الصحيح من أخبار النسناس

Page 1



‫الصحيح من أخبار‬

‫النسناس‬ ‫أنور غني الموسوي‬


‫الصحيح من أخبار النسناس‬ ‫أنور غني الموسوي‬ ‫دار أقواس للنشر‬ ‫العراق ‪1441‬‬


‫المحتويات‬

‫المحتويات‪1 .........................................‬‬ ‫المقدمة‪4 ............................................‬‬ ‫تلخيص الفوائد‪6 .....................................‬‬ ‫فائدة‪6 .........................................:1‬‬ ‫فائدة‪6 .........................................2:‬‬ ‫فائدة‪6 .........................................:3‬‬ ‫فائدة‪7 .........................................:4‬‬ ‫فائدة‪7 .........................................:5‬‬ ‫فائدة‪7 .........................................:6‬‬ ‫فائدة‪7 .........................................:7‬‬ ‫فائد‪8 ..........................................:8‬‬ ‫فائدة‪8 .........................................:9‬‬ ‫‪1‬‬


‫فائدة‪9 .......................................:10‬‬ ‫فائدة‪9 .......................................:11‬‬ ‫فائد‪ :12‬استعارات ‪9 ..............................‬‬ ‫فائدة‪ :13‬اللغة‪10 .................................‬‬ ‫نص‪ :‬امير المؤمنين عليه السالن ان هللا تعالى قال ‪:‬‬ ‫(وابين النسناس عن أرضي وأطهرها منهم)‪12 ........ .‬‬ ‫فائدة‪13 ........................................:1‬‬ ‫فائدة‪13 ........................................2:‬‬ ‫فائدة‪14 ........................................:3‬‬ ‫فائدة‪15 ........................................:4‬‬ ‫فائدة‪16 ........................................:5‬‬ ‫إشارة‪20 .........................................:‬‬ ‫نص‪ :‬الحسن عليه السالم انه قال‪ :‬اعداؤنا النسناس‪.‬‬ ‫تعليق‪ :‬هذا استعارة‪26 ................................‬‬ ‫فائدة‪26 ........................................:6‬‬ ‫‪2‬‬


‫نص‪ :‬الرضا (عليه السالم ) انه قال‪ :‬لست إلى‬ ‫النسناس مستأنسا ‪31 .................................‬‬ ‫فائدة‪31 ........................................:7‬‬ ‫نص‪ :‬امير المؤمنين عليه السالم‪ :‬خلق خلقا لهم أبدان‬ ‫وأرواح بغير أجنحة يأكلون ويشربون‪ ،‬نسناس‪33 ..... .‬‬ ‫فائد‪34 .........................................:8‬‬ ‫فائدة‪35 ........................................:9‬‬ ‫فائدة‪35 ......................................:10‬‬ ‫فائدة‪36 ......................................:11‬‬ ‫إشارة‪50 .........................................:‬‬ ‫نص‪ :‬استعارات النسناس ‪54 ..........................‬‬ ‫فائد‪ :12‬استعارات ‪56 .............................‬‬ ‫نص‪ :‬اهل اللغة‪68 ...................................‬‬ ‫فائدة‪ :13‬اللغة‪70 .................................‬‬ ‫انتهى والحمد هلل ‪82 ..................................‬‬ ‫‪3‬‬


‫المقدمة‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ .‬الحمد هلل رب العالمين‪ .‬اللهم‬ ‫صل على محمد واله الطاهرين‪ .‬ربنا اغفر لنا وإلخواننا‬ ‫المؤمنين‪.‬‬ ‫هذه رسالة خاصة باألخبار التي جاءت في "النسناس"‬ ‫بما هم خلق كانوا قبل آدم عليه السالم في األرض‪.‬‬ ‫وذكرت في هذه الرسالة االخبار الصحيحة معرفيا أي ما‬ ‫لها شاهد من معارف قرآنية محكمة او سنية ثابتة‪ .‬فهذه‬ ‫االخبار بالشواهد المعرفية تكون حقا وصدقا وعلما‬ ‫صحيحا بخصوص النسناس الذين كانوا قبل آدم عليه‬ ‫السالم‪ .‬ولهذا اسميت الرسالة " الصحيح من أخبار‬ ‫النسناس" وهي تقع ضمن سلسلة مؤلفات في "الصحيح "‬ ‫من االخبار حسب منهج عرض المعارف بعضها على‬ ‫البعض وعرض الحديث على القرآن والسنة‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫والرسالة اكمال لبحث بداية النسل فهي مختصة فيما جاء‬ ‫في النسناس بما هم مخلوقات موجودة على االرض قبل‬ ‫آدم عليه السالم‪ ،‬واما ما جاء من نصوص في إطالق‬ ‫النسانس على بعض الناس قليلي الوعي واالدراك او على‬ ‫حيوان يصاد ويتكلم او على أنواع من القرود فهذا من‬ ‫االشتراك اللفظي او االستعارة‪ ،‬وبعضه ظن ال يصح وهنا‬ ‫تلخيص بفوائد البحث وهي ملخص المعارف الصحيحة‬ ‫التي لها شاهد ومصادرها موجودة ضمن البحث‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫تلخيص الفوائد‬

‫فائدة‪:1‬‬ ‫عن علي عليه السالم (إن هللا تبارك وتعالى أراد أن يخلق‬ ‫خلقا " بيده وذلك بعدما مضى من الجن والنسناس في‬ ‫األرض (االف السنين)‪،‬‬ ‫فائدة‪2:‬‬ ‫عن علي عليه السالم (وقال هللا تعالى للمالئكة‪ :‬انظروا‬ ‫إلى أهل األرض من خلقي من الجن والنسناس‪ ،‬فلما أروا‬ ‫ما يعملون من المعاصي وسفك الدماء والفساد في األرض‬ ‫بغير الحق عظم ذلك عليهم)‪.‬‬ ‫فائدة‪:3‬‬ ‫عن علي عليه السالم قال هللا تعالى للمالئكة في حججه‪:‬‬ ‫أجعلهم خلفاء على خلقي في أرضى ينهونهم عن‬

‫‪6‬‬


‫معصيتي‪ ،‬وابين النسناس عن أرضي وأطهرها منهم)‪.‬‬ ‫تعليق‪ :‬وهذا دال على انقراض النسناس‪.‬‬ ‫فائدة‪:4‬‬ ‫قال ابن األثير في النسناس‪ :‬قيل هم خلق على صورة‬ ‫الناس أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء وليسوا من‬ ‫بني آدم‪.‬‬ ‫فائدة‪:5‬‬ ‫قال في هامش البحار‪ :‬قلت‪ :‬ويمكن أن يكون المراد بهم‬ ‫من كان قبل آدم عليه السالم من االنسان الوحشي الغير‬ ‫المتمدن‪.‬‬ ‫فائدة‪:6‬‬ ‫الحسن عليه السالم انه قال‪ :‬اعداؤنا النسناس‪ .‬تعليق‪:‬‬ ‫هذا استعارة‪.‬‬ ‫فائدة‪:7‬‬ ‫الرضا (عليه السالم ) انه قال‪ :‬لست إلى النسناس‬ ‫مستأنسا * لكنني آنس بالناس‪ .‬تعليق‪ :‬هذا استعارة‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫فائد‪:8‬‬ ‫عن أمير المؤمنين عليه السالم قال‪ :‬كان في األرض‬ ‫خلق من خلق هللا يعبدون هللا قبل آدم وذريته ‪ ،‬خلق خلقا‬ ‫لهم أبدان وأرواح بغير أجنحة يأكلون ويشربون‪ ،‬نسناس‬ ‫أشباه خلقهم وليسوا بإنس‪ ،‬وأسكنهم أوساط األرض على‬ ‫ظهرها‪ .‬تعليق‪ :‬يظهر ان نسناس هنا صفة وليس اسم‬ ‫علم فإطالقه كاسم علم عليهم في مواضع أخرى هو من‬ ‫باب توظيفه الصفة‪.‬‬ ‫فائدة‪:9‬‬ ‫عن أمير المؤمنين عليه السالم قال‪ :‬إن طائفة من الجن‬ ‫والنسناس الذين خلقهم هللا وأسكنهم أوساط األرض‪ ،‬تمردوا‬ ‫وبغوا في األرض بغير الحق‪ ،‬وعال بعضهم على بعض‬ ‫من العتو وسفك الدماء فيما بينهم‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫فائدة‪:10‬‬ ‫عن أمير المؤمنين عليه السالم قال‪ :‬وان هللا أحب أن‬ ‫يخلق خلقا‪ ،‬وذلك بعد ما مضى للجن والنسناس االف‬ ‫السنين‪ .‬تعليق‪ :‬في األصل (سبعة آالف سنة) بدل االف‬ ‫السنين وال شاهد له فجعلته مجمال اقتصا ار على المتقين‬ ‫مما له شاهد‪.‬‬

‫فائدة‪:11‬‬ ‫عن أمير المؤمنين عليه السالم قال‪ :‬قال هللا تعالى‬ ‫للمالئكة‪ :‬انظروا إلى أهل األرض من خلقي من الجن‬ ‫والنسناس‪ ،‬هل ترضون أعمالهم وطاعتهم؟! فاطلعوا و أروا‬ ‫ما يعملون من المعاصي وسفك الدماء والفساد في األرض‬ ‫بغير الحق‪ ،‬فأعظموا ذلك‪ ،‬وغضبوا هلل‪.‬‬ ‫فائد‪ :12‬استعارات‬ ‫استعارة النسناس في وصف بعض الناس‪:‬‬ ‫ابو هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬ذهب الناس وبقي النسناس‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫أبو هريرة قيل له‪ :‬ما النسناس ؟ قال ‪ :‬يشبهون الناس ‪،‬‬ ‫وليسوا بالناس‪.‬‬ ‫بن عباس ‪ :‬ذهب الناس وبقى النسناس‪.‬‬ ‫ابن عباس‪ :‬قيل له‪ :‬ما النسناس‪ .‬قال‪ :‬الذين يتشبهون‬ ‫بالناس وليسوا بالناس‪.‬‬ ‫ابو نعيم قال‪ :‬صرنا خلفا في أراذل النسناس ‪.‬‬ ‫قال ابن األعرابي البن الراوندي ‪ :‬ال بأس أيها النسناس‬ ‫‪.‬‬ ‫النيسابوري ‪ :‬المؤمنون هم الناس والباقون هم النسناس‪.‬‬ ‫اس وبقي َّ‬ ‫الحسن البصري ‪ :‬ذهب َّ‬ ‫الن ْسَناس‬ ‫الن ُ‬

‫فائدة‪ :13‬اللغة‬ ‫تهذيب اللغة ‪َّ :‬‬ ‫النسناس‪ :‬خلق على صورة بني آدم‪،‬‬ ‫أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء‪ ،‬وليسوا من بني‬ ‫آدم‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫القاموس المحيط ‪ :‬و َّ‬ ‫صورِة‬ ‫ويكسر َخْل ٌق على‬ ‫ناس‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الن ْس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ياء‪ ،‬وَل ْي ُسوا منهم‪.‬‬ ‫وه ْم في ْ‬ ‫الناس‪ ،‬وخاَلُف ُ‬ ‫أش َ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْوق؛ وعلى‬ ‫العباب الزخار‪ :‬التركيب يدل على َنوع م َن َ‬

‫ِقَّلة في َّ‬ ‫الشي ِء‪.‬‬ ‫ْ‬

‫لسان العرب ‪َ :‬ن ِسيس ِ‬ ‫اإل ِ‬ ‫ون ْسناسه جميعا‬ ‫نسان وغيره َ‬ ‫مجهوده ‪.‬‬ ‫النسنس ُة الضعف و ِ‬ ‫الن ْسناس و َّ‬ ‫الن ْسناس َخْل ٌق‬ ‫لسان العرب‪َ َ ْ َّ :‬‬ ‫في صورة الناس مشتق منه لضعف خلقهم‪.‬‬ ‫عن أبي سعيد الضرير‪َّ :‬‬ ‫اإلناث منهم‪.‬‬ ‫الن َس ِانس‬ ‫ُ‬ ‫أن َ‬

‫‪11‬‬


‫نص‪ :‬امير المؤمنين عليه السالن ان هللا تعالى قال ‪:‬‬ ‫(وابين النسناس عن أرضي وأطهرها منهم)‪.‬‬ ‫الخالصة‬ ‫العلل عن جابر الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر الباقر‪ ،‬عن‬ ‫آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السالم قال‪ :‬إن هللا تبارك وتعالى‬ ‫أراد أن يخلق خلقا " بيده وذلك بعدما مضى من الجن‬ ‫والنسناس في األرض (االف السنين)‪ ،‬وكان من شأنه‬ ‫خلق آدم‪ ،‬فكشط عن أطباق السماوات وقال للمالئكة‪:‬‬ ‫انظروا إلى أهل األرض من خلقي من الجن والنسناس‪،‬‬ ‫فلما أروا ما يعملون من المعاصي وسفك الدماء والفساد‬ ‫في األرض بغير الحق عظم ذلك عليهم وغضبوا هلل‬ ‫وتأسفوا على أهل األرض وقالوا‪ :‬قد عظم ذلك علينا‬ ‫وأكبرناه فيك‪ ،‬قال‪ :‬فلما سمع ذلك من المالئكة " قال إني‬ ‫جاعل في األرض خليفة " يكون حجة " في أرضي على‬ ‫خلقي وأجعل من ذريته أنبياء ومرسلين‪ ،‬وعبادا "‬ ‫صالحين‪ ،‬وأئمة مهتدين‪ ،‬أجعلهم خلفاء على خلقي في‬ ‫‪12‬‬


‫أرضى ينهونهم عن معصيتي‪ ،‬وابين النسناس عن أرضي‬ ‫واطهرها منهم‪ ،‬وأنقل مردة الجن العصاة عن بريتي وخلقي‬ ‫وخيرتي‪ ،‬واسكنهم في الهواء وفي أقطار األرض‪ .‬تعليق‪:‬‬ ‫في الحديث (سبعة آالف سنة‪ .‬وليس االف السنين وليس‬ ‫عندي له شاهد وما له شاهد انه االف السنين‪.‬‬ ‫فقد ورد ذكر النسناس في هذا الحديث ثالث مرات‪:‬‬ ‫فائدة‪:1‬‬ ‫عن علي عليه السالم (إن هللا تبارك وتعالى أراد أن يخلق‬ ‫خلقا " بيده وذلك بعدما مضى من الجن والنسناس في‬ ‫األرض (االف السنين)‪،‬‬ ‫فائدة‪2:‬‬ ‫عن علي عليه السالم (وقال هللا تعالى للمالئكة‪ :‬انظروا‬ ‫إلى أهل األرض من خلقي من الجن والنسناس‪ ،‬فلما أروا‬ ‫ما يعملون من المعاصي وسفك الدماء والفساد في األرض‬ ‫بغير الحق عظم ذلك عليهم)‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫فائدة‪:3‬‬ ‫عن علي عليه السالم قال هللا تعالى للمالئكة في ححجه‪:‬‬ ‫أجعلهم خلفاء على خلقي في أرضى ينهونهم عن‬ ‫معصيتي‪ ،‬وابين النسناس عن أرضي واطهرها منهم)‪.‬‬ ‫تعليق‪ :‬وهذا دال على انقراض النسناس‪.‬‬

‫أقول‪ :‬قال في البحار تعليقا على الحديث ‪ :‬والنسناس‪:‬‬ ‫حيوان شبيه باإلنسان‪ .‬تعليق‪ :‬هذا ال شاهد له فهو ظن‬ ‫ضعيف‪.‬‬ ‫قال‪ :‬يقال‪ :‬إنه يوجد في بعض بالد الهند‪ .‬تعليق‪ :‬وهذا‬ ‫ال شاهد عليه فهو ظن ضعيف‪.‬‬ ‫قال‪ :‬قال الجوهري‪ :‬جنس من الخلق يثب أحدهم على‬ ‫رجل واحدة‪ .‬انتهى‪ .‬تعليق‪ :‬هذا ال شاهد عليه فهو ظن‬ ‫ضعيف‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫قال في الهامش‪ :‬قال الجزوى في النهاية‪ :‬في حديث‬ ‫أبى هريرة‪ :‬ذهب الناس وبقى النسناس‪ .‬قيل‪ :‬هم يأجوج‬ ‫ومأجوج‪ .،‬تعليق‪ :‬هذا ال شاهد عليه فهو ظن ضعيف‪.‬‬ ‫قال هامش البحار‪:‬‬

‫وقيل‪ :‬خلق على صورة الناس‬

‫أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شئ وليسوا من بنى آدم‪.‬‬ ‫وعن المقاصد الحسنة قال ابن األثير قيل هم خلق على‬ ‫صورة الناس أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء وليسوا‬ ‫من بني آدم‪ .‬تعليق‪ :‬هذا له شاهد فهو علم صحيح‪.‬‬ ‫فائدة‪:4‬‬ ‫قال ابن األثير في النسناس‪ :‬قيل هم خلق على صورة‬ ‫الناس أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء وليسوا من‬ ‫بني آدم‪.‬‬

