الصبر الجلي في سكوت الولي

Page 1



‫الصرب اجللي ف‬

‫سكوت الويل‬ ‫أنور غين املوسوي‬


‫الصرب اجللي ف سكوت الويل‬ ‫أنور غين املوسوي‬ ‫دار أقواس للنشر‬ ‫العراق ‪1441‬‬


‫احملتوايت‬ ‫احملتوايت ‪1.................................. ................................‬‬ ‫املقدمة ‪4.................................... ................................‬‬ ‫مدخل ف املواثيق واالستحقاق ‪5.............. ................................‬‬ ‫سكوت الويل ‪32 ............................ ................................‬‬ ‫(ليس يل رافد وال ذاب وال مساعد إال أهل بييت‪ ،‬فضننت هبم عن املنية‪،‬‬ ‫فأغضيت على القذى‪ ،‬وجرعت ريقي على الشجى‪ ،‬وصربت من كظم الغيظ)‬ ‫‪33 ..................................... ................................‬‬ ‫(ألسلمن ما سلمت أمور املسلمني ومل يكن فيها جور إال علي خاصة) ‪34 ....‬‬ ‫(إن عندي من نيب هللا صلى هللا عليه وآله عهدا وله إيل وصية لست أخالف‬ ‫عما أمرين به‪35 ...................... ................................ ) .‬‬ ‫(وال منعين ذلك إال عهد أخي رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪36 ........... ).‬‬ ‫(آمرك ابلصرب‪37 ...................... ................................ ).‬‬ ‫(كان من نيب هللا إيل عهد‪38 ........... ................................ ).‬‬ ‫(صرب مجيل‪39 ........................ ................................ ).‬‬ ‫(ترك جماهدة أعدائه لقلة أعوانه عليهم‪40 ................................ ).‬‬ ‫(فإن وجدت أعواان فجاهدهم وإن مل جتد أعواان فكف يدك واحقن دمك) ‪41 .‬‬ ‫(خوفا أن يرتدوا‪42 .................... ................................ ).‬‬ ‫‪1‬‬


‫(أن يكونوا ضالال‪ ،‬ال يرجعون عن االسالم أحب إليه من أن يدعوهم فيأبوا‬ ‫عليه فيصريون كفارا كلهم‪43 ........... ................................ ).‬‬ ‫(ان هللا خلى بني أعدائنا وبني مرادهم من الدنيا) ‪44 ........................‬‬ ‫(محلت نفسي على الصرب عند وفاته‪ ،‬ولزمت الصمت) ‪45 ..................‬‬ ‫(إن رأيت القوم نقضوا أمرك‪ ،‬واستبدوا هبا دونك‪ ،‬وعصوين فيك‪ ،‬فعليك‬ ‫ابلصرب حىت ينزل االمر‪46 .............. ................................ ).‬‬ ‫(مل يكن يومئذ فئة يعينونه على أمره‪47 .................................. ).‬‬ ‫(علي مل جيد فئة‪ ،‬ولو وجد فئة لقاتل) ‪48 ..................................‬‬ ‫(ويوجد من بعدي صابرا‪49 ............ ................................ ).‬‬ ‫(فاصرب اي علي‪50 ..................... ................................ ).‬‬ ‫(أتركهم وما اختاروا‪ ،‬وأختار هللا ورسوله والدار اآلخرة وأصرب على مصائب‬ ‫الدنيا) ‪51 ............................... ................................‬‬ ‫(منعين من ذلك أمر رسول هللا صلى هللا عليه وآله وعهده إيل‪ ،‬أخربين رسول‬ ‫هللا صلى هللا عليه وآله مبا االمة صانعة بعده ‪ ،‬فقلت‪ :‬اي رسول هللا ! فما تعهد‬ ‫إيل إذا كان ذلك ؟ قال‪ :‬إن وجدت أعواان فانبذ إليهم وجاهدهم‪ ،‬وإن مل جتد‬ ‫أعواان فكف يدك واحقن دمك حىت جتد على إقامة الدين وكتاب هللا وسنيت‬ ‫أعواان‪52 .............................. ................................ ).‬‬ ‫(كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين) ‪54 ........‬‬ ‫(فصربت على طول املدة وشدة احملنة‪55 ................................. ).‬‬ ‫(كانت اثرة سخت هبا نفوس قوم وشحت عليها نفوس آخرين‪56 ......... ).‬‬ ‫‪2‬‬


‫(وصربت حق الصرب‪57 ................ ................................ ).‬‬ ‫(فكظمت غيظي‪ ،‬وانتظرت أمر ريب‪ ،‬وألصقت كلكلي ابألرض‪58 ......... ).‬‬ ‫(فكظمت غيظي‪ ،‬وانتظرت أمر ريب‪59 .................................. ).‬‬ ‫(فكظمت غيظي‪ ،‬وانتظرت أمر ريب‪ ،‬وألصقت كلكي ابألرض‪60 .......... ).‬‬ ‫(لوال خمافة الفرقة من املسلمني أن يعودوا إىل الكفر) ‪61 ....................‬‬ ‫(وإال ركبنا أعجاز االبل) ‪62 .............. ................................‬‬ ‫(فكنت أان الذي أبيت عليه خمافة الفرقة بني أهل اإلسالم‪63 .............. ).‬‬ ‫(فرأيت أن الصرب على ذلك أفضل من تفريق كلمة املسلمني) ‪64 ............‬‬ ‫(لوال خمافة الفرقة بني املسلمني‪ ،‬وأن يعود الكفر‪ ،‬ويبور الدين‪ ،‬لكنا على غري‬ ‫ما كنا هلم عليه‪65 ..................... ................................ ).‬‬ ‫(عهد إيل عهدا فقال‪ :‬اي بن أيب طالب ! لك والييت فإن ولوك ف عافية ورجعوا‬ ‫عليك ابلرضا فقم أبمرهم‪ ،‬وإن اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه‪ ،‬فإن هللا‬ ‫سيجعل لك خمرجا‪ .‬فنظرت فإذا ليس يل رافد وال معي مساعد إال أهل بييت‪،‬‬ ‫فضننت هبم عن اهلالك‪ ،‬فأغضيت عيين على القذى‪ ،‬وجترعت ريقي على‬ ‫الشجا‪ ،‬وصربت على أمر من العلقم‪ ،‬وآمل للقلب من حز الشفار‪66 ....... ).‬‬ ‫خامتة ف أسباب االعراض والعصيان ‪68 .......................................‬‬ ‫انتهى واحلمد هلل ‪74 ......................... ................................‬‬ ‫‪76 ........................................ ................................‬‬

