ﺗﻘﺮﻳﺮ
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻨﻮﻳـﺮ ﺗﻮﻧﺲ ٢٠١٧
ﺍﻟﺮﺍﺑﻄـﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮﻳﻴﻦ
ARAB ASSOCIATION FOR ENLIGHTENED MUSLIM EDUCATORS
تقرير حالة التنوير تونس 2017
حالة التنوير في تونس ّ املقدمة ال يمكن تناول حالة التنوير في تونس باالقتصار على بضع سنوات أو اختزالها في العقود ألاخيرة ،وإال كان التقرير مجتزأ دينامية الفكر التونس ي وموجاته املتتالية .ما ّ ً ّ َّ َّ الحالية واملخاض الذي التونسية يميز ألاوضاع ومنقوصا ،وال يعكس ِّ ً ّ َّ َّ َّ امتدادا لبوادر التنوير خالل والسياسية إال واملجتمعية الثقافية التونسيون والزخم الذي يعتمل في ميادينها يعيشه التونسيينّ . ّ إن دراسة مسارات التنوير والحداثة في القرن التاسع عشر التي تركت بصمتها على الثقافة والسلوك العربي الحديث واملعاصر ّ ّ َّ ّ والظرفيات، خاصة ،سيرورة تتداخل فيها جملة من العوامل عامة والتونس ّي التاريخ خاصة ّ والرمزية ،التي أفرزت جداول َّ ّ َّ َّ والخارجيةَّ ، َّ َّ إشكاليات النهضة والتنوير قد وأن حفت باألصل، املادية الداخلية ً َّ ًّ إلاسالمي من جهة ،وباآلخر ا ّ ّ ّ لغربي العربي عضويا باملجتمع والسلطة والفكر في عالقته بالفضاء ظلت مرتبطة ارتباطا إلاسالمي نقطة ّ تحول ّ ّ من جهة أخرى .عاش العالم هامة في تاريخه خالل القرن التاسع عشر ،فقد بدأ يستيقظ من ّ ّ والتحجر الفكر ّي ُ ُ ً شاعرا بتأخره أمام النهضة والعقم الحضار ّي، وينفض عنه غبار عصور الانحطاط، سباته الطويل، ّ إلاصالحية الجديدة بل كانت أحد مراكزها َّ َّ الهامة. التونسية غريبة عن هذه املوجة الحديثة .ولم تكن البالد َّ َّ العربية فهي الوحيدة التي لم تشملها حالة التراجع التي مثلت تونس ،خالل القرن التاسع عشر حالة فريدة في ألاقطار َّ َّ التحديثية خالل واليتي عباس وسعيد أملت بمصر بعد وفاة محمد علي باشا سنة 1847وتراجع خلفائه عن سياسته ّ النسبي الذي عرفته سورية ،خالل العقدين الخامس والسادس عشر ،بعد إزاحة ألامير بشير الشهابي الثاني والتراجع ّ سنة 1840ودخول لبنان في حرب ّ شكلت تونس استثناء ًّ عربيا يحاول النهوض وال سيما في مجال أهلية منذ .1860 ّ ّ البلدي سنة ،1858وإعالن عهد املؤسسات الجديدة مثل إلغاء الرق سنة ،1846وبعث النظام التشريعات وبعث عددا من ّ التقدمية ً ألامان سنة ،1857وسن الدستور سنة .1861وقد َّ َّ املثقفين شجعت مجمل هذه إلاجراءات املشارقة على القدوم إلى تونس وإلاقامة بها مثل أحمد فارس الشدياق ( )1887-1804الذي أصدر في تونس كتابه الجريء "كشف املخبأ عن أخبار أوروبا" سنة ، 1864والذي كان يصعب صدوره ًّ ًّ وسياسيا في غيرها من ألاقطار ماديا َّ نظرا لروح ّ العربية ً الحرَّية الجامحة التي شحنت صفحاته. َّ وقد تواصل ّ ّ مجس ًدا في عدد من التشريعات مثل إصدار مجلة ألاحوال املد إلاصالحي التنويري في تونس ّ ّ َّ ّ َّ التونسية الخلدونية ،والجامعة والصادقية، املؤسسات الحاضنة للتنوير مثل الزيتونة الشخصية...وفي جملة من ّ ً َّ ًّ ّ ّ تاريخيا بإزالة منعرجا خاصة بعد ، 2011شكلت هذه السنة واملدني الشامل الذي عاشته تونس الثقافي والحراك ّ الاستبداد والتأسيس للدولة الديمقر َّ ّ ّ اطية ،والانخراط في حراك فكر ّي التطرف والتكلس والتكفير نحو وثقافي ملناهضة َّ ّ التنويرية. والتحرر وبناء شبكة القيم ترسيخ مدارات إلابداع 2
َّ يتضمن التقرير عنصرين رئيسيين: ً أوال ،في بدايات وروافد فكر التنوير في تونس.ً ثانيا ،انعكاسات الحراك التونس ّي على مسارات التنوير. -
-I
في بدايات وروافد فكر التنوير في تونس
ً َّ َّ خالفا للدراسات الاستشر َّ الفرنسية وحملة بونبارت العربية مدين فقط للثورة اقية التي اعتبرت فكر التنوير في البالد ّ َّ الاتصال بالحضارة على مصر ( )1801-1798في إشارة إلى ما اصطلح على تسميته "بالصدمة الحضارية" مع بدايات ِّ
َّ َّ َّ َّ وخاصة منها ألاوروبية التونسية عبر قناتين متداخلتين ومتزامنتين :القناة الغربية ،دخلت الحداثة وألانوار إلى البالد ّ ّ َّ َّ ّ دبلوماسيون الفرنسية (التجار الشرقية (تأثير تجربة محمد علي باشا)1849-1805 ، والرحالة) والقناة واملدرسون وال َّ َّ َّ َّ املشرقية بتونس مثل أحمد فارس العثمانية باإلضافة إلى نشاط بعض النخب الخيرية التحديثية في مصر والتنظيمات الشدياق ومنصور كرليتي ورشيد الدحداح وحمزة فتح هللا. 1
-1أثر التجربة ألاور َّ وبية في التنوير بتونس: ّ ّ ّ َّ التبعية للباب إصالحية ،فقد سعى منذ واليته في التخلص من تزعم املشير أحمد باي (ّ )1855-1837أول محاولة ّ ّ ً يقلد الدول الكبرىّ ، ّ ّ ًّ ألاوروبية ،مسخ ًرا نظاميا على الطريقة مؤس ًسا جيشا الاستقاللية جعلته العالي .وهذه السياسة ً كل جهوده وجهود البالد إلنشاء جيش كثير ّ ّ العدة والعدد .وقد ّ الاستقاللية حيث قرر زيارة فرنسا تنفيذا لسياسته ُاستقبل استقبال ملوك ّ ّ َّ التونسية ،تجاوز أثرها إلاصالحية الدول الكبرى ،وقد كان لزيارته هذه أثر بالغ في الحركة ّ ّ ّ ّ ّ التونسية بالنهضة الفكرية ومس نظام الحكم نفسه .إال أن تأثر الحركة الثقافي، امليدان العسكري ،وبلغ امليدان ّ ألاوروبية أصبح ّ ً ّ ّ ّ وضوحا من تأثرها بالنهضة في املشرق والسيما بعد احتالل الجزائر ،وتأسيس مدرسة إلاسالمي، أشد ّ الحربية ،ورحلة أحمد باي إلى فرنساَّ . ّ وفسر أحمد ابن أبي الضياف انتشار ألامن والعدل بين السكان وإقبال باردو ّ بجد ونشاط ،ومظاهر ّ ّ الت ّ الناس على العمل ّ قدم تعود إلى العقول التي أنتجتها مغذاة بلبان ّ الحرّية ،وناشئة في مهد ألامن .إذن فأساس هذه الحضارة وقاعدتها العمل بمبادئ العدل وإلانصاف واملساواة. ّ النهضويين املتنورين منذ زيارة أحمد باي إلى فرنسا واستقباله من هكذا إذن بدأت بوادر الفكر النهضو ّي في صفوف قبل ملك فرنسا لوي فيليب Louis Philippeوكان ذلك في سنة 1262هـ1846/م .وقد ّ ّ خضم تدعمت هذه النهضة في ّ ّ والتحديات مسفرة عن ميالد فكر تنوير ّي ّ الاجتماعي والسياس ّي متلهف يسعى إلى مواجهة الواقع التناقضات
ً ويبتعد ً التشبث الحرفي بما كان عليه السلف وال ُ ُ ّ يجد ً ّ ّ حرجا في الاستفادة من فشيئا عن شيئا والديني، والاقتصادي ّ ّ ألاوروبية ،ما دامت هذه ألاخيرة قد قامت على أنقاض الحضارات ألاخرى واستفادت من العلوم السياسية التجربة ّ ّ ّ ّ َّ َّ ألاوربية لها دعائمها الفكرية في املمالك التونسية أن الحياة املتنوعة .هكذا إذن اكتشفت النخب إلاسالمية
ّ ّ ّ العملية بين إلاصالحية واملمارسات التونسية :مسارات التحديث بين النظريات 1للمزيد من التفاصيل انظر :مجدي فارح" ،صدى الحداثة وألانوار لدى النخب التقديرية ،رقم ،15منشورات ّ ّ ّ ّ مؤسسة التونسية ،سلسلة الكتب التاريخية 1831و ،" ،"1877ضمن الكتاب التكريمي لألستاذ حسين رؤوف حمزة ،فقيد املدرسة التميمي للبحث العلمي واملعلومات ،تونس ،نوفمبر ،2012ص.ص.358-333 .
3
ّ ّ إلاسالمية وغيرها ،وحصيلة ومؤسساتها ورجالها وأنها ِّنتاج عصور النهضة التي قامت على أنقاض الحضارة ّ َ َ ً ّ ّ مثال ومثلما َّبين الطهطاوي في مصر ّ ّ ثم محمد الجبارة .ف َتط َّو ُر الفكر في فرنسا الفكرية والتطورات العلمية الاكتشافات العقلية املحافظة من ّ َّ املهمات ألاولى لرجال بيرم الخامس في تونس كان نتيجة املكانة التي أصبح عليها العقل .وكان نقد َّ ّ َّ التقليدية واملحافظة. الفكرية النهضة ،وقد تركز على تفنيد املعتقدات التونسية ّ الفكرية في أوروبا َّتتسم بانتشار الثقافة في جميع ألاوساطّ ، َّ َّ وأنها ليست ح ً كرا على أن الحياة أدركت النخب النخبة املُ ّثقفة ،فالصحف واملطابع ّ تعد باملئات وتنتشر في مختلف املدن ،وقد أحص ى املصلح املتنور محمد بيرم ّ ّ الخامس في فرنسا وحدها ثالثمائة صحيفة بين ّ وشهرية ،وفي انجلترا وحدها ثمانمائة وإحدى وأسبوعية يومية علمية كثيرة .ولذلك اقتنع الجميع ّ مشيرا إلى ّ الشعبية ّ َّ َّ ً بأن الثقافة تدعمها جمعيات أن الثقافة وسبعون مطبعة، ّ أضحت ً ّ ًّ ًّ ً الاطالع على وغذاء ضروريا في الحياة شيئا حيويا للفكر ال استغناء عنه ،وبأن «ازدهار سوق العلم» رهين ِّ مختلف املعارف ومختلف الفنون مع املساهمة في تطويرها والحرص على استمرارية ّ التثقف والاستفادة من املعارف املستحدثة. وتعقيدا ّ التونسية آنذاك كانت مقتنعة ّ ويبدو ّ ً ّ َّ وبأن معالجة الضيقة لإلسالم لن تزيده إال غرابة بأن النظرة أن النخب ً ّ َّ املجمدة لذلك هدفت هذه النخب من الجوهرية الشاملة كفيلة بتحديث عديد املفاهيم إلاسالم انطالقا من الصورة خالل انتقاد ّ ّ الوهابيين والدعوة لألخذ باألسباب والحرص على تيسير الشريعة إلى "محاولة فتح باب الاجتهاد" غلو ًّ ّ وضرورة استنباط ألاحكام ّ مط ً إلاسالمية .وقد ّ الد ّ َّ ينية املالئمة لألحوال لتحديث ّ ردا في تطور هذا النزوع تطورا الروح ِّ التونسية ّ ّ ّ ّ َّ الحقل السياس ّي ،فزاوجت النخب املدنية .باإلضافة إلى أثر الوضعية الشرعية وألاحكام املتنورة بين ألاحكام ّ ّ ّ َّ التونسية بما يحدث في ألاوروبية في مسارات النهضة والتنوير في تونس فكثيرا ما تأثرت النخب التنويرية التجربة ّ َّ تحديثية شملت إصالح املجتمع وابتداع الفنون الحديثة مثل الطباعة دستورية وتجارب املشرق من إصالحات والصحافة واملسرح.
َّ املشرقية في التنوير في تونس: -2أثر التجربة َّ إلاصالحية التح َّ َّ َّ َّ ديثية التي عرفتها بلدان التونسية عن رغبتها في النسج على منوال الحركات إلاصالحية عبرت النخب وخاصة مصر التي َّ َّ تعددت َّ َّ املشرق خاصة بعد ظهور الطباعة .وقد وتنوعت قنوات الاتصال بها والاطالع على تجربتها َّ َّ َّ َّ لتونسية إلاصالحية ا والقانونية من ألامور التي وعتها الحركة إلادارية كانت الرغبة في إلاصالح وألاخذ بالتنظيمات ّ والسلبي ً إلايجابي ً ّ ّ ّ ّ والنمو ودافعت عنها بصرف النظر عن موقف الدول حينا آخر. حينا ألاوروبية آلاخذة في التشكل ّ ّ ّ الثقافية تأثرت تونس بازدهار الصحافة والطباعة في عهد إسماعيل باشا ( )1879-1863وقد ازداد هذا التأثر بالحياة في مصر مع قدوم حمزة فتح هللا إلى تونس والذي عمل على ترويج كل ما يصدر في مصر من فكر وأدب على نطاق ّ َّ الثقافية باملشرق وخاصة أحدث إصدارات املطابع وعلى واسع .وقد تميزت جريدة "الرائد التونس ي" بمتابعتها لألخبار ّ الدعائية على أعمدتها لالشتراك بمختلف الصحف الصادرة رأسها الصحف وهو ما يمكن مالحظته من الصفحات خاصة .وقد ّ ّ باملشرق ّ ّ افتتاحية عددها ألاول رحبت بإصدار جريدة "واد النيل" سنة 1867ونقلت عامة وبمصر 4
والتقريظ الذي كتبه عبد هللا فكري في شأنها .2ويالحظ قوة الشبه بين "الرائد التونس ي" و"واد النيل" من حيث ّ الخصوصية لتحريض ّ القراء الاهتمامات واملوضوعات .باإلضافة إلى ذلك كانت "الرائد التونس ي" تنشر بعض إلاعالنات على الاشتراك في بعض املشاريع الثقافية مثل شركة يوسف الشلفون في بيروت وهي نوع من التعاونية للطبع والنشر، َّ وحثت ّ القراء على الاشتراك في كتاب تفسير كما أولت دعاية خاصة لجمعية املعارف بمصر لصاحبها إبراهيم املويلحي َّ املسمى "باب التأويل في معاني التنزيل" املشهور باسم "تفسير الخازن" .كما قامت بنشر إشهار لقاموس بطرس القرآن ّ ّ البستاني املعروف "بمحيط املحيط" .ذكرت فيه أنه "التأليف الجميل العديم العديل ،ألنه جزيل الفائدة ألبناء اللغة العربية ،وعلى الخصوص لكونه جمع شوارد اللغة ّ تفرق منها في َّ وضم شمل ما َّ بقية قواميسها ".3 ّ ّ الثقافي مع مصر ّ ّ ّ والدينية اللغوية خاصة من خالل استيراد تونس لعدد من الكتب أسهمت الطباعة في دعم الاتصال ّ ّ الزيتوني ،وهو ما نلمسه من خالل مراسالت وكالء تونس بمصر ورغبة خير الدين وأنصاره في املقررة في برامج التعليم ّ ّ ّ ّ ّ املؤسسات والعسكرية التي أنجزت في عهد محمد علي لالستفادة منها في بعث القانونية املصنفات الاطالع على
التونسية ّ ّ ومدها الجديدة ،كما نذكر دور صالح مجدي التونس ّي ألاصل وتلميذ الطهطاوي الوفي في متابعة التجربة ّ ّ الصادقية .ونقلت صحيفة "الرائد الثقافي لوكيل تونس بمصر خالل تأسيس املدرسة بالدعم ،إذ صار بمثابة املستشار ّ الفلسفي الوحيد الذي ترجم بإشراف رفاعة الطهطاوي ،وهو كذلك أول التونس ي" كتاب قدماء الفالسفة وهو الكتاب ّ ّ ّ ّ ّ وخاصة تاريخ سقراط اليونانية العربية الحديثة .ويتناول الكتاب تاريخ الفلسفة فلسفي يقع نشره في النهضة نص وأفالطون وأرسطو. والثقافية التأثير ّ ّ ّ ّ البين ،وكان للنهضة التي عرفتها في والعسكرية السياسية لقد كان ملا قامت به مصر في امليادين ّ النصف ّ ّ ّ فاملتأمل في مؤلفات رجاالت إلاصالح الثقافية بتونس، ألاول من القرن التاسع عشر ،صدى بارزا في الحياة ِّ بتونس يلمس بيسر وفي مواطن عديدة من هذه الكتب مدى اهتمام هؤالء بما أنجز في مصر في عهد محمد علي باشا ّ التونسية بازدهار فنون الطباعة والنشر بمصر َّ ّ خاصة وبالد املشرق وخاصة في امليدان الثقافي .وقد أشادت النخب ّ ّ ّ َّ ً تونسيون إلى هذا الجانب عند الحديث عن بعض املؤلفات والترجمات مؤكدين على فكثيرا ما يشير املصلحون ال عامة. ّ ّ ّ خاصة لدى املصلحين التمدن .وقد كان ملحمد علي باشا مكانة أهم ّية املطبعة باعتبارها ضرورة من ضرورات فكريا في حربه ّ ّ التونسيين ،فساندوه ًّ ّ الوهابيين ،وعندما بلغ خبر انتصاره عليهم واسترجاع الحرمين منهم ،أطلقت ضد املدافع بتونس سرو ًرا بذلك النصر. وقد كان إلنشاء أحمد فارس الشدياق ملطبعة ّ عربية في اسطنبول أسماها مطبعة "الجوائب" ونشر فيها تصانيف عربية جليلة مثل الجاسوس على القاموس ،وديوان البحتري ،وديوان الطغرائي ،ورسائل الخوارزمي والهمذاني، ّ ّ التونسيين عالقة تفاعل وأخذ واملثقفين ومنتخبات الجوائب الصدى الكبير في تونس .وكانت العالقة بين "الجوائب" تونسية ّ َّ متنوعة ،فقد نشر كل من الجنرال حسين مقالة حول تحرير العبيد وعطاء .نشرت هذه املطبعة كتابات 2 3
عبد اهلل محزة ،أدب املقالة الصحفيّة يف مصر ،القاهرة ،1950 ،ص.167 .
الرائد التونسي ،عدد .1871 ،10
5
إلاسالمية في السلطة ّ ّ ألنهما كانا يشعران ّ بأهم ّية واملفتي أحمد بالخوجة فتوى حول إلاسالم ومشاركة الطوائف غير عربيا ّ مساهمتها كونها تتجاوز إلاطار التونس ّي ،وتعد" الجوائب" أفضل منبر ًّ يتم من خالله تالقح ألافكار وآلاراء ويحصل الاطالع على عدد من املفاهيم وألافكار الجديدة .ومن أهم ما جاء فيها إلاشهار الثقافي ،وأحسن مثال نسوقه ما قامت َّ َّ الاشهارية حول به من دعاية لكتاب "أقوم املسالك" ،فقد قامت بمجهود كبير تمثل في نشر بالغات الرائد التونس ّي ّ ّ كتاب خير الدين ّ العثمانية الخيرية وكررت ذلك في أعداد متتالية بداية من شهر ماي سنة .1868كما كان للتنظيمات التونسية ،فقد ّ ً ً ّ جميعا مضمون هذه التنظيمات وناضلوا من أجل تطبيق روحها من تبنوا حسنا عند النخبة صدى ّ خالل القوانين التي ساهموا في صياغتها .وتكتسب التنظيمات ّ التونسيين كظاهرة الزمت الفكر أهميتها لدى املصلحين التونسية ضمن ّ ّ ّ ّ ألامة الوطنية إلاصالحي التونس ّي في القرن التاسع عشر ،وهي رؤية لإلصالح تدعم تنمية مفهوم ّ إلاسالمية .
-3التنوير على ّ محك املمارسة
ّ الدستورية: -1-3إلاصالحات ّ من ّ الدستورية في تاريخ تونس الحديثة ما أصدره أحمد باي ،في شأن ّ حرّية إلانسان وذلك بعتق أهم إلاصالحات التدرج في موضوع العتق خالل ّ ّ ست سنوات إذ وقع املنع ابتداء من املماليك سنة .1846وقد صدر هذا ألامر بعد ّ الشرعي على لسان شيخ إلاسالم الحنفي محمد بيرم الرابع ،وكبير أهل الشورى سنة .1841وكانت إجابة املجلس املالكي الشيخ إبراهيم الرياحي باإليجاب .باإلضافة إلى ذلك ّ يعد إعالن عهد ألامان سنة 1857في عهد املشير الثاني ّ ّ والبلدية ،وتنظيم التشريعية محمد باي ،ومحاولة تطبيقه في عهد املشير الثالث محمد الصادق باي بتكوين املجالس باهرا ّ َّ ّ املحاكم ،وإنشاء املجالس ّ ً انتصارا ً التنويرية بعد مض ي عشرين سنة على إلاصالحية والنزعة للدعوة املالية، ميالدها. ّ ُوتعتبر إصالحات هذه الفترة ألاكثر ّ وتتميز باملشاركة تطو ًرا ،في مجال ألاخذ بالقوانين ،وتطبيق أول دستور بالبالد، ّ العملية ،واملك ّثفة ،من طرف الفقهاء املتنورين ،حيث دخلوا في ّ جل مجاالت تطبيقها .وبرز دور الفقهاء خالل هذه ً وضوحا ،من الفترة السابقة ،وذلك ّ ً ّ الفعلية ً ثانيا .وكان عدد الفقهاء بالتأييد أوال ،واملشاركة الفترة ،بمرحلتيها أكثر
العرفية ،وذلك ً ّ ّ املشاركين فيها ً طبقا للقانون ،الذي اشترط أن خاصة في تركيبة مجالس الجنايات وألاحكام كبيرا، ً يكون كل أعضاء املجلس ،عدا الرئيس ،علماء .وعند الانتخاب ُي َّ قدم العالم على غيرهّ . وتم تطبيق ذلك فعال في أغلب ّ ّ الحاالت .وهذا يعني ّ أهم ّية الاعتماد على العلماء في هذا إلاصالح بالذات .فهم وحدهم الهيئة املتعلمة ،والقادرة على َّ الشرعية ،وألامر ال يختلف عنها ً كثيرا إال في مدى فهم فصول القانون ،وطرق فهم ألاحكام ،بحكم ممارستهم للقضايا تطبيقه.
