اتفاق الاربعة الاركان على نفي تحريف القران

Page 1



‫اتفاق األربعة األركان‬ ‫على نفي حتريف القرآن‬ ‫أنور غين املوسوي‬


‫اتفاق األربعة األركان‬ ‫على نفي حتريف القرآن‬ ‫أنور غين املوسوي‬ ‫دار أقواس للنشر‬ ‫العراق ‪1441‬‬


‫احملتوايت‬ ‫احملتوايت‪1 ............................................‬‬ ‫املقدمة ‪3 .............................................‬‬ ‫األحاديث ‪4 ..........................................‬‬ ‫تعريف ابألعالم األربعة‪57 ...............................‬‬ ‫الشيخ الصدوق ‪58 .................................‬‬ ‫الشيخ املفيد ‪60 ....................................‬‬ ‫السيد املرتضى ‪62 ..................................‬‬ ‫الشيخ الطوسي‪65 ..................................‬‬ ‫اقوال االعالم األربعة ‪67 ................................‬‬ ‫قول الصدوق بعدم حتريف القرآن ‪68 ...................‬‬ ‫قول املفيد بعدم حتريف القرآن‪70 ......................‬‬ ‫قول السيد املرتضى بعدم حتريف القرآن ‪72 ..............‬‬ ‫‪1‬‬


‫قول الشيخ الطوسي بعدم حتريف القرآن ‪76 .............‬‬ ‫خامتة‪78 ..............................................‬‬ ‫انتهى واحلمد لل رب العاملي ‪92 ..........................‬‬

‫‪2‬‬


‫املقدمة‬ ‫بسم هللا الرمحن الرحيم‪ .‬احلمد لل رب العاملي‪ .‬اللهم‬ ‫صل على حممد واله الطاهرين‪ .‬ربنا اغفر لنا‬ ‫ّ‬ ‫وإلخواننا املؤمني‪.‬‬ ‫هذه رسالة خمتصرة يف بيان اتفاق الفقهاء األربعة‬ ‫االعالم على نفي حتريف القرآن وهم الشيخ‬ ‫الصدوق والشيخ املفيد والسيد املرتضى والشيخ‬ ‫الطوسي رضوان هللا تعاىل عليهم‪ .‬وسنقدم مقدمة‬ ‫حديثية ابحاديث حق وصدق صرحية واضحة يف نفي‬ ‫حتريف القرآن‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫األحاديث‬

‫‪4‬‬


‫احلديث األول‬

‫اخلرائج ‪ :‬روي عن جندب بن زهري االزدي‬ ‫عن امري املؤمني عليه السالم يف حرب اخلوارج ‪:‬‬ ‫من أيخذ هذا املصحف فيمشي به إىل هؤالء القوم‬ ‫فيدعوهم إىل كتاب هللا وسنة نبيه وهو مقتول وله‬ ‫اجلنة ؟‬

‫‪5‬‬


‫احلديث الثان‬

‫االرشاد عن أمري املؤمني (عليه السالم) مع‬ ‫أصحاب اجلمل قال ‪ :‬ملا صاف القوم واجتمعوا على‬ ‫احلرب أحب أمري املؤمني (عليه السالم) أن‬ ‫يستظهر عليهم بدعائهم إىل القرآن‪ ،‬وحكمه‪ ،‬فدعا‬ ‫‪6‬‬


‫مبصحف و قال‪ :‬من أيخذ هذا املصحف يعرضه‬ ‫عليهم ويدعوهم إىل ما فيه فيحىي ما أحياه‪ ،‬ومييت‬ ‫ما أماته ؟ قال‪ :‬وقد شرعت الرماح بي العسكرين‬ ‫حىت لو أراد امرؤ أن ميشي عليها ملشى‪ ،‬قال فقام‬ ‫الفىت فقال‪ :‬اي أمري املؤمني أان آخذه وأعرضه عليهم‬ ‫وأدعوهم إىل ما فيه‪ ،‬قال‪ :‬فأعرض عنه أمري املؤمي‬ ‫(عليه السالم) مث اندى الثانية من أيخذ هذا‬ ‫املصحف فيعرضه عليهم ويدعوهم إىل ما فيه ؟‬ ‫احلديث‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫احلديث الثالث‬

‫امايل الطوسي‪ :‬أمحد بن حممد بن موسى بن‬ ‫الصلت عن أمحد بن حممد ابن عقدة قال‪ :‬حدثنا‬ ‫احلسن بن صاحل من كتابه يف ربيع االول سنة مثان‬ ‫وسبعي وأمحد بن حيىي عن حممد بن عمرو‪ ،‬عن عبد‬ ‫الكرمي‪ ،‬عن القاسم بن أمحد عن أيب الصلت اهلروي‪.‬‬ ‫وقال ابن عقدة‪ :‬وحدثناه القاسم بن احلسن احلسيين‬ ‫عن أيب الصلت عن علي بن عبد هللا بن النعجة عن‬ ‫أيب سهيل بن مالك‪ :‬عن مالك بن أوس بن احلداثن‬ ‫قال‪ :‬يف حديث عن امري املؤمني عليه السالم انه‬ ‫‪8‬‬


‫قال (عليه السالم)‪ :‬ليس الحد فضل يف هذا املال‬ ‫هذا كتاب هللا بيننا وبينكم ونبيكم حممد (صلى هللا‬ ‫عليه وآله) وسريته‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫احلديث الرابع‬

‫النهج‪ :‬قال عليه السالم ( يف التحكيم)‪:‬‬ ‫عليه السالم يف التحكيم إان مل حنكم الرجال وإمنا‬ ‫حكمنا القرآن وهذا القرآن إمنا هو خط مسطور بي‬ ‫الدفتي ال ينطق بلسان والبد له من ترمجان وإمنا‬ ‫ينطق عنه الرجال‪ ،‬وملا دعاان القوم إىل أن حنكم بيننا‬ ‫القرآن مل نكن الفريق املتويل عن كتاب هللا تعاىل‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫احلديث اخلامس‬

‫اجمللسي عن مصباح االنوار‪ :‬كان أبو عبد هللا‬ ‫عليه السالم إذا قرأ القرآن قال قبل أن يقرأ حي‬ ‫أيخذ املصحف‪ :‬اللهم إن أشهد أن هدا كتابك‬ ‫املنزل من عندك على رسولك حممد بن عبد هللا‪،‬‬ ‫وكالمك الناطق على لسان نبيك‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫احلديث السادس‬

‫مصباح الشريعة عن الصادق فانظر كيف‬ ‫تقرأ كتاب ربك‪ ،‬ومنشور واليتك‪ ،‬وكيف جتيب‬ ‫أوامره ونواهيه‪ ،‬وكيف متتثل حدوده‪ ،‬فانه كتاب‬ ‫عزيز ال أيتيه الباطل من بي يديه وال من خلفه‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫احلديث السابع‬

‫االحتجاج‪ :‬عن ايب احلسن علي بن حممد‬ ‫عليهما السالم يف حديث انه قال‪ :‬اجتمعت االمة‬ ‫قاطبة ال اختالف بينهم يف ذلك أن القرآن حق ال‬ ‫ريب فيه عند مجيع فرقها‪ ،‬فهم يف حالة اإلجتماع‬ ‫عليه مصيبون‪ ،‬وعلى تصديق ما أنزل هللا مهتدون‪-.‬‬ ‫اىل ان قال عليه السالم ‪ -‬إذا شهد الكتاب‬ ‫بتصديق خرب وحتقيقه فأنكرته طائفة من االمة‬

‫‪13‬‬


‫وعارضته حبديث من هذه األحاديث املزورة صارت‬ ‫إبنكارها ودفعها الكتاب كفارا ضالال‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫احلديث الثامن‬

‫جمالس الطوسي وابنه‪ :‬عن أيب حممد الفحام‬ ‫عن حممد بن أمحد اهلامشي املنصوري‪ ،‬عن سهل بن‬ ‫يعقوب بن إسحاق‪ ،‬عن احلسن بن عبد هللا بن مطر‪،‬‬ ‫عن حممد ابن سليمان الديلمي‪ ،‬عن أبيه عن‬ ‫الصادق عليه السالم يف حديث انه قال لرجل مث‬ ‫خذ املصحف فدعه على رأسك وقل‪ :‬هبذا القرآن‬ ‫وحبق من أرسلته‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫احلديث التاسع‬

‫دعوات الراوندي عن زرارة قال‪ :‬قال‬ ‫الصادق عليه السالم‪:‬أتخذ املصحف يف ثالث ليال‬ ‫من شهر مضان‪ ،‬فتنشره وتضعه بي يديك‪ ،‬وتقول‪:‬‬ ‫اللهم إن أسألك بكتابك املنزل وما فيه وفيه امسك‬ ‫االكرب‪ ،‬وأمساؤك احلسىن‪ ،‬وما خياف ويرجى‪ ،‬أن‬ ‫جتعلين من عتقائك من النار‪ ،‬وتدعو مبا بدالك من‬ ‫حاجة‪.‬‬ ‫‪16‬‬


