ร u ร รจ ร U ร ร bK b ร ร e d ร bB w FA ร dFA ร รฆuO s s รจร รจร
ğėķĘŬǤė ķĘĤċ ŲŬ
ﻣﺪﻓﻦ ﻫﻴﲇ اﻟﻜﺒري ) 2000-2400ﻗﺒﻞ اﳌﻴﻼد( ﻣﻦ أﺿﺨﻢ اﳌﺪاﻓﻦ ﰲ اﻻﻣﺎرات ،ﻳﻘﻊ ﰲ ﺣﺪﻳﻘﺔ آﺛﺎر ﻫﻴﲇ ﰲ اﻟﻌني ،ﻳﺒﻠﻎ ﻗﻄﺮه 12ﻣ ﱰا ً ،وﻛﺎن ﰲ اﻻﺻﻞ ﻳﺮﺗﻔﻊ إﱃ أرﺑﻌﺔ أﻣﺘﺎر أو أﻛ رث ،و واﻟﻨﻘﺶ ﻣﻦ اﳌﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﻮيب ،وﻫﻮ ميﺜﻞ زوﺟني ﻣﻦ اﳌﻬﺎ ﻳﻘﻒ ﺑﻴﻨﻬام ﺷﺨﺼﺎن، وﻫﻮ اﻟﺸﻌﺎر اﻟﺬي ﺑﺎت ميﺜﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌني.
د .راﺷﺪ أﺣﻤﺪ اﳌﺰروﻋﻲ
ĝĹĸĚ اﻟﺘﺮاث ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻴﺎدة وا ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺘﺘﺒﻊ
ﻟﻠﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ وﻃﻨﻨﺎ اﻟﺤﺒﻴﺐ اﻹﻣﺎرات ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺧﻼل اﻟﺸﻬﺮﻳﻦ اﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪا ً ،ﻻﺑﺪ أن ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻟﻴﺴﺠﻞ ﻋﺪة ﻣﻼﺣﻈﺎت ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ﺑﺮوﻳﺔ واﻟﺨﺮوج ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻴﺪ وﻧﺎﻓﻊ. أوﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت اﺳﺘﻤﺮار دﻋﻢ ﻗﻴﺎدﺗﻨﺎ اﻟﺮﺷﻴﺪة ﻟﻠﺘﺮاث ﺑﺠﻤﻴﻊ أﺷﻜﺎﻟﻪ ،وﻓﻲ ﻛﻞ وﻗﺖ ،وﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت ،وﻗﺪ ﺗﺠﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺎر اﻟﺬي رﻓﻌﻪ ﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ اﻷﺧﻴﺮ ،وﻫﻮ »ﺷﻜﺮا ً ﺧﻠﻴﻔﺔ رﻣﺰ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ« ،ﻛﻤﺎ ﺗﺠﻠﻰ ﻓﻲ دﻋﻢ ورﻋﺎﻳﺔ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ، رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ وﻟﻐﻴﺮه ﻣﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻧﺎدي اﻟﺘﺮاث اﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻲ اﻟﺘﺎﺳﻊ وﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻲ. أﻣﺎ ﺛﺎﻧﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت ﻓﻬﻲ أن ﺣﺮ اﻟﺼﻴﻒ ،وﺻﻴﺎم ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﻟﻤﺒﺎرك ،ﻟﻢ ﻳﺜﺒﻄﺎ ﻣﻦ ﻋﺰم اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ،ﻣﺜﻞ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﻋﻦ ﺗﺄدﻳﺔ رﺳﺎﻟﺘﻬﺎ وﺗﻨﻈﻴﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻛﺒﺮى ،ﻣﺜﻞ ﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺼﻴﻔﻲ اﻟﺬي ﺗﻀﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎً رﻣﻀﺎﻧﻴﺎً وآﺧﺮ رﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻲ ،وﻣﺎ ﺣﻔﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺿﺮات وﻣﺴﺎﺑﻘﺎت دﻳﻨﻴﺔ وﻏﻨﺎء ﺻﻮﻓﻲ ﻣﻸ اﻟﻨﻔﺲ روﺣﺎﻧﻴﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆﻛﺪ إﻳﻤﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻬﺎت ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻨﺶء ﺑﺘﺮاث اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد وﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ. وﺛﺎﻟﺚ ﻫﺬه اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت ﻫﻲ اﻹﻗﺒﺎل اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﺣﻈﻴﺖ ﺑﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ أﺑﻨﺎﺋﻨﺎ اﻟﻄﻠﺒﺔ واﻟﻄﺎﻟﺒﺎت واﻵﻻف ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ ،اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮاﻓﺪوا ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻧﺎﺳﺒﺖ ﻛﻞ اﻷﻋﻤﺎر ،وﺟﺎءوا أﻳﻀﺎ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﺮح أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺳﺮ اﻷﻣﻮاج ﺧﻼل ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﻟﻤﺒﺎرك ﻟﺤﻀﻮر اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،وﻣﺸﺎﻫﺪة ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ أﺟﻤﻞ ﺗﺮﺗﻴﻞ ،واﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺎﻹﻧﺸﺎد اﻟﺪﻳﻨﻲ واﻟﻐﻨﺎء اﻟﺼﻮﻓﻲ ،اﻟﺬي ﻗﺪﻣﺘﻪ
130
اﻟﻔﺮق اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ أﺟﻮاء روﺣﺎﻧﻴﺔ ﺳﻤﺖ ﺑﻬﻢ وﻋﺰزت اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻟﺪﻳﻬﻢ وأﺷﺎﻋﺖ أﺟﻮاء روﺣﺎﻧﻴﺔ ﻣﺸﺒﻌﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ واﺣﺘﺮام اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻔﻀﻴﻞ. ﻓﺎﻟﻤﻼﺣﻈﺎت اﻟﺜﻼث ﺗﺆﻛﺪ ﺗﻼﻗﻲ إرادة ﻗﻴﺎدﺗﻨﺎ اﻟﺮﺷﻴﺪة ﻣﻊ رﻏﺒﺔ أﺑﻨﺎﺋﻨﺎ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻤﺎﺿﻲ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻣﻬﻢ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﺒﻨﺎء ﻋﻠﻴﻪ وﺗﺄﻛﻴﺪه ﻟﺘﻌﻤﻴﻖ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪى أﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ،وﺗﻨﻤﻴﺔ روح اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ، وﺗﺮﺳﻴﺦ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ، وﺗﺤﺼﻴﻨﻬﻢ ﺿﺪ اﻻﺧﺘﺮاق اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﻐﺎﻳﺮ ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، وإﻛﺴﺎﺑﻬﻢ اﻟﻤﻌﺎرف واﻟﻘﻴﻢ واﻻﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ اﻟﺘﺮاث وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ واﻟﺸﺒﺎب ﺑﻤﻜﻮﻧﺎت اﻟﺘﺮاث وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .وﻓﻲ ﺿﻮء ﻫﺬا اﻟﺘﻼﻗﻲ ﺑﻴﻦ ﻗﻴﺎدﺗﻨﺎ اﻟﺮﺷﻴﺪة وأﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻐﺮﻳﺐ أن ﻳﺤﻘﻖ ﻫﺆﻻء اﻷﺑﻨﺎء اﻹﻧﺠﺎزات ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺤﺎﻓﻞ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺜﻠﻮن وﻃﻨﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻳﺮﻓﻌﻮن ﻋﻠﻤﻪ ﺧﻔﺎﻗﺎً ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﻳﺤﺎوﻟﻮن ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ رد ﺟﻤﻴﻞ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ وﻗﻴﺎدﺗﻪ اﻟﺘﻲ وﻓﺮت ﻟﻬﻢ ﻛﻞ ﺳﺒﻞ اﻟﺮاﺣﺔ واﻟﺴﻌﺎدة وﺳﺨﺮت ﻟﻬﻢ ﻛﻞ اﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﻐﺎﻳﺎت .وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺮاءة ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ ﻣﻨﺘﺨﺐ اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﺸﺮاع ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب ،ﺣﻴﺚ ﻓﺎز ﺑﺜﻤﺎﻧﻲ ﻣﻴﺪاﻟﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺸﺮاع اﻟﺘﻲ أﻗﻴﻤﺖ ﻫﻨﺎك أﺧﻴﺮا ً وإﻫﺪاء ﻫﺬا اﻟﻔﻮز إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ »ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ« وإﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ راﺷﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﺣﺎﻛﻢ دﺑﻲ وإﻟﻰ اﻟﻔﺮﻳﻖ أول ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن وﻟﻲ ﻋﻬﺪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ. ﻫﻜﺬا أﺑﻰ ﺻﻴﻒ اﺑﻮﻇﺒﻲ إﻻ أن ﻳﺤﺘﻔﻲ ﺑﺘﺮاث اﻵﺑﺎء واﻻﺟﺪاد ،وﻫﻮ اﺣﺘﻔﺎء وﺟﺪ ﺻﺪاه ﻟﺪى أﺑﻨﺎﺋﻨﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺮﺻﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﺴﺪت ﻫﺬا اﻻﺣﺘﻔﺎء. ﻫﻨﻴﺌﺎً ﻟﻮﻃﻦ ﺗﺤﺮص ﻗﻴﺎدﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻮن ﺗﺮاﺛﻪ ،وﻫﻨﻴﺌﺎً ﻟﺸﻌﺐ ﻳﺤﺮص ﻓﻴﻪ أﺑﻨﺎؤه ﻋﻠﻰ أن ﻳﻈﻞ ﻋﻠﻢ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ ﺧﻔﺎﻗﺎً ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺤﺎﻓﻞ اﻟﺪوﻟﻴﺔ
ĴńĸŭŨė
ﻋﻦ ﺳﻴﺮ ﻣﻦ ﻟﻘﻴﻬﻢ ﻓﻲ اواﺳﻂ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت ﻛﺎﻟﻘﺎﻳﺪ دﺣﻤﺎن واﻟﻘﺒﻄﺎن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ دوﻻﺗﻮر، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺷﺎب ﻋﺎﺑﺚ ﺳﺎﺧﺮ :ﻫﻞ ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎﺧﻮر ؟ ،ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ ،ﻫﻨﺎك ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺮ اﻟﻌﺘﻴﻖ. وإﺣﻴﺎء ﻟﻠﺪور اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺬي ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻪ ﺳﺎﺣﺔ »رﺣﺒﺔ اﻟﺰرع« ،ﺗﻤﺖ اﺳﺘﻌﺎدة أﻧﺸﻄﺔ ﺑﻴﻊ اﻟﻘﻤﺢ واﻟﺸﻌﻴﺮ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺤﺴﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻔﻌﻠﻪ أﺣﺪ أﺷﻬﺮ ﺑﺎﻋﺔ » اﻟﺤﺮﻳﺮة » /اﻟﺤﺴﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ وﻗﺖ اﻟﻤﺴﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ ﻳﻮم ،أﻣﺎ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ )ﻛﻠﻌﺒﺔ ﻛﺴﺮ اﻟﺠﺮة أو اﻟﻘﻠﺔ( وﻓﻦ اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻬﺪه اﻟﺴﺎﺣﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻴﻨﺔ واﻷﺧﺮى اﻟﻰ وﻗﺖ ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻬﻤﺎ ﻧﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻻﺣﺘﻔﺎل اﻟﺬي ﺷﻬﺪه اﻟﻤﻌﺮض. وﺑﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻧﻮﺳﺘﺎﻟﺠﻴﺎ ذاﻛﺮة اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺒﺎب اﻟﺼﺤﺮاء ،ﻓﺎن اﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻐﺮي ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ﻫﻮ اﻟﺘﺬﺑﺬب اﻟﺬي ﻳﻌﺮﻓﻪ اﺳﻤﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﻟﺼﻮر واﻟﻤﺪوﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻨﻬﺎ ،إذ
ﺗﺮد ﻟﺪى ﺿﺒﺎط اﻟﺸﺆون اﻷﻫﻠﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﺗﺤﺖ اﺳﻢ »ﻛﻮﻟﻤﻴﻦ« ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮد ﻟﺪى ﺟﻮاﻛﻴﻢ ﺑﺎﺳﻢ »أﻛﻮﻟﻤﻴﻢ« ،أﻣﺎ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻓﺘﺪﻋﻮﻫﺎ دون اﺧﺘﻼف ﺑﻴﻨﻬﺎ »ﻛﻠﻤﻴﻢ » ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺼﺮ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ اﻟﻤﺘﺤﺪﺛﻮن ﺑﺎﻟﺤﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺪاول اﺳﻤﻬﺎ ﺑﺼﻴﻐﺔ اﻟﺘﺼﻐﻴﺮ »ﻛﻠﻴﻤﻴﻢ«، وﻫﻮ اﻻﺳﻢ اﻟﺬي ﻳﻌﻨﻲ ﺣﺴﺐ ﻣﻌﺠﻢ »ﻛﻨﺰ اﻟﺬاﻛﺮة« ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻟﺤﺴﺎﻧﻲ »ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﺎﺑﺎ اﻟﺮي« ﻣﻜﺎن ﺗﺠﻤﻊ اﻟﻤﻜﺎن .وﻻ ﻳﺸﻚ ﻋﺎرف ﺑﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ وﻻزاﻟﺖ ﺗﻌﺮف ﻟﺪى اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑـ »ﺣﻔﺮة وادﻧﻮن« ﻧﻈﺮا ﻻﺧﺘﺮاق اﻷﻧﻬﺮ ﻟﻬﺎ )واد أم اﻟﻌﺸﺎر وواد ﺻﻴﺎد( ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت ﻟﻌﻞ أﺷﻬﺮﻫﺎ ﻓﻴﻀﺎن 1985اﻟﺬي ﺗﻀﻤﻦ اﻟﻤﻌﺮض ﺻﻮرة ﻣﺆرﺧﺔ ﻟﻪ
ﻧﺼﻮص ﺑﻌﺾ اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ا ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺬﻳﻦ وﺻﻔﻮا اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ اﻟﻤﻴﻼدي َ اﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻠﻐﻮي ﺗﺘﻴﺢ اﻟﻤﻮﺟﻮد واﻟﺒﺼﺮي اﻟﻤﻔﻘﻮد
ĴńĸŭŨė
ĸĚŹġŤč ĸĚŹ ŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
129
ﺳﺤﺮ اﻟﺼﻮرة
اﻟﻤﻔﻌﻤﺔ ﺑﺮاﺋﺤﺔ اﻟﺮواج اﻟﺘﺠﺎري وﻣﻨﻬﺎ: رﺣﺒﺔ اﻟﺰرع :ﺳﺎﺣﺔ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻋﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺒﻴﻊ اﻟﻘﻤﺢ واﻟﺸﻌﻴﺮ، أﻗﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻌﺮض اﻋﺘﺒﺎرا ً ﻟﻘﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﻋﺎد إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻫﺞ اﻟﺬي ﺧﺒﺎ ﺑﺴﺒﺐ إﻫﻤﺎﻟﻬﺎ وﺗﺤﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ »ﻣﺤﻄﺔ ﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻨﻘﻞ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ«. رﺣﺒﺔ اﻟﻄﻴﻦ :ﺳﺎﺣﺔ ﺗﻀﻢ ﻣﺘﺎﺟﺮ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺒﻴﻊ اﻷواﻧﻲ اﻟﺨﺰﻓﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ » اﻟﻄﺎﺟﻴﻦ » اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ. ﺳﻮق اﻷﺣﺪ :ﻳﻌﺪ أﻫﻢ أﺳﻮاق ﺻﺤﺮاء اﻟﻤﻐﺮب ،وارﺗﺒﻄﺖ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺒﻴﻊ اﻹﺑﻞ ،وﻗﺪ ذﻛﺮه »ﺟﻮاﻛﻴﻢ« واﺻﻔﺎً ﺑﻌﺾ ﻣﻌﺎﻳﻨﺎﺗﻪ ﻓﻴﻪ ،ﻏﻴﺮ أن ﻣﻜﺎن اﻧﻌﻘﺎده ﻗﺪ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻨﺬ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت ﻟﻴﺤﻞ ﻣﺤﻠﻪ ﺳﻮق آﺧﺮ ذاﺋﻊ اﻟﺼﻴﺖ ﺑﻮادﻧﻮن واﻟﺼﺤﺮاء ،ﻳﻌﺮف ﺑﺴﻮق اﻣﺤﻴﺮﻳﺶ ،وﻳﻘﺎم ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ ﻣﻦ ﻛﻞ أﺳﺒﻮع. اﻣﻜﺎر ﺳﻴﺪي اﻟﻐﺎزي :ﻳﻌﺪ ﻣﻮﺳﻢ أو »أﻣﻜﺎر« ﺳﻴﺪي اﻟﻐﺎزي دﻓﻴﻦ ﻛﻠﻤﻴﻢ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻟﻠﺒﺪو واﻟﺘﺠﺎر ،وﻳﻨﻌﻘﺪ أول اﻟﺼﻴﻒ ﻛﻤﺎ ذﻛﺮ ﻓﺎﻧﺴﺎن ﻣﻮﻧﻄﺎي ﻓﻲ ﻛﺘﺎب »ﺗﻘﻴﻴﺪات ﺣﻮل ﺗﻜﻨﺔ« – ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻫﻴﺒﺘﻨﺎ اﻟﺤﻴﺮش.
128
ŮƀŭũťĚ ķŹŅŨė ŇĸŕŬ
ﻟﻘﺪ ﺗﻨﺒﻪ رﻳﺠﻴﺲ دوﺑﺮي إﻟﻰ وﺟﻮد ﺳﺤﺮ ﻛﺎﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺼﻮرة ،ﻓﻘﺎل: »إن ﻛﻠﻤﺘﻲ ) magieﺳﺤﺮ( و) imageﺻﻮرة( ،ﺗﺘﻜﻮﻧﺎن ﻣﻦ اﻟﺤﺮوف ﻧﻔﺴﻬﺎ ،وﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺪاﻟﺔ ،إﻧﻪ ﻧﺪاء اﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮرة ،ﻧﺪاء اﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ« )ﻣﻦ ﻛﺘﺎب :ﺣﻴﺎة اﻟﺼﻮرة وﻣﻮﺗﻬﺎ ،رﻳﺠﻴﺲ دوﺑﺮي ص .26 إﻧﻪ اﻟﻨﺪاء اﻟﻌﻤﻴﻖ اﻟﺬي ﻟﺒﺎه ﺳﻜﺎن ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻠﻤﻴﻢ وزوارﻫﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎح اﻷﺟﺎﻧﺐ ،ﻓﻬﺒﻮا ﻟﺰﻳﺎرة اﻟﻤﻌﺮض ﺟﻤﺎﻋﺎت وأﻓﺮادا ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﻋﺎد وﻣﻴﺾ اﻟﺤﻴﺎة إﻟﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺳﻂ ﺳﻮق ﻛﻠﻤﻴﻢ اﻟﻌﺘﻴﻖ .وﻟﻴﺲ ﺳﺮا ،أن اﻟﺼﻮر اﻟﻌﺘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ أﺛﺜﺖ ﺟﻨﺒﺎت ﺧﻴﺎم اﻟﻤﻌﺮض أﺛﺎرت ﻣﺸﺎﻋﺮ وأﺣﺎﺳﻴﺲ ﺗﺘﺮدد ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻨﻴﻦ واﻟﺘﻮﺟﻊ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻬﻮد ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ اﻟﺒﻜﺎء ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﺜﻠﻤﺎ روى ُ ذرﻓﺖ اﻟﺪﻣﻮع ﺑﻌﺪ أن ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ واﻟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺻﻮرة ﻫﻲ أﻧﺪر ﺗﺤﻔﺔ ﺗﻌﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻒ ﻋﻤﺮﻫﺎ .ﺻﻮرة ﻧﺎدرة ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺻﻮت اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﻗﺒﺮه ﺑﻌﺪ اﻟﺮﺣﻴﻞ )ﻛﺎن اﻟﺨﺰﻓﻴﻮن اﻻﺛﻴﻨﻴﻮن ﻳﻤﺜﻠﻮن ﻟﻮﻻدة اﻟﺼﻮرة أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻤﺤﺎرب ﻣﺼﻐﺮ ﺧﺮج ﻣﻦ ﻗﺒﺮ ﻣﺤﺎرب ﻫﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ، وﻣﺎت أﺣﺴﻦ ﻣﻴﺘﺔ ،ﻫﻜﺬا ﺗﺆﻛﺪ اﻟﺼﻮرة اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺤﻴﺎة( ص ،18 وﻫﻜﺬا ﺗﺬﻛﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻴﻮخ ﻣﻦ زوار اﻟﻤﻌﺮض ﺑﻄﻮﻻت ﻣﺤﺎرﺑﻴﻦ ﺳﺎﺑﻘﻴﻦ ﺿﺪ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﻓﻄﻔﻖ أﺣﺪﻫﻢ -وﻗﺪ ﺟﺎوز ﻋﻤﺮه اﻟﻤﺎﺋﺔ ﺣﻮﻻ -ﻳﺤﺪث
ĴńĸŭŨė
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
ĴńĸŭŨė
وﻳﺒﺪو أن ﻣﻌﺮض اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﺘﻪ ﻣﺆﺧﺮا ً ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﻨﺘﺪى اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺴﻤﻰ »رﺣﺒﺔ اﻟﺰرع« ،ﻗﺪ أﻛﺪ ﻋﻤﻠﻴﺎً ﻓﺮﺿﻴﺔ ارﺗﺒﺎط اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﺑﺎﻟﺼﻮر ﺑﻔﺘﺮة ﺗﻮﻏﻞ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ،إذ ﺗﻌﻮد أﻗﺪم اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﺷﻤﻠﺘﻬﺎ أروﻗﺔ اﻟﻤﻌﺮض اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻘﻴﺐ إﻟﻰ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎت ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺑﺎﺣﺜﻮن وﺟﻮد ﺻﻮر ﺗﺆرخ ﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﺤﺴﻦ اﻷول ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ
ﻋﺸﺮ اﻟﻤﻴﻼدي. ورﻏﻢ اﻟﻌﻮز اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎت، ﻓﺈن وﺟﻮد ﻧﺼﻮص ﺑﻌﺾ اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ اﻷﺟﺎﻧﺐ اﻟﺬﻳﻦ وﺻﻔﻮا اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ اﻟﻤﻴﻼدي ﺗﺘﻴﺢ اﻟﺮﺑ َﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻠﻐﻮي اﻟﻤﻮﺟﻮد واﻟﺒﺼﺮي اﻟﻤﻔﻘﻮد اﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻤﺎ ﺗﻮاﻓﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﻮر اﻟﻤﺘﻮاﻓﺮة ،ﻓﺤﻴﻦ ﻧﻘﺮأ ﻣﺜﻼ ﻋﻨﺪ »ﺟﻮاﻛﻴﻢ« ﻓﻲ ﻧﺼﻪ اﻟﻮاﺻﻒ وﺻﻔﺎً دﻗﻴﻘﺎً ﻣﻌﻤﺎر اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻣﺆﻫﻼﺗﻬﺎ ﻋﺎم :1868 » ﺗﻨﻘﺴﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ Auguilmimeإﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻛﺎدﻳﺮ ،Agaderاﻟﻘﺼﺒﺔ،Kasbah أﻛﺎد أﺣﻴﺎء :أﻛﺎ اﻟﻘﺼﺮ ،«AL kassarrﻧﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﻤﻌﺮض ﻓﻨﺠﺪ ﺻﻮرا ً ﺣﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻷﺣﻴﺎء ض اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﺎ اﻟﻤﺬﻛﻮرة اﻟﻨﺺ إﻟﻰ اﻟﻴﻮم ،ﺑﻴﺪ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﻟﻨ أﺛﺮا ً ﻟﻟﻸﺑﻮاب اﻟﺨﻤﺴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ وﻓﻖ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻵﺗﻲ: ذﻛﺮﺮﻫ
ﺑﺎب أﻛﺎدﻳﺮ ،ﺑﺎب اﻟﻘﺼﺒﺔ ،ﺑﺎب اﻛﻮﻟﺖ )bab ،Agolt( en ruineﺑﺎب ﻣﺤﻤﺪ اﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﺑﺎب اﻟﺠﺎﻣﻊ(. ورﻏﻢ أن اﻟﻤﻌﺮض ﺗﻀﻤﻦ ﺻﻮرا ً ﻧﻔﻴﺴﺔ ﻟﻠﻌﻤﺎرة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﺰءا ً ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ وذاﻛﺮة اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ )ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻘﺼﺒﺔ، ﻣﺴﺠﺪ ﻋﺒﻮدة ،ﻣﺴﺠﺪ أﻛﻮﻳﺪﻳﺮ( ،ﻓﺎن اﻟﺠﺰء اﻟﻤﻨﺴﻲ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻧﻌﺜﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ أﺛﺮ ﻫﻮ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄدﻳﺮة اﻟﻴﻬﻮد اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﻜﻨﻮن »اﻟﻤﻼح« ﻗﺮب اﻟﺴﻮق اﻟﺒﻠﺪي اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰال ﻗﺎﺋﻤﺎ ،إذ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﻧﺺ ﺟﻮاﻛﻴﻢ إﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺣﻮاﻟﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﻧﺴﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻄﻨﻮن ﻫﺬا اﻟﺤﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺘﻮاﻓﺮ ﻋﻠﻰ دﻳﺮﻳﻦ ﻳﺆدون ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺷﻌﺎﺋﺮﻫﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﻳﻌﻠﻤﻮن ﻓﻴﻬﻤﺎ اﻷﻃﻔﺎل. وﻳﺤﻈﻰ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺬي ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻪ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ )ﺳﻮق ﻛﻮﻟﻤﻴﻦ( ﺑﻨﺼﻴﺐ واﻓﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻮر ،ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ اﻟﺼﻮر أﻫﻢ اﻷﻣﺎﻛﻦ
127
ﻣﻌﺮض اﻟﺼﻮر ﺑﻜﻠﻤﻴﻢ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﺗﺮاث ﺑﺎب ﺻﺤﺮاء اﻟﻤﻐﺮب Ù ±# Â Ê # ÛÂ Ú # 1$ Û+ ñ# . Ú/½$# Î(Ù+ p Ø p } 2 – -Î' Û ¼/ /Ã# ¢. – Ø/ # ÌÙ / # Â Ê Ï} ¥ ] ½(# pÉ. ]%Ù$Ê ,$ É ' .} Ø ( 2 Ê # + ( ©. Ø 2 Ê Î(# Øp
Á3 ¢2 . ½$# . p # Í + - ¢ê . / # :- Û Û+ ª# pØ Â ¥ ÐÙ . Ï ÎÃ# "/$ Û % ( Ø (µ(# ¦+ Û ) p ".} Ï » :(125 )
(' ,# / }. Ù ½(# Ù # Ð Â Î# Ú¦# (...) ½(# . 2. .«Ï ÎÃ# ÐÙ - }
İŻĵŵĖ ŹťŕŤ ĕĴŕũŤē ŪżũťŠ
ŮƀŭũťĚ ķŹŅŨė ŇĸŕŬ
126
ĝĸƀŅŠ ĞŅŠ
أَﺑَ ﱢﻴﻦ زﻳﻦ وأﻛﺸﻒ اﻟﻤﺴﺘﻮر ،وأﺣﻜﻲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺧﻮف ﻋﻦ اﻟﻌﺸﻖ واﻟﻌﺎﺷﻘﻴﻦ ،ﻋﻦ ﺑﻜﺮه اﻟﻠﻲ ﺟﺎي ﺣﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻛﻔﻪ اﻟﺨﻴﺮ ،اﻗﺘﻞ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺧﻮف اﻟﻮﻟﺪ ،أو أﺻﺤﻲ ﺑﻬﺎ ﺷﻚ ورا أﻟﻒ ﺷﻚ أو اﺗﻼﻋﺐ ﺑﻜﻞ ﻳﻘﻴﻦ«. ﻟﺴﺖ ﻋﺮاﻓ ًﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،أو ﻏﺠﺮﻳﺔ ﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺮاءة ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺘﺸﻜﻜﻴﻦ ،إﻧﻨﻲ أﻧﺘﻈﺮ اﻟﺒﺨﺖ ﻓﻲ ٍ ﻏﺪ ﻻ ﻳُﻔﻀﻲ ﺑﺴﺮه ﻷﺣﺪ ،أو أﺑﺘﺎع ﻛﻴﺴﺎً ورﻗﻴﺎً ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺤﻤﻞ اﺳﻢ اﻟﺒﺨﺖ وﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻠﻬﻔﺔ. أﻛﻴﺎس اﻟﺒﺨﺖ اﻟﻮرﻗﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﺨﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺪاﻳﺎ ﺑﺴﻴﻄﺔ اﻧﺘﻈﺮﻧﺎﻫﺎ ﻃﻮﻳﻼً ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻨﺎ ،ﻛﻬﺪاﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ ﻧﻮﻳﻞ اﻟﺬي ﻟﻢ ِ ﻳﺄت أﺑﺪا ً ،ﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن اﺳﻤﻬﺎ اﻟﺒﺨﺖ .ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺸﺮى اﻟﺒﺨﺖ اﻟﻤﻌﺒﺄ ﻓﻲ أﻛﻴﺎس ورﻗﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﺪوق ﻛﺒﻴﺮ.. ﻧﺘﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﻧﻴﻞ ﺣﻈﻨﺎ ..ﻧﺒﺘﺎع اﻟﻤﺠﻬﻮل ٍ وﺑﻤﺼﺮوف ﺿﺌﻴﻞ ﻓﻲ ﺑﺸﻐﻔﻨﺎ اﻟﻄﻔﻮﻟﻲ ﺣﺠﻢ أﺣﻼﻣﻨﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮة ..اﺑﺘﻌﻨﺎه ﺑﺜﻤﻦ ﻳﻔﻮق ﻗﻄﻊ اﻟﺤﻠﻮى وﻛﻞ اﻟﻬﺪاﻳﺎ واﻷﻟﻌﺎب اﻷﺧﺮى اﻟﻤﻌﺮوﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎل. ﻧﺤﻠﺔ ﺧﺸﺒﻴﺔ ،ﺧﺎﺗﻢ ﺑﻼﺳﺘﻴﻚ ،ﻗﻄﻌﺔ أﻟﻮان ﺷﻤﻊ ،ﻗﻄﻌﺔ ﺣﻠﻮى ﻻ ﺗﺸﺒﻊ رﻏﺒﺎﺗﻨﺎ اﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ ،وأﺣﻴﺎﻧﺎً أﻛﻴﺎس ﻓﺎرﻏﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻤﻰ اﻟﺸﺮاء. ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻢ أﺑﺘﻊ اﻟﺒﺨﺖ ﻗﻂ ..ﻛﺎن ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻗﻄﻊ اﻟﺸﻴﻜﻮﻻﺗﺔ ،ﻓﻲ ﺟﻤﻞ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ أﺗﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻤﻠﺔ واﺣﺪة ﻟﻢ ِ ﺗﺄت ﻓﻲ اﻟﺒﺨﺖ وإﻧﻤﺎ ﻓﻲ أﺣﺪ اﻷﻓﻼم … ـ »ﺣﻴﻦ ﺗﺸﺒﻪ اﻟﺤﻴﺎة ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﺒﺔ اﻟﺸﻴﻜﻮﻻﺗﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻣﺎ ﺗﺨﻔﻴﻪ ،وﻻ ﺗﺪرك ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﻣﻨﻬﺎ » اﻟﺒﺨﺖ أﺣﻴﺎﻧﺎً ﻫﻮ أن ﺗﺰورك ﻓﻜﺮة ﻋﻦ »اﻟﺒﺨﺖ« وﺗﻈﻞ ﺣﺒﻴﺴﺔ ﻗﻠﺒﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ ﻟﺘﻤﻨﺤﻚ ﺧﻂ اﻟﺴﻴﺮ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻗﺼﺔ ﺟﺪﻳﺪة .ﺧﺸﻴﺖ اﻟﻨﻮم
ﻗﺒﻞ أن أﻛﺘﺐ ﻣﺎ دار ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓﺘﺼﺎب ﻣﺎرﻳﻨﻮ، ﺑﺨﻴﺒﺔ أﻣﻞ ﻋﺸﺘﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻓﻲ أﻛﻴﺎس ﺑﺨﺖ ﻓﺎرﻏﺔ إﻻ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺻﺎت ﻣﻠﻮﻧﺔ ﺗﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﺳﺬاﺟﺘﻲ اﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ. ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﺷﺎً دﻓﻌﺘﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻓﻲ ﻛﻴﺲ ورﻗﻲ ﺻﻐﻴﺮ ،ﻓﻲ زﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮوش ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﺑﺘﻴﺎع اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺼﻐﻴﺮة .وﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺮة ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ اﻟﻜﻴﺲ اﻟﻮرﻗﻲ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻓﺮاغ ،ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺎودة اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ. ﻋﺼﻔﻮر ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻴﺲ اﻟﺒﺨﺖ ..أﻓﻀﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﺨﺖ ..ﻋﺼﻔﻮر اﻟﻬﺪاﻳﺎ اﻟﺘﻲ أﻫﺪاﻫﺎ ﱠ ﺑﻼﺳﺘﻴﻚ ﻣﻠﻮن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳُﻌﺮض ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎل.. ﻻ ﻳﻐﺮد إﻻ ﺣﻴﻦ ﻳﻤﺘﻠﺊ ﺑﺎﻟﻤﺎء ،وﻳﺼﻤﺖ ﻛﻞ اﻷوﻗﺎت اﻷﺧﺮى. أﺗﺬﻛﺮه اﻵن ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ،رﺑﻤﺎ ﻷن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ أﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺮس ﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎء ،أو ﻓﻘﺪت أذﻧﻲ ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ..ﻓﺎﺳﺘﺒﺪﻟﺖ أذﻧﻲ ﺑﺬاﻛﺮﺗﻲ اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ..أﺣﺒﺒﺖ اﻟﻌﺼﻔﻮر ﻓﻲ ﺻﻤﺘﻪ وﺿﻌﻔﻪ ﻛﺤﺎﻟﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺤﺘﻠﻨﻲ اﻟﺨﻮاء ،ﺑﻤﺒﺪأ أن اﻟﻌﺼﻔﻮر ﻫﻮ ﺑﺨﺘﻲ اﻵن. ﻗﺮر أﺣﺪ أﺑﻨﺎء اﻟﻌﻤﻮﻣﺔ ﺳﺮﻗﺔ اﻟﻌﺼﻔﻮر ـ ﻣﺠﺎزا ً ـ أو ﻟﻴﻜﻦ ﻗﺮر اﺳﺘﻌﺎرﺗﻪ ﻟﻸﺑﺪ دون ﻋﻠﻤﻲ ..واﺧﺘﻔﻰ اﻟﻌﺼﻔﻮر ﻛﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ أﺣﺒﺒﺘﻬﺎ ورﺣﻠﺖ . ﻛﺎﻟﻬﺎرﻣﻮﻧﻴﻜﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﺎرﻫﺎ أﺣﺪ أﻃﻔﺎل اﻟﺤﻲ ﺑﺤﺴﻦ ﻧﻴﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻣﺸﻐﻮﻟﻴﻦ ﺑﻄﻼء ﺑﻴﺘﻨﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮ ،وﻣﻨﻌﻨﻲ واﻟﺪي ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎدﺗﻬﺎ ،ﻓﺄوﺳﻌﺘﻪ ﺿﺮﺑﺎً ﺛﻤﻨﺎً ﻟﻬﺎ ،وﻟﻢ أﻧﺴﻬﺎ. أﻛﻴﺎس اﻟﺒﺨﺖ ﻟﻢ ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ ﺑﺄن اﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺣﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻛﺜﻴﺮة ،وﻛﺬﻟﻚ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ أﺣﺒﺒﺘﻬﻢ ﺑﺸﻐﻒ ..ﻟﻢ ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ ﺑﺄن ﻟﻠﺘﻌﻠﻖ ﺣﺎﻻت ..وأن ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻨﺎ ﻓﻲ
' 1Î
* )Ø # p
أﻛﻴﺎس اﻟﺒﺨﺖ ﻳﻜﻮن ﺣﻘﺎً ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺒﻨﺎ. ﻟﻢ ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ أن اﻷﺷﻴﺎء ﺣﻴﻦ ﺗﺮﺣﻞ ﻻ ﺗﺆﻟﻤﻨﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺮﺣﻞ اﻷﺷﺨﺎص ،ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻣﺠﺒﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺣﻴﻞ ،وﺣﻴﻦ ﻳﺨﺘﺎرون ﺗﻤﺰﻳﻖ أﺣﻼﻣﻨﺎ أو اﻹﻟﻘﺎء ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﺔ ﻣﻬﻤﻼت ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺑﺄﻛﻴﺎس اﻟﺒﺨﺖ ﺑﻌﺪ أن ﻧﻔﺮﻏﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺤﺘﻮاﻫﺎ. ﻟﻢ ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ أن اﻷﻟﻢ ﻻ ﻳﺮﺣﻞ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﻤﻠﻜﻮن ذاﻛﺮة ﻻ ﺗﻨﺴﻰ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ،وﻗﻠﻮﺑﺎ ﺗﺴﺠﻞ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت ﺑﺨﺮﻳﻄﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻻ ﺗﻔﻘﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ً. ﻗﻠﺖ ﻟﻤﺎرﻳﻨﻮ اﻧﺘﻈﺮي ﻣﺎ ﺳﺄﻛﺘﺒﻪ ﻋﻨﺎ ﺑﻠﻬﻔﺔ أﻛﻴﺎس اﻟﺒﺨﺖ ،ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ أﺷﻴﺎء ﺟﺪﻳﺪة ﻫﻲ أﻛﻴﺎس ﺑﺨﺖ ﻧﻀﻮﺟﻲ ،ﻛﻞ أﺷﻴﺎﺋﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻫﻲ أﻛﻴﺎس ﺑﺨﺖ وﻛﻠﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻤﻜﺴﺐ واﻟﺨﺴﺎرة. أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﺤﻴﺎﺗﻲ ذاﺗﻬﺎ ﻛﻴﺲ ﺑﺨﺖ ورﻗﻲ، ﻻ أدري ﻣﺎذا ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺗﻪ ..ﻣﺠﺮد ﻗﺼﺎﺻﺎت ورق ﻓﺎرﻏﺔ ﺗﺒﻴﻌﻨﺎ اﻟﻮﻫﻢ ﺑﺄﻣﻞ زاﺋﻒ ..أم ﻋﺼﻔﻮر ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻌﻠﻤﻨﻲ اﻟﺘﻐﺮﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺼﻤﺖ اﻷﺑﺪﻳﺔ . »ﻫﻞ ﺗﻘﻮل ﻣﺮآﺗﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ..ﻛﻼ ،ﻓﺄﻳﻦ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺠﺎﻋﻴﺪ اﻟﺘﻲ أراﻫﺎ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻲ، وﺗﻠﻚ اﻟﻌﺼﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﺊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻠﺒﻲ ﻟ ُﻴﻜﻤﻞ اﻟﻤﺴﻴﺮة ..وﺗﻠﻚ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ اﻟﺮاﺳﺨﺔ ﺑﺄﺣﻼﻣﻲ«
ĝĸƀŅŠ ĞŅŠ
* Ø ' . É
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
125
ااﻟﺒﺨﺖ
ﺗُﺮى ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮن ﺷﻌﻮرﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻈﺎر ،ﺣﻴﻦ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮن أﻧﻨﻲ أﻛﺘﺐ ﻋﻦ »أﻛﻴﺎس اﻟﺒﺨﺖ اﻟﻮرﻗﻴﺔ« ،وأن اﻟﺒﺨﺖ ﻣﻔﻬﻮ ٌم ﺷﺎﺳﻊ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻣﻨﻔﺮدة. اﻟﻠﻬﻔﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺸﻒ اﻟﻤﺴﺘﻮر ﺗﻤﻨﺢ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺒﺨﺖ أﺑﻌﺎداً إﺿﺎﻓﻴﺔ ،ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﻒ اﻟﻴﺪ وﻓﻨﺎﺟﻴﻦ اﻟﻘﻬﻮة وﻛﺮوت اﻟﻮرق ﺑﺎﻟﻮﻟﺪ واﻟﺒﻨﺖ واﻟﺸﺎﻳﺐ ،وﺑﻌﺾ اﻟ َﻮدَع ..وﺻﻮت اﻟﻐﺠﺮﻳﺔ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻟﻴﺪاﻋﺐ رﻏﺒﺘﻨﺎ اﻟﺪﻓﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻛﺴﺮ ﺣﺎﺟﺰ ﺑﺸﺮﻳﺘﻨﺎَ » :أﺑَ ﱢﻴﻦ زﻳﻦ وأوﺷﻮش اﻟ َﻮدَع وأﺿﺮب اﻟﺮﻣﻞ وأﺷﻮف اﻟﺒﺨﺖ ﻟﻠﺸﺎﺑﺔ وﻟﻠﺠﺪع.
124
ĢıěŨė
وإذا ﺻﺢ ذﻟﻚ ﻓﻬﻞ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻗﻴﻤﻴﺔ ،ﻧﺰن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﺮدي أو اﻟﺮواﻳﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ أدق؟ أم أن ذﻟﻚ ﻳﺼﺒﺢ ﻋﻤﻼً ﻣﻨﺎﻓﻴﺎً ﻟﻸﺧﻼق، ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺼﻒ أن ﻧﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﻴﺎر اﺳﺘﻤﺪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﺎرﺟﻪ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ اﺳﺘﻨﺪ اﻟﺒﻌﺾ إﻟﻰ أن اﻟﺮواﻳﺔ )ﻓﻦ زﻣﺎﻧﻲ( ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎم اﻷول .ﻓﻜﻮن اﻟﺮواﻳﺔ )ﻓﻦ زﻣﺎﻧﻲ( أﻣﺮ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻓﺎﻟﺰﻣﻦ ﻫﻮ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻓﻲ ﻛﻞ رواﻳﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺤﻮر ﺗﺼﻨﻌﻪ اﻟﺮواﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن )اﻟﺰﻣﻦ( ﻟﻴﺲ ﺻﺎﺣﺐ ﻓﻀﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺮواﻳﺔ ،ﺑﻞ إن اﻟﺮواﻳﺔ ﺗﻌﻴﺪ ﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺠﺴﺪ ﻓﻴﻪ ﺳﺮدا ً ﻓﺘﺤﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد زﻣﺎن ﻋﺎدي إﻟﻰ زﻣﺎن ذي ﻃﺎﺑﻊ وﻧﻜﻬﺔ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ. أﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻷﺟﺪى إذن إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻔﻀﻞ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ :اﻟﺮواﻳﺔ أم اﻟﺰﻣﻦ؟ أﺧﺸﻰ أن رﻓﻀﻲ ﻟﻘﺒﻮل ﻓﻜﺮة أن اﻟﺮواﻳﺔ ﻓﻦ زﻣﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻫﻠﻬﺎ ﻫﻜﺬا ،ﺳﻮف ﻳﺤﻴﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﻧﻮع ﻣﻦ اﺧﺘﺰال اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺠﺮد ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻘﻨﻴﺎت ﺻﻨﻊ اﻟﺮواﻳﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ أﻗﺒﻠﻪ ﻛﺬﻟﻚ؛ إن اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺮواﻳﺔ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺠﺮد ﺗﻘﻨﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ أﺻﻐﺮ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻔﻀﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ اﻟﺮواﻳﺔ ،أو أن ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻴﺎرا ً ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ؟ أﺣﺪ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ ﻫﻲ أن اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻲ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ
اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻞ ﺗﻔﺎﻋﻼت ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺻﻨﻊ رواﻳﺔ ،وﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ زﻣﻦ ﻣﺴﺘﻘﻞ ،ﺧﺼﻮﺻﻲ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﺼﻠﻪ ﻋﻦ رواﻳﺘﻪ ،إﻧﻪ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﻪ اﻟﻘﻮل -ﻓﻲ ﻧﻔﺲ واﺣﺪ -إن اﻟﺮواﻳﺔ ﻫﻲ زﻣﻨﻬﺎ اﻟﺨﺎص وإن اﻟﺰﻣﻦ ﻫﻮ اﻟﺮواﻳﺔ. وﺑﻤﺎ أن اﻟﺮواﻳﺔ ﻣﻨﺘﺞ ﺗﺘﻌﺪد ﻗﺮاءاﺗﻪ ﺑﺘﻌﺪد ﻗﺮاﺋﻪ ،ﻓﺈن زﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺔ ﻛﺬﻟﻚ زﻣﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻴﺎﺳﻪ وﺗﺜﺒﻴﺘﻪ ﺧﻼل ﻓﻌﻞ اﻟﻘﺮاءة ،ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻘﻂ إدراﻛﻪ ،وﺑﻤﺎ أن اﻹدراك ﻓﻌﻞ ﺗﺄوﻳﻠﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ )اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ /اﻟﻘﺎرئ( ،ﺑﺨﺼﻮﺻﻴﺘﻪ واﺳﺘﻌﺪاده ﻟﻼﺳﺘﻘﺒﺎل ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ )اﻟﻤﻨﺘَﺞ /اﻟﺮواﻳﺔ( ﻓﺈن اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ذﻟﻚ )اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺰﻣﻦ( اﻟﺬي ﺗﺨﻠﻔﻪ اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﺪى ﻗﺎرﺋﻬﺎ. ﻓﻬﻞ ﻳﻤﻜﻦ – واﻟﺤﺎل ﻫﻜﺬا -أن ﻧﺼﻞ إﻟﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ واﺣﺪ ﻟﻠﺰﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻲ!؟ ﻇﻨﻲ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ ،أن ﻛﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻨﻈﻴﺮ ﻟﻠﺰﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻲ ﻋﺒﺮ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺻﻮرة ﻟﻪ ﻣﻦ واﻗﻊ ﻧﻤﺎذج رواﺋﻴﺔ ﻣﺨﺘﺎرة وﻓﻖ أي ﻣﻌﻴﺎر، ﻫﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻹﺧﻔﺎق ،ﻟﻜﻨﻪ ذﻟﻚ اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻹﺧﻔﺎق اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﻃﻠﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺻﻮرة ﻓﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﻣﺜﻴﺮة وﺟﻤﻴﻠﺔ وراﺋﻌﺔ ،إﻧﻪ )اﻹﺧﻔﺎق اﻟﻨﺎﺟﺢ( ،ﻷﻧﻪ – وإن أﺧﻔﻖ ﻓﻲ اﻗﺘﻨﺎص اﻷﺻﻞ اﻟﻨﺎﺑﺾ -ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺻﻮرة راﺋﻌﺔ ﻟﻪ ،ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ داﺋﻤﺎً ﺑﺄن ﺛﻤﺔ َﺟﻤﺎﻻً ﺣﺮا ً ﻳﺴﺘﺤﻖ أن ﻳﺴﻌﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﺟﺎﻫﺪا ً ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ داﺋﻤﺔ وداﺋﺒﺔ ﻻﻗﺘﻨﺎﺻﻪ ..وﻫﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻜﺘﻮب ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻔﺸﻞ
ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ
أﻛﺬب ﻣﻦ رﺑﻴﻂ اﻟﻘﻮم رﺑﻴﻂ اﻟﻘﻮم:أﺳﻴﺮ اﻷﻋﺪاء. أي أﻧﻪ أﻛﺬب ﻣﻦ اﻷﺳﻴﺮ ،واﻷﺳﻴﺮ ﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﻳﻜﺬب ﻛﺜﻴﺮاً ﻃﻤﻌﺎً ﻓﻲ اﻹﻓﺮاج ﻋﻨﻪ وﻧﺠﺎﺗﻪ. ﻳﻀﺮب ذ ّﻣﺎً وﻣﺒﺎﻟﻐ ًﺔ ﻓﻲ وﺻﻒ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻜﺬوب واﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻟﻜﺬب.
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
123
ĞƀšĚ ĦſĴĭũŨ
اﻟﺰﻣﻦ واﻟﺮواﻳﺔ ŮŻİŤē ĆǙŐ İżŤŴ
»ﻣﺎ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺰﻣﻦ؟ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﺮح ﻋﻠﻲ أﺣ ٌﺪ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﻓﺈﻧﻨﻲ أﻋﺮﻓﻪ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﺮح ﻋﻠﻲ ﻓﺈﻧﻨﻲ آﻧﺬاك ﻻ أﻋﺮف ﺷﻴﺌﺎً«... ﻫﻜﺬا ﺗﺤﺪث اﻟﻘﺪﻳﺲ أوﻏﺴﻄﻴﻦ ﻣﻌﺒﺮا ً ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ، وﻓﻘﺎً ﻟﻤﺎ أورده اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻘﻄﻴﻦ ﻓﻲ )ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺮواﺋﻲ(. وﻟﻜﻦ ،ﺑﻌﻴﺪا ً ﻋﻦ ﻫﺬه اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﻤﺮاوﻏﺔ ،ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أن ﻧﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺰﻣﻦ – ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺘﻪ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ -ﻟﻜﻲ ﻧﺘﺤﺮى ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ وﻧﻤﻌﻦ اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ﻟﻨﻀﻊ ﻟﻪ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎً ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ أﺣﺪ – ﺣﺘﻰ اﻵن -ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ إﺟﺎﺑﺔ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ آﺧﺮون إﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﺮﻓﺾ ،ﻓﻤﺎ اﻟﻤﻮﻗﻒ إذن ﺣﻴﻦ ﺗﻜﻮن اﻟﻤﻬﻤﺔ وﺿﻊ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻟﻠﺰﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻲ! ﻓﻘﺪ ﻗﺮﻧﺖ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻳﺼﻌﺐ ﺗﻮﺻﻴﻔﻪ ﺑﻤﺘﻐﻴﺮ ﻳﺼﻌﺐ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ. اﻟﻤﺆﻛﺪ أن ﻣﺮاوﻏﺔ أوﻏﺴﻄﻴﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﺑﻞ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ اﻟﻬﺮوب اﻟﻮاﺿﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ. ﻟﻦ أﻧﺸﻐﻞ ﻛﺜﻴﺮا ً ﺑﺎﻟﻤﺪارس اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻈﺮت إﻟﻰ اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ ،ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻜﻼﻧﻴﻴﻦ اﻟﺮوس واﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﺰﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﺮد ،وﻻ ﺑﺎﻷﻧﺠﻠﻮ ﺳﺎﻛﺴﻮﻧﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ أﺑﺪوا اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً ﻗﻠﻴﻼً ﺑﻘﻴﻤﺘﻪ ،أو ﺣﺘﻰ ﺑﻤﺤﺎوﻻت ﻓﺮﺳﺎن اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ رﻛﺰوا ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻦ أﻧﺸﻐﻞ ﺑﺤﺮﻛﺔ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﺖ اﻟﺰﻣﻦ ﻋﻦ زﻣﻨﻴﺘﻪ وﺣﺼﺮﺗﻪ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﻘﺮاءة. ﻟﻦ أﻧﺸﻐﻞ ﺑﻜﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﺪارس وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻤﻦ ﻗﺪﻣﻮا اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﺟﺘﻬﺎدات ﺣﻮل ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﺮد واﻟﺮواﻳﺔ ،وﻣﺎ أﺛﺎره ذﻟﻚ ﻣﻦ إﺷﻜﺎﻟﻴﺎت ووﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ ﻣﺘﻌﺪدة وﺗﻔﺴﻴﺮات ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻼﺻﺘﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻣﺤﺎوﻻت وﺻﻔﻴﺔ ﺗﺼﻨﻴﻔﻴﺔ ﻟﺤﺼﺮ أﻧﺴﺎق اﻟﺰﻣﻦ
122
ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺠﺰ اﻟﺮواﺋﻲ :ﺻﺎﻋﺪ وﻫﺎﺑﻂ وﻣﺘﻘﻄﻊ وﻣﺘﻜﺮر ،وﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻲ إﻟﻰ أﻗﺴﺎم أﺷﻬﺮﻫﺎ ﺛﻼﺛﺔ :زﻣﻦ اﻟﻘﺼﺔ وزﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎب وزﻣﻦ اﻟﻨﺺ ،وﻣﺤﺎوﻻت ﻟﻠﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ واﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ...اﻟﻰ آﺧﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﺟﺘﻬﺎدات ﻣﺎﺗﻌﺔ وﺑﺎرﻋﺔ. ﻟﻦ أﻧﺸﻐﻞ ﺑﻜﻞ ذﻟﻚ ،آﻣﻼً ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻟﺘﻲ ُوﻋﺪ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ اﻣﺮئ ﻋﺮف ﻗﺪر ﻧﻔﺴﻪ ،وﺳﻮف أﻛﺘﻔﻲ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺑﺘﺘﺒﻊ ﺗﺴﺎؤﻻﺗﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺣﻮل اﻷﻣﺮ ،ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ذﻫﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻻ ﺑﺄس ﺑﻬﺎ ﺧﺼﺼﺘﻬﺎ ﻟﻠﻘﺮاءة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ،وأرﺟﻮ اﻟﻤﻌﺬرة إذا ﺑﺪا ﻟﻠﺒﻌﺾ أﻧﻬﺎ ﺗﺴﺎؤﻻت ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ أو ﺑﺪﻳﻬﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺴﺎؤﻻت ﻗﺎرئ ﻋﺎدي ،واﻟﻌﺰاء أن ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻛﻠﻬﺎ – ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻟﻲ -ﻣﺮﻫﻮﻧﺔ ﺑﻤﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﺘﻲ ﻧﻐﻔﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻔﺮط ﺑﺪﻳﻬﻴﺘﻬﺎ. ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮم اﺳﻤﻪ )اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻲ( ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم؟ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﺳﻤﺎت ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ وﻣﻮاﺻﻔﺎت ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻠﺰﻣﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﺠﺰ اﻟﺴﺮدي اﻟﻤﺴﻤﻰ اﺻﻄﻼﺣﺎً رواﻳﺔ؟ ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ :ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺷﻜﻞ ﻟﻬﺬا اﻟﺰﻣﻦ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻧﻘﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻞ زﻣﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ رواﻳﺔ ﻟﻨﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺪى ﺗﻄﺎﺑﻘﻪ أو اﺧﺘﻼﻓﻪ أو ﻣﻔﺎرﻗﺘﻪ ﻟﻬﺬه اﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ؟ ﻫﻞ ﻳﺼﻠﺢ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أو اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ )اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺑﻮﺣﺪات ﻣﺤﺪدة( ﻫﻞ ﻳﺼﻠﺢ ﻛﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ ،ﻓﺘﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ﻛﻞ ﺑﻨﻴﺔ ﺳﺮدﻳﺔ ﺗﺮاﻋﻲ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ أو رﻳﺎﺿﻴﺔ واﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ ،إﻟﻰ ﺣﺪ أن ﻧﺼﻒ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺰﻣﻦ –ﻣﺜﻼً -ﺑﺄﻧﻬﺎ رواﻳﺔ ﻟﻌﻮب؟
اﻟﺼﻤﺎء ،وإﺑ ـﺮاء اﻷﻛﻤﻪ واﻷﺑــﺮص .وﻣﻨﻬﺎ ﻛﺮاﻣﺎت اﻷوﻟﻴﺎء اﻷﺑﺮار ،ﻓﺈن ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻳﺘﻌﺪى إﻟﻰ ﻏﻴﺮ أﺑﺪاﻧﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺪث ﻋﻨﻬﺎ اﻧﻔﻌﺎﻻت ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻴﺸﻔﻰ اﻟﻤﺮﻳﺾ ﺑﺎﺳﺘﺸﻔﺎﺋﻬﻢ ،وﺗﺴﻘﻰ اﻷرض ﺑﺎﺳﺘﺴﻘﺎﺋﻬﻢ، ورﺑﻤﺎ ﻳﺤﺪث اﻟﺨﺴﻒ واﻟﺰﻟﺰﻟﺔ واﻟﻄﻮﻓﺎن واﻟﺼﻮاﻋﻖ ﺑﺪﻋﻮاﺗﻬﻢ ..وﻣﻨﻬﺎ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ ﻓﺈن اﻟﻌﺎﺋﻦ )اﻟﺤﺎﺳﺪ( إذا ﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺷﻲء ﻛﺎن ﺗﻌﺠﺒﻪ ﻣﻬﻠﻜﺎً ﻟﻠﻤﺘﻌﺠﺐ ﻣﻨﻪ ﺑﺨﺎﺻﻴﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻻ ﻳﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﻣﻨﻬﺎ اﺧﺘﺼﺎص ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻔﻮس ﻣﻦ اﻟﻔﻄﺮة ﺑﺄﻣﺮ ﻏﺮﻳﺐ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺜﻠﻪ ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ ذﻛﺮ أن ﻣﻦ اﻟﻬﻨﺪ ﻗﻮﻣﺎً إذا اﻫﺘﻤﻮا ﺑﺸﻲء اﻋﺘﺰﻟﻮا ﻋﻦ اﻟﻨﺎس وﺻﺮﻓﻮا ﻫﻤﺘﻬﻢ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺸﻲء ﻓﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ وﻓﻖ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ .وﻣﻨﻬﺎ :ﺳﻘﻮط أﺣﺠﺎر ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ واﻟﻨﺤﺎس ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﺼﻮاﻋﻖ وذﻟﻚ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺒﻼد اﻟﺘﺮك ،ورﺑﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺎرض ﺟﻴﻼن أﻳﻀﺎً. اﻟﺮاﺑﻊ :ﻓﻲ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻤﻮﺟﻮدات ﻓﻴﻘﻮل: »ﻛﻞ ﻣﻮﺟﻮد ﺳﻮى اﻟﻮاﺣﺪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﺨﻠﻮق، وﻛﻞ ذرة ﻣﻦ ﺟﻮﻫﺮ وﻋﺮض وﺻﻔﺔ ﻣﻮﺻﻮف ﻓﻴﻬﺎ ﻏﺮاﺋﺐ وﻋﺠﺎﺋﺐ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻜﻢ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻗﺪرﺗﻪ ،وإﺣﺼﺎء ذﻟﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ«. وﺗﻨﻘﺴﻢ اﻟﻤﻮﺟﻮدات إﻟــﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺪرك ﺑﺎﻟﺒﺼﺮ :ﻛﺎﻟﻌﺮش واﻟﻜﺮﺳﻲ واﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﺠﻦ واﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻤﺤﺎل اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﺎل ﻓﻴﻬﺎ إﻻ ﻣﺎ ﺻﺢ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮص واﻷﺧﺒﺎر واﻵﺛﺎر. وأﻣﺎ اﻟﻤﺮﻛﺎت ﺑﺎﻟﺒﺼﺮ :ﻛﺎﻟﺴﻤﻮات واﻷرض وﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،واﻟﺴﻤﻮات ﻣﺸﺎﻫﺪة ﺑﻜﻮاﻛﺒﻬﺎ وﺷﻤﺴﻬﺎ وﻗﻤﺮﻫﺎ ودوراﻧــﻬــﺎ ،واﻷرض ﻣﺸﺎﻫﺪة ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻟﻬﺎ وﺑﺤﺎرﻫﺎ وأﻧﻬﺎرﻫﺎ وﻣﻌﺎدﻧﻬﺎ وﻧﺒﺎﺗﻬﺎ وﺣﻴﻮاﻧﻬﺎ وﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض :وﻫﻮ اﻟﺠﻮ ﻣﺪرك ﺑﻐﻴﻮﻣﻬﺎ وأﻣﻄﺎرﻫﺎ وﺛﻠﻮﺟﻬﺎ ورﻋــﻮدﻫــﺎ وﺑﺮوﻗﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻘﺰوﻳﻨﻲ ﻫﻮ اﺑﻦ ﻋﺒﺪا Eﺑﻦ زﻛﺮﻳﺎ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﻘﺰوﻳﻨﻲ ،ا ﻧﺼﺎري، اﻟﻨﺠﺎري ،اﻟﻤﺆرخ، اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ،ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎة، وﻟﺪ ﺑﻘﺰوﻳﻦ )ﺑﻴﻦ رﺷﺖ وﻃﻬﺮان( ﻋﺎم 605ﻫـ 1208 /م وﺗﻮﻓﻲ ﻋﺎم 682ﻫـ1283 /م ورﺣﻞ إﻟﻰ اﻟﺸﺎم واﻟﻌﺮاق ،ﻓﻮﻟﻲ ﻗﻀﺎء واﺳﻂ واﻟﺤﻠﺔ ﻓﻲ أﻳﺎم اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ اﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻢ ﺑﺎ.E
وﺻﻮاﻋﻘﻬﺎ وﺷﻬﺒﻬﺎ وﻋﻮاﺻﻒ أرﻳﺎﺣﻬﺎ. وﻳﻘﺴﻢ اﻟﻘﺰوﻳﻨﻲ اﻟﻜﻮن إﻟﻰ ﻋﻠﻮي وﺳﻔﻠﻲ، وﻗــﺪ ﻋﻨﻲ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮي ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎء ﻣﻦ اﻟﻜﻮاﻛﺐ وﺑــﺮوج وﻣــﺪارات وﻣﺠﺮات واﻟﺸﻤﺲ واﻟﻘﻤﺮ ،وﺗﺤﺪث ﻋﻦ ﻛﻮاﻛﺐ اﻟﺰﻫﺮة واﻟﻤﺮﻳﺦ واﻟﻤﺸﺘﺮى وﻋﻄﺎرد وزﺣﻞ، وﻋﻦ ﻛﺴﻮف اﻟﺸﻤﺲ وﺧﺴﻮف اﻟﻘﻤﺮ، واﻟﺨﺴﻮف اﻟﻜﻠﻲ واﻟﺠﺰﺋﻲ ،ورﺑــﻂ ﺑﻴﻦ ﺣﺮﻛﺘﻲ اﻟﻤﺪ واﻟﺠﺰر وﺗﺤﺮﻛﺎت اﻟﻘﻤﺮ ،ورﺑﻂ ﺑﻴﻦ زﻳﺎدة اﻟﻘﻤﺮ وﻧﻘﺼﺎﻧﻪ وﺑﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻈﻮاﻫﺮ ﻋﻦ اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺤﻴﻮان واﻷﺳﻤﺎك
واﻟﺤﺸﺮات واﻷﺷﺠﺎر واﻟﻔﻮاﻛﻪ واﻟﺮﻳﺎﺣﻴﻦ. وﺗﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻸزﻫﺎر واﻷوراق ،وﻋﻦ اﻟﻜﻮاﻛﺐ اﻟﺜﻮاﺑﺖ ،وﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أرﺻﺎد ﺑﻄﻠﻴﻤﻮس ،وﻋﻦ ﻛﻮﻛﺒﺎت اﻟﺪب اﻷﻛﺒﺮ واﻷﺻﻐﺮ ،ووﺻــﻒ اﻟﺮﻋﺪ واﻟﺒﺮق واﻟﻬﺎﻟﺔ وﻗﻮس ﻗﺰح واﻟﺒﺤﺎر واﻟﻤﺤﻴﻄﺎت واﻟﺠﺒﺎل واﻷﻧﻬﺎرواﻟﻌﻴﻮن واﻵﺑﺎر واﻟﺰﻻزل، ﻛﻤﺎ وﺻﻒ ﻣﺌﺎت ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻨﺒﺎت واﻟﺤﻴﻮان واﻟﻤﻌﺎدن ،وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻘﺎﻗﻴﺮ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻄﺐ. وﻳﻮﺻﻲ اﻟﻘﺰوﻳﻨﻲ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺻﻨﻊ اﻟﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎم ﻣﺴﺘﻐﺮﻗﺎً ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ آﻳﺎت اﻟﻠﻪ اﻟﺒﻴﻨﺎت ﻓﻲ ﻣﺼﻨﻮﻋﺎﺗﻪ ،وﻏﺮاﺋﺐ إﺑﺪاﻋﻪ ﻓﻲ ﻣﺒﺘﺪﻋﺎﺗﻪ ﻣﺴﺘﺮﺷﺪا ً ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ )أﻓﻠﻢ ﻳﻨﻈﺮوا إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻮﻗﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﺑﻨﻴﻨﺎﻫﺎ وزﻳﻨﺎﻫﺎ وﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﺮوج( »ق.«6 : ﻓﻴﻘﻮل :وﻟﻴﺲ اﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺗﻘﻠﻴﺐ اﻟﺤﺪﻗﺔ وﻧﺤﻮﻫﺎ؛ ﻓﺈن اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﺗﺸﺎرك اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻴﻪ، وﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء إﻻ زرﻗﺘﻬﺎ ،وﻣﻦ اﻷرض إﻻ ﻏﺒﺮﺗﻬﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺎرك ﻟﻠﺒﻬﺎﺋﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ وأدﻧﻰ ﺣﺎﻻً ﻣﻨﻬﺎ وأﺷﺪ ﻏﻔﻠﺔ .ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ )ﻟﻬﻢ ﻗﻠﻮب ﻻ ﻳﻔﻘﻬﻮن ﺑﻬﺎ وﻟﻬﻢ أﻋﻴﻦ ﻻ ﻳﺒﺼﺮون ﺑﻬﺎ( إﻟﻰ أن ﻗﺎل )أوﻟﺌﻚ ﻛﺎﻷﻧﻌﺎم ﺑﻞ ﻫﻢ أﺿﻞ( »اﻷﻋﺮاف.«179 : وﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺎب اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻴﻞ اﻟﺠﻤﻴﻞ ،وﺑﻴﻦ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ واﻟﺘﺨﻴﻞ ﻣﺴﺎﺣﺎت اﻟﺪﻫﺸﺔ ،ﺑﺄن ﻳُﺨﺮﺟﻚ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﻮن إﻟﻰ اﻟﺤﺮﻛﺔ ،وﻣﻦ اﻟﺨﻤﻮد إﻟﻰ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺬي ﻫﻮ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻜﻮن اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ اﻹﻧﺴﺎن ،ﺗﻠﻚ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻊ اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى. ﻓﻜﻞ اﻟﺜﻮرات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺪأت ﺑﺎﻟﺨﻴﺎل ،اﻟﻲ ﻳﺘﺤﻮل إﻟﻰ أﺣــﻼم ﺛﻢ ﺳﻌﻲ دءوب ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺤﻠﻢ
ĜġťŨė şŹļ
*ﻣﺪرس ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫﺮ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
121
ĜġťŨė şŹļ
»ﻋﺠﺎﺋﺐ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت.. وﻏﺮاﺋﺐ اﻟﻤﻮﺟﻮدات« ﻣﻦ أﻧﻔﺲ ﻣﺆﻟﻔﺎت اﻟﻘﺰوﻳﻨﻲ *·/Ã ' )Ù$ # p pÎ+ -
ﺷﻐﻒ اﻟﻘﺰوﻳﻨﻲ ﺑﺎﻟﻔﻠﻚ واﻟﻨﺒﺎت واﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻟﺤﻴﻮان واﻟﻤﻌﺎدن ،وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﻋﺠﺎﺋﺐ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ..وﻏﺮاﺋﺐ اﻟﻤﻮﺟﻮدات( ﻣﻦ أﻧﻔﺲ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ اﻟﺴﻤﺎء وﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﻟﺠﺎً ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻌﻠﻢ اﻟﻔﻠﻚ ،وﺻﻒ اﻟﻜﻮاﻛﺐ واﻷﺑﺮاج وﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ،وﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻮل واﻟﺸﻬﻮر .وﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻷرض وﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺬﻛﺮ أﺻﻞ اﻷرض وﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،وﻛﺮة اﻟﻬﻮاء وأﺻﻞ اﻟﺮﻳﺎح وأﻧﻮاﻋﻬﺎ ،وﻛﺮة اﻟﻤﺎء وﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺎر ،واﻟﺠﺰر ،واﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ،ﺛﻢ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ،وﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﺎد وﻧﺒﺎت وﺣﻴﻮان، ورﺗﺐ ﻛﻼ ﻣﻦ ﻫﺬه ﻋﻠﻰ ﺣﺮوف اﻟﻤﻌﺠﻢ. أﺑﻮاب اﻟﻜﺘﺎب
ﻳﻨﻘﺴﻢ اﻟﻜﺘﺎب إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ أﺑﻮاب ،اﻷول :ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻌﺠﺐ وﻳﻘﻮل ﻓﻴﻪ » :اﻟﻌﺠﺐ ﻫﻮ ﺣﻴﺮة ﺗﻌﺮض ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻟﻘﺼﻮره ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺒﺐ اﻟﺸﻲء ،أو ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮه ﻓﻴﻪ » ﺛﻢ ﺿﺮب أﻣﺜﻠﺔ ﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﻳﺮى ﺧﻠﻴﺔ اﻟﻨﺤﻞ ﻷول ﻣﺮة ،وﺗﺤﻴﺮه ،ﻛﻴﻒ ﺻﻨﻌﺖ ﻫﺬه اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﻤﺘﺠﺎورة ،ﺛﻢ إذا ﻋﺮف أن اﻟﺬي ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﻨﺤﻞ ﻧﻔﺴﻪ ازداد ﺗﻌﺠﺒﺎً. اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت وﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ :اﻟﻤﺨﻠﻮق ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﻫﻮ إﻣﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺑﺎﻟﺬات أو ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ ،واﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﺬات إﻣﺎ ان ﻳﻜﻮن ﻣﺘﺤﻴﺰا ً أو ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ،ﻓﺈن ﻛﺎن
12 120 20
ğėijŹĨŹŭŨė ĜĔėĸŘŸ ùùğĘŠŹũıŭŨė ĜĔĘĩŔ
ﻣﺘﺤﻴﺰا ً ﻓﻬﻮ اﻟﺠﺴﻢ ،وإن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻬﻮ اﻟﺠﻮﻫﺮ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻲ ،وﻫﻮ إﻣﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻌﻠﻘﺎً ﺑﺎﻷﺟﺴﺎم ﺗﻌﻠﻖ اﻟﺘﺪﺑﻴﺮ وﻫﻮ اﻟﻨﻔﺲ أو ﻻ ﻳﻜﻮن ،وﻫﻮ إﻣﺎ أن ﻳﻜﻮن ﺳﻠﻴﻤﺎً ﻋﻦ اﻟﺸﻬﻮة واﻟﻐﻀﺐ وﻫﻮ اﻟﻤﻠﻚ أو ﻻ ﻳﻜﻮن وﻫﻮ اﻟﺠﻦ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ، ﻓﺈن ﻛﺎن ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﺘﺤﻴﺰات ﻓﻬﻮ اﻷﻋﺮاض اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ،وإن ﻛﺎن ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺑﺎﻟﻤﻔﺎرﻗﺎت ﻓﻬﻮ اﻷﻋﺮاض اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻟﻌﻠﻢ واﻟﻘﺪرة ،واﻷﻋﺮاض اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ إﻣﺎ أن ﻳﻠﺰم ﻣﻦ ﺻﺪﻗﻬﺎ ﺣﺼﻮل ﺻﺪق اﻟﻨﺴﺒﺔ أو ﺻﺪق ﻗﺒﻮل اﻟﻨﺴﺒﺔ أو ﻻ ﻫﺬا وﻻ ذاك«. وﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ أﻫﻞ اﻟﺴﻴﺮ أﻧﻪ وﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ اﻷول ﻣﻦ اﻟﺘﻮراه» :إن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﺟﻮاﻫﺮ ،ﺛﻢ ﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮ اﻟﻬﻴﺒﺔ ﻓﺬاب اﻟﺠﻮﻫﺮ ،وﺻﻌﺪ ﻣﻨﻪ دﺧﺎن ،ورﺳﺐ ﻣﻨﻪ رﺳﻮب ،ﻓﺨﻠﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﺎن اﻟﺴﻤﺎوات ،وﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮب اﻷرض وﻳﺪل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ )أن اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض ﻛﺎﻧﺘﺎ رﺗﻘﺎ ﻓﻔﺘﻘﻨﺎﻫﻤﺎ( »اﻷﻧﺒﻴﺎء :آﻳﺔ «30وأﺣﻜﻢ ﺟﻠﺖ ﻗﺪرﺗﻪ ﺧﻠﻖ اﻟﻤﺠﻤﻮع ﻓﻲ ﺳﺘﺔ أﻳﺎم. اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻐﺮﻳﺐ » ﻫﻮ ﻛﻞ أﻣﺮ ﻋﺠﻴﺐ ،ﻗﻠﻴﻞ اﻟﻮﻗﻮع ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻌﺎدات اﻟﻤﻌﻬﻮدة واﻟﻤﺸﺎﻫﺪات اﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ ،وذﻟﻚ إﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻧﻔﻮس ﻗﻮﻳﺔ أو ﺗﺄﺛﻴﺮ أﻣﻮر ﻓﻠﻜﻴﺔ أو أﺟﺮام ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺑﻘﺪرة اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ وإرادﺗﻪ ،ﻓﻤﻦ ذﻟﻚ ﻣﻌﺠﺰات اﻷﻧﺒﻴﺎء ﺻﻠﻮات اﻟﻠﻪ وﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﺟﻤﻌﻴﻦ ،ﻛﺎﻧﺸﻘﺎق اﻟﻘﻤﺮ ،واﻧﻔﻼق اﻟﺒﺤﺮ ،واﻧﻘﻼب اﻟﻌﺼﺎ ﺛﻌﺒﺎﻧﺎً ،وﻛﻮن اﻟﻨﺎر ﺑﺮدا ً وﺳﻼﻣﺎً ،وﺧﺮوج اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﺮة
إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺆﻳﺪ رأي ﺣﺴﻦ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ زاوﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻤﺎدﻫﺎ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﺼﻮرات اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻔﻜﺮة اﻟﻌﺪل. اﻟﻤﺜﺎل ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻗﻤﺔ ﻫﺮم اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﺆﻛﺪا اﻟﻤﺤﻤﻮﻻت اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﻮزﻳﺮ ﺑﺘﺎح ﺣﺘﺐ اﻟﺬي ﻋﺎش ﺿﻤﻦ اﻷﺳﺮة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ) ٢٦٧٠ق.م. ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ( ،وﻫﻮ ﻳﻌﺪ أﻗﺪم ﻛﺘﺎب ﺣﻜﻤﺔ ذي أﺳﻠﻮب أدﺑﻲ ﻳﺼﻠﻨﺎ ﻛﺎﻣﻼ )راﺟﻊ :ﻣﺤﺮم ﻛﻤﺎل ،اﻟﺴﺎﺑﻖ.(٢٣ ، ﺑﺪاﻳﺔ ﻗﺎم اﻟﻮزﻳﺮ ﺑﺘﺎح ﺣﺘﺐ ﺑﺎﺳﺘﺌﺬان اﻟﻔﺮﻋﻮن ﻓﻲ أن ﻳﻌﻠﻢ اﺑﻨﻪ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻛﻲ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻓﺄذن ﻟﻪ اﻟﻔﺮﻋﻮن .ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﺒﺪأ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻟﻤﺪﻫﺸﺔ ﻓﻲ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ وﻋﻤﻘﻬﺎ ﻓﻲ آن. وﻟﻨﻘﻒ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻨﺪ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺤﻜﻢ واﻟﻮﺻﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ أﻟﻘﺎﻫﺎ ﺑﺘﺎح ﺣﺘﺐ ﻋﻠﻲ اﺑﻨﻪ: »ﻫﻨﺎ ﺗﺒﺪأ أﻗﻮال اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺎه ﺑﻬﺎ اﻷﻣﻴﺮ ،اﻷب اﻟﻤﻘﺪس، ﺣﺒﻴﺐ اﻹﻟﻪ ،اﺑﻦ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺤﻖ ،ﺣﺎﻛﻢ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،اﻟﻮزﻳﺮ »ﺑﺘﺎح ﺣﺘﺐ« ﺳﺎﻗﻬﺎ ﻟﺘﺜﻘﻴﻒ اﻟﺠﺎﻫﻞ ،وﻟﻴﻔﻘﻬﻪ ﻓﻲ ﻓﻨﻮن اﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﻘﻮل اﻟﺤﺴﻦ .ﻓﻠﺘﻜﻦ ﻣﺠﺪا وﻓﺨﺎرا ﻟﻤﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ،وﻋﺎرا وﺷﻨﺎرا ﻟﻤﻦ ﻳﻬﻤﻠﻬﺎ« )ﻣﺤﺮم ﻛﻤﺎل ،اﻟﺴﺎﺑﻖ.(٢٨ ، ﻟﺴﺖ ﻣﻌﻨﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﻄﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺳﻮى ﺑﻤﺪى اﻹﻟﺰام اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﺬي ﻳﻠﻘﻴﻪ اﻷب /اﻟﻤﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ اﻻﺑﻦ /اﻟﻤﺘﻌﻠﻢ ،ﻣﺎ ﻳﻌﻜﺲ أﻫﻤﻴﺔ أﻓﻜﺎر اﻷب وﻋﻤﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺤﻀﺎرة ﻛﻜﻞ. ﻳﺒﺪأ ﺑﺘﺎح ﺣﺘﺐ ﺣﻜﻤﻪ ووﺻﺎﻳﺎه ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻟﻌﻠﻬﺎ أن ﺗﻜﻮن اﻷﻫﻢ واﻷﺧﻄﺮ ﻓﻲ ﻧﺸﺄة وﺗﻔﻮق اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻫﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﻻ ﺗ ُﺒﻠﻎ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ وﻻ ﻳﺤﺘﻜﺮه ﺷﺨﺺ ﻳﻘﻮل: » ﻻ ﺗﻐﺘﺮ ﺑﻤﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﺘﺴﺘﻜﺒﺮ ،وﻻ ﺗﺘﺠﺒﺮ، وﻟﻜﻦ اﺟﻌﻞ اﻷﻣﺮ ﺷﻮرى ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﺷﺎور اﻟﺮﺟﻞ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻌﻠﻢ ﻛﺎﻟﻤﺘﻌﻠﻢ ،ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﺣﺪ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ،وﻻ رﺟﻞ وﺻﻞ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻔﻨﻪ ،وإن اﻟﻘﻮل اﻟﺤﻜﻴﻢ ﻧﺎدر وأﻛﺜﺮ اﺧﺘﻔﺎء ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺧﻀﺮ اﻟﻜﺮﻳﻢ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻊ اﻹﻣﺎء اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻳﻌﻤﻠﻦ ﻋﻠﻰ أﺣﺠﺎر اﻟﻄﻮاﺣﻴﻦ) «.ﻣﺤﺮم ﻛﻤﺎل ،اﻟﺴﺎﺑﻖ(٢٩ ، واﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻨﺺ اﻟﺴﺎﺑﻖ وﻋﻲ اﻟﺤﻜﻴﻢ اﻷب ﺑﺄن اﻟﻌﻠﻢ ﻃﻮد ﻻ ﺗﺪرك ﻗﻤﺘﻪ ،وأﻧﻪ ﻣﺪﻋﺎة ﻟﻠﺘﻮاﺿﻊ وﻟﻴﺲ ﻟﻠﻔﺨﺎر واﻟﻜﺒﺮ .اﻟﻌﻠﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺻﻌﺐ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺎت أﺑﺴﻂ
اﻟﻨﺎس ،ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﻟﻬﺬا أن ﻳﺴﺘﻬﻴﻦ اﻟﻤﺮء ﺑﺄي ﺷﺨﺺ ﻷن اﻵﺧﺮ ﻟﺪﻳﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺷﻲء ﻻ أﻣﻠﻜﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ .وﻫﻮ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺬي ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﻜﻴﻢ ﺑﺼﻮرة واﺿﺤﺔ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﺑﺄﻏﻮار اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻸﻫﺎ اﻟﻌﺠﺐ ﺣﻴﻦ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺘﻔﻮﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻮاﻫﺎ. ﻳﻘﻮل: »إذا وﺟﺪت رﺟﻼ ﻳﺘﻜﻠﻢ ،وﻛﺎن ﻓﻘﻴﺮا أي ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺎوﻳﺎ ﻟﻚ ،ﻓﻼ ﺗﺤﺘﻘﺮه ﻷﻧﻪ أﻗﻞ ﻣﻨﻚ ،ﺑﻞ دﻋﻪ وﺷﺄﻧﻪ ،وﻻ ﺗﺤﺮﺟﻪ ﻟﺘﺴﺮ ﻗﻠﺒﻚ، وﻻ ﺗﺼﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺎم ﻏﻀﺒﻚ .ﻓﺈذا ﺑﺪا ﻟﻚ أن ﺗﻄﻴﻊ أﻫﻮاء ﻗﻠﺒﻚ ﻓﺘﻈﻠﻤﻪ ،ﻓﺎﻗﻬﺮ أﻫﻮاءك ،ﻷن اﻟﻈﻠﻢ ﻻ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺷﻴﻢ اﻟﻜﺮام« )اﻟﺴﺎﺑﻖ٢٩،ـ (٣٠ ﻫﻜﺬا ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺤﻠﻰ اﻟﻌﺎرف ﺑﺎﻟﻌﺪل وﻛﺮم اﻟﻨﻔﺲ وﻋﺪم اﻟﺘﺠﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﻴﺮ ،اﻟﺬي رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻓﻘﻴﺮا إﻟﻰ اﻟﻌﻠﻢ ،ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﻛﻢ أن ﻳﻜﻮن ﻋﺎدﻻ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﻣﻊ رﻋﻴﺘﻪ: »إذا ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺻﺤﺒﺔ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس وﻛﻨﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ رﺋﻴﺴﺎ وﻟﺸﺆوﻧﻬﻢ ﻣﺘﻮﻟﻴﺎ ،ﻓﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻼم ...إن اﻟﻌﺪل ﻋﻈﻴﻢ ،ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺳﻮﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ .ﻫﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻐﻴﺮ ... ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ ﻳﻌﺎﻗﺐ ،وﻣﻦ اﺳﺘﺤﻞ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﺎس ﺣﺮاﻣﺎ، َ اﻟﺤﻼل وذﻫﺐ .ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻤﻮﺻﻞ أﺧﺬ اﻟﺤﺮا ُم ﻣﻌﻪ ﻣﻘﺘﺮﻓﻪ إﻟﻰ ﺑﺮ اﻷﻣﺎن) «.اﻟﺴﺎﺑﻖ(٣٠ ، وﺗﺒﻘﻰ ﻛﻠﻤﺎت ﻗﺪاﻣﻰ اﻟﺤﻜﻤﺎء اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻣﺪﻫﺸﺔ وﻣﻌﺒﺮة ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﻴﺪ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻛﺘﺸﺎﻓﻪ ﻛﻞ ﻳﻮم *ﻧﺎﻗﺪ وﺷﺎﻋﺮ ﻣﺼﺮي
ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻣﻮس: »ﻣﺎﻋﺖ :ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎﻋﺖ إﻟﻬﺔ اﻟﺼﺪق واﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ،وﺗﻤﺜﻞ اﻟﺘﻮازن ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮ اﻟﻌﻠﻴﺎ وﻣﺼﺮ اﻟﺴﻔﻠﻰ )اﻟﺼﻌﻴﺪ واﻟﺪﻟﺘﺎ( وﺑﻴﻦ اﻟﻮادي اﻟﺨﺼﺐ واﻟﺼﺤﺮاء ،وﻛﺬا ﺑﻴﻦ اﻟﺨﻴﺮ واﻟﺸﺮ .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻬﻲ أﺳﺎس اﻟﺤﻀﺎرة واﻟﻘﻮة اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺈن »ﻣﺎﻋﺖ« إﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﺗﺘﺮﺟﻢ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﺤﻖ ،وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﻌﺪل ،وأﺣﻴﺎﻧﺎ اﻟﻨﻈﺎم وأﺣﻴﺎﻧﺎ اﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ«. )ﺳﻤﻴﺮ أدﻳﺐ ،ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة، اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ ،ص (٧٠٠
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
119
ģėĸġŨė ǩŔ ĝĶŜĘŰ
ﺣﻜﻤﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ اﻟﻘﺪﻣﺎء ĴšĖ ŮũŻĉ į
ﻣﻦ
ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﺗﺮاث اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻤﺼﺮي اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺳﺘﺪﻫﺸﻪ دﻗﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺣﻜﻤﺎء اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻟﻠﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،وﻣﺪى ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻬﻢ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻰ اﻟﺴﻴﺎﻗﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪات اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ وأﻧﻤﺎط اﻟﺴﻠﻮك وﻗﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻮك اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ وﻋﻠﻴﺔ اﻟﻘﻮم ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ أﺷﺒﻪ ﺑﻨﻮاﻣﻴﺲ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﺘﺪاوﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﺣﻜﻴﻢ ﻣﻔﻜﺮ وﻳﻮﺻﻲ ﺑﻬﺎ أﺑﻨﺎءه .وﻫﻨﺎك ﻧﺼﻮص ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻟﻌﻞ أﺷﻬﺮﻫﺎ ﺷﻜﺎوى اﻟﻔﻼح اﻟﻔﺼﻴﺢ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺎل إن ﺣﺎﻛﻢ اﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﻇﻞ ﻣﺤﺠﻤﺎ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻤﻄﺎﻟﺐ اﻟﻔﻼح ﻟﻼﺳﺘﺰادة ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻠﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ وﻛﻠﻤﺎت ﻣﺄﺛﻮرة .وﺑﺄﺧﺬ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺒﺎن ،ﺗﻌﺪ ﺷﻜﺎوى اﻟﻔﻼح اﻟﻔﺼﻴﺢ ﻣﺮآة ﻟﻠﻮﻋﻲ اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻋﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،وﻫﻮ وﻋﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻨﺸﺄ ﻓﻲ اﻟﻔﺮاغ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ وﻣﻤﺎرﺳﺎﺗﻬﺎ وﻣﻦ ﻳﺘﻮﻟﻮﻧﻬﺎ .ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻓﺘﺮاض أن اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﻮﻋﻲ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ واﺳﻌﺔ إﻟﻰ ﺣﺪود اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎك ﻋﻦ ﺗﺠﺒﺮ ﻣﻠﻮك اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ .ﻳﻘﻮل اﻟﻔﻼح ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ اﻟﺤﺎﻛﻢ:
»اﻧﻈﺮ ! إﻧﻚ ﻟﺮﺋﻴﺲ وﺑﻴﺪك اﻟﻤﻴﺰان ﻓﻼ ﺗﺪع اﻟﻤﻴﺰان ﻳﺨﺘﻞ وإن ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﻠﺴﺎن اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻟﻠﻤﻴﺰان وﻗﻠﺒﻚ ﻫﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻨﺠﺔ وﺷﻔﺘﺎك ﻫﻤﺎ ﻗﺐ اﻟﻤﻴﺰان ﻓﺈذا ﺳﺘﺮت وﺟﻬﻚ ﻋﻦ اﻟﻈﺎﻟﻢ ﻓﻤﻦ ذا اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺮد اﻟﻌﺎر أﻧﺖ ﺗﺼﻨﻊ اﻟﻌﺪل
118
ĊĘŬĴšŨė ŲƀſĸŅŭŨė ĞŭťĬ
وﺗﺼﻨﻊ ﻛﻞ ﻃﻴﺐ وﺗﺒﻴﺪ ﻛﻞ ﺧﺒﻴﺚ أﻧﺖ ﺗﺠﻲء ﻛﺎﻟﺸﺒﻊ ،وﺑﻤﺠﻴﺌﻚ ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﺠﻮع أﻧﺖ ﺗﺠﻲء ﻛﺎﻟﺜﻴﺎب ،وﺑﻤﺠﻴﺌﻚ ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﻌﺮي أﻧﺖ ﻛﺎﻟﺴﻤﺎء اﻟﻬﺎدﺋﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻫﻮﺟﺎء ﺗﻌﻄﻲ اﻟﺪفء ﻟﻤﻦ أﺻﺎﺑﻪ اﻟﺒﺮد
أﻧﺖ ﻛﺎﻟﻤﺎء ﺗﺮوي اﻟﻈﻤﺄ« )ﻣﺤﺮم ﻛﻤﺎل ،اﻟﺤﻜﻢ واﻷﻣﺜﺎل واﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ اﻟﻘﺪﻣﺎء ،اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ،ط/٢ ،١٩٩٨ص (٨ ﺗﺒﺪو ﻟﻨﺎ ﻣﻬﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﺪﻳﻦ اﻟﻤﺼﺮي اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮى ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻣﺘﺪادا ﻟﻘﺪرات اﻵﻟﻬﺔ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﻧﺴﻠﻬﺎ .ﻋﻠﻰ أن ﻫﺬه اﻟﻘﺪرات ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺒﻌﺔ ﺑﻤﺴﺆوﻟﻴﺎت ذات ﺑﻌﺪ أﺧﻼﻗﻲ ﻋﻤﻴﻖ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺘﺄﻣﻞ أن ﻳﺤﺼﺮ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻔﺮﻋﻮن ﺑﺎﻟﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺴﻴﺪ واﻟﻌﺒﺪ ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻨﺎﻗﺸﻪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺣﺴﻦ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻣﺆﻛﺪا أن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻲ: »ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺼﺪق ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ وﺻﻒ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻤﻄﻠﻖ ﺑﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻣﻦ ﺗﺪاﻋﻴﺎت ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ،ﻓﻠﻴﺲ اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ذﻛﺮ ﺷﻴﺪر ... H.H Schaederﻣﻦ أن اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺮف اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،وإﻧﻤﺎ ﻋﺮف اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻤﺎ ﺗﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﻮة ﻻ ﻗﺮار ﻟﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﺸﺒﻴﻪ ﺑﺎﻹﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ وﻋﺒﻴﺪه ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى. إن اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺤﻀﺎري اﻟﻤﺼﺮي ﻳﻜﺬب ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻒ وﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻘﻄﻊ ﺑﺄن اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ،ﺣﺘﻰ ﻓﻲ أدﻧﻰ ﻃﺒﻘﺎﺗﻬﻢ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺠﺮد ﻋﺒﻴﺪ ﻟﻠﻔﺮﻋﻮن« )ﺣﺴﻦ ﻃﻠﺐ ،أﺻﻞ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻋﻴﻦ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ط(٢٩ ، ٢٠٠٣ /١ وﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﻳﺮاﺟﻊ اﻟﻨﻈﺮ ﻣﺮة ﺑﻌﺪ ﻣﺮة ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻞ ﻧﺘﺎج اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وﻣﻨﻬﺎ اﻟﻤﻘﻄﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﻔﻼح اﻟﻔﺼﻴﺢ ،ﺳﻴﺼﻞ
ﻣﺘﻰ اﻣﺘﺪت اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻟﻴﻜﺴﻮس وﻫﻞ ﻣﻦ أﺛﺎر وﺟﺪت ﺗﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﺒﺔ؟ ﻻ ﻧﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻄﻴﺎت دﻗﻴﻘﺔ ﺣﻮل ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻠﻴﻜﺴﻮس ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻌﺮف أن اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺗﺬﻛﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ »ﺷﻤﻴﺶ« ﻋﻮض ﻟﻴﻜﺴﻮس ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ أو اﻟﻌﺎﺷﺮ اﻟﻤﻴﻼدي إﻟﻰ ﺣﺪود اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ. ﻣﺎ أﻫﻢ اﻟﻠﻘﻰ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﺑﻠﻴﻜﺴﻮس؟ إﺑﺎن اﻟﺤﻔﺮﻳﺎت ،ﺗﻢ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻠﻘﻰ اﻷﺛﺮﻳﺔ واﻟﺘﺤﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﻬﺎ اﻵن ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺠﻬﻮﻳﺔ، ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮص اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎﺋﻴﺔ ،ﻣﻨﺤﻮﺗﺎت ﻣﻦ اﻟﺮﺧﺎم )اﻟﻔﻴﻨﻴﻖ( وﻣﻦ اﻟﺒﺮوﻧﺰ )ﺻﺮاع ﻫﺮﻗﻞ وأﻧﻄﻲ ،ﺻﺮاع ﻃﻴﺰي واﻟﻤﻴﻨﻮﺗﻮر( ،ﻣﺴﻜﻮﻛﺎت ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ واﻟﺒﺮوﻧﺰ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺨﺰﻓﻴﺔ اﻟﻤﺼﺒﻮﻏﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﻤﻴﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻷواﻧﻲ ﻟﺨﺰﻓﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﻜﺴﻮس. اﻟﻤﻮارد ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻛﻢ ،ﻣﺎ ﻫﻲ أﻫﻢ ارد ﻟﻴﻜﺴﻮس اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ س ﻗﺪﻳﻤﺎ؟ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺔ ﻟﻴﻜﺴﻮس ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻴﻮم ،ﻓﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﻴﻜﺴﻮس أو اﻟﻌﺮاﺋﺶ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ وﺗﻨﻮع ﻫﺬه اﻟﻤﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ .ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺨﺼﻮﺑﺔ أراﺿﻴﻬﺎ اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻣﻮاردﻫﺎ
ğĘſĘťĬŸ ůĴŬ
أو ﻏﻴﺮه أو اﻟﺼﺒﺎﻏﺔ اﻟﺤﺎﺋﻄﻴﺔ أو اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎﺋﻴﺔ ﻛﻔﺴﻴﻔﻴﺎء ﻣﻮﻗﻊ ﻟﻴﻜﺴﻮس اﻷﺛﺮي.
اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ،وادي اﻟﻠﻮﻛﻮس ،اﻟﻔﺮﺷﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻀﺐ وﻛﻤﻴﺔ اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺎوز 700ﻣﻠﻤﺘﺮ ﺳﻨﻮﻳﺎ .ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺘﻬﺮ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻮﻓﺮة وﺗﻨﻮع اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ وﻻ أدل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﺣﺘﻀﺎن ﻟﻴﻜﺴﻮس ﻷﻛﺒﺮ ﻣﺠﻤﻊ ﺻﻨﺎﻋﻲ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺗﻤﻠﻴﺢ اﻷﺳﻤﺎك ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻛﻜﻞ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ﺑﺈﻧﺘﺎج ﻳﻔﻮق ﻣﻠﻴﻮن ﻟﺘﺮ ﺳﻨﻮﻳﺎ. و أﻛﺒﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا أن ﻟﻴﻜﺴﻮس ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻷول ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻴﻼد ﻣﻦ ﺳﻚ ﻋﻤﻠﺘﻬﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻨﺎﺑﻞ اﻟﻘﻤﺢ ،ﻋﻨﺎﻗﻴﺪ اﻟﻌﻨﺐ وﺳﻤﻚ اﻟﺘﻮﻧﺔ وﻫﻲ ﺗﺤﻴﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﻫﻢ اﻟﻤﻮارد اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ. ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺐ ﻧﻬﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﻤﻼﺣﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻣﻀﻴﻖ ﺟﺒﻞ ﻃﺎرق ﺧﻮل ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ رﺑﻂ ﻋﻼﻗﺎت ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻘﺪﻳﻢ وﻣﻊ ﻛﻞ ﺑﻠﺪان اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﻌﺼﻮر. ﻟﻴﻜﺴﻮس؟ ﻣﺎذا ﻋﻦ ﻣﺪاﻓﻦ ﻟﻴﻜﺴﻮس ﺗﻮﺟﺪ ﺑﺎﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺗﻮﺟ اﻟاﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻓﺘﺮات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺗﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ، اﻟﻤﻮرﻳﺔ ،اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ واﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ. ﺗﺗﺘﻮاﺟﺪ ﻫﺬه اﻟﻤﺪاﻓﻦ ﻋﻠﻰ أﻃﺮاف اﻟﻤﻮﻗﻊ ،داﺋﻤﺎ ﺧﺎرج أﺳﻮار اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻓﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺪﻓﻦ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻟﻠﻤﻌﺘﻘﺪات واﻟﻄﻘﻮس اﻟﺠﻨﺎﺋﺰﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ ﺣﻀﺎرة ﻋﻦ أﺧﺮى .ﺗﺤﺘﻮي ﻫﺬه اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻋﻠﻰ أﺛﺎث ﺟﻨﺎﺋﺰي ﺟﺪ ﻫﺎم ووﻣﺘﻨﻮع ﺣﻠﻲ )ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ ،اﻟﻔﻀﺔ، اﻟاﻟﺒﺮوﻧﺰ( ،أواﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﺮوﻧﺰ واﻟﻔﻀﺔ واﻟﺨﺰف ،واﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﻴﺖ
ğĘſĘťĬŸ ůĴŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
117
ﻣﺴﻴﺤﻴﻮن ﻗﺒﻞ دﺧﻮل اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻟﻴﻬﺎ. اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻣﻮاد ﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻟﺮﻓﻴﻊ ﻣﺠﻠﻮﺑﺔ اﺳﺘﻤﺮ اﻻﺳﺘﻘﺮار ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ ﺷﺮق اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ) ﻓﻴﻨﻴﻘﻴﺎ ،اﻟﻴﻮﻧﺎن، ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻢ »ﺷﻤﻴﺲ« إﻟﻰ ﺣﺪود اﻟﻘﺮن ﻗﺒﺮص(.....، ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﻜﺴﻮس اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ .اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ اﻟﺒﻜﺮي ﺗﺤﺪت ﻋﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻤﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ أواﺧﺮ ﻣﺸﻬﻮرة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻔﻀﻞ اﺳﺘﻘﺮار أﻣﻴﺮ إدرﻳﺴﻲ ﺑﻬﺎ وأﻧﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ق.م .إﻟﻰ ﺳﻨﺔ 40ﻣﻴﻼدﻳﺔ، ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻨﺎ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﺒﺔ ﺗﻈﻞ ﻗﻠﻴﻠﺔ ،ا ﺳﻄﻮرة؛ إذ أن ﻋﺎﻣﺮة وﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﺄﺳﻮار .ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻷرﻛﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ،ﺗﻢ اﻟﻜﺸﻒ ﺑﻠﻴﻜﺴﻮس ﻋﻦ وﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أن اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﺳﺘﻤﺮت ﻓﻲ اﻟﺘﻮاﺟﺪ اﺳﻤﻬﺎ ارﺗﺒﻂ ﺑﺤﺪاﺋﻖ ﻣﻨﺰل وﻣﺴﺠﺪﻳﻦ وﻛﻤﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻘﻰ ﺑﺪﻟﻴﻞ أن ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﻋﻼﻗﺎت ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﺣﻞ اﻟﺘﻲ اﻟﻬﺴﺒﻴﺮﻳﺲ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻔﺘﺮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﺮﻃﺎﺟﻴﻴﻦ .أن اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺛﺮﻳﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻤﻮﺣﺪﻳﺔ واﻟﻤﺮﻳﻨﻴﺔ. ﺑﻤﻘﺎﺑﺮ رﻗﺎدة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﻔﺘﺮة ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺎرد اdﻏﺮﻳﻘﻲ- ﻧﺸﻴﺮ ﻓﻲ اﻷﺧﻴﺮ إﻟﻰ أن ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﻜﺴﻮس )أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس وأواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ ﻫﺮﻗﻞ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻣﺸﻬﻮرة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻔﻀﻞ اﻷﺳﻄﻮرة؛ إذ أن ق.م( وﺗﺆﻛﺪ أن ﺳﻜﺎن اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ رﺑﻄﻮا اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ. اﻟﺘﻔﺎﺣﺎت ﻋﻦ اﺳﻤﻬﺎ ارﺗﺒﻂ ﺑﺤﺪاﺋﻖ اﻟﻬﺴﺒﻴﺮﻳﺲ اﻟﺘﻲ ﻋﻼﻗﺎت ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻊ اﻟﻘﺮﻃﺎﺟﻴﻴﻦ ﺣﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺎرد اﻹﻏﺮﻳﻘﻲ-اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ ﻫﺮﻗﻞ ﺑﻞ ﻣﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺑﺸﺮق اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ .ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺎﺣﺎت اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ق.م و 40ﻣﻴﻼدﻳﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻫﺮﻗﻞ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﻴﻜﺴﻮس ،ﺗﺼﺎرع ﻣﻊ اﻟﻤﺎرد ﺑﺎﻗﻲ ﻣﻮرﻳﻄﺎﻧﻴﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ )ﺷﻤﺎل اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻤﺤﻠﻲ أﻧﻄﻲ واﺳﺘﻄﺎع اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺣﺎﻟﻴﺎ( ،وﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ اﻟﻤﻠﻮك اﻟﻤﻮرﻳﻴﻦ، ﺧﻨﻘﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻴﻦ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﻄﻮرا ﻋﻤﺮاﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي ﻋﻬﺪ إﻟﻴﻪ ﺑﺤﺮاﺳﺔ ﺣﺪاﺋﻖ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﻨﺎزل ذات اﻟﺼﺤﻦ اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻷزﻗﺔ اﻟﻬﺴﺒﻴﺮﻳﺲ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻼء. اﻟﻤﺒﻠﻄﺔ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎر ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﻨﺎﻳﺎت ﺑﻌﺪ وﺻﻮﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﺤﺪاﺋﻖ ،وﺟﺪ ﺑﻨﺎت ﻫﺴﺒﻴﺮﻳﺲ اﻟﺜﻼث اﻟﻼﺗﻲ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ واﻷﺳﻮار اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ. ﻋﺮﻓﺖ ﻟﻴﻜﺴﻮس إﺑﺎن اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ أوﺟﻬﺎ واﺗﺴﺎﻋﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻌﻨﻪ ﻣﻦ ﻗﻄﻒ اﻟﺘﻔﺎﺣﺎت واﻗﺘﺮﺣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﻠﻘﺎء ﻏﺮار ﻛﻞ ﻣﺪن اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ،ﺷﻴﺪت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎﻳﺎت أﺑﻴﻬﻢ اﻟﻤﺎرد أﻃﻠﺲ ﻷﺧﺬ اﻹذن .ذﻫﺐ ﻫﺮﻗﻞ ﻟﻠﻘﺎء أﻃﻠﺲ اﻟﺬي اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ،ﺣﻤﺎﻣﺎت ،ﻣﻌﺎﺑﺪ ،ﻣﺤﻜﻤﺔ ،ﻣﺴﺮح داﺋﺮي ،وأﺳﻮار ،ﻛﺎن ﻣﻌﺎﻗﺒﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻵﻟﻬﺔ وذﻟﻚ ﺑﺤﻤﻞ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻴﻪ. اﻟﺤﻲ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ اﻟﻤﺨﺘﺺ ﻓﻲ ﺗﻤﻠﻴﺢ اﻟﺴﻤﻚ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻨﺎزل ﺷﺮح ﻫﺮﻗﻞ ﻷﻃﻠﺲ ﺳﺒﺐ ﻣﺠﻴﺌﻪ ﻓﺎﻗﺘﺮح ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ أن ﻳﺘﻜﻠﻒ ﻓﺨﻤﺔ ﻣﺰﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎﺋﻴﺔ واﻟﺮﺧﺎم واﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ واﻟﺼﺒﺎﻏﺔ ﻫﺮﻗﻞ ﺑﺤﻤﻞ اﻟﺴﻤﺎء ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ رﻳﺜﻤﺎ ﻳﺬﻫﺐ ﻫﻮ ﻟﻘﻄﻒ اﻟﺘﻔﺎﺣﺎت اﻟﻤﻨﺸﻮدة. اﻟﺤﺎﺋﻄﻴﺔ. ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻤﻴﻼدي ،وﻋﻘﺐ أزﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﻳﺤﻴﻞ اﺳﻢ أﻃﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﺠﺒﺎل اﻟﺸﺎﻫﻘﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺟﺪة ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ،وﺑﻌﺪ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺟﻨﻮب وﻻﻳﺔ ﻣﻮرﻳﻄﺎﻧﻴﺎ اﻟﻄﻨﺠﻴﺔ ،اﻟﺤﺎﻟﻲ ،ﺣﻴﺚ أن اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻫﻮ أن ﻫﺬه اﻟﺠﺒﺎل ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻘﻴﺖ ﻟﻴﻜﺴﻮس ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ اﻟﺮوﻣﺎن إﻻ أﻧﻬﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺗﻘﻠﺺ ﺳﻜﻨﺎﻫﺎ ﻫﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﻌﺮوف آﻧﺬاك. وﺗﻢ ﺑﻨﺎء ﺳﻮر ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ أﺟﺰاء ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻤﻴﻼدي ،دﺧﻠﺖ ﻟﻴﻜﺴﻮس ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻣﺎ ﺳﺮ أﺳﻄﻮرة اﻟﻤﻠﻴﺤﺎت اﻟﺜﻼث؟ ﺑﺎﻟﻘﺮون اﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﺜﺎﻣﻦ اﻟﻤﻴﻼدﻳﻴﻦ .اﻟﻤﻠﻴﺤﺎت أو اﻟﺤﺴﻨﺎوات اﻟﺜﻼث ﺣﺴﺐ اﻟﻤﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ- ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻨﺎ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﺒﺔ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﻺﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ﻫﻦ ﺑﻨﺎت اﻹﻟﻪ زوس أو ﺟﻮﺑﻴﺘﻴﺮ وﻣﺮاﻓﻘﺎت ﻟﻠﺮﺑﺔ ﻓﻴﻨﻮس، إﻻ أﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ أن ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ اﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻻﺷﺘﻐﺎل إﻟﻬﺔ اﻟﺤﺐ واﻟﺠﻤﺎل .ﻧﺠﺪ ﺗﺠﺴﻴﺪا ً ﻟﻠﻤﻠﻴﺤﺎت اﻟﺜﻼث ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ إﻟﻰ ﺣﺪود أواﺋﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ اﻟﻤﻴﻼدي ،ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻘﺮ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﻨﺤﻮﺗﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﺮﻣﺮ
116
žĸĤǢė ĻŹĽťƀŨ ŖŠŹŬ
ğĘſĘťĬŸ ůĴŬ
' ½(# " (° Û ÊØ Ú¦# Ú æ / Ù# É/ b Ù$ # Ïp(# 0p ²ã # ÎØp' Û pØp .