6
-2-3دور الطباعة والصحافة في نشر فكر ألانوار: ّ ّ َّ التونسية وروافد التنوير، الثقافية التونسية من أبرز معالم النهضة تعتبر حركة الطباعة والنشر ،وميالد الصحافة ّ َّ العربية .تعود بدايات التفكير في إنشاء الطباعة بتونس إلى أواخر ألادبية وتجديد اللغة وكان لهما تأثير قوي في الحركة ّ ّ ّ التركية باإلضافة إلى إلا َّ يطالية .يشير العربية واللغة عهد املشير أحمد باشا ( )1855-1837الذي كان متعل ًما يتقن املنصف الشنوفي إلى ّ ّ ّ رسمية بتونس يعود تاريخها إلى سنة 1847في عهد أحمد باي (-1837 حجرية أن أول مطبعة ّ ّ التونسية سنة 1860في عهد املشير محمد صادق باي وبقيت هذه املطبعة هي الرسمية .)1855بدأ العمل باملطبعة الفرنسية بتونس حيث ّ َّ تعددت املطابع بعدها وكثر املطبعة الوحيدة بتونس حتى سنة 1882مع انتصاب الحماية إنتاجها .ولم تكن هذه املطبعة مقتصرة على طبع ما تحتاجه الحكومة بل فتحت أبوابها لنشر كتب التاريخ وألادب والفكر واللغة والحديث .ومن أبرز ما صدر عن هذه املطبعة :جريدة "الرائد التونس ي" سنة 1860وجريدة "الحاضرة ً ّ َّ ّ النقدية التي َّ اهتمت بقضايا النهضة وإلاصالح في البالد املصنفات ألاسبوعية" سنة ،1887فضال عن عدد من َّ َّ العربية بغرض الوصول ألحسن ما عند الطرفين وهما :كتاب "الواسطة إلاسالمية واملقارنة بين أحوال أوربا والبالد ملعرفة أحوال مالطة وكشف املخبأ عن أخبار أوروبا" ألحمد فارس الشدياق سنة 1863ضيف تونس في تلك الفترة، وكتاب "أقوم املسالك في معرفة أحوال املمالك" للوزير خير الدين باشا التونس ي سنة .1867كما أصدرت املطبعة في ّ ّ ً وكتابا عن "سكة الحديد" ،وقد بلغ متعددة مثل "تعليم الضباط" سنة 1865 تونس مؤلفات أخرى تعنى بمسائل عدد الكتب املطبوعة بتونس منذ ظهور املطبعة إلى دخول الاستعمار ( )1881-1860ما يقارب ً 68 كتابا. التونسيين أبرز تقنيات هذا ّ تطور ّ لقد ّ ّ الفن فن الطباعة في تونس بفضل جهود املشارقة الذين أخذ عنهم عدد من مختصة في هذا ّ ً ّ ّ صالحا التونسيين تجهيز الورق وصقله وصبغه حتى يصبح الفن وأتقن عدد من فاشتهرت عائالت خاصة ً عامة والشوام ّ ّ واللغويين املشارقة ّ دورا ً كبيرا في ازدهار فنون الطباعة وظهور للكتابة .كما لعب عدد من ألادباء ّ الصحف ورواج املفاهيم وألافكار الجديدة وتطور أساليب التحرير والتعبير .وقد قام منصور كرليتي بتعليم عدد من ّ التونسيين ّ ّ ً مديرا للمطبعة .لقد َّأدى اطالع رجال فن الطباعة ومن أبرزهم محمد بن حميدة الذي اختاره الشبان أهم ّية الطباعة ودورها في ّ إلاصالح على إصدارات املطابع في الشرق والغرب إلى دعم تفكيرهم في ّ تقدم العالم إلاس ّ المي ّ ّ ّ الغربية .ولذلك نجد رجال إلاصالح يدعون إلى دعم املطابع وتكثيف حركة النشر ويحثون على املدنية إلدراك ركب ّ ّ ّ التجديدية في تونس من خالل مؤلفات أشهر رجاالت إلاصالح في ذلك في مواطن مختلفة من مؤلفاتهم .برزت ألافكار ّ ّ والتاريخية ألادبية النصف الثاني من القرن التاسع عشر .ساهمت الطباعة في ازدهار أعمال النشر والطبع للدراسات ّ وهي من ّ ّ ألاساسية للوعي بالذات والنهضة لدى الشعوب .وتمكن املشارقة بفضل ازدهار فنون الطباعة املقومات ّ ّ الدستورية في تونس وناقشوا أدق تفاصيلها واملبادئ التي ّ تضمنها ميثاق عهد والنشر من الاطالع على أخبار إلاصالحات املشرقية ّ ّ ّ وتوجهاته الكبرى تنحو نحو فصل السلط واملساواة بين أن روحه ألامان ،1857الذي أدركت النخب ّ التونسيين في الفرص والخطط على اختالف مذاهبهم.
7
كما نقلت صحيفة "الرائد التونس ي" في عهد منصور كرليتي توارد أخبار الجمعيات وآلاراء الجديدة في أوروبا مثل أخبار ّ النسائية الناشئة في بريطانيا وتخبر عن الشخصيات البارزة في امليدان الفكر ّي والسياس ّي مثل كارل ماركس الحركة ّ ّ ّ ألاممية والسياسية الجديدة مثل الاجتماعية الذي أوردت اسمه مقترنا بأحداث كمونة باريس .18714وكانت الحركات محل اهتمامها وهو ما يعكس انفتاح آلافاق ّ ّ ّ العم ّ ّ ّ وتعدد مشارب الروسية الفوضوية الية الانترناشيونال والحركات ّ ّ ّ ّ الكونية التي مثلت جريدة إلانسانية ذات السمة النهضة باالطالع على منجزات آلاخر وعلى رواج عدد من املقوالت منبرا ًّ الرائد ً فكريا ًّ حرا يزخر بالنقاشات حولها وحول ما تطارحته مقاالتها من آراء وأفكار جديدة .هكذا كان بإمكان التونسية أن تواكب ّ ّ ّ الخارجي بواسطة جريدة الرائد التي حاول املشرفون عليها أن يجعلوا منها تطورات العالم النخبة أداة تثقيف تخرج ببعض ّ التونسيين املواظبين على قراءتها من الانعز ّ ّ الية الفكرّية ومن اعتبار النصوص املثقفين
اثية مر ً التر ّ جعا لفهم كل ش يء. العربية ،وهي ّ ونشرت جريدة الرائد ّأول ّ ّ قصة سليم البستاني «الهيام في جنان الشام» الصادرة في قصة كتبت باللغة ّ مجلة الجنان عام 1870وقبلها نشرت تلخيص بعض آلاثار ّ ألادبية املشهورة مثل مغامرات دون كيشوت ،وهي من ّ ُ ّ إلاسباني ،ونشرت ً ملخ ً ّ ّ إلايطالي .ونقلت صا لـ«حكاية "يوكاتشيو" من ألادب أيضا أحسن الكتب التي ألفت في ألادب ّ السورية تحت عنوان "تربية ألاوالد" ينتقد فيها محاضرة ألقاها املستشرق "هنري دي فورست" على أعضاء الجمعية ُّ التقليدية في تربية ّ ّ ّ الشرقية ألاساليب الصغار .شاعت بفضل الرائد ألافكار التنويرية التي تحث العرب على تعليم ِّ البنات فنشرت محاضرة بطرس البستاني املشهورة «تعليم البنات» التي كان قد ألقاها في 15ديسمبر ،1849وهي ّأول ّ ّ دعوة لتعليم البنت في الشرق املتوحشة بوضعها لدى الشعوب العربي ،ويقارن البستاني وضع املرأة لدى الشعوب التمدن املرغوب الوصول إليها تقتض ي النهوض باملرأةّ . أن العرب وسط بينهماّ ، املتمدنة فيج ُد ّ ّ ّ ويتبنى محمد وأن حالة الباريسية" 1889فيرى ّ ّ السنوس ي ّ أن الشريعة جاءت بتكليف النساء كالرجال في قضية تعليم املرأة في "الاستطالعات الشرعية وال يقوم واجبها بغير العلم .ومع حركة الشباب التونس ّي بدأ طرح قضية تعليم املرأة ً ّ طرحا سائر التكاليف
عمليا في صورة ّ التونسية في التعليم ،فقد ّ ّ ًّ خصص الصادق الزمرلي محاضرته التي ألقاها بمؤتمر شمال حق البنت خاصة ّ ّ ّ بهن ،تكون العربية لغة التدريس بها على إفريقيا 1907لتعليم البنات املسلمات ،وطالب فيها بتأسيس مدارس ّ أن تستوحى برامجها ،ولو ًّ العثمانية املوجودة بسورية ،كما اقترح انتداب جزئيا ،من البرامج املعمول بها في املدارس ّ ّ ّ ّ التونسيات. متخصصة من النساء سوريات لتكوين إطارات معلمات
4
الرائد التونسي عدد .1879 ،18
8
ّ مؤسسات ومعالم التنوير في تونس -4 -1-4الزيتونةّ :أول محاضن التنوير: يعود تأسيس جامع الزيتونة إلى سنة 79هـ 699/م وهو ثاني أهم الجوامع التي رفعت بافريقية بعد جامع عقبة بن نافع بالقيروان ،لم ّ نعلم ً التاريخية بتاريخ بداية التعليم في جامع الزيتونة وال ُ ّ أيضا متى أصبح هذا تمدنا املصادر ّ وأول نص ُيشير إلى التدريس بجامع الزيتونة يعود إلى عام 603هـ ّإال ّ منظ ًماّ ، أن بعض الباحثين التونس ّيين التعليم
ّ يرجحون أن تكون الزيتونة قد ّأدت ً ًّ تعليميا منذ تأسيسها كما كان شأن املساجد الجامعة في املشرق واملغرب. دورا ُ ً نظاميا ّ ًّ حتى غدا في القرن التاسع الهجري بمثابة املؤ ّسسة بمرور الزمن أخذ التدريس في جامع الزيتونة ّيتخذ شكال ّ ّ ّ ّ ّ الرحال من الجامعية التي لها قوانينها وتقاليدها ومنهجها الدراسية املنظمة وإجازاتها العليا حيث أصبح تشد إليها ِّ العربي ،ول ّ اشك أن ما ّ ّ ُ ّ تشمل مختلف متطورة تميزت به الزيتونة من طرق تدريس ،ومناهج مختلف أنحاء املغرب ّ ّ ّ ّ العلمي للكلمة .لقد شعر خير الدين نفسه أنه إلى جانب والعقلية جعل منها بالفعل جامعة باملعنى النقلية العلوم ّ ّ ّ العقليات وإعطاء صورة واضحة لألشياء ويندرج الديني لتغيير والاجتماعي ال ُب ّد من إلاصالح إلاصالح السياس ّي
َ ساند ُ ّ خير الزيتوني سنة 1292هـ1875/م في إطار محاربة الطرق العتيقة في التدريس ،وقد مشروعه إلصالح التعليم ّ املجددين مثل الشيخ سالم بوحاجب والشيخ محمد بيرم الخامس وضبط قواعد دقيقة لألساتذة والتالمذة. الدين
آنية ،واملدارس التي كانت ّ اهتم الوزير خير الدين بالتعليم الابتدائي فأعاد تنظيم املدارس القر ّ ّ تعد التالمذة وقد ّ الزيتوني ،ونظام الدراسة فيه ،وبذلك دخلت فكرة لاللتحاق بالتعليم الزيتوني .وقد أصدر أوامر إلصالح التعليم ّ استمرت ثمانين سنة بعد خير الدين ،وقد كان لها أنصار إلاصالح والتجديد الهيكل الزيتوني نفسه ،تلك الفكرة التي ّ ً ّ ومعارضون في جميع املراحل التي ّ للتقدم، حافزا مرت بها ،وكانت في بعض ألاحايين والتطور الفكري رغم العراقيل وألاشواك التي وضعها في طريق أنصارها املحافظون منذ عهد خير الدين إلى الاستقالل. ّ ويجمع الباحثون على ّ وإنما ّ أن دور جامعة الزيتونة التعليمي والحضاري لم يقتصر على ّ ُ ّ تعداها التونسية فقط الدولة ّ ّ العربي ،وكان لها دور إلاسالمي حيث تجاوز إشعاعها حدود تونس إلى عموم بلدان املغرب إلى أنحاء مختلفة من العالم كبير في إحياء روح الاجتهاد على يد صفوة من كبار علمائها وعلى رأسهم الشيخ محمد الطاهر بن عاشور وابنه محمد الفاضل بن عاشور ،كما ّ ً مقصدا لطالب العلم الجز ّ ائريين ،وقد ّ تخرج فيها املصلح الشيخ عبد أن الجامعة كانت الحميد بن باديس ،ونبغ من خريجيها الشيخ محمد الخضر حسين الذي نزح إلى مصر ودرس في ألازهر ً خمسا وعشرين ّ َ بتولي مشيخة ألازهر ّ ملدة سنتين (.)1954-1952 سنة ت ّو َج َها ّ ّ التقليدي الزيتوني لكن الجدير باالهتمام في مقاربتنا ملؤسسات ومعالم التنوير في تونس أنه من بين صفوف الوسط ّ ّ ّ إلاصالحية في أيام املشير املتنورين ،وهي ظاهرة ترافقنا منذ عهد الحركة املجددين واملصلحين نفسه ارتفعت أصوات أحمد باي إلى الفترة املعاصرة فلمعت أسماء شهيرة مثل؛ محمود قابادو ،وبيرم الخامس ،وسالم بوحاجب ،ومحمد الحداد ،وأبو القاسم الشابيّ . السنوس ي ،وعبد العزيز الثعالبي ،والطاهر ّ ّ الفكرية الجديدة كانت تسير في إن النهضة ّ التقليدي ،وإن ّ ًّ ّ ّ رسميا ،ثم وجدت لها مركز تزعمها في كثير من مراحلها رجال ينتسبون إليه الزيتوني مواز للوسط خط ٍ 9
ّ ّ ّ ّ ّ التونسية تم الاتصال بين مراكز الثقافة فالخلدونية ،وهكذا الصادقية، نشاط في مدرسة باردو الحربية ،ثم املدرسة الزيتونية .وقد اكتشف ألاستاذ بول البي ّ Lapie ّ ّ أن برامج التعليم املجددين والثائرين في صفوف النخبة الحديثة وبين الزيتوني تحتوي على تدريس منطق أرسطو ،وذكر ّ ّ ّ ّ ألاوروبيين، الحقيقي من السكوالستيك أن العرب أقرب إلى أرسطو ّ مستقلة عن العقيدةّ ، و"أن ّ ّ الدين الذي يقبل أرسطو ُيمكنه أن الزيتونيين إلى دراسة العلوم الحديثة إذ هي ودعا
يقبل ديكارت.5 ّ الصادقية: -2-4املدرسة ً ّ الصادقية سنة 1875لتكوين نخبة مستنيرة تحذق العلوم الصحيحة فضال حرص خير الدين على تأسيس املدرسة النقليةّ ، ودعمها بمكتبة ّ ّ الحربية ّ ّ ّ الصادقية ملواصلة ثم هامة كما وقع إيفاد بعض خريجي املدرسة عن العلوم ّ ُ ّ تجمع بين العلوم النقل ّية الصادقية من أولى ثمرات إصالحات خير الدين فقد كانت الدراسة في أوربا .كانت املدرسة ِّ ّ ُ ُ ّ ّ ّ العقلية وكانت ت ّ ألاجنبية وقد بين الشيخ بيرم أنها أنشئت لتعليم مبادئ الفنون وبين املعارف درس فيها بعض اللغات ّ واملالكي والنحو ّ ّ ّ ّ والصرف وألادب والتاريخ والخط واملعاني الحنفي الشرعية كالقراءة والكتابة والقرآن والعقائد والفقه ّ ّ ّ ّ والطليانية وتعليم الفنون الرياضية كالحساب التركية والفرنساوية وتهذيب ألاخالق والحديث وتعليم اللغات والهندسة والهيئة والجبر والجغرافيا والفلك. ّ ّ ّ ألاوروبية إلى التوفيق بين العلوم والتقاليد الثانوية الصادقية على غرار املعاهد هدف خير الدين باشا من إنشاء ّ ً ّ ّ ّ ّ إلادارية الكفؤة التي سيعهد معهدا لتخريج الكوادر ألاجنبية ،وأرادها العصرية ،وتعليم اللغات إلاسالمية وبين العلوم ً طويال بإرساء قواعدها .ولم َ ّ ّ العصرية مثل يبق تدريس العلوم العصرية ،التي حلم إليها بمهام في نطاق الدولة ّ ّ ّ واللغات ّ ّ ً الصادقية. ألاوروبية بعد تأسيس مقتصرا على املدارس الحية والطبيعيات ،والتاريخ والجغرافيا الحساب، ّ ّ الفكرية الت ّ مباشرا ًّ ّ ً ونسية وقويا بين جيل النهضة ألاوروبية في وجه النخبة ،وأصبح الاتصال وهكذا فتح باب املعاهد ألاوروبية .وقد فتح أبوابها لجميع املسلمين ،وبذلك ّ ّ تم الامتزاج آنذاك بين فئتين اجتماعيتين :فئة مماليك والحضارة ّ ّ ّ التونسية في هذه الفترة ،فقد الفكرية بورجوازية املدن الكبرى .لذلك نالحظ أهميتها في تاريخ النهضة القصر ،وأبناء تم اللقاح وربط ّ ّ ّ الزيتوني مثل الشيخ محمود قابادو ،وأحمد بن أبي الصلة بين أنصار حركة إلاصالح في الوسط ِّ الضياف والشيخ سالم بوحاجب ،وبيرم الخامس ،ومحمد السنوس ي ،وبين طليعة النخبة الجديدة ،ورائدة الحركة ّ ّ ّ ُ إلاصالحية بعد خير الدين .فمن بين صفوف الفوج ألاول من ّ التونسية في الوطنية سيبرز قادة الحركة خريجيها مرحلتها ألاولى.
5
راجع مقال األستاذ بول اليب124.la revue tunisienne, n° 6, 1895, p" ،
10
ّ العسكرية: -3-4مدرسة باردو ّ إن اهتمام أحمد باي ّ ّ يتخرج منها ّ يفكر منذ واليته في تأسيس مدرسة عصرية ّ ضباط جيشه العسكرية جعله بالناحية أوروبيين .وقد ّ حقق ُحلمه هذا في 5مارس 1840ملّا ّ ّ ّ أسس مدرسة باردو العسكرية وعهد النظامي على يد أساتذة ّ ّ وإيطاليين، فرنسيين، بإدارتها إلى املستشرق إلايطالي كاليقاريس ( ،)1871-1808( )Calligarisوجلب إليها أساتذة تخرج عليه الرعيل ّ ّ ّ التونسيين ألاديب الشيخ محمود قابادو .وقد ّ ألاول من النخبة التي وبريطانيين .ومن أبرز أساتذتها
ّ تزعمت إلاصالح في مرحلتها الثانية بقيادة الوزير خير الدين .ومن أبرز تالمذته :خير الدين نفسه ،والجنرال حسين، ويدل برنامج مدرسة باردو على ّأنها لم تكن مدرسة عسكرية بحتة بل كانت مدرسة عسكرية ّ ّ تربوية. والوزير رستم. ّ وهي ّأول ّ ّ العصرية وقد كانت مهد ّأول حركة ترجمة عرفها تاريخ تعليمية احتوى برنامجها على مواد العلوم مؤسسة أن مدرسة باردو لم ّ تونس الحديث .ومن املعروف ّ أسست من أجلها ّ ، العسكرية التي ّ ّ ولكنها تركت ً أثرا تحقق ألاهداف ّ ّ ّ ّ ًّ والفكرية بتونس بتأسيس املدرسة الثقافية التونسية في تلك الفترة .لقد انتعشت الحياة الفكرية هاما في الحياة ّ الحربية التي تعتبر ألاولى في شمال إفريقيا.
11
-5أعالم التنوير في تونس: -1-5خير الدين باشا :الوزير ّ املتنور: ُت ّ ّ ّ إلاسالمي ،فقد سبقت حركة جمال الدين إلاصالحية في العالم عد حركة الوزير خير الدين من أقدم الحركات التونسية .لذلك ّ َّ يعد خير الدين باشا ألافغاني ،والشيخ محمد عبده ،ولكن مفعولها وصداها اقتصر على البالد ًّ تاريخيا املعروف في املشرق بخير الدين التونس ي ( ) 1889-1825أحد أعالم النهضة والتنوير في تونس ،بل هو أبرزهم ّ ّ ومن حيث املساهمةّ ، ّ وعمليا ،في بناء نهضة تونس الحديثة حيث إنه لم يكتف ببث روح اليقظة والنهوض في نظريا ّ ألامة وشحذ عزائم إلاصالح عن طريق نشر الفكر فحسب ،بل ّإنه ّ طبقه على أرض الواقع فأنشأ سنة -1875باعتباره ّ ً ونظم ّ ّ ً تنظيما حديثا، مؤسسات الدولة الصادقية لتعليم الفنون والعلوم الحديثة، رجل سياسة ونفوذ -املدرسة ّ الشرعية ليشمل كل ما ال يخالف ضمن خطة شاملة لإلصالح تدعو فيما تدعو إليه ،إلى توسيع مجال السياسية َّ والسنة ،وعدم حصرها على ما ورد في شأنه ٌّ نص قرآني أو حديث. الكتاب ّ ّ ّ ّ الاقتصادية والتقاليد والحرّية الدستوري ّأما عصارة أفكاره التي وفقت بين الفكر الليبرالي القائم على الحكم ّ إلاسالمية فقد ّ تضمنها كتابه “أقوم املسالك في معرفة أحوال املمالك” الصادر ،1868دعا فيه معاصريه إلى الاستعارة ّ ّ ّ من الغرب من أجل الارتقاء باألمةّ ، ّ يؤدي إال إلى التخلف املزمن .وأن ال غضاضة في الشمولي ال وأن الحكم املطلق
والاقتصاديةّ ، ّ ّ ّ ّ ألنها ال تتعارض في جوهرها مع النظم والاجتماعية السياسية ألاوروبية في املجاالت اعتماد النظم ّ ّ ّ إلاسالمية ،بل ّإنها تتوافق معها بشكل يكاد يكون كل ّياّ ، إلاسالمية .وهو ما جعله وكل نظام له ما يقابله في الدولة تؤسس الدولة على دعامتي الحرية والعدل ّ وتعدد ّ ينادي بأن ّ مؤسسات الحكم ومشاركة “الرعايا”/املواطنين في إدارة ّ إلانسانيةًّ ، توفر وعي ّ ّ ألامة واستنارتها لتطالب بحقوقها ولتضمن مراقبة ملحا على شؤون الدولة واحترام حقوقهم دواليب الحكم ّ لتجنب الاستبداد والانفراد بالحكم الذي ّ يؤدي بالضرورة إلى التفريط في الحقوق .يضاف إلى ذلك حرّية للرأي والكتابة والنشر ،وركن أساس ّي في إرساء الديمقر ّ بحرّية الطباعة بما هي ّ مناداته ّ اطية. -2-5محمد بيرم الخامس :الشيخ ّ املتنور ّ محمد بن مصطفى بن ّ ُولد الشيخ ّ داخلية محمد بن بيرم سنة 1255هـ1840/م في عائلة وجيهة وقد ساعدته ظروف ّ ّ ّ والعلمية؛ فقد سعت أسرته التي اشتهرت بالعلم والجاه إلى تعليمه على أيدي الفكرية وخارجية على نحت شخصيته ّ وألاملاني وال ّ ّ أبرز مشائخ الزيتونة آنذاك .وكان يتكلم باللسان الطلياني والفرنساوي عربي .التقى بيرم الخامس في الشام الصحفيون القادرون ،وفيهم الذين ّ ّ أسسوا بأهل الفكر والصحافة مثل سليم البستاني واليازجي وغيرهما وهؤالء منهم ّ يستقر هنالك ّ واملجالت ،وفي القسطنطينية نزل ً ّ حتى ضيفا على خير الدين باشا الذي أكرم وفادته وما كاد الصحف ّ ّ استقر الشيخ بالقاهرة فسمى ذلك بالطامة الكبرى .بعد ذلك نزل عليه خبر احتالل فرنسا لتونس نزول الصاعقة ً صحافية نشيطة ،فقد ّ ّ ّ مستفيدا من أسس مطبعة مخصوصة به ،وأصدر - ثقافية مالئمة وحركة ووجد فيها بيئة كل ثالثة ّأيامّ ، ّ مرة ّ ثم صارت ّ بالرائد التونس ي -جريدة «إلاعالم» بدفع قوي ،إذ كانت تصدر ّ الصحفية ّ مرة في تجربته 12
ُ ّ ألاسبوعّ ، شهرية .وقد نالت هذه الصحيفة إعجاب خير الدين فقال ّإنها ال تلبث أن تكون "تيمس ()times ثم أصبحت العرب"* . 6
ّ السياسية إلى غياب ّ ّ ّ ّ إلاسالمية التي كانت العربية املؤسسات عن املجتمعات تفطن محمد بيرم الخامس بحكم خبرته ّ الهامشية على ّ ّ ّ ّ ُ الحيوية إلى يد منظمة وتفتقر مختلف املجاالت شتى النشاطات ضحية عصور الانحطاط إذ تطغى ّ ً ً وبطيئا ،بل ّ ً النمو ال تكاد ُتذكر ّ ّ ّ مفكر ،فكان املردود ًّ لخلو املجتمع من إن نسبة والتطور ضئيال ومحدودا، سلبيا وعقل ّ خاويا لم ّ ُ ّ ّ كالسيكيا ً ًّ تطوره السلطة طو ُر َد َو ِّال َيب ُه باطراد .لقد كان نمط الحياة في هذه املجتمعات تلك املؤسسات التي ت ِّ ّ ّ ّ الحيوية ،ومن هذا املنطلق َّبين الشيخ الحربي على حساب غيره من الجوانب العثمانية التي صرفت عنايتها إلى الجانب ْ التصرف فيها ّ ّ بيرم ضرورة زرع ّ ّ ّ ّ ّ حتى تدوم وتؤ ِّتي والسياسية مع إحكام قتصادية والثقافية والا الاجتماعية املؤسسات ُ أكلها. ّ ساتي الذي قام به خير الدين باشا خير تجسيم ملا كان ّ لقد وجد الشيخ بيرم في إلاصالح ّ املؤس ّ يتمناه ،وقد تفطن خير ّ فمكن الشيخ بيرم من تركيز بعض ما كان يطمح إليهّ ، فأس َ س أول مستشفى في تونس على غرار الدين نفسه إلى ذلك؛ وانكب على إصالح إدارة ألاوقاف وتكوين ّ ّ عمالها وتنظيم مصاريفها في املجال املستشفيات التي رآها في إيطاليا وفرنسا، ْ ّ ُ ّ ّ نظ َ ّ ََ للمؤسسة ّ ّ املتمثلة في الصاد ّ الت ّ ّ ّ قية ،وكان عليمية مين والاجتماعي الديني وإلانساني فن َما دخلها ،كما كان ِّمن أول امل ِّ الاستشارية لترسيخ املسار السياس ّي ّ ّ املدعم بالقوانين في البالد. من بين املشتركين في املجالس كما ّأنه ّ تجرأ على إلافتاء في مسائل أحجم عن الخوض فيها عديد فقهاء عصره ،وهو الذي بارك موجة التنظيمات املدنية التي َّ ّ املصرية َّ ّ الوضعي ،ولئن كان ّ ّ وطعمها بالقانون جل شيوخ سنها مدحت باشا ،كما حاول تطوير القوانين وأنها رجس من عمل الشيطان ،فقد كان الشيخ بيرم ُي ّ عصره يعتبرون املوسيقى من وسوسة إبليس ّ حقق في هذه خصوصا ّ أن املوسيقى قد ّ ً ُ تعددت فيها آلاراء وغاب عنها القول الفصلُ .ويورد بيرم ،في ويميل إلى تجويز ذلك املسألة ً ّ ّ خصوصا الترفيهية ميل إلى تجويز الاستماع إلى هذه الوسيلة إطار حديثه عن آالت الطرب وسماعها ،شواهد تدل على ٍ ُ إذا ق ِّص َد بها تنمية ذوق إلانسان وملكاته.
