ÊÇbK ĂŚÂ&#x;Ç Éd u
marketing@cmc.ae +971 56 3150303
ğėķĘŬǤė ķĘĤċ ŲŬ
ﺑﺮج ﺑﻦ ﻫﻼل – واﺣﺔ اﻟﺠﻴﻤﻲ -اﻟﻌني إﱃ اﻟﺠﻨﻮب ﻗﻠﻴ ﻼً ﻣﻦ واﺣﺔ اﻟﺠﻴﻤﻲ ،ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺑﺮج ﻣ ﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺸﻴﺦ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﻼل اﻟﻈﺎﻫﺮي .وﺗﻢ ﺑﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﱪج اﻟﺬي ﻳﺒﻠﻎ ارﺗﻔﺎﻋﻪ 14ﻣ ﱰا ً ﺑﻬﺪف اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻋﺪة ﻗﺮى ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ وإﺣﺒﺎط ﻣﺤﺎوﻻت ﻗﻄﻊ إﻣﺪاداﺗﻬﺎ ﺑﺎﳌﻴﺎه .وﺗﻘﻒ ﻗﺮب اﻟﱪج ﺷﺠﺮة ﺳﺪر ﻛﺎن ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ ﻣﺼﺪر إﻟﻬﺎم ﻗﺼﻴﺪة أﻟّﻔﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻈﺎﻫﺮي ،ﺣﻔﻴﺪ اﻟﺸﻴﺦ أﺣﻤﺪ اﺷﺘﻬﺮت ﺑني أﻫﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ .
د .راﺷﺪ أﺣﻤﺪ اﳌﺰروﻋﻲ
ĝĹĸĚ
أﻳﺎم ﻣﺠﻴﺪة ﻓﻲ
اﻃﺎر اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻻرﺑﻌﻴﻦ ،ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻛﻠﻤﺎت اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻣﺆﺳﺲ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ ،ﺣﻮل اﻟﺘﺮاث واﻟﺘﻲ ﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ » ﻣﻦ ﻻ ﻣﺎﺿﻲ ﻟﻪ، ﻻ ﺣﺎﺿﺮ ﻟﻪ وﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ« وﻫﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ رؤﻳﺘﻪ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻟﻤﺎﺿﻲ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد وﺗﺮاﺛﻬﻢ وﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ . وﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﻄﺎﻟﻊ أن وﻫﺐ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ أﺑﻨﺎء اﻻﻣﺎرات ﻗﻴﺎدة أدرﻛﺖ ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻟﻴﻬﺎ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ وﻋﻤﻠﺖ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ وﻧﻘﻠﻬﺎ ﻟﻸﺑﻨﺎء ﻛﻲ ﻳﺘﻌﺮﻓﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺿﻲ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد وﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ وﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﺗﺄﺗﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻻﻣﺎرات اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ واﻗﺘﺪار ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﻨﺎدي اﻟﺬي ﻳﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ واﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ » ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ » ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﻤﻮروث وﻧﻘﻠﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ رؤﻳﺔ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻛﻞ دﻋﻢ ورﻋﺎﻳﺔ ﻟﻠﺘﺮاث وﻳﺮﻋﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﻳﻮﻓﺮ ﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﻨﺠﺎح وﻳﻮﺟﻪ ﺑﻀﺮورة ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﻞ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر واﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ وﺗﺬﻟﻴﻞ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻘﺒﺎت ﻟﻀﻤﺎن ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﻤﺴﺘﻮاﻫﺎ وﺗﺤﻘﻖ رﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ورؤﻳﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﻗﻴﻤﺎً وﻃﻨﻴﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﺗﻐﺮس ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻷﺑﻨﺎء وﺗﺜﺮي ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﺻﻔﺤﺎت ﻣﺠﻴﺪة ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ وﺗﺮاﺛﻪ وﺗﻌﺮف اﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ اﻟﻌﺮب واﻷﺟﺎﻧﺐ ﻋﺒﺮ ﻟﻮﺣﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ راﺋﻌﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺮاث .
130
وﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﻃﺎر ﺗﺄﺗﻲ اﺣﺘﻔﺎﻻت ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻷرﺑﻌﻴﻦ ﻣﺘﻤﻴﺰة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﻌﺰﻳﺰة ﻋﻠﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﺣﺴﺐ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ورؤﻳﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ وﺣﺠﻢ ﻫﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﻜﺒﻴﺮ. وﺗﺠﺴﻴﺪا ﻟﻬﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ ﺟﺎءت اﻟﻨﺪوة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﻣﺴﺮح أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑﻜﺎﺳﺮ اﻷﻣﻮاج ﺿﻤﻦ اﺣﺘﻔﺎﻻت اﻟﻨﺎدي ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻷرﺑﻌﻴﻦ ،ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان )دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ..ﻋﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮر واﻻزدﻫﺎر( واﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺮاء واﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ وﺳﻠﻄﻮا ﺿﻮء اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺠﺰات دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن واﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﻌﻠﻮم. ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻀﺎف اﻟﻨﺎدي ﺿﻤﻦ اﺣﺘﻔﺎﺋﻪ ﺑﻴﻮم اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،أوﺑﺮﻳﺖ »ﻟﺆﻟﺆة اﻟﺸﺮق« ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﻔﺠﻴﺮة ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺴﺪ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﻓﻲ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﻬﺬه اﻟﺬﻛﺮى اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺪ اﻻوﺑﺮﻳﺖ ﻟﻮﺣﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺑﺪﻳﻌﺔ ،ﺗﺆﻛﺪ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻮﺣﺪة واﻟﺴﻼم واﻷﻣﻦ واﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﺗﻌﻴﺸﻪ دوﻟﺔ اﻻﻣﺎرات ﻓﻲ ﻇﻞ ورﻋﺎﻳﺔ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ ال ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ »ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ«. ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ،ﺳﻴﻈﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ ﻣﺼﺪر ﻓﺨﺮ واﻟﻬﺎم ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً وﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎم ،وﻋﻠﻲ ﻣﺪى أرﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮد ،ﺗﺘﺂﻟﻒ ﻗﻠﻮب ﻣﻮاﻃﻨﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻼﺣﻢ ﺷﻔﻴﻒ ،ﻓﻲ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﻬﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ،ﺗﻌﺒﻴﺮا ً ﻋﻦ ﻓﺨﺮﻫﻢ واﻋﺘﺰازﻫﻢ ﺑﺎﻻﺗﺤﺎد ،وﺑﻴﻨﻬﻢ أﺟﻴﺎل ﻋﺎﻳﺸﺖ ﻧﺸﺄﺗﻪ ،وأﺧﺮي ﺗﺸﻬﺪ ﻣﻨﺠﺰاﺗﻪ وﻛﻞ ﻋﺎم ووﻃﻨﻨﺎ اﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﺨﻴﺮ وﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻌﺮﻳﻖ ﺑﺨﻴﺮ
ﺣـﻲ ﺑﻨﺴـﻴـﻢ اﻟـﺸـﺮق ﻟﻤـﺮﻳـﻒ
وﻋﺪاد ﻣﺎﻳﺘﺒﺴــــﻢ اﻟــــــﻨﻮر وﻋﺪاد ﻛﻮس ٍ ﻫــــﺐ ذارﻳﻪ ﻳﺎﻟﻠﻪ ﺑﺴﺤﺐ ٍ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻳﺪور ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻞ ﺗﺮوي ﻣﻐﺎﻧﻴــــــﻪ إﻟﻴﻦ ﻳﻨﻌﻢ ﺳــــــــﻴﺪ اﻟﺤــــــﻮر ﻳﺮﺗﺎح ﺑﻪ إﻟﻠﻲ ﺳــــــﻜﻦ ﻓﻴﻪ دﻣﻌﻲ ﻣﻦ اﻷﻋﻴﺎن ﻣﻨﺜـــــــﻮر ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺤﺘﻪ زاد ﺟـــﺎرﻳﻪ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻓﻦ اﻟﻄﺎرج ﻓﻨﺎً ﻳﺪاﻋﺐ اﻟﺮوح وﻳﺴﻠﻲ اﻟﻌﺎﺷﻘﻴﻦ وﻳﺮوح ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ ﻃﺎﻟﻤﺎ وﺟﺪ اﻟﺮوح اﻟﻤﺤﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﺠﻴﻬﺎ ﺻﻮت اﻟﻤﻐﻨﻲ ﺑﺸﻠﺔ اﻟﻄﺎرج ﻓﻲ ﻫﺠﻴﻊ اﻟﻠﻴﻞ ،وﺳﺘﺒﻘﻰ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ واﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺗﺤﻜﻲ ﻗﺼﺼﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻋﻦ وﻗﺖ ﻧﻔﺨﺮ اﻟﻴﻮم ﺑﺘﺴﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث
ﻋﻠﻰ ﻃﺮق اﻟﻮﻧﺔ ﻛﺘﺐ واﻟﺪﻧﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن –رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -أﺣﻠﻰ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﺸﻮق واﻟﺤﻨﻴﻦ ،وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮز ﺷﺎﻋﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺮاﺣﻞ ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه: ﺣــﻲ ﺑﻨﺴـﻴـﻢ اﻟـﺸـﺮق ﻟﻤـﺮﻳـﻒ ﻟﻲ ﻧﻔﺤﺘـﻪ ﻧﺮﺟـﺲ او ﻣﺸﻤــــﻮم رﺣﺒﺖ ﺑﻪ واﺻﺒﺤـﺖ ﻓـﻲ ﻛﻴـﻒ ﻣـﻨـﻲ أو زاﻟــﺖ ﻛـــﻞ اﻟـﻬـﻤـﻮم ﺑﻨﺸـﺪك ﻟــﻲ ﻣـ ّﺮﻳـﺖ ﻳــﺎ رﻳــﻒ داره ﻋـﺴــﻰ ﺗﻜـﻔـﺎ ﻣــﻦ اﻟـﻠــﻮم ﻫـﺎت اﻟﺨﺒـﺮ ﻣــﻦ دون ﺗﻜﻠـﻴـﻒ ﻳﺎﻟﻤﻄـﻠـﻌـﻲ ﺑـﺎﻟـﺨـﺒـﺮ ﻣــﻠــﺰوم ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒـﻲ ﻋـﺬب اﻟﻤﺮاﻫﻴـﻒ ﺷــﺮه ﻳــﺪاري رﻣـﺴـــــﺔ اﻟـﻠــﻮم ﻳـﺰﻳـﻦ ﻟــﻲ ﻓـﻴــﻪ اﻟﺘـﻮاﺻـﻴـﻒ رﻳــﻢ رﻋــﻰ ﻣـﻨـﺒـﻮت ﻟـﺤــﺰوم ﻋﻴـﻦ ﻟﻮﺿﻴـﺤـﻲ ﻓــﻲ ﻣﻜﺎﻓـﻴـﻒ ﻟـــﻮﻻ ﻟـﺒــﺎس اﻟــــﺪل وﺧــﺘــﻮم ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺗﻮاﺻﻴـﻒ وان ﺻــﺪ زاد ﻣﺤـﺒـﻪ ﻫـﻤـــــﻮم ﺷــﺮوات ﻣــﻦ ﻣــﺮوا ﻣﻨﺎﻛـﻴـﻒ رﺑـﻌـﻪ وﺻــﺎر ﺑـﺤـﻮزة اﻟـﻘــــﻮم وان ﻋﺎد ﻟﻪ ﻓﻲ رﺿﺎه ﺗﺸﺮﻳﻒ ﻓﺮﺣـﺔ ﻣﻌﻴـﺪ ﻣـﻦ ﻋﻘـﺐ ﺻـــﻮم ﻟﻤـﺤـﺐ ﻟــﻲ ﻟــﻪ ﻗـﻠـﺐ ﻫـﺰﻳـﻒ وﺻﺎب اﻟﻐﻀﻲ ﻣﺪﻗﻮق ﻟﻮﺷــــﻮم وﻳـﺸـﻮﺟ ّـﻪ ﻟـﻌ ّـﺎﻳــﺔ اﻟـﺼـﻴــﻒ ورﻗـــــﺎً ﺗـﻌـﻠــﺖ راس ﻣــﺰﻣــﻮم وﺣـﻤـﺎﻳـﻢ ﻓـــﻲ ﻓــــﻦ ﻣـﻨـﻴــﻒ ﺗــﻮﻗـ ّـﻆ اﻟـﻌــﺸ ّــﺎق م اﻟــﻨـــﻮم وان زارﻧﻲ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻜﺮى ﻃﻴﻒ أﺳﻌـﺪ وﻟـﻮ ﻓـﻲ ﻟﺤـﻈـﺔ ﺣـﻠـﻮم ﻋـﺴــﻦ ﺑـــﺮق ﺑــــﺎت رﻓ ّــﻴــﻒ ﻣـﺰﻧـﻪ ﻛـﺴــﺎ ﻟﻤـﻐـﻴـﺐ ﺑـــﺮدوم وﺳﻤـﻲ ﻳﺴﻮﻗـﻪ ﺑــﺎرد اﻟـﺮﻳـﻒ ﺑـــﻪ ﻣــﺮﻋــﺪ دﻧ ّــــﺎن وﻏــﻴــﻮم
ůŹűŜ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
129
ůŹűŜ ﺧﻠﻮا ﺑﻨﻲ اﻟﻜﻔﺎ ِر ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻠِﻪ اﻟﻴﻮم ﻧﻀﺮﺑْﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺰﻳﻠِﻪ ﺿﺮﺑﺎً ﻳﺰﻳﻞ اﻟﻬﺎم ﻋﻦ ﻣﻘﻴﻠِﻪ وﻳﺬﻫﻞ اﻟﺨﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﺧﻠﻴﻠِﻪ وﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻓﻘﺪ ﻋﺮف اﻟﺤﺪاء ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﻗﺪﻳﻢ وﺳﻤﻲ ﻻﺣﻘﺎً ﺑﺎﻟﻄﺎرج ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻐﻨﺎء أﺷﻌﺎر اﻟﺸﻮق واﻟﻬﻴﺎم واﻟﻔﺮاق أﺛﻨﺎء ﺳﻔﺮﻫﻢ ﻟﻴﻼ ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر اﻟﺠﻤﺎل أو ﺟﻠﻮﺳﺎ ﺣﻮل اﻟﻨﺎر ،وﻳﺘﻤﻴﺰ اﻟﺤﺪاﺋﻮن ﺑﺎﻟﺼﻮت اﻟﺮﺧﻴﻢ اﻟﺠﻤﻴﻞ اﻟﻌﺬب اﻟﺬي ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ وﺟﺪ ﻛﻠﻤﺎت اﻟﺸﻌﺮ وﻳﺠﻤﻠﻬﺎ ﺑﺤﻠﺔ رﺧﺎﻣﺔ اﻟﺼﻮت ﻓﻲ ﻫﺠﻴﻊ اﻟﻠﻴﻞ ،وﻳﻘﺎل أن اﻟﻄﺎرج ﻳﻔﻀﺢ اﻟﻤﺤﺐ وﻳﻘﺘﻞ اﻟﻌﺎﺷﻖ ،ﻛﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ: ﻳــــــﺎ ﺻــﺎﺣﺒــﻲ ﻃــــــﺎل اﻟــﻬـﺠــﺮ وﺧﺎﻳـــــﻒ ﻣــﻦ ﻓــﺮاﻗــــﻚ أﻃﻴــﺢ ﻣـــﻠﻴــﺖ ﻣــــﻦ ﻛـــﺜﺮ اﻟـــﺼﺒــــــﺮ واﻧـــﺘـــﻪ ﻋﻠــــﻰ وﺻﻠــﻲ ﺷﺤـﻴﺢ إﻟـــــﻰ ﻣــﺘـــﻰ ﺑـــــــﺲ اﻧﺘـــﻈـــﺮ واﻟـــﻘــﻠـــﺐ ﻣـــﻦ ﺷــﻮﻗﻪ ﺟﺮﻳـﺢ اﻟـــﻮﻗــﺖ ﻳــﻤـــﻀـــﻲ واﻟــﻌـــﻤـﺮ اﺻـــﺒـــــﺢ ﻣﺠـــﺎﻟــﻪ ﻣﺎ ﻓــﺴﻴــﺢ واﻟـــﺤــــﺎل ﻳــــﺎ ﺧــــﻠـــﻲ ﻋــــﺒﺮ ﻣــــﻦ زود ﻣـــــﺎ اﻟـــﻌـﻲ واﺻﻴﺢ ﻗــــﻀــﻴﺖ ﻟـــﻴـــﻠـــﻲ ﻓــﻲ ﺳﻬــﺮ وﻗــــﻮﺗــــﻲ وﺷــﺮﺑﻲ ﻣـﺎ ﻳﺴــﻴﺢ واﻟــــﻌــﻴـــــﻦ ﺧــﻔــﺖ ﻣﺎﻟﻨــﻈــــﺮ ﻣــــﻦ زود ﻣـــﺎ أﻟـــﻌــﻲ واﺻﻴـﺢ ﻗـــــﻠــﺒـــﻲ ﺑﺤــﺒـــﻚ ﻣﻨـــﺠــــــــﺒﺮ ﻳﺎ ﺻـــــﺎﺣـــﺐ اﻟــﻮﺟـــﻪ اﻟﻤﻠﻴــﺢ ﻳـــــﺎ ﻓــــﻞ ﻳـــــﺎ ﻓـــــﻮع اﻟﺰﻫــــﺮ ﻳﺎ اﻟـﺸﻤـــﺲ ﻓــﻲ اﻟﻜﻮن اﻟﻔﺴﻴﺢ
128
ƁěŕŁŨė ĴšġŕŭŨė ǝ ľƀŰėŹŝŨė ĢſķĘŝŔ
ﻟـــﻴﺘــــﻚ ﻣﻌـــــﻲ ﻃـــــﻮل اﻟﻌﻤـﺮ واﻫﻨــــﻰ ﺑﻘـــﺮﺑــــﻚ وأﺳﺘـــﺮﻳﺢ واﻟﻄﺎرج رﻏﻢ اﺧﺘﻼﻓﻪ ﻋﻦ ﻓﻦ اﻟﻮﻧﺔ ﻓﻲ اﻷداء واﻟﻤﺪ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻟﻠﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻐﻨﺎة ،إﻻ أن إﻧﺪﺛﺎر اﻟﻤﺆدﻳﻦ ﻟﻔﻦ اﻟﻄﺎرج واﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻷﻳﺎم أدى إﻟﻰ اﺧﺘﻼط اﻟﻔﻨﻴﻦ وﻋﺪم اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ إﻻ ﻟﻠﺒﻌﺾ اﻟﻘﻠﻴﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻻﻳﺰاﻟﻮن ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن اﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻧﺤﺎول أن ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺣﻴﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ،وﻧﺄﻣﻞ أن ﻳﺘﻢ ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻤﺘﻤﻴﺰﻳﻦ ﺑﺎﻟﺼﻮت اﻟﺮﺧﻴﻢ واﻟﻤﻘﺪرة ﻋﻠﻰ أداء ﻫﺬه اﻟﻔﻨﻮن ﻋﻠﻰ ﻓﻦ اﻟﻄﺎرج واﻟﻮﻧﺔ واﻟﺘﻐﺮودة اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺟﺪا وﻟﻜﻲ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث وﺗﻮرﻳﺜﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ. وﻣﻦ أﺟﻤﻞ ﺷﻌﺮ اﻟﻄﺎرج اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل ﺷﺎﻋﺮﻫﺎ:
ﻃﻠﺒﺖ رﺑﻲ ﻋــــــﺪ ﻣـــﺎﺛﻮر وﻋﺪاد ﻓﺮﺿﻲ اﻟﻠﻲ ﺑﺼﻠﻴﻪ
.} ( # ) ÐÃ 1( Ø ØpÙ$Ê # ÎÍ/ÎÂ Ð' %Ù( ÐÂ
% (# Ú.p # -Ø ÕØ Ú¦# p # /Í} p } /+ . ]Ë # .-ÙÊÂ '. - ÃÍ Ð Ø. $# ]- $ 1$ d ) Ð' Ù( # # Ã (Ë i # # ) Ð' Ù( #
%Ù(Ø # ÛÂ. ]Ï©/# Ú} # ÐÙ . %Ø/ # 1# ν(# pÙ Ê# ÐÙ $ ] , '. Ø ±# $( # } Û ($ # Û / # p' ÌØ Ð .ÐÙ ($ # . p /# 1# "/ ±# ($ % Ø ¦+ ' Ä#æ Á. ] Ù / p
(*.../+) .} (*......}) "/Ê ] ,# . ) }}}*( p (' ÐÙÍ} -Í~ Ø. } . }(*}}} ) .
¦+ (,$ ( Ø Ú¦# 0/ # . Ϫ # . )#æ Ð Ù ]%Ø/ .
%Ø/ # ¦+ Ï} 2 ]%Ø/ # Ã # . " # Ù ÛÂ ÐÃ#
/ 1# . ($ # %¢ p 1# # ¼ Ú ÕØ p(# ÛÂ
' ,$# Ï/$, Ø Ðئ# !ä#.} % É Ð' ,ÙÍ ' ),Â. ,  .Û$ (# ±# .
ŽėőšŤē ĚřżťĬ ijŴĴĸ
وﻗﺪ ﻋﺮف اﻟﻌﺮب ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم ﻓﻦ اﻟ ُﺤﺪاء ﺑﻀﻢ اﻟﺤﺎء أو ﺑﻜﺴﺮﻫﺎ ِ )اﻟﺤﺪاء( وﻫﻮ َﺳﻮق اﻹﺑﻞ وزﺟ ُﺮﻫﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮب ﺗﻐﻨﻲ ﻟﻺﺑﻞ ﻟﺘﺤﺜﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮ وﺗﺴﻤﻲ ذﻟﻚ اﻟ ُﺤﺪاء ،ﻛﻤﺎ وﺗ ُﺴﻤﻲ ﻣﻐﻨﻲ اﻟﺮﻛﺐ ﺣﺎدﻳﺎً واﻟﺠﻤﻊ ُﺣﺪاة ،وﻛﺎن ﻟﻜﻞ رﻛﺐ ﺣﺎ ٍد أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ُﺣﺪاة ﻳﻐﻨﻮن ﻟﻺﺑﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮب ﻟﻠ ُﺤﺪاء وﺗﺤﺚ اﻟﺴﻴﺮ ،وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ روي ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ( ﻛﺎن ﻓﻲ ﺳﻔﺮ وﻛﺎن ﺣﺎدي رﻛﺐ اﻟﻨﺴﺎء ﻏﻼم ﻳﺴﻤﻰ أﻧﺠﺸﺔ ،وﻛﺎن ذا ﺻﻮت رﺧﻴﻢ ﻓﺄﺧﺬ أﻧﺠﺸﺔ ﻫﺬا ﻳﺤﺪو وﻳﻨﺸﺪ ﻓﻄﺮﺑﺖ اﻹﺑﻞ وأﻏﺬﱠت اﻟﺴﻴﺮ ،ﺣﺘﻰ ﺧﺸﻲ اﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ( ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ اﻟﻬﻮادج أن ﻳﻘﻌﻦ، ﻓﺨﺎﻃﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻗﺎﺋﻼً» :أي أﻧﺠﺸﺔُ ،ر َوﻳْ َﺪ َك َﺳ ْﻮﻗ ََﻚ ﺑِﺎﻟْ َﻘ َﻮارِﻳ ِﺮ ورد ﻓﻲ رواﻳﺔ اﻟﺒﺨﺎري ] [ 6149وﻣﺴﻠﻢ ] .[ 2323 وﻣﻦ اﻟﺤﺪاء ﻣﺎ روي ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة أﻳﻀﺎ أن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ رواﺣﺔ )رﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ( ﻛﺎن ﻳﺮ ﱢدد وﻫﻮ ﻳﻘﻮد ﻧﺎﻗﺔ اﻟﺮﺳﻮل )ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ( وﻫﻮ داﺧﻞ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻷداء ﻋﻤﺮة اﻟﻘﻀﺎء ﺑﻌﺪ ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ:
ůŹűŜ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
127
ůŹűŜ
ﻳﻔﻀﺢ اﻟﻤﺤﺐ وﻳﻘﺘﻞ اﻟﻌﺎﺷﻖ
»اﻟﻄﺎرج«..
ﺣﺪاء اﻟﺘﺮﺣﺎل واﻟﺴﻔﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ
126
ùù©ħķĘōŨėª
اﻟﻤﺒﺮﻣﺠﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻷﺷﺨﺎص ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ )ﻓﺄي ﻧﺴﻖ ﺗﻮاﺻﻠﻲ ﻳﺆدي وﻇﻴﻔﺔ ﻣﺎ( ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﺪد )ﻻﻧﺪي( ﺳﻴﻤﻴﻮﻃﻴﻘﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل أﺑﻌﺎد اﻟﺒﺮﻣﺠﺔ ،وﻫﻲ؛ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﻮى اﻹﻧﺘﺎج وﻋﻼﻗﺎت اﻹﻧﺘﺎج ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ )أﻧﻤﺎط اﻹﻧﺘﺎج( ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﻧﻤﺎط اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ )اﻟﻠﺴﺎﻧﻲ وﻏﻴﺮ اﻟﻠﺴﺎﻧﻲ( ،وﻟﻬﺬا ﻓﺈن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ارﺗﺒﺎﻃﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﺑﺎﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺪورﻫﺎ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮﻛﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. إﻧﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻫﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ أﻧﺴﺎﻗﺎً ذات ﻣﻘﺼﺪﻳﺔ ﺗﻮاﺻﻠﻴﺔ ،وﻫﺬه اﻷﻧﺴﺎق ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ؛ ﻓﻬﻲ )ﺑﺼﺮﻳﺔ، وﺳﻤﻌﻴﺔ ،وﺷﻤﻴﺔ (...أو إﻧﻬﺎ ﻟﺴﺎﻧﻴﺔ )ﻟﻐﺎت ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ،أو ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ أو ﻣﺸﻜﻠﻨﺔ( ،أو ﻏﻴﺮ ﻟﺴﺎﻧﻴﺔ )أﻧﻮاع ﺗﺸﻔﻴﺮﻳﺔ( ،أو أﻧﻬﺎ )ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ، أو ﻓﺮدﻳﺔ( .إﻧﻬﺎ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻲ اﻟﻤﻌﻘﺪ واﻟﻤﺮﻛﺐ اﻟﺬي ﺗﺸﻐﻠﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻧﺼﺎً أو ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻟﻪ أﺑﻌﺎده ودﻻﻻﺗﻪ ﺿﻤﻦ ﻗﺼﺪﻳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻟﺬا ﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﻨﺺ اﻟﻤﺮﻛﺐ ﺳﻴﺘﻔﺮع إﻟﻰ ﻧﺼﻮص ﻣﺘﻨﺎﺳﻠﺔ وﻣﻨﻘﺴﻤﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮاﺗﺒﻴﺔ وﻣﺘﺴﻠﺴﻠﺔ؛ أي أن ﻛﻞ ﻧﺺ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺳﻴﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﺼﻮص ،وﻳﺘﻔﺮع ﻛﻞ ﻧﺺ ﺑﺪوره إﻟﻰ ﻧﺼﻮص أﺧﺮى ،وﻫﻜﺬا ﺳﻴﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻤﺘﻨﺎﺳﻠﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ،ﺗﺄﺑﻰ اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻻﻧﻌﺰاﻟﻴﺔ، واﻻﻧﻐﻼق ،واﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،دون اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﻌﻄﺎء واﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ،ﻓﺎﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻫﻲ ﺳﻴﻤﻴﺎء ﻣﻘﺎرﻧﺔ واﺧﺘﻼﻓﻴﺔ وﺗﻌﺪدﻳﺔ ،وﻟﻬﺬا ﻓﺈن ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻨﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻤﺘﺪاﺧﻠﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ،وﻛﻠﻤﺎ اﻧﻔﺘﺤﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ اﺗﺴﻌﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﺗﻌﺪدت أﻧﻤﺎﻃﻬﺎ وﺗﻨﻮﻋﺖ أﻧﺴﺎﻗﻬﺎ ،وﻟﻬﺬا ﻓﺈن ﻟﻮﺗﻤﺎن ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺳﻤﻴﺎء اﻟﻜﻮن( ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ ﻣﻔﻬﻮم )اﻟﻜﻮن اﻟﺤﻴﻮي( اﻟﺬي ﺣﺪده ﺑﺄﻧﻪ
)ﻓﻀﺎء ﺳﻴﻤﻴﻮﻃﻴﻘﻲ ﺿﺮوري ﻟﻮﺟﻮد وﻻﺷﺘﻐﺎل اﻟﻠﻐﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻟﻴﺲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺟﻤﺎع ﻟﻠﻐﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة( ،أي أن ﺳﻴﻤﻴﺎء اﻟﻜﻮن ﻟﻬﺎ وﺟﻮد ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐﺎت وﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻔﺎﻋﻞ داﺋﻢ ﻣﻌﻬﺎ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻷﻧﺴﺎق ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻣﺘﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼﻓﻬﺎ، ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﺎ داﻣﺖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،واﻻﺧﺘﻼف ﻻ ﻳﻜﻮن إﻻﱠ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ . وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻓﻬﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ إﻻ ﺿﻤﻦ ﻧﻄﺎق ﻓﻀﺎء اﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ أواﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،وﺿﻤﻦ ﻣﺴﺎر اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء ،وﻟﻌﻞ دراﺳﺔ ﻓﺮاﻧﺴﻮا راﺳﺘﻴﻲ وﺳﻴﻤﻮن ﺑﻮﻛﻴﻪ )ﻣﺪﺧﻞ إﻟﻰ ﻋﻠﻮم اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ( ،ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ،إذ ﻗﺪﻣﺖ ﻣﻨﻈﻮرا ﺟﺪﻳﺪا ﻋﻦ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت ،ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮم اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﺿﻤﻦ أﻧﺘﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻋﻼﻣﺎﺗﻴﺔ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻐﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﻤﻴﺎء اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﻤﺘﻌﺪدة. إﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﻄﺮح ﻧﺤﺎول ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺳﻴﻤﻴﺎء اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﻨﻬﺠﺎً ﻳُﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺑﺎﺣﺚ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﺴﺎق اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺿﻤﻦ ﻣﻔﻬﻮم )اﻟﻨﺺ( ،اﻟﺬي ﻳﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻧﻔﺘﺎﺣﻪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻧﺼﺎً ﻓﻀﺎﺋﻴﺎ ﻛﻮﻧﻴﺎً ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،وﺑﻮﺻﻔﻪ ﻳﻤﺜﻞ إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ،ﻟﻬﺬا ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷزﻳﺎء واﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ واﻷﺳﺎﻃﻴﺮ واﻟﻄﻘﻮس وﻏﻴﺮﻫﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻧﺼﻮﺻﺎً ،وإذا ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻧﺴﻘﺎ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎً ﺿﻤﻦ أﻧﺴﺎق ﻣﺘﻌﺪدة وﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ﻟﺜﻘﺎﻓﺘﻨﺎ * ﺑﺎﺣﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻤﻴﺎء ﻣﻦ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن aishaaldarmaki@hotmail.com
ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ
ﻧﺎس ﻋﻠﻰ ﻧﺎس ﺗ ّْﺒﺪﻟﺖ ٍ
وآزم رﺑﻴﻊ اﻟﻤﻮل ﻣﺘﺮوك
رﺑﻴﻊ اﻟﻤﻮل :اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟﻤﺨﻠﺺ - .ﻣﺘﺮوك :ﻣﻬﻤﻞ. ﻫﺬا ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮ ﺷﻌﺒﻲ أﺻﺒﺢ ﻣﺜﻼً ﺷﻌﺒﻴﺎً ﻣﺘﺪاوﻻً وﻣﻌﻨﺎه أن اﻟﻨﺎس ﺗﻐ ّﻴﺮت وﺣﺘﻰ اﻟﺼﺪﻳﻖ أﺻﺒﺢ ﻣﻬﻤﻼً وﻣﻨﺴﻴﺎً. وﻫﻮ ﻳﻀﺮب ﻟﺘﺒﺪّ ل اﻷﺣﻮال واﻟﺠﻔﺎء ﺑﻴﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء وﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺘﺴﻠﻴﺔ.
ĊĘƀŭƀļ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
125
ĊĘƀŭƀļ
اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ
ﻛﺘﺐ
)ﺟﻮن دراﻛﺎﻛﻴﺲ( أن اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﺗﺠﻪ اﺗﺠﺎﻫﺎً إﺛﻨﻮﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وإﺛﻨﻴﺎً ﺧﻠﻖ ﺳﺠﺎﻻً دار ﺟﺰء ﻣﻨﻪ ﺣﻮل اﻟﺼﺮاع ﺑﻴﻦ اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت اﻹﻣﺒﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑـ )اﻷﻓﻜﺎر( و )اﻟﻘﻴﻢ(، ﺑﻌﻴﺪا ً ﻋﻦ ﻧﻤﺎذج اﻟﺴﻠﻮك ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻷﻧﺴﺎق اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ اﻟﺪاﻟﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،وﻫﻮ اﺗﺠﺎه ﻓﺘﺢ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺠﺎﻻً ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎ ،وﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﻗﺮاءة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻧﺼﺎً. وﻟﻘﺪ أﺧﺬ ﻣﺠﺎل اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺗﺤﺖ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻳﺘﻮﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ رﻳﺘﺸﺎرد ﻫﻮﺟﺎرت ووﻳﻠﻴﺎﻣﺰ وﺗﻴﺮي إﻳﺠﻠﺘﻮن ،ﺣﻴﺚ ﻗﺪﻣﻮا اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاءات واﻟﺘﺮﺟﻤﺎت واﻟﻤﻘﺎﻻت ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ،ﻛﻤﺎ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻬﻢ ﻣﻤﻦ اﻫﺘﻤﻮا ﺑﻬﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ ،ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ـ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺳﻴﺘﻮرات ﻫﻮل وﺗﻮﻧﻲ ﺟﻴﻔﺮﺳﻮن ـ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ )ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺬي ﺗ ُﻄﻮر ﻓﻴﻪ اﻟﻔﺌﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻧﻤﺎذج ﻣﻤﻴﺰة ﻟﻠﺤﻴﺎة ،وﺗﻘﺪم ﺷﻜﻼً ﻣﻌﺒﺮا ً ﻋﻦ ﺧﺒﺮاﺗﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﻤﺎدﻳﺔ( ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺗﻮاﺻﻠﻴﺔ وأﻧﺴﺎﻗﺎً دﻻﻟﻴﺔ ،وﺑﻬﺬا ﺗﻜﻮن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ إﺳﻨﺎد وﻇﻴﻔﺔ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ وﺗﺬﻛﺮﻫﺎ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ ﻳﻮري ﻟﻮﺗﻤﺎن اﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﻫﻢ أﻋﻀﺎء ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﺎﺗﺮﺗﻮ اﻟﺬﻳﻦ اﻫﺘﻤﻮا ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﺳﻴﻤﻴﻮﻃﻴﻘﻴﺎ اﻟﻔﻀﺎء واﻟﻜﻮن . ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺈن أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻮذج اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺨﺎص ﺑﺠﺎﻛﺒﺴﻮن ،واﺳﺘﻨﺎدا ً إﻟﻴﻬﺎ ﻗﺪم إﻳﻔﺎﻧﻮف ﻣﻔﻬﻮم )اﻟﻨﻤﺬﺟﺔ( واﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻤﻨﻤﺬﺟﺔ وﻫﻲ اﻷﺳﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ؛ إذ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ أﻧﻈﻤﺔ ﻧﻤﺬﺟﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ،أي أﻧﻬﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺗﺼﻮر ذﻫﻨﻲ ﻫﻮ ﻧﺴﻖ أو ﻧﻤﻮذج ـ ﻛﻤﺎ ذﻛﺮ رﺷﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ـ وﻟﻬﺬا ﻓﺈن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﻓﻖ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﺎرﺗﻮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺤﺪود اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ وﺗﻌﻠﻮ ﻓﻮق اﻟﺤﺪود ،ﺣﻴﺚ أﻧﻬﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻇﻮاﻫﺮ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،ذﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮع أﻧﻈﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻣﺎت ،ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﻣﺘﻌﺪدة، وﻣﺘﺪرﺟﺔ وﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ دراﺳﺔ ﻫﺬه اﻷﻧﻈﻤﺔ ﻣﻦ
124
ĞƀŕŭġĩŬ ğĘŬǟŔ ĞŜĘšĥŨė
* ŽšŨijİŤē ĚĽĐĔŐ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ )اﻟﺘﻘﻨﻲ ،و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ،واﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ(. ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻔ ﱢﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻬﺎ اﻟﻌﺎم ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻈﻮر اﻟﺬاﺗﻲ ،واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻣﺎ وراء اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺬي ﻳﺼﻔﻬﺎ ،وﻟﻬﺬا ﻓﺈن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻨﺎ ﺗ ُﺪرج )اﻟﺬاﻛﺮة( ﻓﻲ ﻗﻨﺎة اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺮﺳﻞ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺎت ﺗﻤﺘﻠﻚ وﺳﻴﻠﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺧﺎرﺟﻴﺎً، ﻣﻤﺎ ﻳُ ِ ﺤﺪث ﺗﻤﻴﻴﺰا ً ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺘﺨ ﱠﻴﻞ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻔﻌﻠﻲ، ذﻟﻚ ﻷن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺼﻮر ﺗﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ،وﻟﻬﺬا ﻓﺈن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺧﺎرج اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻮﺿﻰ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻼﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻن ﻳﺤﺪد أﺣﺪﻫﻤﺎ اﻵﺧﺮ وﻳﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ ،ﻷن آﻟﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻨﺎ ﻧﻈﺎم ﻳﺤﻮل اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺨﺎرﺟﻲ إﻟﻰ ﻧﻘﻴﻀﻪ اﻟﺪاﺧﻠﻲ -ـ ﻛﻤﺎ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ب .إ .أوﺳﺒﻨﺴﻜﻲ ـ ﻓﻴﺤ ﱢﻮل اﻟﻔﻮﺿﻰ إﻟﻰ ﻧﻈﺎم ،وﻳﺤﻮل اﻟﺠﻬﻼء إﻟﻰ ﻋﻠﻤﺎء واﻟﻤﺬﻧﺒﻴﻦ إﻟﻰ أوﻟﻴﺎء ،وﻳﺤﻴﻞ اﻟﻔﻮﺿﻰ إﻟﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ،وﻟﻬﺬا ﺳﻨﺠﺪ أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ دورة ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺎﺑﻞ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻤﺠﺎﻟﻴﻦ اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻟﺨﺎرﺟﻲ وﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ﻣﻦ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ ،وﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻻ ﺗﺤﺎرب اﻟﻔﻮﺿﻰ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ـ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل أوﺳﺒﻨﺴﻜﻲ ـ ﺑﻞ ﺗﺤﺘﺎﺟﻬﺎ أﻳﻀﺎً ،ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺘﺤﻄﻴﻤﻬﺎ وﺣﺴﺐ ﺑﻞ أﻧﻬﺎ ﺗﺨﻠﻘﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺳﻴﻤﻴﺎء اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺬﻛﺮ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻪ )أﻣﺒﺮﺗﻮ إﻳﻜﻮ( و ) وروﺳﻲ ﻻﻧﺪي( اﻟﻠﺬان ﺷﻜﻼ اﻻﺗﺠﺎه اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ؛ ﻓﻬﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪان أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻻ ﺗﻨﺸﺄ وﻻ ﺗﺘﻄﻮر ﺳﻮى ﺑﺘﻮﻓﺮ ﺷﺮوط ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ أوﻟﻬﺎ؛ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﻨﺪ ﻛﺎﺋﻦ ﻣﻔﻜﺮ وﻇﻴﻔﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﺸﻲء اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،وﺛﺎﻧﻴﻬﺎ؛ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﻌﻰ ذﻟﻚ اﻟﺸﺊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻳﺴﺘﺨﺪم إﻟﻰ ﺷﺊ ﻣﺎ ،وﻻ ﻳﺸﺘﺮط أﺑﺪا ً ﻗﻮل ﻫﺬه اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺑﺼﻮت ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺸﺘﺮط ﻓﻴﻬﺎ أن ﺗﻘﺎل ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ، وﺛﺎﻟﺜﻬﺎ؛ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺸﺊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺷﻴﺌﺎً ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ذا ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ،وﻻ ﻳﺸﺘﺮط اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻣﺮة أﺧﺮى وإﻧﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﺠﺮد اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻪ. وﻳﺬﻛﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﺣﻤﺪاوي ﻓﻲ )ﺳﻴﻤﻴﻮﻃﻴﻘﻴﺎ اﻟﻌﻨﻮﻧﺔ( أن )إﻳﻜﻮ( ﻻ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻷﺷﻴﺎء ﻓﻲ اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ ،وإﻧﻤﺎ ﻓﻲ رﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮﻛﺎت
ĞƀĠėķĘŬė ğĘļėķij وﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﻴﺪة ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻬﺠﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﻤﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ أﺣﺪاث اﻟﻔﻮز ،وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل ﻣﻬﻴﺮ اﻟﻜﺘﺒﻲ: ﺻﻔﱠﻖ ﻟﻬﺎ اﻟﺠﻤﻬﻮر واﺛْﻨﻮه ﻛﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وﺷﻮﻧﻬﺎ وزﻳﺮ ْ ﺳﺎده و ّﺣﻜﺎم اﻟﻤﺤﻠﱠﻪ أﻋﻠﻰ وﻇﻴﻔﻪ ﺑﺎﻟﻤﻬ ّﻤﻪ وﻗﺎﻣﻬﺎ وﻳﻘﻮل اﻟﻌﻨﺼﺎ: ﻟﻬﺎ ﺻﻔﻘﻮا ﻳﻮم أﻗﺒﻠﺖ ووﻗﻔﻮا ﺻﻔﻴﻦ ﺣﻀﻮر ﻃﺎرﺋﻮن ﺣﻤﺎﻫﺎ إﻻه اﻟﻜﻮن م اﻟﺸﺮ واﻟﺤﺴﺎد إذا ﻛﺎن ِذﻛْ ُﺮ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﻔﺎﺋﺰة واﺳﻢ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻬﻮد اﻟﺮاﺋﺞ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ ﻓﺈن اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﻬﺠﻦ ﻃﺮأ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﺻﻔّﻖ اﻟﺠﻤﻬﻮر واﺑﺘﻬﺠﺖ اﻟﺰ ّوار ﺣﻤﺎﻫﺎ إﻟﻬﻲ ﻣﻦ ﻋﻴﻮن اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﺣﻀﻮر ﻃﺎرئ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺘﻤﺜّﻞ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ إﺗﺼﺎل ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﺼﺤﻔﻲ واﻟﻤﺬﻳﻊ .وﻣﻦ واﻟﻤﺠﻼت واﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن واﻟﻤﺬﻳﺎع واﻟﻜﺎﺗﺐ ّ اﻟﺸﻴﺦ ﻃﺤﻨﻮن ﺑﻦ وﻣﻦ اﻟﻄﻮارئ اﻟﺴﻌﻴﺪة ﻓﻲ ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻬﺠﻦ ،اﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﻗﺔ ذﻟﻚ ﻗﻮل ﻣﻬﻴﺮ اﻟﻜﺘﺒﻲ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﺤﻤﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن :ﻟﻘﺪ ﻧﻠﺖ اﻟﻌﺰ واﻟﻨﺎﻣﻮس ﺑﻔﻀﻞ ﻧﺎﻗﺔ ﻣﺘﻌﻮدة ﻋﻠﻰ واﻟﺴﻴﺎرة وﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﺣﺪث ﺗﺮاﺛﻲ واﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻗﺘﺼﺎدي ّ ّ اﻟﺮﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻔﺎﻟﻲ ،ﺑﻞ إﻧﻚ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻗﺪ ﻧﻠﺖ ﻫﺬا اﻟﻔﻮز أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ،وﺳﻴﺎﺣﻲ ﻛﺒﻴﺮ ،وﻫﻮ ﺗﺼﺎﻟﺢ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ذﻛﺎء ﻣﺘﻔ ّﺮد ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﺬور اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﻄﻤﻮﺣﺎت اﻟﺘﺤﺪﻳﺜﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺰاﻳﻨﺔ اﻟﻨﻮق، وﺛﻘﺖ إﺣﺪى اﻟﻤﺠﻼت ذﻟﻚ: وﻗﺪ ْ وﻣﺰاﻳﻨﺔ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ،وﻗﺪ ﺑﺮز ذﻟﻚ ﺑﺼﻮرة واﺿﺤﺔ اﻟﻌﺰ واﻟﻨﺎﻣﻮس ﻳِﺒﺘﻮه ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﻈﻔﺮة ﻟﻤﺰاﻧﻴﺔ اﻹﺑﻞ اﻟﺬي ﺷﻬﺪ ﻓﻲ دورﺗﻴﻪ 2012 ِﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺣ ْﻤﺮا ﻣﺴ ِﺘ ِﻔﻠﱠﻪ و 2013ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻬﺎ أﺻﺤﺎب اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ، ﻣ ﱠﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻣ ﱠﺮﻩ ﺛِ ِﻨﻴﺘﻮه وﺗﻌﺘﻤﺪ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻋ ّﺪة أﻫﻤﻬﺎِ :ﻗﺪم اﻟﺴﻴﺎرة اﻷ ﱠول ﺗ َْﺴ ﱠﺠ ْﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﱠﻪ واﻟﺸﻜﻞ واﻟﻄﺮاز ،وﻣﺪى اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرة وﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ .وﻳﺘﻤﻴّﺰ وﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻮز اﻟﻨﺎﻗﺘﻴﻦ ﻣﻄﺮة وﻣﻠّﻮح ﻳﺬﻛﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﻮﻳﺤﺎن ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﺮض ﻟﻠﺴﻴﺎرات اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻮق ،وﻫﻮ اﻟﺘﻲ ﺑﺜّﺖ اﻟﺨﺒﺮ ﻋﺒﺮ اﻹذاﻋﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺮاﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻲ ﻗﺎﺑﺾ اﻟﺮادو ﻓﻲ اﻻﺧﺒﺎر ﻏﺾ اﻟﺼﺒﺎ ﺑﻮﻋﻘﺺ ﻣﻨﺸﻮح ّ ﺻﺎر ﻟﻲ ِﻗﻠﺖ اﺧﺒﺮوﻧﻲ وﻳﺶ * ﺑﺎﺣﺚ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ -اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺒﻘﺖ ﻣﻄ َﺮﻩ وﻣﻠّﻮح ﻗﺎل ْاﺳ ْ
ĞƀĠėķĘŬė ğĘļėķij
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
123
ﺷﻲ ﻟﻲ ﻳﻀ ّﻤﺮوﻧﻬﺎ اﻟﺼﺨﻮر وﻫﻲ ﺗﻬﺬب وﺗﻬﺬل ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﺎ ّ ﻗﺼﺮوا ﻓﻲ ْ ْﻌﺪّﻟﺖ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﻣﻬﺎ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻬﺎ وﺗ ْ ِﻣﻄﻮاع ﻟﺮاﻛﺒﻬﺎ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻮب: ﻳﺎ ﻣﺎ ﺣﻼﻫﺎ ﻳﻮم ﺑﺎﻳﺪﺧﻠﻮﻧﻬﺎ ﻳﺎت اﺗّﻠﻔ ّْﺖ ﻛﻨﻬﺎ ﺻﺎﺑﻬﺎ ﻋﻔﺎل ﻣﺘﺸ ّﻮﻗﻪ ﻣﺘﺤﻔّﺰه ﻓﻲ ﻏﺮاﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﻫ ّﻤﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺪى واﻟﻤﻄﺎﻟﻴﺐ ﺗﻨﻔﺮ ﺟﻼﻣﻴﺪ اﻟﺤﺠﺮ ﺗﻬﺬل ﻫﺬال ﻣﺴﻌﺎف ﻟﻠﺮاﻛﺐ ﺧﻠ َْﺖ ِم اﻟﻌﺬارﻳﺐ وﺗﻘﻮل ﻓﺘﺎة اﻟﻌﺮب: وﺷ ّﺒﻪ ﻛﻤﻴﺪش ﺑﻦ ﻧﻌﻤﺎن اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺴﺒﻮق ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻟﻪ ﺑﻄﻴﺮ اﻟﻘﻄﺎ ﻣﺎرِﻛ ْﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺮج ﻏﻤﺮي ﻏﻴﺮ ِﺷ ْﺒ ْﻞ اﻣﺪ ّرب ﺿﺎري اﻟﺬي ﺣﻠّﻖ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟ ُﻤﺒﻬِﺮة ،وﺑﻌﺪ ﻓﻮزﻫﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ اﻷول ﻣﺮت ﻗﺮب ﻣﻨﺼﺔ اﻟﻤﺮﻛﺎض ﻣﻤ ّﻴﺰة ﻣﻔﺮوزة ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻨﻮق ﺑﺎﻗﺔ اﻟﺘﻬﺎﻧﻲ ﻟﻌﺪم وﺟﻮد ﻣﺜﻴﻠﺔ ﻟﻬﺎ: ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻬﻨﺌﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺴﺒﺎق ﻫﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻋﺘﺮاف ّ ﻃﺎرت ﺷﺮى ﻃﻴﺮ اﻟﻘﻄﺎ ﺣﻠﱠﻖ وﻃﺎر ْ وﻣﺸﺎرﻛﺔ وﺟﺪاﻧﻴﺔ ﻟﻔﺮﺣﺔ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻨﺎﻗﺔ وﻣﻀ ّﻤﺮﻫﺎ وأﻫﻠﻬﻤﺎ ﻟﻠﻤﻨﺼﻪْ ﻣﻔ ّﺮزه ﺑْﻼ ﻋﺪاﻳﻞ ْ ﺟﺖ ّ وﻣﻌﺎرﻓﻬﻤﺎ .وﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻬﻨﺌﺔ ﺑﺪء ﻧﺸﺮ أﺧﺒﺎر اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﻤﻀﻤﺮ ﺣﻀﻮر ّ اﻟﻔﺎﺋﺰة ﻋﺒﺮ ﺟﻤﻴﻊ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ واﻟﺤﺪﻳﺜﺔ. ﻳُﻮﻟﻲ اﻟﺸﻌﺮاء اﺣﺘﺮاﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻟﻠﻤﻀ ّﻤﺮ وﻳﺘّﺠﻬﻮن ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻬﺎﻧﻲ ﻓﻲ وﻗﺪ اﻋﺘﺒﺮ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻬﻨﺌﺔ ﻋﻨﺼﺮا ﻗﺎﺋﻤﺎ داﺋﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻮز اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﻣﻮس ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺪ ّرﺑﺎ وﺧﺒﻴﺮا ﻣﻜﻠﻔﺎ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻻﻋﺘﺒﺎرات ﻓﻨﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻻﻋﺘﺒﺎرات اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺘﻮارﺛﺔ .ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ أﺣﻮال اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺻﺤﻴﺎ وﻧﻔﺴﻴﺎ وﻏﺬاﺋﻴﺎ ،وﻫﻮ أدرى اﻟﻨﺎس ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ راﺷﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻼن اﻟﻜﺘﺒﻲ ُﻣﻌﻠ ًﻨﺎ دﺧﻮﻟﻪ ﺿﻤﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﻗﺔ .ﻳﻘﻮل اﻟﻌﻨﺼﺎ: اﻟﻤﻬﻨﺌﻴﻦ واﻟﺒﺪ َء ﻓﻲ ﻧﻈﻢ أﺑﻴﺎت ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﻬﺠﻦ اﻟﺬي ﻳﺠﻤﻊ وﻓﺎزت ذﻟﻮلٍ ﻛﺎﻟﺬﻫﺐ ﻛﺎﻣﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺰﻳﻦ أﻧﻘﻰ ﺳﻼﻻت اﻟﻨﻮق اﻟﻤﻀ ّﻤﺮة: اﺳﺘﺎد ﺧﺒﻴﺮ ﻧﺠﻴﺒﻪ أﺻﻴﻠﻪ واﻟﻤﻀﻤﺮ ﺟﻴﺖ اﺷﺘﺮك ﻣﻊ ﻟﻲ ﻳﻬ ّﻨﻮن ِ اﻷﺑﻴﺎت وﺑﺎﻋﺪّ ﻣﻨﻈﻮم وﻳُﺸﻴﺪ أﺣﻤﺪ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻤﻨﺼﻮري ﺑ ُﻤﻀ ّﻤﺮي اﻟﻨﺎﻗﺔ وﻫﻲ ﻓﻲ أﺗ ّﻢ وﻗﺖ اﺣﺘﻔﺎل اﻟﻬﻴﻦ ﻟﻲ ﻳْﻜﻮن اﻟﺬﻟﻞ ﻟﻲ ْﻣﻀ ّﻤﺮ ِ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ: ات ﻧﻘْﻮ ْ
ﻛﺎن اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﺑﺈﺣﻴﺎء ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻬﺠﻦ وﻓﻘﺎ ﻟﻤﻨﻈﻮر رﻳﺎﺿﻲ وﺳﻴﺎﺣﻲ واﻗﺘﺼﺎدي ﺗﻨﻤﻮي ﺟﺪﻳﺪ ﻓﺎﺗﺤﺔ ﺧﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﻗﺔ و ُﻣﻼﻛﻬﺎ
122
ijĘĭĠǞė ĞŨŸij ūĘƀŠ ĴŕĚ ĝķĘƀĽŨėŸ ĞŠĘűŨė ŲƀĚ ĞĭŨĘŅŭŨė
وﻳﺼﻒ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻤﻨﺼﻮري اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﻔﺎﺋﺰة ﺑﺄن ﺟﺴﻤﻬﺎ ٍ ﺳﻨﻮات ،وﻛﺎن ﺗﻮﻗﻴﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﺖ ﻗﻮي ﻷن ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎوز ﱠ ّ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺴﺒﺎق 13دﻗﻴﻘﺔ .ﺛﻢ ﻳﺤﺮص ﻋﻠﻰ ذﻛﺮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻨﺎﻗﺔ وﻫﻮ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪان ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﺑﻞ وﻳﺤﺮص أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ِذﻛﺮ وﻇﻴﻔﺘﻪ ـ آﻧﺬاك ـ ﺑﺄﻧﻪ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ .وﻳﺄﺗﻲ اﻟﺤﺮص اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﺴﺒﺒﻴﻦ ،اﻟﺴﺒﺐ اﻷول إﻋﻼﻣﻲ وﻫﺪﻓﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﻔﺎﺋﺰة ،واﻟﻬﺪف اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻨﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻤﺪح: ﺗﺤﻮز ﻟ ّﻮل ﻳﻮم ﺑﺎ ﻳﺮﻛﻀﻮﻧﻬﺎ ﻋﺪﻫﺎ رﺑﺎعٍ ﻣﺎ ﺷﻜﺖ ﻣﻦ ﻋﻈﺎﻣﻬﺎ ﺛﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﺗﻮﻗﻴﺘﻬﺎ ﻳﻠﺬﻋﻮﻧﻬﺎ ﻳﺴﺘﺎﻫﻞ اﻟﻨﺎﻣﻮس ﻓﻲ دور ﻋﺎﻣﻬﺎ ٍ ﻛﺎﻣﻼت ﻓﻨﻮﻧﻬﺎ ﻳﺎ ﺷﻮق ﻟﻠّﻲ ﺣﻤﺪان ﺑﻮﺳﻠﻄﺎن ﺻ ْﻔ َﻮﻩ ﻗﺪاﻣﻬﺎ
ĞƀĠėķĘŬė ğĘļėķij وﺳﺎع اﻟﻨﺤﻮر وﺷﻮﻓﻬﻦ ﻳﻠﻔﺖ اﻻﻧﻈﺎر ﺗﻼﻳﺪ ﻣﻊ ﺷﻴﻮ ٍخ ﺟﻨﻮﻫﻦ ﻣﻦ ﺳﻨﻴﻦ وﻳﺤﻴﻲ اﻟﻌﻨﺼﺎ اﻟﻨﺎﻗﺔ إﻋﺠﺎﺑﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻘ ّﺪرا ﺳﻌﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎوز ﻣﻠﻴﻮﻧﻲ درﻫﻢ ،وﻫﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﻐﺰال ﺗﺠﻮل ﻟﺤﻈﺔ اﻗﺘﻴﺎدﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺴﺒﺎق، وﻳﻠﺘﻘﻂ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﺠﻤﺮي وﻛﻤﻴﺪش ﺑﻦ ﻧﻌﻤﺎن ﻣﺸﻬﺪ اﻟﺘﻮﻗّﺲ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ إﻧﻬﺎ ﺳﺮﻳﻌﺔ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﻤﻞ راﻛﺒﺎ وﻻ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﺷﺪاد ،ﻟﺬا اﻟﻨﺎﻗﺔ ،ﻓﻴﺸ ّﺒﻪ اﻷول ﻋﻨﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻬﻼل ،وﻇﻬﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺸﻴﺐ ،وﻳﺸ ّﺒﻪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺈن ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻫﻲ ِﺿﻌﻒ ﻗﻴﻤﺔ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻮق: ﺷﻜﻠﻬﺎ اﻟﻌﺎم ﺑﻬﻼل اﻹﻓﻄﺎر ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺣﺘﻪ ﺑﻔﻮزﻫﺎ ،وﻳﻌ ّﺮﺟﺎن ﺳﻼﻣﻲ ﻟﻬﺎ ﺗﺴﻮى ﻣﻌﻲ ﻓﻮق ﻣﻠﻴﻮﻧﻴﻦ ﺷﺮات اﻟﻐﺰال ﺗﻴﻮل ﻳﻮم أﻗﺒﻠﺖ ﺗﻨﻘﺎد ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎت ﻣﻈﻬﺮﻳﺔ أﺧﺮى. ﺟﺜﻴﻠﻪ ﺧﻔﻴﻔﻪ ﺑﺎﻋﻬﺎ ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ ﺑﺎﻋﻴﻦ ﻳﻘﻮل اﻟﺠﻤﺮي: اﻛﺐ وﻻ ﺷﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﺪاد ﻛ ﱠﻨﻬﺎ ﺑﻼ ر ْ َﺳ ْﻤﺤﺎ اﻟﻴﻨﻮب وﻋﻨﻘﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻟ ْﻬﻼل ﻧ َْﺼﺒﺎ اﻻذان ﻋﻴﻮﻧﻬﺎ ﻛﺎﻟﻤﺸﺎﻫﻴﺐ وﺗﺸ ّﺒﻪ ﻓﺘﺎة اﻟﻌﺮب اﻧﺪﻓﺎع اﻟﻨﺎﻗﺔ وﻫﻲ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﺑﺼﺨﺮة ﻣﻨﺤﺪرة ﻣﻦ ﻣﺬﻋﻮر ٍة ﻣﻦ ﺳ ّﺒﻖ اﻟﻬﺠﻦ ﺷ ْﻤﻼل ﺗﻄﻮي اﻟﻔﻴﺎﻓﻲ واﻟﻘﺮا واﻟﻌﺮاﻗﻴﺐ ﺟﺒﻞ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﺳﻴﻞ ﻣﺎء ،ﻟﻜ ّﻦ ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﻫﺬه ﻓﻄﺮﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ وﺟﺰء ﻣﻦ ﻏﺎرب ﻃﺎل وﺳﻴﻌﺔ اﻟﻤﺮﻛﺐ ﻟﻬﺎ ٍ ﻧﺴﻴﺞ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ وﻟﻴﺴﺖ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺗﺪرﻳﺐ .وﺗﻮﻇﻒ اﻟﺸﺎﻋﺮة آﻳﺔ َﻋ ْﻤﻠِ ّﻴ ٍﺔ ﺣﺪﺑﺎ اﻟﻈﻬﺮ ﻛﻨﻬﺎ ﺷﻴﺐ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻫﻲ »واﻟﻤﻮرﻳﺎت ﻗﺪﺣﺎ« ﻓﻲ ﺑﻴﺖ آﺧﺮ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻗﺪام وﺷ ّﺪة ارﺗﻄﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻷرض ،ﻧﺎﻗﻠﺔ اﻟﺼﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﻨﻮق، وﺻﻒ اﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﻘﻮي اﻟﺨﺎرق ﻛﺄﻧﻬﺎ رﻳﺢ إﻋﺼﺎر: ﺛﻢ ﺗﺸﺒﻪ اﻟﻨﻮق ﻓﻲ اﻧﺪﻓﺎﻋﻬﺎ ّ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﺸﺒﻴﻬﺎت اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ وﺻﻒ ﺳﺮﻋﺔ ﻧﺎﻗﺔ اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﺎﺑِﻬﺎ ﻛﺎﻟﺼﺨْﺮ ِﻣﻨﺤﺪري ﻓﻲ وﺻﻒ ﻧﺎﻗﺔ اﻟﺴﺒﺎق ،إﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺤﻴﻂ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻟﻲ رِﻣﺎه اﻣﻦ اﻟ ِﺠﺒ ِْﻞ ﻳﺎري ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ .ﻳﺸﺒّﻪ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻤﻨﺼﻮري اﻧﻄﻼﻗﺔ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺒ ِْﻖ ﻣﻦ ﻃ ْﺒﻌﻬﺎ اﻟﻔﻄﺮي ّ اﻟﺴﺒﺎق ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﻮاء واﻷﺗﺮﺑﺔ أو ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺳﺮب ﻗﻄﺎ ﻫﻮب ﻣﻦ ﺗﺪرﻳﺒﻬﺎ ﺳﺎري ﻃﺎر ﻣﻦ ﺷﻌﺎب ﻛﺎن ﻳﺮﻋﻰ ﻓﻴﻬﺎ ،وﺗﺘﻤ ّﻴﺰ ﺳﺮﻋﺘﺎ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ واﻟﻘﻄﺎ ﻣﻮرﻳﺎت اﻟﻘﺪْح ﻓﻲ اﻟﺼﺨﺮي ﻛﻮﻧﻬ ْﻦ ﻣﻦ رﻳﺢ واﻋﺼﺎري ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺪ ّرﺟﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻜﻮن واﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﻘﺼﻮى ﻣﺴﺎﻓﺔ زﻣﻨﻴﺔ: ﺗﺒﺪو اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﺴﻜﻮﻧﺔ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺧﻮف وذﻋﺮ ﻓﻲ أﺑﻴﺎت ﻟﺴﺎﻟﻢ اﻟﺠﻤﺮي رﻫﺎم ﻣﻦ اﻟﻬﻮا ﻟﻲ دﺑّﺮت ﻛ ّﻨﻬﺎ ٍ ﺷﺮوى اﻟﻘﻄﺎ ﻟﻲ ﻃﺎر واﺧﻠﻰ ﺷﻌﺎﻳ َﺒﻪْ وﻫﻲ ﻣﻨﻄﻠﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﺮﺛﺔ ﺑﻄﻮل اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ،ﺗﺘﻄﺎﻳﺮ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ أﻗﺪاﻣﻬﺎ
ĞƀĠėķĘŬė ğĘļėķij
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
121
وﻳﺮ ّد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺪﻋﻮﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺼﺒﺮ ﻷن ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻧﻘﺎء اﻟﺴﻼﻟﺔ
ﻛﺎن اﺿﻄﺮارﻳﺎ ،وأﻧﻪ ﻫ ﱠﻴﺄ ﻟﻬﺎ ﻋﺰﺑﺔ ﺑﻠﻮازﻣﻬﺎ ووﻇّﻒ رﻋﺎة ﻳﺮاﻗﺐ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ،وﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ اﻟﺤﻔﻼت ﻣﻊ ﻣﻌﺎرﻓﻪ وﻻ ﺗﺮﻛﻬﺎ وﺟﺮى وراء ﺟﻤﺎل اﻟﺤﺴﻨﺎوات: ﻗﻠﺖ :اﺻﺒﺮي ﻳﺎ ﻓﺎﻃﺮي ﻣﺜﻞ راﻛﺎن ﻛﻢ واﺣ ٍﺪ ﻟﺪّ وه ﻣﻦ دون ودّﻩ ﺣﻄﻴﺖ ﻟﺶ دﻧْﻜﺮ وﻋ ْﺰﺑﻪ ورﻋﻴﺎن ﻣﺮﻗﺐ راس ﻧﺪّ ﻩ واﻧﺎ وراﻫﻢ ٍ ﻣﺎ رﺣﺖ ﻛﺸّ ﺎت ﻣﻊ اﻓﻼن واﻓﻼن وﻻ ﺗﺒﻊ ﻫﻮى ﻣﻦ ﻓﺎق ﺑﺎﻟﺰﻳﻦ ﺧﺪّ ﻩ ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻬﺠﻦ ..ﻓﺎﺗﺤﺔ ﺧﻴﺮ
ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻧﺎﻗﺔ اﻟﺴﺒﺎق ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﻋﺮﻳﻘﺔ ﻣﺸﻬﻮرة ﺑﻴﻦ ﻋﺮب اﻟﺼﺤﺮاء ،ورﺛﻮﻫﺎ أﺑﺎ ﻋﻦ ﺟ ّﺪ ،ﻳﻌﺮﻓﻮن ﺧﺼﺎﻟﻬﺎ وﻳﺤﺎﻓﻈﻮن ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺧﺮوﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت، وﻣﻦ أﺷﻬﺮ اﻟﺴﻼﻻت ﻣﺎ ذﻛﺮﺗﻪ ﻓﺘﺎة اﻟﻌﺮب ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻘﻄﻊُ :ﺻﻮﻏﺎن ،اﻟ ِﻮرِي ،ﻇﺒﻴﺎن، واﻟﻤﻬﺮي. اﻟﻘﺪﻳﺤﻲ ،ﻣﺼﻴﺤﺎن ،اﻟﺨﻤﺮي، ّ ﻳﺒﻄﻲ ِﻣﺴ ﱢﻮي ﻓﻲ ﻏﻮارﺑﻬﻦ اﻣﻬﻮر ﻣﻦ ِﻓﻌﻞ زﻳﻨﺎت اﻟﻌﻴﻮن اﻟﻔﻨﻴﺠﻪ ﺻﻮﻏﺎن اﺑﻮ ِﻫﻦ واﻟﻮ ِر ْي ﻣﺎ ﺑﻪ اﻗﺼﻮر وﻇﺒﻴﺎن أﺧﻮﻫﻦ وﻟْﻘﺤﻴﺪي ﺷﺠﻴﺠﻪ ِﻣﺼ ْﻴﺤﺎن واﻟﺨﻤﺮي ﻟﻬﻢ دور ﻣﺬﻛﻮر ﺑﻴﻦ اﻷﺻﺎﻳﻞ واﻟ ﱢﺘﻼد اﻟﻌﺮﻳﺠﻪ
وﻗﺪ ﻛﺎن اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﺑﺈﺣﻴﺎء ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻬﺠﻦ وﻓﻘﺎ ﻟﻤﻨﻈﻮر رﻳﺎﺿﻲ وﺳﻴﺎﺣﻲ واﻗﺘﺼﺎدي ﺗﻨﻤﻮي ﺟﺪﻳﺪ ﻓﺎﺗﺤﺔ ﺧﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﻗﺔ و ُﻣﻼﻛﻬﺎ ،ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻫﺬه اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت ﻋﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻹﻣﺎرات وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﻬﻮدة ﻓﻲ اﻷﻋﻴﺎد واﻷﻋﺮاس واﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺴﻌﻴﺪة ،ﻟﻜﻦ إﻧﺸﺎء اﺗﺤﺎد ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﻬﺠﻦ أﺛﺮ ﺧﺮوج أﻫﻞ اﻟﻨﻮق ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1992م ﻧﻈﻢ ﻫﺬه اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت ورﺳﻢ ﻟﻬﺎ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ واﺿﺤﺔ داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺎت وﺧﺎرﺟﻬﺎ وﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺒﺘﺮول ودﺧﻮل اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ واﻟﺴﻴﺎﺣﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ. ﺻﻔﺎت ﻧﺎﻗﺔ اﻟﺴﺒﺎق ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻨﺒﻄﻴﻴﻦ
ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺻﻔﺎت ﻧﺎﻗﺔ اﻟﺴﺒﺎق ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻨﺒﻄﻴﻴﻦ وﻫﻞ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻮض اﻟﺮﺣﻼت ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ اﻟﻜﻸ و َﻣﻮاﻃﻦ اﻟﻌﻴﺶ اﻟﻜﺮﻳﻢ؟ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺗﻮﺛﻴﻘﺎت اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ اﻟﺬي ﺗﺎﺑﻊ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺸﺘﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ.
120
ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻠﻬﺎ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة واQﻫﻤﺎل
ijĘĭĠǞė ĞŨŸij ūĘƀŠ ĴŕĚ ĝķĘƀĽŨėŸ ĞŠĘűŨė ŲƀĚ ĞĭŨĘŅŭŨė
ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣ ْﻬﺮ ﱟي ﻟﻪ اﻟﺴ ْﺒﻖ ﻣﺸﻬﻮر ِودّك ﺗﺸﻮﻓﻪ ﻋﻨﺪ ﻋﻮد اﻟﺤﺠﻴﺠﻪ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻧﻘﺎوة اﻟﺴﻼﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺬرة اﻟﺠﻤﻞ وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ أﺻﺎﻟﺔ اﻟﻨﺎﻗﺔ .وﻳﺸﻴﺮ ﻛﻤﻴﺪش ﺑﻦ ﻧﻌﻤﺎن إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ وﺻﻒ اﻟﺤﻮل واﻟﻤﺰاﻣﻴﻞ واﻷﺑﻜﺎر ﺑﺄﻧﻬﺎ أﺻﻴﻠﺔ ﻷن أﺑﺎﻫﺎ أﺻﻴﻞ وﻏﻴﺮ ﻣﺪﻏﻮل ﻧﺴﺒﻪ: وﻛﻞ ﻣﻦ ﻟِﻔﻰ ﻋﺎﻧﻲ وﻗﺎﺻﺪ وز ﱠوار ﻏﻲ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻴﻦ ِﻫﻴﻦٍ أﺻﺎﻳِﻞ ّ اﺗْﺠ ّﻤ ِﻌ ْﻦ ﺣﻮل وﻣﺰاﻣﻴﻞ واﺑﻜﺎر ﺷﻲ ﻓﻲ ﻓ ِﺤﻠْﻬ ْﻦ دﻏﺎﻳﻞ آﺻﺎل ﻣﺎ ﱟ ﻧ ْﻘ ِﻮ ْة اﺻﺎل اﻟﻬﻴﻦ أﺧﻴﺎر ﻟﺨْﻴﺎر ﻛﻞ ﻳِﺒﺎ ﻟ ﱠﻮ ْل وﻋﻨﺪي دﻻﻳﻞ ﱟ ﺟﻤﺎل اﻟﻤﻈﻬﺮ
ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻬﻮد أن ﻧﺎﻗﺔ اﻟﺴﺒﺎق ﻻ ﻳُﺴﻤﺢ ﻟﻠﻔﺤﻞ ﺑﺎﻹﻗﺘﺮاب ﻣﻨﻬﺎ ﻷن دﺧﻮﻟﻬﺎ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻮﻻدة ﻳُﻀﻌﻒ ﻋﻀﻼﺗﻬﺎ وﻳﺸ ّﺪ اﻧﺘﺒﺎﻫﻬﺎ إﻟﻰ ُﺣﻮارﻫﺎ وﻳﺸﺘّﺖ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﺧﻼل اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻷول ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ .ﻟﻬﺬا ﺗﻈﻞ ﺣﺎﺋﻼ ﻓﺘﺮ َة ﻣﻼزﻣﺘﻬﺎ اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت .ﻓﻲ اﻷﺑﻴﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻳﺤﺮص اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ إﻟﻰ أن اﻟﻬﺠﻦ ﻋﺮاﻣﻴﺲ ﻗﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﻊ اﻟﻤﺴﺎﻓﺎت اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﻠﺪ ،ﺗﺸﺒﻪ ﻏﺰﻻن اﻟﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ، وﺳﺖ ﺳﻨﻮات ،ﺷﻘﺮاوات أﻋﻤﺎرﻫﺎ ﺳﺒﻊ ّ اﻟﻠﻮن ﻛﻤﺎ اﻷﻣﻬﺎر .ﺛﻢ ﻳﺼﻒ ﺑﻌﺾ ﻟﻮازم ﺷﺪادﻫﺎ وأﻧﻬﺎ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﻨﺤﻮر واﺳﻌﺔ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻨﻔﺲ ﺧﻼل اﻟﺮﻛﺾ ،وأﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻛﺴﺒَﻬﺎ ﻛﺒﺎر اﻟﻘﻮم ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻮخ ﻣﻨﺬ وﺗﻠﻴﺪة َ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ: ﻋﺮاﻣﻴﺲ ﺣﻴﻞٍ ﻓﻴﻬﻦ ﻣﻌ ّﻨﺴﺎت ﺑﻜﺎر ﺷﺮات اﻟﻤﻬﺎ ﻳﻮم أﻗﺒﻞٍ ﻋﺴﻢ ﻟﻴﺪﻳﻦ ﺳﺪاﻳﺲ رﺑﺎﻋﻴﺎت ﺷﻘ ٍﺮ ﻛﻤﺎ اﻷﻣﻬﺎر ﻋﻠﻰ ِﻛﻴﻢ ﺣﻴﻞٍ زاﻫﻴﻪ ﺑﺎﻟﻬﻮاﻟﻴﻦ ﻟﺸﺪه ﻗﺮط وﺑﻄﺎن واﻟﻤﺤﻘﺒﻪ وزوار وﺳﺪار اﻟﺒﺮﺳﻴﻢ ﺣﻠﻮ زﻳﻦٍ ﻋﻠﻰ زﻳﻦ وﺣﻤ ٍﺮ ﺷﺮارﻳّﺎت ﻣﺎ د ّر ًﺟﺎ ﺣﻮار وﻻ ﻛﺪّ ﻫﻦ ﺳﺎﻋﻲ وﻻ ﺟ ّﻦ وﻓﺎء دﻳﻦ
ĞƀĠėķĘŬė ğĘļėķij
ﺗﻨﺤﻮ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ إﻟﻰ ﺗﺘﺒﻊ ﺧﺮوج اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﺮاء ودﺧﻮل اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﺬي زﻟﺰل ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺛﻢ اﺳﺘﻌﺎدة ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ واﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎم اﻹﺗﺤﺎد ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة. ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﻨﺎﻗﺔ واﻟﺒﺪوي ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﻮدا ﻫﻤﺎ اﻟﻼﻋﺒﻴﻦ اﻟﻮﺣﻴﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺻﺤﺮاء اﻹﻣﺎرات وﺳﻴﻮﺣﻬﺎ، ﻟﻘﺪ اﻧﺘﻬﻰ زﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ اﻷﻟﻔﺔ ﺑﺪﺧﻮلِ اﻟﻐﺮﻳﺐ اﻟﺪﻳﺎ َر ،وﺑﺬﻟﻚ ِ اﻟﺒﺪوي ﺑﻨﺎﻗﺘﻪ. اﻟﺪﺧﻮل ﺑﺪأت اﻹرﻫﺎﺻﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﺘﻮﺗّﺮ ﻋﻼﻗﺔ ّ źŴĔżĩŻ ĻĔżŐ
ﻓﻔﻲ ﺳﻨﺔ 1908م أﺑﺪت ﺷﺮﻛﺔ أﻟﻤﺎﻧﻴﺔ رﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺮاج ﻣﺎدة »اﻟﻤﻐﺮ« ﺑﺠﺰﻳﺮة دﻟﻤﺎ وﺑﻴﻌﻬﺎ .واﻟﺸﺮﻛﺔ اﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ دﺧﻮل اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﻌﻤﺖ ﻗﺮوﻧﺎ ﺑﻮﺿﻮح ﺧﺮاﺋﻄﻬﺎ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ واﺳﺘﻘﺮارﻫﺎ وﺑﻤﺘﺎﻧﺔ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﻘﺒﻠﻲ وﻗﻮة ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﻴﻤﻪ وﻋﺎداﺗﻪ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪه إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ أﻣﺮ أﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ﻫﻮ اﺳﺘﻘﺮار أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻗﺒﻠﻲ ﺛﺎﺑﺘﺔ اﻟﻌﻴﺶ واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺮزق ﻓﻲ إﻃﺎر اﻗﺘﺼﺎ ٍد ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ ﱟ ﱟ ﻣﻌﺎﻟﻤﻪ. وﻗﺪ ﻛﺎن ﻋﻘﺪا اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت واﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ﻳﻤﺜﻼن ﺑﺪاﻳﺎت إﺷﻌﺎر اﻟﻨﺎﻗﺔ ﺑﺄن ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺳﺘﻄﺮأ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ وﻫﻲ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ وﺳﻴﻠﺔ ﻣﻮاﺻﻼت وأن ﻛﺎﺋﻨﺎ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺟﺪﻳﺪا اﺳﻤﻪ ﺳﻴﺤﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ ،وأن اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻰ داﻣﺖ ﻣﺌﺎت اﻟﻘﺮون ﺑﻴﻦ ّ »اﻟﺴﻴﺎرة« اﻟﺒﺪوي وﺑﻴﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺘﻮر ،ﻟﺬا ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﻜﻞ ّ ذﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺴﻴﺎرة ﺗﺠﻮب اﻟﻄﺮق اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮﺟﺎن وﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟﺼﺤﺮاء. أﻣﺎم ﻫﺬه اﻟﻤﺰاﺣﻤﺔ ﻛﺎن ﻻ ﺑ ّﺪ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺷﻜﻮى ﻟﺮاﻋﻲ اﻟﺒﻼد اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻃﻴّﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮه ،ﻹﻳﺠﺎد ﺣﻞ ﻳﺆ ّﻣﻦ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮن اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﻛﺴﺐ رزﻗﻬﻢ. ّ اﻟﺤﻞ ﻗﺮﻳﺐ ،وﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺮ. ﻓﻮﻋﺪﻫﻢ ﺑﺄن ّ رؤﻳﺔ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻟﻠﺤﻞ
وﺗﺤﺴﻦ أوﺿﺎع اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ وﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ّ ﻗﺎل اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ) :أﺻﺒﺤﻮا اﻟﻴﻮم ﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن ﺗﺸﺠﻴ ْﻊ ،ﻫﻢ اﻵن ﻳﻠ ّﺤﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬا ،وﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﻄﻴﻌﺔ، ﻗﻄﻴﻌﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﺎت اﻟﺴﻴﺎرات ،ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﻄﻴﻌﺔ ،اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻠﻲ ﺗﺸﻮﻓﻬﻢ ﻳﻤﻠﻜﻮن اﻟﻬﺠﻦ واﻟﻠﻲ ﻋﺎﺷﻮا ﻫﻢ وأﺳﻼﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺠﻦ،
أﺻﺒﺤﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﻄﻴﻌﺔ ،ﻷن أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻠﻲ ﺗﺸﻠّﻪ اﻟﻬﺠﻦ ﻣﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﻴﻦ ﻣﺜﻼ ،وﻳﺤﺼﻠﻮن ﻣﻨﻪ أﺟﺮ ،ﻳﺆﺟﺮوﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻤﻮل ،ﻣﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﻴﻦ ،أو ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻦ إﻟﻰ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،أو ﻣﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ إﻟﻰ ﻟﻴﻮا ﻣﺜﻼ أو إﻟﻰ اﻟﻈﻔﺮة ،أﺻﺒﺤﻮا اﻟﺴﻴﺎرات ﻛﻠﻪ ﺳ ّﻮﻧّﻪ ،اﻟﻨﻘﻠﻴﺎت ﻛﻠﻬﺎ ﺳ ّﻮﺗﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎرات ،ﻓﺄﻧﺎ أﺑﻠﻐﻮﻧﻲ ﻗﺎﻟﻮا :زاﻳﺪ ﻛﻴﻒ اﻟﺮاي؟ ﻧﺤﻦ ﻫﺬا اﻟﻠﻲ ﻛﺎن اﻋﺘﻤﺎدﻧﺎ ،وﻫﺬي ﻣﻌﻴﺸﺘﻨﺎ ،وﻫﺬا اﻟﻠﻲ ﺳﺎﺗﺮ ﺣﺎﻟﻨﺎ ،أﺻﺒﺤﻨﺎ اﻟﻴﻮم ﻧﺤﻦ ﻣﻘﻄﻮﻋﻴﻦ ،اﻟﺴﻴﺎرات ﻗﻄﻌﺖ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻛﺴﺐ ،واﻟﻬﺠﻦ ﻫﺬي ﻛﻴﻒ ﻧﺤﻦ ﻧﺘﺮﻛﻬﻦ ،إذا ﺗﺮﻛﻨﺎﻫﻦ ﺧﺴﺎرة ،وإذا ﻣﻠﻜﻨﺎﻫﻦ ﺧﺴﺎرة ﻋﻠﻴﻨﺎ .ﻗﻠﺖ ﻟﻬﻢ :اﺻﺒﺮوا ،اﺻﺒﺮوا وﺷﻮﻓﻮا اﻟﻮﻗﺖ، وﻧﺤﻦ ﺑﻨﺸﻮر ﻋﻠﻴﻜﻢ ،اﻟﺤﻴﻦ ﻧﺤﻦ ﻧﺸﻮر ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ،وإن ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻧﺸﻮر ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﻠﻲ أﻧﺘﻢ ﺑﺘﺴ ّﺮون ﻣﻨﻬﺎ، وﻫﺬي ﺣﻘﻴﻘﺔ(. وﻗﺪ أﺛﺮ ﺧﺮوج أﻫﻞ اﻟﻨﻮق ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺎت اﻟﺒﺘﺮول ودﺧﻮل اﻟﺴﻴﺎرة ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻠﻬﺎ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة واﻹﻫﻤﺎل .ﻳﻘﻮل ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺰﻳﺰ اﻟﻤﻨﺼﻮري ﻣﻌﺒّﺮا ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن ﻧﺎﻗﺘﻪ ،وﻫﻲ ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻋﻨﻬﺎ وﺗﺨﻔّﻒ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺠﻮاب ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ رﺑﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﺮﻳﻀﺎ ،وﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ أن ﻳﻔﻀﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪه ﻣﺜﻠﻤﺎ أﻓﻀﺖ ﻟﻪ ﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪﻫﺎ: ﻳﺎ ﺑﻮﻋﻠﻲ ﺑﻨﺸﺪك وﻳﺶ اﻟﺨﺒﺮ ﻛﺎن أﻳﺎم وﻳﻦ ﻏ ّﻴﺒﺖ ﻣﺪّ ﻩ ﻗﺪﻟﻚ ٍ ﻋﺴ ْﻦ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺑﺎس ﻣﺎ ﺻﺮت وﺟﻌﺎن ﺷﻲ ﻳﻀﺪّ ﻩ ﻛﻞ ﻟﻨﺴﺎن ﺧﺎﺑﺮ ﱟ ﻋﻠﻴﻚ رﻓﻘﺖ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﺰﻳﻦ ﻃﺮﺑﺎن اﻧﻚ ﺗﺨﺒﺮ ﻣﻦ ﻓﻀﺎ ﻟﻚ ﺑﺴﺪّ ﻩ
ĞƀĠėķĘŬė ğĘļėķij
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
119
ﻛﻴﻒ ﻋﺎﻟﺠﻬﺎ »زاﻳﺪ« ﺣﻜﻴﻢ اﻟﻌﺮب؟
اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﻗﺔ واﻟﺴﻴﺎرة ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎم دوﻟﺔ اﻻﺗﺤﺎد ﻛﻤﺎ وﺛﻘﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ
118
ijĘĭĠǞė ĞŨŸij ūĘƀŠ ĴŕĚ ĝķĘƀĽŨėŸ ĞŠĘűŨė ŲƀĚ ĞĭŨĘŅŭŨė
اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺑﻴﻪ ﺣﺴﻦ ﻣﺴﻌﻮد ﺻﺎﺑﺮ اﻟﺬي اﺧﺘﻔﻰ ،ﻣﺴﺘﻬﺪﻳﺎً ﻓﻲ رﺣﻠﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﻟﻪ اﻷب ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﺴﺘﺤﻀﺮﻫﺎ اﻟﺬاﻛﺮة .ﻧﻘﻄﺔ وﻣﻦ أول اﻟﺮواﻳﺔ. ﺗﺄﺳﻴﺴﺎً ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،ﺗﺪور اﻟﺮواﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ -ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ اﻷب وﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﺻﻌﻴﺪ ﻣﺼﺮ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻮﻳﺪ .وﻫﻮ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺸﺎﺑﻜﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت إﻟﻰ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎت أﺧﺮى ﻓﻲ ﺑﻼد اﻷﻣﺎزﻳﻎ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻣﺎﻟﻲ ،وﻛﻠﻬﺎ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎت ﻣﺨﺘﺎرة – ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ -ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺎﻣﺸﻴﺘﻬﺎ وﺑُﻌﺪﻫﺎ ﻋﻦ ﻣﺮاﻛﺰ اﻷﺣﺪاث ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺄوﻳﻠﻪ ﺿﻤﻦ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺄوﻳﻠﻬﺎ ﻓﻲ )ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ ﺑﻨﻲ ﺻﺎﺑﺮ( ،وﻟﻜﻦ ﻛﺘﺎﺑﺘﻲ ﻫﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺄوﻳﻞ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﻤﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﻘﺎط أﺳﺒﺎب ﻣﺘﻌﺘﻲ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮواﻳﺔ. زﻣﻦ اﻷﺣﺪاث )رﺣﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻷب( ﺗﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ زﻣﻨﻨﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ – ﻓﻬﻲ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ ﻋﺎم 2030ﻣﺎ ﺳﻤﺢ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺑﻌﺾ ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻤﺘﺨﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻮق ﻣﺎ ﻧﻤﻠﻜﻪ اﻟﻴﻮم -وﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻪ أﻫﻞ ﻗﺮﻳﺔ اﻟﺮواﻳﺔ -ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﺗﺼﺎل، ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺒﻴﺎن اﻟﻔﺎرق اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺎرات اﻟﺸﻌﻮب ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺤﻨﻰ اﻟﺘﻘﺪم واﻷﺧﺬ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺒﻪ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺛﻨﺎﺋﻴﺎت ﻣﺜﻞ )اﻟﺨﺮاﻓﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﻠﻢ ،اﻷﺳﻄﻮرة ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،اﻹﻳﻤﺎن ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻻﻗﺘﻨﺎع ،اﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ( وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺛﻨﺎﺋﻴﺎت ﻳﻤﻜﻦ رﺻﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ دون اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ ﻓﺦ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة أو اﻟﻮﻋﻆ. ﻣﺎ أﻋﻨﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ دور اﻟﺮواﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﻘﺼﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻷﺣﺪاث ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﺎ ﻓﻲ زﻣﻦ ﻣﺎ ،ﻫﻮ ﻗﺪرة اﻟﺮواﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻋﺎﻟﻢ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻪ اﻷﺣﺪاث وﺗﺘﺤﺮك ﻓﻴﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻳﺘﺠﻮل ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻪ اﻟﺨﺎص وﻳﻤﺎرس ﻃﻘﻮس ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ ،ﻟﺘﻤﻨﺤﻚ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﺘﻌﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻘﺎوﻣﺘﻬﺎ ﺳﻮى اﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ :ﻣﺘﻌﺔ اﻟﺘﻠﺼﺺ؛ ﻓﺘﺘﺤﻮل ﻣﻦ ﻗﺎرئ إﻟﻰ ﻣﺘﻠﺼﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻟﻢ -ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮد ﻋﻮاﻟﻢ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺗﻔﻘﺪ ﻣﺘﻌﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻧﻜﺸﺎف ﺗﻠﻚ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ -إﻧﻤﺎ ﻋﻮاﻟﻢ ﻣﻐﺰوﻟﺔ ﻟﺬاﺗﻬﺎ ،وﻟﻴﺲ ﻟﻚ، ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻨﻴﺔ )اﻟﺪﻫﺸﺔ اﻟﻤﺆﺟﻠﺔ( إذا ﺻﺤﺖ اﻟﻌﺒﺎرة -أو ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺼﺢ؛ إﻧﻬﺎ دﻫﺸﺔ ﻳﺒﺜﻬﺎ اﻟﺮواﺋﻲ -ﺑﻤﻘﺪار -ﻟﻴﺆﺳﺲ ﻟﺪﻫﺸﺔ ﺗﻠﻴﻬﺎ… وﻫﻜﺬا ﻓﺘﻈﻞ ﻣﻤﻌﻨﺎً ﻓﻲ ﻓﻌﻞ اﻟﺘﻠﺼﺺ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻨﻲ ﺑﺘﺄوﻳﻞ
أو ﺗﻔﻠﺴﻒ -وإن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮواﻳﺔ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻓﻌﻠﻬﻤﺎ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ -وﻟﻜﻨﻪ ﻓﻌﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻨﻲ ﺑﻚ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻮﻗﻔﻚ ﻟﺘﺴﺘﻌﺮض ﻋﻠﻴﻚ ذﻟﻚ أو ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺒﺮك ﺑﻪ ،ﻓﺘﻘﻄﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﺬﺗﻚ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ،ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﺻﻨﻊ ﻋﺎﻟﻤﻬﺎ ،واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻛﻞ ذرة ذاﻛﺮة ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺪﻋﺎؤﻫﺎ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷﺳﻄﻮري وﻧﺤﺖ أﺷﺨﺎﺻﻪ وﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮن -ﺗﺤﺖ ﻋﻴﻨﻴﻚ اﻟﻤﺘﻠﺼﺼﺘﻴﻦ -ﺑﺎﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮن ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﻴﺎل اﻟﺮواﺋﻲ ..وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ أﻛﺜﺮ. ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﺨﺘﺎر ﺳﻌﺪ ﺷﺤﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﻗﺼﺺ ﺻﻴﺎدي اﻟﺒﺤﻴﺮة وﺣﻜﺎﻳﺎﺗﻬﻢ اﻟﺨﺮاﻓﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ واﻟﺠﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻜﻨﻮن ﺑﺤﻴﺮﺗﻬﻢ ،ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﻮاوﻳﻠﻬﻢ وأﻏﺎﻧﻲ)ﺣﺪﻳﻬﻢ( اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﻨﺰ أﺣﻼﻣﻬﻢ وﻣﺨﺎوﻓﻬﻢ ورﻏﺒﺎﺗﻬﻢ اﻟﻤﻌﻠﻨﺔ أو اﻟﺴﺮﻳﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻫﻲ أﺣﻼم وﻣﺨﺎوف ورﻏﺒﺎت ﻛﻞ اﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮﻳﺔ وﻛﻞ اﻟﻘﺮى واﻟﻤﺪن ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ ﻣﺼﺮ ،ورﺑﻤﺎ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻟﺘﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﺪى ﻫﺸﺎﺷﺔ اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﺒﺸﺮي اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺴﻮة ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﻴﺎة ،ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ ﺷﻜﻠﻬﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ وﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻴﺸﻬﻢ وﻛﻴﻒ ﻳﺘﺤﺼﻦ ﻛﻞ واﺣﺪ أﻣﺎم اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻛﻴﻒ ﺗﺘﺤﺼﻦ ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻣﺎم اﻷﺧﺮى داﺧﻞ اﻟﻔﺌﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،وﻛﻴﻒ ﺗﺘﺤﺼﻦ ﻓﺌﺔ اﻟﺼﻴﺎدﻳﻦ ﺗﺠﺎه ﻓﺌﺔ اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻛﻴﻒ ﻳﺸﻴﻄﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ اﻵﺧﺮ ﻟﻴﺒﺮر ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻗﺸﺮﺗﻬﺎ اﻟﺰاﺋﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻣﻦ دوﻧﻬﺎ ﻳﻀﻴﻊ. ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟﺮواﻳﺔ آﻟﻴﺎت ﻫﺆﻻء اﻟﺒﺸﺮ اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﻴﻴﻒ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺼﻌﺐ وﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﻟﻴﻨﺘﺞ ذﻟﻚ اﻟﻤﺰﻳﺞ اﻟﻤﻌﻘﺪ ﺑﻴﻦ رؤﻳﺔ ﺷﻔﺎﻓﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺗﻘﺘﺮب ﻣﻦ روح اﻟﺘﺼﻮف ،وﻣﻤﺎرﺳﺎت -ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ -ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﻃﻘﻮس ﻏﺮاﺋﺒﻴﺔ وﻣﻤﺎرﺳﺎت ﺗﺪﻓﻌﻬﻢ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻣﺨﺎوﻓﻬﻢ ورﻏﺒﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﺘﺨﻀﻌﻬﻢ ﻟﻜﺎﺋﻨﺎت ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻴﺔ وﻋﻮاﻟﻢ ﻣﻮازﻳﺔ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻬﻢ وﻣﻘﺪراﺗﻬﻢ وﺗﺠﻌﻞ ﻋﺎﻟﻤﻬﻢ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪا ً ،واﻷﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﺑﻬﻢ أو ﻛﻤﺎ أرادت اﻟﺮواﻳﺔ )ﺗ ُﻐ ّﺮﺑﻬﻢ( ﻛﺜﻴﺮا ً ﻋﻦ أﺻﻠﻬﻢ )اﻟﻨﻮراﻧﻲ( اﻟﺬي ﺗﺠﺴﺪ ﻓﻲ أﺑﻴﻬﻢ )ﺻﺎﺑﺮ( ﻓﺘﺘﺠﻠﻰ ﻟﻨﺎ ﻣﻌﻪ )ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ ﺑﻨﻲ ﺻﺎﺑﺮ( اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺗﻐﺮﻳﺒﺘﻨﺎ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﺼﻤﻴﻤﺔ – ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﺄوﻳﻠﻲ -واﻟﺒﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﺄوﻳﻠﻜﻢ ،أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﺘﻜﻔﻴﻨﻲ ﻣﺘﻌﺘﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﻴﻞ اﻟﺬي ﻟﻢ ﺗﻘﻀﻢ ﻣﻨﻪ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ اﻟﻜﺜﻴﺮ
ĞƀšĚ ĦſĴĭũŨ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
117
ĞƀšĚ ĦſĴĭũŨ
»ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ ﺑﻨﻲ ﺻﺎﺑﺮ« ŮŻİŤē ĆǙŐ İżŤŴ
ﻓﻲ
اﻟﻔﺮص ﻟﺴﺪادﻫﺎ ،أﺷﻌﺮ رﻗﺒﺘﻲ دﻳﻮن ﻛﺜﻴﺮة أﺗﺤﻴﻦ َ ﻛﺘﺎب أو ﻓﻴﻠﻢ أو أي ﻋﻤﻞ إﺑﺪاﻋﻲ، أن ﻛﻞ ﺳﻌﺎدة ﻣﻨﺤﻨﻲ إﻳﺎﻫﺎ ٌ ﻫﻲ دﻳﻦ أوﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺗﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ وﻋﻮاﻟﻤﻪ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻖ أو أﻛﺘﺐ ﻋﻨﻪ -وﻟﻮ ﺗﻐﺮﻳﺪة ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻳﺘﺮ أو ﺗﺪوﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮك. ﺑﻌﺾ اﻟﺪﻳﻮن ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻟﺸﺪة ﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ،ﺗﻈﻞ ﺗﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻃﺮي وﺗﻄﺎﻟﺒﻨﻲ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ. وﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻣﻌﻲ -ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻫﻤﻤﺖ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﻘﺎﻟﺘﻲ اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺔ -رواﻳﺔ )ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ ﺑﻨﻲ ﺻﺎﺑﺮ( ﻟﻠﺮواﺋﻲ ﻣﺨﺘﺎر ﺳﻌﺪ ﺷﺤﺎﺗﺔ. ﻧﺠﺤﺖ رواﻳﺔ ﻣﺨﺘﺎر ﻓﻲ ﺗﺠﺎوز ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻤﺴﻄﺤﺔ اﻟﺘﻲ اﺑﺘﻠﻴﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ،واﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ -ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ -ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻨﺎف :رواﻳﺔ ﺗﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪود ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻗﺼﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ )ﺣﺪوﺗﺔ( ﺗﻘﻔﺰ -ﻛﻘﺎرئ -ﺑﻴﻦ ﺳﻄﻮرﻫﺎ اﻟﺨﻔﻴﻔﺔ ﻟﺘﻌﺮف ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺳﺤﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﺷﻲء وﻻ ﺗﻮﻣﺾ ﻓﻲ روﺣﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻜﺮة .ورواﻳﺔ ﺗﻨﺸﻐﻞ ﻋﻦ اﻟﻘﺼﺔ )اﻟﺤﺪوﺗﺔ( ﺑﺎﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻓﺘﻔﻘﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺘﻌﺔ اﻟﺤﻜﻲ ،وﺛﺎﻟﺜﺔ ﺗﻨﺸﻐﻞ ﻋﻦ ﻫﺬه وﺗﻠﻚ ﺑﺴﺮد اﻟﺬات اﻟﺬي ﻻ ﻳﺼﻨﻊ ﻋﺎﻟﻤﺎً وﻻ ﻳﻤﺘﻌﻚ ﺑﺤﺪوﺗﺔ. ﻓﻤﺎذا ﻓﻌﻠﺖ )ﺗﻐﺮﻳﺒﺔ ﺑﻨﻲ ﺻﺎﺑﺮ( ﻟﻜﻲ ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻦ أﺳﺮ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﺤﺪي اﻟﻘﺎﺳﻲ ﻟﻠﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻢ رواﻳﺔ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم؟ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﺨﺘﺎر ﺳﻌﺪ ﺷﺤﺎﺗﻪ -ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ -ﻫﻮ أﻧﻪ اﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﺗﺨﻠﻴﺺ ﻋﺎﻟﻢ رواﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺪود اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى؛ ﺳﺎر ﺑﻌﺠﻴﻨﺘﻪ -ﺑﻤﻬﺎرة ﻻﻓﺘﺔ -ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎوش ﻛﻞ ﻋﺠﻴﻨﺔ ﻳﻤﻀﻲ ﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﺨﺒﺰ اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﻴﻨﻀﺠﻬﺎ ،ﻣﻦ دون أن ﻳﺘﺮك ﻟﻬﺬه اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ رﻏﻴﻔﻪ.
116
©ĸĚĘń ƁűĚ ĞěſĸřĠª
رﺑﻤﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻻﺣﻘﺎً ﻋﻤﺎ ﻗﻀﻤﺘﻪ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ ،وﻟﻜﻨﻨﻲ اﻵن ﻣﺸﻐﻮل ﺑﻤﺎ أﻓﻠﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺎﻟﺒﻬﺎ. اﻟﻘﺼﺔ أم اﻟﺮواﻳﺔ؟ ﻓﻸﺑﺪأ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ أﻋﻨﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺘﻲ أﺳﺘﻌﻤﻠُﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ واﺿﺤﺔ اﻟﻤﻘﺼﺪ؛ ﻓﻲ ﻇﻨﻲ أن اﻟﻘﺼﺔ ﻫﻲ )اﻟﺤﺪوﺗﺔ( ،ﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺮوﻳﻬﺎ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ،وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮن )اﻟﺮواﻳﺔ( ﻫﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻷداء ﻫﺬه اﻟﺤﺪوﺗﺔ ،ﻻ ﻳﻘﻒ اﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﺣﺪود اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت ﺑﻞ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﻟﻴﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﺗﺒﻨﻴﻪ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ، واﻟﺰﻣﻦ اﻟﺮواﺋﻲ -ﻟﻴﺲ زﻣﻦ وﻗﻮع اﻷﺣﺪاث -ﺑﻞ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ )ﺗﻔﺨﺦ( ﺑﻬﺎ اﻟﺤﺪوﺗﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺸﺘﻤﻼﺗﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﻨﻊ زﻣﻨﺎً ﺧﺼﻮﺻﻴﺎً ﻳﺴﺘﺪرج إﻟﻴﻪ اﻟﻘﺎرئ ﻓﻴﺸﻌﺮ -ﻛﻠﻤﺎ اﺿﻄﺮ إﻟﻰ ﻣﻔﺎرﻗﺘﻪ -ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻛﺎن داﺧﻞ ﺣﻠﻢ وأﻓﺎق ﻣﺸﺤﻮﻧﺎً ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻮدة إﻟﻴﻪ ،أو ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻛﺎن داﺧﻞ ﺑﺌﺮ وﺧﺮج -ﻓﺠﺄة -ﻟﺴﺒﺐ ﺧﺎرﺟﻲ ،ﺗﺤﺮﻗﻪ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﺧﻮل ﻣﺮة أﺧﺮى ﻣﺪﻓﻮﻋﺎً ﺑﺎﻟﻔﻀﻮل واﻟﻤﺘﻌﺔ. ﻫﻞ ﻓﻌﻞ ﻣﺨﺘﺎر ﺳﻌﺪ ﺷﺤﺎﺗﺔ ذﻟﻚ؟ ﺑﻼ أدﻧﻰ ﺷﻚ ،ﻓﻌﻞ؛ وإن ﻛﺎن ﺗﺴﺒﺐ أﻳﻀﺎً -ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن -ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺣﺪوث ﻫﺬا اﻻﻧﻘﻄﺎع أو ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻔﺎرﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﻏﺎﺿﺒﺎً ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺘﺴﺮب ﻣﺮة أﺧﺮى إﻟﻰ داﺧﻞ اﻟﻌﻤﻞ ،وﻫﻲ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻗﻀﻤﺎت اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ. إذن -ﻓﻲ ﻇﻨﻲ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ -وﺗﺄﺳﻴﺴﺎً ﻋﻠﻰ اﺟﺘﻬﺎدي ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﺮﻳﻦ ،ﺳﺮ اﻟﺼﻨﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺨﺘﺎر ﻳﻜﻤﻦ -ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺔ -وﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ. ﻓﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﻘﺼﺔ؟ ﺷﺎب اﺳﻤﻪ )ﻧﻮر( ،أﺑﻮه ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ )ﻣﻨﻴﺔ اﻟﻤﻬﺪي( اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﺤﻴﺮة اﻟﺒﺮﻟﺲ ،وأﻣﻪ ﺳﻮﻳﺪﻳﺔُ ،وﻟﺪ وﻧﺸﺄ ﻓﻲ أﺣﻀﺎن ﻣﺪﻳﻨﺔ )ﻛﻴﺮوﻧﺎ( ﻓﻲ اﻟﺴﻮﻳﺪ .ﺑﻌﺪ وﻓﺎة واﻟﺪﺗﻪ ﻳﻌﻮد )ﻧﻮر( إﻟﻰ
اﻟﺸﻌﺒﻲ ُﻣﺴﺘﻠﻬﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث ّ وأﻏﺎن وأﻟﻌﺎب ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻗﻄﺮﻳﺔ ﻟﻠﻨﺎﺷﺌﺔ ﻗﺼﺺ ٍ Ï ) Ù+ . - .p#
أﺻﺪرت
اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﺎرة ،ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺗﻄﻮف اﻟﻔﺘﻴﺎت اﻟﻤﺤﺘﻔﻼت واﻟﻤﻄﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﻮت وﻫﻦ ﻳﺮددن ﻋﺒﺎرات ّ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻟﻬﺪاﻳﺘﻪ ﻟﻬﻦ .ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺼﺔ ﺗﻜﺘﺸﻒ آﻣﻨﺔ أنّ أ ّﻣﻬﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺒﻴﻊ اﻟﺨﺎﺗﻢ اﻟﺬي أﻫﺪاه ﻟﻬﺎ زوﺟﻬﺎ ﻳﻮم زواﺟﻬﻤﺎ. وﺗﻌﺮض ﻗﺼﺔ »اﻟﻔﺎرﺳﺎن :ﺳﺒﺎق اﻟﻤﺴﻴﻠﺔ« ﺗﻘﻠﻴ ًﺪا أﺻﻴﻼً ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﻳﺘﻀ ّﻤﻦ إﺣﻴﺎء ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ وﺗﻌﺰﻳﺰ روح اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻴﺎن ،وﺗﻌﺮﻳﻔﻬﻢ ﺑﺄﺻﺎﻟﺔ ﻫﺬه اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ ﻋﻨﺪ أﺑﺎﺋﻬﻢ وأﺟﺪادﻫﻢ.
