أصدق اء ديونيزوس العدد 31 - 003يناير 2013 مجلة أدبية وفنية ،تصدر عن حلقة ”أصدقاء ديونيزوس“ األدبية والفنية بالدار البيضاء ،المغرب
الـشـع ــر األيـْـروت ـي ـك ــي
الشاعر صالح حسن
الشاعرة اإلغريقية صافو
تكونين في البيت
أن تحبي رجال“
عندما
الباحث إدريس كثير
األَيْـ ـ ـ ُـر وتِـيـ ـ َك ـ ــا
(هنري ميللر والسيكسيس)
”أسفي عليك صغيرتي
الباحثة هيلين سيكسوس
”على مرمى
ضوء تفاح الورد“
2
أصدق اء ديونيزوس العدد الثالث 13 ،يناير 3131
المشرفون على التحرير: بوجمعة أشفري محمد عنيبة الحمري ناصر يودي (كندا) © Logo: Ahmed Jaride
اإلخراج والتصميم الفني :بوجمعة أشفري
تُصدرها حلقة ”أصدقاء ديونيزوس“ األدبية والفنية الدار البيضاء ،المغرب ————
المراسالت على البريد اإللكتروني: amiesdedionysos@gmail.com anibamohamed@hotmail.com nacer.youdy@gmail.com
هيلين سيكسوس: على مرأى ضوء تفاح الورد (ص)29 :
إدريس كثير األَيْـ ـ ُـر وتِـ ـ ـي ـ ـك ـ ــا (ص)33 : حنان درقاوي ENCORE (ص)32 :
ملف العدد :الشعر اإليروتيكي عز الدين العالم: عن الجسد واإليروتيكا في الشعر العربي محمد عنيبة الحمري: في الشعر العربي اإليروتيكي عادل حدجامي: صافو ،شاعرة اإليروتيكا اإلغريقية أحمد لطف اهلل: اللغة تترقرق على سواحل سرير اللذة عمر العسري: الشعر واإليروتيكا صالح حسن: عندما تكونين في البيت سعيد الباز: تمزقات غير روحية من أجل جورب إنجليزي محمد مسعاد: شهوات بالتقسيط المريح محمد عرش: سقوط جمانة حداد: إلى ٍ تحت أيها الموت سعدي يوسف: قصائد من ”إيروتيكا“ بوجمعة أشفري: أجساد تخلع مالبسها نهارا حسن طلب: برهة خاطفة
Nu couché ZAO WOU-KI
3
ص10 : ص31 : ص31 : ص31 : ص33 : ص10 : ص31 : ص31 : ص30 : ص30 : ص31 : ص32 : ص31 :
أصدق اء ديونيزوس
ات أَجس ِ االفتتاحية :لِنُعلِن ميلَنَا ومحبَّتَنَ ا لِرغَب ِ ادنَا ْ ْ َ ْ َََ َْ َ َ
نستأنف الكالم نستأنف إصدار جملة ”أصدقاء ديونيزوس“ (العدد الثالث) ،ومعها ُ بصوت ٍ متسكنا حبقنا الطبيعي يف عقد لقاءاتنا (حلقاتنا) عال من أجل اإلعالن عن ُّ ومالعينه الديُونيزوسية ،حمتفني يف كل ليلة من آخر كل شهر َ بشياطني اإلبداع َ
(األحياء طبعا قبل األموات) حبضور نَدميات ونُدماء ديونيزوس. احملافل الثقافية والفنية اليت تنتصر لـ ”اللوغوس“ عما ألفته ويكو ُن االحتفاءُ خمتلفا َّ ُ
على حساب ”امليتوس“ بنسبة تسعني يف املائة ،إن مل نقل مائة يف املائة. حلقاتنا خمتلفة عما كرسه ويكرسه النظام الثقايف السائد ،لكنها مؤتلفة مع الرغبة ِ تسمو يف اجتاه الروح على ال َكامنة يف كل واحد منا ..مع الرغبة اليت ال تتعاىل وال ُ تلتصق باألرض حيث متتز ُج (هي ومن معها) يف ِحساب اجلسد ..مع الرغبة اليت ُ ٍ ِ اللصيق متوت وحتيا يف اجلسد تدوم ،حتيا و ُ عناق مع احلياة واملوت ..مع الرغبة اليت ُ باجلسد يف شىت احلاالت والوضعيات ،ال فرق بني الذكر واألنثى واخلنثى ...ال فرق ميوت وحييَا يف اجلنس كما يف الكتابة، بني ممارسة اجلنس وممارسة الكتابة.. ُ فاجلسد ُ
يف الفن كما يف احلياة... ٍ نشرب (اجلعة أو النبيذ) يف حلقاتنا الديونيزوسية لنصحو ..وجهاً لوجه نقرعُ ونكرعُ ُ ُ ونصحو ليصحو نشرب خنبه مرة أخرى الس ْكر النخب حىت إذا َ مال على أحدنا ُّ ُ ُ ُ تصحو األرض على زخات املطر... على الصداقة ،متاما مثلما ُ وألن ديونيزوس ليس امساً غريباً عنا ،حبكم أننا ننتمي وإياهُ حلوض البحر األبيض موضوع الرغبة، نتحلق فيها حول اسم أو حول ثيمة، املتوسط ،سيكو ُن ،يف كل ليلة َ ُ
وسيكو ُن األصدقاء والصديقات راغبني وراغبات ،وستكو ُن حلقاتنا وجملتنا هذه وسيطا لرغبتنا مجيعا... فتعالوا أيتها الصديقات أيها األصدقاء نُعلن معاً ،عربمها (احللقة واجمللة)ْ ،ميلنا وحمبتنا وتسكر ،يف الكتابة كما يف احلياة. تصحو تصحو ُ وتنامُ ، لرغبات أجسادنا وهي ُ ُ
4
مل الع ف
دد
الشعر اإليروتيكي
5
مل ف
الع
دد
أصدق اء ديونيزوس
خمس مالحظات موجزة عن الجسد واإليروتيكا في ال ّ شعر العربي عز الدين العالم (*)
وضعني أصدقائي في مرتبة رفيعة حين طلبوا منّي أن أفتتح هذه اللقاء الحميمي .بدءا عل ّي أن أنبّهكم أنّي ال أ ّدعي معرفة كبيرة، سواء بالنّصوص التراثية أو المعاصرة التّي تح ّدثت عن موضوع الجسد واإليروتيكا في ال ّشعر واألدب عموما .ولكن حدث لي أن اكتشفت أثناء اشتغالي بمواضيع أخرى نصوصا مختلفة تالمس ،من قريب أو من بعيد ،موضوع هذه الجلسة ،وفي مق ّدمتها رسائل الجاحظ ،وتحديدا "رسالة الغلمان والجواري" ،إضافة إلى بعض الكتب المعروفة ،وعلى رأسها كتابات الفقيه النّفزاوي وجالل الدين السيوطي ،وكتب أخرى أقل انتشارا مثل "نزهة األلباب في ما ال يوجد في كتاب" للفقيه شهاب الدين التيفاشي ،ناهيك عن بعض أشعار أبي نواس وابن الرومي وآخرين... لديّ ،إن سمحتم ،خمس مالحظات موجزة ،أ ّولها تنبيه ،وثانيها تذكير ،وثالثها إشارة ،ورابعها ملحوظة ،وآخرها حكاية. تنبيه: ُكثر هم من يتح ّدثون عن التراث العربي اإلسالمي بصيغة المفرد وهو جمع .واألدهى من ذلك أن يحصروه ،بل يحاصروه ،في نصوص شرعية بئيسة ،وفتاوى تعسيرية ،وأحاديث موضوعة ،كما لو ّ أن المسلمين لم يعرفوا في تاريخهم غير الفتاوى ونواقض الوضوء وسلسلة ال متناهية من الممنوعات واألحكام ،وعلى رأسها الحطّ من الجسد وملذاته ،وقمع األنثى وشهواتها... أبدا لم يكن موضوع جلستنا هذه من المحرّمات .يكفي استقصاء بعض من الك ّم الهائل لما ُكتب عن الحبّ والجنس والنّساء ،بدءا من الوله الصوفي والتّغزل العذري إلى وصف أد ّ ق األوضاع الجنسية .شعراء ُكثر تغنّوا بملذات الحياة ال ّدنيا .آالف الحكايات يع ّج بها التراث اإلسالمي ال تزال شاهدة على وجود شيء من اللهو واالفتتان بالجسد والحبّ القاتل.
6
مل الع ف
دد
أصدق اء ديونيزوس
تذكير: أن موضوع الجسد والنّكاح داخل في نطاق التّبرجّ ، قد يعتقد البعض ّ وأن المتح ّدث عنه ال يمكن أن يكون إالّ من زمرة ال ّزنادقة. ولكن ما القول في ّ أن أغلب من كتب في الموضوع هم فقهاء وقضاة عصرهم؟ وما القول في الفقيه المعروف جالل الدين السيوطي الذي ألّف في فوائد النّكاح وأسمائه ومواسمه ولغاته وأوضاعه ما ال يق ّل عن خمسة عشر مؤلّفا؟ كيف نفهم مق ّدمات كتاباته، ومق ّدمات تآليف من سار على منواله ،وهي كلّها تدافع عن شرعية الحديث في موضوع النّكاح ومستلزماته دون حياء في الدين، مستشهدة باآلية القرآنية والحديث النّبوي؟ إشارة: ال أبالغ إن قلت ّ إن الباحث يمكنه ،وأمام الك ّم الهائل لما ُكتب عن أسماء الجماع وأوضاعه ولغاته ،وأسماء الذكر وكنياته ،وأسماء الفرج وكنياته ،وصفات المرأة بمحاسنها وأضدادها ...يمكنه فعال أن يع ّد قاموسا ضخما يحيط بالموضوع في ك ّل دواخله ،ومن ك ّل جوانبه. ملحوظة: وأنا أقرأ بعض النّصوص ،أذكر منها قصيدة للشاعر أبي نواس يتخلّلها شيء غير قليل من اللهو والمرح في ع ّز شهر الصيام ،وأنا أقرأ أيضا وصفا شديد ال ّدقة لوضع جنسي أتبثه الجاحظ في رسائله ،وأنا أقرأ مرّة أخرى قصيدة استثنائية للشاعر أبو حكيمة يرثي فيها عضوه التناسلي الذي عجز عن أداء وظيفته ...هي نصوص قليلة عرفتها ،وأخرى كثيرة أجهلها تطرح عل ّي اليوم سؤاال واحدا. ولكن األكيد ،ودون مبالغةّ ، ّ ما الذي حدث حتّى كان األجداد أكثر جرأة وطالقة من األحفاد؟ ليس لد ّ أن هناك نصوصا ي جواب، ُكتبت باألمس البعيد لن تفلت اليوم في القرن الواحد والعشرين من مقص رقابة ترى نفسها وصية على سلوكنا و أخالقنا. فائدة: على عكس الصّورة التي يحاول البعض أن يق ّدمها لنا عن خلفاء اإلسالم الورعين األتقياء ،الذين يصلّون صباح مساء ،ال نجد غير ّ وطأهن جميعا ،وغير "معتصم" باهلل تقول كتب التّاريخ إنّه ملك "متو ّكل" على هللا أحاط نفسه بألف جارية ،تقول المصادر إنه ثمانية ألف غالم ،ناهيك عن شبق "الرّشيد" ولهو "األمين" ،وحريم كل سالطين اإلسالم... (*) كاتب وباحث في العلوم السياسية
أ ...شحنات انفعالية توحي بهشاشة الثر المنسل من برزخ فاصل بين الماء والنار ،بين العتمة والنور.. أ أ أ أ جاريد حمد ا الفنان التشكيلي كم هو صعب ان يستيقظ امرؤ ول يجد اثرا واضح المعالم للوجود العيني .هكذا اشعر كلما سنحت لي أ أ أ أ الفرصة برؤية اعمال الفنان التشكيلي احمد جاريد .وهكذا اجدني واقفا امام عتبة "حتى مطلع الفجر".. آ أ العماء في سفر ثار ا اقصد الخيط النوراني الذي يبزغ في غفلة من ابصارنا ويختفي... أ ُ الصحبة هي حبل السرة بين الفنان وعمله الفني :قبل الممارسة واثناءها وبعدها .وكان قد افتتحها أ ( ُ الصحبة) ،في البدء ،بالسواد ...كان الفنان هناك بالمس يتلمس جوانيا النور بيديه داخل عماء الكون آ الذي يشتغل به وفيه ...وها هو الن ،بعد مرحلة دامت عشر سنوات (من 3991إلى ،)3001ل يجد آ أامامه إل النور ً مادة يمحو بها اثار سفره في العماء .وفي كلتا التجربتين كان النسيان "هو/هو" ،نشيدا أ أ أ يمحو اليقين ،ووردة يستدعي عطرها فعل النتحار .اليس هو الواقف القائل امام اعماله" :النسيان هو أ الغابة التي تختبئ في ادغالها وحوش اإلبداع" ،و"النسيان هو الفراغ الذي انسل عبره الوجود"... بوجمعة أاشفري (مقطع من نص طويل)
7
الع
دد مل ف
أصدق اء ديونيزوس
عـنـدمـا تـكـونـيـن فـي الـبـيـت
صالح حسن (*)
أريدك بالثياب املنزلية،
تنظرين إيل نظرة ضاحكة
بالقميص الشفاف وحده حافية القدمني
فأقوم إليك بدمي املتهور وفمي اجملنون
وشعرك مفتوح يتناثر فوق هنديك املنفلتني.
أشم جلدك أوال من اخللف ومن األمام
صامتة تتحركني هنا وهناك
مث أقبل هنديك، احلس احللمتني
وعريك ميأل البيت.. تنحنني على الشرشف األبيض
أنزل إىل سرتك إىل أسفل سرتك
فتظهر كثبان أردافك النزقة.
وأبقى طويال هناك
تلتفتني إىل ذهول ناري مث متضني لكي تستحمي
أشم واحلس زهرتك الوردية. تتأوهني وتشخرين وتئنني
ويف الطريق إىل احلمام ختلعني القميص،
فأصعد إىل شفتيك بلساين ويدي على الفاكهة الناضجة،
ترمينه على الفراش وختتفني. بانتظارك أبقى جالسا
الفاكهة املغسولة مباء الفراديس أضغطها ،أعصرها ،أرجرجها
بيدي كأسي وسيجاريت أمسع طرطشة املاء
أعضها ،أبوسها ،وأشخر، أزجمر ،أئن.....
فوق مثار قامتك اللذيذة. بشعرك املبلل الطويل تقفني
تنزلني وأنزل تصعدين وأصعد
إىل جوار السرير
نصعد جسدا واحدا للجحيم. (*) شاعر عراقي يقيم في المهجر (هولندا)
8
مل
أعـانـقهـا والنفس بعد مشوقـة... إعداد :محمد عنيبة الحمري (*)
لقد تناول الشعر العربي االيروتيكي مواضيع :العشق المباح والمعلن ،ووصف الجسد واألعضاء ،وكذا عمليات الجماع، وأوضاعه ،إلى رثاء العضو الذي يخون في نهاية المطاف .كما تطرق إلى السحاق واللواط والدلك واالستمناء ،وغيرها مما يهم كل الجوانب المتعلقة بالمتعة والبوح ،رغم أن الرقابة أبت أن تنقل كل اآلثار الشعرية في الموضوع. ويظل الشيخ جالل الدين السيوطي ،أكبر مؤلف إسالمي كتب في موضوع الجنس ،حيث تجاوزت مؤلفاته فيه أكثر من خمسة عشر كتابا. لنلق نظرة في حدود الممكن على بعض جوانب الموضوع حسب طبيعة اللقاء ،وبعيدا عن التنظير. 1ـ كان الشعر العفيف صادرا عن عاشق كل همه أن يستمتع بمعشوقه عن طريق النظر دون رغبة فيما عداه: ومن ذا له عقل سليم وال يهـــــــوى °نظرت إليها نظرة فهويتهـــــــــــــا فأنت وعير في الفالة ســــــــــــواء °إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا °إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى فقم فاعتلف تبنا فأنت حمــــــــــــار °إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى وكان المحب كلما رأى المحبوب ارتعد واصفر ،يقول الشاعر: فأبهت حتى ال أكاد أجيــــــــــــــب وما هو إال أن أراها فجــــــــــــــــــــاءة وقال آخر: إذا ما رأى محبوبه يتغيــــــــــــــــر عالمة من كان الهوى بفــــــــــــــــــؤاده 2ـ من النظرة إلى العناق والتقبيل: قال ابن الرومي: أعانقها والنفس بعد مشوقـــــــــــــــــــــة وألثم فاها كي تزول صبابتـــــــــــــــــي ولم يك مقدار الذي بي من الجــــــــــوى كأن فؤادي ليس يشفي غليلــــــــــــــــــه
إليها وهل بعد العناق تدانـــــــــــــي فيشتد ما ألقى من الهيمـــــــــــــــان ليشفيه ما ترشف الشفتـــــــــــــــان سوى أن يرى الروحان تمتزجـــان
3ـ هناك عشاق ال يكتفون بالقبل والعناق فقط ،بل ال بد من جماع ،يقول الشاعر: في نظرة قضت الوطـــر قوال لعاتكة التـــي ح وال أريدك للنظــــــــر إني أريدك للنكـــا لقنعت عنها بالقمــــــــــر لوكان هذا مقنعـي
9
الع ف
في الشعر العربي اإليروتيكي
دد
أصدق اء ديونيزوس
مل ف
الع
دد
أصدق اء ديونيزوس
وقال بشار: إذا نظرت صبت عليك صبابــــة خلوت بها اليخلص الماء بيننــــا
وكادت قلوب العاشقين تطيــــــر إلى الصبح دوني حاجب وستـور
وقال آخر: رأت حبي سعاد بال جمــــــــــاع ولست أريد حبا ليس فيــــــــــــه فلو قبلتني ألفا وألفـــــــــــــــــــــا جماع الصب غاية كل أنثــــــــى إذا ما البعل لم يك ذا جمـــــــــاع
فقالت حبلنا حبل انقطــــــــــــاع متاع منك يدخل في متاعـــــــــي لما ارضيت إال بالجمــــــــــــاع وداعية ألهل العشق داعـــــــــي يرى في البيت من سقط المتــاع
3ـ هل الجماع يفسد العشق؟ هوى رجل امرأة ،فدام الحال بينهما ،في اجتماع وحديث نظر ،ثم إنه جامعها ،فقطعت الوصل بينهما ،فقال: لو لم أواقع دام لي وصلهـــــــــــا فليتني ال كنت واقعتهـــــــــــــــا وقيل آلخر شكا فراق محبوبة له: أكثرت من وطئها والوطء مسأمة
فارفق بنفسك إن الرفق محمــود
ويقول آخر: دواء الحب تقبيل وشـــــــــــــــــم ورهز تذرف العينان منــــــــــــه
ووضع للبطون على البطـــــون وأخذ بالمناكب والقــــــــــــرون
والبن المعتز: نعم ومن تسجد الجباه لـــــــــــــه وافتضها ثم بات يرهزهــــــــــــا
لقد عالها نيكا وما رفقـــــــــــــا كأنه خائط لما فتقـــــــــــــــــــــا
لقد قيل :إن غاية ما يطمح أن يدركه المجون من رفعة ،أن يكون إنشاده في مجالس الخلفاء أمرا مألوفا ،ال يرى الشاعر فيه حرجا ،وال الخليفة في سماعه إثما ،بل ربما رأى كالهما فيه وسيلة من وسائل الترويح عن النفس ،إن لم يكن الشاعر رأى فيه زيادة على ذلك ،مورد رزق حالل. قال األصمعي :قال لي الرشيد يوما :أنشدني ما تعرف في المجون ،فأنشدته: ألم ترني وعمار بن بشــــــــــــــــر نشاوى ما نفيق من الخمــــــــــــور وكنا نشرب االسفنط صرفـــــــــــــا ونسفع بالصغير وبالكبيـــــــــــــــر إذا ما قحبة رفعت لنيـــــــــــــــــــك حملناها هنالك باأليـــــــــــــــــــور بكل مدور صلب متيــــــــــــــــــــن شديد الرهز ليس بذي فتــــــــــــور ويصف أبو نواس في إحدى لقطاته: فقلت :هاك األير فاستدخـــــــــلــــي ترضع أيري بعدما نكتهـــــــــــــــــا
فأدخلت المي في صادهـــــــــــــــا كأنه أصغر أوالدهـــــــــــــــــــــــا
10
مل الع ف
دد
أصدق اء ديونيزوس
4ـ كما أن الشعراء تناولوا فيما تناولوه مواضيع اللواط والسحق والدلك ،ولعل أشهر بيت في موضوع الدلك قول الشاعر: فاجلد عميرة ال عار وال حــــرج إذا حللت بأرض ال أنيس بهــــــا وقال آخر: إذا امتحنت بعدم وابتليت بــــــــه
فاجلد عميرة حتى تنقضي المحـن
ويحكى أنه كان رجل يجلد عميرة ،فأشرفت جارية فرأته ،فكتبت إليه رقعة فيها: وقوفك بين الباب والدار تصلــــج يعز على البيض األوانس كالدمى وهن إليه من نسائك أحــــــــــوج تقلب أيرا ليس للعير مثلـــــــــــه وقيل بالمناسبة في وصف األير: يحمل أيرا مثل جردان الجمـــــل
لو دس في متن صفاة لدخـــــــــل
قال أبو سعيد راوية بشار :رأيت بشارا يوما وهو يضحك في نفسه ،فسألته عن ذلك فقال :تفكرت في شيء ليس على وجه األرض رجل إال يود أن أيره أكبر مما عليه ،وال امرأة إال تود حرها أضيق مما هو عليه ،ولو أعطي كل واحد طلبته ،لبطل التناكح. وقيل لبعضهم :أتحب أن يكون لك أير كبير؟ قال ال ،ألن منفعته تكون لغيري ،وثقله علي. وتفاخر قوم بكبر األيور ،فقال أعرابي :لو كان كبر األير فخرا ،لكان البغل من قريش. 5ـ في اللواط: قال جحظة: يقول لي يوما وقد جئتــــــــــــه فقلت :إن دمت كذا طيبـــــــــــا
تلوط بي بعد الثالثينـــــــــــــــا نكناك من بعد الثمانينـــــــــــــا
ولبعضهم: أدخلت أيري في إسته ولسانــه هذا بذاك فال عليه وال لـــــــــه
أدخلته من بعد ذلك في فمــــــي العدل من شيم األعز األكـــــرم
وألبي العيناء: اشتكى دقة األيور إلينـــــــــــــا لم تدق األيور يا بن لولــــــــــو
فأجبناه والجواب عتيـــــــــــــد إنما إستك اتساعا يزيــــــــــــد
وقال آخر: حاشا لمثلي عن هواه يتـــــوب أهواه طفال في القماط وأمـــردا
هو دون العالمين حبيـــــــــــب وبلحية وإذا عاله المشيــــــــب
وقال الصاحب: جمع المال صغيرا بإستـــــــــه
ثم أعطاه عليها في الكبـــــــــر
11
الع
دد مل ف
أصدق اء ديونيزوس
- 6في رثاء العضو يظل الشاعر ابن حكيمة الذي عاصر البحتري وأبا تمام ،متميزا في تفرده وإفراده ديوانا كامال في ما يشبه رثاء ألير خانه في أواخر أيامه ،يقول: وبين رجلي ميت ما له كفـــــــــن يكفن الناس موتاهم إذا هلكــــــــوا لم يفتقد شخصه أهل وال وطــــــــن ميت تصافحه أيدي أحبتــــــــــه رأيته مال واسترخى فقلت لـــــــه :ضعف أصابك يا مسكين أم وســـــن ويقول: ولتبك عينك أيرا ال حراك بـــــــه أير ضعيف تدلى فوق خصيتــــــه
ال اللمس ينشطه يوم وال القبـــــــــل أودت بقوته األسقام والعـــــــــــلل
ويقول: أال أيها األير الذي ليس ينفــــــع تغيرت حتى ما ترى فيك شيمــــة
أعندك في تحريك رأسك مطمــــــع من األير إال أن رأسك أصلـــــــــع
ويقول: بكيتك لما لم تقم عند حاجـــــــــــة
وحق ألير ال يقوم بأن يبكــــــــــــي
ويقول: يقوم حين يريد البول منحنيـــــــــا إذا أقامته سلمى مال في يدهــــــــا
كأنه قوس نداف بــال وتـــــــــــــــر مثل المرنح يشكو شدة الســــــــــدر
وقال الواسطي في معناه: وهللا لوال بولة تحرقني عند السحر
لما ذكرت أن لي ما بين فخدي ذكر (*) شاعر مغربي ،يقيم بالدار البيضاء
رنا جعفر ياسين
أ صدر ً حديثا عن دار الدهم للنشر بالقاهرة ديوان شعر «للغواية قواميسها ..ولك احتمالت البياض» للشاعرة رنا جعفر ياسين. أ أ أ أ ويضم الديوان 33قصيدة ،منها« :اغويك ..واقصدني»« ،عباتها خلفف جفدار الفجفسفد»« ،بشفدة ..حفتفى امفتفز بفك»« ،مفثفل زغفب س ُ فيء الفطفبفاع»، أ «فصول ساخنة»« ،ماوى ثرثار ل يصلح للنفوم» ...نفقف أرا لفهفا في قصيدة «بشدة؛ حتى أامتز بك» : أا ُ لعن الهواء أاخفي تفاحي ل أامتد وحينما يخرجون أا ُ غمض ًّ عيني عن القادمين. يلمسونني بنظراتهم أا ًّ تدن ُس وبقتامة مالمحي أا ُ غتسل أاقطع أانفاسهم فتمتصني أاضالعك ..تستنشقني أا ُ غفل عنهم ينطفئون ُ ويلتهب جنونك. رنا جعفر ياسين شاعرة وفنانة تشكيلية عراقية ،مقيمة بالقاهرة ،صدر لها في الشعر« :طفولة تبكي على حجر»« ،مسامير في ذاكفرة»« ،مفقفصفلفة بفلفون جدائلي» .باإلضافة إلى«المدهون بما ل نعرف» :نصوص ولوحات« ،إبادة مستعارة» :مسرحية« ،شهية طازجة» :مجموعة قصصية.
12
مل الع ف
دد
أصدق اء ديونيزوس
الشاعرة اإلغريقية صافو:
”أنا ال ينقصني أي شيء ..أنا أكتفي بجنسي“
عادل حدجامي (*)
هي شاعرة ،عن إحدى بنات اليونان ،سماها أوفيد بالحورية العاشرة ..هي العاشقة الصافية الملعونة المكروهة المدانة المهانة المغضوب عليها صافو أو صابفو ،كما كان ينطقها اليونان .لسنا نعرف عنها الكثير ،إذ هي تحادثنا من عهد سحيق ،من مسافة 0022سنة ،من حدود القرن السابع قبل الميالد ،في تلك التخوم الملتبسة الغابرة التي يختلط فيها الميتوس باللوغوس ،وشذرات أمباذوقليس بتراتيل هوميروس. صافو ،ابنة جزيرة ليزبوس ،أو ما كان يسميه القدامى عندنا بجزيرة البنات ..صافو الشهية البهية التي امتلكت وحدها مجد أن يتسمى باسمها كل المحتفين بعشق الجسد ،حتى صار لوصافيزم وليزبيانيزم ،اسما وصفة لكل عشاق هذه الفاكهة المشمسة الحرام ..أجمل به من مجد ترفل فيه هذه الغانية ،إذ ال مجد في العالم يوازي امتالك الحق في عدم الرضى الدائم وفي قول ال ،أو بلغة شوزو: كونها أنثى أحبت Heureuse doit être cette femme étant capable comme Sisyphe األنثى ..كونها امرأة de la répétition perpétuelle de l insatisfaction. عشقت بنات جنسها وزهدت في الرجال، ما الذي أعطى لهذه الحورية هذه الموز بلغة اليونان في أن تتلفع بهذه الصفففة ،أن فكسرت بذلك حكم زيوس القديم القاضي بأن تلعن وتشتم على مر العصور؟ األنثى تبقى ناقصة دون كونها أنثى أحبت األنثى ..كونها امرأة عشقت بنات جنسها وزهدت في الرجال، الرجل ،ألن أصلهما هو فكسرت بذلك حكم زيوس القديم القاضي بأن األنثى تبقى ناقصة دون الرجل ،ألن تلك الخنثى أصلهما هو تلك الخنثى األسطورية التي قررت اآللهة ،ذات غضبة ،أن تفتق األسطوريةالتي قررت اآللهة ،ذات غضبة ،أن رتقهما ،وأن يظال من يومها وإلى األبد كل منهما يلهث خلف اآلخر ليستكمل تفتق رتقهما.. نقصه ..عيبها أنها قالت لزيوس إله السماء واألنواء" :أنا ال ينقصني شيء ،أنا أكتفي بجنسي". اخترت ألقدم لكم هذه القديسة الديونيزوسية قصيدة واحدة صغيرة استعنت في ترجمتهما من اللغة األم بالترجمة الفرنسية واألنجليزية ،راجيا أن أوفق في أال أضيع الجل وإن كنت استبحت الكل. وألن صافو يونانية ،وألن اليونان هم أبناء الشرق ،أبناء هذا األرخبيل البوسيدوني الواقع بين األراضي المتوسطيــــة
13
مل ف
الع
دد
أصدق اء ديونيزوس
،méditerranéenneفإني أستميحكم في أن أقرأ عليكم قبل ذلك بيتين قالتهما صابفو عن نفسهفا ،بفلفغفتفه الفقفديفمفة دون ترجمة ،علني أبلغكم بعض نبضه ،إذ الشعر عند اليونان ،كما عند العرب ،كان دائما مسألة موسفيفقفى ،ففالفيفونفان شعب تحدث بأحشائه les tripesوال لغة لألحشاء إال الموسيقى. … …πάρθενον ἀδύφωνον ... διὸ καὶ Σαπφὼ περὶ μὲν κάλλους αἴδουσα κάλλιεπής ἐστι καὶ ἡδεῖα...
أسفي عليك صغيرتي أن تحبي رجال إلى سيدنو
ولن يعرفوه تعالي إلي ،إلى سابفو األنثى إلى التي تعرف ،إلى التي تتوقد كالجمرة للقاك وانظري إلى هذه الزهرة في الشفتين إلى هذه الحمرة في الوجنتين إلى بشرة األنثى إلى حرير البياض أنظري ،إلى عقدة هذه السرّة الصقيلة كمرآة، إلى هذا الخصر الذي يلتحف كزهرة تتفتح عند الصباح وديعتي تعالي فليست تلك األيدي اليابسة كقطعة الحطب من ستعرف سر األنثى تعالي بين يديّ العاشقتين التي ستعلمك كيف تعصر ورود الحلمات اللّطاف كيف يفعل بنهدين معطرين نافرين كتفاحة فتية لم تبلغ بعد أوان القطاف...
سيدنو الوديعة يا علّة أسفي وحسرتي وقهري سيدنو الرقيقة يا علة هذا الدمع الذي يهمي على نحري علك يا صغيرتي اآلن مستلقي َة في سرير عشيق علك اآلن يا ساذجتي يا نحلتي البرية التي رامت أن تترك الزهر المختوم والرحيق لتشرب من فرز النوابت واألعشاب اليابسات ما عساك تجدين عند الرجال؟ ما عساك تحبين فيهم؟ ما ترومين عند هؤالء القساة بأجسادهم التي ال تزينها استدارات وال تطرزها التواءات أشعرهم هذا الذي يكسو جلدهم المتشقق تحبين؟ أسفي عليك صغيرتي أن تحبي رجال فالرجال ما عرفوا يوما الحب
(*) كاتب وباحث مغربي
14
مل الع ف
دد
أصدق اء ديونيزوس
تمزقات غير روحية من أجل جورب إنجليزي
سعيد الباز (*)
لست فضائحيا مثل ورود السيّدة السيدة التي قالت لي :ارفع ساقي جيّدا وحش بداخلي يؤلمني. ولست واضحا مع السيّدة ،صداقتي كانت لألمطار ومن أجل نفسي. ث ّم ها هي األمطار معرّضة ثانية للسقوط ،مثلكِ سأكون خفيفا ح ّتى من ورود اإلثم. مثلكِ لدي ما أخشى عليه من االنهيار. جريمتي البيضاء خبّأتها بعناية تحت غشاء الجورب. مثلكِ لست سوى زبون لهذا العالم. والسيّدة سحاقية تحت التمرين ومازوشية عند الطلب ،من أجلها ومن أجل غرائزنا التي تمرح تحت الطاوالت إغالق القارورة ،بعد االستعمال ،غير ضروري... وبرغمها وبرغم الفضائح المطفأة وبرغم السرير
Joeri Van Royen
15
مل ف
الع
دد
أصدق اء ديونيزوس
وأنا لست صادقا مع السيّدة .لست هللا والحياة ذاتها ليست سوى نسيان بارد للموت. وأنا مثلكِ لدي ما أخشى عليه من االنهيار.
المتكوّ م على نحاس الندم :الباروكة تكذب وفي عدالة النهار ،أناملي تف ّكر. خموري ب ّددتها من أجلكِ ومن أجلكِ جاءت الخيول العمياء بالصباح .الضوء كان مثقوبا والغبار نائما تحت شراشفِ األسف.
أنا مثلكِ ُ لست سوى زبون
والساللم الحلم عادت من جديد ،وقادتني إلى باب ِ هناك كنت جالسة في يديكِ يقظة القطن ،وضوء شاحب يكشف عن وجه الميّت.
لهذا العالم. والسيّدة نائمة في فندق األحالم ،السيّدة ذاتها التي تهيئ صباحا مزعجا بحجم وحش يته ّدد هو اآلخر أصابعي باالنهيار وبحجم عمولة هي اآلن ،ليست في جيبي.
ذكرياتي ّ المحطمة ،عبر الباص تسلّلت إلى رأسي ومن نافذة اإلغاثة كانت تلوّ ح لي وتقول :عد باكرا إلى البيت.
(*) شاعر مغربي
"Rejoindre ce qui n'a pas de bords étendre tout même ce qui est hors du corps et toutes ces choses qui nous "échappent Costume tissé, chaussettes détournées devenues fils et noeuds, cousues, assemblées, fils rouges collés pour jupe ouverte et percée, lumières à travers mailles, robe cabane pour femme corrida. Anne Jaillette
16
مل الع ف
دد
أصدق اء ديونيزوس
شـهــوات بالتقسيط الـمـريح
محمد مسعاد (*)
والسوط يلعلع كثعبان أسود ،وعلى ظهره يرسو شهوة وسالما.
على إيقاع صراخ من جسد طازج ،استلقى لتوه على سرير الحياة .يستفيق الوقت ثمال وككلب جائج يلحس كعبها العالي .نصفه على األرض وعيناه تئنان من فرط السوط الذي يهيج الفضاء.
عفوك سيدتي لك اإلمارة والتبريح وأنا عبدك علي الصمت والطاعة والقصيدة.
جسد يحن لنار أصابعها والمرأة كنسر شامخ تستنشق سيجارة الجسد. يد على الشفتين، تطوع لسان الوقت على الصمت والشهوة، واليد األخرى تهش بها في الهواء فترتعش عظام الرأس.
وهو العبد المطيع الراضي وهي السيدة، كملكة قديمة تغرف شهوات الجسد بالتقسيط المريح.
مستلقيا على أبجدية من األلم والشهوة تنط بين قفازيها السوداوين... إلعق عرق األرض أمرته
(*) شاعر مغربي ،يقيم في ألمانيا
17
الع
دد مل ف
أصدق اء ديونيزوس
ســــــقـــــــــوط
محمد عرش (*)
ْ تركت ورقة ،بجانب الرأس مكتوبا فيها: أيها النمر األرقط ،أيها العجوز ألم تر اللحم في حياتك ومماتك. وعلبة من نون الوقاية مرسوما عليها ديك شهرزاد دون "كينة الهالل" فقد دخلنا مرحلة اليأس وآخر Message َ
"ليكْ مشى بعيد" هل تريدينه راو أعمى مفقوء العين أم رائيا بين بين يشدك شد األعمى في عكازته وقت الحرب إذا استيقظت وأخذت دشا لعظامك، فاذهب توا عند عنيبة الحمري وأصدقائه، واترك هذه األرنب
إلـى َت ْح ٍ ت أ ُّيهـا الموت
تسرح إلى جانب "أرنب الغابة السوداء" وتذكر جيدا أنه ما في القنافذ أملس باستثناء ضفتي قنفذي من كثرة اللمس أو باستعمال شفرة الحالقة Stainless وأثناء المبارزة ك :سيف هللا المسلول سميت َ فال تنسى قراءة هذه الوصية القابلة لالستعمال: (*) شاعر مغربي
جمانة حداد (*)
" ...ثم حسنا أيها الموت .إليك ما سأفعل عندما بغضب تصرخ تعالي :شلوا شلوا أخلع ثيابي وأشيائي .بالحذاء أبدأ وأوال بالقدمين .أرفع اليمنى ألثبتها على فخذك اليسرى .الكعب المروَّ سُ العالي يؤلم لكن ال تتحرك .أفك رباط الحذاء الجلدي عن الكاهل األيمن ،ثم أكرر مع األيسر. على كرسي مقابل أجلس .قديم وخشبيٌّ وبألوان متثائبة .أسوي فستاني على مهل .على مهل أسحب قدميَّ من الحذاء المفكوك الرباط .على مهل ُتشرق أصابعي شعاعا بعد شعاع .طالؤها ك والجبين يا ك وصدر َ األحمر الفاقع يبزغ على بياض جوعها .بحبات الكرز العشر أُلو ُح وجه َ ت أيها األزع ُر السبق ت أيها الفاحشُ الموت .إلى تح ٍ ت أيتها األصابع .إلى تح ٍ ك الرطبتين .إلى تح ٍ موت .بالكرز نفسه أُمرِّ ُغ شفتي َ الموت .بالكرز أضغط تحت .أضغط وأكف .أ ُ ِّ ُ الموت ولن تشهق .بيديك ك .بالشهق ِة تهم أيها نزهُ أصابعي هناك وأنظر في عيني َ تأس ُر قدميَّ لتكبسهما أش َّد على عانتك .أتفلَّ ُ بثوان يدنو ليبتعد .وبع ُد أيها وان يدنو من وجهك. ٍ ت من قبضتك وأنهض .وجهي ب َث ٍ ك وتأخذ. ك كامال أيها الشقي الموت .ثم تشدني من شعري وتجلسني على جسد َ ك شفتيَّ وأمتص َ الموت .أ ُ ْلصِ ُق بشفتي َ (بالقوة .دائما بالقوة .ليس أمتع من العنوة يا موت)". (*) شاعرة لبنانية
18
مل الع ف
دد
أصدق اء ديونيزوس
جبر علوان
اإليروتيكا” :اللغة تترقرق على سواحل سرير اللّذة“
()1
أحمد لطف هللا (*)
إذا انطلقنا من الفكرة التي تعتبر الجسد لغة ،فإنه يُصبح بجدارة مكمنا للقول الشعري ،ومالذا لمنح الذات إمكانات التأمل المُستقصي لتخوم المعرفة العالمة بالجسد ،بتضاريسه ،وتفاصيل إيماءاته ،ودالالتها ،والرموز التي يتأولها ك الجس َد في تأويله ذلك. الذهن ،ويُرب ُ لكن األدهى من كل ذلك ،والشعر دهاء بامتياز ،أن يتجاوز الشاعر رؤى التأمل للذات باعتبارها رديفا للجسد ،إلى رؤية أعمق هي الحوار الخاص لجسد الشاعر مع جسد األنثى ،هي الحوار الخاص لجسد الشاعرة مع جسد الذكر، هي حوار األجساد فيما بينها أو هي "الجسدانية" ،corporalitéالتي تتفاعل ،فتتمخض عنها رؤى شعرية تحتويها اللغة بطاقاتها التي تستوعب جميع الصور واألخيلة ،ولكنها ،أي اللغة ،ال تمنح جسدها إال لمن يُحسنُ معاشرتها ،إال ّ ك طرق تصريفها .أذكر هنا قول الناقد عبد المنعم تليمة في كتابه "مدخل إلى علم لشاعر يفق ُه منطقها الزئبقي ،ويُدر ُ الجمال األدبي"« :إن مكونات النشاط اللغوي في القصيدة تتفاعل متجهة إلى إنجاز التشكيل الجمالي ،في ذات الوقت الذي ُتنجز فيه بنية الموقف» (.)0 لقد كان فن الغزل في الثقافة العربية القديمة ،يتصرفُ عبر وسيطين وجوديين ،هما الحس والروح ،فكان خطاب الغزل مزدوجا يُرضي ذائقة العذريين ،ويفت ُح بجمالية اإلباحة شهية اإليروتيكيين على التمركز في نسغ الحياة، وإعادة تشكيل صورة الجسد عبر صور الشعر وأخيلته ،لل َتعرف من جديد عليه ،والولع به ،وإقامة المُصالحات الضرورية معهُ ،من خالل محو كل األفكار التي ال ترى في الجسد سوى موطنا للدنس ،ومنبعا لآلثام. لقد قام اإلباحيون بجُهد جبّار إلخراج التصورات الفكرية عن الجنس وممارسته ،من العنف الذي مارسه الفكر الروحاني على طقوس التجاذب الجسدي .كان العرب «يعتقدون أن النكاح يُفسد الحب ويقضي عليه ،وقد قالت أعرابية تعلق على ما وُ صف لها مِن فعل العُشاق :ليس هذا بعاشق ،ولكنه طالبُ َولد!! وقال أعرابي تعليقا على الفعل الجنسي :هذا ما ال نفعله بالعدو ،فكيف بالصديق!!»( .)3ولع َّل المُغاالة في تصويب هذا المُتخيّل هو الذي كان، بطريقة أو بأخرى ،وراء ترسيخ فكرة الفُحولة ،وربطها بالشجاعة والفروسية والفُتوة ،فكان السيف المنتصبُ وسط
19
مل ف
الع
دد
أصدق اء ديونيزوس
الفارس ،صورة أخرى للقضيب الذي يط َعنُ ويفتكُ ،والذي ال يستغني عن غِ مده الذي ليس هو اآلخر سوى صورة للعضو الجنسي المؤنث. هكذا استطاعت اللغة أن تمتطي اإليروتيكا مذهبا لتمجيد الجسد ،ورد االعتبار المفقود له ،وكان الشعر باعتباره سليل اإليروتيكا ،هو المؤهل لذلك ،ألن اإليروتيكا بالنسبة للشعر هي المالذ الفني الذي يسمح له بفسحات متدفقة من الجمال .ولم تكن اإليروتيكا يوما ما في التراث الشعري العربي والعالمي هي هم الشعر األوحد ،بل كانت وما زالت اله َّم األفضل .يقول سعدي يوسف حول شعرية ريتسوس في مقدمة ترجمة "إيماءات"« :لقد أحسست دائما ،وأنا أقرأ شعر ريتسوس ،أن وراء قصيدته جهدا عظيما ،وروحا مصفاة ،صافية، أوصلت قصيدة الحياة اليومية ،لديه ،إلى هذه القطعة الغريبة من البلور .هذا ما سنلمسه هنا أيضا في قصائد إيروتيكا ،إنها وجه آخر لذلك األلق والتوهج ،كأن الجسد داخل معصرة الجلد واللغة تترقرق على سواحل سرير اللّذة» (.)4 تحتاج اإليروتيكا العربية إلى أكثر من دليل ،فلقد أُعيدت مؤخرا بفعل الهاجس التجاري المتحكم في الناشرين ،حينما قاموا بتكرار طبع التراث اإليروتيكي العربي ،وعملوا على توزيعه :الشيخ النفزاوي، وابن القيم الجوزية (أخبار النساء) والسيوطي (المستظرف من أخبار الجواري) ،وهلم جرا .هذا التراث من السرود خاصة ليس هو اإليروتيكا العربية كما يعتقد البعض ،بل هو خالصة نثرية ،تزينها Maurizio Barraco األشعار لإليروتيكا الشعرية العربية القديمة .وهو أيضا بمغامراته اللغوية والحكائية يُع ُد مادة أولية خاما ،لالشتغال الشعري المُعاصر على اإليروتيكا ،في زمن ُتساعد الصورة و َفنياتها المتناسلة ،التي ُتن ِج ُز اآلن صناعة الجسد ،على ارتياد أفياء شعرية إيروتيكية أغنى وألذ. تحتاج اإليروتيكا الشعرية ليس فقط إلى صوت ذكوري ،بل تحتاج إلى صوت أنثوي لتكتمل الحكاية ،ويغدو الخطابُ مزد ََوجا ،كامال .يقول الباحث شاكر لعيبي بخصوص اإليروتيكا النسائية: «يتعلق األمر إذن بالتصريح عن المكبوت الن ّغار الضارب في األعماق ،كأنه وحده دالة على شجاعة فائقة للعادة، ألنثى طالما قُم َِع التعبير المشروع عن ذاتها» (.)5 الهوامش: )1يتعلق األمر (في األصل) بالورقة التي قدمتها بمناسبة االحتفال بالذكرى األولى لميالد حلقة أصدقاء ديونيزوس ،بفضاء بوتي بوسي بالدار البيضاء.0210-24-02 ، )0عبد المنعم تليمة ،مدخل إلى علم الجمال األدبي ،الطبعة الثانية ،1702منشورات عيون المقاالت ،الدار البيضاء ،ص.01 : )3د محمد حسن عبد هللا ،الحب في التراث العربي ،سلسلة عالم المعرفة ،العدد ،33ديسمبر ،1722ص.73 : )4يانيس ريتسوس ،شاعر يوناني ( ،)1772-1727والكالم هنا من تقديم المترجم هشام فهمي لقصائد الشاعر ريتسوس ،منشور بجريدة القدس العربي ،ومأخوذ من موقع "جهة الشعر" ،الرابط: http://www.jehat.com/Jehaat/ar/ArabatAlnaar/part3/erotica.htm )5شاكر لعيبي ،اإليروتيكا في الشعر النسوي العربي ،جوهر أم عرض؟ مقال منشور في عدة مواقع ،من بينها "مدونة شاكر لعيبي" ،الرابطhttp://shakerlaibi.maktoobblog.com :
(*) قاص وناقد أدبي مغربي
20
مل
عمر العسري (*)
العالقة بين الشعر واإليروتيكفا ملتبفسة إلفى حفد التفشعب واسفتحالة التففسير ،وهفو مفا يفسمح ببنفاء تفأويالت ال تحجفب الموضوع ،وإنما تمركزه في سياق اسفتدراج الرؤيفة اإليروسفية الفتي تحكفم كفل تجربفة شفعرية اهتفدت إلفى مثفل هفذا التوجه في الكتابة .فهي ليست موضوعا خارجيا ،إنها تجربفة داخليفة يعجفز العلفم دائمفا علفى ففك سفننها ويكفرس منفع الكتابة أو الحديث عنها. أثار الشعراء موضوع اإليروتيكا مقدمين كل الوشائج القائمة والمحتملة بين المجالين .وخلصوا إلى كفون الفشعر يقفود إلى نفس اللبس وطبيعة الشكل التي تقودنا إليه اإليروتيكا ،فكالهما يقودنا إلى الموت في أوج الحياة. تتيح لنفا هفذه اإلشفارة إمكانيفة قفراءة األعمفال الفشعرية الفتي راهنفت علفى اإليروتيكففا موضففوعا ،ومقففصدا ،ومففدخال للتلقففي والتأويففل .ومففا أضففاءته تعامل الشعر العربي المعاصر األفكفففار والمواقفففف حفففول هفففذه العالقفففة عفففضده الفففشعر العربفففي القديفففم مع الجنس برؤية مغايرة، تحتمل دالالت عميقة والمعاصر .هذا األخفير تعامفل مفع الجنفس برؤيفة مغفايرة ،تحتمفل دالالت وتأويالت جديدة تنهض عميقة وتأويالت جديدة تنهض بالتجربة الجنسية ،كتابفة ورؤيفة ،ففي سفياق بالتجربة الجنسية ،كتابة ورؤية، جديففد وبلغففة تففستجيب لففروح العففصر ولطبيعففة المتغففيرات الفيزيائيففة التففي في سياق جديد وبلغة طرأت على الجسد وعلى مفهوم الرغبة نفسها. تستجيب لروح العصر ولطبيعة المتغيرات الفيزيائية التي تنففدرج فففي هففذا الففصدد مجموعففة مففن التجففارب الففشعرية المعاصففرة التففي طرأت على الجسد وعلى أولت وتناولت اإليروتيكا في منجزها الشعري ،بل حولت التجربة إلى مفاء مفهوم الرغبة نفسها. وبلففل يمففيز التجربففة والخطففاب فففي آن .ويعكففس وعففي الففشاعر بموضففوع اإليروتيكففا وبخبايففا الجففسد .المتحقففق هففو معففارف تففرهن ذاتهففا لبنففاء نففص منسجم متشعب ومنسجم بما يتيحه مفن فرضفيات قرائيفة داخلفة ففي صفلب التجربففة المؤسفففسة علفففى اللفففذة والحركففة ،والمفففستعيرة مفففن المفففاء طبعفففه وطبيعته. يفففأتي ديفففوان "إيروتيكفففا" للفففشاعر العراقفففي سفففعدي يوسفففف ليعفففضد هفففذا الـتأطير ،ويطرح نصوصه أمفام معطيفات اإليروتيكفا وخباياهفا المرتبطفة، كما أسلفنا ،بالجسد والحركة والرغبة القوية في االخفتراق وتحويفل المفوت والمعاناة إلى حياة .فطبيعة الشعر في مثل هذه التجارب وغيرها ممــــــــا
21
الع ف
الشعر واإليروتيكا
دد
أصدق اء ديونيزوس
مل ف
الع
دد
أصدق اء ديونيزوس
التزمت باإليروتيكا منطلقا وغاية ،تكثف من صور التداخل والتموج بين الجسدين على نحفو التوائفي فاضفح ،وبتنفاول مباشر وغير مباشر ،يفسح المتلقي أمام هيجان وتدفق وانهمار في الرغبات والمشاعر والحركة والصمت. للتمثيل أكثر ،ندع القارئ يتمثل الحدود القصوى لإليروتيكا مفن خفالل نفصوص مستأصفلة مفن ديفوان سفعدي يوسفف "إيروتيكا": (*) شاعر مغربي
عانة – –1 أحب هذا العشب هذي الشقرة ...المخمل إذ أفرقه خيطا فخيطا وأشم البن فيه أول العنقود والقنب منقوعا ،و ورد اللحم ،فيه عندما أسند رأسي بين ساقيك يكون العشب لي مستند الكون، وإذ يبلغه غصني يدور الغصن في العشب... طري عشبك اآلن: التماع ال َب َر ِد
الشاعر العراقي سعدي يوسف
عانة – -2 مرج أسود سهب مترامي األطراف النبع به خافٍ والدلو يخاف. مرج أسود والدنيا بيضاء... السترة خافية ،زر أرهف والمرمر ملتمع ووسادتها تحت الردفين ضفاف... ...................................... ...................................... ...................................... سأحاول أن أتلمس في العتمة بيت األصداف.
22
مل الع ف
دد
أصدق اء ديونيزوس
عانة – –3 قبل عشرين دقيقة غادرت حمامها التركي... كانت ترتبي ،كامنة ،ثمت حتى صاغها الحمام ملساء كأن الزغب استقطر لون الزبدة... الكوث ُر رطب ناعم تزلق فيه راحتي... منفرجا كان وبين الضفة الملساء ،واألخرى سماء سلسبيل هكذا يبرق ،في الليل ،السبي ْل.
امتصاص كل هذي االستدارات ...وال تدرين ماذا تفعلين بالفم المضموم؟ كل االستدارات: محيط الخصر كوب النهد رسم العين والردفين.. كل االستدارات ...وال تدرين ماذا تفعلين بالفم المضموم؟ ................... ................... ................... لو كورته ،وامتصني حتى ابتداء الماء أو حتى انتهاء الماء، هل أسأل عما تفعلين بالفم المضموم؟ هل أسأل عما تنهلين؟
الفنان التشكيلي العراقي جبر علوان
23
مل ف
الع
دد
أصدق اء ديونيزوس
أجساد تخلع مالبسها نهارا
بوجمعة أشفري (*)
ناهد ،قالت لي يوما :ال شك أنك ستخرج ،عندما يدخل الليل النهار ،باحثا عن مرآة تعكس وجهي الذي تراه ،تقريبا ،كل مساء.. لن تجد في طريقك إلي سوى سبع فجوات ،عليك أن تلجها لتصل إلى سطح الماء"... (من سفر العود األبدي)
"
هيجان وحيد القرن
Maurizio Barraco
رغبة غامضة تراودني لمالحقة المنفلت والعابر في لحظات السكر والغواية. رغبة متوحشة تشبه هيجان وحيد القرن ،تحاول أن ترسم مفالمفح بفورتفريفهفات عفابفرة تكره التجسس عليها. رغبة ال تطلب العقل بقدر ما تطلب االندساس بين نهود المانيكانات وجفمفيفالت الشفاشفة الكبيرة. رغبة تذهب للسهرات الليلية عارية مفن األخفالق كفي تفلفتفهفم األجسفاد الفراقصفة دون رحمة وال شفقة. رغبة تمتلك شراهة نمر وخفة غزال ،ال تفتأ تحاصرني كلما دعفوت امفرأة أو دعفتفنفي هي لمعاشرتها. األجساد محشوة بالرغبات ،فحذار من الخروج قبل ممارسة االلتهام.
قبل أن تفتح عينيها جربت أن أخرج من الغرفة ،لكنني فشلت .الفتاة التي جاءت بي البارحة إلفى هنا ال تزال ممددة على السرير .وأنا ال أعرف لماذا استيقظت بفاكفرا .ولفكفن هل نمت حقا حتى يخطر ببالي أني استيقظت .النافذة مفتوحة .اقتربت مفنفهفا، أزحت عنها الستارة ..تحركت تلك التي في السرير ممددة ..وبقفففزة سفريفعفة ألقيت نفسي من النافذة ،قبل أن تفتح عينيها.
24
مل الع ف
دد
أصدق اء ديونيزوس
أعضاء بأفواه ذئاب عطرها يطاردني ..تحوم حولي أعضاؤها ..كل عضو يحفمفل رأس ذئفب هفائفج.. حاولت أن أقفز مرة ثانية ألعود إلى الغرففة مفن الفنفاففذة ،لفكفنفنفي فشفلفت ..أدرت رأسي إلى الوراء ،فرأيت فيلليني يخرج من خرطوم فيل يمتطي صهوته كزانفوففا. صرخت بأعلى صوتي :إيزابيل .فجاء جهتي عضوها التناسلي ،وانحنى علي كفمفا ينحني الرضيع على صدر أمه .أفواج من اآلهات خرجت لتوها من بفيفن الشفقفوق المتراصة على الحائط الذي أمامنا .ذلك الشيء يدخل ويخرج في الفحفيفاة كفمفا ففي الموت .السرير األزرق الذي يحتفويفنفا يفدس أشفواك األلفم ففي جسفديفنفا ..يصفرع اإلغماء ويدفعه إلى المزيد من شرب "النيكريتا" حتى ال يسقط مغشيا عليه.
المستقبل حزين بدوننا ال شيء يجبرني على االلتفات ،ومع ذلك أجدني جديرا بالعدم. ال شيء يفصلنا عن بعضنا ،ومع ذلك ينفتفصفب واو الفعفطفف لفيفخفرس الفكفالم بيننا. ال شيء يثنيك عن التعلق ببودلير ،ولكنك كلما فتحت حقيبة يدك تجديفن "أرنفب الغابة السوداء" شاهرا حبه لك. ال شيء يزرع الشك بيننا ،ألنك تتمادين في الخالعة. ال شيء يكفي هذا الحب الذي بيننا ،ألنني كلما خرجت أشعر أنني أدخل فيك. ال شيء يجيء ليقطع أواصر الدخول والخروج ،ألننا نطفئ هواتفنا النقالة. ال شيء يحرق المسافة المتلعثمة بيننا ،حين ففي غفايفة السفكفر ،يفأتفيفنفي رنفيفن الهاتف منك. سيكون المستقبل حزينا بدوننا.
تمارين األصدقاء األصدقاء يخرجون من القصائد ويدخلون إلى الحانة التي ففي الفزاويفة في مكان ما من المدينة البيضاء. األصدقاء ال يشربفون ألنفهفم يفطفلفبفون الفدوخفة ،بفل ألنفهفم يفحفجفزون أماكنهم في قطارات الضحك التي تذهب بهم بعفيفدا الحفتفالل الفمفراتفب األولى في الغواية.
25
الع
دد مل ف
أصدق اء ديونيزوس
األصدقاء العابرون من الوريد األيمن للسكر إلى الوريد األيسر للصحو. األصدقاء يتحلقون في زاوية "الكونطوار" يلتهمون فلول السفيفقفان والفنفهفود النافرة ،ويخرجون بين الفينة واألخرى لالنتشاء بالهزيع األول من المطر. األصدقاء ال يتقدمون في العمر ألنهم ال يساومون في الصداقة وفي الحب. األصدقاء واضحون حد الغموض ،غامضون حد الوضوح. األصدقاء ال يتراجعون ،ال يتعبون ،ال يتضايقون ،ألنفهفم عفبفثفا يفالحفقفون ديونيزوس وال يصلون...
عندما تكرهك مالبسك
Lucia Morán
أنت اآلن في حماية الكأس العاشرة والنصفف ،الفكفأس الفتفي سفتفضفطفر بفعفدهفا لمغادرة الحانة" ..النيكريتا" ،التي يشبه لونها لفون بفنفات الفهفنفود الفحفمفر ،هفي هزيعك األخير ..كم أحب أن أكون هناك دون مالبس ،عفاريفا ال تفكفسفونفي إال الطبيعة التي تفاهفت اآلن ففي دهفالفيفز الفمفسفاحفيفق وآخفر صفرخفات الفمفوضفة المقرورة كالرخام .كم أنا اآلن بعيد عن مالبسي ..وكم أنا سفعفيفد ألن مفالبسفي بدأت تكرهني... لم يعد لديك اآلن بنطلون تضع فيه النقود أو تخفرجفهفا ..لفم يفعفد لفديفك قفمفيفص تضع في جيبه هويتك ..لم يعد لديك حتى تفلفك الفخفرقفة الفتفي تسفتفر عفورتفك.. فاخرج من الحانة واصدح بالموسيقى ،وقل شكرا جزيال لمفعول "النيكريتا"...
شقيق سرة البطن ال يمكن أن تأخذها في البعد ألنها قريبة منك ،تراها من زاوية يفحفتفد فيها العناق. شقيق سرة البطن يواصل البحث عن لسانها ..في طريقه يعفثفر عفلفى ناهد ،يحيطها بذراعه األيمن ،ويدخالن إلى أول حانة تصادفهما. الكأس األولى لك ،والثانية لي ،والثالثة لك ،والخامسة لي ،والسفابفعفة لك ،و... تعالي نخرج ..نقوم الليل حتى يفطفيفر الصفبفاح .الشفففتفان عسفلفيفتفان، والصدر ناهد. صرخت :ال تفعل هذا ،ليس من هنا تورد اإلبل. دعيني أعبر بك إلى غابة حي بن يقظان ..نستوطنهــــا ،ونبعــثــــر
26
مل الع ف
دد
أصدق اء ديونيزوس
أوراقها ،ونطوف في حاناتها المألى باللزوجة والصمغ والترياق. الزمن هناك يا ناهد مصاب بلوثة النسيان والفخفلفل الفعفقفلفي ..لسفانفه مشقوق كلسان أفعى ..يركب الهواء ،ويلدغ النواحل العرايا. ناهد ،تهيئي ،واتركي شميمك يختلط بشميمي. ناهد ،لقد دنونا من ثقب الكون. (*) شاعر وناقد فني مغربي
برهة خاطفة أنا ال أعرف من حرّضك عشيّة درس الفلسفة عليّ وال أعرف من حضّك
أذكر أني قلت :تعالي نامي فوق العشب أنيلي بعضي بعضك
لكني أذكر ّ ظلك وهو يضيء كثافة ظلّي أذكر أبيضك ..وبضّك
سوف أعيدك عذراء ألفتضّك حسن طلب (*)
أذكر أني آمنت بساقيك الكافرتين.. وقلت :أصلي ركعتك المنذورة لي وأؤدي فرضك
إن كنت شموسا كالمهر سأحسن روضك أو كنت عبوسا كالبحر سأتقن خوضك
ال أعرف من باعوك ببخس في سوق البادية وال من ساقوك مع القافلة اآلتية ومن هتكوا باآللة عرضك
نامي سأقلّب تربتك وأحرث أرضك حتى إن وردت إبلي حوضك.. قومي
ّ ربت عليك لكني أذكر أني بصوتي وجعلت أهدهد عينيك بصمتي وأكفكف مرفضّك
فانا ال أعرف من ح ّرضني في تلك األمسية عليك.. وال أعرفك.. وال أعرف من حضّك.
(*) شاعر مصري
27
خا رج اإل طا ر
أصدق اء ديونيزوس
كالريس ليسبكفتور
أ هيلين سيكسوس رفقة المخر المسرحي اريان منوشكين
على مرآى ضوء تفاح الورد ترجمة :دليلة أردان (**)
هيلين سيكسوس (*)
أن تقرأ امرأة ،يعني أن تنصت لـ "كالريس ليسبيكتور". تجيء هذه المرأة من لون اسمها ،ومن لون جسمها. هي نصف برتقالة ونصف تفاحة ،يتوحدان ويلتئمان في هذا االسم :كالريس. الكاتبة والناقدة الفرنسية هيلين سيكسوس تكتب عن هذا االلتئام الذي يحدث في كتابات هذه البرازيلية، وخاصة في عملها الروائي "الهوى حسب ج.هـ".
هي امرأة تكاد تكون غريبة ،أو على األصح ،هي كتابة سيأتي يوم ،قال إينشتاين ،لن يتمالك فيه الفعفالفم عفن تصفديفق بأن رجال مثل "غاندي" قد وجد فعال كجسد فيزيقي فوق هذه األرض. نشعر بحزن ،لكن نشعر أيضا بفرح ،حين نعتقد أن كالريس ليسبيكتور موجودة ،جد قريبة منا بفاألمفس ،وجفد بفعفيفدة عنا في األمام .كافكا هو أيضا يستحيل اإلمساك به ،ما عداها هي من يستطيع. ماذا لو كان كافكا امرأة .ماذا لو كان ريلكه امرأة برازيلية يفهفوديفة ولفدت ففي أوكفرانفيفا .مفاذا لفو كفان رامفبفو أمفا، واستطاع أن يبلغ سن الخمسين .لو أن هايدغر كان بإمكانه أن يحجم ألمانيته ،ويكتب رواية األرض. لماذا أعرض كل هذه األسماء؟ ألحاول رسم األصل .من هنا تبتدئ كالريس ليسبيكتفور الفكفتفابفة .هفنفا حفيفث تفتفنفففس األعمال األكثر لزوما .إنها تتقدم .هنا حيث يلهث الفيلسوف ،وتستمر هي في السير أبعد بكثير ،أبعد من كفل مفعفرففة. بعد الوضوح ،خطوة خطوة ،نختفي ونحن نرتجف في بهيم كثافة الكون المرتعشة .األذن الدقفيفقفة والفرهفيفففة تشفرئفب اللتقاط صخب النجوم والتالمس الطفيف للذرات ،وحتى الصمت الذي يفصل بين دقتين اثنتين للقلب .سراج ليــــــــل
28
خا ر جا
إل
أصدق اء ديونيزوس
الكون .هي ال تعرف شيئا .لم تقرأ الفالسفة ،ومع ذلك نفقفسفم أحفيفانفا بفأنفنفا نسمعها توشوش داخل غفابفاتفهفم .هفي تفكفتفشفف كفل شفيء .تفكفتفشفف كفل الحركات المتناقضة لالنفعاالت اإلنسانية والتآلف الفمفوجفع لفألفضفداد .هفي ذي األحاسيس التي تخلق الحياة نفسها .خوف وجسارة (الخوف هفو أيضفا جسارة) .جنون وحكمة (هما نفس الشيء ،كالوحش والفحفسفنفاء) .نفقفصفان وتعويض .الظمأ هو الماء ...كل األسرار التي تكتشفها لفنفا تفمفر مفن سفر آلخر كي تمنحنا عددا كبيرا من مفاتيح الكون. وأيضا هذه التجربة الجسيمة ،خصوصا اآلن ،والتي هي الكينونفة الفففقفيفرة من فرط العوز ،أو من فرط الغنى. هنا حيث يتوقف الفكر عن التفكير ليصير تحليقا للففرح ،تفبفتفدئ كفالريفس الكتابة .هنا حيث يصير الففرح أكفثفر حفدة إلفى درجفة األلفم .هفنفا بفالفذات تؤلمنا هذه المرأة. وأيضا في الشارع :يمر رجل جميل ،امرأة عفجفوز ،ففتفاة صفهفبفاء ،كفلفب بشع ،سيارة ضخمة ،وأعمى. كل واقعة تلوح على مرأى من كالريس ليسبيكتور .العادي ينفتح ويفظفهفر لنا كنزه ،والذي ليس بالتحديد سوى العادي ...وفجأة ،تفأتفي الفحفيفاة كفهفبفة ريح ولفحة نار وعضة سن. نظرة هائجة ..صوت محزن ..كتابة تعمل على إخراج الدفين ،على النبفش وعدم النسيان ...ثم ماذا؟ الحي وأسرار إقامتفنفا الفخفففيفة ففوق األرض ال تنضب أبدا ،وما أكثرها... مملكات وأنواع وكائنات .كل ما هو موجفود أنفقفذ وسفحفب مفن الفنفسفيفان: مكان وجودنا اليومي .هكذا ،وبهذا الفعفمفل ،كفل شفيء يفعفود ،يفعفاد إلفيفنفا بالتساوي ،من األكثر سطوعا إلى األكثر ابتذاال .كل شيء بفالفتفسفاوي :مفن له الحق في أن يسمى ،ألنفه ففقفط مفوجفود؟ الفكفرسفي ،الفنفجفمفة ،الفوردة، السلحفاة ،البيضة ،الطفل ..؟ إنها مثل األم ،تهتم بكفل أصفنفاف "األطفففال". يعتبر هذا العمل ،مفثفل كفل األعفمفال الفكفبفيفرة ،تفمفرنفا ،تفواضفعفا ودهشفا مستمرا ،وفي الوقت نفسه صدمة درس للقارئ وإعادة تربيفة الفروح .هفذا العمل يعيدنا إلى مدرسة الكون .العمل هو نفسه المدرسة والتفلفمفيفذ .ففالفذي يكتب ال يعرف ،وهذا ال يمنع الكتابة من خلفق الفحفقفيفقفة ،دون االسفتفعفانفة بالمعرفة ،كما نخلق النور أحيانا ونحن نتحسس السفواد بفبفصفيفرتفنفا لفنفجفد الجسد الموحى إليه. أن نكتب ،يعني أن نلمس السر الخفي بلطف بأنامل الكلمات ،محفاولفيفن أال نسحقه حتى ال نخل به.
29
كالريس ليسبيكتور
هيلين سيكسوس
طار
خا رج
اإل طار
أصدق اء ديونيزوس
فرانز كافكا
ينبغي أن ال ننزعج ،فهي أيضا تكتب القصص .امرأة غنية في مقتبـــــل العمر تصادف متسوال. امرأة وبنت وردان :إنهما بطال دراما التعرف المسماة "الهوى حسب ج.هـ" .سأحكيها لكفم .إنفهفا (امفرأة مشفار إلفيفهفا بالحرفين األولين من اسمها "ج.هـ" أو الكتابة) ...الهوى يصدر من غرفة خادمة ،من حائط أبيض رسم علفى ظفاهفره خيال امرأة. ها هي تتقدم ( )... ...كل صفحة تحمل ما يسع كتابا بأكمله ..كل فصل فيه هو أرض لفالفسفتفكفشفاف ،لفلفتفجفاوز ..كفل خطوة تبعد ضمير المتكلم عن أناه .عند كل خطوة ،جدار ينفتح ،خطأ يرفع عنه الحجاب. "ج.هـ" تصادف بنت وردان ،لكن ال وجود لتحول مخيف .على الفعفكفس ،بفالفنفسفبفة لـف "ج.هـف" الفوحفش هفو الفمفمفثفل الواقعي لنوع ال يزال كائنا /صرصارا منذ ما قبل التاريخ .جزء من الحي مخيف ،منفر ورائع في مفقفاومفتفه لفلفمفوت. في اتجاه هذا الجسد ،جسد اآلخر ،الجسد الذي تتجرأ هي عليه ،ينبغي ،ال يفنفبفغفي ،أن نفعفاقفب الفمفوت .هفي تفطفلفب، وبعنف ،سر الحي ،المادة ما قبل إنسانية التي ال تموت .ما هي الحياة /الموت ،إذا لم تكن غيفر تشفيفيفد ذهفنفي إنسفانفي وإسقاط نفسي لألنا؟ الحياة ما قبل إنسانية لم تعرف أبدا الموت. الهوى حسب "ج.هـ" هو عبور القوقعة ،كل القواقع ،إلى المادة الالمتناهية ،المحايدة ،والالشخصية. ال ،إنني لم أحك لكم شيئا .ينبغي أن نتتبع هذه المرأة كلمة كلمة ،في صعودها نحو األسفففل .نفعفم ،مفعفهفا الفنفزول هفو أيضا صعود. اآلن ،على ما يبدو ،نشعر أننا أطفالها. (*) روائية ومنظرة نسوية فرنسية (**) شاعرة مغربية كانت تقيم في باريس
هذه الصورة ليست مشهدا مـن فـيـلـم أو مـن مسـرحـيـة ..إهنـا صـراح حـب ،بـني الـفـنـانـة التشكيلية اليوغوسالفية مارينا أبراموفيتش ورفيقها الفنان أوالي ،ابـتـدأ يف األول بـاصـدار صوت ميتد حلني ينقطع نفسيهما ،مع إبقاء فميهما مـفـتـوحـني ..وشـيـئـا فشـيـئـا يـتـصـاعـد صوت كليهما حىت يصري صراخا يدخل يف فـيـهـا (فـمـه) كـمـا يـدخـل يف فـيـه (فـمـه)... كان هذا يف حلظة بريفورمانس ،مدهتا ربع ساعة ،أمام اجلمهور عام ...8791
30
ص ن
حنان درقاوي (*)
يخترقني رفائيل ،أصيح وأنا محمومة ،مندفعة: — ENCORE
يتابع ذهابا وإيابا تفتيت جسدي ومفاصلي ويطلب بإلحاح: — قولي مرة واحدة أحبك ألفنى فوقك ،تحتك ،فيك. أقول وأنا أغالب صرخة لذيذة: — ENCORE
ال أستطيع أن أقول أحبك وأنا الهفة خلف لذتي ،وأنا أتصبب عرقا ورجالي خلف أذني .لكنه يطالبني أن أقولها .أال يكفيه أني أصل إليه مشتعلة وأندس فيه ،أبحث عن أنوثتي في عينيه ،وأتلقى رجولته الفادحة في حضرتي. جمعنا المطر منذ أول موعد بيننا .كنت قد انتظرت ألشهر طويلة وأنا أتبعه في كل مكان ،وانتهيت بمغازلته. ذهبنا إلى الدائرة الثالثة عشر في باريس لمشاهدة فيلم "بروك باك مونتان" .كان قد خيرني بينه وبين "ميونيخ"، وقلت له إنني ال أضمن له مزاجي بعد "ميونيخ" ألنه يتعرض لفترة من النضال الفلسطيني ،وال أعرف كيف سيتناولها. ذهبنا إلى سينما MK2على متن سيارتي. طيلة الفيلم كنت أرتعد .كنت محمومة :زكام فظيع ألم بي منذ يومين .استهلكت الكثير من األدوية ،واآلن معدتي تؤلمني وتنضاف إلى الزكام .لكني طيلة العرض لم أشعر بجسدي وبألمه .فكرت فيه ،في أصابعه .تخيلت صــــــدره 31
قص
ENCORE...
صي
أصدق اء ديونيزوس
قص
صي
ن ص
أصدق اء ديونيزوس
المزغب يضمني .تخيلت شفتيه تلتهمان شفتي. في الخارج كانت باريس مبتلة وأكثر جماال ،وكان المطر... للمطر أصابع رقيقة تتسلل إلى صدري ،تعانق األصابع ،مسام جسدي ،وأخضع إلرادة المطر يلمسني ويخترقني حتى أبعد حدود. كان رفائيل يقفز كطفل صغير ويغني بصوته الجميل أغنيات من فيلم "أرقص تحت المطر". جمعنا المطر ،لهذا كنا دائما مبلولين. يقول لي: — أعيش يوما آخرا بحجة أن أراك فقط ،أن أكون بين أحضانك .أنت معي أينما ذهبت .تجعلين العالم ساحرا من أجلي. وحين أضحك ،يقول: — أنا سعيد ألنني رجلك أحبك منذ ألف عام ،منذ بدء األزمنة. يؤمن رفائيل بالتناسخ ،لهذا فله اليقين أننا عرفنا بعضنا في حياة أخرى. كتب لي ذات ليلة على الهاتف المحمول: — أريدك في كل ليلة في أحضاني .أفتقدك .أنصت إلى جينيس جويلين ليتسلل النوم إلي أو ألنزلق في نوم هادئ. أفتقدك .خذي أي قطعة تريدين مني .خذي آخر قطعة مني .وامنحيني حضورك اآلن .احك لي حكاية جديدة يا شهزادي الجميلة. كان يحبني و... كنت أريد فقط أن أراه عاريا. أن أصيح: — ENCORE (*) قاصة مغربية ،تقيم في فرنسا
...إنها شهوتي تتدفق في خرائط المادة، أ وها هي الدقائق أ تتفتح في اسرة المكان ،كمثل اعضاء جنسية. وفي سيري ،كل صباح من ،331 لورميل ،إلى ،3شارع شارع أ أ ميوليس ،اقرا في نقطة الماء كفتاب المحيطات، أ ا ألمس الضوء الذي يعمل كالمحراث يظل الشاعر طفال واكفتشف كيف أ وله عمر الفق...
ً متخفياآ ْفي جسد رجل جاءني فلم ابه به. قال لي أ افتحي فانا ًالروح القدس . وخوفا من المعصية تركفته يقبلني، ّعرى بنظراته الخجولين، نهدي أ حولني لمراة جميلة. جسدي روحه ثم نفخ فيهادراً رعدا آ و صواعق امنت.
(مرام المصري)
إن السر الخفي وراء فرادة فيلم ”التانفغفو وعي خالق ،إنفمفا الخير“ من حيث هو أ يفكفمفن ففي ل جفنفسفيفتفه لنففه ففيفلفم عففن ففقففدان اإليففروتفيفكفيففة ،ل عففن تفبففدلتفهففا وهو يهجفو الفعفالفم الفمفعفاصفر، وصورهاً ، ً وقيما من آخالل هفذا الفففقفدان، سياسة أ لن الفحففوار مففع الخففر الففذي تشففوهففت عناصره بفعل السياسفة وتفمفثفالتفهفا ،قفد انفتفهففى إلففى ّ الفقفتففل الففذي هففو الفمففوازي المنطقي لالجنسية .فاإليفروتفيفكفيفة ا ألفتفي قهرتها بنى السلطفة تفوازي الفمفوت لنفهفا فقدت عبفر هفذا ً الفقفهفر مفبفررات وجفودهفا وصارت نموذجا للخراب ل للوجود...
(فراس الشاروط)
(أدونيس)
32
عي
كر الف ن
أصدق اء ديونيزوس
األَيْـ ـ ـ ُـر وتِـيـ ـ ـ َكـ ــا
ماتيس برؤية هنري ميللر
إدريس كثير (*)
اإليروتيكا هي الجنس وقد أصبح فنا وإيقاعا. إيروس هو إله الحب وكذلك إله القوة الخالقة في الميتولوجيا اليونانية ،تحول اسمه إلى كوبيدون في اإلمبراطورية الرومانية .حسب تيوجونيا هوزيود (القرن 2ق.م) يكون أيروس مع كاووس ونيكس وكايا وإيريب الخمسة آلهة األوائل .إيروس هو الوحيد الذي لم يلد ،وهو جميل وخالد "معروف بذكائه وحكمته" .اعتبره جون بيار فرنان المبدأ "الذي يبرز الثنائيات ،والتعدد الثاوي في الوحدة" .إيروس وهيروس (الرغبة) من مرافقي أفروديت دائما منذ والدتها. ورد في تيوجوليا األشعار الشعبية ،وهي تيولوجيا أُورفيه ،أن إيروس هو مبدأ الخلق ،ولد من بيضة الكوصموص الناجمة عن األثير ) )Etherوالعدم ).)Chaos حسب كوميديا العصافير ألرسطوفان ( 325-452ق.م) ولد أيروس من نيكس (الليل) بأجنحتها السوداء ،وهو يملك جناحين من ذهب ويرمي سهامه كيفما اتفق .ويعتبر كائنا خنثويا ألنه تجسيد لصنفين الذكر واألنثى ،وله قوة تستطيع جمع األنصاف بعضها ببعض ،وهو إله جميل ويحب الجمال ،وكل من يمسسه يتحول إلى شاعر. إليروس أخ أو رفيق يسمى Antéros؛ وأخت تسمى هرمونيا (انسجام) .حين يرافقه األخ يغدو كبيرا وحين يفارقه يعود طفال. وهو يرمز إلى "رغبة الحب" بما هي مجموع الظواهر التي تثير وتوقظ الرغبة الجنسية ،ومختلف التمثالت المرتبطة بها ،خاصة التمثالت الثقافية والفنية. اإليروتيكا تختلف عن الجنسانية ألنها ال تحيل على الممارسة الجنسية نفسها .األولى تديم اللذة والرغبة ،أما الثانية فتستهلكها بسرعة .وتختلف عن الحب ألن هذا األخير مشاعر وإحساسات .اإليروتيكا ترتبط بالجسد وبدوافعه الجنسية واستيهاماته عكس بعض مشاعر الحب (كالحب األفالطوني وحب األبناء والحب العذري .)...اإليروتيكا 33
عي
ن ال
ف كر
أصدق اء ديونيزوس
ليست هي البورنوغرافيا .هذه األخيرة توصف عادة بالبشاعة وانعدام الحياء ،ألنها تكشف عن العورات وتتجاوز الحدود .البورنوغرافيا تقزم ما هو حميمي إلى حدود نسيان الجانب اإلنساني فيما يُعرض ويمارس ،أما اإليروتيكا فتقلق على هذه الحدود وتترك مكانا محترما للحميمية ،أي لما هو خفي وال مرئي. اإليروتيكا ليست هي العالقة الحرة (ليبيرتيناج) ألن هذه األخيرة عالقة "فاسقة" في حين األولى عالقة "عاشقة". "العالقة الحرة" ال مبالية جنسيا :اإلغراء ،وحب الذات ،والتحرر من كل االلتزامات هي مظاهر الحرية كما يجسدها دون خوان مثال .حرية تلعب بالنار وتريد أن "تقود الثور من قرونه" (ميشال ليريس)، كناية عن تقارب القوى الجنسية (إيروس) بالموت اإليروتيكا (طاناطوس). مألى بالمشاعر اإلنسانية، الجمالي بالبعد مبالية والغرامي للعالقة ..هي تعبير عن الجانب الحضاري في الممثلة األمريكية جان فوندا اإلنسان كالفن واألدب، (األدب اإليروتيكي" .)..العالقة الحرة" نزعة فردانية منغلقة على حب ذاتها ،في حين اإليروتيكا عالقة غيرية ،تنفتح على جسد اآلخر وعلى تجربة الغير ،وعلى وعيه المختلف... ترى ما هي الكلمة العربية التي ترادف هذا المفهوم "إيروتيكا"؟ هل هي الحب أم الحب العُذري أم المجون أم الجنس...؟ يبدو أننا ال نملك الكلمة المناسبة التي ُتفيد التباس إيروتيكا وتميزها عن الجنسانية وعن البورنوغرافيا وعن العالقة الحرة ..فلم ال نقترح أَ ْي ُر/وتيكا ؟ من األيْر أي القضيب والذكورية .وما هي أهمية هذا االقتراح؟ هل يفي بالغرض؟ أقصد هل ستمنحنا الكلمة إمكانية الوقوف على شق هائل من األدب وأجناسه؟ ومن الفلسفة وأبحاثها؟ ومن الفن التشكيلي وألوانه حول ما هو أَيْروسي بالضبط؟ أيروتيكا هنري ميلر والسيكسيس ينفتح مؤلف هنري ميلر ( Sexusوهو الجزء األول من ثالثية تضم Plexus و ،Nexusالمجموعة تحت عنوان ) ،»la crucifixion en rose«(3على الجملة التالية( »...j’ai le mal d’amour« :أعاني من مرض الحب ،حتى الموت) (ص .)10وهو حب نحتار في توصيفه ،هل هو عشق وغرام؟ أم شبق وهيام؟ يزخر الكتاب (وهو ليس رواية بقدر ما هو سيرة ذاتية) بالعديد من المشاهد الجنسية الفاضحة لكنها الصريحة .فهل هو كتاب جنسي مجاني ،أم هو مؤلف إيروتيكي؟ ما هي مميزات الكتابة أو السرد اإليروتيكي لدى ميلر؟ 34
عي إنها كتابة ال محالة تنتمي إلى الفن ،هاجسها األساس هو البعد الفني.. منذ البداية (ص )04يتطرق هنري ميلر إلى مفهوم الكتابة باعتبارها فنا" ،فعل الكتابة لديه له عالقة باإلرادة ،فهو شبيه بالتيارات العظيمة في أعماق البحار والتي عليها أن تطفو على السطح بدوافعها الخاصة .الطفل ليس في حاجة إلى الكتابة ألنه بريء ،أما الراشد فيحتاج إلى الكتابة لكي يتقيأ السم الذي راكمه في جوفه بفعل األخطاء التي ارتكبها .إنه يريد إعادة امتالك براءته .لو كانت لنا الشجاعة في أن نحيا وفق ما نؤمن به لما كنا في حاجة إلى تسويد هذه األوراق .لو كنا نريد عالما حقيقيا جميال وساحرا بإبداعاتنا لما نصبنا ماليين الكلمات بيننا وبين واقع هذا العالم ...الكاتب الكبير والحقيقي ال يرغب في الكتابة بقدر ما يرغب في أن يعيش خياالته في هذا الواقع ،وأول ما يبدأ به إن هو كتب" :األلم" .ال قيمة للكاتب الذي يجعل من الكتابة "سلطة" ويبحث من خاللها عن المجد ،وأشياء مضجرة أخرى .العبقرية هي االهتمام بالناس العاديين ،واالعتناء بهم .منهم ومن الحياة ينهل العبقري أفكاره وكتابته، واإلفادة الوحيدة من الكتابة هي إلغاء الحدود التي تفصل الكاتب عن اإلنسان. أفضل ما في فن الكتابة ليس هو تصفيف الكلمات الواحدة بحوار األخرى ،إنما هو البدايات ،هو الخطوات األولى التي تنجز في صمت ،سواء في الحلم أو في اليقظة .ال أحد استطاع أن يكتب ما فكر فيه في البداية ،ألن الكتابة األصلية هي هذا الزخم البدئي األولي ..الكتابة هيروغليفات ال تستطيع نقل ما يصعب نقله ،لكنها تذكرنا به أو األصح تجعلنا نحلم به ،ال أحد سيستمع لبيتهوفن لو استطاع العودة إلى األصل الذي حاول هذا الموسيقي أن يلحنه. يتضح مما سبق أن الواقع هو المجال هو الموضوع ،إنها واقعية ساذجة لكنها صريحة ،صراحة دافعها عميق يدعو إلى حساسية الكتابة ،حساسية يفقد فيها الفن صلته بالحياة .يمكن رفع مومس إلى مستوى السيدة المحترمة كما يمكنها أن تؤدي هذا الدور كما يجب .هي حالة مارا في األيام الهادئة بكليشي (ص ،)144-143 .امرأة عانت األمرين لكنها لم تكن منذورة لمثل هذه الحرفة ،تبدو أكثر طيبة من مثيالتها وهن ُ كثر في مقهى المارينيان.. يتعاطف هنري ميلر معها إلى حد التواطؤ وينصت إليها مميزا الكذب البيض من الصدق ،والحقيقة من المبالغة ،لكنه دائما متيقنا بأنها صريحة وصادقة في أقوالها. إذا صدقنا رسائل الرفض التي تلقاها هنري ميلر لنشر أعماله؟ وصدقنا آراء بعض النقاد سنخلص إلى القول مثلهم أن ميلر ال يعرف أبجدية الكتابة بل فن الكتابة (ص .)34/35 .لكن اقتناعه بالكلمات البسيطة ،وبالعمل الدؤوب، "أجورة فوق أخرى ،بنفس صبر الب ّناء" يبرز الحديث .وال يكتمل ،حتى يقول الكاتب كل ما دفعه إلى القول .مراجعة النص تمأل األعين دمعا وحينها ال يصلح أن ّ يطلع عليه مدير المجلة .إنه شهادة على اطمئنان النفس وعلى النزاهة التي ال تنطق سوى بالحقيقة والجمال .الكاتب لدى ميلر كوردة اللوتيس حين تنفتح تبهر الناس بجمالها ،وتزكي النفس 35
كر الف ن
أصدق اء ديونيزوس
عي
ن ال
ف كر
أصدق اء ديونيزوس
