬ ‫التخصيص امنا هو الجل تقدمي القرينة على ذي‬ ‫القرينة و االظهر على الظاهر وهذا مما اتفق عليه‬ ‫اهل اللسان يف مجيع امللل و االزمان و مهما حتقق‬ ‫هذا املناط يصح التقدمي بال كالم سواء كان بني‬ ‫منطوقني او مفهومني او بني املنطوق و املفهوم و‬ ‫سواء كان املفهوم موافقا ام خمالفا ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬االستثناء املتعقب جلمل متعددة‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬اذا تعقب االستثناء‬ ‫مجال متعددة –اىل ان قال – فاملتبع هو القرائن‬ ‫املعتربة –اىل ان قال و مع عدمها فاملتيقن الرجوع‬ ‫‪68‬‬


‫اىل اجلملة االخرية ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬ختصيص عموم الكتاب خبرب الواحد‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬استقرت السرية‬ ‫من عصر االئمة املعصومني عليهم السالم على‬ ‫ختصيص عمومات الكتاب و تقييده مبا اعترب من‬ ‫خرب الواحد و ذلك ملا ارتكز يف االذهان من تقدمي‬ ‫القرينة على ذيها و االظهر على الظاهر ‪ .‬اقول و‬ ‫ول‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫يدل عليه عموم قوله تعاىل { وما آات ُك ُم َّ‬ ‫ف ُخ ُذوهُ وما ن ها ُك ْم عْنهُ فانت ُهوا }‬ ‫فصل ‪ :‬الدوران بني التخصيص و النسخ‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬مقتضى شيوع‬ ‫التخصيص و غلبته يف احملاورات – حىت قيل ما من‬ ‫عام اال وقد خص – و ندرة النسخ و االهتمام‬ ‫بثباته يف الكتاب و السنة اكثر من االهتمام الثبات‬ ‫التخصيص هو احلكم بلتخصيص يف مجيع تلك‬ ‫االقسام ( أي اقسام العام و اخلاص من حيث التقدم‬ ‫و التاخر اترخيا ) و ميكن ان جيعل هذا اصال حماوراي‬ ‫– اىل ان قال – فيقال االصل عدم النسخ مطلقا‬ ‫اال اذا بثت بدليل قطعي ال سيما يف االحكام‬ ‫الشرعية االبدية ‪.‬و هذا االصل اقوى من اصالة عدم‬ ‫التخصيص ملا مرة من كثرة التخصيص ‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫القسم اخلامس ‪ :‬املطلق و املقيد و اجململ و املبني‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و معناه ( املطلق‬ ‫) عند الكل ( أي اهل احملاورة و االصويل) هو ما مل‬ ‫حيد حبد و ما مل يقيد بقيد و بلتعبري االجايب ما هو‬ ‫الشائع يف جنسه –اىل ان قال – مث ان االطالق و‬ ‫التقييد من شؤون املعىن اوال و بالت و يتصف‬ ‫اللفظ هبما بلعرض ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و قد وقع البحث‬ ‫ان املطلق هل هو الالبشرط املقسمي او القسمي‬ ‫؟و على الثاين ال حيتاج يف اثبات االطالق اىل‬ ‫مقدمات احلكمة لفرض حلاظ االرسال فيه خبالف‬ ‫االول فانه حيتاج اليها لفرض امهاله حىت عن قيد‬ ‫االرسال و احلق هو االول الن املطلق احلقيقي اجملرد‬ ‫عن مجيع القيود حىت حلاظ االطالق و االرسال ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬الفاظ املطلق‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬منها اسم اجلنس‬ ‫وهو اللفظ املوضوع للذات املهملة عن كل قيد حىت‬ ‫قيد االطالق – اىل ان قال – و منها علم اجلنس‬ ‫– اىل ان قال و منها النكرة و هو املفرد املبهم يف‬ ‫اجلملة ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬فاملطلق على أي‬ ‫‪70‬‬


‫تقدير الطبيعة املهملةفان كانت متوغلة يف االهبام‬ ‫من كل جهة نوعا و صنفا و فردا فهو اسم اجلنس‬ ‫و ان اتصف بلتعريف اللفظي مع االمهال املعنوي‬ ‫من كل جهة فهو علم اجلنس و ان كان امهاهلا يف‬ ‫خصوص الفردية البدلية السارية فقط فهي النكرة ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و منها ( أي من‬ ‫الفاظ املطلق) املفرد املعرف بلالم جنسا و استغراقا‬ ‫او عهدا – اىل ان قال ان الالم مل توضع يف لغة‬ ‫العرب اال لغرض تزيني الكالم و الربط بني جزئيه و‬ ‫مجيع هذه االقسام ال تستفاد اال من القرائن و‬ ‫املناسبات‬ ‫م‪ -4‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان قلت املعهودية‬ ‫بقسامها حنو من التعني مع ان املشهور بني االدبء‬ ‫ان االلف و الالم اداة التعريف و التعيني و التعريف‬ ‫ينايف االطالق فكيف يكون املعرف بلالم من اقسام‬ ‫املطلق قلت اما التعريف فهو لفظي فال ينايف االهبام‬ ‫املعنوي مث ل ما تقدم يف علم اجلنس ‪.‬و كذا التعيني‬ ‫احلاصل بلعهد ال ينايف االطالق ايضا النه ليس‬ ‫االطالق مقيدا به حىت ينافيه بل يكون من بب‬ ‫انطباق املطلق و صدقه عليه قهرا ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬مقدمات احلكمة‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و هي من القرائن‬ ‫‪71‬‬


‫العامة غري املختصة مبورد دون اخر و قد جرت سرية‬ ‫اهل احملاورة على استفادة االطالق منها بعد حتققها‬ ‫و ترتكب من امور االول ان املتكلم يف مقام البيان‬ ‫الثاين عدم ما يصلح لتقييد الكالم حبيث يصح‬ ‫االعتماد عليه لدى العرف الثالث عدم وجود قدر‬ ‫متيقن يف مقام التخاطب يف البني و ميكن ارجاع‬ ‫االخريين اىل واحد وهو عدم وجود قرينة على‬ ‫التقييد و وجود القدر املتيقن قرينة ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ظاهر حال كل‬ ‫متكلم انه يف مقام بيان مراده اال اذا كان هناك مانع‬ ‫و يصح التمسك بالصل املقبول يف احملاورات ايضا‬ ‫فيقال االصل كون املتكلم يف مقام البيان اال مع‬ ‫الدليل على اخلالف ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ال تتصف االعالم‬ ‫الشخصية من حيث التشخص بالطالق الن‬ ‫التشخص ينايف االرسال و السراين – اىل ان قال‬ ‫– نعم يصح اتصافها هبما ( أي االطالق و التقييد)‬ ‫من حيث عوارضهما كالزمان و املكان و سائر‬ ‫صفاهتا احملفوفة هبا ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان صدق املطلق‬ ‫على املقيد كصدقه على نفسه حقيقي ملا تقدم من‬ ‫انه الالبشرط املقسمي املنقسم اىل االقسام –اىل ان‬ ‫قال – فيكون لفظ املطلق قد استعمل يف ذات‬ ‫‪72‬‬


‫املعىن و يستفاد التقييد من دال اخر فال يكون من‬ ‫استعمال اللفظ يف غري ما وض له حىت يكون جمازا‬ ‫‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬يعترب يف محل‬ ‫املطلق على املقيد و عن االعتبار احراز و سقوط‬ ‫االطالق حدة التكليف و ثبوت التنايف بينهما و اال‬ ‫فيصح االخذ مبفاد كل من الدليلني – اىل ان قال‬ ‫– و لو شك يف مورد انه من بب وحدة املطلوب‬ ‫او تعدده فال موضوع للتقيد ايضا لعدم احراز وحدة‬ ‫املطلوب ‪.‬‬ ‫م‪ -6‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬مجيع ما تقدم من‬ ‫اقسام امجال العام و املخصص و احكامها جتري يف‬ ‫امجال املطلق و املقيد – اىل ان قال – اذ املطلق‬ ‫ملحق بلعام و التقييد ملحق بلتخصيص فهما‬ ‫متحدان حكما من هذه اجلهة ‪.‬‬ ‫م‪ -7‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬اجململ و املبني و‬ ‫مها من املفاهيم املعروفة يف احملاورة و ليس للعلماء‬ ‫فيهما اصطالح خاص فاجململ ما مل يتضح املراد منه‬ ‫و لو بلقرائن و املبني خالفه – اىل ان قال – و اما‬ ‫حكمه فهو انه ان كان مما يتعلق بالحكام فال بد‬ ‫من التفحص التام لعله يزول االمجال و االهبام و مع‬ ‫عدم الزوال يرجع اىل ادلة اخرى ‪.‬‬ ‫‪73‬‬


‫القسم السادس التعارض‬ ‫فصل يف التزاحم‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬واالول ( أي‬ ‫التزاحم) عبارة عما اذا كان امتناع اجلمع بني‬ ‫احلكمني من انحية عدم قدرة املكلف فقط ال من‬ ‫انحية لشارع فاهنما اتمان مالكا و تشريعا بل وحجة‬ ‫عليهما يف مقام االثبات و يلزم ذلك كونه اتفاقيا‬ ‫الن جعل ما ال يقدر عليه املكلف قبيح و ان يكون‬ ‫الرتجيح حبسب املالك فقط لفرض متامية احلجة‬ ‫عليهما يف مقام االثبات فال منشأ للرتجيح من هذه‬ ‫اجلهة و لو مل يوجد الرتجيح املالكي يتعني التخيري‬ ‫ثبوات ال حمالة ‪.‬‬ ‫فصل اجلمع العريف‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬من احملاورات‬ ‫الشائعة النص و االظهر و الظاهر و ال ريب يف تقدم‬ ‫االول على االخريين و الثاين على االخري لصالحية‬ ‫النص للتصرف فيهما خبالف العكس كما ان االظهر‬ ‫يصلح للتصرف يف الظاهر دون العكس و هذا من‬ ‫املسلمات احملاورية ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬وهو ( أي اجلمع‬ ‫العريف ) عبارة عن التصرف يف الدليلني او احدمها‬ ‫حبيث اذا عرضا على املتعارف من اهل اللسان‬ ‫‪74‬‬


‫يعرتفون بنه ال تعارض بينهما مع هذا الوجه من‬ ‫التصرف ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬الورود عبارة عن‬ ‫خروج مورد احد الدليلني عن مورد االخر موضوعا‬ ‫بعناية اجلعل فيكون مشرتكا مع التخصص يف اخلروج‬ ‫املوضوعي اال ان التخصص تكويين كخروج اجلاهل‬ ‫عن مورد اكرم العلماء و الورود بعناية اجلعل – اىل‬ ‫ان قال ‪ -‬و احلكومة وهي اليت يكثر االبتالء هبا يف‬ ‫الفقه عبارة عن ان يكون احد الدليلني صاحلا لتوسيع‬ ‫مورد الدليل االول او تضييقه او صاحلا هلما معا –‬ ‫اىل ان قال ‪ -‬لعل الفرق ( أي بني احلكومة و‬ ‫التخصيص) حيثية الشارحية اليت تتقوم هبا احلكومة‬ ‫دون التخصيص ‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬استقرت سرية‬ ‫العقالء على تقدمي اخلاص على العام مطلقا سواء‬ ‫كاان قطعيني من حيث السند و الداللة او ظنيني‬ ‫كذلك او بالختالف الن اخلاص قرينة للتصرف يف‬ ‫العام و تقدمي القرينة على ذيها من القطعيات يف‬ ‫احملاورات ‪.‬‬ ‫فصل التعارص التام‬ ‫م‪ - 6‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬اذا اتملنا يف‬ ‫بنائهم ( العقالء ) جندهم حيكمون بلفطرة يف مورد‬ ‫‪75‬‬


‫التعارض بمور ثالثة ‪ :‬االول ‪ :‬عدم احلجية الفعلية‬ ‫للمتعارضني بعد التعارض الن حجيتهما معا ال تعقل‬ ‫واحدمها بخلصوص ترجيح بال مرجح – اىل ان قال‬ ‫– و لكن احلجية االقتضائية اثبتة ال حمذور فيها اذ‬ ‫ال تعارض يف مقام االقتضاء – اىل ان قال ‪ -‬الثاين‬ ‫انه بعد سقوط احلجية الفعلية يتاملون و يتفحصون‬ ‫يف ايصال احلجية االقتضائية اىل مرتبة الفعلية‬ ‫بعمال ما ميكن ان يصري منشا لذلك من املرجحات‬ ‫اليت ال تضبطها ضابطة – اىل ان قال – الثالث ‪:‬‬ ‫بعد استقرار التحري املطلق و الياس عن الظفر على‬ ‫مرجح من كل حيثية و جهة تبعث الفطرة اىل التخيري‬ ‫و حتكم به ‪.‬‬ ‫م‪ -7‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬احلاصل انه مل يزد‬ ‫ما صدر عنهم عليهم السالم يف حكم التعارض على‬ ‫ما ارتكز يف العقول من العمل بلراجح مث التخيري بل‬ ‫مجيع ما صدر ارشاد اىل الفطرة و داع اليها ‪.‬‬ ‫م‪ -8‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬ان املعصوم عليه‬ ‫السالم داع اىل كتاب هللا و مفسر و مبني له و‬ ‫الداعي اىل الشيء و املفسر و املبني له ال يعقل ان‬ ‫يكون خمالفا له و مباينا معه فعدم صدور خمالف‬ ‫الكتاب من املعصوم عليه السالم من الفطرايت ‪.‬‬

‫‪76‬‬


‫فصل ‪ :‬حكم املتعارضني بعد التكافؤ‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬ال خيفى انه كما ان‬ ‫حجية اصل اخلرب املوثوق به امنا هو ببناء العقالء‬ ‫كذلك متممات احلجة و فروعها ابضا تكون ببناء‬ ‫العقالء – ال بد وان يبحث عن حكم املتعارضني‬ ‫بعد التكافؤ من مجيع اجلهات عد العقالء و انه بعد‬ ‫استقرار احلرية لديهم هل خيتارون االحتياط يف العمل‬ ‫ان امكن او يتوقفون عنه مطلقا او اهنم يرجعون اىل‬ ‫التخيري حبكم الفطرة ؟اما االول فهو و ان كان حسنا‬ ‫ثبوات و لكنه خالف البناء احملاوري النوعي يف الطرق‬ ‫املعتربة لديهم – اىل ان قال – و كذا الثاين مع انه‬ ‫قد يؤدي اىل اختالل النظام لديهممضافا اىل انه قد‬ ‫ال يكون املورد قابال للتوقف بل ال بد من العمل به‬ ‫يف اجلملة فيتعني االخري ( أي التخيري ) –اىل ان قال‬ ‫– و االخبارة الواردة يف التخيري عند احلرية املستقرة‬ ‫وردت على طبق هذا االمر االتكازي يف االذهان‬ ‫حبكم فطرة االنسان فال يكون من االمور التعبدية ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬موضوع هذا‬ ‫التخيري سواء كان عقالئيا ام شرعيا امنا هو يف اخذ‬ ‫احلجة أي املسالة االصولية فيختص بجملتهد اذ‬ ‫العامي مبعزل عن ذلك وال يكون استمراراي النه بعد‬ ‫االخذ بحدمها يصري ذا حجة معتربة فال يبقى‬ ‫موضوع للتخيري حينئذ كما ال وجه الستصحاب‬ ‫‪77‬‬


