تلخيص أصول الفقه

Page 1



‫تلخيص أصول الفقه‬ ‫أنور غين املوسوي‬


‫تلخيص أصول الفقه‬ ‫أنور غين املوسوي‬ ‫در أقواس للنشر‬ ‫العراق ‪1441‬‬


‫احملتوايت‬ ‫احملتوايت ‪1 ....................................................................‬‬ ‫املقدمة ‪4 ......................................................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬تعريف علم االصول ‪4 .........................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬موضوع علم االصول ‪4 ...................................... :‬‬ ‫فصل‪ :‬املسالة االصولية‪5 ..............................................‬‬ ‫املقصد االول ‪ :‬مباحث االلفاظ ‪6 ............................................‬‬ ‫مقدمة يف امور ‪6 ..........................................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬يف الوضع ‪6 ...................................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬احلقيقة و اجملاز ‪7 .............................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬عالمات احلقيقة ‪7 ............................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬اصالة عدم القرينة ‪8 ...........................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬احلقيقة الشرعية ‪8 .............................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬الصحيح و االعم ‪8 ...........................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬يف الرتادف و االشرتاك اللفظي ‪9 ..................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬يف املشتق ‪10 .....................................................‬‬ ‫املبحث االول ‪ :‬االوامر ‪11 ...............................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬يف مادة االمر ‪11 .............................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬يف صيغة االمر ‪11 ............................................‬‬ ‫فصل‪ :‬اقسام الواجب وهي سبعة ‪13 ..................................‬‬ ‫املبحث الثاين ‪ :‬النواهي ‪16 ...............................................‬‬ ‫فصل‪ :‬داللة النهي على الفورية و االستمرارية ‪16 ......................‬‬ ‫‪1‬‬


‫فصل ‪ :‬اجتماع االمر و النهي يف واحد ‪16 ...........................‬‬ ‫املبحث الثالث ‪ :‬املفاهيم‪17 ..............................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬مفهوم الشرط ‪17 .............................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬مفهوم الوصف‪19 ............................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬مفهوم الغاية ‪20 ..............................................‬‬ ‫فصل‪ :‬مفهوم االستثناء‪20 ............................................‬‬ ‫فصل ‪ :‬مفهوم العدد ‪21 ..............................................‬‬ ‫املبحث الرابع ‪ :‬العام و اخلاص ‪21 ........................................‬‬ ‫املبحث اخلامس ‪ :‬املطلق و املقيد ‪24 .....................................‬‬ ‫املقصد الثاين‪ :‬املالزمات العقلية غري املستقلة ‪25 .............................‬‬ ‫االمر االول ‪ :‬االجزاء ‪25 .................................................‬‬ ‫االمر الثاين ‪ :‬مقدمة الواجب ‪26 ..........................................‬‬ ‫االمر الثالث ‪ :‬اقتضاء االمر ابلشيء النهي عن ضده ‪27 ..................‬‬ ‫االمر الرابع ‪ :‬االمر ابالهم يقتضي الرتخيص يف ترك ما يزامحه ‪27 .........‬‬ ‫االمر اخلامس ‪ :‬النهي عن الشيء هل يوجب الفساد ‪28 ..................‬‬ ‫املقصد الثالث‪ :‬يف ما يصح االعتذار به ‪30 ..................................‬‬ ‫املوضع االول ‪ :‬ما يكون معتربا يف نفسه وهو القطع ‪30 ...................‬‬ ‫االمر االول ‪ :‬حقيقة القطع و حجيته ‪30 ............................‬‬ ‫االمر الثاين ‪ :‬التجري ‪30 .............................................‬‬ ‫االمر الثالث ‪ :‬اقسام القطع ‪31 ......................................‬‬ ‫االمر الرابع ‪ :‬اخذ القطع حبكم يف موضوع نفسه او مثله او ضده ‪32 .‬‬ ‫االمر اخلامس ‪ :‬املوافقة االلتزامية ‪33 ..................................‬‬ ‫االمر السادس ‪ :‬القطع احلاصل من العقليات و قطع القطاع‪33 .......‬‬ ‫االمر السابع ‪ :‬العلم االمجايل و بعض ما يتعلق به ‪34 .................‬‬ ‫االمر الثامن االمتثال االمجايل ‪36 .....................................‬‬ ‫‪2‬‬


‫املوضع الثاين ‪ :‬ما يصح االعتذار به من جهة الكشف ‪36 ................‬‬ ‫املقدمة ‪ :‬امكان التعبد بغري العلم ‪37 ..................................‬‬ ‫االمر االول ‪ :‬الظواهر ‪38 .............................................‬‬ ‫االمر الثاين االمجاع‪39 ................................................‬‬ ‫االمر الثالث الشهرة ‪39 ...............................................‬‬ ‫االمر الرابع اخلرب الواحد ‪40 ...........................................‬‬ ‫االمر اخلامس االجتهاد و التقليد ‪41 ..................................‬‬ ‫املوضع الثالث االصول العملية ‪41 ........................................‬‬ ‫الفصل االول ‪ :‬الرباءة ‪42 .............................................‬‬ ‫الفصل الثاين ‪ :‬االحتياط ‪43 ..........................................‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬اصالة التخيري ‪44 ....................................‬‬ ‫الفصل الرابع االستصحاب ‪47 ........................................‬‬ ‫اخلامتة يف التعارض ‪52 ........................................................‬‬

‫‪3‬‬


‫املقدمة‬ ‫بسم هللا الرمحن الرحيم ‪ .‬احلمد هلل رب العاملني و الصالة و السالم‬ ‫على خري خلقه حممد و اله الطيبني الطاهرين‪.‬‬

‫هذه مقالة يف اهم املسائل االصولية على وجه االختصار و التلخيص‬

‫من دون تفصيل و الذي اوكلناه و سطرانه ابلصورة الوافية‬

‫الشافية يف كتبنا االخرى ‪ ،‬و حنن هنا نقتصر على متون املسائل‬ ‫ابعتماد الواضح من معارفها وجداان و عرفا و شرعا واالشارة‬

‫السريعة اىل املهم من مناقشة ‪ ،‬و هللا املسدد ‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬تعريف علم االصول‬ ‫مسالة (‪ : )1‬قيل ان علم االصول هو قواعد معتربة تستعمل يف‬

‫استفادة االحكام االهلية لكن العلم هو جمموعة احباث منهجية يف‬ ‫ميدان معني للوصول اىل نظام قواعد متناسقة ‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬موضوع علم االصول ‪:‬‬ ‫مسالة (‪ : )2‬ان موضوع العلم هو امليدان الذي يبحث فيه حبثا‬

‫منهجيا الجل حتقيق نظام القواعد املتناسقة و من الواضح جدا‬ ‫ان امليدان املتميز الذي يبحث فيه يف علم االصول هو ادلة‬ ‫‪4‬‬


‫الفقه ‪.‬و من هنا ميكن تعريف علم االصول انه جمموعة احباث‬

‫منهجية تتناول ادلة الفقه للوصول اىل قواعد متناسقة خبصوصها‬

‫‪.‬‬

‫فصل‪ :‬املسالة االصولية‬ ‫مسالة ( ‪ : )3‬املسالة االصولية هي البحث املنهجي يف جهة من‬ ‫جهات ادلة الفقه ‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫املقصد االول ‪ :‬مباحث االلفاظ‬

‫مقدمة يف امور‬ ‫فصل ‪ :‬يف الوضع‬

‫مسالة (‪ : ) 4‬الوضع هو ختصيص اللفظ ابملعىن ‪.‬‬ ‫مسالة (‪: ) 5‬‬

‫وضع اللفظ للمعىن ليس اعتباطيا كما انه ليس‬

‫ذاتيا ‪ ،‬بل املناسبة بينهما ميكن ان تتسع بسعة التجربة االنسانية‬

‫فيمكن ان تكون مادية او اعتقادية او اعتبارية و ميكن ان تكون‬

‫ومهية و خيالية تصحح االختيار ‪.‬‬

‫مسالة (‪: )6‬الوضع قد يكون نوعيا كوضع اهليئات او شخصياكوضع‬ ‫االعالم و قد يكون تعيينيا او تعينيا ‪.‬‬

‫مسالة ( ‪ : ) 7‬املعروف تقسم الوضع اىل خاص عام و املوضوع له‬

‫اىل خاص و عام ‪ ،‬لكن ظاهر الوجدان انه ليس للوضع اال‬

‫شكل واحد وهو ان الوضع عام ابملاهية اجملردة التمييزية وان‬

‫املوضوع له عام ‪ .‬فاملعىن حني الوضع هو صورة غري ملحوظ فيه‬ ‫العموم و اخلصوص و ال الكلية و ال اجلزئية ‪ ،‬كما ان كل ما‬ ‫امكن استعماله يف اكثر من نظامل تعبريي لغوي فهو كلي تعبريي‬

‫لغوي ‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫فصل ‪ :‬احلقيقة و اجملاز‬

‫مسالة ( ‪ : )8‬ال ريب يف وقوع احلقيقة و اجملاز يف احملاورات و االوىل‬ ‫هي استعمال اللفظ يف معناه املوضوع له كما ان الثاين هو‬

‫استعماله فيما يناسبه ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬عالمات احلقيقة‬

‫مسالة (‪ : ) 9‬قبل ان للحقيقة عالمات كالتبادر و صحة احلمل ‪،‬‬ ‫ولكن هذا غري ظاهر‪ ،‬اذ ال ريب يف اعتبار العلم االرتكازي‬

‫حبقيقة املعىن ‪ ،‬والظاهر للوجدان انه انتج عن التنصيص و ليس‬

‫هناك من سبيل اخر غريه للعلم ابملعاين احلقيقية‬

‫مسالة (‪ : )10‬يراد ابلتبادر انسباق املعىن من حاق اللفظ ‪ ،‬وفيه انه‬ ‫ليس لنا طريق الثبات استناده اىل حاق اللفظ و ليس اىل القرينة‬ ‫‪ .‬و يراد بصحة احلمل مالحظة املعىن ابلتفصيل مث يالحظ اللفظ‬

‫مبا له من املعىن املرتكز املدلول عليه حباق اللفظ ‪ ،‬فيقاس بني‬ ‫املعنيني ‪ ،‬فإذا رآمها متحدين‪ ،‬فان هذا االحتاد كاشف عن املعىن‬

‫املوضوع له ‪ ،‬و فيه ان استعالم احلال حاصل من تصور املوضوع‬

‫‪ ،‬السابق على احلمل و سلبه ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫فصل ‪ :‬اصالة عدم القرينة‬

‫مسالة (‪ : )11‬إذا استعمل اللفظ وشك يف ارادة معناه احلقيقي أم‬ ‫معناه اجملازى من جهة احتمال وجود القرينة جترى اصالة عدم‬

‫القرينة العقالئية وحيرز هبا ارادة احلقيقي‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬احلقيقة الشرعية‬