اﻟﻮﻃﻨﻲ إدارة اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت واﻟﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ ﻗﻄﺮ ّ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺺ واﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟ ُﻤﺴﺘﻠﻬﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث ّ اﻟﻘﻄﺮي ،ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺮاث وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻧﺘﻤﺎء ّ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻟﺘﺮاﺛﻬﻢ وﺣﻀﺎرﺗﻬﻢ ،وﺗﺤﻔﻴﺰ اﻷﺟﻴﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﺒﺤﺚ واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل وﻣﺨﺎﻃﺒﺔ وﺟﺪاﻧﻬﻢ. ﺗﺘﺤﺪث ﻗﺼﺔ »ﺟﺒﺮ ﻓﺘﻰ ﻣﻦ زﻣﻦ اﻟﺼﺒﺮ« ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﺴﺘﻠﻬﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث ،ﻋﻦ ﻓﺘﻰ ﻳﺬﻫﺐ أﺑﻮه ﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻟﻐﻮص اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻤﺮ 130ﻳﻮ ًﻣﺎ ،ﻳﻘﻮم ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺒﺮ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ أﻣﻪ وإﺧﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ واﻻﻟﺘﺤﺎق اﻟﻘﺼﺔ ﺑﺤﻠﻘﺔ ﺗﺤﻔﻴﻆ اﻟﻘﺮآن ﻓﻲ ﺑﻴﺖ »اﻟﻤﻄ ّﻮع«. وﺗﺠﺴﺪ ّ ّ ﺣﺮص اﻷب ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﺑﻨﻪ ﻟﻼﻟﺘﺰام ﺑﺪور اﻟﻤﺸﺮف ﻋﻠﻰ Ȗﻏﺎن ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻟ^ﻃﻔﺎل ٍ ﺳﺮي وﺗﺄﻛﻴﺪ وﺗﺸﻤﻞ ﻫﺬه اﻹﺻﺪارات ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل اﻟﺒﻴﺖ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻻﻧﺘﻤﺎء اﻷُ ّ ﻗﻴﻢ اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﺑﻴﻦ أﻓﺮادﻫﺎ ،واﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻤﺰاوﻟﺔ ﻣﻦ ﺳﻦ ﺛﻼث إﻟﻰ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮات .وﺗﻀ ّﻢ ﻫﺬه اﻷﻏﺎﻧﻲ ﺟﻤﻠﺔ أﻧﺸﻄﺔ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﺗﻤﺎرس ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺪة اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ؛ ﻓﺎﻷم واﺑﻨﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﻌ ّﺮف اﻷﻃﻔﺎل ﺑﺎﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﺗﺼﻨﻌﺎن »اﻟﺮﺷﻮش« وﺗﻘﻮﻣﺎن ﺑﺒﻴﻌﻪ ﻟﻨﺴﻮة اﻟﻔﺮﻳﺞ، اﻟﺘﻲ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺗﻨﺎﻗﻠﻬﺎ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ .وﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ وﺟﺒﺮ ﻳﻘﻀﻲ وﻗﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن ،وﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻷﻟﻌﺎب اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﻮاردة ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻷم وﻫﻲ ﺗﺨﺎﻃﺐ أﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ،وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻊ أﻗﺮاﻧﻪ .وﺗﻌﺮض اﻟﻘﺼﺔ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻴّﺎت »أﻏﻨﻴﺔ ﻳﺎ ﻗﻤﻴﺮة اﻟﺪودو« ،اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻷﻃﻔﺎل رﺣﻠﺔ اﻟﻐﻮص وﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ اﻟﻤﻤﺘﻌﺔ واﻟﻘﺎﺳﻴﺔ وﻣﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ ﺑﻤﻜﻮﻧﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،و»أﻏﻨﻴﺔ ﺻﻔّﺎﻗﺔ« اﻟﺘﻲ ﺗﻌ ّﺒﺮ ﻋﻦ اﺣﺘﻔﺎل اﻟﻐ ّﻮاﺻﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﻋﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﻷم واﻷﻃﻔﺎل ﺑﻌﻮدة اﻷب ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺮ ،و«أﻏﻨﻴﺔ ﺣﻤﺎﻣﺔ ﻧﻮدي أﻏﺎﻧﻲ »اﻟﻨ ّﻬﺎم« واﻟﺘﺼﻔﻴﻖ واﻟﺮﻗﺺ اﻟﺠﻤﺎﻋ ّﻴﻴﻦ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻧﻮدي« اﻟﺘﻲ ﺗﺮد ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻷم وﻫﻲ ﺗﻐﻨﻲ ﻷﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻟﺘﻌ ّﺮﻓﻬﻢ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺮﺣﻠﺔ وﻗﺴﻮﺗﻬﺎ. اﻟﺤﺞ ،واﻟﺘﺮاﺑﻂ اﻷﺳﺮي وﺣﺎﺟﺎت اﻷﺳﺮة .وﻫﻨﺎك أﻏﻨﻴﺎت ﺑﺸﻌﻴﺮة ّ ﺗﻌﺰز اﻟﺮواﺑﻂ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺗﺮد ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨﺔ اﻟﻔﺘﻴﺎت .ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻤﻦ اﻟﻜﺘﺎب أﻏﻨﻴﺎت ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻄﻴﻮر ﻣﺜﻞ »ﻟﻘﻮﺑﻌﺔ« ،و«ﺑﻮ ﺣﻘﺐ« ،و«أﻏﺎﻧﻲ ﻳﻮم اﻟﺨﺘﻤﺔ وﺗﻤﺜ ُّﻞ ﻗﺼﺔ »ﻳﻮم اﻟﺨﺘﻤﺔ« واﻗﻊ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ وﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺠﺮاد« .أﻣﺎ اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﺘﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ أﻏﻨﻴﺔ »أﻧﺎ اﻟﺬﻳﺐ ﺑﺎﻛﻠﻜﻢ« ّ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺗﻤﺜﻞ إﺣﺪى اﻟﻔﺘﻴﺎت دور اﻟﺬﺋﺐ ،وأﺧﺮى اﻟﻔﺘﻴﺎت ﻟﺤﻔﻈﻪ ،وﻣﺎ ﻳﻤﺜّﻠﻪ ﻫﺬا اﻟﻨﻬﺞ ﻣﻦ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﻟﻠﻨﻔﺲ .وﺗﺪور اﻟﺘﻲ ﺗﺆ ّدى ﺑﺸﻜﻞ ّ أﻣﻬﻦ. أﺣﺪاﺛﻬﺎ ﺣﻮل آﻣﻨﺔ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﻴﺘﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ رﻋﺘﻬﺎ أﻣﻬﺎ وو ّﺟﻬﺘﻬﺎ ﻟﺤﻔﻆ دور اﻷم ،واﻷﺧﺮﻳﺎت دور اﻟﺒﻨﺎت اﻟﺨﺎﺋﻔﺎت اﻟﻤﺨﺘﺒﺌﺎت ﺧﻠﻒ ّ اﻟﻘﺮآن ،وﺗﻈﻬﺮ آﻣﻨﺔ ﻗﺪرة ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺤﻔﻆ وﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻳﺸﻤﻞ اﻟﻜﺘﺎب أﻏﺎﻧﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ إﺷﺎرات إﻟﻰ اﻟﻐﺰاﻟﺔ، اﻟﻘﺮآن وﺧﺘﻤﻪ .ﻏﻴﺮ أنّ ﻋﻘﺪة اﻟﻘﺼﺔ ﺗﺘﻤﺜّﻞ ﻓﻲ ﻋﺪم ﻗﺪرة أم آﻣﻨﺔ واﻷﺳﻤﺎك ،واﻟﺤ ّﻨﺎء .وﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻗﺼﺺ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴّﺔ ّ واﻟﺤﺞ واﻟﺒﻴﺖ« ﺗﻔﺎﺟﺊ »اﻟﺘﻴﻠﺔ ،واﻟﻘﻴﺲ ،واﻟﺒﺮوي، ّ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻧﻔﻘﺎت اﺣﺘﻔﺎل »ﻳﻮم اﻟﺨﺘﻤﺔ« .ﻏﻴﺮ أنّ اﻷم ُ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺘﺠﻬﻴﺰ اﻻﺣﺘﻔﺎل وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻄﻌﺎم واﻟﺤﻠﻮى ﻟﻠﻤﺤﺘﻔﻼت ﺑﻬﺬه
ĜġťŨė şŹļ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
115
ĜġťŨė şŹļ ﺑﻴﻦ اﻷﺷﻴﺎء ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺎﻫﻴﺘﻬﺎ. ﺛﺎﻧﻴﺎ :اﻟﻘﻴﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ: اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻫﻮ ﻣﻴﻞ اﻟﻔﺮد إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮه ﻣﺤﻘﻘﺎ ﻟﻪ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة، وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻔﺮد أن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﻮ اﻟﻤﻴﺪان واﻻﻃــﺎر ﻟﻨﺸﺎﻃﻪ وﻓﻌﻠﻪ ،وأﻳﻀﺎ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻘﻖ ﺑﻬﺎ اﻟﺜﺮوة واﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم، ﻣﻨﺘﺠﺎ وﻣﺴﺘﻬﻠﻜﺎ. ﺛﺎﻟﺜﺎ :اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ: ﺗﺘﺠﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ إﻟــﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﺠﻤﺎل أﻣﺮا ﻧﺴﺒﻴﺎ ،ﻓﺈن اﻻﺣﺴﺎس ﺑﻪ ﻳﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ وﺟﻮب ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﺠﻤﺎل ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺸﻜﻞ أو اﻟﻤﻀﻤﻮن. راﺑﻌﺎ :اﻟﻘﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ: ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻻﻧــﺴــﺎن –ﺑﺸﻜﻞ ﻧﺴﺒﻰ- ﺑﺎﻟﺘﻔﺘﺢ واﻟﺘﻘﺒﻞ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ إﻟﻰ ﺟﻴﻞ ﺗﺎل ،ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ،وﺗﻨﺘﻘﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ إﻟﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻬﺠﺮة أو اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ أو اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ. وﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧــﺮى ﻣﺜﻞ »اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ« و»اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ« وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻪ اﻟﺒﺤﺚ. وﻳﺄﺗﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻟﻴﻮﺿﺢ »اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﻐﺮق ﺑﻤﺼﺮ«: وﺗﺘﻨﻮع اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻴﻦ »اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ« و»اﻟﻘﻴﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ« و«اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ« و»اﻟﻘﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ« و«اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ« و»اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ« وﻗﺪ أورد ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻟﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻗﻴﻤﺔ وﺗﻌﺰزﻫﺎ.
1114 114
ĞƀěŕŁŨė ŧĘĥŬǢė ǝ ŮƀšŨė
ﻳﺤﺘﻞ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺣﻴﺰا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ ﻣﻴﺪان اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ،وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ اﻟﻘﻮﻟﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺎت ﻫﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت واﻧﺘﻤﺎءاﺗﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔc ،ﻧﻪ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت وﻋﻠﻰ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ
أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس ،ﻓﺠﺎء ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان: »ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ اﻟﺒﺤﺚ« وﻗــﺪ رﺻــﺪ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻦ ﺧــﻼل دراﺳﺘﻪ ﻟﻸﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ اﻟﺒﺤﺚ أن اﻟﻨﺴﻖ اﻟﻘﺮاﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﻼ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻳﺤﻜﻤﻪ اﻻﻣﺘﺪاد اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ وﻋﻼﻗﺎت اﻟﺪم واﻟﻤﺼﺎﻫﺮة، وﻳﺤﻜﻢ اﻟﻨﺴﻖ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺳﻴﺎدة ﻧﻤﻂ
اﻗﺘﺼﺎدي ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮة ،وﻋﺪم وﺿﻮح ﻇﺎﻫﺮة ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﺨﺼﺺ اﻟﻤﻬﻨﻲ اﻟﺪﻗﻴﻖ، وﺑﺨﺼﻮص اﻟﻨﺴﻖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ اﻟﻘﻴﺎدات اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻘﻮة داﺧﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻛﻤﺎ أورد ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﺒﻴﻀﺎء ..ﻧﺨﺘﺎر ﻣﻨﻬﺎ: أﺑﺮد ﻣﻦ ﺛﻠﺞ اﻟﻠﻴﺎﻟﻰ أﺑﻌﺪ ﺗﻐﻼ. اﺑﻌﺪ ﺣﺒﻪ ﺗﺰﻳﺪ اﻟﻤﺤﺒﺔ. اﺑﻌﺪ ع اﻟﺸﺮ وﻏﻨﻲ ﻟﻪ.أﺑﻜﻲ ﻣﻦ ﻳﺘﻴﻢ وأﺑﺨﻞ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﻢ.أﺑﻦ آدم ﻳﻘﻮل ﻗﻮل ..ورﺑﻲ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻌﻞ.اﺑﻦ آدم ﻳﻘﻮل ﻳﺎرﻳﺘﻨﻲ ﻃﻮﻳﺮ وﻫﻮ ﻃﻮﻳﺮ.أﺑﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻤﻪ ﻳﺠﻴﻠﻚ اﻟﻤﺎل.اﺗﻌﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺣﺎﻓﺮ ﻟﺤﻤﺎرة.أﺗﻘﻮل ﻣﺎ ﺟﺎﺑﺖ أﻣﻪ إﻻ ﻫﻮ.وﻧﻮرد ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺜﺎل ﺟﻤﻌﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ )اﻟﻐﺮق( ﺑﺎﻟﻔﻴﻮم ﻣﺼﺮ: آدي اﻟﺠﻤﻞ وآدي اﻟﻨﺨﻠﺔأﻫﻮ ﺣﺸﺮ ﻧﺼﺮان.إﺑﻄﻲ وﻻ ﺗﺨﻄﻰ.اﺑﻦ ﺑﻄﻨﻲ ﻳﺮﻃﻦ رﻃﻨﻲ.اﺑﻦ اﻟﺸﻴﺒﻪ ﻟﻠﺨﻴﺒﻪاﺑﻦ اﻟﻮز ﻋﻮام.أﺑﻮ ﻣﻴﻪ ﺑﻴﺤﺴﺪ أﺑﻮ ﺣﻠﻴﻪ.اﺗﻌﻠﻢ اﻟﻜﺮم ﻣﻦ اﻟﺒﺨﻴﻞ.اﺟﺮي ﻳﺎ ﺧﺎﻳﺒﻪ ﻟﻠﻐﺎﻳﺒﺔ.-ﻋﻴﻨﻪ ﻓﻴﻪ وﻳﻘﻮل إﺧﻴﻪ
اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻴﺪان اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺪراﺳﺔ. - 4ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻟﻪ اﺟﺮاء ﻋﺪة دراﺳﺎت ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻔﻴﻮم ﻛﻜﻞ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻻﺷﺮاﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺜﺔ ﻣﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻟﺠﻤﻊ ﻧﻤﺎذج ﻣﻦ اﻟﻤﺄﺛﻮر اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻔﻴﻮم. وﻳﻨﺘﻘﻞ ﺑﻨﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻟﻠﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ،ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان» :ﺑﻨﻴﺔ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ وﻣــﺼــﺎدره ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ اﻟﺒﺤﺚ«: ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﻴﻦ اﻷﺷــﺨــﺎص ،وﻫﻨﺎك ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻻﺗﺼﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ، اﻷول :اﻟﻘﺮاﺑﺔ ،وﺑﻨﺎؤﻫﺎ ﺧﻔﻲ ﻗﺎﺑﻊ ﺧﻠﻒ ﻗﻮاﻋﺪ ﻣﺒﺎدﻟﺔ اﻟﻨﺴﺎء ،واﻟﺜﺎﻧﻲ: اﻻﻗﺘﺼﺎد ،واﻟﺒﻨﺎء ﺧﻔﻲ ﻗﺎﺑﻊ ﺧﻠﻒ ﺗﺒﺎدل اﻟﺴﻠﻊ واﻟﺨﺪﻣﺎت ،واﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻫﻮ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺨﻔﻲ ﻟﻠﻐﺔ. واﻷﻣــﺜــﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﻟﻐﻮي ﻳﺴﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ وﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ أﻧﻤﺎط واﺗﺠﺎﻫﺎت أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻳﻬﺘﻤﻮن ﺑﺪراﺳﺔ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت دراﺳﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ودراﺳﺎت اﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﺴﻠﻮك ،ﺗﻌﻜﺲ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺸﻌﻮب وأﺳﻠﻮب ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﺎ ،أو ﻗﻴﻤﻬﺎ وﻣﻌﺎﻳﻴﺮﻫﺎ، وﺗﺮﺻﺪ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻌﺎرﻓﻬﻢ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﻟﺘﺠﺎرة، واﻟﺘﻘﻮﻳﻢ واﻟﻤﻮاﺳﻢ واﻟﻤﻨﺎخ. أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ،ﻓﺠﺎء ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان» :اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﺑﻠﻴﺒﻴﺎ«
ﻣﻌﺒﺮة ﻓﻘﻂ ﻋﻦ ﺗﺠﺎرب ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ، ﻓﺎﻟﻤﻼﺣﻆ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺪم وﺟﻮد أﻣﺜﺎل ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ،ﺑﻞ وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﻮب ،وذﻟﻚ ﻷن اﻟﻤﺜﻞ –ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺗﻌﺒﻴﺮه ﻋﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ -ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻻﻧﺘﺸﺎر ﻣﺎداﻣﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ، ﻓﺎﻷﻣﺜﺎل ﻗﺪ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ إﻟﻰ آﺧﺮ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ،ﻣﺎداﻣﺖ ﻣﻌﺒﺮة ﻋﻦ أﻓﻜﺎره وﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ »ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ« ،ﻫﺬا وﺗﻘﺪم اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻗﺮاءة واﺿﺤﺔ وﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﻃﺮاﺋﻘﻪ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ ﻇﺮوﻓﻪ وأﺣﻮاﻟﻪ ،وﻛﺬا ﻗﺪرة أﻓﺮاد ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺘﺎج اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﻼﺋﻢ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ أدوارﻫﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻣﻮاﻗﻔﻬﻢ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ. أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻴﺘﻌﺮض ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺒﺤﺚ،ﺣﻴﺚ ﻳﺨﻀﻊ ﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪة، ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ اﺳﺘﻜﻤﺎل ﻣﺸﺮوع ﺑﺤﺜﻲ ﺳﺒﻖ ﺟﻬﺪ ﻓﻴﻪ ،وﻳﻠﻲ ﺟﻬﺪ أﺧﺮ ،وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك أﺳﺒﺎب ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺸﺨﺺ اﻟﺒﺎﺣﺚ ،ﻣﺜﻞ رﻏﺒﺘﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻠﻪ ،وﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻧﺘﻤﺎء اﻟﺒﺎﺣﺚ ،ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ –ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ أو ﻋﺎﻃﻔﻴﺎ- داﻓﻌﺎ ﻓﻲ اﻻﺧﺘﻴﺎر. وﻳﻤﻜﻦ إﺟﻤﺎل أﺳﺒﺎب اﺧﺘﻴﺎر ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ اﻟﺒﺤﺚ ،ﺳﻮاء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺼﺮي )اﻟﻐﺮق( ،أو اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻠﻴﺒﻲ )اﻟﺒﻴﻀﺎء( وﻫﺬه اﻷﺳﺒﺎب ﻫﻲ: - 1ﻳﻌﺒﺮ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﺒﻴﻀﺎء اﻟﻠﻴﺒﻲ ﻓﻲ أﻗﺼﻰ ﺣﺪود اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻮﺿﻊ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺮب ،وﻳﻘﻊ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﻐﺮق ﺑﺎﻟﻔﻴﻮم اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ أﻗﺼﻰ اﻟﺤﺪود اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ. - 2ﺗﺘﺒﻊ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺣﺮﻛﺔ ﻫﺠﺮة واﻧﺘﻘﺎل اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺗﺎرﻳﺤﻴﺎ ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ إﻟﻰ أوﻻ :اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ: وﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻔﺮد وﻣﻴﻠﻪ إﻟﻰ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،وﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺧﻼل اﻟﻘﺮون اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ. - 3ﺳﺒﻖ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ اﺧﺘﻴﺎر ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت واﻟﻔﺮﺿﻴﺎت ﻓﻲ إﻃﺎر ﺳﺒﻴﻞ ذﻟﻚ ﻳﺘﺠﻪ اﺗﺠﺎﻫﺎ ﻣﻌﺮﻓﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻮازن
ĜġťŨė şŹļ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
113
ĜġťŨė şŹļ
اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ اcﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮ وﻟﻴﺒﻴﺎ h ª# *p -³
ﺗﻌﺒﺮ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺘﻤﺎﺛﻠﺔ ،وﻋﻘﻞ ﺟﻤﻌﻲ واﺣﺪ واﺗﺠﺎه ﻓﻜﺮي ﻣﺘﻘﺎرب ،ﻛﻤﺎ وﻋﺎﻳﺸﻬﺎ أﻓﺮاده ،وأﻧﺘﺞ ﻣﻦ رﺣﻤﻬﺎ أﻗﻮاﻻ ﺻﺎرت ﻣﺴﺘﻮدﻋﺎ ﻟﺤﻜﻤﺘﻬﻢ اﺳﺘﻬﺪف اﻟﻜﺘﺎب ﻛﺬﻟﻚ دراﺳﺔ دور اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮوﻳﺞ ورؤﻳﺘﻬﻢ ﻟﻠﺤﻴﺎة ،وﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻳﺤﻜﻢ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ وﻳﻘﻮﻣﻪ إن ﻣﺎل ،وﻗﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﺗﺮﺳﻴﺨﻬﺎ ،ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎرات وﺗﻮﺟﻬﺎت اﺳﺘﺨﻠﺺ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ أﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺒﺮة واﻟﻘﻴﻤﺔ. اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وأﻓﺮاده ،ﻣﺴﺘﻜﺸﻔﺔ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ وﺗﺸﻜﻞ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ –أﻳﻀﺎ -أداة ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ ،ورﺻﺪ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. وﻋﻤﻠﻴﺎت )اﻟﻐﺮس اﻟﺜﻘﺎﻓﻰ( إذ أﻧﻬﺎ ﺗﻠﻘﻦ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻗﺴﻢ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻜﺘﺎب إﻟﻰ ﻣﻘﺪﻣﺔ وﺳﺘﺔ ﻓﺼﻮل ،ﺛﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺪراﺳﺔ، ﻓﻌﻠﻪ وﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ،وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﺗﺒﺎﻋﻬﺎ .واﻟﻤﺮاﺟﻊ واﻟﻤﺼﺎدر ،وﻣﻠﺤﻖ اﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻟﺘﻮﺿﻴﺤﻴﺔ واﻟﺼﻮر وﻣــﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻷﻣــﺜــﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ،واﺧﺘﺘﻢ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﻤﻠﺤﻖ ﻋﻦ ﻣــﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻋﺎﻣﺔ »اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﺒﻴﻀﺎء« واﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻫﻮ و«اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﻐﺮق«. اﻟﻤﻀﻤﻮن اﻟــﺬي ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻫــﺬه اﻷﻣﺜﺎل، اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ »اﻹﻃــﺎر اﻟﻨﻈﺮي وﻫﻮ ﻣﺎ اﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ »ﺑﺎﻟﺨﻄﺎب واﻟﻤﻨﻬﺠﻲ«: اﻟﻔﻜﺮي« ،وﻫﻮ ﻣﺪﺧﻞ ﻳﻀﻊ دراﺳﺔ اﻷﻣﺜﺎل اcﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻌﻴﻦ ﻳﺤﺘﻞ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺣﻴﺰا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ ﻣﻴﺪان اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﺎل »أﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻷدب« ،وﻫﻮ ﻣﻴﺪان ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻻ ﻳﻨﻀﺐ ،وﻣﺼﺪر ﻣﻬﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت دراﺳﺔ اﻹﺑﺪاﻋﺎت اﻟﺸﻔﺎﻫﻴﺔ اﻟﻤﺄﺛﻮرة ﻗﺮاءة ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ اcﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ،واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ،وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ اﻟﻘﻮﻟﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺎت ﻫــﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ودراﺳــﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،واﺳﺘﺨﻼص ﺗﻮﺟﻬﺎت ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺻﻴﻐﻪ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ واﻧﺘﻤﺎءاﺗﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت وﻋﻠﻰ ﺗﻮازﻧﻪ. أﻓﻜﺎر اﻟﺸﻌﻮب وﺗﻔﺴﻴﺮ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ. وﻳﺠﻴﺊ ﻛﺘﺎب »اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.. ورؤﻳﺘﻬﺎ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻬﺎ، أﻫﻤﻴﺔ دراﺳﺔ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ أﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ: ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮ وﻟﻴﺒﻴﺎ« ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ أﻣﻴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﻤﺪ ،واﻟﺼﺎدر ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﺿﻤﻦ ﻟﺬاﺗﻬﺎ وﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻻ ﻳﻨﻀﺐ، وﻣﺼﺪرا ﻣﻬﻤﺎ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻲ، ﺳﻠﺴﻠﺔ »اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ« ،وﻫﻮ أﻃﺮوﺣﺘﻪ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻓﻜﺎر اﻟﺸﻌﻮب وﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮراه ،ﻟﻴﺴﺘﻬﺪف اﺧﺘﻴﺎر ﻓﺮﺿﻴﺔ أن ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻬﺎ ،ورؤﻳﺘﻬﺎ ﻟﺬاﺗﻬﺎ وﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻛﺬﻟﻚ، ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ ﻛﻼ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﻤﺎل ﻏﺮب ﻣﺼﺮ، وﻛﻤﺎ ذﻛﺮت ﺳﺎﺑﻘﺎ إﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك أﻣﺜﺎل وﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﻤﺎل ﻏﺮب ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺗﻤﺜﻼن ﻣﻨﻄﻘﺔ
1112 112
ĞƀěŕŁŨė ŧĘĥŬǢė ǝ ŮƀšŨė
اﻷﺧﻄﺮ ﻫﻮ ﻓﻲ دﻋﻢ اﻻدﻋﺎء ﻋﺒﺮ ﺧﻄﺎب ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﺬات ﺑﻞ ﻟﻨﻘﻴﻀﻬﺎ اﻟﻜﺮﻳﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﻠﻊ ﻋﻦ اﻟﺬات ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ .اﻟﺰﻳﻒ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ أن ﻳﺴﻜﺖ ﻋﻠﻲ أﻓﻨﺪي ﻋﻦ ﺧﻄﺄ اﻟﻤﺮأة ،ﺑﻞ ﻓﻲ أن ﻳﺘﻠﺒﺲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟﻮدﻳﺔ ذات ﺧﻄﺎب ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﺬات ﺑﻞ ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻌﻬﺎ، إﻧﻪ ﺗﺰﻳﻴﻒ ﻟﻠﻮﺟﻮد ﺷﻬﻮة وﻃﻤﻌﺎ. »ـ ﺳﻴﺪي اﻷﺳﺘﺎذ إن ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﻚ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺟﺪا ﻻ ﻛﻤﺎ ﺗﻈﻦ ،وإن أﻓﻀﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ روﺣﻲ ﻻ ﺗﻘﺪر ﺑﺜﻤﻦ ...وﻃﺎﻟﻤﺎ ﻣﻨﻴﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪث إﻟﻴﻚ ،وﻛﻢ ﻛﺎن ﻓﺮﺣﻲ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﺣﻴﻦ ﻋﺜﺮ ﺑﺼﺮي ﺑﻚ ... ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻲ أﻓﻨﺪي وﻗﻠﺒﻪ ﻳﻠﻌﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ: ـ ﻣﺎ أﺳﻌﺪﻧﻲ ﺑﻌﻄﻔﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﺗﻲ! إﻧﻨﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﺸﻌﺮاء ﻟﻨﺤﺮق أرواﺣﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺨﻠﻮد واﻟﺸﻬﺮة ،وﻣﺜﻞ إﻋﺠﺎﺑﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﺗﻲ أﺛﻤﻦ ﻟﺪي ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻮد واﻟﺸﻬﺮة« )اﻟﺴﺎﺑﻖ(٩ / ﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﻋﻦ اﻟﻤﺮأة؟ أﻫﻲ ﻛﻴﺎن ﺻﺎدق ﺧﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﻒ ﻓﻲ اﻧﺒﻬﺎرﻫﺎ ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺰاﺋﻒ؟: »ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﺳﻌﻴﺪة اﻟﺤﻆ ﻛﺄن اﻷﻗﺪار ﺗﺘﻮﺧﻰ راﺣﺘﻬﺎ، ﺗﺰوﺟﺖ ﻣﻦ رﺟﻞ ﻣﻦ رﺟﺎل ﻣﺼﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﻴﻦ اﻟﻤﻌﺪودﻳﻦ. ﻓﺘﻤﺘﻌﺖ ﺑﺮﺟﻮﻟﺘﻪ وﻛﻔﺎﻫﺎ اﻟﻤﻮت ﺷﺮ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻪ ،وﺗﺮك ﻟﻬﺎ ﻣﺎﻻ وﺟﺎﻫﺎ واﺳﻤﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ،وﻟﻜﻦ ﺿﺎﻳﻘﻬﺎ ﻇﻬﻮر ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺧﻄﻴﺮة ﻟﻬﺎ ﻫﻲ أرﻣﻠﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ رﺷﺪي ،ﻳﺠﺮي ذﻛﺮ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻟﺴﻦ ،وﺗﺘﺤﺪث ﺑﺜﺮاﺋﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ،وﻗﺪ وﺿﻌﺘﻬﻤﺎ اﻟﻤﺼﺎدﻓﺔ ﻓﻲ ﺣﻲ واﺣﺪ وأﻏﺮت ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ اﻟﻌﺪاوة واﻟﺒﻐﻀﺎء ... وﻛﺎن آﺧﺮ ﻣﺎ ﻧﻤﻰ إﻟﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ أﺧﺒﺎر ﻣﻨﺎﻓﺴﺘﻬﺎ ﻣﺎ ﻻﻛﺘﻪ اﻷﻟﺴﻦ ﻣﻦ أن اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎر اﻟﻤﻌﺮوف اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺸﺮﺑﻴﻨﻲ ﻗﺪ ﺷﻐﻒ ﺑﻬﺎ ﺣﺒﺎ ،وأﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﺘﺄ ﻳﺘﺮدد ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺮﻫﺎ ...وﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﻬﺬه
اﻷﺧﺒﺎر ﺣﺘﻰ اﻟﺘﻬﺒﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻬﺎﺑﺎ واﺣﺘﺮق ﻗﻠﺒﻬﺎ اﺣﺘﺮاﻗﺎ وﺗﻠﻔﺘﺖ ﻳﻤﻨﺔ وﻳﺴﺮة ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﺎﺷﻖ ﺷﻬﻴﺮ ﺗﺼﻴﺮ ﺑﺤﺒﻪ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻣﻤﺘﻌﺎ وﺗﻐﺪو ﻟﻪ وﺣﻴﺎ ﻣﻠﻬﻤﺎ« )اﻟﺴﺎﺑﻖ٩/ـ(١٠ ﻣﻤﺘﺪ ﻫﻮ اﻟﺰﻳﻒ ﻟﻠﻤﺮأة ،ﺑﻞ ﻟﻌﻠﻪ أﻗﻮى ﻣﻦ زﻳﻒ ﻋﻠﻲ أﻓﻨﺪي، ﻓﻘﺪ دﻓﻌﻬﺎ زﻳﻔﻬﺎ ﻟﻠﻤﺒﺎدرة واﻻرﺗﻤﺎء ﻓﻲ أﺣﻀﺎن ﻣﻦ ﻇﻨﺘﻪ ﺷﺎﻋﺮا ﻣﺸﻬﻮرا ،ﻻ ﺣﺒﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ وإﻋﺠﺎﺑﺎ ﺑﻬﺎ ،ﺑﻞ ﺗﻤﻮﻳﻬﺎ ﻟﺮﻏﺒﺘﻬﺎ اﻟﻤﺘﻘﺪة ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻮق ﻋﻠﻰ ﻏﺮﻳﻤﺘﻬﺎ .ﻫﻨﺎك ﺗﻨﺎﺳﺐ إذا ً ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﻦ ﻓﻲ زﻳﻔﻬﻤﺎ .وﻫﺎ ﻫﻤﺎ اﻟﺰﻳﻔﺎن ﻳﺼﻄﺪﻣﺎن وﺗﺘﻘﺪ ﺑﺴﺒﺐ اﺻﻄﺪاﻣﻬﻤﺎ اﻷﺣﺪاث. ﻳﺬﻫﺐ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺰاﺋﻒ إﻟﻰ اﻟﻤﻌﺠﺒﺔ اﻟﺰاﺋﻔﺔ وﻳﻨﺎل وﻃﺮه ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻏﺮام ،وﺗﻨﺎل ﻫﻲ أﻳﻀﺎ وﻃﺮﻫﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺘﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﺻﻮﻳﺤﺒﺎﺗﻬﺎ ﺑﻮﺻﻔﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺸﻬﻮر .ﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﻨﻜﺸﻒ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﻟﻠﻔﻨﻮن ﺣﻴﻦ اﻟﺘﻘﻰ اﻟﺰاﺋﻔﺎن ﺑﺤﻀﻮر ﺷﺨﺺ ﻳﻌﺮف اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺟﻴﺪا ،ﻓﻴﺘﺤﺼﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺰاﺋﻒ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،وﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻲ أﻓﻨﺪي ﻣﻨﻜﺮا ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺣﺎوﻟﺖ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻣﺮة أﺧﺮى ﺑﻮﺻﻔﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،ﻳﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﻨﺼﺮف ﺗﺎرﻛﺎ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺨﺪﻳﻌﺔ اﻟﺘﻲ اﺻﻄﻨﻌﺘﻬﺎ ﺑﺰﻳﻔﻬﺎ وأﻛﻤﻠﻬﺎ ﻫﻮ ﺑﺰﻳﻔﻪ *ﻧﺎﻗﺪ وﺷﺎﻋﺮ ﻣﺼﺮي
ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻣﻮس: زاف :ﻳﺰﻳﻒ زﻳﻔﺎ و َزﻳَﻔَﺎﻧﺎ :ﺗﺒﺨﺘﺮ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﻪ ...ـ اﻟﺪراﻫﻢ زﻳﻮﻓﺎ: ﺻﺎرت ﻣﺮدودة ﻟﻐﺶ ،درﻫﻢ َزﻳْﻒ وزاﺋﻒ )اﻟﻘﺎﻣﻮس اﻟﻤﺤﻴﻂ ﻟﻠﻔﻴﺮوزآﺑﺎدي ،ﺑﻴﺮوت ،ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،١٩٩٣ ،ص (١٠٥٦
ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ
ﺗﺠﻠّﺪوا ﺗﺠﻠّﺪوا ،ﻋﻦ ﻻ ﻳﻘﻮل اﻟﺤﺎﺳﺪون ﺗﻀﻌﻀﻌﻮا ﺗﺠﻠّﺪوا :اﺻﺒﺮوا واﺻﺒﺮوا ،واﻟﺘﺠﻠّﺪ ﻫﻮ اﻟﺼﺒﺮ اﻟﺸﺪﻳﺪ- .ﺗﻀﻌﻀﻌﻮا :أي ﺧﺬﻟﻮا ،واﻟﺘﻀﻌﻀﻊ ﻫﻮ اﻟﺘﺨﺎذل. اﻟﺤﺴﺎد وﻳﻨﻌﺘﻮﻛﻢ ﺑﺎﻟﺘﺨﺎذل أي ﺗﺤ ّﻤﻠﻮا وﺗﻜﻠّﻔﻮا اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻤﺘﻢ ﺑﻪ وﻗﺪﻣﺘﻤﻮه ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﻤﺖ ﺑﻜﻢ ّ واﻟﻌﺠﺰ. ﻳﻀﺮب ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺗﻬﻜ ّﻤﺎً ﺑﻠﺴﺎن ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞٍ ﺷﻴﺌﺎً ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮل ،أو ﻓﻮق ﻃﺎﻗﺘﻪ ،ﻓﻴﺘﺤ ّﻤﻠﻪ ﻣﻜﺮﻫﺎً أﻣﺎم اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﻤﺘﻮا ﺑﻪ أو ﻳﻨﺘﻘﺪوه ،وﻫﻮ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﺜﺒﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﺗﺔ اﻷﻋﺪاء.
ģėĸġŨė ǩŔ ĝĶŜĘŰ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
111
ģėĸġŨė ǩŔ ĝĶŜĘŰ
زﻳﻒ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ!
ﻟﻨﺠﻴﺐ ﻟﻨﺠﻴ ﻨﺠ
ﻣﺤﻔﻮظ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ اﻟﺨﺎص ﻋﻦ اﻟﺰﻳﻒ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻣﻔﻬﻮم ﻳﻨﺘﺜﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻌﻄﻔﺎت ﺳﺮوده .وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﻦ أراد اﺳﺘﻜﺸﺎف ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺰﻳﻒ ﻟﺪﻳﻪ أن ﻳﺘﺄوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻣﻴﺪاﻧﺎ ﺧﺼﻴﺒﺎ ﻟﻄﺮح اﻟﺮؤى اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻣﺘﺸﺤﺔ ﺑﺴﺮد ﻣﺤﻔﻮظ اﻟﻤﺤﻜﻢ. ﻟﻜﻦ اﻟﻄﺮﻳﻒ أن ﻟﻤﺤﻔﻮظ ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮة ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻨﻮان »اﻟﺰﻳﻒ« ﻫﻲ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ اﻟﻘﺼﺼﻴﺔ اﻷوﻟﻰ »ﻫﻤﺲ اﻟﺠﻨﻮن .«١٩٣٨/اﻟﺰﻳﻒ أو ﻟﻨﻘﻞ ﻓﻀﺢ اﻟﺰﻳﻒ ﻳﺒﺪو إذن ﻫﻤﺎ ﻣﻄﺮوﺣﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻤﺤﻔﻮظ. اﻟﻘﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮة ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺘﺮاﻛﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﻒ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻧﺤﺎول اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴﻞ. ﻳﻘﺪم اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺔ أﺣﺪ ﻣﺴﺎرح وﺳﻂ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺮض ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ اﻟﺒﺨﻴﻞ ﻟﻤﻮﻟﻴﻴﺮ .وﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻳﻘﻮم ﻣﺤﻔﻮظ ﺑﺘﻌﺮﻳﻒ ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺤﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺰﻳﻒ: »ﻛﺎن اﻟﺘﻴﺎﺗﺮو ﻣﻜﺘﻈﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎرة ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺜﻞ رواﻳﺔ اﻟﺒﺨﻴﻞ ﻟﻤﻮﻟﻴﻴﺮ ،وﻛﺎن ﺟﻤﻬﻮره ﻛﺎﻟﻤﻌﺘﺎد ﺧﻠﻴﻄﺎ ﻣﻦ ﻃﻼب اﻟﺘﺴﻠﻴﺔ وﻣﺤﺒﻲ اﻟﻈﻬﻮر وﻣﺪﻋﻲ اﻟﻔﻦ وﻋﺸﺎق اﻟﺨﻴﺎل« )ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﺑﻴﺮوت ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻟﺒﻨﺎن ،١٩٩٠،اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻷول، ص «٨ ﻳﺒﺪو اﻟﺰﻳﻒ ﻣﻜﻮﻧﺎ رﺋﻴﺴﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮد اﻟﺒﺸﺮي أﻳﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﺮﻳﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺿﻮء ﺗﺤﻠﻴﻠﻚ .اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﻤﻨﺢ ﻟﻠﺰﻳﻒ ﻧﺼﻒ اﻟﺤﻀﻮر» :ﻣﺤﺒﻲ اﻟﻈﻬﻮر وﻣﺪﻋﻲ اﻟﻔﻦ« .ﻋﻠﻰ أن اﻟﻮﺻﻒ اﻟﺴﺎﺑﻖ ـ ﻛﻤﺎ أﺷﺮت ـ ﺳﻄﺤﻲ ﺗﻌﻤﻴﻤﻲ ﻻ ﻳﺘﺤﺮى ﻣﺎ ﺗﺤﺖ اﻟﺴﻄﺢ ،ﻟﻜﻨﻪ إﻟﻰ ﺟﻮار ﻋﻨﻮان اﻟﻘﺼﺔ ﻳﻌﺪان ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻖ ﻓﻲ اﺳﺘﻌﺮاض اﻟﺰﻳﻒ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ وﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﻮد إﻟﻴﻪ. ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻀﻮر ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻲ أﻓﻨﺪي ﺟﺒﺮ اﻟﺬي ﻇﻦ أن ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﻣﻮﻟﻴﻴﺮ ﻫﻲ ﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻂ اﻟﺮﻳﺤﺎﻧﻲ واﻟﻜﺴﺎر ،ﻟﻜﻨﻪ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺸﻒ أﻧﻬﺎ أﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ،ﻓﻴﺼﻴﺒﻪ اﻟﻀﺠﺮ وﻳﻜﺎد ﻳﻐﻠﺒﻪ اﻟﻨﻌﺎس. ﻟﻜﻦ ﺣﺪﺛﺎ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻳﻘﻊ ،ﺣﻴﻦ ﻳﺄﺗﻲ أﺣﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﺮح ﻟﻴﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﺑﻮزارة اﻟﺰراﻋﺔ أن ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﺪﻋﻮة
110
ûŏŹŝĭŬ ĜƀĩŰ ŞſĹ
ĴšĖ ŮũŻĉ į
إﺣﺪى اﻟﺴﻴﺪات اﻟﻤﺤﺘﺠﺒﺎت ﻓﻲ ﺑﻨﻮار ﻣﻐﻠﻖ. ﺗﺪﻋﻮه اﻟﺴﻴﺪة ﻟﻠﺠﻠﻮس وﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﺑﺎﺣﺘﺮام ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻨﺠﻢ ﻣﺠﺘﻤﻊ. وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻧﻜﺘﺸﻒ أﻧﻬﺎ ﺗﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻲ أﻓﻨﺪي اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﺒﺴﻴﻂ وأﻛﺒﺮ ﺷﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ اﻟﺬي أﻋﻄﺎه ﻣﺤﻔﻮظ اﺳﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ .ﺳﺒﺐ اﻟﺨﻠﻂ ﻫﻮ اﻟﺸﺒﻪ اﻟﻌﺠﻴﺐ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﻦ ،وﻫﻮ اﻟﺸﺒﻪ اﻟﺬي ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻋﻠﻲ أﻓﻨﺪي وﻳﺘﻨﺪر ﺑﻪ ﻣﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ .ﻫﻨﺎ ﻧﺤﻦ أﻣﺎم ﻣﻔﺘﺮق ﻃﺮق ﺑﻴﻦ زﻳﻒ ﺷﻬﻲ ﻣﺮﺻﻊ ﺑﺄﻧﺜﻰ ﻓﺎﺧﺮة ﻫﻲ أرﻣﻠﺔ أﺣﺪ اﻟﺒﺎﺷﻮات ،وﺑﻴﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺟﺎﻓﺔ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﻨﻬﻲ اﻟﻤﺸﻬﺪ واﻟﺴﺮد ﺳﺮﻳﻌﺎ: » ...وﻫ ّﻢ أن ﻳﻘﺪم ﻟﻬﺎ ﺷﺨﺼﻪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ،واﺳﺘﺪﻟﺖ اﻟﺴﻴﺪة ﻣﻦ ﻟﻬﺠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺄﺷﺎرت إﻟﻴﻪ ﺑﻴﺪﻫﺎ اﻟﺒﻀﺔ وﻗﺎﻟﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ وﻫﻲ ﺗﺒﺴﻢ ﻋﻦ در ﻧﻀﻴﺪ: ـ وﻫﻞ أﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ ...ﺗﻔﻀﻞ وﺟﻠﺲ ﻛﻤﺎ أرادت .وﻟﻜﻦ ﻋﺒﺎرﺗﻬﺎ اﻷﺧﻴﺮة ﻗﻠﺒﺖ ﻣﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ رأﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ ...إﻧﻪ ﻳﻜﺎد ﻳﻬﺘﺪي إﻟﻰ وﺟﻪ اﻟﺤﻖ ...ﻓﻬﻞ ﺗﻈﻦ اﻟﺴﻴﺪة أﻧﻪ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﺼﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﺑﻞ ﺷﺎﻋﺮ اﻟﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺟﻤﻴﻌﺎ اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ؟ واﻟﺤﻖ أن اﻟﻤﺸﺎﺑﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ ﺳﻴﺪ اﻟﺸﻌﺮاء ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻣﺸﻬﻮرة ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ أﺻﺤﺎﺑﻪ ...وا أﺳﻔﺎه ،ذاق ﺣﻼوة اﻟﻔﻮز وﻣﺮارة اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة ،ﻓﻬﻞ ﻳﺘﺮاﺟﻊ وﻳﺮﺿﻰ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﺑﺎﻹﻳﺎب؟« )اﻟﺴﺎﺑﻖ.(٨/ ﻋﻠﻲ أﻓﻨﺪي ﺑﻴﻦ أﻣﺮﻳﻦ أﺻﺪﻗﻬﻤﺎ ﻣﺮ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺮر أن ﻳﺘﻤﺎدى ﻓﻲ ﺗﻘﻤﺺ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﺮاوﻏﺎ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺑﺪت ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أﺷﻌﺎره .ﻳﻄﻞ اﻟﺰﻳﻒ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﺣﻴﻦ ﺗﺬﻛﺮه اﻟﺴﻴﺪة ﺑﺮأﻳﻪ ـ رأي اﻟﺸﺎﻋﺮ ـ ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ اﻟﺒﺨﻴﻞ ﻟﻤﻮﻟﻴﻴﺮ ،وﻛﻴﻒ أﻧﻪ اﻣﺘﺪﺣﻬﺎ ،ﻓﻴﺨﻠﻊ ﻋﻠﻲ أﻓﻨﺪي ﻋﺒﺎءة روﺣﻪ اﻟﺘﻲ ﺿﺠﺮت ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ وﻳﺒﺪأ ﻓﻲ ﻛﻴﻞ اﻟﻤﺪح ﻟﻬﺎ ﺑﻠﻐﺔ ﺗﺘﻮﺳﻞ اﻟﺸﺎﻋﺮﻳﺔ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ .إﻧﻪ ﻳﺘﻘﻤﺺ ﺷﺨﺺ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺬي ﻳﺸﻌﺮ ﺗﺠﺎﻫﻪ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪا ﺑﺎﻟﺤﻘﺪ واﻟﻜﺮه. ﻟﻴﺲ اﻟﺰﻳﻒ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ اﻻدﻋﺎء اﻟﻤﻨﺎﻗﺾ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻟﻌﻞ
ĴƀŨĘšĠŸ ğėijĘŔ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ،ﻓﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺄرﻳﺔ ﺗُﺪ َرس ﺟﻴﺪا ،ﻛﻤﺎ ﺗ ُﺠ َﻤﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻬﺎ ،واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،إﻟﻰ آﺧﺮه. ﺣﻮل أﻃﺮاﻓﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ دﻗﻴﻖ ،وﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن وﻳَ ِ ﻜﺸﻒ ﻃﻘﺲ » اﻟﻘﻮدة » ﻋﻦ أﻫﻢ ﻣﻠﻤﺢ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺞ )اﻟﻼﻋﻨﻒ( ﺗﺸﻜﻞ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ إﺟﺮاء اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺎت اﻟﺜﺄرﻳﺔ ،واﺧﺘﻴﺎر اﻟﻤﺪاﺧﻞ وﻫﻮ اﻟﺼﺒﺮ ،وﻋﺪم اﻟﻴﺄس ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟ ُﻤﺤﺒﻄﺎت ،وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﻟ ُﻤﺤﺒﻄﺎت ﺷﺪﻳﺪ َة اﻟﻘﺴﻮة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،وﺑﺸﻜﻞ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﻴﺄس ﻓﻌﻼ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺳﻌﻴﺪة ﺟﺪا ،ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﻬﺎدئ واﻟﺼﺒﻮر ،واﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻣﻌﺠﺰات ،وﻫﺬا درس ِﻣﻦ دروس » اﻟﻘﻮدة« ،ﻣﺎ أﺣﻮ َﺟﻨﺎ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ.
ﺗﻘﻮم اcﻓﻌﺎل اﻟﻘﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﺘﻄﻬﻴﺮ
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺪم واcﺟﺎوﻳﺪ
اﻟﻘﺎﺗﻞ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻄﻬﻴﺮ أﻗﺮﺑﺎء اﻟﻘﺘﻴﻞ ﻣﻦ اcﺣﻘﺎد اﻟﺘﻲ وﻟﱠﺪﻫﺎ اﻟﻘﺘﻞ
ﻛﻤﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻃﻘﺲ » اﻟﻘﻮدة« ﻋﻦ ﻣﻠﻤﺢ آﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻨﻬﺞ )اﻟﻼﻋﻨﻒ( وﻫﻮ ﺷﺪﻳﺪ اﻷﻫﻤﻴﺔ ،وﻧﻌﻨﻲ ﺑﻪ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺑﺮوح اﻟﻔﺮﻳﻖ ،وﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ِﻣﻦ ﺗ َ َﺮﻓّﻊ ﻋﻦ اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ،واﻟﺤﻔﺎوة ﺑﺄﻳﺔ دور ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﺻﻐﻴﺮا ،ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﻄﻘﺲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﺪ وﻫﻮ ) ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺪم( إﻻ أﻧﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ »اﻷﺟﺎوﻳﺪ«، واﻷﺟﺎوﻳﺪ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻟﻬﻢ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﻌﺘﺒﺮة، وﻳﺴﺎ ِﻫﻤﻮن ﺑﺄدوار ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻛﻤﺎ أن اﻟﻄﻘﺲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﺎوة اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ،ودﻋﻤﻬﺎ اﻟﻤﻌﻨﻮي ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﺜﺄرﻳﺔ
ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ،وﺗﺮﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ اﻟﻀﻐﻂ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻧﻈﺮة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ء أو ﺟﺒﻨﺎء ﻟﻬﻢ ﻛﻀﻌﻔﺎ َ
* ﺷﺎﻋﺮ وﺑﺎﺣﺚ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث ،ﻣﺼﺮ
ĴƀŨĘšĠŸ ğėijĘŔ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
109
أﻗﺮﺑﺎء اﻟﻘﺘﻴﻞ ﻣﻦ اﻷﺣﻘﺎد اﻟﺘﻲ وﻟﱠﺪﻫﺎ اﻟﻘﺘﻞ أَﻗَ ْﺪﺗُﻪ ،و ِإذا أَﺗﻰ ِإﻧﺴﺎ ٌن ِإﻟﻰ آﺧﺮ أَ ْﻣﺮا ً ﻓﺎﻧﺘَﻘَﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ،وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري أن ﻳﻜﻮن ﻣﻨﻪ ﺑِﻤﺜْﻠِﻬﺎ ﻗﻴﻞ :اﺳﺘﻘﺎ َدﻫﺎ ﻣﻨﻪ؛ اﻷَﺣﻤﺮ :ﻓ ِﺈن ﻗﺘﻠﻪ اﻟﺴﻠﻄﺎ ُن ِﺑﻘَﻮد ﻗﻴﻞ :أَﻗﺎد اﻟﺴﻠﻄﺎ ُن ﻓﻼﻧﺎً اﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﻛﺎﻣﻼ ،ﺑﻞ ﻳﻜﻔﻲ ذﻟﻚ اﻟﻘ ْﺪر اﻟﺬي ﻳﻤﻨﻊ ﺗﻠﻚ اﻷﺣﻘﺎ َد ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺬي ﻳﻮﻟﺪ وأَﻗ ﱠَﺼﻪ) «.ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب ـ ﻣﺎدة ﻗﻮد( اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻤﻀﺎد ،ﻛﻤﺎ أن ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻘﺮﺑﺎﻧﻴﺔ َ ﺗﻘﻮم اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺎت اﻟﺜﺄرﻳﺔ ﺗﻘﻮم أﻳﻀﺎ ﺑﺮﻓﻊ اﻟﻀﻐﻂ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻨﻬﻢ، ﺗﻄﺎﺑﻖ واﺧﺘﻼف! ﺗﻀﻌﻨﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺎد ُة اﻟﻤﻌﺠﻤﻴﺔ أﻣﺎم أﻣﺮﻳْﻦ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺒﺪال اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻧﻈﺮة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻬﻢ ﻛﻀﻌﻔﺎ َء أو ﺟﺒﻨﺎء. ﻻﻓﺘﻴﻦ ،اﻷول ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺗﻄﺎﺑﻖ دﻻﻻت ﻛﺴﻠﻮك ﻋﻨﻴﻒ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮ َ وﻟﻮ ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻹﺟﺮاءات ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻃﻘﺴﻴﺔ، اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻊ اﺳﻢ اﻟﻄﻘﺲ ،وﻳﺤﻴﻠﻨﺎ ﺑﻮﺿﻮح ﻓﺎﻟﻄﻘﻮس أﻓﻌﺎل ﻧﻤﻄﻴﺔ ﺗﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل ﻗﻴﻤﺔ ﻗﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻤﻬﻤﺔ ٍ إﻟﻰ ﻣﺴﻴﺮة اﻟﻘﺎﺗﻞ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺪم ﻣﻌﻴﻨﺔ وﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،واﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ،واﻟﺘﻜﺮار، ﺑﺸ ّﺪﻩ ﺑﻤﻘﻮد وﻫﻮ اﻟﺸﺎش ،ﻛﻤﺎ ﻳﻄﺎﺑﻖ ذاﺗﻬﺎ ،ﺗﺤﺮف اﻟﻌﻨﻒ ﻋﻦ واﻟﺘﺮﻣﻴﺰ. ﻣﻌﻨﻰ اﻻﻧﻘﻴﺎد ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﺗﻞ وﻫﻮ ﻳﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ وإﺟﺮاءات »اﻟﻘﻮدة« ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺠﺴﺪ اQﻧﺴﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﻘﺘﻴﻞ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻬﻢ. اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻄﻘﻮس ،ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل ﻗﻴﻤﺔ اﻷﻣﺮ اﻵﺧﺮ ﻳَﻈﻬﺮ ﺑﺨﻼف ذﻟﻚ ،ﻓﺎﻟ َﻘ َﻮ ُد ﻓﻲ ﺣﻴﻮان ﺑﺪﻳﻞ ،أو ﺗﻄﻬﺮ اﻟﻌﻔﻮ ،وﻫﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻘﺪﺳﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺘﻢ وﻓﻖ ﻗﺘﻞ اﻟﻘﺎﺗﻞ ،أﻣﺎ اﻟﺪﻻﻟﺔ اﻟﻤﻌﺠﻤﻴﺔ ﻳﻌﻨﻲ َ ﻻ ﻋﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻌﻴﻦ ،وﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ﻣﻌﻴﻦ ،وﻫﻲ إﺟﺮاءات »اﻟﻘﻮدة« ﻓﺘﻌﻨﻲ ﻧﺠﺎ َة اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ ،اﻟﺪاﺧﻞ اQﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﺪ ً ﻧﻤﻄﻴﺔ ﻣﻮروﺛﺔ ﺗﺘﻜﺮر ﻛﻠﻤﺎ ﺣﻠﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، وﻫﺬا اﻻﺧﺘﻼف ﻳﺄﺧﺬﻧﺎ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ اﺻﻄﻼﺣﺎ، واﻟﺬي ﻳﺸﻤﻞ اﻟﺜﺄر واﻟﻌﻔﻮ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺗﺼﻔﻴﺔ اﻟﺠﺴﺪ ﻓﻌﻠﻴﺎ رﺳﺎﺋﻞ رﻣﺰﻳﺔ، وﻳﻌﺘﻤﺪ ﺧﻄﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ رﺳﺎﻟﺔ أو َ َ ﺗﺤﻤﻞ ﺗﺼﻮرا ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ. اﻟﺜﺄر اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻬﺪف اﻟﻨﻔﺲ ،واﻟﻌﻔﻮ اﻟﺬي اﻟﻘﻮدة إذن ﻃﻘﺲ ﻳﻬﺪف إﻟﻰ ﻗﺘﻞ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻳﺴﺘﻬﺪف اﻟﺠﺴﺪ. رﻣﺰﻳﺎ ﻋﺒْﺮ إﺟﺮاءات ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻟﻴﺒﻌﺜﻪ ﻣﺮة أﺧﺮى ﺑﻌﺜﺎ رﻣﺰﻳﺎ. اﺳﺘﺒﺪال اﻟﻘﺘﻞ وﻫﻜﺬا ﻳﻜﺸﻒ ﻃﻘﺲ »اﻟﻘﻮدة« ﻋﻦ ﺗﺠﺬﱡر واﻟﻔﻜﺮة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺎت اﻟﺜﺄرﻳﺔ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﻼﻋﻨﻒ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﺗﺄﻛﻴﺪ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺒﺪال اﻟﻘﺘﻞ ﻛﺴﻠﻮك ﻗﺮﺑﺎﻧﻲ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ أزﻣﺔ اﻟﻌﻨﻒ ﺑﺪون ﺳﻔﻚ اﻟﺪﻣﺎء؛ ِ ﻓﺎﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻮﺟﻪ ﺿﺪ اﻟﻌﻨﻒ ،ﺑﻌﻨﺎﺻ َﺮ ﻗﺮﺑﺎﻧﻴ ٍﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻤﻬﻤﺔ ذاﺗﻬﺎ، ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ذﺑﺎﺋﺤﻴﺔ ﻳﻨﺤﺮف اﻟﻌﻨﻒ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻓﻲ اﻟﻄﻘﺲ ﺗُﻌﻠﻲ ِﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﺴﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،وﻳﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﺣﻴﻮان ﺑﺪﻳﻞ ﻛﺎﻟﻌﺠﻞ أو اﻟﺨﺮوف ،اﻟﻤﺒﺮرات ،وﺗ َﺮﻓﻊ ِﻣﻦ ِﻗ َﻴﻢ اﻟﻌﻔﻮ ،واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ،واﻟﺤﻮار إﻟﻰ أﻋﻠﻰ اﻟﺸﻐﻞ اﻟﺸﺎﻏﻞ ﻟﺪﻋﺎة اﻹﺻﻼح ﻓﻲ وﻗﺘﻨﺎ َ أم ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻘﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﻣﺠﺮد أﻓﻌﺎل ﻃﻘﺴﻴﺔ ﻳﺘﻘﺮب ﺑﻬﺎ درﺟﺔ ،ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗ ُ َﻌﺪ ِ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻟﻴﻨﺤﺮف اﻟﻌﻨﻒ ﻋﻦ ﺗﺼﻔﻴﺔ اﻟﺠﺴﺪ ﻓﻌﻠﻴﺎ ،وﻳﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺤﺎﻟﻲ ،ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﺎ ﻧﻌﺎﻧﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﻴﻮع اﻟﻨﻮازع اﻻﻧﺘﻘﺎﻣﻴﺔ ،واﻧﻬﻴﺎ ِر اﻟﺪاﺧﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﻬﺪف ﺗﻄﻬﻴﺮه ،ﻣﺜﻞ ﺣﻤﻞ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻟﻜﻔﻨﻪ ،وﺷﺪه ﺟﺴﻮر اﻟﺤﻮار اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ. ﺑﺤﺒﻞ أو ﺷﺎش ،وﺳﻴﺮه ﺣﺎﻓﻴﺎ ﺣﺎﺳﺮ اﻟﺮأس وﺳﻂ ﺟﻤﻮع اﻟﻨﺎس ،ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ وﻟﻲ اﻟﺪم اﻟﻤﺘﻮاﺟﺪ ﻓﻲ ﺳﺮادق ﻛﺒﻴﺮ ،ﻳﻜﺘﻆ ﺑﺎﻟﺠﻤﻬﻮر »اﻟﻘﻮدة« ﻣﻨﻬﺞ ﻋﻠﻤﻲ وﺑﺄﻋﻴﺎن اﻟﻤﻜﺎن ،وﻣﻤﺜﻠﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ ،واﻹدارﻳﺔ .وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ وﻃﻘﺲ اﻟﻘﻮدة ﻳﻘﺪم ﻟﻨﺎ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻨﻬﺞ ،ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ،ﺑﻞ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻮﺟﺪان ﻣﻌﺎً ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮاﻟﻄﻘﺴﻴﺔ اﻷﺧﺮى. وﺗﻠﻚ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻘﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻄﻬﻴﺮ اﻟﻘﺎﺗﻞ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻄﻬﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮة ،ﻓﺎﻷﺳﻠﻮب اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﻘﺲ ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻤﻴﺔ ،رﻏﻢ ﻇﻬﻮره
108
ūĴŨė ĝĸŝĬ ūijķ ĻŹšŌ
ĴƀŨĘšĠŸ ğėijĘŔ
ﺑﺠﻮار ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﻬﺞ ﻗ ّﺪم اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻨﻬﺠﺎ آﺧﺮ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻌﻨﻒ ﺑﺎﻟﻼﻋﻨﻒ ،وﻫﺬا اﻟﻤﻨﻬﺞ راﺳﺦ ﻓﻲ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم واﻟﺘﺮﺳﻴﺦ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻌﻨﻒ ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ اﻟﻐﺮاﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ ،واﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ،وﻳﺪﻋﻲ اﻧﻔﺼﺎﻟﻪ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ واﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ. وﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﻨﻬﺞ »اﻟﻼﻋﻨﻒ« اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻬﺎ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺪارﺳﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺎت اﻟﺜﺄرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻓﻲ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﺼﺮ ،واﻟﺬي ﻳﺸﺘﻬﺮ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺜﺄرﻳﺔ، وﻻ ﻳﺸﺘﻬﺮ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺎت اﻟﺜﺄرﻳﺔ؛ وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ِ اﻟﺤﻜﻤﺔ وأوﻗﻔﺖ ﺳﻴﻼ َن ﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﻠﻲ أرواح، واﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ،وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ْ ْ دﻣﺎء ﻏﺰﻳﺮة. ردم ﺣﻔﺮة اﻟﺪم
وﻳُﻄﻠَﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺎت اﺳﻢ »ردم ﺣﻔﺮة اﻟﺪم« ،وﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺜﻴﺮة وﻣﺮﻛﱠﺒﺔ ِﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻄﻘﺴﻴﺔ ﺗُﻌ َﺮف ﺑﺎﺳﻢ » اﻟﻘﻮدة« ،اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ أﺣﺪ ﻗﻀﺎة اﻟﺪم ،وﻣﻌﺎوﻧﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ »أﻫﻞ اﻟﺨﻴﺮ« ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺼﻄﻠﺢ » اﻷﺟﺎوﻳﺪ« وﻳﺮﺟﻊ ﺟﺬر اﻟﻘﻮدة ﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ إﻟﻰ » ﻗﻮد« ،وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﻌﺠﻤﻲ ﻟـ »ﻗﻮد« ﻧﺠﺪ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺎت اﻟﺜﺄرﻳﺔ ،وﺗَﺮِد إﻟﻰ اﻟﺬﻫﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻌﺾ ﻋﻨﺎﺻﺮه اﻟﻄﻘﺴﻴﺔ ،وإ ْن ﻇﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ِ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ﻣﻨﺎ ِﻗﻀﺎ ﻟﻤﻨﻬﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻪ اﻟﻌﻨﻒ. ﻳﻘﻮل اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻓﻲ ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب ﻣﺎدة »ﻗﻮد« :اﻟ َﻘ ْﻮ ُد :ﻧﻘﻴﺾ اﻟﺴ ْﻮق ،ﻳَﻘُﻮ ُد اﻟﺪاﺑﱠﺔ ﻣﻦ أَﻣﺎ ِﻣﻬﺎ وﻳَ ُﺴﻮﻗُﻬﺎ ﻣﻦ َﺧﻠْ ِﻔﻬﺎ ،ﻓﺎﻟ َﻘ ْﻮ ُد ﱠ َ واﻟﺴ ْﻮ ُق ﻣﻦ َﺧﻠْﻒ .وﻗﺎد اﻟﺒﻌﻴ َﺮ واﻗْﺘﺎ َدﻩ :ﻣﻌﻨﺎه َﺟ ﱠﺮﻩ ﻣﻦ أﻣﺎم ﱠ ﺧﻠﻔﻪ .واﻟ َﻘ ْﻮد ﻣﻦ اﻟﺨﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺗُﻘﺎ ُد ِﺑ َﻤﻘﺎ ِو ِدﻫﺎ وﻻ ﺗﺮﻛﺐ، اﻟﺨﻴﻞ وﺗﻜﻮن ُﻣﻮ َد َﻋﺔ ُﻣ َﻌ ّﺪة ﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ إِﻟﻴﻬﺎ .ﻳﻘﺎل :ﻫﺬه ُ ﻗَ ْﻮ ُد ﻓﻼن اﻟﻘﺎﺋِﺪ.واﻟ ِﻤ ْﻘ َﻮ ُدَ :ﺧ ْﻴﻂ أَو ﺳﻴﺮ ﻳﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﻋﻨﻖ اﻟﻜﻠﺐ أَو اﻟﺪاﺑﺔ ﻳﻘﺎد ﺑﻪ .واﻻﻧﻘﻴﺎ ُد :اﻟﺨُﻀﻮعُ. ِ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ .وﻗﺎل اﻟﺠﻮﻫﺮي :اﻟ َﻘ َﻮ ُد واﻟ َﻘ َﻮ ُد :ﻗَﺘْ ُﻞ اﻟﻨﻔ ِْﺲ ﺼﺎص .وأَﻗَﺪْتُ اﻟﻘﺎﺗِ َﻞ ﺑﺎﻟﻘﺘﻴﻞ أَي ﻗَﺘَﻠْﺘُﻪ ﺑﻪ .ﻳﻘﺎل: اﻟ ِﻘ ُ َ َ َ أَﻗﺎده اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻣﻦ أﺧﻴﻪ .واﺳﺘﻘﺪت اﻟﺤﺎﻛﻢ أي ﺳﺄﻟﺘﻪ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﺑﺎﻟﻘﺘﻴﻞ .وﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ :ﻣﻦ ﻗَﺘَ َﻞ َﻋ ْﻤﺪا ً، أَن ﻳُ ِﻘﻴ َﺪ َ ﺼﺎص وﻗَﺘْ ُﻞ اﻟﻘﺎﺗِﻞِ ﺑﺪل اﻟﻘﺘﻴﻞ؛ ﻓﻬﻮ ﻗَ َﻮ ٌد؛ اﻟ َﻘ َﻮ ُد :اﻟ ِﻘ ُ وﻗﺪ أَﻗَ ْﺪﺗُﻪ ﺑﻪ أُ ِﻗﻴ ُﺪﻩ إِﻗﺎدة .اﻟﻠﻴﺚ :اﻟ َﻘ َﻮ ُد ﻗﺘْ ُﻞ اﻟﻘﺎﺗِﻞِ ﺑﺎﻟﻘﺘﻴﻞ ،ﺗﻘﻮل:
ĴƀŨĘšĠŸ ğėijĘŔ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
107
ﻣﻨﻬﺞ »اﻟﻼﻋﻨﻒ« ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﻃﻘﻮس ردم ﺣﻔﺮة اﻟﺪم
ﻳﻌﺪ اﻟﻌﻨﻒ ﻣﻦ أﺧﻄﺮ اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ أﺿﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻴﺮة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑُﻌﺪً ا ﻛﺮﻳﻬﺎ ،ﻓﻜﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﻓﻈﺎﺋﻊ وآﻻم ﺗﻘﺸﻌﺮ ﻟﻬﺎ اﻷﺑﺪان ،وﺗُﻈﻬﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺻﻮرة وﺣﺸﻴﺔ ،ﺗﻌﺮﻗﻞ ﺻﻮرﺗﻪ اﻟﻤﻨﺸﻮدة ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻋﺎﻗﻼ ،ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻠﻌﻤﺮان ﻻ اﻟﻔﺘﻚ ﺑﺄﺧﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن. وﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻌﻨﻒ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻟﺠﺄ اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻤﻀﺎد ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺮدع اﻟﻌﺪوان ،وﻗﻤﻊ اﻟﻌﻨﻒ، وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻤﻀﺎد وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻤﻀﺎﻋﻔﺔ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺣﻠﻬﺎ. ŒżũĹŤē İėŐ ŽĩĝŘ
106
ūĴŨė ĝĸŝĬ ūijķ ĻŹšŌ
ﺗﺮى :ﻳﺎ إﻟﻬﻲ! إﻧﻪ ﺟﻤﻴﻞ ،ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺮﺳﻠﻮا ﺷﺎﻋ ًﺮا ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻊ وﺻﻒ ذﻟﻚ اﻟﺠﻤﺎل وﻟﻴﺲ ﻋﺎﻟ ًﻤﺎ .وﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺮﺣﻠﺔ ﺗﻘﺎﺑﻞ َﻣﻦ ﻳﺘﺠﺴﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻜﺮﻳﺴﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ أﺑﻴﻬﺎ اﻟﺬي ﻣﺎت ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات .ﺛﻢ ﺗﻌﻮد ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻴﺨﺒﺮﻫﺎ أﺻﺪﻗﺎؤﻫﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ وﺣﺪة اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ ﺑﺄن اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻟﻢ ﺗﻐﺎدر اﻷرض. » «Contactﻛﻤﺎ ﺗﻌﻨﻲ وﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﻦ أو ﺗﻤﺎس ﺑﻴﻦ ﺷﻴﺌﻴﻦ ،ﻓﻬﻲ ﺗُﺴﺘﺨﺪم أﻛﺜﺮ ﻻﺗﺼﺎل ﺑﻴﻦ ﺗﻴﺎر ﻣﺎ وآﺧﺮ ﻻﻧﺘﺎج اﻟﻄﺎﻗﺔ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ. وﻳﺒﺪو أن اﻟﺒﻄﻞ »ﺑﺎﻟﻤﺮ ﺟﻮس« اﻷب ودﻛﺘﻮر ﻋﻠﻢ اﻟﻼﻫﻮت ﻛﺎن ﻳﻌﺮف ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺎﻟﺮوح ،وأﻧﻬﺎ ﺗ ُﺸﺒﻪ ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﺰع أﺳﻼك ﺷﺎﺋﻜﺔ ودﻗﻴﻘﺔ ﻋﻦ أﺣﺪﻫﻢ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﺎﻟﻤﺔ »أورواي« ﻓﻼ ﺗﺮى إﻻ ﻣﺎ ﺗ ُﺒﺼﺮ أو ﺗﺤﻘﻘﻪ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﺎدﻻﺗﻬﺎ اﻟﻤﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺜﻖ إﻻ ﺑﻬﺎ ،ﻛﺎن »ﺑﺎﻟﻤﺮ« اﻟ ُﻤﺤﺐ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻓﻲ وﺟﻪ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ اﻟﻌﺎﻟﻤﺔ أﺛﻨﺎء ﺗﺼﺎﻋﺪ وﺗﻴﺮة ﺟﺪﻟﻴﺔ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ اﻟﻤﺎدﻳﺔ »اﻟﻌﻠﻢ« ﻣﻊ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﺮوﺣﻴﺔ »اﻹﻳﻤﺎن« ،ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺮف أﻧﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻣﻨﺰوﻋﺔ ﻋﻨﻬﺎ أﺳﻼك اﻻﺗﺼﺎل ﻟﺘﺘﻮﻟﺪ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻃﺎﻗﺔ اﻹﻳﻤﺎن ،وﻫﻨﺎ أﺟﺪﻧﻲ أﺑﺘﺴﻢ ﺑﺪوري ﻓﻤﺎذا ﻟﻮ أن »أورواي« ﻗﺎﺑﻠﺖ أﺣﺪ اﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ وﺣﺎورﺗﻪ ﻓﻘﻄﻊ رأﺳﻬﺎ وﻗﻄﻊ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻹﻳﻤﺎن ﻣﻦ درب ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ درﺑﻪ؟! ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻔﻴﻠﻢ ،وأﺛﻨﺎء ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻌﺎﻟﻤﺔ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ
ﺳﺆال :ﻛﻴﻒ ﺗﺆﻛﺪ ﻫﻲ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻗﺼﺔ ﺻﻌﻮدﻫﺎ إﻟﻰ »ﻓﻴﺠﺎ« اﻟﺬي ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻷرض ﺳﻨﻮات ﺿﻮﺋﻴﺔ ﻓﻲ زﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎوز ﺟﺰ ًءا ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻫﻮ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي اﺳﺘﻐﺮﻗﻪ دوران اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺛﻢ ﺗﻌﻄﻠﻬﺎ؟ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ »أورواي« اﻹﺟﺎﺑﺔ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺳﺘﻨﻔﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ وﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻓﻴﺰﻳﺎء اﻟﺮوح ،وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻓﻴﺰﻳﺎء اﻟﻤﺎدة وﻓﻘًﺎ ﻷﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ وﻛﺈﺛﺒﺎت ﻋﻤﻠﻲ ﻟﻨﻈﺮﻳﺘﻪ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﺘﻠﻚ دﻟﻴﻼً ﻣﺎدﻳًﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﺣﺪوث ﻗﺼﺔ رﺣﻠﺘﻬﺎ ﺳﻮى ﺷﺮﻳﻂ ﺗﺴﺠﻴﻞ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ اﻟﺬي ﺟﺎء ﻣﺸﻮﺷً ﺎ وﻟﻢ ﺗُﺴﺠﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻤﻌﻨﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﻃﻮال اﻟﺮﺣﻠﺔ. ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻣﺴﺘﺸﺎرو اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ رﺣﻠﺔ »أورواي« اﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﻟﻤﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﺑﻌﺪ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﻮل ﻣﻼﺑﺴﺎت اﻟﺮﺣﻠﺔ ،ﺗﻬﺎﺗﻒ اﻟﻤﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ ﻣﻠﻔﻬﺎ زﻣﻴﻞ »أورواي« اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻫﺎﺟﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﻔﺖ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ وﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ أﺑﺤﺎﺛﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،وﺗﻘﻮل ﻟﻪ :إن ﱠ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﺑﺸﺄن ﺗﺴﺠﻴﻞ اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﺸﻮش أن اﻟﺪﻛﺘﻮرة »أورواي« ﻗﺪ ﺳﺠﻠﺖ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻮﻳﺶ. ْ وﻫﻜﺬا ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺄل »أورواي« اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﻠﻤﻬﻢ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء وﻫﻢ ﻳﺘﺄﻣﻠﻮن اﻟﻨﺠﻮم اﻟﺒﻌﻴﺪة اﻟﺴﺎﺑﺤﺔ ﻓﻲ ﻓﻀﺎء ﻻ ﻣﺘﻨﺎه: ﻟﻮ أﻧﻨﺎ ﻛﺒﺸﺮ ﻧﻌﻴﺶ وﺣﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﻮن ،ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬا اﻻﺗﺴﺎع ﻛﻞ ذاك ﺑﺬﺧًﺎ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ؟ ﻟﻮ أﻧﻨﺎ وﺣﺪﻧﺎ ﻷﺻﺒﺢ ﱡ * رواﺋﻴﺔ وﺑﺎﺣﺜﺔ ،ﻣﺼﺮ
ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ
ﻗﻞ زﺑﺎد إن ﻛﺜﺮ ﺳﻤﺎد ،وإن ّ ﺳﻤﺎد :روث اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﺬي ﻳﺨﻠﻂ ﺑﺎﻷرض اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻟﺰﻳﺎدة إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻬﺎ- .زﺑﺎد :ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻌﻄﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺠﻴﺪة واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻗﺪﻳﻤﺎً. وﻣﻌﻨﺎه إن اﻟﺸﻲء إذا زاد وﻛﺜﺮ أﺻﺒﺢ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻤﺎد ،ﻟﻴﺲ ﻣﺮﻏﻮﺑﺎً ﻓﻴﻪ ﻟﻜﺜﺮﺗﻪ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻗﻠﻴﻼً، ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻴﻪ ﺷﺪﻳﺪة ،وﻳﻜﻮن ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻄﺮ اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻓﻲ راﺋﺤﺘﻪ. ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ّ ﻳﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد وﻋﺪم اﻹﺳﺮاف ﻓﻲ أي ﺷﻲء وﺧﺎﺻ ًﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻛﺎﻷﻛﻞ ﻣﺜﻼً.
ğĘŠėĸŀđ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
105
ğĘŠėĸŀđ
اﺗﺼﺎل ĚŘįĔŁũŤē ĴżŲĸ į
ﻛﻨﺖ
أﺗﺴﺎءل ﺑﺤﻴﺮة وأﻧﺎ أﺣﺎول ﺟﺎﻫﺪة دراﺳﺔ ﺛﻘﻮب اﻟﺰﻣﻦ ﻷﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ :ﻟﻤﺎذا اﻟﻌﻠﻤﺎء أﻗﺮب ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ إﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ؟! ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻌﺼﻮر أﻛﺜﺮ ﺗﻮاﺿ ًﻌﺎ وﺗﺄﻣﻼً ﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻠﻪ وﻛﻮﻧﻪ اﻟﺸﺎﺳﻊ ،وﻫﻢ اﻷﻛﺜﺮ إﻗﺮا ًرا واﻧﻔﺘﺎ ًﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ. ﻇﻞ اﻷﻣﺮ ﻫﻜﺬا ﻋﺒﺮ ﻋﻘﻮد ﻃﻮﻳﻠﺔ وﺣﺘﻰ اﻵن .ﻓﻔﻲ ﻓﻴﻠﻢ »اﺗﺼﺎل« ﺗﺘﺼﺎرع أﻳﻀً ﺎ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻊ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻌﻠﻢ ،وﻗﺼﺔ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ »ﻛﺎرل ﺳﺎﺟﺎن« 1982م و«آن دروﻳﺎن« وﻣﻦ إﺧﺮاج »روﺑﺮت زﻳﻤﻴﻜﺲ« ،ﻗﺪﻣﺘﻪ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﺎم 1997م ﻣﺼﻨﻔًﺎ ﺿﻤﻦ أﻓﻼم ﻛﻞ ﻣﻦ »ﺟﻮدي ﻓﻮﺳﺘﺮ« و«ﻣﺎﺛﻴﻮ اﻟﺨﻴﺎل اﻟﻌﻠﻤﻲ ،وﻗﺎم ﺑﺒﻄﻮﻟﺘﻪ ﱞ ﻣﺎﻛﻮﻧﻬﻲ«. ﺗﺤﺎول ﻋﺎﻟﻤﺔ اﻟﻔﻀﺎء »إﻳﻠﻴﺎﻧﻮر أورواي« دراﺳﺔ اﻟﻤﻮﺟﺎت اﻟﻼﺳﻠﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻮب اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺨﺎرﺟﻲ ،ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ وﺟﻮد ﻣﺨﻠﻮﻗﺎت ﻋﺎﻗﻠﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء ،وﻣﺮددة ﺟﻤﻠﺔ ﺗﻜﺎد ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ روح اﻹﻳﻤﺎن :ﻫﻞ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﻜﻮن اﻟﻼ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻣﻮﺟﻮد ﻋﺒﺜًﺎ ﻫﻜﺬا؟ ﻻ ﺑ ﱠﺪ وأن ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺛﻤﺔ ﺣﻜﻤﺔ إﻟﻬﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻮد أﺟﺮام ﺳﻤﺎوﻳﺔ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑَﻌ ُﺪ ﺣﺼﺮﻫﺎ ،ﻓﻬﻞ ﺧُﻠﻖ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺑﺪون ﻫﺪف؟ وﻫﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﻴﻼً وﻧﻬﺎ ًرا ﻟﻜﻲ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﺜﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮر »ﺑﺎﻟﻤﺮ ﺟﻮس« اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺑﺪون ﻃﺮح اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﻜﺒﺮى ،وﻫﻮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ إﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ إﻳﻤﺎﻧﻪ وﻣﻦ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺎت ،وﻫﻮ ﻳﺤﺐ »إﻟﻴﺎﻧﻮر« وﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻨﻘﺬﻫﺎ ﻣ ّﻤﺎ ﻳﺒﺪو إﻟﺤﺎ ًدا ﻻﺳﺘﻐﺮاﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﻣﺎ ﺗﺮاه ﻣﻦ ﻣﻌﺎدﻻت ﻋﻠﻤﻴﺔ وأﺻﻮات ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺨﺎرﺟﻲ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺮوح ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ إﺛﺒﺎت ﻋﻠﻤﻲ ﻟﻮﺟﻮدﻫﺎ. وﻳﺤﺪث أن ﺗﻨﺠﺢ »إﻳﻠﻴﺎﻧﻮر« ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺎط رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻧﺠﻢ ﻓﻴﺠﺎ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﺧﺎرج اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ،وﻫﻜﺬا ﺗﺜﺒﺖ ﻋﺎﻟﻤﺔ اﻟﻔﻀﺎء ﻧﻈﺮﻳﺔ »أﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ« ﺣﻮل اﻟﺜﻘﻮب اﻟﺪودﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻄﺒﻴﻘﻲ ،وﻟﻴﺲ ﻧﻈﺮﻳٍّﺎ ﻓﻘﻂ. وﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻧﺴﺒﻴﺔ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟـ »أﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ«، ﺑﺄن اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن ﻣﺮﺗﺒﻄﺎن ﻣ ًﻌﺎ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﻞ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻦ
104
ŧĘŅĠė
اﻵﺧﺮ ،أﻣﺎ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻤﻜﺎﻧﻲ ﻓﺠﻤﻴﻌﻨﺎ ﻧﻌﺮف أﻧﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻧﻐﺎدر ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﻃﺎﺋﺮة ﻣﺜﻼً ،ﻓﺴﻴﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎن ﻣﻮﺟﻮ ًدا ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ وﺟﻮدﻧﺎ ﻓﻴﻪ ،ﺳﺘﻨﻤﻮ أﺷﺠﺎره وﺗﻮرق وﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻳﻒ، وﺳﺘﺸﺮق اﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻴﻪ وﺗﻐﺮب ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻴﺘﻬﺎ ،وﻗﺪ ﻳﻬﻴﺄ ﻟﻨﺎ أﺣﻴﺎﻧًﺎ أن ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎن ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻮﺟﻮ ًدا ﻟﻤﺠﺮد أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺮاه وﻻ ﻧﺘﺤﺮك ﻓﻲ زﻣﻨﻪ اﻟﺨﺎص .ﻧﺤﻦ إذًا ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﺤﺮك ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎن ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻤﺘﻠﻚ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻜﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮات أو اﻟﻘﻄﺎرات .وﻟﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺣﺘﻰ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ أﺿﺎﻓﺖ ﻟﻸﺑﻌﺎد اﻟﻤﻜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌ ًﺪا راﺑ ًﻌﺎ وﻫﻮ اﻟﺰﻣﻦ ،وﻟﻢ ﻳﺪﺣﺾ أﺣﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺣﺘﻰ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻓﺮﺿﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،أي أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻨﺘﻘﻞ ﺧﻼل اﻟﺰﻣﻜﺎن ﻋﺒﺮ ﻣﻤﺮ اﻓﺘﺮاﺿﻲ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ أﺳﻤﺎه »أﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ« اﻟﺜﻘﺐ اﻟﺪودي. ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺼﻨﺎ ﻫﻮ وﺳﻴﻠﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻜﺎن ،وﻫﺬا ﻫﻮ ﻓﺤﻮى ﱡ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻘﻄﻬﺎ »إﻟﻴﺎﻧﻮر« ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺨﺎرﺟﻲ ،ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﺘﻨﻘﻞ ﻋﺎﻟ ًﻤﺎ واﺣ ًﺪا ﻟﻠﺴﻔﺮ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻜﺎن ،وﺑﻌﺪ ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ وﺑﻌﺪ ﺻﺮاع ﻣﺮﻳﺮ ﻣﻊ اﻟﺴﺎﺳﺔ ورﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ ،ﺗﻨﺠﺢ اﻟﺒﻄﻠﺔ أن ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎرﻫﺎ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ،وﻷن ﻣﻌﻨﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻧﺴﺒﻴﺔ اﻟﺰﻣﻦ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ اﻗﺘﺮﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﻀﻮء ﻳﺘﺒﺎﻃﺄ اﻟﺰﻣﻦ ،أي أﻧﻪ ﻟﻮ ﺣﺪث وﺳﺎﻓﺮ ﺷﺨﺺ إﻟﻰ اﻟﻔﻀﺎء وﻋﺎد ﺳﻴﻜﻮن اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻨﺎك أﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﻣﺮ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،وﻫﺬا ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﺒﻄﻠﺔ ﻓﻴﻠﻢ »اﺗﺼﺎل« ،ﺣﻴﺚ ﺷﺎﻫﺪ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﻴﻒ ﺗﻮﻗﻔﺖ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻓﻮر ﻣﺤﺎوﻟﺘﻬﺎ اﻹﻗﻼع ﻗﺒﻞ ﻣﺮور ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ داﺧﻞ اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﺗﻨﻄﻠﻖ اﻟﻌﺎﻟﻤ ُﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺧﺎرﻗﺔ وﺗﻘﻮم ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺮاه وﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة ،وﺗﻌﻴﺶ ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ ﱠ رﺣﻠﺔ اﻟﺴﻔﺮ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﺒﺮ ﺛﻘﻮب دودﻳﺔ ﻟﺘﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ زﻣﻜﺎن آﺧﺮ ،اﻷﺑﻌﺎد ﻓﻴﻪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﺗﺘﻤﺎﻫﻰ ﻓﻴﻪ اﻟﺤﺪود ﺑﻴﻦ اﻟﺴﺎﺋﻞ واﻟﺼﻠﺐ واﻟﺒﻌﻴﺪ واﻟﺴﺤﺐ واﻟﻘﺮﻳﺐ واﻟﻤﺮﺋﻲ وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺮﺋﻲ وﺑﻪ اﻟﻨﺠﻮم واﻟﺸﻤﻮس ُ ﺗُﻠﻤﺲ ،وﺗﻬﺘﻒ اﻟﻌﺎﻟﻤﺔ »أورواي« وﻫﻲ ﻣﺬﻫﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﻓﺮط ﻓﺘﻨﺔ ﻣﺎ
ﺷﻌﺮ
ŗŴĴŤĔĖ ŗŴĴŤĔĖ ŽťĜŵŨ ĔŻ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﻼل اﻟﻈﺎﻫﺮي*
ﻳــــﺎ ﻣـــﻮﺗـــﻠـــﻲ ﺑــــﺎﻟــــﺮوف ﺑـــﺎﻟـــﺮوف
ﻛـــﻦ ﻣــﺤــﺴــﻦ ﺗـــﺠـــﺰى ﺑــﺎﻻﺣــﺴــﺎن
ﺷـــﺎﻗـــﻲ وﻣـــﻨـــﻜـــﻮب وﻣــﺸــﻐــﻮف
ﺑـــﻴـــﻨـــﻪ وﺑــــﻴــــﻦ ﻣــــﻨــــﺎه ﺷـــﺘـــﺎن
ﻳـــــﺎ وﻧــــﺘــــﻲ وﻧــــــــﺎت ﻣـــﺤـــﺬوف
ﻗــــﻮم ﻗـــﻀـــﻮا ﺑـــﻪ اﻟـــﺪﻳـــﻦ دﻳـــﺎن
ﺷـــﻌـــﺚ وﻃـــﻨـــﻪ وﻫـــــﻦ ﺧــﻴــﻄــﻮط
ﺧــﻴــﻞ اﻻﻋـــــــﺎدي ﻫــــﻮب ﺻــﺪﻗــﺎن
واﻻ ﺻــــﻮاﺑــــﻲ ﻣـــﻨـــﻚ ﻣـــﻌـــﺮوف
ﻣــــﻦ ﺣــــﺪ ﺳــﻴــﻔــﻚ دﻣـــﻴـــﻪ ﺣـــﺎن
ﺑـــﺎﺑـــﻮ ﻫــــــﺪاب ﺧــﻤــﺴــﺔ ﺻــﻔــﻮف
ﺟـــﻴـــﺶ ﺗــــﺪاﻓــــﻊ ﻋـــﻨـــﻪ ﺷــﺠــﻌــﺎن
وﺧـــــﺪود ﻓــﻴــﻬــﺎ اﻟــــــﻮرود ﻣــﺼــﻔــﻮف
وﺧـــﺼـــﺮﻳـــﻦ ﻣــــﻊ ﺣــﻘــﻴــﻦ ﻋــﺠــﺎن
اﺷــــﻜــــﺮك ﻟــــﻮ ﻣـــﺎﺷـــﻲ ﻣـــﺼـــﺮوف
ﺑـــﺎﺳـــﺒـــﺎب ﻋـــﻴـــﻦ اﻟـــﺤـــﺮ ﻣـــﻴـــﺰان
زوار وﻻ ﺗــــﻴــــﺎور وﺑـــﺘـــﺸـــﻮف
وﻛـــﻴـــﺞ ﻧـــﻔـــﺲ اﻟـــﺤـــﺐ ﻧــﻴــﺸــﺎن
وﻣــــﻦ ﻛــــﺎن ﺗــﺒــﻐــﻲ ﺗــﺤــﺞ وﺗــﻄــﻮف
ﻃـــــﺮش ﻟـــﺒـــﻦ ﻃـــﻴـــﺮه ﺑــﻔــﻨــﺠــﺎن
*ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات وﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻏﻨﺎﻫﺎ اﻟﻔﻨﺎن ﺣﺎرب ﺣﺴﻦ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
103
ﺑﺎﻷﻧﺒﺎط واﻟﺘﺪﻣﺮﻳﻴﻦ واﺳﺘﻤﺮار ذﻟﻚ وﺻﻮﻻ ﻟﻺﺿﺎءات اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ دوﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻼﻓﺎت واﻟﺘﻨﺎﺣﺮات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟ ُﻤﻐﻠّﻔﺔ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺜﻮب اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺘﻜﻔﻴﺮ واﻹﻗﺼﺎء .ﻫﺬا ﻳُﻨﺘﺞ ﺑﻤﻴﺮاﺛﻬﺎ اﻟﻤﻤﺘﺪ أﺟﻴﺎﻻً ﻗﺸﻮرﻳﺔُ ،ﻣﺴﻄّﺤﺔ ،اﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻻ ﻫﻢ أﻣﺎ اﻟﻨﺎﻗﺪ اﻷدﺑﻲ اﻟﻤﺼﺮي اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺣﺴﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﺳﻮى اﻟﻬﺮوب إﻟﻰ اﻷﻣﺎم وﺗﻘﻠﻴﺪ أﻧﻤﺎط ﺣﻤﻮدة ﻓﻴﺮي أن اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ وﻫﻲ أﻧﻤﺎط ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻮﻳﺪ: واﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم ،واﺟﻬﺖ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻘﺸﻮر دون إﻋﻄﺎء ﻓﺮﺻﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ،اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ اﻟﺨﻠﻖ واﻹﺑﺪاع أو اﻟﺤﺚّ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮوج ﻋﻦ ﻳﺠﺐ وﺿﻊ ﻛﻞ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ واﻟﺒﻌﻴﺪة ﻋﻠﻰ ﺣﺪ اﻟﺴﻮاء ،ﻛﺎن ﻣﻦ ﻫﺬه ﻫﺎﻣﺶ اﻟﻔﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .ﻛﻤﺎ ﺗ ِ ُﺨﻄ ُﻂ ﻫﺬ ِه ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ﻟﻨﻘﺪه اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻣﺎ ارﺗﺒﻂ ﺑﺘﻨﺎﻣﻲ ،ورﺑﻤﺎ ﺑﺎﺳﺘﻔﺤﺎل، اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟ ُﻤﻤﻨﻬﺠﺔ ﻹﺑﻌﺎدﻧﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻟﻔﻜﺮ وﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﺠﻤﻊ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎدﻳﺎ ﻣﻦ دون ﻣﺠﺎﻣﻼت ﻇﺎﻫﺮة اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ أﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺴﻴﻴﺪ ﻧﻤﻮذج واﺣﺪ ،ﻫﻮ ﻧﻤﻮذج ﻏﺮﺑﻲ ﺑﻌﻴﻨﻪ، ﻣﺤﻮر ﻧﻌﺘ ﱡﺪ ﺑ ِﻪ ﺑﺄﻧﻨﺎ وارﺛﻲ أﻗﺪم ﺣﻀﺎرة وﻓﺮض ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ،ﻋﻠﻰ وﻣﺪﻧﻴﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻳﺒﺪو أﻧﻬﻢ ﻳﻄﻤﺤﻮن ﺗﻨﻮع ﺑﻠﺪاﻧﻪ ،وﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪد ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ،وﻋﻠﻰ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻹﻳﺼﺎﻟﻨﺎ ﻟﻘﻨﺎﻋﺎت ﺟﺪﻳﺪة وﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﻟﻴﻘﻴﻦ واﺧﺘﻼف ﻣﻴﺮاﺛﻪ وﺗﺎرﻳﺨﻪ. ﻳُﻼزِﻣﻨﺎ وﻳﺮﺳﻢ ﻃﺮاﺋﻖ ﺗﻔﻜﻴﺮﻧﺎ وﺛﻘﺎﻓﺔ أﺟﻴﺎﻟﻨﺎ وﻳﻮﺿﺢ ﺣﻤﻮدة اﻟﻤﻔﺎرﻗﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺑﺤﺴﺐ اﻟ ُﻤﺴﺒﻘﺔ ﺑﺄن ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻟﻢ ﻳﻜُﻦ ﺳﻮى روﺑﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه ﻓﻲ أن ﻧﻤﻮذج اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ اﻟﺬي ﻫﻮد ﺑﻌﻤﺎﻣﺔ ﻛﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻏﺎﺑﺔ ﺷﻴﺮوود، ارﺗﺒﻂ ﺑﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻓﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ِ ﺣﺘﻰ ﺳﺎﻋﺘﻨﺎ ﻫﺬه ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ اﻟﻌﺪاء وﺗﺜﺒﻴﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺜﺄر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺑﻠﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻴﺮاث أو ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻤﺘﺪ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻲ ﻻ زاﻟﺖ ﺗُﺴﺘﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ وﻗﺢ ﻟﻨﻬﺶ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﺳﻌﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻟﻔﺮض ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ. واﻟﻌﺮوﺑﺔ وﻹﻳﺠﺎد ﻣﺒﺮرات دﻳﻨﻴﺔ ﺑﺤﺘﺔ ﻟﺘﻔﺘﻴﺘﻨﺎ وإذاﺑﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻤ ُﺤﻴﻂ وﻳﻘﻮل :رﺑﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬه اﻟﻤﻔﺎرﻗﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ ﻧﻤﻮذج اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ِ اﻟ ُﻬﻼﻣﻲ اﻟﺬي ﺑﻪ ُﻫﻢ ﺗﺎﺋﻬﻮن ﻷﺟﻞ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢُ ،ﻫﻢ ﺧﻄﻄﻮا وﻓﻌﻠﻮا ﻓﻲ ﺣﺠﺐ ﻫﻮﻳﺎت اﻷﻣﻢ واﻟﺒﻠﺪان اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ .ﺗﺄﺛﺮت ﺑﻬﺬا وأﻓﻠﺤﻮا ﺣﺘﻰ اﻻن ﻟ ُﻴﻔﺼﻠّﻮا أﺛﻮاﺑﻨﺎ وﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ وﻓﻜﺮﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﻳُﺮﻳﺪون ﻫﻢ اﻟﻨﻤﻮذج ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻠﺪان ﻃﺒﻌﺎ ،ﻟﻜﻦ أﻣﻢ وﺑﻠﺪان ﻛﺜﻴﺮة ﻟﻢ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﻪ، وﻛﻤﺎ ﻳُﻨﺎﺳﺒﻬﻢ ﻫﻢ ﻻ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻨﺎ ﻧﺤ ُﻦ ،وﻣﺎ اﻹﺛﻨﻴﺎت واﻟﻘﻮﻣﻴﺎت وﻇﻠﺖ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﻤﻴﺮاﺛﻬﺎ اﻟﺨﺎص اﻟﻤﻤﺘﺪ .وﺑﻬﺬه ِ ِ اﻟﻤﺘﻮاﺟﺪة ﻋﻠﻰ أرض ﻫﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎً ،وﻣﺎ اﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ اﻟﻮﺟﻬﺔ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ان ﻧﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان ﻣﺜﻞ اﻟﺼﻴﻦ ،اﻟﻴﺎﺑﺎن ،وﺑﻌﺾ ﺳﻮى أدوات اﻧﺴﺎﻗﺖ ﻋﺒﺜﺎً وﺳﺬاﺟ ًﺔ ورا َء إدﻋﺎءات اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ واﻟﺤﺮص دول أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ،واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﻢُ ،ﻫﻨﺎ اﻻﺳﺘﻼب اﻟﺤﻀﺎري. وﻳﺮى ﺣﻤﻮدة :ان اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ وﻳﺨﺘﺘﻢ اﻟﻌﻮﻳﺪ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﻤﺮاﺟﻌﺔ ﻣﺘﺄﻧّﻴﺔ وﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴﻨﻮات اﻻﺧﻴﺮ ﻟﻢ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻔﻜﻴﺮﻧﺎ وﻧﻈﺮﺗﻨﺎ ﻟﻠﺘﺮاث وﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻟﻬﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وإﻻّ ﺳﺘﺄﺧﺬﻧﺎ ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ اﻧﺘﻔﺎء اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻬﺪد ﻫﺬه اﻟﻬﻮﻳﺔ. ﻣﻮﺟﺔ اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ،وﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﺣﻮل اﻟﻔﻮﺿﻰ ّ اﻟﺨﻼﻗﺔ إﻟﻰ ﻋﻮاﻟﻢ ﻏﺮﻳﺒﺔ وﺣﻮل دور اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻄﻮرات اﻟﺮﺑﻴﻊ ﻋ ّﻨﺎ ُﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ دور اﻟﺘُﺮاث وﻫﻮ اﻟﺤﺎﺿﻨﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ -اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﻘﻮل ﺣﻤﻮدة :اﺗﺼﻮر ان ﻫﺬه اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ دﻓﻌﺖ ﻧﺤﻮ ﻣﺰﻳﺪ ﻧﺤﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ وﻋﻴﻨﺎ اﻟﺠﻤﻌﻲ واﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﻨﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻨﺎ ،ﻣﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﺘﺮاث وﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺑﺎﻟ ُﻤﻘﺎﺑﻞ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻛﻞ ﺷﺊ ﺑﺤﺮص ﺑﺤﻴﺚ اﻟﺸﻌﺒﻲ وﻫﻮ ﺗﺮاث ﻳﻤﺘﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ..ﻓﺒﻜﻞ ﺻﺮاﺣﺔ ﻧﺘﻮﻟﻰ ﻧﺤ ُﻦ زِﻣﺎم اﻟ ُﻤﺒﺎدرة ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﺤﺮﻛﺔ واﻻﺗﺠﺎه ﺻﻮب اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﺼﺪ ﺧﻄﺮ ﺗﻬﺪﻳﺪات اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ
اﻟﻘﻮﻳﻢ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ وﺗﻜﺮﻳﺲ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ وﻧﺒﺬ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺸﻜﻮك ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺋﻨﺎ إﻟﻴﻪ وﻳﻨﻜﺄ ﺟﺮاح اﻻﺧﺘﻼف.
102
ĞŭŨŹŕŨė ğėĴſĴŶĠ ĞŶĨėŹŬ ǝ ƁěŕŁŨė ģėĸġŨė
ĿĘšűũŨ ĞƀʼnŠ
د .ﺣﺴﻴﻦ ﺣﻤﻮدة: اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﺼﺪ ﺧﻄﺮ ﺗﻬﺪﻳﺪات اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ
وﻳﺠﻴﺐ :ﻫﺬا ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻠﻘﻮل إن اﻟﺘﺮاث ﻏﻴﺮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻤﺮﺗﻜﺰ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ اﻟﻘﺎدم ﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﻃﺮأت ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .ﻳﺠﺐ أن ﻧﻨﺘﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ اﻳﺠﺎﺑﻲ وﻳﺪﻓﻊ ﺳﻠﻮك اﻟﻌﻘﻞ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻄﻮر، ﻓﺎﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺿﻨﺔ ﻟﻜﻞ ﺛﻘﺎﻓﺎت ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺨﺼﺒﺔ ﻟﺘﻼﻗﺢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت وإﻧﺘﺎج ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺨﺪم اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻠﻢ ﺗﻐﻠﻖ ﻧﻮاﻓﺬﻫﺎ ﺑﻮﺟﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﻞ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺮﺟﻤﺘﻬﺎ وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ﻻﺳﻴﻤﺎ أﻧﻨﺎ ﻛﻌﺮب أﻣﺔ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﺎﻧﺔ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ﻣﻨﺎﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻼ ﺧﻮف ﻣﻦ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ. وﻳﻘﺘﺮح ﻓﺮاس إﻋﺎدة ﺑﻠﻮرة ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﺑﻤﺪﺧﻼت ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺘﻼءم ﻣﻊ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ وﺑﻨﺎء ﻫﻮﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻃﻤﻮﺣﺎت اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﺧﺮج ﺑﺜﻮراﺗﻪ ،ﻓﺎﻟﺘﺮاث ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎ اﻟﻤﺨﺰن اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎء ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ اﻟﺘﻄﻮر ،أﻣﺎ إذا ﻇﻞ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﺿﻤﻦ إﻃﺎر اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺪﻓﺎﻋﻲ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ ﻓﺄﻋﺘﻘﺪ ﺳﻮف ﻳﻜﻮن ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ.
أدوات وآﻟﻴﺔ ﻣﺘﻮازﻧﺔ ،وﻧﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ ذواﺗِﻨﺎ اﻵدﻣﻴﺔ ﻟﻨﺼﻠﺢ وﻧُﺸﺬّب ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ،ﻟﻨﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧُﻤﻬﺪ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﻘﺎدﻣﻴﻦ ،واﻷﻫﻢ ﺗﺠﺎوز ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻄﻴﻊ اﻟ ُﻤﻄﺄﻃﺊ وإﻧﻔﺎذ ﺣﺎﻻت اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻜﺮي اﻟﻤﻠﺘﺰم ﺑﺨﻄﻮط إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺨﺎص ﺑﻨﺎ. وﻳﺮى اﻟﻌﻮﻳﺪ وﺟﻮب اﻟﺪأب إﻟﻰ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻤﻮروث أوﻻً واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﺼﺎﻋﺔ ﻫﻮﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺗ ُﻤﻴﺰﻧﺎ ،وﺑﺮوﻳﺔ وﺗﺄﻧﻲ ﻣﻊ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻨﺎ وﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﺮﻳﺐ واﻻﻧﺪﺛﺎر واﻹﻧﻜﺎر ،وﻳﻀﻴﻒ :ﻟﻦ ﻧ ِ ُﻘﺪم ﻋﻠﻰ ﺷﻲ ٍء ﺟﺪﻳﺪ ﻷن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻗﺎﻣﻮا ِ ﺑ ِﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎً وﻻ زاﻟﻮا ﻳﻔﻌﻠﻮن ﺑﺘﻮاﺗﺮ ُﻣﺴﺘﻤﺮ ،ﻷﺟﻞ اﻟﻨﻬﻮض واﻻرﺗﻘﺎء واﻟ ُﻤﻀﻲ ﺑﺮﻛﺐ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔُ ،ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻌﻞ ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﺎ أن ﻧﺘﺤﺮك ﺻﻮﺑﻪ ﺑﺜﻘﺔ ،وﻟﺪﻳﻨﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘُﺪرات اﻟﻤﺨﺒﻮءة اﻟﺘﻲ ﻟﻮ اﺳﺘُﺜ ِﻤﺮت ﺑﺸﻜﻞ ﻧﺰﻳﻪ ﻟﻔﻌﻠﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﺣﻴﺎة ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻟﻠﻘﺎدﻣﻴﻦ وﻳﻨﺘﻈﺮون ﻣ ّﻨﺎ اﻷﻓﻀﻞ ﻧﻬﻮﺿﺎً و ُرﻗﻴﺎً إﻧﺴﺎﻧﻴﺎً ُﻣﺮﻓﻬﺎً ﻣﻨﺸﻮد. ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻣﺘﺄﻧّﻴﺔ ﻟﻨﻈﺮﺗﻨﺎ ﻟﻠﺘﺮاث وﺣﻮل دور اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ ﻳﻘﻮل اﻟﻌﻮﻳﺪ :إن وﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻊ اﻵراء اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻜﺎﺗﺐ واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻮري ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ اﻻﺟﺘﺜﺎث اﻟﺤﻀﺎري ،واﻟﺘﻐﺮﻳﺐ ﻗﺎﺋﻢ ﻣﻨ ُﺬ ﻗﺮنٍ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻮﺿﻊ ﻛﻞ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ،وﻧُﻤﺴﻚ ﻣﺒﻀﻊ ﻗﺪمٍ وﺳﺎق ﺣﻴﺚُ ﻳُﻤﻨﻊ أو ﺿﻤﻦ أﺿﻴﻖ اﻟﺤﺪود دراﺳﺔ ﻫﺬا اﻹرث ِ ﻃﺒﻴﺐ ﻧﺰﻳﻪ وﻧﺒﺪأ ٍ ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ دون ﻣﻮارﺑﺔ وﺑﻜﻞ ﺣﻴﺎدﻳﺔ ﺑﺈﺗﻜﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﻤﻴّﺰ ﻣﻦ أﻗﺪم وأرﻗﻰ ﺣﻀﺎرات اﻹﻧﺴﺎن ،ﻣﻦ ﺳﻮﻣﺮ وﺑﺎﺑﻞ ﻣﺮورا ً
ĿĘšűũŨ ĞƀʼnŠ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
101
د .ﻫﺪى زﻛﺮﻳﺎ: اﻟﻴﻬﻮد ﺗﺨﺼﺼﻮا ﻓﻲ ﺗﺰﻳﻴﻒ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ.. واﻟﻌﺮب ﻳﺘﻴﺤﻮن ﻟﻬﻢ اﻟﻔﺮﺻﺔ!