‫التخيري بعد صريورته ذا حجة معتربة ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬موضوع حكم التعارض‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬خيتص حكم‬ ‫التعارض – من الرتجيح مث التخيري – بملتباينني فقط‬ ‫وال وجه له يف العام و اخلاص وال املطلق و املقيد‬ ‫لتحقق اجلمع العريف املقبول فبهما – اىل ان قال –‬ ‫و كذا مورد العموم من وجه الن املتفاهم من ادلة‬ ‫حكم التعارض ما اا مل ميكن االخذ بلدليلني يف‬ ‫اجلملة و هو ممكن يف مورد االفرتاق من الدليلني بل‬ ‫وكذا يف مورد االجتماع ايضا الن املنساق من دليل‬ ‫حكم التعارض – ترجيحا او ختيريا‪ -‬امنا هو يف ما‬ ‫اذا لزم من الطرح او اىل االصل حمذور شرعي و ال‬ ‫يلزم ذلك يف مورد االجتماع من العامني من وجه بل‬ ‫الشائع يف احملاورات هو الطرح و ال حمذور فيه اال‬ ‫لزوم التفكيك يف العمل مبدلول و ال اشكال فيه بل‬ ‫هو كثري يف الفقه كما ال خيفى ‪.‬‬

‫املقصد الثاين املالزمات العقلية ( غري املستقلة )‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان املالزمات‬ ‫العقلية غري املستقلة عبارة عما اذا كان طرفا املالزمة‬ ‫من غري العقل و لكن احلاكم هبا امنا هو العقل خبالف‬ ‫املالزمات املستقلة فان طريف املالزمة و احلكم هبا‬ ‫‪78‬‬


‫من مدركات العقل من دون توقف على صدور حكم‬ ‫من الشارع كقاعدة التحسني و التقبيح العقليني و‬ ‫وجوب شكر النعمة و تبحث عنهما يف علم الكالم‬ ‫و قاعدة املالزمة بني حكم الشرع و حكم العقل و‬ ‫سيايت البحث عنها يف حبث احلجج اما املالزمات‬ ‫العقلية غري املستقلة فهي كثرية و عمدهتا يف فن‬ ‫االصول امور ‪-:‬‬ ‫االمر االول ‪ :‬االجزاء‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬اذا ورد ذكر من‬ ‫األمر و حتقق امتثال من املامور به كما قرره وجعله‬ ‫اآلمر فالعقل حيكم بملالزمة بني امتثال املامور به‬ ‫على ما قرره االمر و سقوط االمر وهذا البحث –‬ ‫يف اجلملة – من صغرايت املسالة املربهن عليها يف‬ ‫العلوم العقلية من استحالة ختلف املعلول عن العلة‬ ‫التامة املنحصرة ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬االمر اما واقعي‬ ‫او اضطراري و يعرب عنه بلواقعي الثانوي ايضا او‬ ‫ظاهري يكون مفاد االمارات و االصول و القواعد‬ ‫املعتربة او اعتقادي و مورد البحث يشمل مجيع هذه‬ ‫االقسام االربعة ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬وهذا السقوط (‬ ‫أي سقوط كل امر بلنسبة اىل امتثاله ) واضح ال‬ ‫‪79‬‬


‫ريب فيه الن االمتثال مطابقا للوظيفة املقررة فيه علة‬ ‫اتمة حلصول الغرض وهو داعوية االمر لالمتثال و‬ ‫الداعوية وجدانية و مطابقة املايت به للمامور به‬ ‫كذلك ايضا فال بد من سقوط امره – اىل ان قال‬ ‫– و اما االمتثال بدواع صحيحة اخرى فال بس به‬ ‫رجاء لالصل بل قد يكون راجحا اذا انطبق عليه‬ ‫غنوان حسن شرعا ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان امتثال االمر‬ ‫الواقعي مبا له من االطوار و الربوز و الشؤون و‬ ‫عرضه العريض جيزي عن الواقع و ال ريب ان االوامر‬ ‫االضطرارية والظاهرية من اطوار الواقع ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬ان االضطرار‬ ‫والعذر الذي هو موضوع التكاليف هل هو صرف‬ ‫وجود االضطرار يف املؤقتات او العذر املستوعب‬ ‫للوقت فال جيوز البدار اىل امتثاهلا يف اول الوقت ؟‬ ‫مقتضى ما هو مرتكز امنا هو العذر املستوعب و‬ ‫عليها تنزل اطالقات ادلة التكاليف اال مع دليل‬ ‫على اخلالف ‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬لو اتى املكلف‬ ‫يف مورد التكاليف االضطرارية بلتكليف الواقعي و‬ ‫ترك تليفه االضطراري هل جيزي او انه ال جيزي ؟‬ ‫املسالة مبنية على بقاء املالك يف التكاليف الواقعية‬ ‫يف مورد االضطرار فمع بقائه يصح بداعي املالك و‬ ‫‪80‬‬


‫مع عده ال وجه للصحة ‪ .‬اقول ال ضابطة يف بقاء‬ ‫املالك و عدمه بل هو اتبع لالدلة املقامية فان كان‬ ‫التكليف االضطراري عزمية فال مالك للواقعي فال‬ ‫جيزي امتثال الواقعي عن االضطراي و ان كان‬ ‫االضطراري رخصة اجزأ امتثال الواقعي عنه ‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬يف اجزاء االتيان‬ ‫مبا يصح االعتذار به – كما يف موارد االمارات و‬ ‫االصول و القواعد املعتربة‪ -‬عن الواقع عند‬ ‫انكشاف اخلالف فهو من لوازم اعتبارها و صحة‬ ‫االعتذار هبا الهنا ان طابقت الواقع فال ريب يف‬ ‫االجزاء و ان خالفت فاملكلف معذور يف ترك الواقع‬ ‫لعموم ادلة اعتبارها و امتنان الشارع على امته يف‬ ‫هذا االمر العام البلوى و حكومة ادلة اعتبارها على‬ ‫الواقعيات ‪ .‬اقول ان هذه االدلة و خصوصا االخري‬ ‫يدل على االجزاء ليس من جهة املعذرية بل من جهة‬ ‫التنزيل‬ ‫االمر الثاين ‪ :‬مقدمة الواجب‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬املقدمة اما داخلية‬ ‫حمضة كاالجزاء او خارجية حمضة كالفاعل و الغاية‬ ‫او برزخ بينهما كالشرط و املعد فان فيهما جهتني‬ ‫التقيد و نفس القيد و من اجلهة االوىل داخلية و‬ ‫من اجلهة الثانية خارجية – اىل ان قال – و حيث‬ ‫‪81‬‬


‫ان املقدمة املبحثون عنها مفي املقام متقومة بلتغاير‬ ‫الوجودي مع ذيها فاملقدمات الداخلية و هي‬ ‫االجزاء خارجة عن مورد البحث الحتاد الكل مع‬ ‫متام االجزاء وجودا ‪.‬اقول و الظاهر ان هذا االحتاد‬ ‫هو امللحوظ عرفا كمقوم لالدخلي فال يكون غري‬ ‫االجزاء داخليا ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬قد وقعت يف‬ ‫الشريعة املقدسة موارد انتقضت فيها القاعدة العقلية‬ ‫منها ما تقدم فيها املعلول على العلة زماان كالعقود‬ ‫الفضولية بناء على الكشف فانه حيصل االثر قبل‬ ‫حصول العلة اليت هي الجازة و موارد تقدم فيها‬ ‫العلة على املعلول زماان ‪ -‬ان اصل االشكال (أي‬ ‫اشكال اتخر املعلوم عن العلة او تقدمه عليها )‬ ‫خيتص بلعلل و املعلوالت التكوينية – اىل ان قال‬ ‫– و اما االعتبارايت اليت يدور جعلها ‪ -‬جبميع‬ ‫جهاهتا و خصوصياهتا – على االعتبار كيف ما‬ ‫اعتربه املعترب فال موضوع لالشكال فيها بعد فرض‬ ‫عدم استنكار عرف املعتربين لذلك فرب شيء يكون‬ ‫ممتنعا يف التكوينيات يكون صحيحا يف االعتبارايت‬ ‫و كذا بلعكس ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬وجوب املقدمة‬ ‫اتبع لوجوب ذيها يف االطالق و االشرتاط اذ ال معىن‬ ‫للتبعية اال ذلك – اىل ان قال ان ما قلناه من ان‬ ‫‪82‬‬


‫وجوب املقدمة اتبع لوجوب ذيها يف االطالق و‬ ‫االشرتاط امنا هو يف نفس الوجوب املقدمي من حيث‬ ‫هو مع قطع النظر عن دليل اخر و اما حبسب االدلة‬ ‫اخلاصة فيمكن ان يكون وجوب املقدمة مشروطا‬ ‫بشيء مع قطع النظر ع ذي املقدمة ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و اختلفوا يف‬ ‫معروض الوجوب لعنوان املقدمة على اقوال ( أي‬ ‫القول اهنا ذات املقدمة او اهنا املقدمة عند ارادة‬ ‫ذيها او اهنا املقدمة مع قصد التوصل هبا اىل ذيها او‬ ‫اهنا املقدمة املوصلة اليت يعترب فيها ترتب ذي املقدمة‬ ‫عليها يف وجوهبا ) – اىل ان قال – وهذه كلها‬ ‫جهات و حيثيات تعليلية قيكون معروض الوجوب‬ ‫بالخرة ذات املقدمة بنحو االقتضاء و ليست هذه‬ ‫اجلهات دقيات عقلية فقط بل العرف يعترب هذه‬ ‫اجلهات ايضا فيكون النزاع بني اجلميع جهتيا لفظيا‬ ‫‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬اما الوجوب‬ ‫الرتشحي العقليفال جتري الرباءة العقلية بلنسبة اليه‬ ‫الهنا تدور مدار العقاب البتناء قاعدة قبح العقاب‬ ‫بال بيان عليه و ال عقاب على ترك املقدمة مطلقا‬ ‫اال ما كانت عني ذيها خارجا ما يف التوليدايت اما‬ ‫الرباءة الشرعية فال حمذور من جرايهنا لكفاية مطلق‬ ‫االثر الشرعي يف جمريها وال ريب يف ان مطلق‬ ‫‪83‬‬


‫الوجوب اثر شرعي ‪.‬‬ ‫م‪ -6‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪:‬احلق يف املقام‬ ‫وجوب مقدمة الواجب بلوجوب التبعي ليها فاان‬ ‫نرى بلوجدان عند طلبنا لشيء تعلق الطلب ايضا‬ ‫بلنسبة اىل مقدماته مع مع االلتفات اليها و لو مع‬ ‫الغفلة عن الالبدية العقلية – اىل ان قال – فينطوي‬ ‫يف الطلب التفصيلي لذي املقدمة طلب مجيع‬ ‫مقدماته انطواء الفرع يف االصل ‪.‬‬ ‫م‪ -7‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬اما مقدمة املندوب‬ ‫فاهنا مندوبة بعني ما تقدم يف مقدمة الواجب بال فرق‬ ‫يف املطلوبية العرضية اليت تكون للمقدمة بني مراتب‬ ‫الطلب شديدا كان او ضعيفا و اما مقدمة احلرام فال‬ ‫ريب يف الفرق بينها و بني مقدمة الواجب و املندوب‬ ‫الن انتفاء احدى املقدمات يف االوىل يوجب عدم‬ ‫التمكن للمكلف من ذي املقدمة – اىل ان قال –‬ ‫فتحرم احدى مقدمات احلرام ال بعينها بناء على‬ ‫املالزمة فلو اتى جبميع مقدمات احلرام االواحداها‬ ‫فرتك احلرام مل ايت حبرام غريي ابدا لعدم حتقق ذي‬ ‫املقدمة ‪.‬‬

‫االمر الثالث ‪ :‬اقتضاء االمر بلشيء النهي عن ضده‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و قد استدل على‬ ‫‪84‬‬


‫االقتضاء فيهما ( أي الضد العام و اخلاص ) بوجهني‬ ‫الوجه االول عن جهة املالزمة و دليلهم مركب من‬ ‫مقدمات ثالث ‪:‬اوالها وجوب كل ضد مالزم لعدم‬ ‫الضد االخر فيما ال اثلث له وعدم االضداد االخر‬ ‫فيما له اثلث – اىل ان قال – اثنيها ‪ :‬املتالزمان‬ ‫متحدان يف احلكم فلو كان احدمها واجبا يكون‬ ‫االخر ايضا كذلك القتضاء التالزم كذلك –اىل ان‬ ‫قال – اثلثها ‪ :‬تقدم ان وجوب الشيء مالزم‬ ‫ملبغوضية نقيضه –اىل ان قال – و يرد على هذا‬ ‫االستدالل بن املقدمة االوىل واالخرية وان‬ ‫كانتصحيحة اال ان املقدمة الثانية بطلة اذ ال دليل‬ ‫من عقل او نقل على ان التالزم الوجودي ين‬ ‫املتالزمني موجب للتالزم احلكمي ايضا بلنسبة اىل‬ ‫احلكم الواقعي – اىل ان قال – نعم لو كانت املالزمة‬ ‫موجبة لتحقق املصلحة او املفسدة يف الالزم فال‬ ‫ريب يف كونه وجبا للمشاركة يف احلكم ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬الوجه الثاين ( أي‬ ‫مما استدل به على االقتضاء يف الضد العام و اخلاص‬ ‫) من جهة مقدمية عدم احد الضدين لوجود االخر‬ ‫و قد تشتت اقواهلم يف ذلك فمن قائل بن ترك‬ ‫احدمها مقدمة لوجود االخر و بلعكس و عن اخر‬ ‫ان ترك احدمها مقدمة االخر من دون العكس و عن‬ ‫اثلث عكس ذلك( أي ان وجود احد الضدين‬ ‫‪85‬‬


‫مقدمة لرتك االخر دون العكس ) و عن رابع‬ ‫التفصيل بني الضد املوجود خارجا فيتوقف وجود‬ ‫االخر على رفعه و يف غري هذه الصورة توقف يف‬ ‫البني راسا و هذه االقوال مكلها بطلة ال ميكن‬ ‫املساعدة عليها بوجه ‪-‬اىل ان قال –و حق القول‬ ‫ان يقال ان وجود احد الضدين يف ظرف عدم االخر‬ ‫و عدم االخر يف ظرف وجود ضده من قبيل القضية‬ ‫احلينية احلقيقية و هذا حق ال ريب فيه و لكنه ال‬ ‫ربط له بملقدمية اصال – اىل ان قال ‪ -‬و احلاصل‬ ‫ان االمر بلشيء ال يقتضي النهي عن ضده مطلقا‬ ‫ال بنحو املالزمة و ال بنحو املقدمية ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬الرتتب‬ ‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬الرتتب عبارة عن‬ ‫صحة تصور امرين فعليني بلضدين –االهم واملهم‬ ‫– يف آن واحد – وهو آن قبل االتيان بملهم – و‬ ‫صالحية كل منهما للداعوية فيصح اتيان كل منهما‬ ‫فعال بداعي االمر الفعلي و يتحقق االمتثال حينئذ‬ ‫‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬البحث يف جواز‬ ‫الرتتب اترة حبسب الدليل العقلي و اخرى حبسب‬ ‫االستظهار الصناعي االصويل و اثلثة حبسب‬ ‫‪86‬‬


