َّ َّ التنوير ن الفكرية ومتطلبات المجتمع الدواع بي ي
ِّ للت ِّ العربية ر َّ التنويري ن بوي ن ي ي الرابطة ّمعان ،العبديل ،ابلقرب من دوار ادلاخلية ،شارع املكل حسني ،رمق البناية 264 صندوق بريدّ :معان – – 2464الرمز الربيدي11910 : تلفاكس0096265680999 :
الربيد الإلكرتوينinfo@arabaeme.org : املوقع ا إللكرتوينwww.ArabAEME.org :
المملكة األردنية الهاشمية رقم اإليداع لدى دائرة المكتبة الوطنية ()3277/7/2017
تعرب عن رأي اكتهبا ،ول ّ املواد املنشورة يف هذا الكتابّ ، تعرب ابلرضورة عن رأي الرابطة
مجيع احلقوق حمفوظة الطبعة األوىل تموز 2017
ّ َّ التنوير ن الدواع الفكرية ومتطلبات المجتمع بي ي
ادلكتور عبدالرزاق العياري
ادلكتورة بثينة جالصـــي
ادلكتور حمسن التّـــــويم
ادلكتور مصدّق اجلليدي
الطبعة األوىل تموز 2017
تقديم
َّ َّ ن الت َّ َّ البحثية ر فكرية نظمتها الرابطة العربية تم تقديمها يف ندوة يجمع هذا الكتاب األوراق ي ّ ِّ ن ن َّ َّ ر ِّ ن التونسية بعنوان" :التنوير ن الفكرية ومتطلبات الدواع بي العاصمة ف ي للتبويي التنويريي ي َّ َّ المجتمع" ر تونسيات ،منتدى الجاحظ، جمعية بالشاكة مع مركز دراسة اإلسالم والديمقراطية، ن ّ ِّ َّ يوم 15رفتاير َّ .2017ن المعرف واتفاقها عىل أن ثقافة التنوير البحثية باختالفها تتمت األوراق ي َّ نخبوية ،بل ه مسألة ّ تهم جميع رشائح المجتمع عىل اختالفها ،ن وضورة االنتقال ليس مسألة ي َّ الثقافية من تكديس المعرفة إىل إتاحتها للثقافة العامة المعاشة. بالنخب الدين ر َّ رّ نّ المدنية ن الحقوق والتوظيف التأصيل بي بية والت الورقة األوىل بعنوان" :الدرس ي ي األيديولوج"؛ للدكتور عبد الرزاق ّ ّ العياري رئيس منتدى الجاحظ ،يسىع خاللها لتقديم ي ّ ً ر ن َّ ن ّ الديت والمناهج التونسية ،وما تخللها ،مرورا بواقع التبية اليوم تاريخ للدرس استعراض ي ي َّ َّ ّ التونسية طيلة الكم الذي حققته المدرسة ومواكبتها للحداثة ،ويرى أنه بالرغم من اإلنجاز ي ن التعليم ربق دون المأمولَّ ، خاصة ف مجال ر ّ نش ثقافة حقوق اإلنسان. نصف قرن ،فإن المنجز ي ي ي َّ اإلسالمية للحكم ،ومسكها بكل قنوات السلطة، ويرى األستاذ عبدالرزاق أن صعود الحركة َّ َّ َّ َّ والقضائية، واإلعالمية، السياسية، مؤسسات المجتمع وإعالن إعادة بناء وتأسيس كل ً ّ َّ َّ َّ للحريات، الحقوقية أمام اختبار جدي قد يفتح آفاقا جديدة والتعليمية ،يضع المنظومة المشتك ،أو ِّ يمهد لغلق قوس واالرتداد إىل المرب ع َّ ر األول. والعيش ّ ن َّ ّ الزيتوني ن اإلصالحية :الطاهر الحداد ي التنويري يق برامج الورقة الثانية بعنوان" :الفكر ً ِّ متخصصة نف الدراسات القر َّ آنية وباحثة أستاذة وه جالص بثينة للدكتورة "؛ نموذجا ي ي ي ّ َّ ومباحث علم أصول الفقه بجامعة الزيتونة ،تستعرض خاللها مستة الفكر التنويري اإلصالحية َّ ّ تجديدية تقوم عىل ثالثة مسارات؛ األسباب ر الزيتوني ن الت دفعت معتتة إياها رؤية ي، لدى ر ي َّ َّ نّ ّ الحضارية، اإلصالحية وأبعاده الزيتون ،وعرض البدائل التعليم الطاهر الحداد إىل اإلصالح ي ي ّ َّ التنويري للطاهر الحداد. خصوصية الفكر
4
ّ ن توضح أن الحداد اعتت ّ َّ العقلية، توسع آفاق الطالب يف الفهم ،والنقد ،واكتساب العلوم فه ر ي ر سبيل إىل فهم الواقع وتحليل السياسات .كما تؤكد عىل أن مشوع الحداد ينهض عىل التكامل، ّ ّ الحضاري ،وهو ما يحتاجه للنهوض ومتطلبات العقل ،وما تمليه الممارسة واللحاق بالركب َّ ً ِّ ن ِّ السيدة بثينة عىل أن التنوير المتمثل يف بالمجتمعات ،منطلقا من روح اإلسالم .كما أكدت ّ ن َّ تاريخية تنفرد بها حضارة من اإلنصات إىل متطلبات الواقع والتفعيل يف كل أبعاده ،ليس فكرة ِّ المتجدد بقدر قضاياها. الحضارات ،بل هو قدرها ّ الدين" لألستاذ والخبت ر الورقة الثالثة بعنوان :ر نّ التبوي الدكتور مصدق "التبية والتنوير ي ًّ ن الجليدي؛ يستعرض خاللها الربط ن الديت ،مستدال من تجربة بي مفهوم التنوير ومفهوم التنوير ي َّ ن َّ ِّ ر الت تشيع األلمان إيمانويل كانط، ي ه ي ويرى أن التجربة الفكرية الروحية المتحررة من الوصاية ي ً ن ن ن نّ بمعت الديت التنوير يرتبط أوال؛ ان، كبت معنيان له الديت التنوير أن ، أيضا النور يف العقل .ويرى ي ي ن ن اإليمان والدعوة إىل اإلله الواحد .وهل توجد عالقة ن الديت يف القرآن والتنوير بي مفهوم التنوير ي ّ ن ن مصدق ،يجب اإلقرار بوجود منطق ن متي لفكرين الديت يف فلسفة األنوار؟ حسب رأي السيد ي ن ن ّ ّ ّ ّ ن روح ،وهو ما سار عليه كل من ابن رشد و إدغار إيمان وجدان عقىل واآلخر ي ي ي متوازيي؛ أحدهما ي موران. نّ اعتت أن التنوير األورون هو وجه من وجه التنوير القر ن ّ الوجدان آن ،لكنه يفتقد إىل التنوير كما ر ي ي ً ي ري ن ّ العلم يف والروح حيث أنه ننق الخرافات ولم يثبت اإليمان .ثانيا؛ يمكن إدراج موضوع النظر ي ي َّ َّ َّ نظام اإليمان والنبوة من خالل تأكيد األستاذ الجليدي ،أن ختم النبوة ستورة معرفية تاريخية ن ّ ال تنقطع وليست ّ ّ ن المسلمي فقط ،لذلك يخص عالم وشامل ،وال تاريخ ،كما أنه مجرد حدث ي ي من ن الضوري اإلمعان للفهم والتجديد ن يف العالم والتاري خ. ِّ َّ السلفية المتشددة ،حيث العرن" كشفت عن ويرى الدكتور الجليدي أن ثورات "الربيع ّر ي ن ينفصل الدين عن الثقافة ،وذلك نتيجة نقص حاد ف ر َّ علم الدينية المستندة التبية ي إىل محتوى ي ِّ ّ ن ن ّ وعظ ،كما يؤكد عىل ضورة مضبوط ،وتعويضه بنصوص مسقطة واعتماد أسلوب تقريري ي َّ ّ َّ المقدس ،وبناء تعليم ن ّ تنويري يقوم عىل أسس علمية متينة بدال عن سياسة ديت رفع الجهل ي 5
ِّ َّ ّ ّ االجتماع .وأشار إىل حاد لالت الحقيقية الدينية ليكون الضمانة تجفيف المنابع وتعميق الثقافة ي َّ ّ اإلسالمية ،وعدم استنساخها، التعليم يجب أن تبدأ بإعادة تقييم المواد أن عملية النقل ي ر َّ َّ َّ َّ َّ واحتام خصوصية ،وروحانية األمة العربية اإلسالمية ،مع مواصلة التجديد واإلصالح وهذا ِّ َّ ن المختص ن التعليمية. الواضعي للمناهج ي من واجب
ّ ّ ن الث ّ قافية :محاولة يق بناء المفهوم" للدكتور محسن الورقة الرابعة بعنوان" :المعطالت ّ رّ التبية نف المعهد العاىل ّللغات بقابس ،يستعرض خاللها ما ّ يسميه علوم أستاذ وهو ؛ ـوم ـ ـ الت ًي ي ي ً ّ ً ّ ّ ر ّ ّ ّ ب "الحداثات التطبيقية" ويقتح مفهوما إجرائيا جديدا وسمه ب " :المعطالت الثقافية" الذي ّّ ر ّ والتعت ،ر الت حكمت مسارات العقلنة التدد، يسىع من خالله إىل تفست وفهم بعض مظاهر ي ّ ًّ ّ ً ن ً منهجا تخاصصيا مركبا واستفاد من العرن .وقد اعتمد يف ذلك والنهوض والتحديث بالوطن ري مطبقة عىل المعرفة والوجدان كما ّ آخر أبحاث علوم الدماغّ ، يسميها. ّ ّ ّ ّ ّ الث ّ االجتماعية السلبية الفاعلة ه شكل مكثف من التمثالت ة قافي الت المعط ويستخلص أن ي ن ن ّ التصورات والممارسات الحائلة دون ّ ّ العرن عىل الوجه المطلوب. تقبل الفلسفة يف المجتمع يف ري ن َّ ر الت تتداخل يف تشكيلها عناض واعية ،وأخرى ال وه جنس من نالمعرفة النفس-اجتماعي َّة ي ي َّ واعية ،وتتقاطع يف مستواها األبعاد الفردية مع األبعاد االجتماعية. َّ ّ ّ بحل ّ ّ يهم الذاكرة فردي ،بل بمجرد خالص التوم بأن األمر ال يتعلق وينصح الدكتور محمد ي ن ّ ّ الجماعية ككل وينطلق من إعادة كتابة تاري خ استنبات الفلسفة يف األرض العربية من خالل ّ ّ والمؤثرات ،ر عملية التنصيب تلك. الت رافقت السياقات، ي
6
ر َّ ن الدين والتبية المدنية الدرس ي ر ن اإليديولوج والتوظيف الحقوق التأصيل بي ي ي
الدكتور عبد الرزاق العياري منتدى الجاحظ
7
ِّ المقدمة
ً ِّ ن تباعا نف ّ تحتاج الثورات العربية ر أكت من قطر إىل إعادة تشغيل القنوات المؤثرة يف الت جاءت ي ي ً ً الجمىع .منعا لالرتداد وتطهتا للذات من األنا المركز ،وثقافة تشكيل الوجدان العام والسلوك ي َّ َّ َّ االستبداد. خاصة أمام دعوات إحيائية لهويات مهمشة قبلية وعروشية وتعبتات عقائدية ِّ ِّ تعت عن ذاتها بعد سقوط األنظمة االستبدادية ،مهددة مرحلة االنتقال وإيديولوجية ،باتت ر ن ر المشتك .ومن هذه اط بما تحمله يف خطابها من كراهية وعنف ورفض قبول والبناء الديمقر ي ر الت تساعد عىل ر ر نش ثقافة حقوق القنوات المجال التبوي الذي ر يعتت من المداخل األساسية ي ن اإلنسان وتفعيلها نف سلوكيات ِّ اإلنسان المانع لكل انتهاك قارة داخل المجتمع ،وتنمية العنض ي ي ً ر ن ِّ لهذه الحقوق .فضال عن تأصيل مبدأ التسامح الذي يعزز التواصل والتعايش المشتك يف واقع ُّ ن . سىع إىل المراجعة والبناء هو إهمال للقوة كل ف المدرسة إهمال إن واالختالف د التعد يحكمه ي ي اط. المعنوية القادرة عىل تعزيز االنتماء وتثبيت مبدأ المواطنة وتوسيع دائرة السلوك الديمقر ي ن الت انبنت عليها ر ر التبية والتعليم يف تونس؟ ه األسس واألهداف ي فما ي ِّ ّ متغتاته التكيف مع السياق الجديد بكل وهل تملك المدرسة التونسية اليوم رشوط وانتظاراته؟ ن التشارك الذي تقوم به يف صياغة القاعدة القيمية؟ ه حدود الدور ي وما ي َّ التونسية وإصالحات دولة االستقالل المدرسة ن يعتت التعليم يف تونس من مفاخر دولة االستقالل ومآثر بورقيبة الذي راهن عىل المدرسة ر ِّ الت تشكل قاعدة ر ر مشوعه. لبناء "إنسان جديد" منسجم مع المبادئ ي ن َّ َّ َّ َّ الثقافية المرجعيات القومية" ،وتنوي ع الهويات المتناثرة يف محضن "الوحدة وه صهر ي لبعث " شخصية تونسية" تميل إىل االعتدال واالنفتاح عىل اآلخر.
8
ّ والعمل عىل تحقيق التوافق ن بمهمة تفعيل هذه بي"اإلسالم والحداثة" .وقد استأثرت الدولة ر َّ نوفمت ،1958 الت مثل قانون 4 ر األهداف من خالل كل القنوات الممكنة ،ومنها المدرسة ي التعليم التقليدي، وإصالحات الوزير محمود المسعدي بداية تعصتها وفصلها عن اإلرث ي ً الذي كان سائدا قبل االستقالل. ً ّ ً بدأ النظر إىل التعليم بوص فه أداة أس اس ية لبناء الدولة ،ومطلبا ملحا لحماية االس تقالل ِّ َّ ن ن اع؛ وهو االتج اه ال ذي ح دد الوطت ،إىل ج ان ب كون ه وس يل ة لالرتق اء يف الس لم االجتم ي ي ن ن الكتى وغائيات إص الح التعليم يف مرحلته التأس يس ّية .لقد كانت الرغبة يف الخروج التوجهات ر ن َّ ر الت حافظ عليها التعليم يف جامع الزيتونة ،واالنعتاق من س ياس ة عىل األنس اق المس تقرة ي ّ ّ َّ ر األكت جذرية إلص الح التعليم الت انتهجتها المدارس الفرنس َّية .الدافع المس خ للهوية الوطنية ي ن ن ِّ الثقاف واللغوي ومس تجيبة متأص لة يف الواقع عت فض اءات تعليمية وتحديد األهداف ر ي ن ن لمقتض يات الحال والوقت .وهذا ما كش ف عنه بورقيبة يف خطابه الذي ألقاه يف 25يونيو حي قال :ال ن ّ 1958ن وحب الفضيلة والسالم يكق شحن العقول بشؤون الدين ومكارم األخالق ي ً فقط ،بل يجب شحنها أيضا بأسباب المناعة ألننا نعيش وسط أمم ومجتمعات ال مجال فيها ل ل ط ه ارة وال ن نتاه ة وح ّب الس ل م ،وإن م ا ت ق وم ع ىل ال ق َّوة وال تس ل ح وال م ن اع ة .)1 الت َّ لقد كان هدف إصالح التعليم نف مرحلته األوىل القطع مع الفلسفة التعليمية ر كرسها جامع ي ي ن ّ والمؤسسات التابعة له ،وتقويض ما يف الموروث من عناض غت مالئمة الحتياجات الزيتونة ن َّ َّ َّ مجرد تعديل أو التنمية يف أبعادها الفكرية واالجتماعية ،كذلك لم تكن إصالحات 1958 ن ن َّ جزئية .إنها قطيعة وتأسيس يف آن جاءت يف سياق انقالب عىل مراجعة ن َّ ر َّ ّ تحديت ينشد بناء نموذج فرض ف ي األوضاع التشيعية واالقتصادية .كذلك جاءت بدافع رغبة ي ر مجتمىع جديد. مشوع ي ر تم توحيد التعليم واإلقرار َّ َّ َّ االزدواجية الصادف )2الذي يقوم عىل بمجانيته ،مع تعميم النمط ي ّ َّ تعليمية َّ َّ التوجه الذي َ أثمر بعد ن الكم مهمة عىل الصعيد حي نتائج اللغوية والثقافية ،وهو ي والنوع ،كان من أبرز معالمه نف ر َّ َّ التعليمية، العشية األوىل بعد االستقالل توسيع الخدمات ي ي َّ َّ ن ن ن ن . ورفع نسبة التمدرس بي الجنسي ،وتكافؤ الفرص بي الجهات الحضية والريفية فبعد أن كانت هذه النسبة ال تتجاوز %19سنة ، 1956ارتفعت إىل %59.7ن يف عام .1966
9
ن ّ ن َّ االقتصادية أعيد النظر يف المناهج قصد ومن أجل تحقيق النجاعة والتحكم يف التكلفة ن التخفيف منها وحذف القديم بأحدث المذاهب ر التبوية ر حت حصل من ذلك كله اقتصاد يف الوقت ،وتوظيف محكم نف الموارد ر َّ َّ المختصة . البشية ي ً ن ّ ً ن َّ َّ التعليمية ،وزيادة يف عدد التالميذ وهو ما يكشفه الجدول المؤسسات أثمرتوسعا يف جغرافية التاىل: ي السنة
األقسام
التالميذ
1958-1957
287
8552
1959-1958
348
10 381
ر األفق والعمودي هو الهدف الوحيد الذي عملت عىل تحقيقه دولة لم يكن االنتشار ي ً َّ ر االستقالل .فقد ضبط ر ِّ السياس التعليم الغايات التبوية تبعا للتفاؤل التونس للنظام المشع ي ي ي الت وصلت إىل السلطة عام 1956ر وااليديولوح الذي حملته النخبة ر والت راهنت عىل ي ي ر ي ً المدرسة لتأسيس الدولة وبناء ّ الوع العام وتغيت المجتمع مؤسساتها ،وأيضا إعادة تشكيل ي َّ التحديثية. وفق قاعدة قيمية تستجيب وقناعاتها ً ً لذلك عمل اإلصالح الجديد عىل جعل التعليم مسايرا لتطور العالم الحديث ،مستفيدا من ّ َّ َّ والفكرية والعمل عىل وضع سلم قيم يطلق اإلرادات ويمنح فرصة العالمية مكتسباته ن ن ر الكون. المشتك االندماج يف ي ِّ حيث نقرأ ن يق نص القانون المنظم إلصالح نوفمت 1958الغايات التالية: ِّ مؤهالته. التونس بإعطائه ثقافة عامة وتمكينه من إثراء تطوير شخصية الطفلي تكوين اإلطارات الالزمة لمختلف أنشطة البالد.ِّ ِّ ن والمتفتح عىل الثقافات العالمية .)4 التونس الجديد المتجذر يف حضارته خلق اإلنساني ن َّ الغائيات لتتقاطع مع سياسة التعليم يف عهد االستعمار وتعمل عىل بعث الروح جاءت هذه ن ن ِّ َّ الخارح وقيم العض. والثقاف ،والمنفتحة عىل العالم القومية المتأصلة يف تراثها اللغوي ر ي ي
10
ن ن الديت يف إصالحات 1958؟ فما هو موقع الدرس ي الت اشتغلت عليها مادة ر َّ ر اإلسالمية؟ التبية ه القاعدة القيمية ي وما ي ّ َّ للتامج واألهداف بقيت المؤسسة الزيتونية إىل سنة ،1958السلطة األدبية والرمزية الموجهة ر ن َّ َّ ِّ ن الجماعية وتكوين أعالم كان الهوية الديت .ورغم الدور الذي لعبته يف حماية المقررة للتعليم ي لهم الدور الريادي نف مجاالت عديدة ،فإن عوامل َّ ذاتية وسياقات تاريخية أفقدتها اإلشعاع ي ن ن َّ َّ ر الت تراجعت والتأثت ،وأسقطتها يف العجز ،مثل بقية المؤسسات الدينية يف العالم اإلسالم ي ي ّ المدونة ر َّ التاثية وإعادة إنتاج القديم. المعرفية .ليصبح دورها يقتض عىل حماية عن حيويتها ً ن الش َّ فقد أصبح التعليم الزيتون مقتضا عىل تدريس العلوم ر ن التلقي عية وفق مناهج تعتمد ي ِّ والحفظ وتأويل ماضوي يحقق إشباع الهياكل التقليدية للمجتمع .)5 َّ ً ن َّ ر خاصة يف عهدي المشت محمد الت شهدتها هذه المؤسسة ورغم المحاوالت اإلصالحية ي الصادق باي والمشت أحمد باي سنة ،1933إال أنها بقيت محدودة .حيث اقتضت عىل إعادة التعليم دون الهيكلة بضبط ساعة التدريس وبعث فروع تابعة للجامع مع تنظيم اإلطار ي ن ِّ المحصلة بعيدة عن المقصد المعرف والمنهج .وهو ما جعل مراجعة عميقة للمضمون ي ن اإلصالح الذي َّ الطالن يف سنة .1910والذي تواصل مع حركة الطالب عت عنه االحتجاج ر ري ي ن ن ر التامج وتطوير المناهج واالنفتاح عىل علوم العض. الت نادت بتعصت ر ي الزيتون يف سنة 1950ي ن الديت نف إصالحات 1958نف سياق التجاذب السياس والفكري ن بي النخبة طرح سؤال التعليم ي ي ي ي ن العرون الذي نبت يف محضن المؤسسة الزيتونية ،وهو ما الحداثية الماسكة بالسلطة والتيار ري ر المقتحة يحكمها منطق الغلبة وسياسة اإللغاء لكل القنوات المنتجة لمشاري ع جعل اإلجابات ّ ّ َّ ر الت كانت وراء حذف التعليم مناهضة للخيار ي وه السياسة ي الحدان الذي تبنته الدولة الفتية .ي ن الديت ،باعتباره "قعد عن مجاراة الزمن ،وأصبح وسيلة إلبقاء ما كان عىل ما كان " )6حسب ي َّ َّ المؤسسات التابعة له. التوصيف الذي علل به بورقيبة قرار غلق جامع الزيتونة وكل بعد إلغاء الجامعة الزيتونيةَّ ، تأسست كلية ر للشيعة تابعة للجامعة التونسية ،وأدرجت مادة َّ ن َّ ر المقررة يف المدارس العضية االبتدائية المخصصة للثقافة العامة التبية اإلسالمية ضمن المواد اإليجان مع كل مذاهب التفكت والثانوية عىل قاعدة أهداف ومناهج تعمل عىل تحقيق التفاعل ري اإلسالم والفرق الكالمية المختلفة دون انغالق وتكفت ،والتدريب ي ً ِّ بكيفية ّ تقوي الروح الدينية واألخالقية الفاضلة مع فهم مقاصد ر الشيعة فهما يحقق التواصل ًّ ً ر ن الديت للدرس ا تعليمي منهجا باالغتاب .كما وضعت اإلصالحات الجديدة بالحياة دون شعور ي 11
ً يستند عىل الفهم والمساءلة واإلدراك الواع ر ن الديت بعيدا عن المنهج التقريري وطرق للتاث ي ي اإلمالء. ً ن ن الديت ضمن َّ ن بقية األطر المنتجة للقيم ،وأيضا يف سياق توحيد التعليم وف اتجاه صهر التعليم ي ي بي ر ومنع كل انفالت خارج الخيارات العامة للدولة .ربطت اإلصالحات الجديدة ن التبية الدينية ن ر ر ن المادتي تتقاطع حول مقصد جامع ،وهو تربية المقتحة يف والتبية المدنية .وجعل jالمحاور ً ن متمثال للمثل والمبادئ ر الت يقوم عليها النظام المواطن الصالح عىل قيم روحية وجعله يف آن ي الجمهوري. َّ َّ ن الديت من خالل تحريره من الفضاء نوعية للدرس ال جدال أن هذه اإلصالحات مثلت نقلة ي َّ َّ الدينية -وتمكينه من أدوات منهجية حديثة تتقاطع مع اإلطالقية اإليمانية، المؤسسة المغلق - ّ ن َّ ذهنية إال أن هذه األهداف بقيت نوايا وتوصيات عامة لم يستطع اإلصالح تفعيلها يف تمثالت َّ ر الت صاحبت عملية سلوكية داخل الفضاء وممارسات المدرس .ومرد ذلك سلسلة اإلخالالت ي ي اإلصالح لمادة ر َّ اإلسالمية ،من أهمها: التبية ّ ن الديت وربطه بمادة ر َّ ن المدنية التحكم يف الفرد، التبية كان هدف الدولة من إصالح التعليمِّي ّ َّ َّ َّ الطبيىع ،وإلزام الهياكل التقليدية باالتباعية والتماثل مع خياراتها الثقافية والسياسية، والتنوع ي ً ً ن ن َّ َّ العامة والتحكم يف القنوات المعرفية والسلوكية؛ منعا لالنفالت الذهنية وأيضا الرغبة يف هيكلة لمشوع النخبة الماسكة بالسلطة السياسية ،وهو ما ساهم نف انحراف ال َّ المربك ر مؤسسة ي ن ن مواطني يشعرون باستقالليتهم وحريتهم يف االختيار واالختالف التعليمية من وظيفة تكوين ّ ِّ ن السلت مواطني غيورين عىل نظام لم يمنحهم حق المشاركة؛ وهو ما يفش التفاعل إىل مجرد ري ر َّ ر ن ولوح. مع الدرس الت بات النظر إليها كقنوات لالستغالل اإلدي ر ي الديت والتبية المدنية ي ي الت حملتها إصالحات 1958لمادة ر ر التبية اإلسالمية ،التناقض ن بي -2من المفارقات ي ر المقتحة من جهة ،وسياسة التهميش لهذه المادة من جهة ثانية ،فرغم والتامج التوصيات ر ن القيم ،فقد قامت الديت وتجديد المعجم التوصيات واألهداف المطالبة بتنوير الفكر ي ي َّ ن الديت من كل مضمون فكري عليمية عىل تهميش هذه المادة وإفراغ الدرس المنظومة الت ي ّ ن التقويم. التعليم والنظام وحضاري؛ من خالل تحجيم دورها يف السلم ي ي ً االيديولوح الذي صاحب مادة ر -3ن التبية اإلسالمية مانعا لتحقيق التفاعل لي كان التوظيف ر ي ً ر ن ر ن الديت وانحرفت الت أضعفت الدرس ري ي اإليجان مع المضامي المقتحة ،وأيضا سياسة التهميش ي ن ن َّ التعليم لهذه المادة -الذي تكون داخل والوظيق ،فإن اإلطار المعرف به عن مقصده ي ي ي
12
ِّ َّ وترن عىل الطرق التقليدية -لم يكن متمثال لهذه المناهج الجديدة ،وغت المؤسسة الزيتونية ر ً ن ر بق وفيا له. قادر عىل القطع مع األفق ي المعرف الذي ي َّ المتصلة بطرائق التعلم ،حالت دون تفعيل األهداف وتحقيق التواصل ن بي هذه العوائق ر ر ِّ ر ن الت كانت تشعر بها أجيال تلك المتلق والدرس الديت .وهو ما يفش حالة االغتاب ي ي التلميذ ن ي المرحلة ف َّ حصة ر التبية اإلسالمية. ي التحرري الذي حملته أهداف وغائيات ر ّ التبية اإلسالمية ،فإن المسألة الحقوقية -4رغم المنخ ن َّ المقررة بقدر من األهمية .بل أن العديد من الموضوعات والنصوص جاءت لم تحظ يف الكتب ن المؤمني وأصحاب الديانات بقيت تحكمها العالقة مناقضة لهذه الحقوق .فالنظرة إىل غت ّ ر ر المدونة الفقهية التقليدية. الت ضبطتها التاتبية ي ّ ن اإلسالم وتعدد الفرق والمذاهب فقد قامت عىل كذلك معالجة ظاهرة االختالف يف الفكر ي ّ أساس التقسيمات اإليمانية والفرز التقليدي؛ أي ن الحق /الباطل .الحسن/ بي اإليمان /والكفر. ّ ر سدها واالشتغال عليها. الت حاولت إصالحات 1991 وه الثغرة ي والقبيح .ي ً ن ً ن وعليه فقد بقيت مادة ر َّ ن الديت عموما يف مدارسنا إشكاال يف كل اإلسالمية والدرس التبية ي ً ً َّ َّ والسياسية؛فالتداخل ن السياس بي ة الفكري التجاذبات لكل خصبا ومجاال مراجعة وتقييم، ي ً ً ِّ ً ن ر ن ن ر واإليديولوح والمعرف ،وأيضا ن واإليمان ،بات جليا ومؤثرا يف كل إصالح الحقوف بي والتبوي ي ي ي ر ي لهذه المادة.