املؤرخ ّ ّ املتنور -3-5الشيخ أحمد بن أبي الضياف (ِّ :)1874-1802 ّ ّ ّ العلمية ،في أوساط معاصريه في تونس. مؤرخ مشهور وصاحب كتاب "إلاتحاف" ،اتفقت املصادر على التنويه بمنزلته كان ّ ينوه بمواقف رجال الشرع ،التي تقاوم الظلم والفساد كإعجابه الشديد بشيخه الرياحي ،في مواقفه الشجاعة، َ زمن أحمد بايّ . ومما ُع ِّرف عن الشيخ في كتاباته تشهيره باالستبداد والحكم املطلق ،ومناداته بضرورة تقييد أيدي ّ دورا ّ الحكام .وقد لعب ً متمي ًزا في تفسير عهد ألامان وتطبيقه على أرض الواقع ،وهو خير من كتب عن هذا القانون ّ وبالرغم من أنه عمل في قصور البايات ّ وعن أوضاع البالد زمن تطبيقهّ . ملدة طويلة وصاحب ثالثة منهم ،فإنه لم
*6شبّه خري الدين جملّة اإلعالم باجمللّة االنكليزية Times
13
َ ّ الحادة لهم .من مؤلفاته" ،إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد ألامان في ثمانية يتوان عن توجيه ِّس َهام النقد أجزاء" ،و"رسالة في املرأة" ،و"مجموعة رسائل إلى صديقه خير الدين". ّ ّ ّ ملخ ً ّ أسس ابن أبي الضياف موقفه النظري الرافض للملك املطلق باالستناد إلى فحوى صا الخلدونية ،فأورد النظرية ً ّ مطوال ألراء ابن خلدون في هذا الشأن ،وانتهى إلى إنكار الحكم املطلق؛ ألنه نوع من الحكم يستأثر فيه بامللك ملك غير ً ً ً مخالفا للشرع والعقل ،ويستدل على مخالفته مطلقا معصوم ،اعتبر صاحب إلاتحاف هذا النوع من الحكم ملكا
مقدمة كتابه ّ للعقل بما يفض ي إليه هذا الحكم القهر ّي من الفتن وانعدام ألامن وخراب العمران .واعتبر في ّ أن التونسية هو املُ ْل ُك املُ َق َّي ُد بدستور ويمكن اعتبار هذا املبدأ ّ ّ املؤسس أو الجذر الذي الشكل السياس ي الصالح للبالد تنبثق مجمل آ ائه ّ ّ املستبد -يعني أال املتصلة بنظام الحكم ،فأن تتمركز السلطة في يد حاكم فرد -وهو شأن امللك ر ِّ ّ الخاصة .وأظهر ابن أبي الضياف مزايا الحكم املقيد بقانونَّ ، ّ وبين تخضع تلك السلطة إال لدافع الشهوة واملصلحة ّ أدلة وجوبه ً شرعاًّ ، ّ ّ إلانسانية. والحرّية واملساواة والكرامة ملحا على املبادئ التي يقوم عليها كالعدل ّ ً ً متعاطفا مع جماهيرها املتظلمة من نير الاستبداد موقفا كما أبدى أحمد ابن أبي الضياف من ثورة 1864في تونس، ّ ّ ّ ّ مسؤولية املوقف بتكثيف الابتزاز رف فيحمل ،في تاريخه ،الباي الاقتصادي؛ السياس ّي وهول الاستغالل الضريبي في ظ ٍ ّ ّ معتبرا ّ ّ ّ ّ ً والاجتماعي هو بدوره نتيجة من الاقتصادي أن التخلف الاقتصادي، كان السكان يأملون فيه انفراج الوضع نتائج الاستبداد السياس ّي؛ فالقهر الذي يزاوله الوالة وجباة الضرائب على سكان ألارياف والبواديّ ، حجة على صواب ّ ّ ّ ّ والثقافي باالستبداد والظلم السياسيين .ومن ّثمة كان إلاصالح السياس ّي والاقتصادي الاجتماعي رأيه في تعليل التأخر ّ ّ في مفهوم ابن أبي الضياف ّ ّ ّ الاقتصادي والاستبداد السياس ّي. الاجتماعي ومحاربة الحيف أشد الاتصال بالعدل متصال ّ -4-5محمد الطاهر بن عاشور :التنوير التربو ّي والاجتماعي ّ ّ العلمية بحفظ القرآن ومجموعة من املتون أندلسية ألاصل ،ولد باملرس ى سنة 1879وبدأ حياته ينتمي إلى أسرة ّ ّ والعربية .نشأ هذا الشيخ في الابتدائية ،ثم التحق بجامع الزيتونة ،ودرس علوم الشريعة ومبادئ العلوم في املرحلة ّ تعلم على كبار العلماء بجامع الزيتونة خالل فترة اهتمام أحمد باي بالتعليم والعلماء بالجامع ألاعظمّ ، ثم بيت علم، ّ ّ ّ تصدر للتدريس بالجامع ّ لخطة القضاء بالحاضرة وهو صغير ّ السن ،وباشر الخطة بالعدل وإلانصاف .وقد ترك وعين ِّ ّ لنا الشيخ ابن عاشور ً املؤلفات ّ القيمة منها: عددا من ِّ تفسير التحرير والتنوير .ّ إلاسالمية. مقاصد الشريعة النظر الفسيح عند مضايق ألانظار في الجامع الصحيح.ّ كشف املغطى من املعاني وألالفاظ الواقعة في املوطأ.14
ّ الاجتماعي في إلاسالم. أصول النظام أليس الصبح بقريب.ّ ّ َّ ّ ّ وله عدد ّ الزيتونية" ،ومجلة "مجمع اللغة الدوريات واملجالت والصحف ،مثل؛ "املجلة مهم من املقاالت في بعض ّ ّ ّ إلاسالمية" .يعتبر محمد الطاهر بن عاشور ق ً طبا العربية" بدمشق ،ومجلة "املنار" ،وجريدة "النهضة" ،ومجلة "الهداية ّ ّ التجديدي ،وتقودنا دراسة أفكاره في نفس السياق إلى التركيز على عنصر التعليم وهذا ال يعني الديني من أعالم الفكر البتة عدم الوعي باإلصالح الشامل الذي كانت تتطلبه حياة املجتمع في كل مستوياتها والذي سنتطرق له ً تباعا في متن ّ ّ ّ التربوية البن عاشور من خالل آثاره في حرصه الشديد على اجتناب التقليد إلاصالحية التحليل .وتتجلى الرؤية ّ اللذين ّ ّ ّ خيما إسالمي واجه به التقليد والجمود عقلي والجرأة على الخوض فيما أحجم عنه شيوخ عصره وفق منهج ّ ّ ّ ّ واملنهجيات ،وحث مجتمعه على مواكبة مسيرتي التجديد والتحديث .تمكن محمد الطاهر والذهنيات على العقليات ّ الزيتوني في فترة توليه مشيخة جامع الزيتونة .من ذلك بن عاشور من إدخال عديد إلاصالحات املهمة في نظام التعليم ّ مختصين. إدراجه ملواد جديدة للتدريس كالفيزياء والكيمياء ،وانتدب لتدريسها أساتذة ّ ّ والصادقية ذات "التعليم العصر ّي" دور فاعل في التقريب بين التأصيلي" كانت لتجربته في جامع الزيتونة ذات "املنهج ّتيارين ّ ّ فكريين؛ ّتيار ألاصالة في الزيتونةّ ، الصادقية .لقد استطاع أن يجمع بين الفكر الد ّ يني النظر ّي وتيار املعاصرة في ّ التطبيقي وذلك بمؤلفاته التي جاءت ّ ّ ومتنوعة في ّ ّ ّ املعرفية من جهة جل الاختصاصات ثرية إلاصالحي والفكر إصالحيا ً وأقر َّ ً ًّ جريئا في جامع الزيتونة وفروعه من جهة أخرىَّ ، بأن التعليم التونس ّي في حاجة إلى مشروعا وبتطبيقه مراجعة ّ ّ وتقويمية تهدف إلى إصالح أسسه ومضامينه وأساليبه قصد تكوين أجيال جديدة من الشباب ،كما نقدية ّ حتما عبر إصالح التعليم؛ َّ يمر ً أن إلاصالح الشامل ألوضاع البالد ّ ألن هذا الخيار يضمن ديمومة الوعي والعمل ّ ّ الزيتوني في كتابه " أليس الصبح الصالح ،وث ّبت الشيخ أفكاره املتعلقة بالشأن التربو ّي وبمبادئ إصالح التعليم ّ بقريب" حيث َّ ّ تربوية محكمة مراقبة من قبل حدد فيه مواطن ضعف التعليم الزيتوني ،فأشار إلى انعدام خطة علماء عارفين بحاجات الزمان وغايات العلوم ً نظرا إلى الروح ال إلى الجثمان ،بعيدين عن متابعة السفاسف ،خبيرين بما أصاب مزاج التعليم من العلل. الاجتماعي من وجهة نظر ّ ّ ّ كما كان ملحمد الطاهر بن عاشور توجه فكر ّي دينية؛ حيث اعتبر في كتابه إصالحي في املجال الاجتماعي أحد ّ ّ ّ أهم ساحات إلاصالح على أساس مبادئ وقيم إلاسالم. الاجتماعي في إلاسالم" أن امليدان "أصول النظام ّ الاجتماعي امتداد غير معلن للعمل الذي بدأه الشيخ عبد وإن كان هذا التفكير حول مقاصد الدين على الصعيد العزيز الثعالبي في تأكيده "الروح التحررية في القرآن" ،وهو كذلك ينخرط في سيل املحاوالت الفكرية التي جاءت في ّ تأخر املسلمون ّ وتقدم غيرهم "لشكيب أرسالن ،وكتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط املسلمين" ألبي حسن كتاب" ملاذا ّ الاجتماعي في إلاسالم" الندوي .عمل محمد الطاهر بن عاشور من خالل كتابيه "مقاصد الشريعة" و"أصول النظام ّ إلاسالمي إلصالح شأن الفرد واملجتمع وذلك من خالل عودته إلى ألاسباب املساهمة في على إبراز وتأكيد أهلية الدين رقي املسلمين في املرحلة ألاولىّ . ّ إلاصالحية على إبراز ّ أهم ّية إصالح شأن الفرد ودور هذا أسس بن عاشور نظريته 15
َ ً وفاعال إلصالح املجتمعّ " : إن املجتمع البشر ّي أو ّ مدخال ًّ إلاصالح في أن يكون ألامة عبارة عن مجموعة من الناس حيويا ً متوقفا بادئ ألامر على إصالح ألافراد ،فإذا صلحت هي كل ملتئم من أجزاء هي ألافراد .فال جزم كان إصالح املجتمع حصل من مجموعتها الصالحة مجتمع يسوده إلاصالح
"7
ً تسامحا في حرية الاعتقاد لكن داخل سياج إلاسالم ّ الس ّني " فللمسلم ومن عالمات التنوير عند ابن عاشور أنه يبدي وصحة املناظرة ّ ّ ًّ ًّ أن يكون ًّ تميز ما في هذه النحل من مقادير الصواب أو أشعريا ( )...وقواعد العلوم سلفيا ،أو سنيا
الحق والباطل ،وال ّ أحدا " .8وهو بهذا الرأي يحاول وضع ّ نكفر ً الخطأ أو ّ حد ملا عرفه املسلمون من فتن على امتداد املذهبية ،والاختالفات بين الفرق كالصراع بين ّ ّ السنة والشيعة ،أو الخالف بين املعتزلة تاريخهم بسبب الانتماءات ّ ّ ويؤكد مفهوم التسامح باعتباره قيمة من القيم التي َّ إلاسالمية. تأسست عليها الرسالة والخوارجِّ ،
ّ وإذا كانت فكرة انغالق باب الاجتهاد سائدة عند أغلب املتأخرين فإن ابن عاشور على خالفهم يذهب إلى وجوب الاجتهاد لحاجة ّ ّ ّ الشرعية ،واقترح على علماء " هذا العصر " إلاسالمية إلى علماء فقه الشريعة لإلمداد باملعالجة ألامة أن ّ ّ علميا ُّ مجم ًعا ًّ يكونوا ّ الشرعية " في كل قطر على اختالف مذاهب املسلمين في ألاقطار، يضم " أكبر العلماء بالعلوم ّ ألامة ،ويصدروا فيها عن وفاق فيما يتعين عمل ّ ويبسطوا بينهم حاجات ّ ويعلموا أقطار إلاسالم ّ بمقرراتهم9 ألامة عليه، ّ يؤكد ضرورة ّ النص والواقع و يعتبر بما يحصل في التاريخ من ّ ّ سد الفجوة بين تطورات ،ولعله بمثل هذا الرأي ِّ ّ ّ وتحوالت تقض ي بضرورة استنباط أحكام ملا يحدث و تجذر منهج إلاصالح و التدارك. ً ًّ كما حاول محمد الطاهر بن عاشور في خصوص َّ إسالميا ّ تحر ًّريا ،ضمن كتابه "أصول مفهوما قضية املرأة أن يعطي خصوصا َّ ً ّ ّ َّ ّ التونسية تحت تأثير الثقافية قضية املرأة طرحت بإلحاح في الساحة وأن الاجتماعي في إلاسالم"، النظام التحر ّ ّ ّ ّ الغربي لإلسالم من ناحية أخرى .ويبني بن ري في شأنها من ناحية ،وتحت تأثير النقد الاجتماعي تنامي الوعي ّ ّ ّ ّ ّ النقدي التوجه السجالي؛ أي أنه ينطلق من عكس ما يطرحه لقضية املرأة وفق نفس املنهج الفكرية عاشور رؤيته ّ ّ البشرية ،وإن أخطاء املسلمين املعاصرين أو الذين عايشوا ليقر بأن إلاسالم هو أول من عمل إلى تحرير املرأة في تاريخ ّ ً ّ ّ إلاسالمية؛إذ أنها تشكل انحرافا بالنسبة الدينية فترة انحطاط إلاسالم ال يجب أن تسحب على جوهر الدعوة ّ للمشروع ألاول ،كذلك يتساءل الشيخ " ...كيف نعزل املرأة عن إلاصالح ً جانبا وهي أحد صنفي البشر ،وهي متولية ّ تربية ألابناء الذين بهم بقاء إلانسان؟ فهي إذن غرس جذور ألاخالق فاضلها وسافلها .فبقاء املرأة منحطة الفكر ّ َّ ألاهلية لتربية أوالدها تربية كاملة ولسياسة بيتها على وغارقة في الجهل إبقاء لها في حالة منحطة وكذلك يسلب منها الوجه ألاكمل ،ويسلب ألامة الانتفاع بصنف كامل من البشر ...
7
حممد الطاهر بن عاشور " ،أصول النظام االجتماعي يف اإلسالم " ،ص . 43
8
نفس املرجع ،ص . 172
9
حممد الطاهر بن عاشور ،مقاصد الشريعة اإلسالمية " ،ص . 141
10
حممد الطاهر بن عاشور ،أصول النظام ،...مصدر سابق ،ص . 95
16
"10
-5-5محمد الفاضل بن عاشور :التنوير الشامل التونسية ً ّ ّ ّ ّ سابقا ،وهو رجل من رجال الجمهورية الزيتونية ومفتي إلاسالمي الحديث ،عميد الكلية علم من أعالم الفكر ّ َّ ّ مت ً عصر النهضة ،وإن كان التكوين الفكر ّي ملحمد الفاضل بن عاشور العلمية التقليدي فإن ميوالته سما بالطابع ّ والثقافية سمحت له بأن يكون ّ َّ ّ ّ ً والثقافي ،كما أننا نستشف من خالل الاجتماعي ومناصرا لسبل التحديث متفت ًحا ّ ّ ّ إلاسالمي ومناهج تفكيره مع الحفاظ العربي مؤلفاته وأعماله فكرتين استشكاليتين ،تدعو ألاولى إلى تحديث العقل ألاساسية ،والثانية إلى ألاخذ عن ّ العربية وإلاسال ّ ّ ّ مية. تقدم الغرب منهجه ومبادئه النافعة للمجتمعات على منطلقاته ّ َّ العامة ،ضمن كان ملحمد الفاضل بن عاشور ميل للنشاط الجمعياتي والثقافي حيث انخرط مبك ًرا في الحياة ّ ّ ّ ّ ّ والصادقية .انحاز الشيخ إلى املبدأ إلاص ّ الحي مبكرا الخيرية الخاصة والجمعية والاجتماعية املنظمات والنوادي ألادب ّية ً ّ إلاصالحي الذي صاغه محمد عبده القائم على مبدأ عميقا ،كما أنه كان صريح التناغم مع فلسفة املشروع واعتنقه
ّ ّ كمقدمة ض ّ ّ وأولوية لباقي حلقات ومجاالت إلاصالح الشامل، رورية أولية الاعتناء بالعلم ونشر التعليم وتجديد الدين ّ ّ ّ والسياسية املتمثلة في النضال من أجل تحرير البالد إلى جانب ألاطراف الفكرية هذا باإلضافة إلى تزعمه النزعة لعربية وبخ ّ السياسية ألاخرى ،مع التأكيد على ضرورة الانتماء إلى العروبة وإلاسالم واملساندة املطلقة للقضايا ا ّ ّ اصة ً ّ ّ الفلسطينية .وقد انتخب ّأول رئيس لالتحاد العام للشغل سنة 1946وذلك اعترافا بالجميل لهذا الرجل القضية الذي ساهم بنضاله بقسط كبير في تأسيس هذا الاتحاد.
ّ ّ الزيتونية دون التطرق للعالم محمد الفاضل بن عاشور حيث ال يمكننا الحديث عن إلاصالح التربو ّي لدى النخب ّ املتعلقة بالشأن الاجتم ّ ّ ّ اعي والواقعي الذي صبغ كتاباته املوضوعي يجمع كل الذين درسوا حياته وأعماله على املنهج ّ ّ ّ ّ التربوية التي اعتبرها أهم أعماله " فإني ال أنكر أن امليدان التدريس ّي هو ومهامه والديني والتي اتسمت بها دروسه ّ ًّ ّ ّ الثقافي والتربو ّي حيويا إلقحام البالد والاجتماعي يشكل مدخال أعلق امليادين بالنفس" ،حيث رأى أن إلاصالح ً َّ ّ ّ للتحرر الوطني ،كذلك نراه يساهم سنة 1946في تأسيس معهد وطريقا التونسية في مسار النهضة وإلاصالح الشامل ّ ّ وإسالمية املجتمع التونس ي .وبموجب رؤيته للعمل ّية إلاسالمية الذي كان يرمي نشاطه ألاصلي إلى تأكيد عروبة البحوث ّ َّ ة،اهتم محمد الفاضل بن عاشور بمسألة إلاصالح التربو ّي -طوال حياته – وما من شك من أنه تأثر في ذلك إلاصالحي بأفكار والده محمد الطاهر بن عاشور التي ثبتها في مؤلفه " أليس الصبح بقريب " ،ال ّ سيما وأن إلاصالح التربو ّي ّ ّ ّ ّ يخص الجانب السياس ّي. وثقافي كمدخل لإلصالح الشامل الذي اجتماعي يشكل أحد مداخل وسائل انجاز إصالح وقد برزت مسألة إصالح النظام التربو ّي وإثرائه كإحدى أهم القضايا التي شغلت بال محمد الفاضل بن عاشور ّ ّ حيث نراه يسعى إلى تأسيس معهد الحقوق قضية تعصير العربي سنة ،1946وإن فشل هذا املسعى فهو يطرح ووطنية ّ ّ ّ تحققت على أرضيتها بعض إلانجازات ّ ّ املهمة ،فهو سياسية الزيتوني وبإلحاح ،وساهم في جعلها مسألة التعليم ّ ّ الخلدونية ومعترف بها في الجامعة العربية سنة 1947ضمن معهد من ناحية نجح في إحداث شهادة الباكالوريا ّ ّ ّ الزيتوني في الالتحاق بجامعات الدول العربية للمشرق ،وبفضل هاته العربية في املشرق ،ليفتح املجال أمام الطالب
17
َّ تمكن طلبة الزيتونة من استكمال ّ ّ ّ ّ وإلاسالمية وبين العربية الثقافية بالجمع بين دراسة الحضارة عدتهم إلاجراءات ّ ّ ّ العربية . القومية التي هي اللغة العصرية بأداة الثقافة الدراسة العقالنية ّ ّأكدت أعمال الشيخ محمد الفاضل بن عاشور َّ ّ ّ املقاصدي للشريعة وملفهومه حددت املفهوم أن عقيدته ً ّ ّ ّ مهوسا بها .واعتبر الشيخ أن إلاسالمية التي كان العربية الشرعية ،كما أنها كانت أساس مفهومه للنهضة للحكمة يمر ً ّ تجديد الدنيا والدين ّ العقلي لدى املسلمين كقاعدة ملالئمة الحياة مع الدين على أساس مقاصد حتما عبر الاجتهاد ّ وتشكل العقالنية قاعدة ّ فكرية للمصالحة بين املسلم وأحكام الشريعة ألنها تساعده على اعتبار مصالحه الشريعة، على أساس مشروعيتها ونفعها .كما انخرط الفاضل بن عاشور منذ مطلع شبابه في النضال من أجل إصالح التعليم نقدية ّ مقرر مؤتمر طلبة شمال إفريقيا املنعقد بتونس سنة 1931فدافع عن رؤية ّ وتقد ّ الزيتوني ،حيث أنه كان ّ ّ مية ّ الفكرية ألهداف إلاصالح املنشود الذي يهدف إلى تغيير برنامج التعليم والنهضة بأساليبه بصورة تالئم الحياة ّ مؤك ًدا أن يكون ّ مدرس الغد غير ّ مدرس اليوم ،وتلميذ الغد غير تلميذ اليوم في الروح والاستعداد ،كما الجديدة، ّ انتقد ّ ّ استنتاجي تطبيقي أو املقرر أساليب التدريس التي كانت تعتمد على طريقة إلالقاء املحض مجردة عن كل عمل ّ العلمية ،وال يتمرن فكره ً ّ ّ ّ وحرية النقد العلمي أبدا على إلانتاج من جهة التلميذ(الطالب) ،فتتعطل كافة مواهبه والابتكار. ّ ّ ّ التعليمي الزيتونيين من أجل إصالح النظام واملدرسين وقد أصبح محمد الفاضل بن عاشور ملهم نضال الطلبة ً ّ ّ مجددا ً ّ وخاصة بعد تعيين محمد الطاهر بن عاشور رئيسا للمدرسيين()1944 خاصة بعد املؤتمر العام بالزيتونة ّ يحتل محمد الفاضل بن عاشور مكانة ّ ّ وخصوصية مميزة ضمن تيار مهمة ملشيخة الجامع ألاعظم وفروعه (.)1945 والوطني التونس ّي ،ال سيما وأنه يتموقع ضمن الفصيل الذي اعتبر َّ َّ ّ إلاصالح التنوير ّي أولوية إلاصالح تكمن في أن الاجتماعي والثقاف ّي والتربو ّي ّ ّ ّ املجتمعي والسياس ّي الشاملين . املؤسس لظروف التغيير العمل ِّ -6-5الطاهر ّ الحداد :املصلح الاجتماعي ّ املتنور ولد الطاهر الحداد سنة 1899بتونس .زاول دراسته الثانوية والعالية بالجامع ألاعظم ،نشر العديد من املقاالت ّ ّ التونسية كصحيفة "ألامة" و"مرشد ألامة" و"إفريقيا" ،وكان من الرواد ّ النقابية املهمين للحركة الجريئة في الصحف ّ وأصدر كتاب " ّ النقابية" سنة ،1927الذي صادرته إدارة ألامن فور صدوره، العمال التونسيون وظهور الحركة ّ التقليدية ًردا على نشر كتابه "امرأتنا في الشريعة واملجتمع "سنة ّ ،1930 ّ واتهموه باإللحاد والزندقة وكفرته الجهات ّ العلمية ،كما طالبت هذه الجهات بمنعه من ّ امللةّ ، ّ ّ وتم منعه من حقه في الزواج وبإخراجه من وجردوه من شهاداته ّ وألفت كتب عديدة ناقدة إياه من قبيل " الحداد على امرأة الحداد " و"سيف ّ الحق على من ال يرى الحق". العمل . ّ ّ ّ وتحد الوطنية في جرأة التعليمي بالبالد التونسية وما أفرزه من نتائج ال تخدم املصلحة انتقد الطاهر الحداد الوضع ٍ واضح لنمط التفكير السائد حول التعليم القومي .فقد كان الطاهر الحداد ً ً صارما ملا آل إليه التعليم بسبب ناقدا ّ ّ التعليمية التي حصرته في دائرة الجمودً ، مستقبلية وعدم داعيا إلى ضرورة تبني إصالحات عميقة وفق رؤية السياسة 18
ّ ً اهتماما ً الرنانة والتباكي على ألاطالل .كان الطاهر الحداد في كل ّ كبيرا في دفع حركة مرة يظهر الاكتفاء بالخطابات ّ العقل والتنوير في كل موضوع يعالجه في مختلف مؤلفاته؛ إذ تحمل دعوات صريحة لإلصالح والتجديد والتنوير ّ ّ ّ ّ والاجتماعية والتي تعيق ّ تحرر الفكر وتخلصه من والفكرية النفسية والتحرير وعقلنة العمل والكفاح وكسر القيود ّ ّ وعقلية الاستسالم والخنوع . املرضية؛ كاألوهام والشعوذة ألاعراض املتشدد ،فنظر إلى إلاسالم من حيث هو دستور اجتماعي نظرة ّ ّ ّ متفتحة التقليدي هكذا وقف الحداد في وجه التيار ّ ّ ّ ّ ّ ّ ّ ّ النص املتمسكين بظاهر ألاصوليين املتحجرين من فتحدى بها مستقبلية سابقة لزمانه بربع قرن، حركية اجتهادية والتقليد دون الغوص على جوهر العقيدة وال مقتضيات العصر ،فجهر بحقائق أثارت غضبهم وأبرزت القطيعة التي وتطور الزمان ،وبذلك ّ ّ تحدى الجامدين من الفقهاء في العديد من املناسبات كما في قوله تفصلهم عن واقع الحياة من كتابه "امرأتنا في الشريعة واملجتمع" " ...ولكن أين نحن من القرآن فقد نسخنا نوره بأقوال الجامدين من فقهائنا على أقوال من تقدمهم
. 11"...
-7-5الشيخ محمد السنوس ي :الشاعر ّ املتنور: ّ ولد سنة 1850في عائلة وجيهة تقلب أفرادها في عدد من الخطط والوظائف السامية .تتلمذ على يد سالم بوحاجب ّ ّ الحجازية"" ،الاستطالعات التونسية"" ،مسامرات الظريف"" ،الرحلة ومحمود قابادو من أهم كتبه "خالصة النازلة الباريسية" التي ّ ّ خصصها لتلخيص مشاهداته عن رحلته إلى باريس .اعتمد محمد السنوس ي على الشعر في وصف
نتائج العلوم والعرفان بأوروبا ،وينوه في قصيدته "الفريدة في املخترعات الجديدة" ،بالعلوم واملعارف وبعصر آلاالت ّ البخارية التي ّ ّ ّ صيرت البعد ً الحديدية البلدان ّ قربا ،وبذلك ّ وتسبب وسهلت الصادرات بينها والواردات قربت السكة نمو العمران في بالد العالم ،وكل ذلك بفضل الاختراعات كما ّنوه ّ ذلك في ّ بالتيار الكهربائي وفوائده.
ّ ّ ّ ّ ّ املتوسعة املتحفزة الغربية التونسية على دقات طبول "الصدمة الحضارية" ،صدمة الحضارة استفاقت النخب ّ ّ القوة ّ تدعمها ّ ّ العلمية التي أفرزها عصر ألانوار ،لتتعطل بوادر التنوير والفكرية وتذكيها جذوة من الفتوحات املادية ّ لتتحرر إلارادات والعزائم بعيد وتنكمش زمن الاستعمار الفرنس ي ،وما طرحه من استراتيجيات هيمنة وتدخل ،ثم ّ السياسية التي انطلقت شرارتها الاستقالل ،ولكن الذي أعاد "ألامل" في استمرار حركة التنوير وإلاصالح ،التغييرات ً مجددا عن بناء الدولة الديمقر ّ ّ والحرّية والعدل كجوهر الفعل التنوير ّي. اطية الضامنة للكرامة من تونس ،وتبحث
11
الطاهر الحداد ،امرأتنا في الشريعة واملجتمع ،ص . 73
19
-IIانعكاسات الحراك التونس ّي على مسارات التنوير -1عناصر التنوير في دولة الاستقالل ّ -1-1التنوير املؤنث وتحرير املرأة:
ّ ّ ّ الشخصية الجمهوري على إصدار مجلة ألاحوال حرصت دولة الاستقالل قبل إلاعالن عن النظام ّ نموذجا ،ألهم ً ً ّ العربية .اعتبرت ثورة على عددا من التشريعات والقوانين في املنطقة أغسطس ، 1956التي شكلت ّ ّ ّ ً ّ ّ القانونية بمثابة إلاصالحية ،لتكون هذه املجلة إلاسالمي وألافكار أحكاما جمعت بين الفقه بتضمنها التقاليد السائدة أهمها إلغاء ّ التونسيةّ . ّ تميزت بمجموعة من إلاجراءات ّ ّ عدلي تعدد الزوجات ،13وإقرار الطالق بحكم دستور ألاسرة إمكانية ّ ّ ّ ّ الزوجية إال في املحكمة ،كما يمكن للزوجة طلب الطالق، فك الرابطة صلحية ،وعدم بعد املرور بمرحلة 12
في 13أوت -
بمعنى كل قرين له ّ الحق في الطالقّ .أدت مراكمة التشريعات املناصرة لح ّرية املرأة إلى مناخ فكر ّي منفتح وإلى تحسين ّ ّ ّ وإلايجابية. حركية املجتمع وتمكين "نصف املجتمع" من أسباب الفعل الاجتماعي وتيسير اندماجها في املناخ ّ وينص القانون التونس ّي أن الزوج هو رئيس العائلة ولكنه يربط هذه امليزة بواجب إلانفاق ،وفي املقابل حذف القانون منذ سنة 1993واجب طاعة الزوجة لزوجها ّ وعوضه بمبدأ التعاون بين الزوجين على تسيير شؤون ألاسرة وحسن ّ تربية ألابناء وتصريف شؤونهم .كما يمنح القانون التونس ّي ّ ألام الحاضنة صالحيات الوالية فيما يتعلق بسفر املالية ،أصبحت ّ املحضون ودراسته والتصرف في حساباته ّ أهلية املرأة كاملة ،فيمكنها أن تبرم جميع أنواع العقود
ّ ّ املالية .اعتبر خيار تنوير املرأة وتحريرها من ربقة ّ القانونية واملعامالت ّ ّ الدونية التقليدية والنظرة املكبالت والتصرفات ً مالئما لنمو عناصر ّ ّ ً ّ قوة ومناعة صلب إلاصالحي والتنوير ّي في تونس ،فقد أتاح مناخا والتمييزية أيقونة املسار املجتمعّ ، تطورت بوضوح من الكوطا إلى إقرار قانون التناصف الذي ّ ينص على التناصف الكامل بين الرجال والنساء ّ ّ ّ والجمعياتية وفي السياسية الانتخابية ،وساهم ذلك في تعزيز مشاركة املرأة بصفة فاعلة في الحياة في القائمات ّ املدني. 14 أنشطة املجتمع ّ التحتية للتنوير: -2-1التعليم البنية ّ يعد إصالح التعليم من أهم املسائل التي اشتغلت عليها الدولة ّ الفتية ورأت فيه جوهر مشروعها التنوير ّي والتنمو ّي. وطني ّ ّ ّ استثمرت بشكل هائل في التعليم ،وعملت على إرساء نظام تربو ّي موحد وعصر ّي ،لقناعة عميقة لدى تعليمي املشرفين بأن التعليم ّ ّ قوة تار ّ الفاعلية لنشر الثقافة يخية تعمل على تغيير العقليات والواقع ،وأنه قناة شديدة الوطنية .لهذا ّ انية ّ خصصت تونس قرابة % 17.96من امليز ّ ّ العامة للتعليم ،وسعت إلى نشر التعليم في كامل البالد 12
ّ لالطالع على فحوى املجلة ،الرابطwww.e-justice.tn/.../code_statut_personel_ar_01_12_2009.pdf:
13لم تكن املجلة خارج مسار إلاصالح التنويري التونس ي منذ الصداق القيرواني الذي تشترط فيه الزوجة عدم الزواج بامرأة ثانية معها ،وعرف املجتمع التونس ي مع نهاية القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر حركية كبيرة مع الشيخ سليمان الحرايري املغمور والطاهر الحداد املشهور. 14في دراسة نشرها مركز البحوث والدراسات والتوثيق وإلاعالم حول املرأة سنة ،2013بينت أن من بين 224جمعية شملتها الدراسة هناك 1837امرأة في هيئاتها املديرة.
20
ّ إجبارية التعليم ّ ّ الداخليةّ ، ّ ومجانيته للجنسين .أكد قانون وتم إقرار وأنشأت مدارس في القرى وألارياف واملناطق ّ ّ وسد الحاجات وطنية إلدارتها 1958على الفعل التربو ّي القائم على املحتويات بغية تونسة إلادارة بتكوين إطارات ّ ّ تدريجيا الاعتماد على الفرنسيين وانتشر التعليم بصفة كبيرة في البالد ّ ًّ وتطورت نسب التمدرس وتقلص امللحة للدولةِّ . بقطع النظر عن ّ ّ سن املتمدرس أو جنسه ،وتراجع مستوى ّ ّ ّ وتحسن املستوى والاجتماعي (رسم رقم 1و الثقافي ألامية .)2 رسم رقم ّ :1 تطور نسب التمدرس في تونس
رسم رقم :2تراجع نسب ّ ألامية في تونس
ّ ّ َّ ً والوطنية لدى الطالب (التالميذ) ،وشرع في ألاخالقية تدعيما للتربية تم الاشتغال على تنمية البعد التربو ّي في البرامج، والتقنية ،لتشمل حركة التعريب امل ّ ّ ّ ّ واد الطبيعية بالعربية كالرياضيات والعلوم تعريب التعليم وذلك بتدريس العلوم ّ الاجتماعية ،ومواد التاريخ والجغرافيا بكامل مرحلة التعليم الثانو ّيَّ ، وتم تعريب تدريس الفلسفة في أواسط ّ امية ّتتصل بالثقافة ،حيث ّ ّ التربوية لتشمل موضوعات إلز ّ يقدم التعليم ألاساس ّي السبعينات .وتتسع املنظومة اسية؛ ّ الثقافية خارج املناهج الدر ّ ّ تضم املسرح ،والرقص ،واملوسيقى ،ونوادي والثانو ّي تشكيلة واسعة من النشاطات السينما وألادب. ّ ّ ألاساسية ،مثل ّ ّ ّ التعليمية املتتالية مجموعة من الحقوق الحق في التعلم ،وجعلت من ضمانه لقد أكدت إلاصالحات ّ ومحط اهتمامها ،كما ّ ّ ّ عمومي تنهض به مجانية التعليم ،فالتعليم مرفق رسخت تونس لجميع أبنائها رأس مشاغلها ً ّ َّ َّ َّ مطمحا بل إجبارية التعليم ،فلم تعد في تونس التربويةّ .أما أساسية من قواعد املنظومة الوطنية وقاعدة املجموعة 21
واقعا ّ ً يتحتم صيانته ودعمه ،وإذا كان هذا املكسب مدعاة لالعتزاز ،فإنه ال يخفى علينا تحديات الجودة والارتقاء بمنظومة التعليم إلى أفضل النتائج ،وهو ما شرعت فيه تونس بعد 2011من الانخراط في مشروع إصالح التعليم في مختلف مستوياته ،من حيث الغايات وفلسفة التعليم وتغيير املناهج والحرص على تجذير قيم التسامح واملواطنة والعقالني .لقد سرت ً ّ ّ ّ ّ فوقية ال روحا جديدة في مسار إلاصالح التربو ّي برفض كل إصالحات النقدي والهوية والفكر ّ ّ املدني والجمعيات ّ ّ ّ التحسن مؤشرات التعليم في تربوية.15 تعتمد منطق الشراكة مع الفاعلين ومع املجتمع واستمرت ِّ َّ ّ ّ التربوية أي ارتخاء أو انفالت ،ظلت املؤسسات بالرغم من ألاوضاع الصعبة واملضطربة(جدول رقم )1ولم تشهد ً التونسية وللمجتمعّ ، َّ ّ الاجتماعي بامتياز وتعزيز حظوظ أبناء ألاسر الفقيرة في تجويد وآلية الارتقاء املعرفة هدفا للعائلة ّ ّ الاجتماعي ،كانت من نتائجها توسيع قاعدة الطبقة الوسطى لتمثل حوالي ثلثي املجتمع. مستواهم ّ مؤشرات ّ ّ ّ إلاعدادي والثانو ّي في تونس جدول رقم 1بعض العمومي تطور التعليم ّ املؤشرات
1997- 1998
1987- 1988
2012-2013
2007- 2008
التالميذ
437604
833372
1069585
908600
نسبة الفتيات()% ّ املدرسون
43.1
50.2
53.2
53.9
22373
36528
71386
73490
املدارس
436
888
1294
1386
اعتبرت ملحمة التعليم في تونس حجر الزاوية في كل ّ عملية تثقيف وتنوير وتحرير للعقول من الخرافة ،ويمكننا القول أريحية ّ بأن التعليم ساهم إلى ّ ّ ّ ّ ّ ّ الثقافية ملختلف والاجتماعية والقيم والنفسية الفكرية حد كبير في تحديث البنى بكل ٍ املتنوعةّ . ؤسسات الدولة وهياكلها ّ شرائح املجتمع ،كما ساهم في تطوير م ّ ّ تعد تجربة النظام التربو ّي التعليمي التونس ّي
ّ ّ املجتمعي ،تجربة جديرة باالهتمام ،ومثل التعليم ألاداة ألاكثر نجاعة في إعادة صياغة في عالقتها بالتنوير والتحديث ّ املرجعية على أساس مبدأ املواطنة وقيم التسامح والانفتاح ونبذ الانغالق .لهذا فإن التنوير يحتاج قيم املجتمع ّ ّ تطويرية ترتقي باملناهج مع متطلبات القرن الواحد باستمرار إلى أرضية خصبة من مدارس تنبض بالحياة وبروح والعشرين بإدماج مهارات الحياة ،حيث ال ينفصل التعليم عن الثقافة ،وال ينقطع التنوير عن التربية؛ فالتربية في حاجة إلى محيط ثقافي تنوير ّي يدعم ترقية ألاخالق العامة وتنمية بناء الفرد/إلانسان /املواطن. ّ الثقافي وشبكة التنوير: -3-1املشهد أساسيا من ّ كانت الثقافة ّ ّ ًّ ّ العمومية مع الوطني ما بعد الاستعمار ،تعاطت السلطة مكونات عملية البناء مكو ًنا ّ ّ ّ ّ ّ ّ التطور مكمل لخطة أوسع البشرية ،والنظر إلى كموجه للتعليم وبناء قدرة املوارد الثقافة الثقافي على أنه عنصر ِّ ِّ ّ ّ للتنمية ،وكدعامة في تعزيز التماسك الاج ّ الثقافية في نهاية الخمسينيات، الخاص بالسياسات تماعي .انطلق بناء إلاطار ّ ألاساسية 15من بين الجمعيات "الائتالف املدني إلصالح املنظومة التربوية" و"التحالف املدني من أجل التعليم" و"شبكة التربية والتكوين والبحث" ،من مطالبها إحداث مجلس أعلى للتربية وصياغة ميثاق وطني للتربية.
22
ّ ّ ُ ّ ّ ّ الاجتماعية في جميع أنحاء البالد .تشكلت السياسة الامكانيات لنشر الثقافة لكل السكان ولكل الفئات وس ِّخرت كل ّ الثقافية خالل تلك املرحلة وفق ثالثة محاور ،وهي إضفاء الطابع الديمقر ّ اطي على الثقافة ،إعادة تأميم الثقافة ،وال ُ ُّ ّ ّ وتضمنت إعادة مركزية الثقافة .كان الهدف من إعادة التأميم هو إعادة إدماج وتثمين رموز الثقافة والتراث التونس ّي، ّ التأميم إدماج املاض ي التونس ّي وألادب املعاصر في البرنامج التربوي 16ودعم النشر وتشجيع املؤلفين والشعراء ُّ ّ ّ ّ الوطني بتشجيع التنقيب الثقافي التونسيين عن طريق تنظيم املؤتمرات ومهرجانات ألادب ،إضافة إلى تثمين التراث ّ القرطاجية واملواقع التي تعود إلى القرون الوسطى. والبحث في املواقع ُ ّ ّ بتدائي والثانو ّي .وظهرت أندية دخ َل تعليم املوسيقى والرسم ضمن مناهج التعليم الا ففي وقت مبكر من الستينيات ،أ ِّ ّ الجماعي والسينما بكثرة في َّ ّ مؤسسات التعليم منذ أواخر السبعينيات .في نطاق الخطة املسرح واملوسيقى والغناء الشعبية الذي طورته مراكز محو ّ الوطنية ملحو ّ ّ ّ ّ الثقافية ً جزءا ًّ ألام ّية مهما من برنامج الثقافة ألام ّية ،كانت النشاطات جميعا بأنها أدوات ّ ً تربوية ،فاملسرح (دار الشعب) .لقد وصفت املسرحيات واملؤتمرات ،والنقاشات وعروض ألافالم ّ ّ ُ الفاعلية .اتجهت التغيرات ألاساس ّية اعت ِّبر وسيلة قوية لنشر الثقافة ،إلى جانب كونه وسيلة تعليمية شعبية شديدة ّ ّ ّ الثقافية في التونسية نحو الالمركزّية بمفهوم يقترب أكثر من عدم تركيز العروض والهياكل الثقافية في السياسة ُّ ّ الرئيسية في البالد ،وعن طريق بعث َّ ّ ّ ّ الوطني للتواصل الوطني للتراث ،املركز مؤسسات جديدة (املعهد العاصمة واملدن ُّ ّ ّ ّ واملتوسطية ،وكالة تطوير التراث وتشجيع الثقافة) .لكن مقابل نشر الثقافة وإحداث العربية الثقافي ،مركز املوسيقى ُّ ً ّ ّ ّ ّ مباشرا على املستوى الاستر ّ ً آلاليات احتكرت أجهزة الدولة ألامور تشريعي اتيجي واملا ّلي وال تدخال الثقافية وتدخلت فيها ّ ّ والتنفيذي ،مع رقابة ّ َّ ّ مضادة خارج الفنية .لم يمنع ذلك من بروز ثقافة إدارية مكثفة على املطبوعات واملنتجات ً وضوحا عن ثقافة املعارضة سيطرة الدولة ترفض هيمنة ثقافة الدولة-الحزب على الشأن الثقافي ،كان التعبير ألاكثر ّ التسلط والقمع ّ هو املسرح ،حيث ّ ًّ وتندد بغياب ّ الحرّية وكبت إلابداع ،من خالل املحاكاة ضمنيا قدمت أعمال تنقد ِّ ّ ّ ّ القمعية ،برز تيار ّ الثقافي. مضاد ومعارض للدولة واحتكارها الشأن ثقافي الساخرة للسياسة ّ ّ ّ ّ ّ الثقافية وبعث املؤسسات هيكلية مكنت بالخصوص من تنظيم عديد الثقافي بعد الثورة إصالحات شهد القطاع ّ تم بالتوازي مع مضاعفة ميز ّ والفنية ،كما ّ ّ ّ ّ ّ انية الدولة ألادبية وامللكية مرجعية وتقنين حماية التراث مؤسسات تدعمت بفضلها مجاالت إلابداع ّ مهمة ّ ّ ّ ّ املخصصة للقطاع ،تنفيذ مشاريع وبرامج ّ الثقافية ألاساسية وتعززت البنية ّ آليات حديثة للنهوض بالثقافة .وأثمرت جملة الاصالحات التي ّ وتم إرساء ّ والجهويةّ ، ّ تم إقرارها والبرامج الوطنية ّ واملشاريع املنجزة تطورا ّ لجل املؤشرات ذات الصلة (جدول رقم .)2
16مثل أبو القاسم الشابي وابن خلدون.
23
ّ جدول رقم ّ 2 ّ الثقافي تطور بعض مؤشرات الحقل 2006
2017
2011
عدد ألافالم الطويلة املدعومة من الدولة
06
08
12
عدد ألافالم القصيرة املدعومة من الدولة
14
20
25
ّ املوسيقية املدعومة من الدولة عدد إلاصدارات
12
27
30
ّ عدد أروقة الفنون التشكيلية
66
87
97
عدد املتاحف
34
49
53
عدد املواقع واملعالم ّ ألاثرية املفتوحة للزيارة
36
48
53
عدد دور الثقافة
204
209
219
ّ العمومية عدد املكتبات
368
386
395
ّ املتجولة نسبة تغطية املناطق الريفية باملكتبات
75
85
90
كما ّ ّ ّ انية الثقافة من 0.6باملائة من امليز ّ تطور ميز ّ وتوسع العامة للدولة سنة 2001إلى 1باملائة سنة ،2011 انية ّ ّ الثقافية عبر حذف التراخيص وتعويضها بكراسات الشروط وإقرار الثقافية وتشجيع املشاريع الاهتمام بالصناعات ّ ّ الثقافي .وساعدت نسائم ّ الحرّية حوافز وإعفاءات والحط من ألاداء على القيمة املضافة في املواد الداخلة في إلانتاج الثقافي التونس ّي بتحرير ّ ّ ّ ّ الوطنية 17وبيت الحكمة ومركز املرجعية على غرار دار الكتب املؤسسات في تفعيل املشهد ّ ّ ّ الوطني التونس ّي .18على الرغم من الوطني للتراث واملسرح واملتوسطية ومعهد تونس للترجمة واملعهد املوسيقى العربية ّ ّ ّ ّ الثقافية الكبرى في مواعيدها ،منها الثقافي على التظاهرات ألامني الذي عاشته البالد ،حافظ املشهد دقة الوضع ّ ّ السياسية. إلادارية أو مهرجان قرطاج 19ومهرجان قرطاج السينمائي 20مع تحريرها من عوائقها
ّ الوطنية على رصيد مهم~ من الكتب ّ ّ يقدر عددها بحوالي املليون كتاب ،باإلضافة إلى حوالي أربعين ألف مخطوط ،و 16ألف عنوان دورية، 17تتوفر دار الكتب ّ ّ ّ البصرية والخرائط والتصاميم وألامثلة وغيرها. السمعية وتضم أرصدة من الوسائل ّ املرجعية في تونسُ ،اعتبر التأسيس حدثا بارزا و ّ ّ ّ حقق الكثير من الانتصارات سواء تعلق ألامر الثقافية 18أنش ئ املسرح سنة ،1983يعتبر أحد أهم املؤسسات ّ باإلنتاج أو بالترويج .أنتج عشرات املسرحيات التي تحصلت على جوائز عربية ودولية ،واتسمت هذه ألاعمال بتنوع املضامين وألاشكال والرؤى التعبيرية ،ومن ّ ّ ّ مسرحية" متخصصة وهي "فضاءات إلانجازات الكبرى للمسرح الوطني تأسيسه أليام قرطاج املسرحية سنة ،1983كما أصدر املسرح الوطني في الفترة ذاتها مجلة ّ ّ ّ ّ املسرحية وساهمت في التنوير والتوعية والتثقيف. الفكرية مؤلفين فنيين هما "دروب" سنة 1992و"أزهار الستار على الجدار" التي أثرت الساحة ّ ّ ّ والعاملية ،استقبل منذ تأسيسه أبرز الفنانين العرب مثل فيروز وأم كلثوم وماجدة الرومي ومارسيل خليفة. وألافريقية العربية 19يعتبر من أهم املهرجانات واستضاف فنانين عامليين مثل ألفا بلوندي وجيمس براون وداليدا وشارل ازنافور.
24
ّ ّ ّ ّ السياسيةّ ، ّ الثقافي الى ضغوطات من تعرض املشهد املتحركة ،وتكثف الاهتمامات باملسائل السياسية رغم ألاوضاع ّ ّ إلارهابية ،في هذا املناخ نفهم أن الاستمرار في تنظيم املهرجانات وتدعيمها ومتشنجة ،مع الضربات تيارات محافظة ّ املتوترة .ورغم ّ إبداعية و ّ ّ ّ أولويات البناء السياس ّي ،لم ّ فنية يحل ذلك دون بروز مبادرات مهم جدا في تلك السياقات ِّ ّ ّ والحرّية ونبذ العنف والتحاور ورفض التمييز والدفاع عن كرامة إلانسان أينما كان .فقد فتحت تؤكد على قيم العقل ِّ ّ ّ ثورة الياسمين الباب أمام انتعاشة ثقافية على وقع "نسائم" ّ الحرية ،ورفعت الغطاء عن املبدعين ،فبرزت عشرات بعيدا عن سيف الرقابة "وتكميم ألافواه" .وتناولت ّ اميةً ، واملسرحية والدر ّ ّ عدة إنتاجات فن ّية ألاعمال السينما ّئية ّ سياسية تفاصيل ما عاشه الشعب التونس ّي في الفترة التي سبقت اندالع شرارة الثورة ،ومحاكاة ملا رافقها من ظواهر ّ ّ ّ فتحررت الحقول وثقافية .وظهر جيل جديد من املثقفين لهم نظرة جديدة في إلانتاج واملوضوعات، واجتماعية ّ الثقافية كما ّ تحررت الكلمة ،تناولت قضايا الهجرة والعنف والبطالة والفساد إلادار ّي والتمييز الجهو ّي(...جدول رقم3 و.)4 ّ السينمائية بعد 2011 جدول رقم 3عينة من عناوين ألاعمال املخرج
العنوان الربيع التونس ّي
رجاء العماري
ال خوف بعد اليوم ّ على حلة عيني
مراد بالشيخ ليلى بوزيد
سبعة ونصف
نجيب بالقاض ي
صراع
املنصف بربوش
الطياب
أنور الحوار
"ثورة غير درج" (ثورة إال 5دقائق)،
رضا التليلي
تالة حبيبتي
مهدي الهميلي
كلمة حمراء
إلياس بكار
ارحل
محمد الزرن
غدوة حي
لطفي عاشور
زيزو
فريد بوغدير
شط السالم
سارة عبيدى
زينب تكره الثلج
كوثر بن هنية
ّ 20 ّ ّ إلافريقية ال يزال يعقد دوراته بانتظام .وهي إحدى ثالث تظاهرات العربية تأسس بمبادرة من الطاهر شريعة سنة ،1966أقدم مهرجان سينمائي في البلدان ّ ّ ّ إلافريقي وا ّ ّ لعربي. فنية تستكمل بعضها ،وهي أيام قرطاج املوسيقية وأيام قرطاج املسرحية ،ومنذ سنة 2015أصبح املهرجان يعقد سنويا مع املحافظة على الطابع
25
ّ املسرحية بعد 2011 جدول رقم 4عينة من عناوين ألاعمال املخرج
العنوان التابعة
توفيق الجبالي
العنف
الفاضل الجعايبي وجليلة بكار
ثنايا القمر
فتحي العكاري
ثورة الياسمين
فتحي العكاري
تسونامي
الفاضل الجعايبي وجليلة بكار
إبراهيم الثاني
محمد منير العرقي
بالتو
غازي الزغباني
حين رأيتك
صالح الفالح
برج لوصيف
الشاذلي العرفاوي
ألهاكم التكاثر
نجيب خلف هللا
ّ واملؤسسات الداعمة للتنوير: -1-3-1تحرير الهياكل ّ ّ ّ تأسيسية والتنظيمية كإصالحات التشريعية شرعت وزارة الثقافة خالل سنة 2013في إنجاز عدد من إلاصالحات ّ والشمولية والاستمر ّ ّ ّ ّ للمؤسسات القانونية ارية الالزمة ،تهدف إلى تطوير املنظومة عملية إصالح العمق تمنح كل ّ ّ ّ ّ التصرف املالئمة التي تؤهلها ملواكبة التطورات التي يشهدها القطاع املرجعية قصد تمكينها من آليات الثقافية ّ ّ ّ واملؤس ّ ّ ّ والتشريعية على وجه الهيكلية ساتية وببرامج عملها .شملت إلاصالحات التنظيمية الثقافي وترتقي بقدراتها
الثقافية ،فضال عن عدد من ّ ّ ّ ّ ّ الثقافية املرجع ّية املؤسسات والجهوية املعتنية باملسائل املركزية الخصوص ،الهياكل وبعض القطاعات ّ الفنية والتي يمكن حوصلة أبرزها فيما يلي : ّ ّ ً ّ ّ ● تطوير التنظيم إلادار ّي للتوجه الرامي إلى دفع تكريسا الجهوية للثقافة املندوبيات واملالي وطرق تسيير ّ ّ الثقافية. الالمركزية ّ ّ ّ ّ التونسية لحقوق املؤسسة الثقافية الداعمة للثقافة وللفكر التنوير ّي ،منها املؤسسات ● إحداث شبكة من ّ ّ الوطني للسينما والصورة. املؤلف والحقوق املجاورة ،واملركز ّ ّ والفني ،خارج البحث عن الوالءات. ألادبي ● ضبط شروط وطرق تدخل صندوق التشجيع على إلابداع ّ ّ ّ جهوية تشجع على املطالعة على غرار "ربيع الكتاب التونس ّي" ،وتظاهرات ثقافية جديدة ● بعث تظاهرات مثل" 24ساعة مسرح" بالكاف ،مهرجان "ربيع املسرح املحترف بصفاقس" ،مهرجان "نيابوليس الدولي ملسرح ّ ّ الدولي ملسرح الطفل بتونس ،مهرجان الربيع الدولي ملسرح الطفولة ،مهرجان الطفل" بنابل ،مهرجان أكودة ّ ً مسرحا". لفن العرائس ،وتظاهرة "الشعب يريد 26
ّ ّ الثقافي ،نشير إلى مقارنة في مجال النشر مثال ،فقد ّ لكي نفهم الفارق تعرضت حركة النشر قبل النوعي في املشهد الثورة إلى عديد التضييقات ،وأحصت ابطة ّ الكتاب ألاحرار ،حظر 10كتب في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، ر ّ وتطور ًّ وأكثر من 50بين كتب وصحف وروايات في فترة حكم بن علي .بعد الثورة ّ جزئيا عدد دور تحررت الطاقات، ّ النشر ،حيث ارتفعت بنسبة % 15أي ارتفع عددها من 120دار نشر قبل 14يناير إلى 150دار نشر تغطي كل ًّ ّ ً سنويا بزيادة .% 70عرفت تونس خالل السنوات الس ّت تقريبا .وارتفع عدد العناوين املطبوعة التونسية الواليات ًّ ّ التونسية ،من بينها ً 202 التي تلت الثورة ،صدور ً 288 ّ ّ العربية و 86مؤلفا كتابا باللغة كتابا تعلقت مضامينها بالثورة
أجنبية ،عرفت كتب الثورة في تونس ذروتها في سنة 2011بصدور 103كتب ّ تتوزع بين ً 62 َّ كتابا باللغة بلغات ّ العربية وً 41 ّ ّ أجنبيةً ، علما أن مجموع املؤلفات املنشورة بشكل عام في تونس بين سنتي 2010و،2016 كتابا بلغات ّ العربيةّ . إصدارا من بينها حوالي 8آالف ً ّ ً تصدرت تونس قائمة البلدان التي أصدرت مؤلفات كتابا باللغة يفوق 10500 ّ ً كتابا من ضمنها ً 148 العربي بـ ً 235 ّ َّ ّ أجنبية .وتتعلق أهم عنوانا بلغات العربية مقابل 87 كتابا باللغة حول الربيع
ّ املضادة ّ املواضيع املطروحة في مختلف هذه الكتب بالثورة والانتقال الديمقر ّ وحرّية التعبير، اطي ،وإلاعالم والثورة ّ ّ ّ ّ (اقتصادية، السياسيين ،ودراسات حول فترة ما بعد الثورة خاصة باملساجين والالجئين فضال عن مذكرات وتراجم مواضيع ّ َ ّ ّ ّ ّ الديني ،إلى جانب بالتطرف متصلة سياسية ،بطالة وتشغيل ،) ...كما طرحت بعض إلاصدارات اجتماعية، ّ ّ ً التونسية. أشعارا حول الثورة تتضمن صدور كتب َّ ألادبية املختلفة ،حتى صرنا نسمع ّ شهدت تونس ّ َّ أن هذا تطو ًرا في إصدار الكتب ،تجلت في ارتفاع عدد إلانتاجات ّ ّ مؤلفه مر ً ا وتكر ً ا ،وصرنا نرى محاوالت للنشر هنا وهناك في ّ شتى مجاالت املعرفة املؤلف أو ذاك أعاد طباعة ار ار ّ ّ ّ والفن ،بسبب مناخ ّ ألادبية مقص الرقيب .وكشفت التجارب حرّية التعبير ،وسهولة نشر الكتب ،وغياب وألادب ّ ّ النوعي ،وعن إضافات على مستوى املعجم اللغو ّي املعتمد أو على مستوى التقنيات والروائية عن نوع من التراكم ّ ّ الخارجية الفنية أو على مستوى املوضوعات ،كسرت تقريبا كل التابوات وتجاوز كل املعيقات السابقة أو الرقابة ّ ّ السردية ّ سماها البعض والذاتية .أصبح بإمكان ألاديب التونس ّي أن يكتب في كل ش يء ،وظهرت موجة من الكتابات بأدب السجون ،أغلبها حكايات املساجين في عهد بورقيبة وبن عليّ ، ّ السردية بعمقها (جدول رقم .)5 تميزت الكتابات ّ جدول رقم ّ 5 الروائية بعد 2011 عينة من ألاعمال املؤلف
عنوان الرواية ماكينة السعادة
كمال الزغباني
الطلياني
شكري املبخوت
أشواك وياسمين
حسونة املصباحي
جحر الضب
نورالدين العلوي
سنوات البروستاتا
الصافي سعيد
عواطف وزوارها
الحبيب السالمي
كوازكي
توفيق بن بريك 27
الغوريال
كمال الرياحي
جرحى السماء
أم الزين بنشيخة
انتماء
لطفي السنوس ي
ّ التكنولوجيات الحديثة مثل مكتبة وال يفوتنا إلاشارة إلى بعض املكتبات التي تساهم في حركة التنوير وتعتمد ّ "املعز" باملنزه ومكتبة "الكتاب" بشارع بورقيبة وغيرها كثير. "آرليبيريس" بقرطاج ومكتبة "ألف ورقة" باملرس ى ومكتبة
ومن الواضح ّ أن اعتماد هؤالء الكت ّبيين على التكنولوجيا الحديثة (مواقع واب ،وصفحات فايسبوك ّ )...بوأهم موقع الريادة وأعطاهم ً تم تحريرها من قبضة التوظيف والهرسلة إلاد ّ ّ والفكرية التي ّ ّ ّ ارية الثقافية سبقا .ومن بين الهياكل واملضمونية ،سنشير باختصار شديد إلى بعض ّ ّ ّ ّ الثقافي: املرجعية في املجال املؤسسات ّ الدولي للكتاب: ▪ معرض تونس ّ ّ ًّ ًّ ًّ سنوية كبيرة للكتاب سنويا منذ سنة ،1982وهو مكتبة وثقافيا ،ينظم تجاريا يعتبر معرض تونس للكتاب فضاء ّ ّ التونسية من الثقافة ،يحرص املعرض من خالل دوريته وفاعلياته على العمل أن يصبح الكتاب تمثل زاد العائلة ً ّ اليومي .مثل معرض الكتاب في تونس فرصة لتجسيد مبادئ ّ ّ الحرّية التي ُرفعت شعاراتها، املواطني جزءا من السلوك ّ مقص الرقيب ،واستقبل كل دور النشر بما فيها التي كانت ممنوعة وفتح أبوابه للجميع بدون استثناء ،ومنع استعمال ّ العربية ّ حرّية في تقديم الكتب وبيعها ،ال يوجد إقصاء ألي عنوان في تونس في فترة بن علي ،وهو من أكثر املعارض ّ العربية بعد الثورة؛ إذ ال يمكن منع أي كتاب إال عن طريق القضاء ،وهذه ميزة في معرض تونس دون املعارض ألاخرى. ّ املجمع التونس ّي للعلوم وآلاداب والفنون (بيت الحكمة): ▪ ً ّ ّ العربية ،وتجميع مواردها ،والعناية أساسا بتطوير علوم اللغة املجمع أنشئت بيت الحكمة سنة ،1983يهتم هذا ّ ً ً ّ ّ ّ ّ ً وتهتم بيت الحكمة بترجمة املؤلفات والحضارية لتونس. الثقافية الخصوصيات ونشرا ،لترسيخ وتحقيقا بالتراث بحثا ّ ألادبية أو ّ ّ ّ ألاجنبية إلى العربية والعكس ،وتساهم في العناية بالتراث في الفنية من اللغات العلمية أو ذات القيمة الفنية في ّ ّ شتى الاختصاصات .وباإلضافة مجاالت البحث والنشر وتأليف املعاجم واملوسوعات ،وتعريب املصطلحات ّ الدولية ،بمشاركة ّ ّ ّ ّ ّ ًّ عدة ودولية ،أبرزها ملتقيات قرطاج وطنية علمية دوريا ملتقيات ينظم املجمع إلى ذلك ِّ متخصصين من ذوي إلاشعاع َ ّ ّ ّ والثقافية الفكرية الدو ّلي الكبير الذين يدعوهم املجمع إلى التباحث في أبرز القضايا ّ ّ ّ العالمي .وفي هذا إلاطار ،استطاعت "بيت الحكمة" إصدار الكثير من والحضارية املثارة على املستويين املحلي أو ّ ّ العلمية العالية وإلاخراج ّ ّ الفني ّ الرفيع بلغ عددها 189مؤل ًفا تناولت سائر مجاالت املعرفة بثالث املؤلفات ذات القيمة 21
ّ ّ ّ ّ ّ ة/إلانجليزية) مع الحرص على إلافادة من اللغات ألاخرى واليابانية .وقد حرص املرحوم ألاملانية ة/الفرنسي (العربي لغات
21تنطوي تسمية بيت الحكمة على بعد تاريخي يعود إلى القرن الثالث الهجري املوافق ّ للتاسع امليالدي تاريخ تأسيس بيت الحكمة الافريقي بالقيروان حوالي 264هـ878/م .هذه ّ ّ ّ ّ ّ إلاسالمي عامة. العربي العلمية العريقة التي أقامت الدليل مثلها كمثل بيت الحكمة في بغداد على مكانة العلم واملعرفة في التاريخ املؤسسة
28
محمد الطالبي على إدماج املجمع في املسار الديمقر ّ اطي الذي دخلت فيه تونس بعد ثورة الكرامة ،وأن ال يخضع فوقية وأن يبقى منارة ّ املجمع ألي وصاية ّ علمية فحسب(جدول رقم .)6 جدول رقم ّ 6 عينة من منشورات املجمع التونس ّي للعلوم وآلاداب والفنون بعد 2011 ّ مجموعة مؤلفين
ّ املؤلف
ّ ّ التنويرية املؤلفات ّ ّ ّ والداللية في النصف اللسانية النظريات إطالالت على الثاني من القرن العشرين
ّ مجموعة مؤلفين
ّ التونسية املوسوعة
فاطمة ألاخضر
ّ ّ الفرنسية العربية في اللغة الكلمات
محمود طرشونة
مائة ليلة وليلة
▪ معهد تونس للترجمة: ّ ً عنوانا ،لئن ّ مثلت الترجمة ّ توجه املركز أهم نشاط للمعهد منذ إحداثه سنة 2006وبلغ إجمالي عدد إصداراته 107 ّ َ ّ ّ ألاجنبية ألاخرى يتوان عن الترجمة إلى اللغات العربية من غيرها من اللغات فإنه لم أكثر إلى الترجمة إلى اللغة ً ّ إسبانية – ّ ّ ّ ّ عنوانا، أملانية) .أصدر خالل سنة 2016ما يفوق خمسة وعشرين ()25 إيطالية – انكليزية – (فرنسية – ّ ّ ّ أساسية العربية ،وهو وسيلة عمل إلاسالمية إلى اللغة وللمعهد مشاريع ضخمة لعل أبرزها ترجمة دائرة املعارف العربية ،في سياق ّ ّ ّ ّ ّ يهدد فيه الانغالق إلانسانية في كل الجامعات الجامعي في مجال العلوم ومهمة في البحث والتدريس ّ ّ والتكنولوجية ،ويحتاج فيه املسلمين إلى رؤية مغايرة لتراثهم وتاريخهم .ويستعد املعرفية الفكر ّي بهدم كل املكتسبات ّ ّ ّ متخصص في بيع الكتب املترجمة وكل ما يتعلق بالترجمة من منشورات (املجالت املعهد الفتتاح ّأول فضاء بيع ّ والبرمجيات .)...وسبق للمعهد أن نال جوائز ّ ّ عاملية كبرى عن كتب وموسوعات (جدول رقم .)7 والدوريات جدول رقم ّ 7 عينة من منشورات معهد تونس للترجمة بعد 2011 ّ املؤلف
ّ التنويرية املؤلفات
املترجم
جون سورل
بحث في فلسفة اللغة
أميرة غنيم
رونالد دووركين
أخذ الحقوق على محمل ّ الجد
منير الكشو
جون جاك روسو
محاولة في أصل اللغات
جالل الدين سعيد
29
ّ الشبابية وإطالق الطاقات: -2-3-1الثقافة ّ تخلص ّ ّ ّ ّ الثقافي طفرة الطبيعي أن يعيش الحقل الذاتية ،وكان من املثقف التونس ّي من معضلة القمع والرقابة ّ ّ تصحر ّ ثقافي وسياس ّي .كان الجيل الشاب يطمح إبداعية كتجسيم لحالة الانعتاق والرغبة في تعويض ما فات من للعب دور أكبر وإحداث تغيير جذر ّي في طبيعة النشاط الثقافي التونس ي ،فكان بروز ما اصطلح على تسميته "بالثقافة ّ للتحول إلى أحد ّ ّ الحائطية أو “الغرافيتي” تجاوزت الشعارات املفرغة أهم وسائل مقاومة البديلة" ،من بينها الرسومات ّ شبابية كمجموعة "أهل الكهف" و"زواولة" و"حركة شباب تونس" الشباب وتبليغ آرائهم للجميع .22نشأت مجموعات وفلسفية ًّ التي جعلت من "الغرافيتي" امللتزم والحامل ملعاني ّ ّ فنا ووسيلة تعبير تتمحور حول مفاهيم ّ الحرّية ثورية
ّ ّ الوطنية وقداسة الثورة والنضال من أجل هذه القيم ،متناولة قضايا وحق إلانسان في العيش الكريم والسيادة الشبابية أن تجد في شبكة إلانترنت مجاال ًّ ّ ّ حيويا ال الاجتماعية وشهداء الثورة و املحاسبة .استطاعت الثقافة العدالة ّ ثقافية ومجموعات ّ ّ ّ إلامكانيات ّ أدبية عديدة ،كما مما أدى إلى بروز صفحات تحكمه القيود وال يتطلب الكثير من ّ الثقافي والسياس ّي في البالد انتشرت على الفايسبوك واليوتيوب العديد من الصفحات واملقاطع التي تتناول الشأن السياسية في إطار كاريكاتوري ّ ّ ّ شد بكل جرأة وصراحة ،منها سلسلة "كابتن خبزة" التي تناولت بالنقد جميع الوجوه
َّ الخاصية الثانية ّ ّ املميزة لثقافة الشباب ،تتمثل في فضاءات العرض ،حيث لم تعد املسارح ودور الثقافة الانتباه. الثقافي ،بل ّ ً ً ّ جذريا في مفهوم تغييرا تحولت املقاهي والشوارع إلى دور عرض ،وهو ما أحدث وحدها حاضنة للنشاط "فني رغما ّ الثقافية ،وكان ملجموعة ّ ّ َّ عني" نشاط كثيف في فتحولت العديد من املقاهي إلى ما يشبه املراكز الثقافة،
ّ الداخلية (توزر -قفصة- الشارع معتمدة على مبدأ العروض املفتوحة للعموم ،وتنشيطها في العاصمة وفي الجهات ّ ّ ّ التقليدية من مهرجانات ومسارح ودور الثقافية من فرض مشاركاتها في الفضاءات وغيرها) .وتمكنت هذه ألانشطة ثقافة ،وأن تدخل ضمن برمجة العديد من املهرجانات خصوصا عروض الراب التي أصبحت تجتذب شريحة واسعة من الشباب التونس ّي.
-2منابت الفكر التنوير ّي في الفضاء التونس ّي ّ النقدي: -1-2تأسيس الجامعة وبوادر الفكر ً ّ ً ّ ّ تدريسا وبحثا ،بما ساهم في الجامعي، التونسية في وضع قواعد سليمة للتكوين املؤسسون للجامعة نجح آلاباء ً املعرفي ًّ ّ وتنويعا وجودة ،وفي تأهيل أعداد متعاقبة من الخريجين أشعوا على املجتمع والبالد كما الارتقاء بالتحصيل ً ّ ّ وتنويرا ،بما اكتسبوه من فكر ّ ً التونسيين الجامعيين حر ناقد وعقل باحث مبدع .وقد آلت إسهامات عدد من تكوينا ّ ُ ّ ّ ّ الجامعية .ومثلت الجامعة خزان الدولة لتثبيت الجامعية وغير الدولية وإشعاعهم إلى تتويجهم على الساحة ّ ّ ّ والفكرية ،ورغم حرص العلمية مؤسساتها وهياكلها باإلطارات السامية ،وتغذية هياكل املجتمع ومكوناته بالكفاءات وظيفية ّ ّ ّ ّ ّ والاجتماعي. الثقافي تقنية ،وفصلها عن محيطها العمومية على تحييد الجامعة واختزالها في مهام السلط ّ ّ الجنوبية ،مداخلة في املؤتمر السادس لقضايا الديمقر ّ ّ اطية الذي نظمه الحديدية بتونس 22محرز الدريس ي ،الغرافيتي :دراسة شعارات الشباب في خط السكة ّ العربي لألبحاث ودراسة السياسات بعنوان "الجيل والانتقال الديمقر ّ ّ العربي" أيام 24-23-22سبتمبر –أيلول 2017بتونس. اطي في الوطن املركز
30
وسعى النظام السياس ّي بوجوهه املختلفة وفي مناسبات عديدة إلى مراقبة الجامعة بطرق ّ شتى ّ أهمها فرض إصالحات الحرّ ، التصرف ّ ّ مما أسهم في تراجع مردودها وأزاغها عن القيام بمهامها مسقطة وغير ناجعة والتضييق على هامش
ّ َّ ّ ألاصلية .انحسر هامش ّ العلمي ،وتصاعد التضييق على الحرّيات ألاكاديمية في الجامعات ومراكز البحث الحرّيات ّ َّ وظيفية على مستوى ألاكاديمية منذ تسعينات القرن املاض ي أكثر مما كان مضيقا عليها من قبل ،أفرزت اختالالت مما ّ ّ ّ ّ َّ والبحثية .وفي هذا السياق نذكر التعليمية الجامعية في مختلف الاختصاصات يهدد العالقات العالقات الجامعية ّ ِّ والاجتماعية (سيراس) ،الذي شهد تر ً ّ ًّ حقيقيا في مستوى املادة اجعا مثال مركز الدراسات والبحوث الاقتصا ّدية العلمية التي ّ َّ َّ َّ َّ خاصة في ظل نظام حكم سياسية يقدمها وينتجها بسبب إفراغه من باحثيه ألسباب البحثية واملعارف
بن علي . َّ الجامعية اختراق هذا "السياج" الشديد والسقف ورغم الضغوطات والهرسلة فقد استطاعت بعض النخب ّ ّ ّ النقدي ّ وتمردت على مربع الدور املحدد ،فقد صدرت العديد من املجالت منذ سنة 1963 الضاغط ومارست دورها ّ َّ ّ َّ ّ تنويرية ( املنجي الشملي -توفيق بكار -صالح جامعية وتضم نخبة النقدي ،مثل مجلة "التجديد" ذات النفس ّ ّ ّ ومجلة "منبر ّ التقدم" .تناولت هذه املجالت مسائل القرمادي -البشير التركي -عبد القادر املهيري) ،ومجلة" الطليعة" ّ مجلة "منبر ّ التقدم" مثال مسألة الديمقر ّ ّ ّ َّ سياسية ولكن ذات صلة باألمور اطية في والثقافية ،فقد تناولت املعرفية ّ ّ مجلة "التجديد" سبل تحقيق الديمقر ّ ّ اطية الخالقة، إلاعالمي في العدد ( ،)21كما تناولت العدد ( ، )2وفضح التعتيم ّ ّ وخصصت العدد ( )10ملوضوع دور رجل الفكر في تونس ،وفي وتكوين املفكر ألاصيل في خدمة الشعب في العدد (،)1 التونسية من حيث عدد ّ َّ املثقفين وقيمتهم وأثرهم .وفي بداية الستينات العدد ( ،)9أثارت عوائق ضعف الثقافة والهيمنية للدولة كتب املثقف الهاشمي البكوش ً ّ َّ َّ كتابا صدر في فرنسا حول "إيديولوجية الاستبدادية وظهور النزعة الاستقالل والدولة الجديدة" حيث طالب بتعويض دولة ّ القوة بدولة القانون ،وهو كتاب ّ مهم وئد في املهد .ونشرت ّ الجامعية عرائض رافضة لالبتذال املسر ّ حي (سنة ،)1966وعريضة أخرى (سنة ) 1970أمض ى عليها 49من النخبة ّ الجامعية ّ الفرنسيةّ ، ّ ّ ّ الحديدي ضد الستار وعد ّأول بيان للنخبة املثقفين نشرت في صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" على الفكر والثقافة. ّ ّ املثقفة وامتداد أفرادها واختصاصاتها ،برزت أنماط جديدة من ّ ّ ألاكاديميين، املثقفين ومع نشأة النخبة الجامعية ّ ّ ّ بمؤسسات ّ ّ التونسية لحقوق وحقوقية مثل تأسيس الرابطة مدنية املدني وتعزيزه الذين ساهموا في تحريك املجتمع ّ الوطنية للمحامين من السلطة باحترام شرف املهنة( سنة ،)1977وتأسيس إلانسان ،ومطالبة عمادة ألاطباء والهيئة ّ َّ مغربية" و"نادي املرأة بمركز الطاهر الحداد" .ويعكس بروز الجمعيات الثقافية مثل "لقاءات العديد من الجمعيات ّ املستقلة في أواخر السبعينات وبداية الثميننيات ً ّ ّ الجمعياتي الجامعية ،كل هذا الزخم نوعا من اليقظة للنخبة َّ ّ ّ والصحفي والسياس ّي ،شكلت مرحلة "اختمار" للنفس التنوير ّي .انبثقت النخبة املنتجة للمعرفة في والنقابي َّ السبعينات مع بروز ّ ّ ّ ّ ّ ّ ومعرفية َّ عامة ،غذت ثقافية ومتنوعة لبلورة مواقف معرفية جامعيين ،منتجة ألحواض مثقفين
املجتمع بعدد ال بأس به من ّ ّ ّ ّ وفكرية من حضارية املعرفي في قضايا املثقفين امللتزمين بقضايا الشعب ،ومارست عملها ّ املتكلسة. تفكيك العقل ونقد القيم ِّ 31
ّ الجامعية ضمير املجتمع وحاملة التنوير: -2-2النخبة َّ َّ ّ إلاسالمي والتراث الفكرية التي ازدهرت ،تنامي الدراسات التي تتناول الفكر الجامعية ذات ألابعاد من بين املجاالت ً ّ ّ ًّ ّ لإلسالميات التونسية تنويريا ،عرفت "بمدرسة تونس في دراسة التراث" أو "املدرسة خطابا والنص ،أنتجت والقرآن
ً َّ ّ الحضارية" في َّ َّ كليات وأساسا في قسم "الدراسات التونسية التطبيقية" ،نشأت هذه املدرسة في أحضان الجامعة َّ َّ ألاكاديمية إلانسانية بمنوبة وتونس العاصمة وسوسة وصفاقس والقيروان ،إضافة لألعمال آلاداب والعلوم ّ َّ َّ ّ والقانوني إلاسال ّ ّ مي .من الفقهي السياسية واملتعلقة بالتراث الجامعية التي تصدرها كلية الحقوق والعلوم وألابحاث ّ املؤسسة لهذه املدرسة ،نذكر على سبيل املثال محمد الشرفي وعبد املجيد الشرفي واملنصف عبد الجليل الوجوه ّ ومحمد الطالبي وعياض بن عاشور وحمادي الرديس ي وغيرهم من الباحثينّ . تميز هذا الاتجاه ألاكاديمي بدراسة ّ الزيتونيون إلاسالم في مجال التاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع والحضارة ،وأسهمت هذه الدراسات إلى جانب ما أنجزه
ّ ّ إسالمي تنوير ّي ال إلاسالمي .وعملت على إنتاج "ابستيمية" جديدة وإحياء في بلورة مدرسة تونس في تحليل الفكر ّ الفقهية باجتهادات جديدة مستثمرة ألادوات الحديثة يقطع مع الدين بل يقرأ الدين-إلاسالم والتراث والترسانة إلانسانية ،والنظر إلى إلاسالم من زوايا ّ ّ ّ ّ واملوضوعية لتحقيق نتائج تبدو متعددة في ظل الحياد ومطبقة أدوات العلوم َّ ويتضمن (الجدول رقم ّ )8 الفكرية َّ َّ ّ املهمة: عينة من إلاصدارات إلاسالمي الحديث واملعاصر. فريدة في الفكر ِّ ّ ّ جدول رقم ّ 8 لإلسالميات عينة من مؤلفات مدرسة تونس ِّ املؤلف محمد الشرفي عبد املجيد الشرفي
املؤلفات التنويرية ّ ّ التاريخي والحرّية :الالتباس إلاسالم إلاسالم والحداثة ّ إلاسالمي تحديث الفكر إلاسالم بين الرسالة والتاريخ
وحيد السعفي
مواقف من أجل التنوير
ألفة يوسف
حيرة مسلمة
آمال قرامي
ّ ّ جندرية إلاسالمية :دراسة الاختالف في الثقافة العربية
رجاء بن سالمة
نقد الثوابت
حمادي الرديس ي
ّ إلاسالمي الاستثناء
َّ ّ ّ ّ فكرية أثثها العديد من التطبيقية" ،بل شمل حركة لإلسالميات لم يقتصر التفكير التنوير ّي على "مدرسة تونس ّ املفكرين املرموقين سواء من إلاطار ألاكاديمي أو من خارجه ،ويعرض (الجدول رقم ّ 9 )عينة من الكتابات التي نقدت
ثقافي عام ّ َّ التقليدي ،وأفضت إلى بروز خطاب تج ّ ّ ّ ّ ّ الفكرية يشجع على الحوار واملراجعات وحس ديدي الديني الفكر َّ والنقدية.
32
ّ املؤلف
جدول رقم 9عينة من املنشورات التنويرية
محمد الطالبي
ّ ّ التنويرية املؤلفات
مرافعة من أجل إسالم معاصر ّ كونية القرآن ليطمئن قلبي أفكار مسلم معاصر
أبو يعرب املرزوقي
آفاق النهضة العربية ومستقبل إلانسان في ّ مهب العوملة الثورة القر ّ ّ الديني آنية وأزمة التعليم
احميدة النيفر
وجها لوجه :التفاسير القر ّ إلانسان والقرآن ً آنية املعاصرة ّ ّ ّ إلاسالمي الديني والتراث النص
هشام جعيط
أوروبا وإلاسالم :صدام الثقافة والحداثة ّ الفتنة :جدلية الدين والسياسة في إلاسالم املبكر ّ إلاسالمية أزمة الثقافة
راشد الغنوش ي
الحرّيات ّ ّ ّ إلاسالمية العامة في الدولة ّ ّ املدني العلمانية واملجتمع مقاربات في ّ إلاسالمية ومسألة التغيير الحركة خالفة إلانسان بين الوحي والعقل ّ الفكرية بين املسلمين دور حرية الرأي في الوحدة
عبد املجيد النجار
الشهود الحضاري ّ ّ إلاسالمية لألمة
ّ والبحثية بعد الحراك السياس ّي ،لم تقتصر على املنجز السياس ّي ،وإنما ام َّ ّ ّ تد إلى التنويرية ونشرت العديد من املؤلفات ّ ّ الفكرية التي ّ ّ ّ توجه القوى ا ّ ّ لحية والتحديات الهوية وإلاسالم والفلسفة، الثقافي وألاسئلة املتعلقة بقضايا الحراك َّ والفاعلة في املجتمع ،ويتناول (الجدول رقمّ )11 الفكرية بعد .2011 عينة من إلاصدارات ّ جدول رقم ّ 11 تنويرية بعد 2011 عينة من منشورات املؤلف جالل الدين سعيد
املؤلفات التنويرية
ناجية الوريمي بوعجيلة
الرغبة وألاخالق في فلسفة سبينوزا ّ املبكر زعامة املرأة في إلاسالم ِّ أسمالية والاشتراكيةّ ّ إلاسالم بين الر
عياض بن عاشور
ّ إسالمي ثورة في بلد
عبد الوهاب بوحديبة
إلانسان في إلاسالم ّ إسالمي جديد الرسالة الشريعة املجتمع نحو أفق
عبد املجيد الشرفي
الثورة والحداثة وإلاسالم
عياض بن عاشور
الفاتحة ألاخرى
رضا خالد
رضا خالد
33
زهير الخويلدي
القدر وأزمة ّ الحرية عند املسلمين ّ ّ فلسفية العربية وإرادة الحياة ،مقاربة الثورة
محمد القوماني
ما بعد العلمنة وألاسلمة
فرج بلحاج
ّ ّ وإحصائيات: مؤشرات، -3-2الجامعة ِّ ، ّ ّ ّ دعمت ّ ّ تؤثر مرحلة الانتقال الديمقر ّ العمومي تحسين مؤشرات التعليم الحرّية التي ّميزت الفضاء اطي في الجامعي ولم ِّ ّ ّ ّ َّ املؤشرات تزايد أعداد الوافدين على مختلف الاختصاصات الجامعية ،ويكشف (الجدول رقم ) 10عينة دالة من ِّ الخاصة ّ َّ بتطور التعليم العالي.23 ّ املؤشرات ِّ
عدد الطلبة في
ّ جدول رقم ّ 10 ّ الجامعي تطور بعض مؤشرات التعليم 2011-2012
2010-2011 ذكور
ذكور
إناث
133743
130555 212133
2014-2015
2013-2014 ذكور
إناث
ذكور
إناث
209064
119017
106810 196496
إناث 185481
ّ العمومي القطاع عدد الطلبة في مرحلة 9116 ّ البحثي املاجستير
16816
8818
18255
5931
13607
5235
12756
عدد الطلبة في مرحلة 3024
4885
3171
5007
3767
7641
3725
7756
الدكتوراه عدد الطلبة ّ املتخرجين
32317
53718
25602
48531
20154
41587
20214
41073
ّ ّ ً كما عرفت الاعتمادات ّ ّ ّ ّ إلاجمالي املحلي تطورا ،حيث كانت تمثل % 0.4من الناتج العلمي املخصصة للبحث املالية ّ وتطور عدد الباحثين من 3.1باملائة في سنة ،1998لتصل إلى % 0.7من الناتج في سنة 2012و %1في سنة .2014 ّ ّ ّ العمومي في جامعي في سنة .2012يمثل التمويل على كل 1000جامعي في سنة 2004إلى 4.6باملائة على كل ألف تونس في سنة 2014حوالي 70٪من إجمالي التمويل وأن الهدف من الاستر ّ َّ ّ العلمي ترمي إلى الوطنية للبحث اتيجية ّ ّ العلمي في خدمة التجديد ،وتضاعفت الاعتمادات العلمي وذاك بالعمل على جعل البحث تأمين دور فاعل للبحث َّ َّ ّ ّ العلمي على الشراكات وتشجيع العلمي فيما بين 2010و .2014ويراهن البحث املخصصة من الدولة للبحث املالية الخواص على بعث ّ َّ ّ َّ ّ إلانسانية التي تعتبر من أهم الاختصاصات في خاصة في مجاالت العلوم العلمي مؤسسات البحث 23
ّ العلمي (مكتب الدراسات والتخطيط والبرمجة). املصدر :وزارة التعليم العالي والبحث
34
عملية ّ َّ ّ املجتمعي .ساهمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تمويل أربعة بحوث كبرى لفهم تصور املشروع ّ ّ ألاكاديميين التطرف الفكر ّي لدى الشباب وأسبابه ووضع طرق وخطط ملحاربة إلارهاب ،وفي خطوة تستهدف دعم التطرف ووضع استراتيجيات ملحاربتهَّ . ّ خصصت الوزارة ما يعادل 1.2مليون دوالر أميركي لتمويل أربعة لفهم أسباب َّ َّ َّ إلارهابية وسوسيولوجيا إلارهاب وتأثيرها على الشباب املتطرف وبناء التنظيمات أكاديمية ،لفهم الخطاب بحوث بحثية في َّ والاقتصاد واملجتمعّ . َّ يتم تنفيذ البحوث بالتعاون بين مراكز َّ تونسية وأساتذة جامعات وباحثين. عدة مدن َّ ّ ّ وتحتل تونس رأس قائمة الدول القومي -بنسبة العربية في إلانفاق على البحث والتطوير -بالنسبة إلى مجمل دخلها %0,86في املئة بالتحديد بقيمة 660مليون دوالر ًّ سنويا. 2020. ً بحثا سنة 1990إلى 5739سنة ّ ،2016 ّ َّ وتعد تونس العلمية املفهرسة ،حيث انتقل من 284 تطور عدد املنشورات َّ البلد ّ ًّ ّ ّ ّ ألاول إلاجمالي الوطني الخام وبعدد السكان ،وفي الرتبة 60في العدد العلمي في عالقة بالناتج إفريقيا في إلانتاج للمنشورات حسب .Web of Scienceت ّ تضم َّ 205 عد تونس 13جامعة ّ مؤسسة تعليم عال وبحث ّ علمي ،و 37مدرسة
وطنيا للبحث من بينها ً 21 دكتوراه وً 40 مركزا ّ َّ مركزا ًّ الوطنية لتقييم أنشطة يضم هياكل بحث معترف بها من الهيئة ً َّ ّ ّ العلمي وخصت الدولة البحث العلمي ،و 314مخبر بحث ،و 324وحدة بحث ،وقرابة عشرين ألف باحثا.24 البحث انية َّ َّ بميز َّ البحثية ،أي بنسبة .% 30ويرد تمويل تقدر بـ 300مليون دينار منها 90,7مليون دينار تمنح مباشرة للهياكل ّ ً ّ َّ ّ تخص التونسية ثالثة كراس ي تابعة لليونسكو، بمعدل . % 95وتشمل الجامعة أساسا من الدولة العلمي البحث
ألاولى " الفلسفة وتجارب الغيرية" ،والثانية "معرفة التراث والتنمية الثقافية" ،والثالث "دراسات مقارنة حول ألاديان" ّ ديني والحوار ما بين ثقافي وما بين ديني ونشر التسامح .تنشر َّ تشجع أنشطة مختلفة ذات صلة بما هو ّ مؤسسات ِّ ّ ّ َّ العلمية التالية ،الكراسات التون ّ ّ َّ ّ التونسية للجغرافيا -ومجلة الدراسات سية -واملجلة الجامعي املجالت التعليم ّ َّ َّ َّ اتفاقية التونسية 114باتفاقيات شراكة وتعاون و252 التونسية ...وترتبط الجامعة املسرحية – وحوليات الجامعة ّ الجامعية. إشراف مشترك لألطروحات -4-2تفعيل ّ ّ العلمية الداعمة للتنوير: املؤسسات ّ ّ ّ َّ التونسية ّ البحثية، ألاكاديمية في مستوى املضامين واملناهج ،صلب مواد التدريس والخيارات الحرّيات عززت الجامعة ّ ّ الهيكلي بانتخاب عمداء الجامعات ومشرفي ألاقسام .بدأت َّ ّ البحثية الجامعية واملراكز املؤسسات وفي مستوى إلاطار ّ َّ واملخابر ّ ّ خاصة في ّ ّ الدستوري ألاكاديمية التي أصبحت متاحة بمقتض ى التنصيص الحرّيات ظل تتلمس طريقها؛ ّ ّ الحريات في إعادة النظر في صالتها الوطنية للبحث العلمي .وساهمت روح الجديد ،وبفضل ما أنجز في إطار املنظومة ّ ّ والاجتماعي وتنشيط دورها في التنمية ،وتحليل السياسات ،ومساهمتها في معالجة قضايا املجتمع، الثقافي بمحيطها ً ً ومواكبة التغيرات املتالحقة التي يعيشها العالم في مجاالت اختصاصها .ودعوتها لتبني آليات عمل أكثر مرونة وتفاعال واملجتمعية ّ ّ امللحة ،واستعادة دورها كأداة فعالة إلنتاج املشاريع الاستر ّ ّ اتيجية وخاليا الفكرية مع املشاكل والقضايا ّ العلمية ،وفتح نافذة للتواصل بينها وبين غيرها من املراكز من جهة ،وبينها وبين التفكير لتعمل على إنضاج املشاريع 24
ّ التوجهات والبرامج ."2022-2017 وزارة التعليم العالي والبحث العلمي "البحث العلمي :ألاولويات،
35
ً ّ فضال عن تفعيل دورها الفكر ّي والتنوير ّيّ . يقدم (الجدول رقم ّ )11 عينة من املراكز صناع القرار من جهة أخرى، ّ ّ التونسية. البحثية واملخابر في الجامعة َّ التونسية جدول رقم 11نماذج من وحدات البحث واملخابر في الجامعات وحدات بحث ومخابر ّ ّ الثقافية في املتوسط واملؤسسات النخب واملعارف
املؤسسة الجامعية ّ كلية آلاداب والفنون وإلانسانيات بمنوبة
ّ إلانسانيات تجديد مناهج البحث والبيداغوجيا في ّ التعليمية وعلم النفس التربية
ّ إلانسانية بالقيروان كلية آلاداب والعلوم املعهد العالي للتربية والتكوين املستمر
ّ إلاسالمي في العصر الوسيط العالم العربي ّ الفلسفية الثقافة والتكنولوجيا واملقاربات
ّ ّ والاجتماعية بتونس إلانسانية كلية العلوم
ّ الفلسفي فيالب للفكر ّ املعقولية اليوم البحث في ّ والتكنولوجيات الحديثة والتنمية الثقافة استشراف ،استراتيجية وتنمية مستديمة دراسات قر ّ آنية معاصرة
املعهد العالي للموسيقى بتونس ّ ّ والتصرف بتونس الاقتصادية كلية العلوم جامعة الزيتونة
ّ ّ ّ الجامعي" الذي ّ ّ ينص على املبادئ والقيم التي يجب الجامعية "امليثاق التونسية للدفاع عن القيم الجمعية نشرت مكونات الجامعة حتى ّ والتصرف الرشيد والتعامل املسؤول بين مختلف ّ ّ تؤدي توفرها إلرساء قواعد السلوك السليم ّ مهامها في إنتاج املعارف .وبإمكاننا اعتباره مرج ًعا ُم ّ واملؤسسات كمال للقوانين التي تضبط صالحيات مختلف الهيئات الجامعي وحقوقهاّ . الجامعية ،وواجبات مختلف العناصر ّ ّ ّ يتميز هذا امليثاق بتأكيده على ّ الحرّيات املكونة للوسط ّ ّ ّ ألاكاديمية التي هي امتداد ّ للحرّيات والحقوق ألاساسية ،وال سيما منها الحقوق املتعلقة بالتفكير والتعبير والاجتماع ّ ّ والتنظم ،وكذلك ّ حق الجامعي-املواطن في النقد وفي الانخراط في الدفاع عن قضايا وأنشطة ذات صلة والتنقل
كل ذلك ّ واملدرس الباحث والطالب الباحث في إطار أدائهم ّ بممارسته لوظيفته .بناء على ّ ّ ملهامهم بجملة يتمتع الباحث َّ خصوصية ،مثل ّ ّ حرّية البحث والتدريس ومناقشة الدروس والبحوث ونشرها وذلك في مناخ من الحرّيات ال من التسامح واحترام الاختالف في آلاراء ً بعيدا عن ّ كل أشكال الرقابة والقيد. ّ ّ العلمية ّ ّ استقاللية الجامعة التي أهم ّية الدفاع عن وتضمن امليثاق الذي يحظى بانخراط واسع في املجتمع والجماعة بحرّية التفكير ،وقد ّ ّ تحققت ،والحفاظ على عدم خضوعها ّ الحر وال ّ ألية سلطة ال تعترف بالفكر ّ حققت هذه التمش ي
ّ املستقل ّ جل امل ّ ّ إلالكترونية ،وتعميم مبدأ الانتخاب على ّ ّ تتجلى في إلغاء الجهاز ّ ؤسسات ألامني والرقابة عدة مكاسب؛ ّ ّ ّ ّ البحثية املؤسسات والهياكل املسيرة لها .كما ساهمت الثورة في تحرير عدد من الجامعية ليشمل مختلف الهيئات ّ ّ ّ ّ أرضية خصبة العقالني ،ووفرت والعلمية من التوظيف والتوجيه ،وعملت خالل هذه الفترة الوجيزة على دعم الفكر ّ للتنوير .نشير إلى ّ البحثية: أهم هذه املراكز
36
اختصارا "بالسيراس"ّ ، ّ ً ّ والاجتماعية بتونس :املعروف تأسس عام ، 1962 الاقتصادية ● مركز الدراسات والبحوث ّ ّ ّ ّ ّ سنوية تعنى بنشر البحوث الاجتماعية "وهي مجلة نصف التونسية للعلوم يشرف على إصدار " املجلة ّ ّ ينظمها في شكل سلسالت مـن ّ الكراسـات بلغ عددها ألاكاديمية ،وينشر أعمال امللتقيات والندوات التي ّ ّ إلاسالمية -ألانتروبولوجيا- اللسانيات -العلوم عشرة ،منها سلسلة علم الاجتماع -علم النفس -علوم التربية- ّ ّ نوعية خالل الفترة القادمة بعد ألاثنولوجيا -التحاليل والاستشراف .ومن املتوقع أن يشهد املركز نقلة تعيين أحد كبار علماء الاجتماع على رأس إدارته وهو الدكتور منصف وناس ،وأن يسهم بشكل كبير في ّ املجتمعية الراهنة في ملتقياته وهو ما انطلق فيه ًّ َّ فعليا مباشرة امليدانية وتناول القضايا تكثيف الدراسات بعد .2011 تأسست عام 1985من قبل ّ العلمي واملعلوماتّ : ّ ّ املؤرخ عبد الجليل التميمي ،وهي مؤسسة التميمي للبحث ● ّ ّ مؤسسة ّ ّ خاصة ،تهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات حول التاريخ الحديث واملعاصر ،وإرساء تعاون علمي بحثية ّ ّ ّ التاريخي بعد ،2011ويشرف العلمي الوطنية والتنشيط بين الباحثين ،وساهم بشكل كبير في إثراء الذاكرة ّ َّ ّ التاريخية ال ّ ّ َّ َّ عربية املغاربية" و"املجلة التاريخية دوريات محكمة ،وهي "املجلة املركز على إصدار ثالث َّ ّ َّ العربية لألرشيف والتوثيق واملعلومات". العثمانية" و"املجلة للدراسات العربي لألبحاث ودراسة السياسات :أنش ئ سنة 2014كفرع من املركز ّ ّ ألام ،يهدف إلى إنجاز البحوث ● املركز ّ ّ ّ ّ ّ َّ العلمية حول العلمية .نظم عديد املؤتمرات والاجتماعية ،وننشر املعرفة وإلانسانية السياسية والدراسات قضايا الانتخابات ،النخب ،الفقر ،الشباب ،والطبقة الوسطى ،نشر ً ّ الانتخابية في كتابا بعنوان " التعبئة ّ التشريعية ."2014 تونس ،حالة الانتخابات التطبيقيةّ : ّ بحثية ّ مؤسسة ّ ّ ّ إقليمية للتوثيق إلالكترو ّني مدنية ،أطلق منذ 2011مبادرة الاجتماعية ● منتدى العلوم ّ ّ ّ ّ العربية للتوثيق الاجتماعية والبيانات املفتوحة ،مثلت البوابة الجامعية وملعلومات العلوم لألطروحات ّ ّ ّ ّ ّ العربية والعمل الاجتماعية في املنطقة علمية لتوطين املعرفة ألاكاديمية مساهمة إلالكتروني لألطروحات ميداني حول "حالة ّ ّ التدين في على تطويرها ونشرها على أوسع نطاق باعتبارها نفع عام ومشترك .نشر بحث تونس". إلاسالمية بالقيروانّ : ّ ّ ّ العلمي وهي تابعة عمومية تحت إشراف وزارة التعليم والبحث مؤسسة ● مركز الدراسات لجامعة الزيتونة أنش ئ املركز في 30مارس 1990ويقع ّ مقره بمدينة القيروان .يتناول (الجدول رقم )12 ً نموذجا من إصدارات املركز.
37
ّ جدول رقم ّ 12 إلاسالمية بالقيروان بعد 2011 عينة من منشورات مركز الدراسات ّ املؤلف عبد الباسط الغابري
ّ ّ التنويرية املؤلفات ّ إلاسالمي والراهن مسألة تغيير الوعي في الفكر
عبد الرزاق املجبري
إلاسالمية ّ ّ املدينة وتطورها ّ السياس ي عند عبد الرحمن الكواكبي الفكر
الصحبي بن منصور
الزيتونة :التاريخ وهامشه ّ ّ السلفية بين التأصيل والتوظيف والتأويل املرجعية
سالم الحامدي عبد الباسط الناش ي
● مركز البحوث والدراسات في حوار الحضارات وألاديان املقارنة بسوسة :أنش ئ سنة ،2005تتمحور ّ مهامه في علمية وتقييمات استشر ّ ّ القيام ببحوث ّ افية في مجال الحضارات وألاديان املقارنة، معمقة ودراسات ّ ّ واملرئية واملسموعة املتعلقة بمجاالت ألاديان والحضارات وتجميع إلانتاج الفكر ّي والوثائق املكتوبة قصد معالجتها واستغاللها ونشرها ،وإحداث مرصد بنوك وقواعد معلومات في مجاالت الحضارة ّ ّ ّ ّ والفكرية ،وأصدر مؤلفات عديدة ،منها العلمية وألاديان املقارنة .نظم املركز العديد من الفعاليات "الدين والسلطة" ملحسن التليلي. ّ التونسية: -5-2نماذج من أنشطة الفكر التنوير ّي بالجامعات ّ ّ ّ الفكرية املختلفة ،من بينها لإلشكاليات وتطرقت انتظمت عديد امللتقيات والندوات في حرم الجامعات املختلفة جزئية ّ الديني ،ويعرض (الجدول رقم )13نماذج ّ ّ وعينة محدودة عن موضوعات التنوير التي مسائل التنوير وإلاصالح ّ تم تناولها بالنقاش والدرس. جدول رقم (ّ )13 عينة من أنشطة الفكر التنوير ّي الجامعة بعد 2011 الجهة املنظمة
العنوان ملتقى الذات وآلاخر في الثقافة العربية إلاسالميةّ ّ ّ إلاسالمية العربية الخطأ والصواب في الثقافة
ّ إلاسالمية بالقيروان مركز الدراسات
ّ الديني ومواكبة العصر الواقع وآلافاق الفكر ميثاق للتعايش والاحترام املتبادل في الثقافات املعاصرة: سبل التأسيس ومسالك التكريس ّ والحرّية في الفكر واملمارسة إلاسالم ّ الكونية وحوار الحضارات موقع إلاسالم في القيم
ّ إلانسانية بالقيروان كلية آلاداب والعلوم
الدين والجسد ّ العربي الحديث واملعاصر الخطاب التكفير ّي في الفكر ّ ّ ّ املدني :الدور والعالقات الدينية واملجتمع املؤسسة
مركز البحوث والدراسات في حوار الحضارات 38
ّ ّ العمومية :الواقع الدينية في املدارس تدريس املواد
وألاديان املقارنة بسوسة
وسبل التطوير ّ ّ واملدنية للوقف ألابعاد الحضارية إلامام محمد الطاهر بن عاشور وكتابه مقاصد الشريعة ّ إلاسالمية التنوير والتسامح وتجديد الفكر العر ّبي ّ الديني ،الفرص والتحديات الحداثة وتجديد الفكر
املجمع التونس ي للعلوم وآلاداب والفنون (بيت الحكمة)
ّ التربوية ،أية العلوم والتكنولوجيا في إصالح املنظومات تحديات ملواجهة تحديات ّ الغد ّ ّ إلاسالمية العربية صورة آلاخر في الثقافة ّ ّ الثقافي العربي والحوار التراث
ّ ّ والاجتماعية بجامعة تونس إلانسانية كلية العلوم
التنوير عند علماء الزيتونة في النصف ألاول من القرن
ّ إلاسالمية – جامعة الزيتونة املعهد العالي للحضارة
العشرين ّ ّ إلانساني الدين وثقافة السلوك الحضاري في املجتمع ّ ّ ّ الدولية الثقافية والتحديات التآلف والوئام بين ألاديان
املعهد العالي ألصول الدين –جامعة الزيتونة
الراهنة ّ كلية آلاداب والفنون وإلانسانيات –جامعة منوبة
ّ ّ ّ إلاسالمي العربي السياسية في العالم النخب والسلطة من خالل كتب الطبقات
-3املجتمع املدني ومحفزات التنوير ما أنجزه شباب تونس ما بين 17ديسمبر -كانون ألاول 14 -جانفي – يناير 2011ليس مجرد انتفاضة إلزاحة نظام وجماعي في سيرورة ّ ّ ّ ّ ّ ثورية تواقة إلى الانعتاق من إطار مدني يتضمن في عمقه انخراط استبدادي ،بل حدث تاريخي، ّ الدولة املحتكرة واملتسلطة إلى دولة متصالحة مع املجتمع .وهو وثيق الصلة بسياق سوسيوتاريخي تعود بدايات ّ املدنية الكامنة في املجتمع التونس ّيّ ، سماها البعض تفاصيله إلى بداية الستينات .بشر الحراك الثوري باالستعدادات ّ جاهزية املجتمع للتنظم والتهيكل لالنتقال إلى "قابلية الثورة" ،التي صنعتها آلة الحكم املطلق ولكن أيضا الديمقر ّ اطية. ّ ّ ّ الدستورية والفصول التنويرية: املرجعية -1-3 ّ ّ ّ لم ّ اجتماعي مكثف وحوارات ونقاشات محصلة جدل تتم صياغة الدستور التونس ّي 25الجديد في غرف مغلقة بل كان ّ ّ ّ ّ ّ ّ ّ ّ والشبابية. والحقوقية والنقابية املهنية املدنية وممثلي الهيئات ثقافية أسهم فيها آالف املواطنين ومئات املنظمات نستطيع القول بأن كتابة بنود الدستور ّتمت في الشارع أكثر من قبة البرملان ،تحت ضغط الجمعيات ومقترحات https://majles.marsad.tn/uploads/documents/TnConstit_final_1.pdf
39
25
التونسيين ّ ّ ّ ّ ّ سيحدد مستقبل سيتم صياغته أن ما املدنيين .عاشت بالدنا فترات مخاض عسير ،ملعرفة النشطاء ِّ ّ متعددة من مناظرات ومناقشات ّ الحية للمجتمع إلى استر ّ ألاجيال القادمة ،لهذا لجأت القوى ّ حادة على اتيجيات ّ إلاعالمية وتنظيم املسيرات والاحتجاجات لفرض املطالب .كان الدستور وليد مختلف الشبكات الاجتماع ّية والقنوات حقيقية بأن جعلت التفكير في الديمقر ّ ّ ّ اطية هو التفكير في الدستور والتفكير في الدستور تأسيس مجتمعي حركة تنوير اطية ًّ للديمقر ّ ًّ وميدانيا ،وتكريسها في العقل وفي الواقع ،وتمظهرات وعي جديد باملجال السياس ّي. فكريا املكونة للدستورّ ، أسست هذه الحوارات ألابواب والفصول ّ ّ وحولت "مسألة الدستور" إلى ثقافة متينة بانغراسها في ّ ّ الورقي املكتوب إلى ّ ّ ّ ّ الشعورية ،وترجمة الدستور إلى وقائع البنية النص العمومي التونس ّي ،وتجاوز التطلعات الفضاء ّ ّ الرسمي النهائي على الدستور يوم الاثنين 26جانفي -يناير ،2014والختم قيم ّية نافذة ومشاعر ملموسة .بالتصديق له يوم الثالثاء 27جانفي -يناير ،2014تكون تونس قد ّ ّ وألاهم ّية، عززت ثورتها بثورة ثانية ،تتكامالن معا في القيمة وتتناغمان في املقاصد ،وألابعاد. ّ ّ ّ ّ املجتمعي ،ويعلن دخول عالم الفردي والتنوير تؤطر التنوير تضمن الدستور مجموعة من الفصول -العالمات التي ِّ ً ّ ّ ًّ ًّ ومجتمعيا للتفكير ّ مجتمعية الحر وللحوار كقيمة سياسيا السياسية بشبكة مفاهيمه وقيمه وفتحه مناخا الحداثة َّ أساسية .تتيح بنود الدستور دسترة القيم واملبادئ التي تعمل على إرساء إطار صلب للتنوير ،وال يمكن لحركة التنوير ّ ّ ً ومترسخا ،إال إذا استند إلى روافد يتغذى منها ،لذا اعتبر أن الاهتمام أن تكون ناجزة وال لفكر التنوير أن يكون فاعال ّ حيوية من مشموالت الدولة ومن ّ مهامها(الفصل ،)8وهي التي تحمي كرامة الذات بالشباب وتنمية قدراته كطاقة ّ ّ الديني وتضمن ّ حرّية املعتقد والضمير وتمنع خطاب البشرية من كل التهديدات واملخاطر(الفصل ،)23وترعى الشأن الكر ّ اهية والتكفير (الفصل .)6ويفتح الدستور أبواب ّ الحرّيات الشاملة في الفكر والتعبير والنشر وإلاعالم (الفصل )31 ّ ّ العلمي (الفصل ّ ،)33 والنفاذ إلى املعلومة (الفصل )32وضمان ّ وحرّية تكوين ألاحزاب ألاكاديمية والبحث الحرّيات ّ ّ ّ والجمعيات(الفصل .)35وال تكتمل شبكات ّ الحرّية إال بتأكيد منظومة الحقوق الحق في ألاساسية ،مثل والنقابات ّ والحق في الثقافة (الفصل )42و ّ ّ والحق في بيئة سليمة الحق في العمل(الفصل )40 التعليم وإلزاميته(الفصل )39 ّ ّ ّ (الفصل .)45وملا كان التنوير ليس ً ويؤكد على فكرا فحسب بل يصون املؤسسات التربوية من التوظيف والتجاذبات ِّ ّ حياديتها واهتمامها باملعرفة بعيدا عن السياسة (الفصل ،)16ويسعى إلى تجذير قيم العدالة والعدل بين الفئات ّ الدستورية ّ ّ ومتعدد ،تغيب فيه ثقافة الصوت الواحد تؤسس ملجتمع متماسك والجهات (الفصل .)12هذه املبادئ ّ ّ حركية املجتمع الديمقر ّ العقالني ،حيث ال يشكو املواطن من الضغط أو القمع بل اطي والتنافي وإلاقصاء ،وتدخل في
يبحث عن أن يكون ّ ًّ وإيجابيا ،وهذا جوهر التنوير وعماده. فعاال ّ السياسية الجديدة وشبكة القيم: -2-3الثقافة َّ سياسية عنوانها الاختالف والحوار من أجل بناء التوافق منذ السويعات ألاولى لهروب بن علي انطلقت ديناميكيات ً ّ ًّ وتشكل منذ البداية تحالف ثالثي ّ َّ ّ ومستعدا واستمر املجتمع يقظا، متنوع لقيادة البالد، الانتقالية، إلنجاح املرحلة 40
ّ عن كثب ملراقبة خطوات تحقيق أهداف الثورة .لقد عرفت عملية البناء الديمقر ّ اطي في تونس تعث ًرا في فترات ّ ّ التشنج ،ودخول البالد في مرحلة السياسية وارتفاع منسوب مختلفة ،من انعدام ألامن وعدم استقرار ألاوضاع ّ ّ ّ ّ ً ّ ّ السلبية املمكنة، التطورات شعورا بالريبة وولد مخاوف عديدة من رهابية ،ولد السياسية والعمليات إلا الاغتياالت وصارت كل الاحتماالت ممكنة بما فيها ألاكثر ّ كارثية والدخول في فوض ى عارمة .هذا املناخ السياس ّي املرتبك ّأدى إلى ّ تجميد املسار السياس ّي ،والدخول في نفق املزايدات ،بين السلطة املؤقتة واملعارضة ،وذلك النعدام الثقة بينهما، ّ الكارثية ،لم َ واتسم املشهد السياس ّي بحالة احتقان ّ ّ ّ ّ الوطني يبق إال الحوار الوضعية حاد وانقسام مفزع .أمام هذه
كخيار وحيد لتمكين البالد من تجاوز أزمتها .وأصبح إنجازه من الضرورات ّ ّ السياسيين امللحة ،واعتبره العديد من ّ َّ ّ واملواطنين ً َّ واجبا ًّ الاجتماعية الانخراط فيه والالتزام به إلخراج السياسية واملنظمات يتحتم على كل ألاحزاب وطنيا ّ ّ ّ تتخبط فيه ،فكان ال بد من طرف ثالث يقوم بدور وألامني الذي باتت والاقتصادي البالد من املأزق السياس ّي ّ الوساطة وحلحلة الوضع املتجمد. ِّ ّ ّ ّ َّ ّ ّ ّ العام التونس ّي للشغل والاتحاد التونس ّي اجتماعية عتيدة مثل الاتحاد املدني التونس ّي بحضور منظمات يتميز املجتمع ّ ّ التونسية للدفاع عن حقوق إلانسان ،لعبت هذه التقليدية وعمادة املحامين والرابطة للصناعة والتجارة والصناعات ّ العملية الديمقر ّ ّ اطية املنظمات ألاربع دور الوسيط املساعد على إقناع كل ألاطراف بضرورة التفاهم على قواعد والقبول بشروطها ،وتغيير لغة الخطاب ونبرة التنابذً . وتبعا لذلك أطلقت مبادرة الجهات الراعية للحوار بقيادة ّ تتضمن ً ّ ّ دمجا ملطالب املعارضة ومطالب حكومة الترويكا، العام التونس ّي للشغل وصاغت خريطة طريق الاتحاد ّ ّ ّ ّ ّ ّ توافقية .وفي حفل بهيج صودق على شرعية سلمية وضمن بمنهجية السياسية مهدت طريق الخروج من ألازمة
ّ كحس ّ ّ ّ ّ تاريخي وتوصل الفرقاء إلى توافق الوطني عام ،ونجحت مسارات الحوار الدستور وانخفضت مشاعر الاختناق ّ الوطني ّ ّ كآلية ّ وتاريخية أوقفت الانهيار ّ ّ ألامني والسياس ّي الذي عقب حادثة الاغتيال، مهمة مهم .سيذكر مسار الحوار ّ ُ عبدت الطريق نحو إقامة الدولة الديمقر ّ وع ّد خطوة ّ تتلخص قيم التوافق في قلب ألازمات ،في ّ أهم ّية الحوار اطية .و ّ وتجنب استعمال العنف ،وتعميق فلسفة الحوار ّ وتقبل آلاخر من خالل نقد وإزاحة الهيمنة وقبول الاختالف َّ والتعصب والانغالقّ . ّ ّ ّ ّ ألاهلي .فالدخول إلى التنوير والتحزب الالواعي يؤدي إلى تخريب السلم الايديولوجي وأن التصلب
بما جوهره الحوار ،والبحث عن املشتركات بالرغم من الاختالفات وتدريب الناس على ممارسة التحاور وتنسيب ً ً ً املواقفَّ . ًّ ًّ ًّ تنويريا ،لقد كان خيار ومضمونا تونسيا رحيقا تونسيا ولكن منحته إن فلسفة التوافق ليست استنباطا التونسيين في الاستناد إلى فلسفة التوافق ،حال ووسيلة إنقاذ ّ تتجسد لوال ّ ّ ّ ترسخ هذه الفلسفة في مميزة ما كان لها أن ًّ َّ ّ ّ مركزيا مكن مسار سفينة متحضرة عامال الوجدان .لقد مثلت إدارة الاختالف في تونس بين مختلف الفرقاء بطريقة الانتقال الديمقر ّ اطي من الرسو في ميناء ألامان. ّ ً َّ ّ ّ الرباعي الراعي للحوار على جائزة نوبل تحصل التوافقي ،حيث تثمينا لهذا التمش ي أسندت العديد من الجوائز تقديرا لدوره في تقريب وجهات النظر ،واعتر ًافا باإلنجا ات التي ّ ً حققها الشعب التونس ّي ،في مواجهة للسالم، ز ّ ّ ّ ّ ّ الاقتصادية السياسية، التحوالت التونسية في كل من السلمي نحو تحقيق مطالب الثورة الصعوبات ،والتزامه باملسار ّ تحصل رئيس حركة النهضة على جائزة ّ ّ ّ الغاندية، مؤسسة "جمناالل باجاج الهندية" لنشر القيم والاجتماعية .وكذلك 41
ّ التونسية في إدارة الاختالف والخروج من نفق الخالفات .كما ّ قررت مجلة "ذي وهو اعتراف بفرادة التجربة ّ البريطانية اختيار تونس بلد العام ( ،)2014نظرا الستطاعتها في أن تكون الاستثناء ،فضال عن أنها من ايكونوميست "
البلدان التي نجحت في أن تكون ً رمزا لالعتدال وألامل في منطقة مضطربة ،وصادقت على دستور جديد وصفته
باملستنير . -3-3من إلاسالم السياس ّي إلى إلاسالم الديمقر ّ اطي: ّ ّ ّ نموذجية ،بل إنه ّتيار غير مسبوق من حيث الطفرة إلاسالمية في تونس خالل هذه الفترة حالة مثلت حركة النهضة التي ّ ّ ّ َّ التكيف مع الحقائق فاعلية كبيرة في السياسية ،والخطاب الفكر ّي الذي أبان عن حققها على مستوى املمارسة ّ السياسيةّ ، ّ ّ تجسمت في إعالن قياداته أنهم غادروا إلاسالم السياس ّي التحديات والرهانات املحلية ،والتعاطي مع ّ اطي ،وهي نقلة ّ وانتقلوا إلى إلاسالم الديمقر ّ إلاسالمية .ففي املؤتمر العاشر نوعية في تاريخ الفكر السياس ّي والحركات ّ ّ ّ ّ الاتفاق على إنجاز مراجعات َّ النظريةّ ، ّ الايديولوجي والعقائد ّي أهمها التخلي عن "الثوب" فكرية ملرجعياتها ( )2016تم ّ ّ ّ ّ والاجتماعية للمجتمع التونس ّي .وأكدت لوائح الاقتصادية الحاجيات والاقتراب من مشاغل الناس والاشتغال على ّ ّ ّ إسالمية يعتمد الديمقر ّ ّ ّ ّ والشفافية اطية مرجعية وطني ذو النهضويين لتحويل حزبهم إلى حزب املؤتمر على اتفاق ً ّ ّ التخصص وإقرارها مبدأ التمايز بين السياس ّي والدعو ّي ،في التوجه نحو مجال ممارسة وسلوكا .وبصفة دقيقة ّ ّ الديني.هذه املراجعات والخيارات الجديدة أهلها لالندماج في وتجنب كل وصاية على الشعب في الشأن نشاطها، مكو ًنا من ّ املشهد السياس ّي وصارت ّ مكونات النظام السياس ّي التونس ّي.
ّ ّ ّ إلاسالمي الفكرية منذ سبعينات القرن العشرين ،ممثلة في أثر التيار ال يمكن فصل هذه الخيارات عن بوادرها ّ محدوديته ّ ّ ّ ّ ّ العملية لفكرة يعد أحد التجليات إلاسالمية .وهذا التيار على التقدمي في نقده مناهج النظر داخل الحركة ّ ّ إلاسالمي املعاصر ،ذلك الاتجاه الذي نشأ وتشكل في تونس ،وهو تيار إسالم ّي التنوير وإلاصالح والتجديد في املجال ّ ّ فقهيا وعقائ ًّ يني وتجديد إلاسالم وطرح كل الشوائب التي علقت به ًّ الاتجاه ،تقوم رؤيته على إلاصالح الد ّ ديا عقالني ّ الدينيّ ، ًّ ّ ّ وعبرت النهضة النقدي والتنوير ّي للفكر وأصوليا .تأثرت حركة النهضة أو على ألاقل بعض قياداتها بهذا املنحى عن استعدادها وقدرتها على فتح آلافاق التار ّ ّ ّ والثقافي في الثوري والسياس ّي يخية والحضارّية التي ترتقي بالحراك ّ مجتمعنا إلى مسارات التنوير ،بما هو عقلنة للشأن السياس ّي في مبادئه وآليات اشتغاله .وأن تدفع في اتجاه ال ت ّعد فيه الثورة ّ مجرد صياغة جديدة للنظام السياس ّي بل مدخل لعقلنة شاملة و إنشاء مجتمع غير قائم على إلاكراهات والقمع ،وإنما على التفاهم والتعاقد وفكرة طاعة القانون ،وأن التنوير السياس ّي مدخل ال مناص منه للحداثة املجتمعية ّ ّ ّ ّ ضرورية للنهوض الفكر ّي واملجتمعي. ومقدمة تنوع مصادر إلاعالم ّ ّ -4-3 وتعدد الروافد: تضم قناتين تلف ّ ّ ّ زيونيتين (قناة تونس ،1وقناة تونس )2وثماني التونسية التي تمتلك الدولة هيئة إلاذاعة والتلفزة ّ ّ ّ إقليمية :صفاقس، الدولية ،إضافة إلى خمس إذاعات الوطنية ،إذاعة الشباب ،وإلاذاعة قنوات إذاعية (إلاذاعة ّ َّ ّ مخصصة بشكل حصر ّي الثقافية"، للثقافة "إلاذاعة إذاعية املنستير ،قفصة ،تطاوين ،والكاف) .انطلقت أول قناة ِّ 42
َّ لبث سنة ،2006تعرض ً بدءا من عام ّ ،2003 ّ الثقافية وألانباء والحواراتً . عددا ً تحولت كبيرا من املوضوعات ا واملرئي من الاحتكار إلى الخصخصةّ ، َّ استر ّ ّ ّ اتيجية الدول وتكونت إذاعة "موزاييك إف إم"، السمعي الخاصة باإلعالم ّ ّ الخاصة " حنبعل" في عام ،2005وإذاعة "الزيتونة" في عام فضائية وإذاعة "جوهرة إف إم" في عام ،2005والقناة ال ّ ظل ً حرّية إلاعالم والتعبير ّ إلاعالمي ،فإن شعور ّ غائباً ، ّ نظرا لخضوعها إلى منطق التعليمات التعدد .2007ورغم هذا وتجفيف كل منابع املبادرات. إلاعالميين للنقد وكشف ّ ّ ّ امللفات دون وتحرر صوت بعد الثورة استفاد قطاع إلاعالم ولم يخضع ألي وصاية إلاعالمي بعث عشرات ّ ّ ّ ّ السمعي البصر ّي واملكتوب إلاعالمية في القطاع املؤسسات ضغوطات أو إحراجات .شهد الحقل ونظرا للصعوبات ّ ّ ّ ً املالية ،تراجع عدد تلفزيونية وقرابة 50إذاعة و 229صحيفة ،لكن والرقمي ،بلغت 39قناة ّ ّ ّ ّ ّ ومحليةّ ،أما عدد الصحف فقد تقلص إلى جهوية إلاعالمية لنجد قرابة 13قناة و 16إذاعة من بينها املؤسسات ً ّ نجاحا ً كبيرا ،إلشاعة خطاب الدينية كمثال ،عرفت حدود 45صحيفة .من بين إلاذاعات نذكر إذاعة الزيتونة طي لإلسالم الذي اشتهرت به جامعة الزيتونة على ّ ّ وس ّ العقالني املستنير لإلسالم وتقديم مر العصور ،ودعم الفهم ّ ّ ّ ًّ وطنيا وثاني إذاعة في تونس والثقافية .جعلها تكون في ظرف وجيز ألاولى إلاسالمية للمرجعيات قراءات معتدلة ّ الساحلية بعد "إذاعة جوهرة أف أم" العاصمة ،بعد إذاعة "موزاييك أف أم" الخاصة وثاني إذاعة في والية "سوسة" الخاصة ّ ّ وأول إذاعة في والية "صفاقس" جنوب البالد. ّ ّ ّ إلاعالمي خالل مرحلة الانتقال الديمقر ّ ّ السمعي اطي أحدثت "الهيئة العليا املستقلة لالتصال ولتنظيم املشهد ّ ّ ّ الاتصال ّ ّ الس ّ حوري في ضمان ّ ّ معي البصر ّي وتعد ّديته، حرّية البصري" يوم 3مايو ،2013ويتمثل دورها امل ّ ّ َّ استقاللية وسائل إلاعالم عن ّ واملالية. السياسية كل السلطات وضمان
إلاعالمية ً ّ ّ ّ ّ َّ والحوارية في الشأن الفكر ّي والث ّ قافي، الفكرية املخصصة للمجاالت عددا من البرامج تتضمن القنوات ّ ّ ّ يقدم (الجدول رقم ّ )14 والثقافية في إلاعالم التونس ّي. الفكرية عينة من البرامج عينة من برامج ّ ّ جدول رقم ّ 14 وثقافية في إلاعالم التونس ي فكرية القناة الاعالمية ّ الثقافية إذاعة تونس
البرنامج ندوة الثقافة ّ أحباء الحكمة ّ أفال يتفكرون كتاب إلانسان سجاالت
قناة تونس 2
بورتريه أهواء ّ جمهورية الثقافة 43
ّ تونسية إصدارات ّ الوطنية 1 التلفزة
بصمات نوافذ طوق الياسمين بيت الخيال كلمات مسافرة
إذاعة تطاوين
-5-3تفعيل ّ ّ القطاعية وتحريرها: املؤسسات أحدثت الدولة ّ ّ عدة ّ ّ الحيوية ،الشباب ،الجمعيات ،املرأة ،الطفولة ،لكن مرجعية في مختلف القطاعات مؤسسات أفرغتها في فترة الاستبداد من مضامينها ّ ّ حقيقيةّ . حررت بعد 2011 ويبستها ،وتركتها هياكل بال روح مبادرة أو مشاريع مهامهاّ ، وتعددت مبادراتها ومشاريعها وتفاعلت مع ّ إلادارية ّ ّ وتطورت ّ ّ املدنية الصاعدة .من بينها، املكونات من معيقاتها نذكر ّ املؤسسات التالية: ●
املعهد التونس ّي للدراسات الاستر ّ اتيجية
26
● مركز البحوث والدراسات والتوثيق وإلاعالم حول املرأة
27
● مرصد إلاعالم والتكوين والتوثيق والدراسات حول حماية حقوق الطفل ● مركز إفادة لإلعالم والتكوين والدراسات والتوثيق حول الجمعيات
28
29
ّ الثوري في تونس ،من بينهاّ ، ّ وبعثت ّ ّ املؤسسات التالية: دستورية تؤطر املسار مؤسسات ● هيئة الحقيقة والكرامة ّ ● الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات31 ّ الوطنية للوقاية من التعذيب32 ● الهيئة هذه ّ ّ أساسية في سياق الاستحقاقات التي فرضتها التحوالت املطروحة ،في املؤسسات تتبع الدولة وتقوم بمهام الانتقالية ومسار تنظيم الانتخابات وإصالح ّ ّ ّ السجنية ،وغيرها من املؤسسة مسارات عديدة ،منها مسار العدالة ّ ّ ّ تؤثث املشهد ّ إلاصالحية املفتوحة ،هذه ّ ّ ّ املجتمعي وتؤطر املشاريع وتضفي املؤسس ّي املؤسسات والهياكل امللفات 30
باملؤسسات وفي ّ ّ َّ ّ املؤسسات. ويترسخ حركية املجتمع ،والفعل التنوير ّي ينبني العقلنة على 26
ّ ّ أسس سنة 1993وهو ّ ّ ّ أهم منشوراته بعد الثورة دراسة ّ الجمهورية ،من ّ الجهادية في تونس :الواقع واملآالت". السلفية علمية حول " مؤسسة تابعة لرئاسة
27
أحدث سنة ،1990وهي ّ مؤسسة تخضع إلشراف وزارة شؤون املرأة والطفولة واملسنين.
ّ 28 مؤسسة تخضع إلشراف وزارة شؤون املرأة والطفولة واملسنين وقد أحدثت سنة .2002 29 30 31 32
تم إحداث املركز سنة 2000ومهمته رصد واقع النشاط الجمعياتي ،تحت إشراف رئاسة الحكومة. ّ هيئة دستو ّرية أدى أعضاؤها اليمين الدستورية سنة ،2014مهمتها إلاشراف على مسار العدالة الانتقالية.
ّ عمومية أحدثت سنة ،2011تسهر على ضمان إجراء انتخابات نزيهة وشفافة. هيئة ّ ّ هيئة عمومية مستقلة أحدثت سنة ،2016مهمتها مراقبة أماكن الاحتجاز وإلايواء وخلوها من مختلف أشكال التعذيب.