%Â É/' ]Û $ æ Ù (# 1$ Ê Û # Ù ½(#
Ì( Û ´ É/' ]" Ù£# . / æ . ¤Ø # Ì
# . ,Î# ÐÙ ° ' ( 1$ . ]* .¦ . ¤Ø #
Ï (# ¦+ . ( Ðئ# Î# /Ù Ù . Ù# . .* /+ / ÃÎ .
ĻŵťŐ ĺŻijįč ľĐēĴőŤē ĕĴŕũŤē
ﺣﻮارﻧﺎ ﻣﻊ ﻫﺸﺎم اﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﻣﻮﻗﻊ ﻟﻴﻜﺴﻮس ﻀﻌﻨﺎ ﻳﻀﻌﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻮرة ،وﻳﻘﺮﺑﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺗﻘﺎﻃﻌﻪ ﻣﻊ اﻟﻤﺠﺎل ﺠﺎل واﻹﻧﺴﺎن واﻟﻤﺤﻴﻂ واﻷﺳﻄﻮرة واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺤﻔﺮﻳﺎت ﺮﻳﺎت واﻷرﻛﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ. ﻟﻴﻜﺴﻮس ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻀﻊ ﻟﻨﺎ ﺻﻮرة ﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﻮﻗﻊ ﻜ اﻷﺛﺮي؟ ﻳﻘﻊ ﻣﻮﻗﻊ ﻟﻴﻜﺴﻮس اﻷﺛﺮي ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ 4ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﺮاﺋﺶ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻴﻤﻨﻰ ﻟﻮاد اﻟﻠﻮﻛﻮس وﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺐ ﻫﺬا اﻟﻨﻬﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻟﻠﻤﻼﺣﺔ. ﺗﺮﺟﻊ أﺻﻮل ﻟﻴﻜﺴﻮس إﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ق.م، ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻨﺎء ﻣﻌﺒﺪ اﻹﻟﻪ اﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻲ ﻣﻠﻘﺎرط .إﻻ أن اﻷﺑﺤﺎث اﻷرﻛﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﺑﺎﻟﻤﻮﻗﻊ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﺠﺎوز اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ق.م .ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر ﻟﻴﻜﺴﻮس أﻗﺪم ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب
ﻋﻠﻲ اﻹﻃﻼق وﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﻟﺤﻮاﺿﺮ اﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻏﺮب اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻄﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻘﺪرة ﺑـ 14ﻫﻜﺘﺎرﺍ. ﺗﻄﻮرت ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﻜﺴﻮس ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﻣﺮﻛﺰ ﺗﺠﺎري ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻮاﻃﺊ اﻷﻃﻠﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﻐﺮب إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ .ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻧﺎﺗﺠﺎ ﻓﻘﻂ ﻋﻦ ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﻤﺘﻮﺟﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ أو إﻋﺎدة ﺗﺴﻮﻳﻖ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺴﺘﻮردة ،ﺑﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ اﺣﺘﻜﺎر ﺗﺠﺎرة اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ .رﻓﺎﻫﻴﺔ وﻏﻨﻰ ﺳﻜﺎن ﻟﻴﻜﺴﻮس ﺗﺠﻠﺖ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻓﻲ
ﺳﻴﺮة اﻟﻀﻴﻒ ﻫﺸﺎم اﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﻣﻮﻗﻊ ﻟﻴﻜﺴﻮس اﻷﺛﺮي ،ﺧﺮﻳﺞ اﻟﻤﻌﻬﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻌﻠﻮم اﻵﺛﺎر واﻟﺘﺮاث ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﺳﻨﺔ 1993م ،ﺣﺎﺻﻞ ﻋﻠﻰ دﺑﻠﻮم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻬﺪ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﺳﻨﺔ ،2001ﺗﺨﺼﺺ )آﺛﺎر ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم( ،وﻫﻮ رﺋﻴﺲ ﺑﻌﺜﺔ وﻋﻀﻮ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻌﺜﺎت اﻷﺛﺮﻳﺔ ،وﻣﺴﺆول ﻋﻦ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﻣﻮﻗﻊ ﻟﻴﻜﺴﻮس ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ ،2000واﺳﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﻋﺪة ﺗﻜﻮﻳﻨﺎت وﺗﺠﺎرب ﻣﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺪﺑﻴﺮ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻷﺛﺮﻳﺔ ﺧﺎرج أرض اﻟﻤﻐﺮب.
ğĘſĘťĬŸ ůĴŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
115
ارﺗﺒﻂ ﺑﺄﺳﺎﻃﻴﺮ أﺷﻬﺮﻫﺎ )اﻟﻤﻠﻴﺤﺎت اﻟﺜﻼث(
ﻣﻮﻗﻊ ﻟﻴﻜﺴﻮس ا ﺛﺮي أﻗﺪم ﻣﺪن اﻟﻤﻐﺮب وأﻛﺒﺮ اﻟﺤﻮاﺿﺮ اﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ
114
žĸĤǢė ĻŹĽťƀŨ ŖŠŹŬ
ĻŹšŌŸ ŮļėŹŬ
ﺗﺼﻨﻴﻊ أﻟﻴﺎف اﻟﻨﺨﻴﻞ
$£ Ø 1 Т # /,# $ # ÄÙÃ
Ù$( # *¦+ Ë ½ . ]%Ù ½# * Ù' } Ð'
Ù Á 4444 Û444Â %44Ù44£44Î44# Á 444Ù444#} %44¢p44
} %44 44#.] 44 44¢ 44,44' 1444# 44 44 44 2 b ±Ê(# Î Û44+ pÙÊ Á 44 44# *¦44+
Âp . Ï Ã# / } Ê $ # Ä Ø Ï} p
] 44,44#p44 p44 44 %44Ù44£44Î44# Á 444Ù444#} Ð444' (" 4444 4444 æ )
Ï 44Â %44(44 44# 44½44´ 2 4444 Û444Â. . Ø/, # .
pØ~ . ' p ÄÃÊ# . Ä Ê(# Î
. Ø/, # . pØ #
.Ä Í. .} Û# /
$ # ÙÎ )44 44Ø !444#¥ 44Ù44¼. ]( Í (# )
pØ $# . ] . £# * ÛÂ #
Û %¢p Û, :1 ° ' p£ " ç#.
# Ù . ' %Ù½± Ï/'/ÊØ " ( #
'ª æ Î ÛÂ %¢p ( ] ,# (¶ Ê')
ﻓﺮز اﻟﺒﻠﺢ
( ,µ# ) %44Ù44£44Î44# /44$44 Û44Â 44'p44£44 44 44(44#
Ù ±¢ 2. 1# Ø/, # p $ # %ÊÎØ
¼ Ð Û+. ( ( # p ) ÙÎ .
ÌÙ$ pÎ -Ù( Ù# ( # ,¸ 1$ ´/Ø Ï ( Ø ÐÙÃ Ê(# 44Ù44 . ]-Ù$ ÐÙÃ Ê' b ] ( # ,¸ 1$ (Ø ÄÙ$# Ð' % '
} Ð' ( # ,¸ Ø ( # p # ´/ ¦,# ÄÙ$# Î ' , ÃÍ p # Ï/ ( .% #
.!Ù( # ¯ (Ê# Ð' ÐÙ Ê ÐÙ ".p (# )Ù p Û ".p (# %Ù£Î# ÄÙ# %¢pØ ( -44'p44£44 44 44Ø Ú¦44444# %44Ù44£44Î44# p44Ø 44 444Ù444 444 . ØpÙ$Ê # Û44Í 44 44(44# Ä44Ê44 } Ë/444 44Ã44Ù44Ê44 44
±¢ Ë. 444 Ë/44Â 44 44 ( $Ã # ÙÎ (# )
/ (# # . %£Î# .} Ï/ ت#
&/ÊÙ Û Î (# %44¢ ) Û # Ù¢æ b Ù# Ä Í ÎÙ ' 'p£ ' " ( # p } , ºÃ Ø Ù ]Ï Â/$Ù # / # ÄÙ$½ #
] Ø Ù # . / # Ð' ~ (# $ # Ï ÃÙ#/ #
. (# * Ù' ,¹Ø % ] Ê "/Ê # Û ,¹Ø 2 %Ù£Î# .
Ù % ¦£ Ø Ù ] /Ù # / } Ä$¢ Ð' b ÊØp 44 44 44(44# . ] ÙÃ$£# Û44 ' ]Ð .p# -Ù 1 ]-ͪ£'. ÙÃ$£# Ù # 1$ Ú/ Ø 4b 4 44# 44¼. Î# ¶ ª444 . ÐÙ $£Í .} $£Í
2014
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
& ,(# Ù( Ï/'/ÊÙÂ " # '} .& æ
ÐÙ $ # %ÊÍ. ä # . © Ã# Ù¼ 0 44¢æ . Ã$ £(# % (#
/ # .} ©/44$44# .} Û44Í /44 44# "/Ã# 44
. Î (# 44 44 44Â 44 44(44 -44 44Ø©/44 )44 44Ø .
Ù Ë/ %Ù£Î# Ä Ð' Ù( ´/
1$ ÊØ # *¦, Ù # ÄÊ ÙÎ b Î(Ø -44Í} ( ]b °. ÃÙ # 44
44$44 44# Ð44Ã44Î44 44 . ] p44 44Ã44# 44 44$44 44#
-Ø ±Ø. # Û ~Ø 1 ] /,° 3 p(#
Ù # /44 . ' pØp Ð' ² ÎØ ±# b .( Ê )
ºÂ Ø. . Ù # # Ù¢æ Ê # Û+
Ïp 44Ù44 ]%44(44 44# Û44Â 44 44 44 44 }.
# # $ # Ù ¢ © Ã# Ù$( Ð(µ .
-¹Ã Ð (Ø !#¦ . (%Ê ' 1Î ' Û Π(#
$ # Ù Ï µ' ÛÂ $ # Ã Ø.
Ï/ # $Ã # Ð' Ù( ´. % É pØ #
© Ã# Ù$( ÛÂ ¢ Ð,$Â ] Ù$( # *¦+ ÛÂ
¢) Ù # 3 # 1# %ÊÎØ !#¥ )¼ .
1$ Ú. # ©/' Ë. Û# / 1# b ÄÙ$ ' pØ # ,Ù ´/Ø ]ÄÊ # !#¥ p . ] Ù Ù - ±Ø 1 %Ù£Î#
113
اﻟﺘﻐﻠﻴﻒ
$ (# Û+. ÄÙ$½ # 1# $ # / %ÊÎ
Ú.pÙ# © Ã# Ù$( 0 Ù ] $Ù ' b " # ±Ø ' 44 4Í. ] Ù Ã# /
Û Ð(#. ] Ù # ¶Ã£ÎØ ) /(# ÛÉ . ] Ù
] Â Í Ù¼ -Ù ۰ 3 ]pã / -$ %£Î# . Ù Í Û44 44$44 44# Ä44Ù44# %44¢p44Ø ]Ä44Ù44$44# 144 44
Î Û44Â *p ÎÂ ] 3Ã$# Ù'/Ù# Ù # (ÄÙ$# % ) 44$44 44# . ]Ä44 44Ê44(44# . Ä44Ã44Ê44#
/± # Ï/ Ø. ]-Î' /44Î44# ª44Í p /± $#
±Ø. ] 44Â/44 44(44# 44 44 44(44# /4444Í} Ð44' b )Ù$ ( ' Ï/ Ø Ï} /± (# $ # Û $ # ' ]~ (# $ $# Î# !#¦ . ]& /Ê#
"3½ 2 / 1# "/ Ù ! ( (# Ù¼ 1# -44 44 p !44#¥. .-Î' ¶ã Ã# % # ) ]%44 44 44# %44Ù44 44Ø 144 44 ÐÙ£ $# Ï 444Ã444#
´/Ø Ù Ùà Û ΢ Û+. ,
,Ø. !Ù 3 Ù 1 ½Ø. $ # ,Ù . ¢ ( .} & pÉæ
Î+. .%£Î# /$ & ª . ±Ê(# .
±# Ú 44 44 44# -44 /44# . ª44Ù44 44# Ð44' Ï/44 ~44Ø ÃÉ~Â ] 444Ã444Éæ -44Î44' Ð Î Ø. p44Ø 44 44#
Ð44ت44£44 . º44Ã44 Û44 44,44Î44 144Î44¼ 2 p44Ø 44 44#
Ð44 44(44Ø 2. ] 444Ø/444,444 444# p444Ù444 444,444Íæ 44$44 44#
ÛÂ ,$ ' %44 44 Ï} !Ù 3 # 44Ã44Éç44#
ĻŹšŌŸ ŮļėŹŬ
.(Ðت£ # ) $ (# *¦+
ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﺒﻠﺢ µØ} ) . ] $ # ä Ù$( }p © Ã# p Ð (Ø. ] 44Ù44 44Ã44# 44 44 /44 . Ú.p4444Ø %44 44±44
$ # ~ Ø. ] Ù$( # *¦+ ÛÂ ±(# " $# . Ï ©.æ Ã$ £' / ÛÂ . / #
)┬Т % ┬╜# p ┬Ж - ├В . -$├Щ ┬╜# $┬З# !├Ш ┬О
┬П├Ш (├Щ├В ]├П ┬к┬г# ├Й ├Ы├В ┬И├г /┬▒# ├К ┬О ]┬Э p44# ├М├Ш ├Р 1$ } 1# "/ ┬╜(# $┬З#
(┬Я├Ш ┬Ф├Щ ┬Ъ├Щ# ┬О ┬Ъ$ ' 1# !#┬е p ┬Ж %├К┬П├О├Щ# ┬Щp ' ┬Ъ├Щ┬З┬▒┬в ┬Н2. 444 ├Ы44├В "/ ┬╜(# $┬З# b 1# $┬З# %├К├О├Ш )44┬Т ]┬│ 44┬╜44# ┬ж44,44# ├Щ ┬в .├Д├Щ├Г┬Я┬П# ├Ы+. ┬Щp├Шp┬Ю ┬Ъ$ '
тАля║Чя║ая╗Фя╗┤я╗Т ╪зя╗Яя║Тя╗ая║втАм ]% ┬╜# p ┬Ж ┬Ъ├Щ# ┬П# ┬Ъ$ (# /44+ ├Д├Щ├Г┬Я┬П# *┬ж444+. ]┬Н2. 4444444 ├Ы444├В 44$44┬З44# 44(44┬Я44├Ш ┬Ф44├Щ44
2. ┬Ъ # ┬Щ ┬й. ├Р' ,┬Ж ┬в '. ┬Э 44┬г44#
(┬Ю ) /' p ├Ш. .. p├Ш ┬Я# 44├Г44├Й} ├Щ├О ┬О
." $┬З# ├Щ┬г┬З┬О" 4┬Ж ┬Ъ├Щ$( # *┬ж+
444┬░. 44├О44┬З44# .} ┬Э .┬к44444# : %44┬У44' ]┬Ъ44$44┬Ю├Х44(44#
]├Ы /(# ┬И┬▒┬г# ├Р44' ┬Ъ /├О ' ┬Н2. 44 44#
1( ┬О. ] $┬З# '3┬О 2 ├Ы+. ]├П ├Н├и ┬Ж ┬╡┬О
┬Ъ ├Щ├В ┬Н 44┬╝ 44├В ├Р44' ├П/ ┬П┬О ,┬П├Щ┬┤ } ├П} 2
├Ъ} 3┬Ж ]├М$┬╜# ) ' ├П┬к┬г(# ├П/ ├Ш ├П} ┬П┬▒├Ш
┬Я' ,├Щ├В ┬Ъ ┬П' ┬Ъ┬Ж 1$ $┬З# ┬Н2. c
┬И$ # p├О 2 ├П┬к┬г(# ┬П├Г├Ш 2 !#┬ж# ] ┬Я├О┬Ж
]!( # %├К├Н ┬Н2. -┬З┬▒┬О ]% ┬▒# ┬Ъ$├Щ ┬П ' ┬┤/┬О. ] ,├О' $┬З# . (┬Ж ( ┬О 2 ┬Ъ├Ш/,┬П$#
$┬З# ├Щ┬г┬З┬О ┬Ъ├Щ$( )┬П┬О 1┬П ┬Ъ├Ш/,┬П$# ┬ж├В ├О'
,┬╡ ┬Ж ├Л/44├В ┬Н2. 44 44# 44# ┬Ъ ┬в (┬Н ├Н ┬в) b .┬Н2. ┬▒ ┬Ъ┬Ж # %( ┬О ┬Ф├Щ ┬╡ ┬Ж
. ├Щ├О ┬П$# -├О' ┬Ъ├Щ( ┬И # ├Д├Щ┬╣├О┬П# ┬Ъ$ ' 1# ├Щ┬г┬З┬П# p ┬Ж $┬З# %┬вp├Ш
┬Ъ┬Ж # "/┬вp# ]├П3┬Ж ├К┬П' ├П ┬Ж ┬Ж ,# ┬Щ ┬Я ├Р
)┬П┬О ┬Ъ├Щ$( # *┬ж+. ]0 ┬в├ж ├М# / # .} " ' $# b %├Щ ┬П ' ┬Е2. % ┬░ 1$ ┬Ъ├О├Щ ' ├Ы├В ├Щ#┬Б
├М$┬╜┬О ┬Ъ┬Ж # "/┬в p├О ]├Ъ.p├Щ# ├Вp# ┬Ж 0 ┬в├ж
* ├Щ(# " ┬З├К┬П 2 (┬│/ ) ├П ┬к44┬в ├Р' ┬Ъ├О├Щ (#
├Вp┬О. ]┬Ъ├Шp├Шp ├П ┬З┬╡├Й 1$ ┬Ъ┬Ж # ┬П┬О ┬Щ ┬З ├П 44├Г44# . .├Д├Щ├Г┬Я┬П$# ├П 44├Г44# 144# 4b 4├Ш.p44├Ш
44┬Т} ├Ъ} ├Р44' %44 44┬╜44├Ш ┬Ф44├Щ44 ]┬Ъ44├Ш 44┬Я44# * 44├Щ44(44# 44┬Ж
┬Ъ├Щ ├О# ├Р' ,┬Ю. ┬в. ]┬Ъ├Щ ├Н ├Р' ┬Ъ├Шp├Шp #
┬Ъ'p├К' ├П/44 44┬П44┬О ] 44┬П44'} ┬Ъ44┬Т344┬Т ├Ы44# /44 -44#/44
├Щ┬З p├Й/' p┬Ю/├Ш ┬Ф├Щ ]├П ├Г# p├Й/├Ш. ]┬Е /┬Ж├ж
┬Щ p ┬П' ┬Н ┬П├В ├Р'. (┬п ) 1$ } ├Р' ┬Ъ ├Й #
┬й ┬Ю/┬О/┬З# ┬й ┬╜┬Ж %┬╜┬▒├Ш ┬Щ ┬Я # ├Д├К ├Ы├В ├М$ ' )┬П├Ш ┬Щ # ┬С ┬З├Н ┬Ж. ]┬Щ ├Щ┬З ┬Ъ┬Ж/┬З├Н} ┬Ъ /┬Ж
* ├Щ(# ├Б )┬Т ├Р'. ]* ├Щ(# ├Щ /(┬Ж ┬Ъ$ /' %├г ' ┬Э p44' 1$ ├П ┬к44┬г44# ├Ъ/┬П ├Ш .┬Ъ┬г ┬П(#
,┬П(,'. ┬Ъ ┬П' ┬Ъ ┬З┬░ ├Р ┬Щ ┬З /+. % ┬▒#
┬Н ┬Ю # ┬╢ ┬Ж ┬╡├К# ┬Ъ├Щ( /' ┬Ъ ├В $┬З# !#┬е ├Н ┬ж├Щ├В ]!44#┬е ├Щ┬╝. ├Ы444┬┤ ├ж . ┬Н/├Щ┬З# . ' ┬П#p┬Ж ├Д├Ш # ├Ы├В ├Р ├К# (┬Ю ) /(┬Ж
тАля║Чя║╝я╗ия╗┤я╗К ╪зя╗Яя║Тя╗ая║втАм (┬О) ├О ' ├Шp' " )├Щ$ # p┬З 3 " "/├К├Ш
]├П ├Щ┬╜# ├Р' $┬З# 1$ % ├Ш -├Н ](&/├Щ├Г#
. 44┬П44├Ш ┬Ж "/$├Щ 45" ├О├К# ├Ъ 44┬П44┬▒44├Ш. b p ├Ш ├Ъ┬ж# /+ ├Л/ # . ] ,├Щ├О┬Ю 135. 120 ├Р├Щ┬Ж
├Ъ ┬П┬▒├Ш ├Ъ┬ж# %┬г├О# !# ' ├Щ┬╜├Ш 2 /+. ] # ├Ы├В /+. ├Ъ ┬П┬▒├Ш ├П} %┬З├Й $┬З# ├Р├Ш ├Ш. ]-├О' 144#.├ж ┬Ъ├Ш/,┬П# ├П├ж ]1444#.├ж ┬Ъ├Ш/,┬П# ┬Ъ$ ' b ├Р' ├Щ┬У ├П/ ├Ш p├Й p├Щ┬Ю )┬П┬О )# ┬е┬А44├В ]┬Ъ(,' ( ├г ┬З# ) $┬З# ┬И . .├Д$┬П$# ┬│ ┬О $┬З#
.- $┬Ж p ┬О ,├Н├ж ┬Ъ├Ш/,┬П# 1$ ├Ш ├Ы┬Ю ┬г# %┬вp(# ┬Ж ┬Ъ├Щ┬З├Н ┬Ю ┬Щ ┬Я p44┬Ю/44├Ш.
%├К├О├Ш 'p├О ├В ] $┬З$# ├П┬к┬г( &p┬г┬П ┬О ├О ($#
┬Ъ┬Ж ├Й ├П┬к┬г(# %┬в ┬┤/├Ш ├О (# 1# $┬З#
┬Ъ┬Я# ' )┬П┬О ┬Щ ┬П├Г# *┬ж44+ "344┬в. ├Р├Щ /┬З } .┬Щ ┬╡# ┬Н 44├В├к ├Р' - ├Щ$┬г┬П# ├П┬к┬г(# $┬З#
%┬в ├М$ ┬О ┬Ъ ┬в ├Й} ├М├Ш ├Р !#┬е. %$ ┬П┬О 1┬П /44,44# 44' % ├Г┬П┬П# ├П┬к44┬г44(44# b ├П┬к┬г(# /+ ├Ы├В ┬г┬З┬П├Ш !#┬е ├О┬Т}. ] ' (┬О
"/├К├Ш. %(├О# . ┬Н ┬▒ # ├Щ(┬Я# %┬О ├Й ┬г┬Ж b ├Щ ┬в ┬Щ┬к,┬Я' ┬Щ 44' ,├Н : ├О (# ├Шp' ├Р' ┬Щ /44┬П44 44' ├Ы44+ ]┬Ъ44├Щ44 ┬к44# ┬Н 444├В├к %┬П├К#
┼л┼╣╞А┼Э┼и─Ч ╟Э ─о┼й─Ы┼и─Ч ┼Ц┼н─и
112
ĻŹšŌŸ ŮļėŹŬ
b . Ù . p Û # ( + Ê# ¼ ) 90 ) &/ÙÃ# ¹Â ( ( ,° Ð' $ # ( ) /' }p Ø b Î ªÙ( Ø. 4 Øp $# µã Â Û Ø Ú¦# pÙ /# . Î+ ".æ "/ (# $ # p Ø. Ù ½# #
Ú # * Ù' p# ,$( . .¦ # /Ê ) Ø -$Ù£Í Ï} ( ] Âê . ³ 'æ '. Ê' 1$ pÉ. ] Ù# b . Ù Î# , /$' Ð b3µÂ . Ø/ä' 60 1# Í Ù } % . ÊÙ( # ê Ð' ¤µ Û # ª+ p Ù # ( # " Ê 2 ,#/ . $£Î# ¯ à !#¥. ] ØpÙ$Ê ÊØ - ( ) Ø $ # $¼}.
1$ É Ø $ # Ï/ Ø /Í Û´ (# Û ),Í} &/ÙÃ# ÐÙ 3Ã# p } Ã' p( ' # Í £Ø. ]ÐÙ #
] # Ð' Ù Í Ð b3µÂ ]* Øp . - # ' Ø $ # Ï ¦,# Ù Í. ]%' # /$ Ø Ï . ³ æ . ÃÙ¹Í ã 1$ -# Ê /' É ¢Õ' ),Î #.
ŽŨŵżĖ İŤĔĬ ŧŵżřŤē ĴŁŨ
´/ Ù ] Ù#ê Ä Í .} Ø.pÙ# / $ # ä Í ' 1# !#¥ . # Î . Ø/, # Ï (µ# pØ # Ð' ÃÉ} ÛÂ
b 4±44Í + }. $ # /44Í} %µÂ} ÚpÙ # $ # p Ø. Ù Í . 4
] # . ]Û Ø Ã# . ]"/$¼ª# . ]ÛÍ ( # " :% ' 0 ¢} /Í} p /Ø.
% É ( eØ Ú¦44# pÙ /# /+ # $ . "ÛÍ $ # . ] # .
اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺰراﻋﺔ اﻟﻨﺨﻴﻞ
Ï} ( .ÄÙÃ $# (±# ÛÂ Ø ) ] Ã } /+. %' # / 2
$' p44Ø} 144# -$ÊÍ. - ÙÎ . - ( Ø ] $ # ) /' " /44 .
. $ # ( "/ } Û+ ÛÍ $ # $ (
ÛÂ Ú É2 # . . 44# Ð' /Í p Ø. ] Ù ¢.
ÙÎ $# ~Ù, Ù½ Í ' ]Ï/ ±ÎØ " ( (  &/ÙÃ# ¹Â '
]Ï ' % Ð' Ï/ ~Ø ]), ã µ Ï/$ÊÎØ. Ï. ±Ø . ] ä # .
p /# */ /# . Ø ° Í . Û ¹Â (#  Ë/ Û ¯ Í !#¥ Ù %ÊÎ# Ä Í. (£µ# %ÊÎ# Ù .
,(+} Ð' Û # . # *¦, Ì$ Û # Ø.pÙ# Á 44 44# . Ð,(#
111
2014
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
ĻŹšŌŸ ŮļėŹŬ
¢ Ð '} 1# %ÊÎ . ]!Ù 3 # Ð' ÃÉ} Û $ # ( ( . Ù$( ), . ]ÐÙ / } 1$ pت 2 p(# Ø/, # . (±$# ,µØ # ] 3 # 1# Äà 2 ,Î #. ] # Ð' ,¹Ã Û ÄÙà #
æ Û Û, ]ÐÙ$# , ($'. , . pÎ ¹Ã ' ( # %¹ % Í ªÙ . $ # ( Ð' pã ª# * Ù(# Ù£ ,Âp+ ] Ø/, Ù$(
p ,$ÊÍ Ð (Ù# .Ðà # Ø Ù ±Î# ´ %É}  ] ,Ù #
اﻟﺴﻤﺎﻧﻲ ،واﻟﺰﻏﻠﻮل ،واﻟﺠﻌﺠﻊ ،واﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻲ
ﺟﻤﻊ اﻟﺒﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻔﻴﻮم ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻐﻨﺎء
110
ūŹƀŝŨė ǝ ĮũěŨė ŖŭĨ
إن ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب وأﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻋﺠﺖ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻜﺘﺒﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﺤﻘﻘﺔ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ ،وﻣﺎ زال اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ رﻓﻮف اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﻓﻲ أﻧﺤﺎء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻛﺜﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺳﻮاه، ﺗﻤﺜﻞ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺘﻘﺪﻣﺎً وﻓﺎﺋﻖ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ أﻧﻤﺎط ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﺨﺒﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ أﺧﺒﺎر اﻟﺸﻌﻮب وﺗﺠﺎرب اﻷﻣﻢ وﺣﻮادث اﻟﺘﻮارﻳﺦ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،واﻟﻔﻠﺴﻔﺎت ،واﻷدﻳﺎن واﻟﻤﻌﺘﻘﺪات ،واﻟﻨﻜﺎت واﻟﻄﺮاﺋﻒ واﻟﺤﻜﺎﻳﺎ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،واﻟﻄﺐ واﻟﻨﺒﺎت واﻟﻨﺠﻮم وﻣﺼﺎدر اﻟﻤﻴﺎه ﻣﻦ آﺑﺎر وأﻧﻬﺎر وﺑﺤﻴﺮات وﺑﺤﺎر ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت واﻟﺘﺠﺎرب اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. وﻣﻦ ﻳﺪﻗﻖ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب »اﻹﻣﺘﺎع واﻟﻤﺆاﻧﺴﺔ« ﻷﺑﻲ ﺣﻴﺎن اﻟﺘﻮﺣﻴﺪي وﻛﺘﺎب اﻷﻣﺎﻟﻲ ﻷﺑﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺎﻟﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل، ﻓﺴﻴﺠﺪ ﻓﻀﻼً ﻋﻤﺎ ذﻛﺮﻧﺎه ﻓﻮاﺋﺪ وﻃﺮاﺋﻒ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﻗﺼﻮى ﻣﻦ اﻟﻄﺮاﻓﺔ واﻷﻫﻤﻴﺔ ،ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أﺣﻴﺎﻧﺎً ﻓﻲ ﻗﺎﻣﻮس أو ﻛﺘﺎب ﺗﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳُﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﻔﻆ ﻟﻐﻮي ﻣﺘﺨﺼﺺ ،وﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﱡ
أو اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻠﻐﻮي أو اﻟﻠﻔﻆ ،أو اﻟﺴﻴﺎﻗﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ اﺳﺘﻌﻤﺎل ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻳﺪﻋﻮ أﺻﺤﺎﺑﻨﺎ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﺑﺸﺆون اﻟﻠﻐﺔ إﻟﻰ ﺟﻤﻊ ﻫﺬه اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ وإﺿﺎﻓﺘﻬﺎ ودراﺳﺘﻬﺎ ،ﻟﻴﺲ ﻛﻼً ﻋﻠﻰ اﻧﻔﺮاد ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ اﻟﺒﻌﺾ ،وإﻧﻤﺎ ﻳُﺼﺎر إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻊ ورﻓﺪ اﻟﻘﺎﻣﻮس اﻟﻠﻐﻮي اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻬﺎ ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ رﻓﺪ اﻟﺪواوﻳﻦ واﻟﻤﺠﺎﻣﻴﻊ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻮه ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﻣﻦ دواوﻳﻦ ﺷﻌﺮ أو ﻣﺠﺎﻣﻴﻊ أو اﺧﺘﻴﺎرات. ﻫﺬا إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ،أﻣﺎ أﺧﺒﺎر اﻟﺸﻌﻮب وﺗﺠﺎرب اﻷﻣﻢ وأﺧﺒﺎر اﻟﻨﺎس وﻃﺮاﺋﻔﻬﻢ واﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﻔﻨﻮن ،وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻪ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﺆﻟﻒ ،ﻓﻜﺜﻴﺮ وﺧﻄﻴﺮ ،وﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﻤﺜﻞ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ وﺷﺆوﻧﻬﺎ.. إن ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﻌﻨﺎء * أﺳﺘﺎذ اﻷدب اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ -اﻟﻌﺮاق
ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ
ﺗﺮ ّﺑﻲ اﻟﻤﻔﺎﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺗﺮ ّﺑﻲ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ اﻟﻤﻔﺎﻟﻲ :اﻟﻤﺮاﻋﻲ ،وﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﻌﺐ واﻟﻜﺪّ وﻣﺨﺎﻟﻄﺔ اﻟﺮﺟﺎل. أي أن اﻟﻌﻤﻞ واﻻﻋﺘـﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺮ ّﺑﻲ اﻟﺸﺒﺎب وﻳﺠﻌﻠﻬﻢ رﺟﺎﻻً ،أﻛﻔّﺎء ،وﻟﻴﺲ اﻟﻨﻮم واﻟﻜﺴﻞ وﺳﻬﺮ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ. ﻳﻀﺮب ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ّ ﺣﺚ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ واﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ وﺗﺮك اﻟﻜﺴﻞ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ.
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
109
şėķŹŨė
اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ وا ﻣﺎﻟﻲ ŪżĨij įēİŝŨ į
ﻛﺎن
ﺷﻴﻮخ اﻟﻌﻠﻢ واﻷدب ﻳﻤﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻣﺬﺗﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤﻮﻧﻪ وﻣﺎ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ أن ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺗﻼﻣﺬﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺪرس اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻔﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﺤﺎرﻳﺐ اﻟﺠﻮاﻣﻊ وﺳﺎﺣﺎﺗﻬﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﺣﻠﻘﺔ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﺸﺄن ﻣﻦ ﺷﺆون اﻟﻌﻠﻢ واﻷدب ،وﻛﺎن اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻳﻜﺘﺒﻮن، ﻓﺘﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻧﺴﺦ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺪدﻫﻢ، وﻫﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻀﺒﻂ واﻟﺘﻘﻴﻴﺪ واﻟﺘﺼﺤﻴﻒ واﻟﺘﺤﺮﻳﻒ واﻟﺴﻬﻮ واﻟﺨﻠﻂ ،ﻓﺈذا وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﻳﺪ اﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ أﻋﻤﻠﻮا ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﺼﺤﺤﻮا وأﻛﻤﻠﻮا وﺿﺒﻄﻮا واﺳﺘﺪرﻛﻮا ووﺛﻘﻮا ،وﻗﺎﺑﻠﻮا ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺴﺦ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻗﻰ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻬﻢ إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺜﻘﺔ ،أو اﻟﻬﻴﺄة اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺆﻟﻒ. وﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺤﻆ أ ْن ﻛﺎن ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﺗﻼﻣﺬة ﻳُ ْﻤﻠﻮن ،وأن ﻳﻜﻮن ﻟﻤﺎ ﻳﻤﻠﻮﻧﻪ ﻣﻜﺎن ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﻜﺘﺒﺔ واﻟﻮراﻗﺔ ،ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺘﺎب ﻃﻠﺐ ،ﻟﻤﺎ ﻟﻪ أﻫﻤﻴﺔ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺴﺎخ ﻳﻨﺘﺴﺨﻮﻧﻪ واﻧﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس وﻋ ﱠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺘﺒﺎت ،ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺑﻴﻦ أﻳﺪي اﻟﻨﺎس ﻛﺘﺐ ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع اﻟﺬي ﻳُﻨﺴﺐ اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ ﻟﻠﺘﻼﻣﺬة واﻟﻨﺴﺎخ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻮﻻﻫﻢ ﻟﻀﺎع اﻟﻌﻠﻢ ﻛﻬﻮاء ﻓﻲ ﺷﺒﻚ. اﻟﻨﺠﺒﺎء ّ ﻧﺴﺎخ ،وﻟﻴﺴﺖ أﻣﺎﻟﻲ أﺧﺮى ﺗﺨﺮج ﻟﻠﻨﺎس ﺑﻼ ﺗﻼﻣﺬة وﻻ ﱠ ﻏﻴﺮ أن َ ﻫﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ أﺳﺎﺗﺬة ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺪرس ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻣﺬﺗﻬﻢ و ُﻣﺮﻳﺪﻳﻬﻢ ،ﺑﻞ ﻫﻲ أﻓﻜﺎر وﻣﻌﻠﻮﻣﺎت وﻓﻮاﺋﺪ وﻃﺮاﺋﻒ ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﺜﻘﻔﻮن ﻓﻲ ﻛﺘﺎب وﻳﻄﻠﻘﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﻢ اﻷﻣﺎﻟﻲ ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ إﻟﻰ أﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ،ﻣﺜﻞ أﻣﺎﻟﻲ أﺑﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺎﻟﻲ وأﻣﺎﻟﻲ اﻟﺸﺠﺮي وأﻣﺎﻟﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ اﻟﻤﺮﺗﻀﻰ وأﻣﺎﻟﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ اﻟﺮﺿﻲ
108
ǪĘŬǢėŸ ǪĘƀũŨė
وأﻣﺎﻟﻲ اﻟﻄﻮﺳﻲ وأﻣﺎﻟﻲ اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ ،وﻗﺪ ﻳﻄﻠﻘﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﻢ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻛﻤﺠﺎﻟﺲ ﺛﻌﻠﺐ وﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻟﻠﺰﺟﺎﺟﻲ ،وﺑﻬﺠﺔ اﻟ َﻤﺠﺎﻟﺲ وأﻧﺲ اﻟ ُﻤﺠﺎﻟِﺲ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ ،أو ﻳﺠﻌﻠﻮﻧﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات ،ﻛﺎﻟﻤﺤﺎﺿﺮات ﻟﻠﺤﺴﻦ اﻟﻴﻮﺳﻲ وﻣﺤﺎﺿﺮات اﻷدﺑﺎء وﻣﺤﺎورات اﻟﺸﻌﺮاء واﻟﺒﻠﻐﺎء ﻟﻠﺮاﻏﺐ اﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ ،وﻧﺸﻮار اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة ﻟﻠﺘﻨﻮﺧﻲ ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺠﻌﻠﻮن ﻛﺘﺒﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮاﻧﺎت أﺧﺮى ﻏﻴﺮ ﺗﻠﻚ ،وﻻ ﺗﻤﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺼﻠﺔ إﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﺤﺘﻮى، ﻣﺜﻞ ﻛﺘﺎب ﻋﺠﺎﺋﺐ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت وﻏﺮاﺋﺐ اﻟﻤﻮﺟﻮدات ﻟﻠﻘﺰوﻳﻨﻲ. أﻣﺎ أﺑﻮ ﺣﻴﺎن اﻟﺘﻮﺣﻴﺪي ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻪ ﻓﻮﺿﻊ ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﻹﻣﺘﺎع واﻟﻤﺆاﻧﺴﺔ« ﻋﻠﻰ وﻓﻖ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،إذ ﻗﺴﻤﻪ ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﻴﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ اﻟﺘﻲ أﻣﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﺮة اﻟﻮزﻳﺮ أﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎرض ﻳﺆاﻧﺴﻪ وﻳﻤﺘﻌﻪ ،ﺑﻌﺪ أن ﻧﺎل اﻟﺠﻔﺎء وﺳﻮء اﻟﺤﻈﻮة ﻟﺪى أﺻﺤﺎب اﻟﺠﺎه ،وﻓﻀﱠ ﻞ أن ﻳﺪون ﻣﺎ أﻓﻀﻰ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻮزﻳﺮ ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ،وﻣﺎ دار ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻮار ،وﻣﺎ ﻃﺮﺣﻪ اﻟﻮزﻳﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أﺳﺌﻠﺔ ،وﻣﺎ أﺟﺎﺑﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻷﺳﺌﻠﺔ، ﻓﺎﺗﺨﺬ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻨﻬﺠﺎً ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺎً ﻃﺮﻳﻔﺎً ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﺮد واﻟﺸﺮح واﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ،وﻳﺘﺠﻪ إﻟﻰ ﺷﺮاﺋﺢ ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء ،ﻓﺠﺎء ﻣﻤﻠﻮءا ً ﺑﺎﻟﻤﻔﻴﺪ واﻟﻤﻤﺘﻊ ﻣﻌﺎً. ﻏﻴﺮ أن ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪي ﻏﻴﺮ ﺑﺮيء ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﻜﺘﺎب اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ »أﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ وﻟﻴﻠﺔ« ،وﻟﻮ ﺑﻠﻐﺖ ﻟﻴﺎﻟﻲ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪي ﻓﻲ ﺣﻀﺮة اﻟﻮزﻳﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻌﻴﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﻮاﻧﻰ ﻋﻦ أن ﻳﺴﻤﻰ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻌﺪد ﻟﻴﺎﻟﻴﻪ ،ﻣﻊ اﺧﺘﻼف اﻟﻜﺘﺎﺑﻴﻦ –ﻃﺒﻌﺎً -ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع واﻟﻐﺮض!
ĞƀŜĘšĤ şėķŸč
ﻣﺎﺿﻲ وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اdﻧﺴﺎن ﻣﻊ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ! ﻋﻠﻰ
اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﻫﻦ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ وﻓﺮدﻳﺘﻬﺎ – اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ - إﻻ أن ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ ﺧﻄﻴﺮة ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﻋﻲ اﺣﺪﻫﻢ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺘﻼﺑﻴﺒﻬﺎ وﻋﺪم اﻟﺴﻤﺎح ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻨﻘﺎش ،ﻫﻮ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮم راﺳﺦ ﻻ ﻳﺘﺰﻋﺰع ﺑﺼﺤﺔ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻪ ووﻫﻦ أو ﻛﺬب ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻪ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻬﻮة ﺑﻴﻦ اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺗﺘﺴﻊ وﺗﺘﻌﻄﻞ ﻟﻐﺔ اﻟﺤﻮار ﺗﻤﺎﻣﺎ ،وﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﺘﻢ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻟﻠﻐﺔ اﻟﺴﻼح واﻟﺨﺼﺎم واﻟﺘﻨﺎﻓﺮ واﻟﻌﺪاء .ﻏﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﻘﻮل إن ﺗﻌﺪد اﻵراء واﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻗﺪم اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﻓﻬﺬا ﻫﻮ اﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ ،ﻳﻘﻮل ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻬﺎ دﻻﻟﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ وﻫﻲ »:اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﺘﻌﺪد ﺑﺘﻌﺪد اﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ« .وﻟﻌﻞ ﻣﻦ دﻻﻻت ﻫﺬه اﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ،أﻧﻪ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، وأن ﻫﺬه اﻟﻄﺮق ﺗﺘﻌﺪد ،ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻃﺮﻳﻖ واﺣﺪة ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ وﻣﻦ ﻳﻨﺤﺮف ﻋﻨﻬﺎ ﺧﻼل ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ .ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﻮﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وآراء ﻣﺘﻌﺪدة ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺜﺎر وﺗﺼﺒﺢ ﻣﺸﺎﻋﺔ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺣﻮﻟﻬﺎ .ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﺒﺎت ﻫﻮ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻫﻨﺎك ﺻﻌﻮﺑﺎت أﺧﺮى ﺗﻌﻴﻘﻬﺎ وﺗﻤﻨﻌﻬﺎ وﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﻮﻗﺎت اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﻤﺴﺒﻘﺔ أو ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ ،وﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻫﻮ اﻟﺬي ﺳﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ ﻓﺮﻳﺪرﻳﻚ ﻧﻴﺘﺸﻪ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل»:اﻟﻘﻨﺎﻋﺎت اﻟﺮاﺳﺨﺔ أﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ اﻷﻛﺎذﻳﺐ« .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪث ﻓﻴﻠﺴﻮف ﺑﺤﺠﻢ ﻧﻴﺘﺸﻪ ﻣﺆﻟﻒ ﻛﺘﺎب إﻧﺴﺎن ﻣﻔﺮط ﻓﻲ إﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ،وﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ أن ﺧﻄﻮرة اﻟﻤﻌﺘﻘﺪ اﻟﺮاﺳﺦ – اﻟﻘﻨﺎﻋﺎت – ﺗﺘﺠﺎوز ﺧﻄﻮرة اﻟﻜﺬب ،ﻓﻬﺬا دﻟﻴﻞ أﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﻴﻮي وﻫﺎم ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ واﻟﻜﺬب ،ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﺪﻳﻬﻲ أن ﻧﺸﺎﻫﺪ اﻷﻛﺎذﻳﺐ ﺗﻬﺰم وﺗﻨﺪﺣﺮ أﻣﺎم اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ،ﻓﺤﺘﻰ ﻟﻮ ﺣﺪث ﺗﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻜﺬﺑﺔ إﻻ إﻧﻬﺎ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻈﻬﺮ وﻳﺘﻢ اﻛﺘﺸﺎف زﻳﻔﻬﺎ ،ﻓﻼ أﺣﺪ ﻳﺤﻤﻲ اﻟﻜﺬب ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺒﻠﺞ ﻧﻮر اﻟﻌﻠﻢ واﻻﻛﺘﺸﺎف، وﻟﻌﻞ اﻟﻜﺬب ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﺮاﻓﺎت واﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺪﺣﺮ ﻳﻮﻣﻴﺎ أﻣﺎم ﺳﻄﻮة اﻟﻌﻠﻢ واﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﻋﻨﺪ
ŽŐŴijĶũŤē ĚũňĔŘ
ﻧﻴﺘﺸﻪ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺮﻓﺾ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻗﻨﺎﻋﺘﻪ اﻟﺮاﺳﺨﺔ ،وﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ اﻟﻜﺬب وﻣﺎ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﺮاﻓﺎت واﻷﺳﺎﻃﻴﺮ، ﻷن اﻟﻮاﻗﻊ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﻬﺰﻳﻤﺘﻬﺎ دون ﻋﻨﺎء وﻣﺤﺎوﻟﺔ إﻗﻨﺎع إﺗﺒﺎﻋﻬﺎ، ﺳﺄﺿﺮب ﻣﺜﺎل ﺑﻤﻮاﺿﻴﻊ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻠﻢ اﻟﻔﻠﻚ واﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺧﺮاﻓﺔ وﻋﻠﻤﺎء اﻟﻔﻠﻚ ﻣﺠﺮد ﻣﺸﻌﻮذﻳﻦ وﺳﺤﺮة ،وﺗﻢ اﻟﺘﺼﺎدم ﻣﻊ أﻗﻮاﻟﻬﻢ واﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺗﻬﻢ ﻣﺜﻞ دوران اﻷرض وﻛﺮوﻳﺘﻬﺎ ،واﻟﺘﻲ ﺛﺒﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أن اﻟﻔﻠﻚ ﻋﻠﻢ وأن اﻷرض ﻛﺮوﻳﺔ وﺗﺪور ،ﺻﺤﻴﺢ أن ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﺄﺧﺮت وذﻫﺐ ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ اﻟﻌﺸﺮات ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻢ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﺘﺠﺪﻳﻒ واﻟﺴﺤﺮ ..ﻟﻜﻨﻬﺎ أﺧﻴﺮا ﻇﻬﺮت واﻧﺰوت وﺗﻼﺷﺖ اﻷﺻﻮات اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ..اﻟﺤﺎل ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻋﻠﻤﻴﺔ أﺧﺮى ﻣﺜﻞ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت واﻟﻔﻴﺰﻳﺎء واﻟﻜﻴﻤﻴﺎء ،واﻟﺘﻲ واﺟﻬﺖ ﺣﺮب ﻋﺪاﺋﻴﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﻣﻊ اﻟﺘﻄﻮر اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أي ﻣﻔﺮ إﻻ اﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻬﺎ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ اﺳﺘﺴﻼم ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ .وﻳﻮﺟﺪ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ وﻫﻮ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﺑﺘﺴﺎرﻫﺎ واﻗﺘﻄﺎع ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣﺤﺘﻮاﻫﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻳﺒﺪأ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺈﻧﻜﺎر اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﻠﻲ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ أن ﻳﺮاﺟﻊ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ ﺛﻢ ﻳﺒﺪأ ﻓﻲ ﻗﺒﻮل ﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ ،وﻫﻜﺬا ﺗﺠﺪ أن اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺠﺘﺰأة ﻗﺒﻞ أن ﺗﻜﺘﻤﻞ وﺗﺴﻄﺢ وﺗﻨﻴﺮ ،ﻳﻘﻮل اﻷدﻳﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ «:ﻛﻞ ﻋﻘﻞ ﻳﺮى اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ،وﻳﻜﺸﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺟﺰء« .وﻫﺬه ﻣﻌﻀﻠﺔ أﺧﺮى ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ دوﻣﺎ ،وﻫﻮ اﺟﺘﺰاؤﻫﺎ..ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺄس ﻓﻬﺬه ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ دوﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺒﺪأ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﺰوﻳﺔ ﻣﻨﺒﻮذة ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻠﻜﺮاﻫﻴﺔ وﻛﻞ أﺻﻨﺎف اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺘﺴﻴﺪ اﻟﻤﻜﺎن وﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻮل ﺑﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ وﻋﻔﻮﻳﺔ وﺑﻨﻮرﻫﺎ اﻟﻌﻤﻴﻖ اﻟﻮاﺿﺢ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ، اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻤﻠﻚ إﻻ ﻫﻲ ﻛﻲ ﺗﻤﺜﻠﻪ وﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ وﻋﻦ ﺟﻮﻫﺮه.. ﻗﺪ ﻧﺨﺘﻠﻒ وﺗﺘﺴﻊ ﺧﻼﻓﺎﺗﻨﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻨﺠﻌﻞ دوﻣﺎ ﺧﻂ اﻟﻌﻮدة ﻣﻔﺘﻮح وﻣﻤﻬﺪ ،ﻓﻼ ﺷﻲء ﺛﺎﺑﺖ أو ﺟﺎﻣﺪ ،ﻓﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺪل واﻟﺘﻐﻴﺮ ،ﻋﺪا اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺪﻋﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻣﺢ وﻗﺒﻮل اﻵﺧﺮ وﻓﻬﻤﻪ ،وﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻌﺎرﻓﻨﺎ وﺳﻌﻴﻨﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻠﻢ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ * ' '2 Ð
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
107
ﻟـﻲ ﺷــﺮاﺗﻲ ﺻــﺎر واﻟﻠﻪ ﻣﺎﻳــﻼم اﺷـﺘــﻜﻲ ﻓﺮﻗــﺎه وﻓﻮادي ﻋﻠــﻴـﻞ ﺷﻠــــﻨــﻲ ﺟــﺪواه ﻳﺎﻃﻮﻳﺮ اﻟﺤﻤﺎم ﺷﻠــــﻨﻲ ﻟﻠـــﺰﻳﻦ َﻣﺴــ َﻤـﺮ اﻟﻴﺪﻳﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻗﺼﻴﺪة )اﻟﺒﺎرﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻮم ﻳﺎﻧﻲ( ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ وأﻛﺜﺮﻫﺎ اﻧﺘﺸﺎرا ً ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ: اﻟﺒﺎرﺣﺔ ﻓــﻲ اﻟﻨـــﻮم ﻳـــﺎﻧـــــﻲ ﻃـــﻴــــﺮن ﻳــﺒــﺸــــــﺮ ﻋﻦ ﺣﺒــﺒﻴــﺒﻪ ﻣﺸــﺘــﺎق ﻣﻦ داﻋــﺞ ﻻﻋﻴــﺎﻧﻲ واﻟﻌـــﺸــﻖ ﻟــﻪ ﻟـــــــﺬة وﻃــﻴــــﺒــــﻪ ﻟــﺨــﻀــﺮ ﺳــــﺒﺎﻧـــﻲ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒـﺔ وﻻﺑﻴــــــﺾ ﻗـــــﻄﻊ ﻟـﻮﺻــﻮل ﻋﻨــﻲ ﻟــﻮ ﻳــﻨﻌــﻄـﻰ ﻓﻲ اﻟﺤـﻖ ﺻـﺎﻳﺐ ﻋـــﻨــﺪ اﻟـﺤـــﻜــﻢ ﻳـــﺘــــﻮارﺛــــــﻨـــﻲ ﻟـــﻲ ﺻـــﺎﺣﺒﻦ ﺑــﻴـــﻦ ﻟــﻴــﺒــﺎﻟـﻲ ﻓــــﻲ ﻣــﻨــﺰﻟــﻦ ﻣــﺎ ﺣــﺎل ﻋــــﻨـــــﻪ ﻣﺜـــﻞ اﻟﻨـــﺸـــﺎ ﺑــﻴـــﻦ اﻟﺴﺤــﺎﻳﺐ واﺳـــﻘــﻰ ﺣـــﻴــﺮﻫــﻢ دون ﻣـــﻨـّـــــﻪ ﻟـــﻲ ﻣــﻦ ذﻛــﺮﺗـــﻪ ﻓــﻲ وﻃــ ّﻨـﺎ ﻳــﺒــﺮي ﻛـــﺴﺮ ﻟــﻌـﻈـﺎم ﺷـــــــــﻮﻓــﻪ ﻋــﻨﻘـــﻪ ﺷـــﺮى ﻋــﻨـﻖ اﻟـﺪﻣــﺎﻧﻲ ﺷـــﺒـــﻪ اﻟــﺪﻋــﻦ ﻃــﻴــﺔ ازﻟـــــــــﻮﻓﻪ راﺳــــﻪ ﻣــﻦ اﻟﺤﺸــﻤﻪ ﻳــﻤﻴـــﻠــﻲ وﻳـــﺴــــﺘــــﺮه ﻟــــﻮ ﻛــــﺎن ﻋــــــﺎري ﻳـﺤــﺸــﻰ اﺑــﻄﻴــﺐ اﻟﻴــﺎﺳــﻤﻴـﻨـﻲ واﻟــﻌـــﻨﺒـــﺮي ﻟــــﻮ ﻛــﺎن ﻏـــــﺎﻟـــــﻲ وﻧﺔ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ
ﻳﻮﺟﺪ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ ﻳﺴﻤﻰ )وﻧﺔ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ( وﻫﺬا اﻟﻠﻮن ﻛﻤﺎ أوردﺗﻪ اﻟﻤﺼﺎدر ارﺗﺒﻂ ﺑﻘﺼﻴﺪة وﻏﺰﻟﻴﺔ واﺣﺪة ﺷﻬﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺳﺤﺒﺖ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ذا ﻟﺤﻦ واﺣﺪ وﻫﻮ ﺻﻌﺐ اﻷداء ﻧﻈﺮا ً ﻟﻠﺘﺸﻜﻴﻼت اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﻓﻴﻪ ،وﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻬﺎرة ﻣﻦ اﻟﻌﺎزﻓﻴﻦ واﻟﻀﺎرﺑﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻮل ،وﻗﺪ اﺧﺘﻔﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﺗﻤﺎ ًﻣﺎ وﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻮﺟﻮ ًدا ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﻛﺎن ﻳﺆدى ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﺑﻄﻠﺐ ﺧﺎص ﻓﻲ اﻷﻋﺮاس ﻓﻘﻂ ،وﺗﻘﻮل اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻔﻦ ،وﻫﻮ ﻓﻦ )وﻧﺔ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ(:
وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﻔﺮح واﻟﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﺑﺎﻟﻀﻴﻒ أو ا ﻋﺮاس واﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت، وﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ أﺷﻌﺎرﻫﺎ اﻟﻐﺰل واﻟﻤﺪح وأﺷﻌﺎر اﻟﺤﻨﻴﻦ واﻟﻮﺻﻒ
وآﺟﺮ أﻧﺎ اﻟﻮﻧﺔ...واﻟﺒﺎرﺣﺔ ﺳﺎﻫﺮن ...وآﺟﺮ أﻧﺎ اﻟﻮﻧﺔ وأﻟﻌﻲ ﻛﻤﺎ اﻟﻮرق أﻟﻌﻲ ﻛــــﻦ أﻫﺎذﻳﺒﻪ ﻳـــــﺎﻟﻠﻲ ﻳﺎﻟــﺬﻳﺐ ّ ﻛﻼم اﻟﺒﺪو ﺗﻨﺤﻲ ﺑﻪ ر ّﻳــــــﻊ وﺑﻨﺸـﺪك ﻋﻦ ﺣﻠـــﻮ اﻟﺘﻌﺎذﻳﺒﻪ ﺛﻴــــﺎب ﻟﻬﺎ رﻳﺤﺔ ٍ ﺳــــ ّﻮت ﻟــﻬــــﺎ ﺑ ّﻨﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺒﺮ اﻻزرق ﺗﺠﺮي ﺑـﻪ ﻣﺮازﻳﺒﻪ وآﺟﺮ أﻧﺎ اﻟﻮﻧﺔ...واﻟﺒﺎرﺣﺔ ﺳﺎﻫﺮن ...وآﺟﺮ أﻧﺎ اﻟﻮﻧﺔ
ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ ﻣﻦ أﺟﻤﻞ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق وﻫﻲ ﺗﻨﺸﺮ ﺟﻮ اﻟﺒﻬﺠﺔ واﻟﻔﺮح ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ واﻟﻤﺘﻔﺮﺟﻴﻦ ﻋﻠﻰ أداﺋﻬﻢ ،وﻫﻲ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺢ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻨﺶء ﻻ ﻳﺤﺴﻨﻮن أداءﻫﺎ وﻳﺒﺘﻌﺪون ﻋﻨﻬﺎ ،وﺗﻘﺘﺼﺮ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﺟﺔ أو اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺤﺮﻛﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺮق اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﺈدﺧﺎل اﻵﻻت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻷورج واﻟﻌﻮد وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ رﻗﺼﺎً ﺷﺒﺎﺑﻴﺎً وﻟﻴﺲ ﺗﺮاﺛﻴﺎً رﺟﻮﻟﻴﺎً ،ﻟﺬا ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺪﻋﻮ اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻠﻌﻮدة إﻟﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻓﻨﻮن اﻹﻣﺎرات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻹﻧﺪﺛﺎر * ﺷﺎﻋﺮ وﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ اﻻﻣﺎرات *ﺑﺎﺣﺚ وﻛﺎﺗﺐ ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات
106
ĞŨĘƀŕŨė
واﻟﻨﻌﺎﺷﺔ اﻟﻴﻮﻳﻞ ّ
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻓﻴﻘﻮم اﻟﺮﺟﺎل ﺑﺄداء رﻗﺼﺔ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺴﻤﻰ )اﻟﻴﻮﻳﻠﻪ ،وﻣﻔﺮدﻫﺎ ﻳﻮﻳﻞ( وﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓﺼﻴﺤﺔ )ﺟﺎل، ﻳﺠﻮل ،ﺟﺎﺋﻞ( وﻟﻜﻦ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﺠﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ إﻟﻰ ﻳﺎء ،وﻳﺤﻤﻞ اﻟﻔﺮد ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺼﺎ أو ﺳﻴﻔﺎً أو ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ،وﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺤﺮﻛﺎت ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔ ﻣﻌﺎً ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﻜﻮن أﻛﺒﺮ اﻟﺮﺟﺎل ﺳﻨﺎً أو ﻣﻘﺎﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ وﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﺤﺮﻛﺎت ﻛﺮﻓﻊ اﻟﻌﺼﺎ أو وﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺘﻒ أو ﺗﺪوﻳﺮﻫﺎ أﻋﻠﻰ اﻟﺮأس أواﻟﺪوران دورة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﻣﻊ ﺿﺮﺑﺎت اﻟﻄﺒﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻮم ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺒﻨﺎدق ﺑﺤﺮﻛﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎدق ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺮﻗﺼﺔ وﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺮﻣﻲ اﻟﺒﻨﺎدق ﻷﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ وإﻋﺎدة إﻟﺘﻘﺎﻃﻬﺎ واﻻﻧﺘﻈﺎم ﻓﻲ اﻟﺼﻒ ﻣﺠﺪدا ً. أﻣﺎ اﻟﻔﺘﻴﺎت ﻓﻴﻘﻤﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ )اﻟﻨﻌﺶ( وﺗﺴﻤﻰ اﻟﻔﺘﺎة )ﻧ ّﻌﺎﺷﺔ وﺟﻤﻌﻬﺎ ﻧ ّﻌﺎﺷﺎت( وﻫﻦ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺸﺮ إﻟﻰ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ وأﺣﻴﺎﻧﺎً أﻛﺒﺮ ﻗﻠﻴﻼً وﻟﻜﻦ ﻟﺴﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ،وﻳﻘﻤﻦ ﺑﺈﻃﻼق ﺷﻌﻮرﻫﻦ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ وﺗﺤﺮﻳﻜﻬﺎ ﻳﻤﻨﺔ وﻳﺴﺮة ﺑﺘﺤﺮﻳﻚ اﻟﺮأس ﻛﺎﻣﻠﺔ وﻫﻦ واﻗﻔﺎت ﻓﻲ ﺻﻒ واﺣﺪ ﻣﻮاﺟﻬﺎت اﻟﻤﺸﺎﻫﺪﻳﻦ وﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﻀﻴﻮف أو اﻟﺸﻴﻮخ واﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻨﺜﺮ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻌﺎﺷﺎت ﻛﺘﺸﺠﻴﻊ ﻟﻬﻦ. أﺷﻬﺮ ﺷﻌﺮاء اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ
وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﻔﺮح واﻟﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﺑﺎﻟﻀﻴﻒ أو اﻷﻋﺮاس واﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت ،وﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ أﺷﻌﺎرﻫﺎ اﻟﻐﺰل واﻟﻤﺪح
وأﺷﻌﺎر اﻟﺤﻨﻴﻦ واﻟﻮﺻﻒ ،وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺬي ﻳﻨﻈﻢ ﺷﻌﺮ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ واﻟﺮزﻳﻒ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻤﺘﻤﻜﻨﻴﻦ وإﺛﺒﺎﺗﺎً ﻟﻤﻘﺪرﺗﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻠﻲ ،وﻣﻦ أﻛﺒﺮ ﺷﻌﺮاء اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ واﻟﺮزﻳﻒ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻬﻴﻠﺔ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ ،واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺎس ،واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﻮس واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﺳﻮﻗﺎت وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻜﺒﺎر ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،وﻣﻦ أﺷﻬﺮ أﻏﺎﻧﻲ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ ﻗﺼﻴﺪة )ﺷﻠﻨﻲ ﺷﻼت ﻳﺎﻟﻐﺎﻟﻲ ﺑﺸﻠﻚ( وﻫﻲ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﻤﺮﺣﻮم ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﻫﻮﻳﺸﻞ اﻟﺨﺎﻃﺮي: ﺷﻠّﻨﻲ ﺷــﻼت ﻳﻄـــ ّﻮﻳﺮ اﻟ َﺤ ّﻤــﺎم ﻓــــﻮق ﺣﻈﻦ اﻟـﺮﻳﻢ ﺧﻠﻨﻲ ﺑﺎﻧــﺎم ودﻧـــﻲ ﻟﻠﺰﻳـــــﻦ ﻣـﻤﻼي اﻟﻘﻮام ﺑﻮﻋ ّﻮﻳﺪ اﻟﺒﺎن واﻟﻄـــﺮف اﻟﻜﺤﻴﻞ ﻟﻪ ﻋﻴــﻮن اوﺳﺎع ﺗﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺴﻬﺎم ﻣﻦ ﻧﻈـﺮﻫﺎ ﺻﺎر ﻳﺨـــﻮاﻧﻲ ﺟﺘﻴﻞ واﻟﺨﺪود ﺑﺮوق واﻟﻮﺟﻨــــﻪ ﻏﺮام واﻟﺸﻔــــﺎﻳﺎ ذاب ﻓﻴﻬـﺎ اﻟﺴﻠﺴﺒــﻴــﻞ ﻋـﻮده اﻟﻤﻴﺎس ﺟـﻦ ﻣﺎﺑـﻪ ﻋﻈــﺎم ﻣﻌﺘﺰل واﻟﺨﺼﺮ ﻣﻬﻈﻮم وﻧﺤﻴــﻞ ﻣﻦ ﺛـﻘـﻞ ردﻓـﻪ ﺷﻜﻰ ﺣﻖ اﻟﺤﺰام ﻛـﻴـﻒ ﻋﻮده ز ّﻣﻠﻪ ﺣﻤـﻞٍ ﺛﺠﻴـــﻞ
ůŹűŜ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
105
ﺑﻴﺪه اﻟﻴﺴﺮى ﻳﺪ ﺟﺎره اﻟﻴﻤﻨﻰ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻟﺴﺎﻋﺪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪه اﻟﻴﻤﻨﻰ ﻋﺼﺎ، وﻳﺴﻤﻰ اﻟﺮﺟﺎل ﻓﻲ اﻟﺼﻔﻴﻦ ﺑـ)اﻟﺮدﻳﺪة( ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺘﺮدﻳﺪ أﺑﻴﺎت ﻗﺼﻴﺪة اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺬي ﻳﻠﻘﻨﻬﻢ أﺑﻴﺎت ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺑﻴﺘًﺎ ﺑﻴﺘًﺎ أﺛﻨﺎء ﺗﺄدﻳﺔ اﻟﺮﻗﺼﺔ ،وﻳﺴﻤﻰ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑـ)اﻟﻘﺎﻳﺪ( أو ﺷﺎﻋﺮ اﻟﺮزﻓﺔ ،وﺑﻴﻦ اﻟﺼﻔﻮف ﻳﻘﻒ اﻟﺮﺟﺎل ﺣﺎﻣﻠﻮ ﻃﺒﻮل اﻟﺮﻗﺼﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ )ﻃﺒﻞ اﻟﺮأس( وﻫﻮ اﻟﻄﺒﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺬي ﺗﻀﺒﻂ ﻋﻠﻴﻪ إﻳﻘﺎﻋﺎت اﻟﻐﻨﺎء وأداء ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺮﻗﺼﺔ وﻫﻮ ﺛﻘﻴﻞ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺎ وﻳﺤﻤﻞ ﺑﺤﺒﻞ ﻏﻠﻴﻆ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﻒ ،وﺗﻮﺟﺪ )اﻟﺪﻓﻮف( وﻫﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺛﻼﺛﺔ دﻓﻮف ،أﻣﺎ )اﻟﻜﺎﺳﺮ( ﻓﻬﻮ ﻃﺒﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﺤﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺘﻒ وﻳﻘﻮم ﺣﺎﻣﻠﻪ ﺑﺎﻟﻄﺮق ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺼﺎ ﻏﻠﻴﻈﻪ وﻫﻮ ﻣﺤﺮك ﻋﻮاﻃﻒ اﻟﻄﺮب ﻟﺪى اﻟﻤﺆدﻳﻦ ﻟﻤﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎت ﻋﻨﺪ ﺿﺮب ﻫﺬا اﻟﻄﺒﻞ اﻟﻤﻤﻴﺰ، ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ )اﻟﻄﺎﺳﺔ( وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻗﻄﻌﺘﻴﻦ ﻧﺤﺎﺳﻴﺘﻴﻦ ﻣﺜﻘﻮﺑﺘﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﻂ ﻳﻘﻮم ﺣﺎﻣﻠﻬﺎ ﺑﻄﺮﻗﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎً ﻹﺻﺪار ﺻﻮت ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺼﻠﻴﻞ وﺗﺸﺒﻪ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ آﻟﻪ اﻟﻜﺄس ﻓﻲ اﻷدوات اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ. وﻳﻘﻮم اﻟﺮﺟﺎل ﺑﺘﺮدﻳﺪ اﻷﺷﻌﺎر اﻟﺘﻲ ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺬي ﻳﻘﻮد اﻟﺮﻗﺼﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﺤﻦ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪﻫﻢ أن ﻳﺆدوا اﻟﺮﻗﺼﺔ ﺑﻪ ،وﻳﻘﻮم اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺘﺮدﻳﺪ ﻧﻔﺲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺬي ﻳﻨﺸﺪه اﻟﺼﻒ اﻷول ﺣﻮاﻟﻰ أرﺑﻊ ﻣﺮات ،ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﻘﻮم اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺒﻴﺖ ﻟﻠﺼﻒ اﻷول وﻟﻜﻦ اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺑﺘﺮدﻳﺪ اﻟﺒﻴﺖ اﻷول ،وﺑﻌﺪ ﺗﺮدﻳﺪ اﻟﺼﻒ اﻷول ﻟﻠﺒﻴﺖ ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻳﻘﻮم اﻟﺼﻒ اﻷول ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺮدده ﻟﻠﺒﻴﺖ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﻘﻮم اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎل ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺼﻒ
104
ĞŨĘƀŕŨė
اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺮدﻳﺪة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﺒﻴﺖ وﻳﻘﻮم ﺑﺘﻠﻘﻴﻨﻪ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻓﻴﺘﻢ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﺒﻴﺖ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﺘﻤﺮ اﻟﺼﻒ اﻷول ﺑﺘﺮدﻳﺪ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻤﺮﺗﻴﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﻐﻴﺮ اﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺠﺪﻳﺪ وﻫﻜﺬا. وﻳﻘﻮم اﻟﺮﺟﺎل )اﻟﺮدﻳﺪه( أﺛﻨﺎء ﺗﺮدﻳﺪﻫﻢ ﻟﻠﺒﻴﻮت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺑﺘﺤﺮﻳﻚ ﻋﺼﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺎت ﻃﺮﺑﻴﺔ ﻟﻬﻢ وﻟﻤﺸﺎﻫﺪﻳﻬﻢ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺘﺤﺮﻳﻜﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ واﻷﺳﻔﻞ ،ﺛﻢ ﻏﺮزﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﻣﺎل وﻫﻢ ﻣﻤﺴﻜﻮن ﺑﻬﺎ وﺗﺤﺮﻳﻚ رؤوﺳﻬﻢ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﺰء اﻟﻤﻌﻘﻮف ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﺴﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻟﺼﺪغ اﻷﻳﻤﻦ ﺗﺎرة وﺟﻬﺔ اﻟﺼﺪغ اﻷﻳﺴﺮ ﺗﺎرة ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺘﻨﺎﻏﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺼﻒ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻮﺿﻊ اﻟﻌﺼﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺘﻒ واﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻒ وﻣﻦ ﺛﻢ اﻷﻣﺎم وﻛﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺎﻟﻨﺰول ﺟﻤﻴﻌﺎً اﻟﻘﺮﻓﺼﺎء وﺿﺮب اﻷرض ﺑﺎﻟﻌﺼﻲ واﻟﻘﻴﺎم ﻣﻌﺎً ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔ ﺗﺜﻴﺮ اﻟﺤﻤﺎس ﻟﺪى اﻟﻤﺸﺎﻫﺪﻳﻦ واﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء.
أﻣﺎ اﻟﻔﺘﻴﺎت ﻓﻴﻘﻤﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ )ﻧﻌﺎﺷﺔ )اﻟﻨﻌﺶ( وﺗﺴﻤﻰ اﻟﻔﺘﺎة ّ ﻧﻌﺎﺷﺎت( وﻫﻦ ﻋﺎدة ﻣﺎ وﺟﻤﻌﻬﺎ ّ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ
إن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻤﺎرﺳﻬﺎ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ذو ﺷﺠﻦ ،وﺗﺤﻤﻞ اﻟﺬﻛﺮى ﻋﺒﻖ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﺘﻠﻴﺪ ﺑﺮاﺋﺤﺔ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﻤﻮﺷﺎة ﺑﺎﻟﻔﺮح واﻟﻔﺨﺮ واﻟﻘﻬﻮة واﻟﻬﻴﻞ ،ﻓﻤﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ زاﺧﺮة ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﺻﻨﺎف وأﺷﻜﺎل ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺘﻲ أﺿﻔﺖ اﻟﺒﻬﺠﺔ واﻟﺤﺒﻮر ﻋﻠﻰ إﻧﺴﺎن ﻫﺬه اﻷرض ،وﺟﻤﻌﺘﻪ ﺑﻤﺤﻴﻂ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﺗﻄﻠﺒﺖ اﻟﺸﺮاﻛﺔ واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻐﺮض ﻣﻨﻬﺎ. وﻓﻲ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺄﻣﻞ أن ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﻔﻨﻮن اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ وﻻ ﺗﺰال دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺮﺳﻤﻲ أو اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺳﻨﺒﺪأ أوﻻ ﺑﺎﻟﻔﻨﻮن اﻟﺒﺮﻳﺔ آﻣﻠﻴﻦ أن ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﺣﻴﺎء اﻟﺤﻨﻴﻦ ﻟﻬﺬه اﻟﻔﻨﻮن ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺄﻣﻞ أن ﻳﺤﻤﻠﻮا راﻳﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻹﻧﺪﺛﺎر ﻛﻤﺎ اﻧﺪﺛﺮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﺻﻨﺎف اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎً اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،وﻧﺴﺘﻬﻞ اﻟﺤﻠﻘﺎت ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻓﻦ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ اﻷﺻﻴﻞ. رﻗﺼﺔ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻔﺘﻴﺎت
وﻓﻦ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ رﻗﺼﺔ ﺗﺆدى ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺮﺟﺎل وﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﺘﻴﺎت أﻳﻀﺎً ،وﻳﺘﻀﻤﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ ﻗﻴﺎم ﺻﻔﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل اﻟﻤﺘﻘﺎﺑﻠﻴﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺗﻘﺪر ﺑﺤﻮاﻟﻲ اﻟﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﺘﺮا ً ﻫﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ ، وﻳﺮﺑﻮ أﺣﻴﺎﻧﺎ اﻟﺼﻒ اﻟﻮاﺣﺪ ﻋﻦ اﻟﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ رﺟﻼ ﻳﻤﺴﻚ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ
ůŹűŜ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
103
ůŹűŜ
أﺷﻬﺮ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺒﺮﻳﺔ
..اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ
رﻗﺼﺔ اﻟﻔﺮح واﻟﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﺑﺎﻟﻀﻴﻒ } Û # Ù ±# Ï/ÎÃ# Ð p Î# &/Ù# ) Ù$ % } ¦¢}. , $¼} " Ú¦# " (+è Ð' ¦+ Î'/Ø Û ÛÍ
Ù 'è Ù ±# £# Ð' ³ ÊÍ2 $ ÛÂ ,ÊØ
&3Âæ ÄÂ } .} Ù # # Ï/ ÛÂ Ê #
Û ,Ù# / $# Ù#ê Ðت£ # ª, }. ÙÊØ /# è # pÎ .} Ù( # Î(#
ÛÂ ] # ÛÂ - $ ' '. -Ù$ Í '
Ä ´. /Ã # Ð' Ï/ÎÃ# *¦+ ÛÍ ÐÙ
. Î# % É Ð' & p£ 2 &p . ) p#
ŽėőšŤē ĚřżťĬ ijŴĴĸ
ĞŨĘƀŕŨė
102
ĞŨǟŌđ
ﻧﻨﻲ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻧﺘﺎج ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث *ŽŜŴĵĴũŤē ĆĔũżļ
ﻣﻦ
ﻣﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﺪة أﻣﻮر ﻛﺎن ﻳﺘﻤﻨﻰ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻐﺮه؟ ﺑﻞ ﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺒﻚ ﻟﺴﺎﻋﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ رﻏﺒﺎت ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ﻛﻠﻌﺒﺔ زﻫﻴﺪة أو ﺣﻠﻮى ﺷﺪﻧﺎ ﻟﻬﺎ ﻟﻮﻧﻬﺎ اﻟﺰﻫﺮي أو اﻷﺣﻤﺮ ﻻ أﻛﺜﺮ؟ وﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻻزال ﻳﺘﺬﻛﺮ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺼﺎرم ﻷﻣﻪ أو ﻷﺑﻴﻪ ورﻓﻀﻬﻢ اﻟﻘﺎﻃﻊ اﻻﻧﺼﻴﺎع ﻟﺮﻏﺒﺎﺗﻪ اﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ ﺑﺤﺠﺔ واﺣﺪة وﻫﻲ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻧﻔﺴﻪ؟ ﻟﺬا ﻧﺤﻦ ﺟﻴﻞ ﻣﺘﻤﺎﺳﻚ أو إذا أرت اﻟﻘﻮل ﺟﻴﻞ واﻋﻲ ،أو ﺟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ،ﻟﻢ ﻧﺤﺮم ﻣﻦ اﻷﻟﻌﺎب وﻻ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻮﻳﺎت، وﻟﻜﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ وﻗﻴﻤﺔ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻧﻬﺪره، ﻟﻘﺪ ﻛﺎن آﺑﺎؤﻧﺎ وأﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ اﻟﺠﺴﻴﻤﺔ اﻟﻤﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﻢ ،وأﺧﺮﺟﻮﻧﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻧﺤﻦ أﻛﺜﺮ اﺳﺘﻌﺪادا ً ﻟﻪ ،وأﻛﺜﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺠﻮاﻧﺒﻪ وأﺧﻄﺎره ،ﻫﺬا ﺟﻤﻴﻌﻪ ﺗﻢ وﻫﺬا اﻷب أو اﻷم ﻻ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﺎل وﻻ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ وﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ وﻧﺤﻮﻫﺎ ،ﺑﻞ ﺣﺒﻬﻢ اﻟﻌﻔﻮي ورﻏﺒﺘﻬﻢ اﻟﺼﺎدﻗﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺘﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺮﻛﻬﻢ وﻣﻠﻬﻢ ﻧﺤﻮ ﻫﺬه اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺮاﻫﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﺻﺎرﻣﺔ وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﻘﻬﺎ اﻟﺤﺐ واﻟﺨﻮف ،ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ وﺧﻄﺘﻬﻢ اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻗﺎدﺗﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﺗﻤﻴﺰ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ أو اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. اﻟﺼﻮرة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،ﺣﻴﺚ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﻧﺴﺎء ورﺟﺎﻻً ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ورﻏﻢ ﻛﻞ ﻫﺬا ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻣﺘﻌﺜﺮون ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ،ﻓﻼ ﻳﻤﻨﺤﻮﻧﻬﻢ ﻗﻴﻤﺔ أﺧﻼﻗﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺼﺪق ،ﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮﻧﻬﺎ ،ﻳﺘﻢ اﻟﻴﻮم ﻣﻊ اﻷﺳﻒ – دون ﺗﻌﻤﻴﻢ – ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺟﻴﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻠﻚ
وﻏﻴﺮ ﻣﺪرك ﻷﺑﻌﺎد ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺗﻘﻨﻴﺎت وﻣﻤﺘﻠﻜﺎت ،ﺟﻴﻞ اﺳﺘﻬﻼﻛﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺎر اﻷول ،واﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ أﻧﻪ ﺟﻴﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎل ،ﻟﺪﻳﻪ ﺛﻘﺔ ﻣﻔﺮﻃﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻠﻬﺎ ،ﻟﻢ ﻳﻮﻟﺪ ﻫﺬا اﻟﺠﻴﻞ ﺑﻬﺬه اﻟﻘﻴﻢ وإﻧﻤﺎ ﺗﻢ ﻏﺮﺳﻬﺎ ﻓﻲ وﺟﺪاﻧﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺸﻮﻫﺔ ووﻓﻖ ﺗﻌﺎﻣﻼت ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ ﻛﺎن ﻳﺮاﻫﺎ ﺗﺘﻢ أﻣﺎم ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻬﻮ اﻟﻴﻮم ﻳﻌﻴﺪ إﻧﺘﺎج ﻣﺎ ﺗﻢ ﺗﻠﻘﺎه ﻓﻲ ﻧﻌﻮﻣﺔ أﻇﻔﺎره وﻫﺬا ﺟﻤﻴﻌﻪ اﻧﻌﻜﺲ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﺣﺘﺮاﻣﻪ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ،ﺣﻴﺚ ﺑﺎﺗﺖ ﻫﺬه اﻟﻤﻔﺮدة ﻫﺠﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ وﺗﻔﻜﻴﺮه ،ﺑﻞ وﻣﺴﺘﻬﺠﻨﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻪ اﻟﻴﻮﻣﻲ اﻟﺬي ﻳﻤﺎرﺳﻪ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ،وﻣﺮة أﺧﺮى ﻻ أﻋﻤﻢ وﻟﻜﻨﻨﻲ أدق ﻧﺎﻗﻮس اﻟﺨﻄﺮ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ وﻓﻖ اﻹﺳﺮاف ﻓﻲ اﻟﺪﻻل وﺗﻘﺪﻳﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺬ وﻃﺎب دون إﺷﻌﺎر ﻫﺬا اﻟﻄﻔﻞ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻚ، وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ دون ﻏﺮس ﻗﻴﻢ اﻟﺤﺐ واﻷﻟﻔﺔ ﻣﻊ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ وﻣﻊ ﻣﺤﻴﻄﻪ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ .أﻗﻮل إن اﻟﻨﻬﺞ اﻟﺘﺮﺑﻮي ﻵﺑﺎﺋﻨﺎ وأﺟﺪادﻧﺎ ' Ú/¢}. Úp# . h ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﺪاﺋﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،وﻣﻦ ﻳﺰﻋﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻃﺮق ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻤﺎﺿﻲ وأﺛﺮه اﻟﺒﺎﻟﻎ واﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻻ ﻳﺪرك ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﺘﺮﺑﻮي وﻣﺪى ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ واﻧﺼﻬﺎره وﺗﺄﺛﻴﺮه ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ..إﻧﻨﻲ وﻛﻤﺎ أﺗﺒﻨﻰ ﻧﻈﺮﻳﺎت ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ وﻋﻠﻤﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن أﺗﺠﺎﻫﻞ ﻫﺬا اﻟﻜﻨﺰ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺬي ﺗﻮارﺛﻨﺎه ﻣﻦ اﻷﺟﺪاد واﻵﺑﺎء واﻟﺴﺒﺐ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻷﻧﻲ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻧﺘﺎج ﻫﺬه اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﻈﻴﻢ...
ģėĸġŨė ėĶŵ ħĘġŰ ŲŬ ĝĴĬėŸ ƁűŰǢ ijĴŕŨė ŞũŬ
*ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
101
ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺨﻴﺎم ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﻐﺮض ﻓﺎﻟﺨﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺧﻴﻤﺔ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات اﻟﻄﻼﺑﻴﺔ واﻟﻜﺸﺎﻓﺔ، ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺧﻴﻢ اﻟﺤﺠﺎج وﺧﻴﻢ ا ﻣﺮاء، وﻣﻦ أﺷﻬﺮ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻳﻦ اﺷﺘﻬﺮوا ﺑﺄزﻫﻰ اﻻﻟﻮان وﻛﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺸﻖ. ﺑﺎﻟﺨﻴﻢ ﺗﻼزﻣﻬﻢ أﻳﻨﻤﺎ ﺣﻠﻮ اﻟﺮﺋﻴﺲ وداﺧﻞ اﻟﻮرش اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﻤﺘﺮاﺻﺔ ﺗﺠﺪ اﺛﻮاب اﻟﻘﻤﺎش ﻜ وﺑﻜﺮات اﻟﻠﻴﺒﻲ اﻟﺮاﺣﻞ ﻣﻌﻤﺮ اﻟﻘﺬاﻓﻲ.
اﻟﺨﻴﻂ ،وﺗﺘﻨﻮع ﺧﺎﻣﺎت اﻟﻘﻤﺎش ﻣﺎ ﺑﻴﻦ »اﻟﻘﻠﻮع« ﻤﻤﺎش اﻟﻘﻤﺎش وﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ اﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻗﻠﻮع اﻟﻤﺮاﻛﺐ وﻳﺴﻤﻰ »دك« ﺨﺪﻣﻪ اﻟﺨﻴﺎﻣﻲ ﻛﺄرﺿﻴﺔ ﻟﻘﻄﻌﺔ اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ وﺗﻀﺎف إﻟﻰ »اﻟﺪك« ﻤﺸﺔ أﻗﻤﺸﺔ اﻟﺒﻔﺘﺔ أو ﻣﻦ اﻟﺘﺮوﻛﻠﻴﻦ أو اﻟﺪاﻛﺮون أو اﻟﺴﺘﺎن أو اﻟﺒﻮﻟﻴﻴﻦ أو ﺔ أو وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺤﺮﻳﺮ ،وﻛﻤﺎ ﻳﺘﻨﻮع اﻟﻘﻤﺎش ﺗﺘﻨﻮع اﻟﺨﻴﻮط ﻓﻤﻨﻬﺎ اﻟﻘﻄﻨﻲ ووﻣﻨﻬﺎ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﺘﺮ ﺑﺄﻟﻮان ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻣﻦ اﻟﺨﺎﻣﺎت اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﻋﺔ اﻟﺨﻴﺎم ﺷﺮﻳﻂ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »ﻧﻮار« وﻳﺴﺘﺨﺪم ﻛﺈﻃﺎر ﻳﺤﻜﻢ اﻟﺮﺳﻤﺔ وﻫﻮ ﻣﻦ ﺛﻼث أﻟﻮان اﻷﺑﻴﺾ واﻷﺣﻤﺮ واﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﻲ . وﻣﻦ اﻟﺨﺎﻣﺎت إﻟﻰ اﻷدوات اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ وﻣﻨﻬﺎ اﻟﻮرق »اﻻورﻧﻴﻚ« ورق ﻣﻘﻮى ﺑﻴﺞ ﻏﺎﻣﻖ وﻳﺘﻢ اﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻴﻪ رﺳﻮم ﻣﻨﻘﻮﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﺑﺪ واﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ،واﻹﺑﺮة ﻫﻲ اﻵﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺰف ﺑﻬﺎ اﻟﺨﻴﺎﻣﻲ وﺗﺘﻨﻮع اﺣﺠﺎﻣﻬﺎ وﻣﻘﺎﺳﺎﺗﻬﺎ وﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﻮع اﻧﺘﺎج ﻏﺮز ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، وﺣﻤﺎﻳﺔ ﻷﺻﺎﺑﻊ اﻟﺨﻴﺎﻣﻲ ﻳﻠﺒﺲ ﻓﻲ اﻹﺻﺒﻊ اﻷوﺳﻂ ﻣﻦ اﻟﻴﺪ اﻟﻴﻤﻨﻰ »ﻛﺴﺘﺒﺎن« وﻟﻠﻜﺴﺘﺒﺎن دور ﺛﺎن وﻫﻮ ﺗﺮﻗﻴﻖ اﻹﺑﺮة ﺣﻴﺖ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻘﻮب ﺗﺮﻗﻖ ﺑﻬﺎ اﻹﺑﺮة ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺘﺮق اﻟﻘﻤﺎش ﺑﻴﺴﺮ. وﻣﻦ أدوات اﻟﺨﻴﺎﻣﻲ أﻳﻀﺎ ﺳﺒﻮرة ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﺧﺸﺐ ﺑﻤﻘﺎﺳﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﺗﻔﺮد ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺒﻄﺎﻧﺔ ،وﻣﺴﻄﺮة ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﺒﺮواز اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻟﻠﺮﺳﻮم ،دﻗﻤﺔ أو دؤﻣﺎﻧﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﺗﻄﻮع اﻟﺠﻠﺪ وﺗﻨﻮﻳﻤﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش ،اﻟﻤﺨﺮاز ﺳﻦ ﻣﻌﺪﻧﻲ ﺑﻴﺪ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻹﺣﺪاث ﺛﻘﺐ ﻓﻲ اﻟﺠﻠﺪ أو اﻟﻘﻤﺎش اﻟﺴﻤﻴﻚ ﻟﺘﺨﺘﺮﻗﻪ اﻻﺑﺮة ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ،وﻃﺒﺎﺷﻴﺮ أﺑﻴﺾ ﻟﻠﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش اﻷﺳﻮد ،وأﺳﻮد ﻟﻠﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش اﻷﺑﻴﺾ. ورﻏﻢ ﻣﺮور أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺼﺮ إﻻ أن ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ ﻻ زاﻟﺖ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ،ﺗﺒﺪأ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر »اﻻﺳﻄﻤﺒﺔ« أو اﻟﺮﺳﻤﺔ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺒﺎﺗﺎت أو ﺣﺮوﻓﺎً أو ﺣﻴﻮاﻧﺎت أو رﺳﻮﻣﺎً ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ أو رﺳﻮﻣﺎً ﻗﺒﻄﻴﺔ أو إﺳﻼﻣﻴﺔ أو ﻓﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ واﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬى ﺳﺘﻮﺿﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﺨﻴﺎم ،وﻳﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺒﺨﻴﺶ وﺗﻌﻨﻲ ﺗﺠﻬﻴﺰ اﻻورﻧﻴﻚ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮم ،ﺛﻢ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺮب ﺑﻌﺪ إﻋﺪاد اﻻورﻧﻴﻚ ﻳﺘﻢ إﺣﻀﺎر ﻗﻤﺎﺷﺔ اﻷرﺿﻴﺔ ﻟﻠﺮﺳﻤﺔ
100
ƁěŕŁŨė ĴšġŕŭŨė ǝ ľƀŰėŹŝŨė ĢſķĘŝŔ ĞƀŬĘƀıŨė
وﺗﺴﻤﻰ »»اﻟﺒﺪن« وﻳﺘﻢ ﺗﺜﺒﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﻮرة ﺛﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ وﺗﺴﺴﻤﻰ اﻟﻤﺮاداد ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ا ﻟﻤ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺘﺮﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺘﺮﺑﺔ وذﻟﻚ ﺑﺈﺣﻀﺎر ﻛﻴﺲ ﻗﻤﺎش ﺑﻪ ﺑﻮدرة ﺗﻠﺞ أأو ﺗﺮاب ﻓﺤﻢ ﺣﺴﺐ ﻟﻮن اﻟﻘﻤﺎش وﻳﺘﻢ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺒﻮدرة أو اﻟﻔﺤﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮوم اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ اﻻورﻧﻴﻚ وﺗﺤﺪد اﻟﺮﺳﻢ وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﻘﻠﻢ اﻟﺮﺻﺎص ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﺮﺳﻮﻣﺎت ،وﻳﻠﻲ ذﻟﻚ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻷﻟﻮان وﻗﺺ اﻟﻘﻤﺎش اﻟﻤﻠﻮن ﺑﻤﻘﺎس اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺰﺧﺮﻓﻴﺔ ﺛﻢ ﺗﺒﺪأ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺨﻴﺎﻃﺔ ﺛﻢ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ وﺗﺮﻛﻴﺐ اﻟﺒﺮواز. وﺗﺘﻨﻮع أﺷﻜﺎل اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻖ ﻛﺒﺮواز ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺋﻂ أو ﻣﻔﺮش أو ﻛﻴﺲ ﺷﻠﺘﻪ أو ﻣﺨﺪة وﻛﺬﻟﻚ ﺟﻼﻟﻴﺐ وﻛﺴﻮة ﻟﻸﺿﺮﺣﺔ ،وﺗﺴﺘﺨﺪم ﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﻮان ﻓﻲ اﻷﻓﺮاح واﻟﻤﺂﺗﻢ. وﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺨﻴﺎم ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﻐﺮض ﻓﺎﻟﺨﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺧﻴﻤﺔ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات اﻟﻄﻼﺑﻴﺔ واﻟﻜﺸﺎﻓﺔ ،ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺧﻴﻢ اﻟﺤﺠﺎج وﺧﻴﻢ اﻷﻣﺮاء ،وﻣﻦ أﺷﻬﺮ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺬﻳﻦ اﺷﺘﻬﺮوا ﺑﺎﻟﺨﻴﻢ ﺗﻼزﻣﻬﻢ أﻳﻨﻤﺎ ﺣﻠﻮ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻠﻴﺒﻲ اﻟﺮاﺣﻞ ﻣﻌﻤﺮ اﻟﻘﺬاﻓﻲ. ﺗﺄﺛﺮت ﻣﻬﻨﺔ اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻟﺤﻖ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻐﺰل واﻟﻨﺴﻴﺞ ﻣﻦ أزﻣﺎت وﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ أﻏﻠﺐ اﻷﻗﻤﺸﺔ واﻟﺨﻴﻮط ﻣﺼﺮﻳﺔ اﻟﺼﻨﻊ ﻣﻦ إﻧﺘﺎج اﻟﻤﺤﻠﺔ دﺧﻠﺖ اﻟﺨﺎﻣﺎت اﻟﻤﺴﺘﻮردة ﻣﻦ اﻟﺼﻴﻦ وﺳﻮرﻳﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ. واﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺤﺮف اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺗﻘﺎوم ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺒﻘﺎء، ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺎﻧﻲ أزﻣﺔ إﻗﺒﺎل اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻓﺠﻴﻞ اﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮك وﺗﻮﻳﺘﺮ ﻻ ﻳﻘﻮى ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺒﺮ أﻳﺎﻣﺎً وﻟﻴﺎﻟﻲ ﻹﻧﺘﺎج ﻗﻄﻌﺔ ﺧﻴﺎﻣﻴﺔ ﺗﺠﺪ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻳﺜﻤﻨﻬﺎ وﻳﻘﺪر اﻟﺠﻬﺪ اﻟﻤﺒﺬول ﻹﻧﺘﺎﺟﻬﺎ
وﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻳﺠﺎورﻫﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ أن ﺗﻜﻮن ﺣﺎﺿﻨﺔ »ﻟﻠﺘﺮاث« وﻷﻫﻞ اﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،اﻟﺪرب اﻷﺣﻤﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻟﻬﺎ ﺳﺤﺮ ﺧﺎص ،ﻫﻨﺎ اﻷﺻﺎﺑﻊ ﺗﻌﺰف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش واﻟﺤﺪﻳﺪ ،أﺻﺤﺎب ﺣﺮف أﺑﻮا أن ﻳﺴﺘﺴﻠﻤﻮا ﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﻤﻨﺘﺞ اﻟﺼﻴﻨﻲ وﻳﻐﻠﻘﻮا ورﺷﻬﻢ وﻳﺤﻮﻟﻮﻧﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺨﺎزن ﻟﻠﻤﻨﺘﺞ اﻟﻤﺴﺘﻮرد اﻷرﺧﺺ ﺳﻌﺮا ً وﻟﻜﻨﻪ ﺑﻼ روح ،ﻟﻢ ﺗﺘﺮك ﻋﻠﻴﻪ »اﻟﻤﺎﻛﻴﻨﺔ« ﺑﺼﻤﺔ ﻓﻨﺎن ﻋﺎش ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺸﻖ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﻳﺪاه ﻟﻴﻮدﻋﻬﺎ ﺟﺰءا ً ﻣﻦ روﺣﻪ وﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ،ﻫﻨﺎ ﻻ ﻣﻨﺘﺞ ﻳﺸﺒﻪ اﻵﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻦ إﻧﺘﺎج ﻧﻔﺲ اﻟﻔﻨﺎن. اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ ..اﻟﻌﺰف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش
وﻣﻦ اﻟﻌﺰف ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﻴﺢ واﻟﺰﺟﺎج إﻟﻰ اﻟﻌﺰف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش ﻓﻲ ورش اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺪرب اﻻﺣﻤﺮ وﺗﺤﺪﻳﺪا ﺷﺎرع اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ اﻟﻤﺘﻔﺮع ﻣﻦ »ﺗﺤﺖ اﻟﺮﺑﻊ«. وﻳﺮﺟﻊ اﺳﻢ اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ اﻟﻰ اﻟﻤﻨﺘﺞ اﻟﺬى ﻳﺘﻢ ﺗﺼﻨﻴﻌﻪ وﻫﻮ اﻟﺨﻴﺎم وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﻓﻲ »اﻟﺨﻴﻤﻲ«وﻣﻬﻤﺘﻪ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻘﻤﺎش اﻟﺼﻤﺎء اﻟﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺰﺧﺎرف واﻟﺮﺳﻮم واﻻﻟﻮان . وﺗﻨﺘﻌﺶ ورش اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ وﻳﺰداد ﺣﺠﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺷﻬﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﻖ رﻣﻀﺎن ﺣﻴﺚ ﻳﺰداد اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﺎم ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻮاﺋﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، وﺳﺮادﻗﺎت ﺣﻔﻼت اﻹﻧﺸﺎد واﻟﻠﻴﺎﻟﻲ اﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻴﺔ . وﻟﻠﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻲ زﺧﺮﻓﺔ اﻻﻗﻤﺸﺔ ﻳﺮﺟﻊ اﻟﻰ »اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ »اول ﻣﻦ ﺻﻨﻌﻮا اﻟﺼﺒﻐﺎت اﻟﺘﻲ اﺗﺴﻤﺖ ﺑﺎﻟﺜﺒﺎت وﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺮﺳﻮم واﻟﺰﺧﺎرف ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺑﺪﻫﻢ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ.