َّ ن ر ن الدين التعليم وسؤال 1991 إصالحات ق ة الحقوقي بية الت ي ي الدوليي لحقوق اإلنسان؛ َّ َّ َّ ّ ن والمدنية، السياسية الخاص بالحقوق األول بعد إقرار العهدين ّ َّ ن َّ َّ والثقافية سنة ،1976وأيضا واالجتماعية الثان المتصل بالحقوق االقتصادية والعهد ي ر الت طالبت بإزالة كل أشكال التوصيات الدولية الصادرة عن منظمة اليونسكو عام 1974ي التميت العنضي ،وتفعيل مبادئ اإلعالن العالم لحقوق اإلنسان نف الممارسة ر ن التبوية ر ونشها ي ي ن كقضية مر َّ كزية نف الفكر ر َّ َّ التبوي التعليمية .بدأت قضية حقوق اإلنسان تطرح يف كل المراحل ي والسياسَّ ، ن خاصة خالل ر يتي األخت ن العش ن الداخىل الماص ،هذا فضال عن الضغط تي من القرن ي ي ي ِّ تنام نشطاء حقوق اإلنسان ،واتساع المطالبة الذي بات يواجه األنظمة العربية القائمة بعد ي ن العقالن داخل المجتمع. بتغيت النظام ي
13
َّ لم تكن تونس بمعزل عن هذا الواقع الجديد؛ حيث شهدت نف ثمانينات القرن ر ين،هزات العش ي ً عنيفة وأحداثا نوعية ،فرضت عىل السلطة القائمة ،إعادة تجديد آلياتها ومراجعة قنوات ً ن وسعيا الحتواء الواقع الجديد .وكان من أهم القطاعات ر الت حكمها؛ رغبة يف مسايرة الحال ي َّ جذرية ،القطاع ر ّ ن وه التبوي بشكل عام ،والتعليم حصلت فيها مراجعات ي الديت بشكل خاص؛ ي ر الت باتت تعرف بإصالحات .1991 المرجعيات ي المقتحة نف مادة ر ر الموضوعية لفصول هذا اإلصالح ر َّ التبية التبوي والمراجعات إن القراءة ي ّ ر ن ّ اإلسالمية ،تستوجب التوقف عند عامل مهم كان له التأثت غت المباش يف توجيه األهداف ن والغايات المرسومة رلتامج التعليم ا ن تنام الحركة اإلسالمية يف الرب ع األخت من القرن لديت، وهو ي ي ِّ ِّ ر َّ ن التحديثية والقيم ر الت استندت إليها ات ر الخيا د يهد بات الذي النسق خطابها ساع وات الماص ي ي ي ً ً تعتت ر مشوع هذه الحركة دولة االستقالل ،وهو ما جعل السلطة وقطاعا واسعا من النخبة ،ر ً ً َّ وتهديدا للمكتسبات ر ّ الت تحققت ،وب هذا تقاطع خوف السلطة ، تحديت ال النموذج عن ارتدادا ي ي َّ َّ مع انتظار النخبة لتبدأ سياسة المواجهة اإليديولوجية والثقافية واألمنية. ر ن وهذا ما ِّ َّ َّ الحقوقية الشخصية الش يف عملية اإلصالح؛ وهو يفش قيادة المرحوم األستاذ محمد َّ َّ ن َّ التونسية للدفاع عن حقوق اإلنسان الذي أكد يف افتتاح المستقلة ،والرئيس السابق للرابطة السنة الدراسية لسنة ،1991-1990بأن فساد المنهج التعليم وفقر مضمونه ر التبوي للقيم ي ن َّ َّ التونسية ،وتحويلها إىل محضنة للحركة اإلسالمية ومنبت الحداثية ،ساهم يف انحراف المدرسة ألفكارها. َّ ّ ر َّ ر َّ ر الت جاءت الغايات التبوية متجمة هذا التوجه العام حاملة النوايا الحضارية والسياسية ي تستجيب لهذه الرهانات الجديدة. ن التبوي التونس لسنة 1991ما يىل " :يهدف النظام ر حيث نقرأ نف قانون اإلصالح ر التبوي ،يف ي ي ي َّ َّ َّ إلسالم إىل تحقيق الغايات التالية: العرن ا الهوية الوطنية التونسية واالنتماء الحضاري إطار ري ي ّ حت ريت َّ تمكي الناشئة منذ حداثة عهدها بالحياة َّ تتعلمه ر ن الوع بالهوية فيها خ س مما يجب أن ي ً ً ً ن ّ المدن والشعور باالنتماء الحضاري وطنيا ومغربيا وعربيا الحس الوطنية التونسية ،وينمو لديها ي ّ َّ اإلنسانية. وإسالميا ،ويدعم عندها التفتح عىل الحداثة والحضارة ن والتميت عىل أساس الجنس إعداد الناشئة لحياة ال مجال فيها ألي شكل من أشكال التفرقةاالجتماع أو اللون أو الدين. أو األصل ي
14
ً ِّ ِّ َّ َّ المتعل ن ن الوطنية ،إتقانا يمكنهم من استعمالها، العربية ،بصفتها اللغة مي من إتقان اللغة تمكي ً ً ن ن والتكنولوح. والطبيىع اإلنسان منها تحصيال وإنتاجا يف مختلف مجاالت المعرفة؛ ي ر ي ي ً ّ ِّ ر المتعل ن المباش عىل مي يحذقون لغة أجنبية عىل األقل ،حذقا يمكنهم من االضطالع جعلّ العلم ،ويؤهلهم لمواكبة تطويره ،والمساهمة فيه بشكل يكفل إثراء الثقافة الوطنية إنتاج الفكر ي َّ َّ الكونية. اإلنسانية و تفاعلها مع الثقافة ّ ّ ر حقهم نف بناء شخصهم ،ومساعدتهم عىل ر الذان ر المتعل ن ن حت ينشأوا شيد الت من مي تمكي ي ي عىل قيم التسامح واالعتدال. َّ الشخصية وتنمية ملكاتها وتكوين الروح النقدية واإلرادة الفاعلة. المساعدة عىل إذكاءَّ َّ َّ تحقيق التوازن نف تربية الناشئة روالوجدانية واألخالقية المعرفية حت تتكافأ فيها األبعاد ي َّ والعلمية. ً ّ الت َّ تهيئة الشباب نف مختلف المراحل ربوية لمواجهة المستقبل ،وإعداده إعدادا يمكنه من أن ي ّ ر الت يشهدها العض الحديث ومن اإلسهام يساير بعد الدراسة النظامية ،التغتات الشيعة ي االيجان فيها. ري ن ن ن ر ّ المدن والحس وف برامجها ومناهجها ،مقتضيات روح المواطنة ي اع يف كل مراحل التبية ي أن تر ير ّ ن َّ ر اإللتام الوع بالحقوق عن التونسية المواطن الذي ال ينفصل عنه يتخرج من المدرسة حت ي ّ مؤس ر البشية نف مجتمع ن مدن َّ سان ق ّوم عىل ر ن تتطلبه الحياة ر السياس ام االلت بالواجبات وفق ما ي ي ي ي َّ ن والمسؤولية)7 . بي الحرية َّ ن َّ َّ َّ ر الت عملت عىل خلق تناوبت المرجعيات الوطنية والمدنية والدولية يف صياغة هذه الغايات ي ر المشتك وتحرير والجماع عىل قاعدة التعايش قيم جديد يعيد بناء السلوك الفردي ي نسق ي ّ َّ ر ن الت ذهنية المتعلمي من اإلطالقيات واألنساق المغلقة؛ وهو المقصد الذي وجه المراجعات ي ً اإلنسانية؛ َّ خاصة ر َّ َّ َّ والمدنية. اإلسالمية التبية جاءت تباعا للمواد
15
غائيات برنامج ر َّ اإلسالمية التبية التبية والتفكت اإلسالم للتعليم الثانوي الصادر عن وزارة ر حمل سفر برامج رالتبية والعلوم ي َّ َّ اإلصالحية من خالل جملة من األبواب المتصلة بالغائيات سنة 1991المالمح العامة للسياسة ّ َّ َّ ر ن الت نجد معظمها وه األبواب ي واألهداف ،ومنهجية التدريس ،والمضامي والتوجهات العامة؛ ي َّ الحقوقية والمفاهيم المتجاورة معها مثل التسامح وقبول االختالف تستند عىل جملة من القيم ن ّ ّ ّ والتحرر من اإلطالقيات وذلك يف التعصب والتنوع ،والحوار والتواصل مع المختلف ،ونبذ بي اإلسالم والحداثةَّ ، تأصيلية ّ َّ توجهها رؤية – توفيقية ن عتت عنها الغاية الرئيسة سياق نظرة ر ن ر َّ ن التونس من أن تمكي التلميذ وه" التامج، من تدريس التبية اإلسالمية كما جاء يف سفر ر ي ي ًّ ً ّ ً ً َّ يتمثل اإلسالم تمثال معاضا يصله بالواقع المعيش وصال ايجابيا " ،)8هذه الغاية تقوم عىل مبادئ ثالثة: ن -1المبدأ ر المعرف :الذي يهدف إىل بناء شخصية متوازنة باالعتماد عىل القيم الدينية التبوي ي ّ والفهم المقاصدي الذي ِّ واإلبداع لدى التلميذ. الحس الجما يىل يحرك مواطن ي ً ّ ً تأثتاّ ، تقبال الوع الذي يساعد التلميذ عىل التفاعل مع الحضارات تأثرا و -2مبدأ تأصيل ي َّ اإلنسانية وتجارب ها الحديثة. اإليجان مع مكاسب وعطاء .والتعامل ري ن ن التاريخ والمساعدة عىل اكتشاف عوامل الحركة والجمود يف الوع جاء هذا المبدأ إلكساب ي ي ِّ ن تراثنا ،وإبراز أهمية اختالف الرأي و أثره يف صياغة حياة إسالمية متجددة. ِّ المتعلم الشعور باالنتماء الحضاري ،واكتشاف ن ن المتع االجتهادي -3مبدأ المعاضة :الذي يمنح ن َّ اإلنسانية ،وجعلها قاعدة التفكت والفعل. العقالن واألبعاد ي رِّ َّ َّ َّ خاصة لتالميذ والذهنية ،فجاءت أهداف العمرية المتلق راعت هذه األهداف خصوصية ي تم ر اإلعدادي ،وتسمية المادة التعليمية ر بالتبية اإلسالمية؛ وفيها َّ َّ الت ن السلوكية كت عىل التنشئة َّ ر الت توازن ن اإليجابية؛ مثل العدل والعقل بي العقل والوجدان مع تثبيت جملة من القيم ي والكرامة والجمال. ً َّأما المرحلة الثانية الثانوية ،فقد َّ اإلسالم مع إعطائها بعدا تم تعديل التسمية إىل مادة التفكت ي ً ً َّ حضاريا ّ َّ اإلسالم من خالل التفريق بينه الفكر وتنسيب ة، النقدي ة العقلي بتكوين يهتم معرفيا ي ن اإلله. وبي المطلق ي
16
منهجية التدريس لمادة ر َّ اإلسالم التبية والتفكت ي
ن ِّ َّ الموجهة التعليمية باعتبارها تعتت منهجية التدريس إحدى المفاصل األساسية يف العملية ر ر لغايات الفعل التبوي ،وهذا ما جعل إصالحات 1991تشتغل عىل وضع مقاربات جديدة، ن ِّ الت َّ مستفيدة من نتائج النظريات ر ن الديت من الوظيفة بوية الحديثة يف اتجاه تحرير الدرس ي ن َّ َّ الت يقاس نجاحه بما ن التقليدية ر معرفية ،وما يطبع يف يفض إليه من مستخلصات ومكتسبات ي ي َّ ر الت أفضت إىل إهمال األبعاد المختلفة نفس الوجدان من اطمئنان وه الغائية ي ي وروح ،ي ي رِّ َّ َّ للمتلق ،و تعطيل ملكاته الذاتية واإلبداعية. ي وعليه فقد قامت منهجية تدريس ر اإلسالم عىل تحقيق جملة من األهداف التبية والتفكت ي ّ الرامية إىل إطالق العقل والفعل الحر والقطع مع االتباعية والتكفت ،وذلك من خالل خطوات َّ َّ وه: دة، محد منهجية ي َّ ن وإيجابية يف إنجاز االعتماد عىل الطريقة الحوارية االستنتاجية والعمل عىل مطارحة فعالةالدرس. عت تنمية ّ ِّ حسه النقدي ،وروح المتقبل تحرير التلميذ من وضع السلت إىل وضع المشارك ر ري اإليجان مع اآلراء والمواقف المختلفة. المساءلة ،والتفاعل ري ّ ن ن تمكي التلميذ من فرصة االطالع عىل مختارات من النصوص والنظريات المختلفة يف القضية الواحدة ،سواء من ر التاث أو من الفكر المعاض ،وذلك قصد تدريبه عىل حسن الفهم، ً وبالتاىل إكسابه القدرة عىل النقد والمساءلة بعيدا عن األجوبة الجاهزة أو وتنوي ع زوايا النظر ي ّ السلت. التقبل ري
ن اإلسالم التفكت مادة ق الكتاب المدرس ي ي ي
َّ َّ ن مثل الكتاب المدرس قيمة كبتة نف المجال ر أساسية يف التدريس باعتباره التبوي ،ووسيلة ي ي ِّ ّ َّ وبالتاىل كان ال بد من التامج الرسمية ،والمفش لمحتوياتها و أهدافها ،)5 المجسم لفلسفة ر ًي ّ المي التعليم نف كتاب ر ُّ التوقف عند ر ن التعرف أوال عىل الجوانب اإلسالم؛ قصد والتفكت بية الت ي ي ي ً ُّ الت َّ ر َّ َّ ن بوية،ومدى تمثلها للطرائق التعليمية الحديثة ،والكشف ثانيا عن المضامي المعرفية 17
ن نَّ ر ليتست لنا ُّ ن تبي مدى إسهام هذه الكتب يف الت تحملها النصوص المختارة، والمعجم القيم ي ي َّ الحقوقية. تحقيق األهداف المعلنة ،وتفعيل المبادئ والقيم
َّ ً ِّ َّ ن كلفت وزارة ر ِّ والمتفقدين لتأليف َّ المدر ن تربوية يف البداية، كراسات سي التبية لجانا من َّ ن ّ َّ اإلسالميات؛ مستقل عرف بكتاباته الجادة يف إسالم وفتحت مناظرات فيما بعد ترأسها باحث ي ن َّ وهو الدكتور حميدة النيفر ،الذي اجتهد وأعضاء لجان التأليف يف طرح إشكاليات حارقة، ً َّ ن ضمي الكتب نصوصا تحمل العديد إسالمية مستنتة .وت وموضوعات حاملة لقيم ومواقف َّ ن اإلنسان والتسامح. والحرية والعدل والمساواة والتضامن من الحقوق المرتبطة بمبادئ الكرامة ي ً وقضايا تفتح عىل طرق تفكت وأسلوب حياة بعيدا عن اإلطالقيات و مر َّ كزية األنا. ن جاءت النصوص المختارة ِّ ن الديت .وهو ما جعل متنوعة ومختلفة يف مقارباتها لقضايا الفكر ي ّ ر ّ َّ التأكيد نف مادة ر َّ ان؛ من التبية والتفكت اإلسالم يتواصل ألول مرة مع أسماء خارج السجل الت ي ي ي ن الطالت ،وعبد المجيد حنق ،وبرهان غليون ،ومحمد عابد الجابري ،ومحمد أمثال حسن ري ي ر ن ن ر ر ن ر ر العقالن ورموزه أمثال ابن رشد والمعتلة وابن يعت... ،وينفتح عىل التاث الش يف، ي وعىل ش ي ي خلدون.
ر َّ ن المعرفية والمضامي المقتحة المحاور َّ َّ التبية سبعة كتب؛ ثالثة نف مادة ر خصصت وزارة ر َّ ة،موجهة لتالميذ اإلعدادي، اإلسالمي التبية ي تم تأثيثها بموضوعات جاءت َّ وأربعة كتب نف التفكت اإلسالم لتالميذ القسم الثانويَّ ، مقسمة ي ي ن يف محاور وأبواب عديدة .إال أنه ال بد من اإلشارة إىل أن هذه المحاور والنصوص المختارة ،وإن ن مجاىل العقيدة والعبادات ،إال أن طريقة عرضها ،والجهاز ف ي بقيت وفية للعناوين القديمة ي البيداغوح الذي رافقها عن العرض التقريري والمنخ التبشتي الذي كان ن يطىع عىل الدرس ر ي ن لديت قبل إصالحات .1991 ا ي ن من ذلك ما جاء يف الكتب المقررة للسنوات األوىل والثانية والثالثة من المرحلة اإلعدادية حيث ن َّ تم فيها تقليب مسألة التوحيد من خالل مداخل مختلفة ،وتفصيلها يف أبواب عديدة كاإليمان ن ن وطرق تحصيله ،والتوحيد يف دعوات األنبياء وأثر االعتقاد يف عالقة اإلنسان بالكون والطبيعة، ر ن ّ وف ِّاتجاه ّ ُّ الحقوف داخل المعجم ل تأص ي وقيمة التأمل والتدبر وعالقتهما بالعمل الصالح .ي 18
ن المرجعية الدينية نجد جملة من المحاور والنصوص يف هذا الباب منها :التوحيد ومبدأ ّ ن ن ن والتسلط نف ر الشك وأثر اإليمان يف المساواة يف المجتمع ،والعدل يف التوحيد والطبقية ي َّ اإلسالم. اإلنسانية والدعوة وحرية المعتقد مع عرض نماذج من التسامح العالقات ي ن اإليمان وإبراز السلوك لالعتقاد لقد حاولت التوجيهات المصاحبة للمحاور ،التأكيد عىل األثر ي ي ّ السلم القيم الممكن تأصيله من خالل القراءة الواعية ر ن الديت .وهو ما تكشفه غائيات اث للت ي ي ً ر التاىل: والت يمكن ترتيبها تباعا عىل النحو ي تدريس مسألة التوحيد ي ن َّ ن اإلسالمية. الوع بالتوحيد كعامل رئيس يف العقيدة تمكي التلميذ من اكتساب )1 ي الوع بمعقولية الكون وقانونيته. )2 ي ن ن المخالفي ،ورفض احتقار مكاسب الشعوب )3إبراز روح التسامح يف اإلسالم وضمان حماية واألجيال القادمة. ِّ ن ر الت تحقق هذه األهداف، لقد اجتهد واضعو هذه الكتب يف انتقاء النصوص والشواهد النقلية ي ن ُّ من ذلك أحاديث َّ ن التفهم والتفاهم ومنع اللي والرفق يف الدعوة ،وأخرى إىل نبوية تدعو إىل نِّ ُ ادع عىل ر المش ن إن لم أبعث فقال ، كي الطعن والتنديد لعقائد اآلخرين منها :قيل لرسول هللا ي ً ُ بعثت رحمة مسلم). َّلعانا ،وإنما ْ ً َ َّ َ َ ُ ُّ ْ َّ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ َّ ْ ُّ ُ َ َ َ : ُ اَّلل عد ًوا ِبغ ْ ِت ِعل ٍم .″األنعام اَّلل فيسبوا د ن م ون ع د ي ين ذ ال وا ب س ت ال و " تعاىل قوله وأيضا ون ِ ِ ِ ِ .108 ّ المتصلة بالمنظومة الحقوقيةَّ ، خاصة حملت هذه النصوص نسبة جيدة من القيم والمبادئ مبدأ التسامح وقبول المختلف .فمن خالل استقراء السندات المعتمدة نجد مفهوم التسامح يتكرر بلفظه أو نف معناه ّ َّ أكت من مائة ّ َّ واألخوة مرة؛ مثل التعاون والتشاور والنصيحة والتواصل ي ِّ ً ن االتجاه التأصيىل للقيم والمبادئ الحقوقية نجده ّ أكت وضوحا يف مادة التفكت والحوار .هذا ي ّ اإلسالم للمرحلة الثانية من التعليم الثانوي ،فقد اتجهت أغلب الموضوعات والمحاور وجهة ي ن ر ر َّ ن والسياس من التاث من خالل إبراز واالجتماع العقالن تنويرية .إذ تم التكت فيها عىل الجانب ي ي ي مبادئ ِّ ّ بالتنوع وقبول المختلف. تعزز اإلحساس ن اإلسالم ومسألة خ التاري ف فعند الحديث عن داللة ي الوح ومشكلة خلق القرآن أو اإلمامة ي ي َّ ن ن المقررة يف السنة الخامسة والسادسة ثانوي .فإن وه المحاور الخالفة يف العض الحديث، ي َّ ً ن المقصد الذي أكدت عليه التوجيهات هو جعل التلميذ يف نهاية المحاور واعتمادا عىل منهج تحليىل نقدي للنصوص ،يدرك أن الواسطة ن الوح والواقع هو العقل ،وأن الذي ال ينفد من بي ي ي 19
ّ كلمات هللا هو مدلولها ومضامينها ،وأنه ليس من حق جيل مهما كان أن يحتكر لنفسه الحقيقة، َّ َّ وتاريخية نظام الحكم ن يف اإلسالم. بدنيوية السلطة الوع كذلك ي ّ ن التاريخ ،وتنسيب النماذج ر ن المتعل ن ن التاثية وآراء الوع اكتساب من مي تمكي هذه الرغبة يف ي ي ً ً ن اإلسالم لقسم الباكالوريا الذي حمل قضايا موصولة التفكت كتاب ف أيضا جليا القدماء نجده ي ي ن بإشكاليات الفكر العرن المعاض ،منها ر َّ ّ ووضعية المرأة يف الفكر التاث وسؤال الحداثة ري االجتماع اإلسالم الحديث من خالل عرض مقاربات معاضة بدءا بالطهطاوي وقاسم ن أمي ي ي ر نهاية بالطاهر الحداد .وقد جاءت النصوص المنتخبة واألنشطة المصاحبة لمساءلة التاث الفقه وإبراز تاريخيته وخضوعه العتبارات ر َّ َّ َّ وسياسية. ومعرفية بشية ي ن المدرس واضىع الكتاب وعليه فإن الرغبة يف تحقيق هذه الغائيات واألهداف فرضت عىل ي ي ّ ر لمادن ر حدان مثل الحرية والكونية مفاهيم اإلسالم ،االشتغال عىل معجم التبية والتفكت ي ي ي ي ن ن ن المرجعية ر الت َّ َّ اثية ،وبيان ساعي يف آن إىل إبراز أصالة هذه المفاهيم يف والنسبية والتسامح، ن َّ اإلنسان الحديث. اإلسالم المعاض عىل التفاعل واالنفتاح عىل إنتاجات الفكر معقولية الفكر ي ي
المقررة نق كتب ر َّ ن اإلسالم والتفكت بية الت مضامي وتوجيهات المحاور تحليل ي ي
ً ن يستحق هذا االهتمام الملحوظ بقضايا الفكر المعاض ،وأيضا ،الرغبة يف تأصيل بعض قيم َّ َّ َّ ن الديت تصحيحية جادة للتعليم فه محاولة الحداثة والمبادئ الحقوقية ،التقدير واإلشادة ي ي َّ الوثوقية والجمود. اإلسالم من الوع وبداية تحرير ي ي رن ن ن مختلة يف ممارسة الشعائر والطقوس فقط الديت حيث لم تعد موضوعات وتوجيهات الدرس ي ً ًّ ّ ً أو إحياء األجوبة ر َّ الت َّ الدينية بوصفها مكونا حضاريا ،ومنبتا اثية ،بل أصبح التعامل مع المسألة َّ إنسانية تستجيب وروح العض. لقيم المقررة نف المرحلة اإلعدادية والثانوية لمادة ر َّ التبية إن تحليل مضمون الكتب الدراسية ي ر الت تدعم حقوق اإلنسان والمفاهيم والتفكت اإلسالم يضعنا أمام جملة من المبادئ والنتائج ي ي ّ َّ َّ األساسية ،وأيضا المفردات المجاورة لها .فرغم غياب النصوص الضيحة الخاصة بالحريات َّ ر الحقوف ،فقد كانت الموضوعات واألجهزة البيداغوجية المرافقة للنصوص بالمعجم صلة المت ي ِّ ر َّ اط ،وإن وع ي تعمل عىل تدريب ذهنية المتعلم وتأهيله الكتساب ي حقوف وسلوك ديمقر ي ن الدينية ر والت َّ َّ اثية. استندت يف أغلبيتها عىل المرجعيات 20
َّ الموزعة عىل كتب ر التبية والتفكت اإلسالم ،ر الت تناولت مسألة التوحيد فالمحاور العديدة ي ي والرساالت السماوية وقضية الوح وإشكالية التأويل أو ر التاث وسؤال المعاضة وغتها من ي وع بنسبة القيم المسائل ،كانت تستثمر لتأصيل جملة من القيم والسلوكيات منها؛ ال ي ن ر ّ ومش َّ الكون ،والمصت ر والحقيقة ،ر البشي المشتك. والوع بالبعد والتنوع، وعية االختالف ي ي ً َّ ِّ ن َّ متطور ،وه مداخل أساسية إلدراك ن الجماعية معت الحياة تاريخ كمعظ ة الهوي فهم ا وأخت ي ي ر واحتام اآلخر نف ّ ن تمته. ي وبالتاىل يمكن التأكيد عىل أن إصالحات 1991والمراجعات العميقة للمنظومة التعليمية ي ً ن ن الديت داخل المدرسة التونسية ،وجعله منبتا لقيم ساهمت يف تحقيق نقلة نوعية للدرس ي إيجابية ِّ ر َّ المشتك. وتحم العيش تعزز التواصل مع المختلف ي َّّ ّ ّ َّ تتعت بعد ن حي وترتد ألسباب بنيوية متصلة بمحدودية إال أن هذه المحاولة الجادة سوف ً ن ن الديت عندنا ،وأيضا بأسباب موضوعية حالت دون تحقيق انتقال الهامش الممكن يف التفكت ي نوع من المعرفة إىل السلوك ،وهو ما ما يمكن تسجيله ن يف األمثلة والمالحظات التالية: ي ِّ َّ واتجاه المحاور نف ر التبية والتفكت السماوية، )1رغم الدعوة الضيحة إىل وحدة األديان ي بي األنبياء وما يتبع ذلك من تسامح وتضامن ن اإلسالم إىل عدم التفريق ن بي الشعوب فقد ي ّ ن قامت أغلب النصوص عىل توزي ع الحق عىل المنتسبي لألديان السماوية والسكوت عن ً ِّ ن الخارجي عىل دائرة اإليمان التوحيدي ،مما جعل االتجاه العام محافظا عىل التقسيم التقليدي ن ر اإلنسان ن المشتك بي دار اإليمان ودار الكفر وهو ما أربك قيمة التسامح وأفرغ العيش للمجتمع ي ر الحقيق. من مضمونه ي َّ ُّ المش َّ والتعدد ومنح ر وعية )2صحيح أن أغلب المحاور اتجهت نحو تأصيل مبدأ االختالف ن تضمنها كتاب ر ّ َّ ر التبية الت لكل التأويالت المختلفة للنص ي القرآن ،إال أن المقاربات النصية ي ن ر المشتك دون االنفتاح عىل االجتهادات اإليمان اإلسالم بقيت سجينة الفضاء والتفكت ي ي ن ِّ ن التامج من توجيهات الخارجة عن السند الديت ،وهو ما جعل المحصلة تتعارض مع ما ورد يف ر ي متسامحة. التبوي لمادة ر )3تزامن عملية اإلصالح ر َّ َّ اإلسالمية اإلسالمية بمواجهة السلطة للحركة التبية ً ً ً ر المقتحة مدخال لتجفيف منابع يعتت اإلصالحات وهو ما جعل قطاعا واسعا من الرأي العام ر ن الت َّ العملية ر َّ التعليم إىل سياق المعرف بوية ،وأخرجها من سياقها األسالم ،األمر الذي أربك ي ي سياس. إيديولوح ي ر ي
21
ن ن ن المدرس وثقافة الالتسامح الفضاء داخل الديت الدرس ف ي ي )4التناقض الصارخ بي المنطوق به ي ن الخارح ،أضعف تأثت ر ن ر التبية الديت السائدين يف المحيط السياس والفكر الت تحكم الفعل ر ي ي ي ي َّ اإلسالمية نف ر نش ثقافة دينية مستنتة وقيم حقوقية بديلة. ي ر ّ التعليم داخل المقرر بق بقاء الجامعة الزيتونية خارج دائرة اإلصالح والمر ي اجعة ،حيث ي ًّ ن ن التعليم الكادر جعل ما وهو التقليدي، المعرف األفق وسجي القديمة، للمناهج ا أسوارها وفي ي ي ّ ً المتخرج منها لتدريس ر ّ َّ ّ العامة وتمثل فلسفة اإلسالمية عاجزا عن تفعيل التوجيهات التبية اإلصالح لهذه المادة. تدريس حقوق اإلنسان نق ر َّ ن المعن. االيديولوج إىل تشويه االستغالل من ة المدني بية الت ي ي ً ن جعلت إصالحات ر َّ المدنية َّ مقررا إجباريا لجميع التالميذ يف المرحلة اإلعدادية والثانوية، التبية تم فصلها عن مادة ر كما َّ َّ ّ متخرج من جامعات تعليم اإلسالمية وتدريسها من قبل إطار التبية ي َّ اإلنسانية الحقوق والعلوم ِّ َّ االطالع عىل المعجم المفاهيم والكتب الدر َّ الخاصة بهذه المادة ،نجد أنه اسية ومن خالل ي ن يجري تناول حقوق اإلنسان من خالل موضوعات تثبت هذه الحقوق يف أبعادها المختلفة َّ ِّ ر اط عىل قاعدة منهجية واتجاه قصدي للتبية عىل السلوك الديمقر ي َّ ن المقتحة نف مادة ر ر التبية المدنية عىل إنها مادة والكتب المناهج ف المعلنة الغاية دت أك فقد ي ي ِّ ر ر والت الت ال تنفصل عن تلك الحقوق ي تتجه إىل تبصت المتعلم بالحقوق وتنبيهه إىل الواجبات ي ن ر ن ينبىع العمل عىل " تقوية يسهم القيام بها يف تجويد الحياة وحماية المشتك ولبلوغ هذه الغاية ي ن قدرة التالميذ عىل االندماج يف المجتمع بما يتطلبه ذلك من تطوير لمعرفتهم بالنصوص ِّ َّ َّ اإلدارية الختة الالزمة للتفاعل مع الهياكل والتشاري ع المنظمة للحياة االجتماعية وإكسابهم ر َّ المؤسسات نف نطاق الوع بالحقوق والقبول الطوع بالواجبات واالقتناع ن بضورة التعامل و ي ي ي اط" .)11 الديمقر ي هذه الغائية جعلت مادة ر التبية المدنية موصولة ومنفتحة عىل حقول معرفية مختلفة ً ّ المؤسسات واألنظمة ،وأيضا تاريخية وقانونية واجتماعية ،فالتاري خ مصدرا الستقراء منبت ِّ ّ َّ الوع بمعقولية اكتساب عىل م المتعل مهم يساعد المعاهدات والمواثيق ،وهو مدخل ي
22
َّ ن َّ ر القانون الذي يساعد التلميذ المواطن عىل اإلنسانية كذلك المرجع الت حققتها ي المكتسبات ي ن ّ َّ َّ والمجتمعية. السياسية المؤسسات يف تنظيم الحياة معرفة حقوقه وواجباته ودور
المدرسية لمادة ر َّ َّ المدنية التبية مضمون الكتب َّ ن موزعة عىل كتب َّ مقررة انتقل الحرص لتفعيل األهداف المعلنة يف محاور وموضوعات َّ َّ والثانوية. اإلعدادية للمرحلة َّ ً ّ تضمنه من ر تحم يعات تش وما الدستوري بالقانون صال فقد جاء برنامج السنة السابعة مت ي ّ َّ َّ تدريبية تساعد التالميذ عىل تمثل هذه الحقوق والدفاع عنها، والحريات مع أنشطة الحقوق ً عت داخل المحاضن االجتماعية بدءا بالمدرسة من خالل حرية التعبت والتفكت ،والعائلة ر الحوار والمشاركة ن يف صنع القرار. َّ ّ َّ ن َّ السياسية وحق المشاركة المقرر يف الثامنة إعدادي فقد ركزت المحاور فيه عىل الحقوق َّأما َّ َّ َّ وه من خالل دراسة المجلة االنتخابية وقانون الجمعيات ،وتكوين األحزاب السياسية ي موضوعات تهدف إىل حماية الحقوق الفردية والجماعية وتدعيم مبدأ المواطنة؛ وهو المقصد ن القانون للعائلة الذي حافظ عليه برنامج السنة التاسعة إعدادي من خالل تدريس اإلطار ً ّي َّ ًّ ً ً َّ َّ الشخصية ر تعتت ضامنا قانونيا لحرية المرأة ،وأيضا مجلة حماية األحوال ة مجل استنادا إىل الت ر ي الطفل ضمن محور العائلة. ً َّ ن ً ن الثانوية يف سياق موضوعات هذا وقد نالت مبادئ حقوق اإلنسان اهتماما جيدا يف المرحلة ِّ ن ّ ن ذوات صلة من ذلك محور البيئة يف السنة األوىل الذي يؤكد عىل حق اإلنسان يف بيئة سليمة، ر نق ،وهو الجيل الثالث من حقوق اإلنسان. ومحيط ي ن َّ ّ السياسية ،واألنظمة المختلفة يف المقرر للسنة الثانية فقد تناول طبيعة السلطة َّأما الكتاب ن المدن. العالم ،ومفهوم دولة القانون ودور المجتمع ي ً ن َّ الدولية الضامنة وأختا برنامج السنة الثالثة ثانوي الذي عرض يف أسلوب تقريري ،النصوص َّ الدوليي اللذين َّ َّ َّ ن واالقتصادية والسياسية المدنية نصا عىل الحقوق لحقوق األفراد والعهدين َّ والثقافية.