‫قال‪ :‬منه الحديث‪ :‬ان عادا عصوا رسولهم فمسخهم هللا‬ ‫نسناسا لكل رجل منهم يد ورجل من شق واحد ينقرون‬ ‫كما ينقر الطائر ويرعون كما ترعى البهائم‪ .‬ونونها‬ ‫‪15‬‬


‫مكسورة وقد تفتح‪ .‬تعليق‪ :‬هذه معرفة ال شاهد لها فهي‬ ‫ظن ضعيف‪.‬‬

‫قال في هامش البحار‪ :‬قلت‪ :‬ويمكن أن يكون المراد بهم‬ ‫من كان قبل آدم عليه السالم من االنسان الوحشى الغير‬ ‫المتمدن‪ .‬تعليق‪ :‬هذه معرفة لها شاهد فهي علم صحيح‬

‫فائدة‪:5‬‬ ‫قال في هامش البحار‪ :‬قلت‪ :‬ويمكن أن يكون المراد بهم‬ ‫من كان قبل آدم عليه السالم من االنسان الوحشى الغير‬ ‫المتمدن‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬يمكن تلخيص إشارات البدائية المرتكزة في وعي‬ ‫من تطرق للنسناس وان كانت اقوال ال شاهد لها وال تصح‬ ‫اال انها تكشف جانب من الموروث الثقافي والوعي‪:‬‬ ‫‪16‬‬


‫كقول‪ :‬انه ( حيوان شبيه باإلنسان) أي انه بدائي بالنسبة‬ ‫اليه‪ ( .‬جنس من الخلق يثب أحدهم على رجل واحدة‪).‬‬ ‫وهو ان لم يكن له شاهد اال انه يشير الى بدائته‪( .‬ذهب‬ ‫الناس وبقى النسناس‪ ).‬أي القاصرين مقارنة بالناس‪ .‬؛‬ ‫(خلق على صورة الناس أشبهوهم في شيء وخالفوهم في‬ ‫شئ وليسوا من بنى آدم) ومن الواضح ان المغاير في‬ ‫االدراكات والوعي‪ ،‬وان المشابهة في أمور جسمية‪( ،‬‬ ‫يرعون كما ترعى البهائم‪ ).‬وهو مشعر بالبدائية ‪.‬‬ ‫األصل‬ ‫الصدوق في علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن قال ‪،‬‬ ‫حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن‬ ‫عيسى عن الحسن بن محبوب عن عمر وبن ابى المقدام‬ ‫عن جابر عن ابى جعفر عليه السالم قال قال ‪ :‬قال‬ ‫اميرالمؤمنين عليه السالم‪ :‬ان هللا تبارك وتعالى لما أحب‬ ‫أن يخلق خلقا بيده وذلك بعد مضى الجن والنسناس في‬ ‫االرض سبعة االف سنة ‪ ،‬قال ‪ ،‬ولما كان من شأنه أن‬ ‫يخلق آدم عليه السالم للذى أ ازد من التدبير والتقدير لما‬ ‫‪17‬‬


‫هو مكونه في السموات واالرض وعلمه لما اراد من ذلك‬ ‫كله كشط عن اطباق السموات ثم قال للملئكة ‪ :‬انظروا‬ ‫إلى اهل االرض من خلقى من الجن والنسناس ‪ ،‬فلما أروا‬ ‫مايعملون فيها من المعاصى وسفك الدماء والفساد في‬ ‫االرض بغير الحق عظم ذلك عليهم ‪ ،‬وغضبوا هللا واسفوا‬ ‫على اهل االرض ولم يملكوا غضبهم ان قالوا يا رب انت‬ ‫العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن ‪ ،‬وهذا خلقك‬ ‫الضعيف الذليل في أرضك يتقلبون في قبضتك ‪،‬‬ ‫ويعيشون برزقك ويستمتعون بعافيتك ‪ ،‬وهم يعصونك‬ ‫بمثل هذه الذنوب العظام التأسف والتغضب والتنتقم‬ ‫لنفسك لما تسمع منهم وترى ‪ ،‬وقد عظم ذلك علينا واكبرناه‬ ‫فيك ‪ ،‬فلما سمع هللا ذلك من الملئكه ( قال انى جاعل‬ ‫في االرض خليفة ) لى عليهم فيكون حجة لى عليهم في‬ ‫ارضى على خلقى ‪ ،‬فقالت الملئكة سبحانك ( أتجعل فيها‬ ‫من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس‬ ‫لك ) قالوا ‪ :‬فاجعله منافانا النفسد في االرض والنسفك‬ ‫الدماء ‪ ،‬قال هللا جل جالله ‪ :‬يا ملكئتى انى اعلم‬ ‫‪18‬‬


‫ماالتعلمون انى اريد أن أخلق خلقا بيدى اجعل ذريته‬ ‫أنبياء مرسلين وعبادا صالحين وائمة مهتدين اجعلهم‬ ‫خلفائى على خلقى في ارضى ينهونهم عن المعاصى‬ ‫وينذرونهم عذابى ‪ ،‬ويهدونهم إلى طاعتى ‪ ،‬ويسلكون بهم‬ ‫نذر وابين‬ ‫إلى طريق سبيلى واجعلهم حجة لى عذ ار أو ا‬ ‫النسناس من ارضى فاطهرها منهم وانقل مردة الجن‬ ‫العصاة عن بريتى وخلقى وخيرتى واسكنهم في الهواء‬ ‫وفى اقطار األرض االيجارون نسل خلقى ‪ :‬واجعل بين‬ ‫الجن وبين خلقى حجابا ‪ ،‬واليرى نسل خلقى الجن وال‬ ‫يوانسوهم وال يخالطونهم وال يجالسونهم فمن عصانى من‬ ‫نسل خلقى الذين اصطفيتهم لنفسى اسكنتهم مساكن‬ ‫العصاة واوردتهم مواردهم وال ابالى ‪ ،‬فقالت الملئكة ‪ :‬يا‬ ‫ربنا افعل ما شئت العلم لنا اال ما علمتنا انك انت العليم‬ ‫الحكيم انتهى عن نور الثقلين‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫إشارة‪:‬‬

‫من الواضح ان الحديث عن النسناس هو اكمال لبحث‬ ‫بداية النسل‪ ،‬وكنت قد اشرت في خالصة كتابي "‬ ‫الصحيح والمعتل من أحاديث بداية النسل" ان خالصة‬ ‫المعرفة الصحيحة‪ :‬بان القول ان ادم زوج االخوة من‬ ‫االخوات مخالف للمعارف الثابتة من القرآن والسنة وجاء‬ ‫الخبر الصحيح بتكذيبه‪ .‬فالتزويج كان حالال والصحيح‬ ‫الذي له شاهد وجود نسل آخر تزوج آدم وبنوه منهم ثم‬ ‫انقرضوا‪ .‬ولقد ذكرت أيضا في الكتاب نفسه عند‬ ‫الحديث عن الحديث الثالث ما نصه‪ :‬مع انه ال شاهد‬ ‫لقوله (أهبط هللا على آدم حوراء يقال لها ناعمة في‬ ‫صورة إنسية) اال انه يمكن عده متشابها فيحمل على‬ ‫المحكم الواقعي الطبيعي الخلق والتكوين والمراد بما ذكر‬ ‫الخلق ‪ ،‬بانه كان هناك خلق‬ ‫( أي الهبوط) االصل و ُ‬ ‫مشابهون الدم تزوج منهم – أي تزوج حواء منهم‪-‬‬ ‫وزوج اوالده منهم – أي نساء أوالده‪ -‬ثم انقرضوا‬ ‫فكانت الذرية تنسب الى ادم بهذا النحو‪ .‬وقد جاءت‬ ‫‪20‬‬


‫روايات صريحة في وجود النسناس قبل ادم عليهم‬ ‫السالم وانهم انقرضوا‪ ،‬وفي لفظ العلل (وابين النسناس‬ ‫من أرضي فاطهرها منهم) ‪ ،‬فعبارة ( أهبط هللا على آدم‬ ‫حوراء ) تحمل على نحو االنزال المعنوي و الطهارة‬ ‫المعنوية فان الرزق يهبط وينزل لكنه يكون باسباب‬ ‫طبيعية‪ ،‬فيكون المراد ان هللا تعالى جعل تلك‬

‫المشاِبهات و المو ِافقات المخلوقة من نسل اخر اال انها‬ ‫تشبه ادم وذريته وتوافقه وان كانت من غيره وهو شيء‬ ‫يمكن تفسيره بانها طفرة وراثية في تلك الساللة التي‬

‫انقرضت‪ .‬وهذا يحمل على حواء وعلى باقي زوجات‬ ‫ابنائه حتى يتحقق الزواج الحالل من ذريته فيما بينهم‪.‬‬ ‫ويمكن ان تكون االبحاث العلمية الحديثة شاهدا لروايات‬ ‫اشارت الى النسناس قبل ادم كما في رواية (وابين‬ ‫النسناس من أرضي فاطهرها منهم) أي انقراضهم‪.‬‬ ‫ويمكن حمل رواية (انزال حوراء انسية) عليه فان االنزال‬ ‫و الحورية هي من حيث االصل اما التمظهر و الوقوع‬ ‫الخارجي فكان بشكل طبيعي واقعي انسي بان تكون من‬ ‫‪21‬‬


‫نسل اخر‪ .‬أقول هذا هو األصل والمصدق و احتمال‬ ‫ان هللا تعالى خلقهم بشكل بشري من دون انحدار من‬ ‫نسل ممكن اال انه ظن ال مصدق له‪.‬‬ ‫فهذا البيان يصدقه ابحاث علمية بينت وجود ساللة‬ ‫اخرى غير ادم كانت معاصرة له‪ ،‬الن هذا يصدق على‬ ‫ادم (عليه السالم) ( أي انه عاصر مخلوقات أرضية‬ ‫أخرى)‪ ،‬اذ ال دليل على ان ادم عليه السالم كان في‬ ‫ال‬ ‫(وِا ْذ َق َ‬ ‫السماء بل الدليل على خالفه فقد قال تعالى َ‬ ‫ربُّك لِْلم َالِئ َك ِة ِإِني ج ِ‬ ‫اع ٌل ِفي ْاأل َْر ِ‬ ‫ض َخلِ َيفة) وهذا نص‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫على ارضيته والخروج منه يحتاج الى نص‪ .‬كما ان‬

‫اك ْم ثُ َّم ُقْل َنا لِْل َم َالِئ َك ِة‬ ‫ص َّوْرَن ُ‬ ‫قوله تعالى ( َوَلَق ْد َخَلْق َن ُ‬ ‫اك ْم ثُ َّم َ‬ ‫اس ُج ُدوا ِ​ِلَ​َد َم) فيه إشارة الى البشرية األرضية فان‬ ‫ْ‬ ‫الصورة هي الجسم وهو هذا الجسم البشري األرضي‬

‫ِلدم وليس السماوي وفيه داللة على ان سجود المالئكة‬ ‫كان لألرضي‪.‬‬ ‫طَفى آَدم ونوحا وآ ِ ِ‬ ‫وقال تعالى َّ‬ ‫َل‬ ‫(ن َّ‬ ‫يم َوآ َ‬ ‫اص َ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫َّللاَ ْ‬ ‫َل إ ْب َراه َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين) وهو ظاهر ان آدم مصطفى من‬ ‫ان َعَلى اْل َعاَلم َ‬ ‫ع ْم َر َ‬ ‫‪22‬‬


‫العالمين وهو ظاهر االخبار الصحيحة التي لها شاهد‬ ‫ومنها ما عن العياشي (يعقوب بن شعيب قال‪ :‬سألت‬ ‫أبا عبد هللا “عليه السالم” عن هذه اِلية “كان الناس‬ ‫ضالال فبدا هلل فبعث‬ ‫أمة واحدة” قال‪ :‬قبل آدم وبعد نوح ُ‬ ‫هللا النبيين مبشرين ومنذرين)‪ .‬فيكون من بين خلق‬ ‫وربما اشير إليهم بالنسناس‪ .‬وان الكثير من المفسرين‬

‫ِ‬ ‫يها َم ْن ُيْف ِس ُد‬ ‫أشاروا في تفسير قوله تعالى (َقاُلوا أَتَ ْج َع ُل ف َ‬ ‫ِفيها ويس ِف ِ‬ ‫اء) انها قياس على فعل من كان في‬ ‫َ َ​َْ ُ‬ ‫ك الد َم َ‬ ‫األرض قبل ادم عليه السالم وان ذكر االكثر انهم أبناء‬

‫الجان‪ ،‬لكن جاءت روايات صريحة انه أيضا يشمل‬ ‫النسناس‪ .‬ومع انني لم اصحح هذا القول في كتاب‬ ‫التفسير وان الصحيح والحق ان المالئكة قالوا ذلك‬ ‫بتعليم من هللا تعالى اال ان أصل القول بوجود خلق قبل‬ ‫ادم على األرض له دليله الخاص‪.‬‬ ‫كما ان ما ُذكر وذكرت من أدلة على وجود خلق قبل‬

‫آدم وانه تزوج منهم ليس فيه إشارة ال من قريب وال من‬ ‫بعيد ان آدم كان منهم أيضا او انه انحدر من ابوين او‬ ‫‪23‬‬


‫اب او ام‪ ،‬بل الثابت الصحيح ان آدم عليه السالم خلق‬ ‫من غير أب وال أم ولقد جاء ذلك صريحا في الخبر‬ ‫المصدق الذي له شواهد؛ فعن أبي بصير قال‪ :‬قلت‬ ‫البي عبد هللا عليه السالم‪ :‬ألي علة خلق هللا عزوجل‬ ‫آدم عليه السالم من غير أب وام‪ ،‬وخلق عيسى من‬ ‫غير أب؟ وخلق سائر الناس من اِلباء واالمهات فقال‪:‬‬ ‫ليعلم الناس تمام قدرته وكمالها‪ ،‬ويعلموا أنه قادر على‬ ‫أن يخلق خلقا " من انثى من غير ذكر‪ ،‬كما هو قادر‬ ‫على أن يخلقه من غير ذكر وال انثى‪ ،‬وأنه عزوجل‬ ‫فعل ذلك ليعلم أنه على كل شيء قدير‪ .‬أقول استدللت‬ ‫بهذا الحديث ان حواء خلقت من ابوين اذ لم يذكرها هنا‬ ‫بانها من غير ام مع انه من بديع القدرة أيضا‪.‬‬ ‫ومن هنا فالقول بان آدم انحدر من نسل قبله وان له اما‬ ‫وان هذا هو الطبيعي في خلق البشر ال وجه له‪ ،‬اذ‬ ‫الطبيعي ان ينمو جسد ادم عليه السالم وان يبلغ التكامل‬ ‫في حاضنة تحفظه معان آيات احياء الموتى تجوز خلقه‬ ‫دفعة واحدة بالصورة التي نعهدها من ابداننا المعقدة‬ ‫‪24‬‬


‫التركيب اال ان قوله تعالى ( وَلَق ْد َخَلْق َنا ِْ‬ ‫ان ِم ْن ُس َالَلة‬ ‫اإل ْن َس َ‬ ‫َ‬ ‫طَفة ِفي َق َرار َم ِكين وقوله هللا تعالى‬ ‫ِم ْن ِطين‪ ،‬ثُ َّم َج َعْل َناهُ ُن ْ‬

‫‪( :‬وقال تعالى (وَلَق ْد َخَلْق َنا ِْ‬ ‫ان ِم ْن ُس َالَلة ِم ْن ِطين)‬ ‫اإل ْن َس َ‬ ‫َ‬ ‫يقوي الفرض األول أي النمو‪ ،‬ويساعده قوله تعالى {ِإِني‬

‫خالِق ب َش ار ِمن ِطين‪َ .‬فِإ َذا سَّويته ونَفخت ِف ِ‬ ‫يه ِم ْن ر ِ‬ ‫وحي‬ ‫َ ُْ​ُ َ َ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ين}‪ .‬وما جاء في األثر ( فخلقه هللا بيده‬ ‫َفَق ُعوا َل ُه َسا ِجد َ‬ ‫لئال يتكبر إبليس عنه‪ ،‬فخلقه بش ار‪ ،‬فكان جسدا من طين‬ ‫أربعين سنة ) فانه كالظاهر في النمو في حاضنة حافظة‬ ‫لجسده ونفخ الروح عند بلوغ أربعين سنة‪ ،‬ويكون هو ما‬

‫أشار اليه قوله تعالى (لِ َما َخَلْق ُت ِب َي َد َّي)‪ :‬واالمر مسكوت‬

‫عنه فالحديث عنه ظن وسأتناوله مفصال في رسالة‬

‫منفصلة ان شاء هللا‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫نص‪ :‬الحسن عليه السالم انه قال‪ :‬اعداؤنا النسناس‪.‬‬ ‫تعليق‪ :‬هذا استعارة‪.‬‬ ‫الخالصة‪:‬‬ ‫الرازي قال‪ :‬سئل الحسن بن علي عليه السالم من‬ ‫الناس؟ فقال ‪ :‬نحن الناس وأعداؤنا النسناس‪.‬‬ ‫أقول وهذا استعارة بانهم قاصرون في الفهم و االدراك‪.‬‬ ‫فائدة‪:6‬‬ ‫الحسن عليه السالم انه قال‪ :‬اعداؤنا النسناس‪ .‬تعليق‪:‬‬ ‫هذا استعارة‪.‬‬ ‫األصل‪:‬‬