واﺳﺘﻤﺮ ﻋﺰف اﻟﻤﺼﺮﻳﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻘﺒﻄﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ ﻳﻨﺘﻘﻞ اﻟﻔﻦ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،وﻣﻦ أﺷﻬﺮ اﻟﺨﻴﺎم –ﻛﻤﺎ ذﻛﺮ ﻋﻤﺮ ﺑﺪﻳﻊ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻪ اﻟﻤﻨﺸﻮر ﺑﻤﺠﻠﺔ اﻟﻐﺪ ﻋﺪد رﻗﻢ 3ﺳﻨﺔ 1959ﺧﻴﻤﺔ ﻗﻄﺮ اﻟﻨﺪى ،اﺑﻨﺔ ﺧﻤﺎراوﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻄﻮﻟﻮﻧﻲ ﺣﻴﺚأﻣﺮ ﺑﺈﻋﺪاد ﺧﻴﻤﺔ ﻣﺠﻬﺰة ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﺗﻨﺰل ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮ وﺑﻐﺪاد ،وزﻳﻨﺖ اﻟﺨﻴﺎم ﺑﺎﻟﺮﺳﻮم واﻟﺼﻮر وأﺿﻴﻔﺖ ﻟﻬﺎ أﺑﻮاب ﺗﻔﺼﻞ أﺟﺰاءﻫﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ اﻟﺨﻴﻤﺔ أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻘﺼﺮ اﻟﻤﺘﻨﻘﻞ . وﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﺗﺴﺘﺨﺪم »اﻟﺨﻴﺎم«ﻃﻮال اﻟﻌﺎم ﻟﺘﺼﻨﻴﻊ اﻟﺴﺮادﻗﺎت وﻣﺎ اﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮان ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻻﻓﺮاح واﻟﻤﺂﺗﻢ واﻟﻤﻮاﻟﺪ واﺳﺘﻘﺒﺎل ﻛﺒﺎر اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ،ورﻏﻢ اﻧﺘﺸﺎر ﻗﺎﻋﺎت اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت إﻻ أن »اﻟﺼﻮان« وﺣﺠﻤﻪ ﻻ زال أﺣﺪ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﻮﺟﺎﻫﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﺷﺎرك »اﺳﻄﻮات اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ » ﺑﺈﻧﺘﺎﺟﻬﻢ اﺣﺘﻔﺎﻻت ﻛﺒﺮى ﻓﺘﺤﺖ ﺧﻴﻤﺔ ﺻﻨﻌﻮﻫﺎ وﺿﻌﻮا ﻧﻤﻮذج اﻟﺴﺪ اﻟﻌﺎﻟﻲ أﺛﻨﺎء ﺣﻔﻞ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺴﺪ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﺤﻀﻮر اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮاﺣﻞ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ واﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮوﺳﻲ، وﻣﻦ اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ ﺧﺮﺟﺖ اﻟﺨﻴﺎم إﻟﻰ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺘﻜﻮن ﺟﺰءا ً ﻣﻦ ﻃﻘﻮس اﻷﻓﺮاح واﻷﺣﺰان . وﺑﺸﺎرع اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ ﺗﺘﺮاص اﻟﻮرش اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺟﺪراﻧﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻤﻌﺮض ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﻠﺲ اﻟﻔﻨﺎن ﻣﻨﺤﻨﻴﺎً اﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺘﺮﺑﻴﻌﺔ أو ﻗﻌﺪة اﻟﺨﻴﺎط ﺑﺜﻨﻲ رﺟﻞ وﺗﺮﺑﻴﻊ اﺧﺮى ﻣﻊ ﺗﺒﺪﻳﻞ اﻟﻮﺿﻊ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﺳﺎﻋﺎت ﻳﻌﺰف ﺑﺎﻹﺑﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش اﺟﻤﻞ اﻻﺷﻜﺎل
ůŹűŜ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
99
ůŹűŜ
أﻧﺎﻣﻞ ﺗﻘﺎوم اﻟﻨﺴﻴﺎن
..اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ
اﻟﻌﺰف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش
¶ Í ª ] « ( æ p# » ÊØ . Û pb Øp . + Ê# $É ÛÂ
2.}» ± . Ø } /Ù . Ù£Ø p ' . Ù( Ã# + Ê# Ð' Ù # ] + 2  Ð' ¤Ø # + . Ø Ù ° Ê Î' ( æ p# ]«p$ b b b b ª (# ± Ø /½# ¼. ] /Î $Ê# 1 p (' +©æ ° É °
b b2 (°. ]Û( Ã# -$# ÐØp# Ù,±# )# 3 ° Ð' p +©æ ° . Ø /½# 1
źŴĔʼnŭň ŶŵĥŬ ęĴűĔŝŤē ŪżűēĴĖč źİĥŨ ĴŻŵŁĜ
ĞƀŬĘƀıŨė
98
وﻓﺘﺤﻪ ،ﻓﺎﻧﻔﺘﺤﺖ ﻟﻪ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﺻﺎر ﻣﺎ ﺻﺎر ،ﺣﺘﻰ أﻏﺮﻗﻪ اﻟﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪل ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ،ﻓﺪﻓﻦ ﻣﻊ ذﻫﺒﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﺒﺤﻴﺮة ،وﺣﻴﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﻴﻬﻮد ﺑﺎﻷﻣﺮ ،أﺗﻮا إﻟﻰ ﻫﻨﺎ ،ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺴﺎﺣﺮ واﻟﺘﺎﺟﺮ واﻟﺸﻘﻲ اﻟﻔﺎﺟﺮ ،ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ ﻛﻨﺰ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻤﺪﻓﻮن، ﻓﺼﺎروا ﻳﻨﻘﺒﻮن ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪ ،وﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮا ﺣﺠﺮا ً ﺣﺘًﻰ أزاﻟﻮه ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ اﻟﻜﻨﺰ ،ﺣﺘﻰ ﻗﻀﻮا ﻳﺒﺤﺜﻮن أﻟﻒ ﻳﻮم ،ﻓﺼﺎر اﺳﻢ اﻟﻤﻜﺎن »ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻷﻟﻒ ﻳﻮم« ،ﺛﻢ ﻗﺎل اﻟﻨﺎس »اﻟﻔﻴﻮم«. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺠﺪ وﺣﺪه اﻟﺬي ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺬه اﻷﺳﻄﻮرة ،ﻓﻜﻞ ﻋﺎﺋﻼت اﻟﺒﻠﺪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻧﺰﺣﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻤﺎ ﺗﺮﻛﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﻳﻮﺳﻒ ،ﺟﺎءوا ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ وﺑﺤﺮي ،ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﻮا أﻏﻠﺒﻴﺔ وﺳﻂ اﻟﻴﻬﻮد ،اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻛﻮا ﻛﻞ ﺷﻲء وﺳﻜﻨﻮا ﺣﻮل ﺑﺤﻴﺮة ﻗﺎرون ،ﻓﻲ ﺷﻤﺎل اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ،ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻳﺤﺮﺳﻮن ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ اﻵﺧﺮون. ﻳﻮاﺻﻞ اﻟﺠﺪ ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ» :اﻟﻜﻨﺰ ،ذﻫﺐ وﻓﻀﺔ وﺣﺠﺎرة ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺮء ﻓﻴﺬﻫﺐ ﺑﺼﺮه ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ..ﻻ ﻳﺴﺘﺪل ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻧﺲ إﻻ ﺑﻤﻌﻮﻧﺔ ﺟﻨﻲ، وﺻﺎر ﻟﻜﻞ ﺑﻴﺖ ﺳﺎﺣﺮ ،وﺗﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎس اﻟﻄﻼﺳﻢ ،وﻛﺘﺒﻮا ﺑﺎﻟﺪم أﺳﻤﺎء أﻣﻬﺎﺗﻬﻢ ،ودﺑﻐﻮا ﺟﻠﻮد أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺮﻛﻢ اﻷﺻﻔﺮ ،وﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﻌﺮﻓﻮن اﻟﺴﺎﺣﺮ ﻣﻦ داﺋﺮة ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻨﻪ ،ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﻣﻦ أﻋﻄﺎه اﻟﻄﻠﺴﻢ ،ﺑﻘﻠﻢ ﻣﻦ ﺷﺠﺮة ﺳﺮو ،ﻳﺴﻘﻮﻧﻬﺎ 7ﺳﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﺒﻦ واﻟﺪم ،ﺣﺘﻰ ﺗﺸﻴﺦ ،ﻓﻴﺄﺧﺬون ﻣﻨﻬﺎ ﻏﺼﻨﺎً ،ﺛﻢ ﻳﻐﺮﻗﻮﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺰﻋﻔﺮان ،وﻳﺘﻠﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻄﻼﺳﻢ اﻟﺠﺎﻟﺒﺔ ﻟﺠﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎن ،ﺛﻢ ﻳﺮﺳﻤﻮن اﻟﻄﻠﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ داﺋﺮة ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺼﺮة اﻟﺴﺎﺣﺮ ،ﻓﻼ ﻳﺘﺰوج وﻻ ﻳﺸﺮب اﻟﻤﺎء إﻻ ﻣﺨﻠﻮﻃﺎ ﺑﺎﻟﺮوث ،وﻻ ﻳﺄﻛﻞ اﻟﻄﻌﺎم ،إﻻ وﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺪم ﺷﻲء ،ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺒﻠﻪ اﻟﺠﻦ وﺗﺪﺧﻠﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺮ ،ﻟﻴﺒﺤﺜﻮا ﺳﻮﻳﺎً ﻋﻦ ﻛﻨﺰ اﻟﻨﺒﻲ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻓﻜﺎن اﻟﺮﺟﺎل إذا
ﻳﺄﺳﻮا ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة ،رﺳﻤﻮا اﻟﻄﻼﺳﻢ ،أﻣﺎ اﻟﻨﺴﺎء ،ﻓﻜﺎن اﻟﺠﻦ ﻳﻄﻴﻌﻬﻦ أﻛﺜﺮ«. »وﻗﺎﻟﻮا :ﻛﺎن رﺟﺎل اﻟﺒﻠﺪ ﻳﺠﺘﻤﻌﻮن ﻟﺪى ﺳﺎﺣﺮ ،ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ أن ﻳﺨﺮج ﻛﻞ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﻧﺴﻠﻪ اﻣﺮأة ﺣﺘﻰ إذا ﺣﺎﺿﺖ ﻳﺄﺗﻮه ﺑﻬﺎ ﻟﻴﻌﻠﻤﻬﺎ اﻟﺴﺤﺮ، ﻓﺘﻜﻮن ﺳﺎﺣﺮة اﻟﻤﻜﺎن ،ﻓﻼ زواج ﻟﻬﺎ وﻃﻌﺎم إﻻ ﻣﺎ ﻳﺄﻛﻠﻪ اﻟﺴﺤﺮة وﻣﺎ ﻳﺸﺮﺑﻮﻧﻪ ﻣﻦ »ﻋﻜﺎرة« ،أﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﺸﺘﻬﻴﻪ اﻟﻤﺮأة ،ﻓﻬﻮ دﻳﻦ ﻋﻠﻰ رﺟﺎل اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ،أن ﻳﻘﻀﻲ رﺟﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻊ ﺳﺎﺣﺮة ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة، ﻓﺈن ﺣﺒﻠﺖ زال ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺴﺤﺮ ،وإن ﻇﻠﺖ ﻓﺎرﻏﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻟﺰﻣﻬﺎ اﻟﻄﻠﺴﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻮت ،وﻳﻘﺎل إن ﺟﺪﻧﺎ اﻷﻛﺒﺮ ذاق ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﺳﺎﺣﺮة ،ﻛﻠﻬﻦ أﻧﺠﺒﻦ ،ﻓﻤﻨﻬﻦ أﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﻛﺰ ،وﻗﺎﻟﻮا إن اﻟﺠﺪ ﻏﺎر ﻣﻨﻪ ذات ﻟﻴﻠﺔ، ﻓﺪﺑﺮ ﻟﻪ ﻣﻜﻴﺪة ﻟﺘﺴﺨﻄﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﻠﺔ ،وﺧﺒﺄ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻳﻬﻮدﻳﺔ ،ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻣﻴﺰار ،ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺠﻮزا ً ﺗﺠﺎوزت اﻟﻤﺎﺋﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺳﺄﻟﻬﺎ اﻟﺠﻦ ﻋﻦ ﺟﺪﻧﺎ )وﻛﺎن ﻳﺨﺘﺒﺊ ﻓﻲ ﺻﺤﻦ اﻟﺪار( ،ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﻢ: ده ﻋﻤﻮد اﻟﺒﻴﺖ« ،وﺣﻴﻦ ﻣﻀﻮا ،أﺿﺤﻰ اﻟﺠﺪ وﻗﺪ اﺳﺘﻄﺎل ﺑﺪﻧﻪ، ﺣﺘﻰ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﺪار ﻟﺴﺒﻌﺔ أﺷﻬﺮ ،ﺣﺘﻰ ﻓﻜﺖ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ أﺳﺮه ،ﻓﺨﺮق ﺳﻘﻒ دارﻫﺎ وﻋﺎد إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻟﻴﺘﻌﺠﺐ اﻟﻨﺎس ،وﺣﻴﻦ أﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ،ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻪ :ﺳﺤﺮﺗﻚ ،وﻃﺎردوه ،وﺣﻴﻦ ﻏﻠﺐ ﻣﻦ ﻛﺜﺮة ﻋﺪدﻫﻢ ،أﺣﺮق ﻏﻴﻄﺎن اﻟﻘﻤﺢ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎم ﻛﻠﻪ ،ﻓﺨﺎف اﻟﻨﺎس ،وﺳﻤﻮا اﻟﻤﻜﺎن دار اﻟﺮﻣﺎد ،أﻣﺎ ﺟﺪﻧﺎ ﻓﺤﻴﻦ ﻫﺮب اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻋﻦ اﻟﻜﻨﺰ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ اﻟﺠﻮار ،ﻣﺪ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﺎن ،وﺣﻴﻦ واﻓﺎه اﻷﺟﻞ ﻗﺎل ﻷﻫﻠﻪ: )ﻋﻴﺎل ﻋﻴﺎﻟﻨﺎ ﻳﻼﻗﻮا اﻟﻜﻨﺰ ..ﻳﺎ رب ﺗﻜﻮن إﻧﺖ ﻳﺎ أﺣﻤﺪ( *ﺷﺎﻋﺮ وﺻﺤﺎﻓﻲ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ
ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ
ﺑﺎﻟﻘﺺ ﺑﺎﻟﺨﺺ ،واﻟﻌﻴﺶ اﻟﺘﻤﺮ ّ ّ ﻣﺜﻞ ﺷﻌﺒﻲ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﺄﺷﻬﺮ ﻏﺬاﺋﻴﻦ ﺷﻌﺒﻴﻴﻦ رﺋﻴﺴﻴﻴﻦ ،وﻫﻤﺎ اﻟﺘﻤﺮ واﻷرز واﻟﺬي ﻳﺴﻤﻰ ﻣﺤﻠﻴﺎً »ﻋﻴﺶ« ،وذﻟﻚ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﻏﺬا ًء رﺋﻴﺴﻴﺎً ﻋﻨﺪﻧﺎ. واﻟﻤﺜﻞ ﻣﻌﻨﺎه أﻧﻪ ﻋﻨﺪ أﻛﻞ اﻟﺘﻤﺮ ﻻ ﺿﻴﺮ أن ﺗﻨﺘﻘﻲ وﺗﺨﺘﺎر اﻟﺘﻤﺮة اﻟﺠﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻦ ﻟﺘﺄﻛﻠﻬﺎ وﻣﻦ أي ﺟﻬ ٍﺔ ﻣﻨﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺄﻛﻞ اﻷرز ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﻲ أﻣﺎﻣﻚ وﺑﺪون اﻻﻧﺘﻘﺎء ،ﻷﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ أرز وﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﻮع. وﻳﻀﺮب ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻧﺼﺤﺎً ﻓﻲ آداب اﻷﻛﻞ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﺒ ّﻴﻦ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻤﺮ واﻷرز ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة.
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
97
ĸİċ ĊŹň
ﻛﻨﺰ اﻟﻨﺒﻲ ﻳﻮﺳﻒ * ĕŵĥĩŨ İũĨĉ
ﻛﺎن
ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺻﺒﺎح ﻛﻞ ﻳﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﻄﻮرة ﺟﺪﻳﺪة ،ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﺘﻮﺳﻂ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﻛﺎن ﻣﺠﻤﻊ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻳﺒﻨﻲ ﻟﻨﻔﺴﻪ دوﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻴﺎل .ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪا ً ﻣﺮ أﻧﺒﻴﺎء وﻗﺘﻠﺔ ،ﺧﻠﻔﺎء وﺳﻔﺎﺣﻮن ،أوﻟﻴﺎء ﻫﺎﺋﻤﻮن وﺛﻮار ﺗﺎﺋﻬﻮن وﻧﺼﺎﺑﻮن ﻃﺤﻦ ﻋﻈﺎﻣﻬﻢ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺒﻖ ﻟﻬﻢ ﺳﻮى اﻟﺤﻮادﻳﺖ ،ﻳﺤﻜﻮن ﻋﻨﻬﺎ وﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻴﻬﺎ. ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎح ،ﻛﺎن ﻳﺪرك أي ﺑﻠﺪة ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻫﺬا اﻟﻄﻔﻞ ،ذو اﻟﺴﺒﻊ ﺳﻨﻮات ،ﻳﻐﺮق ﻛﻞ ﺻﺒﺎح ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻻ ﻫﻮ ﺻﻌﻴﺪ وﻻ ﻫﻮ »ﺑﺤﺮي« ،ورﻏﻢ ﻗﺮﺑﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ/ اﻟﻘﺎﻫﺮة ) 90ﻛﻢ( ،إﻻ أﻧﻪ »درﺟﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ« ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺎت واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ واﻻﻫﺘﻤﺎم. ﻳﺘﺬﻛﺮ – ﺑﻌﺪ أن ﺷﺎب ﺷﻌﺮ رأﺳﻪ – ﺣﻴﻦ ﻗﺎل ﻟﺰﻣﻴﻞ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﻟﻠﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ »أﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻴﻮم« ،ﻓﻀﻴﻖ اﻟﺰﻣﻴﻞ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﺤﺎوﻻً اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ »ﻣﻌﻠﻢ ﻣﻤﻴﺰ« ،ﺛﻢ ﻗﺎل ﺑﻌﺪ ﺗﻨﻬﺪ »آه إﻧﺘﻮ اﻟﻠﻲ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻳﻬﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﻴﺮة ﺻﺢ؟«. ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ﻛﺎن اﻟﺠﺪ ،ﻃﻮﻳﻼً ﻣﻬﻴﺒﺎ ﻛﺄن اﻟﺴﻤﺎوات اﺧﺘﺎرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺷﺠﺮ اﻟﻤﺎﻧﺠﺮوف اﻟﻌﻤﻼق ،ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ﻛﺎن اﻟﺠﺪ ،ﻃﺎف اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ ﺷﻤﺎﻻً إﻟﻰ اﻟﺴﻮدان ﺟﻨﻮﺑﺎً ،ﻣﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻏﺮﺑﺎً إﻟﻰ ﺗﻮﻧﺲ ﺷﺮﻗﺎً ،رﺣﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ وﻗﺖ ،ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ اﻟﻌﺜﺮة ،ﺷﺒﺎﺑﻪ اﻟﻤﺸﻮش ،ﻛﻬﻮﻟﺘﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﺰﻧﺔ ،وﺣﺘﻰ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻪ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺔ واﺣﺪة «:ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﺪﻧﻴﺎ« أﻣﺎم ﺣﻔﻴﺪه اﻟﻮﺣﻴﺪ وﻗﺘﻬﺎ ،ﻟﻴﻌﺮف »ﻛﻴﻒ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻨﺎس وإﻟﻰ أﻳﻦ ﻳﺬﻫﺒﻮن«. ﻳﻘﻮل اﻟﺠﺪ» :اﻟﻔﻴﻮم ﻫﻲ اﻟﻔﻴﻮم ،ﻫﻞ ﺗﻌﺮف أن ﺛﻼث ﻋﺎﺋﻼت ﻓﻘﻂ وﺿﻌﺖ اﻟﺒﺬرة اﻷوﻟﻰ ﻟﻬﺬا اﻟﺒﻠﺪ؟ ﻫﻞ ﺗﻌﺮف أن اﻟﻴﻬﻮد ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻤﻠﻜﻮن ﻛﻞ اﻷراﺿﻲ ﺣﻮل ﺑﺤﻴﺮة ﻗﺎرون؟ ﻫﻞ ﺗﻌﺮف ﻗﺎرون ﻧﻔﺴﻪ؟ ﻛﺎن أﻃﻮل ﻣﻨﻲ ،وﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧﻪ ﻓﻘﺪ ﻳﺪه اﻟﻴﻤﻨﻰ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﺻﻴﺪ )ﻛﺎن ﻳﺼﻴﺪ أﺳﻮدا ً ﺑﻴﺪﻳﻪ اﻟﻌﺎرﻳﺘﻴﻦ( ﻓﺤﻠﻒ ﻟﻴﺠﻌﻠﻦ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﻔﻪ ﺣﺘﻰ أﻃﺮاف أﺻﺎﺑﻌﻪ ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ اﻟﺨﺎﻟﺺ ،ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﻨﻔﻌﻪ، وﻗﺼﺮه اﻟﻤﻬﻴﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺮﻛﺔ )اﻟﺒﺤﻴﺮة( ،ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ أﻟﻒ ﺣﺴﻨﺎء ،ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻬﻦ ﻣﻦ أﻃﺮاف اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﺣﻴﻦ ﺗﻌﺠﺒﻪ واﺣﺪة ،ﻳﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻫﺎ
96
ŞļŹſ ƁěűŨė ĺűŤ
اﻟﻤﺮﻣﺮي ﻣﺰﻳﺞ اﻟﻔﻀﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺼﻠﺐ ﻓﻴﻀﻌﻬﺎ ﺗﻤﺜﺎﻻً ﻋﻠﻰ ﺑﺎب ﻗﺼﺮه«. ﻳﺼﻤﺖ اﻟﺠﺪ ،ﺣﻴﻦ أﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻟﻔﻴﻮم ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ وﻳﺠﻴﺒﻨﻲ ﺑﺼﻮت ﺧﻔﻴﺾ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻬﻤﺲ ﺑﺴﺮ اﻟﻜﻮن» :ﻫﻞ ﺗﻌﺮف ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ ﻳﻮﺳﻒ؟ ﻛﺎن »ﻓﻠﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺮ« ،وﺟﻬﻪ أﺻﻔﻰ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﻦ ووﺟﻨﺘﺎه ﺑﺤﻤﺮة ،ﻫﻞ ﺗﺘﺬﻛﺮ اﻟﻨﺎﺑﻠﺴﻲ اﻟﺬي ﻗﻀﻰ إﻟﻰ رﺣﺎب رﺑﻪ ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮع ،ﻫﻞ ﺗﺘﺬﻛﺮ وﺟﻬﻪ اﻟﻤﺪور وﻋﻴﻮﻧﻪ اﻟﺰرق ﻛﻤﺎ اﻟﺒﺤﺮ، وﺷﻌﺮه اﻟﻔﺎﺣﻢ اﻟﻤﻨﺴﺪل ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ؟ ﻫﻞ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺑﻜﺎﺋﻚ ﻷﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﻓﻲ وﺳﺎﻣﺘﻪ اﻟﺘﻲ »ﺟﻨﻨﺖ« ﻧﺴﺎء اﻟﺒﻠﺪ؟ ..ﻛﺎن اﻟﻨﺎﺑﻠﺴﻲ ﻫﺬا »اﺑﻦ ﻳﻬﻮدﻳﺔ« ،ﺟﺎء ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻦ ﺑﻼد ﺑﻌﻴﺪة ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺟﺎء اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻫﻨﺎ ،ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻛﺎن ﻳﻘﻮل داﺋﻤﺎً إﻧﻪ ﻣﻦ ﻧﺴﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﻳﻮﺳﻒ ،وأن ﺣﻼوﺗﻪ ﻫﻲ ﺟﺰء ﻣﻦ أﻟﻒ ﻣﻦ ﺣﻼوة اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻤﺮﺳﻞ ،ﻫﻞ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﻛﻴﻒ ﻣﺎت؟ ﻧﻌﻢ »ﻏﻄﺲ« ﻓﻲ ﺑﺤﺮ »ﺗﻨﻬﻠﺔ« ﺛﻼث ﻟﻴﺎ ٍل ﺣﺘﻰ أﻛﻠﺘﻪ اﻟﺴﻮاﻗﻲ ﻏﺮب اﻟﺒﻠﺪ ،ﻓﻤﺎت وﺗﺸﺮح ﺟﺴﺪه.. ﻛﺎن ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﻨﺰ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ«. ﻳﻨﺸﻐﻞ اﻟﺠﺪ ﺑﺴﺠﺎﺋﺮه »اﻟﻠﻒ« ،وﺑﻌﺪ ﻧﻔﺜﺘﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﺎن ﻳﻌﺎود اﻟﺤﻜﻲ» :ﺷﺠﺮ اﻟﺼﻔﺎف اﻟﺬي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻔﻴﻼ اﻟﻤﺤﺎﻓﻆ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ،زرﻋﺘﻪ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺤﺮم ،ﺟﺎءوا ﻣﻦ أﻗﺼﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ ﻛﻲ ﻳﺒﺤﺜﻮا ﻋﻦ ﻛﻨﺰ اﻟﻨﺒﻲ ﻳﻮﺳﻒ ،أﻟﻢ أﺧﺒﺮك ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﻤﺎذا ﺟﺎء اﻟﻨﺒﻲ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ ﻫﻨﺎ؟« »ﻛﺎن ﻳﻮﺳﻒ وﺳﻴﻤﺎ ﻗﺴﻴﻤﺎً ،ﻇﻠﻤﻪ أﺧﻮﺗﻪ ،ﻓﺄﻋﻄﺎه اﻟﻠﻪ اﻟﻤﻠﻚ، وأﺻﺒﺢ وزﻳﺮا ً ﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ ،ﺟﺎء ﻫﻨﺎ ﻟﻴﻌﻠّﻢ اﻟﻨﺎس دﻳﻦ اﻟﻠﻪ، وﻳﻘﺴﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﻐﻼل ﺑﺎﻟﻌﺪل ..وﺣﻴﻦ اﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ )اﻟﻘﺎﻫﺮة(، ﻃﺎردﺗﻪ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻤﻼﻋﻴﻦ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻠﻔﺮﻋﻮن :اﺑﺤﺚ ﻟﻲ ﻋﻦ أرض ﻻ ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ اﻣﺮأة وﻻ ﻳﻮﻟﺪ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ اﻟﺮﺟﺎل ،ﻓﺪﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻴﻮم ،ﻓﺠﺎء وﻣﻌﻪ ﻣﻌﺎوﻧﻮه ،ووﺿﻌﻮا اﻟﻐﻼل ﻫﻨﺎ ،ﻣﻜﺎن اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ أرﺿﻨﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﻠﺒﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ..ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻐﻼل ﺗﻼﻻً ﻓﻮق ﺗﻼل ،وأﺗﻰ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻳﺘﻌﻠﻤﻮن وﻳﺄﺧﺬون ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪل واﻟﻤﻴﺰان، وﻟﻤﺎ ﺗﻮﻓﻲ اﻟﻨﺒﻲ ،ﺗﺮك ﺧﻠﻔﻪ ﺛﺮوة ﻫﺎﺋﻠﺔ ،ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻘﺪارﻫﺎ إﻻ اﻟﻠﻪ، ﺗﻮﺳﻢ ﻓﻴﻪ اﻟﺨﻴﺮ ،وﻇﻞ اﻟﺨﻴﺮ وﺳﻠﻢ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﺮاﺳﻪّ ، ﻣﺎﺿﻴﺎً ،ﺣﺘﻰ ﺟﺎء ﻗﺎرون ،ﻓﻮﺻﻞ ﻟﺼﻨﺪوق واﺣﺪ ﻣﻦ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻟﻜﻨﺰ،
أو اﻟﻤﻄ ّﻮﻋﺔ ،ﺣﻴﺚ أﻧﻬﺎ ﻻﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ أرﺑﻊ »وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﻠﻴﺘﻨﺎﻓﺲ اﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﻮن«. ﺧﺘﻤﺎت ﻃﻴﻠﺔ اﻟﻌﺎم اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻧﺤﻮ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﺷﻬﺮ ،وﻛﺜﻴﺮا ً ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻬﺬا اﻟﺤﻔﻼت ﺷﺘﺎ ًء ﻟﺒﺮودة اﻟﺠ ّﻮ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ أﺷﻌﺎر اﻟﺘﺤﻤﻴﺪة ﻓﺼﻞ اﻟﺼﻴﻒ ﻓﺘﻜﻮن اﻟﺤﺮارة ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺼﻐﺎر ،وﺟﺎء اﺳﻢ اﻟﺘﺤﻤﻴﺪة اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ اﻟﺬي ﻫﺪاﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺮؤﻫﺎ اﻟﻨﺴﺎء أو اﻟﺮﺟﺎل، ُأوﻣﻴﻦ أﻣﺎ اﻟﺘﻮﻣﻴﻨﺔ ﻓﺠﺎءت ﻓﻲ ﻟﻔﻈﺔ »أُوﻣﻴﻦ« ﻟﻠﺪﻳﻦ واﻹﺳﻼم اﺟﺘﺒﺎﻧﺎ ﺑﻀﻢ اﻟﻬﻤﺰة وﻫﻲ ﺗﺮدﻳﺪ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ُأوﻣﻴﻦ ﺑﻴﺖ ،ﻓﻤﺜﻼ ﻳﻘﻮل ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺘﺤﻤﻴﺪة« اﻟﺤﻤﺪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﺎ ﻟﻠﻪ اﻟﺬي ﻫﺪاﻧﺎ ،ﻓﻴﻘﻮل اﻟﻄﻠﺒﺔ :أُوﻣﻴﻦ، ﻟﻠﺪﻳﻦ واﻹﺳﻼم اﺟﺘﺒﺎﻧﺎ ،ﻓﻴﺮددون :أُوﻣﻴﻦ، ُأوﻣﻴﻦ وﻫﻜﺬا ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﻘﺼﻴﺪة ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻋﻠّﻤﻨﺎ اﻟﻘﺮآﻧﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أن اﻟﺘﺤﻤﻴﺪة ﻏﻴﺮ اﻟﺘﻮﻣﻴﻨﺔ ،ﻓﻠﻜﻞ ُأوﻣﻴﻦ ﻣﻨﻬﻤﺎ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻠﻔﻈﻴﺔ«. ﻧﺤﻤﺪه ﺣﻘّﻪ أن ﻳﺤﻤﺪا
ﻣﻨﻰ ﺑﻘﻴﺎدي ﻳﺎراﺣﻠﻴﻦ إﻟﻰ ً ﻫ ّﻴﺠﺘﻤﻮا ﻳﻮم اﻟﺮﺣﻴﻞ ﻓﺆادي ﺳﺮﺗﻢ وﺳﺎر ﻋﻴﺴﻜﻢ ﻳﺎ وﺣﺸﺘﻲ اﻟﺸﻮق ﻳﻬﺠﻌﻨﻲ وﺻﻮت اﻟﺤﺎدي ﻓﺈذا وﺻﻠﺘﻢ ﺳﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﺒﻠّﻐﻮا ﻣ ّﻨﻲ اﻟﺴﻼم إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻬﺎدي
اﻟﺘﺤﻤﻴﺪة ..وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ
ﻇﻞ ﻫﺬا اﻹرث اﻟﺪﻳﻨﻲ واﻟﻌﻘﺎﺋﺪي واﻷﺧﻼﻗﻲ ﺑﺎﻗﻴﺎً إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ، وﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺘﺤﻤﻴﺪة واﻟﺘﻮﻣﻴﻨﺔ ﻣﺠﺮد ﻃﻘﺲ أو اﺣﺘﻔﺎل ﻋﺎﺑﺮ ﻟﻠﻔﺮﺣﺔ واﻟﻠﻬﻮ ،وﻗﻀﺎء اﻟﻮﻗﺖ ،وإﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ذات أﺑﻌﺎد ﺳﺎﻣﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ رﺳﺨﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻷوﻻد واﻟﺒﻨﺎت أﻫﻤﻴﺔ ّ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،وﺧﺘﻤﻪ ،وﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺠﺰاء اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺬي ﻳﻨﺎﻟﻪ ﺧﺎﺗﻢ اﻟﻘﺮآن ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﺘﺤﻤﻴﺪة واﻟﺘﻮﻣﻴﻨﺔ ﻣﺒﺎدئ ﺳﺎﻣﻴﺔ ،وﻫﻲ رﻓﻊ درﺟﺔ اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺧﺎﺗﻢ اﻟﻘﺮآن ﺑﺄن ﻟﻪ أﻫﻤﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﺑﻤﺎ أﻧﻪ ﺣﺎﻓﻆ ﻟﻠﻘﺮآن، ﻛﻤﺎ زرع ﻓﻴﻬﻢ ﺣﺐ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ،ﺣﻴﺚ إن أﻏﻠﺐ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ذات وﺣﺐ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﺻﻠّﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠّﻢ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻨﺸﺄ ﻧﺎﺷﺊ اﻟﻔﺘﻴﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻮده أﺑﻮه ،ﻓﻬﺬه اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ واﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻤﻴﺪة واﻟﺘﻮﻣﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺄت ﺟﻴﻼ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎً ﺑﻜﺘﺎب اﻟﻠﻪ وﺣﺐ ﻧﺒ ّﻴﻪ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ـ أي اﻟﺘﺤﻤﻴﺪة واﻟﺘﻮﻣﻴﻨﺔ ـ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻴﺪاﻧﺎ ﻓﺴﻴﺤﺎ ﻟﻠﻤﺘﻨﺎﻓﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ ﻛﺘﺎب اﻟﻠﻪ
ﻳﺨﺮج اﻟﻄﻠﺒﺔ ﺗﻘﻮدﻫﻢ »اﻟﻤﺤﻤﺪة« اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺈﻟﻘﺎء ا ﻧﺎﺷﻴﺪ ،ﻳﺪورون ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﻮت ﻟﺠﻤﻊ اﻟﻬﺒﺎت واﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺴﺢ واﻟﻌﻴﺶ »ا رز« ،اﻟﺘﻲ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﻤﻄ ّﻮع أو اﻟﻤﻄ ّﻮﻋﺔ
ĴƀŨĘšĠŸ ğėijĘŔ
ُأوﻣﻴﻦ ﺣﻤﺪا ﻛﺜﻴﺮا ﻟﻴﺲ ﻳﺤﺼﻰ ﻋﺪدا ُأوﻣﻴﻦ ﻃﻮال اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ واﻟﺰﻣﺎن ﺳﺮﻣﺪا ُأوﻣﻴﻢ وأﺷﻬﺪ ﺑﺄن اﻟﻠﻪ ﻓﺮدا واﺣﺪا ُأوﻣﻴﻦ
ﻟﻴﺲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻏﺮﻳﺐ اﻟﺸﺎم واﻟﻴﻤﻦِ واﻟﻜﻔﻲ إن اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻏﺮﻳﺐ اﻟﻠﺤﺪ ِ ﻻ ﺗﻨﻬﺮنّ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻃﺎل ﻏﺮﺑﺘﻪ اﻟﺪﻫﺮ ﻳﻨﻬﺮه ﺑﺎﻟﺬل واﻟﻤﺤﻦِ وﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﺑﻴﺎت اﻟﺸﻌﺮ ﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ، ﻳﻨﺸﺪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻨﺸﻴﺪ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮي، وﻳﺮدد ﺧﻠﻔﻪ اﻟﻄﻠﺒﺔ أُوﻣﻴﻦ ،إﻟﻰ أن ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻛﻞ أﺑﻴﺎت اﻟﻘﺼﻴﺪة ،ﻓﻴﺒﺘﺪﺋﻮن ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﺪة وﻫﻜﺬا ،ﻃﻴﻠﺔ اﻷﺳﺒﻮع ،ﺛﻢ ﻳﻌﺎودون ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن ﻣﻊ اﻟﻤﻄ ّﻮع ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﺑﻬﺬا ﻧﻌﻠﻢ أن اﻟﺘﺤﻤﻴﺪة واﻟﺘﻮﻣﻴﻨﺔ ﻻ ﺗﻘﻮم ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺤﺪد أو ﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،وإﻧﻤﺎ ﺗﺘﺨﻠﻞ أوﻗﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻓﻤﺘﻰ ﻣﺎ ﺧﺘﻢ اﻟﻮﻟﺪ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن أﻗﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﻪ ﺣﻔﻠﺔ اﻟﺘﺤﻤﻴﺪة واﻟﺘﻮﻣﻴﻨﺔ * ﺑﺎﺣﺚ وﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ اﻻﻣﺎرات
ĴƀŨĘšĠŸ ğėijĘŔ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
95
ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻄﺎﻟﺐ روﺑﻴﺔ واﺣﺪة ﻋﻦ ﻛﻞ ﺟﺰء ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺣﻔﻆ اﻟﺠﺰء اﻟﺬي ﻗﺒﻠﻪ، وﻫﻜﺬا ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻄﺎﻟﺐ أو اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﻣﺒﻠﻐ ًﺎ وﻗﺪره 30روﺑﻴﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻔﻈﻪ ﻟﻠﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺒﻠﻪ ،وﻫﻜﺬا ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻄﺎﻟﺐ أو اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﻣﺒﻠﻐﺎ وﻗﺪره 30روﺑﻴﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻔﻈﻪ ﻟﻠﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،أﻣﺎ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﻮر واﻻﻧﺼﺮاف ،ﻓﺈن ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻳﺤﻀﺮون ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮة ﻣﺒﺎﺷﺮة ،وﻫﺆﻻء ﻻﻳﺄﻛﻠﻮن وﺟﺒﺔ اﻹﻓﻄﺎر »اﻟﺮﻳﻮق« ﻓﻲ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ،وﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﻀﺤﻲ ،ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺎدل اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ أو اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻳﻨﺼﺮﻓﻮن إﻟﻰ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ﻟﺘﻨﺎول وﺟﺒﺔ اﻹﻓﻄﺎر ،أﻣﺎ اﻟﻔﺌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺘﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ ،وﻻ ﺗﻨﺼﺮف ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺪرس، واﻟﺬي ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻤﺆذن ﺻﻮﺗﻪ ﻟﺼﻼة اﻟﻈﻬﺮ. وﻳﺘﻤﻴﺰ اﻟﻤﻄ ّﻮع واﻟﻤﻄ ّﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﺸﺪة واﻟﺼﻮت اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺘﻬﺪﻳﺪات اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻟﻜﺜﻴﺮي اﻟﻜﻼم ،وﻟﻠﻜﺴﺎﻟﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺤﻔﻈﻮن ﺳﺮﻳﻌﺎ، واﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺄﺧﺮون ﻋﻦ اﻟﺤﻀﻮر ،واﻟﻌﺼﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻮﺟﻮدة ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻤﻄ ّﻮع ،وﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮا ،وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷوﻗﺎت ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﺑﺈﻣﺴﺎك اﻟﻤﺸﺎﻏﺐ أو اﻟﻜﺴﻮل أو اﻟﻤﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ اﻟﺤﻀﻮر وﻳﻘﻮم اﻟﻤﻄ ّﻮع ﺑﻀﺮﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺳﻮي ،أﻣﺎ إذا ﻳﻜﻒ ﻋﻤﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﻧﻬﺞ ﻏﻴﺮ ّ
94
ĞűƀŬŹġŨė Ÿč ĝĴƀŭĭġŨė
رأى ﻣﻦ ﻃﺎﻟﺐ أو ﻃﺎﻟﺒﺔ ﻣﺨﺎﻳﻞ اﻟﺬﻛﺎء ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘ ّﺪر ذﻟﻚ ﻟﻬﻢ وﻳﺤﺎول أن ﻳﺘﻠﻄﻒ ﻣﻌﻬﻢ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن ،ﻷﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺬﻛﺎء ﻋ ّﻤﺎ ﻗﺮﻳﺐ ،وﺳﻮف ﻧﺸﺮح ﻳﺴﺘﻤﺮون ﺑﻬﺬا اﻟﺘﻄﻮاف أﺳﺒﻮﻋﺎً ﻛﺎﻣﻼً، ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ. ﻓﻴﺨﺮج اﻷوﻻد واﻟﺒﻨﺎت ﻓﻲ ﺛﻴﺎب ﺟﺪﻳﺪة، وﻳﺤﻤﻞ ﻃﺎﻟﺒﺎن ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻓﻮق رأﺳﻪ ﻃﻘﻮس ﺧﺘﻢ اﻟﻘﺮآن ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﺟﺰ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻛﺔ )ﻣﺰﻣﺎة( ،وﻫﻲ ﻛﻴﺲ ﺻﻐﻴﺮ ،وذﻟﻚ ﻟﺠﻤﻊ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﻤﻄ ّﻮع واﻟﻤﻄ ّﻮﻋﺔ ،اﻷﻋﻄﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﻳﺄﺧﺬوﻧﻬﺎ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب وﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺎزل اﻟﻤﺒﺎرﻛﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﻮت ،وإذا ﻛﺎن واﻟﺪ ﺧﺎﺗﻢ اﻟﻘﺮآن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺎدات وﻃﻘﻮس ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،ﻣﻴﺴﻮرة ،ﻓﻴﻘﻮم ﺑﺬﺑﺢ ﺷﺎة ،ﻳﺨﺮج اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻧﺄﺗﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪث اﻷﺑﺮز ،ﻋﻨﺪ ﻃﻘﺲ ﻛﺎن ﺗﻘﻮدﻫﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺴﺎء وﺗﺴ ّﻤﻰ»اﻟﻤﺤﻤﺪة«، ﻟﻪ روﻧﻘﻪ وﺑﻬﺎؤه ،ﻛﺎن ﻋﻴﺪا ً ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ،ﻟﺨﺎﺗﻢ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮم ﺑﺈﻟﻘﺎء ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺎﺷﻴﺪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، اﻟﻘﺮآن وﻟﻠﻄﻠﺒﺔ وﻟﻠﻤﻄ ّﻮع وﻷﻫﺎﻟﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،وﻳﺘﻮﺟﻬﻮن إﻟﻰ اﻟﺒﻴﻮت ﻷﺧﺬ اﻟﻬﺒﺎت ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻤﻞ أﺣﺪﻫﻢ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن ﻛﺎﻣﻼ ،واﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺴﺢ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ ﺧﺘﻢ اﻟﻘﺮآن ،وﻫﻨﺎ ﺗﻘﺎم ﻟﻪ ﺣﻔﻠﺔ واﻟﻌﻴﺶ»اﻷرز« ،وﻫﺬه اﻟﻬﺒﺎت واﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﺬي ﺧﺘﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﻤﻄ ّﻮع أو اﻟﻤﻄ ّﻮﻋﺔ ،وﻫﻨﺎ اﻟﻘﺮآن ﺣﻔﻈﺎ ،واﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ واﻟﻤﻄ ّﻮع أﻋﻮد ﻷﺷﺮح ﻣﻌﻨﻰ أن اﻟﻤﻄ ّﻮع إذا ﻟﻘﻲ اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﻬﻢ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،وﻳﻘﺎل :ﻃﺎﻟ ًﺒﺎ أو ﻃﺎﻟﺒﺔ وﺗﺨﻴﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺨﺎﻳﻞ اﻟﺬﻛﺎء ﻓﻼن ﺑﺪوروا ﺑﻪ ،أي ﺳﻮف ﻳﻄﻮﻓﻮن ﺑﻪ أﺑﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻬﺬا اﻟﻴﻮم ،ﺣﻴﺚ إن ﺣﻔﻠﺔ اﻟﺤﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﻜﻨﻮﻧﻪ ،وﺳﻮف ﺧﺘﻢ اﻟﻘﺮآن ﻻ ﺗﺘﻜﺮر ﻛﺜﻴﺮا ً ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻄ ّﻮع ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻮت ّ
ĴƀŨĘšĠŸ ğėijĘŔ
وﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ،ﺳﺎد ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟﺬي ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻘﻂ ،ﻓﻤﺎ أن ﻳﺒﻠﻎ اﻟﻮﻟﺪ واﻟﺒﻨﺖ ﺳﻦ اﻟﺨﺎﻣﺴﯩﺔ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺚ ﺑﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﻮع إن ﻛﺎن ذﻛﺮا ،أو اﻟﻤﻄﻮﻋﺔ إن ﻛﺎﻧﺖ أﻧﺜﻰ ،وﻳﺘﻢ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻘﺮآن ﻓﻲ ﻣﻨﺰل اﻟﻤﻄ ّﻮع واﻟﻤﻄﻮﻋﺔ ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺒﺪأ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻛﻞ ﺧﻤﻴﺲ ،وﺗﺴ ّﻤﻰ »ﺧﻤﻴﺴﻲ« ،واﻟﺒﻌﺾ ﺷﻌﺮ اﻟﺘﺤﻤﻴﺪة أو »اﻟﺘﻮﻣﻴﻨﺔ«. ﻳﻜﻠﻖ ﻟﻔﻈﺔ »ﺧﻤﻴﺴﻴﺔ« ،ورﺑﻤﺎ دﻓﻊ اﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﺄﻛﻮﻻت ﺑﺪﻻً ﻣﻦ اﻟﻨﻘﻮد ،ﻓﻴﺄﺗﻮن اﻟﻤﻄﻮع ..ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻘﻴﻤﺎت واﻟﻬﺮﻳﺲ وﺑﻌﺾ اﻟﺤﻠﻮﻳﺎت وﻓﻜﺮﻳﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺨﺒﻴﺺ واﻟﻌﺼﻴﺪة. اﻷﺷﻌﺎر ﻫﺬه ﻋﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺒﻞ وﻟﻜﻦ وﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻤﻴﺲ ﻳﻨﺠﺰ أﻛﺜﺮ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﺣﻔﻆ وأﻫﻤﻴﺘﻬﺎ وﻃﻘﻮﺳﻬﺎ ،ﻧﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻮﺟﺰا ً اﻟﺴﻮرة واﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ اﻟﺴﻮرة اﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ، ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺰل ﺣﻴﺚ إن اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺗﻜﻮن ﺑﺠﺰء ﻋ ّﻢ ،وﻳﺒﺘﺪﺋﻮن اﻟﻤﻄﻮع اﻟﺬي ﻳﻌﺪ اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﺑﺴﻮرة اﻟﻨﺎس ﺛﻢ اﻟﻔﻠﻖ ،ﺛﻢ اﻹﺧﻼص وﻫﻜﺬا، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮاﻓﺪ اﻷوﻻد واﻟﺒﻨﺎت ﻓﻲ ﺑﻴﺖ وﻳﺴ ّﻤﻰ ﻫﺬا اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﺳﻮرة إﻟﻰ ﺳﻮرة اﻟﻤﻄ ّﻮع. »اﻟﺘﻐﻴﻴﺐ« ،وﻳﻘﺼﺪون أن اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻏﻴّﺐ وﻳﺒﺪأ اﻟﻌﺎم اﻟﺪراﺳﻲ ﺑﺮﺳﻮم ﺗﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أي اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺳﻮرة إﻟﻰ ﺳﻮرة أﺧﺮى، اﻟﻄﻠﺒﺔ ﺑﻮاﻗﻊ روﺑﻴﺔ واﺣﺪة ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ،أو ﻣﻦ ﺟﺰء إﻟﻰ ﺟﺰء آﺧﺮ ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺟﺎء وﻳﻘﻮم أﻫﻞ اﻟﻄﺎﻟﺐ أو اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺸﺮاء اﻟﻤﺜﻞ اﻟﻘﺎﺋﻞ »ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ إﻟﻠﻲ ﻣﺎ ﻳﻐ ّﻴﺐ اﻟﻤﺼﺤﻒ وﻳﺪﻓﻊ واﻟﺪه ﺛﻤﻨﻪ ،وﻳﻘﺎل ﻟﻪ آﻫﺒﻮا ﻳﺨﻴﺲ« أي ﻳﻔﻮﺗﻪ اﻟﺸﻲء اﻟﻜﺜﻴﺮ. ﻟﻪ ﻗﺮآن ،ﺛﻢ ﻳﺘﻢ دﻓﻊ أرﺑﻌﺎﻧﺎت » ﺗﺴﺎوي ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻄﺎﻟﺐ أﻳﻀﺎً روﺑﻴﺔ واﺣﺪة ﻋﻦ 25ﻓﻠﺴﺎً ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ« ﻟﻠﻤﻄ ّﻮع ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﺰء ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺣﻔﻆ اﻟﺠﺰء اﻟﺬي
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻤﻞ أﺣﺪﻫﻢ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن ،ﻳﻘﺎل ﻟﻪ ﺧﺘﻢ اﻟﻘﺮآن ،وﺗﻘﺎم ﻟﻪ ﺣﻔﻠﺔ ﻳﺸﺎرﻛﻪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ واﻟﻤﻄ ّﻮع اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﻬﻢ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،وﻳﻘﺎل :ﻓﻼن ﺑﺪوروا ﺑﻪ
ĴƀŨĘšĠŸ ğėijĘŔ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
93
ذات أﻫﺪاف ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ودﻳﻨﻴﺔ
)اﻟﺘﺤﻤﻴﺪة( أو )اﻟﺘﻮﻣﻴﻨﺔ( ﻃﻘﻮس َ ﺧﺘﻢ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺎل اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ آﻳﺎﺗﻪ } :إﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺰﻟﻨﺎ اﻟﺬﻛﺮ وإﻧﺎ ﻟﻪ ﻟﺤﺎﻓﻈﻮن{، وﺟﻞ ﺑﺄن اﻟﻘﺮآن ﺑﺎقٍ واﻟﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،وﻫﺬه دﻻﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﻋ ّﺰ ّ وﻣﺤﻔﻮظ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ،وﺑﻤﺎ أﻧﻪ ﻛﺘﺎب اﻟﻠﻪ وﻓﻴﻪ ﻓﺮوﺿﻪ وﻋﺒﺎداﺗﻪ ،ﻛﺎن ﻟﺰاﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﻌﻠﻤﻪ وﺣﻔﻈﻪ ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺟﺎءت أﻫﻤﻴﺔ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن. * źĴũőũŤē ŽťŐ İŲŘ
92
ĞűƀŬŹġŨė Ÿč ĝĴƀŭĭġŨė
وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻟﻮ ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻧﻈﺎﻣﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﺤﺴﻴﺔ ﻳﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﻗﻮاﻋﺪ اﻹدﺧﺎل اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻨﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻌﺎدﻻً ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﻧﻮﻋﻴﺎً ﻣﻊ ﻓﻜﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ،وﻫﺬا اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺎً ﻣﻄﻠﻘﺎً ،وإﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺤﺘﻮى ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ دﻣﺞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﺧﻼت اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻹﻧﺘﺎج ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺘﻔﺮد ﻳﺸﻜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ،وﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﻫﻨﺎ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺪﺧﻼت اﻟﺤﺴﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮة وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ وﻋﺎء واﺣﺪ ﻟﺘﻨﺘﺞ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺬاﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج وﻣﺒﻨﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ واﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ،ﻟﻴﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ )ﻓﻦ( ﻳﻤﻴﺰ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎً ﻋﻦ آﺧﺮ ﺑﺼﻔﺔ ُﻫﻮﻳﺔ وﻃﻨﻴﺔ أو ﻗﻮﻣﻴﺔ ،وﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻀﺮب ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺜﻼً ﺑﻠﻌﺒﺔ )اﻟﻠﻜﺪ( – ﻟﻌﺒﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن -وﻫﻲ إﺣﺪى أﻟﻌﺎب اﻟﻘﻮى اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻼﻋﺒﻮن إﺣﺪى ﻗﺪﻣﻴﻬﻢ وﻳﻤﺸﻮن ﻋﻠﻰ ﻗﺪم واﺣﺪة ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮم اﻟﻤﺪاﻓﻌﻮن ﺑﻌﺮﻗﻠﺔ ﺣﺮﻛﺘﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻘﻄﻮن وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ وﻣﻦ ﻳﺼﻞ ﻳﻔﻮز؛ إذ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻫﺬه اﻟﻠﻌﺒﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وﺻﺎدﻗﺔ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،وإﻧﻤﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﺧﻼت واﻟﻤﺨﺮﺟﺎت اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ )اﻟﺤﺠﺔ( وﻫﻲ ﻓﻜﺮة اﻟﻠﻌﺒﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أﻧﻬﺎ ﺗﻔﺘﺮض إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﻌﻘﻮﻟﻴﺔ
وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺆدﻳﻬﺎ اﻟﻼﻋﺒﻮن ﺑﺼﺪق وإﺧﻼص ﻧﺎﺑﻊ ﻋﻦ ﺗﺼﺪﻳﻘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﻮز أو اﻟﺨﺴﺎرة ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،وﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻓﻜﺮة اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﺑﺎﻟﻀﺮورة إﻟﻰ أﺷﻴﺎء ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى. اﻷﻣﺮ إذن ﻻ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﻛﻮن )اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ( ﻓﻜﺮة ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻣﻦ ﻣﻮﺳﻮﻋﺘﻪ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ وﺣﺴﺐ ﺑﻘﺪر اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻓﻜﺮة ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ وﺗﺸﻜﻴﻠﻪ ﻓﻲ )ﻋﺎﻟﻢ ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ﻣﻤﻜﻦ( ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺣﺴﻲ واﺿﺢ اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻓـ )اﻟﻠﻜﺪ( ﻻ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ واﻗﻊ وإﻧﻤﺎ ﺗ ُﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،وﺣﺠﺘﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وإﻧﻤﺎ ﺗُﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ،وﻫﻨﺎ ﺳﻨﺒﺤﺚ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻗ ْﺒﻠﻲ ﻛﺎن ﻣﺪﺧﻼ ﺿﻤﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻤﺮار )اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺧﻂ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ( ﻓﻲ ﺣﺎل اﺧﺘﻼل اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ )اﻟﺴﻴﺮ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻗﺪم واﺣﺪة( ،وﻫﺬا وﺿﻊ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﺑﺤﺖ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻨﺎوﻟﻪ ﻓﻲ دراﺳﺎت ﻣﺘﻌﺪدة وﻣﻌﻤﻘﺔ ﺳﺘﻜﺸﻒ ﺑﻼ ﺷﻚ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﻮاد ذات أﺑﻌﺎد ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺟﺪا ً ،ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻇﻮاﻫﺮ أُﺑﺪﻋﺖ ﻟﻠﺘﺴﻠﻴﺔ وﺣﺴﺐ وإﻧﻤﺎ ﻇﻮاﻫﺮ ﺗﺮﺑﻂ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ )اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،اﻹﻧﺴﺎن، اﻟﺤﻴﻮان .(...ﻫﻲ إذن ﻋﻮاﻟﻢ ﺗﻮاﺻﻠﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﺣﻜﻴﻢ وﻣﺤﻜﻢ * ﺑﺎﺣﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻤﻴﺎء ﻣﻦ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن aishaaldarmaki@hotmail.com
ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ
ﺧﺮاﻫﺎ ﺑﻜﺮاﻫﺎ ﺧﺮاﻫﺎ :أي ﻓﻀﻼﺗﻬﺎ وﺑﺮازﻫﺎ - .ﺑﻜﺮاﻫﺎ :أي ﺑﻌﻤﻠﻬﺎ وأﺟﺮﺗﻬﺎ. ﻫﺬه ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺮى وﺗﺆﺟﺮ ﻟﻠﻐﻴﺮ ،ﻓﻴﺬﻫﺐ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻹﻃﻌﺎﻣﻬﺎ وﻻ ﻳﻨﺎل ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺎﺋﺪة أو أﺟﺮ. وﻳﻀﺮب ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺗﺬﻣﺮاً ﻣﻦ اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﻻ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ رﻏﻢ أﻧﻚ ﺗﺘﻌﺐ وﺗﺸﻘﻰ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻪ.
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
91
ĊĘƀŭƀļ
ا ﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺣﺠﺔ وﻓﻠﺴﻔﺔ ŽšŨijİŤē ĚĽĐĔŐ
إن
اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﻜﺸﻒ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻤﻬﻴﻤﻦ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ وﻟﻠﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮي ،ﻓﺄﻣﺎم ﺗﻜﺎﺛﺮ اﻹﻧﺘﺎﺟﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ إﻋﺎدة اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﻨﻰ واﻟﻘﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،وﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﺿﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻫﻲ )اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ( اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ أﺣﺪ أﻫﻢ ﻣﻮاد اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺎدي وﺟﺰءا ً ﻣﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ؛ ذﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﻧﺘﺎج ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻋﺒﺮ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺘﻌﺪدة ،ﻳﺤﺎول اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻲ وﻣﻮﺳﻮﻋﺘﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺳﺨﺖ ﻓﻲ ذاﻛﺮﺗﻪ وﺷﻜﱠﻠﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺤﺴﻴﺔ واﻟﺤﺮﻛﻴﺔ واﻟﻠﻐﻮﻳﺔ واﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﺑﺘﻜﺎر ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻦ أﻧﻈﻤﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ ﻏﻴﺮه ﻣﻦ أﻓﺮاد ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ. وﻳﺒﺪو ﻟﻨﺎ اﻟﻴﻮم أﻫﻤﻴﺔ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺼﻨﻒ اﻟﺬوق اﻟﻌﺎم دون اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﺷﺮوط اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ أو دون اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻨﻘﺪي ﻟﻠﻔﻨﻮن ﻛﻤﺎ ﺑﻠﻮره ﻣﻨﻈﺮو ﻣﺪرﺳﺔ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت واﻟﻈﺎﻫﺮاﺗﻴﺔ ،وﻟﺬﻟﻚ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ ﻃﺮح ﺳﺆال اﻟﻘﻴﻤﺔ وﺗﻔﺤﺺ أﺷﻜﻠﺔ اﻟﻔﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت ذات اﻷﺳﺎس اﻷﻧﻄﻮﻟﻮﺟﻲ ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺔ أو ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎت ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺴﻮس واﻟﻔﺮادات اﻟﻤﺆدﻳﺔ إﻟﻰ ﺳﺆال اﻟﻤﻌﻨﻰ واﻟﻮﺟﻮد اﻟﻮاﻗﻌﻲ ﻟﺘﻠﻚ اﻹﻧﺘﺎﺟﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺸﻜﻠﻲ اﻟﺪال. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﺳﺎﺑﻖ ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟﻔﻜﺮة اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ أﻧﺴﺎق ﺑﺼﺮﻳﺔ وﺷﻜﻼ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ووﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻠﻪ ،إﻻ أﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻘﺎل ﺳﻨﺘﺤﺪث ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻇﺎﻫﺮة ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻜﺮة )أن ﻫﻨﺎك ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻷﺷﻴﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺗﻤﺜﻴﻼﺗﻨﺎ ﻟﻠﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ( ،وﻫﻲ ﻓﻜﺮة ﻳﻘﻮل ﺑﻬﺎ ﺟﻮن ﺳﻴﺮل ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻠﻐﺔ
90
ĞŝĽũŜŸ ĞĩĬ ĞƀěŕŁŨė ęĘŕŨǢė
واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ( .إﻧﻬﺎ ﻧﻈﺮة ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ )اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ( ،ﺗﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﻣﺴﻠﻤﺔ أن أي ﺷﻲء ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺑﻪ وﻧﺆدﻳﻪ ﻗﺼﺪﻳﺎً ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜﺮر ﻳﺼﺒﺢ ﻇﺎﻫﺮة ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻨﺎ ﻓﺮدﻳﺎ أو ﺟﻤﻌﻴﺎً ،إﻻ أن ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻘﺼﺪي وإﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﻮر واﻟﺤﺪس ﻏﻴﺮ اﻟﻈﺎﻫﺮ )اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ( ،وﻫﺬا اﻟﺸﻌﻮر وذاك اﻟﺤﺪس إﻧﻤﺎ ﻳﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻟﻮﻋﻲ واﻹدراك اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪأ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻮل )اﻟﺼﻐﺮ( ﻻ ﻧﻌﻨﻲ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻔﺮد إﻧﻤﺎ ﻋﻤﺮ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺒﺸﺮ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻮاﺣﺪ أو ﺿﻤﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ،ﻓﺎﻟﺸﻌﻮر ﻫﻨﺎ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻋﻲ واﻹدراك ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ أﺷﻜﺎل وﺻﻨﻮف اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﻨﻮﻋﻴﺔ واﻟﺬاﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺺ ﻛﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ وﺗﻤﻴﺰه ﻋﻦ ﻏﻴﺮه. وﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻧﻨﻮي ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻘﺎل ﻋﺮض أﻫﻤﻴﺔ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺒﺪﻧﻲ أو اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ أو اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ أو ﺣﺘﻰ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺗﺖ أﻣﻮرا ً ﻣﺴﻠﻤﺎً ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺤﻮث ودراﺳﺎت ﻣﺘﻌﺪدة اﺷﺘﻐﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ،وإﻧﻤﺎ ﻧﻨﻮي أن ﻧﻘﺪم ﺷﻴﺌﺎً وﻟﻮ ﺑﺴﻴﻄﺎً ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺄﺳﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻷﻟﻌﺎب ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﻌﺒﺮة ﻋﻦ ﻓﻠﺴﻔﺔ وﻓﻜﺮ ﻣﺠﺘﻤﻊ ،وﻫﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ واع وﻏﻴﺮ واع ﻳﺤﺎول اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺗﺨﻴﻞ ﻃﺮاﺋﻖ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ذاﺗﻪ وﻋﻦ ﻓﻜﺮه اﻟﻤﺘﺄﺳﺲ ﻋﺒﺮ اﻟ ُﺤﻘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪدة ،وﺳﻴﺤﻀﺮﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ )ﻫﻴﻼري ﺑُﺘﻨﺎم( واﻟﺘﻲ ﻋﻨﻮﻧﻬﺎ ﺑـ )أدﻣﻐﺔ ﻓﻲ وﻋﺎء ﻛﺒﻴﺮ( ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻓﺘﺮض وﺟﻮد ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻧﻈﺎم ﻣﻦ اﻟﻠﻐﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ )اﻟﻮارد( و)اﻟﺼﺎدر( وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ وارد ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻠﻐﻮي وﺻﺎدره ﻳﺘﺸﻜﻞ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ،وﻫﺬا اﻟﺘﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﺮاﻛﻢ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻷدﻣﻐﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﻣﺪﺧﻼت وﻣﺨﺮﺟﺎت وﻫﻲ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻐﻮﻳﺔ وإﻧﻤﺎ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ ،ﺳﺘﻈﻬﺮ ﻻﺣﻘﺎً ﺿﻤﻦ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﺣﺴﻴﺔ ﻳﻨﺘﺠﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ أﺷﻜﺎل ﻣﺘﻌﺪدة.
اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ .وﻫﻜﺬا ﺗﻌﺮض ﻣﻌﻈﻢ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻣﻨﺘﺠﺎت وﺛﺎﺋﻘﻴﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﺮاث اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻏﺮﺑﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﻢ ﺧﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﺤﻠﻲ ،ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻴﻖ ﺧﻠﻖ ﻫﻮﻳﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ. وﻟﺬﻟﻚ وﺣﺘﻰ اﻵن ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ وﻏﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل اﻟﻮﺻﻮل ﺑﺎﻟﺒﺚ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ،وﻫﻜﺬا ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﺤﻠﻲ .وﻫﻨﺎ ﺗﺄﺗﻲ أﻫﻤﻴﺔ اﻹﻋﻼم اﻟﺠﺪﻳﺪ ،اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻰ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺎت اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ،واﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺻﻴﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ أﺳﺮع ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن واﻟﺮادﻳﻮ ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ واﻟﺼﻮرة اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ واﻟﻔﻴﺪﻳﻮ، ﻓﻌﻤﻠﺖ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﺟﺎﻣﻌﺎت ﺟﻨﻮب إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، وﻣﺮاﻛﺰ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ،وﺣﺘﻰ اﻷﻓﺮاد اﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ،ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﻮاﻗﻊ إﻟﻴﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﻧﺸﺮ اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺤﻠﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻌﻮب اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ وﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺑﻨﻈﺮة إﻓﺮﻳﻘﻴﺔ. وﻣﻦ أﺑﺮز اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻹﻟﻴﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ إﺑﺮاز اﻟﺘﺮاث اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ، ﻣﻮﻗﻊ »ﻣﺮﻛﺰ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ« ) ،(CHDAوﻫﻮ ﻳﻌﺪ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﺗﺨﺼﺼﺖ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ وإدارة وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺪرﻳﺐ وﺗﻄﻮﻳﺮ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺪﻋﻢ ،وﻳﺒﺚ ﻣﻮﻗﻌﻪ اﻹﻟﻴﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﻮﻣﺒﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﻛﻴﻨﻴﺎ ،واﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﺑﺮز ﻣﺎ ﺗﻢ ﺑﺜﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻟﻴﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة وﺟﻴﺰة ،وﻳﻌﺰز ﺑﺪوره دور اﻹﻋﻼم اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻼزم ﻟﻤﺸﺎرﻳﻌﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺒﻠﺪان اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ.. أﻣﺎ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻤﻦ اﻟﻤﻌﺮوف أﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺪول اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ ،وﻻ ﺗﺰال اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ *ﻛﺎﺗﺐ وﺑﺎﺣﺚ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺤﺪﻳﺚ واﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ،ﻣﺼﺮ ﺣﺮﻓﻴﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ،ﻓﻤﻌﻈﻤﻬﻢ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻷﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ أي ﻣﻦ ﺣﻜﺎم اﻟﺪول اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﻤﺤﻮﻫﺎ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء دوﻟﺔ ﺟﻨﻮب إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﺸﻤﺎل اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ،وﻫﻜﺬا ﻻ ﺗﻌﺪ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺮاﺟﻊ ﻟﻼﻃﻼع: دول إﻓﺮﻳﻘﻴﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻨﺸﺮ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﺤﻠﻲ إﻻ ﺑﻘﺪر • Barratt, N.: «From memory to digital record», Records ﺑﺴﻴﻂ ،ﻓﻤﻌﻈﻢ اﻟﺼﺤﻒ اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺗﺼﺪر ﺑﻠﻐﺎت أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ Management Journal, Vol. 19 No. 1, 2009 ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ،وﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ أﻓﺮاد اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺔ ﻓﻘﻂ• Franz, P.: «Media and the Preservation of Culture in ، وﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻜﺴﻲ وﺗﻘﻄﻊ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﺤﺎﺿﺮ. Africa», CSQ Issue: 22, 2, Summer 1998 وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ وﺳﻴﻠﺔ اﺗﺼﺎل ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻌﺒﺖ دورا ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ • Graham, M.: Mass Communication in Africa, ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ،وﻫﻲ وﺳﻴﻠﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺸﻔﻬﻲ ،واﻟﺘﻲ ﻛﺎن دورﻫﺎ London 1983 ﻣﺤﻮرﻳﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،واﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﻟﻘﻴﻢ وﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺴﻠﻮك واﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ..وﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ،ﻓﻤﻦ اﻟﻤﻬﻢ أن ﻳﺪرك اﻟﻘﺎرئ
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
أﻧﻬﺎ ﻟﻌﺒﺖ دورا ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎري ﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻜﺒﺮى ﻣﻦ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ وﺳﺎﺣﻞ اﻟﺬﻫﺐ )ﻏﺎﻧﺎ اﻵن( ﺗﻌﺪ ﻣﻦ أﻫﻢ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺣﺘﺠﺎج اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ،وﺑﻌﻀﻬﺎ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺷﺮق إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻃﺒﻌﺖ ﺑﻠﻐﺎت ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻷﻫﺪاف ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻋﻤﻠﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻰ دﻋﻢ اﻟﻮﺿﻊ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎري اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﺴﺘﻐﻠﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺤﻒ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺎدة اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ﺑﻌﻴﺪة ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﻫﺪف زﻳﺎدة وﻋﻲ اﻷﻓﺎرﻗﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﺤﻠﻲ.. وﻟﻢ ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﻮﺿﻊ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪت ﺣﻀﺎرات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻫﻼت ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺒﻨﻲ ﺧﻴﺎر اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ واﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻪ داﺧﻠﻴﺎ وﺧﺎرﺟﻴﺎ ،ﻣﺴﺘﻐﻠﺔ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻤﻮروث اﻟﺤﻀﺎري اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﺗﻤﺘﻠﻜﻪ ،ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻲ اﻟﺘﺮوﻳﺞ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﺘﺮاﺛﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺣﺠﻤﻬﺎ .ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وﺗﻮﻧﺲ واﻟﺴﻮدان وﻟﻴﺒﻴﺎ واﻟﻤﻐﺮب ،ﻓﻤﺼﺮ ﺑﺘﺮاﺛﻬﺎ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ان ﺗﻘﻮم ﺑﺘﺴﻮﻳﻖ ﺗﺮاﺛﻬﺎ إﻋﻼﻣﻴﺎ ،ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﻼﺋﻢ واﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﻤﻖ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ اﻟﺴﻮدان اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ إﻋﻼﻣﻴﺎ ﻟﺘﺮاﺛﻬﺎ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،اﻟﺬي أﺧﺬ ﻧﺼﻴﺐ ﻣﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ. وﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻧﺘﺴﺎءل ،ﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻌﻼ إﻋﻼم ﻳﻬﺘﻢ اﻫﺘﻤﺎ ًﻣﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎً ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺤﻠﻲ ،أم أن اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻹﻛﻤﺎل اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﻟﺨﺮﻳﻄﺔ اﻟﺒﺮاﻣﺞ واﻟﻤﻮاد اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .وﻋﻠﻰ ﻛﻞٍ ﻓﺄﺣﺪ أﺳﺒﺎب اﻹﻗﺒﺎل اﻟﻀﻌﻴﻒ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ﻫﻮ إﻫﻤﺎل ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﺮوﻳﺞ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﻬﺎ ،وﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺮاﺛﻲ وﺗﻀﻤﻦ ﻧﺠﺎﺣﻪ
89
ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻮﻗﺎت اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻼم اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﻣﻬﻤﺘﻪ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ،إﻻ أن وﺳﺎﺋﻠﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺳﺎﻋﺪت ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة وﻋﻲ اﻷﻓﺎرﻗﺔ ،واﻋﺘﺰازﻫﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ،وأﺻﺒﺢ اﻟﻨﺎس ﻳﻔﺨﺮون ﺑﺘﺮاﺛﻬﻢ وﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ.. وﻓﻲ دراﺳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ »ﻓﺮاﻧﺰ ﻓﺎن در ﺑﻮي« ﻋﻦ دور اﻹﻋﻼم ﻓﻲ إﺑﺮاز اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،اﺗﻀﺢ أن ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺮادﻳﻮ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺟﺰءا ﻣﻦ أﺳﺎﺳﻴﺎت اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﺳﺎﻋﺪت ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺜﻘﺎﻓﺎت وﺗﺮاث اﻟﺸﻌﻮب ،ﺑﻞ ﺗﻢ اﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﻬﺪف ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﺴﻲ ،ﻓﺄﺻﺒﺢ اﻟﺮادﻳﻮ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة وﺟﻴﺰة ﻫﻮ اﻟﻤﻨﺒﺮ اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺬي ﺳﺎﻫﻢ ﺑﻮﺿﻮح ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ. وﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮوف أن أول ﺷﺒﻜﺔ رادﻳﻮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة أﺳﺴﺘﻬﺎ ﻫﻴﺌﺔ اﻹذاﻋﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﺟﻨﻮب إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻋﺎم ،1924وﻛﻴﻨﻴﺎ ﻋﺎم ،1927ﺛﻢ ﺗﻌﺪدت ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺒﺚ اﻹذاﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﺪن إﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻋﺪة ،ﻣﺜﻞ ﺟﻮﻫﺎﻧﺴﺒﺮج وﺳﺎﻟﺴﻮﺑﺮي وﻟﻮرﻳﻨﺠﻮ وﻣﺎرﺟﻮس وﻧﻴﺮوﺑﻲ وداﻛﺎر .وﻓﻲ ﻋﺎم 1930وﻗﺒﻞ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،أرادت ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﺒﺚ اﻹذاﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮات ﻟﻴﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ،إﻻ أن ﺧﻄﺘﻬﻢ ﺗﺄﺟﻠﺖ ﻧﻈﺮا ﻻﻧﺪﻻع اﻟﺤﺮب واﻧﺸﻐﺎل ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎرك. وﻟﻜﻦ وﺟﺪت ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ أن اﻹذاﻋﺔ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﻘﻮم ﺑﺪور ﻳﺨﺪم أﻫﺪاﻓﻬﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﺤﺮب، وﻫﻜﺬا ﺑﺪأ ﺑﺚ اﻟﺮادﻳﻮ ﺑﻠﻐﺔ إﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻓﻲ رودﻳﺴﻴﺎ )ﻫﻮ اﻻﺳﻢ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎري اﻹﻧﻜﻠﻴﺰي ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺎل ﻣﻦ ﻧﻬﺮ ﻟﻴﺒﻮﺑﻮ وﺟﻨﻮب إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ( ﻋﺎم ..1941ﻛﻤﺎ ﺑﺪأ ﻣﺴﺆول اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﻲ اﻹدارة اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ
88
ﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻌﻼ إﻋﻼم اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﻐ ًﺎ ﻳﻬﺘﻢ ً ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺤﻠﻲ ،أم أن اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ dﻛﻤﺎل اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﻟﺨﺮﻳﻄﺔ اﻟﺒﺮاﻣﺞ واﻟﻤﻮاد اdﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ؟
»ﻫﺎري ﻓﺮاﻧﻜﻠﻴﻦ« اﻟﺒﺚ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ ﻟﻮﺳﺎﻛﺎ ﺑﺰاﻣﺒﻴﺎ ﺑﻠﻐﺔ أﻫﻞ اﻟﺒﻼد اﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ،واﺳﺘﻔﺎد ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻤﻌﻴﻦ ..وﻗﺪ اﻣﺘﺪ ﻫﺬا اﻟﺒﺚ إﻟﻰ ﻛﻞ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮات اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة ،ﺣﺘﻰ وﺻﻠﺖ ﻓﻲ ﻋﺎم 1950إﻟﻰ ﺑﺚ ﺑﻤﻌﻈﻢ اﻟﻠﻐﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،وﻓﻲ ﻋﺎم 1965ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺚ ﺑﺮاﻣﺞ إذاﻋﻴﺔ ﺑـ 109 ﻟﻐﺎت إﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻻﺳﺘﻮاﺋﻴﺔ وﺣﺪﻫﺎ.. وﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أدرﻛﺖ اﻟﺪول اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ وﺟﻮب اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺒﺚ اﻹذاﻋﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻓﻬﻮ أﺳﺮع اﻟﺴﺒﻞ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ وأﻗﻠﻬﺎ ﺗﻜﻠﻔﺔ ،وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺮادﻳﻮ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺰ اﻟﻤﺴﺎﻓﺎت واﻟﺤﺪود،
©ĘĨĵŹŭŰ ĘƀšſĸŜđª ĞƀŜĘšĥŨė ĞſŹŶŨė ğĘěĤđŸ ūǟŔǤė
وﻛﺬﻟﻚ ﻋﺎﺋﻖ اﻷﻣﻴﺔ اﻟﻤﺘﻔﺸﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة.. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺮادﻳﻮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﻻ اﻧﻌﻜﺎﺳﺎ ﻷﻓﻜﺎر اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ آﻧﺬاك ،إﻻ أن ذﻟﻚ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﻜﻮﻧﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ. ﻓﻘﺪ اﻫﺘﻤﺖ ﻫﻴﺌﺔ إذاﻋﺔ ﻏﺎﻧﺎ GBCﺑﺘﺮﺳﻴﺦ اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻲ ذﻫﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻦ اﻟﻐﺎﻧﻲ، وﺣﺎوﻟﺖ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻐﺎﻧﻴﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ..ﺑﺘﺨﺼﻴﺺ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﺤﺪدة ﻟﻜﻞ ﻟﻐﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻐﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻟﻐﺎت اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ﻟﺪى اﻟﺠﻤﻴﻊ ،وﻛﺎن ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ اﻟﺒﺚ ﺑﻠﻐﺔ واﺣﺪة ﺷﺎﺋﻌﺔ دون ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻠﻐﺎت ،إﻻ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻐﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪى ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎوﻻت اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﻃﻤﺲ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ وﺗﺮاﺛﻬﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﻮروث. وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن ﻓﻲ اﻟﺪول اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻨﻔﺲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﺚ اﻹذاﻋﻲ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺜﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﻠﻐﺎت أﺟﻨﺒﻴﺔ ،وﻓﻲ ﻏﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﺧﺼﺼﺖ 140ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻟﻠﺒﺚ أﺳﺒﻮﻋﻴﺎ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻟﻐﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ وﺗﺮاث اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ.. وﺗﻌﺪ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻖ ﻋﻤﻞ اﻹﻋﻼم اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ وﺗﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﺸﺮ اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺤﻠﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﻫﻲ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ﻟﺒﻨﺎء ﻧﻈﻢ إﻋﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺳﻠﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ. وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ،ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أﻏﻠﺐ اﻟﺪول اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ إﻧﺘﺎج اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻲ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ،وﺗﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﻴﺮاد ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺠﻪ اﻟﻐﺮب ﻋﻦ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻓﺘﻜﻠﻔﺔ اﺳﺘﻴﺮاد اﻟﻤﻨﺘﺞ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،أﻗﻞ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻔﺔ اﻹﻧﺘﺎج
ﻛﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة اdﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، أﻧﺸﺌﺖ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻫﺪاف ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺨﺪم اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ،وﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﺎﻧﺖ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ودﻋﻢ اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﺑﻤﻌﺘﻘﺪاﺗﻬﻢ وﺗﺮاﺛﻬﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﺮك أﺛﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴﻴﻦ، وأﻋﻄﺎﻫﻢ دﻓﻌﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻠﺒﺪء ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،ﻓﺄﺧﺬوا ﻣﻦ ﺗﺮاﺛﻬﻢ وﻧﻬﻠﻮا ﻣﻨﻪ ﻟﻴﻨﻄﻠﻘﻮا إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﺑﺪﻓﻌﺔ ﻗﻮﻳﺔ اﺳﺘﻨﺪت ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻐﻼل ﺟﻴﺪ ﻟﻜﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻤﺮﺋﻴﺔ واﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ واﻟﻤﻘﺮوءة. وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ،ﻧﺠﺪا أن اﻹﻋﻼم ﻓﻲ »ﻏﺎﻧﺎ« ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺘﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء داﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺗﺪرﻳﺲ اﻟﻤﺴﺮح اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻷﻃﻔﺎل اﻟﻤﺪارس ،ﻧﻈﺮا ﻷﻫﻤﻴﺘﻪ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻨﺸﺮ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻐﺎﻧﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻄﻼب ﻣﻨﺬ ﺣﺪاﺛﺘﻬﻢ ،ﻓﻴﻘﻮﻣﻮن ﺑﻌﺮوض ﻧﻬﻞ ﻣﻨﻬﺎ اﻹﻋﻼم اﻟﻐﺎﻧﻲ وﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺑﺮاز
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
اﻟﻘﺎرة اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،ﺗﻠﻚ اﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎﻋﺎت واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن ،ﻣﻤﺎ أدى ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ.. وﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮوف أن ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻴﻮﻻً ﻣﺰدوﺟﺔ ،أﺣﺪﻫﺎ ﻳﻨﺰع إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻘﺮار، واﻵﺧﺮ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ،وﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻛﺎن اﻻﺗﺠﺎه اﻷﺷﻤﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﺨﻼص ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻷﺟﻨﺒﻲ ﻫﻮ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث واﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻪ ﺑﺸﺘﻰ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ،ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﻴﻠﺔ اﻟﻐﺮﺑﺎء ،واﻟﺘﻲ ﻳﺘﺼﻮرون ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ أن اﻷﻓﺎرﻗﺔ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن إﻻ اﻟﺮﻗﺺ واﻟﻄﺒﻞ اﻟﻤﺘﻤﻴﺰ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺮون ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ارﺗﻘﺎء اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،أو اﻟﻨﻀﺎل ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﺒﻼدﻫﻢ. وﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرئ ،أن ﻃﺮق اﻟﺤﻴﺎة واﻷﻓﻜﺎر واﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻫﻲ اﻧﻌﻜﺎس ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻷي ﺷﻌﺐ ﻓﻲ أي ﺑﻘﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻌﻠﻢ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻫﻲ ﻣﺤﺪدات رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻹﻳﻀﺎح ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺘﻄﻮر ﺑﺴﺮﻋﺔ أو ﺑﺒﻂء. ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺮاغ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻧﺘﺎج ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺤﺪدات ﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺬﻛﺮ.. وﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ ،ﻋﻤﻞ اﻷﻓﺎرﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻐﻼل ﻛﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻣﻦ إذاﻋﺔ وﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮن وﺻﺤﺎﻓﺔ، وﻛﺎﻓﺔ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻧﺸﺮ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ..وﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪت وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص، وﺑﺸﻜﻞ ﺗﻄﺒﻴﻘﻲ ﻧﻤﻮذﺟﻲ وﻓﺮﻳﺪ ،ﻋﻠﻰ إﻧﻘﺎذ ودﻣﺞ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ واﻻﺗﺼﺎل ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ.. ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻤﻞ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻋﻠﻰ دﻣﺞ ﺗﻄﻠﻌﺎت اﻟﺸﻌﻮب ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺸﺮق
ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻤﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث ،اﻟﺬي ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ واﻗﻊ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺮز اﻟﺼﺮاع اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻘﻌﺔ اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺒﻘﺎء واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻬﻢ.. وﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻌﺒﺖ أﺷﻜﺎل اﻟﻤﺴﺮح اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﺑﺮﻗﺼﺎﺗﻪ وﻣﻮﺳﻴﻘﺎه ورواﻳﺎﺗﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ دورا ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ .وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪول اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺗﺘﺒﺎرى ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻟﺘﺒﺮز أﻫﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺗﺮاﺛﻬﺎ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﺎﺑﺮﻫﺎ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ..اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﺧﺬ ﺷﻜﻞ اﻟﺼﺮاع ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ذﻟﻚ اﻟﺼﺮاع اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ اﻟﺬي ﻋﻤﻞ اﻹﻋﻼم ﻋﻠﻰ ﺗﻐﺬﻳﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺎﺳﺐ.. ﻛﺎن ﺗﺮﻛﻴﺰ ﻣﻌﻈﻢ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ ﻳﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ إﺑﺮاز ﻛﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺤﻠﻲ ،ﻛﺎﻟﻔﺮوق ﺑﻴﻦ اﻟﻠﻐﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻷدﻳﺎن، أﻟﻮان اﻷدب ،اﻟﻤﺴﺮح ،اﻟﻐﻨﺎء ،اﻟﻌﺎدات، اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ،اﻟﺘﺮاث اﻟﺤﺮﺑﻲ ،آﺛﺎر اﻷوﻟﻴﻦ ،وﻛﻴﻒ ﺣﺎول اﻷﻓﺎرﻗﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ إﻓﻨﺎء وﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﺘﺮاث اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ.. وﻻ ﻧﻐﻔﻞ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ أن ﻛﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،أﻧﺸﺌﺖ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻷﻫﺪاف ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺨﺪم اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ،وﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﺎﻧﺖ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ودﻋﻢ اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .إﻻ أﻧﻬﺎ وﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ أدرﻛﺖ ﺗﻤﺎﻣﺎ أن اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ودﻋﻢ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻜﺎن ﺑﺈﺑﺮاز أﻫﻢ ﺟﻮاﻧﺐ ﺗﺮاﺛﻬﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻫﻮ اﻷﻫﻢ ..وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪت ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ أواﺻﺮ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺮﺑﻂ اﻷﻓﺎرﻗﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎ ﺑﻤﺎﺿﻴﻬﻢ ،ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺑﺪور اﻟﻤﻮﺟﻪ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ وﺗﻨﻔﻴﺬ ﻗﻴﻢ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺒﻨﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ واﻋﺪ ..وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ
87
ﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ إﻋﻼم ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺤﻠﻲ!
اdﻋﻼم وإﺛﺒﺎت اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ »إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻧﻤﻮذﺟ ًﺎ« د .واﺋﻞ إﺑ ﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ*
ﻳﻌﺪ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،ﺳﻤﺔ ﻣﻤﻴﺰة ﻷي ﺷﻌﺐ أراد أن ﻳﺤﻘﻖ ﻧﻬﻀﺔ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺸﺮق ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ ،ﻓﻠﻠﺘﺮاث أﻫﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ واﻟﺤﻴﺎة اﻟﻔﻨﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻪ اﻟﻤﺎدﻳﺔ .وﻗﺪ اﻣﺘﻠﻜﺖ ﺑﻼدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد ﺣﻘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺮاﺛﺎ ﻏﻨﻴﺎ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ راﺳﺨﺔ ،ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻤﻮروث اﻟﺤﻀﺎري.. وﻳﻤﺜﻞ اﻹﻋﻼم ﺗﻠﻚ اﻷداة اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻟﻼﺗﺼﺎل ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻌﻮب وﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء ،وﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮوف أن اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺷﻬﺪت ﻃﻔﺮة ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﺗﺼﺎﻻت ،ﻣﻤﺎ ﻣﻜﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻤﻘﻮﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺒﻼدﻫﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻣﺴﺘﻐﻠﻴﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺠﺪﻳﺪة ،وﺧﺎﺻﺔ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،واﻟﺘﻄﻮر اﻟﻮاﺿﺢ ﻓﻲ
86
ﺗﻘﻨﻴﺎت ﻋﻤﻞ اﻟﻘﻨﻮات اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ .وﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن اﻟﻌﻤﺎرة اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﻮروث ﻣﻦ أﻛﺒﺮ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺠﺬب اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ﻷي دوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﺑﻌﺪ ﻗﺮاءة ﻣﺘﺄﻧﻴﺔ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﻧﻤﻮذﺟﺎ أﻛﺜﺮ وﺿﻮﺣﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻮذج اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﻟﻜﻲ ﻧﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻀﻮء. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﻹﻧﺴﺎن اﻷﺑﻴﺾ ﺗﺠﺎه أﻫﺎﻟﻲ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮات
©ĘĨĵŹŭŰ ĘƀšſĸŜđª ĞƀŜĘšĥŨė ĞſŹŶŨė ğĘěĤđŸ ūǟŔǤė
اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻟﺘﻤﺪﻳﻦ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ وﻧﺸﺮ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺤﻀﺎرة اﻷوروﺑﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺮف اﺻﻄﻼﺣﺎ ﺑﻌﺐء اﻟﺮﺟﻞ اﻷﺑﻴﺾ ،The White Man's Burdenﻣﺎﻫﻲ إﻻ ﻃﺮﻳﻘﺔ ذﻛﻴﺔ ﻟﻔﺮض اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ،دﻋﻤﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻹرﺳﺎﻟﻴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ اﺗﺠﻬﺖ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮات ،واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻔﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ أﻫﺪاﻓﺎ اﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ إﻫﻤﺎﻟﻬﺎ .وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻮﺳﻊ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎري ﻓﻲ
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﻟﻠﺼﻴﻐﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻮاﺻﻞ وﺑﺮﻏﻢ أن ﺗﺸﻮﻣﺴﻜﻲ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ واﻟﻔﻬﻢ .وﻣﺎ أﺷﺒﻪ ﺻﻮرة اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺬي ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺄ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﻠﻐﻮي اﻟﺨﺎص ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻋﺪ ًدا ﻣﺤﺪو ًدا ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻟﺐ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ ﺑﻠﻐﺔ ﻣﺎ ،ﻓﻘﺪ أﺟﺒﺮﺗﻪ اﻟﺸﻮاﻫﺪ واﻟﻘﺮاﺋﻦ اﻟﻨﺤﻮﻳﺔ ﻟﻴﻔﻬﻢ وﻳﺴﺘﻨﺒﻂ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺮار ﺑﺄﺛﺮ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ واﻟﺪﻻﻻت .وﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮات واﻟﺘﻔﻮﻫﺎت ،ﺑﻨﻬﺞ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﻴﻦ اﻟﻤﺮء أن ﻳﺪرك أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻣﺜﻼ ﻋﺒﺎرة «:اﻟﻜﻠﺐ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺰﺟﻮن ﺑﻴﻦ ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺎً . ﻟﻴﺴﺘﺨﻠﺼﻮا ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺪ ًدا ﺿﺨ ًﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﻛﺒﺎت اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﺑﺠﺎﻧﺐ زرﻳﺒﺔ اﻟﻤﺎﺷﻴﺔ ﺳﻘﻂ »، اﻟﻜﻴﻤﺎﺋﻴﺔ .إن اﻟﺰﻋﻢ ﺑﻮﺟﻮد ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻧﺤﻮﻳًﺎ وﻟﻜﻦ ﻋﺒﺎرة«: ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻔﻘﺎرﻳﺎت ﻫﻮ ﺻﻨﻮ اﻟﺰﻋﻢ اﻟﻜﻠﺐ اﻟﻤﺤﺒﻮس داﺧﻞ زرﻳﺒﺔ اﻟﻤﻮاﺷﻲ ﺑﺄن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻠﻐﺎت ﺗﺘﻘﺎﺳﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ) .(3ﻳﻨﺒﺢ« ﺻﺤﻴﺤﺔ .وﻫﻨﺎ ﻳﺪرك اﻟﻤﺘﺤﺪث ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺧﺘﻼف اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﺤﻴﺔ اﻟﺤﺼﻴﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر أن اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﻔﺌﺮان واﻟﻄﻴﻮر واﻟﺴﻌﺎدﻳﻦ ،ﻓﺈن اﻷﻧﻮاع اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺗﺸﺘﺮك ﻓﻲ وﺟﻮد اﻟﻌﻤﻮد اﻟﻔﻘﺮي واﻟﻌﻴﻨﻴﻦ وﺗﻤﺎﺛﻞ ﻧﺼﻔﻲ اﻟﺠﺴﻢ. وﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮى ﺗﺸﻮﻣﺴﻜﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻟﻈﺎﻫﺮي ﻓﻲ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﻠﻐﻮي ﻟﻠﺠﻤﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺮد ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻐﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﺈن ﻟﻜﻞ اﻟﻠﻐﺎت ﻧﺴﻘًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻳﻄﻠﻖ ﻫﻮ ﻫﺬه ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،وأن ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻫﻲ ﻧﺘﺎج اﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ اﻟﻤﻮروﺛﺔ واﻟﻤﻨﺤﺼﺮة ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺲ اﻟﺒﺸﺮي ،وﻟﻌﻞ اﻟﺘﻲ ﺗُﺸﺒﻊ وﺗُﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻦ ﻣﺰاﻳﺎ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ أﻧﻬﺎ أدﺧﻠﺖ اﻟﻌﻠﻮم أﺧﺺ ا ﻓﻜﺎر وأﻛﺜﺮﻫﺎ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻓﻲ داﺋﺮة ﻟﺼﻴﻘﺔ ﺑﻌﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ وﻋﻠﻢ وﻇﺎﺋﻒ اﻷﻋﺼﺎب .ﻟﻌﻞ أﺣﺪ أﺳﺒﺎب اﻟﺨﻼف ﺣﻤﻴﻤﻴﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺪاﺋﺮ ﺣﻮل دﻋﻮى ﺗﺸﻮﻣﺴﻜﻲ ﺑﻮﺟﻮد ﻗﻮاﻋﺪ ﻟﻠﺘﻮﺻﻴﻞ واﻟﺘﺪاول ﻫﻲ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ أن اﻟﺮﺟﻞ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إن ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻔﺮض ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﻘﻮاﻋﺪ أم ﻻ ،وﻟﻴﺲ اﻟﻘﺪرة ﻛﺈﺣﺪى اﻟﻤﻌﻀﻼت اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺼﻮرة ﺳﻠﻴﻤﺔ ،اﻟﻤﻠﻤﺢ اﻷﺻﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﺪارة اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ .وﻫﺬا اﻟﺤﻜﻢ أﺷﺒﻪ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ. ﺑﺎﺳﺘﺒﺪال اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻟﻌﺐ اﻟﺘﻨﺲ ﺑﺎﻟﻔﻬﻢ اﻟﻠﻐﻮي ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﻠﻌﺐ اﻟﻤﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ اﻟﻘﺮاءة وﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻫﻢ ﻳﻠﻌﺒﻮن .أﻓﻼ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﻫﺬا ﺑﺄن ﻣﺆﻟﻔﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﻄﻬﻲ ﻟﻴﺴﻮا ﻋﺎدة وداﺋ ًﻤﺎ أﻓﻀﻞ اﻟﻄﻬﺎة؟.
ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻟﺨﺮوﺟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻨﺤﻮﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ أن اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ، ﻋﻠ ًﻤﺎ ﺑﺄن اﻟﺠﻤﻠﺘﻴﻦ ﺗﻠﺘﺰﻣﺎن ﺑﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﻠﻐﻮي اﻹﻧﻜﻠﻴﺰي .وإﺿﺎﻓﺔ ﻟﻤﺎ ﺳﺒﻖ ،وﻷن ﺗﺸﻮﻣﺴﻜﻲ اﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﻠﻐﺔ ﺧﺎدﻣﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮ ﻓﻘﺪ أﻋﺮض ﻋﻦ ﺗﺼﻮر إﻣﻜﺎن أن ﺗﻘﻮم ﺑﻌﺾ اﻷﻓﻜﺎر ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻤﻴﻢ وﻧﻈﺎم ﻋﻮض أن ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ اﻓﺘﺮاﺿﺎت ﺗﺤﺘﻤﻞ اﻟﺼﻮاب واﻟﺨﻄﺄ .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈن ﺗﺸﻮﻣﺴﻜﻲ ﻳﺴﺎوي ﻓﻲ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻤﻠﺘﻴﻦ اﻵﺗﻴﺘﻴﻦ» :اﻟﻤﻄﺮﻗﺔ ﺿﺮﺑﺖ اﻟﻜﺄس اﻟﺒﻠﻮرﻳﺔ« ،و»اﻟﻜﺄس اﻟﺒﻠﻮرﻳﺔ ﺿُ ﺮﺑﺖ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮﻗﺔ« ،ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮم ﺗﺴﺎوي ﺗﻤﺎ ًﻣﺎ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻬﻮل ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﺮﻏﻢ أن اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻮﺣﻲ ﻟﻠﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ﺑﺤﺮﻛﺔ اﻟﻤﻄﺮﻗﺔ وﻫﻲ ﺗﻬﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺄس اﻟﺒﻠﻮرﻳﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ﺻﻮرة ﺗ َﺤﻄﻢ اﻟﻜﺄس وﺗﻨﺎﺛﺮ أﺟﺰاءه اﻟﺒﻠﻮرﻳﺔ .وﺗﺒ ًﻌﺎ ﻟﻬﺬﻳﻦ اﻻﺧﺘﻼﻓﻴﻦ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ،ﻓﺈن ﻫﺎﺗﻴﻦ اﻟﺠﻤﻠﺘﻴﻦ ﻟﻴﺴﺘﺎ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻌﻨﻰ. * ﺑﺎﺣﺚ وﻧﺎﻗﺪ – ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎرات ،اﻟﻌﻴﻦ • ﺗﻘﻊ ﺑﻮﻟﻴﻨﻴﺰﻳﺎ أو ﺟﺰر اﻟﺒﻮﻟﻴﻨﻴﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻬﺎدي وﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ أﻟﻒ ﺟﺰﻳﺮة ﻣﺜﻞ اﻟﺴﺎﻣﻮا وﺟﺰر ﺳﻠﻴﻤﺎن وﻛﻮك وﻋﻴﺪ اﻟﻔﺼﺢ ....اﻟﺦ وﺗﺘﺒﻊ ﻋﺪة دول ﻣﺜﻞ أﻣﺮﻳﻜﺎ وﺷﻴﻠﻲ وﻧﻴﻮزﻳﻠﻨﺪة. • أﻓﺮام ﻧﻌﻮم ﺗﺸﻮﻣﺴﻜﻲ ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﻓﻴﻼدﻟﻔﻴﺎ ،1928ﻓﻴﻠﺴﻮف أﻣﺮﻳﻜﻲ ،ﻋﺎﻟﻢ ﻟﺴﺎﻧﻴﺎت وﻣﺆرخ وﻧﺎﻗﺪ وﻧﺎﺷﻂ ﺳﻴﺎﺳﻲ. • أﻧﻈﺮ ﻛﺘﺎب ﺟﻴﺮوم ﻛﻴﻐﺎن :اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﺜﻼث: اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ.
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
85
اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ. وﺑﺮﻏﻢ أن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻠﻐﺔ ﻳﻘﺮون ﺑﺄن اﻟﻠﻐﺔ ﺗﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ،ﻓﺈن ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﻲ ﺗ ُﺸﺒﻊ وﺗ ُﻌﺒﺮ ﻋﻦ أﺧﺺ اﻷﻓﻜﺎر وأﻛﺜﺮﻫﺎ ﺣﻤﻴﻤﻴﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻮﺻﻴﻞ واﻟﺘﺪاول ﻫﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻔﺮض ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺈﺣﺪى اﻟﻤﻌﻀﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ .ﻓﺜﻤﺔ ﺑﻌﺾ اﻷﻓﻜﺎر ﻣﺜﻞ ﺗﺬﻛُﺮ اﻟﻤﺮء ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻨﺰﻫﺔ ﻣﻤﺘﻌﺔ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء إﺣﺪى اﻟﻐﺎﺑﺎت ﺧﻼل ﺷﻬﺮ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ أول( أو ﺗﺨ ُﻴﻠﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ وﻫﻮ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﺒﺮ أﺣﺪ أﻗﻮاس ﻗﺰح ،وﻫﻲ أﻓﻜﺎر ﻳﺘﻌﺬر ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت .وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ،ﻓﺈن اﻷﻃﻔﺎل ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺳﻨﺔ واﺣﺪة ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن ﺑﻌﺪ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم ﻳﺼﺪر ﻋﻨﻬﻢ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎءات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻗﺪ ًرا ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ. وﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﻠﻐﺎت ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻌﺪد اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮزع ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻈﺎﻫﺮة أو واﻗﻌﺔ ﻣﺎ .وﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻼ واﺿ ًﺤﺎ. اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗ ُﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻷﻟﻮان ً ﺗ ُﺨﺼﺺ اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻷﻟﻮان وﻫﻲ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺗ ُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺎدة. وﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗ ُﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻷﻟﻮان ﻓﻲ ﻟﻐﺎت أﺧﺮى ﺗﺘﻀﻤﻦ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬا اﻟﻠﻮن أو ذاك: ﻓﺜﻤﺔ زرﻗﺔ اﻟﺴﻤﺎء أو ﺧﻀﺮة اﻟﻌﺸﺐ .وﻗﺪ ﻻ ﻳﺠﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻐﺮﺑﻴﻮن ﻏﻀﺎﺿﺔ ،وﻫﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﺳﺘﺜﻨﺎء وﺣﻴﺪ ،ﻓﻲ أن ﻳُﻄﻠﻌﻮا ﻣﺼﺎدرﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺪوﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ ذوي اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻋﻠﻰ رﻗﺎﻗﺔ ﻣﺪﻫﻮﻧﺔ ﺑﻠﻮن ﻣﻌﻴﻦ ﺛﻢ ﻳﻄﻠﺒﻮن ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻠﻮن. وﻫﻨﺎ ﻳﺮﺗﺞ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮن
84
ﺛﻤﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻐﺎت ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺤﺪدة ﺗﺴﺎوي ﻓﻲ ﺗﺤﺪدﻫﺎ ﻣﻔﻬﻮم »اﻟﻌﻘﻞ« وﻣﻔﻬﻮم »اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﺸﺨﺼﻲ« ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻨﻴﻬﻤﺎ اﻟﻠﻐﺔ اdﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ.
ﻟﻐﺎت ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ؛ ﻷن ﺣﺼﻴﻠﺘﻬﻢ ﻣﻦ أﺳﻤﺎء اﻷﻟﻮان ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ أﺷﻴﺎء ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺠﺎوزﻫﺎ. وﻟﺌﻦ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻴﺢ أن اﻟﻮزن ﻫﻮ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻣﻼزﻣﺔ ﻟﻜﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﺗﻨﺎ ،ﻓﺈن ﻧﻔ ًﺮا ً ﻳﻠﺘﻔﺘﻮن إﻟﻰ أﻫﻤﻴﺔ وﺿﻊ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء ﻋﺪﻳﻤﺔ اﻟﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﻮزن ﻓﻲ ﻳﺪ أﻓﺮاد اﻟﺘﺠﺎرب ﻣﻌﺼﻮﺑﻲ اﻟﻌﻴﻮن وﺳﺆاﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ وﺣﻘﻴﻘﺔ إدراﻛﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﻤﺴﻜﻮن ﺑﻪ.
ĞſĸŁěŨė ğĘřũŨėŸ ĞŜĘšĥŨėŸ ĞĕƀěŨė
وﺛﻤﺔ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﺗﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل اﻟﺴﺆال ﻋ ﱠﻤﺎ إن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻠﻐﺔ ﻗﺪرة ﻓﺮﻳﺪة ﻳﺨﺘﺺ ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن دون اﻟﺜﺪﻳﻴﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ أو أن ﻟﻬﺎ ﺟﺬو ًرا ﻓﻲ إﺷﺎرات وأﺻﻮات اﻟﻘﺮدة .وﺑﺮﻏﻢ أن ﺗﻠﻚ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺰل ﺗﺮاوح ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ،ﻓﻠﻌﻞ اﻷرﺟﺢ أن ﺗﻜﻮن إﻳﻤﺎءات وإﺷﺎرات اﻟﻘﺮدة ،دون اﻷﺻﻮات اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﻘﻬﺎ ،ﻫﻲ اﻟﺠﺬر اﻟﺬي ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻧﻈ ًﺮا ﻟﻠﻘﻠﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺣﺼﻴﻠﺔ اﻷﺻﻮات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮاﺳﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺮدة .وﺗﻠﻚ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺼﻮرة وﺛﻴﻘﺔ ﺑﺴﺠﺎل ﺣﺎﺳﻢ ﺗﻌﺎﻟﺖ أﺻﺪاؤه ﺧﻼل اﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ اﻟﻔﺎﺋﺘﺔ ﻣﺎ ﺣﺪا ﺑﻄﺎﺋﻔﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﻠﻐﻮﻳﻴﻦ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﻴﻦ إﻟﻰ اﻛﺘﺸﺎف ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﻮاﻋﺪ واﻟﻤﻔﺮدات اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻠﻐﺔ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻬﺎ أﻓﺮاد ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺷﺨﺎص ﻳﺘﻜﻠﻤﻮن ﺑﻬﺬه اﻟﻠﻐﺔ ،ﻳﺄﺗﻲ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻗﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪون أن ﺛﻤﺔ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻗﻮاﻋﺪ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻴﺐ اﻟﺠﻤﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻠﻐﺎت. وﻓﻲ ﻋﺎم 1957رأى ﻧﻌﻮم ﺗﺸﻮﻣﺴﻜﻲ)(2 أن ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﻟﺴﻤﺠﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ اﻟﻨﺎس أﻋﺠﺰ ﻣﻦ أن ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ اﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻟﻘﻮاﻋﺪ وﻧﺤﻮ اﻟﻜﻼم اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻫﻮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ُﻣﻮزﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻟﻐﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ دون اﺳﺘﺜﻨﺎء .وﻟﻘﺪ اﺑﺘﺪع ﺗﺸﻮﻣﺴﻜﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، وﺗﻤﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﺗﺼﻮره ﻟﻠﺠﺪارة اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ »اﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ » .وﻓﻲ ﺻﻮرة ﺑﺎﻛﺮة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ذﻫﺐ ﺗﺸﻮﻣﺴﻜﻲ إﻟﻰ أن اﻟﻌﻘﻞ ﺟﻤﻼ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﺜﻞ »ﻳﻄﻌﻢ اﻟﺒﺸﺮي ﻳﺨﺘﺰن ً اﻟﻮﻟﺪ اﻟﻜﻠﺐ« ،وﻣﺎ إن ﻳﺴﻤﻊ اﻟﺴﺎﻣﻌﻮن اﻟﻜﻠﺐ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻬﻮل »أُﻃْ ِﻌﻢ ُ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻮﻟﺪ« ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺎدروا ﺗﻠﻘﺎﺋﻴًﺎ إﻟﻰ
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
اﻟﻨﺺ اﻷدﺑﻲ ،ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ »اﻻﺧﺘﺼﺎص« اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻗﻪ .وﻫﻮ ﺣﻴﻦ ﻳﺪﻋﻲ أن اﻟﻨﺺ اﻷدﺑﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﻠﻞ ﺑﺘﻮﻇﻴﻒ ﻛﻞ اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ )وﻫﻮ ﻳﻘﺼﺪ اﻟﻌﻠﻮم( ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﻳﻨﻔﻲ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺻﻔﺔ »اﻻﺧﺘﺼﺎص« .وﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻳﺘﺮاﻣﻰ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﻷﺧﺮى ،وﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺰود ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ. وﻫﻮ أﺧﻴﺮا ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﺧﺘﺼﺎﺻﺎت ﻣﺘﻌﺪدة وﻣﺘﻌﺎرﺿﺔ ﺑﺪون ﻣﺮاﻋﺎة ﺷﺮوط ﻫﺬا اﻟﺠﻤﻊ وإﻛﺮاﻫﺎﺗﻪ وﺣﺪوده. ﻟﻜﻞ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷدب ،ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺣﻜﺮا ﻋﻠﻰ »ﻧﻘﺎد اﻷدب«. ﻟﻜﻦ ﻛﻞ اﺧﺘﺼﺎص ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻹﺑﺪاع ﻓﻬﻮ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﺬﻟﻚ وﻓﻖ آﻟﻴﺎت وﻓﺮﺿﻴﺎت وإﺟﺮاءات اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻪ .وﻫﻨﺎ ﻳﺤﻖ ﻟﻨﺎ ﻃﺮح اﻟﺴﺆال ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ ،وﻫﻮ ﻳﺴﺘﺠﻤﻊ زاده ﻣﻦ ﻋﻠﻮم اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻧﻔﺴﻴﺔ، وﻣﻦ ﻋﻠﻮم ﻟﻐﻮﻳﺔ ،،،ﻣﺎ ﻫﻮ اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻪ؟ أم أﻧﻪ »ﺧﻼﺻﺔ« اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت و«ﻣﻠﺘﻘﺎﻫﺎ«؟ وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑﺄن ﻧﺎﻗﺪا ادﻋﻰ أﻧﻪ ﺳﻴﻄﺒﻖ »ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ«، ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﻳﺒﺎﻋﺪ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ »اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻨﻔﺴﻲ« ﺣﻴﻦ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺺ ﻧﻔﺴﻪ؟ وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﻀﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﺤﻠﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ؟ ﺗﺼﺐ ﻫﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﻮن »اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ« ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻈﻠﺔ ﺗﻐﻄﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻷدب .إن اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺿﺮوري ﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻛﻞ اﺧﺘﺼﺎص ﺑﺎﻷدب ،وﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ أن ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ »ذاﺗﻪ« اﻟﺨﺎﺻﺔ ،وإﻻ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﻈﻞ ﻋﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮه ،وﺳﻴﻜﻮن ﻋﺎﺟﺰا ﻋﻦ اﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ »اﻟﻔﻜﺮ اﻷدﺑﻲ« ﻷن ﻋﻠﻴﻪ، ﻟﻴﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻷدب ﺑﺎﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ،أن ﻳﻜﻮن ﻧﻈﻴﺮ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻷدب
اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻠﻐﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ د .ﺻﺪﻳﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻮﻫﺮ *
ﻳﻌﺪ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺟﻢ اﻟﻠﻐﺎت واﺣﺪً ا ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎﺣﺚ اﻟﻮﻋﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﻘﺪة أﺧﺮى ﻣﻦ ﺗﻌﻘﻴﺪات اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻠﻐﻮي. ﺧﺎﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎل ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ وﺣﻴﺜﻤﺎ أﻋﻄﻰ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻳ ًﺮا ً اﻷﺷﻴﺎء أو اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت ،ﻓﺈن أﻓﺮاد ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﻤﻴﻠﻮن ﺗﻠﻘﺎﺋ ًﻴﺎ إﻟﻰ اﺧﺘﺮاع ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت ﻟﻺﺷﺎرة إﻟﻰ ﺗﻨﻮﻋﺎت ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل .وﻟﻮ أﺧﺬﻧﺎ ﺟﺰر اﻟﺒﻮﻟﻴﻨﻴﺰ )ً (1 ﻣﺜﺎﻻ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﻈﺮ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ ﻗﺼﺐ اﻟﺴﻜﺮ وﺟﻮز اﻟﻬﻨﺪ واﻟﺒﻄﺎﻃﺎ اﻟﺤﻠﻮة ﻛﻤﺼﺎدر ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻟﻠﻐﺬاء واﻟﻤﻘﺎﻳﻀﺔ ،ﻓﺈن ﻟﻐﺔ ﺑﻮﻟﻴﻨﻴﺰﻳﺔ واﺣﺪة ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻛﻠﻤﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻋﺪد ﻣﺘﺴﺎو ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺷﻴﺎء.