‫احلديث العاشر‬

‫العيون ‪ :‬الفضل بن شاذان عن الرضا عليه‬ ‫السالم قال ‪ :‬والتصديق بكتابه الصادق العزيز‬ ‫الذى ( ال أيتيه الباطل من بي يديه وال من خلفه‬ ‫تنزيل من حكيم محيد ) وانه املهيمن على الكتب‬ ‫كلها وانه حق من فاحتته إىل خامتته ‪ .‬نؤمن مبحكمه‬ ‫ومتشاهبه وخاصه وعامه ووعده ووعيده وانسخه‬ ‫ومنسوخه وقصصه وأخباره‪ ،‬ال يقدر أحد من‬ ‫املخلوقي أن أييت مبثله‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫احلديث احلادي عشر‬

‫كشف الغمة عن ابن طلحة‪ :‬عن امري‬ ‫املؤمني عليه السالم قال‪ :‬وشرطت على احلكمي‬ ‫حبضوركم أن حيكما مبا أنزل هللا من فاحتته إىل خامتته‬ ‫والسنة اجلامعة وإهنما إن مل يفعال فال طاعة هلما‬ ‫علي‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫احلديث الثان عشر‬

‫كتاب صفي ‪ :‬أبو إسحاق الشيبان يف‬ ‫الكتاب الذي بي امري املؤمني عليه السالم و وبي‬ ‫معاوية ‪ :‬أان ننزل عند حكم هللا وكتابه وال جيمع‬ ‫بيننا إال إايه وأن كتاب هللا سبحانه بيننا من فاحتته‬ ‫إىل خامتته حنيي ما أحيا القرآن ومنيت ما أمات‬ ‫القرآن‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫احلديث الثالث عشر‬

‫العياشي عن عمر بن حنظلة عن ايب عبدهللا‬ ‫عليه السالم ‪:‬قال ‪ :‬فلما رآن أتتبع هذا واشباهه‬ ‫من الكتاب قال ‪ :‬حسبك كل شئ يف الكتاب من‬ ‫فاحتته إىل خامتته مثل هذا فهو يف االئمة عىن به‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫احلديث الرابع عشر‬

‫اجمللسي عن جعفر البحريين عن كتاب لبعض‬ ‫اصحابنا مرسال عن الصادق عليه السالم يف دعاء‬ ‫‪ :‬ويتوجه ابلقرآن قائال اللهم إن أتوجه إليك ابلقرآن‬ ‫العظيم من فاحتته إىل خامتته‪ ،‬وفيه امسك االكرب‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫احلديث اخلامس عشر‬

‫الكاىف عن يزيد بن عند هللا‪ ،‬عمن حدثه‬ ‫عن ايب جعفر (عليه السالم) يف كتابه إىل سعد اخلري‪:‬‬ ‫وكل امة قد رفع هللا عنهم علم الكتاب حي نبذوه‬ ‫ووالهم عدوهم حي تولوه ‪ .‬وكان من نبذهم الكتاب‬ ‫ان اقاموا حروفه وحرفوا حدوده ‪ .‬فهم يروونه‬ ‫واليرعونه واجلهال ‪ -.‬اىل ان قال ‪ -‬مث اعرف‬ ‫اشباههم من هذه االمة الذين اقاموا حروف الكتاب‬ ‫وحرفوا حدوده ‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫احلديث السادس عشر‬

‫التفسري ‪:‬ابن زايد و ابن سيار عن احلسن‬ ‫العسكري عليه السالم انه قال قال الصادق عليه‬ ‫السالم ان هللا ملا بعث موسى بن عمران مث من بعده‬ ‫من االنبياء إىل بىن اسرائيل مل يكن فيهم قوم اال‬ ‫اخذوا عليهم العهود واملواثيق ليؤمنن مبحمد العرىب‬ ‫االمى املبعوث مبكة الذى يهاجر إىل املدينة أيتى‬ ‫بكتاب هللا ابحلروف املقطعة افتتاح بعض سوره ‪،‬‬ ‫حيفظه امته فيقرؤنه قياما وقعودا ومشاة ‪ ،‬وعلى كل‬ ‫‪23‬‬


‫االحوال يسهل هللا عزوجل حفظه عليهم – اىل ان‬ ‫قال‪-‬‬

‫مث اذا صار حممد إىل رضوان هللا عزوجل‬

‫وارتد كثري ممن كان أعطاه ظاهر االميان ‪ ،‬وحروفوا‬ ‫أتويالته وغريوا معانيه ‪ ،‬ووضعوها على خالف‬ ‫وجوهها ‪ ،‬قاتلهم ‪ -‬اي علي عليه السالم‪ -‬بعد‬ ‫ذلك على أتوليه‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫احلديث السابع عشر‬

‫سليم يف كتابه قال طلحة‪ :‬ال أراك اي أاب‬ ‫احلسن أجبتين عما سألتك عنه من أمر القرآن أال‬ ‫تظهره للناس‪ ،‬قال‪ :‬اي طلحة عمدا كففت عن‬ ‫جوابك فأخربن عن ماكتب عمر وعثمان أقرآن كله‬ ‫أم يف ما ليس بقرآن ؟ قال طلحة‪ :‬بل قرآن كله‪،‬‬ ‫قال‪ :‬إن أخذمت مبا فيه جنومت من النار‪ ،‬ودخلتم اجلنة‪،‬‬ ‫فان فيه حجتنا‪ ،‬وببان حقنا‪ ،‬وفرض طاعتنا‪ ،‬قال‬ ‫طلحة‪ :‬حسيب أما إذا كان قرآان فحسيب‪ .‬مث قال‬ ‫طلحة‪ :‬فأخربن عما يف يديك من القرآن وأتويله‬ ‫‪25‬‬


‫وعلم احلالل واحلرام إىل من تدفعه ومن صاحبه‬ ‫بعدك ؟ قال‪ :‬إىل الذي أمرن رسول هللا صلى هللا‬ ‫عليه وآله أن أدفعه إليه وصيي وأوىل الناس بعدي‬ ‫ابلناس ابين احلسن‪ ،‬مث يدفعه ابين احلسن إىل ابين‬ ‫احلسي مث يصري إىل واحد بعد واحد من ولد احلسي‬ ‫حىت يرد آخرهم على رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬ ‫حوضه‪ ،‬هم مع القرآن ال يفارقونه‪ ،‬والقرآن معهم ال‬ ‫يفارقهم ‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫احلديث الثامن عشر‬

‫سليم بن قيس يف كتابه عن سلمان قال يف‬ ‫امري املؤمني عليه السالم و وأقبل على القرآن يؤلفه‬ ‫وجيمعه‪ ،‬فلم خيرج من بيته حىت مجعه‪ ،‬وكان يف‬ ‫الصحف والشظاظ و االكتاف والرقاع‪ ،‬فلما مجعه‬ ‫كله وكتبه بيده‪ :‬تنزيله وأتويله‪ ،‬والناسخ منه و‬ ‫املنسوخ‪ ،‬بعث إليه أبو بكر اخرج فبايع‪ ،‬فبعث إليه‬ ‫علي (عليه السالم) أن مشغول وقد آليت على‬ ‫نفسي ميينا أن ال أرتدي برداء إال للصالة حىت أولف‬ ‫القرآن وأمجعه – اىل ان قال‪. -‬قال امري املؤمني‬ ‫عليه السالم ‪ :‬فلم ينزل هللا على رسوله آية منه إال‬ ‫وقد مجعتها وليست منه آية إال وقد أقرأنيها رسول‬ ‫‪27‬‬


‫هللا (صلى هللا عليه وآله) وعلمين أتويلها مث قال هلم‬ ‫علي (عليه السالم)‪ :‬ال تقولوا يوم القيامة إن مل‬ ‫أدعكم إىل نصريت‪ ،‬ومل أذكركم حقي‪ ،‬ومل أدعكم إىل‬ ‫كتاب هللا من فاحتته إىل خامتته‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫احلديث التاسع عشر‬

‫الكليين عن حممد بن حيىي‪ ،‬عن حممد بن‬ ‫احلسي‪ ،‬عن حممد بن إمساعيل بن يزيع‪ ،‬عن عمه‬ ‫محزة بن بزيع‪ ،‬واحلسي بن حممد االشعري‪ ،‬عن أمحد‬ ‫بن حممد بن عبد هللا‪ ،‬عن يزيد بن عبد هللا‪ ،‬عمن‬ ‫حدثه قال‪ :‬كتب أبو جعفر عليه السالم إىل سعد‬ ‫اخلري‪ :‬بسم الرمحن الرحيم – اىل ان قال‪ -‬وكل امة‬ ‫قد رفع هللا عنهم علم الكتاب حي نبذوه ووالهم‬ ‫عدوهم حي تولوه وكان من نبذهم الكتاب ان اقاموا‬ ‫حروفه وحرفوا حدوده ‪ .‬فهم يروونه واليرعونه‬ ‫واجلهال ‪ -.‬اىل ان قال مث اعرف اشباههم من‬ ‫‪29‬‬