وﻳﻀﻴﻒ :أﺛﺮت ﻫﺬه اﻟﺜﻮرة اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﺮ ﺷﻜﻞ اﻟﻮﻋﻲ ﻟﺪى اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﻓﺎﻟﺘﻐﻴﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺬي ﺣﺪث ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ اﻟﻮﻋﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،وﻧﺤﻦ ﻧﻌﺮف أن اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻫﻮ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻔﻮﻗﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻳﺘﻄﻮر اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﻗﺪ ﺗﺄﺛﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺬﻟﻚ وﺣﺪث ﺷﺮخ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻔﻮﻗﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ واﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺻﺮاع ﻃﻮﻳﻞ ﻓﻲ ﺟﺪﻟﻴﺔ اﻟﺬات واﻵﺧﺮ. وﻳﺮى ﻓﺮاس أن اﻹﻋﻼم وﺗﻄﻮر وﺳﺎﺋﻠﻪ اﻟﻤﺆﺛﺮة اﺳﺘﻄﺎع ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺷﻜﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﺪى اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب ،واﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪ، وﺑﺪأ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺎداﺗﻪ وﻣﻔﺮداﺗﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ آﺑﺎﺋﻪ ،ﻟﻘﺪ أﺣﺪﺛﺖ ﺛﻮرة اﻻﺗﺼﺎﻻت ﺷﺮﺧﺎً ﻓﻲ
100
اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺮﻫﻮﻧﺔ اﻟﻰ اﻟﺮاﻛﺪ واﻟﺜﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻮﻟﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، وﺑﺪأت ﻫﺬه اﻟﺸﻌﻮب ﺗﺘﻄﻠﻊ إﻟﻰ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﺨﺘﻠﻒ اﻟﺬي ﻳﻘﻮدﻫﺎ ﻧﺤﻮ ﺑﻨﺎء ﻫﻮﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة .ﻟﻘﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﻧﻔﻖ اﻟﻌﺘﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ،وﻟﻢ ﺗﻌﺪ اﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ﻫﻲ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺤﻜﻢ. وﻳﺴﺘﻄﺮد :ﻫﺬا ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻗﺪ ﺑﺪأت ﺑﺎﻟﻤﻮت أﻣﺎم ﺑﺮوز ﻫﻮﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ وﻣﺘﺠﺎوزة ﻋﻘﺪة اﻻﺧﺮ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺳﺒﺐ اﻟﺸﺮخ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺨﺐ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺸﻌﻮب ﻣﻦ أﺑﺮاﺟﻬﺎ اﻟﻌﺎﺟﻴﺔ وﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺸﻌﻮب ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﻌﺠﺰ. وﻳﺸﻴﺮ ﻓﺮاس إﻟﻰ أن ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺘﻀﻤﻦ إﺷﻜﺎﻟﻴﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ وﺗﻨﺎﻗﻀﺎت ﻛﺜﻴﺮة أﻳﻀﺎ ،ﻳﻘﻮل :ﻋﻠﻴﻨﺎ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻤﻔﻬﻮم اﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﻤﻌﺎﺻﺮة واﻟﻌﺮوﺑﺔ واﻹﺳﻼم ،واﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﻟﺤﺪاﺛﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻌﺮب ﻣﻨﺬ ﺧﺮوج ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﺑﻮﻧﺎﺑﺮت إﻟﻰ اﻵن ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﻟﻬﺬه اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ، اﻟﺒﻌﺾ ﻳﺮى ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻷﺻﻮل ورﻓﺾ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺠﻪ اﻵﺧﺮ ،واﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ وﻟﻴﺲ ﺳﻠﻮك إﺣﻜﺎم اﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻐﻮﻳﺮ ،اﻟﺒﻌﺾ ﻳﺮﻳﺪ ﻗﻄﻴﻌﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﺰاوﺟﺔ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻣﻌﺎ ,وﻗﺎل :اﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺘﺮاث ﻣﻤﺘﻠﺊ ﺑﺎﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺔ وﻳﻠﻌﺐ دورا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﻮل اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻟﻬﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
ĞŭŨŹŕŨė ğėĴſĴŶĠ ĞŶĨėŹŬ ǝ ƁěŕŁŨė ģėĸġŨė
اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،وﻫﺬه ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻧﻘﺎش ﻃﻮﻳﻞ وﻧﺤﻦ ﺷﻌﻮب ﺗﻤﻠﻚ ﻗﺪﻣﺎ ﺣﻀﺎرﻳﺎ ﻳﻌﻮد ﻵﻻف اﻟﺴﻨﻴﻴﻦ وﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﺬا اﻟﻘﺪم اﻟﺤﻀﺎري واﻟﻌﺮاﻗﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ إﻧﺘﺎج ﻫﺎﺗﻒ ﻣﺤﻤﻮل أو ﺗﻘﻨﻴﺔ اﺗﺼﺎﻻت ﺟﺪﻳﺪة؟ وﻳﺒﻴﻦ ﻓﺮاس أن اﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻵﺧﺮ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ داﺋﻤﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻮﻫﻢ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻜﻠﻲ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ :ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث ﺑﺸﻜﻠﻪ وﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ اﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺸﻜﻞ اﻟﻠﺒﺎس وﻗﺼﺎت اﻟﺸﻌﺮ رﻏﻢ ان ﻛﻞ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺘﻜﻠﻢ اﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؟
ﻓﺮاس اﻟﺠﻨﺪي: اﻟﺨﻮف ﻣﻦ اwﺧﺮ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻠﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻮﻫﻢ واﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻜﻠﻲ
ĿĘšűũŨ ĞƀʼnŠ
ﻋﻦ دور اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ ﺗﻘﻮل اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻓﺮﻳﺪة اﻟﻨﻘﺎش :ﻻ اﺳﺘﻄﻴﻊ ان أﻗﻮل اﻟﺘﺮاث ﻛﻜﻠﻤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻓﻬﻨﺎك ﺗﺮاث رﺟﻌﻲ ﻣﺤﺎﻓﻆ وﻫﻨﺎك ﺗﺮاث ﻣﻀﻲء ﺗﻘﺪﻣﻲ ﻓﻨﺤﻦ ﻣﺜﻼ ﻧﺬﻛﺮ اﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻗﺮون ﻛﺘﺐ اﺑﻦ رﺷﺪ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ وإﻟﻰ اﻟﺘﺄوﻳﻞ اﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺮ ﻟﻠﻨﺼﻮص اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻘﺎﻣﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻻﺳﺘﺒﺪادﻳﺔ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺑﺈﺣﺮاق ﻛﺘﺒﻪ وﻧﻔﻴﻪ ﺧﺎرج وﻃﻨﻪ. وﺗﻀﻴﻒ :ﻫﻨﺎك داﺋﻤﺎ اﺗﺠﺎﻫﺎن ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث ،أوﻟﻬﻤﺎ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ،واﻷﺧﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺬي ﻳﺘﺸﺒﺚ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ وﻳﺘﺼﻮر أﻧﻨﺎ ﻧﻌﻮد إﻟﻴﻪ. ŽĠǙġŤē įŵũĩŨ ± ęĴűĔŝŤē
وﺗﺨﺘﺘﻢ اﻟﻨﻘﺎش ﻛﻼﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺄن ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث ﻛﺄداة ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻐﻠﻮﻃﺔ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ وﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪواﺋﺮ اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ واﻵﺳﻴﻮﻳﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ وأن ﻧﺨﺘﺎر اﻟﺪﻓﻊ ﻓﻲ اﺗﺠﺎه اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻨﺎ ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺠﻠﺘﻜﻢ اﻟﻐﺮاء اﺣﺬر ﻣﻦ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ. ﺗﻔﻌﻞ ﺟﻤﺎﻋﺎت اﻟﻴﻤﻴﻦ اﻟﺪﻳﻨﻲ. ﺗﺸﺎرﻛﻬﺎ اﻟﺮأي اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻫﺪى زﻛﺮﻳﺎ ،أﺳﺘﺎذة ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻤﻔﻬﻮم اcﺻﺎﻟﺔ واﻟﻤﻌﺎﺻﺮة اﻟﺰﻗﺎزﻳﻖ ﺑﻤﺼﺮ ،وﺗﻀﻴﻒ :إن اﻟﻬﻮﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﻀﻤﻴﺮ اﻟﺠﻤﻌﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﻮل ﻓﺮاس اﻟﺠﻨﺪي ﺷﺎﻋﺮ وﻛﺎﺗﺐ ﺳﻮري :ﻣﻨﺬ ﺳﻘﻮط ﺟﺪار ﺑﺮﻟﻴﻦ ﻳﻌﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻢ واﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ دﺧﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﺮات ﻛﺜﻴﺮة وﺑﺪأت اﻟﺸﻌﻮب ﺗﺨﺮج ﻣﻦ إﻃﺎر ﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﺎء ،ﻣﺒﻴﻨﺔ ان ﻫﺬا اﻟﻀﻤﻴﺮ ﺗﻌﺮض إﻟﻰ ﻣﺆاﻣﺮة ﻣﻨﺬ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ واﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ وﺑﺪأ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت وﺗﻢ زرع ﺗﻴﺎر دﻳﻨﻲ ﻣﺘﺸﺪد ﻳﻀﻊ ﻋﻨﻮاﻧﻪ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻪ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻘﻨﻲ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻹﺳﻼم ﺷﻲء -ﻣﻦ اﺟﻞ ان ﻳﺨﻠﻊ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ ﻓﺎﻟﺜﻮرة اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻗﺪ ﻓﺮﺿﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻜﺎﻓﺔ اﻟﺠﻮاﻧﺐ.ﺟﺬور اﻟﻀﻤﻴﺮ اﻟﺠﻤﻌﻲ وﻳﻌﻴﺪ ﺗﺸﻜﻴﻠﻪ ﻋﻠﻰ أرﺿﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻨﻮاﻧﻬﺎ اﻟﺘﺪﻳﻦ اﻟﺸﻜﻠﻲ . وﻋﻦ دور اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ ﺗﻘﻮل :ﻟﻶﺳﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﺟﺘﺰاء اﻟﺘﺮاث وإﻋﺎدة ﺗﺸﻜﻴﻠﻪ ﺑﺄﺳﻠﻮب وﺷﻜﻞ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ اﻷﺳﺎﺳﻲ ،ﺑﺪأ ﻳﻈﻬﺮ اﻟﺘﺮاث ﻋﻠﻰ أرﺿﻴﺔ ﻋﺒﺮاﻧﻴﺔ وﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺒﺮاﻧﻲ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﺎﻟﻴﻬﻮد ﺗﺨﺼﺼﻮا ﻓﻲ ﺗﺰﻳﻴﻒ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﻫﻢ ﻣﺘﺂﻣﺮون ﺣﺘﻰ ﻓﺮﻳﺪة اﻟﻨﻘﺎش: ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻬﻢ ،وﻧﺤﻦ ﻛﻌﺮب ﻧﺘﻴﺢ ﻟﻬﻢ اﻟﻔﺮﺻﺔ وﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﺳﺎﻧﺤﺔ اﻣﺎﻣﻬﻢ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ اﻧﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺴﺒﺐ ﻣﻦ ﻳﺼﻮغ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ .ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ وﺗﺮى زﻛﺮﻳﺎ ان اﻟﻤﺜﻘﻒ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﻤﺆرخ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻳﺪ ﻓﻲ ﺟﻌﻞ اﻟﺘﺮاث ﻛﺄداة ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺪﻓﻊ ﻓﻲ اﻟﻴﻬﻮد أﺻﺤﺎب ﺧﻄﻮات ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺬي ﻧﺤﻦ ﺑﻜﺴﻞ ﺷﺪﻳﺪ ﻧﺮدده دون ان ﻧﺘﺤﺮى دﻗﺘﻪ؛ اﺗﺠﺎه اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وﺗﻘﻮل :ﻣﺜﻼ أﺛﻨﺎء ﺗﻮاﺟﺪي ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﻠﻤﺖ ان ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﻨﺎة ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺗﺤﺖ اﺳﻢ Historyاﻟﺘﺎرﻳﺦ اﺣﺪ ﻣﻘﺪﻣﻲ اﻟﺒﺮاﻣﺞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﻟﻢ اﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻲ Anthropologyداﺋﻤﺎ ﻳﺮدد
ĿĘšűũŨ ĞƀʼnŠ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
99
أداة ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻫﻮﻳﺔ ودﻓﻊ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﻬﺪﻳﺪات اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ
98
ĞŭŨŹŕŨė ğėĴſĴŶĠ ĞŶĨėŹŬ ǝ ƁěŕŁŨė ģėĸġŨė
اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﺪى اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ اﻟـ 19واﻟـ 20اﻟﻤﻴﻼدﻳﻴﻦ ،أو ﺗﻘﺪم أواﺋﻞ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. إن ﺑﻨﺎء ﻣﺨﺰون ﻣﺘﺤﻔﻲ ﻣﻤﺎ ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﻪ اﻟﻴﻮم ﻣﻔﻴﺪ ﺣﺘﻰ ﻟﺒﻨﺎء ﻣﺘﺎﺣﻒ ﺗﺸﺮح ﻟﻸﻃﻔﺎل ﺗﻄﻮر اﻷﺷﻴﺎء ،ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻫﺬا ﻛﺜﻴﺮا ً ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﺪى أﺟﻴﺎل اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻔﻬﻢ ﻟﻤﺎذا ﺗﻮﺳﻊ اﻷورﺑﻴﻮن واﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮن ﻓﻲ ﻣﺘﺎﺣﻒ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﻟﻸﻃﻔﺎل ﺑﺼﻮرة أﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﻷن ﻫﺬه اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﺗﺠﻴﺐ دون أن ﻧﺪري ﻋﻠﻰ آﻻف اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻓﻲ داﺧﻠﻬﻢ رﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺒﺎدرون إﻟﻰ ﻃﺮﺣﻬﺎ ،ﻣﺜﻼً ﺣﻮل اﻟﻬﺎﺗﻒ وﺗﻄﻮره وﻛﻴﻔﻴﺔ ﻇﻬﻮره ،ﻫﺬه اﻹﺟﺎﺑﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻬﻢ ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت واﻟﻜﻴﻤﻴﺎء وﺟﺪواﻫﺎ ﻛﻤﻮاد أﻛﺜﺮ رﺳﻮﺧﺎً ﻓﻲ أذﻫﺎﻧﻬﻢ، ﻓﻨﺒﻨﻲ ﻋﺒﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻟﺬا ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﺎﺣﻒ ﺗﻌﺮض اﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﺘﺎﺣﻒ ﺗﺒﻨﻲ أﺟﻴﺎل اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ . ﺗﺘﻨﻮع اﻟﻴﻮم اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻷﻣﺲ ،ﻓﻬﻨﺎك ﻣﺘﺎﺣﻒ ﻟﻜﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻛﺎﻟﻄﻌﺎم واﻷزﻳﺎء واﻷﺣﺬﻳﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻋﺪت ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن ،ﻓﺎﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ﻫﻨﺎ ﺗﺤﻜﻲ ﻗﺼﺺ اﻷﺷﻴﺎء ،وﻫﺬه اﻟﻘﺼﺺ ﺗﺠﺬب ﺣﺴﺐ ﺗﻨﻮﻋﻬﺎ ﻣﺰﻳﺪا ً ﻣﻦ اﻟﺰوار واﻟﺴﻴﺎح ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ إﻳﺠﺎﺑﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺪوﻟﺔ. إﻟﻰ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﻛﺎن اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺮض اﻟﻤﺘﺤﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻮع اﻟﻤﺎدة اﻟﻤﻌﺮوﺿﺔ أو ﻋﺼﺮﻫﺎ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻫﻮ أن ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻒ ﻗﺼﺔ ﺗﺤﻜﻲ ﺣﻮل ﻋﺼﺮ أو ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ أو ﻃﺮاز ﻓﻨﻲ أو أﺳﻠﻮب ﺣﻴﺎة ،ﻛﺄن ﻧﻘﺪم ﻗﻄﻌﺎً ﺗﺸﻜﻞ أﺛﺎث أو أﺳﻠﻮب ﺣﻴﺎة ﻓﻲ ﻣﻨﺰل إﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻜﺲ ،اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت ﺗﺄﺛﻴﺚ اﻟﻤﻨﺰل اﻻﺳﻼﻣﻲ ،واﻟﺬوق اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻴﺚ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ،اﻟﺬي ﻗﺎم ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪدﻳﺔ وﻇﺎﺋﻒ اﻟﻔﺮاغ ،وﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﻋﻜﺲ اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﻐﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﻗﺎم ﻋﻠﻰ ﺗﺜﺒﻴﺖ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻔﺮاغ ﻟﻮﻇﻴﻔﺔ واﺣﺪة ،ﻛﺎﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻀﻴﻮف أو اﻟﻨﻮم. إن ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺼﻨﺎ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﻨﺎء ﻣﺘﺎﺣﻒ ،ﺑﻞ ﺑﻨﺎء ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ،ﺗﺒﻨﻲ وراءﻫﺎ رؤﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺘﺎﺣﻔﻨﺎ ،ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺗﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﺗﻘﺪم اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ وﺗﻘﻮده ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر اﻟﺰوار اﻟﻘﺎدﻣﻴﻦ ،ﻻ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺠﺬب اﻟﺠﻤﻬﻮر واﻷﻃﻔﺎل ،ورواﻳﺔ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ
إﻟﻴﻬﻢ ،ﻟﺬا ﺗﺠﺪ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﻳﻀﻢ ﻗﺴﻤﺎً ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أو أدﻟﺔ ﻟﻠﺰوار أو ﻣﻮاﻗﻊ رﻗﻤﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ. اﻟﻔﺎرق ﺑﻴﻦ ﺑﻨﺎﻳﺎت اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ﻗﺪﻳﻤﺎً وﺣﺪﻳﺜﺎً ﻛﺒﻴﺮ ،ﻓﻘﺪﻳﻤﺎً ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻼً ﻣﺴﺘﻤﺪا ً ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث ﻛﺎﻟﻤﺘﺤﻒ اﻟﻤﺼﺮي وﻣﺘﺤﻒ اﻟﻔﻦ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة واﻟﻤﺘﺤﻒ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻻﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ،وﻫﻲ ﻣﻦ أواﺋﻞ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،أﻣﺎ اﻵن ﻓﺒﻨﺎﻳﺎت اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ وﻗﺎﻋﺎت اﻟﻌﺮض أﻛﺜﺮ ﺑﺴﺎﻃﺔ ،إذ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺮوﺿﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ إﺿﺎءة ﺧﺎﻓﺘﻪ ﻣﺪروﺳﺔ ﺗﻜﺸﻒ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﻤﻌﺮوﺿﺔ وﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ اﻟﻌﺮض ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﻬﺎ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ. ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻊ ذﻟﻚ اﻟﺘﺼﻮر ،اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻻﻓﺘﺮاﺿﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ اﻻﻧﺘﺮﻧﺖ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض اﻟﻘﻄﻊ ﺑﺄﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﺜﻼﺛﻴﺔ ،ﻛﺎن اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻮن ﻓﻲ أول اﻷﻣﺮ ﻳﺮﻓﻀﻮن ﻋﺮض ﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﺣﻒ إﻓﺘﺮاﺿﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ أﺛﺒﺘﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أن اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻻﻓﺘﺮاﺿﻴﺔ ﺗﺠﺬب اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻟﻠﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ .إﻟﻰ درﺟﺔ ﻧﺮى ﻣﻌﻬﺎ اﻵن ﺗﻜﺎﻣﻼً ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ﻟﺠﻤﻊ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮة ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ اﻓﺘﺮاﺿﻴﺔ واﺣﺪة ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل إذا ﻛﺎن ﻟﺪى ﻣﺘﺤﻒ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻗﻄﻊ ﻣﻦ ﺣﻀﺎرة اﻟﺴﻮﻣﺮﻳﻴﻦ وﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ ﻓﺮﻧﺴﻲ وآﺧﺮ ﻳﺎﺑﺎﻧﻲ وراﺑﻊ أﻣﺮﻳﻜﻲ ﻗﻄﻊ ﻣﻦ ذات اﻟﺤﻀﺎرة ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻢ ﺟﻤﻊ ﻫﺬه اﻟﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ اﻓﺘﺮاﺿﻲ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ،ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ودارﺳﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺤﻀﺎرة اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،وﻳﺠﺬب اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ ﻟﻬﺬه اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ. ﻣﺎذا ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ؟ ﻟﻘﺪ ﺑﺪأت اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻠﺘﺌﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﺑﻌﺪ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﺘﺎﺣﻒ )اﻷﻳﻜﻮم اﻟﻌﺮﺑﻲ( اﻟﺬي ﻳﻀﻢ أﺑﺮز اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﻣﻦ اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﻟﺠﻬﻮد وﻛﺬﻟﻚ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺷﺒﻜﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﺎﺣﻒ ،وﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﺗﺰاﻳﺪ اﻟﻮﺟﻮد اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻤﺘﺎﺣﻒ ،ﻟﻜﻦ ﺧﺴﺎرة اﻟﻌﺮب ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﺘﺎﺣﻒ اﻟﻌﺮاق أﺛﻨﺎء اﻟﻐﺰو اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ اﻟﻌﺎم 2003م ،وﻫﻲ ﺧﺴﺎرة ﻟﻦ ﺗﻌﻮض ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ،ﻧﺄﻣﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻋﻠﻢ ﻋﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﺘﺎﺣﻒ ،وﻓﻠﺴﻔﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ وراء ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ * ﻣﺪﻳﺮ إدارة اﻹﻋﻼم و اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﻜﺘﺒﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
ğĘƀĤėĸĠ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
97
ğĘƀĤėĸĠ
اﻟﺘﺮاث واﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ... رؤﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ * ĕĶŐ İŤĔĬ į
إﻟﻰ
وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺘﺮاث إﻣﺎ ﻣﺎدي ﻛﺎﻷﻫﺮاﻣﺎت واﻟﻤﺴﺎﺟﺪ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،أو ﻻ ﻣﺎدي ﻛﺎﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ اﻟﻤﺘﻮارﺛﺔ واﻻﺣﺘﻔﺎﻻت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻏﻴﺮ أن اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﻤﺘﺴﺎرع ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ أدى إﻟﻰ إﺗﺴﺎع ﻫﺬا اﻟﻤﻔﻬﻮم، ﻓﺈﻟﻰ ﺳﻨﻮات ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺒﻌﻴﺪة ﻛﺎﻧﺖ اﻻﺧﺘﺮاﻋﺎت ﺗﺴﺘﻐﺮق ﺳﻨﻮات ﻟﺘﻨﺘﺸﺮ وﺗﺼﺒﺢ ﺷﺎﺋﻌﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل ،أﻣﺎ اﻵن ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺮق أﻳﺎﻣﺎً ﻟﻜﻲ ﻧﺮى اﺑﺘﻜﺎرا ً أو اﺧﺘﺮاﻋﺎً ﺟﺪﻳﺪا ً ﻣﺘﺪاوﻻً ،ﻫﺬا ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﺮاث ﻳﻨﺴﺤﺐ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ أدوات ﻛﺎن ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻻﻧﺴﺎن ﻟﺴﻨﻮات ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻧﺪﺛﺮ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﻓﻤﻦ ﻣﻨﺎ ﻳﺘﺬﻛﺮ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻠﻴﻔﻮن اﻟﻤﺤﻤﻮل ﻓﻲ اﻟﻴﺪ اﻟﺬي ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ! إن ﻣﺘﺎﺣﻒ ﺗﻌﻜﺲ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﺗﻄﻮر اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت ﺑﺎﺗﺖ اﻟﻴﻮم ﺿﺮورة ﻣﻠﺤﺔ ﻷن اﻟﻌﺮب ﻟﻮ ﺻﺮﻓﻮا ﺟﺎﻧﺒﺎً ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ﻣﻦ اﻵن ﺳﺘﻜﻠﻔﻬﻢ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺑﺴﻴﻄﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻮ اﻧﺘﻈﺮﻧﺎ ﻟﺴﻨﻮات أﺧﺮى ﺳﻴﺼﺒﺢ اﻗﺘﻨﺎء ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﺮوﺿﺎت ﻣﻜﻠﻔﺎً ﺟﺪا ً إذ ﺳﻴﻠﻌﺐ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﻨﺪرة دورا ً ﻓﻲ ﺗﺜﻤﻴﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت وﻳﺼﺒﺢ ﺟﻤﻊ ﻫﺬه اﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎت أﻣﺮا ً ﻋﺴﻴﺮا ً . ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻨﺎ رؤﻳﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ؟ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﻫﻮ ﻣﺎ أﻃﺮﺣﻪ اﻵن ،إذ إن ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻫﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺣﻔﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺗﻮاﻛﺐ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات اﻟﺪوﻟﻴﺔ، وﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﺒﻖ اﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﺮه ،ﻓﺎﻟﻤﺘﺤﻒ ﻳﻌﻜﺲ ﻃﺒﻴﻌﺔ رؤﻳﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﺘﺮاث وﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻟﻪ ،ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈن ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻤﺘﺤﻔﻴﺔ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻌﺮض اﻵن أﻣﺮ ﺣﻴﻮي ،ﻓﺈذا ﻓﻜﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ ﻟﻠﺴﻴﺎرات ﺳﻨﻔﺘﺘﺤﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ،ﻓﺈن ﻋﻠﻴﻨﺎ إﻗﺘﻨﺎء اﻟﻄﺮز اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،وﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺎح ﻣﻨﻬﺎ اﻵن، ﺧﺎﺻﺔ أن ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻴﺎرات ﺗﺸﻬﺪ ﺗﻄﻮرا ً ﻣﺘﺴﺎرﻋﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ
96
ĞƀũěšġĽŬ Ğſďķ ùùù ŞĬĘġŭŨėŸ ģėĸġŨė
اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺄول ﺳﻴﺎرة اﻗﺘﻨﺘﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ واﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺪث وﻃﻨﻲ ﻛﻌﻴﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل! ﺳﺘﺼﺒﺢ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﺰدوﺟﺔ؛ ﻻرﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺤﺪث وﻃﻨﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،وﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﻴﻼً ﻣﻦ أﺟﻴﺎل ﺗﻄﻮر ﻫﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ. ﻟﺬا ﻓﺈن ﺗﺨﻠﺺ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﺪﻳﻢ أﻣﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻣﻊ وﺿﻊ ﺧﻄﻂ ﻻﻗﺘﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺿﻤﻦ رؤﻳﺔ ﻟﻤﺘﺤﻒ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ. إن اﻟﻮﻗﺖ ﻳﺪاﻫﻤﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﻟﻮرﻗﻲ إﻟﻰ اﻟﺮﻗﻤﻲ، ﻓﻜﺘﺒﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ﻣﻨﺬ أن ﻋﺮﻓﺖ اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ اﻟﺤﺮف اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺻﺎرت ﺗﻌﺪ اﻵن ﻣﻦ اﻟﻨﻮادر ،ﻓﺄواﺋﻞ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺻﺎرت ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ،ﻫﺬا ﻣﺎ اﻧﺘﺒﻬﺖ ﻟﻪ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻣﺜﻞ ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻻﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ وﻣﺮﻛﺰ ﺟﻤﻌﻪ اﻟﻤﺎﺟﺪ ﻓﻲ دﺑﻲ واﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﺣﺔ ،وﻟﻨﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻄﺒﻮﻋﺎت ﺑﻮﻻق اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،وأﺑﺮزﻫﺎ أﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ وﻟﻴﻠﺔ ،ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎري ،ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺠﺒﺮﺗﻲ ،اﻟﻘﺎﻣﻮس اﻻﻳﻄﺎﻟﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﺠﻠﺔ روﺿﺔ اﻟﻤﺪارس، ﺧﻼﺻﺔ اﻷﻓﻜﺎر ﻓﻲ ﻓﻦ اﻟﻤﻌﻤﺎر ،اﻟﺨﻄﻂ اﻟﺘﻮﻓﻴﻘﻴﺔ ،وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ. ﺳﻮف ﺗﺪﻫﺶ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﺮف أن أرﻗﺎم ﺷﺮاء ﻫﺬه اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻵن أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺛﻤﻦ ﻣﺨﻄﻮط ﻳﺪوي ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ اﻟﻤﻴﻼدي ،ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﺿﺮورة أن ﻧﻨﺘﺒﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻨﻴﻪ ﻣﻜﺘﺒﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻃﺒﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،إذ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺳﻨﺠﺪ ﻣﻦ ﻧﻮادر اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﻄﺒﻌﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻤﺆﻟﻔﻴﻦ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل :ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ ،ﺣﻤﺪ اﻟﺠﺎﺳﺮ ،ﺟﻮاد ﻋﻠﻲ، ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺪوري ،ﻋﺒﺎس اﻟﻌﻘﺎد ،ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻲ اﻟﻜﺘﺎﻧﻲ وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ،ﻣﻦ رواد اﻷدب واﻟﻌﻠﻢ واﻟﻔﻜﺮ ،ﻫﺬه اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت ﺳﺘﻜﻮن ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﻣﻄﺮوﺣﺔ ﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ﺗﺤﻜﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ أو ﺗﻘﺪم أﺑﺮز ﻣﺎ ﻃﺒﻊ ﻟﻜﺒﺎر اﻷدﺑﺎء اﻟﻌﺮب ،أو ﺗﺮوي ﻗﺼﺔ
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
إذا ﻟﻢ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرة ﻋﻮاﻃﻔﻚ ﻓﻠﻦ ﺗﺤﻮز ﻣﻠﻜﺔ اﻟﻌﺎﻟِﻢ وﺷﺮوﻃﻪ(()ﻧﻔﺴﻪ.ص .(51.ﺑﻞ ،وﻳﺴﺘﻬﺠﻦ ﺳﻠﻮك ﻋﺎﻟﻢ آﺧﺮ، ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻃﺒﻘﺘﻪ ،وﻫﻮ ﻫﻴﺎج اﻟﺘﺎذﻟﻲ اﻟﺬي ﻗﺘﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ، ﻓﻘﺪ وﺻﻔﻪ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ،ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻐﻠﺒﺖ ﻟﺪﻳﻪ )):اﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪﻫﻤﺎء ،ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء(()ﻧﻔﺴﻪ.ص .(51.ﻛﻤﺎ ،أن ﻫﺬا ﻣﻮﺳﻮﺳﺎ ،وأﻧﺎ أﻧﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺳﻮﺳﻴﻦ(( اﻟﺘﺎذﻟﻲ)) :ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﻻ ً )ﻧﻔﺴﻪ.ص.(51 ﻳﺴﺘﻨﻜﺮ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ،وﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎد إزاء ﻣﺤﻨﺔ أﻫﻠﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن ﺗﻠﻤﻴﺬه ،ﺑﻞ ﻳﻔﺴﺮ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻛﻮﻧﻪ رﺟﻼً واﻗﻌﻴﺎً ﻳﻠﻢ إﻟﻤﺎ ًﻣﺎ واﺳ ًﻌﺎ ،ﺑﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻷﺣﺪاث وﻣﺠﺮﻳﺎت اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟِﻢ ﺑﻤﻬﻤﺔ ،أن ﻳﺘﻠﻤﺲ اﻟﻨﺎس ﺑﻮاﺳﻄﺘﻪ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﺑﻞ ،دوره ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮى)) أن ﻳﺤﻠﻞ اﻟﻮاﻗﻊ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ،وأن ﻳﻜﺸﻒ ﻛﻴﻔﻴﺎت اﻷﺣﺪاث وأﺳﺒﺎﺑﻬﺎ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ(()ﻧﻔﺴﻪ.ص.(52. ً ﻳﻠﺢ ،اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺒﺚ ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﺠﺮدة ،ﻣﻔﻨﺪا رأي ﺗﺎﺑﻌﻪ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻤﻀﻤﻮن اﻟﻨﻬﻀﻮي واﻟﺘﺤﻔﻴﺰي ﻟﻜﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ،وإﻻ ﻓﻤﺎ ﺟﺪواﻫﺎ. ﻓﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮرﻫﺎ اﻟﺨﻠﺪوﻧﻲ ،ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﺳﺒﺐ ﺗﺂﻛﻞ ﺣﻜﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎن ،ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺄﻟﻖ ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ ،اﻟﺬي ﺳﻴﻤﺜﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻤﻄﺎف، ﻓﺮﺻﺔ ﻛﻲ)):ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ(()ﻧﻔﺴﻪ.ص .(53ﻓﺮﻏﻢ ﻣﺎﺿﻴﻪ اﻟﺤﺎﻓﻞ ،ﺑﻤﻌﺎﺷﺮة اﻟﺤﻜﺎم واﻵﺧﺬﻳﻦ ﺑﺰﻣﺎم اﻟﺸﺄن اﻟﻌﺎم ،إﻻ أن اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻳﻘﺮ ﻟﺘﻠﻤﻴﺬه ﻋﺪم اﻗﺘﻨﺎﻋﻪ اﻟﺼﻤﻴﻤﻲ ﺑﺘﺠﺎرﺑﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،واﻟﻴﻮم ﻳﻼﻗﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ اﻟﺬي ﻳﺠﺴﺪ ﻧﻤﻮذﺟﻪ اﻟﻤﺒﺤﻮث ﻋﻨﻪ)): ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻲ وأﻧﺎ أﻋﺎﺷﺮ وأﺧﺪم أﻣﺮاء وﺳﻼﻃﻴﻦ ﻧﺎﻗﺼﻴﻦ ،ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻹﻣﺎرة إﻻ أﻗﻠﻬﺎ ،...ﻟﻘﺪ ﺳﺮت ﻓﻲ رﻛﺎب أﻣﺮاء وﺳﻼﻃﻴﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺟﺰﻣﺔ ﻟﺘﻴﻤﻮر(( )ﻧﻔﺴﻪ.ص.(54/53. أﺧﻴ ًﺮا ،ﻗﺮر اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﺼﺪق وﺷﻐﻒ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﺤﻖ وﻳﺤﺎرب ﻛﻞ أﺷﻜﺎل اﻟﻈﻠﻢ واﻟﻄﻐﻴﺎن ،ﺗﺒﻨﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ،ﻷن دﻋﻮة اﻟﻮاﺟﺐ ﻳﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﺮ ،واﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪ إﻓﺮاغ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﺒﻠﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ رﺣﻴﻞ ﺷﺮف اﻟﺪﻳﻦ، اﺳﺘﺠﻤﻊ أﻧﻔﺎﺳﻪ وﻓﺠﺮ أﻣﺎم أﺳﺘﺎذه ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﺨﺎﻧﻘﺔ :ﻣﺎذا ﺳﻴﻘﻮل اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ،ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻀﺮ ﻣﻮﻗﻒ اﻹذﻋﺎن؟ ﺳﻴﻌﺘﻘﺪ اﻟﻘﺎرئ ،أن اﻟﺮﺟﻞ ﺗﻠﻘﻰ ﺿﺮﺑﺔ ﻗﺎﺿﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻦ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺒﻨﺖ ﺷﻔﺔ ،ﻟﻜﻦ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون أﺟﺎب ﺑﻬﺪوء اﻟﻮاﺛﻖ ﺟ ًﺪا ﻣﻦ ﺻﻨﻴﻌﻪ)) : ﻟﻦ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ إﻻ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي أﺑﺪﻋﺘﻪ ،واﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي دﻓﻌﺘﻪ .أﻣﺎ اﻷﺣﺪاث واﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻌﺎﺑﺮة ،ﻓﻠﻦ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ أو ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻬﺎ إﻻ ﻣﻮﺳﻮس ﻣﺜﻠﻚ(()ﻧﻔﺴﻪ.ص.(55
ﺳﻘﻄﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ،ﺻﺎﻏﻬﺎ ﺳﻌﺪ اﻟﻠﻪ وﻧﻮس ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻗﺼ ًﺪا وﻋﻤ ًﺪا ﻓﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ،ﻛﻲ ﻳﺜﻴﺮ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﻣﺮة أﺧﺮى ،إﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻻ زﻟﻨﺎ ﻧﻌﺎﻧﻲ ﺳﻠﺒﻴﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻋﺮﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﺤﺴﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎدﻻﺗﻪ اﻟﺼﺎﺋﺒﺔ ﺣﻮل ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻪ اﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ .أﻗﺼﺪ ﻫﻨﺎ ،ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻤﺜﻘﻒ داﺧﻞ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺪور اﻟﻤﻮﻛﻮل إﻟﻴﻪ ﻗﻴﺎﺳﺎً إﻟﻰ ﺷﻌﺒﻪ .ﺛﻢ ،اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻨﻘﺪي واﻟﻤﺴﺎﻓﺔ اﻟﺘﺄﻣﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻬﺎ ،ﺣﻴﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﻤﺎل واﻹﻏﺮاءات اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﺗﺪﺟﻴﻨﻪ ﻛﻠ ًﻴﺎ ،وإﻓﺮاغ ﻣﺸﺮوﻋﻪ ﻣﻦ أﻳﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻀﺎﻓﺔ. اﺳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻴﻒ ،أﻓﻜﺎ ًرا أﻫﻤﻬﺎ :اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻮﻗﻒ ،ﻟﺬا ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أﺑﺪا أن ﺗﻜﻮن ﻣﺤﺎﻳﺪة ،ﻛﻤﺎ أن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺜﻘﻒ ﺗﻜﺒﺮ وﺗﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ، ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻠﻪ اﻟﻤﺜﻘﻒ ﻓﻲ ﺳﻠﻢ اﻻرﺗﻘﺎء اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺒﺮز ﺣﺎﺟﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ،ﻓﻴﻤﺘﻠﻚ ﺣﻴ ًﺰا واﺳ ًﻌﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ واﻟﺘﺄﻃﻴﺮ. ﻳﻔﺮض اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﻤﺜﻘﻒ ،اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﻋﺼﺮه ،ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺣﻤﻮﻟﺘﻬﺎ ،ﻣﺠﺘﻬ ًﺪا ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ إﻳﺼﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت إﺷﻌﺎﻋﻪ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ ﻋﻠﻰ)) :اﻟﺠﺪﻳﺔ واﻟﻨﺰاﻫﺔ واﻟﺠﺮأة(( )ﻧﻔﺴﻪ.ص.(60 ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻤﻴﺰ ،ﻋﺼﺮه ﺑﻄﺎﺑﻌﻪ ﻛﻤﺜﻘﻒ ،اﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻔﻪ اﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮوم اﺳﺘﺸﺮاف ﺑﺪاﺋﻞ أﻛﺜﺮ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺳﻨﺪ ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻌﻞ وﻓﻴﺼﻞ. ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻘﻒ اﻟﺮﻣﺰ ،ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﻧﻮع ﺛﺎن ،ﻳﺘﻮﺧﻰ ﻓﻘﻂ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﻳﺒﺤﺚ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺻﻘﻞ ﻣﻬﺎرة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ ،ﻓﻴﻨﺤﺪر ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺠﺮد ﺳﻠﻌﺔ وﻛﺄي ﺳﻠﻌﺔ)) : دون أن ﺗﻠﺰم ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ،أو ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﻪ إﻻ ﺑﻤﻘﺪار ﻣﺎ ﺗﺪره ﻣﻦ رﺑﺢ. ﻓﻌﻨﺪﺋﺬ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻜﻠﻤﺎت – اﻷﻓﻜﺎر ﻟﻌﻨﺔ ،وﻳﺼﺒﺢ اﻷﻛﺜﺮ إﺗﻘﺎﻧﺎً ﻟﻬﺬه »اﻟﺼﻨﻌﺔ« ﻫﻮ اﻷﻛﺜﺮ ﺧﻄﺮا ً(( )ﻧﻔﺴﻪ.ص .(61ﻓﻴﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻣﺠﺮد ﺧﺎدم ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ وأﺻﺤﺎب اﻟﻤﺎل .ﻳﻐﻴﺮ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ وﻳﺰﻳﻒ اﻷﺷﻴﺎء وﻳﻀﻠﻞ ﻋﻦ ﻣﺪارج اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ واﻟﺤﺮﻳﺔ .إﻧﻪ اﻟﻤﺜﻘﻒ اﻟﻤﺮﺗﺰق اﻟﻤﻤﺎﺛﻞ ،ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟـ )):اﻟﺠﻨﺪي اﻟﻤﺮﺗﺰق اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺴﻼح ﻟﻴﺲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ وﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ،وإﻧﻤﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻤﺎل ،وﻟﻤﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﻫﺬا اﻟﻤﺎل(( )ﻧﻔﺴﻪ.ص.(62. وﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺜﻘﻒ ،وﺗﺸﺘﺪ ﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻪ ،ﺧﻼل اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ .ﻓﺘﻌﺒﻴﺮه ﻋﻦ اﻟﻀﻤﻴﺮ اﻟﺠﻤﻌﻲ ،ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺷﻔﺮة ﺳﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺪﻗﺔ ،ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮه اﻟﺨﺎﺻﺔ ،إن إﻳﺠﺎﺑًﺎ أو ﺳﻠ ًﺒﺎ * ﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب
95
أو ﺧﺎﻃﺊ ﻟﻬﺬه اﻻﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﻐﻨﻰ واﻟﺘﻌﻘﻴﺪ واﻟﺘﻨﻮع واﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ آن واﺣﺪ(()ﻧﻔﺴﻪ.ص .(39وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻐﺎﻣﺮاﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، وﺗﻘﻠﺪه ﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻋﺪﻳﺪة ،واﻣﺘﻼﻛﻪ ﻟﻸﻣﻮال ،وﻣﺎ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺎة اﻟﺘﺮف ،ﻓﻘﺪ ﺣﺮص اﺑﻦ ﺧﻠﺪون داﺋﻤﺎ ،ﻋﻠﻰ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﻤﻬﻨﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺲ : ))ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻻﻳﺼﺎل أﻓﻜﺎره وﺑﺚ آراﺋﻪ ،وﻟﻜﺴﺐ اﻷﻧﺼﺎر واﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ، وأﻳﻀﺎ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻜﺮ اﻵﺧﺮون ،وﻣﺎﻫﻲ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ واﻟﻬﻤﻮم اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻠﻬﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ(()ﻧﻔﺴﻪ.ص(39. إذن ،ﺣﻴﻦ ﺑﺪأ ﺗﺪاول اﻷﺧﺒﺎر ،ﻋﻦ ﻓﻀﺎﺋﺢ اﻟﻐﺰو اﻟﺘﺘﺮي وﻣﺎ ارﺗﻜﺒﻮه ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ،اﻧﻄﻠﻖ اﻟﺴﻠﻄﺎن »اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﺮج« ﻋﻠﻰ رأس ﺟﻴﺸﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﺘﺼﺪي ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺰو ،ﻓﺎﺻﻄﺤﺐ ﻣﻌﻪ ﻫﻴﺌﺔ ،ﺗﻀﻢ ﻛﺒﺎر ﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﺪوﻟﺔ، وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون )) :اﻟﺬي ﻳﺤﺎول اﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻤﻠﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺣﺎﺟﺐ اﻟﺴﻠﻄﺎن »ﺑﻠﻴﻦ اﻟﻘﻮل وﺟﺰﻳﻞ اﻟﻌﻄﺎء«(( )ﻧﻔﺴﻪ .ص(.43. ﺳﻴﺮﻏﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ رأﻳﻪ .إﺷﺎرة أﺳﺎﺳﻴﺔ أوردﻫﺎ ﻣﻨﻴﻒ ،ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺰﺋﺒﻘﻴﺔ ﻟﺸﺨﺼﻴﺘﻪ. ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺠﻴﺸﺎن ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻜﻔﺔ ﻣﺎﺋﻠﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻌﺴﻜﺮ اﻟﺴﻠﻄﺎن، ﻧﻈﺮا ﻟﺸﺪة اﻟﺪاﻓﻊ اﻟﻨﻔﺴﻲ وﺷﺪة اﻟﻌﺰم ،ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ دﻣﺸﻖ ﺿﺪ اﻟﻐﺰو اﻟﺘﺘﺮي .ﻟﻜﻦ ،ﻓﺠﺄة وﻗﻊ ﺗﻔﻜﻚ ﻓﻲ ﺻﻔﻮف ﺟﻴﺶ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﻟﻤﺎ اﻧﺴﺤﺐ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻣﺮاء وﻗﺮروا اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﻣﺼﺮ .ﻟﺬا، اﺿﻄﺮ اﻟﺴﻠﻄﺎن إﻟﻰ ﺗﺮك اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ،وأﺧﺬ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﺟﻬﺔ ﻣﺼﺮ، ﻛﻲ ﻳﻼﺣﻖ اﻟﻤﺘﻤﺮدﻳﻦ .ﻃﺒﻌﺎ ،ﻓﻲ ﺧﻀﻢ أﺟﻮاء ﻛﻬﺬه ﺗﺮاﺟﻊ زﺧﻢ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ،وأﺻﺒﺤﺖ دﻣﺸﻖ ﻣﺴﺘﺒﺎﺣﺔ أﻣﺎم ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ. ﺑﻘﻲ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻣﻊ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻐﺎدر .ﺑﻌﺪ أن ﺣﺪس ﺑﻌﻘﻠﻴﺘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺬراﺋﻌﻴﺔ ،ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮى ﻓﻘﺮر ﺗﺠﻨﺐ اﻟﻬﻼك ﻗﺒﻞ ﻓﻮات اﻷوان ،ﺑﺎﻻرﺗﻤﺎء ﻓﻲ أﺣﻀﺎن اﻟﺘﺘﺎر،ﻷﻧﻬﻢ ﻣﻨﺘﺼﺮون ﻻﻣﺤﺎﻟﺔ. ﻳﻘﻮل اﺑﻦ ﺧﻠﺪون )) :وﺑﺘﻨﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ أﻫﺒﺔ اﻟﺨﺮوج إﻟﻴﻪ ،ﻓﺤﺪث ﺑﻴﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﺗﺸﺎﺟﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺠﺎﻣﻊ ،وأﻧﻜﺮ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻨﺎﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل ،وﺑﻠﻐﻨﻲ اﻟﺨﺒﺮ ﻓﺨﺸﻴﺖ اﻟﺒﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ، وﺑﻜﺮت ﺳﺤﺮا إﻟﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟﻘﻀﺎة ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺎب وﻃﻠﺒﺖ اﻟﺨﺮوج أو اﻟﺘﺪﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻮر ،ﻟﻤﺎ ﺣﺪث ﻋﻨﺪي ﻣﻦ ﺗﻮﻫﻤﺎت اﻟﺨﺒﺮ(( )ﻧﻔﺴﻪ.ص .(45.ﺛﻢ،اﻟﺘﻘﻰ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﺑﺘﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ )) :ﻓﻠﻤﺎ دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﺗﺤﺘﻪ ﺑﺎﻟﺴﻼم ،وأوﻣﻴﺖ إﻳﻤﺎءة اﻟﺨﻀﻮع ،ﻓﺮﻓﻊ رأﺳﻪ ،وﻣﺪ ﻳﺪه إﻟﻲ ﻓﻘ ّﺒﻠﺘﻬﺎ ،وأﺷﺎر ﺑﺎﻟﺠﻠﻮس ﺣﻴﺚ اﻧﺘﻬﻴﺖ ،ﺛﻢ اﺳﺘﺪﻋﻰ ﻣﻦ ﺑﻄﺎﻧﺘﻪ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺠﺒﺎر ﺑﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎن ﻣﻦ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﺑﺨﻮارزم ،ﻓﺄﻗﻌﺪه ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ(()ﻧﻔﺴﻪ.ص .(45.ﻟﻢ ﻳﻔﺼﺢ ﻓﻘﻂ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ،ﻋﻦ ﻣﻮاﻓﻘﺘﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺸﺮوﻃﺔ ﻟﺘﺴﻠﻴﻢ دﻣﺸﻖ ،ﺑﻞ ،أﻗﺮ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﺘﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ ،ﻳﺤﻴﻞ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻧﻨﻌﺘﻪ
94
ȡŦűŨķŹŭƀĠ ūĘŬč ȟůŸĴũİ ŲĚė Ğŭſĺŵ ŲŔ ėĵĘŬ
ﺑﻠﻐﺘﻨﺎ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،إﻧﺠﺎز ﺗﻘﺮﻳﺮ اﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻲ ﻋﻦ أﺣﻮال اﻟﻤﻐﺮب، ﺣﻴﻦ ﻛﻠﻔﻪ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ وﺻﻒ ﻟﺒﻼد اﻟﻤﻐﺮب ،وﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺠﻐﺮاﻓﻴﺘﻬﺎ وأﻣﺎﻛﻨﻬﺎ. ﻋﺎد اﺑﻦ ﺧﻠﺪون إﻟﻰ ﺟﻤﺎﻋﺘﻪ ،وﺷﺮع ﻓﻲ ﻟﻌﺐ دور ﺟﻮﻫﺮي ﻛﻲ ﻳﻘﻨﻊ اﻟﻮﺟﻬﺎء واﻟﻘﺎدة ،ﺑﻀﺮورة ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ إﻟﻰ ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ ،اﻟﺬي ﺳﻴﺪﻟﻲ أﻣﺎﻣﻪ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ،ﺑﺸﻬﺎدة ﺗﻨﻢ ﻋﻦ أﻗﺼﻰ دﻻﻻت اﻟﺘﻤﻠﻖ واﻟﻤﺪاﻫﻨﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ))إﻧﻚ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻣﻠﻚ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻣﻨﺬ آدم ﻟﻬﺬا اﻟﻌﻬﺪ ﻣﻠﻚ ﻣﺜﻠﻚ(()ﻧﻔﺴﻪ.ص.(46. ﻟﻢ ﻳﻘﻒ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﻟﺤﺪ ،ﺑﻞ دﻓﻌﻪ ﻣﻮﻗﻔﻪ اﻟﻐﺮﻳﺐ، ﻣﻠﺘﻤﺴﺎ )) :أن ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﺑﻄﺎﻧﺔ ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ ،وﻓﻲ ﺧﺪﻣﺘﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﻊ أﻣﺮاء وﺳﻼﻃﻴﻦ ﻋﺪﻳﺪﻳﻦ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ورﺑﻤﺎ ﻃﻤﻊ ﺑﻠﻌﺐ دور ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻟﻜﻦ ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺠﺐ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺮﻏﺒﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻋﻦ اﻟﺰﻳﺎرة وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻬﺪاﻳﺎ(().ﻧﻔﺴﻪ.ص.(47. إﺿﺎﻓﺔ ،إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،اﻟﻤﻠﻐﻰ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ،رﺑﻤﺎ ﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎء ﺻﻮرة اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ،أدرج ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﻨﻴﻒ ،ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ وﻧﻮس ،ﺣﻮارا ً ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻹﺛﺎرة ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺎﻟِﻢ اﻟﺠﻠﻴﻞ وﺗﻠﻤﻴﺬه ﺷﺮف اﻟﺪﻳﻦ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺒﺪو اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻣﺘﻬﺎﻓﺘﺎ ﻛﻞ اﻟﺘﻬﺎﻓﺖ. ﺗﺘﺰاﺣﻢ أﺳﺌﻠﺔ ﺷﺘﻰ ،داﺧﻞ رأس اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﺣﺪ اﻟﺤﺮﻗﺔ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻔﻬﻮﻣﺔ ﻷﺳﺘﺎذه ،اﻟﺬي ﻳﺤﺎول اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻪ، ﻣﺤﺘﻤﻴﺎ ﺑﻘﻴﻢ اﻟﻌﻠﻢ وﺻﺮاﻣﺘﻪ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻧﺰوﻋﺎت اﻟﻬﻮى واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت واﻟﻤﻴﻮل اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .ﻟﺬﻟﻚ، وﺑﺎﺳﻢ ﻗﺎﻧﻮن -ﻣﻮﺟﻬﺎ اﻟﻜﻼم ﻟﺸﺮف اﻟﺪﻳﻦ)) -ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺴﺠﻞ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت واﻟﻌﻮاﻃﻒ أو ﺗﻠﻐﻴﻬﺎ(( )ﻧﻔﺴﻪ.ص ،(50.ﻳﺮﻓﺾ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﺗﻤﺎ ًﻣﺎ ،ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﻨﺎس وﺗﺤﺮﻳﻀﻬﻢ وﺷﺤﺬ ﻫﻤﻤﻬﻢ ،ﻛﻲ ﻳﺠﺎﻫﺪوا دﻓﺎ ًﻋﺎ ﻋﻦ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ )) :ﻻ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﺠﻬﺎد ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ،إﻻ رﺟﻞ ﻳﻀﺮب ﻓﻲ اﻟﻮﻫﻢ ،أو ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس(()ﻧﻔﺴﻪ.ص .(50إذن ،ﺳﻴﻨﺄى ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ داﺋﺮة اﻟﻤﺆد ﻟِﺞ ﻛﻲ ﻳﻈﻞ ﻋﺎﻟﻤﺎ .ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﻛﻼﻣﻪ ﺻﺤﻴ ًﺤﺎ ،ﻟﻮ اﺗﺼﻒ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﺑﻨﺰاﻫﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء وﺣﻴﺎدﻫﻢ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،وﻟﻢ ﻳﺘﺪل ﻣﻦ ﺳﻮر اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﻣﺴﺮﻋﺎً ﻧﺤﻮ اﻟﻨﺠﺎة ﺑﺠﻠﺪه .ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻣﺎرس اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ، ﻓﺄوﻫﻢ اﻟﻨﺎس ،وﻣﺎرس ﻓﻲ ﺣﻘﻬﻢ ﺧﺪﻳﻌﺔ ﻻ ﺗﻐﺘﻔﺮ ،ﻟﻤﺎ ﺳﺎﻫﻢ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮﻳﻦ ﻃﺒﻌﺎ ،ﻋﻠﻰ إﻗﻨﺎﻋﻬﻢ ﺑﻀﺮورة ﺗﺴﻠﻴﻢ دﻣﺸﻖ ﺳﻠ ًﻤﺎ ﻛﻲ ﻳﺘﺠﻨﺒﻮا اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ اﻟﺘﺘﺎرﻳﺔ .ﻟﻜﻦ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪث، ﻓﺮﻏﻢ ﻣﻴﺜﺎق اﻷﻣﺎن ،ﻏﺪت دﻣﺸﻖ أﻧﻘﺎﺿً ﺎ ﺧﺮﺑﺔ .إذن ،ﺣﺘﻰ وﻟﻮ أﺧﻞ ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ ﺑﻮﻋﺪه ،وأﻃﻠﻖ اﻟﻌﻨﺎن ﻟﻬﻤﺠﻴﺘﻪ اﺗﺠﺎه اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وأﻫﻠﻬﺎ ،ﻓﺎﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻋﻠﻰ إﻳﻤﺎن ﻣﻄﻠﻖ)) :أﻧﻚ،
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
أو أن أﻟﺘﻮﺳﻴﺮ ،اﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﻔﺘﺮات ﻣﻨﺘﺠﺎ إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻟﻠﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ،ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻷﺧﻴﺮ أﺿﺤﻰ ﻛﺘﻠﺔ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﺟﺎﻣﺪة ،ﻳﺒﺮر ﻛﻠﻴﺎ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻤﻮﺳﻜﻮ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺑﺪورﻫﺎ إﻟﻰ وﺟﻪ إﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻲ ،ﻣﻊ أن أﻟﺘﻮﺳﻴﺮ ﻣﻔﻜﺮ ﻻﻣﻊ ،وﻻﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﺣﻘﺎ ﻣﻨﺴﺠﻢ ﺑﺎﻧﻔﺘﺎح ﺗﺄوﻳﻼﺗﻪ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟﺬﻛﻴﺔ ،ﻣﻊ اﻧﺘﻤﺎﺋﻪ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﺒﻴﺮوﻗﺮاﻃﻲ. أو ،ﺷﻴﻄﻨﺔ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺴﺎرﺗﻴﺮي ﻣﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ واﻟﻌﺮب إﺑﺎن ﺣﺮب ،1967وﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﺿﻤﻦ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺷﻬﺮة ﺳﺎرﺗﺮ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ،ﻛﻤﺪاﻓﻊ ﺻﻠﺐ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ واﻟﻘﻮل واﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ،ﻋﻦ ﻛﻞ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﻨﺎﺿﻠﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ. ﻟﻜﻦ أﺑﺮز ﺣﺎﻟﺔ ،ﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺴﻮداء اﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﻟﺼﻴﻘﺔ ﺑﻤﺴﺎر ﻣﺎرﺗﻦ ﻫﻴﺪﻏﺮ ،ﻷﻧﻪ رﻏﻢ ﻋﻘﻠﻪ اﻟﺠﺒﺎر وﻧﻈﺮﻳﺘﻪ اﻟﻐﺎرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ،رﺿﻲ ﻟﻨﻔﺴﻪ اﻻﻧﺴﻴﺎق اﻟﻤﺴﺘﻠﺐ وراء اﻟﻤﻨﻈﻮر اﻟﻨﺎزي ،اﻟﺬي ﻳﺘﻨﻜﺮ ﻷﺑﺴﻂ أوﻟﻴﺎت اﻟﻌﻘﻞ ،وإن ﻛﺎن ﻫﻴﺪﻏﺮ ﻳﻌﺜﺮ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻟﻜﺒﻮﺗﻪ ،ﻋﻦ أﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ودواﻋﻴﻬﺎ اﻟﻤﻘﻨﻌﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﻮﻫﺮر وذات اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻮر ﻧﺪاء اﻟﻘﻮة. ﻟﻢ أﻛﻦ أﻋﻠﻢ ﻗﻄﻌﺎ ،أن اﺑﻦ ﺧﻠﺪون اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺠﻠﻴﻞ ،ﺳﻴﺨﺬل ﻓﻜﺮه وﺗﺮاﺛﻪ وﻗﻮﻣﻪ ،ﻣﻮﻇﻔﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻴﻜﻴﺎﻓﻠﻴﺔ ،رﻣﺰﻳﺘﻪ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ وﺷﻬﺮﺗﻪ وﺣﻈﻮﺗﻪ ﻟﺪى ﻋﻠّﻴﺔ اﻟﻘﻮم ،وﺧﺎﺻﺔ ﺗﻄﻠﻌﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻛﻲ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻓﻲ أواﺧﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻨﺤﻨﻴﺎ ﺟﺎﺛﻤﺎ ﻋﻠﻰ رﻛﺒﺘﻴﻪ ،ﻳﻘﺒّﻞ ﻳﺪ ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ زﻋﻴﻢ اﻟﺘﺘﺎر، اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻴﻮﺷﻪ ﺗﺤﺎﺻﺮ أﺳﻮار دﻣﺸﻖ .اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﺧﻼﺻﺎ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ وأﻫﻠﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﻓﻘﻂ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻠﺠﺄ آﻣﻨﺎ. اﻟﻔﻘﻴﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ،اﻟﺮواﺋﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﻨﻴﻒ ،اﺳﺘﻌﺎد ﺣﻴﺜﻴﺎت ﻫﺬه اﻟﻮاﻗﻌﺔ ،ﻋﺒﺮ دراﺳﺘﻪ ﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﺳﻌﺪ اﻟﻠﻪ وﻧﻮس« ﻣﻨﻤﻨﻤﺎت ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ«. ﻧﺺ ،ﻳﻄﺮح ﻣﻀﻤﺮا إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﺜﻘﻒ ودوره اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ وﻛﺬا ﺣﺪود ارﺗﺒﺎﻃﻪ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ )):اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻟﺴﻠﻮك، دور اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ،وﻫﻞ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻘﻮة واﻟﺴﻠﻄﺎن ،أو ﻓﻲ زﻳﺎدة وﻋﻲ اﻟﻨﺎس وﺻﻘﻞ أرواﺣﻬﻢ ،اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻄﻤﻮح اﻟﻤﺸﺮوع ﻟﻠﻤﺜﻘﻒ وإﻏﺮاءات اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﻤﺎل ،ﺛﻢ ﻣﺎذا ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻤﺜﻘﻒ...ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﺠﺮد ﺗﻘﻨﻲ أم ﺻﺎﺣﺐ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ وﺿﻤﻴﺮ؟(().ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﻨﻴﻒ :ﻟﻮﻋﺔ اﻟﻐﻴﺎب .اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ. واﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ.اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ .2003ص .(30 اﻟﺘﻘﻂ ،ﺳﻌﺪ اﻟﻠﻪ وﻧﻮس ،ﻓﺘﺮة زﻣﺎﻧﻴﺔ ﻗﺼﻴﺮة ﻻ ﺗﺘﻌﺪى اﻟﺸﻬﺮﻳﻦ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻔﺼﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﺑﻦ ﺧﻠﺪون .وﺗﺸﻴﺮ أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ ﺣﻘﺒﺔ إﻗﺎﻣﺘﻪ
ﺑﺪﻣﺸﻖ أﺛﻨﺎء ﺣﺼﺎر ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ ﻟﻬﺎ ،وﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺗﺮﻗﺐ ﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﺼﺮف اﻟﻤﻤﻜﻦ ﺻﺪوره ﻋﻦ رﺟﻞ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون .ﻫﻮ ذاﺗﻪ اﻹﺷﻜﺎل ،اﻟﺬي ﻳﺘﺮﺑﺺ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ أوﻻ ﺑﺬواﺗﻬﻢ وﺿﻤﺎﺋﺮﻫﻢ ،إﻟﻰ أن ﺗﺒﻠﻎ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﺼﻮﻓﻴﺔ اﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻈﺮ واﻟﻌﻤﻞ ،ﺛﻢ ﺗﻠﻚ اﻻﺧﺘﻴﺎرات واﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﺤﺪﻳﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﺣﻘﺎ وﺑﻮﺿﻮح ﻋﻦ ﻣﻌﺪن ﻛﻞ ﻣﺜﻘﻒ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎل. اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ،ﺻﺎﺣﺐ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﻌﻤﺮان ،وﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻷﻓﺬاذ ،ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻨﺄى ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ اﺑﺘﺬاﻟﻴﺔ دواﻣﺔ ﻛﻬﺬه، ﻟﻜﻨﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺴﺎﻃﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻻﻏﺒﺎر ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻣﻨﻴﻒ ﺑﺪوره ،ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻮﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻼدﻋﺎء ،ﻣﻤﺎ أﺟﺒﺮه ﻋﻠﻰ ﻗﺮاءة ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺤﺪث)) :ﻷﻧﻲ ﻛﻨﺖ ،ﻣﺜﻞ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ،أﻣﻴﻞ إﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﻧﻈﺮي ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻻﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ووﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق ﻣﻦ اﻟﻴﻘﻴﻦ أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﺜﺒﺎت ،رﻏﻢ اﻟﻤﺮارة اﻟﺪاﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ أﺣﺲ ﺑﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻘﻄﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﺗﺠﺎه ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ((. )ﻧﻔﺴﻪ .ص.(31 ﻃﺒﻌﺎ ،ﺳﻴﻤﻜﻦ ﺗﺮﻣﻴﻢ ﺟﺰﺋﻴﺎت اﻟﻤﻌﻄﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﻣﻦ ﺑﻠﻮرة ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،ﺗﻘ ّﻮم ﺷﺨﺼﻴﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻓﻲ أﺑﻌﺎدﻫﺎ ،ﺑﻌﺪم إﻏﻔﺎل ﺟﻮاﻧﺐ وﻗﺎﺋﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻣﺎدام ﻳﺠﺐ أن ﻧﻀﻊ داﺋﻤﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر.ﻫﺬا اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ)) :ﺑﻴﻦ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ، واﺑﻦ ﺧﻠﺪون اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .اﻟﺬي وﻇﻒ ﻣﻌﺎرﻓﻪ وﻛﻔﺎءاﺗﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ .وﻣﻌﻈﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺒﻮا ﻋﻦ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻛﺎن ﻳﻌﻨﻴﻬﻢ ،ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﺮي .ﻟﺬﻟﻚ أﻫﻤﻠﻮا ،أو ﺗﻐﺎﺿﻮا ﻋﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ(()ﻧﻔﺴﻪ ص .(32وﻫﺬا رﺑﻤﺎ ،ﻣﺎ ﻳﻘﻮد إﻟﻰ اﻧﻘﺴﺎم ﻓﻲ اﻵراء ،وﺗﻌﺪد اﻷﺣﻜﺎم ،ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﺳﺘﺜﻤﺎره ﻣﻦ ذاﻛﺮة اﺑﻦ ﺧﻠﺪون .ﻫﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﺘﻘﺎط زﺑﺪة ﻓﻜﺮه اﻟﺮاﺋﻊ دون اﻟﺘﻔﺎت إﻟﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﻨﻔﻬﺎ اﻟﻐﻤﻮض واﻻﻟﺘﺒﺎس؟ أم ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ ﻓﻌﻼ ،ﺗﺸﺮب ﻣﻨﻄﻖ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ذاﺗﻪ ،واﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺰاﻫﺔ ﺑﻐﻴﺔ ﻗﻴﺎس اﻟﻌﺎﻟِﻢ ﺑﻤﻜﻴﺎل ﻣﻦ ذﻫﺐ ،ﺣﻴﺚ ﻋﻘﻠﻪ ﺟﻨﺲ ﻏﺮاﺋﺰه ،واﻷﺧﻴﺮة ﺗﻮأم ﻟﺮوﺣﻪ .ﻓﻴﻐﺪو ،اﻟﻤﺜﻘﻒ ﻛﻞ ﻫﺬا :ﻣﻌﺘﻘﺪ وﺳﻠﻮك وواﺟﺐ وﻣﻮﻗﻒ. ﻣﻊ ﻛﻞ ذﻟﻚ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺴﺐ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻘﺎم ،ﻓﺼﻞ ﺧﺬﻻن اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻟﺸﻌﺒﻪ واﻧﺒﻄﺎﺣﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ أﻣﺎم ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ ،ﻋﻦ ﻣﺴﺎرات ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻄﻤﻮﺣﺔ ﺑﻜﻞ اﻟﺼﻴﻎ ،وﺗﻮاﺟﺪه اﻟﺪاﺋﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻟﺠﻬﺎز اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﺎم واﻷﻣﺮاء واﻟﻮﻻة ،ودأﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة اﻟﺒﻼط ،ﻓﺎزدادت ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻪ وﻛﺒﺮت )):اﻻﻋﺘﻤﺎد أو اﻻﻗﺘﺼﺎر ﻋﻠﻰ أﺣﺪ اﻟﻤﺮﺗﻜﺰﻳﻦ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺷﻜﻼ ﺣﻴﺎﺗﻪ : اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ أو اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ،ﻻﺑﺪ أن ﻳﻘﻮد إﻟﻰ ﻓﻬﻢ ﻧﺎﻗﺺ
93
ﻣﺎذا ﻋﻦ ﻫﺰﻳﻤﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون أﻣﺎم ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ؟ د .ﺳﻌﻴـﺪ ﺑﻮﺧﻠﻴـﻂ*
ﺳﺘﻠﺒﺚ ،ﺻﻮرة ﺳﻘﺮاط ﻣﺘﺠﺮﻋﺎ اﻟﺴﻢ ،ﻓﺪاء ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ .اﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﻤﺜﻠﻰ ﻟﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺜﻘﻒ ،أو اﻟﻌﺎرف ﺑﺴﺮ اﻟﻨﺎر.اﻋﺘﺒﺎرا،ﻷﻓﻖ ﻋﺼﺮه وﻛﺬا ﻣﺼﻴﺮ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ .ﻓﻨﺎدرا ،إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﻌﺪﻣﺎ ،اﺳﺘﺴﺎﻏﺔ ﺣﺪﻳﺚ »ﺳﻠﺒﻲ« ﻋﻦ ﻣﺜﻘﻒ وازن ،ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﻤﺆﺳﺲ ﻣﻦ ﺑﻨﺎة اﻟﺤﻀﺎرة ،ﻛﻤﺎ اﻟﺸﺄن ﻣﻊ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ،وﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻮاﻟﻪ. ﻓﻲ ﻣﻘﺎم ﻛﻬﺬا ،ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ اﻟﺘﻬﻴﺐ ﺑﺎﻻﻧﺬﻫﺎل ،إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺘﻮﺛﻴﻦ واﻟﺘﻘﺪﻳﺲ .ﻫﻜﺬا ،ﻟﻦ ﺗﺬﻫﺐ اﻟﺠﺮأة اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ،ﺑﺄي واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ دﻣﺎﻏﻪ ﻓﻄﻨﺔ واﺗﺴﺎﻋﺎ ﻟﺤﻤﻮﻟﺔ اﻻﺧﺘﻼف ،ﻛﻲ ﻳﻌﺜﺮ ﻟﺪى دﻳﻜﺎرت ﻣﺜﻼ،ﻋﻦ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻦ اﻷﺷﻜﺎل ،ﺗﺨﻠﺨﻞ ﺻﺮﺣﻪ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ .أو ،ﻳﺒﺮز ﻋﻨﺪ اﺑﻦ رﺷﺪ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎ ﻓﺠﺎﺋﻌﻴﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺎدﻋﺎ إﻟﻴﻪ ﻓﻜﺮه، ﺛﻢ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .إﻟﺦ. ﺑﻤﻌﻨﻰ ،ذاك اﻟﺘﻄﺎﺑﻖ اﻟﻬﻮﻳﺎﺗﻲ ،ﻓﻲ أﻗﺼﻰ ﺗﺠﻠﻴﻪ اﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻲ ،ﺑﻴﻦ اﻻﻧﺘﺎج اﻟﻤﺬﻫﺒﻲ ﻟﻠﻤﻔﻜﺮ ،وﻣﻤﺎرﺳﺘﻪ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ .اﻟﻠﻬﻢ ،ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺸﺨﺼﻲ ،اﻟﻤﺤﺾ ﻟﺤﻴﻮاﺗﻬﻢ ،وﻻ ﻳﻤﺲ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻬﻢ اﻟﻤﻔﻬﻮﻣﻴﺔ ،أو ﻳﺨﻞ ﺑﻘﺎﻋﺪة ﻣﻤﺎﻫﺎة اﻟﻤﻔﻜﺮ ﻟﻔﻜﺮه ،ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺨﺘﺒﺮه اﻟﻤﻮﻗﻒ واﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻧﻤﺬج ﻟﻨﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﺣﺎﻻت ﻛﺜﻴﺮة ﻋﻦ ﻋﻠﻤﺎء وﻓﻼﺳﻔﺔ وأدﺑﺎء ورواﺋﻴﻴﻦ ،ﻣﺎرﺳﻮا ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت ،وﻋﺎﺷﻮا ﻳﻮﻣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﺘﺴﻜﻌﻴﻦ وﺑﻮﻫﻴﻤﻴﻴﻦ وﻣﻌﺮﺑﺪﻳﻦ ،ذﻟﻚ ﺷﺄﻧﻬﻢ اﻟﺨﺎص ،واﺧﺘﻴﺎراﺗﻬﻢ اﻟﻔﺮدﻳﺔ،
92
ȡŦűŨķŹŭƀĠ ūĘŬč ȟůŸĴũİ ŲĚė Ğŭſĺŵ ŲŔ ėĵĘŬ
وﻻ ﻳﺤﻖ ﻷي ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻣﺎ ﻳﻬﻢ أﺳﺎﺳﺎ ،اﻟﺴﻠﻮﻛﺎت اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﻔﺼﻠﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ داﺋﺮة اﻟﻌﺎم ،ﺗﺤﻮل ﻣﺠﺮى اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻧﺤﻮ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﺤﻰ أو ذاك اﻟﻤﻨﺘﻬﻰ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ،ﺗﻄﺮح اﻷﺑﻌﺎد اﻷﻧﻄﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى :اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ،اﻟﻮﻓﺎء ،اﻻﺧﺘﻴﺎر، اﻟﻤﺼﻴﺮ ،اﻟﺮﻫﺎن ،اﻟﺘﺤﺪي ،اﻟﻤﺠﺎﺑﻬﺔ ،إﻟﺦ .وﻫﻲ اﻟﻤﺮﺗﻜﺰات ،اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻔﺎض ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ،اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﻮﺟﻮدﻳﻮن وﺟﻞ ﻣﻨﻈﺮي اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ ،إﻟﻰ ﺣﺪ أن ﺳﺎرﺗﺮ ﺳﻴﺘﻨﻜﺮ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻟﺠﺪوى اﻷدب ،ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺠﺰ ﻫﺬا اﻷدب ،ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺸﻲء ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺗﻪ اﻟﻤﺄﺳﺎوﻳﺔ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ،ﻟﺒﻴﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ ﻣﻔﻜﺮي أوروﺑﺎ اﻟﺒﺎرزﻳﻦ ،ﺗﻤﻮﺿﻌﺖ ﺣﺎﻻت رﺻﺪﻫﺎ اﻟﻤﺨﺘﺼﻮن وﻻﺳﻴﻤﺎ اﻟﻤﻮﻟﻌﻮن ﺑﺎﻟﺨﺒﺎﻳﺎ اﻟﺴﻴﺮﻳﺔ ،ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺜﻼ ،ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﻬﻴﺠﻴﻠﻲ ﺿﻤﻦ اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﺮﺟﻌﻴﺔ، وﺗﻤﻬﻴﺪه اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻣﺎم أﻧﻈﻤﺔ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﻛﻤﺎ اﻟﺸﺄن ﻣﻊ ﺑﺴﻤﺎرك وﻫﻴﺘﻠﺮ.
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
ﺛﻢ ﻳﺼﻒ أﻫﻮال اﻟﺤﺮب وﻳﺒﺪع ﻓﻲ وﺻﻒ أﺧﻄﺎرﻫﺎ وﻣﺎ ﺗﺠﺮه ﻋﻠﻰ وﻫﺬا ﻣﻦ أﻗﺴﻰ ﻋﺒﺎرات اﻟﺬم واﻟﻬﺠﺎء ﺣﻴﻦ ﺗﻨﺰع اﻟﺼﻔﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺮﺟﻞ وﺗﻘﻮل أن ﻻ ﻫﻢ ﻟﻪ إﻻ اﻟﻄﻌﺎم واﻟﻠﺒﺎس .وﻳﺘﻘﺪم اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻨﺎس واﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ أﺿﺮار وﻛﻮارث: وﻣﺎ اﻟﺤﺮب إﻻ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺘﻢ وذﻗﺘﻢ ﺑﺸﻜﻮى ﺿﺪ اﻟﺤﻄﻴﺌﺔ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻔﺎروق ،وﻳﺴﺘﺸﻴﺮ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻌﺎدل وﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺮ ﱠﺟ ِﻢ ﺷﺎﻋﺮا آﺧﺮ رأﻳﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻮى ﻓﻴﺆﻛﺪ ﻟﻪ أن ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻫﺠﺎء ﻣﺘﻰ ﺗﺒﻌﺜﻮﻫﺎ ﺗﺒﻌﺜﻮﻫﺎ ذﻣﻴﻤﺔ ﻣﻮﺟﻊ ،وﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﺤﻄﻴﺌﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ ،وﻫﻮ اﻟﻤﻌﻴﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ ﻓﺘﻀﺮم وﺗﻀﺮ إذا ﺿﺮﻳﺘﻤﻮﻫﺎ ِ ﻓﻴﻨﺎﺷﺪ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻌﺎدل أن ﻳﻔﻚ أﺳﺮه:
ﻓﺘﻌﺮﻛﻜﻢ ﻋﺮك اﻟﺮﺣﻰ ﺑﺜﻔﺎﻟﻬﺎ ﻣﺎذا ﺗﻘﻮل ﻷﻓﺮاخ ﺑﺬي ﻣﺮخ ﻓﺘﺘﺌﻢ وﺗﻠﻘﺢ ﻛﺸﺎﻓﺎ ﺛﻢ ﺗﺤﻤﻞ ِ زﻏﺐ اﻟﺤﻮاﺻﻞ ﻻ ﻣﺎء وﻻ ﺷﺠﺮ أﻟﻴﻘﺖ ﻛﺎﺳﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﻌﺮ ﻣﻈﻠﻤﺔ وﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﺼﺤﺮاء وﻣﺴﺎﺣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻮاﺳﻌﺔ وأﺟﻮاﺋﻬﺎ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ،ﻛﺎن ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺳﻼم اﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ
اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻨﻔﺎد اﻟﺰاد واﻟﻤﺎء ،وﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻗﺪ ﺗﻮدي ﺑﺼﺎﺣﺒﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻬﻼك .ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن اﻟﻜﺮم و ِﻗﺮى اﻷﺿﻴﺎف وإﻏﺎﺛﺔ اﻟﻤﻠﻬﻮف ﻣﻦ ﺑﻴﻦ وﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻤﻬﺠﺮي ﻧﺮى ﺻﻮرا وﻧﻤﺎذج ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻢ أواﺋﻞ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ أﻛﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺮ ،ﻳﻘﻮل ﺣﺎﺗﻢ اﻟﻄﺎﺋﻲ ﻟﺰوﺟﺘﻪ :اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ،وأﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ إﻳﻠﻴﺎ أﺑﻮ ِ ﺻﻨﻌﺖ اﻟﺰاد ﻓﺎﻟﺘﻤﺴﻲ ﻟﻪ إذا ﻣﺎ اcﺳﺘﺎذ ﺑﺸﻜﻞ رﻣﺰي ﺷﻔﺎف ﻟﻪ دﻻﻟﺘﻪ اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ، ﻣﺎﺿﻲ ،وإن ﻛﺎن أﻛﻴﻼ ﻓﺈﻧﻲ ﻟﺴﺖ آﻛﻠﻪ وﺣﺪيﻗﺎل ﻋﻨﻪ ﺗﻠﻤﻴﺬه ﻓﻨﺮاه ﻳﺨﺎﻃﺐ رﻳﺎح اﻟﺨﺮﻳﻒ وﻳﻠﻮﻣﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺘﻠﺖ اﻟﻔﺮاﺷﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ أﺧﺎ ﻃﺎرﻗﺎ أو ﺟﺎر ﺑﻴﺖ ﻓﺈﻧﻨﻲ أﺣﻤﺪ ﺣﺴﻦ اﻟﺰﻳﺎت وﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺗﺒﻌﺔ ذﻟﻚ ،ﻗﺎﺋﻼ:
أﺧﺎف ﻣﺬ ﱠﻣﺎت اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﻣﻦ ﺑﻌﺪي وﺣﺪﻳﺚ إن ﻗﺎل اﻹﻟﻪ ﻏﺪا )وﻛﺎن ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻣﺎذا اﻋﺘﺬارك ﻫﻞ اﻟﻔﺮاﺷﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎك؟
وﻟﻠﺤﻄﻴﺌﺔ ،اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﻌﺪم ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﻳﻌﺒﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ أﺣﻮال اﻟﻀﻴﻖﻳﺪور ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﺄدﺑﻴﻦ واﻟﻌﻮز وﺣﺘﻰ اﻟﻤﺠﺎﻋﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﻤﺆﺛﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ :وﻓﻲ »اﻟﺰﻫﺮة اﻟﺴﺠﻴﻨﺔ« أﻳﻀﺎ ﻳﻘﻒ ﺿﺪ اﻟﻈﻠﻢ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ »اﻟﺘﻴﻨﺔ ﻣﺎ ﺗﺘﻨﺎﻗﻠﻪ اcﺻﻮات وﻃﺎوي ﺛﻼث ﻋﺎﺻﺐ اﻟﺒﻄﻢ ﻣﺮﻣﻞ اﻟﺤﻤﻘﺎء« اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﺾ أن ﺗﻤﺪ ﻇﻠﻬﺎ أو ﺗﺜﻤﺮ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻨﺘﻔﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺎ، ﺑﺒﻴﺪاء ﻟﻢ ﻳﻌﺮف ﺑﻬﺎ ﻃﺎرق رﺳﻤﺎ اﻟﻜﺮم واﻟﺴﻤﺎﺣﺔ وﻳﻨﻬﻲ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻗﺎﺋﻼ: اﻟﺼﺤﻒﻋﻠﻰ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﻦ وﺗﺘﺪاوﻟﻪ رأى ﺷﺒﺤﺎ وﺳﻂ اﻟﻈﻼم ﻓﺮاﻋﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻄﻖ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺒﺴﺘﺎن رؤﻳﺘﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺑﺪا ﺿﻴﻔﺎ ﺗﺸﻤﺮ واﻫﺘﻤﺎ اﻟﺠﺪال اﻟﻤﻀﻄﺮم اﻟﺤﺎد ﻓﺎﺟﺘﺜﻬﺎ ﻓﻬﻮت ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ﺗﺴﺘﻌﺮ وﻗﺎل :ﻫﻴﺎ رﺑﺎه! ﺿﻴﻒ وﻻ ﻗﺮى اﻟﺤﺠﺔ ﺑﺤﻘﻚ ﻻ ﺗﺤﺮﻣﻪ ﺗﺎ اﻟﻠﻴﻠﺔﺑﻴﻦ ﻟﻴﺲ ﻳﺴﺨﻮ ﺑﻤﺎ ﺗﺴﺨﻮ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﻪ اﻟﻠﺤﻤﺎاﻟﺤﺎﻓﻆ ﻣﻦ ﻓﺈﻧﻪ أﺣﻤﻖ ﺑﺎﻟﺤﺮص ﻳﻨﺘﺤﺮ اﻟﺸﻴﺢ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮد واﻟﻤﻔﺎﺟﺄة اﻟﻤﺮوﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮردﻫﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻫﺬه اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ وﺧﺼﻮﻣﻪ ﻣﻌﻠﻤﻮﻧﺎ وأﺳﺎﺗﺬﺗﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﺳﺘﻴﻦ أو ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻳﺨﺘﺎرون اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﻫﻜﺬا ﻛﺎن اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ أن اﻟﻄﻔﻞ ﻳﻘﺘﺮح ﻋﻠﻰ واﻟﺪه أن ﻳﺬﺑﺤﻪ ﻹﻃﻌﺎم ﺿﻴﻔﻪ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻬﻴﺊ ﻟﻪ ﺳﺮﺑﺎ ﻣﻦ اﻟﻈﺒﺎء ﻗﻴﻘﺘﻨﺺ اﻷب إﺣﺪاﻫﺎ ﺑﺴﻬﻢ ﻟﻄﻼﺑﻬﻢ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺗﺤﺘﻔﻲ ﺑﺘﻤﺠﻴﺪ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﻌﻠﻴﺎ وﻳﺆﻛﺪون ﻋﻠﻰ ﻫﺬه ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اcزﻫﺮ وأدﺑﺎء اﻟﻘﻴﻢ ،ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺎت اﻟﻤﻘﺮرة ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻬﺎج اﻟﺪراﺳﻲ، وﻳﻨﻬﻲ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻔﺎﺟﻌﺔ ﺑﺈﺷﺮاﻗﺔ اﻷﻣﻞ ،ﻗﺎﺋﻼ: اﻟﻌﺼﺮ أو ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ اﻟﺤﺮة ..وﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﻌﺪل ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮع، ﻓﺒﺎت أﺑﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺑﺸﺎﺷﺘﻪ أﺑﺪا
ﻟﻀﻴﻔﻬﻢ واﻷم ﻣﻦ ﺑﺸﺮﻫﺎ أﻣﺎ
وﻻ أدري ﻟﻤﺎذا اﺧﺘﻔﺖ ﻫﺬه اﻟﺴﺎﻋﺎت ﻣﻦ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻲ
ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔﻘﻴﺮ اﻟﺒﺎﺋﺲ ﻛﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﻳﺢ ،وﻫﺠﺎء ﻋﺪو اﻟﻤﻤﺪوح ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ:
*ﺷﺎﻋﺮ ﺳﻮري
دع اﻟﻤﻜﺎرم ﻻ ﺗﺮﺣﻞ ﻟﺒﻐﻴﺘﻬﺎ واﻗﻌﺪ ﻓﺈﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﻄﺎﻋﻢ اﻟﻜﺎﺳﻲ
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
91
اﻟﻔﺮدي واﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ،ﺑﺪءا ً ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻔﺮد ..إﻟﻰ اﻷﺳﺮة ،وﺻﻮﻻً إﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻮﻏﻰ ،إذ ﻳﻘﻮل: اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻮاﺳﻊ: ﻳﺨﺒﺮك ﻣﻦ ﺷﻬﺪ اﻟﻮﻗﻴﻌﺔ أﻧﻨﻲ
وإن اﻟﺬي ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ أﺑﻲ وﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ ﻋﻤﻲ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺟﺪا ﻓﺈن أﻛﻠﻮا ﻟﺤﻤﻲ وﻓﺮت ﻟﺤﻮﻣﻬﻢ وإن ﻫﺪﻣﻮا ﻣﺠﺪي ﺑﻨﻴﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﺠﺪا وإن ﺑﺎدﻫﻮﻧﻲ ﺑﺎﻟﻌﺪاوة ﻟﻢ أﻛﻦ أﺑﺎدﻫﻬﻢ إﻻ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ اﻟﺮﺷﺪا ﻟﻬﻢ ﺟﻞ ﻣﺎﻟﻲ إن ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺑﻲ ﻏﻨﻰ إن ﻗﻞ ﻣﺎﻟﻲ ﻟﻢ أﻛﻠﻔﻬﻢ رﻓﺪا
وأﻋﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻐﻨﻢ أﻏﺸﻰ اﻟﻮﻏﻰ ﱡ
وﻳﻌﻮد اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻟﻴﺆﻛﺪ أﻧﻪ ﻓﻲ أﺣﻮال اﻟﺴﻠﻢ ﻟﻪ ﺗﺼﺮف أﺧﻼﻗﻲ آﺧﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺠﻴﺮان ،ﺿﺎرﺑﺎ اﻟﻤﺜﻞ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﻔﺔ وﺳﻤﻮ اﻟﻨﻔﺲ، إذ ﻳﻘﻮل:
وأﻏﺾ ﻃﺮﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﺪت ﻟﻲ ﺟﺎرﺗﻲ ﱡ ﺣﺘﻰ ﻳﻮاري ﺟﺎرﺗﻲ ﻣﺄواﻫﺎ
أﻣﺎ أﻫﻤﻴﺔ اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﺿﺮورة اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺘﺒﻘﻰ ﺷﺎﻫﺪا ً إن إﻋﻼن اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺮ وﻧﺸﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق ﺣﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻷﺟﺪاد ،ﻓﻬﺎ ﻫﻮذا اﻟﺸﺎﻋﺮ أﺑﻮ ﻳﻌﻠﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ واﺳﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ،وﺣﻔﻈﻬﺎ وﺗﺮدﻳﺪﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ واﻟﺘﻐﻨﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻌﺮي ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻟﺠﻬﻠﺔ واﻟﻐﺎﻓﻠﻮن ﻣﻦ ﻫﺪم وﺗﺨﺮﻳﺐ ﻟﻤﺎ ﺗﺮك ﻓﻲ اﻟﺤﻞ واﻟﺘﺮﺣﺎل ،وﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻋﻤﺎر وﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻷﻗﺪﻣﻮن ﻣﻦ ذﺧﺎﺋﺮ وﻛﻨﻮز ﻓﻲ اﻟﺼﺮوح اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ ،ﻳﻘﻮل: واﻟﻤﻨﺘﺪﻳﺎت ،ﻛﺎن ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ أﺻﻔﻰ ﺗﺠﻠﻴﺎﺗﻪ أﺳﺎس ﺗﺮﺑﻮي ﻣﺮرت ﺑﺮﺳﻢ ﻓﻲ ﺳﻴﺎث ﻓﺮاﻋﻨﻲ وﺗﻌﻠﻴﻤﻲ وأﺧﻼﻗﻲ ﻣﺘﻴﻦ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺠﺮؤ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ واﻟﺨﺮوج ﻋﻦ ﺑﻬﺎ زﺟﻞ اﻷﺣﺠﺎر ﺗﺤﺖ اﻟﻤﻌﺎولِ أﺻﻮﻟﻪ اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﺼﻌﺎﻟﻴﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﺧﻠﻌﺘﻬﻢ ﻗﺒﺎﺋﻠﻬﻢ ،وﺧﺎﺻﺔ أن أﺗﻬﺪﻣﻬﺎ؟ ﺷﻠﱠﺖ ﻳﻤﻴﻨﻚ ،ﺧﻠﱢﻬﺎ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ اﻟﻔﺮﺳﺎن اﻟﻤﻐﺎوﻳﺮ. ﻟﻤﻌﺘﺒ ٍﺮ أو زاﺋ ٍﺮ أو ﻣﺴﺎﺋﻞِ وﻋﺮوة ﺑﻦ اﻟﻮرد اﻟﻌﺒﺴﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺪ أﻣﻴﺮ اﻟﺼﻌﺎﻟﻴﻚ ،ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻘﻮم ُ ﻗﻮم ﺣﺪﱠ ﺛﺘﻨﺎ ﺣﺪﻳﺜَﻬﻢ ﻣﻨﺎزل ٍ ﺑﻐﺎرات ﻧﺎﺟﺤﺔ ،ﻻ ﻟﻴﺴﺘﺄﺛﺮ ﺑﻤﺎ ﻛﺴﺐ ،إﻧﻤﺎ ﻟﻴﻮزع ﻏﻨﺎﺋﻤﻪ ﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ ِ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻤﻨﺎزلِ وﻟﻢ أ َر أﺣﻠﻰ ﻣﻦ وﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ .وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل: وإﻧﻲ اﻣﺮؤ ﻋﺎﻓﻲ إﻧﺎﺋﻲ ﺷﺮﻛﺔ إن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺆﻛﺪ أن ﻫﺬه اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ واﻟﻤﻨﺎزل اﻷﺛﺮﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ وأﻧﺖ اﻣﺮؤ ﻋﺎﻓﻲ إﻧﺎﺋﻚ واﺣﺪُ ﺣﺠﺎرة ﺧﺮﺳﺎء ،إﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ أﻧﺎس ﻋﺎﺷﻮا ﻓﻴﻬﺎ وﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺤﺘﻔﻆ أﻗﺴﻢ ﺟﺴﻤﻲ ﻓﻲ ﺟﺴﻮم ﻛﺜﻴﺮة ﺑﺬﻛﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ،وﻫﻲ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﺗﻨﻘﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻼﻣﺢ وﻟﻤﺤﺎت ﻣﻦ ﱢ وأﺣﺴﻮ ﻗﺮاح اﻟﻤﺎء واﻟﻤﺎء ﺑﺎر ُد ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،وﻳﻜﻔﻲ أن ﻧﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺰﻳﺎرﺗﻬﺎ ،أو ﻧﻌﺘﺒﺮ ﺑﺒﻘﺎﺋﻬﺎ ﺑﻌﺪ رﺣﻴﻞ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ،أو ﻧﺘﺴﺎءل ﻋﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮه ﻓﻴﻬﺎ وﻛﻴﻒ اﻧﺘﻬﺖ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﺤﺎل. وﻳﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎدرة ﻟﻨﺠﺪة إﺧﻮاﻧﻪ وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ وﻣﺮاﻋﺎة ﺟﻴﺮاﻧﻪ: ذﻟﻚ ﻫﻮ درس اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺒﻠﻴﻎ اﻟﺬي ﻳﺴﻤﻰ ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻓﻼ ﺷﺠﺮة ﻓﻼ أﺗﺮك اﻹﺧﻮان ﻣﺎ ﻋﺸﺖ ﻟﻠﺮدى ﺑﻼ ﺟﺬور إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﺼﻤﺎء واﻟﻤﻮاد اﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ. ﺷﺎرﺑﻪ اﻟﻤﺎء ﻳﺘﺮك ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻻ وﻟﻌﻞ زﻫﻴﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺳﻠﻤﻰ ﻳﻨﻔﺮد ﻓﻲ دﻋﻮﺗﻪ ﻟﻠﺴﻼم وﺿﺮورة اﺳﺘﺘﺒﺎﺑﻪ وﻻ ﻳﺴﺘﻀﺎم اﻟﺪﻫﺮ ﺟﺎري وﻻ أرى واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻛﺸﻒ أﺧﻄﺎر اﻟﺤﺮوب واﻟﺘﻨﺪﻳﺪ ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ﻣﻦ 1500ﺳﻨﺔ .وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪاﺋﺤﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺎرث ﺑﻦ ﻋﻮف وﻫﺮم ﺑﻦ ﻛﻤﺎ ﺑﺎت ﻳﺴﺮي ﻟﻠﺼﺪﻳﻖ ﻋﻘﺎرﺑﻪ ﺳﻨﺎن ،وﻫﻤﺎ ﺳﻴﺪان ﻛﺮﻳﻤﺎن ﻣﻦ أﺷﺮاف ﺑﻨﻲ ﻣﺮة ،ﺗﻔﺮدا ﺑﻤﻜﺮﻣﺔ وإن ﺟﺎرﺗﻲ أﻟﻮت رﻳﺎح ﺑﺒﻴﺘﻬﺎ ﺳﻴﻈﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﺮددﻫﺎ ﻷﻧﻬﻤﺎ وﺿﻌﺎ ﺣﺪا ﻟﺤﺮب داﺣﺲ واﻟﻐﺒﺮاء ﺑﻴﻦ ﺗﻐﺎﻓﻠﺖ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﺮ اﻟﺒﻴﺖ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻋﺒﺲ وذﺑﻴﺎن ودﻓﻌﺎ دﻳﺎت اﻟﻘﺘﻠﻰ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮل زﻫﻴﺮ: واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻨﺘﺮة ،ﻓﺎرس ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺲ ،ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﺟﻮاﻧﺐ أﺧﺮى ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺗﺪارﻛﺘﻤﺎ ﻋﺒﺴﺎ وذﺑﻴﺎنَ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻣﻨﺸﻢ ﺗﻔﺎﻧﻮا ودﻗﻮا ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﻄﺮ ِ اﻟﻘﻴﻢ واﻷﺧﻼق وﻣﺮاﻋﺎﺗﻪ ﻟﻬﺎ ،ﺳﻮاء ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺤﺮب أو ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﺴﻠﻢ .ﻓﻬﺎ ﻫﻮ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﺒﻠﺔ أن ﺗﺴﺄل اﻟﻘﻮم ﻋﻦ ﺑﺴﺎﻟﺘﻪ وإﻗﺪاﻣﻪ وﻗﺪ ﻗﻠﺘﻤﺎ إن ﻧﺪرك اﻟﺴﻠﻢ واﺳﻌﺎ
ﻧﺴﻠﻢ ﺑﻤﺎل وﻣﻌﺮوف ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ِ
90
ŮƀšŨė ĞŬŹőűŬŸ ƁĚĸŕŨė ĸŕŁŨė
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
ﻣﻤﺎرﺳﺔ »ﻓﻚ اﻻرﺗﺒﺎط« ﻟﻴﺴﺖ وﻗﻔﺎ ﻋﻠﻰ دول ﻗﺎﻣﺖ ﻓﻲ زﻣﻦ ﻣﺎ ،ﺛﻢ ﺗﻢ اﻻﻧﺪﻣﺎج ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،أو ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻴﺎت ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﺎ. وﻟﻜﻨﻪ ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻷﺣﺰاب واﻟﻄﻮاﺋﻒ واﻟﻜﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻧﺠﺪ اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت داﺧﻞ اﻷﺣﺰاب ،واﻟﺘﺸﺮذم داﺧﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺒﻨﻴﺎت واﻟﻜﻴﺎﻧﺎت أﻳﺎ ﻛﺎن ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ .وﻳﻜﻔﻲ أن ﻧﺘﺄﻣﻞ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻟﺠﻨﻮب اﻟﺴﻮدان ﻓﻮر اﻧﻔﺼﺎﻟﻪ وﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮه ،ﻟﻨﻌﺎﻳﻦ أن اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﻫﻮ ﻋﺼﺮ آﺧﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻋﺼﻮر اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ :ﻋﺼﺮ اﻟﻤﻤﺎﻟﻚ ،واﻟﻄﻮاﺋﻒ، واﻟﻤﺪن ـ اﻟﺪول. إن ﻓﻜﺮة اﻟﺮﺑﻂ واﻟﺘﺮاﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻷﺷﻴﺎء واﻟﻜﺎﺋﻨﺎت ﻣﻄﻠﺐ ﺣﻴﻮي وأﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺘﻘﺪم ﻷﻧﻬﺎ ﻧﺘﺎج ﻓﻬﻢ ﻣﺘﻄﻮر ﻟﻠﺒﻨﻴﺎت واﻟﻌﻼﻗﺎت. وﻟﻬﺬا اﻻﻋﺘﺒﺎر رأﻳﻨﺎ اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب ﺗﺆﺳﺲ ﻟﻤﺎ ﻳﻀﻤﻦ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ رﻏﻢ ﺗﺒﺎﻋﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت واﺧﺘﻼف اﻟﺤﻀﺎرات. وﻣﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻬﻮﻳﺎت وﺗﻌﺪد اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت وﺗﺪاﺧﻠﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ،ﺳﻮى ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ذﻟﻚ .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻨﺎ ﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﺳﻮى اﻻﻧﻐﻼق ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،،،وﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﺑﺄﺷﺪ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻄﺮﻓﺎ ووﺣﺸﻴﺔ، وأﻛﺜﺮﻫﺎ ﻋﻨﻔﺎ وﺣﻘﺪا :أي أﻧﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﻛﻞ ذﻟﻚ، ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﺮاﺑﻂ ،وﻟﻜﻦ ﺑﺪﻻﻟﺔ »ﻓﻚ اﻻرﺗﺒﺎط«. ﻓﻚ اﻻرﺗﺒﺎط ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﺮراﺗﻪ وﻣﺴﻮﻏﺎﺗﻪ، وﺑﺎﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎرس ﺑﻬﺎ ،ﻟﻴﺲ ﺳﻮى ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ روح اﻟﻌﺼﺮ .وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻛﻞ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﺸﺮذم ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ إﻻ أن ﺗﻀﺎﻋﻒ ﻣﻦ ﺗﺨﻠﻔﻨﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻜﺮس ﺗﻌﻤﻴﻖ »ﻓﺠﻮة اﻟﺘﺮاﺑﻂ« اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻌﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ إﻟﻰ ردﻣﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎء ﻋﺎﻟﻢ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻻﺑﺘﻜﺎر واﻟﺠﻮدة. ﻟﺬﻟﻚ ،أﺧﻴﺮا ،ﻧﺠﺪ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﻳﻨﻀﺢ ﺑﻨﻘﻴﺾ ﻣﺎ ﻳﺴﻌﻰ اﻵﺧﺮون إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ
اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻘﻴﻢ ﻋﲇ ﻛﻨﻌﺎن*
ﻳﻮم اﺧﺘﺎر أﺑﻮ اﻟﻔﺮج اﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ »اﻷﻏﺎﻧﻲ« ﻋﻨﻮاﻧﺎً ﻟﻜﺘﺎﺑﻪ اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﻲ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ أن ﻳﻘﺼﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ واﻟﻐﻨﺎء ،ﻟﻜﻨﻪ د ﱠون ﺗﺮاﺛﺎً ﺷﻌﺮﻳﺎً ﺟﻠﻴﻼً ،ﻛﺎن وﻻ ﻳﺰال ﻳﺸﻜﻞ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺘﺐ ﻣﻮﺳﻮﻋﻴﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ، ﻣﺮاﺟﻊ ﻫﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﻌﺼﻮر .وﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﻒ أن ﻳﻘﺘﺼﺮ اﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ وﺗﺮﻛﻴﺰﻧﺎ ،أﺣﻴﺎﻧﺎً ،ﻋﻠﻰ اﻹﻳﻘﺎع واﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻐﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ ،ﺑﻌﻴﺪاً ﻋﻦ ﺗﻠﻤﺲ اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﻤﺜﻞ اﻟﻌﻠﻴﺎ واﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺨﻠﻘﻴﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ وﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ، وﻗﺪ اﺣﺘﻔﻰ ﺑﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث وﺗﻐﻨﻰ ﺑﻬﺎ أﺻﺤﺎﺑﻪ وﻣﺤﺒﻮه ،ﻟﺘﺘﻨﺎﻗﻠﻪ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺟﻴﻼً ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ. وﺣﻴﻦ ﻧﺘﺄﻣﻞ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ وﻧﻘﺎرن ﻟﻌﻤﺮك ﻣﺎ ﺗﺪري اﻟﻄﻮارق ﺑﺎﻟﺤﺼﻰ وﻻ زاﺟﺮات اﻟﻄﻴﺮ ﻣﺎ اﻟﻠﻪ ﺻﺎﻧﻊ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،ﻧﺮى أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻬﺎم اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم، وﺣﺘﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻮم ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺠﺎﻻت ﻋﻠﻢ اﻟﻔﻠﻚ. رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ إﺿﺎءة اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس، أﻓﺮادا ً وﺟﻤﺎﻋﺎت ،واﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺨﺮاﻓﺔ واﻟﺸﻌﻮذة واﻟﺘﻨﺠﻴﻢ وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎت وأﻻﻋﻴﺐ ﺑﻌﻘﻮل اﻟﺒﺴﻄﺎء واﺳﺘﻐﻼل ﻃﻴﺒﺘﻬﻢ .وﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬه واﻟﻤﻘﻨﻊ اﻟﻜﻨﺪي ،ﻳﺮﺳﻢ ﻓﻲ إﺣﺪى ﻗﺼﺎﺋﺪه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺪاع واﻟﺠﻬﻞ واﻟﺘﻌﻤﻴﺔ ﻳﻘﻮل اﻷﺻﻮل اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺤﺴﻦ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ،وﻛﺄﻧﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﺗﺮﺑﻮي ﻳﻀﻊ ﻗﻮاﻋﺪ أوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻟﺒﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﺮي: وﻫﺬه اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﻀﻴﺌﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻗﺎﻋﺪة ﻓﻜﺮﻳﺔ وﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻘﻮﻳﻢ وﺳﻼﻣﺔ اﻟﺘﺼﺮف ،ﺑﻌﻴﺪا ً ﻋﻦ ﻇﻠﻤﺎت اﻟﺠﻬﻞ وﻣﺰاﻟﻖ اﻟﺨﺮاﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ.