‫االعتبار العريف اما االول فاملقضيت للجواز وهو‬ ‫املالك و اخلطاب موجود و املانع عنه مفقود فال بد‬ ‫من الوقوع الن ما يتوهم من املانعية امور اتيت االشارة‬ ‫اليها يف ادلة املانعني مع دفعها و اما الثاين ‪ :‬وهو‬ ‫االستظهار االصويل فان كان اخلطابن عرضيني من‬ ‫كل جهة فال ريب يف االمتناع و اما اذا كاان طوليني‬ ‫أي كان خطاب املهم مشروطا برتك االهم ولو‬ ‫عصياان فاي امتناع فيه حينئذ الن القدرة الطولية‬ ‫موجودة وجداان ‪ -‬اىل ان قال‪ -‬و اما الثالث‬ ‫فاحملاورات العرفية اصدق شاهد على الصحة و‬ ‫الوقوع‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬و استدلوا على‬ ‫امتناع الرتتب بوجوه االول انه من طلب الضدين‬ ‫وهو ممتنع عقال و قبيح فيكون حماال بلنسبة اىل‬ ‫الشارع الستحالة صدور احملال ( القبيح) منه تعاىل‬ ‫و فيه انه طرد لطلب الضدين ال ان يكون مجعا‬ ‫بينهما يف الطلب ملا مر من كون املهم مشروطا‬ ‫بعصيان االهم – اىل ان قال‪ -‬فاالقسام يف االمر‬ ‫بلضدين ثالثة عصياهنما معا و عصيان احدمها و‬ ‫اطاعة االخر و اطاعتهما معا يف ان واحد و العقل‬ ‫حاكم بمكان االولني و امتناع االخري و الرتتب‬ ‫املبحوث عنه يف املقام هو الثاين ال االخري فال وجه‬ ‫لتوهم االمتناع ‪.‬‬ ‫‪87‬‬


‫م‪ -4‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬الثالث (أي مما‬ ‫استدل به على امتناع الرتتب ) انه على فرض صحته‬ ‫و امكانه ثبوات فاالدلة قاصرة عن اثباته النه خالف‬ ‫املتفاهم العريف املنزلة عليه االدلة الشرعية اذ ليس‬ ‫كل ما هو ممكن ذاات بواقع خارجا ‪.‬و فيه ان الرتتب‬ ‫من املداليل السياقية نظري املفاهيم و اجلمع العريف‬ ‫عند اهل احملاورة و اذا اعرتف من ذهب اىل امتناع‬ ‫الرتتب شرعا وقوعه عرفا فال وقع هلذا االستدالل‬ ‫اصال ‪.‬فاذا ورد خطاب مطلق بالهم و كذا بلنسبة‬ ‫اىل املهم و حتققت شروط التزاحم فاما ان يسقطا‬ ‫معا او يسقط االهم دون املهم او يكون بلعكس او‬ ‫يثبتان معا و االول بطل عند الكل و الثاين ترجيح‬ ‫املرجوح على الراجح والثالث اسقاط الحد اخلطابني‬ ‫بال وجه مع امكان ابقائه فيكون املتعني هو االخري‬ ‫عقالو عرفا ‪.‬‬

‫االمر الرابع ‪ :‬النهي عن الشيء هل يوجب الفساد‬ ‫وهو على قسمني ‪-:‬‬ ‫القسم االول ‪ :‬النهي يف العبادة‬ ‫‪88‬‬


‫م‪ -1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬هذا البحث امنا‬ ‫جيري يف مقام الثبوت واالثبات معا فعلى االول‬ ‫يبحث عن انه هل يكون مالزمة واقعية بني النهي‬ ‫عن العبادة وفسادها ؟ و على الثاين هل يدل النهي‬ ‫بحدى الدالالت املعتربة اللفظية على فساد مورده‬ ‫ان كان عبادة ؟و ال وجه لالختصاص بالخري ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬مما يشهد به‬ ‫وجدان كل عاقل ان التقرب اىل املعبود مبا هو‬ ‫مببغوض و منفور لديه مستنكر و قبيح و بطل‬ ‫فهذه املسالة مما يكفي نفس تصورها بالستدالل‬ ‫عليها و تكون من القضااي اليت قياساهتا معها ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬النهي اما ان يتعلق‬ ‫بذات العبادة – اىل ان قال – او جبزئها – اىل ان‬ ‫قال – او بشرطها – اىل ان قال – و يسري النهي‬ ‫يف االخريين اىل الذات ايضا عرفا الن التقرب‬ ‫بملشتمل على املبغوض مما يستنكر لدى العقالء‬ ‫هذا مع ان اهلي بكال قسميه جزء كان او شرطا‬ ‫ارشاد اىل فساد املركب او املقيد به ‪.‬‬ ‫القسم الثاين ‪ :‬النهي يف املعامالت‬ ‫م‪ - 1‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬النهي عن‬ ‫املعامالت على اقسام ثالثة االول ان يكون ارشادا‬ ‫‪89‬‬


‫اىل الفساد –اىل ان قال – و ال ريب يف الفساد‬ ‫حينئذ ‪ - ،‬اىل ان قال – الثاين ما اذا كان النهي‬ ‫تكليفيا حمضا –اىل ان قال‪ -‬فال ريب يف االمث‬ ‫لتحقق املخالفة كما ال ريب يف ترتب االثر و عدم‬ ‫الفساد لالطالقات و العمومات و اصالة الصحة و‬ ‫عدم منشأ للفساد ‪.‬‬ ‫م‪ - 2‬قال (رضوان هللا تعاىل عليه ) ‪ :‬الثالث ( أي من‬ ‫اقسام النهي عن املعامالت) ما اذا مل يستظهر من‬ ‫االدلة ان النهي ارشاد اىل الفساد حىت يدل على‬ ‫البطالن او تكليفي حمض حىت ال يتحقق البطالن و‬ ‫مقتضى االطالق و العوم و اصالة الصحة عدم‬ ‫البطالن يف هذا القسم و املرجع يف تعيني كون النهي‬ ‫تكليفيا حمضا او انه ارشاد اىل الفساد القرائن املعتربة‬ ‫من نص او امجاع معترب ‪.‬‬

‫‪90‬‬


‫املقصد لثالث يف ما يصح االعتذار به‬ ‫و هنا ثالث مواضع‬

‫املوضع االول ‪ :‬ما يكون معتربا يف نفسه وهو القطع‬ ‫و البحث فيه عن امور‬ ‫االمر االول ‪ :‬حقيقة القطع و حجيته‬ ‫م‪ -1‬قال العامل العارف الفقيه البارع السيد عبد االعلى‬ ‫السبزواري ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ال ريب يف‬ ‫ان القطع كسائر الصفات النفسانية له حقيقة خاصة‬ ‫و ااثر خمصوصة و حقيقته الكشف و املرآتية و ااثره‬ ‫وجوب العمل على طبقه و استحقاق العقاب على‬ ‫خمالفته و كونه عذرا مع املخالفة للواقع قصورا ال‬ ‫تقصريا و هذه االاثرا من املرتكزات اليت يلتزم هبا كل‬ ‫عاقل ‪.‬‬

‫‪91‬‬


‫االمر الثاين ‪ :‬التجري‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬التجري و االنقياد‬ ‫من املوضوغات العرفية يف مجيع االزمان و املذاهب‬ ‫و االداين فال بد يف احلكم بقبح االول و كونه موجبا‬ ‫الستحقاق الذم او العقاب و حسن الثاين و كونه‬ ‫موجبا الستحقاق املدح او الثواب من الرجوع اىل‬ ‫املرتكزات العقالئية – اىل ان قال – و احلق ان‬ ‫التجري يوجب استحقاق العقاب الن املناط يف‬ ‫اجياب املعصية احلقيقية الستحقاق العقاب ليس اال‬ ‫هتك املوىل و املبارزة معه و الظلم عليه و ال ريب‬ ‫يف حتقق ذلك كله يف مورد التجري لدى العقالء كافة‬ ‫‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬و اما الفعل‬ ‫املتجرى به فيمكن القول بقبحه ايضا لكونه من‬ ‫مظاهر الطغيان و الظلم على املوىل عرفا و يكفي يف‬ ‫ذلك قبحه لدى العقالء من دون ان يستلزم احلرمة‬ ‫الشرعية لكوهنا بال مالك بعد القبح العقالئي ‪ .‬اقول‬ ‫و ما يقال من ان كل ما حيكم العقل بقبحه فهو‬ ‫حرام شرعا فكربى كلية غري مسلمة ‪ ،‬بل القبح أو‬ ‫احلسن‪ :‬اترة يكون منشؤه ذات العمل الذي يكون‬ ‫مادة التكاليف‪ ،‬مع قطع النظر عن تعلق طلب املوىل‬ ‫به‪ ،‬كقبح الظلم وحسن العدل‪ ،‬واخرى يكون منشؤه‬ ‫تعلق تكليف املوىل به ومفاد اهليأة‪ ،‬وما ميكن أن‬ ‫‪92‬‬


‫يقال بستلزامه ألمر املوىل وهنيه هو القسم األول ال‬ ‫الثاين ‪.‬‬ ‫االمر الثالث ‪ :‬اقسام القطع‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ال خيفى ان‬ ‫مقتضى طبع القطع ان يكون طريقا حمضا اىل متعلقه‬ ‫كسائر احلجج و االمارات فاخذه يف املوضوع مطلقا‬ ‫حيتاج اىل دليل خاص يدل عليه ‪.‬و يكون فيه اتبعا‬ ‫ملقدار داللة الدليل فقط فتارة يؤخذ على حنو يكون‬ ‫متام املوضوع بن يدور احلكم مدار القطع اخطا او‬ ‫اصاب و اخرى يكون بنحو جزء املوضوع بن يدور‬ ‫احلكم مدار القطع و متعلقه معا حبيث ينتفي بنتفاء‬ ‫احدمها و على كل منهما اما ان يؤخذ فيه من حيث‬ ‫انه كاشف عن الواقع او من حيث انه صفة خاصة‬ ‫من صفات النفس يف مقابل الظن و الوهم و سائر‬ ‫الصفات النفسانية ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ال ريب ان اهم‬ ‫ااثر القطع صحة االعتذار به و االستناد اليه – اىل‬ ‫ان قال – و اما الكشف عن الواقع وان كان من‬ ‫لوازمه ايضا و لكنه مغفول عنه غالبا الن القاطع ال‬ ‫يرى الواقع و ال يلتفت اىل قطعه و جهة الكشف‬ ‫غالبا و حينئذ فكل ما صح به االعتذار و جاز‬ ‫‪93‬‬


‫االستناد اليه يقوم مقامه من هذه اجلهة و احليثية‬ ‫بنفس دليل اعتباره سواء كان امارة او اصال‬ ‫موضوعيا او حكميا– اىل ان قال ‪ -‬اما القيام مقام‬ ‫ما اخذ يف املوضوع فاحلق صحته ايضا فيما اخذ فيه‬ ‫من حيث الكشف و االعتذار ال من حيث صفة‬ ‫القطعية – اىل ان قال ‪ -‬الن العلة التامة للدخل‬ ‫يف املوضوع و املناط كله ليس اال صحة االعتذار و‬ ‫االعتبار لدى العقالء فاذا كان مناط الدخل فيه‬ ‫ذلك فكل ما كان فيه هذا املناط يقوم مقامه قطعا‬ ‫بنفس دليل االعتبار ‪ -.‬اىل ان قال‪ -‬و اما ما اخذ‬ ‫فيه من حيث الصفتية فال وجه لتوهم قيام غريه‬ ‫مقامه النه مثل التصريح بن القطع دون غريه ماخوذ‬ ‫يف املوضوع فعدم قيام الغري مقامه ملانع يف البني ال‬ ‫لقصور يف دليل االعتبار كما ال خيفى ‪.‬‬ ‫االمر الرابع ‪ :‬اخذ القطع حبكم يف موضوع نفسه او‬ ‫مثله او ضده‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬املعروف انه ال‬ ‫ميكن اخذ القطع حبكم يف موضوع نفسه او مثله او‬ ‫ضده اما االول فللزوم الدور – اىل ان قال – و فيه‬ ‫ان الدور احملال ما اذا تعدد املتوقف و املتوقف عليه‬ ‫وجودا وحقيقة و ليس املقام كذلك اذ التعدد فيه‬ ‫اعتباري حمض – اىل ان قال‪ -‬و اثنيا اهنما خمتلفان‬ ‫‪94‬‬


‫جهة الن متعلق القطع ذات احلكم و ماهيته – اىل‬ ‫ان قال – و اما احلكم فهو بوجوده العيين اخلارجي‬ ‫يتوقف على القطع به فيختلف املتوقف و املتوقف‬ ‫عليه فال دور ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬و اما الثاين و‬ ‫الثالث (أي اخذ القطع حبكم يف موضوع مثله و‬ ‫ضده ) فللزوم اجتماع املثلني و الضدين و مها‬ ‫بطالن و فيه ان الضدين و املثلني امران وجوداين‬ ‫ال جيتمعان يف حمل واحد و الحكام مطلقا ليست‬ ‫وجودية و ال من العوارض اخلارجية بل هي اعتبارات‬ ‫عقالئية ‪.‬‬ ‫االمر اخلامس ‪ :‬املوافقة االلتزامية‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬املعروف عدم‬ ‫وجوب املوافقة االلتزامية هبذا املعىن ( أي االتزام‬ ‫بلوجوب و احلرمة قلبا ) و انه ليس يف البني اال‬ ‫تكليف واحد متعلق بجلوارح ال اثنان و يكون االخر‬ ‫متعلقا بجلوانح فال جتب املوافقة االلتزامية وال حترم‬ ‫املخالفة االلتزامية ايضا لالصل بعد عدم الدليل‬ ‫عليهما من عقل او نقل ‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫االمر السادس ‪ :‬القطع احلاصل من العقليات و قطع‬ ‫القطاع‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ال خالف بني‬ ‫الكل يف ان القطع املاخوذ يف املوضوع اتبع ملقدار‬ ‫داللة دليل االخذ فيه – اىل ان قال – و اما القطع‬ ‫الطريقي احملض فقد قيل بعدم حصوله من االمور‬ ‫العقلية لعدم احاطة العقول بلواقعيات و فيه انه‬ ‫خالف الوجدان ان اريد به السالبة الكلية و ان اريد‬ ‫به ان اخلطا فيه اكثر مما حيصل من غريها فهو من‬ ‫جمرد الدعوى و ال شاهد عليه و قد قيل ايضا بعدم‬ ‫اعتباره و لو حصل منها لعدم وصول دليل من‬ ‫الشرع على تقريره و كثرة خمالفته للواقعيات و فيه‬ ‫انه خالف الطريقة العقالئية من اتباع القطع مطلقا‬ ‫بال نظر اىل منشا حصوله ابدا و عدم ورود ردع من‬ ‫الشارع مثل ما ورد يف الردع عن القياس و‬ ‫االستحسان ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬و قد قيل ايضا‬ ‫بعد اعتبار قطع القطاع أي كل من حيصل له القطع‬ ‫بدىن شيء على خالف املتعارف بني الناس يف‬ ‫اسباب حصول القطع عندهم وهو قول حسن‬ ‫لصحة دعوى عدم بناء من العقالء على ترتيب االثر‬ ‫هلذا النحو من القطع ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬مث انه ميكن ان‬ ‫‪96‬‬