‫تفسير الرازي وقال ‪ { :‬آمنوا كما آمن الناس } [ البقرة ‪:‬‬ ‫‪ ] 13‬وسئل الحسن بن علي عليه السالم من الناس؟‬ ‫فقال ‪ :‬نحن الناس ‪ ،‬وأشياعنا أشباه الناس ‪ ،‬وأعداؤنا‬ ‫‪26‬‬


‫النسناس ‪ ،‬فقبله علي عليه السالم بين عينيه ‪ ،‬وقال ‪:‬‬ ‫هللا أعلم حيث يجعل رسالته‪ .‬تعليق‪ :‬أقول ما له شاهد‬ ‫انهم عليهم الناس المؤمنون اعلى درجة االيمان وان‬ ‫اشياعهم مؤمنون دونهم ويقتربون منهم وان اعداءهم‬ ‫قاصرون كالنسناس القاصر البدائي‪ .‬وتاويل الرازي هو‬ ‫االصح فان االمر متعلق بااليمان‪.‬‬ ‫اما تفسير النيسابوري ‪ :‬في قوله تعالى ( َوَأرَي َت َّ‬ ‫اس‬ ‫الن َ‬ ‫ين َّ ِ‬ ‫َيد ُخُلو َن ِفي ِد ِ‬ ‫اجا) قوله { ورأيت } ظاهره أنها‬ ‫َّللا أَف َو ً‬ ‫رؤية القلب ‪ ،‬وجوز أن تكون رؤية البصر فيكون {‬ ‫يدخلون } حاال ‪ .‬وظاهر لفظ الناس يقتضي العموم‬ ‫فيجيب أن يقدر غيرهم كالنسناس بدليل قوله { أولئك‬ ‫كاألنعام } [ األعراف ‪ ] 179 :‬وسئل الحسن بن علي‬ ‫فقال ‪ :‬نحن الناس وأشياعنا أشباه الناس وأعداؤنا النسناس‬ ‫‪ ،‬فقبله علي بين عينينه وقال { هللا أعلم حيث يجعل‬ ‫رسالته } [ األنعام ‪ ] 124 :‬فمتنه صحيح اال انه ال‬ ‫يصلح تؤيال لالية وكذا ما رواه فرات في تفسيره قال‪:‬‬ ‫حدثني عبيد بن كثير قال‪ :‬حدثنا أحمد بن صبيح عن‬ ‫‪27‬‬


‫الحسين بن علوان‪ :‬عن جعفر عن أبيه [عن جده ] عن‬ ‫علي [ بن الحسين ] عليه السالم قال‪ :‬قام رجل إلى علي‬ ‫فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الناس وأشباه الناس‬ ‫والنسناس؟ قال‪ :‬فقال علي‪ :‬أجبه يا حسن‪ .‬قال‪ :‬فقال له‬ ‫الحسن‪ :‬سألت عن الناس فرسول هللا صلى هللا عليه وآله‬ ‫وسلم (الناس) الن هللا تعالى يقول‪( :‬ثم أفيضوا من حيث‬ ‫أفاض الناس) ونحن منه‪ ،‬وسألت عن أشباه الناس فهم‬ ‫شيعتنا وهم منا وهم أشباهنا‪ ،‬وسألت عن النسناس فهم‬ ‫هذا السواد االعظم وهو قول هللا تعالي في كتابه (إن هم‬ ‫إال كاالنعام بل هم أضل سبيال)‪ .‬أقول ان الحديث ظن‬ ‫ضعيف ليس له شاهد ال من قران وال من سنة بلفيه وهم‬ ‫واضح ال من حيث المتن وال من حيث كونه تفسي ار لالية‬ ‫‪ ،‬ولقد قال الطبرسي رحمه هللا في قوله تعالى (ثم أفيضوا‬ ‫من حيث أفاض الناس )‪ :‬قيل‪ :‬المراد بالناس سائر‬ ‫العرب‪ ،‬وهو المروي عن أبي جعفر عليه السالم وقيل‪:‬‬ ‫أراد به إبراهيم‪ ،‬فإنه لما كان إماما كان بمنزلة االمة‪،‬‬ ‫فسماه وحده ناسا وقيل‪ :‬أراد إبراهيم واسماعيل واسحاق‬ ‫‪28‬‬


‫ومن بعدهم من االنبياء عليهم السالم‪ ،‬عن أبي عبد هللا‬ ‫عليه السالم‪ .‬وقيل‪ :‬أراد به آدم عليه السالم‪ ،‬وقيل‪ :‬هم‬ ‫العلماء الذين يعلمون الدين‪ ،‬ويعلمونه الناس‪ .‬انتهى‬ ‫فالحديث بهذا اللفظ و التاويل وان كان ظنا بل باطال اال‬ ‫انه يستند على معان معهودة آنذاك وهي ان النسناس‬ ‫كاالنعام وهو مسألة فكرية لغوية و ليس لها عالقة‬ ‫بالتفسير المذكور وال بالتفصيل العقائد المنسوب الهل‬ ‫البيت عليهم اإلسالم‪ .‬والنص كوحدة لغوية يعتمد‬ ‫التوصيل واالرتكاز على ما هو معلوم من معاني فالحديث‬ ‫وان كان ضعيفا بل وباطال اال انه يفيد ارتكازه على‬ ‫المعنى اللغوي المعهود آنذاك عن النسناس وانهم كاالنعام‬ ‫في القصور و البدائية‪ .‬و روى الكليني باسناده عن سهل‬ ‫وعلى بن ابراهيم‪ ،‬عن ابيه جميعا عن ابن محبوب‪ ،‬عن‬ ‫عن عبد هللا بن غالب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪،‬‬ ‫قال‪ :‬سمعت على بن الحسين عليهما السالم يقول‪( :‬إن‬ ‫رجال جاء أمير المؤمنين عليه السالم فقال‪ :‬أخبرني إن‬ ‫كنت عالما عن الناس‪ ،‬وعن أشباه الناس‪ ،‬وعن النسناس‪،‬‬ ‫‪29‬‬


‫فقال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬يا حسين أجب الرجل‪،‬‬ ‫فقال الحسين عليه السالم‪( :‬أما قولك‪ :‬أخبرني عن الناس‪،‬‬ ‫فنحن الناس‪ ،‬ولذلك قال هللا تبارك وتعالى ذكره في كتابه‪:‬‬ ‫ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس فرسول هللا صلى هللا‬ ‫عليه وآله الذى أفاض بالناس‪ .‬وأما قولك‪ :‬أشباه الناس‪،‬‬ ‫فهم شيعتنا‪ ،‬وهم موالينا‪ ،‬وهم منا‪ ،‬ولذلك قال إبراهيم صلى‬ ‫هللا عليه‪( :‬فمن تبعني فانه منى) واما قولك‪ :‬النسناس‪،‬‬ ‫فهم السواد االعظم‪ ،‬وأشار بيده الى جماعة الناس‪ ،‬ثم‬ ‫قال‪( :‬ان هم اال كاالنعام بل هم اض سبيال)‪ .‬أقول عرفت‬ ‫ان ما له شاهد هو لفظ الرازي وان هذا اللفظ مشكل ظن‬ ‫ضعيف‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫نص‪ :‬الرضا (عليه السالم ) انه قال‪ :‬لست إلى النسناس‬ ‫مستأنسا‬

‫خالصة‪:‬‬

‫المناقب ‪ :‬عن الرضا (عليه السالم ) انه قال‪ :‬لست إلى‬ ‫النسناس مستأنسا * لكنني آنس بالناس‪ .‬تعليق‪ :‬معرفة‬ ‫لها شاهد فهي علم صحيح‪.‬‬ ‫فائدة‪:7‬‬ ‫الرضا (عليه السالم ) انه قال‪ :‬لست إلى النسناس‬ ‫مستأنسا * لكنني آنس بالناس‪ .‬تعليق‪ :‬هذا استعارة‪.‬‬

‫األصل‬

‫‪31‬‬


‫المناقب ‪ :‬إبراهيم بن العباس‪ :‬كان الرضا (عليه السالم )‬ ‫إذا جلس على مائدته أجلس عليها مماليكه حتى السايس‬ ‫والبواب‪ .‬وله عليه السالم‪ :‬ليست بالعفة ثوب الغنى *‬ ‫وصرت أمشي شامخ الرأس لست إلى النسناس مستأنسا‬ ‫* لكنني آنس بالناس إذا رأيت التيه من ذي الغنى *‬ ‫تهت على التائه بالياس‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫نص‪ :‬امير المؤمنين عليه السالم‪ :‬خلق خلقا لهم أبدان‬ ‫وأرواح بغير أجنحة يأكلون ويشربون‪ ،‬نسناس‪.‬‬ ‫الخالصة‪:‬‬ ‫سمط النجوم ‪ :‬عن حقيبة األسرار بسنده عن جابر‪ ،‬عن‬ ‫أبي جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال‪ :‬سئل أمير المؤمنين‪،‬‬ ‫هل كان في األرض خلق من خلق هللا يعبدون هللا قبل‬ ‫آدم وذريته؟ قال نعم‪ ،‬خلق في األرض الجن روحانيين‬ ‫لهم أجنحة ثم خلق خلقا دونهم لهم أبدان وأرواح بغير‬ ‫أجنحة يأكلون ويشربون‪ ،‬نسناس أشباه خلقهم وليسوا‬ ‫بإنس‪ ،‬وأسكنهم أوساط األرض على ظهرها مع الجن‬ ‫يقدسون هللا ال يفترون‪ ،‬ثم إن طائفة من الجن والنسناس‬ ‫الذين خلقهم هللا وأسكنهم أوساط األرض‪ ،‬تمردوا وبغوا في‬ ‫األرض بغير الحق‪ ،‬وعال بعضهم على بعض من العتو‬ ‫وسفك الدماء فيما بينهم‪ ،‬وان هللا أحب أن يخلق خلقا‪،‬‬ ‫وذلك بعد ما مضى للجن والنسناس االف السنين‪ ،‬فلما‬ ‫كان من خلق هللا أن يخلق آدم للذي أراد من التدبير‬ ‫‪33‬‬


‫والتقدير فيما هو مكونه في السموات واألرضين‪ ،‬كشط‬ ‫عن أطباق السموات‪ ،‬ثم قال للمالئكة‪ :‬انظروا إلى أهل‬ ‫األرض من خلقي من الجن والنسناس‪ ،‬هل ترضون‬ ‫أعمالهم وطاعتهم؟! فاطلعوا و أروا ما يعملون من‬ ‫المعاصي وسفك الدماء والفساد في األرض بغير الحق‪،‬‬ ‫فأعظموا ذلك‪ ،‬وغضبوا هلل‪ ،‬وأسفوا على أهل األرض‪.‬‬ ‫تعليق‪ :‬في األصل (سبعة آالف سنة بدل االف السنين‬ ‫وال شاهد له فجعلته مجمال اقتصا ار على المتقين مما له‬ ‫شاهد)‪ .‬وهذه معرفة صحيحة لها شاهد فهل علم‪.‬‬

‫فائد‪:8‬‬ ‫عن أمير المؤمنين عليه السالم قال‪ :‬كان في األرض‬ ‫خلق من خلق هللا يعبدون هللا قبل آدم وذريته ‪ ،‬خلق خلقا‬ ‫لهم أبدان وأرواح بغير أجنحة يأكلون ويشربون‪ ،‬نسناس‬ ‫أشباه خلقهم وليسوا بإنس‪ ،‬وأسكنهم أوساط األرض على‬ ‫ظهرها‪ .‬تعليق‪ :‬يظهر ان نسناس هنا صفة وليس اسم‬ ‫‪34‬‬


‫علم فإطالقه كاسم علم عليهم في مواضع أخرى هو من‬ ‫باب توظيفه الصفة‪.‬‬

‫فائدة‪:9‬‬ ‫عن أمير المؤمنين عليه السالم قال‪ :‬إن طائفة من الجن‬ ‫والنسناس الذين خلقهم هللا وأسكنهم أوساط األرض‪ ،‬تمردوا‬ ‫وبغوا في األرض بغير الحق‪ ،‬وعال بعضهم على بعض‬ ‫من العتو وسفك الدماء فيما بينهم‪.‬‬

‫فائدة‪:10‬‬ ‫عن أمير المؤمنين عليه السالم قال‪ :‬وان هللا أحب أن‬ ‫يخلق خلقا‪ ،‬وذلك بعد ما مضى للجن والنسناس االف‬ ‫السنين‪ .‬تعليق‪ :‬في األصل (سبعة آالف سنة) بدل االف‬ ‫السنين وال شاهد له فجعلته مجمال اقتصا ار على المتقين‬ ‫مما له شاهد‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫فائدة‪:11‬‬ ‫عن أمير المؤمنين عليه السالم قال‪:‬‬

‫قال هللا تعالى‬

‫للمالئكة‪ :‬انظروا إلى أهل األرض من خلقي من الجن‬ ‫والنسناس‪ ،‬هل ترضون أعمالهم وطاعتهم؟! فاطلعوا و أروا‬ ‫ما يعملون من المعاصي وسفك الدماء والفساد في األرض‬ ‫بغير الحق‪ ،‬فأعظموا ذلك‪ ،‬وغضبوا هلل‪.‬‬

‫االصل‬ ‫سمط النجوم العوالي في أنباء األوائل والتوالي‬ ‫قال اإلمام العالمة الحسن بن علي الحائني في كتابه‬ ‫المسمى‪ :‬حقيبة األسرار‪ ،‬وجهينة األخبار‪ ،‬في معرفة‬ ‫األخيار واألشرار فذكر فيه زوائد أحببت إيرادها تكملة‬ ‫للفائدة‪ ،‬وان كان بعضها قد تقدم‪ ،‬قال‪ :‬روينا عن مشايخنا‬ ‫بسندنا المتقدم ‪ -‬وكان سرد سندا ال نطول بذكره ‪ -‬عن‬ ‫الشيخ منتجب الدين أبي الحسن علي بن عبيد هللا ابن‬ ‫‪36‬‬


‫الحسن المدعو حسكا‪ ،‬عن الحسين بن الحسن بن الحسين‬ ‫بن علي بن الحسين ابن بابويه‪ ،‬يرفعه إلى جابر‪ ،‬عن‬ ‫أبي جعفر ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال‪ :‬سئل أمير المؤمنين‪،‬‬ ‫هل كان في األرض خلق من خلق هللا يعبدون هللا قبل‬ ‫آدم وذريته؟ قال نعم‪ ،‬كان في السموات واألرض خلق‬ ‫من خلق هللا يقدسون هللا ويسبحونه ويعظمونه بالليل‬ ‫والنهار ال يفترون؛ فإن هللا لما خلق األرضين‪ ،‬خلقها قبل‬ ‫السموات‪ ،‬ثم خلق المالئكة روحانيين لهم أجنحة يطيرون‬ ‫بها حيث شاء هللا‪ ،‬فأسكنهم هللا فيما بين أطباق السموات‬ ‫يقدسونه‪ ،‬واصطفى منهم إسرافيل وميكائيل وجبرائيل‪ ،‬ثم‬ ‫خلق في األرض الجن روحانيين لهم أجنحة فحلقهم دون‬ ‫المالئكة وحفضهم أن يبلغوا مبلغ المالئكة في الطيران‬ ‫وغيره‪ ،‬وأسكنهم فيما بين أطباق األرضين السبع وفوقهن‬ ‫يقدسون هللا ال يفترون‪ ،‬ثم خلق خلقا دونهم لهم أبدان‬ ‫وأرواح بغير أجنحة يأكلون ويشربون‪ ،‬نسناس أشباه خلقهم‬ ‫وليسوا بإنس‪ ،‬وأسكنهم أوساط األرض على ظهرها مع‬ ‫الجن يقدسون هللا ال يفترون‪ ،‬وكان الجن تطير في‬ ‫‪37‬‬


‫السماء‪ ،‬فتلقى المالئكة فيسلمون عليهم ويزورونهم‬ ‫ويستريحون إليهم ويتعلمون منهم الخير‪ ،‬ثم إن طائفة من‬ ‫الجن والنسناس الذين خلقهم هللا وأسكنهم أوساط األرض‪،‬‬ ‫تمردوا وبغوا في األرض بغير الحق‪ ،‬وعال بعضهم على‬ ‫بعض من العتو وسفك الدماء فيما بينهم‪ ،‬وجحدوا‬ ‫الربوبية‪ ،‬وأقامت الطائفة المطيعون على طاعة هللا‪،‬‬ ‫وباينوا الطائفتين من الجن والنسناس الذين عتوا عن أمر‬ ‫هللا‪ ،‬فحط هللا أجنحة الطائفة العاتية من الجن‪ ،‬فكانوا ال‬ ‫يقدرون على الطيران إلى السماء لما ارتكبوا من الذنوب‪.‬‬ ‫وكانت الطائفة المطيعة من الجن تطير إلى السماء الليل‬ ‫والنهار على ما كانت عليه‪ ،‬وكان إبليس ‪ -‬واسمه‬ ‫الحارث ‪ ، -‬يظهر للمالئكة أنه من الطائفة المطيعة‪.‬‬ ‫ثم خلق هللا خلقا على خالف خلق المالئكة‪ ،‬وعلى خالف‬ ‫خلق الجن‪ ،‬وعلى خالف خلق النسناس‪ ،‬يدبون كما تدب‬ ‫الهوام في األرض‪ ،‬يأكلون ويشربون كما تأكل األنعام من‬ ‫مراعي األرض‪ ،‬كلهم ذكران ليس فيهم أنثى‪ ،‬لم يجعل هللا‬ ‫فيهم شهوة النساء وال حب األوالد وال الحرص وال طول‬ ‫‪38‬‬


‫األمل وال لذة عيش‪ ،‬ال يلبسهم الليل وال يغشاهم النهار‬ ‫ليسوا ببهائم وال هوام‪ ،‬لباسهم ورق الشجر وشربهم من‬ ‫العيون الغزار واألودية الكبار‪.‬‬ ‫سمط النجوم العوالي في أنباء األوائل والتوالي ‪( -‬ج ‪/ 1‬‬ ‫ص ‪)8‬‬ ‫ثم أراد هللا أن يفرقهم فرقتين‪ ،‬فجعل فرقة خلف مطلع‬ ‫الشمس من وراء البحر‪ ،‬فكون لهم مدينة أنشأها لهم تسمى‬ ‫جابرسا‪ ،‬طولها اثنا عشر ألف فرسخ في اثني عشر ألف‬ ‫فرسخ‪ ،‬وكون عليها سو ار من حديد يقطع األرض إلى‬ ‫السماء‪ ،‬ثم أسكنهم فيها‪ ،‬وأسكن الفرقة األخرى خلف‬ ‫مغرب الشمس من وراء البحر‪ ،‬وكون لهم مدينة أنشأها‬ ‫لهم تسمى جابلقا طولها اثنا عشر ألف فرسخ في اثني‬ ‫عشر ألف فرسخ‪ ،‬وكون لهم سو ار من حديد يقطع إلى‬ ‫السماء‪ ،‬وأسكن الفرقة األخرى فيها‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫ال يعلم أهل جابرسا بموضع أهل جابلقا‪ ،‬وال يعلم أهل‬ ‫جابلقا بموضع أهل جابرسا‪ ،‬وال يعلم بهم أهل أوساط‬ ‫األرض من الجن والنسناس‪.‬‬ ‫فكانت الشمس تطلع على أهل أوساط األرض من الجن‬ ‫والنسناس‪ ،‬فينتفعون بحرها ويستضيئون بنورها‪ ،‬ثم تغرب‬ ‫في عين حمثة؛ فال يعلم بها أهل جابلقا إذا غربت‪ ،‬وال‬ ‫يعلم بها أهل جابرسا إذا طلعت؛ ألنها تطلع من دون‬ ‫جابرسا‪ ،‬وتغرب من دون جابلقا‪ ،‬فقيل‪ :‬يا أمير المؤمنين‪،‬‬ ‫كيف يبصرون ويحيون‪ ،‬وكيف يأكلون ويشربون‪ ،‬وليس‬ ‫تطلع عليهم؟! فقال ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ : -‬إنهم يستضيئون‬ ‫بنور هللا‪ ،‬فهم في أشد ضوء من لون الشمس‪ ،‬وال يرون‬ ‫هللا خلق شمسا وال قم ار وال نجوما وال كواكب ال يعرفون‬ ‫شيئا غيره‪ ،‬قيل‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬فأين إبليس عنهم؟‬ ‫قال‪ :‬ال يعرفون إبليس‪ ،‬وال يسمعون بذكره‪ ،‬وال يعرفون إال‬ ‫هللا وحده ال شريك له‪ ،‬لم يكتسب أحد منهم قط خطيئة‪،‬‬ ‫ولم يقترف إثما‪ ،‬ال يسقمون وال يهرمون وال يموتون إلى‬ ‫‪40‬‬


‫يوم القيامة‪ ،‬يعبدون هللا ال يفترون‪ ،‬الليل والنهار عندهم‬ ‫سواء‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وان هللا أحب أن يخلق خلقا‪ ،‬وذلك بعد ما مضى‬ ‫للجن والنسناس سبعة آالف سنة‪ ،‬فلما كان من خلق هللا‬ ‫أن يخلق آدم للذي أراد من التدبير والتقدير فيما هو مكونه‬ ‫في السموات واألرضين‪ ،‬كشط عن أطباق السموات‪ ،‬ثم‬ ‫قال للمالئكة‪ :‬انظروا إلى أهل األرض من خلقي من الجن‬ ‫والنسناس‪ ،‬هل ترضون أعمالهم وطاعتهم؟! فاطلعوا و أروا‬ ‫ما يعملون من المعاصي وسفك الدماء والفساد في األرض‬ ‫بغير الحق‪ ،‬فأعظموا ذلك‪ ،‬وغضبوا هلل‪ ،‬وأسفوا على أهل‬ ‫األرض‪ ،‬ولم يملكوا غضبهم‪ ،‬وقالوا‪ :‬يا ربنا‪ ،‬أنت العزيز‬ ‫الجبار الظاهر العظيم الشأن‪ ،‬وهؤالء كلهم خلقك‬ ‫الضعيف الذليل في أرضك‪ ،‬كلهم يتقلبون في قبضتك‪،‬‬ ‫ويعيشون برزقك‪ ،‬ويتمتعون بعافيتك‪ ،‬وهم يعصونك بمثل‬ ‫هذه الذنوب العظام‪ ،‬ال تغضب عليهم‪ ،‬وال تنتقم منهم‬ ‫لنفسك بما تسمع منهم وتري‪ ،‬وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه‬ ‫فيك‪ ،‬فلما سمع هللا تعالى المالئكة‪ ،‬قال‪ :‬إني جاعل في‬ ‫‪41‬‬


‫األرض خليفة؛ فيكون حجتي على خلقي في أرضي‪،‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يها‬ ‫يها َمن ُيْفس ُد ف َ‬ ‫فَ‬ ‫َوُنَق ِد ُس َل َك؟ " البقرة‬

‫فقالت المالئكة‪ :‬سبحانك " أَتَ ْج َع ُل‬ ‫ويس ِف ِ‬ ‫اء َوَن ْح ُن ُن َسب ُح ِب َح ْم ِد َك‬ ‫َ​َْ ُ‬ ‫ك الد َم َ‬ ‫َعَل ُم َما الَ تَ ْعَل ُمو َن "‬ ‫فقال هللا تعالى‪ :‬يا مالئكتي " ِإني أ ْ‬ ‫البقرة‪ ،‬إني أخلق خلقا بيدي أجعل من ذرياته خلفائي على‬ ‫خلقي في أرضي‪ ،‬ينهونهم عن معصيتي‪ ،‬وينذرونهم‪،‬‬ ‫ويهدونهم إلى طاعتي‪ ،‬ويسلكون بهم طريق سبيلي‪،‬‬ ‫أجعلهم حجة لي عذ ار أو نذ ار‪ ،‬وألقى الشياطين من‬ ‫أرضي‪ ،‬وأطهرها منهم‪ ،‬فأسكنهم في الهواء وأقطار‬ ‫األرض والفيافي؛ فال يراهم خلق وال يرون شخصهم؛ فال‬

‫يجالسونهم وال يخالطونهم‪ ،‬وال يواكلونهم وال يشاربونهم‪،‬‬ ‫وأنفر مردة الجن العصاة من نسل بريتي وخلقي وخيرتي‪،‬‬ ‫وال يجاورون خلقي‪ ،‬وأجعل بين خلقي وبين الجان حجابا‬ ‫فال يرى خلقي شخص الجن‪ ،‬وال يجالسونهم وال‬ ‫يشاربونهم‪ ،‬وال يتهجمون بهجمهم‪ ،‬ومن عصاني من نسل‬ ‫خلقي الذي عظمته واصطفيته لنفسي‪ ،‬أسكنهم مساكن‬ ‫العصاة‪ ،‬وأوردهم موردهم وال أبالي‪ ،‬فقالت المالئكة‪ " :‬الَ‬ ‫‪42‬‬


‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ َّ‬ ‫يم " البقرة‪ ،‬فقال‬ ‫يم اْل َحك ُ‬ ‫عْل َم َل َنا إال َما َعل ْمتَ​َنا إن َك أ َ​َن َت اْل َعل ُ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صل َم ْن َح َماء َّم ْسُنون‬ ‫صْل َ‬ ‫للمالئكة‪ " :‬إن ِي َخل ٌق َب َش ار من َ‬

‫ِ‬ ‫ِ​ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين "‬ ‫َفِإ َذا َسَّوْيتُ ُه َوَنَف ْخ ُت فيه من ُّروحي َفَق ُعوْا َل ُه َس ِجد َ‬ ‫الحجر‪ ،‬وكان ذلك من هللا تقدمة للمالئكة قبل أن يخلقه؛‬

‫احتجاجا منه عليهم‪ ،‬وما كان هللا ليغير ما بقوم إال بعد‬ ‫الحجة عذ ار أو نذ ار‪ ،‬فأمر تبارك وتعالى ملكا من‬ ‫المالئكة‪ ،‬فاغترف غرفة بيمينه‪ ،‬فصلصلها في كفه‬ ‫فجمدت‪ ،‬فقال هللا عز وجل‪ :‬منك أخلق‪.‬‬ ‫وعن قصص الراوندي‪ :‬بإسناده إلى الصدوق‪ ،‬عن أبيه‬ ‫ومحمد بن الحسن بن الوليد معا‪ ،‬عن سعد بن عبد هللا‪،‬‬ ‫عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن الحسن ابن‬ ‫محبوب‪ ،‬عن عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي‬ ‫جعفر عليه السالم قال‪ :‬سئل أمير المؤمنين عليه السالم‪:‬‬ ‫هل كان في االرض خلق من خلق هللا تعالى يعبدون هللا‬ ‫قبل آدم وذريتة‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قد كان في السموات واالرض‬ ‫خلق من خلق هللا يقدسون هللا ويسبحونه ويعظمونه بالليل‬ ‫والنهار ال يفترون‪ ،‬فإن هللا عزوجل لما خلق االرضين‬ ‫‪43‬‬


‫خلقها قبل السماوات‪ ،‬ثم خلق المالئكة روحانيين لهم‬ ‫أجنحة يطيرون بها حيث يشاء هللا‪ ،‬فأسكنهم فيما بين‬ ‫أطباق السماوات يقدسونه الليل والنهار‪ ،‬واصطفى منهم‬ ‫إسرافيل وميكائيل وجبرئيل‪ ،‬ثم خلق عزوجل في االرض‬ ‫الجن روحانيين لهم أجنحة فخلقهم دون خلق المالئكة‪،‬‬ ‫وحفظهم أن يبلغوا مبلغ المالئكة في الطيران وغير ذلك‪،‬‬ ‫فأسكنهم فيما بين أطباق االرضين السبع وفوقهن يقدسون‬ ‫هللا الليل والنهار ال يفترون‪ ،‬ثم خلق خلقا دونهم لهم أبدان‬ ‫وأرواح بغير أجنحة يأكلون ويشربون (نسناس) أشباه‬ ‫خلقهم‪ ،‬وليسوا بإنس‪ ،‬وأسكنهم أوساط االرض على ظهر‬ ‫االرض مع الجن يقدسون هللا الليل والنهار ال يفترون‪،‬‬ ‫قال‪ :‬وكان الجن تطير في السماء فتلقى المالئكة في‬ ‫السماوات فيسلمون عليهم ويزورونهم ويستريحون إليهم‬ ‫ويتعلمون منهم (الخبر)‪ .‬ثم إن طائفة من الجن والنسناس‬ ‫الذين خلقهم هللا وأسكنهم أوساط االرض مع الجن تمردوا‬ ‫وعتوا عن أمر هللا‪ ،‬فمرحوا وبغوا في االرض بغير الحق‪،‬‬ ‫وعال بعضهم على بعض في العتو على هللا تعالى حتى‬ ‫‪44‬‬


‫سفكوا الدماء فيما بينهم‪ ،‬وأظهروا الفساد وجحدوا ربوبية‬ ‫هللا تعالى‪ .‬قال‪ :‬وأقامت الطائفة المطيعون من الجن على‬ ‫رضوان هللا وطاعته‪ ،‬وباينوا الطائفتين من الجن والنسناس‬ ‫الذين عتوا عن أمر هللا تعالى‪ .‬قال‪ :‬فحط هللا أجنحة‬ ‫الطائفة من الجن الذين عتوا عن أمر هللا وتمردوا فكانوا‬ ‫ال يقدرون على الطيران إلى السماء والى مالقاة المالئكة‬ ‫لما ارتكبوا من الذنوب والمعاصي‪ .‬قال‪ :‬وكانت الطائفة‬ ‫المطيعة المر هللا من الجن تطير إلى السماء الليل والنهار‬ ‫على ما كانت عليه‪ ،‬وكان إبليس واسمه (الحارث) يظهر‬ ‫للمالئكة أنه من الطائفة المطيعة‪ ،‬ثم خلق هللا [تعالى]‬ ‫خلقا على خالف خلق المالئكة وعلى خالف خلق الجن‬ ‫وعلى خالف خلق النسناس‪ ،‬يدبون كما يدب الهوام في‬ ‫االرض يأكلون ويشربون كما تأكل االنعام من مراعي‬ ‫االرض كلهم ذكران ليس فيهم إناث‪ ،‬لم يجعل هللا فيهم‬ ‫شهوة النساء‪ ،‬وال حب االوالد‪ ،‬وال الحرص‪ ،‬وال طول‬ ‫االمل وال لذة عيش‪ ،‬ال يلبسهم الليل وال يغشاهم النهار‬ ‫[و] ليسوا ببهائم وال هوام‪ ،‬لباسهم ورق الشجر‪ ،‬وشربهم‬ ‫‪45‬‬


‫من العيون الغزار واالودية الكبار‪ ،‬ثم أراد هللا أن يفرقهم‬ ‫فرقتين‪ ،‬فجعل فرقة خلف مطلع الشمس من وراء البحر‪،‬‬ ‫فكون لهم مدينة أنشأها تسمى (جابرسا) طولها اثنا عشر‬ ‫ألف فرسخ في اثني عشر ألف فرسخ‪ ،‬وكون عليها سو ار‬ ‫من حديد يقطع االرض إلى السماء‪ ،‬ثم أسكنهم فيها‪،‬‬ ‫وأسكن الفرقة االخرى خلق مغرب الشمس من وراء البحر‪،‬‬ ‫وكون لهم مدينة أنشأها تسمى (جابلقا) طولها اثنا عشر‬ ‫ألف فرسخ في اثني عشر ألف فرسخ‪ ،‬وكون لهم سو ار‬ ‫من حديد يقطع إلى السماء‪ ،‬فأسكن الفرقة االخرى فيها‪،‬‬ ‫ال يعلم أهل (جابرسا) بموضع أهل (جابلقا) وال يعلم أهل‬ ‫(جابلقا) بموضع أهل (جابرسا) وال يعلم بهم أهل أوساط‬ ‫االرض من الجن والنسناس‪ ،‬فكانت الشمس تطلع على‬ ‫أهل أوساط االرضين من الجن والنسناس فينتفعون بحرها‬ ‫ويستضيئون بنورها‪ ،‬ثم تغرب في عين حمئة فال يعلم بها‬ ‫أهل جابلقا إذا غربت‪ ،‬وال يعلم بها أهل جابرسا إذا طلعت‪،‬‬ ‫النها تطلع من دون جابرسا‪ ،‬وتغرب من دون جابلقا‪.‬‬ ‫فقيل‪ :‬يا أمير المؤمنين فكيف يبصرون ويحيون ؟ وكيف‬ ‫‪46‬‬


‫يأكلون ويشربون وليس تطلع الشمش عليهم ؟ فقال‪ :‬إنهم‬ ‫يستضيئون بنور هللا‪ ،‬فهم في أشد ضوء من نور الشمس‪،‬‬ ‫وال يرون أن هللا تعالى خلق شمسا وال قم ار وال نجوما وال‬ ‫كواكب‪ ،‬وال يعرفون شيئا غيره‪ .‬فقيل‪ :‬يا أمير المؤمنين‬ ‫فأين إبليس عنهم ؟ قال‪ :‬ال يعرفون إبليس وال سمعوا‬ ‫بذكره ال يعرفون إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬لم يكنسب أحد‬ ‫منهم قط خطيئة‪ ،‬ولم يقترب إثما‪ ،‬ال يسقمون وال يهرمون‬ ‫وال يموتون إلى يوم القيامة‪ ،‬يعبدون هللا ال يفترون‪ ،‬الليل‬ ‫والنهار عندهم سواء‪ .‬وقال‪ :‬إن هللا أحب أن يخلق خلقا‪،‬‬ ‫وذلك بعد ما مضى للجن والنسناس سبعة آالف سنة‪،‬‬ ‫فلما كان من خلق هللا أن يخلق آدم للذي أراد من التدبير‬ ‫والتقدير فيما هو مكونة في السماوات واالرضين كشط‬ ‫عن أطباق السماوات‪ ،‬ثم قال للمالئكة‪ :‬انظروا إلى أهل‬ ‫االرض من خلقي من الجن والنسناس هل ترضون‬ ‫أعمالهم وطاعتهم لي ؟ فاطلعت و أروا ما يعملون فيها‬ ‫من المعاصي وسفك الدماء والفساد في االرض االرض‬ ‫بغير الحق أعظموا ذلك وغضبوا هللا وأسفوا على أهل‬ ‫‪47‬‬


‫االرض ولم يملكوا غضبهم وقالوا‪ :‬يا ربنا أنت العزيز‬ ‫الجبار القاهر العظيم الشأن وهؤالء كلهم خلقك الضعيف‬ ‫الذليل في أرضك كلهم يتقلبون في قبضتك ويعيشون‬ ‫برزقك ويتمتعون بعافيتك وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب‬ ‫العظام ال تغضب وال تنتقم منهم لنفسك بما تسمع منهم‬ ‫وترى وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك ! قال‪ :‬فلما سمع‬ ‫هللا تعالى مقالة المالئكة قال‪ :‬إني جاعل في االرض‬ ‫خليفة‪ ،‬فيكون حجتي على خلقي في أرضي‪ .‬فقالت‬ ‫المالئكة‪ :‬سبحانك ربنا ! أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك‬ ‫الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ؟ ! فقال هللا تعالى‪:‬‬ ‫يا مالئكتي إني أعلم ما ال تعلمون‪ ،‬إني أخلق خلقا بيدي‪،‬‬ ‫وأجعل من ذريته أتبياء ومرسلين وعبادا صالحين‪ ،‬وأئمة‬ ‫مهتدين‪ ،‬وأجعلهم خلفائي على خلقي في أرضي‪ ،‬ينهونهم‬ ‫عن معصيتي‪ ،‬وينذرونهم من عذابي‪ ،‬ويهدونهم إلى‬ ‫طاعتي ويسلكون بهم طريق سبيلي‪ ،‬أجعلهم حجة لي‬ ‫عذ ار أو نذرا‪ ،‬وأنفي الشياطين من أرضي‪ ،‬وأطهرها منهم‪،‬‬ ‫فاسكنهم في الهواء وأقطار االرض وفي الفيافي فال يراهم‬ ‫‪48‬‬


‫خلقي‪ ،‬وال يرون شخصهم وال يجالسونهم وال يخالطونهم‬ ‫وال يؤاكلونهم وال يشاربونهم وأنفر مردة الجن العصاة من‬ ‫نسل بريتي وخلقي وخيرتي‪ ،‬فال يجارون خلقي وأجعل بين‬ ‫خلقي وبين الجان حجابا فال يري خلقي شخص الجن‪،‬‬ ‫وال يجالسونهم وال يشاربونهم‪ ،‬وال يتهجمون تهجمهم‪ ،‬ومن‬ ‫عصاني من نسل خلقي الذي عظمته واصطفيته لغيبي‬ ‫اسكنهم مساكن العصاة‪ ،‬واوردهم موردهم وال ابالي‪ .‬فقالت‬ ‫المالئكة‪ :‬ال علم لنا إال ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم‪.‬‬ ‫فقال للمالئكة‪ :‬إني خالق بش ار من صلصال من حمأ‬ ‫مسنون‪ ،‬فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له‬ ‫ساجدين‪ .‬قال‪ :‬وكان ذلك من هللا تقدمة للمالئكة قبل أن‬ ‫يخلقه احتجاجا منه عليهم وما كان هللا ليغير ما بقوم إال‬ ‫بعد الحجة عذ ار أو نذرا‪ ،‬فأمر تبارك وتعالى ملكا من‬ ‫المالئكة فاغترف غرفة بيمينه فصلصلها في كفه‬ ‫فجمدت‪ ،‬فقال هللا عزوجل‪ :‬منك أخلق‪ .‬قال في البحار‪:‬‬ ‫أشباه خلقهم أي باالنس‪ ،‬أو بعضهم ببعض‪ ،‬أو باالضافة‬ ‫أي أشباه خلق الجن‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫إشارة‪:‬‬

‫من الواضح ان من ثوابت الشريعة وجود مخلوقات غير‬ ‫االنسان في هذا الكون اقلها المالئكة والجن‪ ،‬كم انه ليس‬ ‫هناك مانع من وجود غير االنس بل ال مانع من كون‬ ‫االنس اعم من بني ادم وغيرهم اال انها ظنون وال شاهد‬ ‫لها بل الواضح وما له شاهد ان مركز الخلق هم الجن‬ ‫واالنس وان الخطاب مركز على بني ادم فالحديث عن‬ ‫عوالم تكليفية منفصلة عن ادم ال شاهد له بل الشواهد‬ ‫خالفه اال النسناس فان شواهد كثيرة توجبه ويفرضه العلم‬ ‫االجمالي‪ .‬ولقد استدل على وجود مكلفين غير ادم وعالم‬ ‫غير عوالمه بايات وروايات لكن االستدالل بها ظن ال‬ ‫يصح الركون اليه‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫كقوله تعالى (ويخلق ما ال تعلمون) أقول واالستدالل‬ ‫بالعموم على اثبات علم خاص بعوالم غير ادمية ال يصح‬ ‫واالمكان ظن فتكون االستفادة ظن‪.‬‬ ‫واستدل بقوله تعالى (أفعيينا بالخلق األول بل هم في لبس‬ ‫من خلق) بمعية التفسير من الحديث‪ .‬وفيه انه استفادة‬ ‫من العموم على اثبات علم خاص وهو ال يصح واالمكان‬ ‫ظن فيكون ظنا‪.‬‬ ‫ومن الحديث‪ :‬عن محمد بن مسلم ‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا‬ ‫جعفر عليه السالم يقول ‪ :‬لقد خلق هللا عز وجل في‬ ‫األرض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم ‪،‬‬ ‫خلقهم من أديم األرض فأسكنهم فيها واحدا بعد واحد مع‬ ‫عالمه ‪ ،‬ثم خلق هللا عز وجل آدم أبا البشر وخلق ذريته‬ ‫منه‪ .‬بلى وهللا ‪ ،‬ليخلقن هللا خلقا من غير فحولة وال إناث‬ ‫‪ ،‬يعبدونه و يوحدونه ويعظمونه ‪ ،‬ويخلق لهم أرضا‬ ‫تحملهم وسماء تظلهم ‪ ،‬أليس هللا عز وجل يقول ‪ ( :‬يوم‬ ‫تبدل األرض غير األرض والسماوات ) وقال هللا عز وجل‬ ‫( أفعيينا بالخلق األول بل هم في لبس من خلق جديد "‪.‬‬ ‫‪51‬‬


‫تعليق‪ :‬والحديث ليس له شاهد اال ان فيه إشارة مصدقة‬ ‫اجماال كقوله (لقد خلق هللا عزوجل في االرض منذ خلقها‬ ‫عاَلمين ليس هم من ولد آدم‪ ،‬خلقهم من أديم االرض‬ ‫فأسكنهم فيها واحدا بعد واحد مع عالمه‪ ،‬ثم خلق هللا‬ ‫عزوجل أبا هذا البشر وخلق ذريته منه‪ .‬تعليق‪ :‬هذه معرفة‬ ‫ليس لها شاهد وهي تشير الى انفصال و انقطاعات بين‬ ‫العوالم وهذا ال يتم اال بالقول ان الكتب السماوية التوراة‬ ‫واالنجيل والقران مختصة بعالمنا وال تتحدث عما سبق‬ ‫من عوالم وهو ظن ضعيف ال شاهد له‪.‬‬

‫وعن جابر بن يزيد ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أبا جعفر عليه السالم‬ ‫عن قول هللا عز وجل ( أفعيينا بالخلق األول بل هم في‬ ‫لبس من خلق جديد ) فقال ‪ :‬يا جابر ‪ ،‬تأويل ذلك أن‬ ‫هللا عز وجل إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم وسكن أهل‬ ‫الجنة الجنة ‪ ،‬وأهل النار النار ‪ ،‬جدد هللا عز وجل عالما‬ ‫غير هذا العالم ‪ ،‬وجدد عالما من غير فحولة وال إناث‬ ‫يعبدونه ويوحدونه ويخلق لهم أرضا غير هذه األرض‬ ‫‪52‬‬


‫تحملهم ‪ ،‬وسماء غير هذه السماء تظلهم ‪ ،‬لعلك ترى أن‬ ‫هللا عز وجل إنما خلق هذا العالم الواحد ! أو ترى أن هللا‬ ‫عز وجل لم يخلق بش ار غيركم ؟ ! بلى وهللا ‪ ،‬لقد خلق‬ ‫هللا تبارك وتعالى ألف ألف عالم ‪ ،‬وألف ألف آدم ‪ ،‬وأنت‬ ‫في آخر تلك العوالم وأولئك اِلدميين ‪ .‬تعليق هذا حديث‬ ‫له شاهد له فهو ظن ضعيف‪.‬‬ ‫وعن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد هللا عليه السالم‬ ‫قال إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس‬ ‫فيها خلق كثير وان من وراء قمركم أربعين قم ار فيها خلق‬ ‫كثير ال يدرون ان هللا خلق آدم أم لم يخلقه‪ .‬تعليق هذا‬ ‫حديث له شاهد له فهو ظن ضعيف‪.‬‬ ‫عجالن أبى صالح قال سئلت أبا عبد هللا عليه السالم‬ ‫عن قبة آدم فقلت له هذه قبة آدم فقال نعم وهلل قباب كثيرة‬ ‫‪ .‬تعليق هذا حديث له شاهد له فهو ظن ضعيف‪.‬‬ ‫عبد الصمد عن أبي جعفر عليه السالم قال سمعته يقول‬ ‫إن من وراء هذه أربعين عين شمس ما بين شمس إلى‬ ‫‪53‬‬


‫شمس أربعون عاما فيها خلق كثير ما يعلمون ان هللا‬ ‫خلق آدم أولم يخلقه وان من وراء قمركم هذا أربعين قم ار‬ ‫ما بين قمر إلى قمر مسيرة أربعين يوما فيها خلق كثير‬ ‫ما يعلمون ان هللا خلق آدم أولم يخلقه‪ .‬تعليق هذا حديث‬ ‫له شاهد له فهو ظن ضعيف‪.‬‬ ‫عجالن أبى صالح قال دخل رجل على أبى عبد هللا عليه‬ ‫السالم فقال له جعلت فداك هذه قبة آدم قال نعم وفيه‬ ‫قباب كثيرة‪ .‬تعليق هذا حديث له شاهد له فهو ظن‬ ‫ضعيف‪.‬‬

‫نص‪ :‬استعارات النسناس‬ ‫الخالصة‬

‫‪54‬‬


‫عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬ذهب الناس وبقي النسناس ‪ .‬فقيل‬ ‫له ‪ :‬وما النسناس ؟ قال ‪ :‬يشبهون الناس ‪ ،‬وليسوا‬ ‫بالناس‪.‬‬ ‫قال بن عباس رضي هللا تعالى عنه‪ :‬ذهب الناس وبقى‬ ‫النسناس‪ ،‬قيل‪ :‬وما النسناس‪ .‬قال‪ :‬الذين يتشبهون بالناس‬ ‫وليسوا بالناس‪.‬‬ ‫ابو نعيم قال‪ :‬ذهب الناس فاستقلوا وصرنا خلفا في أراذل‬ ‫النسناس ‪.‬‬ ‫ابن الراوندي قال البن األعرابي األديب ‪ :‬هل يذاق‬ ‫اللباس؟ قال ابن األعرابي ‪ :‬ال بأس أيها النسناس هب‬ ‫أن محمدا صلى هللا عليه وسلم ما كان نبيا أما كان‬ ‫عربيا؟‬ ‫النيسابوري ‪ :‬بل أيسحدون الناس يعني النبي والمؤمنين‬ ‫‪ .‬فإن كان الالم للعهد فظاهر وان كان للجنس فألنهم هم‬ ‫الناس والباقون هم النسناس‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫الحسن البصري ‪ :‬إني أسمع حسيسا وال أرى ِأن ْيسا ذهب‬

‫اس وبقي َّ‬ ‫َّ‬ ‫الن ْس َناس‬ ‫الن ُ‬

‫فائد‪ :12‬استعارات‬ ‫استعارة النسناس في وصف بعض الناس‪:‬‬ ‫ابو هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬ذهب الناس وبقي النسناس‪.‬‬ ‫أبو هريرة قيل له‪ :‬ما النسناس ؟ قال ‪ :‬يشبهون الناس ‪،‬‬ ‫وليسوا بالناس‪.‬‬ ‫بن عباس ‪ :‬ذهب الناس وبقى النسناس‪.‬‬ ‫ابن عباس‪ :‬قيل له‪ :‬ما النسناس‪ .‬قال‪ :‬الذين يتشبهون‬ ‫بالناس وليسوا بالناس‪.‬‬ ‫ابو نعيم قال‪ :‬صرنا خلفا في أراذل النسناس ‪.‬‬ ‫قال ابن األعرابي البن الراوندي ‪ :‬ال بأس أيها النسناس‬ ‫‪.‬‬ ‫‪56‬‬


‫النيسابوري ‪ :‬المؤمنون هم الناس والباقون هم النسناس‪.‬‬ ‫اس وبقي َّ‬ ‫الحسن البصري ‪ :‬ذهب َّ‬ ‫الن ْسَناس‬ ‫الن ُ‬

‫األصل‬ ‫مالحظة‪ :‬ذكرت في قسم اللغة ان اكثر الشروحات‬ ‫والنقوالت ال تصح بخصوص تعريف النسناس ولذلك‬ ‫فالصحيح فقط عندي ما نقلته في الخالصة واوردته النه‬ ‫ذكر في المصدر فحسب‪.‬‬ ‫فتح القدير ‪ -‬روي أن ابن الراوندي الزنديق قال البن‬ ‫األعرابي ‪ -‬إمام اللغة واألدب ‪ -‬هل يذاق اللباس؟ فقال‬ ‫له ابن األعرابي ‪ :‬ال بأس أيها النسناس ‪ ،‬هب أن محمدا‬ ‫ما كان نبيا أما كان عربيا؟ كأنه طعن في اِلية بأن‬ ‫المناسب أن يقال ‪ :‬فكساها هللا لباس الجوع ‪ ،‬أو فأذاقها‬ ‫هللا طعم الجوع ‪ ،‬فرد عليه ابن األعرابي ‪ .‬وقد أجاب‬ ‫علماء البيان أن هذا من تجريد االستعارة ‪ ،‬وذلك أنه‬ ‫‪57‬‬


‫استعار اللباس لما غشي اإلنسان من بعض الحوادث‬ ‫كالجوع والخوف‬ ‫تفسير النيسابوري ‪ :‬نقل أن ابن الراوندي قال البن‬ ‫األعرابي األديب ‪ :‬هل يذاق اللباس؟ قال ابن األعرابي ‪:‬‬ ‫ال بأس أيها النسناس هب أن محمدا صلى هللا عليه وسلم‬ ‫ما كان نبيا أما كان عربيا؟ كأنه طعن في اِلية أن‬ ‫المناسب هو أن لو قيل ‪ « :‬فكساها هللا لباس الجوع »‬ ‫أو « فأذاقها هللا طعم الجوع » فرد عليه ابن األعرابي ‪.‬‬ ‫والذي أجاب به علماء البيان أن هذا من تجريد االستعارة‬ ‫‪ ،‬وذلك أنه استعار اللباس لما غشي اإلنسان من بعض‬ ‫الحوادث كالجوع والخوف الشتماله عليه اشتمال اللباس‬ ‫على الالبس ‪ ،‬ثم ذكر الوصف مالئما للمستعار له وهو‬ ‫الجوع والخوف ‪ ،‬ألن إطالق الذوق على إدراك الجوع‬ ‫والخوف جرى عندهم مجرى الحقيقة فيقولون ‪ :‬ذاق فالن‬ ‫البؤس والضر وأذاقه غيره ‪ .‬فكانت االستعارة مجردة ‪.‬‬ ‫ولو قال ‪ « :‬فكساها » كانت مرشحة‪.‬‬ ‫‪58‬‬


‫تفسير األمثل قال في قوله تعالى (فأذاقها َّللا لباس الجوع‬ ‫والخوف) فمن جهة‪ :‬شبهت الجوع والخوف باللباس‪ ،‬ومن‬ ‫جهة أُخرى‪ :‬عبرت بـ «أذاقها» بدال من (ألبسها)‪ .‬وحمل‬ ‫هذا التفاوت في التعبير المفسرين ِإلى التوقف والتأمل في‬ ‫اِلية‪ ...‬فالتعبير يحمل بين طياته ِإشارة لطيفة‪ ،‬فمثال‪:‬‬ ‫قال ابن الراوندي البن األعرابي األديب‪ :‬هل يذاق‬ ‫اللباس؟ قال ابن األعرابي‪ :‬ال بأس وال لباس يا أيُّها‬ ‫النسناس‪ ،‬هب أنك تشك أن محمدا ما كان نبيا أما كان‬ ‫عربيا!! وعلى أي ِة حال‪ ،‬فالتعبير ِإشارة ِإلى أن القحط‬

