أصدق اء ديونيزوس العدد 31 - 001مارس 2012 مجلة أدبية وفنية ،تصدر عن حلقة “أصدقاء ديونيزوس” األدبية والفنية بالدار البيضاء ،في نهاية كل شهر ،ما عدا يوليوز وغشت
ضيف العدد صاحب ديواف
“الحب مهزلة القروف ”
الشاعر محمد عنيبة الحمري
ف ِ ِ ظلو” اط خ ُ “َ قراءة في ديوان الشاعر بوجمعة أشفري :
“الموتى (ال) يحبوف السكر” :الفناف التشكيلي بنيونس عميروش قصة:
نصوص عابرة :
“كل البنات تحب القطط السوداء” للقاص توفيق مصباح
“أرانب للذبح” للقاص سعيد منتسب
مقاطع من “الميت” لجورج باطاي
خارج اإلطار
“قبلة الفنانة” للفنانة الفرنسية أورالف
شعر :
سينما :
“كالـ الشهوة” للشاعر يانيس ريتسوس
“امتزاج اللذة باأللم” في فيلم “إمبراطورية الحواس”
أصدق اء ديونيزوس العدد األوؿ 13 ،مارس 2132
المشرفوف على التحرير : بوجمعة أشفري محمد عنيبة الحمري ناصر يودي (كندا) المراسلة على البريد اإللكتروني: amiesdedionysos@gmail.com anibamohamed@hotmail.com nacer.youdy@gmail.com الصور الخاصة بضيف العدد بعدسة: الفوتوغرافي سعد الدين عدلي
الصور المؤثثة للعدد من اختيار: بوجمعة أشفري
الحدود القصوى المتزاج اللذة باأللم في فيلم “إمبراطورية الح واس” :أمير العمري (ص)32 :
من روائع الشعر العربي
التغني بالحب والراح
ضيف العدد :الشاعر محمد عنيبة الحمري أحمد جاريد ص4 :
خاطف ظلو الحياة ملء يدي
بوجمعة أشفري
شمم تطرزه محنو
عادؿ حدجامي ص0 :
عنيبة الحمري :المايسترو
أنيس الرافعي
ص32 :
إدريس أبو زيد
ص34 :
ليس أجمل من عنيبة الشاعر إال عنيبة اإلنساف عبد اهلل خليل
ص31 :
أحمد بوزفور
ص31 :
عنيبة الحمري ،طين ديونيزوسي
موليم العروسي
ص30 :
يتدفق أماـ أعيننا بمطلق الحياة
عثماف بنعليال
ص21 :
الشعر العذب وصحبة العذاب عنيبة الحمري ..يا شاعرا من لهب
(ص) 35 :
“كالـ الشهوة”
للشاعر اليوناني يانيس ريتسوس (ص) 37 :
ص2 :
عبد الحميد جماىري ص23 :
سم أنت ىذا البياض
خارج اإلطار :مقاطع من “الميت” ،للكاتب الفرنسي جورج باطػاي
ص10 :
قراءة :بوجمعة أشفري :الهتاؼ بالحب عاريا ،بنيونس عميروش
ص22 :
قصة :جرح على الستارة ،ياسين عدناف
ص22 :
قصة :كل البنات تحب القطط السوداء ،توفيق مصب ػػاح
ص20 :
خارج اإلطار :قبلة الفنانة ،بيرفورمانس القنانة الفرنسية أورالف :يوسف ليمػػود
ص13 :
نصوص عابرة :أرانب للذبػػح ،سعيد منتسب
ص22 :
عمل فني للفنانة فلورنس أرنولد
2
أصدق اء ديونيزوس
لماذا هذه المجلة؟ كيف يمكن أف نعيش مرة أخرى مع "ديونيزوس" إلو المرح والنشوة والشبق والريق المقدس الذي تتعدد أسماؤه وىو مفرد بصيغة الجمع في األرض وفي الفضاء كي ال أقوؿ في السماء؟ كيف يمكن أف نعيد للجسد (ذكرا وأنثى) حيويتو األولى حين كاف ال يمتثل لألخالؽ الوضيعة التي تحرمو من التمتع بالجماؿ في شتى تجلياتو طبيعة وثقافة؟ كيف نرتب مقاما تجلس فيو األنا مع اآلخر ويكوف ثالثهما عرؽ اآللهة يسري في كليهما مزيجا من الحياة والموت ،من اللذة واأللم ،من الرشفة والرعشة ...مهما كاف نوعو وجنسو (جعة، نبيذ ،ويسكي ،كونياؾ ،عرؽ ،ساكي ،روـ ،تيكيال ،فودكا، شامبانيا ،شوتشو ،سكوتش ،آيرش كريم ،سيدر ...إلخ)، برفقة أصدقاء وصديقات ،مبدعين ومبدعات ،سعينا (وسنسعى) إلى االحتفاء بشتى تجليات اإلبداع من خالؿ أسماء وتجارب إبداعية في حضرة ديونيزوس الذي يستجيب لالنبعاث في آخر ليلة من كل شهػػر ليؤانسنا في جلساتنا ويستمع لحديثنا. ىي إذف حلقة ديونيزوس األدبية والفنية أتت لتزيح حجاب اللبس عن عالقاتنا وثقافتنا المتعددة األلسن والجغرافيات ...ومن رحم ىذه الحلقة انبثقت فكرة ىذه المجلة “أصدقاء ديونيزوس” لتكوف عتبة للدخوؿ من جديد إلى منازؿ آىلة بطقوس المعرفة الجذالنة والمتعية الجسدية. وفي البدء كاف الجسد ،وسيبقى ،محل انفعاالتنا في الصحو كما في السكر .وأعتقد أف ما تبقى لنا اليوـ إنما ىو ىذه الداللة الجسدية التي عليها ينبغي أف نراىن حينما ينهار كل شيء من حولنا ،كما يقوؿ أحد مفكري فرنسا الجدد.
3
بًنفورمانس بعنوان ”قبلة الفنانة“ للفنانة الفرنسية أورالن 4
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
ال يحب الظهور وال
المظاىر ..كأنو يناـ نهارا ويستيقظ ليال ..ىو
خػػاطػػف ظػ ػلػػو
والقصيدة سياف :ال تعرؼ أيهما األنا وأيهما اآلخر، أيهما األصل وأيهما
النسخة ...من ألمو يعصر
أحمد جارٌد (*)
خمر كل السنين ليمنحك لحظة رقص ،ويسيح كأي مسيح في ىواه...
إنو ضيف ىذا العدد الشاعر محمد عنيبة الحمري .
أنظار األستاذ محمد عنٌبةة الةحةمةريع ُةاعة ُر الة ةا ةلةٌةة علًَّ فً البداٌة أن أبو َح لكم بترددي فً أن أتكلم باللؽة الفُصحى تحت ِ ألٌس كذلك ٌا بو معة؟). المعاصر ( َ ضة األكثر اذبٌة عند األستاذ محمد عنٌبة. والُاعر ال ا لً المعاصر و الُخصٌة التارٌخٌة المفتر َ َ ت أذك ُر متى تعرف ُ ب لً أدواراً دابماع و ا ً اآلن تُ ْخ ِ لنً ْإذ لس ُ ت على عنٌبة الحمري .وكؤنه وال أخفٌكم كذلك أنّ ذاكرتً تلع ُ ب م ْنه أو خرج. َح َف َر ثُ ْقبا ً فً ذاكرتً وتسّرّ َ ذا ُ االنطباع لديَّ حٌن أراهُع ال أعرؾُ متى ظ َه َر وال كٌؾ اخت َفى ع مثل فٌرناندو بٌسواع ٌخ َت ِلسُه الرصٌؾ وتبْتل ُع ُه العتمات. ت ِ ُطارده وق ٌ َ ُعر َحفِ َظ ُه قبْل أن مٌقات لهاٌَ .سْ َتعْ ِ لُه مقط ُع ت له متسع من الوقت .تطارده مواعٌد ال ٍ ٌختفً عنٌبة بٌن نخٌل أُعارهِ ٌ . المبحوح الم ُْؽ َم ِد فً أحُا ِبه .وٌُعْ ِلنُ َب ْه َ َته ال ُمد َِّوٌة على الو و ِه لمذبوح نار أحزانه الدفٌنة على ُعر ِه ٌَكت َب ُه فً ذ نهٌُ .ضْ ِر ُم َ ِ ِ ازبا ً ال ًُء ٌثنٌه عن ال َم َرح. الحزٌنةِ . ب الفرح .وما من ابتسامة إال و ً ب كار ٍه إال أن ٌكون ُم َت َ هِّما ً ألن ال ِح ْق َد ح ا ُ ما ِم ْن ُم ْب َت ِس ٍم إال ُم ِح ًّبا أو محبوبا ًْ .إذ لٌس بوسع قل ٍ ُ لؽة كونٌة للطٌبوبة .فالقلوب المحبوبة قلو ٌ أخطر ما عبلمة االمتبلء كما أن الخبث دلٌل على فراغ الروح .ولع ّل مبتسمةع و ً ب َ ِ فً التوزٌع البلمتكافا بٌن الناس والذي ال نستطٌع أمامه ٌُبا و :الطٌبوبة. الطٌبوبة فً القول َت ّولِّد اإلحساس باألمانع والطٌبوبة فً ال َمعْ َُ ِر تعطً اإلحساس بالعُمقع وفً العطاء تقود إلى الحُبّ ع إال أن للمحن ألنها مقا ُم الصِّدق. ؾ الطٌبوبة فً الكتابة مكابدةع تقود صاح َبها إلى كه ٍ ِ ٌ ُ ؼابة ٌَسْ ُكنها ُخ ٌ آخـر ص ابتسامة عنٌبة الحمري وب ْه َ تُه و ِخ َّف ُة روحه المورق ِة سوى ال ُّ رةُ التً تُخفً الؽابة. ولكن ٌهات ..فما َ مار ٌدع َك ِد ٌرع متقل ٌ ب فً ُخلو ٍة ٌقار ُع األ ْ وال. ُ خاطؾ ِظلِهع ل َ قلت كالمسمارع ٌا العالق ب ِه كع أٌّهذا الُخص َ اآلخـر ال َك ِدرُع المكتببُع العارمُع الحزٌنُ الذي ال عبلق َة ل ُه ِب َ َ ِ لصاحبـــــــــــــــــً: خمر ك ّل السنٌن ص ُر من ألمً َ أَعْ ِ وأ رب منً إلٌك ٌطاردنـً الوقت 5
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
أل ْم تق ْل له: اكتفٌ ُ ب ب السرا ِ ت بُر ِ كلّما المنً صاحــــبً تِ ْه ُ ت فً َعبثً ب علنً أنتًُ بالتعــــ ِ ب أسٌر ٌا ك بٌن الكواك ِ الظنون مقا ُم َ َ ِ ب ال ٌستقٌم بؽٌر ال ُُّهــ ِ أل ْم تق ْل لصاحبــــــــــً: حٌن تسبح فً سدي ح َُرقــِـــــــــــــً ورقًِ أتفٌؤ ظ َّل الكآبة ِحبْراً ٌفٌض على َ وأسٌح كؤي مسٌح تكلله ومضة قد تكون نهاٌتها فً َعُـــــــــاه ـق... ترتدي حُرقة الذوبان على َُ َف ِ ُ العالق ب ِه كع أٌهذا الُخص اآلخـر ال َك ِدرُع المكتببُع العارمُع الحزٌنُ الذي ال عبلق َة ل ُه ِب َ قلق َ خاطؾ ظلِه فؤيُّ نصٍّ َ أنتع أيُّ الطمؤنٌن ٍة كالمسمارع َتوضّحْ ..توضّحْ ع ٌا َ أنتع أيُّ ٍ لمن تُب ُه َ َ أنت...؟ أنتع ْ ً َ كان ِم ّما ٌُبْقـــــــٌ ِه فهو كنت ِم ّما ٌُ ْفنٌ ِه فهو علٌك ع ْ فإن رأفة ٌا ٌُطا َنه ال ُّعريْ ... وإن َ لك. ُ وإن كْ . ئ ؽٌر ْقل ِب َ حدٌث ْقل ِب ِهع فبل َت ُم َّدنَّ ع ٌْ َن ٌْ َ أخً عنٌبةع اعلم أن مقدار ك ِّل امر ٍ ك لِ ِ ت طالبا ً ُك ْن َ الســــــرُّ ومع مؤلو ٍ لطرٌق السِّرِّ فبل َتقِ َفنَّ فً ك ِ ك ففٌ َ ؾ بل "ار ع َورا َ َ ِ وال ّس َكنُ " . أخً عنٌبةع أنت لسْ َ ك كثٌ ٌر ما ٌَ ْكفً ِمن الماضً وما ال ٌْكفً .ال أٌُا َء تمْ لِ ُكها ل َتمْ لِ َككْ ع َ ك. تل َ ل َ أنت للبلّ ُ َ طمؤنٌنة َ أنت لناُ .اعراً حقا ً وصدٌقا ً رقٌقاًع ودوداًع بهٌ اًع بهٌّا. أنت محبو ٌ عام و َ ب ب ٌْ َننا. وكل ٍ ً ول ُك ْم مٌعا ً أتمنى ً وبما ت ُْتهون. سنة ملٌبة بالحبِّ ِ
إناء فيه أشرب ْ اإلناءُ الذي ُ كنت ُ قبل مبا حيتو ْيه والذي كا َن ُ ينضح ُ والذي عاش يف ِ كنفي َ وعيت مذ ْ ْتشف كته يدي يك ْ كلّما ْأم َس ُ أرجتف أنين ْ السقوط فيخاف ْ ُ ِ إليه ألتجي ِيف ادلساء ْ القنوط عندما يعرتيين ْ َ ليخف تلك ِسًن ُته ميتلِي َ ّْ ساكبًا مهَّ ُه غًن م ٍ ف كثرت بالصد ْ َُ رعشيت من َ كا َن ق ْد َّ مل ْ فانفلت ْ تكسر يف غفوةٍ و َّ هت فانتبَ ْ
(*) فنان تشكٌلً
فيلم "بًنسونا" ،باألبيض واألسود ،للمخرر السرويردي الررا رل إنغمار برغمان ،هرو أ رد األفرام األكرثرر رعروبرة يف الرقرراءة والتأويل ..فهو ال يستسلم بسرهرولرة أمرام الرترفرسرًنات بسربر إفراطه يف الرتكي والتجرريرد .فريره مرزير مرن عرنرا رر ادلرخرر اخلا ة واحلميمية .قصته حتكي ياة شخصيرترٌن مهرا يف الرواقر شخصية وا دة ،أو رمبا هي (القصة) رلرم طرويرل أقررب ألن يكون انفصاما يف الشخصية.