‫‪3‬‬


‫املقدمة‬ ‫بسم هللا الرمحن الرحيم‪ .‬احلمد هلل رب العاملني‪ .‬اللهم صل‬ ‫على حممد واله الطاهرين‪ .‬ربنا اغفر لنا وإلخواننا املؤمنني‪.‬‬ ‫هذه رسالة خمتصرة ف بيان الصرب اجللي ف سكوت ويل هللا‬ ‫ووصي رسول هللا صلى هللا عليه واله امري املؤمنني علي بن‬ ‫ايب طالب عليه السالم عن حقه ف احلكم واالمرة أبحاديث‬ ‫هي حق وصدق هلا شاهد من حمكم القران وقطعي السنة‬ ‫هي املعتمد والعمدة والقطب ف الباب‪.‬‬ ‫وان منهجي ف مثل هذه الرسائل املختصرة اهنا تشتمل‬ ‫جمموعة من األحاديث عادة من حبار االنوار هي القطب‬ ‫واملعتمد واملستند والعمدة ف الباب تعجيال للمنفعة‬ ‫ولتكون مدخال يفتح منه ابب اىل أحاديث أخرى مل اذكرها‬ ‫موافقة هلا وهلا شاهد مما ذكرت ليتحقق كامل اجلمع‬ ‫ألحاديث مواضيع تلك الرسائل‪ ،‬وهللا املوفق‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫مدخل ف املواثيق واالستحقاق‬

‫‪5‬‬


‫اّلل وأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َطيعُوا‬ ‫ين آ َ​َمنُوا أَطيعُوا ََّ َ‬ ‫قال هللا تعاىل ( َاي أَيُّ َها الذ َ‬ ‫ول َوأ ِ‬ ‫ُويل أاأل أَم ِر ِم أن ُك أم)‬ ‫الر ُس َ‬ ‫َّ‬

‫‪6‬‬


‫‪.1‬‬

‫جابر اجلعفي ف تفسريه عن جابر االنصاري قال‪:‬‬

‫سألت النيب صلى هللا عليه وآله عن قوله‪ " :‬اي أيها الذين‬ ‫آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول " عرفنا هللا ورسوله‪ ،‬فمن‬ ‫اويل االمر ؟ قال‪ :‬هم خلفائي اي جابر وأئمة املسلمني‬ ‫بعدي أوهلم علي بن أيب طالب عليه السالم ث احلسن‪ ،‬ث‬ ‫احلسني‪ ،‬ث علي بن احلسني‪ ،‬ث حممد بن علي املعروف ف‬ ‫التوراة ابلباقر وستدركه اي جابر فإذا لقيته فاقرأه مين‬ ‫السالم‪ .‬ث الصادق جعفر بن حممد‪ ،‬ث موسى بن جعفر‪،‬‬ ‫ث علي بن موسى‪ ،‬ث حممد بن علي‪ ،‬ث علي بن حممد‪ ،‬ث‬ ‫احلسن ابن علي‪ ،‬ث مسيي وكنيي حجة هللا ف أرضه وبقيته‬ ‫ف عباده ابن احلسن ابن علي الذي يفتح هللا على يده‬ ‫مشارق االرض ومغارهبا‪ .‬ذاك الذي يغيب عن شيعته‪ ،‬غيبة‬ ‫ال يثبت على القول ف إمامته إال من امتحن هللا قلبه‬ ‫ابالميان ‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫‪.2‬‬

‫ابن عباس قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬

‫وآله‪ :‬امسعوا وأطيعوا ملن واله هللا االمر فانه نظام اإلسالم‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫‪.3‬‬

‫أمحد بن حممد بن القصري عن أيب حممد‬

‫العسكري عن آابئه عن الباقر عليهم السالم قال‪ :‬اوصى‬ ‫النيب صلى هللا عليه وآله إىل علي واحلسن واحلسني عليهم‬ ‫السالم‪ ،‬ث قال ف قول هللا‪ " :‬اي أيها الناس آمنوا أطيعوا‬ ‫هللا وأطيعوا الرسول واويل االمر منكم " قال‪ :‬االئمة من‬ ‫ولد علي وفاطمة إىل أن تقوم الساعة‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫‪.4‬‬

‫جنادة بن أيب امية قال‪ :‬قال احلسن بن علي‬

‫صلوات هللا عليهما‪ :‬وهللا لقد عهد إلينا رسول هللا صلى‬ ‫هللا عليه وآله أن هذا االمر ميلكه اثنا عشر إماما من ولد‬ ‫علي وفاطمة‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫‪.5‬‬

‫ابن عمارة عن أبيه‪ ،‬عن الصادق عن آابئه‬

‫صلوات هللا عليهم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫وآله‪ :‬إين خملف فيكم الثقلني‪ :‬كتاب هللا‪ ،‬وعرتت أهل بييت‪،‬‬ ‫وإهنما لن يفرتقا حىت يردا علي احلوض كهاتني ‪ -‬وضم بني‬ ‫سبابتيه ‪ -‬فقام إليه جابر بن عبد هللا االنصاري فقال‪ :‬اي‬ ‫رسول هللا ومن عرتتك ؟ قال‪ ::‬علي واحلسن واحلسني‬ ‫واالئمة من ولد احلسني إىل يوم القيامة‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫‪.6‬‬

‫ام سلمة رضي هللا عنها قال‪ :‬مسعت رسول هللا‬

‫صلى هللا عليه وآله يقول‪ :‬علي بن أيب طالب واالئمة من‬ ‫ولده بعدي سادة أهل األرض‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫‪.7‬‬

‫عن أيب بصري عن أيب جعفر عليه السالم ف قول‬

‫هللا عزوجل‪ " :‬اي أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا‬ ‫الرسول واويل االمر منكم" قال‪ :‬االئمة من ولد علي‬ ‫وفاطمة عليها السالم إىل يوم القيامة‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪.8‬‬

‫سنان بن ظريف‪ ،‬عن أيب عبد هللا عليه السالم‬

‫قال‪ :‬قال أمري املؤمنني عليه السالم‪ :‬إن هللا عهد أن لن‬ ‫حيل عقده أحد سواه‪ ،‬فتسارعوا إىل وفاء العهد‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫‪.9‬‬

‫الصفاال ف ارشاده قال أمري املؤمنني صلوات‬

‫هللا عليه‪ :‬أقامين رسول هللا صلى هللا عليه واله للناس علما‬ ‫وإماما‪ ،‬وعقد يل وعهد إيل فأنزل هللا عزوجل‪[ :‬أطيعوا هللا‬ ‫وأطيعوا الرسول وأويل االمر منكم] فقاتلت حق القتال‪،‬‬ ‫وصربت حق الصرب‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫‪.10‬‬

‫جابر عن أيب جعفر عليه السالم قال‪ :‬يعين أبهل‬

‫بيته االئمة الذين قرن هللا عزوجل طاعتهم بطاعته فقال‪" :‬‬ ‫اي أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول واويل االمر‬ ‫منكم " وهم املؤيدون املوفقون املسددون‪ ،‬وال يفارقون‬ ‫القرآن وال يفارقهم صلوات هللا عليهم أمجعني‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫‪.11‬‬