‫يوجه قول كل من قال بعدم اعتبار القطع يف بعض‬ ‫املوارد بوجوه – اىل ان قال – و منها ان االحكام‬ ‫الشرعية مقيدة و لو بنتيجة التقييد مبا اذا حصل‬ ‫القطع هبا من مبادئ خاصة دون مطلق ما يوجب‬ ‫حصوله ‪ .‬اقول لو كان لدى الفرد او اجملموعة‬ ‫مرجعيات معرفية غري صحيحة فمن املرجح جدا‬ ‫حصول القطع الشخصي او اجملموعي اخلاطئ ‪ ،‬مما‬ ‫ال يؤهله لالعتماد عقالئيا كما هو ظاهر فيكون‬ ‫اعتباره شرعا حمتاج اىل دليل و هذا خبالف القطع‬ ‫النوعي املعترب ‪.‬‬

‫االمر السابع ‪ :‬العلم االمجايل و بعض ما يتعلق به‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ال فرق بني العلم‬ ‫االمجايل و التفصيلي يف نفس العلم من حيث هو‬ ‫علم بل وال يف متعلقه من حيث هو طرف اضافة‬ ‫العلم بلذات و امنا الفرق بينهما يف املعلوم بلعرض‬ ‫املتحقق يف اخلارج من جهة سراية اجلهل اليه يف العلم‬ ‫االمجايل دون التفصيلي فيكون حمل البحث هو ان‬ ‫ها اجلهل الساري اىل االطراف هل يصلح للمانعية‬ ‫او ال ؟ فعلى االول يبقى العلم االمجاليعلى جمرد‬ ‫االقتضاء فقط مطلقا و على الثاين يكون علة اتم‬ ‫للتنجز كالتفصيلي كذلك من غري فرق بينهما ابدا‬ ‫‪97‬‬


‫‪.‬و احلق هو االخري اذ املناط كله يف كون العلم‬ ‫التفصيلي علة اتمة للتنجز ليس اال ان خمالفته عدم‬ ‫مباالة بلزام املوىل و هتك بلنسبة اليه –اىل ان قال‬ ‫– و ال ريب يف حتقق هذا املناط يف املخالفة لبعض‬ ‫اطراف العلم االمجايل ايضا ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ان اجلهل الذي‬ ‫هو مورد تشريع االحكام الظاهرية مطلقا ليس مطلق‬ ‫اجلهل بل خصوص اجلهل الذي ليس موردا الحتمال‬ ‫انطباق تكليف فعلي منجز بالحتمال العقالئي و‬ ‫ما كان كذلك فهو خارج عنه ختصصا ‪ ،‬و كذا‬ ‫الشك الذي يكون موردا لالصول العملية مطلقا امنا‬ ‫هو الشك الثابت املستقر الذي ال يكون موردا‬ ‫الحتمال انطباق تكليف فعلي منجز بالحتمال‬ ‫العقالئي و اال فهو خارج عنه ختصصا ‪.‬‬ ‫االمر السابع ‪ :‬شرائط تنجز العلم االمجايل‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬وهي شرائط‬ ‫عقالئية حاصلة من مرتكزاهتم اليت هي املدار يف‬ ‫تنجز التكاليف مطلقا يف ما مل يرد فيه حتديد شرعي‬ ‫االول ‪ :‬ان حيدث بلعلم االمجايل تكليف فعلي غري‬ ‫مسبوق بلوجود على كل تقدير – اىل ان قال ‪-‬‬ ‫فلو كان بعض اطرافه املعني حمكوما حبكم تفصيلي‬ ‫مثل احلكم املعلوم بالمجال فحدث العلم االمجايل‬ ‫‪98‬‬


‫بعد ذلك ال اثر ملثل هذا العلم االمجايل يف التنجز ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ان االصول‬ ‫اجلارية يف اطراف العلم االمجايل اترة تكون مثبتة‬ ‫للتكليف و اخرى تكون اجلميع انفية و اثلثة تكون‬ ‫بعضها مثبتة و بعضها انفية و ال ريب يف تنجز العلم‬ ‫يف االولني و اما االخري فال يبعد سقوطه عن التنجز‬ ‫‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬من شرائط تنجز‬ ‫العلم االمجايل ان يصلح للداعوية و البعث حنو‬ ‫التكليف ي عرف العقالء و مع عدم صالحيته‬ ‫لذلك ال تنجز له اذ ال معىن للمنجزية عندهم اال‬ ‫الصلوح لذلك ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬و يتنرتب على‬ ‫هذا الشرط خروج موارد ثالثة عن تنجز العلم‬ ‫االمجايل منها ما اذا مل يكن بعض االطراف مورد‬ ‫االبتالء و بيانه ان للقدرة مراتب االوىل القدرة‬ ‫العقلية احملضة –اىل ان قال‪ -‬الثانية القدرة العرفية‬ ‫اليت هي اخص من االوىل و تدخل فيها القدرة‬ ‫الشرعية ايضا –ىل ان قال ‪ -‬الثالثة قدرة اخص‬ ‫منهما و هي كون املقدور مورد عمل القادر عرفا مع‬ ‫وجود املقتضي و فقد املانع حبيث تكون القدرة‬ ‫بلنسبة اىل متام االطراف على حد سواء من حيث‬ ‫وجود املقتضي و فقد املانع فلو كان يف احد‬ ‫‪99‬‬


‫االطراف مانع عن اعمال القدرة فهو خارج عن حمل‬ ‫االبتالء فال تنجز للعلم االمجايل املتعلف به و بغريه‬ ‫‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬لو اعتقد عدم‬ ‫كون بعض االطراف مورد البتالء فارتكب بعضها‬ ‫وبن اخلالف فالظاهر تنجز العلم بلنسبة اىل ما بقي‬ ‫لكشف ظهور اخلالف عن كونه منجزا حني حدوثه‬ ‫غاية االمر انه كان معورا يف االرتكاب ان مل يكن عن‬ ‫تقصري ‪.‬‬ ‫م‪ -6‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬لو كانت‬ ‫االطراف مورد االبتالء و اثر العلم االمجايل اثره‬ ‫فخرج بعض االطراف عن مورد االبتالء ال يضر‬ ‫ذلك بتنجز العلم االمجايل و بقاء اثره يف ما بقي‬ ‫حتت االبتالء لالصل ‪.‬‬ ‫م‪ -7‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪:‬و منها ( أي االمر‬ ‫الثاين املرتب على شرط صلوحه للداعوية ) مورد‬ ‫دوران االمر بني احملذورين مع وحدة القضية من كل‬ ‫جهة – اىل ان قال يعترب يف دوران االمر بني‬ ‫احملذورين الذي ال يصلح العلم للداعوية فيه امورا‬ ‫ثالثة ‪ :‬االول كوهنما توصليني اذ لو كاان او احدمها‬ ‫املعني تعبداي ميكن املخالفة القطعية برتك قصد التعبد‬ ‫فيهما او يف املعني منهما الثاين وحدة القضية من كل‬ ‫جهة اذ مع التعدد ميكن املخالفة القطعية – اىل ان‬ ‫‪100‬‬


‫قال – الثالث عدم وجوب االلتزام بالحكام‬ ‫الواقعية على ما هي عليها اذ لو وجب ذلك و مل‬ ‫يلتزم حتققت املخالفة القطعية ‪.‬‬ ‫م‪ -8‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬و منها ( أي‬ ‫االمر الثالث املرتب على شرط صلوحه للداعوية‬ ‫))الشبهة غري احملصورة اليت هي ايضا من مصاديق‬ ‫خروج بعض االطراف عن مورد االبتالء اذ ال‬ ‫موضوعية لعدم احلصر من حيث هو بل ال بد من‬ ‫انطباق عنوان عدم االبتالء او احلرج او حنو ذلك‬ ‫عليها حىت يسقط العلم عن التنجز ‪.‬‬ ‫م‪ -9‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬الثالث من شروط‬ ‫تنجز العلم االمجايل ان ال يكون العلم التفصيلي‬ ‫خبصوصه معتربا يف التكليف و اال فال موضوع لنجز‬ ‫العلم االمجايل ‪.‬‬ ‫م‪ -10‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬الرابع من‬ ‫شرائط تنجزه ان ال يكون يف البني ما يدل على رفع‬ ‫احلكم الواقعي و تبدله يف متام اطراف العلم االمجايل‬ ‫او بعضها ‪.‬‬ ‫االمر الثامن االمتثال االمجايل‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ال ريب يف صحة‬ ‫االمتثال االمجايل مع عدم التمكن من التفصيلي منه‬ ‫‪101‬‬


‫كما ارتكز يف اذهان العقالء و اما مع التمكن‬ ‫فنسب اىل املشهور بني القدماء عدم جوازه النه‬ ‫مناف للجزم بلنية و يرد بنه مل يدل دليل من عقل‬ ‫او نقل على اعتبار اجلزم بلنية فمقتضى االصل‬ ‫عدمه كما ثبت يف حمله ‪ ،‬والنه خالف املتعارف و‬ ‫يرد بنه ليس كل ما هو خالف املتعارف خالف‬ ‫املشروع و النه لعب و عبث يف امر املوىل و يرد بن‬ ‫اللعب و العبث قصدي اختياري و املفروض عدمه‬ ‫–اىل ان قال – مع ما هو املتسامل بني الكل ان العلم‬ ‫مطلقا طريق اىل اتيان الواقع و ان املناط كله اتيانه‬ ‫بي وجه اتفق و لذا تصح عبادة اترك طريقي‬ ‫االجتهاد و التقليد فاحلق هو جواز االكتفاء‬ ‫بالمتثال االمجايل مع التمكن من التفصيلي منه و‬ ‫ان استلزم التكرار ‪.‬‬

‫‪102‬‬


‫املوضع الثاين ‪ :‬ما يصح االعتذار به من جهة الكشف‬ ‫هنا مباحث‬ ‫املبحث االول ‪ :‬امكان التعبد بغري العلم‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬وهو ( امكان‬ ‫التعبد بغري العلم ) مما يعرتف به ذوو الفطرة السليمة‬ ‫و العقول و املستقيمة و الشبهات الواردة من قبيل‬ ‫الشبهة يف مقابل البديهة – اىل ان قال – نفس‬ ‫الوقوع يف اخلارج من اقوى ادلة وقوعه و اثباته من‬ ‫دون احتياج اىل التماس دليل اخر و تكفي السية‬ ‫املستمرة العقالية قدميا و حديثا يف االمور املعاشية‬ ‫و املعادية يف ذلك ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ان يف االمارات‬ ‫املتعارفة لدى العقالء ان صادفت الواقع فال يرون‬ ‫يف ذلك حمذور اجتماع املثلني بل ال خيطر ذلك قي‬ ‫خاطرهم ابدا بل يستهجنون هذا االحتمال بفطرهتم‬ ‫ان حتقق الفحص عن املعارض و املنايف و حصل‬ ‫‪103‬‬


‫الياس عن الظفر هبما مث اتفقت املخالفة يف الواقع‬ ‫واقعا و مل ينكشف ذلك حيكم العقالء بملعذورية و‬ ‫سقوط الواقع عن الفعلية عند اتفاق املخالفة و ال‬ ‫يتومهون مبجعول يف وردها سوى الواقع و الشارع مل‬ ‫خيرتع طريقة غري هذه ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬االستصحاب‬ ‫ليس اال متمم داللة الدليل و اسراء حكم اليقني اىل‬ ‫ظرف الشك فال استقالل فيه بوجه اصال فمع‬ ‫املوافقة يكون املتيقن السابق منجزا و مع املخالفة‬ ‫و عدم انكشاف اخلالف يكون عذرا و مع انكشافه‬ ‫ال وجه لالجزاء اصال اال ان يدل دليل تعبدي عليه‬ ‫‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬اصالة عدم االعتبار‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬و ( أي و استدل‬ ‫على عدم احلجية و االعتبار ) من العقل مبا ارتكز‬ ‫يف اذهان العقالء من ان االحتجاج بشيء و اعتباره‬ ‫و صحة االعتذار به و انتسابه اىل شخص ال بد و‬ ‫‪104‬‬


‫ان تكون حبجة معتربة و ان الشك يف احلجية و‬ ‫االعتذار يكفي يف عدمها كما ان الشك يف صحة‬ ‫االنتساب يكفي يف عدمها لدى العقالء فتكون‬ ‫اصالة عدم احلجية و اصالة عدم صحة االنتساب‬ ‫من االصول العقالئية مطلقا و يكفي فيها عدم الردع‬ ‫من الشارع فكيف مبا ورد من القرير ‪ .‬اقول وهو‬ ‫قوله تعاىل ( هللا اذن لكم ام على هللا تفرتون ) وهان‬ ‫حرمة و عدم صحة العمل بال علم معرفة اثبتة بل‬ ‫ضرورية من الدين ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬حجية الشيء يف‬ ‫الدين مساوق لصحة انتساهبا اىل الشارع و كذا‬ ‫العكس فما عن صاحب الكفاية من ان الظن‬ ‫االنسدادي بناء على احلكومة حجة مع عدم صحة‬ ‫انتسابه اىل الشارع مردود االول بن املراد بحلجية‬ ‫يف املقام االعم من التاسيس و التقريي الذي يكفي‬ ‫فيه عدم الردع فقط و اثنيا ان البحث يف املقام عن‬ ‫حجية تقع يف طريق اثبات احلكم ال اسقاطه و الظن‬ ‫االنسدادي من الثاين دون االول ‪.‬‬ ‫االمر االول ‪ :‬الظواهر‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬قد استقرت‬ ‫السرية العقالئية على االعتماد على الظواهر يف‬ ‫احملاورات و املخاصمات و االحتجاجات و‬ ‫‪105‬‬


‫يستنكرون على من ختلف عن ذلك و هذا من اهم‬ ‫االصول النظامية احملاورية حبيث يستدل به ال عليه‬ ‫‪.‬و قد جرت عادة الشرائع عليه ايضا ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬للظهور مراتب‬ ‫متفاوتة يف احملاورات العرفية فكل ما ال يصدق عليه‬ ‫اجململ يكون ظاهرا اىل ان يبلغ مرتبة النصوصية و‬ ‫مجيع تلك املراتب حجة لدى العقالء ما دام يصدق‬ ‫عليها الظاهر عرفا ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬و منها ( أي‬ ‫مناشئ الظهور ) قول اللغوي و استدل على اعتباره‬ ‫– اىل ان قال – واخرى بلسرية العملية مع كونه‬ ‫من اهل اخلربة و يرد بن املتيقن منها ما اذا حصل‬ ‫الوثوق و االطمئنان من قوله و ال ريب يف االعتبار‬ ‫حينئذ ‪- ،‬اىل ان قال – و الظاهر اعتبار اقواهلم امنا‬ ‫هو من جهة اهنم من اهل اخلربة ال الشهادة حىت‬ ‫يعترب العدالة و التعدد ‪.‬‬ ‫االمر الثاين االمجاع‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬االمجاع هو عبارة‬ ‫عن اتفاق اراء من يعترب رايه عند العقالء على شيء‬ ‫يف ما يعترب رايهم فيه و لكن ال موضوعية له يف الفقه‬ ‫مبا هو امجاع يف مقابل الكتاب و السنة حبيث يكون‬ ‫اعتباره يف عرضهما بل الظاهر ان اعتبار االمجاع‬ ‫‪106‬‬