‫مسالة (‪ : )13‬ال دليل على كون املخرتعات الشرعية معان‬ ‫مستحدثة بل يظهر من مجلة من االايت و النصوص الكثرية‬

‫الواردة يف حاالت االنبياء عليهم السالم اهنا كانت يف مجيع‬ ‫الشرائع االهلية مع اختالف يف خصوصياهتا يف اجلملة ‪ ،‬و الظاهر‬

‫اهنا كانت مستعملة يف معان لغوية و امنا استعملها الشارع يف ما‬

‫اراد على حنو استعمال الكلي يف الفرد ‪ .‬وال يقال بوجوب محل‬

‫االلفاظ الواردة يف الكتاب والسنة بال قرينة على املعاين اللغوية‬

‫اذ ان الظاهر صريورهتا جمازات مشهورة يف ذلك الزمان يف املعاين‬

‫الشرعية و تلك الشهرة رمبا توجب انعقاد الظهور يف املعىن‬

‫اجملازى فيكون احلمل على املعىن اللغوي هو احملتاج اىل قرينة ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬الصحيح و االعم‬

‫مسالة (‪: )14‬‬

‫وقع النزاع يف ان االلفاظ موضوعة للمعاين‬

‫الصحيحة او لالعم منها و من الفاسد و ال اختصاص هلذا النزاع‬

‫خبصوص املخرتعات الشرعية ‪.‬و من الواضح ان املقصود اثناء‬ ‫‪8‬‬


‫الوضع يكون بغاية التمييز غري امللحوط فيه املرتبية و هو خمتلف‬ ‫عن املقصود يف التوظيف امللحوظ فيه املرتبية و لوضوح ان‬ ‫الصحة و الفساد من نظام املرتبية فمجاهلا التوظيف املتاخر دائما‬

‫عن الوضع فيتني ان االلفاظ موضوعة لالعم من الصحيح و‬

‫الفاسد ‪.‬‬

‫مسالة (‪ )13‬اقول من الواضح ان الطلب يكون للصحيح و‬ ‫الصحة عرفا حتقيق الغاية املنشودة يف نظامها ‪ ،‬فاقرب‬ ‫االصطالحات اخلاصة اىل حقيقة الصحة العرفية هو القول ان‬

‫الصحيح هو املوافق للشريعة ‪.‬‬

‫مسالة (‪ )14‬من املعلوم إن الصالة و غريها من املخرتعات الشرعية‬ ‫معان جعلية تعرف عن طريق ما اشار اليه الشرع ‪،‬و من املالحظ‬

‫إن بني افراد الصالة تباين تركييب ال ميكن من اجلامع االنتزاعي‬ ‫‪،‬فال بد إن يكون اجلامع مركبيا مبهما ‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬يف الرتادف و االشرتاك اللفظي‬ ‫مسالة (‪ ) 15‬قد يكون املعىن واحدا و اللفظ متعددا و يعرب عنه‬

‫ابلرتادف او ابلعكس يكون املعىن متعددا و اللفظ واحدا و يعرب‬

‫عنه ابملشرتك و ال ريب يف وقوعهما يف احملاورات الصحيحة ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫فصل ‪ :‬يف املشتق‬ ‫مسالة ( ‪ )16‬املشتق حقيقة يف خصوص املتلبس ابملبدا و جماز يف‬ ‫غريه و يدل عليه مرتكزات العقالء ‪.‬‬

‫مسالة ( ‪ )17‬ذكر عنوان املشتق يف عنوان البحث امنا هو من ابب‬

‫الغالب ال االختصاص فاملراد به كل حممول حيمل على موضوع ‪،‬‬ ‫فجميع اجلوامد احملمولة داخلة يف البحث و ال وجه الخراج اسم‬ ‫الزمان عن مورد البحث بدعوى انه ال بد ان يكون املوضوع ابقيا‬

‫يف حاليت التلبس و االنقضاء و الزمان ليس كذلك النه متصرم‬

‫فليس شيء واحد حمفوظا يف احلالتني اذ فيه امكان حتقق بقاء‬

‫شيء واحد فيهما كطبيعي الزمان او الوحدة االعتبارية امللحوظة‬ ‫‪.‬‬

‫مسالة (‪ )18‬ان معىن املشتق بسيط فان املتبادر منه واحد و ان‬

‫احنل ابلدقة العقلية اىل شيئينمعروض و عرض و لكن ال ربط‬

‫للدقيات العقلية ابلتبادرات اللفظية ‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫املبحث االول ‪ :‬االوامر‬ ‫فصل ‪ :‬يف مادة االمر‬ ‫مسالة (‪ : )19‬االمر عرفا و اصطالحا البعث بلفظ افعل او ما‬ ‫يقوم مقامه ‪.‬‬

‫مسالة (‪: )20‬‬

‫مقتضى االرتكازات تقوم االمر ابلعلو و اما‬

‫االستعالء فغري معترب‬

‫مسالة (‪ : )21‬مادة االمر يف أي هيئة ظاهرة يف الوجوب اال مع‬ ‫القرينة على اخلالف النسباق الوجوب منها ‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬يف صيغة االمر‬ ‫مسالة (‪ : )22‬املتيقن هو استعمال صيغة االمر يف البعث حنو‬ ‫املطلوب و اما ما ذكر هلا من املعاين من التهديد و الرجتي و‬

‫غريمها فهي من دواعي االستعمال وهي خارجة عن كل من‬

‫املوضوع له و املستعمل فيه ‪.‬‬

‫مسالة (‪ : )23‬هيئة االمر مفادها البعث حنو املطلوب فيحكم العقل‬ ‫بلزوم االمتثال و الرتخيص حيتاج اىل قرينة ‪.‬‬

‫مسالة (‪ : )24‬ال ريب يف وقوع الطلب جبمل خربية ‪ ،‬هي ظاهرة يف‬ ‫الوجوب لعني ما مر يف هيئة األمر ‪.‬‬

‫مسالة (‪ : )25‬ال تدل الصيغة على املرة و ال على التكرار اذ ليس‬

‫مفادها اال البعث حنو املطلوب فقط و مقتضى اصالة االطالق‬ ‫‪11‬‬


‫االكتفاء مبجرد اتيان ذات املامور به وهو مقتضى اصالة الرباءة‬

‫ايضا ‪.‬‬

‫مسالة (‪ : )26‬ال تدل الصيغة بشيء من الدالالت على الفور او‬ ‫الرتاخي و االطالق ينفي االلزام ابلفورية ‪.‬‬

‫مسالة (‪ : )27‬التعبدي ما يعترب يف صحته قصد القرية ‪ ،‬و‬

‫التوصلي ما مل يشرتط يف صحته قصد القربة ‪ ،‬و اطالق صيغة‬

‫االمر تقتضي كون الوجوب توصليا والقول ان اعتبار قصد االمر‬ ‫يف متعلق العبادة مستلزم لتقدم ما هو متاخر طبعا وهو حمال الن‬

‫متعلق االمر متقدم طبعا على االمر ففيه انه ال حمذور الختالف‬

‫املتقدم و املتاخر ابحليثية و اجلهة فما هو متقدم امنا هو حلاظ‬ ‫االمر مبا هو طريق اىل اخلارج و ما هو متاخر نفس االمر اخلارجي‬

‫الصادر من اآلمر‪.‬‬

‫مسالة (‪ : )28‬ظاهر ادلة العبادات اعتبار املباشرة فيها اال ان‬

‫يدل دليل على اخلالف ‪ ،‬كما ان العبادة ال متتثل ابحملرم الن‬

‫التقرب ابملبغوض مما أتابه العقول و اما التوصليات فال يعترب فيها‬ ‫املباشرة ‪،‬كما اهنا تسقط ابحملرم و ان امث ‪.‬‬

‫مسالة (‪ : )29‬اطالق دليل الوجوب يقتضي ان يكون عينيا نفسيا‬ ‫تعيينيا ‪.‬‬

‫مسالة (‪ : ) 30‬ان الوجدان و السلوك العقالئي العريف يشهد بعدم‬

‫اختالف االمر املتعقب للحظر عن غريه ‪ ،‬فهو على داللته على‬

‫‪12‬‬


‫الوجوب و ليس يف هذا الرتكيب مزيد خصوصية لتكون قرينة‬

‫على انه ملطلق اجلواز ‪.‬‬

‫مسالة (‪: ) 31‬‬

‫اذا ورد االمر بشيء مث ورد اخر به قبل امتثاله‬

‫فمقتضى احملاورات ان الثاين اتكيد لالول و ان ورد االمر بشيء‬

‫بعد امتثاله فهو وجوب اخر ال ربط له ابالول و ان كان مثله اال‬ ‫مع القرينة على اخلالف يف املوردين ‪. .‬‬

‫فصل‪ :‬اقسام الواجب وهي سبعة‬ ‫القسم االول ‪ :‬املطلق و املشروط ‪:‬‬ ‫مسالة (‪ : )32‬كل واجب اذا لوحظ وجوبه مع شيء فان كان مقيدا‬ ‫به فهو مشروط و اال فهو مطلق ابلنسبة اليه‪.‬‬

‫القسم الثاين ‪ :‬املعلق و املنجز‬ ‫مسالة (‪ ) 33‬ان الوجوب إذا تعلق ابملكلف به ‪ ،‬ومل يتوقف على امر‬

‫غري مقدور يسمى منجزا‪ ،‬وما تعلق وتوقف حصوله يف اخلارج‬

‫على امر غري مقدور كالوقت يف احلج يسمى معلقا ‪ ،‬و ال ريب‬

‫يف وقوعه يف اوامر املواىل العرفية ‪ .‬فأنه قد يكون للشخص كمال‬

‫االحتياج اىل شئ وهو له يف كمال املصلحة ‪ ،‬إال أن هلذا الفعل‬ ‫قيدا دخيال يف ترتب مصلحته عليه ‪ ،‬وهو مما ال حيصل إال يف‬

‫املستقبل ‪ ،‬فيجب عليه أن أييت بذلك العمل إذا حان حينه‬

‫وحضر وقته ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫القسم الثالث ‪ :‬النفسي و الغريي ‪.‬‬ ‫مسالة (‪ : )34‬الغريي ما وجب ألجل واجب آخر على ذلك‬

‫املكلف ‪ ،‬والنفسي ما وجب ألجل نفسه ‪ ،‬فال يكون يف الغريي‬ ‫إال مصلحة املقدمية واألجلية هلذا اآلخر ‪.‬‬

‫مسالة (‪ : )35‬من الظاهر عدم ترتب ثواب او عقاب على امتثال‬

‫الواجب الغريي وخمالفته حيث أنه ملا كان بعث املوىل فيه بعثا‬

‫مقدميا ‪ ،‬فكما أن املوىل أمر به تبعا فهو أيضا ينظر إليه تبعا ‪،‬‬

‫وامتثال العبد امتثال الواجب النفسي ‪.‬‬ ‫القسم الرابع ‪ :‬التعييين و التخيريي‬

‫مسالة (‪ : )36‬ال اشكال يف وقوع الواجب التخيريي يف الشرع‬

‫والعرف و من هنا ال مربر لبحث امكانه ثبوات الن الوقوع متاخر‬

‫عن االمكان ‪.‬‬

‫مسالة (‪ : )37‬ال اشكال يف التخيري بني األقل واألكثر أبن يكون‬

‫األقل مؤثرا يف أمر قابل للشدة والضعف ‪ ،‬فلو اقتصر على‬ ‫األقل يستويف املطلوب من املرتبة الضعيفة ‪ ،‬وإذا أتى ابلزائد‬

‫اشتد األثر املزبور وهذا ظاهر ‪.‬‬ ‫القسم اخلامس ‪ :‬العيين و الكفائي‬

‫مسالة (‪ : )38‬الريب يف وجود الواجبات الكفائية عرفا وشرعا‪،‬‬ ‫وهي االمور اليت يكون املطلوب حتققها من دون عناية اىل‬ ‫‪14‬‬


‫صدورها من شخص خاص ‪ ،‬بل اجلميع مسؤولون عنها‪ ،‬ويرتتب‬ ‫عليها سقوط الوجوب بفعل البعض حلصول غرضه وعقاب‬

‫اجلميع برتكها رأسا ‪.‬‬

‫القسم السادس ‪ :‬املوسع و املضيق‬ ‫مسالة (‪ : )39‬الوجوب اما مطلق من حيث الوقت او مؤفتا ‪ ،‬فان‬

‫كا ن الوقت بقدر الواجب فمضيق واال فموسع ‪ ،‬و ال ريب يف‬ ‫وقوع اجلميع عرفا و شرعا ‪ ،‬و ال اشكال على الواجب املوسع‬ ‫بعدما كان متعلق األمر كلي الفعل الواقع يف الوقت ‪ ،‬وعدم جواز‬

‫ترك آخر فرد منه ليس لوجوب ذلك الفرد بعينه ويكون غريه مما‬

‫يتقدم عليه مسقطا للواجب ال واجبا ‪.‬‬

‫مسالة (‪ : ) 40‬نفس دليل الوجوب يف الوقت ال يدل على القضاء‬ ‫فالقيد ركن يف املطلوب فال يفهم منه اال مطلوب واحد و تعدد‬ ‫املطلوب حمتاج اىل قرينة ‪ ،‬و ال يتم االستصحاب ‪ ،‬ألن الكلي‬ ‫املقيد غري املطلق بنظر العرف ‪ ،‬وعليه فإثبات الوجوب الثابت‬

‫للموقت لذات عارية عن قيد الوقت اسراء للحكم من موضوع‬ ‫اىل موضوع آخر ‪.‬‬

‫القسم السابع ‪ :‬االصلي و التبعي‬ ‫مسالة (‪ : )41‬االصلي ما كان عن ارادة استقاللية و التبعي ما كان‬

‫عن ارادة تبعية ‪ ،‬و قد يستفاد التبعي من الداللة االستقاللية و‬ ‫‪15‬‬


‫االصلي من غريها كاملفاهيم و ميكن ان يكون كل من الواجب‬ ‫النفسي و الغريي اصليا و تبعيا كما ال خيفى ‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬النواهي‬ ‫فصل‪ :‬داللة النهي على الفورية و االستمرارية‬ ‫مسالة ‪ : 42‬ان النهي متعلق ابلطبيعة كاالوامر و من اللوازم العرفية‬ ‫لتعلق النهي ابلطبيعة الفورية و االستمرار ابلنسبة اىل االفراد الن‬

‫معىن الردع عن الطبيعة اعدامها ابملرة ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬اجتماع االمر و النهي يف واحد‬

‫مسالة ‪ : 43‬البحث يف املقام هو ان تعدد العنوان يف الواحد هل‬

‫يكفي يف رفع حمذور التضاد بني االمر و النهي املتعلقني به ؟ و‬

‫اتفق العلماء انه لو كان تعدد الوجه و العنوان يف الواحد كافيا يف‬

‫رفع حمذور التضاد يصح االجتماع كما اتفقوا على عدم الصحة‬ ‫مع عدم الكفاية فالنزاع يف املقام صغرواي ‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫مسالة ‪:44‬‬

‫ان التعدد االعتباري يكفي يف رفع التضاد بني‬

‫االعتبارايت ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 45‬ال وجه لدعوى ان جواز االجتماع مستلزم لنقض‬

‫الغرض الن االمر ابلشيء هو لدرك املصلحة و التقرب ابملامور‬

‫به اىل هللا تعاىل وهو ال جيتمع مع النهي الفعلي اذ فيه انه ال‬ ‫حمذور فيه بعد تعدد اجلهة فيجلب املامور به املصلحة من جهة و‬ ‫تقع املفسدة من جهة اخرى و ال حمذور فيع من عقل او نقل او‬

‫عرف ‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬املفاهيم‬ ‫مسالة ‪ : 46‬املفهوم عرفا و اصطالحا يطلق على ما يالزم الكالم‬ ‫عرفا و غري مذكور يف اللفظ حبدوده وقيوده‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 47‬بناء العقالء على اعتباراملفهوم يف حال ثبوته فالنزاع يف‬ ‫مبحث املفهوم صغروي ‪ ،‬مبعىن انه هل يكون للجملة الشرطية‪-‬‬

‫مثال‪ -‬مفهوم او ليس هلا مفهوم ؟ و املفاهيم املبحوثة هي ‪:‬‬ ‫فصل ‪ :‬مفهوم الشرط‬

‫مسالة ‪ :48‬املشهور ان للشرطية مفهوم و مما قيل يف داللة اجلملة‬

‫الشرطية على املفهوم وجوه االول ‪ :‬ان داللتها على العلية التامة‬ ‫‪17‬‬


‫املنحصرة وضعية لتبادرها منها و فيه ان املتبادر مطلق الرتتب يف‬

‫اجلملة ال على حنو العلية فضال عن التامة او املنحصرة ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 48‬الوجه الثاين من وجوه داللة اجلملة الشرطية على‬

‫املفهوم ان ذلك من ابب االنصراف ‪،‬و فيه انه ممنوع لغلبة‬

‫االستعمال يف مطلق االقتضاء و الرتتب ‪.‬‬

‫مسالة ‪ :49‬الثالث من وجوه داللة اجلملة الشرطية على املفهوم اهنا‬ ‫اطالقية اذ لو كان يف البني شرط اخر لذكر و حيث مل يذكر‬ ‫فيستفاد العلية التامة املنحصرة ‪.‬و فيه انه يعترب يف التمسك هبذه‬

‫االطالقات احراز كون املتكلم يف مقام البيان من هذه اجلهات‬

‫ايضا و مع عدم االحراز ال وجه للتمسك هبا ‪.‬فال بد من قرينة‬

‫على البيان او احلصر كأن تكون الشرطية ختصيصا لعموم سابق‬

‫وهذا هو الواضح وجداان و عرفا يف حتقق املفهوم للشرطية ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 50‬اذا كان الشرط متعددا و اجلزاء واحدا ‪ ،‬فان كاان‬ ‫متالزمني يف التحقق اخلارجي فال ريب يف ان الشرط واحد هو‬

‫اجلامع بينهما و ان كاان خمتلفني قيل بتحقق التعارض بني اطالقي‬

‫املنطوقني و بني مفهوميهما و ال بد حينئذ من دفع التعارض‬

‫ابسقاط العلية التامة املنحصرة عن الشرط و فيه انك عرفت انه‬

‫ليس يف اجلملة الشرطية داللة على ذلك فال تعارض بل يكون‬

‫‪18‬‬


‫كل منهما شرطا لتحقق اجلزاء وهذا هو الراسخ يف العرف‬

‫احملاوري كما هو ظاهر ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 51‬ظاهر اجلملة الشرطية حدوث اجلزاء عند حدوث كل‬ ‫شرط فيتعدد اجلزاء بتعدد الشرط اال اذا دلت قرينة معتربة على‬

‫اخلالف فتدل حينئذ على تداخل االسباب او املسببات و‬ ‫االول أبن ال يرتتب على الشرائط املتعددة إال وجوب واحد‪ ،‬و‬ ‫الثاين أبن يتعدد الواجبات و لكن جيوز االكتفاء بفرد واحد يف‬

‫مقام امتثال اجلميع وال ريب يف عدم تقييد االمتثال بعدم كونه‬ ‫لغري امره فيصح امتثال واجبات متعددة ابمتثال واحد ‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬مفهوم الوصف‬ ‫مسالة‪ : 52‬مما استندل به للقول مبفهوم الوصف انه لو مل يدل عليه‬ ‫لكان ذكره لغوا اذ ال فائدة فيه غري ذلك و فيه وضوح عدم‬

‫احنصار الفائدة يف ذلك ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 53‬و مما استندل به للقول مبفهوم الوصف ما اشتهر من ان‬ ‫االصل يف القيد ان يكون احرتازاي و ان تعليق احلكم على‬ ‫الوصف مشعر ابلعلية فيثبت املفهوم ال حمالة و فيه انه ال اصل‬

‫هلذا االصل اال يف احلدود احلقيقية و التعريفات الواقعية وهي‬

‫كلها خارجة عن مورد الكالم ‪.‬و قضية تعليق احلكم على‬ ‫‪19‬‬


‫الوصف مشعر ابلعلية ليست من القواعد املعتربة مع ان االشعار‬ ‫ابلعلية اعم من العلية التامة املنحصرة اليت هي مناط حتقق‬

‫املوضوع ‪.‬‬

‫فصل ‪ :‬مفهوم الغاية‬ ‫مسالة ‪ : 54‬املعروف بني اهل االدب ان كلمة حىت و اىل تدالن‬ ‫على دخول الغاية يف املغيا ما مل تكن قرينة على اخلالف و من‬ ‫املعلوم ان منهج اهل االدب هو استقراء العرف احملاوري مما جيوز‬

‫االعتماد عليه مع عدم ظهور ما خيالفه ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 55‬ان الغاية ان كانت قيدا للموضوع تكون من الوصف‬

‫حينئذ و قد تقدم عدم املفهوم له و ان كانت قيدا للحكم فتدل‬

‫على ارتفاع احلكم عما بعد الغاية قهرا و اال فال تكون قيدا‬ ‫للحكم وهو خلف ‪.‬‬

‫مسالة ‪ :56‬ان شك اهنا قيد للحكم او املوضوع فاالصل الرباءة‬ ‫فتخرج حينئذ عن الداللة ‪.‬‬

‫فصل‪ :‬مفهوم االستثناء‬ ‫مسالة ‪: 57‬ادوات االستثناء تدل على انتفاء حكم ما قبلها عما‬ ‫بعدها ابملنطوق ال املفهوم اال يف موارد خاصة‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫فصل ‪ :‬مفهوم العدد‬ ‫مسالة ‪ : 58‬العدد اترة يكون حمدودا ابلنسبة اىل طريف القلة و‬ ‫الكثرة كركعات الظهر مثال و اخرى ابلنسبة اىل طرف القلة و‬ ‫اثلثة اىل طرف الكثرة و رابعة يكون ال اقتضاء ابلنسبة اىل‬

‫الطرفني و الكل ليس من املفهوم يف شيء ‪.‬‬

‫املبحث الرابع ‪ :‬العام و اخلاص‬ ‫مسالة ‪: 58‬العموم عند العرف متقوم ابلشمول وهو اما استغراقي‬ ‫شامل لكل ما يصلح ان يكون قردا له او بديل أي ان مدلوله فرد‬ ‫واحد لكن على البدل او جمموعي يلحظ مجيع االفراد عنواان‬ ‫للعام والزم االول حتقق االطاعة ابمتثال كل فرد و العصيان برتك‬

‫فرد اخر والزم الثاين حتقق االطاعة ابتيان فرد ما و عدم حتقق‬ ‫العصيان اال برتك اجلميع و اما االخري فال تتحقق االطاعة فيه‬

‫اال ابتيان اجلميع و يتحقق العصيان برتك فرد ما ‪.‬‬

‫مسالة ‪ :59‬ال اشكال يف حجية العام يف الباقي بعد التخصيص‬

‫لوجود املقتضي و هو الظهور اللفظي و فقدان املانع الصالة‬

‫‪21‬‬


‫عدم خمصص اخر و ان كان العام املخصص جمازا النه من اللفظ‬ ‫املوضوع للكل املستعمل يف اجلزء ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 60‬اذا كان العام مبينا و اخلاص جممال فان كان اخلاص‬

‫متصال سرى االمجال اىل العام ‪ ،‬و اما اذا كان منفصال فان كان‬

‫امجاله للرتدد بني املتباينني مفهوما او مصداقا فال حجية للعام يف‬ ‫حمتمل التخصيص ايضا للعلم االمجايل بورود التخصيص يف‬

‫اجلملة ‪ ،‬و اما اذا كان االمجال الجل تردده بني االقل و االكثر‬

‫مفهوما فالعام حجة يف حمتمل التخصيص و هو االكثر السقرار‬

‫ظهوره يف العموم و عدم املنايف له اال يف ما يكون اخلاص حجة‬

‫فيه و هو االقل فقط فريجع يف االكثر اىل اصالة عدم التخصيص‬

‫‪ ،‬و اما اذا كان امجاله الجل الرتدد بني االقل و االكثر مصداقا‬

‫فهو النزاع املعروف انه هل جيوز التمسك ابلعام يف الشبهة‬ ‫املصداقية وبعد العلم بورود املخصص املبني مفهوما فال جيوز‬

‫التمسك ابلعام ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 61‬اذا تعقب العام بضمري و علم رجوعه اىل البعض و كان‬ ‫مع العام يف كالم واحد فال حجية للعام ابلنسبة اىل ما بقي‬

‫الحتفائه مبا يصلح للقرينة عرفا ‪.‬و اما اذا ان كان يف كالمني‬

‫فاصالة العموم تعارض اصالة التطابق بني املرجع و الضمري اي‬

‫اصالة عدم االستخدام فيتساقطا ‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫مسالة ‪: : 62‬ال ريب يف ان مناط التخصيص امنا هو الجل تقدمي‬ ‫القرينة على ذي القرينة و مهما حتقق هذا املناط يصح التقدمي بال‬

‫كالم وان كان املخصص مفهوما ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 63‬اذا تعقب االستثناء مجال متعددة فاملتبع هو القرائن‬ ‫املعتربة و مع عدمها فاملتيقن الرجوع اىل اجلملة االخرية ‪.‬‬

‫مسالة‪ : 64‬استقرت السرية على ختصيص عمومات الكتاب و‬ ‫تقييده مبا اعترب من خرب الواحد و ذلك ملا ارتكز يف االذهان من‬

‫آات ُك ُم‬ ‫تقدمي القرينة على ذيها و يدل عليه عموم قوله تعاىل { َوَما َ‬ ‫ول فَ ُخ ُذوهُ َوَما نَ َها ُك ْم َع ْنهُ فَانتَ ُهوا }‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫َّ‬

‫مسالة ‪ : 65‬مقتضى امليل اىل التوفيق و قصدية اخلطاب و شيوع‬ ‫التخصيص و غلبته يف احملاورات و ندرة النسخ هو القول ان‬

‫االصل عدم النسخ مطلقا اال اذا بثت بدليل قطعي ال سيما يف‬

‫االحكام الشرعية االبدية ‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫املبحث اخلامس ‪ :‬املطلق و املقيد‬ ‫مسالة ‪ :66‬معىن املطلق هو ما مل حيد حبد و ما مل يقيد بقيد و املطلق‬ ‫احلقيقي اجملرد عن مجيع القيود حىت حلاظ االطالق و االرسال ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 67‬املطلق هو الطبيعة املهملة فان كانت متوغلة يف‬

‫االهبام من كل جهة نوعا و صنفا و فردا فهو اسم اجلنس و ان‬

‫اتصف ابلتعريف اللفظي مع االمهال املعنوي من كل جهة فهو‬

‫علم اجلنس و ان كان امهاهلا يف خصوص الفردية البدلية السارية‬ ‫فقط فهي النكرة ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 68‬قد جرت سرية اهل احملاورة على استفادة االطالق من‬ ‫مقدمات االطالق ( مقدمات احلكمة)‬

‫بعد حتققها و ترتكب‬

‫من امرين االول ان املتكلم يف مقام البيان الثاين عدم وجود قرينة‬

‫على التقييد و وجود القدر املتيقن قرينة ‪.‬و االصل كون املتكلم‬ ‫يف مقام البيان واالصل هو عدم القرينة ‪.‬‬

‫مسالة ‪ :69‬يعترب يف محل املطلق على املقيد و عن االعتبار احراز و‬ ‫دة املطلوب ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 70‬اجململ ما مل يتضح املراد منه و لو ابلقرائن و املبني‬

‫خالفه و ال بد مع االمجال من التفحص التام لعله يزول االمجال‬ ‫و االهبام و مع عدم الزوال يرجع اىل ادلة اخرى ‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫املقصد الثاين‪ :‬املالزمات العقلية غري املستقلة‬ ‫مسالة ‪ : 71‬املالزمات العقلية غري املستقلة عبارة عما اذا كان طرفا‬

‫املالزمة من غري العقل و لكن احلاكم هبا امنا هو العقل خبالف‬ ‫املالزمات املستقلة فان طريف املالزمة و احلكم هبا من مدركات‬ ‫العقل كقاعدة التحسني و التقبيح العقليني و املالزمات العقلية‬

‫غري املستقلة كثرية و عمدهتا يف االصول امور ‪:‬‬

‫االمر االول ‪ :‬االجزاء‬ ‫مسالة ‪ : 72‬ان العقل حيكم ابملالزمة بني امتثال املامور به على ما‬ ‫قرره االمر و سقوط االمر ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 73‬االمر اما واقعي او اضطراري و يعرب عنه ابلواقعي‬

‫الثانوي ايضا او ظاهري يكون مفاد االمارات و االصول و‬

‫اجزاء امتثال الظاهري هو من لوازم اعتبار االمارات و االصول‬

‫و صحة االعتذار و ان خالفت الواقع اذ املكلف معذور يف ترك‬

‫الواقع ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 74‬من الواضح ان االضطرار والعذر الذي هو موضوع‬

‫التكاليف هو العذر املستوعب للوقت فال جيوز البدار اىل‬

‫االمتثال يف اول الوقت ‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫مسالة‪ : 75‬لو اتى املكلف يف مورد التكاليف االضطرارية ابلتكليف‬

‫الواقعي و ترك تكليفه االضطراري اجزأ عنه الن التكليف‬

‫االضطراري رخصة تسهيل ‪.‬‬

‫االمر الثاين ‪ :‬مقدمة الواجب‬ ‫مسالة ‪ : 76‬جتب مقدمة الواجب ابلوجوب التبعي ‪،‬فاان نرى‬

‫ابلوجدان عند طلبنا لشيء تعلق الطلب ايضا ابلنسبة اىل مقدماته‬

‫‪ ،‬لكن هذا الوجوب عقلي ال يستلزم الوجوب الشرعي ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 77‬معروض الوجوب لعنوان املقدمة هي املقدمة املوصلة‬ ‫اليت يعترب فيها ترتب ذي املقدمة عليها يف وجوهبا‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 78‬يصح امتثال الواجب الشرعي ابملقدمة احملرمة وان كان‬

‫عبادة الهنا ليست جزء منه و ان كان املمتثل عاصيا ‪ ،‬و لو‬ ‫احنصر االمتثال هبا قدم الواجب ان كان من مقاصد الشريعة يف‬

‫حفظ النفس او املال او العرض او العقل او الدين ‪ ،‬و اال سقط‬ ‫الواجب ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 79‬احلرام يستلزم عقال وجوب ترك املقدمة املوصلة اليه ‪،‬‬

‫و لو اتى هبا و وقع ذيها فال عقاب عليها بل على ذيها فقط ‪ ،‬و‬ ‫ال يعترب فيه قصد التوصل هبا اليه ‪ ،‬نعم اذا كان جاهال او غاقال‬

‫عن استلزامها للحرام فانه يكون معذورا‪.‬‬ ‫‪26‬‬


‫االمر الثالث ‪ :‬اقتضاء االمر ابلشيء النهي عن ضده‬ ‫مسالة ‪ : 80‬قيل ان االمر ابلشيء يقتضي النهي عن ضده الن‬ ‫وجوب كل ضد مالزم لعدم الضد االخر مما يعين اهنما متحدان‬ ‫يف احلكم و فيه انه ال دليل من عقل او نقل على ان التالزم‬

‫الوجودي موجب للتالزم احلكمي ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 81‬مما استدل به على االقتضاء هو مقدمية عدم احد‬ ‫الضدين لوجود االخر و فيه ان العالقة بني وجود الشيء و عدم‬

‫ضده هي قضية حقيقية حينية ‪ ،‬فانه اذا حتقق الشيء كان ضده‬

‫معدوما ‪ ،‬و ليس هذا من املقدمية بشيء و احلاصل ان االمر‬

‫ابلشيء ال يقتضي النهي عن ضده مطلقا ال بنحو املالزمة و ال‬ ‫بنحو املقدمية ‪.‬‬

‫االمر الرابع ‪ :‬االمر ابالهم يقتضي الرتخيص يف ترك ما يزامحه‬ ‫مسالة ‪ : 82‬ال ريب ان العقل حيكم بتقدمي ما هو حمقق للمقصد‬