‫سليم بن قيس اهلاليل‪ ،‬عن أمري املؤمنني عليه‬

‫السالم قال‪ :‬قلت له‪ :‬ما أدىن ما يكون به الرجل ضاال؟‬ ‫قال‪ :‬أن ال يعرف من أمر هللا بطاعته‪ ،‬وفرض واليته‪ ،‬وجعله‬ ‫حجة ف أرضه‪ ،‬وشاهده على خلقه‪ ،‬قلت‪ :‬فمن هم اي‬ ‫أمري املؤمنني ؟ فقال‪ :‬الذين قرهنم هللا بنفسه ونبيه‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫" اي أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول واويل االمر‬ ‫منكم "‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫‪.12‬‬

‫الصفار ف ارشاده قال أمري املؤمنني صلوات هللا‬

‫عليه‪ :‬إين صاحب حممد وخليفته‪ ،‬وإمام أمته بعده‪،‬‬ ‫وصاحب رايته ف الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫‪.13‬‬

‫الصفار ف ارشاده قال أمري املؤمنني صلوات هللا‬

‫عليه‪ :‬فما كان لقريش على العرب برسول هللا صلى هللا‬ ‫عليه وآله كان لبين هاشم على قريش‪ ،‬وما كان لبين هاشم‬ ‫على قريش برسول هللا صلى هللا عليه وآله كان يل على بين‬ ‫هاشم‪ ،‬لقول رسول هللا صلى هللا عليه وآله يوم غدير خم‪:‬‬ ‫" من كنت مواله فعلي مواله "‪ .‬تعليق‪ :‬هذا احتجاج ابلعام‬ ‫وان وجد اخلاص فاحقيتهم عليهم السالم اثبتة على مجيع‬ ‫جهات الشرعية‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫‪.14‬‬

‫ابن عباس قال قال أمري املؤمنني عليه السالم ‪:‬‬

‫إن رسول هللا صلى هللا عليه وآله أمر من أمر من أصحابه‬ ‫ابلسالم علي ف حياته إبمرة املؤمنني فكنت أوكد أن أكون‬ ‫كذلك بعد وفاته‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫‪.15‬‬

‫عن أيب علي اهلمداين‪ :‬إن هللا تعاىل قبض نبيه‬

‫صلى هللا عليه وآله وسلم وأان يوم قبضه أوىل ابلناس مين‬ ‫بقميصي هذا‪ ،‬وقد كان من نيب هللا (صلى هللا عليه واله)‬ ‫إيل عهد ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫‪.16‬‬

‫علي بن رائب ويعقوب السراج‪ ،‬عن أيب عبد هللا‬

‫عليه السالم‪ :‬أن أمري املؤمنني عليه السالم قال‪ :‬أال وقد‬ ‫سبقين إىل هذا االمر من مل اشركه فيه‪ ،‬ومن مل أهبه له‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫‪.17‬‬

‫هنج ‪ :‬من كالمه عليه السالم‪ :‬واعجباه أتكون‬

‫اخلالفة ابلصحابة وال تكون ابلصحابة والقرابة ؟ !‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫‪.18‬‬

‫هنج ‪ :‬قال عليه السالم‪ :‬فوهللا ما زلت مدفوعا‬

‫عن حقي‪ :‬مستأثرا علي‪ ،‬منذ قبض رسول هللا صلى هللا‬ ‫عليه وآله إىل يوم الناس هذا‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫‪.19‬‬

‫هنج‪ :‬من خطبة له عليه السالم‪ :‬إن االئمة من‬

‫قريش غرسوا ف هذا البطن من هاشم‪ ،‬ال تصلح على‬ ‫سواهم‪ ،‬وال تصلح الوالة من غريهم‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫‪.20‬‬

‫هنج‪ :‬عنه عليه السالم ‪ :‬كتاب هللا جيمع لنا ما‬

‫شذ عنا وهو قوله سبحانه‪[ :‬وأولوا االرحام بعضهم أوىل‬ ‫ببعض ف كتاب هللا] ‪ ،‬وقوله تعاىل‪[ :‬إن أوىل الناس‬ ‫إببراهيم للذين اتبعوه وهذا النيب والذين ءامنوا وهللا ويل‬ ‫املؤمنني] فنحن مرة اوىل ابلقرابة واترة ابلطاعة‪ .‬تعليق‪:‬‬ ‫وهذا أيضا من االحتجاج ابلعمومات وبكل وجه ممكن‬ ‫للشرعية واالحقية‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫‪.21‬‬

‫ابن قتيبة ان عليا عليه السالم قال‪ :‬أان أحق هبذا‬

‫االمر منكم‪ ،‬و ال أابيعكم وأنتم اوىل ابلبيعة يل‪ ،‬أخذمت هذا‬ ‫االمر من االنصار واحتججتم عليهم ابلقرابة من النيب‬ ‫صلى هللا عليه وآله أتخذونه منا أهل البيت غصبا‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫‪.22‬‬

‫امحد بن أعثم الكوف ف اترخيه قال علي عليه‬

‫السالم ملا قبض النيب صلى هللا عليه [وآله] واختلف‬ ‫االمة‪ ،‬قالت قريش‪ :‬منا االمري‪ ،‬وقالت االنصار‪ :‬بل منا‬ ‫االمري‪ ،‬فقالت قريش‪ :‬حممد صلى هللا عليه [وآله] منا‪،‬‬ ‫وحنن أحق ابالمر منكم‪ ،‬فسلمت االنصار لقريش الوالية‬ ‫والسلطان‪ ،‬فإمنا تستحقها قريش مبحمد صلى هللا عليه‬ ‫[وآله] دون االنصار‪ ،‬فنحن أهل البيت أحق هبذا من‬ ‫غريان‪ .‬تعليق‪ :‬هذا االحتجاج وحنوه من االحتجاج ابلعام‬ ‫مع وجود النص اخلاص‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫‪.23‬‬

‫علي بن ابراهيم‪ ،‬إبسناده‪ ،‬عن أمري املؤمنني عليه‬

‫السالم حينما قيل له‪ :‬اي بن أيب طالب ! إنك على هذا‬ ‫االمر حلريص ؟ !‪ .‬فقال‪ :‬لست عليه حريصا‪ ،‬و إن والء‬ ‫أمته يل من بعده‪ ،‬وأنتم أحرص عليه مين إذ حتولون بيين‬ ‫وبينه‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫‪.24‬‬

‫علي بن ابراهيم‪ ،‬إبسناده‪ ،‬قال‪ :‬كتب أمري‬

‫املؤمنني عليه السالم كتااب جاء فيه‪ :‬مضى نيب هللا صلى‬ ‫هللا عليه وآله وقد بلغ ما أرسل به‪ ،‬فيا هلا مصيبة خصت‬ ‫االقربني وعمت املؤمنني مل تصابوا مبثلها ولن تعاينوا بعدها‬ ‫مثلها‪ ،‬فمضى لسبيله صلى هللا عليه وآله وترك كتاب هللا‬ ‫وأهل بيته إمامني ال خيتلفان‪ ،‬وأخوين ال يتخاذالن‪،‬‬ ‫وجمتمعني ال يفرتقان‪ ،‬ولقد قبض هللا نبيه صلى هللا عليه‬ ‫وآله والان أوىل ابلناس مين بقميصي هذا‪ ،‬فلما أبطأوا عين‬ ‫ابلوالية هلممهم‪ ،‬وتثبط االنصار فو هللا ما أدري إىل من‬ ‫أشكو ؟ فإما أن يكون االنصار ظلمت حقها‪ ،‬وإما أن‬ ‫يكونوا ظلموين حقي‪ ،‬بل حقي املأخوذ وأان املظلوم‪ .‬فقال‬ ‫قائل قريش‪ :‬إن نيب هللا صلى هللا عليه وآله قال‪ :‬االئمة‬ ‫من قريش‪ ،‬فدفعوا االنصار عن دعوهتا ومنعوين حقي منها‪،‬‬ ‫‪30‬‬


