اجماع الطائفة على اسلام الفرق المخالفة

Page 1



‫امجاع الطائفة على‬

‫اسالم الفرق المخالفة‬ ‫أنور غين املوسوي‬


‫امجاع الطائفة‬ ‫على اسالم الفرق املخالفة‬ ‫أنور غين املوسوي‬ ‫دار اقواس للنشر‬ ‫العراق ‪1441‬‬



‫" اإلسالم يدور مدار الشهادتني "‬ ‫السيد اخلوئي رمحه هللا تعاىل‬


‫" ال تقولوا" إخواننا السنة‪ ،‬بل قولوا‪ :‬أنفسنا أهل‬ ‫السنة "‬ ‫السيد السيستاين حفظه هللا تعاىل‬



‫احملتوايت‬ ‫احملتوايت‪1 ............................................‬‬ ‫املقدمة ‪2 .............................................‬‬ ‫اآلايت ‪4 .............................................‬‬ ‫األحاديث ‪10 .........................................‬‬ ‫االقوال‪26 ............................................‬‬ ‫إشارة ‪40 .............................................‬‬ ‫انتهى واحلمد لل ‪41 ....................................‬‬

‫‪1‬‬


‫املقدمة‬ ‫بسم هللا الرمحن الرحيم‪ .‬احلمد لل رب العاملني‪ .‬اللهم‬ ‫صل على حممد وال حممد‪ .‬ربنا اغفر لنا وإلخواننا‬ ‫ّ‬ ‫الذين سبقوان ابإلميان‪.‬‬

‫ان امجاع الشيعة على ان االسالم يدور مدار‬ ‫الشهادتني هو من الثابت قطعا وعليه أعماهلم يف‬ ‫احكام الطاهرة والنكاح واالرث والقصاص‬ ‫والدايت‪ .‬وان امجاع الشيعة على اسالم من خالفهم‬ ‫من الفرق األخرى امر اثبت ال ميكن رده وهم جيرون‬ ‫احكام الطهارة والنكاح واملواريث والقصاص على‬ ‫مجيع املسلمني ابلضبط كما جيروهنا على الشيعة‪ ،‬فال‬ ‫مييزون وابإلمجاع بني الشيعي وغريه من املسلمني يف‬ ‫الطهارة والذابئح وال يف النكاح واملواريث وال يف‬

‫‪2‬‬


‫الشهادات والقصاص والدايت‪ ،‬بينما امجاعهم هو‬ ‫الفرق بني املسلم والكافر يف مجيع تلك األبواب‪.‬‬ ‫وهذه رسالة يف االمجاعات اليت قيلت وثبتت من‬ ‫قبل االعالم يف اسالم املخالفني لكي يعلم ان مقولة‬ ‫تكفري الشيعة الحد من فرق املسلمني ليس له‬ ‫أساس او صحة‪ ،‬وهللا املسدد‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫اآلايت‬

‫‪4‬‬


‫قال تعاىل (إِ َّن ال ِّدين ِع ْن َد َِّ‬ ‫اَّلل ِْ‬ ‫اإل ْس َالم)‬ ‫َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ني‬ ‫اب َو ْاأل ّميِّ َ‬ ‫ين أوتوا الْكتَ َ‬ ‫(وق ْل للَّذ َ‬ ‫وقال تعاىل َ‬ ‫َسلَموا فَ َق ِد ْاهتَ َد ْوا)‪.‬‬ ‫َسلَ ْمت ْم فَِإ ْن أ ْ‬ ‫املشركني أَأ ْ‬

‫ِ‬ ‫صرانِياا ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫َك ْن‬ ‫وقال تعاىل ( َما َكا َن إِبْ َراهيم يَهود ااي َوَال نَ ْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني)‬ ‫َكا َن َحنِي ًفا م ْسل ًما َوَما َكا َن م َن الْم ْش ِرك َ‬

‫وقال تعاىل ( َوَم ْن يَ ْب تَ ِغ غَْي َر ِْ‬ ‫اإل ْس َالِم ِدينًا فَ لَ ْن ي ْقبَ َل‬ ‫ِم ْنه)‬ ‫ِ‬ ‫ين آ َ​َمنوا اتَّقوا َّ‬ ‫اَّللَ َح َّق ت َقاتِ​ِه‬ ‫قال تعاىل‪َ ( :‬اي أَيُّ َها الَّذ َ‬ ‫صموا ِ​ِبب ِل َِّ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل‬ ‫َوَال َ​َتوت َّن إَِّال َوأَنْ ت ْم م ْسلمو َن (*) َوا ْعتَ ِ َْ‬ ‫َِ‬ ‫مج ًيعا َوَال تَ َف َّرقوا‬

‫ت‬ ‫قال تعاىل ( َوَال تَقولوا لِ َم ْن أَلْ َقى إِل َْيكم َّ‬ ‫َس َ‬ ‫الس َال َم ل ْ‬ ‫م ْؤِمنًا) قال الطوسي يف التبيان ‪ :‬والذي يستفاد من‬ ‫‪5‬‬


‫ذلك أن من اظهر الشهادتني ال جيوز ملؤمن أن يقدم‬ ‫على قتله‪ ،‬وال إذا أظهر ما يقوم مقامها من حتية‬ ‫االسالم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني)‬ ‫ين َك َفروا ل َْو َكانوا م ْسل ِم َ‬ ‫قال تعاىل ( رَ​َبَا يَ َو ُّد الَّذ َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني (*)‬ ‫ين آ َ​َمنوا ِ​ِبَ َايتِنَا َوَكانوا م ْسل ِم َ‬ ‫قال تعاىل ( الَّذ َ‬