6
منه مل أج ْد بيدي ُ غًن بقايا خزف َ ِ مت. فند ْ محمد عنيبة الحمري
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
محمد عنيبة الحمري
بوجمعة أشفري (*)
الحياة ملء يدي فدعني أبادرىا بما ملكت يدي و ال ٌرٌدع تماما كالُاعر ال ا لً طرفة بن العبد البكري الذي رفض أن ٌفتح قرطاس موته ..ال ٌرٌد. الُاعر محمد عنٌبة الحمري ال ٌرٌد ..ال ٌرٌد أن ٌنعت بالُاعر فً حضرة القصٌد ..القصٌد عنده و من ٌستحق أن ٌنعت بالُاعر. ال ٌفتؤع كلما نعته أحد م بالُاعرع أن ٌترنم ببٌت أو بٌتٌن لُاعر ا لً أو ُاعر من أولبك الذٌن وطد عبلقته بهم فً القدٌم من النظم والحدٌث من النثر... طرفة بن العبد .كذا أ د ذا االسم على طرؾ لسانً كلما الست ُاعر دٌوان "الحب مهزلة القرون" .و كذاع أٌضاع أ د االسم ٌستحم فً رٌق فمً كلما انتصؾ اللٌلع حٌن كنا نتحلق فً زاوٌة "الكونطوار“ حٌث ٌتقابل و مع عازؾ العود حسن السقاط مرددا معه "مضناك فاه" أو " فنه علم الؽزل" أو "أٌظن" أو "كل ذا كان لٌه"ع أو فً "ُاتوبرٌان" (القصر األبلقع كما ٌحلو له أن ٌسمٌه) كلما ذبنا الحنٌن إلٌه . و كذاع أ ده ماثبل ُاخصا أمامً ٌحٌٌنً و و ٌؽادرنً أو وأنا أؼادرهع قاببل: عــو ِدي ك لَ ْم أَحْ فِ ْل َم َتى َقا َم َّ َو َ ِّد َ ت َم َتى َما تُعْ َل ِبال َما ِء تُ ْز ِبـــ ِد ُك َم ٌْ ٍ ضا َن َّب ْه َت ُه ال ُم َتـــــــورِّ ِد َك ِسٌ ِد ال َؽ َ ب َب ْه َك َن ٍة َتحْ َ ت ال ِخ َبا ِء ال ُم َعمَّــــــــ ِد
َولَ ْوالَ َث ٌ بلث ُنَّ ِم ْن َع ٌْ َُ ِة ال َف َتـــــى ت ِب َُــرْ َبـــــــ ٍة َف ِم ْنهُنَّ َس ْبقًِ ال َعا ِذال ِ ضـاؾُ ُم َ َّنبــــــا ً َو َكرِّ ي إ ِ َذ َنادَى ال ُم َ صٌ ُر ٌَ ْو ِم ال َّد ْ ِن وال َّد ْ نُ مُعْ ـ ِ ٌ ب و َت ْق ِ
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° ُاعر ٌهٌم فً المدٌنة البٌضاء قبٌل المساء بقلٌلع ملتقطا بعٌنٌه آثار عهد مٌل عاُته ذه المدٌنة فً ستٌنٌات وسبعٌنٌات القرن الماضً وعهد آنً لٌس إال مزق و م حداثة مٌكانٌكٌة وببلستٌكٌة تذوب بم رد لمسها بحرارة الٌد. ُاعر ٌتؽنى بال مال كما فً حٌاته الماضٌة وحٌاته اآلنٌة واآلتٌة وكما فً إحدى قرات عٌنٌه "رعُات المكان": ك ٌُنعش قلب المتٌم والوصل قد ٌستحٌ ْل. " مال َ
7
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
أمامً كل المرافا ته ر ا الكابنات أصٌ ُح بس نً حتى المماتع َ َ الصوت إال الؽرٌب مخاف َة رعب الدٌارْ !"... وال ٌسم ُع وحٌنما ٌؽُاه لٌل المساءع ٌبحث له عن مكان قصً ٌختلً فٌه بالحٌاة .الحٌاة ملء ٌدٌهع آتٌة من وراء سحٌق مترع باأللم واللذةع ذا بة إلى أمام ٌسٌر إلٌه راقصا " ال ٌتذكر إال ُهب الصهباء التً تتعصر بٌن أقدام العُاقع وتختبا فً رار األصدقاء" .الحٌاة لٌل من مرافقتها وم الستها ومنادمتها... نهار بالنسبة إلٌهع كالموت تماماع ال ٌهابها وال ٌؽض الطرؾ عنهاع وال ٌمل لٌ َل َ ونهار ٍ ٍ ودابما كلما سؤلته عنهاع ٌ ٌبك قاببل" :دعنً أبادر ا بما ملكت ٌدي" ع وٌكملُ ُعره فً مدٌح ال مال فً لحظة "انكسار األوان" مترنما: بؽٌركع والضو ُء "مستضا ٌء ِ ٌنسل من ُُرفة المُستهام ِح ٌ ْ ذاببة زمة فالمضً ُء مالٌ تناءى ُقلتان وتطم ُح فً حُسنه الم ْ كٌؾ لً حٌن ال ترتوي الضفتان ْ أتصبب فً عرقً زمان."... ْ أتصورُنً مسترٌحا بدون °°°°°°°°°°°°°°°°°°°° محمد عنٌبة الحمري تراهع كلما حدثته عن اسم وسم الموسٌقى أو السٌنما أو الرقص أو التُكٌلع ٌقظا راؼبا فً معرفة المزٌد عن ذا الذي تحدثه عنه .تحدثه عن نٌتُه فٌنصت إلٌك كتلمٌذ فً القسم .وتقول له إن الموسٌقً والُاعر لٌونار كو ٌن ٌُبهكع فتبرق فً عٌنٌه عبلمات التع ب واالند اش .وٌضمر ذا االند اش فً نفسه إلى حٌن االختبلء بنفسهع لٌكتُؾ أن أندادا له ٌعٌُون فً أماكن قصٌة فً ال ؽرافٌا و ودٌا لكنها نفسٌا أقرب إلٌه من الورٌد. °°°°°°°°°°°°°°°°° دابم الصحو والٌقظة حتى فً أُد حاالت االنتُاء ..ال تكاد تقول و ذا الُاعر حتى ٌتوارى عن األنظار ساحبا معطفهع تاركا صدى محنه تقرع أ راس الكلمات... كان ٌقال :الف ر ختم سكر اللٌل. و و ٌقول :اللٌل ٌطؤ الخطو معً حتى فً النهار. كان ٌقال :لو أن الفتى ح ر. و و ٌقول :لو أن الح ر بُر. كان ٌقال" :الحب مهزلة القرون". و و اآلن ٌقول :محن اآلخر ومحن األٌُاءع محنً ...ولبن ؼفت الُفاه مرةع فؤلن سرا عمٌقا ٌتماوج فٌه الومٌض... (*) شاعر وناقد فنً
8
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
عمل فني للفنان بوشتى الحياني
تطرزه محنو َ شم ٌم ّ عادل حدجامً (*)
بٌنً وبٌن محمد أكثر من رابط و صلةع و ً صبلت وروابط ت عل حدٌثً عنه ممتنعا ابتداء وم روحا استبنافاع فهو ممتنع ابتداء ألنه حدٌث عن صدٌقع والحدٌث عن صدٌق و بالضرورة حدٌث عن الصداقةع ومن أصعب األٌُاء الحدٌث عن الصداقةع فما الصداقة؟ سإال قدٌم ُؽل تارٌخ الفكر كله من أرسطو إلى درٌداع ما الصداقة؟ ذا السرع ذه الخٌمٌاء التً ت مع بٌن عالمٌن ال ًُء ٌإ لهما ابتداء للتبلقًع ذا الرابط الؽرٌب الذي ٌ مع بٌن ٌتٌمٌن من ٌتامى هللا فً لحظة عبور ما .وما الصدٌق؟ ذا الكابن المفارقع ذا الؽرٌب القرٌبع ذا الذي قال عنه دولوز ٌوما Je me méfis de lui comme de la .peste ذا الصفً الذي تدفعنً ؼرٌزة ما لبلبتبلؾ معه على ما بٌننا من اختبلؾع الصدٌق ذا الذي ال أستطٌع أن أتعقلهع بل أقصى ما أستطٌعه و أن أحٌل علٌه استعارةع إذ الصدٌق ال ٌقال عبارة بل إُارةع ولعله لهذا كان إدراكه ال ٌتؤتى إال تلمٌحاع لهذا فإن من ٌقول الصدٌق و الفنع كما فً أؼنٌة voir un ami pleurerلبرٌلع أو les copains d’abordع ولكن لٌس أبدا العقلع على أ مٌة ما قاله كانط أو أرسطو عن الصدٌق تعقبل. ثم إن ُهادتً عن محمد م روحة استبنافا ألنه و بعٌنه ولٌس أي صدٌقع محمد ذا الذي عرفته قبل أن أعرفهع وقرأت له تلمٌذاع قبل أن أالقٌه وٌصفو الود بٌننا ونصٌر أصدقاءع وقرٌنٌن على فارق السن الذي بٌنناع حتى صار الناس من زمبلبنا فً العمل _إذ كان ربٌسً فً العمل لمدة_ ٌٌُرون إلٌنا بالبنانع فٌقولون الُاعر وصاحبه أو تابعه الؽاويع إذ الُعراء ٌتبعهم الؽاوونع وصرنا منعوتٌن عند مع قابلٌن تصاحبا على الُعر ع كانوا اثنٌن محمد وٌسٌنع ثم صاروا ثبلثةع ولعلهم أربعة بو معة أو خمسة الملٌانًع وسادسهم ربهمع ر ما بالؽٌبع "قل ربً أعلم بعدتهم". وألن ُهادتً ً على ما ذكرت فً ال رح واالمتناع تقدم فإنً لن أقوم ولن أحكم من و محمدع بل األ دى أن أصؾ وأرسم. وألن محمدا ثانٌا ال ٌحب اللؽو الكثٌر أو بلؽته ال ٌحب "المهارز" ع فإنً أصوغ قولً فً حروؾ وُذرات علً أستطٌع بالقلٌل أن أتر م ما أوده و و كثٌر.
9
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
األلف :محمد ُاعرع أعظم بها من صفةع عاُق للُعر كلؾ بهع بل و قد بلػ به حب الُعر أنه لم ٌكتب فٌما كتب إال الُعر أو عن الُعر .والُعر عند محمد أمر خطٌرع إما أن ٌقوم بُرابطه أو ال ٌقوم أصبل .فللُعر ٌبةع ولٌس ألي متخرص أن ٌلوي لسانه به كما اتفق .ولهذا ربماع وإمعانا فً ذا الحبع ألزم نفسه لزوما ع ٌبا منذ فترةع و و أال ٌكتب نثرا إال بإٌقاع الُعرع ولٌس ذا استعراضا لبراعة ماع كما قد ٌفهمع بل و عندي واب عملً على دعاة تحوٌل الُعر إلى قل ما ُبتع واب عملً على من ٌدعو الٌومع إما ع زا أو هبلع إلى إلحاق الُعر بالنثر ومسح الفروق بٌنهما ..و و بذلك ٌذكرنً بقول مٌل لُاعر كبٌرع اء وابا على أحد المتُاعرٌن ممن قدم له نفسه بز و بالػ قاببل" :أنا ُاعر أكتب قصٌدة النثر" ع فما كان من ُاعرنا المتُاعر" أمر حسن أن تكتب قصٌدة النثرع ولكن متى تنوي كتابة قصٌدة الُعر؟". الكبٌر إال أن أ اب " َ الباء :محمد ٌحب محل االنفعال األنثويع حب خالصع حب نظري ال ٌتعلق بؤي محل انفعالً مخصوصع وكؤن حبه لؤلنوثة امرأةع زو ة ع بنتا ع حفٌدةع أسمى من أن ٌختزل فً محل انفعالً واحد. الجٌم :محمد ال ٌحب العقارع لٌس ألنه كتب نصا عن ذا فً السابق اء منهع بل أٌضا ألنه لم ٌملك مسكناع فلم تُفع سنوات العمل التً تربو على ٌل ونصؾ لهذا الر ل أن ٌُتري داراع بل حتى الفٌبل الوظٌفٌة التً كان ٌقطنها رب منها بعد حلول التقاعد كمن ٌهرب من مكروهع وتركها خالٌة عىٍبت انحمري ٌتوسط انقاص أحمد بوزفور (ٌمٍىا ) وانشاعر إدرٌس انمهٍاوً تؤكلها السنونع وما إن توسطت ألحد م فٌها حتى أعطانً المفاتٌحع قاببلع أسٌدي ا السوارت فكٌتٌنًع والحدٌث نا و وما الصديق؟ ىذا الكائن المفارؽ ،ىذا الغريب عن فٌبل بحدٌقة ولٌس عن ًُء مما قد ٌفضل عن الحاج؛ بل إن الر ل قد بلػ به كر ه للعقار أن اقترح على حرمه الكرٌم القريب ،ىذا الذي قاؿ عنو دولوز يوما : أن ٌُترٌا "كرافانا" بعد التقاعدع بدعوى أن ال حا ة لمنزلع Je me méfis de lui comme de وما أخال السٌدة الكرٌمة خدٌ ة إال أن صاحت أي قدر ذا la peste الذي ٌبتلٌها بر ل بلػ به نونه أن ٌختار كارافانا لئلقامة فً الهزٌع اآلخر من العمر بعد أن قطن الفٌبلت؟ على أن كون الر ل ال ٌحب العقار فً نظري له مدلول أعمقع إذ أن ذا السلوك عندي ٌحمل تصورا عن الحٌاة والحرٌةع فمن ٌحب الحٌاة ال ٌحب قبور اع أو لٌس العقار قبر الحٌاة؟ ومن ٌنظر إلى العالم من نافذة الُعر الفسٌحةع ال ٌمكن أن ٌحسبه بلؽة األ ور وصكوك المحافظات العقارٌةع فماذا عسانً أن أملك أو أحفظ أنا الذي ال أملك حتى نفسً؟ أنا المملوك أصبلع أنا العابر فً الزمن العابر الذي لٌس لً منه سوى حقً فً أن أقول كلمة وأمر كالتماعة فً لٌل الو ود الصامت راضٌا مبتسما كؤي عابر سبٌل. الدال :محمد ال ٌحب السلطةع بل ٌحب حرٌتهع لهذا فقد اُتهر عند من ٌعرفه بكونه "راسو قاسح" ع حتى صار أبناإه لمعاتبته على ذلك .و و فً سبٌل ذه الحرٌة وبسبب من "قصوحٌة الراس" ذهع أبى أن ٌتسلق المناصب فً الثقافة أو فً السٌاسةع حتى فً الزمن الذي كان فٌه لهذٌن األمرٌن قٌمة وخطر ذات سبعٌنٌات .بل بلػ عنده ذا العناد و"قصوحٌة الراس" الؽرٌبٌن أن رفض طٌلة حٌاته حتى أن ٌضع توقٌع ناُر على أحد دواوٌنهع فهو لم ٌنُر إال على نفقتهع فما ٌرضى بؤن ٌتسٌد علٌه أحدع حتى صرت أتفكه علٌه واألصدقاء بقرابته الممكنة بٌن أصله الحمري وبٌن آل األحمر فً الٌمن اللذٌن بلػ من عناد م للسلطة أن ُووا ربٌسهم وضربوه بالنعالع مستدال له فً ذلك على بعض ما اء فً األثر من كون أصل سكان بادٌة حمر من الٌمنع وبؤنهم كانوا قبابل تحٌى على اإلؼارة والبطالة فً سفوح بادٌة.
