ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ Sultan Bin Zayed Heritage Festival
ĴŻŵƸƸƸŁĝŤē ĚŝĖĔƸƸƸĹŨ 2018 ŽŘēĴŔŵĜŵřŤē
Photography Competition 2018
ﺷﺮوط ﻋﺎﻣﺔ: أن ﻻ ﻳﻘﻞ ﻃﻮل ﺿﻠﻊ اﻟﺼﻮرة ﻋﻦ 3000ﺑﻜﺴﻞ ،وﻻ ﺗﻘﻞ دﻗﺘﻬﺎ ﻋﻦ 300 إﻧﺶ /ﺑﻮﺻﺔ.و ﺗﺴﻠﻢ اﻟﺼﻮر ﺑﺼﻴﻐﺔ JPGأو TIFFﻋﻠﻰ ﻗﺮص ﻣﺮن. ﻳﻤﻨﻊ إﺿﺎﻓﺔ أﻳﺔ ﺣﺮوف رﻗﻤﻴﺔ أو ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻮرة وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺎﺋﻴﺔ. أن ﻻ ﺗﻜﻮن اﻟﺼﻮر اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻗﺪ ﻓﺎزت ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت ﺳﺎﺑﻘﺔ. ﻳﺤﻖ ﻟﻜﻞ ﻣﺸﺎرك اﻻﺷﺘﺮاك ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺻﻮر ﻛﺤﺪ أﻗﺼﻰ. ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﺻﻮر ﻣﻮﺿﻮع )ﻳﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺤﺎن( ﻣﻠﺘﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ. ﺗﻜﻮن اﻟﺼﻮر اﻟﻔﺎﺋﺰة ﻣﻠﻜ ًﺎ ﻟﻠﻨﺎدي وﻳﺤﻖ ﻟﻪ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻴﻬﺎ أﻣﺎ اﻟﺼﻮر اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻴﺤﻖ ﻟﻠﻨﺎدي اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮض ﺑﻌﺪ أﺧﺬ إذن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺼﻮرة.
اﻟﺠـﻮاﺋـﺰ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﺠﺎﺋﺰة ا وﻟﻰ اﻟﺠﺎﺋﺰة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺠﺎﺋﺰة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
www.swaihan.ae Email. swaihanphoto@gmail.com Tel. 02 5581 455
10,000 AED 7,000 AED 5,000 AED
1st. Prize 2nd. Prize 3rd. Prize
27.1.2018
PHOTOGRA PHY CO MP ET ITI
ON 2017 AN AIH SW
ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻮﻇﻔﻮ ﻧﺎدي ﺗﺮاث ا\ﻣﺎرات وﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ.
Winners
آﺧﺮ ﻣﻮﻋﺪ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ
ﻗﺮارات ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ وﻻ ﻳﺠﻮز اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ. ﻳﺠﺐ ﺗﻌﺒﺌﺔ اﺳﺘﻤﺎرة اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ وإرﻓﺎق ﺻﻮرة ﻣﻦ ﺟﻮاز اﻟﺴﻔﺮ وﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ..
Prizes
ğēĴĜ ęĵĴĖ
ŮƯŚƀŤƫřƹ ƩŚưŬƫř şźƌů ƾƟ ƾƟﻣﺘﺤﻒ اﻟﻠﻮﻓﺮ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺗﺘﻼﻗﻲ اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺎت اﻟﻨﻮر واﻟﻈﻼم ،اﻟﺼﺤﺮاء واﻟﺒﺤﺮ ،اﻷرض واﻟﺴﻤﺎء ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﻞ اﻟﻘﻴﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺔ، وﺳﻼم ،وﺗﺴﺎﻣﺢ ،وﺣﺐ ﻋﻤﺎرة ﻫﺬه اﻷرض. ﻳﺘﺠﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻣﺮو ًرا ﺑﺎﻟﺤﻀﺎرات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺒﺘﺪﺋﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،ﺗﺠﺴﺪت ﻓﻲ آﺛﺎر ﺣﺎول اﻟﺒﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ أن ﻳﺼﻮروا ﻋﻼﻗﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻮن ،أن ﻳﺠﻴﺒﻮا ﻋﻠﻰ أﺳﺌﻠﺔ وﺟﻮدﻳﺔ ﺣﻴﺮﺗﻬﻢ ،ﺷﻐﻠﺘﻬﻢ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺨﻠﻮد أﻳﻀﺎ؛ ﻟﻴﻤﺘﺪ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻴﻄﺎل ﺣﺘﻰ أدواﺗﻬﻢ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﻌﺎم واﻟﺸﺮاب .أﻟﻮاﺣﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﺸﻮﻫﺎ ،ﻣﺨﻄﻮﻃﺎﺗﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﻮﻫﺎ. ﻳﺘﻴﺢ اﻟﻤﺘﺤﻒ ﻟﻠﺰاﺋﺮ أن ﻳﻌﺒﺮ اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺎت اﻟﻤﺘﺤﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻗﺎﻋﺔ .إن ﻣﻦ ﻳﻘﻒ ﻓﻲ اﻟﻤﺘﺤﻒ ﻧﻬﺎرا ﺗﺴﺒﻎ روﺣﻪ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎل ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻮر اﻟﻤﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ،ﻣﻦ ﺧﻼل إﺑﺪاع ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻤﺒﻨﻰ ،اﻟﺬي ﻳﺠﺎور اﻟﺒﺤﺮ وﻳﺤﺎوره .ﻟﻜﻞ اﻣﺮئ، ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ،ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ روﻋﺔ اﻟﻤﻜﺎن وﻓﺨﺎﻣﺘﻪ، روﻋﺔ ﺗﻨﺜﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺮات ،ﻓﻲ اﻷﺟﺰاء اﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺮ ،أﻧﺸﻮدة اﻟﺘﺤﺎم اﻟﺒﺤﺮ ﺑﺎﻟﺼﺤﺮاء .ﻳﻤﺜﻞ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﻠﻮﻓﺮ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺣﺪﺛ ًﺎ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎ ﺑﻜﻞ اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ،ﻻ ﻟﻤﻜﺎﻧﺘﻪ وأﻫﻤﻴﺘﻪ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﺮﻛﺰا ً ﻟﺘﻼﻗﻲ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب ،ﻓﻲ دوﻟﺔ ﺗﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ؛ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﺴﻜﺎن اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﻟﺰﻳﺎرﺗﻪ ،واﻻﻃــﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺎﺋﺲ؛ ﻷن اﻹﻣــﺎرات ﺟﺴﺮ ﺗﻮاﺻﻞ وﺗﻌﺎﻳﺶ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب ،اﻟﺸﻤﺎل
130
ﻓﻲ ﺣﻀﺮة اﻟﺠﻤﺎل واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ
ƾƗƹŹżưƫř Ŷưů ŠưƏŚƟ ŵ @ ﻛﺎﺗﺒﺔ وﺑﺎﺣﺜﺔ ﻣﻦ ا ﻣﺎرات
واﻟﺠﻨﻮب ،ﺗﻮاﺻﻞ ﺣﻀﺎري ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت ،ﺣﻴﺚ ﻧﺮى ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻋﺎت اﻷوﻟﻰ ﻛﻴﻒ اﻧﺘﻘﻠﺖ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﺘﺼﻮرات ،ﻋﺒﺮ اﻷزﻣﻨﺔ واﻷﻣﻜﻨﺔ ،ﻟﺘﻨﻘﻞ ﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻮﺣﺪ اﻟﺒﺸﺮ وﻳﺠﻤﻌﻬﻢ ﻣﻦ أﻓﻜﺎر. ﻳﻀﺎف ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﻪ ﻣﺘﺤﻒ اﻟﻠﻮﻓﺮ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ اﻓﺘﺘﺎﺣﻪ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻤﺜﻞ ﻣﺤﺮﻛﺎً و راﻓﻌﺔ ﻟﻠﻨﺸﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻔﻨﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎ ،ﻣﻨﺒﻌﺎ ﻟﻺﻟﻬﺎم ﺑﻤﺎ ﻳﺒﺜﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻮس ﻣﻦ ﺣﺐ وﺟﻤﺎل ،وﻟﻤﺎ ﻳﻌﻘﺪه ﻣﻦ ﻧﺪوات وﻟﻘﺎءات و ورش ﻟﻠﻤﺨﺘﺼﻴﻦ وﻟﻠﻬﻮاة وﻟﻄﻼب اﻟﻤﺪارس؛ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺰز أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﻣﺮﻛﺰا ﻋﻠﻰ دورﻫﺎ .ﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﺒﺎل اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﺼﺮح اﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺰز اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎً واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص. ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ ﺣﻴﻦ ﻳﻐﺎدر اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺨﻴﻢ اﻟﺼﻤﺖ واﻟﻬﺪوءِ ،ﺑ ٓﻢ ﻳﻨﺎﺟﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﺒﺮ؟ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻬﺎﻣﺴﺎن ،وﻫﻤﺎ ﻳﺮﻳﺎن ﺟﻤﺎل اﻟﻔﻨﻮن و رﺣﻠﺔ اﻹﻧﺴﺎن
ęĴ ĴŠēIJIJŤē ĆĆ ęĴŠēIJŤē Ćŵń
ŠƿźƯƺƀƫř źŨƴƫř şŶǀƈƣ şŶǀƈƣاﻟﻨﺜﺮ ﺷﻜﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻹﻋﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻷم ،ﻟﻘﺪ ﻛُ ِﺘﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺒﺪﺋﻲ ،اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺨﻴﺎﻟﻲ ،أﻋﻨﻲ زﻣﻦ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ،ﺣﻴﻦ ﻇﻬﺮت ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﺻﺎرت ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻷم أو اﻟﺮﺣﻢ ،وﺑﺬا ﺗﺤ ّﺮك اﻟﻔﻜﺮ ﻣﺘﺤﺮ ًرا ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﻴﺪ وﻓﺮض ،وأﻧﺘﺞ اﻟﻌﺮاﻗﺔ ،ﻓﺘﺠﺬّرت ﺣﻀﺎرة اﻟﺮاﻓﺪﻳﻦ. ﻗﺼﻴﺪة اﻟﻨﺜﺮ ﻟﻴﺴﺖ دﺧﻴﻠﺔ ،إﻧﻬﺎ روﺣﻨﺎ اﻟﺒﻌﻴﺪة ،ﺗﻤﺲ أﻋﻤﺎﻗﻨﺎ اﻟﻘﺼ ّﻴﺔ واﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻀﻤﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺗﺘﻮﻏﻞ ﻓﻲ اﻟﻜﻮن اﻟﻌﻤﻴﻖ اﻟﺬي ﻓﻲ داﺧﻠﻨﺎ ..ﺗﻤﺎ ًﻣﺎ ﻣﺜﻞ أﺳﺎﻃﻴﺮ ﺳﻮﻣﺮ .ﻫﻲ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻻزاﻟﺖ ﻣﺤﺘﺪﻣﺔ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ واﻟﺤﻔﺮ واﻟﺘﻨﺒﺆ وﺧﻠﻖ اﻟﻤﺠﻬﻮل واﻟــﺮؤى اﻟﻐﺎﺋﺒﺔ .ﻫﻲ اﻟﻌﺒﻮر ،ﺗﺮﻛﺖ ﻓﺮاﻏﺎت ﺗﻤﻠﻴﻬﺎ اﻷﺟﻴﺎل ،ﻓﻨﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﻋﺒﻮر اﻷزﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺮ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻣﻨﺬ آﻻف اﻟﺴﻨﻴﻦ ،ﻣﺘﺪﻓﻘﺔ ﺑﺎﻟﺮؤى اﻟﻐﺎﺋﺒﺔ واﻟﺴﺆال اﻟﺤﻠﻤﻲ ،ﺟﺮﻳﺌﺔ ،ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻛُﺘﺒِﺖ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻜﺎﻧﺔ ﻟﻠﺼﻤﺖ واﻟﺘﺄﻣﻞ واﻟﺘﻴﻪ ،ﺗﺘﺪﻓﻖ وﺗﺨﺮق اﻟﻌﺎدي واﻟﻤﺄﻟﻮف ،ﻣﻦ ﺣﻘﻬﺎ أن ﺗﺘﻤﺮد وﺗﻄﺎﻟﺐ اﻟﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻮﺟﻮد ،ﻫﻲ اﻷﺳﺒﻖ وﻟﻬﺎ ﺟﺬور اﻟﺒﺪاﻳﺎت، ﻫﻲ أرض ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﺤﻔﻆ رﻃﻮﺑﺘﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ اﻟﺒﺬور اﻟﺠﺎﻫﺰة ﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻧﺨﻴﻼ وأﻧﻬﺎ ًرا وﻛﻼ ًﻣﺎ ﻣﺨﺒﻮ ًء ﻓﻲ ﺧﺰاﺋﻦ اﻟﺤﺠﺮ ،ﻫﻲ اﻟﻨﻘﺶ ﺗﺸﺘﻌﻞ ً اﻟﺒﺪاﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺪران اﻟﻜﻬﻮف واﻟﻤﻐﺎرات ،ﻛﻼم اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺬي أرﺧﻰ ﺟﻨﺎﺣﻴﻪ ﻋﻠﻰ دﻟﻤﻮن ﺑﻌﺪ أن اﺻﻔ ّﺮا ﻣﻦ ﻋﺼﻒ اﻟﻄﻮﻓﺎن ،إﻧﻬﺎ ﻋﻄﺶ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﻟﺴﺮب اﻟﻨﺤﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﻊ ﻧﺨﻴﻞ ﺳﻮﻣﺮ .ﻫﻲ اﻟﺘﻌﺐ اﻷول ،ﺗﻤﻴﻤﺔ اﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ اﻟﺮوﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺑﺪ اﻵﻟﻬﺔ ،ﺗﺴﺎﺑﻴﺢ رواﻓﺪ ﻧﻬﺮي دﺟﻠﺔ واﻟﻔﺮات .اﻧﺒﻌﺜﺖ ﺣ ّﺮة ﻣﻦ ﺳﻮﻣﺮ ،ﺗﺘﺤﺪى ﻧﺪاءات اﻟﺮﻓﺾ واﻻدﻋﺎءات اﻟﻤﺘﻌﺼﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻧﻮ إﻟﻰ ﺗﻜﺴﻴﺮ أﺣﻘﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ
ƽŹƺƈƴưƫř şƺƫƺƫ ƺƈƴ ƺƈ ƈ ƺƫƫƺ ƫƺƫ ƺƫ @ رواﺋﻴﺔ ﻣﻦ ا ﻣﺎرات
اﻟﻮﻻدة اﻟﻤﺘﺠﺪدة ،وﺑﻌﺚ روح اﻟﺸﻌﺮ اﻷزﻟﻲ وﻣﺤﺎوﻻت إﺛﺒﺎت ﻗﻮة ﻋﻮدﻫﺎ اﻷﺑﺪي .ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ُوﻟِﺪت ﻗﺼﻴﺪة اﻟﻨﺜﺮ روﺣﻴﺔ ،أي أﻧﻬﺎ ُوﻟﺪت ﻛﺘﺎﺑ ًﻴﺎ وﻟﻢ ﺗﻮﻟﺪ ﺷﻔﻮﻳﺔ ،اﺣﺘﻮﺗﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﺎت اﻟﺼﻤﺖ اﻟﺒﻴﻀﺎء ،ﻷﻧﻬﺎ ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ ،ﻫﺎدﺋﺔ ،ﻟﻬﺎ ﻏﻮاﻳﺔ اﻟﺘﺄﻣﻞ اﻟﺼﺎﻣﺖ واﻟﺪﻫﺸﺔ ،وﻟﻴﺴﺖ ﺟﺴﺪﻳﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻛﺎﻟﺸﻌﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻔﺎه ،إﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ دواﺧﻠﻚ أﻧﺖ ،أﻋﻤﺎق ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﺮوح .وﻫﻞ ﺗﺴ َﻤﻊ ُ اﻟﺮوح؟ إﻧﻬﺎ وﺟﻮد ﻣﺴﺘﻘﻞ ،ﻗﺼﺮ اﻟﻤﺘﺎﻫﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻔﻬﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺠﻨﺎﺑﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ أن ﻳﺒﺪأ ﻣﻦ أي ﻣﺪﺧﻞ ﻳﺸﺎء ،ﻳﻌﺮف ﻣﺴﺒﻘًﺎ وذﻫﻨ ًﻴﺎ :ﺣﺠﻢ اﻟﻜﺘﻠﺔ /ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻘﺼﺮ /واﻟﺨﻴﻂ اﻟﻤﻴﺜﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻓﻲ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ،اﻟﺬي أﻋﻄﺘﻪ أرﻳﺎن إﻟﻰ ﺛﻴﺴﺒﻮس ،ﺣﺘﻰ ﻇﻞ ﻳﺘﺘﺒﻌﻪ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﻳﺨﺮﺟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺎﻫﺔ. ﻗﺼﻴﺪة اﻟﻨﺜﺮ ﻫﻲ اﻟﻤﺘﺎﻫﺔ ،واﻟﺒﺪاﻳﺔ ،وﺧﻴﻂ اﻟﻌﻮدة. وﻫﻲ اﻟﻘﻮة اﻟﻔﻮﺿﻮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻔﻬﺎ ﺳﻮزان ﺑﺮﻧﺎر )ﻗﻮة ﻫﺪاﻣﺔ ﺗﻄﻤﺢ إﻟﻰ ﻧﻔﻲ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻤﻮﺟﻮدة ،ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ،ﻫﻲ ﻗﻮة ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺑﻨﺎء ﻛﻞ ﺷﻲء ﺷﻌﺮي( .وﻫﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ادﻣﻮﻧﺪ ﺟﺎﻟﻮ )ﻗﻄﻌﺔ ﻛﺮﻳﺴﺘﺎل ﻳﺘﻼﻋﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ اﻧﻌﻜﺎس ﻣﺨﺘﻠﻒ(، وﻫﻲ )ﻣــﺎدة ﺟﺎﻫﺰة وﻟﻴﺴﺖ ﻋﺎرﺿﺔ ﻣﺠﻮﻫﺮاﺗﻲ( ﻋﻨﺪ ﻣﺎﻛﺲ ﺟﺎﻛﻮب ،اﻟﺬي ﻳﻀﻴﻒ ﻓﻲ ﺗﺘﺒﻌﻪ ،واﺻﻔًﺎ إﻳﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺬات واﻻﺳﺘﺜﻨﺎء: )ﻋﻠﻰ ﻗﺼﻴﺪة اﻟﻨﺜﺮ أن ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ أي ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻓﻼ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ ﺷﻲء آﺧﺮ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ،ﻗﺼﻴﺪة اﻟﻨﺜﺮ ﻻ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺨﻠﻖ ﺷﻲء ﺳﻮى ذاﺗﻬﺎ ﻫﻲ(. وﻣﺎ أﺟﻤﻞ اﻟﻮﺻﻒ اﻟﻐﺮاﺋﺒﻲ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻨﺠﺎن ،ﺣﻴﻦ وﺿﻊ ﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻨﺜﺮ ﺳﻤﺎ ًء ﺣﺮة ،ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﺷﺎﻗﺔ ،ﺗﺮزﻗﻚ اﻟﻌﺬاب واﻟﻜﺂﺑﺔ اﻟﻠﺬﻳﺬة ،وﻻ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﻧﻮاﻳﺎ اﻻﺳﺘﺴﻬﺎل ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ) :ﻛﻦ أﻋﻤﻰ ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻳﺪﻳﻪ اﻟﻤﻘﻄﻮﻋﺘﻴﻦ .وﺳﺘﺼﻞ(
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
129
İŀĴŨ
ﻟ ﺳﻒ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻳﺘﻴﻢ ﺑﻴﻦ أﺑﻨﺎﺋﻪ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻨﺎول ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻠﻮم ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻢ اﻟﺒﻴﻦ أن ﻧﺴﻘﻂ ﻣﻨﻪ ﺣﻠﻘﺎت ﻣﻬﻤﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻲ ﺷﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ا>ﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻴﺠﺐ ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺗﻬﻢ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر اﻟﻌﻠﻮم
ﺑﺪﻋﻢ ﺟﻬﺎت دوﻟﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ،وﻳﻤﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﻜﺎن ﺑﺪﻗﺔ ﺗﺤﻮﻳﻠﻪ إﻟﻰ ﻣﺰار ﺳﻴﺎﺣﻲ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻬﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي أﺛﺮ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺴﺘﻜﻤﻼ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﺑﻦ اﻟﻬﻴﺜﻢ» :وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ً اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .وأﺿﺎف أن ﻛﺘﺎﺑﻪ )اﻟﻤﻨﺎﻇﺮ( ﺳﺎﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﻇﻮاﻫﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻛﻈﺎﻫﺮة ﻗﻮس ﻗﺰح ،واﻟﻤﺮاﻳﺎ ،واﻧﻌﻜﺎس اﻟﻀﻮء إﻻ أن ﺑﻪ أﺟﺰاء ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ،وأﻧﺎ أوﺻﻲ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺮاث ،وﻳﻤﻜﻦ إﻧﺸﺎء اﺗﺤﺎد ﻋﺮﺑﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﻠﻤﻲ وﻧﺸﺮه«. ÷ŒńŀĬĿí ŒûíĎøĿí ĚňĿí ôńÿĎ
اﺳﺘﻌﺎن اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺸﻴﺦ ﺑﺘﺠﺮﺑﺘﻪ ﻋﻦ ﻧﻘﻞ ﻛﺘﺎب »اﻟﻤﻨﺼﻮري« ﻟﻠﺮازي ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﻨﺺ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،إذ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻓﻰ أواﺧﺮ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت ﺣﻴﻦ ﺷﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﻣﻮﻧﺒﻴﻠﻴﻪ ﻣﺨﻄﻮﻃًﺎ ﻷﺣﺪ اﻟﻜﺘﺐ اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ اﻧﺠﺬاﺑﻪ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت .وأﺿﺎف» :أﻧﺠﺰت ﻛﺘﺎﺑﺎً ﺟﺎﻫﺰا ً ﻟﻠﻄﺒﻊ ﻋﻦ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﻠﻮرﻧﺴﺎ ،ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺎت اﻟﺮوﻣﻨﺴﻴﺔ ،وﻣﻦ أﻫﻤﻬﺎ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ واﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ واﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ«. وﺣﻮل ﻗﺼﺘﻪ ﻣﻊ ﻣﺨﻄﻮط )اﻟﻤﻨﺼﻮرى( ﻗﺎل» :ﻓﻲ ﻋﺎم 1999ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻰ أﺣﺪ رؤﺳﺎء اﻟﻤﻌﺎﻫﺪ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﺈﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ رﺳﻤﻲ
ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻨﺪوة
128
ﺗﻮﺻﻴﺔ ﺑﺈﻧﺸﺎء اﺗﺤﺎد ﻋﺮﺑﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﻠﻤﻲ وﻧﺸﺮه
ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﺳﺲ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻟﻲ ،وﺑﻌﺪ أن ﺣﺼﺮت ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻧﺴﺦ ﻟﻤﺨﻄﻮط اﻟﻨﺺ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﻟﻺﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ،وﺑﻌﺪ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺟﺪت أن ﺛﻼﺛﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﻫﻲ اﻟﻤﺘﻘﺎرﺑﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ، ﺛﻢ ﺑﺪأت ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ودراﺳﺔ اﻷﺻﻞ اﻟﻼﺗﻴﻨﻲ ﻟﻠﻤﺨﻄﻮط واﻟﻤﻨﻘﻮل ﻋﻦ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺛﻢ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ اﻟﻤﺨﻄﻮط اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷﺻﻠﻲ اﻟﺬي اﻋﺘﻤﺪت ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻓﻠﻢ أﺟﺪه ،وأﺻﺒﺢ اﻟﺤﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ أﻣﺎﻣﻲ أن أﺿﻊ أﻣﺎﻣﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﺑﺎﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ،وﺑﺠﻮارﻫﺎ ﻛﻞ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﺑﺪأت ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ )اﻟﻤﻨﺼﻮرى( ﻟﻸوروﺑﻴﻴﻦ، ﻓﺄوﺿﺤﺖ أن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻫﻮ اﻷﻣﻴﺮ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﻤﻨﺼﻮر اﻟﺬي أﻫﺪى ﻟﻪ اﻟﺮازى ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب« واﺿﺎف» :وﺗﻤﺜﻠﺖ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ أن اﻟﻨﺺ اﻟﺬي اﻋﺘﻤﺪت ﻋﻠﻴﻪ اﺑﺘﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻋﻦ اﻟﻨﺺ اﻟﻼﺗﻴﻨﻲ ﻛﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﻋﻨﺪي ،ﺣﻴﺚ وﺟﺪت أن ﻣﻦ ﻗﺎم ﺑﺠﻤﻊ ﻫﺬه اﻟﻤﺎدة ﻛﺎن ﻳﻬﺪف إﻟﻰ إﻋﺪاد ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﻓﻜﺎن ﻳﺴﺘﻜﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﻛﺘﺐ اﻟﻄﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﺜﻞ )اﻟﺤﺎوي( ﻟﻠﺮازي ،و)اﻷﻏﺬﻳﺔ واﻷدوﻳﺔ( ﻹﺳﺤﻖ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﺘﺮﺟﻤﺎً إﻟﻰ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ اﻛﺘﺸﻔﺖ أﻧﻪ اﻋﺘﻤﺪ أﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﺮﺟﻤﺔ إﻟﻰ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ. واﻟﺨﻼﺻﺔ أن ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ إﻻ ﺑﺪراﺳﺔ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺪﻗﺔ ﺷﺪﻳﺪة ،وﻳﺤﺘﺎج ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻹﻟﻤﺎم ﺑﻜﻞ اﻟﻠﻐﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺒﺮت ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺺ«
اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻓﻌﻨﺪﻧﺎ ﺗﺮاث اﻟﻔﻜﺮ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻷوﻋﻴﺔ واﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺠﻠﺘﻪ ،وﺗﺮاث اﻟﻨﺺ ،وﻫﻮ ﻣﻬﻢ ﺟﺪا ً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪا ً ﻷﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﺗﻮاﻟﺪت ﻫﺬه اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت واﻟﺘﺎرﻳﺦ«. ŒńŀĬĿí ŒûíĎøĿí ĚňĿí ôŔěŎĜć
ﺗﺤﺪث اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺣﻤﺪ ﻓﺆاد ﺑﺎﺷﺎ ،ﻋﻦ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺮاث ،ﻓﻘﺎل: »ﻳﺠﺐ أن ﻧﻌﺘﺰ ﺑﺘﺮاﺛﻨﺎ ،وﻧﻌﻴﺪ ﻗﺮاءﺗﻪ ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻌﺼﺮ« وأﺿﺎف» :ﻓﻲ رأﻳﻲ أن ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺮاث ﻻ ﻳﻜﺘﻤﻞ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ،ﻓﺘﻜﺘﻤﻞ ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻫﺬا اﻟﻔﻜﺮ وﻳﻌﺮض ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ ﺑﻠﻐﺘﻪ ،وإﻻ ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻧﺘﺤﺎور ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻨﺎ ،وﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث ﻷﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻓﻜﺮي ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻳﺠﺎﺑﻪ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﻜﻞ إﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺗﻪ ،وﻳﻄﺮح ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻛﺒﺮى ﻃﺮﺣﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،وﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻔﻴﺪﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺿﺮ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،وﺳﺒﻘﻨﺎ ﻓﻲ اﻻﻟﺘﻔﺎت إﻟﻴﻬﺎ أﺳﺎﺗﺬة ﻋﻈﺎم ﻣﺜﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻫﺎرون وﻏﻴﺮه ،ودراﺳﺎﺗﻬﻢ ﻣﻬﺪت ﻟﻮﺟﻮد ﻋﻠﻢ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺮاث ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺒﺮة اﻟﺬاﺗﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻻ زال ﻋﻠﻢ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺮاث ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺟﻬﺪ ﻹرﺳﺎء ﻗﻮاﻋﺪه واﻻﻟﺘﺰام ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺗﻌﺪد اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﻟﻠﻨﺺ ،ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻫﺬا
ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺿﺮورﻳﺎً أﺣﻴﺎﻧﺎً إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﻜﻮن ﻣﻀﻴﻌﺔ ﻟﻠﻮﻗﺖ واﻟﺠﻬﺪ واﻟﻤﺎل« .وﻗﺎل ﺑﺎﺷﺎ» :ﻳﺨﻀﻊ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺮاث ﻟﻤﻨﻬﺞ ﻣﻌﻴﻦ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻤﺨﻄﻮط وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ وﺗﻘﻴﻴﻤﻪ واﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺨﻪ وﻣﻘﺎﺑﻼﺗﻬﺎ ،واﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻮﺑﺎﺗﻪ واﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ ،واﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺺ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻰ إﺛﺒﺎت اﻷﺻﻮب ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺴﺦ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺘﻦ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻔﺮوق ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮة ،أﻣﺎ اﻟﻔﺮوق اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻳﺸﺘﺮط ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻪ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ أو ﻟﺪﻳﻪ ﺗﻮاﺻﻞ ﻣﻊ أﻫﻞ اﻻﺧﺘﺼﺎص ،ﻷﻧﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻧﺮﻳﺪ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻨﺺ ﻛﻤﺎ وﺿﻌﻪ ﻣﺆﻟﻔﻪ ،وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻧﺠﺎﻓﻲ اﻟﺼﻮاب ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻧﺺ ﻋﻠﻤﻲ ﺳﻠﻴﻢ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺤﻘﻖ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﺴﻠﺤﺎً ﺑﻌﺪة أدوات ﻓﻤﺜﻼً ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻠﻤﺎً ﺑﺤﺴﺎب »اﻟ ُﺠ ﱠﻤﻞ« ﻷﻧﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﻤﻴﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻷﻋﺪاد اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﺟﺪاول اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت اﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺒﺪل ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﺮوف اﻷﻟﻔﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﺄرﻗﺎم، وﻗﺪ ﺑﺮع أﺟﺪادﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺎب ﺣﺘﻰ أﻧﻬﻢ ﻛﺘﺒﻮا ﺑﻪ ﺷﻌﺮا ً ،ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ اﻹﻟﻤﺎم ﺑﻮﺣﺪات اﻟﻘﻴﺎس اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﻌﺼﻮر«. ŁŎŀĬĿí ôēíčĊĿ ľćĊńĻ ŒńŀĬĿí ùíĎøĿí
وأﺷﺎر اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺣﻤﺪ ﻓﺆاد ﺑﺎﺷﺎ إﻟﻰ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻛﻤﺪﺧﻞ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻮم ،وﻗﺎل» :ﻟﻸﺳﻒ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻳﺘﻴﻢ ﺑﻴﻦ أﺑﻨﺎﺋﻪ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻨﺎول ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻠﻮم ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻢ اﻟﺒﻴﻦ أن ﻧﺴﻘﻂ ﻣﻨﻪ ﺣﻠﻘﺎت ﻣﻬﻤﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻲ ﺷﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻴﺠﺐ ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺗﻬﻢ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر اﻟﻌﻠﻮم وﻳﺠﺐ أن ﻧﻔﺨﺮ ﺑﻬﺎ وﻳﻔﺨﺮ ﺑﻬﺎ ﻃﻼﺑﻨﺎ ،وﻳﺠﺐ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ أن ﻧﺄﺧﺬ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻋﻦ اﻟﻐﺮب اﻵن ﻛﻤﺎ أﺧﺬوﻫﺎ ﻫﻢ ﻋﻨﺎ ﻗﺪﻳﻤﺎً« .واﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﺎﺷﺎ ﺑﺘﺠﺎرﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻓﺄﺷﺎر إﻟﻰ أﻧﻪ ﺧﻼل ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻟﻜﺘﺎب )اﻟﺠﻮﻫﺮﺗﻴﻦ اﻟﻌﺘﻴﻘﺘﻴﻦ( ﻟﻠﺤﺴﻦ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اﻟﻬﻤﺪاﻧﻲ اﻛﺘﺸﻒ أﻧﻪ ﺗﺤﺪث ﻓﻴﻪ وﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﻦ ﻓﻜﺮة اﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ اﻷرﺿﻴﺔ .أﻣﺎ اﻟﻤﺜﺎل اﻵﺧﺮ ﻓﻬﻮ ﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺒﺼﺮﻳﺎت اﻟﺮاﺋﺪ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ اﻟﻬﻴﺜﻢ» ،واﻟﺬى –واﻟﻜﻼم ﻟﺒﺎﺷﺎ -ﻻ ﻧﻌﻄﻴﻪ ﺣﻖ ﻗﺪره ،ﻓﻴﻜﻔﻰ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺟﺢ وﻓﺎﺗﻪ ودﻓﻨﻪ ﺑﻤﺼﺮ إﻻ أﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺮﺳﻞ ﺑﻌﺜﺎت أﺛﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻟﺘﻨﻘﺐ ﻋﻦ ﻣﻜﺎن دﻓﻨﻪ ،وﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻹﺳﺘﻌﺎﻧﺔ
ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺮاث ﻻ ﻳﻜﺘﻤﻞ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ،ﻓﺘﻜﺘﻤﻞ ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻫﺬا اﻟﻔﻜﺮ وﻳﻌﺮض ﻋﻠﻰ اIﺧﺮ ﺑﻠﻐﺘﻪ ،وإﻻ ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻧﺘﺤﺎور ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻨﺎ ،وﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث Oﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻓﻜﺮي ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اOوﻟﻰ ﻳﺠﺎﺑﻪ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﻜﻞ إﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺗﻪ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
127
İŀĴŨ
ﻓﻲ ﻧﺪوة ﻧﻈﻤﻬﺎ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة
ƾŝźƗ ŵŚŰţř ŌŚƄƳŔŝ ŠǀƇƺţ ƵźƄƳƹ ƾưƬƘƫř ťřźŤƫř ƢǀƤŰŤƫ ņœĊñîĬĿí ņœď ĊńĄŃ óĎŋîĸĿí
ijŵĹĥŤē ŞŻĴň ŮŐ ęĴšėũŤē ĔŲĝŅŲŬ ŦĨēĴŨ ŽŘ ĚżĖĴŕŤē ĔŭŭšŤ ĚżŨǙĸǞē ęijĔŅĩŤē ŮżĖŴ ĔŲŭżĖ ěİĝŨē ŽĝŤē ĚżŘĔŝġŤē
ĔŭŨĔũĝűē ŪōőŨ ĶŠĴĜŴ ȕŪżōőŤē ğēĴĝŤē ēIJű Ĕŭťũűĉ ĔűijĔűįĵē ģŴĉ ŽŘ ĚżŨǙĸǞē ĚżĖĴőŤē ęijĔŅĩŤē ĞĥĝŬĉ ƻ ƻ ŮżĖ ĚżũťőŤē ĚżĠēĴĝŤē ĿŵŁŭŤē ţŵĨ ŽŭŻİŤē ğēĴĝŤē ŹťŐ ŗǘć ųŭŨ ĞżŝĖ ȕěǘĔĥũŤē ŚťĝĭŨ ŽŘ ǙĐĔű ĔżũťŐ ĔĠēĴĜ ƻ İŲőŨ ĔŲũōŬ ŽĝŤē ęŴİŭŤē ůIJű ěİŝŐ ĚũĤĴĝŤēŴ ŞżŝĩĝŤē ěĔđżŲŤēŴ ěĔėĝšũŤē ŮżĖ ĞŐĵŵĜ ěĔňŵʼnĭũŤēŴ ĘĝšŤē ĚżĖĴőŤē ĚũōŭũťŤ ŒĖĔĝŤē ȕęĴűĔŝŤĔĖ ĚżĖĴőŤē ěĔňŵʼnĭũŤē ěĔ໫ēŴ ĚżŭżĜǙŤē Ě໫ ĔŲŭŨ ĴżġšŤē ŪĤĴĜŴ ȕĚżũŤĔőŤē ŧŵťőŤēŴ ĚŘĔŝġŤēŴ ĚżĖĴĝťŤ ęijĔŅĩŤē ųŭŨ ěįĔřĝĸē ŽŬĔĹŬǞē ğēĴĝŤē ēIJűŴ ĚżĖŴijŴǜē
أدار اﻟﻨﺪوة ﻣﺪﻳﺮ اﻟﻤﻌﻬﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻓﻴﺼﻞ اﻟﺤﻔﻴﺎن ،وﺷﺎرك ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺠﻠﻴﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺣﻤﺪ ﻓﺆاد ﺑﺎﺷﺎ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻤﺘﻔﺮغ ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة وﻋﻀﻮ ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،واﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺸﻴﺦ أﺳﺘﺎذ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺼﻮص ﺑﻔﻠﻮرﻧﺴﺎ ﺑﺈﻳﻄﺎﻟﻴﺎ. ŒńŀĬĿí ŒûíĎøĿí ĚňĿí õîŔĿîļėç
ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟﻠﻨﺪوة أﺷﺎر اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻓﻴﺼﻞ اﻟﺤﻔﻴﺎن إﻟﻰ أن ﻓﻜﺮﺗﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺗﺘﺮﻛﺰ ﺣﻮل ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﺎول ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﻟﻐﺎت أﺧﺮى .وﻗﺎل» :ﻧﺤﻦ ﻟﺪﻳﻨﺎ أﺻﻼً ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻊ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ اﻟﻨﺺ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﺺ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺬى ﻫﻮ أﺷﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ؟« وأﺿﺎف» :ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﻓﻲ أن اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﻠﻤﻰ ﺗﺮاث ﻧﺨﺒﻮى أﺻﻼً ،وﻟﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮن ﻧﺴﺨﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎً أﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻷﺧﺮى ،واﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﻮاﺷﻲ اﻟﻨﺴﺦ ﺗﻜﻮن أﻳﻀﺎً ﻗﻠﻴﻠﺔ ،وأﺧﻄﺎء اﻟﻨﺴﺎخ ﻛﺜﻴﺮة ﻷن اﻟﻨﺎﺳﺦ ﻣﺠﺮد ﻛﺎﺗﺐ ،وﻫﻨﺎك رﻣﻮز وﻣﺼﻄﻠﺤﺎت وﻗﻀﺎﻳﺎ أﺧﺮى ﺗﺆدي ﻟﻠﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺒﺎس«. وأﻛﺪ اﻟﺤﻔﻴﺎن ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﻮ أﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳُﺜﺎﻗﻒ ﺑﻪ اﻟﻴﻮم ،ﻷﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺬى ﻳﻬﻢ اﻵﺧﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻬﻤﻪ اﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎت اﻷﺧﺮى ﻟﻠﺘﺮاث .وﻗﺎل» :ﻳﺠﺐ أن ﻧﻨﻈﺮ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻦ زاوﻳﺘﻴﻦ ﻷن ﻫﻨﺎك ﺣﺮﻛﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺐ
126
ﺗﻮﺻﻴﺔ ﺑﺈﻧﺸﺎء اﺗﺤﺎد ﻋﺮﺑﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﻠﻤﻲ وﻧﺸﺮه
»اﻟﻠﻮﻓﺮ« ،اﺳﻤﻪ »اﻟﺤﻮرﻳﺔ واﻟﻌﻘﺮب«. ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ اﻟﻤﺘﺤﻒ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ ،ﻓﻔﻴﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﺎدرة ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺴﺎﻋﺎت ،واﻷﺳﻠﺤﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ƽŶƿƺƀƫř Ŷưůŏ ŶưŰƯ اﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎت اﻟﻤﺘﺤﻔﻴﺔ اﻷﺧﺮى. @ﺷﺎﻋﺮ وﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ ا ﻣﺎرات وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﻓّﺮه ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ واﻟﻔﺮﻳﺪة ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل واﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎت ،إﻻ أﻧّﻨﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺗﺮددت ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻤﻞ رأﻳﺘﻪ ﻓﻲ زﻳﺎرﺗﻲ اﻷوﻟﻰ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ،وﻻ زﻟﺖ أﺗﻮق ﻟﺮؤﻳﺘﻪ ﻛﻠﻤﺎ زرت اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،إﻧّﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ اﻟﻤﺘﺤﻒ ذاﺗﻪ وﻗﺪ ﺗ ّﻢ ﺗﻘﻄﻴﺮه ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺔ واﺣﺪة ،أو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻓﻨﺎن ﻣﻌﺎﺻﺮ ﻟﺪاﻓﻨﺸﻲ اﺳﻤﻪ »ﺑﻴﺮو دل ﺑﻮﻻﻟﻴﻮ« -ﻋﺎش أ ّن اﻟﺠﻤﺎل ﺟﺮى ﺗﻜﺜﻴﻔﻪ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ رﺳﻤﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ )1443و ،(1496واﻟﻠﻮﺣﺔ ﺗﻤﺜّﻞ ﺻﻮرة ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻟﻔﺘﺎة ،أو»ﺑﻮرﺗﺮﻳﻪ« ﻻﻣﺮأ ٍة ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ،وﺗﺄﺧﺬﻧﻲ اﻟﺮﻳﺒﺔ ﻓﻲ أ ّن اﻟﺴ ّﻴﺪة اﻟﻤﺠﻬﻮﻟﺔ ﺑﺨﻴﻠﺔ ﻛﺬﻟﻚ ،ﺑﺨﻴﻠﺔ ﻟﺤ ّﺪ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴ ّﺪد ﺛﻤﻦ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻟـ »ﺑﻴﺮو« ﻓﻈﻠّﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻤﺠﻬﻮل. أﻣﺎ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻠﺆﻟﺆي اﻟﺬي ﺗﺰدان ﺑﻪ ﺿﻔﺎﺋﺮﻫﺎ وﺟﻴﺪﻫﺎ ﻓﻜﻠﻤﺎ رﻣﻘﺘﻪ ﺗﺴﺘﺠﻤﻊ اﻟﺤﺴﺮة أﻃﺮاﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺪري ﻗﺒﻞ أن أﻃﻠﻘﻬﺎ زﻓﻴﺮا ً ﻃﻮﻳﻼً ،ﻓﺄﻗﻮل رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻷﺳﻼﻓﻲ ﻳ ٌﺪ ﻓﻴﻪ ،ﺑﻞ اﻟﻴﺪ اﻟﻄﻮﻟﻰ ،وﻟﻌﻠﻬﻢ اﻧﺘﺨﺒﻮا ﻟﻬﺬه اﻟﺴﻴّﺪة اﻟﻔﻠﻮرﻧﺴ ّﻴﺔ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﺣﺒﺎت ﻋﻘﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻴﺠﻬﻢ اﻷزرق ،ﺷﻬﻮ ٌر ﻣﻦ اﻟﻜﺪح اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ اﻷﺟﺴﺎد ﺧﻴﻄﻴّﺔ وﺿﺎﻣﺮة ،ﻳﺴﺘﻴﻘﻈﻮن ﻓﺠﺮا ً ،وﻻ ﻳﻨﻘﻄﻌﻮن ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﻘﺔ اﻟﻤﺎء ﺣﺘﻰ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ ،وﻳﺘﻌﻠﻠﻮن ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم ﺑﺄﻗﻠﻪ ،ﻓﻼ ﺗﺪﺧﻞ ﺟﻮﻓﻬﻢ ﺳﻮى ٍ ﺣﺒﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺮ وﺑﻌﺾ اﻟﻘﻬﻮة ،ﻛﻞ ﻫﺬا ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ أ ْن ﻳﺠﻤﻌﻮا ﺣﺒﺎت اﻟﻌﻘﺪ. آه ﻛﻢ ﻛﺎﺑ َﺪ أﺟﺪادﻧﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺰﻳﻴﻦ ﻫﺬا )اﻟﺠِﻴﺪ اﻟﻤﻴﻼﻧﻲ( اﻟﺬي ﻟﻢ أﻧﻘﻄﻊ ﻋﻨﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ،وﻛﻢ ﺷُ ﻜّﺖ أﺻﺎﺑﻊ ﻣﻦ اﻟﺤ ّﺒﺎت ﻟﺘﺒﻌﺚ اﻟﺒﻬﺠﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺪة ،ﻓﺮاﺣﻮا وﻟﻢ ﻳَﻔﺰ أﺣ ٌﺪ ﻣﻨﻬﻢ وﻟﻮ ﺑﻤﺤﺾ ﻧﻈﺮ ٍة واﺣﺪ ٍة ﻣﻨﻬﺎ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
125
ĴŐĔĽŤē ĺťĥŨ
ƽŵřŶūŏ ƖŝŚƇŏƹ nŠǀË ƀƳŹƺƬƠƫř~ ŶÉ ƤÌ ƗÊ ƲƯﻣﺘﺎﺣﻒ »ﻣﻴﻼﻧﻮ« اﻟﺮاﺋﻌﺔ ﻣﺘﺤﻒ »ﺑﻮﻟﺪي ﺑﻴﺘﺰوﻟﻲ« ،وﻫﻮ ﻗﺼ ٌﺮ ﻟﺠﺎﻣﻊ ٍ ﺗﺤﻒ ﺛﺮي اﺳﻤﻪ »ﺟﺎن ﺑﻮﻟﺪي ﺑﻴﺘﺰوﻟﻲ« أوﺻﻰ أن ﺗﻘ ّﺪم ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻠﻮﺣﺎت إﻟﻰ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ »ﺑﺮﻳﺮا« .أ ّﻣﺎ اﻟﻤﺒﻨﻰ ﻓﻘﺪ ﺗﻀﺮر ﻛﺜﻴﺮا ً أﺛﻨﺎء اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺸ ّﻴﺪ وﻓﻖ اﻟﻄﺮاز اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،واﻓﺘﺘﺢ ﻓﻲ ﻋﺎم 1951م. ﻳﺸﺘﻤﻞ اﻟﻤﻌﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ ﻟِﻄ ٍ َﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ، ﻓﻬﻞ ﺗﺘﺠ ّﻮل ﻓﻲ »ﺑﻮﻟﺪي ﺑﻴﺘﺰوﻟﻲ« ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﻌﺒﺮ إﻟﻴﻚ »ﺑﻮﺗﺸﻴﻠﻠﻲ« ﺑﻌﻤﻠﻪ اﻟﺮاﺋﻊ »ﻧﺤﻴﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻤﻴﺖ ﻣﻊ اﻟﻘﺪﻳﺲ«؟ أو ﻋﻤﻠﻪ اﻵﺧﺮ »اﻟﻤﺎدوﻧﺎ واﻟﻜﺘﺎب«؟ أﻣﺎ »اﻟﻤﺎدوﻧﺎ« اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﻬﺎ »ﺑﻮﺗﺸﻴﻠﻠﻲ« ﺗﻨﻬﺾ ﺑﺒﻬﺎ ٍء ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺘﻄﻠّﻊ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﻟﻔﻈﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﻄﻌﻴﻦ أوﻟﻬﻤﺎ )ﻣﺎ( ﺑﻤﻌﻨﻰ أداة اﻟﺘﻤﻠﻚ »ﻟﻲ« ،وﻟﻔﻆ )دوﻧﺎ( ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴﻴﺪة. وﻫﻨﺎك ﻟﻮﺣﺔ »ﺳﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺑﺎدوا« ﻟﻜﺎﻧﺘﻠﻠﻮ ،أﻣﺎ ﻛﺎﻧﺠﻠﻴﺎﻧﻮ ،ﻓﻠﻪ »زﻓﺎف ﺑﺎﺧﻮس وأدرﻳﺎن«. وﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺨﺮ اﻟﻤﺘﺤﻒ ﺑﺎﻗﺘﻨﺎﺋﻬﺎ ﺗﻤﺜﺎل »ﻟﻮرﻳﻨﺰو ﺑﺎرﺗﻮﻟﻴﻨﻲ« ،ﻳﻤﺜّﻞ ﻣﺮاﻫﻘﺔ ﻋﺎرﻳﺔ ﺗﺘﻌ ّﺒﺪ. ﻟﻠﺮوح ﺗﻤﺜﻴﻞ ٌ واﻟﻌﺮي ﻓﻲ ﻫــﺬا اﻟﻌﻤﻞ ُ اﻟﺒﺸﺮﻳ ِﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻊ ﺛﻘﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻟﻰ، وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ»إﻳﺮوﺗﻴﻚ« ،وﻟﻘﺪ أﺛﻨﻰ اﻟﻨﻘﺎد ﻛﺜﻴﺮا ً ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ وﺣﺎز ﻋﻠﻰ إﻋﺠﺎﺑﻬﻢ. وﻟـ »ﺑﺎرﺗﻮﻟﻴﻨﻲ« ﺗﻤﺜﺎل آﺧﺮ ﻻ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻤﺜﺎل ،ﺳﺒﻖ ﻟﻨﺎ رؤﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ
124
ِﻋ ْﻘ ُﺪ »اﻟﻔﻠﻮرﻧﺴﻴّﺔ« وأﺻﺎﺑﻊ أﺟﺪادي
ęĴŠēIJŤē Ćŵń ęĴ ĴŠēIJIJ Ćŵń Ćŵŵń
ƆŴƫř ƎŰƿﻋﻠﻰ رأس اﻟﺤﻘﻞ ودﻳ ًﻌﺎ ﺑﺴﻴﻄًﺎ ﺧﻔﻴﻀً ﺎ ،ﻳﺼﺪ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺤﺎرﻗﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﺴﻠﻞ ﺷﻌﺎع رﻓﻴﻊ ﻳﺼﻨﻊ دواﺋﺮ ﻧﻮر ﻓﻲ ﺟﻨﺒﺎﺗﻪ ،وﻳﺸﺎﻛﺲ اﻟﺮﻳﺢ اﻟﺨﻔﻴﻔﺔ ،ﻣﻦ دون أن ﻳﺤﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ أن ﺗﻬﺐ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﺪراﻧﻪ اﻟﻬﺸﺔ ﻧﺴﺎﺋﻢ ﻃﺮﻳﺔ. ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺣﺰم ﻣﻦ ﺑﻮص ﺟﺎف ،ﺗﺘﺠﺎور ﺛﻢ ﺗﺘﻼﺻﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع ﻟﺘﺼﻨﻊ ﺟﺪراﻧًﺎ ﺛﻼﺛﺔ ،أﻣﺎ ﻣﻜﺎن اﻟﺮاﺑﻊ ﻓﻤﺸﺮع ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺰرع ،ﻧﺪﺧﻞ ﻣﻨﻪ وﻧﺨﺮج ﺑﻌﺪ أن ﻧﻜﻮن ﻗﺪ ﻗﻀﻴﻨﺎ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻘﻴﻠﻮﻟﺔ اﻟﻬﺎﻧﺌﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ،ﻣﻤﺪدﻳﻦ ﻓﻮق ﺑﺴﺎط ﻣﻦ اﻟﻘﺶ أو ﺣﺼﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻮص أو ﻛﻴﺲ ﺧﻴﺶ ﻣﻔﺮود ﻋﻦ آﺧﺮه ،وأﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺳﻮى اﻟﺘﺮاب اﻟﻨﺎﻋﻢ اﻟﺒﺎرد. ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ ﺣﺼﺎد اﻟﺬرة اﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﺗﺰﻳﺪ أﻋﺪاده ،ﺗﺘﺘﺎﺑﻊ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻟﺤﻘﻮل ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺨﻠﻮ اﻷرض أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻧﺎﻣﺖ أﻋﻮاد اﻟﺒﻮص ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮرﻫﺎ ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر ﻧﺰع ﻛﻴﺰان اﻟﺬرة اﻟﻌﺎﻣﺮة ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ .وﺗﻈﻞ ﻫﻜﺬا إﻟﻰ أن ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﺤﺼﺎد ،ﻓﻴﺒﺪأ اﻟﻔﻼﺣﻮن ﻓﻲ ﺧﻠﻌﻬﺎ ،اﻧﺘﻈﺎ ًرا ﻟﻤﻮﺳﻢ ﺟﺪﻳﺪ ،وﻳﻌﻮدون إﻟﻰ ﻇﻞ اﻟﺸﺠﺮ اﻟﻤﻔﺘﻮح ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪى. ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ واﻗﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ زﻣ ًﻨﺎ ،ورﺑﻤﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ،وﻳﻜﻮن ﻫﺆﻻء ﻗﺪ ﺣﺮﺻﻮا ﻋﻠﻰ أن ﻳﺮﺑﻄﻮا اﻟﺠﺪران اﻟﻬﺸﺔ ﺑﺄوﺗﺎد ﻳﺪﻗﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻷرض ،وﻳﻤﺪون ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺒﺎل اﻟﻠﻴﻒ واﻟﻜﺘﺎن ،اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻮق رﺑﻂ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﺘﺼﻴﺮ اﻟﺒﻮص اﻟﻮاﻗﻔﺔ ﻓﺘﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﻧﺘﻬﺎ .وﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﻮﺳﻌﻬﺎ ً زرﻳﺒﺔ ﻟﻠﺒﻬﺎﺋﻢ ﻓﻲ أول اﻟﺤﻘﻞ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺮﻳﺸﻬﺎ ﺑﺤﺰم ﺑﻮص ﺟﺎف وﻗﺶ وأﻛﻴﺎس اﻟﻨﻴﻠﻮن واﻟﺨﻴﺶ. وﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻛﺎن ﻳﺼﻨﻊ ﻟﻪ ﺑﺎﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﻮص أﻳﻀً ﺎ ،ﻓﺈن دﺧﻞ وأﻫﻠﻪ أﻏﻠﻘﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻟﻴﻨﻌﺰﻟﻮا ﻋﻦ اﻟﻨﺎس واﻟﺒﻬﺎﺋﻢ واﻟﺤﻘﻮل .وﻛﻨﺎ إن أردﻧﺎ اﻟﺪﺧﻮل ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻧﻘﻒ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺎب ﺑﺨﻄﻮات وﻧﻨﺎدي ،ﻓﻨﺮى ﻳ ًﺪا ﺣﺒﻼ ﻳﺼﻞ اﻟﺒﺎب ﺑﺎﻟﺠﺪار اﻟﺜﺎﻟﺚ ،وﻧﺴﻤﻊ :ﺗﻔﻀﻞ، ﻣﻤﺪودة ،ﻟﺘﻨﺰع ً ﻓﻨﺪﻟﻒ إﻟﻰ داﺧﻠﻪ دون ﺗﺮدد. ﻛﻨﺎ ﻧﻨﺘﻘﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻦ ﺟﻠﺴﺎت ﻫﺎﻧﺌﺔ ،ﻧﺤﺘﺴﻲ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺎي، وﻳﺪﺧﻦ آﺑﺎؤﻧﺎ ﺳﺠﺎﺋﺮﻫﻢ اﻟﻠﻒ ﺑﺘﻠﺬذ ﻋﺠﻴﺐ .وﻗﺪ ﻳﺘﻘﺎﺑﻞ رﺟﻼن ﻟﻠﻌﺐ اﻟﺴﻴﺠﺔ ،وﻧﺘﺤﻠﻖ ﻧﺤﻦ ﺣﻮﻟﻬﻤﺎ ﻧﺎﻇﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺑﻌﺎت اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاب ،وﻗﻄﻊ اﻷﺣﺠﺎر اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﻘﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ. وﻛﺎن اﻟﻴﻤﺎم واﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻬﺎ أن ﺗﺒﻨﻲ أﻋﺸﺎﺷً ﺎ ﻓﻮق أﺳﻄﺢ ِ ﺣﺒﺎت اﻷﺧﺼﺎص أو ﺟﻨﺒﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ،وﺗﻄﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﺰرع ﺗﻠﺘﻘﻂ
Ʋƀů ƾƬƗ ŹŚưƗ
ﻣﻔﺮوﻃﺔ ﺗﺤﺖ اﻟ ُﺮﺑَﻂ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ أو إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ،وﺗﻌﻮد ﺳﺮﻳ ًﻌﺎ إﻟﻰ اﻷﻋﺸﺎش ،ﻣﺴﺘﺄﻧﺴﺔ ﺑﺎﻷﺻﻮات اﻟﻠﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﻟﻠﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ. ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ اﻷﺧﺼﺎص ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺧﺺ ﻧﻘﺼﺪه ﺟﺮﻳًﺎ ،ﻧﺼﺒﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ ﺣﻘﻞ ﻗﺮﻳﺒﻪ اﻟﻀﻴﻖ ،واﻋﺘﻨﻰ ﺑﻪ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ،إذ ﻳﻜﻮن دو ًﻣﺎ ﻗﺪ وﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﺪراﻧﻪ اﻟﻬﺸﺔ ،ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻠﻮﻧﺔ ﻣﺰﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﻼت ﺗﺤﻮي ﺻﻮ ًرا ﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ وﻓﻨﺎﻧﺎت وﻻﻋﺒﻲ ﻛﺮة ﻗﺪم ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ، وﻳﺪق إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻣﺴﺎﻣﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﺸﺐ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ أﻏﺼﺎن اﻟﺼﻔﺼﺎف أﻗﻔﺎﺻﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﺮﻳﺪ ﺗﻄﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺳﻴﻘﺎﻧﻬﺎ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ،وﻳﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ ً اﻟﻀﻴﻘﺔ ﻋﻠﺐ اﻟﺤﻠﻮى ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف أﻧﻮاﻋﻬﺎ. ﻳﺨﻄﻒ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻛﻮزﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺬرة اﻟﺠﺎﻓﺔ وﻳﺠﺮي ﻧﺤﻮ ﻫﺬا اﻟﺨﺺ اﻟﻤﻠﻮن ،ﻳﻤﺪﻫﻤﺎ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ،اﻟﺬي ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻓﻮﻫﺘﻪ ،ﻃﺎﻟﺒًﺎ اﻟﺤﻠﻮى اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ .وﻣﺎ إن ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﻮﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺮح، وﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﺣﻘﻠﻪ .وﻻ ﺗﻤﺮ ﺳﺎﻋﺔ إﻻ وﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ أﺑﻴﻪ أن ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻛﻮزﻳﻦ آﺧﺮﻳﻦ ﻟﻴﺸﺘﺮى ﺣﻠﻮى ﺟﺪﻳﺪة. ﻛﺎن آﺑﺎؤﻧﺎ ﻳﺘﻌﺠﺒﻮن ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻓﻮﻫﺔ ﺧﺼﻪ ﻣﺒﺘﺴ ًﻤﺎ ،وﻳﺠﻌﻞ ﺻﻐﺎرﻫﻢ ﻳﻬﺒﻮﻧﻪ ﻛﻞ ﻳﻮم أﺟﻮﻟﺔ ذرة ،ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺣﻤﺎر اﻛﺘﺮاه إﻟﻰ داره ،ﻓﻴﺼﻴﺮ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﻴﻢ أود أﺑﻨﺎﺋﻪ ﻃﻴﻠﺔ اﻟﺴﻨﺔ ،وﻳﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺒﻴﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق ،وﻳﺪﺧﺮه ﻟﻴﺸﺘﺮي ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺳﻢ اﻟﻘﺎدم ﺑﻀﺎﻋﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻧﻠﺘﻬﻤﻬﺎ ،وﻧﺤﺐ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺼﺎد اﻟﺬرة ،وﻧﻌﺪ أﻳﺎﻣﻨﺎ اﻟﺼﻌﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻨﻈﻔﺮ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻧﺠﺪه ﻓﻲ ﻛﻞ أﻳﺎم اﻟﺴﻨﺔ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
123
İŀĴŨ
وﺗﺤﺪﺛﺖ اﻟﺴﻴﺪة ﻣﻴﺸﻴﻞ ﺑﺎﻣﺒﻠﺞ اﻟﻤﺪﻳﺮة ا>ﺑﺪاﻋﻴﺔ واﻟﻤﺸﺮﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻤﺸﺮوع »ﻟﺌﻼ ﻧﻨﺴﻰ« ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ اﻟﻤﻌﺮض ﻣﻦ دراﺳﺔ ﻏﻨﻴﺔ ،وﻣﺘﻌﻤﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻮﻳﺔ ا>ﻣﺎراﺗﻴﺔ ،واﻟﺤﺲ اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ، واﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻏﺮاض اﻟﺰﻳﻨﺔ ،ﻓﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺰﻳّﻦ ﻫﻲ ﻣﻔﻬﻮم ﻋﺎﻟﻤﻲ، ﻣﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﻞ اﻟﺒﺸﺮي ﻟﻠﺘﺠﻤﻴﻞ ،واﻟﺰﺧﺮﻓﺔ
اﺧﺘﻼف اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت واﻟﻌﺎدات ،ﻟﺘﺄﺗﻲ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺎرض وﺗﺴﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ واﻟﺜﺮاء اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺤﻀﺎري ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻻﻣﺎراﺗﻲ ،وﺗﺆﻛﺪ اﻟﻤﺴﻜﺮي أن ﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻞ اﻟﻤﺒﺎدره ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ داﺋﻤﺎً اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﻟﻺﻣﺎرات ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ وﻏﻴﺮ ﻣﻠﻤﻮس ﻟﻴﺘﻢ ﺣﻔﻈﻪ وأرﺷﻔﺘﻪ وﻋﺮﺿﻪ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﻌﺎرض اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﺬ ﻓﻲ إﻣﺎرات اﻟﺪوﻟﺔ
122
زﻳﻨﺔ وﺧﺰﻳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮروث ا ﻣﺎراﺗﻲ
اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﺎرض ﺑﻮاﺑﺔ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ ،ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻔﺮد رؤﻳﺔ ﺟﺰء ﺑﺴﻴﻂ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ، وﻛﻴﻒ ﻋﺎش ﻓﻴﻪ آﺑﺎؤﻧﺎ وأﺟﺪادﻧﺎ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﻮﻧﻬﺎ إرﺛﺎً ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﺎرض ﻧﻘﻠﻪ وإﻳﺼﺎﻟﻪ ﻟﻬﻢ ﺑﺼﻮرة ﺣﺪﻳﺜﺔ وﻋﺼﺮﻳﺔ ﻳﻌﺎﻳﺸﻮﻧﻪ وﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻧﻪ .وﻫﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺜﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻟﻠﺰاﺋﺮ واﻟﻤﻘﻴﻢ
اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ .وﺗﺘﺎﺑﻊ ﺑﺎﻣﺒﻠﺞ ﻳﻜﺸﻒ ﻫﺬا اﻟﻤﻌﺮض ﻋﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻻزدواﺟﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ اﻟﻤﻠﻤﻮس وﻏﻴﺮ اﻟﻤﻠﻤﻮس ،اﻟﺪاﺋﻢ واﻟﺰاﺋﻞ .ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻀﻤﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﺰﻳﻨﺔ اﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ واﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻛﻼً ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺑﺲ ،واﻟﺒﺮاﻗﻊ ،واﻟﺤﻠﻲ ،واﻷﺳﻠﺤﺔ، واﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎت ،واﻹﻛﺴﺴﻮارات ،واﻷﺣﺬﻳﺔ. أﻣﺎ اﻷﺷﻜﺎل ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ واﻟﻮﻗﺘﻴﺔ ﻣــﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺰﻳﻦ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺤﻨﺎء ،واﻟﻜﺤﻞ ،واﻟﻌﻄﺮ ،وﻣﺴﺘﺤﻀﺮات اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻷﻇﺎﻓﺮ، وﻗﺼﺎت اﻟﺸﻌﺮ .ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻛﻼً ﻣﻦ اﻟﺰﻳﻨﺔ اﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻠﻤﻮس ،واﻟﻤﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ،واﻟﺘﺬوق اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ،واﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﻮرﻳﺜﻬﺎ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ. ﻳﺴﻌﻰ ﻫﺬا اﻟﻤﻌﺮض إﻟﻰ ﻓﻬﻢ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ،وﻣﺎ ﺗﺒﺮزه اﻟﺰﻳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ،واﻟﺸﻌﺐ اﻟﺬي ﺻﻨﻊ أو اﻣﺘﻠﻚ، أو ﺟ ّﻤﻊ ،أو ﺗﺒﺎدل ﻫﺬه اﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎت .ﻛﻤﺎ ﺗﻈﻬﺮ اﻟﺰﻳﻨﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﺑﺄﺷﻜﺎﻟﻬﺎ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ وﺟﻤﺎﻟﻬﺎ اﻟﺴﺎﻣﻲ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻤﻬﻤﺔ ،واﻟﺮؤى اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻣﺎراﺗﻲ .ﺗﺪﻋﻮ ﻫﺬه اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت واﻟﺘﺄﻣﻼت إﻟﻰ ﺗﻮﻟﻴﺪ اﻟﺤﻮارات ﻋﻦ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺰﻳﻨﺔ ﻛﺸﻜﻞ ﻣﻦ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ واﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮات اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .وﺷﺮﺣﺖ اﻷﺳﺘﺎذة ﺻﻔﻴﺔ اﻟﻤﺴﻜﺮي ﻣﻨﺴﻖ ﻣﺒﺎدرة »ﻟﺌﻼ ﻧﻨﺴﻰ« ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺒﺎدرة وﻃﻨﻴﺔ وﺟﺪت ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض وﻫﻮ ﺣﻔﻆ وأرﺷﻔﺔ اﻟﺘﺮاث ﻟﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ
واﻟﻘﺎدﻣﺔ واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻃـــﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻻﻣــﺎراﺗــﻴــﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻘﺘﻨﻴﺎت ﻣﻦ أدوات ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻨﺴﻮﺟﺎت وﻣﺸﻐﻮﻻت ﻳﺪوﻳﺔ وأﺳﻠﺤﺔ وﺑﺮاﻗﻊ واﻛﺴﺴﻮارات وأﺧــﺮى ﻏﻴﺮ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﻜﺤﻞ وﻣــﻮاد ﺗﺠﻤﻴﻠﻴﺔ وﻋﻄﺮ وﻣــﻮاد اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ واﻟﺠﺴﻢ و ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎت أﺳﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ أﻓﺮاد ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺣﺮﺻﻮا ﻋﻠﻰ دﻳﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﺮاث وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺣﻔﺎﻇﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ورﻏﺒﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻣــﻦ اﻟﺠﺎﻟﻴﺎت ﺑﺄﺻﺎﻟﺔ اﻟﻤﻮروث اﻹﻣﺎراﺗﻲ .وﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﻤﺴﻜﺮي ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻌﺮوﺿﺎت ﻳﻌﻮد ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ أﺑﺮزﻫﺎ اﻟﻤﺠﻮﻫﺮات اﻟﻔﻀﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺤﻠﻲ اﻟﻔﻀﻲ ﻣﻦ أﻗﺪم اﻟﻘﻄﻊ اﻟﻤﻌﺮوﺿﺔ ،وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﺠﻮﻫﺮات اﻟﺬﻫﺐ ﺗﻌﻮد ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 30ﺳﻨﺔ .واﻟﻤﻜﺎﺣﻞ ﻣﺜﻼً ﺗﻌﻮد ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 40ﺳﻨﺔ واﻟﺒﺮاﻗﻊ وﻫﻨﺎك أﻋﻤﺎل ﻓﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﻮر ﻋﺒﺎرة ﻋــﻦ ردة ﻓﻌﻞ اﻟﻔﻨﺎن وﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث واﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﺘﻘﻄﻬﺎ ﻣﻮاﻃﻨﻮن ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،وﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﻮﻗﻮف أﻣﺎﻣﻬﺎ وﺳﺮد ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ﺷﻌﻮر ﻳﻌﻴﺪك إﻟﻰ ﺳﻨﻮات ﺗﺴﺘﺤﻀﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﻜﻞ ﺟﻤﺎﻟﻴﺎﺗﻪ ﻟﺘﺘﺄﻛﺪ ﺑﺄن اﻹﻧﺴﺎن وﺗﺤﺪﻳﺪا اﻟﻤﺮأة ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم أوﻟﺖ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺑﺰﻳﻨﺘﻬﺎ وﻇﻬﻮرﻫﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺪ اﻟﺰﻳﻨﺔ ﻓﻜﺮة ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
121
İŀĴŨ
»ﻟﺌﻼ ﻧﻨﺴﻰ«
ƾţřŹŚƯDžř ťƹŹƺưƫř ƲƯ Šƴƿżųƹ ŠƴƿŻ ÷őĎŃîĬĿí ôŔĸ ŎřĨŴ Ěřļijĉ ŹŤč ĚżŐĔĹŤē ©ŹĹŭŬ ǙđŤª ęijįĔėŨ ĞřĝĨē
ĚŨĔőŤē ĚżŘēĴŔŵĜŵřŤē ijŵŁŤēŴ ĚżĠēĴĝŤē ěĔżŭĝŝũŤē ŞżĠŵĜŴ ĚƸƸŤŴį ŽŭňēŵŨ ŮƸƸŨ ŹƸƸƸŤŴǜē ţĔżĤǝŤ ŽŲřĽŤē ĮƸƸŻijĔƸƸĝƸƸŤēŴ ĚŨǙĸ ĚĹĸČŨ ŪŐİĖ ŹōĩĜ ŽĝŤēŴ ŪűįĔřĨĉŴ ěēijĔŨǞē ĚŭŻĵª ijĔőļ ĞĩĜ ĚżĜēijĔŨǘē ĚŭŻĶŤĔĖ ȕūĔżŲŬ ţć ūēİũĨ ĞŭĖ
ţŵšżŤ ĚĸijİŨ ŽŘ ©ĚĸŵũťŨ ĴżŔŴ ĚĸŵũťŨ ĚżĜēijĔŨč ŃĴŐ ĔŲżŘ ŪĜ ĢżĨ ȕŪżũŁĝťŤ ŽĖį ŽĨ ŽŘ ĶťĖijĉ İŬĉ
ěǙĐĔőŤ ĚũŻİŝŤē ijŵŁŤēŴ ĚżĠēĴĝŤē ěĔżŭĝŝũŤē ŮŨ İŻİőŤē ŽŘĔŝġŤē ĮŻijĔĝŤĔĖ ĚŜǙŐ ĔŲŤ ĚżĭŻijĔĜ ěĔėĸĔŭŨŴ ĚżĜēijĔŨč ěēijĔŨǟŤ ŽĠēĴĝŤēŴ
120
زﻳﻨﺔ وﺧﺰﻳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮروث ا ﻣﺎراﺗﻲ
وﺗﺤﺪﺛﺖ اﻟﺴﻴﺪة ﻣﻴﺸﻴﻞ ﺑﺎﻣﺒﻠﺞ اﻟﻤﺪﻳﺮة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ واﻟﻤﺸﺮﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻤﺸﺮوع »ﻟﺌﻼ ﻧﻨﺴﻰ« ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ اﻟﻤﻌﺮض ﻣﻦ دراﺳﺔ ﻏﻨﻴﺔ، وﻣﺘﻌﻤﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ،واﻟﺤﺲ اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ، واﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻏﺮاض اﻟﺰﻳﻨﺔ ،ﻓﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺰﻳّﻦ ﻫﻲ ﻣﻔﻬﻮم ﻋﺎﻟﻤﻲ ،ﻣﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﻞ اﻟﺒﺸﺮي ﻟﻠﺘﺠﻤﻴﻞ ،واﻟﺰﺧﺮﻓﺔ، ﻟﺠﻌﻞ ﺷﻲء ﻣﺎ أو ﺷﺨﺺ ﻣﺎ أﻛﺜﺮ ﺟﺎذﺑﻴﺔ .ﺣﻴﺚ إن أﺳﺒﺎب ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﻈﻬﺮ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻗﻮﻳﺔ وﻟﻬﺎ أﺑﻌﺎد ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻓﺒﺈﻣﻜﺎن اﻟﻄﺮق اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻟﻠﺰﻳﻨﺔ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺤﺪدة ﺣﺴﺐ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﺮدﻳﺔ .ﻛﻤﺎ أن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻻﻧﺘﻤﺎءات اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ،واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .ذﻟﻚ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻴﻴﺰ اﻷوﺿﺎع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، واﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﻤﻬﻨﻴﺔ .وﺗﺆﻛﺪ ﺑﺎﻣﺒﻠﺞ إن ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺰﻳﻨﺔ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ إﺑﺮاز اﻟﻄﻤﻮﺣﺎت ،واﻷﺧﻼﻗﻴﺎت ،واﻹﻧﺠﺎزات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺣﻴﺚ إن ﻟﻠﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ واﻟﺨﻔﻴﺔ ،أوﺟﻬﺎً ﻣﺘﻌﺪدة ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ
Ü ôijîĴŔĿí ĎĘĬĿí
اﻟﻌﺸﺮ ﻋﺮﻓﻨﺎﻫﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ َد ّر اﻟﻌﺸﺮ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻴﻔّﺎﻓﺔ ﻓﺠﺎءت ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ اﻷﺟﺪاد واﻵﺑﺎء »ﺗ ْﻴﻒ« ،أي ﺗﻘﺘﻠﻊ، واﻷﺟﺪاد ﻳﻘﻮﻟﻮن إن ﻓﻲ در اﻟﻌﺸﺮ اﻟﺸﺘﺎء ـ أي اﻟﻤﺎﺋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ـ ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺿﺮﺑﺔ وﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﻗﻮﻳﺔ ،وﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﺼﺪر اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺮزق ﻷﻫﺎﻟﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻓﺘﻌﻤﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﻳَ ّﻒ اﻟﻤﺤﺎر ـ أي اﻗﺘﻼع اﻟﻤﺤﺎرـ ﻣﻦ ﻗﺎع اﻟﺒﺤﺮ ،وﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻗﻮة ﻫﺬه اﻟﻌﺸﺮ ووﺻﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺴﺤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﺎع اﻟﺒﺤﺮ ،وﺗﺴﻤﻰ اﻟﻌﺸﺮ اﻟﻴﻔّﺎﻓﺔ ،وﻫﺬا ﺑﺎﻟﻤﺼﻄﻠﺢ اﻟﻤﺤﻠﻲ ،وﻳﻘﻮل ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ أﻧﻬﺎ أي اﻟﻌﺸﺮ اﻟﻴﻔّﺎﻓﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻬﺪف اﻗﺘﻼع ﻛﻞ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﺎع اﻟﺒﺤﺮ ﻃﻴﻠﺔ اﻟﻤﺎﺋﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻐﻮص اﻟﻌﻮد ،وﻓﻴﻪ ﻳﻜﻮن ﻗﺎع اﻟﺒﺤﺮ ﻣﻤﺘﻠﺌﺎ ﺑﻤﺨﻠﻔﺎت اﻟﺴﻔﻦ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ وأدواﺗﻬﻢ ﻃﻴﻠﺔ أرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ وﻋﺸﺮة أﻳﺎم ،وﻳﻘﻮﻟﻮن إن ﻫﺬه اﻟﻌﺸﺮ ﻫﻲ رﺣﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﻗﺎع اﻟﺒﺤﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺮواﺳﺐ واﻟﻤﺨﻠﻔﺎت وإﻻ ﻓﻤﻦ أﻳﻦ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌ ّﺪات اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻌﻬﺎ أن ﻧﺼﻞ إﻟﻰ ﻗﺎع اﻟﺒﺤﺮ وﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﺑﺘﻨﻈﻴﻒ اﻟﺒﺤﺮ وﺗﺘﺒﻊ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺮواﺳﺐ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻠﻪ ﻳﺮﺣﻤﻨﺎ ﺑﻬﺬه اﻟﻌﺸﺮ اﻟﻴﻔّﺎﻓﺔ. وﻳﺘﺎﺑﻊ اﻷﺟﺪاد أن ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺸﺮ اﻟﻴﻔّﺎﻓﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﻜﺎﺛﺮ ﺳﻤﻚ اﻟ ّﺨ ﱠﺒﺎط، وﻓﻲ أول در اﻟﻌﺸﺮ ﻳﺘﻮاﺟﺪ ﺳﻤﻚ اﻟﺠِﺪ واﻟﻘﺒﺎب ،وأﻳﻀﺎ ﻳﺘﻮاﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺳﻤﻚ اﻟﻴﻮدرة واﻟﺼﺪا ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻌﻮﻣﺔ اﻟﺒﺮﻳّﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺟﻮد اﻟﻘﺒﻘﻮب ،ﻓﻬﺬا ﻛﻠﻪ ﻳﺄﺗﻲ واﻟﺒﺤﺮ ﺻﺎﻓﻴﺎ ﻧﻈﻴﻔﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺸﺮ اﻟﻴﻔّﺎﻓﺔ وﻟﻠﻪ اﻟﺤﻤﺪ واﻟﻤ ّﻨﺔ. ŁĉîĈĿí ĎĘī
ﻋﺸﺮ اﻟﺨﺎدم ،وﺟ ّﺪﺗﻬﺎ رواﻳﺔ ﻳﺮوﻳﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮون ﻣﻦ ﻗﺎﻃﻨﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺰﻳﺮع وﻣﺼﻔﻮت وﺣﺘﺎ واﻟﻤﻨﻴﻌﻲ واﻟﺤﻮﻳﻼت وﺷﻮﻛﺔ وﻛﺪرة واﻟﺴﻴﺠﻲ واﻟﻔﺠﻴﺮة وﻛﻠﺒﺎء وﺧﻮر ﻓﻜﺎن ودﺑﺎ ،وﻳﻘﻮﻟﻮن إن اﺣﺘﻤﺎل ﺳﻘﻮط اﻟﻤﻄﺮ ﻣﺆﻣﻞ ﺣﺘﻰ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺸﺮ ﻟﻬﺬا اﻟﺪ ّر ،ﻓﺈذا اﻧﺘﻬﺖ اﻟﻌﺸﺮ اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻌﻪ ﺳﻘﻮط اﻟﻤﻄﺮ إﻻ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺟﻠّﺖ رﺣﻤﺘﻪ. وﻳﻘﻮل اﻟـﺮاوي ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻘﺎﻳﺪي ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﺘﺎ ﺑﺈﻣﺎرة دﺑﻲ وﻫﻮ ﻳﺮوي ﻟﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﺸﺮ اﻟﺨﺎدم :إﻧﻪ ﻛﺎن رﺟـﻞ ﻟﻪ ﺧـﺎدم وآﺧﺮ أﺟﻴﺮ، واﻟﺨﺎدم ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻫﻮ ﻣﻤﻠﻮك ﻟﺴ ّﻴﺪه ،أﻣﺎ اﻷﺟﻴﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺄﺧﺬ
ƽźưƘưƫř ƾƬƗ ŶƸƟ @ﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ ا ﻣﺎرات
أﺟﺮا ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺧﺪﻣﺘﻪ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺨﺎدم أﺣﺮص ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﺳ ّﻴﺪه ﻣﻦ اﻷﺟﻴﺮ ،واﻟﺨﺎد ﻣﻘﻴﻢ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺳ ّﻴﺪه ورﺑﻤﺎ ﺧﺪم أﺑﻨﺎء ﺳ ّﻴﺪه ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ،أﻣﺎ اﻷﺟﻴﺮ ﻓﻬﻮ ﻣﺄﺟﻮر ﻟﺰﻣﻦ ﻣﺤﺪد وأﺧﺬه أﺟﺮه وذﻫﺐ، وذات ﻳﻮم ﻗﺎل اﻟﺴﻴﺪ ﻟﻠﺨﺎدم واﻷﺟﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﺤﻼل ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻜﻤﺎ ﻓﺎذﻫﺒﺎ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺮﻋﻰ اﻟﻄﻴّﺐ واﺣﺮﺻﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺮﺻﻮن ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﻜﻤﺎ ﺳﺎﻟﻤﻴﻦ ،ﻓﺬﻫﺒﺎ وﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﺮﻋﻰ اﻟﻄﻴﺐ اﻵﻣﻦ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻼ إﻟﻰ اﻟﻤﺮﻋﻰ اﻟﺬي رأوه أﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﻤﺮﻋﻰ اﻟﻤﻄﻠﻮب وﻛﺎن ﺑﻴﻦ ﺷﻌﺎب اﻟﺠﺒﺎل وﻃﺮاﺋﻖ اﻷودﻳﺔ ،وﻛﺎن ﻣﻊ اﻟﺨﺎدم اﻟﺒﻮش أي اﻹﺑﻞ، وﻣﻊ اﻷﺟﻴﺮ اﻟﻬﻮش أي اﻟﻤﺎﻋﺰ واﻷﻏﻨﺎم واﻟﻤﺎﺷﻴﺔ ،ﻓﻘﺎل اﻷﺟﻴﺮ ﻣﺴﺘﻔﺴﺮا ﻣﻦ اﻟﺨﺎدم ﻛﻢ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ اﻟﻌﻘﺮﺑﻲ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﺨﺎدم :ﻳﻮﻣﺎن ،ﻓﻘﺎل اﻷﺟﻴﺮ ﺑﻞ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﻌﺸﺮ ﻳﻮم أﻣﺲ ،ﻓﺎﻓﺘﺮش اﻷﺟﻴﺮ أرض اﻟﻮادي ،وﺗﺮك اﻟﻤﺎﺷﻴﺔ ﻣﻦ دون أن ﻳﺆﻣﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﺒﺎت ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﺔ وأﺧﺬ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎب ،ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻪ أﻧﻪ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺮﺑﻲ ،ﻷﻧﻪ ﻳﻈﻨﻪ أﻧﻪ ﺧﺮج ،أﻣﺎ اﻟﺨﺎدم ﻓﺎرﺗﻔﻊ ﻋﻦ اﻷرض ،وﻋﻘﻞ اﻟﺒﻮش ،وﺳ ّﻴﺞ ﻟﻬﻢ اﻟﻤﻮﺿﻊ وأﺧﺬ ﺑﻜﻞ اﻷﺳﺒﺎب واﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ ،وذﻟﻚ ﺣﺮزا ﻟﻪ وﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻴﻮﻣﻴﻦ اﻟﺒﺎﻗﻴﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺮﺑﻲ ،ﻷﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ أن ﻋﺸﺮ اﻟﻌﻘﺮﺑﻲ ﻻﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ أن ﻳُ ْﺴﻘﻂ اﻟﻤﻄﺮ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ،وﻟﻮ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﻞ أول ﻧﻬﺎر ،وﻳﻘﻮل اﻷﺟﺪاد :ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺮﺑﻲ ﻟﻮ ﺗﺎم ﻟﻴﻠﺔ ﻳﺴﻘﻲ ﺑﺮ وﺑﺤﺮ ،وﻧﺎم اﻟﺨﺎدم ﻋﻠﻰ ﺣﺬر ﻣﻐﻤﻀﺎ ﻋﻴﻨﺎ وﻓﺎﺗﺤﺎ اﻷﺧﺮى ،وﻧﺎم اﻷﺟﻴﺮ ﻧﻮم اﻵﻣﻦ ،وﻣﺎ ﻛﺎد اﻟﻠﻴﻞ ﻳﻨﺘﺼﻒ ،ﺣﺘﻰ اﻣﺘﻸت ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻮادي ﺑﻤﺎء اﻟﻤﻄﺮ ،ﻣﻨﺪﻓﻌﺔ ﻧﺤﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ َﺣ َﺪ ٍب وﺻﻮب ،ﻓﺒﻘﻲ اﻟﺨﺎدم ﻣﻜﺎﻧﻪ آﻣﻨﺎ ﻣﺘﺮﻗﺒﺎ ﻷﻧﻪ أﺧﺬ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎب ،وﻗﺎم اﻵﺟﻴﺮ ﻻ ﻳﺪري ﻣﺎ ذا ﻳﻔﻌﻞ ﺑﺴﺒﺐ إﻫﻤﺎﻟﻪ وﻋﺪم ﺣﺴﺎﺑﻪ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻬﺬه اﻟﺪرور، ﻓﺬﻫﺐ اﻷﺟﻴﺮ واﻟﻤﺎﺷﻴﺔ ﻣﻊ ﺟﺮﻳﺎن اﻟﻮادي وﻫﻠﻜﺎ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ ،وﻧﺠﺎ اﻟﺨﺎدم ﺑﺈﺑﻠﻪ ،وﻋﺎد إﻟﻰ ﺳ ّﻴﺪه ،ﻓﺴﻤﻲ ﻫﺬا اﻟﺪر ﺑﺪر ﻋﺸﺮ اﻟﺨﺎدم
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
119
Ěżėőļ śēijŴĉ
ƭŵŚŴƫř źƄƗƹ ŠƟŚƠǀƫř źƄƘƫř Ë śŚƀůاﻟ ُﺪرور ﻋﻨﺪ ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻟﻤﺘﻮارث ﻛﺎﺑ ًﺮا ﻋﻦ ﻛﺎﺑﺮ ،ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻔﺮدة ﺗﻌﻨﻲ ﻋﺸﺮة أﻳﺎم ،ﺗﺠﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ ُدرور ،وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ أﻳﺎم اﻟﺴﻨﺔ إﻟﻰ ﻧﻈﺎم ﻋﺸﺮي ﻳﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻌﺪد ﻋﺸﺮة ،وﻳﺴﺘﻤﺮ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ وﺛﻼﺛﻴﻦ وأرﺑﻌﻴﻦ ،ﺣﺘﻰ اﻟﻤﺌﺔ ،ﺛﻢ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺒﺪء ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ اﻟﻤﺌﺔ، وﺗﻜﻮن اﻟﻤﺌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،وﻫﻜﺬا ﻓﻲ اﻟﻤﺌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،وﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺴﺘﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺌﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ .ﺗﺒﺪأ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﺪ ﺑﻈﻬﻮر ﻧﺠﻢ »ﺳﻬﻴﻞ« ،ﺛﻢ ﺗﻘﺴﻢ اﻟﺴﻨﺔ إﻟﻰ 36ﻗﺴ ًﻤﺎ ،وﻛﻞ ﻗﺴﻢ ﻳﻀﻢ ﻋﺸﺮة أﻳﺎم ﺗﻌﺮف ﺑـ »اﻟ ﱠﺪر« ،وﻳﻜﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﻋﺪد أﻳﺎم اﻟﺴﻨﺔ 360ﻳﻮ ًﻣﺎ ،ﺛﻢ ﺗﻀﺎف ﺧﻤﺴﺔ أﻳﺎم أﺧﺮى ﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ّدر اﻟﺴﺘﻴﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺌﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ، وﺗﺴﻤﻰ »اﻟﺨﻤﺲ اﻟﻤﺴﺎرﻳﻖ« ،ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻋﺪد أﻳﺎم اﻟﺴﻨﺔ 365ﻳﻮ ًﻣﺎ، ﻓﺘﻜﺘﻤﻞ ﺑﺬﻟﻚ أﻳﺎم اﻟﺴﻨﺔ. ﻫﺬا ﻣﺪﺧﻞ ﻣﻮﺟﺰ ﻟﻤﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺤﺴﺎب اﻟﺪرور ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،وﺑﻠﻎ ﺑﻌﺾ اﻷﺟﺪاد اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ،ﺣﺘﻰ أن ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت ﻛﺎﻧﺖ دﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺒﺄ ﺑﺴﻘﻮط اﻟﻤﻄﺮ، وﻗﺪوم رﻳﺢ ﻣﺘﻠﻔﺔ ،وﺑﻬﺪوء اﻟﺒﺤﺮ أو ﻫﻴﺠﺎﻧﻪ. وﻟﻴﺲ اﻷﻣﺮ ﺿﺮﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﺤﺮ أو اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻌﺎﻟﻢ اﻟﺠﻦ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻐﻴﺐ ،وإﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺣﺴﺎﺑﺎت دﻗﻴﻘﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ اﻷﺟﺪاد ﻣﻨﺬ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺪﻳﻢ .ﻓﻬﻨﺎك ﺑﻴﺌﺎت ﺛﻼث رﺋﻴﺴﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،وﻫﻲ) :اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ،وﻣﻌﻬﺎ اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ،واﻟﺒﻴﺌﺔ
118
اﻟﻌﺸﺮ ّ اﻟﻴﻔﺎﻓﺔ وﻋﺸﺮ اﻟﺨﺎدم
اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ،وﻣﻌﻬﺎ اﻟﺴﻬﻠﻴﺔ ،واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ،وﻣﻌﻬﺎ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ(. وﻟﻜﻞ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺒﻴﺌﺎت ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ وﻣﻤﻴﺰاﺗﻬﺎ وﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻻ ﺳ ّﻴﻤﺎ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺣﺴﺎب رﺑﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻋﻦ ﺣﺴﺎب اﻟﺒﻴﺌﺘﻴﻦ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ. وﻛﻞ ﻣﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺌﺎت اﻷرﺑﻊ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ أﺷﻴﺎء ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﺜﻞ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة وﺷﺪة اﻟﺮﻳﺎح وﻧﻀﺞ ﺑﻌﺾ اﻟﺜﻤﺎر ،ﻓﺎﻟﻤﺌﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺤﺮارة اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ﻣﻊ اﻋﺘﺪال اﻟﺠﻮ وﻗﻠﺔ ﺣﺪوث اﻷﻫﻮﻳﺔ اﻟﻤﺘﻠﻔﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻀﺮﺑﺎت ،وﻗﻠﺔ ﺳﻘﻮط اﻷﻣﻄﺎر إﻻ ﻓﻲ ﻧﻮا ٍح ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ .أﻣﺎ اﻟﻤﺌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻔﻴﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات وأﻫﻤﻬﺎ اﻧﺨﻔﺎض درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ،وأﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺎ دون اﻟﺼﻔﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ واﻟﺸﺎﻫﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﺟﺒﻞ ﺟﻴﺲ ﻓﻲ إﻣﺎرة رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ ،وﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ﻣﺜﻞ رﻛْﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻬﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻫﻮﻳﺔ اﻟﻤﺘﻠﻔﺔ واﻟﺸﺪﻳﺪة ﻣﺜﻞ اﻟﺸﻤﺎل وﺷﻤﺎل اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ واﻟﺴﺒﻊ اﻟﻨﻌﺎﻳﺎت وأرﺑﻌﻴﻦ اﻟﻤﺮﻳﻌﻲ، وﻓﻴﻬﺎ ﺷﺪة اﻟﺒﺮد ﺧﻼل اﻟﺴﻨﺔ وﻫﻲ أﻳﺎم اﻟﻌﺠﻮز. أﻣﺎ اﻟﻤﺎﺋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻴﻌﻮد اﻟﺠﻮ ﻟﻼﺳﺘﻘﺮار وارﺗﻔﺎع اﻟﺤﺮارة ﺗﺪرﻳﺠﻴًﺎ، أﻣﺎ اﻟﻤﺎﺋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻓﻴﻜﻮن اﻟﺠﻮ أﻛﺜﺮ اﻋﺘﺪاﻻ أو أﻛﺜﺮ ﺣﺮارة. وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺳﻮف ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮﺗﻴﻦ ﺗﺴﻤﻰ ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺸﺮ ،إﻻ أن واﺣﺪة ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ،واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺒﻞ ،واﻟﻌﺸﺮ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻫﻲ َد ّر اﻟﻌﺸﺮ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،وﺳﻮف ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻨﻬﺎ اﻵن. اﻟﻤﺎﺋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻛﻤﺎ أﺳﻠﻔﻨﺎ أن ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺎﺋﺔ ﺗﻜﻮن اﻟﻔﺼﻮل اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮة ،وﻓﻴﻬﺎ ﺗﻜﺜﺮ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎح واﻷﻣﻄﺎر واﻟﻌﻮاﺻﻒ واﺷﺘﺪاد اﻟﺒﺮد اﻟﺬي ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﺣ ّﺪ اﻟﺘﺠ ّﻤﺪ، ودر اﻟﺸﺘﺎء ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ در اﻟﺼﻴﻒ ،ﻓﻔﻲ در اﻟﺸﺘﺎء ﺗﺄﺗﻲ اﻷﻫﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻟﺸﻤﺎل ﻓﺘﻜﻮن ﺑﺎردة ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﺮودة ﻫﺬه اﻟﻤﺌﺔ ،وﻓﻴﻬﺎ ﻳﻜﺜﺮ أﻳﻀﺎ ﺣﺒﻞ اﻟﺴﻤﻚ »اﻟﺒﻴﺾ« ،وﻓﻴﻪ ﺣﻤﻞ اﻟﺒﺤﺮ أي ارﺗﻔﺎﻋﻪ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﻬﻮد ﻋﻠﻴﻪ ،وﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ در اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﺘﺎء، وﻓﻲ أوﻟﻪ ﻳﺒﺪأ در اﻟﻌﺸﺮ ،واﻟﺬي ﻳﺒﺪأ ﻣﻦ 25ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ إﻟﻰ 4 دﻳﺴﻤﺒﺮ ،وﻓﻴﻪ ﻳﺴﺘﻤﺮ اﻟﻤﻄﺮ اﻟﻮﺳﻤﻲ ،وﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ إن ﻟﻢ ﻳﻨﺰل اﻟﻤﻄﺮ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻠﻪ ،ﻧﺰﻟﺖ أﻣﻄﺎر ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻠﻪ ،وﻓﻴﻬﺎ ﺷﻤﺎل اﻟﻌﺸﺮ ،وﻓﻴﻬﺎ ﺿﺮﺑﺔ اﻟﺸﻤﺎل ،وﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺸﺮ اﻟﻴﻔّﺎﻓﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﻌﺸﺮ اﻟﻴﻔّﺎﻓﺔ وﻣﺎذا ﺗﻌﻨﻲ ،وﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﻜﺎﻳﺘﻬﺎ؟ ﺳﻮف ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻫﺬا اﻵن.
ĴĖĔőŤŤē ĴĠĉ ĴĖĔőŤē ĴĠĉ ĴĖ
n ~ ŢƿŏźƟ ŢƿŐƳ É ƾƟﻃﺮﻳﻖ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﻈﻮاﻫﺮ ،ﻻ ﺑ ﱠﺪ ﻣﻦ َﻣ َﺴﺎﻓ ٍﺔ ﺗَﻀَ ُﻊ ﻋﻴ َﻦ اﻟ ﱠﺮاﺋِﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻤﺸﻬﺪ ،وإﻻ أﻏﺮﻗﺘﻪ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ،ﻓﻠﻢ ﻳ َﺮ إﻻ ﻣﺎ أﺑﺎﻧﺖ ﻋﻨﻪ اﻟﺤﻮاسُ ،ﺟﺰﺋ ﱠﻴﺎً ،دون إﻟﻤﺎمٍ ﺑﺎﻟﻜُﻠ ﱠﻴﺔ ،وﻻ رؤﻳﺔ ﻣﻊ اﺟﺘﺰاء .اﻟﺘﺎرﻳﺦ ُ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺘﺤ ﱠﺮك وﻓﻖ ﻫﺬه اﻵﻟﻴﺔ ،وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﺤﻮادث أﺛﻨﺎء ƽƹŚƴƣ şżưů ﺟﺮﻳﺎﻧِﻬﺎ ،وﻻ اﻟ ُﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ٍ ٍ ﺑﺴﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻋﻬﺪ إﻻ ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎﺋِﻪ @ ﺷﺎﻋﺮ وﻛﺎﺗﺐ ﻣﺼﺮي ﻟﻴﺘﺒ ﱠﻴ َﻦ أﺣﺪاﺛ َﻪ وﻳﺤﻠﻞ وﻗﺎﺋﻌﻪ وﻳﺮﺑﻂ ﻣﻮاﻗﻔﻪ إﺛﺮ ﻣﺮور اﻟﺴﻨﻮات، وﺑﻌﺪﻣﺎ ﻳﺨﻠﻖ اﻟﺰﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ. وﻣﺎ ﻳُﻘﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳُﻘﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻨﻮن ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻓ ٍﺔ ،ﻓﻼ ﻳﻤﻜ ُﻦ اﻹﻟﻤﺎ ُم ﺑﺠﻤﺎﻟﻴﺎت ﻟﻮﺣ ٍﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻀﺪﻳﱠﺔ اﻟﻜﺎﺷﻔﺔ ﺑﻴﻦ واﻟﻈﻞ ،واﻷﺑﻌﺎد ﻻﺳﺘﻨﻄﺎق ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺨﻔﻴﱠﺔ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ وراء اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﻠﻖ اﺗﺴﺎﻗﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻀﻮء ِ ﺑﻴﻦ زواﻳﺎ اﻟﻘﻴﺎس ﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺗِﻬﺎ ،وﺳﻴﻤﺘﺮﻳﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ،واﻟﺘﻮاﻓﻖ اﻟﺒﺼﺮي ﻣﺴﺘﻮاﻫﺎ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮاﻫﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،وﻓﻲ ﺻﻮرﻫﺎ وأﺧﻴﻠﺘﻬﺎ ﻣﻦ واﻻﻧﺴﺠﺎم اﻟﻠﻮﻧﻲ ،ﺳﻮى ﻋﺒﺮ ﻣﺴﺎﻓ ٍﺔ ﺗ ُﻤﻜﱢﻦ ﻋﻴﻦ اﻟﺮاﺋﻲ -وروﺣﻪ -ﺗﺄوﻳﻠﻬﺎ اﻻﻧﻄﺒﺎﻋﻲ إﻟﻰ اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ. ﻣﻦ اﻹﻟﻤﺎم ﺑﻬﺬه اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻓﻲ وﺣﺪ ٍة ﻻ ﺗ ُﻔﻠﺖ ﻋﻨﺼﺮا ً ﻣﻦ وﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻨﻮن واﻵداب واﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻳﺤﺘﺎج ﻛﻞ ﺣﻘﻞٍ ﻣﻌﺮﻓﻲ آﺧﺮ ﱟ إﻟﻰ رؤﻳ ٍﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻗﻠﻴﻼً وﻋﻠﻰ اﻟﻨﺄي ،وإﻓﺴﺎح اﻟﻤﺠﺎل دون آﺧﺮ ،أو ﺗﺮﻛﱢﺰ ﻋﻠﻰ ُﻣﻜ ﱢﻮن ﺟﻤﺎﻟﻲ ﻣﻦ دون ﺳﻮاه. واﻟﺤﺴﻲ ﻟﻠﻈﻮاﻫﺮ واﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻣﺤﻞ اﻟﻤﻌﺎرف واﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻨﺴﺤﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ،ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺟﻤﻠﺔ ﻟﺤﻨﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ اﻟﺒﺼﺮي واﻟﺬوﻗﻲ ﱢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻨﺢ ﻛﻞ ﺟﻤﺎﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ اﺳﺘﻤﺎﻋﻬﺎ اﻷول ،واﻟﺒﻮح ﺑﺘﺄوﻳﻞ واﻟﺘﺪارس ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﻟﻤﺎم ﺑﻬﺎ ،واﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺄﺑﻌﺎدﻫﺎ ،وﻧﻘﺪ اﻷﺻﻴﻞ ﻓﻲ إﻳﻘﺎﻋﻬﺎ ،وﺳﺮ ﺗﺂﻟﻒ أﻧﻐﺎﻣﻬﺎ ،ﺑﺪون اﺗﺨﺎذ ﻣﺴﺎﻓ ٍﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻗﺪ ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮه ،وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺪى ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ وﺟ ّﺪﺗﻬﺎ ،وﻟﻬﺬا ارﺗﺒﻄﺖ ِ وﺷﺮوﻃﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﻬ ﱡﻴﺆ ﻟﻼﻧﺪﻣﺎج ﻣﻊ اﻟﻤﻘﻄﻮﻋﺔ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،واﻹﻧﺼﺎت اﻟﻌﻤﻴﻖ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ واﺳﺘﺠﻼﺑﻬﺎ ﻟﺪى اﻟﺼﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺨﻠﻮ ِة ﻟﺮوﺣﻬﺎ ﻻﺳﺘﺠﻼء ﺟﻤﺎﻟﻴﺎت اﻹﻳﻘﺎع وﺗﺮاﺳﻞ اﻷﻧﻐﺎم ،واﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻬ ﱡﻴﺆ ﻟﻬﺎ ،واﺗﺨﺎذ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﺑﻬﻢ ﻋﻦ أﺣﻮال اﻟﺤﻴﺎة وﺗﺪاﻓﻌﻬﺎ، ﻔﺲ ،وﺗﻜﺮار ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻛﺎﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺒﺘﻌﺪون ﻓﻲ أروﻗﺘﻬﻢ وﺳﺎﺣﺎﺗﻬﻢ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻟﻬﺎ ،وﺗﻤﺜﱡﻞ ﻣﻐﺰاﻫﺎ ،وﺗﺮدﻳﺪ أﺻﺪاﺋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟ ﱠﻨ ِ اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻴﻬﺎ ﻟﺘﻌ ﱡﻤﻖ ﻓﻨﻴﺎت ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ وﺗﺂﻟﻔﻬﺎ ،واﺳﺘﺸﻔﺎف ﻋﺬوﺑﺘﻬﺎ اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺘﺪارس اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﺎ ّﻣﺔ ﻟﺪرس ﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻬﻢ وأﻓﻜﺎرﻫﻢ، ﻣﺘﺨﺬﻳﻦ ﻣﻦ اﻻﺑﺘﻌﺎد واﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻣﻌﻴﻨﺎً ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ دون اﻹﻟﻤﺎم ﺑﻜﻞ ﺷﻔﺮات ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻬﺎ. ﻣﻦ رؤﻳﺔ اﻟﻈﻮاﻫﺮ ﻣﻦ ٍ ﺑﻌﻴﺪ وﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺑﺬﻫﻦٍ وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻓ ٍﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺸﱢ ﻌﺮ ،اﻟﺬي ٍ ﺻﺎف ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﻄﺮﺣﻮﻫﺎ ﻟﻠﻨﻘﺎش ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﻜﺮار ﺗﺄﻣﻞٍ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻲ وأﺑﻌﺎد ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻨﻮن واIداب واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻨﺎﻇﺮات أو ﻣﺤﺎﺿﺮات أو ﻣﺤﺎﺟﺠﺎت. اﻟﻘﺼﻴﺪة وﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ،وﻣﻮﺣﻴﺎﺗِﻬﺎ ،وﻣﻘﺎرﺑﺎت ﻣﻌﺮﻓﻲ آﺧﺮ ﺣﻘﻞ ﻳﺤﺘﺎج ﻛﻞ ٍ ﱟ ً إن اﻟﻤﺴﺎﻓ َﺔ ﻻزﻣ ٌﺔ ﻟﻠﺮؤﻳﺔ ،وﻫﻲ ﺗ َﻌﻨﻲ اﻟﺤﻀﻮر رؤﻳﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻗﻠﻴﻼ رﻣﻮزﻫﺎ ،ودﻻﻻت ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ،وﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻫﺎ ،إﻟﻰ ٍ واﻹﺣﺎﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﺒ ﱠﺪى ﻣﻦ أﻧﻬﺎ وﺗﺄوﻳﻞ ﺻﻮرِﻫﺎ ،وإﻟﻰ ﺗﻌ ﱡﻤﻖ ﻓﻲ رؤﻳﺘﻬﺎ، وﻋﻠﻰ اﻟﻨﺄي ،وإﻓﺴﺎح اﻟﻤﺠﺎل ﺗ ُﻜ ﱢﺮس ﻟﻼﺑﺘﻌﺎ ِد أو اﻟﻨﺄي ،وﻻ إﻟﻤﺎم ﺑﺎﻟﻘﺮب ،وﻻ واﺳﺘﻠﻬﺎم ﻣﺎ وراء رﻣﻮزﻫﺎ ،واﺳﺘﺒﻄﺎن ﻟﻤﻌﻨﻰ واﻟﺤﺴﻲ اﻟﺒﺼﺮي واﻟﺬوﻗﻲ ﱢ ﺗﺤﻠﻴﻞ وﻣﻌﺎﻳﺸﺔ وﻛﺸﻒ ﺑﺎﻻﻟﺘﺼﺎق ،ﻓﺎﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻘﺼﻴﺪة ،وﻣﻌﺎﻳﺸﺔ ِ ﻟﺮوﺣﻬﺎ وﺗﻌ ﱡﺪدﻳﺔ زواﻳﺎ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ،واﺳﺘﻘﺮاء ﺟﻤﺎﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ..وﻛﻞ ﻫﺬا ﻟﻠﻈﻮاﻫﺮ واﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻣﺤﻞ اﻟﻤﻌﺎرف إﻟﻰ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ رﺣﻠﺔٌ ،وﻻ رﺣﻠﺔ ﺑﻼ ﻣﺴﺎﻓﺔ، واﻹﻧﺴﺎن ،وإن أﻗﺎم ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧِﻪ ،ﻳﻈﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻔ ٍﺮ واﻟﺘﺪارس ﻣﻦ أﺟﻞ ا>ﻟﻤﺎم ﺑﻬﺎ، ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﺴﺎﻓ ٍﺔ ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﻓﻲ ﺗﻌ ﱡﻤﻖ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ داﺋﻢٍ ورﺣﻠ ٍﺔ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻧﺤﻮ ﻧﻔﺴ ِﻪ ﻟﻴﻌﺮﻓﻬﺎ ..أو ﻣﻊ اﻟﻘﺼﻴﺪة ،وﻋﺪم اﻷﺧﺬ ﺑﻘﺮاءﺗﻬﺎ اﻷوﻟﻰ، وا>ﺣﺎﻃﺔ ﺑﺄﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻫﻜﺬا ﻳُﻔﺘَ َﺮض واﻟﺒﺤﺚ ،ﺑﺘﻜﺮار اﻟﺘﺄ ﱡﻣﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻟﻴﺎﺗﻬﺎ،
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
117
įĔżŐǜē ţŵŀĉ
أرﺟﺎء اﻟﻘﺮﻳﺔ ،وﻓﻲ داﺧﻞ اﻟﺒﻴﻮت وزواﻳﺎﻫﺎ ،اﻋﺘﺒﺎ ًرا ﻣﻦ 14ﺣﺘﻰ 16 ﻣﻦ ذاك اﻟﺸّ ﻬﺮ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻀﺮت ﻗ ّﻮات اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺤﻜﻢ، ﺷﺎﻫﺪوا اﻟ ّﻨﻴﺮان اﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ،ﻓﻌﺎدوا أدراﺟﻬﻢ وأﺧﺒﺮوا اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر ﺑﻤﺎ رأَ ْوا ،ﻓﻨﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻤﻬﻤﺔ ،ﻇﺎﻧٍّﺎ أ ﱠن اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﺣﺘﺮﻗﺖ ،وﻫﻜﺬا ﻛُﺘﺒﺖ ﻟﻬﺎ اﻟ ّﻨﺠﺎة ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ .ﻟﻬﺬا اﻟﻴﻮم أﻫﻤ ّﻴ ٌﺔ دﻳﻨ ّﻴ ٌﺔ وﺷﻌﺒ ّﻴ ٌﺔ ، اﻟﺼﻴﻨ ّﻴﺔ ﻋﺎم ﻓﻬﻮ ﻳﻮم اﻋﺘﻼء اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر »ﻫﺎن ون دي« ﻋﺮش اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ّ ﻛﻞ ﻋﺎمٍ ﻓﻲ 180ق م ،ﺳﻠﻴﻞ أﺳﺮة »ﻫﺎن« اﻟﻐﺮﺑﻴّﺔ ،اﻟﺬي اﻋﺘﺎد ﻓﻲ ّ ﻫﺬه اﻟﺬّﻛﺮى ،أ ْن ﻳﺨﺮج ﻟﻠﺘّﻨ ّﺰﻩ ﻓﻲ ﺷﻮارع اﻟﺒﻼد اﻟﻤﺰداﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ، وﻳُﺸﺎرك اﻟﺸّ ﻌﺐ ﻓﻲ ﻓﺮﺣﻪ ،ﻟﻴُﻌﺘﻤﺪ ﺑﻌﺪ أرﺑﻌﺔ أﻋﻮامٍ ﻋﻠﻰ أﻧّﻪ ﻋﻴ ٌﺪ رﺳﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد .وأﺻﺒﺢ ذﻛﺮى ﺳﻨﻮﻳّ ًﺔ ﻳُﺤﺘﻔﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺘﺰﻳﻴﻦ وﻃﻨﻲ ﱞ ﱞ ﺑﻔﻮاﻧﻴﺲ ﺣﻤﺮا َء ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺐ ،ﻣﺼﻨﻮﻋ ٍﺔ ﻣﻦ اﻟﻮرق اﻟﺸّ ﻮارع واﻟﺒﻴﻮت َ اﻟﻤﻠ ّﻮن ،وﻗﺪ أُﺿﻴﺌﺖ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﺑﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎء. ĒŔŇíŎĴĿí Ľîļėã
ﻣﻴﻼدي ،أﻧّﻪ أُﻗﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ »ﺷﻴﺂن« ﺳﺠﻞ ﻳﻌﻮد ﻟﻌﺎم 713 ورد ﻓﻲ ﱟ ّ ﺟﺒﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ، واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺻﻤﺔ أﺳﺮة »ﺗﺎﻧﻎ« اﻟﻤﻠﻜ ّﻴﺔٌ -ٍ ﻳﺼﻞ ﺣﺘّﻰ ﺳﺒﻌ ِﺔ أﻣﺘﺎرٍ. ﻓﺎﻧﻮس ،وﺑﺎرﺗﻔﺎ ٍع ُ ﺣﻴﺚ ﺿ ّﻢ ﺧﻤﺴﻴﻦ أﻟﻒ اﺷﺘُﻬﺮت اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ ﺑﺄﺷﻜﺎﻟﻬﺎ اﻟﻤﺘﻌ ّﺪدة ،ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺎ ُﺻﻨ َﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﻣﻰ ﻟﺸﺨﺼ ّﻴ ٍ ٍ ﺎت ﻣﻌﺮوﻓ ٍﺔ، أزﻫﺎر وﺣﻴﻮاﻧﺎت أو ﻃﻴﻮرٍ ،أو أﺷﻜﺎ ِل ُد ً َ ﻴﻨﻲ .ﻳُﺰ ّود اﻟﻔﺎﻧﻮس وﺗﻜﻮن ﻣﺰﻳّﻨ ًﺔ ﺑﺰﺧﺎرف ورﻣﻮ ٍز ﻣﻦ اﻟﺘّﺮاث ّ اﻟﺼ ّ ﺑﻤﺮوﺣ ٍﺔ ،ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻘ ّﻮة اﻟ ّﺪﻓﻊ ،ﻓﻌﻨﺪ إﺷﻌﺎل اﻟﻤﺼﺒﺎح ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ اﻷﺑﺨﺮة اﻟﺴﺎﺧﻨﺔ ﻓﺘُﺪار اﻷرﻳﺎش ،ﻓﺘﺘﺤ ّﺮك اﻷوراق اﻟﻤﻠ ّﻮﻧﺔ ،واﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺐ ّ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ ﺧﻴﻮ ٍل ،ﻓﺘﺒﺪو ﺑﻔﻌﻞ اﻧﻌﻜﺎس ﻇﻠّﻬﺎ ﻟﻠﺨﺎرج وﻛﺄﻧّﻬﺎ ﺗﻌﺪو ﻣﺴﺮﻋﺔً. ĽîĴøăśí đŎĸģ
اﻟﻘﻤﺮي اﻷ ّول ﺑـ»ﻋﻴﺪ اﻟﺮﺑﻴﻊ« اﻟﺼﻴﻦ ﻓﻲ أ ّول أﻳّﺎم اﻟﺸّ ﻬﺮ ﺗﺤﺘﻔﻞ ّ ّ واﻟــﺬي ﻫﻮ أﻛ َﺒﺮ اﻷﻋﻴﺎ ِد ﻓﻴﻬﺎ ،وﻳﺴﺘﻤ ُﺮ ﻟﻌ ّﺪة أﻳّــﺎمٍ ،وﻳﻌ ّﺪ »ﻋﻴﺪ ِ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ« اﻣﺘﺪا ًدا ﻟﻪ. اﻟﺼﻴﻨﻴّﻮن ﻓﺠ ًﺮا ﻋﻠﻰ أﺻﻮات اﻷﻟﻌﺎب اﻟﻨﺎرﻳّﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎء ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ّ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻮت واﻟﻄﺮﻗﺎت ،ﻓﻴﺨﺮج اﻟ ّﻨﺎس إﻟﻰ اﻟﺸّ ﻮارع ﺗ ُﻀﺎء ُ ٍ ﻧﺸﺎﻃﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔ ٍﺔ ،ﻛﺎﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت واﻟﻐﻨﺎء ﻟﻼﺣﺘﻔﺎل واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ واﻟ ّﺮﻗﺺ ،ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻻ ﻳﻐﻤﺾ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻔﻦ. ôœĊŔŀĸøĿí õîĜķĎĿí ¸łŋã
رﻗﺼﺔ اﻷﺳﺪ اﻟﺸّ ﻬﻴﺮة ﻋﻠﻰ أﻧﻐﺎم اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﺸﻌﺒﻴّﺔ ،وﺗﺨﺘﻠﻒاﻟﺼﻴﻦ ﻳﺆ ّدﻳﻬﺎ ﻋﺸﺮات ﺣﺮﻛﺎﺗُﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻷُﺧــﺮى ،ﻓﻔﻲ ﺷﻤﺎل ّ ٍ ﺣﺮﻛﺎت اﻟ ّﺮاﻗﺼﻴﻦ ﻣ ًﻌﺎ ،أ ّﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮب ﻓﻴﺆ ّدﻳﻬﺎ رﺟﻼن ﻓﻘﻂ ،وﻓﻖ ُﻣﺘﻐﻴّﺮ ٍة ورﺷﻴﻘ ٍﺔ ،وﻫﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎً ﺗ ُﻤﺎ َرس ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﻔﺰ واﻟ ّﺮﻛﺾ واﻻﻧﻘﻀﺎض ،ﺗﻌﺒﻴ ًﺮا ﻋﻦ ﺷﺠﺎﻋﺔ اﻷﺳﺪ وﺣ ّﺒﻪ ﻟﻠّﻬﻮ. 116
»ﻳﻮان ﺷﻴﺎو«
ﻣﺠﺴ ٌﻢ ﻟﺘ ّﻨﻴﻦٍ ﻳﻔﻮق ﻃﻮﻟﻪ رﻗﺼﺔ اﻟﺘ ّﻨﻴﻦ ،وﻳُﺮﻓﻊ ﻋﻠﻰَ ﻣﻘﺎﺑﺾ ﺧﺸﺒ ّﻴ ٍﺔ ّ ٍ ٍ ٍ 10أﻣﺘﺎرٍ ،ﻳﺆ ّدﻳﻬﺎ اﻟﺮاﻗﺼﻮن ﺑﺤﺮﻛﺎت ﺗﺸﻜﻴﻠﻴّﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ،وﻣﻦ أﻣﺎﻣﻬﻢ ٍ ﺣﺎﻣﻼت اﻷزﻫﺎر. ﺗﻄﻮف اﻟ ّﻨﺴﺎء رﻗﺼﺔ ﻳﺎﻧﻐﻘﻪ ،وﻳﺆ ّدﻳﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋ ٌﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒّﺎن ﺣﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﻈﻠّ ًﺔ ﻛﺒﻴﺮةً،ﺗﺮﻣﺰ إﻟﻰ أ ّن اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎت ﻣﻼﺋ ًﻤﺎ ﻟﻠ ّﺰراﻋﺔ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻤﺸﻲ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻗﺎﺋﻤﺘَ ْﻴﻦ ﺧﺸ ّﺒﻴﺘَ ْﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺘَ ْﻴﻦ ،وﻳُﻼﺣﻆ ﻏﻴﺎب ﻫﺬا اﻟﺘّﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺪن اﻟﻜُﺒﺮى. ōîŔė ŅíŎœ ŁîĬģ
درﺟﺖ اﻟﻌﺎدة ﻗﺪﻳ ًﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﻋﻠﻰ إﻋﺪاد ﻃﺒﻖ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻮى ﻳُﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ ) ﻳﻮان ﺷﻴﺎو( ،وﻳَﺮ ِﻣﺰ إﻟﻰ ﻟ ّﻢ ﺷﻤﻞ اﻷُﺳﺮة واﻟﻤﺤ ّﺒﺔ واﻟﻮﺋﺎم ﺑﻴﻦ أﻓﺮادﻫﺎ ،وﻫﻮ ﻋﺒﺎر ٌة ﻋﻦ ﻗﻄﻊٍ ﻣﺼﻨﻮﻋ ٍﺔ ﻣﻦ ﻃﺤﻴﻦ اﻷر ّز ذات اﻟﻤﻜﺴﺮات ،وﻗﺪ ﺗﻄ ّﻮر ﻫﺬا ﺑﺎﻟﺴﻜّﺮ وﺑﺄﻧﻮاع ّ ﺷﻜﻞٍ ﻣﺴﺘﺪﻳ ٍﺮ ﻣﺤﺸ ّﻮ ٍة ّ اﻟﻄّﻌﺎم ﻣﻊ اﻟ ّﺰﻣﻦ ﻟﺘﺘﻌ ّﺪد ﺣﺸﻮاﺗﻪ ،ﻛﻤﻌﺠﻮن اﻟﻔﺎﺻﻮﻟﻴﺎء أو اﻟ ُﻤﺮﺑّﻰ واﻟﺴﻤﺴﻢ ،أو اﻟﺸّ ﻮﻛﻮﻻﺗﺔ ،وﻏﻴﺮﻫﺎ .وﻳﺨﺘﻠﻒ ﺷﻜﻞ ﻫﺬه أو اﻟ ّﺰﺑﺪة ّ اﻷﻛﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘ ٍﺔ ﻷُﺧﺮى ،ﻓﻤﺎ ﻳﻤ ّﻴﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ »ﻫﻮﺗﺎن« اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺟﻨﻮﺑﺎً ﻫﻮ ﺑﻴﺎﺿﻬﺎ اﻟ ّﻨﺎﺻﻊ ،وﺗﺘﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ »ﺗﺸﺠﻴﺎﻧﻎ« اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺸّ ﺮق ِﺑ ِﻜﺒَ ِﺮ ﺣﺠﻤﻬﺎ وﺑﻐﻼﻓﻬﺎ اﻟ ّﺮﻗﻴﻖ ،أ ّﻣﺎ ﻓﻲ »ﺷﻨﻐﻬﺎي« ﻓﺈﻧّﻬﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻴﺾ اﻟﺤﻤﺎم ﻓﻲ اﻟﺸّ ﻜﻞ واﻟﺤﺠﻢ. رﻏﻢ أ ّن ﻫﺬا اﻟﻌﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺘّﺮاث اﻟﻌﺮﻳﻖ ،إﻻّ أ ّن اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﻪ داﺋﻢ اﻟﺘّﺠ ّﺪد ﺧﺎﺻ ٌﺔ ﺑﺘﺼﻨﻴﻊ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ واﻻﺑﺘﻜﺎرات ،ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺘﺎﺟ ُﺮ ّ وﺑﻴﻌﻬﺎ ،ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﺗﺼﻨﻴﻌﻬﺎ ﻳﺘ ّﻢ ﻣﻨﺰﻟ ٍّﻴﺎ ،أو ِﺣﻜ ًﺮا ﻋﻠﻰ أﺳ ٍﺮ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺪ أُدﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴّﺔ اﻟﻀّ ﻮﺋﻴّﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻛﺎﻷﺷ ّﻌﺔ اﻟﻠّﻴﺰرﻳّﺔ .وﻣﺎزاﻟﺖ ﺗ ُﺒﺎ ُع ﻫﺬه اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻫﻤ ّﻴﺘﻬﺎ اﻟﺪﻳﻨ ّﻴﺔ واﻟﻔﻠﻜﻠﻮرﻳّﺔ واﻟﺴﻴﺎﺣﻴّﺔ ،ﻓﻲ ﺳﻮقٍ ﺷﻬﻴﺮ ٍة ُﻣﻠﺤﻘ ٍﺔ ﺑﻤﻌﺒﺪ ﻛﻮﻧﻔﻮﺷﻴﻮس ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ »ﻧﺎﻧﺠﻴﻨﻎ« ،ﺗ ُﻌﺮف ﺑﺴﻮق اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ @ ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ
إﻧّﻪ »ﻋﻴﺪ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ« اﻟﻌﻴﺪ ﻴﻨﻲ ّ اﻟﺸﻬﻴﺮ ،واﻟﺬي ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ّ اﻟﺼ k ﻴﺎت ،ﻛـ«ﻳﻮان ﺷﻴﺎو« ،أو ﻣﺴﻤ ة ﺪ ّ ٍ ﻋّ ﻴﻨﻲ«؛ Oﻧّﻪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ »ﻋﻴﺪ اﻟﺼ ّ ّ اﻟﺤﺐ ّ ّ ّ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻴﻠﺘﻘﻲ اﻟﺸ ّﺒﺎن ﺑﺎﻟﺸﺎﺑّﺎت، وﻳُﺨﺘﺘﻢ ﺑﻪ »ﻋﻴﺪ اﻟﺮﺑﻴﻊ« .ﻛﺜﻴﺮ ٌة ﻫﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ، اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت ّ ّ إ ْذ ﻳﻔﻮق ﻋﺪدﻫﺎ َ ﻣﻬﺮﺟﺎن أﻟﻒ ٍ اﻟﻤﺪن واﻟ ُﻘﺮى ﺗﻘﺎم ﻓﻲ ّ ﻛﺎﻓﺔ ُ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
115
įĔżŐǜē ţŵŀĉ
nƹŚǀƃ Ʊřƺƿ~ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻦ ʼnĎķ ĊŔī ʼnčĊŇã ǁ ƿ ƿ ƻ ţŵĨ ěǘĔřĝĨē ŮŨ ƽ ěĔřʼnĝŝŨ ĵĔřť ƽ ĝŤē ĚļĔļ ĴėŐ ŒĖĔĝ İŤē ĔŬ IJĬĊĜ ĔŨ ēĴżġŠ ƿ Ŭ ŮĩŬŴ ĚĽű ǁ ƿ ƻ ȕĚĽŠijĶũŤē ŪŲĖĔżġĖ ķĔŬ įČŻ ńŴĴŐ Ů ũŅĝĜ ŽĝŤē ŢťĜ Ĕ ŀŵŁĬŴ ȕŪŤĔőŤē ƿ Ƽ ĉ ĔŲŬŴ ƻ ǁ ƻ ǁ ĚŁŜēij Ĕ
ǁ ŮżŭĝŤĔŠ ŮżŁŜēĴĝŨ ǁ Žŭż ūēŵŻªƸŠ ȕěĔż ƽ ũĹŨ ę İŐ ųżťŐ Şťʼn Ż źIJŤēŴ ȕĴżŲ ĽŤē Ŭčǁ ǁ ǁ ƿ ǎ ŁŤē İżőŤē ©ĺżŬēŵřŤē İżŐª ų ǁ ǁ ǁ ǁ ŪĝĝĭŻŴ ȕěĔ ĖĔǁ ĽŤĔĖ ūĔ ėǁ ĽŤē ŽŝĝťżŤ ĚŀĴŘ ĚĖĔġũĖ ų Ŭǜ Ȗ© Žŭż ƿ ǁ ŁŤē ǁ ĘĩŤē İżŐª Ŵĉ ȕ©ŴĔżļ ǁ ǂ Ƽ ĔűįİŐ śŵřŻ ıč ȕĺżŬēŵřŤĔĖ Ě ŀĔĭŤē Ě żŭżŁŤē ěǘĔřĝĨǘē Žű ęĴżġŠ ©ŒżĖĴŤē İżŐª ųĖ ǁ ǁ ƿ ǁ ĔŨ ĔŲŭŨŴ ȕĚżŭŻ ŁŤē IJĬĊŻ ĔŨ ĔŲŭŨ ȕŶĴ ŝŤēŴ ūİ ũŤē Ě Ż ƿ ūĔĤĴŲŨ ŚŤĉ ǁ İŤē Ěŕė ǁ ǁ ƿ ŘĔŠ ŽŘ ŧĔŝ ƾ ƽ ƿ ŮŐ ģĴĭŻ ǘ ĔűĴġŠĉ ěĔĖ ůIJű ĔŭŨĔ Żĉ ŽŘŴ ȕĚũŠĔĩŤē Ĵĸ ǜēŴ ěǘǙ ǀ ĹŤē ņőėĖ łĝĭŻ ƿ ǁ ǁ ǁ
ƻ ŵĤ ǁ ĚŤē ŪŅĜ ŽĝŤēŴ ȕĚ żĩĖĴŤē Ě żŝŻŵĹ ĝŤē ěĔŬĔĤĴŲũŤē ijĔňč ǁ Ěƻ żŭŘ Ĕ ǁ ńŴĴŐ ƻ ǁ ǁ ǁ
ĊŔĬĿí ĽŎěã
ﺗ ّﻢ اﺻﻄﻴﺎ ُدﻩ،اﻟﺴﻤﺎء ﻃﻴ ٌﺮ ُﻣﻔﻀّ ٌﻞ ّ اﻟﺴﺎﻛﻦ ﻓﻲ ّ «ﺟﺎء ﻓﻲ اﻷﺳﻄﻮرة أﻧّﻪ ﻛﺎن ﻟﺪى اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر »اﻟﻴﺸﻢ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺄن، ﻣ ّﻤﺎ أﺛﺎر ﻏﻀﺐ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر،اﻟﺼﻴﻨﻴّﺔ ّ ﻋﻨﺪ ﻧﺰوﻟﻪ إﻟﻰ اﻷرض ﻣﻦ ِﻗﺒَﻞ ُﺳﻜّﺎن إﺣﺪى اﻟﻘُﺮى َ ﺗ ُﺪ ﱠﻣ َﺮ اﻟﻘﺮﻳﺔ وﻳُ ْﺤ ﺣﺰﻧﺖ اﺑﻨﺘﻪ. وذﻟﻚ ﺑﻌﺎﺻﻔ ٍﺔ ﻧﺎرﻳّ ٍﺔ،اﻟﻘﻤﺮي اﻷ ّول ﻴﻨﻲ ّ ﻣﻦ اﻟﺸّ ﻬﺮ15 ﺮق أﻫﻠﻬﺎ ﻓﻲ ّ ّ اﻟﺼ ﻓﺎﻗﺘﺮح أﺣﺪ اﻟ ُﺤﻜﻤﺎء ﺑﺄ ْن ﺗ ُﻌﻠ َّﻖ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ اﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓّﺔ،ﻟﻤﺼﻴﺮ اﻟﺴﻜّﺎن وﺣﺬّرﺗﻬﻢ ﻣ ّﻤﺎ ﺳﻴﻜﻮن
اﻟﺼﻴﻦ- ﻋﺮض رﻗﺼﺔ اﻟﺘﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ
«»ﻳﻮان ﺷﻴﺎو
114
ęĆĔń ęĆĔńč ęĆ ńč
ƾƘưŤŬưƫř śŚƐŴƫřƹ ଦƤƫř źƧŸţŏﻛﻴﻒ ﺑﺪأﻧﺎ اﻟﻘﺮاءة وﻧﺤﻦ ِﺻﻐﺎر ،ﻛﻨﺎ ﻧﻘﺮأ اﻷﻟﻐﺎز، واﻟﻤﻐﺎﻣﺮﻳﻦ اﻟﺨﻤﺴﺔ ،ورواﻳﺎت أرﺳﻴﻦ ﻟﻮﺑﻴﻦ وأﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻲ ،ﻛﺎن ﺗﺤﺖ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﺒﺮا دﻛﺎن ﺻﻐﻴﺮ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أﻋﻼه ﻻﻓﺘﺔ ،وﻛﺎن ﻳﺒﻴﻊ وﻳﺆﺟﺮ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ أواﺧﺮ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺑﻘﺮش أو ﺑﻘﺮﺷﻴﻦ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺐ ،ﺑﻞ أﻳﻀً ﺎ اﻷﻋﺪاد اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻟﻤﺠﻠﺘﻲ اﻟﻤﻮﻋﺪ واﻟﺸﺒﻜﺔ ﻟﻨﻼﺣﻖ أﺧﺒﺎر اﻟﻨﺠﻮم اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺤﺒﻬﻢ ﻛﺜﻴ ًﺮا ،وﺑﻤﺠﺮد وﺻﻮﻟﻨﺎ إﻟﻰ ﻓﺘﺮة اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ ﺗﻐﻴﺮ رأﻳﻨﺎ ﺗﻤﺎ ًﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻤﺠﻼت .وﻳﻮ ًﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻼ واﺣ ًﺪا ،وإﻧﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻳﻮمٍ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻮﻗﻔﻲ إزاء أﻋﻤﺎل ﻛﺜﻴﺮة ،وﻟﻴﺲ ً ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ أﺣﺒﺒﺘﻬﺎ وأﻧﺎ أﺻﻐﺮ ﻋﻤ ًﺮا ،وﺑﻌﺪ ﺗﻌﺪد ﻗﺮاءاﺗﻲ اﻛﺘﺸﻔﺖ أﻧﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ واﻟﺮﻛﺎﻛﺔ ،أو أﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ أﺻﻴﻠﺔ ﺣﻴﺚ إﻧﻬﺎ ﻣﺴﺮوﻗﺔ وﻣﺠﺮد ﻧﺴﺨًﺎ ﺷﺎﺋﻬﺔ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل ﻛﺒﺮى ﺧﺎﻟﺪة ،ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ أﺟﻨﺒﻴﺔ أم ﻋﺮﺑﻴﺔ .اﻛﺘﺸﻔﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ ﻛِﺒﺎر اﻷدﺑﺎء واﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻣﺜﻞ :ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ وﻳﻮﺳﻒ إدرﻳﺲ واﻟﻌﻘﺎد وﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ ،وﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ. ﻓﺬاﺋﻘﺔ اﻟﻘﺎرئ اﻟﻤﺤﺘﺮف ﺗﺘﻐﻴﺮ وﺗﺮﺗﻘﻲ إﻟﻰ ذروة ﺳﻠﻢ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻮد ،ﺗﻨﻮع اﻟﻘﺮاءات وﻛﺜﺮﺗﻬﺎ، وذﻛﺎء اﻟﻘﺎرئ أﻳﻀً ﺎ وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ وﻋﻤﻖ ﻧﻈﺮﺗﻪ اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ وﻣﺴﺘﻮى ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ. ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻌﺐ اﻹﻋﻼم دو ًرا ﻣﺤﻮرﻳٍّﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺬاﺋﻘﺔ ،ﻓﻨﺤﻦ رأﻳﻨﺎ ﻛﻴﻒ أدى إﻟﺤﺎح اﻹﻋﻼم ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻴﻴﺪ ﻛﺘﺐ ﻫﺰﻳﻠﺔ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة إﻟﻰ ﻋﺰوف اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻦ ﻗﺮاءة ﻛﺘﺐ دﺳﻤﺔ ﺗﺮﺗﻘﻲ ﺑﻤﺪارﻛﻬﻢ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ أدى ﺗﺴﻴﻴﺪ ﻧﻤﻮذج اﻟﺒﻠﻄﺠﻲ واﻟﺮاﻗﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ إﻟﻰ ﺗﺪﻧﻲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺤﻮار ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻨﺨﺒﺔ ﻳﻘﻠﺪون ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻛﻼم وﺳﻠﻮك أﺑﻄﺎل ﻫﺬه اﻷﻓﻼم ،وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺼﺮي واﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﺘﻰ أواﺧﺮ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ أﺑﻄﺎل اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﺮة ،وارﺗﺪاء اﻟﻤﻼﺑﺲ اﻷﻧﻴﻘﺔ ،واﻟﻘﺮاءة ﻓﻲ ِ اﻷﺳ ﱠﺮة ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻮم أو ﺗﺤﺖ أﺷﺠﺎر اﻟﺤﻘﻮل.ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺗﻔﺮج اﻵن ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺳﺒﻴﺮو زﻣﺎن ،أﻋﺮف ﻟﻤﺎذا ﻛﺎن أﻋﻼم ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﻫﻢ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ وﺗﻮﻓﻴﻖ اﻟﺤﻜﻴﻢ وأم ﻛﻠﺜﻮم وﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﺣﺎﻓﻆ وآﺧﺮون ﻣﻦ ﻋﻤﺎﻟﻘﺔ اﻷدب واﻟﻔﻦ، ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻹﻋﻼم آﻧﺬاك ﻳﻘﻒ إﻟﻰ ﺟﻮار اﻹﺑﺪاع اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،وﻳﺴﺎﻋﺪ اﻟﻘﺎرئ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ أن ﻳﺼﻌﺪ درﺟﺎت ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ذاﺋﻘﺘﻪ ﻟﻜﻲ ﺗﺮﺗﻘﻲ .ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻣﺜﻞ اﻷواﻧﻲ اﻟﻤﺴﺘﻄﺮﻗﺔ ،ﻓﺄم ﻛﻠﺜﻮم
ŠƟŵŚƈưƫř źǀƸſ ŵ @ رواﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ
ﺗﻘﺮأ دواوﻳﻦ اﻟﺸﻌﺮ وﺗﻔﺘﺢ ﻗﻠﺒﻬﺎ وﺻﻮﺗﻬﺎ ﻟﻨﻮاﺑﻎ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺑﻠﻴﻎ ﺣﻤﺪي ورﻳﺎض اﻟﺴﻨﺒﺎﻃﻲ وﺳﻴﺪ ﻣﻜﺎوي ،واﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎر ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب ﻳﻜﺘﺸﻒ ﻛﻞ ﻳﻮم ﻣﻄﺮﺑﻴﻦ ﺟﺪدا ً ،واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺮاﺋﻊ ﺻﻼح ﺟﺎﻫﻴﻦ ﻳﺘﺒﻨﻰ ﻣﻮﻫﺒﺔ اﻟﻤﻤﺜﻠﺔ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺳﻌﺎد ﺣﺴﻨﻲ ﻓﺘﻘﺮأ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺐ ،وﺗﺰداد ﻣﻌﺎرﻓﻬﺎ ﻓﺘُﺼﻘﻞ ﻣﻮﻫﺒﺘﻬﺎ ،وﻣﺨﺮﺟﻮ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ آﻧﺬاك رﺋﻴﺴﺎ ﻳﺘﻮاﺻﻠﻮن ﻣﻊ اﻟﻜُﺘﺎب واﻟﺸﻌﺮاء ،وﻳُﻤﺜﻞ اﻟﻌﻤﻞ اﻷدﺑﻲ ﻋﻤﻮ ًدا ً ﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت أﻓﻼﻣﻬﻢ. اﻵن أﻇﻦ أن اﻹﻋﻼم ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ دوره ،وﺗﺮﻛﻪ ﻟﻤﺎ ﻳُﺴﻤﻰ اﻟﻠﺠﺎن اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺘﺪﺷﻴﻦ اﻷﺳﻮأ ،واﻷﻗﻞ أﻫﻤﻴﺔ؛ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻔﺮغ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن ﺗﺤﺪﻳ ًﺪا ﻟﺒﺮاﻣﺞ »اﻟﺘﻮك ﺷﻮز« ،ﺣﻴﺚ ﻳﺠﻠﺲ اﻟﻤﺬﻳﻊ ﻃﻮال ﺳﺎﻋﺎت أﻣﺎم اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻟﺤﺸﺪﻫﻢ وﺗﺠﻨﻴﺪﻫﻢ ﻟﺼﺎﻟﺢ أﻓﻜﺎره اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،أو ﻓﻲ أﺣﺴﻦ اﻷﺣﻮال ﻳﺪﻳﺮ ﻣﺒﺎرﻳﺎت ﻛﻼﻣﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺿﻴﻮف ﻣﻘﺮرﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ،واﻟﻤﺪﻫﺶ أن ﻓﻜﺮة »اﻟﺘﻮك ﺷﻮز« اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﻓﻜﺮة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﻼﻣﻌﺔ اﻟﺸﻬﻴﺮة »أوﺑﺮا وﻳﻨﻔﺮي« ﻟﻢ ﻳﻄﻮرﻫﺎ أﺣ ٌﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻟﻢ ﻳﺴﺒﻎ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺣ ٌﺪ ﺟﺪﻳ ًﺪا ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ وﻫﻮﻳﺘﻨﺎ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ »أوﺑﺮا وﻳﻨﻔﺮي« ﻣﺜﻘﻔﺔ رﻓﻴﻌﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮى؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺼﻄﺤﺐ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻛﺎﺗ ًﺒﺎ ﺑﻜﺘﺎﺑﻪ اﻟﺠﻴﺪ ،ﻓﺘﻘﻔﺰ ﻣﺒﻴﻌﺎﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺣﻠﻘﺘﻬﺎ ﻓﻮ ًرا إﻟﻰ أرﻗﺎم ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ،أو ﺗﺼﻄﺤﺐ أﺳﺮة ﻓﻴﻠﻢ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻣﻬﻢ ﻓﺘﺸﻴﺮ إﻟﻰ أﻫﻤﻴﺘﻪ ،أو ﺻﻮت ﻣﻄﺮب ﻧﺎدر ،أو ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻷﻣﻞ واﻟﺘﻔﺎؤل وإﺻﻼح ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ. ﻋﻨﺪﻣﺎ أزور ﺷﺒﺮا ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة أرى اﻟﺪﻛﺎن اﻟﺼﻐﻴﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺆﺟﺮ ﻟﻨﺎ اﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺰل ،وﻟﻜﻦ أﻋﻼه ﻛُﺘﺒﺖ ﻻﻓﺘﺔ ﺑﺨﻂ ﻣﺤﻼ ﻟﻸﺣﺬﻳﺔ ،أردد ﺑﺤﺴﺮة :ﻛﻢ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب رديء ﺗﻌﻠﻦ أﻧﻪ أﺻﺒﺢ ً ﺗﺂﻣﺮت ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺗﻄﻮر ذاﺋﻘﺔ اﻟﻘﺎرئ ،وﻣﻦ ﺛﻢ أدت إﻟﻰ ﺗﺪﻫﻮر اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ؟!