‫على غريه ‪ ،‬فاذا تزاحم امران فان العقل يرى وجوب تقدمي ما‬

‫حيفظ غاية اجلعل و االعتبار ‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫مسالة ‪ : 83‬املعلوم من الشريعة و املقطوع به فيها ان من مقاصد‬ ‫الشريعة حفظ النفس و العرض و املال و العقل ‪،‬فكل ما كان‬

‫منها وجب تقدميه على غريها و ال ريب يف تقدمي ما حيفظ النفس‬ ‫على غريه و ما حيفظ العرض على غريمها و ما حيفظ العقل على‬

‫غريهذه الثالثة ‪ ،‬و ما حيفظ املال على غري هذه االربعة ‪ ،‬و اما‬ ‫غريها فليس من املقطوع به القول ابالمهية و ال يكفي االستظهار‬

‫‪ ،‬بل يكون املتحقق نظام التزاحم فما قيل من وجوه االمهية غري‬

‫ما قلنا ال عربة به ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 84‬الوجوب العقلي بتقدمي االهم املقاصدي ترخيص يستلزم‬ ‫معذورية ترك غريه بفعله ‪ ،‬لكنه لو عصا و ترك االهم وجب‬ ‫امتثال االخر لتمام مالكه و التقدمي غري مسقط له و جواز ذلك‬

‫كله يشهد له الوجدان و هو ما يعرف ابلرتتب ‪.‬‬

‫االمر اخلامس ‪ :‬النهي عن الشيء هل يوجب الفساد‬ ‫مسالة ‪ : 85‬ان التقرب اىل املعبود مبا هو مببغوض و منفور لديه‬ ‫مستنكر و قبيح و ابطل ابلضرورة ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 86‬الذات عرفا هو املشخص املركب من االجزاء و‬

‫الشرائط ‪ ،‬و كل ما كان منه كان مفسدا له ان كان حراما سواء‬

‫كان جزء او شرطا‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫مسالة ‪ : 87‬النهي عن املعامالت اذا كان ارشادا اىل الفساد فال‬ ‫ريب يف البطالن ابملهين و اما اذا كان تكليفيا حمضا فال ريب يف‬ ‫االمث لتحقق املخالفة كما ال ريب يف ترتب االثر و عدم الفساد‬

‫لالطالقات و العمومات و اصالة الصحة و عدم منشأ للفساد‬ ‫‪.‬و مع الشك فمقتضى االطالق و العوم و اصالة الصحة عدم‬

‫البطالن ‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫املقصد الثالث‪ :‬يف ما يصح االعتذار به‬ ‫و هنا ثالث مواضع‬

‫املوضع االول ‪ :‬ما يكون معتربا يف نفسه وهو القطع‬ ‫و البحث فيه عن امور‬ ‫االمر االول ‪ :‬حقيقة القطع و حجيته‬ ‫مسالة ‪ : 88‬حقيق القطع الكشف و املرآتية و ااثره وجوب العمل‬

‫على طبقه و استحقاق العقاب على خمالفته و كونه عذرا مع‬

‫املخالفة للواقع قصورا ال تقصريا و هذه االاثرا من املرتكزات اليت‬

‫يلتزم هبا كل عاقل ‪.‬‬ ‫االمر الثاين ‪ :‬التجري‬ ‫مسالة ‪: 89‬‬

‫التجري و االنقياد من املوضوغات العرفية ‪ ،‬و ال‬

‫ريب يف قبح التجري و كونه موجبا الستحقاق الذم او العقاب ‪،‬‬

‫الن املناط يف اجياب املعصية احلقيقية الستحقاق العقاب ليس اال‬

‫هتك امل وىل و املبارزة معه و الظلم عليه و ال ريب يف حتقق ذلك‬ ‫كله يف مورد التجري لدى العقالء كافة ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 90‬الفعل املتجرى فال ريب يف كونه من مظاهر الطغيان و‬

‫الظلم على املوىل عرفا و يكفي يف ذلك قبحه لدى العقالء من‬ ‫‪30‬‬


‫دون ان يستلزم احلرمة الشرعية فان القبح أو احلسن‪ ،‬اترة يكون‬ ‫منشؤه ذات العمل الذي يكون مادة التكاليف‪ ،‬مع قطع النظر‬

‫عن تعلق طلب املوىل به‪ ،‬كقبح الظلم وحسن العدل‪ ،‬واخرى‬ ‫يكون منشؤه تعلق تكليف املوىل به ومفاد اهليأة‪ ،‬وما ميكن أن‬

‫يقال ابستلزامه ألمر املوىل وهنيه هو القسم األول ال الثاين ‪.‬‬ ‫االمر الثالث ‪ :‬اقسام القطع‬

‫مسالة ‪ : 91‬ال خيفى ان مقتضى طبع القطع ان يكون طريقا حمضا‬

‫اىل متعلقه كسائر احلجج و االمارات فاخذه يف املوضوع مطلقا‬

‫حيتاج اىل دليل خاص يدل عليه ‪.‬و يكون فيه اتبعا ملقدار داللة‬

‫الدليل فقط فتارة يؤخذ على حنو يكون متام املوضوع ابن يدور‬

‫احلكم مدار القطع اخطا او اصاب و اخرى يكون بنحو جزء‬ ‫املوضوع ابن يدور احلكم مدار القطع و متعلقه معا حبيث ينتفي‬

‫ابنتفاء احدمها و على كل منهما اما ان يؤخذ فيه من حيث انه‬ ‫كاشف عن الواقع او من حيث انه صفة خاصة من صفات‬

‫النفس يف مقابل الظن و الوهم و سائر الصفات النفسانية ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 92‬ال ريب ان اهم ااثر القطع صحة االعتذار به و‬

‫االستناد البه ‪ ،‬و اما الكشف عن الواقع وان كان من لوازمه‬ ‫ايضا و لكنه مغفول عنه غالبا الن القاطع ال يرى الواقع و ال‬ ‫‪31‬‬


‫يلتفت اىل قطعه و جهة الكشف غالبا و حينئذ فكل ما صح به‬

‫االعتذار و جاز االستناد اليه يقوم مقامه من هذه اجلهة و احليثية‬

‫بنفس دليل اعتباره سواء كان امارة او اصال موضوعيا او حكميا‪،‬‬

‫اما القيام مقام ما اخذ يف املوضوع فاحلق صحته ايضا فيما اخذ‬

‫فيه من حيث الكشف و االعتذار ال من حيث صفة القطعية الن‬ ‫العلة التامة للدخل يف املوضوع و املناط كله ليس اال صحة‬

‫االعتذار و االعتبار لدى العقالء ‪.‬‬

‫االمر الرابع ‪ :‬اخذ القطع حبكم يف موضوع نفسه او مثله او ضده‬ ‫مسالة ‪ : 93‬قيل انه ال ميكن اخذ القطع حبكم يف موضوع نفسه‬ ‫للزوم الدور ‪ ،‬و فيه اهنما خمتلفان جهة الن متعلق القطع ذات‬

‫احلكم و ماهيته ‪ ،‬و اما احلكم فهو بوجوده العيين اخلارجي‬ ‫يتوقف على القطع به فيختلف املتوقف و املتوقف عليه فال دور‬

‫‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 94‬و اما اخذ القطع حبكم يف موضوع مثله و ضده فقيل‬

‫انه يستلزم اجتماع املثلني و الضدين و مها ابطالن و فيه ان‬

‫الضدين و املثلني امران وجوداين ال جيتمعان يف حمل واحد و‬

‫االحكام مطلقا ليست وجودية و ال من العوارض اخلارجية بل هي‬ ‫اعتبارات عقالئية ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫االمر اخلامس ‪ :‬املوافقة االلتزامية‬ ‫مسالة ‪ : 95‬ال جيب االتزام ابلوجوب و احلرمة قلبا ‪ ،‬فليس يف‬ ‫البني اال تكليف واحد متعلق ابجلوارح ال اثنان ‪ ،‬فال جتب‬

‫املوافقة االلتزامية وال حترم املخالفة االلتزامية ايضا لالصل بعد‬

‫عدم الدليل عليهما من عقل او نقل ‪.‬‬

‫االمر السادس ‪ :‬القطع احلاصل من العقليات و قطع القطاع‬ ‫مسالة ‪ : 96‬قيل بعدم حصول القطع الطريقي من االمور العقلية‬ ‫لعدم احاطة العقول ابلواقعيات و فيه انه خالف الوجدان ان‬

‫اريد به السالبة الكلية و ان اريد به ان اخلطا فيه اكثر مما حيصل‬ ‫من غريها فهو من جمرد الدعوى و ال شاهد عليه و قد قيل ايضا‬

‫بعدم اعتباره و لو حصل منها لعدم وصول دليل من الشرع على‬

‫تقريره و كثرة خمالفته للواقعيات و فيه انه خالف الطريقة‬

‫العقالئية من اتباع القطع مطلقا بال نظر اىل منشا حصوله ابدا و‬

‫عدم ورود ردع من الشارع ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 97‬من الواضح عدم اعتبار قطع القطاع أي كل من حيصل‬

‫له القطع ابدىن شيء على خالف املتعارف بني الناس يف اسباب‬

‫‪33‬‬


‫حصول القطع عندهم لعدم بناء من العقالء على ترتيب االثر‬

‫هلذا النحو من القطع ‪.‬‬

‫االمر السابع ‪ :‬العلم االمجايل و بعض ما يتعلق به‬ ‫مسالة ‪ : 98‬ال فرق بني العلم االمجايل و التفصيلي يف نفس العلم‬

‫من حيث هو علم ‪ ،‬و امنا الفرق بينهما يف املعلوم ابلعرض‬ ‫املتحقق يف اخلارج من جهة سراية اجلهل اليه يف العلم االمجايل‬

‫دون التفصيلي ‪،‬و من املعلوم ان املناط كله يف كون العلم‬ ‫التفصيلي علة اتمة للتنجز ليس اال ان خمالفته عدم مباالة ابلزام‬ ‫املوىل و هتك ابلنسبة اليه ‪ ،‬و ال ريب يف حتقق هذا املناط يف‬

‫املخالفة لبعض اطراف العلم االمجايل فيكون علة اتم للتنجز‬

‫كالتفصيلي ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : : 99‬شرائط تنجز العلم االمجايل شرائط عقالئية حاصلة‬ ‫من مرتكزاهتم اليت هي املدار يف تنجز التكاليف مطلقا يف ما مل‬ ‫يرد فيه حتديد شرعي اوهلا ان حيدث ابلعلم االمجايل تكليف فعلي‬

‫غري مسبوق ابلوجود ‪ ،‬فلو كان بعض اطرافه املعني حمكوما حبكم‬

‫تفصيلي مثل احلكم املعلوم ابالمجال فحدث العلم االمجايل بعد‬

‫ذلك ال اثر ملثل هذا العلم االمجايل يف التنجز ‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫مسالة ‪ : 100‬من شرائط تنجز العلم االمجايل ان يصلح للداعوية و‬

‫البعث حنو التكليف يف عرف العقالء ‪ ،‬و يرتتب على هذا الشرط‬

‫خروج موارد عن تنجز العلم االمجايل منها ما اذا مل يكن بعض‬

‫االطراف مورد االبتالء و بيانه ان للقدرة مراتب االوىل القدرة‬

‫العقلية احملضة و الثانية القدرة العرفية اليت هي اخص من االوىل و‬ ‫تدخل فيها القدرة الشرعية ايضا و الثالثة قدرة اخص منهما و‬

‫هي كون املقدور مورد عمل القادر عرفا مع وجود املقتضي و‬

‫فقد املانع حبيث تكون القدرة ابلنسبة اىل متام االطراف على حد‬

‫سواء من حيث وجود املقتضي و فقد املانع فلو كان يف احد‬ ‫االطراف مانع عن اعمال القدرة فهو خارج عن حمل االبتالء فال‬ ‫تنجز للعلم االمجايل املتعلق به و بغريه ‪ .‬نعم لو كانت االطراف‬

‫مورد االبتالء و اثر العلم االمجايل اثره فخرج بعض االطراف عن‬

‫مورد االبتالء ال يضر ذلك بتنجز العلم االمجايل و بقاء اثره يف ما‬ ‫بقي حتت االبتالء لالصل‪ .‬و من تلك املوارد الشبهة غري‬

‫احملصورة اليت هي ايضا من مصاديق خروج بعض االطراف عن‬ ‫مورد االبتالء اذ ال موضوعية لعدم احلصر من حيث هو بل ال بد‬

‫من انطباق عنوان عدم االبتالء او احلرج او حنو ذلك عليها حىت‬

‫يسقط العلم عن التنجز ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 101‬ان االصول اجلارية يف اطراف العلم االمجايل اترة‬ ‫تكون مثبتة للتكليف و اخرى تكون انفية و اثلثة تكون بعضها‬

‫‪35‬‬


‫مثبتة و بعضها انفية و ال ريب يف تنجز العلم يف االولني و اما‬

‫االخري فال يبعد سقوطه عن التنجز ‪.‬‬ ‫االمر الثامن االمتثال االمجايل‬

‫مسالة ‪ : 102‬ال ريب يف صحة االمتثال االمجايل مع عدم التمكن‬

‫من التفصيلي منه كما ارتكز يف اذهان العقالء و اما مع التمكن‬

‫فقيل بعدم جوازه النه مناف للجزم ابلنية و يرد ابنه مل يدل دليل‬

‫من عقل او نقل على اعتبار اجلزم ابلنية فمقتضى االصل عدمه‬

‫كما ثبت يف حمله ‪ ،‬والنه خالف املتعارف و يرد ابنه ليس كل ما‬ ‫هو خالف املتعارف خالف املشروع و النه لعب و عبث يف امر‬ ‫املوىل و يرد ابن اللعب و العبث قصدي اختياري و املفروض‬

‫عدمه ‪ ،‬مع ما هو املتسامل بني الكل ان العلم مطلقا طريق اىل‬

‫اتيان الواقع و ان املناط كله اتيانه ابي وجه اتفق ‪.‬‬

‫املوضع الثاين ‪ :‬ما يصح االعتذار به من جهة الكشف‬ ‫وهنا مقدمة و امور‬ ‫‪36‬‬


‫املقدمة ‪ :‬امكان التعبد بغري العلم‬ ‫مسالة ‪ : 103‬امكان التعبد بغري العلم مما يعرتف به ذوو الفطرة‬ ‫السليمة و العقول و املستقيمة و الشبهات الواردة من قبيل‬

‫الشبهة يف مقابل البديهة و ان نفس الوقوع يف اخلارج من اقوى‬ ‫ادلة وقوعه و اثباته من دون احتياج اىل التماس دليل اخر و‬

‫تكفي السية املستمرة العقالية قدميا و حديثا يف االمور املعاشية و‬

‫املعادية يف ذلك ‪.‬‬

‫مسالة ‪: 104‬‬

‫ان االمارات املتعارفة لدى العقالء ان صادفت‬

‫الواقع فال يرون يف ذلك حمذور اجتماع املثلني و ان حتقق‬

‫الفحص عن املعارض و املنايف و حصل الياس عن الظفر هبما مث‬ ‫اتفقت املخالفة يف الواقع واقعا و مل ينكشف ذلك حيكم العقالء‬

‫ابملعذورية و سقوط الواقع عن الفعلية عند اتفاق املخالفة و ال‬

‫يتومهون مبجعول يف موردها سوى الواقع و الشارع مل خيرتع طريقة‬

‫غري هذه ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 105‬استدل على اعتبار مطلق الظن ابن خمالفة احلكم‬

‫االلزامي املظنون مظنة الضرر و دفع الضرر احملتمل واجب‬ ‫فكيف ابملظنون ‪ ،‬و يرد عليه ان الضرر الذي جيب دفعه منحصر‬

‫مبا اذا كان يف اطراف العلم المجايل و يف غريمها جتري قاعدة قبح‬

‫العقاب بال بيان واستدلوا بدليل االنسداد و فيه اان نعلم بوجود‬ ‫‪37‬‬


‫احكام يف موارد الطرق املعتربة اتسيسا او امضاء حبيث لو‬

‫تفحصنا و ظفران هبا و رجعنا يف غريها اىل االصول املعتربة مل يلزم‬ ‫حمذور عقلي و ال شرعي ابدا و قد تفحصنا و ظفران هبا فنرجع‬

‫يف غريها اىل االصول املعتربة ‪.‬‬ ‫االمر االول ‪ :‬الظواهر‬

‫مسالة ‪ : 106‬قد استقرت السرية العقالئية على االعتماد على‬ ‫الظواهر يف احملاورات و املخاصمات و االحتجاجات و‬

‫يستنكرون على من ختلف عن ذلك و هذا من اهم االصول‬

‫النظامية احملاورية حبيث يستدل به ال عليه ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 107‬للظهور مراتب متفاوتة يف احملاورات العرفية فكل ما ال‬ ‫يصدق عليه اجململ يكون ظاهرا اىل ان يبلغ مرتبة النصوصية و‬

‫مجيع تلك املراتب حجة لدى العقالء ما دام يصدق عليها‬

‫الظاهر عرفا ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 108‬و من مناشئ الظهور قول اللغوي و اعتبار اقواهلم‬

‫امنا هو من جهة اهنم من اهل اخلربة ال الشهادة حىت يعترب العدالة‬

‫و التعدد ‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫االمر الثاين االمجاع‬ ‫مسالة ‪ : 109‬فيل ان االمجاع معترب لدى العقالء الجل كشفه عن‬

‫حجة وثيقة لديهم و فيه انه من غري الظاهر مثل هذا الكشف‬

‫غري ظاهر ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 110‬قيل ان االمجاع كاشف عن سنة املعصوم عليه السالم‬

‫لقاعدة اللطف ابنه اذا حصل امجاع على ما ال يرتضيه هللا جيب‬ ‫عليه صرفهم عنه او اهلام ما هو الواقع اليهم و فيه ان الواجب‬

‫على هللا تعاىل امنا هو اللطف مبا هو املتعارف بني الناس و قد‬ ‫حصل ببعث الرسل و انزال الكتب و ال دليل على وجوب شيء‬

‫زائد عنه عليه تعاىل ‪.‬‬ ‫االمر الثالث الشهرة‬

‫مسالة ‪ : 111‬قيل ان الشهرة االستنادية العملية من اقوى موجبات‬

‫حصول الوثوق ابلصدور و ان شهرة هجران العمل من اهم ما‬

‫يوجب الوهن و اخللل و فيه ان الظاهر من سرية العقالء ان‬

‫االطمئنان املوجب للعمل ال حيققه اي قسم من اقسام الشهرة‬

‫الثالثة (أي الروائبة و االستنادية و الفتوائية) ‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫االمر الرابع اخلرب الواحد‬ ‫مسالة ‪ : 112‬لقد جبلت الطباع و العقول بتلقي اخلرب املوثوق به‬

‫ابلقبول و لو مل يكن مطلواب لدى الشارع لوجب التنصيص ابلردع‬ ‫يف مثل هذا االمر العام البلوى فيكفي عدم التنصيص ابلردع يف‬

‫القبول فكيف بتقريره ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 113‬قد يستدل على عدم اعتبار اخلرب الواحد ابالايت‬

‫الناهية عن اتباع الظن و غري العلم ‪ ،‬و فيه اوال اهنا وردت يف‬ ‫االصول االعتقادية وال تشمل غريها فال ربط هلا ابملقام و اثنيا‬ ‫ان املراد ابلعلم يف الكتاب و السنة ما يطمئن و تسكن اليه‬

‫النفس لدى العقالء – اىل ان قال – و اثلثا اهنا معارضة ابالدلة‬ ‫االربعة الدالة على االعتبار ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 114‬قيل ان جمرد الوثوق ابلصدور من أي جهة حصل‬

‫يكفي وهو حق لكن ليس من ضابط لذلك و من اجللي ان‬

‫العقالء مييزون بني االخبار من حيث الوثوق فاملخرب االمني الثقة‬

‫يقدم على غريه و االمني املمدوح يقدم على غري ذلك و الثقة‬

‫يقدم على غريمها و من هنا كان من املوافق لسرية العقالء ترتيب‬ ‫االخبار املعتربة يف درجات سواء كان مفادها االحكام الفرعية او‬

‫غريها من املعارف‬

‫‪40‬‬


‫االمر اخلامس االجتهاد و التقليد‬ ‫مسالة ‪ : 115‬ان اعتبار االجتهاد و التقليد ضروري بل فطري ‪ ،‬و‬

‫االجتهاد هو ملكة حتصيل املعارف الشرعية من مداركها و من‬

‫هنا فهو غري قابلة للتجزئة ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 116‬ليس ظاهرا من سرية العقالء وجوب الرجوع اىل‬ ‫االعلم نعم هو راجح عندهم ‪.‬‬

‫املوضع الثالث االصول العملية‬ ‫مسالة ‪ : 117‬مورد االصول اجلهل الثابت املستقر و ال استقرار له‬ ‫اال بعد الفحص عن احلجة و الياس و املراد ابجلهل و الشك يف‬

‫مورد االصول عدم احلحية املعتربة فيعم موارد وجود الظنون غري‬

‫املعتربة ايضا ‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫مسالة ‪ : 118‬االصول االربعة املعروفة ( الرباءة ‪ ،‬االحتياط‬

‫‪،‬التخيري و االستصحاب ) من االرتكازايت العقالئية يكفي يف‬

‫اعتبارها عدم وصول الردع ‪ ،‬فان العقالء بفطرهتم بعد الفحص‬

‫عن احلجة و الياس عنها ال يرون انفسهم ملزمني بشيء فعال او‬ ‫تركا وهذا هو الرباءة املصطلحة و اهنم بفطرهتم يرون العلم‬ ‫االمجايل منجزا يف اجلملة و يعرب عن ذلك يف االطالح ابالشتغال‬

‫او االحتياط و عند الدوران بني احملذورين ال يرون انفسهم ملزمني‬ ‫بشيء مهما ابخلصوص و يعرب عنه ابلتخيري و مع اليقني السابق‬

‫و الشك الحقا حتكم فطرهتم ابتباع اليقني السابق و يعرب عنه‬

‫ابالستصحاب ‪.‬‬

‫الفصل االول ‪ :‬الرباءة‬ ‫مسالة ‪ : 119‬الرباءة من الفطرايت العقالئية لقبح العقاب بال بيان‬ ‫فيكون الكتاب و السنة ارشادا اليها‬

‫‪42‬‬


‫الفصل الثاين ‪ :‬االحتياط‬ ‫مسالة ‪ : 120‬االحتياط حبسب املرتكزات طريقي حمض و ال يزيد‬

‫يف الطريقية على االمارة املعتربة فكما اهنا منجزة يف ظرف تنجز‬ ‫الواقع يكون االحتياط ايضا كذلك و هو منحصر ابطراف العلم‬

‫االمجايل و ما قبل الفحص و يف غريمها ال تنجز للواقع فال وجه‬

‫لتنجز االحتياط املمحض يف الطريقية ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 121‬استدل على االحتياط ابن املقام من ضغرايت الشك‬

‫يف الفراغ و مقتضى حكم العقل فيه االشتغال للعلم االمجايل‬

‫بوجود حمرمات يف الشريعة ‪ ،‬و فيه ‪ ،‬ان العلم االمجايل ليس‬

‫مطلقا يف كل جهة بل احلق يف بيانه ان يقال اان نعلم امجاال بوجود‬ ‫احملرمات يف ما ابيدينا من الطرق و االصول املعتربة حبيث لو‬

‫تفحصنا لظفران هبا و قد تفحصنا و ظفران هبا و احلمد هلل فلم يبق‬

‫علم امجايل منجز يف البني اصال ‪.‬و اثلثا انه لو كان مطلقا فلنا‬

‫علمان امجاليان احدمها ابحملرمات و اثنيهما بطرق معتربة عليها و‬ ‫هذان العلمان متقارانن حدواث و يف مثله ال تنجز للعلم االمجايل‬

‫ابحملرمات يف غري موارد الطرق و االمارات ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 122‬ان كيفية االمتثال موكولة اىل العقالء و هي لديهم‬

‫اما علمية تفصيلية او امجالية او احتمالية رجائية و االمتثال‬

‫برجاء املطلوبية حنو من االمتثال لديهم و مل يردع نه الشارع بل‬ ‫قرره ابلرتغيب اىل االحتياط ‪.‬فكما ان االمتثال يف موارد احراز‬

‫‪43‬‬


‫االمر ابالمارات و االصول املعتربة صحيح شرعا فكذا يف موارد‬

‫رجاء االمر بل يكون االنقياد فيها اشد كما ال خيفى ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 123‬لو علم الوجوب و تردد بني كونه تعيينيا او ختيرياي‬ ‫فهذه هي املسالة املعروفة يف الفقه و االصول بدوران االمر بني‬

‫التعيني والتخيري و املشهور فيها االول لكونه من موارد االشتغال‬

‫و ملا مر يف مباحث االلفاظ من ان مقتضى االطالق كون‬

‫الوجوب عينيا تعيينيا نفسيا ‪ ،‬ويرد عليه ان خصوصية التعيينية و‬

‫العين ية قيد زائد مشكوك فيه فريجع فيه اىل الرباءة كما يف سائر‬ ‫القيود املشكوكة فيها فاملقام من جماري الرباءة ال االشتغال لعدم‬ ‫العلم ابصل التكليف حبدوده و قيوده ‪ ،‬كما ان التمسك لتعيني‬

‫التعييين مبا مر يف مباحث االلقاظ ان اطالق الوجوب يقتضي‬

‫كونه عينيا نفسيا تعيينيا ابطل النه من مقام االثبات و ما حنن فيه‬ ‫يف مقام الثبوت فال وجه للخلط بينهما ‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬اصالة التخيري‬ ‫مسالة ‪ : 124‬ان العلم جبنس التكليف اما يف التوصليات او يف‬ ‫غريها اما االول فليس فيه اال التخيري الفطري التكويين النه‬

‫حبسب ارادته االرتكازية اما فاعل او اترك و ال جيري فيه التخيري‬ ‫العقلي النه فيما اذا كان يف البني خطاابن فعليان اتما املالك من‬

‫كل جهة و لفقد الرتجيح و عدم متكن املكلف من اجلمع بينهما‬ ‫‪44‬‬


‫حيكم العقل حينئذ ابلتخيري او كان خطااب واحدا فعلي معلوم‬

‫بنوعه و له افراد متساوية من كل جهة فالعقل حينئذ حيكم‬

‫ابلتخيري بني االفراد و املفروض انه ليس يف املقام اال خطاب‬ ‫واحد مردد بني الوجوب و احلرمة فالتكليف ليس معلوما بنوعه‬

‫بل جبنسه املهمل فقط فيكون املقام خارجا عن التخيري العقلي‬

‫بقسميه ختصصا ‪ ،‬اما لو كان كل واحد منهما او احدمها املعني‬

‫تعبداي فالظاهر مع عدم ثبوت احدمها ابخلصوص يكون احلكم‬ ‫هو التخيري ايضا بدعوى االصل لدى العقالء يف كل ما تردد بني‬

‫شيئني مثال و مل يعلم ابخلصوص ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : : 125‬مقتضى بقاء مناط التخيري – وهو التخيري و‬

‫اجلهل ابلواقع و عدم الرتجيح – كون التخيري استمراراي فال‬

‫موجب لزواله بعد االخذ ابحدمها ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 126‬كلما علم بثبوت اصل التشريع و شك يف جهات‬

‫اخرى فهو من الشك يف املكلف به فيكون مورد لالحتياط و‬

‫االشتغال و اجلهات االخرى اليت تكون مورد الشك كثرية و‬

‫تكون اترة يف الشبهة التحرميية و اخرى يف الوجوبية و كل منهما‬

‫اترة يكون من املتباينني و هو ما مل يكن معلوم التنجز يف البني و‬ ‫اخرى من االقل و االكثر وهو ما حتقق فيه معلوم التنجز و شك‬

‫يف الزائد فهنا مقامان ‪.‬‬ ‫املقام االول ‪ :‬يف املتباينني‬

‫‪45‬‬


‫مسالة ‪ : 127‬ان البحث امنا هو بناء على كون العلم االمجايل‬

‫مق تضيا للتنجز ال ان يكون علة اتمة له و اال فالبحث ساقط من‬ ‫اصله حلكم العقل بوجوب االحتياط حينئذ ‪ .‬واستدل على عدم‬

‫جراين االصول يف اطراف العلم االمجايل فيكون حينئذ املقتضى‬ ‫للتنجز موجودا و املانع عنه مفقودا فيكون مثلما اذا كان علة‬

‫اتمة للتنجز بوجوه اسدها و اخصرها ما ارتكز يف االذهان من‬

‫ان مورد الشك الذي جتري فيه االصول ال بد و ان يكون ال‬ ‫اقتضاء ابلنسبة اىل احلجية و التنجز من كل حيثية و جهة فلو‬

‫كان فيه االقتضاء هلا فال مورد لالصول حينئذ وال اقل من‬ ‫الشك يف ذلك فال ميكن التمسك ايدلتها اللفظية النه متسك‬

‫ابلعام يف الشبهة املصداقية و ال ابدلتها اللبية الن املتيقن منها‬ ‫غري ذلك فال حميص من االحتياط و ال ريب يف ثبوت االقتضاء‬

‫يف كل من اطراف العلم االمجايل ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 128‬ال ريب يف تقوم الشبهة غري احملصورة ابلكثرة يف‬ ‫اجلملة الن غري احملصورة من املفاهيم العرفية ال بد من مراجعة‬ ‫العرف فيها ‪ ،‬و احلق عدم صحة حتديدها حبد خاص ‪ ،‬فاملناط‬

‫كله ان ال يرى العقالء العلم االمجايل فيها منجزا من كل حيثية و‬

‫جهة بل يقدمون مبقتضى فطرهتم على ارتكاب االطراف بال تردد‬ ‫منهم على ذلك و عدم صالحية مثل ها العلم للداعوية الجياب‬

‫‪46‬‬


‫املوافقة القطعية ‪.‬و ان تقوم مفهوم الشبهة غري احملصورة عند‬

‫العقالء بكون امتثاهلا موجبا للعسر و احلرج معرف ظاهرة ‪.‬‬

‫املقام الثاين يف دوران االمر بني االقل و االكثر‬

‫مسالة ‪ : 129‬ان الشك يف االقل و االكثر اما استقاليل أي ال‬

‫ترتبط االجزاء ببعضها البعض يف مقام االمتثال ‪ ،‬او اراتباطي وهو‬ ‫ما اذا كان جلميع االجزاء امتثال واحد و خمالفة واحدة ‪ ،‬و من‬

‫الظاهر الرباءة عن االكثر عقال و نقال يف مجيع ما يتصور من‬

‫موارد االقل و االكثر مطلقا الدلة الرباءة العقلية و النقلية ‪.‬‬ ‫الفصل الرابع االستصحاب‬

‫مسالة ‪ : 130‬االستصحاب هو اسراء اثر ما يعتذر به سابقا اىل‬ ‫زمان الشك فيه ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 131‬ان متعلق اليقني و الشك اما ان يتعدد وجودا او ال‬

‫و على الثاين اما ان يسري الشك اىل اليقني و يزيله او ال و‬ ‫االول قاعدة املقتضي و املانع و الثاين قاعدة الشك الساري و‬

‫الثالث االشتصحاب و يكفي يف عدم اعتبار االولني االصل بعد‬

‫عدم دليل عليه من السرية و االخبار ‪.‬‬ ‫‪47‬‬


‫مسالة ‪ : 132‬لالستصحاب اقسام خمتلفة فتارة يكون زمان اليقني‬ ‫و املتيقن سابقا على زمان الشك و املشكوك فيه الحقا و هو‬ ‫الغالب يف االستصحاب املتداولة و اخرى يكون زمان حدوث‬

‫اليقني و الشك واحدا مع كون زمان املتيقن سابقا و زمان‬

‫املشكوك الحقا‪ ،‬و اثلثة يكون زمان حدوث الشك سابقا و زمان‬

‫حدوث اليقني الحقا مع سبق زمان املتيقن على زمان حدوث‬ ‫الشك ‪ ،‬واحلق اعتبار االستصحاب يف هذين القسمني اذ املناط‬