‫هذه االمة الذين اقاموا حروف الكتاب وحرفوا‬ ‫حدوده ‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫احلديث العشرون‬

‫تفسري االمام العسكري عليه السالم عن‬ ‫الصادق عليه السالم ( مث إذا صار حممد (صلى هللا‬ ‫عليه وآله) إىل رضوان هللا عزوجل‪ ،‬وارتد كثري ممن‬ ‫كان اعطاه ظاهر االميان وحرفوا أتويالته وغريوا‬ ‫معانيه ووضعوها على خالف وجوهها قاتلهم بعد‬ ‫على أتويله‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫احلديث احلادي و العشرون‬

‫الصدوق يف التوحيد عن املكتب‪ ،‬عن‬ ‫االسدي‪ ،‬عن الربمكي‪ ،‬عن عبد هللا بن أمحد بن‬ ‫داهر‪ ،‬عن الفضل بن إمساعيل‪ ،‬عن علي بن سامل‪،‬‬ ‫عن أبيه قال‪ :‬سألت الصادق عليه السالم فقلت‬ ‫له‪ :‬اي ابن رسول هللا ما تقول يف القرآن ؟ فقال‪ :‬هو‬ ‫كالم هللا‪ ،‬وقول هللا‪ ،‬وكتاب هللا‪ ،‬ووحي هللا‪ ،‬وتنزيله‪،‬‬ ‫وهو الكتاب العزيز الذي ال أيتيه الباطل من بي‬ ‫يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم محيد‪ .‬و يف‬

‫‪32‬‬


‫التوحيد و العيون و االمايل‪ :‬ابن مسرور‪ ،‬عن حممد‬ ‫احلمريي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن الراين‬ ‫قال‪ :‬قلت للرضا عليه السالم‪ :‬ما تقول يف‬ ‫القرآن ؟ فقال‪ :‬كالم هللا ال تتجاوزوه‪ ،‬وال تطلبوا‬ ‫اهلدى يف غريه فتضلوا‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫احلديث الثان و العشرون‬

‫االرشاد‪ :‬عن امري املؤمني عليه السالم انه‬ ‫قال ‪ :‬فلما أبيتم إال الكتاب اشرتطت على احلكمي‬ ‫أن حييا ما أحياه القرآن وأن مييتا ما أماته القرآن فإن‬ ‫حكما حبكم القرآن فليس لنا أن خنالف حكم من‬ ‫حكم مبا يف الكتاب‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫احلديث الثالث و العشرون‬

‫التهذيب ‪ :‬عن إبراهيم بن عبد احلميد عن‬ ‫أيب احلسن عليه السالم قال‪ :‬املصحف ال متسه على‬ ‫غري طهر‪ ،‬وال جنبا‪ ، .‬وال متس خيطه وال تعلقه إن‬ ‫هللا يقول " ال ميسه " إال املطهرون "‬

‫‪35‬‬


‫احلديث الرابع و العشرون‬

‫كشف‪ :‬عن احلافظ عبد العزيز‪ ،‬عن داود‬ ‫بن سليمان‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آابئه (عليهم السالم)‬ ‫قال‪ :‬قال رسول هللا (صلى هللا عليه وآله)‪ :‬جمالسة‬ ‫العلماء عبادة والنظر إىل علي (عليه السالم) عبادة‪،‬‬ ‫والنظر إىل البيت عبادة‪ ،‬والنظر إىل املصحف‬ ‫عبادة‪ ،‬والنظر إىل الوالدين عبادة‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫احلديث اخلامس و العشرون‬

‫عدة الداعي‪ :‬عن إسحاق بن عمار قال‪:‬‬ ‫قلت اليب عبد هللا عليه السالم‪ :‬جعلت فداك إن‬ ‫أحفظ القرآن عن ظهر قلب‪ ،‬فأقرؤه عن ظهر قليب‬ ‫أفضل أو أنظر يف املصحف ؟ قال‪ :‬فقال يل‪ :‬ال بل‬ ‫اقرأه وانظر يف املصحف‪ ،‬فهو أفضل أما علمت أن‬ ‫النظر يف املصحف عبادة‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫احلديث السادس و العشرون‬

‫عدة الداعي‪ :‬عن النيب صلى هللا عليه وآله‬ ‫قال‪ :‬ليس شئ أشد على الشيطان من القراءة يف‬ ‫املصحف نظرا واملصحف يف البيت يطرد الشيطان‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫احلديث السابع و العشرون‬

‫احملاسن عن ابن أيب يعفور عن ايب عبد هللا‬ ‫عليه السالم ‪ :‬إذا ورد عليكم حديث فوجدمتوه له‬ ‫شاهد من كتاب هللا أو من قول رسول هللا صلى هللا‬ ‫عليه واله‪ ،‬وإال فالذي جاءكم به أوىل‪ .‬وفيه عن‬ ‫السكون‪ ،‬عن أيب‬ ‫عبد هللا‪ ،‬عن آابئه‪ ،‬عن علي عليهم السالم‬ ‫قال‪ :‬إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا‬ ‫فما وافق كتاب هللا فخذوا به وما خالف كتاب هللا‬ ‫فدعوه‪.‬‬ ‫‪39‬‬


‫احلديث الثامن و العشرون‬

‫احملاسن‪ :‬أيب‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن‬ ‫أيوب بن احلر قال‪ :‬مسعت أاب عبد هللا عليه السالم‬ ‫يقول‪ :‬كل شئ مردود إىل كتاب هللا والسنة‪ ،‬وكل‬ ‫حديث ال يوافق كتاب هللا فهو زخرف‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫احلديث التاسع و العشرون‬

‫عبيس بن هشام‪ ،‬عن غري واحد‪ ،‬عن أيب‬ ‫جعفر عليه السالم قال‪ :‬قراء القرآن ثالثثة‪ :‬رجل‬ ‫قرأ القرآن فاختذه بضاعة‪ ،‬واستدر به امللوك‪،‬‬ ‫واستطال به على الناس‪ ،‬ورجل قرأ القرآن فحفظ‬ ‫حروفه‪ ،‬وضيع حدوده‪ ،‬ورجل قرأ القرآن ووضع‬ ‫دواء القرآن على دائه‪ ،‬وأسهر به ليله‪ ،‬وأظمأ به‬ ‫هناره‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫احلديث الثالثون‬

‫يف تفسري االمام الزكي العسكري عليه‬ ‫السالم " ال ريب فيه " ال شك فيه لظهوره عندهم‬ ‫كما أخربهم أنبياؤهم أن حممدا صلى هللا عليه وآله‬ ‫ينزل عليه الكتاب يقرؤه هو وامته على سائر‬ ‫أحواهلم ‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫احلديث احلادي و الثالثون‬

‫احملاسن‪ :‬عن كليب بن معاوية‪ ،‬عن أيب عبد‬ ‫هللا عليه السالم قال‪ :‬ما أاتكم عنا من حديث ال‬ ‫يصدقه كتاب هللا فهو ابطل‪ .‬و فيه عن اهلشامي‬ ‫مجيعا وغريمها قال‪ :‬خطب النيب صلى هللا عليه واله‬ ‫مبىن فقال‪ :‬أيها الناس ما جاءكم عين فوافق كتاب‬ ‫هللا فأان قلته‪ ،‬وما جاءكم خيالف القرآن فلم أقله‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫احلديث الثان و الثالثون‬

‫دعائم االسالم‪ :‬روينا عن جعفر بن حممد‬ ‫صلوات هللا عليهما أنه قال اليب حنيفة وقد دخل‬ ‫عليه فقال له‪ :‬اي نعمان ما الذي تعتمد عليه فيما مل‬ ‫جتد فيه نصا يف كتاب هللا وال خربا عن الرسول‬ ‫(صلى هللا عليه وآله) ؟ قال‪ :‬أقيسه على ما وجدت‬ ‫من ذلك‪ ،‬قال له‪ :‬أول من قاس إبليس‪ ،‬فأخطأ‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫احلديث الثالث و الثالثون‬

‫عدة الداعي‪ :‬وقال ( امري املؤمني ) عليه‬ ‫السالم‪ :‬وكتاب هللا بي أظهركم انطق ال يعيا لسانه‪،‬‬ ‫وبي ال هتدم أركانه‪ ،‬وعز ال هتزم أعوانه‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫احلديث الرابع و الثالثون‬

‫مصباح الشريعة عن الصادق عليه السالم‬ ‫فانظر كيف تقرأ كتاب ربك‪ ،‬ومنشور واليتك‪،‬‬ ‫وكيف جتيب أوامره ونواهيه‪ ،‬وكيف متتثل حدوده‪،‬‬ ‫فانه كتاب عزيز ال أيتيه الباطل من بي يديه وال من‬ ‫خلفه تنزيل من حكيم محيد فرتله ترتيال‪ ،‬وقف عند‬ ‫وعده ووعيده‪ ،‬وتفكر يف أمثاله ومواعظه واحذر أن‬ ‫تقع من إقامتك حروفه يف إضاعة حدوده‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫احلديث اخلامس و الثالثون‬