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
113
ĚżĭŻijĔĜ İűēŵļ
اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻳﻌﺪ ﺷﺄﻧًﺎ ﻣﻬ ًﻤﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﻷﻳﻮﺑﻲ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺤﻤﺪ اﺑﻦ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻌﺎدل ،ﺷﻘﻴﻖ ﺻﻼح اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻳﻮﺑﻲ ،وأن اﻟﻤﻜﺎن واﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻵﺛﺎر واﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﻣﻌﻨﻮﻳًﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ،ﻣﺆﻛ ًﺪا أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ دراﺳﺎت ﺻﺤﻴﺤﺔ وﺧﺒﺮاء ذوي ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺮاج ﻫﺬ اﻻﻛﺘﺸﺎف اﻟﻌﻈﻴﻢ .وأردف اﻟﻨﺒﺮاوي ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺧﺎﺻﺔ ،أن اﻫﺘﻤﺎم وزﻳﺮ 112
ﻗﺒﺔ وﻣﺴﺠﺪ»اﻻﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ«
اﻵﺛﺎر وذﻫﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن اﻻﻛﺘﺸﺎف واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ،أﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻧﻈ ًﺮا ﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺤﺪث ،ﺧﺎﺻﺔ ﻇﻬﻮر ﺑﻘﺎﻳﺎ زﺧﺎرف ورﺧﺎم ﻣﻠﻮن ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺿﺮورة اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ واﻧﻘﺎذه ﻣﻦ ﻫﺒﻮط أرﺿﻴﺘﻪ. اﻟﺴﻌﻴﺪ ﺣﻠﻤﻲ ،رﺋﻴﺲ اﻹدارة اﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﻶﺛﺎر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻘﺒﻄﻴﺔ ﻟﺪى وزارة اﻵﺛﺎر اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،أوﺿﺢ أن اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﺨﺼﺼﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺪاﻓﻦ ،وأن ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎن ﻛﺎن ً ﻟﻠﻔﻘﻬﺎء ودﻓﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ،ﻷن اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻛﺎن ﻣﻬﺘ ًﻤﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺎﻻﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، وﺻﻨﻊ ﻣﻘﺼﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﺟﻤﻞ اﻟﻤﻘﺎﺻﻴﺮ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ،أﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰﻫﺎ أﻧﻬﺎ ﺧﺸﺒﻴﺔ وﻣﻜﺴﻮة ﺑﺄﻟﻮاح ﻣﻦ اﻟﺮﺻﺎص ،وﻳﻌﻠﻮ اﻟﻘﺒﺔ »ﻋﺸﺎري« ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺷﻜﻞ ﻛﺎن ﻳﻀﻊ داﺧﻠﻪ ﺣﺒﻮب ﺣﺘﻰ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻄﻴﻮر وﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﻟﻌﺸﺎري ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻀﻌﻮن اﻷﻛﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻄﻴﻮر ﻛﻞ ﻋﺸﺮة أﻳﺎم. وﻗﺎل إن اﻟﺒﺎﺑﻴﻦ اﻟﺨﺎرﺟﻲ واﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻠﻀﺮﻳﺢ ﻣﺮﺻﻌﺎن ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ ﻋﺮض ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ 98ﺳﻢ ،وارﺗﻔﺎﻋﻪ ﺛﻼﺛﺔ أﻣﺘﺎر ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻬﻤﺎ روﻧﻘًﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺠﻤﺎل ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻀﺮﻳﺢ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ ً ﻣﺮﺑﻌﺔ ﻃﻮل ﺿﻠﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ 15ﻣﺘ ًﺮا ،وﻟﻪ ﺟﺪران ﺳﻤﻴﻜﺔ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ﻗﺒﺔ ﺿﺨﻤﺔ
÷ ôķĎēō łŔŃĎ
ﺟﺪد اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻗﺎﻳﺘﺒﺎي اﻟﻤﻘﺒﺮة ﻗﺒﻞ أن ﻳﺠﺪدﻫﺎ اﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ ﻛﺘﺨﺪا ،اﻟﺬي ﺳﺒﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﺎر ﺑﺎب اﻟﻘﺒﺔ، أﻧﺸﺄ ﻓﻴﻬﺎ ً وﺟﻬﺘﻪ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺨﺪﻳﻮ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺑﺎﺷﺎ ﻗﺎم ﺑﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻛﻠﻪ. ﺗﻌﺮض اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻠﺴﺮﻗﺔ ﺛﻼث ﻣﺮات ﺧﻼل اﻟﺜﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة، ﻓﻔﻲ ﺳﻨﺔ 2009ﺗﻤﺖ ﺳﺮﻗﺔ ﺣﺸﻮة ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﻤﺴﺠﺪ .وﻓﻲ ﺳﻨﺔ 2014ﺗﻤﺖ ﺳﺮﻗﺔ ﺧﻤﺲ ﺣﺸﻮات أﺛﺮﻳﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻤﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ُﺳﺮق اﻟﺒﺎب اﻟﺨﺸﺒﻲ ﻟﻤﻘﺼﻮرة اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ. ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم ﻣﺸﺮوع اﻟﻘﺎﻫﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،ﻗﺎل :إن ﻣﺸﺮوع ﺗﺮﻣﻴﻢ ﻗﺒﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﺗﺮﻣﻴﻢ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻄﻮب واﻟﻘﺒﺔ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ واﻟﺰﺧﺎرف اﻟﺠﺼﻴﺔ واﻟﺨﺸﺐ اﻟﻤﺰﺧﺮف
واﻟﺮﺧﺎم اﻟﻤﻠﻮن ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻋﻤﺎل اﻟﺘﺮﻣﻴﻢ اﻹﻧﺸﺎﺋﻲ ﻟﻠﺸﺮوخ وﻫﺒﻮط اﻷرﺿﻴﺎت وﻋﺰل اﻷﺳﻘﻒ وﺣﻘﻦ اﻟﺤﻮاﺋﻂ. رﺋﻴﺲ ﻣﺒﺎدرة »اﻷﺛﺮ ﻟﻨﺎ« ﻣﻲ اﻹﺑﺮاﺷﻲ ،واﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﺄﻋﻤﺎل ﺗﺮﻣﻴﻢ اﻟﻘﺒﺔ ،أوﺿﺤﺖ أن أﻋﻤﺎل اﻟﺘﺮﻣﻴﻢ ﺑﻘﺒﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺑﺪأت ﻓﻲ ﻣﺎرس 2016ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف وزارة اﻵﺛﺎر ،ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺻﻨﺪوق اﻟﺴﻔﺮاء اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ،ﺑﻬﺪف اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﺔ. ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ أﻛﺪ رأﻓﺖ اﻟﻨﺒﺮاوي ،ﻋﻤﻴﺪ ﻛﻠﻴﺔ اﻵﺛﺎر ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺳﺎﺑﻘًﺎ ،أن اﻛﺘﺸﺎف ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺿﺮﻳﺢ وأرﺿﻴﺎت ﺣﺠﺮﻳﺔ ﺑﻤﺴﺠﺪ اﻷﻣﺎم
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
111
ĚżĭŻijĔĜ İűēŵļ
ŶŬƀƯƹ ŠŞƣ ~nƾƘƟŚƄƫř ƭŚƯDžř ﺗﺎرﻳﺦ ﺛﺮي واﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﺟﺪﻳﺪة ðĤķ ĊńĄŃ ĚżŨǙĸǞē ijĔĠǚē ĮŻijĔĝĖ łĝĭĜ ĚŻĔ໫ ĚŜŵĽŨ łŁŜ
ĔŨİŭŐ ŽőŘĔĽŤē ŧĔƸƸŨǞē İĥĹũĖ ĆĶƸƸĤ ŦŠ ŢŤ ĔŲŻŴĴŻ
ȕŽőŘĔĽŤē ŧĔŨǜē ŽĨ ŽŘ ŒŝŻ źIJŤēŴ ȕĴŁŨ ŽŘ ůİŝřĝĜ ŮŻİŤē ħǙŀ ĚőťŜ ŮŨ ĕŵŭĥŤē ŹŤč ęĴűĔŝŤē śĴļ
ĴőĽĜ ĔũĖijŴ ȕųĭŻijĔĜ ŗĴőĜ ĔŨİŭŐ ĚƸƸŐŴij ĴƸƸŨǜē įēįĶƸƸŻŴ
Ŧřĸĉ ĪŻĴń ĔŻĔŝĖ ŗĔĽĝŠē ĴėĬ ŢťŀŴ ēıč ĻĔűİŬǘĔĖ ĚŬŵťŨ ŧĔƸƸƸĬijŴ ĚżŁĤ ŗijĔƸƸƸĬĵ ĔŻĔŝĖŴ ȕİĥĹũŤē ĚėŜ
ĕŵʼnŤē ŮŨ ĚėŜŴ ĴĥĩŤē ŮŨ ěĔżńijĉŴ
÷ őĎû Ćœčî
اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إدرﻳﺲ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ أﺑﻮﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ،وﻟﺪ ﻓﻲ ﻏﺰة ﻋﺎم 150ﻫﺠﺮﻳًﺎ ،وﺳﺎﻓﺮ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ،وﻋﻤﺮه ﻋﺎﻣﺎن وﺗﺮﺑﻰ ﻫﻨﺎك وﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،وﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺬﻫﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ،وﻣﺆﺳﺲ ﻋﻠﻢ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ،وﺗﻨﻘﻞ وﺳﺎﻓﺮ ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻃﻠﺒًﺎ ﻟﻠﻌﻠﻢ، وﻗﺎم ﺑﺘﺄﻟﻴﻒ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ،وﺗﻮﻓﻰ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﺼﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎم 204ﻫﺠﺮﻳًﺎ.ﺿﺮﻳﺢ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وﻗﺒﺘﻪ ،ﺷﻴﺪه اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﻜﺎﻣﻞ اﻷﻳﻮﺑﻲ ،وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻪ اﻵن إﻻ اﻟﻀﺮﻳﺢ اﻟﺨﺸﺒﻲ اﻟﻤﺤﻔﻮر ذو اﻟﺮﺳﻮم اﻟﻤﺪﻫﺸﺔ .وﻳﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﻀﺮﻳﺢ اﻟﻤﻐﻄﻰ ﺑﻘﺒﺔ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻣﺰدوﺟﺔ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ ﻣﺒﺎﻧﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ وأﺟﻤﻠﻬﺎ زﺧﺮﻓﺔ .وﻳﻌﺘﺒﺮ ﺿﺮﻳﺢ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﻷﺿﺮﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ،وﻣﺴﺠﻞ ﻓﻲ ﻋﺪاد اﻵﺛﺎر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﺑُﻨﻲ ﻋﺎم 1211م ﻣﻴﻼدﻳﺔ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﻟﻺﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ .ﻇﻠﺖ اﻟﻤﻘﺒﺮة ﻣﻮﺿﻊ ﺗﻜﺮﻳﻢ اﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ ،ﻳﻘﺼﺪوﻧﻬﺎ ﻟﻠﺰﻳﺎرة واﻟﺘﺒﺮك ،ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺳﺎﺣﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﺻﻼح اﻟﺪﻳﻦ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﺒﻨﺎء اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺑﺠﻮار ﻗﺒﺮ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ،ﻟﺘﻜﻮن ﻣﺪرﺳﺔ وﻣﺴﺠ ًﺪا .وﺗﻢ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1179م. 110
ﻗﺒﺔ وﻣﺴﺠﺪ»اﻻﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ«
÷ ıîĘøĻśí ľŔěîĴ
وزﻳﺮ اﻵﺛﺎر اﻟﻤﺼﺮي ،ﺧﺎﻟﺪ اﻟﻌﻨﺎﻧﻲ ،وﺗﻮﻣﺎس ﺟﻮﻟﺪﺑﺮﺟﺮ ،اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺄﻋﻤﺎل اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ،ﺗﻔﻘﺪا ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻤﺎﺿﻲ أﻋﻤﺎل ﺗﺮﻣﻴﻢ ﻗﺒﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ،وآﺧﺮ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﺑﺎﻟﻤﻮﻗﻊ ،وﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻘﺪ ﻣﺴﺠﺪ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻟﻠﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻪ اﻹﻧﺸﺎﺋﻴﺔ وﻣﺎ ﻳﻌﺎﻧﻴﻪ .وﻗﺎل اﻟﻌﻨﺎﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺻﺤﻔﻴﺔ ﺧﻼل زﻳﺎرﺗﻪ اﻟﺘﻔﻘﺪﻳﺔ: إن أﻋﻤﺎل اﻟﺘﺮﻣﻴﻢ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﻘﺒﺔ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺿﺮﻳﺢ أﺳﻔﻞ اﻟﻘﺒﺔ وﺑﻘﺎﻳﺎ زﺧﺎرف ﺟﺼﻴﺔ ورﺧﺎم ﻣﻠﻮﻧﺔ وأرﺿﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺮ وﻗﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻮب .وأﺿﺎف :إن اﻟﻀﺮﻳﺢ اﻟﻤﻜﺘﺸﻒ ﻗﺪ ﻳﺮﺟﻊ ﺗﺎرﻳﺨﻪ إﻟﻰ ﻓﺘﺮة ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺒﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ .وﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﻮش ﻣﻜﺸﻮف ﺑﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺤﺎرﻳﺐ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻗﺎﻋﺔ ﺗﻌﻠﻮﻫﺎ ﻗﺒﺔ .ﻣﺆﻛﺪا ً أن ﻓﺮﻳﻖ اﻟﻌﻤﻞ ﻳﻌﺘﺰم ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ إﺟﺮاء اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت واﻷﺑﺤﺎث ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺮﻳﺢ اﻟﻤﻜﺘﺸﻒ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺗﺄرﻳﺨﻪ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺪﻗﺔ.
»ﺑﺴﺒﻮع« اﻟﻤﻮﻟﻮد اﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ دون اﻷﻧﺜﻰ ،وﻳﺼﻨﻊ اﻹﺑﺮﻳﻖ ﺧﺼﻴﺼﺎ ،وﺑﻤﻮاﺻﻔﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﺤﺪﻳ ًﺪا ،وﻛﺜﻴ ًﺮا ﻣﺎ ً ﻳﻘﻮم اﻟﻨﺎس ﺑﺈرﺳﺎل اﻹﺑﺮﻳﻖ إﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻟﻴﻘﻮم ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ اﺳﻢ اﻟﻤﻮﻟﻮد ﻋﻠﻴﻪ ،وزﺧﺮﻓﺘﻪ ﺑﺎﻷﻟﻮان ،ﻛﻤﺎ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮن ﻓﻰ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻫﺬا اﻟﺤﺮﻓﻲ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﻌﺾ اﻵﻳﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ واﻟﻌﺒﺎرات اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻄﻠﺐ رﺳﻢ )ﻋﻴﻦ( ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺪ. ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺴﺒﻮع ﻳُﻤﻸ اﻹﺑﺮﻳﻖ ﺑﺎﻟﻤﺎء وﻳﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﻣﻊ إﻃﻼق اﻟﺒﺨﻮر ،وﻫﻨﺎك ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻳﻤﺎرﺳﻪ اﻟﺒﻌﺾ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺬﻫﺒﻮن ﺑﺎﻹﺑﺮﻳﻖ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﺴﻦ ﻟﻴﺸﺮب ﻣﻨﻪ ،اﻋﺘﻘﺎدا ً ﺑﺄن ذﻟﻚ ﻳﻄﻴﻞ ﻋﻤﺮ اﻟﻤﻮﻟﻮد ،ﻛﻤﺎ أﻃﺎل ﻋﻤﺮ ﻫﺬا اﻟﻤﺴﻦ. وﻣﻦ اﻟﻌﺎدات اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎرﺳﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ وﺿﻊ أﺷﻴﺎء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻮق إﺑﺮﻳﻖ اﻟﻤﻮﻟﻮد اﻋﺘﻘﺎ ًدا ﺑﺄن ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﺗﺠﻠﺐ اﻟﺮزق ﻟﻪ ،ﻓﻴﻀﻌﻮن ﻃﺎﻗﻴﺔ وﻣﺤﻔﻈﺔ وﻣﺴﺒﺤﺔ وأﺣﻴﺎﻧﺎً ﺑﻴﻀﺔ ﻣﺴﻠﻮﻗﺔ وﺳﺎﻋﺔ ،وﻳﻘﺎل ﻋﻦ ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ أﻧﻪ »ﻳُ َﺼ ّﻴﻎ« اﻟﻤﻮﻟﻮد. وﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﺔ-ﺟﻨﻮب ﻣﺼﺮ ،ﻳﻌﻠﻘﻮن ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ إﺑﺮﻳﻖ اﻟﻮﻟﺪ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن آﻧﻴﺘﻴﻦ ﻓﺨﺎرﻳﺘﻴﻦ )اﻟﻤﻔﺮد :ﻓﺎﻻ( ﻓﻰ ﺣﻤﻞ اﻟﻌﺼﻴﺪة واﻷرز ﺑﺎﻟﻠﺒﻦ ،وﻳﻘﻮﻣﻮن أﺛﻨﺎء اﺣﺘﻔﺎﻟﻬﻢ »ﺑﺴﺒﻮع« اﻟﻤﻮﻟﻮد ﺑﺈﻟﻘﺎﺋﻬﻤﺎ ﻓﻰ اﻟﻨﻬﺮ أو أﻗﺮب ﻣﺠﺮى ﻣﺎﺋﻲ ،وﻫﻮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﻄﻠﻘﻮن ﻋﻠﻴﻪ )زﻓﺔ اﻟﻨﻴﻞ( وﺗﺘﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﺰﻓﺔ ﻣﻦ اﻷم واﻟﻤﻮﻟﻮد واﻷﻫﻞ. وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻛﻤﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ واﻟﻮادى اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻳﻘﻮم ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺮش اﻟﻤﺎء ﻣﻦ اﻹﺑﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ آﺛﺎر أﻗﺪام اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺘﺼﻮرون أﻧﻪ ﺣﺴﻮد ،اﻋﺘﻘﺎ ًدا ﺑﺄن ذﻟﻚ ﻳﺒﻄﻞ ﺣﺴﺪه .وﻗﺪ ذﻛﺮ اﻹﺑﺮﻳﻖ ﻓﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل: أﺑﺮﻳﻖ اﻧﻜﺴﺮ ،وآدى )ﻫﺎ ﻫﻮ( ﺑﺰﺑﻮزه. -إﺑﺮﻳﻖ واﻧﻘﻄﻢ ﺑﺰﺑﻮزه.
ƾƳřƺƬŰƫř ŵƺưŰƯ
اﻹﺑﺮﻳﻖ اﻟﻤﻠﻴﺎن ،ﻣﺎ ﻳﻘﻠﻘﺶ. ﺣﺪ ﻳﻘﻮل :اﻟﺒﻐﻞ ﻓﻰ اﻹﺑﺮﻳﻖ! إذا ﺗﺼﺎدم إﺑﺮﻳﻘﺎن ﻻ ﺑﺪ واﺣﺪ ﻳﻨﻜﺴﺮ.ﻛﺬﻟﻚ ذﻛﺮ اﻹﺑﺮﻳﻖ ﻓﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ ﻧﺼﻮص اﻟﻤﺮاﺛﻲ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ )اﻟﻌﺪﻳﺪ( وﻣﻨﻬﺎ: ﻣﺎ ﻟﻠﻤﺼﻠﻲ اﻟﻴﻮم ﻣﺎ ﺻﻠﻰ /إﺑﺮﻳﻖ اﻧﻜﺴﺮ وﻻّ اﺳﺘﺨﺎر اﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻟﻠﻤﺼﻠﻲ اﻟﻴﻮم ﻣﺎ ﺟﺎﻧﻲ /ﻣﻠﻴﺖ ﻟﻪ اﻹﺑﺮﻳﻖ اﻟﻨﻬﺎرده اﻟﻌﺎﻧﻲ ﻗﻢ ﺻﻞ ﻳﺎ اﺑﻮ ﺻﻼ ﺣﻠﻮة /إﺑﺮﻳﻖ اﻟﺼﻼ ﻣﺴﻨﻮد ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻮة ﻣﺎ ﺗﻘﻮم ﺗﺼﻠﻰ ﻳﺎ اﺑﻮ ﺻﻼ ودﻳﺎن /إﺑﺮﻳﻖ اﻟﺼﻼ ﻣﺴﻨﻮد ﻓﻰ اﻟﺪﻳﻮان ﺑﺎب اﻟﺠﻨﺔ اﺗﻔﺘﺢ واﺗﺮ ّد /واﺑﺮﻳﻖ اﻟﻤﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﻄﺒﺔ واﺗﺤ ّﻂ ﺑﺎب اﻟﺠﻨﺔ اﺗﻔﺘﺢ ردوه /واﺑﺮﻳﻖ اﻟﻤﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﻄﺒﺔ ﺣﻄّﻮه ﻛﺬﻟﻚ ذﻛﺮ ﻟﻔﻆ اﻹﺑﺮﻳﻖ ﻓﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎت اﻟﻤﺸﻬﻮرة ،اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻠﻬﻤﺖ ﻣﺜﻼ ﻗﻮل ﺻﻼح اﻟﻤﻔﺮدات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ ً ﺟﺎﻫﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن ﺻﺒﺎح ﻓﻰ أﻏﻨﻴﺔ »أﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﻳﺎ اﺑــﻦ اﻟــﺤــﻼل«» :ﻣﻠﻴﺖ ﻟﻚ اﻟﻘﻠﺔ ﻋﻄﺸﺎن ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺎﺟﻤﻴﻞ ﻳـ ّـﻼ /ﻣﻠﻴﺖ ﻟﻚ اﻹﺑﺮﻳﻖ ﻋﻄﺸﺎن ﺗﻌﺎﻟﻰ واﻟﺴﻼﻣﺔ ﻃﺮﻳﻖ«. وﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮوف أن اﻟﻘﻠﺔ واﻹﺑﺮﻳﻖ ﻳﺘﺸﺎﺑﻬﺎن ﻓﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت ﻟﺪى اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﺎن ﻟﻺﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﻤﻮﻟﻮد اﻟﺬﻛﺮ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
109
ęĆĔńč
ƢƿźŝDžř ƢƿźŝDžřوﻋﺎء ﻓﺨﺎري ﻟﻪ أذن وﺧﺮﻃﻮم ﻳﻨﺼﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﺴﺎﺋﻞ واﻟﺠﻤﻊ )أﺑﺎرﻳﻖ(. ﻗﻴﻞ ﺳﻤﻴﺖ أﺑﺎرﻳﻖ ﻟﺒﺮﻳﻖ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎء ،وﻗﻴﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﻳُﺮى ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺮى ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ. اﺳﺘﻌﻤﻞ أﻫﻞ ﻣﻜﺔ اﻷﺑﺎرﻳﻖ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ واﻟﻔﻀﺔ ﻛﺬﻟﻚ .وﻗﺪ ذﻫﺐ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻠﻐﺔ إﻟﻰ إن ﻟﻔﻈﺔ »إﺑﺮﻳﻖ« ﻟﻔﻈﺔ ﻣﻌﺮﺑﺔ ،أﺻﻠﻬﺎ ﻓﺎرﺳﻲ ﻫﻮ» :آب رى ج«. وردت ﻟﻔﻈﺔ »اﻷﺑﺎرﻳﻖ« ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻰ ﺳﻮرة اﻟﻮاﻗﻌﺔ )ﻳَﻄ ُ ِﻳﻖ َوﻛَﺄْ ٍس ُﻮف َﻋﻠَ ْﻴ ِﻬ ْﻢ ِوﻟْ َﺪا ٌن ُﻣ َﺨﻠﱠ ُﺪو َن ِ ،-17ﺑﺄَﻛْ َﻮ ٍ اب َوأَﺑَﺎر َ ِ ِﻣ ْﻦ َﻣﻌﻴﻦٍ .(-18 وﺗﺬﻛﺮ ﻟﻔﻈﺔ »إﺑﺮﻳﻖ« ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻓﻰ ﻛﺘﺐ اﻷﺧﺒﺎر ﻓﻰ وﺻﻔﻬﻢ ُﺣﺴﻦ اﻟﻌﻨﻖ وﺟﻤﺎﻟﻪ ﻣﻊ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻔﻈﺔ »ﻓﻀﺔ« ﻟﺘﺼﺒﺢ »إﺑﺮﻳﻖ ﻓﻀﺔ« .وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ وﺻﻒ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮم اﻟﻠﻪ وﺟﻬﻪ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ إذ ﻗﺎل» :ﻛﺎن رﺳﻮل اﻟﻠﻪ، أﺑﻴﺾ اﻟﻠﻮن ﻣﺸﺮﺑًﺎ ﺣﻤﺮة ،أدﻋﺞ ،ﺳﺒﻂ اﻟﺸﻌﺮ ،دﻗﻴﻖ اﻟﻤﺴﺮﺑﺔ، ﺳﻬﻞ اﻟﺨﺪﻳﻦ ،ﻛﺚ اﻟﻠﺤﻴﺔ ذا وﻓﺮة ﻛﺄن ﻋﻨﻘﻪ إﺑﺮﻳﻖ ﻓﻀﺔ«. وﻓﻰ أﺷﻌﺎر اﻟﻌﺮب ﻛﺎن ﻟﻺﺑﺮﻳﻖ ﻧﺼﻴﺒًﺎ ﻛﺒﻴ ًﺮا ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺨﺪام واﻟﺘﻮﻇﻴﻒ .وﻣﻦ أﺷﻌﺎرﻫﻢ ﻓﻴﻪ: ﻳﺎ ﺣﺒﺬا ﺷﻜﻞ إﺑﺮﻳﻖ ﺗﻤﻴﻞ ﻟﻪ /ﻣﻨﺎ اﻟﻘﻠﻮب وﺗﺼﺒﻮ ﻧﺤﻮه اﻟﺤﺪق ﻳﺮوق ﻟﻲ ﺣﻴﻦ أﺟﻠﻮه وﻳﻌﺠﺒﻨﻲ /ﻣﻨﻪ ﻃﻼوة ذاك اﻟﺠﺴﻢ واﻟﻌﻨﻖ ﻛﻢ ﻗﺪ ﺷﺮﺑﺖ ﻟﻪ ﻣﺎء اﻟﺤﻴﺎة وﻟﻦ /ﻳﻨﺎﻟﻨﻲ ﻣﻨﻪ ﻻ ﻏﺺ وﻻ ﺷﺮق ﺣﺘﻰ ﻏﺪا ﺧﺠﻼً ﻣﻤﺎ أﻗﺒﻠﻪ /وﻇﻞ ﻳﺮﺷﺢ ﻣﻦ أﻋﻄﺎﻓﻪ اﻟﻌﺮق. واﻹﺑﺮﻳﻖ ﻳُﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﺷﺮب اﻟﻤﺎء ،وﻓﻰ اﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺎت ﺳﺒﻮع اﻟﻤﻮﻟﻮد اﻟﺬﻛﺮ ،ﺑﻌﺪ أن ﻳﻘﻮم اﻟﻤﺤﺘﻔﻠﻮن ﺑﺰﺧﺮﻓﺘﻪ .وﻟﻪ أﺷﻜﺎل ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻰ أﻏﺮاض ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﻬﻨﺎك اﻹﺑﺮﻳﻖ اﻷﺳﻮد اﻟﺬي ﻳُﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ اﻟﻮﺿﻮء وﻏ ُْﺴﻞ اﻟﻤﻴﺖ .واﻟﻜﺒﻴﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺑﺎﺋﻌﻮ »اﻟﺒﻮﻇﺔ« وﻫﻮ ﻣﺸﺮوب ﻳﺼﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻴﺮ. ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻨﺎك اﻹﺑﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻓﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺸﺎي وﺻﺒﻪ،
108
ا ﺑﺮﻳﻖ
وﻓﻰ ﻫﺬا اﻟﻐﺮض ﻗ ّﺪم اﻟﻔﻨﺎن ﺳﻴﺪ اﻟﻤﻼح أﻏﻨﻴﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل ،ﻛﺘﺒﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻌﺒﻘﺮي ﺻﻼح ﺟﺎﻫﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻹﺑﺮﻳﻖ ،وﻣﻨﻬﺎ» :أﻧﺎ، أﻧﺎ ،أﻧﺎ أﺑﺮﻳﻖ اﻟﺸﺎي /اﻳﺪي ﻛﺪه ،ﺑﻮزي ﻛﺪه/ أﺻﺐ اﻟﺸﺎى ،وأرﺟﻊ ﻛﺪه /وأﻋﺮف ﺑﺮﺿﻪ ﻳﺎ ﻛﺘﺎﻛﻴﺖ أﺣﻜﻲ ﺣﻮادﻳﺖ« واﺳﺘﻘﺮ اﻟﺤﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻹﺑﺮﻳﻖ ﻓﻲ اﺣﺘﻔﺎﻟﻪ
ěēijēİŨ
n ~ şŏźưƫř º ŠƈƤƫř º şŶǀƈƤƫř
ƱŚƧﻟﺬﻳﻮع ﻗﺼﺔ ﻣﻴﻠﻮدة ﺑﻨﺖ إدرﻳﺲ وﻧﺠﺎﺣﻬﺎ اﻟﻔﻨﻲ اﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﻋﺮﻓﻪ ﺣﻀﻮر اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ أﺛﺮه ﻓﻲ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ـ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﺣﻮل اﻟﻤﺮأة. ﻟﻘﺪ ﺻﺎرت اﻟﻤﺮأة ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ أﺛﻴﺮا ﻟﻠﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، وﻟﻠﻨﻜﺎت واﻟﻨﻮادر اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻟﻤﺎ ﺗﻠﻘﺎه ﻣﻦ رواج واﺳﻊ ،وﻛﺄن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ رأى أن اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﻄﺎرﺋﺔ ،ﺑﺴﺒﺐ اﻧﺨﺮاط اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺠﺪﻳﺪة ،وراء ﻛﻞ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﺑﺎت ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ. وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﻞ اﻟﻤﺮأة ﻗﺪﻳﻤﺔ ،وﻫﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻮادي واﻟﻤﺪن ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء ،ﻓﺈن اﺳﺘﺜﻤﺎر وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﺸﺮ اﻟﺴﻤﻌﻲ )اﻷﺳﻄﻮاﻧﺎت( ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﻌﺪى ﻧﻄﺎق اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﻀﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮوج ﻓﻴﻬﺎ ،وﺑﺎﺗﺖ ﺗﻌﺮض ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق وﻃﻨﻲ. إن ﻛﺒﺮﻳﺎت اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺪاوﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت واﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ،ﺣﻮل اﻟﻤﺮأة ،ﺗﺪور ﺑﺼﻮرة ﺧﺎﺻﺔ ﺣﻮل اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :اﻟﻌﺬرﻳﺔ ،اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ اﻟﺰوﺟﻴﺔ ،اﻻﻓﺘﺨﺎر واﻟﺘﺒﺎﻫﻲ ﺑﺎﻟﻐﻨﻰ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ .وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﻞ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺮأة ﻋﺒﺮ اﺗﺨﺎذ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻤﻈﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺴﺎﺋﺪة .ﻛﺎن إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ذﻟﻚ اﻟﺘﻨﻮﻳﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮأة اﻟﻨﻘﻴﺾ ،ﻓﺘﻢ اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺮأة اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ )اﻟ َﻤ ْﺮﺿﻴﺔ( )اﻟﻤﺴﺨﻮﻃﺔ( .وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺪم اﻟﻤﺮأة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻧﻤﻮذﺟﺎ واﻟﻄﺎﻟﺤﺔ ْ ﻟﻠﻤﺮأة اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، وﺗﺴﺎﻋﺪ زوﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻤﻞ أﻋﺒﺎء اﻟﺤﻴﺎة. ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﻦ اﻟﻤﺘﻀﺎدﻳﻦ ﻧﺠﺪ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻳﻨﺼﺐ، ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ .وﺗﺤﺘﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻌﺬرﻳﺔ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ .ﺗﺘﻨﺎول ﻗﺼﺎﺋﺪ »اﻟﻤﺨﺘﺎري واﻟﻐﻠﻴﻤﻲ واﻟﺒﻴﺾ« ،و»ﺑﻮﺷﻌﻴﺐ اﻟﺪﻛﺎﻟﻲ وﺣﻤﻴﺪ اﻟﻌﺒﺪي« ،و»اﻟﻌﻮﻧﻲ واﻟﻌﺮاش« ،وﺳﻮاﻫﻢ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺨﻄﺒﺔ ،واﻟﻌﺮس واﻟﺰواج .ﻓﺎﻟﺸﺎب )اﻟﻌﺰري( ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻫﺆﻻء ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻨﻬﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻌﺰوﺑﻴﺔ ،وإﺗﻤﺎم ﻧﺼﻒ دﻳﻨﻪ )ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺑﺔ(، وﺑﻌﺪ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺎة ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ )ﻗﺼﻴﺪة اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﺣﻤﻴﺪ اﻟﻌﺒﺪي وﺑﻮﺷﻌﻴﺐ اﻟﺪﻛﺎﻟﻲ( ،واﻟﺮﺿﻮخ ﻟﻤﻄﺎﻟﺐ اﻟﻔﺘﺎة ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮ ،وﻛﻴﻔﻴﺔ إﺟﺮاء اﻟﻌﺮس ،وﻣﺼﺎرﻳﻔﻪ اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ ،ﻳﺘﻜﺸﻒ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺰﻓﺎف أﻧﻬﺎ ﺛﻴﺐ، ﺑﻞ وﻫﻲ ﺣﺎﻣﻞ ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ؟ ﻓﻼ ﻳﺴﻌﻪ ،ﺳﻮى رﻓﺾ ﺳﺘﺮه إﻳﺎﻫﺎ، وﺗﻄﻠﻴﻘﻬﺎ ،وﻳﺤﻤﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻷﻣﻮال اﻟﺘﻲ ﺑﺪدﻫﺎ ﻓﻲ زواج
ƲǀƐƤƿ ŶǀƘſ ŵ @ ﻧﺎﻗﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب
ﻓﺎﺷﻞ ،وأﻧﻪ ﺑﺪل أن ﻳﺘﺰوج ﻓﺘﺎة ﻣﻦ اﻟﺒﺎدﻳﺔ أﺻﺮ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻴﺎر واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .وﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺑﺎﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ واﻟﺪﻳﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺨﻄﺒﺔ ،وﻳﻜﻮن اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻟﺰواج. إذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة ﻓﺈن اﻻﺷﺘﺮاك ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻌﺬرﻳﺔ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﺮﺟﻞ أﻳﻀﺎ .ﻧﺠﺪ ﻧﻘﻴﺾ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة اﻟﻌﻮﻧﻲ واﻟﻌﺮاش ﻓﻲ ﻗﺼﺔ »اﻟﺤﺒﺲ« .ﻟﻘﺪ أﺣﺒﺖ ﻓﺘﺎة ﻣﻦ اﻟﺒﺎدﻳﺔ اﻟﻌﻮﻧﻲ وﺑﻌﺪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺗﻬﺎ ،ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ اﻟﺰواج، ﻓﺮﻓﺾ ذﻟﻚ ﺑﺪﻋﻮى أﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،وﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﻪ .ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ أﻣﺎﻣﻪ إﻻ ﻗﻀﺎء ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺒﺲ ﻟﺮﻓﻀﻪ اﻟﺰواج ﻣﻨﻬﺎ .وﺑﻌﺾ وﺻﻒ اﻟﻤﻐﻨﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ ،ﻳﻨﻬﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺑﺪﻋﻮة اﻟﺸﺒﺎب إﻟﻰ اﻻﻧﺘﺒﺎه إﻟﻰ إﻏﺮاءات اﻟﻔﺘﻴﺎت وﺣﻴﻠﻬﻦ ﻟﻺﻳﻘﺎع ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺒﺎﺋﻠﻬﻦ. ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺎﺋﻞ ﻟﻬﺎ ﻳﺘﻌﺮض اﻟﺮﺟﻞ إﻗﺪام اﻣﺮأة ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ﻣﻨﻪ رﻏﻢ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺘﺰوج وﻟﻪ أوﻻد )ﻗﺼﻴﺪة اﻟﻀﺮة ﻟـ»ﺻﺎﻟﺢ وﻣﺼﻠﺢ«(. وﺣﻴﻦ ﻳﺮﺿﺦ ﻟﻄﻠﺒﻬﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻣﻊ زوﺟﺘﻴﻪ .وﻣﻦ اﻟﻨﻜﺖ اﻟﺘﻲ ﺗﺮوى ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ،أن اﻟﻤﺘﺰوج ﺑﺎﻣﺮأﺗﻴﻦ ﺻﻐﻴﺮة وﻛﺒﻴﺮة، ﺗﺮﻫﻘﺎﻧﻪ ﻣﻌﺎ .ﻓﺎﻟﻔﺘﺎة ﺻﻐﻴﺮة ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﻒ اﻟﺸﻌﺮ اﻷﺑﻴﺾ ﻣﻦ رأﺳﻪ ﻟﻴﺒﺪو ﺷﺎﺑﺎ .أﻣﺎ اﻟﻤﺮأة اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﺘﻨﺘﻒ اﻟﺸﻌﺮ اﻷﺳﻮد ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ إﻻ اﻟﺸﻌﺮ اﻷﺑﻴﺾ ﻟﻴﺒﺪو ﺷﻴﺨﺎ .وﺑﻌﺪ ﻣﺪة ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ رأﺳﻪ ﺷﻌﺮة واﺣﺪة؟ ﻳﻨﺪم اﻟﻤﺘﺰوج ﺑﺎﻣﺮأﺗﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ ،وﻳﻄﻠﻖ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،وﻳﻌﻮد إﻟﻰ أم أوﻻده. ﻛﺎن اﻟﺘﻔﻨﻦ ﻓﻲ ﺗﻨﻮﻳﻊ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت وﺳﺮد اﻟﻘﺼﺺ وراء ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺻﻮر ﻃﺮﻳﻔﺔ ﺣﻮل اﻟﻤﺮأة ﻣﺎ ﺗﺰال ﺗﺜﻴﺮ اﻻﻫﺘﻤﺎم واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
107
ĚżĜēijĔŨč ěĔĸēijį
ﻳﺘﻌﺎون ﻓﻲ ﺗﻠﺒﻴﺔ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﻦ ،ﺑﻜﺎﻓﺔ أﻧﻮاﻋﻬﺎ، ﻛﻘﺪوم ﺿﻴﻒ ،أو ﺣﺎﻻت ﻃﺎرﺋﺔ ﻛﻮﻓﺎة أو ﻣﺮض أو وﻻدة ،واﻟﻤﺮأة ﺗﻘﻮم ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻷﻋﻤﺎل ﻛﻐﺴﻞ اﻟﻤﻼﺑﺲ وﺗﻨﻈﻴﻒ وﺧﻢ )ﻛﻨﺲ( اﻟﺒﻴﺖ، وﺟﻠﺐ اﻟﻤﺎء وﺗﻔﺼﻴﻞ اﻟﺜﻴﺎب ﻟﻬﺎ وﻟﺰوﺟﻬﺎ وﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﻗﺒﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أذان اﻟﻔﺠﺮ ﻟﺠﻠﺐ اﻟﻤﺎء وﺗﻤﻸ ﺑﻪ اﻟﺨﺮوس اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ،وﺑﻌﺾ اﻟﻨﺴﺎء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺟﺎرﺗﻬﺎ اﻣﺮأة ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺴﻦ وﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ أﺑﻨﺎء ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﻜﻔﻞ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ،وﺑﻬﺬا ﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ أﻋﺒﺎء ﺑﻴﺘﻬﺎ وﺑﻴﺖ ﺟﺎرﺗﻬﺎ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ،ﺗﻌﺪ اﻟﺮﻳﻮق )وﺟﺒﺔ اﻹﻓﻄﺎر( ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ زوﺟﻬﺎ ،وﺗﺒﻘﻰ ﻃﻮل اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺤﺎل ،وﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻴﻮم ﻳﻜﻮن اﻟﺘﻌﺐ ﻗﺪ أﻧﻬﻜﻬﺎ ﻓﺘﻨﺎم وﺗﻌﺎود اﻟﻜﺮة اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ .وﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻛﻦ ﻳﻌﻤﻠﻦ ﻓﻲ ﺗﺪرﻳﺲ أﺑﻨﺎء اﻟﻔﺮﻳﺞ )اﻟﺤﻲ اﻟﺴﻜﻨﻲ( أو اﻟﺤﺎرة اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ) (7-4ﻣﻨﺎزل ،ﺑﺘﺤﻔﻴﻆ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،واﻟﺘﻮﻣﻴﻨﺔ وﺣﻔﻆ اﻷﻟﻒ ﺑﺎء وﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺤﺮوف ،وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻄﻮﻋﺎت ﻳﺴﺘﻔﺪن ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎت ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻒ اﻟﻤﻨﺰل وﺟﻠﺐ اﻟﻤﺎء ،وﻣﻦ اﻟﻤﻄﻮﻋﺎت اﻟﻠﻮاﺗﻲ أذﻛﺮ أن ﻟﻬﻦ دورا ً ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻤﻨﺎ ،آﻣﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺒﺎرك ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ،وﺑﻌﺾ اﻷوﻻد ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺪرﺳﻮن ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻄﻮع دروﻳﺶ ﺑﻦ ﻛﺮم«.
ﻟﻬﺎ )ﻗﻄﻊ ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻌﺸﺐ( ،وﺑﻌﺪ أن ﻧﺘﻘﻦ ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل ﻧﺒﺪأ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﻛﺎﻟﻄﺒﺦ واﻟﺨﻴﺎﻃﺔ وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻠﻲ ،ﻓﻜﻞ ﻓﺘﺎة ﻛﺎن ﻻﺑﺪ أن ﺗﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ واﻟﺪﺗﻬﺎ ،وﺗﺒﻘﻰ ﻣﻠﺘﺼﻘﺔ ﺑﻬﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ إذا ﻟﻢ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ واﻟﺪﺗﻬﺎ ﻓﻠﻦ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ أﺣﺪ ،وﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻔﺘﺎة ﻳﺒﺪأ ﺑﻌﻤﺮ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ واﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ،وﻛﻨﺎ ﻧﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ إﻋﺪاد اﻟﻮﺟﺒﺎت ،وﻛﻞ واﺣﺪة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ إﻋﺪاد وﺟﺒﺘﻬﺎ ﺗﺮﻛﺾ ﻟﺘﻄﻌﻢ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ. ﻛﻨﺎ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺘﻮاﻓﺮة ﻟﺪﻳﻨﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺷﻈﻒ وﺻﻌﻮﺑﺔ وﻗﺴﻮة اﻟﺤﻴﺎة ،وﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻤﺘﻬﺎ ﻣﻦ أﻣﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻌﻦ ،اﻟﺬي ﻳﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺟﻠﺪ اﻟﺪاﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﺦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻬﺎ ،وﻳﻤﻠﺢ اﻟﺠﻠﺪ ﺑﻜﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﻠﺢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺼﺎب ﺑﺎﻟﻌﻔﻦ، وﻳﺪﻓﻦ ﻓﻲ اﻷرض ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺪﺑﻎ اﻟﺠﻠﺪ ﺑﺎﻟﻘﺮط )أﺷﺠﺎر اﻟﺴﻨﻂ( ،أو اﻷرﻃﻰ )ﻧﺒﺎت ﺑﺮي( واﻟﻤﻠﺢ ،ﺛﻢ ﻳﺪﻫﻦ ﺑﺎﻟﺼﻞ )ﻣﺎدة ﺗﺴﺘﺨﺮج ﻣﻦ اﻷﺳﻤﺎك وﻟﻬﺎ اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﻓﻬﻲ ﻣﺎدة ﻋﺎزﻟﺔ(، وﻳﺘﺮك ﻟﻤﺪة ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻟﺜﻼﺛﺔ أﻳﺎم ،ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮى اﻟﺠﻠﺪ ،وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺪﻋﻚ ﺟﻴﺪا ً وﻳﺘﻢ إزاﻟﺔ اﻟﺸﻌﺮ ،وﻳﺨﺎط وﻳﺒﻘﻰ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﻴﺪ اﻻﺳﺘﺨﺪام، وإذا أﺻﺎﺑﻪ أي ﺗﻠﻒ أو ﺗﻤﺰق ﺗﺒﺪأ اﻟﻤﺮأة ﺑﺨﻴﺎﻃﺘﻪ وﺗﺮﻗﻴﻌﻪ ،وﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻴﺴﻮرة ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺳﻌﻨﺎً آﺧﺮ«.
ôĸĘńĿí łįč ôŔijîī
Łîøć
ﺗﺤﻜﻲ ﻋﻮﺷﺔ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ،ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺤﻴﺎة ﻗﺪﻳﻤﺎً ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ» :اﻟﻨﺴﺎء ﻛﻦ ﻳﺘﺠﻤﻌﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ،وﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﻦ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ دﻟﺘﻬﺎ )اﻟﻘﻬﻮة( وﻓﻮاﻟﺘﻬﺎ )اﻷﻛﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﻟﻠﻀﻴﻒ ﻛﺎﻟﻌﺼﻴﺪة واﻟﺨﺒﻴﺼﺔ ،اﻟﻬﺮﻳﺲ وﻏﻴﺮﻫﺎ( ،وأدوات اﻟﺨﻴﺎﻃﺔ. واﻟﻤﺠﻠﺲ ﻛﺎن ﻣﺼﻨﻮﻋﺎً ﻣﻦ اﻟﻌﺮش واﻟﺪﻋﻮن ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك أﺟﻬﺰة ﺗﻜﻴﻒ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻴﻞ ﻟﻴﻬﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻬﻮاء اﻟﻄﻠﻖ ،وﻧﺒﺪأ ﺑﺨﻴﺎﻃﺔ اﻟﻤﻼﺑﺲ .واﻟﻨﺴﺎء اﻟﻜﺒﻴﺮات ﻛﻦ ﻳﻘﺮﺿﻦ اﻟﺒﺮاﻗﻊ ،وﻳﺨﻄﻦ اﻟﻜﻨﺎدﻳﺮ ﻷزواﺟﻬﻦ ،وﻛﺎن ﻟﺪﻳﻨﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻗﻤﺸﺔ اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ذات اﻟﻤﺴﻤﻴﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪدة ﻛـ )اﻟﺒﺮﻳﺴﻴﻢ ،ﺻﺎﻟﺤﻨﻲ ،ﺑﻮﻗﻠﻴﻢ واﻟﻤﺰراي وﺑﻮ ﻃﻴﺮة (...،وﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻳﺘﻢ ﺟﻠﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﻬﻨﺪ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻫﻦ ﻣﻦ ﻳﻘﻤﻦ ﺑﺨﻴﺎﻃﺘﻬﺎ ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻢ اﺳﺘﻘﺪام اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ اﻵﺳﻴﻮﻳﺔ وﻳﺄﺗﻲ اﻟﺨﻴﺎﻃﻮن، وأذﻛﺮ أن ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻴﺺ ،أي ﻣﻦ اﻟﻄﻴﻦ واﻟﻤﺪر ،وﻛﻨﺖ أﻛﻨﺲ ﺑﺎﻟﻌﺴﻮ )ﻋﺬق اﻟﺮﻃﺐ ﺑﻌﺪ أﺧﺬ اﻟﺮﻃﺐ ﻣﻨﻪ وﻳﺘﻢ رﺑﻂ أﻋﻮاده ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ّ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ( ،وﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺸﻘﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻛﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ واﻟﻌﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺑﻂ«.