‫ا ْدخلوا ا ْ​ْلَنَّةَ أَنْ ت ْم َوأَ ْزَواجك ْم حتْبَ رو َن)‬

‫ِ‬ ‫ني والْمسلِم ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ني‬ ‫ات َوالْم ْؤمنِ َ‬ ‫قال تعاىل (إِ َّن الْم ْسلم َ َ ْ َ‬ ‫الص ِ ِ‬ ‫ني والْ َقانِتَ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ني‬ ‫ات َو َّ‬ ‫ادق َ‬ ‫َوالْم ْؤمنَات َوالْ َقانت َ َ‬ ‫ات و ْ ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫الصابِر ِ‬ ‫ادقَ ِ‬ ‫ات و َّ ِ‬ ‫ني‬ ‫َو َّ‬ ‫اخلَاش ِع َ‬ ‫َ‬ ‫الصاب ِر َ‬ ‫َ‬ ‫ين َو َّ َ‬ ‫ات والْمتَ ِ ِ‬ ‫ني والْمتَص ِّدقَ ِ‬ ‫وْ ِ ِ‬ ‫ني‬ ‫ات َو َّ‬ ‫الصائِ ِم َ‬ ‫ص ّدق َ َ َ‬ ‫اخلَاش َع َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ني ف روجهم وا ْحلافِظَ ِ‬ ‫الصائِم ِ‬ ‫ات‬ ‫ات َوا ْحلَافظ َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َو َّ َ‬ ‫الذاكِر ِ‬ ‫الذاكِ ِرين َّ ِ‬ ‫َع َّد َّ‬ ‫اَّلل َهل ْم َمغْ ِف َرةً‬ ‫ات أ َ‬ ‫َو َّ َ‬ ‫اَّللَ َكث ً‬ ‫ريا َو َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫يما) قال الطوسي يف التبيان‪ :‬مث اخرب تعاىل‬ ‫َوأ ْ‬ ‫َج ًرا َعظ ً‬ ‫ب " إن املسلمني واملسلمات " وهم الذين‬ ‫‪6‬‬


‫استسلموا الوامر هللا وانقادوا له‪ ،‬وأظهروا‬ ‫الشهادتني‪ ،‬وعملوا َبوجبه " واملؤمنني واملؤمنات "‬ ‫فاالسالم واالميان واحد‪ ،‬عند اكثر املفسرين‪ ،‬وإمنا‬ ‫كرر الختالف اللفظني‪.‬‬

‫اج َعلْنَا م ْسلِ َم ْ ِ‬ ‫َك َوِم ْن ذ ِّريَّتِنَا‬ ‫ني ل َ‬ ‫قال تعاىل ( َربَّنَا َو ْ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ب َعلَْي نَا إِنَّ َ‬ ‫أ َّمةً م ْسلِ َمةً ل َ‬ ‫ك أَنْ َ‬ ‫َك َوأَ ِرَان َمنَاس َكنَا َوت ْ‬ ‫الرِحيم) قال الطباطبائي يف امليزان‪ :‬إن‬ ‫الت َّ‬ ‫َّواب َّ‬ ‫الظاهر من اإلسالم أيضا له آاثر مجيلة‪ ،‬و غاايت‬

‫نفيسة يف اجملتمع اإلنساين‪ ،‬يصح أن يكون بذلك‬ ‫بغية إلبراهيم (عليه السالم) يطلبها من ربه كما كان‬ ‫كذلك عند النيب (صلى هللا عليه وآله وسلم) حيث‬ ‫اكتفى (صلى هللا عليه وآله وسلم) من اإلسالم‬ ‫‪7‬‬


‫بظاهر الشهادتني الذي به حيقن الدماء‪ ،‬و جيوز‬ ‫التزويج‪ ،‬و ميلك املرياث‪ ،‬و على هذا يكون املراد‬ ‫ابإلسالم يف قوله تعاىل‪ :‬ربنا و اجعلنا مسلمني لك‪،‬‬ ‫ما يليق بشأن إبراهيم و إمساعيل‪ ،‬و يف قوله‪ :‬و من‬ ‫ذريتنا أمة مسلمة لك‪ ،‬ما هو الالئق بشأن األمة اليت‬ ‫فيها املنافق‪ ،‬و ضعيف اإلميان و قويه و اْلميع‬ ‫مسلمون‪.‬‬ ‫َت ْاألَ ْعراب آَمنَّا قل َ​َل ت ْؤِمنوا ول ِ‬ ‫قال تعاىل ( قَال ِ‬ ‫َك ْن‬ ‫َ َ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َسلَ ْمنَا َول ََّما يَ ْدخ ِل ِْ‬ ‫اإلميَان ِيف ق لوبِك ْم َوإِ ْن‬ ‫قولوا أ ْ‬

‫ت ِطيعوا َّ‬ ‫اَّللَ َوَرسولَه َال يَلِ ْتك ْم ِم ْن أَ ْع َمالِك ْم َش ْي ئًا إِ َّن‬ ‫اَّلل غَف ِ‬ ‫يم ) قال الطباطبائي يف امليزان‪ :‬قد‬ ‫ََّ ٌ‬ ‫ور َرح ٌ‬ ‫نفي يف اآلية اإلميان عنهم و أوضحه أبنه َل يدخل‬

‫يف قلوهبم بعد و أثبت هلم اإلسالم‪ ،‬و يظهر به الفرق‬ ‫بني اإلميان و اإلسالم أبن اإلميان معىن قائم ابلقلب‬ ‫‪8‬‬


‫من قبيل االعتقاد‪ ،‬و اإلسالم أمر قائم ابللسان و‬ ‫اْلوارح فإنه االستسالم و اخلضوع لساان ابلشهادة‬ ‫على التوحيد و النبوة و عمال ابملتابعة العملية ظاهرا‬ ‫سواء قارن االعتقاد ِبقية ما شهد عليه و عمل به‬ ‫أو َل يقارن‪ ،‬و بظاهر الشهادتني حتقن الدماء و عليه‬ ‫جتري املناكح و املواريث‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫األحاديث‬

‫‪10‬‬


‫سفيان بن املسط قال‪ :‬قال ابو عبد هللا عليه‬ ‫السالم‪ :‬االسالم هو الظاهر الذي عليه الناس‬ ‫شهادة أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأن حممدا رسول هللا‪ ،‬وإقام‬ ‫الصالة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬وحج البيت‪ ،‬وصيام شهر‬ ‫رمضان‪ ،‬فهذا االسالم‪ ،‬وقال‪ :‬االميان معرفة هذا‬ ‫االمر‪ ،‬مع هذا فان أقر هبا وَل يعرف هذا االمر كان‬ ‫مسلما وكان ضاال‪.‬‬

‫مساعة قال‪ :‬قال ابو عبد هللا عليه السالم‪:‬‬ ‫االسالم‪ ،‬شهادة أن ال إله إال هللا‪ ،‬والتصديق برسول‬ ‫هللا صلى هللا عليه وآله به حقنت الدماء‪ ،‬وعليه‬ ‫جرت املناكح واملواريث‪ ،‬وعلى ظاهره مجاعة الناس‪،‬‬ ‫واالميان اهلدى‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫الراوندي‪ :‬إبسناده عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آابئه‬ ‫عليهم السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫وآله‪ :‬إن هللا تعاىل جعل االسالم دينه‪ ،‬وجعل كلمة‬ ‫االخالص حسنا له‪ ،‬فمن استقبل قبلتنا‪ ،‬وشهد‬ ‫شهادتنا‪ ،‬وأحل ذبيحتنا فهو مسلم‪ ،‬له مالنا وعليه‬ ‫ما علينا‪.‬‬

‫يونس بن يعقوب يف خرب الشامي الذي سأل أاب‬ ‫عبد هللا عليه السالم مسائل فأجابه فقال الشامي‪:‬‬ ‫أسلمت لل‪ ،‬فقال عليه السالم له‪ :‬بل آمنت ابلل‬ ‫الساعة‪ ،‬إن االسالم قبل االميان‪ ،‬وعليه يتوارثون‬ ‫ويتناكحون‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫التميمي‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آابئه‪ ،‬عن علي عليهم‬ ‫السالم قال‪ :‬قال النيب صلى هللا عليه وآله امرت‬ ‫ان اقاتل الناس حىت يقولوا ال إله إال هللا‪ ،‬فإذا قالوها‬ ‫فقد حرم علي دماؤهم وأمواهلم‪.‬‬ ‫محران‪ ،‬عن أيب جعفر عليه السالم‪ :‬قال‪ :‬مسعته‬ ‫يقول‪ :‬االسالم ما ظهر من قول أو فعل‪ ،‬وهو الذي‬ ‫عليه مجاعة الناس من الفرق كلها‪ ،‬وبه حقنت‬ ‫الدماء‪ ،‬وعليه جرت املواريث‪ ،‬وجاز النكاح‪،‬‬ ‫واجتمعوا على الصالة والزكاة والصوم واحلج‬ ‫فخرجوا بذلك من الكفر واضيفوا إىل االميان‪،‬‬ ‫واالسالم ال يشرك االميان‪ ،‬واالميان يشرك االسالم‪،‬‬ ‫قال قلت فهل للمؤمن فضل على املسلم يف شئ‬ ‫من الفضائل واالحكام واحلدود وغري ذلك ؟ فقال‪:‬‬ ‫ال‪ ،‬مها جيراين يف ذلك جمرى واحدا ولكن للمؤمن‬ ‫‪13‬‬


‫فضل على املسلم يف أعماهلما وما يتقرابن به إىل هللا‬ ‫عزوجل قلت‪:‬أرأيت من دخل يف االسالم أليس هو‬ ‫داخال يف االميان ؟ فقال‪ :‬ال ولكنه قد أضيف إىل‬ ‫االميان وخرج به من الكفر‪.‬‬

‫الفضيل قال‪ :‬مسعت أاب عبد هللا عليه السالم يقول‪:‬‬ ‫إن االميان ما وقر يف القلوب‪ ،‬واالسالم ما عليه‬ ‫املناكح واملواريث وحقن الدماء‪.‬‬ ‫املفضل قال‪ :‬مسعت أاب عبد هللا عليه السالم يقول‪:‬‬ ‫االسالم حيقن به الدم‪ ،‬وتؤدى به االمانة‪ ،‬ويستحل‬ ‫به الفرج‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫العياشي وعلي بن إبراهيم عن الباقر والصادق‬ ‫عليهما السالم‪ :‬إذا كان يوم القيامة اندى مناد من‬ ‫عند هللا ال يدخل اْلنة إال مسلم فيومئذ يود الذين‬ ‫كفروا لو كانوا مسلمني‪.‬‬

‫عبد الرحيم القصري عن أيب ‪ -‬عبد هللا عليه السالم‬ ‫قال‪ :‬يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا‪ ،‬وال‬ ‫يكون مؤمنا حىت يكون مسلما فاالسالم قبل‬ ‫االميان‪ ،‬وهو يشارك االميان‪ ،‬فإذا أتى العبد كبرية من‬ ‫كبائر املعاصي أو صغرية من صغائر املعاصي اليت‬ ‫هنى هللا عزوجل عنها كان خارجا من االميان‪ ،‬ساقطا‬ ‫عنه اسم االميان‪ ،‬واثبتا عليه اسم االسالم‪ ،‬فان اتب‬ ‫واستغفر عاد إىل دار االميان وال خيرجه إىل الكفر إال‬ ‫اْلحود واالستحالل‪ ،‬أبن يقول للحالل هذا حرام‪،‬‬ ‫‪15‬‬