10
الذال :وألن محمد ٌحب حرٌته وٌحب الحٌاة فهو ال ٌحب أحادٌث الموت وال ٌحب أحادٌث الموتىع وكؤنً به ٌرٌد أن ٌقول إن الموت لٌست ٌُبا حتى نتحدث عنهع فما ٌهمنً و ذراتً و ً تحٌىع أما حٌن تنحلع فلها أن تصٌر ما ترٌدع ترابا أو خرابا أو نبتة علٌق تتفصد بٌن ُقوق ح رة أو دار؛ تهمنً حٌاتً حٌن تكون معًع وأما بعدع حٌن تبلػ البرودة منً مبلؽهاع فلٌس ُؤنًع و ذا عندي ٌ سد بؤبهى ما ٌكون روح دنا األول نحن عُاق الحٌاةع دٌموقرٌطس الساخر المبتسمع ضدا على خصمنا اآلخر ٌراقلٌطس الحزٌن المعتم. أ محمد ٌا صدٌقً ٌا سمً النبًع ٌا ُمما فً الورٌد ٌا نخوة فً الصحراء ٌا نخلة تعاند عطش ال ذور بكبرٌاء فً ال رٌد سنكون ٌوما ٌا صاحبً ما كناه دوما.... سنكون ٌوما ما نرٌد. (*) كاتب ،باحث فً الفلسفة
أربع لحظات احتفائية بالشاعر محمد عنيبة الحمري بعيون الفوتوغرافي سعد عدلي
11
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
محمد عنيبة الحمري :المايسترو
أنٌس الرافعً (*)
أقٌم نا فً ذه المدٌنةع التً ال تبكً من أ ل أحدع منذ أكثر من عُر سنوات ونٌّؾع ولم ٌحدث أن التقٌت الصدٌق محمد عنٌبة الحمري نهارا. حسناع فعلت الصدؾ .فالنهار لؤلصباغ واألقنعة .النهار للبلهاء ومُا دي القناة األولى .النهار كلب أ رب. اآلنع فهمت لماذا ال نعثر على النهار فً أُعار محمد عنٌبة الحمري. فالنهار وعاء الز رة الفارغع واللٌل حدٌقة كاملة .النهار ملك للطٌور ذوات األ نحة الواحدةع أما اللٌل فسماء تحلق فً أفقها الطٌور ال رٌحة. اآلنع فهمت لماذا كلما قرأت قصابد محمد عنٌبة الحمري إال و لبت الدموع إلى عٌونً. الر ل ٌذ ب دابما أبعد من النهارع لذلك لدٌه توق ارؾ لكتابة األعمال الكاملة للٌل ..اللٌل الذي ٌندى له بٌن النهار. فالعمى فً أُعاره و الضوء ..الموسٌقى رٌح خفٌفة بٌن الكراسً ..العبارة نقاء اللهب المطهر لل رح ..العاطفة للمنتحرٌن الذٌن ٌقتلون أنفسهم بسبب ؼٌاب أدنى طرق على صدر الباب ..الناس ثعالب صؽٌرة تخرج من مخاببها بحثا عن القطن ..الوقت "أوان منكسر" كالز اج ..والو ود كابن ال ٌن ّكس الكؤس وال ٌتقهقهر باكرا إلى البٌت. ثمة إع اب النهابً ومٌتافٌزٌقً ٌراودنً صوب محمد عنٌبة الحمري .أحب أن أؼمس ٌدي معه فً عصٌدة اللٌل .أحب أن أتلصص علٌه و و ٌولد من الُفقع وٌحبو فً ات اه مملكة الظبلم .أحب فضة قلبه المبته ةع وأسنانه الضاحكة على طرٌقة ُارل بوكوفسكً فً و ه الحٌاة التً طالما كانت فً عرفه رٌُا تبدده الرٌاح. أحب الحدوس التً ٌؽمز لهاع وٌستدر ها إلى المبسطع كٌؾ ٌؽرٌها ع وكٌؾ ٌربطها بحبال الو م واالستعارة كً ٌضعها فً الكٌس لٌحملها معه إلى سرٌر الكتابة الطا ر. صاحب منهج للقنص بكل ذا البذخع بالتؤكٌدع و ُاعر حقٌقً .لذلك أحبه فً كل ٌوم أكثر. الشاعر محمد عنيبة الحمري
12
أحب نبله الواضح كالصوان الُفاؾ .أحبه مُعاع ومنبسطا كلسان نظٌؾع وعفوٌا ككرنفال من الفرح. لحظتهاع ٌصٌر محمد عنٌبة الحمري و "الماٌسترو" كما أوثر أن أنادٌهٌ .سٌر على الكرٌستالٌ .سٌل على ال مالٌ .راقص ظله. ٌصٌر ضوءا ٌضًء نفسه دون أن ٌطفا اآلخرٌن. ٌتحول فً حضرة "السقاط" إلى عاصفة سعٌدةع لكنها رقٌقة الحاٌُة مثل دب فن. ٌاه ...محمد عنٌبة الحمري ...كم و كوكب صالح للحٌاة. رّ بت ربط خٌبة محمد عنٌبة الحمريع التً أ ستُعر ا تحت لد كلماته كلما التقٌناع بهذه السطور .خٌبته كُاعر مؽربً كبٌر وعمٌق وؼفٌر داخل عزلتهع لم ٌنل ما ٌستحق من حظوة وتقدٌر وتوقٌر .كؤنه ٌقول لً" :إنها خٌبة ُعب بؤكمله" .أ رّ بع فؤ دنً أضعه فً ُرك زٌلع ألن الُاعر الفذ مثله تعود على الكتابة بُكل خفًع على أُؽال البلمربًع وعلى عل وقت الحٌاة كله ُمعةٌ .كتب فً الهامشع وٌعٌش فً الوا هة. لٌكن ما رّ بت "داء األحبة" .و و للنسٌان .ولٌظل محمد عنٌبة الحمري بعٌدا عن إعبلنات أفضل صابون .عنٌبة لٌس و القطارع ألنه المحطة .لٌس و العصافٌرع ألنه الُ رة .لٌس و المسافةع ألنه الطرٌق .ولٌس و األ راسع ألنه الكاتدرابٌة. عنٌبة لٌس و المسرح عنٌبة و الصرخة فً المسرح عنٌبة لٌس و األضواء عنٌبة و انطفاء كل األضواء عنٌبة و المقاعد الخلفٌة عنٌبة و الحب فً الظبلم ...و الحب فً وضح القصٌدة. (*) قاص
يتحوؿ عنيبة الحمري في حضرة "السقاط" إلى عاصفة سعيدة ،لكنها رقيقة الحاشية مثل ىدب جفن . عازف العود حسن السقاط
13
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
عنيبة الحمري :
الشعر العذب وصحبة العذاب موالي إدرٌس أبو زٌد (*)
عمل فين للفنان ادلغريب نور الدين عليوة
ٌكتب الُاعر عنٌبة الحمري وبعتاب عفٌؾ: "وكل مبلمحك الحلم المستحٌل تناُده لتٌُد من مدن التر ات حقابق حمقع بؤنك ُاعر ذا الزمان وفً القٌد مسكنك المتواصل فالُعر عذب ولكن صاحبه فً العذاب" (دٌوان "رعُات المكان").
ما أقرب العذب من العذابع عند من ٌؽمد دموعه فً أحاسٌس ال تست دي "الكابن بالم ان" كما ٌقول عنٌبة الحمريع فالُعر بطاقة دعوة لحفلة لن تتمع و و ذا الؽرام بالخواءع والقبل الساخنة فً صقٌع العناق. وٌظل ُاعرنا أمٌنا لهذا الخواء المعطاءع والسر المُتهى والذي ال ٌستقٌم إال لمن عركته الحٌاة ال الكلماتع ولنسمعه ٌقول: "أنسج من سد الكلمات الخرساء بُارات النصر مسكون أعبث باأللفاظ تمانعنً وأسمً معركتً ُ:عر" (دٌوان "انكسار األوان").
الُعر عند الكبار و أن ٌظل على الكلمات عتابع وعلى البٌاض أكذوبة التسوٌدع و و طرد الصواب من الكلمات وتحرٌر ا من التداول المٌتع و ً معركة بكل الُكع تخوض زابمها بتعب ٌنتصر على خدعة األفراح المتاحةع أو كما ٌقول "علقمة الفحل" و و اسم ٌحلو لً أن أنعت به عنٌبة الحمريع ألسباب ٌدركها من قرأ الُاعرع و و المسكون بهذا الخواء ال ذالن الذي عطره الُاعر بهذه الكلمات: " تؤنى الكلٌمع وؼاب النٌُد وصاح المرٌد بؤن حٌاة الصحاب عراك وكل الزواٌا مبل ا تعبث فٌها الرٌاح" (دٌوان "رعُات المكان").
وما عبث الُاعر إال بمن ٌقاٌض البقاء بموت ٌدعً و ودا بصخب ال تعبؤ به الحٌاة ع حطام من اآلدمً ال ٌصلح للمرثٌاتع وإمعانا فً ذه الهزابم الطٌبة العامرة بإصرار سخً ال ٌستطٌبه ؼٌر ُعراء نزعوا عنهم مستعمرات الؽموض ع ولآلخر أن ٌرى فً تعوٌق الكلمات ُعراع
14
فالُعر و ذاك السخً عند الطٌبٌن والمستعصً عند المدعٌنع وبرُاقة ُعرٌة عز نظٌر اع ٌواصل الُاعر عنٌبة الحمري رحلته الدافبة نحو السرابع وإلى عطش ؼص باالرتواء الكاذب: "ٌرحل العاُقون إلى و مهم وٌظل البكاء على الدمن الخالٌات سبٌبل إلى عطش مستباح" (دٌوان "سم ذا البٌاض").
فالُعر ؼناء الهاربٌن من ؼناء المتاح ومن فر ة المتطفلٌن على الفرحع إنه رحابة قلق وعٌون تعبت من القادمٌن إلى باحات الهزابم اإلنسانٌة دون دعوة محترمةع الذٌن ال ٌفترون عن اللوم اعلٌن منه مخابا فاضحة للصبلحع كذا ٌتبرم الُعراء من ؼٌر الُعراءع و و تبرم ودود على كل حالع ٌسعؾ الُعر ال الُعراءع كذا نسمع عنٌبة الحمري ٌقول: "كلما المنً صاحبً ...الشعر غناء الهاربين من غناء تهت فً عبثً المتاح ومن فرجة المتطفلين على علنً أنتًُ بالتعب"
الفرح ،إنو رحابة قلق وعيوف تعبت من
(دٌوان "سم ذا البٌاض").
ومن ٌتٌه فً العبث ؼٌر الذي ال ٌملك وقاحة ارتكاب الصوابع أو الذي ٌعرؾ أن ٌ نً الخرٌؾ فً ُبهة الربٌعع فالُعر و الرصٌؾ الذي تعب من رإٌة األقدامع فكٌؾ ٌبلم ُاعر إذا انتُى بالتعبع وكل العذر و الذي قال الُاعر: "لكنك آخر من ٌعلم أن الكون فضاء ال تمسكه األحبلم"
القادمين إلى باحات الهزائم اإلنسانية دوف دعوة محترمة ،الذين ال يفتروف
عن اللوـ جاعلين منو مخابئ فاضحة للصالح...
(دٌوان "رعُات المكان").
والُاعر و أول من ٌعلم أن الُعر و الرٌح حٌن ٌكون الو ود خامبل و امداع لٌمنحك اإلبحار بُراع قد نسٌتهع أو كما ٌقول عنٌبة الحمري "لمن دا مه مساء ال هات" ع و ً مدا مة ال ٌستُعر ا إال كل مقٌم فٌه وببل وادةع ٌبحث عن لحظة اربة ٌنسج بها خٌطا رفٌعا للؽٌاب: "بوسعك أن ترتوي لهبا كً تنٌر مساء ال هات إلى لحظات التمام" (دٌوان "سم ذا البٌاض").
ذا الُؽؾ باللحظة التً ال ٌضنٌها أن تبحث فً الُطآن عن البحارع ولٌعاتب من نام ولم ٌدرك لماذا .فاألعمار ساحة من ال ساحة لهع وللُاعر أن ٌعد وٌعد لحظاته العابرة فهً العمر خارج البٌاض: "وٌعاتبك النابمون دواما وأنت إلى الف ر تقتنص اللحظة العابرة" (دٌوان "سم ذا البٌاض").
حٌن ٌباؼثك الذٌن تحبهم على مضض عال بد لك أن تعصر ما تبقى من نُوة الؽٌابع وتعانق أقربهم إلى الصمةتع ةنةا الُةاعةر عنٌبة الحمري ٌعصر عمرا زابدا فً حٌاة ال ٌرٌد ا بهذا السرؾع فما معنى حلم ٌسحب من معٌات الكوابٌسع وكم اعتبرت
15
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
"أعصر عمرا" من معتقات النُوة الؽاضبة التً قالت: "وأنا قرب الماء اآلسن أعصر عمرا لم أؼمد سٌفا لم أفصم نخبل لم أحلم أصبل" (دٌوان "انكسار األوان").
وٌمضً ُاعرنا فً تعبه المكٌن ولحظاته التً ال تؽازل البقاء ع واحترافه البهً للحزن النظٌؾ وكلماته المورقة من ناكع ذاك الهناك الذي لبث فٌه حٌنا من الُعرع وأحٌانا من الخصام الصامتع لٌحط الرحال عاُقا فً مدارات الؽٌابع ؼزل ال ٌهادن الصفو المزٌؾ وال ٌستؤ ر كلمات العُق التً قد تحتل المسامع ال القلوب: "فؤنا الن م أحٌا وأنت المدار نُؤتً منك لكننً أزرق من ُساعة عُقً إلٌك أحمر حٌن ال تمنحٌن ؼٌابً ُعاع" (دٌوان "انكسار األوان").
الُعر لٌس أن تكون وحٌدا الُعر لٌس أن تكون فرٌدا الُعر لٌس أن تكون ؼرٌبا الُعر و أن تكون مرثٌة تتؽنى بها الحٌاةع عنٌبة الحمريع ُاعر ال تتعب منه الكلمات. (*) شاعر
الشعر هو أن تكون مرثية تتغىن هبا احلياة
16
ليس أجمل من عنيبة الشاعر إال عنيبة اإلنساف عبد هللا خلٌل (*)
" أردد مثلك ٌا أٌها المتمرد عبر الخٌالع لعلك تستطٌع الكؾَّ تفحص كل الخطوط ل َتح ُكم أنّ المكان". ْ الفقٌر فقٌر .محالٌ تُؽ ٌّرُه رعُات ماذا عساي أقول عن ُخص ابتلً بـ " داء األحبة" ؟ ستكون اللؽة ال محالة عا زة لتطوي المسافات خلؾ ُةاعةر دابةم " الُةوق لئلبحار " .لن تفً األلفاظ بالؽرضع وستكون الكلمة عاقرا لترثً حالناع نحن الذٌن نحبهع كلما حاولنا القبةض عةلةى الةمةعةنةى فةً "مرثٌة للمصلوبٌن" .. " مالك ٌنعش قلب المتٌم والوصل قد ٌستحٌ ْل". لن أفً عنٌبة الحمري حقه مهما أوتٌت من البٌانع وحاولت أن أعبّر عن مدى الحب والتقدٌر الذٌن نكنهما لر ل علمنا أن الةحةب "مهزلة القرون"... " ذا الحب الطافح باألو اع ٌحٌل الهم نٌُدا". بٌن إٌقاعٌة ّم القضاٌا الكبرىع ولؽة معتقة بعبق اإلنزٌاحاتع المتؤر حة بٌن التلمٌح واإلُارةع ن د أنفسنا فً "رعُات المكان" أمام ُطحات صوفٌة تؽرٌنا القتحام الخلوة .خلوة نعتقد أننا سنصادؾ فٌها ابن الفارض و بلل الدٌن الرومً وابةن عةربةًع فةإذا بها تعج باألحبة والصحاب ..ولن تطؤ ِر ْ ل أيٍّ كان تلك الحضرةع ما لم ٌكن فً استطاعته أن ٌفك ُفرات ذلك الخطاب الصوفً الخاصع حتى ٌؤمن مطبات اللؽةع وما لم ٌكن مُلما بؤسرار الهمز واللمزع واإلُارة والؽمز حتى ٌتعقب ترحاالت الُاعر المسكون بالطرٌق والمدىع الم نون بإٌحات اللؽة فً ت لٌها الباذخ.. "مكتوب أن تمسك األقدام سراباع محكوم أن تؤكلك األوقات لدى األقطاب زواٌاع تُبقٌك مرٌدا ال تنفك من األو اع". عنٌبة ال ٌتكلؾ لؽته إنه مال ٌ ك زمامهاع وٌ علها ملك ٌمٌن المتلقً .لكن أٌضا لٌس أي متلقع إنما من رضع ُعر األقدمٌنع وتةفة ّكةه بمكسرات المحدثٌنع وُرب نخب الم انٌن.. " ذا الهابم فً سفح األٌام تعانده ال ُّد ْ نهْ ". إن اللؽة فً ُعر الحمري تنساب إلى الدواخلع وصوره تتواطا مع أفق االنتظارع لكنها فً حقٌقة األمر تو عك بؤلةم حةرٌةري.. فحٌن تقتحم عوالمه ت د الحانة حضرةع والسكر مرقاة المتبتل نحو القابع لتنُد معه تراتٌل حب الحٌاةع وحب األصدقاءع وحب
17
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
كل ما و مٌل ..فهو ٌعلمنا ـ كإنسان بابتسامته وضحكته الفرٌدةع وكُاعر بُموخ إنسانٌته ـ أن فً ذه الحٌاة ـ الحبلى باأللةم ـ ما ٌستحق أن ٌعاش حتى الثمالةع وحتى آخر رمق. باألحزان ْ "مرحى بالسوط الضارب فً عمق ال سد الثابت األبدان". ْ مرحى بالحزن المتؤ ج فً ُرٌان ...أحٌاناع أ دنً ـ وأنا أقرأ ُعر عنٌبة ـ قد أدمنت حب الحزنع رؼم أن حزنه وع حزن و ودي أنض ته الت ربةة عةلةى نةار اإلحساس المر ؾ الهادبةع تتراءى لً دواوٌنه أنها خزان من المُاعر الُفٌفةع مخزون من أحاسٌس الفضبلءع كٌؾ الع والُاعر فً نظره "دلٌل" رؼما عنهع ألن سوء الصدؾ أو حسنها ـ ال أدري ـ قد انتدبته لهذه المهمة التً ً بةمةثةابةة رحةلةة فةً مةفةاوز الحٌاةع و ً لعمري عبء ما أثقله. "ٌُرؼمك السٌر عبر المفاوز أنت الدلٌل لصحْ ِبك ْإذ ُطحوا". ...أما فً حضرة عنٌبةع ذلك اإلنسان البهً المبتسم دوماع على اآلخر أن ٌكون صدٌقا صدوقا عةارٌةا مةن كةل ُةًء إال مةن صدقهع فالصحبة لدٌه تسمو لدر ة المقدسع و ذا لٌس مدحا أو تزلفا بقدر ما و محاولة لوصؾ ر ل أحبه ال مٌعع و ةو الةذي ِ قال أحد م عنه ٌوما " :لٌس أ مل من عنٌبة الُاعر إال عنٌبة اإلنسان". (*) روائً
أحمد بوزفور (*)
عنيبة الحمري ..يا شاعرا من لهب ُ النطق إن لم ٌ ُسعد الحالُ. فلٌُسعد أُحاول أن أزنُ الحب كالُعر قسرا فبل ٌ ّتزن. ض عن البحر حتى وإن بُح ُ ت بالؽٌض من فٌض ما ٌفٌ ُ أختزن. أحاول أن أُنزل الما َء من ُسحُب كالح ر. َ وأنت َ َ ر. ك تمرا وأ ُ دٌ َ
سبلمٌ عنٌبة ٌا ر بل من ذ ب. تحول الر الُ وأنت كما أنت ُعرا ونببل ومحبر ًة لل مال وذاكر ًة لؤلدب. سبلمٌ علٌك ؼدا َة وُ َ س ٌو َم تعٌشُ لدت وٌو َم تعٌشُ وتد ُر ُ نبع حٌاة وُ َو حدٌث و َّد وتكتُ ُ ب لٌ َل تعٌشُ وتسه ُر َ لعب. َ ودمت تُف ّت ُق أكما َم ُعر كز ر الرٌاض. وتحلم بالُعر أحبل َمك الدانٌات العراض. وتمزج زرق َة تلك البحار بهذا البٌاض.