وﺣﻴﺚ إن اﻟﺬﻛﺮ واﻷﻧﺜﻰ ﻳﻌﺪان ﻧﻤﻄﻴﻦ ﺑﺎرزﻳﻦ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻓﺈن أﻏﻠﺐ اﻟﻠﻐﺎت ﺗ ُﻔﺮد ﻟﻬﻤﺎ ﻛﻠﻤﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﺗﻔﺮق ﺑﻴﻦ أﻧﻤﺎط ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء )ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻓﺜﻤﺔ اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻔﺘﻰ واﻟﺰﻋﻴﻢ واﻟﻔَﻆْ ،وﺛﻤﺔ اﻟﻤﺮأة واﻟﺴﻴﺪة واﻟﻔﺘﺎة واﻟﻔﺎﺟﺮة( .وﺗ ُﺨﺼﺺ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻠﻐﺎت ﻛﻠﻤﺎت ﺗﻌﺒﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻗُﺮاﺑﺔ ﺳﺘﻴﻦ ﻓﻜﺮة ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ،وﺗﺪور ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺣﻮل ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ :اﻟﻨﺎس ،ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻘﺮاﺑﺔ،
أﺟﺰاء اﻟﺠﺴﻢ ،اﻟﺮؤﻳﺔ ،اﻟﺴﻤﻊ ،اﻟﻔﻌﻞ، اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ،اﻟﺸﻌﻮر ،اﻷﻛﻞ ،اﻟﻨﻮم ،اﻟﻨﻘﺺ، اﻟﺸﻤﺲ،اﻟﻘﻤﺮ ،اﻟﻤﻄﺮ ،اﻟﻨﺒﺎت ،اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت، اﻷﻋﺪاد اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻛﺎﻟﻮاﺣﺪ واﻻﺛﻨﻴﻦ ،ﻛﻠﻤﺎت ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻜﺎن وزﻣﺎن اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻟﺤﻮادث واﻟﻈﻮاﻫﺮ ،ﻛﻠﻤﺎت ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ وﻣﻘﻮﻟﺘﻲ اﻟﺨﻴﺮ واﻟﺸﺮ .وﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ ﻓﺜﻤﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻐﺎت ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺤﺪدة ﺗﺴﺎوي ﻓﻲ ﺗﺤﺪدﻫﺎ ﻣﻔﻬﻮم »اﻟﻌﻘﻞ« وﻣﻔﻬﻮم »اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﺸﺨﺼﻲ« ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻨﻴﻬﻤﺎ
* أﻛﺎدﻳﻤﻲ وﻧﺎﻗﺪ -اﻟﻤﻐﺮب
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
83
ğėķėĴŬ
اﻟﻔﻜﺮ ،ا دب ،اﻟﻤﻨﻬﺞ 2 - 1 ŮżʼnŝŻ İżőĸ į
ﻧﻌﺘﺒﺮ
ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻘﺮراﺗﻨﺎ اﻟﺪراﺳﻴﺔ ،وﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول اﻷدب، أي ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷدب داﺧﻠﺔ ،ﺑﺎﻟﻘﻮة وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ »اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ« .ﻟﻜﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﻠﻤﻮس أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻤﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﻧﻘﺪا أدﺑﻴﺎ ،ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ، ﻷن ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻷدب ﻟﻴﺴﺖ »ﻧﻘﺪﻳﺔ« ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ. أﺳﺘﺠﻤﻊ ﻓﻴﻤﺎ أﺳﻤﻴﻪ ﺑـ«اﻟﻔﻜﺮ اﻷدﺑﻲ« ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺻﻨﺎف اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻟﺘﺄوﻳﻞ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺑﺪاع اﻷدﺑﻲ .ﻟﻘﺪ اﺷﺘﻐﻞ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ وﻋﻠﻤﺎء اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻠﻐﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻷدب .ﻛﻤﺎ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻪ ،اﻟﻴﻮم ،ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺎت واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﻴﺎت واﻟﺬﻫﻦ واﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ واﻟﻄﺐ واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ...ﻫﺬا إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ واﻟﺒﻼﻏﺔ واﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﻟﻔﻦ ﻋﻤﻮﻣﺎ .إن ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷﺻﻨﺎف ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺎﻷدب ﻓﻲ ذاﺗﻪ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،وﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻊ اﻹﻧﺴﺎن واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن اﻷدب ،أﺑﺪا ،ﻣﻮﺿﻮع ﺗﻔﻜﻴﺮ ،وﺗﺤﻠﻴﻞ ،وﺗﺄوﻳﻞ .وﻛﻞ ﺻﻨﻒ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺻﻨﺎف ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ اﻷدب ﺑﺤﺴﺐ اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻪ. ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻨﺎﻗﺪ اﻷدﺑﻲ واﻟﺒﻼﻏﻲ واﻟﻠﺴﺎﻧﻲ ﻳﻬﺘﻢ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺺ اﻷدﺑﻲ ﻓﻲ ذاﺗﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ وﻣﺎدﺗﻪ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ،ﻛﺎن اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف وﻋﺎﻟﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺎت ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺑﻌﺎده وأدواره اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ووﻇﻴﻔﺘﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وأﺷﻜﺎل ﺗﻌﺒﻴﺮه ﻋﻦ اﻟﺬات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .وﻓﻲ ﺿﻮء ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ
82
اﻟﺼﺤﻔﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺎدة إﻋﻼﻣﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻗﻴﻢ ﻓﻨﻴﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ. ﻛﻤﺎ أن ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺬﻫﻦ واﻷﻋﺼﺎب واﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺻﻼﺗﻪ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن وﻣﻬﺎراﺗﻪ وإﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﺗﻮاﺻﻠﻪ ﻣﻊ ﻏﻴﺮه ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻮﺳﺎﺋﻂ. ﺑﻤﺎ أن اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ ﻇﻞ أﻗﺮب اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻷدب ،ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ، وﺗﻌﻤﻖ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻮر ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻞ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﺻﻨﺎف اﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ واﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ واﻟﺘﺄوﻳﻠﻴﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،وﻫﻲ ﺗﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ اﻷدب ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﻨﺪرج ،ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮ ،ﻓﻲ »اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ«. ﻓﻈﻞ ﻫﺬا »اﻟﻤﻔﻬﻮم« اﻻﺳﻢ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻜﻞ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت ،أﻳﺎ ﻛﺎن ﻧﻮﻋﻬﺎ ،ﻣﺎ داﻣﺖ ﺗﺘﺼﺪى ﻟﻸدب .ﻏﻴﺮ أن ﺗﻄﻮر ﻫﺬه اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت وﺗﻌﻘﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻷدب ،ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ إﻟﻰ ﺿﺮورة اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻦ ﺑﺎﻷدب ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻴﻤﻮﻧﻬﺎ ﻣﻌﻪ، ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻔﻜﺮون ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻷدب وﺑﺤﺴﺐ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻴﻤﻮﻧﻬﺎ ﻣﻌﻪ. إن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻣﻦ أﻓﻼﻃﻮن إﻟﻰ ﻫﻴﻐﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻧﻘﺎد أدب .ﻛﻤﺎ أن ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ واﻻﺟﺘﻤﺎع ﻟﻴﺴﻮا ﻛﺬﻟﻚ .ﻓﻤﻊ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ »ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻷدب«، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ »ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ اﻷدب« ،أو »ﻋﻠﻢ اﺟﺘﻤﺎع اﻷدب« .إن ﻓﺮوﻳﺪ، ﻓﻲ دراﺳﺘﻪ ﻣﺜﻼ ﻟﺪوﺳﺘﻮﻳﻔﺴﻜﻲ ،ﻛﺎن ﻳﺆﺳﺲ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻷدﺑﻲ ،ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻏﻮﻟﺪﻣﺎن ﻳﺆﺳﺲ ﻟـ«ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺮواﻳﺔ«. وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺑﺤﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال اﻋﺘﺒﺎر أﻓﻼﻃﻮن
أو ﻓﺮوﻳﺪ أو ﻏﻮﻟﺪﻣﺎن ﻧﻘﺎد أدب .ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻃﺮاﺋﻖ ﺑﺤﺚ ﻫﺆﻻء ﻓﻲ اﻷدب ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق »اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ« اﻟﺘﻲ ﻧﺰﻋﻢ ،ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ ،أﻧﻬﺎ »ﻣﻨﺎﻫﺞ أدﺑﻴﺔ«. ﻟﻘﺪ درﺟﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ »اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻷدﺑﻴﺔ« ،ﻣﻮﺻﻮﻻ ﺑﻌﻠﻮم إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺪرس اﻷدب ،ﻓﺼﺮﻧﺎ ﻧﻘﻮل :اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻟﻤﻨﻬﺞ اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ،واﻟﻤﻨﻬﺞ اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ ﻟﻸدب،،، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ أﻣﺎم »ﻋﻠﻮم« ،ﻧﻔﺘﺮض ﺣﻴﻦ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﻬﺎ أﺻﺤﺎب اﻻﺧﺘﺼﺎص ،أﻧﻬﺎ ﺗﻄﺒﻖ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺷﺘﻰ وﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ. إﻧﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ أﻣﺎم ﻋﻠﻮم ﻓﺮﻋﻴﺔ )ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻷدب ﻣﺜﻼ( وﻟﺴﻨﺎ أﻣﺎم ﻣﻨﺎﻫﺞ أدﺑﻴﺔ .ﻫﺬا اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ »اﻻﺧﺘﺼﺎص« و«اﻟﻤﻨﻬﺞ« ،وﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪد اﻷدب ،ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻄﺮاﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻊ اﻷدب ،وﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪى ﻣﻦ ﻧﺴﻤﻴﻬﻢ »ﻧﻘﺎد اﻷدب« .إﻧﻬﻢ »ﻳﻄﺒﻘﻮن« أدوات وﺗﺼﻮرات ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ،وﻟﻴﺴﻮا ﻋﻠﻤﺎء اﺟﺘﻤﺎع أدب .وﺑﻤﺎ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎرﺳﻮﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺮاﻋﻲ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﺬي »ﻳﺪﻋﻮن« ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ )أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻤﺰج اﻟﻨﺎﻗﺪ ﺑﻴﻦ »ﻣﻨﺎﻫﺞ« ﻣﺘﻌﺪدة )ﻧﻔﺴﻴﺔ ،اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،(،،، وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻮم ﻣﺘﻌﺪدة؟( ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﻳﻄﺒﻘﻮن »ﻣﻨﻬﺠﺎ« اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ، ﻷن ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﺠﺎ ،وﻛﺄي ﻋﻠﻢ ﻟﻪ ﺗﺎرﻳﺦ ،ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻣﺪارس وﻧﻈﺮﻳﺎت ،وﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻄﺒﻖ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺘﻼءم ﻣﻊ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺬي ﻳﻤﺜﻠﻪ. إن اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﺷﺘﻐﺎﻻ ﻋﻠﻰ
81
2014
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
тАлтАк─╕┼Ф─Ш┼А ─Я─Ш╞А┼м┼╣┼┐тАмтАм
тАл╪вя║зя║о я║│я║Тя║Оя╗│я║О я╗Уя║оя╗зя║┤я║ОтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗╝╪нтАм тАлтАк ┼║─░┼╗┼╡─╣┼д─У ─░┼й─и─Й ─░┼й─й┼итАмтАм
тАля╗Уя╗о┘ВтАм
тАля╗зя║Оя╗Уя╗о╪▒╪й я║│я╗Дя╗┤я╗Т я║Чя║ая╗ая║▓ ╪зя╗гя║о╪г╪й я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║оя║зя║О┘Е ╪зя╗╖я║Ся╗┤я║╛тАм тАля╗Ля║О╪▒я╗│я║Ф я╗зя║дя║Шя╗мя║О ╪зя╗Яя╗Фя║оя╗зя║┤ ┘Ся╗┤я╗о┘Ж я╗Яя║╝ ┘Ся║к )╪зя╗Яя║┤я╗Дя╗┤я╗Фя╗┤я╗┤я╗ж( я╗Ля╗ж ╪▓я╗│я║О╪▒╪й ╪зя╗Яя╗дя║┤я║ая║ктАм тАл╪зя╗Яя╗Шя║оя╗│я║РтАк╪МтАмя╗Ля╗ая╗░ я║гя║к я║Чя╗Мя║Тя╗┤я║о ╪зя╗Яя║╕я║Оя╗Ля║о ╪зя╗Яя║╝я║кя╗│я╗Ц я╗Л ┘Ся║░ ╪зя╗Яя║кя╗│я╗ж я╗гя╗┤я╗мя╗оя║Ся╗▓тАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗Яя╗Ья╗ж ╪зя╗Яя║┤я╗Дя╗┤я╗Ф ┘Ся╗┤я╗┤я╗ж ╪гя║г ┘Ся║Тя╗о╪з я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗дя║о╪г╪й ┘И╪гя╗Яя╗Фя╗оя╗ля║О я╗Ыя╗дя║О ╪гя╗Яя╗Фя║Шя╗мя╗втАк ╪МтАм┘И╪гя╗Ыя║Ья║о┘И╪зтАм тАля╗Гя║о┘Ия╗Чя╗мя╗в ╪зя╗Яя╗дя║┤я║ая║к я╗╖я║Яя╗ая╗мя║ОтАк ╪МтАм┘Ия║Ыя║О╪▒┘И╪з ┘Ия╗Пя╗Ая║Тя╗о╪з я╗Ля╗ия║кя╗гя║О ╪гя║╗я╗┤я║Тя║Ц я║Ся╗Ья║кя╗гя║О╪ктАм тАл┘Ия╗Ыя║┤я╗о╪▒ ╪ея║Ыя║о я║Чя╗Фя║ая╗┤я║о ╪зя╗Яя║ая╗дя║Оя╗Ля║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║О╪▒я╗Чя║Ф тАУ я╗╗ ╪гя║г ┘Ся║Тя║м я╗зя║┤я║Тя║Шя╗мя╗в ╪ея╗Яя╗░тАм тАл╪зя╗╣я║│я╗╝┘Е тАк -тАмя╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║Шя║┤я╗Мя╗┤я╗ия╗┤я║О╪к я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Шя║о┘Ж ╪зя╗Яя╗дя║Оя║┐я╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗Яя╗Ья╗и ┘Ся╗мя╗в ╪▒ ┘Ся╗гя╗дя╗оя╗ля║ОтАм тАл┘Ия║┐ ┘Ся╗дя║к┘И╪з я║Яя║о╪зя║гя╗мя║О ┘Ия╗гя║О ╪▓╪зя╗Яя╗о╪з я╗│я╗ая║Шя╗Ф┘Ся╗о┘Ж я║гя╗оя╗Яя╗мя║ОтАк ╪МтАмя╗Уя╗Шя╗ая║Ц я╗Яя╗ктАк :тАмя╗Яя╗Мя╗а┘Ся╗мя║О ╪вя║зя║отАм тАля╗гя╗ж я║Ся╗Шя╗▓ я╗гя╗ж я║│я║Тя║Оя╗│я║О я╗Уя║оя╗зя║┤я║О ╪зя╗Яя╗дя╗╝╪н я╗Уя╗▓ я║│я╗Дя╗┤я╗ТтАк.тАмтАм тАля╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║╕я║О╪▒╪╣ ╪зя╗Яя╗дя║Ж╪п┘К ╪ея╗Яя╗░ )╪зя╗Яя╗Ф ┘Ся╗о╪з╪▒╪й( я╗│я╗Шя╗Т я╗зя║╝я║Р ╪зя╗Яя║╕я╗мя╗┤я║к )я║Ся╗о╪▓я╗│я║ктАм тАля║│я╗Ш┘Ся║О┘Д( я║гя║Оя╗гя╗Ю я╗Ля╗ая╗в ╪зя╗Яя╗дя╗Ия║Оя╗ля║о╪й ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║зя║оя║Яя║Ц я╗Уя╗▓ я║│я╗Дя╗┤я╗Т я╗Ля║О┘ЕтАм тАлтАк1945тАм┘Е ╪зя║Ся║Шя╗мя║Оя║Яя║О я║Ся╗ия║╝я║о ╪зя╗Яя║дя╗ая╗Фя║О╪б я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя║о╪и ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗д ┘Ся╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Ья║Оя╗зя╗┤я║ФтАк╪МтАмтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗Ия║Оя╗ля║о╪й ╪зя╗Яя║Шя╗▓ ╪гя║╖я╗Мя╗ая║Ц ╪зя╗Яя║Ья╗о╪▒╪йтАк ╪МтАм┘Ия╗Ыя║Оя╗зя║Ц я╗Уя║оя╗зя║┤я║О я╗Чя║к ┘Ия╗Ля║к╪к ╪зя╗Яя║ая║░╪зя║Ля║отАм тАл╪зя╗Яя║дя║оя╗│┘Ся║Ф ┘И╪зя╗╗я║│я║Шя╗Шя╗╝┘Д ╪е╪░╪з я║гя║Оя╗Яя╗Т ╪зя╗Яя║дя╗ая╗Фя║О╪б ╪зя╗Яя╗ия║╝я║о я╗Ля╗ая╗░ ╪гя╗Яя╗дя║Оя╗зя╗┤я║О тАУ я╗Ыя║О┘ЖтАм тАл╪зя╗Яя║ая║░╪зя║Ля║оя╗│я╗о┘Ж я╗Чя║к я║╖я║О╪▒я╗Ыя╗о╪з я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя║о╪и я╗гя╗К я╗Уя║оя╗зя║┤я║ОтАк ╪МтАм┘Ия╗Яя╗Ья╗ия╗мя╗в я╗Уя╗▓ я╗зя╗мя║О╪▒тАм тАлтАк 8тАмя╗гя║Оя╗│я╗о тАк1945тАм┘Е я╗зя╗Ья║Ья╗о╪з ╪зя╗Яя╗Мя╗мя║к ┘Ия╗Чя║Оя╗гя╗о╪з я║Ся║а ┘Ся║░ ╪▒я╗Чя║О╪и тАк 45000тАмя║╖я╗мя╗┤я║ктАм тАля╗Чя╗Ю я╗зя╗Ия╗┤я║оя╗ля║ОтАк ╪МтАм┘Ия╗Ыя║О┘Ж ╪г ┘С┘И┘Д я╗гя╗ж я║│я╗Шя╗В я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗Ия║Оя╗ля║о╪йтАм тАля║Яя║░╪зя║Ля║о┘К я║Ся╗оя║гя║╕ ┘Ся╗┤я║Ф ┘СтАм тАля╗ля╗о я║Ся╗о╪▓я╗│я║к я║│я╗Ш┘Ся║О┘Д я║гя║Оя╗гя╗Ю ╪зя╗Яя║о╪зя╗│я║ФтАк.тАмтАм тАля╗Уя╗▓ ╪░я╗Яя╗Ъ ╪зя╗Яя╗Дя║оя╗│я╗Ц ╪гя║гя║┤я║┤я║Ц я║Ся║о┘И╪н я║Ся╗о╪▓я╗│я║к я║Чя║о╪п╪п я╗зя║╕я╗┤я║к ╪зя╗Яя║Ь ┘Ся╗о╪з╪▒тАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗Ля║ая║Тя║Ц я╗Ыя╗┤я╗Т я╗│я╗Ья║Шя║Р я╗Яя╗ая║╕я╗мя╗┤я║к ╪зя╗Яя║ия╗ая╗о╪п ┘Ия╗Яя╗ая╗Ря║░╪з╪й ╪зя╗Яя║░┘И╪з┘Д!тАм тАля╗Уя╗▓ я╗гя║Шя║дя╗Т ╪зя╗Яя╗дя║кя╗│я╗ия║Ф ╪зя║│я║Шя╗Шя║Тя╗ая╗ия║О я╗гя║кя╗│я║о ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя╗Т ┘И╪▒╪зя║гя║Ц я╗Уя║Шя║О╪й я║Чя╗Ш ┘Ся║к┘ЕтАм тАл╪зя╗Яя║╕я║о╪н я╗Уя╗▓ я╗Чя║Оя╗Ля║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя╗Т ╪зя╗Яя║ия╗дя║▓тАк ╪МтАмя╗Ыя║О┘Ж ╪гя╗л ┘Ся╗в я╗гя║О я║╖я║Оя╗ля║кя╗зя║О┘З я╗ля╗отАм тАля╗Яя╗оя║гя║Ф ╪зя╗Яя╗Фя║┤я╗┤я╗Фя║┤я║О╪б ╪зя╗Яя╗Ая║ия╗дя║Ф я╗Яя╗║я╗Яя╗к )я║Ся║Оя║зя╗о╪│( ┘И╪гя║│я╗о╪п┘З я╗Ля║Оя║Ля║к╪з ┘Л я╗гя╗жтАм тАля╗Пя║░┘И╪й ╪зя╗Яя╗мя╗ия║ктАк ╪МтАмя╗│я║ая║о ┘И╪▒╪з╪б┘З ╪зя╗Яя╗дя╗ая╗о┘Г ┘И╪зя╗╖я╗гя║о╪з╪б ╪зя╗Яя╗дя╗Ь ┘Ся║Тя╗ая╗┤я╗ж я║Ся║Оя╗╖я╗Пя╗╝┘ДтАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗Ыя║мя╗Яя╗Ъ )я╗гя╗оя╗Яя║к я╗Уя╗┤я╗ия╗о╪│( ╪зя╗Яя║м┘К ╪зя║│я║Шя╗ая╗мя╗в я╗гя╗оя║┐я╗оя╗Ля╗мя║О )я║Ся╗оя║Чя║Оя║╖я╗┤я╗ая╗ая╗▓( я╗Уя╗┤я╗дя║ОтАм тАля║Ся╗Мя║ктАк ╪МтАмя╗Чя╗ая║Ц я╗Яя╗ая╗о╪▓я╗│я║о я║Ся╗оя╗Пя║О╪▓┘К ┘Ия╗зя║дя╗ж я╗Ля║Оя║Ля║к┘И┘Ж я╗Уя╗▓ я╗Гя║оя╗│я╗Шя╗ия║О я╗Яя╗ая║ая║░╪зя║Ля║отАк:тАмтАм
тАлтАк80тАмтАм
тАлтАк ─л╟Я┼н┼и─Ч ─Ш╞А┼░─Ш─Ы─╝ ─╕─░─ЛтАмтАм
тАля╗Яя╗Шя║к я║Чя║о┘Г ╪зя╗Яя║о┘Ия╗гя║О┘Ж ╪г╪▒╪╢ ╪зя╗Яя║ая║░╪зя║Ля║о я╗Ыя╗дя║О я║Чя║оя╗Ыя╗мя║О ╪зя╗Яя╗Фя║оя╗зя║┤я╗┤┘Ся╗о┘ЖтАк ╪МтАмя║Чя║оя╗Ыя╗оя╗ля║О я╗Я ┘Ся╗дя║ОтАм тАля╗Чя║О┘Ия╗гя║Шя╗мя╗в я║Ся║Оя╗Яя║дя║кя╗│я║к ┘И╪зя╗Яя╗ия║О╪▒тАк ╪МтАмя║Чя║оя╗Ыя╗о╪з я╗Чя║╝я╗о╪▒я╗ля╗в ┘Ия╗гя║Шя╗ия║░я╗ля║Оя║Чя╗мя╗в ┘Ия╗гя╗Мя║Оя║Ся║кя╗ля╗втАм тАл┘Ия╗гя║┤я║О╪▒я║гя╗мя╗в ┘Ия║г ┘Ся╗дя║Оя╗гя║Оя║Чя╗мя╗втАк ╪МтАм┘Ия║гя║Ш┘Ся╗░ ╪г╪▒я║Ся║Оя║Ся╗мя╗в ┘И╪▒я║С┘Ся║Оя║Чя╗мя╗в ┘И╪▒я║гя╗ая╗о╪з!тАм тАл***тАм тАл┘И)╪пя╗Чя╗ая║Ф я╗зя╗о╪▒( я╗Уя╗▓ я╗Пя╗┤я║о ╪г╪▒я║┐я╗мя║О ╪п╪зя║Ля╗дя║О я║гя╗ая╗о╪йтАк ╪МтАмя║гя╗ая╗о╪й ┘Ия╗Яя╗Ья╗ия╗мя║О я║│я║Тя╗┤┘Ся║ФтАк ╪МтАм┘И╪г ┘Ся╗гя║ОтАм тАля╗Уя╗▓ )я╗Гя╗ая╗Шя║Ф( я╗Уя╗Дя║оя╗│┘Ся║Ф я╗Ыя║Дя║╗я║Оя║Ся╗К я╗Ля║о┘И╪│тАк ╪МтАм┘Ия╗зя║дя╗ж я║зя╗Дя║Тя╗ия║Оя╗ля║О я╗Уя╗▓ я╗Ля╗Шя║отАм тАл╪п╪з╪▒я╗ля║О я╗гя╗М ┘Ся║░╪▓╪й я╗гя╗Ь ┘Ся║оя╗гя║Ф я╗Ыя╗дя╗ж я╗│я║ия╗Дя║Р ╪зя╗Яя║дя║┤я╗ия║О╪бтАк ╪МтАм┘Ия╗гя╗ж я╗│я║ия╗Дя║Р ╪зя╗Яя║дя║┤я╗ия║О╪бтАм тАля╗Яя╗в я╗│я╗Ря╗ая╗мя║О ╪зя╗Яя╗дя╗мя║отАк.тАмтАм тАля║Ы ┘Ся╗в ╪зя║Чя║ая╗мя╗ия║О я╗Яя║Шя╗ия║О┘И┘Д я╗Гя╗Мя║О┘Е ╪зя╗Яя╗Ря║к╪з╪б я╗гя╗К ╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя╗▓ я╗Уя╗▓ я╗гя║░╪▒я╗Ля║Ф я╗гя║дя╗дя║к ┘Ия╗зя║Оя║╗я║отАм тАл┘Ия╗Ля║Тя║к ╪зя╗Яя╗оя╗ля║О╪и я╗Гя║оя║╖я╗▓ я╗Уя╗▓ ┬╗я║Ся╗оя║╖я╗Шя║о┘И┘Ж┬л я╗Уя╗Шя║к ┘Ся╗гя╗о╪з ┬╗╪зя╗Яя║╕я║ия║╕я╗оя║зя║ФтАм тАля║Ся║Оя╗Яя║кя║Яя║О╪м┬л ┘Ия╗ля╗▓ я╗Чя║оя╗│я║Тя║Ф я╗гя╗ж ┬╗╪зя╗Яя║Ья║оя╗│я║к┬л )╪зя╗Яя╗Фя║оя╗│я║к(тАк .тАмя╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Дя║оя╗│я╗ЦтАм тАл╪зя╗Яя╗░ я║Ся║┤я╗Ья║о╪йтАк ╪МтАмя║│я║Дя╗Яя║Ц ╪зя╗Яя╗о╪▓я╗│я║о ┘И╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя╗▓ я╗Ля╗ж ┘Пя╗гя╗ая╗мя╗в ╪зя╗Яя║Ья╗о╪▒╪й ╪зя╗Яя║ая║░╪зя║Ля║оя╗│┘Ся║ФтАм тАл╪г┘И ╪▓я╗Ля╗┤я╗дя╗мя║О ╪зя╗Яя║о┘Ия║гя╗▓ я╗Уя║Шя║Дя╗Яя╗Шя║Ц я╗Ля╗┤я╗ия║О ╪зя╗Яя╗о╪▓я╗│я║о я║Ся╗оя╗Пя║О╪▓┘К ┘Ия╗Чя║О┘ДтАк :тАмя╗╗ ╪гя║гя║ктАк╪МтАмтАм тАля╗Уя╗Шя║к я╗Ыя║Оя╗зя║Ц я║Ыя╗о╪▒╪й я║Яя╗дя║Оя╗Ля╗┤┘Ся║Ф ╪пя║зя╗Ю я║Ся╗мя║О ╪зя╗╖я╗Уя║о╪з╪п я║Ся║╝я╗Фя║Шя╗мя╗в ╪зя╗Яя╗Фя║о╪пя╗│┘Ся║Ф я╗╗тАм тАл╪зя╗╖я╗│я║кя╗│я╗оя╗Яя╗оя║Яя╗┤┘Ся║ФтАк ╪МтАмя║Ыя╗в ╪▒╪з╪н я╗│я║о┘И┘К ╪зя╗Яя╗дя║о╪зя║гя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║зя║Оя║┐я╗мя║О ╪зя╗Яя║Ья╗о╪з╪▒тАк ╪МтАм┘Ия╗Ыя╗┤я╗ТтАм тАля╗Ыя║Оя╗зя║Ц я╗Чя║┤я╗о╪й ╪зя╗Яя╗дя║┤я║Шя╗Мя╗дя║отАк.тАмтАм тАля╗Яя╗в я╗│я║к╪▒ я║Ся║мя╗ля╗ж я╗Уя║оя╗зя║┤я║О ╪г ┘С┘Ж ╪зя╗Яя║ая║░╪зя║Ля║о я╗Яя╗┤я║┤я║Ц я║Яя║░╪б╪з ┘Л я╗гя╗ж я╗Уя║оя╗зя║┤я║ОтАк ╪МтАмя╗Уя║Шя║╕я║Т┘Ся║Ья║ЦтАм тАля║Ся╗мя║О я║гя║Шя╗░ ╪зя╗Яя║оя╗гя╗Ц ╪зя╗╖я║зя╗┤я║отАк ╪МтАм┘Ия╗Ля╗ия║кя╗гя║О я╗│я║Мя║┤я║Ц ╪гя║зя║м╪к я║Чя╗Фя║О┘Ия║┐я╗мя╗в я╗Ля╗ая╗░ ╪г┘ЖтАм тАля║Чя║Тя╗Шя╗▓ ╪зя╗Яя║╝я║дя║о╪з╪бтАк ╪МтАм┘И╪зя╗гя║Шя║к╪к ╪зя╗Яя╗дя╗Фя║О┘Ия║┐я║О╪к я╗Яя║┤я╗ия║Шя╗┤я╗ж ╪гя║зя║оя╗│я╗┤я╗ж я╗Яя╗в я╗│я║Шя╗оя╗Чя╗ТтАм тАля║Ся╗мя║О ╪зя╗Яя╗Ья╗Фя║О╪нтАк ╪МтАмя╗Чя╗ая║ЦтАк :тАмя╗Яя╗Шя║к я║зя║оя║Яя║Ц я╗Уя║оя╗зя║┤я║О ╪е╪░╪з ┘Л я║Ся║Оя╗Яя║дя║кя╗│я║к ┘И╪зя╗Яя╗ия║О╪▒╪ЯтАк ╪МтАмя╗Уя║Дя║Яя║О╪итАм тАл╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя╗▓ я║Ся║дя╗дя║О╪│тАк :тАмя╗зя╗Мя╗в ╪гя║зя╗▓ я╗гя║дя╗дя║ктАк ╪МтАмя║Ся║Оя╗Яя║дя║кя╗│я║к ┘И╪зя╗Яя╗ия║О╪▒тАк ╪МтАмя╗Чя╗ая║ЦтАк :тАмя╗гя╗Мя║Оя╗Яя╗░тАм тАл╪зя╗Яя╗о╪▓я╗│я║отАк ╪МтАмя╗гя╗Мя║Оя╗Яя╗▓ ╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя╗▓тАк ╪МтАмя╗Яя╗Шя║к я╗Ля╗а┘Ся╗дя║Ц я╗Уя║оя╗зя║┤я║О ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗в ╪п╪▒╪│ ╪зя╗Яя║Ья╗о╪▒╪йтАм тАл╪зя╗Яя╗Фя║оя╗зя║┤я╗┤┘Ся║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗Яя╗Ья╗ж ╪гя╗зя║Шя╗в ┘Ия║гя║кя╗Ыя╗в ╪гя╗│┘Ся╗мя║О ╪зя╗Яя║ая║░╪зя║Ля║оя╗│я╗о┘ЖтАк ╪МтАмя╗гя╗ж я╗Ля╗а┘Ся╗дя║Шя╗в я╗Уя║оя╗зя║┤я║ОтАм тАл╪п╪▒┘И╪│ я║Ыя╗о╪▒╪й ╪зя╗Яя║ая║░╪зя║Ля║отАм тАл*тАк┬Н '├и ├Р' ┬Ф ┬Ж. ┬░тАмтАм
ارﺗﻴﺎد ا ﻓﺎق
ﺣﻮاﺋﺞ اﻵﺧﺮة ﻓﻼ أﻣﻠﻜﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ أﻣﻠﻚ ﺣﻮاﺋﺞ اﻟﺪﻧﻴﺎ .ﻗﺎل :واﻟﻠﻪ اﻟﺬي ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﻫﻮ ،ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﺣﻮاﺋﺞ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻓﻜﻴﻒ أﻃﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﻚ؟ وﺟﻪ ا ﻣﻴﺮ ﻓﻴﺼﻞ
ﻋﻨﻮان اﻟﺮﺣﻠﺔ :رﺣﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﺠﺎز 1935م إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﻤﺎزﻧﻲ ﻛﺎن اﻷﻣﻴﺮ ﻓﻴﺼﻞ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻓﻲ اﻟﺼﺪر ﻓﻨﻬﺾ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻨﺎ، ﻓﺠﻠﺲ وﺟﻠﺴﻨﺎ وﺟﺎءت اﻟﻘﻬﻮة ،وﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ اﻟﺸﺎﻫﻲ أو اﻟﺸﺎي .واﻷﻣﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه، وﻫﻮ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺎز ﻛﻤﺎ أن أﺧﺎه اﻷﻛﺒﺮ اﻷﻣﻴﺮ ﺳﻌﻮد ،وﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ ،ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﻧﺠﺪ ،وﺛﻴﺎﺑﻪ ﺛﻮب أﺑﻴﺾ )ﻛﺎﻟﺠﻼﺑﻴﺔ( اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺳﺘﺮة )ﺟﺎﻛﺘﺔ( رﻣﺎدﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻌﺒﺎءة اﻟﺴﻮداء وﻫﻲ رﻗﻴﻘﺔ اﻟﻨﺴﺞ ﺷﻔﺎﻓﺔ ،وﻋﻠﻰ رأﺳﻪ )اﻟﺤﺮام( واﻟﻌﻘﺎل .وﻫﻮ ﻗﺴﻴﻢ وﺳﻴﻢ ﺣﻠﻮ اﻟﻨﻈﺮة ﻋﺬب اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ودﻳﻊ ،وﻟﻜﻦ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺼﻤﺖ ﺗﺒﺪو ﺣﺰﻳﻨﺔ ،وﻓﻲ ﺗﻘﻮس ﺷﻔﺘﻴﻪ وذﻗﻨﻪ ﻣﺮارة ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺗﺼﻤﻴﻢ .أﻣﺎ اﻟﻘﻮة ﻓﺂﻳﺘﻬﺎ أﻧﻔﻪ اﻷﻗﻨﻰ وﺟﺒﻴﻨﻪ اﻟﻌﺮﻳﺾ .وأﻏﺮب ﻣﺎ ﻓﻲ وﺟﻬﻪ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻠﻴﻦ واﻟﺼﻼﺑﺔ واﻟﺮﻗﺔ واﻟﻘﻮة ،واﺧﺘﻼط ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ وﺗﺴﺮب ﺑﻌﻀﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ،وﻫﻮ أﻧﻄﻖ وﺟﻪ رأﻳﺘﻪ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ،ﻏﻴﺮ أن اﻟﻤﺮء ﻻ ﻳﺴﻌﻪ إﻻ أن ﻳﺸﻌﺮ أن ﻫﻨﺎك زاوﻳﺔ وراء ﻫﺬا اﻟﻤﺤﻴﺎ اﻟﻨﺎﻃﻖ ﻳُ َﻐ ﱢﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻣﻴ ُﺮ ﺧﻮاﻃ َﺮﻩ وآرا َءﻩ اﻟﺨﺎﺻﺔ وﻳﺤﺠﺒﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻴﻮن اﻟﻔﺎﺣﺼﺔ. ﺻﻮرة ﺑﺎﻧﻮراﻣﻴﺔ
ﻋﻨﻮان اﻟﺮﺣﻠﺔ :رﺣﻠﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ واﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﻨﻮرة 1893م اﻟﻤﺆﻟﻒ :ﺟﺮﻓﻴﻪ ﻛﻮرﺗﻠﻤﻮن ﺻﻌﺪﻧﺎ ذات ﺻﺒﺎح إﻟﻰ ﺟﺒﻞ أﺑﻲ ﻗﺒﻴﺲ ،وﻫﻮ ﺟﺒﻞ وﻋﺮ ﻳﺸﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ آﻣﻞ اﻟﺘﻘﺎط ﺻﻮرة ﺑﺎﻧﻮراﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ .ﻛﺎن اﻟﺨﻄﺮ ﻣﻀﺎﻋﻔًﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺗﺴﻠﻖ اﻟﺠﺒﻞ اﻟﻮﻋﺮ ،وﻣﻦ ﺟﻬﺔ إﺛﺎرة اﻧﺘﺒﺎه اﻟﺤﺮاس اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﺻﺪون داﺋ ًﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ إﻟﻴﻬﻢ اﻟﺰوار .ﺗﺴﻠﻘﻨﺎ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻮﻋﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻞ ﺑﻬﺪوء دون أن ﻧﻠﺘﻔﺖ وراءﻧﺎ .وﻛﺄﻧﻨﺎ ﺷﺨﺼﺎن ﻣﺆﻣﻨﺎن ﻻ ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻬﻤﺎ ﺷﻲء ﻋﻦ اﻟﻮرع واﻟﺘﻘﻮى .ﻣﺎ أروع اﻟﻤﺸﻬﺪ ،اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻨﺒﺴﻂ ﺗﺤﺖ أﻗﺪاﻣﻨﺎ ،ﻛﺎن اﻟﺠﻮ ﺻﺤ ًﻮا ﻟﺪرﺟﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﻬﺎ أن ﻳﺮى
ﺑﻮﺿﻮح ﺗﺎم أي ﺟﺴﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﺻﻐﻴ ًﺮا ﻓﻲ اﻟﺤﺮم اﻟﺸﺮﻳﻒ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ .وﻛﺎﻟﻌﺎدة ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك أﻧﺎس ﺑﻠﺒﺎﺳﻬﻢ اﻷﺑﻴﺾ ﻳﻄﻮﻓﻮن ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ اﻟﻤﺸﺮﻓﺔ ذات اﻟﻠﻮن اﻷﺳﻮد .أﺧﺬت آﻟﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻻﻟﺘﻘﺎط ﺻﻮر ﺑﺎﻧﻮراﻣﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺘﻘﻄﺖ اﻟﺼﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ. ﻗﻠﺖ ﻟﻌﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﻟﻨﺬﻫﺐ ،ﻟﻘﺪ ﻧﺠﻮﻧﺎ ...ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ اﻟﺤﺮاس ﺑﻮﺟﻮدﻧﺎ، ﻗﻠﺖ ﻟﻤﺮﺷﺪي :أرأﻳﺖ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ،أن ﻧﻈﺮي ﺳﻴﺊ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺮؤﻳﺔ ﺑﻌﻴ ًﺪا ،وﺑﻤﺴﺎﻋﺪة ﻫﺬه اﻵﻟﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة أﺻﻠﺤﺖ ﺑﺼﺮي ﻋﻴﻨﻲ ﺗﺒﺼﺮ ﺑﻌﻴ ًﺪا واﻷﺧﺮى ﺗﺒﺼﺮ ﻗﺮﻳ ًﺒﺎ ،وﺑﻬﺬه اﻵﻟﺔ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻓﺈﺣﺪى ﱠ اﻟﺮؤﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ .ﻟﻜﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ أﺟﺎﺑﻨﻲ ﻗﺎﺋﻼً :إﻧﻪ ﻳﻌﺮف ذﻟﻚ، ﻓﻬﺬه اﻵﻻت ﺗﻠﺘﻘﻂ ﺻﻮر اﻟﺒﻠﺪان .ﻟﻘﺪ رأﻳﺖ آﻻت ﺗﺸﺒﻬﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﻓﻲ ﻃﻨﺠﺔ .ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ ﻫﻞ أذﻧﺒﺖ ،ﻳﺎ أﺧﻲ؟ وﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺳﺄﻗﻮم ﻋﻠﻲ :ﻻ ﻳﺎ أﺧﻲ ،ﻣﺎ دﻣﺖ ﻻ ﺗﺼﻮر اﻟﻮﺟﻮه، ﺑﺘﺤﻄﻴﻤﻬﺎ ﻓﻮ ًرا .ﻓﺮد ّ اﻷﻣﺮ ﺳﻴﺎن ،ﺧﺬ ﺣﺬرك ﻛﺜﻴﺮا ً ﻛﻲ ﻻ ﻳﺮاك أﺣﺪ ،ﺳﻴﺘﻬﻤﻮﻧﻚ ﺑﺎﻟﺘﺠﺴﺲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،وﺳﺘﻘﺘﻞ ﺑﻼ ﺷﻔﻘﺔ وﻻ رﺣﻤﺔ .وﻗﺪ ﺣﺪث ﻫﺬا ﻛﺜﻴﺮا ً ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺤﺞ .أﺣﺴﺴﺖ ﻓﻌﻼً ﺑﺤﺠﻢ ﺗﻬﻮري وﺣﻤﺎﻗﺔ ﻣﺸﺮوﻋﻲ اﻟﺬي أﻧﻮي ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻊ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻛﺘﺎب ﻣﺪﻋﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮر ﻋﻦ ﻣﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ * Ø / ] 3 # } ÛÂ ÌÊ '.
şĘŜǠė ijĘƀĠķė
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
79
وﻏﻴﺮﻫﺎ ﺣﺘﻰ رأﻳﺖ اﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ﻛﺎﻷﺑﺮاج ،واﻟﻜﻤﺎﺋﻢ ﻛﺎﻷﺧﺮاج ،وﺑِﺪﻋﺎً ﻻ ﺗﺤﺼﻰ وﻣﺤﺪﺛﺎت ﻻ ﺗﺴﺘﻘﺼﻰ ،ﻓﺮﺣﻢ اﻟﻠﻪ اﻣﺮأً اﺟﺘﻨﺐ ذﻟﻚ، وﺻﺎن ﻧﻔﺴﻪ ﻋ ﱠﻤﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ،وﻧﻬﻰ ﻋﻦ اﻟﻘﻮم ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺎﻫﻲ واﻟﻤﻨﻜﺮات، وﺟﻤﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺴ ﱠﻨﺔ واﻟﻜﺘﺎب ،وذﻛﺮ ﻣﻘﺎﻣﻪ وﻣﻘﺎﻣﻬﻢ ﺑﻴﻦ َ وﺧﺎف اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ وﻳﺬر ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺮ ﻳﺪي رب اﻷرﺑﺎب، واﻟﺴﻔﺮ واﻟﺤﻴﺎة واﻟﻤﻤﺎت وﻛﻞ اﻷﺣﻮال. وﻓﻲ اﺛﻨﻴﻦ وﻋﺸﺮﻳﻦ 22ﻳﻮﻣﺎً وﺻﻠﻨﺎ ﻣﻦ »ﺟﺪة« إﻟﻰ »ﻣﻤﺒﺌﻲ«، وأﻗﻤﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﺑﻜﺜﺮة اﻟﻤﻄﺮ أﻳﺎﻣﺎً ،ووﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﺤﻂ اﻟﺮﺣﺎل »ﺑﻬﻮﺑﺎل« ﻓﻲ أواﺋﻞ ﺷﻬﺮ ﺟﻤﺎدى اﻵﺧﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺑﻮر ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎزل اﻟﺘﻲ ﻣﺮرﻧﺎ ﺑﻬﺎ أوﻻً.
وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪة اﻟﺬﻫﺎب واﻹﻳﺎب ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ 8أﺷﻬﺮ ،واﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ، وﻛﺎن ﻳﻮم اﻟﺬﻫﺎب ﻣﻦ »ﺑﻬﻮﺑﺎل« وﻳﻮم اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻬﺎ -ﻳﻮﻣﺎً واﺣﺪا ً- وﻫﻮ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ ،ﻓﻜﺄن ﻫﺬا اﻟﺴﻔﺮ اﻟﻤﺒﺎرك ﻣﺎ ﻛﺎن إﻻّ ﻳﻮﻣﺎً واﺣﺪا ً. ﻫﺠﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ
ﻋﻨﻮان اﻟﺮﺣﻠﺔ :رﺣﻼت ﻣﺤﻤﺪ أﻓﻨﺪي اﻟﺴﻌﻮدي )1908 – 1904م( ﻓﺮﻳﺪ ﻗﻴﻮﻣﺠﻲ ﻛﺤﻴﻞ وروﺑﺮت ﻏﺮاﻫﺎم ﺗﺮﺟﻤﺔ :د ُﺳﺮى ﺧﺮﻳﺲ ﺗﻌ ﱠﺮﺿﺖ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﻟﻨﻴﺮان ﺑﺪو اﻟﺮ ّدادة ،ﺑﻌﺪ ﺧﺮوﺟﻬﺎ ﻣﻦ آﺑﺎر دروﻳﺶ ﺑﻨﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻴﻨﺎء ﻳﻨﺒﻊ ﺣﻴﺚ اﻗﺘﺮﺑﺖ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﻣﻦ وا ٍد ﺿﻴﻖ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ .اﻧﺘﻬﺖ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت إﻟﻰ دﻓﻊ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺎﺋﺔ وﺳﺘﻴﻦ رﻳﺎﻻً ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺮورﻫﺎ ﺑﺴﻼم .وﻟﻜﻦ ،ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ اﺳﺘﺆﻧﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﻴﺮان ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺣﺎ ًﺟﺎ ﻓﻘﻂ ﻋﺒﺮ اﻟﻤﻤﺮ اﻟﻀﻴﻖ. وﻳﺒﺪو أن ﻗﺒﻴﻠﺔ أﺧﺮى ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻠﻖ اﻟﻨﻴﺮان ﻫﺬه اﻟﻤﺮة .ر ﱠد اﻟﺠﻨﻮد اﻟﻤﺮاﻓﻘﻮن ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ ،ﻓﻲ اﻟﺤﺎل ،ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪوان ،ﻓﺤﺎوﻟﻮا ﺻﺮع رﺟﺎل اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺬﻳﻦ اﺧﺘﺒﺆوا ﺧﻠﻒ اﻟﺼﺨﻮر ،أﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﻞُ .ﻫﺮع اﻟﺤﺠﺎج ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ أي ﺷﻲء ﻳﺤﻤﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻴﺮان اﻟﺒﺪو ،ﻓﺎﺧﺘﺒﺄ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﺧﻠﻒ ﺟﻤﺎﻟﻬﻢ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ اﺳﺘﻤﺮ اﻹﻃﻼق اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ﻟﻸﻋﻴﺮة اﻟﻨﺎرﻳﺔ. وﻫﻜﺬا ﺗﻄﺎﻳﺮت اﻟﺮﺻﺎﺻﺎت ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن. أدت اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺠﻨﻮد اﻟﺠﺮﻳﺌﺔ إﻟﻰ وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﻴﺮان ،وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﺪد ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺎت ﻓﻲ ﺻﻔﻮف اﻟﺤﺠﺎج واﻟﺠﻨﻮد. ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ،أﺻﻴﺒﺖ اﻣﺮأة ﺣﺎوﻟﺖ اﻻﺣﺘﻤﺎء ﺑﺪﻟ ٍﻮ ﻣﻌﺪﻧﻲ وﺿﻌﺘﻪ ﻓﻮق رأﺳﻬﺎ ،ﺛﻢ ﻓﺎرﻗﺖ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ. ﻛﻴﻒ أﻃﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﻚ؟
ﻋﻨﻮان اﻟﺮﺣﻠﺔ :رﺣﻠﺔ ﻫﺸﺎم ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ ) 691م743 -م( ﻫﺸﺎم ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﺣﺞ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﺸﺎم ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺤﺮام ،ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻄﻮاف رأى ﺳﺎﻟ َﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﺰاﻫﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺎرف، وﻫﻮ ﻳﻄﻮف ،وﺣﺬاؤه ﻓﻲ ﻳﺪه ،وﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﺎﻣﺔ وﺛﻴﺎب ﻻ ﺗﺴﺎوي ﻋﺸﺮة دراﻫﻢ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻫﺸﺎم :ﻳﺎ ﺳﺎﻟﻢ ،أﺗﺮﻳﺪ ﺣﺎﺟﺔ أﻗﻀﻴﻬﺎ ﻟﻚ ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻮاﺋﺞ ،وأﻧﺎ اﻟﻴﻮم؟ ﻗﺎل ﺳﺎﻟﻢ :أﻣﺎ ﺗﺴﺘﺤﻲ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ؟ ُ ﺗﻌﺮض ﱠ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ! ﻓﺎﺣﻤ ﱠﺮ وﺟﻪ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﺤﺮم ﻟﻘﻴﻪ ،ﻗﺎل :ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺷﻴﺌﺎً؟ ﻗﺎل :ﻣﻦ ﺣﻮاﺋﺞ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،أم ﻣﻦ ﺣﻮاﺋﺞ اﻵﺧﺮة؟ ﻗﺎل :أﻣﺎ
78
ƁĠėķĘŬđ ĸŔĘŀ ĘŶŬĴšſ IJſķĘġŨė ĸěŔ ĪĭŨė ŲŬ ėƿ ĴŶŁŬ 365
ارﺗﻴﺎد ا ﻓﺎق
وﻛﻴﻒ ﻻ وﺛﻘﻴﻒ ﻣﻀﺮب اﻟﻤﺜﻞ ﺑﻔﺼﺎﺣﺘﻬﻢ ﻳُﻘﺎل :ﺷﺎﻋﺮ ﺛﻘﻔﻲ ،وﻳُﻘﺎل ﻣﺜﻞ آﺧﺮ :أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء ﻫﺬﻳﻞ .وﻛﺎن ﻋﻤﺮ ﻳﻘﻮل :ﻻ ﻳﻤﻠﻲ ﻣﺼﺎﺣﻔﻨﺎ إﻻ ﻏﻠﻤﺎن ﻗﺮﻳﺶ وﺛﻘﻴﻒ ،وﻛﺎن ﻋﺜﻤﺎن ﻳﻘﻮل ﻋﻨﺪ ﺟﻤﻊ اﻟﻘﺮآن :اﺟﻌﻠﻮا اﻟﻤﻤﻠﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻞ واﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﺛﻘﻴﻒ. وﻣﺮرت ﺑﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺮع ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﺷﺎب ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻓﺄﺧﺬت أﺣﺎدﺛﻪ وأﺳﺎﺋﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﻔﺮع ﻓﻘﺎل ﻟﻲ :ﺳﻘﻰ اﻟﻠﻪ اﻟﻔﺮع ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﻮل اﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳُﺤﺼﻰ .أﻋﺠﺒﻨﻲ ﺟ ٍّﺪا ﻛﻼﻣﻪ ،وﻗﻮﻟﻪ )ﺳﻘﻰ اﻟﻠﻪ اﻟﻔﺮع( ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺛﻢ ﻗﻮﻟﻪ :ﻓﻀﻮل اﻟﻠﻪ .وﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻦ أﻫﻞ ﺑﻼدﻧﺎ اﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ أﻓﻀﺎل وﻫﻮ ﺧﻄﺄ وﺻﻮاﺑﻪ ﻓﻀﻮل ﻟﻘﺎل :أﻓﻀﺎل اﻟﻠﻪ .ﻓﺠﻤﻊ ً ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺸﺎب اﻟﻔﺮﻋﻲ اﻟﺜﻘﻔﻲ .وﺣﺴﺒﻚ أ ﱠن أدﺑﺎءﻧﺎ وﻗﻌﻮا ﻓﻲ ﻫﺬا ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻋﻮاﻣﻨﺎ ،واﻧﺘﻘﺪ أﺣﻤﺪ ﻓﺎرس اﻟﺸﺪﻳﺎق ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺻﻴﻒ اﻟﺨﻄﺄ ً اﻟﻴﺎزﺟﻲ -وﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺧﺮ ﺳﻮرﻳﺔ – ﻗﻮﻟﻪ: ﻣﻀﻰ ﻳﺠﻤﻊ اﻷﻓﻀﺎل وﻫﻲ ﻋﺒﻴﺪه وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺛﻘﻴﻒ وﻫﺬﻳﻞ ﻟﻐﺔ ﻟﻢ أﻗﺮأ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺘﺎب وﻻ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ وﻫﻲ أن ﻳﺘﻠﻔﱠﻈﻮا ﺑﺎﻟﻀﺎد واﻟﻈﺎء ﻛﺎﻟﻼم اﻟﻤﻔﺨﻤﺔ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن ﻣﺜﻼً: اﻟﻠﻴﻒ ،ﻓﻲ اﻟﻀﻴﻒ وﺻﻼة اﻟﻠﻬﺮ ،ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻈﻬﺮ ،وﻗﺮﻳﺔ اﻟﻠﻴﻖ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ اﻟﻀﻴﻖ ،وﻫﻠﻢ ﺟﺮا ً.
+ Ê# ½(# ª+ %( (#
ﻣﺸﺎﻫﺪات ﻣﺴﺎﻓﺮ
ﻋﻨﻮان اﻟﺮﺣﻠﺔ :رﺣﻠﺔ اﻟﺼﺪّ ﻳﻖ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻌﺘﻴﻖ )1869 – 1868م( ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺪﻳﻖ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﺤﺴﻴﻨﻲ اﻟﻘﻨﻮﺟﻲ اﻟﺒﺨﺎري ﺷﺎﻫﺪت ﻓﻲ ﺳﻔﺮي ﻫﺬا ﻋﺠﺎﺋﺐ ،ورأﻳﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﺪة ﻣﺼﺎﺋﺐ ،واﺧﺘﺮت اﻟﻨﺎس وﻣﻴﺰت اﻟﺴﻔﻬﺎء ﻣﻦ اﻷﻛﻴﺎس ،ووﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ رﺳﻮم اﻟﻘﻮم وﺑﺪﻋﻬﻢ وﻣﺤﺪﺛﺎﺗﻬﻢ واﻧﻬﻤﺎﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ اﻟﻤﻼﺑﺲ واﻟﻤﻄﺎﻋﻢ واﻟﻤﻨﺎﻛﺢ واﻟﻤﺴﺎﻛﻦ وﻗﺼﺮ ﻫﻤﻤﻬﻢ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،وﻋﺪم رﻓﻊ رؤوﺳﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺴﻨﻦ وﻣﺎ ﻣﺎت ﻣﻨﻬﺎ وﺿﻌﻒ اﻹﺳﻼم وﻫﺬا ﺷﻴﻦ ﻷﻫﻞ اﻟﺪﻳﻦ ،ﻻ ﺳﻴﱠﻤﺎ ﻷﻫﻞ ﻣﻜﱠﺔ واﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺧﻴﺮ ﺑﻘﺎع اﻷرض وﻫﻢ ﻗﺪوة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺧﺼﻮﺻﺎً اﻷﺋﻤﺔ ﻣﻨﻬﻢ. وﻗﺪ رأﻳﺖ ﻣﻨﻬﻢ اﻹﺳﺮاف اﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻃﻮل اﻟﺬﻳﻮل واﻟﺜﻴﺎب
şĘŜǠė ijĘƀĠķė
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
77
وﻣﺎ رآه ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺪﻳﻖ ﺧﺎن اﻟﻘﻨﻮﺟﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺠﺐ إذ ﺗﻌ ﱠﺮﺿﺖ اﻟﺴﻔﻴﻨ ُﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻠﱡﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺤﺠﺎز ﻷﻫﻮال اﻟﺒﺤﺮ ،ﻓﺄﺧﺬ اﻟﺤ ﱠﺠﺎج ﻳﻬﺘﻔﻮن ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺪروس ﻃﺎﻟﺒﻴﻦ ﻣﻨﻪ اﻟﻨﺠﺪة ،ﻓﻴﻘﻮل ﻋﺠﺒﺖ ﻛﻴﻒ أن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺪﻋﻮن ﻏﻴﺮ اﻟﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺸﺮﻛﻮ اﻟﻌﺮب ﻳﺘﺨﻠﻮن ﻋﻦ آﻟﻬﺘﻬﻢ وﻳﺪﻋﻮن اﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮ. وﻳﺬﻛﺮ اﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻛﻴﻒ أن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﻮﺻﻞ ﺟﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﺻﻨﻊ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،ﺣﻴﻦ ﻗﺎم ﺑﺘﺠﺪﻳﺪه ،ﺗﺎﺑﻮﺗ ًﺎ وﻃﻠﺐ ﻟﻴﺤﺞ ﻣﻴﺘﺎ. أن ﻳُﺤ َﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ ﱠ وﻳُﺨﺒﺮﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﻫﻴﻜﻞ ﻛﻴﻒ ﺣ ﱠﻮﻟﻮا »اﻟﺒﺎر« ﻓﻲ ﺳﻔﻴﻨﺔ »ﻛﻮﺛﺮ« إﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪ ﺑﻌﺪ ﺗﻄﻬﻴﺮه. ﻏﻨﻲ ﻓﺎﻟﻜﺘﺎب ﻓﻴﺾ، ﻣﻦ ﻏﻴﺾ ﻫﺬا ٌ ُ ﱞ ﺑﻨﺼﻮﺻﻪ وﻳﻨﻔﺮ ُد ﺑﻘﻴﻤﺔ أدﺑﻴﺔ وﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻛﺘﺎب آﺧﺮ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺼ ﱠﺪر ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻘﻪ إﻟﻴﻬﺎ ٌ اﻟﻤﺆﻟﱠﻔﺎت ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺮﺣﻼت ﺑﺠﺪارة إذ ﺟﺎء ﺑﺰﺑﺪة اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺮﺣﻠﻴﺔ وﺑﺄروع ﻣﺎ ﺧﻄﱠﺘﻪ أﻗﻼم اﻟﺮ ﱠﺣﺎﻟﺔ ،وﻻ ﱠ ﺷﻚ أﻧﱠﻪ ﻻ ﺑﺪﻳﻞ ﻛﺎﻣﻼ ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻤﺘﻌﺔ ﻋﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺎب ً واﻟﻔﺎﺋﺪة واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺒﻌﻬﺎ ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺗﺮﺻﻊ اﻟﻜﺘﺎب وﺗﺨﺪم ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﱢ اﺳﺘﺤﻀﺎر اﻟﺮﺣﻼت اﻟﺤﺠﺎزﻳﺔ ﻋﺒﺮ اﻷزﻣﻨﺔ وإﺑﺮاز ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﺎﻧﻴﻪ اﻟﺤﺎج ﻣﻦ ﺗﻌﺐ وﻣﺸﻘﱠﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ أداء ﻓﺮﻳﻀﺔ اﻟﺤﺞ اﻟﺘﻲ ﻃﻮﻳﻼ ﻧﻈ ًﺮا إﻟﻰ وﺳﺎﺋﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻐﺮق وﻗﺘًﺎ ً اﻟﻨﻘﻞ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺣﻴﻨﻬﺎ. ﻟﻐﺔ ﺛﻘﻴﻒ وﻫﺬﻳﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﻬﺪ
ﻋﻨﻮان اﻟﺮﺣﻠﺔ :اﻻرﺗﺴﺎﻣﺎت اﻟﻠﻄﺎف ﻓﻲ ﺧﺎﻃﺮ اﻟﺤﺎج إﻟﻰ أﻗﺪس ﻣﻄﺎف 1929 اﻟﻤﺆﻟﻒ :ﺷﻜﻴﺐ أرﺳﻼن وأﻣﺎ ﻋﺮﺑﻴﺔ اﻷﻫﺎﻟﻲ ﺛﻘﻴﻒ وﻫﺬﻳﻞ ﻓﻨﻘﻴﺔ،
76
ƁĠėķĘŬđ ĸŔĘŀ ĘŶŬĴšſ IJſķĘġŨė ĸěŔ ĪĭŨė ŲŬ ėƿ ĴŶŁŬ 365
ارﺗﻴﺎد ا ﻓﺎق
ﻣﺤﺘﻮى اﻟﻜﺘﺎب
ﺿ ﱠﻢ اﻟﻜﺘﺎب 365ﻣﺸﻬ ًﺪا ﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﺤﺞ ﻣﺄﺧﻮذ ًة ﻣﻦ ﻧﺤﻮ 70ﻣﺆﻟﱠﻔًﺎ ﻷﻋﻼم ﺑﺎرزﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻠﺔ واﻷدب ،وﻫﺬه اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺣﻴ ًﻨﺎ ﺗﺮﺻﺪ اﻟﻤﻜﺎن وﺣﻴ ًﻨﺎ ﺗﺮﺻﺪ اﻹﻧﺴﺎن وﺣﻴ ًﻨﺎ آﺧﺮ ﺗﺮﺻﺪ اﻟﻌﺎدات واﻟﻠﻬﺠﺎت واﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻌ ﱠﺪى اﻟﺤﺼﺮ ،ﻓﻜﻤﺎ اﻟﻈﺮف واﻟﻠﻄﻒ ﺣﺎﺿ ٌﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺨﻮف واﻟﺨﻄﺮ واﻟﺘﱠﻌﺐ واﻟﺤﺬر.. ﻳﺼﻒ ﺷﻜﻴﺐ أرﺳﻼن ﻓﻲ رﺣﻠﺘﻪ ُ »اﻻرﺗﺴﺎﻣﺎت اﻟﻠﻄﺎف ﻓﻲ ﺧﺎﻃﺮ اﻟﺤﺎج إﻟﻰ ﻃﻘﺲ ﻣﻜﱠﺔ ﻓﻴﻘﻮل) :إ ﱠن اﻗﺪس ﻣﻄﺎف« َ ﻓﺼﻮل ﻣﻜﱠﺔ اﻷرﺑﻌﺔ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﻓﺼﻠﻴﻦ: أﺣﺪﻫﻤﺎ اﻟﺸﺘﺎء ،وﻫﻮ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻠﻄﻒ. واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﻘﻴﻆ اﻟﻤﺼﺎدف ﻣﺎ ﻳﺴ ﱡﻤﻮﻧﻪ
ﺑﺄﺷﻬﺮ اﻟﺴﺮﻃﺎن واﻷﺳﺪ واﻟﺴﻨﺒﻠﺔ ،ﻓﺎﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻪ اﻟﺤﺮارة 38أو 39ﻳﻌ ﱡﺪﻩ اﻟﻤﻜﱢﻴﻮن ﻣﻌﺘﺪﻻً (. أ ﱠﻣﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﻤﺎزﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﺳﺄل أﺣﺪﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺎز ﻣﺴﺘﻐﺮﺑًﺎ) :ﻫﻞ أﻧﺘﻢ ﺗﻤﻮﺗﻮن ﻓﻲ ﺳ ﱢﺮﻛﻢ؟( .ذﻟﻚ ﻷن ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻟﻢ ﺗﻘﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎزة ﺧﻼل ﺳﺘﱠﺔ أﻳﺎم ﻫﻨﺎك. وﻛﻢ ﻛﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﻴﺎﺷﻲ ﺗﻴﺤﺖ ﻟﻪ اﻟﺼﻼة ﻓﻮق ﺳﻌﻴ ًﺪا وﻣﺤﻈﻮﻇًﺎ أن أُ ْ ﺳﻄﺢ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺂﻛﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺧﺸﺒﺎت ﻋﻘﺐ اﻟﻤﻄﺮ ﻣ ﱠﻤﺎ اﺳﺘﺪﻋﻰ اﻟﺴﻘﻒ ﺑﺎﻷُرﺿﺔ َ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺻﻼﺣﻬﺎ واﻟﺬي ﺷﺎرك ﻓﻴﻪ أﻳﻀً ﺎ. ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ أﻳﻀً ﺎ ﻛﻴﻒ أ ﱠن اﻟﺤﻼﻗﻴﻦ ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﺑﺈﺗﻘﺎن ﺑﻞ ﻛﻴﻔﻤﺎ اﺗﻔﻖ ﻃﻤ ًﻌﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﻖ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺮؤوس وﺗﻘﺎﺿﻲ اﻷﺟﺮ اﻷوﻓﺮ.
أن ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺒﻴﱢ ُ ﻦ ﱠ اﻟﻨﺼﻮص ﻗﺪ اﺧﺘﻴﺮت ﺑﻌﻴﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻋﻦ ﺟﻤﺎل اﻟﺼﻮرة واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ وﺑﺤﺲ ﻣﺮﻫﻒ وذاﺋﻘﺔ أدﺑﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﺘﺠﺪ أن ﻫﺬه اﻟﻤﻘﺎﻃﻊ اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻼت ﻣﻦ أﺟﻤﻞ وأﻛﻤﻞ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻮص ا ﺻﻠﻴﺔ
şĘŜǠė ijĘƀĠķė
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
75
тАл┘ОтАм тАля╗Ыя║Шя║О╪и я║╗я║к ┘О╪▒ я╗Ля╗ж ┬╗╪п╪з╪▒ ╪зя╗Яя║┤я╗оя╗│я║к┘К я╗Яя╗ая╗ия║╕я║о ╪зя╗Яя║д я▒ая║ая║О╪м ┘Ия╗гя╗о╪зя╗Чя╗Фя╗мя╗в ╪зя╗Яя╗Фя╗Ья║оя╗│я║Ф ┘Ия║Чя║Дя╗гя╗╝я║Чя╗мя╗в ╪зя╗Я я▒бя║о┘Ия║гя╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗ля╗в я╗│я║Шя╗о я▒ая║Яя╗мя╗о┘Ж я╗гя╗жтАм тАл┬╗я╗Яя║Тя╗┤я╗Ъ ╪зя╗Яя╗ая╗м я▒ая╗в я╗Яя║Тя╗┤я╗Ъ┬л я╗Ля╗ия╗о╪з┘Ж ┘НтАм тАл┘И╪зя╗Яя║Шя╗о╪▓я╗│я╗К┬л я╗Уя╗▓ ╪гя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓тАк ╪МтАмя╗Ыя║Шя║О╪и я║Яя║кя╗│я║к я╗│я║дя║Шя╗о┘К я╗Ля╗ая╗░ я╗гя║ия║Шя║О╪▒╪з╪к я╗гя╗ж ╪гя╗Гя║о╪з┘Б ╪зя╗Яя║кя╗зя╗┤я║О ╪ея╗Яя╗░ я╗гя╗Шя║О┘Е ╪зя╗Яя╗Ья╗Мя║Тя║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗Д я▒ая╗мя║о╪й ┘Ия╗│я║Ж я▒б╪п┘И┘Ж ╪зя╗Яя║╕я▒а я╗Мя║Оя║Ля║о я╗Уя╗▓ я╗гя╗оя║│я╗втАм тАля╗зя║╝я╗о╪╡ ╪зя╗Я я▒ая║о я▒ая║гя║Оя╗Яя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║┤я╗ая╗дя╗┤я╗ж ┘Ия╗ля╗в я╗Уя╗▓ я╗Гя║оя╗│я╗Шя╗мя╗в ╪ея╗Яя╗░ я║Ся╗┤я║Ц ╪зя╗Яя╗ая╗к ╪зя╗Яя║дя║о╪з┘ЕтАк ╪МтАм╪▒┘Ия║гя║Оя╗зя╗▓ я║│я╗ия╗о┘КтАк.тАмтАм тАл╪г┘И я║зя╗╝┘Д ╪г╪п╪зя║Ля╗мя╗в я╗гя╗ия║Оя║│я╗Ъ ╪зя╗Яя║дя║ЮтАк.тАмтАм тАлтАк365тАмтАм тАл┘Ия╗│я╗Ая╗втАм тАл╪зя╗Яя╗дя║Шя╗оя║│я╗ВтАк╪МтАмтАм тАл╪зя╗Яя╗Шя╗Дя╗КтАм тАля╗гя╗жтАм тАля║╗я╗Фя║дя║ФтАм тАля╗│я╗Шя╗К ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║О╪и я╗Уя╗▓ тАк400тАмтАм тАля╗Чя╗┤я╗д ┘Пя║Ф ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║О╪итАм тАл╪зя╗Яя╗ия║╝я╗о╪╡ ╪зя╗Яя║╕я║Оя╗Л ┘Пя║о ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓ я╗гя║дя╗дя║к ╪гя║гя╗дя║к ╪зя╗Яя║┤я╗оя╗│я║к┘К ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я║оя╗Ля╗░тАм тАля╗гя║╕я╗м ┘Ля║к╪з ╪г╪пя║С ┘Ля╗┤я║О ╪зя║зя║Шя║О╪▒я╗ля║О ┘Ия╗Ч я▒ая║к┘Е я╗Яя╗мя║О ╪зя╗Яя║╕я║Оя╗Ля║о я╗гя║дя╗дя║к ╪гя║гя╗дя║к ╪зя╗Яя║┤я╗оя╗│я║к┘КтАк ╪МтАмя╗гя║оя╗Ы ┘Ля║░╪з ╪зя║зя║Шя║О ┘О╪▒тАм тАл┘ОтАм тАля╗Ля╗ая╗░ ╪г┘Ж я║Чя╗Ья╗о┘Ж я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗Шя╗Дя╗о┘Б ╪зя╗Яя╗оя║Яя║к╪зя╗зя╗┤я║Ф я╗гя╗Мя║Тя▒вя║о ┘Л╪й я╗Ля╗ж ╪гя║╗я║к┘В я╗гя║╕я║Оя╗Ля║о ┘Ия╗│я║╕я║о┘Б я╗Ля╗ая╗░ я╗гя║╕я║О╪▒я╗│я╗К я╗Уя╗Ья║оя╗│я║Ф ┘Ия║Ыя╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф ┘И╪г╪пя║Ся╗┤я║Ф я╗Ля║кя╗│я║к╪й я╗гя╗ия╗мя║ОтАк:тАмтАм тАл я╗гя╗оя╗Чя╗К ╪зя╗Яя╗о я▒а╪▒╪з┘В ╪зя╗╣я╗Яя╗Ья║Шя║о┘Ия╗зя╗▓ ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я╗А я▒бя╗в я╗гя║О я╗│я╗Шя║О╪▒╪и ╪зя╗Яя╗дя╗ая╗┤я╗о┘Ж я║╗я╗Фя║дя║Ф я╗гя╗жтАмтАля╗Ыя║Шя║Р ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓тАк ╪МтАмя╗Уя║Тя║Оя╗╣я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ ╪г я▒ая╗гя╗мя║О╪к ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║Р ┘И╪зя╗Яя╗дя╗Мя║Оя║Яя╗в я║Чя║а ┘Пя║ктАм тАля╗Ыя║Шя║Р ╪зя╗Яя║кя╗│я╗ж ┘И╪зя╗Яя╗Фя╗Ш ┘Ря╗к ┘И╪зя╗Яя╗Фя╗ая║┤я╗Ф ┘Ря║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║О╪▒я╗│я║жтАк ╪МтАм┘Ия╗гя║О ╪ея╗Яя╗░ ╪░я╗Яя╗ЪтАк..тАмтАм тАл┘ОтАм тАля╗Ыя╗Ю я╗гя║О я╗│я║Шя╗Мя╗а ┘Пя▒ая╗Ц я║Ся║Оя╗Яя║╕я║Оя╗Ля║о ╪зя╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║отАм тАл я╗гя╗оя╗Чя╗К ┘И╪зя║гя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗ия║Тя╗▓ ┘И╪зя╗Яя║м┘К я╗│я╗А я▒бя╗в я▒атАмтАля╗Ыя║Оя╗гя╗╝ я╗гя╗К я╗зя║дя╗о ╪г╪▒я║Ся╗Мя╗┤я╗ж я║╖я║о ┘Ля║гя║О я╗Яя╗ктАм тАл╪гя║Ся╗▓ ╪зя╗Яя╗Д я▒вя╗┤я║Р ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗ия║Тя╗▓тАк ╪МтАмя╗Уя║Шя║ая║к я║╖я╗Мя║о┘З ┘ЛтАм тАля╗Ыя╗ЮтАм тАля║Ся║Оя╗╣я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ ┘Ря╗Пя╗ия╗░ ╪зя╗Яя╗дя╗оя╗Чя╗К я║Ся║Оя╗Яя╗дя╗ая║Шя╗дя╗┤я║кя╗│я║О я╗гя╗ж я║╗я╗о╪▒ ┘Ия╗Уя╗┤я║кя╗│я╗оя╗ля║О╪ктАк ╪МтАмя▒бтАм тАля╗│я║╝я║Р я╗Уя╗▓ я╗ля║к┘Б я║Чя╗Шя║кя╗│я╗в ╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ая╗оя╗гя║Ф я╗Яя╗ая╗Шя║О╪▒╪ж ╪п┘Ия╗зя╗дя║О я║Ся║м ┘Р┘Д ╪зя╗Яя║ая╗мя║ктАм тАля╗ля║м╪з я▒бтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Мя╗ия║О╪б я╗Уя╗▓ я╗Гя╗ая║Тя╗мя║ОтАк.тАмтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║ия║Шя║║ я║Ся║Д╪п╪и ╪зя╗Яя║оя║гя╗ая║Ф ╪зя╗Яя║м┘К ╪гя║╗я║к╪▒ я╗гя║О я╗│я╗Шя║О╪▒╪итАм тАл╪зя╗╡я╗Уя║О┘ВтАм тАл я╗гя║╕я║о┘И╪╣ ╪з╪▒я║Чя╗┤я║О ┘П╪птАмтАля▒бтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║Мя║Шя╗▓ я╗Ыя║Шя║О╪и я╗Уя╗▓ я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗дя╗Ая╗дя║О╪▒ я╗гя╗о╪▓я╗Ля║Ф я║Ся╗┤я╗ж ╪зя╗Яя║оя║гя╗╝╪к ╪зя╗Яя╗Ья╗╝я║│я╗┤я╗Ья╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║дя╗Шя▒ая╗Шя║Ф ┘И╪зя╗Яя║оя║гя╗╝╪к ╪зя╗Яя╗дя╗Мя║Оя║╗я║о╪й ┘И╪зя╗Яя║╝я║дя╗Фя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя╗┤я╗оя╗гя╗┤я║О╪к ┘Ия╗Ыя║мя╗Яя╗Ъ я╗Ыя║Шя║РтАм тАл╪зя╗Яя║к╪▒╪зя║│я║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗Мя╗ая▒вя╗Шя║Ф я║Ся║Оя╗Яя║оя║гя╗ая║ФтАк.тАмтАм тАл я║Яя║Оя║Ля║░╪й ╪зя║Ся╗ж я║Ся╗Дя╗оя╗Гя║Ф ┘Ия║Ч┘Пя╗дя╗ия║в я╗Яя╗ая║оя║гя╗╝╪к ╪зя╗Яя╗Фя║Оя║Ля║░╪й я║│я╗ия╗оя╗│┘Ля║О я╗Уя╗▓ я╗гя║ая║Оя╗╗╪ктАмтАл╪зя╗Яя║оя║гя╗ая║Ф ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗ия╗оя╗Ля║Ф ┘Ия╗│я║о╪зя╗Уя╗Шя╗мя║О я╗зя║к┘И╪й я╗│я║╕я║О╪▒┘Г я╗Уя╗┤я╗мя║О я║╗я╗Фя╗о ┘П╪й ╪зя╗Яя╗дя╗мя║Ш я▒вя╗дя╗┤я╗ж я║Ся║Д╪п╪итАм тАл╪зя╗Яя║оя║гя╗ая║Ф я╗гя╗ж ╪гя╗Ыя║О╪пя╗│я╗дя╗┤я╗┤я╗ж ┘Ия║Ся║Оя║гя║Ья╗┤я╗ж я╗гя╗ж я╗гя║ия║Шя╗ая╗Т ╪зя╗Яя║к┘И┘ДтАк.тАмтАм тАля╗Ыя╗Ю я╗гя║О я║│я║Тя╗Ц я╗│я║Тя╗┤я▒в ┘Пя╗ж ╪г я▒а┘Ж ╪зя╗Яя╗ия║╝я╗о╪╡ я╗Чя║к ╪зя║зя║Шя╗┤я║о╪к я║Ся╗Мя╗┤я╗ж ╪зя╗Яя║╕я║Оя╗Ля║о ╪зя╗Яя║Тя║Оя║гя║Ья║Ф я╗Ля╗жтАм тАля▒бтАм тАля║Яя╗дя║О┘Д ╪зя╗Яя║╝я╗о╪▒╪й ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Мя║Тя╗┤я║о ┘Ия║Ся║дя║▓ я╗гя║оя╗ля╗Т ┘И╪░╪зя║Ля╗Шя║Ф ╪г╪пя║Ся╗┤я║Ф я╗Ля║Оя╗Яя╗┤я║ФтАк ╪МтАмя╗Уя║Шя║ая║ктАм тАл╪г┘Ж я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗дя╗Шя║Оя╗Гя╗К ╪зя╗Яя╗дя║Дя║зя╗о╪░╪й я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║оя║гя╗╝╪к я╗гя╗ж ╪гя║Яя╗дя╗Ю ┘И╪гя╗Ыя╗дя╗Ю я╗гя║О я║Яя║О╪бтАм тАля╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗ия║╝я╗о╪╡ ╪зя╗╖я║╗я╗ая╗┤я║ФтАк ╪МтАмя╗гя╗К ╪г┘Ж я╗ля║м╪з я╗╗ я╗│я╗Ря╗ия╗▓ я╗Ля╗ж я╗Чя║о╪з╪б╪й ╪зя╗Яя╗ия║║ ╪зя╗╖я║╗я╗ая╗▓тАм тАля╗Яя╗дя╗ж ╪г╪▒╪з╪п ╪зя╗Яя╗дя║░я╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗Мя║Ф ┘И╪зя╗Яя╗Фя║Оя║Ля║к╪йтАк .тАмя╗Ыя║мя╗Яя╗Ъ ╪зя╗Яя║Шя╗ия╗о╪╣ я╗Уя╗▓ ╪зя╗╗я║зя║Шя╗┤я║О╪▒ я║Ся╗┤я╗жтАм тАл╪зя╗Яя║о я▒ая║гя║Оя╗Яя║Ф ┘И╪зя╗Яя║оя║гя╗╝╪к ┘И╪зя╗╖╪▓я╗гя╗ия║Ф ┘И╪зя╗╖я╗гя╗Ья╗ия║Ф ╪гя╗Ля╗Дя╗░ ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║О╪и я╗Чя╗┤я╗д ┘Ля║Ф ╪ея║┐я║Оя╗Уя╗┤ ┘Ля║ФтАм тАля╗│я║ия║Шя╗ая╗Т я╗Л я▒ая╗дя║О я║│я║Тя╗Шя╗к я╗Яя╗Р ┘Ля║ФтАм тАля╗Ыя╗Ю я║╗я╗Фя║дя║Ф я║Чя║о┘Й я║гя║кя║Ы ┘Ля║О ┘Ия╗гя║╕я╗м ┘Ля║к╪зтАм тАл╪е╪░ ╪ея╗зя▒ая╗Ъ я╗Уя╗▓ я▒втАм тАл┘ПтАм тАл┘НтАм тАл┘ОтАм тАля║Ся║╕я╗Фя╗ТтАм тАля╗│я║ая╗Мя╗ая╗Ъ я║Чя╗Шя╗а ┘Пя▒вя║Р ╪зя╗Яя║╝я╗Фя║дя║О╪ктАм тАл┘И╪гя║│я╗ая╗оя║С┘Ля║О я╗Ыя║мя╗Яя╗Ъ ╪▓я╗гя╗ия╗┤┘Ля║О ┘Ия╗гя╗Ья║Оя╗зя╗┤┘С┘Ня║О я╗г я▒ая╗дя║ОтАм тАл╪▒я╗Пя║Т ┘Ля║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗╗я║│я║Шя║░╪з╪п╪й я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗Мя║Ф ┘И╪зя╗Яя╗дя╗Мя║оя╗Уя║ФтАк .тАм┘Ия╗╗ я╗│я╗Фя╗оя║Чя╗ия║О ╪г┘Ж я╗зя║мя╗Ыя║о я║Ся║о╪зя╗Ля║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗Фя╗ия║О┘Ж я╗Ля╗ая╗▓ ╪зя╗Яя║ая║О┘Г я╗Уя╗▓ ╪▒┘Ия╗Ля║Ф ╪зя╗╣я║зя║о╪з╪м ╪зя╗Яя╗Фя╗ия╗▓ ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗д я▒вя╗┤я║░ ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я║Тя║о╪▓тАм тАля╗Чя╗┤я╗дя║Ф ╪зя╗Яя╗ия║╝я╗о╪╡ я╗гя╗ж я║зя╗╝┘Д я║Чя║░я╗│я╗┤я╗ж ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║О╪и я║Ся║Оя╗Яя║╝я╗о╪▒ ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║оя║╗я║к ╪▒я║гя╗╝╪ктАм тАл╪зя╗Яя║дя║Ю я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Фя║Шя║о╪з╪к ╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒ ╪ея╗Яя╗┤я╗мя║О я╗Уя╗▓ я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗ия║╝я╗о╪╡ ┘Ия╗Ыя║мя╗Яя╗Ъ ╪зя╗Яя║Шя║╝я║Оя╗гя╗┤я╗втАм тАл┘И╪зя╗╖я╗Яя╗о╪з┘Ж ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗Мя╗Дя╗▓ ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║О╪и ╪▒┘Ия╗зя╗Шя╗к ╪зя╗╡я║зя║О╪░тАк.тАмтАм тАл тАк / ├ж ┬Я #тАмтАм
тАлтАк74тАмтАм
тАлтАк╞Б─а─Ч─╖─Ш┼м─С ─╕┼Ф─Ш┼А ─Ш┼╢┼м─┤┼б┼┐ ─▓┼┐─╖─Ш─б┼и─Ч ─╕─Ы┼Ф ─к─н┼и─Ч ┼▓┼м ─Ч╞┐ ─┤┼╢┼Б┼м 365тАмтАм
ارﺗﻴﺎد ا ﻓﺎق ﻳُ ﻨﴩ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮيب ﻟﻸدب اﻟﺠﻐ ﺮاﰲ "ارﺗﻴﺎد اﻵﻓﺎق" -أﺑﻮﻇﺒﻲ -ﻟﻨﺪن اﻟﺬي ﻳﺮﻋﺎه اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻮﻳﺪي
َ )ﻟﺒﻴﻚ اﻟﻠﻬ ﱠ ﻢ ﻟﺒﻴﻚ(
٣٦٥ﻣﺸﻬﺪاً ﻣﻦ اﻟﺤﺞ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺷﺎﻋﺮ إﻣﺎراﺗﻲ ﻛﺘﺐ -أﻳﻤﻦ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﺣﺠﺎزي *
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
73
тАлтАк─╕┼┐─╕─н┼и─Ч ┼в┼┐─╕┼М ╟й┼ФтАмтАм
тАля╗зя║┤я╗┤я║Ю я║Чя╗Ря║░я╗Яя╗к ╪зя╗Яя║мя╗Ыя║оя╗│я║О╪ктАм тАлтАк*─░┼╗─╢┼╝┼д─У ┼╡─Ц─Й ┼Ч─┤─╝─ЙтАмтАм
тАл╪зя╗Яя╗Шя╗Дя╗жтАм
тАля╗зя║Тя║Шя║Ф я║│я║дя║оя╗│я║ФтАк ╪МтАмя╗Яя╗┤я║▓ я╗╖я╗зя╗мя║О тАк -тАмя╗Ыя╗дя║О я╗│я╗Шя╗оя╗Яя╗о┘Ж тАк-тАмтАм тАл╪зя╗Яя║мя╗ля║Р ╪зя╗╖я║Ся╗┤я║╛тАк ╪МтАм┘Ия║гя║┤я║РтАк ╪МтАм┘И╪ея╗зя╗дя║О я╗╖я╗зя╗мя║О ╪гя║╗я╗Ю ╪зя╗Яя║┤я║дя║о ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я╗дя╗┤я║░ я║Ся╗┤я╗жтАм тАл╪гя║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗Яя║╕я╗Мя╗о╪и я╗Ыя║Оя╗Уя║ФтАк ╪МтАмя║гя╗┤я╗ж я╗│я║╝я╗оя╗Пя╗о┘Ж я╗гя╗ия╗мя║О ╪г╪▓я╗│я║О╪б я║Чя╗Шя╗ая╗┤я║кя╗│я║ФтАк ╪МтАмя╗Яя╗ая║дя╗┤я║О╪йтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗дя╗дя║О╪ктАк ╪МтАмя╗Яя╗ая║дя╗Ю ┘И╪зя╗Яя║Шя║оя║гя║О┘ДтАк ╪МтАмя╗Яя╗ая╗дя╗ая╗о┘Г ┘И╪зя╗╖я║Яя║о╪з╪бтАк .тАмя╗Яя║мя╗Яя╗Ъ я╗│я╗ия║к╪▒ я╗Ля╗ая╗░ я╗Гя║оя╗│я╗ЦтАм тАл╪зя╗Яя║дя║оя╗│я║о ╪гя╗╗ я║Чя║ая║к я╗гя║Шя║дя╗Фя║О┘Л я╗│я║о┘И┘К я║Чя║О╪▒я╗│я║ж ╪зя╗Яя╗ия║┤я╗┤я║ЮтАк ╪МтАм┘Ия╗Ля╗дя║О╪п┘З я╗гя║О я║╗я╗ия╗К я╗гя╗жтАм тАл╪зя╗Яя╗Шя╗Дя╗жтАк ╪МтАм┘Ия╗│я║┤я║Оя╗зя║к┘ЗтАк ╪МтАмя║Ся║Оя╗Яя╗Дя║Тя╗КтАк ╪МтАмя╗гя║О я╗Пя║░┘Д я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║дя║оя╗│я║о ┘И╪зя╗Яя╗Ья║Шя║О┘ЖтАк.тАмтАм тАля╗Чя║о╪и ╪зя╗Яя╗Фя║┤я╗Дя║О╪╖ я╗Уя╗▓ я╗гя║╝я║о ╪зя╗Яя╗Шя║кя╗│я╗дя║Ф я╗Ыя║╕я╗Фя║Ц ╪зя╗Яя║Шя╗ия╗Шя╗┤я║Тя║О╪к я║зя╗╝┘Д ╪зя╗Яя╗Шя║о┘ЖтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║Оя║│я╗К я╗Ля║╕я║о я╗Ля╗ж я║Ся╗Шя║Оя╗│я║О я╗гя╗ж ╪зя╗╖я╗Чя╗дя║╕я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗в я║Чя║╝я╗ия╗┤я╗Мя╗мя║О я╗Уя╗▓ я║╖я╗дя║О┘ДтАм тАля╗Пя║о╪и ╪зя╗Яя╗мя╗ия║ктАк ╪МтАмя║Ся║Оя╗Яя╗оя╗╗я╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Ч ┘Пя║┤я╗дя╗░ я╗Ыя╗оян╝я║о╪з╪ктАк .тАмя╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗ая╗Шя╗░тАк ╪МтАм┘Ия╗Пя╗┤я║оя╗ля║ОтАм тАля╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗ия║┤я╗оя║Яя║О╪к ╪зя╗Яя╗мя╗ия║кя╗│я║Ф ╪зя╗Яя╗дя║╕я║Шя║о╪з╪й я╗гя╗ж я║Ся║оя╗│я╗Дя║Оя╗зя╗┤я║О ┘И╪зя╗Яя╗оя╗╗я╗│я║О╪к ╪зя╗Яя╗мя╗ия║кя╗│я║ФтАм тАл╪зя╗╖я║зя║о┘Й ╪▒╪гя╗│я║Шя╗мя║О я║Чя╗ия║О┘Е я║Ся║┤я╗╝┘Е я║Чя║дя║Ц я║│я╗Шя╗Т я╗гя║Шя║дя╗Т ┘И╪зя║гя║к я╗Уя╗▓ ╪гя║гя╗дя║к ╪вя║Ся║О╪птАм тАля╗ля╗о я╗гя║Шя║дя╗Т я╗Ыя║Оя╗Яя╗┤я╗Ья╗о я╗Яя║╝я╗ия║Оя╗Ля║Ф ╪зя╗Яя╗ия║┤я╗┤я║Ю я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗мя╗ия║к ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я║░╪з┘И╪м я║Ся╗┤я╗ж ╪зя╗Яя╗Фя╗жтАм тАл┘И╪зя╗Яя║Шя║О╪▒я╗│я║жтАк.тАмтАм тАля║│я║Шя╗дя║о я║Ся╗┤я╗ж я╗Чя║о┘И┘Ж я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗ая║Тя╗оя║│я║О╪к ╪зя╗Яя╗Шя╗Дя╗ия╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║дя║оя╗│я║оя╗│я║ФтАк ╪МтАмя║Чя║┤я╗ая╗дя╗ЪтАм тАл╪зя╗Яя║ия╗┤я╗о╪╖ ╪зя╗Яя╗дя╗Дя║Тя╗оя╗Ля║Ф я╗Яя║┤я╗о╪зя╗ля║О ╪зя╗Яя╗дя╗ая╗оя╗зя║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗Ря║░┘Ия╗Яя║ФтАк ╪МтАмя║Чя║Шя║Дя╗гя╗Ю я╗гя║ая╗дя╗оя╗Ля║Ф я╗гя╗жтАм тАл╪гя╗Гя╗Шя╗в ╪зя╗Яя║┤я║О╪▒┘К ┘И╪зя╗Яя║╕я║О┘Д ╪зя╗Яя╗ия║┤я║Оя║Ля╗┤я║Ф я╗гя╗ж я╗Ыя║Оя╗Уя║Ф ┘Ия╗╗я╗│я║О╪к ╪зя╗Яя╗мя╗ия║к )╪зя║│я║Шя║ия║к┘ЕтАм тАл╪зя╗Яя║╕я║О┘Д я╗Яя╗ая╗дя║о╪й ╪зя╗╖┘Ия╗Яя╗░ я╗Уя╗▓ я╗Ыя║╕я╗дя╗┤я║о я║│я╗ия║Ф тАк1450тАм┘Е ┘Ия╗Зя╗мя║о я╗Уя╗▓ ╪г┘И╪▒┘Ия║Ся║О я╗Яя╗ая╗дя║о╪йтАм тАл┘НтАм тАл╪зя╗╖┘Ия╗Яя╗░ я║│я╗ия║Ф тАк1767тАм┘Е(тАк ╪МтАм┘Ия║│я║Шя╗дя╗ая╗▓ ╪зя╗Яя╗Мя╗┤я╗о┘Ж я║Ся╗дя╗Д я▒ая║о╪▓ ┘НтАм тАл┘Ия╗гя╗Мя╗ая╗Шя║О╪ктАм тАл┘О╪з╪к я╗Яя╗╕╪▒╪╢тАк╪МтАмтАм тАля╗Яя╗ая║ая║к╪▒╪з┘ЖтАк ╪МтАм┘Ия║│я║Шя║Оя║Ля║о я╗Яя╗ая╗ия╗о╪зя╗Уя║мтАк .тАмя╗ля║Оя╗ля╗ия║О я║зя╗┤я║О ┘М┘Е я╗Яя╗ая║┤я╗ая╗Дя║О┘Ж ┘Ия╗ля╗ия║О┘Г ┘МтАм тАля╗Пя║о┘Б я╗Чя╗дя║Оя║╖я╗┤я║ФтАм тАля╗Яя╗ая║дя║оя╗│я╗втАк ╪МтАм┘Ия╗Ыя╗ая╗мя║О я╗гя╗ж ╪гя╗зя╗Фя║▓ ╪зя╗Яя╗дя║ая╗дя╗оя╗Ля║О╪к ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗в я║╖я║кя╗ля║О ╪ея╗Яя╗░ я╗Чя╗о╪зя║Ля╗втАм тАля║зя║╕я║Тя╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘Ия║Чя╗Ря╗Дя╗┤я║Шя╗мя║О я║Ся║Оя╗Яя║Тя╗╝я║│я║Шя╗┤я╗Ъ ╪зя╗Яя╗дя╗Фя║о╪║ я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗мя╗о╪з╪бтАк.тАмтАм тАл╪гя║Чя║ая╗ктАк ╪МтАмя╗Ля╗ая╗░ я╗Гя║оя╗│я╗Ц ╪зя╗Яя║дя║оя╗│я║отАк ╪МтАмя╗гя╗ж я╗Ыя╗оян╝я║о╪з╪к ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗Яя║╕я║о┘ВтАк ╪МтАмя║гя╗┤я║Ъ я║Чя║Шя║Оя║зя╗дя╗мя║ОтАм тАл┘Ия╗╗я╗│я║Ф ╪▒╪зян╝я║┤я║Шя║О┘ЖтАк ╪МтАм┘Ия╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗Дя║оя╗│я╗Ц я╗зя║┤я║О╪м ╪вя║зя║отАк ╪МтАмя╗Яя╗Ья╗ия╗к я╗│я╗ия║┤я║Ю я║│я║ая║О╪п╪з ┘ЛтАм тАля╗│я║┤я║Шя╗ая╗мя╗в ╪▒я║│я╗оя╗гя╗к я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Мя║Ф ╪зя╗Яя╗дя║дя╗┤я╗Дя║Ф я║Ся╗ктАк ╪МтАмя╗Яя║мя╗Яя╗Ъ я║│я╗ия║ая║к я╗Гя╗┤я╗о╪▒ ╪зя╗Яя╗Дя║О┘И┘И╪│тАк╪МтАмтАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗Ыя║Оя╗зя║Ц я║Чя║Шя╗Шя║Оя╗Уя║░ я╗Уя╗о┘В ╪гя║│я╗о╪з╪▒ ╪зя╗Яя╗дя║к┘Ж ┘И╪зя╗Яя╗Шя║о┘Й ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗гя║о╪▒я╗зя║О я║Ся╗мя║О ┘Ия╗Чя║ктАм тАля╗Чя╗Фя║░╪к я║Ся║ия╗Дя╗о╪╖ я╗гя╗оя║Яя║░╪й ┘Ия║Чя║╝я║Оя╗гя╗┤я╗в я╗зя║Оя║Яя║░╪й ╪ея╗Яя╗░ я╗Уя╗Ая║О╪б ╪зя╗Яя║┤я║ая║О╪п╪й ╪зя╗Яя╗дя╗ая╗оя╗зя║ФтАк╪МтАмтАм тАля╗гя║Ья╗ая╗дя║О я║│я║Шя║ая║к я║Ся╗┤я║Шя║О┘Л я╗Яя╗ая║Ья╗Мя║Оя╗Яя║РтАк ╪МтАм┘Ия║Ся║о╪зя║гя║О┘Л я╗Яя╗ая╗Ря║░я╗╗┘ЖтАк ╪МтАм┘Ия║│я╗мя╗╝┘Л я╗Яя╗║я║Ся╗Ю я║Чя║ия║Р я╗Уя╗┤я╗ктАм тАля╗Ыя╗дя║О я╗Ыя║Оя╗зя║Ц я║Чя╗Фя╗Мя╗Ю я╗Уя╗▓ я║╗я║дя║о╪з╪б я║Яя╗┤я║┤я╗ая╗дя╗┤я║о я╗Чя║о╪и ╪зя╗Яя║дя║к┘И╪п я╗гя╗К ╪зя╗Яя║Тя║Оя╗Ыя║┤я║Шя║О┘ЖтАк.тАмтАм тАл╪зя╗Яя╗ия║┤я╗┤я║ЮтАк ╪МтАмя╗ля╗ия║О ┘Ия╗ля╗ия║О┘ГтАк ╪МтАмя╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗мя╗ия║к ┘Ия║│я╗о╪зя╗ля║ОтАк ╪МтАмя╗Чя╗Дя╗ия║О┘Л ┘Ия║гя║оя╗│я║о╪з ┘ЛтАк ╪МтАмя╗Ыя║Оя║╖я╗Т я╗Яя╗ая║Шя║О╪▒я╗│я║жтАк╪МтАмтАм тАля║│я║Шя╗Шя║о╪г я╗Уя╗▓ я║Чя╗Фя║Оя║╗я╗┤я╗ая╗к ╪гя╗Ыя║Ья║о я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║╕я╗Ья╗ЮтАк ╪МтАм┘Ия╗Чя║к я╗Ля╗ия╗▓ ╪зя╗Яя║дя║оя╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Фя╗ия║О┘Ж я║Ся║Шя╗ая╗ЪтАм
тАлтАк72тАмтАм
тАлтАк─Я─Ш┼┐─╕┼д─╢┼и─Ч ┼╖┼и─║┼Щ─а ─к╞А─╜┼░тАмтАм
тАл╪зя╗Яя║Шя╗Фя║Оя║╗я╗┤я╗Ю я╗╖я╗зя╗мя║О я║Чя║Шя║о╪п╪п ╪гя║╗я║к╪з╪б я║гя╗оя╗Яя╗ктАк ╪МтАмя╗Ыя╗дя║О я╗│я║Шя║о╪п╪п ┘Ия╗Чя╗К ╪гя╗Пя╗ия╗┤я║Ф я╗Ля║Оя║Ся║о╪йтАм тАля╗Яя╗ая╗Мя║╝я╗о╪▒тАк .тАм┘Ия╗╗ я╗│я╗Фя╗о╪к ╪зя╗Яя╗Мя╗┤я╗ж ╪зя╗Яя╗ия╗Ия║о я╗гя║Ья╗ая╗дя║О я╗╗ я╗│я╗Фя╗о╪к ╪зя╗Яя╗Мя╗Шя╗Ю ╪зя╗Яя║Шя║Тя║╝я║о я╗Уя╗▓тАм тАл╪зя╗╖╪п┘И╪з╪к ╪зя╗Яя║Шя╗▓ ╪зя║│я║Шя║ия║кя╗гя╗мя║О я╗зя║┤я║Оя║Яя╗о ╪зя╗Яя║░я╗гя╗жтАк ╪МтАмя╗гя╗ж я╗гя╗Ря║░┘Д ┘Ия╗зя╗о┘Д ┘Ия╗гя║Оя╗Ыя╗┤я╗ия║О╪ктАм тАля║Ся║к╪зя║Ля╗┤я║ФтАк ╪МтАмя╗Ыя║Оя╗зя║Ц я║Чя╗Ря║░┘Д ╪▒┘И╪н я╗зя║┤я║Оя║Яя╗┤я╗мя║О я╗гя╗К ╪зя╗Яя║ия╗┤я╗о╪╖тАк.тАмтАм тАля╗Уя╗▓ ╪гя║гя╗дя║к ╪вя║Ся║О╪птАк ╪МтАм╪зя╗Яя╗мя╗ия║ктАк ╪МтАмя╗гя║о╪▒я╗зя║О я║Ся║Шя╗дя║Ья║О┘Д я║Чя╗Ья║оя╗│я╗дя╗▓ я║Чя╗мя║кя╗│я╗к ╪зя╗Яя╗дя║кя╗│я╗ия║Ф ╪ея╗Яя╗░ ╪▒┘И╪нтАм тАл╪▒╪з┘И я║Ся║Оя╗ля║О╪п┘И╪и ╪▒╪зя╗зя║╕я╗о я╗Яя╗┤я╗╝┘Д я║Чя║╕я╗оя║Чя║Оя╗╗┘ДтАк ,(1898 - 1824) ,тАм╪г┘И┘Д я╗гя╗ж ╪г╪пя║зя╗ЮтАм тАля║╗я╗ия║Оя╗Ля║Ф ╪зя╗Яя╗Шя╗Дя╗ж я╗Уя╗▓ ╪гя║гя╗дя║к ╪вя║Ся║О╪п ┘И╪г┘И┘Д ╪▒я║Ля╗┤я║▓ я╗ля╗ия║к┘К я╗Яя║Тя╗ая║кя╗│я║Ф ╪гя║гя╗дя║к ╪вя║Ся║О╪птАм тАля╗гя╗ж я║│я╗ия║Ф тАк 1884тАмя║гя║Шя╗░ ┘Ия╗Уя║Оя║Чя╗ктАк .тАмя╗Яя╗Фя║Шя║Ф ╪▒╪зя║Ля╗Мя║Ф я╗Яя║о╪зя║Ля║к я║Чя║░я╗ля╗о ╪гя║гя╗дя║к ╪вя║Ся║О╪п я║Ся║╕я║ая║о╪йтАм тАл╪зя╗Яя║╝я╗ия║Оя╗Ля║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗Пя║оя║│я╗мя║О я╗Уя╗┤я╗мя║ОтАк .тАмя╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя║кя╗│я╗ия║Ф тАк 135тАмя╗гя║╝я╗ия╗Мя║О я║Чя╗Шя╗ая╗┤я║кя╗│я║О я╗Ыя║Оя╗зя║ЦтАм тАля║Чя╗Мя╗дя╗Ю я║Ся║Оя╗Яя║Тя║ия║О╪▒ ┘И╪зя╗╡я╗╗╪к ╪зя╗Яя║Тя║к╪зя║Ля╗┤я║ФтАк ╪МтАмя╗Чя║Тя╗Ю ╪г┘Ж я╗│я║Шя╗оя╗Чя╗Т я╗гя╗ия╗мя║О тАк 110тАмя╗гя║╝я║Оя╗зя╗КтАм тАл┘Ия║Чя║Тя╗Шя╗░ тАк 25тАмя║Чя║╝я║О╪▒╪╣ ╪зя╗Яя║Тя╗Шя║О╪бтАк .тАмя╗Уя╗Фя╗▓ я║Ся╗о╪▒я║╗я║Ф я╗Яя╗ая╗Шя╗дя║О╪┤ я║Чя║Шя║о╪з┘И╪н ╪гя║│я╗Мя║О╪▒ ╪зя╗Яя╗дя║Шя║отАм тАля╗Уя╗┤я╗к я╗гя╗ж тАк 25тАм╪ея╗Яя╗░ тАк 58тАм╪▒┘Ия║Ся╗┤я║Ф я╗Яя╗ая╗дя║Шя║о )╪зя╗Яя║к┘Ия╗╗╪▒ = я╗зя║дя╗о тАк 50тАм╪▒┘Ия║Ся╗┤я║Ф(тАк .тАм╪зя╗Яя╗Ья║Ья╗┤я║отАм тАля╗гя╗ж я╗ля║м┘З ╪зя╗╖я╗Чя╗дя║╕я║Ф я╗│я║Шя╗в я║Чя║╝я║кя╗│я║о┘З я╗Ля║Тя║о ╪гя╗Уя║о╪з╪п ┘Ия║╖я║оя╗Ыя║О╪к ╪ея╗Яя╗░ ╪г┘И╪▒┘Ия║Ся║О ┘Ия║Ся║Оя╗Чя╗▓тАм тАл╪п┘И┘Д ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗в )┘Ия╗гя╗ия╗мя║О я╗гя╗ия╗Дя╗Шя║Ф ╪зя╗Яя║ия╗ая╗┤я║Ю ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓(тАк .тАмя╗Яя╗Ья╗ж ╪зя╗Яя╗Дя╗ая║Р ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗ия║Оя╗гя╗▓тАм тАля╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗Шя╗дя║О╪┤ я║┐я║Мя╗┤я╗Ю ╪зя╗Яя║Шя╗Ья╗ая╗Фя║Ф ┘Ия╗гя╗┤я╗Ья╗ия║Ф ╪зя╗Яя╗дя║╝я║Оя╗зя╗К ╪зя╗Яя║░╪зя║гя╗Фя║Ф я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗дя╗ия╗Дя╗Шя║ФтАм тАл╪зя╗Яя║╝я╗ия║Оя╗Ля╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ ╪гя║гя╗дя║к ╪вя║Ся║О╪п я╗Яя╗Ья╗▓ я║Чя║дя║Оя╗Уя╗Ж ╪зя╗Яя╗дя║кя╗│я╗ия║Ф я╗Ля╗ая╗░ я╗Яя╗Шя║Тя╗мя║О я║Ся╗оя║╗я╗Фя╗мя║ОтАм тАля╗гя║Оя╗зя║╕я║┤я║Шя║о ╪зя╗Яя╗мя╗ия║к ┘А я║Чя╗ия║Оя╗Уя║┤я╗к я╗Ля╗ая╗┤я╗мя║О ╪зя╗Яя╗┤я╗о┘Е я╗гя║кя╗│я╗ия║Ф я║│я╗о╪▒╪з╪к ┘А я║Яя║О╪б я╗Ля╗ая╗░тАм тАля║гя║┤я║О╪и я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗дя║╝я║Оя╗зя╗К ╪зя╗Яя╗┤я║к┘Ия╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ ╪гя╗Пя╗ая╗Шя║Ц ┘И╪зя║г ┘Ля║к╪з я║Ся╗Мя║к ╪зя╗╡я║зя║отАк.тАмтАм тАля╗Уя╗▓ я╗Ыя╗оян╝я║о╪з╪к я╗╗ я║Ся║к ╪г┘Ж я╗зя║Шя║мя╗Ыя║о я║╗я║Оя║гя║Р ╪гя║╖я╗мя║о я╗гя╗Ря║░┘ДтАк ╪МтАм┘Ия╗ля╗о ╪зя╗Яя╗дя╗мя║Оя║Чя╗дя║ОтАм тАля╗Пя║Оя╗зя║к┘КтАк ╪МтАмя╗Уя╗мя╗ия║О я╗Ля║О╪┤ я╗Уя╗┤я╗к ╪зя╗Яя╗дя╗ия║Оя║┐я╗Ю ╪зя╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║о ┘Ия║Чя║о┘Г я╗гя╗ия╗Ая║кя║Чя╗к ┘Ия║│я║Шя║оя║Чя╗к ┘И╪г╪п┘И╪зя║Чя╗ктАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗гя╗ия╗мя║О я╗гя╗Ря║░я╗Яя╗к ╪зя╗Яя║╕я╗мя╗┤я║отАк .тАмя║Чя║┤я║Шя╗оя╗Чя╗Фя╗ия╗▓ я╗Яя╗оя║гя║Ф я╗гя║ая║┤я╗дя║Ф я║Чя║ая║┤я║к ╪▒я║гя╗ая║Ф я╗Гя╗оя╗Яя╗мя║ОтАм тАлтАк 241тАмя╗гя╗┤я╗╝ я╗Чя╗Дя╗Мя╗мя║О я╗Пя║Оя╗зя║к┘К я╗гя╗ж ╪гя║Яя╗Ю я║гя╗Фя╗ия║Ф я╗гя╗ая║втАк ,тАм┘Ия╗гя╗Мя╗к я╗гя╗ж ╪зя║│я║Шя╗Дя║О╪╣тАм тАл╪зя╗Яя║ия║о┘И╪м я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║оя║гя╗ая║Ф ╪зя╗Яя╗дя║О╪▒╪зя║Ыя╗оя╗зя╗┤я║Ф я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗Шя╗┤я╗дя╗┤я╗ж я╗гя╗Мя╗к я╗Уя╗▓ я║│я║Тя║О╪▒я╗гя║Оя║Чя╗▓ ╪гя║╖я║о┘ЕтАм тАля╗Яя╗┤я╗Шя║О┘И┘Е я╗Чя╗о╪зя╗зя╗┤я╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗ая║в ╪зя╗Яя╗дя╗Фя║о┘Ия║┐я║Ф я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Р ╪зя╗Яя╗мя╗ия║к┘КтАк ╪МтАм┘Ия╗Яя╗┤я╗Мя╗ая╗дя╗мя╗втАм тАля╗гя╗Мя╗ия╗░ ╪зя╗╗я╗Ля║Шя╗дя║О╪п я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗ия╗Фя║▓тАк.тАмтАм тАля║│я╗ия╗ия╗Ия║о я╗гя╗ая╗┤я║О ╪ея╗Яя╗░ я║зя║░╪зя║Ля╗ж я╗гя╗Ья║кя║│я║Ф я║Ся╗дя║О я╗ля╗о я╗гя╗ия║┤я╗о╪м ┘Ия╗гя╗Ря║░┘И┘Д ┘Ия╗зя║Шя║мя╗Ыя║о я╗Чя╗о┘ДтАм тАля╗Пя║Оя╗зя║к┘КтАк┬╗ :тАмя╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗дя║о╪б ╪гя╗╗ я╗│я║дя╗о╪▓ ╪г┘И я╗│я║дя║Шя╗Фя╗Ж я║Ся╗дя║О я╗Яя╗┤я║▓ я╗Уя╗▓ я║гя║Оя║Яя║Ф ╪ея╗Яя╗┤я╗к я╗гя╗жтАм тАля╗гя║Дя╗Ыя╗Ю ┘Ия╗гя╗ая║Тя║▓ ┘И╪гя║Ыя║О╪л┬лтАм тАл*тАк ' ├Р' ├Ы├г . . ┬░тАмтАм
žijĸļ ņŰ
ﻧﻈﺮت إﻟﻴﻬﻤﺎ. ﺧﺎرج اﻟﻔﻨﺪق ،ﻛﺎن اﻟﺠﻮ ﺣﺎرا ،ﺟﺤﻴﻤﻴﺎ ،وﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ ،ﺗﻠﻔﺤﻚ ﻧﺎر أﺧﺮى؛ وأﻧﺖ ﺗﻔﺘﻘﺪ اﻷﻟﻔﺔ.
*** ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ »ﻗﺼﺮ اﻟﺴﺮاب« ،ﺗﻮﻗﻒ اﻟﺴﺎﺋﻖ اﻟﻤﺼﺮي ﺳﺎﻣﺢ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ،وذﻫﺐ ﺳﻤﻴﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﺪﺧﻦ ﺳﻴﺠﺎرة .ﺗﺴﻠﻴﺖ ﺑﺘﺼﻔﺢ ﻫﺎﺗﻔﻚ اﻟﺠﻮال .ﻧﻈﺮت إﻟﻰ ﺻﻮر »ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ« ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ..ﺛﻤﺔ ﺻﻮرة ﻟﻬﺎ اﻟﺘﻘﻄﺘﻬﺎ ،وﻋﻤﺮﻫﺎ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻮاﺻﻞ -ﻓﻲ اﻟﺼﻮرة -ﻧﻮﻣﻬﺎ ﻣﺴﺘﻨﺪة ﺑﻴﺪﻫﺎ إﻟﻰ ﺧﺪﻫﺎ .ﺗﺬﻛﺮت اﺧﺘﻼﺟﺔ ﻗﻠﺒﻚ اﺧﺘﻼﺟﺔ ﻻ ﺗﻨﺴﻰ وﻻ ﺗﺘﻜﺮر -ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺑﻠﻐﺘﻚ اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ أن زوﺟﺘﻚأﻧﺠﺒﺖ ﺑﻨﺘﺎ ،وﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻚ أن ﺗﺤﻀﺮ ﻟﻬﺎ أﻛﻼ ،ﻟﺒﺎﺳﺎ وﻏﻄﺎء ،وأوﺻﺘﻚ إﺣﺪى ﻧﺴﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أن ﺗﺸﺘﺮي ﺣﻔﺎﻇﺎت ﺻﻐﻴﺮة وأﺧﺮى ﻛﺒﻴﺮة. اﻧﻬﻤﺮت دﻣﻮﻋﻚ ﺣﺎرة ﻛﻬﺬه اﻟﺼﺤﺮاء. ﺳﺄﻟﻚ ﺳﻤﻴﺮ وﺳﺎﻣﺢ ﻣ ًﻌﺎ :ﻣﺎ ﺑﻚ؟ ﺧﺎﻧﺘﻚ اﻟﻜﻠﻤﺎت .ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ أن ﺗﻨﺒﺲ ﺑﻜﻠﻤﺔ ،ﻓﻮﺿﻌﺖ ﻫﺎﺗﻔﻚ اﻟﺠﻮال ﻓﻲ ﻳﺪ ﺳﻤﻴﺮ. ﺳﺄﻟﻚ ﺳﺎﻣﺢ :أﻫﻲ اﻟﺒﻜﺮ؟ أﺷﺮت ﺑﺮأﺳﻚ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎب ،وﻋﻘﺐ ﺳﻤﻴﺮ : اﻟﺒﻜﺮ داﺋﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﺰﻳﺰة...
أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑﺤﻮاﻟﻲ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻛﻠﻢ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻌﻘﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺐ، وﻻ أﺛﺮ ﻟﺤﻴﺎة ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻫﻨﺎ؟ ﻟﻮ وﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ،ﻫﻞ ﺳﻴﺘﺮﻛﻮﻧﻪ؟ وﻣﺎزﺣﺘﻪ ﻗﺎﺋﻼ :ﻟﻢ ﻻ ﺗﺄﺧﺬه ﻣﻌﻚ؟ ﻓﺮد ﺑﺄﻧﻪ ﻻ أﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺠﻤﺎل ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺾ ،ﻟﻬﺬا ﻳﻀﻌﻮن ﺳﻴﺎﺟﺎ ﺣﺪﻳﺪﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺘﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻬﺎﺟﻢ أﺣﺪا.. ﻣﻦ ﻫﺎﺗﻔﻚ اﻟﺠﻮال ،اﻧﺴﺎب ﻟﺤﻦ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻟﻔﻴﻠﻢ »اﻟﺰﻣﺎر« ﺷﺠﻴﺎ ،وﺳﺄﻟﺖ اﻟﺴﺎﺋﻖ :أﻻ ﺗﺸﺘﺎق إﻟﻰ ﻣﺼﺮ؟
***
ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺸﺮ اﻟﻠﻴﻞ ﻋﺒﺎءﺗﻪ اﻟﻜﺎﻟﺤﺔ ،ﻳﺨﺘﻔﻲ اﻟﺴﺤﺮ اﻟﻤﻠﻜﻲ ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﻊ اﻟﺼﺤﺮاوي ،ﺗﺮﻧﻮ إﻟﻰ اﻟﻈﻼم اﻟﺪاﻣﺲ ،وﺗﺘﺬﻛﺮ ﻗﺮﻳﺔ ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ ،وﻟﻴﻠﻬﺎ اﻟﻤﺮﺻﻊ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮم ،ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﺮق اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﺣﻤﻴﻤﻴﺘﻬﺎ. ﻟﻤﻠﻤﺖ أﺷﻴﺎءك ﻟﻴﻼ ،ﻏﻴﺮت ﺛﻴﺎﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ،وأﻃﻔﺄت اﻷﻧﻮار، وﺗﺮﻛﺖ ﺣﻘﻴﺒﺘﻴﻚ ﺗﻨﺘﻈﺮان ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺮﺣﻴﻞ .ﺣﻴﻦ أﺑﻠﻐﺖ ﺑﻀﺮورة ﻣﻐﺎدرة اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎر ،ﻏﻴﺮت ﺛﻴﺎﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ، أﺣﺴﺴﺖ ﺑﺄﻧﻚ ﻏﻴﺮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟﻤﻜﺎن .ﺛﻤﺔ أﻟﻔﺔ ﻣﺎ ﺗﻨﺸﺐ أﻇﺎﻓﺮﻫﺎ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻚ ،وﺳﺘﻀﺎﻋﻒ -ﻻﺣﻘﺎ -إﺣﺴﺎﺳﻚ ﺑﺎﻟﻴﺘﻢ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ. ﻗﺒﻞ أن ﺗﻐﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ ،أﻟﻘﻴﺖ ﻧﻈﺮة أﺧﻴﺮة ،أﻗﻔﻠﺖ اﻟﺒﺎب ،ﺛﻢ أﻋﺪت ﻓﺘﺤﻪ ﻣﺮة أﺧﺮى ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺘﺎرة -ﻫﺬه اﻟﻤﺮة -ﺗﺤﺠﺐ ﻋﻦ ﺑﺼﺮك *** ﺗﻨﻬﺐ اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﻄﺮﻳﻖ ،وﻣﻦ أﻣﺎﻣﻬﺎ وﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺗﺘﺮاﻣﻰ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻤﺪى اﻟﺬﻫﺒﻲ اﻟﻔﺴﻴﺢ ،وﺷﻴﻌﺖ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﻨﻈﺮة ﻛﺴﻴﺮة ﻣﺘﻤﺎوﺟﺔ ،ﻟﻤﺤﺖ ﺟﻤﻼ وﺣﻴﺪا ،ﺗﺬﻛﺮت أﻧﻚ رأﻳﺖ ﻗﻄﻴﻊ إﺑﻞ ﻗﺒﻠﻪ، ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺳﺎﻣﺢ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ،ﻓﻘﺎل إﻧﻪ ﺑﻼ ﺻﺎﺣﺐ .اﺑﺘﻌﺪﺗﻢ ﻋﻦ * رواﺋﻲ وﻛﺎﺗﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب
žijĸļ ņŰ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
71
أﻳﺎم ﻣﻦ ﺳﺮاب ﻏﺎدرت اﻟﺒﻴﺖ ،ﺗﺤﺖ ﺟﻨﺢ اﻟﻈﻼم ..ﻓﻲ ﻃﺎﺑﻮر ﺗﻮﻗﻴﻊ َ اﻟﺠﻮازات ،ﺟﺎءﺗﻚ رﺳﺎﻟﺔ ﻗﺼﻴﺮة ﻣﻦ زوﺟﺘﻚ ﺗﺴﺄﻟﻚ إن ﻛﻨﺖ ﻗﺪ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺎر .ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﻄﻔﻠﺘﻚ اﻟﺮﺿﻴﻌﺔ ،وأﻻ ﺗﻌﻨﻔﻬﺎ إن أﺣﺪﺛﺖ ﺿﺠﻴ ًﺠﺎ ﺑﺒﻜﺎﺋﻬﺎ اﻟﻤﻌﺘﺎد ﻟﻴﻼ. * źŴĔĽŭĖ ŧĔĽű
ﻟﻢ ﺗﻨﻢ ﺳﻮى أرﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎت ،رﻏﻢ اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺠﻮﻳﺔ اﻟﻤﺘﻌﺒﺔ ..ﻷﻧﻚ ﻧﻤﺖ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﻮدﻋﻬﺎ؟ ﺑﻼ ﻋﺸﺎء .وﻛﺎن ﻳﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﺒﻜﺮا ،وﺑﺴﺒﺐ ﺟﻬﻠﻚ ﻛﺘﺒﺖ ،وﺑﻌﻴﻮن داﻣﻌﺔ : َ اﻟﺸﻨﻴﻊ ﻟﻠﻐﺔ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ ،وﺟﺪت ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﻜﻮرﻳﺎت ﻟﻢ أﺣﺐ أن أﺑﻜﻲ ،ﻛﻤﺎ أﺑﻜﻲ اﻵن! ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻌﻢ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺪث ﻣﻊ ﻣﻀﻴﻔﺎت اﻟﻄﺎﺋﺮة اﻷﺳﻴﻮﻳﺎت ،وﻛﺎن ﻃﻔﺮ اﻟﺪﻣﻊ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ،وﺧﺠﻠﺖ ﻣﻨﻪ ،وﺑﻘﺮﺑﻚ اﻣﺮأﺗﺎن. أﻏﻠﺐ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻴﻦ ،ﺑﺪا ﻣﻈﻬﺮﻫﻢ ﻣﻀﺤﻜﺎ، *** وﻫﻢ ﻳﻀﻌﻮن ﻛﻤﺎﻣﺎت ..ﻗﻠﺖ ﻟﻨﻔﺴﻚ» :ﻳﺨﺎﻓﻮن ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ أﻳﻦ ﻟﺤﻴﺘﻚ؟ﺳﺄﻟﻚ ﻣﻮﻇﻒ اﻟﺘﺄﺷﻴﺮات ،وﻫﻮ ﻳﺤﺪق ﻓﻲ اﻟﺼﻮرة اﻟﻐﺎﺋﻤﺔ .أﺟﺒﺘﻪ :اﻟﻌﺪوى ،وﻳﻐﺰون ﻛﻞ أﺳﻮاق اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺴﻠﻌﻬﻢ اﻟﺒﺌﻴﺴﺔ » .ﻟﺒﺮﻫﺔ، ﺧﻴﻞ إﻟﻴﻚ أﻧﻚ ﻣﺴﺎﻓﺮ إﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﻏﻴﺮ ﻋﺮﺑﻲ ،ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ وﻟﻴﺖ وﺟﻬﻚ اﻟﻤﺸﻜﻞ ﻓﻲ »ﺳﻜﺎﻧﻴﺮ« ،أﻧﺎ أﻳﻀً ﺎ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﻬﺎ..ﺛﻤﺔ ﻫﻨﻮد ،ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻴﻮن وﻛﻮرﻳﻮن .ﻟﻢ ﻳﺒﺪد وﺣﺸﺘﻚ ﻓﻲ ﻣﻄﺎر ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﺑﻠﺤﻴﺘﻚ…اﻟﺪوﺣﺔ ﺳﻮى أن ﺗﺤﻴﻲ رﺟﻼ ﻛﻬﻼ ﻣﻦ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﺼﺮ ،ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻧﻬﺎ ﻣﺸﺬﺑﺔ..ﺟﻠﺒﺎﺑﻪ اﻟﺒﺴﻴﻂ ،وأﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺤﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻊ ﻃﻴﺒﺔ ...رﻏﻢ أن »دراﻣﺎ ورﻓﻌﺖ ﺻﻮرة ﺟﻮاز ﺳﻔﺮك ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أﻧﻬﺎ اﻟﺼﻮرة ذاﺗﻬﺎ... ﺗﻨﻔﺴﺖ اﻟﺼﻌﺪاء ،ﺑﻌﺪ أن اﺟﺘﺰت ﻫﺬه اﻟﻮرﻃﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ،إذ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺠﻼﺑﻴﺐ« ﺗﺼﻮرﻫﻢ ﻗﺴﺎة اﻟﻘﻠﺐ واﻟﻄﺒﻊ ! أن ﻳﺮﺑﻚ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﻇﻒ ﻛﻞ ﺷﻲء ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺘﺄﺷﻴﺮة *** اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﻓﺮاح ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻜﻔﻴﻠﺘﻪ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻫﻨﺎك ..ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻣﺤﻞ ﺑﻘﻴﺖ أﻃﻮل ﻣﺪة ﻓﻲ ﺣﻮض اﻟﺤﻤﺎم ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺒﺪد إﺣﺴﺎس اﻟﻮﺣﺸﺔ، ﻟﺨﻴﺎﻃﺔ اﻷزﻳﺎء اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ. ﺛﻢ ﺗﺮﻛﺖ أﺣﺪ اﻟﻬﺎﺗﻔﻴﻦ اﻟﺠﻮاﻟﻴﻦ ﺑﺘﻮﻗﻴﺖ اﻟﻤﻐﺮب ،وﺟﻌﻠﺖ اﻵﺧﺮ ﺣﺴﺐ اﻟﺘﻮﻗﻴﺖ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،وﺻﺮت ﺗﺤﺲ ﺑﻘﻠﺒﻚ ﻣﻨﺸﻄﺮا ،ﻛﻠﻤﺎ ***
70
ęėĸļ ŲŬ ūĘſč
ĿĘšűũŨ ĞƀʼnŠ
ﻧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻘﺪﺳﺔ وﺳﻤﺎوﻳﺔ ،وﺑﻴﻦ اﻻﺳﺘﺨﺪام ً اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺪﻳﻦ ,ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﺠﺎل اﻷول دﻳﻨ ٍّﻴﺎ ﻓﺈن ﻣﺠﺎل اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻋﻮاﻣﻞ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺮاع ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ وﺗﻼﺷﻴﻬﺎ ،ازدﻳﺎد أﺛﺮﻫﺎ أو اﻧﺨﻔﺎﺿﻪ، ﻫﻲ ﻋﻮاﻣﻞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ,ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﺮﻣﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ,ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة . وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻳﻀً ﺎ أن اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻘﺎن اﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ,وﻟﻴﺲ إﻟﻰ ﻋﻤﻞ دﻳﻨﻲ أو ﻓﻘﻬﻲ أو دﻋﻮي. ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺤﺮم ﻓﺌﺎت واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﺪﻳﻦ ,وﺗﺤﻮﻳﻠﻪ إﻟﻰ أداة ﻳﻤﺮرون ﻋﺒﺮﻫﺎ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ،وﻳﺨﻮﺿﻮن ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺻﺮاﻋﺎﺗﻬﻢ ،وﻳﺼﻔّﻮن ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ. ﺛﺎﻧﻴﺎً – إن ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻗﻴﻢ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ وإﻋﻄﺎء دور واﺳﻊ ﻟﻠﺤﺮﻳﺎت ﻫﻮ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺤﺎﺳﻢ ﻓﻲ ﻛﺸﻒ زﻳﻒ اﻟﻘﺮاءات اﻟﻈﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ,وﻫﺬا واﺿﺢ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺠﺰات اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة. ﻣﻴﻜﻲ ﻣﺎوس وارﺿﺎع اﻟﻜﺒﻴﺮ وإﺣﻼل اﻟﻘﺘﻞ ﻋﻤﺮ اﻷﺳﻌﺪ ﻳﻌﺘﺒﺮ أن اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ وﺑﺒﺴﺎﻃﺔ أن ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺑﻤﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ »وﺿﻮح اﻟﺮؤﻳﺔ« ،ﺑﻤﺎ أن ﻫﺬه »اﻟﺮؤﻳﺔ ﻏﻴﺮ واﺿﺤﺔ« ،اﻟﻘﻮى اﻟﻈﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ وﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ،وﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻻ ﻧﻨﻜﺮ أن ﻫﺬا »اﻟﻈﻼم« ﻫﻮ ﺟﺰء ﻣﻦ إﻧﺘﺎﺟﻨﺎ ﻓﻲ ﻃﻮر »اﻻﻧﺤﻄﺎط« اﻟﺬي ﻻ ﻧﺰال ﻓﻴﻪ ،وﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻫﺬا ﻓﻲ اﻹﻋﻼم واﻟﻔﻦ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﺎ أن ﻧﺼﺪق ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ »ﻣﺆﺗﻤﺮات اﻟﻤﺤﺒﺔ وﺣﻮار اﻷدﻳﺎن« وﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ
ﺑﻔﺘﻮى إﺣﻼل اﻟﻘﺘﻞ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﺎ أن ﻧﻄﺎﻟﺐ اﻹﻋﻼم ﺑﺘﻮﺿﻴﺢ ﻛﻞ ﻫﺬا ،ﻓﺎﻷﻣﺮ أﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ .ﻧﺤﻦ أﻣﺎم ﻋﻤﺮ ا ﺳﻌﺪ: ﻣﺸﻜﻠﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﻓﻜﺮﻳﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ اﻟﻤﻔﺎﺿﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ »ﺗﺮاث ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﺎ أن وﻣﻌﺎﺻﺮة« وإﻧﺘﺎج ﻣﺸﺮوﻋﻨﺎ اﻟﺤﺪاﺛﻲ ﻧﺤﺘﺮم »اﻟﻤﺜﻞ واﻟﻘﻴﻢ« اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺮم ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن واﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ اﻟﻤﺘﺴﺎوﻳﺔ ﺑﻌﻴ ًﺪا ﻋﻦ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻋﻨﺪ ا ﺧﺮﻳﻦ« اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ،واﻟﺪﻟﻴﻞ اﻷﻛﺒﺮ ﻫﻮ اﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ؛ وﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺰال ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻧﻈﺮ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺎﺻﺼﺔ أو ﺣﺘﻰ ﻏﻴﺮه،ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ دول ﺗﺮاﺗﺒﻴﺔ ﻳﺼﻄﻒ ﻟﻨﺎ أن ﻧﺤﺘﺮم »اﻟ ُﻤﺜُﻞ واﻟﻘﻴﻢ« اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻣﻮاﻃﻨﻮﻫﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻨﺪ اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺰال ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ دول ﺗﺮاﺗﺒﻴﺔ ﻳﺼﻄﻒ ﻣﻮاﻃﻨﻮﻫﺎ أﻣﺎم ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﻮدي ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﻮدي ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺠﻨﺲ واﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻻ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺠﻨﺲ ﻳﻘﻔﻮن ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻘﻲ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺒﺪأ واﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻻ اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ وﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻛﺒﺸﺮ ،أﻋﺘﻘﺪ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ أن ﻣﺸﺮوﻋﻨﺎ أﺑﻌﺪ وأﻋﻤﻖ ﻳﻘﻔﻮن ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻘﻲ ﻣﻦ اﻹﻋﻼم إﻟﻰ ﺣﺮﻛﺔ إﺻﻼح ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺳﻴﻜﻮن اﻹﻋﻼم ﺟﺰ ًءا أﺳﺎﺳ ٍّﻴﺎ ﻣﻨﻬﺎ. ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺒﺪأ اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ
وﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻛﺒﺸﺮ !
ﺗﺴﺎم ﻟﻠﺮوح اﻟﺪﻳﻦ ٍ وﻗﻴﻢ ﻧﺒﻴﻠﺔ
أﻣﺎ ﻃﺎﻟﺐ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻓﻴﺨﺘﻢ ﻗﺎﺋﻼ :ﻫﻨﺎك ﻓﺮق ﺑﻴﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺪﻳﻦ »ﻛﻔﻜﺮة« ﺗﺴﺎﻣ ًﻴﺎ ﻟﻠﺮوح وﺗﺠﺴﻴ ًﺪا ﻟﻘﻴﻢ ﻧﺒﻴﻠﺔ. وﺑﻴﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ﺗﺎرﻳﺨﻴٍّﺎ وﺣﺎﻟﻴٍّﺎ .إﻟﻰ ذﻟﻚ أﻋﺘﻘﺪ أن أن أﺑﻨﺎء ﻫﺬه اﻷدﻳﺎن ﻳﻘﺘﻠﻮن ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺪﻳﻦ ﻛﺎن »ﺷﻌﺎ ًرا« أو أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﻌﻀﺎً ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻓﻲ ﻧﻔﺲ وﻗﺖ اﻧﻌﻘﺎد ﻓﻲ ﻓﺘﺮات ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻠﺤﺮوب اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ،واﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﻳﻜﻴﻠﻮن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺘﺎوى واﻟﺼﺮاﻋﺎت وﻣﺎزال ﺗﺘﻤﺎﻳﺰ ﺑﺴﺨﻔﻬﺎ وﺧﻔﺘﻬﺎ ﻓﺘﺒﺪأ ﻣﻦ ﻓﺘﻮى ﻗﺘﻞ ﻣﻴﻜﻲ ﻣﺎوس وإرﺿﺎع اﻟﻜﺒﻴﺮ وﺗﻨﺘﻬﻲ * ﻛﺎﺗﺐ ﺻﺤﻔﻲ ﺳﻮري ﻣﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻛﻨﺪا
ĿĘšűũŨ ĞƀʼnŠ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
69
أن ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﻔﺴﺤﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ ﻟﻸﻣﻞ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮر وأن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﺗﺤﻔﻴﺰ اﻟﻌﻘﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﺪ وإﻟﻰ وﺿﻊ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺧﺎرج إﻃﺎر اﻟﻤﻘ ّﺪس .وﻋﻠﻴﻪ أﻳﻀً ﺎ أن ﻳﻔﺴﺢ اﻟﻤﺠﺎل أﻣﺎم اﻟﻌﺼﻒ اﻟﺬﻫﻨﻲ ﻟﻜﻲ ﻳُﺤﺎول أن ﻳُﻨﺘﺞ ﻓﻜ ًﺮا ﺑﺪﻳﻼً ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻔﻴﺰ اﻟﺠﺪل واﻟﻨﻘﺪ واﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺴﻠﻞ ﻃﺎﻟﺐ إﺑﺮاﻫﻴﻢ: اﻟﻘﻮى اﻟﻈﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻴﻌﺘﻘﺪ اﻟﻜﻮاﻛﺒﻲ ﺑﺄن ﻫﺬا ﻫﻨﺎك ﻓﺮق ﺑﻴﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻴﺤﺪث ﻟﻮﻻ أن اﻟﺘﺼﺤﻴﺮ اﻟﻔﻜﺮي اﻟﺪﻳﻦ »ﻛﻔﻜﺮة« ﺗﺴﺎﻣ ًﻴﺎ ﻗﺪ أﺗﻰ أُﻛُﻠَﻪ ،وﻟﻮﻻ أن اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻤﺴﺘﺒﺪة ﻗﺪ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺧﺎرج وﺗﺠﺴﻴﺪا ﻟﻘﻴﻢ ﻟﻠﺮوح إﻃﺎر اﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺑﺎت اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ .وﻣﻤﺎرﺳﺔ ً اﻟﻌﻤﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﺑﻤﻬﻨﻴﺔ ووﻋﻲ ،ﻳﺤﻤﻲ ﻣﻦ ﻧﺒﻴﻠﺔ .وﺑﻴﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﺠﺎوزات دون أن ﻳﻌ ّﺰز ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد.
ﻋﻤﻮﻣﺎ اﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ ً
اﻟﻨﺺ اﻟﺪﻳﻨﻲ واﻟﺘﺄوﻳﻼت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﻓﻀﺢ اﻟﺘﺪاﺧﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﺎﻟﻴﻦ
أﻣﺎ رﺷﻴﺪ اﻟﺤﺎج ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻴﻘﻮل :ﻳﻘﻮدﻧﺎ ﻫﺬا
68
ƁĚĸŕŨė ūǟŔǤė ǝ ģėĸġŨė ĝķŹń
اﻟﺴﺆال إﻟﻰ ﺿﺮورة اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ذاﺗﻪ وﺑﻴﻦ اﻟﺘﺄوﻳﻼت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺮ واﻻﺟﺘﻬﺎد ﻟﻘﺮون ﻃﻮﻳﻠﺔ .وﻫﺬا ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻓﻀﺢ اﻟﺘﺪاﺧﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﺎﻟﻴﻦ ,وﻫﻮ ﺗﺪاﺧﻞ ﻛﺎن داﺋ ًﻤﺎ ﻳﺤﻤﻞ داﺧﻠﻪ ﻣﺼﺎﻟﺢ وﺗﺄوﻳﻼت ﻣﻨﺤﺎزة ﻟﻬﺬه اﻟﻔﺌﺔ أو ﺗﻠﻚ؛ ﺑﺤﻴﺚ أﺻﺒﺢ اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺼﺮاع أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ دﻳ ًﻨﺎ ﺳﻤﺎوﻳٍّﺎ أﺗﻰ ﻟﻴﻜﻤﻞ ﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق؛ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻓﺘﺢ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮاﻋﻴﻬﺎ. إن ﻫﺬه اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴٍّﺎ ﻋﻦ ﻇﻬﻮر ﻓﺌﺔ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ ,وﻫﻲ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ اﻧﺰﻻق اﻟﺪﻳﻦ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ,وﺿﻴﺎع اﻟﻘﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﻌﻴﺶ اﻟﻤﺸﺘﺮك اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻗﻴﻢ اﻟﺘﻌﺼﺐ واﻟﺘﻜﻔﻴﺮ . وﻟﻔﻀﺢ وﻛﺸﻒ ﻫﺬا اﻟﺘﺪاﺧﻞ ﻳﺮى اﻟﺤﺎج ﺻﺎﻟﺢ أن اﻹﻋﻼم ،وﻛﻞ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻳﻠﻲ: أوﻻً -اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﻮاﺿﺢ ﺑﻴﻦ اﻹﺳﻼم ﺑﻮﺻﻔﻪ
ĿĘšűũŨ ĞƀʼnŠ
أن ﻧﻘﻮل إن ﻫﻨﺎك إﻋﻼﻣﺎً ﻋﺮﺑﻴﺎً ﻣﺴﺘﻘﻞ؛ ﻷﻧﻪ داﺋﻤﺎ ﻣﺤﻜﻮم وﻓﻖ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻄﺔ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ :اﺳﺘﻬﻼك اﻹﻋﻼم ذاﺗﻪ واﺳﺘﻬﻼك ﻛﻞ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﻣﻌﻬﺎ ﻫﺬا اﻹﻋﻼم ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﺮاث. وﻳﻌﺘﻘﺪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ أن ﻣﺴﺄﻟﺔ إﻧﻘﺎذ اﻟﺘﺮاث أو إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﻪ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻛﺎن ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ :ﻛﻴﻒ ﻧﻮاﻛﺐ اﻟﺤﺪاﺛﺔ وﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺎﻟﺔ؟ وﻟﻌﺐ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ وﻣﺎزال ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺧﻠﻖ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﺑﺪﻋﺔ ﻏﺮﺑﻴﺔ. اﻟﻘﻮى اﻟﻈﻼﻣﻴﺔ واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺒﺸﻊ ﻟﻠﺜﺮاث
ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ »اﺧﺘﻼطاﻟﻨﻈﺮة وﻋﺪم اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ« ﺑﻴﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺗﺴﺎﻣﻴًﺎ ﻟﻠﺮوح وﺗﺠﺴﻴ ًﺪا ﻟﻘﻴﻢ ﻧﺒﻴﻠﺔ ،واﻟﺘﺮاث ﺑﻮﺻﻔﻪ إﻧﺘﺎ ًﺟﺎ ﺑﺸﺮﻳًﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄًﺎ ﺑﻈﺮوف وﻋﻮاﻣﻞ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮة؛ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻼط وﻋﺪم اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺗﺴﻠﻠﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻗﻮى ﻇﻼﻣﻴﺔ واﺳﺘﺜﻤﺮﺗﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺸﻊ أﺿ ّﺮ ﺑﻨﺎ ﻛﻌﺮب وﻣﺴﻠﻤﻴﻦ .ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ أن ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ وﺿﻮح اﻟﺮؤﻳﺔ
إﻧﻘﺎذًا ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﻛﺬﻟﻚ اﺣﺘﺮا ًﻣﺎ ﻟﻠ ُﻤﺜُﻞ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ؟ ﺳﻼم ﻛﻮاﻛﺒﻲ اﻋﺘﺒﺮ أن اﻟﻈﻼﻣﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺟ ّﻬﻠﺖ أﺟﻴﺎﻻً ،وﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﻌﻄﻴﻞ اﻹﺑﺪاع ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت. اﻟﺨﻠﻂ اﻟﻤﺘﻌ ّﻤﺪ ﺑﻴﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﻨﻈﻮﻣﺔ أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﻤﺪارس واﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎدات ،وﺑﻴﻦ اﻟﺘﺮاث؛ أدى اﻟﺪور اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﻤﻦ اﺟﺘﺮﻋﻪ وﻧ ّﻤﺎه واﺑﺘﺪع اﺋﻖ ﻋ ّﺪ ًة ﻟﻤﺤﺎﻛﺎة ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ اﻟﻮﺧﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮ َ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت .وﺣﺴﺐ اﻟﻜﻮاﻛﺒﻲ، ﻓﺈن اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ أو اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﺗﺨﻀﻊ ﻟﺒﺮاﻣﺞ »ﻓﻜﺮﻳﺔ« ﻣﺘﺰ ّﻣﺘﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴٍّﺎ أو روﺣﻴٍّﺎ ،ﺗﻮدي ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﺸﻮﻳﻪ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺟﻌﻞ اﻟﻤﻘ ّﺪس ﻣﺴﻴﻄ ًﺮا ﻋﻠﻰ إﻋﻤﺎل اﻟﻌﻘﻞ .وﻫﺬا رﺋﻴﺴﺎ أو ﻣﻠﻜًﺎ أو اﻟﻤﻘ ّﺪس ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ً ﻣﺮﺟ ًﻌﺎ ﺣﺘﻰ ،وﻋﻠﻴﻪ ﺗُﺒﻨﻰ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ اﻻﻧﺘﻤﺎء واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻹﻳﻤﺎن اﻟﻤﺸﻮﻫﺔ واﻟﻤﺘﻨﺎﻏﻤﺔ ﻣﻊ رﻏﺒﺎت اﻟﻤﺘﺴﻠﻄﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺸﺎرب .وﻳﻘﺘﺮح أن ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻼم اﻟﻮاﻋﻲ
رﺷﻴﺪ اﻟﺤﺎج ﺻﺎﻟﺢ: ﺿﺮورة اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﻮاﺿﺢ ﺑﻴﻦ اdﺳﻼم ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻘﺪﺳﺔ ً وﺳﻤﺎوﻳﺔ وﺑﻴﻦ اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﺠﺎل ا ول دﻳﻨ ًﻴّﺎ ﻓﺈن ﻣﺠﺎل اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز
ĿĘšűũŨ ĞƀʼnŠ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
67
)Ù+ #
Û / &3
ذﻟﻚ أن اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ﻛﺎﺧﺘﺮاع ﺗﻘﻨﻲ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻛﻤﻀﻤﻮن ﻋﺮوض ،ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ أو اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﻤﺎ ًﻣﺎ ﻛﺎﻟﻤﺴﺮح واﻟﺮواﻳﺔ واﻟﻔﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﻛﻞ ﻫﺬا ﻗﺎﺋﻢ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ دول اﻟﻐﺮب؛ أي اﻟﻤﺮﻛﺰ ،وﻧﺤﻦ ً اﺳﺘﻮردﻧﺎﻫﺎ ،وﻻ زﻟﻨﺎ ﻧﺴﻌﻰ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﺒﻌﺾ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻧﻈﺮة اﺳﺘﺸﺮاﻗﻴﺔ ﺗﺠﺎه ﺗﺮاث اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺑﻐﺮﻳﺐ أﺑ ًﺪا .ﻫﻨﺎك ﺗﻴﺎر ﻓﻜﺮي ﻋﻨﺪ ﻛﺒﺎر اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺘﻜﺮﻳﺲ ﻧﺰﻋﺔ
# # pÙ°
اﻷﺳﺘﺎذ ﺻﺎدق اﻟﻌﻈﻢ ،و ﻳﺮى اﻷﺳﻌﺪ أن اﻟﻌﺮب اﺳﺘﻮردوا وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﻻ زاﻟﻮا ﻳﺠﺎﻫﺪون ﻹﺛﺒﺎت أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻣﺮة اﺳﺘﺸﺮاﻗًﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎت »ﻛﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﻌﻜﻮﺳﺎ ﻣﺘﺨﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮورة« ،وﻣﺮة اﺳﺘﺸﺮاﻗًﺎ ً ( k »ﻳﻜﻴﻞ اﻟﻤﺪاﺋﺢ ﻷﺣﻔﺎد ﻣﺨﺘﺮﻋﻲ اﻻﺳﻄﺮﻻب p 2 وﺧﺮاﺋﻂ اﻹدرﻳﺴﻲ« ،وﺑﻬﺬا ،ﺣﺴﺐ اﻷﺳﻌﺪ: اﺳﺘﺸﺮاﻗﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،وﺗﻴﺎر ﻓﻜﺮي ﻣﻀﺎد اﻹﻋﻼم ﻣﺮآة اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺘﻔﻨﻴﺪ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﻌﺜﺮ واﻟﻨﻈﺮة اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﺬات واﻵﺧﺮ وﻣﺴﺎﻫﻢ ﻣﻌﻜﻮﺳﺎ« ﺑﺤﺴﺐ أول ﻓﻲ ﺗﻜﺮﻳﺴﻬﺎ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻗﺎﺋﻼ :ﻻ ﺑﻤﻄﺒﺎت »اﻻﺳﺘﺸﺮاق ً ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻄﺎﻟﺐ اﻹﻋﻼم ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﻤﺸﺮوع اﻹﺻﻼﺣﻲ واﻟﺘﺤﺪﻳﺜﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﻄﻲ اﻟﺘﺮاث ﺣﻘﻪ وﻳﻌﻄﻲ اﻟﻮاﻗﻊ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺣﻘﻪ ،إﻧﻤﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮل إن اﻹﻋﻼم ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﻮم ﺑﺪور ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ،ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻋﻤﻞ وﺟﻬﺪ ﺛﻘﺎﻓﻲ وﻓﻜﺮي أﻛﺜﺮ ﻋﻤﻘًﺎ. ﻏﻴﺎب اﻻﺣﺘﺮاﻓﻴﺔ وﻃﻐﻴﺎن اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻃﺎﻟﺐ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،اﻟﻜﺎﺗﺐ واﻟﻤﺤﺮر اﻟﺼﺤﻔﻲ ﻓﻲ إذاﻋﺔ ﻫﻮﻟﻨﺪا اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻳﺮى ﺑﺄن اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ ﻳﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ اﻻﺣﺘﺮاﻓﻴﺔ واﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ،وﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﻣﻊ اﻟﺤﻴﺎة إﺟﻤﺎﻻً ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .وﻳﻀﻴﻒ :ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ
66
ƁĚĸŕŨė ūǟŔǤė ǝ ģėĸġŨė ĝķŹń
ĿĘšűũŨ ĞƀʼnŠ
ﺗﻌﻮد اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة اﻟﻴﻮم إﻟﻰ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ .ذﻟﻚ أن اﻟﻨﻘﺪ ﺣﺮر ﺗﺮاث اﻟﺤﻀﺎرات ﻣﻦ أوﻫﺎم وﺧﺮاﻓﺎت أﺧّﺮﺗﻬﺎ ﻟﻘﺮون ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﻓﺎﻟﻨﻘﺪ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻜﺸﻒ اﻟﺘﺪاﺧﻞ اﻟﺨﻔﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ,وﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻔﻀﺢ اﻟﻘﻮى اﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪة ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﻤﻴﻪ ﺑـ » اﻟﻘﺮاءات اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮاث »، وﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻮﺿﺢ إﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺳﻴﺒﻘﻰ اﻟﻌﺮب ﻳﺮﺣﻠﻮن إﻟﻰ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻟﻴﻌﻴﺸﻮا داﺧﻠﻪ ﺑﻜﻞ دفء وﺣﻨﺎن. وﻳﺮى اﻟﺤﺎج ﺻﺎﻟﺢ أن أي ﺷﻌﺐ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ ﺗﺮاﺛﻪ وﻳﻜ ﱢﻮن ﺻﻮرة ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻳﺨﻀﻊ ﻛﺘﺒﻪ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘﺪ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺨﻠﺼﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮاءات اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ »وﻳﺤﺮرﻧﺎ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﺰال اﻟﻔﻠﻜﻠﻮري ﻟﻪ»وﻳﻌﻴﺪ اﻟﺘﺮاث إﻟﻰ ﺣﻘﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﺑﺪل ﺣﻘﻞ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﻠﻲء ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ واﻷوﻫﺎم ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ؛ ﺳﻴﻤﺎ وأن ﺗﻄﻮر ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻴﻮم ﻳﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻫﺞ وﻃﺮق اﻟﻌﻠﻮم ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ .وإذا ﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ أﻧﻨﺎ أﻣﺔ ﻳﻤﻸ اﻟﺘﺮاث وﺟﺪاﻧﻬﺎ وﺗﻔﻜﻴﺮﻫﺎ ﻧﺠﺪ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺘﺮاث. وﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻧﺤﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪون ﻧﻔﺴ ٍّﻴﺎ ﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ ﺗﺮاﺛﻨﺎ ؟ اﻟﺨﻠﻔﻴﺎت اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﻏﻴﺎب اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻸﺣﺪاث ﻳﺠﻴﺐ اﻟﺤﺎج ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﺳﺆاﻟﻪ ﻣﻘﺘﺮ ًﺣﺎ أن ﻳﺸﺘﻐﻞ اﻻﻋﻼم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ : ﺿﺮورة اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻨﺰﻋﺔ » اﻟﻘﺼﺼﻴﺔ« و»اﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺗﻴﺔ « اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻟﻠﺘﺮاث واﻻﻟﺘﻔﺎت إﻟﻰ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﻤﻴﻖ اﻟﺬي ﻳﺒﻴﻦ اﻟﻤﻌﻨﻰ
اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻟﻸﺣﺪاث ،وﻳﺪﻗﻖ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ وﺗﺸﺎﺑﻜﺎﺗﻬﺎ ،وﻳﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻔﻴﺎت اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎدر اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ. ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة ﺗﺸﺬﻳﺐ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮاث؛ ﻷن اﻟﻤﺘﺼﻔﺢ ﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﺮاث ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﻏﻴﺎب اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻸﺣﺪاث ،وﻃﻐﻴﺎن اﻟﺒﻌﺪ اﻷﺧﻼﻗﻲ واﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ.ﻓﺎﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﻨﺎوﻟﻬﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺘﺐ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ :اﻷﺧﻼق واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﻐ ْﻴﺮﻳﺔ واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ . .اﻟﺦ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻈﻬﺮون وﻛﺄﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﻃﻮﺑﺎوي ﻣﻼﺋﻜﻲ ﺑﻌﻴﺪ ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ .وﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﻗﻮة اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﺪرﺟﺔ أن اﻟﻘﺎﺗﻞ واﻟﻤﻘﺘﻮل ﻳﺪﺧﻼن اﻟﺠﻨﺔ ﻣ ًﻌﺎ .ﺑﻞ إن اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎدﻳﺔ ﻳﻌﺪ ﻧﻮ ًﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺲ ﺑﺎﻟﻤﻘﺪﺳﺎت أو اﻟﺘﻨﻜﺮ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺘﺮاث .إن ﺗﺮاﺛﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﺤﺮوب واﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺴﻢ اﻷﻃﺮاف اﻟﻤﺘﻨﺎزﻋﺔ إﻟﻰ : ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ّ ﺧﻴّﺮﻳﻦ وأﺷﺮار ،ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ وﻣﺮﺗﺪﻳﻦ ،ﻓﺮﻳﻖ اﻟﺤﻖ وﻓﺮﻳﻖ اﻟﺒﺎﻃﻞ ،و ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻤﺬﺟﺔ اﻷﺣﺪاث ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺳﻮى اﺳﺘﻤﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎرئ وإﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﻮﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻫﺎ أﻳٍّﺎ ﻛﺎﻧﺖ ،ﺛﻢ دﻓﻌﻪ ﻟﻠﺘﺤﻤﺲ ﻟﻬﺎ واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ أن ﻣﻌﻈﻢ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺮاث ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮ أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﻤﻨﻌﻚ ﻣﻦ رؤﻳﺔ اﻷﺣﺪاث ﺑﻮاﻗﻌﻴﺔ وﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻠﻌﺐ دو ًرا ﺳﻠﺒﻴٍّﺎ ﻛﺒﻴ ًﺮا ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ روح اﻟﺘﻌﺼﺐ واﻟﺸﻘﺎق ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس .
ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ وﻳﺪرس ﻓﻲ ﻗﺴﻢ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻻﺗﺼﺎل ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎرﻳﺲ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻳﻘﻮل: ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻳﺒﺪو أن ﻫﻨﺎك »ﻫﻮة ﺷﺎﺳﻌﺔ« ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺮاث وﺑﻴﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ، وأﺧﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ :اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ،اﻟﺬي ﻳﺤﻘﻖ اﻧﺘﺸﺎ ًرا واﺳ ًﻌﺎ ﻓﻲ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﺴﺐ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪة واﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ؛
ﺳﻼم ﻛﻮاﻛﺒﻲ: اﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﻫﻮ ﻣﻦ أﻗﺴﻰ اﻟﻘﻴﻮد اﻟﺘﻲ ﺗُﻔﻘﺮ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻜﺮي وﺗﺮﻣﻲ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺘﻘﻮﻗﻊ أو اﻻﺿﻤﺤﻼل أو ﺣﺘﻰ اﻟﺰوال ،واﻟﻤﻮروث اﻟﻔﻜﺮي ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻗﺮاءة ﻧﻘﺪﻳﺔ واﻋﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
اﻻﺳﺘﺸﺮاق واﻻﺳﺘﺸﺮاق ﻣﻌﻜﻮﺳﺎ ً
ﻋﻤﺮ اﻷﺳﻌﺪ ،ﺻﺤﻔﻲ ﺳﻮري درس اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ اﻹﻋﻼم ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺸﻖ ،ﻣﻘﻴﻢ ﺣﺎﻟﻴﺎ
ĿĘšűũŨ ĞƀʼnŠ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
65
أ ّدى ﺑﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ ﻓﺦ ﺛﻼﺛﻲ اﻷﺑﻌﺎد، ﻓﺈﻣﺎ اﻟﺼﻤﺖ أو اﻻﺳﺘﻘﻄﺎب أو اﻟﻔﺴﺎد. وﻗﺪ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﻤﺎ »اﻟﻜﻬﻨﻮت« اﻟﺬي أ ّﻣﻢ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺮوﺣﻲ ،ﻓﻲ أن ﺗﺨﻀﻌﻬﻢ ﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ أﺿﻼع اﻟﻤﺜﻠﺚ ﻫﺬا، أو ﻷﻛﺜﺮ. اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻔﻠﻜﻠﻮرﻳﺔ ،ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺘﻘﺪﻳﺲ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ ،وإﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﻪ ﺑﺸﻜﻞ وﻣﻀﻤﻮن ﺟﺪﻳﺪﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎﺳﺒﺎن ﻣﻊ أﺳﺌﻠﺔ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺠﺪﻳﺪة؟ ﻓﺦ ﺛﻼﺛﻲ ا ﺑﻌﺎد
ﺳﻼم ﻛﻮاﻛﺒﻲ ،ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻤﺪﻳﺮ وﻣﺪﻳﺮ اﻟﺒﺤﻮث ﻟﺪى ﻣﺒﺎدرة اﻹﺻﻼح اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻣﻘﺮﻫﺎ ﺑﺎرﻳﺲ أﻋﺘﻘﺪ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﻜﻢ ،ﻧﻈﻠﻢ ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺠﺪﻳّﺔ ﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻛُﺜﺮ .إن اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮرﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﻔﻜﺮي وإﻟﻰ اﻟﺘﺮاث ﻫﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﺤﻠﻴّﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز، واﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ،ﻓﻲ أﺳﻮأ ﺻﻮرﻫﻢ ،أﺑﺮﻳﺎء ﻣﻨﻬﺎ إﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﻌﺾ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ
64
اﻟﺘﻘﺪﻳﺲ إﻓﻘﺎر ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻔﻜﺮي
اﻻﺳﺘﺸﺮاﻗﻴﺔ ،وﻟﻬﺬا ﺣﺪﻳﺚٌ ﻳﻄﻮل .إن ﺗﺼﺤﻴﺮ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ وﺗﻘﻴﻴﺪ اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻜﺮي وﻣﺴﺎءﻟﺔ اﻟﻨﻘﺪ واﻟﺠﺪل اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻲ، وﺻﻠﺖ ﺑﻤﻤﺎرﺳﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن إﻟﻰ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ اﻟﻤﻔﺮوﺿﺔ أوﻻً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻧﻈﻤﺔ ﺗﺴﻠﻄﻴﺔ وﺛﺎﻧﻴًﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻋﺮاف اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻮروﺛ ًﺎ دﻳﻨ ٍّﻴﺎ ﻣﺸﻮ ًﻫﺎ .واﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﻈﻨﻲ ﺗﺰداد ﺗﻌﻘﻴ ًﺪا ،ﺑﻞ وﺳﻮ ًءا ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻤﺜﻘﻔﻮن أو ﻣﻦ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﻢ ،اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮر اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺴﺮﻳﻊ واﻟﻤﺘﺠﺪد. إن اﻟﺨﻮف اﻟﻜﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ أدﻣﻐﺔ وأﺻﺎﺑﻊ اﻟﻘﺮاءات اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮاث وأﻟﺴﻨﺔ ﺟﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺜﻘﻔﻴﻨﺎ ،واﻟﻨﺎﺟﻢ ﺑﻼ رﺷﻴﺪ اﻟﺤﺎج ﺻﺎﻟﺢ ،أﺳﺘﺎذ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب رﻳﺐ ﻋﻤﺎ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه ﻣﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﻗﻤﻌﻴﺔ ،واﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ
ƁĚĸŕŨė ūǟŔǤė ǝ ģėĸġŨė ĝķŹń
وﻳﺘﺎﺑﻊ اﻟﻜﻮاﻛﺒﻲ :اﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﻫﻮ ﻣﻦ أﻗﺴﻰ اﻟﻘﻴﻮد اﻟﺘﻲ ﺗ ُﻔﻘﺮ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻜﺮي وﺗﺮﻣﻲ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺘﻘﻮﻗﻊ أو اﻻﺿﻤﺤﻼل أو ﺣﺘﻰ اﻟﺰوال .واﻟﻤﻮروث اﻟﻔﻜﺮي ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻗﺮاءة ﻧﻘﺪﻳﺔ واﻋﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻴﻪ ﻣﻌﻠﻤﺎﻧﺎ ﻧﺼﺮ ﺣﺎﻣﺪ أﺑﻮ زﻳﺪ وﻣﺤﻤﺪ أرﻛﻮن .وﻳﻄﺎﻟﺐ اﻟﻜﻮاﻛﺒﻲ ﺑﺈﺧﺮاج اﻟﻤﻮروث ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أﻳﺪي ﻣﻦ ﻳﺘﺎﺟﺮ ﺑﻪ ﻣﺸ ّﻮ ًﻫﺎ وﻳﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺤﻤﻴﻠﻪ ﻣﺎ ﻻﻳﺤﺘﻤﻞ.
ĿĘšűũŨ ĞƀʼnŠ
ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ إﺷﺎرات ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺤﺪدة ﺗﻌﻴﺪ ﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺪاوﻟﻪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎم ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻤﻘﺪس وﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ،وﻣﺎ ﻳﻤﺲ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻘﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﻫﻮ أوﻻً وأﺧﻴﺮا ً ﻣﻨﺘﺞ ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺼﺤﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻟﺸﺎرع. وﻗﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻮن ﻋﻠﻰ أن اﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﺣﺎن ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻛﻲ ﻧﻨﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث ﺑﻜﻞ ﺗﻌﺪداﺗﻪ ﺧﺎرج اﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ووﺿﻌﻪ ﻣﺤﻞ اﺧﺘﻴﺎر ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻣﺴﺘﻤﺮ .ﻣﻊ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺻﻮرﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﻦ أﻛﺜﺮ أدوات اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻗﻮة؛ ﻟ ِﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد ﺑﺸﺮاﺋﺤﻬﻢ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وآﺛﺎره ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻗﻴﻢ واﺗﺠﺎﻫﺎت ﺟﺪﻳﺪة، أو اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻘﻴﻢ ﻣﺴﺘﺤﺪﺛﺔ ،أو اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﻗﺪﻳﻤﺔ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻟﻐﺎء ﻗﻴﻢ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻻ ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
واﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﻴ ًﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ. إن اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات اﻻﻧﻘﻼﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮدﻫﺎ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل ﺗﻄﺮح ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﺳﺘﺜﻤﺎرﻫﺎ ﻓﻲ ﻓﻀﺢ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺒﺸﻊ ﻟﻘﻮى ﻇﻼﻣﻴﺔ ﺗﻮﻇﻒ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺘﺮاث ﻣ ًﻌﺎ ﻟﻤﻘﺎﺻﺪ وأﻫﺪاف أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﺤﺪﻳﺎً ﻛﺒﻴﺮا أﻣﺎﻣﻨﺎ ﻛﻌﺮب وﻣﺴﻠﻤﻴﻦ. ﻧﻈﺮة ﻓﻠﻜﻠﻮرﻳﺔ أو ﺗﻘﺪﻳﺲ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ!
ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻘﻮل ﺑﺄن اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻻ ﻳﺰال ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﻮروثاﻟﻔﻜﺮي واﻟﺘﺮاث ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ وﺳﺠﻨﻮه ﻓﻲ إﻃﺎر »اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻔﻠﻜﻮرﻳﺔ« .واﻟﺴﺆال ﻫﻮ :ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻄﻔﺮة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ اﻟﻴﻮم ،ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺨﻠﻴﺺ اﻟﺘﺮاث ﻣﻦ ﺗﻠﻚ
ĿĘšűũŨ ĞƀʼnŠ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
63
ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻘﺪﻳﺲ واﻟﺘﻔﻌﻴﻞ
ﺻﻮرة اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اdﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﻋﻼم أﺣﺪ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺑﻞ إن دوره ﻳﺘﺠﺎوز ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻣﺠﺮد اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ وﻳﺘﻌﺪاﻫﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻣﺆﺳﺴﺎً وراﻋﻴﺎً ﻟﻠﻘﻴﻢ ﻋﺎﻣﺔ ،ﺑﻞ وﻣﻨﺸﺌﺎً ﻟﻘﻴﻢ ﺟﺪﻳﺪة ،ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺣﻜﺮاً ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺎﻏﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ أو ﺣﺘﻰ ﻧﻘﺪ أﺳﻠﻮب ﻋﻤﻞ ،ﻓﺒﺸﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺳﻴﺎدﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻘﻒ ﻃﻮﻳﻼً أﻣﺎم ﻛﻴﻔﻴﺔ إدارﺗﻪ. وﻣﺎ زال ﺗﻨﺎول اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اﻹﻋﻼم راﻛﺪاً ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺴﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻔﻌﻴﻠﻪ، ﻳﻌﻮد ذﻟﻚ إﻟﻰ ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ وﻗﻒ اﻟﻤﻘﺪﺳﺎت ﺑﺪءاً ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ اﻟﻨﻘﻞ وﻟﻴﺲ اﻟﻌﻘﻞ. * ijĔżʼnŤē İũĨĉ ± ŞżŝĩĜ
62
ƁĚĸŕŨė ūǟŔǤė ǝ ģėĸġŨė ĝķŹń
أﺟﻞ اﻟﺤﻜﺎم أم اﻟﻌﻠﻤﺎء أم ﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﺎدة اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ؟ و إﻫﻤﺎﻟﻪ ﻫﻞ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺷﻲء ؟ ﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ،اﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎل دراﺳﺔ اﻟﻤﻨﻤﻨﻤﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺪرﺳﻮن ﻛﻞ ﻣﻨﻤﻨﻤﺔ أو ﺻﻮرة ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺨﻄﻮط ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن ﺳﻴﺎق اﻟﻤﻨﻤﻨﻤﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻨﺺ وﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺺ ﻫﺎم ﺟﺪا ً ،إذ ﻳﻜﺸﻒ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻔﻨﺎن واﻟﺨﻄﺎط ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﻓﻖ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ اﻟﻤﺰﺧﺮف ،و ﻫﻞ ﻋﻤﻠﻮا ﻛﻔﺮﻳﻖ ﻣﺘﺠﺎﻧﺲ أم أن ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻤﻞ ﻣﻨﻔﺼﻞ ،ﻫﺬا ﻳﺠﻌﻞ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﻤﺨﻄﻮط ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً ،إذ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻛﻔﺮﻳﻖ ﺳﻨﺠﺪ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﻤﺼﻮرة ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺴﺮد اﻟﻨﺼﻲ ﻟﻠﻤﺨﻄﻮط ،و اﻟﺰﺧﺎرف ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺺ و ﺗﺒﺮز اﻟﻠﻮﺣﺔ ،ﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎن اﻟﺨﻄﺎط ﻫﻮ اﻟﺬى ﻳﺤﺪد ﻛﻞ ﺷﺊ ﺳﺘﺠﺪ ﻓﻦ اﻟﺨﻂ ﻣﻊ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ ﻫﻰ اﻟﺘﻰ ﺗﺒﺮز ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺒﺮ . ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻤﺼﻮرة ﺑﻠﻮﺣﺎت راﺋﻌﺔ ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺨﻂ واﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﻤﺼﻮرة و اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ ،ﻧﺮى ﻫﺬا ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺎت اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻬﻨﺪﻳﺔ و اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ،ﻟﺪرﺟﺔ ﻧﺮى ﺗﻨﺎﻏﻤﺎً ﻳﻜﺸﻔﻪ ﺗﺪاﺧﻞ اﻟﻨﺺ ﻣﻊ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﻤﺼﻮرة ،ﻫﻨﺎ ﻧﺮى روح اﻟﻔﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﺨﻄﻮط. ﻛﻤﺎ أن اﺧﺘﻴﺎر ﻧﺼﺎً ﻣﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﺬوق ﺑﺎﻟﺮﺳﻮم ﻻﺷﻚ أﻧﻪ ﻳﻌﻜﺲ ﺣﺐ اﻟﻨﺎس ﻟﻪ و رﻏﺒﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺪاوﻟﻪ ﻓﻰ ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ ،ﻛﻨﺼﻮص ﻛﻠﻴﻠﺔ ودﻣﻨﺔ و ﻧﻈﺎﻣﻲ و اﻟﻔﺮدوس وﻏﻴﺮﻫﺎ . وﺑﻤﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﺢ ﺣﻜﻲ ﻷﺳﺎﻃﻴﺮ و ﻗﺼﺺ وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﻃﺎﺑﻌﺎً ﻋﻠﻤﻴﺎً ﻟﻠﻤﺨﻄﻮط ،ﻛﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﻋﻠﻢ اﻟﺠﻴﻞ و اﻧﺒﺎط اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺨﻔﻴﺔ و اﻟﻔﻼﺣﺔ ﻛﺎﻟﻔﻼﺣﺔ اﻟﻨﺒﻄﻴﺔ ﻻﺑﻦ وﺣﺸﻴﺔ ﻳﻜﺸﻒ ﻣﺪى اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﻛﺘﺐ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺨﻄﻮط ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، وﻫﻞ اﻫﺘﻢ رﻋﺎة اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﺑﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ و اﻟﺤﻜﻰ أم ﺑﺎﻟﻌﻠﻮم أﻛﺜﺮ . إن دراﺳﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﻟﻠﻌﺼﺮ اﻟﻤﻤﻠﻮﻛﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺼﺮ اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺎت أو اﻻﻧﺘﺎج اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻫﺬا ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ أن ﻫﻨﺎك ﻧﻤﻮا ً ﻣﻌﺮﻓﻴﺎً ﻣﺘﺰاﻳﺪا ًَ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ،
أﺻﺒﺤﻨﺎ ﻣﻌﻪ ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺳﻮﻋﻲ، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺗﺴﺎؤﻻً :ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﻳﺘﻢ ﺗﺪاول ﻫﺬه اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺎت ؟ ﻫﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺳﻊ أم ﻣﺤﺪود ؟ ﻫﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ أو اﻟﻤﺪارس أم ﻓﻰ ﺑﻴﻮت اﻷﺛﺮﻳﺎء و اﻷﻣﺮاء ؟ ﻫﻞ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ و اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻰ ﺑﻨﺎء ﻣﻌﺮﻓﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ؟ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺳﻨﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻟﺘﻰ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻛﺄدﻟﺔ ﻓﻰ ﻃﺮق اﻟﺤﺞ أو ﻟﻠﺒﺤﺎرة أو ﻟﻠﺠﻴﻮش واﻟﺘﻲ أﺣﺪث ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺮب ﺗﻘﺪﻣﺎً ﻣﺬﻫﻼً ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻹدرﻳﺴﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮة و ﺧﺮاﺋﻂ ﻛﺘﺎب اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻟﺒﻴﺮي رﺋﻴﺲ ،أﻻ ﻳﻜﺸﻒ ﻫﺬا ﻋﻦ وﻋﻲ ﻋﺮﺑﻲ ﺣﻀﺎري ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ أوﺳﻊ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﺪى اﻷوروﺑﻴﻴﻦ . ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﺠﺎوز ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺨﻄﻮط اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻤﺎدي إﻟﻰ ﻣﺎﻫﺮ أﺑﻌﺪ ﺑﻜﺜﻴﺮ ،ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻋﺪة ﻋﻠﻮم ،وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻤﺎً واﺣﺪا ً ،ﻋﺎﺑﺮا ً ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت ﻣﺜﻞ :ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻦ ،وأرﻛﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻤﺨﻄﻮط، واﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ إﺟﺮاء ﺣﻔﺮﻳﺎت ﻟﻐﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺟﻢ اﻟﻠﻐﺔ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﺨﻄﻮط ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻠﺪ و أﻧﻮاﻋﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﺮق :و ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺮق ﻣﻦ اﻟﺠﻠﺪ ﻓﻴﻜﺘﺴﺐ ﺑﻪ ،و ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺟﻠﻮد اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻛﺒﻴﺮة اﻟﺴﻦ .واﻷدﻳﻢ :اﻟﺠﻠﺪ اﻟﻤﺪﺑﻮغ .واﻟﻘﻀﻴﻢ: ﺟﻠﺪ اﻟﺒﻘﺮ اﻟﻤﻴﺖ أو اﻟﻤﺬﺑﻮح ﺑﻌﺪ وﻻدﺗﻪ ﺑﻘﻠﻴﻞ ،و ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﺛﻤﻨﺎً، ﻟﻨﻌﻮﻣﺘﻪ و رﻗﺘﻪ . ﻫﻜﺬا ﻳﻘﻮدﻧﺎ ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺨﻄﻮط ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ،ﻓﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﺒﺢ ﻟﻨﻌﺮف اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺳﺮار اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺳﻴﺆدي ﺑﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﺰﻳﺪ و اﻟﻤﺰﻳﺪ ،ﻣﻤﺎ ﺳﺠﻌﻞ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮر واﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﻨﺺ اﻟﻤﻜﺘﻮب إﻟﻰ ﺟﻤﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﺨﻄﻮط و اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ، وﻋﺼﺮه ،و اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻮﻋﻲ و اﻟﻜﻤﻲ ﻟﻠﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻛﺜﺮ ﺳﺤﺮا ً و ﺗﺄﻟﻘﺎً * ﻣﺪﻳﺮ إدارة اﻹﻋﻼم و اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﻜﺘﺒﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
61
ğĘƀĤėĸĠ
ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت .. آﻓﺎق اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ * ĕĶŐ İŤĔĬ į
ﺷﻬﺪ
ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﻓﻰ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﺗﻄﻮرات ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ،ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻌﺮب اﻟﻤﺸﻬﻮد ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءة و ﻫﻢ اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻰ ﺑﻨﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب، واﻟﺪﻛﺘﻮر أﻳﻤﻦ ﻓﺆاد ﺳﻴﺪ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ،واﻟﺪﻛﺘﻮر ﻗﺎﺳﻢ اﻟﺴﺎﻣﺮاﺋﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق. واﻛﺐ ﻫﺬا دور ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺬي ﺧﺮج ﻣﻦ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﺣﻔﻆ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت إﻟﻰ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت، ﻓﺄﻧﺸﺄ ﻗﺴﻤﺎً ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻳﺨﺮج ﻟﻨﺎ اﻵن ﺑﺎﺣﺜﻴﻦ ﻳﻤﻠﻜﻮن ﻧﺎﺻﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﺑﺼﻮرة ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ،و ﻳﻌﺮﻓﻮن أﺑﻌﺎد ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﺑﺼﻮرة واﺳﻌﺔ ،ﺑﻌﺪ أن ﻗﺎﻣﺖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ دور اﻟﻨﺸﺮ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ وﺣﺪات ﻣﻦ ﻫﻮاة ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺎﻹﺳﺎءة إﻟﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻤﺨﻄﻮط ،ﻓﻨﺸﺮت ﻣﺨﻄﻮﻃﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻣﺸﻮﻫﺔ و ﻧﺎﻗﺼﺔ أو ﺑﻬﺎ أﺧﻄﺄ ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ . إن اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت إﻟﻰ ﻋﻠﻢ ﻟﻪ ﻗﻮاﻋﺪه ﺳﻴﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﻣﺨﻄﻮﻃﺎﺗﻨﺎ و ﺣﻔﻈﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﺟﻴﺪة ،و ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺨﻄﻮط ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺨﻄﻮط أﺛﺮا ً ﻷﻧﻪ ﺗﺎم اﻟﺼﻨﻊ ﻗﺪﻳﻢ اﻟﺰﻣﻦ ،و ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻰ اﻟﻠﻐﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ ﻛﻮدﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ،و ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﻄﻌﻴﻦ Codexأى ﻛﺘﺎب Logos ،أي دراﺳﺔ أو ﻋﻠﻢ ،و ﻳﺮادف ﻫﺬا اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻣﺼﻄﻠﺢ )اﻟﻮراﻗﺔ( اﻟﺬي ذﻛﺮه اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ . واﻟﺪﻛﺘﻮر أﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻰ ﺑﻨﻴﻦ ﻳﺮى أن ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﻳﻬﺪف إﻟﻰ دراﺳﺔ ﻛﻞ آﺛﺮ ﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻨﺺ اﻷﺳﺎﺳﻲ ،ﻣﻊ دراﺳﺔ ﻛﻞ ﻣﺎﻫﻮ
60
ŪěšġĽŭŨė şĘŜċ ùù ğĘŌŹōıŭŨė ŮũŔ
ﻣﻜﺘﻮب ﻓﻲ اﻟﻬﻮاﻣﺶ ﻣﻦ ﺷﺮوح و ﺗﺼﺤﻴﺤﺎت و ﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﻠﻜﻮه أو ﻧﺴﺨﻮه أو ﻗﺮأوه أو اﺳﺘﻌﻤﻠﻮه أو وﻗﻔﻮه ،ﺛﻢ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﻲ آل إﻟﻴﻬﺎ ،ﺛﻢ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺎدﻳﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﺨﻄﻮط :ﻛﻨﻮع اﻟﻮرق ،اﻷﺣﺒﺎر ،اﻟﺰﺧﺎرف و أﻟﻮاﻧﻬﺎ ،و ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ . أﻣﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻗﺎﺳﻢ اﻟﺴﺎﻣﺮاﺋﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺪﻋﻰ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎً ﻋﺮﺑﻴﺎً ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺨﻄﻮط ﻫﻮ ﻋﻠﻢ اﻻﻛﺘﻨﺎه ،و ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ أﻧﻮع اﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻌﻠﻤﻰ ،اﻟﻔﻬﺮﺳﺔ ،و ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ أن ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺸﻤﻞ ﻓﻨﻴﻦ ﻫﻤﺎ اﻟﻜﻮدﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻲ :أى ﻋﻠﻢ دراﺳﺔ اﻟﻤﺨﻄﻮط وﺻﻨﺎﻋﺘﻪ ،واﻻﺑﻴﻐﺮاﻓﻲ :أى ﻋﻠﻢ دراﺳﺔ اﻟﺨﻄﻮط و اﻟﻨﻘﻮش . ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻴﻮم إﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﻫﺎم ،ﻫﻮ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻌﺠﻞ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ و ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻣﻌﻨﻰ و ﻫﺪف ،ﻫﺬه اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺚ ﻣﻨﻬﺠﻲ ﺣﻮل ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻤﺨﻄﻮط ؟ ﻣﺎدﻳﺎً وﻣﻀﻤﻮﻧﺎً ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻰ ﻧﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﺟﺎﺑﺎت ﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﻣﺜﻞ :ﻫﻞ ﻳﻌﺒﺮ اﻟﻤﺨﻄﻮط ﻣﺎدﻳﺎً و ﻣﻀﻤﻮﻧﺎً ﻋﻦ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﺘﻪ ؟ وﻫﻞ ﻳﻨﻘﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻛﻮﺳﻴﻂ ﺟﻴﺪ ؟ وﻫﻞ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﺨﻄﻮط ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺸﻜﻞ و اﻟﻤﺎدة و اﻟﻤﻀﻤﻮن و ﻧﻘﻞ ﻟﻨﺎ ﻋﺼﺮه ﺑﺼﻮرة ﺟﻴﺪة ؟ ﺛﻢ ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﻳﻨﻈﺮ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ إﻟﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﺨﻄﻮط و ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ؟ وﻣﺪى ارﺗﺒﺎط اﻟﻤﺨﻄﻮط ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ أم أﻧﻪ ﻣﺠﺮد أداة ﻧﻘﻞ ؟ وﻣﺎذا ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻨﻮع أو ﻋﺪم ﺗﻨﻮع إﻧﺘﺎج اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻣﺎ ؟ واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺨﻄﻮط ﻫﻞ ﻣﻦ
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ﻳﺎ ﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ
ﻫﺬه إﺣﺪى ﻏﺰﻟﻴﺎﺗﻪ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ
ﻳـــﺎ ﺑـــﻮ ﻣــﺤــﻤــﺪ ﻗــــﻮم ﺑــﻠّــﻎ ﺳــﻼﻣــﻲ اﻧــﺘــﻪ وﻟـــﻲ وﻟـــﻲ ﻣــﻨــﻪ ﻓــﻲ اﻻوﻻﻣـــﻲ ﻗــﻞ ﻟــﻪ ﺧــﻮﻳّــﻚ ﻃــﺎح ﻓــﻮق اﻟــﻮﺳــﺎدي إن ﻛـــﺎن ﻋــﻨــﺪك ﻣـــﺎل ارﻳـــﻊ ﺳﻼﻣﻲ ﺑَـــــــﻮادع اﻻﻳـــــــﻮاد ﻗــﺒــﻞ اﻟــﻤــﻤــﺎﺗــﻲ ﻣــﺠــﻨــﻮن ﻟــﻴــﻠــﻰ ﻗــﺪ ﺑــــﺪاه اﻟــــﻮدادي اﻟــﻠّــﻲ اﺑــﺘــﻠــﻰ ﺑــﺎﻟــﻮد ﻳــﺎ ﻧـــﺎس ﻏﺎﻳﺐ ﻟــﻲ ﻣــﻦ ﻧﺴﻴﺘﻪ ذﻛّــﺮﺗــﻨــﻲ اﻻﺣــﻼﻣــﻲ ﺷــﻮﻓــﻪ ﻋــﻠ ـ ّﻴــﻪ ﻣــﺜــﻞ ﻓــﻄــﺮ اﻟﺼﻴﺎﻣﻲ اﻟــﻌــﻮد ﻋـــﻮد اﻟــﻤــﻮز ﻟــﻲ ﻓــﻲ ﻏﺘﺎﻟﻲ واﻟــﻌــﻨــﻖ ﻋــﻨــﻖ اﻟــﺮﻳــﻢ وﻟـــﺪ اﻟــﺪﻣــﺎﻧــﻲ ﻟــﻲ ﻣﻀﺤﻜﻪ ﺷـــﺮوى اﻟــﺒــﺮد ﻳــﻮم ﺑﺎﻧﻲ اﻟـــ ّﻠـــﻲ دراﺑـــــﻲ ﻗــــﺎل ذا ﻣـــﺎ ﻳــﻼﻣــﻲ
ﻫﻮاﻣﺶ: - 1ج.ج .ﻟﻮرﻳﻤﺮ :أﺣﺪ رﺟﺎل اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺳ ّﺠﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻋﺎم 1905م ﻣﻊ ﻓﺮﻳﻖ ﺑﺮﺋﺎﺳﺘﻪ وﺟﻤﻊ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﻲ ﻛﺘﺎب أﺳﻤﺎه )دﻟﻴﻞ اﻟﺨﻠﻴﺞ( وﻗﺴﻤﻪ إﻟﻰ ﺟﺰءﻳﻦ :ﺟﻐﺮاﻓﻲ وﺗﺎرﻳﺨﻲ ،وﻳﺤﺘﻮى ﻛﻞ ﺟﺰء ّ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ أﺟﺰاء ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة. - 2دﻟﻴﻞ اﻟﺨﻠﻴﺞ -ﻟﻮرﻳﻤﺮ ،اﻟﺠﺰء اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ،دﻳﻮان ﺣﺎﻛﻢ ﻗﻄﺮ ،اﻟﺪوﺣﺔ 1966م. - 3ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻫﺪﻓﻪ اﻟﻌﺎﻣﺮي، اﻟﻮﺟﻦ ،ﻣﺎﻳﻮ 2008م.
ﺻـــﻮب اﻟـــﺬي ﻗﻠﺒﻲ ﻳــﺤ ـ ّﺒــﻪ وﻳﺒﻐﻴﻪ وﻻ ﺗﺒﻠّﻐﻪ ﻫﺸﺮ اﻟــﻌــﺮب ﻏﻴﺮ راﻋﻴﻪ ــﺐ وﻻ اﻟــﻮﺳــﻢ ﻳﺸﻔﻴﻪ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﻃـ ٍ ﺣــــﺎزه ﻏـــﺰر وإﻻ ﺷـــﻮﻳـــﺮه ﻳﺴﻠّﻴﻪ وﻗــﻞ ﻟــﻪ ﺳﺒﻴﺒﻪ ﻣــﻦ ﻫــﻮى اﻟــﻮد ﺗﺎﻟﻴﻪ ـﻲ اﻟــﺨــﺪ واﻟــﻘــﻠــﺐ ﻣــﺎذﻳــﻪ ﻳﺒﻜﻲ ﺻــﻔـ ْ واﻟ ـ ّﻠــﻲ ﻟﺠﻲ م اﻟـــﺪرب ودوره ﻳﺨﻠّﻴﻪ وﻟﻲ ﻣﻦ ذﻛﺮﺗﻪ ﻃﺤﺖ ﻓﻲ ﺳﻴﻞ وادﻳﻪ ﻫــﺎﻟــﻚ وﻻ ﺑـــﺮد اﻟــﺸــﺮاﻳــﻊ ﻳــﺪاوﻳــﻪ ﻳــﻐــﻴــﺮ زاﻳـــــﺪ ﺑــﺎﻟــﺘــﻌــﺪّ ﻳــﻞ ﺑـ ْﻬــﻴــﻴــﻪ ـﻲ اﻟﻬﻴﺲ واﻟــﻘــﻠــﺐ ﻣﺎذﻳﻪ ﺑــﻮﻧــﻪ ﺧــﻠـ ْ ﺛــﻤــﺎن ﻣـــﻌـــﺪودات واﻟــــﺰود ﻫــﻲ ﻓﻴﻪ وﻟـــﻲ ﻣــﺎ دراﺑــــﻲ ﻣــﺎ ﺗــﺴـ ّﻤــﻊ ﻛﻼﻣﻴﻪ
- 4ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻊ اﺑﻨﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻴﺪة ﺧﺰﻳﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ اﻟﻌﺎﻣﺮي ﻳﻮﻧﻴﻮ 2008م. - 5ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪة اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ ،وﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﻀﺪ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ ،زاﺧﺮ ،اﻟﻮﺟﻦ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ2008م. - 6ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﺧﺰﻳﻨﺔ ،ﻣﺼﺪر ﺳﺎﺑﻖ. - 7ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪة وﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﻀﺪ، ﻣﺼﺪر ﺳﺎﺑﻖ. - 8ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﻀﺪ ،ﻣﺼﺪر ﺳﺎﺑﻖ. - 9اﻟﺠﻌﺎﻟﻮ :أﺻﻠﻬﺎ اﻟﻘﻌﺎﻟﻮ ،وﻫﻲ آﻧﻴﺔ ﻓﺨﺎرﻳﺔ ﺗﺤﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﻮق وﻳﻘ ّﺪم ﻟﻠﻀﻴﻮف وﻟﻤﻦ ﻳﺮﻏﺐ ﺷﺮب اﻟﺤﻠﻴﺐ.
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
59
ﻳﺎ وﻧّﺘﻲ
ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻳﻨﺪب ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻈّﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻓﻘﺪ أﺑﻨﺎءه
ﻳـــــﺎ وﻧّـــــﺘـــــﻲ وﻧّـــــــــﻪ ﻃـــﻮﻳـــﻠـــﻪ وﻧّـــــــــﺎت ﻟـــــﻲ ﻫــــــــ ّﺮق ﺻــﻤــﻴــﻠــﻪ ﻓــﻴــﻨــﺎ اﻟـــﻜـــﺒـــﺮ داس اﻟــﻌــﻀــﻴــﻠــﻪ وﻏـــــــﺪا ﻟـــﻬـــﻢ ﺷــــــﻮف ودﻟـــﻴـــﻠـــﻪ اﻃـــﻠـــﺒـــﻚ ﻳـــــﺎ رب اﻟــﻔــﻀــﻴــﻠــﻪ ﺗـــﺨـــﺘـــﻢ ﻣـــﻤـــﺎﺗـــﻲ ﻋـــــﺎ ﻳــﻤــﻴــﻠــﻪ وإﻻ ﺗـــﺨـــﻠّـــﻴـــﻨـــﻲ ﻋــﻀــﻴــﻠــﻪ
وﻧّـــــــﺎت ﻟــــﻲ ﻣــــﺎ ﺳـــــﺎر ﻓــــﻲ زود ﻓــــﻲ ﺟــــــــﺪّ ٍة ﻣــــﺎ ﻗـــﺮﺑـــﻪ ْورود وﺗْـــــﻮ ّﻟـــــﻔـــــﺖ وﻳّـــــــــﺎه ﻟـــ ْﻴـــﻬـــﻮد ﺛــــﺮﻫــــﻢ ﺑـــﻨـــﻲ ﻋــــ ّﻤــــﻪ وﻟـــ ْﺠـــﻨـــﻮد ﻳــــﺎ رب ﻳــــ ّﻠــــﻲ ﻓــــــﻮق ﻣــﻌــﺒــﻮد وﺗــﻐــﻔــﺮ ﻟــﻨــﺎ ﻳـــﺎ ﺻـــﺎﺣـــﺐ اﻟــﻴــﻮد ﻳـــﻀـــﺤـــﻚ ﻋـــﻠـــ ّﻴـــﻪ ﻛــــﻞ ﻣـــﺰﻫـــﻮد
ﺟﺪْ واه ﺑﻮ ﺻﺎﻟﺢ
وﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻳﺴﻨﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺎﻟﻤﻄﻮع اﻟﺨﺼﻮاﻧﻲ اﻟﻜﺘﺒﻲ وﻳﻤﺪﺣﻪ ﻓﻴﻬﺎ وﻫﻲ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﻛﻴﻒ اﻟﻨﻈﺮ رﺑﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻦ ﻳــﻮم ﺣﺎل ﻳــﻨــﻮاح اﻧـــﺎ ﻗﻠﺒﻲ ﻫــﻮاﻳــﻴــﺲ واﻫـــﻮال رﻳــﺢ ا ْﻋــﺮﻗــﻪ ﻳﺸﺒﻪ ﻋﻠﻰ رﻳﺤﺔ اﻟﻬﺎل ﺗــﻘــﻮل ﺑـــ ّﻴـــﺎعٍ ﻧــﺒــﺶ ﻃــﻴــﺐ ﻟـ ْﻌــﻄــﺎل ﻣــﻦ دام ﻋﻨﺪي ﺷــﻲ ﻣــﻦ ﻗﺒﻀﺔ اﻟﻤﺎل ﺟـــــﺪواه ﺑــﻮﺻــﺎﻟــﺢ ﺑــﺜ ـ ّﻨــﻲ ﺑــﺎﻻﻣــﺜــﺎل ﻳــﻜــ ّﺮم اﻟــﻀــﻴــﻔــﺎن ﻳــﻦ ﺟـــﻮه ﻳـ ْﻬــﻴــﺎل ﻃــﻠــﺒــﺖ رﺑـــﻲ ﻋــﺪ ﻣــﺎ ﺗــﻨــﻈــﺮ اﻟــﺤــﺎل
58
žĸŬĘŕŨė ŮŨĘļ ŲĚ ĜũƀŕĤ ŲĚ ŮŨĘļ ķĘŕŀč ŲŬ ħĵĘŭŰ
ﻗـــﻔّـــﻮا ﻋــﻠــﻴــﻨــﺎ ﻳــــﻮم ﻛـــ ّﻨـــﺎ ﻋــﻄــﺎﻳــﻞ ـﻮم ﺛﻘﺎﻳﻞ وﻳـــﻮم ا ْﺣــﻤــﺴــﻪ ﻃ ـ ّﻴــﺢ ﻫــﻤـ ٍ ﻳــﺎ زﻳـــﻦ رﻳـــﺢ اﻟــﺒــﻦ ﻳــﻦ ﻳـــﺎك ﺳﺎﻳﻞ أﺻﺤﻰ اﻟﺒﺼﺮ ﻣــﻦ ﻋﻘﺐ ﺣــﺮ اﻟﻘﻮاﻳﻞ ﻣـــﺎ ﺑــﺘــﺮﻛــﻪ ﻳـــﺎ ﻛــــﺎن ﺗــﻴــﺒــﻪ ﺳــﻮاﻳــﻞ اﺑـــﻦ اﻟــﻤــﻄــﻮع ﻟــﻲ ﻳــﺤــﺐ اﻟﻴﻤﺎﻳﻞ وﻳــﺮﻗــﺪ ﻣﻌﻪ راﻋـــﻲ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺜﻘﺎﻳﻞ واﻋـــﺪاد ﻣــﺎ ﺗﻨﺸﺎ اﻟﻤﻄﺮ م اﻟﻤﺨﺎﻳﻞ
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ﺳﺎﻟﻲ اﻟﻮﺳﻮاس واﻟﻬﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻳﻈﻬﺮﻧّﻚ ﻣﻦ ﺟﻤﻮعٍ داﻳﺮات ﻣﺎﻫﺮات اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻬ ٍﺮ ﻣﺎ ﻳﺨﻮز ﻓﻲ ﺿﻤﻴﺮي واﻟﺤﺸﺎ ﻣﺘﻐﻠّﺠﺎت وﻳﻮم ﺷﺎﻓﻮﻫﻦ رﺑﻮعٍ ﻣﺎ ﺗﺸﻮم ﻣﺎ در ْوا ﺑﺨْﻴﺎرﻫﻦ م اﻟﺪاﻧﻴﺎت ﻏﻴﺮ ﻟﻲ ﺷﺎﻳﻒ وﺑﺎﺧﺺ ﺑﺎﻟﻌﻴﻮن وﺑﺎﺧﺺ اﻟﺰﻳﻨﺎت ﻣﻦ ﻟﻲ داﻧﻴﺎت ﻟﻲ زﻣﺎﻣﻴﺮ اﻳﺪﻳﻬﻦ ز ّﻣﺎر ﺣﻴﺐ ﻣﺎ ﺣﺪاﻫﻦ ﻗﻴﺪ ﻣﻦ ﻛﺜﺮ اﻟﻜﻔﺎت داﻳﺴﺎت ﺑﻘﻬﺮ وﺑّﺎ ٍر ﺛﻘﻴﻞ ﻣﺎ ﺗﺴﺎوﻳﻬﻦ ﻳﻐﻴﺮ اﻟﻤﺒﺼﺮات ﺣﻠﻮة ْﻣﻘﻔّﺎ وﺻﺪر إﻟْﻬﺎ وﺳﻴﻊ ﻳ ْﻬﻴﺎﻟﻬﻦ ﺷﺮوى اﻟﻘﻄﺎ ﻟﻲ واردات ﻳﻮم ﻣﻌﻨﺎ اﻟﻠّﻲ زﻗﺮ ﺑﻪ رﺑﻬﻢ وزوﻟﻬﻦ ﻳﺎ ﺷﺒﻪ رﺑ ٍﺪ ﻳﺎﻓﻼت وﻳﻮم ﻳﻴﻨﺎ ﻓﻲ دﻳﺎر اﻟﻤﻄﺮﺑﻴﻦ واﻧﺪروا ﻟﻔﺮاش ﻋﻨﻬﻢ ﻟﻠﻤﺒﺎت وﺑﺎن ﻓﻲ روس اﻟﺬراﻳﺎ وﻛﺢ ﺷﻴﺐ ﺻﺎﻣﻞ وﻣﻨﺤﻮت ﺷﺎ ﻃﻠﻊ اﻟﻨﺒﺎت ﺧْﻄﺎﻣﻬﺎ ٍ ﺻﻮف وﻣﺸﻤﻮط ﺑﺸﻌﺮ وإﻻ اﻟﺴﻼﺳﻞ م اﻟﺤﺪﻳﺪ اﻟﺼﺎﻓﻴﺎت ﻣﻜﺴﺎي ﻳﺪﻳﺪ ﻛﺴﻰ ْﻣﺤﻮﻳﻬﺎ ﻳﻮخ ٍ ﻣﺒﺮوم ﻣﻦ ﻟﺐ اﻟﻘﻄﻮن اﻟﻨﺎﺻﺤﺎت ﺑْﻄﺎﻧﻬﺎ وزوارﻫﺎ ﺣﻠﻮ اﻟﺴﺪى وﺟﺎﻳﻤﻠّﻪ ﺑﺎﻟﻐﺰول اﻟﻨﺎﺻﺤﺎت واﻟﻤﺤﻘﺒﻪ اﻟﻠّﻲ ﻃﻮارﻓﻬﺎ ﻳﺪﻳﻞ ْﻣﺒﺮﺳﻤﻪ ﺿﺮب اﻟﻠﺒﺎري ﺑﺎﻫﻴﺎت اﻟﻴﺎﻋﺪ اﻟﻤﺮﺑﻮع ﻟﻲ ﺻﻮﻓﻪ ذراع اﻟﺨﺮي ﻟﻲ ﻣﺮﻗﻮم واﻓﻲ ﺑﺎﻟﺜﺒﺎت ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻬ ّﺒﺎن واﻟﺴﻌﻦ اﻟﻴﺪﻳﺪ واﻟﺴ َﻮ ْح ﻟﻲ ﺿﺎﻓﻴﺎت واﻟﻤﻠ ّﺒﻪ َ
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
57
ﻧﻤﺎذج ﻣﻦ أﺷﻌﺎر
ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻌﺎﻣﺮي ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻠﻪ
ﻫﺬه ﻗﺼﻴﺪة ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ وﻓﻴﻬﺎ ﻳﻤﺪح اﻹﺑﻞ وﻳﺼﻒ ﺷﺪادﻫﺎ وﻋﺘﺎدﻫﺎ وﺣﻠﻴﺒﻬﺎ وﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎ ﻳﻌﻠﻪ ﻳﺜﻴﺐ ﺣﻞ ﻏﺮﻗﺎت اﻟﻌﻴﻮن اﻟﺸﺎﺣﻔﺎت ّ م اﻟﻌﺸﺄ ﻟﻴﻦ اﻟﻀﺤﻰ ﻳﻮده ﺳﻜﻴﺐ وﺳﺎﻟﺖ اﻟﻮدﻳﺎن ﻳﻠّﻲ ﻣﻤﺤﻼت ﺑﺪ م اﻟﻤﺸﺮق إﻟﻰ اﻗﺼﻰ اﻟﻤﻐﻴﺐ واﻧﻌﻤﻦ ﺑﻪ ﻟﻲ ذراﻫﻦ ﻧﺎﺣﻔﺎت وﺗﺴﻤﻦ اﻟﻬﺰﻻت ﺳﻠﻜﺎت اﻟﺨﺒﻴﺐ واﻟﺒﻘﺎﻳﺎ اﻟﻠّﻲ ﺷﻤﻠﻬﻦ ﺿﺎﻳﻘﺎت ﺻﺎح ﻟﻤﻌ ّﻮن وﻳﺰﻗﺮ ﺑﺎﻟﺤﻠﻴﺐ ﺑ ّﻴﺘﻮا ﻟﻜﺮام ﻣﻨﻬﻦ زاﻳﻔﺎت ﺷﺮﺑﻮا اﻟﻀﻴﻔﺎن واﻟﻠّﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺮﻳﺞ وﻟﻲ ﻫﺘﻒ ﻟﺠﻲ »اﻟﻘﻌﺎﻟﻮ« ﺑﺎردات ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻠﻪ ﻋﺪْ ﻣﺎ ﺗْﺼﻴﺢ اﻟﻄﻴﻮر ﺳﺤﺐ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻫﻦ ﻣﻤﻄﺮات ﻋﺪ ٍ ﺣﻤﺪ رﺑﻲ ﻗﺎل ﻣﻦ ﺧﻴ ٍﺮ ﺑﺪﻳﺪ ﻓﻀﻞ رﺑﻲ ﻳﻮم ﺑﺪ اﻟﻤﻘﻄﺮات وﺑﻌﻠﻢ ﺟﻤﻴﻞ ﻫﺎت ﻫﺎت ﺑﺨﺒﺮ ٍ واﻟﻌﺪو ﻳﻠّﻲ ﻣﺨﻠّﻒ ﺑﺎﺧﺼﺎت ﻗﻠﺒﻲ ﻋﺸّ ﺎق ﺳﻠﻜﺎت اﻟﺨﺒﻴﺐ ﻟﻲ ﻳﺪﻳﻬﻦ م اﻟﻠﺤﻮم اﻣﺴ ّﺤﻼّت ﻳﻮم ﻋﻨﺪك واﻧﺖ ﻓﻲ دار اﻟﺨﺼﻴﻢ ﻛﻦ ﻗﻠﺒﻚ ﻓﻲ ﻗﺼﻮ ٍر ﻋﺎﻟﻴﺎت
56
žĸŬĘŕŨė ŮŨĘļ ŲĚ ĜũƀŕĤ ŲĚ ŮŨĘļ ķĘŕŀč ŲŬ ħĵĘŭŰ
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ﺣﺘﻰ ﻋﻤﺮه ﻳﺒﻠﻎ ﺑﺤﺪﱟ ﻳﺪﻳـــــــﺪي واﻟﺠﻴﻢ ﺟﺎﻣﺖ ﻋﺮش رب اﻟﺴﻤﻮات ﺑْﻼ ﻋﻤﺪ وإﻻ ﻟــــــﻮاﻟﺐ ﺣﺪﻳﺪي إﻟﻰ أن ﻳﻘﻮل: ﺣﻖ وﻻزم واﻟﺴﻴﻦ ﺳﻨﻮ اﻟﻤﻮت ٍ ﻻزم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺨﻠﻮق ﻟﻮ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪي أﻣﺎ إذا ﻧﻈﺮت إﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ أﺷﻌﺎره ﻓﺘﺠﺪﻫﺎ ﺑﺎﻷﺳﻠﻮب ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺤﻜﻲ اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة وﺗﺬﻛّﺮ ﺑﺎﻟﻤﻮت وﺗﻨﺼﺢ ﺑﺤﺴﻦ اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ. أﻏﺮاﺿﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ
إذا أﻣﻜﻦ ﻟﻨﺎ أن ﻧﻌ ّﺪد اﻷﻏﺮاض اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺮﻗﻬﺎ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ اﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ ﻧﺠﺪ أﻧﻪ ﺗﻌ ّﺮض ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻨﻮن اﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻇﻴﻢ واﻟﻤﻘﺎﻻت واﻟﻮﺻﻒ اﻟﺬي اﺷﺘﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻐﺰل واﻟﺸﻜﺎوى واﻟﺘﻐﺎرﻳﺪ ،وﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻠﻬﺠﺎء أﺑﺪا ً وﻟﻢ ﻧﻌﺜﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﻴﺪة ﺑﺬﻟﻚ وﻫﺬا دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ أﺧﻼﻗﻪ وﺗﺪﻳﻨﻪ .ﻛﻤﺎ أﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻣﺪح ﻟﻪ، وﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺤﺪد اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻃﺮﻗﻬﺎ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ: أوﻻً -اﻟﻮﺻﻒ ﺑﺮع ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻒ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ وﺻﻒ ﺑﻴﺌﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺳﻢ اﻷﻣﻄﺎر واﻟﻐﻴﺚ اﻟﺬي ﻳﺠﻠﺐ اﻟﻜﻸ واﻟﺮﻋﻲ واﻟﻌﺸﺐ ﻟﻺﺑﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎوي ﻋﻨﺪه ﻋﻴﻮﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﻓﻲ إﺣﺪى ﻗﺼﺎﺋﺪه ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل ﻋﻨﻬﺎ: داﻳْﺴﺎت ﺑﻘﻬﺮ وﺑّﺎ ٍر ﺛﺠﻴﻞ وﻻ ﻳﺴﺎوﻳﻬﺎ ﻳﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺼﺮات وﻟﺬﻟﻚ وﺻﻒ اﻹﺑﻞ وﺻﻔﺎً ﺟﻤﻴﻼً ،وﻻ ﺗﻘﻞ ﻗﺼﺎﺋﺪه ﻓﻲ اﻹﺑﻞ ﻋﻦ أﺷﻌﺎر ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺎﻟﻤﻄﻮع اﻟﻜﺘﺒﻲ أو ﺳﻬﻴﻞ ﺑﺎﻷﺳﻮد اﻟﻌﺎﻣﺮي ،وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪﻫﻢ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ وﺻﻒ اﻹﺑﻞ اﻟﻨﺠﻴﺒﺔ. ﻓﻔﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻋﻦ اﻹﺑﻞ ،اﻟﻤﻨﺸﻮرة ﻫﻨﺎ ،ﻳﺒﺪأ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ ،واﻟﻤﻄﺮ إذا ﻧﺰل ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻤﻪ اﺧﻀﺮت ﺑﻪ اﻷرض وﻧﺒﺖ ﺑﻪ اﻟﻌﺸﺐ اﻟﺬي ﺗﺮﻋﺎه اﻹﺑﻞ ،ﻓﺴﻤﻨﺖ ﺗﻠﻚ اﻹﺑﻞ وزاد ﺣﻠﻴﺒﻬﺎ ،ﻓﺸﺒﻊ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺮم اﻟﺸﺎﻋﺮ وﺟﻮده .ﻛﻤﺎ ﺷﺒﻊ ﻣﻨﻪ ﻣﻨﻪ اﻟﻀﻴﻮف ،وﻫﺬا ٌ اﻟﺠﻴﺮان وزاد ﻋﻨﻬﻢ ،ﻓﺒﻘﻲ ﻓﻲ أوﻋﻴﺘﻪ اﻟﻤﺴ ّﻤﺎة )اﻟﺠﻌﺎﻟﻮ( ) (9ﺑﺎردا ً ﻟﺬﻳﺬا ً ﻟﻜﻞ ﻗﺎﺻﺪ أو ﻣﺎر ،إﻧﻪ وﺻﻒ ﺟﻤﻴﻞ وإﺑﺪاع ﺷﻌﺮي ﻳ ّﻨﻢ ﻋﻦ ﻗﺮﻳﺤﺔ ﺟﻴّﺎﺷﺔ وﺗﻤﻜﻦ ﺷﻌﺮي ﻗﻮي.