‫االحتجاج االمام احلسن الزكي‬

‫عليه‬

‫السالم ‪ :‬انه قال فإذا شهد الكتاب بتصديق خرب‬ ‫وحتقيقه فأنكرته طائفة من االمة وعارضته حبديث من‬ ‫هذه األحاديث املزورة صارت إبنكارها ودفعها‬ ‫الكتاب كفارا ضالال‪ ،‬وأصح خرب ما عرف حتقيقه‬ ‫من الكتاب مثل اخلرب اجملمع عليه من رسول هللا‬ ‫صلى هللا عليه واله حيث قال‪ :‬إن مستخلف فيكم‬ ‫خليفتي كتاب هللا وعرتيت ما إن متسكتم هبما لن‬ ‫تضلوا بعدي واهنما لن يفرتقا حىت يردا علي احلوض‪.‬‬ ‫‪47‬‬


‫واللفظة االخرى عنه يف هذا املعىن بعينه قوله صلى‬ ‫هللا عليه واله‪ :‬إن اترك فيكم الثقلي كتاب هللا‬ ‫وعرتيت أهل بييت واهنما لن يفرتقا حىت يردا علي‬ ‫احلوض ما إن متسكتم هبما مل تضلوا‪ .‬فلما وجدان‬ ‫شواهد هذا احلديث نصا يف كتاب هللا مثل قوله‪ :‬إمنا‬ ‫وليكم هللا ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون‬ ‫الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون‪ .‬مث اتفقت‬ ‫رواايت العلماء يف ذلك ألمري املؤمني عليه السالم‬ ‫أنه تصدق خبامته وهو راكع فشكر هللا ذلك له‪،‬‬ ‫وأنزل اآلية فيه‪ ،‬مث وجدان رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫واله قد أابنه من أصحابه هبذه اللفظة‪ :‬من كنت‬ ‫مواله فعلي مواله اللهم وال من وااله وعاد من‬ ‫عاداه‪ .‬وقوله صلى هللا عليه واله‪ :‬علي يقضي ديين‬ ‫وينجز موعدي وهو خليفيت عليكم بعدي‪ .‬وقوله‬ ‫‪48‬‬


‫صلى هللا عليه واله ‪ -‬حيث استخلفه على املدينة‬ ‫ فقال‪ :‬اي رسول هللا أختلفين على النساء والصبيان‬‫؟ فقال‪ :‬أما ترضى أن تكون مين مبنزلة هارون من‬ ‫موسى إال أنه ال نيب بعدي‪ .‬فعلمنا أن الكتاب شهد‬ ‫بتصديق هذه األخبار وحتقيق هذه الشواهد فيلزم‬ ‫االمة اإلقرار هبا إذا كانت هذه األخبار وافقت‬ ‫القرآن‪ ،‬ووافق القرآن هذه األخبار‪ ،‬فلما وجدان‬ ‫ذلك موافقا لكتاب هللا ووجدان كتاب هللا موافقا‬ ‫هلذه األخبار وعليها دليال كان االقتداء هبذه األخبار‬ ‫فرضا ال يتعداه إال أهل العناد والفساد‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫احلديث السادس و الثالثون‬

‫التحف عن امري املؤمني عليه السالم انه‬ ‫قال ‪ :‬فأفضل الناس عند هللا منزلة وأقرهبم من هللا‬ ‫وسيلة أطوعهم المره وأعملهم بطاعته وأتبعهم لسنة‬ ‫رسوله وأحياهم لكتابه ليس الحد عندان فضل إال‬ ‫بطاعة هللا وطاعة الرسول‪ .‬هذا كتاب هللا بي أظهران‬ ‫وعهد رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسريته فينا ال‬ ‫جيهل ذلك إال جاهل عاند عن احلق منكر‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫احلديث السابع و الثالثون‬

‫االحتجاج و االرشاد عن ايب جعفر الباقر‬ ‫عليه السالم ‪ :‬أو ما علمتم أن أمري املؤمني إمنا أمر‬ ‫احلكمي أن حيكما ابلقرآن وال يتعدايه واشرتط رد‬ ‫ما خالف القرآن من أحكام الرجال وقال حي قالوا‬ ‫له‪ " :‬حكمت على نفسك من حكم عليك " فقال‪:‬‬ ‫" ما حكمت خملوقا وإمنا حكمت كتاب هللا " ‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫احلديث الثامن و الثالثون‬

‫بصاير الدرجات‪:‬‬

‫اي سدير أمل تقرأ القرآن‬

‫؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فهل وجدت فيما قرأت‬ ‫من كتاب هللا " قال الذي عنده علم من الكتاب أان‬ ‫آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك " ؟ قال‪ :‬قلت‪:‬‬ ‫جعلت فداك قد قرأت‪ ،‬قال‪ :‬فهل عرفت الرجل ؟‬ ‫وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب ؟ قال‪:‬‬ ‫قلت‪ :‬فأخربن أفهم قال‪ :‬قدر قطرة الثلج يف البحر‬ ‫االخضر‪ ،‬فما يكون ذلك من علم الكتاب ؟ قال‪:‬‬ ‫قلت‪ :‬جعلت فداك ما أقل هذا ؟ قال‪ :‬فقال يل‪ :‬اي‬ ‫‪52‬‬


‫سدير ما أكثر هذا ملن ينسبه هللا إىل العلم الذي‬ ‫اخربك به‪ ،‬اي سدير فهل وجدت فيما قرأت من‬ ‫كتاب هللا عزوجل‪ " :‬قل كفى ابلل شهيدا بيين‬ ‫وبينكم ومن عنده علم الكتاب " قال‪ :‬قلت‪ :‬قد‬ ‫قرأته جعلت فداك‪ ،‬قال‪ :‬فمن عنده علم من‬ ‫الكتاب أفهم أم من عنده علم الكتاب ؟ قال‪ :‬ال‪،‬‬ ‫بل من عنده علم الكتاب كله‪ ،‬قال‪ :‬فأومأ بيده إىل‬ ‫صدره وقال‪ :‬علم الكتاب وهللا كله عندان‪ ،‬علم‬ ‫الكتاب وهللا كله عندان‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫احلديث التاسع و الثالثون‬

‫االحتجاج االحتجاج عن السيدة الزهراء‬ ‫عليها السالم اهنا قالت ‪ :‬فهيهات منكم ! وكيف‬ ‫بكم ؟ ! وأىن تؤفكون ؟ وكتاب هللا بي أظهركم‪،‬‬ ‫أموره ظاهرة‪ ،‬وأحكامه زاهرة‪ ،‬وأعالمه ابهرة‪،‬‬ ‫وزواجره الئحة‪ ،‬وأوامره واضحة‪ ،‬قد خلفتموه وراء‬ ‫ظهوركم‪ ،‬أرغبة عنه تريدون ؟‪ ،‬أم بغريه حتكمون ؟ !‬ ‫بئس للظاملي بدال‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫احلديث االربعون‬

‫االحتجاج ‪ :‬عن الصادق عليه السالم‪ :‬أن‬ ‫رسول هللا صلى هللا عليه واله قال‪ :‬ما وجدمت يف‬ ‫كتاب هللا عز وجل فالعمل به الزم وال عذر لكم يف‬ ‫تركه‪ ،‬وما مل يكن يف كتاب هللا عز وجل وكان يف سنة‬ ‫مين فال عذر لكم يف ترك سنيت‪ ،‬وما مل يكن فيه‬ ‫سنة مين فما قال أصحايب فقولوا به فإمنا مثل‬ ‫أصحايب فيكم كمثل النجوم أبيها اخذ اهتدى وأبي‬ ‫‪55‬‬


‫أقاويل أصحايب أخذمت اهتديتم‪ ،‬واختالف أصحايب‬ ‫لكم رمحة‪ .‬قيل اي رسول هللا‪ :‬من أصحابك ؟ قال‪:‬‬ ‫أهل بييت‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫تعريف ابألعالم األربعة‬

‫‪57‬‬


‫الشيخ الصدوق‬ ‫حممد بن علي بن احلسي بن موسى بن اببويه القمي‬ ‫املشهور بـالشيخ الصدوق من أعاظم علماء القرن‬ ‫الرابع اهلجري‪ .‬ولد سنة ‪ 305‬هـ‪ ،‬وتويف ‪ 381‬هـ‪.‬‬ ‫الري‪ .‬ترك الصدوق ‪ 300‬أثر‬ ‫ودفن يف مدينة ّ‬ ‫علمي‪ ،‬لكن الكثري من هذه املؤلفات فقدت‪ ،‬ومل‬ ‫يعثر عليها‪ .‬من أهم مؤلفاته كتاب من ال حيضره‬ ‫الفقيه وهو من الكتب األربعة املعتمدة لدى الشيعة‬ ‫وأيضا اخلصال وعلل الشرائع ومعان األخبار وعيون‬ ‫أخبار الرضا‪ .‬ومن أبرز تالمذته الشيخ املفيد‪.‬‬ ‫وصفه الشيخ الطوسي‪ ،‬بقوله‪« :‬حممد بن علي بن‬ ‫احلسي بن اببويه القمي يكىن أاب جعفر جليل القدر‬