ﻫﻜﺬا اﻋﺘﺎدت اﻟﻤﺮأة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﻇﺮوف اﻟﺤﻴﺎة ،وﺑﻤﺎ ﺗﺠﻮد ﺑﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻟﺴﺪ اﻟﺮﻣﻖ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻬﻠﺔ ﻷﺳﺮﺗﻬﺎ وأﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ،ﻟﺘﻌﺎون زوﺟﻬﺎ وﺗﻘﻒ ﻣﻌﻪ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻟﺤﻴﺎة، ﻓﻬﻲ ﺷﻘﺖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ وﺗﺮﻛﺖ ﺑﺼﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﺗﻌﺘﺰ ﺑﻪ ﻛﻞ اﻣﺮأة ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﺼﺮح @ﻛﺎﺗﺒﺔ وﺑﺎﺣﺜﺔ إﻣﺎرﺗﻴﺔ
÷ĎļòŃ łŔŀĬ
أﻣﺎ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ،ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﻓﺘﻘﻮل» :اﻟﺒﻨﺖ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ أﻣﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲء ،ﻓﺄﻣﻲ ﺑﺪأت ﺗﻌﻠﻴﻤﻨﺎ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ،ﻛﺘﻨﻈﻴﻒ وﻛﻨﺲ وﻣﺴﺢ اﻟﺒﻴﺖ واﻟﺮوه )ﺟﻠﺐ اﻟﻤﺎء( ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﺴﻌﻦ أو اﻟﺠﺮﺑﺔ )وﻋﺎء ﻣﺼﻨﻮع ﻣﻦ ﺟﻠﺪ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻛﺎﻷﻏﻨﺎم أو اﻟﺠﻤﺎل( ،ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﺎن )اﻵﺑﺎر( اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﺎ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ أن ﻧﺮﺑﻂ اﻷﻏﻨﺎم وﻧﺤﺶ 106
اﻟﻤﺮأة ا ﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ
ﺣﻨﺎء إﻣﺎراﺗﻴﺔ
ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎن اﺳﻤﻪ »ﺣﺎﺟﻲ« .وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﻔﺮ اﻵﺑﺎر، ﻛﻨﺎ ﻧﺤﻔﺮ اﻟﻄﻮي )اﻟﺒﺌﺮ( وﻻ ﻳﻜﻤﻞ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺤﻮل ﻣﺎؤه اﻟﻌﺬب إﻟﻰ ﻣﺎء ﻣﺎﻟﺢ ،وﻧﻌﺎود اﻟﻜ ﱠﺮة ﺑﺤﻔﺮ ﺑﺌﺮ أﺧﺮى ،وأذﻛﺮ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎن ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﻣﺮات ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺴﺎء ﻳﻨﺰﻟﻦ ﻟﻸﺳﻔﻞ ﻟﻠﺤﻔﺮ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ اﻟﻤﺎء ،ﻛﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻬﻦ، وﻫﺬه ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻛﺒﻴﺮة وﺧﻄﻴﺮة ،ﺣﻴﺚ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻜﺴﺮ ﺟﺪران اﻟﺒﺌﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﺑﺪاﺧﻠﻪ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺤﺎﺟﺔ أﻗﻮى ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ،وﻳﻘﺎل ﻟﻠﻤﺮأة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ واﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﻘﻮة ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺪة ،إﻧﻬﺎ اﻣﺮأة ﻛﺪﻳﺪة. ʼnĊœĊĻ ŅîŔğ óãĎńĿí
ﺗﻘﻮل أم ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ» :ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻘﻴﻆ )اﻟﺼﻴﻒ( ﻳﺬﻫﺐ اﻟﺮﺟﺎل إﻟﻰ ﻣﻮاﺳﻢ اﻟﻐﻮص ،اﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 6-3أﺷﻬﺮ ،اﻟﺮﺟﺎل ﻳﺬﻫﺒﻮن إﻟﻰ اﻟﻐﻮص واﻟﻨﺴﺎء واﻷﻃﻔﺎل ﻳﺬﻫﺒﻮن إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﻟﻘﻀﺎء ﻓﺘﺮة اﻟﺼﻴﻒ ﻫﻨﺎك ،ﺣﻴﺚ اﻟﻤﺎء اﻟﻌﺬب وﻣﺰارع اﻟﻨﺨﻴﻞ ،وﺗﺴﺘﻐﺮق رﺣﻠﺔ اﻟﺬﻫﺎب ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر اﻹﺑﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب اﻷﺳﺒﻮع ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻟﻌﻮدة ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎً ،ﻷﻧﻨﺎ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻟﻌﻮدة ﻧﻜﻮن ﻣﺤﻤﻠﻴﻦ ﺑﺎﻷﻏﻨﺎم واﻟﻤﺆن ،ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺑﻂء ﺣﺮﻛﺘﻨﺎ .وﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﻟﻲ رﺣﻠﺔ اﻟﺬﻫﺎب أو رﺣﻠﺔ اﻟﻌﻮدة ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺴﺎء ﻫﻦ ﻣﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻷﺑﻨﺎء وإﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ،وﺟﻤﻊ اﻟﺤﻄﺐ وإﺷﻌﺎل اﻟﻀﻮء )اﻟﻨﺎر( ،وﻧﺎر اﻟﻌﻮدة ﻣﻦ ﻛﺜﺮة اﻟﺸﻮق واﻟﻮﻟﻪ ﻟﻠﺪﻳﺎر ﻳﻘﺎل ﻟﻬﺎ )ﺿ ّﻴﺎن ﻛ ّﺪﻳﺪه( ،أي ﻗﻮﻳﺔ ﻟﺸﺪﺗﻬﺎ وﺷﺪة وﻫﺠﻬﺎ ،ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﺮ ﻋﻴﻦ اﻟﻈﺎﻫﺮي: ﻳﺎ ﻣﺮﻳﺢ اﻟﺤﺎل ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻲ وﺣﺎﻟﺘﻪ ﻓــــﻲ ﻧﺎر وﻗّﻴﺪه ﺗﺸﺘﻌﻞ ﻳﻮم اﻟﻤﻸ أذﻫﺎﻟﻲ ﻛﻨﻬـــــــــﺎ ﺿّ ﻴﺎن ﻛّﺪﻳﺪه وﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﻴﺎب ،ﺗﻠﺘﻘﻲ اﻟﻤﺮأة ﺑﺰوﺟﻬﺎ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻣﺸﺘﺎﻗﺎً ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ ،وﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺛﻘﻠﺖ ﻛﺎﻫﻠﻬﺎ«. ÷ôŔńŔŀĬ÷ číōĉãō őŎĔŇ ľijîļ
ﺗﻘﻮل أم ﺟﺎﺑﺮ اﻟﻘﺒﻴﺴﻲ ،ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ» :ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮأة ﺗﺪﻳﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺆوﻧﻬﺎ اﻷﺳﺮﻳﺔ ،وﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت ﺑﻴﺘﻬﺎ وأﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ،واﻟﻨﺴﺎء ﻛﻦ ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
105
ĚżĜēijĔŨč ěĔĸēijį
ﻣﻊ اﻟﺴﻜﺮ واﻟﻘﺮﻓﺔ واﻟﻔﻠﻔﻞ اﻷﺳﻮد واﻟﻄﺤﻴﻦ واﻟﺴﻤﻦ( ،واﻟﺘﻤﺮ ،ﺑﻌﺪ وﺑﻌﺾ اﻟﻨﺴﺎء ﻛﻦ ﻳﺠﻤﻌﻦ اﻟﺤﻄﺐ وﻳﻐﺰﻟﻦ اﻟﺼﻮف واﻟﺸﺪاد واﻟﺴﺪو أن اﻏﺘﺴﻠﺖ وﺗﺪاوت ﺑﺎﻟﻤﻠﺢ وارﺗﺎﺣﺖ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب اﻟﺨﻤﺴﺔ أﻳﺎم ،ﻟﺘﻌﺎود واﻟﺴﺮود واﻟﺤﺼﻴﺮ ،وﻛﻞ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﻦ ﺻﻨﺎﻋﺘﻪ ،وﺑﻴﻌﻪ ﻓﻲ ﺳﻮق اﻻﻧﺸﻐﺎل ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﺎ اﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ. أﺑﻮﻇﺒﻲ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻷﺳﻤﺎك اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺎع ﻛﻤﺸﺎﻛﻴﻚ )ﺧﻴﻂ ﺗﺮﺑﻂ ﺑﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﻤﺎك ذات أﺣﺠﺎم ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ( ﺑﺮﺑﻊ روﺑﻴﺔ ،أو اﻟﻤﺎﻟﺢ )اﻟﺴﻤﻚ اﻟﻤﺠﻔﻒ( ،واﻟﻔﺤﻢ«. ÒîĬŃ ïŗíō Łŗí ÒîńœĊķ óãĎńĿí ﺗﺴﻜﻦ أم ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ .أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ» :ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ àîńĿí ņī úĄòĿí óčŎĤć ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻴﻞ واﻷﺧﺸﺎب ،وﻗﺪ ﺳﻜﻨﺖ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﺰل ﺗﻘﻮل ﻣﻮزة اﻟﻬﺎﻣﻠﻲ ،ﻣﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ» :ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ،ﺑﻜﻞ ُ ﻣﻊ أﺳﺮﺗﻲ اﻟﻤﺘﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ واﻟﺪي وواﻟﺪﺗﻲ وإﺧﻮﺗﻲ اﻷوﻻد واﻟﺒﻨﺎت ،واﺣﺪة 12أو 15اﻣﺮأة ،وﻟﺪﻳﻨﺎ ﻗﺎﺋﺪة ﺗﻘﻮم ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ وﻛﺎﻧﺖ أﻣﻲ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺒﻨﺎت ﻛﻞ ﺷﻲء ﺗﻌﺮﻓﻪ ،وﻛﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻔﺨﺮ ﻇﻬﻮر اﻟﺴﻔﻦ ،ﻧﻨﻈﻔﻬﺎ وﻧﻤﻸ اﻟﻔﻨﺎﻃﻴﺲ )اﻟﺨﺰاﻧﺎت( ﺑﺎﻟﻤﺎء اﻟﻌﺬب، واﻋﺘﺰاز ﻟﺬﻟﻚ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ اﻵن ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺷﺎﻏﻞ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻻ ﺗﺘﻌﺪى اﻟﺪراﻫﻢ اﻟﻤﻌﺪودة ،ﻓﺎﻟﻨﻮاﺧﺬة ﻏﻴﺮ أﻋﻤﺎل اﻟﻤﻨﺰل ،واﻷﻋﻤﺎل اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻳﺜﻘﻮن ﺑﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻨﺴﺎء ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻘﺘﻬﻢ ﺑﻐﻴﺮﻧﺎ ﺗﻜﻠﻔﻨﺎ ﺑﻬﺎ أﻣﻲ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮأة ﻗﺪﻳﻤﺎً ﺗﻤﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺲ اﻵﺧﺮ ،واﻟﻨﺴﺎء اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻳﻌﻤﻠﻦ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺳﻔﺮ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻬﻨﺔ ﻣﻦ ذوات اﻟﺪﺧﻞ اﻟﺒﺴﻴﻂ، ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮأة ﻗﺪﻳﻤ ًﺎ ﺗﻤﺮ زوﺟﻬﺎ ﻟﻤﺪة ﺗﺼﻞ إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ ،ﻓﺘﺘﻜﻔﻞ أو اﻟﻤﻄﻠﻘﺎت أو اﻷراﻣــﻞ ،أو ﻣﻦ زوﺟﺎت ﻫﻲ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻷﻋــﻤــﺎل ،وﺗﺼﺒﺢ ﻫﻲ اﻷب ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﻣﺜﻞ اﻟﻐﻮاﺻﻴﻦ ،وﻳﺒﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﺎدة ﻣﻨﺬ اﻟﺼﺒﺎح واﻷم ،وﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ اﻟﺮزق وﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ ،ﺳﻔﺮ زوﺟﻬﺎ ﻟﻤﺪة ﺗﺼﻞ إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ اﻟﺒﺎﻛﺮ ﺣﺘﻰ ﻏﺮوب ﺷﻤﺲ اﻟﻴﻮم ،وﻛﺬﻟﻚ ﻛﻨﺎ ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮا ً إذا أﺻﺎﺑﺘﻬﺎ اﻟﻤﺤﻦ ،أﺷﻬﺮ ،ﻓﺘﺘﻜﻔﻞ ﻫﻲ ﺑﺠﻤﻴﻊ اOﻋﻤﺎل ،ﻧﺘﻌﺎون ﻓﻲ ﺣﻔﺮ اﻵﺑــﺎر ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﺎء، وﻣﺮض أﺣﺪ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﺘﺴﻬﺮ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻗﺮﺑﻪ ،إﻟﻰ وﺗﺼﺒﺢ ﻫﻲ اOب واOم ،وﺗﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻋﺘﻤﺎدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﺤﺎﺣﻴﻞ ،وﻫﺆﻻء أن ﻳﻌﻴﺶ أو ﻳﺘﻮﻓﺎه اﻟﻠﻪ .ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻧﺴﺎء ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮن اﻟﻤﺎء ﻋﻠﻰ أﻛﺘﺎﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺋﺢ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ اﻟﺮزق وﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ أو ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر اﻟﺤﻤﻴﺮ ،وأذﻛﺮ واﺣﺪا ً ﻳﻌﺎﻟﺠﻦ اﻷﻣﺮاض ،إﻣﺎ ﺑﺎﻷﻋﺸﺎب أو ﺑﺎﻟﻮﺳﻢ، 104
اﻟﻤﺮأة ا ﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ
اﻟﺸﻤﺲ ،وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﻦ ﻳﺴﻌﻴﻦ ﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻛﻞ اﻟﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ،ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ واﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ .أﻳﺎﻣﻬﺎ ﻋﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮأة ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻐﻮط اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ، ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﻨﺴﺎء ﻳﺘﻌﺒﻦ وﻳﺸﻘﻴﻦ وﻳﻤﺮﺿﻦ ،ورﺣﻠﺔ اﻟﻌﻼج ﻗﺪ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎء أو ﺑﺎﻟﻤﻮت .إﻻ أن أﺻﻌﺐ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﻤﻞ واﻟــﻮﻻدة ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺰوج ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺻﻐﻴﺮ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ .أذﻛﺮ ﻗﺼﺔ – ﺗﻘﻮل ﺟﺪﺗﻲ -ﺣﺪﺛﺖ ﻻﻣﺮأة ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺷﻬﺮﻫﺎ اﻟﺘﺎﺳﻊ ،اﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح اﻟﺒﺎﻛﺮ ﻟﺘﻘﻮم ﺑﻌﻤﻠﻬﺎ اﻟﻤﻌﺘﺎد ،وﻫﻲ ﺗﻘﺎوم أﻟﻢ اﻟﻤﺨﺎض ،وﻧﺰﻟﺖ ﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﺤﻄﺐ ﻟﻠﻮراﻳﺔ )اﻟﺤﻄﺐ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪم ﻹﺷﻌﺎل اﻟﻨﺎر ﻟﻠﻄﺒﺦ( ،وﻟﺘﺠﻠﺐ اﻟﻤﺎء ،وﻗﺪ ﻋﻠﻘﺖ اﻟﻘﺮﺑﺔ ﻓﻲ وﺳﻄﻬﺎ ،وﺣﺰﻣﺔ اﻟﺤﻄﺐ ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ ،وأﺛﻨﺎء رﺣﻠﺔ اﻟﻌﻮدة ﺟﺎءﻫﺎ اﻷﻟﻢ ،وﻛﻠﻤﺎ أرادت اﻟﻤﺸﻲ ﻛﺎن اﻷﻟﻢ ﻳﺰﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺤﺘﻤﻞ ،ﻓﻮﻟﺪت ﺻﺒﻴﺎً وﻫﻲ ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ دون ﺻﺪﻳﻖ أو ﻣﻌﻴﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻠﻪ ،وأﺧﺬت ﻃﻔﻠﻬﺎ وﻟﻔﺘﻪ وﺣﻤﻠﺘﻪ ﻋﺎﺋﺪة إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ،وﺗﻠﻘﺘﻬﺎ اﻟﻨﺴﻮة وﺣﻤﻠﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻋﻨﻬﺎ، وﺟﻬﺰن ﻟﻬﺎ اﻟﺤﺒﺔ اﻟﺤﻤﺮاء )ﺣﺒﺔ اﻟﺮﺷﺎد( أو اﻟﺤﺮﻳﺮ ّوة )ﺗﻄﺒﺦ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
103
ĚżĜēijĔŨč ěĔĸēijį
َﻛ ّﻨﻬﺎ َ ﺿﻴﺎن َﻛﺪﻳﺪه
ƾƋŚưƫř ƱźƤƫř šŚǀƴǀŤſ ƾƟ ŠǀţřŹŚƯDžř şŏźưƫř ŒīōčĐńĿí ŅîĤŀē łœĎŃ وﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﻣﻦ أﻣﻲ وﺟﺪﺗﻲ ،زاد ﺷﻐﻔﻲ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ أﺣﻮال اﻟﻨﺴﺎء اﻹﻣﺎراﺗﻴﺎت ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وﻃﺮق ﺗﺪﺑﻴﺮﻫﻦ اﻟﺤﻴﺎة وإدارﺗﻬﺎ، źĊĖ ŧĔżŝŤē İŻijĉ ĔŨİŭŐ ĔŲĜĴėĭĖ ŽŭĩŁŭĜ ŽĜİŤēŴ ĞŬĔŠﺑﺎﻟﻤﻮارد اﻟﺸﺤﻴﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮاﻓﺮة ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم .وﻫﻮ اﻟﺸﻐﻒ ŪťőĜĉ ūĉ ĘĨĉ ĞŭŠ ŽĝŤŵřň IJŭŨŴ ȕţĔũŐǜē ŮŨ ŦũŐاﻟﺬي ﻗﺎدﻧﻲ ﻟﻠﺠﻠﻮس إﻟﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻷﺳﻤﻊ ﻣﻨﻬﻦ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎة اﻟﻨﺴﺎء ﻗﺪﻳﻤﺎً ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ. ŗĴŐ ŵűŴ ȕęĔżĩŤē şĴĝőŨ ŽŘ ţŵĬİťŤ ŽŭťűČŻ ĔŨ ĔŲŭŨ ƻ įēİŐč ŹťŐ ĔũŻİŜ ĿĴĩĜ ŧǜē ĞŬĔŠ ŽŭĜĴėĬĉ ĔũšŘ ȕŪŻİŜ
ôŔēîķ ïčîĀ÷ō ðëíĉ ľńī
ůİżĥĜ ĔŨ ŦŠ ŮŲũżťőĜŴ ĔŲĜĔŭĖ ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ ﺟﺪﺗﻲ ﻛﻴﻒ أﻧﻬﻦ ﻛﻦ ﻳﺒﺪأن ﻳﻮﻣﻬﻦ ﺑﺠﻤﻊ اﻟﺤﻄﺐ ،وﺣﻤﻠﻪ łŝĜ ĞŬĔšŘ ųťŤē ĔŲũĨij ± ŽŐŴijĶũŤē ĚĹũļ ŽĜİĤ ĔŨĉﻋﻠﻰ رؤوﺳﻬﻦ ،وﺟﻤﻊ اﻟﻌﺸﺐ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻏﺬا ًء ﻟﻸﻏﻨﺎم واﻟﺨﺮاف، ŢťĜ ŽŘ ŮŲĖوﺑﻌﺪ ﺟﻤﻊ ﻛﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻳﺤﻤﻠﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮرﻫﻦ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺰل ،وﻻ ǁ ĴũŻ ūĔƸƸŠ ĔũŐ ǁ łŁŝŤē ŮŨ İŻİőŤē ŽťŐ Ǎ ﻳﺮﺗﺤﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ،ﺑﻞ ﻳﻮاﺻﻠﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻬﻴﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻏﺮوب ŧĔŻǜē
102
اﻟﻤﺮأة ا ﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ
وﻇﻞ ﻣﻼز ًﻣﺎ ﻟﻠﻨﻈﻢ اﻻﻗﻄﺎﻋﻴﺔ وﻣﻠﻜﻴﺎت اﻷراﺿﻲ ،ﺣﺘﻰ ﻏﺪا ﻧﺸﺎﻃًﺎ ﺗﺮﻓﻴﻬﻴًﺎ ،ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺴﻼح ورﻛﻮب اﻟﺨﻴﻞ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺮﻓﻲ ﻗﺎده ﻧﺤﻮ اﻟﺘﺒﻠﻮر ﺛﻘﺎﻓﻴًﺎ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺗﺪرﻳﺒًﺎ ﻣﺘﻤ ًﻤﺎ ﻟﻸﻧﺸﻄﺔ اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺤﻮ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻨﺤﻰ اﻟﻘﺘﺎﻟﻲ. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ،أﺑﺎﻧﺖ أﻧﺸﻄﺔ اﻟﺼﻴﺪ ﻋﻦ دﻻﻟﺘﻬﺎ اﻟﻤﺰدوﺟﺔ رﻣﺰﻳًﺎ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴًﺎ ،ﺣﻴﺚ اﻧﻔﺮدت اﻟﻨﺨﺐ اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﻮش، ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺼﻴﺪ وﺳﻴﻠﺔ ﻹﻇﻬﺎر اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ. وﻓﻖ اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة اﻗﺘﻨﺎء اﻟﺼﻘﻮر ﺑﻐﺮض ﺗﺄدﻳﺔ دور ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﻴﺪ ،ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﺮدﻳﺔ ،ﺗﺨﻀﻊ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﺒﺮﻣﺠﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺆدي ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ دو ًرا ﺗﺤﻴﻴﻨﻴًﺎ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺼﻴﺪﻳﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ﻓﺈن أوﻻ، ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﻄﻴﻮر اﻟﺠﺎرﺣﺔ ،ﺗﺒﺪأ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﺑﺼﻴﺪ آﻟﺔ اﻟﺼﻴﺪ ً وﺗﺮوﻳﻀﻬﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ. ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻫﺬا اﻟﻔﻌﻞ ﻟﻘﺼﺪﻳﺔ اﻻﻟﺘﺤﺎم ﺑﻴﻦ اﻹﻧﺴﺎن واﻟﻄﻴﺮ، أو اﻟﺘﻮﺣﺪ اﻷداﺗﻲ إﻧﺴﺎن-ﺣﻴﻮان ،وﻟﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻷداة اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ،وﺗﻄﻮﻳﻌﻬﺎ وﻓﻖ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻷدوار اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻮﻛﻞ إﻟﻴﻬﺎ. ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮﻳﻊ ﻳﻘﻮم ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻠﻪ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻘﻬﺮﻳﺔ ،وﺟﻌﻞ اﻟﺼﻘﺮ رﻫﻴﻨﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻷدوار .وﺳﻴﺆدي ﻫﺬا اﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ إﻟﻰ ﺗﺨﻠﻴﺺ اﻟﺼﻘﺮ ﻣﻦ ﻧﻈﻢ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ إﻟﻰ ﻧﻈﻢ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻵﻟﻴﺔ ،اﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﺳﻠﻔًﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺼﻘﺎر .إن أﻫﻢ ﺣﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺒﺮﻧﺎج اﻟﺴﺮدي ﻟﻠﺼﻴﺪ ،ﺗﺒﺪأ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺮﺳﻞ اﻟﺼﻘﺎر وﻓﺎﻋﻞ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺼﻘﺮ ،ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﺼﻴﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ، وﻻ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ إﻻ ﻋﺒﺮ إدارة ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻮاﺻﻠﻴﺔ اﻟﻤﻬﻤﺔ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺼﻘﺎر ﻧﻔﺴﻪ. إﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻮاﺻﻠﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﻧﺴﺎق ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻠﻴﺔ ذات اﻟﺠﻮﻫﺮ اﻟﻘﺮﻳﻨﻲ ،ﻳﺘﻢ ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﺼﻘﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻫﻲ ﺗﺸﻤﻞ اﻹﻟﻤﺎم ﺑﺎﻟﻄﺒﺎﻋﺔ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﺻﻘﺮ ،ﻣﻊ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻘﺪرات اﻷداء اﻟﺼﻴﺪي اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﻘﻮر اﻟﻤﺪرﺑﺔ .وﻓﻲ
ƾƳŚŞǀƃ ŹŵŚƤƫř ŶŞƗ ŵ @ﻗﺴﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ،رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ
ﻣﺘﻜﺎﻣﻼ ﻟﻬﺬا ً ﻫﺬا اﻟﺒﺎب ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻢ اﻟﺒﻴﺰرة ﻧﻤﻮذ ًﺟﺎ ﺗﻌﻠﻴﻤ ًﻴﺎ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻲ .وإذا ﻣﺎ ﺟﺎز ﻟﻨﺎ ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴًﺎ ﺗﻮﺻﻴﻒ اﻟﺼﻘﺎرة ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺪاوﻟﻴﺎت اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻤﻮﺟﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺮﺳﻞ وﻓﺎﻋﻞ اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻓﺜﻤﺔ ﺣﺎﻻت ،ﺗﺬﻛﻲ اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺼﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﺼﻘﻮر ،ذات اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻷداء اﻟﺼﻴﺪي ،وﻫﻮ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﻳﺘﺤﻮل ﻓﻴﻪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺼﻴﺪ إﻟﻰ ﻓﺎﻋﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﺮدود واﻷوﺿﺎع اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﺮﺣﻠﺔ اﻟﺼﻴﺪﻳﺔ. اﻟﻼﻓﺖ ﻓﻲ ﻓﻦ اﻟﺼﻘﺎرة أن ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻓﻴﻪ ﺗﻘﻮم ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻌﺪ اﻷﻫﻮاﺋﻲ ،اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻨﻮﻧﺔ اﻟﺼﻘﺮ ،ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﻛﻴﻨﻮﻧﺔ اﻟﺼﻘﺮ وﻣﻈﻬﺮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺼﻴﺪ .إذ اﻟﺸﺎﺋﻊ أن ﻳﺘﺼﻒ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ وﺳﻌﺔ اﻟﺨﺎﻃﺮ ،واﻷﻧﺎة واﻟﺤﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺼﻘﺮ، ذﻟﻚ اﻟﻄﺎﺋﺮ اﻟﺬي ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻮة ،واﻹﺣﺴﺎس واﻟﺬﻛﺎء ،ﻟﺬا ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻓﺘﺮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﺗﻘﻮم ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻮد ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن ،وﻣﻼزﻣﺘﻪ ﻟﻪ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ أﻧﻮاع ﻣﺜﻼ ،واﻟﺬي ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﻨﺴﻰ اﻟﺼﻘﻮر ﻋﻠﻰ ﻏﺮار »اﻟﺠﺮﻧﺎس« ً ﺻﺎﺣﺒﻪ ،وﻳﺘﻨﻜﺮ ﻟﻪ ،إذا أﺣﺲ ﺑﺎﻹﻫﻤﺎل. إن ﻣﺪاوﻣﺔ اﻟﺠﻠﻮس إﻟﻰ اﻟﺼﻘﺮ وﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ وﻧﻘﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﺪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ،ﻳﻌﺪ ﻣﺤﻮ ًرا ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺄﻫﻴﻞ اﻷﻫﻮاﺋﻲ وﻳﺴﻤﻰ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺘﻔﻨﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺼﻘﺎرة ﺑـ» :اﻟﺘﺪﻫﻴﻠﻪ«. ﺑﻘﻲ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻟﺠﺰاء ﻫﻮ أﻳﻀً ﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﻮﻣﺎت اﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺼﻴﺪي ﻓﻲ اﻟﺼﻘﺎرة ،ﻓﻔﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻳﺘﻬﺎدى اﻟﺼﻴﺎدون ﻟﺤﻢ اﻟﻔﺮﻳﺴﺔ ،وﻳﻌﻄﻮن ﻟﻠﺼﻘﺮ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﺘﻔﻮن ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺪ ﺟﻮﻋﻬﻢ أو ﺣﺎﺟﺘﻬﻢ وﻻ ﻳﺘﺨﺬون ﻣﻦ اﻟﺼﻴﺪ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻺﺛﺮاء
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
101
ęĆĔńč
şŹŚƤƈƫř Ŷǀƈƫř šŚǀŗŚǀưǀſ Ƽƫœ ƪųŶƯ ƩƺƤƿاﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن )رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ(: »إن اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر رﻳﺎﺿﺔ ﻣﻬﻤﺔ ووﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺠﻠﺪ واﻟﻘﻮة ،ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻟﻮﻧﺎ ﻣﻦ أﻟﻮان اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻢ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎء واﻟﻘﻮة ,وﻛﻴﻒ أن ﻫﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺗﻈﻬﺮ اﺑﻦ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﺑﻤﺎ وﻫﺒﻪ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻄﺮة وﻣﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻧﻴﺲ ﻫﺬا اﻟﻄﻴﺮ اﻟﺠﺎرح ،وﺗﺄدﻳﺒﻪ ،ﻳﺄﻣﺮه ﻓﻴﻄﻴﻌﻪ ،وﻳﻨﺎدﻳﻪ ﻓﻴﺤﻀﺮ ﻣﺴﺮﻋﺎ إﻟﻴﻪ« . ﻳﺴﻌﻰ ﻫﺬا اﻟﻤﻘﺎل ،إﻟﻰ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﺼﻤﺪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ ،ﻣﺘﻤﻨﻌﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻮل ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ وﻣﻘﺎﺻﺪﻫﺎ ﻋﻦ أن ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ
100
اﻟﺼﻘﺎرة ﻣﺪﺧﻞ إﻟﻰ ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎت اﻟﺼﻴﺪ
اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ. ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﺼﻴﺪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻧﺸﺎﻃًﺎ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴًﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ أﺷﻜﺎﻟﻪ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال ﺗﺤﺘﻔﻆ اﻟﻴﻮم ﺑﻨﺴﻘﻴﺘﻬﺎ وﺑﺒﻨﻴﺘﻬﺎ اﻷوﻟﻴﺔ -ﻋﻼﻣﺔﺛﻘﺎﻓﻴﺔ .وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﺗﻨﺪرج اﻟﺼﻘﺎرة ﺿﻤﻦ ﻧﺴﻖ اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺘﻬﺎ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﻣﺮ اﻟﻌﺼﻮر ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻤﺘﺪ اﻟﻴﻮم أﻳﻀً ﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ اﻟﺘﺮاث اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ أﻋﺮاف اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ. ﺷﻜﻼ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﺤﻮل اﻷداﺋﻲ ﻟﻨﺸﺎط اﻟﺼﻴﺪ، وﻫﻲ ﺗﻌﻜﺲ ً ﺣﻴﺚ ﺗﺮوﻳﺾ آﻟﺔ اﻟﺼﻴﺪ ﻷداء اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﺼﻴﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ .إذ ﻳﺆدي اﻟﺼﻘﺮ دو ًرا ﻣﺤﻮرﻳًﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، وﻻ ﻳﺤﺼﻞ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻮاﺻﻠﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﺑﻴﻦ آﻟﺔ اﻟﺼﻴﺪ اﻟﻤﺮوﺿﺔ وﺻﺎﺣﺐ اﻟﺼﻴﺪ .وﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻳﺘﺄﺳﺲ ﻧﺠﺎح اﻟﺼﻴﺪ ،ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺳﺮﻳﺎن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻠﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، وﻓﻖ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺘﻌﺪى ﻓﻲ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ﻧﻄﺎق اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻵﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺜﻴﺮات ،ﻟﺘﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻮاﺻﻠﻴﺔ ذات ﻣﻨﺤﻰ ﺣﻮاري، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻬﺎ ﺗﺮوي ﻗﺼﺼﻬﺎ ﻣﺘﻮاﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺳﺠﻼت رﺣﻼت اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر. ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻓﻬﻢ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺬي ﺗﺆدﻳﻪ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر؟ وﻣﺎ ﻫﻲ أﺳﺮار اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺪﻻﻟﻴﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮل اﻷداء اﻟﺼﻴﺪي إﻟﻰ ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﻄﻘﺴﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻌﻼﻣﺎت وﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﺎﺳﺤﺔ اﻟﻤﺠﺎل ﻻﻧﺒﻨﺎء اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻟﺪﻻﻟﻲ ﻟﺘﻤﻔﺼﻼت اﻟﻔﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ؟ إﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد وﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ اﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻲ اﻟﺬي اﻧﺘﻬﺠﻪ روﻻن ﺑــﺎرت ﻧﺴﺘﻜﺸﻒ اﻟﻮﺟﻪ اﻷﺳﻄﻮري ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ﻟﻠﺼﻘﺎرة ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاﺋﻦ ،ﺗﺘﺨﺬ اﻷﺷﻜﺎل واﻷﻓﻌﺎل واﻟﻤﻠﺒﻮﺳﺎت ﺷﻜﻼ ﺗﻌﺒﻴﺮﻳًﺎ ،ﻟﺘﻌﺮب ﻋﻦ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ اﻟﻜﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺄﻃﻴﺮ واﻷدوات ً ﻏﺮاﺋﺰﻳﺔ اﻟﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ. ﻳﻌﻮد ﺗﺎرﻳﺦ ﻧﺸﺎط اﻟﺼﻴﺪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﺒﺸﺮي إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺳﻨﺔ ،وﻗﺪ اﺳﺘﻤﺮ ﻃﻮال ﻫﺬه اﻟﺤﻘﺒﺔ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﺼﺪ ًرا ﺣﻴﺎﺗ ًﻴﺎ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻏﺎﺋﻴﺔ ﺗﺤﺼﻴﻞ اﻟﻐﺬاء .وﻣﻨﺬ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻮﺳﻴﻂ ،ﺗﺤﻮل اﻟﺼﻴﺪ إﻟﻰ ﻣﻄﻠﺐ ﻧﺒﻴﻞ ﻟﻄﺒﻘﺔ اﻷﻏﻨﻴﺎء
õîňòĿí ôòīíĊŃ
وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻮاﻟﺪان ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻄﻔﻠﺔ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺘﺮاث اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ وﺛﻖ ﻓﺮح اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺒﻨﺎت ،ﻓﻬﻦ اﻟﻤﺆﻧﺴﺎت اﻟﻐﺎﻟﻴﺎت ،وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻫﺬه اﻟﺘﺮوﻳﺪة اﻟﻌﺬﺑﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ: اﻟﺒﻨﺎت اﻟﺒﺎﻧﻴﺎت ﻋﻨﺪ أﻫﻠﻬﻦ ﻏﺎﻟــﻴﺎت ﻳﺎ رﻳﻘﻬﻦ ﺳﻜﺮ ﺑﻨﺎت ﺟﻴﺖ أرﺗﺎح ﻋﻨﺪﻫﻦ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻴﻞ وﺑﺎت. ľĴĤĿí ŒĘŃ
ﻳﺎ ﺗﻤﺮ ﻫﻨﺪي ع ﻋﺮوق اﻟﺸﺠﺮ واﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ أﻧﺎ ﻗﻠﺒﻲ اﻧﺠـــــﺒﺮ ﺷﺠﺮة ﻗﺮﻧﻔﻞ دوﺑﻬﺎ اﻟﻠﻲ ﻧﻮرت واﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻳﺎ اﻟﺤﺒﺎﻳﺒﺔ ﻃﻬﺮت ﺧﺎﻃﺮي ﻓﻲ زﻓﺔ ع ﺑﺎب اﻟﻮاد ﻳﺎ ﻗﻤﺮ ﺿﻮﻳﻠﻲ ع اﻟﻮﻻد ﺧﺎﻃﺮي ﻓﻲ زﻓﺔ اﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ ﻳﺎ ﻗﻤﺮ ﺿﻮﻳﻠﻲ ع اﻟﻤﻄﺎﻫﻴﺮ واﺣﻨﺎ اﻟﺼﺒﺎﻳﺎ دوﺑﻨﺎ ﻟﻔـــــﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﺨﺮة اﻟﻠﻪ واﻟﺤﺮم ﺻﻠﻴﻨﺎ واﺟﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ واﻧﺘﻦ ﺑﻨﺎت ﻋﻤﺎﺗﻪ اﻟﻮﻟﺪ ﺗﻄﻬﺮ ﺗﺮﻗﺼﻦ ﺑﺤـــﻴﺎﺗﻪ واﺟﺐ ﻋﻠﻴﻜﻦ ﻳﺎ ﻧﺴﻮان ﻋﻤﺎﻣﻪ اﻟﻮﻟﺪ ﺗﻄﻬﺮ ﺗﺮﻗﺼﻦ ﻗــــــﺪاﻣﻪ.
وﺗﻔﺮح اﻷم اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﺒﺪأ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺸﻲ ،وﻣﻦ اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺮددﻫﺎ اﻷم ﻟﻄﻔﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ: داده ﺣــﻄﺔ ﺑــﻄﺔ داده ﻣـﺸﻲ اﻟﻘﻄﺔ داده ﻣﺎ ﺷــﺎء اﻟﻠﻪ داده ﻳﺤـﻤﻴﻪ اﻟﻠـﻪ داده داده داده ﺳـــــﺒﻘﻮك اﻻوﻻد داده ﺣــــﻄﺔ ﺑﻄﺔ داده ﻳﺎ اﻟﻠﻪ ﻳﺎ اﻟﻠﻪ ýŜĬĿíō ðŔòĤøĿí
وﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻴﺮ واﻟﺘﺸﺎؤم ،وﺗﻠﺠﺄ اﻷم اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻟﻤﺪاواة ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﺮاﻓﺎت ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮﻓﻦ اﻟﻄﺒﻴﺐ ،وﻣﻦ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﻨﺸﺮة :وﻫﻲ ﺗﺤﻤﻴﻢ اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻊ أوراق اﻟﺸﺠﺮ اﻟﻐﻀﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺘﺮد ﻋﺎﻓﻴﺘﻪ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺒﺨﻮر وﺣﺮق ﺧﺮﻗﺔ ﺳﻮداء ﻓﻮق رأﺳﻪ ﻣﻊ ﺗﻜﺮار اﻟﺮﻗﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ آﻳﺎت ودﻋﻮات ﻣﺴﺠﻮﻋﺔ
ŁŎňĿí ŒŇîįã
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻟﺤﻈﺎت ﺗﻨﻮﻳﻢ اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺸﻘﻬﺎ اﻷم ،وﻣﻦ اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺨﺎﻟﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺮددﻫﺎ اﻷم ﻟﻄﻔﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻧﻮﻣﻪ: ﺣﺠﻲ اﻟﻠﻪ ﺣﺠﻲ اﻟﻠﻪ ﺳﻤﻦ وﻋﺴﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﺮة ﻟﻮ آﻛﻞ أﻧﺎ وأﺧﺘﻲ وﺑﻨﺮﻣﻲ اﻟﻮﻟﺪ ﻟﺒﺮة ﺣﺠﻲ اﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺑﻴﺖ اﻟﻠﻪ ﺳﻤﻨﺔ وﻋﺴﻞ ﺑﺎﻟﺠﺮة ﻧﺎﻛﻞ أﻧﺎ وﺧﺎﻟﺪ وﻧﺮﻣﻲ ﺣﻤﺘﻮ ﻟﺒﺮا ﻳﺎ ﺗﻤﺮ ﻳﺎ ﻫﻨﺪي ﻋﻠﻰ ﻋﺮوق اﻟﻘﻤﺢ واﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺮح ﻳﺎ ﻗﻤﺮﻧﺎ ﻳﺎ أﺑﻮ ﻫﻠﻴﻠﻪ ﺗﻌﺎل ﺑﺎت ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻫﺎﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﻨﺪﺑﺢ ﻟﻚ ﻋﺠﻞ وﻋﺠﻴﻠﺔ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
99
ĕŵőĽŤē ğēĴĜ
وﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻨﺴﻮة دﻫﻦ ﺟﺴﻢ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﻟﻤﻠﺢ ﻟﻴﺨﺸﻦ وﻳﻘﻮى وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺪﻫﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮاب ﺛﻢ ﻳﻐﺴﻞ ،وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳُﺴﺘﻌﻤﻞ زﻳﺖ اﻟﺰﻳﺘﻮن ﻟﺪﻫﻦ ﺟﺴﻢ اﻟﻤﻮﻟﻮد ،ﻷﻧﻬﺎ ﺷﺠﺮة ﻣﺒﺎرﻛﺔ وﺗﻘﻮي ﻋﻈﻢ اﻟﻮﻟﺪ .وﻳﺼﺎﺣﺐ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻏﻨﺎء اﻟﻨﺴﻮة: ﻳﺎ ﻣﻠﺢ دارﻧﺎ ﻛﺜﺮ ﺻﺒﻴﺎﻧﺎ ﻳﺎ ﻣﻠﺢ دارﻧﺎ ﻛﺜﺮ ﻋﻴﺎﻟﻨﺎ îŋĎŔİě ĩîğčèñ Łŗí ôăĎij
ﺗﻌﺒﺮ اﻟﻤﺮأة اﻟﻮاﻟﺪة ﻋﻦ ﻓﺮﺣﺘﻬﺎ ﺑﻤﻮﻟﻮدﻫﺎ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻟﺮﺿﺎﻋﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻐﻨﻲ ﻟﻪ: ارﺟــﻊ واﺗﻬﻨﻰ ﻳــــــﺎ ﻋﻴﻨﻲ وأﻧﺎ ﺑﺮﺑﻴﻚ وﺑﺪﻟﻠﻚ ﻳﺎ اﺑﻨـﻲ ﻋـــــﺸﺎن ﺗﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﻚ ﻋــﻠﻲ وأﻧﺎ ﺑﺮﺿﻌــــــــﻚ ﻳﺎ ﺑﻨـــﻲ وأﻧﺖ ﻏــــﺎﻟﻲ ﻋــــــــــﻠﻲ ﺑﻄﻠــــﺐ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻈﻞ ﻟﻠﻲ ﻳﺤﻤﻴﻚ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺸﺮة وﺑﻠﻴﺔ وأﻣﺎ اﻟﺒﻨﺖ ﻓﻴﻐﻨﻰ ﻟﻬﺎ: aĩŎòĔĿíd Ċňī آه ﺳﻤﻴﺘﻚ ﻓﺎﻃﻤﺔ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻤﻞ اﻟﻄﻔﻞ أﺳﺒﻮ ًﻋﺎ ،ﻓﺈن اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﻪ ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻟﻐﻨﺎء واﻟﺘﺮوﻳﺪ واﺳﻤﻚ ﻋﻠﻰ أﻣﻚ وأﺑﻮﻛﻲ أو اﻟﻤﻬﺎﻫﺎة ،ﻓﻴﻐﺴﻞ وﻳﺨﺘﻦ اﻟﺬﻛﺮ ،ﻓﺘﺮدد اﻟﻨﺴﺎء ﻟﻠﻮﻟﺪ: وﺷـﻮ ﻣﺎ ﺳﻤﻮﻛﻲ ﺳﻤﻮﻛﻲ آه ﺳﻤﻴـــﺘﻚ ﻣﺤــــــﻤﺪ اﺳﻤـﻌﻲ ﻛـــــــــﻼم أﻣﻚ واﺳﻤﻚ ﻋﻠﻰ أﻣﻚ وأﺑﻮك وﻣﺎ ﺗﺴﻤﻌﻴﺶ ﻛﻼم أﺑﻮﻛﻲ ﺷﻮ ﻣﺎ ﺳﻤﻮك ﺳــــﻤﻮك ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻌﺶ ﻛﻼم أﻣـــﻚ وﻛﺬﻟﻚ ﺗﻘﻮم اﻟﻨﺴﻮة اﻟﻜﺒﻴﺮات ﻓﻲ اﻟﺴﻦ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺎﺑﻊ ﺑﺘﺤﻤﻴﻢ اﺳﻤﻊ ﻛــــــــــﻼم أﺑﻮك اﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻣﺎء ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻪ ﺧﺮز اﻟﻜﺒﺴﺔ ،وﻫﻲ ﺧﺮزات ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺨﻔﻰ ﻓﻲ ﺧﺮﻗﺔ ﻗﻤﺎش ،وﻻ ﺗﺮى اﻟﺸﻤﺲ وﻳﺘﻢ ﺗﻨﺎﻗﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻟﺒﻴﺖ وﻳﺤﻀﺮﻫﺎ اﻟﺤﺠﺎج ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ،وﺗﻌﺮف أﻳﻀﺎ ﺑﺨﺮزات اﻟﻨﻔﺲ ،وﺗﻮﺿﻊ ﻣﻊ ذﻫﺐ اﻷم وﻗﻄﻊ ﻧﻘﺪﻳﺔ ،وﻳﻀﻌﻮن اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻲ »ﻗﻔﺔ »ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺮﻳﺤﺎن وأوراق اﻷﺷﺠﺎر واﻟﺰﻫﻮر اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ،وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﻪ أﻣﻪ ﺛﻤﺎن ﺧﻄﻮات أو ﺛﻼث واﻟﺮاﺑﻌﺔ أو اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﻘﺬف اﻟﻤﺎء ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ،وﺗﻜﻮن ﺗﺤﻠﻴﺔ اﻟﻤﻮﻟﻮد ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﻠﻮى أو ﻣﻠﺒﺲ أو ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﻼوة اﻟﻘﺮع أو اﻟﻤﺨﺘﻮم ،وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻻدة ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺼﻴﻒ ﻳﻘﻮﻣﻦ ﺑﻮﺿﻊ ﻗﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺐ ﻋﻨﺪ رأس اﻟﻤﺮأة اﻟﻮاﻟﺪة ،وﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻘﺪم ﻟﻪ ﻗﻄﻔﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺐ ﻛﺤﻠﻮان ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﻟﻮد. ŅîøĈĿí ōã čŎŌĤĿí ŒŇîįã
وﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺧﺘﺎن اﻟﻤﻮﻟﻮد ﻓﻲ ﻳﻮم »اﻟﺴﺒﻮع« ،وﺗﻨﺸﺪ اﻟﻨﺴﺎء ﻷﺟﻞ ذﻟﻚ:
98
ﻃﻘﻮس اﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﻮﻻدة ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ
وﻓﺮﺣـــــــــــــــــــﺘﻨﺎ ﺟﺎﻳﺒﺔ ﻣـــــﻌﻬﺎ دوﻳﺘﻬﺎ وﺑﺎﻟﺸﻨـــــــــــــــــــﻄﺔ ﻋﺪﺗﻬﺎ ﺗﻮﻟﺪ ﻧﺴﺎﻧﺎ وﺗﺠﻴﺐ اﻟﺬﻛﺮ ﺳﻠﻤﺖ ﻳﺪاﻫﺎ وﺑﻌﺪ اﻟﻮﻻدة أﺣﻠﻰ أﺟﺮ واﻟﻠﻪ ﺣـــﻤﺎﻫﺎ. وﺑﻌﺪ اﻟﻮﻻدة ﻳﺨﺼﺺ ﻟﻠـ»اﻟﻨﻔﺴﺔ« -أي اﻟﻨﻔﺴﺎء -ﻃﻌﺎ ٌم ﺣﻴﺚ ﺗ ُﻘﺪم ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ »ﻣﺮﻗﺘﻬﺎ ﺗﺮم ﻟﻬﺎ ﻋﻈﻤﻬﺎ وﺗﺮد اﻟﺸﻮرﺑﺔ واﻟﺪﺟﺎج اﻟﻤﺴﻠﻮق ً ﻟﻬﺎ ﺻﺤﺘﻬﺎ« ،وﻟﺤﻢ اﻷراﻧﺐ أﻓﻀﻞ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪة اﻷم ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻧﺠﺎب اﻟﻤﺮأة ﻣﻮﻟﻮ ًدا أﻧﺜﻰ ،ﺗﻤﺘﻨﻊ اﻟﺪاﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ أﺟﺮ ﻛﻤﻮاﺳﺎة ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎب ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻐﻨﻲ اﻟﻨﺴﻮة ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻷب: ﻻ ﺗﻘﻮﻟﻮا أﺟﺎﻧﻲ ﺑﻨﺖ ﺗﺮاﻧﻲ ﻣﻬﻤـــــــﻮم أﺣﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻲ ﺟﻤﻞ ﻳﺨﻠﻴﻨﻲ ﻣﻐﻤﻮم ﻳﺎ رﻳﺖ أﺟﺎﻧﻲ ﺻﺒﻲ ﻋﻠﻰ راﺳــﻲ أﺷﻴﻠﻪ وأوزع ﻣﻦ ﺷﺎﻧﻪ ﺣـــــﻠﻮ وأﻇﻞ أﻏﻨـﻴﻠﻪ. أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﻤﻮﻟﻮد اﻟﺬﻛﺮ ﻓﻴﻨﺸﺪن ﻗﺎﺋﻼت: زﻏﺮدن ﻳﺎ ﻧﺴــــــــــــــــــــﻮان اﻟﺤـﺎرة ﻫـــــــــــــــــــﺎي ﺧﻠﻴﻠﺘﻨﺎ ﺟﺎﺑﺖ ﻃﻔﻞ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻤﺮ ﻣﺎ ﻳﻴﺠﻲ ﺑﻌﺪه وﻻ أﺟﻰ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﺑﺨـــــــﻂ اﻟﻌﻨﺒﺮ ﻣﻼﻣﺤــــــﻪ ﻛـــــــــــــﺎﻣﻞ اﻷوﺻﺎف واﻟﻌـــــــﻘﻞ. وﻳﺸﺎرك أﻃﻔﺎل اﻟﺤﺎرة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺮﺣﺔ ،ﻣﺮددﻳﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﻏﺎﻧﻲ ،وﻻ ﻳﻬﻢ ﻫﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل إن ﻛﺎن اﻟﻤﻮﻟﻮد ذﻛ ًﺮا أو أﻧﺜﻰ: ﻟﻮﻻ اﻟﻮﻟﺪ ﻣﺎ ﺟﻴﻨﺎ ﺣﻠﻮ اﻟﻜﻴﺲ واﻋﻄﻮﻧﺎ واﻋﻄﻮﻧﺎ ﺣﻠﻮاﻧﺎ ﺻــــﺤﻨﻴﻦ ﺑﻘـــــﻼوة ﺟﺎي ﻋﻠﻴـــــﻨﺎ ﺟﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻳﺪﻳﻨﺎ ﻋﺼﺎﻳﺔ ﺗﻀﺮب اﻟﺤــــــﻮاﻳﺔ ورﻏﻴﻔﻴﻦ ﺷﺎﻣﻴﺎت ورﻏﻴﻔﻴــــــــــــﻦ ﺣﻠﺒــــــــــــــﻴﺎت ﻳﺨــــــﻠﻴﻪ ﻷﻣــــــــــــــﻪ آﻣﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻦ ﻳﺨﻠﻴــــــﻪ ﻷﺧـــــــــــــــﺘﻪ آﻣﻴــــﻦ ﻳﺨﻠﻴﻪ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ.
ôĔĴňĿí óĊĿíŎĿí ôŃĊć
ﺗﺘﻨﺎوب اﻟﻘﺮﻳﺒﺎت واﻟﺠﺎرات ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻨﻔﺴﺎء ﺣﺘﻰ ﻣﺮور اﻷرﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮ ًﻣﺎ وﺗﻨﺸﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﺋﻼت: ﻳﻼ وزﻋﻮا اﻷدوار ﺑﻴﻨــﻜﻢ ﻻ ﺗﺒﺨﻠﻮا ﻧﻈﻔﻮا اﻟﺪﻳﺎر وﺑﻀﻤﻴـﺮﻛﻢ اﻋﻤــــﻠﻮا ﻫﻲ ﺧﻠﻴﻠﺘﻨﺎ ﻣﺎ ﻗﺼﺮت ﻓﻴﻨﺎ وﻻ ﻳﻮم ﺟﺎﺑﺘﻠﻨﺎ اﻟﺼﺒـﻲ وﻓﺮﺣﺘﻪ ﻣﻌــﻪ دوم
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
97
ĕŵőĽŤē ğēĴĜ
ﻗﺪوم روح ﺟﺪﻳﺪة إﻟﻰ ا\رض اﻟﻤﺒﺎرﻛﺔ
ƲǀƐƀƬƟ ƾƟ şŵLJƺƫŚŝ ŌŚƠŤůLJř ŽƺƤƏ łŔăĎĿí Ċòī ŅŎĔŔŃ ņŔĤĔŀij ěŵũŤē ūǜŴ ȕĔũŲŭŨ ĴřŨ ǘ ūĔĝŝżŝĨ ěŵƸƸũƸƸŤēŴ ęĔżĩŤē ŗŴĴōŤē Ěőżėň ĘėĹĖ ŮżʼnĹťŘ ŽŘ ęĴżĜŵŤē ŒŻĴĸ
ęĔżĩŤĔĖ ĆĔřĝĨǘē ūĎŘ ȕĔŲėőļ ŹťŐ ĞńĴŘ ŽĝŤē ĚżĸĔżĹŤē ęİŻİĤ ħŴij ŧŴİŜŴ ęįǘŵŤē ŽŘ ŦġũĝĜ ęĔżĩŤēŴ ȕĴėŠĉ ūŵšŻ
ĚŠijĔėũŤē Ńijǜē ŹŤč
وﻣﻦ اﻟﻮﻻدة ﺗﺘﻌﺪد اﻟﻤﺒﺎﻫﺞ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺧﺘﺎن اﻟﻤﻮﻟﻮد إذا ﻣﺎ ﻛﺎن ذﻛ ًﺮا، وﺛﻘﺐ أذن اﻷﻧﺜﻰ ،وﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﻤﺎم اﻟﻤﻮﻟﻮد واﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺮف ﺑـ»اﻟﺴﺒﻮع« أي ﻣﺮور أﺳﺒﻮ ٍع ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻻدة .وﻛﺬﻟﻚ أﻏﻨﻴﺎت اﻷم ﻛﻲ ﻳﻨﺎم اﻟﺼﻐﻴﺮ وﻓﺮﺣﺘﻬﺎ ﺑﻤﺸﻴﻪ وﻛﻠﻤﺎﺗﻪ اﻷوﻟﻰ وﻇﻬﻮر أول ﺳﻦ ﻟﻪ. اﺣﺘﻔﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺑﻬﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺒﺜﻘﺖ ﻣﻦ ﺣﻴﺎة ﺟﺪﻳﺪة ،وﻇﻠّﺖ اﻟﻄﻘﻮس ﻣﺘﻨﺎﻗﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ إﻟﻰ ﺟﻴﻞ وإن اﺧﺘﻠﻔﺖ ﺑﺴﺒﺐ اﺧﺘﻼف اﻟﻌﺎدات ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻗﺮى ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ وﻣﺪﻧﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ أﻳﻀً ﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﻬﻮل وﺟﺒﺎل ،إﻻ إن اﻟﺤﻔﺎوة ﻫﻲ ذاﺗﻬﺎ 96
ﻃﻘﻮس اﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﻮﻻدة ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ
واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻜﻞ ﺻﻐﻴﺮة وﻛﺒﻴﺮة ﺑﻬﺬا اﻟﺸﺄن ﻻ زال ﺣﺎﺿ ًﺮا ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻛﻠﻔﺘﻪ .وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺨﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻦ أﻏﺎنٍ وأﻧﺎﺷﻴﺪ وأﻣﺜﺎل ﺷﻌﺒﻴﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻌﺎدات اﻟﻤﺘﻮارﺛﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻣﺎ ﺟﺮت ﻋﻠﻴﻪ اﻷﺟﻴﺎل ﻓﻲ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬي ﻫﻮ رﺟﻞ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ورﺑﻤﺎ ﻳُﻮﻟﺪ وﻻ ﻳﺮى واﻟﺪه ﻓﻴﻜﻮن اﻷب ﺷﻬﻴ ًﺪا أو أﺳﻴ ًﺮا. ﻫﻨﺎ ﺟﻮﻟﺔ ﻓﻲ أﻫﻢ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﻗﻠﺘﻪ اﻷﺟﻴﺎل ﻋﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻨﺬ وﻻدﺗﻪ. óĉśŎĿí Ċňī
إذا وﻟﺪت اﻟﻤﺮأة وﻟ ًﺪا ﻳﻬﻨﺌﻮﻧﻬﺎ ﺑـ»ﻣﺒﺮوك اﻟﻌﺮﻳﺲ« ،وإذا وﻟﺪت ﺑﻨﺘًﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻬﺎ »ﻣﺒﺮوك اﻟﻤﺠﻠﺒﺔ« أي أﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﺒﺮ ﺳﺘﺠﻠﺐ ﻷﻣﻬﺎ اﻟﺤﻄﺐ وﺗﻮﻗﺪه ،ﻟﻌﻤﻞ اﻟﻐﺬاء واﻟﻄﻌﺎم. وﺗﻌﺘﺒﺮ ﻟﺤﻈﺔ اﻟﻮﻻدة اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،وﻳﺄﻣﻠﻮن أن ﻳﻜﻮن اﻟﻘﺎدم ذﻛ ًﺮا ،وﻗﺪ ﺟﺮت اﻟﻌﺎدات اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ أن ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻧﺴﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ آﻻم اﻟﻤﺨﺎض ،وﺣﻀﻮر ﺳﺎﻋﺔ وﻻدﺗﻬﺎ ﻛﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻟﻬﺎ ،وﻋﻨﺪ اﺳﺘﻘﺪام اﻟﺪاﻳﺔ ﺗﻐﻨﻲ اﻟﻨﺴﺎء: ﻧﺎدوا داﻳﺔ ﺣﺎرﺗﻨﺎ
ﺗﺮﺻﺪ ﻏﺮﻳﻜﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ ﺗﺒﺮﻳ ًﺮا ﻻﻧﺤﻴﺎزﻫﺎ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ، ﻓﻄﻔﻮﻟﺘﻬﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﻫﺞ واﻟﺴﻌﺎدات اﻟﺼﻐﻴﺮة ،ﺣﻴﺚ وﻟﺪت ﻓﻲ »ﻣﻨﻌﺔ« ﻣﻦ ﺟﺒﺎل اﻷوراﺳﻲ. »وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﻴﺮان اﻟﺴﻼح ﺗﺒﺤﺚ إﻻ ﻋﻦ ﺻﻴﺪ... وإن ﺟﺮى ﻣﺮة وﺛ ّﻮر اﻟﻠﻐﻢ ﺻﺨﺮ اﻟﺠﺒﻞ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺑﻲ ﻣﻌﻠﻢ اﻟﺼﻐﺎر ﻳﺸﻖ ﻟﺴﻴﺎرﺗﻪ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺒﻞ« إﻧﻬﺎ ﺗﺤﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ،ﻓﻨﻴﺮان اﻟﺴﻼح ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﻴﺪ، واﻷﺑﻄﺎل ﻳﺸﻘﻮن ﺻﻔﻮف اﻷﻋﺪاء ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺸﻖ ﺳﻴﺎرة أﺑﻴﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻟﻠﺠﺒﻞ .ﺗﺮﺣﻞ آﻧﺎ ﻏﺮﻳﻜﻲ ﻋﺎم 1966ﺗﺎرﻛﺔ دﻳﻮاﻧًﺎ ﺛﺎﻧ ًﻴﺎ ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻌﺐ«. ﻋﻨﻮان» :اﻟ ّﺰﻣﻦ ّ »ﺣﻴﻦ ﺗﻐﻴﺐ اﻷﻓﻜﺎر /ﺗﺒﻘﻰ اﻟﻜﻠﻤﺎت /واﻟﻤﻮﺗﻰ اﻷﺑﻄﺎل/ اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﺴﺘﻌﻤﻠﻮن ﻛﺄﺳﻤﺎء ﺷﻮارع /ﻛﺄﺑﻮاق ،ﻛﻌﺬر ،ﻛﻨﺴﻴﺎن«. ﺗﺪرك اﻟﺸﺎﻋﺮة ﻗﻮة ﺧﻄﺎب اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺬي ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻬﻤﺎ ﻏﺎﺑﺖ اﻷﻓﻜﺎر ،وﻏﺎﺑﺖ اﻷﺷﺨﺎص ،وﺣﺪه اﻟﺸﻌﺮ ﻳﺒﻘﻰ ،ووﺣﺪﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﻠﺪﻫﻢ اﻟﺸﻌﺮ ﻳﺒﻘﻮن ﻣﺨﻠﺪﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ. وﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ اﻟﺸﻐﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ،ﺑﻞ اﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ، إﻧﻬﺎ اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺒﺮﺗﻬﺎ وﻃﻨﺎ ﻟﻬﺎ وﺗﺒﻨﺖ ﻛﻞ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﺎ: »ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺨﻔﻖ ،ﺣﺘّﻰ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻋﺪ أﻋﺮف أﻧّﻨﻲ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻟﻮن اﻟﺴﻤﺎء /ﻣﻄَﺎ َردة ،ﻣﻄﻌﻮﻧﺔ ،ﺣﺎﺿﺮة /ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻠﺪي /ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻠﺪي ّ اﻟﺴﻤﺎء اﻟ ُﻤﻀﻄ َﻬﺪة /ﻫﺬه اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺰرﻗﺎء ﻛﺎﻟﻐﻀﺐ، ﻫﺬه ا/ ﺮ ﻛﺜﻴ ّ ً ﻛﻈﻞ اﻟﺒﺤﺮ اﻷزرق اﻟﻤﺜﺎﺑﺮ ﻳﺮﻓﻊ رأﺳﻲ – ﺳﻤﺎء ﻣﻐﺬﱢﻳﺔ /ﺳﻤﺎء ﱢ اﻟﺴﻼم ،اﻟﺤ ّﺮﻳّﺔ، ﻛﻌﻄﺮ ﻋﻨﻴﺪة/ ﺳﻤﺎء ﻣﺪﻳﺮة، ﺳﻤﺎء ﺪة، ﻛﺴ ّ ﻣ َﺆ َ اﻟﺴ ُﺤﺐ /رأﺳﻲ ﻣﺮﻓﻮع وﻟﻢ أﻗﻞ اﻟﺤﺐ /رأﺳﻲ ﻣﺮﻓﻮع رﻏﻢ ﺛِﻘﻞ ُ ّ أﺑ ًﺪا أﻧّﻨﻲ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻟﻮن اﻟﺴﻤﺎء« إﻧﻪ اﻟﺸﻌﺮ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻘﺎوم ﻛﻞ ﺷﻲء ،ﺗﺘﻨﺴﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻄﺮ اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﺤﺐ واﻟﺴﻼم ،إﻧﻪ ﺧﻄﺎب اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ واﻟﺘﺤﺮر ﻣﺎ ﺗﺮﺳﻠﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮة ﻋﺒﺮ ﻗﺼﺎﺋﺪﻫﺎ. ﺷﺎرﻛﺖ ﻏﺮﻳﻜﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳُﺴ ّﻤﻰ ﺑﺈﺿﺮاب »اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ أﻳﺎم« اﻟﺬي ﻣﺜّﻞ ﺧﻄﻮة ﺑﺎرزة ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺜﻮرة اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ،ﺳﻌﻴﺎ إﻟﻰ ﺗﺼﻌﻴﺪ اﻟﻜﻔﺎح اﻟﻌﺴﻜﺮي واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻣﻊ ﺿﺮورة إﺷﺮاك ﻛﺎﻓﺔ ﻓﺌﺎت اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺠﺰاﺋﺮي .ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻣﺘﺤﺎﻧﺎ ﻋﺴﻴﺮا ،إذ اﻗﺘﻀﺖ ﻇﺮوف
ŮƫŚƇ řŶƿƺƷ ŵ
اﻟﺤﺮب أن ﺗﺠﺪ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ. ﺷﺎرﻛﺖ ﻏﺮﻳﻜﻲ ﻣﻊ زﻣﻴﻠﺔ اﻟﻜﻔﺎح ﻛﻠﻮدﻳﻦ ﻻﻛﺴﻜﺎد وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻼﺗﻲ أﺳﺴﻦ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﺗﺤﺮرﻳﺎ ،ﻓﺴﺠﻦ ﻣﻌﺎ ،ﻣﻤﺎ دﻓﻊ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ إﻟﻰ ﺗﻌﺬﻳﺒﻬﻦ. ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ،ﺣﻴﺚ درﺳﺖ اﻷدب اﻟﺤﺪﻳﺚ ،اﻟﺘﻘﺖ ﺑﺸﺎب ﺟﺰاﺋﺮي ﻫﻮ اﻟﻤﻨﺎﺿﻞ اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ أﺣﻤﺪ إﻳﻨﺎل ،ﺷﻐﻔﺖ ﺑﻪ وﻛﺘﺒﺖ ﻟﻪ اﻟﺸﻌﺮ ،أﻫﺪت ﻟﻪ ﺧﻤﺲ ﻗﺼﺎﺋﺪ ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻳﺘﻀﺢ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﺎﻫﺖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺻﻮرة اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ﺑﺼﻮرة اﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﻴﻨﻲ ﻷرﺗﺎح /واﻟﺘﻌﺐ )أﺣﻤﺪ إﻳﻨﺎل( ،ﺗﻘﻮل » :ﺗﻤﺸّ ﻲ ﻓﻲ ّ اﻟﻌﺎري ﻳﺠﺮﺣﻪ ﺻﻤﺘُﻚ /ﺗﺠﻌﻞ اﻷرض اﻟﻤﺪﻓﻮﻧﺔ ﻓﻲ ذاﻛﺮﺗﻲ ﺗﻐ ّﻨﻲ /ﺣﻴﻦ أﻗﺘﻄﻊ ﻣﻦ ﺻﺪري ﻓﻀﺎء أﻟﻒ ﻋﺎم /وأﻧﺎ أرﺣﻞ، ﺣﻖ أزرع ﺣﻀﻮرك /ﻣﺮﺳﺎة ﻃﻴﺒﺘﻚ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷﺣﻘﺎد /إﻧّﻪ ّ اﻟﻠﺠﻮء ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ /وأﻣﺘﻠﻜﻚ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﺘﺢ أﺣ ُﺪﻫﻢ ﺷﺮاﻳﻴﻨﻪ«. إن ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻦ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،وﻏﺮﺑﺘﻬﺎ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،رﻏﻢ أﻧﻬﺎ ﻋﺎدت ﻟﺒﻠﺪﻫﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،ﻓﺘﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﻮرة اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ ﺻﻮرة اﻟﺤﺒﻴﺐ »ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ /ﻟﻢ أﻋﺪ ذﻟﻚ اﻟﺸّ ﺨﺺ اﻟﺬي أﺣﻤﺪ إﻳﻨﺎلّ : ﺗ ُﺴ ِﻜﺮه اﻟﺸّ ﻤﺲ /ﺑﺜﻠﻮج ﻣﻦ ﺿﻔّﺔ أﺧﺮى /أﻟﺒﺲ أﻣﺘﻌﺘﻲ /ﺗﻤﺎﻣﺎ اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻛﺠِﻠﺪي وﺑﻴﻨﻤﺎ أﺳﻬﺮ /ﻓﻲ ﻟﻴﻞ ﻣﻔﺘﻮح ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺔ ّ ﻟﺮﻣﻀﺎن /ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﻔﻮﻻذ« ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺴﻌﺪﻫﺎ اﻟﺜﻠﻮج ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ،ﻓﺘﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺳﻜﺮة اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ﺗﺴﻬﺮ ﺑﺎﺣﺜﺔ ﻋﻦ ﻟﻴﻞ ﻣﻔﺘﻮح ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺔ اﻷﺧﺮى، ﺣﻴﺚ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻫﻨﺎ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﻔﻮﻻذ ،ﻓﻮﻻذ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ اﻟﺬي ﻳﻘﻴﺪ روﺣﻬﺎ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
95
ęĆĔńč
ƾƨƿźƛ ŚƳō źƘƃ ƾƟ ŹźŰŤƫř śŚƐų Šưŧﺷﻌﺮاء ﻣﻦ أﺻﻞ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﺷﺎرﻛﻮا وأﻳﺪوا ﻧﻀﺎل اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﻴﻦ ﺿﺪ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،ودﻋﻤﻮا ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺮر اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ، ﻓﻬﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﻦ ﻳﺴﺘﻘﺼﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷدب ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ أن ﻳﻐﻔﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﺸﻌﺮاء ﻷن أﺻﻮﻟﻬﻢ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ؟ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺒﺎﺣﺚ ﻳﺘﺘﺒﻊ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺬي ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻻﺣﺘﻼل وأﻳﺪ اﻟﺜﻮرة اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ وﺳﺎﻧﺪ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺮر اﻟﻮﻃﻨﻲ أن ﻳﻐﻔﻞ ﺷﻌﺮاء ﺳﺎﻧﺪوا اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻷن أﺻﻮﻟﻬﻢ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ؟ ِﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺸﺎﻋﺮة آﻧﺎ ﻏﺮﻳﻜﻲ اﻟﺘﻲ وﻟﺪت ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ واﻋﺘﺒﺮﺗﻬﺎ وﻃ ًﻨﺎ ﻟﻬﺎ ،وﻛﺘﺒﺖ ﻓﻲ ﺣﺒﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮ ،وﻧﺎﺿﻠﺖ ﺿﺪ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،وﻃﻨﻬﺎ اﻷم ،ﻷﻧﻬﺎ آﻣﻨﺖ ﺑﻘﻀﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﻌﺎدﻟﺔ. واﻣﺘﻨﺎﻧًﺎ ﻟﻬﺬه اﻟﺸﺎﻋﺮة اﻟﺘﻲ آﻣﻨﺖ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﺤﺮر اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﺤﺎول ﻓﻲ اﻟﺴﻄﻮر اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ أن ﻧﻠﻘﻲ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوﻋﻬﺎ اﻹﺑﺪاﻋﻲ. أﻟﻔﺖ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺑﻌﻨﻮان» :اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻋﺎﺻﻤﺘﻬﺎ اﻟﺠﺰاﺋﺮ« وﻓﻴﻪ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،وﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺮر .ﺛﻢ أﺻﺪرت أول دﻳﻮان ﻟﻬﺎ ﺑﻌﻨﻮان »اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻳﺎ ﺣﻠﻮﺗﻲ« ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺮاءة ﻫﺬه اﻟﻌﺘﺒﺔ اﻟﺴﻴﻤﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻌﻨﻮان ﻧﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ أﺟﻮاﺋﻪ ،ورؤﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﻲ رأت ﺑﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮة ﻋﺎﻟﻤﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮي. ﻫﻲ ﻻ ﺗﺮﺻﺪ ﻓﻘﻂ ﺻﻮر اﻟﺒﺆس واﻟﻈﻠﻢ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺮﺻﺪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺗﻌﺒﻴ ًﺮا -ورﺑﻤﺎ ﺗﺒﺮﻳ ًﺮا- ﻻﻧﺤﻴﺎزﻫﺎ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ. ﺗﺮى اﻟﺸﺎﻋﺮة أن ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﻫﺞ واﻟﺴﻌﺎدات اﻟﺼﻐﻴﺮة ،ﻓﻬﻲ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ ،وﺗﺮﻓﺾ ﺿﻤﻨ ًﻴﺎ ﺳﻠﺒﻬﺎ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﻣﻦ أﺟــﻮاء ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻮان ﺗﻘﻮل ﻏﺮﻳﻜﻲ» :أﺳﻜﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻘ ّﻴﺔ ﺟ ٍّﺪا /ﺣﺘّﻰ أﻧّﻬﺎ ﻴﺖ اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﺒﻴﻀﺎء /ﺑﻴﻮﺗﻬﺎ اﻟﻤﻜﺴ ّﻮة ُﺳ ّﻤ ْ ﺑﺎﻟﻜﻠﺲ ﻣﻌﻠّﻘﺔ /ﻛﺸﻼّل ﻣﻦ ﻗﻮاﻟﺐ ﺳﻜّﺮ/ ﻛﻘﺸﻮر ﺑﻴﺾ ﻣﻜﺴﻮر /ﻛﺤﻠﻴﺐ ﻣﻦ ﻧﻮر اﻟﺸّ ﻤﺲ /ﻛﻐﺴﻴﻞ ﻻﻣﻊ اﺳﺘﺤﺎل ﻟﻮﻧﻪ أزرق/ آﻧﺎ ﻏﺮﻳﻜﻲ ﻛﻘﻄﻌﺔ داﻧﺘﻴﻞ ﺗﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻓﻴﻦ /ﺗﻤﺎ ًﻣﺎ
94
ﺧﻄﺎب اﻟﺘﺤﺮر ﻓﻲ ﺷﻌﺮ آﻧﺎ ﻏﺮﻳﻜﻲ
ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻷزرق اﻟﻜﺎﻣﻞ /ﻟﺘﻔّﺎﺣﺔ زرﻗﺎء /أدورﺣﻮل ﻧﻔﺴﻲ/ اﻟﺴﻤﺎوي اﻷزرق /وأﺧﻔﻖ ﻫﺬا اﻟﺜﻠﺞ وأﺧﻔﻖ ﻫﺬا اﻟﺴﻜّﺮ ّ اﻟﺒﺤﺮي اﻷزرق /ﻣﺸ ّﻴﺪة ﻓﻮق أﻟﻒ ﺟﺰﻳﺮة ﻣﻬﺰوﻣﺔ /ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﺮﻳﺌﺔ ،ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻨﻄﻠﻘﺔ /ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺤﺮﻳﺔ زرﻗﺎء«. ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﺪى ﺷﻐﻒ اﻟﺸﺎﻋﺮة ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ،وﺗﻠﻚ اﻟﺼﻮر اﻟﻤﺠﺎزﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻌﻬﺎ ﻟﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﻨﻘﻴﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﻗﻄﻊ اﻟﺴﻜﺮ ،وﻫﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻏﺮام ﻫﺬا اﻟﺴﻜﺮ .ﻫﺬه اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺸﻘﺘﻬﺎ ﺣﺪ اﻟﺸﻐﻒ ُﻣﺸ ّﻴﺪة ﻓﻮق أﻟﻒ ﺟﺰﻳﺮة ﻣﻬﺰوﻣﺔ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮة ﻋﺒﺮ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺗﺤﺎول أن ﺗﺴﺘﻨﻬﺾ روح اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ واﻟﻨﻀﺎل» :ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﺮﻳﺌﺔ ،ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻨﻄﻠﻘﺔ /ﺗ ُﺪﻋﻰ اﻟﺠﺰاﺋﺮ«. ﺳﺠﻨﺖ آﻧﺎ ﻏﺮﻳﻜﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻮاﻗﻔﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ،ﺳﺠﻨﺖ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﻬﺘﺮﺋﺔ/ ﻟﻤﺪة 21ﺷﻬﺮا ً ﻓﻲ ﺳﺠﻦ »ﺳﺮﻛﺎﺟﻲ«» :ﻓﻲ ّ ﻟﺴﺠﻦ »ﺳﺮﻛﺎﺟﻲ« /ﻓﻲ أﺣﺪ أﻳﺎم أﻏﺴﻄﺲ اﻟﻤﻌﻄﱠﺮة /اﻟﺘﻲ ﻧﻠﺞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺒﺤﺮ ﻋﺮاة /ﻛﺄﻧّﻨﺎ ﻧﻠﺞ اﻟﻤﺮﺑّﻰ /اﻟﺒﺤﺮ اﻟﺬي ﻧﺸﺘ ّﻤﻪ/ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻣﺘﺮ /وﻧﺤﻦ ﻧﻨﺼﺖ إﻟﻰ ﻗﺼﺼﻚ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ/ ﻓﺘﻨﻔﺠﺮ اﻷرض /وﻳُﻠﻐﻰ اﻟﺰﻣﻦ ﺑﻄﻌﻨﺔ«. ﺗﺴﺘﻨﻬﺾ اﻟﺸﺎﻋﺮة روح اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ،ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻠﻐﻲ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﺤﺒﺴﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺨﺮوج ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ،ﻟﻠﻀﻴﺎء إﻧﻪ اﻟﺸﻌﺮ ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ إزاﺣﺔ ﺣﺪود اﻟﺰﻣﻦ ،ﻛﻲ ﺗﻨﻔﺠﺮ اﻷرض ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﺎﻧﻴﻬﺎ. واﺻﻠﺖ ﻓﻲ دﻳــﻮان »ﺟﺰاﺋﺮ ﻳﺎ ﺣﻠﻮﺗﻲ« ﺷﻐﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﺑﻨﻴﺔ رﺋﻴﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻨﻮان ،وﻛﺄن اﻟﺸﺎﻋﺮة ﻣﺴﻜﻮﻧﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺐ ﻟﻬﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﻓﻴﻪ ،وﺗﻘﺎﺳﻤﺖ ﻣﻊ أﻫﻠﻪ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ،ﻓﻘﺪ ُﻋﺬﺑﺖ ﻛﻤﺎ ُﻋﺬب اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﻮن ،وﺳﺠﻨﺖ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﺠﻨﻮا ،وﻧﺎدت ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻧﺎدوا» :ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ واﻟﻤﺒﺎﻫﺞ/ ُوﻟِﺪتْ ﻫﻨﺎك /ﻓﻲ ﻣﻨﻌﺔ اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﻤﺨﺘﻠﻄﺔ آرﻳﺲ /وﺷﻐﻔﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ /ﻫﻮ ﺛﻤﺮة اﻧﺤﻴﺎزاﺗﻬﺎ /اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻘﻂ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق ﻋﻴﻮﻧﻲ اﻟﺸّ ﺎوﻳﺔ«.
ęĆĔńč
ŠǀƏŚǀŤůř ŌřźŰƇ ƾƴŞƿأﺷﺮف اﻟﻌﻨﺎﻧﻲ )ﺻﺤﺮاء اﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺔ( ﻣﻦ أﻧﺴﺎق ﻟﻐﻮﻳﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺮﻫﺎﻓﺔ واﻟﺤﺪة ،ﺑﻌﺪ أن ﺗﻮﺟﺲ ﺷ ًﺮا ﺑﺼﺤﺮاء ﻋﺸﻘﻬﺎ وﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺗﻤﺔ رﺣﻠﺘﻪ ،رﻏﻢ أﻧﻪ ﻳﺤﺎول أن ﻳﺴﻤﻲ اﻷﺷﻴﺎء ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﺎ؛ رﺑﻤﺎ ﻟﻴﺤﻴﻂ ﺑﺤﻀﻮرﻫﺎ اﻟﺬي ﻳﺘﻠﻮن ﻓﻲ ﺛﺒﺎﺗﻪ ﺑﻤﻈﺎﻫﺮ ﻣﺘﻌﺪدة ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻓﻲ ﻣﺎض ﻗﺪﻳﻢ) ،أﺣﺎول أن أﺳﻤﻲ اﻷﺷﻴﺎء ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﺎ(؛ ﻓﺄﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺟﻮدات اﻟﺘﻲ ﻳﺄﻟﻔﻬﺎ اﻟﻘﻠﺐ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ )اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺬي ﺟﺮﻓﻪ اﻟﺴﻴﻞ /اﻟﻨﺠﻤﺔ / اﻟﺪروب واﻟﻤﺴﺎرح اﻟﺤﻼل /اﻟﺴﺤﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪت ﻧﺼﻒ أﺳﻨﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺘﺎء ﻓﺎﺳﺪ /اﻟﺼﺤﺮاوي اﻟﻮدود /اﻟﻐﺮاب ﺑﻼ ﻟﻮم( ..وﻏﻴﺮﻫﺎ ،إﻧﻬﺎ اﻟﻤﺮآة اﻟﺘﻲ ﻳﺮى ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ روﺣﻪ ،ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ وﻳﺤﺎورﻫﺎ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺬات اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ. )اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺬي ﺟﺮﻓﻪ اﻟﺴﻴﻞ ﻃﻮﻳﻼ /ﻳﺤ ّﺮز ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ رأﺳﻪ( ،ﻣﺎ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺬي ﺗﻘﻠﺐ ﻃﻮﻳﻼ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻟﺴﻴﻞ اﻟﺼﺎﺧﺒﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﺤﺎوﻻ أن ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ اﻷﻣﺮ؟! وﺧﺎﺻﺔ أن )ﻟﻠﺼﺤﺮاء ﻣﻬﺎرات ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ اﻟﻮﺣﺸﺔ(؛ رﺑﻤﺎ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ اﻟﺒﺎﻫﻆ ،أو ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ أرﺿﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻮاﺟﺲ وﺻﺨﺐ. واﻟﻌﻨﺎﻧﻲ ﻻ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺼﺤﺮاء ﺑﻌﻴﻦ ﺳﺎﺋﺢ ﻋﺎﺑﺮ أو ﺣﺎﻣﻞ ﻛﺎﻣﻴﺮا ﺗﺴﺠﻴﻠﻴﺔ؛ ﺑﻞ ﻳﻐﻮص ﺑﻤﻬﺎرة ورﻫﺎﻓﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﺰم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻳﻠﻘﻂ اﻟﻤﺄﺛﻮر اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺪو ﻓﻲ ﻣﻬﺎرة ،وﻫﻮ اﻟﺬي رأى ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ﺟﻤﺎﻻ ﻻ ﻳﻄﺎﻟﻪ إﻻ اﻟﺰﻫﺎد واﻟﻌﺒﺎد) :ﻛﻤﺎ ﻛﻞ ﻣﺮة أﻧﻬﺾ / وﺗﻨﻬﺾ ﺻﺤﺮاء ﺗﺤﺮق ﺛﻮﺑﻬﺎ ﻣﻌﻲ( إن ﺣﺮق اﻟﺜﻮب ﻣﺄﺛﻮر اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺻﺤﺮاوي ﻗﺪﻳﻢ ﻳﻘﻮم ﻓﻴﻪ اﻟﺒﺪوي اﻟﺬي ﻳﻔﺎرق ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ -ﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪﻳﺪة -وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ أﺧﺮى ﻟﻴﻜﻮن أﺣﺪ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ،ﺑﺤﺮق ﺛﻮﺑﻪ؛ ﻟﻴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻹرث اﻟﺴﺎﺑﻖ وﻳﻨﺪﻣﺞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﻮ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ اﻷﻣﺎن واﻟﺤﺮﻳﺔ. اﻟﺼﺤﺮاء ﺗﺤﺮق ﺛﻮﺑﻬﺎ ﻟﺘﻠﺤﻖ ﺑﻬﺬا اﻟﻌﺎﺷﻖ اﻟﺬي ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺮآﺗﻬﺎ ﻳﺤﺎول أن ﻳﺘﻠﻤﺲ اﻟﻮﺟﻮد وﻳﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﺣﻮاﺳﻪ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻔﺎرﻗﻬﺎ اﻟﻨﻬﻢ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻫﻮ ﺧﺎﺋﻒ واﻟﺼﺤﺮاء ﺻﺎﻣﺘﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﺎ ﺗﺘﻤﺨﺾ ﻋﻨﻪ اﻷوﻗﺎت اﻟﻤﺤﺘﻘﻨﺔ ) :ﻛﺒﺪاﺋﻲ /أﻓﻬﻢ اﻟﻮﺟﻮد ﻫﻜﺬا /ﺛﻘﻮب ﻋﺪﻳﺪة /ﻻ ﺗﻨﻐﻠﻖ أﺑﺪا /ﻛﻤﺮآة ﻟﺨﻮﻓﻲ /ﺗﺠﻠﺲ اﻟﺼﺤﺮاء _ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ _ ﺻﻤﺘﻬﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ(. ﻣﻦ أﺟﻤﻞ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﺪﻳﻮان ﻗﺼﻴﺪة ) ﻗﺎﻃﻊ ﻃﺮﻳﻖ( :إﻧﻪ اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﻤﻤﺴﻮس ﺑﺄﻟﻔﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدات اﻟﻄﺎزﺟﺔ )اﻟﻨﺎر /اﻟﺤﺠﺮ /اﻟﺤﺼﻰ /
ƶƳŚŞƃ ƺŝŏ ƮƫŚſ
اﻟﺴﻴﺎﻟﺔ ﻋﻨﺪ رأس اﻟﻮادي /ﻋﻠﺒﺔ اﻟﺘﺒﻎ /أﺳﻤﺎء اﻟﺠﻬﺎت /ﻣﻠﺢ اﻟﺴﺒﺨﺔ( ﻗﺮﻳﻦ اﻟﻮﺣﺪة واﻟﺤﻮاس اﻟﺸﺒﻘﺔ اﻟﻤﺘﻮﻗﺪة ،اﻟﺬي ﻳﻨﺎم ﺑﻌﻴﻦ واﺣﺪة ﻛﺬﺋﺐ ﻣﻄﺎرد ﻳﺘﻨﻘﻞ ﻫﻨﺎ أو ﻫﻨﺎك ﻓﻲ ﺻﺤﺮاء ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻓﻲ ﺻﺪره. اﻟﻬﻮاﺟﺲ ﻓﻲ رأﺳﻪ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﻧﺤﻮ ﺣﻠﻢ اﻣﺘﻼك اﻟﻘﻮة وﺻﺨﺒﻬﺎ اﻟﻬﺎدر ) أﺣﻼم ﺑﺠﻠﺒﺔ اﻟﺪﻓﻊ اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ( إذن ﻫﺬه ﻫﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﺼﺤﺮاوي ،ﺣﺴﺮة ﻓﻲ ﺷﺘﺎء ﻃﻮﻳﻞ ﺗﺮﺑﺾ ﻓﻮق رﻛﺒﺘﻪ ،إن أﻣﻨﻴﺘﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪة أن ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ﺣﻴﺚ ﻫﻮ.. )ﻫﻨﺎ /أو ﻫﻨﺎك /ﻛﻤﺎ ﻣﻠﺢ اﻟﺴﺒﺨﺔ /ﺗﺬوب أﻳﺎﻣﻪ وﺗﻄﻌﻦ اﻟﺼﺪﻓﺔ/ ﻳﺸﻴﺐ اﻟﺴﺎﺋﺮ ﻫﻜﺬا /ﺑﻼ داع /ﺑﻼ ﺟﻠﺒﺔ /ﺑﻼ أﺳﻒ وﻣﻮاﺟﻊ ﻗﻠﺐ/ ﻫﻜﺬا :رأس ﻣﻌﻄﻮب وذراع ﻓﻲ ﺧﻼء / ..ﺷﻐﻒ ذﻟﻚ أم ﺗﻌﻜّﺰ ﻗﻠﺒﻪ/ واﺳﻮدت ﻳﺪاه؟( ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة )ﺳﻼﻟﺔ( ﻳﺮﺳﻢ اﻟﻌﻨﺎﻧﻲ ﻟﻮﺣﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﻟﻤﺤﻜﻲ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻀﻤﻴﺮ اﻟﻐﺎﺋﺐ ،ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻗﻨﺎع أو ﻟﻴﻘﻮل ﻛﻠﻤﺘﻪ أﺧﻴﺮة ﺑﻬﺪوء ﺑﺪوي ﺣﺎزم ،إﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﻳﻬﺒﻄﻮن ﺑﻼ ﺳﺎﺑﻖ إﻧﺬار ﺗﻠﺘﻬﻢ أﺟﺴﺎدﻫﻢ اﻟﻤﺴﺎﻓﺎت واﻟﺸﻤﺲ اﻟﻘﻮﻳﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺼﺤﺮاء اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺔ ﺗﻠﺘﻘﻄﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻜﻦ اﻟﺴﺆال :أﻳﻦ ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﺼﺤﺮاء اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺔ؟! رﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﻫﺬا اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺬي ﺷﻴﺪه أﺷﺮف اﻟﻌﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ أﻧﺴﺎق ﻟﻐﻮﻳﺔ ﺗﺘﻜﺊ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻮﻣﻲ واﻟﻌﺎدي واﻷﺳﻄﻮري ،ﻓﻲ ﺻﻮر ﺳﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺬي ﻳﻨﺜﺎل ﺑﻜﻞ ﻋﺒﺜﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ أرض اﻟﻠﻪ. ﺳﻼﻟﺔ) :ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﻣﺮة /ﻳﻬﺒﻄﻮن ﻣﻦ اﻟﻐﻴﺐ /ﻳﺨﻄﻔﻮن ﻧﺼﻒ ﻧﻬﺎر/ وﻫﺪأة /وﺑﻌﺪ أن ﺗﻨﻬﺐ رﺋﺎﺗﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺑﻨﺰﻳﻦ وﺷﻤﺲ /ﺗﺤﺖ أﻗﺪاﻣﻬﻢ /ﺳﻤﺎء ﻗﻠﻴﻠﺔ /ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﺄﻫﺐ ﺻﺤﺮاء اﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺔ /ﻻﻟﺘﻘﺎﻃﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ(
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
93
ĿĔĬ ijēŵĨ
ﺑﻮزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،و»رﺋﺎﺳﺎﺗﻪ« ،و»ﻋﻀﻮﻳﺎﺗﻪ« ،ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ واﻟﻬﻴﺌﺎت واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت واﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت واﻟﻠﺠﺎن اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؟ ﻫﻮ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﺴﺮ» :ﻗﺪ ﺗﻈﻞ اﻟﻔﻜﺮة ﻓﻲ ذﻫﻨﻲ ﻟﺴﻨﻮات ،ورﺑﻤﺎ أﻧﺠﺰﻫﺎ ﺑﻌﺪ زﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ .أﺗﺮك ﻟﻬﺎ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﺘﺸﻜﻞ وﺗﻨﻀﺞ ،وﺗﻄﻠﺐ ﻃﺮﺣﻬﺎ ،ﺛﻢ إﻧﻨﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،رﺑﻤﺎ أﻗﻮم ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻣﺮة أو ﺣﺘﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ .وأﺛﻨﺎء ذﻟﻚ أﻛﻮن ﻗﺪ أﻋﺪدت ﻟﻜﻞ ﻓﻜﺮة ﻣﻠﻔًﺎ ﻓﻲ ذﻫﻨﻲ وآﺧﺮ ﻣﻦ ورق .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮواﻳﺔ ﺗﺪور ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﺜﻼ ،ﻓﺈﻧﻨﻲ أﺟﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬه اﻟﺒﻴﺌﺔ ،وﻻ أﻛﺘﻔﻲ ﺑﻌﻠﻤﻲ وﻣﻌﺮﻓﺘﻲ وﺧﺒﺮاﺗﻲ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. أﺟﻤﻊ ﻗﺼﺎﺻﺎت اﻟﺼﺤﻒ واﻟﺪراﺳﺎت واﻷﺑﺤﺎث ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻔﻴﺪﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺄﻓﻀﻞ وأﺻﺪق ﺻﻮرة. ﺛﻢ أﻧﻨﻲ أﺗﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﺑﻼدي .زرت أﻏﻠﺐ اﻟﻤﺪن واﻟﺒﻴﺌﺎت اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،وﻋﺸﺖ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ،وأﻫﺘﻢ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺒﻴﺌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل زﻳﺎراﺗﻲ ﻟﻬﺎ .ﻛﻤﺎ أﻧﻨﻲ ﻣﻨﻈﻢ ﺟ ًﺪا ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء .وﻫﺬا ﻣﻬﻢ ﻟﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻌﻤﻞ واﻹﻧﺠﺎز«. Ü ôăŎńē îœ Ŝœ
زرﺗﻪ ﻳﻮ ًﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ،زﻳﺎرة »ﻧﻬﺎرﻳﺔ« اﻣﺘﺪت إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺎء ،و ّدﻋﻨﻲ ﺣﺘﻰ اﻟﺒﺎب ،واﻧﺼﺮﻓﺖ ﻣﻌﺘﻘ ًﺪا أﻧﻨﻲ ﻗﺪ أرﻫﻘﺘﻪ ،وإذا ﺑﻲ أﺳﻤﻌﻪ ﻗﺎﺋﻼ» :ﻳﻼ ﻳﺎ ﺳﻤﻮﺣﺔ«! و»ﺳ ّﻤﻮﺣﺔ« اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻟﻠﻬﺎ ﻳُﺼﻔّﻖ ﺧﻔﻴﻔًﺎ ﺑﻴﺪﻳﻪ ً »ﺑﺮﺻﺎﻧﺔ« ﻫﻲ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺗﻪ »ﺳﻤﺎح« .ﻓﻬﻜﺬا ﻳﺪﻓﻊ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺗﻪ ﻟﻠﻌﻮدة ﺑﺤﻴﻮﻳﺔ وﻧﺸﺎط ،ﺑﻬﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﻠﻄﻴﻒ ،وﻫﻮ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻀﺮورة وﺟﻮد اﻟﺴﻜﺮﺗﺎرﻳﺔ، وﻟــﺬﻟــﻚ ﻗـــﺮر ،ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﻃــﻮﻳــﻞ ،أن ﻳــﻜــﻮن ﻟﺪﻳﻪ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮة أو أﻛﺜﺮ .ﻳﺘﺮك ﻟﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺸﻐﻠﻪ أو ﻳﻌﻄﻠﻪ أو ﻳﻬﺪر ﻃﺎﻗﺘﻪ، ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻔﺮغ ﻟﻌﻤﻠﻪ وﻳﻀﺎﻋﻒ إﻧﺠﺎزاﺗﻪ. ĵčîĴĿí ŒňŃ Čć
أﻋــﺮف ﻓﻨﺎﻧًﺎ رﺳــﻢ ﻋﺸﺮات اﻟﻜﺘﺐ ﻟﻠﺸﺎروﻧﻲ ،وﻳﻌﺘﺒﺮ ذﻟﻚ »ﻛﺮ ًﻣﺎ« ﺷــﺪﻳـ ًﺪا ،ﻷﻧﻪ ﻣﻨﺤﻪ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن رﺳﺎ ًﻣﺎ ﺷﺎﺑًﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﻬﻮر. ﻟﻜﻦ ﺷُ ﻐﻞ اﻟﺸﺎروﻧﻲ » ُﻣﺘﻌﺐ« أﺣﻴﺎﻧًﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺮأﻳﻪ ،وإﻧﻤﺎ ﻳﻄﻠﺐ رأي اﻟﻘﺎدم واﻟﻤﻨﺼﺮف، وﻗﺪ ﻳﻔﺎﺟﺊ اﻟﺮﺳﺎم ﺑﺘﻌﺪﻳﻼت
92
ﻳﻌﻘﻮب اﻟﺸﺎروﻧﻰ ﺻﺎﺣﺐ »أﺟﻤﻞ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ«
ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ،رﺑﻤﺎ ﺗﻬﺪم اﻟﻌﻤﻞ وﺗﻌﻴﺪه ،ﻟﻜﻦ اﻟﺠﻤﻴﻞ أن ذﻟﻚ ﻳﻮﺿﺢ ﻣﺪى ﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ أﻓﻀﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ. ﻗﺎﺋﻼ إن اﻟﺸﺎروﻧﻲ ﻗﺪ ﻳﺪﻓﻊ أﺟﺮ اﻟﺮﺳﺎم ،ﺛﻢ ﻳﺤﺼﻠﻪ وﻳﻔﺎﺟﺌﻨﻲ اﻟﻔﻨﺎن ً ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺷﺮ .وﻫﻜﺬا ﻳﻌﻔﻴﻪ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻈﺎر اﻟﺬي ﻳﻄﻮل .وأﻋﺮف رﺳﺎ ًﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺮض أن ﻳﺮﺳﻢ ﺑﻌﺾ أﻋﻤﺎل اﻟﺸﺎروﻧﻲ ،وﻟﻢ ﻳﻌﺠﺒﻪ اﻷﺟﺮ اﻟﺬى ﻳﺪﻓﻌﻪ اﻟﻨﺎﺷﺮ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﺸﺎروﻧﻲ »ارﺳﻢ وﺧﺬ ﻣﻨﻲ ﻓﺎرق اﻷﺟﺮ«. ذﻛﺮتُ ﻫﺬا ﻟﻠﺸﺎروﻧﻲ ،ﻓﻰ ﺟﻠﺴﺔ ﺑﻤﻨﺰﻟﻪ ،ﻓﻘﺎم إﻟﻰ رﻛﻦ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻞ أﻏﻠﺐ اﻟﺸﻘﺔ ،واﻟﺘﻘﻂ ﻣﺠﻠﺪات أﺟﻨﺒﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ،وﻓﺘﺤﻬﺎ ﻷرى أﻧﻬﺎ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ .ﻗﺎل وﻫﻮ ﻳُﻘﻠّﺐ أﺣﺪﻫﺎ: »دراﺳﺔ اﻟﻔﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ ،ﻣﻔﻴﺪة ﺟ ًﺪا ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ،ﻓﻲ إﺑﺪاﻋﻪ ،وﻓﻬﻤﻪ ﻟﻌﻤﻞ اﻟﺮﺳﺎم« .أﺿﺎف وﻧﺤﻦ ﻧﺘﺤﺮك ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺴﻜﺮﺗﺎرﻳﺔ» :ﻟﻢ أﻛﺘﻒ ﺑﺘﺬ ﱡوق وﻓﻬﻢ اﻟﻔﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ .ﺑﻞ ﻋﻤﻠﺖ أرﺷﻴﻔًﺎ ﻓﻨﻴًﺎ ﺟﻴ ًﺪا ،وﺟﻌﻠﺘﻪ ﻣﺘﺎ ًﺣﺎ ﻟﻠﺮﺳﺎﻣﻴﻦ .وﻋﻨﺪى أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﻹﻧﺠﺎز اﻟﻌﻤﻞ ،وﻣﺎﻛﻴﻨﺎت ﺗﺼﻮﻳﺮ ،ﻟﻴﺄﺧﺬ اﻟﺮﺳﺎم ﻧﺴﺨًﺎ ﻣﻦ أي ﻣﺮﺟﻊ ﻳﺮﻳﺪ .ﻧﺤﻦ ﻧﻄﻤﺢ ﻷﻓﻀﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻧﺒﺬل ﻣﻦ ﺟﻬﺪ« .واﻟﺘﻘﻂ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ »اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﺨﻀﺮاء« وﻗﺎل :ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ،وﻫﺬه اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ .أﻧﺎ أﺗﻘﺎﺿﻰ أﺟ ًﺮا ﻋﻦ اﻟﻄﺒﻌﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة ،أﻣﺎ اﻟﺮﺳﺎم ﻓﻼ .ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ أن أﺳﺎﻋﺪ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺬى ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﻰ ،إن ﻛﺎن ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة ،ﻓﻲ ﺣﺪود إﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻲ ،وأﻋﺘﺒﺮ ذﻟﻚ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﺴﻴﻄًﺎ. łŀļøœ ĺŀńī ĩĉ
ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻳﻮ ًﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻌﻴﻘﻪ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ،ﻓﻘﺎل» :ﻋﻨﺪﻣﺎ »ﻗﻌﺪوﻧﻲ« ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻟﺤﻮاﻟﻲ ﻋﺎم ،اﺳﺘﻐﻠﻴﺖ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ وﺻﻴﺎﻏﺔ إﺣﺪى أﻓﻀﻞ اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻗُ ﱢﺪﻣﺖ ﻟﻠﺼﻐﺎر واﻟﻨﺶء ،وﻫﻲ ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ »اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ« .وﺣﻘﻘﺖ ﻧﺠﺎ ًﺣﺎ ﻫﺎﺋﻼ. أﻧﺎ ﻻ أﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ،وﻻ أﻓﻘﺪ ﺣﻤﺎﺳﻲ وإﻗﺒﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة .ﻻ أﺳﺘﺴﻠﻢ ﻷي ﻣﺸﻜﻠﺔ، وﻻ أﺳﻤﺢ ﻷي ﺷﻲء أن ﻳﻔﻘﺪﻧﻲ رﻏﺒﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ أو ﻳﻌﻄﻞ ﻧﺠﺎﺣﻲ«. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺎت ﺣﺎﻣﻴﺔ وﺷﺮﺳﺔ ﺟ ًﺪا ﻣﻊ ﻣﻨﺎﻓﺴﻴﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻬﺪوء ودﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ،وﻳﻔﻮز ﺑﺎﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ إﻟﻰ ﺻﻔﻪ ،وﻫﻮ ﻳﻘﻮل» :ﻻ ﺗﻬﺪر ﻃﺎﻗﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ،وﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻷي ﺷﻲء ﺑﺄن ﻳﻌﺮﻗﻞ ﺗﻘﺪﻣﻚ .ﻻ ﺗﻀﻴﻊ وﻗﺘًﺎ ﻓﻲ اﻟﻀﻴﻖ واﻟﺰﻋﻞ .ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺄن ﻳﻤﺮوا ﻓﻮﻗﻚ أو ﻳﺴﺒﻘﻮك .دﻋﻬﻢ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮن .ودع ﻋﻤﻠﻚ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻨﻚ«
ﻳﻌﺠﻞ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ أو ﻋﻘﺎب .ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻘﺮأ ﻣﻤﺎ ﻛﺘﺐ .أﺣﺲ ﺑﺄﻧﻪ ﻃﻔﻞ ﻣﻮﻫﻮب ،ﻓﺸﺠﻌﻪ وﻟﻢ ﻳﻌﺎﻗﺒﻪ ،ﺷﻌﺮ »اﻟﺸﺎروﻧﻲ« ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻛﺒﺮى ،ﻛﺎن ﻟﻬﺎ أﺛﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ. وﺑﺤﺒﻪ ﻟﻠﻘﺮاءة وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻲ ،ﺻﺎر ﻣﻌﺮوﻓًﺎ ﺑﻴﻦ زﻣﻼﺋﻪ .ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻄﻠﺒﻮن ﻣﻨﻪ أن ﻳﺤﻜﻲ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﺮأ ،ﻓﻜﺎن ﻳﺤﻜﻲ ،وﻳﻀﻴﻒ ﻣﻦ ﻋﻨﺪه، ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺘﻤﺮن ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ،وﺗﻄﻮر ﺣﺘﻰ ﺑﺪأ ﻳﺤﻜﻲ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻟﻪ. kĵŎĴøńĿí îŌœã ðĬŀ÷ íċîŃ
ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ،ﻛﺎن ﻳﻠﻌﺐ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻊ إﺧﻮﺗﻪ وأﺑﻨﺎء اﻟﺠﻴﺮان. ﻳﺰرﻋﻮن اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت وﻳﺒﺘﻜﺮون أﻟﻌﺎﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺎﻣﺎت ﺣﻮﻟﻬﻢ .وﻳﺬﻫﺒﻮن ﻟﻠﻌﺐ »اﻻﺳﺘﻐﻤﺎﻳﺔ« ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ ﻗﻄﺎر »ﻣﺎري ﺟﺮﺟﺲ« -وﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﻨﺬاك ﻣﺨﺰﻧًﺎ ﻟﻌﺮﺑﺎت اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ -ﻛﺎن ﻳﻘﻒ ﻓﻮق اﻟﻜﻮﺑﺮي اﻟﺬي ﺗﻤﺮ اﻟﻘﻄﺎرات ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻪ ،ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﻄﺎر اﻟﻘﺎدم ،وﻳﻮدع اﻟﻘﻄﺎر اﻟﺬاﻫﺐ، وﻫﻮ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﻣﻦ أﻳﻦ ﺟﺎء ،وإﻟﻰ أﻳﻦ ﻳﺬﻫﺐ .وﻳﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮة واﺳﻌﺔ، ﻓﻴﺸﻌﺮ ﺑﺄن ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺣﺼﻦ ﺑﺎﺑﻠﻴﻮن ،ﺗﻄﺎﻟﻌﻪ ﺑﺸﻤﻮخ وﺑﺠﻮارﻫﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺑﻄﺮازﻫﺎ اﻟﻔﺮﻳﺪ ،وﺟﺎﻣﻊ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ،واﻟﻤﻌﺒﺪ اﻟﻴﻬﻮدي، ﻓﻴﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻋﺮﻳﻘﺔ ،ﺗﺘﻌﺎﻳﺶ ﺑﺄﻣﺎن وﺳﻼم. وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮﺣﻼت اﻟﻤﺪرﺳﻴﺔ اﻟﻤﻨﺘﻈﻤﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻷﺛﺮﻳﺔ واﻟﻘﻨﺎﻃﺮ اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ واﻟﺤﺪﻳﻘﺔ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﺤﻠﻮان ،ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺨﺒﺮات اﻟﺘﻲ أﺛﺮت ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ .وﻛﺎن ،ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ واﻟﺪه ،ﻳﺘﺎﺑﻊ »ﻧﺎدي اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ« اﻟﻤﺘﻤﻴﺰ، وﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺗﻪ اﻟﻤﻬﻤﺔ ،ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،ﻣﻨﺬ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة، وﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻮات ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ،ﻓﺎﻧﻔﺘﺢ أﻣﺎﻣﻪ ﺑﺎب واﺳﻊ ﻟﺘﺬوق ﻓﻦ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻣﻨﺬ ﺻﻐﺮه ،وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻮاﻃﻦ اﻟﺠﻤﺎل وﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺠﺬب ﻓﻲ ﻓﻦ اﻟﺮواﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﻮرة. ورﻏــﻢ ﺣﺒﻪ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ،وﻣﻤﺎرﺳﺔ أﻧﺸﻄﺔ ﻛﺜﻴﺮة ،ﻛﺎﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ،إﻻ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﺘﻔﻮﻗًﺎ ﻓﻲ دراﺳﺘﻪ ،ﺣﺘﻰ أﻧﻪ ﺑﺪأ ﻳﺘﻘﻦ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻋﻤﺮه ،وﻫﻮ ﻓﻲ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ، وﺑــﺪأ ﻳــﺪرب ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ وﻫﻮ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻮي )اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﺣﻴﻨﺬاك(. وﻛﺎﻧﺖ وزارة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ )اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻵن( ﺗﻘﻴﻢ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻟﻄﻼب )اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ( ﻓﻲ ﻣــﻮاد اﻟﺪراﺳﺔ ،ﻓﺘﻘﺪم ﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ »اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ« ﺿﻤﻦ ﻣﻮاد اﻷدﺑﻲ وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ،اﻟﻨﺼﻮص اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﻜﺘﺐ »اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ« ﻷﻓﻼﻃﻮن و»اﻟﻤﻨﻘﺬ ﻣﻦ اﻟﻀﻼل« ﻟﻠﻐﺰاﻟﻲ و«اﻟﻤﻨﻬﺞ« ﻟﺪﻳﻜﺎرت، ﺛﻢ ﻛﺎن واﺣ ًﺪا ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻘﻂ ﻧﺠﺤﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى )اﻟﻘُﻄﺮ اﻟﻤﺼﺮي(.
اﻟﺸﺎروﻧﻲ ﻣﺘﺤﺪﺛﺎً إﻟﻰ ﻣﺮاﺳﻞ ﺗﺮاث
àîĠĸĿíō ôijîĸüĿí ņŔñ
ﺗﻔﻮق اﻟﺸﺎروﻧﻲ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺤﻘﻮق ،وﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن ،ﺣﺘﻰ أﻧﻪ ﻧﺎل درﺟﺔ »ﻧﺎﺋﺐ« اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ ﻟﺪرﺟﺔ رﺋﻴﺲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ،ﺧﻼل ﺳﻨﻮات ﻣﻦ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﺑﻬﻴﺌﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﺪوﻟﺔ .وﺗﺄرﺟﺢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ واﻹﺑﺪاع اﻷدﺑﻲ ،ﻓﻘﺪ ﺳﻌﻰ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺛﺮوت ﻋﻜﺎﺷﺔ -وزﻳﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺣﻴﻨﺬاك- ﻻﻧﺘﺪاﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎء إﻟﻰ وزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ. ﺣﺘﻰ ﻧﺬر »اﻟﺸﺎروﻧﻲ« ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻹﺑﺪاﻋﻲ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ أﻛﺪ ﺟﺪارﺗﻪ ﺑﺤﺼﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﺋﺰة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻔﻨﻮن واﻵداب ﻋﺎم 1960وﺟﺎﺋﺰة اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺴﺮح واﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻋﺎم .1962 واﻟﻄﺮﻳﻒ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ أدب اﻷﻃﻔﺎل ،ﺑﻞ ﻛﺎن اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﺮح واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺎم ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻧﺘﺪاﺑﻪ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ، ﺣﺘﻰ اﻛﺘﺸﻒ أﻃﻔﺎل »ﺑﻨﻲ ﺳﻮﻳﻒ« »ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ« ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺪﻳ ًﺮا ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ،وﻛﺎن ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎل ،ﺑﻘﺼﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﻛﻞ »ﺟﻤﻌﺔ«، ﻳﺤﻜﻲ ﻟﻬﻢ وﻳﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻌﻬﻢ ،ﺣﺘﻰ ذاﻋﺖ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻬﻮر اﻷﻃﻔﺎل، اﻟﺬﻳﻦ ﻏﻴﺮوا ﻣﺠﺮى ﺣﻴﺎﺗﻪ ،وﺟﻌﻠﻮه أﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ. kóĎœĐİĿí čîļijŗí Œ÷ä÷ ņœã ņŃ
ﻣﻦ أﻳــﻦ ﻳﺄﺗﻲ »اﻟــﺸــﺎروﻧــﻲ« ﺑﻜﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻓــﻜــﺎر؟ وﻛﻴﻒ أﻧﺠﺰ ﻣﺌﺎت اﻟﻜﺘﺐ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺑــﺎب ﻳﻮﻣﻲ ﺑﺎﻷﻫﺮام، ﻟﻨﺤﻮ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎ ًﻣﺎ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻤﻠﻪ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
91
ĿĔĬ ijēŵĨ
ﻣﻦ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﻜﺘﺒﻮن ﻟaﻃﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ
ƾƳƹŹŚƄƫř śƺƤƘƿ
ﺻﺎﺣﺐ »أﺟﻤﻞ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ«
İőĸ śijĔň ůijŴĔĨ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻴﻦ ﻣ ًﻌﺎ إﻻ اﻟﺸﺎروﻧﻲ. وﻗﺒﻞ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ،ﻓﺈن اﻟﺸﺎروﻧﻲ ﺗﺮك أﺛﺮه اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ اﻟﻤﺬﻫﻞ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ħĔĥŭŤē ŽŘ ȕęĔżĩŤē ŹŭőŨ ŦĖ ȕęįĔőĹŤē ŹŭőŨ ĴŁĝĭŻ ųŬĊŠوﺻﻘﻞ ﻣﺨﻴﻠﺔ وﻋﻘﻮل اﻷﻃﻔﺎل ﻋﺒﺮ ﻣﺌﺎت اﻟﻘﺼﺺ واﻟﺤﻜﺎﻳﺎت .ﻫﺬا ŹŘ ȕŮżŬĔũġŤēŴ ĚőĖĔĹŤē ŪĝŻ ŵű ĔŲŘ ħĔĥŭŤē ŮŨ İŻĶũŤēŴﻳﻌﻘﻮب اﻟﺸﺎروﻧﻲ ،اﻟﺬي ﻳﺠﺪر ﺑﻨﺎ أن »ﻧﺪرﺳﻪ« ﺟﻴ ًﺪا ،وﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻨﺎ أن ﻳﺘﺄﻣﻠﻮه ،ﻛﻨﻤﻮذج ﻟﻠﻨﺠﺎح.
ȕŊʼnĭŻŴ ȕŦũőŻ ţēĵ ĔƸƸŨŴ ȕŦėŝũŤē ĴŻēĴėŘ ŮŨ ĴļĔőŤē ƻ ǙėŝŨ ţēĵ ĔŨ ȕľűİ ǀ ŻŴ ƿ ȕĴĠČŻŴ ȕĴĠĊĝŻŴ ȕŦŐĔřĝŻŴ ȕĶĥŭŻŴ ĕĔėĽŤē ūēŵřŭŐ ŽŘ ŹĝřŠ ȕęĔżĩŤē ŹťŐ
ţIJĖŴ ȕħĔĥŭŤē įēijĉ źIJŤē ŦĤĴŤē ȕ©ŽŬŴijĔĽŤē ĕŵŝőŻª ēIJű ŪŤŴ ųĖ ŢĹũĜ ȕųƸƸŠijįĉ ĔŨİŭŐŴ ȕĚťĐĔű ēįŵŲĤ ųƸƸŠēijįǞ ƻ ųĝťřŻ
ﻋﺎم ،2016اﺧﺘﺎره اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻜﺘﺐ اﻷﻃﻔﺎل ﺑﺴﻮﻳﺴﺮا ﺑﻴﻦ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﻜﺘﺒﻮن ﻟﻸﻃﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ .وﺣﺼﻞ ﻛﺘﺎﺑﻪ »أﺟﻤﻞ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ« ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة أﺟﻤﻞ ﻛﺘﺎب ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻣﻦ ﻣﻌﺮض ﺑﻮﻟﻮﻧﻴﺎ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﻋﺎم .2002وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ
90
ﻳﻌﻘﻮب اﻟﺸﺎروﻧﻰ ﺻﺎﺣﺐ »أﺟﻤﻞ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ«
ĶĄĿí Ċòī ċîøēŗíō ióĊĀĿí ņĠă Œij
ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﺟﺬﺑﺘﻪ اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ .ﻛﺎن ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﻮار أﺧﻮاﺗﻪ اﻟﺒﻨﺎت ،ﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴﻬﻦ وﻳﺘﺄﻣﻞ رﺳﻮم اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻬﻦ ،وﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﺟﺪﺗﻪ ،ﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﺸﻐﻒ .وﻣﻊ اﻟﻘﺮاءة، ُوﻟﺪ ﺣﺐ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻓﺼﻨﻊ ﻟﻨﻔﺴﻪ »ﻛﺮاﺳﺔ ﻣﺆﻟﻔﺎت« ﻳﺪون ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻨﺬ ﻛﺎن ﻓﻰ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ. ورﺑﻤﺎ ﻛﺎن ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻫﻮ أول »أﻫﻢ« ﻳﻮم ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛـﻤﺆﻟﻒ؛ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،واﻻﻣﺘﺤﺎن ﻳﻘﺘﺮب ،ووﺟﺪه أﺳﺘﺎذ اﻟﻠﻐﺔ ﻣﻨﺸﻐﻼ ﻋﻦ اﻟﺪرس ﺑﺸﻲء ﻳﻜﺘﺒﻪ ،ﺑﻌﻴ ًﺪا ﻋﻦ اﻷﻧﻈﺎر .ﺳﺄﻟﻪ ً اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﺎ ﻳﺸﻐﻠﻪ ،ﻓﻘﺎل »رواﻳﺔ« .اﻧﺪﻫﺶ اﻷﺳﺘﺎذ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﺣﻜﻴ ًﻤﺎ ،ﻟﻢ
اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻓﻲ ﻣﺪرﻳﺪ ،وﺗﻢ دﻋﻮة اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﻌﺮﺑﻴﻦ ﻣﺜﻞ :ﺑﺪرو ﻣﺎرﺗﻴﻨﻴﺚ ﻣﻮﻧﺘﺎﺑﻴﺚ ،ﻛﺎرﻣﻦ روﻳﺚ ﺑﺮاﺑﻮ ،ﻓﺪرﻳﻜﻮ أرﺑﻮس ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻣﺜﻞ :اﻟﺸﺎﻋﺮ رﻓﺎﺋﻴﻞ أﻟﺒﺮﺗﻲ ،واﻟﺸﺎﻋﺮ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﻏﺎﻻ .وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺣﻴﺎة اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب اﻟﺒﻴﺎﺗﻲ إﻟﻰ أرﺑﻊ ﻣﺮاﺣﻞ ﺷﻌﺮﻳﺔ واﺿﺤﺔ اﻟﻤﻼﻣﺢ ،اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﺛﻮرة اﻟﻤﻨﺎﻓﻲ اﻟﺒﻌﻴﺪة ،ﺣﻴﺚ ﺗﺸﺮد اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﺷﻮارع اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺔ وﻟﺒﻨﺎن ُﻣﻄﺎر ًدا و ُﻣﻼﺣﻘًﺎ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻷﻣﻦ واﻟﻤﺨﺎﺑﺮات ،ﺣﺘﻰ ﻟﺠﺄ ﻟﻠﻘﺎﻫﺮة ،وﺗﻈﻬﺮ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺘﺸﺮد واﻟﺘﻨﻘﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﺿ ًﺤﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﺴﺎﻓﺮ ﺑﻼ ﺣﻘﺎﺋﺐ، ﻳﻘﻮلِ :ﻣﻦ ﻻ ﻣﻜﺎن /ﻻ وﺟﻪ ،ﻻ ﺗﺎرﻳﺦ ﻟﻲ ،ﻣﻦ ﻻ ﻣﻜﺎن /ﺗﺤﺖ اﻟﺴﻤﺎء /وﻓﻲ ﻋﻮﻳﻞ اﻟﺮﻳﺢ /أﺳﻤﻌﻬﺎ ﺗﻨﺎدي :ﺗﻌﺎل. ﺛﻢ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ إﻗﺎﻣﺘﻪ ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻓﺘﺮة ﻫﺪﻧﺔ ﻣﻦ اﻟ ُﻤﻄﺎردات وﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻴﺎر اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻴﺔ؛ وﻷول ﻣﺮة ﻧﻘﺮأ روح اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﻟﺒﻴﺎﺗﻲ .ﻳﻘﻮل ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻓﻲ دﻳﻮاﻧﻪ اﻟﻤﺠﺪ ﻟﻸﺧﻀﺮ واﻟﺰﻳﺘﻮن:إﻟﻰ إﺧﻮاﻧﻲ اﻟﺸﻌﺮاء /ﻳﺎ إﺧﻮﺗﻲ: اﻟﺤﻴﺎة أﻏﻨﻴﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ،وأﺟﻤﻞ اﻷﺷﻴﺎء /ﻣﺎ ﻫﻮ ٍ آت ،ﻣﺎ وراء اﻟﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺿﻴﺎءوﻣﻦ ﻣﺴﺮات ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎء /وأﺟﻤﻞ اﻟﻐﻨﺎء /ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﻳﻨﺒﻊ ،ﻣﻦ أﻋﻤﺎق /ﻓﻠﺘﻠﻌﻨﻮا اﻟﻈﻼم وﺻﺎﻧﻌﻲ اﻟﻤﺄﺳﺎة واﻵﻻم /وﻟﺘﻤﺴﺤﻮا اﻟﺪﻣﻮع /وﺗﻮﻗﺪوا اﻟﺸﻤﻮع. وﺗﺄﺗﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺣﻴﻦ اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﺘﺼﻮف اﻟﺜﺎﺋﺮ ﺣﻴﺚ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺤﺰن واﻟﻮﺣﺪة واﻟﻐﺮﺑﺔ واﻻﻛﺘﺌﺎب ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﺑﻨﺘﻪ اﻟﻜﺒﺮى ﻧﺎدﻳﺔ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ،وﺗﻬﺪم اﻟﻌﺮاق ﺧﻼل اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻤﺮت ﺛﻤﺎن ﺳﻨﻮات. ﻟﻘﺪ ﻋﺎﻧﻲ اﻟﺒﻴﺎﺗﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﺷﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻊ واﻟﻐﺮﺑﺔ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة إﻗﺎﻣﺘﻪ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﺑﺠﻮار ﺷﻴﺨﻪ ﻣﺤﻴﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ ،ﻧﻘﺮأ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻓﻲ دﻳﻮاﻧﻪ »ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺣﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﻮاﺑﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺴﺒﻊ« ﻋﻨﻮاﻧﻬﺎ »ﻋﻴﻦ اﻟﺸﻤﺲ أو ﺗﺤﻮﻻت ﻣﺤﻴﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺎن اﻷﺷﻮاق« ﻳﻘﻮلُ :ﻋﺪت إﻟﻰ دﻣﺸﻖ
ƽƹřżǀŬƫř ƪǀƬų @ رواﺋﻲ وﻛﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ
ﻘﺒﻼ ﻳﺪﻳﻬﺎ /ﻓﻬﺬه ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮت /أﺣﻤﻞ ﻗﺎﺳﻴﻮن /أﻋﻴﺪه إﻟﻴﻬﺎُ /ﻣ ً اﻷرض اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﻫﺎ اﻟﺴﻤﺎء واﻟﺼﺤﺮاء واﻟﺒﺤﺮ واﻟﺴﻤﺎء /ﻃﺎردﻧﻲ أﻣﻮاﺗﻬﺎ وأﻏﻠﻘﻮا ﻋﻠﻲ ﺑﺎب اﻟﻘﺒﺮة /وﺣﺎﺻﺮوا دﻣﺸﻖ. وﻧﺼﻞ إﻟﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻬﺰﻳﻤﺔ واﻻﻧﻜﺴﺎر، وﻫﺬا اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻔﻘﺪ واﻟﻮﺟﻊ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻼل أﻳﺎﻣﻪ اﻷﺧﻴﺮة ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻨﺎﻓﻲ اﻟﺒﻌﻴﺪة اﻟﺒﺎردة واﻟﻤﻮﺟﻌﺔ ،راح ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺷﺮﻳﻂ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت وﻫﻮ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺑﻐﺪاد وﺷﻮارﻋﻬﺎ وذﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﻊ ﺣﺒﻴﺒﺔ اﻟﻌﻤﺮ ﻋﺎﺋﺸﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﺎرت رﻣ ًﺰا ﻟﻠﺤﺒﻴﺒﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﺑﻐﺪاد، ﻧﺠﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻔﺮدات اﻟ ُﺒﻜﺎﺋﻴﺎت واﻟﻤﺮاﺛﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻮت ﻣﻊ اﻟﻌﺸﻖ اﻷﺑﺪي ﻳﺘﺮدد ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻓﻲ دواوﻳﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﺜﻞ» :ﺑﺴﺘﺎن ﻋﺎﺋﺸﺔ« ) ،(1989و»ﻛﺘﺎب اﻟﻤﺮاﺛﻲ« ) ،(1995و»اﻟﺒﺤﺮ أﺳﻤﻌﻪ ﻳﺘﻨﻬﺪ« ) ،(1998و»ﺗﺤﻮﻻت ﻋﺎﺋﺸﺔ« ،1999وﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﺎ أﺣﺰﻧﻪ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺗﻪ اﻷﺧﻴﺮة أﻧﻪ ﺗﺮﺟﻞ ﺑﻌﻴ ًﺪا ﻋﻦ ﻣﺪﻳﻨﺘﻪ ﺑﻐﺪاد. ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺤﻈﺎت اﻟﻔﺮح ﻓﻲ ﺣﻴﺎة ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب اﻟﺒﻴﺎﺗﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻮم إﻋﻼن ﻓﻮزه ﺑﺠﺎﺋﺰة ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻌﻮﻳﺲ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ ﻋﺎم ،1995 وﻣﻊ ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﻔﺮح ﻛﺜﻴ ًﺮا ﺣﻴﺚ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﺤﻈﺎت اﻟﻮﺟﻊ واﻟﻔﻘﺪ واﻟﺮﺣﻴﻞ اﻟﺪاﺋﻢ واﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻓﻲ اﻟﺒﻌﻴﺪة. وﻓﻲ ﻋﺎم 1997ﺗﻜﺎﻟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ أﻣﺮاض اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ واﻟﻮﺣﺪة واﻟﺤﺰن اﻟﺸﺪﻳﺪ واﻟﻮﺟﻊ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﺑﻨﺘﻪ ،ﻓﺎﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ دﻣﺸﻖ ﺑﺪﻋﻮة ﻣﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﺎﻓﻆ اﻷﺳﺪ ،ﻓﺄﻗﺎم ﻓﻴﻬﺎ ُﻣﻜﺮ ًﻣﺎ إﻟﻰ أن ﺗﻮﻓﻰ ﻳﻮم 3أﻏﺴﻄﺲ ﻋﺎم 1999ﻋﻦ 73ﻋﺎ ًﻣﺎ ،و ُدﻓﻦ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺿﺮﻳﺢ ﺷﻴﺨﻪ ﻣﺤﻴﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ ﺑﺤﺴﺐ وﺻﻴﺘﻪ اﻷﺧﻴﺮة
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
89
ęĆĔńč
~şŶǀƘŞƫř ƾƟŚƴưƫř źƗŚƃ nƾţŚǀŞƫř śŚƷƺƫř ŶŞƗاﻟﺒﻴﺎﺗﻲ ﺷﺎﻋﺮ ﻋﺮاﻗﻲ ) .(1999 – 1926ﻳُﻌﺪ راﺋ ًﺪا ﻣﻦ رواد ﺗﻄﻮر اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻣﻦ أﺑﺮز رﻋﻴﻠﻬﺎ اﻷول ﻣﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮة ﻧﺎزك اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وزﻣﻴﻞ رﺣﻠﺘﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺪر ﺷﺎﻛﺮ اﻟﺴﻴﺎب واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺻﻼح ﻋﺒﺪ اﻟﺼﺒﻮر اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎدوا ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻄﻮر اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﻤﻮدي إﻟﻰ ﻗﺼﻴﺪة اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺤﺮ أو ﺷﻌﺮ اﻟﺘﻔﻌﻴﻠﺔ؛ وﻟﻬﺬا ﻳﻀﻌﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎد ﻓﻲ ﻃﻠﻴﻌﺔ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟ ُﻤﺠﺪدﻳﻦ ﻟﻠﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. وﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎب اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد ،وأﺳﻬﻤﺖ دراﺳﺘﻪ ﻟﻸدﺑﻴﻦ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي واﻟﺮوﺳﻲ ﻓﻲ ﻧﻀﺞ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﺮاءﺗﻪ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻣﻬﺎت اﻟﻜﺘﺐ .وﻛﺎن دو ًﻣﺎ ﻳُﺮدد أﻧﻪ ﻳُﺴﺎﻓﺮ وﻳﺘﻨﻘﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻷوروﺑﻴﺔ وﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺳﻔﺮه ﻛﺘﺎب اﻷﻏﺎﻧﻲ وﻣﺆﻟﻔﺎت اﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ .واﻣﺘﺰﺟﺖ ﺳﻤﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﻼﻣﺢ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ؛ ﻟﻘﺪ أﺣﺐ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﺠﻴﺮان ،وﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰال ﻃﻔﻠﺔ ﺑﺮﻳﺌﺔ ذات ﻣﻼﻣﺢ ﺟﻤﺎل ﻋﺎﻟﻴﺔ ،أﺣﺒﻬﺎ ﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻌﺸﻖ ﺧﻼل ﻣﺮﺣﻠﺘﻲ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ واﻟﺼﺒﺎ، وﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺠﻴﻌﺘﻪ ﺑﺮﺣﻴﻠﻬﺎ اﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻛﺒﻴﺮة وﻣﺆﻟﻤﺔ ،ﻓﺤﺰن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺰﻧًﺎ ﻃﺎﻏ ًﻴﺎ و ُﻣﻮﺟ ًﻌﺎ ،وﻇﻠﺖ ﻣﻼﻣﺢ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻋﻨﺎوﻳﻦ دواوﻳﻨﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،وﺗﺄﺧﺬ أﺳﻤﺎء ﻗﺼﺎﺋﺪه اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻗﺪره اﻟﺬي ﻳُﻄﺎرده دو ًﻣﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ اﻟﺒﻴﺎﺗﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻛﺜﻴﺮة ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻢ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل» :ﺑﺴﺘﺎن ﻋﺎﺋﺸﺔ ،ﺻﻮرة ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ،ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ ﻋﺎﺋﺸﺔ ،ﻣﺮﺛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ ﻋﺎﺋﺸﺔ«. وﻣﻦ دﻳﻮاﻧﻪ )ﻛﻠﻤﺎت ﻻ ﺗﻤﻮت( ﻛﺘﺐ اﻟﺒﻴﺎﺗﻲ ُﻣﺘﺬﻛ ًﺮا ﻋﺎﺋﺸﺘﻪ اﻷوﻟﻰ ﺣﻴﻨﻤﺎ اﻟﺘﻘﻰ ﺑﺎﻣﺮأة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻗﺎﺋﻼ: أﺣﺒﻬﺎ /أﺣﺐ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ /أﺣﺐ ﺷﻌﺮﻫﺎ اﻟﻤﻌﻄﺎر /أﺣﺐ وﺟﻬﻬﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮ/
88
»اﻟﺒﻴﺎﺗﻲ« ﺷﺎﻋﺮ اﻟﻤﻨﺎﻓﻲ اﻟﺒﻌﻴﺪة
ﻛﻠﻤﺎ اﺳﺘﺪار. ﻟﻘﺪ اﺣﺘﺮق ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب اﻟﺒﻴﺎﺗﻲ ﺑﻤﻮاﻗﻔﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﻤﺎ اﺣﺘﺮق ﻟﻔﻘﺪاﻧﻪ اﻟﺤﺐ اﻷول ُﻣﺒﻜ ًﺮا ،وﻛﺎن ﺧﻼﻓﻪ اﻟﻌﻠﻨﻲ وﻣﻮﻗﻔﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻣﻌﺎرﺿﺘﻪ دﺧﻮل اﻟﻌﺮاق ﺣﻠﻒ ﺑﻐﺪاد اﻟﺬي ﺳﺠﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﺳﺒ ًﺒﺎ ﻓﻲ ﻓﺼﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ وﻣﻼﺣﻘﺔ رﺟﺎل اﻷﻣﻦ ﻟﻪ ،ﻓﻬﺮب ﻣﻦ ﺑﻐﺪاد إﻟﻰ دﻣﺸﻖ ﺛﻢ إﻟﻰ ﺑﻴﺮوت واﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻋﺎم ،1954وﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪة اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﺎت ُﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،وزادت أوﺟﺎﻋﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺤﺒﻮا ﻣﻨﻪ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻋﺎم ،1963وﻟﻢ ﻳﻔﺮح ﻛﺜﻴ ًﺮا ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﺎدوﻫﺎ ﻟﻪ ﻋﺎم .1968 ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻃﻴ ًﺒﺎ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﺒﻴﺎﺗﻲ ﺿﻴﻔًﺎ ﺷﺨﺼ ًﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،وﻫﻮ ﻳﺼﻒ إﻗﺎﻣﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻣﻦ ﻋﺎم 1964إﻟﻰ 1970ﺑﺄﻧﻬﺎ» :ﻛﺎﻧﺖ أﻋﻮا ًﻣﺎ ُﻣﺒﺎرﻛﺔ ﺣﻔﻠﺖ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﺎ أﻧﺘﺠﺖ«. وﻟﻢ ﻳُﻐﺎدر اﻟﻘﺎﻫﺮة إﻻ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ 28ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻋﺎم 1970وﺣﺰﻧﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻌﺎد ﻟﻠﻌﺮاق وﻋﺎش ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد ﻃﻮال ﺣﻘﺒﺔ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ،وﻓﻲ ﻋﺎم ُ 1982ﻋﻴﻦ ُﻣﺪﻳ ًﺮا ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻓﻲ ﻣﺪرﻳﺪ ،ﻓﺄﻗﺎم ﻓﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ أن اﻧﺪﻟﻌﺖ ﺣﺮب اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋــﺎم ،1991ﻓﺎﺳﺘﻘﺎل وأﻗﺎم ﻓﻲ ﻋﻤﺎن ﺑﺎﻷردن. وﺷﻬﺪت ﻓﺘﺮة إﻗﺎﻣﺘﻪ ﻓﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ 1982ـ 1989ﻃﻔﺮة ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻧﺘﺎﺟﻪ اﻟﺸﻌﺮي ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء واﻷدﺑﺎء اﻹﺳﺒﺎن وﺗ ُﺮﺟﻤﺖ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ دواوﻳﻨﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ، وﺑﺎت ﻣﻌﺮوﻓًﺎ وﻧﺎل ﺷﻬﺮة واﺳﻌﺔ؛ ﻷﻧﻪ أﻗــﺎم اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺪوات اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب اﻟﺒﻴﺎﺗﻲ واﻟﻤﺆﺗﻤﺮات اﻷدﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ
ęĆĔńč