ﺛﻢ ﻳﺒﺪأ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ وﺻﻒ اﻹﺑﻞ واﻟﻨﻮق وﺻﻔﺎً وﻗﻴﺎً ﻳﻌﺘﺰ ﺑﺎﻹﺑﻞ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮل إﻧﻚ إذا ﻛﻨﺖ راﻛﺒﺎً ﻋﻠﻴﻬﺎ وأﻧﺖ ﻓﻲ دﻳﺎر اﻷﻋﺪاء ،ﻓﻼ ﺗﻬﺘﻢ وﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﺴﻮء ،ﻓﺈﻧﻚ ﻓﻲ ﻗﺼﻮر ﻋﺎﻟﻴﺔ وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻠﺤﻘﻚ اﻟﻌﺪو!! وﻟﻪ ﻗﺼﻴﺪة أﺧﺮى أﻳﻀﺎً ﻓﻲ وﺻﻒ اﻟﻘﻬﻮة ﻳﻮﺟﻬﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺎﻟﻤﻄﻮع اﻟﻜﺘﺒﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻌﺎﺻﺮا ً ﻟﻪ ،ﻧﻨﺸﺮﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ. ﺛﺎﻧﻴﺎً -اﻟﺸﻜﺎوى واﻟﺮدود واﻟﻐﺰل واﻟﺘﻐﺎرﻳﺪ ﻟﻢ ﻧﺤﺼﻞ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻣﺸﺎﻛﺎة ﺳﻮى ﻗﺼﻴﺪة )اﻟﻘﻬﻮة( ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﻮﺻﻒ .ﻛﻤﺎ أن ﻫﻨﺎك ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻣﺸﺎﻛﺎة ﻛﺜﻴﺮة ﺑﻴﻦ اﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ ،واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﻀﺪ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ وذﻟﻚ ﺧﻼل اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ،وأﻏﻠﺐ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﻲ اﻟﻜﺒﺮ واﻟﺸﻴﺐ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ ﻛﺒﻴﺮ اﻟﺴﻦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﺑﻦ ﻣﻌﻀﺪ ﻓﻲ ﻋﺰ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة. ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﻐﺰل ﻟﻢ ﻧﺤﺼﻞ ﻟﻪ إﻻ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﻴﺪة واﺣﺪة )ﻳﺎ ﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ( ﻧﻨﺸﺮﻫﺎ ﻫﻨﺎ أﻳﻀﺎً. أﻣﺎ اﻟﺘﻐﺎرﻳﺪ ﻓﻠﻢ ﻧﺤﺼﻞ إﻻ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﺮودة واﺣﺪة ﻓﻲ اﻷﻓﻼج ،ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻣﺮ ّدة ﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﻗﺘﺐ ﻣﻦ اﻷﻓﻼج ﺑﺴﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن ﻳﺴﻤﻰ »اﺑﻦ ﻋﺒﻄﺎ«. وﻓﺎﺗﻪ
اﺳﺘﻘﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ ﻓﻲ أواﺧﺮ أﻳﺎم ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ »اﻟﻴﺤﺮ« ﻓﻲ ﻣﻨﺰل اﺑﻨﺘﻪ ،ﺣﻴﺚ واﻓﺘﻪ اﻟﻤﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم 1974م ،وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺒﺮ اﻟﺴﻦ واﻟﻀﻌﻒ اﻟﻌﺎم واﻟﺤﺰن اﻟﺬي ﻻزﻣﻪ ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪه أﺑﻨﺎﺋﻪ اﻟﺸﺒﺎب ودﻓﻦ ﻫﻨﺎك
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
55
وﻗﺪ واﻓﻖ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ وﻗﺎل ﻟﻪ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻠﻰ وﻧﺴﺒﺔ ﻟﻘﺮاﺑﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻦ رﻛﺎض ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺻﺪﻳﻘﺎً ﻣﺨﻠﺼﺎً ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ رﻛﺎض اﻟﻌﺎﻣﺮي ،وداﺋﻢ اﻟﺰﻳﺎرة واﻟﺘﺮ ّدد ﻋﻠﻴﻪ).(8 ﻟﺴﺎن ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ،وﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺼﻴﺪة):(7 ﻳﻘﻮل ﻋﺎﻣﺮ ﺑﺎﻟﺒﻴﻮت اﻟﻌﺠﻴﺒﺎت اﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ واﻟﺸﻌﺮ ﻧﻈﻢ ﻣ ّﻨﻘ ّﻨﻪ ﺧﻴﺎر اﻷﺑﻴﺎﺗﻲ ٍ وﺑﻌﺪ أن ﻗﺎل ﻟﻪ اﻟﻘﺼﻴﺪة أﻛﺮﻣﻪ ﺑﺠﺰﻳﻞ اﻟﻬﺪاﻳﺎ وﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻳﻌﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﻹﻣﺎرات اﻟﻜﺒﺎر ﺑﺮﻏﻢ ﻗﻠﺔ ﻗﻬﻮة وﺗﻤﺮ وﻏﻴﺮه .وﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻧﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮه ﻓﻲ ذﻟﻚ -ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻨﻪ ،وﻋﺪم ﺷﻬﺮﺗﻪ ﻣﺜﻞ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺸﻌﺮاء ،ﻓﺎﻷﺳﺒﺎب وراء إﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻗﺎﺋﻠﻴﻪ -وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ وﻗﺪراﺗﻪ ﻗﻠﺔ اﻟﺸﻬﺮة ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺣﻴﺎة ذﻟﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺒﺪوي اﻷﺻﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﺎدﻳﺔ وﻋﺪم ﺗﺤﺮﻛﻪ داﺧﻞ ﻣﺤﻴﻂ ﺑﻴﺌﺘﻪ إﻻ إﻟﻰ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺤ ّﺪدة وإﻟﻰ ٍ أﻧﺎس اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ. ﻣﻌﺮوﻓﻴﻦ .ﻓﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﻃﺒﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪه ،وﻟﻮ ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻓﺘﺮة ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻬﻦ اﻟﺘﻲ زاوﻟﻬﺎ اﻹﻣﺎرات ﻧﺴﻴﺎً ﻣﻨﺴﻴﺎً ،ﻓﺤﻴﺎﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺬ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ وﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻜ ّﺪة اﻹﺑﻞ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،وﻧﻘﻞ اﻟﻔﺤﻢ )اﻟﺴﺨّﺎم( ﺣﺘﻰ ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﺴﻌﺒﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ اﻟﻤﻨﺼﺮم ،وأﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ إﻟﻰ اﻷﺳﻮاق ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ وﻏﻴﺮﻫﺎ .ﻛﻤﺎ ﻛﺎن )ﺑﻮاردي( ﻣﺘﻤﺮﺳﺎً ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ؟ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ،وﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﺻﺪﻳﻘﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﻀﺪ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ ،ﻓﻜﺎن ﻗ ّﻨﺎﺻﺎً ﻣﻌﺮوﻓﺎً ،أﺻﻼً ،ﻓﻘﺪ ﻋﺎش ﻓﻲ )اﻟﺴﻨﻴﻨﺔ( وﺗﻨﻘﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﺎ ﺟﻨﻮﺑﺎً ﺣﺘﻰ وﺻﺎﺋﺪا ً ﻟﻠﻈﺒﺎء واﻟﻮﻋﻮل واﻟﻄﻴﻮر وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻣﺼﺪر رزﻗﻪ وﻗﻮﺗﻪ اﻷﻓﻼج وﻏﺮﺑﺎً ﺣﺘﻰ ﺣﻔﻴﺖ واﻟﻮﺟﻦ ﻓﻘﻂ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ أن ﺷﻌﺮه -رﻏﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻓﻴﻪ ﺷﻈﻒ اﻟﻌﻴﺶ ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺣﺼﺎﻓﺘﻪ وﺟﻤﺎﻟﻪ وﻗﻮﺗﻪ -ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﻣﺎرات وإﻧﻤﺎ اﻹﻣﺎرات واﻟﺨﻠﻴﺞ. ﺗﺮﻛ ّﺰ ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪ ﺧﻮاﺻﻪ وأﻗﺎرﺑﻪ وأﻫﻠﻪ وﺟﻴﺮاﻧﻪ ،ﻓﺤﻔﻈﻮا ﻣﻨﻪ ﻗﻠﻴﻼً ً رﻏﻢ ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻛﺮﻳﻤﺎ ﺟﻮادا ً ،ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﻔﺎت رﺟﻞ اﻟﺒﺎدﻳﺔ وﻣﺮوءﺗﻪ ،وﻟﻢ ﻳﻌﻴﺮوا أﻫﻤﻴﺔ ﻟﻠﺒﺎﻗﻲ ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﺗﺒﺎً ﻟﻴﻜﺘﺐ ﺷﻌﺮه وﻳﺤﻔﻈﻪ ﻋﻦ ﻣﻌﺮوﻓﺎً وﻣﺸﻬﻮرا ً ﻛﺮﺟﻞ ﺑﺎرز ذي ﺳﻤﻌﺔ ﺑﻴﻦ أﺑﻨﺎء ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﻴﺎن ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ اﻧﻘﺮض وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻪ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﻌﺪى اﻟﻌﻮاﻣﺮ ،ورﻏﻢ وﺟﻮده وﻋﻴﺸﺘﻪ ﻓﻲ »اﻟﺴﻨﻴﻨﺔ« إﻻ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﻋﺪد أﺻﺎﺑﻊ اﻟﻴﺪ اﻟﻮاﺣﺪة. اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻘﺒﻴﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ اﻟﺒﺪوﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻦ واﻟﺮﺑّﺎض واﻟﺨﺘﻢ وﺟﻨﻮب ﻏﺮب اﻟﻌﻴﻦ .ﻓﻜﺎن داﺋﻤﺎ ً ﻣﺎ ﻳﺰورﻫﻢ ﺣﺘﻰ أﻧﻪ ﺗﺰوج ﻣﻨﻬﻢ ،ﻃﺎﺑﻊ ا ﻟﻢ واﻟﺤﺰن وﻋﻨﺪ دراﺳﺘﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻮﻓﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮه ﻟﻦ ﻧﺘﻔﺎﺟﺄ إذا وﺟﺪﻧﺎ أن أﻏﻠﺐ ﺷﻌﺮه ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﺎﺑﻊ اﻷﻟﻢ واﻟﺤﺰن ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ واﻟﺸﻜﻮى ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺐ واﻟﻜﺒﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى .ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺤﺰﻳﻦ اﻟﺬي ﻓﺠﻊ ﺑﻤﻮت اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻪ وﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺒﺎ. ﻓﻈﻞ ﻣﻌﻪ ذﻟﻚ اﻟﺤﺰن وﺗﻠﻚ اﻟﻠﻮﻋﺔ ﺣﺘﻰ وﻓﺎﺗﻪ .ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺮأﻧﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻣﺘﺤﺴﺮا ً ﻋﻠﻰ أوﻻده .وﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﻠﻤﺤﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻷﻟﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ: ٍ أﻟﻒ أﻟﻔﺎﻧﻲ ﺧﺒﺮو اﻟﻨﺎس ﻫ ّﻴﺎع ﻳﺎ ﺣﻮف ﺣﺎﻟﻲ م اﻟﺨﺒﺮ ﻟﻲ وﻛﻴﺪي واﻟﺒﺎء ﺑﻬﺖ ﻟﻲ ادْﻳﺎر ﺑﻌﻴﺪات واﺧﺎف ﻋﻤﺮي ﻫﺐ ﻃﻮﻳﻞ وﻣﺪﻳﺪي واﻟﺘﺎء ﺗﻮاﻓﻴﻖ اﻟﺪﻧﺎ ﻳﻜﺴﺐ أﻋﻤﺎل
54
žĸŬĘŕŨė ŮŨĘļ ŲĚ ĜũƀŕĤ ŲĚ ŮŨĘļ ĸŔĘŁŨė
وﺗﺬﻛﺮ اﻟﺴﻴﺪة ﺧﺰﻳﻨﺔ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺤﺰﻳﻨﺔ )ﻳﺎ وﻧﺘﻲ( اﻟﺘﻲ ﻧﺪرﺟﻬﺎ ﻫﻨﺎ، وﺗﻘﻮل إن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ أوﻻده ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺬﻛّﺮﻫﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء راﻛﺒﺎً ﺟﻤﻠﻪ ﻓﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮض ﻣﻦ ﻓﺮوض اﻟﺼﻼة وﻧﺰل ﻋﻨﻪ ﻟﻴﺼﻠﻲ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ رﺑﻄﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﺠﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻠﻲ ﺗﺤﺘﻬﺎ ،ﻓﻘﻄﻊ اﻟﺠﻤﻞ رﺑﺎﻃﻪ وﺷﺮد ﻋﻨﻪ ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪه أﺣﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪه ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺴﺎك ﺑﺠﻤﻠﻪ اﻟﺼﻌﺐ ،وﻫﻮ ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺠﺮي أو اﻟﻤﺸﻲ ﻧﺤﻮه .ﻓﺘﺬﻛﺮ أﺑﻨﺎءه ﻓﻘﺎل ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺗﻠﻚ. وﻗﺪ ﻋﺎش ﻛﻤﺎ ذﻛﺮت ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻴﻨﺔ وﺟﺎل ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، وﺳﻜﻦ ﻗﺮﻳﺔ اﻷﻓﻼج ،وﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﻮاﺑﻊ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن وﺗﻘﻄﻨﻬﺎ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﻗﺘﺐ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ،وﻛﺎن ﻳﻘﻀﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺼﻴﻒ ﻓﻴﻬﺎ .وﻫﻨﺎك ﻻزم اﻟﻮﺟﻴﻪ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻄﻮع اﻟﺨﺼﻮاﻧﻲ اﻟﻜﺘﺒﻲ ،وﻫﻮ
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ﺗﻘﻮل إﻧﻪ ﺗﻮﻓﻰ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻨﺎﻫﺰ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ،وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﺎم 1974م ) .(4وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺤ ّﺪد وﻻدﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﺎم 1892م ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً .أﻣﺎ ﻣﻜﺎن وﻻدﺗﻪ ،ﻓﻴﻘﻮل اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﻳﺸﻮه ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﺸﻮاﻣﺲ -وﻫﻢ أﺧﻮاﻟﻪ -ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن إﻧﻪ وﻟﺪ ﻓﻲ »وادي اﻟﺴﻨﻴﻨﺔ«، ﻣﻦ أم »ﺷﺎﻣﺴﻴﺔ« ﻫﻨﺎك ،وأﻏﻠﺐ اﻟﻈﻦ أن واﻟﺪه ﻗﺪ اﺳﺘﻮﻃﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﻨﻴﻨﺔ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﺰ ّوج وأﻗﺎم ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ، وﺧﺎﻟﻂ أﻫﻠﻬﺎ ،ﺑﻌﻜﺲ أﻓﺮاد ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ اﻟﺒﺎدﻳﺔ وﻳﺠﻮﻟﻮن ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﻤﺎن واﻹﻣﺎرات ﻣﺘﻨﻘﻠﻴﻦ ﺑﺤﻼﻟﻬﻢ وإﺑﻠﻬﻢ ﻃﻠﺒﺎً ﻟﻠﻤﺮﻋﻰ واﻟﺮزق. وﻳﻘﻮل اﻟﺴﻴﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪة اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ إن ﻧﺨﻼً ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ »اﻟﺴﻨﻴﻨﺔ« ﻻﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ ﻫﻨﺎك ،واﻟﺸﺎﻋﺮ اﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ وﺣﻴﺪ واﻟﺪﻳﻪ ،وﻗﺪ ﻧﺸﺄ وﺗﺮﻋﺮع ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻴﻨﺔ وﺣﻔﻴﺖ واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺣﻮﻟﻬﺎ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺐ وﺑﻠﻎ ﺳﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﺗﺰوج ﻣﻦ ﺑﻨﺎت ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ )اﻟﻌﻮاﻣﺮ( ،وأﺧﺬﻫﺎ ﻣﻌﻪ ﻟﻴﻘﻴﻢ ﻣﻌﻬﺎ أﻳﻀﺎً ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻴﻨﺔ ،وﻗﺪ أﻧﺠﺐ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺑﻨﺎء واﻟﺒﻨﺎت .ﺳﺘﺔ أﺑﻨﺎء ذﻛﻮر ﻣﺎﺗﻮا ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﺼﺒﺎ واﻟﺸﺒﺎب وأﺷﻬﺮﻫﻢ ﺛﻌﻴﻠﺐ وﺳﻬﻴﻞ. ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﻣﻌﻀﺪ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ إن ﻫﺆﻻء اﻻﺛﻨﻴﻦ ﺗﻮﻓﻴﺎ ﺷﺒﺎﺑﺎً ﻳﺎﻓﻌﻴﻦ ،وﻳﺬﻛﺮ أﻧﻬﻤﺎ ﺗﻮﻓﻴﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻜﻼﻫﻤﺎ ﻣﺎت ﻓﻲ ﺣﺎدث ﺳﻘﻮط ﻓﻲ ﺑﺌﺮ )ﻃﻮي( ،وﻛﺄن اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ أراد أن ﻳﺨﺘﺒﺮ ﻣﺪى ﺗﺤﻤﻞ واﻟﺪﻫﻤﺎ ﻟﻠﻤﺼﺎﺋﺐ .أﻣﺎ اﻟﺒﻨﺎت ﻓﻘﺪ أﻧﺠﺐ ﺛﻼث ﺑﻨﺎت ،ﻣﺎ زاﻟﺖ إﺣﺪاﻫﻦ )ﺧﺰﻳﻨﺔ( ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻴﺤﺮ ﻣﻊ أوﻻدﻫﺎ )ﺣﺘﻰ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ .(2008أﻣﺎ اﻟﺒﺎﻗﻴﺎت ﻓﻘﺪ ﺗﺰوﺟﻦ وأﻧﺠﺒﻦ وﻟﻜﻨﻬﻦ ﺗﻮﻓﻴﻦ ،رﺣﻤﻬﻢ اﻟﻠﻪ).(5
ﻏﻠﺐ ﻃﺎﺑﻊ ا ﻟﻢ واﻟﺤﺰن واﻟﺸﻜﻮى ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺐ واﻟﻜﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮ )اﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ( ﻣﻨﺬ ُﻓﺠﻊ ﺑﻤﻮت اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﺒﺎ ،وﻇﻞ ﻣﻌﻪ ذﻟﻚ اﻟﺤﺰن وﺗﻠﻚ اﻟﻠﻮﻋﺔ ﺣﺘﻰ وﻓﺎﺗﻪ
اﺑﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻄﻮع اﻟﻜﺘﺒﻲ ،وﻳﺆﻛﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮان ﺳﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪة وﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﻀﺪ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ )أن ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺎﻟﻤﻄﻮع( ﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ ﻓﻲ ﺳﻨ ٍﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﻮات -وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ دﻫ ٍﺮ ﻗﺪﻳﻢ ورﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎت اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ -ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ أن ﻳﺤﻀﺮ ﻓﻲ ﺻﻴﻒ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻷﻓﻼج ،وﻫﻨﺎك أﻛﺮﻣﻪ ﺑﺎﻟﻬﺪاﻳﺎ ﻣﻦ أﻛﻞ وﻗﻬﻮة ورﻃﺐ وﻏﻴﺮه ،وﻗﺎل ﻟﻪ :إن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﺪ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﺷﻴﺦ )ﻛﻠﺒﺎ( ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن -ﻗﺪ ﺑﻌﺚ إﻟﻴﻪ ﺑﻘﺼﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ،وأﻧﻪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ أن ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﺼﻴﺪة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ،ﺣﻴﺚ إن ﻋﺎﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺎﻋﺮ ﻣﺜﻞ واﻟﺪه،
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ĸĸĚŹġŤč ĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014 2 201 4
53
اﻟﻌﻮاﻣﺮ واﻟﺸﻌﺮ
اﺷﺘﻬﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﻌﻮاﻣﺮ ﺑﻘﻮل اﻟﺸﻌﺮ ،وأﺷﻬﺮ ﺷﻌﺮاﺋﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻨﺼﺮم اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺸﺠﺎع ﺳﻬﻴﻞ ﺑﺎﻷﺳﻮد اﻟﻌﺎﻣﺮي، وﻛﺎن ﺷﺎﻋﺮا ً ﻣﺠﻴﺪا ً وﻣﻘﺪاﻣﺎً وﺷﺠﺎﻋﺎً وزﻋﻴﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ وﻳﺤﻔﻆ اﻟﺮواة ﻋﺪدا ً ﻗﻠﻴﻼً ﻣﻦ أﺷﻌﺎره اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻟﺤﺮﺑﻲ. أﻣﺎ ﺷﻌﺮاء اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﺄﺷﻬﺮﻫﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻢ اﻟﻌﺎﻣﺮي ،وﻛﺎن ﺷﺎﻋﺮا ً ﻣﺘﺨﺼﺼﺎً ﻓﻲ اﻟﺘﻐﺎرﻳﺪ ﻓﻘﻂ ،وﻫﻮ ﻣﻦ أﺷﻬﺮ اﻟﺸﻌﺮاء ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ اﻟﻨﺒﻄﻲ اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﻣﺎرات. ﻛﻤﺎ أن ﻫﻨﺎك اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺒﺎرك ﺑﻦ َﺧ َﻤ ْﺲ اﻟﻌﺎﻣﺮي اﻟﻤﺸﻬﻮر ﻫﻮ اﻵﺧﺮ، وﻛﺎن ﻣﻦ ﻧﺪﻣﺎء اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ )1909-1855م( ﺣﺎﻛﻢ أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻷﺳﺒﻖ ،وﻛﺎن ﻣﺸﻬﻮرا ً أﻳﻀﺎً ﺑﺎﻟﺘﻐﺎرﻳﺪ ،واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌﻄﻴﺐ اﻟﺤﻠﻴﻄﻲ اﻟﻤﻠﻘﺐ ﺑـ )اﻟﻜﻴﻒ( وﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮ وﻣﻐ ّﺮد ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ،وأﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺴﺎﺟﻞ ﻣﻌﻬﻢ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﻀﺪ اﻟﻤﺸﻐﻮﻧﻲ .وﻫﻨﺎك اﻟﺸﺎﻋﺮ )اﺑﻦ ﻗ ّﻤﺎش( اﻟﻌﺎﻣﺮي وﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺑﺎﻟﻄﺎش ،واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﺮﻣﻴﻠﺔ اﻟﺤﻴﻮي اﻟﻌﺎﻣﺮي ،واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﻳﻦ اﻟﻌﺎﻣﺮي ،واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺪﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺮي ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ اﻟﻌﺎﻣﺮي·
ﻳﻌ ّﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ اﻟﻌﺎﻣﺮي ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﺷﻌﺮاء اﻟﻌﻮاﻣﺮ ﻓﻲ اdﻣﺎرات وأﺑﺮزﻫﻢ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وﻫﻮ ّ اﻟﻤﺘﻤﻜﻨﻴﻦ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﻟﻨﺒﻂ
52
žĸŬĘŕŨė ŮŨĘļ ŲĚ ĜũƀŕĤ ŲĚ ŮŨĘļ ĸŔĘŁŨė
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ اﻟﻌﺎﻣﺮي
ﻳﻌ ّﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ اﻟﻌﺎﻣﺮي ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﺷﻌﺮاء اﻟﻌﻮاﻣﺮ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات وأﺑﺮزﻫﻢ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وﻫﻮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﻟﻨﺒﻂ اﻟﻤﺘﻤﻜّﻨﻴﻦ ﻣﻨﻪ ،اﻟﺠﺰﻳﻠﻲ اﻟﻠﻔﻆ ﻣﻊ ﻗﻮة اﻟﻤﻌﻨﻰ ،وﻗﺪ ﻃﺮق ﺟﻤﻴﻊ أﺑﻮاب اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﻐﺰل إﻟﻰ اﻟﻨﺼﺢ واﻟﻤﻨﺎﻇﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ أﺟﻤﻞ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ،إﻟﻰ ﺷﻌﺮ اﻟﻮﺻﻒ واﻟﻤﻘﺎﻻت وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻓﻨﻮن اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ. وﻻ ﺗﻤ ّﺪﻧﺎ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺤ ّﻴﺔ -وﻫﻢ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺻﺮوا ذﻟﻚ ٍ ﺑﺘﻔﺼﻴﻼت واﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻘﻠﺔ ﻣﻦ أﺷﻌﺎره اﻟﺸﺎﻋﺮ - ﻓﻘﻂ. ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻋﻨﻪ أﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺳﻬﻴﻞ اﻟﻌﺎﻣﺮي .وﻫﻮ ﻣﻦ ﻓﺨﺬ »ﻫﻞ ﺣﻴﻮ« ،وﻣﻦ ﺑﻴﺖ »ﺑﺎﻟﻜﺎش«، وﻻ ﻧﻌﺮف ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺗﺎرﻳﺦ وﻻدﺗﻪ ،إﻻ أن اﺑﻨﺘﻪ )ﺧﺰﻳﻨﺔ( » «70ﻋﺎﻣﺎً،
ﺣﻜﺎﻳﺎت ﺧﺰﻳﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﺳﺎﻟﻢ
ﺗﻘﻮل اﻟﺴﻴﺪة ﺧﺰﻳﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ إن واﻟﺪﻫﺎ ،ﻋﺎش ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﻮاﺗﻪ اﻷﺧﻴﺮة ،وﻗﺪ اﻧﺘﻘﻞ ﻟﻴﻌﻴﺶ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻴﺤﺮ ﺑﻌﺪﻣﺎ أﻧﺸﺄ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺒﻴﻮت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻫﻨﺎك ،وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت وﺑﺪاﻳﺎت اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ،وﻗﺪ ﻋﺎش ﻣﻌﻬﺎ ﻋﺪدا ً ﻣﻦ اﻟﺴﻨﻮات ،وﻛﺎن داﺋﻤﺎً ﻣﻬﻤﻮﻣﺎً وﺣﺰﻳﻨﺎً ﻋﻠﻰ وﻟﺪﻳﻪ اﻟﻠﺬﻳﻦ اﻧﺘﻘﻼ إﻟﻰ رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ وﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﺰ ﺷﺒﺎﺑﻬﻤﺎ ،وﺗﻘﻮل إن ﻫﺬه اﻟﺤﻮادث ﻗﺪ أﺛ ّﺮت ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻪ، وأﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺐ وﻓﺎﺗﻪ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ .إن اﻟﺤﺰن ﺻﻌﺐ ،وﻓﺮاق اﻷﺑﻨﺎء وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﺸﺒﺎب أﺻﻌﺐ ،وﻻﺑﺪ أﻧﻪ ﻳﻔﺠﻊ اﻹﻧﺴﺎن ،ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻮاﻟﺪي اﻟﺸﺎﻋﺮ ذي اﻷﺣﺎﺳﻴﺲ اﻟﻤﺮﻫﻔﺔ واﻟﺬي ﻳﻔﻘﺪ ﺟﻤﻴﻊ أوﻻده وﻳﻌﻴﺶ وﺣﺪه ﻋﻠﻰ ذﻛﺮاﻫﻢ).(6
ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﻌﻮاﻣﺮ
ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤ ّﻨﺎ اﻟﻌﺎﻣﺮي ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ »اﻟﻮﺟﻦ«: ﻳﺎ ﻧﺎﺷ ٍﺪ ﻋﻨﺎ ﺗﺮاﻧﺎ ﻋﻮاﻣــــــــــــــــــــــﺮ ﺗﺒﻊ اﻟﻔﻼﺣﻲ ﻛﻠﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﺟـــــــﻮدي ﺗﺒﻊ اﻟﻔﻼﺣﻲ ﻣﻦ ﻋﺼﻮ ٍر ﺟﺪﻳﻤـــــــــــﻪ ﻧﻘﻀﻲ اﻟﻠﺰوم وﺻﺎدﻗﻴﻦ اﻟﻮﻋــــﻮدي وﻧﺴﻜﻦ »اﻟﺤﻤﺮه« و»اﻟﺨﺘﻢ« و»اﻟﻤﻨﺎدر« وﻓﻲ »دﻳﺮة اﻟﺮﺑّﺎض« ﻣﺴﻜﻦ اﺟﺪودي وﻣ ّﻨﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﻠّﻲ ﻳﺴﻤــــــــﻰ »اﻟﺸﻴﺒﻪ« ﻳﺴﻜﻦ رﻣﺎل اﻟﻠّﻲ ﻃـــــﻮال اﻟﻨﻬﻮدي وﻻﻧﺎ ﺑﺤـــــــﻀﺮ وﺳــــــﺎﻛﻨﻴﻦ اﻟﺒﻼدي ﻳﻮم ﻳﻘـــــــــــﻮدي ﻳﺼﺒﺢ ﻇﻌ ّﻨﺎ ﻛﻞ ٍ ﻧﺮﺣـﻞ وﻧﺴﻜــــــــــــﻦ ﻓﻲ دﻳـﺎ ٍر ﻋﺬﻳّﻪ ﻓﻲ ﺧﺎﻳﻊٍ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ دوس اﻟﺮﻏـــــﻮدي ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻗﺎﻟﻬﺎ أﺣﺪ اﻟﻌﻮاﻣﺮ ﻣﻌﺘﺰا ً ﺑﻘﺒﻴﻠﺘﻪ ،وﻫﻲ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻟﻌﻮاﻣﺮ ،ﻓﻬﻢ أوﻻ ًء ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺗﻮاﺑﻊ ﺣﺎﻛﻢ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﻦ ﻗﺪﻳﻢ اﻟﺰﻣﺎن ،وﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ ﺗﺘﻮزع ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻤﺮة وﺻﺤﺮاء اﻟﺨﺘﻢ واﻟﻤﻨﺎدر ،واﻟﺮﺑّﺎض ،وﻫﻢ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻣﻦ دﻳﺎر اﻟﺮﺑﻊ اﻟﺨﺎﻟﻲ ﺣﻴﺚ ﻋﺎش ﻫﻨﺎك ﺟﺪﻫﻢ اﻟﻤﺪﻋﻮ )اﻟﺸﻴﺒﺔ( ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ُﺳ ّﻤﻴﺖ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨ ّﻘﻞّﻞ ﻣﻦ ﻣﺤﻨﺎ اﻟﺘﻨ ﺤﻨﺎ اﺑﻦ ﻣﺤﻨﺎ ﻳﻘﻮل اﺑﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﻛﻤﺎ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻛﻤ وﻛﻞ ﺣﻴﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﺸﻴﺒﺔ( ،ووﻛﻞ )ﻋﺮوق اﻟﺸﻴﺒﺔ(، )ﻋﺮوق ﻣﻜﺎ ٍ واﻟﻜﻸ. ﻟﻠﺮﻋﻲ واﻟﻜﻸﻸ. ﻃﻠﺒﺎً ﻟﻠﺮﻋﻲ آﺧﺮ ﻃﻠﺒ إﻟﻰ آﺧﺮ ﻣﻜﺎنٍن إﻟﻰ أن ) (1أن ﻟﻮرﻳﻤﺮ( )(1 )ج.ج .ﻟﻮرﻳﻤﺮ( وﻳﺬﻛﺮ )جج.ج. وﻳﺬﻛﺮ ارﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻧﺰارﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ اﻟﻌﻮاﻣﺮ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﻌﻮاﻣﺮ ﻣﻨﺬ ﻋﻤﺎن ﻣﻨﺬ ﻓﻲ ﻋﻤﺎن ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺲ ﺗﻌﻴﺶ اﻟﺠﻨﺲ وﺣﻮاﻟﻲ »ﻫﻨﺎوﻳﺔ« ،وﺣﻮااﻟﻲ اﻷزل ،وﻫﻢ »ﻫﻨﺎﺎوﻳﺔﺔ«، اﻷﻷزل، ﻋﻠﻰ وﻳﻤﺘﺪون ﻋﻠﻰ ﺛﻠﺜﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺪو ،وﻳﻤﺘﺪون ﺳﺎﺣﻞ ﺣﺪود اﻟﺮﺑﻊ اﻟﺨﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﻞ اﻟﺸﻤﺎل ﻋﻤﺎن اﻟﻤﺘﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﻤﺎل ﻋﻤﻤﺎن
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺸﻌﺮاء ،ﺷﺎﻋ ٌﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﻌﻮاﻣﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ،ﻋﺮﻓﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﺑﻞ ﻳﺬﻛﺮه ﻣﻌﻈﻢ أﺑﻨﺎء ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ وأﺧﻮاﻟﻪ ﻣﻦ أﻫﺎﻟﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ »اﻟﺴﻨﻴﻨﺔ« و»ﺣﻔﻴﺖ« و»ﻣﺰﻳﺪ« و»ﺿﻨﻚ« وﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ،إﻧﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻌﺎﻣﺮي.
إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻇﻔﺎر ،وﻳﺤﺘﻤﻞ أن ﻳﻜﻮن ﺗﻌﺪادﻫﺎ ﺣﻮاﻟﻲ 10.000 ﻧﺴﻤﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً وﻫﻢ ﻳﻨﺘﺴﺒﻮن إﻟﻰ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ).(2 وﻳﺬﻛﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻫﺪﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺮي) ،أن أراﺿﻲ اﻟﻌﻮاﻣﺮ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ اﻟﺮﺑﻊ اﻟﺨﺎﻟﻲ وﺣﺘﻰ ﻇﻔﺎر ﻣﺜﻞ »رﻣﻠﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪان« ،و»رﻣﻠﺔ اﻟﻐﺎﻓﺔ« و»ﻣﻘﺸﻦ« وﻫﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺪود ﺻﻼﻟﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻌﻮاﻣﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮب ﻓﻜﺎﻧﻮا ﻳﻘﻄﻨﻮن »اﻟﻘﻒ« و»اﻟﺮﺑﻊ اﻟﺨﺎﻟﻲ« ﻛﻠﻪ ﻟﻠﻌﻮاﻣﺮ ،وﻣﻨﺎﻃﻘﻪ ﻣﺜﻞ »اﻟﻜﺪن« ،و»اﻟﻜﺪﻳﺪ« ،و»اﻟﺤﺒﺎك«، و»ﻋﺮوق اﻟﺸﻴﺒﺔ« ،وﻫﺬه اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﻮاﻣﺮ وﻟﻜﻨﻬﺎ اﻵن ﺧﺎﻟﻴﺔ وﻛﻠﻬﻢ ﺟﺎؤوا إﻟﻰ اﻹﻣﺎرات ﺑﻌﺪ ﺣﻜﻢ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،وﻳﻘﻮل إن ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻜﻦ اﻟﻌﻮاﻣﺮ اﻟﺤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻫﻲ اﻟﺨﺘﻢ واﻟﺮﺑّﺎض واﻟﻘﻮع واﻟﻮﺟﻦ وﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﻴﻦ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ· وأن أﻋﺪاد اﻟﻌﻮاﻣﺮ اﻟﺤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﺎن ،وﻳﺬﻛﺮ) ،أن اﻟﻌﻮاﻣﺮ ﻣﻮﺟﻮدون أﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﻋﻤﺎن وﻟﻜﻦ ﺑﺄﻋﺪاد ﻗﻠﻴﻠﺔ وﻫﻢ ﻳﻘﻴﻤﻮن ﻓﻲ ﻧﺰوى وﻣﺴﻘﻂ وﻧﺴﻤﻴﻬﻢ ﺣﻀﺮ ،وﻫﻢ ﻣﺸﻬﻮرون ﺑﺤﻔﺮ اﻷﻓﻼج واﻟﻄﻮى ﻓﻲ ﻋﻤﺎن ،وﻫﻨﺎك اﺗﺼﺎل وﻟﻜﻨﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑﻴﻦ اﻟﻌﻮاﻣﺮ اﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات( ).(3 وﻳﻨﻘﺴﻢ اﻟﻌﻮاﻣﺮ إﻟﻰ ﻋﺪة أﻓﺨﺎذ أﺷﻬﺮﻫﺎ ﻓﺨﺬ )ﻫﻞ ﺣﻴﻮ( ،وﻫﻢ أﺻﻞ اﻟﻌﻮاﻣﺮ وﻳﻨﻘﺴﻤﻮن إﻟﻰ ﻓﺮﻋﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﻓﺮع »ﺑﺪر« وﻓﺮع »ﻟ ّﺰ« ،واﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺸﻴﺨﺔ اﻟﻌﻮاﻣﺮ ،وﻫﻢ ﺑﻴﺖ »اﺑﻦ رﻛﺎض«، وﺑﻴﺖ »اﺑﻦ ﺣﻢ« ،وﻫﻨﺎك أﻓﺨﺎذ ﻛﺜﻴﺮة وﻋﺪﻳﺪة ﻟﻠﻌﻮاﻣﺮ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺒﺎﻧﻴﻦ ،وﺑﻴﺖ ﺧﻤﺲ ،اﻟﺤﻠﻴﻄﺎت ،وﺑﻴﺖ ﺣﺮﺑﻲ ،واﻟﺤﻠﻴﻔﺎت واﻟﺮواﺷﺪ وﻏﻴﺮﻫﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ. وﻳﺸﺘﻬﺮ اﻟﻌﻮاﻣﺮ ﺑﻌﺰوﺗﻬﻢ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ وﻫﻲ) :ﻋﻴﺎل اﻟﺸﻴﺒﺔ( ،ﺣﻴﺚ إن اﻟﺸﻴﺒﺔ ﺟﺪﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ،وﻛﻤﺎ ذﻛﺮت ﻓﺈن )ﻋﺮوق اﻟﺸﻴﺒﺔ( ﻣﻨﻄﻘﺔ ُﺳ ّﻤﻴﺖ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻊ اﻟﺨﺎﻟﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺘﻬﺮون ﺑﻤﻘﻮﻟﺔ )ﻏﻠﻲ( ،وﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻌﺠﺐ أو اﻟﺘﻌﺠﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﻲء ،ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ إﻻ اﻟﻌﻮاﻣﺮ ﻓﻘﻂ .أ ّﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﻮاﻟﻴﻬﻢ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻔﺎر ،واﻟﺮواﺷﺪ، وأﻫﻞ ﻣﺤ ّﺮم ،واﻟﻜﺜﻴﺮ واﻟﻤﻬﺮه ،وﻫﺆﻻء ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮن )ﻏﻠﻲ( إﻻ إذا ﻣﻌﻴﻦ.. ﻣﻮﺿﻮﻮ ٍع ﻣﻌﻴﻦ وواﻟﻮﻫﻢﻢ ﻓﻓﻲﻲ ﻣﻮﺿ اﻟﻌﻮاﻣﺮ ،وواﻟﻮﻫ ﻣﻊ ااﻟﻟﻌﻮاﻣﺮ، ﺗﺠﻤﻌﻮا ﻣﻊ ﺗﺠﻤﻌﻮاﻮا ﻟﻮرﻳﻤﺮ ذﻛﺮﻫﺎ ﻟﻮرﻳﻤﺮ وﻗﺪ ذﻛﺮﻫﺎ ﺧﺎﺻﺔ وﻗﺪ ﻟﻬﺠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻌﻮاﻣﺮ ﻟﻬﺠﺔ إن ﻟﻠﻌﻮاﻣﺮ إن اﻵن، ﻛﺘﺎﺑﻪ أﻳأﻳﻀ اﺧﺘﻔﺖ اﻵن، وﻟﻜﻨﻬﺎ اﺧﺘﻔﺖ ﻀﺎً ،ً،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺧﺮون( )ﺧﺮون ،ﺧﺮون( ﻛﻠﻤﺔ )ﺧﺮون، ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻤﺜﺜﻼً ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﻤ ﻫﻢ إﻻ ﻫﻢ ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ إﻻ ووﻫﺬه ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻟﻬﺎ )اﺳﻜﺖ( ،ووﺗﻘﺎل وﻣﻌﻨﺎﻫﺎ )اﺳﻜﺖ(، وﻣﻌﻨﻨﺎﻫﻫﺎ رأس ﻛﻠﻤﺔ رأس ﻫﻨﺎك ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻜﻮن ﻫﻫﻨﺎك ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻓﺘﻘﺎل ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ اﺛﻨﻴﻦ ،ﻓﺘﻘﺎل ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ، ﺑﻴ ﻦ ﻟﻠﺴﻜﻮت.. ﻟﻠﺴﻜﻮت
51
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻌﺎﻣﺮي )1974-1892م(
ﻫﻨﺎك ﺷﻌﺮاء ﻛﺒﺎر ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮوﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺪوﻟﺔ، ﺷﻌﺮاء وﻟﺪوا وﺗﺮﻋﺮﻋﻮا وﻋﺎﺷﻮا ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷرض اﻟﻄﻴﺒﺔ ،ﻓﻜﺎﻧﻮا ﻣﻨﺎرة ﻟﻸدب واﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن ،اﻧﺘﺸﺮ ﺷﻌﺮﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻛﻠﻬﺎ، وﺗ ّﻮﻓﻮا واﺧﺘﻔﺖ ﻣﻌﻬﻢ أﺷﻌﺎرﻫﻢ وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ ،ﻣﺤﻔﻮﻇﺎً ﻓﻲ ﺻﺪور اﻟﺒﻘﻴﺔ اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻣﻤﻦ ﻋﺎﻳﺸﻮﻫﻢ وﻧﻘﻠﻮا ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ﺣﻔﻈﻪ. * ŽŐŴijĶũŤē İũĨĉ İļēij į * ﺑﺎﺣﺚ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻻﻣﺎراﺗﻲ اﻟﻤﺸﺮف اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
50
žĸŬĘŕŨė ŮŨĘļ ŲĚ ĜũƀŕĤ ŲĚ ŮŨĘļ ĸŔĘŁŨė
ﻳﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺮ اﻟﻤﻮت ﺟﻮﻋﺎ ،أرض ﻧﺠﺪ ﻛﻤﻜﺎن ﺗﻤﺘﺪ ﻓﻴﻪ ﺟﺬورﻫﻢ أﺿﺤﺖ ﻋﺪوا ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎن ﺑﻪ ،ﻓﺘﻢ اﻟﺮﺣﻴﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻨﻘﻴﺾ اﻟﺬي ﻳﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺮ واﻟﺨﺼﺐ ،ﻷن ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻢ اﻟﺮﻋﻮﻳﺔ اﻟﻤﺎﺋﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺮﺣﺎل ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻄﻮﻳﻊ اﻟﻤﻜﺎن ،وإﻧﻤﺎ ﺗﻔﺮ ﻣﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻳﺸﺢ ﻋﻦ اﻟﻌﻄﺎء. وﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﻜﻨﺔ اﻟﻌﺪواﻧﻴﺔ واﻟﻤﻬﺪدة ﻟﻠﻬﻼﻟﻴﻴﻦ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻜﻤﻨﺎ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ أﺛﻨﺎء ﺗﺤﺮﻛﻬﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﺒﺮ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﻮاﺳﻊ ﻣﺘﻮﺟﻬﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻐﺮب ،وﺑﻌﺪ وﺻﻮﻟﻬﻢ إﻟﻰ ﺗﻮﻧﺲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﺧﻴﺮة أﻓﻀﻞ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻢ ﻟﻬﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺣﻴﺚ ﻣﺎرﺳﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﺪواﻧﻴﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺘﻮﻟﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻟﻠﺼﺮاع ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑﻴﻦ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﺎﻛﻢ ﺗﻮﻧﺲ ،وأرض »اﻟﻤﺨﺎﺿﺔ« أﻳﻀﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆذﻳﺔ ﻟﻬﻢ إﻧﻬﺎ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻏﺮق ﻓﻴﻪ اﻟﻬﻼﻟﻴﻮن. وﻗﺪ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﺷﺮارة اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﺎن ﻟﻴﺼﺒﺢ ودﻳﺎ وﻳﺴﻠﻢ اﻟﻘﻴﺎد ﻟﻠﻬﻼﻟﻴﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﺮر أﺑﻮ زﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻦ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ وﻋﺎد إﻟﻰ ﺑﻠﺪه وأﺣﻀﺮ اﻟﻌﺪة واﻟﻌﺘﺎد ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﺬي ﺗﻢ اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻋﻠﻴﻪ وﻗﺘﻠﻪ وأﻳﻀﺎ ﺗﻢ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﻤﺴﺎﺟﻴﻦ ،ﻓﺎﺳﺘﻮﻟﻰ اﻟﻬﻼﻟﻴﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻧﺲ اﻟﺘﻲ أﺿﺤﺖ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ واﻟﺠﺎه ﻓﺘﺤﻘﻖ ﻟﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺒﺘﻐﺎﻫﻢ ،وﻃﻮﻋﻮا اﻟﻤﻜﺎن ﻹرادﺗﻬﻢ ﻟﻴﺼﺒﺢ ودﻳﺎ. اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ ﺻﺎﻧﻌﺔ ﻟﻠﻤﻠﺤﻤﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ: رﻏﻢ أن اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺳﻴﺮة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ،إﻻ أن أﺑﻄﺎﻟﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻴﻦ ﻟﻴﺴﻮا ﺑﺎﻟﻜﺜﺮة اﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ ،وﻫﻢ أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ وذﻳﺎب ﺑﻦ ﻏﺎﻧﻢ واﻟﺴﻠﻄﺎن ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﺮﺣﺎن اﻟﻬﻼﻟﻲ وأﺧﺘﻪ اﻟﺠﺎزﻳﺔ وﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺣﺎﻛﻢ ﺗﻮﻧﺲ واﺑﻨﺘﻪ ﺳﻌﺪى ،ﺛﻢ ﻫﻨﺎك ﺷﺨﺼﻴﺎت أﺧﺮى وردت ﻗﺼﺼﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ ﻛﺎﻟﺪﺑﻴﺴﻲ ﺑﻦ ﻣﺰﻳﺪ وﺷﺎه اﻟﺮﻳﻢ واﻟﺸﺮﻳﻒ اﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ واﻟﻤﻠﻚ اﻟﻐﻀﺒﺎن واﻟﺨﻔﺎﺟﻲ ﻋﺎﻣﺮ واﺑﻦ اﻟﻀﺮﻏﺎم واﻟﺸﺮﻛﺴﻲ ﺑﻦ ﻧﺎزب وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت. وﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ،أن ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﺰﻫﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﻮاﻗﺺ وﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰﻫﺎ ﻫﻮ اﻟﻜﻤﺎل اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ واﻟﻨﺨﻮة واﻟﺸﻬﺎﻣﺔ .وﺗﻄﻮر اﻷﺣﺪاث ﻣﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ اﻟﺼﺮاع اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﻴﻦ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ،ﻷن اﻟﻬﻼﻟﻴﻴﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻢ اﻟﺒﺪوﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﻞ ﻟﻠﻐﺰو واﻟﺤﺮوب ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن اﻻﺳﺘﻜﺎﻧﺔ إﻟﻰ اﻟﻬﺪوء واﻟﺴﻼم ،ﻓﻬﻢ إﻣﺎ ﻣﺘﺤﺎرﺑﻴﻦ ﻣﻊ اﻟﺨﺼﻢ »ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ« ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ وﻳﺘﻮج ﻫﺬا اﻟﺼﺮاع ﺑﻘﺘﻠﻪ واﻧﺘﺼﺎر اﻟﻬﻼﻟﻴﻴﻦ.أو ﻳﺸﻌﻠﻮن ﺣﺮﺑﺎ داﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ
ﺑﻴﻨﻬﻢ ،واﻟﻐﺮﻳﺐ أﻧﻪ ﻟﻤﺎ اﺳﺘﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ اﻷﻣﻮر اﺷﺘﺪ اﻗﺘﺘﺎﻟﻬﻢ ،ﻓﻤﺎﺗﻮا ﺑﺴﻴﻮف ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً ،ﺳﺮﺣﺎن ﻗﺘﻠﻪ ذﻳﺎب واﻟﺠﺎزﻳﺔ أﻳﻀﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﻗﺘﻴﻠﺔ وذﻳﺎب ﻣﺎت ﺑﺮﻣﺢ أﺣﺪ اﻷﻳﺘﺎم وﺑﺮﻳﻘﻌﺎ ﺣﺰ رأﺳﻪ ﺛﺄرا ﻣﻨﻪ. إن اﻟﺼﺮاع اﻟﺬي ﻇﻞ ﻣﺤﺘﺪﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ ﻛﺎن ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﻈﻔﺮ ﺑﺎﻷرض أو اﻟﻈﻔﺮ ﺑﻘﻠﺐ اﻟﻤﺮأة )اﻟﺠﺎزﻳﺔ:اﻷﻣﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ( و)ﺳﻌﺪى :اﻷﻣﻴﺮة اﻟﺰﻧﺎﺗﻴﺔ اﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ( إﻧﻪ ﺻﺮاع ﺑﻴﻦ اﻟﻬﻼﻟﻴﻴﻦ واﻟﺰﻧﺎﺗﺔ ،أو ﺑﻴﻦ اﻟﻬﻼﻟﻴﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻐﺬي اﻷﺣﺪاث وﻳﻄﻮرﻫﺎ ﻓﺘﺘﺴﻴﺪ اﻟﻤﺒﺎرزة واﻻﻗﺘﺘﺎل واﻟﻤﻜﺎﺋﺪ واﻟﺪﺳﺎﺋﺲ ﻟﺘﺤﻴﻴﺪ أو ﻣﺤﻮ ﻛﻞ اﻟﺬوات اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ وﻟﻮ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ. واﻷﺣﺪاث ﻓﻲ اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻟﺘﺠﻨﺢ ﻧﺤﻮ اﺳﺘﻌﺎرة ﻋﻮاﻟﻢ ووﻗﺎﺋﻊ ﻣﺘﺨﻴﻠﺔ ﺣﻴﺚ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ واﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ﻫﻲ اﻷﺻﻞ ،أﻣﺎ اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺑﻤﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻨﺘﻔﻴﺔ ﻋﻨﺪ أﺑﻄﺎل اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﻀﻌﺖ ﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ أﺳﺎﺳﻴﻴﻦ وﻫﻤﺎ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ،ﻓﻤﻨﺤﺖ اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب أﺧﺮى ﺣﺴﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺪراﺳﺎت ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻠﻮ ﻧﺠﻢ أﺣﺪ اﻷﺑﻄﺎل ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻣﺤﺪد وﻳﺨﺒﻮ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ آﺧﺮ وﻳﺼﺒﺢ ﻣﺠﺮد ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮ اﻷﺣﺪاث ﻟﺘﺘﺮك اﻟﻤﺠﺎل ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ أﺧﺮى ﻻﺣﺘﻼل اﻟﺼﺪارة. إن ﻣﺎ ﻳﻄﺮح ﺻﻌﻮﺑﺔ دراﺳﺔ ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل دراﺳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ،ﻛﻮن ﻃﺒﻌﺎﺗﻬﺎ ﺷﻌﺒﻴﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﺤﻘﻘﺔ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ ،ﻟﺨﻀﻮﻋﻬﺎ ﻟﻺﺿﺎﻓﺔ واﻟﺤﺪف اﻟﻤﺴﺘﻤﺮﻳﻦ، واﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻔﺎﺻﻞ اﻟﺤﻜﻲ .وﺗﺨﻀﻊ اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺘﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺒﺘﺘﻬﺎ ﻓﻔﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﺗﺮوى ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ وﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ وﻫﻜﺬا. أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﻨﺎء ﻓﻘﺪ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻓﻲ ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﺷﺮوط اﻟﻤﻠﺤﻤﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻠﺤﻤﻴﺔ ،ودﻋﺎﻣﺘﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﺑﻄﻮﻟﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻬﺎ وأﻣﻜﻨﺘﻬﺎ ﻣﻮﻏﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺎل واﻟﺨﺮاﻓﺔ واﻷﺳﻄﻮرة ،ﻛﻤﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﺸﺮﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .وﺗﻌﺪد رواﺗﻬﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﻮﺟﺪان اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ اﻧﺘﺼﺎرا ﻟﻠﻌﺮوﺑﺔ وﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ واﻟﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﻔﺘﻘﺮ ﻟﻠﺒﻄﻮﻟﺔ واﻟﺸﻬﺎﻣﺔ * ﻧﺎﻗﺪة وﻗﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
49
źĸİč ĞſŸėĹ
ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت وا ﻣﻜﻨﺔ
ﺗﻘﻮم
ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ، وﻫﻲ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ وﺟﺰءا ﻣﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻼ ﻣﻨﺎزع ،وﺗﺘﺄرﺟﺢ ﺑﻴﻦ اﻟﻮاﻗﻊ واﻟﺨﻴﺎل ،ﻓﺘﺨﻀﻊ ﻟﺴﻄﻮﺗﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻴﺘﺴﻴﺪان وﻳﺠﻨﺤﺎن ﺑﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺳﺮد اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺬت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺨﻴﺎل اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﻘﺮون ﻋﺪﻳﺪة ،وﻫﻲ ﻧﺎﺑﺘﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ أرض اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺼﻠﺒﺔ. وﻓﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺘﻨﺎ ﻟﻠﺘﻐﺮﻳﺒﺔ ﻟﻦ ﻧﺤﺎول اﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻧﺺ اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ واﻷﺣﺪاث ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺆرﺧﻴﻦ وﻫﻮ أﻣﺮ أﺷﺎر ﻟﻪ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻘﻄﻴﻦ واﻋﺘﺒﺮه ﻣﻄﺒﺎً ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ أﻏﻠﺐ اﻟﺪارﺳﻴﻦ ﻟﺴﻴﺮة ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ،ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺳﻨﺮﻛﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻛﻌﻨﺼﺮ أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ اﻷﺣﺪاث وﺗﻄﻮرﻫﺎ وأﻳﻀﺎ ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﻢ اﻻﻟﺘﻔﺎت إﻟﻴﻪ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎرب اﻟﺴﻴﺮة ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »ﻣﻜﺎﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺔ« ﻳﻤﺎرس ﺳﻄﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻼﻟﻴﻴﻦ ﻓﻴﻜﻮن ﻣﺮة ﻋﺪواﻧﻴﺎ وأﺧﺮى ودﻳﺎ وﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ أﺣﻴﺎن ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﺼﻴﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت وﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر اﻷﺣﺪاث؟ وﻟﻦ ﻧﺘﻨﺎول ﻛﻞ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت وﻛﻞ اﻷﻣﻜﻨﺔ ﻟﻀﻴﻖ اﻟﻤﺠﺎل وإﻧﻤﺎ ﺳﻨﻜﺘﻔﻲ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻨﻤﺎذج.إذن ،ﻛﻴﻒ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻤﻜﺎن أن ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر اﻷﺣﺪاث وﻛﻴﻒ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت أن ﺗﺸﻜﻞ ﺑﺆرة اﻟﺼﺮاع ﻓﻲ اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ وﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻴﺮة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ وﻟﻴﺴﺖ ﻓﺮدﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻟﺴﻴﺮ اﻷﺧﺮى ﻛﺴﻴﺮة ﺳﻴﻒ اﺑﻦ ذي ﻳﺰن وﻋﻨﺘﺮة ﺑﻦ ﺷﺪاد واﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﻴﺒﺮس؟ ﻣﻦ اﻟﺸﺮق إﻟﻰ اﻟﻐﺮب: ﺗﺘﻠﺨﺺ ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﻓﻲ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﻬﻼﻟﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻧﺠﺪ إﻟﻰ ﺗﻮﻧﺲ أو ﻣﻦ اﻟﺸﺮق إﻟﻰ اﻟﻐﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻘﺤﻂ واﻟﺠﻮع ،وﻳﺘﻢ
48
ĞűťŬǢėŸ ğĘƀŅıŁŨė ŧǟŵ ƁűĚ ĞěſĸřĠ
ŦōŤē ĚŻijŵĨ į
اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻟﻠﺨﺮوج إﻟﻰ ﺗﻮﻧﺲ ﺑﺈرﺳﺎل أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ وﻣﺮاﻓﻘﻴﻦ ﻟﻪ آﺧﺮﻳﻦ ﻻﺳﺘﻜﺸﺎف اﻟﻄﺮﻳﻖ ،وأﺛﻨﺎء رﺣﻠﺘﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺷﻤﻠﺖ ﻣﻜﺔ واﻟﻘﺪس واﻟﺸﺎم وﻣﺼﺮ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﺗﻮﻧﺲ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ ،واﺣﺘﺪم اﻟﺼﺮاع ﺑﻴﻦ اﻟﻬﻼﻟﻴﻴﻦ وﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺣﺎﻛﻢ ﺗﻮﻧﺲ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻫﺰﻣﻮه ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ وﻗﺘﻠﻮه واﺳﺘﻮﻟﻮا ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻧﺲ اﻟﺨﻀﺮاء وﺗﻮﺳﻌﻮا ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ اﻷﻧﺪﻟﺲ. وﻳﻼﺣﻆ ﺑﺄن اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ ﺗﻢ ﺗﺪاوﻟﻬﺎ ﺷﻌﺮا وﻧﺜﺮا ،واﻧﺘﺸﺮت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ وروﻳﺖ ﻓﻲ اﻷﺳﻤﺎر واﻟﺤﻠﻘﺎت ،ﻛﻤﺎ ﺗﻢ اﻟﺘﻐﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﺮﺑﺎﺑﺔ ،وﺻﺪرت ﻓﻲ ﻋﺪة ﻃﺒﻌﺎت ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺗﺰﻳﺪ أﺟﺰاؤﻫﺎ أو ﺗﻨﻘﺺ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﻄﺒﻌﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻨﻬﺎ. وﻧﻈﺮة أدق وأﺷﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﺗﺆﻛﺪ اﻣﺘﺪاد ﻣﺴﺮح أﺣﺪاﺛﻬﺎ وﺑﻄﻮﻻﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ ﺷﺎﺳﻌﺔ ،وﻣﺎ ﻳﻄﺒﻊ ﺣﻴﺎة اﻟﻬﻼﻟﻴﻴﻦ ﻫﻮ اﻟﻬﺠﺮة واﻟﺘﺮﺣﺎل ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎل اﻟﺒﺪو ،ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻋﻢ اﻟﺠﻔﺎف وﺷﺤﺖ اﻷرض ﻧﺰﺣﻮا إﻟﻰ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ،ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ اﻟﻜﻸ واﻟﻤﺎء ،وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻷرض اﻟﺨﺼﺒﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺼﺤﺐ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻏﺰو وﺣﺮوب ،وﻫﻲ أﻣﻮر ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﺑﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وأﺳﻠﻮب ﻋﻴﺸﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء. اﻟﻤﻜﺎن ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ: ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻤﻜﺎن ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ وﺑﻄﻼ أﻳﻀﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻷﺑﻄﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻟﺤﻢ ودم، إﻧﻪ ﻋﺪواﻧﻲ وﻣﻬﺪد ﻟﻠﻬﻼﻟﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ اﻷﺣﻴﺎن وﻣﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر اﻷﺣﺪاث ،واﻟﻤﻜﺎن ﻫﻮ اﻟﻤﺤﻔﺰ اﻷول ﻟﻠﻬﻼﻟﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﺪء ﺗﻐﺮﻳﺒﺘﻬﻢ أو ﻧﺰوﺣﻬﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ ﺟﺬورﻫﻢ. ﻟﻤﺎ ﻋﻢ اﻟﺠﻔﺎف واﻟﺠﺪب ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎك داع ﻟﻠﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﻜﺎن
رﺣﻠﺔ اﻟﺮاوي اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻫﻨﺎ ﺗﻮازي رﺣﻠﺔ اﻟﻤﺮﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺼﻮﻓﻲ، واﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻘﺐ اﻟﻔﻘﻴﺮ أﻳﻀﺎ ،وﺗﺮﺗﺒﻂ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘﺸﻒ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻟﻪ اﻟﻘﻔﺰة اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ
ﺗﺼﻮرات اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻳﻠﻌﺐ اﻟﻤﻘﺪس دورا ﺟﻮﻫﺮﻳﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻳﻨﻌﻜﺲ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺻﻮرة اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ اﻷذﻫﺎن ،ورد اﻟﺤﻀﻮر اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ،وﻣﺎ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻮل ،إﻟﻰ ﻫﺒﺔ إﻟﻬﻴﺔ ،وﺗﻠﻚ اﻟﻨﻈﺮة ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ . وﻣﺎ ﻳﺪﻋﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺮؤﻳﺔ ﻫﻮ اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻟﻔﻜﺮي ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ دﻣﺞ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻤﺘﻘﺎرﺑﺔ ﻓﻲ ﻛﻴﻨﻮﻧﺔ واﺣﺪة ،ﻓﺎﻟﺮاوي واﻟﺴﻴﺮة واﻟﺒﻄﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﻨﺪﻣﺠﻮن ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ ﻛﻴﺎن أﺳﻄﻮري واﺣﺪ ،وﻧﺤﻦ ﻧﺠﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻊ رواة اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﻓﺎﻟﺒﺨﺎري ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻳُﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ أﺳﻠﻮب اﻟﻘﺴﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻛﻤﻘﺴﻢ ﺑﻪ ،ﻧﻈﺮا ﻟﻠﺼﻠﺔ اﻟﺘﻲ
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ﻣﻘﺪﺳﺔ ،وﻳﻈﻬﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﻜﻞ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ اﻟﺴﻤﻮ ﺑﻤﻬﺎراﺗﻪ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺑﺴﻠﻮﻛﻪ اﻟﻌﺎم وﺣﺪﻳﺜﻪ اﻟﻌﺎم ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺠﺢ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ اﺧﺘﺒﺎر ﻋﺎﻟﻤﻪ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ،ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻨﺤﺔ اﻟﻘﻄﺐ ،وﺗﺄﺗﻲ اﻟﻤﻨﺤﺔ وﻓﻖ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺸﺎﻋﺮ، اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﺗﺨﻴﻴﺮه ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻢ ﻣﺪﺧﻞ وﻣﺨﺮج ﻋﺎﻟﻤﻪ اﻟﺠ ﱠﻮاﻧﻲ ،وﺑﻴﻦ )اﻟﺠﻴﺐ( رﻣﺰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ،وﻣﺄوى اﻟﻨﻘﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺸﻬﻮة اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﻐﺎرﻗﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺎدي .ﻟﻜﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻔﻘﻴﺮ ﻳﺮﻓﺾ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺤﺘﻪ ﻣﺎدﻳﺔ وﻫﻮ أﺣﻮج ﻣﺎ ﻳﻜﻮن إﻟﻴﻬﺎ، وﻳﻔﻀﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺤﺘﻪ ﻫﻲ ﺣﻤﻞ ﻟﻘﺐ ﺷﺎﻋﺮ اﻟﺴﻴﺮة . ﻫﻜﺬا ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻃﻘﺲ اﻟﻌﺒﻮر اﻟﺬي ﺗﺠﺴﺪه ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻘﻄﺐ ،ﻟﻴﻮﻟﺪ ﺷﺎﻋﺮ اﻟﺴﻴﺮة ﻣﻴﻼده اﻟﻔﻨﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﻣﻊ أﺑ ﱠﻮة اﻋﺘﺒﺎرﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻫﻲ أﺑﻮة اﻟﻘﻄﺐ ،اﻟﺬي ﻳﻨﺎدﻳﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻠﻘﺐ )اﻟﻌﻢ( وﻫﻮ ﻟﻘﺐ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ اﻟﺘﺪاول اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﻤﺨﺎﻃﺒﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﻮاﻟﺪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻣﻌﻨﺎه اﻟﺼﻮﻓﻲ ﻫﻨﺎ ،ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ أﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺘﺨﺬه اﻟﻤﺮﻳﺪ ﻣﺮﺷﺪا ﻟﻪ. واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺟﺎﺑﺮ أﺑﻮ ﺣﺴﻴﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺼﻮﻓﻲ ،ﻓﺤﻔﻼﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻘﺎم أﻳﻀﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻟﺪ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ »ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﱠﺎب اﻟﻘﺮﻳﺔ، وﻛﺎن ﻳﻌﺸﻖ اﻟﻤﺪﻳﺢ اﻟﻨﺒﻮي ﻳﺤﻀﺮ ﻣﻊ اﻟﻤﻨﺸﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ ،وﻣﺠﺎوراﺗﻬﺎ، ﻟﻴﺮدد ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻣﻦ اﺑﺘﻬﺎﻻت وﺗﻮاﺷﻴﺢ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻔﺖ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﺻﻮﺗﻪ ،وذاﻛﺮﺗﻪ اﻟﻘﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﻆ ،وﻛﺎن ﻳﻌﺠﺐ ﺑﻪ ﻣ ﱠﺪاﺣﻮ اﻟﻘﺮﻳﺔ ،وﻳﺼﻄﺤﺒﻮﻧﻪ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ واﻟﻤﻮاﻟﺪ » »«4 وﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺻﺤﺔ ﺣﻜﺎﻳﺔ )ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺨﻀﺮ( ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ ،إﻻ إﻧﻬﺎ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ
ﺗﺠﻤﻌﻪ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻲ ﻳُﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻛﻨﺼﻮص ﻣﻘﺪﺳﺔ *ﺑﺎﺣﺚ وﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ
اﻟﻬﻮاﻣﺶ 1ـ اﻟﻤﻘﺎل ﻣﻘﻄﻊ ﻣﻦ دراﺳﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻨﻮان )اﻟﻤﻘﺪس ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ( 2ـ )أﺣﻤﺪ اﻟﻠﻴﺜﻲ ـ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﺼﺮ ـ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺼﻮر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ـ اﻟﻘﺎﻫﺮة 2013ـ ص (75 ،74 3ـ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﺼﺮ، ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات اﻟﻄﻔﻴﻔﺔ ﺟﺪا ،وﻗﺪ ﻗﺎم اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﺑﺘﺪوﻳﻨﻬﺎ، ﻧﻘﻼ ﻋﻦ اﻟﺮاوي ﻳﻮﺳﻒ أﺣﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ واﻟﺘﻲ زﻛﺎﻫﺎ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ،وﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ دوﻧﻪ ،وذﻛﺮ اﻟﺒﺎﺣﺚ أﻧﻪ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﺮواة اﻟﻤﺤﺘﺮﻓﻴﻦ ،وﻗﺪ ﻋﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻬﺎﻣﺶ: اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻘﻀﺐ )اﻟﻘﻄﺐ( ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﺨﻀﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،وﻻ ﻧﺠﺪ راوﻳﺎ ﻓﻲ أﺳﻴﻮط ﻳﺬﻛﺮه ﺑﺎﻟﺨﻀﺮ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻣﺰون ﻟﻪ داﺋﻤﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﻗﻀﺐ اﻟﺮﺟﺎل أو اﻟﻘﻀﺐ، وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺮدد اﻟﺠﻤﻬﻮر ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﻻﺳﻤﻪ ﻋﺒﺎرة :ﺳﻼم ورﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ وﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ،وﻫﻮ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﺷﻌﺒﻲ ﻳﺘﺼﻮر أن اﻟﺨﻀﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺤﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺬي ﻳُﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ،وأﻧﻪ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﻴﺔ واﻟﺴﻼم ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻢ ﻳﺮدون إﻟﻴﻪ اﻟﺘﺤﻴﺔ .ﺑﻄﺎره :اﻟﻄﺎر آﻟﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ،وﻫﻲ ﻣﻦ اﻵﻻت اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ .واﺑﺼﺮ إﻳﻪ ) :ﺑﺈﻣﺎﻟﺔ اﻟﻴﺎء إﻣﺎﻟﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ( ،أي ﻻ أدري ﻣﺎ ﻫﻮ ،أو ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﺎﻓﻆ ـ ﺳﻴﺮة ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ) رواﻳﺎت ﻣﻦ ﺟﻨﻮب أﺳﻴﻮط ـ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ـ اﻟﻘﺎﻫﺮة 2006ـ اﻟﺠﺰء اﻷول ص (58 4ـ أﺣﻤﺪ اﻟﻠﻴﺜﻲ ـ ﻣﺼﺪر ﺳﺎﺑﻖ ـ ص . 53
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
47
ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﺢ ،ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺎﺷﻴﺪ اﻟﻘﺼﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻔﻈﻬﺎ ،وﻳﺘﻠﻘﻰ ﻣﺎ ﺗﺠﻮد ﺑﻪ ﻳﺪ اﻟﻤﺴﺘﻤﻊ أو اﻟﻤﺴﺘﻤﻌﻴﻦ ،وﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮﻓﺔ اﻷﻗﺮب ﻟﻠﺘﺴﻮل اﻟﻜﺮﻳﻢ ،أو ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ،ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ،واﻟﻔﺮق ﺷﺎﺳﻊ ﺟﺪا ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ اﺣﺘﺮاف رواﻳﺔ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ،ﻓﺎﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺟﺎﺑﺮ أﺑﻮ ﺣﺴﻴﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻗﻔﺰة ﻫﺎﺋﻠﺔ، ﺗﺒﺪو اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ،وﻫﻨﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ اﻷﺳﻄﻮرﻳﺔ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ذﻟﻚ اﻟﺒﻌﺪ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ،وﺗﻌﻠﻴﻞ اﻟﺘﺤﻮل اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة ﺟﺎﺑﺮ أﺑﻮ ﺣﺴﻴﻦ ،وﻋﺒﻮره ﻣﻦ وﺿﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎزف ﺑﺎﻟﻄﺎر ،إﻟﻰ وﺿﻌﻴﺔ اﻟﺮاوي اﻟﺠﻠﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ أﻣﺎﻧﺔ ﺣﻤﻞ اﻟﺴﻴﺮة ،وﺗﺴﻌﻰ إﻟﻴﻪ أﻛﺒﺮ اﻟﻌﺎﺋﻼت، وﺗﺤﺘﺸﺪ ﺣﻔﻼﺗﻪ ﺑﺎﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﻬﺎﺋﻞ. رﺣﻠﺔ اﻟﺮاوي ورﺣﻠﺔ اﻟﻤﺮﻳﺪ
اﻟﻘﻄﺐ ،ﻓﺎﻟﻠﻌﺎب ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ،واﻟﻤﺨﺎط ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻦ أﻧﻔﻪ ،وﻫﻮ ﻣﺸﻬﺪ ﻧﺸﻤﺌﺰ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ،وﻻ ﻧﻄﻴﻖ رؤﻳﺘﻪ ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم ﻓﻲ ﻇﻠﱢﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎدي ﺗﻤﺎﻣﺎ ،إﻧﻪ اﺧﺘﺒﺎر ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻮح اﻟﻨﻔﺲ ،وﻋﺪم اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ ﺷﺮك اﻟﻤﻈﺎﻫﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،واﻟﻨﺠﺎح ﻓﻴﻪ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ ،وﻛﺒﺢ ﺟﻤﺎﺣﻬﺎ ،وﻳﺆﻫﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻟﻠﺼﻌﻮد ،أو اﻟﻘﻔﺰ إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﺔ روﺣﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺨﻀﺮ ﻗﺎﺻﺮة ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم ﻓﻲ ﻇﺮف ﺧﺎص ﺟﺪا ،ﺑﻞ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻟﻢ ﺗﺬﻛﺮ ﻟﻨﺎ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ، واﻛﺘﻔﺖ ﺑﻌﺒﺎرات » وأﺑﺼﺮ إﻳﻪ ،وﻣ ْﺪرك إﻳﻪ ،وﺷﺮﻗﻲ ،وﻏﺮﺑﻲ« وﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﺧﺘﺼﺎر ﻟﺤﺪﻳﺚ ﻃﻮﻳﻞ وﻋﺮﻳﺾ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب ،ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻤﻴﻦ ﺑﺄﻧﻪ اﺧﺘﺒﺎر ﻟﻜﻼم اﻟﺮاوي اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،واﺧﺘﺒﺎر اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻫﻨﺎ، ﻳﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﻤﺤﻴﺺ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ أﺣﻘﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺐ ﺷﺎﻋﺮ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ . واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﺗﺼﻮر اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻫﻨﺎ ،ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ،ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ أﻣﺎم ﻣﻬﺎرات اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻳﺸﻤﻞ أﻳﻀﺎ ﺳﻠﻮك اﻟﺸﺎﻋﺮ ،وﻣﻮاﻗﻔﻪ، وﻛﻼﻣﻪ اﻟﻌﺎدي ﻣﻊ أﺑﺴﻂ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت، وﻣﺎ أﺣﻮج ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻌﻠﻢ ذﻟﻚ اﻟﺪرس ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻓﻜﺜﻴﺮا ﺟﺪا ﻣﺎ ﺗﻌﺠﺒﻨﺎ ﻣﻬﺎرة ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ،وﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﺗﻤﻨﺤﻬﻢ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،إﻻ إﻧﻨﺎ ﻧُﺼﺪم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﻟﺴﻠﻮﻛﻬﻢ اﻟﻌﺎم ،أو ﻣﻮاﻗﻔﻬﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أو ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ أﺑﺪاﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ، ﻓﻨﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ﻛﻜﺎﺋﻨﺎت ﻣﻬﺎرﻳﺔ ﻓﻘﻂ ،وﺗﻠﻚ اﻟﻨﻈﺮة اﻟ ُﻤﺨﺘﺰﻟﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﺎﻟﺴﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ،ﻓﺎﻟﺸﻌﺮ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺠﺮد ﻣﻬﺎرات ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﻳﺤﻤﻞ ﻧﻔْﺴﺎ ﻫﺰﻳﻠﺔ ،أو ﺷﺤﻴﺤﺔ، وﻳﻘﺪم دﻟﻴﻼ ﺳﺎﻃﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﺰ اﻟﺸﻌﺮ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺪور إﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ.
رﺣﻠﺔ اﻟﺮاوي اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻫﻨﺎ ﺗﻮازي رﺣﻠﺔ اﻟﻤﺮﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺼﻮﻓﻲ ،واﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻘﺐ اﻟﻔﻘﻴﺮ أﻳﻀﺎ ،وﺗﺮﺗﺒﻂ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘﺸﻒ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻟﻪ اﻟﻘﻔﺰة اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻴﻨﻄﻠﻖ إﻟﻰ رﺣﺎب اﻟﻌﻮاﻟﻢ اﻟﻜﺒﺮى ،وﺗﺄﺗﻲ اﻟﻘﻔﺰة ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻘﻄﺐ ،ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺪود اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن، ﻓﻴﻈﻬﺮ وﻳﺨﺘﻔﻲ ،وﻳﻤﻨﺢ ﺑﺮﻛﺘﻪ اﻟﺨﺎرﻗﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﺴﻌﺪﻫﻢ اﻟﺤﻆ ﺑﻠﻘﺎﺋﻪ . واﻟﺨﻀﺮ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮوف ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﺗﻈﻬﺮ أﻳﻀﺎ ﻟﺘﻌﺒﺮ ﺑﺎﻟﺒﻄﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،وﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎرق ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻳﻨﻘﺬ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ،وﻳﺮده إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﺳﺎﻟﻤﺎ ،ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻌﺪم ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻹﻧﻘﺎذ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ . اﻟﺮاوي اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺧﻼل ﻃﻘﺲ اﻟﻌﺒﻮر ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﺟﺪا ﻣﻦ ﻃﻘﻮس اﻟﻌﺒﻮر ،ﻳﺨﻀﻊ ﻻﺧﺘﺒﺎر ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺻﻔﺎء ﻧﻔﺴﻪ، وﺗﺠﺮدﻫﺎ ،أو ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺢ ﻛﺒﺤﻬﺎ ،وﻋﺪم اﺳﺘﻐﺮاﻗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻈﺎﻫﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺨﺎدﻋﺔ . وﻳﺘﻤﺜﻞ اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﺸﻒ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻄﺎء ،ﻓﺮﻏﻢ ﻓﻘﺮ اﻟﺮاوي اﻟﺸﻌﺒﻲ إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺒﺨﻞ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ، واﻻﺧﺘﺒﺎر ﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻨﺢ اﻟﻄﻌﺎم ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻘﻄﺐ ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮ وﻣﻨﺤﺔ )اﻟﻘﻄﺐ( ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم ،رﻏﻢ اﻟﻤﻈﻬﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻲ اﻟﻜﺮﻳﻪ اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻮر اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻳﻈﻬﺮ اﻟﺸﻌﺮ ﻛﻘﻴﻤﺔ
46
Ęƿ ĨĵŹŭŰ ŲƀĽĬ ŹĚč ĸĚĘĨ žŸėĸŨė
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
اﻟﺪراوﻳﺶ ،ﻳﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،وﻳﻄﻠﺐ أن ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻌﻪ ،ﻓﻴﺠﻠﺴﻪ ﺟﺎﺑﺮ إﻟﻰ ﺟﻮاره ،وﻳﻘﺪم ﻟﻪ اﻟﻄﻌﺎم ،وﻳﺘﺮﻛﻪ ﻳﺄﻛﻞ ﺣﺘﻰ ﺷﺒﻊ ،وﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ،وأﺛﻨﺎء ﻗﻴﺎﻣﻪ ،ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﺮﺟﻞ أن ﻳﺄﺧﺬه ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ داﺑﺘﻪ ،ﻓﺂﺛﺮه ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻗﺎم ﺑﺮﻓﻌﻪ ﻓﻮق اﻟﺪاﺑﺔ ،وﺳﺤﺒﻬﺎ وﻣﺸﻰ ،وﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﺪﻋﻮ إﻟﻴﻪ ﺟﺎﺑﺮ ،ﻃﻠﺐ اﻟﺮﺟﻞ أن ﻳﻨﺰل ،ﻓﺄﻧﺰﻟﻪ وﻗﺎل اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻪ أرﺣﺘﻨﻲ أراﺣﻚ اﻟﻠﻪ وﺣﺒﱠﺐ ﻓﻴﻚ ﺧﻠﻘﻪ ) وﻓﻲ رواﻳﺔ أﺧﺮﯨـ ﻗﺎل ﻟﻪ » :ﻳﺎ وﻟﺪي راﺿﻴﺘﻨﻲ روح اﻟﻠﻪ ﻳﺮﺿﻴﻚ ،أﻗﻮل ﻟﻚ ﻳﺎ وﻟﺪي ،أﻧﺖ ﺑﺎﻳﻦ ﻋﻠﻴﻚ راﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ ،ﺗﺄﺧﺬﻫﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻚ وﻻ ﻓﻲ ﺑﻮزك )ﻓﻤﻚ(« .ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ «2» . ﺗﻘﻮل ﺣﻜﺎﻳﺔ أﺧﺮى ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ،وﻧﻨﻘﻠﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﺺ ﻛﻤﺎ ﺟﺎءت ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن أﺣﺪ اﻟﺮواة ﺑﺼﻌﻴﺪ ﻣﺼﺮ » ﻳﺎ ﻋﻢ دا ﻣﻔﻴﺶ ﺣﺪ ﺑﻌﺪه ،ﻻ ﺑﻌﺪه وﻻ ﻗﺒﻠﻪ ﺗﺎﻧﻲ ،دا اﻟﺨﻴﻞ ﻋﺎرف أﺳﺎﻣﻴﻬﺎ ،اﻟﻔﺮﺳﺎن ﻳﺪﻳﺐ ﻟﻚ ﺳﺎﺑﻊ ﺗﺎﻣﻦ ﻋﺎﺷﺮ ﺧﻤﺴﺘﺎﺷﺮ ﺟﺪ ،ﻧﻜﻠﱢﻤﻚ اﻟﺼﺮاﺣﺔ ،دا رادل )رﺟﻞ( أﺻﻠﻪ ُﻣﻘﺎﺑِﻠﺔ ﻗُﻀْ ﺐ )ﻗﻄﺐ(ْ . ﺗﻌﺮف ،اﻷول ﺟﺎﺑﺮ أﺑﻮ ﺣﺴﻴﻦ ده ﻛﺎن راﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﻄﺎره ،وﻫﻮ ﺳﺎرح ﻻ ﻣﺆاﺧﺬة وﻣﺎﺷﻲ ﻓﻲ ﺣﺘﻪ ﻣﻘﻄﻮﻋﻪ ،ﻛﺪه ﻗﺎل ﻟﻪ )اﻟﻘﻄﺐ( :ﻳﺎﺑﻨﻲ ،ﻗﺎل ﻟﻪ )ﺟﺎﺑﺮ(
:ﻧﻌﻢ ﻳﺎﻋﻢ ،ﻗﺎل ﻟﻪ ﻣﻌﺎك ﻋﻴﺶ؟ ﻗﺎل ﻟﻪ : ﻣﻌﺎي ،ﻗﺎل ﻟﻪ :اﻗﻌﺪ ﻫﻨﺎ ﻧﺎﻛﻠﻮ ،ﻗﺎل ﻟﻪ : ﺣﺎﺿﺮ ﻳﺎﻋﻢ .ﻓﺮط ﻻ ﻣﺆاﺧﺬو اﻟﻔﻮﻃﺔ اﻟﻠﻲ ﻣﻌﺎه ،وﻃﻠﱠﻊ ﻋﻴﺶ وﺟﺒﻨﻪ ،وﻗﻌﺪو ﻳﺎﻛﻠﻮ ،ـ ﺳﻼم ورﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ وﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ـ اﻟﻘﻀﺐ ﻳ َﻨ ْﺰﻧﺰ، وﻳﻬﻄﱢﻞ ،وأﺑﺼﺮ إﻳﻪ ،وﻣ ْﺪرك إﻳﻪ ،وﺷﺮﻗﻲ، وﻏﺮﺑﻲ .ﻗﺎل ﻟﻪ :أﻗﻮل ﻟﻚ إﻳﻪ ﻳﺎ ﺟﺒﺮ .ﻗﺎل ﻟﻪ :ﻧﻌﻢ ﻳﺎﻋﻢ .ﻗﺎل ﻟﻪ ﺗﺎﺧﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺧﺸﻤﻚ )ﻓﻤﻚ( وﻻﻓﻲ ﻳ ﱠﺪك ؟ ﻗﺎل ﻟﻪ :ﻻ ﻳﺎﻋﻢ آﺧﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺧﺸﻤﻲ ،راح ﺗﺎﻓﻒ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺧﺸﻤﻪ ،ﺑﻘﻰ ﺟﺎﺑﺮ أﺑﻮ ﺣﺴﻴﻦ ،اﻟﻠﻲ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻻ ﻣﺆاﺧﺬة ﻣﺎ ﺗﻌﺮف ﻫﻴﻘﻮل إﻳﻪ« «3» . ﻃﻘﻮس اﻟﻌﺒﻮر
وﻟﻮ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ اﻷﺳﻄﻮرﻳﺔ ﺳﻮف ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺗﺠﺴﺪ ﻃﻘﺴﺎً ﻣﻦ ﻃﻘﻮس اﻟﻌﺒﻮر ،ﻓﺎﻟﺮاوي اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﺒﺪأ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎدي ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻓﻬﻮ ﻣﺠﺮد رﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ ،ﻳﺠﻤﻊ ﻗﻮﺗﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﺰف ﺑﺎﻟﻄﺎر، واﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻻ ﺗﺬﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﺎت ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮم اﻟﻌﺎزف ﺑﺎﻟﻌﺰف أﻣﺎم أﺣﺪ اﻟﺒﻴﻮت ،أو ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮل وﻗﺖ اﻟﺤﺼﺎد ﺧﺎﺻﺔ ،وﻳﺮﺗﺠﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻴﺎت
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
45
اﻟﻤﻘﺪس ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ اﻟﺮاوي ﺟﺎﺑﺮ أﺑﻮ ﺣﺴﻴﻦ ﻧﻤﻮذﺟ ًﺎ ﻓﻜﺮة اﻟﻤﻘﺪس ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﻬﺎﻣﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎً ،وﻻ ﺗﻨﻔﺼﻞ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﺘﺮاث ً ﻣﺤﻤﻼ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ رؤﻳﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺬي ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ،ﻷن اﻟﻤﻘﺪس ﻋﻨﺼﺮ ﺟﻮﻫﺮي ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ، ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﻘﺎع اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻠﻌﺐ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻣﻊ اﻟﻄﻘﻮس دوراً أﺳﺎﺳﻴﺎ ًﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻛﻜﻞ ،وﻫﻜﺬا ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻜﺮة اﻟﻤﻘﺪس ﻓﻲ ﻣﻨﺠﺰات ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،وﺗﺼﺒﺢ ﻣﺤﻄﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺘﻮﻗﻒ أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ إﻃﺎر ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟﺘﺮاث اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻋﻤﻮﻣﺎً. * ŒżũĹŤē İėŐ ŽĩĝŘ
وإذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺳﻮف ﻧﺠﺪ ﻓﻜﺮة اﻟﻤﻘﺪس ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﻛﺎﻓﺔ، ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺺ ،ﻣﺮورا ً ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ،وﺻﻮﻻً إﻟﻰ ﻓﻌﻞ اﻟﺘﻠﻘﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺣﺎﺿﺮة ﻓﻲ ﺻﻠﺐ اﻟﺴﻴﺮة ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﻔﺎوﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ،وﻳﻤﻜﻦ رﺻﺪ ذﻟﻚ ﺑﻮﺿﻮح ﻣﻦ ﺧﻼل ذﻛﺮ اﻟﻠﻪ ،واﻟﻤﺪاﺋﺢ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ أو ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻔﻜﺮة اﻟﻤﻘﺪس ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺨﻀﺮ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ رﺻﺪﻫﺎ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﺗﺮد ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة، أو ﻗﻴﻢ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﺗﺸﻜﻞ أﺳﺲ اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ . ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﻨﺎ ﻟﺘﻮﻗﻒ أﻣﺎم ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ » ،«1وﺳﻮف ﻧﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ارﺗﺒﺎط
44
Ęƿ ĨĵŹŭŰ ŲƀĽĬ ŹĚč ĸĚĘĨ žŸėĸŨė
ﻓﻜﺮة اﻟﻤﻘﺪس ﺑﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺟﺎﺑﺮ أﺑﻮ ﺣﺴﻴﻦ ،اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﺑﺮز وأﻫﻢ ﺣﺮاس اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ،وأﻛﺜﺮﻫﻢ ﺣﻔﻈﺎً ﻟﻬﺎ، وﻗﺒﻮﻻً ﻟﺪى ﺟﻤﻬﻮرﻫﺎ. ﻳﺮﺗﺒﻂ راوي اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻮرات اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ارﺗﺒﺎﻃﺎً وﺛﻴﻘﺎً ﺑﺎﻟﻤﻘﺪس، ﻓﺎﻟﺴﻴﺮة وﻓﻖ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺼﻮرات ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺟﻬﺪ ﺑﺸﺮي ﻓﻘﻂ ،رﻏﻢ وﺟﻮد ذﻟﻚ اﻟﺠﻬﺪ ،ﺑﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﺤﺔ إﻟﻬﻴﺔ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ اﻟﺮاوي ﻋﺒﺮ اﻟﺨﻀﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،أو اﻟﻘﻄﺐ وﻓﻖ اﻟﻠﻘﺐ اﻟﻤﺘﺪاول ،واﻟﻘﻄﺐ ﻫﻮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻐﻴﺒﻲ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻤﻮت أﺑﺪا ً، وﻳﺴﺘﻤﺮ وﺟﻮده ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺼﻮرة ﻏﺎﻣﻀﺔ، ﻓﻐﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﺣﻀﻮره ﺧﻔﻴﺎً ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻈﻬﺮ
أﺣﻴﺎﻧﺎً ﻓﻲ ﻇﺮوف ﺧﺎﺻﺔ ﺟﺪا ً ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻟﻴﻤﻨﺤﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ. وﺗﻨﻈﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻴﺮة ﺟﺎﺑﺮ أﺑﻮ ﺣﺴﻴﻦ ﺑﻮﺻﻔﻪ رﺟﻼً » ُﻣﻘﻄﱠﺒﺎً« واﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﻘﻄﺐ ﻫﻮ اﻟﺬي ﺣﻈﻲ ﺑﻤﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺨﻀﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،وﻫﻮ ﻣﻦ أﻟﻘﺎب ﺳﻼﻣﺔ ﺑﻄﻞ اﻟﺴﻴﺮة أﻳﻀﺎً . ﻣﺎذا ﺗﻘﻮل اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ؟
ﺗﻘﻮل اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ إن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﺎن ﻳﺠﻠﺲ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮة ﻟﻴﺴﺘﺮﻳﺢ ،وﻣﻌﻪ رﻛﻮﺑﺘﻪ )داﺑﺘﻪ( اﻟﻌﺮﺟﺎء ،وﻣﻌﻪ ﺻ ﱠﺮة ﺑﻬﺎ ﺟﺒﻦ ﺑﻠﺪي ﻗﺪﻳﻢ، وﻓﺼﻮص اﻟﺨﺒﺰ ،وأﺧﺬ ﻳﺄﻛﻞ ،وإذا ﺑﺮﺟﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ ،رث اﻟﺜﻴﺎب ،ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ
ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺟﻤﻊ ﻧﺺ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻠﻬﻼﻟﻴﺔ أن ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺗﻮاﺻﻞ اﻟﺠﻤﻊ اﻟﻤﻴﺪاﻧﻲ ن أداء اﻟﺴﻴﺮة ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺣﻴﻮﻳﺔ وﻣﺘﺤﻮﻟﺔ ،وﻟﻮ ﺑﺒﻂء، ﺟﻤﻌﺎ ﻳﺠﺐ رﺻﺪﻫﺎ ً ً وﺗﻮﺛﻴﻘﺎ وﺗﺪوﻳ ًﻨﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ﻣﺼﺮ ،ﻣﺎ اﻟﺬي دﻋﺎك إﻟﻰ ذﻟﻚ؟ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺟﻤﻊ ﻧﺺ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻠﻬﻼﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺆ ٍد واﺣﺪ ،أو ﻣﻦ ﻣﺆدﻳﻦ ﻋﺪة ،أن ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺗﻮاﺻﻞ اﻟﺠﻤﻊ اﻟﻤﻴﺪاﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺆدﻳﻦ آﺧﺮﻳﻦ ،ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺳﺒﻖ أن ﺟﻤﻌﺖ رواﻳﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؛ ذﻟﻚ ﻷن أداء اﻟﺴﻴﺮة ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺣﻴﻮﻳﺔ وﻣﺘﺤﻮﻟﺔ ،وﻟﻮ ﺑﺒﻂء .وﻣﻦ ﺛﻢ ،ﻳﺠﺐ رﺻﺪﻫﺎ ﺟﻤ ًﻌﺎ وﺗﻮﺛﻴﻘًﺎ وﺗﺪوﻳ ًﻨﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار. ﻟﻮ ﻗﺎرن اﻟﻘﺎرئ ﻣﺠﻠﺪات اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ اﻟﻤﺪوﻧﺔ واﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ،ﺑﺎﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺪ ﻓﺮوﻗًﺎ ﺣﺎدة وﺗﻨﻮ ًﻋﺎ ﻻﻓﺘًﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺴﺮدﻳﺔ واﻟﻠﻐﺔ واﻷﺣﺪاث واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت واﻷﺟﻨﺎس اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ واﻟﻨﺜﺮﻳﺔ. إن اﺗﺼﺎل ﺗﺪوﻳﻦ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ،ﻛﺎﺗﺼﺎل ﺗﺪوﻳﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ )ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺚ أن ﻳﻘﻮل ﻗﺎﺋﻞ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،وﺑﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ( ،ﻓﻤﺜﻠﻤﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ أﻳﻀً ﺎ. ﻳﺆﻣﻦ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺑﺄن ﺛﻤﺔ ﻧﺼﻴﻦ ﻻ ﻳﻔﻨﻴﺎن :اﻟﻘﺮآن واﻟﺴﻴﺮة .ﻗﺪ ﻳﻘﻮدﻧﺎ ﻫﺬا ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﻼﻣﺎت اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻴﻦ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ واﻟﺘﺮاث اﻟﺪﻳﻨﻲ ،ﻟﻜﻦ اﻷﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق أن ﻧﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺴﺮد اﻟﻬﻼﻟﻲ ﻣﺘﺠﺪد اﻷداء واﻟﺘﻠﻘﻲ ،وﻣﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن ،وﻣﺘﻨﻮع اﻟﺒﻨﻰ واﻷﻟﺴﻨﺔ .وﻣﻦ ﺛﻢ، ﻓﺈن اﺳﺘﻤﺮار ﺗﺪوﻳﻦ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻫﻮ أﻣﺮ ﺣﺘﻤﻲ. وﻓﻘًﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺼﻮر ،ﻛﻨﺖ أﻋﻤﻞ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻊ رواﻳﺎت اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ وﺗﺪوﻳﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺆدﻳﻦ واﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺸﻌﺒﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وﺑﻠﺪان اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وأﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮوﻳﺞ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺠﻤﻊ واﻟﺘﺪوﻳﻦ ﻟﺪى ﻗﻄﺎع ﻋﺮﻳﺾ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻴﻠﻲ ،وأﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ واﻟﻼﺣﻘﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل، ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ
ﺳﻴﺮة اﻟﻀﻴﻒ أﺳﺘﺎذ اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﺄﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻔﻨﻮن ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة ،ﺣﺎﺻﻞ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع » :رواﻳﺎت اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ أﺳﻴﻮط« ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب -ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة .ﻳﻌﺪ أﺑﺮز اﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﻤﻘﺎرﺑﺔ رواﻳﺎت اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺑﺄدوات اﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎت واﻟﺴﺮدﻳﺎت. ﻧﺸﺮ ﻋﺪدا ً ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺴﻴﺮة ،أﻫﻤﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ ﺟﺰءﻳﻦ )ﺳﻴﺮة ﺑﻨﻲ ﻫﻼل :رواﻳﺎت ﻣﻦ ﺟﻨﻮب أﺳﻴﻮط( اﻟﺤﺎﺋﺰ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﺻﻘﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ )وﺳﺎم اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻲ اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ﺳﺎﻟﻮﻣﻮﻧﻲ ﻣﺎرﻳﻨﻮ؛ راﺋﺪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺼﻘﻠﻴﺔ( اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﻟﺮﻣﻮ اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎم 2010م. ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﺋﺰ أﺑﺮزﻫﺎ )درع اﻟﺘﺮاث( ﻣﻦ داﺋﺮة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﺸﺎرﻗﺔ 2012م ،وﺟﺎﺋﺰة اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻟﻺﺑﺪاع اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻓﻲ أدب اﻟﻄﻔﻞ ،ﻋﻦ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ »ﻟﻌﺒﺔ اﻟﻐﻮﻟﺔ« ،اﻟﺪورة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮة2010 ،م.
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
43
тАл╪зя╗Яя║ая╗мя╗о╪п ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║ФтАм тАля╗Уя╗▓ я╗гя║ая║О┘Д ╪зя╗Яя║┤я╗┤я║о╪йтАм тАл╪зя╗Яя╗мя╗╝я╗Яя╗┤я║Ф я║Чя╗Фя║Шя╗Шя║к ╪зя╗Яя╗оя╗Ля╗▓тАм тАл╪зя╗╗я║│я║Шя║о╪зя║Чя╗┤я║ая╗▓ я║Ся║Оя╗Яя║Шя╗ия╗о╪╣тАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║╗я╗Мя╗┤я║к ╪зя╗Яя╗дя╗оя║│я╗┤я╗Шя║ОтАм тАл┘И╪зя╗Яя║ая╗ия║▓ ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о┘КтАм тАл┘И╪зя╗Яя║┤я║о╪п┘К ┘И╪зя╗Яя╗ая╗мя║ая║ФтАм тАл┘И╪зя╗Яя║Тя╗ия╗░ ╪зя╗Яя║к╪▒╪зя╗гя╗┤я║ФтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Мя╗╝я╗гя║О╪к ╪зя╗Яя║к╪зя╗Яя║ФтАм тАля╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗в ╪зя╗Яя║Шя║О╪▒я╗│я║ия╗▓тАм тАл┘И╪зя╗╗я║Яя║Шя╗дя║Оя╗Ля╗▓тАм
тАл┘Ия╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗оя╗Чя║Ц я╗зя╗Фя║┤я╗ктАк ╪МтАмя║Чя╗Мя╗дя╗Ю ╪зя╗Яя║о╪з┘Ия╗│я║Ф я╗Ля╗ая╗░тАм тАля║Чя╗Ая║Оя╗Уя║о я║Чя╗Шя║Оя╗Яя╗┤я║к ╪зя╗╖╪п╪з╪б ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗ая╗Шя║Шя╗мя║О я╗Ля╗ж ╪гя║Ся╗┤я╗мя║ОтАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗гя╗ия╗мя║О я╗Чя╗┤я╗в ╪зя╗Яя║Тя╗Дя╗оя╗Яя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║дя╗дя╗ая╗мя║О ╪зя╗Яя║╕я║ия║╝я╗┤я║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя║мя╗Ыя╗о╪▒я╗│я║ФтАк ╪МтАмя╗гя╗ж я║Яя║Оя╗зя║РтАк ╪МтАм┘Ия╗Ля╗ая╗░ я╗гя╗ия╗Ия╗о╪▒ ╪зя╗Яя║┤я║о╪птАм тАл╪зя╗Яя╗ия║┤я╗о┘КтАк ╪МтАмя╗гя╗ж я║Яя║Оя╗зя║Р я╗гя╗о╪з╪▓┘НтАк.тАмтАм тАл╪п╪▒╪м ╪зя╗Яя║Тя║Оя║гя║Ья╗о┘Ж я╗Ля╗ая╗░ ╪▒я║Ся╗В ╪зя╗Яя║┤я╗┤я║о╪й ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф тАк-тАмтАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║╗я╗Мя╗┤я║к ╪зя╗Яя║о┘И╪зя╗│я║Ф ┘И╪зя╗╖╪п╪з╪б ╪зя╗Яя║╕я╗Фя╗мя╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗Яя╗┤я║▓тАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║╗я╗Мя╗┤я║к я╗гя╗Ая╗дя╗о┘Ж ╪зя╗Яя║┤я╗┤я║о╪й ┘Ия║╖я║ия╗оя║╗я╗мя║ОтАм тАлтАк -тАмя║Ся╗Мя║Оя╗Яя╗в ╪зя╗Яя║мя╗Ыя╗о╪▒тАк ╪МтАмя╗Уя║Оя╗Яя║ия║Тя║о╪з╪к ╪зя╗Яя╗дя╗┤я║к╪зя╗зя╗┤я║Ф я║Чя╗ия║Тя║КтАм
тАлтАк42тАмтАм
тАлтАк┼Т┼Ь─Ш─н┼и─Ч ─┤─Ы┼Ф ┼▓─╜─м ─┤┼н─н┼мтАмтАм
тАл ┬ЗтАк┬Ъ├Щ#3,# ┬Щ ├Щ # ┬Щ . ├Р' ├Р├Щ├О┬Т ' ┬║├В # pтАмтАм
тАл┘Ия║Чя║ая╗мя╗┤я║░я╗ля╗в я╗Яя╗┤я╗Ья╗оя╗зя╗о╪з я╗Уя║оя║│я║Оя╗з┘Ля║ОтАк .тАм┘Ия╗Уя╗▓ я║│я╗┤я║О┘В ╪вя║зя║отАк╪МтАмтАм тАля║Чя╗Шя╗о┘Е ╪зя╗Яя║ая║О╪▓я╗│я║Ф я║Ся╗ия║Ц я║│я║оя║гя║О┘Ж я║Ся║Оя╗Яя║к┘И╪▒ я╗зя╗Фя║┤я╗к я╗Уя╗▓тАм тАля╗гя║О я╗│я║┤я╗дя╗░ я║С┘А ┬╗╪пя╗│я╗о╪з┘Ж ╪зя╗╖я╗│я║Шя║О┘Е┬лтАк.тАмтАм тАля╗Яя╗┤я║┤я║Ц ╪зя╗╖я╗зя║Ья╗░ я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗мя╗╝я╗Яя╗┤я║Ф я║╖я║ия║╝я╗┤я║Ф я║│я║о╪пя╗│я║ФтАм тАля╗Уя║дя║┤я║Р╪Ы я║Ся╗Ю я╗ля╗▓ я║гя║▓тАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя║дя║▓ )я╗Уя╗▓тАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗Фя╗мя╗о┘Е ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗▓( я╗│я╗Мя╗ия╗▓ ╪зя╗Яя║╝я╗о╪ктАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя╗ия╗Фя║▓тАк╪МтАмтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗оя║Яя╗о╪п ╪зя╗Яя╗дя║О╪п┘К ┘И╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ия╗о┘К я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║┤я╗о╪з╪бтАк╪МтАмтАм тАля╗Ля╗ая╗░ я╗зя║дя╗о я╗гя║О я╗│я╗Фя╗Ая╗▓ я╗Чя╗оя╗Яя╗мя╗жтАк┬╗ :тАмя║гя║┤я╗Ъ я╗Уя╗▓тАм тАл╪зя╗Яя║кя╗зя╗┤я║О┬лтАк ╪МтАм╪ея╗Яя╗░ я╗Ля╗╝я╗гя║О╪к )╪пя╗╗я╗╗╪к( я╗гя║Шя╗о╪зя╗Яя║к╪йтАм тАля╗Яя║дя╗Ая╗о╪▒ ╪зя╗╣я╗зя║┤я║О┘Ж ┘Ия║зя╗ая╗о╪п┘ЗтАк ╪МтАм┘Ия╗ля╗о я║Чя║╝я╗о╪▒тАм тАля╗гя║╝я║о┘К я╗Чя║кя╗│я╗в я╗╗ я║╖я╗ЪтАк .тАмя╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗мя╗╝я╗Яя╗┤я║Ф╪Ы я║Чя╗Ря║░┘ДтАм тАл╪зя╗╖я╗зя║Ья╗░ ╪зя╗Яя║┤я║о╪птАк ╪МтАм┘Ия║Чя║╕я╗Фя║о я╗гя╗оя║Чя╗┤я╗Фя║Оя║Чя╗ктАк ╪МтАм┘Ия║Чя╗Шя╗┤я╗в я║Ся╗ктАм тАля║Чя╗дя║Ья╗╝╪к ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗в ╪зя╗╗я║Яя║Шя╗дя║Оя╗Ля╗▓ ┘И╪зя╗Яя║Шя║О╪▒я╗│я║ия╗▓тАк ╪МтАмя║Ыя╗втАм тАля║Чя║кя╗Уя╗К я║гя╗Ья║Оя╗│я║Оя║Чя╗мя║О ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗Яя║оя║Яя║О┘Д я╗Яя╗Ья╗▓ я╗│я║дя║оя║│я╗оя╗ля║ОтАм тАл┘Ия╗│я║Ж╪п┘Ия╗ля║О ┘Ия╗│я╗Мя╗┤я║к┘И╪з я║Чя║╕я╗Ья╗┤я╗ая╗мя║О ┘И╪▒┘И╪зя╗│я║Шя╗мя║ОтАк ╪МтАм╪п┘И┘ЖтАм тАл╪г┘Ж я╗│я╗Ья╗о┘Ж я╗Уя╗▓ я╗гя╗Шя║к┘И╪▒я╗ля╗в ┘И╪г╪п я║гя║▓ ╪зя╗╖я╗зя║Ья╗░тАм тАля╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║┤я║о╪п ╪зя╗Яя╗мя╗╝я╗Яя╗▓тАк ╪МтАмя║Ся║Оя╗Яя║оя╗Пя╗в я╗гя╗ж я╗гя║дя║О┘Ия╗╗я║Чя╗мя╗втАм тАля╗Яя║Шя║мя╗Ыя╗┤я║о ╪зя╗Яя╗мя╗╝я╗Яя╗┤я║ФтАк.тАмтАм
тАля╗Ля╗ж ╪г┘Ж ╪▒┘И╪з╪й ╪зя╗Яя║┤я╗┤я║о╪й ╪▒я║Яя║О┘ДтАк ╪МтАм┘И╪г┘Ж я╗гя║Шя╗ая╗Шя╗┤я╗мя║ОтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║Тя║Оя║╖я║оя╗│я╗ж ╪зя╗Яя╗Ия║Оя╗ля║оя╗│я╗ж ╪▒я║Яя║О┘ДтАк ╪МтАм┘И╪г┘Ж ╪зя╗Яя╗Фя╗Ая║О╪бтАм тАл╪зя╗Яя║┤я║о╪п┘К ╪зя╗Яя╗мя╗╝я╗Яя╗▓ я╗гя╗ж я║зя╗ая╗Ц ╪зя╗Яя║оя║Яя║О┘ДтАк ╪МтАм┘Ия║Чя║дя║оя╗Ыя╗ктАм тАл╪зя╗Яя║оя║Яя║О┘ДтАк ╪МтАм┘Ия╗│я║Шя║дя╗Ья╗в я╗Уя╗┤я╗к ╪зя╗Яя║оя║Яя║О┘ДтАк.тАмтАм тАл┘Ия╗Яя╗Ья╗ж я╗╗ я╗│я║Шя╗оя╗Чя╗Т ╪зя║зя║Шя╗╝┘Б ╪▒┘И╪зя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║┤я╗┤я║к╪йтАм тАл╪▒я║Чя╗┤я║Тя║Ф я╗Ля╗ж ╪▒┘И╪зя╗│я║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║Ж╪пя╗│я╗ж ╪зя╗Яя║оя║Яя║О┘Д я╗Ля╗ия║ктАм тАля║гя║к┘И╪п ╪зя╗Яя╗дя║кя║зя╗Ю ╪зя╗Яя║м┘К ╪зя║│я║Шя╗мя╗ая║Ц я║Ся╗к ╪▒┘И╪зя╗│я║Шя╗мя║ОтАм тАля╗Яя╗ая║┤я╗┤я║о╪йтАк ╪МтАмя║Ся╗Ю я╗│я╗Ья║Шя╗ия║░ я╗зя║╝я╗мя║О ╪зя╗Яя║дя╗Ья║Оя║Ля╗▓ я║Ся║Оя╗Яя║Шя╗Фя║Оя║╗я╗┤я╗ЮтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Шя╗┤я╗в ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя║Шя║╝я╗Ю я║Ся║Оя╗Яя╗ия╗Дя║О┘В ╪зя╗╖я║│я║о┘КтАк ╪МтАмя║гя╗┤я║ЪтАм тАля╗│я╗дя║Ья╗Ю ╪зя╗Яя║дя║о╪╡ я╗Ля╗ая╗░ я║Чя╗оя║┐я╗┤я║в я╗Ля╗╝я╗Чя║О╪к ╪зя╗Яя║░┘И╪з╪мтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗ия║┤я║Р ╪зя╗ля║Шя╗дя║Оя╗гя╗мя║О ╪зя╗Яя║оя║Ля╗┤я║▓ ╪гя║Ыя╗ия║О╪б я║│я║о╪пя╗ля║ОтАк.тАмтАм тАля╗Ыя╗дя║О ╪г┘Ж ╪▒┘И╪зя╗│я║Шя╗мя║О я║Чя║┤я║Шя╗мя╗Ю ╪зя╗Яя║Тя╗Дя╗оя╗Яя║Ф я║Ся║Оя╗Яя╗ия║┤я║О╪б я╗Уя╗▓тАм тАля╗гя║╕я║Оя╗ля║кя╗ля║О ╪зя╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░я╗│я║ФтАк ╪МтАм┘Ия╗ля╗о ╪зя╗╖я╗гя║о я╗зя╗Фя║┤я╗к ╪зя╗Яя║м┘КтАм тАля╗зя║ая║к┘З я╗Ля╗ия║к я╗гя║ия║Шя╗ая╗Т ╪зя╗Яя╗дя║Ж╪пя╗│я╗ж ╪зя╗Яя║мя╗Ыя╗о╪▒╪Ы ╪░я╗Яя╗ЪтАм тАля╗╖я╗зя╗к я╗╗ я╗Уя╗Ья║О┘Г я╗гя╗ж я║гя╗Фя║О╪╕ ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о╪з╪б я╗Ля╗ая╗░ я╗ля║м┘ЗтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║╕я║Оя╗ля║к )╪зя╗Яя║╕я╗Фя║о╪з╪к ╪зя╗Яя╗ия║┤я╗оя╗│я║Ф( ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗дя║Ья╗ЮтАм тАля║╗я╗ая║Р я║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗Яя║┤я╗┤я║о╪йтАк ╪МтАм┘Ия╗гя╗ия╗мя║ОтАк :тАмя╗гя║╕я╗мя║к ╪▒я║гя╗┤я╗ЮтАм тАля║зя╗Ая║о╪й ┘И┘Ия╗Яя║кя╗ля║О ┘Ия║│я╗Мя╗┤я║к╪й ┘И┘Ия╗Яя║кя╗ля║О ╪ея╗Яя╗░ я║Ся╗╝╪птАм тАл╪зя╗Яя╗Мя╗╝я╗гя║О╪ктАк .тАм┘Ия╗гя║╕я╗мя║к я║гя║о╪и ╪зя╗Яя╗ия║Оя╗Ля║┤я║Ф я║Ся╗ия║Ц ╪▓я╗│я║ктАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║ая║О╪м я╗гя╗К ╪гя║Ся╗▓ ╪▓я╗│я║к ╪зя╗Яя╗мя╗╝я╗Яя╗▓ я╗Чя║Тя╗Ю ╪▓┘И╪зя║Яя╗к тАв я╗Яя╗в я║Чя╗Ья║Шя╗Т я║Ся║о╪з┘И ╪г┘И ╪▒╪з┘Ия╗│я║Ф ┘И╪зя║гя║к╪йтАк ╪МтАм┘И╪зя╗ля║Шя╗дя╗дя║ЦтАм тАля╗гя╗ия╗мя║ОтАк .тАм┘Ия╗гя║╕я╗мя║к я║Чя╗Ья╗оя╗│я╗ж я║╖я╗дя╗Мя║Ф ╪зя╗Яя║ая╗о╪п ╪▓┘Ия║Яя║Ф я║зя╗╝┘Д я║Яя╗дя╗Мя╗Ъ я╗Яя╗ая║┤я╗┤я║о╪й я║Ся║Оя╗Яя╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗ия╗┤я╗жтАм тАля║Яя║Тя║о ╪зя╗Яя╗Шя║оя╗│я║╕я╗▓ я╗╖я╗│я║Шя║О┘Е ╪зя╗╖я║╖я║о╪з┘Б я╗Уя╗▓ я║Чя╗оя╗зя║▓тАк ╪МтАм╪зя╗Яя╗дя║ая╗мя╗оя╗Яя╗┤я╗ж я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Шя║о┘Й ╪зя╗Яя╗дя╗мя╗дя║╕я║Ф я║Ся║ая╗ия╗о╪итАм
اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ • وﻣﺎذا ﻋﻦ اﻷﻋﻤﺎل ﺤﺜﻴﺔ )اﻟﻤﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻴﺔ اﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮرﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ « »اﻷداء« واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ( اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬت ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮ ًﻋﺎ؟ ﺑﻌﺪ أن ﻗﺪم أﺣﻤﺪ ﻣﺮﺳﻲ ﻓﺼﻼً ﺿﻤﻦ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻷداء واﻟﻤﺆدﻳﻦ ﻦ ﺿﺎﻓﻴًﺎ ً ﻓﺼﻮل ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮر« ﻮر« ﺷﻬﺪت اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮرﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻌﺮﺑﻴﺔ اﺗﺴﺎﻋﺎﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺤﻠﻴﻞ »اﻷداء اﻟﺸﻔﻬﻲ« اﺗﺴﺎ ًﻋ وﺗﻄﻮ ًرا ﻣﻠﺤﻮﻇﻴﻦ ،ﻧﺨﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ دراﺳﺘﻴﻦ ﺗﺨﺼﺼﺘﺎ ﻓﻲ أداء اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ .اﻟﺪراﺳﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺗﺘﻌﺎﻣﺪ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ، وﻫﻲ اﻟﺪراﺳﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﻋﻤﺮان ﺣﻮل اﻟﻮﺣﺪة واﻟﺘﻨﻮع ﻓﻲ ﻃﺮاﺋﻖ اﻷداء اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻟﻠﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ وﻃﺮاﺋﻖ اﻷداء اﻟﺘﻲ ارﺗﺒﻄﺖ ﺑﺎﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ )اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻷﻋﻠﻰ ،اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻷدﻧﻰ، اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺒﺤﺮي( .وﻫﻲ اﻟﺪراﺳﺔ اﻷوﻟﻰ – وﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﻮﺣﻴﺪة -اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻟﺠﺖ ﻣﻮﺿﻮع أداء اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻬﺔ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ. أﻣﺎ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ دراﺳﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺎﻓﻆ دﻳﺎب اﻟﻤﻌﻨﻮﻧﺔ ﺑـ »إﺑﺪاﻋﻴﺔ اﻷداء ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ« ،وﻫﻲ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻷداء ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺤﻨﻜﺔ اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﺴﺘﻬﺎ ﺧﺒﺮة ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮل اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ اﻷﺧﺮى ،ﻛﺎﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮر واﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ ،ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ دراﺳﺘﻪ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻻﺗﺴﺎع اﻟﻨﻈﺮي .أﻣﺎ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ،ﻓﻴﻨﻬﺾ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮة ﺑﻨﻲ ﻫﻼل، ﺣﻴﺚ ﻗﺎم دﻳﺎب ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻟﺠﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ »زاوﻳﺔ ﺟﺮوان« اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺮﻛﺰ
Ù#3,# Û# Ù#
ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻗﺘﻔﺎء »ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ« اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻟﻤﺘﺸﻌﺒﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻤﻦ وﻋﻤﺎن وﻧﺠﺪ واﻟﺤﺠﺎز واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ وإﻳﺮان واﻟﻌﺮاق واﻟﺸﺎم وﻣﺼﺮ وﻟﻴﺒﻴﺎ وﺗﻮﻧﺲ واﻟﺠﺰاﺋﺮ واﻟﻤﻐﺮب وﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ وﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ وﺳﻂ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ﺗﺤﻠﻴﻞ ا داء اﻟﺸﻔﻬﻲ
اﻟاﻟﺒﺎﺟﻮر ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻤﻨﻮﻓﻴﺔ ،ﻏﻴﺮ أن اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺠﺰأﻳﻪ -ﻗﺪ ﺧﻼ ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻲ أُﺷﻴﺮإإﻟﻰ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻛﺜﻴ ًﺮا ،ﻛﻤﺎ أن اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﻬﺎ ﻛﺎن ﻧﻧﺎد ًرا ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ. ﻓﻓﻲ إﻃﺎر ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻓﺈﻧﻲ أﺣﺘﻔﻲ ﺑﺑﻬﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ،ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟاﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻋﺒﺪاﻟﺤﻤﻴﺪ ﻳﻮﻧﺲ وأﺣﻤﺪ ﺷﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺤﺠﺎﺟﻲ وﺻﻼح اﻟﺮاوي ووإﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ،وﻋﺒﺪ اﻟاﻟﺮﺣﻤﻦ أﻳﻮب ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ،وﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ ﺑﺑﻮراﻳﻮ وأﺣﻤﺪ زﻏﺐ وأﺣﻤﺪ اﻷﻣﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ .وﻣﻨﺬ ﻋﺎم 2005م ،اﻧﻀﻢ ﻋﺪد ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﺸﺒﺎب إﻟﻰ ﻣﻀﻤﺎر دراﺳﺎت اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ،أﺑﺮزﻫﻢ :ﺧﺎﻟﺪ أﺑﻮ اﻟﻠﻴﻞ وأﺣﻤﺪ ﺑﻬﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ،وﺣﺴﻨﺎء ﺳﻌﺎدة ووﻟﻴﺪة ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ. أﺛﺒﺖ ﻓﻲ دراﺳﺘﻚ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ أن ﺻﻮت • َ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ أﺻﻴﻞ ،ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﻳُﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻧﺺ ذﻛﻮري ﻻ ﻳﺒﺪﻋﻪ أو ﻳﺆدﻳﻪ إﻻ اﻟﺮﺟﺎل ،ﻫﻞ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺄن اﻟﺮاوي اﻟﺬي ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﻣﻌﻪ اﻣﺮأة؟ ﻟﻢ أﺗﻮﻗﻊ أن أﻟﺘﻘﻲ – ﻳﻮ ًﻣﺎ -ﺑﺎﻣﺮأة ﺗﺤﻔﻆ اﻟﺴﻴﺮة ،أو ﺗﺒﺪي ﺷﻐﻔًﺎ ﺑﺴﻤﺎﻋﻬﺎ ،إﻟﻰ أن اﻟﺘﻘﻴﺖ اﻟﺴﻴﺪة رﺗﻴﺒﺔ ﻓﺮﻏﻠﻲ رﻓﺎﻋﻲ ،ﻣﻄﻠﻊ ﻋﺎم 1996م ،ﺳﺄﻟﺖ ﻧﻔﺴﻲ :ﻫﻞ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺳﻴﺮة ﻧﺴﻮﻳﺔ؟ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﻓﻲ ذﻫﻨﻲ ﻗﺒﻞ ﻫﺬا اﻟﻠﻘﺎء اﻟﻤﻤﺘﺪ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم 1998م ،وﺗﺮاﻓﻖ ﻣﻌﻪ اﻧﻔﺘﺎح أﻓﻖ ﺟﺪﻳﺪ وﻣﺪﻫﺶ ﻓﻲ ﻓﻬﻤﻲ ﻟﻠﻬﻼﻟﻴﺔ. ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﺪﺧﻞ اﻟﺬي ﺑﺪأتْ ﺑﻪ رواﻳﺘﻬﺎ ﻛﺸﻒ ﻟﻲ ﺑﻮﺿﻮح ﻋﻦ رواﻳﺔ ﻧﺴﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻬﻼﻟﻴﺔ. ﻓﻔﻲ اﺳﺘﻬﻼﻟﻬﺎ -اﻟﻤﻮﺛﻖ ﻣﺮﺋﻴًﺎ -ﺗﻌﻴﺪ ﺻﻮغ اﻷﺳﺎس اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﻟﺪ اﻟﺒﻄﻞ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺘﺒﺪل ﺑﻄﻮﻟﺔ »ﺧﻀﺮة« ﺑﺒﻄﻮﻟﺔ »أﺑﻮ زﻳﺪ«، ﻟﻴﺘﺤﻮل اﻟﺒﻄﻞ اﻟﻤﺤﻮري ﻣﻦ ذﻛﺮ إﻟﻰ أﻧﺜﻰ.