‫‪58‬‬


‫حفظة بصري ابلفقه واألخبار والرجال له مصنفات‬ ‫كثرية ذكرانها يف الفهرست »ز‬ ‫وترجم له النجاشي قائال‪« :‬حممد بن علي بن احلسي‬ ‫بن موسى بن اببويه القمي أبو جعفر نزيل الري‬ ‫شيخنا و فقيهنا ووجه الطائفة خبراسان و كان ورد‬ ‫بغداد سنة مخس و مخسي وثالمثائة ومسع منه شيوخ‬ ‫الطائفة وهو حدث السن»‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫الشيخ املفيد‬ ‫حممد بن حممد بن النعمان املشهور ابلشيخ املفيد‬ ‫ّ‬ ‫(‪ 413 - 338‬هـ) من علماء الشيعة اإلمامية‬ ‫اإلثين عشرية‪ ،‬عاش يف النصف الثان من القرن‬ ‫الرابع اهلجري وأوائل القرن اخلامس اهلجري‪ ،‬وكان‬ ‫تلميذ الشيخ الصدوق‪ ،‬وأستاذ السيّدين الرضي‬ ‫واملرتضى وكذلك الشيخ الطوسي‪.‬‬ ‫ويعترب الشيخ املفيد املؤسس للفقه املقارن‪ ،‬من‬ ‫خالل أتليفه الذي أطلق عليه عنوان اإلعالم فيما‬ ‫اتفقت اإلمامية عليه من أحكام‪ ،‬واكتمل هذا‬ ‫املشروع من خالل كتاب االنتصار للسيد املرتضى‪،‬‬ ‫واخلالف للشيخ الطوسي‪ ،‬وتذكرة الفقهاء للعالمة‬ ‫احللّي‪ .‬ويع ّد الشيخ املفيد من أكرب العاملي على‬ ‫‪60‬‬


‫إحياء العلوم اإلسالمية ومن املروجي اجلا ّدين للثقافة‬

‫الشيعيّة والناشرين للفقه اإلمامي‪.‬‬

‫روى الشيخ الطوسي‪ :‬أن حممد بن حممد بن النعمان‬ ‫املفيد‪ ،‬يكىن أاب عبد هللا‪ ،‬املعروف اببن املعلم‪ ،‬من‬ ‫مجلة متكلمي اإلمامية‪ ،‬انتهت إليه رائسة اإلمامية‬ ‫يف وقته‪ ،‬وكان مقدماً يف العلم وصناعة الكالم‪ ،‬وكان‬ ‫فقيها متقدما فيه‪ ،‬حسن اخلاطر‪ ،‬دقيق الفطنة‬

‫حاضر اجلواب‪ ،‬وله قريب من مائيت مصنف كبار‬ ‫وصغار‪.‬‬ ‫وكتب ابن الندمي حتت عنوان ابن املعلم‪ :‬ابن املعلم‬ ‫أبو عبد هللا يف عصران انتهت رايسة متكلمي الشيعة‬ ‫إليه مقدم يف صناعة الكالم على مذهب أصحابه‬ ‫دقيق الفطنة ماضي اخلاطر شاهدته فرأيته ابرعا وله‬ ‫من الكتب‪.‬‬ ‫‪61‬‬


‫السيد املرتضى‬ ‫علي بن احلسي بن موسى (‪ 436 -355‬هـ)‬ ‫املعروف بـالسيد املرتضى والشريف املرتضى وعلم‬ ‫اهلدى‪ ،‬سند الشيعة و نقيب الطالبيي يف بغداد‬ ‫وأمري احلاج واملظامل بعد أخيه السيد الرضي‪ ،‬وكان‬ ‫منصب أبيهم قبل ذلك‪.‬‬ ‫وهو فقيه ومن متكلمي اإلمامية ومرجعهم بعد وفاة‬ ‫أستاذه الشيخ املفيد‪ .‬وكان متعمقاً يف علم الكالم‬ ‫واملناظرة يف كل مذهب‪ .‬وتشمل سعة ختصصه‬ ‫العلمي يف الفقه واألصول واألدب واللغة والتفسري‬ ‫والتاريخ والرتاجم‪.‬‬ ‫ّن املكانة العلمية للسيد املرتضى غنية عن البيان‬ ‫فهو دون شك من أكرب علماء الشيعة االمامية‬ ‫‪62‬‬


‫ويظهر من مؤلفاته الكثرية يف العديد من علوم عصره‬ ‫كالكالم والفقه واألصول والتفسري والفلسفة اإلهلية‬ ‫والفلك وأقسام األدب كاللغة والنحو واملعان‬ ‫واإلنشاء والشعر وأمثاهلا فهو استاذ ماهر بل وحيد‬ ‫انصب أكرب جهده على الفقه‬ ‫عصره‪ .‬وكان قد‬ ‫ّ‬ ‫والكالم واألدب وقد خدم املذهب اإلمامي من‬ ‫خالل هذا الطريق وأ ّدى إىل استحكام آرائه األصلية‬

‫والفرعية‪.‬‬

‫ويقوم منهجه يف األصول على الدليل العقلي ومن‬ ‫هنا ال خيتلف مع األشاعرة فقط وإ ّمنا مع أهل الظاهر‬ ‫من اإلمامية‪ .‬ومل يعمل يف الفقه خبرب الواحد وكان‬ ‫يستفيد يف استنباط األحكام من األدلة األصولية‬ ‫اللفظية والعقلية ‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫إ ّن السيد املرتضى فقيه اإلمامية ومتكلمهم‬ ‫ومرجعهم بعد وفاة أستاذه الشيخ املفيد‪ ،‬وكتابه‬ ‫تعمقه يف علم‬ ‫الشايف يف اإلمامة أوضح دليل على ّ‬ ‫كل مذهب‪.‬‬ ‫الكالم واملناظرة يف ّ‬ ‫ورسائله وكتبه يف الفقه واألصول شاهد على تسلّطه‪.‬‬ ‫وأييت كتابه األمايل يف األدب واللّغة والتفسري‬ ‫والتاريخ والرتاجم كربهان انصع على سعته املعرفية‬ ‫يف العلوم‪.‬‬ ‫يقول تلميذه الشيخ الطوسي‪ :‬هو متوحد يف ٍ‬ ‫علوم‬ ‫ّ‬

‫مقدم يف العلوم مثل علم‬ ‫جممع على فضله‪ٌ ،‬‬ ‫كثرية‪َ ،‬‬ ‫الكالم والفقه وأصول الفقه واألدب والنحو الشعر‬

‫واللّغة وغري ذلك‪.‬‬ ‫‪64‬‬


‫الشيخ الطوسي‬ ‫الشيخ الطوسي هو حممد بن احلسن بن علي بن‬ ‫احلسن (‪ 385‬ـ ‪ 460‬هـ) املعروف بشيخ الطائفة‬ ‫والشيخ الطوسي‪ .‬مؤلف كتابي من الكتب األربعة‬ ‫ومن كبار املتكلمي واحملدثي واملفسرين والفقهاء‬ ‫الشيعة‪ .‬قدم إىل العراق من خراسان يف سن الثالثة‬ ‫والعشرين وتتلمذ على يد العلماء هناك كالشيخ‬ ‫املفيد والسيد املرتضى‪ .‬أسند إليه اخلليفة العباسي‬ ‫كرسي كالم بغداد‪ .‬وعندما احرتقت مكتبة شابور‬ ‫إثر هجوم طغرل بيك اضطر للهجرة إىل النجف‬ ‫فأسس احلوزة العلمية هناك‪.‬‬ ‫تسلم املرجعية وزعامة املذهب اجلعفري بعد وفاة‬ ‫السيد املرتضى وقد خدم العامل اإلسالمي ال سيما‬ ‫مذهب اإلمامية خدمات جليلة من خالل تربية‬ ‫‪65‬‬


‫آالف التالميذ والطالب وأتليف العشرات من‬ ‫الكتب العلمية اخلالدة واليت ال تزال هلا أثرها‬ ‫املشهود‪ ،‬ومن خدماته أتسيس طريقة االجتهاد‬ ‫املطلق وأتليف يف جماالت الفقه واألصول‪ ,‬وقد‬ ‫جعل الشيخ اجتهاد الشيعة مستقال يف مقابل‬ ‫اجتهاد أهل السنة خصوصا مذاهبهم املهمة‪.‬‬ ‫أسس الشيخ طريق االجتهاد املطلق يف الفقه‬ ‫وأصوله‪ .‬وعندما تطلق كلمة الشيخ جمردة لدى‬ ‫العلماء فهو املقصود هبا‪ ,‬وهو صاحب كتابي من‬ ‫الكتب احلديثية األربعة مها «االستبصار»‬ ‫و«التهذيب» ومل جيرء أحد بعده أن خيالف نظرايته‬ ‫إىل أن ظهر ابن ادريس احللي فأخذ بنقدها‪ .‬وكان‬ ‫كتابه «النهاية» مادة للتدريس إىل أن ألّف احملقق‬ ‫احللي كتاب «شرائع االسالم»‪.‬‬ ‫‪66‬‬