ƵŶůƹ Ōźưƫř ƆŴţ ŠƟźƛ ŢƄƗﻋﻤﺮي أﺣﻠﻢ ﺑﻐﺮﻓ ٍﺔ ﺗﺨﺼﻨﻲ ،ﺗﻀﻢ ذراﻋﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺒﻲ É اﻟﻤﻮزﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻷرﻛﺎن :ﻓﻲ اﻟﻐﺮف واﻟﺮدﻫﺎت وﻓﻲ اﻟﻤﻄﺒﺦ ودورة اﻟﻤﻴﺎه ،وﺗﺤﺖ اﻟﺴﺮﻳﺮ. ﺷﺎءت ﻇﺮوﻓﻨﺎ واﻧﺘﻘﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﺷﻘﺔ أﺧﺮى ،ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﺿﻴﻘﺎً ﻟﻸﺳﻒ. وﺑﻬﺬا ﺑﻬﺖ اﻟﺤﻠﻢ وﺗﻌﻘﺪت ﺧﻴﻮﻃﻪ ،واﺿﻄﺮرت إﻟﻰ ﺟﻤﻊ ﻛﺘﺒﻲ ﻓﻲ ﻛﺮاﺗﻴﻦ وﺗﺮﻛﺘﻬﻢ ﻏﺮﺑﺎء ﻳﺘﺎﻣﻰ ﻋﻨﺪ أﺣﺪ أﻗﺎرﺑﻲ. اﻟﻜﺮاﺗﻴﻦ اﻟﺘﻲ ﻣﻸت ﺳﻴﺎرة رﺑﻊ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ آﺧﺮﻫﺎ وارﺗﻔﻌﺖ ﻟﻌﻨﺎن اﺣﺘﺠﺖ اﻟﺴﻤﺎء ،اﺳﺘﻘﺮت ﻓﻲ »ﺑﺪروم« ﻣﻨﺰل ﻗﺮﻳﺒﻲ .وﻛﻨﺖ ﻛﻠﻤﺎ ُ ﻛﺘﺎﺑﺎً اﺷﺘﺮﻳﺘﻪ ﻣﺮة أﺧﺮى أو ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﻴﺔ. ﻫﺎﺟﺮ ﺣﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻬﺎدﺋﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘﻖ ،إﻟﻰ ﻓﺌﺔ ﻛﻨﺖ أﻧﻌﺲ ﻳﻮﻣﻴﺎً اﻷوﻫﺎم اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ،اﻟﻤﻠﺤﺔ أﻛﺜﺮ وأﻛﺜﺮ ﻟﻸﺳﻒُ : ﻋﻠﻲ وأﻧﺎ أﺳﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع ،ﺛﻢ ﺷﺮاﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻬﺪ ﻫﺒﻮط اﻟﻨﻘﻮد ﱠ ُ ﻣﻨﺰﻻً أﺧﺺ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻴﻪ ﺑﻐﺮﻓﺔ ﺗﺘﺴﻊ ﻛﻞ ﻳﻮم ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻸ ﺣﻴﺎً ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ. إﻟﻰ أن ﺻﺤﻮت ﻓﻲ ﻳﻮمٍ ﻣﺸﺆوم ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺒﻲ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ أن ﻣﻴﺎه اﻟﻤﺠﺎري ﻃﻔﺤﺖ ﻓﺄﻏﺮﻗﺖ اﻟﺒﺪروم وﺗﺤﻮﻟﺖ ﻛﺘﺒﻲ ﻟﻌﺠﻴﻦ ،ﻛﺘﻞ ﻣﻠﺘﺼﻘﺔ ﺗﻠﻬﻮ ﻓﻲ رﻣﺎدﻫﺎ راﺋﺤﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻻ ﺗﺰول. ﻗﻀﻴﻨﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﺑﻠﻴﺎﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺮاج ﺟﺜﺚ اﻟﻜﺘﺐ ،وﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻌﻤﺎل اﻟﻘﻤﺎﻣﺔ اﻟﻤﺘﺄﻓﻔﻴﻦ .ﺛﻢ ﻏﺎدرتُ اﻟﻤﻜﺎن ﻣﺘﺄﺑﻄﺎً أرواح وأﺻﻮات ورواﺋﺢ اﻟﺮاﺣﻠﻴﻦ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻋﻰ ﺣﻮﻟﻲ وﺗَﻠِ ﱡﻒ وﺗَﻠِ ﱡﻒ. ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻞ ورﻓﺾ اﻟﻜﻼم إﻟﻰ َﺧ َﺮس ﻣﻔﺎﺟﺊ ،رده اﻟﻤﺤﻴﻄﻮن ﺑﻲ ﻟﻬﺸﺎﺷﺘﻲ وﺗﻔﺎﻫﺘﻲ ،وﺗﻨﺪروا ﻋﻠﻰ ﺣﺰﻧﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ ،وأﻛﺪوا أﻧﻪ راﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻﻧﻄﻮاﺋﻴﺘﻲ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ أﻗﻀﻲ ﻋﻤﺮي ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ اﻟﻜﺘﺐ ،ﺗﻌﻮﻳﻀﺎً ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﻮﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﺒﺸﺮ ،ﺣﺘﻰ ﺻﺎرت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﻮرق َﻣ َﺮﺿﻴﺔ ﺑﻼ ﺟﺪال! ﻛﺎن داﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺔ وﻟﺴﺎﻧﻲ ﻋﺎﺟﺰا ً وﻣﺸﻠﻮﻻً ،ﻣﺮت اﻷﻳﺎم ﺑﻄﻴﺌﺔ وﺛﻘﻴﻠﺔ واﻧﻄﻠﻖ ﻟﺴﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻘﺒﻞ ﻋﻘﻠﻲ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻟﻌﺒﺔ ﻣﻦ أﻟﻌﺎب اﻟ َﻘ َﺪر اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ وﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻣﻌﻲ. ﻣﺮت ﺳﻨﺔ وراءﻫــﺎ أﺧﺮى وأﻧﺎ اﺷﺘﺮي اﻟﻜﺘﺐ ﺑﻬﺴﺘﻴﺮﻳﺔ وﺟﻨﻮن، وﻋﺎدت اﻟﺸﻘﺔ ﺗﺨﺘﻨﻖ ﻓﺼﺮت أﻫﺪي اﻟﻜﺘﺐ ﻟﻘﺼﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪة، أو أﻧﺴﺎﻫﺎ ﻋﺎﻣﺪا ً ﻓﻲ ﻣﻨﺎزل أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ اﻷدﺑﺎء. أﻓﻌﻞ ﻫﺬا وأﻧﺎ أﺷﻬﺪ ﺗﺤﻮر ﺣﻠﻤﻲ ﻟﻬﻴﺌﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺟﺬرﻳﺎً ،ﻫﻲ ﺳﺮﻳﺮ
źǀưſ ƲƯŒƯ @ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ
ﻳﺨﺼﻨﻲ وﺣﺪي ،ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻫﺠﺮتُ اﻟﺴﺮﻳﺮ اﻟﻮﺣﻴﺪ وﺗﻨﺎزﻟﺖ ﻋﻨ ُﻪ ﻟﺰوﺟﺘﻲ وﺑﻨﺎﺗﻲ وﺻﺮت أﻧﺎم ﻋﻠﻰ اﻷرض! ﻛﻨﺖ ﺷﻐﻮﻓﺎً ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻨﺴﺨﺎت ﻷﻋﻤﺎل ﻣﻊ اﻗﺘﻨﺎء اﻟﻜﺘﺐُ ، اﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﻴﻦ اﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ واﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ واﻟﻌﺮب ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻌﺼﻮر. وﺗﺼﺎدﻗﺖ ﻣﻊ اﺷﺘﺮﻳﺖ ﻟﻮﺣﺎت أﺻﻠﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة. وﺧﻼل رﺣﻠﺔ اﻟﺴﻨﻴﻦ ُ ُ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ أﻫﺪوﻧﻲ ﻟﻮﺣﺎت ُﻣﻮﻗﱠﻌﺔ. ﺛﻢ ﺣﺪث أن ﻏﺒﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺸﻘﺔ ،ﺳﺎﻓﺮﻧﺎ ﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﺼﻌﻴﺪ ﻣﺨﻄﻄﻴﻦ اﻟﺒﻘﺎء ﻟﻌﺪة أﻳﺎم ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺑﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﻛﺌﻴﺒﺔ ﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻴﻮم ﻟﻨﻘﺎﺑﻞ ﻏﻀﺐ اﻟﺠﻴﺮان اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺄﺛﺮت ﺷﻘﻘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﻮﻓﺎن اﻟﺬي ﺣﻞ ﺑﺎﻟﺸﻘﺔ ﻟﻨﺴﻴﺎن زوﺟﺘﻲ اﻟﺼﻨﺎﺑﻴﺮ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ. ﻛﻨﺖ أﻣ ﱡﺮ ﻣﺮﺗﺒﻜﺎً وزاﺋﻐﺎً ﺑﺎﻷﺛﺎث اﻟ ُﻤ َﺪ ﱠﻣﺮ وﺛﺮوﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻠﻮﺣﺎت ﻫﻲ اﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻬﺎ وأﻣﺴﻜﺖ ﺑﺎﻟﻌﺠﻴﻦ اﻟﻤﻠﻮن وﺑﺪأتُ ﻻ إرادﻳﺎً ﻛﻞ ﻫﻤﻲ، ُ –ﺧﻮﻓﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻣﻦ ﺗﻜﺮار ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟ َﺨ َﺮس -ﻓﻲ اﻟﻀﺤﻚ واﻟﻌﻮﻳﻞ واﻟﺼﺮاخ واﻟﻐﻨﺎء ﻓﻲ آنٍ واﺣﺪ. ﺣﻠﻤﺖ ﺣﻠﻤﺎً ﺧﺎرﻗﺎً وﻣﺘﺠﺎوزا ً ﻣﺬﻧﺐ وآﺛ ٌﻢ وﺷﺮﻳﺮ، اﻵن أﻧﺎ أﻋﺘﺮف ،أﻧﺎ ُ ٌ وﺻﻌﺒﺎً وﻓَ َﺮﺷْ ﺘُ ُﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﺎدة ﺳﻨﻮاﺗﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎ َوزَت اﻷرﺑﻌﻴﻦ ﺑﻜﻞ ﺗﺒﺠﺢ .ﻟﻬﺬا ﻋﺎﻗﺒﺘﻨﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﺈﻏﺮاق ﻛﻞ ﻣﺎ أﺣﺒﺒﺖ ،ﻛﻌﺎدﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻔﺮاﻋﻴﻦ واﻟﻤﻐﺮورﻳﻦ .ﻟﻴﺲ ﻷﻛﻮن ﻋﺒﺮة ﻷﺣﺪ وﻟﻜﻦ ﻟﺘﺘﺄدب ﻧﻔﺴﻲ ٌ ﻣﻠﻔﻮف ﺑﺈﺣﺴﺎس اﻟﻀﺂﻟﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻠﺤﻈﺎت وأﻧﺎ اﻟﻄﻤﺎﻋﺔ .وﻫﻜﺬا ﺗﻔﻮت ﱠ واﻟﺨﺠﻞ وﻫﺎﺋ ٌﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﻗﺎت اﻟ َﺬﻧْﺐ واﻟﺨﻄﻴﺌﺔ .ﻟﻜﻦ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻤﺠﺮﻣﺔ ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﻣﺠﺒﻮﻟ ٌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺼﻴﺎن .ﻟﻬﺬا أﺿﻊ ﻳﺪي ﻋﻠﻰ ﺧﺪي أﺣﻴﺎﻧﺎً وأﺳﺮح وأﺣﻠﻢ ﺑﻤﺴﺎﺣﺔ ﺳﺤﺮﻳﺔ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻌﺪم ﻻ ﻣﻼﻣﺢ وﻻ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ُ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻜﻔﻲ ﺳﺮﻳﺮا ً واﺳﻌﺎً ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﺻﻔﻮف ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ وﻣﻌﻠﻖ ﻓﻮﻗﻪ ﻟﻮﺣﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج ﻹﺿﺎءة ﻛﺒﻴﺮة ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻮﻫﺞ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
87
ĘĝšŤē śŵĸ
ﻋﺮب ﻗﺎدﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، »ﻓﺎﻟﺴﻴﺪة أﻣﻀﺖ ﻧﺼﻒ ﺣﺠﻬﺎ أو ﻳﺰﻳﺪ ﺧﻠﻒ ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ اﻟﻤﺘﻨﻘﻞ)(... ﺑﺤﻨﻜﺔ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﺎﺑﺮة اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﺎ ،وأداء ﻧﻤﺮة ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ ﻣﻤﺘﺎزة ﻟﺤﺞ ﻻ ﺷﻚ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﺒﺮور!« ،ﺑﻴﻨﺎ زوﺟﻬﺎ اﻟﻤﺼﻮن أﺻﺒﻌﻪ ﻋﻠﻰ زر ﻛﺎﻣﻴﺮا اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻻ ﺗﺘﺰﺣﺰح ،ﻟﻢ ﻳﺘﺮك وﺟ ًﻬﺎ وﻻ ﻣﻌﻠ ًﻤﺎ ﻣﺘﺎ ًﺣﺎ إﻻ ﺻﻮره ،ﻓﻠﻠﻪ ﺿﺮه)ص،«(77ﻻ ذره!. Ďëíď ĎŔć îœ Ñí õîijĎī ŐĿç
ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺑﺎﻟﻘﺎرئ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻳﺸﺔ أﺣﺪاث اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ، ﻳﺴﺘﺨﺮج اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻨﻮان اﻟﻔﺼﻞ أﻋﻼه ﻣﻦ ﻣﺨﺰون ذاﻛﺮة ﺻﺒﺎه اﻟﺘﻲ أﻋﺎدﺗﻪ إﻟﻰ ذﻛﺮى أﺑﻴﻪ وﺻﺪﻳﻘﻪ ﺑﻮﻣﻜﻨﺎن اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻄﺮﺑﺎن ﻟﺴﻤﺎع اﻟﺴﻴﺪة أم ﻛﻠﺜﻮم ،وﻫﻲ ﺗﻐﻨﻲ أﻏﻨﻴﺘﻬﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ» :إﻟﻰ ﻋﺮﻓﺎت اﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺧﻴﺮ زاﺋﺮ« ،وﻛﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻤﺴﺎﻓﺮون ﻗﺪﻳ ًﻤﺎ ﻳﻨﻴﺨﻮن رواﺣﻠﻬﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻮﺻﻮل ،أﻧﺎخ اﻟﺴﺎﺋﻖ اﻟﺪارﻓﻮري اﻟﺬي اﺻﻄﺤﺒﻪ اﻟﻜﺎﺗﺐ راﺣﻠﺘﻪ، ﺣﻴﺚ ﺳﻴﺒﻬﺖ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﺗﺤﺖ ﺳﻄﻮة ﺳﺤﺮ اﻟﻤﻘﺪس ،وﺳﺘﻨﻤﺤﻲ ﻣﻦ ذاﻛﺮﺗﻪ ﻛﻞ اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺰﻧﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﺮﻓﺎت ،إذ ﺑﺪت ﻟﻪ »أﻛﺒﺮ ﺣﺠ ًﻤﺎ، وأﺿﺨﻢ وأﺑﻬﻰ وأﻓﺨﻢ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺴﻊ ﻟﻪ اﻟﻌﻴﻦ)ص» .«(76اﻟﺠﺒﻞ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺗــﻮارى) ،(...وﻫﻨﺎك أراض ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ، وﺛﻤﺔ ﺑﻨﺎء ﻣﺘﻔﺮق ،وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺮ واﻟﺼﺨﺮ اﻟﻤﺒﻌﺜﺮ) ،(...ﻻﺷﻚ أن ﺳﻨﻮات ﻗﺎدﻣﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺳﺘﻐﻴﺮﻫﺎ) ،(..ﺗﺮى واﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﺬه ،ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ؟) ص .«(77إﻧﻪ ﺳﺆال ﻣﻤﺘﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺿﺮ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻣﺎداﻣﺖ ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﺮﻓﺎت اﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺮاﺋﻂ واﻟﺼﻮر ووﺻﻒ اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻚ واﻗﻊ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﺑﺘﻐﻴﺮ اﻹﺣﺪاﺛﻴﺎت وﺗﻄﻮر اﻟﻌﻤﺮان واﺗﺴﺎﻋﻪ .وﺑﺤﻜﻢ ﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ رﺻﺪ ﻛﻞ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻓﻲ ﻋﺮﻓﺎت وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﻚ ،ﻟﻢ ﻳﻜﺪ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻳﻔﺮغ ﻣﻦ اﻷدﻋﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ اﻧﺘﺒﻪ إﻟﻰ أﺣﺪ اﻟﺤﺠﺎج ،وﻫﻮ ﻳﻔﺘﺢ ﻫﺎﺗﻔﻪ ،وﻳﺄﻣﺮ ﻣﺨﺎﻃﺒﻪ أن ﻳﺄﺧﺬوا اﻷﺑﻘﺎر إﻟﻰ اﻟﺴﻮق ،وﻳﺴﺎوﻣﻮا اﻟﺜﻤﻦ ﺟﻴﺪا ً ،أﻣﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻛﻮا ﻋﺮﻓﺎت ،ﻓﻘﺪ رأى أﻛﻮام اﻷزﺑﺎل ﻋﺎﻟﻴﺔ، رﺑﻤﺎ ﻏﻄﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﻮات اﻟﻤﺮﻓﻮﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﺆﻻء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻐﺮﺑﺎء ،أﺑﻮا إﻻ أن ﻳﺪﻧﺴﻮا ﻫﺬا اﻟﻤﻘﺎم ﺑﻨﻔﺎﻳﺎﺗﻬﻢ ،وﻳﻌﻠﻢ اﻟﻠﻪ ﻛﻢ أﻋﺪت اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻣﻦ ﺣﺎوﻳﺎت ﻧﻔﺎﻳﺔ، ووزﻋﺖ ﻣﻦ أﻛﻴﺎس ﻧﻔﺎﻳﺔ)ص.«(79 óčŎňńĿí ŐĿç óĊÿ ņŃ jĽîńĀĿí łēîŔŃ
ﻳﺘﺮﻓﻞ اﻟﻨﺺ ﻓﻲ ﺟﻨﺎن ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺨﻼب اﻟﺬي أﺳﺮ ﻟﺐ اﻟﻜﺎﺗﺐ ،ودﻋﺎه ﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﻃﺎﻗﺔ ﻧﺼﻪ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺳﺮدا ً ووﺻﻔﺎً ،ﻓﻔﻲ ﺟﺪة راﻗﻪ 86
ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺤﺞ ﺑﻨﻔﺲ رواﺋﻲ
اﻟﻤﺸﻬﺪ؛ »ﻋﻤﺮان ﻋﻈﻴﻢ ،...ﻃﺮق ﻣﻨﺴﻘﺔ وﺣﺮﻛﺔ داﺋﺒﺔ ﻻ ﺗﻠﺤﻆ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻠﻞ ﺳﻴﺮ أو ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺳ ّﻮاق ،ﺑﻨﻈﺎﻓﺔ ﺗﻠﻤﻊ .اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ أﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﻔﺖ َ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻌﺮب ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻧﺬﻫﺐ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﻔﻮﻧﺔ واﻟﻌﻄﻦ اﻟﺴﺎرﺣﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻧﻨﺎ وﺑﻠﺪاﻧﻨﺎ،ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺼﺪق إذ ﺗﺮاﻫﺎ ﺗﻠﻤﻊ ،اﻟﻠﻬﻢ أن ﺗﺠﺪ ﻣﺘﻨﻄ ًﻌﺎ ﺑﻔﺘﻮى أن ﻫﺬه أﺣﻴﺎء راﻗﻴﺔ ،ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ أﺛﺮﻳﺎء ،ﻓﻼ ﺗﻔﻬﻢ ﻟﻤﺎذا اﻷﺣﻴﺎء اﻷﺧﺮى ،اﻟﻤﺴﻤﺎة ﺷﻌﺒﻴﺔ ،ﻣﺘﺴﺨﺔ ،ﻣﻬﻤﻠﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ ،أﺑﺴﺒﺐ أن ﻣﻦ ﻳﺴﻤﻮن ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ ﻣﻬﻤﻠﻮن ،ﻣﻴﺎﻟﻮن إﻟﻰ ﺗﺠﻤﻴﻊ اﻷوﺳﺎخ ،وإن أﻏﻠﺒﻬﻢ ﻟﻜﺬﻟﻚ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ دول وﺑﻠﺪان أﺧﺮى ﺑﺴﻴﻂ وﻣﺘﻮاﺿﻊ اﻟﻌﻴﺶ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻧﻈﻴﻒ ،وﻣﻦ ﺷﺮﻓﺎت ﻧﻮاﻓﺬه ﺗﻄﻞ أﺻﺺ اﻷزﻫﺎر وﺗﻔﻮح راﺋﺤﺔ اﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ ،وﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺴﺎﻛﻨﺔ ﻫﺬه اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،أﺻﻠﻴﺔ وواﻓﺪة وﻋﺎﺑﺮة ﻧﻈﻴﻔﺔ)ص .«(47وﻓﻲ اﻟﻤﻨﻮرة» ،ﺗﻨﺸﺮح اﻟﻌﻴﻦ واﻟﻨﻔﺲ ﺑﺨﻀﺮة اﻟﻨﺨﻴﻞ ،ﺛﻢ ﺗﺘﺮك ﻏﺎﺑﺎﺗﻬﺎ اﻟﻨﻀﺮة وﺗﺘﻘﺪم ،واﻟﻌﻴﻮن ﺗﺘﺴﺎﺑﻖ ﺗﺒﺤﺚ ﺑﻴﻦ ﺷﺎﻣﺦ اﻟﻤﺂذن وﻋﺎﻟﻲ اﻟﻘﺒﺎب ،أﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ اﻟﻤﺌﺬﻧﺔ اﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺔ ) ،(...اﻟﻤﻘﺎم )اﻟﻨﺒﻮي( ،واﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻮن ﻻ ﻳﺤﺒﻮن ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﺒﺮ ،وﻫﻢ ﻣﺤﻘﻮن ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ،ﻷﻧﻪ -ﻣﻮﻗ ًﻌﺎ وﻓﺴﺤﺔ ورﻣ ًﺰا -أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ وأﺟﻞ! ﻓﺴﻴﺢ ﻣﻦ داﺧﻠﻪ وﺧﺎرﺟﻪ ،ﻣﺮﻳﺢ ،ﺟﻤﻴﻞ ﻛﺼﻮرة اﻟﺠﻨﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺨﻴﺎل اﻟﻌﺎم)ص.«(108 ﻟﻘﺪ رﺳﻢ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﺻﻮرة ﺳﺮدﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺒﻬﺎء ﻋﻦ ﺟﺪة واﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺳﻬﻤﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺼﺪر ﻣﻨﻬﻢ إﻻ ﻛﻠﻤﺔ »أﺑﺸﺮ«ﺣﺴﺐ ﻗﻮﻟﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻐﺎدر اﻟﻤﻨﻮرة إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﺣﺬر زاﺋﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺋﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎر اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﻮرﻋﻮن ﻓﻲ ﺑﻴﻊ اﻟﺴﻠﻌﺔ ﺑﺄﺿﻌﺎف ﺛﻤﻨﻬﺎ! ﺗﻌﺠﺐ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ اﻧﻬﻤﺎك اﻟﺤﺠﻴﺞ ﻓﻲ »اﻟﺪﻧﻴﻮي« ﺗﺴﻮﻗًﺎ وﻫﺠﻮ ًﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاﺋﺪ ﻓﻲ اﻟﻔﻨﺎدق ،واﻧﺘﻘﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻄﻬﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺧﻴﻂ أو ﺳﺒﺐ دﻧﻴﻮي إﻟﻰ اﻹﻗﺒﺎل ﺑﻠﻬﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠﺬات ،ﻣﻨﺘﻬ ًﻴﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺠﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻫﻲ اﻧﺘﻘﺎل ،وﺳﻔﺮ إﻟﻰ اﻵﺧﺮة، ﻫﻲ »اﻹﺣﺴﺎس ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﺒﻮر اﻟﺬي ﻫﻮ أﺳﺎس اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ)ص«(111 @ ﻛﺎﺗﺐ وﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب
ﻫﻮاﻣﺶ:
- 1ﻻﺣﻆ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺒﻲ ذاﻛﺮ أن ﻣﻌﻈﻢ » رﺣﺎﻟﻴﻨﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻨﻘﻠﻮن ،ils se déplacentوﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﺮﺣﻠﻮن ils ne voyagent pas راﺟﻊ :ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺒﻲ ذاﻛﺮ ،اﻟﻤﻐﺮب وإﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ،ﻧﻈﺮات ﻣﺘﻘﺎﻃﻌﺔ ،ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﺰﻣﻦ ،ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺷﺮﻓﺎت، اﻟﻌﺪد ،44أﻛﺘﻮﺑﺮ ،2014ص.146 - 2أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺪﻳﻨﻲ ،اﻟﺮﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﺑﻼد اﻟﻠﻪ وﻳﻠﻴﻬﺎ اﻟﺮﺣﻠﺔ إﻟﻰ رام اﻟﻠﻪ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻜﺮاﻣﺔ ،ﻣﻨﺸﻮرات دار اﻷﻣﺎن،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،2014ص.14
Œëíōč ĒĴňñ þĄĿí łēŎŃ
ﺗﺠﺎوز اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻧﻤﻂ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺮﺣﻠﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪود اﻟﻨﻘﻞ اﻟﺒﺎرد واﻟﺠﺎﻣﺪ ﻷﺣﺪاث اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺠﻴﺔ إﻟﻰ آﻓﺎق أوﺳﻊ ﻳﻤﺘﺰج ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺨﻴﻴﻞ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺎل اﻟﻜﺎﺗﺐ إن »ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺖ ﺣﺼﺮه ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ واﻟﺬاﻛﺮة ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ،وﻣﺎ ﺗﻨﻘﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ أﻣﺎﻛﻦ ،وﻋﺸﺘﻪ، ﻃﻮ ًرا ،ﻣﻦ أﺣﺪاث ) (...وﻣﻦ ﻗﺎﺑﻠﺘﻬﻢ واﺣﺘﻜﻜﺖ ﺑﻬﻢ ) (...ﻗﺎﺑﻠﻮن ﻟﻠﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺷﺨﺼﻴﺎت رواﺋﻴﺔ ) ،(...وﻣﺎ ﻫﻮ إﻻ اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﺒﺰ اﻟﺨﻴﺎل، وﻣﻮﺳﻢ ﺣﺞ ﻳﻔﻮق ﺑﺄﻗﻮاﻣﻪ وﻣﻨﺎﺳﻜﻪ وﻇﺮوﻓﻪ وﺳﻠﻮك وﻣﻌﺘﻘﺪات ﺣﺸﻮده وﻃﻮارﺋﻪ ،ﻛﻞ ﺗﻮﻗﻊ و ﺗﺼﻮر«)ص .(12 ôēĊĸńĿí čîœĊĿí ŐĿç Ēœčîñ ņŃ
اﺳﺘﻬﻞ اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﻦ رﺣﻠﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﻼم ﻋﻦ »ﻧﺪاء اﻟﻠﻪ« اﻟﺬي ﺟﺎءه ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ »ﻫﺎﺗﻒ ﻓﻲ اﻟﺴ َﺤﺮ« ،ﻓﻘﺪ دﻋﺎه ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻣﺴﺒﻖ اﻷﻣﻴﺮ ﻧﺎﻳﻒ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﻠﺤﺞ ،ﻓﺘﻌﺎورﺗﻪ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﺘﻀﺎرﺑﺔ ،ﻻذ ﻓﻲ ﻇﻠﻬﺎ ﻃﻮﻻ وﻋﺮﺿً ﺎ ،ذاق ﺣﻠﻮﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺑﺬﻛﺮى أﺑﻴﻪ اﻟﺬي »ﺧﺎض ﻏﻤﺎر اﻟﺤﻴﺎة ً ﺟﺮع ﻣﺮﻫﺎ ،وﻗﺒﻴﻞ ﻋﺎم ﻋﻠﻰ رﺣﻴﻠﻪ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺼﺪ ﺑﻴﺖ اﻟﻠﻪ)(... وﻣﻨﺬ أن ﻋﺎد ﻣﻨﻪ ﺻﺎر ﻣﺨﺘﻠﻔًﺎ ،أﻣﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﻌﺰﻟﺔ ،زاد ﻧﺴﻜًﺎ ﻋﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ،ﻳﻠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﺮﻳﻖ آﺧﺮ ،ﻣﺎ أﺣﺴﺐ)ﻳﻘﻮل اﻟﻜﺎﺗﺐ( إﻻ أﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﺘﻄﻠﻌﺎن إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ ﺑﺠﻮار ﺟﺪه اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم«)ص.(22 وﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺘﺄﻫﺐ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﻣﻦ ﺑﺎرﻳﺲ إﻟﻰ اﻟﺤﺮم اﻟﻤﻜﻲ ،اﻧﺘﻘﻰ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﻣﺴﻜﻮﻛﺎﺗﻨﺎ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﺒﺎرة ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﺤﺞ أﻓﻀﻞ اﻷﻣﻨﻴﺎت )اﻟﻠﻪ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺣﺠﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺒﻲ()ص.(19
ﻗﺎﺋﻼ» :ﻳﺮﻳﺪون ﺗﻘﺎﺳﻤﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻌﺎﺑﺮﻳﻦ، ﺑﻌﻨﻮان ﻣﺜﻴﺮ) :ﺣﺠﺎج ﻟﻠﺒﻴﻊ!( ً ﻧﺤﻦ رﻳﻊ ﻟﻬﻢ وﻛﺴﺐ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺤﺞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﻫﻮ ﻣﻮﺳﻢ ﺗﺠﺎرﺗﻬﻢ وﻻ ﻳﻌﻨﻴﻬﻢ ﻣﻦ أﻣﺮ ﻟﻬﻔﺘﻨﺎ ﻟﻬﺬه اﻟﺪﻳﺎر إﻻ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺳﻴﺠﻨﻮن ﻣﻤﺎ ﺳﻨﺪﻓﻊ ﻟﻬﻢ ﻟﺘﺪﺑﻴﺮ أﻣﻮرﻧﺎ ﻓﺮﺿﺎً ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻮاﺣﻲ ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺘﻨﺎ اﻟﺤﺠﻴﺔ أو اﻟﻮﻛﺎﻻت ...ﺑﻀﺮﺑ ِﺔ ﻻزب ﺳﻴﺤﻮﻟﻮﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻧﺪري إﻟﻰ ﻋﺒﻴﺪ وﺟﻮار)ص ،«(34 - 33وﻟﻢ ﺗﺄزف ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻔﻜﺎك ﺑﻌﺪ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت ،ﺣﻴﺚ »أذﻋﻦ اﻟﻨﺨﺎﺳﻮن ،ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮوﻃﻬﻢ!) ص .«(34 وﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﺳﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﻔﺎرﻗﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻬﺠﻬﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ أﺳﻠﻮﺑًﺎ ﻟﻨﻘﺪ ﺑﻌﺾ اﻷوﺿﺎع ﻏﻴﺮ اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﺢ ﺟﺸﻊ اﻟﻤﻀﺎرﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﺤﺞ ﻣﻦ وﻛﺎﻻت أﺳﻔﺎر ووﺳﻄﺎء ،...ﺑﻞ اﻣﺘﺪت إﻟﻰ أوﺿﺎع أﺧﺮى ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﻠﻮك ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺠﺎج ،ﻓﻔﻲ ﻓﺼﻞ )ﺣﺠﺎج ﻣﻦ ﻓﺌﺔ 5ﻧﺠﻮم( ،ﻳﺒﺪي اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﺠﺒﻪ ﻣﻦ ﻧﻬﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺠﺎج اﻟﻬﺎﺟﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﻮن ﺷﺮﻫﺎً ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟﺘﺨﻔﻒ واﻟﺰﻫﺪ ،ﺛﻢ ﻳﺨﺘﻢ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻤﺜﻴﺮ اﻟﺬي ŁŎĀŇ 5 ýîĀăō ĪŔòŀĿ ýîĀă أﻓﺴﺪت ﻟﺪﻏﺔ اﻟﻤﻀﺎرﺑﻴﻦ ﻧﺸﻮة وﺻﺎل اﻟﺪﻳﺎر ،ﻓﺨﺺ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﺻﻴﻎ ﺑﻠﻐﺔ ﻣﺴﺠﻮﻋﺔ أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﻤﻘﺎﻣﺎت ﻣﺴﺘﻌﻴﺪا ً ﻗﺼﺔ زوﺟﻴﻦ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
85
ĘĝšŤē śŵĸ
«d» اﻟﺮﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﺑﻼد ا
ƾŗřƹŹ žƠƴŝ ŪŰƫř ƮſƺƯ «»ا| ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺣﺠﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺒﻲ
ŐŀİĿí ĊœďŎñ ĉ ĚżĥĨ ĚťĨij ȕŽŭŻİũŤē İũĨĉ ŚŤČũŤē ŢŤIJĖ ħĴŀ ĔũŠ Žťŀǜē ŦũőŤē ūēŵŭŐ ȕ©ųťŤē ŹŤč ĚťĨĴŤēª ĞĹżŤ
ƻ ĔŬĔšŨ ĆĔŅřŤē ŽŘ ŦŝŭĜ įĴĥŨ ĔŲťőĥŻ ĔũĖ ȕĔŲżŤč ĔŨŴ śēŵĸǜēŴ ĚĸİŝũŤē ĴŐĔĽũŤē ŮżĖ ŦŝŭĝŤē ŹʼnĬ ŪĸĴĝĜ ƻ ūĉ śŵťĭũŤē ŽŕėŻª Ĵřĸ Ŵĉ voyage ©1ª ĚťĨij Žű ĔŨ ijİŝĖ ȕ déplacement dans l’espace ĔŬĔŨĵŴ ijĔėĝŐǘē ēIJŲĖ ŽűŴ ©2ª© ĕēŵġŤē ĘťʼnĖ ȕųŝŤĔĬ ĆēŵĤĉ ŹŤč ĕĴŝĝŻ ŵű ĔũżŘ ȕųĨŴij ĆĔĤijĉ ĔŲżŘ ŽŁŝĝĹŻ ŏĔŝŀǜē ŮŨ ĔűĴżŔŴ ųťŤē ŧēijŴ ŮżĝŭĤijǜēŴ ŽťżĽĝŤē ŹŤč ĘĜĔšŤē ěǙĨij ŦŠ ŮŐ ĚřťĝĭŨ
ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺤﺞ ﺑﻨﻔﺲ رواﺋﻲ
84
ﻟﻌﺪد ﻣﻦ أﺑﺮز أﻋﻤﺎل اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ؛ وﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﺘﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻧﻘﻞ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺮﺑﻴﺔ واﺿﺤﺔ أﻧﻴﻘﺔ ،ﻣﻊ اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ أﻣﺎﻧﺔ اﻟﻨﻘﻞ ،وﺗﺤﻘﻴﻘﺎت ﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﺰم ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻬﺞ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻘﻮﻳﻢ ﻣﻤﺎ ﻳﻠﺤﻘﻪ ،ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ،ﺑﻜﺒﺎر اﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ اﻷﻓﺬاذ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ؛ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﻮد ﺷﺎﻛﺮ ،وﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻫﺎرون ،واﻟﺴﻴﺪ أﺣﻤﺪ ﺻﻘﺮ ،وﺷﻮﻗﻲ ﺿﻴﻒ«. وﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﻴﺔ ﺑﻤﻌﺰل ﻋﻦ اﻟﺪﻗﺔ ،واﻟﺼﺮاﻣﺔ اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ، واﻟﺘﺄﺻﻴﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ؛ وﻟﻬﺬا ﻳﺆﻛﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﻔﺖ اﻟﺸﺮﻗﺎوي ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻪ اﻟﻤﻬﻢ ﻋﻦ إﻋﺠﺎز اﻟﻘﺮآن ﻓﻲ درس ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ﻟﻠﺘﺮاث »إن أﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ أﻋﻤﺎل د.ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ﻫﻮ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﻟﻤﺮﺟﻌﻲ اﻟﻤﺤﺮر ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺐ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﺒﺤﺚ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﻴﻖ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎدر اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮع دراﺳﺘﻪ ،ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ واﺣ ًﺪا ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﻟﻌﻴﻮن اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻛﺎن ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻫﺬا ﻳﺪرك أن اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻫﻮ ﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﺮب ،ودﻋﻮة ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻨﻔﺲ« .وﻳﺮﺑﻂ اﻟﺸﺮﻗﺎوي ﺑﻴﻦ ﻫﺎﺟﺲ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ وﻫﻢ اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ واﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ،وﺑﻴﻦ ﻣﺸﺮوع ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر اﻟﻀﺨﻢ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻣﺒﺎﺣﺚ اﻹﻋﺠﺎز اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺮاﻫﺎ »ﺗﻌﺒﻴ ًﺮا ﻋﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻔﻘﻪ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ وﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ واﻟﺘﺮﻛﻴﺒﻴﺔ«؛ وﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺒﺎﺣﺜﻪ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻹﻋﺠﺎز ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﻟﻔﻮاﺻﻞ« اﻟﺬي ﻧﺸﺮه ﻋﺎم ،1999واﻟﺬي ﻳﻌﻠﻦ ﻓﻴﻪ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺪﻳﻦ أو اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﺎول أن ﻳﺆرخ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻜﺮي اﻟﺬي دار ﺣﻮل ﻗﻀﻴﺔ إﻋﺠﺎز اﻟﻘﺮآن ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﺬي ﻳﺴﻤﻴﻪ »ﺗﻔﻜﻴﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ« .ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺒﺪى ﻫﺬا اﻟﻨﻬﺞ واﺿ ًﺤﺎ ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ اﻷﺧﺮى ﻋﻦ اﻹﻋﺠﺎز ،وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ »اﻟﻘﺴﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ«. أﻣﺎ ﻣﺎ أﺳﻤﻴﺘﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑـ »اﻟﻮﻟﻊ ﺑﺘﺘﺒﻊ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻷدﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ« ،ﻓﻲ إﻧﺘﺎج ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ،ﻓﻘﺪ رﺻﺪه ﻏﻴﺮ ﺑﺎﺣﺚ؛ ﻣﻦ أﻫﻤﻬﻢ اﻟﻤﺆرخ اﻟﺪﻛﺘﻮر أﻳﻤﻦ ﻓﺆاد ﺳﻴﺪ اﻟﺬي أوﺿﺢ أن ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر اﻫﺘﻢ ﺑﻈﻮاﻫﺮ »اﻟﻨﺸﺄة« ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺧﺎص ،وﻟﻪ ﺳﺘﺔ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻧﺸﺄة اﻷدب ،وﻧﺸﺄة اﻟﻔﻨﻮن ،وﻣﻦ أﻫﻤﻬﺎ رﺳﺎﻟﺘﻪ ﻋﻦ »ﻧﺸﺄة اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ« ،ﺛﻢ دراﺳﺘﻪ اﻷﺧﺮى اﻟﻘﻴﻤﺔ »ﻧﺸﺄة اﻟﺘﺪوﻳﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب«.
ŭLjưƫř śŚƸƿœ @ﻛﺎﺗﺐ وﻧﺎﻗﺪ وﺑﺎﺣﺚ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ
ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ﻣﻦ أﺑﺮز اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺘﺒﻮا ﻋﻦ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻤﺒﻜﺮة ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ،وﻳﻜﺎد ﻳﻜﻮن أﺣﺪ اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ،ﺑﺤﺴﺐ أﻳﻤﻦ ﻓﺆاد ﺳﻴﺪ ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ أرخ ﻟﺒﻌﺾ ﺷﻌﺮاء ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻔﺎﻃﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮً ، اﻟﻔﺎﻃﻤﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺆرخ ﻟﻬﻢ أﺣ ٌﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ؛ ﻣﺜﻞ »ﻇﺎﻓﺮ اﻟﺤﺪاد«، و»أﺑﻮ أﻳﻮب اﻷﻧﺼﺎري« .وﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻧﻈﺮات ورؤى ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻤﺼﺮ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؛ ﻷﻧﻪ اﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر ﻣﻐﺎﻳﺮة ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻪ وﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺳﻴﺪ اﻟﺒﺤﺮاوي ،ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﻠﺘﺰم ﺑﺄﺻﻮل اﻟﻌﻠﻢ ،وﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻻﻟﺘﺰام اﻟﻌﻠﻤﻲ ،وﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﻋﻨﻪ أﻳﻀً ﺎ »ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر أن ﻳﺘﻐﻴﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺎﺋﺪة أﻫﻠﻪ وﻧﺎﺳﻪ ووﻃﻨﻪ«. وﻗﺪ ﻛﺎن ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ﻛﺬﻟﻚ؛ ﻃﺎﻗﺔ راﺋﻌﺔ وﻓﺮﻳﺪة وﻧﺎدرة، ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﺘﺤﻘﻴﻖ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ،ﺟﻨﺒًﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ اﻟﺘﺪرﻳﺲ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ،واﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،وﺗﻮﻟﻲ اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ، ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ اﻟﻨﺸﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺪوات واﻟﻤﺆﺗﻤﺮات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؛ ﻃﺎﻗﺔ ﺟﺒﺎرة ﺗﺜﻴﺮ أﺳﺌﻠﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وﻣﻠﺤﺔ ﺣﻮل ﻫﺬه اﻟﻘﺪرة اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ واﻹرادة اﻟﺼﻠﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻳﻨﺠﺰ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﺤﺠﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت واﻷﻋﻤﺎل واﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت واﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻬﺎ ..رﺣﻠﺔ ﻋﺎﻣﺮة ﺑﺎﻹﻧﺠﺎزات واﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﺸﺮف .رﺣﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻧﺼﺎر وأﺳﻜﻨﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
83
ęĆĔńč
ƾŝźƘƫř ťřźŤƫř ŽŹŵƹ ŹŚƈƳ Ʋǀƀů ƪƸŤſŏﻫﺬه اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﻻت ،وﻫــﺬه اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ وﻟﻌﻞ ﺑﺪء ﻫﺬا اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻤﺒﻜﺮ ،ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ وﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺰﻳﺰة اﻟﺘﻲ أﺗﺸﺮف ﺑﻬﺎ؛ ﺑﺪﻋﻮ ٍة ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ »ﺗﺮاث« ،اﻟﻘﺪﻳﻢ ،وراء اﻹﻧﺠﺎز اﻟﻀﺨﻢ اﻟﺬي ﺗﺮﻛﻪ ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺑﺸﻜﺮ اﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻹﺗﺎﺣﺘﻬﺎ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ داﺋﺮة ﻣﺠﺎل ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺮاث ﻓﻘﻂ ﺑﻞ وﻓﻲ درﺳﻪ أﻳﻀً ﺎ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ وإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ أﺣﺐ اﻟﺪواﺋﺮ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ،وﻣﻦ أﻛﺜﺮﻫﺎ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻣﺠﺎﻻً ﻣﻌﺮﻓﻴﺎً وﻧﻬﺠﺎً دراﺳﻴﺎً ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﺗﺼﺎﻻ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻲ واﻧﺸﻐﺎﻻﺗﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ؛ داﺋﺮة اﻟﺘﺮاث اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ؛ وﻫﻮ ﻣﺎ أﺳﻤﻴﻪ »ﺗﺘﺒﻊ ﻇﻮاﻫﺮ اﻟﻨﺸﺄة ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث ً اﻟﻌﺮﺑﻲ«. اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺘﺮاث اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﺰاﺧﺮ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ) ،(2017 - 1925اﻟﺬي أﺳﺘﺎذﻳﺔ ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ﺻﺎرت ﻣﻀﺮب اﻷﻣﺜﺎل؛ ﻓﺘﻼﻣﻴﺬه ﻳﻌﺪون رﺣﻞ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﻓﻲ آﺧﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ اﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﻋﻠﻤﺎً رﻓﻴﻌﺎً ﻣﻦ ﺑﺎﻟﻤﺌﺎت ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﺗﺨﺮج ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ أﻋﻼم اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻓﻘﻂ؛ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻻﻋﺘﺒﺎرات ﻋﺪﻳﺪة ﻋﺸﺮات اﻟﻤﺌﺎت ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ واﻟﺪارﺳﻴﻦ .أﻣﺎ إﻧﺘﺎﺟﻪ اﻟﺜ ّﺮ ،اﻟﻐﺰﻳﺮ، وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺣﻲ وﺛﻤﺮة ﻧﺎﺿﺠﺔ ﻟﻘﻴﻤﺔ »اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ« وأﺛﺮﻫﺎ اﻟﻤﺘﻨﻮع ،ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺣﺼﺮه ﻓﻲ ﻣﺤﺎور ﺛﻼﺛﺔ؛ ﻫﻲ: ﻓﻲ ﻧﻬﻀﺔ اﻷﻣﻢ .ﻛﺎن ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر واﺣ ًﺪا ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻛﺒﺔ اﻟﻤﺘﺄﻟﻘﺔ أوﻻ :اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻟﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ؛ ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻤﻨﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮﺟﺖ ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺔ ﻋﻤﻴﺪ اﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ د.ﻃﻪ اﻷدﺑﻴﺔ واﻟﻠﻐﻮﻳﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ؛ وﺛﺎﻟﺜﺎ :ﺗﺮﺟﻤﺔ أﻋﻤﺎل أﺻﻴﻠﺔ ﻋﻦ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ. ﺣﺴﻴﻦ وﺗﺘﻠﻤﺬت ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ وﻋﻠﻰ ﻳﺪي ﺗﻼﻣﻴﺬه اﻟﻨﻮاﺑﻎ. ﻋﺒﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﻘﺮن ،ﻛﺎن ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ﻧﻤﻮذ ًﺟﺎ ﻓﺬًا وﻓﺮﻳ ًﺪا وﺛﻤﺔ إﺟﻤﺎ ٌع ﺑﻴﻦ اﻟﺪارﺳﻴﻦ ﻟﻤﻨﺠﺰ ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﺎﺿﻞ ،واﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺠﻠﻴﻞ ،واﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻤﺪﻗﻖ ،واﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﻣﻦ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ واﻟﺴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻻزﻣﺖ إﻧﺘﺎﺟﻪ ﻛﻠﻪ ،وﺗﺠﺴﺪت اﻷﻣﻴﻦ ،ﻛﺎن -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ذا ﻋﻄﺎء ﻓﻜﺮي رﺣﺐ ،ﻳﻜﺎد ﻳﺸﻤﻞ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻪ؛ ﻣﻦ أﺑﺮزﻫﺎ :اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﻴﺔ ،اﻹﺣﺎﻃﺔ ،اﻟﺸﻤﻮل ،اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ واﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻗﺪﻳ ًﻤﺎ وﺣﺪﻳﺜًﺎ؛ أﺻﺎﻟ ًﺔ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،اﻟﻀﺒﻂ اﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻊ واﻟﺘﺤﻘﻴﻖ؛ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ وﻣﻌﺎﺻﺮةً .اﻟﺘﺤﻖ ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻵداب ﻋﺎم ،1943وﺗﺨﺮج إﻧﺘﺎﺟﻪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﻟﻌﺪد ﺿﺨﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻤﺠﺎﻣﻴﻊ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،ﺛﻢ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎم ،1947ﺗﺘﻠﻤﺬ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ أﻛﺒﺮ اﻟﻮﻟﻊ ﺑﺪراﺳﺔ وﺗﺘﺒﻊ ﻧﺸﺄة اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻷدﺑﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث وأﺷﻬﺮ أﻋﻼﻣﻪ؛ ﺑﺪ ًءا ﻣﻦ ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ ،ﻣﺮو ًرا ﺑﻤﺤﻤﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﺣﺴﻴﻦ ،اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وأﺧﻴ ًﺮا اﻟﺴﻼﺳﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ. وأﺣﻤﺪ أﻣﻴﻦ ،وأﻣﻴﻦ اﻟﺨﻮﻟﻲ ،وﺳﻬﻴﺮ اﻟﻘﻠﻤﺎوي ،وﺷﻮﻗﻲ ﺿﻴﻒ ،أﻣﺎ ﺗﺠﻠﻴﺎت اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﻴﺔ ﻟﺪى ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ﻓﺄﻇﻬﺮ ﻣﻦ أن ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺑﻴﺎن أو ﺗﻔﺼﻴﻞ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻘﺮﻳ ًﺒﺎ أﺑﺮز ﺳﻤﺔ ﻓﻲ إﻧﺘﺎﺟﻪ اﻟﻌﻠﻤﻲ؛ وﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺴﻘﺎ. وﻗﺪ ﺟﻤﻊ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻤﻖ اﻟﺘﻨﺎول ،وﻫﻲ ﺳﻤﺔ وﻛﻠﻬﻢ ﺗﺮك أﺛـ ًﺮا ﻋﻤﻴﻘًﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ وروﺣﻪ، ﻓﺮﻳﺪة ﻟﻢ ﺗﺘﻮاﻓﺮ إﻻ ﻟﻘﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﺗﺮاﺛﻨﺎ ﻟﻜﻦ ﻳﻈﻞ اﻟﻤﺤﻘﻖ واﻟﻠﻐﻮي واﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻘﺪﻳﺮ اﻟﻔﻜﺮي واﻹﺳﻼﻣﻲ. ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺴﻘﺎ ﺻﺎﺣﺐ أﻛﺒﺮ اﻷﺛﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة وﻫﺬه اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﻴﺔ ﻳﺼﻔﻬﺎ ﺟﺎﺑﺮ ﻋﺼﻔﻮر ﺑـ ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر .ﻏﺮس ﻓﻴﻪ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث »اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ« ،وﻋﻨﻬﺎ ﻳﻘﻮل »إن ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺪد اﻟﻌﺮﺑﻲ؛ واﻟﻐﻮص ﻓﻲ ﻣﺘﻮﻧﻪ وﻣﺨﻄﻮﻃﺎﺗﻪ، ﻓﻲ اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻟﻢ ﻳﺘﻮاﻓﺮ إﻻ ﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ وﺗﺸﺮب ﻋﺸﻘﻪ وﻋﺸﻖ درﺳﻪ وﻓﻖ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﺟﻴﻞ اﻟــﺮواد اﻷواﺋـــﻞ .إن وأﺻــﻮل اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﻌﻠﻤﻲ وإﺧــﺮاج اﻟﻜﺘﺐ د.ﻧﺼﺎر ﻛﺎن ﻣﺆﻟﻔًﺎ ﻣﻮﺳﻮﻋﻴٍّﺎ وﻣﺤﻘﻘًﺎ واﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ،ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻪ ﺣﻔﺰه ﻋﻠﻰ إﺧﺮاج دﻗﻴﻘًﺎ ،ﻛﻤﺎ أن أﻋﻤﺎﻟﻪ ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﺻﻨﻮف أول ﻛﺘﺒﻪ اﻟﻤﺤﻘﻘﺔ ،وﻫﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻲ اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻣﻦ دراﺳﺎت أﺻﻴﻠﺔ وﺗﺮﺟﻤﺎت اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ! دﻛﺘﻮر ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر
82
ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ..ودرس اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ
ﻓﻲ ﺗﺄرﻳﺨﻪ ،ﻳﺤﻔﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ ا>ﻣﺎراﺗﻲ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ -اﻟﺤﻜﻤﻴﺔ ،واOدﺑﻴﺔ، ُ ا>ﺑﺪاﻋﻴﺔ .وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﻌﺮ ﺣﺎﺿﺮاً ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﺤﻴﺎة ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺻﻮرة ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗُﻌﺒﱢﺮ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ا>ﻣﺎراﺗﻲ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ أﺷﻜﺎل اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻳُﺠﺮﺑﻬﺎ ا>ﻧﺴﺎن ﻓﻴﻪ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن وﻻ ﻳﺰال )أدب اOﻣﺜﺎل( ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻤﻌﻄﻰ واﻟﺤ َﻜﻤﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﻜﺲ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واOدﺑﻲ َ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ا>ﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة.
ĪňĔĿí ĂŀĤĜŃ
ﻓﻲ واﻗﻊ اﻟﺤﺎل ،ﻟﻸﻣﺜﺎل ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺗﻤﻴﺰﻫﺎ؛ ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺴﻠﻢ »إن اﻟﻤﺜﺎل ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻳُﻘﺎل إﻣﺎ ﺑﺼﻴﻐﺘﻪ اﻟﻠﻔﻈﻴﺔ اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ ،وإﻣﺎ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻻزﻣﺔ ﺗﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﻫﻲ» :ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺜﻞ« أو »ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺘﻮﺻﻒ« ،وﻫﻲ إﺿﺎﻓﺔ ﻳُﺮاد ﺑﻬﺎ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻤﺜﻞ .وإذا ﻣﺎ اﺷﺘﻬﺮ أﺣﺪ اﻟﻨﺎس ﺑﻘﻮل اﻷﻣﺜﺎل ُﺳﻤﻲ )اﻟﻤﺘﻮﺻﻒ( ،ودأﺑﻮا ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻪ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻓﻌﻞ ﺧﺎﻃﺊ؛ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن) :ﺷﻮ ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺘﻮﺻﻒ؟( ﻣﻦ ﺑﺎب دﻋﻮﺗﻪ إﻟﻰ إﻟﻘﺎء ﻣﺜﻞ ﺷﻌﺒﻲ ﻳﻌﺒﱢﺮ ﻋﻦ اﻟﺤﺪث أو ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻨﻪ« )ص .(12 )اﻟﺴ َﻨﻊ( ﻓﻴﻘﻮل» :ﻫﻮ ﻳﻌﻮد اﻟﻤﺴﻠﻢ إﻟﻰ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ دﻻﻻت ﻣﺼﻄﻠﺢ ﱠ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺴﻠﻮك ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻹﻣﺎراﺗﻴﻴﻦ وأﺻﻮل اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ .وﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ )اﻟﺴ َﻨﻊ( ﻫﻮ اﻟﺠﻤﻴﻞ اﻟﺤﺴﻦ ،وﻫﻮ اﻟﺸﻲء اﻷﻓﻀﻞ واﻟﺸﺮف ،واﻷﺳﻨﻊ ﱠ ﻫﻮ اﻟﺸﺮف اﻟﻌﺎﻟﻲ ،واﻷﺳﻨﻊ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻫﻮ اﻟﻔﺎﺿﻞ« )ص .(13 وﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﺰءا ً ﻣﻦ اﻟﻤﻮروث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺳﻴﺄﺧﺬﻧﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﻤﺴﻠﻢ إﻟﻰ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻤﻌﺎﺟﻢ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )اﻟﺴ َﻨﻊ( ،وﻷﺟﻞ ذﻟﻚ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ )اﻟﻘﺎﻣﻮس ﻻﺳﺘﻄﻼع ﻣﻔﻬﻮم وﻣﻠﻔﻮظ ﱠ اﻟﻤﺤﻴﻂ( ،و)اﻟﻤﺤﻜﻢ واﻟﻤﺤﻴﻂ اﻷﻋﻈﻢ( ،و)ﺗﺎج اﻟﻌﺮوس( ،و)ﺗﻬﺬﻳﺐ اﻟﻠﻐﺔ( ،و)ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب( ،وﻫﻲ ﻣﻮﺳﻮﻋﺎت ﻟﻐﻮﻳﺔ ﻣﻌﺠﻤﻴﺔ ﺷﻬﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻓﻲ »ﻣﻘﺪﻣﺔ« اﻟﻜﺘﺎب ،ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺴﻠﻢ» :إن ﻫﺬا اﻟﻤﺼ ﱠﻨﻒ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻳﺤﻮي ﻧﺨﺒﺔ ﻣﺨﺘﺎرة ﻣﻦ اOﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ ا>ﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺗﻨﺎﻗﻠﻬﺎ اﻟﻨﺎس، ﺟﻴ ً ﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ،ﻣﻦ ﺑﺎب ﺣﺐ اﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﻤﻮﻋﻈﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ« )ص ،(8أﻣﺎ ﻣﻨﺒﻊ اOﻣﺜﺎل ﻓﻬﻲ ﻣﺘﺄﺗﻴﺔ »ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ أﺻﻴﻠﺔ ﻧﺒﺘﺖ ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ راﺳﺨﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اOرض وأﻧﺎس ﻋﺎﻳﺸﻮا واﻗﻊ اﻟﺤﻴﺎة وﺗﻤﺮﺳﻮا ﻓﻴﻬﺎ«
وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻤﺆﻟﱢﻒ إﻟﻰ ﻋﺎﻟَﻢ اﻷﻣﺜﺎل اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ،وﻳﺒﺪأ ﺑﺎﻷﻣﺜﺎل اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻴﺴﺘﻌﺮض ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻣﺜﻼً ﻳﺮد اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺘﻨﻬﺎ وﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﺑﺸﺮوح ﺗﺒﺴﻴﻄﻴﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ أﻷﻣﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻣﺜﺎل آداب اﻟﻄﺮﻳﻖ ،وﻳﻘﺼﺪ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻬﺎ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ واﻟﺼﺪﻳﻖ؛ ﻓﻴﻮرد اﻟﻤﺆﻟﻒ أﻣﺜﺎل ﺷﻬﻴﺮة ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻌﺮض ﻟﻸﻣﺜﺎل اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺄدب اﻟﻤﺄﻛﻞ واﻟﻤﺸﺮب ﻓﻴﻮرد ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﺜﻼً ﻣﺘﺪاوﻻً ﺷﻬﻴﺮا ً ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ،ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ ،ﺑﻌﺪﻫﺎ إﻟﻰ أﻣﺜﺎل اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺒﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺤﺎور ،ﻫﻲ :أدب اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،وأدب اﻟﺤﺪﻳﺚ واﻻﺳﺘﻤﺎع، وأدب اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻓﻴﺮد أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺴﻌﻴﻦ ﻣﺜﻼً ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﺑﻮاب اﻟﺜﻼﺛﺔ. اﻟﺴ َﻨﻊ (..ﺑﻘﺼﻴﺪة ﻳﺨﺘﻢ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻛﺘﺎﺑﻪ )أﻣﺜﺎل ﱠ ﺷﻬﻴﺮة ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺎﺟﺪي ﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ واﻟﺬي ﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ: ﻣﺜﺎﻳﻞ وﺗﺘﻼﻫﺎ اﻟـــــﻤﻼ ﻓﻲ اﻟﺮﺳــﺎﻳﻞ إﻟﻰ اﻟﺤﺸـــــﺮ ﻣﺎ ﺗﻔﻨﺎ ﻗﺮاﻳﺎ ﺳﻄﻮرﻫﺎ ﻟﻌــــــﻞ ﺑﻬــــــــﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﺒﻨﺎ ﻳﺬﻛﺮوﻧﺎ ﻧﻮاﺳﻲ اﻟﺨﻼ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎﺿﻲ ﻫﺠﺮوﻫﺎ @ ﻛﺎﺗﺐ وﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
81
ĘĝšŤē śŵĸ
وﻻ ﻏﺮاﺑﺔ؛ ﻓﺄدب اﻷﻣﺜﺎل ،وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻟﻪ ﺣﻀﻮره اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻴﺎت اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻌﻮب، ﻟﻪ ﺟﺬوره ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؛ إذ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮب ﻗﺒﻞ اﻹﺳــﻼم ﺗﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ ﻟﻮﺻﻒ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﻴﻮﻣ ّﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﻮاﻗﻒ ذاﺗﻴﺔ وﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺗﺠﺮي ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ،ﻛﺬﻟﻚ آﺛﺮه اﻟﻮﺣﻲ اﻟﻘﺮآﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻵﻳﺎت اﻟﻜﺮﻳﻤﺎت؛ وﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: }وﻟﻘﺪ ﺿﺮﺑﻨﺎ ﻟﻠ ّﻨﺎس ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻘُﺮآن ﻣﻦ ﻛُﻞ ﻣﺜﻞٍ ﻟّﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﺬﻛﱠﺮون{ )اﻟﺰﻣﺮ ،(27 وﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ} :وﺳﻜﻨﺘُﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻛ َﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ وﺗﺒ ﱠﻴﻦ ﻟﻜُﻢ ﻛﻴﻒ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺑﻬﻢ وﺿﺮﺑْﻨﺎ ﻟﻜُﻢ اﻷﻣﺜﺎل{ )إﺑﺮاﻫﻴﻢ .(45وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻟﻸﻣﺜﺎل - وﺑﻮﺻﻔﻬﺎ أداة وﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﻘﻮل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ -ﻫﻲ ﻣﺮﺟﻌﻴّﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺪر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺜﻘﺎﻓﺘﻨﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،أي ﻛﺘﺎب اﻟﻠﻪ )اﻟﻘﺮآن( اﻟﻜﺮﻳﻢ. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ،ﻛﺎن اﻫﺘﻤﺎم أﺳﻼﻓﻨﺎ ﻣﻦ اﻷدﺑﺎء واﻟﺸﻌﺮاء واﻟ ُﺤﻜﻤﺎء واﻟﻤﺆرﺧﻴﻦ ﺑﺄدب اﻷﻣﺜﺎل ﺣﺘﻰ وﺿﻌﻮا -ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﺒﻴﻞ – ﻣﻮﺳﻮﻋﺎت ﻋ ّﺪة ﺗﻤﺜﻞ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ راﻫﻨﻨﺎ ﻣﺼﺎدر ُﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺄرﻳﺨﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﻔﻜﺮي واﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻫﻲ اﻟﻴﻮم ﻣﺪار ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﺑﺤﺴﺐ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻛُﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺪاﺧﻠﺔ ﺑﻨﻴﻮﻳﺎً اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. àíĎĄĜĿí ĵî¸Ęī
وﻓﻲ ﺿﻮء ﻫﺬا ،ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺬي أﻫﺪى ﻛﺘﺎﺑﻪ إﻟﻰ رﻓﻴﻘﻪ درﺑﻪ اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﺷﺆون اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻋ ّﻤﺎر اﻟﺴﻨﺠﺮي
80
»اﻟﺴ َﻨﻊ« ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ا ﻣﺎرات أﻣﺜﺎل ﱠ
) (2016 – 1959ﻗﺎﺋﻼً» :إﻟﻰ ﻋﺎﺷﻖ اﻟﺒﺪو واﻟﺼﺤﺮاء ﺻﺪﻳﻘﻲ اﻟﺬي ﻓﻘﺪﺗﻪ ﻣﺒﻜﺮا ً ﻋ ّﻤﺎر اﻟﺴﻨﺠﺮي« ،ﻋﻠﻰ أن ﻟﻤﺴﺔ اﻟﻮﻓﺎء ﻫﺬه ﻟﺼﺪﻳﻘﻨﺎ اﻟﺮاﺣﻞ )اﻟﺴﻨﺠﺮي( ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺠﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ أﺧﻼق اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻤﻤﻠﻮءة ﻋﻠﻤﺎً وﻣﻌﺮﻓﺔ وﺗﻮاﺻﻼً أﺧﻼﻗﻴﺎً وﺗﻮاﺿﻌﺎ أﺻﻴﻼً ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ. ﻓﻲ »ﻣﻘﺪﻣﺔ« اﻟﻜﺘﺎب ،ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺴﻠﻢ: »إن ﻫﺬا اﻟﻤﺼ ﱠﻨﻒ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻳﺤﻮي ﻧﺨﺒﺔ ﻣﺨﺘﺎرة ﻣﻦ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺗﻨﺎﻗﻠﻬﺎ اﻟﻨﺎس، ﺟﻴﻼً ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ،ﻣﻦ ﺑﺎب ﺣﺐ اﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﻤﻮﻋﻈﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ« )ص ،(8أﻣﺎ ﻣﻨﺒﻊ اﻷﻣﺜﺎل ﻓﻬﻲ ﻣﺘﺄﺗﻴﺔ »ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ أﺻﻴﻠﺔ ﻧﺒﺘﺖ ﻣﻦ ﺗﺠﺎرب إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ راﺳﺨﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻫــﺬه اﻷرض وأﻧــﺎس ﻋﺎﻳﺸﻮا واﻗﻊ اﻟﺤﻴﺎة وﺗﻤﺮﺳﻮا ﻓﻴﻬﺎ« )ص .(8 وﻓﻲ ﺳﻴﺎق ذﻟﻚ ،ﺗﺘﻔ ّﺮع ﺣﻜﻤﺔ اﻷﻣﺜﺎل، اﻟﺴ َﻨﻊ( اﻟﺘﻲ ﻫﻲ »ﻃﺮف وﻣﻨﻬﺎ )أﻣﺜﺎل ﱠ ﻣﻦ أﻃﺮاف اﻟﺤﻜﻤﺔ واﻣﺘﺪاد ﻟﻬﺎ«؛ ﻓﻬﻲ ﻣﻦ »أﻗﺪم أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺸﻔﻮﻳﺔ وأﻋﺮﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق« )ص .(10 ﻳﻘﺴﻢ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻛﺘﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺑﻮاب ﺗﺒﻴﻦ ﻣﻀﻤﻮن ودﻻﻻت وﻟﻬﺬا ،ﱢ اﻟﺴ َﻨﻊ ،وﻫﻲ .1» :اﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺗﺘﻔ ّﺮع ﻣﻨﻬﺎ :آداب اﻟﻤﺄﻛﻞ ﱠ واﻟﻤﺸﺮب ،وآداب اﻟﻄﺮﻳﻖ .2 .ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ؛ وﻳﺘﻔﺮع ﻣﻨﻬﺎ :آداب اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ،وآداب اﻟﺤﺪﻳﺚ واﻻﺳﺘﻤﺎع .3 .اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ« )ص .(11 وﺣﻮل ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﺑﻬﺬا اﻟﻜﺘﺎب ،ﻳﻘﻮل اﻟﺒﺎﺣﺚ» :ﻋﺮﺿﻨﺎ اﻟﻤﺜﻞ ﻣﻊ ﺷﺮﺣﻪ ﻋﺎﻣﺎً ،وﺷﺮح ﻏﺮﻳﺐ اﻷﻟﻔﺎظ ﻓﻴﻪ، وإرﺟﺎع اﻟﺤﺮوف اﻟﻤﻘﻠﻮﺑﺔ أو اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﺤ ﱠﻮرة وﻓﻘﺎً ﻟﺘﺒﻮﻳﺒﻬﺎ آﻧﻒ اﻟﺬﻛﺮ« )ص .(11
ĘĝšŤē śŵĸ
ﺷﻮ ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺘﻮﺻﻒ؟
nƖƴÈ ƀƫř~ ƩŚŨƯŏ ij
šřŹŚƯDžř ƖưŤŬƯ ƾƟ ĽŎēč ĊńĄŃ ĽŎēč ĉ ǁ ŮżżũĥőŨ ŮżťũŐ ęĆēĴŜ 2017 ŧĔőŤē ēIJű ŽŘ ŽŤ ŹŭĹĜ
ěēijĔƸƸŨǞē ĚƸƸŤŴį ŽŘ ĚőĐĔĽŤē ĚżėőĽŤē ţĔġŨǜĔĖ ŮżŀĔĬ ţēŵƸƸŜǜēŴ ţĔġŨǜē ĚŐŵĸŵŨ ĔũŲŤŴĉ ȕęİĩĝũŤē ĚżĖĴőŤē ĢĨĔėťŤ ęİĩĝũŤē ĚżĖĴőŤē ěēijĔƸƸŨǞē ĚƸƸŤŴį ŽŘ ĚżėőĽŤē
źĴőĽŤē ȕŽėőĽŤē ŽĜēijĔŨǞē ğēĴĝŤē ūŴČĽĖ łŁĭĝũŤē ůĔŭŤŴĔŭĜ źIJŤē ŵűŴ ȕŽŐŴijĶũŤē İļēij ijŵĝŠİŤē ȕŽĐĔšĩŤēŴ
ȕğēĴĜ ĚťĥŨ ŽŘ ĔűĴĽŬ ŪĜ ĔŭŤ ĚŤĔŝũĖ ųŭŐ ĚĖĔĝŠŴ ęĆēĴŜ
.(94 ± 92 Ŀ 2017 ĴėũŘŵŬ ŽŬĔġŤē ŮŻĴĽĜ ȕ217 įİőŤē
ĴżėĭŤē ȕŪťĹũŤē ĶŻĶőŤē İėŐ ijŵĝŠİŤē ĕĔĝŠ ĔũŲżŬĔĠŴ ţĔġŨĉ ųŬēŵŭŐŴ ȕŽĜēijĔŨǞē ŽŲřĽŤē ĮŻijĊĝŤēŴ ğēĴĝŤē ŽŘ ŦũőŤē ēIJű ȕ ĚżĜēijĔŨǞē ĚżėőĽŤē ţĔġŨǜē ŮŨ ĚŜĔĖ Œŭƾ ĹŤē Ǎ
ŒŜēŵĖ ğēĴĝťŤ ĚŜijĔĽŤē İŲőŨ ŮŐ ijİŀ źIJŤē ŽŐŵĸŵũŤē ĴżŕŁŤē ŒʼnŝŤē ŮŨ Ěĩřŀ 101
ĽîüŃŗí ïĉã
ﻓﻲ ﺗﺄرﻳﺨﻪ ،ﻳﺤﻔﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟ ُﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ -اﻟﺤﻜﻤﻴﺔ ،واﻷدﺑﻴﺔ ،اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ .وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﻌﺮ ﺣﺎﺿﺮا ً ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﺤﻴﺎة ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺻﻮرة ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗُﻌ ﱢﺒﺮ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ أﺷﻜﺎل اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻳُﺠﺮﺑﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻴﻪ ،ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن وﻻ ﻳﺰال )أدب اﻷﻣﺜﺎل( ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻤﻌﻄﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻷدﺑﻲ واﻟ َﺤﻜَﻤﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﻜﺲ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ،ﻛﺎن اﻫﺘﻤﺎم أﺳﻼﻓﻨﺎ ﻣﻦ اOدﺑﺎء واﻟﺸﻌﺮاء واﻟﺤﻜﻤﺎء واﻟﻤﺆرﺧﻴﻦ ﺑﺄدب اOﻣﺜﺎل ﺣﺘﻰ وﺿﻌﻮا -ﻓﻲ ُ ﻫﺬا اﻟﺴﺒﻴﻞ – ﻣﻮﺳﻮﻋﺎت ﻋ ّﺪة ﺗﻤﺜﻞ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ راﻫﻨﻨﺎ ﻣﺼﺎدر ُﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺄرﻳﺨﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﻔﻜﺮي واﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻫﻲ اﻟﻴﻮم ﻣﺪار ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﺑﺤﺴﺐ ﺛﻘﺎﻓﺔ ُﻛﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺪاﺧﻠﺔ ﺑﻨﻴﻮﻳ ًﺎ اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ا>ﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
79
ĚĖĔĝšŤē ĴĠĉ
~ƞǀƬų ƪƯŏ nƲǀŤƳƺưǀƬƧ » šŶƫƹﻛﻠﻴﻤﻮﻧﺘﻴﻦ« ،ﻛﻤﺎ أﻧﺠﺒﺘﻬﺎ إﺑﺪاﻋﻴﺎً اﻟﺸﺎﻋﺮة اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ )أﻣﻞ ﺧﻠﻴﻒ( ،ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ،ﻻ أﻋﺮف ﻣﺪة اﻟﺤﻤﻞ وﻻ ﻣﻤﻦ ﻛﺎن ﺗﺨﺼﻴﺐ اﻟﻔﻜﺮة ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻤﻮﻣﺎً وﻟﺪت ﺷﺎﺑﺔ وﻛﺒﺮت ﺧﻼل ﻓﺘﺮة وﺟﻴﺰة، ﻟﺘﺤﻤﻞ آﻻم ﺟﻨﺴﻬﺎ ،ﻛﺎﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻧﻴﺎﺑ ًﺔ ﻋﻦ ﺟﻨﺴﻬﺎ ،ﻧﻴﺎﺑ ًﺔ ﻋﻦ ﺿﻤﻴﺮ أي »ﻫ ّﻦ« ﺑﻜﻞ ﻣﺸﺘﻤﻼﺗﻪ ،رﻋﺖ أﻓﻜﺎره واﻫﺘﻤﺖ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎه ،ﻣﻦ دون ّ زﻋﻴﻖ أو أدﻧﻰ ﺻﺮاخ ،ﺗﻘﻮل )ﻓﻲ ﻓﻮاﺻﻞ اﻟﻮﻗﺖ ،ﺗﺴﺘﻠﻘﻲ وﺗﻐﻔﻮ، ﻛﻴﻒ أﻏﻀﺐ ﻟﻮﺣﺪي وأﻛﺘﻔﻲ ،ﺑﺠﻮﻓﻲ ﻣﺎ ٌء ﺣﺎرق ،وﻓﻲ ﺣﻠﻘﻲ ﻗﺒﻴﻠ ٌﺔ اﻟﺸﻌﺮي اﻟﻜﻞ( .ﻗﺪ ﻧﻌﺰو اﻟﻤﻨﺤﻰ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ،وﻟﻌﻨﺎتُ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻠﻰ ّ ّ ﻓﻲ دﻳﻮان )ﻛﻠﻴﻤﻮﻧﺘﻴﻦ( /اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ دار »ﻫ ّﻦ« ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة 92 ،ص، اﻓﻲ« ،ﻣﻤﺜﻼً ﻓﻲ ﺷﺎﻋﺮﺗﻴﻦ ﻛﺒﻴﺮﺗﻴﻦ، إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »اﻷدب اﻻﻋﺘﺮ ّ ﻛﺄﺑﺮز ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻓﻴﻪ :ﺳﻴﻠﻔﻴﺎ ﺑﻼث وآن ﺳﻜﺴﺘﻮن؛ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗ ُﻜﺘﺐ ﺷﻜﺎوى اﻷﻧﺜﻰ اﻟﻤﻬﻀﻮﻣﺔ ،وﻻ اﻟﺠﺤﻴﻢ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﻀﻬﻦ، ﻓﻘﻂ رﺣﻠﺔ ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ ،إﻟﻰ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺪاﺧﻞ ،إﻟﻰ ّ ﻓﻚ ﻣﻐﺎﻟﻴﻖ اﻷﻏﻮار، ﺑﻤﻔﺎﺗﻴﺢ ﻻ ﻣﺮﺋﻴﺔ ،رﺣﻠﺔ ﺗﻨﺰع ﻗﺸﺮة اﻷﻟﻢ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﻨﺒﻊ اﻷﻟﻢ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻟﻮﺿﻊ ﻣﺮاﻫﻢ وﻣﺴﺎﺣﻴﻖ ،ﺑﻞ ﻟﺘﻌﺮﻳﺔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺗﺤﺖ اﻟﺠﻠﺪ ،ﻣﻦ أﻓﻜﺎر ﺑﺎﻟﻴﺔ ،وﻣﺠﺎزات ﻋﻔﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻫﻨﺎ) :اﻣﺮأة ﺧﻀﺮاء ،ﺗﻄﻘﻄﻖ أﻏﺼﺎﻧﻬﺎ :ﻛﺴﺮﺗ َﻨﻲ ،ﻳﺎ أﺑﻲ( .رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﻤﻘﻄﻊ ) (26ﻣﻦ أﺑﺮز ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺪﻳﻮان ،ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻋﺸﺮ ﻧﺴﺎء :اﻟﻤﺮأة اﻷم ،اﻟﻤﺮأة اﻟﻬﺸﺔ، اﻟﺼﻠﺒﺔ ،اﻟﻤﻨﻬﻤﺮة ،اﻟﻤﺘﻮﻫﺠﺔ ،اﻟﺨﻀﺮاء ،اﻟﻤﺤﺘﺮﻗﺔ ،اﻟﻄﻔﻠﺔ ،اﻟﻌﺠﻮز، اﻟﻔﺎرﻏﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء .وﻧﺮى ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺪﻳﻮان ﺻﻮرا ً وأﺷﺒﺎﻫﺎً وﻧﻈﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺴﺎء ،ﻣﺤﻮرﻫﻦ )أﻧﺘﻤﻲ إﻟﻰ اﻟﺼﺮﺧﺔ اﻷوﻟﻰ ،إﻟﻰ اﻟﺸَ ﻌﺮة اﻷﺧﻴﺮة ،ﺧﻠﻒ اﻟﺴﺘﺎر ،إﻟﻰ اﻷﺻﻴﺺ اﻟﻤﺘﺮوك ﻓﻲ زاوﻳﺔ ،ﺑﺎﻟﻐﺒﺎر أﺳﺘﺤﻖ وزﻫﻮر اﻟﺰﻳﻨﺔ( ،وﺷﻜﺎﻳﺘﻬﻦ )ﻣﻊ أﻧﻲ اﻣﺮأة ﺳﻴﺌﺔ ،إﻻ أﻧﻲ ّ اﻟﺤﺐ( ،وﺷﻬﻘﺘﻬﻦ )ﻫﻨﺎ ﻫﻮاء ﺳﺎم ،ﻧﺮﻳﺪ َر ِﺣﻤﺎً ﺟﺪﻳﺪا ً: اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ّ )أﺿﻌﺖ ﻧﻔﺴﻲ ،وﻛﺎن ﻃﺮي وﻧﺎﻋﻢ وﻧﻲء( ،أﻣﺎ ﻣﺼﻴﺮﻫﻦ ة ُ ﻗﻠﺐ اﻣﺮأ ٍ ّ ُ ﺣﺒﻞ ﻣﺘﻴ ٌﻦ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﺐ(. ﻏﺮوﺑﻲ ﻃﻮﻳﻼً ،وﺣﻮل ﻋﻨﻘﻲ ٌ ﻻ ﺗﺪﻋﻮ ﻛﻠﻴﻤﻮﻧﺘﻴﻦ إﻟﻰ »ﻧﺴﻮﻳﺔ« ﺟﺪﻳﺪة ،وﻻ ﺗﺸ ّﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ »ﻧﺴﻮﻳﺔ« ﻗﺪﻳﻤﺔ ،ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﻫﻲ روح ﻣﻦ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻓﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺟﻴﺮﻣﻴﻦ ِﺟﺮﻳﺮ ،ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻛﺘﺐ )اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺪﺟﻨﺔ ،اﻟﺠﻨﺲ واﻟﻤﺼﻴﺮ ،أﺑﻲ ﻻ ﻧﻜﺎد ﻧﻌﺮﻓﻚ ،اﻟﻤﺮأة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ( ،ﺗﺪﻋﻮ ﺟِﺮﻳﺮ ،ﻣﺜﻞ ﻛﻠﻴﻤﻮﻧﺘﻴﻦ ،إﻟﻰ اﻟﺤﺮﻳﺔ ،ﻻ اﻟﻤﺴﺎواة ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ،وﻗﻮة اﻟﻤﺮأة ﻻ ﺗ ُﻘﺎس ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﺮﺟﻞ، ﺑﻞ ﺗﺆﻛﺪ اﻻﺧﺘﻼف ،واﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺬات ،ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺬات ،ﻓﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻤﺮأة
78
»ﻛﻠﻴﻤﻮﻧﺘﻴﻦ« أﻣﻞ ﺧﻠﻴﻒ
ƮǀƷřźŝœ ŶǀƗ ŶưŰƯ @ ﺷﺎﻋﺮ وﻣﺘﺮﺟﻢ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ
ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ أوﻟﻮﻳﺔ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﻢ ،وﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ. ﺗﺘﺠﻠّﻰ ﻛﻠﻴﻤﻮﻧﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻋﺪة :ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺼﺎﺑﺔ ﺑﻔﻘﺮ اﻟﺤﻴﺎة ،واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺤﺐ /ﻋﻨﺪ ﻃﺒﻴﺐ اﻟﻌﻴﻮن ،ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻤﺎءه ﻛﻠﻪ ﻓﻮق ﺻﺪرﻫﺎ ﻳَ ِﻌﺪﻫﺎ ّ ﻛﺄرﻧﺐ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ أﻟﻐﺎم /ﻳﺼﺨﺐ اﻟﺤﺐ اﻟﻜﺜﻴﻒ /ﻣﻦ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﺗﻠﻘﻂ َ ّ اﻟﺤﺰن ﻓﻲ ﻣﻠﻞ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ /ﻻ ﺗﻨﺘﺤﺮ ﺑﻞ ﺗﻬﺪأ وﻫﻲ ﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﻤﺔ، ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻌﻘﺎب ،ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻨﺪم /اﻟﺴﺄم ﺗﺤﺖ ﺟﻠﺪﻫﺎ ﻳﺘﺒﺨﺘﺮ ،ﻛﺪودة ﺗﺰﺣﻒ /ﻟﻦ ﺗﺮﻛﺾ ﺧﻠﻒ أﺷﺒﺎ ٍح ،ﻓﺎﻟﻮﺗﺮ اﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﺒﺎل ﺻﻮﺗﻬﺎ ،ﻛﻠﻤﺔ: ﺣﺐ ،ﺗﺮﻗﺺ /اﻟﺮﺟﻞ ﻛﺎﻟﻨﺮد ﺑﺴﺘﺔ اﺣﺘﻤﺎﻻت، أﺣﺒﻚ /ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ّ ﻛﻞ ﻗﺼﺔ ّ واﻟﻤﺮأة ﺑﻘﻠﺐ أزرق /اﻟﻤﺮأة ﺗﻤﺸﻲ ﺑﺎﻟﻌﺘﻤﺔ وﺗﺸﺮب اﻟﺼﻤﺖ وﻻ ﺗﺸ َﺮق /ﺳﺘﻨﻤﻮ ﺷﺠﺮة ﻣﻦ ﻣﺎء ودﻣﻮع ،ﺗ ُﺰﻫﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺟﻨﺔ اﻟﻤﻴﺘﺔ. ﻗﺪ ﻻ ﺗﺮﺿﻴﻚ اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻜﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ،ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ أﺑﺮز ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ :اﻟﻤﺠﺎز، ﺣﻠﻲ ،ﺳﺮد ﻳﺄﻣﻠﻮن أن ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻞ اﻟﺴﺮد ﻓﻘﻂ ،ﺳﺮد أﺑﻴﺾ ﺑﻼ زواق ،ﺑﻼ ّ ِ ﻜﺎﺋﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎً روﺣﻚ ﺑﻼ اﺳﺘﺌﺬان ،ﻓﺠﺄة ،ﻛﺎﻟ ِﻤﺸﺮط ،ﺳﺮد ﻋﺎﻃﻔﻲ ﻧﻮﻋﺎً ﺣ ّ ّ اﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎرة ،واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﺒﺔ ﱞ ﺣﻴﺎدي أﺑﺪا ً ،وﺛﻤﺔ ّ ﺣﺲ در ّ ﻣﻔﺎﺟﺂت ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ دﻳﻮان )ﻛﻠﻴﻤﻮﻧﺘﻴﻦ( ،اﻟﺤﻴﺎة ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻟﺤﻴﺎة ﺧﺎرج اﻟﺪﻳﻮان ،ﺗﻤﺸﻲ ﺑﻄﻴﺌﺎً وﻋﺎدﻳﺔً ،ﻻ ﺗﺘﻔﺎﺻﺢ وﻻ ﺗﻠﺒﺲ أﻗﻨﻌﺔً ،ﺑﻮﺣﺸﺘﻬﺎ، ﺑﻴﺄﺳﻬﺎ ووﺟﻊ ﻣﻔﺎﺻﻠﻬﺎ ،ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ،ﻛﺄن ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ ﻃﻔﻼً ﻳﻤﻮت ،اﻟﻘﺼﻴﺪة رﻳﺢ ﻛﻠﻬﺎ ﺿﺤﻜﺔ ﺳﺎﺧﺮة ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ ،أو اﻟﻘﺒﺮ ،ﺗﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ )ﺳﻴﺮي ﻳﺎ ُ اﻟﺼﻤﺖ( ﻟﻌﻞ اﻟﺠﻤ َﺮ ﻳﺬوي ،وﻳﺬوي ﻋﻨﻲّ ، ُ
»اﻟﺨﺎرﻃﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ« ﻓﻲ إذاﻋﺔ »ﺻﻮت ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ« اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳُﻌ ّﺪﻩ ﻛﺎﺗﺐ ﻫﺬه اﻟﺴﻄﻮر .ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﺗﻘﻴﻴﻤﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎره إﺟﻤﺎﻟ ٍّﻴﺎ ﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺻﻼح ﻟﺒﻜﻲ ،وﺑﻌﺪ ﺻﺪور ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ اﻷوﻟﻰ »أرﺟﻮﺣﺔ اﻟﻘﻤﺮ« ) ،(1938ﻳﻘﻮل اﻟﻨﺎﻗﺪ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ أﻧﻄﻮن šŚůźƟ Ŷưůŏ ﻏﻄﺎس ﻛﺮم» :ﻟﻘﺪ ﺳﺮت ﻗﺸﻌﺮﻳﺮة ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮر »أرﺟﻮﺣﺔ اﻟﻘﻤﺮ« ﺗﺰﻓّﻪ ﻟﻮﻧًﺎ ﻏﻨﺎﺋ ًﻴﺎ ﻣﻦ اﻷﻟﻮان اﻟﺘﻲ ﻟﻢ @ ﻛﺎﺗﺐ وﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن ﻳﺄﻟﻔﻬﺎ ﻟﻴﺘﻀﺢ ﻟﻚ ﻛﻴﻒ أن ﻫﺬا اﻟﻠﻮن ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎء وﻟﻴﺪ أﻟﻔﺎظ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ زﻏﺮدة اﻷﺿﻮاء ،واﻟﻌﻄﻮر ،وأﻋﺮاس اﻷﻟﻮان ،ورﻗﺺ اﻟﻈﻼل، وﺗﺄﻣﻼت اﻟﻠﻴﻞ اﻟﺴﺤﻴﻖ ،ﺷﻲء ﻛﺜﻴﺮ .وﻛﻴﻒ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺎرب ﻣﺨﺎرج ﺣﺮوﻓﻬﺎ ،وﻛﻴﻔﻴﺎت ﻫﻤﺴﻬﺎ ،وﻟﻴﻮﻧﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ رﺧﺎوة، وﺗﻨﺎﺳﺐ أﺟﺰاﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﻞ ،اﻧﺘﻬﺖ إﻟﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﻟﺮﻗﺺ ،ﻟﺘﺨﺮج أﻳﻀً ﺎ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ واﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﻔﻠﺴﻔ ّﻴﺔ اﻟﻤﺘﻨﺎوﺑﺔ ،اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﻋﻤﻮ ًﻣﺎ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ إﻟﻰ اﻟﻮﻫﻢ ،ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻮد إﻟﻰ اﻟﺘﺪاﻓﻊ ،ﻣﻦ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ اﻟﻤﺘﺤ ّﺮق إﻟﻰ ّ ﻓﻚ أﺳﺮار اﻟﺤﻴﺎة وﻏﻮاﻣﺾ اﻟﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺬاﺗ ّﻴﺔ اﻟﺮﺣﻴﺒﺔ ،ﻣﻦ اﻟﻔﺮدي إﻟﻰ اﻟﻜﻮﻧﻲ اﻟﻌﺎم« .اﺗﺴﺎﻋﻪ .إﻧﻪ ﺷﺎﻋﺮ ﺻﺮاع اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ،اﻟﻌﺎﺟﺰة، أﺻﻼ ﺑﺎزدواﺟﻴّﺔ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ،وﻫﻲ ازدواﺟﻴّﺔ ﺗﺘﺤﻜّﻢ اﻟﻤﺘّﺴﻤﺔ ً ﺑﻮاﻗﻌﻪ وﻣﺜﺎﻟﻪ ،ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﻔﻘﺪ اﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻤﻄﺎف، ŁäĔĿíō ðĄĿí ¸ŒøĴğ Őŀī واﻟﺤﺐ وﻳﺘﺠ ّﻨﺐ اﻟﺴﻘﻮط ﻓﻲ ﻛﺎرﺛﺔ اﻻﻧﺘﺤﺎر ،ﻛﻴﻒ ﻻ واﻟﺸﻌﺮ ﺳﻼﺣﻪ اﻟﺤﺐ ﺻﻼح ﻟﺒﻜﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮ اﻟﺴﺄم أﻳﻀً ﺎ. ّ ﺷﺎﻋﺮ ّ ﻋﻨﺪه ﻟﻴﺲ ذاك اﻟﺸﻌﻮر اﻟﻤﺎدي اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﻟﻜﺒﺖ واﻟﺤﺮﻣﺎن ،اﻟﻔ ّﻌﺎل ﺿﺪ اﻟﺘﻔﻜّﻚ اﻟﺬاﺗﻲ ،وﻳﻘﻮم ﺑﻤﻬﻤﺔ دﻓﻌﻪ ﻧﺤﻮ اﻻﻧﺸﻐﺎل وﻻ ﻫﻮ أﻳﻀً ﺎ ذاك اﻟﻠﻬﺞ اﻟﺬي ﺗﺆ ّﺟﺠﻪ ﻧﻴﺮان اﻟﺸﻬﻮة ﻓﻲ اﻟﺠﺴﺪ ،اﻟﺒﺮيء ﻓﻲ ﻛﻞ اﺗﺠﺎه ﻳﻨﺒﺴﻂ إﻟﻴﻪ ﺑﺼﺮه. ﺑﻞ ﺣ ّﺒﻪ ﻫﻮ ذاك اﻟﺤﺐ اﻷﻓﻼﻃﻮﻧﻲ اﻟﺸﻔﻴﻒ ،اﻟﻤﻠ ّﻮن اﻟﺮﻫﻴﻒ ،زار اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺻﻼح ﻟﺒﻜﻲ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ رﺑﻴﻊ اﻟﻌﺎم 1953وأﻟﻘﻰ ﻳﻈﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺮأة ﻛﻜﺎﺋﻦ ﺷﻌﺎﻋﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﺣﻮل اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻓﻲ »ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺬي ّ ﺻﺎف وﺟﻤﻴﻞ .إﻧﻪ ﻳﻬﻮى اﻟﻤﺮأة وﻟﻜﻦ ﻓﻲ إﻃﺎر ﻣﻨﺎﺧﺎﺗﻪ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ« ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ،ﻧﺎﻟﺖ إﻋﺠﺎب ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺤﻀﻮر، أﺛﻴﺮيٍ ، ﺑﺸﻬﺎدة اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺼﺮي اﻟﺼﺪﻳﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻔﻴﻔﻲ ﻣﻄﺮ ،اﻟﺬي اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ دو ًﻣﺎ: ﻛﺎن ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺻﻔﻮف اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ،وﻛﺎن ﺷﺎﺑًﺎ ﻳﺎﻓ ًﻌﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎوز ﻛﻞ ﻓﻀﺎء ﻳﺠـــــــﻮب ّ ﻛﺄنّ ﺣــــــــﺒﻲ ﺷﻌﺎ ٌع اﻟـ 18ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ .وﻣﻤﺎ أﻓﺎدﻧﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺼﺮي اﻟﺼﺪﻳﻖ وﺧﻠﻒ ﻫــﺬي اﻟﺴﻤﺎء ﻳﺴﻌﻰ وراء اﻟـــﺪراري وﻗﺎرىء اﻟﻮﺟﻮه ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز ،إن ﺻﻼح ﻟﺒﻜﻲ ،اﻣﺘﻠﻚ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ وﻓﺴـــــــــﺤﺔ اﻷﺟﻮاء ﺣ ّﺒﻲ ﻣـﺪى اﻟﺪﻫﺮ ﻣﻨﻪ ﺗﻔ ّﻮق ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﻮﺟﻮدﻳﺔ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ،ﻛﺎرﻳﺰﻣﺎ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ، اﻣﺎ اﻟﺴﺄم ﻟﺪى ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺳﺄم ذﻟﻚ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﺬي ﺗﻤﺜّﻞ ﺷﺨﺺ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن ،ﻫﻜﺬا ﺑﺼﻮﺗﻪ اﻟﻤﺮﺗﻔﻊ ﺣﻴ ًﻨﺎ، ﺧﺬﻟﺘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،واﺳﺘﺒ ّﺪت ﺑﻤﻘ ّﺪراﺗﻪ وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ أﻳّﻤﺎ اﺳﺘﺒﺪاد ،واﻟﺨﺎﻓﺖ أﺣﻴﺎﻧًﺎ ،وﻫﻮ ﻳﻨﺸﺪ ﺷﻌﺮه ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺎت ﻳﺪﻳﻪ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﺳﺄم ﻓﺮدي ،وﺟﻮدي ﻳﺮﻳﺪ ﺗﺨﻄّﻲ اﻟﻤﺠﻬﻮل اﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻲ ،وإﻃﺮاﻗﺘﻪ وﺗﺄﻣﻼﺗﻪ وﻟﻐﺔ ﻣﻼﻣﺢ وﺟﻬﻪ ﻓﻲ اﻹﺟﻤﺎل. ﺣﺘﻰ وإن ﺑﺎءت ﻣﺤﺎوﻻﺗﻪ ،ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ،ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ اﻟﻤﻘﻴﻢ ،ﻟﻜ ّﻨﻪ ﻟﻢ ﻛﻤﺎ أﻓﺎدﻧﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻔﻴﻔﻲ ﺑﺤﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺪرة اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ّ وﻟﻦ ﻳﻌﺘﺮف ﺑﻬﺬا اﻟﻔﺸﻞ، وﺳﻴﻈﻞ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﻃﺄﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ زرع أﻣﻞ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻮاﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﻟﻪ. ي ﺪ اﻟﺘﺤ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﺑ ًﺮا وﻣﺘﻤﺮ ًدا وﻣﻨﺘﺼ ًﺒﺎ ّ ﻣﺨﻴﺎل اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻨﺎﺷﻰء ،وﺗﺨﺮﻳﺠﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﻣﺪﻣﻮﺟﺔ ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻏﻨﺎﺋﻲ إﺟﻤﺎﻻً ﺷﻌﺮ ﺻﻼح ﻟﺒﻜﻲ ،ﻟﻜ ّﻦ ﻏﻨﺎﺋ ّﻴﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﻤﺸﻮب وﻣﺴﺎءﻟﺔ اﻟﻮﺟﻮد
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
77
ŧǙšŤē ĘťŜ
Ʊƺƨƿ ƞǀƧ źƗŚƄƫř ƆŴƃƹ ƾƨŞƫ ŭLjƇ ŭLjƇﻟﺒﻜﻲ ﻫﻮ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺪﻳﻦ ﻟﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻘﻞ ﺑﺎﻟﻮﻻء اﻹﺑﺪاﻋﻲ اﻟﺨﺎﻟﺺ ،وﻳﻌﺘﺒﺮه ﻣﺴﺆوﻻً ﻋﻦ اﻛﺘﺸﺎف ﺻﻮﺗﻪ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ،وإﻃﻼق ﻫﺬا اﻟﺼﻮت ﻣﺪوﻳٍّﺎ ﻓﻲ دﻧﻴﺎ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ. ﻳﺮوي ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻘﻞ ﻟﻜﺎﺗﺐ ﻫﺬه اﻟﺴﻄﻮر ،إﻧﻪ أﻧﺸﺪ ذات ﻳﻮم ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ زﺣﻠﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮة »اﻟﻤﺠﺪﻟﻴّﺔ« أﻣﺎم اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺻﻼح ﻟﺒﻜﻲ ،وﺑﺤﻀﻮر اﻟﺸﺎﻋﺮ واﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻮﻟﺲ ﺳﻼﻣﺔ .وﻟﻤﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺗﻼوﺗﻪ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ،ﻋﻠّﻖ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻟﺒﻜﻲ ﻣﺨﺎﻃ ًﺒﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻼﻣﺔ» :ﻳﻮم ﻳﺒﺪأ ﻫﺬا اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻨﺸﺮ ﻗﺼﺎﺋﺪه، ﺳﻨﻜﺴﺮ ﻧﺤﻦ أﻗﻼﻣﻨﺎ« .وﻇ ّﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻘﻞ أن ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻴﻠﺖ ﺑﺤﻘّﻪ ،ﻟﻦ ﺗﺘﺨﻄّﻰ ﻣﺴﺎﻣﻊ اﻟﺸﺎﻋﺮﻳﻦ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺳﻤﻌﺎﻫﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻮﺟﻰء ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺄن ﺻﻼح ﻟﺒﻜﻲ أﻃﻠﻘﻬﺎ ﻣﺪوﻳّﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﻒ ﺑﻴﺮوت ،وﺷﺎﻋﺖ ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻷدﺑﻴّﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻘﻞ ﻳﺸﻌﺮ ،وﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ،ﺑﺄﻧﻪ »دﺧﻞ ﻋﺎﻟﻢ اﻷدب واﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﺑ ّﻮاﺑﺘﻪ اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ« ﻋﻠﻰ ﺣ ّﺪ ﻗﻮﻟﻪ .ﺛﻢ ﺣﺪﺛﻨﻲ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻘﻞ ﻋﻦ ﺗﺄﺛﺮه ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻟﺒﻜﻲ ﻗﺎﺋﻼ» :ﻧﻌﻢ ،ﺗﺄﺛﺮت ﺑﺸﻌﺮ ﺻﻼح ﻟﺒﻜﻲ ،وﻛﻨﺖ ،وﻣﺎ زﻟﺖ ،أﻋﺘﺒﺮه ً ﺷﻌﺮﻳًﺎ ،ﻧﺴﻴﺞ ﻣﺨﺘﺒﺮه اﻟﺸﺨﺼﻲ ﺑﻴﻦ ﺷﻌﺮاء اﻟﻌﺮب واﻟﻌﺠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء« .إذن ،ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﻣﻦ اﻋﺘﺮاﻓﻚ ﻫﺬا ﺑﺄن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺻﻼح ﻟﺒﻜﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ اﻛﺘﺸﻒ ﻣﻮﻫﺒﺘﻚ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،وﻛﺎن ﺳ ّﺒﺎﻗًﺎ ﻓﻲ إﻃﻼﻗﻬﺎ؟« ..ﺳﺄﻟﺖ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻘﻞ ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﻲ» :ﻧﻌﻢ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ،وأﻧﺎ أدﻳﻦ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن ،وﺷﻌﺮه ﻣﻦ اﻟﻄﺮاز اﻟﻄﻠﻴﻌﻲ اﻟﺬي ﻳﺠﻤﻊ ﻣﺪارس اﻷدب اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﻟﻴﻔﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ وﻻ أﺑﻬﻰ وﻻ أﻧﻀﺮ ﺑﻮﺣﺪة أﺿﻤﻮﻣﺘﻬﺎ«. وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﺮأ ﺷﻌﺮ ﺻﻼح ﻟﺒﻜﻲ وﻳﻘﺎرﻧﻪ ﺑﺸﻌﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻘﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،ﻳﻠﺤﻆ ﻫﺬا ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻟﻸول ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺎﻧﻲ، ً ﺗﺨ ّﻴﺮ اﻟﻠﻔﻈﺔ اﻟﺤﺴ ّﻴﺔ وﺗﺘﺎﻟﻲ اﻟﺼﻮر اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺪ ّرج ﺗﻤﻈﻬﺮاﺗﻬﺎ.. ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻟﺒﻜﻲ:
76
ﺻﻼح ﻟﺒﻜﻲ ..وﺷﺨﺺ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن
اﺳﻤﻌﻲ اﻹﻋﺼﺎر ﻳﺪ ّوي ﻓﻲ اﻟﺠﺒﺎل اﺳﻤﻌﻲ ﻟﻠﻐــــــﺎب أﻧ ٍ ّﺎت ﻃـــﻮال اﺳﻤﻌـــــﻲ ﻛﻢ ﻃﺎﺋﺮ ﺗﺤﺖ اﻟﻈﻼم ِ ﺗﺎﺋ ٍﻪ ﺑﻠّﻠﻪ اﻟﻘﻄــــــــﺮ اﻟﺴﺠـــــﺎم ﻳﺘﻮﺧّﻰ ﻣﺄﻣ ًﻨﺎ ﺣﺘــــــــــﻰ اﻟﺼﺒﺎح ﻛﻒ اﻟﺮﻳﺎح؟ ﻣﻦ ﺗﺮى ﻳُﻨ ّﺠﻴﻪ ﻣـــﻦ ّ اﻓﺘﺤﻲ اﻟﻜ ّﻮة ﻓـــــﻲ وﺟﻪ اﻟﺴﻤﺎء واﻧﻈﺮﻳﻬﺎ ﻟﺒ َِﺴﺖ ﺛــــــﻮب اﻟﺸﻘﺎء وﺗﻮارت رﻫﺒﺔ ﺧﻠﻒ اﻟﻐﻴـــــــــﻮم ِ ﺑﻌﺪ أن اﻟﺮﻳﺢ اﻟﻨﺠــــــﻮم أﻃﻔﺄت ُ ïîŔĔĿí ĎĻîė čĊñ őãč
ﻛﺜﻴﺮة ﻫﻲ اﻟﻤﻘﺎﻻت واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻛُﺘﺒﺖ ﺣﻮل ﺷﻌﺮ ﺻﻼح ﻟﺒﻜﻲ ،وﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻛﺎن ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ رﻳﺎدﻳّﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ؛ ﻓﻬﺬا اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺬي وﻟﺪ ﻓﻲ اﻟﺒﺮازﻳﻞ ﺳﻨﺔ 1906وﻣﺎت ﻣﺒ ّﻜ ًﺮا ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﺳﻨﺔ ،1955ﻛﺎن ﺳﻴﻌﻄﻲ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﺷﻜﻼ وﻣﻀﻤﻮﻧًﺎ ،ﻟﻮ ﻟﻢ واﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎج اﻟﺸﻌﺮي اﻟﻤﻐﺎﻳﺮً ، ﻳﺮﺣﻞ ﻓﻲ ﻋ ّﺰ ﻋﻄﺎﺋﻪ اﻹﺑﺪاﻋﻲ واﻟﻨﻘﺪي .وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻓﺎﺻﻼ زﻣﻨﻴًﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺣﻠﺘﻴﻦ ﺷﻌﺮﻳﺘﻴﻦ ﻓﻲ ً ﻟﻮﺣﺔ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ :ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜ ّﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﻤﻄﻮ ّرة ﻋﻦ ﻣﻮروث اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮوف ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ووﻻدة ﺛﻮرة اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،أواﺧﺮ اﻷرﺑﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻔﺎﺋﺖ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ .وﻟﻢ ﻳﺘﺴ ّﻦ ﻟﺼﻼح ﻟﺒﻜﻲ ،ﻓﻲ رأي اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺪر ﺷﺎﻛﺮ اﻟﺴ ّﻴﺎب »أن ﻳﺸﺎرك ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺎر اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣ ّﻬﺪ ﻟﻬﺎ ﺑﺠﺪارة وﻗﻮة » ﻋﻠﻰ ﺣ ّﺪ ﻣﺎ ﻳﺮوي اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺨﺎل )ﻋـ ّﺮاب ﻣﺠﻠﺔ »ﺷﻌﺮ« ﻓﻲ ﺷﺘﺎء اﻟﻌﺎم 1980ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﻨﺼﺮم( ﻋﻦ ﻟﺴﺎن اﻟﺴﻴّﺎب ﺻﺪﻳﻘﻪ اﻟﺤﻤﻴﻢ ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟﺪراﺳﻴﺔ اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻴﻤﻜﻦ وﺿﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ اﻟﺘﺮاث ﻣﻌﺰزا ً ﺑﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻤﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻋﺒﺮ ﻣﻌﻠﻤﻴﻦ ﻣﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻤﻠﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﺪﻣﻪ )ﻣﺴﺘﺸﺎرون( ﻣﻮاﻃﻨﻮن ﻣﻦ ذوي اﻟﺨﺒﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ واﻟﻜﻔﺎءة واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺮﻳﺮ وﺗﺄﺻﻴﻞ اﻟﺘﺮاث وﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻪ وﻗﻴﻤﻪ وﻣﻬﺎراﺗﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻄﻠﺒﺔ ،وﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻟﺐ أن ﻳﺘﻌﻠﻢ وﻳﻔﻬﻢ وﻳﻄﺒﻖ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﻪ ،وﺗﻜﻮن اﻟﺤﺼﺺ اﻟﺪراﺳﻴﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪة ﺿﻤﻦ ﺟﺪاول اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻤﺪرﺳﻲ .ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺨﺮﻳﺞ ﻃﺎﻟﺐ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺣﺮف ﻳﺪوﻳﺔ وﻣﻬﻨﻴﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وأن ﻳﺒﺪع ﻓﻴﻬﺎ ،وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ )ﻣﺮاﺑﻴﻊ اﻟﻤﻴﺎه( واﻟﻔﺮق ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ )ﻣﺮاﺑﻴﻊ اﻟﻮﻗﺖ(، وﻳﻔ ّﺮق ﺑﻴﻦ )ﺳﻬﻴﻞ( و) اﻟﻴﺎه( وﻳﻌﻠﻢ أﻳﻦ ﺗﻘﻊ وﻣﺘﻰ ﺗﻈﻬﺮ وﻣﺘﻰ ﺗﻐﻴﺐ وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻣﻨﻬﺎ ،واﻟﻜﺜﻴﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﻬﻤﺔ ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻣﻬﺎراﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ .وﻷن اﻟﺘﺮاث ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ واﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ؛ ﻓﻴﻤﻜﻦ إﻋﺪاد ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻷن ﻳﻜﻮن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻤﺮﺷﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﻤﻠﻢ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﺼﻞ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﺠﺎل ،واﻟﻤﺪاﻓﻊ اﻷول ﻋﻨﻪ، وﺳﻔﻴﺮا ﻟﺒﻼده اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺤﺎﻓﻞ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻹرث اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ واﻟﺪوﻟﻲ. ﻧﺤﻦ ﻧﺆﻣﻦ أن اﻟﺸﺒﺎب ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺒﻨﻮن اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺰاﻫﺮ ﻟﻠﻮﻃﻦ
ﻣﻦ دون اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﻌﺮﻳﻖ ،ﺗﺮﻓﺪﻫﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻨﻬﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن – رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ – ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،وﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ راﺷﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﺣﺎﻛﻢ دﺑﻲ – ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ، وﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن وﻟﻲ ﻋﻬﺪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ – ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺄﻟﻮن ﺟﻬﺪا ﻓﻲ دﻋﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﻮن ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ودﻋﻤﻪ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﻮروث ﻳﺠﺐ أن ﻳﻤﺮر إﻟﻰ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،ﻣﺴﺘﻠﻬﻤﻴﻦ ﻧﻬﺞ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺒﺎﻧﻲ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن – ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه – وﻣﻘﻮﻟﺘﻪ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ: »ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺎض ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺣﺎﺿﺮ أو ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ« @ ﺷﺎﻋﺮ وﺑﺎﺣﺚ ﻣﻦ ا>ﻣﺎرات
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
75
ĆēijćŴ ĔŻĔŅŜ
ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﺗﺨﺎذ ﺧﻄﻮات ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ،ﻣﺜﻞ إدراج ﻣﺎدة اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻓﺒﺪون اﻷﺧﻼق ﻟﻦ ﺗﻘﻮم ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻗﺎﺋﻤﺔ ،وﻟﻦ ﻳﻨﺸﺄ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻨﺸﺄة اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ اﻟﺮﻛﻴﺰة اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺘﻌﻠﻢ واﻷداء اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ اﻟﻤﺘﻤﻴﺰ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺘﻜﺎر واﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ اﻷدﺑﻴﺔ ﺗﻌﺰز اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻟﺪى اﻟﻄﺎﻟﺐ أو اﻟﻤﻮﻇﻒ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ اذا ﻣﺎ ارﺗﻜﺒﻪ ،واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺻﻼﺣﻪ واﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺆدي ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ إﻟﻰ اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﺎدة اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﻣﻨﻬﺞ دراﺳﻲ ،ﻓﻬﻲ ﻣﺸﺮوع ﺣﻀﺎري وﻃﻨﻲ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻳﻌﻨﻰ ﺑﺘﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻮﻃﻦ. وﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﻬﺞ ،ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻌﻤﻞ ﺑﺠﺪ ﻻﺳﺘﺤﻀﺎر ﺗﺮاﺛﻨﺎ واﺳﺘﺨﻼص اﻟﺪروس واﻟﻌﺒﺮ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺤﺎﺿﺮ ،وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل وﺿﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﻌﻴﺪ رﺑﻂ اﻟﻔﺮد اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺑﺈرﺛﻪ اﻟﺘﻠﻴﺪ، وﺗﻌﺰﻳﺰ روح اﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻬﻢ اﻟﺼﺤﻴﺢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ واﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺮاث ،واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة زرﻋﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﻏُﺮﺑﺖ ﻋﻦ ﻣﺎﺿﻴﻬﺎ واﻋﺘﻨﻘﺖ إرﺛﺎ ﻻ ﻳﻤﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﺼﻠﺔ وﻻ ﺗﺮﺑﻄﻪ ﺑﻬﺎ ﺟﺬور .ورﻏﻢ أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻤﺸﺮوع؛ إﻻ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺳﻬﻼ ،ﻓﻬﻨﺎك اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ واﻹدارﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﺘﺮض ﺗﻨﻔﻴﺬه ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎت واﻟﺴﻠﻢ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻟﻠﻜﻮادر اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻤﻌﻠﻤﻲ اﻟﺘﺮاث ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻧﻮا داﺋﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺸﻬﺎدات اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮاﻓﻘﻮن ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻓﻲ إدارات اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻓﺎﻟﻔﻼﺣﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﻬﻨﺪس اﻟﺰراﻋﻲ إﻟﻰ ﺧﺒﻴﺮ ﺗﺮاﺛﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﻼﺣﺔ وأﺳﺎﻟﻴﺒﻬﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﺣﺴﺎب اﻷوﻗﺎت ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام )اﻟﺰورة( وﻫﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻜﻤﻴﺎت واﻷوﻗﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺮي ﺑﺎﻷﻓﻼج، ﻛﺬﻟﻚ )اﻟﺘﻨﺒﻴﺖ( اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺧﺒﺮة )اﻟﺒﻴﺪار( ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ أﻧﻮاع اﻟﻨﺨﻴﻞ وﻋﺪد )اﻟﺸﻤﺎرﻳﺦ( اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻛﻞ ﻧﻮع ﻟﻠﺘﻨﺒﻴﺖ .وﻧﻔﺲ اﻷﻣﺮ ﻳﻨﻄﺒﻖ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻌﻠﻤﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة ،ﻓﺎﻟﻔﺘﺎة اﻟﻴﻮم ﺗﺤﺘﺎج أن ﺗﺘﻌﻠﻢ ﻣﻬﺎرات اﻟﺠﺪات ﺑﻌﺪ أن ﻓﻘﺪت
74
ﻫﻞ ﻳﺘﻢ إدراج اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ؟
اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻬﺎت اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺑﺮاﻣﺞ وﻣﻨﺎﻫﺞ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﺘﺮاث ﺑﺠﺪﻳﺔ ،وﻟﻴﺲ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻤﻀﻴﺔ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻓﻴﺠﺐ أن ﺗﺪرج ﻛﻤﺎدة دراﺳﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺼﻔﻮف اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻘﺪرة اﻟﻨﺶء ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻴﻌﺎب واﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت أﻛﺒﺮ ،واﺧﺘﻴﺎر اﻟﻜﻮادر اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﺗﺰرع اﻟﺘﺮاث وﺣﺒﻪ واﻻﻋﺘﺰاز ﺑﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻨﺶء ﻋﺒﺮ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻠﻘﻲ اﻟﺸﻔﻬﻲ واﻟﺤﺰاوي اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻓﻲ أذﻫﺎﻧﻬﻢ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮم اﻟﻤﺮﺑﻴﺎت ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺒﻨﺎت اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺤﻔﻈﻨﻬﺎ ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻬﻦ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﻴﺎ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﻘﺼﺺ اﻟﺒﺤﺮ واﻟﺒﻄﻮﻟﺔ واﻟﻔﺪاء واﻹﺧﻼص واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻮﻃﻦ .ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﺻﺪارات اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺠﻞ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻟﻸﺟﺪاد واﻵﺑﺎء ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺤﻘﺐ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ،واﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ واﻷﺧﻼق اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺖ ارﺗﺒﺎﻃﺎﺗﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺣﺪدت ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻬﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،وﺗﻌﺮف اﻷﻃﻔﺎل ﻋﻠﻰ رﺣﻠﺔ اﻟﻐﻮص وﻣﻄﺎرﻳﺶ اﻟﺼﺤﺎري وأﻧﺸﻮدة اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻀﻨﻰ ﻓﻲ اﻟﻮاﺣﺎت واﻟﺠﺒﺎل ،ﻟﻴﻔﻬﻤﻮا ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻋﺎﻧﺎه اﻷﺟﺪاد اﻟﺬﻳﻦ أﺣﺒﻮا اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ ،واﻟﺒﺤﺮ اﻟﻐﺎدر واﻟﺴﻬﻮل اﻟﺠﺮداء واﻟﺠﺒﺎل اﻟﺼﻤﺎء وأﺳﻤﻮﻫﺎ رﻏﻢ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ،وﺣﻤﻠﻮا اﻟﺴﻼح ﺿﺪ ﻛﻞ ﻃﺎﻣﻊ ﻓﻜﺮ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻴﻪ وﺑﺬﻟﻮا اﻟﻐﺎﻟﻲ واﻟﻨﻔﻴﺲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻤﺎﻳﺘﻪ وﺻﻴﺎﻧﺘﻪ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺮﻛﻴﺰة اﻷﺳﺎس ﻓﻲ ﻗﺒﻮل ﻓﻜﺮة اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻵﺑﺎء اﻟﻤﺆﺳﺴﻮن رﺣﻤﻬﻢ اﻟﻠﻪ.
ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺨﻮص ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻦ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة
وﺗﺮاﺛﻪ ،واﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺪوﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻟﺼﻘﻬﺎ اﻟﻐﺮب ﺑﺼﻮرة اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻹﺟﻤﺎل ،وأﻫﻞ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮون ﻳﺘﺒﺮأون وﻳﺘﻨﺼﻠﻮن ﻣﻦ اﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﻟﻠﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ وﺗﻤﺴﻜﻬﻢ ﺑﻪ .ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺔ اﻷﺧﺮى؛ ﻇﻬﺮ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﺪى ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻮاﻋﻲ ﻣﺆﺧﺮا ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺰي اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﺳﻔﺮﻫﻢ ﻟﻠﺨﺎرج ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻷوروﺑﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﺮوﻳﺞ اﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ واﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻻﻋﺘﺰاز ﺑﺎﻟﺰي واﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ .وﻣﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﻄﻴﻦ ﺑﻠﻪ ،ﻣﺎ ﺗﺠﻨﻴﻪ اﻟﺪراﻣﺎ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،واﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺚ اﻟﻤﺨﺮﺟﻮن واﻟﻤﻨﺘﺠﻮن اﻟﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻮروث ،وﻳﺰرﻋﻮن ﺻﻮرة ﻣﺸﻮﻫﺔ وﺳﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ اﻟﻨﺶء ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻌﺐ ﻣﻌﻪ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻟﺼﻮرة اﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻘﺐ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ اﻵﺑﺎء وﻓﻖ ﻧﻈﺎم اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﺤﻜﻤﻪ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ووﻓﻖ دﺳﺘﻮر ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻮب ﻳﺤﺘﺮﻣﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ واﻟﺤﺮب ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺼﻮر اﻟﺪراﻣﺎ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ أﻧﻤﺎط اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﺻﻮرة ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺼﺪاﻗﻴﺔ أو
اﻻﺳﺘﻨﺎد إﻟﻰ اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﻤﻮﺛﻮﻗﺔ ،ﻣﺎ أﻧﺘﺞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻬﺰﻳﻠﺔ اﻟﻤﺴﻴﺌﺔ ﺣﺘﻰ ﻷﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﻗﺼﺺ اﻟﻮﻓﺎء واﻟﺤﺐ .وﺑﻤﺎ أﻧﻨﺎ أﻗﺮرﻧﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﻟﻤﺔ وﻃﻐﻴﺎن اﻟﻤﺎدة واﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺪم اﻟﺘﻘﻨﻲ واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ،ﻓﻜﺎن
ﻓﻨﺎء اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻹﻣﺎراﺗﻲ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
73
ĆēijćŴ ĔŻĔŅŜ
ﻧﻤﻮذج اﻟﻔﺼﻮل اﻟﺪراﺳﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺎً
ﻫﻮ اﻟﻮﺟﻪ اﻵﺧﺮ ﻟﻠﺤﻴﺎة ،ﻓﺈﻣﺎ اﻟﺘﻤﺪن أو اﻟﺘﺨﻠﻒ وﻻ ﺷﻲء ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ اﺑﺘﻌﺎد اﻟﺴﻮاد اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس وﺗﻨﺎﺳﻴﻬﻢ ﻋﺎدات و)ﺳﻠﻮم( وأﺳﻨﺎع اﻵﺑﺎء واﻷﺟــﺪاد .وأﺻﺒﺢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺮزح ﺗﺤﺖ اﻟﺘﻐﺮﻳﺐ اﻟﺬي ﻣﺎرﺳﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﻮا ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺣﻴﺎة ﻫﻲ أﻗﺮب إﻟﻰ ﺣﻴﺎة اﻟﻐﺮب ،وﻧﺒﺬوا وراءﻫﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻄﻬﻢ ﺑﻬﻮﻳﺘﻬﻢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻮى اﻻﻧﺘﻤﺎء ﺑﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻘﻂ ،واﻟﻤﻈﺎﻫﺮ اﻟﻤﺆﻳﺪة ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻜﺎد ﻻ ﺗﺤﺼﻰ؛ ﺣﻴﺚ ﻗﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺘﺮاﺑﻂ اﻷﺳﺮي ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ اﻷﺳﺮة اﻟﻮاﺣﺪة ﺑﻌﺪ أن ﻃﻐﺖ اﻟﻤﺎدة ﻋﻠﻰ ﻛﻞ 72
ﻫﻞ ﻳﺘﻢ إدراج اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ؟
ﻣﺠﺮﻳﺎت اﻟﺤﻴﺎة ،أﻣﺎ أﺳﻠﻮب وﻧﻤﻂ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻬﻮ أﻗﺮب ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ اﻧﻔﺼﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻦ أﺻﻮﻟﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وأﺻﺒﺢ ﺧﻠﻴﻄﺎ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺎت وﺗﻘﻠﻴﻌﺎت زادﺗﻪ ﻏﺮاﺑﺔ وﻏﺮﺑﺔ ﻋﻦ ﺟﺬوره .ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ؛ ﻻ ﺗﺆدي اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ إﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﻫﺬا اﻟﺒﻮن اﻟﺸﺎﺳﻊ ﺑﻴﻦ اﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﺤﻀﺎرة ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻮاﻋﻴﺔ اﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﺑﺄن ﻋﺎداﺗﻬﺎ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ ﻫﻲ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻣﻊ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻮﻓﺮه ﻟﻪ ﻫﺬه اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ واﻟﺤﻀﺎرة ،ﻓﺎﻟﺬوﺑﺎن اﻟﺘﺎم ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﻬﻴﻢ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎت اﻟﺘﺨﺒﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ،وﻳﺆﺟﺞ ذﻟﻚ ﺣﻴﺎة اﻟﺘﺮف اﻟﺘﻲ ﺟﻠﺒﺘﻬﺎ اﻟﻄﻔﺮة واﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺮﺻﺖ اﻟﺒﻼد ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮﻫﺎ ﻟﻠﻨﺎس. ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺢ اﻻﻧﻔﺼﺎل اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي وﻗﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮون ﺑﻴﻦ واﻗﻌﻬﻢ وﻣﺎﺿﻴﻬﻢ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻔﻘﺪﻫﻢ اﻹرث اﻟﺤﻀﺎري اﻟﺬي ﺧﻠّﻔﻪ اﻷﺟﺪاد ﻟﻶﺑﺎء ﻟﻴﻔﺮط ﻓﻴﻪ اﻷﺑﻨﺎء ﺳﻮاء ﺑﻤﺤﺾ إرادﺗﻬﻢ أو رﻏﻤﺎ ﻋﻨﻬﻢ ،ﻓﺎﻟﻤﻠﻬﻴﺎت واﻟﻤﻐﺮﻳﺎت واﻟﻤﻐ ّﺮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻓﺼﻠﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﺜﻴﺮة وﻗﻮﻳﺔ ،وﻫﻲ ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻬﺎث وراء اﻟﻤﺎدة واﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺸﻤﻞ أﻳﻀﺎ ﻓﻘﺪان اﻟﻨﺶء ﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻻﻋﺘﺰاز ﺑﺈرﺛﻪ اﻟﺤﻀﺎري
ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺤﺒﺎل اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﻦ أﻟﻴﺎف اﻟﻨﺨﻴﻞ
ﺗﻌﺪ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﻟﻴﻬﺪﻫﺪه ﻓﻲ )اﻟﻤﻨﺰ(، وﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻣﻦ ﺗﻄﻌﻤﻪ داﺋﻤﺎ وﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺷﺆوﻧﻪ ﻛﻠﻬﺎ ،وﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻻ ﺗﺤﻔﻆ ﻣﻦ اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ أﻣﻬﺎ ﺗﻐﻨﻴﻬﺎ ﻟﻬﺎ أﺛﻨﺎء ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ ﻟﺘﻨﺎم ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺪ، وﻟﻢ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺤﻔﻆ أي ﻣﻦ ﺗﺮاﺛﻴﺎت اﻟﻬﺪﻫﺪة و)اﻟﻤﻬﺎواه( ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻤﻰ ،ﻓﻼ ﺗﻌﺮف إﻻ اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻹﻳﻘﺎع اﻟﺴﺮﻳﻊ واﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻷن ﻳﻐﻔﻮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺼﻮت أﻣﻪ .ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻷم ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﺎم اﻟﻄﻔﻞ
ﻓﻲ )اﻟﻤﻨﺰ( اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺒﻄﺎرﻳﺎت أو اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ،وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺴﺘﻤﻊ اﻟﻄﻔﻞ ﻟﻸﻏﺎﻧﻲ ﻋﺒﺮ اﻟﻬﺎﺗﻒ أو اﻟﻠﻮﺣﻴﺎت ،أو ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﺮﺑﻴﺘﻪ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ إﻻ اﻟﻠﻪ ﻛﻴﻒ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﻨﺎم ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﺘﺮﺗﺎح ﻣﻦ ﺷﻘﺎء ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ .إن ﻃﻐﻴﺎن اﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻪ اﻷﺛﺮ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻧﻔﺼﺎﻟﻨﺎ ﺷﺒﻪ اﻟﺘﺎم ﻋﻦ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻤﺘﻮارﺛﺔ ﻋﻦ اﻷﺟﺪاد واﻟﺘﻲ ﻧﺴﻤﻴﻬﺎ أﺳﻨﺎع اﻷوﻟﻴﻦ ،ﻟﺘﺤﻞ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺜﻞ اﻹﺗﻴﻜﻴﺖ واﻟﺒﺮﺳﺘﻴﺞ ﻣﺤﻞ ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻷﺻﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺣﻴﻬﺎ، ﻓﻤﻨﺬ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻳﻨﻔﺼﻞ اﻟﻔﺮد ﻋﻦ ﺗﻮاﺻﻠﻪ ﻣﻊ ﺗﺮاﺛﻪ ،وأﺛﻨﺎء ﻣﺮاﺣﻞ ﻧﻤﻮه ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺪرﺟﺎ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ أﻋﺪه واﻟﺪاه ﻟﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻮﻟﺪ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻠﻘﻰ أﻓﻀﻞ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ أﻓﻀﻞ اﻟﻤﺪارس اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺑﺄﻓﻀﻞ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﻟﻠﻐﺎت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ وﻋﺎدات اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺘﺤﻀﺮ.