44
ّ تشريعية جديدة للمجتمع: -6-3مبادرات من املبادرات الجديدة التي ّ تميزت بها تونس في مجاالت التنوير ،تطوير تشريعات تساهم في تدعيم التزام املجتمع ّ ّ البشرية .ونستعرض نموذجين بارزين من التشريعات أو املقترحات التحرر وإزالة كل ما يحجب الكرامة بفكرة
الجديدة .وافق البرملان التونس ّي على قانون "مكافحة العنف ّ ضد النساء" ّ 33 ليتوج سنوات من نضال الحركات ّ واملدنية .يرتكز هذا القانون على أربعة ّ ّ ّ ّ والتعهد .من مظاهر أساسية وهي الوقاية والحماية والردع مقومات النسائية
التجديد في هذا القانون تشديد العقوبات املفروضة على مختلف أشكال العنف عند ارتكابها داخل ألاسرة ،وفي إلغاء الجنسية ّ ّ ّ ضد القاصرات ،وتوسيع الحماية في التحرش الجنس ّي والجرائم مظاهر التفص ي من العقاب بالنسبة إلى ّ الاقتصادي والعنف جريمة الاغتصاب لتشمل ألاطفال من جنس الذكور إلى جانب تجريم تشغيل ألاطفال والتمييز الاجتماعية ويزيل ً السياس ّيّ . ّ بعضا من الغبن الذي ّ تتعرض له املرأة. يسجل القانون الجديد العديد من املكاسب دوليا في إصدار القانون الشامل للقضاء على العنف ّ ًّ ضد املرأة وألاولى ًّ تحتل تونس املرتبة ًّ 19 ّ وإفريقيا حسب عربيا هيئة ألامم ّ املتحدة. وتتمثل املبادرة الثانية في املقترحات التي ّ ّ الجمهورية في خطابه بمناسبة عيد املرأة يوم 13أوت/ قدمها رئيس ّ ّ أجنبي غير مسلم ،وقد ّ ّ ّ تم التونسية من أغسطس ،2017وتتعلق بالدعوة إلى إلغاء املنشور 73املتعلق بمنع زواج الشروع في التراتيب إلاجر ّ ّ يخص املساواة في إلارث ،لم ّ تمر فكرة املساواة بين الرجال ائية لتنفيذهّ .أما املقترح الثاني ً جدال ً ّ ّ والديني الفقهي كبيرا في أوساط املجتمع .وهذا الجدل جمع بين الحوار والنساء في إلارث ،دون أن تثير والاجتماعي ،وبين الجرأة في تناول القضايا وإثارة النقاش وهي لم ّ ّ تتحول إلى قانون ،ولكن ضرورة التفكير في مثل هذه املسائل وتجنب سياسة النعامة بغمس الرأس في الرمال. ّ املدني وتخصيب التنوير: -7-3املجتمع من أبرز تأثيرات التغييرات الحاصلةّ ، ّ ّ جمعية ،منها للجمعيات في تونس ،والتي بلغت قرابة 20698 تطور املجموع العام ّ ّ ّ ّ ّ ّ تنسيقية جمعيات.34 شبابية ،و 68شبكة جمعيات ،و14 جمعية جمعية مواطنة ،و 364 ثقافية و682 جمعية 3760 ّ ّ ّ ّ املدني املرسوم عدد 88الصادر في وينظم العمل يدل العدد املتنامي باستمرار ،إلى إلاقبال الكبير نحو العمل املدنيِّ . سنة ّ ،2011 ّ ّ الجمعيات في العالم ال ّ وإلاسالمي التي تسعى إلى ألاخذ باملعايير عربي ويعد ضمن الجيل الجديد من قوانين ّ الدولية وبتجارب املجتمعات الديموقر ّ ّ اطية في مجال ضمان ّ الجمعيات .ساهم إلاطار القانوني الجديد بقسط حرّية ّ ّ املدني وفي رفع القيود التي كانت مسلطة عليه وبالرغم من النقائص والصعوبات كبير في انفتاح الدولة على املجتمع ّ الوطني سمحت لها بالقيام بدور ّ املسجلة في التطبيق أصبحت للجمعيات مكانة ّ ّ مهم في املسار فعلية في الواقع الجمعيات ً الفعالة في تجاوز ألازماتّ . الانتقالي واملشاركة ّ ّ ّ طبقا للمعايير يتميز املرسوم بتبسيط إجراءات تأسيس
33 34
26يوليو /جويلية 2017
ّ املصدر :مركز إفادة لإلعالم والتكوين والدراسات والتوثيق حول الجمعيات ( 5سبتمبر )2017
45
ّ ّ ّ ّ ّ ّ الخاص بالحقوق والسياسية 35وذلك بإلغاء نظام املدنية الدولي وأهمها الفصل 21من العهد الدولية واملبادئ ّ الداخلية .يواجه املجتمع الترخيص املسبق وتعويضه بنظام التصريح أو إلاعالم وإلغاء الاختصاص التقدير ّي لوزير املدني في تونس اليوم ّ ّ ّ تحديات كبرى تتمحور حول طرق املساهمة في بناء دولة القانون واملؤ ّسسات وتركيز نظام ّ ّ ّ ّ ديمقر ّ اطي يضمن الحقوق الانتقالي ،حيث ألاساسية إلنجاح املسار املدني الركيزة والحرّيات للمواطنين .ويعتبر املجتمع أهمية تواجد مجتمع مدني ناجع وفاعل لتفادي ّ ّ ّ ّبينت مختلف ألازمات التي ّ الهزات الكبرى الانتقالي مر بها املسار ّ ّ للجمعيات العامل الرئيس ّي لتفعيل هذه املساهمة القانوني ومخاطر الانسياق نحو العنف والفوض ى .ويعتبر النظام ً ّ للجمعيات ومن ّ أهمها الاقتراح والضغط والرقابة، قانونا ولضمان نجاعتها من خالل ممارسة الحقوق املمنوحة والنفاذ للمعلومات والبيانات ّ وبحقها في ّ حرّية التعبير دون تخويف أو قمع من السلطة ودون املساس بحرمة الناشطين ّ ّ ّ ّ املدني للتعبير عن مطالبه. أساسية يستخدمها املجتمع السلمي كأداة والحق في التظاهر فيه،
ّ ّ املجتمعية في تونس بظاهرتين متالزمتين وهما ّ أهم ّية ما يعرف بالطبقة الوسطى التي راهنت عليها تتميز البنية ّ ّ ّ بمجانية التعليم وانتشاره متوسطة الدخل ولكنها انتفعت العمومية منذ الاستقالل سنة 1956وهي طبقة السلطات مما جعلها ّ ّ ّ ّ ًّ والثقافية ّ ّ ّ والثقافي والتعلي ّ تدريجيا على املستوى تتطور مي لتصبح الاقتصادي الصحية العمومية واملرافق ّ ملجتمعية أيضا بالنزعة ّ ّ العامة لدى عموم املواطنين باالهتمام بمثابة العمود الفقر ّي للمجتمع التونس ّي .وتتسم البنية ا ّ ّ ّ التعصب املبالغ فيه إلى أيديولوج ّيات سياسية أو الوطني ،لكن دون الانتماء أو الانخراط بالضرورة في أحزاب بالشأن ّ معينة ،وذلك ّ ّ ّ ّ والحزبي طيلة عقود والعمق التاريخي املتمثل في انغالق العمل السياس ّي لعدة أسباب من بينها العامل ّ ّ ّ والتطوعي في املجتمع وكذلك لحصول نوع من التقارب والتطابق بين العمل السياس ّي والعمل املدني التاريخي للعمل النقابي باعتبار ّ أن النقابات ّ َّ َّ ًّ ّ الوطنية من أجل الاستقالل وبناء السياسية الحركة تاريخيا إلى جانب ألاحزاب تزعمت الدولة ا َّ لفتية. ّ الوطني التأسيس ّي ّ ّ ّ الجمعيات من قبل اللجان وتم الاستماع إلى عدد من املدني في أشغال املجلس شارك املجتمع ّ ّ ّ ّ ّ ً والدستورية القانونية بالوضعية عموما وفي املطالب واملقترحات املتعلقة املختصة باملجلس للنظر في مطالبها ّ ّ ّ الجمعيات للتباحث في شأن مواقف خاص .وقام املجلس بتنظيم يوم حوارات مفتوحة مع للجمعيات بوجه ّ ّ ّ ّ ّ جمعية "بوصلة" الجمعيات على غرار ألاساسية .وتمكنت بعض الجمعيات من مشروع الدستور وغيرها من املشاريع اليومية ألشغاله وذلك باحتساب نسبة حضور ّ ّ النواب وغيابهم ونسبة أن تمارس دور املالحظ داخل املجلس باملتابعة ّ ملانية ،36كما ّ كل مجموعة بر ّ كل نائب وحسب ّ التصويت داخل املجلس حسب ّ املختصة تم فتح اجتماعات اللجان ّ ّ ّ ّ الانتقالية وبالهيئة العليا املستقلة لالنتخابات الجمعيات عند النظر في مشاريع القوانين املتعلقة بالعدالة لبعض ّ ّ ّ ّ ّ ّ ّ جمعية "عتيد" الجمعيات على غرار الانتخابية الجديدة .وتولت بعض بالعضوية في الهيئة الخاصة وبفرز الترشحات
ّ ملنظمة ألامم ّ ّ وتنص ّ ّ ّ ّ ّ الحق في ":لكل فرد املادة 21على ما يلي املتحدة بتاريخ 1966/12/16وصادقت عليه تونس في .1969/3/18 العامة الجمعية 35صدر بقرار ّ ّ ّ الجمعيات مع آخرين ،بما في ذلك حق إنشاء النقابات والانضمام إليها من أجل حماية مصالحه (.")... حرّية تكوين ّ ّ ّ ّ العامة للمجلس. الوطني التأسيس ّي وهي متواجدة باستمرار بالجلسة الداخلي للمجلس 36تصدر جمعية 'بوصلة' دوريا إحصائيات حول العمل www.albawsala.org
46
ّ ّ النهائية املنشورة بالجريدة العامة للمجلس والنصوص مراقبة الاختالفات بين النصوص التي صادقت عليها الجلسة ّ الر ّ ّ الجمعية وجود اختالفات بين بعض النصوص املصادق عليها والنصوص املنشورة .37 سمية وأثبتت هذه املدني في العديد من ألانشطة (ملتقياتّ -أيام در ّ ّ اسية -ندوات -حلقات نقاش -دورات كما ساهمت جمعيات املجتمع ّ تدريبية )...-في نشر التفكير التنوير ّي وترسيخ قيمه ًّ ّ ًّ ّ التعرض إلى مجمل ألانشطة ومجتمعيا .وبما أنه ال يمكننا فرديا ّ ّ رئيسيين: املكثفة ،قمنا بتصنيفها إلى صنفين ّ صنف ّأول تكثفت ألانشطة حول الشأن السياس ّي واملجاالت املجاورة من انتخابات وصياغة الدستور ومقاومة ّ ّ الجمعيات ،منها "املنتدى التونس ّي الفساد وتحرير إلاعالم ومسائل الحوكمة ،وقضايا املرأة وتألقت فيه العديد من ّ ّ ّ املدني للتنمية وحقوق للحقوق والاجتماعية" " ،عتيد" "،أنا يقظ" " ،أوفياء" "،بوصلة" "،القطب الاقتصادية ّ "تونسيات" و"ارتقاء". إلانسان"، ّ صنف ثاني تمحورت ألانشطة بشكل مزدوج بين ما هو سياس ّي ّ ّ الفكرية والتطرق إلى عمق املسائل بتناول القضايا عام ّ املدني ورشات مفتوحة للتفكير والحوار ّ ّ ّ العام والجدل .ون ّسقت الديني ،جعلت من املجتمع والنظرية للتنوير وإلاصالح ّ ّ ّ تدريبية الديني أو في ورشات الدينية في معالجة رهانات تطوير التفكير مع العديد من الوزارات مثل وزارة الشؤون ّ لألئمة. الفكرية والتن ّ ّ ّ ّ الدينيً . نظرا ويرية وأسئلة إلاصالح الفكرية التي اشتغلت على املسائل سنقتصر على تناول ألانشطة ّ ّ الديني وما ّ ّ تسرب إليه من غلو وشطط وتط ّرف، العمومي واملقاربات املتناقضة للشأن للتحد ّيات التي أثيرت في الفضاء الديني" ،والتفاعل مع ّ تناولت العديد من الندوات ّ ّ تحديات صالت الدين بالتفكير الدين ّي، مهمة التفكير في "إلاصالح واقترحت تشجيع القراءات وفتح أبواب الاجتهاد وتقوية منسوب التجديد الفكر ّي من أجل إخراج الدين من بوتقة والتقليدية .وشاركت جمعيات ّ ّ ّ ّ ّ الديني ،كضرورة املتطرف والتعاطي مع الفكر عدة في مقاومة الفكر ألاحادية القراءات ّ ّ معرفي يتالءم ومقتضيات العصر. تتطلبها املرحلة الراهنة ،تقتض ي الخروج من منظومة الاجتهاد القديم إلى أفق ّ ّ ّ يتطلب الاقتناع بأن كل ما ينتجه العقل البشر ّي في فهم النص القر ّ آني قابل الديني وتطرقت إلى أن تنوير التفكير ّ ّ ّ الفكرية ّ بأهم ّية مراجعة معنى الاجتهاد والتجديد في التراث أغلبية امللتقيات للتجديد وليس له صفة القداسة .وأكدت الديني ،فضال عن تعصير مفهوم ّ ّ إلاسالمي ،والحاجة إلى تأسيس مناهج جديدة ّ ّ التدين لدى تكرس مبدأ تجديد الفكر الاجتماعية وال ّ ّ ّ ثقافية الديني املعاصر أن يأخذ في الاعتبار السياقات ألافراد ومالءمته مع مبدأ التنوير .وعلى الخطاب والسياسية التي نعيشها ،ومن ّ ّ ثم يجب علينا بناء فقه الواقع الجديد ،أي الاستغناء عن الخطاب القديم الذي ال ّ ّ العربية ،الذي السلمي في املجتمعات يتناسب مع معطيات العصر .ووجوب فتح حوار صريح وواضح حول التعايش ً مقصدا من مقاصد إلاسالم. يجب أن يبنى على مبدأ احترام إلانسان ،ألنه يظل
www.atide.org37
47
ّ الديني ،منتدى الجاحظ، من أبرز الجمعيات العريقة التي طرحت قضايا التنوير وحرصت على إثارة قضايا إلاصالح الذي اعتبر ً إطارا للتفكير ّ الحر املفتوح للجميع دون تصنيف أو تمييز للمشاركة في حواراته ونقاشاته ،وعمل على إرساء
ّ ثقافة الحوار وفتح مسالك النقاش بين الحس ّ والسياسية دون استثناء ،ونسج من أسئلة النقد اسيات الفكرّية ّ ّ إلاسالمي "صورته" التقليدية في سبيل تجديد الفكر واملراجعات والبحث عن تجديد الثقافة والخروج عن السياقات ّ العقالني والخطاب التنوير ّي الجامعة بين الحداثة والتراث ،والالتقاء بين ألاصالة والانفتاح. في صياغة مالمح البديل حواريا و( )30ندوة ً ًّ ً بلغت عدد ألانشطة بعد الثورة (ً )50 تدريبية وغيرها من ألانشطة. 38 فكرية و( )26دورة منبرا ّ ّ ّ ّ ّ العربي ،فقد حرصت التنويريين" سنة ،2016ورغم بعدها للتربويين العربية وتعزز املشهد التنوير ّي بإحداث "الرابطة ّ ّ العربية ،من بينها تونس ،وتعمل على دعم صوت التنوير وترسيخ التنويرية في العديد من البلدان على تنشيط الثقافة ّ ّ ّ سنوية "عاصمة التنوير" ،من املنتظر أن تمنح كل فاعلية النقدي ،وأرست لذلك قيم التسامح ومأسسة قيم العقل سنة إلى بلد ّ عربي ،وقد شرفت تونس باختيارها "عاصمة التنوير ."2017في هذه الفترة الوجيزة استطاعت إنجاز ّ أهمها ،مجلة "التنويري" ،والعديد من الندوات وامللتقيات حول مجال التنوير ومواجهة ّ مكثفة ،من ّ تحديات أنشطة ّ ّ ّ يتضمن (الجدول رقم ّ )15 ّ العام ،نعلم الفكرية التي أسهمت في تذكية النقاش الجمعيات وأنشطتها عينة من العصر . ّ ّ ً جيدا املعلومات املقتضبة ،ألن هدف التقرير يركز على النماذج ّ والعينات الدالة. ّ ّ جدول رقم ّ 15 التنويرية بعد 2011 الفكرية عينة من الندوات ّ الجمعية
عنوان النشاط ّ ّ إلاسالمي العلمانية و عالقة الدولة بالدين في العالم ّ ّ ّ والشيعي إلاسالمي املدنية في الفكر تأصيل الدولة
ّ املستقبلي منتدى الجاحظ للفكر
ّ السلفية في تونس :الدالالت واملستقبل ّ ّ الديني إشكاليات تجديد الفكر ً ًّ ّ سياسيا إصالحا الديني يقتض ي إلاصالح ّ وإشكالية تونسته :السياقات والرهانات إلاسالم ّ الديني املوانع واملمكنات إلاصالح ّ ّ ّ الديني الحقوقي وإلاشكال حرّية الضمير بين التأصيل ّ ّ التاريخية الديني وأشكاله حدود املجال ّ الديني الفضاء املسجدي بين املشترك القيمي والسؤال
مركز دراسة إلاسالم والديمقر ّ اطية
ّ ّ التونسية لألدباء واملفكرين الرابطة ّ إلاسالمي املعهد العالمي للفكر 38
الاجتهاد والتجديد في إلاسالم ّ ّ املدني الديني واملجتمع إدارة الشأن الدولي حول إلاسالم والديمقر ّ ّ اطية املؤتمر ّ التونسية سؤال الثقافة في الثورة مقاصد القرآن الكريم في بناء الحضارة والعمران
ّ تقييمية ملنتدى الجاحظ (.)2017 املصدر :وثيقة
48
ّ إلاسالمية املعهد العالي للحضارة ّ ّ الدولي للدراسات الاستر ّ ّ والعسكرية ألامنية اتيجية املركز جمعية تونس الفتاة ّ الدينية وزارة الشؤون
ّ والتعدد رابطة تونس للثقافة
نحو خطاب ّ ديني ملواجهة الفكر التكفير ّي وإرساء ثقافة السالم محنة ّ ّ ّ إلاسالمية العربية املثقفين في الحضارة محاضن إلارهاب واستراتيجيات تفكيكها ّ ّ الديني وراهنية الوعي الحديث التراث وأعطاب املنهج التفسير ّي ّ أسمالي إلاسالم في أفق ما بعد ر
ّ ّ ّ التنويريين (فرع تونس) للتربويين العربية الرابطة مؤمنون بال حدود منتدى الفارابي للدراسات والبدائل
ّ ّ الفكرية ومتطلبات املجتمع التنوير بين الدواعي ّ مستجدات البحث في فلسفة الدين :قراءة ّ نقدية ّ ّ إلاسالمي العربي التأويل في الفكر ّ والشرعية والعنف الدين ّ الثقافية الثورة واملسألة ّ املدني الدين والدولة واملجتمع
مركز الزيتونة للدراسات الاستر ّ اتيجية ّ املجتمعية والتمكين مركز التنمية
ّ ّ إلاسالمية العربية حقوق إلانسان في الثقافة ّ الديني في تونس بين ألاصالة واملعاصرة الخطاب
ّ املدني على ّ ّ تتضمن عديد النقائص من حيث طبيعة املضامين أهميتها، هذه النماذج املقتضبة من أنشطة املجتمع ّ ّ العمومية ،والخيط الناظم فيما بينها .إضافة إلى تضرر العمل ومحدودية التمويالت واملحاور ومنهجيات تناولها، ّ املدنيين ،وتوحيد ألانشطة ضمن رؤية مشتركة. التنوير ّي ،وغياب التنسيق بين الفاعلين
49
خاتمة ّ ّ التونسية وما تعيشه من انتقال ديمقر ّ اطي اهتم تقرير "حالة التنوير في تونس" بالبحث في جذور فرادة التجربة العربي من أمواج عنف ونزاعات وتحاربّ . ّ ّ إن تجربة تونس استثنائية ،مقارنة بما يتالطم في املحيط ومسارات ّ ّ ّ ّ ًّ التونسيين في القرن التاسع تاريخيا بما أشرنا إليه من محاوالت املفكرين التنويرية ليست وليدة الصدفة ،بل متجذرة ّ إلانساني ومظاهر الحضارة الجديدة من أبناء هذا الوطن .هذه الشعلة من الاصالحات وإن لم عشر تقريب الفكر ّ ّ منظومية ومتر ّ ّ ّ أرضية خصبة وعناصر تنتظر املناخ املناسب ،لتثمر وتينع اصة الروافد ،فقد شكلت تمثل حركة تنوير الوطنية وسعيها إلى سقي البذور ّ ّ ألاو ّلية بالتعليم وتشييد املدارس ،التي ّ مهدت السترجاع أزهارها .وما يسرته الدولة ّ التونسيين ذاتهم املسلوبة ،والشروع في عمليات البناء املؤلفة بين املنجز على ألارض من ّ مؤسسات ديمقر ّ ّ اطية املتنور الذي ّ ّ ّ يؤجر عقله ألي جهة ودستورية وتحرير للعقل وإطالق العنان لإلرادات والعزائم لبناء إلانسان /املواطن كانت. ّ إلايجابية وتثمين الجهد التنوير ّي في ّ والتعليمية وال ّ ّ ّ ّ ثقافية الاجتماعية املتنوعة، مكوناته كل إلاشارات واملعطيات واملدنيةّ ، ّ ّ ّ ّ حقيقية لرفعها ووضع تونس في مسار البلد التحديات ما زالت كبيرة وتحتاج إلى إرادات فإن وألاكاديمية والحرّية التي ترفرفَّ . ّ العصر ّي والديمقر ّ إن مسار التنوير مثل طريق اطي حيث املواطنة املحترمة والكرامة املحفوظة ّ تأسيسية ومن حماس ال ينطفئ. ألف ميل ينطلق من خطوة أولى ومن لبنات
50
اﻫﺘﻢ ﺗﻘﺮﻳﺮ "ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ" ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺟﺬور ﻓﺮادة اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ّ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻤﺎ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ وﻣﺴﺎرات اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ وﻣﺎ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎل ّ ّ ّ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ أﻣﻮاج ﻋﻨﻒ وﻧﺰاﻋﺎت وﺗﺤﺎربّ . إن ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﻮﻧﺲ ﻳﺘﻼﻃﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ ّ ّ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ ﺑﻤﺎ أﺷﺮﻧﺎ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺘﺠﺬرة اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ّﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ وﻟﻴﺪة اﻟﺼﺪﻓﺔ ،ﺑﻞ ًّ ّ ا ﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺗﻘﺮﻳﺐ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻣﺤﺎوﻻت ّ ّ وﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ .ﻫﺬه اﻟﺸﻌﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﺻﻼﺣﺎت ّ ّ أرﺿﻴﺔ ﺷﻜﻠﺖ وﻣﺘﺮاﺻﺔ اﻟﺮواﻓﺪ ،ﻓﻘﺪ ﻣﻨﻈﻮﻣﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻨﻮﻳﺮ وإن ﻟﻢ ّ ّ ّ ﺧﺼﺒﺔ وﻋﻨﺎﺻﺮ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ،ﻟﺘﺜﻤﺮ وﺗﻴﻨﻊ أزﻫﺎرﻫﺎ .وﻣﺎ ﻳﺴﺮﺗﻪ ﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وﺗﺸﻴﻴﺪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﺳﻌﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻘﻲ اﻟﺒﺬور اﻟﺪوﻟﺔ ّ ا°و ّ ّ ّ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﻴﻦ ذاﺗﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻮﺑﺔ ،واﻟﺸﺮوع ﻓﻲ ﻣﻬﺪت ﻻﺳﺘﺮﺟﺎع اﻟﻤﺪارس ،اﻟﺘﻲ ّ ّ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻨﺠﺰ ﻋﻠﻰ ا°رض ﻣﻦ ّ ّ ودﺳﺘﻮر ّﻳﺔ وﺗﺤﺮﻳﺮ ﻟﻠﻌﻘﻞ وإﻃﻼق اﻟﻌﻨﺎن ﻟ¸رادات واﻟﻌﺰاﺋﻢ ﻟﺒﻨﺎء ا ﻧﺴﺎن/ ﻳﺆﺟﺮ ﻋﻘﻠﻪ °ي ﺟﻬﺔ ﻛﺎﻧﺖ. اﻟﻤﺘﻨﻮر اﻟﺬي اﻟﻤﻮاﻃﻦ ّ ّ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮي ﻓﻲ ا ﻳﺠﺎﺑﻴﺔ وﺗﺜﻤﻴﻦ اﻟﺠﻬﺪ ﻛﻞ ا ﺷﺎرات واﻟﻤﻌﻄﻴﺎت ّ ّ ّ واﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﻓﺈنّ وا°ﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ، ّ ّ ّ ّ ّ ّ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺮﻓﻌﻬﺎ ووﺿﻊ ﺗﻮﻧﺲ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻛﺒﻴﺮة وﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ إرادات ّ ّ واﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ اﻟﻤﺤﺘﺮﻣﺔ واﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻟﻌﺼﺮي اﻟﺒﻠﺪ ّ ّ ﻓﻲ ﻣﺴﺎر . واﻟﺤﺮ ّﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﺮف .ﱠ إن ﻣﺴﺎر اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﻣﺜﻞ ﻃﺮﻳﻖ أﻟﻒ ﻣﻴﻞ ﻳﻨﻄﻠﻖ اﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺔ ّ ﺗﺄﺳﻴﺴﻴﺔ وﻣﻦ ﺣﻤﺎس ﻻ ﻳﻨﻄﻔﺊ. ﻣﻦ ﺧﻄﻮة أوﻟﻰ وﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎت ّ
ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻮﻳﻴﻦ اﻟﺘﻨﻮﻳﺮﻳﻴﻦ © ٢٠١٧ www.ArabAEME.org