‫والخوف كانا من الشدة وكأنهما لباس قد أحاط بأبدانهم‪.‬‬

‫تفسير النيسابوري ‪:‬‬ ‫قوله ‪ { :‬أم يحسدون } وهي منقطعة والتقدير ‪ :‬بل‬ ‫أيسحدون الناس يعني النبي والمؤمنين ‪ .‬فإن كان الالم‬ ‫للعهد فظاهر وان كان للجنس فألنهم هم الناس والباقون‬ ‫هم النسناس‪.‬‬ ‫‪59‬‬


‫المجالسة وجواهر العلم‬ ‫حدثنا أحمد نا يوسف بن عبد هللا الحلواني نا عثمان بن‬ ‫الهيثم عن َع ْوف عن الحسن قال تكلم الحسن يوما كالما‬

‫فقال قد مات األمم قبلكم وأنتم آخر األمم فماذا تنتظرون‬

‫فقد أسرع بخياركم فماذا تنتظرون آلمعاينة فكأن قد هيهات‬ ‫هيهات ذهبت الدنيا وبقيت األعمال أطواقا في أعناق بني‬ ‫آدم فيا لها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة إنه‬ ‫وهللا ال أمة بعد أمتكم وال نبي بعد نبيكم {صلى هللا عليه‬ ‫وسلم} وال كتاب بعد كتابكم إنكم تسوقون الناس والساعةُ‬ ‫تسوقكم وانما ينتظر أولكم أن يلحق بآخركم من رأى‬ ‫ض ْع‬ ‫محمدا {صلى هللا عليه وسلم} فقد رآه غاديا رائحا لم َي َ‬ ‫لبنة على لبنة وال قصبة على قصبة ُرِف َع له َعَل ٌم فشم َر‬

‫عباد هللا فالوحاء الوحاء النجاء النجاء عالم تعرجون‬ ‫إليه َ‬ ‫َ‬ ‫صحبت‬ ‫أليس قد أُشرع بخياركم وأنتم كل يوم ترذلون لقد‬ ‫ُ‬ ‫وجالء الصدور وكانوا‬ ‫الع ْين َ‬ ‫أقواما كانت صحبتهم قرةَ َ‬ ‫من حسناتهم أن تَُرد عليهم أشفق من سيئاتكم أن تعذبوا‬ ‫عليها وكانوا فيما أحل هللا عز وجل لهم من الدنيا أزهد‬ ‫‪60‬‬


‫منكم فيما حرم هللا عليكم إني أسمع حسيسا وال أرى ِأن ْيسا‬

‫اس وبقي َّ‬ ‫ذهب َّ‬ ‫الن ْس َناس لو تكاشفتم لما تدافنتم تهاديتم‬ ‫الن ُ‬

‫األطباق ولم تهادوا النصائح‬

‫شرح نهج البالغة ‪ -‬ابن ابي الحديد عن الحسن‬ ‫البصري ‪ :‬لقد رأيت أقواما كانوا من حسناتهم أن ترد‬ ‫عليهم أشفق منكم من سيئاتكم أن تعذبوا عليها و كانوا‬ ‫مما أحل هللا لهم من الدنيا أزهد منكم فيما حرم عليكم‬ ‫منها ‪ .‬ما لي أسمع حسيسا و ال أرى أنيسا ذهب الناس‬ ‫و بقي النسناس لو تكاشفتم ما تدافنتم تهاديتم األطباق و‬ ‫لم تتهادوا النصائح أعدوا الجواب فإنكم مسئولون إن‬ ‫المؤمن من ال يأخذ دينه عن رأيه و لكن عن ربه ‪.‬‬

‫قال العجلوني ((عن أبي هريرة “رضي هللا عنه” من قوله‬ ‫‪ :‬ذهب الناس وبقي النسناس‪ .‬فقيل له ‪ :‬وما النسناس؟‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬قوم يتشبهون بالناس وليسوا بناس‪ ،‬ورواه أبو نعيم‬ ‫‪61‬‬


‫عن ابن عباس من قوله بلفظ ‪ :‬ذهب الناس وبقي‬ ‫النسناس‪ ،‬فقيل ‪ :‬وما النسناس؟‪ ،‬قال ‪ :‬الذين يتشبهون‬ ‫بالناس وليسوا بالناس‪ ،‬أي بالناس الكاملين‪ ،‬وفي‬ ‫المجالسة للدينوري عن الحسن البصري مثله بدون تفسير‪،‬‬ ‫وزاد لو تكاشفتم ما تدافنتم‪ ،‬وهو في غريب الهروي وفائق‬ ‫الزمخشري ونهاية ابن األثير بدون زيادة وال تفسير‪ ،‬وقال‬ ‫ابن األثير قيل هم يأجوج ومأجوج‪ ،‬وقيل خلق على صورة‬ ‫الناس أشبهوهم في شئ وخالفوهم في شئ وليسوا من بني‬ ‫آدم‪ ،‬وقيل هم من بني آدم))‪ .‬العجلوني‪ ،‬كشف الخفاء‬

‫تاريخ ابن معين ‪ -‬رواية الدوري حدثنا العباس حدثنا‬ ‫األسود بن عامر حدثنا سفيان الثوري عن بن جريج عن‬ ‫بن أبي هريرة قال ذهب الناس وبقي النسناس يشبهون‬ ‫الناس وليسوا بالناس‬ ‫الزهد ألبي داود حدثنا أبو داود قال ‪ :‬نا محمد بن بشار‬ ‫‪ ،‬قال ‪ :‬نا عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬نا سفيان ‪ ،‬عن ابن جريج‬ ‫‪62‬‬


‫‪ ،‬عن ابن أبي مليكة ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬ذهب‬ ‫الناس وبقي النسناس ‪ .‬فقيل له ‪ :‬وما النسناس ؟ قال ‪:‬‬ ‫يشبهون الناس ‪ ،‬وليسوا بالناس‪.‬‬

‫مساوئ األخالق للخرائطي‬

‫حدثنا أبو علي أحمد بن‬

‫إبراهيم القوهستاني ‪ ،‬ثنا سعيد بن عمرو ‪ ،‬ثنا عبد هللا بن‬ ‫المبارك ‪ ،‬عن سفيان ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬عن ابن أبي‬ ‫مليكة ‪ ،‬عن أبي هريرة قال ‪ « :‬ذهب الناس ‪ ،‬وبقي‬ ‫النسناس »‬ ‫معجم ابن األعرابي ‪ :‬عباس ‪ ،‬حدثنا األسود بن عامر‬ ‫‪ ،‬نا سفيان الثوري ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬عن ابن أبي مليكة‬ ‫‪ ،‬عن أبي هريرة قال ‪ :‬ذهب الناس ‪ ،‬وبقي النسناس ‪،‬‬ ‫يشبهون بالناس وليسوا بناس‬ ‫العزلة للخطابي ‪ - 155‬أخبرنا أبو سليمان قال ‪ :‬أخبرنا‬ ‫ابن األعرابي قال ‪ :‬حدثنا أبو داود قال ‪ :‬حدثنا محمد بن‬ ‫بشار قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن‬ ‫‪63‬‬


‫ابن جريج ‪ ،‬عن ابن أبي مليكة ‪ ،‬عن أبي هريرة قال ‪:‬‬ ‫« ذهب الناس وبقي النسناس ‪ .‬فقيل له ‪ :‬ما النسناس ؟‬ ‫قال ‪ :‬يشبهون الناس وليسوا بناس »‬

‫الزهد الكبير للبيهقي ‪ -‬أخبرنا أبو طاهر الفقيه ‪ ،‬أنبأنا‬ ‫أبو بكر محمد بن الحسين القطان حدثنا أحمد بن يوسف‬ ‫‪ ،‬حدثنا محمد بن يوسف قال ‪ :‬ذكر سفيان ‪ ،‬عن ابن‬ ‫جريج ‪ ،‬عن ابن أبي مليكة ‪ ،‬عن أبي هريرة رضي هللا‬ ‫عنه قال ‪ « :‬ذهب الناس وبقي النسناس ؟ » قيل له ‪:‬‬ ‫وما النسناس ؟ قال ‪ « :‬الذين يشبهون الناس ‪ ،‬وليسوا‬ ‫بالناس »‬ ‫حلية األولياء حدثنا سليمان بن أحمد‪ ،‬حدثنا علي بن عبد‬ ‫العزيز‪ ،‬حدثنا أبو نعيم‪ ،‬حدثنا سفيان الثوري‪ ،‬عن بن‬ ‫جريج‪ ،‬عن أبي مليكة‪ ،‬قال‪ :‬قال بن عباس رضي هللا‬ ‫تعالى عنه‪ :‬ذهب الناس وبقى النسناس‪ ،‬قيل‪ :‬وما‬ ‫النسناس‪ .‬قال‪ :‬الذين يتشبهون بالناس وليسوا بالناس‪.‬‬ ‫‪64‬‬


‫الزهد الكبير للبيهقي ‪ -‬أخبرنا أبو علي الروذباري ‪،‬‬ ‫حدثنا أبو طاهر المحمد أباذي ‪ ،‬حدثنا الكديمي ‪ ،‬حدثنا‬ ‫أبو نعيم قال ‪ :‬كثي ار يعجبني من بيت عائشة ‪ :‬ذهب‬ ‫الذين يعاش في أكنافهم لكن أبا نعيم يقول ‪ :‬ذهب الناس‬ ‫فاستقلوا وصرنا خلفا في أراذل النسناس في أناس نعدهم‬ ‫من عجيج فإذا فتشوا فليسوا بناس كلما جئت أبتغي النيل‬ ‫منهم بدروني قبل السؤال بياس وبكوا لي حتى تمنيت أني‬ ‫مفلت منهم رأسا براس‬ ‫المقاصد الحسنة‬ ‫حديث‪ :‬ذهب الناس وما بقي إال النسناس‪ ،‬ال أصل له‬ ‫في المرفوع ولكن عند أبي داود ومن جهته الخطابي في‬ ‫العزلة من حديث سفيان عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة‬ ‫عن أبي هريرة من قوله‪ :‬ذهب الناس وبقي النسناس فقيل‬ ‫له‪ :‬ما النسناس ؟ قال يتشبهون بالناس وليسوا بناس‪ ،‬وهو‬ ‫‪65‬‬


‫عند أبي نعيم في الحلية من جهة ابن أبي مليكة فقال‬ ‫عن ابن عباس من قوله‪ :‬بلفظ ذهب الناس وبقي النسناس‬ ‫قيل وما النسناس قال الذي يتشبهون بالناس وليسوا‬ ‫بالناس وفي المجالسة للدينوري عن الحسن البصري مثله‬ ‫بدون تفسير وزاد‪ :‬لو تكاشفتم ما تدافنتم وكذا هو في‬ ‫غريب الهروي والفايق للزمخشري والنهاية البن األثير‪،‬‬ ‫بدون زيادة وال تفسير‪ ،‬وقال ابن األثير قيل هم ياجوج‬ ‫وماجوج وقيل خلق على صورة الناس أشبهوهم في شيء‬ ‫وخالفوهم في شيء وليسوا من بني آدم وقيل هم من بني‬ ‫آدم ومنه الحديث‪ :‬أن حيا من عاد عصوا رسولهم‬ ‫فمسخهم هللا نسناسا لكل رجل منهم يد ورجل من شق‬ ‫واحد ينقرون كما ينقر الطير ويرعون كما ترعى البهائم‪،‬‬ ‫ونونه األولى مكسورة وقد تفتح انتهى وألحمد في الزهد‬ ‫عن مطرف بن عبد هللا قال‪ :‬عقول الناس على قدر‬ ‫زمانهم وقال هم الناس والنسناس وأناس غمسوا في ماء‬ ‫الناس قال الكديمي‪ :‬سمعت أبا نعيم يقول كثي ار ما يعجبني‬ ‫قول عائشة رضي هللا عنها‪.‬‬ ‫‪66‬‬


‫ذهب الذين يعاش في أكنافهم ‪ ...‬وبقيت في خلف كجلد‬ ‫األجرب‬ ‫ولكن أبا نعيم يقول‪:‬‬ ‫ذهب الناس فاستقلوا وصرنا ‪ ...‬خلفا في أ ارذل النسناس‬ ‫في أناس نعدهم من بعيد ‪ ...‬فإذا فتشوا فليسوا بناس‬ ‫كلما جئت أبتغي النيل منهم ‪ ...‬بدروني قبل السؤال بياس‬ ‫وبلوني حتى تمنيت أني ‪ ...‬منهم قد أفلت رأسا براس‬ ‫مختصر تاريخ دمشق قال شقيق بن إبراهيم البلخي‪:‬‬ ‫أوصى إبراهيم بن أدهم‪ ،‬قال‪ :‬عليك بالناس‪ ،‬واياك من‬ ‫الناس‪ ،‬وال بد من الناس‪ ،‬فإن الناس هم الناس‪ ،‬ولسي‬ ‫الناس بالناس‪ ،‬ذهب الناس وبقي النسناس‪ ،‬وما أراهم‬ ‫بالناس وانما غمسوا في ماء الناس‪ .‬قال إبراهيم‪ :‬أما قولي‪:‬‬ ‫عليك بالناس‪ ،‬مجالسة العلماء؛ وأما قولي‪ :‬إياك من‬ ‫الناس‪ ،‬مجالسة السفهاء؛ وأما قولي‪ :‬ال بد من الناس‪،‬‬ ‫الصلوات الخمس والجمعة والحج والجهاد اتباع الجنائز‬ ‫‪67‬‬


‫والش ارء والبيع ونحوه‪ :‬وأما قولي‪ :‬الناس هم الناس‪ ،‬الفقهاء‬ ‫والحكماء؛ وأما قولي‪ :‬ليس الناس بالناس‪ ،‬أهل األهواء‬ ‫والبدع؛ وأما قولي‪ :‬ذهب الناس؛ ذهب النبي صلى هللا‬ ‫عليه وسلم وأصحابه؛ وأما قولي‪:‬بقي النسناس‪ ،‬يعني من‬ ‫يروي عنهم عن النبي صلى هللا عليه وسلم وأصحابه‪:‬‬ ‫وأما قولي‪ :‬وما أراهم بالناس إنما هم غمسوا في ماء‬ ‫الناس‪ ،‬نحن وأمثالنا‪.‬‬

‫نص‪ :‬اهل اللغة‬

‫الخالصة‪:‬‬ ‫‪68‬‬


‫تهذيب اللغة ‪َّ :‬‬ ‫النسناس‪ :‬خلق على صورة بني آدم‪،‬‬ ‫أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء‪ ،‬وليسوا من بني‬ ‫آدم‪.‬‬ ‫يح نسناسة وسنسانة‪ :‬باردة‪.‬‬ ‫تهذيب اللغة‪ :‬في النوادر‪ :‬ر ٌ‬ ‫القاموس المحيط ‪ :‬و َّ‬ ‫صورِة‬ ‫ويكسر َخْل ٌق على‬ ‫ناس‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الن ْس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ياء‪ ،‬وَل ْي ُسوا منهم‪.‬‬ ‫وه ْم في ْ‬ ‫الناس‪ ،‬وخاَلُف ُ‬ ‫أش َ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْوق؛ وعلى‬ ‫العباب الزخار‪ :‬التركيب يدل على َنوع م َن َ‬

‫ِقَّلة في َّ‬ ‫الشي ِء‪.‬‬ ‫ْ‬

‫النس َناس َّ ِ‬ ‫ال‬ ‫قيل ‪ُ ْ َّ :‬‬ ‫السفَلةُ واأل َْرَز ُ‬ ‫تاج العروس ‪َ :‬‬

‫لسان العرب ‪َ :‬ن ِسيس ِ‬ ‫اإل ِ‬ ‫ون ْسناسه جميعا‬ ‫نسان وغيره َ‬ ‫مجهوده وقيل جهده وصبره قال وَليَلة ِ‬ ‫باق‬ ‫ذات َجهام أَ ْ‬ ‫ط ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫باق َّ‬ ‫ناس صبرها وجهدها‬ ‫َق َ‬ ‫ط ْعتُها ِبذات َنسناس ْ‬ ‫الن ْس ُ‬ ‫النسنسةُ الضعف و ِ‬ ‫الن ْسناس و َّ‬ ‫الن ْسناس َخْل ٌق‬ ‫لسان العرب‪َ َ ْ َّ :‬‬ ‫في صورة الناس مشتق منه لضعف خلقهم‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫ِ‬ ‫ناس بكسر النون الجوع الشديد عن‬ ‫لسان العرب ‪ :‬الن ْس ُ‬ ‫ابن السكيت وأَما ابن األَعرابي فجعله وصفا وقال ُجوعٌ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ناس من‬ ‫ناس قال ونعني به الشديد وأَنشد أ ْ‬ ‫ن ْس ٌ‬ ‫َخ َر َجها الن ْس ُ‬ ‫ِ‬ ‫بيت أ ِ‬ ‫َحَّلها ِب ِ‬ ‫دار‬ ‫َهلها وأَنشد كراع أ َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ناس حتى أ َ‬ ‫َض َّر بها الن ْس ُ‬ ‫َع ِقيل‪.‬‬

‫العباب الزخار عن أبي سعيد الضرير‪َّ :‬‬ ‫الن َس ِانس‬ ‫أن َ‬ ‫اس إال َن ْح ُن ْأم ما‬ ‫ُ‬ ‫أنش َد ُ‬ ‫اإلناث منهم‪ ،‬و َ‬ ‫للك َم ْيت‪ :‬فما الن ُ‬ ‫اس ُهم و َّ‬ ‫الن َس ِانسا‪.‬‬ ‫َف َعاُل َهم ‪ ...‬ولو َج َمعوا َن ْس َن َ‬

‫فائدة‪ :13‬اللغة‬ ‫تهذيب اللغة ‪َّ :‬‬ ‫النسناس‪ :‬خلق على صورة بني آدم‪،‬‬ ‫أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء‪ ،‬وليسوا من بني‬ ‫آدم‪.‬‬ ‫القاموس المحيط ‪ :‬و َّ‬ ‫صورِة‬ ‫ويكسر َخْل ٌق على‬ ‫ناس‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الن ْس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ياء‪ ،‬وَل ْي ُسوا منهم‪.‬‬ ‫وه ْم في ْ‬ ‫الناس‪ ،‬وخاَلُف ُ‬ ‫أش َ‬ ‫‪70‬‬


‫ِ‬ ‫الس ْوق؛ وعلى‬ ‫العباب الزخار‪ :‬التركيب يدل على َنوع م َن َ‬

‫ِقَّلة في َّ‬ ‫الشي ِء‪.‬‬ ‫ْ‬

‫لسان العرب ‪َ :‬ن ِسيس ِ‬ ‫اإل ِ‬ ‫ون ْسناسه جميعا‬ ‫نسان وغيره َ‬ ‫مجهوده ‪.‬‬ ‫النسنسةُ الضعف و ِ‬ ‫الن ْسناس و َّ‬ ‫الن ْسناس َخْل ٌق‬ ‫لسان العرب‪َ َ ْ َّ :‬‬ ‫في صورة الناس مشتق منه لضعف خلقهم‪.‬‬ ‫عن أبي سعيد الضرير‪َّ :‬‬ ‫اإلناث منهم‪.‬‬ ‫الن َس ِانس‬ ‫ُ‬ ‫أن َ‬

‫االصل‬

‫مالحظة‪ :‬النقوالت التي ليس لها شاهد هي ظنون ال‬ ‫تصح ولذلك فانا ما صححت في هذه العجالة اال ما قدمته‬ ‫من الخالصة واكثر ما نقل في كتب اللغة نقوالت ال‬ ‫تصح واوردتها الجل انها ذكرت في الكتب والصحيح‬ ‫عندي هو ما اخترته في الخالصة‪.‬‬ ‫‪71‬‬


‫تهذيب اللغة ‪ :‬الليث‪ :‬النسنسةُ في سرعة الطيران؛ يقال‪:‬‬

‫ونصنص‪ .‬قال‪ :‬و َّ‬ ‫النسناس‪ :‬خلق على صورة بني‬ ‫نسنس‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫آدم‪ ،‬أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء‪ ،‬وليسوا من‬ ‫بني آدم‪.‬‬ ‫وجاء في حديث‪ :‬أن َحيًّا من قوم عاد عصوا رسولهم‬ ‫فمسخهم هللا نسناسا‪ ،‬لكل إنسان منهم يد رجل من شق‬ ‫واحد ينقزون كما ينقز الطار‪ ،‬ويرعون كما ترعى البهائم‪.‬‬ ‫ثعلب عن ابن األعرابي‪ُّ :‬‬ ‫الن ُس ُس‪ :‬األصول الرديئة‪.‬‬ ‫نسنست‬ ‫يح نسناسة وسنسانة‪ :‬باردة‪ .‬وقد‬ ‫ْ‬ ‫وفي النوادر‪ :‬ر ٌ‬ ‫وسنسنت‪ :‬إذا هبَّت هبوبا باردا‪.‬‬ ‫الن ِ‬ ‫جمع َّ‬ ‫العين ‪ :‬و َّ‬ ‫الناس اال‬ ‫النسناس‪ ،‬قال‪ :‬وما‬ ‫سان ُس‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الن ِ‬ ‫سناسهم و َّ‬ ‫سان َسا‪.‬‬ ‫نحن أم ما َفعالهم ‪ ...‬وان َج َمعوا َن َ‬ ‫القاموس المحيط ‪ :‬و َّ‬ ‫الخْل ِق‪،‬‬ ‫ناس‪،‬‬ ‫ويكسر ِج ْن ٌس من َ‬ ‫ُ‬ ‫الن ْس ُ‬ ‫ِيثب أح ُدهم على ِرجل و ِ‬ ‫اح َد ِة‪ .‬وفي الحديث " إن َحيا من‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ُْ‬ ‫‪72‬‬


‫عاد َعصوا رسوَلهم‪َ ،‬فمس َخهم َّللا َنسَناسا‪ِ ،‬‬ ‫لكل إنسان‬ ‫َ ْ َ ُ ُْ َ َ ُ ُ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫منه ْم َيٌد ِ‬ ‫الطائ ُر‪،‬‬ ‫ور ْج ٌل من ِشق واحد‪ْ ،‬ينُق ُزو َن كما َي ْنُق ُز‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضوا‪،‬‬ ‫وي ْرَع ْو َن كما تَ ْرَعى البهائ ُم " ‪ .‬وقيل أولئ َك ْانَق َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ود على ِتْلك ِ‬ ‫الخْلَق ِة َخْل ٌق على ِح َدة‪ ،‬أو هم ثالث ُة‬ ‫الم ْو ُج ُ‬ ‫َ‬ ‫وَ‬

‫سانس‪ .‬أو الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫سان ُس ِ‬ ‫ناث منهم‪،‬‬ ‫اإل ُ‬ ‫َ‬ ‫اس َ‬ ‫ناس وِن ْس َن ٌ‬ ‫أج َناس ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ون ُ‬

‫الن ْس ِ‬ ‫أو هم ْأرَف ُع َق ْد ار من َّ‬ ‫ْجو ُج‪ ،‬أو‬ ‫ومأ ُ‬ ‫ناس‪ ،‬أو هم يأ ُ‬ ‫ْجو ُج َ‬ ‫ِ‬ ‫وه ْم‬ ‫صورِة‬ ‫الناس‪ ،‬وخاَلُف ُ‬ ‫آدم‪ ،‬أو َخْل ٌق على َ‬ ‫هم ٌ‬ ‫قوم من بني َ‬

‫ذات َن ْسناس َس ْير باق‪.‬‬ ‫ياء‪ ،‬وَل ْي ُسوا منهم‪ .‬وناق ٌة ُ‬ ‫في أ ْش َ‬ ‫يع‪ .‬وَق َ‬ ‫وَق َر ٌب َن ْس ٌ‬ ‫ناس سر ٌ‬ ‫اس ُه َس ْي َرهُ‬ ‫ط َع َّللاُ تعالى َن ْس َن َ‬ ‫وأثَ َرهُ‪.‬‬

‫العباب الزاخر ‪ :‬و ُّ‬ ‫بضمتَ ْين ‪ : -‬األصول‬ ‫الن ُس ُس ‪-‬‬ ‫َّ‬ ‫الرديئة‪.‬‬ ‫النسناس و ِ‬ ‫ِ‬ ‫نس من‬ ‫الن ْس َناس ‪ -‬بالفتح و َ‬ ‫و َّ ْ َ‬ ‫الك ْسر ‪ : -‬ج ُ‬ ‫الخْل ِق يِثب أح ُدهم على ِرجل و ِ‬ ‫اح َدة‪ .‬وفي الحديث‪َّ :‬‬ ‫أن‬ ‫َ َ ُ َ ُ‬ ‫ْ‬

‫لك ِل‬ ‫صوا َرُسوَل ُهم‪َ ،‬ف َم َس َخ ُهم هللا َن ْسَناسا‪ُ ،‬‬ ‫َحيَّا من عاد َع َ‬ ‫ورجل ِم ْن ِشق و ِ‬ ‫احد‪َ ،‬ي ْنُق ُزو َن كما َي ْنُق ُز‬ ‫ْإنسان منهم َيٌد ِ ْ ٌ‬ ‫الطائر‪ ،‬ويرعون كما تَرعى الب ِ‬ ‫هائ ُم‪ .‬ويقال‪َّ :‬‬ ‫إن أولئك‬ ‫ُ َْ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪73‬‬


‫ْانَقرضوا‪ ،‬والذين هم على ِتْلك ِ‬ ‫الخْلَق ِة َل ْي ُسوا من َن ْس ِل‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫أولئك‪ ،‬ولكنهم َخْل ٌق على ِح َدة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ُهم َّأنهم ثالثَ ُة أجناس‪ :‬ناس‬ ‫وقال الجاحظ‪َ :‬زَع َم َب ْع ُ‬ ‫ون َس ِانس‪ .‬وعن أبي سعيد الضرير‪َّ :‬‬ ‫الن َس ِانس‬ ‫أن َ‬ ‫ونسناس َ‬ ‫للك َم ْيت‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أنش َد ُ‬ ‫اإلناث منهم‪ ،‬و َ‬ ‫اس ُهم‬ ‫فما النا ُس إال َن ْح ُن ْأم ما َف َعالُ َهم ‪ ...‬ولو َج َمعوا َن ْس َن َ‬ ‫و َّ‬ ‫الن َس ِانسا‬ ‫النس ِانس‪ِ :‬‬ ‫السَف ُل واألنذال‪ ،‬و َّ‬ ‫الن َس ِانس أرَف ُع َقد ار من‬ ‫وقيل‪ُ َ َّ :‬‬ ‫النس َناس و ِ‬ ‫احد َّ‬ ‫َّ‬ ‫الن َس ِانس‪ .‬وفي حديث‬ ‫الن ْسناس‪ .‬وقد يكون َّ ْ‬ ‫وب ِقي‬ ‫أبي ُه َرْي َرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪َ : -‬ذ َه َب الناس‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫وماجو ُج‪ .‬وقيل‪:‬‬ ‫ياجو ُج‬ ‫ُ‬ ‫الن ْسناس‪ .‬قال ابن األعرابي‪ُ :‬ه ْم ُ‬ ‫ص ْوَرِة َّ‬ ‫أشَب ُهوهم في َشيء‪ ،‬وليسوا من‬ ‫الناس‪ْ ،‬‬ ‫َخْل ٌق على ُ‬ ‫ْ‬ ‫َبِني َآد َم‪ ،‬وقيل‪ :‬بل ُهم ِمن َبني َآدم‪.‬‬ ‫و َّ‬ ‫اس فيما ْأن َش َد ابن األعرابي‪:‬‬ ‫الن ْس َن ُ‬ ‫وَليَلة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اق‬ ‫ذاة َجهام أ ْ‬ ‫اق ‪ُ ...‬س ْود َنواحيها كأ ْثناء الط ْ‬ ‫طَب ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪74‬‬


‫ِ‬ ‫باق‬ ‫َق َ‬ ‫ط ْعتُها بذاة َن ْس َناس ْ‬ ‫سير باق‪.‬‬ ‫وج ْه ُدها‪ ،‬يقال‪ :‬ناقةٌ ذاةُ َن ْسَناس‪ :‬أي ذاةُ ْ‬ ‫ص ْب ُرها َ‬ ‫َ‬ ‫يع‪.‬‬ ‫وقال ابن عباد‪َ :‬ق َر ٌب َن ْس َن ٌ‬ ‫اس‪ :‬سر ٌ‬ ‫اس فالن‪ :‬أي َنَف َس ُه وأثَ َره‪.‬‬ ‫ويقال‪َ :‬ق َ‬ ‫ط َع هللاُ َن ْس َن َ‬ ‫ضَب َعة‪ :‬قد َأن َّسها‪.‬‬ ‫ويقال َ‬ ‫ض َر َب الناقة على َغ ْي ِر َ‬ ‫للف ْحل إذا َ‬ ‫ِ‬ ‫تقول‬ ‫الصِب َّي تَْنس ْيسا‪ :‬وهو أن َ‬ ‫وقال ابن ُش َميل‪َ :‬ن َّس ْس ُت َ‬ ‫ط‪.‬‬ ‫إس لِ َي ُب ْو َل أو َيتَ َغَّو ْ‬ ‫إس ْ‬ ‫له‪ْ :‬‬ ‫الب ِه ْي َم َة‪َ :‬مشاها‪.‬‬ ‫وقال أبو عمرو‪َ :‬ن َّس َس َ‬ ‫شديد‪.‬‬ ‫اس‪ٌ :‬‬ ‫وجوعٌ َن ْسَن ٌ‬ ‫وقال ابن األعرابي‪ِ :‬‬ ‫الن ْس َناس ‪ -‬بالكسر ‪ : -‬الجوع‬ ‫الشديد‪.‬‬ ‫وس ْن َس َانة‪ِ :‬‬ ‫بارَدة‪.‬‬ ‫ور ٌ‬ ‫اسة َ‬ ‫يح َن ْس َن َ‬ ‫ون ْس َناس من ُدخان‪ :‬أي ُدخان نار‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وس ْن َس َن ْت‪ :‬إذا َهبَّت ُهبوبا ِ‬ ‫ون ْس َن َس ْت ِ‬ ‫باردا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الر ُ‬ ‫يح َ‬ ‫‪75‬‬


‫الضعف‪ ،‬قال ابن دريد‪ :‬و ِ‬ ‫و َّ‬ ‫أحس ُب‬ ‫الن ْس َن َسة ‪ -‬أيضا ‪ُ ْ َّ : -‬‬ ‫أن َّ‬ ‫َّ‬ ‫ناس من هذا‪.‬‬ ‫الن ْس َ‬ ‫ِ‬ ‫ط َيرِانه‪.‬‬ ‫ع في َ‬ ‫َ‬ ‫أس َر َ‬ ‫ون ْس َن َس الطائر‪ :‬إذا ْ‬ ‫وقال ابن عباد‪َ :‬ن ْسَن ْس ُت لُِفالن َد ِس ْي َس َخ َبر‪ .‬وتَ​َن َّس ْس ُت منه‬

‫َخ َب ار‪ :‬أي تَ​َن َّس ْمتُه‪.‬‬

‫والتركيب يدل على َنوع ِم َن السوق؛ وعلى ِقَّلة في َّ‬ ‫الشي ِء‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ص به الماء‪.‬‬ ‫وَي ْختَ ُّ‬ ‫تاج العروس ‪:‬‬ ‫اس‬ ‫ناس وِن َس ْن ٌ‬ ‫َج َناس ‪ٌ :‬‬ ‫تاج العروس ‪ :‬أَو هم ثَالَثَةُ أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ظ وأَنشد لِْل ُك َم ْيت ‪:‬‬ ‫ون َس ِانس قاَله‬ ‫الجاح ُ‬ ‫َ‬ ‫الن ِ َّ‬ ‫ِ ِ​ِ‬ ‫اس ُه ْم‬ ‫" فما َّ ُ‬ ‫اس إال تَ ْح َت َخ ْبء فعاله ْم وَلو َج َم ُعوا َن ْسَن َ‬ ‫و َّ‬ ‫الن َس ِان َسا‬ ‫النس َناس َّ ِ‬ ‫ال‬ ‫قيل ‪ُ ْ َّ :‬‬ ‫السفَلةُ واأل َْرَز ُ‬ ‫َ‬ ‫لسان العرب ‪ِ َّ :‬‬ ‫ون ِسيس ِ‬ ‫اإل ِ‬ ‫نسان وغيره‬ ‫يس بقية النفس َ‬ ‫النس ُ‬ ‫وَن ْسناسه جميعا مجهوده وقيل جهده وصبره قال وَلْيَلة‬ ‫‪76‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫باق َّ‬ ‫ناس‬ ‫ذات َجهام أَ ْ‬ ‫باق َق َ‬ ‫ط ْعتُها ِبذات َنسناس ْ‬ ‫ط ْ‬ ‫الن ْس ُ‬ ‫صبرها وجهدها قال أَبو تراب سمعت الغنوي يقول ناقة‬

‫ذات َن ْسناس أَي ذات سير باق وقيل َّ‬ ‫الن ِسي ُس الجهد‬ ‫وأَقصى كل شيء الليث َّ ِ‬ ‫يس غاية جهد ِ‬ ‫اإلنسان وأَنشد‬ ‫النس ُ‬ ‫َّ‬ ‫الن ِس ِ‬ ‫باقي َّ‬ ‫الج َّم ُة َش ِعثَ ْت‬ ‫ف كالل ْد ِن َ‬ ‫يس ُم ْش ِر ٌ‬ ‫ون َّست ُ‬ ‫النسنس ُة الضعف و ِ‬ ‫الن ْسناس و َّ‬ ‫الن ْسناس َخْل ٌق في صورة‬ ‫و َّ ْ َ َ‬

‫ِ‬ ‫ناس‬ ‫الناس مشتق منه لضعف خلقهم قال كراع الن ْس ُ‬ ‫النسناس فيما يقال دابة في ِع ِ‬ ‫و َّ‬ ‫داد الوحش تصاد وتؤكل‬ ‫وهي على شكل ِ‬ ‫اإلنسان بعين واحدة ورجل ويد تتكلم مثل‬

‫اإلنسان الصحاح ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن ْسناس و َّ‬ ‫الن ْسناس جنس من الخلق‬ ‫ِ‬ ‫ناس و َّ‬ ‫الن ْسناس‬ ‫َح ُدهم على ِر ْجل واحدة التهذيب الن ْس ُ‬ ‫ثب أ َ‬ ‫َي ُ‬ ‫َخْلق على صورة بني آدم أَشبهوهم في شيء وخالفوهم في‬

‫شيء وليسوا من بني آدم وقيل هم من بني آدم وجاء في‬ ‫حديث أ َّ‬ ‫َّللا‬ ‫ص ْوا رسولهم فمسخهم َّ‬ ‫َن َحيا من قوم عاد َع َ‬ ‫َن ْسناسا لكل ِإنسان منهم يد ورجل من ِشق واحد َي ْنُق ُزون‬

‫وي ْرَع ْون كما ترعى البهائم ونونها مكسورة‬ ‫كما َي ْنُق ُز الطائر َ‬ ‫وقد تفتح وفي الحديث عن أَبي هريرة قال ذهب الناس‬ ‫‪77‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ناس ؟ قال الذين يتشبهون‬ ‫ناس قيل َم ِن الن ْس ُ‬ ‫وبقي الن ْس ُ‬ ‫بالناس وليسوا من الناس وقيل هم يأْجوج ومأْجوج ابن‬ ‫األَعرابي ُّ‬ ‫ناس ٌة‬ ‫الن ُس ُس األُصول الردي َئة وفي النوادر ريح َن ْس َ‬ ‫وس ْن َس َان ٌة ِ‬ ‫وس ْن َس َن ْت ِإذا هبت هبوبا باردا‬ ‫بارَدةٌ وقد َن ْس َن َس ْت َ‬ ‫َ‬

‫ويقال نسناس ِمن دخان وس ْنسان يريد دخان نار و َّ ِ‬ ‫يس‬ ‫َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ٌ‬ ‫النس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ناس بكسر النون الجوع الشديد عن‬ ‫الجوع الشديد والن ْس ُ‬

‫ابن السكيت وأَما ابن األَعرابي فجعله وصفا وقال ُجوعٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ناس من‬ ‫ناس قال ونعني به الشديد وأَنشد أ ْ‬ ‫ن ْس ٌ‬ ‫َخ َر َجها الن ْس ُ‬ ‫ِ‬ ‫بيت أ ِ‬ ‫َحَّلها ِبد ِار‬ ‫َهلها وأَنشد كراع أ َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ناس حتى أ َ‬ ‫َض َّر بها الن ْس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِوٌر‬ ‫وم َ‬ ‫َعقيل و ْاب ُنها طاع ٌم َجْل ُد أَبو عمرو جوع ُمَل ْعل ٌع ُ‬ ‫وِنسناس ومَق ِحٌز ومم ْش ِمش بمعنى واحد و َّ ِ‬ ‫يس ُة السعي‬ ‫النس َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ ٌ ُ‬

‫بين الناس الكالبي َّ ِ‬ ‫كال بين الناس و َّ‬ ‫سائس‬ ‫الن ُ‬ ‫النسيسة اإليِ ُ‬ ‫آك َل بين الناس ِإذا سعى بينهم َّ‬ ‫َّ‬ ‫بالنمائم وهي‬ ‫النمائم يقال َ‬ ‫الن ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫َّ‬ ‫س‬ ‫سائ ُس جمع َن ِسيسة وفي حديث الحجاج من أَهل َّ‬ ‫الن ِسيسة ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َّ ِ‬ ‫السعاية‪.‬‬ ‫النس يقال َن َّس فالن لفالن إذا تَ َخبَّر و َّ َ‬

‫النس َناس َّ ِ‬ ‫ال أَو َّ‬ ‫الن َس ِان ُس‬ ‫قيل ‪ُ ْ َّ :‬‬ ‫السفَلةُ واأل َْرَز ُ‬ ‫تاج العروس ‪َ :‬‬ ‫‪ِ :‬‬ ‫اث ِم ْن ُهم كما قاَله أَبو َس ِعيد َّ‬ ‫ير ‪ .‬أَو ُه ْم أ َْرَف ُع‬ ‫اإل َن ُ‬ ‫الضر ُ‬ ‫‪78‬‬


‫ِ‬ ‫َق ْد ار من َّ‬ ‫ْجو ُج‬ ‫الع َباب أَو ُه ْم َيأ ُ‬ ‫الن ْس َناس كما في ُ‬ ‫في ِ‬ ‫قول ِ‬ ‫َع َارِبي أَو ُه ْم َق ْوٌم ِمن َبِني َآد َم‬ ‫ابن األ ْ‬ ‫ورِة الن ِ‬ ‫اء‬ ‫وخاَلُفوهم في أ ْ‬ ‫اس أ ْ‬ ‫َش َب ُهوهم في َش ْيء َ‬ ‫صَ‬ ‫عَلى ُ‬ ‫َش َي َ‬ ‫منهم كما في التَّه ِ‬ ‫ذيب ‪ .‬وقال ُكراع ‪َّ :‬‬ ‫اس فيما‬ ‫الن ْسَن ُ‬ ‫ْ‬ ‫وَل ْي ُسوا ْ ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُاد وتُ ْؤَك ُل وهي عَلى‬ ‫ُيَقال ‪َّ :‬‬ ‫دابةٌ في ع َداد َ‬ ‫الو ْحش تُ َ‬ ‫ويد تَتَ َكَّلم م ْث َل ِ‬ ‫َش ْك ِل ِ‬ ‫اإل ْن َس ِ‬ ‫احدة ِ‬ ‫ان‬ ‫بع ْين َو َ‬ ‫ور ْجل َ‬ ‫اإلنسان َ‬ ‫ْجو ُج‬ ‫ومأ ُ‬ ‫َ‬ ‫أَو َخْل ٌق‬

‫‪ .‬وَقال المس ُع ِ‬ ‫ان ِ‬ ‫ود ُّي في الن ْس َن ِ‬ ‫كاإل ْن َسان له َع ْي ٌن‬ ‫اس ‪َ :‬ح َي َو ٌ‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ِف َر ِ‬ ‫باإل ْن َس ِ‬ ‫ان َق َتَله ‪.‬‬ ‫ويتَ َكُّل ُم وِاذا َ‬ ‫َواح َدةٌ َي ْخ ُرُج من الماء َ‬ ‫الم َجاَلسة عن ِ‬ ‫بالي َم ِن ‪ .‬وقال‬ ‫ابن ِإ ْس َحاق ‪ :‬أََّن ُه ْم َخَل ٌق َ‬ ‫وفي ُ‬

‫الدَق ْي ِ‬ ‫أَبو ُّ‬ ‫ش ‪ُ :‬يَقال ‪ِ :‬إَّن ُهم من َوَل ِد سا ِم بن سا ِم ِإ ْخ َوة عاد‬ ‫عيشون في اِلجا ِم على َش ِ‬ ‫اطيء‬ ‫ول َي ُ‬ ‫وثَ ُم َ‬ ‫لهم ُعُق ٌ‬ ‫َ‬ ‫ود وَل ْي َس ُ‬ ‫ِ‬ ‫طادونهم وي َكلِمونهم وهم ي َّ‬ ‫ِ‬ ‫تكل ُمون‬ ‫َ‬ ‫بحر ال ِه ْند و َ‬ ‫الع َر ُب َي ْ‬ ‫ص َ ُ َُْ ُ ُ َُْ‬ ‫ِ‬ ‫َّة ويتَناسلُون ويُقولُون األ َْشعار ويتَس َّمون بأَسم ِ‬ ‫اء‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َ​َ َ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫بالعربي َ َ َ‬

‫رب ‪ .‬وفي ح ِد ِ‬ ‫يث أَِبي هريرة ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫رضي هللا تَعاَلى عنه ‪:‬‬ ‫َُ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اس ؟ قال‬ ‫اس ‪ .‬قيل ‪ :‬فما الن ْس َن ُ‬ ‫اس وَبق َي الن ْس َن ُ‬ ‫َذ َه َب الن ُ‬ ‫اس وَل ْيسوا ِمن الن ِ‬ ‫‪َّ :‬الذين َيتَشبَّهون بالن ِ‬ ‫َخ َر َجه أَبو‬ ‫اس وأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُنعيم في ِ‬ ‫الحْل َي ِة عن ِ‬ ‫الس ُيوطي في ِد َيوان‬ ‫ابن َعباس ‪ .‬قال ُّ‬ ‫َْ‬ ‫‪79‬‬


‫ِ‬ ‫ان ‪ :‬أَما الحيو َّ‬ ‫الح َيو ِ‬ ‫الع َّ‬ ‫امةُ ِن ْس َناسا فهو َن ْوعٌ‬ ‫َ َ​َ ُ‬ ‫ان الذي تَ َسميه َ‬ ‫َ‬ ‫من ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‬ ‫وي ْح ُرم أَ ْكلُه وأ َّ‬ ‫الق َرَدة ال َي ُ‬ ‫الح َيو ُ‬ ‫عيش في الماء َ‬ ‫َما َ‬ ‫اني وغيره ِ‬ ‫الب ْح ِر ُّي ففيه َو ْج َه ِ‬ ‫الح َّل ‪ .‬وقال‬ ‫ان وا ْختَ َار ُّ‬ ‫وي ُّ‬ ‫الر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اس ألَ​َّنه على ِخْل ِ‬ ‫حامد ‪ :‬ال ي ِح ُّل أَ ْكل ِ‬ ‫الشيخ أَبو ِ‬ ‫الن ْس َن ِ‬ ‫قة‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ذات َس ْير‬ ‫َبِني َآد َم ‪ .‬وقال َ‬ ‫ذات َن ْس َناس أَي ُ‬ ‫الغ َن ِو ُّي ‪ :‬ناَقةٌ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ابن‬ ‫باق هكذا َنَقَله عنه أ َُبو تَُراب وبه ُفسر ما أ َْن َش َده ُ‬

‫َع َارِب ِي ‪:‬‬ ‫األ ْ‬

‫اق‬ ‫" وَلْيَلة ذات َج َهام أَ ْ‬ ‫ط َب ْ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫اق‬ ‫يها كأَ ْثَناء الط ْ‬ ‫" ُسود َن َواح َ‬ ‫ِ‬ ‫يل ‪َّ :‬‬ ‫ص ْب ُرها‬ ‫" َق َ‬ ‫ط ْعتُ َها ب َذات َن ْس َناس َب ْ‬ ‫الن ْس َن ُ‬ ‫اق وِق َ‬ ‫اس هنا َ‬ ‫وجهدها ‪ .‬وَقرب نسناس ‪ :‬س ِريع نقَله ابن عباد في الم ِح ِ‬ ‫يط‬ ‫َ ُْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ٌ ََْ ٌ َ ٌ‬ ‫ُ‬

‫الدع ِ‬ ‫اس ُه أَي َس ْي َره‬ ‫اء ‪َ :‬ق َ‬ ‫ويُقولو َن في ُّ َ‬ ‫‪َ .‬‬ ‫طع هللاُ تَ َعاَلى َن ْسَن َ‬ ‫الصِب َّي تَ ْن ِسيسا‬ ‫ابن ُش َم ْيل ‪َ :‬ن َّس َس َّ‬ ‫وأَثَ َره من األ َْرض ‪ .‬وقال ُ‬

‫ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ابن ُش َم ْيل ‪:‬‬ ‫ون ُّ‬ ‫ول أَو يتَ َغَّو َ‬ ‫ط َ‬ ‫قال له ‪ِ :‬إ ْس ِإ ْس ل َي ُب َ‬ ‫‪َ :‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ون َّس َس‬ ‫َنه َع َد َل عنه ِإلى التَّ َغُّوط َلي ْكن َي ‪َ .‬‬ ‫أَو َي ْخ َأَر وكأ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َِ‬ ‫ف‬ ‫فقال َلها ‪ِ :‬إ ْس ِإ ْس ‪َ .‬‬ ‫ون ْس َن َس ‪َ :‬‬ ‫ض ُع َ‬ ‫يم َة ‪َ :‬مشاها ‪َ .‬‬ ‫البه َ‬ ‫‪80‬‬


‫إشِتَق ِ‬ ‫النس َناس لضع ِ‬ ‫ِعن ِ‬ ‫ف َخْل ِق ِهم‬ ‫قيل ‪ :‬ومنه ْ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ابن ُدرْيد َ‬ ‫اق ْ‬

‫‪ .‬ونسنس الط ِائر ‪ :‬أَسرع في َ ِ‬ ‫صوِ‬ ‫اإل ْس ُم ‪:‬‬ ‫ط َي َرانه َ‬ ‫ص َن َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ََْ َ‬ ‫كن ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّت ُه ُبوبا ِ‬ ‫ون ْس َن َس ِت ِ‬ ‫باردا‬ ‫يح ‪َ :‬هب ْ‬ ‫النسيس ُة قاَله الل ْيث ‪َ .‬‬ ‫الر ُ‬

‫ور ِ‬ ‫وس ْن َس َان ٌة ‪ِ :‬‬ ‫بارَدة كذا في‬ ‫وكذا َس ْن َس َن ْت ‪ٌ ِ .‬‬ ‫اس ٌة َ‬ ‫يح ن ْسَن َ‬ ‫َّ‬ ‫الن َو ِاد ِر ‪ .‬تنسس منه خي ار تنسمه و ِمما ُي ْستَ ْد َرك عليه ‪:‬‬

‫قال أ َُبو َزْيد ‪َ :‬ن َّس ِ‬ ‫وحَّل َها ‪ .‬وأ َْن َس ْس ُت َّ‬ ‫الد َّاب َة‬ ‫اإلِب َل ‪ :‬أَ ْ‬ ‫طَلَق َها َ‬ ‫َ‬ ‫ط ْشتُها ‪ .‬ون َّس ْت دابَّتُك ‪ :‬ي ِبس ْت ِمن َّ‬ ‫الظ َمِأ وهو َم َج ٌاز‬ ‫َع َ‬ ‫َ‬ ‫‪ :‬أْ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ض َب َعة ‪ :‬قد‬ ‫ويَقال َ‬ ‫ض َر َب الناَق َة َعَلى َغ ْي ِر َ‬ ‫للف ْح ِل ِإذا َ‬ ‫‪ُ .‬‬

‫طرود والمسوق ‪ .‬و َّ ِ‬ ‫يس ‪:‬‬ ‫الم ْ ُ ُ َ ُ ُ‬ ‫النس ُ‬ ‫الم ْن ُس ُ‬ ‫وس ‪َ :‬‬ ‫أ َ​َن َّس َها ‪ .‬و َ‬ ‫المسوق ‪ِ .‬‬ ‫يس ِ‬ ‫اإل ْن َس ِ‬ ‫وص ْبرهُ ‪.‬‬ ‫اسه ‪َ :‬م ْج ُه ُ‬ ‫ان َ‬ ‫َُ ُ َ‬ ‫ونس ُ‬ ‫وده َ‬ ‫ون ْس َن ُ‬

‫ان ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫اس ‪ِ :‬من ُّ‬ ‫نار ‪.‬‬ ‫وس ْن َس ٌ‬ ‫ان ‪ :‬يريد ُد َخ َ‬ ‫وقيل ‪َ :‬ن ْس َن ٌ‬ ‫خان َ‬ ‫بالكسر ‪ :‬الجوع َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ابن ِ‬ ‫يد عن ِ‬ ‫الس ِكيت وأَما‬ ‫الشد ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫والن ْس َنا ُس َ ْ‬

‫صفا وقال ‪ :‬جوع نسناس قال ويعني‬ ‫ابن األ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َع َارِبي َ‬ ‫فجعَله َو ْ‬ ‫به ِ‬ ‫الشد َيد وأ َْن َش َد ‪:‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َهلِها وأ َْن َشد ُكراع ‪:‬‬ ‫"أْ‬ ‫اس من َب ْيت أ ْ‬ ‫َخ َر َجها الن ْس َن ُ‬ ‫ِ‬ ‫َحَّلها ‪َ ...‬بد ِار َع ِقيل و ْاب ُن َها‬ ‫أَ‬ ‫اس حتَّى أ َ‬ ‫َض َّر بها الن ْس َن ُ‬ ‫ِ‬ ‫طاع ٌم َجْل ُد‬ ‫‪81‬‬


‫انتهى والحمد هلل‬

‫‪82‬‬


83


84


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.