‫فأاتين رهط يعرضون علي النصر‪ .،‬فقلت هلم‪ :‬إن عندي‬ ‫من نيب هللا صلى هللا عليه وآله عهدا وله إيل وصية لست‬ ‫أخالف عما أمرين به‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫سكوت الويل‬

‫‪32‬‬


‫(ليس يل رافد وال ذاب وال مساعد إال أهل بييت‪ ،‬فضننت‬ ‫هبم عن املنية‪ ،‬فأغضيت على القذى‪ ،‬وجرعت ريقي على‬ ‫الشجى‪ ،‬وصربت من كظم الغيظ)‬

‫‪.25‬‬

‫هنج‪ :‬ومن كالم له عليه السالم‪ :‬قال ف قريش‪:‬‬

‫اهنم أكفأوا إانئي‪ ،‬وأمجعوا على منازعيت حقا كنت أوىل به‬ ‫من غريي‪ ،‬فنظرت فإذا ليس يل رافد وال ذاب وال مساعد‬ ‫إال أهل بييت‪ ،‬فضننت هبم عن املنية‪ ،‬فأغضيت على‬ ‫القذى‪ ،‬وجرعت ريقي على الشجى‪ ،‬وصربت من كظم‬ ‫الغيظ على أمر من العلقم‪ ،‬وامل للقلب من حز الشفار‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫(ألسلمن ما سلمت أمور املسلمني ومل يكن فيها جور إال‬ ‫علي خاصة)‬

‫‪.26‬‬

‫هنج‪ :‬من كالمه عليه السالم ‪ -‬ملا عزموا على‬

‫بيعة عثمان ‪ :-‬لقد علمتم أين أحق هبا من غريي‪ ،‬ووهللا‬ ‫السلمن ما سلمت أمور املسلمني ومل يكن فيها جور إال‬ ‫علي خاصة‪ ،‬التماسا الجر ذلك وفضله‪ ،‬وزهدا فيما‬ ‫تنافستموه من زخرفه وزبرجه‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫(إن عندي من نيب هللا صلى هللا عليه وآله عهدا وله إيل‬ ‫وصية لست أخالف عما أمرين به‪) .‬‬

‫‪.27‬‬

‫علي بن ابراهيم‪ ،‬إبسناده‪ ،‬قال‪ :‬كتب أمري‬

‫املؤمنني عليه السالم كتااب جاء فيه‪ :‬فأاتين رهط يعرضون‬ ‫علي النصر‪ .،‬فقلت هلم‪ :‬إن عندي من نيب هللا صلى هللا‬ ‫عليه وآله عهدا وله إيل وصية لست أخالف عما أمرين به‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫(وال منعين ذلك إال عهد أخي رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫وآله‪).‬‬

‫‪.28‬‬

‫اسحاق بن موسى‪ ،‬عن أبيه موسى بن جعفر‪،‬‬

‫عن أبيه جعفر بن حممد‪ ،‬عن آابئه عليهم السالم قال‪:‬‬ ‫خطب أمري املؤمنني صلوات هللا عليه فلما كان ف آخر‬ ‫كالمه قال‪ :‬إين الوىل الناس ابلناس وما زلت مظلوما منذ‬ ‫قبض رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ .‬قيل‪ :‬اي أمري املؤمنني‬ ‫! ملا ويل تيم وعدي‪ ،‬اال ضربت بسيفك دون ظالمتك ؟‬ ‫! فقال له أمري املؤمنني صلوات هللا وسالمه عليه‪ :‬وهللا ما‬ ‫منعين اجلنب وال كراهية املوت‪ ،‬وال منعين ذلك إال عهد‬ ‫أخي رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫(آمرك ابلصرب‪).‬‬

‫‪.29‬‬

‫عن أم سلمة زوجة رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬

‫أهنا قالت‪ :‬دخلت على رسول هللا (ص) وعلي عليه السالم‬ ‫جاث بني يديه‪ ،‬وهو يقول‪ :‬فداك أيب وأمي اي رسول هللا‬ ‫إذا كان‪ ..‬كذا وكذا فما أتمرين؟ قال‪ :‬آمرك ابلصرب‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫(كان من نيب هللا إيل عهد‪).‬‬

‫‪.30‬‬

‫عن أيب علي اهلمداين‪ :‬قال قال أمري املؤمنني عليه‬

‫السالم إن هللا تعاىل قبض نبيه صلى هللا عليه وآله وأان يوم‬ ‫قبضه أوىل ابلناس مين بقميصي هذا‪ ،‬وقد كان من نيب هللا‬ ‫إيل عهد‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫(صرب مجيل‪).‬‬

‫‪.31‬‬

‫جندب بن عبد هللا قال‪ :‬دخلت على أمرياملؤمنني‬

‫علي بن أيب طالب عليه السالم ‪ -‬وقد بويع لعثمان بن‬ ‫عفان ‪ -‬فوجدته مطرقا كئيبا‪ ،‬فقلت له‪ :‬ما أصابك ‪-‬‬ ‫جعلت فداك ‪ -‬من قومك ؟‪ .‬فقال‪ :‬صرب مجيل‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫(ترك جماهدة أعدائه لقلة أعوانه عليهم‪).‬‬

‫‪.32‬‬

‫عن اهليثم بن عبد هللا الرماين قال‪ :‬سألت الرضا‬

‫عليه السالم فقلت له‪ :‬اي بن رسول هللا ! أخربين عن علي‬ ‫عليه السالم مل مل جياهد أعداءه ؟ فقال‪ :‬النه اقتدى برسول‬ ‫هللا صلى هللا عليه وآله ف تركه جهاد املشركني مبكة بعد‬ ‫النبوة لقلة أعوانه عليهم‪ ،‬وكذلك علي عليه السالم ترك‬ ‫جماهدة أعدائه لقلة أعوانه عليهم‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫(فإن وجدت أعواان فجاهدهم وإن مل جتد أعواان فكف‬ ‫يدك واحقن دمك)‬

‫‪.33‬‬

‫جابر بن عبد هللا وعبد هللا بن عباس قاال‪ :‬قال‬

‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله ف وصيته المري املؤمنني عليه‬ ‫السالم‪ :‬اي علي ! إن قريشا ستظاهر على ظلمك وقهرك‪،‬‬ ‫فإن وجدت أعواان فجاهدهم وإن مل جتد أعواان فكف يدك‬ ‫واحقن دمك‪ ،‬فإن الشهادة من ورائك‪ .‬تعليق‪ :‬هذذا‬ ‫تفصيل العهد وهو املفسر المره ابلصرب‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫(خوفا أن يرتدوا‪).‬‬