23
َّ التامج بأن تدريس ال شك أن اختبار موضوع وع واضع ر حقوق اإلنسان كمادة تعليمية يعكس ي َّ ن مفاهيم حقوق االنسان وما يتصل بها من ممارسات يساهم بشكل عميق يف ضبط الميول وتكييف أنماط السلوك نف ِّ ر فالتبية عىل حقوق اتجاه التماثل مع هذه القيم والممارسات ي ِّ ِّ ً المتعل ن الوع بالحقوق الفردية والدفاع عنها ،وأيضا ،توفت اكتساب من مي ن تمك اإلنسان ي ِّ ً الحصانة ضد االنتهاكات واالعتداءات ،هذا فضال عن كونها تمنح المرجع القيم للمتعلم ر حت ي ِّ ه أن هذا االهتمام واالتجاه تساعده عىل تحقيق التواصل مع المختلف .إال أن المفارقة ي القصدي ر سلوك من خالل للتبية عىل حقوق اإلنسان كان يقابله عىل الجانب اآلخر ارتداد ي ِّاتساع دائرة العنف المدرس واكتساح َّ ر ِّ ن المشتك ،ومرد متمردة عىل وترمتات لهويات مغلقة ي ِّ َّ ن ن التعليم الذي يتلقاه يف التحصيل القيم الذي يعيشه المتعلم بي المنطوق ذلك االنفصام ي ي ن ر الدراس ن يباشه من انتهاكات وسلوكيات مناقضة لمبادئ حقوق اإلنسان يف البيئة وبي ما ي َّ التدريسية والفضاء العام. ّ التأديت الذي منع كل انتهاك لحقوق التلميذ والمناشت الوزارّية المهمة للنظام فرغم المراجعات ر ي ِّ ن تجرم كل اعتداء مادي أو ن الت ّ ر لفظ عىل المتعلم .فقد شهدت المدرسة التونسية يف السنوات ي ي ّ وبي أطراف العملية ر مي ،ن المتعل ن األختة تفاقم لظاهرة العنف ن التبوية .هذه الظاهرة وإن بي كانت نتيجة تراكم السلبيات السياسية واالجتماعية والخيارات االقتصادية والثقافية ،فإن ر عالئق تقليدي بقيت المدرسة محافظة تفاقمها داخل المدرسة كان نتيجة طبيعية لنظام ي عليه .تحكمه تراتبية تعمل عىل اإلرغام القشي ومحاضة النوازع الفردية للتلميذ من أجل ِّ المتعل ن ن مي . لنوعي من تحقيق التماثل ،وهو مسلك تربوي جعل المدرسة منتجة االجتماع. أ /ذوات سالبة عاجزة عن اإلضافة والتواصل داخل محيطها ي ِّ المدرس وإكراهات الطاعة. متمردة رافضة االمتثال لضوابط الفضاء ب /ذوات ي التعليم وتدريب التالميذ إن غياب األطر واألنشطة داخل المدرسة القادرة عىل تفعيل المقرر ي ن عىل ر التعليم من مقصده التبية الديمقراطية والتعايش مع المختلف ،ساهم يف إفراغ الدرس ي ن اس عديم الجدوى واألهمية ،كذلك غياب الدورات السلوك ،وانحصاره يف تحصيل در ي ي َّ ن ر ِّ ن التكوينية يف مجال حقوق اإلنسان لإلطار التبوي من مدراء ومرشدين ومدرسي جعل الخطاب التعليم مفارق للبيئة المدرسية. ي وبي الواقع المعيش ّ ، ّ المقرر ن إن االنشطار الشعوري الذي أحدثته المدرسة ن عمقته بي المنطوق َّ ر استهالك للقيم الحداثية ،غارقة وع ي الت وفرها النظام وعمل فيها عىل بلورة ي البيئة السياسية ي ن الدالىل، مفاهيم كالديمقراطية والمواطنة والمشاركة والتسامح مع إفراغ مضمونها يف معجم ي ي 24
وتحويلها إىل تسميات سالبة بال ن المسلك عىل محاربتها واستبعاد ممنهج لكل معت والحرص ي ر الت تحيل عىل مساءلة الحال ،أو تساعد عىل التواصل مع الشأن الموضوعات والوضعيات ي العام. ً ّ ً ًّ ن مهما ورهانا يعتت توجها التعليم ال شك أن إدماج ثقافة حقوق اإلنسان يف النظام التونس ر ي ي ً ن الجمىع .إال أن نجاح المدرسة والسلوك العام الوجدان تشكيل ف دور من للمدرسة لما ؛ ناجحا ي ي َّ ن َّ نف تحقيق أهدافها ن السياس والخيارات الثقافية ،والقصدية يف اإلصالح والتغيت؛ رهي السياق ي ي ِّ فعدم استجابة هذه المؤثرات ،أو بعضها ،تكون النتيجة ارتداد المدرسة عن وظيفتها وعجزها عن تحقيق أهدافها.
الخاتمة َّ َّ التعليم التونسية طيلة نصف قرن ،إال أن المنجز الكم الذي حققته المدرسة رغم اإلنجاز ي ي ن َّ ربق دون االنتظارات؛ خاصة ف مجال ر نش ثقافة حقوق اإلنسان. ي ي َّ الت َّ َّ ر جملت واقعنا المثقل ال شك أن مزية الثورة التونسية أنها كشفت عيوبنا ونزعت األقنعة ي المدمرة لإلنسان ّ ِّ الكم الذي تفتخر به السياسة والتوة .فالجانب بالخيارات الفاشلة والتجارب ي ً ً ِّ الت َّ ر َّ تعليم خارج الدورة اإلنتاجية ،وأصبح عبئا اجتماعيا يهدد االستقرار بوية انته إىل فائض ي رِّ الت َّ السياس واالقتصادي .كما أن النوايا المعلنة نف مناهجنا ر المبشة بفكر تنويري وثقافة بوية ي ي ّ ً ً ن َّ َّ حقوقية ،أنتجت جيال مسيجا بمساهمات تاريخية "ودغمائية غارقة يف الراديكالية" ،وهو ما ِّ ِّ يفش اتساع دائرة العنف وانتشار ثقافة الالتسامح داخل المدرسة والفضاء العام. ِّ ّ يختت فيه المتعلم عن حفظه ،إنها اس ر إن القيم الحقوقية ليست شعارات ترفع وال مقرر در ي َّ َّ َّ وسياسية قادرة عىل تثبيتها. واجتماعية تعليمية ثقافة يحميها سياق عام وتنتجها بيئة والمفشة نف آن لفشل نظامنا التعليم وتدريس ر ِّ وه ر التبية عىل حقوق الشوط الغائبة ي ي ي اإلنسان.
ال شك أن صعود الحركة اإلسالمية للحكم ومسكها بكل قنوات السلطة وإعالن إعادة بناء وتأسيس كل مؤسسات المجتمع السياسية واإلعالمية والقضائية والتعليمية يضع المنظومة 25
ً ّ المشتك أو ِّ َّ ر يمهد لغلق للحريات والعيش الحقوقية أمام اختبار جدي قد يفتح آفاقا جديدة قوس واالرتداد إىل المرب ع َّ األول.
التوصيات الديت ر نحن نحتاج اليوم إىل ر ن والتبية عىل حقوق استاتيجيات عديدة لتصحيح مسار التعليم ي اإلنسان .لذلك يكون من ن الضوري: ن السياس. الديت وتحريره من التجاذبات اإليديولوجية والتوظيف – 1تحييد التعليم ي ي ً الديت بإصالح َّ ن بقية القنوات المنتجة للقيم ،بدءا بالخطاب – 2مصاحبة إصالح التعليم ي ن ً انتهاء بالخطاب المسجدي والسياس .فكل إهمال لهذه القنوات ن يفض إىل والثقاف اإلعالم ي ي ي ي التعليم. إفقار الدرس ي َّ اإلنسانية وثقافة حقوق اإلنسان ضمن هيكىل للجامعة الزيتونية ،وإدراج العلوم – 3إصالح ي َّ المقررة. المواد ر والتمجة ورسم الخيارات واألهداف ،واالعتماد عىل – 4عدم احتكار وزارة التبية ،التخطيط ر ن ن ن سياسة تشار َّ والسياس. المدن الفاعلي يف المجتمع كية تنفتح عىل ي ي ً ن ن السياس. تعيي المدراء؛ منعا للوالء والتوظيف – 5تكريس مبدأ االنتخاب يف ي ن سي واإلطار ر ِّ للمدر ن التبوي من مرشدين – 6تكثيف الدورات التكوينية يف مجال حقوق اإلنسان ن وإداريي.
26
ن ن ن َّ ن المدرسية. العاملي يف مجال حقوق اإلنسان من فرص المشاركة يف الحياة تمكي –7 ر وحقوف. نقان ناشط ر ي ي
المراجع والمصادر: التبوي منذ االستقالل :كتابة الدولة ر – 1انبعاثنا ر للتبية القومية ص 6ط .1958 ر الصادف عام 1895من قبل خت الدين؛ وهو معهد تعليم عضي ِّ يدرس الفقه واألدب – 2تأسيس المعهد ي والعلوم الع َّ يدرس اللغات الفرنسية واإليطالية ر ضية ،كما ّ والتكية ،وقد ّ تخرجت منه الكثت من العناض الوطنية . التيموم :خصوصيات مستة تونس نحو الحداثة. -3الهادي ي التبوي :كتابة الدولة ر -4إصالح التعليم والتخطيط ر للتبية القومية ص 20ط .1958 التبوي منذ االستقالل :كتابة الدولة ر – 5انبعاثنا ر للتبية القومية ص 5ط .1958 التبوية ص 12-11المعهد األعىل ر – 6د .أحمد شبشوب :األهداف ر للتبية والتكوين المستمر تونس .1995 التبية والتفكت اإلسالم :وزارة ر – 7سفر التامج :ر التبية والعلوم ص .7 ر ي 8 – 1986 Le manuel scolaire et le système éducatif : p. 28 CERES Tunis -9وثيقة منهجية لمادة ر التبية المدنية. -10راجع الكتب المقررة نف مادة ر التبية المدنية للمرحلة اإلعدادية والثانوية. ي
27
28
ّ ن َّ ّ الزيتوني ن اإلصالحية ي التنويري يف برامج الفكر ً ّ الطاهر الحداد نموذجا
الجالص الدكتورة بثينة ي ّ العاىل ألصول الدين المعهد ي
29
ّ المقدمة ما ّ ِّ نّ ن المؤر ن الشيخي محمد الزيتون ومحاوالت اإلصالح فيه عن خي للتعليم أكت ما حدثتنا كتب ي ّ ّ حت ّأن الباحث ليقنع بأن ّ الطاهر ابن عاشور وابنه 1ر سيما أن أغلب أكت الجهود أوكلت إليهما، ّ ن ن َّ 2 ينق الدراسات األكاديمية تكاد تدور يف فلكهما دون سواهما ،والحقيقة أن هذا ّ اإلقرار ال ي ّ ن كتة المؤلفات ّ الزيتون ،وهو ما تشهد به ّ نّ خاصة ما دورهما اإلصالح الفعال يف تاري خ التعليم ّ ّ ي ي ّ ن ّ حته الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور ،3إال أن هذا اإلقرار ال ن ينق شح الدراسات الحديثة يف ر ي ّ العناية برجاالت أخرى من بينهم الشيخ سالم بوحاجب والطاهر الحداد. ر ّ ّ ّ ن ن مؤل ن في كانا سببا يف معاناته 4وهما" :امرأتنا يف ينتش إال من خالل ولع ّل صيت الحداد لم ّ ّ ّ الشيعة والمجتمع" ،و" ّ ّ ّ ر النقابية" ،إال أن للحداد كتابا عىل التونسيون وظهور الحركة العمال ن الزيتون" ،وتكمن ّ ّ نّ ّ أهم ّيته يف بعدين ّأولهما اإلسالم واإلصالح األهم ّية عنوانه" التعليم غاية من ي ي ّ ّ العلمية ،ومن ناحية تأثت األوضاع تاريخية عن أوضاع جامع الزيتونة من الناحية إضاءة جوانب ن َّ ن ّ نّ نّ والثقاف" حسب عبارة المهتم ن ّ الديت، ي بعلم االجتماع الديت السياسية يف ذلك ،أي "مأسسة ي ي ي َّ ّ ّأما البعد ن فيتمثل نف الكشف عن ر ّ اإلصالح الذي نادى به الحداد وإبراز أبعاده وع المش الثان ي ي ي ّ ّ ن ن ن ن َّ ّ اإلسالم ثم يف العالم العرن المعرفية سواء يف تونس أو يف ما شهده وضع التعليم يف العالم ري ي ّ األورون ّ عامة. ري َّ ّ ولم ّ حد علمنا عىل دراسة عنيت بهذا الكتاب رغم ر ن الثالثي سنة، نشه منذ مدة ناهزت نعت عىل ّ ن ّ ّ الباحثي بقضايا ّ ن وأهمها معينة عند الحداد دون غتها، ولعل السبب يف ذلك يعود إىل اهتمام ّ َّ ّ النقابية. والقضية قضية المرأة
-1أغلب هذه الدراسات كتبت في " المجلّة الزيتونيّة ما بين سنة 1937و ،1956انظر مثال مقال محمد البشير النيفربعنوان" تاريخ الحركة العلميّة بجامع الزيتونة جوان ،1937ص 553 -2تراجع أعمال ندوة" مح ّمد الطاهر ابن عاشور وقضايا اإلصالح والتجديد في الفكر اإلسالمي المعاصر ،رؤية معرفيّة مدونة الشيخ مح ّمد الطاهر ابن عاشور، ومنهجيّة ،مجلّة التجديد ،ماليزيا ،عدد ،35مج 18دراويل(جمال) :مسألة الحريّة في ّ لبنان2006، -3ابن عاشور(الطاهر) :أليس الصبح بقريب ،الشركة التونسية للتوزيع ،تونس ،ص 80وما بعدها -5الحداد( الطاهر) :امرأتنا في الشريعة والمجتمع ،تقدبم مح ّمد الحداد ،دار الكتاب المصري ودار الكتاب اللبناني ،ط،1 2011 - 6العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية ،الدار التونسية للنشر ،ط ،1تونس1972 ، 30
ّ ّ ن انطالقا من تغييب االهتمام بهذا األثر ارتأينا أن ندرس ر اإلصالح يف مجال د الحدا مشوع ي ّ ّ المشوع؟ وهو ما ن الخصوصية نف هذا ر ن يقتض منا سؤالي ّأولهما :ما هو وجه التعليم من خالل ي ي ِّ حت نقف عند مظاهر اإلضافة عنده ،أماّ االطالع عىل ما نادى به معاضوه من إصالح ر نضورة ّ السؤال ن الثان :إىل ّ تنويريا نف تلك ر أي مدى كان هذا ر يستدع نضورة الفتة ،وهو ما المشوع ي ي ي ن ّ ّ ن حد ذاته؛ هل هو نف النهاية رؤية تجدي ّ ن الماص هدم م تحت ة دي ف التنوير مفهوم ف ي ّي ي إعادة ّالنظر ي ّ والتخلص من تراكماته ،باعتبار أنها تركة ثقيلة تشد الفكر إىل الخلف ،وال يمكن أن ّ تؤسس إىل ن مش ّ المستقبل؟ وعىل هذا األساس تكون ر وعية إعادة النظر يف اقتصار مفهوم التنوير عىل ّ الغربية دون غتها. الحضارة ّ ن ن ّ وتوجهه يف ثالثة مسارات :يتصل ّأولها هذه األسئلة وغتها تفرض نفسها يف مثل هذا البحث ّ الزيتونّ ،أما القسم ن نّ باألسباب ر الثان وعليه مدار التعليم إصالح إىل للدعوة اد الحد الت دفعت ي ي ي ّ ّ ّ ّ َّ اإلصالحية نف ر والثقافية ،ويشمل الحضارية مشوع الحداد وأبعادها بالبدائل ق فيتعل العمل ي ن ّ خصوصية هذا ر ّ اإلصالح ووصله بالتعليم يف جامعة الزيتونة. المشوع القسم األخت إبراز ي
ّ نّ الزيتون -1أسباب دعوة الحداد إىل إصالح التعليم ي ن ن ّ اإلسالم وحركة اإلصالح يف جامعة التعليم كتاب" عن خارجا األسباب ف لن يكون ي البحث ي ّ ّ الزيتونة" ذاك أن الغرض من هذا البحث هو اإلنصات إىل ّ نص الحداد دون غته ،ن ولي كان االستئناس بنصوص أخرى نضوريا ،فسيكون ذلك عىل سبيل دعم الفكرة أو نقدها ،وهذا ّ َّ ّ تفكيكية لخطاب الحداد من جهة ،ومحاولة الكشف عن للتقيد بالكتاب له أبعاد االختيار َّ ن الت ّ الثقوب ر وه عىل اإلجمال ال تخرج أطل من خاللهاعىل واقع البالد ي التونسية يف ذلك العهد ،ي ّ ن ّ يتعلق ّ ّ ّ ن اإلسالم آنذاك ،وهو وضع العرن العالم ف ساد الذي العام بالوضع لهما أو سببي عن ر ي ي ي ّ ّ َّ ن ّ َّ داخىل يتصل بسياسة الثان فهو مرتبط بما يجري من أحداث قطرية وعالمية ،أما السبب ي ي البايات ووضع العلم والعلماء ن يف جامع الزيتونة. ّ ن سياس يق الدعوة إىل اإلصالح أ -أثر الوضع ال ي ّ ّ ن وع الحداد عميقا بدور الساسة يف توجيه التعليم والرفع من شأنه أو الحط من قيمة لقد كان ي ّ ّ َّ العلماء وتوظيفهم لفائدة المصالح السياسية ،وهذه القناعة لم ترسخ عند الحداد إال بعد ن ّ ن السياس يف تونس واستعراض أثر الساسة يف إصالح التعليم أو تعطيله ،وقد استقراء التاري خ ي 31
ّ ن ّ خصص يف ذلك فصال وسمه بتاري خ تأسيس بناء جامع الزيتونة ،وأشار فيه إىل أن دور ّ ن ّ الموحدين كان محتشما ،باعتبار أنهم السبب يف تحويل عاصمة الملك من القتوان إىل تونس، ّ ّ ن َ يتسن لهم االعتناء باإلصالحات يف جامع الزيتونة لقض مدة حكمهم إذ امتد من ولذلك لم ّ َّ سنة 555ه1160/م إىل سنة626ه1229/م) ،وباإلضافة إىل ذلك فإنهم قد اتخذوا عاصمة ّ المكان دوره نف تر ن نّ كت اإلصالحات واالعتناء بها ،غت أن العهد ملكهم مراكش ،وكان لتأثت البعد ي ي ّ ّ الحفض الممتد عىل ثالثة قرون تقريبا من سنة 626ه1228 /م إىل سنة 981ه1574/م) ، ي ن ن كان له عظيم األثر يف ازدهار العلم وانتشار العلماء يف جامع الزيتونة ،يقول الحداد ":فكان ذلك العض مبدأ ّ َّ فتخرج فيه أمثال ابن عبد السالم وابن تفوق هذا العهد وازدهاره بالعلم والعلماء، ّ ّ ّ علمية القفض وغتهم من الرجال الذين خلفوا جميعا آثارا زىل وابن راشد واألن ر عرفة ر ي والت ي ي باقية إىل اليوم"5. ّ ن ّ ّ نّ فبمجرد سقوط دولة تستمر، الزيتون لم غت أن هذه الصحوة يف تاري خ إصالح التعليم ي ّ نّ الحفصي ن اإلسبان سنة 942ه1535/م) ،أهمل جامع الزيتونة وزهد ي وسيطرة االحتالل ي ن المحتل الذي ّ ّ حول المعهد بالجامع إىل " اصطبل حافل شيوخه يف التعليم خوفا من تنكيل ن ّ َّ البقية الباقية من العلماء يف بيوتهم ،فكان هذا العهد عهد ضمور وذبول بالدواب ،فانكمش ن العلم"6. ّ قض عىل الفكر والروح ي ّ ن َّ نّ الزيتون ،ورغم محاوالت البايات التعليم ف تونس خ تاري من ة السياسي الحقبة هذه رت أث لقد ي ي ّ ّ ّ ّ ن ّ ر 7 ر ّ بق اإلصالحية يف العهد ّالت يكّ ،وخاصة ما يتعلق بإصالحات أحمد باشا باي ،إال أن هذا األمر ي يعي العلوم الالزم درسها كما لم ّ ن محتشما حسب الحداد؛ ألنه " لم ّ ن يعي الكتب كذلك ،ولم ّ الثالثي ّ يضبط وقت الدرس ،وإنما ّ ن ن المواظبي عىل مدرسا ،وجعل حقا للطلبة نص عىل جراية دروسهم نف فواضل بيت المال8". ي ّ ّ ن الحداد نف نقد نواقص اإلصالح نف هذه ر إن ّ الفتة هو تعطيل العقل يف النظر أهم ما كان يشغل ي ي ّ ن ّ والعقلية وفهم ّ ّ الش ّ نف العلوم ر وكيفية تطبيقها ،بل إن الغالب يف طرق التدريس هو آلياته عية ي ي وحركة اإلصالح في جامع الزيتونة ،تحقيق محمد أنور بوسنينة ،الدار التونسيّة للنشر، الح ّداد (الطاهر) :التعليم اإلسالم ّتونس ،1981،ص45 الح ّداد :م ن ،ص ص 466 -45األول أحمد باشا باي الذي عاشر بايات الدولة الحسينية يتحدّث الحدّادي في عهد المشير ّ ّ مطوال عن إصالحات التعليم الزيتون ّ مدّة واليته من 1837م إلى 1855م وأصدر منشورا سنة 1842م عرف في األوساط العلميّة بالمعلّقة ألنه أمر بكتابته بالذهب ي في تاريخ الجامع ،ومن بين هذه اإلصالحات ترتيب وعلّق داخل جامع الزيتونة ،وتعتبر هذه اإلصالحات ّأول عمل نظام ّ الدروس بالجامع األعظم ،وانتخاب خمسة عشر عالما من المالكيّة ومثلهم من الحنفيّة ،وتجهيز دفن الغرباء م ن ،ص - 53832
ّ ّ اس ّ ولعل هذا األمر كان بدافع سي ّ ن العثمانية الحريصة عىل انتهاج مبدأ كرسته الخالفة التلقي، ي ّ ّ ّ سياسيا وتوحيد مناهج التفكت عند علمائها ،وهو ما ن تبعية اإلياالت يفض نضورة إىل إقرار تحكم ي ّ ن السياسية ،وهو ما ّ َّ عتنا عنه رجل السياسة يف رجل الفكر واعتباره موظفا لخدمة مصالحه ر ّ بمأسسة الفكر وتسييس الدين وما أطلق عليه طه عبد الرحمن عبارة " تسييد الدين" الذي ّ يؤدي إىل "الدولة المشتبهة9". ّ ر ن السابقي كانت سياسة متوارثة عند البايات واجتار أفكار العلماء إن ترسيخ فكرة االتباع والنقل ّ ن ّ ن أهمية تراتيب األمر الصادر سنة 1875م يف عهد المشت الحسينيي ،فرغم ما ذكره الحداد من ّ ّ ّ نّ الزيتون ،بقيت دون المأمول ألن التدريس محمد الصادق باشا باي ،إال أن إصالحات التعليم ي ّ ّ ن ن السابقي دون تطلع إىل تجاوزهم أو انتقادهم" فلم يزد يف علوم الجامع لم يرتكز إال عىل كتابات مر عىل تأليفه القرون ،وليس نف اإلمكان أبدع ّ يعي كتابا غت ما ّ جديدا ،ولم ّ ن مما كان ،وذلك غاية ي المجهود10". ّ ّ ن ّ السياسية لم تكن يف النهاية حسب الحداد خادمة لفكر الطلبة وتنوي ع إن هذه اإلصالحات ّ ن وتحفتهم عىل التمحيص والنقد والغربلة واإلنتاج والتآليف ،وإنما مشارب التحصيل عندهم ن كانت مرتكزة عىل خدمة مصالح الشيوخ األساتذة سواء يف ضف جراياتهم أو انتخابهم أو ّ ن ّ ّ المقرر تدريسها ،ويستشهد الحداد يف نوعية المواد تعيينهم أو تقريبهم من سلطة القرار وفرض ن َّ ن ّ ّ المسلمي ّ ن خاصة من "علوم وف جامع الزيتونة ة، عام بالد ف ي كتابه بخلو المعاهد الدينية ي ن ّ واالجتماعيات يف درس أنظمة الشعوب والحكومات وأشكالها ،وأوثق نظام السياسة كالتاري خ المسلمي أنفسهم بأنفسهم وما نف نظامهم الجاري من أوجه القبح ،إذ كان ذلك مماّ ن لسياسة ي ّ يمس تلك الحكومات بالنقد والتأثت"11. ّ ن ّ والعلم يق الدعوة إىل اإلصالح الفكري ب -أثر الوضع ي ن ّ والفكري ّ ّ السياس ،ن نّ ولي كان المعرف لم يكن الوضع أقل أثرا يف الدعوة إىل اإلصالح من الوضع ّ ّ ي ي ّ ّ أحدهما مرتبطا باآلخر ونتاجا له ،فإن ذلك ال يشفع للزيتوني ن ي حسب الحداد أال يحققوا نوعا
-9عبد الرحمن(طه) :روح الدين،من ضيق العلمانيّة إلى سعة االئتمانيّة ،المركز الثقافي العربي ،ط ،1الدار البيضاء، ،2012ص 939 10الحدّاد :م ن ص - 11م ن ص39 33
نّ ّ ن َّ خصوصية مناهجهم يف مقاربة العلوم وتدريسها ،وقد المعرف ،وأال يدافعوا عن من االستقالل ي ّ ن دافع الحداد يف كتابه عن هذه األطروحة واستشهد بدفاع ابن خلدون ت808ه1406/م) عن ّ معتت هو وأمثاله عند الحكومات المشايعة حرية فكره واستقالله عن الساسة ،ما جعله " غت ر عامة الفقهاء الذين ينكرون أن ّ لميول ّ يتفوق عليهم أحد نف العلم والفضل12". ي ّ ّ ن ن ّ والفكري ّ تدخل ّ ّ نّ العلمية ن بي عامة له عميق األثر يف تعقيد العالقات الديت الشأن ف اسة الس إن ي ي ّ الفكري ّ عامة ،فكان التعطيل بديال عن الشيوخ وشحن النفوس وإثارة الشكوك وزعزعة األمن ّ ّ ّ ن وتحولت المعاهد الدينية بعبارة الحداد إىل التمكي وكان االستغالل بديال عن االستنفار، الت كانت ّ تؤسسها وتحميها وتستعمل رجاالتها13". ر "تعطيل الحياة حسب مصلحة الحكومات ي ّ ّ ّ السياس قد خلق تقوقعا عند العلماء والشيوخ، التضييق هذا أن اد الحد اعتت وانطالقا من ذلك ر ي ّ ن وزهدهم يف طلب العلم وإعمال الرأي ،فاستسلموا لليأس والقنوط ،ولزموا بيوتهم وحلقات فتات عديدة من تاري خ تونس ّ الذكر ،وهذا ما كان قد وقع فعال نف ر نّ اإلسبان خاصة بعد االحتالل ي ي ّ ّ ّ ر ّ الطرف الذي امتد إىل عض الحداد وزكاه كثت من والتنكيل بالعلماء وانتشار روح التصوف ي ّ الصوفية ر ّ ويتتكون بها14". العلماء ،إذ كانوا" يدخلون حلقات الطرق ّ ّ الزيتوني ن ي فالتمسوا منافذ هروب من مرارة الواقع نفسية التواكل واليأس عىل الشيوخ سادت ّ ن ّ ّ ّ ّ الطرقية ،وكذلك الصوفية واالجتماع ،وتجلت مظاهر الهروب يف االلتحاق بالحلقات السياس ي ي ن ّ يف االقتناع بأنهم ليس باإلمكان أحسن مما كان فأقبلوا عىل كتب السلف يعيدون مضامينها نّ ن ّ ن ِّ الزيتون يف تلك التعليم إىل أساءت ة كثت جوانب ف ي ويكررون قضاياها ومسائله ،وهو ما أثر ي ر الفتة. ّ ّ ن المعرفية يف جامع لقد استعرض الحداد باإلضافة إىل وضع األساتذة الشيوخ خصائص األوضاع ّ ّ نّ ومعرفيا ،فكشف بذلك عن كثت من العيوب كانت اجتماعيا الزيتون الزيتونة وحالة الطالب ي ن نّ الت سينهض عليها ر ر الزيتون آنذاك يف مشوعه ،ويمكن تلخيص عيوب التعليم ي قادحا للبدائل ي هذه النقاط:
- 12الح ّداد :م ن ص 40 13م ن الصفحة -14الح ّداد :م ن ص . 47يقول الح ّداد :ولست أبالغ إذا قلت ّ إن هذه الحالة بك ّل ما فيها تزداد تفاقما ك ّل يوم حتى يومنا هذا ولم يخرج بأفكاره عنها إالّ شذوذ نادر من بعض الشيوخ الذين ما زالوا يعلنون رضاهم بالقديم كوسيلة الستثماره ألنفسهم 34
ّ المدرسة: أ -العلوم ّ ّ ّ ن أثار الحداد مسألة تكرار المواد يف الدرجة الواحدة ،ومرد هذا التكرار هو قناعة الشيوخ بصعوبة ّ ّ ن ن ن ّ ويعتت سلكتي يف السنة الواحدة"، مما حتم إعادتها يف " سلكة أو المدونات فهم عبارات هذه ر ّ ّ الضوريّ الحداد ّأن هذا األمر مضيعة للوقت وإهدار للطاقات و" ..فراغا يجب سده بالمعارف ن إدخالها بالمعهد"15. ّ ّ قضية أخرى ال ّ ّ تقل خطورة عن سابقتها إن مسألة تكرار المسائل والمواد قد تكون نابعة من ر ّ ّ الزيتوني ن وه نظرة تقوم عىل ي آنذاك ه نظرة بعض الشيوخ لمختلف العلوم غت الشعية ،ي ي ّ ّ ن ر ّ ّ ّ االحتاز واالزدراء ،أما ما يتصل باالزدراء ،فمرده إىل عدم إدراك أهمية هذا العلم أو ذاك سواء يف ّ ّ ّ الحداد: نفس ضد هذا العلم أو ذاك .يقول مضامينه أو مناهجه ،وقد يعود هذا األمر إىل حاجز ي ّ ّ ّ "وقد كنا نسمع من شيوخنا إذ كنا نقرأ بالجامع األعظم من سنة 1913إىل سنة 1920أن ّ وإنما هو مجموعة من األقاصيص واألخبار ،وال ن ّ يهتم به ينبىع أن التاري خ ليس بعلم يقرأ، ي ّ ن ّ اإلقصائية لبعض العلوم أثرت يف حضور علوم عىل حساب أخرى، الطالب" ،16هذه النظرة ّ المدرسة نف الزيتونة آنذاك ،كانت نف موضع ر ّ َّ احتاز وريبة ما جعلها من ة العقلي العلوم إن بل ي ي ّ ن ّ العلوم الوسائل ،فقيد الشيوخ حضورها ولم ينتفع بها إال من حيث توظيفها يف العلوم عية" ،فكان الحساب نض ّ تميت الفرائض نف ر التكات ..وكان للمنطق ّ الش ّ ن ر أهم ّية بعد وريا لمعرفة ي عية ...وكان لعلم الفلك أيضا ّ أن صار جزءا ّ الش ّ مهما من أصول الفقه واستنباط األحكام ر أهم ّية ّ ّ التصاله بمعرفة األوقات ر الدينية".17 الت تطلبها بعض الفروض ي ّ ّ ّ العقلية وإن لم تطلب لذاتها نف أغلب ر ّ ّ اإلسالم ،إال أن القدام فتات التاري خ إن هذه العلوم ي ي ّ اإلنسانية وبارزوا بها األمم األخرى ،وهذا األمر لم استثمروها استثمارا أضافوا به إىل تاري خ ّ ّ ن ن العقلية فحسب ،وإنما ف ّ ّ كيفية دراستها وتدريسها. العلوم حضور ف القدام عند يتجىل ي ي ب -مناهج التدريس: ّ ّ ن ن ّ نّ الخارجية وه ال تتحدد يف العوامل أدرك الحداد مواضع الوهن يف التعليم ّ ي الزيتون آنذاك ،ي ن فحسب ،وال نف إقصاء ّ ّ العقلية ،وإنما تكمن المشكلة يف منهج التدريس ،إذ هو الكفيل أكت العلوم ي ن بتحريك الفكر وإعمال الرأي وإنتاج المعرفة ،إذ ال تبت المعارف عىل االستيعاب والتسليم - 15م ن ص 32 - 16م ن ص 39 - 17م ن ص 37 35
ّ والحفظ والتجميع ،فهذه خطوات أوىل نحو المعرفة وال يمكن أن يكون إنتاجها إال بالنقد ّ والتمحيص والغربلة ر والتجيح ر حت ال يكون الالحق عالة عىل السابق ،إن هذه القناعة مبثوثة ّ الحداد نف ّ كل صفحات الكتاب ،وال تكاد تخلو منها إشارة أو توصيف حالة ،فقد ارتكز عند ي ن ن والتلقي واإلعادة والتكرار وترديد أقوال منهج التدريس يف جامع الزيتونة آنذاك عىل الحفظ ّ القدام ومآثرهم ،يقول الحداد ":بقيت العلوم عىل حالها يوم تركها أهلها ،وبقينا نحن كأصوات ن ّ الماص البعيد ونحكم عىل أحوالنا ن بعي ما حكموا به عىل أحوالهم عقلية نحك عن الفونوغراف ي ي ّ كأن ال فرق بيننا وبينهم رغم تطور العصور وأهلها18 ". التلقي والتكرار واضحا نف تدريس المنطق وآداب البحث ،إذ ّ ن تتكرر نفس األمثلة يبدو خطر ي ّ ن المنطقية البسيطة ف كتب التدريس بصورة ّ ّ آلية ال تؤدي إىل إعمال العقل ،وأشهر هذه األمثلة: ي حساس ينتج ّأن ّ كل إنسان حيوانّ ، ّ كل إنسان ّ وكل حيوان ّ حساس ،وعىل هذا األساس "ال ينتج ّ من مجموع هذه األمثلة بسط نظريات تثقف العقل وتجعله أهال الستخراج النتائج المفيدة ّ ن ر يسجل يف تاري خ المنطق الصحيح األمر الذي انعكس عىل اإلنتاج والتأليف) ،فلم بالتفكت ي ّ حاضه أن ّ ّ المعهد أو ن المنطقية مدرسا أثبت دعوى جديدة ،أو أنتج بحثا مفيدا عىل الطريقة الت ّ تدرس أساليبها بالجامع"19. ر ي ّ ن َّ المقررة ،أشار الحداد إىل تقلقل بعض المواد ومنها وإىل جانب تكرار األمثلة والحجج يف الكتب ّ ّ ن ّ ر ّ مواد البحث ن تدرس يف مستوى نظري دون إجرائها عىل تطبيق إذ هو وما نظري ماهو بي علم ي ّ ّ ن بقية العلومّ ، مما جعلها عديمة الفائدة قليلة الجدوىّ ، َّ سيما وأنها متصلة بأساليب الحوار يف ن المحاضة وحجج كل طرف فيها. ن لقد ن أفض هذا المنهج يف التعامل مع العلوم إىل تعطيل ملكة الفهم واالستدالل ونبذ الرأي ّ ن ّ ليحل محلها التسليم والتعظيم ،ويركن الطالب إىل التمجيد والتقليد ،فال يطمع يف واالجتهاد ّ مناقشة آراء العلماء وال ر حت إبداء الرأي فيها ،وقد بلغ األمر عند فريق من شيوخ الزيتونة حد التشنيع والتكفت لمن يخالف هذه التعليمات" ،ن فق جامع الزيتونة إىل اليوم ،يجب أن ال ي ّ ّ ن ومجرد توهم هذا السابقي، يتظاهر أحد بأفكار ينسبها إىل ذاته ليعارض بها أقوال العلماء المقدار عىل شخص ن واالعتال ّ رن بالرأي20". ورم عقيدته بتهم الزي غ يفض إىل اإلنكار عليه ي ي
- 18م ن ص 62 -19م ن ص 74 -20م ن ص 62 36
ج -العالقة ن بي شيوخ الزيتونة: ن قيد فيهم ّ ي ،إذ ّ ّ الزيتوني ن حرية التفكت لقد خلق هذا المنهج يف التدريس نوعا من االضطراب عند ر ّ والفهم ّ حت أن " الشيخ محمد وحر ّية التعبت والقول ،وأحاطهم بهالة من الخوف والقهر، ن ن النخىل عاش جزءا من حياته بالمعهد وهو مطعون يف عقيدته بما أضاع كثتا من نشاطه يف ي 21 ميكانيك يفرضه عليه الوظيف" ،ويتجاوز خطر منهج الدروس ،وجعله يقرئ دروسه كعمل ي ّ ن التدريس حدود التشنيع والتخويف إىل حمل المتعل ن فق تدريس علم مي عىل الحقد والضغينة ،ي ّ ويعتتونها أصل الكالم يتحامل بعض الشيوخ عىل مختلف الطوائف المخالفة ألهل السنة ر فيغيبون نف الطالب ّ ّ البالء نف قيام الفتنة ر ن آليات فهم هذه الطوائف المسلمي، وتشذم ي ي ّ ّ ّ ر الت تنطلق منها ونقدها نقدا علميا رصينا لتحل محلها األحكام المسبقة والمصادرات ي ّ ّ ّ العقدية دون فهم األسباب ومنطلقاتها ،وقد يعضد اختيار الكتب منهج التدريس واالتهامات ّ ّ ن ّ الحداد ":وها ه الكتب ر . أكت شاهد يقول م المتعل ليقوي هذا الشعور يف الت نقرأها بالمعهد ر ي ي ّ اإلسالمية المخالفة عىل ما نقول بما يخرج التلميذ نسخة من الحقد واالحتقار للطوائف ّ ّ السنة عندنا بالمعهد ،وهم الذين ّ يقررون أمثال والماتريدية الذين هم أهل لمذاهب األشاعرة ّ تلك المباحث المتقدمة الذكر22". ّ ّ ّ المتعل ن مي والشيوخ عىل السواء ال يشمل اآلراء المتصلة عىل أن شعور التحامل واالستياء عند ّ الدين فحسب ،بل يتجاوزها إىل الفقه وأصوله ،ذلك ّأن الضاع كان قائما ن بي أنصار بأصول الحنق ،وهو ضاع ّ ن ّ ّ حركه أصحاب السلطة حسب مقتضيات المالك وأنصار المذهب المذهب ي ي ّ ّ ن مصالحهم ما أدى إىل تأجيج الشحناء والتحاسد ن الفريقي ،يقول الحداد ":يكفينا أن نشت بي ن ّ ن إىل ن ن ن ّ التاع القائم اليوم نف تونس ن وف الديوان، الحنق بي المذهب والمالك يف الجامع األعظم ي ي ي ي ّ ذلك ن ن ن اآلتيي لندل به عىل رسوخ الحقد والتحاسد التاع الذي يخبو أو يثور بحسب الحوادث من
تاريخنا23".
د-أوضاع طلبة الزيتونة: ال يمكن للعلم أن يثمر ر ويؤن أكله ما لم يستثمر بالمال وما لم يعمل الساسة عىل توفت الظروف ي ّ ّ َّ َّ والنفسية المالئمة للمتعلم والعالم عىل السواء ،ولقد أدرك الطاهر الحداد هذه االجتماعية ن المت َّ االجتماعية ر َّ دية لطلبة العلم يف الزيتونة ،إذ ينقل الحقيقة من خالل استقراء األوضاع ن معاناتهم يف معاشهم ،فباإلضافة إىل بعدهم عن مسقط الرأس يفتقدون إىل مرافق العيش - 21م ن ص 64
- - 22م ن ص 71 - 23م ن ص 80 37
ّ ر ّ حت أن فواضل الكهربان ،وعدم اعتناء الدولة بنظافة إقامتهم الكريمة من توفر الماء والغاز ي ّ ر ن ملطخة دون أن ترفع"ّ ،24 ن مما اليومي والثالثة تبق يف صحن مدارس سكناهم الطبخ والمياه ّ تسبب لهم ن يف انتشار أمراض أودت بحياة بعضهم ،ومعاناة بعضهم اآلخر وذهاب عافيتهم. ّ ّ ّ ّ نّ الزيتون يتكفل بنفقته ،وهو مع ذلك مطالب بإيجاد السكن؛ ألن يشت الحداد إىل أن الطالب ي ّ ّ المحبسة ال يمكن أن تستوعبهمّ ، ّ ن اضطر إدارة المعارف أن توزع عليهم مما السكت مدارس ّ األقدمية ،ومع ذلك لم ّ تحرك الحكومة ساكنا25. المساكن حسب ّ ّ ّ المدر ن سي وصفوة القول ،فإن استعراض الحداد تفاصيل التدريس ومناهجه وعالقات الشيوخ ّ ّ والمذهبية ،باإلضافة إىل ذكر آالم العلمية ببعضهم وبطلبتهم ،وتحليل نفسياتهم وقناعاتهم ّ ّ ن اليوميةّ ، ّ نّ كل ذلك كان موظفا يف كتاب الحداد من أجل دعوة إصالح ّية الزيتون ومعاناته الطالب ي ّ ن ّ ّ ّ ن الماضي وتهدم اإلسالمية وال بثوابتها ،وال تقدح يف تاري خ الهوية تمس بأصول جد ّية ال ن الثان من هذا العمل. ضوحه ،وهو ما سيكشفه القسم ي ّ ّ ّ اإلصالحية نق ر مشوع الحداد وأبعادها الحضارية -2البدائل ي ّ ّ ّ اإلصالحية من خالل االقتصار عىل كتاب التعسف أن نتحدث عن هذه البدائل قد يكون من ّ ّ ن ّ واحد للحداد ،القتناعنا بأن هذا األمر يستوعب كل مؤلفاته دون استثناء ،وإن كان متناثرا يف بعضها ونقصد ّ خاصة كتاب" ّ ّ ّ ر ّ المنهخ النقابية" ،غت هذا االختيار التونسيون والحركة العمال ي ن اإلسالم" جعلنا نرّكز عىل هذا المؤلف دون غتهّ ، سيما أنه ن ّ يعت التعليم " كتاب اسة ر د ف ي ي ن ّ ّ ّ ه مالمح هذا البديل وه مسألة التعليم ي الزيتون ،فما ي بإصالح قضية جزئية ضمن قضايا كلية ّ ي ّ ر ن وخصائصه؟ وإىل ّ ّ بق يف أي مدى يمكن أن نتحدث عن برنامج ي إصالح عند الحداد أم أن األمر ي ّ مستوى ر النظري؟ المشوع ّ نّ الزيتون عند الحداد أ -2-مستويات إصالح التعليم ي ّ ّ ن َّ حضارية عاشها يف تلك إن حديث الحداد عن أوضاع التعليم بجامع الزيتونة صادر من وجيعة ن ن الفتة ما دفعه إىل استعراض تاري خ الزيتونة ر ر وفتات ازدهار العلم يف الجامع ونبوغ العلماء يف ر ّ ن ّ جدانيا هذا المجد من خالل الذكر يستد و رحابه وأثرهم يف مشارق األرض ومغارب ها ،26وكأنه الدينية ّ ّ ّ نّ عامة الزيتون وعىل المعاهد علمية عىل التعليم والتذكت ،فحديثه إنما هو نابع من غتة ي
-24م ن ص-34 -25نفس الصفحة - 26م ن ص 40 38
ن ّ ن ر واستجاع إشعاعه ،وهذا ما ّ ضح به يف ثنايا كتابة حضاري يف إصالح أوضاعه ونابع من طموح ّ ّ وخاصة ن يف المقدمة. ّ ّ ّ ّ وال يمكن الحديث عن إصالح حسب الحداد ،إال إذا تحققت مراجعة ثالث قضاياّ :أولها مواد ّ ّ ن المتعل ن وتحفتهم عىل مي منهجية التدريس ،وثالثها اعتناء الساسة بأوضاع التدريس ،وثانيها العلم. ّ مواد التدريس: أ-1-2 ّ ّ ن ن يطالب الحداد بتنوي ع مواد التدريس يف الزيتونة ،وتوسيع آفاق الطالب يف النظر والفهم والنقد، ّ ّ نّ ر الش ّ ّ العقلية للعلوم ر نّ عية أو الديت من منافسة العلوم از االحت عن بالتخىل إال يتست ذلك وال ي ي ّ ّ العقلية سبيل إىل فهم الواقع وتحليل السياسات العمل عىل التشكيك فيها ،بل إن العلوم ّ ّ ّ ّ الدينية ر مت أحسن العالم والمتعلم الحياتية ،وال يمكن أن تهدد العلوم وتجاوز العراقيل ّ ن ر ّ استثمارها ،وانطالقا من ذلك اقتح الحداد تدريس علوم السياسة " كالتاري خ واالجتماعيات يف درس أنظمة الشعوب والحكومات وأشكالها" ،27ويستشهد بفضل هذه العلوم من خالل ّ ّ ن اإلنسان ّ نّ عامة ،فقد" ظلت مقدمته المشهورة دستورا لفلسفة اإلشادة بأثر ابن خلدون يف الفكر ي ّ ن الحاضة"28. األوروبية التاري خ ّأيام فجر النهضة ّ ن الحداد نف هذا ر االقتاح عن قناعة أساسها مواكبة علوم العض وفهم ّ آليات توظيفها يف يصدر ي األوروبية ،ر حت ال يكون المسلم بمنأى ّ ّ الواقع ر فيبق معزوال بثقافته عن عما حققته الحضارة ّ ّ ن اآلخر ر ّ ورية يف العقلية نض ويبق منفصال عن الواقع المتجدد بمشاغله وقضاياه ،فهذه العلوم ّ ّ ن ن واإلنسانيةّ ، ّ وف خلق روح النقد وقيم ّ وينبه الحداد يف إشارة ضيحة الحر ّية تحقيق التمدن ،ي إىل أن تغييب تدريس هذه العلوم نف الزيتونة ،إنما هو تغييب مقصود من الحكومة ر حت تضمن ي استسالم الشعب وخنوعه ّ وترسخ فيه قناعة مفادها :ليس باإلمكان أحسن ّ مما كان29. ّ ّ ّ ّ ن ّ العقلية الضامنة للتمدن ال إن ما يجب تأكيده يف هذا القسم هو أن الدعوة إىل تدريس العلوم ّ الش ّ الحداد إشارة من قريب أو بعيد إىل التقليص نف تدريس العلوم ر ن عية أو بيان عدم تعت عند ي ي ّ ّ ّ ن ن وه نجاعتها ،بل إن الحداد ر ه األصل يف تمكي العلماء وإشعاعهم ،ي يعتت أن هذه العلوم ي ّ الدينية منبع درس المنبع الذي انطلق منه المسلمون لتحقيق مجدهم ،فقد كانت "المعاهد ّ ّ ّ العربية ،فأخرجت الفقهاء الذين أمدوا الحوادث بأحكامها الالئقة اإلسالمية واآلداب الحقوق - 27م ن ص 39 - 28م ن ص40 -- 29ن م ص 39 39
ّ ن ّ ن بي الناس ،وألفوا كتبا يف ذلك كانت من خت المجهودات بما استظهروا من اآلراء وحكموا بها ّ العلمية"30. ّ ّ ّ ّ ن ّ ّ والعلمية االيديولوجية العلمية يف نظر الحداد من شأنها أن ترد عنه االتهامات هذه الثوابت ّ والمسلمي31. ر ن الت الحقته طيلة حياته وحكمت عىل فكره باالستالب والتنكر لإلسالم ي أ :2-2-مناهج التدريس وطرقه ّ ّ ّ ّ ن ن ّ المدرسة بقدر ما تتجىل يف منهج إن مشكلة التدريس عند الحداد ال تكمن يف نوعية المواد ّ ّ ومنهجية التعليم، والتعلمية التدريس نفسه وطرق التعليم أي ما يطلق عليه اليوم بالبيداغوجيا ّ ّ ن ّ ولعل ّ أهم منهج انتقده الحداد ودعا بشدة إىل ولذلك كان عليها مدار حديثه يف كامل الكتاب، ن "التلقي" والحفظ دون الفهم ،فدعا ضاحة وبجرأة إىل تعويد الطالب القضاء عليه هو منهج ّ ّ عىل التفكت وإعمال الرأي وتمكينه من آليات التمحيص من خالل مادة علم آداب البحث ،وال ّ رّ ن ّ التأس بمنهج العلماء القدام يف المعرفة ،فال تقديس لآلراء خالل من إال يتأن هذا المطلب ي ألن كل رأي صواب يحتمل الخطأ والعكس صحيح. هذه القناعة من شأنها أن ّ تؤمن طالب العلم فيبحث عن الحقيقة دون قيود المذهب والتقليد ن ّ ّ ر والت ال فضل له يف وتمجيد األشخاص والتعديل ،فيتحرر بذلك من مكبالت األفكار المسقطة ي إنتاجها أو ر حت فهمها. ّ ّ ّ ّ ّ بأه ّ الحرية ّ حر ّية الفكر والتعبت ،وال يمكن مية إن الحداد إذ يؤكد هذه القناعة ،فألنه مؤمن ّ ّ العلمية إذ "بعد أن كانوا التطلع إىل إنتاج المعرفة دونهما ،ولذلك استاء من تغيت المصطلحات ّ ّ ّ وعقلية ،أصبحوا يقولون ّإنها ّ ّ إن العلوم رش ّ وعقلية" ،32فالنقل عند الحداد نقلية عية يقولون السابقي وتجميد لروح النقد والمساءلة ،ر ن ونش لمشاعر عالمة تعطيل للفكر ونسخ لجهود ّ ن ن لالحقي ما يقال وما يعاد فيه النظر. السابقي لم ريتكوا اليأس ،وكأن ّ ن ّ ّ إلصالحية ه يف النهاية عصارة جهد الحداد ا اإلسالم" فقرة وتستوقف الدارس لكتاب"التعليم ي ي ّ ّ إذ يقول ":يوجد العلم ويثمر حيث يوجد الرأي الذي يخدمه ويجليه فال علم إال حيث يوجد
-- 30م ن ص 41 - 31ابن مراد (محمد الصالح) :الح ّداد على امرأة الحدّاد ،المطبعة التونسية ،ط ،1تونس1931 ، - 32م ن ص 42 40
ّ ّ ر ن ر يبق يف الصور الباف من العلم بعد ذهاب الرأي ما ما وإن العلم، يوجد حيث إال الرأي ،وال رأي ّ ي ّ ن الت مثلها آخرون من قبل"33. ر المتحركة يف السينما من تصوير الحياة ي ّ ن ن ن تكمن ّ المسلمي يف عض الحداد ،إذ استقال فيه العقل أهم ّية هذه الفقرة يف نقل مرارة واقع ن السابقي وي هرب من عن إنتاج المعرفة ووجود الحلول المالئمة للواقع ليعيش عالة عىل جهود ّ مستظال ن بقء علومهم وأمجادهم ،فحكم عىل نفسه بالموت واستسلم لحكم واقعه إىل واقعهم ي ّ ّ ّ كل من ّ أصحاب القرار ،ولشد ما أحزن الحداد تسلطهم عىل ّ يتوجسون منه روح النظر والتدبت ناهيك عن النقد والتغيت" ن فق جامع الزيتونة إىل اليوم ،يجب أن ال يتظاهر أحد بأفكار ينسبها ي ّ توهم هذا المقدار عىل شخص ن ّ ن يفض إىل ومجرد السابقي، إىل ذاته ليعارض بها أقوال العلماء ي رن واالعتال بالرأي34". ورم عقيدته بتهم الزي غ اإلنكار عليه ي ن ِّ َّ ن يتحقق استقالل الفكر ّ ن جاهي؛ ّأولهما التغيت يف وحريته حسب الحداد يف ات وصفوة القول، ن ن السابقي أساليب التعليم من خالل تعويد الطالب عىل إعمال العقل وإعادة النظر يف جهود ّ تهيب التهم والقدح نف العقيدةّ ،أما االتجاه ن والالحقي دون ّ ن الثان فال يمكن تحقيقه إال برفع يد ي ي ّ ّ ن ّ نّ والمتعل ن مي توجيها والكف عن توجيه الشيوخ الزيتون، التعليم شؤون ف ي الساسة عن التدخل ي َّ يستثمر لمصالحهم السياسية. ّ المتعل ن مي أ -3-2-اعتناء الساسة بأوضاع ّ ن ّ ّ ّ الزيتوني ن ي ،ويدعو إىل االعتناء بمعاشهم المسؤولية للحكومات يف إهمال الطلبة يحمل الحداد ّ َّ ومساكنهم وضف حوافز َّ التونسية ،وقد خاصة أنهم وافدون من مختلف المناطق مالية، استحسن نف هذا المضمار ما ورد نف منشور المشت ّ األول أحمد باشا باي إذ " جعل حقا للطلبة ي ي ّ ن ّ ن ن المواظبي عىل دروسهم يف فواضل بيت المال الذي حدد دخله لفائدة العلم والقيمي عليه ودفن الغرباء35". ّ ّ إن ر ّ اإلصالح ينهض عىل التكامل ن دواع الفكر والقيم الكفيلة بالنهوض به بي مشوع الحداد ي ي ّ ن وبي متطلبات الواقع وما تمليه من ممارسة وتفعيل ال يتمان إال من خالل إيمان األطراف َّ َّ وسياسية ن بضورة التغيت واألخذ بأسباب ر ّ الرف واللحاق بالركب فكرية الفاعلة من نخب ي ّ ّ َّ الحضاري ،وهو ما يحتاج إىل الوفاق والتعاون المثمر ،واإلحساس بجسيم المسؤولية التاريخية - 33نفسه - 34م ن ص 62 - -35م ن ص 53 41
ّ ن ن الحداد نف إقرار هذه الحقيقة ن حي يقول ":وهنا ال نتمالك أن نقول يف ضاحة وتكق ضاحة ي ّ ي إنه ال إصالح وال تراتيب توضع لهذا المعهد ما لم تصلح العقول بالفكر والهمم بالعمل ر حت كل ّ نعقد لبالدنا وللمعهد إكليل فخر كما تفعل ّ أمة ناهضة نف هذا العالم36". ي ن اإلصالح ،وما ه أبعاده عىل ّ فكيف يمكن أن نحكم عىل هذا ر ّ مر تاري خ التعليم يف المشوع ي ي الزيتونة؟ ّ -3تقييم ر ّ اإلصالج اد الحد مشوع ي ّ ّ ن يستدع تقييم هذا ر المشوع التأكيد عىل أنه صادر من غتة الحداد عىل أوضاع البالد يف تلك ي ّ ّ ن ر ّ اإلصالح المنظم ،وإنما كان تعبتا عن حماسة يف تغيت التنامج الفتة فلم يرتق إىل مستوى ر ي ِ ن ن أوضاع التعليم سواء يف مستوى التدريس أو يف عالقات الشيوخ أو أوضاع الطلبة ،وقد كشف ّ ن ّ هذا ر التعليمية والتدخل فيها من قريب المشوع عن خطورة الحكومات يف تسيت هذه الشؤون أو بعيد. ّ ّ لقد ّ ن الحداد نف ر ّ بخاص ن يتي :أوالهما التأصيل ،وثانيهما التنوير اإلصالح وعه مش تمت ي ي -3أ -التأصيل: ّ ن ّ : اإلسالم وحركة التعليم عنوان له اختار فقد اغ، ر ف من فه مؤل لم ينطلق الحداد يف كتابة ي اإلصالح نف جامع الزيتونةّ ، وأيا كانت عالقة الواو ن بي التعليم وحركة اإلصالح سواء كانت وصال ي ّ ي عن روح التعليم كما نصّ الزيتوني ن لتوصيف واقع التعليم آنذاك ،أو كانت فصال النتقاد حياد ّ ّ ويعتت إدراكها حركة إصالح عليه اإلسالم ،فإن ما يعنينا هو أن الحداد ينطلق من روح اإلسالم ر ن ّ حد ذاتها. يف ّ ّ َّ ن ن الدينية يف مختلف ويتأكد هذا اإلقرار من خالل استعراض الحداد تاري خ التعليم يف المعاهد ّ ّ ّ مؤكدا ّ أهم ّ ّ نّ واإلنسان ،ومعددا أسماء العلماء الحضاري وإشعاعها تها ي اإلسالمية، البالد ي ن ّ ّ ّ المتخر ن اإلنسان عامة ،فهو عند حديثه عن اإلصالح يربطه جي منها وفضلهم عىل الفكر ي ّ ّ ّ ّ ن ّ ّ الثان التونسية إنه الدين الهوية بالحفاظ عن الجوهر أي بما به تتحدد اإلسالم أما العنض ي ّ ي َ ّ العربية ،لغة ّ ّ األمة عىل حد عبارته ،إذ لم يتوان الحداد عن مطالبة إدارة للتأصيل فهو اللغة ّ ّ المعهد بتدريس علوم الحياة باللغة العربية وذلك من خالل ترجمتها ر الزيتونيون حت يتمكن ّ ّ التونسيون يعتتها من االستفادة منها ومواكبة تطور العض ،يقول ":هذه المسألة يجب أن ر - - 36م ن ص 65 42
ّ نحم أن يمكننا الذي الوحيد المعهد اليوم هو المعهد هذا أن مسألة موت أو حياة ،إذا أدركنا ي به جوهرنا من االندثار بإحياء لغتنا وآدابنا الصحيحة مع درس علوم الحياة فيه بلساننا37". ّ ّ ّ التأصيىل عند الحداد من خالل مناقشة حياد بعض العلوم عن خدمة القرآن الجانب ويتجىل ي ّ ّ ّ ّ يعتتهما النص األصل لكل ،فنص عىل "وجوب الرجوع إىل طريقة االستبصار بآيات والسنة ،إذ ر هللا نف الكون عىل مثال القرآن العظيم وهو أساس تعاليم اإلسالم38". ي ّ وثمة مظهر آخر ّ ّ التأصيىل عند الحداد وهو رجوعه نف كل ّ ّ مرة إىل التاري خ يدل عىل المنخ ي ي ّ ن المسلمي وإىل تاري خ الزيتونة فشيوخها وعىل هذا األساس تكون اإلسالم وإىل العلماء ّ ي ّ ّ اإلسالم ،واللغة العربيذة ،والتاري خ. ه :الدين ي محددات التأصيل عند الحداد ثالثة ي -3ب -التنوير ّ ّ ليس التنوير ر َّ تاريخية من حياة أي حضارة أو ثقافة ،بل هو قدرها المتجدد بتجدد قضاياها؛ فتة ّ ر ن حت يف لحظات استقالته تلك اللحظات من شأنها أن تكون قادحا ألن اإلنسان فكر فاعل ّ للتفكت من جديد نف الفعل والعمل ،وعىل هذا األساس ال يمكن ّ ع أنها ثقافة تد ألي ثقافة أن ي ي ن ّ التنوير عىل اإلطالق أو أنها خالقة له ،وهذا ما يدحض مزاعم القائلي بأن " التنوير" نبع من أوروبا ومقتض عليها. ّ ن ّ الحداد نف إصالح التعليم ر يعتت ر تنويريا إذ انطلق من هشاشة مشوعا وع مش اإلطار هذا ف ر ي ي ن الواقع المعيش ورام تغيته وفق رؤية تدعو إىل إعادة النظر يف المفاهيم بحثا عن سبيل للتعامل ّ ّ ن َّ أرضية صلبة تحقق المقاصد العليا لإلسالم يف معها تعامال بناء يروم تحويل هشاشة الواقع إىل ّ ّ ن المسلمي ،وليس التنوير بعد ذلك إال إنصاتا لمتطلبات الواقع ،وتفعيال للفكر خدمة له حياة ن يف كل أبعاده.
- 37م ن ص 35 - 38م ن ص 71 43
الخاتمة ّ ّ ّ ّ فإن إعادة دراسة ر ّ معرفية ألسباب عديدة يتصل اإلصالح نضورة مشوع الحداد صفوة القول، ي ّ ّ ّ األكاديمية ّأولها بالتعامل مع فكر الحداد تعامال حياديا يقتضيه المنهج العلميذ والضوابط ّ نّ الحضاري ،أي ن وتفرضه نضورة فهم التفاعل التاريخيذ ن الدواع بي اإلنسان والواقع بي الفكر ي ي ّ ن ّ الفكرية ومتطلبات الواقع ،فال وجود لفكر متعال عن واقعه سابح يف أحالم ال نهاية لها وإن ّ ّ ن ّ واإلبداعية ّ ّ عامة تستجيب لهذا الواقع الموازي إال أنها يف النهاية موصولة الشدية كانت األعمال ّ ن ّ الحضاري. التاريخ ومقامها بسياقها ي ّ ّ المصلحي نف القرن التاسع ر ن تاريخية يمكن عش وما بعده وثيقة مؤلفات تعد ومن هذا المنطلق ي ن ن ّ التاريخ وتفاصيله يف تلك الحقب ،وتفاعله مع الثقافات االستئناس بها لفهم مالبسات الواقع ي ّ األخرى وتطلعه للتغيت واإلصالح. ّأما السبب ن ن ن ن ونعت دراسة بالحاض، الماص الثان والذي كان هذا العمل نتاجا له ،فهو وصل ي ي ي ّّ ن نّ وه نواقص ال يخلو خ، التاري عت ه وتعت الزيتون اليوم ،والحفر يف أصول نواقصه واقع التعليم ر ي ّي ّ ن ّ منها أي ر مشوع للتعليم يف كل بلدان العالم ،ثم مقارنة ما كان وما استجد للتطلع إىل ما سيكون. ن ّ ن الزيتونيون قديما إىل تنوير فروعها فحاض التعليم يف الزيتونة مشدود إىل جذور أصيلة سىع ويبق السؤال مطروحا :إىل ّ بما أوتوا من جهود ،ر ّ الزيتونيون اليوم من جهود أي مدى استفاد ن أسالفهم نف إصالح التعليم؟ وهل ّ نّ الزيتون ثمة برنامج متماسك يف الرفع من شأن التعليم ي ي ّ ّ ّ ر ّ ّ والعالم لهذا التعليم الذي كانت تشد إليه الرحال؟ والتعهد باستجاع اإلشعاع القطري ي
44
ر ن الدين والتنوير بية الت ي ّ الدكتور مصدق الجليدي مركز البحوث والدراسات بسوسة
45
ً ّأوال :ما التنوير؟ ن ّ ّ "تحرر الفرد من الوصاية ر الت جلبها بكونه التنوير؟"، هو "ما رسالته ف ي يعرف كانط التنوير ي لنفسه" ّ ويعرف الوصاية بكونها "عدم قدرة الفرد عىل استخدام فهمه الخاص دون توجيه من اآلخر" .ر العقىل ،بل السبب هو انعدام اإلقدام ويشح بأن سبب هذه الوصاية ليس القصور ي والشجاعة عىل استخدامه [أي العقل] دون توجيه من اآلخر". ّ "تشجع لتعلم! ["]!Sapere audeفلتكن لديك الشجاعة الستخدام عقلك الخاص!" هذا هو شعار التنوير .كما أطلقه كانط. ً َّ عبودية الوصاية ومن هيمنة األوصياء الذين َّ إذا ،هو حركة ّ نصبوا تحرر وتحرير من التنوير ّ ر أنفسهم عىل الجمهور .التنوير هو الكوجيطو" :أنا أفكر ،أنا موجود" .ال وجود حقيق ىل ر كبش ي ي ر الذانَّ . بقية الوظائف الحيوية أتساوى فيها مع النبات والحيوان .الحياة الروحية إال بالتفكت ي ِّ المتأمل وممارسة له ،بحسب محمد إقبال .التجربة الفكرية والروحية ه تتوي ج للتفكت ي الت ّ ِّ المتحررة بالكامل من الوصاية ه ر تشع النور ن يف العقل. ي ي ّ ُ وأبسط ما يمكن تسميته ّ حرية هو أن يكون الفرد يقول كانط" :التنوير ال يتطلب إال الحرية؛ ًّ ًّ ن علنيا يف كل األمور...لكن عىل الجانب اآلخر ،االستخدام حرا الستخدام عقله الخاص ً ُّ الخصوص للعقل يمكن أن ُي ّ قليال دون أن ن ن بتقدم التنوير. وحي أقول " يض ذلك قيد ي ُ ّ ّ ّ ن ن العالم أمام العامة المتعلمة. وأسم أعت استخدام الفرد االستخدام ِ العلت لعقل الفرد؛ ي ي ي ُ ن ن ر مدن عهد إليه" .أي احتام الخصوص" ذاك الذي يستخدمه الفرد يف منصب "االستخدام ي ي ن القواني وقواعد العمل والمهنة مع بقاء المجال واسعا من الناحية الفكرية والعلمية إلخضاع ّ ن ألشد قواعد العقل ضامة. القواني والضوابط المهنية تلك
46
ن الدين؟ ثانيا :ما التنوير ي ً ً َّ ّ ن ن الديت يرتبط ارتباطا وثيقا باإليمان والدعوة إلله واحد .ويتلخص إن مفهوم التنوير يف المنظور ي َّ ي * َي ْهدي به َّ ُ ور َوك َت ٌ اب ُمب نٌ الديت بهذه اآلية الكريمةَ ﴿ :ق ْد َج َاء ُك ْم م َن َّ ُ ٌ ن اَّلل َم ِن ات َب َع التنوير ِ ِ ِِ اَّلل ن ِ ِ ِ ي َ ى ى ْ ُ ْ ُّ ُ ْ َ ُ ر ْض َو َانه ُس ُب َل َّ السالم َو ُيخر ُج ُه ْم م َن الظل َ ات إىل النور بإذ ِن ِه َو َي ْه ِديه ْم إىل ِ َ اط مست ِق ٍيم ﴾ م ِ ِ ضٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ر الشك إىل التوحيد، المائدة )16- 15:وإخراج الناس من الظلمات إىل النور معناه إخراجهم من ِ ِّ َّ َّ عبودية هللا الواحد األحد وهذا النور من عبودية األصنام واآللهة المتعددة إىل إخراج الناس من ى َّ ُ ى ُ ُ ً َ َ ى ُ ْ ُ َ َ ْ ْ َ ْ َ ور ﴾ النور.)40: هللا ،وهو نور الفطرة ﴿ :ومن لم يجع ِل اَّلل له نورا فما له ِمن ن ٍ ن الديت كما ّ ن فهل توجد عالقة ن آن ،من جهة ومفهوم بي مفهوم التنوير ر يعت عنه مفهوم النور القر ي ي ن التنوير كما جاء يف فلسفة األنوار من جهة ثانية؟ ن ن آن فسوف يصعب علينا إثبات إذا ما بحثنا عن هذه العالقة يف إطار الفهم التقليدي للنور القر ي ن ن ن متوازيتي :واحدة تنويريتي منظومتي سننته عىل األرجح إىل اإلقرار بوجود وجودها ،بل ي عقلية وأخرى روحية. ّ ًّ ن ن ن ّ مفكر ّ حر مؤمن ،ال أقيم عداوة ن شأن يف واإليمان، العقل بي أنا بما ا يخص ن يت شخصي يف ما ي ً ن األلمان كانط ،الذي جعل اإليمان بوجود هللا رشطا من رشوط إمكان بناء ذلك شأن الفيلسوف ي العمىل ومصادرة من مصادراته ،أو ديكارت الذي جعل "هللا" ضمانة ابستمولوجية العقل ي ّ ن ن ن ن ّ شأن يف ذلك الوسواس لصحة العلم يف وجه الشك الشيطان الماكر ،وال أقيم قطيعة بينهما ،ي ي ي ن ن ن ر اىل يف تصوره للعقل رشعا من داخل، شأن ابن رشد يف وصله بي الشيعة والحكمة ،أو الغز ي ن ر والشع عقال من خارج نور عىل نور) ،أو إدغار موران الذي يدمج يف مفهوم العقل مفاهيم ن ن ّ آن ،بل العكس فإن لن أجعل مفهوم التنوير األورون حكما عىل مفهوم النور القر ي ري الحب والتوبة ،ي ن األورون ما الواع هو أن التنوير المنهخ يوصلت إليه هذا االختيار هو الذي أفعله .ذلك أن ما ر ي ري ي ي ن ن ْ الفلسق منهَّ .أما الوجه اآلخر الذي آن ،وهو الوجه الفكري هو إال وجه من ي وجه التنوير ّالقر ي ي ن ن والروح مندمجي يف العقىل الروح الشهودي .والنوران األورون فهو النور يفتقده التنوير ري ي ي ي 47
ن التنوير القر ن . اف ر الخ الفكر من بالقطع إال يتم ال التوحيد هو الذي الصحيح اإليمان إن حيث آن ي ي بنية عىل األوهام ،ولذلك فه ر فالوثنية خالفا لعقيدة التوحيد ،عقيدة م ّ ّ واألسطوري. تفتض ي ن خضوع العالم لتأثتات اآللهة المعبودة بشكل عشوانّ ، ن الفوص ال يمكن مما يجعله يف حالة من ي ن ّ ِّ ضبطها عقال ،ومن هنا استحالة بناء العلم الذي ر يفتض اطراد وقوع األحداث يف الطبيعة ً ً ّ السببية .بينما عقيدة التوحيد تسمح بكيفيات موحدة يمكن صياغتها رياضيا استنادا إىل مبدأ بتصور وجود نظام واحد للعالم مستقر وضمانة ذلك صدوره عن خالق واحد حكيم ال تجد ً ً ّ ً ن ّ إمكانية بناء العلم الصحيح والتحكم ولو جزئيا يف مسار العالم لسنته تبديال وال تحويال .ومن هنا ُّ ن لصالح تقدم اإلنسان ونهضة األمم .وهذا ما ذهب إليه الشيخ الطاهر ابن عاشور يف بيان وجه بي حالة العقيدة والعلم ،إذ يقول" :والقرآن قد شهد بذلك َّ العالقة ن ونبه إليه من قبل ،فقد ُ ْ ى َ ْ ُ َ َّ َ ُ ْ ْ شاهدين لذلك فيهّ :أولهما ﴿ َوأوت َينا العل َم م ْن ق ْبل َها َوك َّنا ُم ْسلم نَ ي * َو َصدها َما كانت وجدت ِ ِ ِِ ِ ِ َّ ّ َُُْ ْ ُ اَّلل إ َّن َها ىك َان ْت م ْن َق ْوم ىكافر َ ين ﴾ النمل .)43- 42:أي صدها عن حصول العلم ِ تعبد ِمن د ُ ِ ون ِ ِ ٍ ِ ِ العلم والرشد الفكري النافع عبادتها الشمس ،فكانت بذلك االعتقاد منضفة عن الكمال َ َ :ى ْ َ ْ َ ْ ُ ْ ى َ ُ ُ ي ُ َّ ر َ ْ ُ َ ون منْ واستكمال الحضارة ّ الص حيحة .وثانيهما قوله تعاىل ﴿ فما أغنت عنهم آ ِلهتهم ال ِ يت يدع ِ َّ ْ رَ ْ ى َّ َ َ ى ْ ُ َ ِّ َ َ َ َ ُ ُ ْ َ ْ َ َ ْ ُ يب ﴾ هود.)101 : ب ت ون ِ د ِ س ٍء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غت ت ِ ٍ اَّلل ِمن ي ن ّ التسبب فيه ،وليس ذلك من فعل اآللهة إذ فجعل لحال اعتقادهم أثرا يف زيادة هالكهم أي ن ّ ّ ِّ ن وإنما الذي ن ّ يض هو التعاليم المؤثرة يف نفوس أتباعهم اآللهة ال تصدر منها أفعال تنفع أو تض، ن من االعتماد عىل أوهام باطلة ال تالئم نظم العمران يف هذا العالم ،فال تلبث تعاليمها أن تصادم ّ َّ ً ّ ّ ن فيخء الهالك شيعا ،ألن أعمال الناس يف هذا العالم إنما ما تقتضيه نواميس العمران الحقة، ير ّ َّ الخاصة وحالة تتمثل عىل مثال فكرهم وعقولهم وأخالقهم ،والفكرة والخلق نتيجة التعاليم االجتماع ن يف اإلسالم ،ص.)11-10 . الوسط العامة" أصول النظام ي َّ ن ُّ ن والتحرر من سلطة األصنام الديت الذي يتلخص يف القطع مع األوهام هذا المفهوم للتنوير ً ي ً ّ ن قواني ونواميس وفهم العالم فهما علميا يتكامل مع التسليم بصدوره عن خالق حكيم وضع له َّ والنبوة .ولكن يوجد فهم العلم ،يمكن إدراجه ضمن براديغم اإليمان ه موضوع النظر ي ثابتة ي ّ يلىع اإليمان وال ينكر الوح ،ولكنه يركز ّ ن ن أكت عىل اإلنسان واألنسنة وعىل آخر للتنوير ي ي الديت ال ي 48
ّ ن الكانظ ،هذا الفهم يرتبط بمفهوم ختم الحدان بمعت التنوير التاري خ والعقل وله صلة أوضح ي ي ّ ن يعت رفع الوصاية عن عقل اإلنسان. النبوة الذي ي
ن ّ ن الدين: التنوير ق ثالثا -ختم النبوة منهج ي ي
ن ّ معرف النبوة عىل نحو نعود هنا إىل الفيلسوف الهندي محمد إقبال الذي صاغ مفهوم ختم ي مبتكر .يقول إقبال عن موقع ر ّ نت اإلسالم بأنه قائم :ن "بي العالم القديم والعالم الحديث .فهو ي ّ ر الت انطوت من العالم القديم باعتبار مصدر رسالته ،وهو من العالم الحديث باعتبار الروح ي عليها" .وهذه الروح ه روح تحريرية للعقل من ّ ّ خارجية عنه ،وذلك وكما أحسن كل وصاية ي ّ ن ّ : االستدالىل" و"أن النبوة لتبلغ كمالها األخت يف العقل مولد هو اإلسالم "مولد أن بيانه إقبال، ي ّ إدراك الحاجة إىل إلغاء النبوة نفسها ،وهو أمر ينطوي عىل إدراكها العميق الستحالة بقاء الوجود ً ّ يحصل كمال معرفته لنفسه ن ينبىع أن لك اإلنسان، وأن منه، يقاد مقود عىل األبد إىل معتمدا ي ي ن ريتك ليعتمد يف النهاية عىل وسائله هو .وأن إبطال اإلسالم للرهبنة ووراثة الملك ،ومناشدة ّ الدوام ،وإضاره عىل أن النظر نف الكون والوقوف عىل أخبار ّ األو ن لي القرآن للعقل والتجربة عىل ي ّ ّ ن يت من مصادر المعرفة اإلنسانية ،كل ذلك صور مختلفة لفكرة ختم النبوة" تجديد التفكت الد ي ن يف اإلسالم ،ص.)144. فه نضب من البنائية المفتوحة وليست إن ختم النبوة ستورة معرفية تاريخية ال تنقطع ي ن ن الوح ،ولذا علينا أن نمعن باستمرار يف مزيد تكريس تاريخ حصل لحظة انقطاع مجرد حدث ي ي ن هذا الختم ،أي مزيد استبدال التقليد بالفهم وإرادة التجديد والفعل يف العالم والتاري خ. ّ ن المسلمي فقط بل هو ظاهرة معرفية كونية. يخص وهذا الختم ال الدين نق ر ن اإلسالم ن يق تونس: التاث رابعا -مثال عن التنوير ي ي ي ن ن ن ّ العرفية العمر ّ ّ ّ نعتت أن مفهوم المقاصد ر انية ،كما والمعان العقلية المعان المؤسسة يف الشعية ر ي ي ً ً ن ن الديت يف تاري خ الثقافة اإلسالمية: صاغه الشيخ الطاهر بن عاشور عنوانا بارزا للتنوير ي
49
َّ ّن الشعية ،هما :المقاصد ر نوعي من المقاصد ر ن يمت ابن عاشور ن حقيقية لها معان ه الت بي ٍ ي ي ِّ ن تحقق يف نفسها ،بحيث "تدرك العقول السليمة مالءمتها للمصلحة أو منافرتها لها ،كإدراك كون ً ًّ ضارا" مقاصد ر الشيعة اإلسالمية ،ص،)51 . العدل نافعا ،وكون االعتداء عىل النفوس ّ ُ ّ ر والمقاصد ر الت ألفتها نفوس الجماهت، معان ه الت ٍ عرفية عامة والمراد بها "المجربات ي ي ي ً ً واستحسنتها استحسانا ناشئا عن تجربة مالءمتها لصالح الجمهور...كإدراك كون اإلحسان ن ينبىع تعامل ّ ن ن الجان رادعة إياه عن العود إىل مثل جنايته ،ورادعة األمة به ،وكإدراك عقوبة ي معت ي غته عن اإلجرام" مقاصد ر الشيعة اإلسالمية ،ص.)52 . ّ ن ر ّ . الحقيق المرجع إن وه ية األهم غاية ف فنالحظ هنا من الناحية االبستمولوجية مسألة ي ي يً ّ ّ ّ ن ّ تضمنهما النص وهما يقعان موضوعيا للمقاصد ليس النص يف حد ذاته ،وإنما أمران آخران ّ ّ ّ والتجربة ر خارجه .وهما: فصحت .أي العقل والواقع اللذان يشهدان الت مورست الحس السليم ي ُ ّ ّ ّ بوجود المصلحة أو المفسدة .فيصبح النص الذي تستقرأ أحكامه وعلل أحكامه الصيغة النظرية ّ ِّ الت ّ نص ُم َوثق لتجربة العقل بما هو العمىل الصائب .فهو تعت عن خالصات العقل المكتوبة ر ي ر ي ّ حس سليم وبما هو ختة ّ ّ وخزان تجارب .أي كتاب هللا المسطور الشاهد عىل كتابه المنظور ر ّ والمجرب. ن الدين ن يق تونس: خامسا -قضية التعليم ي ّ ً ن ن ن وف تونس خصوصا كان محل انتقاد من العالمة الديت يف إفريقيا عموما، من المعلوم أن التعليم ي ي َّ ً ً بن خلدون سابقا ،ومن العالمة الطاهر ابن عاشور الحقا .ولهذا ألف ابن عاشور كتابه" أليس الصبح بقريب" لتشخيص أدواء هذا التعليم ر واقتاح العالجات المناسبة له. َّ ً ن مؤسسيا هو إقرار الشعبة العضية يف مطلع الخمسينات .ثم جاء وآخر ما انته إليه هذا الجهد ُ ن الزيتون مراحل قصتة نوفمت 1958ل ُي ِت ّم ما ابت ِدئ من توحيد التعليم ،وسار بالتعليم إصالح ر ي ن متعاقبة من الدمج ف التعليم العام إىل أن ّ تم غلق جامع الزيتونة بالكامل سنة .1964 ي ً ّ ً وبحكم ّ توجه النظام ر توجها تنمويا اقتصادويا ،ونظرا لغلق جامع التونس بعد االستقالل التبوي ي ّ الديت إىل ن ن أدن مستوى منذ أن دخل اإلسالم أرض إفريقية .وهو التعليم ص تقل الزيتونة ،فقد ي ّ ن ن ن الزمت الواضح لمنهاج ر ّ ن وخلو وف الثانوي االبتدان ف اإلسالمية بية الت ص التقل ف ي ي ي ي ما يتجىل ي 50
التعليم العاىل منه بالكامل ،ما عدا نف الكلية الزيتونية .وقد ّبرر تقريركتابة الدولة ر للتبية القومية ي ي ر )1963هذه المكانة المحتشمة جدا للتبية الدينية باستبدال المقاربة الكمية للمسألة الدينية ّ المخصصة ر بمقاربة نوعية ،حيث جاء نف هذا التقرير ":ن للتبية الدينية ولي كان عدد الحصص ي قد يبدو قليال بالنسبة لغته ،فإن ما أصبحت تحويه تلك الحصص من مواضيع جوهرية أصيلة ِّ التبية الدينية" تقرير كتابة الدولة ر يحقق بصفة شافية للغليل ما نريده من ر للتبية لكفيل بأن ن وف الحقيقة كان وضع هذه ر التبية أبعد ما يكون عن شفاء الغليل. القومية .)1963 ،ي ر ن اىل إىل ولقد استمر العمل عىل هذا النهج تحجيم العربية والتعليم الديت) حت قدوم محمد مز ي ي التبية سنة ،1976فحاول رد االعتبار للعربية وبدرجة أقل ر وزارة ر للتبية الدينية من خالل ن إحداث شعبة العلوم ر وه شعبة متفرعة عن شعبة اآلداب يف نهاية السنة الشعية سنة ،1978 ي ىى ّ الخامسة من التعليم الثانوي وال توجد حسب منشور اإلحداث إال بأربعة معاهد ثانوية .فلكأنها ر نموذح بلقاسم بن سالم ،1988 ،ص.)101 . ع ر ي تعليم ش ي سادسا :ر ن الدين :لماذا وكيف؟ التبية والتنوير ي ّ لقد كشفت ظاهرة ما ّ التوز الكبت سم بثورات الربيع العرن عن ظواهر مكبوتة عدة ،من بينها ر ري ي ِّ ن للظاهرة اإلسالموية السلفية المتشددة .وللظاهرة األختة أسباب عديدة يندرج بعضها يف إطار َّ َّ عولم عام اتسم ربتوز تيارات "الجهل المقدس" ،حيث ينفصل الدين عن الثقافة ليكتسح ي ً ِّ ن ن عالم متشنج بل وعنيف يف أحيان كثتة .غت أن واحدا من هذه األسباب العالم يف شكل غزو ي ن ن ر يقع نف مجال ر ن ن متقابلي :نقص حاد يف التبية الدينية وإفراط فيها يف اآلن نفسه: وبمعنيي التبية ي ن ن ر نقص فادح يف التبية الدينية المستندة إىل أسس علمية محتوى وطريقة وأسلوبا ،وإفراط يف ن ّ ن َ ّ رن واقىع وباعتماد واجتماع وتاريخ ثقاف ي ي اعتماد صيغة نصية حرفية للدين منتعة من كل سياق ي ي ّ تبليىع تقريري ن ن إجباريا وإلز ّ ن الديت الجديد اليوم اميا .لذلك عىل التعليم وعظ يكاد يكون أسلوب ي ي ي َّ العمل عىل رفع ذاك الجهل المقدس وتوعية الشباب بمقاصد الدين السمحة وحمايته من ن ن ُّ . ه بناء الغاية هذه لبلوغ السبل أوضح إحدى وإن نفسه اآلن ف العنف ف ي التطرف واالنخراط ي ي ن الديت عىل أسس بنائية علمية متينة. التعليم ي الديت نف ر ن التبية والتعليم بدل سياسة تجفيف منابع التدين المطلوب اليوم هو اعتماد التنوير ي ي ر ّ ن ّ ن تصحر يف الثقافة الدينية وخواء يف التجربة الروحية ،مما جعل الشباب الت أدت إىل والروحانية ي 51
ن ن . إصالح 1991و2002 وجامعة مدرسة من ه كت ف لقمة سائغة ي لمحتطت اإلرهاب ِّالنافخي ًي ري عشات اآلالف من المتشددين ّ ّ تخرج ر ن اإلرهابيي. دينيا واآلالف من ر ع عىل أسس تنويرية ضمانة من ضمانات السلم تعميق الثقافة الدينية والتكوين العلم الش ّي ي ُّ الروح واألهىل وحصن ن التطرف واإلرهاب. متي من الحصون ضد ي ي ن ن يم transposition didactique تعل نقل ممارسة هو التنويري الديت التعليم ف ي المطلوب ي ي مناسب ،حيث إن عملية النقل التعليم نف مجال ر اإلسالم يجب أن تبدأ بإعادة التبية والتفكت ي ي ي نن ه ،وحشو عقول تقييم المتلة المعرفية للعلوم اإلسالمية القديمة وعدم استنساخها كما ي ن تاريخ الناشئة بها ،كما لو أنها حقائق مطلقة ونهائية ولم تتعرض لعمليات إنتاج وإعادة إنتاج ي ن معرف عىل يد علماء ّ ن ن الالحقي منهم السابقي أنفسهم ،فضال عن قابليتها للنقد من األمة ونقد ي ن ن الحاض .ومجال الفقه وأصوله والمقاصد وعلوم القرآن والحديث كلها حظائر للعمل يف الوقت والفهم واالستيعاب والمراجعة والتقييم والتطوير والتجديد واإلصالح عىل يد العلماء ن ِّ المختص ن ي المعاضين ،كما كان الحال مع الشيخ الطاهر ابن عاشور يف المقاصد مثال ،ومحمد ِّ ن المجددين .هذا كله عمل َّ جبار إقبال يف الفلسفة اإلسالمية وغتهما من المفكرين والعلماء ن ن الديت .وليست الساحة خلوا من يجب أن يسبق بناء المعرفة المدرسية يف مجال التعليم ي ِّ ِّ ن ن ن ي يف وضع المناهج التعليمية اجتهادات محمودة يف هذا االتجاه ،ولكن يجب عىل المختص ّ ر ه االنتباه إليها ورصدها وتخت األنسب منها إلبستيمية العض الحديث ولروحانية األمة ي الت ي ن روحانية توحيدية استخالفية ،يف نفس الوقت ،مع نضورة مواصلة جهود التجديد واإلصالح ن َّ ن اإلسالمية. الديت والعلوم يف الفكر ي
52
المراجع: ِّ المقدمة ،الدار التونسية ر للنش.1984 ، ابن خلدون، ابن عاشور ،الطاهر .أليس الصبح بقريب؟ ،تونس :طبع رالتونس للطباعة، ونش المضف ي .1967 الشكة التونسية ر الشيعة اإلسالمية .تونس :ر ،- .............مقاصد ر للنش والتوزي ع.1978 ، الشكة التونسية ر ،-..............أصول النظام االجتماع نف اإلسالم .ط ،2 .تونس :ر للنش ي ي ي والتوزي ع.1985 ، إقبالّ ،الديت نف اإلسالم ،ترجمة محمود ّ ن عباس .القاهرة :مطبعة لجنة محمد .تجديد التفكت ي ي التأليف ر ر والنش.1955 ، والتجمة ن المدرس يف تونس :دراسة تاريخية بن سالم ،بلقاسم ،التعليم العضي ونظام التوجيهي مؤسسية اجتماعية ،سلسلة علوم ر التبية -2-الجامعة التونسية ،مركز الدراسات واألبحاث االقتصادية واالجتماعية ،تونس.1988 ، تقرير كتابة الدولة رللتبية القومية1963. ، ّ العلم الحديث .تونس2002 :م. العقل مولد ابستيمية : النبوة ختم ق، مصد الجليدي،ي -كانط ،رسالة "ما هو التنوير؟" ق.)18 .
53
54
ّ ّ ّ الث ن ّ ّ قافّ ياق والس انوي الث عليم بالت تدريس الفلسفة ي ّ ّ ّ التنوير الث ّ قافية محاولة ن يف فهم معطالت
ّ وم الت الدكتور محسن ي رّ التبية أستاذ مساعد بقسم علوم ّ العاىل للغات بقابس المعهد ي
55
ّ العام اإلطار ّ َّ طبيقية" فكرة "الحداثات الت ّ ّ ّ واقعية و ّ َّ ّ ن طبيقية"؛ االنشغال بحاالت متعينة من التحديث و التنوير نعت ب " :الحداثات الت ي أي : ّ ّ الن ّ االنتقال من ّ ّ العقالنية و الحداثة و التنوير إىل رصد محاوالت و تجارب ظري حول السؤال ن رّ ّ ّ ن والتنوير ّ التبية والعمارة مطبقة عىل مختلف مجاالت الحياة؛ يف فعلية يف العقلنة والتحديث ّ ّ ّ ّ رّ ن ر الت والسياسة و شت ضوب الممارسة و الفعل ،مع اهتمام خاص بالصعوبات والمعطالت ي تحول دون تحقيق الهدف عىل الوجه المطلوب. ّ ّ ّ االجتاري المغلق نف ِّاتجاه تقاليد بحثية ّ ر أكت تجريبية، أويىل الت اديغم الت هيمنة من ص خل الت ر ي ي براغماتية ،تجديدا ونجاعة. ّ تقريبية أمثلة مثال1 ّ ّ ّ يعتت اإلبداع بدعة ،و عوض االكتفاء بالتنويه باإلرهاب الفكري الذي يعطل االجتهاد و ر ّ ّ كيفية ّ نمر إىل البحث نف ّ التفكت تكفتا ،من ن الضوري أن ّ تحول اإلبداع إىل بدعة و التفكت إىل ي ّ ّ ن الث ّ ّ الذ ّ قافية . والوجدانية و هنية تكفت و ذلك من خالل البحث يف رشوطه مثال 2 َّ ن ّ عوض االكتفاء بالنظر المجرد يف جدلية الحداثة و األصالة ،يمكن االشتغال عىل تطبيقات مباشة بمسألة التحديث كالحال مثال نف ّ َّ هندسية عمر ّ ّ انية ذات عالقة ر الوظيفية الصعوبات ي َّ رّ الت رافقت استدماج نموذج العمارة الحديثة كما تبلور مع مدرسة الباوهاوس والجمالية ي ضمن ّ عرن/فيال)... السياق العرن .ظاهرة االزدواج أو الهجانة العمرانية :حوش ر ي ري ً ّ ن المعرف الذي يسىع إىل ّ ترصد تجارب التحديث تندرج ورقة الحال إذا،ضمن هذا الحقل ي ّ ّ ّ ّ ّ ن الت ّ ن عي و التجسيم .إنها نظر يف مشاري ع التحديث و النهوض و التنوير و ه بصدد ومساراته و ّ ي ّ ّ ّ ّ َّ ّ ه وقوف ه بصدد التلمس والتحقق التّ ر ي دريخ ضمن سياقات تاريخية و اجتماعية محددة .ي ي ّ عند المعطالت و العوائق و الصعوبات ر الت تحول دون استوائها عىل الوجه المطلوب. ي
56
ّ وضعية االنطالق : ّ ّ ن المتعل ن ن ن قتي بمسألة االشتغال بالتفلسف التاليتي بالفتوتي نظفر يف "فتاوي ابن الصالح"39 وبالمنطق: الفتوى األوىل : ن ن ن المنتسبي إىل أهل العلم والتصوف هل يجوز أن المسلمي 54مسألة يف جماعة من ن يشتغلوا بتصنيف ابن سينا وأن يطالعوا يف كتبه وهل يجوز لهم أن يعتقدوا أنه كان من العلماء أم ال؟ أجاب ن غرر بدينه َّ رص هللا عنه ال يجوز لهم ذلك ومن فعل ذلك فقد َّ وتعرض للفتنة ي ن ن شياطي اإلنس ،وكان حتان يف كثت من أمره العظم،ولم يكن من العلماء بل كان شيطانا من .40)... الفتوى الثانية : ّ 55مسألة فيمن يشتغل بالمنطق والفلسفة تعليما وتعلما ،وهل المنطق جملة وتفصيال ّ َّ مما أباح الشارع تعليمه وتعلمه ،والصحابة والتابعون واألئمة المجتهدون والسلف الصالحون ن ذكروا ذلك ،أو أباحوا االشتغال به ،أو َّ سوغوا االشتغال به أم ال ،وهل يجوز أن يستعمل يف الش َّ َّ الش َّ المنطقية أم ال ،وهل األحكام ر إثبات األحكام ر عية مفتقرة إىل ذلك عية االصطالحات َّ نف إثباتها أم ال ،وما الواجب عىل من َّ تلبس بتعليمه وتعلمه متظاهرا به ،ما الذي يجب عىل ي ن ن سلطان الوقت يف أمره ،وإذا وجد يف بعض البالد شخص من أهل الفلسفة معروفا بتعليمها ن وإقرائها والتصنيف فيها ،وهو ِّ مدرس يف مدرسة من مدارس العلم فهل يجب عىل سلطان تلك البالد عزله وكفاية الناس رشه.
ن رص هللا عنه ،الفلسفة رأس السفه واالنحالل ،ومادة الحتة والضالل ،ومثار الزي غ أجاب ي والزندقة ،ومن تفلسف عميت بصتته عن محاسن ر الشيعة المؤيدة بالحجج الظاهرة ّ اهي الباهرة ،ومن َّ والت ن تلبس بها تعليما وتعلما قارنه الخذالن والحرمان واستحوذ عليه ر ّ ِّ يعم صاحبه أظلم قلبه عن نبوة نبينا -صىل هللا عليه الشيطان ،وأي فن أخزى من فن ي 39فتاوى ابن الصالح .عثمان بن عبد الرحمان ( املعروف بابن الصالح املتوفى في 643هـ ) 40فتاوى ابن الصالح ج 1:ص208: 57
وسلم -كلما ذكره ذاكر وكلما غفل عن ذكره غافل مع انتشار آياته المستبينة ومعجزاته ِّ المستنت ر ة،حت لقد انتدب بعض العلماء الستقصائها فجمع منها ألف معجزة وعددناه مقضا ن إذا فوق ذلك بأضعاف ال تحض فإنها ليست محصورة عىل ما وجد منها يف عضه -صىل هللا َّ عليه وسلم -بل لم تزل تتجدد بعده -صىل هللا عليه وسلم -عىل تعاقب العصور ،وذلك أن لي به نف حوائجهم ومغوثاتهم عقيب ّ ِّ المتوس ن توسلهم به كرامات األولياء من َّأمته وإجابات ي ّ ّ نف شدائدهم بر ن اهي له -صىل هللا عليه وسلم -قواطع ومعجزات له سواطع وال يعدها عد ي ّ ّ ّ وسنته.41 وال يحضها حد أعاذنا هللا من الزي غ عن ملته وجعلنا من المهتدين الهادين بهديه ّ وتعلمه ّ الش ر ّ و أما المنطق فهو مدخل الفلسفة ،ومدخل ر ّ مما ش ،وليس االشتغال بتعليمه ن ن الصالحي والتابعي واألئمة المجتهدين والسلف أباحه الشارع وال استباحه أحد من الصحابة وسائر من يقتدي به من أعالم األئمة وسادتها وأركان األمة وقادتها ،قد برأ هللا الجميع من مغرة ذلك وأدناسهَّ ، ّ وطهرهم من أوضاره. وأما استعمال االصطالحات المنطقية نف مباحث األحكام ر الشعية ،فمن المنكرات ي ر المستبشعة والرقاعات المستحدثة وليس باألحكام الشعية والحمد هللا؛ فاالفتقار إىل المنطق ّ ر والتهان فقعاقع قد ن أغت هللا عنها بالطريق أصال ،وما يزعمه المنطق للمنطق من أمر الحد ر ي األقوم والسبيل األسلم األطهر كل صحيح الذهن ال سيما من خدم نظريات العلوم ر الشعية، ن ولقد َّ تمت ر الشيعة وعلومها ،وخاض يف بحار الحقائق والدقائق علماؤها حيث ال منطق وال فلسفة وال فالسفة ،ومن زعم أنه يشتغل مع نفسه بالمنطق والفلسفة لفائدة يزعمها ،فقد أعزه هللا َّ خدعه الشيطان ومكر به،فالواجب عىل السلطان َّ وأعز به اإلسالم وأهله أن يدفع عن ن المسملي ر ّ ش هؤالء المشائيم ويخرجهم من المدارس ويبعدهم ويعاقب عىل االشتغال بفنهم، وتنمخ ويعرض من ظهر منه اعتقاد عقائد الفالسفة عىل السيف أو اإلسالم لتخمد نارهم ي يش هللا ذلك َّ وعجله ،ومن أوجب هذا الواجب عزل من كان ِّ آثارها وآثارهم َّ مدرس مدرسة من أهل الفلسفة والتصنيف فيها واإلقراء لها ،ثم سجنه وألزامه ن ن متله ومن زعم أنه غت معتقد الش قلع أصوله وانتصاب مثله ِّ لعقائدهم فإن حاله يكذبه والطريق نف قلع ر ّ مدرسا من العظائم ي وىل التوفيق والعصمة وهو أعلم42 جملة وهللا تبارك وتعاىل ي
41
فتاوى ابن الصالح .الجزء . 1ص 209 فتاوى ابن الصالح .الجزء . 1ص 42211 - 210
58
ِّ من خالل هذه ّ العينة من الفتاوى المتعلقة باالشتغال بالفلسفة وبالمنطق ،تبدو لنا عالقة ّ ّ ّ ّ ن الفلسفة ّ ّ تحض قاف الحاف عالقة متوترة وقائمة عىل مفارقة حادة :فمن ناحية بالسياق الث ي ّ ّ ّ ّ ّ ّ الت ّ الت ّ ّ دبر و االعتبار وإعمال بض و أسيسية لهذه الثقافة عىل نضورة النظر و النصوص الت العقل ...و من ناحية أخرى ،و كما هو الحال بالنسبة لهذه الفتوى الصادرة عن ابن تيمية تجاه ّ رّ ّ ّ الت نّ ن ضي تجاه الفلسفة التدد و نسجل كثتا من الفلسفة انظر أيضا الجدول عدد،)2 ّ والتفلسف. والفالسفة ن ّ ّ بي الثقافة العربية وقطاع من قطاعاتها؟ فكيف نفهم عالقة سوء التفاهم هذه وكيف نفهم هذه المفارقة بإرجاعها إىل أسبابها الثقافية و النفسية؟ َّ ن الفلسف مع هذه األزمة؟ بالشأن المشتغل وخاصة العرن ف المثق ثم كيف تعامل ي ي سنحاول ّ ن ن التاليي : الجدولي تلمس اإلجابة من خالل جدول عدد 1 : ّ ّ ّ ألهم الصعوبات والمشكالت المعطلة جرد مصنف
ّ أهم الصعوبات و المشكالت الدراسات المعتمدة البيداغوجية التعلمية
ثريا حامد : مشاكل تدريس ن الفلسفة يق
اإلدارية َّ المؤسساتية
السياسية األيديولوجية
حضور صعوبةالفلسفة كمادة بعض التالميذ َّ تعليمية. لحصة الفلسفة ال صعوبةاقتناعا التعامل مع
59
النفسية الوجدانية
الثقافية القيمية
نفور بعضالتالميذ من المادة و رفضها.
األحكامالمسبقة: مادة ال جدوى منها لغياب نجاعتها و مردوديتها
الشعب العلمية:
تشخيص و حلول. ( ) 2000
محمد بلعلجية: صورة الفلسفة لدى تالميذ الباكالوريا. ( ) 2004
ن الفلسق بجدواها و إنما النص ي ن لضورة إدارية. . صعوبةإنجاز مقال ن فلسق. ي عالقةعمودية َّ استعالئية بين األستاذ و التلميذ . عدم التآلفالنفس و ي ن الذهت مع ي ن مضامي ر الت الفلسفة ي تبدو غامضة ، صعبة َّ مجردة و مختلفة عن المواد العلمية. طريقةالتبليغ تقليدية. صعوبةاللغة.
مناخ القسمالمباالة، تشنج.).. غياب األلفةن بي التلميذ و مادة الفلسفة. تجاهلبعض األساتذة لخصوصية المناخ العام َّ لحصة الفلسفة بالشعب العلمية. تجاهلالمكونات َّ االنفعالية َّ النفسية و للتالميذ و عدم التفاعل ر الفرف ن بي ي "الخجول" و "المتعالم".
توتر العالقة تناقضن منهجية بعض بي الفلسفة و المؤسسة المواد مع كأنما الوضع رهانات الفلسفة . الطبيىع ي للفلسفة هو تقلصأن تظل خارج إمكانيات َّ المؤسسة. تشغيل ص120 خريخ هذا ر ي االختصاص .
صورة تثت النفوذن الفلسفة ال القهقهات الديت و ي َّ تنفصل عن السياس شكل و تكون ي ر التاث مصحوبة عائقا أمام ن ن اإلنسان و بمعان التهكم تدريس ي ي العرن و ال الفلسفة .ص و اإلستخفاف رَّ ي تتشكل بمعزل ص10 14 ّ عن الثقافة تحولالسائدة .و الفلسفة إىل ّ ر ن موضوع تندر تقتن يف ّ ر التاث وتهكم 60
قياسا إىل المعرفة العلمية.
وسخرية. اإلسالم ي بالكفر و ص11 الزندقة و النظرةالخروج عن اإلجتماعية َّ إزاء الفلسفة الملة .ص 9 ما تزال مشوبة -الوضع ن التاريخ بالحذر أحيانا ي و للفلسفة و الريبة العداء احيانا يكشف عن وضعها أخرى و لم ن الصعب يف يستطع مقابل تدريس مواجهتها الفلسفة بالدين و لسنوات السياسة طويلة أن و العلم .ص يجتث بذور 12 هذه ّ بطالةالتصورات المتخرجين السلبية ن المنغرسة يف من شعبة الفلسفة و الالوع ي ن الجماع . تثمي ي المجتمع ص14 للشعب نقصالدافعية إزاء العلمية و طغيان القيم هذا االختصاص. االستهالكية الفلسفة تعد الماديةن ّ تزيد يف تعميق أكت المواد أزمة الفلسفة إثارة ن يف بالدنا15 . للخوف.ص 118
الطابعَّ المجرد و َّ المعقد للمادة التعاىل عىل و ي الواقع دون ن النجاح يف تغيته .ص119 اتجاهاتالتالميذ السلبية تجاهها .ص 121 تراجعالهاجس الفكري و غياب الهمّ ن الثقاف ي و انعدام ّ التعطش للمعرفة و ضعف الدافعية للمطالعة .ص 121
61
عدم ر نالتام األستاذ بالموضوعية و الحياد اىل :ن يف تدريسه. محمد مز ي 726 تواري غايةأزمة الفلسفة. الفلسفة و مقصد تدريسها بفعل ( ) 1975 ّ التمذهب و الدعوة لمذاهب بعينها مثل الماركسية و اعتبار ما عدا ذلك رجعية و مثالية برجوازية و ضباب أيديولوح. ر ي ص 727 ِّ المجمد لتفكت التالميذ و ِّ المخمد ّ لتطلعهم إىل المعرفة و ِّ المتسبب ن يف إصابتهم بالعجز عن فهم الواقع.
طغيانّ التعصب ّ و التمذهب األعم و ما يفرزه من عبودية و فقدان للحرية .ص 727 اضطالعالفلسفة بمسؤولياتها ن يف المجتمع ر مشوط بصيانتها من بعض السدنة و القساوسة و تجار األوهام الذين ال ن ريتددون يف االعتداء بالفاحشة األيديولوجية عىل التالميذ. ص 727
62
ّ الفلسفة التمذهبَّ ن حي تتقنع األيديولوح ر ي بقناع يؤدي إىل إيديولوح الحقد عىل كل ر ي مستورد اآلراء ظاهره قيم المغايرة.ص التحرر 727 ّ والتقدم و ّ التقد َّ مية و باطنه النيل من مقومات الوطن وشخصيته. ص 727
محمد الكراي: أين أزمة الفلسفة؟ ( ) 1975
عبد الكريم المراق و توفيق ر الشيف: تدريس الفلسفة باللغة ن العربية يق تونس ( –1948 .) 1981
( ) 1989
صعوبةن توح ي ن الموضوعية يف َّ حصة الفلسفة عىل ّ حديت العهد ي بالتدريس لما يتطلبه ذلك من تجربة و و رصانة دربة و إحاطة بيداغوجية. ص 1187
الفلسفةمادة "إنسانية" من الشاق أن يتجرد ّ مدرسوها من ذاتيتهم خالفا لما هو موجود ن يف العلوم الصحيحة. ص 1187
اصطدمتالفلسفة منذ سقراط بالسلطة الدينية أو السياسية ن لقدرتها يف رأيهم عىل تقويض أرسخ المعتقدات و أرفع القيم و أعرق أركان الحكم .ص 1186
ادعاء موقف طمس ممارسات ضبابيةَّ نن المستعمر عدان إزاء المستعمر متلة الفلسفة تهميشية ي ن بتخلف "الفلسفة لمعالم بي 1948و للفلسفة 1956بسبب اإلسالمية . الثقافة العربية اإلسالمية" الشخصية التأرجح ن كانت دروس و عدم ارتقائهاالتونسية ص 47 بي إىل النسقية الفلسفة تقلص المادة انطالقا من"الفلسفة ن ّ كما هو الحال اإلسالمية الموضوع يف التحقت من اإلسالمية" ي تساهم بشكل بالنسبة شان لغتها التامج و و "التفكت ر ن ن ن االسالم". للفلسفة يف االمتحانات .و اظهارها يف دقيق يف ي الحضارة مظهر العاجز تعميق ص 47 145 ن الغربية45. بي 1956و عن استيعاب الحساسية تفاوتن الفرنس الوطنية 1958كانت المفاهيم صارخ بي إن ن يّ ر السياسية .و يعيش ن متلة التبية تشكو العلمية تطلع و الفلسفية. موضوعية كانت عالقة من ثنائية "التوجيهات َّ استعمارية التلميذ ص 14 التعليم الرسمية" و ن بأستاذه عالقة تفرض عليه تكريسالزيتون و "طبيعة ي مناهضة ما "نضالية االستعمار التعليم الممارسات الميدانية". المدرس .ص لثنائية فلسفة مبدئية" 48 .تمثله ي َّ "الفلسفة إن منطقإسالمية و 49 ص 53 َّ إسالم .الواقع يفرض اإلسالمية" تفكت او ثنائية ال يوجدي ر الفرنس عىل ص 45 "التفكت حقيق إطار ي ي 63
متكامل ألساتذة فلسفة.
تشكيكن الطلبة يف العرن. قدرة ري
ن تونسيي 13استاذا ). ص 53 انعدامالتأطت البيداغوح ر ي إىل حدود 1970ص 55
عىل االرتقاء إىل "النسق ن ن الفلسق" يف ي التفكت .ص 45
االستعماري مناهضة عميقة للفلسفة اإلسالمية
محن الدين ي عزوز :
ابتعادالمضامين ّ المدرسية عن معيش التلميذ جعل من الفلسفة مادة متحفية .ص 140 اإلجحافعند إسناد األعداد147 . طولالتنامج ،تدنن ر ي الضارب ،قلة المراجع..
تخىل ي األستاذ عن الموضوعية ن و سقوطه يف الدمغجة و الدعاية األيديولوجية ص141
العداءللفلسفة لم ر عت يفت ر القرون ص 137 الفلسفة"علم ن شيطان" ي يقابل بالعداء ص 136
الفلسفةغريبة عن المجتمع. 136 بعضمسائل التنامج ر مصدر إثارة و إزعاج ر أخالف. ي تناقض نبي المادة و البنية الثقافية. ص 137
توفيق ر الشيف:
جهلالغايات و تجاهلها وسيادة الوسائل عىل
نفور منالمادة ،حتة، صعوبة نفسية .ص 81
ر يأن التلميذ يَّ محمال بقيم و عادات تتعارض مع مطلب الفلسفة
من مشاكل تدريس الفلسفة بالمعاهد الثانوية التونسية. ( ) 1989
تدريس الفلسفة
االسالم" ي و "الفلسفة العامة" .ص 52
ّتحول درس الفلسفة أحيانا إىل "شطحات إيديولوجية" تمارس عىل 64
من تجذير عرن. ري إسالم .ص ي 46
غاياته و مناهجه. ) 1989
الطاهر بن ن قتة: الروح ن ن الفلسف يق ي تدريس الفلسفة. ) 1989
حساب الغايات79 . ن نقص يفتحديد األهداف من قبل األساتذة. ص 73 هدفالفلسفة مناف لطبيعة الفلسفة ذاتها. 79 ن ال معتن للمضامي ِّ المقدمة للتالميذ عندهم ألنها غريبة عن محيطهم المعاش79.
التلميذ "الفاحشة الفكرية" .ص 78
ُّ التقبل مثل الرتابة والشي ع، الروتينية و ر غياب التحقت التديد و الحفظ ). و التجديد. ص81 ص 88 أحكام سلبيةحول الفلسفة مادة صعبة، نخبوية ،ال طائل من ورائها، سفسطائية. 82 َّ ازدواجيةاللغة و الثقافة .ص 83
ر يأن التلميذ وضع ين َّ سلت محمال بصورة ي نفسان ر ر ي نتيجة االحتاز مسبقة حول التلقان الذي الفلسفة ي يبديه التلميذ وهناك ن صعوبة يف إزاء األستاذ ّ المستجد .ص تخليصه منها ص 103 100
ن اكتظاظالتلقي و األقسام آن العرض ذاك ) ص المطول المناقض لروح 105 و الفلسفة ه طريقة ي "إرهابية" تجعل األستاذ "يمىل" ي و التلميذ "يكتب" و "يسكت". ص101
65
ّ تخوف من أن تحلّ الطريقة التلقيمية و الدرس األكاديم ) محمود بن ي جماعة: محل الطريقة محمد الكراي النشطة .ص ( 217 – 1928 .) 2000 تقليصضوارب مادة ( ) 2003الفلسفة و ساعات ن تدريسها يف مختلف الشعب . ص 216 التنامج ثقل رو كثافته .ص 217 تدريسالفلسفة باللغة العربية طالبت به اللجنة سنة 1970عىل أن َّ تتحقق بعض ر الشوط .ص 217
هادية ر العرق: ي
إن القولبوجود صعوبات ن بيداغوجية يف تدريس مادة
ن فق تدريس يالفلسفة تتقاطع اليوم ثالثة محاور ه محور و ي
قرار تعريبالفلسفة لم يكن بريئا من الدواع ي السياسية . ص 216 التبشت والتوجيه المذهت يرجع ري إىل طبيعة المواد ر الت اإلنسانية ي تنطوي ال محالة عىل بعض الجوانب ر الت الذاتية ي ن ينبىع عىل ي المدرس ان يبذل قصارى جهده ليقلص من الذاتية و َّ يتحىل بالموضوعية . ص 217
رتبق دائما رواسب ذاتية ال يمكن أن يحول دونها ن أي تحوير يف التنامج .ص ر 218
و من هناّ التذبذب بين ّ التصورين ن الديت و ي العلم ي
يبلغ التالميذ هذهّ الصدمة تفش األقسام رفض التالميذ النهائية و لهذا الخطاب هم ّ مزودون ّ الممثل لثقافة بأحكام
66
ن يق بعض عوائق تدريس الفلسفة.عن ارص تجربة بيداغوجية: –1986 . 2000 ( ) 2003
العابد الشيحاوي:
ن َّ ر ن الفلسق ، الت و يعت المؤسسة ي الفلسفة ي ي أي التناقض تسىع إىل عدم إمكانية الداخىل جعل قيم تحقيق ي الواضح الطبقات الهدف ر لأليديولوجيا المستة التبوي بسهولة .ص مهيمنة و إىل السائدة ،و الذي يظهر رتتيرها 125 ن ن ن بجالء يف مستعملة يف نعت يذلك الوسائل حصص بالصعوبات ّ المنهجية عدم المتوفرة لديها الفلسفة .ص إمكانية ّ 134 تعود من مراقبة التالميذ عىل و امتحانات و مناظرات. الطريقة الفلسفية و ص 135 خلطهم ن بي هذه األختة و طرق أخرى. ص 129 الصعوباتالنظرية :عدم إمكانية تبليغ مواقف الفالسفة و أفكارهم بسهولة ص 129
هناك عالقةن بي ضعف ّ تملك اللغة الفرنسية و تدهور تعلم الفلسفة98 . الطريقةالبيداغوجية. 99
ّن التحت مشكلةن األيديولوح االختالف بي ر ي التوجيه مصدر المذهت) الشهادات ري و إقحام العلمية ن األذهان يف مؤسسات معسكر رشقية أو سياس أو تونسية ) .ص ي ن ديت أو 106 ي 67
مسبقة. ال يرتاحون ص136 إليها إذ منيالحظون ن اختالفها عن الضوري ثقافتهم ) ...إيجاد صورة جديدة لمادة فهم لم ّ يتخلصوا بعد الفلسفة من التقوقع أو و لمدرسيها تعتت التمركز حول بحيث ال ر لغوا أو مجرد الذات .ص خروج عن 129 عدم ارتياح المألوف ويعتت التالميذ لمادة كفر و ال ر ّ مدرسها الفلسفة و ّ لمدرسيها و شخصا رافضا لكل نظام .ص ذلك لوجود أحكام مسبقة 136 اإللحاد و الكفر و االبتعاد عن الواقع و عن المألوف) .ص 126
تدهورالنظرة العامة إىل الفلسفة و تدريسها و مضمون التكوين الذي ّ تقدمه .ص 107 -
تدريس الفلسفة خالل ر عش ن يتي. ( ) 2003
حوار حول تعريب الفلسفة.
تحديداألهداف99. أولويةن المضامي عىل حساب المهارات ص101 طولالتنامج 102 ر مشكلةمنهجية المقالة ن الفلسفية يف كل الشعب. المنهج معضلة الدرس و االمتحانات الرسمية و مشكل الدوائر التعليمية بل يتحول إىل هاجس أشي مجتمىع. و ي ص 103 التنميط والتكرار .ص 105
ضعفالتكوين اللغوي للتالميذ .ص 18 محاور التعظ للتالميذ ي
عقائدي .ص 100 ّ التخىل ي التدريخ عن ر ي المذاهب و ما تثته من إحراج .ص 101 هناك عالقةن بي الضاع المذهت و ري العالقة باللغة العربية مسألة التعريب ). ص 108
ن التلقي و التوجيه األيديولوح. ر ي ص19
68
ّتمزق عىل إن التمزقالذي يشعر به الصعيد اللغوي الشباب و الفكري .ص التونس ي عندما يدرس 18 الفلسفة بلغة أجنبية واضح
جريدة الصباح 22 ، 21 أكتوبر. 1975
( ) 1975
ملف خاص بتعريب الفلسفة من إعداد خالد النجار .
َّ خاصة عندما َّ يتعرض لدراسة شخصيات أجنبية دون ان يدرس الشخصيات المرتبطة بحضارتنا. عقدةالشعور بالنقص لدى التلميذ خاصة قبل التعريب. ص 18 إن التلميذيتخاطب مع ن أهله بلغة و يف المدرسة يتخاطب مع اآلخرين بلغة أخرى و يخلق َّ ازدواجية لديه ن يف الشخصية و يجعله ّ متمزقا نفسيا.ص18
فكرة عن المحيط الذي يعيش فيه .و التامج غربة ر عن معيش التالميذ ص 18و 19 طول و ثقلالتامج .ص ر 18 ازدواجيةاللغة .ص 18 طرقتقليدية تقوم ن التلقي. عىل 19 عدماالشتغال عىل ن تحفت و ترغيب ن التلميذ يف دراسة الفلسفة.ص 19
ن ضعف يفتملك اللغة. ص 105 انخفاضمستوى الفلسفة المدرسية بالفرنسية إىل
التعريب عدم مشاركة -ارتدادإلحاح التعريب إىل كل األساتذة سيكولوح مشاركة فعلية مناسبة لتمرير ر ي ن ن تاريخ .ص و الفكر يف وضع ي 108 الميثولوح التامج و ر ر ي العودوي المناهج َّ التدريسية. بحجة الدفاع عن األصالة و ص117 69
التعريبالشامل قوم مطلب ي ّ حضاري يحرر الفكر و يثبت الشخصية 108
ن الذاتية العربية سافلي -ال إجبارية أسفل المادة بالنسبة اإلسالمية .ص بسبب 106 انحطاط إلمام لبعض . تحولالتالميذ باللغة الشعب ماركس الفرنسية منذ ص 117 اإلستقالل. و التفكت الجدىل ص 107 ي المادي إىل ما ضعفمجلة يشبه كفاءة بعض "الحياة ن األرسطية يف الثقافية" األساتذة العض سبتمت/أكت .ص 107 الوسيط فقروبر .1976 المسيخ .ص المكتبات من ي 106 الكتب ن . التعريبالضورية يساعد عىل ( ) 1976ص 107 ن تمرير الفكر نقص يفالماضوي. المكتبات و ص111 عزوف عن تحول درسالمطالعة لدى الفلسفة إىل الشباب .ص وعظ و إرشاد. 112 ص 105
لتدريس الفلسفة بالثانوي بتونس من 1948إىل 2012
70
ّ التخبط و الحتة بين مصطلح قديم ال يصلح لنا بالكلية و مصطلح أورون معاض ري ال ينفذ إىل أعماق ذاتنا.ص 110 التعريبِّ الجزن يعمق ي القطيعة و التمزق ن الثقاف القائم ي ن ن الزيتونيي بي ن المدرسيي. و ص115
71
أهم الصعوبات و المشكالت الدراسات المعتمدة البيداغوجية التعلمية
السياسية األيديولوجية
اإلدارية ّ ّ المؤسساتية
النفسية الوجدانية
الثقافية القيمية
منذ البداية -حضور اعتبار الفلسفة إزدواجيةّ يقحم التلميذ بعض س الفلسفة الفكر ي اإلسالم تقليد مؤس ي ن التصورات يف عالم من غرن أدخلته ممارسة و الفلسفة ري ن الرافضة إيديولوجية أو المتاهات وتهميش لألول مدرسة مصطف ن محسن: و التساؤالت للفلسفة سياسية ص الثان .االحتالل لحساب ي المقلقة ... باعتبارها " 165 الفرنس ص45 ي ر و التلميذ الذي مدعاة للشك األجنت - 212 .الفلسفة كثافةالمعرفة ري ّ ّ المدرسية تقع كان ينتظر من و اإللحاد و الخطابالمؤسسة ،المقرر161. و ن ن ن ن دراسة المادة تتناف مع ضحية الفلسق التلقي .ص مساهمة يق - ي ّ المعتقد توقعات انحرافات المدرس 56 التحليل ي اإلسالم . و انتظارات مهنية و الرسم السوسيولوج -التجريد ي ي ّ ّ إيجابية غالبا 165 مؤسسية بالمغرب ال ي للخطاب و تجاوز ن ن فشل الدمجما يصاب المحسوس يف يعدو أن يكون بسبب الفلسف ي ن ر الحقيق ن بي بالخيبة خطابا مدينيا انخراطها المدرس يق الممارسة ي ي . . اإلسالم الفكر و سياسة ضمن ترويجه يرتبط ص الفلسفية المغرب ي ّ اإلحباط.ص 5و الفلسفة المؤسسة بمدارس 59 .ص 174 6 و نماذجها المدن دون هيمنة1993 ما يشاع عن و ص 198القيمية و اعتبار المنطق ن تهميشالفلسفة السلوكية للفروقات الوصق و ي الخطاب مخيف و الخصائص التجميع ن الفلسق واإليديولوجية و منفر منها والمراكمة عىل الجهوية و ي المدرس ص 148 عمق التحليل القروية 212 . 201 . ي تناقض نللبعد أداةبي -تصورات 65. ّ االجتماع- تكنو -لوجوية بيداغوجية س واقعن ي المؤس ن ي المعرف . التاريخ و معرفية غت مستندة إىل و التناقض ي ي ِّ ن للمادة نموذج ضيق محفزة ص 46 القائم ما بي ر للتلميذ. الت للتنمية و تعارضاألهداف المعرفية ي ّ يروجها .ص ص 171 كوع التحديث الفلسفة المعرفية و ي 125 ص217. و كممارسة البيداغوجية َّ فكرية مبدعة واالجتماعية 72
ن التدجي األيديولوح ر ي .ص 29 أدلجةمضمون الفلسفة المدرسية. ص47 ّ التحتن األيديولوح. ر ي ص174
مع سياسة الموضوعة ّ رسميا لتدريس المؤسسة الفلسفة و المحافظة ن .ص 48 بي الكتاب المدرس . ي ص 93
أزمةالفلسفة العربية ه المعاضة ي أزمة طغيان الفكر ر التوفيق. ي ص 44 ِّ المفكرالعرن يعيش ري حالة انفصام ن بي االنبهار ن بالماص و ي االنبهار ن بالحاض .ص 85
مركزدراسات الوحدة العربية: الفلسفة العربية المعارصة ( مواقف و دراسات ) صالح قنصوة دور المنهج ن العلم يق ي النقد ن الفلسف ي العرن. ي 1988
73
انفصام نبي الثقافة المدرسية و الواقع القائم. ص171
إن الثقافةالعربية من ه حيث ي ثقافة جواب ّ ه أكت مما ي ثقافة سؤال، و من حيث ه ثقافة نص ي ورؤية جاهزة للكون و اإلنسان أكتّ ه ثقافة مما ي قلق و بحث.. ّ قد شكلت ن سببا رئيسا يف فهم حال ر التاجع ن الفلسق. ي ص 44
ضعفاالستعدادت اللغوية للتالميذ ضفا و تعبتا. سمت جوهاري: ص20 ضعفواقع تدريس مكتسبات ن الفلسفة يق التالميذ من المعارف التعليم العلمية كماّ الثانوي وكيفا. بالجزائر. ص 21 (دراسة جهلوصفية التالميذ تحليلية ّ بأمهات الكتب تقويمية) الفلسفية غياب 2011 المطالعة ). ص 21 صعوباتّ متعلقة بطبيعة المادة: الغموض، التجريد، ّ و تعدد اآلراء و المذاهب. ص 20 صعوباتَّ تتعلق ّ بالمدرس. ص 20 اعتمادالطريقة التقليدية: اإللقاء،
جمودالتامج و ر عدم مواكبتها ّ ن لما يجد يف ميادين البحث ن الفلسق أو ي عدم وظيفيتها. ص20
74
الحفظ و التخزين 14 صعوبات وّ تعقد عملية تقويم اختبارات التالميذ18.
ال تجدالفلسفة مكانا ن وع و لها يف ي وجدان تالميذ الشعب العلمية2 . التأثتالنفس و ي ن السلت الذهت ري ي لألحكام المسبقة حول الفلسفة2 . التعاملالنفىع و الت ي ر اغمان مع ر ي المادة .ص 2 ّحصة الفلسفة واقع ّ مؤلم يضطر إليه التلميذ ّ اضطرارا.
النظر إىلالفلسفة بروح علموية متعالية متعالية تخرجها من ميس بن ي زبيدة و خزار دائرة المعرفة وسيلة : وتصفها ب "الالجدوى" ّ وتعلمها صعوبات "مضيعة تدريس للوقت" .ص2 الفلسفة صعوباتللشعب استيعاب العلمية و المضمون سبل ن المعرف من تجاوزها ي قبل تالميذ الشعب 2011 العلمية8. محدوديةالقدرات 75
ص2 نفور والمباالة تجاه المادة و رفضهم لها. ص8 المطالبةبإلغاء المادة يكشف عن نفس ضغط ي و معاناة نفسية عميقة. 16و 17
المعرفية . للتالميذ 8 طريقةن التلقي9 . التامج كثافة روبعدها عن الواقع المعيش للتلميذ11.
التأطت يكاد -ال تضبطن ّ المؤسسة ينعدم يف الجامعية الثانوي و ال وجود له عىل مقاييس الفصلدقيقة مستوى الثالث و ر العشون :الجامعة .ص و ملزمة للتدريس الذي 380 الزاوي بغورة: تالميذ عبارة ظل يخضععن أجهزة آلية ل "حرية" األساتذة. لتخزين ص386 المعلومات الخطاب ن ن ر نظام تقييمالفلسف يق و استجاعها ي عند الطلب. الجزائر: و امتحانات متساهل جدا. الممارسات ص 381 ص391 واإلشكاليات -غلبة . ضعفالمعارف مستوى طلبة العامة عىل تشخيص اآلداب خاصة المعرفة أوىل ورد ي ِّ الفلسفية. ضمن: و هم يمثلون المصدر األول ص381 لمن سيختصّ 76
العائق توجيه غياب واللغوي الطلبة إىل تغييب و انعدام الجو للفلسفة عن اختصاص ن الثقاف و الفلسفة ال الشأن العام ي َّ يخضع أساسا الفكري خاصة رغم خطورة بعد إىل العالمة القضايا و الرغبة .ص اضطرابات المطروحة التسعينات. عىل المجتمع 391 حضور كبت ص393الجزائري و مستقبله. سيطرةلالقتناع الثقافة الدينية األيديولوح ص377 ر ر ي ن السلفية و االلتام ّ ن السياس. المسفهة يف تعريب وي الغالب ص393 جزأرة للفلسفة النظرةوأسلمة و فعل السلفية للفلسفة بصفة قشية .السائدة حول التفلسف. الفلسفة. ص393 378 مناهضةص395 ن مظاهرات يف المحيط كتباالجتماع مدرسية تغلب الشوارع ي
ن يف الفلسفة. كتبمدرسية تشكو ص391 خلال كبتا نوعيةوسطحية ر الت وتبسيطا الطلبة ي رن واختالية.ص 3يسمح نظام مركزالتوجيه 82 دراسات بذهابها إىل انغالق والوحدة اختصاص عزلة مادة العربية الفلسفة عما الفلسفة. و الجمعية ص391 يجري من الفلسفية ن المرصية. تطورات يف ن حنف العالم. غياب شبهحسن ي و أخ:. كىل للجو ص382 ي العلم ي الفلسفة ن يق -طالق شبه للبحث. ّ ص392 كىل وقطيعة الوطن ي ن ن غلبةبي التكوين العرن يق ي . المحيط عىل الجامىع و عام مائة ي ّ الثانوي .ص المؤسسة نتيجة ضعف 386 2002 ّ فجان المؤسسة تزايدي ر التبوية و لعدد الطلبة مع محدودية الجامعية. ص406 القدرة عىل ّ تأطتهم . تغلب علةالخطاب ص392 ن الفلسق غلبة المرجعّ ي عىل المصدر و للمؤسسة ن الفلسفية التلقي عىل التفكت. النظرة السلفية و ص 408 الشكلية و الوظائف السياسية األيديولوجية. ص408 77
عليها السلفية .ص 382 غلبةالسياس عىل ين العلم يف ي التخطيط أو التوجيه أو اإلصالح و التعديل .و هيمنة القرار السياس. ي عىل المعيار العلم و ر ي التبوي. ص406 جو الرعبو الخوف وااللتباس و القمع و الكبت المصادر للنقد و التساؤل و إعمال العقل. ص 407 سياسيةالجزأرة و ديموقراطية التعليم أعطت الغلبة ّ للكم عىل حساب الكيف
تطالب بإلغاء تدريس ن الفلسفة يف المنظومة ر التبوية و "منع الكالم عن العوام". ص394 الخوف مناالنتساب الضي ح لهذا ن الفلسق التيار ي أو ذاك و هذا نتيجة للمناخ المعادي ن لالختالف يف وسط تغلب عليه الثقافة ّ العامة الدينية و السلفية الشكلية. ص395
للفعل ن ن لسق "كق الف ي فلسفة"" ،ال داع ي للفلسفة" .. الفلسفة شبهة يجب رّ التتؤ منها. و عدو يجب ّ التخلص منه .ص 406 ن الثقاف غلبةي و الفكري األيديولوح و ر ي السياس و ي ن الفلسق عىل ي العلم .ص و ي 408
و النوع .ص 407
سعيدإسماعيل عل: ي تدريس المواد الفلسفية الفصل السادس: مشكالت تدريس المواد الفلسفية 1972
تدريسالمشكالت الفلسفية عن طريق دراسة المذاهب و المدارس و قابلية ذلك للتوظيف األيديولوح. ر ي ص239
الطبيعةالخالفية للمسائل الفلسفية .ص 237 التجريدوالغموض اللذان يسمان مسائل التنامج مما ر يجعلها غريبة عن واقع ّ ن المتعلمي. ص 244و ص 266 – ضيق الوقت ّ المخصص لتدريس الفلسفة. ص249 خلو الميدانالعلم ر التبوي ي ن من دراسات يف طرق تدريس المواد الفلسفية.ص 261 نقصالعلم اإلعداد ي لبعض قطاعات ّ م معل ي 78
وقف عدمّ التقبل و الرفض لدى جماهت الناس عموما و الطالب خصوصا. ص 254
الفلسفة. ص265
سعيد توفيق: غياب الفلسفة... غياب بنية الثقافة (الحالة المرصية نموذجا) 2007
Ibrahim MADKOU R: L'enseign ement de la philosoph
ّ التعود عىل الحفظ و ن التلقي ّ ِّ المعطل لتعلم ّ التفلسف. ص83 ّمقررات فلسفية تقليدية و ّ مكررة تغييبالمشكالت األخالقية التطبيقية ذات االرتباط الوثيق بالواقع المعيش. ص 90
طرقتقليدية تقوم عىل الدروس النظرية و ن الحفظ يف الغالب .ص 59
من أسبابأزمة الوضع الراهن للفلسفة غياب حرية الفكر .ص74 ّتحول الدين إىل أيديولوجيا قمعية لحرية الفكر .ص76 الضاعن العلمان ي األصوىل و ين الوقوع يف أش الثنائيات التقليدية الحائلة دون طرح األسئلة الفلسفية الحقيقية. ص 96
استقاللالفلسفة كاختصاص ِّ ن متمت عن علم النفس و ر التبية المدنية جاء متأخرا .1937ص58 79
تراجع الدورن الفلسق و ي أصبح ّ مهمشا ن يف بنية الثقافة المضية70 . تهميشن الديت التيار ي المستنت الذي يسىع إىل تاويل و عقلنة الدين .ص 75 غيابالفلسفة عن المشهد ن الثقاف .ص ي 77 ن تثمي قيم العلم و التصنيع عىل حساب التنظت و التجريد. ص 83 ّ تأثر تعليمالفلسفة بمض بالتجربة الفرنسية ّ خاصة؛لغة و منهجا .ص 63
ن يف البداية،ie en محدودية إطار Egypte التدريس ن نقص يفالمختص59 المكتبات و الكتب العربية In : ّ المختصة. - L'enseignال إجبارية ن ص59 ement deالمادة يف بعض الشعب. la 60 philosoph محدوديةie, une اآلفاق enquête internatioالتشغيلية لخريخ nale de ر ي l'UNESCOالفلسفة. ص65 محدودية1953 ّ تملك الطلبة للغات األجنبية. ص66
- Meritt H.ال إجبارية الفلسفة Moore : بالمعاهد L'enseignالتقنية و ement deالمهنية. ص76 la - philosophمحدودية آفاق التشغيل ie aux ّ ح Etats-Unisأمام متخر ر ي d'Amériqالفلسفة76 . تنام عدد ue, يطلبة الفلسفة Tableau d'ensembالذين يغتون اختصاصهم le.
ّمؤسسة األزهر و ن الديت التعليم ي التقليدي الموازي و ما يثته من تداخل و تناقض مع الثانويات أحيانا .ص65 ّ التوتر أحيانان بي الدين و الفلسفة. ص71
ن غياب مادة -برامج يف حل -تراجع اهمية -التعليمن ن الفلسق يف من التقاطب الفلسفة الفلسفة ي ّ بسبب توجه معناه الدقيق اإليديولوح كاختصاص ر ي ر بق بعيدا مستقل و قائم عىل الطريقة التعليم ي االمريك نحو وغريبا عن األوروبية الذات عن ي ر ّ الت ن مشاكل كت عىل و ذلك من مؤسسات ّ ن ن الحاض التقت التشبث التكوين خالل التعليم ي ن و بعيدا عن المهت بطابعه العام و الثانوي عدا ي االهتمام و إعطائه رغم وجود بعض ن األولوية عىل بالتقاليد و توتر بي االستثناءات ّ المثل الثقافية حساب الوضعية ضمن ّ ر الثقافة العامة. الت باتت و الطوماوية المؤسسات ي ّ اللذين ر يعتف و هيمنة قيم مهددة. الخاصة و لكنها ن ص105 النجاعة و تحض 80
In : L'enseign ement de la philosoph ie, une enquête internatio nale de l'UNESCO 1953
ّ ويتجهون إىل اإلدارة العمومية. ص98
استبدالمادة الفلسفة Moufida GOUCHAبمواد أخرى مثل :ر التبية (Sous la عىل المواطنة )dir. ر أو التبية الدينية أو La ر philosophالتبية األخالقية48. ie une إطار تدريسécole de la liberté.بالثانوي هش49. - Enseigneمحدودية تكوين إطار ment de التدريس49. la توىل غت - philosoph ي ّ المختصين ie et apprentisلتدريس الفلسفة51 . sage du philosoph
المردودية التاغماتية. و ر كل منهما باآلخر. ص99
من خالل مواد أخرى. ص75
التاديغم غياب رالدوغمان – الفلسفة كمادة ي ن األيديولوح. إجبارية يف ر ي ص84 التعليم الثانوي كما هو ن الحال يف البلدان األنغلوسكسو نية .ص77
81
ص 76و ص82
ّ ن تعدد يفالنظر لعالقة الفلسفة ن بالدين بي من ّ يقر تكاملهما التوتستانت) ر و من يقرّ تعارضهما الكاثوليك و االبوسكوبال) الذين ال يرون إمكانية فلسفة خارج الدين. ص108
هيمنة القيم -التحديالذي تطرحه التاغماتية ر ر عالقة تدريس الت أفرزت ّ ي ّ الفلسفة اتجاها عاما ن بالتقاليد تثمي نحو المواد العلمية الثقافية و التقنية عىل المحلية حساب العلوم السائدة49 اعتباراإلنسانية و الفلسفة. الفلسفة مادة دخيلة 48 وغربية. صعوبةإقامة معادلة ص52 ن رفض بعضبي تعليم الجماعات األخالق الدينية لتعليم الدينية الفلسفة52. و التعليم ّ توتر العالقةالالئك51 ي ن بي الثقافات تمزق وتناقض يحكم التقليدية
عالقة بعض و تعليم المواد ببعضها الفلسفة ّ بالمعاهد52 . خاصة الفلسفة و -عالقة ّ ن ر التبية الدينية متوترة يف و األخالقية. بعض الدول مثل بلجيكا ص55 ن بي الدين و ر التبية األخالقية و الفلسفة. ص53
ضعفer : Etat des lieuxالعالقة بين et regardsالتعليم الثانوي، pour البحث و l'avenir. الجامعة49. UNESCO ال إجبارية2007, المادة أحيانا. France. ص 55 ضعفالتكوين الديداكتيك6. ي 5
غلبة الطابع -عدم مالءمة استقالة هيكلة تراجعاإلبداعات التكنولوح جديدة تدرج الفالسفة عن مستوى ر ي ن الفلسفية التقت الواقع و الفلسفة فادي بدر و التالميذ4. ي ِّ المثمن لمعايت للبيئة الثقافية تحولهم إىل ضمن مادة غموضفتنا ّ حراس أنظمة .المردودية. المحلية4 . "فلسفة الحمص :وتناقض ي التبعيةص4 و حضارات" ص5 النصوص ِّ ن التامج -اإلعراض عن البيداغوجية بما يهدد الفلسفية يف إفراغ رمن محتواها الفلسفة ألنها و الثقافية17 . استقالليتها الكتاب مشاكل ن و 18 كمادة تعليمية بحجة ضورة غريبة عن المدرس5. تدريس ي الفلسفة ن واقعنا5 . بي -أنظمة تقويم قائمة بذاتها .مالءمتها مع ن الوضع 9 تاريخها و درامية يف العالم.ص - 8مادة تزرع حاجة إىل كفاياتها ي اإلرهاق اعتبارهامراجعة6. ( لبنان ) ّ الفكري خطرا يهدد لغة تدريسّ ذاتية َّ والتذبذب أركان النظام مجردة و 2008 القائم فتقابل والالجدوى5. يصعب ترجمتها. خيبة أملبالمنع و المحاضة. لعدم القدرة ص7 عىل اكتساب ص17 معلومات وفقدان الثقة كما هو الحال 82
نقص الكتب والمكتبات7. منهجيةر ن الت ال التلقي ي ّ ترغب ّ المتعلم .ص8 و9 ّ ّ تردد وتوتردرس الفلسفة ن بي الفلسفة كمبحث ّ حر و ّ لتفلسف كبيداغوجيا1. 4و17
التامج رالتقليدية Enseigneللفلسفة عاجزة عن ment de مواكبة la philosophتحديات ie dans laالعولمة ّ و مستجداتها. région ص24 arabe. - UNESCO.تقليدية الطرق القائمة 2009. ن عىل التلقي. France. ص 25 ن نقص يفعدد أساتذة الفلسفة أو ن نقص يف تأهيلهم لتدريسها25 .
مع المواد العلمية .ص5 عزوفّ ن المتعلمي عن اإلهتمام بالفلسفة و السخرية و منها مهاجمتها8 .
صورة طمسالفلسفة خصوصية الفلسفة كمادة مشحونة سياسيا دراسية مستقلة بذاتها و أيديولوجيا أدخلها من خالل الخلط بينها و المستعمر و بي ر ن تتكلم لغته ). التبية 27 الوطنية و الدينية .ص -االرتباطات َّ االستعمارية 23 للمادة من عدمجهة تاريخها تخصيص ن ّ الكاف خاصة .ص الوقت ي لتدريسها .ص 27 23 عدم تعميمتدريسها أو اعتبارها مادة إختيارية .
83
رشعيتها تراجعَّ قيمتها بفعل هشة قياسا إىل المواد هيمنة قيم العلمية و الجودة و التقنية فتكون النجاعة الضحية و اقتصاد السوق. األوىل كلما ن ص 22و 23اقتض األمر. ص22 و هو مايؤدي إىل عدم -مشكالت تدريس تشجيع ن الفلسفة يف التالميذ و ن تحفتهم عىل عالقة باللغة الوطنية تحملها و بالتعريب. و الالمباالة ص 31 تجاهها و تهميشها. عوائقسوسيو ثقافية ص 25 حالة حتة و تحول دونقلق أمام مادة ممارسة ّ مجردة25.
ّ مكانتها الهشة قياسا إىل ّ بقية المواد . العلمية 23 ّ ن تدخل يف اإلزدواجيةالشأن اللغوية .و ن ن الفلسق من نقص يف تملك ي خارج إطار اللغة .ص2 التدريس - ATTOLODبرامج غت هاجس دقيقة 3 É Louis األفرقة خفضRoi باعتباره أوال Bonifaceالضارب5. تراجع مكانة و بالذات: هاجسا المادة رغم Obstaclesمحافظتها عىل للسلطات ن العامة)3. institutioأهميتها يف ّمؤسسات مقاييس nnels et غت فاعلة مثل culturelsالتوجيه5. ّ الهيأة الوطنية صعوبةde ّ l'enseigneتعدي التلميذ للفلسفة و من األدب إىل محدودية ment الفلسفة.ص 6التنسيق مع de la التفقدية - philosophانظمة االختبار و العامة ie au التقييم .ص 6للتعليم .ص4 Sénégal. ن يتضح ذلك نقص يفإطار التدريس من خالل عددا وتكوينا .الطابع المتناقض ص7 لإلصالحات. ص6
84
ّ ن ديت التفلسف. تعليم يمناقض أو عىل ص30 حسابها أحيانا27. ّ يمثل تعليمالفلسفة إرثا إستعماريا. ص2 تبعيةللنموذج الفرنس عىل ي حساب بعض الخصوصيات المحلية خاصة من التامج. جهة ر ص2 ثقافةالمجتمع ككل عالقة خاطئة مع القيم و مع التدين ) .ص2 محدوديةن الثقاف الزاد ي للتلميذ نظرا لمحدودية المطالعة. ص2
ن سعيد توفيق -غيابها كليا يف -تهميش و تغييب لمكانة التعليم ن ن الفلسفة يف الثانوي يف محنة ذاتها و الفلسفة و الكثت من لدورها. أزمة العلوم الدول اإلنسانية. الخليجية .ص ص 100 130 حالة الجامعات الخليجية نموذجا 2007
85
يتم استبعاد -الفلسفةأشبه بالمرأة الفلسفة ّ ر الت بفرارات المتحررة ي ر رسمية سيادية يخس منها عىل إفساد أو يسمح لها أحيانا بحضور أخالق ر شكىل .الشباب و هامس ي ي عقولهم ص 103 بإغوائهم اعتبارو تحريضهم الفلسفة ّ ن عىل الشك يف معارضة للدين. معتقداتهم وقيمهم .ص ص 103 102 ضعفجاذبية الدراسة الفلسفية .ص 105 الرفض والعداء للفلسفة باعتبارها كفرا. ص 106
مواقفمسبقة، رافضة و متضننة عىل الفائدة من الفلسفة زمن العلم و التكنولوجيا. الصورةّ المشوهة للفلسفة و ّ المؤدية إىل نبذها .ص 102
طريقةالعرض و اإللقاء و اإلمالء16. ضعفضارب المادة ن ر يف الشعب الشيف طوطاو: العلمية و ما يفرزه من واقع تدريس المباالة. الفلسفة ن بي ص 12 صعوبةالتعليم العمل وفق الثانوي مقاربة و التعليم الكفاءات العاىل ي الكتظاظ ( الجزائر ) األقسام و كثافة 2011 التنامج و ر ضعف مستوى التالميذ .ص 10 عجز قدماءاألساتذة عن الت ّ حرر من طرقهم التقليدية .ص 11
وجود ّهوة ن بي الرؤى النظرية و الممارسات التطبيقية. ص4 عدم توافقالتكوين الجامىع مع ي واقع تدريس ن الفلسفة يف الثانوي من التامج حيث ر و الطرائق و األهداف. ص15
86
حضورااليديولوح ر ي ن يف اختيار ن التامج يف ر الجامعة. ص15
غياب اإلرادة -إفالس برامجن ن الفلسفة يف و الرغبة يف ّ العاىل التعليم الفلسفة م تعل ي َّ بما جعل خاصة لدى المجتمع تالميذ الجزائري يفقد الشعب توازنه مع العلمية .ص ّ التحوالت 18 ر الت كثافةالجديدة ي واجهته التنامج ر و عدم تناسبه اقتصاديا وسياسيا و مع الحجم الساع و ما ثقافيا .ص 15 َّ ي تغييبيتسبب فيه مقاربة من ضغط التنامج الكفايات إنهاء ر لخصوصية بالنسبة الواقع لألقسام الجزائري النهائية ّ خاصة. بسبب أصلها الغرن .ص ص6 ري 11و 18
جدول عدد 2 : َّ ّ جرد مصنف ألهم الصعوبات والمشكالت المعطلة لتدريس الفلسفة بالثانوي ببعض الدول العربية واإلفريقية والغربية ن يىل: من خالل هذين الجدولي يمكن أن نستنتج ما ي أزمة تدريس الفلسفة ال ّ التونس فحسب يل تشمل عديد األقطار العربية والدولية. تهم القطر ي ّ أسباب هذه األزمة تكاد تكون ذاتها ن المحلية بي مختلف هذه األقطار مع مراعاة الخصوصيات ّ الت ر ّ اريخية ر اقتنت بتجربة كل قطر ن يف تدريس الفلسفة. والت ي ّ ّ ّ الث ّ ّ الوجدانية. قافية و شمولية هذه األسباب و توفرها عىل العوامل ّ سواء تعلق األمر بتونس أو بعديد الدول العربية واإلفريقية والغربية ،فإن تدريس الفلسفة قد ّ اقتن بصعوبات وعوائق ر ر وه أزمة تعددت ترتق عند البعض لتصبح أزمة قائمة الذات .ي ي مظاهرها ّ وتنوعت لتشمل الجوانب واألبعاد: ّ ّ المؤس ّ ساتية اإلدارية- ّ ّ ّ البيداغوجية-التعلمية ّّ الس ّ االيديولوجية ياسية- ّ الن ّ فسية -الوجدا ّنية ّ ّ ّ الثقافية-الحضاريةِّ المفصلي و ما ر ن ن يقتحانه من تشخيص ألهم الصعوبات المعطلة الجدولي انطالقا من هذين ر ّ التاىل: لتدريس الفلسفة فإننا نقتح إعادة بناء اإلشكالية عىل النحو ي ن العرن هو واقع مأزوم فكيف نفهم الثقاف إذا سلمنا بأن واقع تدريس الفلسفة ضمن السياق ير ي الجوانب الثقافية من هذه األزمة؟ ّ ن ّ ّ أي ن ن ونس؟ الت قاف الث اق السي ضمن للفلسفة لة مت ي ي ّ ّ كيف نفهم العوائق الثقافية المعطلة لتدريسها بالمعاهد الثانوية التونسية؟ 87
ّ ّ ّ للتفاعل ن المكونات الوجدانية و المكونات المعرفية داخل هذه العوائق الثقافية؟ بي و أي دور ّ ّن بي تدريس الفلسفة بالثانوي بتونس و ّ أي عالقة ن قاف المحيط ؟ الس ياق الث ي ِّ ن َّ بأي ن يتحول إىل عائق يعطل تدريس الفلسفة بالثانوي؟ الثقاف أن معت يمكن للسياق ي كيف تتفاعل الجوانب الوجدانية من العوائق الثقافية مع الجوانب المعرفية ؟ ن رن المعتلية بشعة لصالح األشاعرة؟ لماذا لم تمتد و لم تتواصل يف لماذا أفلت لحظة اإلشعاع َّ تاريخنا؟ لماذا كانت أقرب إىل االستثناء منه إىل القاعدة؟ هل ثمة عوائق نفسية و وجدانية و ثقافية حالت دون ذلك؟ الفرضية ر ّ أساسيا من أزمة الفلسفة يعود إىل أسباب ثقافية و بالتحديد إىل ما أسميناه ب نفتض أن جانبا ّ ن "المعطالت الثقافية" :أي أن المشكل ليس نف الفلسفة ذاتها بقدر ما هو نف ّ : السياق و يف ن ي ي ّ ّ ّ ن تثمي العقل و الوسائط .فالنصوص التأسيسية لهذه الثقافة العربية تنخرط بشكل واضح يف ن نّ ّ النظر و ّ التأمل و االعتبار ولكن الممارسات التطبيقية تكشف عن كثت من الخشية و التظي و ّ ّ ن ّ ن ن ر تاريخ يف ر توت إىل أساسا يعود الفالسفة، و سف لتفل االحتاس يف التعامل مع الفلسفة و ا ي ّ رّ ّ الشيعة و ن النقل ن العالقة ن الدين. بي الفلسفة و وبي الحكمة و بي العقل و ّ لفهم هذه الظاهرة ر ّ معرفية محض ،بقدر ما يمكن نفتض أن هذا التوتر ال يعود إىل أسباب إرجاعه إىل أسباب وجدانية نفسية .ن فق ضوء مجلوبات العلوم المعرفية (sciences ّي تناس الدور المحوري الذي تضطلع به الجوانب الوجدانية ) ،cognitivesلم يعد من الممكن ي ن يف أنشطتنا المعرفية وعملياتنا الذهنية تعطيال و دفعا ،تيستا ومنعا. ّ ّ ّ ّ ن ّ ّ الت ّ االجتماعية ّ ّ الث ّ صورات السلبية الفاعلة يف ه شكل مكثف من التمثالت ة قافي المعطالت ي ن والممارسات و الحائلة دون ّ ّ وه جنس تقبل الفلسفة يف المجتمع ري العرن عىل الوجه المطلوب .ي ن ر الت تتداخل يف تشكيلها عناض واعية و أخرى الواعية .و تتقاطع نمن المعرفة النفس-اجتماعية ي يف مستواها األبعاد الفردية مع األبعاد االجتماعية. ّ ّ ّ ّ ن ّ ّ ّ الجماعية الحالية نحو الفلسفة يف جزء هام منها انطالقا من الذاكرة يمكن أن تتحدد االتجاهات ّ ّ ّ ّ ّ رّ ّ ّ الت ن ّ اريخ االسالمية عىل امتدادها العربية عت التفاعل الطويل الذي عاشته الثقافة الت تشكلت ر ي ي ّ اعتت وافدا و دخيال. ي الذ مع هذا الجنس من المعرفة ر ّ التهان و لكننا نحسب أن ربطها بالوجدان كثتا ما ارتبط ذكر الفلسفة إذا ،بالعقل و المنطق و ر ّ ّ يمثل نضورة أكيدةّ ، ّ خاصة إذا علمنا من شدة وطأة االنطباعات الوجدانية واالنفعال قد بات ّ ّ ّ ّ ّ ر ر ر الت تحول دونها. السلبية تجاه الفلسفة ما علمنا .حت باتت تمثل أعت العقبات ي 88
وبالرغم من ّأن نواتها ّ الوجدانية ّ الس ّ ّ ّ فهذه االنفعاالت والحاالت الصلبة لبية تجاه الفلسفة، ّ ّ ّ ن واهية انطباع ،خوف ،حكم مسبق ،)..إال أنها شديدة التأثت يف الممارسات والسلوكيات. ّ ن العقالن عىل الوجه عادة ما تأخذ المعطالت الثقافية الحائلة دون انتشار التفلسف و الفكر ي ّ ّ ّ ّ ّ ّ االجتماعية و االتجاهات المطلوب شكل التمثالت االجتماعية .وليست التمثالت و التصورات بالوجدانّ . ّ نّ معرفية ،بل ه مرّكب يتداخل نف مستواه المع ن ّ ثمة رف والمواقف محض ظواهر ي ي ي ي ّ نّ ن ّ ّ ن ّ ّ ّ ّ ر ّ حقيق ن الجمىع من جهة، وع بي جدىل تفاعل ي قاف ،بي الذاكرة الجماعية والال ي الوجدان ّ و الث ي ي ي ي ّ ّ ّ ّ ّ ّ والمكونات الوجدانية للتمثالت الثقافية و االجتماعية من جهة أخرى. ّ كثتا ما تكشف المواقف المعادية و المحاربة للفلسفة عن نفسها نف شكل نفور و ّ تذمر ضد ي ّ ّ ّ ّ ّ ّ كل محاوالت ّ التأمل والتنظت و التجريد .إن هذه التهم و التظننات الموجهة ضد الفلسفة عادة ّ ما تكون مشحونة عاطفيا و وجدانيا :وكمثال عىل ذلك هذه االتهامات" :معرفة خطتة"، ّ "مادة در ّ فوص"" ،مصدر إلحاد"" ،مظهر ّ "مقلقة"" ،عامل ن اسية صعبة تبعية"" ،جنون" ّ ن ّ ومعقدة و سبب نف ّ بالتذمر و السقوط يف االمتحان" ..كما يمكن لرفض الفلسفة و الستهدافها ي ّ ر ر ر االحتاس أن يأخذ شكال غت مباش كأن نعتض عىل الغرب ،أو عىل التحديث وعىل العقالنية و ّ التنوير ،ثم نرفض الفلسفة باعتبارها مداخل لذلك انظر الجدول عدد .) 3 :و علينا أن نتعامل ّ ّ صورات تجاه الفلسفة باعتبارها مواقف مرّكبة .أي أنها ليست ّ والت ّ مكونات مع هذه االتجاهات ّ ّ ن بالت ّ فس ،ر ّ ّ الث ن ّ بالن ّ بوي .و لذلك يمكن أن ، باالجتماع ، قاف مستواها ف معرفية فقط بل ي ي يتداخل ي ن ي نجد تفستا لبعض ّ الصعوبات الحائلة دون انتشار الفلسفة يف مستوى األسباب الواعية و غت نعتتهما نف تداخلهما و أن ّ ّ القطىع بينهما .إذ لو كانت نقر صعوبة الفصل الواعية .و هنا علينا أن ر ي ي ّ ّ ّ ّ ّ ّ اىل معرفية فقط لتيش تجاوزها .و لكننا هذه المقاومة نرى أنها وجدانية نفسية باألساس ،وبالت ي ّ ّ ر الت نغت من خاللها األفكار و األحكام المنطقية يصعب تغيتها بذات الشعة والوسائل و الحيل ي و اآلراء. ن يق سبل التجاوز: ِّ إذا كانت المعطالت الثقافية عىل هذه الدرجة من التمكن و الرسوخ و الفاعلية و التأثت فكيف السبيل إىل تجاوزها ر حت تأخذ مشاري ع العقلنة و التحديث و النهوض مساراتها الطبيعية؟ ّ ّ ّ ّ بمجرد اجتنابها أو محاولة مجرد عوائق و حواجز يسهل تجاوزها ليست المعطالت الثقافية ّ ّ ن تتحول بمرور الزمن إىل ّ ّ ّ تخطيها. أساس من ن مكو قد جاهات، االت فه ،شأنها يف ذلك شأن ي ي ّ ّ ّ ّ ن تقتض ما بقدر جاهزة حلوال ب تتطل ه لذلك ال خصية يصعب تغيتها .و مكونات الش ي ّ ني ّ ّ ّ ر ّ قاف الث ل المعط مفهوم بأن منا سل واستاتيجيا متكاملة .فإذا متدرجة مطاوعة صبورة و خطة ي ّ سياف ،فإن ر مفهوم ّ ّ ن ترس ر ّ رّ سياقية. يقتض التفاعل استاتيجيات مواجهته ال تكون بدورها إال ت ي ي ي 89
االيجان مع ّ الت تحول دون تدريس الفلسفة إذن ،أن ال ن الصعوبات ر نكتق بالبحث عن حلول ّ ري ي ي ّ مؤسساتية أو ديداكتيكية تعلمية فحسب ،بل يجدر بنا ،إىل جانب ذلك ،أن نطلب بعض ّ ّ ن ّ الث ّ قافية ر ّ الجدىل ن المكونات بي الت يقوم عليها التفاعل المنافذ يف مستوى الخلفيات واألسس ي ي ّ ّ ّ ّ والوجدانية لهذه الثقافة .ولكن كيف نتعامل فهما وتفستا) مع هذه العالقة المركبة المعرفية ّ ّ ن ّ ن نّ نّ الن ّ والوجدان الذي يحكم صعوبات تدريس المعرف و فس و قاف ي ي و مع هذا التداخل بي الث ي ي الفلسفة؟ عىل غرار الميتا-معرفة ،يمكن لمفهوم الميتا-وجدان )La méta-émotionأو ما وراء ّ ر ّ االستاتيجيا المذكورة من حيث أساسية ضمن الوجدان و الشعور واالنفعال أن يشكل لحظة ّ ّ ّ ّ بكيفية تدخلها ن يف توجيه المعارف و الممارسات. وخاصة من الوجدانية و وع بالعمليات هو ي ّ ن حيث هو قدرة عىل المراقبة والتعديل .و ف هذا المجال ،علينا أن نطرح من جديد ّ السؤال :هل ي ّ المتعلم ّ ّ جيدا ؟ و هو سؤال و إن بدا بديهيا إال أنه جدير بأن يطرح مرة أخرى .ذلك أننا نعرف ّ ّن معرف بالدرجة األوىل ،أو عىل أنه ذات إبستيمية عادة ما نتعامل مع التلميذ عىل أنه استعداد ي ّ ّ محض .أي عىل أنه ّ مجرد عقل و فكر .نف ن حي أن الواقع ليس كذلك بالمرة :فالمتعلم هو أوال ي ّ ّ ن ّ ّ تصورات واتجاهات و أفكار و ميول .و متفرد ومتعدد األبعاد يف ذات الوقت ،يحمل شخص ّ ّ ن ّ ّ تحركه دوافع و عواطف و غرائز وشهوات و انفعاالت ...فوضعية التعلم ،يف حد ذاتها ،قد ّ ّن ّ ّ ّ ن ّن تتمت بالنفور تتمت بإقبال التالميذ و شوقهم وارتياحهم و رغبتهم يف تعلم المادة أحيانا .و قد ّ ّ المؤس ّ ر ّ حقيق ن . ساتية بي األطر تفاهم سوء عالقة هناك فكأنما أخرى أحيانا اإلدبار و ع والتمن ي ّ ّ ّ ّ الث ّ ّ الفعلية من جهة أخرى .و السياسية من جهة ،والوضعيات التعلمية قافية و واالجتماعية و ّ ن ّ لقان عىل إذا كان جيل ّ دولوز قد ر اعتت أن األصل يف األمر ليس حب الحكمة و اإلقبال ّ الت ي ّ تحصيلها و إنما النفور منها ،فكيف نفهم حاالت الممانعة و عدم اإلقبال عىل تعلم الفلسفة؟ ّ ن ّ ن ّ و ما ه ّ بي مادة الفلسفة و بعض السيناريوهات الناجعة و الممكنة يف التعامل مع هذا التقابل ّ ي ّ ّ ر الت نحملها حولها؟ الصور الثقافية السلبية ي ّ لكل ما سبق ،فإن نقطة االرتكاز األساسية ر الحقيقية، الت تستند إليها محاوالت التجاوز ي ّ ّ ن دافعية و ّرغبة ن يف التعلم أو العكس. المعت و ما يمكن أن تفرزه من ال بد أن نرجعها إىل مسألة ّ ضمن ر ن سيحظ مفهوما "ميتا-انفعال" و "العالقة بالمعرفة" بأولوية استاتيجيا التجاوز هذه، ّ ّ ّ ّ الوجدانية ر مؤكدة رشط أن نأخذ ن الت يقوم الجوانب ة وخاص منية الض المعارف االعتبار بعي ي ثمة عالقة عميقة بالمعرفة بدون ّ عليها هذان المفهومان .فليس ّ ن المعت و بدون اعتبار توسط ّ ّ ّ ّ الذ ّ توفر ّ رّ نّ سلمنا بأن ال ن ّ ر ّ اتية الرغبة معت للتعلم إذا لم والعالئق .و إذا والذان االنفعاىل الوجدان و ي ي ي ي ّ ن ّ ن ن نبت وضعيات تعلم تأخذ بعي االعتبار هذه الخصوصيات؟ يف ذلك ،فكيف يمكن أن ي ً ّ الن ر تقوم ر ّ التجاوز ر أساسية: نقتحها إذا،عل ثالث مراحل استاتيجيا ي 90
ّ بالمعطالت الثقافية و إخراجها إىل ّ السطح. الوع مرحلةي ثم مرحلة فهم آليات اشتغالها و إدراك حيلها.ّ الت ّ درب عىل تجاوزها. ثم محاولةفه انفعاالت ه االنفعاالت الناتجة عن انفعاالت ،و بالتاىل الميتا-وجدان أو الميتا-انفعاالت ،ي ي ي ّ ر الت يثتها فينا اإلحساس بمشاعر ما .كأن نغضب بتفكر أنفسنا االنفعاالت .و تعكس المشاعر ي ن ن حزيني .أو نشعر بالخجل الضطهاد إنسان آخر .نحن عادة غاضبي ،أو نشعر باألسف لكوننا ّ ّ ّ أكت شعورا بانفعاالتنا من الشعور بميتا-انفعاالتنا .المتا-انفعال هو أيضا ما يتحقق للمرء من الوع فهم بطبيعة و أسباب انفعاالته و آليات اشتغالها و بقدرته عىل مراقبتها وتعديلها .و هو ي ّ ّ ن الذ ن . الوع بعملياتنا من حالة إنها ما بشعور اإلحساس افق ر ي الذي الوجدان و هت ي ي بالنشاط ن ي فق علوم المعرفة ،ومثلما لنا معرفة بمعرفتنا ،)La méta-cognitionو مثلما لنا الوجدانية .ي ّ َّ معرفة بذاكرتنا ،)La méta-mémoireيمكن أن نتحدث عن معرفة ما بكيفية اشتغال ّ نتحدث عن نضب من ال .)La méta-émotion : انفعاالتنا ،أي يمكن أن من ناحية أخرى ،يندرج مفهوم الميتا-انقعال اندراجا واضحا ال لبس فيه ضمن التقليد السوسيوبنان و ذلك ألنه: ي ّ ّ ّن االنفعاالت قاف و للتنشئة و لالكتساب دور فيه وازن و للث إنما و وحدها الغريزة شأن يعتت ال ر ي ّ محدد. ّ ّ و من ّ ه قابلة للمراقبة و للتعديل و ثمة فهو ال ر يعتت االنفعاالت قدرا و طبيعة ال راد لها و إنما ي ّ للتغيت. ّ ّ ّ ّ ّ ّ ّ ن الذ ر ّ رّ ن ان و تعلم كيف نتعلم. م عل الت و الذان عديل الت عىل م المتعل تثمي لقدرة و يف ذلك ي ي ّ ّ نعتت مفهوم الميتا-وجدان أحد أهم الكفايات ر البنان بوجه عام و عليم للت الت يمكن يمكن أن ر ي ي ّ ّ ن ن ن تعليم الفلسفة عىل وجه الخصوص أن يساهم يف تحقيقها لدى المتعلمي .ففهم المتعلمي و ن رّ الت ن بويي لعواطفهم وقدرتهم عىل تعديل انفعاالتهم كفاية وجدانية عىل غاية من الفاعلي ّ وه كفاية مركبة .و تندرج ضمن المعرفة بالذات وبالكينونة Savoir être :و ما األهمية .ي ّ يصاحبها من معرفة بانفعاالتنا من حيث طبيعتها و أسبابها والقدرة عىل مراقبتها و التحكم فيها ّ ّ الذ ر وتعديلها .وال بد من اإلشارة أيضا إىل وجود عالقة وثيقة ن ان من م التعل بي الميتا-انفعال و ي ّ ن الفورتي و ماري المتبضة من ناحية ثانية .لقد سبق لكل من لوين ناحية و بينه والممارسات َّ فرانس دنيال وبيار أندري دودان )2005أن اهتما ب "تنمية الكفاية الوجدانية" وبكيفية فهم
91
ر ّ باستاتيجيات تعديل االنفعاالت .و اهتم websterو(1999) Stratton االنفعاالت .كما ّ حددوا لذلك ثمانية كفايات انفعالية. ّ ّ ّ اللذان ر العاطق و الميتا-وجدان ،هما إذا ،المفهومان ّ ن ّ نقتحهما للتفكت الرئيسيان كاء الذ ّ ّ ي ّ ّ ن ن ن . الوجدان و لكن علينا أن نتقدم خطوة يف سبل التعامل مع المعطالت الثقافية خاصة يف جانبها ي ّ ّ ن ّ إىل األمام نف الكشف عن الطريقة ر العامة يف مشاعرنا و القيمية و االجتماعية الت تؤثر بها األطر ي ي ّ ّ ن ن ّ نكتق بالقول إن ن . العامة تحدد البت االجتماعية و األطر القيمية ما ة عاد إذ االنفعالية حياتنا ف ي ي ّ والشعورية دون أن ّ ن نبي ذلك بالضبط .أي دون أن نحاول فتح الصندوق استجاباتنا االنفعالية ّ ر الت تستثار بها مشاعرنا وعىل كيفية األسود .ال شك أن للعوامل االجتماعية تأثت عىل الطريقة ي ّ التعبت عنها ،و لكن مع ذلك ر تبق لألنا قدرة عىل استبعاد أو قبول المشاعر بصفة إرادية وواعية، ّ ن ّ ن التضف يف المشاعر ،إذا، التضف يف المشاعر و العمل عليها .يندرج براديغم أي قدرة عىل ّ ّ ّ ّ .ن فس و يف إطار هذا ّضمن الرؤية ّالتفاعلية للمشاعر،و هو بذلك يختلف عن رؤية التحليل الن ي ّ "متضف فاعىل (interactionnisteللمشاعر ،تصبح األنا أشبه ما تكون ب التفست الت ي ّ ّ مشاعر" .)Le moi entant que gestionnaire des émotionsأو المعدل والموفق ن بي ّ ّ ّ الخاصة .و ر األساسية هو ّ ّ ّ قابلية تبق مسلمة هذا العمل خصية األطر االجتماعية و حاالت الش ّ للتضف .فاإلنسان يبذل جهدا ويعمل من أجل توليد شعور ما أو تعطيله االنفعاالت ألن تخضع ّ الوضعية الخاصة و مع ّ ّ ر السياق الذي توجد ضمنه. حت ينسجم مع ّ ّ ّ ن التضف يف المشاعر و العمل عليها بالمراقبة و بالتحكم و بالتعديل ،المفصل نعتت يمكن أن ر ّ ّ بي ن بي الماكرو -سياق والميكرو -سياق ،أي العالقة ن األهم نف فهم العالقة ن البت و األطر العامة ي ّ ن ّ ّ الكليان، للتاديغم خصية من جهة و الش المتعينة تاريخيا واجتماعيا من جهة أخرى .فتجاوزا ر ي ّ ر ّ ّ بي ن أرفي هوفمان مستوى وسطا ن ن خصية يرتكز عىل تفعيل االجتماعية والش البت يقتح ّ الوضعيات و المراحل و المشاهد و اللقاءات) ر االجتماع .يتعلق األمر الت يوجد ضمنها الفاعل ي ي ن فالبت ّ ّ الوضعي ّ ّ ن ن اتية .)situationnisme ضمنية و غت ظاهرة .و يف كل مشهد تظل بضب من ّ ّ تفاعىل تأخذ صورة حكومة مصغرة .)un mini-gouvernementفكل مشهد يفرض علينا ي ّ ّ محددةّ . تتحكم نف صلة ن ّ البت اجتماعية قواعد ة ثم بطريقة ف التض عىل نا يجت و اهاته، إكر ر ّ ّ ي ر االجتماعية بالمشاعر .و كره الفلسفة أو ّ حبها ،و ّ الذان ،إال أننا ال يمكن أن بالرغم من طابعه ي ّ ن ّ ن نعتته شأنا فرديا محضا .بل هو نف ارتباط وثيق ن ن وف فتء و الت بسي المجتمع يف الت ر بويب ي ي ي ّ ّ ن ّ ر التصنيف و التقسيم و ف ّ الرفض والقبول .فإذا اقتنت الفلسفة دينيا وتاريخيا بالزندقة و ي ّ اجتماع. تتحول اىل موضوع كره الطبيىع أن الكفر،فمن ي ي
92
ن ّ ّ التضف يف المشاعر أو االشتغال عليها le travail أرىل أوشفيلد ،)2003 تعرف ي ّ نوعية شعور و انفعال )émotionnelعىل أنه "الفعل الذي بموجبه نحاول تغيت درجة أو ّ ّ ّ بالتاىل ال ن تعت نضورة "المنع" و "اإللغاء" .كما تحدد ثالث تقنيات يمكن أن يتمحور ه ي ي ما" .و ي ّ ّ ه تقنيات جسدية ،تعبتية ومعرفية .و تتمثل التضف و العمل عىل المشاعر و حولها هذا ي ّ ن ّ ّ التقنية المعرفية يف الس يىع اىل تغيت المشاعر انطالقا من الصور و األفكار و اآلراء المتعلقة بها. ّ ّ العاطق كما ّ بالنسبة إلينا نضب من ن ن ّ عرفه دانييل جولمان .)2000أي كاء الذ وب ض وهو ي ّ ن ّ خض و عىل شعور اآلخرين ،وذلك لتحفت أنفسنا ،و "القدرة عىل التعرف عىل شعورنا الش ي ّ ّ ّ إلدارة عاطفتنا بشك ل سل يم نف عالقتنا مع اآلخرين" .و بالتاىل فهو كفاءة تحكم ،أي ّ قوة تؤثر ي ي ّ ّ ن ن يف قدراتنا تأثتا عميقا سواء عىل مستوى تسهيلها أو عىل مستوى التدخل فيها .ألن التحكم يف ّ ّ الذ ّ الذ ّ . ه ة اتي والمهارة ة اتي الدوافع و االنفعاالت و مقاومة االندفاع يعد من أعمق المهارات ي ّ ّ ّ ّ ّ ّ ن ن النفس .و ّ ّ انفعاالت العاطق كفاية مركبة يمكن كاء الذ فإن كولمان، إىل جوع بالر ف أصل التحكم ي ي ّ ّ ّ ّ ه: إرجاعها إىل خمس اقتدارات أساسية ،قابل كلها للتعلم و ي ّ التعامل معها. القدرة عىل أن يعرف اإلنسان عواطفه و مشاعره ليجيد ّ ّ ن القدرة عىل إدارة العواطف مثل تهدئة النفس ،و التخلص من القلق ،و عدم الوقوع يف شعة االستثارة. ّ ّ الركون إىل المشاعر ّ الس ّ ّ اإليجابية و تجنب ّ ن لبية. تحفت النفس و استغالل المشاعر القدرة عىل ّ القدرة عىل تفهم عواطف اآلخرين . ن ن القدرة عىل توجيه العالقات اإلنسانية و هو يف معظمه مهارة يف تطوي ع عواطف اآلخرين. يفرض العمل عىل المشاعر نفسه َّ خاصة عندما ال يتطابق شعور الفرد مع الوضعية .فمثال قد ّ ر ّ ّ ّ سلبية تجاه الفلسفة و الفالسفة ،و لكن شيئا فشيئا ،و هو يتقدم محمال بمشاعر يأن التلميذ ن ي ّ ّ .ن يف تعلمها ،قد يجد أن مشاعر الكره والخوف من الفلسفة لم يعد لها ما ريترها يف مثل هذه ّ ّ نّ نّ ه حالة مناسبة جدا لتفعيل و المعرف الوجدان اع ض ال من حالة يعيش لميذ الت الحالة يصبح ي ّ ّي ي بي ثالوث :الوضعية و ن االشتغال عىل المشاعر تعبتا و تغيتا ،خاصة عندما يختل التوازن ن البت ّ القيمية ّ ّ للتلميذ. السائدة و المشاعر الفعلية و األطر ّ ّ لقان المنفلت ،فإننا يمكن أن نرجع المشاعر و االنفعاالت إىل يوح به طابعها الت بالرغم مما ي ي ّ ّ جملة من القواعد المنظمة لها .و ر الت بإدراكهما نصبح قادرين عىل إخضاعها إىل التدريب و ي ّ ّ ّ ّ ضف .وهو ن ّ ن ّ الت ّ العاطق جولمان .)2000فبما أن أو االنفعاىل كاء الذ معت و م حك المراقبة و الت ي ي ّ ّ ن ّ ّ أساس يف االنفعاالت وخاصة المشاعر ،ليست مجرد استجابات بيولوجية ،بل للثقافة دور ي 93
تشكيلها و اشتغالها مثلما سبق بيان ذلك) ،فإنه يصبح من الممكن مراقبتها وتعديلها .فليست بيولوح بل آليات ّ مجرد أدوات ّ المشاعر َّ ّ اجتماع أيضا. نفس و تكيف تكيف ي ر ي ي ن يف هذا اإلطار يمكن أن يلعب برنامج الفلسفة لألطفال كما تبلور من خالل أعمال :ليبمان ،2006توزي ، 2006بيتت ،2004الالن ،2004وساسيفيل )2009دورا رياديا نف ر نش مناخ ر ي ي ن . التنامج قد اقتن بجملة من وجدان مالئم لتعليم الفلسفة منذ الصغر صحيح أن هذا ر ي ّ ّ ّ ن المضامي الفلسفية لخصوصيات المراحل خاصة من حيث مدى استجابة بعض التظننات ّ ّ الن ّ مائية للطفل ،ولكننا نحسب أن نتائج االشتغال عىل الجوانب الوجدانية من تعليم الفلسفة ّ ّ ّ النمائية ن الضورية للتجريد بمعناه لألطفال أمرا مؤكدا ريثما تكتمل وتتوفر كل االستعدادات ّ ن ر ّ ّ وجدانية ال بد من نفسية الحقيق .و يف كل الحاالت ،فإن للتعلم-مهما كان مجاله -رشوطا ي ّ ً إذا ،ا ر ّ ّ ن مراعاتها. بالمثبطات الوع وجدانية ناجعة تنطلق من ستاتيجيا يقتض تعلم الفلسفة، ي ي الوجدانية ثم تشخيصها و فهم آليات اشتغالها و فعلها ثم محاولة استبدالها بمناخ وجدانن ّ ي إيجان و مساعد. ري ّ ّ عادة ما تعكس قواعد المشاعر و الضوابط المنظمة لها نموذجا محددا من االنتماء عامة وأخرى محليةّ ، ثمة قواعد ّ خاصة بجماعة ما .و ّ االجتماع .و ّ ثمة صلة وثيقة ن بي هذه ي ّ . القواعد المنظمة للمشاعر و االيدولوجيا فعىل العكس مما هو سائد ،ال يمكن اعتبار االيدولوجيا محض معارف ،ألننا و بالرجوع إىل دوركايم و غتتز و غوفمان ،يمكن اعتبار ّ للتأويل يمكن وصفه بعبارات الوجدان و المشاعر .لقد سبق لناصيف ّ نصار االيدولوجيا إطارا )2000أن طرح مسألة العالقة ن بي الفلسفة و اإليديولوجيا ليجعل منها مظهرا بارزا من مظاهر ّ األزمة ،إال أنه بالنسبة إلينا ،فإن المسألة االيديولوجية ّ ّ الوجدانية و هامة من جهة الشحنة الت تسبغها عىل الفلسفة .وتاريخيا كان ّ بي األطروحات المار ّ ّ القيمية ر ر ّ االيديولوح ن كسية الضاع ي ي أرضية خصبة لفرز العالقة تجاه الفلسفة .و عادة ما ر ّ ّ ّ الليت ّ اقتن اإلسالمية القومية و الية و و ر ن ر ن يعت ذلك انحسار المشوع اسم الفلسفة يف الوطن ري العرن بأيدولوجيا اليسار أساسا دون أن ي ّ ّ نّ نويري ن يف حدوده. العقالن و الت ي ّ ّ ّ بمادة ّ المتعل ن الرياضيات هو القلق anxièté مي إذا كان أهم انفعال و شعور يحدد عالقة ّ ّ ّ نيمييه ،)1985فإن ّ أهم انفعال يحدد شعور التالميذ تجاه مادة الفلسفة هو الخوف .و هذا ّ ّ ن ن يتوزع ن سببي :الخوف من اإلخفاق يف االمتحان بسبب صعوبة المادة .و الخوف بي الخوف ّ ن من ّ الزي غ و الضالل و الوقوع يف الكفر و الزندقة واإللحاد..واذا أخذ العداء والخوف من الفلسفة ن نلتخ إىل "العالج بالمعرفة" أو "العالج شكال فوبيا "الفيلوفوبيا" ،فإننا يف هذه الحالة يمكن أن ر ّ ن ّ لت المعرف" عبد الرحمان ،)2004الذي يقوم عىل استهداف المشاعر السلبية والتفكت الس ر ي ي ّ ّ ن ر ر الحقيق و عن مدى صحتها االجتار و التقييم و ذلك بالتساؤل عن مصدرها المستقر يف مركز ي 94
ن ومحاولة استبدالها بأفكار إيجابية تجاه الفلسفة .فاإليمان بأن االنفعاالت ناتجة يف جزء هام منها عىل األقل عن تقييمنا لألمور ،فإن ذلك يبقينا مسيطرين عىل الوضعية و بأن األمر ما يزال بأيدينا و بأننا قادرين عىل تغيته. ّ ّ ّ ّ ّ شك أن استحداث ر إيجان تشيعات سياسية تربوية جديدة تدعم وتشجع تعلم الفلسفة أمر ال ري ن ن ينبىع أن يكون مسقطا و إال ظل السياس ما الفلسق من قبل لكنه غت كاف .ألن تشجيع ري ي ي حبيس المناشت .إذ البد من "ثقافة الفلسفة" أوال ثم تأن ر التشيعات ترجمة لذلك .و لعل هذا ي .ن ن ما ِّ ر . الت أشار إليها بن جاء باهلل يف إبراهيم بدران وآخرون ) )1988يف تقييمه يفش المفارقة ي لوضع الفلسفة نف تونس إبان الثمانينات ن حي قال بأن أمر الفلسفة لم يسؤ يوما بمثل ما ساء ي يوم أريد اإلحسان إليها؟ ّ ّ ن ّ ّ بحل ّ ّ يهم فردي ،بل بمجرد خالص يف ضوء ما سبق،نذكر فنقول،ال يتعلق األمر ّ ن ّ ّ العربية من الجماعية ككل وينطلق من إعادة كتابة تاري خ استنبات الفلسفة يف األرض الذاكرة ّ ّ ّ خالل ّ المؤثرات ر التنصيب تلك. الت رافقت عملية السياقات و ي
جدول عدد3 : ّ ُّ ن َّ أهم التهم الموجهة للفلسفة وللفالسفة يق ّ ّ التهم محاور التهم
العالقة بالحقيقة و ببقية أصناف المعرفة
العالقة بالدين
ليس لها أي ن معت ،جدل ال طائل من ورائه ،كثتها ضار ّ قليلها مفيد) ،تعقد األمور ،تافهة ،تخرجنا عىل حدود العقل و التفكت السليم ،علم مستحدث بدعة ) ،علم دخيل و مستورد ،غريبة المنشأ ،رفاهية فكرية ،كذبّ ،ترهات ،ترف فكري ،تجريد ،مثالية ،سفسطة ،إسهاب ،ثرثرة ،تهويل ،لغو ن المعان ،أوهام فارغ ،حشو ،تكرار ،هذر ،إنشاء خاو من ي ّ ن ن لفظ ،تختلق ق تشد ثرثرة، ، الالع و أخيلة،صناعة الكالم ي ي ن الثقاف. المشاكل و الهموم ،انشغال منحض .من أسباب الغزو ي خطرة احذروا الخطوط الحمر ) ،كفر ،إلحادّ ، مدمرة لإليمان و للعقيدة ،تختلف اختالفا ضيحا مع العقيدة ،ملعونة ،تهمة، 95
نذير شؤم ،مناهضة لإلسالم ،من الكبائر ،من الموبقات ،من تراث الغرب الكافر ،هرطقة.
العالقة بالواقع
ن ن ر سء ،لسنا يف حاجة لها ،مصدر قلق و إزعاج للسلط، ال تفيد يف ي ّ مجردات مثالية ال عالقة لها بالواقع ،مضيعة للوقت ،تهادن السلطات ،سبب نف البطالة ،نحن نف ن غت عنها. ي ي
العالقة بالوجدان
ال ّ أحبها ،أخاف من دراستها ،مقلقة ،مرفوضة ،تبعث عىل البؤس ،تسلب الفكر ،أكرهها.
العالقة بالدراسة و بالتحصيل
أجتنا عىل دراستها ،المطالبة ر بنشها عن طريق التعليم مادة ر ّ جريمة ال تغتفر ،ال أحب دراستها بالرغم من االنتساب إىل ّ قسم الفلسفة ) ،مادة بائسة و مأزومة ،دراستها سبب للتندر، بعيدة عن اإلنسان العادي.
العالقة بالفيلسوف
العالقة بالصحة العقلية و النفسية
َّ ن نّ مت ن هي عن الخطأ كفار ،ال يؤمنون باهلل ال وجود لهم اليوم ،غت ن الشياطي، كما نؤمن نحن ،سفهاء ،زنادقة ،ملحدين ،قرناء ّ إنقالبيي ،ر ّ ن ن ن يجتون و يرددون األقوال يساريي مارقي عن الدين، غياب اإلبداع ). ّ طبيىع، جنون ،هوس ،مدمرة مثل الحشيش و الهتوين ،مخ غت ّ ي ن للمجاني فقط ،متعبة للعقل،وجع رأس ليس أكت. الفلسفة
96
الفهرس تقديم ....................................................................................................
4
ر الدين ر َّ ن المدنية ( ن اإليديولوج ) الحقوق والتوظيف بي التأصيل والتبية الدرس ي ي ي الدكتور عبد الرزاق العياري ....................................................................................................................
7
ً ّ ّ ن َّ ّ الزيتوني ن اإلصالحية ( الطاهر الحداد نموذجا ) ي التنويري يق برامج الفكر الجالص الدكتورة بثينة ي ................................................................................................................
29
ر ن الدين التبية والتنوير ي ّ الدكتور مصدق الجليدي ................................................................................................................
45
ّ ّ ّ ّ ّ ّ ن الث ّ الث ّ انوي ّ الث ن ّ قافية ) قاق ( محاولة يق فهم معطالت التنوير والسياق تدريس الفلسفة بالتعليم ي ّ وم الدكتور محسن الت ي ..............................................................................................................
97
55
98