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
41
Ø . # ÛÂ 'p£ (# $# ¥ (Í
واﻹﻋﺠﺎب وﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ أﺣﺪاﺛﻬﺎ وﻧﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ أﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺒﺮﻫﻦ ﻟﻨﺎ اﻟﺴﻴﺮة ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻐﺎﻣﺮات أﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ أﺟﺪاد ﻷﻏﻠﺐ أﺑﻨﺎء وﻃﻨﻨﺎ ،وﻫﻢ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮن ﻓﻲ ﺳﻴﺮﺗﻬﻢ اﻟﻤﺬﻫﺒﺔ ﺑﻴﻦ اﻷﺳﻄﻮرة واﻟﺘﺎرﻳﺦ«. أﺑﺮز اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
• ﻫﻞ ﺛﻤﺔ دراﺳﺎت ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺘﻢ ﻣﺪى )اﻟﺘﻮاﻓﻖ /اﻻﺧﺘﻼف( ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺟﻤﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮع ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻠﺪان؟ وﻫﻞ ﻫﻞ ﺗﻢ اﺳﺘﺨﺪام ﻧﻔﺲ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻷدوات وﻣﺎ ﻣﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻠﻚ اﻟﺪراﺳﺎت؟ اﻟﺠﻬﻮد إﻧﻨﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك اﻓﺘﻘﺎر د إﻟﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻰ ﺗﺘﺴﻢ اﻟﻮﻋﻲ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﺑﺎﻟﺘﻨﻮع اﻟﺬي ﻢ ﺑﻪ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ،وﻳﺘﺴﻢ ﺑﻬﺎ أداؤﻫﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻴﺪ واﻟﺴﺮدي اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎ واﻟﺠﻨﺲ اﻟﺸﻌﺮي ي واﻟﻠﻬﺠﺔ واﻟﺒﻨﻰ اﻟﺪراﻣﻴﺔ واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺪاﻟﺔ ﻟﺔ
40
ŒŜĘĭŨė ĴěŔ ŲĽĬ ĴŭĭŬ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .وﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺟﻬﻮدا ً ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺗﺒﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ. ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ،أذﻛﺮ أن ﻓﺮﻳﻘًﺎ ﻣﻴﺪاﻧﻴًﺎ ﺑﺈﺷﺮاف ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻴﻼن ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻋﻨﺎﺑﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺑﺪأ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ رواﻳﺎت اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺮﺋﻴﺔ واﻟﺼﻮﺗﻴﺔ.
ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﺮزوﻗﻲ ﺣﻮل »ﻣﻨﺎزل اﻟﻬﻼﻟﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ« ،واﻟﺘﻲ ﻗﺪم ﻓﻴﻬﺎ رﺻ ًﺪا ﻟﻠﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ وﺑﻄﻮﻧﻬﺎ :رﻳﺎح وﻫﻼل ودرﻳﺪ وزﻏﺒﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ واﻟﺠﺰاﺋﺮ واﻟﻤﻐﺮب اﻷﻗﺼﻰ وﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ. ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﺪﻫﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻠﻴﺒﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺮﻫﺎﻧﺔ ،وﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب واﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺳﺒﻬﺎ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻧﻤﻮذ ًﺟﺎ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ،وﺗﻜﻤﻦ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻟﺴﺖ رواﻳﺎت ﺷﻔﺎﻫﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺮواة اﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ، وأراد ﻟﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ أن ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﺪوﻧﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل وأﺷﻌﺎرﻫﻢ وﻫﺠﺮﺗﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺎل اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، وﻣﺮﺟﻌﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ذﻛﺮه اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ .وﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻤﺪﺧﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﻳﻘﺪم ﺑﺮﻫﺎﻧﺔ ﻣﺪﺧﻼً اﺟﺘﻤﺎﻋ ًﻴﺎ، ﻓﻤﺪﺧﻞ اﻟﺪراﺳﺔ اﻷدﺑﻴﺔ ،ﺛﻢ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ .وﻳﺨﺘﺘﻢ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﻤﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮص اﻟﺴﺘﺔ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻴﺪاﻧ ًﻴﺎ. ﻻ ﻳﻔﻮﺗﻨﺎ ﻫﻨﺎ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺠﺎدة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺪوﻳﻦ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ،وﻫﻲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻤﺒﻜﺮة اﻟﺘﻲ أﺟﺮاﻫﺎ اﻟﻬﻼ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ اﻟﻄﺎﻫﺮ ﻗﻴﻘﺔ )1922 اﻟﺒﺎ ﻧﺼﺎ ﺑﺪوﻳٍّﺎ – 19933م( ﻋﻠﻰ واﺣﺪ وﺛﻼﺛﻴﻦ ً ﻟﻠﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ،ﺟﻤﻌﻬﺎ واﻟﺪه ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻟﻠﺴ ٍ ﻗﻴﻗﻴﻘﺔ ﻋﺎم 1927م ﻣﻦ راو ﻟﻴﺒﻲ ﻛﺎن ﻳﺘﺮدد ﻋﻋﻠﻰ ﻋﻤﺎل اﻟﺘﺮاﺣﻴﻞ اﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﺑﺘﻮﻧﺲ، ﺣﺣﻴﺚ ﻗﺎم ﺑﺘﺪوﻳﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﺼﻮص ﺑﻠﻬﺠﺔ راوﻳﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ااﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ،وﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﺮوف ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ،ﺗﻴﺴﻴ ًﺮا ﻋﻠﻰ ﻋﻠ اﻟﻘﺎرئ ﻏﻴﺮ اﻟﺒﺪوي ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎم ﺑﻨﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺎ اﻟﻔﺼﺤﻰ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ. اﻟﻔﺼ
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
• ﺗﺘﻌﺪد رواﻳﺎت اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻓﻲ أﻗﻄﺎر اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻓﻤﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮك وﻣﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﻳﺎت؟ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ اﺗﺼﻠﺖ -أﺛﻨﺎء ﺳﻨﻮات ﺑﺤﺜﻲ - ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ أوردﻫﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺠﻠﻴﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﺣﻮل ﻫﺠﺮات ﺑﻨﻲ ﻫﻼل وﺑﻨﻲ ﺳﻠﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ إﻟﻰ ﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻋﺒﺮ ﻣﺼﺮ ،وﺣﻮل اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺨﺎص ﻟﺒﻨﻲ ﻫﻼل وﺷﻬﺮﺗﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻓﺎﻗﺖ ﺷﻬﺮة ﺑﻨﻲ ﺳﻠﻴﻢ. ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺪث اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻮح ﻋﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق واﻟﺸﻤﺎل اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ،وﻳﻌﺪ ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﻟﻌﺒﺮ« أﻛﺜﺮ اﻟﻤﺼﺎدر أﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع »ﻫﺠﺮة ﺑﻨﻲ ﻫﻼل وﺑﻨﻲ ﺳﻠﻴﻢ« واﻷﺣﺪاث اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺪ وﺛﻴﻘﺔ ﺷﺎﻫﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺎدﻳﺔ واﻟﺤﻀﺮ. ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺪر ﻣﻦ وﻟﻢ ﺗﺤ َﻆ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻬﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻲ اﻟﻤﻴﺪاﻧﻲ اﻟﺬي ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ أﺑﺪاه اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻓﻲ ﺪﻣﺘﻪ ﻫﻼل وﺗﺎرﻳﺨﻪ ﺷﻄﺮ ﻗﺒﻴﻠﺘﻲ ﻼل ﻓﻲ وﺳﻠﻴﻢ وﻣﻦ ﺟﺎورﻫﻤﺎ ﻲ اﻟﺸﻤﺎل اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ. ﻣﻦ ﻟﻘﺪ ﺟﻤﻊ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻋﺪ ًدا ﻦ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ وردت دت ﺑﺄﻟﺴﻨﺔ اﻟﻬﻼﻟﻴﻴﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺮوى -ﺣﺘﻰ ﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،واﻟﺘﻲ ﻻﺗﺰال ﺮوى ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ – ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨﺔ ﺷﻌﺮاء اﻟﺴﻴﺮة ورواﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وﻟﻴﺒﻴﺎ وﺗﻮﻧﺲ واﻟﺠﺰاﺋﺮ، وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮه اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻗﺎﺋﻼً» :ﻳﺰﻋﻤﻮن ]اﻟﻬﻼﻟﻴﻮن[ أن اﻟﺸﺮﻳﻒ اﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ ﻛﺎن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺤﺠﺎز وﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺷﻜﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﻔﺘﻮح ،وأﻧﻪ أﺻﻬﺮ إﻟﻰ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﺮﺣﺎن ﻓﻲ أﺧﺘﻪ اﻟﺠﺎزﻳﺔ ،ﻓﺄﻧﻜﺤﻪ إﻳﺎﻫﺎ ووﻟﺪت ﻣﻨﻪ وﻟ ًﺪا اﺳﻤﻪ ﻣﺤﻤﺪ ،وأﻧﻪ ﺣﺪث ﺑﻴﻨﻬﻢ
وﺑﻴﻦ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﻐﺎﺿﺒﺔ وﻓﺘﻨﺔ، وأﺟﻤﻌﻮا اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻋﻦ ﻧﺠﺪ إﻟﻰ أﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، وﺗﺤﻴﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﺳﺘﺮﺟﺎع ﻫﺬه اﻟﺠﺎزﻳﺔ، ﻓﻄﻠﺒﺘﻪ ﻓﻲ زﻳﺎرة أﺑﻮﻳﻬﺎ ،ﻓﺂزرﻫﺎ إﻳﺎﻫﻢ... ﻓﺎرﺗﺤﻠﻮا ﺑﻪ وﺑﻬﺎ وﻛﺘﻤﻮا رﺣﻠﺘﻬﺎ ﻋﻨﻪ«. ﻛﺎن ﺑﺪﻳﻬﻴﺎً -وﻓﻘﺎ ﻻﺑﻦ ﺧﻠﺪون – أن رﺋﻴﺴﺎ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﻞ اﻟﻤﺪﺧﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺟﺰ ًءا ً دراﺳﺎت اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺠﺰت ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ )ﻟﻴﺒﻴﺎ وﺗﻮﻧﺲ واﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ﻋﻠﻰ وﺟﻪ
اﻟﺨﺼﻮص( ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺼﻞ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻷﻗﻄﺎره .ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮه اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ روزﻟﻴﻦ ﻟﻴﻠﻰ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻟﻠﺴﻴﺮة ،ﺣﻴﺚ ﺗﺮى أن اﻟﺴﻴﺮة »ﺗﻮاﻓﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ ﺧﻄﻮﻃﻬﺎ اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺮﻛﺖ اﻟﻌﻨﺎن ﻟﻠﺨﻴﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺰﻣﺎن ﻟﻴﺒﺪع وﻳﺨﺘﺮع ،إﻟﻰ أن أﺻﺒﺤﺖ ﻗﺼﺼﺎ ﻋﺠﻴﺒﺔ وﺟﺬاﺑﺔ اﻟﺴﻴﺮة ﺗﺴﺠﻞ ﻟﻨﺎ ً ﻓﻲ آن واﺣﺪ ،ﺗﺒﺚ ﻓﻲ اﻷﻧﻔﺲ اﻟﺪﻫﺸﺔ
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
39
ﻳﻌﻜﻒ ﻋﻠﻰ دراﺳﺘﻬﺎ ﺑﺄدوات اﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎت واﻟﺴﺮد
ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﺎﻓﻆ: )اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ( ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ
)ﻓﻲ أﺣﺪ ﻣﺴﺎءات ﺷﺘﺎء ﻋﺎم 2005م ،داﻋﺒﺖ ﻣﻨﺪوﺑﺔ اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ »اﻟﺴﻴﺪة ﺟﺎﻧﻴﺖ« ﺧﻴﺎﻟﻲ ﺑﺴﺆال :ﻟﻤﺎذا ﻻ ﺗﻄﺮﻗﻮن ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار )ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮ(؟ ﻛﻨﺖ أدرك أﻧﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم 1988م؛ ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﻲ اﻟﺸﺮق اﻣﺘﺪت ﻟﻤﺴﺎﻓﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻌﻴﺪة ﺗﺼﻞ إﻟﻰ أﻗﺎﺻﻲ ق وﻟﺒﺎن ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻮي ﻣﻦ ﺣﻀﺎرات وﻋﻤﺮان وآﺛﺎر وﻋﻄﺮ وﺑﺨﻮر ﺎن وﺗﻮاﺑﻞ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺎﻟﻢ ﺛﺮي ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺮوﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺒﺘﺘﻬﺎ ﺟﺒﺎل اﻟﺸﺮق اﻟﺴﺎﻣﻘﺔ. دﻓﻌﻨﻲ اﻟﺴﺆال إﻟﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ اﻗﺘﻔﺎء »ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ« اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻟﻤﺘﺸﻌﺒﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﻤﻦ وﻋﻤﺎن وﻧﺠﺪ واﻟﺤﺠﺎز واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ وإﻳﺮان واﻟﻌﺮاق واﻟﺸﺎم وﻣﺼﺮ وﻟﻴﺒﻴﺎ وﺗﻮﻧﺲ واﻟﺠﺰاﺋﺮ واﻟﻤﻐﺮب وﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ وﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ وﺳﻂ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ .وأﻋﻲ ﺟﻴﺪً ا ﺿﺮورة أن ﻧﺒﺤﺚ ﻣﻌﺎً ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻬﻮل ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻖِ ،إنْ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺪون ،أو ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻂ ﻋﺰم ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻌﻬﺎ ودراﺳﺘﻬﺎ .وﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻠﻜﻮا ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ،ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ اﻗﺘﻔﺎء أﺛﺮﻫﻢ اﻟﺸﻔﻬﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ أﻳﻀً ﺎ .وإﻧﻨﺎ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﺒﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ(. ﻫﻜﺬا ﺑﺎدرﻧﻲ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺳﺮ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ أﻧﻪ ﺑﺎت أﻛﺜﺮ اﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺑﻬﺎ .وﺣﻮل اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ وﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﺎن ﻟﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﻠﻘﺎء: ŽťżėŤē ĆĔřŀ ųĜijŴĔĨ
38
ŒŜĘĭŨė ĴěŔ ŲĽĬ ĴŭĭŬ
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ﻋﻠﻰ أن ﻳﻜﻮن ﺷﺎﻋﺮا .وﺑﺴﺒﺐ أن اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻗﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺼﺪر رزق ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻫﺆﻻء اﻟﺸﻌﺮاء /اﻟﻐﺠﺮ ،ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﻤﺴﻜﻮا ﺑﺮواﻳﺔ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ،وﺣﺮﺻﻮا ﻋﻠﻰ أن ﺗﻈﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺼﺮي ،ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ وﻋﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎه اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،ﻓﻐﻴﺮوا ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺼﺮي اﻟﺤﺪﻳﺚ؛ وذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﻈﻞ ﻟﻬﺎ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺠﻤﻬﻮر ،ﻓﻴﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻰ دﻋﻮة ﻫﺆﻻء اﻟﺸﻌﺮاء ﻋﻠﻰ إﺣﻴﺎء ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺗﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ اﻷﻓﺮاح واﻟﺨﺘﺎن واﻟﻤﻮاﻟﺪ. )ﺧﺎﻣﺴﺎ( :أن اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺳﻴﺮة ﺷﻌﺮﻳﺔ، ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺮ ،وﻓﻲ أﺣﻴﺎن ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺜﺮ؛ وﻟﺬﻟﻚ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ رواﺗﻬﺎ اﺳﻢ اﻟﺸﻌﺮاء )أو اﻟﺸﻌﺮا( .وﺗﺴﻤﻴﺔ رواﻳﻬﺎ ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ ﻣﺼﺪرﻫﺎ أﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﻤﺪون ﻓﻲ ﺳﺮد أﺣﺪاﺋﻬﺎ ووﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻤﻐﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺑﺎب ،اﻟﺬي ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ )اﻟﺮﺑﺎب اﻷﺑﻮزﻳﺪي( ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﺑﻄﻞ اﻟﺴﻴﺮة »أﺑﻮ زﻳﺪ« .ورﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ أﻫﻢ أﺳﺒﺎب ﺑﻘﺎء اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ واﺳﺘﻤﺮار رواﻳﺘﻬﺎـ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﻫﻮ زﻳﺎدة ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻏﻨﺎؤه ﻋﻠﻰ آﻟﺔ اﻟﺮﺑﺎب .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺄﺗﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻔﺮﻗﺔ »ﻟﻴﻦ« ﺑﻴﻦ »اﻟﺸﻌﺮاء« و »اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ« .ﻓﺎﻟﻨﻮع اﻷول وﺳﻴﻠﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻬﻮر »اﻟﺸﻌﺮ« ،اﻟﺬﻳﻼ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ »اﻟﻨﺜﺮ«
ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻮﺳﻞ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻨﺜﺮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاﻗﻒ )ﻟﻴﻦ ،1998 ،ص ،73 ،66 .(83وﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻓﺈن ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺬي ﺗُﺆدى ﺑﻪ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ اﻵن ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﻤﺪون * أﺳﺘﺎذ اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪ ،ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة khabuelail@hotmail.com
ﻫﻮاﻣﺶ: ) (1ﻫﺬا اﻟﻤﺮﺑﻊ اﻟﺸﻌﺮي ﻳﺮوﻳﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ راوٍ ،واﻟﻤﻘﺼﻮد :أن ﻫﺬا اﻟﻜﻼم اﻟﺬي ﻳﺮووﻧﻪ )ﺳﻴﺮة ﺑﻨﻲ ﻫﻼل( ﺗﻌﻠﻤﻮه وﺗﻨﺎﻗﻠﻮه ﻓﻬﻮ ﻣﺤﻔﻮظ ﻓﻲ ذاﻛﺮﺗﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع ،وأن ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻷﺣﺪاث ﻗﺪ ﻋﺎﺷﻮه أو ﻋﺎﺷﻪ أﺟﺪادﻫﻢ. ) (2اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑـ »ﻳﻀﺮب« ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ »ﻳﻄﺮق أو ﻳﻮﻗﻊ« ،وﻛﻠﻤﺔ »ﻣﺴﻠﻮب« ﻣﺮادﻓﺔ ﻟﻜﻠﻤﺔ »اﻟﻐﺠﺮي«.
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
37
ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺮ ﻳﺘﻨﺎول ﺑﻄﻼ آﺧﺮ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺒﻄﻞ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻣﺜﻞ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺒﻄﺎل ﻓﻲ ﺳﻴﺮة »اﻷﻣﻴﺮة ذات اﻟﻬﻤﺔ« .ﻛﻤﺎ أن ﻣﻌﻈﻢ أﺣﺪاث ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺮ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺤﺪدة ،أي ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﺴﻌﺔ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻨﻬﺎ .ﻏﻴﺮ أن اﻷﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﺳﻴﺮة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻨﻘﻞ ﻟﻨﺎ ﺗﺎرﻳﺦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻷﺑﻄﺎل ،وﻛﻠﻬﻢ ﻳﻘﻔﻮن ﻋﻠﻰ ﻗﺪم اﻟﻤﺴﺎواة؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻌﻨﻮاﻧﻬﺎ اﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎ ﻫﻮ »اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ« أو »ﺳﻴﺮة ﺑﻨﻲ ﻫﻼل« .ﻓﺄﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ﻫﻢ »دﻳﺎب ﺑﻦ ﻏﺎﻧﻢ« ،و»اﻟﺴﻠﻄﺎن ﺣﺴﻦ«،
اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﻬﺎ اﻟﺠﻤﻮد واﻟﺜﺒﺎت ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﺳﻴﺮة ﻣﺘﺠﺪدة ﺑﺘﺠﺪد اﻟﻈﺮوف اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ا ﺧﺮى أﺻﺒﺤﺖ ﺟﺎﻣﺪة
36
ĊĘšěŨė ęĘěļčŸ ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė
و»أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ« ،ﻛﺬﻟﻚ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ أﺑﻄﺎل ﻟﻴﺴﻮا ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ،ﻓﺄﺛﻨﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺜﻞ »اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ« ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ، و»اﻟﺨﻔﺎﺟﻰ ﻋﺎﻣﺮ« ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق ،و»زﻳﺪ اﻟﻌﺠﺎج« ﻣﻦ ﺑﻼد اﻷﻧﺪرﻳﻦ وﻧﻴﻨﻪ »إﻳﺮان ﺣﺎﻟﻴﺎ« .ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻣﺘﺴﻌﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻓﻠﻘﺪ ﺷﻤﻠﺖ أﺣﺪاﺛﻬﺎ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ واﻟﻴﻤﻦ واﻟﻌﺮاق وﻓﻠﺴﻄﻴﻦ وﻣﺼﺮ وﻟﻴﺒﻴﺎ ودول ﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻛﻤﺎ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﺑﻠﺪاﻧﺎ ﻏﻴﺮ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻓﺎرس واﻟﺮوم واﻟﻴﻮﻧﺎن واﻟﺤﺒﺸﺔ. وﻟﻘﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺪد ﻓﻲ اﻷﺑﻄﺎل واﻟﺘﻨﻮع اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻓﻲ زﻳﺎدة اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺮاوﻳﺔ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ؛ ﻷن ﻛﻞ ﺑﻄﻞ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻷﺑﻄﺎل ﻟﻪ ﻣﺆﻳﺪوه ﺣﺘﻰ اﻵن ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﻴﺘﻌﺼﺒﻮن ﻟﻪ وﻳﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻨﻪ ،وﻳﻌﺘﺒﺮوﻧﻪ اﻟﺒﻄﻞ اﻷول ﻟﻠﺴﻴﺮة .ﻓﻘﺒﺎﺋﻞ اﻷﺷﺮاف ﻣﺜﻼ ﺗﺸﺠﻊ أﺑﺎ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ ،أﻣﺎ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻷﻣﺎرة ﻓﻴﺸﺠﻌﻮن اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ،وﺗﺸﺠﻊ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﺰﻏﺎﺑﺔ واﻟﻬﻮارة دﻳﺎب ﺑﻦ ﻏﺎﻧﻢ اﻟﺰﻏﺒﻲ. )راﺑﻌﺎ( أن اﻟﻐﺠﺮ ﻗﺪ ﺗﺨﺼﺼﻮا ﻓﻲ رواﻳﺔ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ اﺣﺘﺮاﻓﻲ،
واﻋﺘﺒﺮوﻫﺎ »ﻟﻘﻤﺔ ﻋﻴﺶ« ،أو ﻣﺼﺪر رزق ﻟﻬﻢ ،ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻜﻠﻤﺔ »ﺷﺎﻋﺮ« ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗ ُﻄﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﺼﻌﻴﺪ ﻳﻨﺼﺮف اﻟﺬﻫﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﺮواﻳﺔ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺑﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻳﺼﻨﻔﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﻦ »اﻟﻐﺠﺮ«. وﺧﻴﺮ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻧﻈﺮا إﻟﻰ اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻋﻠﻰ آﻟﺔ »اﻟﻄﺎر« ﻓﻲ أداء اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ وﻏﻨﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ اﻧﺘﺸﺮ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻘﺎﺋﻞ» :اﻟﻠﻲ ﻳﻀﺮب ع اﻟﻄﺎر أﺻﻠﻪ ﻣﺴﻠﻮب« ) ،(2وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﻴﻦ اﻟﻐﺠﺮ واﻟﻬﻼﻟﻴﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺮﻏﻢ ﺗﻤﺴﻚ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﻌﻴﺪ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺣﻔﻆ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ،وﺑﺄﻫﻤﻴﺔ رواﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق أﺳﺮي أو ﻋﺎﺋﻠﻲ ،ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻘﻔﻮن ﺑﻘﻮة ﺿﺪ ﻣﻦ ﻳﺮﻏﺐ ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ أن ﻳﺼﺒﺢ ﺷﺎﻋﺮا ﻣﺤﺘﺮﻓﺎ ،ﻳﺘﻜﺴﺐ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﻬﻼﻟﻴﺔ؛ ذﻟﻚ ﻷن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺳﻴﺼﻨﻔﻪ– ﻋﻨﺪﺋﺬ– ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »ﻏﺠﺮي« ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﺠﻠﺐ اﻟﻌﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺗﺮﻓﻀﻪ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ؛ ﻟﺬا ﺗﻘﺮر اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ وﻃﺮده ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ،ﺣﺎل إﺻﺮاره
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
اﻟﻤﺪوﻧﺔ ﻟﻠﻴﻬﻮد ،وﻧﻘﻠﺖ ﺻﻮرة ﻋﻨﻪ ،ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وﻋﺪم اﻟﺘﻌﺼﺐ ﺿﺪه ،وﻟﻢ ﺗﻌﻜﺲ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻋﻦ اﻟﻴﻬﻮدي ،ذات اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻤﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﻴﻬﻮد ،واﻟﺼﺮاع اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ .ﻏﻴﺮ أن اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺘﺼﻮرﻳﻦ ﻓﻲ رواﻳﺘﻴﻬﺎ اﻟﻤﺪوﻧﺔ واﻟﺸﻔﺎﻫﻴﺔ .ﻓﻔﻲ دﻳﻮان »اﻷﻳﺘﺎم« ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺘﻞ دﻳﺎب أﺑﻄﺎل ﺑﻨﻲ ﻫﻼل »اﻟﺴﻠﻄﺎن ﺣﺴﻦ« ،و»أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ« ،ﻓﻴﻨﺼﺢ أﺑﻮ زﻳﺪ »اﻟﺠﺎزﻳﺔ« أن ﺗﻬﺮب ﺑﺎﻷﻃﻔﺎل إﻟﻰ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﺷﻤﻌﻮن اﻟﻴﻬﻮدي ،وﺗﺤﺘﻤﻲ ﺑﻪ ﻣﻦ دﻳﺎب. وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﻠﺠﺄ اﻟﺠﺎزﻳﺔ إﻟﻴﻪ ،ﻓﻴﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ وﺟﻪ دﻳﺎب ،اﻟﺬي أﺛﺎر اﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب ﻛﻞ اﻷﺑﻄﺎل اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ واﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ. وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﺸﻤﻌﻮن اﻟﻴﻬﻮدي وزﻳﺮ ﻣﺴﻠﻢ اﺳﻤﻪ أﺑﻮ اﻟﺠﻮد ،دون أن ﺗﻮﺟﺪ ﻏﻀﺎﺿﺔ أو ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ دﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ .ﻓﺎﻟﻴﻬﻮدي ﻫﻮ
اﻟﺤﺎﻛﻢ ،وﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﺴﻠﻢ وزﻳﺮا ﻟﻪ ،ﻳﺴﺘﺸﻴﺮه ﻓﻲ ذﻟﻚ ،وﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ اﻣﺮأة ﻣﺴﻠﻤﺔ وأﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﺑﻄﻞ ﻣﺴﻠﻢ )اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ ،ص .(367وﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖ اﻟﻈﺮوف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ أﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻓﻘﻂ دون ﻏﻴﺮﻫﺎ
ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺧﺮى .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻨﺎك ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ أﺿﺎﻓﻬﺎ اﻟﺮاوي اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﻠﻬﻼﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻨﻬﺎ ،وﻫﻲ ﻗﺼﺺ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ اﻟﻨﺺ اﻟﻬﻼﻟﻲ اﻟﻤﺪون. إن ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ ﺗﺼﻮر ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺮب /اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ واﻟﻴﻬﻮد/ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ،وﻣﻨﻬﺎ ﻗﺼﺔ »أﺑﻮ زﻳﺪ واﻟﻴﻬﻮدي ﺳﺮﻳﺎن« ﻟﻠﺮاوي أﺑﻮ ﻓﻬﻴﻢ ،وﻗﺼﺔ »أﺑﻮ زﻳﺪ وﻓﺘﻮح ﻣﻜﺔ« ،وﻗﺼﺔ»أﺑﻮ زﻳﺪ واﻟﻴﻬﻮدي« ﻟﻠﺮاوﻳﻴﻦ ﻧﻮر ﻣﻠﻜﻲ ،وﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺣﺴﺎن، وﻗﺼﺔ »دﻳﺎب واﻟﻐﺰاﻟﺔ اﻟﻤﺴﺤﻮرة« ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ ﻧﺺ اﻟﺪﻳﻦ )أﺑﻮاﻟﻠﻴﻞ ،2007 ،ج.(2 )ﺛﺎﻟﺜﺎ( :أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺮا ﺗﺪور ﻓﻲ ﻓﻠﻚ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﻔﺮد اﻟﻮاﺣﺪ، ﻓﻌﻨﺘﺮة ﻫﻮ ﺑﻄﻞ ﺳﻴﺮة ﻋﻨﺘﺮة ،وﺳﻴﻒ ﺑﻦ ذي ﻳﺰن ،وﻋﻠﻰ اﻟﺰﻳﺒﻖ ،واﻟﺰﻳﺮ ﺳﺎﻟﻢ ،ﺣﻤﺰة اﻟﺒﻬﻠﻮان ،واﻷﻣﻴﺮة ذات اﻟﻬﻤﺔ ،ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ أﺑﻄﺎل ﻓﺮدﻳﻮن ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ أﺳﻤﺎءﻫﻢ ،وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻨﺪرة أن ﻧﺠﺪ ﺑﻌﻀﺎ
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
35
ﻗﻴﻤﺎ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺄﻣﻮﻟﺔProspected ، social valuesﻳﺮﻏﺐ اﻟﺮاوي ﻓﻲ أن ﺗﺴﻮد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،دون أن ﻳﺄﺧﺬ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻜﻞ اﻟﺘﻤﺠﻴﺪ واﻟﻤﺪح ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﺮﺑﻲ .وﻳﺘﺒﺪى ذﻟﻚ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺪﻳﻮان اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻨﻬﺎ »اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ«؛ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﺨﺎﺻﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻌﺮب ،واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ أن اﻟﻌﺮﺑﻲ إذا اﻧﺘﺼﺮ ﻓﻲ ﺣﺮب ﻣﺎ أو ﺣﻘﻖ ﻣﺎ ﻳﻄﻤﺢ إﻟﻴﻪ ،ﻻ ﻳﻨﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﺼﺎره ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﺒﺪأ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻗﻮاﻣﻬﺎ اﻟﺘﺸﺘﻴﺖ واﻟﻔﺮﻗﺔ واﻻﻧﻘﺴﺎم ﻣﻊ اﻟﻌﺮب اﻵﺧﺮﻳﻦ؛ ﺑﻬﺪف ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻏﻨﺎﺋﻢ اﻟﺤﺮب ،أو اﻟﺼﺮاع ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ .ﻓﻔﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺠﺢ ﺑﻨﻮ ﻫﻼل ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻋﻠﻰ زﻧﺎﺗﻴﺔ ﺗﻮﻧﺲ ،ودﺧﻠﻮا ﺗﻮﻧﺲ– اﻟﺘﻲ ﺧﺴﺮوا ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ أرواﺣﺎ وﺑﺸﺮا ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ،ﺑﻌﺪ ﺣﺮب اﺳﺘﻤﺮت ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪة– ﺑﻌﺪ أن ﺗﻤﻜﻦ دﻳﺎب ﺑﻦ ﻏﺎﻧﻢ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ زﻋﻴﻢ ﺗﻮﻧﺲ ،ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﺮاوي اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﺠﺮد اﻟﺘﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ اﻟﺬي ﺣﻘﻘﻪ اﻟﻬﻼﻟﻴﻮن، ﺑﻞ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﺣﺎل اﻟﻔﺮﻗﺔ واﻻﻧﻘﺴﺎم اﻟﺘﻲ ﺳﺎدت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻬﻼﻟﻲ )ﺻﻮرة ﻣﺼﻐﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ( ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺼﺮ ،ﺣﻴﺚ ﺳﺎدت ﻟﻐﺔ اﻟﻬﻤﺠﻴﺔ واﻻﺧﺘﻼﻓﺎت واﻟﻘﺘﻞ ﺑﻴﻦ أﺑﻄﺎل ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻟﻐﺔ اﻟﺤﻮار واﻟﺤﺐ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ،ﻓﻴﺨﺘﻠﻔﻮن ﻓﻲ ﺗﻘﺴﻴﻢ أرض ﺗﻮﻧﺲ وﻗﻼﻋﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،وﻳﻨﺘﻬﻲ اﻷﻣﺮ ﺑﻘﺘﻞ دﻳﺎب ﻟﻠﺴﻠﻄﺎن ﺣﺴﻦ وﻟﻠﻔﺎرس أﺑﻲ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ ،وﻟﻤﻌﻈﻢ أﺑﻄﺎل ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ،ﺛﻢ ﻳﺘﻮﻟﻰ دﻳﺎب اﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ،ﻓﻴﻘ ﱢﺮب إﻟﻴﻪ أﻗﺎرﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﺰﻏﺎﺑﺔ ،وﻳﺴﺨﻂ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺑﻨﻲ درﻳﺪ ،وﻫﻮ
34
ĊĘšěŨė ęĘěļčŸ ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė
ﻟﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻔﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ أن ﻳﺤﺎﻓﻆ اﻟﻮﺟﺪان اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ رواﻳﺔ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺷﻔﺎﻫﻴ ًﺎ ﺣﺘﻰ وﻗﺘﻨﺎ اﻟﺮاﻫﻦ دون ﻏﻴﺮﻫﺎ؛ ﻓﺎﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺗﺘﻢ رواﻳﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺎﺷﺮ اﻟﻤﻴﻼدي، وﻫﻨﺎك ﻋﺪد ﻣﻦ ا ﺳﺒﺎب اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ اﺳﺘﻤﺮار رواﻳﺘﻬﺎ
ﻣﺎ ﺗﺘﻢ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻮان اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮة »دﻳﻮان اﻷﻳﺘﺎم« .ﻓﺎﻟﺮاوي اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﺨﺼﺺ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻮان ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ /اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ؛ ﺣﻴﺚ روح اﻟﺜﺄر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻐﻠﻐﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ .وﻟﻘﺪ ﻟﺨﺺ اﻟﻮﺟﺪان اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻘﺎﺋﻞ »ﻛﺄﻧﻚ ﻳﺎ أﺑﻮ زﻳﺪ ﻣﺎ ﻏﺰﻳﺖ« .واﻟﻤﻘﺼﻮد أن اﻟﻌﺮب /ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﻟﻢ ﻳﺠﻨﻮا ﻣﻦ ﻏﺰوﻫﻢ واﻧﺘﺼﺎرﻫﻢ ﺳﻮى اﻟﺘﺸﺮﻳﺪ وﻗﺘﻠﻬﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً واﻟﻔﺮﻗﺔ واﻻﻧﻘﺴﺎم؛ وﻣﻦ ﺛﻢ اﻧﺘﻬﻰ اﻻﻧﺘﺼﺎر إﻟﻰ اﻟﻼاﻧﺘﺼﺎر /اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ اﻟﻤﺮة .وﻟﻴﺲ ﻫﺬا إﺳﻘﺎﻃﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﻤﺜﻞ اﻟﻮاﻗﻊ اﻣﺘﺪادا ﻟﺴﻠﺒﻴﺎت اﻟﻤﺎﺿﻲ. )ﺛﺎﻧﻴﺎ( :أن اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﻬﺎ اﻟﺠﻤﻮد واﻟﺜﺒﺎت ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﺳﻴﺮة ﻣﺘﺠﺪدة ﺑﺘﺠﺪد اﻟﻈﺮوف اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ .ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺧﺮى أﺻﺒﺤﺖ ﺟﺎﻣﺪة، ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺤﺎل اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺎﺿﻴﻪ وﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺣﺎﺿﺮه؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﻗﺮﻳﻨﺔ اﻟﻤﺪوﻧﺎت ﻓﻘﻂ ،ﻓﺄﺳﻘﻄﻬﺎ اﻟﻮﺟﺪان اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ذاﻛﺮﺗﻪ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻧﺼﻮﺻﺎ ﺷﻔﺎﻫﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،وأﺻﺒﺤﺖ ﻣﺠﺮد ﻋﻨﺎوﻳﻦ أو ﻧﺘﻔﺎ وأﺟﺰاء ﺻﻐﻴﺮة ﻗﺪ ﻳﺘﻢ ﺗﺮدﻳﺪﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺮواة اﻟﻬﻮاة ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻴﻦ واﻵﺧﺮ .أﻣﺎ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻓﻼ ﺗﺰال ﻧﺼﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺸﻔﺎﻫﻴﺔ ،أو ﻗﻞ ﻧﺼﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺑﻌﺪ– ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮل ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ ﻳﻮﻧﺲ– ﻧﻈﺮا إﻟﻰ أﻧﻪ ﻳﺄﺧﺬ اﻛﺘﻤﺎﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎق اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬي ﻳُﺮوى ﻓﻴﻪ .ﻓﺎﻟﺮاوي اﻟﺸﻌﺒﻲ داﺋﻢ اﻟﺤﺬف واﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻴﻪ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺰال ﺗُﺮوى ﺷﻔﺎﻫﻴﺎ– ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻛﺎﻣﻞ– ﻋﻨﺪ اﻟﺮواة اﻟﻤﺤﺘﺮﻓﻴﻦ واﻟﻬﻮاة .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ،ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻛﻞ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ وأﺳﺒﺎب اﻟﺒﻘﺎء اﻟﻜﻼم دﻳﺘﻲ إﺣﻨﺎ درﺳﻨﺎه وﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﻣﻜﺘﻮب ﻣﻌﺎﻧﺎ أﺻﻞ اﻟﺤﻜﺎوي إﺣﻨﺎ ﺷﻔﻨﺎه وﻳﻤﻜﻦ دي ﺣﺼﻠﺖ ﻣﻌﺎﻧﺎ )(1 ﻳﻄﺎﻟﻌﻨﺎ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي إدوارد وﻟﻴﻢ ﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﻟﻤﺼﺮﻳﻮن اﻟﻤﺤﺪﺛﻮن :ﺷﻤﺎﺋﻠﻬﻢ وﻋﺎداﺗﻬﻢ ،«1834 /ﺑﺄن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻓﺮﻗﺎ ﻳﻨﺸﺪون اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ :اﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ )ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﺳﻴﺮة اﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﻴﺒﺮس( واﻟﻌﻨﺎﺗﺮة )ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﺳﻴﺮة ﻋﻨﺘﺮة ﺑﻦ ﺷﺪاد( ،واﻟﺪﻟﻬﻤﺔ )ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﺳﻴﺮة اﻷﻣﻴﺮة ذات اﻟﻬﻤﺔ( ،وﺳﻴﺮة ﺳﻴﻒ اﻟﻴﺰل )ﺳﻴﻒ ﺑﻦ ذي ﻳﺰن( ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ. وﻇﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺮ ﺗُﺮ َوى ﺗﺎرة ﻣﻦ ﻛﺘﺎب ،وأﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺬاﻛﺮة ،ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻧﺜ ًﺮا ،وﺑﻌﻀﻬﺎ اﻵﺧﺮ ﺷﻌ ًﺮا. وﻇﻞ اﻷﻣﺮ -ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ -ﺣﺘﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ .وﻓﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺗﺘﺮاﺟﻊ رواﻳﺔ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺮ واﺣﺪة ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى؛ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺷﻔﺎﻫﻴﺎ ،وإن ﺑﻘﻴﺖ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻤﺪوﻧﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ ،وﺗﻈﻞ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ وﺣﻴﺪة ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺮ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰاﻳﺪ رﻏﻢ ﻣﺎ ﺗﻮاﺟﻬﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺎت ﻛﺒﻴﺮة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ وﺛﻘﺎﻓﻴﺎ وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ. وﻟﻌﻞ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺳﺒﺎب ﺑﻘﺎء اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺣﻴﺎ ﻳﻤﺜﻞ أﻣﺮا ﻣﻬﻤﺎ. * ŦżťŤē ŵĖĉ İŤĔĬ į
ﻟﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻔﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ أن ﻳﺤﺎﻓﻆ اﻟﻮﺟﺪان اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ رواﻳﺔ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺷﻔﺎﻫﻴﺎ ﺣﺘﻰ وﻗﺘﻨﺎ اﻟﺮاﻫﻦ دون ﻏﻴﺮﻫﺎ. ﻓﺎﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺗﺘﻢ رواﻳﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺎﺷﺮ اﻟﻤﻴﻼدي ،وﻫﻨﺎك ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ اﺳﺘﻤﺮار رواﻳﺘﻬﺎ، ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ )أوﻻ( :أن ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻓﻠﻘﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻟﺴﻠﺒﻴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ وإﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺗﻪ؛
إذ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎت ﻓﺤﺴﺐ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺧﺮى ،ﻛﺄن ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺷﺠﺎﻋﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻛﺮﻣﻪ واﻧﺘﺼﺎراﺗﻪ .ﻓﻤﺜﻼ ﺗﻮﻗﻔﺖ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺮب ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ،واﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻵﺧﺮ )دﻳﻨﻴﺎ أوﻋﺮﻗﻴﺎ( ﻟﻤﻌﺎوﻧﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﺜﻠﻪ .ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﺣﺎل اﻟﻔﺮﻗﺔ واﻻﻧﻘﺴﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﺤﻈﺔ اﻟﻨﺼﺮ؛ ﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ واﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ،واﻟﺼﺮاع ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ، ﻫﺬا إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻮﻗﻔﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺂﺛﺮ اﻟﻌﺮب ،اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
33
)ﻟﻘﺪ ﺟﻤﻊ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻋﺪداً ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻲ وردت ﺑﺄﻟﺴﻨﺔ اﻟﻬﻼﻟﻴﻴﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال ﺗﺮوى -ﺣﺘﻰ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ - ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨﺔ ﺷﻌﺮاء اﻟﺴﻴﺮة ورواﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وﻟﻴﺒﻴﺎ وﺗﻮﻧﺲ واﻟﺠﺰاﺋﺮ(
32
ĊĘšěŨė ęĘěļčŸ ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė
ورﻏﻢ اﻟﻌﺪاوة اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ أﺑﻄﺎل اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻓﺈن ﻛﻞ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ أو إﻋﺎدة ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ أو ﺗﺪاوﻟﻬﺎ ،إﻧﻤﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﻄﻞ ﻣﻦ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻳﻘﺪر ﻏﺮﻳﻤﻪ وﻋﺪوه وﻳﺤﺘﺮﻣﻪ وﻳﻌﺮف ﻟﻪ ﻗﺪره ذاﺗﻪ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻫﺬه اﻟﺬات اﻟﺒﻄﻠﺔ اﻟﺘﻲ اﻓﺘﻘﺪﻫﺎ ،واﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺰال ﻳﺤﻠﻢ وﺑﻄﻮﻟﺘﻪ وﻓﺮوﺳﻴﺘﻪ وﺷﺠﺎﻋﺘﻪ وﻗﻮﺗﻪ؛ إن ﺑﻄﻮﻟﺔ وﻗﻮة أﺑﻲ زﻳﺪ ﺑﻌﻮدﺗﻬﺎ ،وﻟﻮ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺎل ،وﻟﻌﻠﻪ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ أﺑﻲ زﻳﺪ ﻫﺬا اﻟﻬﻼﻟﻲ ،ﻣﺜﻼً ،ﺗﺒﺮز أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻋﻨﻪ ،اﻟﺒﻄﻞ اﻟﻤﻔﻘﻮد ،إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻮ ﻓﻠﻴﻜﻦ ﺑﻄﻼً ﺗﺤﺖ إﻣﺮﺗﻪ وﻗﻴﺎدﺗﻪ، رﻏﻢ أﻧﻪ ﺳﻴﺘﺼﺪى ﻟﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﻦ اﻟﻐﺰاة اﻟﻘﺎدﻣﻴﻦ إﻟﻰ ﺑﻼده /وﻟﻴﻜﻦ أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺬي ﻳﻘﻮد ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺑﻄﺎل اﻟﻤﻐﺮب. اﻟﺸﺠﻌﺎن اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻦ إﻋﺎدة ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺪ اﻟﺘﻠﻴﺪ اﻟﻤﻔﻘﻮد ،إﻧﻬﺎ ورﻏﻢ أن ذﻳﺎب ﺑﻦ ﻏﺎﻧﻢ ﻟﻴﺲ ﻫﻼﻟﻴﺎً ﻗُ ّﺤﺎً ،ورﻏﻢ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻪ اﻻﺳﺘﻴﻼء ﻟﻌﺒﺔ اﻷﻧﺎ واﻵﺧﺮ ،اﻷﻧﺎ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول اﺳﺘﻌﺎدﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ أﺑﻲ زﻳﺪ ﺳﻼﻣﺔ -ﺑﻌﺪ ﺳﻔﺮه -ﻓﺈن ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ ﻳﻌﺘﺮف ،وﻟﻮ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﻠﻢ. ﺑﺪوره ،ﺑﻘﻮﺗﻪ وﺑﻄﻮﻟﺘﻪ دون أن ﻳﻨﻌﺘﻪ ﺑﺼﻔﺎت اﻟﺪﻧﺎءة أو اﻟﺨﺴﺔ إن ﺣﻠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻴﻮم –ﻛﻤﺎ اﻷﻣﺲ اﻟﻘﺮﻳﺐ -ﻫﻮ ،أﻳﻀﺎً ،ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ أو اﻟﻐﺪر أو ﻏﻴﺮﻫﺎ. اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﻈﻠﻢ واﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻐﺒﻦ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ ،واﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻹﻋﻼء ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺨﺼﻢ وﻗﻮﺗﻪ وﺑﻄﻮﻟﺘﻪ ودﻫﺎﺋﻪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ إﻻ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠﻰ »اﻵﺧﺮ« اﻟﻈﺎﻟﻢ ﻟﻪ، ﻹﻇﻬﺎر ﻗﻮة اﻟﺒﻄﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﺼﻤﻪ اﻟﺬي ﻳﺼﺎرع ﺑﻄﻼً ﻗﻮﻳﺎً وﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﺄﺑﻲ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ إﻟﻰ إزاﻟﺔ اﻟﻈﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻬﻼﻟﻴﻴﻦ وﺳﻌﻴﻪ ﺻﻨﺪﻳﺪا ً ﻣﺸﻬﻮدا ً ﻟﻪ ﺑﻜﻞ ﺻﻔﺎت اﻟﻘﻮة واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ،وﺗﺪور ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻻﺳﺘﻌﺎدة ﻣﺠﺪﻫﻢ ،وﻟﻮ ﺧﺎرج ﺑﻠﺪﻫﻢ اﻷﺻﻠﻲ ،ﺑﻌﺪ اﻟﺠﻔﺎف ﺣﺎﻣﻴﺔ اﻟﻮﻃﻴﺲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ،أﺧﻴﺮا ً ،ﺑﺎﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺨﺼﻢ اﻟﻌﻨﻴﺪ .واﻟﺠﺪب اﻟﺬي ﻟﺤﻘﻪ ،وﻣﺎ ذﻟﻚ إﻻ ﺣﺎﻟﺔ ﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻦ ﻣﺠﺪه إﻧﻪ ﺻﺮاع اﻷﺑﻄﺎل واﻷﻧﺪاد ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ،وﺑﻀﺪﻫﺎ ﺗﻌﺮف اﻷﺷﻴﺎء وﻋﺰﺗﻪ وﻧﺨﻮﺗﻪ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻐﺪو أﺑﻮ زﻳﺪ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﺬي ﻳﻤﻨﺢ وﺗﺘﺤﺪد اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ. اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﻬﺬه اﻟﻤﻔﻘﻮدات ،وﻳﻐﺪو اﻟﻨﺼﺮ وﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻤﻮذج ذﻳﺎب ﺑﻦ ﻏﺎﻧﻢ ،اﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺬي ﻳﺤﻘﻘﻪ اﻟﺒﻄﻞ /أو اﻷﺑﻄﺎل ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮازي أو ﺗﻘﺎرب ﺧﺼﻤﻪ ،وﻫﻮ اﻟﺒﻄﻞ ﻋﺎﻣﺔً ،ﺿﺪ ذاك اﻟﻈﻠﻢ واﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ وﺿﺪ اﻟﻌﺪوان ،ودﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻤﻨﺎوئ ﻟﻠﺒﻄﻞ زﻳﺪ ،ذي اﻟﻨﺴﺐ واﻟﺤﺴﺐ .،ﻓﺎﻟﺠﺎه واﻟﻨﺴﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ. واﻟﺤﺴﺐ ﻫﻨﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻨﻬﻤﺎ ،وﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﻷﺑﻄﺎل اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ،رﺣﻠﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة، اﻷﺷﺎوس ﻓﻲ ﺻﺮاﻋﻬﻤﺎ ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ ذﻳﺎب ﻧﻤﻮذﺟﺎً رﺣﻠﺔ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ وﻧﻔﺴﻴﺔ وﺟﻮدﻳﺔ ،رﺣﻠﺔ ﻳﻤﺘﺰج ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺮاع ﻟﺬﻟﻚ »اﻷﻣﻞ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺼﺎﻋﺪ ﻣﻦ أﺳﻔﻞ ،إذا ﻣﺎ اﺟﺘﻬﺪ ،أن اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻋﻦ اﻷرض ،وﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ ،واﻟﺼﺮاع اﻟﻮﺟﻮدي اﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﻓﻴﻜﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻧﺎل ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ« ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﻳﺎﺳﺮ ﻋﻼم ﻓﻲ ﺑﻘﻴﻢ ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ وﺗﺘﺼﺎرع وﺗﺘﻀﺎرب ،وﻗﺪ ﺗﺄﺗﻠﻒ ،وﻟﻜﻨﻪ اﺋﺘﻼف ﻣﻘﺎﻟﻪ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ -ﻗﺮاءة ﻟﻔﻬﻢ اﻟﺬات واﻵﺧﺮ ،إﻧﻪ اﻟﺒﻄﻞ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻋﻨﻪ ﺻﺮاع آﺧﺮ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻻﻗﺘﺘﺎل اﻟﺬي ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪه ﻓﻲ ﺑﻴﻦ اﻷﺑﻄﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻠﻮن ﺷﺨﺼﻴﺎت أﺳﺎﺳﻴﺔ وﻣﺤﻮرﻳﺔ ،وﻳﻐﺪو واﻗﻌﻪ أﻧﺸﺄه ﻓﻲ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ،وﻇﻞ ﻳﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﻪ وﻳﺘﻠﺬذ ﺑﺒﻄﻮﻻﺗﻪ. ﺻﺮاﻋﻬﻢ ﺻﺮاع اﻟﺤﻴﺎة واﻟﻤﻮت وﺻﺮاع اﻟﺒﻘﺎء واﻟﻔﻨﺎء ،ﺻﺮاﻋﺎً أﻣﺎ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻓﻴﻐﺪو ﻧﻤﻮذﺟﺎً ﻟﻠﺒﻄﻞ اﻟﻤﻘﺎوم اﻟﺮاﻓﺾ ﻳﺘﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺑﻴﻦ أﺑﻄﺎل ﻳﺸﻜﻠﻮن ﻧﻤﺎذج ﺗﺘﻔﻖ ﻓﻲ واﻟﻤﻨﺎﻫﺾ ﻟﻼﺣﺘﻼل واﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎءوا ﻟﻐﺰو ﺑﻼده ،ﻓ ُﻴﻈﻬﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻢ وﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺧﺮى ،ﻟﻴﻨﺘﺼﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﻄﻮﻟﺘﻪ وﺷﻬﺎﻣﺘﻪ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻷرض واﻟﻌﺮض واﻟﺸﺮف واﻟﺒﻘﺎء ،اﻷﻗﻮى واﻷﻛﺜﺮ ﺣﻤﻼً ﻟﻘﻴﻢ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ واﻟﺸﻬﺎﻣﺔ واﻟﻨﺨﻮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻟﻐﺎزي ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﺧﻀﺮ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺐ اﻟﺸﺮﻳﻒ واﻟﻴﺎﺑﺲ ﻓﻲ أرﺿﻪ ،ﺧﺼﻮﺻﺎً وأن اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﺎﻟﻐﺰاة ﻫﻮ ﻓﻘﺪاﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﻤﺘﻠﻜﻪ ،ﻫﻮ وﻗﻮﻣﻪ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻴﻀﺎﻋﻒ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﻘﻀﺎض * ﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪو ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻣﻦ أﺟﻠﻪ. ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻨﺎول اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ أو
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
31
źĸİč ĞſŸėĹ
اﻟﺒﻄﻞ واﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ Ŧżŀĉ İżőĸ į
ﺗﻌﺘﺒﺮ
اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ذاﻛﺮة اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي أﻧﺘﺠﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻣﻄﺮد ،ﻳﻌﺒﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻫﻤﻮﻣﻪ وﻧﻈﺮﺗﻪ ﻟﻠﺤﻴﺎة واﻟﻮﺟﻮد ،وﻛﺬا ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻧﺺ إﺑﺪاﻋﻲ ﻣﺘﺠﺪد ،ﻛﺜﻴﺮا ً ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻧﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ِﻗ َﺒﻞ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ ،وإن اﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﺎﻟﻬﻴﻜﻞ اﻟﻌﺎم ،وﻳﻘﻮم اﻟﺒﻄﻞ أو اﻷﺑﻄﺎل ،ﺑﺎﻟﺪور اﻟﻤﺤﻮري اﻟﻤﺤﺮك ﻟﻨﻤﻮ اﻷﺣﺪاث وﺗﻄﻮر اﻟﺼﺮاع. وﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﺒﺮز ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺑﻄﺎل آﺧﺮﻳﻦ ﻳﺪﺧﻠﻮن ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺻﺮاع ﻣﺴﺘﻤﺮ وﻛﺒﻴﺮ. ﺗﺤﻴﻞ ﻟﻔﻈﺔ اﻟﺴﻴﺮة ﻋﻠﻰ :اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ واﻷﺛﺮ واﻟﺴﻠﻮك واﻻﻗﺘﺪاء؛ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻣﻮس اﻟﻤﺤﻴﻂ ﻟﻠﻔﻴﺮوزﺑﺎدي» :اﻟﺴﻴﺮة ،ﺑﺎﻟﻜﺴﺮ :اﻟﺴﻨﺔ، واﻟﻄﺮﻳﻘﺔ واﻟﻬﻴﺌﺔ ،واﻟ ِﻤﻴ َﺮة« ،وﺟﺎء ﻓﻲ ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب :اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻳﻘﺎل :ﺳﺎر ﺑﻬﻢ ﺳﻴﺮة ﺣﺴﻨﺔ ،واﻟﺴﻴﺮة :اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ، وﻓﻲ اﻟﺘﻨﺰﻳﻞ اﻟﻌﺰﻳﺰ )ﺳﻨﻌﻴﺪﻫﺎ ﺳﻴﺮﺗﻬﺎ اﻷوﻟﻰ( ،وﻳﺪل ﻟﻔﻆ اﻟﺴﻴﺮة ،أﻳﻀﺎً ،ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ اﻷواﺋﻞ )ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب ،واﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﺠﺪه ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﺟﻢ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ (. ﻓﺎﻟﺴﻴﺮة ،إذن ،ﺗﺘﺒﻊ ﻷﺛﺮ اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ وﺳﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺠﻬﻢ وﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ، وﻫﻲ أﻳﻀﺎً ﺣﺪﻳﺚ وﺣﻜﻲ وﻗَﺺ ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ اﻷواﺋﻞ وﺣﻴﺎﺗﻬﻢ وأﺣﻮاﻟﻬﻢ وﻣﻌﺎﺷﻬﻢ وﺑﻄﻮﻻﺗﻬﻢ. و«اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ« ﻫﻲ ﺣﺪﻳﺚ وﺣﻜﺎﻳﺔ /ﺣﻜﺎﻳﺎت وﻗﺼﺺ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﻤﺘﺎز ﺑﺎﻟﻄﻮل ،ﺗﻌﺮض ﻣﻼﺣﻢ ﺑﻄﻮﻟﻴﺔ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ أﻓﺮاد /أﺑﻄﺎل ﻳﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻦ ﻗﻴﻢ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ وﻳﺤﻘﻘﻮن ﺑﻄﻮﻻت ﻛﺜﻴﺮة ﺗﻨﺘﻬﻲ داﺋﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ،وأﺣﻴﺎﻧﺎً ﺑﺎﻟﻤﻮت. واﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ –ﻛﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻤﻬﺎ -ﺳﻴﺮة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ،وﻟﻴﺴﺖ
30
ﺳﻴﺮة ﻓﺮد أو أﻓﺮاد ﻣﻌﻴﻨﻴﻦ ،ﺳﻴﺮة ذاﻛﺮة ﺷﻌﺐ أو ﺷﻌﻮب ﻣﻌﻴﻨﺔ، وﻻ ﻫﻲ ﻣﻠﻚ ﻷﺣﺪ ،ﺑﻞ إن ﻣﻤﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ،أﻧﻬﺎ ﺗﻜﺎد ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻌﺎﻣﺔ – وﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ دارﺳﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑﺮوب - ﻛﻤﺎ أن ِﺳﻴَﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ أو ﺟﻬﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر إﻟﻰ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺳﻴﺮة واﺣﺪة ،ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺳﻤﺎء واﻷﺑﻄﺎل واﻷﻣﺎﻛﻦ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻟﻨﺎ أن ﻧﺘﺄﻣﻞ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻨﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ. ﺗﺤﻜﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻫﺠﺮة ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﺠﺪ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﺎﺷﺖ ﺣﻴﺎة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﺠﻴﺪة ﻓﻲ رﺑﻮع أرﺿﻬﺎ اﻟﺨﺼﺒﺔ وﺑﻄﻮﻻﺗﻬﺎ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻓﺘﺮة اﻟﺠﻔﺎف واﻟﺠﺪب ﻳﻀﻄﺮﻫﺎ ﻟﻠﻬﺠﺮة ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﻣﻮﻃﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﺨﺼﺐ واﻟﻌﺸﺐ ،ﻓﺘﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﺑﻼد اﻟﻤﻐﺮب ،وﺗﺤﺪﻳﺪا ً ﺗﻮﻧﺲ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺨﻮض اﻟﺤﺮوب اﻟﻀﺎرﻳﺔ، ﺑﻘﻴﺎدة أﺑﻲ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ ،ﻣﻊ أﻫﻞ ﺗﻮﻧﺲ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ، وﺗﺘﻄﻮر اﻷﺣﺪاث وﺗﺘﻨﺎﺳﻞ داﺧﻞ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻄﻠﻴﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ،ﻳﻀﺎف إﻟﻴﻬﻤﺎ ﺑﻄﻞ ﺛﺎﻟﺚ ﻫﻮ ذﻳﺎب ﺑﻦ ﻏﺎﻧﻢ. ﻟﻜﻞ ﺣﻜﺎﻳﺔ أو ﺳﻴﺮة ﺷﻌﺒﻴﺔ –أو ﻏﻴﺮﻫﺎ -ﺑﻄﻞ واﺣﺪ ﻳﻤﺎرس ﻓﻌﻞ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ،ﻳﺠﺎﺑﻪ اﻟﺼﻌﺎب وﻳﻘﻮد اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻣﻤﻦ ﻣﻌﻪ ،إﻟﻰ اﻟﻨﺼﺮ، اﻟﺴﻴَﺮ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻠﻔﺖ ﻓﻲ وﻫﺬا ﻫﻮ اﻷﺻﻞ اﻟﺬي ﺑﻨﻴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻨﻴﺔ ﱡ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻬﺞ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺤﻀﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻄﻞ واﺣﺪ ،ﺑﻞ أﺑﻄﺎل ﻣﺘﻌﺪدون ،ﺑﻞ ﺗﻜﺎد ﻛﻞ ﺑﻼد أو ﻣﻨﻄﻘﺔ، ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻠﻬﺎ :ﻓﻨﺠﺪ أﺑﺎ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ ﺳﻼﻣﺔ ﺑﻄﻞ اﻟﻤﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺑﻄﻞ اﻟﻤﻐﺮب /ﺗﻮﻧﺲ ،وذﻳﺎب ﺑﻦ ﻏﺎﻧﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺠﻨﻮب.
وﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎن أﺑﻮ زﻳﺪ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻹﻧﺠﺎز ﻣﻬﻤﺔ ﺑﻄﻮﻟﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ أﺧﻮاﻟﻪ ،وﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ وﺟﻪ وﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﻣﻦ ﻋﻨﺎء اﻟﻘﺘﺎل ﻧﺠﺪه ﻳﺮى رؤﻳﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻪ وﻟﻨﺴﻤﻌﻬﺎ ﻣﻨﻪ. أﺑﻮ زﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﺰم اﻟﻤﻨﺎم ﻫﺐ واﻗﻒ ﻣﺴﻜﻪ اﻟﻔﺘﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ وﺳﻨﺪه زﻳﺪان ﺗﺘﻬﻢ ﻟﻴﻪ م اﻟﺤﻠﻢ واﻧﺖ ﺳﻼﻣﻪ ّ ﻳﺎ ﻓﺎرس اﻷﻗﻮام ﻳﺎ ﻳﻘﻈﺎن ﻟﻘﺪ ﺣﻠﻤﺖ ﻳﺎ ﻋﺮب واﻟﺤﻠﻢ ﻛﺎدﻧﻲ واﻟﺤﻠﻢ اﻗﻠﻘﻨﻲ واﻧﺎ ﻧﻌﺴﺎن ﻧﺎدى اﻟﻔﺘﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ واﺛﻨﺎه وﺟﺎوﺑﻪ ﺳﻤﻲ وﻧﺎم ده اﻟﺤﻠﻢ أﺻﻠﻪ ﺷﻴﻄﺎن ﻗﺎل ﺳﺄﻟﺘﻚ ﻳﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻌﺮب اﻧﺎ ف ﻣﻜﺎن ﻃﺎﻫﺮ وﻟﻴﺲ ﺷﻴﻄﺎن ﻗﺎﻟﻪ ﺗﺄدب ﻳﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻌﺮب ده ﻣﻜﺎن ﻃﺎﻫﺮ وﻟﻢ ﻳﻤﺴﻨﻲ ﺷﻴﻄﺎن ﻗﺎل ﻟﻪ اﺷﺮح ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ راﻳﺘﻪ رﻳﺢ ﻓﺆادي واﻟﻨﺒﻲ ﺗﻌﺒﺎن ﻓﻘﺎل رأﻳﺖ ﻧﻴﺮان اﺿﺮﻣﺖ ﻓﻲ ﻧﺠﻌﻨﺎ وﻋﺎد ﻟﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﻠﻬﻴﺐ دﺧﺎن وﻋﺒﺮت ف ﺻﻴﻮاﻧﻲ ودﻳﻮان اﺑﻮ ﻋﻠﻲ وﻋﺒﺮت دواوﻳﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﻋﻴﺎن ﻣﻘﺪار ﺳﺎﻋﺔ اﻻ اﺗﺖ اﻟﻤﻨﺒﺜﻖ ﻃﻔﺎﻫﺎ واﺧﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻇﻌﺎن وﺑﻘﺖ وﺣﻮش اﻟﺒﺮ ﻳﺎ داﻓﻊ اﻟﺒﻠﻼ ﻳﺨﻮﺿﻮا وﻏﻴﺾ اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻮدﻳﺎن
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
أﻣﺴﻚ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻴﻮم ﺑﺈﻳﺪي واﻗﻄﻌﻪ ﻳﺮﺗﺎح ﻗﻠﺒﻲ ،ﻣﻦ زﻣﻦ ﺗﻌﺒﺎن ﻧﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟ ّﺮ ّﻣﺎل اﺿﺮب ﻟﻲ رﻣﻠﻲ ﺷﻮف ﻟﻲ ﺳﻼﻣﺔ اﻵن ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ﺿﺮب ﺗﺨﻮت اﻟﺮﻣﻞ ﺻﻠﻮا ع اﻟﻨﺒﻲ ﻧﻄﻖ اﻟﺤﺼﻰ واﻟﺮﻣﻞ ﻧﻘﺸﻪ ﺑﺎن
ﻣﺎ اﻧﻌﻜﺲ ﻓﻲ اﻹﺑﺪاع اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﺪى ﺟﻤﻴﻊ ﺷﻌﻮب اﻷرض ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﺄﻃﻠﺲ اﻟﻤﺄﺛﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ – ﻣﺼﺮ
ورأﻳﺖ ﻏﺰﻻن اﻟﻨﺠﻮع ﺗﺨﻄﻔﻮا ﻫﺠﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻏﻮل ﺑﺎﻟﻨﻴﺒﺎن ﻫﺠﻢ وﺣﻮش اﻟﺒﺮ وﺧﻄﻔﻮا ﻏﺰاﻟﻨﺎ ﺧﺪوﻫﻢ ﻗﺒﺎل ﻋﻴﻨﻰ رأﻳﺖ ﻋﻴﺎن ﻓﺄﻏﺮت ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﺎ ﺣﺴﻦ ﻏﻴﺮة اﻷﺳﺪ ِ ﻣﺮﻫﻒ رﻧﺎن ﺳﺤﺒﺖ ﺳﻴﻔﻰ اﻟﻐﻮل ﻫﺠﻢ ﻋﻠﻲ وﻓﺘﺢ ﻣﺨﺎﻟﺒﻪ ﺧﺪ اﻟﻐﺰال ﻣﻨﻲ ﺗﺎﻧﻲ واﻧﺎ ﺑﻤﻜﺎن ﺑﻜﻴﺖ ودﻣﻌﻲ ﻧﺰل ﻋﻠﻰ ﺧﻴﻮﻟﻲ ﻧﺎدﻳﺖ ﻳﺎ أﺳﻔﺎه ﻳﺎ ﻏﺰﻻن ادي ﻣﺎ راﻳﺘﻪ درﻳﺪي ﻓﻲ رؤﻳﺘﻲ واﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﻪ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﺮﺣﻤﻦ
وﻛﻤﺎ ﻧﺮى ﻓﺈن اﻟﻨﺒﻮءة ﻫﻨﺎ ﺗﻠﻌﺐ دورا ً أﺳﺎﺳﻴﺎً ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻷﺣﺪاث ،ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮد إﺷﺎرات ﻋﺎﺑﺮة ،ﻓﺎﻟﺤﺪث ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ وﺑﻬﺎ ،وﻳﻨﻌﻄﻒ وﻳﻤﻴﻞ ﺣﻴﺚ ﺗﺤﺪد ﻫﻲ أو ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟ ّﺮ ّﻣﺎل ،ﻓﺎﻹﻳﻤﺎن ﺑﻬﺎ ﻣﻄﻠﻖ ﻻ ﻳﺘﻄﺮق إﻟﻴﻪ اﻟﺸﻚ . واﻟﺨﻼﺻﺔ أن اﻟﻨﺒﻮءة ﻛﻌﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻇﺎﻫﺮة ﻟﻬﺎ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﻌﺘﻘﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﺪوره وﺛﻴﻖ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻷﺳﻄﻮري اﻟﺬى ﺧﻠﻔﺘﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ اﻟﻄﻮﻳﻞ ،وﻫﻮ – ﺑﺎﻟﻀﺮورة –
اﻟﻤﺮاﺟﻊ : اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻬﻤﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ :اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ واﻟﺤﺪوﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻘﺼﺼﻲ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة -دار اﻟﻤﻌﺎرف – 1979م د .ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ ﻳﻮﻧﺲ :اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ – اﻟﻘﺎﻫﺮة – اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﻨﺸﺮ – . 1968 ارﻧﺴﺖ ﻛﺎﺳﻴﺮر :اﻟﺪوﻟﺔ واﻷﺳﻄﻮرة ،ﺗﺮﺟﻤﺔ :د .أﺣﻤﺪ ﺣﻤﺪى ﻣﺤﻤﻮد ،ﻣﺮاﺟﻌﺔ د .أﺣﻤﺪ ﺧﺎﻛﻲ – اﻟﻘﺎﻫﺮة ،اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب – . 1975 ﺗﻮﻣﺎس ﺑﻠﻔﻨﺶ :ﻋﺼﺮ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ : رﺷﺪي اﻟﺴﻴﺴﻲ ،ﻣﺮاﺟﻌﺔ د .ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻘﺮ ﺧﻔﺎﺟﺔ – اﻟﻘﺎﻫﺮة دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، . 1966 د .ﻧﺒﻴﻠﺔ اﺑﺮاﻫﻴﻢ :أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ – اﻟﻘﺎﻫﺮة – ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻏﺮﻳﺐ. 1989 ، د .أﺣﻤﺪ ﻛﻤﺎل زﻛﻲ :اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ – اﻟﻘﺎﻫﺮة – اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب – . 1985 د .ﺷﻜﺮي ﻋﻴﺎد :اﻟﺒﻄﻞ ﻓﻲ اﻷدب واﻷﺳﺎﻃﻴﺮ – اﻟﻘﺎﻫﺮة – دار اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ. 1959 ، د .أﺣﻤﺪ ﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺤﺠﺎﺟﻲ :اﻷﺳﻄﻮرة واﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻰ ،دراﺳﺔ ﺑﻤﺠﻠﺔ ﻓﺼﻮل – ﻋﺪد ﻣﺎرس 1983 ﻓﺮﻳﺪرﻳﻚ ﻓﻮن دﻳﺮﻻﻳﻦ :اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ اﻟﺨﺮاﻓﻴﺔ، ﺗﺮﺟﻤﺔ :د .ﻧﺒﻴﻠﺔ اﺑﺮاﻫﻴﻢ ،ﻣﺮاﺟﻌﺔ د .ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ اﺳﻤﺎﻋﻴﻞ – اﻟﻘﺎﻫﺮة – ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻏﺮﻳﺐ، 1987
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
29
إﻳﻤﺎن أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﺘﻘﺪ أن أﺣﺪا ً ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻬﺠﻦ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ رزق وﻟﻢ ﻳﺼﻔﻪ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎل أو اﻟﺨﺮاﻓﺔ أو أﻧﻪ ﻣﺠﺮد ﺣﻠﻢ ﻳﻘﻈﺔ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ وأﻣﺮ واﺟﺐ اﻟﻨﻔﺎذ. وﻳﻨﻔﺬ رزق اﻷﻣﺮ اﻟﻤﺠﻬﻮل وﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ إذ ﺗﻠﺪ اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﻤﺨﺘﺎرة ﺑﻨﺘﺎً ﺛﻢ ﺗﻌﻘﻢ ﻟﺴﻨﻮات ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺪأ اﻟﻘﻠﻖ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﻫﻨﺎ ﻧﺄﺗﻲ إﻟﻰ أﻣﺮ ﻏﻴﺒﻲ آﺧﺮ، ﻓﺎﻟﺰوﺟﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﺨﺮج ﻣﻊ ﻧﺴﺎء اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻋﻨﺪ ﻋﻴﻦ اﻟﻤﺎء ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻃﻴﺮا ً أﺳﻮد ﻗﻮﻳﺎً ﻳﺠﺮح ﻛﻞ اﻟﻄﻴﻮر ﻓﺘﺘﻤﻨﻰ وﻟﺪا ً ﻗﻮﻳﺎً ﻛﻬﺬا اﻟﻄﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻟﻮﻧﻪ – واﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ رؤﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ – ﻓﻬﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻨﺒﺆ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﺪم ﺑﻞ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ أو ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وﻳﺘﺤﻘﻖ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻓﺘﻀﻊ ﻃﻔﻼً أﺳﻮد ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻟﻮن أﺑﻮﻳﻪ ﻓﻴﺘﺸﻜﻚ أﻓﺮاد اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﻪ وﻳﺮﻏﻤﻮن رزق ﻋﻠﻰ ﻃﺮد اﻟﺰوﺟﺔ ﻣﻊ وﻟﻴﺪﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻓﺘﻤﺘﺜﻞ ﻟﻸﻣﺮ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺸﺄ أن ﺗﻌﻮد ﻟﻤﻮﻃﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺴﺒﺐ ﺣﺮﺟﺎً ﻷﺑﻴﻬﺎ ﻓﺘﻤﻴﻞ ﺑﻮﻟﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ أﺧﺮى ﻫﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ )اﻟﺰﺣﻼن( ﻟﻴﻨﺸﺄ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﻌﻴﺪا ً ﻋﻦ دﻳﺎره وأﻫﻠﻪ ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن أﺑﻄﺎل اﻟﻤﻼﺣﻢ واﻟﺘﺮاﭼﻳﺪﻳﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً. وﻛﺎن اﻟﺮﻣﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻬﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻐﻴﺐ ،وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻤﺎرس ﻟﻬﺬه اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ » اﻟ ّﺮ ّﻣﺎل » ،واﻹﻳﻤﺎن ﺑﻨﺒﻮءﺗﻪ راﺳﺦ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺴﺎﺋﺪ أﻻّ ﻣﻨﺎص ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻖ ﻧﺒﻮءﺗﻪ ،وﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺑﺮﻋﺖ ﻓﻲ ﺿﺮب اﻟﺮﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ اﻟﺰﻧﺎﺗﻰ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﺑﻨﺘﻪ )ﺳﻌﺪى( وﻛﺬﻟﻚ )اﻟﻌﻼم( اﺑﻦ ﻋﻢ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ واﻟﺬي ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﺤﺪث – ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻘﺘﻞ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻧﻔﺴﻪ – ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﻢ ﺗﻤﻨﻊ ﺣﺪوث اﻟﻨﺒﻮءة ﻓﻜﻞ ﺷﻲء ﻣﻘﺪر
28
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ǝ ĝĊŹěűŨė
ﻓﻮدﻋﻜﻢ ﺣﺴﻦ اﻟﻬﻼﻟﻲ أﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻤﺪة ﺳﺒﻌﺔ أﻳﺎم واﻟﻄﻌﻦ ﺳﺎﻳﺐ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ أﻣﻴﺮ ﻗﺮءوا اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻟﻜﻢ وأﻫﺪوﻫﺎ ﻟﻤﻦ ﻫﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﻳﺐ
ﻻﺑﺪ أن ﻳﺤﺪث ،وﺗﺴﺒﺒﺖ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ اﻷﻣﻮر ﻓﻲ ﻣﺠﺮاﻫﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﻤﻌﺮﻓﺔ ﺳﻌﺪى ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ أﺑﻲ زﻳﺪ وﻣﻦ ﻣﻌﻪ أﻧﻘﺬﺗﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻨﻖ ﺑﺎﺣﺘﻴﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺑﻴﻬﺎ ﻟﺤﻔﻆ ﺣﻴﺎة ﻣﺮﻋﻲ اﻟﺬي ﻋﺸﻘﺘﻪ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺮاه ،ﻛﻤﺎ ﻛﺸﻒ اﻟﻌﻼم ﻷﺑﻲ زﻳﺪ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﻣﺮه ﻛﺎﻣﻼً ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻧﻘﺘﻄﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ: ﻳﻘﻮل اﻟﻔﺘﻰ اﻟﻌﻼم ﻋﻤﺎ ﺟﺮى ﻟﻪ اﻻﻳﺎم واﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﺴﻮي اﻟﻌﺠﺎﻳﺐ ﻓﻨﺤﻦ اﻟﻤﻼﻣﺢ ﻳﺎ ﺳﻼﻣﺔ ﺗﺪﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﺗﺒﻊ أرﺧﺖ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﻳﺐ ﻋﻨﺪي ﺧﺒﺮ ﺑﻄﻠﻮﻋﻜﻢ ﻣﻦ ارﺿﻜﻢ ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ اﻟﻌﺼﺮ واﻟﺮﻳﺢ ﻃﺎﻳﺐ
وﻳﻤﻀﻲ اﻟﻌﻼم ﻓﻲ وﺻﻒ رﺣﻠﺔ أﺑﻲ زﻳﺪ ورﻓﺎﻗﻪ ﻣﻨﺬ ﺧﺮﺟﻮا ﻣﻦ دﻳﺎرﻫﻢ واﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﻣﺮوا ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ وﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﻠﻮﻛﻬﺎ وأﻣﺮاﺋﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ اﻟﺬي ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻧﺒﻮءﺗﻪ ﺑﻤﻘﺘﻞ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻓﻴﻘﻮل: ﺗﻄﻴﺐ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﻧﺠﺪ إﻟﻰ ﻗﺎع ﺗﻮﻧﺲ ﻓﻼ ﺗﺨﺸﻮا إﻟﻰ ﺑﻼد اﻟﻤﻐﺎرب ﻳﺠﻴﻜﻢ أﺑﻮ ﺳﻌﺪى اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻳﺨﻠﻲ دﻣﺎﻛﻢ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺳﻜﺎﻳﺐ وﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺄﺗﻲ دﻳﺎب وﻳﻘﺘﻠﻪ ﺑﻤﺰراق ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻳﻘﺪ اﻟﻘﻀﺎﻳﺐ وﺗﺼﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ إﻟﻰ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ وﻳﺒﺪو ﻫﺬا واﺿﺤﺎً ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﻤﻊ ﺿﺮب اﻟﻄﺒﻮل ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ وﻳﺴﺄل ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ذﻟﻚ ﻓﻴﺨﺒﺮوﻧﻪ ﺑﻮﺻﻮل دﻳﺎب ﺑﻦ ﻏﺎﻧﻢ اﻟﺬي ﺻﺮﺣﺖ اﻟﻨﺒﻮءة ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻤﻮت إﻻ ﺑﺤﺮﺑﺘﻪ ﻓﻴﻘﻮل: ﻗﺎل اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﻮ دﻳﺎب اﻟﻠﻲ اﻟﺮﻣﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻳﻞ أﻧﺎ ﺑﺎﻳﺖ ﻟﻴﻠﻲ أﺣﺴﺐ ﻣﻴﺖ ﺣﺴﺎب آدى أﺳﺪ اﻟﻬﻼﻳﻞ وﻳﺒﺪو أن اﻟ ّﺮ ّﻣﺎل ﻛﺎن ﻣﻄﻠﻮﺑﺎً ﺑﺸﺪة ﻓﻲ أﺣﺪاث اﻟﺴﻴﺮة ﻓﺎﻟﻤﻠﻚ )اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ( ﺣﻴﻦ أراد أن ﻳﻌﺮف ﻣﻜﺎن ﺳﻼﻣﺔ )أﺑﻮ زﻳﺪ( وﻫﻮ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻏﻴﻈﺎً ﻣﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ إﻻ اﻟ ّﺮ ّﻣﺎل ﻛﻲ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ. ﻳﺎﻣﻦ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ وﻳﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﻮل ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻜﻠﺐ ﻓﻲ أﻧﻬﻲ ﻣﻜﺎن
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
أﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻬﻴﻜﻞ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻟﻬﺎ ،ﻗﻴﺎﺳﺎً ﻋﻠﻰ أﺳﻄﻮرة أودﻳﺐ اﻟﺘﻲ ﺑﻨﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻮءة ﻣﻌﺒﺪ دﻟﻔﻲ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن ﻫﺬا اﻟﻄﻔﻞ )أودﻳﺐ( ﺳﻮف ﻳﻘﺘﻞ أﺑﺎه وﻳﺘﺰوج ﻣﻦ أﻣﻪ. واﻟﻨﻤﺎذج اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻼ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﺗﺆﻛﺪ أﺛﺮ اﻟﻨﺒﻮءة ،ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻤﺎذج أدﺑﻴﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ أو ﻏﻴﺮ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺘﺮاث اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ اﻷدﺑﻲ وﻣﻦ ﺑﻌﺪه اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ ﺛﻢ اﻷوروﺑﻲ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل ﻛﺜﻴﺮة ﻟﺸﻜﺴﺒﻴﺮ وآرﺛﺮ ﻣﻴﻠﺮ وﻛﺬا ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻨﺪ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ ﻣﺜﻼً ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ رواﻳﺘﻪ » ﻋﺒﺚ اﻷﻗﺪار « اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ أﺣﺪاﺛﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻮءة ﻋﺮاف ﻟﻠﻤﻠﻚ ﺧﻮﻓﻮ ﺑﺄن اﻟﻤﻠﻚ ﺳﻴﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﺤﺎول ﻓﻴﻪ ﺧﻮﻓﻮ ﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟﻨﺒﻮءة ﻧﺠﺪه ﻳﺤﻘﻘﻬﺎ ﺑﻴﺪه ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺪرى – ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻣﻊ أودﻳﺐ – ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺣﺪوث اﻟﻨﺒﻮءة.
اﻟﻮﻟﺪ ،وﻗﺪ ﺻﻮرﻫﺎ اﻟﻤﺒﺪع اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﺸﻜﻞ إﻧﺴﺎﻧﻲ راﺋﻊ: ﺑﻠﻐﻨﻲ اﻟﻜﺒﺮ ﻳﺎ دﻫﺮي وﺣﻨﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻘﻀﻰ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺑﻜﻴﺖ ع اﻟﺒﻼوي وﺣ ّﻨﻴﺖ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻲ ﻣﻔﻴﺶ ﻃﻔﻞ ﻓﺎﻟﺢ ﺑﺎﻟﻮش ﺑﻌﻴﻨﻲ ﻳﻤﻴﻦ وﺷﻤﺎلِ ﻋﻠﻰ ﻃﻔﻞ ﻋﻨﺪي ﻳﻼﻏﻴﻨﻲ ﺟﺎﺗﻨﻲ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺳﻮده وﺷﻮﻣﺎﻟﻲ ﻗﺎدر ﻳﺎرب اﻧﺖ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﺳﻤﻊ ﻧﺪا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻠﻪ ﻳﺎ اﺧﻰ ﻣﻨﺎه ﺳﻌﻴﺪة ﻳﺎ رزق اﺻﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﺰوج ﻣﻦ ﻣﻜﺔ اﻟﺴﻌﻴﺪة
اﻟﻨﺒﻮءة ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﺪاء اﻟﻤﺠﻬﻮل ﻳﺤﺪد ﻟﻠﺒﻄﻞ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺨﻼص ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺆرﻗﻪ، ﺗﺸﻜﻠﺖ ارﻫﺎﺻﺎت ﻣﻮﻟﺪ اﻟﺒﻄﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل وﻫﻮ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﺑﻮﺟﻮد ﻛﺎﺋﻨﺎت ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻴﺔ اﻟﻨﺒﻮءة ،ذﻟﻚ اﻟﺤﺎدث اﻟﺬي ﺟﺮى ﻟﺮزق ﺑﻦ ﻧﺎﻳﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺴﻴﺮ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻻﻧﺴﺎن وﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻫﻮ أﻳﻀﺎً ﻳﻌﺪ ﻛﺸﻔﺎً ﻓﻲ اﻟﺠﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻫﺪى ﺗﻨﺎوﺷﻪ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﻬﻤﻮم ﻟﻌﺪم اﻧﺠﺎﺑﻪ ﻋﻦ ﺣﺪث ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﺑﻌﺪ -أي ﻗﺮاءة ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ -وﻣﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
27
ﺗﻠﻌﺐ دور ًا أﺳﺎﺳﻴ ًﺎ ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ ا ﺣﺪاث
اﻟﻨﺒﻮءة ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ اﻟﻨﺒﻮءة ﻇﺎﻫﺮة إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻧﺸﺄت ﻓﻲ أﺣﻀﺎن اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ وﻇﻠﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ وﻣﻤﺘﺪة وﻣﺴﺘﻤﺮة ﻣﻊ اﻹﻧﺴﺎن وﻗﺎﺳﻤﺎً ﻣﺸﺘﺮﻛﺎً ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺪﻳﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮ ،وﻣﺎزاﻟﺖ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹﻧﺴﺎن واﺑﺪاﻋﺎﺗﻪ وﺗﻮﺟﻪ ﺑﻌﺾ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم. * ĚʼnĖ İũĩŨ ĕĔűŵŤē İėŐ ŹŨĔĸ
واﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻠﻐﻮي )ﻟﻠﻨﺒﻮءة( ﻗﺮﻳﺐ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺴﺪه اﻟﻤﻔﻬﻮم ،ﻓﺎﻟﻨﺒﻮءة واﻟﻤﻌ ﻓﻲ ااﻟﻠﻐﺔ ﻣﻦ ﻧﺒﺎ ،وﻧﺒﺄ اﻟﺸﻲء ﻧﺒﺄ وﻧﺒﻮ ًءا أي ارﺗﻔﻊ وﻇﻬﺮ ،وﺗﻨﺒﺄ ﺑﺎﻷﻣﺮ أﺧﺒﺮ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ وﻗﺘﻪ ،وﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ )ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻮﺳﻴﻂ( اﻹﺧﺒﺎر ﻋﻦ أي أﺧ اﻟﺸﻲء ﻗﺒﻞ وﻗﺘﻪ ﺣﺰ ًرا وﺗﺨﻤﻴﻨﺎً. اﻟﺸﻲ واﻟﺮﻛﻦ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺒﻮءة ﻫﻮ )اﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ( اﻟﺘﻲ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ واﻟﺮﻛ ﺗﺤﻘﻘﻬﺎ ،وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻌﻞ أي ﺷﻲء ﻳﻤﻨﻊ ﺣﺪوﺛﻬﺎ ﻓﺘﻈﻬﺮ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺗﺤﻘﻘ وأﺣﺪاث اﻟﻨﺒﻮءة )اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ( وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ وﻣﺤﺪدة ﺳﻠﻔﺎً، وأﺣﺪ وﻳﺒﺪو اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ وﻛﺄﻧﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ وﻗﺎﺋﻊ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻌﻼً. وﻳﺒﺪ وﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺤﺘﻤﻴﺔ أن اﻟﻨﺒﻮءة – وﻫﺬا أﺧﻄﺮ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ -ﺗﺴﻠﺐ وﻳﺘﺮﺗ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ واﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻬﺎ أي ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ ،إذ أن ﻛﻞ ﺷﻲء ﺣﺘﻤﻲ أﺻﺤ وﻣﺤﺪد ﺳﻠﻔًﺎ .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻪ واﻧﺘﻈﺎره ،ﺑﻞ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻣﺎ وﻣﺤﺪ ﻳﺘﺤﻮل اﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ اﺗﺠﺎه اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺮاع ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺒﻮءة. ﻳﺘﺤﻮ اﻟﺪاﻓﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ وراء ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة – اﻟﻨﺒﻮءة – ﻫﻮ اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﻤﻠﺤﺔ اﻟﺪا ﻓﻲ ااﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﻄﻮﻳﻪ اﻟﻐﻴﺐ ،ﺳﻮاء ﻟﻸﻓﺮاد أو اﻟﺸﻌﻮب ،ﺗﻠﻚ اﻟﺮﻏﺒﺔ وذﻟﻚ اﻹﻟﺤﺎح اﻟﺬى ﺟﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﻘﻊ ﻓﺮﻳﺴﺔ اﻟﺸﻌ ﺳﻬﻠﺔ ﻓﻲ أﻳﺪي ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻐﻴﺐ وﻗﺮاءة اﻟﻄﺎﻟﻊ. وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﻧﺴﻴﺠﺎً أﺳﺎﺳﻴﺎً ﻣﻦ أﻧﺴﺠﺔ اﻷﺳﻄﻮرة ،ﺑﻞ ﻻ ﻧﻐﺎﻟﻲ إذا ﻗﻠﻨﺎ وﻳﻌﺘ
26
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ǝ ĝĊŹěűŨė
ﺧﺎرج اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﺑﻌﺪ أن ﻗﺎﻣﺖ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘﻴﻠﻴﺔ ﺑﺘﺨﺪﻳﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،وﻟﻠﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ اﻣﺘﺪاد ﻓﻲ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻓﻘﺪ اﻟﻤﺆرﺧﻮن واﻟﺮواة ﺑﺤﻔﻈﻬﺎ وﺟﻤﻌﻬﺎ ،وأﻏﻠﺐ رواة ﺳﻴﺮة ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ ،ﻻ ﻳﻘﺮأون وﻻ ﻳﻜﺘﺒﻮن ،وإﻧﻤﺎ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻴﻬﻢ ﻋﺒﺮ اﻟﺴﻠﻒ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﻇﻠﺖ ﻣﺪوﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﻔﺮدﻳﺔ واﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،وﻟﻮ ﻋﻘﺪﻧﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ُﺳ ﱢﺠ َﻞ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة و ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﺪاول ﻓﻲ أﺳﻮاق اﻟﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﺳﻴﺮة ﻫﻼﻟﻴﺔ ،ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ أن ﺛﻤﺔ ﺗﻘﺎرﺑﺎً ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺎت و أﺑﻄﺎل ﻫﺬا اﻟﻤﻠﺤﻤﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، واﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﻔﺎن ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ »اﻟﺤﻜﻲ« و ووﺿﻊ اﻟﻨﻬﺎﻳﺎت« ،ﻓﺎﻟﺤﻜﻮاﺗﻲ أو اﻟﺮاوي اﻟﺬي ﻳﺴﺮد اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ، ﻳﻨﺴﺞ ﺣﻮل اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻌﺰة واﻷﻧﻔﺔ واﻟﺸﻤﻮخ، وﻳﺼﺒﻎ أﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ﺑﻠﻮن اﻻﻧﺘﺼﺎرات واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﺒﻄﻮﻟﺔ. ﻣﻨﺬ ﻗﺮون ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻜﺮم واﻟﻤﺮوءة واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ،وﺗﻠﻚ اﻷﺧﻼق إن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﻴﻂ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﻇﻞ وﻓﻴﺎً ﻟﻬﺬه اﻟﺤﻤﻴﺪة ﻫﻲ ﻧﻴﺎﺷﻴﻦ ﺗﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ أﻛﺘﺎف ﻫﺆﻻء اﻷﺑﻄﺎل ،ﻓﻜﺎن اﻟﺴﻴﺮة أو ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺗﺮاث أﻣﺔ وﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ اﻟﻨﺼﺮ دوﻣﺎً ﺣﻠﻴﻒ اﻟﺨﻴﺮ و أﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﻤﺠﻴﺪ ،وﻻ ﻏﺮاﺑﺔ أن ﻧﺠﺪ ﻟﻬﺎ أﺛﺮا ً ﻓﻲ اﻟﻤﺨﻴﺎل اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻐﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء ،ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ » اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ« ،وﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ * ﺷﺎﻋﺮ وﻧﺎﻗﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب
ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ
اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﺪور ،ﺷﺮات اﻟﻌﺪه و»اﻟﻤﻨﻴﻮر« ﺷﺮات :ﻣﺜﻞ - .اﻟﻌﺪه :أدوات »اﻟﻤﻨﻴﻮر« -اﻟﻤﻨﻴﻮر :ﺑﻜﺮة ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺒﻞ اﻟﺬي ﻳﺴﺤﺐ ﺑﻪ اﻟﺜﻮر ،اﻟﻤﻴﺎه ﻣﻦ اﻟﺒﺌﺮ إﻟﻰ ﺣﻔﺮة ﻣﺴﺘﻄﻴﻠﺔ ﺗﺼﻨﻊ ﻛﻘﻨﺎة أو ﻣﺠﺮى ﻟﺮي اﻟﺰراﻋﺔ ،وﺗﺴﻤﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺳﺤﺐ اﻟﻤﻴﺎه ﻫﺬه ﻣﺤﻠﻴﺎً »اﻟﻴﺎزره« وﺧﻼل دوران اﻟﺤﺒﻞ ﻋﻠﻰ »اﻟﻤﻨﻴﻮر« ﻳﺼﺪر أﺻﻮاﺗﺎ ،ﻳﻄﺮب ﻟﻬﺎ اﻟﺜﻮر ﻛﻤﺎ ﻳﻄﺮب ﺑﻬﺎ أﻳﻀﺎً اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻓﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﻬﻤﺎ وﻋﻤﻠﻬﻤﺎ .وﻗﺪ ﺷﺒﻬﻮا اﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﺑﺪوران ﻫﺬا »اﻟﻤﻨﻴﻮر« واﺳﺘﻤﺮاره ،ﻟﻴﺒﺪأ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ وﻫﻜﺬا. ﻳﻀﺮب ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ زﻫﺪا ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻋﺪم اﻟﻄﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ وﻓﻲ أﺣﻮاﻟﻬﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة.