‫‪.34‬‬

‫زرارة قال‪ :‬قلت‪ :‬ما منع أمري املؤمنني عليه‬

‫السالم أن يدعو الناس إىل نفسه ؟‪ .‬قال‪ :‬خوفا أن يرتدوا‪.‬‬ ‫تعليق‪ :‬يفسره حديث بريد‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫(أن يكونوا ضالال‪ ،‬ال يرجعون عن االسالم أحب إليه من‬ ‫أن يدعوهم فيأبوا عليه فيصريون كفارا كلهم‪).‬‬

‫‪.35‬‬

‫بريد‪ ،‬عن أيب جعفر عليه السالم قال‪ :‬إن عليا‬

‫عليه السالم مل مينعه من أن يدعو إىل نفسه إال أهنم أن‬ ‫يكونوا ضالال‪ ،‬ال يرجعون عن االسالم أحب إليه من أن‬ ‫يدعوهم فيأبوا عليه فيصريون كفارا كلهم‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫(ان هللا خلى بني أعدائنا وبني مرادهم من الدنيا)‬

‫‪.36‬‬

‫الفضيل قال‪ :‬قلت اليب عبد هللا عليه السالم‪:‬‬

‫ملن كان االمر حني قبض رسول هللا صلى هللا عليه وآله ؟‬ ‫قال‪ :‬لنا أهل البيت‪ .‬فقلت‪ :‬كيف صار ف تيم وعدي ؟‬ ‫قال‪ :‬ان هللا خلى بني أعدائنا وبني مرادهم من الدنيا حىت‬ ‫دفعوان عن حقنا‪ .‬تعليق‪ :‬هذا يقع ف ضمن السنن العليا‬ ‫ف املشيئة فال يكون شيء اال إبذنه تعاىل‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫(محلت نفسي على الصرب عند وفاته‪ ،‬ولزمت الصمت)‬

‫‪.37‬‬

‫حممد بن سالم عن امري املؤمنني عليه السالم‬

‫انه قال‪ :‬محلت نفسي على الصرب عند وفاته‪ ،‬ولزمت‬ ‫الصمت واالخذ فيما أمرين به من جتيهزه‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫(إن رأيت القوم نقضوا أمرك‪ ،‬واستبدوا هبا دونك‪،‬‬ ‫وعصوين فيك‪ ،‬فعليك ابلصرب حىت ينزل االمر‪).‬‬

‫‪.38‬‬

‫مناقب‪ :‬قيل المري املؤمنني عليه السالم ف‬

‫جلوسه عنهم ؟ قال‪ :‬إين ذكرت قول النيب صلى هللا عليه‬ ‫وآله‪ :‬إن رأيت القوم نقضوا أمرك‪ ،‬واستبدوا هبا دونك‪،‬‬ ‫وعصوين فيك‪ ،‬فعليك ابلصرب حىت ينزل االمر‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫(مل يكن يومئذ فئة يعينونه على أمره‪).‬‬

‫‪.39‬‬

‫سليمان بن خالد قال‪ :‬قلت اليب عبد هللا عليه‬

‫السالم‪ :‬قول الناس لعلي عليه السالم إن كان له حق فما‬ ‫منعه أن يقوم به ؟‪ .‬قال‪ :‬مل يكن يومئذ فئة يعينونه على‬ ‫أمره‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫(علي مل جيد فئة‪ ،‬ولو وجد فئة لقاتل)‬

‫‪.40‬‬

‫زيد الشحام قال‪ :‬قلت اليب احلسن عليه‬

‫السالم‪ :‬جعلت فداك ! إهنم يقولون ما منع عليا إن كان‬ ‫له حق أن يقوم حبقه ؟‪ .‬فقال‪ :‬علي مل جيد فئة‪ ،‬ولو وجد‬ ‫فئة لقاتل‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫(ويوجد من بعدي صابرا‪).‬‬

‫‪.41‬‬

‫عمران بن حصني عن النيب صلى هللا عليه وآله‬

‫انه قال‪ :‬ال ميوت علي حىت ميال غيظا‪ ،‬ويوسع غدرا ويوجد‬ ‫من بعدي صابرا‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫(فاصرب اي علي‪).‬‬

‫‪.42‬‬

‫احلارث بن احلصني‪ ،‬قال النيب صلى هللا عليه‬

‫وآله‪ :‬اي علي ! إنك الق بعدي كذا‪ ..‬وكذا‪ .‬فقال‪ :‬اي‬ ‫رسول هللا ! إن السيف لذو شفرتني وما أان ابلفشل وال‬ ‫الذليل‪ .‬قال صلى هللا عليه وآله‪ :‬فاصرب اي علي‪ .‬قال‬ ‫علي‪ :‬أصرب اي رسول هللا ‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫(أتركهم وما اختاروا‪ ،‬وأختار هللا ورسوله والدار اآلخرة‬ ‫وأصرب على مصائب الدنيا)‬

‫‪.43‬‬

‫عبيد بن كثري معنعنا عن أمري املؤمنني علي بن‬

‫أيب طالب عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫وآله‪ :‬اي علي ! كيف أنت إذا زهد الناس ف اآلخرة‪ ،‬ورغبوا‬ ‫ف الدنيا؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬أتركهم وما اختاروا‪ ،‬وأختار هللا‬ ‫ورسوله والدار اآلخرة وأصرب على مصائب الدنيا وبالئها‬ ‫حىت ألقاك إن شاء هللا‪ .‬قال‪ :‬فقال‪ :‬هديت‪ .‬تعليق‪ :‬اتركهم‬ ‫أي اصرب عليهم‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫(منعين من ذلك أمر رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬ ‫وعهده إيل‪ ،‬أخربين رسول هللا صلى هللا عليه وآله مبا‬ ‫االمة صانعة بعده ‪ ،‬فقلت‪ :‬اي رسول هللا ! فما تعهد إيل‬ ‫إذا كان ذلك ؟ قال‪ :‬إن وجدت أعواان فانبذ إليهم‬ ‫وجاهدهم‪ ،‬وإن مل جتد أعواان فكف يدك واحقن دمك‬ ‫حىت جتد على إقامة الدين وكتاب هللا وسنيت أعواان‪).‬‬

‫‪.44‬‬

‫سليم قيل ما مينعك أن تضرب بسيفك دون‬

‫مظلمتك ؟ !‪ .‬قال عليه السالم‪ :‬مل مينعين من ذلك اجلنب‬ ‫وال كراهة للقاء ريب‪ ،‬وأن ال أكون أعلم أن ما عند هللا خري‬ ‫يل من الدنيا والبقاء فيها‪ ،‬ولكن منعين من ذلك أمر رسول‬ ‫‪52‬‬


‫هللا صلى هللا عليه وآله وعهده إيل‪ ،‬أخربين رسول هللا صلى‬ ‫هللا عليه وآله مبا االمة صانعة بعده فلم أك مبا صنعوا حني‬ ‫عاينته أبعلم به وال أشد استيقاان مين به قبل ذلك‪ ،‬بل أان‬ ‫بقول رسول هللا صلى هللا عليه وآله أشد يقينا مين مبا‬ ‫عاينت وشهدت‪ ،‬فقلت‪ :‬اي رسول هللا ! فما تعهد إيل إذا‬ ‫كان ذلك ؟ قال‪ :‬إن وجدت أعواان فانبذ إليهم وجاهدهم‪،‬‬ ‫وإن مل جتد أعواان فكف يدك واحقن دمك حىت جتد على‬ ‫إقامة الدين وكتاب هللا وسنيت أعواان‪ .‬تعليق‪ :‬هذا من امت‬ ‫مما ف ف الباب ومبني جململ األسباب‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫(كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس‬ ‫آخرين)‬

‫‪.45‬‬

‫هنج‪ :‬ومن كالم له (عليه السالم) لبعض أصحابه‬

‫وقد سأله‪ :‬كيف دفعكم قومكم عن هذا املقام وأنتم أحق‬ ‫به ؟ فقال‪ :‬أما االستبداد علينا هبذا املقام وحنن االعلوان‬ ‫نسبا‪ ،‬واالشد ابلرسول صلى هللا عليه وآله نوطا‪ ،‬فإهنا‬ ‫كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس‬ ‫آخرين‪ ،‬واحلكم هللا‪ ،‬واملعود إليه القيامة‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫(فصربت على طول املدة وشدة احملنة‪).‬‬

‫‪.46‬‬

‫ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال أمري املؤمنني علي بن أيب‬

‫طالب عليه السالم‪ :‬فصربت على طول املدة وشدة احملنة‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫(كانت اثرة سخت هبا نفوس قوم وشحت عليها نفوس‬ ‫آخرين‪).‬‬ ‫‪.47‬‬

‫شا روى نقلة اآلاثر عن أمري املؤمنني عليه‬

‫السالم انه قال‪ :‬كانت اثرة سخت هبا نفوس قوم وشحت‬ ‫عليها نفوس آخرين‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫(وصربت حق الصرب‪).‬‬

‫‪.48‬‬

‫الصفار ف ارشاده قال أمري املؤمنني صلوات هللا‬

‫عليه‪ :‬أقامين رسول هللا صلى هللا عليه واله للناس علما‬ ‫وإماما‪ ،‬وعقد يل وعهد إيل فأنزل هللا عزوجل‪[ :‬أطيعوا هللا‬ ‫وأطيعوا الرسول وأويل االمر منكم] فقاتلت حق القتال‪،‬‬ ‫وصربت حق الصرب‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫(فكظمت غيظي‪ ،‬وانتظرت أمر ريب‪ ،‬وألصقت كلكلي‬ ‫ابألرض‪).‬‬ ‫‪.49‬‬

‫زيد بن علي ابن احلسني عليهما السالم يقول‪:‬‬

‫حدثين أيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬مسعت أمري املؤمنني علي بن أيب‬ ‫طالب عليه السالم خيطب الناس فقال ف خطبته‪ :‬وهللا لقد‬ ‫ابيع الناس أاب بكر وأان أوىل الناس هبم مين بقميصي هذا‪،‬‬ ‫فكظمت غيظي‪ ،‬وانتظرت أمر ريب‪ ،‬وألصقت كلكلي‬ ‫ابألرض‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫(فكظمت غيظي‪ ،‬وانتظرت أمر ريب‪).‬‬

‫‪.50‬‬

‫زيد بن علي ابن احلسني عليهما السالم يقول‪:‬‬

‫حدثين أيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬مسعت أمري املؤمنني علي بن أيب‬ ‫طالب عليه السالم خيطب الناس فقال ف خطبته‪ :‬ث إن‬ ‫أاب بكر هلك واستخلف عمر‪ ،‬وقد علم ‪ -‬وهللا ‪ -‬أين‬ ‫أوىل الناس هبم مين بقميصي هذا‪ ،‬فكظمت غيظي‪،‬‬ ‫وانتظرت أمر ريب‪.‬‬

‫‪59‬‬


‫(فكظمت غيظي‪ ،‬وانتظرت أمر ريب‪ ،‬وألصقت كلكي‬ ‫ابألرض‪).‬‬

‫‪.51‬‬

‫زيد بن علي ابن احلسني عليهما السالم يقول‪:‬‬

‫حدثين أيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬مسعت أمري املؤمنني علي بن أيب‬ ‫طالب عليه السالم خيطب الناس فقال ف خطبته‪ :‬ث إن‬ ‫عمر هلك وقد جعلها شورى‪ ،‬فجعلين سادس ستة‪ ،‬كسهم‬ ‫اجلدة وقال‪ :‬اقتلوا االقل‪ ،‬فكظمت غيظي‪ ،‬وانتظرت أمر‬ ‫ريب‪ ،‬وألصقت كلكي ابألرض‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫(لوال خمافة الفرقة من املسلمني أن يعودوا إىل الكفر)‬ ‫‪.52‬‬

‫احلسن بن سلمة‪ ،‬قال‪ :‬ملا بلغ أمري املؤمنني‬

‫صلوات هللا عليه قال‪ :‬أما بعد‪ ،‬فإن هللا تبارك وتعاىل ملا‬ ‫قبض نبيه صلى هللا عليه وآله قلنا‪ :‬حنن أهل بيته وعصبته‬ ‫وورثته وأولياؤه وأحق خالئق هللا به‪ ،‬ال ننازع حقه‬ ‫وسلطانه‪ ،‬فبينما حنن إذ انتزعوا سلطان نبينا صلى هللا عليه‬ ‫وآله منا وولوه غريان‪ ،‬فبكت لذلك ‪ -‬وهللا ‪ -‬العيون‬ ‫والقلوب منا مجيعا‪ ،‬وأي هللا لوال خمافة الفرقة من املسلمني‬ ‫أن يعودوا إىل الكفر‪ ،‬لكنا قد غريان ذلك ما استطعنا‪.‬‬ ‫تعليق‪ :‬فالفرقة هنا ان يرجع بعضهم كفارا‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫(وإال ركبنا أعجاز االبل)‬

‫‪.53‬‬

‫هنج ‪ :‬قال عليه السالم‪ :‬لنا حق فإن اعطيناه‬

‫وإال ركبنا أعجاز االبل وإن طال السرى‪ .‬تعليق‪ :‬هذا كناية‬ ‫عن الصرب وعدم احلرص واملنافسة‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫(فكنت أان الذي أبيت عليه خمافة الفرقة بني أهل‬ ‫اإلسالم‪).‬‬ ‫‪.54‬‬

‫امحد بن أعثم الكوف ف اترخيه قال علي عليه‬

‫السالم‪ :‬قد كان أبوك أبو سفيان جاءين ف الوقت الذي‬ ‫ابيع الناس فيه أاب بكر‪ ،‬فقال يل‪ :‬أنت أحق هبذا االمر من‬ ‫غريك‪ ،‬وأان يدك على من خالفك‪ ،‬وإن شئت المالن املدينة‬ ‫خيال ورجال على ابن أيب قحافة‪ ،‬فلم أقبل ذلك‪ ،‬وهللا يعلم‬ ‫أن أابك قد فعل ذلك فكنت أان الذي أبيت عليه خمافة‬ ‫الفرقة بني أهل اإلسالم‪.‬تعليق‪ :‬يفسره حديث احلسن بن‬ ‫سلمة املتقدم وحديث بن جنادة التايل‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫(فرأيت أن الصرب على ذلك أفضل من تفريق كلمة‬ ‫املسلمني)‬

‫‪.55‬‬

‫الكليب قال‪ :‬قال علي عليه السالم إن هللا ملا‬

‫قبض نبيه صلى هللا عليه وآله استأثرت علينا قريش ابالمر‪،‬‬ ‫ودفعتنا عن حق حنن أحق به من الناس كافة‪ ،‬فرأيت أن‬ ‫الصرب على ذلك أفضل من تفريق كلمة املسلمني‪ ،‬وسفك‬ ‫دمائهم‪ ،‬والناس حديثو عهد ابالسالم‪ ،‬والدين ميخض‬ ‫خمض الوطب يفسده أدىن وهن‪ ،‬ويعتكه أقل خلف‪ .‬تعليق‪:‬‬ ‫يفسره ما تقدم من حديث ابن سلمة وبن اجلنادة االت‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫(لوال خمافة الفرقة بني املسلمني‪ ،‬وأن يعود الكفر‪ ،‬ويبور‬ ‫الدين‪ ،‬لكنا على غري ما كنا هلم عليه‪).‬‬ ‫‪.56‬‬

‫عبد هللا بن جنادة‪ ،‬قال‪ :‬دخلت مسجد رسول‬

‫هللا صلى هللا عليه وآله إذا نودي‪ :‬الصالة جامعة‪ ،‬فاجتمع‬ ‫الناس‪ ،‬وخرج علي عليه السالم متقلدا سيفه‪ ،‬فشخصت‬ ‫االبصار حنوه‪ ،‬فحمد هللا وصلى على رسوله صلى هللا عليه‬ ‫وآله‪ ،‬ث قال‪ :‬أما بعد‪ ،‬فإنه ملا قبض هللا نبيه صلى هللا عليه‬ ‫وآله قلنا‪ :‬حنن أهله وورثته وعرتته وأولياؤه دون الناس‪ ،‬ال‬ ‫ينازعنا سلطانه أحد‪ ،‬وال يطمع ف حقنا طامع‪ ،‬إذ انتزى‬ ‫لنا قومنا فغصبوان سلطان نبينا‪ ،‬فصارت االمرة لغريان‪،‬‬ ‫فبكت االعني منا لذلك‪ ،‬وأي هللا لوال خمافة الفرقة بني‬ ‫املسلمني‪ ،‬وأن يعود الكفر‪ ،‬ويبور الدين‪ ،‬لكنا على غري ما‬ ‫كنا هلم عليه‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫(عهد إيل عهدا فقال‪ :‬اي بن أيب طالب ! لك والييت فإن‬ ‫ولوك ف عافية ورجعوا عليك ابلرضا فقم أبمرهم‪ ،‬وإن‬ ‫اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه‪ ،‬فإن هللا سيجعل لك‬ ‫خمرجا‪ .‬فنظرت فإذا ليس يل رافد وال معي مساعد إال‬ ‫أهل بييت‪ ،‬فضننت هبم عن اهلالك‪ ،‬فأغضيت عيين على‬ ‫القذى‪ ،‬وجترعت ريقي على الشجا‪ ،‬وصربت على أمر‬ ‫من العلقم‪ ،‬وآمل للقلب من حز الشفار‪).‬‬

‫‪ .57‬علي بن ابراهيم‪ ،‬إبسناده‪ ،‬عن أمري املؤمنني عليه‬ ‫السالمانه قال ‪ :‬قد كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬ ‫عهد إيل عهدا فقال‪ :‬اي بن أيب طالب ! لك والييت فإن‬ ‫ولوك ف عافية ورجعوا عليك ابلرضا فقم أبمرهم‪ ،‬وإن‬ ‫اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه‪ ،‬فإن هللا سيجعل لك‬ ‫‪66‬‬


‫خمرجا‪ .‬فنظرت فإذا ليس يل رافد وال معي مساعد إال‬ ‫أهل بييت‪ ،‬فضننت هبم عن اهلالك‪ ،‬فأغضيت عيين على‬ ‫القذى‪ ،‬وجترعت ريقي على الشجا‪ ،‬وصربت على أمر‬ ‫من العلقم‪ ،‬وآمل للقلب من حز الشفار‪ .‬تعليق‪ :‬تعليق‪:‬‬ ‫هذا من امت مما ف ف الباب ومبني جململ األسباب‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫خامتة ف أسباب االعراض والعصيان‬

‫‪68‬‬


‫‪.58‬‬

‫ابن عباس أنه قال‪ :‬دخلت يوما على عمر‪ ،‬فقال‬

‫يل‪ :‬ف علي‪ :‬انه يرشح نفسه بني الناس للخالفة‪ .‬قلت‪:‬‬ ‫وما يصنع ابلرتشيح ؟ ! قد رشحه هلا رسول هللا صلى هللا‬ ‫عليه وآله فصرفت عنه‪ .‬قال‪ :‬إنه كان شااب حداث‬ ‫فاستصغرت العرب سنه‪ ،‬وقد كمل اآلن‪ ،‬أمل تعلم أن هللا مل‬ ‫يبعث نبيا إال بعد االربعني ؟ !‪ .‬قلت‪ :‬اي أمري املؤمنني !‬ ‫أما أهل احلجى والنهى فإهنم ما زالوا يعدونه كامال منذ رفع‬ ‫هللا منار االسالم‪ ،‬ولكنهم يعدونه حمروما جمدودا‪.‬‬ ‫‪.59‬‬

‫ابن عباس أنه قال‪ :‬خرجت مع عمر إىل الشام‬

‫فقال ف علي‪ :‬ال أزال أراه واجدا‪ ،‬فبما تظن موجدته؟‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬اي أمري املؤمنني ! إنك لتعلم‪ .‬قال‪ :‬أظنه ال يزال‬ ‫كئيبا لفوت اخلالفة‪ .‬قلت‪ :‬هو ذاك‪ ،‬إنه يزعم أن رسول‬ ‫هللا صلى هللا عليه وآله أراد االمر له‪ .‬فقال‪ :‬ايبن عباس !‬ ‫‪69‬‬


‫وأراد رسول هللا صلى هللا عليه وآله فكان ما ذا إذا مل يرد‬ ‫هللا تعاىل ذلك!‬ ‫‪.60‬‬