‫لدى العقالء ايضا ليس ملوضوعية فيه بل الجل‬ ‫كشفه عن حجة وثيقة لديهم يف اجلملة ‪ .‬اقول يف‬ ‫كون اعتبار العقالء لالمجاع مطلقا ولو من دون‬ ‫احراز انتهائه اىل احلجة غري ظاهر ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ال بد يف اعتبار‬ ‫االمجاع من كشفه عن قول املعصوم او فعله او‬ ‫تقريره عليه السالم ‪ .‬اقول و ال بد من احراز هذا‬ ‫الكشف ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬و هلم يف طريق‬ ‫استكشاف ذلك ( أي كشف االمجاع عن سنة‬ ‫املعصوم عليه السالم ) الثاين قاعدة اللطف – اىل‬ ‫ان قال – فاذا حصل امجاع على ما ال يرتضيه هللا‬ ‫جيب عليه صرفهم عنه او اهلام ما هو الواقع اليهم‬ ‫و فيه ان الواجب على هللا تعاىل امنا هو اللطف مبا‬ ‫هو املتعارف بني الناس و قد حصل ببعث الرسل و‬ ‫انزال الكتب و ال دليل على وجوب شيء زائد عنه‬ ‫عليه تعاىل ‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬الثالث (أي من‬ ‫االقوال يف كاشفية المجاع عن سنة املعصوم عليه‬ ‫السالم ) احلدس من اراء الرعااي و املرؤوسني ان اراء‬ ‫الرئيس معهم و اشكل عليه بن له وجها ان كان‬ ‫بب املراجعة و املشاورة مع الرئيس مفتوحا – اىل‬ ‫ان قال – و العادة تقضي برضائهم مبا اجتمع عليه‬ ‫‪107‬‬


‫علماء شيعتهم و رواة احاديثهم ‪ ،‬و بجلملة املالزمة‬ ‫العادية بني امجاع االمامية و رضاء املعصوم عليه‬ ‫السالم مبا امجعوا عليه اثبتة و هذه املالزمة معتربة‬ ‫عرفا و على هذا ال وجه للفرق بني امجاع القدماء و‬ ‫سائر االعصار فال بس هبذا الوجه ‪ .‬اقول هذا الرضا‬ ‫اما ان حيرز بلعقل او النقل و كالمها غري ظاهر اذ‬ ‫ال مالزمة حىت و لو عرفية بني امجاع املرؤوسني و‬ ‫رضا رئيسهم و ال نقل ظاهر على ذلك ‪.‬‬ ‫م‪-6‬‬

‫قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬الرابع (أي‬

‫من االقوال يف كاشفية المجاع عن سنة املعصوم عليه‬ ‫السالم ) تراكم الظنون من اراء االعالم يوجب‬ ‫القطع مبوافقة االمام عليه السالم و اشكل عليه بنه‬ ‫احالة اىل جمهول مع اختالف املسائل و االراء و‬ ‫االشخاص و فيه ان املدار حصول االطمئنان‬ ‫النوعي وهو خمتلف حبسب املراتب ويكفي حصول‬ ‫اول مرتبة منه كما يف سائر املوارد و هذا الوجه ايضا‬ ‫ال بس به ‪ .‬اقول هكذا مرتبة من االطمئنان قد‬ ‫تعتمد يف ثبوت احلجة الفرعية و ليس يف اصل‬ ‫احلجية بل ال بد من االحراز القطعي ‪.‬و بعد هذا‬ ‫البيان ال يظهر وجه العتبار االمجاع كما ان ظاهر‬ ‫الرواايت الثابتة احلاصرة للحجة يف القران و السنة‬ ‫مصدق و شاهد لذلك ‪.‬‬

‫‪108‬‬


‫االمر الثالث الشهرة‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ان اعتبار الشهرة‬ ‫العملية االستنادية االحتجاجية توجب االطمئنان‬ ‫بلواقع و الظاهر من بناء العقالء على االعتماد‬ ‫عليها – اىل ان قال – فتلخص ان الشهرة‬ ‫االستنادية العملية من اقوى موجبات حصول‬ ‫الوثوق بلصدور و ان شهرة هجران العمل من اهم‬ ‫ما يوجب الوهن و اخللل ‪ .‬اقول الظاهر من سرية‬ ‫العقالء ان االطمئنان قد حيصل من الشهرة الروائية‬ ‫و اما العملية فغري ظاهر و كذا القول يف اهلجران ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ميكن ان يتمسك‬ ‫العتبار الشهرة بقسامها الثالثة (أي الروائبة و‬ ‫االستنادية و الفتوائية) بقوله عليه السالم يف املقبولة‬ ‫( اجملمع عليه بني اصحابك فيؤخذ به و يرتك الشاذ‬ ‫النادر الذي ليس مبشهور عند اصحابك فان اجملمع‬ ‫عليه ال ريب فيه ) ‪ .‬اقول الرواية من الدرجة الرابعة‬ ‫‪،‬كما ان التعميم جيوز تقليد املشهور القويل وهو‬ ‫خالف املعرفة الثابتة ‪.‬‬ ‫االمر الرابع اخلرب الواحد‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪:‬‬

‫اعتبار اخلرب‬

‫املوثوق به مما يقوم به نظام املعاش و املعاد وال‬ ‫اختصاص له مبذهب دون اخر و ال مبلة دون اخرى‬ ‫‪109‬‬


‫بل استقرت سريهتم على ترتيب االثر عليه من سالف‬ ‫االعصار و ما كان كذلك يكفي يف اعتباره شرعا‬ ‫عدم ثبوت الردع عنه – وقال يف موضع اخر – قد‬ ‫جبلت الطباع و العقول بتلقي خرب املوثوق به‬ ‫بلقبول و لو مل يكن مطلوب لدى الشارع لوجب‬ ‫التنصيص بلردع يف مثل هذا االمر العام البلوى‬ ‫فيكفي عدم التنصيص بلردع يف القبول فكيف‬ ‫بداللة اخبار متواترة امجاال عليه ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬قد يستدل على‬ ‫عدم اعتبار اخلرب الواحد بالدلة االربعة فمن الكتاب‬ ‫بالايت الناهية عن اتباع الظن و غري العلم – اىل‬ ‫ان قال – و فيه اوال اهنا وردت يف االصول‬ ‫االعتقادية وال تشمل غريها فال ربط هلا بملقام و‬ ‫اثنيا ان املراد بلعلم يف الكتاب و السنة ما يطمئن‬ ‫و تسكن اليه النفس لدى العقالء – اىل ان قال –‬ ‫و اثلثا اهنا معارضة بالدلة االربعة الدالة على‬ ‫االعتبار ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬االايت و‬ ‫الرواايت الواردة يف املقام ارشاد اىل مرتكزات‬ ‫العقالء من اعتبار خرب املوثوق به و ال يفرق العقالء‬ ‫بني االخبار بواسطة او معها مع وثوق الوسائط ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬فاحملققون يقولون‬ ‫‪110‬‬


‫ان جمرد الوثوق بلصدور من أي جهة حصل يكفي‬ ‫و احلق معهم – اىل ان قال – و من ذلك يظهر انه‬ ‫ال وجه لتقسيم اخلرب اىل االقسام االربعة الصحيح و‬ ‫املوثق و احلسن و الضعيف ‪ .‬اقول بعد ان تبني ان‬ ‫املستند يف حجية اخلرب هو سرية العقالء فانه من‬ ‫اجللي اهنم مييزون بني االخبار من حيث الوثوق‬ ‫فاملخرب الثقة يقدم على غريه و من هنا كان من‬ ‫املوافق لسرية العقالء ترتيب االخبار املعتربة يف‬ ‫درجات قد اشران اليها يف كتابنا قطب احلديث و‬ ‫الرجال‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬الظاهر اعتبار‬ ‫اخلرب املوثوق به مطلقا سواء كان مفاده االحكام‬ ‫الفرعية او غريها من املعارف ‪ .‬اقول و الرتتيب بني‬ ‫االخبار املوثقة حسب درجات الوثوق جار هنا ايضا‬ ‫‪.‬‬ ‫م‪ -6‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬العدالة املعتربة‬ ‫يف الراوي طريقية الحراز صدقه يف املقال ال ان‬ ‫تكون هلا موضوعية خاصة – اىل ان قال ‪ -‬فاملناط‬ ‫كله صدقه يف املقال عادال كان يف سائر اموره او ال‬ ‫اماميا كان او ال ‪.‬اقول ان املعترب هو الوثوق و ان‬ ‫كان يتحقق من غري العادل اال ان خرب العادل‬ ‫املامون الثقة مقدم على غريه عند العقالء كما هو‬ ‫ظاهر ‪.‬‬ ‫‪111‬‬


‫م‪ -7‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪:‬‬

‫للوثوق و‬

‫االطمئنان مراتب كما ان للعلم ايضا مراتب كذلك‬ ‫و يكفي يف االعتبار حصول اول مرتبة منهما ‪ .‬اقول‬ ‫ان اليقني بالصل ال ميكن يف الشرع اخلروج عنه اال‬ ‫بدرجة معينة من الوثوق فهو كقرينة وضعية عند‬ ‫العقالء توجب حصول درجة من الوثوق املعني‬ ‫للخروج عنه وهذا ظاهر للمتتبع لالخبار وسرية‬ ‫الفقهاء ‪ ،‬فال وجه للخروج عن اصل االبحة بغري‬ ‫اخبار الثقة ‪ ،‬بال فرق يف ذلك بني االلزاميات و‬ ‫غريها من االحكام ‪.‬‬ ‫م‪ -8‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬لو احرز الوثوق‬ ‫بلصدور من قرائن اخرى اتيت االشارة اليها ان شاء‬ ‫هللا تعاىل يقبل خرب من عرف بلكذب فكيف‬ ‫مبجهول احلال و من ذلك يظهران بعض مراتب‬ ‫الضعف ال تنايف بعض مراتب الوثوق و الصدق فال‬ ‫وجه لطرح كل ضعيف ‪.‬اقول قد عرفت الرتتيب‬ ‫العقالئي بني االخبار و اليقني بالصل املستوجب‬ ‫لدرجة معينة من الوثوق للخروج عنه ‪.‬‬ ‫م‪ -9‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ال وجه لذكر‬ ‫السند يف غري الواجبات و احملرمات بعد فرض‬ ‫االعتماد على املنت و تسامح العلماء فيه –اىل ان‬ ‫قال – فال مثرة يف تعيني طبقات الرجال بعد كون‬ ‫منت احلديث موثوقا به من سائر اجلهات ‪.‬اقول قد‬ ‫‪112‬‬


‫عرفت ما تقدم ترتبب االخبار و اليقني بالصل ‪.‬‬ ‫م‪ -10‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ان مجلة‬ ‫كثرية من التضعيفات ال ينبغي صدورها من العلماء‬ ‫‪ ).‬اقول ان الشرع قد اعتمد سلوك العقالء يف‬ ‫قبول االخبار و الرتجيح بينها و هلل احلمد على‬ ‫تفضله و نعمه ‪ ،‬و اذا الحظنا سلوك العقالء يف‬ ‫حماوراهتم فان للخرب عندهم على درجات اربع اخبار‬ ‫الدرجة االوىل ما كان متصل السند وكان مجيه رواته‬ ‫ثقات صحيحي العقيدة و اخبار الدرجة الثانية ما‬ ‫كان فيخ فيه راو او اكثر ثقة اال انه غري صحيح‬ ‫العقيدة و الدرجة الثالثة ما كان فيه غري موثق او يف‬ ‫توثيقه اشكال و الدرجة الرابعة ما كان فيه من طعن‬ ‫يف واثقته ‪،‬و اان قد ابتعدان عن املصطلحات املعروفة‬ ‫من الصحيح و الضعيف و غريها البراز حقيقة‬ ‫التقدمي املشار اليها و الان ال نريد ان نصف راواي‬ ‫بنه ضعيف او غري ذلك من صفات الطعن ‪ ،‬و‬ ‫هلذا وجدت منهج درحات احلديث هو االسلم وهو‬ ‫االوفق وهو االقرب اىل منهج العرف يف احملاورة و‬ ‫هللا العامل و هللا املسدد ‪.‬‬

‫االمر اخلامس االجتهاد و التقليد‬

‫‪113‬‬


‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬من احلجج‬ ‫املعتربة بني العقالء كافة االجتهاد و التقليد و ال‬ ‫خيتصان بفن دون فن و ال مبلة دون اخرى بل جيراين‬ ‫يف مجيع الفنون و الصنائع و امللل و مها من املبادئ‬ ‫جلميع العلوم الن كل علم حيتاج اىل الفكر و التامل‬ ‫‪.‬اقول اعتبار االجتهاد و التقليد ضروري بل فطري‬ ‫‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ولعل االوىل‬ ‫تعريفه ( أي االجتهاد) بنه بذل الطاقة يف حتصيل‬ ‫الوظائف الدينية من االخبار الشارحة للكتاب ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬قد جرت السرية‬ ‫على االهتمام بصناعة االصول النه جممع مبادئ‬ ‫االجتهاد و مؤلف متفرقاهتا – اىل ان قال – و يكفي‬ ‫االجتهاد من االصول االحاطة ايملسلمات و‬ ‫املشهورات بني العقالء و العلماء و ما هو املعترب‬ ‫لدى االذهان املستقيمة و ال عربة بلدقيات العقلية‬ ‫و االحتمالت البعيدة لعدم ابتناء الفقه عليها ‪ .‬اقول‬ ‫اانملعترب يف ميدان عهي املعارف الظاهرة فيه سواء‬ ‫كانت قطعية او غري قطعية ‪،‬و اما ما هو غري ظاهر‬ ‫فيه فال عربة به وان كان ظاهرا يف غريه بل و ان كان‬ ‫قطعيا يف غريه ‪،‬والن البحث االصويل هو حبث املادة‬ ‫العقالئية بسلوب عقالئي كما تقدم بيانه فان‬ ‫الظاهرايت العقالئية هي املعتمدة ‪،‬و اما غريها فال‬ ‫‪114‬‬