بمنظرها" .النقد النزيه ال معنى له [وال وجود له] ،ما نحن في الحاجة إليه هو الهوى الحر دون إكراه ،نار على نار" (ص.)37. اإلبداعية حسب ميلر ال تختلف كثيرا عن اللعب األبدي (ص )072.فهي عقوبة مقصودة .وتعرف كيف تخضع للقوانين .الحياة اإلبداعية هي تجاوز للذات ،كما جربها نيتشه في حاالت "االنتشاء"" :ثم انغمس وتبخر في المرآة ،وقضى نحبه ،متجذرا مغطى بالزهور" أدراج وأدراج مناقضة "كان قد كتب ،وفجأة كل شيء بات بدون عمق ،وتناثر الدماغ كحبات الزمرد تحت ضربات مطرقة الحقيقة" (ص.)071. اإلبداع حرية تنفتح على الالنهائي وهذا األخير يفسح المجال للخوف ميللر رفقة الممثلة األمريكية براندا فينيس والرعب ،من هنا يتغذى الفكر الذي تنقله إلى الكلمات على األوراق. اإلبداع هو العثور على الحكاية حيث يختفي المفتاح الذي يفتح الروح. الفنان المبدع يمكنه أن يكون بطال ،إال أنه بطل من نوع آخر غير أبطال التاريخ وال السياسة إنه بطل الحلول الخيالية ،ذلك الذي يُحاول تجاوز اآلالم واالرتعاشات والعذابات في أعماله الفنية .عبر الفن يتم االتصال بالواقع. ترجمة الفنان المبدع هي وعي النظام الذي يحكم هذا العالم من خالل نظام آخر متخيل أو إلهي .النظام في العالم أو في العالم المتخيل هو المعنى ،أما الالمعنى فهو عالم آخر غير عالمنا ،هو الكاووس ،هو الموت ،هو عُمق عالمنا في الحقيقة .كال العالمين أو التصورين هما نتيجة اإللهام ،حمى اإللهام التي ال تأتي حين نتهيأ لها بآلة الكتابة واألوراق واألقالم واإلرادة ..ال شيء يأتي بهذا الشكل .لكن فجأة تنبعث رغبة عارمة في القول ،انغماس كلي في الكتابة ،بعيدا عن الظروف المالئمة للكتابة ..مثلما الجماع الطارئ ،حينها يجب التحرك ببطء دون تفكير مسبق وال تخطيط مطلق ،ذهاب وإياب دون تسرع "هكذا يولد الفنان ومعه اإليمان... مبدأ خلق الجمال انطالقا من الحب ،..من حب الحياة في ذاتها ،وألجلها" (ص.)174. هذه االلتماعات الرقيقة والجملية هي مجمل تصورات هنري ميلر الفنية واإلبداعية على أقل من خالل مؤلفه « .»Sexusفمجانية الوصف الفضائحي الذي يدعونا إلى اعتبار هنري ميلر إباحيا خليعا "ال يملك سوى الجنس في دماغه" (ص ،)052ال تصمد أمام هذه االعتبارات النبيلة وأمام هذا اإليمان في الحب .حُسن مونتمارت يعود في جزء منه إلى التجارة المكشوفة للمؤخرات واألفخاذ .ال رومانسية في الخنس حين يتحول إلى تجارة .لكنه قد يكون أخاذا ونوستالجيا في ظروف أخرى ،في ظروف ضوء مغربل ومستربل أو في ما بين الواضح والغامض ال في واضحة ال ّنيون( .أيام هادئة في كليشي .ص.)11. إيمان تتالشى فيه ثنائية العبد السيد (هيجل) وتغدو بدون معنى( ،ص.)312-310. ألن اإليمان في الحب هو حسب الحب ،هو إكسير الحب( ،ص ،)007.كما جربه هنري ميلر نفسه مع مارا -مونا التي تحولت لديه في لحظة تذكر طفولية إلى مريم الشبيهة بالمجدلية( .ص.)031-032. إن كان هنري ميلر ال يشير إال إشارة سريعة إلى "ألف ليلة وليلة" وإلى قاتل القلوب 36
عي Salapaladinصاحب أحمد الكبير والذي ال يقتات إال من البهارات واألعشاب المنعشة (ص( ،)413.ألف ليلة ،)...فإنه يفعل نفس الشيء بالنسبة إلى الكماسوترا اليابانية في شخص الطالب الياباني « M.T.إنها أحالم أفيون حقيقية، كل الجهد يعرف في المقدمات على الخصوص :موسيقي ،استحمام ،عود الند، تدليك ،لمسات ..إراءات وإثارات ..تجعل من االستهالك األخير لحظة انتشاء ال تطاق» (ص .)300.كما لو أن هو الفن الروحي الذي يرفعك إلى السماء السابعة. انتهت أيروتيكا هنري ميلر إلى قمة التحول في خاتمة الكتاب؛ حينما تحول إلى كلب ال يمكنه التعبير عن فرحه إال بالنباح. بعد تعب متعب ،رأى هنري ميلر نفسه في الحلم يتحول إلى كلب غزير الشعر عشيقة ميللر أناييس نين بقوائم ممتلئة وأذنين ال نهائيتين بين قوائمه عظم عظيم .فجأة تحول الحلم إلى كابوس جسد قساوته شخص لم يكل من تعذيب الكلب ضربا ورفسا و ...إلى حد الموت ..لوال أن استيقظ هنري ميلر .لحظة ...ثم انغمس في حلم كلبي جميل، جعل منه كلب سيدة تتنافس مع أخرى من أجل الفوز بجائزة الكالب .وفازت بها فعال .الشيء الذي خصه بعظم جميل كهدية من السيدة ،إال أنها قبل أن تمنحه إياه ،ويا للغرابة ..امتصت كل نخاع العظم حتى تركته فارغا وهمت بالرحيل دون أن يتسنى للكلب سوى النباح. يمكن تقدير األيروتيكية األدبية جيدا لدى هنري ميل لما نطلع مليا على عالقته مع أناييس نين ( .)3تعد هذه األخيرة أديبة خالسية من أم دانماركية وأب كوبي. ولدت بفرنسا لوفسيان اشتهرت بمذكراتها وبكتاباتها ذات الصلة بأدب الرحالت بما فيها زيارتها لمدينة فاس. تعرفت على هنري ميلر في خريف 1731بواسطة المحامي ريتشارد أوزبورن .كانت في ربيعها 02وكان في األربعين من عمره .أول ما رأته أسدلت عينيها لتشاهده من الداخل فأحست بحرارته وهدوئه الطبيعي ،وتراءى لها في هيأة راهب بوذي بشيبه الفضي وشفتيه الممتلئتين الباحثتين عن المتعة. بداية صداقة أدبية وعالقة حميمة .كاتبان عصاميان يجمعهما حب األدب وشغف القراءة وذوق الموسيقى .كل واحد منهما كان يضع اللمسات األخيرة لمؤلفه .هي مع كتابها األول حول "د.ه .لورانس" ،1730وهو كان يتهيأ إلصدار "مدار السرطان" الذي ستخصه بمقدمة باذخة وستطبعه على نفقتها سنة .1734ال شيء كان يبدو مشتركا بينهما :هو بعد أن تخلى عن وظيفته جاء فرنسا متسكعا الجئا عند األصدقاء ،وهي متزوجة تعيش في بحبوحة من الرخاء والرفاهية .هو مهووس بالنسوان بمن فيهم المومسات واألزقة المظلمة لباريس يبحث عن اللغة الحزينة والمرة ،عن البؤس والشهوات وإن اختلطت بالندم والفشل وضياع المجهود المبذول ،وهي الكوصموبوليتية في انتظار تجارب جديدة تخرجها من النمطية والنظام والحياة الرتيبة المصنفة سلفا. في البداية اعتقدت أناييس أن عالقتهما لن تتعدى الصداقة األدبية .فتبادال المسودات واتضح االختالف في األسلوب األدبي وفي الموضوعات ..وما عزز هذه الصداقة هي زيارة زوجة هنري ميلر جان للوفيسيان .1731امرأة جميلة رائعة عصبية قلقة قليال لكنها شبقية( .ربما بعض مالمحها هي مالمح مارا بطلة النيكسوس) .يقال أن العالقة بين 37
كر الف ن
أصدق اء ديونيزوس
ن ال
ف كر عي
أصدق اء ديونيزوس
السيدتين قد وصلت إلى ذروتها ،الشيء الذي ستنفيه أناييس (وإن كان هذا الميل المثلي قد لوحظ عند زيارتها لفاس حين تملت أجساد الفاسيات البضة في حمامات المدينة العتيقة). مارس 1730تحولت الصداقة إلى عالقة وجدانية رهيبة .حيث أصبح هنري مركز وجودها وكينونتها .النقطة الثابتة لحياتها وهواها .ألول مرة يحب ميلر فنانة وامرأة ذكية تدرك معنى اإلبداع والحرية والكتابة .يقول ميلر" :تسعدينني بشكل رهيب ،وتسمحين للفنان في دواخلي أن يستمر في وحدته دون تمزق وال انقسام لكن بدون تجاوز لإلنسان، للحيوان في ،للمحب الجائع الذي ال يشبع". لقد لمت انقساماته الداخلية ولفتها في وحدة مشتعلة .وأيقظ فيها هو بدوره المرأة المعطاء التي ارتبطت به جسديا برباط حيوي مبدع ثقافي اجتمعت فيه القراءة والكتابة واأليروتيكا" .إني ال أعيش إال للحظات النشوة ..أحب المبالغة والحرارة ،أنا عصابية منحرفة مهدمة خطرة أشعر بحيوان متوحش داخل أحشائي ،"..كانت تقول أناييس. لكن ككل العالقات األيروتيكية سرعان ما ستهدأ بحارها وستطفو الخالفات القديمة من جديد على السطح لتضع حدا ألجمل أيروتيكا. المراجع: 1) Henry miller, Sexus, la crucifixion en rose, Tr. Georges Belmont, livre de poche,1968. 2) H. Miller, Jours tranquilles a Clichy, Tr. Gérald Robitaille, 10/18,1974. 3) Nicole Volle., Une liaison passionnée, bloge littéraire, 2009. (*) باحث وأكاديمي مغربي
الممثلتين ماريا دو مادريوس وأوما طومان في دوري العشيقة والزوجة في فيلم ”هنري وجين“
38
أصدق اء ديونيزوس
Almounji Ma3touk1
بعد روايفتفيفه ”مفدار الفلفيفلفة الفمفوعفودة“ و“مفدار الفلفيفلفة أ البفيفضفاء“ ،اصفدر الفكفاتفب والفبفاحفث الفجفمفالفي الفمفغفربفي موليم العروسي روايفة جفديفدة ،عفن مفنفشفورات الفمفدارس، بالدار البيضاء ،بعنوان ”مالئكفة السفراب“ ...وففي مفا يفلفي أ مقطع من الفصل الخير من الرواية“ أ « ...إسمع يا ولدي يا إبراهيم ،إن قصتكم انتم العروسيين أ أ اشبه ما تكون بقصتنا نحن .إنكم دخلتم العالم اي ف ف فتففام ف ف ففا،
أ أ ويبدو انكم ستبقون هفكفذا إذا لفم يفبفعفث ففيفكفم احفد ففي أ آ زمان اخر ليدلكم على طريق غير الذي انتم فيه .إن جدكم أ العلى كان يحمل كل سفمفات الفمفسفيفح .يفعفطفي كفل شفيء أ آ لفالخففريففن ول شففيء لففه او لففذويففه .لفقففد كففانففت لففه لزمفة ل يتوقف عن ترديدها اطلعت عليها في مذكرات إلفيفاس .كفان يقول” :نحن كالنخلة تمنح الظل لفلفبفعفيفد وتفتفرك جفذورهفا تيبس .“..هو ذا قدركم .هل بإمكاننا تصفحفيفح الفقفدر لفقفد أ جاء جدي يعقوب من الندلس في نفس الوقت الفذي جفاء فيه جدكم ،لكن مصائرهما تفرقت ،وكذلك سبفلفهفمفا .كفان أ جدي ايضا يعطي دون مقابل .ولم يكن يهمه إل حبه لبنفي أ أ أ أ اإلنسان مهما كانت عقائدهم او الوانهفم او اصفولفهفم .لفكفن أ أ في اليوم الذي طلب منه الولي موسى ان يقرا مفع صفديفقفيفه عمران ويحيففى عالمة تحفلفيفق جفدك وصفاحفبفه رحفال ففوق مفراكففه وهففالك عفبففد فففي الفيفم تفحففول إلففى الفتفصففوف واستقر هو بإليغ ويحيففى بدمنات .لم يكن يظن في يوم من أ أ اليففام ان سففال ل فتففه سففوف ت فعففاود ال فتففرحففال وتس فيففر ن فحففو المجهول مجددا.»... أ (الطبعة الولى ،دجنبر ،3033عدد الصفحات ،331 :الثمن 00 :درهم)
من ملف ات وضيوف أعدادنا الق ادمة Ωحانات القصة القصيرة Ωالشاعر محمد بنطلحة
Ωجيل دولوز في ضيافة ديونيزوس
39
40