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
89
ğėķėĴŬ
اﻟﺮﺑﻂ ،اﻟﺘﺮاﺑﻂ ،ﻓﻚ اﻻرﺗﺒﺎط ŮżʼnŝŻ İżőĸ į
ﺗﺴﻤﻴﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻳﻮﺳﻢ ﺑﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت واﻟﺪراﺳﺎت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة .ﻓﻤﻦ اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ وﻋﺼﺮ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ،واﻟﺼﻮرة ،واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺮﻗﻤﻲ ،ﻧﺠﺪ أﻧﻔﺴﻨﺎ أﻣﺎم ﻋﺎﻟﻢ ﻧﺘﺼﻮره ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺘﻤﺜﻠﻪ أﺳﻼﻓﻨﺎ إﻟﻰ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﺟﺪا. ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﺒﺪل اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،وﺗﺼﻮرﻧﺎ ﻟﻪ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﺘﻮاﺻﻞ ،وﻗﻮاﻣﻬﺎ اﻟﺤﺎﺳﻮب وﺑﺮﻣﺠﻴﺎﺗﻪ ،ورﻛﻴﺰﺗﻬﺎ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺸﺒﻜﻲ اﻟﺬي وﻟﱠﺪ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌﻴﻨﻲ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ،واﻗﻌﺎ اﻓﺘﺮاﺿﻴﺎ ﻣﻮازﻳﺎ .وﻛﺎن ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ذﻟﻚ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﻌﺎﻟﻢ إﻟﻰ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ وﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ .ﻓﻜﺎﻧﺖ »اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ« ،وﻫﻲ »ﻋﻮﻟﻤﺎت« ﻣﺘﻌﺪدة ﺗﻤﺲ ﻛﻞ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة ،ﺗﺠﺴﻴﺪا ﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻘﺎرب واﻟﺘﺮاﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻷﻓﺮاد واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ،واﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﻄﻮر أن ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻮﻻ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ ﻓﻬﻢ اﻟﺪﻣﺎغ اﻟﺒﺸﺮي. ﻟﻘﺪ ﺗﺒﻴﻦ أﻧﻪ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺘﺮاﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺟﺰﻳﺌﺎﺗﻪ. وﺟﺎء اﻟﺤﺎﺳﻮب واﻟﻔﻀﺎء اﻟﺸﺒﻜﻲ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻨﻴﺔ »اﻟﻨﺺ اﻟﻤﺘﺮاﺑﻂ« وﻣﻌﻤﺎرﻳﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻬﺾ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ،ﻟﻴﻜﻮن ﻣﺤﺎﻛﺎة ﻵﻟﻴﺎت اﺷﺘﻐﺎﻟﻪ ،وﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﻛﺎن اﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺒﻨﻴﺎت واﻟﻌﻼﻗﺎت ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺘﺼﻮرات .ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻤﺎﻣﺎ ،وإن ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ إﻻ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ .ﻟﻘﺪ وﺟﺪﻧﺎ إﺧﻮان اﻟﺼﻔﺎ ﻳﻌﺒﺮون ﻋﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺻﻐﻴﺮا« ﻳﻤﺜﻞ ﺻﻮرة ﻋﻦ »اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷﻛﺒﺮ« اﻟﺬي ﻫﻮ اﻟﻜﻮن ﻓﻲ ﺗﺮاﺑﻂ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ،واﻧﺘﻈﺎم ﻋﻨﺎﺻﺮه. ﻧﺠﻢ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ ﺗﺼﻮر اﻹﻧﺴﺎن واﻟﻌﺎﻟﻢ أن ﻇﻬﺮت اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺻﻴﺮورة اﻹﻧﺴﺎن وﺗﻄﻮره .وﻛﺎن ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻇﻬﻮر ﻣﻔﻬﻮم »اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺘﺮاﺑﻂ« ) ،( Hyperworldوﺿﺮورة ﺑﻨﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻛﻴﺎﻧﺎﺗﻪ ،وﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺠﺎﻻت ،ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺮﻏﺒﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ اﻻﺗﺼﺎل واﻟﺘﻮاﺻﻞ .وﻛﺎن ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ أن ﻳﺒﺮز ذﻟﻚ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻓﻬﻢ اﻷدب واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث وﻣﺨﺘﻠﻒ إﻧﺘﺎﺟﺎت اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺪورﻫﺎ ﻋﻠﻰ رﻛﻴﺰة اﻟﺘﺮاﺑﻂ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ .وﻟﻘﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﻨﻴﺎت وﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت.
88
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺄﻣﻞ ﺟﻴﺪا ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﺳﻨﺮى آﺛﺎره واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪم اﻟﻌﻠﻮم واﻟﻤﻌﺎرف واﻻﻗﺘﺼﺎد ،،،ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺄﺳﺒﺎب اﻟﻌﺼﺮ وﺗﻐﻴﺮاﺗﻪ ،وﻫﻲ ﺗﻤﺎرﺳﻪ واﻗﻌﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﻌﻴﻬﺎ إﻟﻰ اﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،وﺗﺪﺑﻴﺮ ﺷﺆوﻧﻪ ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ وﺑﻨﻔﺴﻬﺎ أﻳﻀﺎ .ﻓﺒﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺤﺮب اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺻﺎر اﻟﻨﺰوع ﻧﺤﻮ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﺮاﺑﻂ ﻳﺸﻜﻞ ﻫﺎﺟﺲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان .وﻳﻜﻔﻲ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ وﻣﺤﺎوﻻت ﺗﻮﺳﻴﻌﻪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار .ﻛﻤﺎ أن ﺳﻌﻲ ﺑﻠﺪان أﺧﺮى إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺑﻨﻴﺎﺗﻬﺎ ﻟﺘﺘﻼءم ﻣﻊ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻌﺼﺮ إﻻ ﺧﻴﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .وﻫﺎ اﺳﻜﺘﻠﻨﺪا أﺧﻴﺮا ﺗﺆﻛﺪ ،ﻋﺒﺮ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ، ﻋﻦ رﻏﺒﺘﻬﺎ اﻷﻛﻴﺪة ﻓﻲ اﻟﺒﻘﺎء ﺿﻤﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻛﺒﺮى ،ﺗﺘﺮاﺑﻂ ﻣﻌﻬﺎ، وﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﺎﺗﻬﺎ. ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ـ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻧﺠﺪ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﻳﻠﺠﺄ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺘﻤﺪن إﻟﻰ ﺗﺪﺑﻴﺮ اﻻﺧﺘﻼف ﺑﻄﺮق ﺣﻀﺎرﻳﺔ، دﻋﻤﺎ ﻟﻠﺮﺑﻂ وﺗﺄﻛﻴﺪا ﻟﻠﺘﺮاﺑﻂ ،ﻧﺠﺪ اﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﺎرس ﻓﻲ ﺣﺎﺿﺮﻧﺎ .ﻓﺮﻏﻢ ﻛﻮن ﻛﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺑﻂ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ،ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ، وﺿﺎرﺑﺔ ﺑﺠﺬورﻫﺎ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟﺰﻣﺎن ،ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ ،وﺗﺴﺘﺪﻋﻴﻬﺎ اﻟﻀﺮورات اﻟﻤﺘﻌﺪدة ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن واﻟﻔﻀﺎء ،ﻧﺠﺪ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ »ﻓﻚ اﻻرﺗﺒﺎط«، وﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﺒﺎﻋﺪ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ واﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ .ﺗﺘﻌﺪد اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات واﻟﺘﺄوﻳﻼت اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺬﻟﻚ .ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﺧﺘﺰاﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻮن ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﺑﺘﺤﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻔﻜﺮي واﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﺎ ﺗﺰال ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﺗﻤﺜﻞ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤﻮﻻت وإدراك ﻣﺮاﻣﻴﻬﺎ وآﻓﺎﻗﻬﺎ. ﻳﻜﻔﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻤﺜﺎﻟﻴﻦ اﻟﺤﺪﻳﺜﻴﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ :ﻋﻠﻰ إﺛﺮ ﺧﺮوج اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻣﻦ ﻛﺮﻛﻮك ،ودﺧﻮل اﻷﻛﺮاد إﻟﻴﻬﺎ ،ﺟﺎء اﻹﻋﻼن ﻋﻦ اﺳﺘﻜﻤﺎل اﻟﻤﻄﻠﻮب .وﺑﺪأ اﻟﺘﻠﻮﻳﺢ ﺑﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﻤﺼﻴﺮ ﻋﻦ ﺑﻐﺪاد .وﺗﻜﺮر اﻟﻤﺸﻬﺪ ﻧﻔﺴﻪ ،وﺑﺎﻟﺼﻴﻐﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ .ﻓﻤﺎ أن أﺣﻜﻢ اﻟﺤﻮﺛﻴﻮن ﻗﺒﻀﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻌﺎء ،وﺻﺎرت اﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎت »ﻟﺠﺎﻧﺎ ﺷﻌﺒﻴﺔ« ﺑﺎﻟﺰي اﻟﻌﺴﻜﺮي ،ﺗﻘﻴﻢ اﻟﺤﻮاﺟﺰ ،وﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﻛﺰ اﻷﺳﻠﺤﺔ ،ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻐﻠﺖ ﻋﺪن ذﻛﺮى أﻛﺘﻮﺑﺮ ﻟﺘﻌﻠﻦ ﺑﺪورﻫﺎ ﻋﻤﺎ أﺳﻤﺘﻪ ﺑـ« ﻓﻚ اﻻرﺗﺒﺎط« ،أي اﻻﻧﻔﺼﺎل وﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﻤﺼﻴﺮ.
ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﻐﻠﺔ ﺗﺴﺮح ﻓﻲ اﻷﺑﻌﺪﻳﺔ وﺳﻂ اﻟﻔﻴﻀﺎن ،وﻟﻢ ﻳﻘﻮ أي ﻣﻦ اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﻫﺎ ﺑﻌﻴﺪا ً ..ﻛﺎن اﻟﺨﻄﺎم ﻓﻲ ﻋﻨﻘﻬﺎ ،ﻣﺰﻳ ًﻨﺎ ﺑﺴﻼﺳﻞ رﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ ،واﻟﺒﺮدﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ،ﻟﻢ ﺗﺤﺘﻚ ﺳﻮى ﺑﺠﺴﺪ زوﺟﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﻨﺎﻋﻢ. اﺣﺘﺎر اﻟﻔﻼﺣﻮن ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻌﺪون ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺒﻐﻠﺔ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﺣﻮل ﺗﺮﻋﺔ ﺑﺤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ،إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﻛﺜﺮ ارﺗﻔﺎﻋﺎ وأﻗﻞ ﺧﻄﺮا ً ..ﻫﻞ ﻳﺠﺮوﻧﻬﺎ ﻣﻦ رﻗﺒﺘﻬﺎ اﻟﺴﻤﻴﻨﺔ؟ ﻓﻤﺎذا ﻟﻮ ﻋﺮف اﻟﻜﺎﺷﻒ أﻧﻬﺎ اﻧﺠﺮﺣﺖ؟ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺳﻴﻌﻠﻖ ﺛﻼﺛﺔ ﺑﻴﻮت ﻋﻠﻰ »اﻟﻌﺮوﺳﺔ« ،وﺳﺘﺒﻜﻲ ﻋﺸﺮ ﻧﺴﺎء ﻋﻠﻰ رﺟﺎﻟﻬﻦ اﻟﻌﺮاﻳﺎ ﻳﺘﻠﻘﻮن ﻣﺴﻪ اﻟﺒﺮق، اﻟﻜﺮاﺑﻴﺞ ..وﺣﻴﻦ ﻋﻠﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﺎﻟﻮاﻗﻌﺔ ،اﻧﺘﻔﺾ ﻛﻤﻦ ّ وﺧﺮج وﺳﻂ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﺮاﺳﻪ اﻟﺴﻮداﻧﻴﻴﻦ ،ﻟﻴﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺒﻐﻠﺔ اﻟﻄﺎﺋﺸﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪى اﻟﻔﻴﻀﺎن. ﺟﺎء اﻟﺤﺮاس ﻟﻴﺨﺒﺮوه» :اﻧﻜﺴﺮت ﺳﺎﻗﻲ اﻟﺒﻐﻠﺔ ،وﻳﺒﺪو وﺛﻤﺔ دﻣﺎء ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﻓﺘﺤﺘﻲ أﻧﻔﻬﺎ« ،ﺿﺮب اﻟﻜﺎﺷﻒ ﻛﻔﺎً ﺑﻜﻒ ،وﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺻﺎﻣﺘﻮن ،ﺟﺎءت ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺸﺒﻴﺰي ،ﻟﻴﻜﻮن ﺣﻠﻘﺔ اﻟﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺑﻐﻠﺔ اﻟﺒﺎﺷﺎ» :ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻋﻨﺪي«. دﻫﺶ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺟﺮأة ﻫﺬا اﻟﻐﺮﻳﺐ ،واﻓﻖ اﻟﺒﺎﺷﺎ ،وﻧﺠﺢ اﻟﺸﺒﻴﺰي ،ﻟﻴﻨﺎل ﻣﻜﺎﻓﺄة ،وﻃﺪت ﻟﻪ ﺑﻴﺘﺎً ﻓﻲ ﺣﻲ دار اﻟﺮﻣﺎد. ﻟﻢ ﻳﻌﻴﺶ اﻟﺸﺒﻴﺰي ﻃﻮﻳﻼً ،ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺴﺮﻗﺔ اﻟﺒﻠﺢ ﻣﻦ ﻧﺨﻠﺔ ﻋﺎﺻﻴﺔ ،وﺧﻠﻔﻪ ﻧﻌﻮم ،ﺗﺰوج ﺳﺮﻳﻌﺎ أﻧﺠﺐ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،اﻟﺸﺎب ذو اﻷﻧﻒ اﻟﻤﻘﻮﺳﺔ واﻟﻌﻴﻮن اﻟﻠﺼﺔ واﻟﺴﻤﺖ اﻟﺤﺎﺧﺎﻣﻲ اﻟﺨﺎﻟﺺ. ﻣﻦ ﺳﻤﻌﺎن إﻟﻰ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،اﻧﺘﻘﻠﺖ اﻟﻮﺻﻴﺔ» :ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷرض ﻛﻨﺰ أﺟﺪادك اﻟﺬي ﺿﻴﻌﻪ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻃﻴﺶ«. ﻋﺮف اﻟﻨﺎس إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،ﺑﺎﺳﻢ »اﻟﺴﺤﺎر« ،ﻓﺎﻟﺸﺎب اﻟﺬي وﺟﺪ ﻛﻨﻮز اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺮوﺣﻴﺔ اﻟﻤﻤﺘﺪة ﻣﻦ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ إﻟﻰ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻋﺮف أن ﺗﻐﻄﻴﺔ أﺑﻴﻪ وﺟﺪه ﻋﻠﻰ »اﻟﻤﻬﻤﺔ« اﻷﺻﻠﻴﺔ )اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﻨﺰ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﻌﺎوﻳﺬ( ،ﺑﺎدﻋﺎء اﻣﺘﻬﺎن اﻟﺨﻴﺎﻃﺔ أو ﺗﺠﺒﻴﺮ اﻟﻜﺴﻮر، ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺠﺪي ..ﻗﺮر إﺑﺮاﻫﻴﻢ أن ﻳﻜﻮن ﺻﺮﻳﺤﺎً ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺎ ،ﻳﻐﺮي اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﺑﺸﻲء ﻏﺎﻣﺾ ،وﻳﻌﺘﺒﺮه اﻟﻨﺎس »ﺳﺎﺣﺮا ً« ،ﻓﻴﺘﺪﻓﻖ اﻟﻨﻘﺪ إﻟﻰ ﺻﻨﺪوﻗﻪ. رﻏﻢ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺬي ﺣﻘﻘﻪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،إﻻ أن ﺷﻴﺌﺎً ﻋﻘﻴﻤﺎً ﻛﺎن ﻳﻜﺒﻞ ﺑﺪﻧﻪ اﻟﻤﺤﻨﻲ ..ﺗﺬﻛﺮ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ – رﻏﻢ ﻛﻞ ﺳﺤﺮه – أن ﻳﻨﻘﻞ أي ﺷﻲء إﻟﻰ أي أﺣﺪ ..ﻓﻬﻮ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ،أﺷﻬﺮ ﻋﻘﻴﻢ
ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ ،ﺳﻴﺘﺮك ﺧﻠﻔﻪ »ﻣﻌﺮﻓﺔ« ﻟﻦ ﻳﺘﺬوق ﺣﻼوﺗﻬﺎ أﺣﺪ ..وﻛﻨﺰا ً ﺳﻴﻬﺪﻳﻪ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﺴﻼﻟﺔ. ﻛﺎن إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻳﻌﻠﻢ أن اﻗﺘﺮاﺑﻪ ﻣﻦ »اﻟﺸﺮﻳﻒ« ،ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺒﻮﻻً.. ﻋﺮض اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ وﺗﺒﺎدل ﺑﻌﺾ اﻷﻓﻜﺎر ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻣﻦ اﻟﺠﻦ ﺣﺘﻰ وﺻﻞ ﻟﻠﺤﻞ. ﺣﻔﺮ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،أﺳﺎﺳﺎً ﺟﺪﻳﺪا ً ﻟﻤﻨﺰل ﺟﺪه ،وﺗﻌﻤﺪ أن ﻳﺮاه ﻋﻤﺎل اﻟﺸﺮﻳﻒ ﺟﺎﺑﺮ )ﻛﺎن ﻳﻨﺎدﻳﻪ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺸﻴﺦ أﻳﻀﺎً( ..ﻛﺎن ﻳﺤﻔﺮ ﻛﻤﻦ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻛﻨﺰ ..ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﺘﺮا ً ﻓﻲ ﺣﻔﺮة ﻋﻤﻼﻗﺔ ،ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﻼً أو ﻧﻬﺎرا ً ..ﺗﻮﺗﺮت اﻟﺒﻠﺪة ﻛﻠﻬﺎ ،ﺷﻌﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻗﺘﺮاب اﻟﻨﺒﻮءة ..ﺳﺄﻟﻮا »وﻟﺪ ﻧ ّﻌﻮم« ،ﻋﻦ اﻟﺴﺒﺐ ،ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ وواﺻﻞ اﻟﻌﻤﻞ ..أﻟﺤﻮا ﻓﻲ اﻟﺴﺆال ،ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﻢ »أﺟﺪد اﻟﺒﻴﺖ« ..إﺟﺎﺑﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﺑﻼ ﺣﻤﺎﺳﺔ ،ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻨﺎس ﻣﺘﺄﻛﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻫﻮاﺟﺴﻬﻢ ،وﺑﻌﺪ ﺗﺴﻌﺔ أﻳﺎم ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ،ﻛﺎن اﻟﻔﻀﻮل ﻳﻠﺘﻬﻢ ﻗﻠﺐ ﺟﺎﺑﺮ ،وﻫﻮ ﻳﺨﺒﺮ ﻧﻔﺴﻪ» :ﺛﻤﺔ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻫﻨﺎك ﻓﻲ ﺣﻔﺮة ﻫﺬا )اﻟﻤﻠﻌﻮن( ،ﺛﻤﺔ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻳﻔﻮﺗﻨﻲ«. ﻛﺎﻧﺖ رﺻﺎﺻﺔ اﻟﺤﻔﺮة اﻟﻌﺒﺜﻴﺔ ،ﻗﺪ اﺧﺘﺮﻗﺖ ﻗﻠﺐ ﺟﺎﺑﺮ ﺣﺘﻰ اﻟﻨﺨﺎع ..ذﻫﺐ ﻹﺑﺮاﻫﻴﻢ وﻗﺪم ﻋﺮﺿﻪ» :ﺳﺄﺷﺘﺮي اﻟﺒﻴﺖ« ..ﺗﻤ ّﻨﻊ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﺣﺘﻰ وﺟﺪ اﻟﺒﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﺟﺎﺑﺮ ،وﻳﺪه اﻟﻀﺨﻤﺔ ،ﺗﻤﺘﺪ ﻟﺘﺴﺤﺐ اﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ذات اﻟﺮوﺣﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ.. أدرك إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﻧﻪ ﻗﺪ وﺻﻞ إﻟﻰ ﻣﺮاده ..ﻃﻠﺐ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻳﺠﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ أﺷﻴﺎءه ..اﺗﻔﻖ اﻟﻄﺮﻓﺎن ،وﻣﻘﺎﺑﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﺟﻨﻴﻬﺎ ،وﺳﺘﺔ وﺧﻤﺴﻴﻦ ﻗﺮﺷﺎً ،أﺻﺒﺢ اﻟﺒﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ ﺣﻔﺮة ﻣﻦ ﺟﺎﺑﺮ ،وﺑﺪأ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻳﻀﻊ ﻟﻤﺴﺎﺗﻪ اﻷﺧﻴﺮة. ﻳﻘﻮل ﺟﺎﺑﺮ» :ﻟﻢ ﻳﺮه أﺣﺪ ﺳﻮى ﻃﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ،وﻫﻮ ﻳﺪﻓﻦ أﺷﻴﺎء ﻓﻲ اﻷرض ..ﻛﺎن ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺎﻟﺴﺎﻋﺔ واﻟﺴﺎﻋﺘﻴﻦ أﻣﺎم اﻟﺤﻔﺮة ﻟﻴﺘﻤﺘﻢ ﺛﻢ ﻳﺪﻟﻲ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﺪه ﺑﺤﺒﻞ ..ﺣﺘﻰ رﺣﻞ »اﺑﻦ ﻧ ّﻌﻮم« ،وﻗﺪ ردم اﻟﺤﻔﺮة ،وﺿﻴﻊ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ أﺻﻼً ،ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ ،وﺣﻴﻦ ﺑﺪأت اﻟﺤﻔﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻛﺎن اﻟﻔﻴﻀﺎن اﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻳﻐﺮق اﻷرض«. ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ،ﻳﺠﻠﺲ ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺻﻴﺔ اﻟﺸﺎرع ،وﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺒﻴﺖ اﻟﺬي ﺗﻐﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮا ً »:ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ،ﺑﺪور ﻋﻠﻰ ﻛﻨﺰ ﻛﻨﺖ ﺑﺪوس ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺠﺰﻣﺘﻲ ﻛﻞ ﻳﻮم« *ﺷﺎﻋﺮ وﺻﺤﺎﻓﻲ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ
ĸİċ ĊŹň
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
87
ĸİċ ĊŹň
ﻣﺎذا ﻓﻌﻞ اﻟﻴﻬﻮدي اﻟﺴﺤﺎر؟ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ّ ĕŵĥĩŨ İũĨĉ
ﻛﺎن
ﻧﺤﻴﻔﺎً ﻣﺤﻨﻲ اﻟﻈﻬﺮ ،ﻣﻘﻮس اﻷﻧﻒ ،ﺟﺎﺣﻆ اﻟﻨﻈﺮات، ﺧﺎرج ﻟﺘﻮه ﻣﻦ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺮاث ،وﺑﺠﻮاره ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﻠﺘﺒﺲ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ ٌ ﻋﻦ »اﻟﻴﻬﻮدي«. ﻳﻘﻮﻟﻮن إن إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻧ ّﻌﻮم ،ﻛﺎن آﺧﺮ ﺳﻼﺳﺔ اﻟﻴﻬﻮد ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪة، ﻋﻠﻤﻪ أﺑﻮاه اﻟﺘﻮراة واﻟﻘﺮآن واﻻﻧﺠﻴﻞ ،وﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻠﻴﻞ – ﻳﻘﻮل اﻟﻨﺎس – إن اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻳﻌﻜﻔﺎن ﻣﻊ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﻚ ﺷﻔﺮات »ﻛﻨﺰ اﻟﻨﺒﻲ ﻳﻮﺳﻒ« ﻋﺒﺮ ﺗﻤﺎﺋﻢ ﺣﻤﻠﻮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻦ إﻟﻰ »اﻟﻤﺤﺮوﺳﺔ«. ﻗﺒﻞ ﻣﺎﺋﺔ وﺧﻤﺴﺔ وﺳﺒﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ،ﺧﺮﺟﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻳﻬﻮدﻳﺔ ،ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ أب ﻳﺪﻋﻰ ﺳﻤﻌﺎن ﻣﻦ ﻧﺴﻞ اﻟﺤﺎﺧﺎم ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺸﺒﻴﺰي ،وأم ﻣﻦ ﺑﻴﺖ »ذﻣﺎري« اﻟﻴﻤﻨﻲ ،وﺛﻼﺛﺔ أﻃﻔﺎل: راﺣﻴﻞ وﺳﺎﻣﺮ وﻧ ّﻌﻮم ،ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻳﻬﻮدﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮة ،ﻛﺎن ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺣﻠﻢ، وﻓﻲ ﻳﺪﻫﺎ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﻌﻮد ﻟﻠﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ،ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺗﺎﺑﻮت اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﻓﻘﺪه ﻣﻮﺳﻰ. ﺧﺮﺟﺖ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ – ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﻮل اﻟﺮواﻳﺔ -ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﺮﻋﺐ اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ،إﻟﻰ ﻣﺮﻛﺐ ﺻﻐﻴﺮ أﻗﻠﻬﻢ ﻋﺒﺮ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ إﻟﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﺼﺮ ،ﻟﻴﺼﻠﻮا إﻟﻰ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺳﻮﻫﺎج ،ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻘﺎﻟﺘﻪ ،وﻣﻨﻪ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺎل ،ﺣﻴﺚ ﺣﻄﺖ ﺑﻬﻢ اﻟﺮﺣﺎل ﺑﺠﻮار ﺑﺤﻴﺮة ﻗﺎرون ﺑﺎﻟﻔﻴﻮم، ﻓﺒﻨﻰ اﻷب ﻛﻮﺧﺎً ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ،وﻓﻘﺪت اﻷﺳﺮة ﻓﻲ رﺣﻠﺘﻬﺎ ،وﻟﻴﺪﻫﺎ ﺳﺎﻣﺮ اﻟﺬي ﻗﻀﻰ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮض ﻋﺠﻴﺐ ،ﺣﺎول اﻷب ﻣﺪاوﺗﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮاﺗﻴﻞ، ﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﻔﻦ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ اﻟﺼﺒﻲ. ﺗﻘﻮل اﻷﺳﻄﻮرة ،إن اﻟﻴﻬﻮد اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎءوا ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ اﻟﻜﻨﺰ ،ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮا – ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻷﻣﺮ -إﻟﻰ »دار اﻟﺮﻣﺎد« ..اﻟﺤﻲ /اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﺋﻦ وﺳﻂ اﻟﻔﻴﻮم اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻴﻦ إﻏﺮاءﻳﻦ ﻗﻮﻳﻴﻦ ،اﻷول ﻳﺨﺺ »ﻛﻨﺰ ﻗﺎرون« ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﻗﻴﻞ إن اﻟﺒﺤﻴﺮة اﺑﺘﻠﻌﺖ ﺧﺰاﺋﻨﻪ اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ،وﺑﻴﻦ ﻛﻨﺰ اﻟﻨﺒﻲ ﻳﻮﺳﻒ ،اﻟﺬي ﻳﻀﻢ – ﻓﻲ أﺣﺴﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ – ﻗﻠﻴﻼً ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺒﺮاﻧﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وﻋﺼﺎ ﻣﻮﺳﻰ ،وﺗﺎﺑﻮت
86
ȡķĘĭĽŨė ĢƀĚ ǝ žijŹŶƀŨė ŪŕŜ ėĵĘŬ
اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﺗﺎه ﻃﻮﻳﻼً ..ﻛﺎن اﻟﺨﻴﺎر ﺻﻌﺒﺎً ،ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎزﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﺮون ﻓﺮﻗﺎ ﻛﺒﻴﺮا ً ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻳﻮﺳﻒ واﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺮ ﻗﺎرون. ﺑﺨﻼف أﺳﺮ ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد ،ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﺸﺒﻴﺰي ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﺮوﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ..وﻗﺮر أن ﺛﻤﺔ ﻃﺮﻗﺎً ﻳﺠﺐ أن ﻳﺴﻴﺮ اﻟﻤﺮء ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻨﻬﺎﻳﺔ ..ﺣﺰم أﻣﺘﻌﺘﻪ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ،وﺳﺎر ﻣﻊ ﻣﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻟﻴﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻔﻴﻮم ،وﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ آﺧﺮ اﻟﺰاوﻳﺔ ،أﻣﺎم ﺣﻘﻞ ﺿﺨﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﻔﻴﻀﺎن. ﻳﻘﻮل اﻟﺮاوي ،أن اﻟﻔﺮﺻﺔ ﺟﺎءت اﻟﺸﺒﻴﺰي ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎوات ﻣﺒﺎﺷﺮة، ﻓﻔﻲ أﻏﺴﻄﺲ )ﻣﻮﻋﺪ اﻟﻔﻴﻀﺎن( ،ﻛﺎن اﻟﺸﺒﻴﺰي ،ﻳﺴﺘﺮﺟﻊ ﺗﺎرﻳﺨﻪ ﻛﺮﺟﻞ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻟﺤﺴﺎب ،وﺷﻴﺌﺎً ﻣﺎ ﻋﻦ ﻋﻼج اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ..وﺣﻴﻦ أﺗﻰ اﻟﻔﻴﻀﺎن ،ﻫﺮع اﻟﻨﺎس إﻟﻰ اﻟﺨﻼء واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻠﻮن اﻟﻨﻬﺮ ﺑﻠﻮن اﻟﺪم اﻟﻤﺘﺨﺜﺮ ،ﻟﻴﺠﺪ اﻟﺸﺒﻴﺰي ﻧﻔﺴﻪ ،ﻣﺤﻂ أﻧﻈﺎر أﺣﺪ أﻫﻢ رﺟﺎل اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻴﻮم ﻛﻠﻬﺎ.. ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﻜﺎﺷﻒ. ﻛﺎن اﻟﻜﺎﺷﻒ ،ﻣﻨﺪوﺑﺎً ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺔ وﻧﻔﻮذ وﺻﻠﻒ ..رﺟﻞ ﺷﺮﻛﺴﻲ ،أﺣﻤﺮ اﻟﺨﺪﻳﻦ ،ﻳﻜﺮه اﻟﻨﺎس ،وﻳﺘﺒﺎدل ﻣﻌﻬﻢ اﻟﻌﺬاب واﻟﻤﺮاوﻏﺔ ..ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻔﻴﻀﺎن ،ﻛﺎن اﻟﻜﺎﺷﻒ )وﻫﻮ اﻟﻤﺴﺆول اﻟﻤﻴﺪاﻧﻲ ﻋﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ( ،ﻗﺪ اﺷﺘﺮى ﻟﺰوﺟﺘﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﻫﺪﻳﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺄن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ وﺻﺎﻻً ﻃﺎل اﻧﺘﻈﺎره ،وورﻳﺜﺎً ﻓﺸﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ أرﺣﺎم ﺳﺖ ﻧﺴﺎء ﺗﺰوج ﺑﻬﻦ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺒﻠﻎ ﻋﻤﺮه وﻗﺖ اﻟﻔﻴﻀﺎن ،اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ واﻟﺴﺘﻴﻦ. ﻫﺪﻳﺔ اﻟﻜﺎﺷﻒ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻐﻠﺔ ﺷﺎﻣﻴﺔ ،ﻣﺒﺮﻗﺸﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻲ اﻟﻈﻬﺮ واﻟﺒﻄﻦ ،ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻮﺣﻤﺎت اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ..ﻛﺎﻧﺖ »ﺑﻐﻠﺔ« ﻧﺎدرة، اﻋﺘﺒﺮﻫﺎ اﻟﻔﻼﺣﻮن »ﻣﻬﺮ اﻟﻌﻴﻞ« ،واﻋﺘﺒﺮﻫﺎ اﻟﻜﺎﺷﻒ ﺗﻘﺮﺑﺎً وزﻟﻔﻰ ﻟﺰوﺟﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺧﺼﺘﻪ ﺑﻬﺎ اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ.
وﺟﻬﺔ ﺳﻔﺮ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ،ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ،ﻟﻮ أﺑﻠﻴﺖ ﺑﻼء ﺣﺴﻨﺎ ﻓﻲ أﻣﺴﻴﺔ ﻣﺎ ﻓﻠﻦ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻦ زﻣﻼﺋﻚ اﻟﺸﻌﺮاء ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ إﻳﻤﺎءة ﺑﺎﻟﺮأس، ﻫﻨﺎ ﻻ ﺿﻐﺎﺋﻦ ،وﻻ ﺣﺴﺎﺳﻴﺎت ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ،ﻳﻌﺘﺒﺮون ﻧﺠﺎﺣﻚ رﻓﺪا ﻟﻨﺠﺎﺣﺎﺗﻬﻢ ،ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ أن اﻛﺘﺸﻔﺖ أن ﻫﺬا ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ،أن ﻳﺘﺒﺎدﻟﻮا اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﺷﺎﻋﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﺒﻠﻮﺟﺮاﻓﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﻃﺒﻌﻬﺎ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻛﺴﺮت ﻗﺮاءﺗﻲ ﻛﻞ اﻟﺤﻮاﺟﺰ ﺑﻴﻨﻨﺎ، اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﻬﺎ اﺧﺘﻼف اﻟﻠﺴﺎن ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﺻﺮﻧﺎ ﻧﺘﺒﺎدل اﻟﻨﻜﺎت، واﻛﺘﺸﻔﺖ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻌﺮف اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺨﺠﻞ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻪ أﻧﻬﺎ ﺳﻴﺌﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻔﺘﺢ ﺣﻮارات ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺘﺎرﻳﺦ ،واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ أﻳﻀﺎ ،ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻨﺪﻫﺸﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻲ أﻋﺮف أﺳﻤﺎء ﺑﻌﺾ ﻣﺪن ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ ،اﻧﺪﻫﺸﻮا أﻛﺜﺮ ﺣﻴﻨﻤﺎ أوﺿﺤﺖ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ اﻛﺘﺴﺒﺘﻬﺎ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ: اﻷرز ،واﻟﺴﻜﺮ ،وأﺳﻤﺎء اﻟﺒﻠﺪان ﻓﻲ أﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﻌﺮﻓﻮن أي ﺷﻲء ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺳﻮى »أﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ وﻟﻴﻠﺔ« ،وﺣﺘﻰ ﻫﺬه ،ﻗﺎم أﺣﺪﻫﻢ ﺑﻨﺴﺒﺘﻬﺎ ،وﻫﻮ اﻟﻜﻮﺳﺘﺎرﻳﻜﻲ »ﻛﺎرﻟﻮس« اﻟﺬي راﻓﻘﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺴﻴﻜﻮ ﺳﻴﺘﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،إﻟﻰ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ ،أوﺿﺤﺖ ﻟﻪ ﺧﻄﺄ ﻇﻨﻪ، ﺣﺎول ﻛﺜﻴﺮا أن ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻲ اﻟﻌﻜﺲ ،ﻟﻜﻨﻪ اﻛﺘﺸﻒ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻌﺘﻤﺪا ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺪر وﺣﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ،وﻛﺎن ﻣﺼﺪرا ﻣﺠﻬﻮﻻ ﻛﺬﻟﻚ. ﺟﻨﻮن اﻟﺸﻌﺮ وﻛﺮة اﻟﻘﺪم!
ﻻ ﻳﻀﺎﻫﻲ ﺟﻨﻮن اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ إﻻ ﺟﻨﻮن ﻛﺮة اﻟﻘﺪم ﻫﻨﺎك ،ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﺴﺎﻣﻮرا -ﻣﻴﺘﺸﻮاﻛﺎن أﺛﻨﺎء إﻗﺎﻣﺔ ﻛﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﺒﺮازﻳﻞ ،ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﺬي وﺻﻠﺖ ﻓﻴﻪ إﻟﻰ ﻣﻜﺴﻴﻜﻮ ﺳﻴﺘﻲ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﺎراة اﻟﻜﺮة ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ واﻟﺒﺮازﻳﻞ ،ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻫﻨﺎك وﺿﻌﻮا ﺷﺎﺷﺎت ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻤﺒﺎرة ،ﻟﻢ أﺳﻤﻊ أﺻﻮات زﺋﻴﺮ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺸﻮد اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎن ،ﺻﺮاخ ﻣﻬﻮل ﻛﺎن ﻳﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻞ دﻗﻴﻘﺘﻴﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،ﻇﻨﻨﺖ ،وأﻧﺎ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﺗﺠﻮﻟﺖ ﺑﻲ ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،أن اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ ﻗﺪ ﻫﺰﻣﺖ اﻟﺒﺮازﻳﻞ ﺑﻌﺸﺮة أﻫﺪاف ،ﺣﻴﻨﻤﺎ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺠﻮﻟﺔ ﺳﺄل ﺻﺪﻳﻘﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻲ اﻟﺬي راﻓﻘﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﻮﻟﺔ »دﻳﻴﺠﻮ« ﻋﻦ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،أﺧﺒﺮﻧﻲ أﻧﻬﺎ ﺻﻔﺮ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺻﻔﺮ!! اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻧﺘﻬﺖ ﺑﻌﺪ أن زرﻧﺎ اﻟﻤﺘﺤﻒ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،اﻟﺬي ﻟﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ اﻟﺘﺠﻮل ﻓﻲ أﻗﺴﺎﻣﻪ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﺳﻴﺤﺘﺎج ﻣﻨﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ،أﺿﺨﻢ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﺘﻲ زرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،وﺿﻌﻮا ﻓﻴﻪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ
85
ﻣﻨﺬ ﺑﺪء اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ. رﺑﻤﺎ ﻟﻢ أﻛﺘﻒ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺒﻼد اﻟﺪاﻓﺌﺔ ،ورﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻳﺎم ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﺑﻠﺪ ﻏﺮﻳﺐ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺟﺪا ﻟﻜﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺪفء اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﻴﻄﻚ ﻣﻦ ﻛﻞ اﺗﺠﺎه ،ﺗﻜﻔﻲ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ أن اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻠﻚ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻘﺎﻫﺮة ،ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻨﻮ ﻋﻠﻴﻚ و أﻧﺖ ﺗﺴﻴﺮ ﺗﺤﺖ ﺳﺤﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻮارع اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ ،ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ،ﻧﺘﻨﻔﺲ ﻧﻔﺲ اﻟﻬﻮاء، وﻧﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎوﻻﺗﻨﺎ اﻷﺑﺪﻳﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺮوح. * ' Ð' Û'3 . °
ĸŝļ ĞŶĨŸ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
85
وﺟﻬﺔ ﺳﻔﺮ
ﺑﺎﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺄﺟﺒﺖ ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ أﻧﻨﻲ ﻻ أﻋﺮف اﻷﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ،وﺟﺪت واﺣﺪة ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻘﺘﺮب ﻣﻨﻲ إﻟﻲ ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﻄﻼﻗﺔ ،ﻻ أﻋﺮف وﺗﺘﺤﺪث ّ إن ﻛﺎن أﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻗﺪ ﺟﺮب ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ إﺣﺴﺎس ﻋﺜﻮر اﻟﻐﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﻟﻮح ﻋﺮﻳﺾ ﻣﻦ اﻟﺨﺸﺐ ﻓﻲ ﻋﺮض اﻟﺒﺤﺮ؛ ذاك ﻛﺎن إﺣﺴﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ،إﻧﻬﺎ »ﺑﻴﻼر رودرﻳﺠﺲ أراﻧﺪا«، ﺷﺎﻋﺮة ﻣﻜﺴﻴﻜﻴﺔ ،ﺗﺸﺎرك ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن، وﺗﻌﻤﻞ ﻣﺘﺮﺟﻤﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎس ،ﺻﺮت ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻃﻔﻠﻬﺎ اﻟﺬي ﻻ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻤﻜﺎن دون أن ﺗﺼﻄﺤﺒﻪ. ﻣﺴﺘﺮ إﻛﺲ ﻳﻌﻨﻔﻨﺎ!
إﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣﺘﻌﺜﺮة ،وﻓﻬﻤﺖ أﻧﻬﺎ اﻋﺘﻘﺪت أﻧﻨﻲ ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات ،ﻓﻄﺒﻌﺖ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻛﻠﻔﺘﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،وﺧﺎب أﻣﻠﻬﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ أوﺿﺤﺖ ﻟﻬﺎ اﻟﺨﻄﺄ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺣﺎوﻟﺖ ﺟﺎﻫﺪا أن أﺷﻜﺮ ﻟﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻠﻔﺘﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮاﻓﻘﺘﻨﺎ ﻟﻠﻨﺪوة ،ﻗﻤﺖ اﻟﻤﻜﺴﻴﻜﻴﻮن ﻻ ﺣﻴﻨﻤﺎ وﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﺑﺈﺟﺮاء ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺑﺴﻴﻂ ﻋﻠﻰ أﻟﻮان اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻋﻠﻢ ﻣﺼﺮ، ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻦ اﻟﺮوح ﺑﻌﺪ أن ﻃﺒﻌﻮا ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻧﺴﺮا ذﻫﺒﻴﺎ ﺗﻮﺳﻂ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ :اﻵن ﺻﺎر أﻓﻀﻞ ،رﻏﻢ أن ﻣﺼﺮ واﻹﻣﺎرات ﺑﻠﺪ واﺣﺪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻫﻜﺬا ﺣﻴﺚ اﻟﻄﻴﺒﺔ ،واﻟﻤﺰاج أﻛﺜﺮ دﻗﺔ.
اﻟﻤﺮح ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اcﺣﻴﺎن،
ﻓﻲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎن اﻓﺘﺘﺎح اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،واﻻﺣﺘﻮاء اQﻧﺴﺎﻧﻲ
ﺟﻤﻊ ﻏﻔﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﺒﻨﻰ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ووزﻳﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ »ﻣﻴﺘﺸﻮاﻛﺎن«، وﻣﺪﻳﺮ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن »روﺑﺮﺗﻮ رﻳﺰﻳﻨﺪس« ،ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺪﻣﺚ ،اﻟﺬي أﺳﻤﻴﻨﺎه أﻧﺎ و»ﺑﻴﻼر«: »ﻣﺴﺘﺮ إﻛﺲ« ،ﺣﻴﺚ ﻋ ّﻨﻔﻨﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﻟﻜﻮﻧﻨﺎ ﻧﺘﺮك اﻷﻣﺴﻴﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺮأ ﻓﻴﻬﺎ أﻗﺮاﻧﻨﺎ ﻟﻜﻲ ﻧﺠﺮي ﺣﻮارات ﺻﺤﻔﻴﺔ، ﺗﺼﺤﺒﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ »ﺑﻴﻼر« ﻟﺘﺘﺮﺟﻢ ﺑﻴﻨﻲ و ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺤﺎورﻳﻦ ،ﻛﺎن ﻳﻈﻬﺮ ﻓﺠﺄة ،رﻏﻢ ﻣﺤﺎوﻻﺗﻨﺎ اﻟﺪءوﺑﺔ ﻟﻼﺧﺘﺒﺎء ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﻤﻜﺎن! اﻧﻄﻠﻘﻨﺎ ﺑﻌﺪ اﻻﻓﺘﺘﺎح إﻟﻰ ﻣﺪرﺳﺔ » «......ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﻤﻮﻋﺪ ﻟﻠﻘﺮاءة اﻷوﻟﻰ، ﻳﺸﺘﺮك ﻣﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﻠﺴﺔ »ﺑﻴﻼر« وﺷﺎﻋﺮ ﻣﻜﺴﻴﻜﻲ آﺧﺮ ﻫﻮ »ﺳﻴﺰار ﺟﻮﻧﺴﺎﻟﻴﺲ ﺑﻮﻧﻴّﺎ«. Țﺳﺘﻘﺒﻠﻮﻧﻲ ﺑﻌﻠﻢ اQﻣﺎرات
ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،ﺑﻌﺪ أن اﻧﺘﻬﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻻﻓﺘﺘﺎح ﺑﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أﻓﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻮى ﻣﺎ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﻟﻲ »ﺑﻴﻼر« ،وﻛﺎن أﺟﺰاء ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ وزﻳﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺸﻌﺮ ،وﺟﺪواه ،وﺟﺪت ﻓﺘﺎة ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻠﻢ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة و ﺗﻘﺘﺮب ﻣﻨﻲ ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ ،ﺑﺎدﻟﺘﻬﺎ ﺑﺴﻤﺔ ﻣﻨﺪﻫﺸﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﺘﺮك ﺳﻮاي ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،ﻓﻤﻦ أﻳﻦ أﺗﻰ ﻋﻠﻢ اﻹﻣﺎرات؟ وﺟﺪﺗﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪث
84
ùùŦƀĽťŭŨė ǝ
أﻏﻨﻰ ﺷﺎﻋﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎن!
ﺗﺤﺐ »ﺳﺎﻣﻮرا« اﻟﺸﱢ ﻌﺮ ،وﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﻪ ،وأﻧﺎ ﺷﺎﻋﺮ ،ذﻫﺒﺖ ﻷﻗﺮأ ﻗﺼﺎﺋﺪي ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، وﺗﻠﻘﻴﻬﺎ ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮة اﻟﻤﻜﺴﻴﻜﻴﺔ »ﺑﻴﻼر« ﺑﺎﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ..أﻣﺎﻣﻨﺎ ﺟﻤﻬﻮر ﻏﻔﻴﺮ، ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ،ﻓﻲ ﺛﺎﻧﻲ ﺟﻠﺴﺔ أﺷﺘﺮك ﻓﻴﻬﺎ ،اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻟﺼﻮﺗﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺪفء» ،ﺑﻴﻼر« أﻳﻀﺎ ﺗﻘﺮأ ﺑﺸﻜﻞ راﺋﻊ ،ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﺪرﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺮأ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﻃﻠﺒﻮا ﻣﻨﻲ ﻋﺪة ﻧﺴﺦ ﻟﻜﻲ ﻳﻀﻌﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﻮازي ﻟﻸﻣﺴﻴﺎت ،ﻟﻢ أﻋﺮف أﻧﻬﻢ ﻳﺒﻴﻌﻮﻧﻬﺎ ﻟﺼﺎﻟﺤﻨﺎ ،و ﻳﻌﻄﻮﻧﻨﺎ اﻟﺜﻤﻦ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﻤﻌﺮض، ﻛﺎﻧﺖ »ﺑﻴﻼر« ﻗﺪ ﺣﺪدت اﻟﺴﻌﺮ؛ ﺛﻤﺎﻧﻮن ﺑﻴﺴﻮ ﻟﻜﻞ ﻧﺴﺨﺔ ،ﺑﻌﺪ أن اﻧﺘﻬﺖ اﻷﻣﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﺮﻛﺖ ﺑﻬﺎ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻷﺧﻴﺮة ﻟﻬﺬا اﻟﻴﻮم، وﺟﺪت »ﺑﻴﻼر« ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ أرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺑﻴﺴﻮ .اﺷﺘﺮوا اﻟﻨﺴﺦ اﻟﺨﻤﺲ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺘﻬﺎ ،ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ »أﻧﺖ اﻵن أﻏﻨﻰ ﺷﺎﻋﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎن ،وﻛﺘﺎﺑﻚ ﻛﺎن اﻷﻏﻠﻰ ﻛﺬﻟﻚ«.
دﻓﺎﻋ ًﺎ ﻋﻦ أﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ وﻟﻴﻠﺔ!
ﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻀﺮﻫﺎ ﻛﻞ ﺷﻌﺮاء اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، اﻧﻜﺴﺮت ﻛﻞ اﻟﺤﻮاﺟﺰ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻬﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،اﻋﺘﺪت ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﻴﻮﻣﻴﻦ أن أوﻗّﻊ »أوﺗﻮﺟﺮاﻓﺎت« ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ واﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﻌﺎدي ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﺪأت ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻮﻗﻴﻌﺎت أﺧﺮى ﻟﻠﺸﻌﺮاء أﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻣﻌﺘﺎدا
وﺟﻬﺔ ﺳﻔﺮ
ﺧﺮﺟﺖ ﻷﺗﺠﻮل ﻓﻲ ﻃﺮﻗﺎﺗﻬﺎ وﺣﺪي ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ،ﻣﺤﺎوﻻت ﻛﺜﻴﺮة ﻹﻓﻬﺎم اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻣﺘﺠﺮ اﻹﻟﻴﻜﺘﺮوﻧﻴﺎت أﻧﻨﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ أداة ﻟﺘﻮﺻﻴﻞ ﺷﺎﺣﻦ أﺟﻬﺰﺗﻲ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺑﻤﺪﺧﻞ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء اﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻛﻠﻴﺎ ﻋﻦ ﺷﻜﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ،ﻧﺠﺤﺖ أﺧﻴﺮا ،وﻣﻀﻴﺖ ﻷﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻬﻰ »ﻛﺎﻓﻴﺘﻴﺮا ﻣﺎدﻳﺮا« ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ »ﻻ ﺑﻼﺳﺎ« ، أﻣﻀﻴﺖ ﺳﺎﻋﺎت ﻫﻨﺎك أﺗﺎﺑﻊ اﻟﻮﺟﻮه ،واﻷﺻﻮات ،دون أن أﻓﻬﻢ ﺣﺮﻓﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺷﺮﺑﺖ اﻟﻘﻬﻮة ،و ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻃﻌﺎم اﻟﻐﺪاء.
ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻠﻴﻞ ،أردت ﺳﺆال أي ﺷﺨﺺ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ وﺻﻮﻟﻲ ﻟﻠﻔﻨﺪق ،وﻫﻞ ﻫﺬا اﻟﻔﻨﺪق اﻟﺬي أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﺑﺎﺳﻤﻪ إدارة اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﻫﻮ ﻓﻨﺪق ﻣﻌﺮوف ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،أم ﻻ؟ ﺳﺄﻟﺖ ﺷﺨﺼﺎ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ،ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﻟﻐﺘﻲ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ،ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﻫﺎﺗﻔﻲ اﻟﻠﻮﺣﻲ وﺑﺪأت رﺣﻠﺔ أﺧﺮى داﺧﻞ أروﻗﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ،ذﻫﺒﺖ إﻟﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﺟﻮﺟﻞ ﻟﻠﺘﺮﺟﻤﺔ ،وﻛﺘﺒﺖ اﻟﺴﺆال ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ إﻟﻰ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ وأرﻳﺘﻪ إﻳﺎه ،ﺑﺪأ ﺣﻮار ﻃﻮﻳﻞ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻪ ﻋﺒﺮ ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ!! أﺳﻔﺮ ذﻟﻚ ﻋﻦ أﻧﻪ ﻗﺎدﻧﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﺳﻴﺎرات اﻟﺘﺎﻛﺴﻲ وأﻋﻄﻰ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﻨﻮان وﺳﻠّﻢ ّ ﻋﻠﻲ ﻃﻔﻞ )ﺑﻴﻼر رودرﻳﺠﺲ أراﻧﺪا( ﺛﻢ ﻣﻀﻰ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺗﺤﺖ زﺧﺎت اﻟﻤﻄﺮ اﻟﺨﻔﻴﻒ» .ﺟﻮﺟﻞ« أﻳﻬﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﺪت إﻟﻰ اﻟﻔﻨﺪق ﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل إن ﻛﺎن أﺣﺪ ﻗﺪ اﻟﻌﺒﻘﺮي ..ﻛﻢ أﻧﺖ راﺋﻊ!! ﺳﺄل ﻋﻨﻲ ،ﻓﺄﺟﺎﺑﻮا ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ أﺧﺒﺮوﻧﻲ أن أﺣﺪ اﻟﺸﻌﺮاء ،ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻮاﺋﺢ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،ﺳﻴﻘﺎﺳﻤﻨﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ،و أﻧﻪ وﺻﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ووﺿﻊ أﺷﻴﺎءه ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ،ﻓﻄﻠﺒﺖ ﺗﻐﻴﻴﺮﻫﺎ ﻣﺘﺤﻤﻼ اﻟﻔﺎرق اﻟﻤﺎدي ،ﻓﻄﻠﺒﻮا ﻓﻮاﻛﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺑﺎت )اﻟﺒﻄﺎﻃﺎ( »ﺳﺎﻣﻮرا« ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﺎدﺋﺔ ،ﻧﺎﻋﻤﺔ ،ﺗﺤﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺎء ،ﺗﺘﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻲ اﻟﻨﻘﻮد ،دﻓﻌﺖ ﺣﻮاﻟﻲ أﻟﻒ وﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ »ﺑﻴﺴﻮ« ،ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل أﻟﻔﺎ ﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ ﻋﺮﺑﺎت ﺗﺸﺒﻪ ﻋﺮﺑﺎت اﻟﺒﻄﺎﻃﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻫﻨﺎك ﻳﺒﻴﻌﻮن وأرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺟﻨﻴﻪ ﻣﺼﺮي ،واﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ، ﺧﻠﻴﻄﺎ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ اﻟﻔﻮاﻛﻪ اﻻﺳﺘﻮاﺋﻴﺔ ،وﺗﺤﺪﻫﺎ اﻟﺠﺒﺎل ﻣﻦ ﻛﻞ اﺗﺠﺎه ،دق اﻟﺒﺎب ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ،ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ أﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪوﻧﻨﻲ ﺑﺎﻷﺳﻔﻞ، وﺗﺘﺒﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺘﻬﺎ اﻟﻜﺎﺗﺪراﺋﻴﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وﻻ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ أﺑﺪا ﺣﻴﻨﻤﺎ ذﻫﺒﺖ وﺟﺪت اﻟﺸﻌﺮاء ﻗﺪ وﺻﻠﻮا ،واﻧﻔﺘﺤﺖ ﻋﻮاﻟﻢ أﺧﺮى؛ ﺻﺨﺐ ،وأﺻﻮات ﺗﺮﺣﻴﺐ ،أﺣﻀﺎن وﻗﺒﻼت ،وأﻧﺎ ﻣﻨﺰو ﻋﻠﻰ أرﻳﻜﺔ ﻋﻦ دﻳﺎﻧﺘﻚ ﻛﺬﻟﻚ! ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ ،ﺑﺪت ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻸﺷﺒﺎح ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ .أﺗﺎﺑﻊ اﻟﻤﺸﻬﺪ ،ﻻ أﺣﺪ ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ وﻻ أﻋﺮف أﺣﺪا أﻳﻀﺎ ،ﺳﺄﻟﻨﻲ أﺣﺪﻫﻢ
' Û Ù / Ù
'/Í3Ù
ĸŝļ ĞŶĨŸ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
83
وﺟﻬﺔ ﺳﻔﺮ
ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ.. اﻟﺴﻤﺎء واﺣﺪة ﺑﻄﻌﻢ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ŗĴļ įŵũĩŨ
ﺑﻤﺠﺮد أن ﺗﻄﺄ ﻗﺪﻣﺎك أرض ﻣﻄﺎر »ﺑﻴﻨﻴﺘﻮ ﺧﻮارﻳﺲ« ﺑﻤﻜﺴﻴﻜﻮ ﺳﻴﺘﻲ ﺳﻴﻨﺘﺎﺑﻚ ﺷﻌﻮر ﻏﺮﻳﺐ ،ﻓﺒﻌﺪ رﺣﻠﺔ ﻃﻴﺮان اﺳﺘﻐﺮﻗﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة ﺳﺎﻋﺔ ﺳﺘﺘﻮزع رﻏﺒﺎﺗﻚ ﺑﻴﻦ أﻣﺮﻳﻦ :اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺮاﺣﺔ، واﻻﻧﺴﻴﺎق وراء اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﻤﻠﺤﺔ ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف ﺗﻠﻚ اﻷرض اﻟﺒﻌﻴﺪة ،اﻟﻮﺟﻮه ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ،ﻟﻮن اﻟﺒﺸﺮة ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻌﻮر ،ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻼﻣﺢ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﻠﻴﺎ ،و ﻳﻘﻀﻲ اﺧﺘﻼف اﻟﻠﻐﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﺪﻳﻚ ﻣﻦ إﺣﺴﺎس ﺑﺎﻷﻟﻔﺔ ،إﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺘﻲ –ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻘﻬﺎ -ﻟﻢ ﺗﺴﻌﻒ ،ﻓﻼ أﺣﺪ ﻫﻨﺎك ﻳﺘﺤﺪﺛﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،ﻓﻘﻂ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ،وﺣﺘﻰ ﻫﺬه ﻟﻦ ﺗﺠﺪ ﺷﺒﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﺑﻴﻨﻬﺎ و ﺑﻴﻦ أﺳﺒﺎﻧﻴﺔ اﻷﺳﺒﺎن أﻧﻔﺴﻬﻢ! ﻳﻈﻞ ﻫﺬا ﻣﻼزﻣﺎ ﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺒﺪأ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﺷﺨﺎص ﻫﻨﺎك ،ﺗﻨﻜﺴﺮ ﻛﻞ اﻟﺤﻮاﺟﺰ وﻳﺸﻊ اﻟﺪفء اﻟﻤﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ أرواح اﻟﻤﻜﺴﻴﻜﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻦ اﻟﺮوح اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻄﻴﺒﺔ ،واﻟﻤﺰاج اﻟﻤﺮح ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ،واﻻﺣﺘﻮاء اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ.
82
ùùŦƀĽťŭŨė ǝ
ﻓﻲ ﺷﻮارع »ﻣﻜﺴﻴﻜﻮ ﺳﻴﺘﻲ« ﻳﺒﺪو ﻛﻞ ﺷﻲء ﻫﺎدﺋﺎ ،ﻣﺮﺗﺒﺎ ،ﻳﺴﻴﺮ وﻓﻖ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻛﻠﻴﺔ ،ﻛﺄن ﻳﺪا ﺧﻔﻴﺔ ﺗﺮﺗﺐ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺒﺸﺮ ،واﻟﺴﻴﺎرات ،رﻏﻢ أﻧﻬﺎ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﻤﺪن ازدﺣﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض ،ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺤﺎﻓﻼت ،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺎرم ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﻬﺪ. ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻃﺮﺗﻬﺎ ﺣﺎن وﻗﺖ ارﺗﻴﺎد آﻓﺎق اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺣﺎﻓﻠﺔ ،ﻟﻤﺪة ﺳﺖ ﺳﺎﻋﺎت أﺧﺮى ،ﻟﻢ أر اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻷن اﻟﻠﻴﻞ ﺣﺠﺐ اﻟﺮؤﻳﺔ، ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻓﻘﻂ أن اﻟﻄﻘﺲ اﻟﻤﺘﻘﻠﺐ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ أﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺮورة اﻟﻤﺸﻬﺪ، ﻓﻔﻲ ﺳﺎﻋﺎت اﻧﺘﻈﺎر ﺣﺎﻓﻠﺘﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺄﺧﺬﻧﻲ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ »ﺳﺎﻣﻮرا« اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﺑﺪأ اﻟﺮﻋﺪ ﻳﻀﺮب اﻟﺴﻤﺎء و أﻣﻮاج اﻟﺒﺮق ﺗﺘﻮاﻟﻰ ،وﻫﻄﻞ اﻟﻤﻄﺮ ﻏﺰﻳﺮا ،ﻗﻠﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ: ﻫﺬا اﻟﻄﻘﺲ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻪ ﻣﺜﻠﻲ! ﻗﺒﻞ دﻗﻴﻘﺘﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ﺗﻘﺘﺮب ﻣﻦ اﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ،واﻵن ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﺴﺖ ﻋﺸﺮة درﺟﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ اﻷرﺑﻌﻴﻦ ،ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ!! »ﺟﻮﺟﻞ« أﻳﻬﺎ اﻟﻌﺒﻘﺮي ..ﻛﻢ أﻧﺖ راﺋﻊ!!
ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻛﺎن ﻣﺎ ﻳﻘﻠﻘﻨﻲ أن ﻣﻮﻋﺪ وﺻﻮﻟﻲ ﺳﻴﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻓﺠﺮا ﺑﺘﻮﻗﻴﺖ اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ ،اﻷﺻﺪﻗﺎء ﺣﺬروﻧﻲ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﻤﻀﻄﺮﺑﺔ،
ارﺗﻴﺎد اwﻓﺎق
أرﺻﻔﺘﻪ اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ،وأن أدﻟﻒ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أزﻗﺘﻪ ،وأﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ أرﻛﺎﻧﻪ ،وﻟﻢ أﺟﺪ ﺑﺪا ً ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ دار ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻬﺠﻮرة ﻷﺗﺄﻣﻞ ﻛﻮز اﻟﻤﺎء ﻓﻲ أﺣﺪ زواﻳﺎﻫﺎ ،وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺒﻨﺎء ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﻷﻧﺘﻬﺰ ﻋﺪم اﻧﺘﺒﺎه اﻟﺴﺎﺑﻠﺔ ﻓﺄﻛﺘﺐ اﺳﻤﻲ ﺑﺎﻟﻔﺤﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺪاره اﻟﺨﺎرﺟﻲ! ﺛﻢ أﻣﺮ ﺑـﻤﺴﺠﺪ ﺗﺤﻮل إﻟﻰ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻷﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻃﺎﻟﺒﻲ اﻟﺼﺪﻗﺎت! وأذﻫﺐ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻖ ﻗﻠﻴﻼً ﻓﺘﺪﻫﺸﻨﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑﻨﺎء اﻟﺒﻴﻮت وﺣﺪاﺋﻘﻬﺎ وأﺳﻴﺠﺘﻬﺎ ،واﻷﻛﺜﺮ إدﻫﺎﺷﺎً ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺘﻨﺎﻫﻰ إﻟﻰ ﺳﻤﻌﻲ ﻣﻦ أﻧﻐﺎم ﻋﻠﻰ آﻻت اﻟﻄﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻋﺒﺮ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ّ واﻟﻤﺤﺎل ﻓﺄﺳﺘﻘﺼﻲ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ ﻓﺄﻗﻒ أﻣﺎم ﻧﻮاﻓﺬﻫﺎ أو أدﺧﻞ اﻟﺒﻴﻮت ﻷﻛﺘﺸﻒ ﻫﺬا اﻟﺴﺤﺮ ﺣﻴﺜﻤﺎ أﺟﺪ ﺑﺎﺑﺎً ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﺑﻔﻀﻮ ٍل ﺷﺪﻳﺪ ،ﻓﻬﺬه ﻓﺮﺻﺔ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺘﻜﺮر ،ﻓﺄﻃﻴﻞ اﻟﻨﻈﺮ واﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ اﻟﻤﺰاﻫﺮ وآﻻت اﻟﻌﺰف اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻳﺰال اﻟﺤﺮﻓﻴﻮن ﻳﻘﺒﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ،واﻟﻌﺎزﻓﻮن ﻳﻮﻗﻌﻮن ﻋﻠﻰ أوﺗﺎرﻫﺎ ،وأﻛﺘﺸﻒ ﻣﺼﻨﻌﺎً ﻣﻦ ﻣﺼﺎﻧﻌﻬﺎ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. أﻋﺠﺒﻨﻲ ﺗﺼﺮف اﻷﺳﺒﺎن وﻫﻢ ﻳﺤﺎﻓﻈﻮن ﻋﻠﻰ اﻵﺛﺎر ،ﻓﻴﺤﺘﻔﻈﻮن ﺑﺼﺪق أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،وﻳﺠﻨﻮن ﻣﻦ وراء ذﻟﻚ أﻳﻀﺎً اﻗﺘﺼﺎدا ً ﻣﺘﻴﻨﺎً ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺋﺤﻴﻦ واﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ ﺳﻨﻮﻳﺎً ،وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﺣﺮﺻﻬﻢ واﻋﺘﻨﺎؤﻫﻢ ﺑﻬﺎ أن أﺑﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎزل واﻟﻘﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ أﺳﻴﺠﺔ وأﺑﻮاب ﻛﻤﺎ ﻫﻲ وأﺗﻤﻮا اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻣﺰﻳﺠﺎً ﻣﻦ ﺑﻨﺎءﻳﻦ ﻗﺪﻳﻢ وﺣﺪﻳﺚ .وﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪت ﻫﺬا ﻓﻲ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ وﻗﺮﻃﺒﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﺑﻘﺎء آﺛﺎر اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ وﻣﺎ ﻣﻜﺘﻮب ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ آﻳﺎت ﻗﺮآﻧﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺪن اﻟﻤﺘﺒﺎﻋﺪة، إﻟﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻣﻦ وﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﺗﻮاﻗﺎً ﻷن أﺗﺮﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻨﺎﻫﻰ ﱠ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ﻷﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ وأﺗﻔﺤﺼﻪ وأﺳﺘﺤﻀﺮ أﻳﺎﻣﻪ اﻟﺨﻮاﻟﻲ. ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ وأﻧﺎ أﺗﺠﻮل ﻓﻲ »ﺣﻲ اﻟﺒﻴﺎزﻳﻦ« ﺗﺰﻳﻴﻦ واﺟﻬﺎت ﻣﻨﺎزﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﺤﻮن اﻟﺨﺰﻓﻴﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮة اﻟﻤﻠﻮﻧﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻴﺴﺘﺤﻴﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﺰل إﻟﻰ ﻣﺮأى ﻳﺴﺮ اﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ اﻟﺴﺎﺑﻠﺔ ،وﻳﻜﺎد ﻳﻤﺘﺎز ﻛﻞ ﻣﻨﺰل ﻋﻦ ﺳﻮاه ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺰﻳﻦ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺤﻮن. وﻓﻲ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ ﻻﺑﺪ ﻟﻠﺴﺎﺋﺢ ﻣﻦ أن ﻳﺤﻀﺮ ﻋﺮﺿﺎً ﻟﻠﺮﻗﺺ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻷﺳﺒﺎﻧﻲ »ﻓﻼﻣﻨﻜﻮ« اﻟﺬي ﺧﺼﺼﺖ ﺗﺸﺘﻬﺮ ﺑﻪ ﻫﺬه اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺴﺎﺣﺮة ،وﻗﺪ ُ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺴﻚ ﺧﺘﺎم اﻟﺮﺣﻠﺔ إﻟﻴﻬﺎ ،ﺗﻠﻴﻬﺎ رﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ »ﻣﺎﻟﻘﺔ« Malagaﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح اﻟﺘﺎﻟﻲ.
ﻳﻮم ﻣﺎﻟﻘﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء
ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ اﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ اﻟﻤﻠﻮﻧﺔ اﻷﻧﻴﻘﺔ ذات اﻟﺪورﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎﻟﻘﺔ ،واﺟﻬﺘﻨﻲ ﺷﻮارﻋﻬﺎ اﻟﻤﻜﺘﻈﺔ ﺑﺄﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﺰﻳﻨﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻮرﻗﻴﺔ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﺖ ﻣﻮﻇﻔﺔ اﺳﺘﻌﻼﻣﺎت اﻟﻔﻨﺪق أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﺑﺄن ﻫﺬا اﻟﻴﻮم ﻫﻮ ﻳﻮم ﻣﺎﻟﻘﺔ ،ﺛﻢ ﻋﺮﻓﺖ أن ﻛﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ إﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻳﻮم ﺳﻨﻮي ﻣﻌﻠﻮم ﺗﺤﺘﻔﻞ ﻓﻴﻪ. رﺗﺒﺖ ﺣﻮﻳﺠﺎﺗﻲ ﻓﻲ وﻟﻢ أﺻﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﺰول إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﻓﻤﺎ إن ُ ﻧﺰﻟﺖ ﻣﺴﺮﻋﺎً أﺗﻔﺮج ﻋﻠﻰ ﻳﻮم ﻣﺎﻟﻘﺔ ،ﻓﺮأﻳﺖ اﻟﻌﺠﺐ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺣﺘﻰ ُ اﻟﻌﺠﺎب ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮم ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺠﺴﻤﺎت ﻷﻓﺮاد ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ واﻟﺠﻴﺶ واﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﺑﺄﺣﺠﺎم ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪا ً ﺗﺘﺤﺮك ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار وﺗ ُﺼﺪ ُر أﺻﻮاﺗﺎً ﺗﻨﺎﺳﺐ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ، وﺗﺘﺴﺮب ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻴﻮط دﺧﺎن وأﺑﺨﺮة ﻣﻠﻮﻧﺔ ،ﻟﻴﻌﺒﺮ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻋﻦ ﻓﺼﻞ ﺣﻞ اﻟﻤﺴﺎء ازداﻧﺖ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﱠ ﺑﺄﺿﻮاء ﻣﺒﻬﺮة ﺗﺄﻧﺲ ﺑﻬﺎ اﻟﻨﻔﺲ ،وﻳﺤﻠﻮ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺴﻬﺮ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺎﺗﻨﺔ ﺑﺤﻖ. ﺳﺎﺣﻞ ﻣﺎرﺑﻴﺎ
ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ وﺟﺪﺗ ُﻨﻲ أﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ ﺗﺘﺠﻪ ﺑﻲ واﻟﺴﺎﺋﺤﻴﻦ إﻟﻰ أﺟﻤﻞ ﺳﺎﺣﻞ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻫﻮ »ﺳﺎﺣﻞ ﻣﺎرﺑﻴﺎ« Marbellaﻗﻀﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﻧﻬﺎري ﻛﻠﻪ ،وﺷ ﱠﺪ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻛﺜﺮة ﻋﻴﺎدات اﻷﻃﺒﺎء ﻗﺮب اﻟﺴﺎﺣﻞ وﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻪ ،وﻓﻲ واﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﻳﺎﻓﻄﺎت ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ! وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﺎﺣﻞ وﻫﺬه اﻟﻌﻴﺎدات ﺗﻜﺘﻤﻞ أﺳﺒﺎب اﻟﺸﻔﺎء ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ اﻟﻌﺮب اﻷﻏﻨﻴﺎء! ورأﻳﺖ أﻻ أﻏﺎدر ﻣﺎﻟﻘﺔ دون أن أﺗﺬوق ﺗﻴﻨﻬﺎ اﻟﻤﺸﻬﻮر اﻟﺬي ﻗﺎل ﻋﻨﻪ ُ اﻟﻤﺆرﺧﻮن »وﺑﻤﺎﻟﻘﺔ اﻟﺘﻴﻦ اﻟﺬي ﻳُﻀﺮب ﺑﻪ اﻟﻤﺜﻞ ﺑﺤﺴﻨﻪ وﻳُﺠﻠﺐ ﺣﺘﻰ ﻟﻠﻬﻨﺪ واﻟﺼﻴﻦ ،وﻗﻴﻞ إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺜﻠﻪ« ،ﺛﻢ ذﻛﺮوا ﻗﺼﺎﺋﺪ وﻣﻘﻄﻌﺎت ﻓﻲ وﺻﻔﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮل أﺑﻲ اﻟﺤﺠﺎج ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺒﻠﻮي اﻟﻤﺎﻟﻘﻲ: ﻟﻔﻠﻚ ﻣﻦ أﺟﻠﻚ ﻳﺎﺗــﻴ َﻨﻬﺎ ﻣﺎﻟﻘﺔ ٌ ُﺣــ ﱢﻴـــﻴﺖ ﻳﺎ ﺗﻴــ َﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻄﺒﻴﺒﻲ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻧﻬﻰ! ﻧﻬﻰ ﻃﺒﻴﺒﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻋﻠﺘﻲ ﻓﺪﻟﻔﺖ إﻟﻰ ﺣﺎﻧﻮت ﻟﺒﻴﻊ اﻟﻔﻮاﻛﻪ ﻷﺷﺘﺮي ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻮﺟﺒﺔ ﻏﺪاء ُ ﻣﻦ اﻟﺘﻴﻦ اﻟﻤﺎﻟﻘﻲ ﻗﺒﻞ أن أﻏﺎدرﻫﺎ ﻋﺎﺋﺪا ً إﻟﻰ »ﺑﻮاﺑﺔ اﻟﺸﻤﺲ« ﻓﻲ ﻣﺪرﻳﺪ * } Ë # Ð' Û #pÍ2 æ ¥
şĘŜǠė ijĘƀĠķė
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
81
روﻳﺪا ً ﺣﺘﻰ ﺷﺎرﻓﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻬﻞ ﺣﻴﺚ اﻟﺒﺎب اﻟﺮﺋﻴﺲ وأﻧﺎ أﺗﻠﻔﺖ ﻋﻠﻲ أن أزور اﻟﻤﺘﺤﻒ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪق ﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻴﻪ ،وﻛﺎن ﱠ ﻷﻗﻒ ﻃﻮﻳﻼً أﻣﺎم اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺴﺪ ﻟﻘﺎء أﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮ آﺧﺮ ﻣﻠﻮك اﻷﻧﺪﻟﺲ ﺑﺎﻟﻤﻠﻚ ﻓﺮﻳﻨﺎﻧﺪﻧﻮ واﻟﻤﻠﻜﺔ إﻳﺰاﺑﻴﻼ وﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﻣﻔﺘﺎح ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ ﻟﻬﻤﺎ ،ﺛﻢ ﻷﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺤﻒ إﻟﻰ ﻣﻌﺮض ﻣﺠﺎور ﻟﺒﻴﻊ اﻟﻬﺪاﻳﺎ اﻟﺘﺬﻛﺎرﻳﺔ ﻓﺄﺷﺘﺮي ﻟﻮﺣﺔ ﻣﺼﻐﺮة ﻟﻬﺎ ،ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺪار ﺑﻴﺘﻲ ﺣﺘﻰ ﻫﺬه اﻟﺴﺎﻋﺔ إﻟﻰ ﺟﻮار ﺳﻴﻮف ﻃﻠﻴﻠﻄﻠﺔ!
اﻹﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮة ﻟﻴﺒﺪأ ﺳ ُﺒﻊ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺑﺎﻟﻌﺪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .ﻏﻴﺮ أن اﻟﻤﺎء ﺗﻮﻗﻒ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺘﻮﻗﻒ ﺣﺴﺎب اﻟﺰﻣﻦ ﺑﺎﻟﺴﺒﺎع ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﻘﻨﻮات اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻟﻠﻌﻴﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟﻘﺼﺮ دون آﻻت وﻻ ﻛﻬﺮﺑﺎء ،وﻫﻲ ﻣﻦ ﻏﺮاﺋﺐ اﻟﻘﺼﺮ. وﻣﻦ ﻣﻔﺎﺗﻨﻪ »ﺟﻨﺔ اﻟﻌﺮﻳﻒ« وﻧﻮاﻓﻴﺮ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ﻓﻴﻬﺎ وﺣﺪاﺋﻘﻪ اﻟﻤﺜﻤﺮة ﺑﺎﻟﻨﺎرﻧﺞ واﻷﻋﻨﺎب ،وﻗﺒﺔ ﻣﺮﺳﻮم ﻓﻲ أﻋﻼﻫﺎ ﺻﻮر اﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻣﻠﻜﺎً ﻣﻦ ﻣﻠﻮك اﻟﻘﺼﺮ ﺑﺎﻷﻟﻮان! وﻗﺎﻋﺔ اﻟﺴﻔﺮاء ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ارﺗﻘﻴﺖ إﻟﻰ ﺳﻄﺤﻪ ﺑﺪتْ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ اﻟﻤﺘﺮاﻣﻴﺔ اﻷﻃﺮاف ﻛﻠﻬﺎ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺬﻛﺎرﻳﺔ ﻣﺼﻐﺮة. اﻧﺘﻬﻰ وﻗﺖ اﻟﺰﻳﺎرة دون أن أﺟﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ اﻻﻛﺘﻔﺎء ﻣﻦ اﻻرﺗﻤﺎء ﻓﻲ ﺣﻲ اﻟﺒﻴﺎزﻳﻦ ﺣﻀﻦ اﻟﺤﻤﺮاء ،واﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻰ ذﻛﺮاه اﻟﻌﺎﻃﺮة ،ﻓﺄﺧﺬت ﺑﺎﻟﻨﺰول ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ أن دﻫﺸﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻈﻴﻤﺔ وأﻧﺎ أﺗﺠﻮل ﻓﻲ »ﺣﻲ اﻟﺒﻴﺎزﻳﻦ« اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻐﺮﻧﺎﻃﻲ ،وﻗﺪ ﺑﺪأت اﻟﺪﻫﺸﺔ ﻣﻨﺬ أول اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻴﻪ وأﻧﺎ أﺣﺎذي ﺳﻮرا ً ﻃﻮﻳﻼً ﺗﺤﻒ ﺑﻪ أﺷﺠﺎر اﻟﺘﻴﻦ وﻫﻲ ﺗﺪﻟﻲ ﺑﺎﻟﺜﻤﺮ ﻟﻴﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﻴﺪ ،ﻓﺄﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺻﺪق أوﺻﺎف اﻟﻤﺆرﺧﻴﻦ! ﻛﺎن ﺑﻮدي أن أﻋﺎﻧﻖ ﺟﺪران ﻫﺬا اﻟﺤﻲ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ ،وأن أﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ Ù ' %
( # É ÛÂ ÄØ # Î
,Î# Ù $ Ù$ ÎØp' %Ã k ' pØ p' ÎØp' ª
80
ijŹšŝŭŨė ĻŸijĸŝŨė Ǩđ ĞũĬķ ŲƀƀĽŨĴŰǢė ŲƀİķĐŭŨė Ęōİ ǩŔ
ارﺗﻴﺎد اwﻓﺎق É ÛÂ Ù # Ú /# ,Í ÎÉ
اﻟﻤﺌﺬﻧﺔ» :أﻛﺎد أﺑﻜﻲ ﻟﻤﺎ ﺣﺼﻞ ..ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺤﻮل ﻫﺬا اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ إﻟﻰ ﻛﻨﻴﺴﺔ ،وﻫﺬه اﻟﻤﺌﺬﻧﺔ إﻟﻰ ﻧﺎﻗﻮس؟!« ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺰاﻫﺮة
وﻣﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﻣﻨﻪ ﺑ ﱞﺪ وأﻧﺎ ﻓﻲ ﻗﺮﻃﺒﺔ زﻳﺎرة ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺰﻫﺮاء اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﺑﻨﺎﻫﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻋﻠﻰ راﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﺮف ﻣﻦ أﻃﺮاف اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﺳﻤﺎﻫﺎ ﺑﺎﺳﻢ زوﺟﺘﻪ ،واﻟﻘﺼﺮ Alcazarاﻟﺬي اﺑﺘﻨﺎه اﻟﻤﻨﺼﻮر ﺑﻦ أﺑﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻟﻠﺤﻜﻢ وﺳﻤﺎه »اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺰاﻫﺮة« ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺑﻌﺾ آﺛﺎره ﻓﺘﺠﻮﻟﺖ ﻓﻲ أﻧﺤﺎﺋﻪ واﻟﺤﺪﻳﻘﺔ اﻟﻤﻠﺤﻘﺔ ﺑﻪ، ﻗﺎﺋﻤﺔ وﻳﺠﺮي ﺗﺮﻣﻴﻤﻬﺎ، ُ وﺗﻨﻔﺴﺖ ﻓﺼﻼً ﻣﻦ ﻓﺼﻮل اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،وﺣﻜﺎﻳﺔ ﺣﺐ ﻋﻈﻴﻢ ﺟﻤ َﻊ اﺑ َﻦ زﻳﺪون -ﻣﺘﻨﺒﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ ووزﻳﺮ ﻗﺮﻃﺒﺔ وﺳﻔﻴﺮﻫﺎ اﻟﻤﺎﺋﺰ -واﻷﻣﻴﺮة اﻟﺸﺎﻋﺮة ﺑﻨﺖ اﻟﻘﺼﻮر وﻻدة ﺑﻨﺖ اﻟﻤﺴﺘﻜﻔﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷدﺑﻲ اﻟﻤﺘﻔﺮد اﻟﺘﻲ ﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ اﺑﻦ زﻳﺪون ﻣﺘﺸﻮﻗﺎً ﻟﻬﺎ وﻟﻠﺰﻫﺮاء: ِ ﻃﻠﻖ ووﺟﻪُ اﻷرض ﻗﺪ راﻗﺎ ذﻛﺮﺗﻚ ﺑﺎﻟﺰﻫﺮاء ﻣﺸﺘﺎﻗﺎ إﻧﻲ واﻷﻓﻖ ٌ ُ أﺣﺎدﻳﺚ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ
ﻛﻨﺖ أﺗﻌ ﱠﺠﻞ ﻣﻌﺎﻧﻘﺔ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ ،Granadaﻓﻔﻴﻬﺎ أﺣﺎدﻳﺚ ﻻ ﺗ ُﻤﻞ، ُ
وﺣﻮادث ﻻ ﺗ ُﻨﺴﻰ ،وﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺤﻔﻮر ﻓﻲ أﻓﺌﺪة اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻬﻲ آﺧﺮ ﻣﻌﺎﻗﻠﻬﻢ ﻫﻨﺎك ،وواﺣﺪة ﻣﻦ أﺟﻤﻞ ﺑﻘﺎع اﻷﻧﺪﻟﺲ. ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻧﻔﺢ اﻟﻄﻴﺐ ﻟﻠﻤﻘﺮي» :وﻏﺮﻧﺎﻃﺔ ﻣﻦ أﺣﺴﻦ ﺑﻼد اﻷﻧﺪﻟﺲ ،وﺗﺴﻤﻰ ﺑﺪﻣﺸﻖ اﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﻷﻧﻬﺎ أﺷﺒﻪ ﺷﻲء ﺑﻬﺎ ،وﻳﺸﻘﻬﺎ ﻧﻬﺮ ﺣﺪرة ،وﻳﻄﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺠﺒﻞ اﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺸﻠﻴﺮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰول اﻟﺜﻠﺞ ﻋﻨﻪ ﺷﺘﺎ ًء وﺻﻴﻔﺎً ،وﻳﺠﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻴﺮ ﻛﺎﻟﺤﺠﺮ اﻟﺼﻠﺪ ،وﻓﻲ أﻋﻼه اﻷزاﻫﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮة ،وأﺟﻨﺎس اﻷﻓﺎوﻳﻪ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ«. وﻓﻴﻬﺎ ﻗﺼﺮ اﻟﺤﻤﺮاء اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺼﺐ ﻓﻮق ﺟﺒﻞ ﺷﺎﻫﻖ وﻳﻤﺸﻲ ﻣﻌﻪ ﺣﺘﻰ أﺳﻔﻞ اﻟﺴﻔﺢ ﻟﻴﺘﺼﻞ ﺑـــــ »ﻧﻬﺮ ﺷ ﱠﻨﻴﻞ« اﻟﺬي ﻳُﺸﺮف ﻋﻠﻴﻪ، وﻳﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﺣﺪا ً ﻣﻨﻴﻌﺎً وﺟﻤﻴﻼً ﻓﻲ آن ،وﻳﺬﻛﱢﺮ ﻛﻞ ﻧﻘﺶ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﺼﺮ وﻛﻞ ﺣﺠﺮ ﺑﻔﺎﺟﻌﺔ ﺳﻘﻮﻃﻪ ﺑﻴﺪ اﻹﺳﺒﺎن ،وﺳﻘﻮط اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺴﻘﻮﻃﻪ. وﻟﻢ أﻛﻦ أﺻ ﱢﺪق أن ﻟﻘﺼﺮ اﻟﺤﻤﺮاء ﻫﺬا اﻟﺒﻬﺎء ﻛﻠﻪ ،وﻫﺬا اﻟﺤﻀﻮر ﻛﻠﻪ ،ﻓﻤﺎ زال ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺠﺪراﻧﻪ و ُﺣ َﺠﺮه وردﻫﺎﺗﻪ وأروﻗﺘﻪ وﺷﺮﻓﺎﺗﻪ وﺣﺪاﺋﻘﻪ وﺑـ ُـﺮﻛﻪ وﻧﻘﻮﺷﻪ اﻟﻤﺤﻔﻮرة وﺻﻮره اﻟﻤﻠﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺪراﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﻘﻒ ،وﻗﻨﻮات ﻣﻴﺎﻫﻪ. وﻣﻦ ﻏﺮاﺋﺐ اﻟﻘﺼﺮ ﺑﻬﻮ اﻟﺴﺒﺎع اﻻﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺘﻮﻗﻴﺖ اﻹﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮي ،وﻳﻘﺎل إن ﻛﻞ ﺳﺒﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻳُﺨﺮج ﻣﺎء ﻣﻦ ﻓﻤﻪ اﻟﻤﻔﺘﻮح أﺑﺪا ً داﻻً ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﺖ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻴﺒﺪأ ﺳﺒﻊ آﺧﺮ ﻟﻴﺼﺐ اﻟﻤﺎء ﻣﻦ ﻓﻤﻪ داﻻً ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،وﻫﻜﺬا ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﺴﺎﻋﺎت
şĘŜǠė ijĘƀĠķė
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
79
ﻧﺨﻴﻞ ﻗﺮﻃﺒﺔ أدﻫﺸﻨﻲ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻨﺨﻴﻞ ﻓﻲ ﻗﺮﻃﺒﺔ ،وﻫﻲ أﺟﻴﺎل ﻧﺨﻼت ﻧﻘﻠﻬﺎ اﻟﻌﺮب إﻟﻰ اﻷﻧﺪﻟﺲ وﻛﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﻣﺆﺳﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻷﻣﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﺷﺪﻳﺪ اﻻﻋﺘﻨﺎء ﺑﻬﺎ، وﻫﻮ اﻟﻘﺎﺋﻞ وﻗﺪ رأى ﻧﺨﻠﺔ وﺣﻴﺪة ﻓﻲ رﺻﺎﻓﺔ ﻗﺮﻃﺒﺔ: ﺗﺒـــــﺪت ﻟﻨﺎ وﺳﻂ اﻟﺮﺻﺎﻓﺔ ﻧﺨﻠــﺔ ْ ﺗﻨﺎءت ﺑﺄرض اﻟﻐﺮب ﻋﻦ ﺑﻠﺪ اﻟﻨﺨﻞِ ْ ﻓﻘﻠﺖ ﺷﺒــﻴﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻐﺮب واﻟﻨـﻮى ُ ﺑــﻨـﻲ وﻋــﻦ أﻫـﻠﻲ وﻃﻮل اﻟﺘـﻨـﺎﺋﻲ ﻋــﻦ ﱠ ووﻗﻔﺖ ﻣﺪة أﺳ ّﺮح ﻧﻈﺮي ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺨﻴﻞ اﻟﻤﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺟﺎﻣﻊ ﻗﺮﻃﺒﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،وأﻋﺬاﻗﻬﺎ وﺣﺒﺎت اﻟﺘﻤﺮ اﻟﻤﺘﺴﺎﻗﻄﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻀﺞ ،وأﻧﻌﻢ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ اﻟﻮارﻓﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻬﺠﻴﺮ ،وﻫﻜﺬا أﻓﻌﻞ ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺮرت ﻣﻦ ﻫﻨﺎك. ﻻ ﺣﺪود ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ﻓﻲ ﻗﺮﻃﺒﺔّ ، ﻣﺤﺎل ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻴﺪوﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وﻣﻌﺎرض ﻟﻠﻬﺪاﻳﺎ اﻟﻔﺎﺧﺮة ذات اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ذات اﻷﺷﻜﺎل واﻷﺣﺠﺎم اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻣﺘﺎﺣﻒ ﻟﻠﻨﻘﻮد اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وأﺧﺮى ﻟﻠﻤﻨﺴﻮﺟﺎت ،وﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ،وراﺑﻌﺔ ﻵﻻت اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ،وﻣﻘﺎ ٍه ذات ﻧﻜﻬﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻣﺮاﻗﺺ ﺗﻬﺘﺰ ﻟﻬﺎ اﻟﻘﻠﻮب ،وﻣﻄﺎﻋﻢ ﺗﻘﺪم اﻷﻛﻼت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻣﻨﻬﺎ اﻷﻛﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻟﺸﻬﻴﺔ »اﻟﺒﻘﻴﺔ«، وﻳﺴﻤﻴﻬﺎ اﻹﺳﺒﺎن Paellaوﻫﻲ ﻃﺒﻖ اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺮز اﻟﻤﺼﻔ ﱠـــﺮ اﻟﺴﺎﺋﺢ اﻹﻋﻼ َن ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ واﺟﻬﺎت ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻄﺎﻋﻢ. واﻟﻠﺤﻮم اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ،ﻳﺠﺪ ُ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻳﻌﺪوﻧﻪ إﺣﺪى ﻣﻌﺠﺰات ﻗﺮﻃﺒﺔ ،وﻛﺎن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺒﺮى ﻟﻠﻌﻠﻮم واﻵداب. رأﻳﺖ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ وﻫﻮ ﻳﺸﺨﺺ ﺑﺴﻮره اﻟﻌﺎﻟﻲ اﻟﻤﺘﻴﻦ اﻟﻤﻨﻴﻊ ،وﻛﺄﻧﻪ ﺑُﻨﻲ ﻟﻴﺼﺪ ﻫﺠﻤﺎت اﻷﻋﺪاء ،وﻳﺘﺮاءى ﻟﻠﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻓﻄﻔﺖ ﺣﻮﻟﻪ أدﻗﻖ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻃﺮازه وﻫﻴﺄﺗﻪ، ﺑﻴﻦ اﻷزﻗﺔ اﻟﻤﺰدﺣﻤﺔ، ُ وﻣﺎ ذﻫﺐ ﻣﻨﻪ وﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﻴﻦ اﻟﻄﻮال ،ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻠﻖ ﻓﻲ ذﻫﻨﻲ ﺿﺮر ذو أﻫﻤﻴﺔ ﺗُﺬﻛَﺮ ،ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺌﺬﻧﺘﻪ اﻟﻤﺴﺘﻄﻴﻠﺔ ﻧﺤﻮ اﻷﻓﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎن ﻣﺤﺴﻮب ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ،وﺑﻮاﺑﺘﻪ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﻟﻤﺮﺻﻌﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة. ﺷﻌﺮتُ ﺑﺄﻟﻔﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ وأﻧﺎ أدﻟﻒ إﻟﻰ ﺳﺎﺣﺘﻪ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﻷرى اﻟﻨﺨﻴﻞ وأﺷﺠﺎر اﻷﺗﺮج واﻟﺒﺮﺗﻘﺎل ﺗﺘﻔﺮق ﻓﻲ أﻧﺤﺎﺋﻬﺎ ،وﻧﺎﻓﻮر ﻣﺮﺑﻌﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻮﺿﻮء اﻟﻤﺼﻠﱢﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،واﻷواوﻳﻦ ﺗﺼﻄﻒ ﻋﻠﻲ أن أﺳﺘﻌﺠﻞ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم وﺗﺸﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﺑﺒﻬﺎء وأﻧﺎﻗﺔ ،وﻛﺎن ﱠ ﺧﺼﺼﺖ اﻟﻨﻬﺎر اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ ﻣﺤﺮاﺑﻪ ،وأن أرﺗﻘﻲ إﻟﻰ ﻣﻨﺎرﺗﻪ وﻗﺪ ُ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض. ﻏﺎﺑﺔ اﻷﻋﻤﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺮاب ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﻫﺸﺔ ﺣﻘﺎً ،ﻓﻤﺎ زاﻟﺖ ﺗﺤﺘﻔﻆ
78
É %Ù£Í
ﺑﻤﺘﺎﻧﺘﻬﺎ وﻓﺨﺎﻣﺘﻬﺎ وﺑﺮﻳﻘﻬﺎ اﻟﻤﻌﻤﺎري وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺑُﻨﻴﺖ ﺣﺪﻳﺜﺎً ،ﻏﻴﺮ أن أﻳﻘﻮﻧﺎت اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ واﻟﺴﻴﺪة ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﺴﻼم ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻸ أرﺟﺎء اﻟﻤﺤﺮاب ،وﺗﺒﻌﺚ أﺟﻮاء روﺣﺎﻧﻴﺔ ﻣﻬﻴﺒﺔ ،وﺗﻀﻮع ﻣﻨﻬﺎ رواﺋﺢ ﻣﻌﻄﺮة ﺑﺄرﻳﺞ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻄﻘﻮﺳﻪ اﻟﻤﻌﻬﻮدة وﻟﻴﺲ اﻟﻌﻄﺮ واﻟﺒﺨﻮر ﻣﻤﺎ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻨﻬﻤﺎ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﻨﻌﻢ ﺑﺮوﻧﻘﻬﺎ اﻷول ،واﻛﺘﻤﺎل ﻫﻴﺄﺗﻬﺎ ،وﻗﺪ أُﺣﻴﻄﺖ ﺑﺴﻴﺎح ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺎل اﻟﻤﺘﻴﻨﺔ اﻷﻧﻴﻘﺔ اﻟﻤﻠﻮﻧﺔ ﺧﺸﻴﺔ اﻗﺘﺮاب اﻟﺴﺎﺋﺤﻴﻦ ﻣﻨﻬﺎ وﺗﺂﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻤﺲ واﻻﺣﺘﻜﺎك واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻨﻀﺒﻂ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ وﻗﺪ اﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ اﻟﻤﻠﻮﻧﺔ ﻓﻲ واﺟﻬﺘﻬﺎ اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮة، وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻧُﻘﺸﺖ ﻟﻠﺘﻮ ،وﻛﺎن ﻫﺬا اﻷﻛﺜﺮ إدﻫﺎﺷﺎً ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺮاب. وﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﻄﺎﻟﻊ أ ْن ﻛﺎن اﻟﻤﺴﺆوﻟﻮن اﻷﺳﺒﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﺴﻤﺤﻮن ﺑﺎرﺗﻘﺎء اﻟﻤﺌﺬﻧﺔ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻓﺮﺻﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﻟﻲ ﻟﻠﺠﻠﻮس ﻓﻲ أﻋﻼﻫﺎ ﻗﺮب اﻟﻨﺎﻗﻮس ﻻﺳﺘﺬﻛﺎر ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻤﺆذن ﻟﻠﺼﻼة ﻫﻨﺎك ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﻘﻂ ﻗﺮﻃﺒﺔ ﻓﻲ ﻳﺪ اﻷﺳﺒﺎن .ﻛﺎن ﺷﺎب ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻲ ﺳﺎﺋﺢ ﻳﺸﺎرﻛﻨﻲ إﻟﻲ وﻗﺎل ﺑﻠﻬﺠﺘﻪ اﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ اﻟﺠﻠﺴﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﺎﺑﻖ اﺗﻔﺎق، َ ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﱠ اﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻴﺔ وﻫﻮ ﻳﻄﻴﻞ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺑﺎﺣﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﺎﻓﺬ
ijŹšŝŭŨė ĻŸijĸŝŨė Ǩđ ĞũĬķ ŲƀƀĽŨĴŰǢė ŲƀİķĐŭŨė Ęōİ ǩŔ
ارﺗﻴﺎد اwﻓﺎق ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻲ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ أﺷﺒﻴﻠﻴﺔ اﻟﺬﻫﺒﻲ..ﻧﻬﺮ اﻟﻮادي اﻟﻜﺒﻴﺮ ،واﻟﻌﺒﻮر ﻋﻠﻰ ﻗﻨﻄﺮﺗﻪ إﻣﻌﺎﻧﺎً ﻓﻲ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺘﺎرﻳﺨﻪ واﺳﺘﺬﻛﺎر ﻣﻦ ﻋﺒﺮوا ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أﻋﻼم اﻟﻔﻜﺮ واﻷدب واﻟﻌﻠﻢ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻴﻦ، اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎد ﻣﻠﻜﺎً ،واﺑﻦ ﺳﻬﻞ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺷﺎﻋﺮا ً ووﺷﺎﺣﺎً ،واﺑﻦ ﻋﺼﻔﻮر ﻧﺤﻮﻳﺎً ،وأﺑﻲ ﻣﺮوان ﺑﻦ زﻫﺮ ﻃﺒﻴﺒﺎً ،واﺑﻦ اﻟﺮوﻣﻴﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﻧﺒﺎت، واﺑﻦ ﺧﻴﺮ اﻷﺷﺒﻴﻠﻲ ﻓﻘﻴﻬﺎً ،وﻣﺤﻴﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﺘﺼﻮﻓﺎً ،واﺑﻦ رﺷﺪ ﻓﻴﻠﺴﻮﻓﺎً ،وﻛﺄﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﻧﺸﺪ وﻗﻮع اﻟﺤﺎﻓﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﻓﺮ. وﻟﻜﻦ اﻟﻘﻨﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ اﻟﻮادي اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﻳﻘﺴﻢ ﻗﺮﻃﺒﺔ واﻟﻨﻴﻞ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة ،وﺑﺮدى ُ Cordobaﻗﺴﻤﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ دﺟﻠ ُﺔ ﺑﺒﻐﺪاد ﺑﺪﻣﺸﻖ ،أﻛﺒﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ أﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺟﺴﺮ روﻣﺎﻧﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﻣﺸﻬﻮر، وﻳﻨﺪر أن ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﻞ اﻟﺸﻤﻮع ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ ﻧﺬورا ً .وﻓﻲ اﻟﻘﺮب ﻣﻨﻪ ﺗﻘﻒ ﺳﺎﻗﻴﺔ ﻗﺮﻃﺒﺔ اﻟﺸﻬﻴﺮة ﺷﺎﺧﺼﺔ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺣﺠﻤﻬﺎ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ وﻗﻔﺖ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ وأﻣﺎﻣﻬﺎ ..أﺣﺎورﻫﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﺪوران ،وﻃﺎﻟﻤﺎ ُ وأﻋﻤﻞ اﻟﺨﻴﺎل ﻓﺄﺳﺘﻌﺮض ﻣﺎ ﻓﺎت ﻣﻦ دوراﻧﻬﺎ واﻟﻤﻴﺎه ﺗﺪور ﻣﻌﻬﺎ دوراﻧﺎً ،وأﻛﺎد أﺳﻤﻊ ﺻﺮﻳﺮﻫﺎ اﻷول ،وﺻﻮت اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻮﻗﺸﻲ وﻫﻮ ﻳﻘﻮل:
ِ ﺻﻮت اﻟ ﱠﻨﻮاﻋﻴ ِﺮ ﺳﺤﺮ ًة ﻨﻨﺖ إﻟﻰ َﺣ ُ ِ وأﺿ َﺤﻰ ﻓﺆادي ﻻ ﻳﻘ ﱡﺮ وﻻ َﻳﻬﺪَ ا
ﺧﺎن اﺑﻦ رزﻳﻖ اﻟﺒﻐﺪادي
وﻛﻨﺖ ﻗﺮأتُ ﻋﻦ اﻟﺨﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺎزل ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ،وﻣﻨﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﺨﺎن اﻟﺬي ﺳﻜﻦ ﻓﻴﻪ اﺑﻦ رزﻳﻖ اﻟﺒﻐﺪادي ﻓﻲ ﻗﺮﻃﺒﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻤﺎم رﺣﻠﺘﻪ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺑﻐﺪاد إﻟﻰ اﻷﻧﺪﻟﺲ ،وﻛﺘﺐ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ وﺟﺪتْ ﻋﻨﺪ رأﺳﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺨﺎن ،ﺑﻌﺪ أن ﺧﺎب رﺟﺎؤه ﻟﺪى أﻣﻴﺮ اﻷﻧﺪﻟﺲ ،وأوﻟﻬﺎ: ﻻ ﺗﻌﺬﻟﻴﻪ ﻓـﺈنّ اﻟـﻌـﺬل ﻳﻮﺟـ ُﻌــﻪُ ﻗﺪ ِ ﻗﻠﺖ ﺣ ّﻘﺎً وﻟﻜ ْﻦ ﻟﻴﺲ ﻳﺴﻤـ ُﻌـﻪُ رﺣﺒﺖ ﺑﻲ ﻓﻌﺜﺮتُ ﻋﻠﻰ ﺧﺎن ﻻ أﺧﺎﻟﻪ إﻻ ﻫﻮ، ﻓﻨﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪ أنْ ْ ُ ﺻﺎﺣﺒﺘﻪ اﻷﺳﺒﺎﻧﻴﺔ أﺟﻤﻞ ﺗﺮﺣﻴﺐ وﻫﻲ ﺗﻘﻀﻢ ﻗﻄﻌﺔ ﻟﺤﻢ ﺧﻨﺰﻳﺮ ﻣﺠﻔﻔﺔ ،ﻟﺘﻘﻮل ﻟﻲ وﻋﻠﻰ وﺟﻬﻬﺎ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ» :أﻧﺘﻢ اﻟﻌﺮب ﻻ ﺗﺄﻛﻠﻮن ﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﻳﺮ«! ،ﻓﺄوﻣﺄتُ ﻟﻬﺎ ﺑﺮأﺳﻲ أنْ ﻧﻌ ْﻢ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎي ﺗﻤﺴﺤﺎن أرﻛﺎن اﻟﺨﺎن وﺟﺪراﻧﻪ وزواﻳﺎه ،وﻛﺎن ﻛﺒﻴﺮا ً ذا ﻃﺎﺑﻘﻴﻦ ﺗﺘﻮﺳﻄﻪ ﺳﺎﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ إﻟﻰ اﻷﻓﻖُ ،ﺳﺪﱠتْ ﺑﻘﻤﺎش ﺳﻤﻴﻚ ﻻ إﻟﻲ ﺗﺘﺨﻠﻠﻪ اﻷﻣﻄﺎر وﻻ اﻟﺮﻳﺎح ،وﻛﺎن ﻳﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﻬﺪوء ﻟﻴﻼً ﻟﺘﺘﺴﺮب ﱠ أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺴﺎﺋﺤﻴﻦ اﻟﻌﺸﺎق اﻟﻠﻴﻠﻴﺔ! ﺟﺎﻣﻊ ﻗﺮﻃﺒﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮ
وأﺷﻬﺪ أنﱠ ﻣﺪﻳﻨ ًﺔ ﻟﻢ ﺗﺪﻫﺸﻨﻲ ،وﻟﻢ ﻳﺒﻄﻞ ﻟﻬﺎ ﺳﺤﺮ ﻛﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﺮﻃﺒﺔ، ﺑﺄزﻗﺘﻬﺎ اﻟﻀﻴﻘﺔ اﻟﻤﻠﺘﻮﻳﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎً ،وأﺑﻨﻴﺘﻬﺎ اﻟﺒﻴﺾ ،وأﻓﺎوﻳﻒ اﻟﺰﻫﻮر اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﻤﻠﻮﻧﺔ اﻟﻤﺘﺪﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺮﻓﺔ وﺑﺎﺣﺔ وﺟﺪار ،وﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﺪﻫﺸﺔ ،وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻛﻨﺰ ﺛﻤﻴﻦ ﻣﻤﺘﻠﺊ ﺑﺎﻟﻤﻔﺎﺟﺂت.
وﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺨﻄﻴﻪ ﺑﺄﻳﺔ ﺣﺎل ﺟﺎﻣﻊ ﻗﺮﻃﺒﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن
ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻘﺮأ أوﺻﺎف اcﻧﺪﻟﺲ ﻓﻲ ﻣﺼﺎدر اﻟﺘﺎرﻳﺦ واcدب دون أن ﻳﺴﺘﺒﺪ ﺑﻪ اﻟﺸﻮق إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ اﻟﺴﺎﺣﺮة ،واﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺟﻬ ًﺎ ﻟﻮﺟﻪ ،وأن ﻳﺘﺮﺳﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻴﻬﺎ؟
k Ù$Ù ° ,Í
şĘŜǠė ijĘƀĠķė
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
77
اﻟﻤﺎء وﻫﻢ ﻳﻨﺎدون ﻋﻠﻰ ﺑﻀﺎﻋﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ» :أﮔـﻮا ...أﮔـﻮا ...أﮔـﻮا« ) ،(aguaوﻳﻌﻨﻲ» :ﻣﺎء...ﻣﺎء...ﻣﺎء«! ،ﻓﻘﻔـﺰتْ إﻟﻰ ذﻫﻨﻲ ﺻﻮرة ﺑﺎﻋﺔ »ﻋﺮق اﻟﺴﻮس« ﻓﻲ ﻣﺪﻧﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ :ﺑﻐﺪاد واﻟﻘﺎﻫﺮة ودﻣﺸﻖ وﻫﻢ ﻳﻨﺎدون ﻋﻠﻰ ﺷﺮاﺑﻬﻢ اﻟﺒﺎرد .ﻛﻤﺎ ﻟﻔﺘﺖ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻜﻬﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ أزﻗﺘﻬﺎ ،وراﺋﺤﺔ اﻟﻤﺪن اﻟﻤﺸﺮﻗﻴﺔ اﻟﻌﺘﻴﻘﺔ، ووﻗﻮف اﻟﺸﺒﺎب ﺑﻨﻴﻦ وﺑﻨﺎت ﻓﻲ أرﻛﺎن اﻷزﻗﺔ! ﻗﺼﺮ اﻟﺰاﻫﻲ
ﻟﻢ ﻳﻄﻠﻊ ﻧﻬﺎر اﻟﻐﺪ ﻓﻲ أﺷﺒﻴﻠﻴﺔ دون أن أرى ﺷﻤﺴﻪ ﺗﺸﺮق ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺮ اﻟﺰاﻫﻲ ،ﻓﺄدﻗﻖ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ أرﻛﺎﻧﻪ وزواﻳﺎه وﺣﺠﺮاﺗﻪ وﺷﺒﺎﺑﻴﻜﻪ وﺷﺮﻓﺎﺗﻪ ،وأن أﻗﻒ ﻣﺘﺄﻣﻼً ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺘﻪ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻬﺖ ﻣﻠﻜﺘﻪ »اﻋﺘﻤﺎد اﻟﺮﻣﻴﻜﻴﺔ« ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﺎﻃﺮ أن ﺗﺨﻮض ﻓﻲ ﻃﻴﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ وﺻﻴﻔﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﺄﺣﺎﻟﻬﺎ ﻣﻠﻴﻜﻬﺎ ﻣﻠﻚ أﺷﺒﻴﻠﻴﺔ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎد ﻣﺴﺮﺣﺎً ﻃﻴﻨﻴﺎً ﻣﻌﻄﺮا ً ﺑﻤﺎء اﻟﻮرد وأﺧﻼط اﻟﻄﻴﺐ ﻟﺘﺨﻮض ﻓﻴﻪ ووﺻﻴﻔﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻠﻜﻲ أﺷﺒﻴﻠﻲ ﻣﺸﻬﻮد آﺧﺮ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻐﺎدر اﻟﻘﺼﺮ إﻟﻰ ﻣﻨﻔﺎه ﻓﻲ »أﻏﻤﺎت« ﻣﺨﻠﻮﻋﺎً ﻋﻠﻰ أﻳﺪي اﻟﻤﻠﺜﻤﻴﻦ اﻟﻘﺎدﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب ﻟﻨﺼﺮﺗﻪ! ﻛﺎن اﻟﻘﺼﺮ ﻛﺒﻴﺮا ً ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺒ ُﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ،وﻓﻲ ﻣﻤﺮاﺗﻪ ﺷﺒﻪ اﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎر ﺗﺘﻮزع ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻟﻠﺠﻨﺪ ﺑﻤﻼﺑﺴﻬﻢ وﻣﻌﺪاﺗﻬﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻋﺼﺮ اﻟﻘﺼﺮ وﺻﺎﺣﺒﻪ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺬي رﺛﻰ ُﻣﻠﻜﻪ وﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﻨﻔﺎه ﺑﻘﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻬﻠﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼً: ﻏﺮﻳﺐ ﺑﺄرض اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﻦ أﺳﻴﺮ ﺳﻴﺒﻜﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺒ ٌﺮ وﺳﺮﻳ ُﺮ ' %¢ p# Ð' Ù # É
' É "© Î
76
Ù # Ú /# ,Í 1$ É / Í
ijŹšŝŭŨė ĻŸijĸŝŨė Ǩđ ĞũĬķ ŲƀƀĽŨĴŰǢė ŲƀİķĐŭŨė Ęōİ ǩŔ
ارﺗﻴﺎد اwﻓﺎق
ﻷﻗﺘﻄﻒ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻗﺮأﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ. اﻟﺘﻴﻦ اﻟﺸﻌﺮي
وﻛﻨﺖ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ وﺟﺪتُ ﺧﻼل ﻣﻜﻮﺛﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻢ ُ ﻧﻌﻬﺪﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ اﻟﻤﺼﺮﻳﻮن »اﻟﺘﻴﻦ اﻟﺸﻮﻛﻲ« ،ﻓﻜﺎن أ ْن ﻓﻄﻤﻌﺖ وﺟﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ ﻣﻄﺮوﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻲ أﺷﺠﺎرﻫﺎ ُ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻤﺪدتُ ﻟﻬﺎ أﻧﺎﻣﻠﻲ ،ﻓﻨﺎﻟﻬﺎ اﻟﺸﻮك ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺠﻬﺎت ،وﻗﺪ وﺟﺪت أﺷﺠﺎرﻫﺎ واﻓﺮة ﻛﺜﻴﺮة اﻟﺜﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﻣﺪرﻳﺪ واﻟﻤﺪن ﻋﻠﻤﺖ ﺑﻌﺪ اﻃﻼﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ أﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،ﺛﻢ ُ أن اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ »اﻟﺘﻴﻦ اﻟﺸﻌﺮي« ،ووﺟﺪتُ ﻓﻴﻬﺎ أوﺻﺎﻓﺎً ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﻄﻌﺎت ﺷﻌﺮﻳﺔ أﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ اﻷﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت ﺑﻌﺪ! وﻟﻴﺴﺖ ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺤﺴﺐ اﺻﻄﻼح اﻻﺳﺒﺎن اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺤﺘﻞ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﺟﻨﻮب أﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻛﻠﻪ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪرﻳﺪ ﻣﺮﻛﺰ اﻧﻄﻼﻗﻲ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷﻧﺪﻟﺲ وﻣﻘﺎﻃﻌﺎﺗﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺴﻌﻔﻨﻲ ﻟﺰﻳﺎرة اﻟﻜﻞ دون اﻟﺠﺰء اﻷﻛﺜﺮ إدﻫﺎﺷﺎً :ﻗﺮﻃﺒﺔ وأﺷﺒﻴﻠﻴﺔ وﻏﺮﻧﺎﻃﺔ وﻣﺎﻟﻘﺔ وﺳﺎﺣﻞ ﻣﺎرﺑﻴﺎ اﻟﺴﺎﺣﺮ. ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ أﺷﺒﻴﻠﻴﺔ Sevillaﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎي ﺗﺘﺎﺑﻌﺎن أﺷﺠﺎر اﻟﺘﻴﻦ اﻟﺸﱠ ـﻌﺮي وﻫﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻮاﻓﺬ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺷﻌﻴﺮاﺗﻪ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺮﺋﻴﺔ ﺗﻤﻜﺚ ﻓﻲ أﻧﺎﻣﻠﻲ ﻣﻨﺬ زﻳﺎرة ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺒﺪو أﺷﺠﺎر اﻟﺰﻳﺘﻮن ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻮل ﻣﺘﺮاﻣﻴﺔ اﻷﻃﺮف ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ ﺑﺘﺴﺎ ٍو ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺷَ ﻌ ُﺮ زﻧﺠﻴﺔ ﻓﻲ أوان اﻟﺸﺒﺎب ،وﻋﻨﺪ
أزﻗﺔ ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ ﻟﻢ أﻛﻦ أﻣﺸﻲ ﻋﻠﻰ أرض ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ ،وﻓﻲ أزﻗﺘﻬﺎ اﻟﻀﻴﻘﺔ ﺟﺪا ً اﻟﻤﺮﺻﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ ،وأﺗﻔﺮج ﻋﻠﻰ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ اﻟﻤﻌﻤﺎرﻳﺔ، وﻳﺸﺮﺋﺐ ﻋﻨﻘﻲ ﻃﻮﻳﻼً ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺷﺮﻓﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺎﺋﺰة وﻫﻲ ﺗﻘﺘﺮب ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﻤﺘﻘﺎﺑﻠﺔ ،ﺑﻞ ﻛﻨﺖ أﻣﺸﻲ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ ...ﻛﻨﺖ أﻗﻠّﺐ اﻟﻜﺘﺐ ﻷﻣﺘﺤﻦ ﺻﺪﻗﻬﺎ ﻓﻲ وﺻﻒ اﻷﻧﺪﻟﺲ ،وﻣﻨﺬ زﻳﺎرﺗﻲ ﻟﻄﻠﻴﻄﻠﺔ ﺷﻬﺪتُ ﻟﻠﻤﺆرﺧﻴﻦ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺼﺪق!
ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ »اﻟﺠﻴﺮاﻟﺪا« أﻋﻈﻢ ﻛﺎﺗﺪراﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ُ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ،ﻷﻛﻮن ﻟﻬﺎ -ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻟﻠﺪب اﻟﺸﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﺪرﻳﺪ- ﺟﺎرا ً ﺧﻔﻴﻒ اﻟﻈﻞ ﻳﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﻼم ﺻﺒﺎح ﻣﺴﺎء وﻫﻮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﻟﻰ ﻣﻘﺎﺻﺪه اﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ أو ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻮدة ﻣﻨﻬﺎ. وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﻴﺮاﻟﺪا ،أو اﻟﺨﻴﺮاﻟﺪا ﻓﻲ اﻟﻠﺴﺎن اﻻﺳﺒﺎﻧﻲ ،ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺣﻘﺎً، ﻗﺒﻞ ﻋﺠﻴﺒﺔ اﻟﻄﺮاز ،ﻧﺎدرة اﻟﻌﻤﺎرة ،ﺷﺎﻫﻘﺔ اﻟﺒﻨﺎء ،وﻗﺪ ﻛﺎن ﺑﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ُ ﻣﺌﺬﻧﺔ ﺟﺎﻣﻊ أﺷﺒﻴﻠﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻷوروﺑﻲ اﻷﺳﺒﺎﻧﻲ اﻟﻐﺮﺑﻲ ،وﻗﺪ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ وأﻧﺎ أﻗﺘﺮب ﻣﻦ ﺳﻮرﻫﺎ ﺑﺎﻋﺔ
Ø ½# / Î'3Ã# É
şĘŜǠė ijĘƀĠķė
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
75
тАл┬О(┬У " тАкp├Ш p' . ├Ы├В ┬П├Н ├В ├ЩтАмтАм
тАля╗Ыя║мя╗Яя╗ЪтАк ╪МтАмя╗гя╗К ╪гя╗зя╗мя║О ╪г┘И┘Д я╗гя║кя╗│я╗ия║Ф ╪зя║│я║Шя╗Дя║О╪╣ ╪зя╗╖я║│я║Тя║О┘ЖтАм тАл╪зя║│я║Шя║о╪п╪з╪пя╗ля║О! ┘Ия╗Ыя║Оя╗зя║Ц я╗Гя╗ая╗┤я╗Дя╗ая║Ф я╗гя║кя╗│я╗ия║Ф я║Чя║О╪▒я╗│я║ия╗┤я║ФтАм тАля║Ся║дя╗ЦтАк ╪МтАмя╗Уя╗Ья║Д я▒а┘Ж ╪зя╗Яя║Шя║О╪▒я╗│я║ж я╗Яя╗в я╗│я╗Ря║О╪п╪▒я╗ля║ОтАк ╪МтАм┘Ия╗Ыя║Д┘Ж ╪зя╗Яя╗Мя║о╪итАм тАл╪зя╗Яя╗дя║┤я╗ая╗дя╗┤я╗ж ┘Ия╗гя╗ж я║Ся╗Мя║кя╗ля╗в ╪зя╗╖я║│я║Тя║О┘Ж я╗гя║О ╪▓╪зя╗Яя╗о╪зтАм тАля╗│я║оя║Чя║О╪п┘Ия╗зя╗мя║О ╪г┘И я╗│я║┤я╗Ья╗ия╗о┘Ж я╗Уя╗┤я╗мя║О я║Ся║Д╪▓я╗Чя║Шя╗мя║О ╪зя╗Яя╗Ая╗┤я╗Шя║ФтАм тАл┘Ия║│я╗о╪▒я╗ля║О ╪зя╗Яя╗Ая║ия╗в ╪зя╗Яя╗Мя║Шя╗┤я╗ЦтАк ╪МтАм┘Ия╗│я║Дя╗гя╗о┘Ж я╗гя║┤я║ая║кя╗ля║ОтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗мя║ая╗о╪▒ ╪зя╗Яя║м┘К я╗Л я▒ая╗дя║о┘З ╪зя╗╖я║│я║Тя║О┘Ж я╗Уя╗┤я╗дя║О я║Ся╗Мя║к ┘Ия╗гя║ОтАм тАл╪▓╪з┘Д я║Ся║Мя║о┘З я╗│я╗ия╗Ая║в я║Ся║Оя╗Яя╗дя║О╪бтАк ╪МтАм┘Ия╗гя║О ╪▓╪зя╗Яя╗о╪з я╗│я║╕я║Шя║о┘И┘ЖтАм тАля╗гя╗ия╗мя║О ╪зя╗Яя║┤я╗┤я╗о┘Б ┘И╪зя╗Яя║ия╗ия║Оя║Яя║о ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗Ья║Ья║о я╗гя╗ж ╪гя║Яя╗ая╗мя║ОтАм тАля╗гя║дя║О┘Д ╪зя╗Яя║Тя╗┤я╗КтАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя╗дя║╝я║Оя╗зя╗К ╪зя╗Яя╗┤я║к┘Ия╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗гя║О ╪▓╪зя╗Яя║ЦтАм тАля║Чя╗ия║Шя║╕я║о я╗Уя╗┤я╗мя║ОтАк ╪МтАм┘Ия║Чя║┤я║Шя╗Шя║Тя╗Ю ╪зя╗Яя║░┘И╪з╪▒ я╗гя╗ия║м я║Ся╗о╪зя║Ся║Шя╗мя║ОтАм тАл╪зя╗Яя║оя║Ля╗┤я║┤я║Ф ┬╗я║Ся╗о╪зя║Ся║Ф ╪зя╗Яя║┤я╗мя╗Ю┬лтАк ╪МтАмя╗Пя╗┤я║о ╪гя╗зя╗ия╗▓ ╪зя╗Ыя║Шя╗Фя╗┤я║ЦтАм тАля║Ся║╕я║о╪з╪б я║зя╗ия║ая║оя╗│я╗ж ╪зя║гя║Шя║ая║░я╗ля╗дя║О я╗гя╗ия╗▓ я╗гя╗Ая╗┤я╗Фя╗отАм тАл╪зя╗Яя╗Дя║Оя║Ля║о╪й я╗Уя╗▓ ╪▒я║гя╗ая║Ф ╪зя╗Яя╗Мя╗о╪п╪й я║гя║Шя╗░ ╪зя╗Яя╗оя║╗я╗о┘Д!тАм тАля╗ля║Тя╗Дя║Ц я╗Ля║Тя║о ╪гя║│я╗о╪з╪▒ я╗Гя╗ая╗┤я╗ая╗Дя║Ф ╪зя╗Яя╗Ря║Оя╗Уя╗┤я║Ф я╗Ля╗ая╗░тАм тАл┘ПтАм тАля╗Чя╗дя║Ф я║Яя║Тя╗ЮтАк ╪МтАм┘И╪зя╗Яя║╕я║Оя║зя║╝я║Ф я╗Ыя╗Шя╗ая╗Мя║Ф я╗гя╗ия╗┤я╗Мя║ФтАк ╪МтАм╪ея╗Яя╗░тАм тАл╪гя║│я╗Фя╗Ю я╗╖я╗Чя║Шя║о╪и я╗гя╗ж я╗зя╗мя║о ┬╗я║Чя║Оя║Яя╗к┬л ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я╗дя║о я║Ся╗мя║ОтАк╪МтАмтАм тАл┘И╪гя╗Чя╗Т я╗Ля╗ая╗░ я╗Ыя║Шя╗Фя╗к я╗Уя║Дя║│я╗дя╗К я║зя║оя╗│я║о┘З ╪зя╗Яя╗мя║О╪п╪ж ┘Ия╗ля╗отАм тАля╗│я║оя╗гя╗▓ я╗гя╗┤я║Оя╗ля╗к ╪зя╗Яя║╝я║Оя╗Уя╗┤я║Ф я╗Ля╗ая╗░ я║Ся╗Ая╗К я╗гя║к╪▒я║Яя║О╪ктАм тАля╗Ыя║Оя╗зя║Ц я║Чя║Шя║ия╗ая╗ая╗ктАк ╪МтАм┘И╪гя║Чя║Дя╗гя╗Ю я╗Гя╗Шя╗о╪│ ╪зя╗Яя║╝я╗┤я║О╪пя╗│я╗жтАм тАл┘Ия╗ля╗в я╗│я║оя╗гя╗о┘Ж я║│я╗ия║О╪▒╪зя║Чя╗мя╗в я╗Уя╗┤я╗к ┘Ия╗│я╗дя║О╪▒я║│я╗о┘Ж ╪зя╗Яя║╝я║Тя║отАм тАля╗Ля╗ая╗░ ╪гя║│я╗дя║Оя╗Ыя╗ктАк ╪МтАм┘И╪гя╗гя║о я╗Ля╗ая╗░ ╪гя║╖я║ая║О╪▒ ╪зя╗Яя║Шя╗┤я╗ж ┘Ия╗ля╗▓тАм тАля║Чя║кя╗Яя▒вя╗▓ ╪гя╗Пя║╝я║Оя╗зя╗мя║О я║Ся╗Ья║о┘Е ╪▓╪зя║Ля║к я╗Ля╗ая╗░ я╗Гя║оя╗│я╗Ц ╪зя╗Яя╗дя║О╪▒╪йтАм
тАлтАк74тАмтАм
тАлтАк─│┼╣┼б┼Э┼н┼и─Ч ─╗┼╕─│─╕┼Э┼и─Ч ╟и─С ─Ю┼й─м─╖ ┼▓╞А╞А─╜┼и─┤┼░╟в─Ч ┼▓╞А─░─╖─Р┼н┼и─Ч ─Ш┼Н─░ ╟й┼ФтАмтАм
ارﺗﻴﺎد اwﻓﺎق
ÐØ© Ù # Û
k k Ù$Ù ° ÛÂ Í
ﺟﻌﻠﺖ ﺳﻜﻨﻲ. ﻳﺠﺎوره وﻳﻨﻔﺬ إﻟﻴﻪ ُ ﺻﺎﺣﺒﺖ اﻟﺪب اﻷﻳﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ُ رﺣﻠﺘﻲ ،وﻛﻨﺖ ﻛﻞ ﺻﺒﺎح أﺟﻴﻞ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ وأﻧﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ إﻟﻰ ﻣﻘﺎﺻﺪي اﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ،أو ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻮدﺗﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺰل ،وأﻧﺎ ﻣﻨﺪﻫﺶ ﻟﻤﺎ رأﻳﺖ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻤﺴﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﻤﺎر اﻻﺳﺒﺎﻧﻲ ،وﻛﺜﺮة اﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺎت ،أو ﻧﻬﺎﻳﺎت اﻟﺸﻮارع ،أو أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺪاﺋﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻤﺘﻨﺰﻫﺎت.. إﻧﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ وﻧﺼﺐ ﻓﻨﻴﺔ ..ﻣﺘﺤﻒ
واﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ،وﻓﻴﻬﺎ ﺗﺘﻌﺪد اﻟﺤﻀﺎرات ،وﺗﺘﻼﻗﺢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ،وﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻮاﻫﺪ: ﻣﺘﺎﺣﻒ وآﺛﺎر ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﺎ اﻷﺳﺒﺎن اﻋﺘﻨﺎء ﻋﻈﻴﻤﺎً ،وﻳﺤﺎﻓﻈﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺷﺪ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ دﻫﺸﺘﻲ ﺑﻬﺬه اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ـﺘﻔﺖ ﻣﻦ ﻋﻀﺪي أوﺗﺜﻨﻴﻨﻲ أو اﻟﺴﺎﺣﺮة ﻟِ ﱠ ﺗﺆﺧﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﺟﻤﻞ أﻫﺪاﻓﻲ وأﻋﻈﻤﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﺣﻠﺔ إﻟﻰ اﻷﻧﺪﻟﺲ واﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ آﺛﺎرﻫﺎ ،ﻓﻮﺟﺪﺗﻨﻲ أﺳﺘﻘﻞ ﺣﺎﻓﻠﺔ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺪرﻳﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا ً ﺷﻤﺎﻻً ،وﻻزﻣﻨﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺨﻮف وأﻧﺎ أﻋﻴﺶ ﻣﻊ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﺤﺎول اﻻرﺗﻘﺎء إﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﺟﺒﻞ ﺷﺎﻫﻖ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻊ ﻫﺬه اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ!
ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺤﻒ ﺑﻪ اﻟﻔﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ زاوﻳﺔ وﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ،وأﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺳﺮﻧﻲ ﻫﻨﺎك أ ﱠن اﻟﺸﻤﺲ ﻻ ﺗﻐﻴﺐ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة ﻓﻲ ﺷﻬﺮ واﻓﻘﺖ رﺣﻠﺘﻲ ﻓﻴﻪ، أوﻏﺴﻄﺲ /آب اﻟﺬي ْ وأ ﱠن ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎر ﻣﺘﺴﻌﺎً ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻮال واﻟﻤﺸﺎﻫﺪات. وﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺰوره اﻟﺴﺎﺋﺢ ﻓﻲ ﻣﺪرﻳﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أن ﻳﺤﺼﻰ ،وأﻛﺒﺮ ﻣﻦ أن ﺗﺴﺘﻮﻓﻴﻪ زﻳﺎرة ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ ..اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﺤﺼﻨﺔ واﺣﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﺪى أﻳﺎم ﻣﻌﺪودات ،ﻓﻔﻴﻬﺎ وﻳﻌﻨﻲ اﺳﻢ ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ Toledoﺑﺎﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ﻳﻤﺘﺰج اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﻮﺳﻴﻂ واﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﺤﺼﻨﺔ ،وﻫﻲ ﺣﻘﺎً
şĘŜǠė ijĘƀĠķė
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
73
'% # Ù$¢ ), $Ø /+. p# " ( -pØ p' ª
ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻘﺮأ أوﺻﺎف اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻓﻲ ﻣﺼﺎدر اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻷدب دون أن ﻳﺴﺘﺒﺪ ﺑﻪ اﻟﺸﻮق إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ اﻟﺴﺎﺣﺮة ،واﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺟﻬﺎً ﻟﻮﺟﻪ ،وأن ﻳﺘﺮﺳﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻴﻬﺎ؟ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫُﻴﺊ ﻟﻲ أن أزور إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ زﻳﺎرﺗﻲ اﻷوﻟﻰ ،ﻷﻗﻀﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻬﺮاً أﻋﻤﻠﺖ ﻓﻜﺮي ﻓﻲ أن أﻗﻒ ﻋﻠﻰ ُ ﻛﺎﻣﻼً ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﺻﻴﻒ اﻟﻌﺎم 1986م، اﻟﺪﻳﺎر اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻟﺸﻬﺮ واﺣﺪ أن ﻳﺴﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﻬﺬه واﻟﺪﻳﺎر اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻣﺘﺮاﻣﻴﺔ اﻷﻃﺮاف ،زاﺧﺮة ﺑﺎﻵﺛﺎر؟ ﻏﻴﺮ أن اﻟﻌﺰم ﻛﺎن ﻗﻮﻳﺎً، وﺟﻌﻠﺖ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﺣﺘﻰ آﺧﺮ ﺳﺎﻋﺔ ،وﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ :ﻷﻏﺘﻨﻢ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻏﺘﻨﺎﻣﻪ ،وأﺗﺮك اﻟﺒﻘﻴﺔ ﻟﺰﻳﺎرة ﺗﺎﻟﻴﺔ أدﻋﻮ اﻟﻠﻪ أن ﻳﻮﻓﻘﻨﻲ إﻟﻴﻬﺎ.
72
ijŹšŝŭŨė ĻŸijĸŝŨė Ǩđ ĞũĬķ ŲƀƀĽŨĴŰǢė ŲƀİķĐŭŨė Ęōİ ǩŔ
ﻣﺪرﻳﺪ ..ﻣﺘﺤﻒ ﻓﻨﻲ ﻛﺒﻴﺮ
ﺣﺎوﻟﺖ أن آﺧﺬ ﻧﻔﺴﺎً ﻋﻤﻴﻘﺎً وأﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ُ اﻟﻤﻄﺎر وﻣﺮﻛﺰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺪرﻳﺪ ،Madridوﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺗﺴﻤﻴﻬﺎ »ﻣﺠﺮﻳﻂ«، ﻓﺸﻤﻤﺖ راﺋﺤﺔ ﻧﻔﺎذة أﺳﻠﻤﺘﻨﻲ ﻟﻨﻜﻬﺔ اﻟﻘﺮى، ُ ﻓﻘﻠﺖ :ﻻ رﻳﺐ ،ﻓﺎﻟﻤﻄﺎر ﻓﻲ ﻃﺮف اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺒﻌﻴﺪ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻲ ﺳﺎﺋﻖ ﺳﻴﺎرة اﻷﺟﺮة اﻟﺬي ﻛﺎن ﻛﺜﻴﺮ اﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﺑﻠﻬﺠﺘﻪ اﻟﻤﺠﺮﻳﻄﻴﺔ »ﻫﺬا ﺑﺎب اﻟﺸﻤﺲ«، وﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎي ﻋﻠﻰ رﻣﺰﻫﺎ اﻟﺸﻬﻴﺮ: وﻫﻮ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺪرﻳﺪ، ْ ﺗﻤﺜﺎل اﻟﺪب وﻫﻮ ﻳﻠﺘﻬﻢ ﺧﻠﻴﺔ اﻟﻌﺴﻞ ،وﻓﻲ زﻗﺎق
ارﺗﻴﺎد اwﻓﺎق ﻳُ ﻨﴩ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮيب ﻟﻸدب اﻟﺠﻐ ﺮاﰲ "ارﺗﻴﺎد اﻵﻓﺎق" -أﺑﻮﻇﺒﻲ -ﻟﻨﺪن اﻟﺬي ﻳﺮﻋﺎه اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻮﻳﺪي
ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻰ اﻟﻤﺆرﺧﻴﻦ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻴﻦ
ﻘﺪﺪاد رﺣﻴﻢ@ د .ﻣﻘ
ĸſĸĭŨė ŢſĸŌ ǩŔ
زﻫﻮر اcزاﻟﻴﺎ ... ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺮ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﺮ! *İŻĶżŤē ŵĖĉ ŗĴļĉ
رﺑﻴﻊ
ﺳﻴﺌﻮل ﻣﻠﻮنٌ ،وﻫﻨﺎك ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺑﻴﻦ أﻟﻮان اﻟﺤﺠﺮ اﻟﻬﺎدﺋﺔ وأﺻﺒﺎغ اﻟﺰﻫﺮ اﻟﺴﺎﺧﻨﺔ ،ﺑﻴﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﻏﺎﺑﺮ وﺣﺎﺿﺮ ﻧﺎﺿﺮ ،ﺑﻴﻦ ﻓﺼﻮل اﻟﺴﻨﺔ ﺷﺘﺎء وﺻﻴﻔﺎ ،ورﺑﻴﻐﺎ وﺧﺮﻳﻔﺎ ،ﺳﺘﺼﺎﻓﺤﻬﺎ ﻋﻴﻨﺎك ﺣﻴﻦ ﺗﺄﺧﺬك ﻗﺪﻣﺎك ﻟﺰﻳﺎرة ﻗﺼﺮأو ﻣﻘﺒﺮة ﻣﻠﻜﻴﺔ. ﺗﻨﺘﺸﺮ زﻫﻮر اﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻤﻘﺎﺑﺮ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺟﻮﺳﻮن ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻴﻮﻧﺞ ﺟﻲ دو ﻣﺜﻞ ﻳﻮﻧﻐﻨﻴﻮﻧﻎ وﻫﻮاﺳﻮﻧﻎ وﺟﺎﻧﻐﻨﻴﻮﻧﻎ ﻓﻲ ﺟﻴﻤﺒﻮ، وﺳﻴﻮرﻳﻮﻧﻎ ،ﻫﻨﺎ ﺗﻀﺎء اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻨﺬ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح، ودفء ﻧﻮرﻫﺎ ﻳﺤﻴﻲ أوﺻﺎل اﻟﺰﻫﻮر ﻣﺒﻜﺮا وﻫﻨﺎ ﺗﺘﻔﺘﺢ أزﻫﺎر اﻷزاﻟﻴﺎ واﻟﻜﺮز ﻣﺎ ﺑﻴﻦ أواﺋﻞ ﺷﻬﺮ أﺑﺮﻳﻞ وﻣﻨﺘﺼﻔﻪ. أزﻫﺎر أزاﻟﻴﺎ اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻘﺼﻮر أﻳﻀﺎ ،ﺗﺘﻔﺘﺢ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺗﺸﺎﻧﻎ دﻳﻮﻛﻐﻮﻧﻎ ﻣﻦ 5إﻟﻰ 20ﻣﺎﻳﻮ ،وﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺗﺸﺎﻧﻎ ﻏﻴﻮﻧﻎ ﻏﻮﻧﻎ ﻣﻦ 25ﻣﺎرس إﻟﻰ 20ﻣﺎﻳﻮ ،وﻓﻲ ﻗﺼﺮ دوك ﺳﻮ ﺟﻮﻧﺞ ﻣﻦ 1إﻟﻰ 20ﻣﺎﻳﻮ ،وﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﺘﺮة اﻻزﻫﺎر ﻋﺎدة أﺳﺒﻮﻋﺎ واﺣﺪا ﺑﻌﺪ اﻹزﻫﺎر اﻷول. ﺑﺎﻟﻴﻨﺔ أﻟﻮان أزﻫﺎر اﻷزاﻟﻴﺎ ﺗﻘﺪم ﻛﻞ درﺟﺎت اﻷﻟﻮان اﻟﻮردﻳﺔ واﻟﺤﻤﺮاء ،واﻟﺒﻴﻀﺎء ،واﻟﺼﻔﺮاء واﻷرﺟﻮاﻧﻴﺔ ،وﻟﻬﺎ ﺳﻴﻘﺎن رﺷﻴﻘﺔ ﻛﺴﻴﻘﺎن اﻟﺒﺠﻌﺎت ،وﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺎﻟﺒﺬور وﻋﺎء ﻃﻮﻳﻞ رﻓﻴﻊ ﻣﻐﻄﻰ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ،وﻟﻬﺎ ﻏﻄﺎء ﻣﻦ ﺷﻌﻴﺮات ﺗﺒﻌﺪ اﻟﻨﺤﻞ ﻋﻦ اﻟﺮﺣﻴﻖ. ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻦ ﺗﻜﺜﺮ أﻧﻮاﻋﻬﺎ ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺤﻤﺮاء ،ﺑﺤﺪﻳﻘﺔ ﻏﺎﺑﺎت اﻷزاﻟﻴﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻗﻮﻳﺘﺸﻮ ،واﻟﺘﻰ وﺻﻞ اﺟﻤﺎﻟﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻰ اﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ ﺗﺤﺘﻀﻦ 23ﺟﻨﺴﺎ ﻣﻦ ازﻫﺎر اﻷزاﻟﻴﺎ.. ﺗﺬﻛﺮت ﻫﺬه اﻟﺰﻫﺮة ﺣﻴﻦ دﻋﻴﺖ ﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺣﻮل دﻳﻮان ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻨﻮان » زﻫﻮر اﻵزاﻟﻴﺎ« ،ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼث ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت
70
ûĸěšŨė Ǩđ ĸŅšŨė ŲŬ ùùù ĘƀŨėĹǢė ķŹŵĹ
ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﺎت ،ﺳﻮاء ﻣﻦ ﻳﻌﺸﻖ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻜﻮرﻳﺔ ،أو ﻳﺘﻌﻠﻤﻨﻬﺎ ،أو ﻳﻬﺘﻤﻤﻦ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ .اﻟﺪﻳﻮان ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﻛﻴﻢ ﺳﻮ وول ،وﺗﺮﺟﻤﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻟﻲ دوﻧﺞ أون ،وﺻﺪر ﻋﻦ دار ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة. اﻷوراق اﻟﻤﺘﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﻴﻨﺖ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﻴﺎة اﻟﺸﺎﻋﺮ وﻗﺼﺎﺋﺪه ،وأﺣﻘﻴﺔ اﻟﺪﻳﻮان ﺑﺄن ﻳﻜﻮن وﺛﻴﻘﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻛﻮﻧﻪ وﺛﻴﻘﺔ أدﺑﻴﺔ وﻓﻨﻴﺔ ،وﻟﻌﻞ ذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﺴﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن وراء اﺧﺘﻴﺎره ﻟﻴﻜﻮن أول ﻋﻤﻞ ﻛﻮري أدﺑﻲ ﻣﻌﺎﺻﺮ ﻣﺴﺠﻞ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﻴﻦ. ﺑﺸﻜﻞ ﻧﺎدر ،وﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺮﺑﻴﻊ ،ﺧﻼل ﺻﻴﻒ اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺗﻔﺘﺤﺖ زﻫﻮر أزاﻟﻴﺎ ﺗﻨﻤﻮ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﺳﻴﺠﻴﻼ ﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎع 4000ﻣﺘﺮ ﻓﻮق ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻧﻴﻨﻐﺘﺸﻰ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﺷﺮﻗﻲ اﻟﺘﺒﺖ .وﻳﻨﻤﻮ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ زﻫﻮر اﻷزاﻟﻴﺎ داﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻇﻠﻴﻞ ﺑﺴﻔﻮح اﻟﺠﺒﺎل ﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎﻋﺎت ﺗﺘﺮاوح ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 2500و 4000ﻣﺘﺮ ﻓﻮق ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ. زﻫﺮة ﺟﻤﻌﺖ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﻮرﻳﺎ واﻟﺼﻴﻦ ،وﺟﻤﻌﺖ ﻗﺼﺎﺋﺪﻫﺎ ﺑﻴﻦ آﺳﻴﺎ واﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻳﺘﻮﻫﺞ ﺣﻀﻮرﻫﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺼﺮ واﻟﻘﺒﺮ، ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺄن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺎدﻻ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎة: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﻴﺢ اﻟﺪﻳﻜﻪ ،ﻓﻲ اول ﺳﺎﻋﺔ ،ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻳﻜﻮن وﻗﺖ ﺧﺮوﺟﻲ ﻟﺘﺤﻴﺔ روﺣﻚ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺗﻔﻊ اﻟﻘﻤﺮ ،ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺸﻬﺮ ،ﻓﻮق اﻟﺠﺒﻞ ﻳﺤﻞ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻄﻘﻮس ﺗﺤﺮﻳﺮ روﺣﻚ * ' Ð' Ûã . . °
тАл╪зя╗Яя║┤я╗Дя╗┤я╗Фя╗▓ ╪зя╗Яя║м┘К ╪░я╗Ыя║о┘З ╪зя╗Яя╗дя╗Шя║кя║│я╗▓ ┘И╪зя║Ся╗ж ╪зя╗Яя║Тя╗┤я╗Дя║О╪▒ ┘И╪зя╗Яя╗Шя╗ая╗Шя║╕я╗ия║к┘КтАм тАл┘Ия╗Пя╗┤я║оя╗ля╗в я╗гя╗ж я╗Ля╗ая╗дя║О╪б ╪зя╗Яя╗Мя║о╪итАк ╪МтАмя║Яя║Мя╗ия║О я╗Яя╗ая║Шя╗ия╗Шя╗┤я║Р я╗Ля╗ж ╪зя╗╡я║Ыя║О╪▒ ╪зя╗Яя║ая║░╪зя║Ля║оя╗│┘Ся║ФтАм тАля╗Ыя╗дя║О я╗│я║╝я╗ия╗К я╗Ля╗ая╗дя║О╪б ╪зя╗╡я║Ыя║О╪▒тАк ╪МтАм╪з┘И я╗Чя╗Ю ╪з┘Ж я║Чя╗ая╗дя║┤я║Ц ╪зя╗Яя╗Ря║Оя╗│я║Ф я╗Уя╗▓ я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗Мя╗дя║о╪йтАм тАля╗Яя║┤я╗Дя╗┤я╗Т я║Яя║Мя╗ия║О я╗Яя╗ия║о┘И┘К я╗Зя╗дя║Д ╪зя╗Яя╗дя╗Мя║оя╗Уя║Ф я║Ся║Оя╗Яя╗дя╗Мя║оя╗Уя║ФтАк .тАмя║│я║Дя╗Яя╗ия║О я╗Ля╗ж я╗Ыя║Шя║Оя╗гя║Ф я╗Уя╗ая╗втАм тАля╗зя║ая║к я║Яя╗о╪зя║Ся║О я╗Уя║Оя╗Яя╗о╪зя╗Яя╗▓ я╗Яя╗в я╗│я╗Ья╗ж я╗Чя║к ╪зя║│я║Шя╗Шя║о я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗оя╗╗я╗│я║Ф я║Ся╗Мя║ктАк ╪МтАмя║│я║Дя╗Ля║о┘Б я╗гя╗жтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗┤я╗мя╗оя║Ся╗▓ я╗Уя╗┤я╗дя║О я║Ся╗Мя║к ╪з ┘С┘Ж я╗Ыя║Шя║Оя╗гя║Ф я╗ля╗в ╪зя║╗я╗Ю ╪зя╗Яя╗Фя║Оя╗Гя╗дя╗┤я╗┤я╗жтАк ╪МтАм┘И╪г┘Ж ╪зя╗│я╗Ья║ая║О┘ЖтАм тАл╪зя╗Яя║ая║Тя╗Ю ╪зя╗Яя║м┘К я║│я║Дя╗Яя║Ц я╗Ля╗ия╗к я╗ля╗о я║Яя║Тя╗ая╗мя╗в ┘Ия║Ся╗к я╗Чя║╝я║оя╗ля╗втАк ╪МтАм┘И╪з ┘С┘Ж ╪зя╗╖я╗гя╗┤я║отАм тАля║зя║░я╗│я╗дя║Ф я╗Чя╗Дя║Р ╪зя╗Яя║кя╗│я╗ж ╪зя║гя║к ╪зя║│я╗╝я╗Уя╗мя╗в я╗Ыя║О┘Ж я╗Чя║к ╪зя║│я║Шя╗Шя║о я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗мя╗ия║ктАк ╪МтАм┘И╪зя╗з┘Ся╗ктАм тАля╗Ыя║О┘Ж я╗Ля╗ая╗░ ╪зя║Чя║╝я║О┘Д я╗гя╗К ┘И╪зя╗Яя╗▓ ┬╗я║│я╗Дя╗┤я╗Т┬л я║гя║Шя╗░ ╪зя╗Яя║┤я║Тя╗Мя╗┤я╗ия║О╪к я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Шя║о┘ЖтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║Оя║┐я╗▓тАк .тАм╪зя╗гя║о ╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя╗░ я║Ся║дя╗дя╗Ю ┬╗я║Яя╗о╪▓ я║│я╗Дя╗┤я╗Т┬л ╪зя╗Яя╗░ я║╖я╗┤я║о╪зя║Чя╗о┘Ж ╪зя╗Яя║╝я╗ия╗оя║Ся║отАм тАл я╗гя║дя╗Ю ╪зя╗Чя║Оя╗гя║Шя╗ия║О тАк -тАмя╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Ря║ктАк ╪МтАмя╗Уя╗Шя╗В ┬╗я║Яя╗о╪▓ я║│я╗Дя╗┤я╗Т┬л я╗Чя║О┘Д ╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя╗▓тАк ╪МтАмя╗╖┘ЖтАмтАл┬╗╪зя╗Яя║╕я╗┤я╗ия╗оя║Ся║О┬л я╗Яя╗в я║Чя╗Ья╗ж я║Ся║Оя╗Яя║ая╗о╪п╪й ╪зя╗Яя╗дя╗Дя╗ая╗оя║Ся║Ф я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗Мя║О┘ЕтАк.тАмтАм тАл╪зя╗Л ┘Ся║к ╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя╗░ я╗гя║Д╪пя║Ся║Ф я╗Ля║Оя╗гя║о╪й я╗Ч ┘Ся║к┘Е я╗Уя╗┤я╗мя║О ╪зя╗Яя║ия║о┘И┘Б ╪зя╗Яя╗дя║╕я╗о┘К ┘И╪зя╗Яя╗Ья║┤я╗Ья║┤я╗▓тАм тАля║Ся║Оя╗Яя╗Мя║┤я╗Ю ┘И╪зя╗Яя╗ая║Тя╗ж ╪зя╗Яя║ия║Оя║Ыя║о ╪зя╗Яя╗дя║╕ ┘Ся║о╪и я║Ся╗Шя╗Дя╗К ╪зя╗Яя║░я║Ся║к╪й ╪зя╗Яя╗Дя║О╪▓я║Яя║ФтАк ╪МтАм┘Ия║Ся╗Мя║ктАм тАл╪зя║│я║Шя║о╪зя║гя║Ф я╗Чя║╝я╗┤я║о╪й ╪з╪▒я║Чя║кя╗│я╗ия║О ┬╗╪зя╗Яя║Тя║о╪зя╗зя╗┤я║║┬л ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗Ч ┘Ся║кя╗гя║Ц я╗ля║кя╗│┘Ся║Ф я╗гя╗жтАм тАл╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя╗▓ я╗╖я║зя║м ╪зя╗Яя║╝я╗о╪▒тАк ╪МтАмя║Ы ┘Ся╗в я╗Чя║╝я║кя╗зя║О ┬╗╪зя╗Яя╗Мя╗┤я╗ж ╪зя╗Яя╗Ф ┘Ся╗о╪з╪▒╪й┬лтАк ╪МтАмя╗Чя║О┘Д ╪зя╗Яя╗о╪зя╗Яя╗▓ тАк -тАм┘Ия╗Яя╗втАм тАля╗│я╗Ья╗ж я╗Чя║к я║╖я║о╪и я╗гя║О╪бя╗ля║О я║Ся╗Мя║ктАк┬╗ :тАм╪з ┘С┘Ж я╗гя╗ж я╗│я║╕я║о╪и я╗гя╗ж я╗гя║О╪б ╪зя╗Яя╗Ф ┘Ся╗о╪з╪▒╪й я║гя║Шя╗дя║ОтАм тАля║│я╗┤я╗Мя╗о╪п ╪зя╗Яя╗┤я╗мя║О┬лтАк .тАмя╗Уя╗о┘В я╗зя║Оя╗Уя╗о╪▒╪й я║│я╗Дя╗┤я╗Т я║Чя║ая╗ая║▓ ╪зя╗гя║о╪г╪й я╗Ля║О╪▒я╗│я║Ф я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║оя║зя║О┘ЕтАм тАл╪зя╗╖я║Ся╗┤я║╛тАк ╪МтАмя╗зя║дя║Шя╗мя║О ╪зя╗Яя╗ия║дя║О╪к ╪зя╗Яя╗Фя║оя╗зя║┤я╗▓ я╗Уя║о╪зя╗зя║┤я╗┤я║▓ ╪п┘К я║│я║О┘Ж я╗Уя╗┤я║к╪з┘Д я╗Яя║╝ ┘Ся║ктАм тАл╪зя╗Яя║┤я╗Дя╗┤я╗Ф ┘Ся╗┤я╗┤я╗ж я╗Ля╗ж ╪▓я╗│я║О╪▒╪й ╪зя╗Яя╗дя║┤я║ая║к ╪зя╗Яя╗Шя║оя╗│я║Р я╗Ля╗ая╗░тАм тАля║гя║к я║Чя╗Мя║Тя╗┤я║о ╪зя╗Яя║╕я║Оя╗Ля║о ╪зя╗Яя║╝я║кя╗│я╗Ц я╗Л ┘Ся║░ ╪зя╗Яя║кя╗│я╗ж я╗гя╗┤я╗мя╗оя║Ся╗▓тАм тАл┘Ия╗Яя╗Ья╗ж ╪зя╗Яя║┤я╗Дя╗┤я╗Ф ┘Ся╗┤я╗о┘Ж ╪зя║г ┘Ся║Тя╗о╪з я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗дя║о╪г╪й ┘И╪гя╗Яя╗Фя╗оя╗ля║ОтАм тАля╗Ыя╗дя║О ╪гя╗Яя╗Фя║Шя╗мя╗втАк ╪МтАм┘И╪зя╗Ыя║Ья║о┘И╪з я╗Гя║о┘Ия╗Чя╗мя╗в ╪зя╗Яя╗дя║┤я║ая║к я╗╖я║Яя╗ЮтАм тАля╗Ля╗┤я╗оя╗зя╗мя║ОтАк ╪МтАм┘Ия║Ыя║О╪▒┘И╪з ┘Ия╗Пя╗Ая║Тя╗о╪з я╗Ля╗ия║кя╗гя║О ╪зя║╗я╗┤я║Тя║Ц я║Ся╗Ья║кя╗гя║О╪ктАм тАл┘Ия╗Ыя║┤я╗о╪▒ ╪зя║Ыя║о я║Чя╗Фя║ая╗┤я║о ╪зя╗Яя║ая╗дя║Оя╗Ля║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║О╪▒я╗Чя║Ф тАУ я╗╗тАм тАл╪зя║г ┘Ся║Тя║м я╗зя║┤я║Тя║Шя╗мя╗в ╪зя╗Яя╗░ ╪зя╗╣я║│я╗╝┘Е тАк -тАмя╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║Шя║┤я╗Мя╗┤я╗ия╗┤я║О╪ктАм тАля╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Шя║о┘Ж ╪зя╗Яя╗дя║Оя║┐я╗▓тАк ╪МтАм┘Ия╗Яя╗Ья╗и ┘Ся╗мя╗в ╪▒ ┘Ся╗гя╗дя╗оя╗ля║О ┘Ия║┐ ┘Ся╗дя║к┘И╪зтАм тАля║Яя║о╪зя║гя╗мя║О ┘Ия╗гя║О ╪▓╪зя╗Яя╗о╪з я╗│я╗ая║Шя╗Ф┘Ся╗о┘Ж я║гя╗оя╗Яя╗мя║ОтАк ╪МтАмя╗Уя╗Шя╗ая║Ц я╗Яя╗ктАк:тАмтАм тАля╗Яя╗Мя╗а┘Ся╗мя║О ╪вя║зя║о я╗гя╗ж я║Ся╗Шя╗░ я╗Уя╗▓ я║│я╗Дя╗┤я╗Т я╗гя╗ж я║│я║Тя║Оя╗│я║ОтАм тАля╗Уя║оя╗зя║┤я║О ╪зя╗Яя╗дя╗╝╪нтАк .тАмя╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║╕я║О╪▒╪╣ ╪зя╗Яя╗дя║Ж╪п┘К ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗Яя╗Ф ┘Ся╗о╪з╪▒╪йтАм тАля╗│я╗Шя╗Т я╗зя║╝я║Р ╪зя╗Яя║╕я╗мя╗┤я║к ┬╗я║Ся╗о╪▓я╗│я║к я║│ ┘Ся╗Мя║О┘Д┬л я║гя║Оя╗гя╗ЮтАм тАля╗Ля╗ая╗в ╪зя╗Яя╗дя╗Ия║Оя╗ля║о╪й ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║зя║оя║Яя║Ц я╗Уя╗▓ я║│я╗Дя╗┤я╗Т я╗Ля║О┘ЕтАм тАлтАк1945тАм┘Е ╪зя║Ся║Шя╗мя║Оя║Яя║О я║Ся╗ия║╝я║о ╪зя╗Яя║дя╗ая╗Фя║О╪б я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя║о╪итАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗д ┘Ся╗┤я║Ф ╪зя╗Яя║Ья║Оя╗зя╗┤я║ФтАк ╪МтАм╪зя╗Яя╗дя╗Ия║Оя╗ля║о╪й ╪зя╗Яя║Шя╗▓ ╪зя║╖я╗Мя╗ая║ЦтАм
тАл╪зя╗Яя║Ья╗о╪▒╪йтАк ╪МтАм┘Ия╗Ыя║Оя╗зя║Ц я╗Уя║оя╗зя║┤я║О я╗Чя║к ┘Ия╗Ля║к╪к ╪зя╗Яя║ая║░╪зя║Ля║оя╗│я╗┤я╗ж ╪зя╗Яя║дя║оя╗│┘Ся║Ф ┘И╪зя╗╣я║│я║Шя╗Шя╗╝┘ДтАм тАл╪з╪░╪з я║гя║Оя╗Яя╗Т ╪зя╗Яя║дя╗ая╗Фя║О╪б ╪зя╗Яя╗ия║╝я║о я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗дя║Оя╗зя╗┤я║ОтАк .тАмя╗Ыя║О┘Ж ╪зя╗Яя║ая║░╪зя║Ля║оя╗│я╗о┘Ж я╗Чя║к я║╖я║О╪▒я╗Ыя╗о╪зтАм тАля╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя║о╪и я╗гя╗К я╗Уя║оя╗зя║┤я║ОтАк ╪МтАм┘Ия╗Яя╗Ья╗ж ╪зя╗Яя╗Фя║оя╗зя║┤я╗┤я╗┤я╗ж я╗зя╗Ья║Ья╗о╪з ╪зя╗Яя╗Мя╗мя║к ┘Ия╗Чя║Оя╗гя╗о╪з я╗Уя╗▓тАм тАля╗зя╗мя║О╪▒ тАк 8тАмя╗гя║Оя╗│я╗о тАк1945тАм┘Е я║Ся║а ┘Ся║░ ╪▒я╗Чя║О╪и тАк 45000тАмя║╖я╗мя╗┤я║к я║Яя║░╪зя║Ля║о┘К я║Ся╗оя║гя║╕ ┘Ся╗┤я║ФтАм тАля╗Чя╗Ю я╗зя╗Ия╗┤я║оя╗ля║ОтАк ╪МтАм┘Ия╗Ыя║О┘Ж ╪г ┘С┘И┘Д я╗гя╗ж я║│я╗Шя╗В я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗Ия║Оя╗ля║о╪й я╗ля╗о я║Ся╗о╪▓я╗│я║к я║│ ┘Ся╗Мя║О┘ДтАм тАл┘СтАм тАля║гя║Оя╗гя╗Ю ╪зя╗Яя║о╪зя╗│я║ФтАк .тАмя╗Уя╗▓ ╪░я╗Яя╗Ъ ╪зя╗Яя╗Дя║оя╗│я╗Ц ╪зя║гя║┤я║┤я║Ц я║Ся║о┘И╪н я║Ся╗о╪▓я╗│я║к я║Чя║о╪п╪п я╗зя║╕я╗┤я║ктАм тАл╪зя╗Яя║Ь ┘Ся╗о╪з╪▒тАк ╪МтАм┘Ия╗Ля║ая║Тя║Ц я╗Ыя╗┤я╗Т я╗│я╗Ья║Шя║Р я╗Яя╗ая║╕я╗мя╗┤я║к ╪зя╗Яя║ия╗ая╗о╪п ┘Ия╗Яя╗ая╗Ря║░╪з╪й ╪зя╗Яя║░┘И╪з┘ДтАк.тАмтАм тАля╗Уя╗▓ я╗гя║Шя║дя╗Т ╪зя╗Яя╗дя║кя╗│я╗ия║Ф ╪зя║│я║Шя╗Шя║Тя╗ая╗ия║О я╗гя║кя╗│я║о ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя╗Т ┘И╪▒╪зя║гя║Ц я╗Уя║Шя║О╪й я║Чя╗Ш ┘Ся║к┘ЕтАм тАл╪зя╗Яя║╕я║о╪н я╗Уя╗▓ я╗Чя║Оя╗Ля║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║Шя║дя╗Т ╪зя╗Яя║ия╗дя║▓тАк ╪МтАмя╗Ыя║О┘Ж ╪зя╗л ┘Ся╗в я╗гя║О я║╖я║Оя╗ля║кя╗зя║О┘З я╗ля╗отАм тАля╗Яя╗оя║гя║Ф ┬╗я╗гя╗оя╗Ыя║Р я║Ся║Оя║зя╗о╪│ ╪зя╗Яя╗дя╗Мя║╕┘С я╗Шя║Ф я║Ся║Оя╗Яя╗Фя║┤я╗┤я╗Фя║┤я║О╪б ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я╗Ия╗мя║о я╗Уя╗┤я╗мя║ОтАм тАл╪зя╗╣я╗Яя╗к я║Ся║Оя║зя╗о╪│ ┘И╪зя║│я╗о╪п┘З я╗Ля║Оя║Ля║к╪з я╗гя╗ж я╗Пя║░┘И╪й ╪зя╗Яя╗мя╗ия║ктАк ╪МтАмя╗│я║ая║о ┘И╪▒╪з╪б┘З ╪зя╗Яя╗дя╗ая╗о┘ГтАм тАл┘И╪зя╗╖я╗гя║о╪з╪б ╪зя╗Яя╗дя╗Ь ┘Ся║Тя╗ая╗┤я╗ж я║Ся║Оя╗╖я╗Пя╗╝┘ДтАк ╪МтАм┘Ия║╖я║Оя╗ля║кя╗зя║О я╗Ыя║мя╗Яя╗Ъ ┬╗я╗гя╗оя╗Яя║к я╗Уя╗┤я╗ия╗о╪│┬л ╪зя╗Яя║м┘КтАм тАл╪зя║│я║Шя╗ая╗мя╗в я╗гя╗оя║┐я╗оя╗Ля╗мя║О ┬╗я║Ся╗оя║Чя║Оя║╖я╗┤я╗ая╗ая╗▓┬л я╗Уя╗┤я╗дя║О я║Ся╗Мя║ктАк ╪МтАмя╗Чя╗ая║Ц я╗Яя╗ая╗о╪▓я╗│я║о я║Ся╗оя╗Пя║О╪▓┘КтАм тАл┘Ия╗зя║дя╗ж я╗Ля║Оя║Ля║к┘И┘Ж я╗Уя╗▓ я╗Гя║оя╗│я╗Шя╗ия║О я╗Яя╗ая║ая║░╪зя║Ля║отАк :тАмя╗Яя╗Шя║к я║Чя║о┘Г ╪зя╗Яя║о┘Ия╗гя║О┘Ж ╪з╪▒╪╢ ╪зя╗Яя║ая║░╪зя║Ля║отАм тАля╗Ыя╗дя║О я║Чя║оя╗Ыя╗мя║О ╪зя╗Яя╗Фя║оя╗зя║┤ ┘Ся╗┤я╗о┘ЖтАк ╪МтАмя║Чя║оя╗Ыя╗оя╗ля║О я╗Я ┘Ся╗дя║О я╗Чя║О ┘О┘И ┘Оя╗гя║Шя╗мя╗в я║Ся║Оя╗Яя║дя║кя╗│я║к ┘И╪зя╗Яя╗ия║О╪▒тАк ╪МтАмя║Чя║оя╗Ыя╗о╪зтАм тАля╗Чя║╝я╗о╪▒я╗ля╗в ┘Ия╗гя╗ия║Шя║░я╗ля║Оя║Чя╗мя╗в ┘Ия╗гя╗Мя║Оя║Ся║кя╗ля╗в ┘Ия╗гя║┤я║О╪▒я║гя╗мя╗в ┘Ия║г ┘Ся╗дя║Оя╗гя║Оя║Чя╗мя╗втАк ╪МтАм┘Ия║гя║Ш┘Ся╗░тАм тАл╪г╪▒я║Ся║Оя║Ся╗мя╗в ┘И╪▒я║С┘Ся║Оя║Чя╗мя╗в ┘И╪▒я║гя╗ая╗о╪зтАм тАл*тАм
тАлтАк┬Н '├и ├Р' ┬Ф ┬Ж. ┬░тАмтАм
тАл тАк├Д├ЩтАмтАм
тАлтАк─╕┼Ф─Ш┼А ─Я─Ш╞А┼м┼╣┼┐тАмтАм
тАлтАк─╕─Ы┼н─╜┼┐─│ 182 ─│─┤┼Х┼и─ЧтАмтАм
тАлтАк2014тАмтАм
тАлтАк69тАмтАм
ĸŔĘŀ ğĘƀŬŹſ
ﺳﻄﻴﻒ źİŻŵĹŤē İũĨĉ İũĩŨ
ﻓﻲ
اﻟﻌﺎﺷﺮة ﻣﻦ ﺻﺒﺎح اﻷرﺑﻌﺎء 11.12.13ﻛﺎن ﻟﻨﺎ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻊ ﺳﻄﻴﻒ ،اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻨﻨﺎ إﻟﻰ ﻟﻘﺎﺋﻬﺎ ﻃﻮﻳﻼ. ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻹﻛﻠﻴﻞ )إﻛﻠﻴﻞ اﻟﻌﻘﺮب( ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺑﺮج اﻟﻘﻮس ،وﻛﺎن اﻟﻘﻤﺮ ﻳﻌﻘﺪ ﻣﻮﻋﺪا ﻣﻊ اﻟﺤﻤﻞ اﻟﺜﺮﺛﺎر ،وأ ّﻣﺎ اﻟﺰﻫﺮة ﻓﺮاﺣﺖ ﺗﺮﻧﻮ اﻟﻰ اﻟﺠﺪي ﺑﺤﻨ ّﻮ .ﻛﺎن ﻓﻲ ﺻﺤﺒﺘﻲ اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟﻮزﻳﺮ دﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮ ﻏﺎزي واﻷخ اﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻮ ﻣﺠﻴﺪ واﻷخ ﻣﺤﻤﻮد ﺧﻀﺮ واﻷخ اﻟﻠﺒﻴﺐ ﺑﺸﻴﺮ واﻟﺴﻴﺪ أﻧﻮر. ﻛﺎن اﻟﻄﻘﺲ ﻣﻨﻌﺸﺎ وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ ﺻﺤﺒﺖ أﺑﻲ اﻟﻄ ّﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﻼﺗﻪ –اﻟﺸﻤﺲ -ﻓﻲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﺣﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ﺣ ّﻨﻮ اﻟﻤﺮﺿﻌﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻄﻴﻢ ،واﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺴﺮﻳﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﺮﺑﻂ ﺷﺮق اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺑﻐﺮﺑﻬﺎ ﻳﺒﺪو ﻓﻲ اﻷﻓﻖ ﻛﺄﻓﻌﻮان ﺟ ّﺒﺎر، ﻫﺬا ﻫﻮ أﺣﺪ ﻣﻨﺠﺰات اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ راﻋﻲ ﻧﻬﻀﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل ﻟﻠﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻫﺎ أﻧﺎ ذا ﻛﻨﺖ. ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮل ﻫﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ 1400ﻛﻢ ،وﺑﻠﻐﺖ ﻛﻠﻔﺘﻪ 14ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻗﻴﺎﺳﻲ ﻻ ﻳﺘﻌ ّﺪى أرﺑﻌﺔ أﻋﻮام ،إﻧﺠﺎز ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ وأﻧﺠﺰ ﻓﻲ زﻣﻦ ّ ﻗﻠﺐ ﺟﺴﻮر ،ﻧﻌﻢ اﻹﻧﺠﺎز. ﻣﻀﻴﻨﺎ ﺛﻼث ﺳﺎﻋﺎت ﻛﻨﺖ أﺗﺒﺎدل ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ أﺧﻲ اﻟﻮزﻳﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮﻏﺎزي وأراﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﺧﺮاﺋﻂ ﻫﺎﺗﻔﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻤﻠﺘﻮي اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﺬي ﻳﺮﺑﻂ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺑﺴﻄﻴﻒ. »ﻛ ّﻨﺎ ﻧﺤﺘﺎج ﻟﺴﺖ ﺳﺎﻋﺎت ﻟﺒﻠﻮغ ﺳﻄﻴﻒ وﺗﺴﻊ ﻟﺒﻠﻮغ ﺳﻜﻴﻜﺪة )ﻣﺴﻘﻂ رأس اﻟﻮزﻳﺮ(« ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﻮ ﻏﺎزي ﺑﺎﻋﺘﺰاز .ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺗﺨﻠّﻒ اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻛﻴﻒ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺪارك ذﻟﻚ؟ أﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺒﺮ اﻟﺒﻮﻟﻨﺪي ﻛﻮﺑﺮﻧﻴﻜﻮس واﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﻴﻦ اﺳﺤﻖ ﻓﺮﺣﺖ ّ ﻧﻴﻮﺗﻦ وداروﻳﻦ ﺑﺈﺳﻬﺎب ،ﻛﺘﺎب »ﻋﻦ دوران اﻷﺟﺮام اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ« ﻟﻸول و»اﻟﺒﺮﻳﻨﺴﻴﺒﺎ« و«أﺻﻞ اﻷﻧﻮاع« ﻟﻠﺜﺎﻧﻲ واﻟﺜﺎﻟﺚ. ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻳﻦ ﻟﻬﺎ ﻋﺼﺮ أوروﺑﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻳﻦ
68
Şƀōļ
ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻴﻮم. إﻟﻲ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﺑﻮﻏﺎزي ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ،ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺤﻤﺾ اﻟﻨﻮوي اﺳﺘﻤﻊ ّ واﻷﺟﻨﺎس اﻟﺘﻲ زارت اﻷرض ورﺣﻠﺖ ،ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺎع واﻟﻀﻮء وﻛﻴﻒ اﺳﺘﻄﺎع ﻋﺒﻘﺮي اﺳﻤﻪ ﻧﻴﻮﺗﻦ ّ ﻓﻚ اﺳﺮاره ﺑﻤﺨﺮوط زﺟﺎﺟﻲ. ﺛﻢ ﻋﺮﺟﻨﺎ ﻋﻠﻰ رﻣﻮز اﻟﻔﺘﻮى ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻼّل اﻟﻔﺎﺳﻲ، واﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ،وﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﺒﻲ ﻓﻜﺎن ﻟﻠﻮزﻳﺮ ﺑﻮﻏﺎزي ﻗﺼﺐ اﻟﺴﺒﻖ ﻓﻲ اﺿﺎءة ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﻼﻣ ّﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﻬﻠﻬﺎ اﻟﺸﺮق. وﺣﻴﻦ ﻋﺒﺮﻧﺎ »اﻟﻴﺎﺷﻴﺮ« اﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑﻮ ﻏﺎزي ا ّن اﻃﻴﺐ ﺳﻼﻻت اﻟﺨﺮﻓﺎن ﺗﻨﺘﺞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎن ،وان اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺮ اﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻨﻮاﺣﻲ ﻳﺆﺛﺮون اﺧﺬ وﺟﺒﺔ اﻟﻄﻌﺎم ﻓﻲ »اﻟﻴﺎﺷﻴﺮ« .اﻛّﺪ ﻟﻲ »اﻟﻤﻴﻬﻮﺑﻲ« ﻫﺬا ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺟﺘﻤﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﺒﺔ اﻟﻌﺸﺎء ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ. ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﺳﻮق دﺑﻲ ﻓﻲ »اﻟﻤﺎرﻳﻮت« ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﻗﻴﺪ اﻹﻧﺠﺎز، وﻟﻜﻦ ﺟﺴﺮا ﻣﻌﺒﺪا ﺑﻴﻦ اﻹﻣﺎرات واﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺗ ّﻢ اﻧﺠﺎزه ،ا ّن ﻫﺬا اﻟﺠﺴﺮ ﻫﻮ »ﺳﻄﻴﻒ« ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﻬﻨﺎك ﺗﻮاﺻﻞ وﺗﺸﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻬ ّﻤﺔ واﻟﻮﻋﻲ واﻟﺪراﻳﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺎﺟﺮ اﻟﺴﻄﻴﻔﻲ واﻟﺪﺑﻮي .واﻟﺴﻄﻴﻔﻴﻮن وﺿﻌﻮا ﻳﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﻳﺪ اﻹﻣﺎراﺗﻴﻴﻦ وﻫﺎﻫﻢ ﻳﺸﻘّﻮن ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ اﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎ دارة اﻟﻮاﻟﻲ اﺳﺘﻘﺒﻠﻨﺎ اﻟﻮاﻟﻲ »ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮدرﺑﺎﻟﻲ« ﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﻟﺪار ،وﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول اﻟﺸﺎي اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺳﺄﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺟﻮز ﺳﻄﻴﻒ »اﻹرﺟﻴﻘﻦ« اﻟﺬاﺋﻊ اﻟﺼﻴﺖ ﻛﻤﺎ ورد ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺮاث ﻓﻘ ّﺪم اﻟﻮاﻟﻲ »ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮدرﺑﺎﻟﻲ« إﻟﻴﻨﺎ اﻟﺴ ّﻴﺪ »ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺒﺎﺋﻠﻲ« ﻓﻘﺎل :ﻫﻨﺎك ﻧﻮع ﻳﺴ ّﻤﻰ »ﺟﻮز اﻟﺸﻴﻨﻮﺑﺎ« وﻫﻮ ﺟﻮز ﺟﻠﺒﻪ اﻟﻔﺮﻧﺴ ّﻴﻮن ﻣﻦ ﺑﻠﻐﺎرﻳﺎ ﻳﺰرع ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ »ﺑﻮ ﻋﻨﺪاس« ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺑﺎت اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺔ ،وﻫﻮ اﺟﻮد اﻧﻮاع اﻟﺠﻮز ﻋﻠﻰ ﺣ ّﺪ ﻗﻮل اﻟﺨﺒﻴﺮ اﻟﺰراﻋﻲ، وﻫﺬا اﻟﺠﻮز ذو ﺷﻜﻞ ﻣﺴﺘﻄﻴﻞ .ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ :ﺟﺌﻨﺎ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺠﻮز
ﺣﻲ اﻟﺴﻼم
وﻫﺬا ر ّد اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺰﻳﺰ اﻟﻤﻨﺼﻮري:
ﺣـــــﻲ اﻟــﺴـــــﻼم اﻟ ـ ّﻠـــــﻲ ﻟــﻔــﺎ ﺑـــــﻪ ﻏﻼﻣـﻲ ّ ﺻـــــﻞ اﻟــﺴـــــﻼم وﻣــﻜــﺘــﻔــﻴـــــﻪ اﻟــﻨــﻈــﺎﻣـــــﻲ واﻫــــــﻼً وﺳـــﻬـــﻼً ﻋــــﺪّ وﺑـــــــﻞ اﻟــﻐــﻴــﺎﻣـــــﻲ واﻋـــــﺪاد ﻣــﻦ ﻳــﻘــﻀــﻲ اﻟــﻔــﺮﻳــﻀــﻪ وﺻــﺎﻣـــــﻲ واﻋــــﺪاد ﻣــﺎ داﺟـــﺖ ﻋﻠـﻰ اﻟــﻌـــــﺪّ ﺿﺎﻣـﻲ وﺳـــﺮ ﻳــﺎ ﻗﻠـﻢ واﻟــﻴـــــﻮم ﺟــﺎ ﻟـــــﻚ ْوﻻﻣـــــﻲ وﻻزم ﻋــﻠــﻴ ـ ّـــﻪ اﻟـــــــﺮ ّد ﺑـــــــﺄ ّول ﺷْ ــﻤــﺎﻣـــــﻲ ٍ ﻃــﻴــﻒ ﻫــﺬاﻣـــــﻲ ــﻢ ﺳـــﺮى ﺑـــﻪ ﺻـــﺎر وﺣـــﻠـ ٍ وﻳــﺒــﻐــﻲ ﻳـــﻮ ّﻟـــﻒ ﺑــﻴـــــﻦ ﺣــﺎﺿـــــﺮ وﻋــﺎﻣـــــﻲ ﻳـــﻮم اﻟـــﺸـــﺪاد وﻳـــــﻮم رﻛـــــﺐ اﻟﻤﺴﺎﻣـﻲ وﻳـــﻮم اﻟــﻈــﻌــﻮن ﺗْــﺸـــــﺪّ ﺗﻘﻔـﻲ اﻟﺠﻬﺎﻣـﻲ وان ﺳــﻠــﺖ ﻣــﻦ ﺑــﻴــﻦ اﻟــﺤــﻤــﻰ واﻟﻤﺤﺎﻣـﻲ ﻛــﻨ ـ ّـــﻲ ﻋــﺮﻓــﺘـــــﻪ ﻣـــﺎ ﺧــﻄـــــﺎه اﻓﺘﻬـﺎﻣـﻲ ﻫـــﺬا اﻟــﻮﻃــﻦ ﻳـــــﻮم اﻟــﻌــﺼـــــﻮر اﻟــﻘــﺪاﻣـــــﻲ ﻣــﺤــﻤـــــﺎي ﺑــﺎﻟــﺒــﻨـــــﺪق وﺣـــــﺪّ اﻟﺤﺴﺎﻣـﻲ ﻛـــﻢ اﻟْــﻄــﻤــﻮا ﻣـــــﻦ دوﻧــﻬـــــﺎ ﻛـــــﻞ زاﻣـــــﻲ وﺷـــــﻒ اﻟــﺘـﺰاﻣـــــﻲ ﻣـــــﻦ ﺑﻴﻨﻬـﻢ ﺧـــــ ّﻮﻩ ّ ﻓــﻴــﻪ اﻟــﺨــﻄــﺮ ﻓــﻴـــــﻪ اﻟــﺴــﻔـــــﺮ واﻟــﻈــﻼﻣـــــﻲ ﻳـــــﻮم اﻟــﻨــﺸــﺎﻣـــــﺎ ﻳــﺮﻓــﻌـــــﻮن اﻟــﺤ ـﺰاﻣـــــﻲ ﻫـــــــﺬاك راح وﺣـــــ ّ ــﻂ ﻓــﻮﻗـــــﻪ ْﻃــﻤــﺎﻣـــــﻲ ودﻧــﻴـــــﺎ ﺗــﺸـ ّﻴـــــﺐ ﺑــﺎﻟــﺼــﻐـــــﺎر اﻟﻔﻬـﺎﻣـﻲ ﻋـــــﺾ اﻟﺒﻬﺎﻣـﻲ ّ وان ﺷــﺎﻓــﻬــﺎ اﻟــﻌـــــﺮاّف وﺻـــــــﺎر اﻟــﻔــﺨـــــﺮ ﻟــﻤــﻠـ ّﺤــﻘــﻴـــــﻦ اﻟــﻜــﻼﻣـــــﻲ وﺻــــﺮم اﻟــﻨــﺨــﻞ ﻗــــﺪّ ام وﻗـــــﺖ اﻟــﺼـﺮاﻣـــــﻲ وﻻ ﻳــﺠــﻬــﻞ اﻟــﻤــﻮﺿـــــﻮع ﻛـــــﻮد اﻟﺒﻐﺎﻣـﻲ وﺷــﻔــﻨــﺎ اﻟــﺨــﺪم ﻣــﺘــﻮﻳــﻤــﺮه ﻓـــــﻲ اﻟﻌﻤﺎﻣـﻲ ـــﻲ ﻓــﻴــﻪ ﻣــﺎﻟـــــﻚ ﻣ ـﺮاﻣـــــﻲ وان ﺷــﻔــﺖ ﺷـ ٍ وﻓــﺴــ ّـــﺮ ﻣــﻮاﺿــﻴـــــﻊ اﻟــﻤــﻌــﺎﻧـــــﻲ ﺗﻤﺎﻣـﻲ وزْوال ﺑــﻌــﺾ اﻟـــﻨـــﺎس ﻣــﺜـــــﻞ اﻟــﺮﻫــﺎﻣـــــﻲ ﻟـــــﻮ ﺷﻔﺘﻬـﻢ ﻣــﺜـــــﻞ اﻟــﺠـــــﺮاد اﻟﺘﻬﺎﻣـﻲ وﻳــﺸــﻔــﻮن ﻓــﻲ اﻟــﻤــﺎﻛــﻮل ﻟــﻲ ﺣــــ ّ ـﻂ ﻛﺎﻣـﻲ وﻻﻳــﻨــﻔــﻌـــــﻚ زا ٍد ﻣـــــــــﺮدّﻩ وﺧـــــﺎﻣـــــﻲ ﻳــﺤــﺼــﻞ ﻵﺧـــــﺮه ﺛـــــــﻮب ﺧــﺎﻣــﻲ وﻛـــــﻞ ﱟ ّ وﻻ داﻣــــﺖ اﻟــﺪﻧــﻴـــــﺎ وﻻ اﻟــﺤـــــﻲ داﻣـــﻲ وﺷــــــﺪّ اد راح وﺻـــــــﺎر ﻗــﺼـــــﺮه ﻋــﺪاﻣـــــﻲ ﻳــﺎ وﻳﻠـﻜـﻢ ﻳــﺎ ﻣﻀﻌﻔـﻴـﻦ اﻟﺬﻣـﺎﻣـﻲ واﻟـــﻠـــﻪ ﻳـــــــﺪوم ﺷــﻴــﻮﺧـــــﻨـــــﺎ واﻟــﻜــﻤـــــﺎﻣـــــﻲ وﻋــﺴـــــﻰ ﻟــﻬـــــﻢ راﻳـــــــﺎت ﻋـــــﺰ وﻣــﻘــﺎﻣــﻲ وﺑــــﺎﻟــــﻠــــﻪ و"زاﻳـــــــــــــــﺪ" ﻗــﺒــﻀــﺘـــــﻲ واﻋﺘﺼـﺎﻣـﻴﻮﺻـﻼة رﺑـﻲ ﻓـﻲ ﺗﻼﻳـﺎ ﺧﺘﺎﻣﻲ
ــــﺮم ﺳــﻨــﺎﻓــﻲ ﻣـــــﻦ ﺧــﻴـــــﺎر اﻟــﻤــﻨــﺎﻋــﻴـــــﺮ ﻗـ ٍ ﻣـــﻦ ﺷـــﺎﻋـــ ٍﺮ ﻏــــﺎص اﻟــﺒــﺤــﻮر اﻟــﻤــﻐــﺎزﻳـــــﺮ واﻋــــــﺪاد ﻣـــﺎ ﺑـــــﺮقٍ ﺳــــﺮت ﻟـــــﻪ ﻣــﻨــﺎوﻳـــــﺮ واﻋــــــﺪاد ﻣـــــﻦ و ّﺟـــــــﻪ ﺻــﻼﺗـــــﻪ ﺑﺘﻜﺒﻴـﺮ وﻣـــﺎ ﻧــﺎﺣــﺖ اﻟــﻮرﻗـــــﺎ ﺑــﻘــﻔـــــﺮ اﻟــﺠــﻮاﻓــﻴـــــﺮ واﻧــﺎﻋــﻠــﻴ ـ ّـــﻪ ل أ ْﺟــﺒـــــﺮ اﻟـــــﻘـــــﺎف ﺗﺠﺒـﻴـﺮ ٍ ﻇـــــﺮوف ﻣﻌﺎﺳﻴـﺮ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــــﺬي ﻳــﺸــﻜــﻲ ﻣـــﺎ ﻟـــــﻪ ﻗـــﻀـــﺎ ٍة ﻳــﻔــﻬــﻤـــــﻮن اﻟــﺘــﻔــﺎﺳـــــﻴـــــﺮ ﻟــﻮ ﻛـــﺎن ﻳﺒﻐﻲ ﻳﺼﻌﺐ اﻟــﻴـــــﻮم ﻣــﺎ ﻳﺼﻴـﺮ وﻳــــﻮم اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ اﻓـــــــﺮاج ﻣــﺎ ﻓــﻴـــــﻪ ﺗﺤﻴﻴـﺮ وﻳــــﻮم اﻟــﺴــﺒــﺮ ﻣــﻦ ﻓـــﻮق ﺷــﻘــ ٍﺮ ﻣــﺬاﻋــﻴـــــﺮ ﻫـــــــﺬاك اﻷ ّول ﻟـــــﻪ ﻣـــﺠـــﺎلٍ وﺗــﻮﻗــﻴـــــﺮ وﺻـــﺪت اﻟــﻬــﺪف ﻣــﺎ ﻛـــﺎن ﻋــﻨــﻮي ﻋــﻠــﻲ ﻏﻴﺮ ﺗـــﺎرﻳـــﺦ ﻟـــﻪ ﻣــﻌـــــﺮوف ﺑــﻴـــــﻦ اﻻﺳــﺎﻃــﻴـــــﺮ وﻫـــﺠـــﻦٍ اﺗــﺴــﻮﺑــﻊ ﻣــﺜــﻞ وﺻـــﻒ اﻟــﺒــﻮاﻛــﻴــﺮ أ ﱟم ﺣــﻤــﻮﻫــﺎ ﺑــﻨـــــﻲ ﻳـــــــﺎس وﻣــﻨــﺎﺻــﻴـــــﺮ ﺟــﻤــﻴـــــﻊ وﻗـــــﺖ ﺑّـــــــﺪاه وإﻻ ﺣﻀﺎﺿﻴـﺮ وﻓــﻴــﻪ اﻟــﻐــﻨــﺎﻳـــــﻢ ﺑــﻴـــــﻦ رﺑـــــﺢ وﻣﺨﺎﺳﻴـﺮ واﻟــﻘـــــﻮع ﺗﻠﻘﻰ ﺑـــــﻪ ْﻗــﻤـــــﺎش اﻟﻤﺤﺎﺣﻴـﺮ واﻟـــﻨـــﺎس ﺗــﻨــﻜــﺮ ﻣــﺎﺿـــــﻲ اﻟــﻮﻗـــــﺖ ﺗﻨﻜﻴـﺮ وﻳــﻌــﻴــﺶ ﻓــﻴــﻬـــــﺎ ﺑـــــــﺎرد اﻟــﺠـــــﺎش وﻳﺴﻴـﺮ وﺗــﺴــﻘــﻴــﻪ ﻣــﻦ ﻛـــﺎس اﻟــﺤــﺴــﺎﻳـــــﻒ ﺗﺤﺎﺳﻴـﺮ اﻫـــــﻞ اﻟــﻤــﺴــﺒ ـ ّـــﻪ ﻧــﺎﻗــﻠـــــﻴـــــﻦ اﻟــﺪﻫـــــﺎوﻳـــــﺮ ـﺼــﻞ ﻣــﻦ وراء اﻟﻠﻴـﻒ ﺗﻘﻄﻴـﺮ وﻗــﻤــﻨــﺎ ﻧــﺤـ ّ ــﺎ ــــــﺮاس ﻣـ ﺎ اﺣــﺴــﺎس اﻟــــ ـﻲ اﺣـــﺴـــﺎﺎس ـﺎﻟ ـﻲ ﺧ ـﺎﺎﻟ ﻣــﺎ ﻓﻴـﻪ ﺗﻔﻜﻴـﺮ ـﺎوﻳـــــﺮ ـﺠـﺎﺎوﻳ ـﻤـﺠ اﻻﺳــــﻮد اﻟـﻤ ـﻰ م اﻻﺳـــــﻮﻮد ـﺸـﻰ ـﺨـﺸ ــﺐ ﻳـﺨ ــﺬﻳ ـــﺐ واﻟ ـــﺬﺬﻳ واﻟ ـﺮ ــﺪوس اﻟﻤﺨﺎﺎﻃﻴـﺮ ــــ ﺪ ﺧــﻄــﺎك ووﻻ ﺗــــ ﺣــﺎﺳــﺐ ﺧــﻄــﺎك ﺣـــﺎﺎﺳـــﺐ اﻟﻤﺨﺎﻃﻴـﺮ ـﺎدﻳـــــﺮ ـﺨـﺎﺎدﻳ ـﻤـﺨ ـﺎت اﻟـﻤ ـﺎﺑ ـﻴـﻴ ــــ ـﺎﺎت ـﻐ ـﺎﺑ ــﻞ اﻟاﻟ ـﻐ ـــــ ّﻞ وﺧـــ ــﺢ وﺧ ــﺎﻓـــﺢ وﺻـــﺎﺎﻓ ـﺮ واﻟــﺸــﺪاﻳـــــﺪ ﻣﻣﻌﺎﺎﺛـﻴـﺮ ــﻮازم واﻟــﺸـــﺪﺪاﻳــــــﺪ ـــــﻮازم ــﻠـــ وﻗـــــﺖ اﻟاﻟـــﻠ وﻗـــــــﺖ ﻣﻌﺎﺛـﻴـﺮ اﺣﺘﻤﻰ ﺣﺎﻣـﻲ ـﻲ اﺣﺘﻤﻰ ـﻢ ﻟ ـﻲ ﻣ ـﺎـﺎ ﻟﻬﻢ ﻋ ـﺰاﻳاﻳ ـﻢ ﺣﺎﻣـﻲ ااﻟﻜﻴـﺮ ـــﺎروا ﺷﺷﻮاﻃﻃﻴﺮ واﻟــﺨــﺪﻋــﺎت ﺻ ـــﺎروا اﻟــﺒــﻮق واﻟــﺨــﺪﻋــﺎت ــﻲ اﻟـــﺒـــﻮق وﻓـــﻲ ﺷﻮاﻃﻴﺮ ـﺎرﻳـــــﺮ ـﻐـﺎرﻳ ـﻤـﻐ ﺗﺼﻴـﺪ اﻟاﻟـﻤ ـﺪﻧ ـﻴـﻴ ــــ ـﺎـﺎ ﺗﺼﻴـﺪ ﻋـــــﺎدة اﻟاﻟ ـﺪﻧ وﻣـــﻦ ﻋــــــﺎدة وﻣــــﻦ ـﺮ ـﻪ وﺗﻐﻔﻴـﺮ ـﻤ ــــ ـﻪ رﺣ ـﻤ ـﻦ رﺣ وﺑ ـﻴـﻴ ــــ ـﻦ اﻟــﻌـــــﺬاب وﺑ ـﻦ اﻟــﻌـــــﺬاب ﺑ ـﻴـﻴ ـﻦ وﺗﻐﻔﻴـﺮ ـﻲ ﻣﺪاﺑـﻴـﺮ ـﺎﻟ ــــ ـﻲ واﻟ ـﻠـﻠ ـﻴـﻴ ــــ ـﺎﻟ ـﻒ واﻟ ـﻄـــــﻒ ـﺨـﻄ ــﺎم ﺗـﺨ ـــ ــﺎم اﻷﻳ ـــ اﻷﻳ ﻣﺪاﺑـﻴـﺮ ـﺎﻗـﻴـﻴـــــﺮ ـﻌـﺎﻗ ـﻤـﻌ واﻟــﺴــﺒـــــﺎع اﻟاﻟـﻤ اﻟــﻬــﻼﻟـــــﻲ واﻟــﺴــﺒـــــﺎع اح اﻟــﻬــﻼﻟـــــﻲ وراح ـﺮ ات اﻟﻤﺤﺎﻗﻴـﺮ ـﺎﺻ ــــ ـﺮات اﻟﺸﺒـﻮح اﻟاﻟ ـﻘـﻘ ـﺎﺻ اﻫــﻞ اﻟﺸﺒـﻮح َي اﻫــﻞ اﻟﻤﺤﺎﻗﻴـﺮ اﻟــﻨـــــﺎس ﺑﺎﻟﺨﻴـﺮ ـﺖ اﻟــﻨـــــﺎس ـﻤ ـ ّـ ـﺖ ـﻲ ﻋ ـﻤ ـﺎﻣ ـﻨـﻨ ـﺎـﺎ ﻟ ــــ ـﻲ ـﻜ ـﺎﻣ ﺣ ـﻜ ﺑﺎﻟﺨﻴـﺮ ــﻞ اﻟﺘﻔﺎﺧﻴـﺮ ـــــﻞ واﻫـــ واﻟــﻌـــــ ّﺰ واﻫ ــﺮم واﻟــﻌـــــ ــﻜــﺮم أﻫـــﻞ اﻟاﻟــﻜ أﻫـــﻞ اﻟﺘﻔﺎﺧﻴـﺮ واﻓــﻴــﻴـــــﻦﻦ اﻟﻠﺸﺎﺑـﻴـﺮ ــﻲ واﻓــﻴــﻴــــــ اﻟــﻠـــّــﻲ وﻋــﻴــﺎﻟـــــﻪ اﻟــﻠــ وﻋـــﻴـــﺎﻟــــــﻪ اﻟﻠﺸﺎﺑـﻴـﺮ اﻟــﺪﻳـــــﻦ ﺗﻄﻮﻳـﺮ ﻃـــــ ّﻮر اﻟــﺪﻳـــــﻦ ﻟــﻲﻲ ﻃـــــ ـﻰ ااﻟﻟ ــﻨﻨ ــﺒﺒ ــﻲﻲ ﻟــ ﻋ ـﻠـﻠ ـﻰ ﺗﻄﻮﻳـﺮ
ķĸŭŨė ŞſĸĬ ŲĚ ŷŝƀũİ ķĘŕŀč ŲŬ ħĵĘŭŰ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
67
ﻟْﺒـﻮ ﻋـﻠـﻲ اﻟﻤﻨﺼﻮري وﻫﻨﺎ ﻳﺸﺎﻛﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺰﻳﺰ ﻤﻨﺼﻮري
ﻟْــﺒـــــﻮ ﻋـــــﻠـــــﻲ ﻳـــــﺎ »ﻋـــــــﻮض« ﺑـــ ـﻠّـــــﻎ ﺳـﻼﻣـﻲ وﺑـــﻠــــّـــﻎ ﺳـــﻼﻣـــﻲ ﻣـــﻊ ﺟـــــﺰﻳـــــﻞ اﺣــﺘـــ ـﺮاﻣـــــﻲ ﺳــــــــﻼم ﻳـــﺎ ﻧـــــﺴـــــﻞ اﻟـــــﺮﺟــــــــﺎل اﻟـــــﻜـــ ـﺮاﻣـــــﻲ ﻣـــــﻦ ﻗـــــﻮم ﺗـــــــﻮرد ﻳـــــﻮم وﻗــــــــﺖ اﻟــﺰﺣـــــﺎﻣـــــﻲ واﻟــﺼـــــﺪق ﻣـــــﻦ ﻃــﺒــﻌـــــﻪ ﻳـــــﺤـــــﺐ اﻟﻨﻈـﺎﻣـﻲ ﻣـــــﻦ اﺳــﺘـــــﻮى ﻓـــــﻲ اﻟــﺸــﻌـــــﺮ ﻣــﺎﻫـــــﺮ وراﻣــــــــﻲ وﻫــﻮاﻳـــــﺘـــــﻪ ﻗـــــﻄـــــﻊ اﻟـــــﺨـــــﻼ واﻟــﻤـــــﻈـــــﺎﻣـــــﻲ وﺷــﺎﻫـــــﺪ ﻋــﻠـــــﻰ ﺻــﺪﻗـــــﻲ ﺻــﺪﻳــﻘـــــﻲ ﻏــــﺮاﻣـــــﻲ ﻳـــﺎ ﺑـــــﻮ ﻋــﻠـــــﻲ ﺑــﻨـــــﺸـــــﺪك واﺻــــــــﻎ ﻟﻜـﻼﻣـﻲ ﻣـــــﻦ ﺷـــــﻲ ﻣـــــﻦ ﺑــﻴـــــﻦ اﻟــﺤــﻤـــــﻰ واﻟــﻤــﺤـــــﺎﻣـــــﻲ ﻣـــــﺎ ﻛـــــﻦ ﻣـــــ ّﺮت ﺑـــــﻪ ﻃــــــــﺮوق اﻟـــــﻮﺳـــــﺎﻣـــــﻲ وﺳـــــــﺎدت ﺣــﻤـــــﻰ ﺣــ ّﻴـــــﻪ رﺟـــــﺎ ٍل اﺣــﺸـــــﺎﻣـــــﻲ ﻏـــــﺎﻟـــــﻲ ﻣـــﺎ ﻳـــــﺴـــــﺎﻣـــــﻲ ﻧـــــــــــﺎدر وﻏـــــﺎﻟـــــﻲ ٍ ﻋــﻤـــــﻮد ﻓـــــﻘـــــﺮي ﻟــــــــﻪ ﺿـــﻠـــﻮ ٍع ْﺟــﺴـــــﺎﻣـــــﻲ وارﺟـــــــــــﻮك ﺗــﺴــﻤــﺢ ﻟـــﻲ أﻛـــــ ّﻤـــــﻞ ﻛـــــﻼﻣـــــﻲ ﻋـــــﻦ ﻣـــــﺎ ﺣـــــــ َﻮت اﻷﻧــﺒـــــﺎء وﺑـــــ ّ ــﺚ اﻻﻋـــــﻼﻣـــــﻲ وآﺷـــــــﻮف دار اﻟـــــﻮﻟـــــﻢ ﻏـــــﺮﺑـــــﻲ وﺷـــــﺎﻣـــــﻲ وﺻـــــــﺎر اﻟـــﺘـــــــﻮازن ﺑــﻴـــــﻦ ﺣـــــﺎﻣـــــﻲ وﺳـــــﺎﻣـــــﻲ واﻟـــــﺠــــــــﻮ ﻏـــــﺎﻳــــــــﻢ ﻣـــﻜـــﺪ ٍر ﺑــﺎﻟــﻜـــــﺘـــــﺎﻣـــــﻲ وﻧــﻔــﺴـــــﻲ ﺗــﺨــﺎﺻــﻤــﻨـــــﻲ وﻃــــــــﺎل اﺧــﺘــﺼـــــﺎﻣـــــﻲ وﺟــﺎﻣــﻠــﺘـــــﻬـــــﺎ ﻋــــــــﺪة ﺷـــــﻬـــــﻮر وﻋـــــﻮاﻣــــــــﻲ ﺗــﺒـــــﻐـــــﻲ ﺗــﻔـــــﺴ ــّــﺮ ﻗـــــﺼـــــﺪﻫـــــﺎ ﺑــﺎﻟـــــﺤـــــﻼﻣـــــﻲ وﺗــﺨــﺎﻟـــــﻄـــــﺖ ﺻـــــﻘـــــﻮرﻫـــــﺎ واﻟــﺤـــــﻤـــــﺎﻣـــــﻲ وآﺷـــــــــــﻮف ﻃــــــــﺎح ْﻗــﺬاﻟـــــﻬـــــﺎ واﻟــﺨــﻄـــــﺎﻣـــــﻲ ﺗــﺒــﻜـــــﻲ ﻋــﻠـــــﻰ اﻟــﻤــﺎﺿــﻴـــــﻦ ﺗــــــــﺮزم ْرزاﻣــــــــﻲ وﺗــﺸــﺠـــــﺐ وﺗــﺴــﺘــﻨـــــﻜـــــﺮ ﺑــــــــﺪون اﻋﺘﺼـﺎﻣـﻲ وﻓـــــﻲ ﺑﻌـﺾ اﻷﺷــﻴـــــﺎء ﺻـــــﺎر ﻓﻴﻬﺎ اﻧﻘﺴـﺎﻣـﻲ وﻋــﻨـــّــﺎ ﺗــﺨ ـﻠّـــــﺖ ﻋــــــــﺎش ﻓــﻴـــــﻬـــــﺎ اﻟــﺤـــ ـﺮاﻣـــــﻲ وﺗــﻠــﻌـــــﺐ ﺑــﻨـــــﺎ اﻷﺳــﻔـــــﺎن ﻓـــــﻲ ﺑـﺤـﺮ ﻃـﺎﻣـﻲ واﻟـــــﻴـــــﻮم ﻋـ ّﻘــﻴـــــﻨـــــﺎ اﻟـــــﻴــــــــﺪا واﻟــﻔـــــﻄـــــﺎﻣـــــﻲ وﺻـــــــﻼة رﺑــــــــﻲ ﻋــــــــ ّﺪ وﺑــــــــﻞ اﻟــﻮﺳـــــﺎﻣـــــﻲ ﻋــﻠـــــﻰ اﻟــﻨــﺒـــــﻲ اﻟــﻤــﺒـــــﻌـــــﻮث ﺧـــــﻴـــــﺮ اﻻﻧـــــﺎﻣـــــﻲ
66
ķĸŭŨė ŞſĸĬ ŲĚ Ğŝƀũİ ĸŔĘŁŨė
ﺳـــــــﻼم ﻣـــﺼـــﻔـــــ ٍ ــﻮط ﺑــﻨـــــﺼـــــ ٍﺢ وﺗــﺒـــــﺮﻳـــــﺮ وازﻛـــــــــﻰ ﺗــﺤــﻴـــــﺎﺗــﻲ وﻣــــــــﻦ دون ﺗﺴﺨـﻴـﺮ ﻛــﺮﻳـــــﻢ ﺷـــــﻬــــ ٍـﻢ ﻣــــــــﻦ ﻋ ــْــﻴـــــﺎل اﻟﻤﻨﺎﺻـﻴـﺮ وﺗــــــﺮوي ﺿــﻤــﺎﻳــﺎ ﺟــﻴــﺸــﻬــﺎ ﻣـــﻦ ﺟـــــﺒــﺎ اﻟــﺒـــــﻴـــــﺮ ﺷــﺎﻋـــــﺮ ﻳـــــﺴـــــﺎدي ﻓــــــــﻲ ﻣــﺴـــــﺎدﻳـــــﻪ وﻳﻨـﻴـﺮ واﺳـــــــﻊ ﺧــﻴــﺎﻟـــــﻪ ﻓــــــــﻲ اﻟــﻔـــــﻀـــــﺎ واﻟــﺪﻋــﺎﺛـــــﻴـــــﺮ ﺳـــــﺮﺣـــــﺎن ﻣـــﺎ ﺗﺼـﻌـﺐ ﻋﻠـﻴـﻪ اﻟﻤﻌﺎﺑـﻴـﺮ اﻧـــــــﻲ اﺣـــــــﺐ اﻟــﻌـــــﺐ ﻣــﻌـــــﻚ ﺑـــــﺲ ﻻ ﻏـﻴـﺮ ﺳـــــــﺆال ﻋــﻨـــــﺪي وارﺗـــــﺠـــــﻲ ﻣـــــﻨـــــﻚ ﺗﻔﺴـﻴـﺮ ﺧــﺎﻟـــــﻲ ﺟــﻴـــــﻮﺑـــــﻪ ﻣﻨـﺒـﻊ اﻟـــــﻌـــــﺰ واﻟــﺨـــــﻴـــــﺮ وﻟـــــﻜـــــﻦ رﺑّـــــﺖ ﺑـــــﻪ ﺟـــــﻬـــــﺎم اﻟــﻤــﺼـــــﺎﻏـــــﻴـــــﺮ أﺑــﻨـــــﺎء اﻟــﻌــﺮوﺑـــــﻪ ﺗـــــﺮﺛـــــﺔ ﻛــﻠـــــﻴـــــﺐ واﻟـــــﺰﻳـــــﺮ ﺛــﻤـــــﻴـــــﻦ ﻣـــﺎ ﻳـــــﺮﺧـــــﺺ ﺑـــــﺴـــــﻮق اﻟــﺪﻧـــــﺎﻧـــــﻴـــــﺮ وﻋــﻨـــــﺪي وﻋــﻨـــــﺪك ﻟــــــــﻪ ﻣـــــﻌـــ ـ ّﺰﻩ وﺗــﻘـــــﺪﻳـــــﺮ وﺛــﺎﻧـــــﻲ ﺳــﺆاﻟـــــﻲ ﺑــﻘــﺼـــــﺪ اﻟــﻮﺿـــــﻊ واﻟــﺴـــــﻴـــــﺮ وﻋـــﻦ ﻟــﻲ ﻛــﺘــﺐ ﺑﺎﻟﺼﺤﻒ ﻓــﻲ اﻟــﺼــﺒــﺢ و ْﻋﺼﻴـﺮ وﻣـــــــﻞّ اﻟـــــﺸـــــﺮاع وﻃــــــ ّﻴــــــﺮوا ﻟــــﻪ ﺑـــﻨـــﺎدﻳـــﺮ ورﺧـــــــﺺ اﻟــﺘــﺒـــــﺮ وﺗــﻀــﺎﻋــﻔـــــﺖ ﻗــﻴــﻤـــــﺔ اﻟﺠﻴـﺮ وﻳـــﺎ ﺑـــــﻮ ﻋــﻠـــــﻲ ﻋــﺴـــــﻰ اﻟــﻌــﻮاﻗـــــﺐ ﻋــﻠـــــﻰ ﺧﻴـﺮ وﺣــﺎوﻟـــــﺖ أﻗــﻨــﻌــﻬـــــﺎ وﻓـــــﻲ ﺷــــــــﻮر و ْﻣــﺸـــــﻴـــــﺮ وﻗــﺼـــــﺪي أراﺿــﻴــﻬـــــﺎ وﻫـــــﻲ ﻗــﺼــﺪﻫـــــﺎ ﻏـﻴـﺮ واﻟــﻠــﻪ ﻳﺠـﻴـﺮك ﻣــــــــﻦ اﻟـــــﻘـــــﺪر واﻟــﻤــﻘـــــﺎدﻳـــــﺮ وﺗـــــﻮاﻟـــــﻔـــــﺖ ﻋــﻘـــــﺒـــــﺎﻧـــــﻬـــــﺎ واﻟـــــﺒـــــﺬاوﻳــــــــﺮ وﺗْــﻤ ـ ّﻨــﺤـــــﻮﻫـــــﺎ اﻟـــــﻴـــــﻮم ﻫــــــــﻞ ﺑــﺎﻟــﻄـﺮاﻃـــــﻴـــــﺮ وﻳــﻄــﻤـــــﻊ ﺑــﻬـــــﺎ اﻟــﻄــﺎﻣـــــﻊ وﻳﺜـﻨـﻲ اﻟﻤﻐـﺎوﻳـﺮ وﻳـــﺎ ﺑـــــﻮ ﻋـﻠـﻲ ﻣــﺎ ﺗﻔـﻴـﺪ ﻛـﺜـﺮ اﻟﻤﻌـﺎذﻳـﺮ واﺷـــــــﻮف اﻟــﺨــﻼﻳـــــﺎ ﻟــــــــﻲ ﻛﻠﺘـﻬـﺎ اﻟــﺪﺑــﺎﺑـــــﻴـــــﺮ وﺗـــــﺄﺛـــ ــّــﺮت ﻳـــــﺎ ذا اﻟـــــﺮﺟـــــﺎل اﻟﻤـﺸـﺎﻫـﻴـﺮ وﺗــﻌــﺼـــــﻒ ﺑﻨـﺎ اﻷﻣـــــــﻮاج واﻟــﺨــﻴـــــﺮ ﻓـــــﻲ اﻟﻬﻴـﺮ وﺻــﺮﻧـــــﺎ ﻧــﺨــﺎﺷـــــﺮ ﻓـــــﻲ دﻗــــــــﺎق اﻟﻤﺨﺎﺷـﻴـﺮ ﻣـــﺎ ﻳـــــﺴـــــﺮي اﻟـــــﺴـــــﺎري وﻣـــــﺎ ﻏـــــــ ّﺮد اﻟﻄـﻴـﺮ ﺷــﻔــﻴــﻌـــــﻨـــــﺎ ﻳــــــــﻮم اﻟــﺤـــــﺸـــــﺮ واﻟــﻤــﺤـــــﺎﺷـــــﻴـــــﺮ
ﻗﺮﻣﻮﺷﺔ اﻟﻬﻮاء وﻫﺬه ﻏﺰﻟ ّﻴﺔ أﻳﻀﺎً:
ّ ــــﻞ ﻗـــﺮﻣـــﻮﺷـــﺔ اﻟـــﻬـــﻮاء ﺗــــــﻞ ﻗــﻠــﺒــﻲ ﺗـ ّ ﻳــــﺎ
ﻳــــﻠّــــﻲ ﻣــــﻦ اﻟــــﺼــــ ّﻘــــﺎر ﺗــــﻠّــــﺖ ْﺳــﺒــﻮﻗــﻬــﺎ
ﺧـــــﺬت ﻋــﺘــﻘــﻬــﺎ ﻣــــﻦ ﺑـــﻌـــﺪ ﺳـــﺠـــﻦٍ ﻣـــﺄ ّﺑـــﺪ
وا ْﻗـــــ َﻔـــــﺖ ﻋــــﻦ اﻟـــﺼـــﻘّـــﺎر ﻋـــﺠـــﻞٍ ﺧــﻔــﻮﻗــﻬــﺎ
ﻏــﻨــﻴــﻪ وﻋـــﻘـــﺐ اﻟــﺤــﻜــﺮ ﻣـــﺎ ﺗــﺴــﻤــﻊ اﻟــﺪﻋــﺎ
وﻛــــﻞ ﻣـــﻦ ﺗــﻌــﻠّــﺖ ﻓـــﻲ اﻟـــﻬـــﻮاء زاد ﺷــﻮﻗــﻬــﺎ
ﺗـــﺬﻛـــﺮ ﻟـــﻴـــﺎل اﻟــــﺸــــﺎم واﻟـــﺴـــﻌـــﺪ واﻟــﻬــﻨــﺎ
ّ ﺣــــﻂ ﻓــﻮﻗــﻬــﺎ ﻳــــﻮم ﻫـــﻲ ﺑــﻌــﺪ ﻟــﻘــﻄــﺎب ﻣـــﺎ
وﻻ ﺗـــﺬﻛـــﺮ اﻟـــﺼـــﻘّـــﺎر واﻟــــﻠّــــﻲ ﺟـــــﺮى ﻟــﻪ
ﻟــــﻲ ﺗـــﻔـــ ّﺮﻏـــﺖ ﻫـــ ّﻤـــﺖ ﺑـــﺘـــﺎﻟـــﻲ ﺳــﺒــﻮﻗــﻬــﺎ
ـــﻞ ﻗــﻠــﺒــﻲ ﻓــﺮاﻗــﻪ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺼـــﺎﺣـــﺐ اﻟـــﻠّـــﻲ ﺗـ ّ
ﺗـــــﻞ اﻟـــﻌـــﺴـــﺎﻳـــﻒ ﻟــــﻲ ﺑـــ َﺮﺗـــﻬـــﺎ ﻓـــﺮوﻗـــﻬـــﺎ ّ
واﻧْــــﻜــــﺮ ودادي ﻋـــﻘـــﺐ ذﻳـــــﻚ اﻟـــﺼـــﺪاﻗـــﻪ
وﻓــــــــ َﺮح ﺑــــﻲ اﻟـــــﻌـــــ ّﺬال واﻋــــﺘــــﺰ ﺳــﻮﻗــﻬــﺎ
ـــﺮﺳــــﺲ اﻟــﺠــﻔــﺎ ﺟــﻔــﺎﻧــﻲ وﻃـــــﺎل اﻟــﻬــﺠــﺮ وﺗـ ّ وﻟــــﻮ ﻳــﺸــﻮف ﺣــﺎﻟــﻲ ﻣـــﻦ ﻓـــﺮاﻗـــﻪ وﻣــــﺎ ﺟــﺮى
و َم ﻃــــﻮل ﻟــﻴــﺎﻟــﻲ اﻟــﻬــﺠــﺮ ﻳـــﺎ ﻣــــ ّﺮ ذوﻗــﻬــﺎ ﻛــــﻢ ﺑــــﺎﻳــــﻖ اﻻرواح روﺣـــــــﻲ ﻳــﺒــﻮﻗــﻬــﺎ
ــﻀـــﻮا اﻟـــﻨـــﺎس ﻣـــﺎ ﻏﻀﺖ وﻋــﻴــﻨــﻲ ﻳــﻠــﻲ ﻣـــﻦ ﻏـ ّ
ﺳـــﻬـــﻴـــﺮه وﻛــــــﻦّ اﻟـــﻤـــﻠـــﺢ ﻳــﺤــﺜــﻰ ﺑــﻤــﻮﻗــﻬــﺎ
ٍ ْــــﻬــــﻞ ﺗ دﻣـــــﻌـــــﺎت ﺗــــﻘــــ ّﺮب ﻣــــﻦ اﻟــﺒــﻜــﺎ ّ
وﺗــــﺠــــﺮي ﻋـــﻠـــﻰ ﺧــــــﺪّ ي ﺳــــﺮﻳــــ ٍﻊ دﻓــﻮﻗــﻬــﺎ
وﻛـــﺒـــﺪ ﺗــﺴــﻘّــﻰ ﻣـــﻦ ﻫــــﻮى اﻟــﺒــﻴــﺾ ﺣــﺴــﺮه
وم اﻟـــﺼـــﺮﻫـــﺪ اﻟـــﺼـــﺎﻓـــﻲ ﻣـــﻘـــ ّﻨـــﻦ ﻏــﺒــﻮﻗــﻬــﺎ
ﺗــﺸــﻬــﺪ ﻟــﻬــﺎ اﻻﺿــــــﻼع ﻣـــﻦ ﺣـــــ ّﺮة اﻟــﺠــﻮى
ٍ ـــــﻼت ﻋـــﺮوﻗـــﻬـــﺎ ﺑــــﺪاﻫــــﺎ اﻟـــﻌـــﻠـــﻴـــﻞ وﻧــــــﺎﺣـ
ﻫـــﻨـــﻲ وﻟـــــﻮ ﻧــــﺎ ﺷـــﻔـــﺖ م اﻟــــﺰﻳــــﻦ ﻧــﻈــﺮه ﱟ
ﻫـــــ َﻮ ﻃـــﺒـــﻴـــﺐ اﻟـــﻜـــﺒـــﺪ ﻟــــﻲ ﻛـــﺜـــﺮ ﻋــﻮﻗــﻬــﺎ
ķĸŭŨė ŞſĸĬ ŲĚ ŷŝƀũİ ķĘŕŀč ŲŬ ħĵĘŭŰ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
65
ﻳﺎ ﺑﻮ ﻳﺪﻳﻞٍ ﻣﺮﻳﺤﺎﻧﻲ وﻫﺬه اﺣﺪى ﻏﺰﻟﻴﺎﺗﻪ اﻟﻤﺸﻬﻮرة وﻫﻲ ﻣﻦ أﻗﺪم ﻗﺼﺎﺋﺪه واﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ دﺑﻲ: ﻳـــــــﺎ ﺑـــــــﻮ ﻳـــــــﺪﻳـــــــﻞٍ ﻣــــﺮﻳــــﺤــــﺎﻧــــﻲ ﻳــــــﺎ ﻗـــــﺎﻳـــــﺪ اﻟـــــــﻐـــــــﺰﻻن اﻻوﻻف اﻻ ّول ﻋـــﻠـــﻴـــﻚ اﻟــــﻘــــﻠــــﺐ ﺣـــﺎﻧـــﻲ وﻳـــــﻨـــــﻮح ﻟـــــﻚ ﻓـــــﻲ ﻛـــــﻞ ﻣــــﺸــــﺮاف ﻏــــــــــ ّﺮك ﺻــــﻠــــﻴــــﻖ اﻟـــــﺮوﻫـــــﻴـــــﺎﻧـــــﻲ
وآزﻣـــــــــــﺖ ﻟـــﻠـــﻌـــﻮﻓـــﻴـــﻦ ﻣـــﺴـــﻌـــﺎف
واﻟـــــــﻴـــــــﻮم ﻟــــــﻮ ﻳـــــﺮﺟـــــﻊ زﻣــــﺎﻧــــﻲ أ ْﻳــــــﻬــــــﺎت ﻣــــــﺎ ﺑــــﺎﻧــــﺮﺟــــﻊ اوﻻف ﻣــــــﺮﺧــــــﻮص ﻳــــــﺎ ﺣــــﻠــــﻮ اﻟـــﺜـــﻤـــﺎﻧـــﻲ ﻣـــــﻦ ﻳــــــﻮم ﻏـــــــ ّﺮك زول اﻻﺧــــﻔــــﺎف
ﻟﻴـــــﻮا وﻫﺬه ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ »ﻟﻴﻮا«
ﺣـــﻠـــﻮه ﺟــﻤــﻴــﻠــﻪ واﻫـــﻠـــﻬـــﺎ ﻟــــﻲ ﺗــﺤ ـ ّﻠــﻴــﻬــﺎ ورﻣـــﺎﻟـــﻬـــﺎ اﻟــﻨــﺎﻳــﻔــﻪ ﻓـــﻲ ﺟـــ ّﻮﻫـــﺎ اﻟــﻐــﺎﻟــﻲ ـــــــﺐ أﻫــﺎﻟــﻴــﻬــﺎ وﻟـــﻬـــﺎ ﺑــﻘــﻠــﺒــﻲ رﺳــــــﻮم وﻃــــﺎﺑــــ ٍﻊ ﻋــﺎﻟــﻲ واﺣــــ ّﺒــــﻬــــﺎ ﺻـــــــﺎدق واﺣـ ّ وﻟــﻬــﺎ ﻣــﺤــﺒــﻪ وﻻ اﺧــﺸــﻰ اﻟـــﻮﻗـــﺖ ﻳﺒﻠﻴﻬﺎ وﺷــــــﻮقٍ ﻳـــﻬـــ ّﺰ اﻟــــﻔــــﺆاد وﻳــﺸــﻐــﻞ اﻟــﺒــﺎﻟــﻲ وروح وﻗـــﻠـــﺐ ﻣــــﻦ اﻋـــﻤـــﺎﻗـــﻪ ﻳــﻬ ـ ّﻠــﻴــﻬــﺎ ﺑــﺎﻟــﻔــﻦ واﻟـــﺤـــﺐ "ﻟــــﻴــــﻮا" دﻳـــــﺮة اﻟــﻐــﺎﻟــﻲ ﺧـــﺎﻟـــﻖ واﻟـــﻲ ﻛـــﺮﻳـــﻢ اﻟـــﻠـــﻪ ﻳــﺴــﻘــﻲ ﻣـــﺤـــﺎﺿـــﺮﻫـــﺎ وﻣــﻔــﺎﻟــﻴــﻬــﺎ ﻣـــﻦ وﺳــــﻊ ﺟـــــﻮده ٍ ٍ وﻳــﺴــﻘــﻲ ﺛـــﺮاﻫـــﺎ وﺛـــــﻮب اﻟـــﻌـــﺰ ﻳﻜﺴﻴﻬﺎ "ﻟـــﻴـــﻮا" اﻟــﺤــﺒــﻴــﺒــﻪ ﺣــﺒــﻴــﺒــﺔ ﺗـــﺮﺑـــﺔ رﺟــﺎﻟــﻲ ارض اﻟــﻤــﻌــ ّﺰﻩ ﻋــﺴــﻰ اﻟــﻠــﻪ ﻳــﻌــ ّﺰ واﻟــﻴــﻬــﺎ ﻫـــﻲ روﺿـــــﺔ اﻟـــﺤـــﺐ ﻫـــﻲ دار ﻵﻫــﺎﻟــﻲ اﺧــــــﻼق اﻫـــﻠـــﻬـــﺎ وﻣــــﺎﻫــــﺎ ﻟــــﻲ ﻳــﻐ ـ ّﻠــﻴــﻬــﺎ وﻧــﺴــﻤــﺔ ﻫـــﻮاﻫـــﺎ ﺗـــﺮﻳـــﺢ روﺣـــــﻲ وﺑــﺎﻟــﻲ وﺗـــﺼـــﺮف ﻫــﻤــﻮﻣــﻲ وﺗــﺒــﻌــﺪﻫــﺎ وﺗــﺠــﻠــﻴــﻬــﺎ وآﻗـــــ ّﺒـــــﻞ ﺗْــــﺮاﺑــــﻬــــﺎ اﻟـــﻐـــﺎﻟـــﻲ ﺗــﻘــ ّﺒــﺎﻟــﻲ وﺑــﺸــﻮﻓــﻬــﺎ أﺣـــﻴـــﺎ وﻗــﻠــﺒــﻲ وﻳــــﻦ ﻳﺴﻠﻴﻬﺎ ارض اﻟـــﺠـــﺪود اﻟـــﻜـــﺮام ودﻳـــــﺮة اﻟــﻐــﺎﻟــﻲ وﻫـــــﻲ ﺣـــﻴـــﺎﺗـــﻲ ودﻧـــــﻴـــــﺎي وﻏـــﻮاﻟـــﻴـــﻬـــﺎ وﺣـــﺐ اﻟـــﻮﻃـــﻦ ﺣـــﻖ ﻣـــﺎ ﺑـــﻪ ﺷـــﻚ وﺟــﺪاﻟــﻲ وﻧــﺠــﻮﻣــﻬــﺎ ﻓـــﻲ ﺳــﻤــﺎﻫــﺎ وﻓــــﻲ اﻋــﺎﻟــﻴــﻬــﺎ اﻟــﻠــﻪ ﻋــﻄــﺎﻫــﺎ اﻟــﺠــﻤــﺎل اﻟــﻔــﺎﺧــﺮ اﺷــﻜــﺎﻟــﻲ وﺣـــﻴـــﻮرﻫـــﺎ اﻟــﺒــﺎﺳــﻤــﻪ ﺗــﻀــﺤــﻚ ﻟــﻴــﺎﻟــﻴــﻬــﺎ واﻳـــﺎﻣـــﻬـــﺎ اﻟــــﺰاﻫــــﺮه ﻣـــﺎ ﺗـــﺸـــ ّﺬ ﻋـــﻦ ﺑــﺎﻟــﻲ ﻳــــﺎ رب ﻳــﻨــﻈــﺮ ﻟـــﻬـــﺎ ﺑــﺎﻟــﻌــﻄــﻒ واﻟــﻴــﻬــﺎ ﻣــﻘــﺮ ﻛـــﻞ ﻋــﻴــﻦ ﺳـــــﻮدا واﺳـــــﻮد واﺷــﺒــﺎﻟــﻲ وﻟــﻠــﻀــﻴــﻒ ﺑــﻴــﺒــﺎﻧــﻬــﺎ ﻃــﻠــﻘــﻪ ﻣــﺰاﻟــﻴــﻬــﺎ وﺗــﺴــﺘــﻘــﺒــﻞ اﻟــﻀــﻴــﻒ اﺣـــﺴـــﻦ اﺳــﺘــﻘــﺒــﺎﻟــﻲ ـــــﻖ ﺣــﺎﻟــﻲ واﻟــﻈــﻔــﺮ واﻟــﻀــﻴــﻒ ﻣـــﻦ ﻋـــــﺎدات اﻫــﺎﻟــﻴــﻬــﺎ ارض اﻟــﺠــﻤــﺎل اﻟــﻄــﺒــﻴــﻌــﻲ واﺛـ ٍ ﺻــــــﻼة رﺑــــــﻲ ﻣـــــﻊ اوﻟـــــﻬـــــﺎ وﺗـــﺎﻟـــﻴـــﻬـــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﺷــﻔــﻴــﻊ اﻣـــﺘـــﻪ ﻓـــﻲ ﻳــــﻮم اﻻﻫـــﻮاﻟـــﻲ
64
ķĸŭŨė ŞſĸĬ ŲĚ Ğŝƀũİ ĸŔĘŁŨė
ﻧﻤﺎذج ﻣﻦ أﺷﻌﺎر
ﺧﻠﻴﻔﻪ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ اﻟﻤﺮر ﻳﺎ زاﻳﺪ ﺑﻮ ﺧﻠﻴﻔﻪ ﻳـــــــﺎ زاﻳـــــــــــﺪ ﺑـــــــﻮ ﺧـــﻠـــﻴـــﻔـــﻪ ﻳـــــــﺎ ﺳـــــﻘـــــﻢ اﻟــــﻤــــﻌــــﺘــــﺪﻳــــﻦ ﻋــــــــ ّﺰ اﻟــــﻀــــﻌــــﻴــــﻒ ورﻳــــﻔــــﻪ وﻧـــــــﺎﺻـــــــﺮ اﻟــــﻤــــﻈــــﻠــــﻮﻣــــﻴــــﻦ ﻛــــــﻞ أﻫـــــــﺪاﻓـــــــﻚ ﺷـــﺮﻳـــﻔـــﻪ ﻋـــــــــ ّﺰ اﻟـــــــﻮﻃـــــــﻦ واﻟــــــﺪﻳــــــﻦ إﻧــــــﺘــــــﻪ ﺑــــــــــــ ّﺮﻩ وﺳـــﻴـــﻔـــﻪ واﻧـــــــﺘـــــــﻪ ﺳـــــﻴـــــﻒ اﻟـــﺴـــﻨـــﻴـــﻦ زاﻳــــــــــﺪ زﺑــــــــﻦ اﻟـــﻤـــﺨـــﻴـــﻔـــﻪ اﻧــــــﺘــــــﻪ
درع
اﻟـــﺤـــﺼـــﻴـــﻦ
ﻋــــــﻦ اﻟـــــﺴـــــﻤـــــﻮم وﻫـــﻴـــﻔـــﻪ وﻋــــــــﻦ ﺑــــﻄــــﺶ اﻟـــﻤـــﻐـــﺮﺿـــﻴـــﻦ ــﺴـــﻴـــﻔـــﻪ وﻣــــــــﻦ اﻟـــــﺪﺧـــــﻴـــــﻞ اﻟـــﺸـــﻴـــﻦ وم اﻟــــــﺰﻣــــــﻦ وﺗـــﻌـ ّ وﻣـــــــﻦ ﻟـــــﻲ ﺑــــﻌــــﺪ ﺗـــﺰﻳـــﻴـــﻔـــﻪ ﻳــــﻀــــﺤــــﻚ وﻳــــــﻐــــــﺮي اﻟـــﻌـــﻴـــﻦ وﻣــــــﻦ ﻟـــــﻲ ﻳـــــﻘـــــﺪّ ر رﻏــﻴــﻔــﻪ وﻻ ﻳــــﻔــــﻴــــﺪ ﻣـــﺤـــﺘـــﺎﺟـــﻴـــﻦ ﻃـــــﺎﻳـــــﺢ ﺿـــﻌـــﻴـــﻒ اﻟـــﺸـــﻴـــﻔـــﻪ ﺷــــﻴــــﻔــــﺘــــﻪ ﺗـــــﺤـــــﺖ ﻟــــ ْﻴــــﺪﻳــــﻦ واﻧــــــــﺖ ﻧــــﻈــــﺮاﺗــــﻚ ﻋــﻔــﻴــﻔــﻪ وﻧــــــﻈــــــﺮﺗــــــﻚ ﻋــــﻠــــﻴــــﺎ وﻳـــــﻦ ﺗـــﻘـــﺼـــﺮ ﻋـــﻨـــﻬـــﺎ اﻟـــﺠـــﺮﻳـــﻔـــﻪ ﻟــــــﻲ ﺗــــــﻄــــــ ّﻮرت ذا اﻟـــﺤـــﻴـــﻦ وﻻ ﺗــــﺮﻏــــﺐ ﻓـــــﻲ اﻟـــﻬـــﺰﻳـــﻔـــﻪ وﻻ ﺗــــﻘــــﺎﻃــــﻊ اﻟـــﻤـــﺴـــﻜـــﻴـــﻦ ﺧــــــﻠّــــــﻪ ﻳـــــﻌـــــ ّﺒـــــﺮ ﻛـــﻴـــﻔـــﻪ وﺣــــﺎﺳــــﺒــــﻪ ﻋــــﻠــــﻰ اﻟــﺘــﺜــﻤــﻴــﻦ وﻫـــــــﺬي اﻟـــﺒـــﻠـــﺪ ﻟـــــ ْﻤــﻀــﻴــﻔــﻪ اﻟــــــﻠــــــﻪ ﻋـــــﻄـــــﺎﻫـــــﺎ اﻟـــــﺰﻳـــــﻦ ﺑـــﻨـــﺖ اﻟــــﺸــــﺎﻃــــﻲ اﻟـــﻈـــﺮﻳـــﻔـــﻪ واﺑــــــﻨــــــﺎﻫــــــﺎ اﻟـــﻤـــﺨـــﻠـــﺼـــﻴـــﻦ ﺗـــــﺤـــــﺒـــــﻚ ﺑــــــــﻮ ﺧـــﻠـــﻴـــﻔـــﻪ وﺗــــــــﻤــــــــﺪّ ﻟــــــــﻚ ﻟـــــ ْﻴـــــﺪﻳـــــﻦ ﻳـــﻤـــﻨـــﻰ ﺻــــــﺎدﻗــــــﻪ ﻟــﻄــﻴــﻔــﻪ رﻏـــــــــﻢ اﻟـــــﺠـــــﺴـــــﺎ واﻟــــﻠــــﻴــــﻦ وﺗـــــﺴـــــﺎﺑـــــﻖ ع اﻟـــﺨـــﻄـــﻴـــﻔـــﻪ ﻟـــــــﻲ ﺗـــــﻘـــــﺎﻋـــــﺲ اﻟـــــﺮاﺳـــــﻴـــــﻦ ﺗــــﺤــــﺖ أﻣـــــــــﺮك ﺑـــﻮﺧـــﻠـــﻴـــﻔـــﻪ ﻣـــــــــﻦ ﻋــــــﻬــــــﺪ اﻷوﻟــــــــﻴــــــــﻦ ﻟـــــﻲ ﻟـــﻬـــﻢ وﻻ ﻟـــﻬـــﻢ ﺷــﻴــﻔــﻪ وﻟـــــــﻬـــــــﻢ ذﻛــــــــــــــ ٍﺮ ﺛـــﻤـــﻴـــﻦ ﺣــــــــــــــﺮار ﺟـــــــــﻮ ﻣـــﻨـــﻴـــﻔـــﻪ ﻓـــــــﻲ اﻟـــــﺼـــــﻴـــــﺪ ﻗــــ ّﻄــــﺎﻋــــﻴــــﻦ وﻛــــــــﻢ اﻗـــــــﻔـــــــﺎ ٍر ﻣــﺨــﻴــﻔــﻪ وﻗــــــــﻔــــــــﻮا ﻟـــــﻬـــــﺎ ﺻـــﻠـــﻔـــﻴـــﻦ
ķĸŭŨė ŞſĸĬ ŲĚ ŷŝƀũİ ķĘŕŀč ŲŬ ħĵĘŭŰ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
63
إن ﺷﻌﺮ اﻟﻨﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أﺻﺒﺢ ﻣﻼزﻣﺎً ذﻛﺮ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ،ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ ﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ،ﻳﺘﺒﺎدر إﻟﻰ اﻟﺬﻫﻦ ﻦ وﻛﺄﻧﻪ اﻟﻮﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻨﻘﺪ واﻟﻬﺠﺎء واﻟﺬم ﻪ ﺑﻦ ارﺗﺒﻂ ﻣﻌﻪ .وﻗﺪ ﻧﺴﻲ اﻟﺒﻌﺾ أن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻫﻮ ﺷﺎﻋ ٌﺮ ﻛﺄي ﺷﺎﻋﺮ آﺧﺮ ،واﻟﻔﺮق أﻧﻪ ﺷﺎﻋ ٌﺮ ﻳﻘﻮل اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺳﺎﻃﻌﺔ وﺟﻬﺮا ً ،ﻻ ﻳﺨﺎف ﻣﻦ أﺣﺪ ،وﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻌﻮاﻗﺐ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ، ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻫﻮ اﻟﺼﻮاب ،وأﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ أن ﻳﻘ ّﻮﻣﻮا ﻫﺬه اﻟﺴﻠﺒﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌ ّﺮض ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻌﺮه ،ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻠﺢ اﻟﺤﺎل إﻟﻰ اﻷﻓﻀﻞ. وﻫﻨﺎك ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻛﺜﻴﺮة ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻻﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﺗﺮﻛّﺰت ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻧﺘﻘﺎد اﻷوﺿﺎع واﻟﺴﻠﻮك اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ،إﻟﻰ ﻧﻘﺪ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﺧﺪﻣﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر .وﻟﻢ ﻳﺘﻌ ّﺮض اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪه ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ،إﻻ أﻧﻪ ر ّد ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻌ ّﺮض ﻟﻪ أو ﺣﺎول اﻧﺘﻘﺎد ﺷﻌﺮه. وﺑﺠﺎﻧﺐ ذﻟﻚ ﺗﻌ ّﺮض ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪه إﻟﻰ ﺷﺘﻰ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺤﻴﺎة ،وﺷﺎرك اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﻤﻮﻣﻪ ،وﻟﻪ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ ﺷﺘﻰ اﻷﻏﺮاض ،وأﺷﻬﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻗﺼﻴﺪة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻏﺰو ﺻﺪام ﺣﺴﻴﻦ ﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻋﺎم 1990م ،وﻫﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻻ ﺗﻨﺸﺮ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﻼﺋﻘﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺤﻖ اﻟﺒﻌﺾ. ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ واcﻏﺮاض اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮّض ﻟﻬﺎ
ﻗﺪ ﻳﺘﺒﺎدر إﻟﻰ اﻟﺬﻫﻦ أن ﻗﺼﻴﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻛﻠﻪ ﻧﻘﺪ وﻫﺠﺎء وذم ،وﻟﻜﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ،ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ
62
ķĸŭŨė ŞſĸĬ ŲĚ Ğŝƀũİ ĸŔĘŁŨė
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺮر ﻃﺮق ﻛﻞ أﺑﻮاب اﻟﺸﻌﺮ ﻏﺰل وﻣﺪح اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻦ ٍ وﺷﻜﻮى ،إﻻ أﻧﻪ ﺗﻔ ّﻮق ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﻟﻨﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺷﺎﻋﺮ ﻣﺮﻫﻒ ،ﻧﺎﻋ ﻧﺎﻋﻢ اﻻﺣﺴﺎس ،ﻏﺰﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺷﺷﺎﻋﺮ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺘﻤﻜﻦ، ﺰة ﻣﻐﺎﻳﺮة ﻟﻤﺠﻤﻞ ﺷﻌﺮاء ﻣﻤﻴﺰة ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻤ ّﻴﺰ ﻟﻪ ﻃ ﻳﻘﺔ زﻣﺎﻧﻪ ،ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ إﻟﻘﺎء ﻗﺼﻴﺪه وﻋ ّﺪﻩ أﻣﺎم اﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺪ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ وأن أﺷﺮت واﺷﺘﻬﺮ ﻓﻴﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﻧﻴﺺ واﻟﻄﻴﻮر .وﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻐﺰل وأﺑﺪع ﻓﻴﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺪح وﻟﻪ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،واﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ،واﻟﺸﻴﺦ ﺳﺮور ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﺸﻜﺎوى واﻟﺮدود ،وأﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺷﺎﻛﺎﻫﻢ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻗﻄﺎﻣﻲ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺰﻳﺰ اﻟﻤﻨﺼﻮري واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﻟﺮﻗﺮاﻗﻲ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻜﺎس واﻟﺸﺎﻋﺮ اﺑﻮ ﻟﻬﺐ اﻟﻌﺎﻣﺮي واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﺑﺎﻟﻌﻨﺼﺎ اﻟﻤﻨﺼﻮري واﻟﺸﺎﻋﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﻬﺎﻣﻠﻲ ﻣﻦ دﺑﻲ .وﻗﺪ ﻛ ّﻮن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺻﺪاﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﻌﺮاء ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻗﻄﺎﻣﻲ وﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﻟﻌﻨﺼﺎ وذﻟﻚ ﺧﻼل ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻣﻨﺘﺼﻔﻬﺎ ،وﺗﺸﺎﻛﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة. وﻓﺎﺗﻪ
اﻧﺘﻘﻞ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ إﻟﻰ رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﺎم 1995م ،إﺛﺮ ﻣﺮض ﻋﻀﺎل ﻟﻢ ﻳﻤﻬﻠﻪ ﻃﻮﻳﻼً ،وﺗﻢ دﻓﻨﻪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﻓﺮﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،رﺣﻤ ًﺔ واﺳﻌﺔ وأدﺧﻠﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ.وإﻟﻴﻜﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪه ٌ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ
وﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻷﺧﺮى: ﻳﺎ زﻳﻦ ﻳﺎ ﺑﻮ ٍ ﻋﻘﺺ أﺳﻤﺮ ﻟ ّﻮل ﻣﻌﻲ ﺗﺴﻮى ﻣﻼﻳﻴﻦ واﻟﻴﻮم ﻣﻦ آﺷﻮﻓﻚ أﺣﺘ ّﺮ أﺑﺪاً وﻻ ﺑ ّﺮج ﻟﻚ ﺑﻌﻴﻦ إن اﻟﻔﺮق واﺿﺢ ﺑﻴﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪه اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻗﺼﺎﺋﺪه اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﺗﺮﻛّﺰ ﻫﺬا اﻟﻔﺮق ﻓﻲ ﻣﺤﻮرﻳﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﺪور اﻟﻤﺤﻮر اﻷول ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮه ﻷﺳﻠﻮب ﺷﻌﺮه ﺣﻴﺚ ﺑﺪأ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ،وﺑﺪأ ﻳﻤﺰﺟﻪ ﺑﺎﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، أﻣﺎ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﺗﻤﺜّﻞ ﻓﻲ ر ّدة ﻓﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻠّﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻳﺪه ،واﻟﻴﺘﻢ وﺷﻈﻒ اﻟﻌﻴﺶ اﻟﺬي ﻣ ّﺮ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي اﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻴﺘﻪ وﺟﻌﻠﻪ ﻳﻘﻒ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺎﻟﻔﻬﻢ اﻟﺤﻆ ﻣﻦ أﻣﺜﺎﻟﻪ أو ﺗﺠﺎﻫﻠﻪ ﻣﻦ اﻹﻋﻼم اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺸﺮ إﻟﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻻﺳﻢ ،ﺑﺮﻏﻢ ﺷﺎﻋﺮﻳﺘﻪ اﻟﻔﺬّة واﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﺘ ّﺰ ﺑﻬﺎ وﻳﺠﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻤﺸﻬﻮرﻳﻦ، ﻣﺘﺤ ّﺪﻳﺎً ﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ أو اﻟﻬﺠﺎء إن اﻗﺘﺮﺑﻮا ﻣﻨﻪ أو ﺗﻌ ّﺮﺿﻮا ﻟﻪ.
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ﻟﻘﺪ اﻧﻌﻜﺲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﻴﺸﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻗﺼﻴﺪه وﺷﻌﺮه ،ﻓﻤﺜﻼً ﻟﻮ ﻗﺮأﻧﺎ ﺷﻌﺮه اﻟﺬي ﻗﺎﻟﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت وﻫﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﻓﻲ دﺑﻲ واﻟﻌﻴﻦ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﺰوﺟﺎً ﺑﻌﺪ ،ﻧﺠﺪ اﻟﻔﺮق واﺿﺤﺎً ﺑﻴﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪه ﺗﻠﻚ وﻗﺼﺎﺋﺪه اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰوج واﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﺷﺎرك ﺷﻌﺮاء ﺗﻠﻔﺰﻳﻮن أﺑﻮﻇﺒﻲ واﺧﺘﻠﻂ ﻣﻊ ﺷﻌﺮاء آﺧﺮﻳﻦ ،واﻟﺬﻳﻦ أﺻﺒﺤﻮا ﺟﺰءا ً ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻧﻈﺮا ً ﻟﻘﺮﺑﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺜﻞ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﻨﺪي واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﻗﻄﺎﻣﻲ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﻟﻌﻨﺼﺎ اﻟﻤﻨﺼﻮري، رﺣﻤﻬﻢ اﻟﻠﻪ ،واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﻌﺮوف ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻮ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻘﺒﻴﺴﻲ اﻟﺬي وﺛ ّﻖ وﺳ ّﺠﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺷﻌﺎره. ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺼﺎﺋﺪه اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﻟﻮن اﻟﺮدح ،وﻫﻮ اﻟﻠﻮن اﻟﻐﻨﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻨﺘﺸﺮا ً ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن ﻣﺜﻞ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﻣﺎرات: ﻳﺎ ﺑﻮ ﻳﺪﻳﻞٍ ﻣﺮﻳﺤﺎﻧﻲ ﻳﺎ ﻗﺎﻳﺪ اﻟﻐﺰﻻن ﻟﻮﻻف ﻟ ّﻮل ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻘﻠﺐ ﺣﺎﻧﻲ وﻳﺘﻮق ﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺸﺮاف
آﺛﺎره: ﺗﺮك اﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻟﻨﺎ إرﺛﺎً أدﺑﻴﺎً ﺟﻤﻴﻼً ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺠﻤﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻤﺜﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،وﻗﺪ ُﺣﻔﻆ ﺷﻌﺮه رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺧﻼل ﺳﻨﻮات ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺪءا ً ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ وﺣﺘﻰ وﻓﺎﺗﻪ ،وﻛﺎن ﻻﺑﻨﻪ ﻣﺤﻤﺪ وإﺧﻮاﻧﻪ ،واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻮ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻘﺒﻴﺴﻲ ،دورا ً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻓﻲ ﺣﻔﻆ ﻫﺬه اﻷﺷﻌﺎر ﻓﻲ أﺷﺮﻃﺔ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﺳﺎﻋﺪﺗﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻓﻲ ﺗﻮﺛﻴﻖ وﺣﻔﻆ ﺷﻌﺮه ﻋﻦ اﻟﻨﺴﻴﺎن.
ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ واﻟﻨﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻟﻘﺪ ﺗﻌ ّﺮض ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺷﻌﺮه اﻟﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺠﺮيء ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،وﻻ أﺟﺰم إن ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺪ ﻫﻮ اﻧﺘﻘﺎ ٌد ﻟﻸوﺿﺎع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﺎﻣ ًﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ،أم أﻧﻬﺎ ر ّدة ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﺗﻤﺘﻌﻪ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻛﻮﻧﻪ ﺷﺎﻋ ٌﺮ ﻓﺤﻞ وﻣﻦ ﻛﺒﺎر ﺷﻌﺮاء ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ. وﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻓﺈن اﻷوﺿﺎع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌ ّﺮض ﻟﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺷﻌﺮه ،واﻟﺘﻲ ﻛﺎل ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻗﺴﻰ أﻧﻮاع اﻟﻨﻘﺪ ،واﻟﺬي ﺳﺒّﺐ ﻟﻪ اﻟﺒﻐﻀﺎء واﻟﺤﻘﺪ واﻟﻨﻘﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ،ﻫﻲ أوﺿﺎع اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ واﻟﻮاﺳﻄﺔ واﻟﻔﺮوق اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻧﻘﺪ ﻓﺌﺔ اﻟﺘ ّﺠﺎر واﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻔﻴﻦ ،واﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮا ﺑﺎﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺴﺎﺋﺪة. ٍ وﻗﺪ ﺗﻌ ّﺮض اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻟﻬﺬه اﻷوﺿﺎع ﺑﻨﻘﺪ ﻋﻨﻴﻒ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت ،وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺸﻜﺎوى ﻟﻐﻴﺮه ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ اﻟﺸﻌﺮاء، ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻣﺘﻨﻔّﺴﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ّ ﻳﻔﻚ ﻃﻼﺳﻢ ﺷﻌﺮه ،وأﺣﻴﺎﻧﺎً ﻋﻠﻰ أﻣﻞ ﻣﺆزارﺗﻪ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻤﻨﺎه أو ﻻ ﻳﺘﻤﻨﺎه أن ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
61
وﻫﻢ ﻳﻮﻧﺲ ،وﻣﺤﻤﺪ ،وﻫﻮ ﺷﺎﻋ ٌﺮ ﻛﺄﺑﻴﻪ ،وﺻﻘﺮ ،وﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎت، وﻟﻢ ﻳﻔﺎرﻗﻬﺎ إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﺒّﻰ ﻧﺪاء رﺑﻪ ﻋﺎم 1995م. ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ واﻟﺸﻌﺮ
ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻠّﻢ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻗﻂ ،وﻟﺬا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻘﺮأ أو ﻳﻜﺘﺐ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻳﻘﻮل اﻟﺸﻌﺮ ﺑﻄﻼﻗﺔ وﻳﺤﻔﻈﻪ .ﻳﻘﻮل ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻃﻮﻳﻠﺔ وﻳﺤﻔﻈﻬﺎ ﺑﻴﺘﺎً ﺑﻴﺘﺎً ،واﻟﻤﺘﺎﺑﻊ أو اﻟﻤﻼﺣﻆ ﻟﻘﺼﺎﺋﺪه، ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﻴﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﺎﻋ ٍﺮ ﻣﺜﻘﻒ ﻣﺘﻌﻠّﻢ وذﻟﻚ ﻟﺠﻤﺎل ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ وﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ واﺧﺘﻴﺎر اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻌﺐ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ اﺳﺘﺤﻀﺎرﻫﺎ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻳﻌ ّﺪ ﻣﻦ ر ّواد ﺷﻌﺮ اﻻﻧﻔﺘﺎح ،ذﻟﻚ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺪﻋﻢ ﺑﺎﻷﻟﻔﺎظ واﻟﻜﻠﻤﺎت واﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺮأ أﺷﻌﺎره ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻚ أﻣﺎم ﺷﺎﻋﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺤﺎﺿﺮ ،وﻟﻜﻦ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻗﺼﻴﺪه ﺗﻜﺘﺸﻒ أن ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﻟﻨﺒﻂ اﻟﻤﺨﻀﺮﻣﻴﻦ وﻣﻦ ﺟﻴﻞ اﻟﺮ ّواد اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺻﺮوا اﻹﻣﺎرات ﻗﺒﻞ ﻗﻞ أن ﺗﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺷﻌﺮاء ﺷﻌﺒﻴﻴﻦ اﻻﺗﺤﺎد وﺑﻌﺪه ،وﻫﺬه اﻟﻤﻴﺰة ّ آﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﻤﺎﺿﻲ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺷﻌﺮاء ﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ،ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻻ اﻟﺤﺼﺮ ،اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺠﻤﺮي واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﻮس واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﻀﺮ واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﻨﺪي وﻏﻴﺮﻫﻢ ،وﻫﻢ ﺷﻌﺮاء ﻓﻄﺎﺣﻞ إﻻ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺤﻴﺪوا ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ اﻟﺒﺪوي اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ،وﻟﻜﻨﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﻊ ﺷﺎﻋ ٌﺮ ﻣﻦ ﻧﻮع آﺧﺮ، ﻓﻨﺠﺪه ﻳﻤﺰج ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي وﺷﻌﺮ اﻟﺤﺪاﺛﺔ أو
60
ķĸŭŨė ŞſĸĬ ŲĚ Ğŝƀũİ ĸŔĘŁŨė
ﺷﻌﺮ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﻤﺜﻘّﻒ ،وﻻﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا ان ﻧﺴﺘﺤﻀﺮ ٌ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ، وﻫﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﻐﺰﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ: ٍ ﻏﺾ ﻏﻀﻰ ﻟﻘﻠﺒﻲ وذاﺑﻪ ﺑﻌﻴﻮن دﻋﺞ وﺣﺴﻦ ﻓ ّﺘﺎن وﺛّﻖ ﺑﻤﻌﻠﻮﻗﻲ ﺻﻮاﺑﻪ واﺣﺘﻞ روﺣﻲ ﻣﺪّ ة أزﻣﺎن ﻛﺎﻟﻮرد زاﺧﺮ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﺷﻔﺎﻳﻔﻪ ﺣﻤ ٍﺮ وروﻳﺎن ﻗﺪ ﻛﺎن راﺣﻲ ﻣﻦ ﻋﺬاﺑﻪ ﺧﻤ ٍﺮ ﻳﺸﺎﻓﻲ اﻟﺮوح ﻓ ّﺘﺎن ﺟﻤﻴﻞ وآﻓﻀّ ﻞ ﺷﺮاﺑﻪ وآﻓﻀّ ﻠﻪ ﻋﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ زان إﻟﻰ آﺧﺮ اﻟﻘﺼﻴﺪة. وﻣﻦ ﻳﻘﺮأ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻳﺘﺒﺎدر إﻟﻰ ذﻫﻨﻪ أن ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺤﺎﺿﺮ اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ،وﻟﻴﺲ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ .وﻓﻌﻼ ﻓﻜﻠﻤﺎت ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻻ ﺗﺠﺪﻫﺎ ﻟﺪى ﺷﻌﺮاء اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻤﻦ ﻋﺎﻳﺸﻮا ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ،ﺣﺘﻰ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﺴﻴﻐﻬﺎ وذﻟﻚ ﻟﺤﺪاﺛﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻓﻴﻬﺎ ،واﻧﺤﺮاﻓﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌ ّﻮدوا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﻮﻧّﻪ واﻟﺮدح.
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،وﻧﺒﻴﻌﻪ ﻓﻲ دﻳﺮة، وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻳﻌ ّﺪ ﻣﻜﺴﺒﺎً ﻟﺮزﻗﻨﺎ وﺣﻴﺎﺗﻨﺎ«. وﻳﺬﻛﺮ اﻟﺴﻴﺪ ﺳﻴﻒ ﺑﻦ ﺣﺎرب اﻟﻌﻤﻴﻤﻲ ) 75ﺳﻨﺔ( ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ،أن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻛﺎن ﺷﺎﺑﺎً ﻳﺤﻀﺮ ﻣﻊ اﺧﻴﻪ وواﻟﺪﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﻴﻦ ،وﻣﻌﻬﻢ إﺑﻠﻬﻢ اﻟﺘﻲ ورﺛﻮﻫﺎ ﻣﻦ واﻟﺪﻫﻢ ،وﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮﻋﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ »ﺑﻮﻫﺮﻣﻪ« ،و«رﻛﻨﻪ« وﻏﻴﺮﻫﺎ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺳﻢ اﻷﻣﻄﺎر واﻟﻌﺸﺐ. وﻳﺘﺬﻛّﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ »ﺑﻦ ﻣﺮوﺷﺪ« ﻗﺼﻴﺪة ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ اﺷﺘﻬﺮت ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ: ﻳﺎﺑﻮ ﻳﺪﻳﻞٍ ﻣﺮﻳﺤﺎﻧﻲ ﻳﺎ ﻗﺎﻳﺪ اﻟﻐﺰﻻن اﻻوﻻف اﻷول ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻘﻠﺐ ﺣﺎﻧﻲ وﻳْﺤ ّﻦ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺸﺮاف واﻟﻴﻮم ﻟﻮ ﻳﺮﺟﻊ زﻣﺎﻧﻲ ﻫﻴﻬﺎت ﻣﺎ ﺑﺎﻧﺮﺟﻊ أوﻻف ﻏ ّﺮك ﺻﻠﻴﺞ اﻟﺮوﻫﻴﺎﻧﻲ وآزﻣﺖ ﻟﻠﻌﻮﻓﻴﻦ ﻣﺴﻌﺎف وﻳﻘﻮل» :إن ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺗﻠﻚ اﺷﺘﻬﺮت ،وﻛﺎن ﻳﺘﻐ ّﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﻛﺜﻴ ٌﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب وأﺑﻨﺎء اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن ،وﻣﺎ زاﻟﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺗﺮ ّدد إﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا «. ﻋﺎش اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻊ واﻟﺪﺗﻪ وإﺧﻮاﻧﻪ ﻓﻲ دﺑﻲ ﺣﺘﻰ ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﺘﻘﻠﻮا إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ واﺳﺘﻘﺮوا ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻌﻤﻞ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﺛﻢ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﺮور ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻛﻤﺮاﻓﻘﺎً ﻣﻌﻬﻢ وﻣﻼزﻣﺎً ﻟﻬﻤﺎ ﻓﻲ رﺣﻼت اﻟﻘﻨﺺ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻧﺘﻘﻠﺖ اﻷﺳﺮة ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ إﻟﻰ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،واﺳﺘﻘﺮوا ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ أواﺧﺮ اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ .وﻇﻞ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﻮخ وﻳﻜﺴﺐ رزﻗﻪ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ،وﻳﻘﻮل اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺠﻤﻴﻞ .وﻗﺪ اﻧﻀﻢ اﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﺷﻌﺮاء ﺗﻠﻔﺰﻳﻮن اﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ،وﺗﺸﺎﻛﻰ ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪه
ﻣﻊ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻌﻪ .وﺑﺤﻜﻢ ﻗﺮﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻮخ، ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ،وﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،واﻟﺸﻴﻮخ ﻓﻲ اﺑﻮﻇﺒﻲ، ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺸﻌﺮه و ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﻟﻪ واﻧﺘﻘﺎداﺗﻪ ﻟﻠﺸﺒﺎب واﻟﺘﺠﺎر واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺨﺪﻣﻴﺔ واﻟﻮزارات. ٍ وﻗﺪ ﻇﻞ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ أﻋﺰﺑﺎً ﻟﻔﺘﺮ ٍة ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﺛﻢ ﺗﺰوج ﻣﻦ اﻣﺮأة ﻣﻦ إﺣﺪى اﻷﺳﺮ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ،إﻻ أن زﻳﺠﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻤﺮ ،إذ ﺗﻢ اﻟﻄﻼق ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺴﻨﻮات ﺗﺰ ّوج ﻣﻦ اﻣﺮأة أﺧﺮى ،وأﻧﺠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ أﺑﻨﺎﺋﻪ
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
59
راﺷﺪ ،ﺛﻢ اﺑﻨﺎً آﺧﺮ وﺑﻨﺘﺎً ،وﺗﻈﻞ اﻷﺳﺮة ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ دﺑﻲ واﻟﻌﻴﻦ ﻟﺴﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ .وﺷﺎءت رب ﻫﺬه اﻷﺳﺮة، اﻷﻗﺪار أن ﻳﻤﻮت »ﺣﺮﻳﻒ« ّ وﻳﺘﺮك ﻫﺆﻻء اﻟﺼﻐﺎر ،وأﻛﺒﺮﻫﻢ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺧﻠﻴﻔﺔ، اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺠﺎوز ﻋﻤﺮه ﺣﻴﻨﻬﺎ 10ﺳﻨﻮات، ﻓﺘﺘﻜﻔﻞ واﻟﺪﺗﻬﻢ ،ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺜﺎﺑﺮة، ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ،ﻓﻌﺎﺷﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ دﺑﻲ وﺑﺬﻟﺖ ﺟﻬﺪا ً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻓﻲ ﺗﻨﺸﺌﺘﻬﻢ ،وﻧﻈﺮا ً ﻟﻘﻠﺔ اﻟﻤﻮارد ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ،وﻟﻈﺮوف اﻟﺤﻴﺎة ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﺼﻌﺎب واﻟﻘﺤﻂ اﻟﺬي ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻨﻪ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ واﻷﻫﺎﻟﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺗﺘﺰوج اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﻤﻴﺲ ﺑﻦ ﻣﺴﺤﺎر ،ﻣﻦ أﻫﺎﻟﻲ دﺑﻲ أﻳﻀﺎً ،وﺳﺎﻓﺮت اﻷﺳﺮة ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ،إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻟﻠﻌﻤﻞ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻫﻨﺎك .وﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ أن ﻋﺎدت اﻷﺳﺮة إﻟﻰ زﻋﺒﻴﻞ ﻓﻲ دﺑﻲ ،واﺳﺘﻘﺮت ﺷﺎﻋﺮٌ ﻣﻠﻬﻢ ،ﺳﺮﻳﻊ ﺑﻬﺎ وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ .إﻻ أن ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻟﻢ ﻳﻄﺐ ﻟﻪ اﻟﻤﻘﺎم وﻗﺪ ﺗﺰوﺟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ أﺣﺪ أﺑﻨﺎء ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﻤﺮر اﻟﺒﺪﻳﻬﺔ ،ﺣﺎﺿﺮٌ ﻟﻜﻞ ﻃﻮﻳﻼً ﻓﻲ دﺑﻲ ،وﻛﺎن ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺳﺮة أﺧﺮى ﻫﻨﺎك ،وأﻧﺠﺒﺖ ﻣﻨﻪ اﺑﻨﺔ أﻧﻮاع اﻟﻘﻮاﻓﻲ وﻛﻞ ﻟﻴﻌﻴﺶ وﻳﺼﺮف ﻋﻠﻰ أﺳﺮﺗﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮة ،ﻓﺘﻮ ّﺟﻪ ﺗﺴﻤﻰ »ﺣﻤﺪة« واﻟﺘﻲ ﺗﺰوﺟﺖ ﺑﺪورﻫﺎ ﻣﻦ وﻳﺘﻀﺢ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء دﺑﻲ وأﺑﻮﻇﺒﻲ إﻟﻰ ّ ﻋﺎﺋﻠﺔ أﻫﻞ واﻟﺪﻫﺎ ،وﻳﺪﻋﻰ أﺣﻤﺪ ،ﻓﺄﻧﺠﺒﺖ اcﻟﺤﺎن اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ، اﻻﺣﺴﺎء ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺎت اﻟﺒﺘﺮول ﻫﻨﺎك ،وﻛﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻨﻪ اﺑﻨﺎً أﻃﻠﻘﻮا ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻢ »ﺣﺮﻳﻒ« ،ﺗ ّﻴﻤﻨﺎً ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪه، ﺑﺈﺳﻢ ﺟﺪﺗﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ اﻟﺴﻴﺪ ﺣﺎﺿﺮ ﺑﻦ ﺧﻤﻴﺲ اﻟﻌﻤﻴﻤﻲ ،واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤ ّﺮي ،وﻳﻜﻮن »ﺣﺮﻳﻒ« ﻫﺬا ،واﻟﺪ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ .وردوده ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻜﺎوى ﺑﻦ ﻣﺮوﺷﺪ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻄﻲ ﺑﻦ ﻗﻤﺎﺷﺔ ﻋﺎﺷﺖ أﺳﺮة اﻟﺴﻴﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺮر ﻓﻲ دﺑﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء وﻏﻴﺮﻫﻢ .وﻳﻘﻮل اﻟﺴﻴﺪ ﺣﺎﺿﺮ ﺑﻦ ﺧﻤﻴﺲ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ أم ﻫﺮﻳﺮ وزﻋﺒﻴﻞ ،ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ،أﺧﻮال اﻟﻌﻤﻴﻤﻲ إﻧﻬﻢ ﻋﻤﻠﻮا ﻫﻨﺎك ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻴﻦ أﺑﻨﺎﺋﻪ ،ﺣﺘﻰ ﻛﺒﺮ اﻟﺴﻴﺪ ﺣﺮﻳﻒ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اwﺧﺮﻳﻦ وﻛﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ، اﻟﻤ ّﺮر ،وﻛﻌﺎدة اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺳﺮة ﺗﺬﻫﺐ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﺘﺒﺎﻳﻦ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﻨﻘﻞ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ،ﻟﺘﻘﻀﻲ اﻟﺼﻴﻒ ﻫﻨﺎك، واﻟﺤﺮاﺳﺔ وﻏﻴﺮه. ﻓﻴﺘﺰوج »ﺣﺮﻳﻒ« ،إﺣﺪى اﻟﻔﺘﻴﺎت ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﺎدوا إﻟﻰ دﺑﻲ ﻋﺎم 1955م ،وﻗﺪ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﻬﻮاﻣﻞ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻫﻨﺎك ،وﻛﺎن ذﻟﻚ ﺗﺘﺤﺴﻦ ،ﻓﻌﻤﻞ ﺑﺪأت اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﻞ ّ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ اﻟﻤﻨﺼﺮم ،إﻻ أن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪ رﺟﻮﻋﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎم ﻣﻊ أﺧﻴﻪ اﻟﻘﺪر ﻛﺎن ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎد ،ﻓﺘﺘﻮﻓﻰ اﻟﺰوﺟﺔ ﻓﻲ راﺷﺪ ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ ﻟﻴﻜﺴﺒﻮا اﻟﺴﻨﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ زواﺟﻬﻤﺎ ،ﻓﻴﺘﺰوج ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ رزﻗﻬﻢ .ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺑﺎﻟﻤﻄﻴﺮﻳﺔ ﻣﻦ زﻋﺒﻴﻞ» :أن أﺳﺮة ﻣﻦ أﺧﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻰ ﻋﻮﺷﺔ ﺑﻨﺖ ﺻﻘﺮ ﺑﻦ ﺻﺨﻴﺒﺮ اﻟﻬﺎﻣﻠﻲ. اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻋﺎﺷﺖ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ زﻋﺒﻴﻞ ،وﻛﺎﻧﻮا ﺟﻴﺮاﻧﺎً، وﻓﻲ ﻋﺎم 1925ﺗﺮزق ﺗﻠﻚ اﻷﺳﺮة ﺑﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﺧﻠﻴﻔﺔ ،ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺄﺧﻴﻪ وأﺧﻮاﻧﺎً ﻟﻨﺎ ،وﻛ ّﻨﺎ ﻧﻘﻄﻊ ﻣﻌﻬﻢ اﻟﺤﻄﺐ ﻣﻦ أﺷﺠﺎر اﻟﻐﺎف ﻓﻲ زﻋﺒﻴﻞ،
58
ķĸŭŨė ŞſĸĬ ŲĚ Ğŝƀũİ ĸŔĘŁŨė
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ّ ﻇﻞ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻟﻘﻤﺔ ﻋﻴﺸﻪ ،ﻳﻜ ّﺪ وﻳﻜﺪح ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻤﺘّﻊ ﻏﻴﺮه ﻣﻦ ﻧﺴﺒﻪ زﻣﻼﺋﻪ اﻟﺸﻌﺮاء ﺑﻤﻴﺰ ٍ ات ﻳﺮى أﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ أﻳﻀﺎً ،ﻧﻈﺮا ً ﻟﺸﻌﺮه اﻟﻘﻮي وأﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﺠﻤﻴﻞ ،اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺴﻤﻌﻪ أو ﻳﻘﺮأه ﺑﻔﻬﻢٍ وﺗﻌ ّﻤﻖ. إﻧﻪ ﻣﺪرﺳﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻻﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﻮر ﻓﻴﻬﺎ واﻟﺘﻄ ّﺮق إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑُﻨﻴﺖ وﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻣﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة. ﻣﻦ ﻫﻮ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ
ﻫﻮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ،ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﻤﺮر اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ. وﻗﺪ وﻟﺪ ﻓﻲ ﻋﺎم 1925م ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ،ﻓﻲ دﺑﻲ ﻣﻦ أ ﱟم ﺗﺪﻋﻰ ﻋﻮﺷﻪ ﺑﻨﺖ ﺻﻘﺮ ،ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﻬﻮاﻣﻞ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ. ﻟﻪ ﻣﻦ اﻷﺧﻮة راﺷﺪ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﻳﺼﻐﺮه ﺳﻨﺎً ،وﺗﻮﻓﻲ ﻋﺎم 2006م، وأﺧﺖ وﻣﺤﻤﺪ اﻟﺬي ﺗﻮﻓﻲ ﻋﻦ ﻋﻤ ٍﺮ ﻳﻨﺎﻫﺰ 18ﻋﺎﻣﺎً ﺑﻤﺮض اﻟﺤﺼﺒﺔ، ٌ ﺗﻮﻓّﻴﺖ أﻳﻀﺎً ﻣﻨﺬ زﻣﻦٍ ﺑﻌﻴﺪ.
ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ إﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﻤﺮر ،وﻫﻲ إﺣﺪى اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻓﻲ اﻻﻣﺎرات .وﻗﺪ ﺗﺘﺒﻌﺖ ﻧﺴﺐ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ واﺗﻀﺢ ﻟﻲ أﻧﻪ ُﺳ ّﻤﻲ »ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ« ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ واﻟﺪه ﺣﺮﻳﻒ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺮر اﻟﺬي ﺳ ﱡﻤﻲ »ﺣﺮﻳﻒ« ﺗﻴﻤﻨﺎً ﺑﺎﺳﻢ ﺟﺪه ﻣﻦ ﺟﻬﺔ واﻟﺪﺗﻪ واﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ أﺳﺮة »ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ« اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻓﻲ دﺑﻲ. ﻳﻘﻮل اﻟﺴﻴﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺧﻤﻴﺲ اﻟﺴﻮﻳﺪي ،رﺋﻴﺲ وﺣﺪة دراﺳﺔ اﻷﻧﺴﺎب ﻓﻲ اﻷرﺷﻴﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺄﺑﻮﻇﺒﻲ» :أن أﺳﺮة »ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ« ﻓﻲ دﺑﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻓﺮع »اﻟﻤﺠﺎدﻋﺔ« ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﻤﺮر ،اﻟﺘﻲ ﻫﺎﺟﺮت ﻣﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ إﻟﻰ دﺑﻲ ﻋﺎم 1856م ﻓﻲ أول ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﺎﻛﻢ أﺑﻮﻇﺒﻲ )1909-1855م( .وﻛﺒﻴﺮ ﺗﻠﻚ اﻷﺳﺮة ﻫﻮ »ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ اﻟﻤﺮي« وﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺬرﻳﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ اﻟﻤﺮي وﻫﻮ اﻟﺬي أﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷﺳﺮة ﻣﻦ ﺑﻌﺪه إﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ﻓﻲ زﻋﺒﻴﻞ ﺑﺪﺑﻲ .وﻟﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ.
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
57
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ اﻟﻤﺮر ﺷﺎﻋﺮ اﻟﻨﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺠﺮيء
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ ŽŐŴijĶũŤē İļēij į
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺮر واﺣﺪٌ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺸﻌﺒﻴﻴﻦ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،وﺧﺎﺻ ًﺔ ﻓﻲ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ. ﺷﺎﻋ ٌﺮ ﻃﺮق ﻛﻞ أﺑﻮاب اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻦ ﻏﺰلٍ وﻣﺪح وﺷﻜﻮى ،إﻻ أﻧﻪ ﺗﻔ ّﻮق ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﻟﻨﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﺷﺎﻋ ٌﺮ ﻣﻠﻬﻢ ،ﺳﺮﻳﻊ اﻟﺒﺪﻳﻬﺔ ،ﺣﺎﺿ ٌﺮ ﻟﻜﻞ أﻧﻮاع اﻟﻘﻮاﻓﻲ وﻛﻞ اﻷﻟﺤﺎن اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،وﻳﺘﻀّ ﺢ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪه ،وردوده ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻜﺎوى اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻵﺧﺮﻳﻦ ،وﻛﺜﻴﺮاً ﻣﺎ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ أﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺬي ﻳﺨﻔﻴﻪ ﺑﻴﻦ اﻷﺳﻄﺮ وﺑﻄﺮﻳﻘ ٍﺔ ﺗﺤﺴﺒﻬﺎ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻐﻄﻮ. ٍ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺬي ﻇﻠﻤﺘﻪ اﻷﻳﺎم وﺧﺎﻧﻪ اﻟﺤﻆ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ أوج ﻗﻤﺘﻪ ،إذ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺣﻘﻪ ﻛﺸﺎﻋﺮ ﺑﺮﻏﻢ أﻧﻪ ﻣﻦ ﻓﻄﺎﺣﻞ ﺷﻌﺮاء اﻹﻣﺎرات، وأﺣﺴﺐ أن أﺳﻠﻮﺑﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻛﺎن ﻫﻮ ﺳﺒﺐ اﻟﺠﻔﺎء ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﺎﺑﺘﻌﺪوا ﻋﻨﻪ ،واﺑﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﻢ ،وﻇﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻪ اﻟﻘﺮﻳﺐ ،ﻳﻘﻮل اﻟﺸﻌﺮ ،ﻧﺎﺑﻐﺎً ﻓﻴﻪ ﻣﺘﺤﺪّ ﻳﺎً ﻛﺒﺎر اﻟﺸﻌﺮاء ،ﻣﺘﻌ ّﺮ ٌض ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ وﻟﻠﺠﻔﺎء ،ﻓﺄﻋﺮﺿﻮا ﻋﻨﻪ وﻇﻞ ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻀﻴﻖ أﺳﺮﺗﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮه وأﻗﺎرﺑﻪ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻪ. ūēŴİŐ ŧĔĽű ŧŵĸij
56
ķĸŭŨė ŞſĸĬ ŲĚ Ğŝƀũİ ĸŔĘŁŨė
»ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺳﺎت« ﻧﻤﻮذج ﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اQﻣﺎرات ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻔﻀﺎء
وﻛﺎﻧﺖ آﺧﺮ اﻟﺠﻠﺴﺎت ﺑﻌﻨﻮان »اﺳﺘﺜﻤﺎر اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻔﻀﺎء.. ﻣﺸﺮوع ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺳﺎت ﻧﻤﻮذﺟﺎً« ،وﻗﺪم اﻟﻮرﻗﺔ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻬﻨﺪس ﻋﺪﻧﺎن ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮﻳﺲ رﺋﻴﺲ ﻣﻜﺘﺐ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻷﻋﻤﺎل ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ »إﻳﺎﺳﺖ« ،ﻫﺬه اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺘﻬﺎ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﻘﻤﺮ اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ »ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺳﺎت« ﺗﻜﺮﻳﻤﺎً ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن »ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ » ،إذ ﻋﺮﺿﺖ اﻟﻮرﻗﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻔﻀﺎء ،وﺑﻴﻨﺖ أﻫﺪاف ﻣﺸﺮوع »ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺳﺎت« واﻟﻤﺒﺎدرات اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ
ijĴŕŨė ŞũŬ
ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎوﻟﺖ آﻓﺎق اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر وﻓﺮﺻﻪ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات واﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺒﺘﺮوﻟﻴﺔ واﻟﻐﺎز ،ﺛﻢ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻛﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ واﻟﻤﺸﺮوﺑﺎت، ﺛﻢ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ وأﺧﻴﺮا ً ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺨﺪﻣﺎت ،وأﺷﺎر اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺸﻬﺪه أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪا ً ﻓﻲ ﻇﻞ رؤﻳﺔ اﺑﻮﻇﺒﻲ 2030م ﻣﻦ ﺗﻄﻮر اﻗﺘﺼﺎدي وﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ إﻃﺎر ﺳﻌﻴﻬﺎ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ اﻟﻄﺎﻗﺔ وأﺣﺘﻀﺎﻧﻬﺎ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ،ورﻏﺒﺔ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺎذﺑﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ورؤوس اﻹﻣﻮال اﻻﺟﻨﺒﻴﺔ ﺛﻢ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻟﺰﻳﺎدة ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﺎﻹﻣﺎرات. وﺑﻴﻦ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ أن ﻣﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻤﻴﻴﺰه ﻫﻨﺎ ﻫﻮ أن ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻬﻤﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ واﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ وﺷﺮﻳﻜﻬﻤﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺴﺪا ً ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺎءت اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎدة ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ وﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ راﺷﺪ وﺷﺮﻳﻜﻬﻤﺎ اﻟﻔﺮﻳﻖ أول اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻟﺘﻜﻮن ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ واﻟﺘﺤﺪﻳﺚ واﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺛﻮاﺑﺖ ﺻﻠﺒﺔ، وﻗﻨﺎﻋﺎت ﻣﺘﺠﺬرة ،ورؤﻳﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ وﻫﺬا ﻫﻮ أﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺿﺮورات ﻳﻤﻠﻴﻬﺎ واﻗﻊ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻤﻨﺸﻮد واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة، ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺪاﺧﻞ ،ﺛﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻤﺘﺠﺪدة واﻟﻤﺴﺘﺠﺪة ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﺮؤى ،واﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت وﺑﺮوز ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺣﺪﻳﺜﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﻟﻤﻮاﻛﺒﺔ اﻟﺘﻄﻮر ،ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ذﻟﻚ ﻓﻰ إﻃﺎر ﻗﺮاءة دﻗﻴﻘﺔ وﻧﻈﺮة ﺛﺎﻗﺒﺔ ﻟﻘﻴﺎدﺗﻨﺎ اﻟﺮﺷﻴﺪة ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻻوﺿﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻷﻣﻨﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺤﺮوب اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻷزﻣﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ وﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﻋﺪﻧﺎن ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮﻳﺲ: اQﻣﺎرات ﺗﺪﺧﻞ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻔﻀﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺮوع »ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺳﺎت« اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻋﺎم ،2013وﻳﻨﺘﻬﻲ ﻓﻲ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات، وأﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮه ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻛﻔﺎءات إﻣﺎراﺗﻴﺔ
ﺑﻬﺬا اﻟﺨﺼﻮص ،ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﺖ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ اﻟﻤﺸﺮوع ﻣﻦ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮه ﺳﺘﻜﻮن ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻛﻔﺎءات إﻣﺎراﺗﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺑﺪأ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ،2013وﻣﻦ اﻟﻤﻘﺮر اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻨﻪ ﻓﻲ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات. وﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﻓﺘﺮات اﻟﻨﻘﺎش اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺒﺖ ﻛﻼ ﻣﻦ ﻣﺤﻮري اﻟﻨﺪوة ﻗﺎم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ ﺑﺘﻜﺮﻳﻢ اﻟﺴﺎدة اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﺪوة وﺗﺴﻠﻴﻤﻬﻢ ﺷﻬﺎدات اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ودروع اﻟﻨﺎدي ،ورﻓﻊ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻮن ﺑﺮﻗﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﻘﺎم ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ »ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ« ،وإﻟﻰ إﺧﻮاﻧﻪ أﺻﺤﺎب اﻟﺴﻤﻮ أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺣﻜﺎم اﻹﻣﺎرات ﻋﺒﺮوا ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ أﺳﻤﻰ آﻳﺎت اﻟﺘﻬﺎﻧﻲ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
55
وﺑﻴﻦ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ﻛﻴﻒ أن اﻟﻘﻴﺎدات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻓﻄﻨﺖ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻷزﻣﺎت واﻟﺼﺪﻣﺎت واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﺑﻔﻌﻞ ﻏﻴﺎب اﻟﺮؤى واﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ،ﺛﻢ ﺿﺒﺎﺑﻴﺔ اﻟﺮؤى وﺗﻔﺎﻗﻢ اﻟﺼﺮاﻋﺎت ،وﻓﻬﻤﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت وأﺳﺒﺎب اﻟﺼﺮاﻋﺎت، وﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ وﺗﺤﺼﻴﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺑﺎﺳﺘﻴﻌﺎب ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﺤﻮﻻت ﻓﻲ اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ واﻷﻓﻜﺎر واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻔﺎﺻﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل رؤى واﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻛﻞ إﻣﺎرة ،ﻟﺘﺤﻘﻖ وﻋﺒﺮ أرﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮد وﻧﻴﻒ ﻧﻬﻀﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﺻﻲ واﻟﺪاﻧﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺤﺖ اﻹﻣﺎرات ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺤﺜﻴﺜﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﻴﺎدات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ، واﻻﺳﺘﻘﺮار اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻷﻣﻨﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﺪوﻟﺔ وأﺑﻨﺎﺋﻬﺎ واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ أرﺿﻬﺎ. وأوﺿﺢ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ أﻧﻪ وﻣﻨﺬ أن ﺗﻮﻟﻰ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﺛﻢ ﺗﻮﻟﻰ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﺪة اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﺗﻨﺸﺪ اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ واﻟﺤﻀﻮر ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،وﺷﻌﺐ ﺗﻌﻮد ﻋﻠﻰ أن ﻳﻌﺎﻧﻖ اﻟﺴﻤﺎء، ﺗﻌﻬﺪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ »ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ« ﺑﺄن ﻳﻮاﺻﻞ ﻣﺴﻴﺮة اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ وﺗﺮﺟﻤﺔ ﺣﻠﻢ اﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﺛﻢ أﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ ،ﻓﺸﻬﺪت اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﻨﺬ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻧﻘﻼت ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺪاﺧﻞ أو اﻟﺨﺎرج ،ﻓﻘﺪ ﺗﻤﻜﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻔﺎﺻﻞ اﻟﺪوﻟﺔ وأرﻛﺎﻧﻬﺎ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺷﻬﺪت اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات واﻟﺘﻄﻮرات وﺑﺮوز اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،واﺳﺘﻄﺎع ﺳﻤﻮه وﺑﺎﻟﺘﺸﺎور اﻟﻘﺎﺋﻢ
54
ijķĘŵijĹǞėŸ ķŹōġŨė ŲŬ ĴšŔùùğėķĘŬǤė ĞŨŸij
ﻣﻊ أﺧﻮاﻧﻪ أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺠﻨﻴﺐ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات ﻟﺘﺼﺒﺢ اﻟﺪوﻟﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻌﺔ وﻗﻮة ،ﺛﻢ ﻟﺘﺆﻛﺪ ﺣﻀﻮرﻫﺎ وﺑﻘﻮة ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺷﺮﻳﻜﺎً ﻓﻌﻠﻴﺎً ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ وﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﻘﺮارات اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ. وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻘﺪ ﺷﺮح اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ﻛﻴﻒ ﺣﻘﻘﺖ ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻟﻲ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن، ﻗﻔﺰات ﻧﻮﻋﻴﺔ وﺳﺮﻳﻌﺔ ﻹﺣﺪاث اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ أﺿﺤﺖ أﺑﻮﻇﺒﻲ إﺣﺪى أﻫﻢ اﻟﺤﻮاﺿﺮ وواﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟﺘﺤﻮﻻت وﺗﺤﺼﻴﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﻷزﻣﺎت ،وأﺷﺎر إﻟﻰ أﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﺗﻤﺜﻞ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﺈن ﻋﻬﺪ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺬي ﻛﺎن رﻓﻴﻘﺎً ﻟﻮاﻟﺪه ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ وﻣﺸﺎرﻛﺎً ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ واﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ رؤﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ وﺗﺨﻄﻴﻂ ﻃﻮﻳﻞ اﻟﻤﺪى ،وﺗﺘﺴﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ أﻛﺜﺮ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﺎً ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﺤﻮﻻت واﻟﻤﺘﻐﻴﺮات واﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ واﻟﺘﻲ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻴﻮم وذﻟﻚ وﻓﻖ أﻫﺪاف واﺿﺤﺔ وﺳﻴﺎﺳﺎت وآﻟﻴﺎت ﻣﺤﺪدة ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ رؤﻳﺔ اﺑﻮﻇﺒﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ 2030م. وﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﻮرﻗﺔ ﺑﺈﺳﻬﺎب اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻤﺤﻔﺰة ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ،واﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر واﻻزدواج اﻟﻀﺮﻳﺒﻲ واﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ،ﺛﻢ ﺗﻌﺪد اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺤﺮة ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات واﻟﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﺨﺼﺨﺼﺔ وﺗﻤﻴﺰ اﻹﻣﺎرات ﺑﻔﺮص اﻟﻌﺎﺋﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﺮأس اﻟﻤﺎل،
ijĴŕŨė ŞũŬ
وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺘﺸﺮاف ﻣﻌﻨﻰ »اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء« ﻓﻲ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺰﻋﻴﻤﻴﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴﻴﻦ اﻟﻠﺬَﻳﻦ ﺟﻌﻼ ﻣﻨﻪ أﻏﺮود ًة ﻓﻲ ﻓﻢ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻳَﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ ﺑﺈﻛﺒﺎر وإﻋﺠﺎب وإﺟﻼل وﺗﻘﺪﻳﺮ؛ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻋﺎدة ﻗﺮاءة وﻣﻀﺎت ﻣﻦ ﻓﻜﺮﻫﻤﺎ ،وﺗﻌ ّﺮف ﻓﻠﺴﻔﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎدة واﻟ ُﺤﻜﻢ ،واﺳﺘﻌﺮاض أﻣﺠﺎدﻫﻤﺎ وإﻧﺠﺎزاﺗﻬﻤﺎ ﻇﻞ ﺗﺤﺪﻳﺎت إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ وﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺟ ّﻤﺔ ،وﺑﻴﻦ ﻛﻴﻒ اﺳﺘﻄﺎﻋﺎ ﻓﻲ ّ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻌﺒﻮر اﻵﻣﻦ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ،إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺠﺬّر واﻟﺜﺒﺎت ،ﺛﻢ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﻧﻄﻼق واﻟﻨﻬﻮض اﻟﺤﻀﺎري، ﻟﺘُﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ ﻗﺼﻴﺮة -ﺑﻤﻘﺎﻳﻴﺲ أﻋﻤﺎر اﻟﺪول -ﻣﻦ أرﻗﻰ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ وأﻛﺜﺮﻫﺎ ﺣﺪاﺛﺔ وﺗﻄﻮرا ً وازدﻫﺎرا ً ،واﻟﻮﺻﻮل ﺑﺸﻌﺒﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺼﺎف اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻘﺪﻣﺎً وﻧﻤﻮا ً وﺳﻌﺎدة. وﻷ ّن ﺗﺤ ّﺪﻳﺎت داﺧﻠ ّﻴﺔ وﺧﺎرﺟ ّﻴﺔ ﺟ ّﻤﺔ اﻋﺘﺮﺿﺖ ﻣﺴﻴﺮة اﻟﺒﺎﻧﻲ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃ ﱠﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« ،وﻫﻮ ﻳُﺨﻄﻂ وﻳﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺣﻠﻤﻪ إﻟﻰ ﻣﺸﺮو ٍع ﻓﻌﻠﻲ وواﻗﻊٍ ﻳﻌﻴﺸﻪ أﺑﻨﺎء اﻷرض اﻟﻮاﺣﺪة ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴّﺔ ﺑﻤﻜﺎن ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻔﺮﻳﺪ ِﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻻ ﺳ ّﻴﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺳﺲ ﻓﺘﺮة ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ وﻗﻴﺎﻣﻪ ،ﻓﺘﻄﺮق اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ إﻟﻰ ﺟﻬﻮد اﻟﻘﺎﺋﺪ ّ ﻓﻲ إرﺳﺎء ﺑﻨﻴﺎﻧﻪ ،وﺗﻤﻜّﻨﻪ ﻣﻦ ﻧﻘﻞ اﻟﺒﻼد ﻣﻦ ﺿﻨﻚ اﻟﻌﻴﺶ إﻟﻰ رﺧﺎء اﻟﺤﺎﺿﺮ وﻃﻤﻮح اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻛﻤﺎ اﺳﺘﺸﺮف اﻟﻤﺴﻴﺮة اﻟﻌﻄﺮة ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ »ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ«، وﺳﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﺔ ﺳﻤﻮه اﻟﺴﺎﺋﺮة وﻗﻴﺎدﺗﻪ اﻟﻔـﺬّة ﻟﻠﺒﻼد، وﻛﻴﻒ أﺿﺤﻰ اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﻋﻬﺪه اﻟﺰاﻫﺮ اﻣﺘﺪادا ً ﺣﻀﺎرﻳﺎً ﻷﻣﺠﺎ ِد
َﺳـﻠﻔ ِﻪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃ ﱠﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه«،وﻏﺪا ﻋﻘﺪا ً ﻓﺮﻳﺪا ً ﺣﻈﻲ ﺑﺈﻋﺠﺎب اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮة ﻧﻀﺎﻟ ّﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﺮف اﻟﻜﻠﻞ واﻟﻤﻠﻞ ﻃﻮال ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات َﻣﻀَ ﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﻄﺎء واﻟﻨﻤﺎء ﻇﻞ أوﺿﺎ ٍع إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ودوﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ واﻟﺘﻌﻘﻴﺪ. واﻟﺘﻄ ّﻮر ،ﻓﻲ ّ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ﻟﺪوﻟﺔ اQﻣﺎرات ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﻬﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ
وﻓﻲ ﺟﻠﺴﺎت اﻟﻤﺤﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﻌﻠﻤﻲ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »اﻗﺘﺼﺎد اﻹﻣﺎرات ..ﺗﺤﻮﻻت رﺋﻴﺴﻴﺔ واﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻃﻤﻮﺣﺔ« ،اﻟﺘﻲ أدارﻫﺎ اﻟﺴﻴﺪ ﺣﻤﺪان اﻟﺪرﻋﻲ رﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ﺑﻔﺮع اﻟﻌﻴﻦ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮرﻗﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﻧﺠﻴﺐ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻻﺳﺘﺸﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون ﻟﺪول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺑﻌﻨﻮان »اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﻬﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ« ،إذ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺘﻄﻮرات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن »ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ« ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺤﻜﻢ، وأﺑﺮز اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻤﺎت وﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ اﻹﻣﺎرات وﻻﺳﻴﻤﺎ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﺗﻄﺮق إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻤﺤﻔﺰة ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ،وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت واﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮض ﻵﻓﺎق وﻓﺮص اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات واﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺎرﻳﻊ وﺻﻨﺎﻋﺎت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ رﻏﺒﺔ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺠﻌﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺎذﺑﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر وﻟﺮؤوس اﻷﻣﻮال اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ.
زاﻳﺪ ..ﻫﻮﻳﺔ وﻃﻦ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ أن ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ اﻟﺬي ﺟﺎء ﻣﺘﻮاﻓﻘﺎً ﻣﻊ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻤﻮاﻃﻦ ووﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ أوﻟﻮﻳﺔ أﻫﺪاف اﻟﺪوﻟﺔ وﺧﻄﻄﻬﺎ ،واﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ واﻟﻮﻻء اﻟﻤﻄﻠﻖ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﻮﻃﻦ وﻗﻴﺎدﺗﻪ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ وﻓﻖ اﻟﻨﻬﺞ اﻟﻤﺪروس اﻟﺬي ﺑُﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬا اﻻﺗﺤﺎد وﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺘﻄﻠﻊ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻣﺆﺳﺲ ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي رأى ﻣﻌﻪ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ وﺟﻮب اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺨﻄﻮات اﻗﺘﺮﺣﻬﺎ ﻟﺘﺮﺳﻴﺦ »ﺣﺐ ﻟﺰاﻳﺪ« ﻟﻴﻌﺰز ﺑﺪوره اﺳﺘﻤﺮار ﺟﺬوة »زاﻳﺪ ُﻫﻮﻳﺔ وﻃﻦ« ،وﻗﺎل ﻧﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ اﺗﺤﺎدا ً ،ﻧﺤﻦ ﺳﻔﻴﻨﺔ اﻻﺗﺤﺎد ﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﻣﺼﻴﺮ واﺣﺪ ،ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﺑﻴﺖ ﻣﺘﻮﺣﺪ ،ﻧﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ إﻣﺎرات ﻧﺤﻦ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات.
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė ijĴŕŨė
2014
53
ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﺼﻴﺎدي: ﻣﺎ ّ ﺣﻘـﻘﻪ اﻟﻮﻃﻦ ﻣﻦ أﻣﺠﺎد
ﻧﺠﻴﺐ ﻋﺒﺪا اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ: اﻟﻘﻴﺎدات ﻓﻲ اQﻣﺎرات ﻓﻬﻤﻮا ﺣﻘﻴﻘﺔ اcزﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ اﻟﺴﺎﺣﺔ
وإﻧﺠﺎزات ﻫﻮ ﻧﺘﺎج ﻋﻬﺪﻳﻦ ُﻣـﺘﺪاﺧﻠﻴﻦ ﺗﺄﺳـﺴﺖ ُﻣﺮﺗﻜﺰاﺗﻬﻤﺎ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﺗﺒﺎﻋ ًﺎ ّ
اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ
ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻴﻦ وﻃﻨﻴﺘﻴﻦ ﻓﺮﻳﺪﺗﻴﻦ،
وﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد
اﻟﺴﻠﻒ )زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ ا (، ﻫﻤﺎ :اﻟﺒﺎﻧﻲ ّ واﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟ َ ﺨﻠَﻒ )ﺧﻠﻴﻔﺔ ،ﺣﻔﻈﻪ ا (
اﻟﻮﻃﻨﻲ وﺗﺤﺼﻴﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل رؤى واﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت
وﺑﻴﻦ أن ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻷﺧﺮى اﻟﻬﺎﻣﺔ وﺟﻮد ﻗﻨﺎﻋﺔ ودﻋﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺪراﻟﻴﺔ ﻓﻲ اQﻣﺎرات :ﺑﻴﻦ أﻣﺠﺎد زاﻳﺪ وإﻧﺠﺎزات اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم .ﻓﺠﺎء ذﻟﻚ ﺧﻠﻴﻔﺔ
اﻻﺗﺤﺎد ﺑﻴﻦ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ودﺑﻲ ﻟﻴﻜﻮن ﻧﻮاة وداﻓﻌﺎ وﻣﺤﻔﺰا ﻗﻮﻳﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻧﻀﻤﺎم ﺑﻘﻴﺔ اﻹﻣﺎرات ﻟﻬﺬا اﻻﺗﺤﺎد ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺎﻣﻞ راﺑﻂ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﺸﻌﺐ ﻫﺬه اﻷرض ،واﻟﺬي ﺳﺎﻫﻢ ﺑﺪوره ﻓﻲ اﺳﺘﺸﻌﺎر ﺷﻴﻮخ اﻹﻣﺎرات ﺿﺮورة اﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎً ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺬي ﺳﻴﻌﻮد ﺑﺎﻟﻨﻔﻊ ﻟﻬﺬا اﻟﺸﻌﺐ وأرﺿﻪ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻋﺎﻣﻞ ﺷﺮﻋﻴﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ واﻟﺘﺴﻠﻴﻢ اﻟﻄﻮﻋﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﻌﺐ ﻟﺤﻜﺎﻣﻪ ،واﻟﺘﻲ دﻓﻌﺖ ﻻ ﺷﻚ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻇﻬﻮر ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ وﻋﻼﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات، ﺳﻤﺎﻫﺎ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ »اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ«.
52
ijķĘŵijĹǞėŸ ķŹōġŨė ŲŬ ĴšŔùùğėķĘŬǤė ĞŨŸij
ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻗﺪم اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﺼﻴﺎدي اﻟﺒﺎﺣﺚ واﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ﻓﻲ اﻷرﺷﻴﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻮزارة ﺷﺆون اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮان »اﻟﻔﺪراﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات :ﺑﻴﻦ أﻣﺠﺎد زاﻳﺪ وإﻧﺠﺎزات ﺧﻠﻴﻔﺔ« أﻛﺪ ﻓﻴﻬﺎ أ ّن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺗﺤﺎدي )اﻟﻔﺪراﻟﻲ( ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،وﻣﺎ ﺣﻘّـﻘﻪ ﻣﻦ أﻣﺠﺎد وإﻧﺠﺎزات ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻳﻦ ﺗﺄﺳـﺴﺖ ُﻣﺮﺗﻜﺰاﺗﻬﻤﺎ اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﺗﺒﺎﻋﺎً ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻴﻦ ُﻣـﺘﺪاﺧﻠﻴﻦ ّ اﻟﺴﻠﻒ )زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ،واﻟﻘﺎﺋﺪ وﻃﻨﻴﺘﻴﻦ ﻓﺮﻳﺪﺗﻴﻦ ،ﻫﻤﺎ :اﻟﺒﺎﻧﻲ ّ اﻟ َﺨﻠَﻒ )ﺧﻠﻴﻔﺔ ،ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ( ،وأوﺿﺢ ﻛﻴﻒ أن اﻷﻣﺮ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻣ ّﻨﺎ اﻹﻃﻼل ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎدات ﺑﻴﻦ اﻟﺪول ،وﺗﻌ ﱡﺮف واﻗﻌﻪ
ijĴŕŨė ŞũŬ
د .ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ: اﺗﺤﺎد دوﻟﺔ اQﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﺎل وﻧﻤﻮذج ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻦ أﺳﺒﺎب ﻧﺠﺎح ﺗﺠﺎرب اﺗﺤﺎد اﻟﺪول ،وﻫﻮ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻨﻔﺮدة ﺑﺨﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ وﻃﺮﻳﻘﺔ إدارﺗﻬﺎ ﻟﻠﺘﺤﺪﻳﺎت وﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ دواﻓﻊ ﻟﻠﺘﻘﺪم واﻟﻨﺠﺎح ﺗﺪﻋﻢ اﻟﺮواﺑﻂ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ
ﺳﻠﻄﺎن ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر ﻓﻲ اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ،إذ ﺑﺪأ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻇﻠﺖ ﺗﻤﺜﻠﻪ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻣﻦ ﻣﺜﺎل وﻧﻤﻮذج ﻷوﻟﺌﻚ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،وﻛﻴﻒ أن اﻟﻤﻨﻈﺮﻳﻦ واﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﺄوا ﻳﺘﺨﺬوا ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ وﻣﺆﺷﺮا ﻓﻲ دراﺳﺎﺗﻬﻢ ﻟﻠﺘﺠﺎرب اﻟﻮﺣﺪوﻳﺔ اﻷﺧﺮى. واﺳﺘﺨﻠﺺ اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ أﻫﻢ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﺪﻋﻴﻢ ذﻟﻚ اﻻﺗﺤﺎد ودﻳﻤﻮﻣﺘﻪ اﻟﻤﻤﺰوﺟﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮر ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺠﺎﻻت ،إذ
د .راﺷﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ: ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺑﺎت ﻧﺎدي ﺗﺮاث اQﻣﺎرات ﻣﻦ أﻛﺒﺮ وأﻋﺮق اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اQﻣﺎراﺗﻲ، ودﻋﻢ ﻧﺸﺮه وﺗﺮﺳﻴﺨﻪ وﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻟ^ﺟﻴﺎل وﺗﺜﻘﻴﻔﻬﻢ ﺑﻪ
ﻛﺎن ﻋﻠﻰ رأس ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻮاﻣﻞ وﺟﻮد ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« ذات اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﻮﺣﺪوﻳﺔ واﻹﻳﻤﺎن اﻟﺮاﺳﺦ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة واﻻﺗﺤﺎد ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﻗﺎل ﻋﻦ اﻻﺗﺤﺎد »إن اﻷﺻﻞ ﻫﻮ اﻟﻮﺣﺪة ،أﻣﺎ اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ﻓﻬﻲ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻤﺆﻗﺖ وﻏﻴﺮ اﻟﺪاﺋﻢ« ،واﻟﺬي ﻗﺎد ﺣﺒﻪ اﻟﺬي اﻧﻐﺮس ﻓﻲ ﻗﻠﻮب أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ إﻟﻰ أن ﻳﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ ُﻫﻮﻳﺔ ﻳﻤﺘﺎز ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻌﺼﻮر ﻗﺎدﻣﺔ ،ﻓﺰاﻳﺪ ﻫﻮ اﻟﻮﻃﻦ وﻫﻮ اﻻﺗﺤﺎد وروﺣﻪ.
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
51
ﻓﻲ اﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ )ﺗﺮاث( ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟـ 43
دوﻟﺔ اQﻣﺎرات.. ﻋﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮر واﻻزدﻫﺎر ﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺔ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،وﺿﻤﻦ اﺣﺘﻔﺎﻻت اﻟﻨﺎدي ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ 43ﻧﻈﻢ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻨﺎدي ،ﻧﺪوة ﺑﻌﻨﻮان »دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ..ﻋﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮر واﻻزدﻫﺎر« ،ﺷﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺨﺒﺮة واﻻﺧﺘﺼﺎص ،ﺳﻠﻄﻮا اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ أﻫﻢ اﻹﻧﺠﺎزات اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﻤﻴﺰة ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،وأﺑﺮزوا أﻫﻢ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ، وإﻧﺠﺎزات ﻋﻬﺪ اﻟﺘﻤﻜﻴﻦ وﻣﻘﻮﻣﺎت اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺴﺪﻫﺎ ﻧﻤﻮذج اﻟﺘﻼﺣﻢ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻴﺎدة واﻟﺸﻌﺐ ،وذﻟﻚ ﺑﺤﻀﻮر ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ اﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻸﻧﺸﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺎدي وﻋﺪد ﻣﻦ ﻣﻤﺜﻠﻲ اﻟﺒﻌﺜﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﻦ رؤﺳﺎء اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت وﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻴﻦ ورﺟﺎل اﻹﻋﻼم واﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ واﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ. źŴĔšťŨ İŤĔĬ ± ŽėŌŵĖĉ
وأﻟﻘﻰ د .راﺷﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ﻛﻠﻤﺔ اﻻﻓﺘﺘﺎح ،ﻧﻘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺤﻴﺎت ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،وﻗﺎل إﻧﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﺳﻤﻮه ودﻋﻤﻪ اﻟﻤﻮﺻﻮل ﻧﻠﺘﻘﻲ اﻟﻴﻮم وإﻳﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﺪوة اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻨﺸﺎرك اﻷﻫﻞ واﻟﻮﻃﻦ اﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ ،وﻧﺴﺘﻀﻴﻒ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺨﺒﺮة واﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻠﻄﻮن اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ أﻫﻢ اﻹﻧﺠﺎزات اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﻤﻴﺰة ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻣﻌﺒﺮا ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﺠﻠﺲ إدارة اﻟﻨﺎدي وﺷﻜﺮه ﻟﻠﺴﺎدة اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﺪوة ،وﺗﺜﻤﻴﻨﻪ ﻟﻤﺴﺎﻋﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻧﺠﺎح ﻫﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﻜﺒﻴﺮ. وأﺿﺎف اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﻤﺰروﻋﻲ :إﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات -وﻧﺤﻦ
50
ijķĘŵijĹǞėŸ ķŹōġŨė ŲŬ ĴšŔùùğėķĘŬǤė ĞŨŸij
ﻧﺴﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﻷداء رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻨﺎدي اﻟﺘﻲ ﺑﺎرﻛﻬﺎ وﺳﻴﻈﻞ ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن -ﻟﻨﺴﺠﻞ رﺿﺎﻧﺎ واﻋﺘﺰازﻧﺎ ﺑﻤﺎ وﺻﻠﻨﺎ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪ أن ﺑﺎت اﻟﻨﺎدي ﻳُ َﻌ ﱡﺪ واﺣﺪا ً ﻣﻦ أﻛﺒﺮ وأﻋﺮق اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،وﻧﺸﺮه وﺗﺮﺳﻴﺨﻪ ،وﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل وﺗﺜﻘﻴﻔﻬﻢ ﺑﻪ، ﻋﺒﺮ ﺧﻄﻂ وﺑﺮاﻣﺞ زاﺧﺮة ﺑﺎﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ واﻟﺸﺎﻣﻠﺔ. اﻻﺗﺤﺎد...رﻣﺰ اﻟﺘﻼﺣﻢ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت
ﺑﺪأت اﻟﻨﺪوة ﺟﻠﺴﺎت اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﻌﻨﻮان »ﻋﻬﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ..ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻟﺘﻼﺣﻢ اﻟﻮﻃﻨﻲ« ،واﻟﺘﻲ أدارﻫﺎ اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻹﻣﺎراﺗﻲ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺠﻴﻨﻲ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮرﻗﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﻌﻨﻮان »اﻻﺗﺤﺎد ..رﻣﺰ اﻟﺘﻼﺣﻢ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت« ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر
ﺷﻌﺮ
źįǙėŤ İżŐ ĔŻ ĔėĨĴŨ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﻀﺪ اﻟﺨﺮﻳﺒﺎﻧﻲ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ * ﻗــــــﺎل ﺑــــﻦ ﻣـــﻌـــﻀـــﺪ ﺑــﻠــﻨــﺸـــــــــــﺎدي ﻣــــﺮﺣــــﺒــــﺎ ﻳــــــﺎ ﻋــــﻴــــﺪ ﻟـــــ ْﺒـــــﻼدي ﻃـــــﺎﻟـــــﺐ اﻟـــــﻠـــــﻪ رب ﻟـــﻌـــﺒـــﺎدي ﻳــــﻌــــﻞ زاﻳـــــــــﺪ ﺑـــــﺎﻗـــــﻲ ﺳــــﻨــــﺎدي اﻋـــــــﻀـــــــﺪاه ﺷــــــﻴــــــﻮخٍ ﻣــــﺠــــﺎدي َاﺳـــــﺴـــــ ْﻮا اﻟـــــﻮﺣـــــﺪه ﻋـــﻠـــﻰ ﺟــــﺎدي ﻳــــﻌــــﻞ ﻫـــــــﺬا اﻟــــﻌــــﻴــــﺪ ﻳـــﻌـــﺘـــﺎدي ﻛــــــﻞ ﻳــــــــﻮم اﻟــــﺨــــﻴــــﺮ ﻳـــــــــﺰدادي ﻋــــﻨــــﺪي ﻓـــــﻲ اﺳـــﻨـــﻴـــﻨـــﻪ اﺣــــﻴــــﺎدي ﻟـــــﻪ ﺳـــﺒـــﻌـــﺔ ﻋــــﺸــــﺮ ﺑــــﻠــــﻌــــﺪادي وﺑـــﺎﻟـــﻬـــﻨـــﺎ ﻣـــــﻦ ﻗـــﻠـــﺐ ودّادي وﻋـــــــﺪ ﻣــــﺎﻏــــﻨــــﻰ ﺑــــﻬــــﺎ اﻟــــﺸــــﺎدي واﻟـــﺨـــﺘـــﻢ ﺻــــﻠّــــﻮا ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــــﻬــــﺎدي ﻳـــﺸـــﻔـــﻊ ﻟــــﻨــــﺎ ﻳـــــــﻮم ﻟـــــ ْﻮﻋـــــﺎدي
ﻓــــﻲ اﻟـــﻤـــﺜـــﻞ ﻋــــ ّﺒــــﺮ ﻋــــﻦ ﺷـــﻌـــﻮره ﺑــــﺎﻟــــﻔــــﺮح واﻟــــــﻨــــــﺎس ﻣــــﺴــــﺮوره ﻋـــــــﺪ ﻣـــــــﺎ ﻓـــــﺠـــــﺮ ﺑـــــﻬـــــﺎ ﻧـــــــﻮره ﻟــــــﻲ زﻋـــــﻴـــــﻢ ﺑــــــﺮاﻳــــــﻪ وﺷــــــــﻮره ودوﻟـــــــــــــ ٍﺔ ﺑــــﺎﻟــــﻌــــﺰ ﻣــــﺸــــﻬــــﻮره ﺑــــﺈﻋــــﺘــــﻤــــﺎد وﺧــــــــﻂ دﺳـــــﺘـــــﻮره ﺑـــــﺎﻟـــــﻔـــــﺮح وﻧـــــﻌـــــ ّﻠـــــﻲ ﻧــــﺸــــﻮره ﻣــــــﻦ ﻓـــﻀـــﻠـــﻬـــﻢ ﺑــــــﺮ وﺑـــــﺤـــــﻮره ﻓــــﻲ اﻟـــــﺰﻣـــــﺎن وﻣــــﺎﺿــــﻲ ﻋـــﺼـــﺮوه ﻓــــﻲ اﻟـــﻜـــﺘـــﺐ وﻣـــــﺘـــــﺮوخ ﺳـــﻄـــﻮره ﻋـــــﺪ ﺟــــﻤــــﻊ اﻟـــــﻨـــــﺎس وﺣــــﻀــــﺮوه وﻋــــــﺪ وﻓــــــــﻮع اﻟـــــــــﻮرد وزﻫــــــــﻮره ﻋــــــــﺪ ﻣــــــــﺎ ﺣــــــﺠــــــﺎج ﺗــــــــــﺰوره ﻳــــــﻮم ﺑـــﻌـــﺚ اﻟـــــﻨـــــﺎس وﻧــــﺸــــﺮوه
* ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات ،وﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ أﺣﺪ اﻷﻋﻴﺎد اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ وذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 1988م
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
49
ﻛﻨﻮز ﺛﻤﻴﻨﺔ
أﺻﺤﺎب ﻫﺬه اﻟﻤﻮﻫﺒﺔ اﻟﻔﺮﻳﺪة ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎﺗﻬﻢ. وﺣﻮل اﻟﻤﻌﻮﻗﺎت واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻬﺎ ،ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺴﻠﻢ :ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻀﻤﺎر وﻧﺄﻣﻞ أن ﺗﺘﻜﺎﺗﻒ اﻟﺠﻬﻮد ﻟﻠﺘﺼﺪي ﻟﻬﺎ وﺗﺠﺎوزﻫﺎ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل :اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻮاﻓﺪة ،ﺧﺼﻮﺻﺎً اﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻬﺠﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ..وﻳﻀﻴﻒ :إن اﻟﻠﻬﺠﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻬﺪدة وﺑﺎﺗﺖ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺤﻮارات اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ وﻓﻲ اﻟﻤﺴﻠﺴﻼت اﻟﺪراﻣﻴﺔ واﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ، ﻟﺬﻟﻚ أدﻋﻮ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ إﻟﻰ ﺿﺮورة ﺗﻤﺮﻳﺮ ﻫﺬه اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺪراﻣﻴﺔ واﻹﻋﻼﻧﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﺬﻳﺒﻬﺎ وﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺒﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻨﻮات اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
48
ĞſŹŶŨė ĞŘĘƀń ǝ ųķŸij ůŹŭƀšſ ģėĸġŨė ŧĘĨķ
وأﻋﺮب اﻟﺒﺎﺣﺚ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﻴﺪ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺻﻨﺪل اﻟﻤﻠﻘﺐ ﺑـ«رﺟﻞ ﺗﺨﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺿﻴﺎع اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺘﺮاث« ﻋﻦ ﺗﺨ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﺘﺮاث ،ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻟﺠﻬﺔ ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺤ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮن ﻛﻨﻮزا ً ﺛﻤﻴﻨﺔ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ اﻟﻤﺘﻨﻮع، ﻓﻐﻴﺎب ﻫﺆﻻء ﻳﻜﻮن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺿﻴﺎع أﺟﺰاء ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات، اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻟﺪي اﻟﻌ وﻗﺎلّ : وإﻋﺪادﻫﺎ ﻛﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻟﻴﻔﻬﺎ وإ اﻟﻮﻃﻨﻲ ااﻟﺰاﺧﺮ ،ﻣﺜﻞ ﻛﺘﺎب »ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻦ ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات« وﻛﺘﺎب ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨ »اﻷﻟﻐﺎز واﻷﻣﺜﺎل« ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﺘﺐ »اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ« و«ﻗﻄﻮف وﻗﻮاﻓﻲ« و«ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﻴﺎة« .وذﻛﺮ أن أﻏﻠﺐ ﻫﺬه اﻹﺻﺪارات ﻗﺎم ﺑﺈﺻﺪارﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ اﻟﺨﺎص ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺷﺪد ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻦ ﺻﻨﺪل ﻣﺸﻴﺮا ً إﻟﻰ ﺗﻘﺼﻴﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ دﻋﻢ اﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﻣﺎدﻳﺎً وﻟﻮﺟﺴﺘﻴﺎً. وﺣﻮل أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،أﺟﺎب ﺑﻦ ﺻﻨﺪل: ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻏﻨﻲ وﺛﺮي ،وﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﻤﺆﺳﺴﺎت وأﻓﺮاد اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻳﻤﺜﻞ ﻟﻨﺎ ﻫﻮﻳﺔ اﻹﻣﺎرات وﻳﺆﺳﺲ ﻟﺤﺎﺿﺮﻧﺎ وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ .وأﺿﺎف :ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻛﺮﺟﺎل ﺗﺮاث ﻧﻌﻤﻞ وﻧﻜﺎﻓﺢ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮه وﺗﻜﺮﻳﺴﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس أﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ،ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﻠﻘﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻴﻤﻬﺎ ﻟﻸﻃﻔﺎل واﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك أو ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺜﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻨﻮات اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ وﻫﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل
ijĴŕŨė ŞũŬ
واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ،ﻷن ﻏﺮس ﺑﺬرة اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻮس ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ ﻳﺆﺗﻲ أﻛﻠﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﺒﺮ. ﻋﻈﻤﺔ ﺷﻌﺐ
وأﻛﺪ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺪﻳﺮ إدارة اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﺸﺎرﻗﺔ ،ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻹرث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،وإﻋﺎدة ﻋﻼﻗﺔ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻪ ﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻻﻧﺪﺛﺎر ،وﻗﺎل :ﻟﻘﺪ دأﺑﺖ إدارة اﻟﺘﺮاث ﺑﺪاﺋﺮة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﻴﻮم اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﻤﻴﺰ وﻛﺒﻴﺮ ،وﻫﻮ ﺣﻠﻢ ﺛﻘﺎﻓﻲ آﺧﺮ ﻛﺎن وراء ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ دﻋﻢ وﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ ﻋﻀﻮ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻟﺬي أﺳﺲ ﻣﺸﺮوﻋﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺸﺎرﻗﻲ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ وﺻﺒﺮ وﺗﻤﻮﻳﻞ ﺳﺨﻲ ﻗﻠﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﻧﻈﻴﺮا ً ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ .وأﺿﺎف :ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺗﺮاث ﻏﻨﻲ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﻓﻴﻪ ﻋﻈﻤﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻣﺎﺿﻴﺎً وﺣﺎﺿﺮا ً ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺎرﻓﻬﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،وﻣﻦ ﻳﺴﺄل ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ أو
اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ؟ ﻓﻨﻘﻮل ﻟﻪ ﻫﻲ ﻣﻌﺎرف أﺻﻴﻠﺔ ﻧﺸﺄت ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،وﻫﻲ ﺟﺰء ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻷﺻﻴﻠﺔ ،وﺗﺸﻤﻞ أﺷﻜﺎﻻً ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة ﺣﻮل ﻣﺠﻤﻞ ﻃﺮق اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻛﺎﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺮي واﻟﻤﻼﺣﺔ واﻟﻔﻠﻚ، وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻌﺎرف وﻫﻲ ﺿﺮورﻳﺔ ﻟﻠﻌﻴﺶ واﻟﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة. وذﻛﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻬﺮ ﺑﻬﺎ أﻫﻞ اﻹﻣﺎرات )ﺗﻘﺼﻲ اﻷﺛﺮ( وﻫﻲ ﻣﻮﻫﺒﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ دﻗﻴﻘﺔ ،وﻫﻲ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻔﻲ اﻷﺛﺮ ﻹﻧﺴﺎن ﻛﺎن أو ﺣﻴﻮان ،وﻗﺪ ﺗﻤﻜﻦ ﺣﺎﻣﻠﻮ ﻫﺬه اﻟﻤﻮﻫﺒﺔ اﻟﻌﺎرﻓﻴﻦ ﺑﺘﻘﻔﻲ اﻷﺛﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎر واﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﻲ ﺳﻠﻜﺘﻪ دواﺑﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء وﻗﺪ ﻟﻌﺐ ﻫﺆﻻء ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ دورا ً ﻣﻬﻤﺎً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ،إذ ﺗﻤﻜﻨﻬﻢ ﻫﺬه اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﺳﻠﻜﻪ ﺳﺎرﻗﻮ اﻟﺪواب ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ أﺟﻨﺎﺳﻬﻢ وأﻃﻮاﻟﻬﻢ وأوزاﻧﻬﻢ ،ﻣﺎ ﻳﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﺑﻴﺴﺮ وﺳﻬﻮﻟﺔ ،وﻻ ﺗﺰال ﻋﺪد ﻣﻦ أﺟﻬﺰة اﻷﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
47
ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﺴﻠﻢ:
ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻳﺠﺴﺪ ﻋﻈﻤﺔ اﻟﺸﻌﺐ اQﻣﺎراﺗﻲ ﻣﺎﺿﻴ ًﺎ وﺣﺎﺿﺮ ًا
إﻟﻰ اﻻﻧﺪﺛﺎر ،وأرﺟﻊ اﻟﺴﺒﺐ إﻟﻰ ﻋﺪم وﺟﻮد اﻟﻮزارة اﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺎﺳﺘﺤﺪاﺛﻬﺎ. ودﻋﺎ اﻟﻤﺰروﻋﻲ أﻳﻀﺎً إﻟﻰ إدﺧﺎل اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ واﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﺪارس واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ،ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻜﻦ اﻷﺟﻴﺎل ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﺮاث أﺟﺪادﻫﻢ وآﺑﺎﺋﻬﻢ وﻋﺪم اﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺑﻪ، وﻗﺎل :إن أﺑﻨﺎءﻧﺎ اﻟﻴﻮم ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﺗﺮاﺛﻬﻢ اﻟﻮﻃﻨﻲ وﻟﻮ ﺗﺮك اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻴﻮم ﺳﻴﺆدي ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻧﺪﺛﺎر ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺴﻨﻮات. ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻋﺒﻮر
وﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻗﺎل ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺎﺳﻢ اﻟﻤﻄﻴﺮي ﻣﺴﺘﺸﺎر اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻘﻄﺎع اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺑﺎﻹﻧﺎﺑﺔ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ واﻟﺘﺴﻮﻳﻖ اﻟﺘﺠﺎري ﺑﺪﺑﻲ :إن ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﻫﻮ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻋﺒﻮرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺸﺘﻰ ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻪ وﺣﻀﺎراﺗﻪ ،ﻷن اﻟﻤﺮء اﻟﻴﻮم ﻳُﻌﺮف ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻪ وﺗﺮاﺛﻪ وﻋﺎداﺗﻪ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪه، ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ أﺻﻴﻠﺔ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺿﺮه وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻓﻼ ﻫﻮﻳﺔ ﻟﻪ ،وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻗﺪ أدرﻛﺘﻪ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﺘﺤﻀﺮة ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺑﺎﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ آﺛﺎرﻫﺎ وﺗﺮاﺛﻬﺎ وﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻣﻴﻤﻪ وﺣﻔﻈﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع. وأﺿﺎف :ﻧﺤﻦ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻧﻘﻮم ﺑﺠﻬﻮد ﻣﻘﺪرة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ،إﻻ أﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﻓﻘﺪ ﺗﺨﻠّﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ )ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ( ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﺎداﺗﻨﺎ
46
ĞſŹŶŨė ĞŘĘƀń ǝ ųķŸij ůŹŭƀšſ ģėĸġŨė ŧĘĨķ
وﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ..ﻓـ«اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻣﺪارس« ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ وﻫﺬه ﺣﻘﻴﻘﺔ ،ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﻌﻠّﻢ اﻷﺑﻨﺎء اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻣﻮر اﻟﺴﻨﻊ وﺗﺮﺑﻲ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ واﻟﻘﻮﻳﻤﺔ، وﻫﺬا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻔﻌﻠﻪ آﺑﺎﺋﻨﺎ ﻣﻌﻨﺎ؛ ﻓﻜﻢ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ..وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ،ﻓﺈﻧﻨﺎ أﻫﻤﻠﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮا ً زﻳﺎرة اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻷﺛﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ أردﻧﺎ اﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﻋﻦ أﻧﻔﺴﻨﺎ وأﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ،ﺗﻮﺟﻬﻨﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻮﻻت أو ﻣﺘﻨﺰﻫﺎت اﻷﻟﻌﺎب ،ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﻦ ﺗﻤﺎﻣﺎً اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ واﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ. وذﻛﺮ أن اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻤﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ أو ﺗﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺳﻢ واﻷﻋﻴﺎد ،ﻻ ﺗﻌﺒّﺮ ﻋﻦ أﺻﺎﻟﺔ اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،ﺑﻞ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﺗﺸﻮه ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث وﺗﺴﻲء ﻟﻪ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﺗﻨﻈﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻄﺤﻲ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ أﻧﻬﺎ اﺧﺘﺼﺮت ﺗﺮاﺛﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﺷﻂ اﻟﻤﺤﺪدة ،ﻛﺎﻟﻤﺄﻛﻮﻻت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺤﻨﺎء وﺑﻌﺾ اﻟﺮﻗﺼﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﻫﺬا ﺧﻄﺄ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﺎﺋﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت، وﻫﻨﺎ ﻳﺒﺮز ﺳﺆال ﻣﻬﻢ وﻫﻮ :ﻫﻞ ﻧﺤﻦ ﻧﻤﺎرس اﻟﺘﺮاث ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺼﺤﻴﺢ ،وﻫﻞ ﻫﺬه اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ﻓﺮﺟﺔ أم ﻫﻮاﻳﺔ أم ﺗﺜﻘﻴﻒ؟ وﺣﻮل رؤﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻳﻘﻮل اﻟﻤﻄﻴﺮي :أوﻻ ،ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ رب أﺳﺮة إﻣﺎراﺗﻴﺔ أن ﻳﺒﺪأ ﺑﺄﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻪ ﻳﺜﻘﻔﻬﻢ وﻳﻌﺮﻓﻬﻢ ﺑﺄﺻﻮل ﺗﺮاﺛﻬﻢ ﺑﺸﺘﻰ أﺷﻜﺎﻟﻪ ﺧﺼﻮﺻﺎً وﻧﺤﻦ ﻧﻮاﺟﻪ ﻋﻤﻮﻟﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻻ أول ﻟﻪ وﻻ آﺧﺮ .ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻧﺪﻋﻮ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ واﻟﺨﺎﺻﺔ إﻟﻰ ﺗﻜﺎﺗﻒ اﻟﺠﻬﻮد ،ﻓﺎﻟﺠﻬﺪ اﻟﻔﺮدي ﻻ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ،وﻫﺬا ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ وﺟﻮد ﻫﻴﺌﺔ أو وزارة ﺗﺮﻋﻰ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ،ﺛﺎﻟﺜﺎ :إدﺧﺎل اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﺪراﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪارس
ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺻﻨﺪل:
ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ وﻳﺆﺳﺲ ﻟﺤﺎﺿﺮﻧﺎ وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ
ﻋﺒﺪا اﻟﻤﻄﻴﺮي:
ﻳﺠﺐ إدﺧﺎل اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﻤﺪارس واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت
ijĴŕŨė ŞũŬ
وﺗﻮﻟﻲ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺮﺷﻴﺪة ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،إدراﻛﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث وﻗﻴﻤﺘﻪ اﻟﻤﺎدﻳﺔ واﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﻮﻃﻦ واﻹﻧﺴﺎن ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺤﺮص ﻋﻠﻰ إﺣﻴﺎء ﺗﺮاث اﻷﺟﺪاد واﻵﺑﺎء وإﺑﺮازه وﺗﻄﻮﻳﺮه ،وﻏﺮس ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ اﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﺸﺒﺎب وﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﻤﺠﻴﺪ ﻟﻸﺟﺪاد واﻟﺤﺎﺿﺮ اﻷﺛﻴﺮ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ،وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻹﻣﺎرات. وﻛﺎن اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه، ﻣﻦ أﺷﺪ اﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻟﻴﻜﻮن ذﺧﺮا ً ﻟﻬﺬا اﻟﻮﻃﻦ وﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ. اﺳﺘﻄﻠﻌﻨﺎ آراء ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث، ﻟﻨﻘﻒ ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺮاث ودوره ﻓﻲ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻗﻴﻢ اﻟﻮﻻء واﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﻠﻮﻃﻦ ،وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻨﺶء. اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪﻛﺘﻮر راﺷﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ،ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ﺑﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،اﻋﺘﺒﺮ أن اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﻌﺪ ﺟﺰءا ً أﺻﻴﻼ ﻣﻦ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻺﻣﺎرات ،واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺸﺘﻰ أﺷﻜﺎﻟﻪ ﺳﻮاء اﻟﻤﻌﻨﻮي ﻣﺜﻞ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﻔﻠﻜﻠﻮر اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ...إﻟﺦ ،أو اﻟﻤﺎدي واﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻷﺛﺮﻳﺔ واﻷواﻧﻲ اﻟﻔﺨﺎرﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﻷدوات اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف أﻧﻮاﻋﻬﺎ، ﻳﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺿﺮ اﻟﺪوﻟﺔ وﻫﻮﻳﺘﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .وﻗﺎل: إن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺎﺿﻲ ﻻ ﺣﺎﺿﺮ ﻟﻪ وﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة واﻟﻘﺎدﻣﺔ أي ﻫﻮﻳﺔ أو ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻳﺮﺗﻜﺰون ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻫﺬا ﻣﺎ
د .راﺷﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ:
ﻋﺪم وﺟﻮد وزارة ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻳﺸﺘﺖ اﻟﺠﻬﻮد
ﻗﺎﻟﻪ وأﻛﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه. وأوﺿﺢ اﻟﻤﺰروﻋﻲ :ﺑﺤﻜﻢ ﻋﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺮاث ،أرى أن دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺠﻬﻮد ﻛﺒﻴﺮة ﺗﺠﺎه اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺪوﻟﺔ .وأﺷﺎر إﻟﻰ ﺟﻬﻮد ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ وﺗﻌﺰﻳﺰه ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻨﺶء ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻴﻤﻬﺎ اﻟﻨﺎدي ﺑﺸﻜﻞ دوري ،ﻣﺜﻞ اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﻟﻬﺠﻦ واﻟﺨﻴﻞ ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ .وذﻛﺮ أن ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث وﻫﻮ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﺘﺮاث وﺣﻔﻈﻪ وﻧﺸﺮه ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻷﻟﻐﺎز واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. وأﺿﺎف اﻟﻤﺰورﻋﻲ :إن ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻳﻌﺪ ﻣﻦ أول اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻟﺪﻳﻬﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻴﻦ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ أﻫﻢ وأﺷﻬﺮ ﻗﺮﻳﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻛﺎﻓﺔ. وﺣﻮل اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻬﻢ ﻛﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺰروﻋﻲ :إن ﻋﺪم وﺟﻮد ﺟﻬﺔ اﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻤﺒﺬوﻟﺔ ﻟﻠﺠﻬﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻹﻣﺎرة أو ﺗﻠﻚ ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺟﻬﻮد ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻤﻬﺘﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ،وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﺳﺘﺤﺪاث وزارة ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ ،واﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﻨﺰا ً ﺛﻤﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻨﻮز اﻟﻮﻃﻦ. وأﺷﺎر إﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﺘﺮاث ،واﻟﺘﻲ أﻫﻤﻠﺖ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻓﻲ ﻓﺘﺮات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أدى ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﺮاﺛﻨﺎ
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
45
اﺣﺘﻔﺎ ًﻻ ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟـ43
رﺟﺎل اﻟﺘﺮاث ﻳﻘﻴّﻤﻮن دوره ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ ﻋﺎد ُة اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ أﺷﻴﺎﺋﻪ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ إذا ﺗﺴﻨﻰ ﻟﻪ أن ﻳﻘﺘﻨﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ، وﻗﻠﺔ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن رؤﻳﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻴﺪﻣﺠﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺿﺮﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﻬﻴﺌﺘﻪ وإﻋﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻔﻆ ﻟﻬﻢ ﺗﻔﺮدﻫﻢ. وﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ أن ﺗﺠﺮﺑﺔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات واﺣﺪة ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﺣﻀﺎرﺗﻬﺎ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪة ﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻮروﺛﻬﺎ اﻟﻤﺎدي واﻟﻤﻌﻨﻮي اﻟﻐﻨﻲ واﻟﻤﺘﻨﻮع؛ ﻣﺴﺘﻤﺪة ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ﻣﻦ رؤﻳﺔ ﺑﺎﻧﻲ ﻧﻬﻀﺘﻬﺎ اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺬي ﻟﺨﺼﺖ ﻣﻘﻮﻟﺘﻪ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺠﻬﺎ ﺟﻬﻮد اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث) :ﻣﻦ ﻻ ﻣﺎﺿﻲ ﻟﻪ ﻻ ﺣﺎﺿﺮ وﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ(. ŽŬĔĩŭōŤē İŤĔĬ
44
ĞſŹŶŨė ĞŘĘƀń ǝ ųķŸij ůŹŭƀšſ ģėĸġŨė ŧĘĨķ
ijĴŕŨė ŞũŬ
وﻟﻜﻞ أﻧﻮاع اﻷدب واﻟﻔﻜﺮ واﻷﺧﻼق ،ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﺮم ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺼﺪره ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ. ﺗﻠﻘﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻶﻟﺊ ﻋﻠﻰ ﺟﺪران اﻟﺘﺎرﻳﺦ ورﻣﺎل اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ ،ﻓﻴﻨﺘﺸﺮ وﻫﺞ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺘﺄﻟﻘﺎ ﺑﺎﻟﺒﻬﺠﺔ واﻷﻣﻞ ،وﺗﻈﻞ أﻋﻨﺎﻗﻬﺎ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻛﻞ ﻳﻮم ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺎت اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن وﻋﻠﻰ ﺟﺪران وﻣﺒﺎﻧﻲ وأﻓﻜﺎر اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﻟﺘﺸﻤﺦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺴﻞ رأﺳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ وأﻗﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ. وﻳﺼﺒﺢ ﻫﺬا اﻻﺗﺤﺎد اﻻﻣﺎراﺗﻲ ﻫﻮ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي ﻳﺘﺴﻠﻞ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻚ وﻓﻜﺮك ،ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺑﻬﺠﺔ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺘﻰ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ أو اﻟﺘﻰ ﻧﺘﻤﻨﻲ اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻴﻬﺎ ﺣﺘﻲ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﺮؤﻳﺔ ﻣﺎ ﻟﻦ ﻧﺮاه ﻓﻲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ،وﻟﻴﺼﺒﺢ ذﻛﺮ اﺳﻢ إﻣﺎرة أﺑﻮ ﻇﺒﻲ أو اﻟﺸﺎرﻗﺔ أو دﺑﻲ ﺑﻬﺠﺔ اﻟﻘﻠﺐ ﻟﻺﻧﺴﺎن اﻟﻌﺎدي ،وﻟﻴﺼﺒﺢ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻫﻮ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﺮاﺳﺦ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس وﻋﻘﻮل اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺤﺪﻳﺚ. ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ أو اﻟﺠﻨﺔ اﻷرﺿﻴﺔ، ﻟﺬا ﻧﺴﻌﻲ – ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ – ﻟﺰﻳﺎرﺗﻬﺎ أو ﻟﻠﺴﻴﺎﺣﺔ ﻓﻴﻬﺎ أو ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻘﺪ ﻋﻤﻞ أو ﺣﺘﻲ اﻟﻔﻮز ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﺘﻰ ﺗﻜﻮن ﺟﺎﺋﺰﺗﻬﺎ زﻳﺎرة ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ.
ﻓﺒﻤﺠﺮد أن ﺗﺨﻄﻮ ﺧﻄﻮات ﻋﻠﻰ أرﺿﻬﺎ ،ﺗﻌﻠﻢ ان ﻛﻞ ﺷﻲء ﻳﻌﻤﻞ ﻟﺼﺎﻟﺤﻚ :اﻟﺨﻠﻴﺞ واﻟﻤﺤﻴﻂ واﻟﻘﻤﺮ واﻟﻨﺎس اﻟﻄﻴﺒﻴﻦ واﻟﺮﻳﺎح واﻟﻨﺨﻴﻞ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺸﻮارع واﻟﺘﺮاث واﻟﻮاﺣﺎت واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺠﺒﺎل وﻣﻴﺎه اﻵﺑﺎر، ﻟﺘﺼﺒﺢ أرض اﻹﻣﺎرات أرض ﺑﻬﺠﺔ وﻋﻄﺎء وﺣﺐ أﻣﻞ وﻧﺠﺎح. ﻟﻜﻞ إن دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﺢ ذراﻋﻴﻬﺎ وﺣﻀﻨﻬﺎ وﻗﻠﺒﻬﺎ ﻞ اﻟﻄﻔﻞ أﺟﻨﺎس وﻟﻐﺎت وﻋﻘﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺗﺠﺬﺑﻬﻢ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻨﺠﺬب ﻞ اﻷﺳﻄﻮري اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻷﻣﻪ ،ﺑﺎﺣﺜﺎً ﻋﻦ اﻟﺪفء اﻷﺳﻄﻮري واﻟﻐﺬاء ي واﻟﺮاﺣﺔ اﻷﺳﻄﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ. وﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻨﺎ وﻣﺎ ﻧﻠﻤﺴﻪ ﺧﻼل اﻷﻋﻮام اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺳﻨﺠﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻟﻊ اﻟﻤﺼﺮي ﺑﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻟﻊ واﺿﺢ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﺎت وأﺣﻼم وأﻓﻜﺎر وﻃﻠﺒﺎت اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻤﺼﺮي ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻓﺌﺎﺗﻪ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ أو ﺑﻬﺬا اﻟﺒﻠﺪ ،وﻫﻮ وﻟﻊ ﺗﻐﻠﺒﺖ ﻓﻴﻪ روح اﻷﺧﻮة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،أن ﺗﻜﺘﺸﻒ ذاﺗﻚ ﻓﻲ ﻋﻴﻮن اﻟﺸﻘﻴﻖ. ﻳﻀﺎف إﻟﻴﻬﺎ ﻫﺬا » اﻟﺤﺐ ﻹﻟﻬﻲ« ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﻦ ،ﺳﻨﺠﺪه ﻓﻲ أﺑﺴﻂ ﺣﺎﻻﺗﻪ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﺣﻴﺎء واﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ واﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻢ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻓﻲ أي ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ أو ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻤﺼﺮ ﺳﺘﺠﺪ ﺣﺘﻤﺎً ﺣﻴﺎ أو ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﺳﻤﻪ ،إﻧﻪ ﻧﻘﺶ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ ذاﻛﺮﺗﻨﺎ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﻈﻴﻢ
ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ
أﻛﺒﺮ ﻋﻨﻚ ﺑﻴﻮم ،أﻋﻠﻢ ﻋﻨﻚ ﺑﺴﻨﺔ ﻫﺬا ﻣﺜﻞ ﺷﻌﺒﻲ ﻣﺘﺪاول ﻣﺤﻠﻴﺎً وﻗﺪ وﻓﺪ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﻞ دول اﻟﺸﺎم وﻣﺼﺮ .وﻣﻌﻨﻰ ٍ ﺑﺴﻨﻮات ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ اﻟﺨﺒﺮة واﻟﺤﻜﻤﺔ ،وﻋﻠﻴﻚ اﺣﺘﺮاﻣﻪ ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ أن اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻨﻚ وﻟﻮ واﺳﺘﺸﺎرﺗﻪ داﺋﻤﺎً. ﻳﻀﺮب ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ اﺣﺘﺮام وﺗﻘﺪﻳﺮ ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ ،واﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺸﺎرﺗﻬﻢ داﺋﻤﺎً.
źĸİč ĞſŸėĹ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
43
źĸİč ĞſŸėĹ
دوﻟﺔ اQﻣﺎرات »ﻓﻨﺠﺎن اﻟﻘﻬﻮة« اﻟﺬي ﻳﻌﺪل ﻣﺰاج اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺤﻜﻤﺘﻪ وﺗﺄﻟﻘﻪ
أن
ﺗﻜﻮن ﺷﺮﻗ ًﻴﺎ وﻣﺸﺮﻗًﺎ وﺑﺴﻴﻄًﺎ وﻗﻮﻳًﺎ ،وأن ﺗﻜﻮن واﻋ ًﻴﺎ، وﻣﺪرﻛًﺎ ،وﻓﺎﻫ ًﻤﺎ وﺻﺎﺑ ًﺮا ،ﻳﺼﺒﺢ ﻟﻮﺟﻮدك ﻣﻌﻨﻰ وﻫﺪف ،وإذا أﺿﻔﺖ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺴﻜﻮﻧﺎً ﺑﺎﻟﻴﻘﻴﻦ اﻟﺜﺎﺑﺖ واﻟﻘﺎﺋﻢ – أوﻻ وأﺧﻴ ًﺮا – ﻋﻠﻰ ﺣﺐ اﻟﻮﻃﻦ ،ﻳﺼﺒﺢ ﻟﺤﻴﺎﺗﻚ ﻣﻌﻨﻲ وﻟﻬﺪﻓﻚ رﺳﺎﻟﺔ ،وﺣﻴﻨﺌﺬ – ﻳﻜﻮن ﻣﻨﺎﺳ ًﺒﺎ ﻟﻚ أن ﺗﻔﺤﺺ اﻷﻣﻮر ﺣﻮﻟﻚ وﺗﺤﻠﻠﻬﺎ وﺗﻔﺮزﻫﺎ ،وﺗﻨﺶء دوﻟﺘﻚ: اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻰ ﺗﻐﺴﻞ رأﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺎه اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ وأﻗﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي ،أﻣﺎ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻓﺘﺤﻤﻴﻪ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻨﺎﺗﻬﺎ ﺗﻨﻤﻮ اﻟﺠﺒﺎل واﻟﻮاﺣﺎت واﻟﺼﺤﺎرى واﻟﻨﺨﻴﻞ واﻷﺑﺎر وﺣﺒﺎت اﻟﻠﺆﻟﺆ واﻷﺑﺮاج واﻷﻓﻜﺎر. ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ ﻫﻲ اﻟﺮﺑﻮة اﻟﺮوﺣﻴﺔ أو اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻰ ﺗﺠﺬب اﻟﻔﺆاد واﻟﻘﻠﺐ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،ﺳﻮاء ﻟﻠﻌﻤﻞ أو ﻟﻠﺘﺮوﻳﺢ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ أو ﻟﻠﺸﻬﺮة أو ﻟﻠﻜﻔﺎح اﻟﻤﺼﻴﺮي ،وﻟﺘﺼﺒﺢ ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺒﻬﻴﺔ ﻫﻰ اﻹ َﻣﺎ َرات اﻟ َﻌ َﺮﺑ ّﻴﺔ اﻟ ُﻤﺘّ ِﺤﺪة وإﻣﺎراﺗﻬﺎ اﻟﺴﺒﻊ اﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ اﺗﺤﺎ ًدا ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﻫﻲ ،إﻣﺎرة أﺑﻮ ﻇﺒﻲ وإﻣﺎرة دﺑﻲ ،وإﻣﺎرة اﻟﺸﺎرﻗﺔ وإﻣﺎرة رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ وإﻣﺎرة ﻋﺠﻤﺎن وإﻣﺎرة أم اﻟﻘﻴﻮﻳﻦ وإﻣﺎرة اﻟﻔﺠﻴﺮة. ﻫﻜﺬا ﻓﻜﺮ وﺧﻄﻂ وﻧﻔﺬ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ دوﻟﺘﻪ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺈﺗﺤﺎدﻫﺎ اﻟﻘﻮي اﻟﺸﺎﻣﺦ وإﻣﺎراﺗﻬﺎ اﻟﺴﺒﻊ اﻟﺒﻬﻴﺔ. وﻟﻴﺼﺒﺢ ﻫﺬا اﻻﺗﺤﺎد ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺳﺒﺮ ،ﻓﻲ ﻇﻞ ﻓﺸﻞ ﻛﻞ اﻻﺗﺤﺎدات اﻟﺘﻰ ﻇﻬﺮت ﻃﻮال ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ اﻟﻄﻮﻳﻞ ،ﺳﻮاء اﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻤﺮار أو ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺌﺖ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ. وذﻟﻚ ﻷن اﺗﺤﺎد اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻠﻪ أو ﻓﻲ ﻋﻮاﻣﻞ ﻗﻴﺎﻣﻪ وﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺬور اﻟﺤﺐ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ راﺋﺪه -ﻋﻠﻴﻪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻓﺤﺮث أرﺿﻪ وﻣﻬﺪ ﻟﻬﺎ اﻟﻄﺮﻳﻖ وﺷﻖ ﻟﻬﺎ اﻟﻘﻨﻮات وأﻗﺎم أﻳﻀﺎً اﻟﺤﺼﻮن ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻪ ،ﻓﻘﺎم اﻻﺗﺤﺎد ﻛﺸﺠﺮة ﺿﺨﻤﺔ
42
ĕĔĥĝĹŨ ŧ İũĩŨ
ﺟﺬورﻫﺎ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﻌﻘﻞ ،وﺗﻔﺎﻋﻠﺖ ﻓﺮوﻋﻪ وأﺛﻤﺮت أﻏﺼﺎﻧﻪ، ﻫﺬا اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺬي ﻧﺮاه ﺑﻌﻴﻮﻧﻨﺎ ﻛﻞ ﻳﻮم ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺎت اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن أو ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻻت وﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺑﻞ ﻗﻞ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺰاج اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺼﺒﺢ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرت ﻫﻲ »ﻓﻨﺠﺎن اﻟﻘﻬﻮة« اﻟﺬي ﻳﻌﺪل ﻫﺬا اﻟﻤﺰاج ﺑﺤﻜﻤﺘﻪ وﺗﺄﻟﻘﻪ. ﺻﻮرة ﻣﺆﺳﺲ اﻻﺗﺤﺎد ،اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ أذﻫﺎﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻌﺮب ،ﺻﻮرة ﻗﺎﺋﺪ ﻫﺎدئ وﻟﻜﻨﻪ ﺷﺮس وﻗﻮي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ اﻷﻣﺮ ،وﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﺑﻔﻄﺮﺗﻪ اﻟﺒﺪوﻳﺔ اﻟﻨﻘﻴﺔ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺮؤﻳﺔ واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻠﻔﺔ اﻟﺤﺮب ﻣﻌﺮوﻓﺔ وﺳﻬﻠﺔ ،ﻓﺈن ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ اﻟﻮﺣﺪة واﻟﺘﺮاﺑﻂ واﻻﺗﺤﺎد ﻫﻮ اﻷﺻﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ،ﻟﻜﻨﻪ وﻓﻮر أن اﺳﺘﻘﺮت ﺟﻮاﻧﺤﻪ وأﻗﺪاﻣﻪ ،أﻗﺪم ﻋﻠﻰ إﻧﺸﺎء اﻻﺗﺤﺎد ،وﺑﺬر ﺑﺬور ﻧﺠﺎﺣﻪ ،وأﺻﺒﺤﺖ أﻓﻜﺎره ﻧﺴﻴ ًﻤﺎ ﻫﺎدﺋًﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ وﺷﺪﻳﺪة اﻟﺤﺮارة ،ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻣﻨﻄﻘﺘﻪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺬب واﺳﺘﻘﻄﺎب وﺗﻌﻤﻴﺮ وﺣﺐ. وﻟﻌﻞ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ) رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ( ﻫﻮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻣﺎ ﺗﻜﺎد أن ﺗﺮاه، ﺣﺘﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺧﺎرج ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻮﺣﺪ ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺤﻪ وأﻓﻜﺎره واﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ وﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮه وإﻧﺼﺎﺗﻪ واﻋﺘﺮاﺿﻪ وﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟﻠﺤﻠﻮل :ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺤﺐ واﻟﺸﺠﻦ واﻟﺘﺤﺪي واﻟﺼﺒﺮ. وﻫﻮ ﻣﺎ ﻏﺮﺳﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس أﻫﻞ اﻹﻣﺎرات ﻛﻜﻴﺎن وﻛﺘﻔﻜﻴﺮ وﻛﺄﻣﻞ ﻓﻴﻬﻢ ،ﻓﺒﻤﺠﺮد اﻟﺘﻼﻗﻲ أو اﻟﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ أو إﻧﺴﺎن إﻣﺎراﺗﻲ ﺳﻮف ﻳﺠﺬﺑﻚ ﻟﻪ ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻪ أو ﻋﻘﻠﻪ اﻟﻤﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ. ورﻏﻢ اﻟﺤﺮارة اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﻹﻣﺎرات ﺗﺮوﻳﺾ اﻟﺤﺮارة واﻟﺠﻮ ﻟﺤﺴﺎﺑﻬﺎ ،ﺑﻞ اﻧﻬﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﺮوض اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت واﻟﺘﺸﻘﻘﺎت واﻟﻐﺒﺎر واﻷﻓﻜﺎر واﻟﻨﻮات واﻟﻌﻮاﺻﻒ اﻟﺘﺮاﺑﻴﺔ واﻟﺮﻣﻠﻴﺔ واﻟﻀﺠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﺴﺎﺑﻬﺎ. ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺟﻌﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ أو ﻫﺬا اﻻﺗﺤﺎد ﺑﻮﺗﻘﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ، ﺑﻮﺗﻘﺔ ﻟﻜﻞ أﻧﻮاع اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت واﻟﻠﻐﺎت واﻟﻔﻨﻮن واﻷﻋﻤﺎل واﻷﻓﻜﺎر،
ŷšŨĎĠŸ ŷġŭťĭĚ ŮŨĘŕŨė ħėĺŬ ŧĴŕſ žĶŨė ©ĝŹŶšŨė ůĘĩűŜª ğėķĘŬǤė ĞŨŸij
ijĴŕŨė ŞũŬ 41
2014
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
ijĴŕŨė ŞũŬ
ÖM á° VÉØàfG ÈcCG :äGQÉeE’G É ¡ Jó¡ °T
ﺳﺮد اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﺠﺎﺳﻢ ﻣﺪﻳﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ زاﻳﺪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،واﻗﻌﺔ ﺷﻬﻴﺮة أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ »ﺗﻨﺤﻲ زاﻳﺪ« ،وﺗﻔﺼﻴﻼً ﻗﺎل اﻟﺠﺎﺳﻢ»:اﻧﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ أﻏﺴﻄﺲ 1976م ﺧﺒﺮ ﻣﻔﺎده ﺑﺘﻨﺤﻲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻋﻦ رﺋﺎﺳﺔ اﻻﺗﺤﺎد وﺳﺮى ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﺳﺮﻳﺎن اﻟﻨﺎر ﻓﻲ اﻟﻬﺸﻴﻢ وﻗﺪ ﺗﻔﺎﺟﺄ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻦ وأﻋﻀﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺮار اﻟﺬي رﻓﻀﻮه ﺟﻤﻠﺔ وﺗﻔﺼﻴﻼً وإﺟﻤﺎﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﻪ رﺋﻴﺴﺎً ﻟﻼﺗﺤﺎد وﻳﺼﻮر ﻣﻄﺎر أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺎء ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ 9ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /أﻳﻠﻮل 1976ﻋﻨﺪ ﻋﻮدة اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﺳﻔﺮ دام أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ زار ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺼﻮﻣﺎل وﺣﻀﺮ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻋﺪم اﻻﻧﺤﻴﺎز ﺑﺴﺮﻳﻼﻧﻜﺎ ﺣﻴﺚ اﻣﺘﻸ اﻟﻤﻄﺎر ﺑﺂﻻف اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ أﺗﻮا ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻹﻣﺎرات راﻓﻀﻴﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺤﻲ ﻣﻄﺎﻟﺒﻴﻦ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء واﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ،ﻣﻀﻴﻔﺎً أﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎد ﻳﺨﺮج »زاﻳﺪ« ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺋﺮة ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺎﻟﺖ اﻟﻬﺘﺎﻓﺎت وارﺗﻔﻌﺖ اﻷﺻﻮات ﺑﻌﻔﻮﻳﺔ وﺻﺪق ﺣﻴﺚ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻛﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ واﺣﺪة زاﻳﺪ زاﻳﺪ زاﻳﺪ وﻣﺮ زاﻳﺪ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ اﻟﻤﺤﺘﺸﺪة
40
اﻟﺘﻲ اﻟﺘﻔﺖ ﺣﻮﻟﻪ ﺗﻨﺎدﻳﻪ وﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ واﻟﺒﻘﺎء رﺋﻴﺴﺎً ﻟﻬﻢ . .وﺗﻨﻄﻠﻖ ﺳﻴﺎرة اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ وأرﺗﺎل ﺳﻴﺎرات اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ وراﺋﻪ وﻗﺪ أﺣﺎﻃﺖ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺑﻘﺼﺮ اﻟﺒﻄﻴﻦ وأﺻﻮاﺗﻬﺎ ﺗﺨﺘﺮق اﻟﻤﺪى إﻟﻰ داﺧﻞ اﻟﻘﺼﺮ ﺗﻨﺎدي ﺑﺎﺳﻢ زاﻳﺪ اﻟﺬي ﻃﻠﺐ ﻓﺘﺢ أﺑﻮاب اﻟﻘﺼﺮ أﻣﺎم اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻟﻴﻨﺪﻓﻌﻮا داﺧﻞ اﻟﻘﺼﺮ ﻣﻄﺎﻟﺒﻴﻦ زاﻳﺪ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻤﻨﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﺔ«. واﻋﺘﺒﺮ اﻟﺠﺎﺳﻢ أن ﻫﺬة اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ أﻛﺒﺮ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺣﺐ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ واﻟﺘﻲ أدت ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻞ اﻻﺗﺤﺎدي ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ
Dž ĝĴĬėŸ Ğſėķ ĢĭĠ ęŹũšŨė ŞƀŨĎĠŸ ğĘŔėĸŅŨė ijčŸ ǝ ţĸġŁŭŨė ģėĸġŨė ŞŐŸ ©Ĵſ ėĹª
ijĴŕŨė ŞũŬ
أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﺣﺘﻰ ﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﻤﻮﻇﻒ. ﻫﻼل اﻟﻨﻘﺒﻲ: واﻗﻌﺔ أﺧﺮى ﻳﺮوﻳﻬﺎ اﻟﺰﻋﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ إﺑﺮاﻫﻴﻢ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ،وﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﺣﻴﻦ ﻣﻨﻊ اﻟﺼﺮب ﻗﻮاﻓﻞ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات ﺣﺐ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ،وﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺣﺮﻳﺼﺎً ﻋﻠﻰ واﻟﻌﻄﺎء واﻟﺨﻴﺮ وﺻﻮل اﻟﻘﻮاﻓﻞ ﺑﺄي ﺛﻤﻦ ،ﻓﻜﺎن ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻄﻠﺐ اﻟﺼﺮب ﺑﺎﻗﺘﺴﺎم اﻟﻘﻮاﻓﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻊ زﻳﺎدﺗﻬﺎ ﻟﻠﺘﻴﻘﻦ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ .ﻗﺎل ﻫﻼل اﻟﻨﻘﺒﻲ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺒﻠﺪي ﺑﻜﻠﺒﺎء إن زاﻳﺪ ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﺎن ﻳﺼﻄﺤﺐ أﺑﻨﺎءه ﻟﻴﻐﺮﺳﻮا أﺷﺠﺎر اﻟﻘﺮم ﻣﻌﺎً ﻓﻲ ﺻﻴﺮ ﺑﻨﻲ ﻳﺎس ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ ﻛﻞ ﻳﻮم ، ﻓﻐﺮس ﻓﻴﻬﻢ ﺣﺐ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻌﻄﺎء واﻟﺨﻴﺮ ،واﺗﺴﻢ ﺑﺮﺣﺎﺑﺔ اﻟﺼﺪر ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ اﻟﻤﻌﺘﺮﺿﻴﻦ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة أﺳﻌﺎر اﻟﺒﺘﺮول ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ،ﺣﻴﺚ اﺳﺘﻄﺎع ﺑﺤﻜﻤﺘﻪ وﺑﺼﻴﺮﺗﻪ أن ﻳﻮﺿﺢ أﺑﻌﺎد اﻟﻘﺮار ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ وﻣﺪى اﺳﺘﻔﺎدة ﻣﺤﺪودي اﻟﺪﺧﻞ ﻣﻦ وراﺋﻪ.
اﻟﺰﻋﺎﺑﻲ: اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ أول ﻣﺎ ﻳﺴﺄل ﻋﻨﻪ زاﻳﺪ ﻗﺎل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﻠﻲ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﺰﻋﺎﺑﻲ ﻋﻀﻮ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻹﺗﺤﺎدي اﻟﺴﺎﺑﻖ ،وﻣﺪﻳﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﺑﺨﻮرﻓﻜﺎن ،ان اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻛﺎن ﻳﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻮر اﻓﺘﺘﺎح اﻟﺪورات اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ،ﻣﺸﻴﺮا ً اﻟﻰ اﻫﺘﻤﺎم ﺧﺎص ﻛﺎن ﻳﻮﻟﻴﻪ زاﻳﺪ اﻟﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ أرﻛﺎن واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻹﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻟﻴﻌﻢ اﻟﺨﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻳﺰداد ﺗﻤﺎﺳﻚ اﻟﺪوﻟﺔ وﻛﺬا اﻟﺤﺎل ﻣﻊ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺤﺪودﻳﺔ واﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ،واﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ أول ﻣﺎ ﻳﺴﺄل ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ،إﻳﻤﺎﻧﺎً ﻣﻨﻪ ﺑﺄﻧﻨﺎ أﺳﺮة واﺣﺪة ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻓﻄﻨﺘﻪ ﻟﻸﻫﻤﻴﺔ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ،واﻟﺤﺪودﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻤﺘﺪ ﻟﻪ ﺟﺬور ﺗﺸﻜﻞ ﺟﺰءا ً ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺣﻀﺎرة اﻹﻣﺎرات. وأﺿﺎف اﻟﺰﻋﺎﺑﻲ ان إﺣﺪى اﻟﻤﻴﺰاﻧﻴﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻻﺗﺤﺎدي ﻓﻲ أﺣﺪ اﻷﻋﻮام ،أﺻﺎﺑﻬﺎ ﻋﺠﺰ ﻗ ّﺪر ﺑﻤﻠﻴﺎر درﻫﻢ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻤﺎ اﻟﻰ ﻋﻠﻢ ﺳﻤﻮه اﻷﻣﺮ ،ﺗﻜﻔﻞ ﺑﺴﺪ اﻟﻌﺠﺰ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻷﺑﻮﻇﺒﻲ، ﻣﺸﻴﺮا ً اﻟﻰ ان اﻟﺴﻤﺎﺣﺔ واﻟﺘﻔﺎﻧﻲ واﻟﺼﺒﺮ واﻟﺤﻜﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﻧﻬﺞ ﺳﻤﻮه ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ اﻻﺗﺤﺎد وإﻧﺠﺎﺣﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻀﺤﻴﺎت.
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
39
اﻟﻴﻤﺎﺣﻲ: ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻛﻞ إﻣﺎرة وﻋﺪم ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ ﻗﺎل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺳﻴﻒ اﻟﻴﻤﺎﺣﻲ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺒﻠﺪي اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﻠﺒﺎء إن اﻻﺣﺘﻼل اﻻﻧﺠﻠﻴﺰي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮر اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻓﺠﺄة ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات ،ﺗﺮك أرﺿﺎً ﻗﺎﺣﻠﺔ ،وﻋﺮة ،ﻻ ﺣﺪود ﻟﻬﺎ وﻻ اﻗﺘﺼﺎد ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮاﻋﺎت واﻟﻔﺨﺎخ اﻟﺘﻰ ﺧﻠﻔﺘﻬﺎ أﻳﺎدﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﺬر ﻟﺒﺬور اﻟﻔﺘﻨﺔ واﻟﺸﻘﺎق ،ﻳﻀﺎف اﻟﻰ ذﻟﻚ اﺣﺘﻼل إﻳﺮان ﻟﻠﺠﺰر اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﺜﻼث ،وﺗﻜﺎﻟﺐ ﺑﻌﺾ دول اﻟﺠﻮار ﻻﻟﺘﻬﺎم أﺟﺰاء ﻣﻦ أراﺿﻴﻨﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻰ واﺟﻬﻬﺎ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻄﺎﻗﻴﻦ اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻟﺨﺎرﺟﻲ. وأﺿﺎف اﻟﻴﻤﺎﺣﻲ ان ﺳﻤﻮه ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺑﺤﻜﻤﺔ وﺻﺒﺮ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ واﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺨﺎرﺟﻲ واﻟﺪاﺧﻠﻲ ،ﻓﻜﺎن ﻣﻨﻬﺠﻪ اﻟﺴﻤﺎﺣﺔ واﻟﻮﺳﻄﻴﺔ واﻟﺴﻌﻲ اﻟﺪاﺋﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﺤﻞ واﻟﺘﻮاﻓﻖ ،وﻣﻮاﻗﻔﻪ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺗﺒﺮﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ،ﻓﻨﺘﺬﻛﺮ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﺣﺮب اﻟﻌﺮق وﻣﺤﺎوﻟﺔ رأب اﻟﺼﺪع وﻋﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪام ﺣﺴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﺠﻮء اﻟﻰ اﻹﻣﺎرات وﺗﺠﻨﻴﺐ ﺑﻼده وﻳﻼت اﻟﺤﺮب، وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻗﻒ. وأﺷﺎر اﻟﻴﻤﺎﺣﻲ ان ﺳﻤﻮه ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺎت اﻹﺗﺤﺎد ﻟﻢ ﻳﻐﻴﺮ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻟﻜﻞ إﻣﺎرة ﻣﻨﻌﺎً ﻟﺤﺪوث ﺣﺴﺎﺳﻴﺎت ورﻓﻌﺎً ﻟﻠﺤﺮج ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر ،ﻣﺸﻴﺮا ً إﻟﻰ أن إدراﻛﻪ ﻟﻤﻮروﺛﺎت وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻛﻞ إﻣﺎرة وﺣﻔﺎﻇﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،أﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻠﺤﻤﺔ وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮاﻓﻖ اﻟﺬي أدى اﻟﻰ اﻻﺗﺤﺎد ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣﺮ.
ﻣﻮاﻗﻒ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة زاﻳﺪ
ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﻀﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮة زاﻳﺪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ،ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻔﺔ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻗﺒﺔ ﻛﻨﻴﺴﺔ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﻟﻤﺠﻴﺪة ،وﻟﻸﻣﺮ دﻻﻻت ﻋﺪة، ﻣﻨﻬﺎ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎرة اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺳﺮة ﻛﺒﻴﺮة ﻟﻪ ﺗﺎرﻳﺦ وﺗﺮاث ﻣﺸﺘﺮك ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺎﻣﺤﻪ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي اﻟﻜﺒﻴﺮ. وواﻗﻌﺔ أﺧﺮى ﺳﺮدﻫﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﺠﺎﺳﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎل إن اﺳﺘﺮاﺣﺔ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺴﺮا ﺗﺤﺪﻳﺪا ً ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺳﺎﺣﺔ وﻗﺒﻠﺔ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب واﻷﺟﺎﻧﺐ ﻫﻨﺎك ،وذات ﻳﻮم ذﻫﺐ رﺟﻞ أﺟﻨﺒﻲ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ،ﻓﻘﺎﺑﻠﻪ أﺣﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻟﺪى ﺳﻤﻮه ،وﻋﻠﻢ ﻣﻦ اﺳﻢ اﻟﺮﺟﻞ اﻧﻪ ﻳﻬﻮدي ،ﻓﺄﺑﻠﻎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،اﻟﺬي أﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﺘﻠﺒﻴﺔ ﻃﻠﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﺑﻀﻌﻔﻴﻦ ،ﻗﺎﺋﻼً اﻧﻪ إﻧﺴﺎن أوﻻً وأﺧﻴﺮا ً. وﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ آﺧﺮ ﻗﺎل ان ﺳﻤﻮه ذﻫﺐ اﻟﻰ أﺣﺪ اﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،وأﺛﻨﺎء ﺟﻠﻮﺳﻪ وﺟﺪ ﺗﺠﻤﻌﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻣﻦ اﻟﻄﻴﻮر ﺗﻘﺘﺎت ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻓﺘﺎت اﻷﻛﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻌﻢ ،ﻓﺴﺄل ﻣﺪﻳﺮ اﻟﻤﻄﻌﻢ »ﻫﻞ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻫﺬه اﻟﻄﻴﻮر دوﻣﺎً ﻫﻨﺎ« ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﻨﻌﻢ ،ﻓﺄﻋﻄﺎه زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ
38
اﻟﻠﻪ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺣﺒﻮب ﻟﻠﻄﻴﻮر ﻟﻤﺪة ﻋﺎم ﻋﻠﻰ أن ﻳﻠﺘﺰم ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﻄﻌﻢ ﺑﻨﺜﺮ اﻟﺤﺒﻮب ﻛﻞ ﻳﻮم ﻟﻠﻄﻴﻮر ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺠﻮع ﻳﻮﻣﺎً واﺣﺪا ً. وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻗﻒ وﻣﻨﻬﺎ ﺗﻜﻔﻠﻪ ﺑﻌﻼج ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺸﺎﻫﻴﺮ وﻣﻨﻬﻢ اﻟﻤﺨﺮج اﻟﻤﺼﺮي ﻳﻮﺳﻒ ﺷﺎﻫﻴﻦ اﻟﺬي ﻗﺎل ﻋﻨﻪ ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﺠﺎﺳﻢ ،اﻧﻪ ﻛﺎن راﻗﺪا ً ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺮض ،وﻋﻠﻢ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﺈذا ﺑﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺳﻔﻴﺮ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة ﺑﺈﺑﻼغ ﺷﺎﻫﻴﻦ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻌﻼﺟﻪ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،وﻗﺎل اﻟﻤﺨﺮج ﻳﻮﺳﻒ ﺷﺎﻫﻴﻦ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﺠﺎﺳﻢ ،ﻗﺮرت ﺑﻌﺪ ﻋﻮدﺗﻲ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ أن أزور أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻷﺷﻜﺮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ وأﻋﺮف ﺳﺮ ﺣﺐ اﻟﻨﺎس ﻟﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﻌﻲ ،وﻣﻨﺬ أن وﻃﺌﺖ ﻗﺪﻣﺎي أرض ﻣﻄﺎر أﺑﻮﻇﺒﻲ، وﺟﺪت ﻟﻮﺣﺔ ﻣﺮﺳﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ زاﻳﺪ وﻣﻜﺘﻮب ﻋﻠﻴﻬﺎ »أﺣﺒﺒﺘﻨﺎ أﺣﺒﺒﻨﺎك«، وﻫﺬا ﻛﺎن ﺳﺮ ﻧﺠﺎح زاﻳﺪ وﻗﻮﺗﻪ وﺣﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻪ. ﻧﻘﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﻠﻲ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﺰﻋﺎﺑﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ ﻣﻮﻗﻔﺎً ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ،ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺮض ﻣﻮﻇﻒ ﺳﻮداﻧﻲ ﺑﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﻌﻴﻦ اﻟﻰ ﻓﺼﻞ ﺗﻌﺴﻔﻲ ،ووﺻﻞ اﻷﻣﺮ اﻟﻰ ﻣﺴﻤﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،ﻟﻴﺄﻣﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﺑﻌﻮدة اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ وﺗﻮﻓﻴﺮ ﺳﻜﻦ ﻟﻪ ،وﻳﺘﺎﺑﻊ اﻷﻣﺮ
Dž ĝĴĬėŸ Ğſėķ ĢĭĠ ęŹũšŨė ŞƀŨĎĠŸ ğĘŔėĸŅŨė ijčŸ ǝ ţĸġŁŭŨė ģėĸġŨė ŞŐŸ ©Ĵſ ėĹª
ijĴŕŨė ŞũŬ
وﻗﺎل اﻟﺠﺎﺳﻢ ان ﺳﻤﻮه وﺣﻴﻦ أﺻﺒﺢ ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻹﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ 6ﻣﻦ اﻏﺴﻄﺲ ﻋﺎم ،1966 ﺑﺪأ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﺗﺤﺎد وإﻧﺸﺎء اﻟﺪوﻟﺔ، وﻛﺎﻧﺖ أﻗﺼﻰ أﻣﺎﻧﻴﻨﺎ ﻫﻲ ﻗﻴﺎم »اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺘﺼﺎﻟﺤﺔ« واﻟﺘﻰ ﺑﺪأ ﺑﻬﺎ زاﻳﺪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺧﻼل ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﻪ ﻷﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻧﻮاﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم ،ﻓﺘﻢ إﻧﺸﺎء ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺑﻴﻦ اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺘﺼﺎﻟﺤﺔ ،وﻛﺎن ﻳٌﻌﻨﻰ ﺑﻄﺮح اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ،وﺳﺒﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،وﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻤﺎﻧﺤﺔ. وأﺿﺎف ان ﻟﻜﻞ إﻣﺎرة وﺣﺘﻰ ﻋﺎم 1967ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺣﺪودﻫﺎ وﻋﻠﻤﻬﺎ اﻟﺨﺎص وﻗﻮاﻧﻴﻨﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻟﺪرﺟﺔ ﻛﺎن ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﺘﺨﺪام ﺟﻮازات اﻟﺴﻔﺮ ﻟﻠﻌﺒﻮر ﻣﻦ إﻣﺎرة إﻟﻰ اﻷﺧﺮى ،ﻓﻌﻤﻞ زاﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺤﻜﻢ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺐ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻴﻦ اﻹﻣﺎرات ﺑﺰﻳﺎرات داﺋﻤﺔ ﻟﻠﺸﻴﻮخ واﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ،وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺢ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﻤﺘﺸﺮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻌﺮوﺑﻲ ،ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وﻓﺘﺢ ﻣﺪارس ﺑﺎﻟﻘﺮى واﻟﻤﺪن ﻓﻲ ﻛﻞ إﻣﺎرة ،وﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﻤﺪارس ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺑﻴﻮت ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﺄﺟﻴﺮﻫﺎ واﺳﺘﻘﺪام اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ وﻓﻠﺴﻄﻴﻦ واﻟﻌﺮاق ،وﻛﺎن ﺗﺸﺠﻴﻌﺎً ﻣﻨﻪ ﻟﻸﻫﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻛﺎن ﻳﺼﺮف ﻟﻜﻞ أﺳﺮة 150درﻫﻤﺎً ﺷﻬﺮﻳﺎً ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻀﻄﺮ أوﻟﻴﺎء اﻷﻣﻮر اﻟﻰ ﺗﺴﻔﻴﺮ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻟﻠﺴﻌﻮدﻳﺔ أو اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﺴﺎﻓﺮ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻮن ﻟﻠﻌﻤﻞ ،ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ. ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺸ ّﺮب ﺟﻴﻞ اﻟﺮﻋﻴﻞ اﻷول ،اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻮﺣﺪوي، وﺣﻈﻰ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺠﻴﺪ ﻋﺒﺮ اﻟﻤﻨﺢ واﻟﺒﻌﺜﺎت واﻟﻤﻜﺎﻓﺂت، ﻓﺘﻢ ﺧﻠﻖ ﺟﻴﻞ ﻗﻴﺎدي ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺘﺤﻤﻞ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ وﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ زاﻳﺪ ﻗﺒﻞ اﻻﺗﺤﺎد ،ﺗﻤﻬﻴﺪا ً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻤﻪ ،وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺷﻜّﻞ ﻫﺬا اﻟﺠﻴﻞ اﻟﻨﻮاة اﻷوﻟﻰ ﻟﻤﻮﻇﻔﻲ اﻟﻮزارات واﻟﺴﻔﺎرات واﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺤﺪﺛﺔ.
وأوﺿﺢ اﻟﺴﻮﻳﺠﻲ ان اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ آﻣﻦ ﺑﻤﻨﻬﺞ اﻟﺸﻮرى اﻟﻤﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺺ واﻟﺤﻜﻢ اﻹﻟﻬﻲ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻷﺳﺲ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻟﻘﻴﺎم اﻻﺗﺤﺎد ،اﺳﺘﻨﺎدا ً إﻟﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ ،وﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﻓﺾ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺰاﻋﺎت ،وﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻜﻮﻧﻪ اﻟﺮﻛﻴﺰة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻫﺬة اﻟﻔﻜﺮة ﺑﻤﻘﻮﻟﺘﻪ » اﻟﺜﺮوة ﻟﻴﺴﺖ ﺛﺮوة اﻟﻤﺎل وإﻧﻤﺎ ﺛﺮوة اﻟﺮﺟﺎل«. وأﺿﺎف رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ان اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ آﻣﻦ ﺑﺪور اﻟﻤﺮأة ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﻘﻮل ﻋﻨﻬﺎ »ﻧﺼﻒ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ورﺑﺔ اﻟﺒﻴﺖ« ،ﻓﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﺎ وﻓﻖ رؤﻳﺔ ﺛﺎﻗﺒﺔ وﺛﺎﺑﺘﺔ ،ﺣﻘﻘﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﻃﻔﺮة ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻠﻒ دون ﺗﻔﺮﻳﻂ ﻓﻲ أي ﻣﻦ ﺛﻮاﺑﺖ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ. وأﺷﺎر اﻟﻰ ان ﺳﻴﺎﺳﺎت ﺻﻮن اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻘﺘﺒﺴﺔ وﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﻓﻜﺮ وﻓﻠﺴﻔﺔ زاﻳﺪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﺣﺮﻳﺼﺎً ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة اﻟﺮﻗﻌﺔ اﻟﺨﻀﺮاء ،ﻣﺴﺘﺸﻬﺪا ً ﺑﺰراﻋﺔ 4ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻧﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪه ،وﻛﺎن ﺳﻤﻮه أﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎس ﺣﺮﺻﺎً ﻋﻠﻰ رﻓﺪ اﻟﻤﻮاﻃﻦ ﺑﺸﺘﻰ أﻧﻮع اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻊ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺛﻮاﺑﺖ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻨﺎس ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ ،ﻓﻜﺎن ﻳﻘﻮل داﺋﻤﺎً » ﻟﻘﺪ ﺗﺮك ﻟﻨﺎ اﻷﺳﻼف اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ،وﻣﻦ ﻻ ﻣﺎﺿﻲ ﻟﻪ ،ﻻ ﺣﺎﺿﺮ وﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ«. وﺗﺤﺪث اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺴﻮﻳﺠﻲ ﻋﻦ ﻣﺂﺛﺮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ »رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ« ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﺮوﺑﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﻘﻮل داﺋﻤﺎً ان اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻃﻨﻨﺎ اﻷﻛﺒﺮ ،ﻓﻜﺎن ﻳﻌﻤﻞ داﺋﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﻞ اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﺳﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪا ً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. وﺧﺘﻢ اﻟﺴﻮﻳﺠﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﻀﺮورة اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻘﻴﻢ وﻣﺒﺎدىء زاﻳﺪ وأﻓﻜﺎره اﻟﺘﻰ ﺗﺠﺴﺪ دﺳﺘﻮر اﺗﺤﺎدﻧﺎ.
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
37
2005ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻗﺎﺋﺪا ً راﺋﻌﺎً وﻣﺒﺘﻜﺮا ً ،وﻣﻨﺢ ﺟﺎﺋﺰة ﺑﻄﻞ اﻷرض. اﻟﺼﻴﺪ واﻟﻤﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺤﺒﺎرى ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ أﺣﺪ أﻫﻢ اﻟﻤﻬﻦ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﻣﺎراﺗﻲ، ﻇﻔﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﺼﻴﺪ وأرﺑﺎﺑﻪ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎت زاﻳﺪ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻻﺗﺤﺎد وﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻪ وﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ،وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﻗﺎل اﻟﺮﻗﺒﺎﻧﻲ »ﻟﻠﺜﺮوة اﻟﺴﻤﻜﻴﺔ وﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﻧﺼﻴﺐ واﻓﺮ ﻣﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم؛ ﻓﻘﺪ اﻫﺘﻤﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ ﻟﻠﺼﻴﺎدﻳﻦ ،وﺗﺰوﻳﺪﻫﻢ ﺑﻤﻌﺪات اﻟﺼﻴﺪ وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﻮرش ﻹﺻﻼح ﻣﻜﺎﺋﻦ اﻟﺼﻴﺪ ،وﻋﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻣﻦ اﻻﻧﻘﺮاض،أﻃﻠﻖ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻣﺒﺎدرة ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ وإﻛﺜﺎره ،وأﺻﺒﺢ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺿﻌﻒ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﺑﻘﻴﺔ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺈﻛﺜﺎر ﻃﺎﺋﺮ اﻟﺤﺒﺎرى ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ،1977وﻓﻲ ﻋﺎم 1995وﺟﻪ ﺑﺎﻟﺒﺪء ﺑﺒﺮﻧﺎﻣﺞ إﻃﻼق اﻟﺼﻘﻮر ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺼﻴﺪ ،وأﺻﺒﺢ اﻟﻴﻮم ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎً راﺋﺪا ً ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﻣﻨﻊ ﺻﻴﺪ أﺑﻘﺎر اﻟﺒﺤﺮ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻨﻔﻬﺎ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﺼﻮن اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﻤﻬﺪدة ﺑﺎﻻﻧﻘﺮاض.
اﻟﺴﻮﻳﺠﻲ: ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ واﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻮﻳﺠﻲ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺼﺤﻔﻲ ورﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺗﺤﺪث ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻋﻦ ﻣﺤﻄﺎت ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎل اﻟﺴﻮﻳﺠﻲ ان زاﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﻰ ﺗﻜﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺈﻧﺠﺎزﺗﻬﺎ وﻓﻜﺮﻫﺎ وﺧﺼﺎﻟﻬﺎ ﻛﻲ ﻳﻘﺮأه اﻵﺧﺮون وﻳﺘﻌﻠﻤﻮا ﻣﻨﻪ ،ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺬي ﻳﻘﻬﺮ اﻟﺼﺤﺮاء ،وﻳﺒﻨﻲ اﻷﻣﺠﺎد وﻳﻘﺮن اﻷﻗﻮال ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل ..ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﻗﺎﺋﺪا ً ﺳﺒﻘﺖ رؤﻳﺘﻪ ﻋﺼﺮه ،وﻃﺎﻟﺖ أﻳﺎدﻳﻪ اﻟﺒﻴﻀﺎء رﺑﻮع اﻟﻌﺎﻟﻢ. وأﺷﺎر اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﺴﻮﻳﺠﻲ ان ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻹﺗﺤﺎد ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك رﻫﺎﻧﺎت ﻋﺪة ﻋﻠﻰ ﻓﺸﻠﻬﺎ ،اﻻ ان زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ارﺳﺎء أول اﺗﺤﺎد ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻳﺼﻤﺪ أﻣﺎم اﻟﻤﺆاﻣﺮات واﻷﻃﻤﺎع ،واﺳﺘﻤﺪ اﻻﺗﺤﺎد دﺳﺘﻮره ﻣﻦ اﻓﻜﺎر زاﻳﺪ ،واﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻘﻮل داﺋﻤﺎً ان »اﻟﻔﺮﻗﺔ ﺳﺒﺐ اﻟﻀﻌﻒ ،وﻻ ﻣﻜﺎن ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻴﻮم«. 36
اﻟﺠﺎﺳﻢ: »ﻓﻠﺞ اﻟﺼﺎروج« وﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺗﺤﺪث اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﺠﺎﺳﻢ ﻣﺪﻳﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ زاﻳﺪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎل ان ﺳﻤﻮه ﻛﺎن ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ وﻟﻢ ﻳﻜﻤﻞ 30ﻋﺎﻣﺎً ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﺎﺧﻨﺔ ﺗﻌﺞ ﺑﺎﻟﺼﺮاﻋﺎت واﻟﺤﺮوب ،وﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﻓﻠﺞ ﻟﻠﺮي ﻳﺪﻋﻰ »ﻓﻠﺞ اﻟﺼﺎروج« ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺤﺮوب وﻣﻨﻄﻖ اﻟﻘﻮة ،ﻛﺎن ﻳﺴﺘﺄﺛﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس دون ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻠﺞ، ﻓﻌﻤﻞ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﻫﺬة اﻟﺴﻦ اﻟﻤﺒﻜﺮة ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﺔ وﺣﻔﺮ اﻷﻓﻼج ﻟﺨﻠﻖ ﺑﻴﺌﺔ اﻧﻤﺎﺋﻴﺔ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻨﺎس وﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ أﻫﻢ أﺳﺒﺎب اﻟﻨﺰاﻋﺎت ،وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﻫﺬة اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺑﺠﺪارة ،ﻓﻘﻀﻰ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻗﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬة اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻔﺮغ اﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ وﺟﻤﻌﻬﻢ ،وﺑﺪأ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎرﺟﻴﺎً ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺪول وﺣﻞ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ واﻟﻨﺰاﻋﺎت ﻣﻊ ﺑﻌﺾ دول اﻟﺠﻮار. اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺣﻠﻢ اﻻﺗﺤﺎد
وأﺷﺎر ﻣﺪﻳﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ زاﻳﺪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،إﻟﻰ أن اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮوﺑﻲ واﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﺮاﺣﻞ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ،ﻛﺎن ﺣﺎﻓﺰا ً ﻟﺤﻜّﺎم اﻹﻣﺎرات ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻢ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺮاود »زاﻳﺪ« ﻣﺒﻜﺮا ً. وﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﺗﻌﺪدت زﻳﺎرات ﻣﺒﻌﻮﺛﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ إﻟﻰ اﻹﻣﺎرات ،وﻣﻨﻬﻢ )ﻋﺒﺪ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﺣﺴﻮﻧﺔ ،وﺳﻴﺪ ﻧﻮﻓﻞ( ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻌﻴﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم ،وﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻓﻜﺮة اﻻﺗﺤﺎد ﺑﻴﻦ اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺘﺼﺎﻟﺤﺔ.
Dž ĝĴĬėŸ Ğſėķ ĢĭĠ ęŹũšŨė ŞƀŨĎĠŸ ğĘŔėĸŅŨė ijčŸ ǝ ţĸġŁŭŨė ģėĸġŨė ŞŐŸ ©Ĵſ ėĹª
ijĴŕŨė ŞũŬ
إﻟﻰ اﺳﺘﺼﻼح ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺮاء وﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺰارع ،وﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة اﻫﺘﻢ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﺑﺎﺳﺘﻘﻄﺎب اﻟﺨﺒﺮاء ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺰراﻋﺔ ،وأﻗﺎم اﻟﻤﻌﺎرض اﻟﺰراﻋﻴﺔ، وﻣﻨﻬﺎ أول ﻣﻌﺮض زراﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ ﻋﺎم 1963أي ﻗﺒﻞ ﻗﻴﺎم اﻻﺗﺤﺎد ،ﺑﻬﺪف ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺰراﻋﺔ وﺣﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ ،وﺗﺒﺎدل اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﻤﻌﺎرف، ﻛﻤﺎ وﺟﻪ ﺑﺎﺳﺘﻴﺮاد ﻓﺴﺎﺋﻞ اﻟﻨﺨﻴﻞ ﻣﻦ أﺟﻮد اﻷﻧﻮاع اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﻮاﻓﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ واﻟﻌﺮاق وﺗﻮﻧﺲ واﻟﺠﺰاﺋﺮ واﻟﻤﻐﺮب وﻣﺼﺮ ،وﺗﻢ اﺳﺘﻴﺮاد أول ﺷﺤﻨﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم .«1968 وأﺿﺎف أﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﺎم 1969ﻛﻠﻒ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ -ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه -ﺷﺮﻛﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻏﺎﺑﺎت ﻣﻦ اﻷﺷﺠﺎر اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،ووﺻﻠﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻐﺎﺑﺎت إﻟﻰ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ وﺛﻤﺎﻧﻴﺔ وﺳﺒﻌﻴﻦ أﻟﻒ ﻫﻜﺘﺎر ،وﻟﻌﻞ ﻟﻠﻨﺨﻠﺔ ﻧﺼﻴﺐ واﻓﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻴﺮاﺛﺎً ﺷﻌﺒﻴﺎً ﺗﻀﺮب ﺟﺬوره ﻓﻲ أﻋﻤﺎق ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ ،ﻓﻤﻦ ﺿﻤﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ إﻧﺸﺎء أول ﻣﺨﺘﺒﺮ ﺣﻜﻮﻣﻲ ﻟﺰراﻋﺔ اﻷﻧﺴﺠﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﺎم 1989وﻳﻌﺪ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺘﺒﺮات اﻟﺮاﺋﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ اﻟﻴﻮم اﻟﺪوﻟﺔ
ﺗﺴﻮق اﻟﺘﻤﻮر ﻣﻦ ﺧﻼل ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻔﻮﻋﺔ إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 68دوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﺘﺠﻬﻴﺰ وﺗﻌﺒﺌﺔ أﻧﺸﺊ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻮر ،وأول ﻣﺼﻨﻊ ﺊ اﻷﻛﺒﺮ ﻫﻮ ﻣﺼﻨﻊ اﻟﺴﻠﻊ ﻓﻲ ﻋﺎم ،1998وﻫﻮ ﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«. 140ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺠﺮة
وزاد اﻟﺮﻗﺒﺎﻧﻲ »اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻛﺎن ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن ،وﻟﺬﻟﻚ وﺳﻊ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻣﺘﺪ ذﻟﻚ اﻻﻫﺘﻤﺎم إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻓﻲ زﻣﻨﻪ أﻧﺸﺌﺖ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻷﺑﺤﺎث اﻟﺒﻴﺌﺔ وﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ وﺗﻄﻮرﻫﺎ ،وﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ اﻟﺪور ﻋﻠﻰ دﻋﻢ اﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﻓﻘﻂ وﻟﻜﻨﻪ أﻣﺮ ﺑﻐﺮس ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ 140ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺠﺮة ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﺪوﻟﺔ ،وأﺳﺲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎً ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﻣﺸﻴﺮا ً إﻟﻰ أن اﻟﻐﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ أﻣﺮ ﺑﺰراﻋﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﻨﻊ زﺣﻒ اﻟﺘﺼﺤﺮ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺗﺤﻔﻆ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺤﻴﻮي ﻟﻺﻧﺴﺎن واﻟﺤﻴﻮان، ﻣﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ أول رﺋﻴﺲ دوﻟﺔ ﻳﻔﻮز ﺑﺠﺎﺋﺰة »اﻟﺒﺎﻧﺪا اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ« ﻣﻦ اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﺒﺮﻳﺔ ﻋﺎم ،1995وﺑﻌﺪ ﻋﺎم ﻣﻦ رﺣﻴﻠﻪ ﻛﺮﻣﻪ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﻋﺎم
اﻟﺴﻤﺎﺣﻲ: ﻗﻮاﻧﻴﻦ ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث ﺳﻴﻒ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺴﻤﺎﺣﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر اﻟﺨﺎص ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﻔﺠﻴﺮة ،ﻗﺎل إن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻋﺎش ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮات ﺑﻌﻴﺪة ﺗﺤﻜﻤﻪ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻷﻋﺮاف اﻟﻤﺘﻮارﺛﺔ واﻟﺘﻰ رﺑﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻨﻮﺧﺬة ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻬﺎ وإﻃﺎرﻫﺎ اﻟﺪﺳﺘﻮري اﻟﺨﺎص ﺑﻬﺎ ،ﻣﺆﻛﺪا ً ان اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺎه ﻣﻦ ﻫﺬة اﻟﻤﻮروﺛﺎت ،ﻣﺸﻴﺮا ً إﻟﻰ ﻓﻄﻨﺔ زاﻳﺪ واﻵﺑﺎء اﻟﻤﺆﺳﺴﻮن اﻟﻰ أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺸﺘﺮك وﺑﻠﻮرﺗﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﻮر ﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺷﺆون اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻋﺰز ﻣﻦ ﻟﺤﻤﺔ ووﺣﺪة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻋﺎش دوﻣﺎً ﻛﺄﺳﺮة واﺣﺪة ،أﺑﺎﻫﺎ »زاﻳﺪ« ،وأﻣﻬﺎ ﻫﺬة اﻷرض اﻟﻄﻴﺒﺔ. وأوﺿﺢ ﺳﻴﻒ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺴﻤﺎﺣﻲ اﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎت وﻣﻨﺠﺰات ﻋﻠﻰ أرض اﻹﻣﺎرات وإﺣﺪى وﺳﺎﺋﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ﻟﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ دور ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
35
اﻟﺘﺮاث وﺳﻴﻠﺔ اﺗﺤﺎد وﻋﻤﺎد اﻟﻬﻮﻳﺔ
اﻟﺮﻗﺒﺎﻧﻲ: اﺗﺤﺪﻧﺎ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻛﺎﻧﺖ اcﻣﺔ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺠﺮاﺣﺎت ﻗﺎل ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮﻗﺒﺎﻧﻲ وزﻳﺮ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺜﺮوة اﻟﺴﻤﻜﻴﺔ اﻷﺳﺒﻖ، اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر اﻟﺨﺎص ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﻔﺠﻴﺮة إن اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،واﺟﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ وﻗﻴﺎم اﻹﺗﺤﺎد ،واﻟﺬي ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺌﻦ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاﺣﺎت ﻋﺪة ،وﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﺜﻨﻪ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻰ ﻛﺎن ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻟﻰ ﺣﻜﻢ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﻓﻲ 1966م ،واﻟﺘﻰ ﺑﺪأت ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﻧﻮاة اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺘﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻌﺎﻣﻴﻦ ،ﻣﺸﻴﺮا ً اﻟﻰ أن إرادة زاﻳﺪ وﺣﻜﻤﺘﻪ ﻛﺎﻧﺘﺎ أﻫﻢ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺘﻰ ارﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﻓﻲ اﻹدارة، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺣﻜﻤﺔ ﻻ ﺗﻀﺎﻫﻰ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷزﻣﺎت ،وإرادة ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﺗﺤﻄﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮﺗﻬﺎ اﻟﺼﺮاﻋﺎت واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت، وﻛﺎﻧﺖ إرادﺗﻪ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة واﻟﻌﺮوﺑﺔ ،وﻟﻌﻞ ﻣﻮاﻗﻔﻪ اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﺔ ﺣﺎﺿﺮة ﻓﻲ وﺟﺪان اﻟﺸﻌﻮب ﻛﺎﻓﺔ ،وﻣﻨﻬﺎ ﻣﻮاﻗﻔﻪ ﺗﺠﺎه اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ وﺣﺮب أﻛﺘﻮﺑﺮ اﻟﻤﺠﻴﺪة وﻣﺸﺎرﻳﻌﻪ اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ واﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ اﻟﺘﻰ ﻃﺎﻟﺖ أرﺟﺎء اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ. وأﺷﺎر اﻟﺮﻗﺒﺎﻧﻲ إﻟﻰ أن ﺳﻤﻮه -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -آﻣﻦ ﺑﺄن ﻣﻮاﻛﺒﺔ اﻟﻌﺼﺮ ﻫﻲ اﻟﺴﺒﻴﻞ ﻟﻠﺘﻘﺪم ،ﻣﻦ دون إﻓﺮاط أو ﺗﻔﺮﻳﻂ ﻓﻲ ﺗﺮاﺛﻨﺎ وﻣﻮروﺛﺎﺗﻨﺎ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻄﻦ إﻟﻰ أن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻮ اﻟﺮﻛﻴﺰة اﻷوﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﻬﻀﺔ ،ﻓﺎﻫﺘﻢ ﺑﺎﻟﺒﻌﺜﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺨﺎرج ﻣﺒﻜﺮا ً ﻹﻋﺪاد ﺟﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ اﻟﻤﺠﺎﻻت ،ﻛﻤﺎ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺪارس ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ،وﻛﺎن ﻳﻐﺮس ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ اﻟﺼﺪق ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎع ﻟﺸﻜﺎوى اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ واﻹﺧﻼص ﻓﻲ ﺣﻠﻬﺎ وﺗﻠﺒﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ.
34
وأوﺿﺢ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر اﻟﺨﺎص ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﻔﺠﻴﺮة ،أن »زاﻳﺪ« أﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺑﻨﺎء دوﻟﺔ ﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﻗﺎﺣﻠﺔ ،ﺟﺎﻓﺔ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻤﻠﻚ أﻳﺔ ﻣﻮارد وﻻ ﻣﻘﻮﻣﺎت» ،ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻴﺎه ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻧﺪرﺗﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻣﺴﺎﺣﺎت وﻻ أﻧﻬﺎر وﻟﻜﻦ ﺑﺎﻹرادة ﺗﺤﻘﻘﺖ اﻟﻤﻌﺠﺰة اﻟﻨﻰ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ اﻟﻴﻮم وﺗﺤﻮﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻔﺎف اﻟﻰ اﻟﻜﻔﺎف وﻣﻨﻪ اﻟﻰ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻟﻜﻞ اﻟﻤﻨﺘﻮﺟﺎت ..وﻛﺎن اﻟﺘﺮاث ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻋﻤﺎد ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ -وﺳﻴﻠﺘﻪ اﻷوﻟﻰﻓﻲ ﺟﻤﻊ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﻫﺪف واﺣﺪ وﻫﻮ اﻻﺗﺤﺎد ﻻ اﻟﻔﺮﻗﺔ ،ﻓﺎﻫﺘﻢ ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﺣﺪ رﻛﺎﺋﺰ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، وﺟﺰءا ً ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻦ اﻻﻣﺎراﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﻌﺼﻮر ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻬﺎ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﺠﺄ ﻟﻬﺎ زاﻳﺪ ﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﺣﺪة اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﻴﺎه ﻣﻦ أﻫﻢ أﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ،ﻣﻀﻴﻔﺎً »:إن اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ ﺑﺪأ ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻟﻲ زاﻳﺪ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻣﻤﺜﻼً ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺻﻴﺎﻧﺔ أﻓﻼج ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ وﺣﻔﺮ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ، ﻣﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ واﺣﺎت اﻟﻨﺨﻴﻞ واﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ ،وﻛﺎن ﻳﺸﺎرك اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﻓﻲ إﻧﺠﺎز اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺸﺎق ،ﺛﻢ اﻣﺘﺪت اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻮاﺣﺎت
Dž ĝĴĬėŸ Ğſėķ ĢĭĠ ęŹũšŨė ŞƀŨĎĠŸ ğĘŔėĸŅŨė ijčŸ ǝ ţĸġŁŭŨė ģėĸġŨė ŞŐŸ ©Ĵſ ėĹª
ijĴŕŨė ŞũŬ
:ójGR øY GƒdÉb ذﻛﺎؤه اﻟﻔﻄﺮي وﺳﻤﺎﺣﺘﻪ ﻛﺎﻧﺎ دﺳﺘﻮراً ﻗﺒﻞ أن ﺗﻮﺿﻊ اﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﻋﻤﻠﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ أﺟﺒﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﺮام اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮﻟﻴﺪة
ﻣﺪن ُوﻟﺪت ﻣﻦ أرﺣﺎم اﻟﺠﺒﺎل ،وﻧﻬﻀﺔ ﻋﻤﺎدﻫﺎ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻘﺪرة اﻟﺮﺟﺎل ﻋﻠﻰ ﻗﻬﺮ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ،واﺗﺤﺎد ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺼﺮاﻋﺎت.. ﻫﻜﺬا ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺈﻳﺠﺎز ﺗﻮﺻﻴﻒ ﻣﺎ ﺗﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰة ،ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﺻﻴﻔﻪ وﻻ ﺣﺼﺮه، ﻫﻮ ﻛﻢ اﻹﻧﺠﺎزات واﻟﺠﻬﻮد اﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﺖ. ﻓﻲ اﻟﺴﻄﻮر اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻧﺴﺘﺤﺚ ذاﻛﺮة ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻋﺎﺻﺮوا اﻟﻤﺴﻴﺮة اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ،ﻟﻌﻠﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻧ ّﻮﺛﻖ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،وﻧﻄﺮح ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﺻﻔﺤﺎت ﻣﺸﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ آﺑﺎﺋﻬﻢ اﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ ،ودوﻟﺘﻬﻢ اﻟﻔﺘﻴﺔ ،ﻣﺴﺘﻌﺮﺿﻴﻦ دور اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺸﺘﺮك ﻓﻲ وأد اﻟﺼﺮاﻋﺎت وﺗﺄﻟﻴﻒ اﻟﻘﻠﻮب آﻧﺬاك ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ دوره ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ وﺗﺮﺳﻴﺦ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
33
ﺷﻬﺎدات ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻴﺮة اﻻﺗﺤﺎد
{z ó`j GR ّ وﻇﻒ اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺸﺘﺮك ﻓﻲ وأد اﻟﺼﺮاﻋﺎت وﺗﺄﻟﻴﻒ اﻟﻘﻠﻮب ﺗﺤﺖ راﻳﺔ واﺣﺪة
ﻳﻌﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﻋﺎم 1971م ﻳﻮﻣﺎً ﺧﺎﻟﺪاً ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻣﺎرات وذاﻛﺮة أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ، وﺳﺘﺒﻘﻰ ذﻛﺮاه ﻋﻄﺮة ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ اﻷﺟﻴﺎل ﺟﻴﻼً ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ؛ ﻓﻬﻮ ﻳﻮم ﺗﻮﺣﺪت ﻓﻴﻪ اﻟﻘﻠﻮب ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ رﺟﻞ واﺣﺪ ،وﺗﺤﺖ راﻳﺔ واﺣﺪة .ﺑﻔﻀﻞ رﺟﺎل ﻳﺘﺤﻠﻮن ﺑﺎﻹرادة وﻳﺜﻘﻮن ﺑﺎﻟﻠﻪ وﺑﻘﺪرة اﻟﺒﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻊ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ،ﻗﺪﻣﻮا ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ ﻧﻤﻮذج دوﻟﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﺑﺰﻏﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ رﻣﺎل اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺒﺮ ﺗﺤ ٍﺪ ﻟﺤﺎﻛﻢ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺨﺰون ﻣﻦ اﻟﺤﺐ واﻷﻣﺎﻧﻲ ،ﺑﺘﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ واﺣﺔ ﻏﻨﺎء ﺗﻨﺎﻓﺲ دوﻻً ﺳﺒﻘﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻤﺮاً وﺣﻀﺎرة ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻋﺪﻳﺪة. ĮƸżĽŤē İƸżŤŴ ŞżŝĩĜ
32
Dž ĝĴĬėŸ Ğſėķ ĢĭĠ ęŹũšŨė ŞƀŨĎĠŸ ğĘŔėĸŅŨė ijčŸ ǝ ţĸġŁŭŨė ģėĸġŨė ŞŐŸ ©Ĵſ ėĹª
ijĴŕŨė ŞũŬ
ﻣﺠﺮد ﺗﺪﻟﻴﻞ ﻟﻠﺼﻌﺎب وﻋﺒﻮر اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ وأﺧﺪ ﺧﻄﻮة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻷﺛﺒﺎت اﻟﺬات وﺗﺼﻴﻴﺮ اﻟﺤﻠﻢ ﻟﻮاﻗﻊ ﻣﻠﻤﻮس واﻟﻤﺨﺎﻃﺮة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺪروس ﻟﺒﻠﻮغ اﻟﻤﺮام. ِ وﺿﻊ ﻟﺬاك اﻟﺤﻠﻢ رﻛﺎﺋﺰ ﻋﺪه ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﻤﺮان واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺼﺤﺔ واﻷﻧﺴﺎن ،اﻹﻧﺴﺎن اﻹﻣﺎراﺗﻲ اﻟﺬي ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﺔ اﻟﻴﻮم ﻳﺤﺬو ﺣﺬو اﻟﻘﺎدة اﻟﺬﻳﻦ اﺗﺨﺪوا ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻢ ﺧﻄﻮة أوﻟﻰ ﻧﺤﻮ اﻟﻨﺠﺎح ﻟﻴﻄﺮق اﻟﻴﻮم ﺑﺬﻟﻚ أﺑﻮاب ﻋﺪة ﻟﻴﻌﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﻤﻪ وﻟﻴﺮﻓﻊ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ ﺑﻼده ﻋﺎﻟﻴﺎ وﻳﻨﺼﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﻢ ﺷﺎﻣﺨﺔ. ﻋﻠﻢ ﺟﺎء ﺑﺄﻟﻮان أرﺑﻌﺔ ﺑﻴﻦ اﻷﺣﻤﺮ واﻷﺳﻮد واﻷﺑﻴﺾ واﻷﺧﻀﺮ ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺣﻲ ﻟﻜﻞ ﻟﻮن ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻪ اﻟﻮاﺿﺢ أو ﺷﻜﻠﺔ اﻟﻤﻌﻨﻮي ﻟﺘﺄوﻳﻞ ﻛﻞ ﻟﻮن ﻟﺘﻜﻮن ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ أﻳﻀﺎ ﺟﺰءا ً ﻣﻦ ﺑﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن اﻟﻤﺤﻔﺰ اﻷول ﻷﻟﻮان اﻟﻌﻠﻢ ﺣﻴﺚ ﺟﺎء ﺑﻪ :ﺑِﻴﺾ ﺻﻨﺎﺋﻌﻨﺎ ،ﺧُﻀْ ﺮ ﻣﺮاﺑﻌﻨﺎ ُﺳﻮد وﻗﺎﺋﻌﻨﺎُ ،ﺣﻤ ٌﺮ ﻣﻮاﺿﻴﻨﺎ. ﺑﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺬي اﺳﺘﺸﺮﻓﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﻣﻦ دﻻﻻﺗﻪ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻛﻞ ﻟﻮن ﻣﻦ أﻟﻮان اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي أُﻋﻠﻲ ﻳﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ ،ﻓﻲ إﻋﻼن ﺧﺎص ﻟﻘﻴﺎم دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة وإﻋﻼن ﺳﻴﺎدﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ أراﺿﻴﻬﺎ اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ إﻣﺎرات ﺗﻤﺘﺪ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ آﻻف اﻟﻜﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻠﻬﺎ .
ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ ﻳﺴﻄﺮ اﻟﻤﺠﺪ ﺑﻤﻌﺎﻧﻴﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮة ﻣﻌﻨﻰ آﺧﺮ ﻟﻠﻌﻄﺎء ،اﻟﻌﻄﺎء اﻟﺬي ﻳﻬﺒﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺒﺎدل ﺑﻴﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺼﺪرا ً ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﻴﺎدة ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ وﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﻟﻪ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﺘﺒﺎدل ﻣﻮاﻃﻨﺎً ﻋﺎدﻳﺎً ﻳﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ أرﺿﻬﺎ ،ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ ل ﻫﻤﺎ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻌﻄﺎء ﺑﻴﻦ رﻛﻴﺰﺗﻴﻦ ﻤﺎ دﻳﺪﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻦ وﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻦ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻃﺮدﻳﺔ ﻬﺎ اﻟﺤﺐ .. وﻳﻮم اﻟﺤﺐ اﻟﺬي ﻳﺮﻓﻌﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺷﻌﺎرا ً ﺣﻴﻦ ﻳﺼﺪﺣﻮن ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ م ﺑﻌﻴﺸﻲ ﺑﻼدي ﻋﺎش اﺗﺤﺎد إﻣﺎراﺗﻨﺎ ،ﻋﺸﺘﻲ ﻟﺸﻌﺐ دﻳﻨﺔ اﻹﺳﻼم ﻫﺪﻳﺔ اﻟﻘﺮآن ،اﻟﺤﺐ ﻓﻲ ﺗﺮدﻳﺪ ﻧﺸﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ دﻟﻴﻞ واﺿﺢ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻄﺮدﻳﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،اﻟﺘﺮدﻳﺪ اﻟﺬي ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﺠﺮد ﺻﻮت ﻳﺨﺮج ﻋﺒﺮ اﻟﺤﻨﺠﺮة واﻷﺣﺒﺎل اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﺑﻞ ﻳﻜﻮن ﻛﺬﻟﻚ ﺷﻬﻘﺔ ﻓﺮح وزﻫﻮ ﺗﺮدﻳﺪ ،زﻫﻮ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ اﻟﻤﻮاﻃﻦ واﻟﻤﻘﻴﻢ ﻋﻠﻰ أرض ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﻌﻄﺎء اﻟﺘﻲ أُﻋﻠﻦ ﻋﻦ وﻻدﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﻋﺎم أﻟﻒ وﺗﺴﻌﻤﺎﺋﺔ وواﺣﺪ وﺳﺒﻌﻴﻦ * ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات
ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ
اﺻﺪق ،وﺷﺎرك اﻟﻨﺎس ﻓﻲ أﻣﻮاﻟﻬﻢ ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﺼﺪق .ﻓﺈذا ﺻﺪﻗﺖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء ،ﻓﺈﻧﻚ ﺳﺘﻜﻮن ﻣﺤﺒﻮﺑﺎً ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس ﻛﻠﻬﻢ وﺳﺘﺸﺎرﻛﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ أﻣﻮاﻟﻬﻢ .أي أﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﺒﺨﻠﻮا ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ دﻋﺘﻚ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻴﻬﻢ. وﻳﻀﺮب ﻓﻲ ّ اﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺪق وﺗﻮﺑﻴﺦ اﻟﻜﺎذب.
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
31
إﻋﻼن ﺣﻠﻢ ŽĩĽŤē įŵőĹŨ ŪŻĴŨ
ﻫﺬه
اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺘﻴﺔ أﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ ﻟﻌﺎم أﻟﻒ وﺗﺴﻌﻤﺎﺋﺔ وواﺣﺪ وﺳﺒﻌﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺗﺘﺴﻢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ أﻓﺮاده ﺑﺎﻟﺤﺐ. واﻟﺤﺐ ﺑﻴﻦ أﻓﺮاده ﻫﻮ ﻋﻼﻗﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﺒﻌﻬﺎ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺤﻨﻴﻒ اﻟﺬي ﻳﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮدة ،ﻣﺠﺘﻤﻊ دﻳﺪﻧﻪ اﻟﺤﺐ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻄﻴﺒﺔ واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺴﺎﺑﻊ ﺟﺎر ،ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﻤﻐﺮوﺳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻟﺪ اﻻﺗﺤﺎد ،وﻟﺪ ﻣﻦ رﺣﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻜﺮة اﻻﺗﺤﺎد ،اﻟﺬي ﺑﻘﻮﺗﻪ ﺗﺰﻫﻮ اﻟﺪول ﻻ أﻇﻦ ﺑﺄن ﻣﻮﻟﺪ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم أﻟﻒ وﺗﺴﻌﻤﺎﺋﺔ وواﺣﺪ وﺳﺒﻌﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ اﻵن ﻛﺎن اﻟﻬﺪف ﻣﻨﻪ اﻟﻘﻮة اﻟﺒﺤﺘﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻠﺤﻤﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻜﻦ داﺧﻞ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺠﺎورة ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻘﺎﺳﻢ اﻟﻤﺎء واﻟﻌﺸﺐ واﻟﻤﺮاﺗﻊ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﻴﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺐ واﻷﺧﻮة واﻟﺘﺂﻟﻒ وﻻ زاﻟﺖ ﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﻦ وﺟﻮد ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﻛﺎن ﺑﺬرة اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺬي ﻛﺎن اﻹﻋﻼن ﻋﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ ﺑﺬاك اﻟﻌﺎم إﻋﻼﻧﺎ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻴﻦ أﺑﻨﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ، اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن اﻟﺤﺐ ﻣﺼﺪرﻫﺎ وﻳﻌﺪ أﻋﻤﻖ ﻣﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺤﻴﺎة ﺣﻴﻨﻬﺎ وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻛﻤﺎ أﺳﻠﻔﺖ ﻫﻮ اﻟﺪاﻓﻊ ﻣﻦ وراء اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ وأرﺑﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ،ﻛﺎن ذاك اﻷﻣﺮ ﻫﻮ اﻟﺠﻮﻫﺮ واﻟﻔﻴﺼﻞ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺪاﻋﻲ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻟﺬي وﺟﺪت ﺳﺒﻌﺔ إﻣﺎرات ﻣﺘﺠﺎورة ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺑﻪ ،ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن اﻟﻘﻮة ﻏﺎﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد ﻓﻜﻤﺎ ﻳﻌﺮف اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻳﺪري ﺑﺄن ﻓﻲ أي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎدات ﺑﻴﻦ أي أﻃﺮاف ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ﻫﻮ ﻗﻮة ،اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺒﻮ إﻟﻴﻬﺎ أﻏﻠﺐ اﻟﺪول ﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﺗﺤﺎد اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻛﺎن اﻟﺘﺂﻟﻒ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺑﻴﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ أﻳﻀﺎ ﺳﺒﺒﺎً آﺧﺮ ﻟﻨﺠﺎح ﻣﺴﻴﺮة اﻻﺗﺤﺎد وﻧﺠﺎح اﻟﺨﻄﻮات اﻷوﻟﻰ ﻟﻪ. ﻳﺸﻜﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ ﻳﻮم ﻓﺨﺮ ﻷﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات ﺧﺎﺻﺔ واﻟﺪول
30
ŮũĬ ůǟŔđ
اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﻔﻴﻪ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻤﻌﻨﻰ اﻻﺗﺤﺎد وﻣﺎﻫﻴﺘﻪ وﻣﺪى ﻗﻮﺗﻪ وﺗﺄﺛﻴﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻠﺪان ،ﻓﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻣﺜﺎل ﺣﻲ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﻤﻄﻠﻖ ﺑﻴﻦ إﻣﺎرات ﺻﻐﻴﺮة اﺗﺤﺪت ﻟﺘﺼﺒﺢ اﻟﻴﻮم دوﻟﺔ ﻛﺒﻴﺮة دوﻟﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ دوﻟﺔ ﻧﺎﻣﻴﺔ ﻛﻤﺎ أراد ﻟﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﻮﻫﺎ ،دوﻟﺔ ﺗﻨﺎﻓﺲ اﻟﺪول اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ وﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻤﺮاﻛﺰ أوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر واﻟﻤﺠﺎﻻت ﺑﺴﺒﺐ أﻣﺮﻳﻦ رﺋﻴﺴﻴﻦ وﻫﻤﺎ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺬي أﻃﺮ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ وﺷﻜﻞ أﺳﺎﺳﻴﺎﺗﻬﺎ وﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﺸﻮرة واﻟﺘﺸﺎور ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻛﺈﻣﺎرات ﺳﺒﻊ ،ﻓﻴﺪ واﺣﺪة ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻻ ﺗﺼﻔﻖ وﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻗﻠﺒﺎً ﻓﻲ ﺷﻜﻞ اﺗﺤﺎدﻫﺎ وﻗﺎﻟﺒﺎ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺣﻴﺚ إﻧﻬﺎ )ﻣﺪن وإﻣﺎرات( اﺗﺤﺪت ﻟﺘﺸﻜﻞ دوﻟﺔ واﺣﺪة. ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ أُﺗﺨﺪ ﻗﺮار ﺣﻜﻴﻢ ﻓﻲ إﻋﻼن ذاك اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺬي ﻣﻨﺬ ﺣﻴﻨﻪ ﺣﺘﻰ اﻵن واﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺘﻴﺔ ﺗﺤﺎول ﺑﻌﺰم وﻗﻮة وﺣﻜﻤﺔ أن ﺗﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎ ،ﻣﺘﻘﺪﻣﺎً ﺑﻴﻦ اﻟﺪول ﻟﻜﻲ ﺗﻘﻮل )أﻧﺎ ﻫﻨﺎ( ﻫﻨﺎ ﺑﺎﺗﺤﺎدي وﻗﻮﺗﻲ اﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ أﺳﺎﺳﻴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻮﺟﻮدا ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﻴﻦ ﻣﺪن ﻣﺘﻨﺎﺛﺮة ﻛﺎن ﻟﻜﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ اﺳﻤﻬﺎ وإﻃﺎرﻫﺎ اﻟﺨﺎص وﻳﺠﻤﻌﻬﺎ اﻟﺘﺂﻟﻒ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺣﺠﺮ اﻟﺰاوﻳﺔ ﺑﻬﺬا اﻻﺗﺤﺎد . اﻟﻴﻮم ﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﻷﻋﻮام وﺑﻌﺪ وﻗﻮف اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺘﻴﺔ ﻋﻠﻰ رﻛﻴﺰة ﻋﻠﻮﻫﺎ ﻧﺠﺪ ذات اﻟﻔﻜﺮ ﺳﺎﺋﺪ ﺑﻴﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ اﻟﺬي ﻛﺎن -ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ- ﺳﺒﺒﺎ آﺧﺮ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﻨﺠﺎح ﻓﺎﻷﻟﻔﺔ ذاﺗﻬﺎ اﻟﺤﺐ ذاﺗﻪ اﻟﺘﺂﻟﻒ ذاﺗﻪ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﺗﺂﻟﻒ ﻳﺠﻌﻞ ﻓﻜﺮة اﻟﻌﻄﺎء ﻫﻲ اﻟﻬﺎﺟﺲ ﺑﻴﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻮاﺣﺪ ،اﻟﻌﻄﺎء ﻟﻬﺬا اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻣﻦ ﻓﻜﺮة ﺟﻤﻴﻠﺔ وﺣﻠﻢ ﻋﻈﻴﻢ ﻫﻮ اﻻﺗﺤﺎد وﺗﻜﻮﻳﻦ دوﻟﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺴﻴﺎدﺗﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻳﺴﺘﻈﻞ ﺑﻈﻠﻬﺎ ﻣﻮاﻃﻨﻮﻫﺎ اﻷﻓﺎﺿﻞ واﻟﻤﻘﻴﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﺮاﺑﻬﺎ ،ﺣﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﻒ أﻣﺎم اﻟﺼﻌﺎب ﺑﻞ ﺗﺤﺪاﻫﺎ ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ ذاك اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﻓﻜﺮة ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﻌﺒﺮ اﻟﻘﻠﻮب ﻟﻠﻌﻘﻮل ،ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺷﻌﺎر أﺑﻨﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ وﻟﺪت ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﺣﻠﻢ ﻫﻮ )ﻻ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ( واﻟﻨﺠﺎح ﻫﻮ
اﻟﻌﺒﻘﺮي اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻗﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻒ اﻟﺼﻘﻴﻞ ﻗﺮم ﺷﺠﺎعٍ ﻧﺎد ٍر ﻓﻴﻪ اﻟﻄﺒﺎع اﻟﻨﺎدرات ٍ ﻋﺪّ اﻟﻜﺮام ﻋﺪّ اﻟﻤﺮاﺟﻞ ﻟﻪ ﻣﺜﺎﺑﻴﺖ ودﻟﻴﻞ ﻣﻮاﻗﻔﻪ ﻓﺎﻟﻜﻮن ﺷﺮوات اﻟﻨﺠﻮم اﻟﺰاﻫﺮات ﺷﻴ ٍﺦ ﻋﻦ دروب اﻟﻌﺪاﻟﻪ ﻻ ﻳﺤﻴﺪ وﻻ ﻳﻤﻴﻞ ﺳﻨﺎ داره وﻧﻌﺘﺰي ﺑﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎر اﻟﻨﺎﻳﺒﺎت ﻳﻜﺘﺴﺐ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺪوح اﻟﻌ ﱠﺰ واﻟﻔﺨﺮ ،واﻟﺴﻨﺪ اﻟﻘﻮي ﺿﺪ اﻟﻨﺎﺋﺒﺎت؛ ﻷن ﺑﻄﻮﻟﺘﻪ ﻧﻬﺞ ﺣﻴﺎة راﺳﺨﺔ ،وﻳﺤﻈﻰ ﺑﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﺬة ،وﺷﺠﺎﻋﺔ ﻧﺎدرة ،وﻣﻜﺎرم ﻻ ﺗُﺤﺼﻰ ،وﻋﺪل ﻟﻴﺴﺖ ﺗﺤﻴﺪ ﺧﻄﺎه ﻋﻨﻪ .إن اﻟﻤﻤﺪوح ﻫﻮ رﻣﺰ ﻟﻠﺜﺒﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﻴﻤﺔ واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﺮﻣﺰ ﻟﻠﺘﻘﻠﺐ واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺴﻠﺒﻲ. إن اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﺘﻌﺎﻇﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ أﻗﺼﻰ ﻣﻨﺰﻻﺗﻬﺎ، ﻓﺘﺤﺮك اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﻮﺻﻒ اﻟﺸﻌﺮ أرﻗﻰ أﻧﻮاع اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺸﻜﺮ ،ﻓﻴﻘﻮل: ﺳﻼم ﻟﻪ ﺑﻌﺪاد ﻣﺎ ﻧﻮ ٍد ﺳﺮى ﻓﻲ ﺟﻨﺢ ﻟﻴﻞ وأدي اﻟﺘﺤﻴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻟﻨﻮاﻳﺎ ﺻﺎدﻗﺎت أﻗﻞ واﺟﺐ ﻓﻲ ﺳﻤﻮه ﻧﺬﻛﺮ اﻟﻔﻀﻞ اﻟﺠﻠﻴﻞ
ijĴŕŨė ŞũŬ
ﻓﺎﻟﺸﻌﺮ ﺣﻴﻦ ﻳُﻘﺎل ﻓﻲ ﺳﻤﻮه ،ﻳﺠﺮي ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﺎﻟﻤﺎء ﻓﻲ ﻋﺬوﺑﺘﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ رﺟﻞٍ ﻟﻴﺲ ﻛﺴﺎﺋﺮ اﻟﺮﺟﺎل :إﻧﻪ »أﺑﻮ ﺧﺎﻟﺪ« اﻷﺻﻴﻞ اﻟﻨﺴﺐ اﻟﺬي ﺑﻠﻎ ﺻﻴﺘﻪ اﻵﻓﺎق ،اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺬي ﺗﺠﺮي ﻣﻜﺮﻣﺎﺗﻪ ﻛﺎﻷﻧﻬﺎر ،اﻟﺤﻠﻴﻢ ،اﻟﺤﻜﻴﻢ ،ﺻﺎﻧﻊ اﻷﻣﺠﺎد .وﻟﻸﺳﺒﺎب ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻳﺤﺬف اﻟﺸﺎﻋﺮ ،أﻳﻀً ﺎ ،أداة اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ» :ﻟﻴﺚ اﻟﻌﺮﻳﻦ«؛ ﻟﻴﺆﻛﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺮﻣﻮز اﻟﻤﺨﺘﺰﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻴﺚ :اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻚ ﺑﻜﻞ َﻣﻦ ﻳﻬﺪد ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺨﻴﺮ واﻟﺤﻖ ،وﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ،ﻗﺎل ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة »اﻟﻠﻲ ﺗﺮﺑﻰ ﻋﺎﻟﻌﻠﻮم اﻟﻐﺎﻧﻤﺎت«؛ ﻟﻴﺆﻛﺪ أن ﻫﺬه اﻟﻘﻮة ﻳﻘﻒ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻋﻠﻢ ودراﻳﺔ ﺑﺄﻣﻮر اﻟﺤﻴﺎة وﺗﻘﻠﺒﺎﺗﻬﺎ. وﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺻﻮﺗ ًـﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﺤﺒﻲ اﻟﺸﻌﺮ ،وﻟﻺﻧﺴﺎن ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎن واﻟﺰﻣﻦ اﻟﻤﻄﻠﻘﻴﻦ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﺼﺺ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ اﻟﻨﺺ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أﺛﺮ وﺟﻮد ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ إﻧﺴﺎﻧًـﺎ وﺷﺎﻋ ًﺮا: ﻋ ﱢﺰي وﻓﺨﺮي وﻣﺴﻨﺪي ﺷﻴ ٍﺦ ﻟﺸﻮﻓﻪ ﻧﺴﺘﺤﻴﻞ ﻟﻄﻒ اﻟﺠﻨﺎب ووﻗﻔﺘﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﺠﺒﺎل اﻟﺮاﺳﻴﺎت
ٍ ﻛﻔﻮف ﻧﺎدﻳﺎت وﻻ ﻋﺎش ﻣﻦ ﻳﻨﺴﻰ اﻟﺠﻤﺎﻳﻞ ﻣﻦ ﺗﻤﺜﻞ ﻛﻠﻤﺔ »ﺳﻼم« ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،اﻟﺘﺤﻴﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻮﺟﻮ ًدا؛ ﻓﻬﺬا »أﻗﻞ واﺟﺐ« ﻣﻦ ﺷﺎﻋﺮ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺳﻮى اﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻳﺴﺠﻞ ﻓﻴﻬﺎ أﻓﻀﺎل ﺳﻤﻮه اﻟﺠﻠﻴﻠﺔ. وﻳﺄﺗﻲ ﻣﻌﻨﻰ أﺳﻠﻮب اﻟﻨﻔﻲ ﻣﻤﺘ ًﺪا إﻟﻰ اﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ» :وﻻ ﻋﺎش ﻣﻦ ﻳﻨﺴﻰ اﻟﺠﻤﺎﻳﻞ« ،ﺑﺄن ﺗﻄﻮي اﻟﺤﻴﺎة ﻛﻞ َﻣ ْﻦ ﻳﺘﻨﻜﱠﺮ ﻟﺼﺎﻧﻊ اﻟﺨﻴﺮ وﻳﺘﻨﺎﺳﻰ اﻟﻤﻌﺮوف. إن ﻋﻈﻤﺔ اﻟﻤﻤﺪوح ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ، وأﻫﻤﻬﺎ :اﻟﻜﺮم ،واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ،واﻟﺤﻜﻤﺔ .وﻫﺬا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﻼذًا ﻟﻸﻣﻦ واﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻷﻋﺪاء ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أوﻟﻰ ،وﻓﻲ وﺟﻪ ﺗﻐﻴﺮات اﻟﺰﻣﻦ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ .ﻟﻘﺪ ﻓﺮﺿﺖ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻨﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﺒﺘﻬﺎ ،ﻓﺘﺤﺮك اﻟﺸﻌﺮ ﻣﻌﺒ ًﺮا ﺑﺼﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻋﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،وﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻧﻔﺴﻪ ،وذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﺷﺎﻋ ًﺮا ﻳﻤﺜﻞ ﺻﻮت اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻄﻠﻘﻴﻦ *ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎرات ـ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻬﻮاﻣﺶ - 1ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻜﻌﺒﻲ :ﻧﻈﻢ اﻟﻘﻼﻳﺪ ﻓﻲ ﻣﺪح ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ ،د. ت ،أﺑﻮﻇﺒﻲ ،2013ص 7ـ .11 - 2اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 27ـ .29
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
29
إن ﻳﺪه اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻣﺰ ﻟﻠﻌﻄﺎء واﻟﺴﻼم ،ﺗﺮﻣﺰ أﻳﻀً ﺎ ﻟﻠﻔﺘﻚ ﺑﺄﻋﺪاﺋﻪ؛ ﻓﺎﻟﺤﻖ ﻟﻚ ﻣﺮﻋ ٍﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻣﻴﻊ اﻟﻌﺪا ﺻﺎﻣﺦ ﺗﺮﻣﻲ ﺑﻪ اﻟﺮﻋﺐ واﻻذان ﻣﺼﻤﻮﺧﻪ واﻟﺨﻴﺮ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﺑﺴﻄﻬﻤﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻬﻤﺎ اﻟﺒﻘﺎء. وﻟﻬﺬا ،ﻳﻮﺟﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ،اﻵن ،إﻟﻰ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻚ ﻳﺮد ﺧﺎﺿﻊ ﻣﻦ ﻧﻮى ﻧﺎﻳﺦ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ إﻟﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻛﻞ َﻣ ْﻦ ﻳﻌ ﱡﻤﻪ ﺿﻴﺎء إﺷﺮاﻗﻪ: ﻳﺮوح ﻣﻬﺰوم ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﻧﺎﻓﻮﺧﻪ ﻳﺎ ﺻﻘﺮ ﻳﻮﻣﻪ ﺗﻌﻠﻰ ﻟﻠﺴﻤﺎ ﻛﺎﻓﺦ ﺻﻘﻮر اﻟﻔﻀﺎ ﺗ ُﻌﻮد ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺘﻪ ﻣﻜﻔﻮﺧﻪ وﻟﻚ ﺳﺎس ﺷﻴﺨﻪ وﺑﺴﻠﻮم اﻟﻌﺮب ﺷﺎﻳﺦ واﻟﺸﻌﺮ ﺑﻚ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻟﻠﻤﺠﺪ ﺻﺎروﺧﻪ ﻣﻼذ ﺧﺮس اﻟﻨﻮاﻇﺮ واﻟﺰﻣﻦ ﺻﺎرخ ﺳﺘﺮ اﻟﻌﺬارى ﺣﺰام ﻇﻬﻮر ﻣﺸﺮوﺧﻪ اﻧﻮار وﺟﻬﻚ ﻇﻼم اﻟﻠﻴﻞ ﺑﻪ ﺳﺎﻟﺦ ﺷﻴ ٍﺦ ﺗﻌﻠﻰ وﻋﻼ ﻓﻌﻠﻪ اﺷﻴﻮﺧﻪ ﻟﻮ دار ﻛﻮن وﺟﻠﺲ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺮب داﻳﺦ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﻮﻗﻔﺘﻚ ﻳﻌﻠﻦ ﻛﺎﻣﻞ رﺿﻮﺧﻪ ﺗﻐﻴﺐ ﻓﻲ اﻟﻨﺺ أداة اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ )اﻟﻜﺎف( ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ» :ﻳﺎ ﺻﻘﺮ« ،وﻛﺄن ﻳﺎ ﻧﻮر دا ٍر ﻇﻼم اﻟﻠﻴﻞ ﺑﻪ ﻓﺎﺳﺦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺮاه ﺣﺎﻣﻼً ﻟﻜﻞ اﻟﺮﻣﻮز اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺘﺰﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻘﺮ :اﻟﻘﻮة، ﻳﺎ ﻣﻠﺒﺲ اﻟﻤﺠﺪ ﻣﻦ ﻛﻒ اﻟﻨﺪى ﺟﻮﺧﻪ اﻟﺸﻤﻮخ ،اﻟﻤﺠﺪ ،اﻹﺑﺎء .وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻼﻏﻴﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ وﺟﻪ اﻟﺸﺒﻪ ﺑﻴﻦ ﺳﻤﻮه ورﻣﻮز اﻟﺼﻘﺮ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة .وﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬه اﻟﻘﻮة ﻟﻲ ﺟﺎك ﻣﻔﺰوعٍ ﻣﻦ ﺟﻮر اﻟﺰﻣﻦ ﻓﺎرخ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻣﻨﺎوﺋﺔ ﻟﺴﻄﻮة اﻟﺰﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن ،وﺗﺤﻤﻲ اﻷﻋﺮاض، ﻣﻀﺨﻮﺧﻪ اﻵﻣﺎل ﺗﺠﺮي ﺑﻌﺮوﻗﻪ دﻣﻰ وﺗﺼﺪ اﻷذى ﻋ ﱠﻤ ْﻦ ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ ﻃﺎﻟ ًﺒﺎ ﻧﺼﺮﺗﻪ ،ﻓﺈن وﺟﻮده أوﻗﻊ اﻟﺮﻋﺐ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﻔﻴﻪ اﻟﻈﻼم. ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻷﻋﺪاء ،واﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻬﺰم ﻧﻮ ُرﻩ ﱠ
ﻟﻔﺘﺖ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺸﻌﺮاء ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﺒﻜﺮة؛ ﻟﻤﺎ ُﻋﺮف ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺟﻢ ،ودﺧﻮل ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻴﺎة اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼﺗﻬﻢ اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻜﺒﻴﺮة ،وﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﻓﺬة ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ،وﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻘﺮارات اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ
28
ƁōěűŨė ĸŕŁŨė ǝ ĴſėĹ ŲĚ ĴŭĭŬ
اﻟﻤﻤﺪوح واﻟﺸﻌﺮ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ،ﺣ ﱠﺮﻛﺖ ﻓﻲ داﺧﻠﻪ اﻟﺸﻌﺮ؛ ﻟﻴﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻌﺒ ًﺮا ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺤﺐ ،وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻣﻨﻄﻠﻘًﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺠﺪ .وﻫﺬا ﻣﺎ ﻋﺒﱠﺮ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة أﺧﺮى، ﻋﻨﻮاﻧﻬﺎ »اﻟﺸﻬﻢ اﻷﺻﻴﻞ« ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل):(2 ﻣﺎ أﻋﺬب ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ﻏﻴﺮ اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﻢ اﻷﺻﻴﻞ ﺑﻮﺧﺎﻟﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺮﻳﺐ اﻟﺴﺎس زﺑﻦ اﻟﻌﺎدﻳﺎت
ﻣﺘﻤﻴ ٍﺰ ﺑﺎﻟﺼﻴﺖ واﻟﺘﺜﺒﻴﺖ واﻟﺒﺎع اﻟﻄﻮﻳﻞ واﻟﺤﻠﻢ واﻟﻌﻠﻢ وﺑﻠﻮغ اﻟﻨﺎﻳﻔﺎت اﻟﺸﺎﻣﺨﺎت واﻟﺸﻌﺮ ﻓﻤﺤﻤﺪ ﻣﺬاﻗﻪ ﻣﺜﻞ ذوق اﻟﺴﻠﺴﺒﻴﻞ ﺷﻴ ٍﺦ ﺑﻤﺪات اﻷﻳﺎدي ﻟﻪ ﻧﻬﻮ ٍر ﺟﺎرﻳﺎت ﻧﻌﻢ اﻟﻤﺴﻤﻰ واﻟﺴﻤﻮ اﻟﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻠﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﻟﻴﺚ اﻟﻌﺮﻳﻦ اﻟﻠﻲ ﺗﺮﺑﺎ ﻋﺎﻟﻌﻠﻮم اﻟﻐﺎﻧﻤﺎت
ijĴŕŨė ŞũŬ 27
2014
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
ijĴŕŨė ŞũŬ
رﺟﻞ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺼﻌﺒﺔ
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ ﻧﻤﻮذﺟﺎ ﺷﻌﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻜﻌﺒﻲ ً
ﻟﻔﺘﺖ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻔﺮﻳﻖ أول ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺸﻌﺮاء ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﺒﻜﺮة؛ ﻟﻤﺎ ُﻋﺮف ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺟﻢ ،ودﺧﻮل ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻴﺎة اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼﺗﻬﻢ اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻜﺒﻴﺮة ،وﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﻓﺬة ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ،وﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻘﺮارات اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ .وﻗﺪ اﻧﻌﻜﺲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ،وﻳﻌﻨﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻘﺎل رؤﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ ﻟﻪ ،وﺧﺎﺻﺔ أن ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺮ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻪ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ،وﺣﻀﻮره أﻣﺴﻴﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﻟﻠﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ. وﻟﻜﺜﺮة ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺳﻤﻮه ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺗﻌ ﱢﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﺤﺒﺔ واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮﻳﻦ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎول ﻫﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻴﻦ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻜﻌﺒﻲ ﻋﻨﻮاﻧﻪ »ﻧﻈﻢ اﻟﻘﻼﻳﺪ ﻓﻲ ﻣﺪح ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ« ،اﻷوﻟﻰ» :ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﺎﻣﺦ« اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ أﺛﺮ اﻟﻤﻤﺪوح ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ،واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ«: »اﻟﺸﻬﻢ اﻷﺻﻴﻞ« اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ أﺛﺮ اﻟﻤﻤﺪوح ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣ ًﻌﺎ. ŪĩťŨ İũĨĉ ŪżűēĴĖč į
ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻋﻨﻮاﻧﻬﺎ »ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﺎﻣﺦ« ﻳﺴﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻓﻴﻬﺎ ،اﻟﺸﺎﻋﺮ اﺛﺒﺖ ﻣﻜﺎرم ﺳﻤﻮك ﻛﻔﱠﻚ اﻟﻨﺎﺳﺦ اﻳﻤﺎن ﺑﺎﻟﺠﻮد ﻣﻦ ﻳﻤﻨﺎك ﻣﻨﺴﻮﺧﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻜﻌﺒﻲ ،ﻋﻠﻰ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺻﻞ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ،واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ،واﻟﻜﺮم، ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﻤﻮه ،وأﻫﻤﻬﺎ :ﱡ اﻟﺸﺢ ﻣﺎ زاد ﻣﻠﻚ اﻟﻤﻤﺴﻚ اﻟﺒﺎذخ واﻟﺤﻜﻤﺔ ،ﻓﻴﻘﻮل):(1 واﻟﺠﻮد ﻣﺎ ﺿﺮ ﻳﻤﻨﻰ ﻧﺎدر ﺷﻴﻮﺧﻪ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﺠﺪ ﻳﺎﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺸﺎﻣﺦ ﺻﻮﺗﻪ وﺷﻜﻠﻪ وﻓﻌﻞ ﻳﺪﻳﻪ وﺷﻤﻮﺧﻪ ﻓﺎﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،واﻟﺪه اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ أورﺛﻪ ﺷﻤﻮخ اﻷﺑﻄﺎل ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن ﻣﻼﻣﺤﻪ وﻫﻴﺌﺘﻪ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻣﺘﺪاد ﺑﺄرض اﻟﻤﻮاﻗﻒ رﺳﻮخ ﺟﺒﺎﻟﻬﺎ راﺳﺦ ﻣﺎ ﺗﺸﺒﻪ اﻟﻄﻮد ﻫﻮ ﻳﺸﺒﻬﻚ ﺑﺮﺳﻮﺧﻪ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ اﻟﻤﺘﺄﺻﻠﺔ .وﻗﺪ أﺛﺒﺘﺖ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ،أﻧﻪ رﺟﻞ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺼﻌﺒﺔ اﻟﺬي ﺗﺴﺘﻤﺪ اﻟﺠﺒﺎل رﺳﻮﺧﻬﺎ ﻣﻨﻪ ،وأﻧﻪ ﺧﻴﺮ ٍ ﻣﻮﻗﻒ ﺗﺤﺖ ﻫﻴﺒﺔ ﺧﻄﻮﺗﻚ راﺿﺦ ﻛﻢ ﻣﻼذ ﻟﻜﻞ َﻣ ْﻦ ﻃﺎﻟﺘﻪ ﺿﺎﺋﻘﺔ؛ ﻓﻜﻔﻪ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﻜﺮم؛ ﻷﻧﻪ ﻳﺪرك أن ﻳﻮم اﻟﻘﻮي ﻋ ﱠﻮد ورﻛﺒﺘﻪ ﻣﻔﺼﻮﺧﻪ ﻫﺬا اﻟﻤﺎل ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻹﻧﺴﺎن إﻻ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺘﺮﻧًﺎ ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻟﻜﺮم اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ.
26
ƁōěűŨė ĸŕŁŨė ǝ ĴſėĹ ŲĚ ĴŭĭŬ
ijĴŕŨė ŞũŬ
اﻟﻮﻃﻦ؛ ﻓﺒﻬﻢ ﻋﻠﺖ راﻳﺔ اﻻﺗﺤﺎد ﺧﻔﺎﻗ ًﺔ وﺳﻂ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﻤﻮج ﺑﺎﻟﺘﻔﺮق واﻟﺘﻨﺎﺣﺮ واﻟﺘﺸﺮذم. واﺳﺘﻄﺎع اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ وأﺑﻨﺎؤه أن ﻳﺠﺴﺪوا اﻟﻨﻤﻮذج اﻷﻛﻤﻞ ﻟﻠﺒﻄﻮﻟﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ،وﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺨﻴﺮ اﻟﻔﺎﺋﺾ ﻟﺸﻌﺐ اﻹﻣﺎرات واﻟﺸﻌﻮب اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ أﺻﻘﺎع اﻟﻌﺎﻟﻢ .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ،ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻦ أﺳﻠﻮب اﻟﺪﻋﺎء إﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺄن ﻳﻨﺼﺮﻫﻢ ،وﻳﺤﻞ ﻏﻀﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣ ْﻦ ﺗﺴﻮل ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ أن ﻳﻌﺎدﻳﻬﻢ
- 20ﻋﻔﺪوا :ﻇﻬﺮوا .ﻣﻮﺷﺎﻳﺔ :اﻟﻮﺷﺎة. - 21اﻧﻈﺮ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻣﺮت ﻣﻌﻨﺎ :اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.12 - 22اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 18ـ .19 - 23ﺷﺮت :ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎح اﻟﺸﺪﻳﺪة .اﻳﻠﻮب :ﻳﺘﺠﻮل. - 24ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻨﻮب :اﻟﺬي ﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ وﻗﺖ اﻟﺸﺪة. - 25اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.22 - 26اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.26
*ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎرات ـ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
اﻟﻬﻮاﻣﺶ - 1دﻳﻮان اﺑﻦ ﺟﺒﺮان ،ﺗﺤﻘﻴﻖ :ﻏﺴﺎن اﻟﺤﺴﻦ وﻋﻠﻲ ﻣﺼﺒﺢ اﻟﻜﻨﺪي، ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ط ،1أﺑﻮﻇﺒﻲ ،2002ص.11 - 2ﺣﺎﻳﺶ :ﺟﺎﻣﻊ وﺣﺎﺋﺰ. - 3اﻻﻋﻮاد :أﻏﺼﺎن اﻟﺸﺠﺮ. - 4ﺟﻴﻠﻲ :ﻗﻮﻟﻲ. - 5اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ :ص 12ـ .13 - 6اﻟﻤﻘﺎرﻳﺪ :اﻟﺤﺎﻗﺪون. - 7ﻳﻨﺪب :ﻳﻮ ﱢﺟﻪ. - 8اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ :ص.14 - 9اﻟﻨﺎﻣﻮس :اﻟﻔﺨﺮ واﻟﺘﺒﺎﻫﻲ. - 10ﻣﻨﺸﻲ اﻟﺴﺤﺎبُ :ﻣﺠﺮي اﻟﺴﺤﺎب. - 11ﺑﺎﻳﺎزم :ﺳﻮف ﻳﺼﺒﺢ. - 12اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.15 - 13أﻓﻀﻴﺖ :أﻇﻬﺮت. - 14ﻫﻨﻮ :ﻫﻨﺎء وﺳﻌﺎدة .اﻟﻤﺠﺒﻼت :اﻟﻤﻘﺒﻼت. - 15اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.16 - 16ذرب اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ :ﻋﺒﺎرة ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ اﻟﻠﻬﺠﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮغ اﻟﻘﻤﺔ واﻻﻛﺘﻤﺎل ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗ ُﻄﻠﻖ ،ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﻤﺪﻳﺢ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻻ ﻧﻈﻴﺮ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎزة اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ، واﻟﺘﻲ أﻫﻤﻬﺎ :اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﻜﺮم وﻃﻼﻗﺔ اﻟﻠﺴﺎن وﺣﻼوة اﻟﺤﺪﻳﺚ. - 17ﻣﺎﻏﻆ :ﺑﺎﺳﻂ ﻳﺪه ﻟﻠﻌﻄﺎء. - 18زﺑﻦ :ﻣﻠﺠﺄ وﻣﻼذ. - 19اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.17
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
25
ﺗﺪو ْم ﺑِﻌﻴﺎﻟَﻪ وﻻَﺧﻮانْ زاﻳﺪْ ﻋﻠﻴ ُﻬﻢ ِ ﻮب)(24 ﻗﺎﺿ ِﻲ اﻟ ﱡﻨ ْ ﻳﺎﻣﺎ ﻓ َﻌﻞ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ واﺣﺴﺎنْ دروب ﺷﻴ ٍﺦ ِﻓ َﺘﺢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ْ ﻓﻲ ﺑﻮﻇﺒﻲ و ْدﺑَﻲ و ْﻋﻤﺎنْ ﻄﻠﻮب ﻳِﻨﺎل ﻗَﻠﺒﻚ ِﻛ ﱢﻞ َﻣ ْ ﻧُﻮ ٍر ﺗِﺸ ْﻌﺸَ ْﻊ واﻟﻔﺠﺮ ﺑﺎنْ ﻏﺮب ِ ِﺟﻨﻮب وﺷﻤﺎل وﺷﺮق و ْ ُ ﻛﺮام ﻣﻦ ُﻋﺼﺒ ْﺔ ﻧﻬ ﱠﻴﺎنْ ﻣﻜﺘﻮب ﺗﺎرﻳﺨﻬﻢ ﻓﻲ اﻟ ﱡﺮ ْﺳﻞ ْ
ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ ،ﺳﻨﺠﺪ ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻣﻦ
وﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة أﺧﺮى ،ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن، ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻒ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﻪ »راﻋﻲ وﻓﺎ« ،ﻓﻴﻘﻮل):(25 راﻋﻲ وِﻓﺎ ﻟﻪ َﻗﺪْ ٍر وﺷﺎنْ و ِﻋ ﱢﺰ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﺑﻌ ﱢﺰ ﻃﺎرﻳﻪْ
ﻣﻌ ﱢﻤﺮ اﻟﻨﺎدي ﻳﺎ ﺷُ ﱠﺒﺎنْ و ْﻣ َﺠ ﱠﻬ ٍﺰ ﺑﺎ ﱠول وﺗﺎﻟﻴﻪْ
اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺠﻬﺎ
ﻜﻢ زاﻳﺪ ِﻛﻠﱠﻪ آﻣﺎنْ ﻓﻲ ُﺣ ِ ِ ِ ِ ﻫﻮ ﻣﻠﺘﺠﺎﻧﺎ ﻧﻠﺘﺠﻲ ﻓﻴﻪْ
ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻈﻬﻮر ﻓﻲ
ﻳﺎ رب ﻣﺎ ﺷ ﱠﻤ ْﺖ ُﻋﺪوانْ واﻟﻠﻲ ﻳﻌﺎدﻳ ُﻬﻢ ﺗِﻌﺎدﻳﻪ
ﻓﻲ واﻟﺪه اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺷﻌﺮه اwﺗﻲ ،واﻟﺴﺒﺐ
وﻣﺎ ﻳُﻼﺣﻆ ،أﻳﻀً ﺎ ،أن اﻟﺸﺎﻋﺮ رﺑﻂ ﺑﻴﻦ »راﻋﻲ ﺗﺤﻴﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ،ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﱢ »ﻟﺐ اﻟﻘﻠﻮب« ،أو ﻓﻲ ذﻟﻚ أن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺮى وﻓﺎ« ،و»ﻣﻌ ﱢﻤﺮ اﻟﻨﺎدي« ،وﻫﺬا ﻳﻔﻀﻲ إﻟﻰ اﻟﺼﺪق ﺣﻴﺚ ﻣﻦ أﻋﻤﻖ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﻼ آﺧﺮ أن ﺻﻮرة اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻓﻲ ذﻫﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ اﺑﻦ اﻟﺒﻄﻞ ﺑﻄ ً واﻟﻤﺤﺒﺔ اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳُﺨﺎﻟﻄﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﻮﺑﻬﺎ. ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺤﻴﺎة اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ ـ اﻟﺬي ﻳﻌﻨﻲ وﻫﺬه اﻟﺘﺤﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﺪود؛ ﻓﻬﻲ ﺑﻌﺪد ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻪ ـ واﻟﺘﻲ اﻣﺘﺪت ﺟﺮﻳﺎن اﻟﺴﻔﻦ ،وﺑﻌﺪد ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺮﻳﺎح ..ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺄﻛﻤﺎﻟﻬﺎ ،وﻫﻲ أﻧﻬﺎ ﻣﺘﺠﺪدة وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ اﻟﺴﻜﻮن. اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻮد ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻘﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺮ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻗﻮﻟﻪ» :راﻋﻲ اﻟﻮﻓﺎ« ﺑﻘﻮﻟﻪ» :رﻳﺲ وﻧﻘﺪه ،ﺑﺤﻴﺚ ﺻﺎر ﻣﻼذًا ﻟﻠﺸﻌﺮاء ﻳﺤﻘﻖ رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻟﻨﺎدي«؛ ﻓﻤﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ً ﻟﻬﻢ ﺑﺤﻴﺎة اﻟﺸﻌﺮ وﺳﻴﺎدﺗﻪ ،ﺣﻴﻮات اﻟﺸﻌﺮاء اﻹﻣﺎرات ،ﻛﺎن وﻓﻴٍّـﺎ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ،ﻓﻠﺒﻰ ﻣﻄﺎﻟﺐ أﻧﻔﺴﻬﻢ. اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ا ر ﺣﻀﻮ ﻟﺸﻌﺮﻫﻢ اﻟﺸﻌﺮاء ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ً إن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻫﻮ اﻣﺘﺪاد ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻮاﻟﺪه اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺬي ﻛﺎن اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،وﻧﺸﺮ دواوﻳﻦ ﺷﻌﺮﻫﻢ ،وأﻗﺎم اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﺎﻓﺲ ﻣﻼذًا ﻟﻜﻞ ﻣﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻧُﺼﺮﺗﻪ ،ﻓﻴﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﻇﻠﻪ ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻛﺒﺎر اﻟﺸﻌﺮاء ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ،ﻣﻌﻴ ًﺪا ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺠﺪ اﻟﺸﻌﺮ ﺷﻴﻮخ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ دﻋﺎ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺰة ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ» :اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق اﻷدﺑﻴﺔ. ﻳﻌﺰ ﻛﺒﻴﺮﻫﻢ وﺻﻐﻴﺮﻫﻢ ﺷﻴﻮﺧﻨﺎ«) ،(26وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻪ واﻟﺬي اﻟﺘﻘﺼﻴﺮ، ﻧﻔﻲ أي ان«؛ ﺮ ﺼ وﻫﻨﺎ ،ﻳﻮﻇﻒ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ »ﻣﺎ ﺷﻲ ِﻗ ﻋﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺧﻴﺮ ،ﻓﺈن ﻟﻐﺔ اﻟﺨﻄﺎب ﺗﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﻓﻲ اﻹﻋﻼء ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،واﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ،اﻟﻤﻔﺮد إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻊ ،دون إﺷﺎرة ﺳﺎﺑﻘﺔ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: أﻳﻀً ﺎ ،ﻓﻲ اﻹﻋﻼء ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،وﻟﻬﺬا ،ﻳﺄﺗﻲ »واﻟﻠﻲ ﻳﻌﺎدﻳﻬﻢ ﺗﻌﺎدﻳﻪ« ،وﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ،أن ﻳﺘﺤﻮل ﻛﻞ ﻣ ْﻦ ﻳﻌﺎدي أﺳﻠﻮب اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ »ﺗﺪوم ﺑﻌﻴﺎﻟﻪ« ـ اﻟﺬي اﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﻓﻲ آل ﻧﻬﻴﺎن إﻟﻰ ﻋﺪو ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻀﺒﻪ. ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ـ ﺷﺎﻣﻼً ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن وأﺑﻨﺎﺋﻪ ،ﺛﻢ ﻳﻮﺳﻊ داﺋﺮة اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻴﺸﻤﻞ أﺑﻨﺎء اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ ،وﻳﻮﺳﻊ اﻟﺪاﺋﺮة، ﺧﻼﺻﺔ: أﺧﻴ ًﺮا ،ﻟﺘﺸﻤﻞ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ؛ ﻓﻬﻢ اﻟﻜﺮام اﻟﺬﻳﻦ ﺷﻬﺪ ﻟﻬﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻘﺪ رأى اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ ﻓﻲ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺗﺤﻘﻴﻘًﺎ ﻟﻮﺟﻮده اﺑ ًﻨﺎ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﺑﺬﻟﻚ ،واﻟﺬﻳﻦ اﻣﺘﺪ ﺧﻴﺮﻫﻢ ﻟﻴﻌﻢ أرﺟﺎء اﻟﻮﻃﻦ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ.
24
ŧĘōĚǢė ųďĘűĚčŸ ůĘōũļ ŲĚ ĴſėĹ
ijĴŕŨė ŞũŬ
اﻟﺤﻴﺎة ،وﻳﺮﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ أﻗﺼﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻳﺸﺎرك اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﺷﺎﻋ ًﺮا ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻛﻮن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ،أﻳﻀً ﺎ ،ﺷﺎﻋ ًﺮا .وﻟﻬﺬا ،ﻓﻘﺪ راﻋﻲ اﻟﻮِﻓﺎ َﻟﻪْ ﻗَﺪ ٍر وﺷﺎنْ دروب ﺷﻴ ٍﺦ وﻟَﻪ ﻓﻲ اﻟ َﻤ ْﺴﻠَﻚ ْ ﺳﻠﱠﻂ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ »اﻟﻮﻓﺎء« أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﺰدو ًﺟﺎ ،وﻫﻮ :اﻟﻮﻓﺎء ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﺗُﻤﺎرس ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة، ﻫﻮ َرﻳﱢﺲ اﻟﻨﺎدي ﻳﺎ ﺷُ ﱠﺒﺎنْ واﻟﻮﻓﺎء ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ أو اﻟﺸﻌﺮ):(22 ﻄﻠﻮب و ْﻟﻜُﻢ ْﻣ َﻠ ﱢﺒﻲ ِﻛﻞ َﻣ ْ ﻳﺎ ﻣﺮﺣ ًﺒﺎ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ُﺳﻠﻄﺎنْ وﻣﻦِ اﻟﻔﻀﻞ ﻣﺎ ﺷَ ْﻲ ِﻗﺼﺮانْ ِ ٍ اﻟﻘﻠﻮب ﺐ ﻟ ﻣﻦ ﺔ ﺗﺮﺣﻴﺒ ْ ﱢ ﻟﻘﻠﻮب إ ْﻟﻜ ُْﻢ ُﺟﻮا ِﻳ ْﺰ ﻓَﺮح ْ َﺣ ﱢﻴﻪ َﻋﺪ ْد ﻣﺎ ﺗَﺠﺮي أﺳﻔﺎنْ ﻋﺎﻟﻲ اﻟﺸﺎنْ ﻃﺎﻟِ ْﺒﻚْ أﻧﺎ ﻳﺎ ِ ِ وا ْﻋﺪاد ﺷَ ْﺮ ٍت ﺑﺎ ْت اﻳﻠﻮب)(23 ِ اﻳﻮب ﻳﺎ ﻛﺎﺷﻒ اﻟ َﺒﻠﻮى ﻋﻦ ْ
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
23
ﻳﺎﻛ َْﻢ ﻣﻦ ِﻓﻠﱠﻪ ،وﻛﻢ ﻣﻦ َوﻇﻴﻔﻪْ ٍ وﻣﺎﻏﻂ دوم ﻳَﻤﻨﺎهْ)(17 ﺑﻄﻴﺐ ﻳَﻤﺸﻲ ْ ﻌﻮب ِﺿﻌﻴﻔﻪْ ﻣﻦ ﻓَﻀﻠﻬﻢ ِﺷﺒ َﻌﺖ ﺷُ ٍ و ِﻛﻞ ﻣﻦ ِﺳ ِﻤﻊ ﺟﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ِﻋ ﱢﺰ َﻃﺮوا ْه ﻫ َُﻢ اﻟﺬي ِزﺑْﻦ اﻟﻘﻠﻮب اﻟﻤﺨﻴﻔﻪْ ﺗﺎرﻳﺨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺎﺿﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧِﻘﺮاهْ)(18 ﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ َذرب اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺧَﻠﻴﻔﻪْ واﻟﻲ اﻟﻌﺮش ﺗِﺤﻤﺎ ْه ﻃﺎﻟِ ْﺒﻚ اﻧﺎ ﻳﺎ َ
اﻟﺤﻴﺎة ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺰﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺤ َﻆ ﺑﻬﺎ ﺑﻘﻌﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻷرض ،ﺗُﻨﺒﻪ أﻋﻴﻦ اﻟ ُﺤﺴﺎد ،ﻓﻼ ﻳﻤﻠﻚ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺳﻮى اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ):(19 ﻳﺎ اﻟـ َﻤ ْﺰر َﻋﻪ َﻋﻦ ﻻ ﺗْﺼﻴﺤﻴ ْﻦ ﻳِﺴﻠ َْﻢ ﺧﻠﻴﻔﻪ ﻟﻲ واﻻوﻻ ْد
ﺷﻴ ٍﺦ ﻳِﺮ ﱢﺣ ْﺐ ﺑِﻚ ِﻣﻦِ ﺑﻌﻴﺪْ ِ ﺑﺎﺳ ْﻂ وﻟَﻪ ﻓﻲ اﻟ َﻮ ْﺻﻞِ ِﻣ ْﻌﺘﺎ ْد ﺑَ ْﺰ َر ْع و ِﻋﻔْﺪوا ﻟﻲ ﻣﻘﺎرﻳﺪْ وﺣﺴﺎدْ)(20 ﻪ ﻳ ﻣﻮﺷﺎ ﻦ ﻣﺎ ﺑﻴ ْ َ ﱠ
ﻣﺎ ﻳُﻼﺣﻆ أن اﻟﺘﺤﻴﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ،ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ» :ﺳﻼﻣﻲ« ﻗﺪ ﺟﺎءت ِ واﻧﺖ ﻋﻠﻰ ِﻛﻞ ﻛﺎﻳِﺪ ﺗْﻌﻴ ْﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷول ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﻪ ،وﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺧﻴﺮ ِذ ْﺧ ٍﺮ ﻟِﻨﺎ ﻳﺎ ﻧﻮ ِر اﻟﺒﻼ ْد ﻛﻤﺎ ﺟﺮت اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﻨﺺ ،وﻫﺬا ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺤﻴﻲ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺬي ﺣﻤﻞ اﻟﺮاﻳﺔ ﺑﻌﺪ رﺣﻴﻞ واﻟﺪه ،وأن اﻟﺸﻌﺐ ،اﻵن، ﺳﻴﻮاﺻﻞ ﻣﻌﻪ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻌﺎﻟﻲ ،وﻟﻜﻮن اﻟﻤﺼﻴﺮ واﺣﺪ وﻣﺸﺘﺮك ﺗﻌﺪ اﻟﺒﺪاﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻮﻇﻒ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻄﺎﺋﺮ اﻟﻤﺜﻴﺮ ﻟﻠﺸﺠﻮن، ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺎﺋﺪ واﻟﺸﻌﺐ ،ﻳﺴﺘﺨﺪم أﺳﻠﻮب اﻟﺪﻋﺎء ﺑﺄن ﻳﻌﺰه اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،إﺣﺪى اﻟﺒﺪاﻳﺎت اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ ،وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺒﺪاﻳﺔ وﻳﺤﻤﻴﻪ؛ ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﻳﻮﺣﺪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ،وﻓﻲ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻳﺠﺪ اﻟﻤﺮء اﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺻﻮت اﻟﻄﺎﺋﺮ ﺑﺎﻋﺜًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﻖ واﻟﻜﺮم اﻟﻔﺎﺋﺾ ،وﻻ ﻳﺘﻮاﻧﻰ أﺑ ًﺪا ﻋﻦ ﻣﺪ ﻳﺪ اﻟﻌﻮن ﻟﻠﺸﻌﻮب اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻮن اﻟﺤﺎﺳﺪﻳﻦ ،وﻣﻜﺎﺋﺪ اﻟﻮﺷﺎة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﺪث ﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ .إن اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻫﻮ ﻣﻠﺠﺄ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻣﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ ،ﻓﻴﻘﻒ ﻳﻮم ﻣﺎ .وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ ،ﻓﺈن ﻣﻌﻪ ﺿﺪ ﻧﻜﺒﺎت اﻟﺰﻣﻦ ،وﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻪ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ .اﻟﺘﺨﻮف ﻫﻮ ﺷﻌﻮر ﻃﺒﻴﻌﻲ داﺧﻞ ﻛﻞ َﻣ ْﻦ ﻳﺤﺐ وﻃﻨﻪ وﻗﺎﺋﺪه، ﻳﻌﻮد اﻟﺸﻄﺮ اﻷول ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻷول ﻓﻲ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺑﺎﻟﻈﻬﻮر ﻓﻲ وﻳﺄﺗﻲ ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰﻟﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة. اﻟﺸﻄﺮ اﻷول ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺧﻴﺮ ،واﻟﺬي ﻳﺤﻴﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ وﻗﺪ ﺟﺎء ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﻄﺮ اﻷول ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ» :ﺷﻴ ٍﺦ ﻳِﺮ ﱢﺣ ْﺐ ﺑﻘﻮﻟﻪ» :ﺳﻼﻣﻲ« ،ودﻻﻟﺔ اﻟﺘﻜﺮار ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ،ﻫﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﻮﻻء ﺑِﻚ ِﻣﻦِ ﺑﻌﻴ ْﺪ« ،ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،ﻣﺮت ﻣﻌﻨﺎ ﺳﺎﺑﻘًﺎ، اﻟﻤﻄﻠﻖ ﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺒﻄﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻄﻮة ﻳﺨﻄﻮﻫﺎ ﻧﺤﻮ ﺧﻴﺮ ﺷﻌﺒﻪ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﻄﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻣﻦ) ،(21وﻓﻴﻬﺎ ﻳﺪﻋﻮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﻳﺤﻔﻆ اﻟﻘﺎﺋﺪ وأﺑﻨﺎءه ،وﻳﺠﻨﺒﻬﻢ ﻛﻴﺪ اﻟﺤﺎﻗﺪﻳﻦ .وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ وﺧﻴﺮ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﺤﺘﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻧﺼﺮﺗﻪ وﻛﺮﻣﻪ. وﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻴﺎة اﻟﺸﻌﺐ ،وﺣﻴﺎة اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﺤﺘﺎﺟﺔ إﻟﻴﻪ ،ﻳﺪﻋﻮ ﻣﻦ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻜﺮار اﻟﺼﻴﺎﻏﻲ ﻣﻦ ﻧﺘﺎج اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺸﻔﻮي ،ﻓﺈن اﻟﺘﺪﻓﻖ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﻄﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻷول ،اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﺼﻴﻐﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻨﺎ أن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺮى ﻓﻲ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻣﺘﺪا ًدا ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،وﻫﻮ أن ﻳﺤﻴﻄﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻟﻮاﻟﺪه اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،وأن ﻫﺬا اﻻﻣﺘﺪاد ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ أﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﺸﻌﺮي ﻣﻜﺮوه .ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻖ ﻗﻮﻟﻪ »ذرب اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ« اﺳﻢ اﻟﺸﻴﺦ »ﺧﻠﻴﻔﺔ«؛ ﺑﺼﻮرة ﺟﻠﻴﺔ. ﻟﻴﺆﻛﺪ أن ﻫﺬا اﻟﺒﻄﻞ وﺻﻞ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻘﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل :إﻧﻪ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻜﺎﻣﻞ اﻟﺬي ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ أﺳﻤﻰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ،وأﻫﻤﻬﺎ :اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ،واﻟﻜﺮم ،وﺣﻼوة اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺪال إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن اﻣﺘﺪا ٌد ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﺪه اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪى اﻟﺸﺎﻋﺮ؛ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺣﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮه اﻟﺜﺎﻗﺐ. ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻜﻤﺎل ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻞ /اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ،وﻓﻲ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻛﺒﺮى ،وﻫﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث .وﻟﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻤﻜﺎن /اﻹﻣﺎرات ،ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺪ؛ ﻷن اﻟﻨﺒﻄﻲ اﻟﺬي ﻳﻤﺜﻞ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺼﻮرة أﺧﺮى ،ﻓﺈن َﻣ ْﻦ ﻳﺮﻋﻰ ﻫﺬه
22
ŧĘōĚǢė ųďĘűĚčŸ ůĘōũļ ŲĚ ĴſėĹ
ijĴŕŨė ŞũŬ
ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺗﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺒﺮ واﻟﺒﺤﺮ واﻟﺠﻮ؛ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ أن اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻘﻤﺔ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻗﻮة ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻤﺴﺘﻮى ﻟﺼﺪ أي ﻋﺪوان ﻟﻠﻨﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ .أﻣﺎ ﻛﻠﻤﺔ »اﻟﺜﺒﺎت« ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺧﻴﺮ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺎءت ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﺪﻋﺎء ،وﻣﻌﻨﻰ اﻟﻌﺒﺎرة »ﺗﺎﺻﻞ ﺑﺎﻟﺜﺒﺎت« ،ﻫﻮ اﻟﺪﻋﻮة ﺑﺒﻘﺎء اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى »اﻟﻜﻤﺎل« أو اﻟﻘﻤﺔ.
وﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ ،ﺳﻨﺠﺪ ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺠﻬﺎ ﻓﻲ واﻟﺪه اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻈﻬﻮر ﻓﻲ ﺷﻌﺮه اﻵﺗﻲ ،واﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ أن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺮى ﻓﻲ اﺑﻦ اﻟﺒﻄﻞ ﺑﻄﻼً آﺧﺮ ،ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﻬﺠﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻌﺎﻟﻲ):(15 ﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ َذرب اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺧَﻠﻴﻔﻪْ ﻃﺎﻟِﺒﻚ ﻳﺎ رﺑﻲ ﺗِ ِﻌ ﱠﺰﻩ وﺗِﺤﻤﺎ ْه )(16
ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ اﺧﺘﻂ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺗﻨﺸﺌﺔ أﺑﻨﺎﺋﻪ ﻫﻮ ﻣﻠْﺘﻘﻰ اﻟ ِﻌﺮﺑﺎن ﻓﻲ ﻛﻞ ِﺷﻴﻔﻪْ ﺷﻴ ٍﺦ ﻳﺮ ﱢﺣ ْﺐ ﺑَﻚ إﻟﻰ ِﺳ ْﺮ ْت ﺟﺪوا ْه اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮن راﻳﺔ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺑﺠﺪارة ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،وﺑﻌﺪ رﺣﻴﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺒﻘﻰ اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﻗﻤﺘﻪ اﻟﻌﻠﻴﺎ.
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
21
وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻹﺻﻐﺎء اﻟﺘﺎم ﻟﻤﺎ ﺳﻴﻘﻮل .واﺳﺘﺨﺪم اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺪال ﻋﻠﻰ ﻋﻦ وﻃﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﻮا ﺻﻘﻮ ًرا ﺗﺤﻤﻲ اﻟﻮﻃﻦ):(12 أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪث زﻋﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﺰﻋﻤﺎء ،أﻓﻀﻴﺖ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﺎﻃﺮ ﻳﺪو ْر ِﻋﻨﺪي ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﺛَ ِ ﺒﺎت)(13 وذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﺷﺎﻋ ًﺮا ﻟﻜﻞ اﻟﻌﺮب ،ﻓﻘﺎل» :ﺑﻠﻘﻲ ِﺧﻄﺎب« ،وأﺗﺒﻌﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ» :واﻛﺘﺒﻮا ﻋﻨﻲ« ،وﻛﺄن ﻣﺎ ﺳﻴُﻜﺘﺐ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻷﺟﻬﺰة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻳﺎ ﺑﻮﻇﺒﻲ ﻳﺎ ﺑﻬﺠﺔ اﻟﻨﻮ ْر اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘﻨﺎﻗﻞ ﻓﺤﻮى ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻤﻮﺟﻪ ﻟﻠﻌﺮب. ِ إﻧﺖ ﻏَﻨﺎﺗﻲ ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ إن »أﺑﻮﻇﺒﻲ« ﻫﻲ وﻃﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ،ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات اﻷﺧﺮى ،ﻳﻄﻴﺐ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ أن ﻳﻔﺨﺮ ﺑﻬﺎ ،وﻣﻨﺰﻟﺔ ﺷﻌﺒﻬﺎ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺗﻘﺘﺮن ﺿﻴﻒ ﻳﻌﻞ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺳﻌﺪ وﺳﺮو ْر ﺑﻤﻨﺰﻟﺘﻬﺎ ،وﻗﺪ ﺷﻜﻠﺖ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻠﻌﺮب اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺬي ﻳﻀﻢ ﻛﻞ ٍ ِ اﻟﻤﺠﺒﻼت)(14 و َﻫ ْﻨﻮ اﻟﺴﻨﻴﻦ ﻗﺎدم إﻟﻴﻬﺎ .وﻳﺆﻛﺪ اﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ» :دام زاﻳﺪ« أن اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﻗﺎﺋﺪﻫﺎ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺬي ورث اﻟﻤﺠﺪ ﻛﺎﺑ ًﺮا ﻋﻦ ﻛﺎﺑﺮ .ﻣﻦ ِ ﻓﻀﻞ زاﻳﺪ ﻣﺎ ﻣﻦِ ﻗْﺼﻮ ْر أﻣﺎ اﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ» :داﻣﻮا ﻋﻴﺎﻟﻪ« ﻓﻴﺆﻛﺪ أن اﻟﻤﺠﺪ ﻓﻲ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻟﻪ ﺑﺎدﱢﻋﻲ َﺣ ﱠﺰة ﺻﻼﺗﻲ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻗﺎﺋ ًﻤﺎ ،وإن اﻟﻌﺰ وﻃﻴﺐ اﻟﺤﻴﺎة ﻫﻢ ﺟﺪﻳﺮون ﺑﻬﻤﺎ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﻳﻜﺘﻔﻮا ﺑﻤﺎ ورﺛﻮا ﺑﻞ ﺻﻨﻌﻮا اﻟﻤﺠﺪ ﻟﻠﺸﻌﺐ أﻳﻀً ﺎ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﺷﻴ ٍﺦ ِﺣﻤﺎﻫﺎ ﺑ ﱟﺮ وﺑْﺤﻮ ْر اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻀﻢ ﺻﻮﺗﻪ إﻟﻰ ﺻﻮت ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ ،ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء إﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﺪي ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﺛَ ِ ﺒﺎت ـ اﻟﺬي ﻳُﺠﺮي اﻟﺴﺤﺎب ،وﻳﻨﺰل رﺣﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎده ـ أن ﻳﻔﺘﺢ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻛﻞ ﺑﺎب ﻣﻐﻠﻖ؛ ﻷن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺳﻴﻨﻌﻜﺲ ﺧﻴ ًﺮا ﻋﻠﻰ ِﻣﻴﺮاج واﻟﺪورﻳﻪ ﺗْﺪو ْر ﻓﻲ ِﻛﻞ ﺣﺰ ْم ْﻣﺪَ ﱠر ِ ﻋﺎت اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ أﺻﺤﺎب اﻟﺪار /اﻟﻮﻃﻦ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮب ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ اﻟﻀﻴﻮف ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وأن ﻳﺤﻘﻖ آﻣﺎﻟﻪ وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ. وﻟﺠﻌﻞ اﻹﻣﺎرات ﺗﻨﻌﻢ ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻟﺮﺧﺎء ،أدرك اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ أﻫﻞ اﻟﻮﻃﻦ ﺷُ ﱠﺒﺎن وِﺻﻘﻮ ْر رب ﺗﺎﺻﻞ ﺑﺎﻟﺜ ِ َﺒﺎت ﻳﺎ ّ ﺑﺄن اﻟﺤﻖ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻗﻮة ﺗﺤﻤﻴﻪ ،ﻓﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺗﺰوﻳﺪ اﻟﺠﻴﺶ ﺑﺄﺣﺪث اﻷﺳﻠﺤﺔ ،وﺗﺪرﻳﺐ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓﺎع ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺴﺠﻞ ﻣﺎ ﻳﺪور ﻓﻲ ﺧﺎﻃﺮه ،ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻪ ﻳﺘﺮك ﻣﺸﺎﻋﺮه ﺗﻔﻴﺾ ﻓﻴﻀً ﺎ ،ﻓﺘﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺷﻌﺮ ،دون أن ﻳﻌﺘﺮﺿﻬﺎ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻠﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺼﺎدﻗﺔ أن ﺗﺘﺠﻠﻰ .وﻫﺬا اﻟﺬي ﻳﺴﺠﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﻨﺎت أﻓﻜﺎره؛ ﻓﻤﺎ أﻧﺠﺰه زاﻳﺪ ﻟﺸﻌﺒﻪ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻜﻤﺎل؛ إذ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﺗﻘﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻗﻂ .إن أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﺑﻬﺬه اﻟﺼﻮرة ،ﺗﻐﻨﻲ اﻟﻤﺮء ﻋﻦ ﺑﻘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ،وﺗﺘﺤﻮل ﺷﻜﻠﺖ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻨﻤﻮذج إﻟﻰ ﻣﺼﺪر ﺑﻬﺠﺔ وﺣﻴﺎة ،ﻓﻴﺪﻋﻮ اﻟﻠﻪ أن ﻳﺪﻳﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﻌﺎدة ﻟﻸﺑﺪ ،وﻳﺪﻋﻮ اﻟﻠﻪ أﻳﻀً ﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻼة ﻣﻦ اcﺳﻤﻰ ﻟﻠﺒﻄﻮﻟﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؛ ﻓﻜﺎن اﻟﺮﺟﻞ ﺻﻠﻮاﺗﻪ ﻟﻠﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺬي ﺣﻘﻖ ﻟﻬﺎ اﻟﻤﻨﻌﺔ واﻟﻘﻮة »اﻟﻜﺎﻣﻞ« اﻟﺬي اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﻴﺎدة ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺴﻠﻴﺢ اﻟﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻮاﻗﻌﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، وإﻋﺪاد اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ اﻟﻘﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ وﻃﻨﻬﻢ. واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺟﺎء ﻗﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ» :ﻋﻨﺪي ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﺛﺒﺎت« ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﻴﻦ ،اﻷول :أن ﻧﻔﻲ اﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻜﻤﺎل ،ﻟﻴﺲ ﻣﺤﺾ ﺧﻴﺎل إﻧﻤﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ،ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﺷﻌﺐ اﻹﻣﺎرات .واﻟﺜﺎﻧﻲ :أن اﻷﻣﻦ واﻟﻤﻨﻌﺔ واﻟﻘﻮة
20
ŧĘōĚǢė ųďĘűĚčŸ ůĘōũļ ŲĚ ĴſėĹ
ijĴŕŨė ŞũŬ وﻗﺪ ﺧﺘﻢ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ِﺑﺬﻛﺮ اﺳﻤﻪ » ِوﻟْﺪ ﺟﺒﺮان«ُ ،ﻣﺘﺒ ًﻌﺎ ذﻟﻚ ﺑﺘﺤﻴﺔ ﻳﺮﺳﻠﻬﺎ إﻟﻰ »اﻷﺟﺎوﻳﺪ« ،وﻫﻢ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ ،اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﺪ ،وﻣﺮو ًرا ﺑﺸﻌﺒﻪ اﻟﻮﻓﻲ ﻟﻪ ،واﻧﺘﻬﺎء ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻧﻔﺴﻪ .إن ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻌ ِﺮ اﻟﺘﺄﻳﻴ َﺪ اﻟﻤﻄﻠﻖ ﻟﻠﺒﻄﻞ ،وﻟﻜﻞ اﻟﺬﻳﻦ دام زاﻳﺪ ذﺧ ْﺮﻧﺎ ﻧَﺴﻞ ﻻﻧﺠﺎبْ ﻳﺴﻴﺮون ﻓﻲ ﻧﻬﺠﻪ. داﻣﻮا ﻋﻴﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ِﻋ ﱟﺰ وﻃﻴﺐ وﻣﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﺷﺎﻋ ًﺮا ،ﻳﺘﺤﺪث ﻟﻜﻞ اﻟﻌﺮب ﻣﻦ »أﺑﻮﻇﺒﻲ« ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﻨﺎﺣﺮ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ أﺷﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻮر اﻻﺗﺤﺎد ﻟﻠﻜﻮن اﻟﻘﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ ﺤﺎب اﻟﺴ ْ اﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ رﺑﱢﻨﺎ ِﻣﻨﺸﻲ ﱠ واﻟﺘﺸﺮذم ،ﻓﻴﻘﻮل):(8 ْ اﻟﻐﻴﺚ واﻟﺮﺣﻤﻪ ﻗﺮﻳﺐ)(10 ﻫﻮ ﻳﺠﻴﺐ ِ ﻄﺎب اﺳﻤﻌﻮﻧﻲ ﻳﺎ َﻋﺮب ﺑَﻠﻘﻲ ﺧ ْ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﻋﺴﻰ واﻛ ُﺘﺒﻮا ﻋ ﱢﻨﻲ ْ ﺑﺎب ﻟﻲ ﺑَﻐﻰ ﻟﻚ ﻳﻨ ِﻔ ِﺘ ْﺢ ﻟﻚ ِﻛ ﱢﻞ ْ وﻟﻲ ﺑﻌﻴ ٍﺪ ﻋ ْﻨﻚْ ﺑﺎﻳﺎزم ِﻗﺮﻳﺐ)(11 ﻃﺎب ﺑﻮﻇﺒﻲ داري ﺑَﻬﺎ اﻟﻨﺎﻣﻮس ْ ِﻋ ﱢﺰﻧﺎ ﻣﻦ ِﻋ ﱢﺰﻫﺎ َﻣﻠﻘﻰ اﻟﻐﺮﻳﺐ)(9 اﺳﺘﺨﺪم اﻟﺸﺎﻋﺮ أﺳﻠﻮب اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ» :اﺳﻤﻌﻮﻧﻲ« ،واﻟﻨﺪاء ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ» :ﻳﺎ ﻋﺮب« ،وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻟﻔﺖ اﻻﻧﺘﺒﺎه إﻟﻰ أﻗﺼﻰ ﻏﺎﻳﺔ،
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
19
ﻟﻪ ِﻓﺪى ﻗﻠﺒﻲ وروﺣﻲ واﻟﻔﺆاد ﻛﻞ اﻟﺠﻤﻴﻞ)(2 ﺣﺎﻳﺶ ﱢ ﺑﻮ ﺧﻠﻴﻔﻪ ٍ دام ﻋ ﱠﺰﻩ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻧﻮر اﻟﺒﻼد ﻫﻮ ْﺳﻨﺎد اﻟﺸﻌﺐ ﺣـ ﱠﻤﺎل اﻟﺜﻘﻴﻞ
18
رﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ. وﻓﻲ أﺑﻴﺎت ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة أﺧﺮى ،ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺸﺎﻋﺮ أﺳﻠﻮب اﻟﺪﻋﺎء ﺑﺄن ﻳﺤﻔﻆ اﻟﻠﻪ »وﻟﺪ ﺳﻠﻄﺎن«؛ أي اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن؛ ﻟﺘﺒﻘﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﻋﺰﻫﺎ):(5 اﻟﻠﻪ ﻳ َﺨﻠﱢﻲ ِوﻟْﺪ ُﺳﻠﻄﺎن ﺷﻴ ٍﺦ ﻳ َﺮ ﱢﺣ ْﺐ ﺑَﻚ ﻣﻦِ ﺑْﻌﻴﺪ
زاﻧﺖ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻓﻴﻬﺎ اﻟﺨﻴﺮ زاد ﻣﻦ ﻓﻀﻞ زاﻳﺪ زَرع ﻛﻞ اﻟﺠﻤﻴﻞ
ﻳْﺪوم ِﺑ ْﻌﻴﺎﻟَﻪ ﻓﻲ اﻵوﻃﺎن ﻫﻮ ذﺧ ْﺮﻧﺎ ﻧَﺴﻞ اﻷﺟﺎوﻳﺪ
ﺿﻲ ﺷﻌﺒﻪ ﺑﺠﺪﱟ واﺟﺘﻬﺎد ِﻣ ْﺮ ٍ وﻳﻦ ﺗﻨﻈﺮ ﻛﻠّﻬﺎ اﻟﺼﺤﺮا ﻇﻠﻴﻞ
ﻗﺼﺮانْ ﺷﻲ ْ ﻣﻦ ﻓﻀْ ﻠِﻬﻢ ﻣﺎ ﱢ اﻟﺨﻴﺮ َﻋ ّﻢ اﻟﺪار وﺑﻌﻴﺪْ
َﻏ ﱠﺮد اﻟﺒﻠﺒﻞ ﻋﻠﻰ روس اﻻﻋﻮاد واﻟﺤﻤﺎم ﻳ ْﻨﻮح ﻓﻲ روس اﻟﻨﺨﻴﻞ)(3
ﺳﻴﻞٍ ِﺳﻘﻰ ﻣﻦ وﺑَﻞ ﻟِ ْﻤﺰان وﺻﺎر اﺷ ِﺘﺒﺎك اﻻﻳﺪ ﺑﺎﻻﻳﺪ
واﻟﺴ ْﻌﺪ ﻟِﺸﻴﻮخ اﻟﺒﻼد ﺑﺎﻟﻬﻨﺎ ﱢ داﻣﺖ اﻷﻓﺮاح ﺟﻴﻞٍ ﻓﻮقِ ﺟﻴﻞ
ﻳﺎ ﺑﻮﻇﺒﻲ ﻳﺎ ِﻋ ﱢﺰ اﻵوﻃﺎن ﻳ ِ ِﺤﻤﺎك رﺑﱢﻲ ْﻣﻦ اﻟ ِﻤﻘﺎرﻳﺪ)(6
وآﺧﺘﻢ ﺟﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ اﻟﻌﺒﺎد ِ اﻟﻤﺒﻌﻮث ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ دﻟﻴﻞ)(4 أﺣﻤﺪ
ﻫﺬي ﻣﻘﺎﻟِ ْﺔ ِوﻟْﺪ ﺟﺒﺮان َﺳﻼم ﻳَ ْﻨﺪب ﻟﻸﺟﺎوﻳﺪ)(7
ﻳﻮ ﱢﺟﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﻄﺎب إﻟﻰ »ﺷﺒﺎب اﻟﺪار« أو أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ اﻷﻛﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﺒﻼد ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺼﺎف اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺖ ﺷﺄ ًوا ﺑﻌﻴ ًﺪا ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺪم .وﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﺘﻐﻨﻮا ﺑﻬﺬا اﻹﻧﺠﺎز اﻟﻔﺮﻳﺪ ،وأن ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻟﺠﻴﺎﺷﺔ ﻓﻲ ﺻﺪره ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺪورﻫﻢ؛ ﻷﻧﻪ ﺻﻮت ﻛﻞ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬي ﺗﺤﻮل إﻟﻰ ﺷﻌﺮ. إ ﱠن ﺑﺎﻧﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺬي ﺗﻤﺜﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺟﻤﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻪ، ﻓﺄﻏﺪق اﻟﺨﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺒﻪ ،وﺣﻮل اﻟﺼﺤﺮاء إﻟﻰ ﺟﻨﺔ وارﻓﺔ اﻟﻈﻼل، ﻳُﻐﺮد ﻋﻠﻰ أﻏﺼﺎن أﺷﺠﺎرﻫﺎ اﻟﻄﻴﺮ ..ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻛﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ .وﻟﻜﻮﻧﻪ أﺣﻴﺎ اﻷرض ،وأﻏﺪق اﻟﺨﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن ،ﻓﺈن اﻟﺮوح ﺗﻔﺘﺪﻳﻪ ﻟﻜﻲ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺄﺑﻬﻰ ﺻﻮرﺗﻬﺎ .أﻣﺎ »ﺷﻴﻮخ اﻟﺒﻼد« أو »ﺣﻜﺎم اﻹﻣﺎرات« اﻟﺬﻳﻦ وﻗﻔﻮا إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻢ »اﻻﺗﺤﺎد« ،ﻓﺈن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﺄن ﻳﺠﻌﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ داﺋﻤﺔ اﻟﻤﺴﺮة؛ ﻷﻧﻬﻢ ﺷﺎرﻛﻮا اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻓﻲ إدﺧﺎل اﻟﻔﺮح إﻟﻰ ﻗﻠﻮب اﻟﺸﻌﺐ .وﻗﺪ اﺳﺘﺪﻋﻰ أﺳﻠﻮب اﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺴﺎﺑﻊ، أن ﻳﺄﺗﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻣﺘﺒ ًﻌﺎ أﺷﻬﺮ ﺧﻮاﺗﻴﻢ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﻨﺒﻄﻴﺔ ،وﻫﻲ ِذﻛْﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ اﻟﻤﺒﻌﻮث
إن اﻟﻘﺎدم إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻳﺮى اﻟﺒِﺸﺮ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺮﺣﻴﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻪ ،وﻫﺬا ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻪ أول ﻋﺘﺒﺎت »اﻟﺠﻮد« اﻟﻤﺘﺄﺻﻞ ﻓﻲ آل ﻧﻬﻴﺎن ،أو ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺒﻴﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ »ﻧﺴﻞ اﻷﺟﺎوﻳﺪ« .وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻜﺮم اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ اﻟﻤﻄﺮ اﻟﻐﺰﻳﺮ، وﻳﺠﺪﻫﺎ ﻛﻞ ﻗﺎدم إﻟﻴﻪ ،ﻓﺈن اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺬي أﻓﻀﻰ إﻟﻰ اﻻﺗﺤﺎد ،أو ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺒﻴﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ ،أﻳﻀً ﺎ» ،اﺷﺘﺒﺎك اﻻﻳﺪ ﺑﺎﻻﻳﺪ« ،ﻗﺪ أﺣﻴﺎ اﻹﻧﺴﺎن واﻟﻤﻜﺎن ﻣ ًﻌﺎ؛ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ »أﺑﻮﻇﺒﻲ« ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ أﺑﻬﻰ ﺣﻠﺘﻬﺎ .وﺑﺴﺒﺐ ارﺗﺒﺎط ﺟﻤﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﻜﺎن ﺑﺎﻟﺒﻄﻞ ،ﻓﺈن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻰ أﺳﻠﻮب اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻴﺤﻔﻆ »أﺑﻮﻇﺒﻲ« ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻗﺪﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻳُﺮﺟﻰ ﻣﻨﻬﻢ .وﻗﺪ وﻇﱠﻒ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ» :ﻳﺪوم ﺑﻌﻴﺎﻟﻪ« ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺒﻄﻞ ﻳﻌﻴﺶ ﻗﻮﻳﺎً ﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﻀﺎﻋﻔﻮن ﻣﻦ وﺟﻮده ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻨﻲ ﺣﻀﻮرﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻏﻴﺎب اﻟﺒﻄﻞ ﺣﻀﻮ ًرا ﻟﻪ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮن ﻗﻴﻤﻪ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،وإرادﺗﻪ اﻟﺼﻠﺒﺔ ﺣﻲ داﺋ ًﻤﺎ ﺑﻬﻢ. ﻧﻔﺴﻬﺎ ..ﻓﻬﻮ ﱞ
ŧĘōĚǢė ųďĘűĚčŸ ůĘōũļ ŲĚ ĴſėĹ
ijĴŕŨė ŞũŬ ﻟﻘﺪ ﺷﻜﻠﺖ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﻨﻤﻮذج رﺣﻴﻞ واﻟﺪه ،واﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﺮﻋﻰ اﻟﺘﺮاث وﻣﻦ اﻷﺳﻤﻰ ﻟﻠﺒﻄﻮﻟﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؛ ﻓﻜﺎن اﻟﺮﺟﻞ »اﻟﻜﺎﻣﻞ« اﻟﺬي اﺟﺘﻤﻌﺖ ﺿﻤﻨﻪ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ؛ ﻟﻴﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ اﻟﻤﺮﻣﻮﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﻪ. ﻓﻴﻪ اﻟﻘﻴﺎدة واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ،أو ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺒﻴﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﺑﻦ ﺟﺒﺮان »ذرب اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ« ،وﻫﻮ ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي وﺻﻞ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن ﻛﺎن إﻋﻼن اﻻﺗﺤﺎد ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ 1971م أﻋﻈﻢ ﺣﺪث ﻓﻲ اﻟﻘﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء. وﻟﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﺑﻦ ﺟﺒﺮان ﻓﻲ ﺣﻮاﻟﻲ 1923م ،وﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ وﻃﻴﺪة ﻋﺎﻟﻢ ﻳﻤﻮج ﺑﺎﻟﺼﺮاﻋﺎت واﻟﺘﻔﺘﺖ؛ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻔﺬ اﻟﺸﻴﺦ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺷﺨﺒﻮط ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،وأﺧﻴﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن زاﻳﺪ أن ﻳﻮﺣﺪ اﻟﻘﻠﻮب واﻷﻣﻜﻨﺔ ﻣ ًﻌﺎ ،ﻓﻴﺤﻘﻖ اﻟﺤﻠﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻨﺬ ﻋﺎم 1944م .وﻳﺤﺎول ﻫﺬا اﻟﻤﻘﺎل أن ﻳﺘﻨﺎول رؤﻳﺘﻪ اﻹﻣﺎرات إﻟﻰ ﺟﻨﺔ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻷرض):(1 ﻟﻠﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،وﻛﺬﻟﻚ رؤﻳﺘﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻪ اﻷﺑﻄﺎل :ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ ﻳﺎ ﺷﺒﺎب اﻟﺪار ﻫ ﱡﻨﻮا اﻻﺗﺤﺎ ْد اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺬي ﺣﻤﻞ راﻳﺔ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﺸﺪوا واﺧْﺪوا ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻣﺜﻴﻞ
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
17
ﺻﻮرة اﻟﺒﻄﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ اQﻣﺎراﺗﻲ
زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن وأﺑﻨﺎؤه اcﺑﻄﺎل ﻗﺮاءة ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ ﺟﺒﺮان إن ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ أﻛﺜﺮ اﻟﺘﺼﺎﻗًﺎ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻴﺘﻬﺎ؛ ﻓﺎﻟﻨﻈﻢ اﻟﺸﻔﻮي أو اﻻرﺗﺠﺎﻟﻲ ﻳﺘﻴﺢ ﻫﺬه اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ اﻟﻔﺮﻳﺪة ﻟﻠﺘﺤﺪث دون رﻳﺎء أو ﻣﻮارﺑﺔ ،واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺼﺪر ﻹﻟﻘﺎء ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺋﺪ أو أﺣﺪ اﻟﺸﻴﻮخ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺤﺪث ﺑﺼﻮﺗﻪ وﺣﺪه ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﺑﺄﺻﻮات ﻛﻞ ﻣﺤﺒﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﺋﺪ أو اﻟﺸﻴﺦ ،وﺑﺄﺻﻮات ﻛﻞ ﻣﺤﺒﻲ اﻟﻜﻠﻤﺔ .وﻳﺤﻘﻖ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ ﻫﺬا اﻻﻟﺘﺼﺎق ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻛﺒﺮى ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮن َﻣ ْﻦ ﻳُﻮ ﱠﺟﻪ إﻟﻴﻪ اﻟﺸﻌﺮ ﺷﺎﻋ ًﺮا ،أو ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺬوﻗﻮن اﻟﺸﻌﺮ وﻳﻄﻴﺐ ﻟﻬﻢ ﺻﺤﺒﺔ اﻟﺸﻌﺮاء واﻻﺳﺘﻤﺎع ﻟﻘﺼﺎﺋﺪﻫﻢ ،وﻗﺪ ﺣﺒﺎ اﻟﻠﻪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ،وأن ﻳﻜﻮن اﻵﺧﺮون ﻣﻤﻦ ﻳﺤﺘﻔﻮن ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ وﻳﻜﺮﻣﻮن اﻟﺸﻌﺮاء. ŪĩťŨ İũĨĉ ŪżűēĴĖč į
ŽėŤįē ŮĹĨ ūĔŭřťŤ ěĔĨŵťŤē
16
ŧĘōĚǢė ųďĘűĚčŸ ůĘōũļ ŲĚ ĴſėĹ ōũļ ŲĚ ĴſėĹ
ijĴŕŨė ŞũŬ
ﻗﺎم ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﻷوﻟﻰ ﻟﺤﻜﻤﻪ؛ ﻓﻘﺪ ﺷﻴّﺪ اﻟﻤﺪارس واﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت وأﻗﺎم اﻟﻄﺮق وﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻹﺳﻜﺎن ،ﻛﻤﺎ ﺣﻘﻖ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻌ ّﺪﻩ ﻏﻴﺮه ﺣﻠﻤﺎً ،واﻣﺘﺪت رؤﻳﺘﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻟﺘﺸﻤﻞ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺧﺎرج إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﺑﻌﺪ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻗﺮى ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ وﺟﻪ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻛﻞ اﻹﻣﺎرات اﻷﺧﺮى ،وﻟﻘﺪ ﻗﺪم دﻟﻴﻼً ﻣﻠﻤﻮﺳﺎً ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻤﺎﺋﻪ وإﺧﻼﺻﻪ ﻟﻔﻜﺮة اﻟﻮﺣﺪة ،إذ ﺧﺼﺺ ﺟﺰءا ً ﻣﻦ ﻋﺎﺋﺪات اﻟﻨﻔﻂ ﻟﻺﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻹﻣﺎرات اﻷﺧﺮى ،واﺗﺴﻊ ﻫﺬا اﻹﻳﺜﺎر ﻟﻴﺼﺒﺢ اﻟﺴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺒﻎ ﺣﻜﻢ ﺳﻤﻮه ،إذ إن اﻹﻣﺎرات ﻟﻢ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ دﻋﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻷﺧﺮى ﻣﺜﻞ اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ وﻟﺒﻨﺎن واﻟﻴﻤﻦ. أﻋﻠﻨﺖ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻋﺎم1968م ،ﻋﻦ ﻧﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﻢ اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻛﻠﻴﺎً ﻗﺒﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم 1971م، وﻟﻘﺪ اﻧﺘﻬﺰ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،وﺣﺎﻛﻢ دﺑﻲ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎداة ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة ﺑﻴﻦ اﻹﻣﺎرات واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ وﻗﻄﺮ ،وﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺘﻄﻠﻌﺎن إﻟﻴﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻢ ﻟﻌﺪم رﻏﺒﺔ اﻹﻣﺎرﺗﻴﻦ ) اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ وﻗﻄﺮ( ﺑﺎﻻﻧﻀﻤﺎم ﻟﻺﻣﺎرات اﻷﺧﺮى ،وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻨﻔﻬﻤﺎ اﻟﻴﺄس ،وﻟﻢ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻟﺤﻤﺎﺳﻬﻤﺎ اﻹﺣﺒﺎط ،إذ ﺗﺤﺮﻛﺎ ﻓﻮرا ً ﻹﺗﻤﺎم وﺣﺪة اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﻟﺪت ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دﻳﺴﻤﺒﺮ 1971م، وﻣﻦ دون أدﻧﻰ رﻳﺐ ﻳﻘﺮ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ وﻫﻲ، أﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺟﻬﻮد ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ وﺣﻜﻤﺘﻪ وﻗﻴﺎدﺗﻪ اﻟﺮﺷﻴﺪة ﻟﻈﻞ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺤﺎد ﻣﺠﺮد ﺣﻠﻢ ﻳﺮاود ﻣﺨﻴﻠﺔ أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات، وﻳﺆﻛﺪ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺳﻤﻮه ودوره اﻟﻜﺒﻴﺮ اﺧﺘﻴﺎر ﺣﻜﺎم اﻹﻣﺎرات أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻼﺗﺤﺎد ﻟﻪ ﻟﻔﺘﺮات ﺣﻜﻢ ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ،ﻣﺮة ﺗﻠﻮ أﺧﺮى .أدﻫﺸﺖ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﺗﻄﻮ ٍر ﺳﺮﻳﻊ ﻣﺬﻫﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﺜﻞ :اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،واﻟﺼﺤﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،واﻻﺗﺼﺎﻻت، واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،واﻟﺘﺠﺎرة ،واﻟﻤﺎل ﺣﺘﻰ وﺻﻠﺖ ،ﻗﻴﺎﺳﺎً ﻟﻤﺎ أﻧﺠﺰﺗﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ ﻗﺼﻴﺮة إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻻ ﻳﻀﺎﻫﻴﻪ ﻣﺴﺘﻮى ،وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺘﻪ ﺑﺄﻳﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ أﺧﺮى ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﻀﺎرات واﻟﻤﺪن ،واﻷﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ أن ﻫﺬه اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﻤﻠﺤﻮﻇﺔ ﺟﺎءت ﻣﺪ ّﻋﻤﺔ ﺑﺎﺳﺘﻘﺮار اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﺳﻴﺎﺳﻲ. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،ﺗﻤﻜﻨﺖ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ وازدﻫﺎرﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺄﺛﺮة ﺑﺄي ﺗﻐ ّﻴﺮ، ﻣﺤﺘﻔﻈﺔ ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻬﺎ وﺗﺮاﺛﻬﺎ ،وﻛﺎن ﺧﻠﻒ ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺬي
ﻛﺎن ﻣﺘﺴﻠﺤﺎً ﺑﺤﺐ وﺗﻘﺪﻳﺮ أﺑﻨﺎء ﺷﻌﺒﻪ ،ﻣﻤﺎ وﺻﻞ ﺑﺎﻹﻣﺎرات إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻤﺴﺘﻮى ﻣﻦ اﻻزدﻫﺎر ،وﺗﻨﺒﻊ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺳﻤﻮه اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻹدارﻳﺔ ﻣﻦ إﻳﻤﺎﻧﻪ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺎﻟﻠﻪ واﺗﺒﺎﻋﻪ ﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﺣﺒﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺘﺴﺎوي ،وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻌﻮن ﻟﻬﻢ ﻣﻦ دون ﺗﻤﻴﻴﺰ. وﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺤﺪﻳﺚ أن ﻳﺴﺠﻞ أن اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺰﻋﻤﺎء ﺗﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات اﻟﺠﺬرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ – رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻓﺈذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻹﻧﺠﺎزات ﺗﺄﻛﺪﻧﺎ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺷﻌﺒﻪ ﺑﻞ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻌﺎء، ﻓﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻫﻨﺎ ﺗﻤﺘﺎز ﻋﻦ أي إﻧﺠﺎز ﻓﻲ أﻳﺔ ﺑﻘﻌﺔ أﺧﺮى ،وذﻟﻚ ﻷن ﻣﺎ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﻛﺎن ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎت اﻧﺘﻤﺎﺋﻪ وإﺧﻼﺻﻪ وإﻳﻤﺎﻧﻪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻣﻦ إﻧﺠﺎزات اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎت ﺑﺮﺟﻤﺎﺗﻴﺔ أو ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺑﺤﺘﺔ
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
15
ﻓﻲ اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻘﺮى اﻟﻌﻴﻦ ،وﺗﻢ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻨﺼﺐ اﻟﺜﻼث ،واﻛﺘﺴﺐ ﺳﻤﻮه ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻌﺪ أن ﺣﻈﻲ ﺑﺜﻘﺔ وﺣﺐ اﻟﻨﺎس ،وإﻋﺠﺎب أﺧﻴﻪ ﺷﺨﺒﻮط ﺑﻪ ،ورﻏﻢ ﺣﺪاﺛﺔ ﺳﻨﻪ ﺗﻮﻟﻰ ﻟﻮﻻ ﺟﻬﻮد اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺮة اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺛﺒﺘﺖ ﺟﺪواﻫﺎ وﺣﺼﺪت ﺛﻤﺎرﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،وﻓﻲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ إدارة ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﻴﻦ وﺣﻜﻤﺘﻪ وﻗﻴﺎدﺗﻪ ﻋﺎم 1962م ،ﺑﺪأت أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺛﻮرﺗﻬﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺗﺴﻊ ﻗﺮى ،وﺧﻼل ﻓﺘﺮة إدارﺗﻪ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻘﺮى ،ﺗﻤﻜﻦ ﺳﻤﻮه ﻣﻦ اﻟﺮﺷﻴﺪة ﻟﻈﻞ ﻣﻮﺿﻮع وذﻟﻚ ﺑﺘﺼﺪﻳﺮ أ ّول ﺷﺤﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺘﺮول اﻟﺨﺎم، وﻛﺎن ﻟﻬﺬه اﻟﺜﻮرة أﺛﺮ ﻛﺒﻴﺮ وﻋﻤﻴﻖ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﺎزات ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎم ﻳﺮاود ﺣﻠﻢ ﻣﺠﺮد اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻜﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺪا ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺘﻔﺎؤل ﺑﺘﺤﺴﻦ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ وﺗﻌﺪﻳﻞ ﻣﻠﻜﻴﺔ اﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ، أوﺿﺎﻋﻬﻢ اﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ أﺳﻮ ًة ﺑﺄﻗﺮاﻧﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺪول ووزﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎوي ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻣﻤﺎ ﻣﺨﻴﻠﺔ أﺑﻨﺎء اQﻣﺎرات اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ اﻷﺧﺮى ،وﻛﺎن ﻟﺰﻳﺎرة ﺳﻤﻮه ﻟﻜﻞ أﺛ ّﺮ إﻳﺠﺎﺑﺎً ﻓﻲ اﻧﺘﻌﺎش اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ وزاد ﻣﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﺎم 1953م ،واﻃﻼﻋﻪ اﻹﻧﺘﺎج ،وﺣﻘﻖ ازدﻫﺎرا ً ﻣﻠﺤﻮﻇﺎً. ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪارس واﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻫﻨﺎك اﻷﺛﺮ وﺧﻼل ﻓﺘﺮة إدارﺗﻪ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﻴﻦ ،ﺗﻤﻜﻦ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر ﻧﻈﺮﺗﻪ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،إذ ﻗﺮر ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻬﺎراﺗﻪ اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻧﺸﺎء ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪا ً ﻓﻲ ﻗﺮاراﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﻠﻮب اﻟﻤﺸﻮرة، ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ. وﻟﻘﺪ واﻛﺐ ﺗﻄﻮر ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﺗﻄﻮ ٌر ﻓﻲ وﻟﻘﺪ ﺗﺒﻨﻰ اﻟﺸﻴﺦ ﺷﺨﺒﻮط اﻟﺬي اﻋﺘﺎد ﻋﻠﻰ رؤﻳﺔ ﺳﻤﻮه ،إذ ﻗﺎم ﺑﺘﻮﺳﻴﻊ اﻟﺒﻘﻌﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ، وأﻣﺮ ﺑﺰراﻋﺔ اﻷﺷﺠﺎر ﻣﻤﺎ أﺿﻔﻰ ﺟﻤﺎﻻً إﺿﺎﻓﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﻴﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ اﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ رأﻳﺎً ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً ﻋﻦ أﺧﻴﻪ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ وأﺟﻤﻞ اﻟﻤﺪن اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻟﻘﺪ اﺗﺴﻤﺖ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،إذ ﻓﻀّ ﻞ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺷﺨﺒﻮط ﻋﺪم إﻧﻔﺎق اﻷﻣﻮال ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ واﻟﻘﺮار اﻟﻤﺘﺰن اﻟﻤﺘﺮوي ،وﺳﺎﻋﺪه ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻌﺎم ﻣﻤﺎ أوﺟﺪ ﺷﻌﻮرا ً ﺑﺎﻹﺣﺒﺎط ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،وﺗﻢ اﻟﺨﻼﻓﺎت ،ﻟﻴﺲ ﺧﻼﻓﺎت اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﻴﻦ إﻗﻨﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻢ ﻷﺧﻴﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺪول ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻋﻤﺎن ،ﻓﻘﺪ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺴﺎدس ﻣﻦ أﻏﺴﻄﺲ 1966م ،ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻹﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ .وﻣﻦ اﻟﻼﻓﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ أن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ
14
ğėķĘŬǤė ĞŨŸij ijĘĭĠė ƁŰĘĚ ƁĚĸŕŨė ĻķĘŝŨė ĝķŹń
ijĴŕŨė ŞũŬ
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻹﻣﺎرات ﺗﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺤﻜﻴﻢ اﻟﺬي ﻋﻠّﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻤﻦ ﻋﺮﻓﻮه ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮن اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،وﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮن اﻟﺸﻴﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮوءة واﻟﻨﺒﻞ واﻟﺮﺟﻮﻟﺔ، ورﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣﺪ ﻳﺘﺨﻴﻞ أن ﻋﺎم 1918م، ﻫﻮ اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺒﺎرك ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻹﻣﺎرات اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﻤﺘﺠﺎورة ،ﺣﻴﻨﻤﺎ وﻟﺪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ. ŽŬĔʼnżŕŤē įŵũĩŨ
ُوﻟﺪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻋﺎم 1918م ،وﻫﻮ اﻻﺑﻦ اﻟﺮاﺑﻊ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺬي ﺣﻜﻢ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑﻴﻦ 1926-1922م ،وﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺗﻮﻟﻰ زﻣﺎم اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺸﻴﺦ ﺷﺨﺒﻮط ،اﻷخ اﻷﻛﺒﺮ ﻟﻠﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،وﻓﻘﺎ ﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻛﺎﻧﺖ أﺑﻮﻇﺒﻲ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺘﺼﺎﻟﺤﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻹﻣﺎرة ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻌﺎﻫﺪات ﻣﻊ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، وﻳﻌﺘﻤﺪ اﻗﺘﺼﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺪ اﻟﺴﻤﻚ وﺗﺠﺎرة اﻟﻠﺆﻟﺆ ،واﻟﺰراﻋﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺸﺮت ﻓﻲ اﻟﻮاﺣﺎت اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮة ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ،وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وﻧﺪرﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﺗﻤﻜﻦ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻢ أﺣﻜﺎم اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﺣﻔﻆ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ آﻳﺎت اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،ﻛﻤﺎ أﻇﻬﺮ ﺳﻤﻮه ﺣﺒّﺎً وﺷﻐﻔﺎً ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻼزم اﻟﺒﺪو ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء؛ ﻟﺨﻮض ﻏﻤﺎر ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺗﺮاث آﺑﺎﺋﻪ وأﺟﺪاده ،وﻟﻘﺪ ﺗﻌﻠﻢ ﺳﻤﻮه اﻟﺼﻴﺪ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﺣﺒﻪ اﻟﺪاﺋﻢ، وأﻇﻬﺮ ﺷﻐﻔﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﺑﺮﺣﻼت اﻟﺼﻴﺪ ﺑﻌﻴﺪا ً ﻋﻦ ﺿﺠﻴﺞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وروﺗﻴﻦ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،وإﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﻠﻤﻪ اﻟﺼﻴﺪ ،ﻓﻘﺪ اﻫﺘﻢ ﺳﻤﻮه ﺑﺎﻟﺮﻣﺎﻳﺔ ورﻛﻮب اﻟﺠﻤﺎل ،واﻟﺴﺒﺎق ،واﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﻤﻴﺎه اﻟﻌﺬﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء،
ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻠﻢ إﻟﻤﺎﻣﺎً ﺗﺎﻣﺎً ﺑﺤﻴﺎة اﻟﺒﺪاوة وﺑﻴﺌﺔ اﻟﺼﺤﺮاء. وأﺑﺪى اﻟﺸﻴﺦ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ وﻣﻮاردﻫﺎ وﻣﺼﺎدرﻫﺎ ،ﻣﻤﺎ أﻛﺴﺒﻪ اﺣﺘﺮام وﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﺒﺪو ،وﻫﻮ ﻣﺎ أ ّدى إﻟﻰ ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻬﻢ ﻓﻲ دﻋﻢ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﺎﻫﺎ اﻟﻘﺎﺋﺪ ،وأﻫﻤﻬﺎ ﻣﺸﺮوع اﻟﻮﺣﺪة ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ، وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﺠﻴﺪة ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء وﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﺴﻜﺎﻧﻬﺎ وﺣﻴﺎﺗﻬﻢ وﻃﺒﺎﻋﻬﻢ وﺗﻌﻠﻤﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻨﻬﻢ ،ﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻷﻓﻀﻞ ﻟﻴﻜﻮن ﻣﺮﺷﺪا ً ﻷﻋﻀﺎء ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﺒﺘﺮول اﻟﺘﻲ زارت اﻹﻣﺎرة آﻧﺬاك ،وﻧﺘﻴﺠﺔ اﺣﺘﻜﺎﻛﻪ ﺑﺎﻟﺸﺮﻛﺔ ﺗﻌ ّﺮف ﺳﻤﻮه إﻟﻰ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ إﺣﺪاث ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻠﺤﻮظ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ وﻓﻲ ﺷﻌﺒﻪ ،وﻓﻲ ﻋﺎم 1946م ،ﺑﺮزت ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻟﻮﺟﻮد ﻣﻤﺜﻞ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
13
43ﻋﺎﻣ ًﺎ ﻣﻦ اQﻧﺠﺎزات
ﺻﻮرة اﻟﻔﺎرس اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﻧﻲ اﺗﺤﺎد دوﻟﺔ اQﻣﺎرات 12
ğėķĘŬǤė ĞŨŸij ijĘĭĠė ƁŰĘĚ ƁĚĸŕŨė ĻķĘŝŨė ĝķŹń
ijĴŕŨė ŞũŬ
أﺣﻼﻣﻪ ﻣﻨﺬ أن ﻛﺎن ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ« وأن اﻟﻮﺣﺪة ﻓﻲ رأﻳﻪ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﻫﻢ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﻳﺎت اﻟﻮاﻗﻊ ،وﻫﻲ إرادة اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ،وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ«. واﻟﺘﺎرﻳﺦ -ﻣﺮة أﺧﺮى -ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،أﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺒﺎدئ ﺑﺎﺗﺨﺎذ اﻟﺨﻄﻮة اﻷوﻟﻰ ﻧﺤﻮ اﻻﺗﺤﺎد ،ﻓﺄرﺳﻞ ﺑﺨﺎرﻃﺔ إﻣﺎرﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم ﺣﺎﻛﻢ دﺑﻲ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻣﻨﻪ أن ﻳﺮﺳﻢ ﺑﻨﻔﺴﻪ اﻟﺤﺪود اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﻹﻣﺎرﺗﻪ ،وﻣﻮﺿﺤﺎً أن ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺪود إﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺣﺪود ﻣﺼﻄﻨﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻟﻬﺪف ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ واﻟﺘﺠﺰﺋﺔ. ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ أي ﻳﻮم ﺷﻌﺎرات ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺮوح واﻟﻤﻌﻨﻰ واﻹﺣﺴﺎس ﺑﻞ ﻛﺎن ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻓﻠﻄﺎﻟﻤﺎ رﺳﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ وﻋﻘﻠﻪ ﻛﻴﺎن اﻟﻮﺣﺪة وﻗﻴﺎم اﻻﺗﺤﺎد اﻹﻣﺎراﺗﻲ.
ﻟﻘﺪ ﻗﺎل رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻓﻲ إﺣﺪى ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ » :اﻻﺗﺤﺎد أﻣﻨﻴﺘﻲ ،وأﺳﻤﻰ أﻫﺪاﻓﻲ ﻟﺸﻌﺐ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ«. وﻗﺪ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻫﺬه اﻷﻣﻨﻴﺔ وﺗﻌﻴﺶ اﻟﻴﻮم ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﻮاﺣﺪة ﻣﻦ أﻫﻢ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ وأﻛﺜﺮﻫﺎ ﺗﻄﻮرا وﺗﻘﺪﻣﺎ ،ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺑﻼدﻧﺎ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ﺗﻘﺎس ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى دول اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﻻ ﺣﺘﻰ اﻟﻘﺎرة ،ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﺑﺎﺗﺖ اﻹﻣﺎرات ﺗﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﻴﺎس اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ ﻋﺪة ﻣﺠﺎﻻت ﻣﻦ اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﻄﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺮﻓﺎه اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وﻣﺤﻮ اﻷﻣﻴﺔ ،وﻧﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻤﺆﺷﺮات رﻗﻲ وﺗﺼﺎﻋﺪ وﺗﻘﺪم. رﺣﻤﻚ اﻟﻠﻪ أﻳﻬﺎ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﺤﺒﻴﺐ واﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺬي ﻟﻦ ﻧﻨﺴﻰ ذﻛﺮاك وﻣﺎ ﻗﺪﻣﺘﻪ ﻟﻨﺎ ..أﺑﺪا * ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات
ijĴŕŨė ŞũŬ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
11
رﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ وﻋﻘﻠﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﻮاﻗﻊ
.. ó`j GR
ﺑﺎﻧﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺬي ﻧﻔﺎﺧﺮ ﺑﻪ ﻛﺜﻴﺮة ﻫﻲ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﺣﻔﻈﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،زﻋﻤﺎء ﻗﺎدوا أﻣﻤﻬﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﺮﻗﻲ واﻟﺤﻀﺎرة واﻟﺘﺤﺮر واﻟﺤﺮﻳﺔ، زﻋﻤﺎء ﺳﺎﻫﻤﻮا ﻓﻲ ﺑﻨﺎء إﻧﺴﺎن ﺑﻼدﻫﻢ وإﺧﺮاﺟﻪ ﻣﻦ ﺟﻮر اﻟﻈﻠﻢ واﻟﺘﻬﻤﻴﺶ واﻷﻣﻴﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻠﻢ وﻧﻮر اﻟﺤﻀﺎرة ،زﻋﻤﺎء ﻗﺎدوا دﻓﺔ اﻟﺤﺮاك اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﻌﻤﻴﺮ ،ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻨﺎ ﻋﺪة أﺳﻤﺎء ﻟﻦ أذﻫﺐ ﺑﻌﻴﺪا ﻓﻬﺬا ﻧﻴﻠﺴﻮن ﻣﻨﺪﻳﻼ اﻟﺬي ﻓﺘﺢ ﻋﻘﻠﻪ وﻗﻠﺒﻪ ﻟﻠﺘﺴﺎﻣﺢ وﻟﺒﻨﺎء أﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻼم واﻟﻨﻬﻮض ﺑﻌﺪ ﻋﻘﻮد ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ واﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺪع ﻟﻼﻧﺘﻘﺎم وﻻ ﻷﺧﺬ اﻟﺜﺎرات وﻧﺤﻮﻫﺎ ،ﺑﻞ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﺔ واﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﻤﺴﺎواة وﺣﺴﺐ .وﻫﻨﺎك ﻏﺎﻧﺪي اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﻬﻨﺪي اﻟﺸﻬﻴﺮ ،اﻟﺬي ﻗﺎوم اﻻﺣﺘﻼل اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﺪﻋﻮة ﻟﻌﺪم اﻟﻌﻨﻒ وﻧﺸﺮ ﻗﻴﻢ اﻟﺴﻼم وﻧﻬﺾ ﺑﺎﻟﻬﻨﺪ ،ﻓﻜﺎن إرﺛﻪ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ إﻧﺴﺎﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻤﻴﺔ. ŽŐŴijĶũŤē ĚũňĔŘ
أﺳﻮق ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت وﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﺬﻛﺮ ﻣﺂﺛﺮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ رﺣﻤﺔ واﺳﻌﺔ ،اﻟﺬي آﻣﻦ ﺑﻜﻞ ﺟﻮارﺣﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﻮﺣﺪوي واﻻﺗﺤﺎد ،وﻷﻧﻪ ﺻﺪق اﻟﻨﻴﺔ ﺻﺪﻗﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻓﺘﺤﻘﻘﺖ ﻟﻪ وﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﺗﺠﺮﺑﺔ أﻋﻈﻢ اﺗﺤﺎد ،وﻫﻮ ﻗﻴﺎم دوﻟﺔ ﻣﻦ ﺷﺘﺎت اﻟﻔﺮﻗﺔ واﺧﺘﻼف اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ وﺗﻨﻮع اﻟﻈﺮوف إﻟﻰ ﺷﻌﺐ وأﻣﺔ واﺣﺪة ،ﺳﻴﺴﺠﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ دوﻣﺎ ﺑﻤﺪاد ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻌﻈﻴﻢ وﻫﻮ أن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،أﺳﺲ اﻻﺗﺤﺎد وﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ اﻟﺸﺎﻣﺨﺔ ،ﻣﻦ دون أي ﻋﻨﻒ أو ﺣﺮب ،ﺑﻞ ﻣﻦ دون رﺻﺎﺻﺔ واﺣﺪة ،ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻻﺗﺤﺎدات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ. ﻟﻘﺪ ﺗﻮﺟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻧﺤﻮ اﻻﺗﺤﺎد ﻛﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻠﻘﻮة وﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﻤﺴﺘﻘﺮة اﻟﺴﻌﻴﺪة وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ وﺟﻮد ﻣﺸﺮف ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺗﺴﻮده اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت واﻟﺤﺮوب ،ﻓﻔﻲ إﺣﺪى ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻗﺎل: »ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻧﻮا أﻗﻮﻳﺎء وﻟﻦ ﺗﺘﻘﺪﻣﻮا ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻤﺎﺳﻜﻮا وﺗﺘﺤﺪوا ﻛﺄﺧﻮة ﻓﻲ
10
ŷĚ ĸİĘŝŰ žĶŨė ijĘĭĠǞė ƁŰĘĚ ùù ĴƼſ ėĹ
ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ »ﻧﻌﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻫﻜﺬا ﻛﺎن ﻳﺄﻣﻞ وﻳﺤﻠﻢ ﺑﺎﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺄﺳﺮه ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ رؤﻳﺘﻪ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻋﻦ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻘﺒﺔ ،وﻟﻜﻦ واﻗﻊ اﻟﻌﺮب ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻗﺴﻮة وأﻟﻤﺎً ﻣﻦ أن ﻳﺪرك ﻣﻌﻨﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻫﺬه اﻟﺪﻋﻮة ﻣﻦ زﻋﻴﻢ ﻟﺘﻮه ﻳﺆﺳﺲ ﺑﻼد ﺣﺪﻳﺜﺔ وﻳﻨﻬﺾ ﺑﻬﺎ. اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮه ﻳﻨﺸﺪ وﻳﺘﻤﻨﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت وﺗﻔﺎﻫﻤﺎت وﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺠﺎﻻت ﻣﻊ اﻹﻣﺎرات ،اﻟﺘﻲ ﻫﻲ اﻟﻴﻮم ﻗﻮﻳﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ وﺳﻴﺎﺳﻴﺎ واﻣﻨﻴﺎ وﻋﻠﻤﻴﺎ وﺛﻘﺎﻓﻴﺎ. ﻛﺜﻴﺮون ﻳﻌﻠﻤﻮن أن ﻋﺎم 1971م ﻫﻮ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﺷﻬﺪ ﻗﻴﺎم اﺗﺤﺎد دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻟﻜﻦ اﻟﻘﻠﺔ ﺗﻌﺮف وﺗﻌﻠﻢ أن ﻓﻜﺮة اﻻﺗﺤﺎد ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮاود اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻣﻨﺬ أن ﻛﺎن ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ وﺗﺤﺪﻳﺪا ً ﺧﻼل اﻟﺤﻘﺒﺔ 1966-1946م ،وﻗﺪ أﻛﺪت ﻫﺬا اﻷﻣﺮ أم اﻹﻣﺎرات ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺨﺔ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺒﺎرك ،ﻗﺮﻳﻨﺔ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ورﻓﻴﻘﺔ درﺑﻪ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ» :إن ﻓﻜﺮة اﻻﺗﺤﺎد أﻏﻠﻰ
ﻋﺎﻣ ًﺎ ﻣﻦ اQﻧﺠﺎزات
ﺷﻌﺮ ěēijĔŨǘē ĞļĔŐ ﺻﻘﺮ ﺑﻦ ﺟﺟﻤﻌﺔ * اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺮ ﺮ رﻳﺲ اﻟﺪوﻟﻪ ﻋﺎﺷﺖ اﻻﻣﺎرات وﻳﺴﻠﻢ ّ وﻋﺎش اﺗﺤﺎد ﻧﻌﺪّ ﻩ ﻋﺪ ﻟﺠﻴﺎﻟﻲ اﻟﻠﻪ ﻳﺮﺣﻤﻪ ﻣﻦ ذا ﺻﺎر ﻣﻔﻌﻮﻟﻪ ﻟﻲ ﻟﻢ ﺷﻤﻞ اﻻﺗﺤﺎد وﺧﻠّﻒ رﺟﺎﻟﻲ ﺗﻌﺎﻫﺪو ﻋﻬﺪ ﻋﺪ اﻟﺴﻨﻴﻦ ﻣﺪﺑﻮﻟﻪ زاﻳﺪ وراﺷﺪ رﺣﻤﻬﻢ رﺑﻲ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻛﻼم ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﺎﺣﺪ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻟﻬﻢ ٍ رﻓﺮف ﻋﻠﻤﻬﻢ وﻋﻼّ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎ ﻋﺎﻟﻲ ﺧﻠّﻮا اﻻﻣﺎرات ﺗﺒﻘﻰ دوم ﻣﺎﺳﻮﻟﻪ ﻳﺎ دﻳﺮة ﻛﺪ ﺑﺪاﻫﺎ اﻟﺨﻄﻒ زﻟﺰاﻟﻲ ﺳﺎﻗﻮا ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ زاد ﻣﺤﺼﻮﻟﻪ واﺳﻢ اﻻﻣﺎرات ﺧﻠﻮا رﻣﺰ ﻟﻬﻼﻟﻲ ﻣﻨﻲ رﺳﺎﻟﻪ ﻟﺒﻮ ﺳﻠﻄﺎن ﻣﺮﺳﻮﻟﻪ داﻣﺖ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻳﺒﻘﻰ اﻟﺮﻳّﺲ اﻟﻐﺎﻟﻲ واﻟﻨﺎﻳﺐ اﻟﻠﻲ ﻋﻀﻴﺪه ﻗﺮﺑﻪ وﺣﻮﻟﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻤﻴﺪ اﻟﺮاي ﻟﻲ ﻣﺎ ﻟﻪ اﻣﺜﺎﻟﻲ ﻳﻌﻞ اﻟﺤﺴﻮد اﻟﻲ ﺣﻀﺮ رﺑﻲ ﻳﺰوﻟﻪ وﺗﺴﻠﻢ اﻻﻣﺎرات ﻣﻦ ﻋﻮﻓﻴﻦ ﻟﻔﻌﺎﻟﻲ واﻫﻼ ﺑﻌﻴﺪ اﻟﻮﻃﻦ ﻳﺎ ﺣﻲ ﺑﻮﺻﻮﻟﻪ ﻋﻤﺖ اﻻﻣﺎرات ﻓﺮﺣﺔ واﻟﻜﺪر زاﻟﻲ واﺧﺘﻤﺖ ﺟﻴﻠﻲ ﻋﺪد ﻣﺎ ﺗﻢ ﻣﻔﻌﻮﻟﻪ ٍ واﻟﻒ اﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﻪ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻮاﻟﻲ
*ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات ،وﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ وﻃﻨﻪ اﻹﻣﺎرات ﺑﻘﻴﺎدة ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ.
8
71
ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ: ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث -ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،أﺑﻮﻇﺒﻲ
øijĴŕŨė ŸķĸĭŬŸ ĊėĸŕŀŸ ęĘDžġŤ )ﺣﺴﺐ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻨﺸﺮ( ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﻘﺮ ﺑﻦ ﺟﻤﻌﺔ ،ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ،ﻣﺤﻤﻮد اﻟﻐﻴﻄﺎﻧﻲ ،د.إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﻠﺤﻢ، ﻣﺮﻳﻢ ﻣﺴﻌﻮد اﻟﺸﺤﻲ ،وﻟﻴﺪ اﻟﺸﻴﺦ ،ﻣﺤﻤﺪ م .ﻣﺴﺘﺠﺎب ،ﺧﺎﻟﺪ اﻟﻈﻨﺤﺎﻧﻲ ،ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﻀﺪ اﻟﺨﺮﻳﺒﺎﻧﻲ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ ،ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻠﻜﺎوي ،د.راﺷﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻮﻳﺪي ،أﺷﺮف أﺑﻮ اﻟﻴﺰﻳﺪ ،د.ﻣﻘﺪاد رﺣﻴﻢ ،ﻣﺤﻤﻮد ﺷﺮف ،أﺣﻤﺪ ﻣﺤﺠﻮب ،د.ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻘﻄﻴﻦ ،ﻋﻠﻲ ﻛﻨﻌﺎن ،د.ﺳﻌﻴـﺪ ﺑﻮﺧﻠﻴـﻂ ،د.ﺧﺎﻟﺪ ﻋﺰب ،ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺜﻼﺛﻲ ،د.ﺳﻬﻴﺮ اﻟﻤﺼﺎدﻓﺔ ،ﻓﺘﺤﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻤﻴﻊ ،د.أﻳﻤﻦ ﺑﻜﺮ ،ﻋﺒﺪه اﻟﺰراع ،د.ﻫﻴﺜﻢ ﺳﺮﺣﺎن ،وﻟﻴﺪ ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ ،ﻋﻴﺎش ﻳﺤﻴﺎوي ،د.ﻋﺎﺋﺸﺔ اﻟﺪرﻣﻜﻲ ،ﺳﺮور ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﻜﻌﺒﻲ.
اﳌﴩف اﻟﻌﺎم
ƁŔŸķĺŭŨė ĴŭĬč Ĵŀėķ ùij ﻣﺪﻳﺮ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
ŲſĴŨė ĊǟŔ ĴƀŨŸ اﻻﺧﺮاج واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻏﺎدة ﺣﺠﺎج اﳌﻮﻗﻊ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ:
øŪĥŭŨė ŧŹšſ
www.mags.ae
ﻣﺨﺘﺎرات ﻣﻦ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ وﻳﺸﺮﺣﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪﻛﺘﻮر راﺷﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ. 31اﺻﺪق ،وﺷﺎرك اﻟﻨﺎس ﻓﻲ أﻣﻮاﻟﻬﻢ 43أﻛﺒﺮ ﻋﻨﻚ ﺑﻴﻮم ،أﻋﻠﻢ ﻋﻨﻚ ﺑﺴﻨﺔ 105إن ﻛﺜﺮ ﺳﻤﺎد ،وإن ّ ﻗﻞ زﺑﺎد 111ﺗﺠ ّﻠﺪوا ﺗﺠ ّﻠﺪوا ،ﻋﻦ ﻻ ﻳﻘﻮل اﻟﺤﺎﺳﺪون ﺗﻀﻌﻀﻌﻮا ﻧﺎس ﻋﻠﻰ ﻧﺎس وآزم رﺑﻴﻊ اﻟﻤﻮل ﻣﺘﺮوك ْ 125ﺗﺒﺪّﻟﺖ ٍ
ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﳌﺠﻠﺔ : Ø # . 2 Û ¸/ - p (# Ù # '2 'waleedalaa@hotmail.com : Ø # Øp
'00971556929190 :%Ø / 026666130 :Ä + ' p( } : Ø©/ # ".Õ
ğĘŤėĸġŀǞė : #.p# ¢ Ð' Âç# /)+ 100 : 'è #. %¢ Âç# b b Õ($# / (+ 150 : #.p# %¢ Õ($# - (+ 150 .)+ 200 #.p# ¢
marketing@cmc.ae +971 56 3150303
} Ø©/ -&3 é# Û ¸/
02 4145050 : Â 8002220 : ÛÍ (# )É # +971 02 4145000 : £# Ð' " 3# distribution@admedia.ae
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
7
ﺗ ﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨ ijĴŕŨėŨė
ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻧﺎدي ﺗ ﺮاث اﻹﻣﺎرات
2014
ijĴŕŨė ğĘſŹġĭŬ ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ 89
اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻘﻴﻢ
92ﻫﺰﻳﻤﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون أﻣﺎم ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ؟
ĿĘšűũŨ ĞƀʼnŠ
118
98اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﻬﺪﻳﺪات اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ
ĴƀŨĘšĠŸ ğėijĘŔ
ĞƀĠėķĘŬđ ğĘļėķij
106ﻃﻘﻮس ردم ﺣﻔﺮة اﻟﺪم ﻓﻲ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﺼﺮ
118
ĜġťŨė şŹļ
اﻻﺗﺤﺎد
ůŹűŜ
112اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ اcﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮ وﻟﻴﺒﻴﺎ
115
اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﻗﺔ واﻟﺴﻴﺎرة ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎم دوﻟﺔ
وأﻏﺎن وأﻟﻌﺎب ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻗﻄﺮﻳﺔ ﻟﻠﻨﺎﺷﺌﺔ ﻗﺼﺺ ٍ
) 126اﻟﻄﺎرج( ..ﻳﻔﻀﺢ اﻟﻤﺤﺐ وﻳﻘﺘﻞ اﻟﻌﺎﺷﻖ
ŖƀěŨė ķĘŕļč 2 Ø 10 É - Ù 800 Ï ( Î $ - p . ÎØ Ø/ # - 2 Ø 10 Ø / # Ù # $((# - )+ 10 : p (# Ù # 'è b ÙÍ æ $((# - Ù# 100 Ø / - Ù# 5000 Ï Î # - ,ÙÎ 250 Ï / # - ,ÙÎ 5 ' - " Ø 200 Ð(Ù# - p . ÎØ ÐØ # $(' -
b Ù Í/ # Ø /,( # - ÙÍ Í 4 Ù Ù$# Ø Ù+ ( # - (+ 20 Ù ½(# $((# - Ï ÎØ ÐÙ $Â - ÎØ 2500 Ë # - Ï ÎØ Ù(° ,# . 2. 5 pÎ . Ù Ù'æ p (# Ø2/# - . /Ø 4 Û . .æ 2 ". - Í Â 7 Ø/ - ,ÙÎ 3 ÙÍ Ø - Ï ÎØ
6
ķĸĭŭŨė ŲŬ
ŪĔĘěšŨė Ċėĸŕŀ 566 ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ اﻟﻤﺮر ﺷﺎﻋﺮ اﻟﻨﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺠﺮيء واﺣﺪٌ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺸﻌﺒﻴﻴﻦ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات، أﺟﺎد ﻓﻲ اﻟﻐﺰل واﻟﻤﺪح واﻟﺸﻜﻮى وﻏﻴﺮﻫﺎ ،إﻻ أﻧﻪ ﺗﻔ ّﻮق ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﻟﻨﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. وﻫﻮ ﺷﺎﻋ ٌﺮ ﻣﻠﻬﻢ ،ﺳﺮﻳﻊ اﻟﺒﺪﻳﻬﺔ ،ﺣﺎﺿ ٌﺮ ﻟﻜﻞ أﻧﻮاع اﻟﻘﻮاﻓﻲ وﻛﻞ اﻷﻟﺤﺎن اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،ﻇﻠﻤﺘﻪ اﻷﻳﺎم ﻓﻠﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺣﻘﻪ اﻷدﺑﻲ -رﻏﻢ أﻧﻪ أﺣﺪ اﻟﻔﻄﺎﺣﻞ -وﻟﻌﻞ أﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﺬي ﻳﺨﻔﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﻘﺪ ﺑﻤﻬﺎرة ﺑﻴﻦ اﻷﺳﻄﺮ ،ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐ وراء ذﻟﻚ. ﻟﻮﺣﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻟﻠﻔﻨﺎن ﻫﺸﺎم ﻋﺪوان hishamadwan@hotmail.com
ğėĹĘĩŰǤė ŲŬ Ęƿ ŬĘŔ 43 ° % Ù ÛÂ. ] /Í Ð' Á. ¤Ø # ,$ Ø äÙµ' & Ø} '} % Ù Û " - . µ ´ # ),Â. -Ê Û´ (# Ù . ÙÊ# ( -$# ), +.
. - /( % Ê (# Á ± . !$ ( ÛÎ /# &/Ù$# ÐÙ æ . # # 0 ¦# & Øæ *¦+ , ' %Ã Í Û # Î ÙÉ æ ".p# Á ' ÛÂ p (# Ù # '2 #. ´. Û # 0Ô # *¦+ b . Ù#.p# . Ù(Ù$É2 . Ù # Ø £# 1$ 'pÊ
% Ù$£# 1# Ù (# Ð' Ù # / ±# ), '. '2 Î } " à Ï} !° 2. © Í ( (ÎÙ Û ~Ø Û£Ø # &/Ù# ¦, ÊØp # . Ù'3 2 ".p# 1 .
Û ( 2 . Û Ù # Ê 2 ) Î Ù Â Ø/ (# 1$ , Í. #.p#
71
şĘŜǠė ijĘƀĠķė
رﺣﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺮدوس اﻟﻤﻔﻘﻮد ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻘﺮأ أوﺻﺎف اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻓﻲ ﻣﺼﺎدر اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻷدب دون أن ﻳﺴﺘﺒﺪ ﺑﻪ اﻟﺸﻮق إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ اﻟﺴﺎﺣﺮة، واﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺟﻬﺎً ﻟﻮﺟﻪ ،وأن ﻳﺘﺮﺳﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻴﻬﺎ؟ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫُ ﻴﺊ ﻟﻲ أن أزور إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ زﻳﺎرﺗﻲ اﻷوﻟﻰ، ﻷﻗﻀﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻬﺮاً ﻛﺎﻣ ًﻼ ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﺻﻴﻒ اﻟﻌﺎم ُ أﻋﻤﻠﺖ ﻓﻜﺮي ﻓﻲ أن أﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﺎر 1986م، اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻟﺸﻬﺮ واﺣﺪ أن ﻳﺴﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﻬﺬه واﻟﺪﻳﺎر اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻣﺘﺮاﻣﻴﺔ اﻷﻃﺮاف، زاﺧﺮة ﺑﺎﻵﺛﺎر؟ ﻏﻴﺮ أن اﻟﻌﺰم ﻛﺎن ﻗﻮﻳﺎً ،وﺟﻌﻠﺖ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﺣﺘﻰ آﺧﺮ
Ï Ù,Í " pØ © Ð ÃÙ$¢ ¤Ù±# /( # # pÙ° # ÙÊ# %¸ ÛÂ Ú É2 . b 0/ ( Ê 2 . - ° Ù+  % } Ð' p, /#~Ø 2 Ú¦# "-$# -¹Ã " #.p# Ùã
' . -# )Ø # ²Ù # '/Ê' % ÙÂ/ . - ±Ù b *¦+ Û 1 ÎØ Ï} Ð (Ø 2 ÛÎ /# -'/Ù Ù( ÛÃ Í Ú¦# ÎÎ . Ï} µØ} !° 2.
¤Ù±# 1# -$# Ï¥ -# /ý(# ), 'pÊ' ÛÂ. %ã .æ ÐÙ Õ(# ê 0 ¦#
b ( # # ÛÎ /# &/Ù# Ù © Î# Ã Â .. " -$# -( " Ï Ù,Í " Ï $ Ð pØ
b % !$ ( Û # Ø # #.p$# ¥/(Í % Ã# '2 } pÉ. Û ~Ø ÐÙ æ . ' p Û # Ù#.p# ,±# Ð' pØp # *p Õ ' ¦+. .. /(Î# . / # '/Ê
Û à Ð' -$ (Ø '. ¥/(Î# ¦+ "/ p Ù#. , Ð' Ù¢æ Í.ê ÛÂ
Ð' pØp # ÐÙ ²Ø # . Ø ± # Ù(Î # . /(# . Í 'è -Ù / Ð . è # . ´ # ÌÙ( # è . Ð'æ Ì$ (# / ±# . %' & ã. Û ٠Π# ' ª Û # '/Ê(# Û+. Û ( 2 Ù Î# ! ( . ÐÙ(ÙÊ(# . ÐÙÎ /(# Ð
b . Ù(Î # . Î # ÌØ ÛÂ 'pÉ Ûµ(# ,# Ð(µ . Ø/Ê# 2 #. ,Ù$
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
5
ﺗ ﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ
ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻧﺎدي ﺗ ﺮاث اﻹﻣﺎرات
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
2014
ijĴŕŨė ğĘſŹġĭŬ ijĴŕŨė ŞũŬ 9 اﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ 43ﻋﺎﻣ ًﺎ ﻣﻦ اQﻧﺠﺎزات b b ,±Ù * ¥ 1Ê . ] ,ã Î } ¥. 'è ¤Ø Û p# ¢ '/Ø &1971 & Ð' ( Ø Ð' ÛÍ # p Ø
" %µÃ ] p . Ø . ]p . % $É 1$ /$Ê# -Ù p / &/Ø /, ^%Ù p b3Ù " Ù æ ¼ª Ø #. ¥/(Í ( } )# $# /'pÉ ]%Ù (# Î 1$ ± # pÊ . -$# Ê # . è /$
b 'b2.  Πμ . 1# #/ ] $ Ê# # " ' ÐÙ Ð . pØp 2 ' Û µ . ( , Ê
' Ð'© ÛÂ . ]%Ù (# ,É 1$ " # pÊ Ï (Øè + ( µ,Í. ]" # & } Ð' p# e. Ïp
© Íè ) /+ ]* 2. -ÃÙ / Ð (Ø 2 ' Ð # ] ª ' Ð' ) ' ÄÙ / © Ø Ð (Ø ¦ + .. #
. #¦f Û # /, # .
t tدوﻟﺔ اﻻﺗﺤﺎد ..إﻋﻼن ﺣﻠﻢ tﻣﻌﺎﺻﺮون ﻟﻤﺴﻴﺮة اﻻﺗﺤﺎد" :زاﻳﺪ" ّ وﻇﻒ اﻟﺘﺮاث ﺑﺎﻧﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺬي ﻧﻔﺎﺧﺮ ﺑﻪ
ﻓﻲ وأد اﻟﺼﺮاﻋﺎت وﺗﺄﻟﻴﻒ اﻟﻘﻠﻮب
t tاﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ ودوره ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻫﻮﻳﺔ اﻻﺗﺤﺎد "tﻓﻨﺠﺎن اﻟﻘﻬﻮة" اﻟﺬي ﻳﻌﺪل ﻣﺰاج اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺤﻜﻤﺘﻪ وﺗﺄﻟﻘﻪ tﻧﺪوة)ﺗﺮاث( ﺗﻮﺛﻖ Qﻧﺠﺎزات )اﻟﺒﺎﻧﻲ اﻟﺴﻠﻒ( و)اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺨﻠﻒ( ﺻﻮرة اﻟﺒﻄﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ اQﻣﺎراﺗﻲ
4
ėĸƀŬĘŤ
١٢ ص- ﺻﻮرة اﻟﻔﺎرس اﻟﻌﺮيب...
3
2014
ĸěŭĽſij 182 ijĴŕŨė
ójGR
fยฃย :ยกD* f0b~zD* ยฏ ยคย ย ย D*H ยฏbย jD* ย *v+(ยฐ* yP ย R 0 ยถ( N * ย ร <(ยฐ*H fAbย jย D vJ*5 ย + ย bย ย ~6 yCxE ยขย N ~6 4b:* ยฏ ย E xย ย D*H ย ร <( ยฐ*H fAbย jD* iยฐbยธ ยฏ ,yยฃU ย gOยด* fยฃย ย ย D* lbp+&ยฐ* ย bcย g~6* ยฏ ย NgcN =R 4N OyCxยด* Oย ย P ย R JO fยฃ+xย D*H P ร ~|gsยด* ย E ย ยฃย ยซ Oย JxA bGxT ย P JO ย &* vย + bGx~{ย D fC4b~{ยด* ยฏ ร c=*xD* ebSgย O D*H ร ย DU 'ยกยด* N 0 O ยฐ* ebp~8& * 9O ยกU ย JO x~{ย S D* ย ยกย ย O ย N ~{R JN ยคย JxE&* M4ยฐH2 7000H 5000 ร + rH*ร J bยฃDbE bย K ย cR E lbp+& N O }Jยกย gD* N U N vS Oยด fย /ร D*H f<bcย D*H ย ย P ร N R Oยด* R vP ย R ย N D* tJ4b- ย E i*ยก ย DU 'ยกยด*H yCxยด* ร + ยด*H y M ย N ~6 N zP ย R 1 ,
:โ ซุง๏ป ๏บธ๏บฎู ุทโ ฌ N * ย ~6ยกg .(รกรซร ยฐU 200h 150 ร + ยฅ&* ย P mR ยฒ U EO PebgN ย P DR * ย ยกย J t M,y)b/ ยขย < Pย ยก~|pย PD ย UvBO H&* ย O cR BN ย PE x P~{FO RvBN ย O ย ย D* ย N ยกย J ยฐ&S * t N fยฃย ยฃย ย - f~z~6'ยกE ยฏ oxT s-N P,2bย ~7 H&* fย ย U ย gยด* {E*ยกย D* H&* iยฐb@@0(ยฐ* o*42(b@ + bย .S ยกEO ย O ย ย D* ย N ยกย J ย &* t Mย ~|R AN ย U CO PfJbย F Nvย R +N ย /*xยด*H 42b~|ยดb+ fK <ยกcO ย R EN ย N ยกย - ย &*H Mfย ยฃ~84N H Mfย ยฃย ~6 fยฃ+x< Mfย N ย O +P ,O 2S bNยด* dN gN ย -O ย &* t ย < H&* yCxย ย D ร Hร ย D(ยฐ* vJร D* ร @ N R @<N ย ~6N xR -O H bJV ยกP ย N DO fK ppS ~|N EO H ย ยกย ~}ยด* vJร Db+ ย O ~6N xR JO nM EN vR EO 8xB ย Jx: ย O P~6xR JO t fยฃ+xย D* fย ย Db+ fย ย C 200 2Hv0 ยฏ ย ย ย ย D b~|K sS Nย EO d-bย D* O ย ยฃย pgD* f_ยฃG ย E rร ย ยด* ย Jvย gD* $N *x/(* d-bย D* ย ygย J t O S gN gN ~6N t P4*v~8(*H bย Pย ยฃยฃย -N H Pย bย <&ยฐ* fN ย /*xE fL ~|gยบ ย ยฃย ยซ fO _ยฃG ยถยก M bย PF&b~{+P ยค)bย P X F 4*xB
ย AU ยกOยด* ร *H yCxยดb+ fAbย jD* ,4*2(* ยชCGfCCkG* ยฃ*ยงCCยกCย G* ยจCย C< ~CCF|Cยบ* ย CEยงCH uCCย Cย ย - ยจC/|CM pยงCtgG*K mfCย 6*4zG* ย 8ยงCย ย I ย fCย 64(2ยถ
w w w.c m c . a e
ﺗ ﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻧﺎدي ﺗ ﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺪد -182دﻳﺴﻤﱪ 2014
ﻋﺎﻣ ًﺎ ﻣﻦ اQﻧﺠﺎزات »اﻟﻄﺎرج« ..ﻳﻔﻀﺢ اﻟﻤﺤﺐ وﻳﻘﺘﻞ اﻟﻌﺎﺷﻖ
اﻟ ﱰاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻌﻮﳌﺔ
ﻫﺰﻳﻤﺔ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون أﻣﺎم ﺗﻴﻤﻮرﻟﻨﻚ
اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮيب وﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻘﻴﻢ
اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﻗﺔ واﻟﺴﻴﺎرة ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎم دوﻟﺔ اﻻﺗﺤﺎد
ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺣﺮﻳﻒ اﻟﻤﺮر ﺷﺎﻋﺮ اﻟﻨﻘﺪ اﻻﺟﺘامﻋﻲ اﻟﺠﺮيء