‫عربة فيها و ان كانت قطعية يف غريه كالدقيات‬ ‫العقلية ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬التقليد هو جعل‬ ‫العامي وظائفه الدينية العملية يف عنق اجملتهد ليحتج‬ ‫على صحتها و فسادها او جعل اجملتهد الوظائف‬ ‫العملية اجملتهد فيها يف عنق العامي ليعمل هبا او مها‬ ‫معا و ال حمذور يف اجلميع و حبسب النتيجة عبارة‬ ‫عن مطابقة العمل لراي من يصح االعتماد عليه ‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬و اما املتجزئ‬ ‫فاحلق املوافق لوجدان كل عامل يف كل علم امكانه و‬ ‫حتققه خارجا و مقتضى االطالقات و السرية يف‬ ‫اجلملة نفوذ حكمه و حجية رايه و صحة تقليده اال‬ ‫اذا كان حبيث تنضرف االدلة اللفظية عنه و يشك‬ ‫يف ثبوت السرية فيه فمقتضى االصل عدم اعتبار‬ ‫رايه و نفوذ حكمه حينئذ ‪ .‬اقول االجتهاد ملكة‬ ‫وهي غري قابلة للتجزئة ‪.‬‬ ‫م‪ -6‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ان شؤون الفقيه‬ ‫اجلامع للشرائط ليست منحصرة يف حجية الفتوى و‬ ‫نفوذ احلكم بل له حجية وجودية ايضا ولو كان‬ ‫ساكتا النه يصح ان حيتج به هللا تعاىل يوم القيامة و‬ ‫يصح ان يشتكي اىل هللا تعاىل من اجلهال ان مل‬ ‫يرجعوا اليه يف فهم االحكام ‪.‬‬ ‫م‪ -7‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬امنا توهم‬ ‫‪115‬‬


‫التصويب يف خصوص االحكام الفقهية الظاهرية‬ ‫فقط بدعوى ان االجزاء و صحة االعتذار هبا‬ ‫يستلزمان التصويب و فساد هذه الدعو اوضح من‬ ‫ان خيفى الن االجزاء و صحة االعتذار تسهيال على‬ ‫االمة اعم من اصابة الواقع ‪.‬اقول ليس ظاهرا يف‬ ‫سلوك العقالء االجزاء وابراء الذمة على ما ال حيقق‬ ‫الغرض ‪ ،‬و طلبهم لغري ما حيقق الغرض غري ظاهر‬ ‫ايضا ‪ ،‬وال دليل على مطابقة الواقعية الفقهية‬ ‫للواقعية العقالئية يف ذلك بل اعتبار االحكام‬ ‫الظاهرية املختلفة بل و املتناقضة احياان دليل على‬ ‫عدم املطابقة ‪ ،‬فالقول بتعدد الواقع بتعدد االراء‬ ‫االجتهادية ليس بعيدا وال دليل واضح على وحدة‬ ‫احلكم الواقعي ‪.‬‬ ‫م‪ -8‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪:‬‬ ‫املبحث الثالث اعتبار مطلق الظن‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬اما مطلق الظن‬ ‫فقد استدلوا على اعتباره بمور احدها ‪:‬ان خمالفة‬ ‫احلكم االلزامي املظنون مظنة الضرر و دفع الضرر‬ ‫احملتمل واجب فكيف بملظنون – اىل ان قال‪ -‬و‬ ‫يرد عليه ان الكربى ممنوعة النه ان اريد بلضرر فيه‬ ‫العقاب االخري فالضرر العقايب الذييجب دفعه‬ ‫منحصر مبا اذا كان يف اطراف العلم المجايل او‬ ‫‪116‬‬


‫الشبهات البدوية قبل الفحص و يف غريمها جتري‬ ‫قاعدة قبح العقاب بال بيان – اىل ان قال – و ان‬ ‫كان املراد به الضرر الدنيوي فريد عليه اوال ان تبعية‬ ‫االحكام مطلقا للمصاحل و املفاسد الدنيوية حتتاج‬ ‫اىل دليل وهو مفقود على حنو االطالق و العموم‬ ‫وان كان مما ال ينكر امجاال و اثنيا كل ضرر دنيوي‬ ‫ليس بواجب الدفع مطلقا بل السرية العقالئية على‬ ‫اخلالف ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ورابعها (أي مما‬ ‫استدلوا على اعتبار مطلق الظن) دليل االنسداد و‬ ‫هو مركب من مقدمات اغلبها قابل للمناقشة و مل‬ ‫يكن هلذا الدليل رسم يف كتب املتقدمني و امنا حدث‬ ‫بني املتاخرين املقدمة االوىل العلم بتشريع احكام يف‬ ‫الشريعة بل يكفي االحتمال العقالئي لذلك –اىل‬ ‫ان قال – و لكن يرد عليها اوال بن حق بيان‬ ‫املقدمة االوىل ان يكون هكذا ( نعلم بوجود احكام‬ ‫يف موارد الطرق املعتربة اتسيسا او امضاء حبيث لو‬ ‫تفحصنا و ظفران هبا و رجعنا يف غريها اىل االصول‬ ‫املعتربة مل يلزم حمذور عقلي و ال شرعي ابدا و قد‬ ‫تفحصنا و ظفران هبا فنرجع يف غريها اىل االصول‬ ‫املعتربة ) و ال ريب يف صحة هذه املقدمة و ال ريب‬ ‫يف حتققها خارجا و معها ال تصل النوبة اىل سائر‬ ‫املقدمات اصال ‪.‬اقول من الواضح ان عدم اعتبار‬ ‫‪117‬‬


‫مطلق الظن من الواضحات ‪.‬‬

‫‪118‬‬


‫املوضع الثالث االصول العملية‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬مورد االصول‬ ‫اجلهل الثابت املستقر و ال استقرار له اال بعد‬ ‫الفحص عن احلجة و الياس عنها فال اعتبار هلا اصال‬ ‫اال بعد الياس العقالئي عنها –اىل ان قال – مث انه‬ ‫بعد الياس من الظفر هبا ال فرق يف منشا حصول‬ ‫اجلهل بلواقع بني كونه فقدان النص او امجاله او‬ ‫تعارضه بناء على السقوط حينئذ‪ -‬اىل ان قال‪ -‬املرا‬ ‫بجلهل و الشك يف مورد االصول عدم احلحية‬ ‫املعتربة فيعم موارد وجود الظنون غري املعتربة ايضا ‪.‬‬ ‫م‪ - 2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬االصول االربعة‬ ‫املعروفة ( الرباءة االحتياط التخيري و ااستصحاب )‬ ‫من االرتكازايت العقالئية يكفي يف اعتبارها عدم‬ ‫وصول الردع و ال حنتاج اىل اقامة الدليل على‬ ‫اعتبارها من الكتاب و السنة و االمجاع و تطويل‬ ‫الكالم يف لك فان العقالء بفطرهتم بعد الفحص عن‬ ‫احلجة و الياس عنها ال يرون انفسهم ملزمني بشيء‬ ‫فعال او تركا وهذا هو الرباءة املصطلحة و اهنم‬ ‫بفطرهتم يرون العلم االمجايل منجزا يف اجلملة و يعر‬ ‫عن ذلك يف االطالح بالشتغال او االحياط و عند‬ ‫الدوران بني احملذورين ال يرون انفسهم ملزمني بشيء‬ ‫مهما بخلصوص و يعرب عنه بلتخيري و مع اليقني‬ ‫السابق و الشك الحقا حتكم فطرهتم بتباع اليقني‬ ‫‪119‬‬


‫السابق و يعرب عنه بالستصحاب ‪.‬‬

‫الفصل االول ‪ :‬الرباءة‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬قد استدل عليها‬ ‫( أي الرباءة ) بالدلة االربعة مع كوهنا من الفطرايت‬ ‫العقالئية لقاعدة قبح العقاب بال بيان فيكون‬ ‫الكتاب و السنة ارشادا اليها ‪ -.‬و قال يف موضع‬ ‫اخر ‪ -‬ال ريب يف استقرار بناء العقالء يف كل عصر‬ ‫و زمان على احلكم بقبح العقاب بال بيان حىت عد‬ ‫ذلك من القواعد العقالئية و االدلة السابقة ( أي‬ ‫من الكتاب والسنة ) تكون ارشادا اليها و بعد عدم‬ ‫متامية ما اييت من ادلة االحتياط تتم القاعدة من كل‬ ‫جهة ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬قد استدل‬ ‫بصالة الرباءة قبل التكليف او قبل البعثة و ال بس‬ ‫به و االشكال عليه انه تطويل بال طائل لكفاية جمرد‬ ‫الشك يف الرباءة بال احتياج اىل حلاظ احلالة السابقة‬ ‫مدفوع بلفرق بني جمرد عدم البيان و البيان على‬ ‫العدم و االستصحاب من الثاين فيكون اكذ ال حمالة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪120‬‬


‫الفصل الثاين ‪ :‬االحتياط‬ ‫م‪ - 1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬االحتياط حبسب‬ ‫املرتكزات طريقي حمض و ال يزيد يف الطريقية على‬ ‫االمارة املعتربة فكما اهنا منجزة يف ظرف تنجز الواقع‬ ‫يكون االحتياط ايضا كذلك و هو منحصر بطراف‬ ‫العلم االمجايل و ما قبل الفحص و يف غريمها ال تنجز‬ ‫للواقع فال وجه لتنجز االحتياط املمحض يف‬ ‫الطريقية ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬االول ( أي من‬ ‫وجوه الدليل العقلي على االحتياط) ان املقام من‬ ‫ضغرايت الشك يف الفراغ و مقتضى حكم العقل فيه‬ ‫االشتغال للعلم االمجايل بوجود حمرمات يف الشريعة‬ ‫– اىل ان قال‪ -‬و فيه – اىل ان قال‪ -‬و اثنيا بن‬ ‫العلم االمجايل ليس مطلقا يف كل جهة بل احلق يف‬ ‫بيانه ان يقال اان نعلم امجاال بوجود احملرمات يف ما‬ ‫بيدينا من الطرق و االصول املعتربة حبيث لو‬ ‫تفحصنا لظفران هبا و قد تفحصنا و ظفران هبا و‬ ‫احلمد هلل فلم يبق علم امجايل منجز يف البني اصال‬ ‫‪.‬و اثلثا انه لو كان مطلقا فلنا علمان امجاليان‬ ‫احدمها بحملرمات و اثنيهما بطرق معتربة عليها و‬ ‫هذان العلمان متقارانن حدواث و يف مثله ال تنجز‬ ‫للعلم االمجايل بحملرمات يف غري موارد الطرق و‬ ‫‪121‬‬


‫االمارات ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬اما املوضوعية‬ ‫( أي الشبهة املوضوعية) فانفق العلماء من اصوليهم‬ ‫و اخباريهم على الرباءة فيها و يدل عليها مضافا اىل‬ ‫االمجاع احملقق مجيع ما مر من ادلة الرباءة من‬ ‫الكتاب و السنة و العقل الن املراد بلبيان الذي ال‬ ‫جتري معه قاعدة قبح العقاب بال بيان و ال ادلة‬ ‫الرباءة هو تبني احلكم بقيوده املعتربة فيه ال جمرد‬ ‫صدوره من الشارع بي وجه اتفق و ال ريب ان تبني‬ ‫املوضوع من حدود احلكم و قيوده ‪ ،‬و مع عدمه ال‬ ‫تتم احلجة و البيان ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬قد تسامل العلماء‬ ‫بل ارتكز يف النفوس ان االمارات مقدمة على‬ ‫االصول املوضوعية اليت هي عبارة عما يرتفع به‬ ‫موضوع اصل اخر وهو الشك و هي مقدمة على‬ ‫االصول احلكمية فال جيري االصل املوضوعي مع‬ ‫وجود االمارة كما ال جيري االصل احلكمي مع وجود‬ ‫االصل املوضوعي ‪.‬اقول و ذلك الن االصل‬ ‫املوضوعي فيه حنو كشف فينتفي الشك لكن‬ ‫الكشف يف االماراة اقوى منه ‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ال ريب يف حسن‬ ‫االحتياط غري املخل بلنظام نصا و امجاعا بل بتفاق‬ ‫العقالء و ال اشكال فيه يف التوصليات بل يرتتب‬ ‫‪122‬‬


‫عليه الثوب ايضا ان كان بعنوان الرجاء و كذا يف‬ ‫العبادايت مع دوران االمر فيها بني الوجوب و‬ ‫الندب لثبوت االمر الذي يتقوم به العبادية فيتحقق‬ ‫حينئذ موضوع حسن االحتياط حينئذ و اما مع‬ ‫دوران االمر بني الوجوب و غري الندب او الندب و‬ ‫غري الوجوب فقد اشكل يف جراينه فيها بعدم احراز‬ ‫االمر حينئذ و املفروض ان العبادية متقومة بذلك و‬ ‫مع عدم حتقق العبادية ال يتحقق موضوع حسن‬ ‫االحتياط ايضا – اىل ان قال‪ -‬و اجيب عن هذا‬ ‫االشكال بوجوه –اىل ان قال – و منها ان من حسن‬ ‫االحتياط عقال يستكشف االمر بقاعدة املالزمة‬ ‫شرعا و فيه اوال ان احلسن يتعلق بذات االحتياط‬ ‫من حيث هو و االمر الذي يراد اثباته امنا هو بلنسبة‬ ‫اىل متعلقه ال ذاته و ال ربط الحدمها بالخر و اثنيا‬ ‫ان مورد قاعدة املالزمة هو احلسن الذايت الذي‬ ‫يكون وصفا حبال الذات و حسن االحتياط طريقي‬ ‫حمض ال ذاتية فيه بوجه ‪.‬‬ ‫م‪ -6‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬و منها ( أي‬ ‫من وجوه االجابة على االشكال املتقدم على حسن‬ ‫االحتياط مع دوران االمر بني الوجوب و غري الندب‬ ‫او الندب و غري الوجوب) ان نفس االوامر اليت‬ ‫وردت يف االحتياط تكفي للداعوية فيقصد نفس‬ ‫االمر االحتياطي و فيه اوال اهنا ليست عبادية فمن‬ ‫‪123‬‬


‫اين حيصل االمر العبادي يف املتعلق و اثنيا اهنا‬ ‫طريقية حمضة و ال بد ان يكون االمر العبادي اثبتا‬ ‫يف املتعلق قبل عروض االمر االحتياطي حىت يتحقق‬ ‫االحتياط يف العبادة –اىل ان قال‪ -‬و احلق ان يقال‬ ‫ان كيفية االمتثال موكولة اىل العقالء و هي لديهم‬ ‫اما علمية تفصيلية او امجالية او احتمالية رجائية و‬ ‫االمتثال برجاء املطلوبية حنو من االمتثال لديهم و مل‬ ‫يردع نه الشارع بل قرره بلرتغيب اىل االحتياط‬ ‫‪.‬فكما ان االمتثال يف موارد احراز االمر بالمارات‬ ‫و االصول املعتربة صحيح شرعا فكذا يف موارد رجاء‬ ‫االمر بل يكون االنقياد فيها اشد كما ال خيفى ‪.‬‬ ‫تنبيه‪ : 1‬يف قاعدة التسامح يف ادلة السنن‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬الرابع ( أي من‬ ‫الوجوه احملتملة يف اخبار القاعدة ) ان يكون يف‬ ‫مقام بيان ان نفس البلوغ من حيث هو بلوغ موجب‬ ‫حلدوث املالك و االمر و تكون هذه االخبار حاكمة‬ ‫على ما يدل على اعتبار الوثوق يف الصدور فيعترب‬ ‫الوثوق بلصدور يف الرواايت اال يف الرواايت الدالة‬ ‫على السنن و هذا الوجه قريب من فضل هللا تعاىل‬ ‫و مناسب ملذاق الشرع و لكنه بعيد عن صناعة‬ ‫االستدالل كما ال خيفى و على أي حال فاستفادة‬ ‫االستحباب الشرعي منها مشكل جدا ‪ ،‬نعم يصح‬ ‫‪124‬‬