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
25
ĝĸőŰ
ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ źĴŻİĭŤē İżļij
ﻌ ُﺪ ﺗُ َ
»اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ« إﺣﺪى اﻟﻤﻼﺣﻢ اﻟ ُﻤﻀﻴﺌﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﺗ ْﺨﺘَﺰﻧﻪ ﻣﻦ أﺳﺮار وﻗﻴﻢٍ و ﺗﺠﺎرب ،وﻣﻮﺿﻮع ﺳﻴﺮة ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺜﺒﺖ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﺴﻴﺮ واﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻫﻮ رﺻﺪ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻟﻠﺤﻠﻒ اﻟﻬﻼﻟﻲ اﻟ ُﻤ َﻜ َﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻧﺠﺪ ،ﻓﺎﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ إذن ،ﻣﻠﺤﻤﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﺨﺘﺼﺮ ﻣﺮﺣﻠ ًﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺣﻴﺎة ﺑﻴﻦ ﻫﻼل ﺑﻴﻦ ﻣﺸﺮق اﻷرض وﻣﻐﺮﺑﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺻﺎرتْ اﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎً ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ،وﺟﺮى ﻛﻞ ﻟﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﻣ ﱢﺮ اﻷزﻣﻨﺔ، وﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺒﺎرزة ﻧﺬﻛﺮ :اﻟﺒﻄﻞ اﻟﻤﻐﻮار أﺑﻲ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ اﻟﺬي ﻗﺎﺗ ََﻞ اﻹﻏﺮﻳﻖ ،ﺛﻢ ﺗﺘﻮاﻟﻰ ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﺮﺣﻠﻮن ﻏﺮﺑﺎ ﺑﺤﺜﺎُ ﻋﻦ اﻟﻜﻸ واﻟﻤﺮﻋﻰ ﺑﻌﺪ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﺠﻔﺎف ،ﻟﺘﺘﻮاﻟﻰ ﻓﺼﻮل اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ و اﺣﺘﺪام اﻟﺼﺮاع ﺑﻴﻦ أﺑﻮ زﻳﺪ وﺣﺎﻛﻢ ﺗﻮﻧﺲ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ وﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ وﺗﻘﻮم اﻟﺤﺮب ﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل وﺣﻠﻔﺎﺋﻬﻢ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﺰﻏﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ، وﺑﻴﻦ ﻗﺎﺑﺲ ﺑﻘﻴﺎدة ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ و أﺷﺠﻊ ﻓﺮﺳﺎﻧﻪ اﻟﻤﺴﻤﻰ » ﺑﺎﻟﻌﻼم« ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﺑﻌﺪ أن رﻓﺾ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ أن ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻨﻮ ﻫﻼل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﻋﻲ ﻓﻲ أراﺿﻴﻪ ،ﻟﻴﻨﺘﻬﻲ ﺑﻪ اﻷﻣﺮ ﻣﻘﺘﻮﻻ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ دﻳﺎب ﺑﻦ ﻏﺎﻧﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺒﺄت ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻌﺪى اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ،واﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ -ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﺪاول -ﻫﻲ ﻫﺠﺮة ﺑﻌﺾ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻧﺠﺪ ﻋﺒﺮ ﻣﺼﺮ إﻟﻰ أراﺿﻲ اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻣﺠﺎﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة أﻫﻠﻜﺖ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،و اﻷﻣﺮ اﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺳﻴﺮة اﺑﻲ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ ،أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻤﻼﺣﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺴﻴﺮة ﻋﻨﺘﺮة ﺑﻦ ﺷﺪاد ،أو ﺳﻴﺮة ﺳﻴﻒ ﺑﻦ ذي ﻳﺰن ،ﻓﻬﻲ ﻋﺎدة ﺗﺤﻤﻞ ﺳﻤﺔ اﻟﺒﻄﻞ ،ﻋﻜﺲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺪ ﻟﻬﺎ
24
ǪǟŶŨė ĴſĹ ŹĚč ĞěſĸřĠ
أﺳﻤﺎء واﻣﺘﺪادات ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﺼﻴﺮ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺷﺮق اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻓﻴﻜﻮ ُن ﺑﻄﻞ اﻟﺴﻴﺮة أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ ،وﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ،ﻣﻦ اﺧﺘﻼف ﻓﻲ اﻷﺳﻤﺎء، ﻓﺈن اﻟﺒﻄﻞ ﻳﻈﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺪ ٍر ﻣﻦ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﻨﺒﻞ واﻟﻘﻮة ،وﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻤﺆﺛﺮة أﻳﻀﺎً ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ،ﻧﺠﺪ » ﺷﻴﺤﺔ« أﺧﺖ اﺑﻲ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻬﺮت ﺑﺎﻟﺬﻛﺎء و اﻻﺣﺘﻴﺎل ،وﺳﻴﺮة »اﻷﻣﻴﺮ ﺑﻦ ﻏﺎﻧﻢ اﻟﻬﻼﻟﻲ« ،وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﻛﻮﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل. وﺗﻨﻘﺴﻢ »اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ« إﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﻛﺘﺐ ،اﻟﻜﺘﺎب اﻷول ﻳُﺴﻤﻰ»ﺧﻀﺮة اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ« ،وﻳﺘﻌﺮض ﻟﺤﻴﺎة ﻓﺎرﺳﻬﻢ و أﻣﻴﺮﻫﻢ رزق ﺑﻦ ﻧﺎﻳﻞ ﺟﺮاﻣﻮن ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻫﻼل وﻣﺄﺳﺎﺗﻪ ،ﺛﻢ » أﺑﻮ زﻳﺪ ﻓﻲ أرض اﻟﻌﻼﻣﺎت« و ﻫﻮ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺘﻀﻤﻨﺎً ﻗﺼﺼﺎً وﻗﻌﺖ ﻷﺑﻲ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ ،ﺛﻢ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﺬي ﺧ ﱢُﺼ َﺺ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﺨﻔﻲ أﺑﻮ زﻳﺪ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﺷﺎﻋﺮ رﺑﺎب ،وﻳﺪﺧﻞ إﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﺣﻨﻈﻞ، ﺑﻌﺪ أن اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻧﺴﺎء ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ،ﻓﻴﻠﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ ﺑﻌﺪ أن وﺷﺖ ﺑﻪ ﻋﺠﺎﺟﺔ اﺑﻨﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻟﺪى أﺑﻴﻬﺎ ،أﻣﺎ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺑﻊ ،ﻓﻬﻮ»ﻓﺮس ﺟﺎﺑﺮ اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ« ،وﻓﻴﻪ ﻳﺨﻮض أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ اﻷﻫﻮال واﻟﺤﺮوب ،ﻟﻴﻌﻮد ﺑﺎﻟﻔﺮس اﻟﺬي ﺣﻜﺖ ﻋﻨﻬﺎ اﻷﺟﻴﺎل ،وﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺨﺎﻣﺲ »أﺑﻮ زﻳﺪ و ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘﻴﻠﻴﺔ« ،ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻘﻂ أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ ﺻﺮﻳﻊ اﻟﻬﻮي و ﻳﺄﺳﺮ ﺑﺠﻤﺎﻟﻬﺎ ،وﻛﻴﻒ ﻧﺎﺿﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻﻗﺘﺮان ﺑﻬﺎ ،وﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ وداع اﻟﺒﻄﻞ ﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘﻴﻠﻴﺔ ﺣﻴﺚ أوﻟﻤﺖ اﻟﻮﻻﺋﻢ ،وﻛﻴﻒ ﺗﻤﻜﻦ أﺑﻮ زﻳﺪ ﻣﻦ اﻣﺘﻄﺎء اﻟﻔﺮس ،واﻻﻧﻄﻼق
اﻟﺸﻔﻮﻳﺔ ﻟﻠﺴﻴﺮة ﻣﻊ
اﻟﻔﻌﻞ ﻟﺪﻳﺎب ...واﻟﺼﻴﺖ ﺑﻮ زﻳﺪ
اﻟﻨﺺ اﻟﻤﺪون ﻓﻲ
وﻳﺮى ﻋﺒﺪ اﻟﺤﺎﻓﻆ أن دراﺳﺔ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﻌﺎم ،إﻻ أن ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺴﺮدﻳﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺮواﻳﺔ ﻛﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺻﺒﻎ ﺳﻴﺮﺗﻪ
اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ واﻟﻤﻐﺎرﺑﻴﺔ؛ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ واﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ واﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ واﻟﻤﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻤﺸﺎرﻗﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺴﻬﻢ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺼﻴﺎﻏﺎت اﻟﺴﺮدﻳﺔ، واﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻮﻳﻌﺎﺗﻬﺎ ،وﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﺴﺎرات اﻟﺴﺮدﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻗﻴﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت وأدوارﻫﺎ ..إﻟﺦ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ،ﺗﺄﺧﺬ ﺷﺨﺼﻴﺔ »دﻳﺎب« ،ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻤﻐﺎرﺑﻴﺔ ﻟﺴﻴﺮة ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ،ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ »أﺑﻮ زﻳﺪ« ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،أو ﻳﻜﺘﺴﺐ »دﻳﺎب« ﺻﻴﺘًﺎ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ »أﺑﻮ زﻳﺪ«، وﻫﻲ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻤﺘﺪاول ﻓﻲ ﻧﻄﺎق رواة اﻟﺴﻴﺮة وﺟﻤﻬﻮرﻫﺎ، ﻓﻲ ﻣﺼﺮ» :اﻟﻔﻌﻞ ﻟﺪﻳﺎب ،واﻟﺼﻴﺖ ﻟـ أﺑﻮ زﻳﺪ« ،وﻧﺺ اﻟﻤﺜﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻤﺜﻞ ﻋﻼﻣﺔ رﻣﺰﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﺘﺞ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻤﺘﻮاري ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ،وﺣﺎﺻﺪ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻮاز ،أو ﺑﻴﻦ اﻟﻮاﺟﻬﺔ- اﻟﺼﺪارة واﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻟﺴﻴﺮة ،أو ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻄﻞ واﻟﺒﻄﻞ اﻟﺰاﺋﻒ .ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت واﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ واﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ.
»روح ﺳﻼﻣﺔ وﻳﺴﻴﻞ دﻣﻪ وﺣﻴﺎة رب اﻟﺒﺮاﻳﺎ وﻗﺎﺑﻠﺘﻪ اﻟﻮاﻟﺪة أﻣﻪ اﻳﻪ اﻟﺨﺒﺮ ﻳﺎ ﺿﻨﺎﻳﺎ«
ﺑﻈﺮوﻓﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻟﺬا ﻧﺠﺪ ﻧﺼﻮﺻ ًﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﺗﻮﻧﺲ واﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻓﻠﺴﻄﻴﻦ وﺗﺸﺎد
وﻳﻀﻴﻒ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻤﺼﺮي أﺳﺘﺎذ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة أن ﻛﻞ رواﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺬف وﺗﻀﻴﻒ ﻣﺎ ﺗﺸﺎء ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻷﺣﺪاث ،ﻛﻤﺎ ﺗﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺗﻀﺨﻴﻢ ﺻﻮرة اﻟﺒﻄﻞ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻤﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﺎن اﻟﺒﻄﻞ ﻫﻮ أﺑﻮ زﻳﺪ ،وﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب ﻛﺎن اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ وﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮب ﻛﺎن دﻳﺎب ،وﻟﻜﻦ اﻟﺼﺮاع ﺑﻴﻦ أﺑﻮ زﻳﺪ واﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﻗﺪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺎل اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻧﺤﻮ ﺗﻀﺨﻴﻢ ﺻﻮرة اﻟﺒﻄﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ رواﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺒﺮت
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ﺻﺎرم أو ﻣﻌﺘﺪ ،وﺣﺴﻦ ﻫﻮ ﺣﺎﻛﻢ ﻋﺎدل أو ﻣﺘﺮددد أو ﺟﺒﺎن أو ﻣﺘﺴﺎﻣﺢ ،واﻟﻌﻼم ﻫﻮ ﺳﻴﺎﺳﻲ أو ﻣﺴﺘﺸﺮف أو ﻋﺎﻟﻢ أو ﻣﺨﻠﺺ أو ﻣﺘﻮاﻃﺊ أو ﺷﻐﻮف ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ،واﻟﺠﺎزﻳﻪ ﻫﻲ اﻟﻤﺪﺑﺮة أو اﻟﻤﺴﺘﺸﺎرة أو اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ أو رﻏﻢ اﺗﻔﺎق اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻤﺤﺘﺎﻟﺔ أو اﻟﻤﻐﻮﻳﺔ.
اﻟﺴﻴﺮة ﻋﻦ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺒﺪاوة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻋﺒﺮت ﺑﺎﻷﺧﺺ ﻋﻦ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﺜﺄرﻳﺔ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻨﺪرة، ﻓﺎﻟﺘﺮﺣﺎل ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻮارد وﺣﻮل اﻟﻤﻮارد ﺗﺪور ﺻﺮاﻋﺎت دﻣﻮﻳﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ. وﻳﺆﻛﺪ اﻟﻤﺼﺮي ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﺑﻴﻦ أﺣﺪاث اﻟﺴﻴﺮة واﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺾ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻄﺮف ﻋﻨﻬﺎ وﺗﻀﻔﻲ ﻃﺎﺑﻌﺎً ﻗﺒﻠﻴﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮاع أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺬﻫﺒﻴﺎً ،ﻫﺬا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺑﻌﺎد اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﺧﻠﻒ اﻟﺼﺮاﻋﺎت داﺧﻞ أﺣﺪاث اﻟﺴﻴﺮة ﺗﺪور ﻓﻲ أﻏﻠﺒﻬﺎ ﺣﻮل رﻏﺒﺔ اﻷﺑﻄﺎل ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮارد وﺧﻮض اﻟﺤﺮوب ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ،ﻏﻴﺮ أن اﻟﺨﻴﺎل اﻟﺸﻌﺒﻲ أﺿﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ اﻟﺸﺮف اﻟﻘﺒﻠﻲ وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﺧﺬ ﺑﺎﻟﺜﺄر ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺴﻴﺮة أﺑﻌﺎدا ً ﻣﻠﺤﻤﻴﺔ ﺗﺨﻔﻲ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺧﻠﻒ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة. وﻳﺸﻴﺮ اﻟﻤﺼﺮي إﻟﻰ أن اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻛﺎدت أن ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺗﺮاث ﻣﻴﺖ وﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻤﻮد ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ أدوات اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ واﻟﺒﺪاوة اﻟﻤﺼﺎﺣﺒﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ زاﻻ ﻗﺎﺋﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻓﺎﻟﺮواﻳﺎت ﻛﺜﻴﺮة وﻣﺘﻌﺪدة وﺗﻤﻮت ﺑﻤﻮت اﻟﺮواة وﻛﻞ اﻟﻤﺤﺎوﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺬل ﻟﺘﺠﻤﻴﻊ اﻟﺴﻴﺮة ووﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺺ ﺧﻴﺮ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻬﺎ ،ﻓﻜﻞ ﻣﺤﺎوﻻت ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻣﺪى ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﺧﺘﻠﻄﺖ ﻓﻴﻪ اﻷﺳﻄﻮرة ﺑﺎﻟﺤﺪث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺳﻤﺔ ﺳﻴﺮة ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻴﻮم ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ وﺑﻬﺎ ﺗﺼﻮرات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺑﻤﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﺘﺄﻣﻞ
23
' (ºÂ # p Ð p
اﻟﺴﻴﺮ ﻟﻴﺴﺘﻤﺮ اﻟﺮواة ﻓﻲ ﺣﻜﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﻟﻤﺎ اﻛﺘﺴﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻴﺰات أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻌﻬﺎ أداة ﻃﻴﻌﺔ ﺗﺨﺪم ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﺜﺮة أﺑﻄﺎﻟﻬﺎ واﺧﺘﻼف ﻣﻮاﻃﻨﻬﻢ واﻷزﻣﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺻﺮوﻫﺎ ﻣﻜﻮﻧﻴﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺟﻴﺎل ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻳﺤﻜﻲ ﻋﻨﻬﻢ رواة ﻣﺤﺘﺮﻓﻮن أﺷﻬﺮﻫﻢ ﺳﻴﺪ اﻟﻀﻮي وﻋﻨﺘﺮ رﺿﻮان ،ورﺑﻤﺎ ﺗﻌﻮد اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻳﻮﻣﺎً ﻟﺘﻜﻮن ﻋﺎﻣﻞ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻰ.
»ﺳﻼﻣﻪ ﺧﺪ اﻟﻔﺨﺮ ﻛﻠﻪ راﺟﻞ وﻟﻴﻪ ﺑﺎع ﻃﺎﻳﻞ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻪ واﻟﻨﺼﺮة ﺧﺪﺗﻬﺎ اﻟﻬﻼﻳﻞ«
وإﻟﻰ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﺠﻬﻮل واﻟﻤﺘﻐﻴﺮ ﻳﻌﻴﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﺎﻓﻆ أﺳﺘﺎذ اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﺄﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻔﻨﻮن ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة ﻣﻌﻈﻢ اﻹﺑﺪاﻋﺎت اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، واﻟﻬﻼﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻓﻲ وﻋﻲ رواﺗﻬﺎ وﺟﻤﻬﻮرﻫﺎ ﻣﺜﻞ »ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺧﺮﺑﺔ« ﻣﺘﻌﻄﺸﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎء ﺑﻼ ﻧﻬﺎﻳﺔ أو اﻛﺘﻤﺎل ﻣﻄﻠﻖ ﻛﺄﺳﻄﻮرة ذات أﻟﻒ وﺟﻪ ،ﻓﻌﺎﻟﻢ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻄﺎوﻳﱢﺔ ﻟﻄﻘﻮس اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺎوم اﻟﺸﻌﺮاء واﻟﺠﻤﻬﻮر واﻟﻨﺼﻮص اﻟﻨﻬﺎﻳﺎت ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﻨﺎء ،وﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﻄﻘﺲ إﻻ ﻟﻴﺒﺪأ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺪاﻳ ًﺔ ﺗﺄﺧﺬ اﻟﻤﺴﺎر اﻟﺪاﺋﺮي ﻧﻔﺴﻪ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﺮ اﻟﺮﺣﻢ ﻟﻴﺼﻞ إﻟﻰ رﺣﻢ اﻟﻘﺒﺮ ،وﻻ ﻳﺼﻞ
22
%Ù$# / p# ¢
إﻻ ﻟﻴﻌﻮد ،ﻣﺠﺪ ًدا ،ﻋﻮد ًة ﻣﺘﻌﺪدة اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، وﻏﺎﻣﻀﺔ ،وﺳﺎﺣﺮة ،وﻏﺮاﺋﺒﻴﺔ ،وﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ روح اﻹﻧﺴﺎن ،ﻣﺜﻞ اﻷﺣﻼم. وﻋﻦ ﺗﻌﺪد رواﻳﺎت اﻟﺴﻴﺮة ﻳﻘﻮل دﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﺎﻓﻆ إن اﻷدوار ووﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ وزواﻳﺎ اﻟﺮؤﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺻﻴﻐﻬﺎ وأﻧﻈﻤﺘﻬﺎ اﻟﺴﺮدﻳﺔ ،وأداﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف ﻣﻮﻃﻨﻬﺎ وﺗﻠﻘﻴﻬﺎ -ﻣﺪوﻧﺔ أو ﺷﻔﻬﻴﺔ- ﺗﻠﺘﻘﻲ وﺗﺘﻘﺎﻃﺐ وﺗﺘﻘﺎﻃﻊ وﺗﺨﺘﻠﻒ ،ﺗﺒ ًﻌﺎ ﻟﺘﻮزﻋﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ واﻟﻨﺼﻮص ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،وﺑﻴﻦ ﻣﺪرﺳﺔ أداﺋﻴﺔ وأﺧﺮى ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،وﺑﻴﻦ ﻣﺆ ٍد وآﺧﺮ ﻓﻲ إﻃﺎر أي ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺪارس ،وﺑﻴﻦ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ واﻟﻤﺪوﻧﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ،ﺑﻞ ﺑﻴﻦ ﺳﻴﺎﻗﻲ أداء ﻟﻘﺼﺔ واﺣﺪة ﻟﻤﺆ ٍد ﺑﻌﻴﻨﻪ، وﻟﻴﺲ ﻓﻲ وﺳﻊ ﺗﺄوﻳﻞ ﻣﻨﻔﺮد ،أو ﻣﻨﻈﻮر، أو رؤﻳﺔ ﺳﺮدﻳﺔ ،ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ أو اﻟﺨﺎرج، ﻟـ»اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ« ،ادﻋﺎء اﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ،أو اﻟﺴﻴﺎدة اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ. وﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻗﺎﺋﻌﻲ واﻟﻔﻦ ،ﻳﻘﻮل ﻋﺒﺪ اﻟﺤﺎﻓﻆ إن ﻟﺮواة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ إﺟﺎﺑﺎت ﻣﻠﻬﻤﺔ ﻧﺪرك ﺑﻬﺎ أن ذﻟﻚ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﺠﺎﺋﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة ﻟﻴﺲ إﻻ اﻟﺤﻠﻴﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻴﻔﻬﺎ ﻛﻞ راوٍ ،ﻟﻴﻤﻨﺢ اﻟﺴﻴﺮة ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺠﺬب ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﺮة داﺋ ًﻤﺎ ،وﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻼف ﺑﻴﻦ اﻟﺮواة ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻀﻴﻔﻪ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ »ﺣﻠﻴﺎت« ﻳﺰﻳﻦ ﺑﻬﺎ رواﻳﺘﻪ وأداءه .ﻟﻜﻦ اﻟﺮواة ﻳﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻰ أن ﻳﻤﻨﺤﻮا اﻟﺴﻴﺮة ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ،
ûƁĚĸŕŨė ŲŌŹũŨ ĴƀĬŹĠ ŪŬĘŔ ůŹťĠ Ūŵùù ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė
0 (# pÙ
وأن ﻳﺆﻛﺪوا ﻋﻠﻰ أن ﻫﺬه اﻹﺿﺎﻓﺎت ﻻ ﺗﻤﺲ اﻟﺼﺪق اﻟﺬي أﻗﺴﻤﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺪء ،إﻻ اﻟﺴﻬﻮ واﻟﺨﻄﺄ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮون اﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ. وﻋﻦ اﻟﺨﻴﺎل اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ وﻃﻦ ﻟﻠﺴﻴﺮة، ﻳﺼﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ أﺑﻄﺎل اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ وﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪد واﻻﺧﺘﻼف ﻋﻨﺪ ﻣﻔﺘﺮق اﻟﺴﻴﺎﻗﺎت ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﻮﻟﺒﺔ ﻫﺬا اﻟﺒﻄﻞ أو ذاك وﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ أو ﺗﻠﻚ داﺧﻞ اﻟﺴﺮد وﺧﺎرﺟﻪ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﺗﻤﺎ ًﻣﺎ ،ﻓﻴﺼﺒﺢ وﺻﻒ دﻳﺎب ﻓﺮﺿﺎً ﺑﺄﻧﻪ ﺧﺎﺋﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﻄﻠﻖ ،وﺑﺄن أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ﻣﻔﺘﻮﻧًﺎ ﺑﺤﻴﺎة اﻟﺼﻌﺎﻟﻴﻚ ،وﺑﺴﻄﺎء اﻟﻨﺎس ،واﻟﺨﺎرﺟﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﻤﻨﻄﻖ وﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻪ، ﻗﺮاءة ﺗﻨﻤﻴﻄﻴﺔ وﻳﻘﻴﻨﻴﺔ ﻣﻨﻐﻠﻘﺔ ﺗﻌﻮزﻫﺎ اﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ. وﻋﻨﺪ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻈﻮرات اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ اﻟﺴﺮدﻳﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪدة ﻟﺪى اﻟﻤﺆدﻳﻦ واﺧﺘﻼف وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ اﻟﺘﻠﻘﻲ ﻟﺪى اﻟﺠﻤﻬﻮر ﺑﺎﺧﺘﻼف ﻣﻮﻃﻨﻪ ،ﻳﻘﻮل ﻋﺒﺪ اﻟﺤﺎﻓﻆ إن ﻛﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ رﺋﻴﺴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﻀﻤﻦ داﺧﻞ اﻟﺴﺮد وﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﺎت اﻟﺘﻠﻘﻲ ﺗﻘﻴﻴ ًﻤﺎ ﺳﻠﺒﻴٍّﺎ أو إﻳﺠﺎﺑﻴٍّﺎ ،أو رﺑﻤﺎ ﺗﺨﻀﻊ أﻳﻀﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺎت ،وإن اﻟﺴﻤﺎت اﻟﻘﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎت ﺗﺘﻮزع ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﻗﺎت ﺗﺸﺨﻴﺼﻴﺔ ﻧﺴﺒﻴﺔ ،ﻓـﺄﺑﻮ زﻳﺪ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﺪ أو ﻣﺘﺤﺎﻳﻞ أو ﻣﻨﺠﺪ أو ﻏﺎ ٍز أو ﻣﺘﺼﻮف أو ﺷﺎﻋﺮ ،ودﻳﺎب ﻫﻮ اﻧﻘﻼﺑﻲ أو ﻏﻀﻮب أو أﺣﻤﻖ أو ﻓ ﱠﻌﺎل ،واﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﻫﻮ ﻓﺎرس أو
»ﻋﻼم ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺒﺪّى وﻛﺴﺮ ﺿﺒﺐ اﻟﺤﻮاﺻﻞ أﺑﻮه ﻣﺎت ﻗﺒﻞ ﺟﺪه ﻣﺎ ﻳﻮرث ﺷﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب واﺻﻞ« ﺗﺮﺑﻴﻌﺔ ذﻛﺮﻫﺎ ﺧﺎﻟﺪ أﺑﻮ اﻟﻠﻴﻞ دﻟﻞ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف اﻟﻤﻨﻈﻮر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺴﻴﺮة وﻗﻴﺎم )ﻋﻼم( اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ واﺑﻦ ﻋﻢ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ،ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮاﻓﻴﻦ ،وﺗﻨﺒﺄ ﺑﻨﺼﺮة ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﻟﻴﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻃﻤﻌﻪ أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ ﺑﻤﻨﺼﺐ اﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﺰواج ﻣﻦ اﻟﺠﺎزﻳﺔ ،وﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﻠﻢ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺑﺬﻟﻚ أﻟﻘﻰ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ أﺑﻮ زﻳﺪ ﻟﻴﻜﺴﺮ ﻋﻼم ﻛﻞ أﺑﻮاب اﻟﺴﺠﻮن وﻳﻄﻠﻖ ﺳﺮاﺣﻪ، وﺑﺎﻷﺑﻴﺎت دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺴﻚ ﺟﻨﻮب ﻣﺼﺮ ﺑﻤﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺸﺮع ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﻴﺮاث ﻟﻴﻌﻜﺲ ﻋﺮﻓﺎً اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً ﻣﻨﻊ ﻋﻼم ﻣﻦ ﻣﻴﺮاث أﺑﻴﻪ ،رﺑﻤﺎ ﺗﻘﻞ أﻫﻤﻴﺘﻪ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎ دﻋﺎ أﻳﻀﺎً ﻻﺧﺘﻼف اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻤﺪوﻧﺔ ﻋﻦ اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻠﺔ ﺣﺪﻳﺜﺎً، ﻟﻴﺬﻛﺮ ﺧﺎﻟﺪ أﺑﻮ اﻟﻠﻴﻞ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺪون اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮة ﻻ ﺧﻼف ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻢ واﻟﻴﻬﻮدي؛ ﻓﻔﻲ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻨﻬﺎ وأﺛﻨﺎء اﻟﺼﺮاع ﺑﻴﻦ
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
اﻟﻐﻠﺒﺎن« وﻣﻠﺒﻲ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﺒﺴﻄﺎء اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ،وﻫﻲ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت أﻛﺜﺮ رﻓﺎﻫﻴﺔ ﻣﻦ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ، ﻟﺘﻈﻞ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺪون واﻟﺸﻔﻬﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﺴﻴﺮة ﺑﻤﺼﺮ واﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻛﺴﻴﺮة ﻗﺒﻠﻴﺔ ﺗﻐﺬي ﻗﻮة ﺑﻄﻠﻬﺎ ،ﻓﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻳﺤﻜﻲ اﻟﺮاوي ﺣﺴﺐ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻤﺘﻠﻘﻴﻦ ﻋﻦ ﺑﻄﻠﻪ وﻳُﻐﻔﻞ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﻤﻀﺎد ﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺜﺄر واﻟﻨﺴﺐ ،وﺑﻘﺪر اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮﻳﺾ ﺑﻘﺪر وﺟﻮد ﺑﻌﺾ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻨﺘﺞ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﺗُﺮوى ﻓﻴﻪ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وإﻻ ﺗﻔﻘﺪ وﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ،ﻟﺘﻨﺘﻬﻲ ﺑﺄن أﺻﺒﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻋﺮﺑﻲ أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﺨﺎص ﺑﻪ.
ﺑﻨﻲ ﻫﻼل وﺗﻮﻧﺲ أﻣﺮ أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻤﺪوﻧﺔ ﻟﻴﺼﺒﺤﻦ اﻟﺠﺎزﻳﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﺑﺄﺧﺬ ﻧﺴﺎء ﺑﻨﻲ ﺑﻄﻼت ﺣﺮب ﻓﻲ اﻟﻨﺺ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮة ﻫﻼل ﻷرض أﺑﻮ اﻟﻬﻮد ووزﻳﺮ ﻫﻨﺎك ﻳﺪﻋﻰ وﻣﺴﺎﻧﺪات ﻵﺑﺎﺋﻬﻦ ﻓﻲ اﻷزﻣﺎت! ﺷﻤﻌﻮن اﻟﻴﻬﻮدي ﻟﻴﻀﻌﻦ أﻃﻔﺎﻟﻬﻦ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺒﻘﺮ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ اﻟﺒﻄﻮن ﻟﻴﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﻢ ﺷﻤﻌﻮن اﺧﺘﻼف اﻟﺒﻄﻞ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﻤﻜﺎن ﻣﻨﺬ اﻟﻮﻻدة ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻮﻏﻬﻢ ﻷﺧﺬ اﻟﺜﺄر ،ﻟﻜﻦ وﻳﺤﻜﻲ ﺧﺎﻟﺪ أﺑﻮ اﻟﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﺑﻄﻞ ﻛﻞ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺸﻔﻮﻳﺔ -وﺑﻌﺪ اﻟﺼﺮاع اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ ،ﻓﻬﻮ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﻔﺎرس اﻟﻤﺨﻠﺺ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ -أﺻﺒﺢ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺒﻴﺎﺿﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺘﻮﻧﺲ ،اﻟﺬي داﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺿﺪ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﻫﻮ ﻣﻦ ﺣﻤﻰ اﻟﻨﺴﺎء ﺷﺮ اﻟﺰﻧﺎﺗﻲ ،وﻫﺬا ﻟﺘﺴﻘﻂ ﺗﻮﻧﺲ ﺑﻮﻓﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻬﻢ ،وﻟﻜﻦ ﻳﺒﻴﻦ اﻧﻌﻜﺎس ﺣﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎﻳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺮة ،ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ اﻟﺒﻄﻞ )دواﺑﺔ( وأﺑﺎﻫﺎ وأﻳﻀﺎً ﺟﺎءت ﺳﻌﺪه وﻋﺰﻳﺰة واﻟﺒﺴﻤﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﺨﻔﺎﺟﺔ ﻋﺎﻣﺮ اﻟﺬي اﺳﺘﻄﺎع اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼم ﺟﻤﻴﻼت اﻟﺴﻴﺮة ﺧﺎﺋﻨﺎت ﻟﻮﻃﻨﻬﻦ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة ﻣﻦ أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ أﺟﻞ اﻟﻌﺸﻖ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻣﻬﺪوا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺪﺧﻮل اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﺮﻳﺎدة وﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻄﺮق ﻣﻊ ﻳﺤﻴﻰ وﻣﺮﻋﻲ وﻳﻮﻧﺲ ﻣﺎرﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺘﻬﻢ ﺑﺼﺮاﻋﺎت ﻋﺪﻳﺪة ،ﻟﻴﻘﻮم ﻣﻌﻬﻢ اﻟﺨﻔﺎﺟﺔ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎً ﺑﺠﻴﺸﻪ إﻟﻰ ﺗﻮﻧﺲ ﻟﻨﺼﺮة ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﻟﻴﻠﻘﻰ ﻣﺼﺮﻋﻪ. أﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺸﺎد ،ﻓﻘﺪ اﺗﺨﺬت اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻤﺮأة ﺑﻄﻼً وﻫﻲ اﻟﺠﺎزﻳﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻳﺮوون ﺑﻄﻮﻻﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ،وﻣﻊ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط )ﺑﻐﺪاد( ﻟﻠﺒﻄﻞ وﺧﺮوج اﻻﺣﺘﻼل ﻟﻢ ﻳﺨﻔﺖ ﺿﻮء وﺗﻔﺘﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ أﺑﻄﺎل اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ دون ﺑﺎﻗﻲ
ﺑﻌﺪ ﻏﺰو اﻟﺘﺘﺎر واﻟﻤﻐﻮل ﻇﻬﺮت اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻛﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺸﻌﻮب ﻟﺒﻄﻞ ﻣﻨﻘﺬ وﻣﺨﻠﺺ ﻳﺠﻤﻊ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺪف اﻟﻤﻨﺸﻮد وﻫﻮ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻢ ا ﺟﻨﺒﻲ
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
21
اﻟﻨﺎس ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻇﻬﺮت اﻟﺴﻴﺮة ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ واﻟﺘﺘﺎر واﻟﻤﻐﻮل وﻋﻮدة اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﺮب.
»ﺳﻴﺮة ﻋﺮب أﻗﺪﻣﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻧﺎس ﻳﺨﺸﻮا اﻟﻤﻼﻣﺔ رﺋﻴﺴﻬﻢ أﺳﺪ ﺳﺒﻊ وﻣﺘﻴﻦ ﻳﺴﻤﻰ اﻟﻬﻼﻟﻰ ﺳﻼﻣﺔ«
Ù#3,# Û# Ù# Ð' $Ù#. #
20
ûƁĚĸŕŨė ŲŌŹũŨ ĴƀĬŹĠ ŪŬĘŔ ůŹťĠ Ūŵùù ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė
واﺳﺘﻜﻤﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺧﺎﻟﺪ أﺑﻮ اﻟﻠﻴﻞ ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﻋﻦ ﻧﺠﺎح اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻘﺎء ﺣﻴﺔ وﺳﻂ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻬﺖ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ دورﻫﺎ وﻫﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪأ ﺑﻬﺠﺮة ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻧﺠﺪ إﻟﻰ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﺮورا ً ﺑﻜﻞ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺪول اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ واﻷوروﺑﻴﺔ ،وﻗﺪ ﻋﺪد اﻟﺘﺎرﻳﺦ أﺳﺒﺎب ﻫﺬه اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻀﻮع ﻣﺼﺮ ﻟﻠﺤﻜﻢ اﻟﻔﺎﻃﻤﻲ اﻟﺬي ﻛﺮﻫﻪ ﺑﻨﻮ ﻫﻼل ﻟﻔﻘﺮﻫﻢ وإﺛﺎرﺗﻬﻢ اﻟﺜﻮرات ﻣﻊ ﻛﻞ أزﻣﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ﺧﻼﻓﺎت ﺑﻴﻦ ﺣﺎﻛﻢ ﺗﻮﻧﺲ وﺣﺎﻛﻢ ﻣﺼﺮ اﻟﺬي ﻓﻀﻞ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل وإرﺳﺎﻟﻬﻢ إﻟﻰ ﺗﻮﻧﺲ ﻟﻜﺜﺮة ﻋﺪدﻫﻢ واﻟﻘﻼﻗﻞ اﻟﺘﻲ دوﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮوﻧﻬﺎ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ إرﺳﺎل ﺟﻴﺶ ﻟﺘﻮﻧﺲ ،ﻓﻌﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺮﺣﻴﻞ وإﻋﻄﺎﺋﻬﻢ أﻣﻮاﻻً وﺧﻴﻮﻻً ﻟﻴﻠﺤﻖ ﺑﻬﻢ أﻗﺎرﺑﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻴﺪ راﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺧﻴﺮات اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﺑﺪأوﻫﺎ ﻣﻦ ﻧﺠﺪ ﻣﺎرﻳﻦ ﺑﺎﻟﻌﺮاق وﻓﻠﺴﻄﻴﻦ واﻟﻴﻤﻦ ﻓﻤﺼﺮ واﻟﺴﻮدان وﻟﻴﺒﻴﺎ وأﺛﻴﻮﺑﻴﺎ وﺣﺘﻰ ﻗﺒﺮص واﻟﻴﻮﻧﺎن ﻓﻴﻤﺎ ﺳﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻐﺮﻳﺒﺔ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﺳﺘﻴﻼء ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻧﺲ وإﻋﺎدة اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻷوﺿﺎع ﺑﻤﺼﺮ ،ورﺑﻤﺎ ﻫﺬا ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺗﺠﺎوز اﻟﺴﻴﺮة ﺣﺪودﻫﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻨﺠﺪ ﺗﺸﺎﺑﻬﺎً ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ وﺳﻴﺮة ﺳﻮﻧﺠﺎﺗﺎ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﻣﺎﻟﻲ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﺗﺸﺎﺑﻬﺎً رﻫﻴﺒﺎً ﻣﻊ أﺟﺰاﺋﻬﺎ، ﺣﺘﻰ أﻧﻪ ﺑﺴﻴﺮة )ﺳﻮﻧﺠﺎﺗﺎ( ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺟﺬورﻫﻢ ﻟﺒﻼل ﺑﻦ رﺑﺎح ﻣﺆذن اﻟﺮﺳﻮل ﻧﻈﺮا ً ﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﻼد اﻟﻤﺎﻧﺪوﻳﺞ ﺑﺎﻹﺳﻼم ﻓﺠﺪ اﻟﻤﻜﺎن ﻣﺴﻠﻢ ﻛﻤﺎ أن ﻟﻠﺘﺠﺎرة ﺗﺄﺛﻴﺮا ً ورﺑﻤﺎ ﻟﻬﻢ ﻧﻔﺲ ﻇﺮوف اﻻﺣﺘﻴﺎج ﻟﺒﻄﻞ وﺳﻴﺮة ﻣﻠﺤﻤﻴﺔ. أﻛﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺧﺎﻟﺪ أﺑﻮ اﻟﻠﻴﻞ أن راوي اﻟﺴﻴﺮة -أﻳﺎً ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻨﺴﻴﺘﻪ- ﻫﻮ ﺟﺰء ﻣﻦ أﺣﺪاﺛﻬﺎ ،وأن ﻟﻜﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻧﺼﺎً ﻫﻼﻟﻴﺎً ﺧﺎﺻﺎً ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ، ﻓﺮﻏﻢ اﺗﻔﺎق اﻟﻨﺺ اﻟﺸﻔﻮي ﻣﻊ اﻟﻨﺺ اﻟﻤﺪون ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﻌﺎم إﻻ أﻧﻬﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﻔﺎن ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺄﺛﺮت ﺑﻈﺮوﻓﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺒﺎﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﺗﻮﻧﺲ واﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻓﻠﺴﻄﻴﻦ وﺗﺸﺎد ﻧﺼﻮص ﻫﻼﻟﻴﺔ اﺧﺘﻠﻔﺖ، أﺑﻮزﻳﺪ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﺑﺎﻟﻨﺺ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻫﻮ ﺷﺨﺺ ﻣﻨﺎﺿﻞ ﻳﻜﺎﻓﺢ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ وﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ،واﻟﻨﺺ اﻟﻬﻼﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ ﻫﻮ »ﻣﻨﺼﻒ
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
»ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺪﻳﺢ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﻤﻞ أﺣﻤﺪ أﺑﻮ درب ﺳﺎﻟﻚ أﺣﻜﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺮة وأﻛﻤﻞ ﻋﺮب ﻳﺬﻛﺮوا ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ« ﻳﺮددﻫﺎ وﻛﻞ وﺗﺮ ﻣﻦ رﺑﺎﺑﺘﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﺳﻴﺮة وﻃﻦ وأﺑﻄﺎل داﻓﻌﻮا ﻋﻦ آﻣﺎل ﺷﻌﺒﻪ ،ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ اﻟﺮاوي ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮب إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺎل ﻟﺘﺤﻜﻲ ﻧﻔﺲ اﻷوﺗﺎر ﻋﻠﻰ ﻳﺪه ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ. źİĥŨ ĆēĴűĵ ŞżŝĩĜ
ﻳﺒﺪأ ﻛﻼﻣﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﺔ وﻳﺤﻜﻲ ﺳﻴﺮة أﺷﺮف اﻟﻘﻮم ﻣﺘﻌﻬﺪا ً ﺑﺎﻟﺼﺪق ﻟﻴﻨﻬﻴﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻐﻔﺎر إذا ﻧﻄﻖ ﻛﺬﺑﺎً ﻓﻴﻤﺎ روى. ﻣﺎ ﻫﺎﺟﺮ »ﺑﻨﻮ ﻫﻼل« ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﻷﺳﺒﺎب ﻳﺼﻌﺐ اﻟﺘﺤﺮي ﻋﻦ دﻗﺘﻬﺎ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮن ﻣﻦ أرض ﻷﺧﺮى ﺗﺎرﻛﻴﻦ ﺳﻴﺮﺗﻬﻢ ﺗﻨﻤﻮ وﺗﺘﻐﺬى ﻋﻠﻰ ﻳﺪ أﻫﻠﻬﺎ ،ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻟﻜﻞ وﻃﻦ ﺑﻄﻠﻪ وﺣﻮل ﻛﻞ ﺑﻄﻞ ﻫﺎﻟﺔ أﺿﺎءﻫﺎ ﺧﻴﺎل ﺷﻌﺐ ﺗﻌﻄﺶ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﻣﻨﻘﺬه ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻟﻜﻞ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺳﻴﺮﺗﻬﺎ اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ وراوﻳﻬﺎ اﻟﺼﺎدق ﻓﻲ ﻗﺴﻤﻪ. ﻫﻲ ﺻﺪى ﻟﻜﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻧﺺ ﻳﺘﺠﺎوز ﺣﺪود اﻟﻤﻜﺎن ،ﻫﻜﺬا ﻫﻲ اﻟﺴﻴﺮة ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﻬﺎ دﻛﺘﻮر ﺧﺎﻟﺪ أﺑﻮ اﻟﻠﻴﻞ أﺳﺘﺎذ اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪ ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻵداب ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة ،ﻟﻴﺮى أﻧﻪ ﻓﻲ أي ﻋﻤﻞ ﺷﻌﺒﻲ -واﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ -ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺒﺖ ﺑﻨﻘﻄﺔ أﺻﻞ ﻟﻪ؛ ﻓﺎﻟﺤﻜﺎﻳﺎت ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻟﺘﻌﻜﺲ ﻋﺎداﺗﻪ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪه ،أﻣﺎ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﻓﺮﻏﻢ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻧﺴﺒﻬﺎ ﻟﻤﻜﺎن ﺑﻌﻴﻨﻪ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وﻫﻰ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،واﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ
ﻟﻬﻼل ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ اﻟﺬي ﺷﺎرك اﻟﺮﺳﻮل ﻓﻲ إﺣﺪى ﻏﺰواﺗﻪ وﻓﻘﺎً ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺮواﻳﺎت ،ورﺣﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻟﺘﻮﻧﺲ ﻣﺜﺒﺘﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎً ،وﻗﺪ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﻮر اﻹﺳﻼم اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻟﺘﻈﻬﺮ ﺳﻴﺮﺗﻬﻢ أﺛﻨﺎء اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻤﻤﻠﻮﻛﻲ وﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻐﺪاد ،ﻟﻴﺼﺒﺢ دﺧﻮل اﻟﺘﺘﺎر واﻟﻤﻐﻮل ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻔﺘﺖ وﺗﺸﺮذم اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﻇﻬﻮر اﻟﺴﻴﺮة ﻓﻲ وﻗﺖ اﻓﺘﻘﺮت اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻄﻞ اﻟﻤﻨﻘﺬ واﻟﻤﺨﻠﺺ ﻓﻴﺒﺪأ اﻟﻮﺟﺪان اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﻠﺘﻒ ﺣﻮﻟﻪ اﻟﻨﺎس وﻳﺤﻤﻞ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﻘﻮﻣﻰ ﻟﻬﻢ واﻟﻬﺪف اﻟﻤﻨﺸﻮد وﻫﻮ ﺗﺨﻠﻴﺺ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻢ اﻷﺟﻨﺒﻲ ،وﻣﻨﻪ ﺑﺪأوا اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ذاﻛﺮﺗﻬﻢ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻟﻬﺎ وﺟﻮد ﺗﺎرﻳﺨﻰ ﻳﻌﺮﻓﻪ اﻟﻨﺎس ﻟﻜﻦ ﻳﺠﻬﻠﻮن ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻣﺘﺠﺎوزﻳﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺆﺛﺮة ﻛﺨﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ وأﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﻵﺧﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﺤﻔﻆ اﻟﻨﺎس ﺳﻴﺮﺗﻬﻢ ﻓﻴﻠﺒﺴﻮه ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﻨﻘﺬة ﻟﺘﻈﻬﺮ ﻫﻨﺎ ﺳﻴﺮ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﻨﺘﺮة واﻷﻣﻴﺮة ذات اﻟﻬﻤﺔ وأﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ واﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﻴﺒﺮس ﻵﺧﺮ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺗﺠﻬﻞ
ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŬ
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
19
ﻧﺺ ﻳﺘﺠﺎوز ﺣﺪود اﻟﻤﻜﺎن
اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ..
ﻫﻞ ﺗﻜﻮن ﻋﺎﻣﻞ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ!
18
ûƁĚĸŕŨė ŲŌŹũŨ ĴƀĬŹĠ ŪŬĘŔ ůŹťĠ Ūŵùù ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė
اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ .. ﻫﻞ ﺗﻜﻮن ﻋﺎﻣﻞ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ؟!
ﺷﻌﺮ
Ź ǁŭũ ǂĜ ŧŵŻ İŻĵ ŵĖ ﺑــــــــﻮ زﻳــــــــــﺪ ﻳــــــــــﻮم ﺗْـــــﻤـــــ ّﻨـــــﻰ
ــــــــﻮب ﻳــــﺒــــﺎ ﻛـــــــــــﻞ ﻣـــــــــﻄـــــــــﻠـ ٍ
ﺧــــــــﺬ م اﻟــــــﺜــــــﻼﺛــــــﺔ واﺣــــــــﺪ
ﻓـــــــــــــــــــﺮخٍ ﺷــــــــــﺎﻳــــــــــﻊ ﻧــــﺒــــﺎ
ﻣـــــــــــــ ّﺮح ﺑــــــــﻪ ﻓــــــــﻲ ﺟـــــﺰﻳـــــﺮه
ﻣــــــــــــﺎ ﻣــــــــــــﻦ ﺣـــــﻄـــــﺎﻳـــــﺒـــــﺎ
ﺧـــــﺎﻟـــــﻪ
ﻟـــــــــــــــﺬﻳـــــــــــــــ ٍﺬ ﻃـــــــ ّﻴـــــــﺒـــــــﺎ
وﻣــــــــــﻦ ﻇـــــﻠـــــﻔـــــﺎت اﻷﺷــــــــــــﺪّ ة
وﻣــــــــــــﻦ اﻟـــــــــﺮﻣـــــــــﺢ اﺗــــﻌــــﺒــــﺎ
ﻳــــــﺒــــــﻐــــــﻮن دﻳـــــــــــــــﺮة ﻋـــﻠـــﻴـــﺎ
واﻣـــــــــــﺴـــــــــــﺖ ﻗــــــﺮاﻳــــــﺒــــــﺎ
ﻳـــــﺘـــــﻬـــــﻢ ﻋـــــﻠـــــﻴـــــﺎ ﺗــــﻤــــﺸّ ــــﻰ
ﺑــــــــــــــــﺄرﻳــــــــــــــــﺎحٍ ﻃــــــ ّﻴــــــﺒــــــﺎ
ﻗـــــــﺎﻟـــــــﺖ ﺧــــــــﺬوﻧــــــــﻲ ﻣـــﻌـــﻜـــﻢ
وﺧـــــــــــﻴـــــــــــﺬ اﻟـــــــﻨـــــــﺎﻫـــــــﺒـــــــﺎ
ﺑـــــﻄـــــﻌـــــﻢ ﻗــــــــــﻮد اﻟـــــﺮﻛـــــﺎﻳـــــﺐ
ﻗــــــــــﻔــــــــــﺮا اﻟــــــﻌــــــﺸــــــﺎﻳــــــﺒــــــﺎ
ﻃـــــــﺎﺣـــــــﺖ دﻟـــــــــــــ ْﻮ ﻟـــــ ْﻬـــــﻼﻟـــــﻲ
ﻓــــــــــﻲ ﻣـــــــﺼـــــــﻘـــــــﻮف اﻟـــــﻠـــــﺒـــــﺎ
ﺣــــــــــــــ ّﻮل ﻟــــــﻬــــــﺎ ﻣـــــــﺪروﺑـــــــﻲ
ﻣـــــــــﺎ ﻋـــــــ ّﻴـــــــﻞ ﻓـــــــــﻲ اﻟــــــﺮﺑــــــﺎ
ـــــﺶ ﺻـــــﺎﻳـــــﻞ ﺑـــــــ ّﻄـــــــﻪ ﺣــــــﻨــــــﻴـ ٍ
وﺛّـــــــــــــــــــــــــﻖ ﻧـــــــــﻮاﻳـــــــــﺒـــــــــﺎ
ﻳـــــــــﻮم ا ْﻇـــــــــﻬـــــــــ َﺮﻩ ﻣــــﺘــــﻨــــﺎدم
ﻧـــــــــــﺪﻳـــــــــــﻢ اﻟـــــــﺸـــــــﺎﻳـــــــﺒـــــــﺎ
ﻗــــــــﺎل ﻟــــــﻪ ﻳــــــﺎ ﺧـــــﺎﻟـــــﻲ ﻣــــــ ّﺮح
ﻣــــــــــــــﺎ ﻣــــــــــــــﻦ ﺻــــــﻼﻳــــــﺒــــــﺎ
ﺧـــــــــــــ ّﺮت ﻋـــــــﺼـــــــﺎه وﻃـــــﺎﺣـــــﺖ
ﺗـــــــﺘـــــــﻠـــــــﻰ اﻟـــــــــﺮواﻳـــــــــﺒـــــــــﺎ
ـــــﻲ »اﻟــــــــﻜــــــــﻮدا« اﻋــــــﻘــــــﺮ ﻋــــــﻠـ ّ
ﻋـــــــــــﻦ ﻳـــــﻠـــــﺤـــــﻘـــــﻨـــــﻲ ﻧــــﺒــــﺎ
ﺧــــــــﻮاﺗــــــــﻲ ﺣـــــــــــــــ ْﺬرك ﻣـــﻨـــﻬـــﻦ
ﺗــــــــــﻘــــــــــﺮأ اﻟــــــﻜــــــﺘــــــﺎﻳــــــﺒــــــﺎ
ﻓــــــــﻲ ﻃــــــــﺮﻓــــــــﺎت اﻷﺷـــــــــــــﺪّ ﻩ
ﻟـــــــــﻜْـــــــــﺘـــــــــﺎب ﻣـــــــ ْﻌـــــــ ّﺮﺑـــــــﺎ
و ّرى
وﻏــــــــــــــــــﺪّ ا
*ﻗﺼﻴﺪة ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ،ﺗﺤﻜﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ )أﺑﻮ زﻳﺪ( ﻣﻊ اﺑﻦ أﺧﺘﻪ )ﻋﺰﻳّﺰ( ،و)ﻋﻠﻴﺎ( اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ﺣﻠﻴﻠﺔ )أﺑﻮ زﻳﺪ( واﺑﻨﺔ ﻋ ّﻤﻪ .ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻔﻈﻬﺎ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات .ﺟﻤﻌﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪﻛﺘﻮر راﺷﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ وﻗﺪم أول ﺗﻮﺛﻴﻖ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ )اﻟﻌﺪد 174أﺑﺮﻳﻞ (2014ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ ﺗﺮاث.
16
..واﻟﺴﻤﺤﺔ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﺗﺮاث اﻷﺟﺪاد
ﻛﻤﺎ ﺗﻤﺜﻠﺖ أﺑﺮز ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت أﺳﺒﻮع اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ رﻓﻘﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ »اﻟﺪﺑﺪوب« ﻟﺠﺎﺳﻢ ﻋﺒﻴﺪ، اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﺤﺒﺒﺔ واﻷﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮا ً ﻟﺪى اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﺘﻲ دأﺑﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ ﻛﻞ ﻋﺎم ﻟﺘﺒﺼﻴﺮ اﻟﻄﻼب ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ. وﻗﺪﻣﺖ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ »أﺑﻮﻇﺒﻲ واﻟﺴﻤﺤﺔ« ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت أﺛﺮت ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ وأﻗﻴﻤﺖ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وأﻟﻌﺎب اﻟﻬﺠﻦ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ ورﻓﻌﺖ أﻋﻼم اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻨﺎدي ..ﻣﺘﻮﺟﻬﻴﻦ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ »ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ« وﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻠﻤﻮا ﻣﻦ ﺳﻤﻮﻫﻤﺎ ﻗﻴﻢ اﻟﻮﻻء وﺣﺐ اﻟﻮﻃﻦ. ﻫﻜﺬا ﺟﺎء اﺣﺘﻔﺎء أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﺧﻼل ﺻﻴﻒ اﻣﺘﺰج ﺑﺮوﺣﺎﻧﻴﺎت اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺘﻲ أﻃﻠﺖ ﺑﻨﻮرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺳﺮ اﻷﻣﻮاج ﻟﺘﻌﺎﻧﻖ ﻣﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺗﺮﺳﻴﺦ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻊ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻘﻴﻢ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد
ﺗﺰاﻣﻨﺎ ﻣﻊ ﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺟﺎء ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺴﻤﺤﺔ اﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،اﻟﺬي ﻧﻈﻤﻪ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻹدارة اﻷﻧﺸﻄﺔ ﺑﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ اﻷول وﺣﺘﻰ 17ﻣﻦ ﻳﻮﻟﻴﻮ اﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺔ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات. وﺷﻬﺪ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن إﻗﺎﻣﺔ دوري ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ 144ﻻﻋﺒﺎً ﻣﺜﻠﻮا 12ﻓﺮﻳﻘﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻤﺮﻛﺰ اﻟﺴﻤﺤﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺑﻄﻮﻟﺔ اﻟﻴﻮﻟﺔ ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ 25ﻃﺎﻟﺒﺎً وﺑﻄﻮﻟﺔ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ 32ﻣﺜﻠﻮا أرﺑﻌﺔ ﻓﺮق ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺴﻤﺤﺔ واﻟﺸﻬﺎﻣﺔ واﻟﺸﻠﻴﻠﺔ واﻟﺮﺣﺒﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﺸﺎﻃﺎت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﻓﻨﻴﺔ وﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺧﻼل اﻟﺤﻔﻞ اﻟﺨﺘﺎﻣﻲ ﺗﻜﺮﻳﻢ اﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻓﺴﺎت دوري ﻛﺮة اﻟﻘﺪم وﺑﻄﻮﻟﺘﻲ اﻟﻴﻮﻟﺔ واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. وأوﺿﺢ أﺣﻤﺪ اﻟﺤﻮﺳﻨﻲ رﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﺑﺄن ﻫﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﻤﻬﻢ أﺻﺒﺢ ﺗﻘﻠﻴﺪا ً ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻳﻤﺘﺎز ﺑﺨﺼﻮﺻﻴﺘﻪ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﻘﺎم ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺴﻤﺤﺔ وﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ أﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ واﻟﺤﻀﻮر اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮي ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أوﻟﻴﺎء اﻷﻣﻮر واﻟﻌﺎﺋﻼت. وأﺷﺎر إﻟﻰ أن ﺗﻨﻮع اﻟﺒﻄﻮﻻت ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن وﺛﺮاء وﻗﻮة اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺎت ﻳﺆﻛﺪ دور ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻤﺒﺎدرات وإدارة اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ﻋﻠﻰ أﻛﻤﻞ وﺟﻪ ﺿﻤﻦ رﺳﺎﻟﺔ وأﻫﺪاف ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺮاث وﺗﻌﻠﻢ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد.
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
15
ĸŶŁŨė
اﻟﺪوﻟﺔ وﻧﻈﻤﺖ زﻳﺎرات ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻮﻓﻮد وأوﻟﻴﺎء أﻣﻮر اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻟﻺﻃﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺮاﻣﺞ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت وﻣﺮاﻓﻖ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻀﻨﺖ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت. وﺗﻀﻤﻨﺖ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ ﻋﺪدا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ واﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﻟﺒﺮﻳﺔ وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ واﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ دورات وﻣﺤﺎﺿﺮات وﻧﺪوات ﺗﻮﻋﻮﻳﺔ وﺗﺜﻘﻴﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ زادت ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ / 35 /ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ وﺧﺼﺼﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﻄﺎﻟﺒﺎت اﻟﻤﻨﺘﺴﺒﺎت إﻟﻰ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻋﺪﻳﺪة ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻟﻄﻬﻲ اﻟﺸﻌﺒﻲ وﺑﺮاﻣﺞ ﺗﻨﻤﻲ روح اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ ﻟﺪى اﻟﻤﺸﺎرﻛﺎت. وﻛﺎﻧﺖ ﺑﻄﻮﻟﺔ ﻛﺮة اﻟﻤﺎء آﺧﺮ اﻟﺒﻄﻮﻻت اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻓﻲ أﺳﺒﻮﻋﻪ اﻷﺧﻴﺮ إذ ﺗﻢ ﺗﺘﻮﻳﺞ ﻓﺮﻳﻖ »ﻛﻠﻨﺎ ﺧﻠﻴﻔﺔ« ﺑﻄﻼً ﻟﻠﺒﻄﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻮﺛﺒﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﺎﻧﻲ وأﺗﻰ ﻓﺮﻳﻖ »ﺷﻜﺮا ﺧﻠﻴﻔﺔ« ﻓﻲ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﺎﻟﺚ.
14
إﻧﺠﺎح ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺤﺪث إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ أوﻟﻴﺎء أﻣﻮر اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ وﻣﺪراء اﻟﻤﺮاﻛﺰ واﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ وﺟﻤﻬﻮر ﻏﻔﻴﺮ. وأﻛﺪ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺮزوﻗﻲ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺧﻼل اﻟﺤﻔﻞ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﻗﺪﻣﻪ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ وﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ اﻟﺴﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ أﺳﻤﻬﺖ ﻓﻲ ﻧﺠﺎح اﻟﺤﺪث واﺳﺘﻘﻄﺎﺑﻪ ﻟﻌﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ. وأﺷﺎر اﻟﻤﺮزوﻗﻲ إﻟﻰ ﺣﺮص إدارة اﻷﻧﺸﻄﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﺪاد اﻟﺒﺮاﻣﺞ واﻟﺨﻄﻂ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ واﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻴﻌﺎب ﻣﺪﻟﻮل اﻟﺘﺮاث وﻓﻬﻢ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ وإدراك ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻪ واﻻﻫﺘﺪاء ﺑﻪ وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻮﻻء واﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻬﻢ ﺗﺠﺴﻴﺪا ً ﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ »ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ«: »اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ ﻟﻴﺴﺖ اﻣﺘﻴﺎزا إذا ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺮن اﻻﻧﺘﺴﺎب ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﺑﻮﻻء ﻣﺨﻠﺺ واﻧﺘﻤﺎء ﺻﺎدق وﻋﻄﺎء ﻣﺘﻘﻦ«. وﻛﺮم ﺳﻌﺎدة ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﺤﻴﺮﺑﻲ وﺳﻌﻴﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﻨﺎﻋﻲ اﻟﻄﻼب واﻟﻄﺎﻟﺒﺎت اﻟﻤﺘﻤﻴﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺮاﻛﺰ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺗﻜﺮﻳﻢ ﻓﺮﻳﻖ اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻜﺮﻳﻢ ﻛﻞ اﻟﺠﻬﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ إﻧﺠﺎح ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺤﺪث. وﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺣﻔﻞ اﻟﺨﺘﺎم ﺑﺤﺚ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻔﻼﺣﻲ واﻟﻨﻘﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﻫﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺳﺒﻞ ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎدي ووزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻨﺸﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﻮﻋﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم واﻟﻄﻠﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺷﺌﺔ وﺷﺒﺎب ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص. ﻳﺬﻛﺮ أن »ﻣﻜﺘﺐ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﺣﺘﺮام اﻟﻘﺎﻧﻮن« ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻼﻗﺎت وﻃﻴﺪة ﻣﻊ اﻟﻨﺎدي ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﺑﻬﺪف ﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﺣﺘﺮام اﻟﻘﺎﻧﻮن وﺗﻮﻋﻴﺔ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﺑﻬﺎ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﺎدي ﺣﻴﺚ اﺳﺘﻘﻄﺒﺖ دورة ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻣﻦ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ ﻋﺪدا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ إﻣﺎرات
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
13
ĸŶŁŨė اﻟﺴﻤﺤﺔ أﺣﻤﺪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺤﻤﺎدي إن ﻃﻼب اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﺧﺎﺿﻮا ﻏﻤﺎر اﻟﻤﺮح اﻟﻤﻔﻌﻢ ﺑﻤﺎء اﻟﺒﺤﺮ ﺣﻴﺚ ﺗﺠﻤﻊ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺷﺎﻃﺊ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ، وارﺗﺪوا اﻟﺴﺘﺮات اﻟﻮاﻗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺮق وراح ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺨﺘﺎر وﺟﻬﺘﻪ اﻟﻤﺤﺒﺒﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻤﺮاﻛﺐ اﻟﻤﻄﺎﻃﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻊ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺎﻟﺐ أو ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ أﻟﻌﺎب اﻟﻜﺎﻳﻚ ﺑﻮﻟﻮ وﻛﺮة اﻟﻄﺎﺋﺮة اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ واﻟﺪراﺟﺎت اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ أﻳﻀﺎً ،وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻌﺒﺔ ﺑﻨﺎﻧﺎ ﺑﻮت، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﺎﻃﺌﻴﺔ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻊ ﻋﺮض اﺣﺘﺮاﻓﻲ ﻟﻠﺪراﺟﺎت اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻧﻔﺬه ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﻼﻋﺒﻴﻦ اﻟﻤﺤﺘﺮﻓﻴﻦ وﻫﻢ ﺟﺎﺳﻢ اﻟﺤﻤﺎدي وﻓﻬﺪ اﻟﺰﻋﺎﺑﻲ وﻓﺮاس ﻧﺒﻴﻞ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺔ ﺷﻮاﻃﺊ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺗﺎم ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﻤﺆﺳﺴﻲ ﻣﻊ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻨﺶء.
اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﻣﺠﺎﻟﺲ رﻣﻀﺎﻧﻴﺔ ودوري ﻣﻠﻌﺐ ﺻﺎﺑﻮﻧﻲ )ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻌﻴﻦ(. أﻣﺎ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ اﻷول وﺣﺘﻰ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﻏﺴﻄﺲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻘﺪ ﺷﻤﻠﺖ ﺛﻼث ﻣﺤﻄﺎت ﻟﻜﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ أﻧﺸﻄﺔ رﺋﻴﺴﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ وأﺧﺮى ﻣﺴﺎﻧﺪة ﺣﺴﺐ رﻏﺒﺎت اﻟﻄﻠﺒﺔ واﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ. وﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟﻤﺤﻄﺔ اﻷوﻟﻰ )أﻧﺸﻄﺔ اﻟﺒﺤﺮ( أﻧﺸﻄﺔ رﺋﻴﺴﺔ ﺷﻤﻠﺖ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺸﺮاع اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي وﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﺠﺪﻳﻒ )اﻟﻴﺮ( وﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺻﻴﺪ اﻟﺴﻤﻚ وورﺷﺔ ﻓﻠﻖ اﻟﻤﺤﺎر وورﺷﺔ أدوات اﻟﺼﻴﺪ واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﺎﻃﺌﻴﺔ واﻟﺴﻔﻴﻨﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وأﻧﺸﻄﺔ اﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ ﺷﻤﻠﺖ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ )اﻟﻤﻨﺤﻞ(، واﻟﺸﺮاع اﻟﺮﻣﻠﻲ واﻟﻄﻴﺮان اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ واﻟﻮرﻗﻲ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟﻤﺤﻄﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ )أﻧﺸﻄﺔ اﻟﺒﺮ( أﻧﺸﻄﺔ رﺋﻴﺴﺔ ﺷﻤﻠﺖ اﻟﻤﻨﺎﻋﻲ :ﻧﻔﺨﺮ وﻧﺤﻦ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﻓﻲ اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ واﻟﻬﺠﻦ واﻟﺮﻣﺎﻳﺔ ﻧﺮى ﺷﻌﺎر » ﺷﻜﺮ ًا ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺗﺘﻮﻳﺞ اﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ واﻟﻴﻮﻟﺔ واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺸﺮاع اﻟﺮﻣﻠﻲ وﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺔ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ واﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ وورﺷﺔ ﻋﺘﺎد اﻟﻬﺠﻦ رﻣﺰ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ « آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ وورﺷﺔ اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻳﺘﺼﺪر ﺑﺮاﻣﺠﻨﺎ وأﻧﺸﻄﺘﻨﺎ اﻟﺪوﻟﺔ رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات..أﻗﻴﻤﺖ أﻣﺎ اﻟﻤﺤﻄﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ )اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﻤﺎﺋﻲ( ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ اﻏﺴﻄﺲ ﻓﻘﺪ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﺴﺒﺢ وﻫﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺤﻔﻞ اﻟﺨﺘﺎﻣﻲ ﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﺎﻃﺌﻴﺔ واﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ. اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺼﻴﻔﻲ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟـ 21اﻟﺬي وﻻ ﺷﻚ أن ﻃﻼب اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻨﺎدي ﻧﻈﻤﻪ اﻟﻨﺎدي ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻧﺤﻮ أﻟﻒ و500 ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻗﺪ ﻗﻀﻮا أوﻗﺎﺗﺎً ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﺐ وﻃﺎﻟﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﻛﺎﻓﺔ. أﺣﻀﺎن ﻣﻴﺎه ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺘﻌﺎون ﻣﺜﻤﺮ ﺣﻀﺮ اﻟﺤﻔﻞ اﻟﺬي أﻗﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮح إدارة ﺑﻴﻦ إدارة اﻷﻧﺸﻄﺔ ﺑﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻷﻧﺸﻄﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻌﺎدة ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ وﺷﺮﻛﺔ ﺷﻮاﻃﺊ اﻹﻣﺎرات إذ ﺗﻌﻠّﻢ اﻟﻄﻼب ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺤﻴﺮﺑﻲ اﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻠﺨﺪﻣﺎت اﻟﻤﺴﺎﻧﺪة وﺳﻌﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﻓﻨﻮن وأﻟﻌﺎب اﻟﻜﺎﻳﻚ ﺑﻮﻟﻮ وﻛﺮة اﻟﻄﺎﺋﺮة اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ وﻟﻌﺒﺔ ﺑﻨﺎﻧﺎ ﺑﻮت اﻟﻤﻨﺎﻋﻲ ﻣﺪﻳﺮ إدارة اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﻨﻘﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﺪﻫﻤﺎﻧﻲ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﺎﻃﺌﻴﺔ ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ دوري ﻛﺮة ﻗﺪم ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺮ ﻓﺮع اﻟﺪراﺳﺎت واﻻﺳﺘﺸﺎرات ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﺣﺘﺮام اﻟﺼﺎﻟﺔ اﻟﻤﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮة. اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻤﻜﺘﺐ ﺳﻤﻮ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وﺳﻌﻴﺪ وﺣﻮل ﻃﺒﻴﻌﺔ أﻧﺸﻄﺔ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﻔﻼﺣﻲ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺼﻴﻔﻲ 2014م واﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻠﺘﺮوﻳﺢ ،ﻗﺎل ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﻤﺜﻠﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺘﻲ ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻲ
12
وﻟﻘﺪ أدى اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ وﺑﻤﺎ ﺗﻀﻤﻨﻪ ﻣﻦ أﻧﺸﻄﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ رﺳﺎﻟﺘﻪ ﺗﺠﺎه اﻟﻄﻼب واﻟﺸﺒﺎب وﻋ ّﺮﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ﺧﺎﺻﺔ أﻧﻪ ﺟﺎء ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر »ﺷﻜﺮا ً ﺧﻠﻴﻔﺔ رﻣﺰ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ«. وﺧﻼل ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﺗﻨﻮﻋﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺔ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﻋﻄﺎه ﻗﻮة وزﺧﻤﺎً واﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺧﺎﺻﺔ أﻧﻪ اﻧﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺮاﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﺮاﺛﻨﺎ وﺷﺒﺎﺑﻨﺎ وﺑﻤﺎ ﻳﻮاﻛﺐ ﻣﺴﻴﺮة ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺼﺮﻳﺔ. اﻟﻤﻨﺎﻋﻲ :ﻫﺪﻓﻨﺎ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ اﻟﺘﺮاث
وﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ﻗﺎل ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﻨﺎﻋﻲ ﻣﺪﻳﺮ ادارة اﻷﻧﺸﻄﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎدي »إن ﺷﻌﺎر )ﺷﻜﺮا ً ﺧﻠﻴﻔﺔ رﻣﺰ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ( ﻫﻮ ﺷﻌﺎر ﻣﻠﺘﻘﺎﻧﺎ وﻫﻮ ﺷﻌﺎر ﺑﺮاﻣﺠﻨﺎ وأﻧﺸﻄﺘﻨﺎ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﻫﺬا اﻟﻨﺎدي اﻟﺬي ﻧﻔﺨﺮ ﻛﻞ اﻟﻔﺨﺮ
وﻧﺤﻦ ﻧﺮاه ﻳﺘﺼﺪر ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﻤﻬﺘﻤﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﺑﻮﺻﻔﻪ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺮاﺋﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻛﺄﺣﺪ اﻟﻤﻜﻮﻧﺎت اﻟﺒﺎرزة ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ واﻟﺸﺒﺎب«. وأﺿﺎف » ﻧﻌﺘﺰ ﻛﻞ اﻻﻋﺘﺰاز وﻧﺤﻦ ﻧﺮى ذﻟﻚ وﻗﺪ ﻧﺎل ﻗﺒﻮل واﺳﺘﺤﺴﺎن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ »ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ« وﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﻨﺎدي وﻳﺰداد ﻓﺨﺮﻧﺎ واﻋﺘﺰازﻧﺎ وﻧﺤﻦ ﻧﺪرك ﺗﻤﺎم اﻹدراك ﺑﺄن ﻛﻞ ذﻟﻚ إﻧﻤﺎ ﻳﻤﺜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﻨﺎدي وﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻨﻬﺞ اﻟﻘﻮﻳﻢ اﻟﺬي أرﺳﺎه ﻣﺆﺳﺲ دوﻟﺘﻨﺎ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه«. وأوﺿﺢ اﻟﻤﻨﺎﻋﻲ أن ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﺎم اﻧﻘﺴﻤﺖ إﻟﻰ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻴﻦ اﻷول رﻣﻀﺎﻧﻲ اﻣﺘﺪ ﻣﻦ 2إﻟﻰ 15ﻳﻮﻟﻴﻮ اﻟﻤﺎﺿﻲ وﺗﻀﻤﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ دوري ﻛﺮة ﻗﺪم وإﻓﻄﺎرا ً ﺟﻤﺎﻋﻴﺎً وزﻳﺎرة ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ وزﻳﺎرة ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
11
ĸŶŁŨė
ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر »ﺷﻜﺮ ًا ﺧﻠﻴﻔﺔ رﻣﺰ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ« وﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ
اﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﺤﺎﺿﺮ ﻳﺘﻌﺎﻧﻘﺎن ﻓﻲ ﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ »ﺗﻨﻤﻴﺔ روح اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ ﻟﺪى اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ واﻟﺸﺒﺎب وﺗﺮﺳﻴﺦ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺪﻳﻬﻢ وﺗﺤﺼﻴﻨﻬﻢ ﺿﺪ اﻻﺧﺘﺮاق اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﻐﺎﻳﺮ ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وإﻛﺴﺎﺑﻬﻢ اﻟﻤﻌﺎرف واﻟﻘﻴﻢ واﻻﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ اﻟﺘﺮاث وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ واﻟﺸﺒﺎب ﺑﻤﻜﻮﻧﺎت اﻟﺘﺮاث وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ« ..أﻫﺪاف ﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺼﻴﻔﻲ اﻟﺬي ﻧﻈﻤﻪ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ اﻷول ﻣﻦ ﻳﻮﻟﻴﻮ وﺣﺘﻰ اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ أﻏﺴﻄﺲ اﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ. ŦũĥŤē ŽŬĔű ŽėŌŵĖĉ
ūĔėőļ ŹřʼnŁŨ ĴŻŵŁĜ
10
ﻓﻦ اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﺑﺎﻟﺸﺎرﻗﺔ
اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺗﻌﻠﻦ )وﺳﻂ اﻟﺒﻠﺪ( ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ
أﻛﺪ اﻟﻤﻬﻨﺪس إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﺤﻠﺐ ،رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء اﻟﻤﺼﺮي أن ﻣﺼﺮ اﺳﺘﺮدت ﻣﻨﻄﻘﺔ وﺳﻂ اﻟﺒﻠﺪ ﻣﻦ ﻓﻮﺿﻰ ﺑﺎﻋﺔ اﻷرﺻﻔﺔ واﻟﺒﺎﻋﺔ اﻟﺠﺎﺋﻠﻴﻦ، ﻣﺆﻛﺪا ً أن ﻣﻨﻄﻘﺔ وﺳﻂ اﻟﺒﻠﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ .وﻗﺎل إﻧﻬﺎ ﺳﻮف ﺗﺸﻬﺪ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺷﺎﻣﻠﺔ اﺳﺘﻌﺪادا ً ﻹﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﻛﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ .وﻗﺎل إن ﺛﻤﺔ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎً ﻟﻠﺪﻋﻮة ﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﻳﺸﻬﺪ إﻋﻼن وﺳﻂ اﻟﺒﻠﺪ ،ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ. ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ أﻛﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﺻﺎﻟﺢ ،ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﺘﺮاث اﻟﺤﻀﺎري ،أن اﻟﻤﺮﻛﺰ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺸﺮوع اﺳﺘﺮﺷﺎدي ﻹﻋﺎدة وﺳﻂ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وﻗﺎل إن اﻟﺨﺪﻳﻮي إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ أراد اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﻘﺎﻫﺮة ﻋﺎد ﻣﻦ ﺑﺎرﻳﺲ ﺑﺨﺒﻴﺮﻳﻦ ﻋﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﻘﺎﻫﺮة إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﺎﺣﺮة ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ. وأوﺿﺢ أن اﻟﻄﺮاز اﻟﻤﻌﻤﺎري اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﻌﻤﺎرات وﺳﻂ اﻟﺒﻠﺪ راﻋﻰ أﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ 6أدوار ،ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻲ أن اﻟﻨﺎدي اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ أﻧﺸﺄه ﺧﺒﻴﺮ ﻓﺮﻧﺴﻲ ،وﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﺪﺑﻮﻟﻲ أﺣﺪ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻣﺼﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﻮﺳﻂ اﻟﺒﻠﺪ.
ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﻋﻀﻮ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﺸﺎرﻗﺔ، اﻓﺘﺘﺢ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ، رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ إدارة ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻹﻋﻼﻣﻲ ،رﺋﻴﺲ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻟﻺﻋﻼم ،ﻣﻌﺮض »ﻣﺴﺎرات« ،اﻟﺬي ﻳﺘﺘﺒﻊ اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﻟﻠﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ واﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ وﺑﺎﻛﺴﺘﺎن ،وﻳﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ 20ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ اﻟﻤﻘﺒﻞ. ﻳﻀﻢ اﻟﻤﻌﺮض ،وﻫﻮ اﻷول ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ،اﻟﺬي ﺗﻘﻴﻤﻪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ 157 ،ﻋﻤﻼً ﻓﻨﻴﺎً ﻧﺎدرا ً ،أﺑﺪﻋﻬﺎ ﺣﻮاﻟﻲ 50ﻓﻨﺎﻧﺎً وﻓﻨﺎﻧﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، وﻳﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﺑﺄﻫﻢ ﻣﺪارس وﺣﺮﻛﺎت اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﻨﺼﺔ ﻟﻠﺤﻮار واﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮل اﻟﺮواﺑﻂ اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺷﻌﺒﻲ اﻟﻬﻨﺪ وﺑﺎﻛﺴﺘﺎن .وﻳﺴﺘﻌﺮض ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺎرﻳﺦ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ،وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺎت ﻣﺘﺤﻒ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻟﻠﻔﻨﻮن. ﺗﺘﻮزع اﻟﻘﻄﻊ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮض ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺔ أﻗﺴﺎم رﺋﻴﺴﺔ ،ﺗﺘﺒﻊ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎً زﻣﻨﻴﺎً ﻣﻦ اﻟﻘﺮن 19 ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ،وﺗﺴﺘﻌﺮض ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ وﻣﺪارﺳﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،وﺻﻮﻻً إﻟﻰ ﺗﺤﻮل ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻓﺔ إﻟﻰ ﻓﻦ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺗﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺘﻌﺮض ﻧﻘﺎط اﻟﺘﻼﻗﻲ واﻻﻓﺘﺮاق ،وﻣﺎ ﺗﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﻨﻮع وﺣﺪاﺛﺔ ،ﺗﺮﻛﺖ آﺛﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻔﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ.
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
ﻳﺴ ﻋﻠ ﻣﻨ اﻟﻌ ﻳﻤ وأ وﻳ ﻳﺴ اﻟﺴ ﻧﻈ اﻟﻌ اﻻ وﻳ ﻣﻦ وا اﻷ اﻟﺜ اﻟﺴ
9
ĘŬėķŹŰĘĚ
ﻧﺎدي ﺗﺮاث اdﻣﺎرات ﻳﺸﺎرك ﻓﻲ ﻣﻌﺮض اﻟﺼﻴﺪ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ 2014
ﺣﻈﻲ ﺟﻨﺎح ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﻓﻲ ﻣﻌﺮض اﻟﺼﻴﺪ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ 2014م، ﺑﺰﻳﺎرات اﻟﺸﻴﻮخ وﻛﺒﺎر اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ،اﻟﺬﻳﻦ أﺛﻨﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﺠﻨﺎح ،وأﺷﺎدوا ﺑﺠﻬﻮد اﻟﻨﺎدي ﻓﻲ ﺻﻮن وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،وﻣﺸﺎرﻛﺎﺗﻪ وإﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﻮر اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻀﻨﻬﺎ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻤﻌﺮض اﻟﻤﺘﻤﻴﺰ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ وﻫﻮﻳﺘﻪ. ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺪث ﻓﻲ ﺿﻮء ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات، إﺳﻬﺎﻣﺎً ﻓﻲ دﻋﻢ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻀﻨﻬﺎ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﻓﻲ ﺿﻮء اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻨﺎدي اﻟﻬﺎدﻓﺔ ﻟﻨﺸﺮ اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ. وﺗﻀﻤﻦ ﺟﻨﺎح اﻟﻨﺎدي رﻛﻨﺎً ﻟﻠﻜﺘﺐ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﻨﻮان ﻣﻦ إﺻﺪارات ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ﺑﺄﺑﻮﻇﺒﻲ ،واﻹﺻﺪارات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﺪواوﻳﻦ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ واﻟﻤﻌﺎﺟﻢ ،واﻹﺻﺪارات اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺼﻘﺎرة وﻓﻨﻮن اﻟﺘﺮاث اﻟﺒﺤﺮي واﻟﺒﺮي ،ورﻛﻦ ﻟﻮﺣﺪة اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ،اﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر ،وﺻﻮر وﻋﺮوض ﻓﻨﻴﺔ ﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﺸﺮاع وإدارة اﻷﻧﺸﻄﺔ ،وﻗﺮﻳﺔ ﺑﻮذﻳﺐ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺪرة، ورﻛﻦ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺒﺤﺮي وﻣﻬﻨﺔ اﻟﻐﻮص ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺆﻟﺆ ،وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﻮارب اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺼﻴﺪ واﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ،وﻗﺴﻢ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﻴﺪوﻳﺔ ،واﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺮاﺛﻲ، وأﻗﺴﺎم ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﺒﺮز ﺧﻄﻂ وﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻨﺎدي ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ رﻳﺎﺿﺎت اﻟﻬﺠﻦ واﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ.
8
اﻟﺘﺮاث اdﻣﺎراﺗﻲ ﻳﺘﺄﻟﻖ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻦ
ﺷﻬﺪت ﻋﺮوض اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻮزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺸﺒﺎب وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً واﺳﻌﺎً وإﻗﺒﺎﻻً ﻛﺜﻴﻔﺎً ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮاﺋﺢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺼﻴﻨﻲ واﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺪوﻟﻲ ﺧﻼل اﻟﺪورة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟـ)ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﻔﻨﻮن اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ( ﺑﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. ﻋﻜﺴﺖ اﻟﻌﺮوض ﻣﺪى ﺗﻌﻄﺶ ورﻏﺒﺔ ﻫﺬا اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﻳﺦ وﺗﺮاث وﺗﻄﻮر وﺗﻘﺪم إﻧﺴﺎن اﻹﻣﺎرات وﻣﻌﺎﻟﻢ اﻷﺻﺎﻟﺔ وﻣﻼﻣﺢ اﻟﺤﻀﺎرة واﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ وأﻧﻤﺎط اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﺷﻌﺐ اﻹﻣﺎرات ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻟﻐﺔ واﺣﺪة ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ وﻫﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻔﻦ. وﻗﺪﻣﺖ ﻓﺮﻗﺔ »اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ« ﻣﺨﺘﺎرات ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺷﻜﻠﺖ ﺻﻮرة ﺑﺎﻧﻮراﻣﻴﻪ ﻟﻤﻔﺮدات اﻟﻔﻨﻮن اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﺛﺮاء اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ وﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻧﺒﺾ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات.
365ﻣﺸﻬﺪ ًا ﻣﻦ اﻟﺤﺞ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ
)ﻟﺒﻴﻚ اﻟﻠﻬﻢ ﻟﺒﻴﻚ( ﻛﺘﺎب ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ، اﺧﺘﺎر ﻧﺼﻮﺻﻪ وﺻﻮره اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻮﻳﺪي ،ﺑﻌﻴﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻋﻦ ﺟﻤﺎل اﻟﺼﻮرة وروﻋﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، وﺑﺤﺲ ﻣﺮﻫﻒ وذاﺋﻘﺔ أذﺑﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ،وﻫﻲ ﻣﻘﺎﻃﻊ اﺧﺘﺎرﻫﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﻢ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎت اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻫﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺮام أو ﺧﻼل أداﺋﻬﻢ ﻣﻨﺎﺳﻚ اﻟﺤﺞ.
øijĴŕŨė ŸķĸĭŬŸ ĊėĸŕŀŸ ęĘDžġŤ )ﺣﺴﺐ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻨﺸﺮ( ﻫﺎﻧﻲ ﺟﻤﻞ ،زﻫﺮاء ﻣﺠﺪي ،رﺷﻴﺪ اﻟﺨﺪﻳﺮي ،ﺳﺎﻣﻲ ﻋﺒﺪاﻟﻮﻫﺎب ﺑﻄﺔ ،د.ﺳﻌﻴﺪ أﺻﻴﻞ ،د .ﺧﺎﻟﺪ أﺑﻮ اﻟﻠﻴﻞ ،ﺻﻔﺎء اﻟﺒﻴﻠﻲ ،ﻓﺘﺤﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻤﻴﻊ ،د .ﺣﻮرﻳﺔ اﻟﻈﻞ ،د. راﺷﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ،د .ﺧﺎﻟﺪ ﻋﺰب ،أﺣﻤﺪ اﻟﻄﻴﺎر ،ﻫﺸﺎم ﺑﻨﺸﺎوي ،أﺷﺮف أﺑﻮ اﻟﻴﺰﻳﺪ ،أﻳﻤﻦ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﺣﺠﺎزي ،ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻮﻳﺪي ،د .ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻘﻄﻴﻦ ،د .ﺻﺪﻳﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻮﻫﺮ ،د .واﺋﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ،د .ﻋﺎﺋﺸﺔ اﻟﺪرﻣﻜﻲ ،ﻓﻬﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﻌﻤﺮي، أﺣﻤﺪ ﻣﺤﺠﻮب ،ﻧﺠﻮي ﻃﻨﻄﺎوي ،ﺷﻴﻤﺎء اﻟﻤﺮزوﻗﻲ ،ﺳﺮور ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﻜﻌﺒﻲ ،ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ،د .ﻣﻘﺪاد رﺣﻴﻢ ،ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻴﻮﻣﻲ ،إدرﻳﺲ ﻋﻠﻮش ،د .أﻳﻤﻦ ﺑﻜﺮ ،ﻫﻨﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻣﺤﻔﻮظ ،وﻟﻴﺪ ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ ،ﻣﻨﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ،د .ﻟﻐﻠﻰ ﺑﻮزﻳﺪ.
ﺗ ﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻧﺎدي ﺗ ﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺪد 180 - 179ﺳﺒﺘﻤﱪ -أﻛﺘﻮﺑﺮ 2014
73
şĘŜǠė ijĘƀĠķė
اﻟﻌﺎﻣﺮيي ﺛﻌﻴﻠﺐ اﻟﻌﻌﺎﻣﺮ ﺳﺎمل ﺑﻦ ﻌﻴﻠﺐ أﺷﻬﺮ ﺷﻌ ﺮاء اﻟﻌﻮاﻣﺮ
اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ
اﻹﻋﻼم اﻟاﻟﻌﺮيب ﺻﻮرة اﻟ ﱰاث ﰲ ﻼ ﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ إﻋﻼم ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟ ﱰاث اﳌﺤﲇ؟ »اﻟﺘﻮﻣﻴﻨﺔ« ..ﺗ ﺮاث ﺗﺮﺑﻮي إﻣﺎرايت ﻋﻠﻢ اﳌﺨﻄﻮﻃﺎت ..آﻓﺎق اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻛﻨﺰ اﻟﻨﺒﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﻋﺎﻣﻞ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﻌﺮب fihﻣﺸﻬﺪ ًا ﻣﻦ اﻟﺤﺞ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ آﺧﺮ ﺳﺒﺎﻳﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﻤﻼح اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻠﻐﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ ..اﻟﻌﺰف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش ﺟﻤﻊ اﻟﺒﻠﺢ ..ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻐﻨﺎء »ﻟﻴﻜﺴﻮس« ..أﺳﻄﻮرة اﻟﻤﻠﻴﺤﺎت اﻟﺜﻼث »ﻛﻠﻤﻴﻢ« ..اﺳﺘﻌﺎدة ﺗﺮاث ﺑﺎب اﻟﺼﺤﺮاء
»اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ« رﻗﺼﺔ اﻟﻔﺮح واﻟﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﺣﺎب
ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ: ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث -ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،أﺑﻮﻇﺒﻲ
اﳌﴩف اﻟﻌﺎم
ƁŔŸķĺŭŨė ĴŭĬč Ĵŀėķ ùij ﻣﺪﻳﺮ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
ŲſĴŨė ĊǟŔ ĴƀŨŸ اﻻﺧﺮاج واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻏﺎدة ﺣﺠﺎج اﳌﻮﻗﻊ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ: www.mags.ae
øŪĥŭŨė ŧŹšſ ﻣﺨﺘﺎرات ﻣﻦ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ وﻳﺸﺮﺣﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪﻛﺘﻮر راﺷﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ. « /ÙÎ(# » . *p # ° ] .p ÙÍp# 25
ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﳌﺠﻠﺔ : Ø # . 2 Û ¸/ - p (# Ù # '2
+ + ¢ 91 h h ] Ê# ²Ù # . £# ( # 97 Û# Ù$# Ûh ' ]Û# Ã(# Ûh 109 &/Ê# Ù Ð' ¦ } 123
ğĘŤėĸġŀǞė : #.p# ¢ Ð' Âç# /)+ 100 : 'è #. %¢ Âç# b b Õ($# / (+ 150 : #.p# %¢ Õ($# - (+ 150 .)+ 200 #.p# ¢
'waleedalaa@hotmail.com : Ø # Øp
'00971556929190 :%Ø / 026666130 :Ä + ' p( } : Ø©/ # ".Õ marketing@cmc.ae +971 56 3150303
} Ø©/ -&3 é# Û ¸/
02 4145050 : Â 8002220 : ÛÍ (# )É # +971 02 4145000 : £# Ð' " 3# distribution@admedia.ae
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
7
ﺗ ﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ
ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻧﺎدي ﺗ ﺮاث اﻹﻣﺎرات
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
ijĴŕŨė ğĘſŹġĭŬ ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ 83
96
اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻠﻐﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ..
د .ﺻﺪﻳﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻮﻫﺮ
86
اdﻋﻼم وإﺛﺒﺎت اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ..
د .واﺋﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ
ĴƀŨĘšĠŸ ğėijĘŔ 92
110
)اﻟﺘﺤﻤﻴﺪة( أو )اﻟﺘﻮﻣﻴﻨﺔ( ..
ﺗﺮاث ﺗﺮﺑﻮي إﻣﺎراﺗﻲ
ůŹűŜ 98 102اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ ..رﻗﺼﺔ اﻟﻔﺮح واﻟﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﺣﺎب اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ ..ﻓﻦ اﻟﻌﺰف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش
ĻŹšŌŸ ŮļėŹŬ 110
124
ﺟﻤﻊ اﻟﺒﻠﺢ ..ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻐﻨﺎء
ğĘſĘťĬŸ ůĴŬ 114
)ﻟﻴﻜﺴﻮس( ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻤﻠﻴﺤﺎت اﻟﺜﻼث
ĜġťŨė şŹļ 120
ﻋﺠﺎﺋﺐ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت وﻏﺮاﺋﺐ اﻟﻤﻮﺟﻮدات ..ﻛﺘﺎب
ŖƀěŨė ķĘŕļč 2 Ø 10 É - Ù 800 Ï ( Î $ - p . ÎØ Ø/ # - 2 Ø 10 Ø / # Ù # $((# - )+ 10 : p (# Ù # 'è b ÙÍ æ $((# - Ù# 100 Ø / - Ù# 5000 Ï Î # - ,ÙÎ 250 Ï / # - ,ÙÎ 5 ' - " Ø 200 Ð(Ù# - p . ÎØ ÐØ # $(' -
b Ù Í/ # Ø /,( # - ÙÍ Í 4 Ù Ù$# Ø Ù+ ( # - (+ 20 Ù ½(# $((# - Ï ÎØ ÐÙ $Â - ÎØ 2500 Ë # - Ï ÎØ Ù(° ,# . 2. 5 pÎ . Ù Ù'æ p (# Ø2/# - . /Ø 4 Û . .æ 2 ". - Í Â 7 Ø/ - ,ÙÎ 3 ÙÍ Ø - Ï ÎØ
6
ķĸĭŭŨė ŲŬ 50
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻌﺎﻣﺮي
ﻳﻌﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﺛﻌﻴﻠﺐ اﻟﻌﺎﻣﺮي ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﺷﻌﺮاء اﻟﻌﻮاﻣﺮ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات وأﺑﺮزﻫﻢ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وﻫﻮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﻟﻨﺒﻂ اﻟﻤﺘﻤﻜﻨﻴﻦ، ﻃﺮق ﺟﻤﻴﻊ أﺑﻮاﺑﻪ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﻐﺰل إﻟﻰ اﻟﻨﺼﺢ واﻟﻤﻨﺎﻇﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ أﺟﻤﻞ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ، إﻟﻰ ﺷﻌﺮ اﻟﻮﺻﻒ واﻟﻤﻘﺎﻟﻼت وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻓﻨﻮن اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ.
ĊĘšěŨė ęĘěļčŸ ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė \Û # Ð /$# pÙ / %' ( Ù#3,# Ù # ) Ï/ %+
b ' ¤Ø 1$ 3 2 Ð' pت( -Î # ]Ì Î(# 1# à 1#.æ $+/$# .p Ø " Õ ] (,# ¥ Ù'æ Ù Ù # Ù # Ð' pØp # )¼ ,ã Ê }. Ù #
Ì . } 1# 'æ "/ Ø ] + Ù¼. ... Ù + ¹# . ]ÏªØ Ú¥ Ð ÄÙ .
ĿĘšűũŨ ĞƀʼnŠ 62 ﺻﻮرة اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اdﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ
.ÌÙ $# $ É Â} )ØpÊ Û , 2 ʱ'. ] # Î ' ] ê Ù$ p (# Û ±# æ ¥ } %Ù$# / } p# ¢ / p# "/ÊØ
b d ÛÂ Ù£Ø (# ] Í/ 1# ' Ð' "3+ ÛÎ $ ã É. "/ Ï ] + Ê#
/Ê p . Û /$((# ) # Î } p ( Ù ° Ù ) 1# ]1 /# &3 è / ' 1# É/# !#¥ ÛÂ Ù # / ±# 1# "/ # !#¥ .ª Ø /+. ] p½ ÎØp
/ ±# ),Ù Ù# -#/ /à $Ø Ï} % } Ð' Î# -Ù$ Ä$ £Ø 2 ] $£'. ¦ÊÎ' %
ﻣﺎ زال ﺗﻨﺎول اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اﻹﻋﻼم راﻛﺪاً ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺴﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻔﻌﻴﻠﻪ ،ﻳﻌﻮد ذﻟﻚ إﻟﻰ ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ وﻗﻒ اﻟﻤﻘﺪﺳﺎت ﺑﺪءاً ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ اﻟﻨﻘﻞ وﻟﻴﺲ اﻟﻌﻘﻞ. ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ إﺷﺎرات ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺤﺪدة ﺗﻌﻴﺪ ﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺪاوﻟﻪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎم ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻤﻘﺪس وﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ وﻣﺎ ﻳﻤﺲ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻘﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﻫﻮ أوﻻً وأﺧﻴﺮاً ﻣﻨﺘﺞ ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺼﺤﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻟﺸﺎرع. ﺴﻴﺎﺳﺔ
Ð' Û # Ð /# Ù$£ /+. /±Î(# Áp,# ÌÙÊ 1$ )+p Ø Ú¦# Û'/Ê#
.Û Î æ ) # Á. ¹# ~ Ù ]Ï ($# ©. ' Í 1# "/ # ÛÂ Ù # Í pÉ.
Î' 1# !#¦ #/  ]-Ù ° ( ' % # Ù Ù # . ÙÂ Ê # . Ù ( 2 ( ] ,'p£ Û # Á p+æ . )ÙÊ# '/¹Î'. & # + ,¸ à ' ÛÂ Ê Û
± . ÐÙ $Â. ã ª # . Í/ # !#¦ . £# , Í Ø / $# Ï Î+ Ð'. . Ã$ £(# Ù#3,# , / Í '. ÐÙ ($ ' ] Ø. ª# *¦+ Ð' Ù#3,# Ù # 1$ /µ# $ Í p # ¦+ ÎÃ$' ÛÂ
b } ] ½(# . Ë ±(# Ð' pØp / } Ä$(# )µØ Ï} 1$ ÐÙ Ø ] ,ã Ê
Û # Â (# Ù # ,Ù$ Î # Ð (Ø ' + pÙ / . } ,Í/ 1$ pÙ ~ $#
. Ù # Â Ê # ÐÙ ª ,Í} 1±£Í ,Í} 1±£Í
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
5
ﻣﻨﻮﻋﺔ ﺗ ﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋ ﺔ
ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻧﺎدي ﺗ ﺮاث اﻹﻣﺎرات ﺗﺼ ﺪﺪر
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļļ 179 ijĴŕŨ ijĴŕŨėŨė
2014
ijĴŕŨė ğĘſŹġĭŬ ĸŶŁŨė ģėĸĠ 10اﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﺤﺎﺿﺮ ﻳﺘﻌﺎﻧﻘﺎن ﻓﻲ ﻣﻠﺘﻘﻰ
110
اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ..و )اﻟﺴﻤﺤﺔ( ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﺗﺮاث ا ﺟﺪاد
102
ûƁĚĸŕŨė ŲŌŹũŨ ĴƀĬŹĠ ŪŬĘŔ ůŹťĠ Ūŵ ùù ĞƀŨǟŶŨė ĝĸƀĽŨė ŞũŭŨė ﻳﺮى ﻣﺨﺘﺼﻮن ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ أن )اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ( ﻫﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﻘﺎء ،ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺴﻴﺮ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ دورﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﻋﻨﺘﺮة واﻷﻣﻴﺮة ذات اﻟﻬﻤﺔ واﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﻴﺒﺮس. واﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﺎء -ﻓﻲ رأي اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ - أن اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ارﺗﺒﻄﺖ ﺑﺨﺪﻣﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ واﻟﺘﺘﺎر واﻟﻤﻐﻮل وﻋﻮدة اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﺮب. 18اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ ..ﻧﺺ ﻳﺘﺠﺎوز ﺣﺪود اﻟﻤﻜﺎن 24ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﻬﻼﻟﻲ 26اﻟﻨﺒﻮءة ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ 30اﻟﺒﻄﻞ واﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ
114
32اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ وأﺳﺒﺎب اﻟﺒﻘﺎء 38ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪاﻟﺤﺎﻓﻆ) :اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ( ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ 44اﻟﻤﻘﺪس ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ 48ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ ﺑﻨﻲ ﻫﻼل ..اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت وا ﻣﻜﻨﺔ
4
ėĸƀŬĘŤ
ﻧﺸﺎﻃﺎت ﺗ ﺮاﺛﻴﺔ ﺧﻼل ﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﺴامﻟﻴﺔ اﻟﺼﻴﻔﻲ اﻟﺬي اﺧﺘﺘﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﺎﴈ ص 10 ﺗﺼﻮﻳﺮ -ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺷﻌﺒﺎن
ĸĚŹġŤč 180 ĸěŭġěļ 179 ijĴŕŨė
2014
3
fยฃย :ยกD* f0b~zD* ยฏ ยคย ย ย D*H ยฏbย jD* ย *v+(ยฐ* yP ย R 0 ยถ( N * ย ร <(ยฐ*H fAbย jย D vJ*5 ย + ย bย ย ~6 yCxE ยขย N ~6 4b:* ยฏ ย E xย ย D*H ย ร <( ยฐ*H fAbย jD* iยฐbยธ ยฏ ,yยฃU ย gOยด* fยฃย ย ย D* lbp+&ยฐ* ย bcย g~6* ยฏ ย NgcN =R 4N OyCxยด* Oย ย P ย R JO fยฃ+xย D*H P ร ~|gsยด* ย E ย ยฃย ยซ Oย JxA bGxT ย P JO ย &* vย + bGx~{ย D fC4b~{ยด* ยฏ ร c=*xD* ebSgย O D*H ร ย DU 'ยกยด* N 0 O x~{ย S D* ย ยกย ย O ย N ~{R JN ยคย JxE&* M4ยฐH2 7000H 5000 ร + rH*ร J bยฃDbE bย K ย cR E lbp+& ยฐ* ebp~8& * 9O ยกU ย JO N O }Jยกย gD* N U N vS Oยด fย /ร D*H f<bcย D*H ย ย DU 'ยกยด*H y ยด*H yCxยด* ร + ย P ร N R Oยด* R vP ย R ย N D* tJ4b- ย E i*ยก M ย N ~6 N zP ย R 1 ,
:โ ซุง๏ป ๏บธ๏บฎู ุทโ ฌ N * ย ~6ยกg .(รกรซร ยฐU 200h 150 ร + ยฅ&* ย P mR ยฒ U EO PebgN ย P DR * ย ยกย J t M,y)b/ ยขย < Pย ยก~|pย PD ย UvBO H&* ย O cR BN ย PE x P~{FO RvBN ย O ย ย D* ย N ยกย J ยฐ&S * t N fยฃย ยฃย ย - f~z~6'ยกE ยฏ oxT s-N P,2bย ~7 H&* fย ย U ย gยด* {E*ยกย D* H&* iยฐb@@0(ยฐ* o*42(b@ + bย .S ยกEO ย O ย ย D* ย N ยกย J ย &* t Mย ~|R AN ย U CO PfJbย F Nvย R +N ย /*xยด*H 42b~|ยดb+ fK <ยกcO ย R EN ย N ยกย - ย &*H Mfย ยฃ~84N H Mfย ยฃย ~6 fยฃ+x< Mfย N ย O +P ,O 2S bNยด* dN gN ย -O ย &* t ย < H&* yCxย ย D ร Hร ย D(ยฐ* vJร D* ร @ N R @<N ย ~6N xR -O H bJV ยกP ย N DO fK ppS ~|N EO H ย ยกย ~}ยด* vJร Db+ ย O ~6N xR JO nM EN vR EO 8xB ย Jx: fยฃ+xย D* fย ย Db+ fย ย C 200 2Hv0 ยฏ ย ย ย ย D b~|K sS Nย EO d-bย D* ย O P~6xR JO t O ย ยฃย pgD* f_ยฃG ย E rร ย ยด* ย Jvย gD* $N *x/(* d-bย D* ย ygย J t O S gN gN ~6N t P4*v~8(*H bย Pย ยฃยฃย -N H Pย bย <&ยฐ* fN ย /*xE fL ~|gยบ ย ยฃย ยซ fO _ยฃG ยถยก M bย PF&b~{+P ยค)bย P X F 4*xB
ย AU ยกOยด* ร *H yCxยดb+ fAbย jD* ,4*2(* ยชCGfCCkG* ยฃ*ยงCCยกCย G* ยจCย C< ~CCF|Cยบ* ย CEยงCH uCCย Cย ย - ยจC/|CM pยงCtgG*K mfCย 6*4zG* ย 8ยงCย ย I ย fCย 64(2ยถ
w w w.c m c . a e
ﺗ ﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻧﺎدي ﺗ ﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺪد 180 - 179ﺳﺒﺘﻤﱪ -أﻛﺘﻮﺑﺮ 2014
اﻟﻌﺎﻣﺮي ﺛﻌﻴﻠﺐ اﻟﻌﻌﺎﻣﺮي ﺳﺎمل ﺑﻦ ﻌﻴﻠﺐ أﺷﻬﺮ ﺷﻌ ﺮاء اﻟﻌﻮاﻣﺮ
اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻬﻼﻟﻴﺔ
اﻹﻋﻼم اﻟاﻟﻌﺮيب ﺻﻮرة اﻟ ﱰاث ﰲ ﻼ ﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ إﻋﻼم ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟ ﱰاث اﳌﺤﲇ؟ »اﻟﺘﻮﻣﻴﻨﺔ« ..ﺗ ﺮاث ﺗﺮﺑﻮي إﻣﺎرايت ﻋﻠﻢ اﳌﺨﻄﻮﻃﺎت ..آﻓﺎق اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻛﻨﺰ اﻟﻨﺒﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﻋﺎﻣﻞ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﻌﺮب fihﻣﺸﻬﺪ ًا ﻣﻦ اﻟﺤﺞ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ آﺧﺮ ﺳﺒﺎﻳﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﻤﻼح اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻠﻐﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﺨﻴﺎﻣﻴﺔ ..اﻟﻌﺰف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش ﺟﻤﻊ اﻟﺒﻠﺢ ..ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻐﻨﺎء »ﻟﻴﻜﺴﻮس« ..أﺳﻄﻮرة اﻟﻤﻠﻴﺤﺎت اﻟﺜﻼث »ﻛﻠﻤﻴﻢ« ..اﺳﺘﻌﺎدة ﺗﺮاث ﺑﺎب اﻟﺼﺤﺮاء
»اﻟﻌﻴﺎﻟﺔ« رﻗﺼﺔ اﻟﻔﺮح واﻟﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﺣﺎب