رسالة مفتوحة الى الشعب العراقي وقواه الوطنية

Page 1

‫رسالة مفتوحة الى الشعب العراقي وقواه الوطنية‬ ‫تتسع‪ ،‬فيما ُيشسِب ه السسستهداف المشسسبوه‪ ،‬الحملسسة الجسسائرة ضسسد الشسسعب الكردسسستاني‬ ‫وقيادت ه‪ .‬ومحاولة تحميل ه مسؤولية النهيارات المؤسفة التي تعرضسست لهسسا القسسوات‬ ‫المسلحة والهجهزة المنيسسة العراقيسسة‪ ،‬وأدت السسى اسسستباحة مسسدن وقصسسبات عراقيسسة‬ ‫ى‬ ‫غالية على كل مواطنة ومواطن عراقي‪ ،‬من قبل قطعسسان داعسسش الرهابيسسة وقسسو ً‬ ‫مشبوهة أخرى‪.‬‬ ‫ول يتوقف الستهداف والتعريض عند هذه القضسسية‪ ،‬بسسل بسسات كمسسا لسسو انسس ه منصسسة‬ ‫إضافية لتشوي ه هجميع مواقف شعبنا‪ ،‬وإنكار ما بذل ه في مختلف المراحل التاريخية‪،‬‬ ‫ومسسا يسسزال‪ ،‬مسسن هجهسسود وتضسسحيات لترسسسيخ الخسسوة العربيسسة الكرديسسة وتحقيسسق‬ ‫الديمقراطية للعراق باسره ‪ ،‬والحفاظ على لحمة نسيج المجتمع العراقي‪ ،‬وصسسياغة‬ ‫الشعارات والسياسات والمواقف التي تشكل الساس المتين لهسسذه الوحسسدة الوطنيسسة‪،‬‬ ‫علسسى اسسساس مسسن الشسسراكة الحقيقيسسة فسسي السسوطن‪ ،‬ووفقسسا لقيسسم ومبسسادئ النظسسام‬ ‫الديمقراطي‪.‬‬ ‫ويجري اليوم‪ ،‬في سابقة هي الخطر‪ ،‬تغذيسسة حملسسة كراهيسسة قوميسسة " شسسوفينية " ‪،‬‬ ‫تسسستند السسى تشسسوي ه الوقسسائع‪ ،‬وإظهارهسسا عكسسس مسسا هسسي عليسس ه‪ ،‬وبنسساء هجسسداٍر مسسن "‬ ‫النفصال " بين القوميتين المتآخيتين‪ ،‬والمكونات العراقية‪ ،‬لتخدم اغراضا ً سياسية‬ ‫ومصالح فئوية ضيقة‪ ،‬لمن كان المسبب لقيادة العسسراق مسسن فشسٍل السسى فشسسل‪ ،‬ومسسن‬ ‫أزمة الى أزمة اشد وقعًا‪ ،‬لينتهي ذلك في نهاية المطاف الى هذا القاع من النحدار‬ ‫والهزيمة‪.‬‬ ‫والنغمة النشاز " النفصال‪ ،‬وتقسسسيم العسسراق " ‪ ،‬السستي طالمسسا اسسستخدمتها النظمسسة‬ ‫الدكتاتورية المتعاقبة ‪ ،‬وهي نغمة أثيرة لدى كسسل طاغيسسة متغطسسرس‪ ،‬وحسساكم فاسسسد‬ ‫معسسزول عسسن شسسعب ه ومغيَّسسب عسسن التاريسسخ ودروسسس ه‪ ،‬يجسسري الن بنشسساط محمسسوٍم‬ ‫تسويقها بين الوساط العربية في العسسراق وخسسارهج ه‪ ،‬ودغدغسسة مشسساعرها‪ ،‬وهجرهسسا‬ ‫السسى مواقسسع الضسسللة السياسسسية‪ ،‬والسسسهام فسسي افسسساد البيئسسة الوطنيسسة المشسستركة‪،‬‬ ‫وتصديع الثوابت التي ل يمكن دون الحفاظ عليهسا‪ ،‬البقسساء علسسى الوشسائج الوطنيسة‬ ‫التاريخية بين العراقيين والمحافظة على وحدة البلد التي يدعونها‪.‬‬


‫ومن المؤسف أن هذه الحملسسة السستي ُتكسسرس لهسسا ماكنسسة الدولسسة واهجهزتهسسا واموالهسسا‬ ‫والموالين لحاكمها الفاشل‪ ،‬تريد ان تلقي بهذا الفشل ومسسا ترتسسب عليسس ه مسسن عسسواقب‬ ‫وخيمة على الكرد واقليم كردستان‪ .‬وتلخيصها بنوايسسا اقامسسة الدولسسة الكرديسسة‪ .‬ليسسس‬ ‫هذا فحسب‪ ،‬بل اعتبار سقوط نينوى وصل ح الدين وديالي‪ ،‬وقصبات أخرى‪ ،‬انمسسا‬ ‫هي " مؤامرة " شارك فيها القليم‪ ،‬لتحقيق هدفهم في الستيلء على المناطق التي‬ ‫استقطعها النظام الدكتاتوري السابق في اطسسار سياسسسة التعريسسب والتبعيسسث‪ ،‬ونسسص‬ ‫الدستور العراقي على اعادتها‪ ،‬بالستناد السسى عمليسسة دسسستورية كاملسسة‪ ،‬وفسسي حقبسسة‬ ‫زمنيسسة تنتهسسي عسسام ‪ !.٢٠٠٧‬وهسسذا مسسا طالبنسسا بسس ه طسسوال السسسنوات الماضسسية‪ ،‬دون‬ ‫هجدوى‪.‬‬ ‫واذ نتجاوز استعراض تفاصيل ما هجرى في العاشر مسسن الشسسهر الجسساري ‪ ،‬ونجسسا ح‬ ‫داعش وحلفائها في استباحة ثلسسث الراضسسي العراقيسسة‪ ،‬ومسسا حاولنسساه للحيلولسسة دون‬ ‫ذلك ‪ ،‬فهي صارت معروفة للجميع‪ ،‬نتوقف عند الحملة التشهيرية حول ما نسسبيت ه ل‬ ‫"تقسيم العراق" ‪ ،‬وما نريده لشعبنا الكردي في اطار حق تقرير المصير‪.‬‬ ‫او ً‬ ‫ل ‪ :‬لم نتردد يوما‪ ،‬في مختلف مراحل الكفا ح المشترك مع سائر القسسوى الوطنيسسة‬ ‫العراقية ضد النظمة الدكتاتورية المتعاقبة‪ ،‬في التاكيد علسسى حسسق تقريسسر المصسسير‪.‬‬ ‫ولم يكن مفهوم تقرير المصير غائبسا ً عسسن البرامسسج المبرمسسة مسسع المعارضسسة‪ ،‬وفسسي‬ ‫مقدمتها الحزاب والحركات الشيعية‪ ،‬كما ان مفهوم هذا الحق‪ ،‬هجرى التعسبير عنس ه‬ ‫بوضو ح‪ ،‬بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق‪ ،‬وفي ديباهجة الدستور‪ ،‬في اطسسار "‬ ‫عراق ديمقراطي اتحادي‪ ،‬وشراكة وطنية حقيقية " ‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬لقد استطعنا بكفاحنا وتضحياتنا انتزاع حقنا وان كان " منقوص سا ً " فسسي ظسسل‬ ‫حكم صدام حسين‪ ،‬مجسداً في اقليم كردستان‪ ،‬الذي تمتع " باسسستقلل شسسب ه كامسسل "‬ ‫عن المركز‪ .‬وكان هذا القليم حاضنة لكل الحزاب والحركات المعارضسسة للنظسسام‬ ‫الدكتاتوري‪ ،‬حيث وضع تحت تصرفها ما لدي ه من امكانات واوهج ه دعم‪.‬‬


‫ثالثاً ‪ :‬بعد سقوط الدكتاتوريسسة‪ ،‬فسسي عسسام ‪ ٢٠٠٣‬بادرنسسا " باختيارنسسا " ورغبسسة منسسا‬ ‫بالمشاركة الفعالة في رسم ملمح العراق الجديد‪ ،‬بالتخلي عما كنسا فيس ه مسن " شسب ه‬ ‫اسسستقلل " والنخسسراط فسسي العمليسسة السياسسسية‪ ،‬والمشسساركة فسسي صسسياغة مفاهيمهسسا‬ ‫وهيكليتها‪ ،‬قدر ما نسسستطيع‪ .‬وقبلنسسا ب " التسسسويات " والحلسسول الوسسسطية‪ ،‬ثقسسة منسسا‬ ‫بشركائنا السذين تقاسسمنا معهسم ويلت النظسام السسابق‪ .‬ووهجسدنا فسي الدسستور السذي‬ ‫توافقنا علي ه‪ ،‬اداة لمعالجة ما نراه " حقوقاً " لنا ولغيرنا‪ .‬وشاركنا بنشاط في هجميسسع‬ ‫الستحقاقات النتخابية وفي الستفتاء علسسى الدسسستور‪ .‬ولسم نتخسسذ مسسا يتعسسارض مسسع‬ ‫الدستور من خطوات او تدابير مخالفة ل ه‪ ،‬مع اننا كنا نستطيع فرض " أمر واقع "‬ ‫على ما نراه حقا ً واستحقاقاً دستوريا‪ ،‬في تلك المرحلة حيث لم يكسسن البعسسض قسسادراً‬ ‫على مواهجهة ذلك ‪ !.‬لكننا التزمنا الصبر واعتمدنا الدستور كحكم وفيصل ‪.‬‬ ‫وهذا كل ه خير دليل على نوايانا وسويتنا السياسية والوطنية‪ ،‬وحرصنا على انجسسا ح‬ ‫العمليسسة السياسسسبة‪ ،‬وتكريسسس النظسسام السسديمقراطي التحسسادي‪ ،‬واعسسادة بنسساء دولسسة‬ ‫مؤسسسسسات ومواطنسسة حسسرة متسسساوية ‪ .‬وقسسد رأينسسسا ان نجسسسا ح العمليسسسة السياسسسية‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬وتطبيق الدستور " على علت ه ونواقص ه " يجسد مرحلة مقبولسسة مسسن‬ ‫مفهومنا لتقرير المصير‪.‬‬ ‫ت ومجافاٍة وانكساٍر وتعسساٍل‪ ،‬منسسذ تسولي السسيد نسوري‬ ‫رابعا ً ‪ :‬لكن ما واهجهناه من عن ٍ‬ ‫المالكي السلطة‪ ،‬وبعد تمكين ه من بسط سلطت ه الفردية في الولية الثانيسسة‪ ،‬وتجسساوزه‬ ‫الدستور والشراكة والتوافق الوطني‪ ،‬ونزوع ه السسى احتكسسار الدولسسة والهيمنسسة علسسى‬ ‫مقدراتها‪ ،‬والنحدار بسسالبلد السسى متاهسسات الزمسسات المسسستدامة‪ ،‬والخسسرق الفاضسسح‬ ‫للدستورء‪ ،‬وضعنا في مساٍر آخر يتطلب اعسادة العتبسار للسسستحقاقات الدسسستورية‬ ‫والتوافقات التي تعاهدنا عليها‪.‬‬ ‫لقد أكدنا منذ البداية ودائمًا‪ ،‬أننسسا ملسستزمون بسسالعيش المشسسترك فسسي العسسراق الجديسسد‪،‬‬ ‫طالما حرص الجميع على ان يكون عراقا ً ديمقراطيسا ً اتحاديسا ً تسسداوليا‪ ،‬وإن يجسسري‬ ‫فيسس ه النصسسياع للدسسستور واحسسترام مبسسادئ ه وهجسسوهره‪ ،‬وحمايسسة المكونسسات العراقيسسة‬ ‫والستجابة لحقوقها وتحقيق المساواة فيما بينهسسا‪ .‬والبتعسساد عسسن اي ممارسسسة تقسسود‬ ‫الى النفراد بالسلطة لي كان‪ ،‬وحرفهسسا عسسن مسسسارها السسديمقراطي‪ ،‬واعسسادة البلد‬ ‫الى طريق التسلط والستبداد والدكتاتورية‪.‬‬


‫ف أن نقبسسل بلسسي‬ ‫وقلنا‪ ،‬وهذا ما اكدنا علي ه علنًا‪ ،‬اننسسا لسسسنا مسسستعدين تحسست اي ظسسر ٍ‬ ‫ارادتنا‪ ،‬واعادتنا الى المربع الول‪ ،‬ومواهجهتنا بما يذكرنا بالسياسات والنهج السسذي‬ ‫اغرق كردستان في بحر من دماء مواطني ه‪ ،‬وتحويل موطنهم الى خرائسسب ومقسسابر‬ ‫هجماعية‪.‬‬ ‫وهذا ما واهجهناه بوضو ح طوال مرحلة اغتصاب السلطة والعبسسث بهسسا فسسي وليسستي‬ ‫رئيس مجلس الوزراء المشؤومتين‪.‬‬ ‫وليس ابلغ على تاكيد ذلك مسن ارسسسال ارتسسال دبابسسات ه السسى مشسسارف حسسدود القليسسم‪،‬‬ ‫بقيادة من تلطخت اياديهم بدماء الكسسرد‪ ،‬وبينهسسم مسسن اصسسدر قسسرارات اعفسسائهم هسسذه‬ ‫اليام بعد ان تسببوا بخسارة الموصل وغيرها ‪.‬؟‬ ‫خامساً ‪ :‬ومن المؤسسسف ان ل يسسرى البعسض مسن المنخرطيسسن فسي الحملسة المعاديسسة‬ ‫لشعبنا‪ ،‬سواء بالتواطؤ مسسع سياسسسة الفريسسق الحسساكم ‪ ،‬او بسسالتزام الصسسمت‪ ،‬بسسدعوى‬ ‫الخشية من العزلة ‪ ،‬أو عدم مراعاة مشاعر ناخبيهم ‪ ،‬سسسوى مسسا ُأكرهنسسا عليسس ه مسسن‬ ‫البحث عن بديل لهذا الخراب السسذي انحسسدرت اليسس ه البلد‪ ،‬واللسسوذ بحقنسسا فسسي تقريسسر‬ ‫المصير‪ ،‬ونسيان ما تعاهدنا علي ه في المعارضة وفيما بعد ‪. ٢٠٠٣‬‬ ‫ومن المؤسف ايضًا‪ ،‬مساهمة البعض فسسي تشسوي ه دعواتنسسا المخلصسسة للخسسروج مسسن‬ ‫المتاهسسة السستي وضسسعتنا فيهسسا سياسسسة النفسسراد والتهميسسش والقصسساء والملءات‪،‬‬ ‫وتجريدها من هجوانب مفهومية فيهسسا ‪ ،‬وتركيزهسسا فقسسط علسسى اننسسا نريسسد التفصسسال‪،‬‬ ‫كمفهوٍم وحيد الجانب لمبدأ‬ ‫" تقرير المصير " ‪!.‬‬ ‫ويتناسى هذا البعض والوساط المشاركة في الحملة‪ ،‬ما اكسسدنا عليسس ه مسسن ضسسرورة‬ ‫اللتزام بالثوابت الوطنية الكفيلة بان تجمعنا‪ ،‬والتجاوزات الفظة التي من شأنها أن‬ ‫تفرقنا ‪:‬‬ ‫يجمعنا الدستور ‪ ،‬وبناء دولة المؤسسات والحريات في اطار النظام السسديمقراطي‪،‬‬‫والمشاركة الحقيقة في حكم البلد‪.‬‬


‫ونحن نذكر ‪ ،‬لعسسل فسسي السسذكرى مسسا ينفسسع مسسا ورد فسسي ديباهجسسة الدسسستور مسسن " ان‬‫اللتزام بهذا بالدستوريحفظ للعراق اتحاده الحر شسسعبا ً وارض سا ً وسسسيادة " وهسسو مسسا‬ ‫خرق بكل تفاصيل ه ‪ !.‬وعلى من فعل ذلك ان يلوم نفس ه‪.‬‬ ‫ويفرقنا خسسرق الدسسستور‪ ،‬وتشسسوي ه المسسسار السسديمقراطي‪ ،‬والتجسساوز علسسى الحقسسوق‬‫وغمطهسسا‪ ،‬بالنسسسبة لكسسل المكونسسات‪ ،‬وتأسسسيس سسسلطة فرديسسة تسسسلطية‪ ،‬تقسسود السسى‬ ‫دكتاتورية من نمط هجديد ‪.‬‬ ‫وما حصل ويحصسسل حسستى الن‪ ،‬هسسو الخيسسار الثسساني السسذي يجسسسده نهسسج المسسالكي‪،‬‬‫واصسسراره علسسى الغسساء الدسسستور‪ ،‬وتهميسسش الخريسسن واقصسسائهم‪ ،‬واضسسطهادهم‪،‬‬ ‫ورفض التخلي عن السلطة تحت اي ظرف‪ .‬ويحصل ايضا ً اظهسسار فاضسسح لنكسسار‬ ‫حقوقنا الدستورية في استعادة المناطق المقتطعة مسسن اقليسسم كردسسستان‪ ،‬بسسل يتجسساوز‬ ‫المر كل ذلسك‪ ،‬بتلسويح ه بيسن فسترة وأخسرى باسستخدام الزهجسر والقسوة ضسد القليسم‬ ‫ت تتجسسدد كلمسسا راى فسسي ذلسسك‬ ‫مختلقا ً الذرائع الواهية والمفبركة احيانًا‪ ،‬واثارة ازما ٍ‬ ‫تصريفاً لما يواهجه ه من فشل وتراهجع في ادارة حكم البلد ‪.‬‬

‫سادسا ً ‪:‬‬ ‫ولعلم من ل يعلسسم‪ ،‬فسسان التطسسورات الخيسسرة غيسسر المسسسبوقة السستي أدت السسى سسقوط‬ ‫نينوى وصل ح السسدين وديسسالى واطسسراف مسسن محافظسسة كركسسوك‪ ،‬لسسم تكسسن مقسسدماتها‬ ‫بخافيسسة علسسى الفريسسق الحسساكم ‪ ،‬إذ بادرنسسا فسسي وقسست مبكسسر للتنسسبي ه علسسى مسسا يجسسري‬ ‫التحضير ل ه في الموصل‪ ،‬وضرورة التنب ه للعواقب الخطيرة التي قد تترتب عليها‪،‬‬ ‫مما يشكل عوامل مضسسافة للفتنسسة والستربص فيهسا‪ ،‬وكسان رد الفعسسل إزاء تحسسذيراتنا‬ ‫المتكررة‪ ،‬يعكس الكيفية التي يتصرف بها من يحكم العراق‪ ،‬اذ قوبلت على عكسسس‬ ‫ف مماثلسة محفوفسة بالمخسساطر‪ ،‬بالسستخفاف‪،‬‬ ‫ما كان لزما ً ان تقابسل بس ه فسي ظسرو ٍ‬ ‫وربما بالتشكيك في نوايانا من التحذير !‬ ‫لقد اكدناعلى ان التحشد والتسلل من الحدود المتاخمة للمنطقة‪ ،‬ومظاهر التحريض‬ ‫والتحدي من داخل مدينة الموصل‪ ،‬باسسستغلل التسسذمر بيسسن سسسكانها ممسسن يشسسعرون‬ ‫بالحباط هجراء سياسة التمييز والعسسزل الطسسائفي‪ ،‬يتواصسسل ويتطسسور دون انقطسساع‪،‬‬


‫ولم يكن ذلك خافيًا‪ ،‬إل على من كانت على ابصارهم غشاوة‪ ،‬أو في نفوسهم عقسسدة‬ ‫تحرك وساوسهم وتدفعهم الى الضللة‪ ،‬والسير عكس التجاه الذي يفرضسس ه العقسسل‬ ‫وتتطلب ه الحكمة‪.‬‬ ‫ومثلما أقدمنا دائماً بالنطلق من شعورنا بالمسؤولية أزاء الخطار التي تحدق بنسسا‬ ‫هجميعًا‪ ،‬وضعنا قادة الحسسزاب والكتسسل دون اسسستثناء‪ ،‬فسسي مسسا يسسدور ومسسا ينمسسو مسسن‬ ‫مظاهر سسلبية واخطسسار هجديسسة‪ ،‬وهسسو مسسا بادرنسسا اليسس ه ايضسًا‪ ،‬بعسسد سسسقوط الموصسسل‬ ‫والمدن والقصبات الخرى‪ ،‬مؤكدين على ضرورة ابسسداء اقصسسى درهجسسات اليقظسسة‪،‬‬ ‫والرتقاء الى المستوى الذي تستدعي ه‪ ،‬سياسسسياً بالدرهجسسة الولسسى‪ ،‬ومسسا تتطلبسس ه مسسن‬ ‫إهجراءات وتدابير عملية‪ ،‬عسكريا ً وأمنيًا‪ .‬وكانت نوايانا الصادقة تصطدم بالتشكيك‬ ‫والتعالي الفظ ِمَمن بيدهم الحل والربط‪.‬‬ ‫وظلت المؤشرات الحكومية ‪ ،‬تؤكد على اغفال متعمد لجدية المخاطر وما تتطلبهسسا‬ ‫من حٍل سياسي هجذري‪ .‬بل كان التصرف عكس المطلوب تمامًا‪ .‬فبدلً من مراهجعة‬ ‫عقلنية وحكيمة للموقف والسياسات ومعالجة الخلل السياسي والمني والعسسسكري‬ ‫في الموصل والمحافظات التي تقطنها اغلبية من المكون السسسني‪ ،‬تصسساعد الموقسسف‬ ‫السلبي من أقليم كردستان واتسم باستنفاٍر عدائي‪ ،‬وإنكاٍر لموقع ه ودوره في العملية‬ ‫ف بحق مواطني القليم‪ ،‬الى حسسد المحاربسسة فسسي مصسسدر عيشسسهم‪،‬‬ ‫السياسية‪ ،‬واهجحا ٍ‬ ‫وقطسسع المسسوال المخصصسسة للرواتسسب‪ ،‬فسسي ذات السسوقت السسذي هجسسرى صسسرفها‬ ‫للمحافظات الخرى‪ ،‬وهو ما لم يسبق ل ه مثيل في ظل النظمسسة المسسستبدة المعاديسسة‬ ‫للشعب العراقي وللحقوق القومية للكرد‪.‬‬ ‫وقد هجرى هذا التصعيد والتحريض ضدنا‪ ،‬في نفس السوقت السذي شسهد تعاميسا ً عسن‬ ‫التحركسسات المريبسسة مسسن التنظيمسسات الرهابيسسة‪ ،‬وخرقهسسا للحسسدود‪ ،‬وتجميسسع قواهسسا‪،‬‬ ‫وتمكين خلياها النائمة في الموصل‪ ،‬والمحافظات المحتلة من داعش وبقايا النظام‬ ‫السسسابق والتنظيمسسات المسسسلحة الخسسرى‪ ،‬هجهسساراً وامسسام انظسسار القيسسادات العسسسكرية‬ ‫والمنية التحادية‪ .