‫اقوال االعالم األربعة‬

‫‪67‬‬


‫قول الشيخ الصدوق بعدم حتريف القرآن‬

‫يقول الشيخ حممد بن علي بن اببويه القمي‪ ،‬املل ّقب‬ ‫ابلصدوق يف االعتقادات‪ :‬إعتقادان أ ّن القرآن الذي‬ ‫أنزله هللا على نبيّه (صلّى هللا عليه وآله وسلّم) هو‬

‫ما بي الدفّتي‪ ،‬وهو ما يف أيدي الناس‪ ،‬ليس ابكثر‬ ‫من ذلك‪ ،‬ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشر‬ ‫سورة‪ ،‬وعندان أن الضحى وأمل نشرح سورة واحدة‪،‬‬ ‫وإليالف وأمل تر كيف سورة واحدة‪ .‬ومن نسب إلينا‬ ‫أان نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب‪ .‬وما روي ‪-‬‬ ‫‪68‬‬


‫كل سورة من القرآن‪ ،‬وثواب من‬ ‫من ثواب قراءة ّ‬ ‫ختم القرآن كلّه‪ ،‬وجواز قراءة سورتي يف ركعة‬ ‫والنهي عن القران بي سورتي يف ركعة فريضة ‪-‬‬ ‫تصديق ملا يف قلناه يف أمر القرآن‪ ،‬وأن مبلغه ما يف‬ ‫أيدي الناس‪ .‬وكذلك ما روي من النهي عن قراءة‬ ‫القرآن كله يف ليلة واحدة‪ ،‬وأنه ال جيوز أن خيتم‬ ‫القرآن يف أقل من ثالثة أايم تصديق ملا قلناه أيضاً‪.‬‬ ‫بل نقول ‪ :‬انه قد نزل الوحي الذي ليس بقرآن ما‬ ‫لو مجع اىل القران لكان مبلغه مقدار سبعة عشر‬ ‫الف اية ‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫قول الشيخ املفيد بعدم حتريف القرآن‬ ‫قال الشيخ حممد بن حممد بن النعمان‪ ،‬املل ّقب‬ ‫ابملفيد‪ ،‬البغدادي يف أوائل املقاالت‪ :‬قد قال مجاعة‬ ‫من أهل اإلمامة‪ :‬إنه مل ينقص من كلمة‪ ،‬وال من آية‪،‬‬ ‫وال من سورة‪ ،‬ولكن حذف ما كان مثبتاً يف مصحف‬

‫السالم) من أتويله‪ ،‬وتفسري‬ ‫أمري املؤمني (عليه ّ‬ ‫معانيه على حقيقة تنزيله‪ ،‬وذلك كان اثبتاً منزالً وإن‬

‫مل يكن من مجلة كالم هللا تعاىل الذي هو القرآن‬

‫املعجز‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫وعندي أ ّن هذا القول أشبه من مقال من ا ّدعى‬ ‫نقصان كلم من نفس القرآن على احلقيقة دون‬

‫التأويل‪ ،‬وإليه أميل‪ ،‬وهللا أسأل توفيقه للصواب "‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫قول السيد املرتضى بعدم حتريف القرآن‬ ‫قال الشريف املرتضى على بن احلسي املوسوي‪،‬‬ ‫املل ّقب بعلم اهلدى يف الطرابلسيات‪ " :‬إ ّن العلم‬ ‫بصحة نقل القرآن كالعلم ابلبلدان‪ ،‬واحلوادث‬ ‫ّ‬ ‫الكبار‪ ،‬والوقائع العظام‪ ،‬والكتب املشهورة‪ ،‬واشعار‬ ‫العرب املسطورة‪ ،‬فإ ّن العناية اشت ّدت والدواعي‬ ‫توفّرت على نقله وحراسته‪ ،‬وبلغت إىل ح ّد مل يبلغه‬

‫النبوة‪ ،‬ومأخذ‬ ‫يف ما ذكرانه‪ ،‬أل ّن القرآن معجزة ّ‬ ‫العلوم الشرعية واألحكام الدينيّة‪ ،‬وعلماء املسلمي‬

‫قد بلغوا يف حفظه ومحايته الغاية‪ ،‬حىت عرفوا كل‬

‫شيء اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآايته‪،‬‬ ‫مغرياً أو منقوصاً مع العناية‬ ‫فكيف جيوز أن يكون ّ‬ ‫الصادقة والضبط الشديد؟! "‪.‬‬ ‫‪72‬‬


‫صحة‬ ‫وقال‪ " :‬إ ّن العلم بتفصيل القرآن وأبعاضه يف ّ‬

‫نقله كالعلم جبملته‪ ،‬وجرى ذلك جمرى ما علم‬

‫ضرورةً من الكتب املصنّفة ككتايب سيبويه واملزن‪،‬‬ ‫فإ ّن أهل العناية هبذا الشأن يعلمون من تفصيلها ما‬ ‫يعلمونه من مجلتها‪ ،‬حىت لو أ ّن مدخالً أدخل يف‬ ‫كتاب سيبويه ابابً يف النحو ليس من الكتاب لعرف‬

‫وميز‪ ،‬وعلم أنّه ملحق وليس يف أصل الكتاب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وكذلك القول يف كتاب املزن‪ ،‬ومعلوم أن العناية‬ ‫بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط كتاب‬ ‫سيبويه ودواوين الشعراء "‪.‬‬ ‫‪73‬‬


‫وقال‪ " :‬إ ّن القرآن كان على عهد رسول هللا (صلّى‬ ‫هللا عليه وآله وسلّم) جمموعاً مؤلّفاً على ما هو عليه‬

‫اآلن‪." ...‬‬

‫يدرس وحيفظ‬ ‫"‬ ‫ّ‬ ‫واستدل على ذلك أب ّن القرآن كان ّ‬

‫عي على مجاعة من‬ ‫مجيعه يف ذلك الزمان‪ ،‬حىت ّ‬ ‫الصحابة يف حفظهم له‪ ،‬وأنّه كان يعرض على النيب‬ ‫(صلّى هللا عليه وآله وسلّم) ويتلى عليه‪ ،‬وأ ّن مجاعة‬

‫من الصحابة مثل عبدهللا بن مسعود واُ ّيب بن كعب‬ ‫وغريمها ختموا القرآن على النيب (صلّى هللا عليه‬ ‫أتمل‬ ‫وآله وسلّم) ع ّدة ختمات‪ .‬كل ذلك ّ‬ ‫يدل أبدىن ّ‬

‫على أنّه كان جمموعاً مرتّباً غري مبتوٍر وال مبثوت "‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫" وذكر أ ّن من خالف يف ذلك من اإلمامية واحلشوية‬ ‫ال يعت ّد خبالفهم‪ ،‬فإ ّن اخلالف يف ذلك مضاف إىل‬ ‫قوم من أصحاب احلديث‪ ،‬نقلوا أخباراً ضعيفة ظنّوا‬ ‫بصحتها‪ ،‬ال يرجع مبثلها عن املعلوم املقطوع على‬ ‫ّ‬

‫صحته "‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪75‬‬


‫قول الشيخ الطوسي بعدم حتريف القرآن‬ ‫قال الشيخ حممد بن احلسن أبو جعفر الطوسي‪،‬‬ ‫املل ّقب بشيخ الطائفة يف مق ّدمة تفسريه التبيان‪:‬‬ ‫"واملقصود من هذا الكتاب علم معانيه وفنون‬ ‫فمما ال يليق‬ ‫أغراضه‪ّ ،‬‬ ‫وأما الكالم يف زايدته ونقصانه ّ‬

‫به أيضاً‪ ،‬أل ّن الزايدة فيه جممع على بطالهنا‪،‬‬ ‫والنقصان منه فالظاهر أيضاً من مذهب املسلمي‬

‫خالفه‪ ،‬وهو األليق ابلصحيح من مذهبنا‪ ،‬وهو‬

‫الذي نصره املرتضى ‪ -‬رمحة هللا تعاىل ‪ -‬وهو الظاهر‬ ‫من الرواايت‪.‬‬ ‫والعامة‬ ‫غري أنّه رويت رواايت كثرية من جهة ّ‬ ‫اخلاصة ّ‬

‫بنقصان كثري من آي القرآن‪ ،‬ونقل شيء منه من‬

‫موضع إىل موضع‪ ،‬طريقها اآلحاد اليت ال توجب‬ ‫‪76‬‬


‫علماً وال عمالً‪ ،‬واألوىل اإلعراض عنها وترك‬ ‫صحت ملا كان‬ ‫التشاغل هبا ألنّه ميكن أتويلها‪ ،‬ولو ّ‬

‫ذلك طعناً على ما هو موجود بي الدفّتي‪ ،‬فإ ّن ذلك‬

‫االمة وال يدفعه "‬ ‫صحته ال يعرتضه أحد من ّ‬ ‫معلوم ّ‬

‫‪77‬‬


‫خامتة‬

‫‪78‬‬


‫ان ما قدمنا من االحاديث املستفيضة بل املتواترة‬ ‫معىن صرحية أبن ما يف املصحف الذي أبيدينا هو‬ ‫كالم هللا من أوله اىل اخره‪ ،‬و بعضها مشهور‬ ‫كقطعي الصدور و مبجموعها يتحقق هذا العلم‬ ‫الذي ال يعارض بغريه‪ ،‬لذلك فما ورد من ألفاظ‬ ‫التحريف و ما دل على ذلك حيمل على التحريف‬ ‫يف التأويل املنزل‪ ،‬بل هو صريح بعض االحاديث‬ ‫التالية و ان القران يف عرفهم عليهم السالم هو‬ ‫جمموع التنزيل (املنت املنزل) و التأويل املنزل املدرج‪.‬‬ ‫ومن هنا فتلك الرواايت حتمل على حتريف التأويل‬ ‫املنزل املدرج كتأويل منزل هو تفسري للمنت فيسمى‬ ‫اجملموع قرآن تغليبا وجمازا وهذا وارد يف اللغة‪ .‬و ان‬ ‫من تلك االحاديث رواايت اثبتة تصف ما يف‬ ‫املصحف انه كالم هللا تعاىل وانه القران و اثبتوا له‬ ‫‪79‬‬


‫صفات القران و خصائصه و قوهلم عليهم السالم‬ ‫ليس هزال ولو ان يف املصحف حتريفا ملا وصفوه‬ ‫بذلك‪.‬‬

‫فمن االحاديث ما يدل على ان ما يف‬

‫املصحف قران كله و منها ما يعطي للمصحف‬ ‫خصائص القران و يسميه به وانه كالم هللا و هذا‬ ‫دال على عدم التحريف ففي التوحيد عن علي بن‬ ‫سامل‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألت الصادق عليه السالم‬ ‫فقلت له‪ :‬اي ابن رسول هللا ما تقول يف القرآن؟‬ ‫فقال‪ :‬هو كالم هللا‪ ،‬وقول هللا‪ ،‬وكتاب هللا‪ ،‬ووحي‬ ‫هللا‪ ،‬وتنزيله‪ ،‬وهو الكتاب العزيز الذي ال أيتيه‬ ‫الباطل من بي يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم‬ ‫محيد‪ .‬ويف التوحيد والعيون واالمايل عن الراين قال‪:‬‬ ‫قلت للرضا عليه السالم‪ :‬ما تقول يف القرآن؟ فقال‪:‬‬

‫‪80‬‬


‫كالم هللا ال تتجاوزوه‪ ،‬وال تطلبوا اهلدى يف غريه‬ ‫فتضلوا‪.‬‬

‫واما قول الباقر عليه السالم انه ما أحد من هذه‬ ‫االمة مجع القرآن إال وصي حممد صلى هللا عليه‬ ‫وآله‪ .‬و قوله عليه السالم ما يستطيع أحد يقول‬ ‫مجع القرآن كله غري االوصياء‪ .‬و قوله عليه السالم‬ ‫ما ادعى أحد من الناس انه مجع القرآن كله كما‬ ‫انزل اال كذاب ‪ ،‬وما مجعه وحفظه كما نزله هللا اال‬ ‫على بن أىب طالب واالئمة عليهم السالم‪ .‬فيحمل‬ ‫على جمموع التنزيل و التأويل كما يف قول امري‬ ‫املؤمني عليه السالم ‪ :‬فلم ينزل هللا على رسوله آية‬ ‫منه إال وقد مجعتها وليست منه آية إال وقد أقرأنيها‬ ‫رسول هللا (صلى هللا عليه وآله) وعلمين أتويلها مث‬ ‫‪81‬‬


‫قال هلم علي (عليه السالم)‪ :‬ال تقولوا يوم القيامة‬ ‫إن مل أدعكم إىل نصريت‪ ،‬ومل أذكركم حقي‪ ،‬ومل‬ ‫أدعكم إىل كتاب هللا من فاحتته إىل خامتته‪ .‬و عن‬ ‫أيب جعفر عليه السالم أنه قال‪ :‬ما يستطيع أحد أن‬ ‫يدعي أنه مجع القرآن كله ظاهره وابطنه غري‬ ‫االوصياء‪ .‬وعن ايب عبد هللا عليه السالم انه قال‪:‬‬ ‫وهللا إن العلم كتاب هللا من أوله إىل آخره‪ ،‬كأنه يف‬ ‫كفي‪ ،‬فيه خرب السماء‪ ،‬وخرب االرض‪ ،‬وخرب ما‬ ‫يكون‪ ،‬وخرب ما هو كائن‪ ،‬قال هللا‪ :‬فيه تبيان كل‬ ‫شئ ‪ .‬وعنه (عليه السالم)‪ :‬إن هللا علم نبيه التنزيل‬ ‫والتأويل‪ ،‬قال‪ :‬فعلم رسول هللا (صلى هللا عليه وآله‬ ‫وسلم) عليا‪ ،‬قال‪ :‬وعلمنا وهللا‪.‬‬ ‫فما جاء ابلفاظ التحريف و الزايدة و النقصان كما‬ ‫يف قول امري املؤمني عليه السالم ( أن املنافقي قد‬ ‫‪82‬‬


‫غريوا وحرفوا كثريا من القرآن‪ ،‬وأسقطوا أمساء مجاعة‬ ‫ذكرهم هللا أبمسائهم من االوصياء ومن املنافقي ) و‬ ‫عن أيب جعفر عليه السالم قال‪ :‬لوال أنه زيد يف‬ ‫كتاب هللا ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى‪.‬‬ ‫فهذه و امثاهلا فاملراد هبا التحريف و التغيري و‬ ‫التبديل ابلتأويل و كذا الفاظ ( فمحوها و هكذا‬ ‫نزلت) فاملراد به التأويل املنزل حيث ان القران يف‬ ‫كالمهم عليهم السالم هو جمموعة التنزيل و التأويل‬ ‫املدرج‪ .‬كما هو ظاهر ما جاء عن أيب محزة عن أيب‬ ‫جعفر عليه السالم قال‪ :‬نزل جربئيل هبذه اآلية‬ ‫هكذا " فأىب أكثر الناس " بوالية علي " إال كفورا‬ ‫" لكن عن جابر عن أيب جعفر عليه السالم يف‬ ‫قول هللا عزوجل‪ " :‬فأىب أكثر الناس إال كفورا " قال‪:‬‬ ‫نزلت يف والية علي عليه السالم ‪ .‬و عن أيب محزة‬ ‫‪83‬‬


‫عن أيب جعفر عليه السالم قال‪ :‬نزل جربئيل عليه‬ ‫السالم على حممد صلى هللا عليه وآله هبذه اآلية‬ ‫هكذا‪ " :‬فأىب أكثر الناس " من امتك بوالية علي‬ ‫عليه السالم " إال كفورا "‪ .‬فيكون واضحا ارادة‬ ‫التأويل يف لفظ نزل جربائيل‪ .‬و مثله عن اهليثم بن‬ ‫عروة التميمى قال سألت ااب عبدهللا عليه السالم‬ ‫عن قول هللا عزوجل ( فاغسلوا وجوهكم وايديكم‬ ‫إىل املرافق ) فقلت ‪ :‬هكذا ومسحت من ظهر كفى‬ ‫إىل املرفق ؟ فقال ‪ :‬ليس هكذا تنزيلها ‪ ،‬امنا هى (‬ ‫فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من املرافق ) مث امر يده‬ ‫من مرفقه إىل أصابعه ‪ .‬لكن عن زرارة قال ‪ :‬قلت‬ ‫الىب جعفر عليه السالم ‪ :‬االختربىن من أين علمت‬ ‫وقلت ‪ :‬ان املسح ببعض الرأس وبعض الرجلي ؟‬ ‫فضحك مث قال ‪ :‬اي زرارة قال رسول هللا صلى هللا‬ ‫‪84‬‬


‫عليه وآله ونزل به الكتاب من هللا الن هللا عزوجل‬ ‫يقول فاغسلوا وجوهكم فعرفنا ان الوجه كله ينبغى‬ ‫أن يغسل مث قال ‪ :‬وايديكم إىل املرافق مث فصل بي‬ ‫كالمي فقال ‪ :‬وامسحوا برؤسكم فعرفنا حي قال‬ ‫برؤسكم ان املسح ببعض الرأس‪ .‬و عن زرارة و‬ ‫بكري قاال ‪ :‬مث قال‪ :‬إن هللا يقول " اي أيها الذين‬ ‫آمنوا إذا قمتم إىل الصالة فاغسلوا وجوهكم‬ ‫وأيديكم إىل املرافق " فليس له أن يدع شيئا من‬ ‫وجهه إال غسله‪ .‬اقول الحظ قوله عليه السالم (‬ ‫جل‬ ‫نزل به الكتاب) و قوله (ان هللا يقول)‪.‬و هكذا ّ‬ ‫الرواايت اليت جاءت بلفظ ( التنزيل ) و بلفظ‬ ‫خمالف ملا يف املصحف فان ذلك هو بيان االية‬ ‫ابلتأويل املنزل و ليس ابملنت املنزل حيث ان تلك‬ ‫االايت بتلك االلفاظ ذكرها االمام نفسه بلفظ‬ ‫‪85‬‬