‫وللحرام هذا حالل‪ ،‬ودان بذلك‪ ،‬فعندها يكون‬ ‫خارجا من االسالم واالميان‪ ،‬داخال يف الكفر‪.‬‬ ‫عبد هللا بن مسكان‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أيب‬ ‫عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قلت له ما االسالم ؟‬ ‫فقال‪ :‬دين هللا امسه االسالم‪ ،‬وهو دين هللا قبل أن‬ ‫تكونوا حيث كنتم‪ ،‬وبعد أن تكونوا‪ ،‬فمن أقر بدين‬ ‫هللا فهو مسلم‪ ،‬ومن عمل َبا أمر هللا عزوجل به فهو‬ ‫مؤمن‪.‬‬ ‫مسعدة بن صدقة عن ايب جعفر عليه السالم قال‬ ‫قيل له‪ :‬أرأيت املرتكب للكبرية ميوت عليها أخترجه‬ ‫من االميان ؟ وإن عذب هبا فيكون عذابه كعذاب‬ ‫املشركني ؟ أوله انقطاع ؟ قال‪ :‬خيرج من االسالم إذا‬ ‫زعم أهنا حالل‪ ،‬ولذلك يعذب أشد العذاب وإن‬ ‫كان معرتفا أبهنا كبرية وهي عليه حرام‪ ،‬وأنه يعذب‬ ‫‪16‬‬


‫عليها وأهنا غري حالل‪ ،‬فانه معذب عليها‪ ،‬وهو‬ ‫أهون عذااب من االول‪ ،‬وخيرجه من االميان وال خيرجه‬ ‫من اإلسالم‪.‬‬ ‫الصدوق عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول هللا‬ ‫صلى هللا عليه وآله‪ :‬من استقبل قبلتنا وصلى‬ ‫صلواتنا‪ ،‬وأكل ذبيحتنا‪ ،‬فله مالنا وعليه ما علينا‪.‬‬ ‫الصدوق عن ربعي عن علي عليه السالم قال‪ :‬قال‬ ‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ :‬ال يؤمن عبد حىت‬ ‫يؤمن أبربعة حىت يشهد أن ال إله إال هللا وحده ال‬ ‫شريك له‪ ،‬وأين رسول هللا بعثين ابحلق‪ ،‬وحىت يؤمن‬ ‫ابلبعث بعد املوت‪ ،‬وحىت يؤمن ابلقدر‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫عن أيب بصري قال‪ :‬كنت عند أيب جعفر عليه السالم‬ ‫فقال له رجل‪ :‬أصلحك هللا إن ابلكوفة قوما يقولون‬ ‫مقالة ينسبوهنا إليك‪ ،‬فقال‪ :‬وماهي ؟ قال‪ :‬يقولون‬ ‫إن االميان غري االسالم‪ ،‬فقال أبو جعفر عليه‬ ‫السالم‪ :‬نعم‪ ،‬فقال له الرجل‪ :‬صفه يل‪ ،‬قال‪ :‬من‬ ‫شهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأن حممدا رسول هللا‪ ،‬وأقر‬ ‫َبا جاء به من عند هللا‪ ،‬وأقام الصالة‪ ،‬وآتى الزكاة‪،‬‬ ‫وصام شهر رمضان‪ ،‬وحج البيت فهو مسلم‪ .‬قلت‪:‬‬ ‫فاالميان ؟ قال‪ :‬من شهد أن ال إله إال هللا وأن حممدا‬ ‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله وأقر َبا جاء من عند‬ ‫هللا‪ ،‬وأقام الصالة‪ ،‬وآتى الزكاة‪ ،‬وصام شهر رمضان‪،‬‬ ‫و حج البيت‪ ،‬وَل يلق هللا بذنب أو عد عليه النار‪.‬‬ ‫فهو مؤمن‪ ،‬قال أبو بصري‪ :‬جعلت فداك وأينا َل يلق‬ ‫هللا بذنب اوعد عليه النار ؟ فقال‪ :‬ليس هو حيث‬ ‫‪18‬‬


‫تذهب‪ ،‬إمنا هو َل يلق هللا بذنب اوعد عليه النار وَل‬ ‫يتب منه‪.‬‬ ‫الصدوق عن الرضا عليه السالم قال مذنبو أهل‬ ‫التوحيد يدخلون يف النار‪ ،‬وخيرجون منها‪ ،‬والشفاعة‬ ‫جائزة هلم‪.‬‬ ‫سعدان بن مسلم‪ ،‬عن أيب بصري قال‪ :‬سألت أاب عبد‬ ‫هللا عليه السالم ما االميان ؟ فجمع يل اْلواب يف‬ ‫كلمتني فقال‪ :‬االميان ابلل وأن ال تعصي هللا‪ ،‬قلت‪:‬‬ ‫فما االسالم ؟ فجمعه يف كلمتني فقال‪ :‬من شهد‬ ‫شهادتنا‪ ،‬ونسك نسكنا‪ ،‬وذبح ذبيحتنا‪.‬‬ ‫التحف ‪ :‬قال الصادق عليه السالم معىن االسالم‬ ‫هو االقرار جبميع الطاعة يف الظاهر احلكم واالداء‬ ‫له‪ ،‬فإذا أقر املقر جبميع الطاعة يف الظاهر‪ ،‬من غري‬ ‫العقد عليه ابلقلوب فقد استحق اسم االسالم‬ ‫‪19‬‬


‫ومعناه‪ ،‬واستوجب الوالية الظاهرة‪ ،‬وإجازة شهادته‬ ‫واملواريث‪ ،‬وصار له ما للمسلمني‪ ،‬وعليه ما على‬ ‫املسلمني‪ ،‬فهذه صفة االسالم‪.‬‬ ‫عن عبيد بن زرارة‪ ،‬عن أيب عبد هللا عليه السالم‬ ‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ :‬أيها الناس‬ ‫إين امرت أن اقاتلكم حىت تشهدوا أن ال إله إال هللا‬ ‫وأين حممد رسول هللا‪ ،‬فإذا فعلتم ذلك حقنتم هبا‬ ‫أموالكم ودماءكم إال ِبقها‪ ،‬وكان حسابكم على هللا‪.‬‬

‫حممد قال‪ :‬سألت أاب جعفر عليه السالم عن االميان‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬االميان ما كان يف القلب‪ ،‬واالسالم ما كان‬ ‫عليه املناكح واملواريث‪ ،‬وحتقن به الدماء‪ ،‬واالميان‬ ‫يشرك االسالم واالسالم ال يشرك االميان‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫اخلرائج‪ :‬روي عن أيب عبد هللا عليه السالم‪ :‬قال‪:‬‬ ‫أقبل أعرايب فسأل عن النيب صلى هللا عليه وآله‬ ‫فقال له‪ :‬اعرض علي االسالم‪ ،‬فقال‪ :‬قل أشهد أن‬ ‫ال إله إال هللا وأين حممد رسول هللا‪ ،‬قال‪ :‬أقررت‪،‬‬ ‫قال تصلي اخلمس‪ ،‬وتصوم شهر رمضان‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫أقررت‪ ،‬قال‪ :‬حتج البيت احلرام‪ ،‬وتؤدي الزكاة‪،‬‬ ‫وتغتسل من اْلنابة‪ ،‬قال‪ :‬أقررت فتخلف بعري‬ ‫االعرايب ووقف النيب فسأل عنه فرجع الناس يف طلبه‬ ‫فوجدوه يف آخر العسكر قد سقط خف بعريه يف‬ ‫حفرة من حفر اْلرذان فسقط فاندقت عنق االعرايب‬ ‫وعنق البعري‪ ،‬ومها ميتان‪ ،‬فأمر النيب فضربت خيمة‬ ‫فغسل فيه مث دخل النيب فكفنه‪ ،‬وقال‪ :‬إن هذا‬ ‫االعرايب مات وهو جائع‪ ،‬وهو ممن آمن وَل يلبس‬ ‫إميانه بظلم‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫محران‪ ،‬عن أيب جعفر عليه السالم‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪:‬‬ ‫أرأيت املؤمن له فضل على املسلم يف شئ من‬ ‫املواريث والقضااي واالحكام حىت يكون للمؤمن‬ ‫أكثر مما يكون للمسلم يف املواريث أو غري ذلك ؟‬ ‫قال‪ :‬ال مها جيراين يف ذلك جمرى واحدا إذا حكم‬ ‫االمام عليهما ولكن للمؤمن فضال على املسلم يف‬ ‫أعماهلما‪ ،‬وما يتقرابن به إىل هللا‪.‬‬ ‫سليم قال‪ :‬مسعت علي بن أيب طالب عليه السالم‬ ‫يقول لرجل فقال‪ :‬أما علمت أن جربئيل أتى رسول‬ ‫هللا صلى هللا عليه وآله يف صورة آدمي فقال له‪ :‬ما‬ ‫االسالم ؟ فقال‪ :‬شهادة أن ال إله إال هللا وأن حممدا‬ ‫رسول هللا وإقام الصالة‪ ،‬وإيتاء الزكاة وحج البيت‪،‬‬ ‫وصيام شهر رمضان والغسل من اْلنابة‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫هنج‪ :‬قال عليه السالم إن هللا فضل حرمة املسلم‬ ‫على احلرم كلها‪ ،‬وشد ابالخالص والتوحيد حقوق‬ ‫املسلمني يف معاقدها‪ ،‬فاملسلم من سلم املسلمون‬ ‫من لسانه ويده إال ابحلق‪ ،‬وال حيل أذى املسلم إال‬ ‫َبا جيب‪.‬‬

‫املشكاة‪ :‬من احملاسن عن أمري املؤمنني عليه السالم‬ ‫قال‪ :‬من استقبل قبلتنا‪ ،‬وأكل ذبيحتنا‪ ،‬وآمن بنبينا‪،‬‬ ‫وشهد شهادتنا‪ ،‬دخل يف ديننا‪ ،‬أجرينا عليه حكم‬ ‫القرآن‪ ،‬وحدود االسالم‪ ،‬ليس الحد على أحد‬

‫‪23‬‬


‫فضل إال ابلتقوى أال وإن للمتقني عند هللا أفضل‬ ‫الثواب‪ ،‬وأحسن اْلزاء واملآب‪.‬‬ ‫البيت عليهم السالم إذا كان عاملا أبمرهم حمتمال‬ ‫لسرهم كما قالوا‪ :‬سلمان منا أهل‬ ‫البيت‪.‬‬

‫عبد هللا ابن سنان قال‪ :‬سألت أاب عبد هللا عليه‬ ‫السالم عن الرجل يرتكب الكبرية من الكبائر‬ ‫فيموت‪ ،‬هل خيرجه ذلك من االسالم‪ ،‬وإن عذب‬ ‫كان عذابه كعذاب املشركني أم له مدة وانقطاع ؟‬ ‫فقال عليه السالم‪ :‬من ارتكب كبرية من الكبائر‪،‬‬ ‫فزعم أهنا حالل أخرجه ذلك من االسالم‪ ،‬وعذب‬ ‫‪24‬‬


‫أشد العذاب‪ ،‬وإن كان معرتفا أنه أذنب ومات عليه‪،‬‬ ‫أخرجه من االميان‪ ،‬وَل خيرجه من االسالم‪ ،‬وكان‬ ‫عذابه أهون من عذاب األول‪.‬‬ ‫اْلعفرايت عن موسى بن إمساعيل بن موسى حدثنا‬ ‫أيب عن أبيه عن جده جعفر بن حممد عن أبيه عن‬ ‫جده علي بن احلسني عن أبيه عن علي عليه السالم‬ ‫قال قال رسول هللا ص إن هللا تعاىل جعل اإلسالم‬ ‫زينة و جعل كلمة اإلخالص حصنا للدماء فمن‬ ‫استقبل قبلتنا و شهد شهادتنا و أكل ذبيحتنا فهو‬ ‫املسلم له ما لنا و عليه ما علينا‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫االقوال‬

‫‪26‬‬


‫الصدوق يف اهلداية‪ :‬االسالم هو االقرار‬ ‫ابلشهادتني‪ ،‬وهو الذي حيقن به الدماء واالموال‪،‬‬ ‫ومن قال ال إله إال هللا حممد رسول هللا‪ ،‬فقد حقن‬ ‫ماله ودمه‪ ،‬إال ِبقيهما وعلى هللا حسابه‪ ،‬واالميان‬ ‫هو إقرار ابللسان‪ ،‬وعقد ابلقلب‪ ،‬وعمل ابْلوارح‬ ‫وأنه يزيد ابالعمال وينقص برتكها‪.‬‬

‫اجمللسي يف البحار ‪ :‬قال معلقا على حديث أيب بصري‬ ‫قال‪ :‬كنت عند أيب جعفر عليه السالم فقال له سالم‬ ‫إن خيثمة بن أيب خيثمة حيدثنا عنك أنه سألك عن‬ ‫‪27‬‬


‫االسالم‪ ،‬فقلت‪ :‬إن االسالم‪ :‬من استقبل قبلتنا‪،‬‬ ‫وشهد شهادتنا‪ ،‬ونسك نسكنا‪ ،‬وواىل ولينا‪ ،‬و‬ ‫عادى عدوان فهو مسلم‪ ،‬فقال‪ :‬صدق خيثمة‪ :‬قال‬ ‫اجمللسي‪ :‬وشهد شهادتنا " أي شهادة مجيع املسلمني‬ ‫" و وواىل ولينا " أي واىل مجيع املسلمني‪ " ،‬وعادى‬ ‫عدوان " أي عدو مجيع املسلمني‪ ،‬وهم املشركون‬ ‫وسائر الكفار‪ ،‬فهذا يشمل مجيع فرق املسلمني‪.‬‬

‫اجمللسي يف البحار‪ :‬واتر عن النيب صلى هللا عليه‬ ‫وآله والصحابة رضي هللا عن املؤمنني منهم أهنم كانوا‬ ‫يكتفون يف االسالم ابظهار الشهادتني مث بعد ذلك‬ ‫ينبهون املسلم على بعض املعارف الدينية اليت‬ ‫يتحقق هبا االميان‪.‬‬ ‫‪28‬‬


‫نصري الدين الطوسي قدس سره نقل يف قواعد‬ ‫العقائد " قالوا االسالم أعم يف احلكم من االميان‪،‬‬ ‫الن من أقر ابلشهادتني كان حكمه حكم املسلمني‪،‬‬ ‫لقوله تعاىل " قالت االعراب آمنا قل َل تؤمنوا ولكن‬ ‫قولوا أسلمنا " وأما كون االسالم يف احلقيقة هو‬ ‫االميان‪ ،‬فلقوله تعاىل " إن الدين عند هللا االسالم "‪.‬‬ ‫اخلوئي يف البيان ‪ :‬االسالم يدور مدار الشهادتني‪.‬‬ ‫روى مساعة عن الصادق عليه السالم ‪ " :‬االسالم‬ ‫شهادة أن الإله إال هللا ‪ ،‬والتصديق برسول هللا ‪ ،‬به‬ ‫حقنت الدماء وعليه جرت املناكح واملواريث "‬ ‫الوايف‪ .‬وروى أبو هريرة عن رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫واله وسلم قال ‪ " :‬اقاتل حىت يشهدوا أن ال إله إال‬ ‫هللا ويؤمنوا يب وَبا جئت به ‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك‬ ‫عصموا مين دماءهم وأمواهلم إال ِبقها وحساهبم‬ ‫‪29‬‬


‫على هللا " ورواها جابر وعبد هللا بن عمر ابختالف‬ ‫يسري ‪ -‬صحيح مسلم ‪ .‬وروى أبو هريرة أن رسول‬ ‫هللا صلى هللا عليه واله وسلم قال ‪ " :‬امرت أن اقاتل‬ ‫الناس حىت يقولوا ال إله إال هللا ‪ ،‬فمن قال ال إله إال‬ ‫هللا عصم مين ماله ونفسه إال ِبقه ‪ ،‬وحسابه على‬ ‫هللا " صحيح البخاري ‪ .‬وروى أوس بن أوس الثقفي‬ ‫‪ ،‬قال ‪ " :‬دخل علينا رسول هللا صلى هللا عليه واله‬ ‫وسلم وحنن يف قبة يف مسجد املدينة ‪ ،‬فقال لرجل‬ ‫ يف رجل ‪ : -‬لعله يشهد أن ال إله إال هللا وأين‬‫رسول هللا ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال ‪ :‬اذهب فقل هلم‬ ‫يرسلوه ‪ ،‬أمرت أن اقاتل الناس حىت يشهدوا أن ال‬ ‫إله إال هللا وأين رسول هللا فإذا قالوها حرمت علي‬ ‫دماؤهم وأمواهلم إال ِبقها ‪ ،‬وكان حساهبم على هللا‬ ‫‪ .‬رواها أبو داود الطيالسي وأمحد ‪.‬‬ ‫‪30‬‬


‫قال الطباطبائي يف امليزان‪ :‬إن الظاهر من اإلسالم‬ ‫أيضا له آاثر مجيلة‪ ،‬و غاايت نفيسة يف اجملتمع‬ ‫اإلنساين‪ ،‬يصح أن يكون بذلك بغية إلبراهيم (عليه‬ ‫السالم) يطلبها من ربه كما كان كذلك عند النيب‬ ‫(صلى هللا عليه وآله وسلم) حيث اكتفى (صلى هللا‬ ‫عليه وآله وسلم) من اإلسالم بظاهر الشهادتني‬ ‫الذي به حيقن الدماء‪ ،‬و جيوز التزويج‪ ،‬و ميلك‬ ‫املرياث‪ .‬مث قال ‪ :‬ما اكتفى به النيب (صلى هللا عليه‬ ‫وآله وسلم) من أمته بظاهر الشهادتني من اإلسالم‪،‬‬ ‫إمنا هو حلكمة توسعة الشوكة و احلفظ لظاهر النظام‬ ‫الصاحل‪.‬‬

‫وقال فيه أيضا‪ :‬فاملرتبة األوىل من اإلسالم إجراء‬ ‫الشهادتني لساان و التسليم ظاهرا‪ ،‬و تليه املرتبة‬ ‫‪31‬‬


‫األوىل من اإلميان و هو اإلذعان َبؤدى الشهادتني‬ ‫قلبا إمجاال‪.‬‬

‫وقال أيضا ‪ :‬ان اإلميان معىن قائم ابلقلب من قبيل‬ ‫االعتقاد‪ ،‬و اإلسالم أمر قائم ابللسان و اْلوارح‬ ‫فإنه االستسالم و اخلضوع لساان ابلشهادة على‬ ‫التوحيد و النبوة و عمال ابملتابعة العملية ظاهرا سواء‬ ‫قارن االعتقاد ِبقية ما شهد عليه و عمل به أو َل‬ ‫يقارن‪ ،‬و بظاهر الشهادتني حتقن الدماء و عليه جتري‬ ‫املناكح و املواريث‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫قال جعفر علم اهلدى قال يف رسالته (الشيعة‬ ‫واهتامهم بتكفري املسلمني) واإلمامية ‪ :‬متفقون على‬ ‫تشهد الشهادتني ‪ ،‬وآمن ابملعاد ‪ ،‬وَل‬ ‫كل َمن ّ‬ ‫أ ّن ّ‬ ‫ينكر ضرورايً من ضرورايت الدين كالصالة والصوم‬

‫واحلج والزكاة ‪ ،‬فهو حمكوم ابإلسالم ‪ ،‬وجيري عليه‬ ‫ّ‬ ‫مجيع أحكام اإلسالم من طهارة البدن ‪ ،‬وجواز‬

‫التناكح معه ‪ ،‬واستحقاقه لإلرث ‪ ،‬واحرتام العرض‬ ‫واملال والنفس ‪ ،‬ووجوب جتهيزه وغسله والصالة‬ ‫عليه ودفنه ‪ ،‬وغري ذلك من األحكام‪ .‬وليس هناك‬ ‫عاَل من علماء الشيعة وفقاؤهم َمن حيكم بكفر بعض‬ ‫الصحابة أو بكفر املخالف هلم هبذا املعىن ‪.‬‬

‫ويف رسالة (حكم املخالفني للشيعة االمامية ) يف‬ ‫املركز العقائدي قالوا‪ :‬لقد أمجعت كلمة مشهور‬ ‫‪33‬‬


‫الطائفة من متأخري علماء اإلمامية على إسالم‬ ‫وطهارة املخالفني هلم يف مجلة من األصول والفروع‬ ‫داخل الدين االسالمي‪ ,‬واستثنوا من ذلك الناصب‬ ‫ابلعداء ألهل البيت (عليهم السالم) ومواليهم‪.‬‬ ‫وقال السيد السيستاين‪ :‬كنت وما أزال أقول ال‬ ‫تقولوا إخواننا السنة‪ ،‬بل قولوا “أنفسنا أهل السنة”‪.‬‬

‫وعن املرجع الديين آية هللا الشيخ حسني وحيد‬ ‫كل من يشهد بوحدانية هللا تعاىل‪،‬‬ ‫اخلراساين انه قال ّ‬ ‫وبرسالة خامت األنبياء صلى هللا عليه و آله فهو‬

‫مسلم‪ ،‬لذا فإ ّن حياته حمرتمة‪ ،‬وعرضه حمرتم‪ ،‬وماله‬ ‫ٌ‬ ‫حمرتم كحياة وعرض ومال من يعتنق املذهب‬ ‫اْلعفري‪ ،‬وواجبكم الشرعي أن حتسنوا معاشرة‬ ‫الذين ينطقون الشهادتني وإن اعتقدوا بكفركم‪ ،‬وإذا‬ ‫‪34‬‬


‫تعاملوا معكم بغري ح ٍّ​ّق فيجب عليكم أن ال تنحرفوا‬

‫َترض أحدهم‬ ‫عن صراط احل ّق والعدل املستقيم‪ ،‬فلو ّ‬ ‫اذهبوا لعيادته‪ ،‬ولو مات شيّعوا جنازته‪ ،‬ولو احتاج‬ ‫وجل‪:‬‬ ‫إليكم فاقضوا حاجته‪ ،‬وسلّموا لقول هللا ّ‬ ‫عز ّ‬ ‫(وَال َْجي ِرَمنَّك ْم َشنَآن قَ ْوٍّم َعلَى أ ََّال تَ ْع ِدلوا ا ْع ِدلوا ه َو‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫(وَال‬ ‫أَق َْرب للتَّ ْق َوى) واعملوا أبمره تعاىل شأنه‪َ :‬‬ ‫ت م ْؤِمناً)‪ .‬نشر‬ ‫تَقولوا لِ َم ْن أَلْ َقى إِل َْيكم َّ‬ ‫َس َ‬ ‫الس َال َم ل ْ‬ ‫وما بعده يف فتاوى املراجع يف حرمة النيل من رموز‬