°°°°°°°°°°°°° سبلمٌ عنٌبة ٌا صاحبا من زمان ّ الطلَب. العمر ٌُطوى كطًّ ال ّس ّل الكتاب. أرى خلفنا َ ك الٌو َم نضر الُباب وؼضُّ اإل اب. ولكن َ ك ك بالحب صو َت َ ص َ و ا حولك األصدقا ُء ٌُحٌطون ُخ َ ك بالحب فا نؤ ب مع الصحاب. بالحب ُعر َ َ وقل إ ّنه اللٌل ٌُنعشُ أفكارنا بالُعٌر وٌُرخً مفاصلَنا بالعنب.
°°°°°°°°°°°°° سبلمٌ عنٌبة ٌا ُاعرا من لهب. سبلمٌ على ٌلنا الطفل َمن ٌص ُم ُد الٌو َم فٌه ومن قد ذ ب. ص الُع ُر فٌه وتب. وتبّت ٌدا زمن ٌر ُخ ُ عندي أ دٌها وال مال ُ ال خٌ َل َ
(*) قاص
18
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
محمد عنيبة الحمري طين ديونيزوسي مولٌم العروسً (*)
ال أعرؾ أٌن التقٌته ألول مرة .فً مقهىع فً رحاب امعةع فً محاضرة ماع أو ربما رأٌت صورته فً رٌدة "المحرر" و رٌدة "االتحاد االُتراكً" فً ما بعدع اللتٌن كانتا تضمان فً ذلك الزمان كل المثقفٌن والكابنات. أحتفظ فً ذاكرتً بابتسامة طفلع لكنها ابتسامة حزٌنة ولٌلٌة .ؼُاء مُع لكنه معتم ؼطى وٌؽطً دابما محٌاه. وحد ا ابتسامته البُوُة تبدد العتمة التً تؽُاه والتً ٌبدو أنها تسم قدره. "المحن" :انطبلقا من ذا المكان اختار الُاعر عنٌبة الحمري أن ٌنادٌنا وٌدعونا .دٌوانه األخٌر (سٌرى النور قرٌبا) ٌإكد لً ما قلته وما لم أفتؤ أفكر فٌه بالنسبة لهذا الُخص اللٌلً. ل التقٌته رفقة أحمد بوزفورع إدرٌس الملٌانً أو ٌوسؾ فاصل؟ ربما التقٌته رفقة إالء الثبلثةع وربما التقٌته وحده. وحٌدا ٌمًُ بدون كلل ما بٌن حً بٌلفٌدٌر ووسط المدٌنة .ذا الذ اب واإلٌاب أو ذا "الحج" الٌومً و طرٌقه وطرٌقته فً عبادة آلهة اللٌلع ودٌونٌزوس ُا د على ذا. دٌونٌزوس إله العٌد والمرح والترا ٌدٌا ٌسمه لحد أنه ٌحمل اسمه .ألٌس اسمه و عنٌبة الحمري؟ الكرمة واألرض الحمرٌةع الطٌن حٌث ٌو د أ ود العنب. من بعٌدع أٌها العزٌزع أكتب إلٌك ذه الكلمة القصٌرة ألُاركك فً ذا العٌد اللٌلً. أحٌٌك ٌا صدٌقً من بارٌس... (*) كاتب وباحث جمالً
دٌونٌزوس ذا اإلله الطرٌدع ساح فً البلدان حامبل نونهع لٌعلم الناس كٌفٌة الحفاظ على نسػ الحٌاة La sève de la vieالتً ترمز إلٌها طرٌقة صنع الخمور .ومنذ بداٌة تُرده و و صؽٌرع دخلت آلهة الٌونان فً حٌاة مظلمة أو ما ٌسمٌه ولدرلٌن ” HöIderlinلٌل اآللهة” .ألن اآللهة أصبحت كابنات عاقلة ومعقولة ال تقبل باللٌالً السا رةع وترفض نسػ الحٌاةع وبذلك قضت على االندفاع الحٌوي l’élan vital إذا استعملنا تعبٌر برؼسون. دٌونٌزوس اإلله الُرٌد و النقٌض اآلخر لكل اآللهة :إنه رمز لل نون والبلعقلع رمز للخمر الذي ٌؽٌب كل تفكٌر عقبلنً ومعقلن .لهذا السبب ا ر دٌونٌزوس من ببلد الٌونان مكر ا ثم طوعا فٌما بعد -لٌحارب أنظمة العقلع وٌحرر الُعوب المستعبدة من الوالء لقٌم ال تخدم الحٌاة .دٌونٌزوس و إله ؼر معترؾ به من طرؾ آلهة العقلع ألنه رمز لل نون والتهورع رمز النحبلل القٌم السابدة )المثالٌة)ع رمز لبلندفاع الحٌوي ..باختصار إنه رمز للحٌاة. مقطع من مقال”:أزمة الحداثة وعودة دٌونٌزوس“ للباحث محمد مزوزع عن موقع ”حكمة “
19
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
...يتدفق أماـ أعيننا بمطلق الحياة
مقهى
عثمان بنعـلٌال (*)
ْ ِ ِ لى لم يُصبو الب َ الزالزؿ في غفلةٍ ُ أوتزحو ْ
ـ1ـ
بل غز ُتو تصاميم ناطحةٍ للسحاب ْ ُ
لٌس من السهل وال من الصعب أن نتكلم عن الذٌن ن لهم ونقدر م عالٌا .أقول لٌس من السهل ألن األمر نا ٌتعلق بتقدٌم ُهادة نرؼب فً أن تكون فً مستوى الصدق الذي نكنه لمثل ذه الكابنات االستثنابٌة .تتبدى صعوبة الوصؾ /الُهادة عندما نقترب من أُد الكلمات وضوحا.
ضحكات ِ غدت الرفاؽ ْ ُ اب كومةً من تر ْ وحديدا َّ الشجر تمد َد نحو ْ علقت ومصابيح ق ْد ْ َ
ـ2ـ أعرؾ محمد عنٌبة الحمري إنسانا بؤسمى وأنبل معانً الكلمة داللة .فها نا ر ل ٌتعامل بصرامة مع إنسانٌته أوالع وإنسانٌة اآلخرٌن ثانٌا .إنها الصرامة التً تت لى فً لؽته كما فً سلوكه وتصرفاته الٌومٌة .قرر اإلنسان محمد عنٌبة الحمري أن ٌت لى بالوضوح الساطع فً عمق أعماق ُخصٌته. أ مل ما فٌهع و ذا اعتقاد ٌخصنًع أنه ٌ هل هبل مطلقا معنى التردد الذي ٌطوق األرواح التً أنهكها الخسرانع توال ا وأتى علٌها. أ مل ما فٌهع مرة أخرىع أنه عدو لذوذ لكل ضروب التواطإات الناسفة للبعد الحٌوي فٌنا. محمد عنٌبة الحمري ُبلل قهقهات آتٌة من أعالً األلم األرقى واألنقى. الُعر عنده أعمق وأوسع من أن ٌحد بقصابد ٌضمها دٌوان. الُعر أسلوب حٌاة طافح بالمعانً ال لٌلة التً ٌ رؾ مد ا الهابل كل توصٌؾ سطحً. الُاعر الذي ٌ ري الكبلم حوله نا محب للحٌاة .إنها ؼواٌته المقدسة وؼٌر ا باطل. وحده الُاعر ٌعرؾ كم ً رابعة فتنة الحٌاة .ووحده ٌقؾ بالمرصاد ألعدابها .أعداء الحٌاة م ال بناءع ألٌس كذلك ٌا محمد؟ مإلم ما أرى ٌا أخًع أعداد م (األعداء) تزداد ٌوما بعد ٌوم. خبلصنا األوحد نعانقه فً عمق ذا العابر الذي ٌتؤلأل فً لحظاتنا ال مٌلة ..فبحضرتك أٌها ال مٌل أُعر أن للحٌاة أكثر من معنى وأكثر من لؽز أبدٌٌن. كذا أراك مذ عرفتك ٌا أخً :و هك توأم و ه البُارة. دمت لنا ُبلال ذالنا ٌتدفق أمام أعٌننا بمطلق الحٌاة.
بالحجر ْ كا َف عنواننا و َّام َحى سجائرُه الثوب منا شرب ُ كلّما َ َ واحتوانا الدخا ْف وكر ِ اسي األحبّة فيوِ تضي ْق يق ننتقي ُرْكننا في الطر ْ ،أكتب في ْو عادةً ،كنت أقرأ ُ ُمخطئ ،ربَّ َما ِ ليس ىذا الذي أمتطي ْو ي شارع َ لم يع ْد للمكاف مكا ْف فانسحبت... ْ محمد عنٌبة الحمري
(*) كاتب
20
ِ ... سم أنت ىذا البياض! عبد الحمٌد جماهري (*)
ل ٌمكن أن ترسم قهقهةع ٌمكن إذا استطعت أن ترسم رابحة الخوخ فً قصٌدة اٌكو؟ علٌك أن تتمرن على العٌش بالقرب من عنٌبة الحمريع وقتها سٌسعفك الصدىع و و ٌت ول بٌن السماء وصدٌقه ال بلع على أن ت د األلوان. ربما قد ٌلٌق األصفر ال عوي فً أن نرسم البه ة على مبلمحهع أو لعله الوفاء نفسه للعبارة التً تسعؾ صاحبهاع و الذي ٌ عل منه قوس قزح فً لٌالٌنا البٌضاء.. القهقهة لٌست ً دابما سكر الكآبة المضادع وال مبٌد الحُرات التً تتراكم كثٌرا بفعل اإلُاعة النمطٌةع ً الضحكةع التً تعنً بصمة صاحبها فً الحٌاةع كما ً القصٌدة بصمته أٌضا فً الحٌاة وفً الصمت البعٌد. إنها خطة ُبه حربٌة لٌتركنا بعٌدٌن عن مركز القٌادة أو المختبر الذي ٌركن فٌه إلى صمت الكتابة.. ل سمعتم أبدا قصابده تقهقه و صخبه؟ ً عمٌقة داع ال تصلنا ذبذباتهاع بسرعة الصوتع كما الضحكع بل بسرعة خاصةع سرعة الم از بالذات. عُت مع عنٌبة قبل أن ألقاهع ك ٌل واسعع كُتاء من األصدقاء ومن العُرة .عُت معه فً ُارعه الطوٌل الذي ٌندد باللٌل الطوٌلع وباإلٌدٌولو ٌا وبالبولٌسع وٌسخر من الحب.. إمعانا فً المُاكسةع وإمعانا فً االلتزامع ولربما كمقدمة لكً ٌنتصر الُعر من بعد على المهزلة. ٌله ٌقرأ ٌلناع وٌرسم مبلمح تُبههع وعنٌبة و الوحٌد فً ظنً الذي لم أرسم له صورة ماع ولعلها تلك طرٌقته فً استدرا ً إلى معرفته. من ٌدريع فهو بم رد أن ٌفارقنا ٌختفًع أال ٌمكن أن ٌكون ساحرا مثبل. ساحر ٌكتب الُعر ..وٌضحك ب لبة. طوٌل الخاطر فعبلع حتى ونحن نبالػ فً ال عة.. أعرؾ أن معرفتً به كانت فخرا لً.. أول مرة كان ذلك فً مقهى ابن بطوطةع إذا ما أسعفنً تارٌخ الذاكرةع وبعد ا لم ألتق به أبدا فً مقهى وال فً مطعم أو حتى فً
21
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
ضيف العدد
أصدق اء ديونيزوس
مكتبة. ألتقٌه دوما فً مكان موضوعً للؽاٌة.. وفً القصٌدةع مكاننا الذي نحمله وٌحملناع ونمًُ به وٌمًُ بنا.. لم ولم أخصه بالم املة التً ٌستحق.. فهو لو أنه اكتفى فقط بعنوان "داء األحبة" لكان ُاعرا ..و ٌدرك أن اإلبحارع الرعُات والبٌاض م رٌاح الُعرع الذي ٌطٌر فً االت اه المعاكس له.. ومن ُدة ما ٌحٌط نفسه بالصمتع ٌبدو لً أنه ال ٌكتب القصٌدةع بل ٌرسمهاع كما ً اللوحة قصٌدة صامتةع أو كما ً القصٌدة لوحة ناطقة.. ال ٌحب عنٌبة أن نثرثر كثٌرا فً حبهع ٌرٌدنا مقتضبٌن دا لخ له الذي ال تستطٌع القهقهةع مهما علتع أن تخفٌهع وأٌضا ألنه ٌرٌدنا أن نكون مكدسٌن فً محبتهع متراصٌنع متو هٌن إلى قلبهع مثل مطر طارئ ..فً المخٌلةع ٌرٌدنا أن نكون مثل طلقةع أو مثل رصاصة من عطر.. ونمر إلى ما ٌهمع كؤسنا ..فصاحتنا الدابمة. (*) شاعر
شانتاؿ شواؼ (من مواليد ، )3491كاتبة فرنسية ولدت يف باريس ،أثناء احلرب العادلية الثانية .درست اآلداب الكاسيكية وتاريخ الفنون. سافرت يف أوروبا قبل اإلقامة لبعض السنوات يف الشرق األوسط .بعد عودهتا إىل فرنسا عام ، 3499بدأت بنشر أعماذلا يف دار النشر اجلديدة اليت أسستها احلركة النسائية يف فرنسا بإدارة أنطوانيت فوك ،حتت تسمية " ."Editions des Femmesأول عمل نشرته شانتال شواف هو " ، "Retable, la rêverieالذي دشن أسلوب كتابة خا ة هبا ،اعتربت مشاركة دلا مسي " ركة الكتابة األنثوية" .ومن أعمال تلك ادلر لة: " "Cercœurو""Maternité تطرقت شانتال شواف من خال مؤلفاهتا إىل موضوع األم– االبنة وإىل موضوع الزوجٌن ،مستعملة قدرة تعبًن من شأهنا حترير لغة اجلسد األنثوية اليت مل يكن معرب عنها قبل ذلك ،وبذلك منحت وتا جديدا لتجربة مباشرة ومحيمية ،نادراً ما مت بلوغها يف اإلنتا األديب. شانتال شواف هي كاتبة العودة إىل الوالدة واليت منها خلقت لغة جديدة تعرب عن احلياة ومتثل ضرورة ماسة ،يف فرتة عمدت خاذلا علوم احلياة إىل قل العديد من ادلفاهيم والتوقعات ادلستقبلية.