‫املصحف او لفظ اخر‪ .‬و كذا ما عن أيوب قال‪:‬‬ ‫مسعين أبو عبد هللا عليه السالم وأان أقرأ‪ " :‬إن هللا‬ ‫اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على‬ ‫العاملي " فقال يل‪ :‬وآل حممد‪ ،‬كانت‪ ،‬فمحوها‪،‬‬ ‫وتركوا آل إبراهيم وآل عمران‪ .‬لكن عن علي بن‬ ‫حممد بن اجلهم عن الرضا عليه السالم انه قال ‪،‬‬ ‫قال عزوجل ( ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل‬ ‫ابراهيم وآل عمران على العاملي) ‪ .‬و عن عبداحلميد‬ ‫بن أىب الديلم عن أىب عبدهللا عليه السالم قال ‪:‬‬ ‫يقول هللا عزوجل ‪ :‬ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل‬ ‫ابراهيم وآل عمران على العاملي ) و عن حنان بن‬ ‫سدير عن ابيه عن اىب جعفر عليه السالم قال ‪ :‬ان‬ ‫هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على‬ ‫العاملي ذرية بعضها من بعض قال ‪ :‬حنن منهم وحنن‬ ‫‪86‬‬


‫بقية تلك العرتة ‪ .‬و عن على بن ابراهيم وقوله ‪( :‬‬ ‫ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران‬ ‫على العاملي ) قال العامل عليه السالم ‪ :‬نزل ( وآل‬ ‫ابراهيم وآل عمران وآل حممد على العاملي )‬ ‫فأسقطوا آل حممد من الكتاب ‪ .‬فالحظ كيف‬ ‫وصف التأويل ابلكتاب‪ .‬و عن جابر عن اىب جعفر‬ ‫عليه السالم قال ‪ ( :‬توقد من شجرة مباركة ) فاصل‬ ‫الشجرة املباركة ابراهيم صلى هللا عليه وآله وهو‬ ‫قول هللا عزوجل ‪ ( :‬رمحة هللا وبركاته عليكم أهل‬ ‫البيت انه محيد جميد ) وهو قول هللا عزوجل ‪ ( :‬ان‬ ‫هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على‬ ‫العاملي * ذرية بعضها من بعض وهللا مسيع عليم )‬ ‫و عن ايب عبدهللا عليه السالم ‪ :‬قال قال حممد ابن‬ ‫اشعث بن قيس الكندى للحسي عليه السالم ‪ :‬اي‬ ‫‪87‬‬


‫حسي بن فاطمة اية حرمة لك من رسول ‪ -‬هللا‬ ‫ليست لغريك ؟ فتال احلسي عليه السالم هذه اآلية‬ ‫( ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران‬ ‫على العاملي ذرية بعضها من بعض ) االية قال وهللا‬ ‫ان حممدا ملن آل ابراهيم والعرتة اهلادية ملن آل حممد‬ ‫‪ .‬اقول هذه الرواية نص ان ( ال حممد ) ليست‬ ‫موجودة يف تنزيل االية و لكنها من التأويل املنزل‬ ‫فعن اىب عمرو الزبريى عن ابيعبدهللا عليه السالم‬ ‫قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬ما احلجة يف كتاب هللا ان آل حممد‬ ‫هم اهل بيته ؟ قال ‪ :‬قول هللا تبارك وتعاىل ‪ ( :‬ان‬ ‫هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران وآل‬ ‫حممد ) هكذا نزلت على العاملي * ذرية بعضها من‬ ‫بعض وهللا مسيع عليم )‪ .‬اقول الحظ انه قال هكذا‬ ‫و عن ايب احلسن عليه‬

‫نزلت أي اتويال منزال‪.‬‬ ‫‪88‬‬


‫السالم ان هللا تعاىل ؟ اابن فضل العرتة على ساير‬ ‫الناس يف حمكم كتابه ‪ ،‬فقال له املأمون اين ذلك من‬ ‫كتاب هللا تعاىل ؟ فقال له الرضا عليه السالم يف‬ ‫قوله تعاىل ( ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم‬ ‫وآل عمران على العاملي ذرية بعضها من بعض )‬ ‫وقال عزوجل يف موضع آخر ‪ ( :‬أم حيسدون الناس‬ ‫على ما آاتهم هللا من فضله فقد آتينا آل ابراهيم‬ ‫الكتاب و احلكمة وآتيناهم ملكا عظيما )‪ .‬و من‬ ‫هنا يعلم ان ما عن هشام بن سامل قال سألت ااب‬ ‫عبدهللا عليه السالم عن قول هللا اصطفى آدم ونوحا‬ ‫) فقال ‪ ( :‬هو آل ابراهيم وآل حممد على العاملي‬ ‫) فوضعوا امسا مكان اسم ‪ ).‬و ما عن عن محران‬ ‫قال‪ :‬مسعت أاب جعفر عليه السالم يقرء هذه اآلية "‬ ‫إن هللا اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل حممد‬ ‫‪89‬‬


‫على العاملي " قلت‪ :‬ليس يقرأ كذا‪ ،‬فقال‪ :‬ادخل‬ ‫حرف مكان حرف) فهو متشابه مطروح و ال شاهد‬ ‫له فريد اىل اهله و اما ما تقدم فيحمل على‬ ‫التحريف و التغيري و التبديل و احملو يف التأويل (‬ ‫التفسري) املنزل و ليس يف التنزيل (املنت) املنزل‪.‬‬ ‫وهكذا حنوها من الرواايت اليت جاءت لفظ (‬ ‫اسقطوها ) ‪ ( ،‬حموها) ‪ ( ،‬بدلوها) كما يف قوله عليه‬ ‫السالم ( حمي منه سبعون من قريش أبمسائهم) فانه‬ ‫حيمل على التأويل ابنه بعد التثبيت و الكتابة و هذا‬ ‫يشري اىل ان اهل البيت عليهم السالم يريدون ان‬ ‫يقرأ القران بتؤيله و ليس ابلتنزيل فقط و هو معىن‬ ‫ما عن داود بن فرقد عمن أخربه عن أىب عبدهللا‬ ‫عليه السالم قال ‪ :‬لو قرئ القرآن كما انزل ال لفيتنا‬ ‫فيه مسمي ‪ .‬و عن رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬ ‫‪90‬‬


‫انه قال ‪ :‬لو ان الناس قرؤا القرآن كما انزل هللا‬ ‫عزوجل ما اختلف اثنان ‪ .‬و عن ابن نباتة‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫مسعت عليا عليه السالم يقول‪ :‬كأن ابلعجم‬ ‫فساطيطهم يف مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن‬ ‫كما انزل‪ ،‬قلت‪ :‬اي أمري املؤمني أو ليس هو كما‬ ‫انزل ؟ فقال‪ :‬ال‪ ،‬حمي منه سبعون من قريش أبمسائه‪.‬‬ ‫فهذا كله من التفسريات و التاويالت اليت ازيلت‬ ‫وليس املراد التنزيل اجملرد‪.‬‬ ‫و لو تنبه الكثريون هلذه النقطة ملا فهم منها حتريف‬ ‫املنت (التنزيل) بل هو حتريف التأويل الذي كان‬ ‫يعامل معاملة املنت فاطلق عليه الفاظ توهم ابرادة‬ ‫املنت و من هنا دخلت الشبهة على من محل ظاهر‬ ‫هذه الرواايت على املنت سواء من انكر الرواية او‬ ‫وافقها ‪،‬فالطرفان حصلت هلم شبهة بل تلك‬ ‫‪91‬‬


‫الرواايت هي يف التأويل املنزل املدرج الداخل حتت‬ ‫اسم القران يف عرفهم عليهم السالم و املعامل‬ ‫معاملة املنت‪.‬‬ ‫وقال الصدوق وقال الصادق عليه السالم‪ :‬القرآن‬ ‫واحد‪ ،‬نزل من عند واحد‪ ،‬على نيب واحد‪ ،‬وإمنا‬ ‫االختالف من جهة الرواة‪ .‬وهذا املعىن منقول يف‬ ‫غري هذه الرواية وهو يبطل تعدد القراءات وانه ليس‬ ‫من لفظ وال صورة وال حركات اال ما هو موجود يف‬ ‫املصدف الذي بي أيدينا‪.‬‬

‫انتهى واحلمد لل رب العاملي‬

‫‪92‬‬


93


94


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.