‫احلسن بن سلمة‪ ،‬قال‪ :‬ملا بلغ أمري املؤمنني‬

‫صلوات هللا عليه مسري طلحة والزبري‪ :‬قام أبو اهليثم ابن‬ ‫التيهان رمحه هللا فقال‪ :‬اي أمري املؤمنني ! إن حسد قريش‬ ‫إايك على وجهني‪ ،‬أما خيارهم فحسدوك منافسة ف الفضل‬ ‫وأما شرارهم ما رضوا أن يساووك حىت أرادوا أن يتقدموك‪،‬‬ ‫فبعدك عليهم الغاية‪ ،‬وأسقطهم املضمار‪ ،‬وكنت أحق‬ ‫قريش بقريش وهللا ما بغيهم إال على أنفسهم‪ ،‬وحنن‬ ‫أنصارك وأعوانك‪ ،‬فمران أبمرك‪ .‬فجزاه أمري املؤمنني عليه‬ ‫السالم خريا‪ ،‬ث قام الناس بعده فتكلم كل واحد مبثل‬ ‫مقاله‪.‬‬ ‫‪.61‬‬

‫هنج ‪ :‬من كالم له عليه السالم‪ :‬قد قال يل قائل‪:‬‬

‫إنك على هذا االمر اي بن أيب طالب حلريص ! ! فقلت‪:‬‬ ‫بل أنتم وهللا احرص وابعد‪ ،‬وأان أخص وأقرب‪ ،‬وإمنا طلبت‬ ‫حقا يل وأنتم حتولون بيين وبينه‪ ،‬وتضربون وجهي دونه‪.‬‬ ‫‪70‬‬


‫فلما قرعته ابحلجة ف املال احلاضرين هبت ال يدري ما‬ ‫جييبين به‪.‬‬ ‫‪.62‬‬

‫هنج ‪ :‬من كالم له عليه السالم ف قريش ‪ :‬اهنم‬

‫صغروا عظيم منزليت‪ ،‬وأمجعوا على منازعيت أمرا هو يل‪ ،‬ث‬ ‫قالوا‪ :‬أال إن ف احلق أن اتخذه وف احلق أن ترتكه‪.‬‬ ‫‪.63‬‬

‫علي بن رائب ويعقوب السراج‪ ،‬عن أيب عبد هللا‬

‫عليه السالم‪ :‬أن أمري املؤمنني عليه السالم قال‪ :‬وما‬ ‫علي إال اجلهد‪ ،‬وإين الخشى أن تكونوا على فرتة ملتم‬ ‫عين ميلة كنتم فيها عندي غري حممودي الرأي‪ ،‬ولو أشاء‬ ‫لقلت‪ :‬عفا هللا عما سلف‪.‬‬ ‫‪.64‬‬

‫جندب بن عبد هللا قال‪ :‬دخلت على أمرياملؤمنني‬

‫علي بن أيب طالب عليه السالم ‪:‬إن قريشا تقول إن آل‬ ‫حممد يرون هلم فضال على سائر قريش‪ ،‬وإهنم أولياء هذا‬ ‫االمر دون غريهم من قريش‪ ،‬وإهنم إن ولوه مل خيرج منهم‬ ‫هذا السلطان إىل أحد أبدا‪ ،‬ومىت كان ف غريهم تداولوه‬

‫‪71‬‬


‫بينهم‪ ،‬وال وهللا ال تدفع إلينا ‪ -‬هذا السلطان ‪ -‬قريش‬ ‫أبدا طائعني‪.‬‬ ‫‪.65‬‬

‫بريد‪ ،‬عن أيب جعفر عليه السالم قال‪ :‬إن عليا‬

‫عليه السالم مل مينعه من أن يدعو إىل نفسه إال أهنم أن‬ ‫يكونوا ضالال‪ ،‬ال يرجعون عن االسالم أحب إليه من أن‬ ‫يدعوهم فيأبوا عليه فيصريون كفارا كلهم‪.‬‬ ‫‪.66‬‬

‫الصفار ف ارشاده قال أمري املؤمنني صلوات هللا‬

‫عليه‪ :‬ملا قيل له‪ :‬اي أمري املؤمنني! أبو بكر وعمر ظلماك‬ ‫؟ فقال ال حبق أخذا‪ ،‬وال على إصابة أقاما‪ ،‬وال على فتنة‬ ‫خشيا‪.‬‬ ‫‪.67‬‬

‫مناقب‪ :‬قيل المري املؤمنني عليه السالم ف‬

‫جلوسه عنهم ؟ قال‪ :‬إين ذكرت قول النيب صلى هللا عليه‬ ‫وآله‪ :‬إن رأيت القوم نقضوا أمرك‪ ،‬واستبدوا هبا دونك‪،‬‬ ‫وعصوين فيك‪ ،‬فعليك ابلصرب حىت ينزل االمر‪.‬‬ ‫‪.68‬‬

‫عبيد بن كثري معنعنا عن أمري املؤمنني علي بن‬

‫أيب طالب عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫‪72‬‬


‫وآله‪ :‬اي علي ! كيف أنت إذا زهد الناس ف اآلخرة‪ ،‬ورغبوا‬ ‫ف الدنيا؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬أتركهم وما اختاروا‪ ،‬وأختار هللا‬ ‫ورسوله والدار اآلخرة وأصرب على مصائب الدنيا وبالئها‬ ‫حىت ألقاك إن شاء هللا‪ .‬قال‪ :‬فقال‪ :‬هديت‪.‬‬ ‫‪.69‬‬

‫هنج‪ :‬ومن كالم له (ع) لبعض أصحابه وقد‬

‫سأله‪ :‬كيف دفعكم قومكم عن هذا املقام وأنتم أحق به ؟‬ ‫فقال‪ :‬أما االستبداد علينا هبذا املقام وحنن االعلوان نسبا‪،‬‬ ‫واالشد ابلرسول صلى هللا عليه وآله نوطا‪ ،‬فإهنا كانت أثرة‬ ‫شحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين‪،‬‬ ‫واحلكم هللا‪ ،‬واملعود إليه القيامة‪.‬‬ ‫‪.70‬‬

‫شا روى نقلة اآلاثر عن أمري املؤمنني عليه‬

‫السالم انه قال‪ :‬كانت اثرة سخت هبا نفوس قوم وشحت‬ ‫عليها نفوس آخرين‪.‬‬ ‫‪.71‬‬

‫ابن عباس قال قال أمري املؤمنني عليه السالم ‪:‬‬

‫أان أوىل الناس ابلناس بعده ولكن امور اجتمعت على رغبة‬ ‫الناس ف الدنيا وأمرها وهنيها وصرف قلوب أهلها عين‪،‬‬ ‫‪73‬‬


‫وأصل ذلك ما قال هللا تعاىل ف كتابه‪[ :‬أم حيسدون الناس‬ ‫على ما آهتم هللا من فضله فقد ءاتيناء ال إبراهيم الكتاب‬ ‫واحلكمة وءاتينا هم ملكا عظيما] ‪.‬‬

‫انتهى واحلمد هلل‬

‫‪74‬‬


75


76


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.