‫اهل السنة‪.‬‬

‫وعن آية هللا السيد علي اخلامنئي انه قال الفرق‬ ‫اإلسالمية أبسرها تعترب جزءً من األمة اإلسالمية‪،‬‬ ‫وتتمتع ابالمتيازات اإلسالمية‪ .‬وإجياد الفرقة بني‬ ‫الطوائف اإلسالمية يع ّد خالفاً لتعاليم القرآن الکرمي‬ ‫‪35‬‬


‫وسنة النيب األکرم صلى هللا عليه و آله‪ ،‬کما ويؤدي‬ ‫إىل إضعاف املسلمني وإعطاء الذريعة أبيدي أعداء‬ ‫اإلسالم‪ ،‬ولذلك ال جيوز هذا األمر أبداً‪.‬‬

‫كل‬ ‫وعن آية هللا السيّد ّ‬ ‫حممد احلسيين الشاهرودي ّ‬ ‫حممداًصلى هللا عليه‬ ‫من يشهد أبن ال إله إال هللا وأ ّن ّ‬ ‫مسلم‪ ،‬وحياته حمفوظة‪ ،‬وماله‬ ‫و آله رسول هللا فهو ٌ‬

‫مصون‪ ،‬وال جيوز قتله وال التع ّدي على أمواله‪ ،‬كما‬ ‫ال جتوز مقاتلة املسلمني وتكفريهم وزرع التفرقة‬

‫والفتنة بينهم‪ ،‬وكذلك فإنّه من الالزم احلفاظ على‬

‫مق ّدسات اإلسالم‪ ،‬وجيب اجتناب التع ّدي عليها‪،‬‬ ‫وال جيوز هتك حرمة أعراض املؤمنني وال إهانتها‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫وعن آية هللا السيد حممد سعيد احلکيم انه قال ليس‬ ‫من رأي الشيعة تکفري الصحابة‪ ،‬بل و ال عامة‬ ‫املسلمني‪ ،‬على اختالف طوائفهم‪ ،‬وذلك يبتين على‬ ‫حقيقة اإلسالم وحتديد أرکانه عندهم‪ .‬ويعرف ذلك‬ ‫من أحاديثهم عن أئمتهم‪ ،‬ومن فتاوى علمائهم‬ ‫وتصرحياهتم‪.‬‬

‫وعن آية هللا الشيخ لطف هللا الصايف الكلبايكاين‬ ‫كل من يشهد بوحدانية هللا تعاىل وبرسالة خامت‬ ‫قال ُّ‬

‫حممد بن عبدهللا صلى هللا عليه و آله‬ ‫األنبياء سيّدان ّ‬

‫فهو مسلم‪ ،‬وحياته حمرتمة‪ ،‬وعرضه حمرتم‪ ،‬وماله‬ ‫حمرتم‪ ،‬وال حي ّق ٍّ‬ ‫ألحد أن يهني املق ّدسات الدينية‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫واألعمال االنتحارية وإراقة دماء املسلمني هي من‬ ‫كبائر الذنوب‪.‬‬

‫وعن آية هللا الشيخ حممد مهدي اآلصفي قال من‬ ‫ويقر ِبدود هللا تعاىل و أحكامه‬ ‫يشهد الشهادتني‪ّ ،‬‬

‫الضرورية يف اإلسالم املتفق عليها بني املسلمني فهو‬

‫مسلم‪َْ ،‬حيرم دمه وماله‪ .‬وقد صح عن رسولهللا صلى‬ ‫هللا عليه و آله‪« :‬أمرت أن أقاتل الناس حىت يقولوا‬ ‫ال إله إال هللا‪ ،‬فإذا قالوها عصموا مين دماءهم و‬ ‫أمواهلم إال ِبقها وحساهبم على هللا»‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫كل‬ ‫وعن آية هللا الشيخ آصف حمسين قال ّأوالً‪ :‬إ ّن ّ‬ ‫حممد‬ ‫من ّ‬ ‫يوحد هللا تعاىل‪ ،‬ويؤمن برسالة سيّدان ّ‬

‫املصطفى صلى هللا عليه و آله وأبنّه خامت األنبياء‬ ‫مسلم‪.‬‬ ‫واملرسلني‪ ،‬ويؤمن بيوم القيامة‪ ،‬فهو ٌ‬

‫‪39‬‬


‫إشارة‬ ‫هذا هو الثابت املعلوم املقطوع به من دين الشيعة‬ ‫و علومهم ان املخالف هلم مسلم رواية وقوال‪ ،‬ومن‬ ‫هنا فجميع ما ورد من رواايت او اقوال خمالفة لذلك‬ ‫ال ميكن ان ختل ابالمجاع الهنا ظن يف مقابل القطع‬ ‫وال وزن للظن يف خالف القطع مع ان منها ما ال‬ ‫يراد ظاهره ومنها ما ميكن أتويله ‪ ،‬هذا وان كان ما‬ ‫خالف احلق والعلم و الثابت من القران و السنة ال‬ ‫يكون علما وال يصح اعتماده وال نسبته ملن عنده‬ ‫القطع خالفه‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫انتهى واحلمد لل‬

‫‪41‬‬


42


43


44


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.