‫ذلك ان كان برجاء الثواب التماسه ‪.‬‬ ‫تنبيه‪ : 2‬يف مسالة دوران االمر بني التعيني و التخيري‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬لو علم الوجوب‬ ‫و تردد بني كونه تعيينيا او ختيرياي فهذه هي املسالة‬ ‫املعروفة يف الفقه و االصول بدوران االمر بني التعيني‬ ‫والتخيري و املشهور فيها االول لكونه من موارد‬ ‫االشتغال و ملا مر يف مباحث االلفاظ من ان مقتضى‬ ‫االطالق كون الوجوب عينيا تعيينيا نفسيا اال اذا دل‬ ‫دليل على اخلالف فيطابق االصل اللفظي و العملي‬ ‫على تعيينه ‪ -.‬اىل ن قال – ويرد عليه ان خصوصية‬ ‫التعيينية و العينية قيد زائد مشكوك فيه فريجع فيه‬ ‫اىل الرباءة كما يف سائر القيود املشكوكة فيها فاملقام‬ ‫من جماري الرباءة ال االشتغال لعدم العلم بصل‬ ‫التكليف حبدوده و قيوده و عدم متحض الشك يف‬ ‫الشك يف االمثال فقط نعم لو اكتفينا يف وجوب‬ ‫االحتياط مبجرد العلم جبنس التكليف من دون ان‬ ‫يعلم نوعه لوجب االحتياط يف املقام و لكنه ممنوع‬ ‫بل التكليف املنجز ما اذا علم توع التكليف ‪-.‬ىل‬ ‫ان قال – كما ان لتمسك لتعيني التعييين مبا مر يف‬ ‫مباحث االلقاظ ان اطالق الوجوب يقتضي كونه‬ ‫عينيا نفسيا تعيينيا بطل النه من مقام االثبات و ما‬ ‫حنن فيه يف مقام الثبوت فال وجه للخلط بينهما ‪.‬‬

‫‪125‬‬


‫الفصل الثالث ‪ :‬التخيري‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬مورد التخيري‬ ‫املبحوث عنه يف املقام متقوم بمرين العلم جبنس‬ ‫التكليف أي االلزام يف اجلملة فعال او تركا و عدم‬ ‫امكان االحتياط رأسا ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ان العلم جبنس‬ ‫التكليف اما يف التوصليات او يف غريها اما االول‬ ‫كما اذا علم ان السكوت يف ان واحد اما واجب‬ ‫او حرام عليه فليس فيه اال التخيري الفطري التكويين‬ ‫النه حبسب ارادته االرتكازية اما فاعل او اترك و ال‬ ‫جيري فيه التخيري العقلي النه فيما اذا كان يف البني‬ ‫خطابن فعليان اتما املالك من كل جهة و لفقد‬ ‫الرتجيح و عدم متكن املكلف من اجلمع بينهما حيكم‬ ‫العقل حينئذ بلتخيري او كان خطاب واحدا فعلي‬ ‫معلوم بنوعيه و له افراد متساوية من كل جهة فالعقل‬ ‫حينئذ حيكم بلتخيري بني االفراد و املفروض انه‬ ‫ليس يف املقام اال خطاب واحد مردد بني الوجوب‬ ‫و احلرمة فالتكليف ليس معلوما بنوعه بل جبنسه‬ ‫املهمل فقط فيكون املقام خارجا عن التخيري العقلي‬ ‫بقسميه ختصصا – اىل ان قال – كما ال وجه جلراين‬ ‫التخيري الشرعي املولوي الواقعي فيه للعلم بعدم‬ ‫وجوب فردين او اكثر للتمليف واقعا بل املعلوم‬ ‫وحدته من كل جهة ‪.‬‬ ‫‪126‬‬


‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬اما لو كان كل‬ ‫واحد منهما او احدمها املعني تعبداي فيتصور حينئذ‬ ‫املخالفة القطعية برتك قصد القربة فتححرم و ان مل‬ ‫جتب املوافقة لعدم امكاهنا و لكن الظاهر مع عدم‬ ‫ثبوت احدمها بخلصوص يكون احلكم هو التخيري‬ ‫ايضا بدعوى االصل لدى العقالء يف كل ما تردد‬ ‫بني شيئني مثال و مل يعلم بخلصوص ‪.‬نعم فرق بني‬ ‫التخيري هنا و ما مر يف التوصلي فانه فطري تكويين‬ ‫و هنا عقالئي اختياري ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬مقتضى بقاء‬ ‫مناط التخيري – وهو التخيري و اجلهل بلواقع و‬ ‫عدم الرتجيح – كون التخيري استمراراي فال موجب‬ ‫لزواله بعد االخذ بحدمها اال لزوم املخالفة القطعية‬ ‫و لكنها ليست مبانعة حلصول العلم هبا بعد العمل‬ ‫و ما هو احلرام امنا هو املخالفة عن علم و عمد عند‬ ‫االرتكاب بن يكون حني العمل عاملا و كان عاصيا‬ ‫هكذا قبل و لكنه مشكل فانه يعلم بوقوعه يف احلرام‬ ‫يف صورة استمرار التخيري فيكون مثل العلم االمجايل‬ ‫بلوقوع يف احلرام يف االطراف التدرجيية فال يصح‬ ‫كما اييت عدم الفرق بني التدرجيية و الدفعية ‪.‬و‬ ‫مقتضى مرتكزات املتشرعة عدم الفرق بينها ايضا و‬ ‫ليس من شان الفقيه الرتحيص فيها و من هنا يصح‬ ‫ان يقال بولوية املوافقة االحتمالية يف املقام عن‬ ‫‪127‬‬


‫املوافقة القطعية الستلزام االخرية املخالفة القطعية‬ ‫ايضا ‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬كلما كان الشك‬ ‫فيه يف اصل التشريع و ثبوته واقعا فهو شك يف اصل‬ ‫التكليف و يكون مورد الرباءة و تقدم ما يتعلق هبا‬ ‫و كلما علم بثبوت اصل التشريع و شك يف جهات‬ ‫اخرى فهو من الشك يف املكلف به يكون مورد‬ ‫لالحتياط و االشتغال و اجلهات االخرى اليت تكون‬ ‫مورد الشك كثرية –اىل ان قال – و كل ذلك اترة‬ ‫يف الشبهة التحرميية و اخرى يف الوجوبية و كل‬ ‫منهما اترة يكون من املتباينني و هو ما مل يكن معلوم‬ ‫التنجز يف البني و اخرى من االقل و االكثر وهو ما‬ ‫حتقق فيه معلوم التنجز و شك يف الزائد ‪.‬‬ ‫املقام االول ‪ :‬يف املتباينني‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ان البحث امنا‬ ‫هو بناء على كون العلم االمجايل مقتضيا للتنجز ال‬ ‫ان يكون علة اتمة له و اال فالبحث ساقط من اصله‬ ‫حلكم العقل بوجوب االحتياط حينئذ ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬و لباب البحث‬ ‫يرجع اىل ان االصول جتري يف اطراف العلم االمجايل‬ ‫بناء على كونه مقتضيا للتنجز حىت يسقط عن‬ ‫االقتضاء او ال جتري فيكون حينئذ املقتضى للتنجز‬ ‫‪128‬‬


‫موجودا و املانع عنه مفقودا فيكون مثلما اذا كان‬ ‫علة اتمة للتنجز و احلق هو الثاين و استدل عليه‬ ‫بوجوه االول وهو اسدها و اخصرها ما ارتكز يف‬ ‫االذهان من ان مورد الشك الذي جتري فيه االصول‬ ‫ال بد و ان يكون ال اقتضاء بلنسبة اىل احلجية و‬ ‫التنجز من كل حيثية و جهة فلو كان فيه االقتضاء‬ ‫هلا فال مورد لالصول حينئذ وال اقل من الشك يف‬ ‫ذلك فال ميكن التمسك ايدلتها اللفظية النه متسك‬ ‫بلعام يف الشبهة املصداقية و ال بدلتها اللبية الن‬ ‫املتيقن منها غري ذلك فال حميص من االحتياط و ال‬ ‫ريب يف ثبوت االقتضاء يف كل من اطراف العلم‬ ‫االمجايل ‪.‬‬ ‫تنبيه يف موارد عدم وجوب املوافقة القطعية‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬موارد عدم‬ ‫وجوب املوافقة القطعية االول ما اذا دل دليل‬ ‫خمصوص على ان الشارع اكتفى بالمتثال االحتمايل‬ ‫–اىل ان قال‪ -‬او اكتفى بالمتثال التنزيلي ‪-.‬اىل‬ ‫ان قال – الثاين ما اذا كان يف بعض االطراف‬ ‫تكليف فعلي –اىل ان قال‪ -‬فيجري االصل يف‬ ‫الطرف االخر بال معارض – اىل ان قال – الثالث‬ ‫ما اذا مل يصلح العلم االمجايل للداعوية كما يف‬ ‫الدوران بني احملذورين –اىل ان قال ‪ -‬الرابع خروج‬ ‫‪129‬‬


‫بعض اطراف العلم االمجايل عن مورد االبتالء ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬اخلامس االضطرار‬ ‫وهو اما اىل متام االطراف او اىل بعضها و االول‬ ‫يوجب سقوط العلم التفصيلي عن التنجز فكيف‬ ‫بلعلم االمجايل‪ -‬اىل ان قال‪ -‬و الثاين اما اىل املعني‬ ‫او اىل غريه و كل منهما اما يكون قبل التنجز العلم‬ ‫او بعده – اىل ان قال –ان قلت – اىل ان قال ‪-‬‬ ‫و اما اذا كان ( أي الرتخيص) اىل غري املعني‬ ‫فالرتخيص املطلق ينايف استصحاب التنجز قلت‬ ‫الرتخيص فيه جهيت ال من كل جهة فله ان يرفع‬ ‫اضطراره بكل واحد منهما و ليس له الرتخيص يف‬ ‫ارتكاب كليهما فيستصحب اصل التنجز يف اجلملة‬ ‫ايضا فاحلق انه ان حصل االضطار بعد تنجز العلم‬ ‫يبقى الطرف االخر على تنجزه سواء كان اىل املعني‬ ‫او غريه ‪ – .‬اىل ان قال – السادس الظاهر ان حكم‬ ‫فقدان بعض االطراف حكم االضطرار يف ما تقدم‬ ‫من التفصيل‬ ‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬السابع املشهور‬ ‫عدم وجوب االجتناب عن املالقي الحد اطراف‬ ‫الشبهة احملصورة الصالة الطهارة فيه بال معارض ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬الثامن ال فرق‬ ‫يف تنجز العلم االمجايل بني كون افراده دفعية عرضية‬ ‫او تدرجيية طولية كما ال فرق يف الثانية بني كون‬ ‫‪130‬‬


‫الزمان ظرفا للتكليف – اىل ان قال او قيدا له –‬ ‫اىل ان قال – و الوجه يف ذلك كله فعلية التكليف‬ ‫يف التدرجييات كفعليته يف الدفعيات بال فرق بينهما‬ ‫فتسقط االصول يف االطراف بملعارضة و يؤثر العلم‬ ‫بلتكليف اثره ‪ -.‬اىل ان قال‪ -‬ان قلت كيف يثبت‬ ‫التكليف مع ان التمسك بعموم دليله يكون من‬ ‫التمسك بلعام يف الشيبهة املصداقية لفرض تردد‬ ‫موضوعه بني اايم و اوقات و اانت قلت نعم و لكن‬ ‫العلم بصل وجوده يف اجلملة يكفي يف قبح تفويته‬ ‫عقال و ال يلزم اثباته يف وقت خمصوص حىت يكون‬ ‫ذلك من التمسك بلعام يف الشبهة املصداقية ‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ال فرق يف مجيع‬ ‫ما تقدم بعد العلم بصل التكليف بني اقسام الشبهة‬ ‫‪.‬‬ ‫تنبيه يف الشبهة غري احملصورة‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ال ريب يف تقومها‬ ‫بلكثرة يف اجلملة الن غري احملصورة من املفاهيم‬ ‫العرفية ال بد من مراجعة العرف فيها – اىل ان قال‬ ‫– امنا الكالم يف حد الكثرة اليت تكون موجبا لعد‬ ‫الشبهة غري حمصورة و احلق عدم صحة حتديدها حبد‬ ‫خاص – اىل ان قال – فاملناط كله ان تكون كثرة‬ ‫االطراف حبيث مل ميكن عادة مجعها يف استعمال‬ ‫‪131‬‬


‫واحد حسب املتعارف و ان ال يرى العقالء العلم‬ ‫االمجايل فيها منجزا من كل حيثية و جهة بل يقدمون‬ ‫مبقتضى فطرهتم على ارتكاب االطراف بال تردد‬ ‫منهم على ذلك و عدم صالحية مثل ها العلم‬ ‫للداعوية الجياب املوافقة القطعية و ايكال ذلك اىل‬ ‫الوجدان اوىل من تكلفة الربهان و بعد حتقق هذا‬ ‫املوضوع ال حنتاج اىل اثبات عدم وجوب االجتناب‬ ‫يف الشبهة غري احملصورة اىل دليل خارجي بل تكون‬ ‫من املوضوعات اليت يكون حكمها مالزما لتخققها‬ ‫خارجا ‪ .‬اقول وهذه معرفة اثبتة ظاهر لكن عدم‬ ‫اعتناء العقالء بلتكليف الواصل يف مثل املقام امنا‬ ‫هو بسبب اجياب امتثاله العسر و احلرج وهذه معرفة‬ ‫اثبتة ظاهرة ان شاء هللا تعاىل ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬كما ان الوجوه‬ ‫اليت استدل هبا على عدم تنجز العلم االمجايل يف‬ ‫الشبهة غري احملصورة من االمجاع و لزوم العسر و‬ ‫احلرج و مشول ادلة الرباءة هلا و خروج االطراف هبا‬ ‫عن مورد االبتالء خمدوشة اما االمجاع فاالشكال فيه‬ ‫واضح و اما الثاين فمع العسر و احلرج يرتكب و‬ ‫مع العدم جيتنب ة اما الثالث فلكونه منافيا للعلم‬ ‫املوجود بلبني و اما االخري فلكونه خالف الفرض‬ ‫ملا مر من انه فرق يف هذا اجلهة بني احملصورة و غريها‬ ‫‪ .‬اقول قد عرفت ان املعرفة الثابتة الظاهرة هو تقوم‬ ‫‪132‬‬


‫مفهوم الشبهة غري احملصورة عند العقالء بكون‬ ‫امتثاهلا موجبا للعسر و احلرج ‪ ،‬و ما ال يوجب العسر‬ ‫و احلرج ال يكون من الشبهة غري احملصورة مهما‬ ‫كانت كثرة االطراف ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬القدر املتيقن من‬ ‫بناء العقالء و مرتكزاهتم يف سقوط العلم االمجايل‬ ‫عن التنجز يف الشبهة غري احملصورة امنا هو بلنسبة‬ ‫اىل وجوب املوافقة القطعية و اما سقوطه بلنسبة‬ ‫اىل املخالفة القطعية ففيه اشكال يف الشبهتني‬ ‫التحرميية و الوجوبية و الشك يف التعميم للمخالفة‬ ‫القطعية يكفي يف العدم ‪.‬‬ ‫املقام الثاين يف دوران االمر بني االقل و االكثر‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ان لشك يف‬ ‫االقل و االكثر اما استقاليل أي ال ترتبط االجزاء‬ ‫ببعضها البعض يف مقام االمتثال – اىل ان قال – و‬ ‫اما راتباطي وهو ما اذا كان جلميع االجزاء امتثال‬ ‫واحد و خمالفة واحدة –اىل ان قال – و التحقيق‬ ‫كما هو عليه اهله هو الرباءة عن االكثر عقال و‬ ‫نقال يف مجيع ما يتصور من موارد االقل و االكثر‬ ‫مطلقا الدلة الرباءة العقلية و النقلية ‪.‬‬

‫‪133‬‬


‫الفصل الرابع ‪ :‬االستصحاب‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬و لعل االوىل‬ ‫تعريفه ( أي االستصحاب) بنه اسراء اثر ما يعتذر‬ ‫به سابقا اىل زمان الشك فيه ‪.‬‬ ‫م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ميكن ان يكون‬ ‫( أي االستصحاب) امارة اذا لوحظ حصول الظن‬ ‫النوعي منه بنحو احلكمة ال العلة و ميكن ان يكون‬ ‫اصال اذا قطع النظر عن ذلك ‪.‬‬ ‫م‪ -3‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ان متعلق اليقني‬ ‫و الشك اما ان يتعدد وجودا او ال و على الثاين اما‬ ‫ان يسري الشك اىل اليقني و يزيله او ال و االول‬ ‫قاعدة املقتضي و املانع و اتيت االشارة اىل اقسام‬ ‫املقتضي يف االمر الالحق و الثاين قاعدة الشك‬ ‫الساري و الثالث االشتصحاب و يكفي يف عدم‬ ‫اعتبار االولني االصل بعد عدم دليل عليه من السرية‬ ‫و االخبار و االمجاع ‪.‬‬ ‫م‪ -4‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬لالستصحاب‬ ‫اقسام خمتلفة فتارة يكون زمان اليقني و املتيقن سابقا‬ ‫على زمان الشك و املشكوك فيه الحقا و هو‬ ‫الغالب يف االستصحاب املتداولة و اخرى يكون‬ ‫زمان حدوث اليقني و الشك واحدا مع كون زمان‬ ‫املتيقن سابقا و زمان املشكوك الحقا‪ -‬اىل ان قال‬ ‫– و اثلثة يكون زمان حدوث الشك سابقا و زمان‬ ‫‪134‬‬


‫حدوث اليقني الحقا مع سبق ومان املتيقن على‬ ‫ومان حدوث الشك – اىل ان قال – واحلق اعتبار‬ ‫االستصحاب يف هذين القسمني ايضا لوجود‬ ‫املقتضي و فقد املانع اذ املناط كله يف اعتباره‬ ‫اختالف زمان وجود املتيقن و املشكوك مع تقدم‬ ‫االول على الثاين‪ -‬اىل ان قال‪ -‬و رابعة يكون زمان‬ ‫املشكوك فيه سابقا و زمان املتيقن الحقا و يعرب عنه‬ ‫االستصحاب القهقري و ال دليل على اعتباره ‪.‬‬ ‫م‪ -5‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬و منها تقسيمه‬ ‫من جهة منشا الشك فانه اما يف املقتضي او يف‬ ‫الرافع او يف الغاية – اىل ان قال – و منها تقسيمه‬ ‫حبسب الدليل الدال على املستصحب –اىل ان قال‬ ‫– و منها تقسيمه حبسب املستصحب – اىل ان قال‬ ‫و اييت ان شاء هللا تعاىل ان احلق اعتباره مطلقا فال‬ ‫وجه للتطويالت مع ان جلها لوال كلها بال طائل ‪.‬‬ ‫م‪ -6‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬قد فصل يف‬ ‫اعتبار االستصحاب بني الشك يف الرافع فيعترب و‬ ‫بني الشك يف املقتضي فال يعترب فان كان هذا‬ ‫التفصيل لقصور االطالق او العموم عن مشوهلا فهو‬ ‫خالف الظاهر و ان كان لوجود مانع يف البني فليس‬ ‫ما يصلح للمانعية – اىل ان قال – كما ان التفصيل‬ ‫بني العدميات و الوجودايت فيعترب يف االوىل دون‬ ‫الثانية ال وجه له ايضا‪ -‬اىل ان قال – بل جيري يف‬ ‫‪135‬‬


‫االعدام االزلية ايضا لعموم ما سيايت من الدليل و‬ ‫فقد املانع و العدم االزيل عبارة عن العدم االبق على‬ ‫االشياء مطلقا –اىل ان قال – و لكن اشكلوا عليه‬ ‫بنه من االصول املثبتة وهي غري معتربة و هو ساقط‬ ‫النطباق الطبيعي على االفراد ذايت ال واسطة فيه‬ ‫حىت يقال بالثبات – اىل ان قال – كما ان التفصيل‬ ‫بني املوضوعات فيعترب فيها و بني االحكام الكلية‬ ‫فال يعترب مردود ايضا اذ ال وجه لالختصاص اال‬ ‫دعوى ان االحكام الكلية ليست اال الصور الذهنية‬ ‫و االثر الشرعي مرتتب على اخلارج دون الذهن او‬ ‫دعوى اهنا معارضة بستصحاب عدم اجلعل و يرد‬ ‫االوىل بن الصور الذهنية ملحوظة طريقا اىل اخلارج‬ ‫ال بقيد الذهن مع ان االحكام الكلية اعتبارات‬ ‫صحيحة عرفية عقالئية هلا حنو حتقق اعتباري يف عامل‬ ‫العتبار و هذا النحو من الوجود منشا لالثر وهو‬ ‫يكفي يف االستصحاب و يرد الثانية بن العلم‬ ‫االمجايل بنقض استصحاب العدم يف االخكام‬ ‫االبتالئية مينع من جراينه فيها فاحلق اعتباره مطلقا‬ ‫من غري ختصيصه مبورد ابدا لوجود املقتضي و فقد‬ ‫املانع ‪.‬‬ ‫املقام االول ‪:‬االدلة على حجية االستصحاب‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬االول دعوى‬ ‫‪136‬‬


‫االمجاع و لكنه راجع اىل بناء العقالء –اىل ان قال‬ ‫– الثالث بناء العقالء الن الشك عندهم اترة بدوي‬ ‫و املرجع فيه بعد الفحص الرباءة و اخرى من اطراف‬ ‫العلم االمجايل و قد اسقر بناؤهم على االحتياط فيه‬ ‫ما مل يكن مانع عنه يف البني و اثلثة مسبوق بلثبوت‬ ‫و التحقق و استقر بناؤهم فيه على االخذ بحلالة‬ ‫السابقة ما مل تكن قرينة على اخلالف سواء حصل‬ ‫الظن بلبقاء او مل حيصل و يف مثل هذه السرية العامة‬ ‫البلوى يكفي عدم ثبوت الردع و ال حنتاج اىل‬ ‫االمضاء مع انه قد ثبت ايضا مبا اييت من االخبار ‪.‬‬ ‫اقول كما يف مضمرة زرارة ( و ال ينقض اليقني ابدا‬ ‫بلشك و لكت ينقضه بيقني اخر و مضمرته‬ ‫االخرى (و ليس ينبغي لك ان تنقض اليقني بلشك‬ ‫ابدا ) ‪.‬‬ ‫تنبيه‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ليس املراد‬ ‫بليقني يف الرواايت و الكلمات خصوص اليقني‬ ‫الوجداين املقابل لسار احلجج املعتربة بل هو كناية‬ ‫عن كل حجة معتربة و كل ما يصح االعتذار به و‬ ‫امنا كر مثاال لكل ما يصح االعتذار به ‪.‬‬ ‫تنبيه‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪:‬‬

‫ال ريب‬

‫يف مشول ادلة اعتبار االستصحاب ملا اذا كان‬ ‫املستصحب كليا كشموهلا ملا اذا كان املستصحب‬ ‫جزاي و املعروف ان استصحاب الكلي على اقسام‬ ‫‪137‬‬


‫ثالثة – اىل ان قال – االول ما اذا كان املستصحب‬ ‫زاي خارجيا موضوعيا كان او حكميا فكما يصح‬ ‫استصحاب نفس اجلزي يصح استصحاب الكلي‬ ‫املتحد معه وجودا –اىل ان قال – الثاين ما جيري‬ ‫فيه استصحاب الكلي دون استصحاب الفرد و‬ ‫اجلزئي وهو ما اذا مل يكن املستصحب متشخصا‬ ‫خارجا بل كان حبسب حدوثه مرددا بني فردين و مل‬ ‫يعلم ان ما حدث يف اخلارج ااي منهما –اىل ان قال‬ ‫–فاالسصحاب يف هذا القسم ان اجري يف‬ ‫الشخص و اجلزئي اخلارجي من حيث انه كذلك فال‬ ‫وجه له لعدم اليقني السابق حبدوث اجلزئي – اىل ان‬ ‫قال – و ان اجري يف املردد بني الفردين من حيث‬ ‫الرتديد فال وجه له ايضا الن املردد من حيث هو‬ ‫كذلك ال حتقق له خارجا بل وال ذهنا ايضا –اىل ان‬ ‫قال – فينحصر االستصحاب الصحيح يف‬ ‫استصحاب كلي احلدث للعلم بتحققه ‪-.‬اىل ان‬ ‫قال‪ -‬الثالث من اقسام استصحاب الكلي ما ال‬ ‫جيري فيه استصحاب الكلي و ال الفرد وهو ما اذا‬ ‫علم حبدوث الفرد و علم برتفاعه ايضاو لكن شك‬ ‫يف حدوث فرد اخر قبل ارتفاعه او مقاران له او شك‬ ‫يف تبدله بعد االرتفاع اىل فرد اخر خمالف له من‬ ‫حيث املرتبة ال من حيث الذات كما اذا علم حبدوث‬ ‫الوجوب و راتفاعه و شك يف تبدله اىل الندب و‬ ‫‪138‬‬


‫عدمه و احلق عدم صحة استصحاب الكلي يف‬ ‫اجلميع الختالف القضية املتيقنة مع املشكوكة عرفا‬ ‫بل دقة ايضا اذ الكلي عني الفرد فما علم حدوثه‬ ‫علم برتفاعه و غريه مشكوك احلدوث فال وجه‬ ‫جلراين االستصحاب يف بقاء ما حدث للعلم بالتفاع‬ ‫بل جيري يف عدم حدوث ما هو مشكوك احلدوث‬ ‫تنبيه‪ -3‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪:‬‬

‫مقتضى‬

‫عموم ادلة االستصحاب جراينه يف ما هو معلق على‬ ‫شيء كجراينه يف ما مل يكن كذلك –اىل ان قال‪ -‬و‬ ‫العرف حبسب ارتكازهم ال يفرقون بني االستصحاب‬ ‫التعليقي و التنجيزي فال وجه ملناقشة من حيث عدم‬ ‫املتيقن السابق اذ يكفي فيه الوجود االعتباري وال‬ ‫ريب ان املنشات التعليقية هلا وجودات اعتبارية‬ ‫عرفية و عقالئية بل وشرعية ايضا ‪.‬‬ ‫تنبيه ‪-4‬م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ال رب‬ ‫يف اعتبار وجود االثر الشرعي يف مورد االمارة و‬ ‫االصل مطلقاوهو اترة يرتتب عليه بال واسطة شيء‬ ‫ابدا او بواسطة امر شرعي و ال ريب يف اعتبارمها‬ ‫حينئذ و اخرى مع وساطة امر عقلي او عادي و‬ ‫يعرب عن االخريين بملثبت – اىل ان قال‪ -‬وقد‬ ‫اشتهر اعتباره يف االمارة دون االصول مطلقا و‬ ‫خالصة ما قالوه يف وجه الفرق بينهما ان املارة تكون‬ ‫فيها جهة الكشف يف اجلملة و ما يكشف عن شيء‬ ‫‪139‬‬


‫يكشف عن مجيع ما يتعلق به من اللوازم و‬ ‫امللزومات مطلقا و اما االصول فليس فيها جهة‬ ‫الكشف عن شيء ابدا – اىل ان قال‪ -‬و فيه انه ال‬ ‫كلية يف ذلك بل يدور االعتبار مدار مقدار داللة‬ ‫الدليل عليه ال حمالة مطلقا ما مل تقم حجة معتربة‬ ‫عليه و املتيقن منها ما قلناه و ال فرق فيه بني المارة‬ ‫و االصل –اىل ان قال‪ -‬وال ريب يف ان مقتضى‬ ‫االصل عدم حجية املثبت مطلقا ال يف االمارات وال‬ ‫يف االصل ملا اثبتناه من اصالة عدم احلجية يف كل‬ ‫شيء اال ما ثبت بلدليل املعترب – اىل ان قال‪-‬‬ ‫اعتبار املثبتات من قبيل املداليل االلتزامية املختلفة‬ ‫حبسب اخالتف املوارد واجلهات بال فرق بني‬ ‫االصول و االمارات و ال كلية للنفي املطلق بلنسبة‬ ‫اىل االوىل وال لالثبات املطلق بلنسبة اىل االخرية ‪.‬‬ ‫تنبيه ‪-4‬م‪ -2‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬االثر‬ ‫املرتتب اما شرعي فقط او غري شرعي فقط او غري‬ ‫شرعي مرتتب على الشرعي او شرعي مرتتب على‬ ‫غري الشرعي و ال ريب يف اعتباره يف االول كما ال‬ ‫ريب يف عدم اعتباره يف الثاين و الثالث معترب بال‬ ‫اشكال لتحقق املوضوع فيرتتب عليه االثر غري‬ ‫الشرعي كرتتب استحقاق العقاب على خمالفة‬ ‫الوجوب املستصحب و اجزاء امتثاله و حنو ذلك‬ ‫من االاثر غري الشرعية واالخري وهو االصل املثبت‬ ‫‪140‬‬


‫املعهود فقد يكون معتربا مع االحتاد بنظر العرف و‬ ‫قد ال يكون معتربا كما يف مورد حكم العرف‬ ‫بختالف املتباينني ‪.‬‬ ‫املقام الثاين تقدمي االستصحاب على سائر االصول‬ ‫العملية‬ ‫م‪ -1‬قال ( رضوان هللا تعاىل عليه) ‪ :‬ال ريب يف تقوم‬ ‫االستصحاب بلحاظ احلالة السابقة فيكون من‬ ‫اسراء الدليل السابق اىل حالة الشك يف مفاده و‬ ‫مدلوله فيصري الدليل علما كان او امارة قسمني‬ ‫حقيقيا و تنزيليا و الثاين عبارة عن االستصحاب‬ ‫فكل حكم يكون للدليل احلقيقي يكون للتنزيلي‬ ‫ايضا اال مع وجود قرينة معتربة على اخلالف ‪.‬و‬ ‫حيث ان الدليل احلققي مقدم على االصول مطلقا‬ ‫فكذا التنزيلي –اىل ان قال‪ -‬مع ان املتعارف‬ ‫بفطرهتم ال يرتددون يف تقدميه عليها بل ال يلتفتون‬ ‫مع حلاظ احلالة السابقة اىل اصل من االصول اصال‬ ‫‪.‬‬

‫احلمد هلل رب العاملني‬

‫‪141‬‬


142


143


144


145


146


147


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.