22
أصدق اء ديونيزوس
قراءة
بوجمعت أشفري
عمم فىً نهفىان سانفادور دانً
غالف دٌوان ”انموتى ( ال) ٌحبون انسكر “
عن دٌوانه “الموتى (ال) ٌحبون السكر”
الهتاؼ بالحب عاريا بوجمعة أشفريُ : بنٌونس عمٌروش (*)
" أؼمض عٌنٌكع وارم سدك فً ل ة الضوء "...ع لعلها الوصفة المناسبة التً ٌمنحنا إٌا ا بو معة أُفري فً آخر االستهبلل لولوج الطقوس ال ُم سدة فً دٌوان "الموتى (ال) ٌحبون السكر"( )1ع الطقوس المفعمة بحٌوٌة مفرطة ذات نزعة طبٌعٌة Naturalisteع تقوم على ثنابٌة الم ون والسكٌنة :ال سد الما ن المنذور للعري والؽواٌة والرؼبة والُبق ...ع فً مقابل ال سد الساكن المنذور للتحلل ً .إذن تولٌفة التواُج بٌن الحب من حٌث كونه تفاعبل سدٌا والموت باعتباره انطفاء أبدٌا .أو على األصحع العبلقة القابمة بٌن ال نس والموت المحكومٌْن بلؽز الرحم .كٌؾ ٌمكن تصور تطابق النقٌضٌن؟ "كٌؾ نساوي الحب بالموت ..الرحٌل بالر وع ..الوالدة بعذابات المرضع وال نس بإطبلق الرصاص على الس ٌن؟" .الحب "أوله سقم وآخره قتل" عند ابن الفارضع فٌما الحب عند باترٌك سوسكٌند فً كتابه عن الحب والموتع " و البلمنطقع والموت و البلمنطقً الكبٌرع وعلٌناع والحال ذهع أن نبحث عنهما معا ألن سٌر ما األثٌر ٌدا بٌد و الذي طؽى على صور الو ود ( )...ناك فً ذلك اإلرث اإلنسانً الهابل كان الحبع كما الموتع ما الثنابً الذي ال ٌنفصل وال ٌمكن فصله :حٌن ٌقترب الحبع ٌحضر الموت ..النقابض تلتقً فً ؼٌر موعد ا ولكنها ال تكؾ عن اللقاء األسطوري ناك )2("..ع واإلرث اإلنسانً ناع ٌمس األساطٌر واألدٌان مثلما ٌمس األدب على اختبلؾ أ ناسهع حٌث ٌبقى الحب كالموت لؽزان كبٌران فً ذا العالم كما ترى الروابٌة أحبلم مستؽانمً: كبل ما مطابق لآلخر فً ؼموضه وُراسته ومباؼتته وعبثٌته وأسبلته .ذلك أن الذات تبقى الساحة أو "الحلبة" التً ٌتم فٌها صراع مهم وأساسً بحسب فروٌدع "و و فً رأٌه الصراع بٌن الـ "إٌروس "Erosأو ؼرٌزة الحبع وؼرٌزة الموت أو تدمٌر الذات ( .)...إنها الحلبة التً ٌتم فٌها تمٌٌز أساطٌر اإلنسان الدابمة وٌُعاد تمثٌلها"(.)3 فً ال زء األول الذي ُكتِ َبت قصابده بٌن الدار البٌضاء وبارٌس (التً م ّدته بكمال ال َّن َفس والرإٌة فً إطار إقامة إبداعٌة بمدٌنة الفنون) ع تضاعفت ال رأة فً قول ما ال ٌنقالع بناء على الت رد التام من اإللزامٌات الدٌنٌةع و دم دران المإسسة األخبلقٌة لبلوغ أقصى در ات الكُؾع لٌتحول من السرابر اإلٌروتٌكٌة المقٌمة بٌن الهمسات واللمسات والمداعبات والرعُات المنسو ة 23
أصدق اء ديونيزوس
قراءة
عبر تراتٌل "أرنب الؽابة السوداء" (الصادر عام )2000ع إلى ال َ هْر بـ " َ ٌَ ان وحٌد القرن" المقرون برؼبة متوحُة: " رؼبة تذ ب للسهرات اللٌلٌة عارٌة من األخبلق كً تلتهم األ ساد الراقصة دون رحمة وال ُفقة رؼبة تمتلك ُرا ة نمر وخفة ؼزالع ال تفتؤ تحاصرنً كلما َد َع ْو ُ ت امرأة أو دعتنً ً لمعاُرتها. األ ساد محُوة بالرؼباتع فحذار من الخروج قبل ممارسة االلتهام"(.)4 كؤن الُاعرع بإُهاره ذه الرؼبة ال َُّ َهوٌة العارمة المقرونة بـ "األكل الرمزي"ع ٌنحدر بنا إلى حٌاة ما قبل ال ِكساءع إلى ُفافٌة اإلنسان البدابً المو ه بالس ٌة والعفوٌة واالنطبلق ال سديع كعودة إلى المنابع البدابٌة "كما تعود النار إلى الهواء"ع حٌث تكمن "قٌمة متعادلة لؤلٌُاء المربٌة وؼٌر المربٌةع و و اعتقاد لدى اإلنسان البدابًع ولعل ذا و أقصى معانً السحر فً الفن"( .)5من ثمة ٌمسً البلُعورع المدفوع بالمد الؽرٌزيع قوام ذا التصوٌر الموصوؾ مالٌة متوحُة :beauté sauvage " وأٌقنت أن البلُعور ٌمنح ال مال لمن ال ٌ لد سده بسٌاط األخبلق"(.)6 إذا كانت حاالت الوعً ال تفً بإظهار كٌان اإلنسان كلٌاع فإن البلُعور ٌعمل على رسم الخطوط الدقٌقة واألصٌلة لهذا الكٌانع مما ٌفسر كون الحاالت الح ُْل ِمٌة والؽرٌزٌة المت ذرة تعكس صورة اإلنسان بُكل أكثر صدقا .من ذا المنظور تتؤسس القصٌدة عند أُفري الذي ٌإمن بحرٌة الحب المضاد لمفهومً "الحب النبٌل" و "الحب العذري"ع لذلك ال ٌ د حر ا فً تبنً حرٌة "تهور" تعبٌري بالمعنى السرٌالًع على الُاكلة التً تتم فٌها المعادلة بٌن التداعً المنساب واالنكُاؾ التلقابًع النتزاع صورة األنثى من قاع البلُعور ورفعها إلى كفة الوعً باندفاع وقوة بداب ٌٌَْنع كاُتؽال أركٌولو ً ٌحفر فً الخباٌا اإلنسانٌة األولٌة واألزلٌة .خاصة وأن "الحب و الت ربة األكبر من اإلنسان نفسه الذي ٌُس ِّ لُها وٌُ ْن ِت ُهاع إنها أقدم منه وأكثر قسوة فً وحدتها ( )...فالحب ٌتكون من الرؼبة والٌؤس مما ٌُبقٌه فً حركة دابمة"( .)7وإذا كان الحب الوسٌلة المإكدة للهروب من العالمع فإنه وفً الحٌن ذاتهع أقرب المسافات فً معرفة العالم .من ثمةع وفً نهج الت اوز العقلً لتف ٌر "األنا" ومبلحقة الصٌرورة والمخالَ َفةع تتُكل االنفعاالت اللَّعْ ِبٌة القرٌبة من صور السرٌالٌة التً علت من الحب ؼاٌة الو ود كله: ــ " عطر ا ٌطاردنً ..تحوم حولً أعضاإ ا ..كل عضو ٌحمل رأس ذبب ابج ..حاولت أن أقفز مرة ثانٌة ألعود إلى الؽرفة من النافذة لكننً فُلت ..أدرت رأسً إلى الوراءع فرأٌت فٌللٌنً ٌخرج من خرطوم فٌل ٌمتطً صهوته كازانوفا .صرخت بؤعلى صوتًع إٌزابٌلع ف اء هتً عضو ا التناسلًع وانحنى علً كما ٌنحنً الرضٌع على صدر أمه. أفواج من اآل ات خر ت لتو ا بٌن الُقوق المتراصة على الحابط الذي أمامنا ..ذلك الًُء ٌدخل وٌخرج فً الحٌاة كما فً الموت"(.)8 ــ "و ا ً "مدام إدواردا" تخرج من حلمة نهد ا األٌسر"(.)9 ــ "كان ال بد أن ٌصٌر العالم ؼٌمة فً ٌد الهواء"(.)10 ــ " ناع ما بٌن القبو وسطح األرضع ٌُخرج مودٌؽلٌانً كابناته األنثوٌة من أصابعه
24
بٌرفورمانس للفنانة أورالن
عمم فىً نهفىان سانفادور دانً
عمبلن فنٌان للفنان ٌاكومٌتً
أصدق اء ديونيزوس
ثالثت مشاهد مه مسرحٍت ”أطفال زحم“ ألونٍفًٍ بًٍ
داخم انحاوت األدبٍت ” البٍم أورطووس“ ببارٌس
25
قراءة
عمم فىً نهفىان هىري مور
وٌروضها على عصٌان األخبلق.)11(".. ــ " ناك صمت حزٌن ٌبن ٌتدلى من النافذة التً قفز منها األب األصؽر إلى منتصؾ اللٌل"(.)12 ذا إلى حٌن الدخول إلى " نة النبٌذ والنساء"ع لٌطلع دالً الذي طالما ا ْن َُ َؽل بتولٌؾ الحً وال امد فً لوحاتهع وصاحب لوحة "مٌبلد رؼبات سابلة" ( )1932التً تًُ بانتصار البلوعً الذي تكون تناقضاته أكثر اتساقا من الواقع فً أحاٌٌن كثٌرة: "و ٌَمْ ثُل ف ؤة أمامها سلفادور دالً بُاربٌه معلنا انحطاط العالم وذوبان الزمان.. النادلة الؽ رٌة ال تكترث له ألنها ال تحب تصاوٌره الذاببة فً الهذٌان ..كؤنها توأمُه وخصمُهع تسٌل حٌث ال ٌمٌلع وتموت ُحبّا فً نُ َد َمابها حٌن ٌتبختر و كطاووس فاتبل ُاربه السورٌالً بؤطراؾ أصابعه الٌمنى"(.)13 لٌس دالً ومودٌؽلٌانً وحد ما الموصوالن باإلُارة فً الدٌوانع بل عدد من أصدقابه الفنانٌن ذابعً الصٌت :دافٌنًُع ٌاكومٌتًع رودانع رامبرانتع أورالنع سوالجع مور ...ذا و الو ه التُكٌلً المنبثق من متحؾ بو معة الخٌالً القابم على ا تمامه المستدٌم بثقافة العٌن المتعلقة ب مٌع أ ناس الفنون البصرٌة والفر وٌةع إن على مستوى المعاٌنة والمتابعة والنظر المباُر والتدخل أحٌانا (كما و الُؤن بالنسبة لتصمٌم ؼبلؾ الدٌوان األنٌق للؽاٌة) ع أو على مستوى التنظٌر والكتابة النقدٌة .وقد مثلت ال مالٌات أول إصداراته تحت عنوان" :الفن بٌن الكلمة والُكل" (الصادر عام )1995ع مما عل لؽته خاضعة لتروٌض مُتنوع وُاقع من التقرٌرٌة الصحفٌة إلى الت رٌد الُعري والتؤمل ال مالًع إلى الحد الذي حول فٌه ل ُ َؽته إلى أداة لرسم الو وه من خبلل كتابه الطرٌؾ "عندما تتكلم الُفاه" (الصادر عام :)2004إنَّ فِعل النقل ناع الممارس من لدن البورترٌتٌست ٌتؤر ح بٌن الخلود والتخلً ضمن عملٌة "ممارسة الحب والقتل" ع حٌث البورترٌه "أصدق كتابة عن اآلخر .عندما تتكلم الُفاهع ٌَخفِق القلبع والقلب ال ٌخفق إال لؤلٌُاء الرقٌقة والمإثرة. الُفاه ً اللؽةع ً ما نمارس به الحب .والبورترٌتٌست ال ٌكتب إال بورترٌهات من ٌحبُّهمٌ ..ع ِ ن الو وه ..و ٌه ال ٌُبه الو ه فً الظا ر ..لكنها و وه تتماسُّ فً عمقكع أنت اإلبرة و ً الخٌط" ع كما كتب القاص والصحافً توفٌق مصباح( .)14ففً كل كتاباتهع مهما اختلفت أ ناسهاع وخاصة منها الُعرٌةع تستند إلى خلفٌة فلسفٌة تنهل من التراث الصوفً بقدر ما تنهل من الفلسفة والفكر المعاصرٌنع إٌمانا منه بكون "الفلسفة تنتمً إلى مملكة الُعر" ع بوصؾ ذا األخٌر كما الفلسفةع ٌبحث عن الحقٌقة ضمن مقاومة "الرحٌل الدابم" المر ون بسٌرورة الحٌاة والو ودع حٌث الُعر بطبٌعته "ٌنطوي على الكُؾ" (ؼوته) .تماٌُا مع ذا المنحىع "أَ َحبَّ فلسفة نٌتُه كمكان طبٌعً لهع وأقام بٌن درانها بٌتا للخدٌعة. لم ٌقل الُعر فً األصنامع بل قاله فً ذلك التمازج الداعر بٌن مخلوقات رودان ورا بات المعابد القدٌمة"ع على ح ّد تعبٌر القاص سعٌد منتسب. ذا الكل المتداخل والمنس مع و ما ٌمنح القصٌدة تلك الطاقة المبهرة لكُؾ الذات عبر تنٌُط ِحسًِّ ٌُذ ّكرنً باألُكال
أصدق اء ديونيزوس
قراءة
ال َف ْ وٌة والعضوٌة المُإثثة ألعمال الفنان فرٌد بلكا ٌةع بٌنما ٌحٌلنً الُق الثانً من دٌوان موتى أُفري على أعمال الفنان خلٌل ؼرٌب المتحللة بتفاعبلت األكسدة والرماد .بٌن فٌض الؽواٌة "عسل الرماد"ع ٌنبعث المُد ش Le merveilleuxالمفتوح على رؼبة خارقة ومُُاعةع ت عل من صاحبها صورة قرٌبة دا من توصٌؾ قدٌم لسقراط" :الُاعر ضو ٌءع ًُء م نح ومقدسع و و ال ٌُبدع ما لم ٌ ُْل َهم و ٌَ ْفقِد وعْ ٌَهُع و ٌَب ُ ْطل فٌه َعملُ ال َع ْقل". بالرؼم من الم ون والمرح وال نون والصعلكة المصورة باأللوان القانٌة فً قصابدكع والمستقاة من ت ربة حٌاتٌة قاسمتُك بعض كع والتؤمّل المُضْ نً طقوسهاع أعرؾ ٌدا عزٌزي بو معة أنك حٌن تعْ ِكؾ على طاولة الكتابةع تصبح صرامة كالٌؽوال ُِ َمتُ َ ِ َد ٌْ َدنُك .بل ٌتضح عمقك من اختٌارك الذكً والصعب القابم على االستؽراق الٌقظع كً تنسج ُعرٌتك الُفٌفة عبر القصٌدة التً صٌَّرْ َته أوقٌانوس برزخًع أعالٌه تما ً وأعماقه تبلًُ. تُمسً لدٌك م ازفة كما الحب نفسه الذي َ (*) تشكٌلً وناقد فن
ــوامـش * نص المداخلة التً ألقٌتها فً حفل توقٌع دٌوان "الموتى (ال) ٌحبون َّ السُّكر" للُاعر بو معة أُفريع المسرح الوطنً محمد الخامسع الرباطع ٌ 23ناٌر 2012 َّ السُّكرع منُورات أمنٌة لئلبداع والتواصلع السلسلة اإلبداعٌة 16ع البٌضاءع ٌناٌر - 2011لوحة الؽبلؾ :الفنانة التُكٌلٌة ( )1بو معة أُفريع الموتى (ال) ٌحبون المقٌمة بفرنسا كرٌمة بناري. ( )2نابل بلعاويع "عن الحب والموت لباترٌك سوسكٌند"ع الدوحةع وزارة الثقافة والفنون والتراثع الدوحة-قطرع عدد 52ع فبراٌر 2012ع ص .83 – 82 باترٌك سوسكٌند Patrick Suskindع عن الحب والموت (باأللمانٌة)ع دار دٌو ٌنٌز للنُر والتوزٌعع زٌورٌخ – سوٌسرا( )3واالس فاولًع عصر السرٌالٌةع تر مة :خالدة سعٌدع دار التكوٌن للتؤلٌؾ والتر مة والنُرع دمُقع 2011ع ص .139 ( )4بو معة أُفريع Op-citع ص .34 ( )5واالس فاولًع Op-citع ص .228 ( )6بو معة أُفريع Op-citع ص .46 ( )7واالس فاولًع Op-citع ص .192 ( )8بو معة أُفريع Op-citع ص .35 (Ibid )9ع ص .49 (Ibid )10ع ص .43 (Ibid )11ع ص .53 (Ibid )12ع ص .45 (Ibid )13ع ص .48 ( )14توفٌق مصباحع "عندما تتكلم الُفاه لبو معة أُفري :خذ نفسا وانتظر"ع الملحق الثقافً ل رٌدة "االتحاد االُتراكً"ع عدد 9905ع 07أكتوبر .2011
داخل الحانة األدبٌة “البٌل أورطونس “ ببارٌس
حسناوات السات قرب مدخل مٌترو سان بول
أثناء معرض ماعً فً ؼالٌري مدٌنة الفنون ببارٌس
26
أصدق اء ديونيزوس
قصص
جرح على الستارة ٌاسٌن عدنان (*)
فقط لو أن تلك اللٌلة لم تكن… لو أنها سُحبت من دوالب عمر ا بالهدوء ذاته الذي ٌسحب به س ابره من العلبةع لو أن تلك الورقة السوداء سقطت سهواً من دفتر األٌامع لكفا ا ذلك الكثٌر من األرقع واألو اعع والحبوب المهدبة… الكثٌر من الس ابر وصداع الرأس .ذاكرتها التً كانت كسوالً ..صؽٌرة وكسوال ..لز ة ك سم حلزون لم تلتقط التفاصٌل وال األسباب .ربما بسبب اللزو ة لم تعلق بؤطرافها األٌُاء األخرى .كل ما تذكره اآلن و أنهم ؼادروا البٌت فً وقت متؤخر من اللٌلع وأنها رُكنت كودٌعة بٌن أحضان عمتها السعدٌة. وكانت السعدٌة تعرؾ… المصٌبة ً أنها كانت تعرؾع لذلك بادرتها و ً توضب لها الفراش فً ركن قصً من ؼرفة أطفالها: أنا عندي "بوعو" فً داري .وإذا بلت فً الفراشع سٌؤتً وٌخٌط رحك ..ولن ت دي بعد ذلك منفذا تبولٌن منه".فً تلك اللٌلة تعل َم ْ ت أٌُاء كثٌرةع تعلمت األرق والخوؾع الهذٌان وعدم البول فً الفراش. فً تلك اللٌلة زرعت مُارط الخوؾ فً ذاكرتها قطعة مؽناطٌس صؽٌرة بدأ ٌلتصق بها كل ًُء .حتى أدق التفاصٌل بدأت تحكٌها له .حكت له أٌضا كٌؾ عادت مرت فة إلى البٌت .كانت ترت ؾ كما لو أن بردا قارسا نصب خٌامه ف ؤة فً مسامها. كانت ترت ؾ كقطة صؽٌرة بردانة. ترت ؾ كقطة… وال تستطٌع البكاء. لم تستطع أن تبوح ألمها بمخاوفها الصؽٌرة .ربما منذ تلك اللٌلة أٌضا تعلمت أال تقول كل ًُء ..أي ًُء. لكنَّ طفلة فً السادسة تستطٌع مع ذلك أن تتصنع البراءة وتسؤل: 27
أصدق اء ديونيزوس
قصص
ماما واش بالصح… بالصح.. … ال ..ال… حُومةع قالت فً نفسها … واش… واش بالصح ..؟ وكركرت…كررت ألنها لم تستطع أن تسؤل أمها عن "بوعو" وال رح واإلبرة السوداء.
يقطر… يقطر… وأنت تطارده بلسانك …
كركرت ألنها خابفة… لكٌبل تظل خابفة .وأٌضا ألنها كانت قد تعلمت فقط فً تلك اللحظة أن تمنع نفسها من البكاء. ٌاهع كم بدأت تكبر… الدموع تت مد فً مح رٌهاع و ً تكركر وتكبر. لكن أمها كانت تضحك بسعادة ! بسعادة األمهاتع ضمتها إلى صدر ا كما تضم أٌة أم بنتها الصؽٌرة… التً فً السادسة ..تلك التً تبكً وتضحك وتبول فً الفراش… بنتها التً لم تكبر بعد .ضمتها إلى صدر ا و ً تضحك .فطوقتها بُرى بذراعٌها الصؽٌرتٌن .و ما ملتصقتان تحت أجواء ماركي دو سادية دش القهقهاتع وقعت األم قبلة طرٌة على ُفتٌها… كان لتلك القبل طعم ؼرٌب فً فمًع قالت .أعطتنً إحساسا ؼامضا وقوٌا باألمان… ثم أنا ال أفهم لِم أحكً لك كل ذه األٌُاء؟ ل َم تف ر نبع الذكرٌات ف ؤة فً سرٌرك أنت بالذات؟ ثم ما العيب في أف تلحس جرحي؟… أنا ال أُستثار إال صدقنًع ال عبلقة لذلك بثرثرتك المملة عن العمق والحمق بهذه الطريقة ..لم ال تجرب؟ ىل غطست يوماً أصبعك وال رح الُفٌؾ الذي بٌنهماع وال بـ La Petite في جرة عسل… وبدأت تلحسو بالتذاذ ،والعسل Pisseuseالتً أطلقتها علً بسبب ترددي البلفت على الحمام .فؤرٌحٌتك المصطنعة ال تقنعنًع وتوددك المبتذل ال ٌخترقنً .لكن أظن أننً أحكً لك ذه األٌُاء بسبب الستارة. ال ال ال … ال عبلقة لذلك باللون .فاللون الرمادي الداكن ال ٌكاد ٌذكرنً بًُء .بالكاد قد ٌصٌبنً باالكتباب… ال… وال بال رح الذي ٌخترقه … (فً المرة القادمة سؤحضر خٌطا وإبرة وسـ… أ… خـ.)... إنما لماذا ترٌد أن تفهم كل ًُء؟ قلت إننً أحكً اآلن بسبب ذه الستارة .الستارة وكفى .ال أفهم بالضبط لماذا وال كٌؾ؟ ال أفهم… لم تفهم بالضبط سر ذلك اإلحساس الؽامض باألمان الذي كانت أمها تطبعه قوٌا فوق ُفتٌها .لكنها أؼلقت عٌنٌها الصؽٌرتٌن وابتسمت فً اطمبنان نادر .كانت تُعر عما لو أن قببلت األم كافٌة إلبعاد "بوعو" ومنعه من التفكٌر … حتى من م رد التفكٌر فً أن ٌخٌط ُفتٌها وٌحرمهما من… تصوروا طفلة بدون فم. طفلة ال ٌدخل وفها الطعام والماء والهواء.
28
أصدق اء ديونيزوس
ال ٌمكنك أن تتصور ذلك .تمنٌ ُ ت مرارا وأنا عارٌة فً الحمام لو أن أمً انحنت وقبلت رحً السفلً أٌضا… كانت كل مخاوفً ستتبدد .ولن تفكر الطفلة بعد ذلك فً تسلل "بوعو" بٌن فخذٌها بإبرته المسمومة السوداء وخٌطه الذي من نار… أوؾ ..لم أحكً لك كل ذه األٌُاء؟ ..لكن… من األفضل أن أحكً طوال اللٌل على أن أنام مع أنانً سمج مثلك .أفضل أن أحكً على أن أدعك تستمنً بببل ة بٌن فخدي دون أن تُعر أننً ُرٌكتك فً العري والفراش .ل تعرؾ ماذا تعنً ُرٌكتك؟ ثم ما العٌب فً أن تلحس رحً؟… أنا ال أُستثار إال بهذه الطرٌقة ..لم ال ت رب؟ ل ؼطست ٌوما ً أصبعك فً رة عسل… وبدأت تلحسه بالتذاذع والعسل ٌقطر… ٌقطر… وأنت تطارده بلسانك… تلحس وتضحك… تلحس وتفرح… تلحس وتحزن خوفا ً من أن ٌنتهً العسل .بٌن فخدي ال ٌنضب العسل .لم ال ت رب؟ ستحب ذلك كثٌراع ست ده لذٌذا… لم ال تحاول؟ ..أنا ال أفهمك؟… فً المساء كنت تتحدث بتو ج عن باطاي والماركٌز دوساد ..كانت ثرثرتك المتحذلقة عن الحب ُاسعة ببل ضفاؾ. واآلنع حتى وأنت مخمور ال ترٌد أن تمنحنً ولو رعة واحدة من اللذ … ولو… أوؾ… ال تُؽظن… قلت لٌست ناك طرٌقة أخرى .ولوال أنَّ الوقت متؤخر لما بقٌت فً بٌتك دقٌقة واحد… قلت ال تلمسنً… أنا ال أبكً… ابتعد أر وك… ٌا إلهًع فقط لو أن ذه اللٌلة لو تكن… لو أنها...
*** حٌنما انسحبت ب سد ا ال مٌل ف ؤة إلى الحمامع ح َّدق فً المرآة الكبٌرة التً تقابل سرٌره .بدا له و هه مفتوقا ً بسبب الكسر الذي ٌتوسطها .فً الؽد سٌحضر خٌطا وإبرة وسٌخـ.. َ الحظ طرافة الفكرة… لكنه لم ٌستطع االبتسام. بؤصابع مخذولة مرتبكةع سحب سٌ ارة من العلبةع وفكر :لماذا تُص ِّدق البنات حكاٌات العمات؟ (*) شاعر وقاص
“ أنا فاجر ،لكنني لست مجرما أو قاتال ،”...ماركيز دي ساد ()1814 _ 1740
29
قصص
طفلة ال ت د ُرفة ترُق من خبللها العالم بح ارة القهقهات ونبال الزعٌق والصراخ .لكنَّ قببلت األم كانت عمٌقة حاسمة. والبنت التً فً السادسة كانت مطمبنة تماما على رح و هها الٌانع السعٌد.
أصدق اء ديونيزوس
قصص
كل البنات تحب القطط السوداء توفٌق مصباح (*)
)1سلوى والقطة سلوى تملك قطة سوداء! سلوى بنت صؽٌرة...الع لٌست صؽٌرة ! فً تقدٌري الُخصً عمر ا اآلن اثنتا عُرة سنة أو أكثر ..وأضٌؾ معلومة أخرى قد تكون ذات دوى فً توضٌح الفكرة أكثر. قُ ْل ٌ ت إنَّ سلوى لٌست صؽٌرةع ال ألنً أملك اإلثبات على صحة قولًع فلم ٌسبق لً ٌوما أن اطلعت على ُهادة مٌبلد ا ( رؼم أنها فً متناول ٌدي)ع أو دفعنً الفضول مرة ألسؤلها ً نفسها أو أحدا ؼٌر ا عن عمر ا .لكن م رد النظرة الفاحصة األولى إلى سد ا الذي أخذ ٌتدور وصدر ا الذي ارتفع تدرٌ ٌاع ٌوحً بؤن ْ ودخلت فً بحر مرحلة عمرٌة ُدٌدة الحساسٌة.. سلوى حقٌقة لم تعد طفلة (كما ٌعتقد كل من ٌرا ا) ع أنا ال أتفلسؾ وأكره الفلسفة بالمرة ! ٌكفً أنها تفلّس العقل ..ال ..أنا من طبٌعتً أن أضع النقط على الحروؾ وأركز على التفاصٌل الصؽٌرة ..عفوا ! ..أنا ال أحُر أنفً فً موضوع ال ٌخصنً .نعمع أنفً طوٌل بالتؤكٌدع وٌحتل المساحة األعظم من و هًع و ذه مُكلة حقٌقٌة فً حد ذاتها .لكنع ذا ال ٌعنً أنً أستؽله (أقصد أنفً بالطبع) فً استقصاء خصوصٌات الناس وأحوالهم الُخصٌة .لٌس ناك أخطر من سوء الظن ! ..وإذا كنت أتحدث عن سلوى بهذه الطرٌقةع فببساطةع ألنها أختً الصؽرى ..ذه مفا ؤة كبرى!.. طبعاع ال ٌصدق أحد أن ٌ هل الر ل تارٌخ مٌبلد أختهع خاصة إذا كان فارق العمر بٌنهما كبٌرا .لكنع أنا ر ل عصري وت اربً فً الحٌاة علمتنً أن ذه القضٌة بالذات تحرج البناتع ثم ماذا تفٌد معرفة لو كانت سلوى بنتا صؽٌرة أو سٌدة ع وزا؟ ! ..المهم فً الموضوع كلهع أنها تملك قطة سوداء مٌلة. والبنات فً مثل عمر اع من الطبٌعً أن ٌعتنٌن بقططهن عناٌة فابقة!..
)2لم أغلق الباب بالمفتاح قطة سعاد ودٌعة ..تحبها ..تح ِّممُها ..تسرِّ ح ُعر ا األسود الخفٌؾ.. تراقبها بإع اب ..فمها أحمر ..لسانها أحمر ..عٌنا ا الخضراوان مدورتان. سعاد أصبحت تمكث فً ؼرفتها ال تفارق قطتها. سعاد تعودت على قطتها..
30
أصدق اء ديونيزوس
قصص
فً اللٌل قبل أن ت ِخؾّ سعاد إلى سرٌر اع تلقً علٌها نظرة خفٌفة ..نظرة حانٌة. تحلم فً اللٌل بؤنها تدؼدغ ُعر قطتها ..تدلك بؤصابعها فمها األحمر. سعاد بنت مهذبة تحترم دتها. لكن ال دة ماكرة واستطاعت أن تنتبه إلى العبلقة الساخنة بٌن سعاد وقطتها السوداء. ذات مرةع ضبطت حفٌدتها و ً تفتح فخدٌها وتخلِّل أصابع كفها فً ُعر قطتها السوداء ! كان فم القطة مفتوحا .ضحكت الع وز بخبث .التقطت الُكوالطة من الدوالب المفتوح .طحنتها بؤسنانها الصناعٌة المتٌنة فً وقت و ٌز .أُارت بعكاز ا إلى القطة السوداء المنتفخة. قالت: _ َُعْ ُر قطتك ما أ مله ! ل ذه القطة تعض؟ ! مٌع البنات فً مثل عمركع تكون قططهن متوحُة ..ل عضت قطتك أحدا؟ ! لزمت سعاد الصمت .خبؤت قطتهاع فً تلك األثناء انُؽلت بسإال واحد: _ كٌؾ نسٌت إؼبلق الباب؟
عمل فنً للفنان ان باًٌ
َش ْع ُر قطتك ما أجملو! ىل ىذه
)3الجرح
القطة تعض؟! جميع البنات في مثل عمرؾ ،تكوف قططهن متوحشة..
مواء قطتً السوداء كان حادا ذه اللٌلة.. قمت من النوم مذعورةع أُعلت الكهرباء.. اُتد مواء القطة .ربما ذه ً المرة األولى التً ِّ ٌقطع الو ع أحُاء ا. _ ل ً اللحظة الفاصلة؟ ! ل اقترب !؟.. مسكٌنة قطتً ! االمتحان صعب للؽاٌة .لكن كل القطط تمر بهذه المرحلة االختبارٌة. ذا ما ٌحدث فً البداٌةع وبمرور الوقت ستعتاد على ذا العذاب -الذي قد ٌستمر بضعة أٌام على األقل -وتحس به نارا باردة. أمً سؤلتنً فً الصباح فقط: _ ل قطتك السوداء بخٌر؟ بل خبلل ذا األسبوعع كلما تذكرت قطتًع تسؤلنً: _ ل تُكو من ألم ما؟ ..ل تتقٌؤ دما ؼرٌبا ..دما داكنا؟ وبالنفً كنت أ ٌبها. َح ْدسُ أمً ذه المرة لم ٌكن خاطبا و ً تفحص بعناٌة فم قطتً السوداء ! ضؽطت برإوس أصابعها ( ربما السبابة والوسطى فقط) على الُفتٌن المتورمتٌنَ .ع ِل َم ْ ت صوبت نحوي نظرة ثاقبة وأوصتنً بًُء من الحزم بؤن بؤنهما على وُك االنف ارّ . أضع علٌهما خرقة مستطٌلة من القماش الصلب ابتداء من ذا الٌوم .فقد كانت تتوقع أن تسٌبل بالدم فً أ ل أقصاه آخر األسبوع... الُفتان الملتهبتان بارزتان .طافحتان رؼم الوبر الكثٌؾ. ذ ْ بت إلى الؽرفة الم اورةع و ً تصحب معها طٌؾ ابتسامة خفٌفة. لم أُؤ أن أوقظ أمً ذه اللٌلة أٌضاع إنها اللحظة المنتظرة ألثبت لها بطرٌقة عملٌة
31
ىل عضت قطتك أحدا؟!
أصدق اء ديونيزوس
قصص
بؤننً صرت فعبل امرأة ناض ة ..امرأة حقٌقٌةع ولدي القدرة الكافٌة لبلعتناء بقطتً السوداء بمفردي رؼم سٌول الدم المتاقطر من فمها. الخطوات التً لقنتها لً أمً التصقت بذ نً كالوُم وأتذكر ا خطوة خطوة .فبل داعً ألن أزع هاع على األقل حٌن تصحو فً الصباح من النوم وتتؤكد من أن ت ربة األلم القاسٌة التً ا تازتها قطتً قد مرت بردا وسبلما. على األقل تصدق أنً امرأة كاملة ! قطتً الحبٌبة واصلت المواء .الدم المتف ر من فمها كان ساخنا. فمها كان حارا مثل الفرن. دام نزٌؾ الدم لبضع دقابق تقرٌباع حاولت فٌها التصرؾ بحكمة. فً البداٌةع انتظرت أن ٌ ؾ ال رح من قطرات الدم المتخترةع ثم تخلصت من الخرقة الملوثة التً كانت تحبس النزٌؾ من التسرب .من المهم أال أبقً آثار ال رح وٌظل من اللٌلة فصاعدا من األٌُاء االعتٌادٌة فً حٌاتً الحبٌسة بٌن ضلوعً .بعد ذلك نظفت قطتً السوداءع ؼمرت ُعر ا بالماء والصابون (من قال إن القطط تكره الماء؟) مسحت ُفتٌها .عدت إلى الفراش .من دٌد. قطتً السوداء تحس بدؾء ؼامر. طار النوم من عٌنً فً الن َفس األخٌر من اللٌلع إلى أن أُرقت ُمس الصباح. (*) قاص
“قبلة الفنانة ” لقديسة الجسد الجديد الفنانة الفرنسية أورالف
في 3011قامت أورالف بعرضها “قبلة الفنانة“ ،وفيو وقفت خارج الجراند بااليز، عرفتو ىي جنب صورة بالحجم الطبيعي لجذعها الذي ،جعلتو ماكينة تعمل بالنقودّ ، كجسم آلي لبيع القبالت .الزبائن الذين يدخلوف خمسة فرنكات في الش ّق بين
النهدين ،يمكن أف يراقبوا قطعة العملة تنزلق عبر أنابيب إلى األسفل ،ىنا تقفز
الفنانة من مكاف وقوفها لتكافئ المشتري بقبلة حقيقية .د ّعمت أورالف “قبلة الفناف” بنصوص كتبتها بالتعاوف مع ىيبرت بيساسير.
ىذا العرض الفضيحة ،حيث غرست الفنانة إصبعها في دمل مجتمع األمهات
والتجار والفن والدعارة ،وىبها اسما في عالم الفن ،بسبب ردود الفعل العنيفة التي
قوبل بها ،السلبية واإليجابية على حد سواء .بعد ىذا ،ارتدت باروكة عروس فرنكنشتاين ،لتدلل على أف الجماؿ األنثوي مصنوع من قِبل الرجل .ثم نراىا في 3001تعالج بالكمبيوتر مجموعة من الصور وتجهيزات الفيديو التفاعلية ،بالتعاوف مع بيير زوفيل ،استلهما فيها تحوالت الجسد في ثقافة مايا وأولميك ،لمعرض فني
في متحف كاريلو جل في المكسيك.
(مقطع من مقاؿ “ قديسة الجسد الجديد أورالف ..خطوة في اللحم ال يحتملها العالم” للفناف التشكيلي والناقد الفني المصري يوسف ليمود، نشر في مجلة “جسد” التي تشرؼ عليها الشاعرة اللبنانية جمانة حداد
32
أصدق اء ديونيزوس
سينما
الحدود القصوى المتزاج اللذة باأللم في فيلم “إمبراطورية الحواس” أمٌر العمري (*)
الخوف من الموت الموضوع الذي ٌطرحه أوٌُما فً "إمبراطورٌة الحواس" و موضوع ال نسع لٌس فً حد ذاتهع بل فً ارتباط الحب بال نسع اللذة باأللمع األلم بالسٌطرة وبُهوة تحقٌق التسٌد إخفاء لضعؾ طبٌعً ٌرتبط بالخوؾ من المستقبلع من النهاٌة أي من لحظة تنتهً فٌها اللذة إلى األبد وال ٌمكن استعادتها كمعادل الموت .إنه الخوؾ من الموتع و الموضوع الذي ٌُؽل مخر نا نا .إنه نوع من البحث الصوفً المعذب عن الخلودع عن تخلٌد اللحظةع وعن مؽزى الو ود من خبلل العبلقة الحمٌمة اللصٌقة مع اآلخر. أما على المستوى األكثر ُمولٌة ٌتعامل الفٌلم مع الُخصٌة الٌابانٌة لكً ٌ سد من خبللها حالة الفراغ المطلق والخوؾ من الم هول التً كانت تسٌطر علٌها قبٌل اندالع الحرب العالمٌة الثانٌةع أي خبلل فترة القلق فٌما بٌن الحربٌنع و ً نفسها فترة قمع :ا تماعً ونفسً و سدي مع صعود الفاٌُة التً تلؽً الفرد لحساب الكتلة الصماء للم موع. إنه ٌعكس بوضوح رؼبة عارمة فً إؼماض العٌن عما ٌحدث فً الخارج ( نحن مثبل ال نعرؾ أي ًُء عما ٌ ري خارج المنزل) ع فً الهروب من الواقع الكبٌب الذي ٌت ه حثٌثا نحو الحربع وٌ علنا نتساءل :كٌؾ ٌمكن لتلك التركٌبة الرقٌقة المعذبة بفكرة البحث عن اللذة أن تت ه إلى إنكار الفرد تماما ودفعه دفعا إلى الذوبان وسط الم موع حسب األفكار الفاٌُة التً ال ترى إال أن الفرد ترس صؽٌر فً آلة الدولةع وال تبالً بالتضحٌة به فً سبٌل بقاء الدولة. إن ال نس فً "إمبراطورٌة الحواس" معادل موضوعً للتمردع لرفض القٌم السابدة ال امدة المتُن ةع والدعاوى القومٌة الفاٌُة التً تطالب المرء بل ترؼمهع على الذوبان فً الم موعع أي أن ٌتحول إلى زء من "قطٌع" مدفوع بها س واحد فقط :خدمة اإلمبراطور الذي ٌعتبر إلها فً الٌابانع واإلمبراطور رمز ال ٌراه أحدع أما المقصود فهو خدمة مإسسة الدولة :التً ترؼب فً السٌطرة والقهر والتوسع والتمدد الخار ً وإعادة صٌاؼة إنسان دٌد ٌتخلص من المُاعر الفردٌةع وٌذوب فً "الخؾ" األكبر من سده كثٌراع أي فً سد األمة. ولعل ذه النؽمة حول العبلقة المعقدة بٌن الفرد وتطلعاته الذاتٌة ومُاعره من ناحٌةع وبٌن كونه زءا من قطٌع ٌمــارس وظٌفــة 33
أصدق اء ديونيزوس
سينما
"مبرم ة" و الموضوع الذي مده أوٌُما على استقامته فً فٌلمه المهم " عٌد مٌبلد سعٌد ٌا مستر لورنس" .1982 ورؼم الصدمة والقسوة إال أن الفٌلم ٌبدو عمبل ُاعرٌا ٌذوب فٌه الم ازي مع الواقعًع المتخٌل مع المعاد ت سٌده من الخٌالع فً بناء ُدٌد التركٌب رؼم بساطته الظا رٌةع و ذه ً عظمة العمل الفنً األصٌل.
الهرب إلى الطبٌعة الهرب إلى ال سد و ما ٌمٌز "إمبراطورٌة الحواس" ع واالعتداء القاسً على العٌنع أي صدم المُا دٌن بمُا د لم ٌكن ٌمكن تخٌل أن تو د فً فٌلم " اد" من قبل ربما ٌذكرنا بفٌلم آخر مثٌر للُ ن كان أٌضا نتا ا لثقافة الستٌنٌات و الفٌلم السوٌدي ال مٌل "إلفٌرا مادٌؽان" ( )1967للمخرج بو فٌدربرغ الذي ٌصور كٌؾ ٌه ر ضابط فً زو ته وأبناءه والخدمة العسكرٌة وٌهرب مع فتاة سٌركع ٌتركان العالم الحدٌث فً المدٌنة بؤسره وٌندم ان وسط الطبٌعة فً الرٌؾع ٌمارسان الحب وٌؤكبلن ما ت ود به الطبٌعة احت ا ا على القٌم المتزمتة التً كانت سابدة فً القرن التاسع عُر. موضوع "إمبراطورٌة الحواس" حاول أوٌُما أن ٌمده على استقامته فٌما بعد فً فٌلمه التالً "إمبراطورٌة العواطؾ" ()1978 إال أنه لم ٌن ح تماما ُؤن كل صناع "االستكماالت الفنٌة" ع ثم ات ه إلى محاولة سبر أؼوار العبلقة المستحٌلة المستؽلقة بٌن التكوٌن النفسً الٌابانًع بعنفه الكامن و وا سه ال نسٌة الخفٌة التً قد تتحول إلى طاقة مدمرة وولعه بالعمل وسط الم موعع والتكوٌن الؽربً بحساسٌته الخاصة :برودته وفردٌته واعتزازه بنفسهع وذلك فً فٌلمه األ م "كرٌسماس سعٌد ٌا مستر لورنس". وال نس فً "إمبراطورٌة الحواس" أٌضا معادل للهروب من موا هة ما ٌحدث فً الخارج :خارج المنزلع وخارج الحًع بل وخارج الٌابان .ففٌلم أوٌُما ال ريء و نتاج مباُر أٌضا – على الصعٌد الٌابانً – لثقافة وفكر الستٌنٌاتع ثقافة التمرد على الم تمع بُتى أُكاله وصوره .ذا التمرد ٌتمثل نا فً الهرب والعزلة عن الم تمعع االثنان ٌؽلقان الباب علٌهما بعٌدا عن الخارج الذي ال نراه كثٌراع وٌندم ان فً لعبة اللذة والبحث عن مؽزى لو ود ما الفردي من خبلل إؼماض العٌن عما ٌقع فً العالم .إنه التمرد فً أ لى معانٌه. "إمبراطورٌة الحواس" أخٌرا فٌلم قد ٌصدم الكثٌرٌن من الذٌن لم ٌعتادوا ذلك النوع من التصوٌر الصرٌح الظا ر مع رسالة باطنٌة تحت لد الصورةع من خبلل خطاب بصري ُدٌد االقتحام وال رأةع إال أنه ٌظل أحد األفبلم األساسٌة التً ٌتعٌن على كل عُاق السٌنما مُا دتها لمعرفة كٌؾ تطور ذا الفن واكتسب لنفسه مساحة حٌث ٌستطٌع أن ٌ ترئ على المحظور... (*) كاتب وناقد سٌنمائً مصري
عه بهوج “حٍاة فً انسٍىما” ( كتاباث وقدٌت حر ة عه انسٍىما فً انحٍاة وانحٍاة فً انسٍىما) انتً ٌحررها انىاقد انسٍىمائً انمصري أمٍر انعمري http://life-in-cinema.blogspot.com/2008/ 09/b log-post_23.ht ml
34
خارج اإلطار
أصدق اء ديونيزوس
م ق اطع م ن “الم ي ت” ل ج ورج ب اط اي
لمػػا سقط إدوارد ميتا أحست بفراغ وجابها ارتعاش رفعها كمالؾ .انتصب نهػداىا العارياف وسط كنيسة من حلم حيث أرىقها اإلحساس بفقداف ال يعوض .أماـ البيت ،مكثت واقفة ،غائبة ،فوؽ نفسها ،مرعوبة وسط ذىػوؿ متثاقل .أحست أف اليأس قد استحوذ عليها ،لكنها تالعبت بيأسها .قبيل موتو ،كاف إدوارد قد ابتهل إليهػا كي تتعرى. لكنهػا لم تستطع أف تخلع مالبسها لحظتئذ! ىنػاؾ ،كانت مشعثة :لم ينبجس من ثوبهػا إال الصػدر.