‫كله يف اعتباره اختالف زمان وجود املتيقن و املشكوك مع تقدم‬

‫االول على الثاين‪ ،‬و رابعة يكون زمان املشكوك فيه سابقا و زمان‬

‫املتيقن الحقا و يعرب عنه االستصحاب القهقري و ال دليل على‬

‫اعتباره ‪.‬‬

‫مسالة ‪: 133‬‬

‫قد فصل يف اعتبار االستصحاب بني الشك يف‬

‫الرافع فيعترب و بني الشك يف املقتضي فال يعترب فان كان هذا‬

‫التفصيل لقصور االطالق او العموم عن مشوهلا فهو خالف‬

‫الظاهر و ان كان لوجود مانع يف البني فليس ما يصلح للمانعية ‪،‬‬

‫كما ان التفصيل بني العدميات و الوجودايت فيعترب يف االوىل‬

‫دون الثانية ال وجه له ايضا‪ ،‬بل جيري يف االعدام االزلية ايضا‬

‫لعموم ما سيايت من الدليل و فقد املانع و العدم االزيل عبارة عن‬

‫العدم السابق على االشياء مطلقا ‪.‬‬

‫املقام االول ‪:‬االدلة على حجية االستصحاب‬ ‫‪48‬‬


‫مسالة ‪ : 134‬الدليل على حجية االستصحاب بناء العقالء الن‬

‫الشك عندهم اترة بدوي و املرجع فيه بعد الفحص الرباءة و‬

‫اخرى من اطراف العلم االمجايل و قد اسقر بناؤهم على‬

‫االحتياط فيه ما مل يكن مانع عنه يف البني و اثلثة مسبوق ابلثبوت‬

‫و التحقق و استقر بناؤهم فيه على االخذ ابحلالة السابقة ما مل‬ ‫تكن قرينة على اخلالف سواء حصل الظن ابلبقاء او مل حيصل و‬

‫يف مثل هذه السرية العامة البلوى يكفي عدم ثبوت الردع و ال‬

‫حنتاج اىل االمضاء‬

‫مسالة ‪ : 135‬ال ريب يف مشول ادلة اعتبار االستصحاب ملا اذا‬

‫كان املستصحب كليا كشموهلا ملا اذا كان املستصحب جزاي و‬ ‫املعروف ان استصحاب الكلي على اقسام ثالثة ‪ ،‬االول ما اذا‬

‫كان املستصحب جزئيا خارجيا موضوعيا كان او حكميا فكما‬

‫يصح استصحاب نفس اجلزئي يصح استصحاب الكلي املتحد‬

‫معه وجودا ‪ .‬الثاين ما جيري فيه استصحاب الكلي دون‬

‫استصحاب الفرد و اجلزئي وهو ما اذا مل يكن املستصحب‬ ‫متشخصا خارجا بل كان حبسب حدوثه مرددا بني فردين و مل‬ ‫يعلم ان ما حدث يف اخلارج ااي منهما ‪ ،‬فاالسصحاب يف هذا‬

‫القسم ان اجري يف الشخص و اجلزئي اخلارجي من حيث انه‬

‫كذلك فال وجه له لعدم اليقني السابق حبدوث اجلزئي ‪ ،‬و ان‬

‫اجري يف املردد بني الفردين من حيث الرتديد فال وجه له ايضا‬ ‫الن املردد من حيث هو كذلك ال حتقق له خارجا بل وال ذهنا‬ ‫‪49‬‬


‫ايضا ‪ ،‬فينحصر االستصحاب الصحيح يف استصحاب كلي‬

‫احلدث للعلم بتحققه ‪ .‬الثالث من اقسام استصحاب الكلي ما‬

‫ال جيري فيه استصحاب الكلي و ال الفرد وهو ما اذا علم‬ ‫حبدوث الفرد و علم ابرتفاعه ايضاو لكن شك يف حدوث فرد‬

‫اخر قبل ارتفاعه او مقاران له او شك يف تبدله بعد االرتفاع اىل‬ ‫فرد اخر خمالف له من حيث املرتبة ال من حيث الذات ‪ ،‬و احلق‬

‫عدم صحة استصحاب الكلي فيه الختالف القضية املتيقنة مع‬ ‫املشكوكة عرفا بل دقة ايضا اذ الكلي عني الفرد فما علم حدوثه‬

‫علم ابرتفاعه و غريه مشكوك احلدوث فال وجه جلراين‬ ‫االستصحاب يف بقاء ما حدث للعلم ابالتفاع بل جيري يف عدم‬

‫حدوث ما هو مشكوك احلدوث ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 136‬مقتضى عموم ادلة االستصحاب جراينه يف ما هو‬ ‫مع لق على شيء كجراينه يف ما مل يكن كذلك ‪ ،‬و العرف حبسب‬

‫ارتكازهم ال يفرقون بني االستصحاب التعليقي و التنجيزي فال‬

‫وجه للمناقشة من حيث عدم املتيقن السابق اذ يكفي فيه‬

‫الوجود االعتباري ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 137‬ال ريب يف اعتبار وجود االثر الشرعي يف مورد‬ ‫االمارة و االصل مطلقا وهو اترة يرتتب عليه بال واسطة شيء‬ ‫ابدا او بواسطة امر شرعي و ال ريب يف اعتبارمها حينئذ و اخرى‬

‫مع وساطة امر عقلي او عادي و يعرب عن االخريين ابملثبت ‪،‬‬

‫وال ريب يف ان مقتضى االصل عدم حجية املثبت مطلقا ال يف‬ ‫‪50‬‬


‫االمارات وال يف االصل الصالة عدم احلجية يف كل شيء اال ما‬

‫ثبت ابلدليل املعترب ‪ ،‬و اعتبار املثبتات من قبيل املداليل‬ ‫االلتزامية املختلفة حبسب اختالف املوارد واجلهات بال فرق بني‬ ‫االصول و االمارات و ال كلية للنفي املطلق ابلنسبة اىل االوىل‬

‫وال لالثبات املطلق ابلنسبة اىل االخرية ‪.‬‬

‫املقام الثاين تقدمي االستصحاب على سائر االصول العملية‬ ‫مسالة ‪: 138‬‬

‫ال ريب يف تقوم االستصحاب بلحاظ احلالة‬

‫السابقة فيكون من اسراء الدليل السابق اىل حالة الشك يف‬ ‫مفاده و مدلوله ‪ ،‬و العقالء بفطرهتم ال يرتددون يف تقدمي‬

‫االستصحاب على االصول بل ال يلتفتون مع حلاظ احلالة‬

‫السابقة اىل اصل من االصول اصال ‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫اخلامتة يف التعارض‬

‫مسالة ‪ : 139‬اذا اتملنا يف بناء العقالء جندهم حيكمون ابلفطرة‬ ‫يف مورد التعارض ابمور ثالثة ‪ :‬االول ‪ :‬عدم احلجية الفعلية‬

‫للمتعارضني بعد التعارض الن حجيتهما معا ال تعقل واحدمها‬

‫ابخلصوص ترجيح بال مرجح ‪ ،‬و لكن احلجية االقتضائية اثبتة ال‬

‫حمذور فيها اذ ال تعارض يف مقام االقتضاء ‪ ،‬الثاين انه بعد سقوط‬ ‫احلجية الفعلية يتاملون و يتفحصون يف ايصال احلجية االقتضائية‬ ‫اىل مرتبة الفعلية ابعمال ما ميكن ان يصري منشا لذلك من‬

‫املرجحات اليت ال تضبطها ضابطة و الثالث ‪ :‬بعد استقرار التحري‬

‫املطلق و الياس عن الظفر على مرجح من كل حيثية و جهة‬

‫تبعث الفطرة اىل التخيري و حتكم به ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 140‬خيتص حكم التعارض – من الرتجيح مث التخيري –‬

‫ابملتباينني فقط وال وجه له يف العام و اخلاص وال املطلق و املقيد‬

‫لتحقق اجلمع العريف املقبول عقالئيا فيهما ‪ ،‬و كذا مورد العموم‬

‫من وجه الن املتفاهم من ادلة حكم التعارض ما اذا مل ميكن‬ ‫االخذ ابلدليلني يف اجلملة و هو ممكن يف مورد االفرتاق من‬

‫الدليلني ‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫مسالة ‪ : 141‬اجلمع العريف عبارة عن التصرف يف الدليلني او‬

‫احدمها حبيث اذا عرضا على املتعارف من اهل اللسان يعرتفون‬

‫ابنه ال تعارض بينهما مع هذا الوجه من التصرف ‪.‬‬ ‫مسالة ‪: 142‬‬

‫من احملاورات الشائعة النص و االظهر و الظاهر‬

‫و ال ريب يف تقدم االول على االخريين و الثاين على االخري‬

‫لصالحية النص للتصرف فيهما خبالف العكس كما ان االظهر‬ ‫يصلح للتصرف يف الظاهر دون العكس و هذا من املسلمات‬

‫احملاورية ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 143‬استقرت سرية العقالء على تقدمي اخلاص على العام‬ ‫مطلقا سواء كاان قطعيني من حيث السند و الداللة او ظنيني‬

‫كذلك او ابالختالف الن اخلاص قرينة للتصرف يف العام و تقدمي‬

‫القرينة على ذيها من القطعيات يف احملاورات ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 144‬الورود عبارة عن خروج مورد احد الدليلني عن مورد‬

‫االخر موضوعا بعناية اجلعل فيكون مشرتكا مع التخصص يف‬ ‫اخلروج املوضوعي اال ان التخصص تكويين كخروج اجلاهل عن‬

‫مورد اكرم العلماء و الورود بعناية اجلعل ‪ ،‬و احلكومة وهي اليت‬

‫يكثر االبتالء هبا يف الفقه عبارة عن ان يكون احد الدليلني صاحلا‬

‫لتوسيع مورد الدليل االول او تضييقه او صاحلا هلما معا و لعل‬

‫‪53‬‬


‫الفرق بني احلكومة و التخصيص هو حيثية الشارحية اليت تتقوم‬

‫هبا احلكومة دون التخصيص ‪.‬‬

‫مسالة ‪ : 145‬اذا كان امتناع اجلمع بني احلكمني من انحية عدم‬

‫قدرة املكلف فقط ال من انحية الشارع حتقق التزاحم ويكون‬

‫احلكمان اتمني مالكا و تشريعا بل وحجة يف مقام االثبات و يلزم‬ ‫ذلك كونه اتفاقيا الن جعل ما ال يقدر عليه املكلف قبيح و ان‬

‫يكون الرتجيح حبسب املالك فقط لفرض متامية احلجة عليهما يف‬ ‫مقام االثبات فال منشأ للرتجيح من هذه اجلهة و لو مل يوجد‬

‫الرتجيح املالكي يتعني التخيري ثبوات ال حمالة ‪.‬‬

‫‪54‬‬


55


56


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.