‬وبدا المشهد‪ ،‬يفضح النهج المنحرف السسذي يسسسعى للتعبئسسة ضسسد‬ ‫القليم‪ ،‬ويظهره كمسسا لسسو انس ه عسسدو العمليسسة السياسسسية والدسسستور‪ ،‬وكيسسل التهامسسات‬ ‫الباطلة ل ه ‪ ،‬حد تحميلنا مسؤولية النهيارات التي قاد الجيش والعراق اليهسسا‪ !.‬وهسسو‬ ‫ما يجري تغذيت ه في مختلف الوسسساط‪ ،‬وفسسي وسسسائل العلم المواليسسة‪ ،‬علسسى مسسدار‬


‫السسساعات واليسسام‪ ،‬بمحاولسسة اظهسسار الشسسعب الكسسردي‪ ،‬كمعسساٍد للشسسيعة ودورهسسم‬ ‫ومواقعهم في السلطة السياسية للعراق‪!.‬‬ ‫لقد اكدنا دائما‪ ،‬وعززت الحياة صدق افعالنا ونوايانا‪ ،‬اننا لم نكن يوما ً طرفا ً سسسلبيا ً‬ ‫في الصراع الذي دار منذ سقوط النظام الدكتاتوري‪ ،‬ولسسم نسسساوم أو نقسسف ضسسد اي‬ ‫مكون من المكونات الوطنية العراقية‪ ،‬بل تعاطفنا ودافعنا عسسن الحقسسوق والمطسسالب‬ ‫الدستورية للمكون السني‪ ،‬وعارضسسنا تهميشسسهم او اقصسساءهم‪ ،‬او أضسسعاف دورهسسم‬ ‫المشروع في الحياة السياسية وفي السلطة‪ .‬كما لم نفرط في حقوق الطائفة الشيعية‪،‬‬ ‫أو دورهم وما يسجل ه الدستور لهم من مواقع قيادية في ادارة البلد‪ ،‬وحرصنا على‬ ‫التمييز بين السياسات الخاطئة للشسسيعي المسسسؤول فسسي الدولسسة ومسسواقف ه مسسن حقوقنسسا‬ ‫وقضايانا‪ ،‬والمكون الشيعي الذي نعسستز بتحالفنسسا معسس ه تاريخيسًا‪ ،‬وكسسذلك الحسسال مسسع‬ ‫المسؤولين السسسنة‪ ،‬والطائفسسة السسسنية ‪ .‬وسسسنظل نسسدافع انطلقسا ً ممسسا أقسسره الدسسستور‪،‬‬ ‫وتفرضس ه تطسورات الحيسساة السياسسية عسن حقسوق ومطسسالب هجميسع العراقييسن علسسى‬ ‫اختلف انتماءاتهم ومبولهم السياسية والعقائدية والقومية‪.‬‬ ‫وقلنا دائمًا‪ ،‬ونؤكد اليوم ايضًا‪ ،‬ونحن نجتاز مرحلة دقيقة من مراحل تطور العراق‬ ‫الجديسسد‪ ،‬إن بقسساء العسسراق رهسسن بتسسأمين مصسسالح مكونسسات ه‪ ،‬والسسستجابة لتطلعاتهسسا‬ ‫المشسسسروعة‪ .‬ويتعسسسذر تحقيسسسق ذلسسسك دون اسسسستكمال بنسسساء أسسسسس الدولسسسة المدنيسسسة‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬واقامسسة مؤسسسساتها الدسسستورية‪ ،‬وتكريسسس شسسرعية سسسلطاتها والحفسساظ‬ ‫ت ُتلحق بها‪ .‬ومثل هذه الشرعية تسسستوهجب‬ ‫على استقلليتها‪ ،‬بمعزل عن اي تشوها ٍ‬ ‫وضع الليات التي تحسسول دون النفسسراد بالسسسلطة‪ ،‬أو التّغسسول بالعتمسساد عليهسسا‪ ،‬أو‬ ‫حرفها نحو التسلط والدكتاتورية‪ ،‬واخراهجها مسسن المسسسارات السستي يفرضسسها النظسسام‬ ‫السسديمقراطي التحسسادي التسسداولي‪.‬كسسذلك يتطلسسب معافسساة الحيسساة السياسسسية‪ ،‬بسسأخراج‬ ‫العملية السياسية من مجرى التحاصص الطائفي واثارة النعرات المذهبية الذميمسسة‪،‬‬ ‫وتعبئتها وتحويل ولءاتها‪ ،‬فوق اعتبارات النحياز الوطني‪ ،‬وقيم المواطنة الحرة‪.‬‬ ‫إن كردستان عانت الويلت من الرهاب وحملت التكفير‪ ،‬ونحن نسسدرك مسسا تمثلسس ه‬ ‫المنظمات الرهابية ‪ ،‬من اهداف واساليب وحشية‪ ،‬ونعسسرف انهسسا ل تسسوفر الجميسسع‬ ‫من مخططاتها الظلمية المتخلفسسة‪ .‬ومسسن هسسذا المنطلسسق أدنسسا ونسسدين كسسل المنظمسسات‬ ‫الرهابية‪ ،‬ونتصدى لها ولمشاريعها بكل ما نتمكن من ه من اساليب ووسائل‪ .‬ولكننا‬ ‫ندرك‪ ،‬أن تصسفية هجسذور الرهساب‪ ،‬واهجتثساث وتجفيسف مصسادره يقتضسي‪ ،‬اتخساذ‬


‫السياسسسات والتسسدابير السستي تحرمسس ه مسسن أي ملٍذ آمسسن‪ ،‬أو بيئسسة مواتيسسة‪ ،‬أو حاضسسنة‬ ‫ج‬ ‫ترعى وهجوده وتتعاطف مع ه‪ .‬وفي واقعنا الملموس‪ ،‬وبعد ثماني سسسنوات مسسن نه س ٍ‬ ‫فسسردي تسسسلطي واقصسسائي للمكسسون السسسني‪ ،‬ومسسن اهجسسراءات وتسسدابير تفتقسسر لبسسسط‬ ‫دواعي التعقل والحكمسسة‪ ،‬اسسستطاعت داعسش وفسسرق ارهابيسسة ومسسسلحين عشسسائريين‬ ‫متضررين من السياسة السائدة‪ ،‬أختراق منسساطق واسسسعة‪ ،‬وفسسرض سسسطوتها بسسالقوة‬ ‫عليها‪ .‬ان داعش ليست هي المكون السني‪ ،‬والتنظيمسسات الخسسرى ليسسست تعسسبيرات‬ ‫عنها‪ ،‬واذا ما شعر بعسسض مسسن سسسكانها‪ ،‬بالطمئنسسان مسسن الواقسسع الجديسسد‪ ،‬فسسان تلسسك‬ ‫ظاهرة مؤقتة‪ ،‬سرعان ما ستسفر التطورات اللحقسسة‪ ،‬عسسن افتضسسا ح هسسذا الواقسسع ‪،‬‬ ‫والخسسروج علسسى داعسسش‪ ،‬وبسسروز مظسساهر الختلف حسسد القتتسسال بيسسن المسسسلحين‬ ‫وانتفاض السكان على سلطة الرهاب الذي قد يفوق ما عانت منسس ه فسسي ظسسل الحكسسم‬ ‫الفردي المتناقض مع الدستور وسياقات ه في بغداد‪.‬‬ ‫وبقدر مسؤوليتنا التضامنية‪ ،‬فاننا سنواصل التصال بجميع الفرقاء‪ ،‬المتفقين معنسسا‬ ‫والمختلفين‪ ،‬بغية انضاج حسٍل سياسسسي هجسسذري‪ ،‬قسسوام ه اهجسسراء اصسسل ح بنيسسوي فسسي‬ ‫هيكل الدولة ومرافقها ومؤسساتها‪ ،‬وتكريس آلية ديمقراطية‪ ،‬يتعذر في ظلها تّغول‬ ‫اي حاكٍم أو سلطة سياسية‪ .‬وسنسعى مع الجميسسع‪ ،‬للبحسسث فسسي مسسا يقتضسسي ه الوضسسع‬ ‫الجديد الذي نجم الذي نجم بعد العاشرمن حزيسسران ‪ ،‬مسسن تغييسسرات وأطسسر سياسسسية‬ ‫تستجيب وتطمن المكون السني‪ ،‬ويعزل الرهابيين‪ ،‬ويقصيهم من الملذات المنسسة‬ ‫التي يتحركون فيها‪.‬‬ ‫لقد تغاضينا عن الساءات والتهامات المغرضة التي يغذيها الفاشسلون ضسد شسعبنا‬ ‫والقليم‪ ،‬معتمدين على وعي الشعب العراقي‪ ،‬والمخلصين مسن الكتسل والحسزاب‪،‬‬ ‫للرد عليها ووضع حٍد لها‪ .‬ولدينا مسسا يشسكل ردعسا ً مناسسسبا ً لمسن تسسول لهسسم انفسسسهم‬ ‫ومطامعهم‪ ،‬مواصلة هذا الطريق الوعر‪..‬‬ ‫اننا نتساءل ‪ ،‬اليس من فرق عرب العراق الى سنة وشسسيعة‪ ،‬هسسو مسسن قّسسسم العسسراق‬ ‫فعليا ً ‪.‬؟‬ ‫ثسسم اليسسس تكريسسس النزعسسات الطائفيسسة‪ ،‬هسسو فسسي صسسميم تمزيسسق نسسسيج المجتمسسع‬ ‫العراقي ‪..‬؟‬


‫ان الشعب الكردي‪ ،‬اذ يضع برلمان ه وقيادت ه امام المسؤولية التاريخية لتحديد مسار‬ ‫تقرير مصيره‪ ،‬فان ه سيواصل اتخاذ ما يراه مناسباً لحماية حقوق ه‪ ،‬ولن يتراهجع عن‬ ‫المسار الذي يتجسد في تقرير المصير‪ ،‬يتطلع في ذات السسوقت‪ ،‬لكسسي تبسسادر القسسوى‬ ‫الحية‪ ،‬من أحزاب وكتل برلمانية‪ ،‬شيعية وسنية‪ ،‬لطلق مبسادرة سياسسية‪ ،‬يسستعيد‬ ‫من خللها العسسراق عسسافيت ه‪ .‬وتتحقسسق فيسس ه لكسسل العراقييسسن والمكونسسات دون اسسستثناء‬ ‫المسسساواة والحريسسات والشسسراكة الفعليسسة فسسي حكسسم البلد ‪ ،‬فسسي دولسسة ديمقراطيسسة‬ ‫اتحادية ‪ ،‬تضع حداً للتسلط والنفراد والدكتاتورية‪.‬‬ ‫ان تقرير المصير حسسق مشسسروع لشسسعبنا‪ ،‬اسسستناداً لكسسل الشسسرائع والمبسسادئ المميسسة‬ ‫والوطنية‪ ،‬وشعبنا لن يتراهجع عن هسسذا الحسسق‪ ،‬وتطسسبيق آليسسات ه وتسسامين مسسستلزمات ه‪،‬‬ ‫وسسسيعتمد فسسي ذلسسك علسسى السسدعم مسسن الشسسعب العراقسسي والتشسساور مسسع ممثليسس ه وكسسل‬ ‫المدافعين عن حق الشعوب والمم التي تستبا ح ارادتها ‪ .‬ان العيش المشترك خيسسا ٌر‬ ‫طوعي اذا تجسد في ه مايراه الشعب اسسستجابة لمرحلسسة مسن مراحسل حقسس ه التساريخي‪.‬‬ ‫وفي هذا السسسياق‪ ،‬ل يمكسسن لشسسعبنا ال ان يتسسذكر بعرفسسان ‪ ،‬مواقسسف آيسسة اس المسسام‬ ‫محسن الحكيم والشهيد الصدر لوقوفهما الى هجانب شعبنا وكفاح ه دفاعا ً عن حقسسوق ه‬ ‫ومصالح ه القومية ‪.‬‬ ‫والنفصال وتقسيم العراق‪ ،‬تقع مسؤوليت ه على القوى والحكام الذين يكرسون نهسسج‬ ‫س طائفي ومسسذهبي‪ ،‬ويقتلسسون المسسواطن او يقصسسون ه علسسى‬ ‫تمزيق المجتمع على اسا ٍ‬ ‫الهوية‪!..‬‬ ‫اليس هجلياً امام كل مواطنة عراقية ومواطن عراقي‪ ،‬وامام كل الشعوب المناصسسرة‬ ‫لشعبنا ‪ ،‬ان تشبث السيد المالكي بولية ثالثسسة‪ ،‬رغسسم مسسا اصسساب البلد مسن انتكاسسسة‬ ‫خطيرة‪ ،‬ورغم تاكيد هجميع القسسوى علسسى تغييسسره‪ ،‬اداة لسسدفع العسسراق السسى مزيسٍد مسسن‬ ‫الفوضى والتشتت‪ ،‬والنزلق الى منحدر ل قرار ل ه ‪..‬؟‬ ‫اننا نؤكد بوضو ح اننا لن نتراهجع عن حقنا في تقرير المصسسير ‪ ،‬كمسسا يقسسرره شسسعبنا‬ ‫بارادت ه الحرة ‪.‬‬ ‫ ان تهديد مستقبل العراق والعراقيين ‪ ،‬هي مسؤولية يتحملهسسا مسسن يصسسرون علسسى‬‫تمزيسسق نسسسيج المجتمسسع العراقسسي‪ ،‬ويخرقسسون الدسسستور‪ ،‬ويضسسعون العراقييسسن فسسي‬ ‫مواهجهة نمط هجديد من الدكتاتورية ‪.‬‬


‫مسعود بارزاني‬ ‫رئيس اقليم كردستان‬ ‫صل ح الدين ‪ /‬في ‪ ٨‬تموز ‪٢٠١٤‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.