مػاري تبقى وحػدىػػا مع إدوارد وىو ميت ألغػػى الزمن جميع القوانين التي كاف الخوؼ أجبرنا على االمتثػاؿ إليها .خلعت مالبسها ،ثم حملت معطفهػا بذراعها .كانت مجنونة عػارية .ارتػمػت إلػى الخارج وجرت في الليل تحت زخة المطر .صػفق حذاؤىا وسط الوحل والمطر يسيب عليها .أمسكت بداخلها حاجة ضخمة .ووسػط ىػدوء األشػجػار تمددت على األرض وبالػت طويال إلى أف أغرؽ البوؿ ركبتيها .دندنػت بصوت غريب مجنػوف: ىػو العػراء... والفظػاعػػة... وقفػػت وفتحت المظلة ،وجرت وسػط الكيلي إلى أف وصلت إلى باب الحػػانة.
ماري تغادر المنزؿ عارية وقف ػػت أمػاـ الباب منذىلة تعوزىا جرأة الدخوؿ .أنصتت إلى أغاني البنات وصيحات السكارى اآلتية من الداخػل .أحست بأنها ترتعش ،لكنها تػلػذذت بارتعارشها. فكرت « :سأدخل ،وسيرونني عػارية» .اتكأت على الجدار .فتحت معطفهػا ثم وضعت أصابعها الطويلة في الشػق .أنصتت وىي جامدة قلقا ،شمت في
أصابعها رائحة الفػرج الوسخ .كاف الػزعيق يمأل الحانة ،ومع ذلك أحست بأف الصمت يخيم .كاف المطر يتساقط ،ووسط عتمة كهفية كانت ريح فػاتػػرة تميل بالمطر .أنشد صوت إحدى البنات أغنية حوزيػة حزينػة .ومن ليل الخارج كاف سماع الصوت الحاد المحجوب داخػل الػجػدراف يػثػيػر اإلحس ػػاس بالتمزؽ .سكت الصوت .تلتو تصفيقات وضربات أرجػل على األرض ،ثم منػاداة. انتحبت ماري وسط الظػالـ .بكت في غمرة عجزىا وأسنػانها مسنػدة إلى أعلى يدىػا. ترجمة الكاتب المغربي محمد أسليم
35
أصدق اء ديونيزوس
ش عر من روائع الشعر العربي
في التغني بالحب والراح
قد أَط ُْر ُؽ الغادة البيضاء ُمقتػ ػ ػ ػػدراً فػي ليلة ال يناؿ الصبح آخرى ػ ػ ػ ػ ػػا
على الشباب فتصبيني وأصبيه ػ ػ ػ ػػا
علقت بالراح أُسقاىا وأَسقيه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػا
غض َة األطراؼ مرىف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًة عاطيتُها ّ
شربت من يدىا خمراً ومن فيه ػ ػػا
إذا نحن أدلػج ػن ػػا و ِ أنت أمامنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا
ِ وجهك ىاديػ ػ ػػا نور كفى للمطايا ُ
(البحتري )
ػس خ ػ ػ ػفػ ػ ػ ػ ػ ػةَ أذر ٍع أليس يزيد العػي ػ ُ
كنوا ِر الر ِ ٍ ياض استرق ػ ػػتُػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوُ وعيش ّ لػماػماً وأغصا ُف الشػبػيػبػةِ رط ػ ػ ػ ػ ػبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌة ٍ ِ الغانيات سلػب ػ ػ ػتػُػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُػو كحلْػ ِي ويوـ َ الشمس غَػ ػضػ ػَّػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌة الصبح و سبقت إليو ُ َ ُ ِ الدالؿ سق ػي ػػتُػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُػو ونش وا َف من خػمػر
ػخضر األصائػل نػاع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌػم إذ العيش م ُّ
كن َح ْس َرى أف تكوني أماميػ ػ ػا إذا َّ (عمرو بن شأس )
اختالساً و ُ أحداث الليػالي غػ ػوافػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلُ ػاء الصبػا في ورد َخػ َّػد َّ ومػ ُ ي جائ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلُ ِ ػل ُحل َّي ّ الربى حتى انثنى وىػػو ع ػ ػػاط ػ ػ ػ ػ ُ ػل وصبغ الدجى من مفرؽ الصبح ناص ػ ُ ػل َشموالً فَػنَمػَّ ْ ت عن ىػواه الشمػ ػػائ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ وإذ ِزْبػ ِر ُ ج الدنيػا خػلي ػ ػ ػ ػ ٌ ػل مػ ػ ػواص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلُ (الحاتمي)
ناد ْمتػُ ُػو لػيػل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًة فديت من َ ُ أجفانُ ُو في مجلسي نرجس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي مزجت كأسي من جنى ر ِيقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ُ
الكاس مصباحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ُ ووجهو و ُ ُّ وخد ُه وردي وت َّػفػاحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي اح بمثل ما فيها من الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ّػر ِ (عبد اهلل بن الحجاج )
36
أصدق اء ديونيزوس
شعر
فهاـ بػذكػرى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػا َعن ْ َّت لو َس َك ٌػن َ ب شعرىا من وجهه ػ ػ ػػا سُ بيضاء يُ ْح َ ُ فتحسب أنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ػك َم ْن ِط َقهػا تػعطي َ ُ أظن َح ْب َل وصالػها لػمػحبِّهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا و ُّ
شوقَػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػةٌ أعانقها والنفػس بػعػد م ُ كأ ّف فؤادي ليس يشفي غػليػلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو
ت لم يُ ْج ِر َىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أي الدمو ِع وقد بَ َد ْ ُّ لما بدا أو وجهها من شػعػرىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا لِ َجنَى عذوبتو ي ُػم ُّر بػثػغػرى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أضعف قوةً من خص ِر ِىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػا أ َْو َىى و َ (أبو تماـ)
إليها وىل بعد العػنػاؽ تَ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َد ِ اف سوى إف يرى الروحين يتمزج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف (ابن الرومي)
أال ليتنا نػمنا ثػمانػيػن حػجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًة ضجيعين مستورين واألرض تحتنػ ػ ػػا
تناـ معػي عريػانػ ًة وأنػام ػهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا يكوف طعامي شػمها والتزامهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا (الفرزدؽ)
ت عنها القميص لصػب م ػ ػ ػ ػ ػ ٍ ػاء نض ْ َ َ َ ّ وقابل ِ ػت النسي َػم وقػد ت ػع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ّػرت ومػ ّدت راحػ ًة كالػم ػ ِ ػاء م ػنػه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ػت ػت وطػ ػراً وى ّػم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ْ قض ْ فلما أف َ ّ الر ِ قيب على التّدانػػي رأت َ شخص ّ ػحت ل ػيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػل فغاب الصبح منػها ت َ ُ َ فسػبػحػا َف اإللػو ،وقػد ب ػراىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا
فػور َد وجههػا فػر ُط الػحي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِ ػاء َّ َ بػمعت ٍ ػدؿ أر ّؽ مػن الػهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو ِاء ػاء مػع ٍّػد فِػي إن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِ ٍ ػاء إلػى م ُ َ على َعج ٍػل إلػى أ ْخ ِػذ ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر ِ داء َ ّ الضيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِ ِ ػاء ػالـ علػى ّ فأسبلت الظ َ قطػر فػو َؽ م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِ ِ ػاء ػماء يَ ُ وظل ال ُ ّ كأحس ِن ما يكػوف مػن النّس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاءِ (أبو نواس )
سلوى النعيمي شاعرة وروائية
مقيمة في فرنسا
37
أصدق اء ديونيزوس
شعر
“كالـ الشهوة” للشاعر اليوناني يانيس ريتسوس ترجمة :ىشاـ فهمي (*)
3 نوـ إيروتيكي بعد المضاجعة .مالءات عرقانة مجرورة من السرير حتى أرضية الخشب .أسمع في نومي النهر العظيم .يتباطأ اإليقاع .تتقػلّب على ميّاىو جذوع كبيرة لشجرة .ألف عصفور على أغصانها يسافر أمرر يدي برفق كبير على عنقك، بال حراؾ في الزمة طويلة من الماء واألوراؽ ،وفي تعاقب مع النجوـّ . مخافة أف أقطع تغريد العصافير في نومك. غدا ،نعم ،على الساعة العاشرة ،عندما ستفتحين المصاريع وحين تقتحم الشمس الغرؼ ،سنرى أفضل شفتك السفلى المعضوضة في المرآة ،والبيت سيصبح كلو قرمزيا ،ومو ّشى بالريش الذىبي واألشعار الطويلة الناقصة. 2 ِ محملتاف بالخبز ،والفواكو وباقة من الزىور.على شعرؾ أرى جيدا دخلت من السوؽ ضاحكة ،ذراعاؾ ّ أكرر لك ذلك .وبع ُد ماذا ستفعلين بكل تلك الزىور؟ أيها مررت أصابعها .أنا ال أحب الريحّ ، أف الريح ّ أكثر من األخريات أىداىا لك بائع الزىور؟ ربما حتى في مرآة البوتيك مازالت صورتك باقية ،مضاءة من جانب ،مع بقعة زرقاء على الذقن .أنا ال أحب الزىور .على صدرؾ ىناؾ زىرة كبيرة مثل يوـ كامل. أدخن حتى يأتي اللّيل دوف أف أنبس ببنت شفة اجلسي باألحرى أمامي ،أريد أف أرى وحدي ثنية ركبتك و ّ وتحت سريرنا سينتصب ،ج ّذابا ،قمر شائع لمساء السبت مع كماف ،وسنبالوـ ( )3وكالرنيت. 1 مازلت نائما .أسمعك تغسلين أسنانك في الحماـ .في ىذه الجلبة ىناؾ أنهار ،وأشجار ،وجبل صغير مع قبّة بيضاء ،وقطيع أغناـ في مساحة خضراء (أسمع أجراسو) ،وحصاناف أحمراف ،الراية عالية على تطن داخل وردة -الوردة تختلج -آه كم تقضين من الوقت ،واآلف البرج ،وعصفور على مدخنة ،ونحلة ّ لن تشرعي في تسريح شعرؾ ،ما دمت أقوؿ لك بأنني نائم منتظرا فمك .ال أحب طعم النعناع في الكوة. رضابك .عندما سأستيقظ ،سأقذؼ بأمشاطك من كل األحجاـ ،وفروش األسناف عبر ّ 38
أصدق اء ديونيزوس
ستسترد مني صوتها عندما ترحلين يوما .لكن لن أملك بع ُد صوتا األشعار التي عايشت بصمت في جسدؾ ّ تتكومين في السرير ،يا كرة ألقولها .ألنك كنت معتادة دائما على المشي بأقداـ حافية داخل الغرؼ ،ثم ّ صغيرة من الريش،من الحرير ،من اللهب المتوحش .تشبكين يديك حوؿ ركبتيك ،تاركة بوضوح ،وباستفزاز، المغبرتين .يجب أف تتذ ّكرني بهذا الشكل -تقولين ،يجب أف تتذ ّكرني بهذا أعشاب قدميك الورديتين و ّ الشكل بقدمين متّسختين ،وشعر يسقط على العيوف -ألنو ىكذا أراؾ بعمق .إذف كيف ال أبقى بال صوت أبدا لم يمش ِّ الشعر تحت شجر تفاح بزىر طاىر ألي فردوس.. 2 عندما ال تكونين ىنا ،ال أعرؼ بع ُد أين أنا .البيت فارغ .والستائر تتطاير خارج النوافذ .المفاتيح ىنا فوؽ المائدة. على األرضية الخشبية ،مفتوح ٌة حقائب أسفار قديمة بها مالبس غريبة لفرقة مسرحية عرفت في الماضي نجاحا باىرا وبعد ذلك تشتّت أفرادىا، في إحدى الليالي أجمل الممثالت انتحرت على المسرح. عندما ال تكونين ىنا ،بالخارج الجنود يركضوف في الشوارع ،ونساء يبكين ،ونسمع ىدير مركبات مص ّفحة، الممرضوف بلباسهم األبيض يجمعوف الجرحى من تمر ،تتوقّفّ ، وصفارات اإلنذار تنطلق ،سيارات اإلسعاؼ ّ أسرة ،أقفل العينين مثل طفل على اإلسفلت ،يحملونني أنا أيضا ،وينقلونني إلى مستشفى أبيض تماما وبال ّ ممرضة في الحديقة ،قرب نافورة الماء ،ثم انحنت لتجمع بعض الزىور البيضاء محاصر باألبيض .بقيت ّ التي أسقطتها الريح كأكاسيا ،أنت من تدخلين بسلّة - ،رائحة األجاص الناضج تعبق بها الحجرة. تناـ؟ يقوؿ صوتك .تناـ وحيدا؟ ال تنتظرني؟ أفتح عيوني .فإذا بالبيت ىنا ،و أنا أيضا .أرائك حمراء .وأعواد كبريت فوؽ الطاولة. أيها الضوء الطاىر ،أيها الدـ األحمر ،أيها الحب أيها الحب. 2 صباحا ،أنا أكثرؾ تعبا ،وربما أكثرؾ سعادة. أستمر في النوـ في تستيقظين بال جلبة ،ضجة صامتة للمالءات ،تبتعدين بأقداـ حافية .وأنا من جهتي، ّ مبيضة ،أسمعك الحرارة التي خلّفها في السرير جسدؾ العاري .أناـ موغال في أثر جسدؾ ،في حلكة ّ تحضرين القهوة ،وتنتظرين. تغتسلينّ ، أسمعك ىي التي تعود من فوقي دوف أف تعزمي على ذلك. 39
شعر
4
أصدق اء ديونيزوس
شعر
تطري أظافري. ابتسامتك تعبرني من الرأس إلى القدمينّ ، أناـ. تمر مثل بروؽ جامدة .غطاء أحمر معلّق بحبل. سفن شراعية ناصعة البياض ّ جفني .نساء عاريات في النهر .رجاؿ عراة على األشجار. األحمر يثقل ّ
خيوؿ بطيئة و وقورة (وليست حزينة) تذرع مضحل البحر أحدىا في حالة انتصاب ،يكاد يلمس الماء بعضوه األسود .الضخم .فتاة صغيرة تبكي.
صبي عدد 00على شجرة التوت ،وبعد ذلك يضيف أيضا .0 ُ بم ْديتو ينقش ّ أناـ بعمق أكثر ،بالداخل أكثر.
ومني مخثّر .صباح الخير أيها الحب ،صباح الخير. دوري يح ّ ط على لبدة األسد .رمية ،رمية ،قاؿ صارخا .العالم خلق من جلد وضوء ٌّ ّ أثينا :نونبر 3011
( )1السنبالوـ :آلة موسيقية وترية مجرية األصل.
(*) شاعر مغربي يقيم بمونرياؿ
سعيد منتسب كاتب
أرأنـب للـذب ــح
بودي أف أنبت عشبا في أيامك
وسوارين من نار
وأف أجعلك سهوال تمتد كقطيع أفراح ضارية
بودي أف أفرغ من الحزف حتى آخر جرعة ألعانقك طويال
بودي أف أفتح عيني بكل حرية على عينيك
وألركض في بالدؾ طويال
وأراؾ بيتا من طين وشجرة رماف ونها را واسعا
وألنثر بذوري في طرقك الجبلية
بودي أف أرسم أسماكا على جدرانك
بودي أف أشحذ سكاكيني ببرود
لتكوني لي نهرا وثيرا
ألذبح أرانب عمري
وأكوف لك ضفتين
وأغذيك بلحمي وعظامي ودمي وما تبقى في فمي من قبالت
بودي أف أىديك صباحا رشيقا
بودي أف تصيري لي مروحة من ثالث جهات
ونبعا وقمرا وبحيرتين وشمسا عذراء
وأصير لروحك قميصا معلقا في الهواء
فقط ألخرجك من ليلي األخضر
ألبرد من أخطائي وأزىاري السوداء
فخلفي الكثير الكثير من التغضن والحرائق والحروب
بودي أف ال نتحدث بعد اآلف عن األغاني الممزقة والش واطئ
خلفي مجزرة ونافذتين للحب الفاسد
المهربة والحدائق المحشوة بألف قذيفة
خلفي ناطحة سحاب جائعة
بودي...
40
Antonio Sicurezza
41