ارﺗﺒﻄﺖ ﺣﻴﺎة اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺒﺪاوة أو اﻟﺤﻀﺮ ،ﻓﻲ أذﻫﺎن ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﺼﻮرة ذﻫﻨﻴﺔ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺒﺪو ﻛﺤﻴﺎة ﻗﺎﺳﻴﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻤﺪن واﻟﺤﻀﺎرة ،وأﻧﻬﺎ إﻧﻤﺎ ﺗﻤﺜﻞ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺒﺪاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺶ واﻟﺘﺨﻠﻒ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮي ،وأن اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻷﺳﻠﻮب
ﻓﻨﻮن اﻟﻨﺨﻴﻞ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
71
ĆēijćŴ ĔŻĔŅŜ
ﻓﻲ ﻋﺎم زاﻳﺪ
ƮǀƬƘŤƫř ŪƷŚƴƯ ƾƟ ťřźŤƫř ũřŹŵœ ƮŤƿ ƪƷ
ŒòĬļĿí ôĴŔŀć čōĎē
وﺑﺎت ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺸﺒﺎب ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﺮاث ﻗﺼﺼﺎً ﻣﻦ أﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ وﻟﻴﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮﻗﻤﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ وﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﻟﺘﺮاث إﻻ ﻣﻌﺜﻮرات ﺟﻤﻌﺖ ﻓﻲ أﻗﻔﺎص زﺟﺎﺟﻴﺔ،اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ أروﻗﺔ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺆﻣﻬﺎ إﻻ اﻷﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﺘﻌﻄﺸﻴﻦ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ .ﺗﻮارﻳﺦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﻳﺰوروﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮ ﻫﺬا ﻟﻢ ﺗﻌﺪ اﻷم ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﺗﺮﺿﻊ اﺑﻨﻬﺎ ﺗﺮاث ﻓﻠﻢ،أﺟﺪادﻫﺎ ﻣﻨﺬ أﻳﺎﻣﻪ اﻷوﻟﻰ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻞ أﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ
ŦĤŴ ŦżĥŤē İĽŻ ĔŨ ŦŠ Žű ĚżŭŝĝŤē Ğĩėŀĉ ĞŜŴ ŽŘ źĉ ŹťŐ ŏǙƸƸňǘē ŽŘ ęİżĨŵŤē ųƸƸĜēįĉ ŽƸƸűŴ ȕųĜĔŨĔũĝűē
ĢĩėŤ ĞŬĔŠ Ćēŵĸ ĔŲżťŐ ŏǙňǘē ŽŘ ĘŔĴŻ İŜ ěĔŨŵťőŨ ţŵŅŘ ŏĔėļǞ Ŵĉ ţēČĸ ŹťŐ ĕēŵĤ ĚŘĴőũŤ Ŵĉ ŽũťŐ ȕĚżŨŵżŤē ęĔżĩŤē ŽŘ ųńĴĝőŻ ĔŨ ţŵƸƸĨ ĆŽĽŤĔĖ ŪťőŤē
ĞűŵĽĜ ěĔŻēŴijŴ łŁŜŴ ěĔŻĔšĨ įĴĥŨ ğēĴĝŤē Īėŀĉ ţIJėĜ ŽĝŤē įŵŲĥŤē ŮŨ ĴżġšŤē ŪŔij ȕĔŲťżŀĔřĜ ŪōőŨ
Ŵĉ ĚżũĸĴŤē ĚżŨŵšĩŤē ěĔŲĥŤē ŦėŜǀ ŮŨ ğēĴĝŤē ĚŻĔũĩŤ ŽŁĭĽŤē ŶŵĝĹũŤē ŹťŐ ŹĝĨŴ ȕĚŀĔĭŤē ěĔĹĸČũŤē
ĔŨ ţIJĖ ŪŲĹřŬĉ ŹťŐ ēŵƸƸŤć ŮŻIJŤē ŮŨ ĴżġŠ ųŨİŝŻ źIJƸƸŤē ŽĖĴőŤē ŽĠēĴĝŤē ğŴijŵƸƸũƸƸŤē ŹťŐ ŋĔřĩťŤ ūŵőżʼnĝĹŻ ĚŲĤēŵũŤ ȕĿĔĬ ŦšĽĖ ŽĥżťĭŤēŴ ŧĔŐ ŦšĽĖ ŞŻĴőŤē ĆĔŁŜčŴ ĘŻĴŕĜ ŮŨ ĔŲŤ ŃĴőĝŻ ŽĝŤē ĚĸĴĽŤē ĚũĥŲŤē
ųĜĔėŭĤ ŽŘ ůĔĜ źIJŤē ŽũŜĴŤē ŪŤĔőŤē ŦĖĔŝŨ ŽŘ ȕţĔũűčŴ أﻃﻔﺎل ﻳﻤﺎرﺳﻮن اﻟﻴﻮﻻ
ŽĥżťĭŤēŴ ŽĖĴőŤē ĕĔėĽŤē ĘťŔĉ
ﻫﻞ ﻳﺘﻢ إدراج اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ؟
70
وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻗﺪ ﻟﻌﺒﺖ دورا ً ﻋﻈﻴﻢ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺮاك اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻧﻘّﺎل اﻟﻤﻌﺎرف واﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ﺑﻴﻦ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﺷﺎب ﻫﺬا اﻟﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ أو ٍ ﺗﺤﺮﻳﻒ أو ﺗﺸﻮﻳﻪ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ذات اﻟﻮﻗﺖ رﺳﺎﻟﺔ ﺗﻘﻠﻘﻞٍ أو ﻣﺜﺎﻗﻔﺔ وﺣﻮار وﺑﻨﺎء ﺟﺴﻮر ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻀﺎرات واﻟﺜﻘﺎﻓﺎت. وﻟﻢ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺼﻮر أي ﺧﻄﺎﺑﺎت ﺗﺼﺪاﻣﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺣﻀﺎرﻳﺔ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ و ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ رﺳﺎﻟ َﺔ ﻧﻔﻲ ﻟﻶﺧﺮ أو ﻓﻘﻬﺎً ﻟﻠﺘﺮوﻳﻊ واﻟﺘﻘﺘﻴﻞ واﻟﺘﺬﺑﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة وﻋﺼﺎﺑﺎت داﻋﺶ وﺑﻮﻛﻮ ﺣﺮام. ﺑﻔﻀﻞ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻋﺮف اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺬﺧﺎﺋﺮ ﻣﻌﺎرﻓﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺎب واﻟﻔﻠﻚ واﻟﺰراﻋﺔ واﻟﻄﺐ واﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻠﻘﻔﻬﺎ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻮن ﺛﻢ ﺗﻠﻘﻒ اﻟﺮوﻣﺎن آداب اﻟﻴﻮﻧﺎن وﻓﻠﺴﻔﺘﻬﻢ وﻋﻠﻮﻣﻬﻢ وﻳﺄﺗﻲ اﻟﻌﺮب ﻓﻴﻨﻘﻠﻮن ﻋﻦ اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ واﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﺛﻢ ﻳﺠﻴﺊ دور أوروﺑﺎ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ وﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ وﻋﺼﺮ اﻷﻧﻮار ﻓﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﻤﻌﺎرف واﻟﻌﻠﻮم ﻋﻦ اﻟﻌﺮب ﻓﺘﺘﺮﺟﻢ ﻛﺘﺐ اﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ واﺑﻦ رﺷﺪ واﺑﻦ اﻟﻬﻴﺜﻢ واﻟﻜﻨﺪي واﻟﺮازي واﻟﻔﺎراﺑﻲ ﻟﺘُﺪرس ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ. ﻓﻲ ﺳﻴﺎق ﺗﺸﻜﻴﻞ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ دوﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺟﻤﺔ ﺑﻌﻴﺪا ً ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻌﻼء اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻲ ،ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ اﻷﺷﻬﺮ ﻳﻮﻫﺎن ﻓﻮﻟﻐﺎﻧﻎ ﻏﻮﺗﻪ ) (1832-1749ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 1828 ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ اﻟﺴﻴﺮ اﻷﺳﻜﺘﻠﻨﺪي ﺗﻮﻣﺎس ﻛﺎرﻻﻳﻞ )(1881-1795 ﻣﺸﻴﺮا ً إﻟﻰ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺻﺎﺣﺒﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ؛ ﻳﻘﻮل ﻏﻮﺗﻪ »ﻣﻬﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﺪم اﻛﺘﻤﺎل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﻨﺸﺎط ﻳﻈﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ إﺣﺪى اﻟﻤﻬﻤﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ واﻷﻛﺜﺮ ﺟﺪارة ﺑﺎﻻﺣﺘﺮام ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺪوﻟﻲ«. ﻓﻲ ذات اﻻﺗﺠﺎه ﻳﻘﻮل واﻟﺘﺮ ﺑﻨﻴﺎﻣﻴﻦ ،اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ واﻟﻤﻨﻈﺮ اﻟﺸﻬﻴﺮ ) (1940-1892وﻫﻮ ﻣﻦ ﺗﺮﺟﻢ ﻟﻸﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﻦ ﻓﺎرﻗﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷدب اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ واﻷوروﺑﻲ وﻫﻤﺎ دﻳﻮان« أزﻫﺎر اﻟﺸﺮ« ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﺤﺪاﺛﻲ ﺷﺎرل ﺑﻮدﻟﻴﺮ وﻣﻄﻮﻟﺔ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﺎرﺳﻴﻞ ﺑﺮوﺳﺖ اﻟﺮواﺋﻴﺔ »اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻤﻔﻘﻮد«؛ ﻳﻘﻮل واﻟﺘﺮ ﺑﻨﻴﺎﻣﻴﻦ» :إن اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﺑﻴﺔ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ
źƷƺū ŶưŰƯ ƢƿŶƇ ŵ أﺳﺘﺎذ ا\دب ا ﻧﺠﻠﻴﺰي ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ا ﻣﺎرات
اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺣﻴﺎة آﺧﺮوﻳﺔ ﻷن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻳُﻨﺘﺞ ﻓﻲ إﻃﺎر ﻟﻐﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﻔﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺳﻤﺎﺗﻪ وأﻫﻤﻴﺘﻪ اﻵﻧﻴﺔ ﺑﺘﻘﺎدم اﻟﺰﻣﻦ ﻟﺘﺄﺗﻲ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻓﺘﻌﻴﺪ إﻟﻴﻪ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ وﺑﺮوح ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﻦ ﺷﺄن ﻫﺬا أن ﻳﺆدي إﻟﻰ أن اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺘﺮﺟﻤﺔ وﻗﺪ دﺧﻠﺖ ﻓﻀﺎ ًء ﻟﻐﻮﻳﺎً وأدﺑﻴﺎً ﻣﻐﺎﻳﺮا ً أن ﺗﺼﺒﺢ ﺟﺰءا ً ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻔﻀﺎء ﺑﺎﻣﺘﺼﺎص اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻬﺎ «(2). أﻣﺎ اﻟﻴﻮم ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺄﻣﻞ ﻓﻲ أن ﻧﺴﺘﻮﻋﺐ ﺟﻤﻴﻌﺎً ،ﺳــﻮاء ﻛﻨﺎ ﻣﺘﺮﺟﻤﻴﻦ ﻓﺮادى أو ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺗﺮﺟﻤﺔ وﺻﻨﺎع ﻗﺮار ،اﻟﺪرس اﻟﻤﺮﻋﺐ ﻟﻠﺘﺮﺟﻤﺎت اﻟﻤﻠﺘﻮﻳﺔ واﻟﻤﺤﺮﻓﺔ واﻟﺘﺄوﻳﻼت واﻟﺘﻔﺴﻴﺮات و اﻟﺘﺨﺮﻳﺠﺎت ﻟﻠﻜﺘﺐ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ وﻣﺎ ﺧﻠﻔﺘﻪ وراءﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﺮاب ودﻣﺎر وﻣﻼﻳﻴﻦ اﻟﻘﺘﻠﻰ واﻟﻤﺸﺮدﻳﻦ. دﻋﻮﻧﺎ ﻻ ﻧﺨﻮن أﻣﺎﻧﺔ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻓﺎﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﻟﻴﺲ ﺧﺎﺋﻨﺎً ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻐﺮﺿﻴﻦ .دﻋﻮﻧﺎ ﻧﺒﺎرك ﻛﻞ اﻟﻤﺒﺎدرات واﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت واﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ ﻣﺸﺮوع ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ واﻟﺘﻘﺪم اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ واﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ أراد اﻟﻤﺨﻠﺼﻮن ﻣﻦ آﺑﺎء اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ ﻫﻮاﻣﺶ: - 1ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺤﺴﻨﺎوي -وﻇﻴﻔﺔ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ- ﻣﻐﺮس ﻧﺖ .2011-1-8 - 2د ﺳﻌﺪ اﻟﺒﺎزﻋﻲ ،اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ -اﻟﺤﻴﺎة -اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ 16 ،ﺗﺸﺮﻳﻦ أول .2012
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
69
ęĆĔńč
şŶƿŶŬƫř ŠǀƠƫǃř ƾƟ ŠưūźŤƫř Ʈƫﻳﻌﺪ ﺛﻤﺔ ﺷﻚ ﻓﻲ أن اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺸﻜﻞ اﻵن وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي زﻣﻦ ﻣﻀﻰ أﺣﺪ أﻫﻢ وأﺧﻄﺮ اﻟﺘﺒﺎدﻻت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ واﻟﻤﻌﺎﺻﺮ .وآﻳﺔ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ أﻣ ٍﺔ أو ﺷﻌﺐ ٍﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ درﺟﺔ ﺗﻄﻮرﻫﺎ وﻣﺴﺘﻮى اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ وﻧﻄﺎق ﻣﺠﺎﻟﻬﺎ اﻟﺤﻴﻮي اﻟﻠﻐﻮي إﻻ وﺗﺄﺧﺬ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ إﻣﺎ ﻃﻠﺒﺎً ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻜﺮ و ﻓﻦ وأدب وﻋﻠﻢ وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻵﺧﺮ ،أو ﻋﺮﺿﺎً ﻟﻔﻜﺮﻫﺎ وﻓﻨﻬﺎ وأدﺑﻬﺎ وﻋﻠﻤﻬﺎ وﺗﻘﻨﻴﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ. ﺗﻠﻌﺐ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ دورا ً ﻣﺤﻮرﻳﺎً ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺬات اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﺴﻤﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋــﻼوة ﻋﻠﻰ اﻹﺿﺎﻓﺎت اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻔﻜ ِﺮ واﻟﻔﻦ واﻷدب واﻟﻌﻠﻢ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ. ﻟﻢ ﺗﻌﺪ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﺠﺮد ﻣﺴﺄﻟﺔ أﺳﻠﻮﺑﻴﺔ وﻟﻐﻮﻳﺔ ﺑﻞ ﺻﺎرت ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻀﺎرﻳﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺪوﻧﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ وﻻ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﻘﺼﺪ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌﻪ).(1 وﻟﺌﻦ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻴﺔ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﺴﺘﻌ ٓﻤﺮة اﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻟﻠﻮﻟﻮج إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻤﺴﺘﻌ ِﻤﺮ اﻟﻤﺘﻘﺪم ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻟﻔﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة وﻓــﻲ ﻇﻞ ﻋﺼﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪاﻟﻌﻮﻟﻤﺔ واﻟﺜﻮرة اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ اﻟﺤﺎﺳﻮﺑﻴﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺠﺎﻻً رﺣﺒﺎً ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ واﻟﺘﺜﺎﻗﻒ وﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﺠﺮد وﻋﺎ ًء ﻟﻨﻘﻞ أﺳﺮار
68
اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻓﻲ ا\ﻟﻔﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة
اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻤﺘﻄﻮرة ﺑﻞ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻻﺑﺘﻜﺎري واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ. ﺑﻔﻀﻞ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ اﻟﺬات اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻣﺮﻛﺰا ً ﻻﻫﻮﺗﻴﺎً ﻣﻜﺘﻔﻴﺎً ﻣﺴﺘﻐﻨﻴﺎً ﺑﻬﻮﻳﺘﻪ اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ وﻟﺬﻟﻚ ﺑﺎت ﺿﺮورﻳﺎً اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ واﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻻﻋﺘﺒﺎرﻳﺔ ﻟﻠﻐﺔ ﺧﺎرج ﺣﺪود اﻟﺘﻔﻨﻦ اﻟﺘﻘﻨﻲ اﻟﺸﻜﻠﻲ. ﻛﻤﺎ أن اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ذاﺗﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﺠﺮد ﺗﻌﺒﻴﺮ ٍ ﻋﻦ اﺳﺘﻤﺮار ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻴﻠﻮﻟﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻌ ِﻤﺮ اﻟﻘﺪﻳﻢ .وﺑﺎت اﻻﻧﺘﻘﺎل اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻧﺤﻮ أﻓﻖ ﻋﻼﻗﺔ دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ ﻻ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺣﺎﺋﻼً او اﺳﺘﺜﻨﺎ ًء ﺑﻞ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻧﺪا ً وﺷﺮﻳﻜﺎً ﻣﻜﺎﻓﺌﺎً...أي ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻴﺎة أو ﻣﻮت ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ .وﻫﻜﺬا أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ أﻣﺎرة ٍ رﺷﺪ وﻋﻼﻣﺔ ﻧﻀ ٍﺞ ﺗﻘﺎس ﺑﻬﻤﺎ درﺟﺔ اﻟﺘﻄﻮر وﻣﺴﺘﻮى اﻻرﺗﻘﺎء. ﻟﻘﺪ أﻧﺠﺰت اﻟﺤﺪاﺛﺔ اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﻘﺴﻴﻤﺎً ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺤﺖ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﻮﻗﻌﺎً داﺧﻠﻪ ،ﻷن ﻫﺬه اﻟﺤﺪاﺛﺔ اﻧﺒﻨﺖ ﺑﺎﻟﺬات ﻋﻠﻰ ﺻﺮاع ﻃﺒﻘﻲ ﻻ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﺎﻋﺎت ﺑﺸﺮﻳﺔ ،وﻗﺪ ﺑﺎت ﻳﻮازﻳﻪ ﺻﺮاع ﻟﻐﻮي ﺑﻴﻦ أﻗﻨﻮﻣﺎت وﺳﻨﻦ وﻃﺮاﺋﻖ ﻟﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﻛﻞ واﺣﺪة ﺗﺮوم أﺧﺬ ﺣﺼﺘﻬﺎ داﺧﻞ اﻟﺴﻮق اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ .ﻫﻨﺎ ﺗﺘﻤﻮﻗﻊ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ داﺧﻠﻲ ﺧﺎص ﺑﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻣﺤﺪدة وﻣﺎ ﻫﻮ ﺧﺎرﺟﻲ ﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺠﻤﺎﻋﺎت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﺑﺸﺮﻳﺔ أﺧﺮى ،اﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺴﻴﺎدة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .وﻻ ﻣﺮاء ﻓﻲ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻛﻔﻌﻞٍ ﻓﺮدي أو ﻛﻌﻤﻞٍ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﻣﻨﻀﺒﻂ ،ﺳﻮاء اﺗﺨﺬت ٍ ﺻﻮرة اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﻨﺨﺒﻮي ﻟﻤﺎ ﻳُﺘﺮﺟﻢ وﻣﺎﻻ ﻳﺘﺮﺟﻢ أو وﻗﻔﺖ وراءﻫﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وإدارة ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ ﻣﺘﻐﻴﺮات اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻧﻔﺠﺎرات اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ اﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ واﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى وﻣﻌﻄﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﻟﻴﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ اﻟﻜﺎﺳﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗ ُﻌﻄﻲ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻹدارة اﻟﺼﺮاع اﻟﺘﺮﺟﻤﻲ ﻣﻊ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺤﺪاﺛﻲ وﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪاﺛﻲ اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻲ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ واﻟﻨﺪﻳﺔ واﻟﺘﻜﺎﻓﺆ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ.
اﻟﻘﻮة اﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮاﻛﻦ
واﻟﺤﻤﻰ اﻟﻤﻌﻮﻳﺔ .وﺗ ُﻀﻴﻒ اﻟﺒُﺤﻴﺮات اﻟﻀﺤﻠﺔ واﻟ ُﻤﺴﺘﻨﻘﻌﺎت اﻟﺮﻃﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ اﻟﻤﺪ واﻟﺠﺰر ،ﻣﻌﻀﻼت أﺧﺮى ﻟﺼﺤﺔ اﻟﺴﻜﺎن ،إذ ﺗ ُﺘﺮك ﻫﺬه اﻟﺒﺤﻴﺮات ُﻣﻌﺮﺿﺔ ﻷﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺤﺎرﻗﺔ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ُﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺎﻟﻘﺬارة ،وراﺋﺤﺘﻬﺎ ﻛﺮﻳﻬﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻄﻴﻦ اﻟﻤﺘﺨﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺮارة«. Ò ôijîÿ ôœĎñ ôķĎĄŃ
ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻮم ،ﻳﺮى ﺑﺎري أن اﻟﺒﻠﺪة ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ »ﻣﺤﺮﻗ ًﺔ ﺑﺮﻳﱠﺔ ﺟﺎﻓﺔ ﺑﺪون أي ﻏﻄﺎء ﻧﺒﺎﺗﻲ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺷﺠﻴﺮات ُﻣﺘﻴﺒﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء« .ﻳﻘﻮل» :أؤﻛﺪ أن ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎن ﻫﻮ اﻷﻛﺜﺮ ﺳﺨﻮﻧ ًﺔ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ رأﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،اﻟﺴﻤﺎء ﻣﺜﻞ ﺻﻔﻴﺤﺔ ﻧﺤﺎﺳﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﺼﻘﻮﻟﺔ ﻓﻮﻗﻨﺎ ،ﺑﺄﺷﻌﺔ ﺷﻤﺲ ﺣﺎرﻗﺔ ﺗﻠﻬﺐ اﻟﺮﻣﺎل اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ«. ﻓﻲ ﺳﻮاﻛﻦ ،اﻃﻠﻊ اﻟﻀﺎﺑﻂ ﺑﺎري ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ ﺧﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﻟﻌﺸﺮة اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ وﺻﻮﻟﻪ؛ ﻟﻘﺪ ﻓﻘﺪوا أﻟﻔﺎً وأرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻣﻦ ﻟﻴﻔﺼﻞ ﻣﺮة أﺧﺮى اﻟﻜﺘﻴﺒﺔ .وﻳﻌﻮد اﻟﻜﺎﺗﺐ ﱢ ﻓﻲ اﻷﻣﺮاض اﻟﻤﺘﻮﻃﻨﺔ اﻟﺘﻲ أﺿﺮت ﺑﺎﻟﺠﻨﻮد:
»أﻛﺜﺮ اﻷﻣﺮاض اﻧﺘﺸﺎرا ً ﻫﻮ اﻟ ُﺤﻤﻰ اﻟ َﻤﻌﻮﻳﺔ، واﻟ ُﺤﻤﻰ اﻟ ُﻤﺘﻘﻄﻌﺔ ،واﻟ ُﺤﻤﻰ اﻟ ُﻤﺴﺘﻤﺮه اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ )ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ُﺣﻤﻰ اﻟﺘﻴﻔﻮﺋﻴﺪ(، واﻟﺪوﺳﻨﺘﺎرﻳﺎ واﻹﺳــﻬــﺎل ،واﻟﻮﻫﻦ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺤﺎرﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟــﺮأس .ﻣﺎ دﻋﺎﻧﻲ ﻟﻠﺘﻀﺮع إﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﺄﻻ ﻳﻌﻮد اﻟﺠﻨﺪي اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي اﻟﺬي ﻳﺘﺮك ﻫﺬه اﻟﺸﻮاﻃﺊ إﻟﻴﻬﺎ أﺑﺪا ً«. ņĻíŎē Œij ņŔŔŀĄńĿí ŅîļĔĿí IJěō
وﻋﻦ اﻟﺴﻜﺎن اﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﻮاﻛﻦ ،ﻳﺒﺬل اﻟﻜﺎﺗﺐ وﺻﻔﺎً ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺔ، ﻟﻢ ﻳﻬﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻤﻠﺒﺲ واﻟﺰﻳﻨﺔ واﻟﻌﺎدات؛ ﻳﻘﻮل» :ﻫﻨﺎك ﻋﺮب ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻤﺠﺎورة :ﻫﺪﻧﺪوة ،ﻓﻀﻼب، ﺑﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ،ﺑﺸﺎرﻳﺔ ،ﻋﺒﺎﺑﺪة .وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎً ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺼﻮﻣﺎﻟﻴﻴﻦ .ﻓﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺰﻧﺠﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ،ﻣﺠﺮدﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺴﻬﻢ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش ﻳﺮﺗﺪوﻧﻬﺎ ﻟﺴﺘﺮ اﻟﻌﻮرة .أﻣﺎ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻌﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻳﺴﺘﺮ ْن ﺑﻌﺾ أﺟﺰاء أﺟﺴﺎدﻫﻦ ﻓﻴﻐﻄﻴﻦ وﺟﻮﻫﻬﻦ ﺑﺜﻮب أﺑﻴﺾ رﻗﻴﻖ ،ﻳﻠﻔﻔﻨﻪ ﺣﻮل أﺟﺴﺎدﻫﻦ ورؤوﺳــﻬــﻦ ،وﻫــﺆﻻء ﻓﻲ
اﻷﻏﻠﺐ ﻫﻦ اﻟﻤﺘﺰوﺟﺎت .اﻟﻨﺴﺎء أﺟﺴﺎدﻫﻦ ﺑﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ أﻏﻠﺒﻬﺎ ،وﺟﻤﻴﻌﻬﻦ ﻳﺮﺗﺪﻳﻦ اﻟ ُﺤﻠﻲ اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻮﻓﻬﻦ وآذاﻧﻬﻦ ،وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻣﻦ ﻳﺜﻘﺒﻦ أﻧﻮﻓﻬﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ وﺿﻊ ﻫﺬه اﻟ ُﺤﻠﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﻦ أي ﻣﺨﺎوف ﺑﺸﺄن ﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﺠﻤﺎل« .ﻟﻔﺘﺖ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻔﻴﻒ اﻟﺸﻌﺮ اﻧﺘﺒﺎه اﻟﻜﺎﺗﺐ ،ﺣﻴﺚ وﺻﻔﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺮﺟﺎل» :ﺷﺎﻫﺪت ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻼﺗﻲ ﻳﺠﻌﻠﻦ ﺷﻌﻮرﻫﻦ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻋﺠﻴﺐ ،وﻫﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﺼﻔﻴﻒ اﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎً )اﻟ ُﻤﺸَ ﺎط( .أﻣﺎ رؤوس اﻟﺮﺟﺎل ﻓﻜﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﻟﺴﺖ أو ﻏﺮاﺑﺔ ،إذ ﻳﺴﺪﻟﻮن اﻟﺸﻌﺮ اﻟ ُﻤﺠ َﻌﺪ ّ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺑﻮﺻﺎت ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ اﻟﺮأس ،أﻣﺎ اﻷوﻻد ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ﻓﻴﺤﻠﻘﻮن رؤوﺳﻬﻢ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻗﻄﻌﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ،اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻤﻮ ﻃﻮﻳﻼً« .ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﺒﻪ إﻟﻰ ﻋﺎدة اﻟﺸﻠﻮخ اﻟﺘﻲ اﻧﻘﺮﺿﺖ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ أﻛﺜﺮ اﻟﺴﻮدان ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻤﺔ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﺤﺪد اﻻﻧﺘﻤﺎءات اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﻀﻌﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ أﻛﺜﺮﻫﺎ، وأﺣﻴﺎﻧﺎً ﺗﻮﺿﻊ ﻟﻠﺰﻳﻨﺔ ﻓﻘﻂ ،وﻫﻲ ﺟﺮوح ﻃﻮﻟﻴﺔ أو ﻋﺮﺿﻴﺔ ﺑﺄﺷﻜﺎل ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺧﺪ ﻣﺜﻞ اﻟﻮﺳﻢ ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
67
śĔŘǚē įĔżĜijē
إﻧﺠﻠﺘﺮا ،وﻛﻨﺎ ﺣﺮﻳﺼﻴﻦ ﺟ ًﺪا ﻋﻠﻰ أن ﻧﻜﻮن اﻟﺴﻮﻳﺲ ،وﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ أﺧﻄﺮ اﻟﻤﻤﺮات اﻟﺜﻼﺛﺔ أول ﻣﻦ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﺳﻮاﻛﻦ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ وﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻪ ﺗﺴﻌﻴﻦ ﻣﻴﻼً .أﻣﺎ اﻟﻤﻤﺮ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺧﻴﺒﺔ أﻣﻠﻨﺎ ﻛﺒﻴﺮة ﺟ ًﺪا ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻛﺘﺸﻔﻨﺎ ﻓﺠﺄةً، ﻓﻬﻮ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل أﻛﺜﺮ اﻟﻄﺮق ﻣﺒﺎﺷﺮ ًة أﻧﻨﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻮت اﻟﺒﻄﻲء ،وأن ﺛﻤﺔ ﺧﻄﺄ ﻟﻠﺴﻔﻦ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﻨﺪ ،وﻫﻮ أﻗﺼﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺮﻛﺎﺗﻨﺎ .ﻓﻲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻢ ﺣﺪ ﻣﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻪ ﺳﻮى ﺳﺘﻴﻦ ﻣﻴﻼً. إﺻﻼح اﻟﻌﻄﻞ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﺎ ﻓﻘﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن اﻟﻤﻤﺮ اﻷوﺳﻂ ﻫﻮ أﻗﺼﺮ اﻟﻄﺮق ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﺳﻨﺎ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ، ً وأﻳﺴﺮﻫﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻪ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻣﻴﻼً وﻳﻌﺪ إﻻ أﻧﻨﺎ ﻻ زﻟﻨﺎ ﻣﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﺴﻔﻦ اﻷﺧﺮى. ﻣﻼﺋ ًﻤﺎ ﻟﻠﻘﺎدﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻲ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب«. ﺑﺪأﻧﺎ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﺮارة اﻟﺸﺪﻳﺪة ،وﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﺮد اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻟﻴﺨﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ دﺧﻮﻟﻬﻢ إﻟﻰ إن ﺗﻬﺐ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻧﺴﻤﺎت اﻟﺮﻳﺎح ﺧﻠﻔﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﻨﺎء ﻗﺎﺋﻼً» :ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻠﻜﻨﺎ اﻟﻤﻤﺮ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎر ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻮق ﻻﺳﺘﻨﺸﺎق اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻛﺎن ﻗﺎﺋﺪﻧﺎ ﺷﺄﻧﻪ ﻓﻰ ذﻟﻚ ﺷﺄن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس، اﻟﻤﻬﺪي ٔﺣﻤﺪ ا ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻦ اﻟﻬﻮاء .ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﺧﻠﻴﺞ اﻟﺴﻮﻳﺲ، ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎن ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﺠﻮ ﻛﺎن اﻟﺴﺎﺣﻞ ﻳﻤﺘﺪ ﻣﻌﻨﺎ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ .ﻛﺎن ﺻﺒﺎﺣﺎً ﺣﺎر ﺟ ًﺪا ،وﻛﺎن اﻟﻬﻮاء ﻣﻔﻌﻤﺎً ﺑﺎﻟﻀﺒﺎب وﻋ ًﺮا ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﺒﺎل ﺗﺒﺪو ﻋﺎرﻳﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ًوﺟﺮداء ،وﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺪل اﻟﺴﺎﺧﻦ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﺮى اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﺼﻴﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺨﻀﺮة ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن .اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎن ﺟﺎﻓًﺎ ،ﻣﺎ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻷﻣﻴﺎل وأﻣﻴﺎل ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ﻇﻬﺮ أﻣﺎﻣﻨﺎ اﻣﺘﺪاد ﻣﻦ اﻟﺠﺒﺎل وﻟﻜﻦ اﻟﺮﻳﺎح ﻻ ﺗﺰال وراءﻧﺎ .داﺋ ًﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺠﻔﺎف أﻛﺜﺮ أو أﻗﻞ اﻟﺸﺎﻫﻘﺔ .ﻛﻠﻤﺎ اﻗﺘﺮﺑﻨﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ رؤﻳﺔ ﻣﺨﻴﻤﺎت اﻟﺠﻨﻮدﻋﻠﻰ ﺑُﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ ،وﻣﻦ اﻟﻤﺮﺟﺢ أن ﺗﻬﺐ رﻳﺎح ﻗﻮﻳﺔ إﻣﺎ ﻟﻸﻋﻠﻰ أو ﺣﻮاﻟﻰ أرﺑﻌﺔ أﻣﻴﺎل ،ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻤﻴﻦ واﻟﻴﺴﺎر« .ﺑﻌﺪ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻟﻸﺳﻔﻞ .ﻛﺎن اﻟﻤﺪ ﻋﺎﻟ ًﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻟﺠﻌﻞ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻌﺪم ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ اﻟﻀﺎﺑﻂ ﺑﺎري ،وﺻﻔﺎً ﻋﺎﻣﺎً ﻟﻤﻴﻨﺎء اﻟﺴﻮدان وﻣﻨﻔﺬه ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺮ اﻻرﺗﻴﺎح .ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﻧﺎ ﻣﺸﻬﺪ اﻟﺴﺎﺣﻞ ﻣﻨﺬ ﻣﻐﺎدرﺗﻨﺎ ﺧﻠﻴﺞ اﻟﺴﻮﻳﺲ ،اﻷﺣﻤﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ» :ﺗﺄﺳﺴﺖ ﺳﻮاﻛﻦ ﻛﻤﻴﻨﺎء رﺋﻴﺲ ﻟﻠﺴﻮدان ﺿﺒﺎب ﻣﺴﺎء ﻳﻮم اﻟﺴﺎدس ﻣﻦ ﻣﺎرس ،اﻟﻤﺼﺮي وﻣﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﻨﻴﻞ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻀﻊ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﻟﺘﺮﻛﻴﺎ ،وﻟﻜﻦ وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ وﺳﻂ ِ ﻻﺣﺖ ﻟﻨﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﺒﺎل اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ .ﻋﻨﺪﻫﺎ ،ﻋﻠﻤﻨﺎ أن ﻧﻬﺎﻳﺔ رﺣﻠﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم 1865ﺗﻢ ﺑﻴﻊ اﻟﻤﻴﻨﺎء ﻟﻤﺼﺮ .ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻰ إﻣﺪادات ﺗﻘﺘﺮب ،وأﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﻨﻮدع ﺣﻴﺎة اﻟﺮاﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﻦ .اﻟﻤﻴﺎه ﻋﻠﻰ ﺑﺌﺮﻳﻦ أو ﺛﻼث آﺑﺎر ﻋﻠﻰ ﺑُﻌﺪ ﻣﻴﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺳﻨﺼﺒﺢ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺳﻮاﻛﻦ«. وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺎه اﻷﻣﻄﺎر ،اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ َﺟﻤﻌﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﻤﻮﺳﻢ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﻴﺪة ﻻﺣﺘﻮاﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﻠﺢ .ﻗُﺮب ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺠﻔﺎف ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻤﺎء ﻧﺎدرا ً ﺟﺪا ً ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻗﻮام ﺳﻤﻴﻚ ôñĎİĿîñ čŎĬĘĿí ﻧﺎل اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ ﺳﻮاﻛﻦ ،وﺻﻔﺎً ﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺎً ﻣﻦ اﻟﻜﺎﺗﺐ ،إذ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ أﻧﻪ وﻳﺼﺒﺢ ﻟﻮﻧﻪ ﺑﻨﻴﺎً داﻛﻨﺎً .ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﺨﺮﻳﻒ ،ﻳﻜﺎد اﻟﻤﻨﺎخ ﻳﻜﻮن ﻗﺎﺗﻼً ﻟﺘﻌﺒﺮ اﻟﺸﻌﺎب اﻟﻤﺮﺟﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺆدﻳﺔ إﻟﻰ ﺳﻮاﻛﻦ ،ﻓﻬﻨﺎك ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻤﺮات ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸوروﺑﻴﻴﻦ ،ﺣﻴﺚ ﻳُﻌﺎﻧﻲ اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ» :اﻟﻤﻤﺮ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻫﻮ أﻗﺼﺮ اﻟﻄﺮق ﻟﻠﺴﻔﻦ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺮض ،وأﻛﺜﺮ اﻟﺸﻜﺎوى اﻧﺘﺸﺎ ًرا ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻫﻲ أﻣﺮاض اﻟﺪوﺳﻨﺘﺎرﻳﺎ
أﺳﻮاق ﺳﻮاﻛﻦ
66
اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ »ﺳﻮاﻛﻦ«
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺠﺪﻳﻞ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﻟ ُﻤﺸﺎط ﺗﺤﺪث ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻓﻲ وﺻﻔﻪ ﻟﻠﻨﺴﺎء ﻓﻲ ﺳﻮاﻛﻦ
اﻟﻘﻨﺎة ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ﻗﺒﻞ ﻣﺸﻬﺪ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺟﺒﻞ اﻟﻨﺠﺎة ،أو ﺟﺒﻞ ﻋﺘﺎﻗﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﺢ اﻟﺬي ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺴﻮﻳﺲ .اﻟﺠﺒﻞ اﻟﺬي ﻳﻔﺘﺮض أن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﻋﺒﺮوا اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪﺗﻪ. ﻛﻨﺎ ﺧﺎرج اﻟﻘﻨﺎة ﻗﺒﻞ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﺴﺎ ًء،
وﺻﻒ ورد ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺼﻔﻴﻒ اﻟﺸﻌﺮ ﻟﺪى ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﺒﺠﺎ
ﻏﻮردون ﺑﺎﺷﺎ
وﻓﻲ ﻣﺮﺳﻰ ﻣﻴﻨﺎء اﻟﺴﻮﻳﺲ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺼ ًﺮا )اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﻣﺎرس(« .وﻳﺼﻒ ﻣﻴﻨﺎء اﻟﺴﻮﻳﺲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ» :ﻣﻴﻨﺎء اﻟﺴﻮﻳﺲ ﻣﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺒﺮزخ ﺿﻴﻖ ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻪ ﻣﻴﻠﻴﻦ ﺗﻘﺮﻳ ًﺒﺎ ،وﻳﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻟﻪ ﺧﻂ ﺳﻜﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪ .وﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﺠﺎورة ﻟﻠﺮﺻﻴﻒ اﻟﺮﺋﻴﺲ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮدع ﻟﻠﺠﻤﺎل ،اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء ﻣﺼﺮ ،و ُﺟﻠﺒﺖ إﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺘﻢ وﺳﻤﻬﺎ اﺳﺘﻌﺪا ًدا ﻹرﺳﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻮاﻛﻦ .ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻨﺎ وﻗﺖ ٍ ﻛﺎف ﻟﻠﺬﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﺸﺎﻃﺊ ،ﺗﻤﻜ ّﻨﺎ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ رﺳﺎﺋﻠﻨﺎ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ إﻧﺠﻠﺘﺮا ﻗﺒﻞ أن ﻧﻌﻮد ﻣﺮة أﺧﺮى .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﻨﺎء ﺟﺎءت ﺛﻼث وﺳﺎﺋﻞ ﻧﻘﻞ أﺧﺮى، وﻟﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ، ﺑــﺪأ اﻟﺠﻨﻮد ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻳﻬﺘﻔﻮن ﺑﺤﻤﺎس ،وأُرﺳــﻠــﺖ اﻟﻘﺬاﺋﻒ ،وأُﺷﻌﻠﺖ اﻟﻤﺼﺎﺑﻴﺢ اﻟﺰرﻗﺎء ،وﻋﺰﻓﺖ اﻷﺑﻮاق ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ »أدﻓﺎﻧﺲ« و»ﺗﺸﺎرج« .ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﻨﺎ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ ﻧﻬﺘﻒ ﻣﺮددﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﺑﺤﺖ أﺻﻮاﺗﻨﺎ وﺻﺎرت
ﻛﺎﻟﻨﻌﻴﻖ«.ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺮﺣﻠﺔ ﺳﻠﺴﺔ ﺗﻤﺎ ًﻣﺎ ،إذ اﻋﺘﺮﺗﻬﺎ ﺻﻌﻮﺑﺎت أﺧــﺮى ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺗﻐﻴﺮات اﻟﻄﻘﺲ واﻟﻤﻠﻞ وﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﺮﻗﺐ واﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﺗﺰان اﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ،ﻳﺼﻒ اﻟﻀﺎﺑﻂ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت» :ﻛﻨﺎ أول ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺗﻐﺎدر
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
65
śĔŘǚē įĔżĜijē
ﻟﻮﺣﺔ ﺗﻮﺿﺢ ﻣﻘﺘﻞ اﻟﺠﻨﺮال ﻏﻮردون ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻧﺼﺎر اﻟﻤﻬﺪي
ﺻﻮرة ﻟﺴﻮاﻛﻦ ﺗﻌﻮد ﻟﻠﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ
وﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﺪرﻳﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻷﻫﺪاف اﻟﻤﺤﺪدة ﻋﻠﻰ أﺷﻜﺎ ٍل ﻣﻦ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻟﺒﺴﻜﻮﻳﺖ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .وﻗﺪ أﺑﻘﺎﻧﺎ ذﻟﻚ ﻣﻨﺸﻐﻠﻴﻦ أﻣﻼ ﻓﻲ ﺣﻆ أوﻓﺮ ﺣﺘﻰ ﺣﻠﻮل اﻟﻈﻼم ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺪﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺘﻦ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ً ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ«. ĒœŎĔĿí óîňķ Œij ôìŔĔĿí ôăŜńĿí
وﻳﺘﺤﺪث اﻟﻀﺎﺑﻂ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ أﻛﺜﺮ ﻋﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﺴﻴﺌﺔ ﻟﻠﻤﻼﺣﺔ ﻓﻲ ﻗﻨﺎة اﻟﺴﻮﻳﺲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم وﺗﻜﺎﻟﻴﻔﻬﺎ اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ ،واﻧﻌﻜﺎس ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻠﻔﺔ إرﺳﺎل اﻟﺤﻤﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺴﻮدان .ﺛﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ »ﺑﺤﻴﺮة اﻟﻤﻨﺰﻟﺔ«، اﻟﺘﻲ ﻣﺮت ﺑﻬﺎ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺑﻌﺪ اﺟﺘﻴﺎز ﻗﻨﺎة اﻟﺴﻮﻳﺲ ،ﻻﻓﺘًﺎ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ »ﺑﺤﻴﺮة ﺳﻴﺮﺑﻮﻧﻴﺎن اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺑﺪأ اﻟﻄﺎﻋﻮن اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻴﻼد ،اﻟﺬي ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﺼﻒ ﺑﺄﺛﻴﻨﺎ ،وﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺮض أﻳﻀً ﺎ أﻧﻪ ﻛﺎن اﻟﻤﻨﺸﺄ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷوﺑﺌﺔ اﻟﺘﻲ اﺟﺘﺎﺣﺖ آﺳﻴﺎ اﻟﺼﻐﺮى ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ وﻋﺒﺮت إﻟﻰ أوروﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ«.وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻤﺮ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺑﻤﺤﻄﺔ اﻟﻘﻨﻄﺮة ،اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﺒﺎﺷﺮ ًة ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻫﺮة إﻟﻰ اﻟﻘﺪس ،ﻳﺴﺠﻞ اﻟﻀﺎﺑﻂ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ ﺣﻮل »اﻟﻌﺪد اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ أﻛﻮاخ اﻟﻘﺼﺐ واﻟﻄﻴﻦ اﻟﻤﺤﺎذﻳﺔ ﻟﻠﻌ ّﺒﺎرة« ،وﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ »اﻟﺠﻤﻞ« اﻟﺬي ﻳﺮوﻧﻪ ﻷول ﻣﺮة ﻟﻜﻨﻪ »ﺳﻮف ﻳﻜﻮن ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ«.اﻹﺑﺤﺎر اﻟﺒﻄﻲء ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﺗﺤﺖ أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺤﺎرﻗﺔ ،دﻓﻌﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﺗﻤﺎ ًﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ
64
اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ »ﺳﻮاﻛﻦ«
ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎر ،وﺗﺄدﻳﺔ اﻟﻌﺮوض اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ إﻣﺎ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ أو ﻣﺘﺄﺧﺮ .وﻳﻀﻴﻒ» :أﻣﺎ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻜﻨﺎ ﻧﻘﻀﻴﻪ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺨﺮاﺋﻂ وﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺐ ﻋﻦ اﻟﺴﻮدان .ﺗﻢ ﺗﺰوﻳﺪﻧﺎ ﺑﺄرﺑﻊ أو ﺧﻤﺲ ﺧﺮاﺋﻂ ﻟﺴﻮاﻛﻦ واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ ،وأﻳﻀً ﺎ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ ﺑﺮﺑﺮ .ﻛﻞ ﻫﺬه ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻃُﺒﻌﺖ ﻋﻠﻰ ٍ ﻗﻤﺎش أﺑﻴﺾ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﺟﻤﻴ ًﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻔﺮدات اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﺗﻘﺮﻳﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺎت اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان واﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ وﺧﻂ اﻻﺳﺘﻮاء ،ﺻﺎدر ﻋﻦ إدارة اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﻔﺮدات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﺘﻌﺔ ﻻ ﻏﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻗﻬﻘﻬﺎت اﻟﻀﺤﻚ ﺗ ُﺴﻤﻊ ﻋﺎﻟﻴﺔ أﺛﻨﺎء ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻨﻄﻖ ،ﺣﻴﺚ ﺑُﺬﻟﺖ ﺟﻬﻮد ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻌﻠﻢ ﻧﻄﻖ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻨﻄﻖ«. وﻳﺴﺘﻜﻤﻞ اﻟﻀﺎﺑﻂ وﺻﻒ ﻣﺴﺎر اﻟﺮﺣﻠﺔ» :ﻗﺒﻴﻞ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ وﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﺑﺤﻴﺮة اﻟﺘﻤﺴﺎح ،ورأﻳﻨﺎ إﻃﻼﻟﺔ اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺘﻮﻗﻒ ﻫﻨﺎ، ﺑﻞ ﺗﺎﺑﻌﻨﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺒﺤﻴﺮة إﻟﻰ اﻟﻘﻨﺎة ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﺣﻴﺚ رﺳﻮﻧﺎ ﻟﻘﻀﺎء اﻟﻠﻴﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻀﻔﺎف اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮ ﺧﺎﻧﻖ .وﻓﻲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ، وﺗﺤﺪﻳ ًﺪا ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﺻﺒﺎ ًﺣﺎ ،ﻛﻨﺎ ﻧﺪﺧﻞ اﻟﺒﺤﻴﺮات اﻟ ُﻤ ّﺮة ،أو ﻣﻴﺎه وﺳﺮرﻧﺎ أن ﻧﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺎه، ﻣﺮاحُ ، ﻗﻠﻴﻼ .ﺣﻈﻴﻨﺎ ﺑﺈﻃﻼﻟﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻨﺎ ﺗﺴﺮﻳﻊ وﺗﻴﺮﺗﻨﺎ ً ﻣﻦ »ﺟﺒﻞ ﺟﻨﻴﻔﺔ« ،اﻟﺬي ﻳﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﻣﻴﻼ اﻟﺒﺤﻴﺮات وﺧﻤﺴﺔ أﻣﻴﺎل إﻟﻰ اﻟﺪاﺧﻞ .أي ﺗﻘﺮﻳ ًﺒﺎ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ً أو أﻛﺜﺮ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﺒﺤﻴﺮات .وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺪﺧﻞ إﻟﻰ اﻟﺠﺰء اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ
ņĻíŎĔĿ ĺĔĴŇ ĐŌÿ
ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺟﺎءه ﺻﺒﻲ اﻟﺘﻠﻐﺮاف ﺑﺒﺮﻗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﺎم ﻟﻴﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﻤﻀﻲ ًإﻟﻰ ﺳﻮاﻛﻦ ،وﺗﺄﻣﺮه» :ﻗ ﱢﺪم ﻧﻔﺴﻚ ﻏ ًﺪا ﺻﺒﺎ ًﺣﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء«. ﻓﻲ ﻏﻀﻮن أﻳﺎم وﺟﺪ ﺑﺎري ﻧﻔﺴﻪ وﺳﻂ اﻟﺠﻨﻮد ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ اﻟﺬاﻫﺒﺔ ﺑﻬﻢ إﻟﻰ أرض ﻟﻢ ﻳﺮوﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .وﻫﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ أﻓﺮد ﻟﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب ،وﺻﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﺎة اﻟﺠﻨﻮد وﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ، وﻛﻴﻒ ﻳﻘﻀﻮن اﻟﺮﺣﻠﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺪرب ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼح واﻟﺘﺮﻓﻴﻪ.
وﺟﺪت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ إﻟﻰ إرﺳﺎل اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮات إﻟﻰ اﻟﺴﻮدان ،وﻟﻌﺒﺖ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ دو ًرا ﻓﻲ ﺣﺸﺪ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه .وﻛﺎن ﻏﺎﻣﺒﻴﺮ ﻳﺘﻮق إﻟﻰ أن ﻳﻜﻮن واﺣ ًﺪا ﻣﻦ »اﻟﻤﺤﻈﻮﻇﻴﻦ« اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺴﺎﻓﺮون ﺿﻤﻦ ﻫﺬه اﻟﺒﻌﺜﺎت، ﻳﻘﻮل» :ﻛﻨﺖ أﺳﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع أﻓﻜﺮ ﻓﻲ أوﻟﺌﻚ اﻟﻤﺤﻈﻮﻇﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺒﺤﺮون ﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﻤﻘﺒﻞ ،ﻣﺘﻤﻨ ًﻴﺎ ،ﻣﺜﻞ أي ﺟﻨﺪي آﺧﺮ ،أن أﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎن ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى«. ĊŔĬēčŎñ ĊĬñ ôòŔìļĿí ĶœĎĤĿí أﺳﻬﺐ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻓﻲ رﺻﺪ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺮي ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺠﻨﻮد وﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺗﻬﻢ وﻓﻘًﺎ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮات اﻟﻄﺒﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮون ﺑﻬﺎ ﻓﻲ رﺣﻠﺘﻬﻢ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ .ﻓﻔﻲ أﻋﻘﺎب ﻣﻐﺎدرﺗﻬﻢ ﻣﻴﻨﺎء ﺑﻮرﺳﻌﻴﺪ ﻣﺜﻼ ،ﻛﺘﺐ ﻣﻌﺒ ًﺮا ﻋﻦ اﺳﺘﻴﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ »اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻜﺌﻴﺐ« ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ً »اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻋﺒﺎرة »اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻜﺌﻴﺐ« ﻷن ﻫﺬه اﻟﺴﻮﻳﺲ: إﻟﻰ اﻟﻘﻨﺎة ُ اﻟﺮﺣﻠﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﻣﺮﻫﻘﺔ ﺟ ًﺪا؛ ﻓﺎﻟﺴﺮﻋﺔ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺴﺔ أﻣﻴﺎل ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﻣﻊ ﺗﺠﻨﺐ اﻟﺘﻮﻗﻒ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ،وﺧﻄﺮ اﻻﺻﻄﺪام ،واﻟﺘﻮﻗﻒ اﻹﻟﺰاﻣﻲ ﻟﻔﺘﺮة اﻟﻠﻴﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻣﺴﺎ ًء« .ﻛﻤﺎ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺤﻈﻮﻇﻴﻦ ﺟ ًﺪا -ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮه -ﻷﻧﻬﻢ وﺑﻤﺠﺮد وﺻﻮﻟﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﻄﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﺳﺒﻌﺔ أﻣﻴﺎل ﻣﻦ ﺑﻮرﺳﻌﻴﺪ ،ﻋﻠﻘﺖ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ أﻣﺎﻣﻬﻢ وﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ اﻧﺘﺸﺎﻟﻬﺎ ﻣﺮ ًة أﺧﺮى ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺠﺮ واﻟﺴﺤﺐ .ﻳﻘﻮل» :ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﺷﻲء ﻟﻔﻌﻠﻪ ﺣﻴﺎل رﺟﻼ، ﻓﺮﺳﺎن ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﺒﺠﺎ ذﻟﻚ ،أﺧﺬﻧﺎ رﺟﺎﻟﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺸﺎﻃﺊ ﻓﻲ ﻓﺮقٍ ﻣﻜﻮﻧﺔ ٍﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ً ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
63
śĔŘǚē įĔżĜijē
ﻳﻮﻣﻴﺎت »ﺿﺎﺑﻂ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك«
ƲƧřƺſ Ƽƫœ ƢƿźƐƫř ÷ôŀķîīŎñã ľğîĴĿí ĉíĊīçō ôńÿĎ ŵű ȕ©ŧĔƸƸőƸƸŤē ēIJƸƸű ĚťũĩŤ ĚňŵʼnĭŨ 1885 ŮƸƸŠēŵƸƸĸª ŽŬĔʼnŻĴėŤē ŊĖĔŅŤē ěĔżŨŵŻ įĴĹŻ źIJŤē ĕĔĝšŤē ūēŵŭŐ
ūēįŵĹŤē ŹŤč ųĝťĨij ţǙĬ 1936 ± 1853 źijĔƸƸĖ ĴżėŨĔŔ ĚŲĤēŵũŤ ĚťĸĴũŤē ĚżŬĔʼnŻĴėŤē ĚťũĩŤē Ůũń ȕ1885 ŧĔŐ
İũĨĉ İũĩŨ ŽŭŻİŤē ŪżŐĶŤē ęįĔżŝĖ ĚżŬēįŵĹŤē ěēŵŝŤē ŹŲŬĉŴ ȕźĴŁũŤē ŽŠĴĝŤē ŪšĩŤē İń ijĔĠ źIJŤē ȕźİŲũŤē
ŪŠĔĩŤē ŦĝŜŴ ŧŵňĴĭŤē ĚũŀĔőŤē ŹťŐ ųĐǙżĝĸĔĖ ůįŵĤŴ ŽŘ ĕĔĝšŤē ijİŀ ūįijŵƸƸŔ ĺŤijĔļ ţēĴŭĥŤē źĶżťĥŬǞē ƻ ĘĜĔšŤē ūĉ ŒŨŴ ǙŁŘ ĴĽŐ İĨĉ ŪŅŻŴ ȕ1885 ŧĔőŤē
ŹŤč Ğėűıª ųŤŵŝĖ ȕĔėŻįĉ 忍 ųŬĉ ŹťŐ ĚŻēİėŤē IJŭŨ įİļ ƻ ƻ ĔżŭŔ ĆĔĤ ĕĔĝšŤē ūĉ ǘč Ȗ©Ĕ ũťŜ 忍Ŵ Ĕ řżĸ ŦũĨĉ ŮŠēŵĸ ƻ ƻ ƿ ŮŠĔŨǜēŴ ğēİĨǝŤ ŞżŜİŤē ŚŀŵŤēŴ ŦżŀĔřĝŤĔĖ
ﺣﻴﺚ اﺳﺘﻬﻠﻪ ﺑﺎﺳﺘﻌﺮاض رﺣﻠﺔ اﻹﺑﺤﺎر ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﻣﻴﻨﺎء ﺳﻮاﻛﻦ ﺷﺮﻗﻲ اﻟﺴﻮدان ،وﺣﺮص ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻋﻠﻰ ً وﺻﻒ اﻟﺠﻮ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ آﻧﺬاك ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ 62
اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ »ﺳﻮاﻛﻦ«
ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان ،وﻛﺎن ﻃﺮﻓًﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎط اﻹﻧﺠﻠﻴﺰ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺨﺪﻳﻮﻳﺔ .ﻳﻘﻮل» :ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم اﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ،ﻧﺤﻮ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﻳﻨﺎﻳﺮ /ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ،وﺻﻠﺖ أﻧﺒﺎء إﻟﻰ إﻧﺠﻠﺘﺮا ،ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄن ﺟﻬﻮد ﺟﻨﻮدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻴﻞ ﻗﺪ أﺧﻔﻘﺖ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻃﻮم .وﻟﻌﺪة أﻳﺎم ،ﺑﺘﻨﺎ ﻧﺘﻠﻘﻰ ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﻣﺘﻀﺎرﺑﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ .ﻓﻴﻘﺎل ﺗﺎر ًة إن ﻏﻮردن ﻧﺠﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺰرة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ واﻧﻄﻠﻖ ﻧﺤﻮ ﺧﻂ اﻻﺳﺘﻮاء ،وﺗﺎر ًة أﺧﺮى ﻳﻘﺎل إﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ،ﺛﻢ ﺳﻘﻂ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ«.
Í Ëí ¡ ì ¥
ﻳﻮﻣﻴﺎت »ﺿﺎﺑﻂ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك«
ƲƧřƺſ Ƽƫœ ƢƿźƐƫř
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
61
Ĵřĸ ĚŲĤŴ
ŠƬůźƫř ŠƬůŹ ƾƟ » :ŢƬƣوأﻧﺎ ﻣﺎﻟﻲ!«؛ ﻣﺰﺣﺔ ﻋﺎدﻳﺔ ،رددت ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ زﻣﻴﻠﻲ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﻠﻲ ﻓﻜﺮة اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺮﺣﻠﺔ ﻋﻤﻞ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻷرض اﻟﺒﻌﻴﺪة .ﻷول ﻋﺮض ﱠ وﻫﻠﺔ ،وﻗﺒﻞ أي ﺗﻔﻜﻴﺮ ،ﻛﻨﺖ أرﻓﺾ اﻟﻌﺮض؛ ﻷﺳﺒﺎب ﻣﺘﻌﺪدة ،ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻲ ﺷﺨﺼ ٍّﻴﺎ ،رﻏﻢ وﻟﻌﻲ اﻟﻤﻄﻠﻖ ﺑﻔﻜﺮة اﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ؛ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ آﺧﺮ؛ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﺤﺪود ،أراه ﺗﺤ ﱡﺮ ًرا؛ اﻧﻌﺘﺎﻗًﺎ ﻳﻌﻴﺪ ﻟﻠﺮوح ﺻﻔﺎءﻫﺎ ،وﻳﺠ ﱢﺪد ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮاﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺪراﻧﻬﺎ ﻃﺒﻘﺎت ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻏﺒﺎر اﻷﻳﺎم ،وﺗﻌﺸﱢ ﺶ ﻓﻲ أرﻛﺎﻧﻬﺎ ﺧﻴﻮط ﻋﻨﺎﻛﺐ وﺣﺸﺔ واﻏﺘﺮاب اﻟﺬات اﻟ ُﻤ ْﺠﺒَ َﺮة ،اﻟﺘﻲ ﻻ ﱡ ﺗﻨﻔﻚ ﺗﺤﺎول إزاﺣﺔ ﻫﺬه اﻟﺘﻼل ،وﻻ أن ﺗﻘﺎوم ﺷﺮﻧﻘﺎت ﻋﺰﻟﺘﻬﺎ .اﻟﻌﺰﻟﺔ ﺗﻨﻜﺴﺮ ﺑﺄﺷﻜﺎل ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻦ اﻟﻔﻌﻞ ،ﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴﻔﺮ َﺣ ٍّﻼ ﻣﺒﺪﺋﻴٍّﺎ ،وﻧﺎﺟ ًﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺤﺎﻻت ﺳﺤﺮي ،ﻳﻌﻮد ﺑﻚ إﻟﻰ اﻟﻤﺮﺑﻊ رﻗﻢ واﺣﺪ، اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳُﺮ َﺟﻰ ﺑُ ْﺮؤ َﻫﺎ، ﱞ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ وﺿﻊ »ﺿﺒﻂ اﻟﻤﺼﻨﻊ« ،إن ﺟﺎز اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ! ﻗﻠﺖ» :وأﻧﺎ ﻣﺎﻟﻲ!« ،ﻟﻜﻨﻨﻲ اﻛﺘﺸﻔﺖ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻟﻲ ،وﻟﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ أﻳﻀً ﺎ، وأن ﺧﺴﺎرة ﻓﺎدﺣﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺘﻘﻊ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻘﺎوم ﻫﺎﺟﺲ اﻟﺴﻔﺮ داﺧﻠﻲ ﺗﺤﺬﻳﺮ ِ ات أﺻﺪﻗﺎء، ُ وأﻫﻞ أﻳﻀً ﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﻳﺾ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻤﺘﺎﻋﺐ، وﻣﺨﺎﻃﺮ ﻋﺪﻳﺪة .اﻟﺮوح ﻣﺮاوﻏﺔ ،ﺗﺄﻛﺪ ﻟﻲ ﻫﺬا ﺑﻼ أدﻧﻰ ﻣﻮارﺑﺔ؛ ﻓﻤﺎ ﻛﺎن رﻓﻀً ﺎ ﻣﻄﻠﻘًﺎ ﻟﺨﻮض ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻗﺮا ًرا ﻓﻮرﻳٍّﺎ ﺑﺎﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺗﺄﺧﺬ اﻷﻣﻮر وﻗﺘﻬﺎ ﻟﺘﻨﻀﺞ ،وﺗﺘﻀﺢ؛ ﺗﻤﺎ ًﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﺘﺐ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ،ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ،ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺳﻴﺘﻠﻘﻰ اﻹﺷﺎرات ،وﻳﻌﺮف. اﻟﺼﺐ ﺗﻔﻀﺤﻪ ﻋﻴﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻓﻤﺎ ﻳﺒﺪو أن ﱠ ﻛﺎد أﺳﺒﻮع ﻳﻨﻘﻀﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻘﻴﺖ اﺗﺼﺎﻻً ﻣﻦ إدارة اﻟﻘﻨﺎة ﺗﺒﻠﻐﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺼﺪور ﻗﺮار ﺳﻔﺮي ﺑﺼﺤﺒﺔ زﻣﻴﻠﻲ اﻟﻤﺨﺮج إﻟﻰ ﻣﺎﻟﻲ؛ ﺗﻤﺒﻜﺘﻮ؛ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎن »ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء« .ﻗﺎل ﻟﻲ آﺧﺮ إن زﻣﻴﻠﻲ ﻫﺬا أﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﻤﻮاﻓﻘﺘﻲ!، وﻣﻦ ﺛﻢ ﺳﻌﻮا ﻹﻧﻬﺎء إﺟﺮاءات اﻟﺴﻔﺮ! ﻗﻠﺖ » :ﻟﻴﻜﻦ ،ﻫﻲ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﻟﺴﻔﺮ ،وأﻧﺎ ﻣﺴﺎﻓﺮ أﺑ ًﺪا ،راﺣﻞ داﺋ ًﻤﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ أرﻳﺪ ،وﻣﺎ
60
ﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻟﺮﺣﻠﺔ
Ɲźƃ ŵƺưŰƯ @ ﺷﺎﻋﺮ وإﻋﻼﻣﻲ ﻣﺼﺮي
ﻻ ..أﺑﺘﻐﻲ ﻟﺤﻈﺔ اﻟﻀﻮء اﻷوﻟﻰ ،أو أن أﻋﻴﺪ ﺗﻜﺮار ﺳﺮﻗﺔ اﻟﻨﺎر؛ ﻟﺘﺮﻓﻮ روﺣﻲ ،وﺗﺴﺘﻜﻴﻦ .ﻻ ﺑﺄس إذًا ،ﻻ ﺑﺄس ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق!« .ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﺎﺗﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﺼ ﱡﻨﻊٍ واﺿﺢ ،ﻗﺎل ﻟﻲ :أﻋﺮف أﻧﻚ ﻣﻤﺴﻮس ﻳﺎ رﻓﻴﻖ ،ﻗﻠﺖ ﻟﻬﻢ إن ﺣﻘﻴﺒﺘﻚ ﺗﻘﺒﻊ ﺧﻠﻒ ﺑﺎب ﻣﻨﺰﻟﻚ ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر اﻻﻧﻄﻼق اﻟﻘﺎدم ،دو ًﻣﺎ!«. ﺷﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻞ ﺗﻬﺒﻂ اﻟﻄﺎﺋﺮة ﻓﻲ ﻣﻄﺎر ﺑﺎﻣﺎﻛﻮ ،وﻳﻠﻔﺢ وﺟﻬﻲ ﻧُﺜﺎ ٌر ٌ وأﻧﺎ ﻣﺎ زﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻤﻬﺎ ،ﻻ ﺑﺄس ،ﻫﻲ ﻗُﺒﻠﺔ اﻟﻤﺤ ﱢﺒﻴﻦ ،وﻟﻲ ﻓﻲ رﺣﻼﺗﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﻠﻘﺎء اﻷول ﺗﻠﻚ ،أﺷﺪ ﺣﻤﻴﻤﻴﺔ ،وﻋﺼﻔًﺎ؛ ﻓﻠﻢ أﺑﺎ ِل .ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﺑ ﱠﺪﻟﻨﺎ رﺣﻠﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻄﺎر أدﻳﺲ أﺑﺎﺑﺎ ﺑﺈﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ،ﻗﺒﻞ أن ﻧﻌﺎود اﻟﻄﻴﺮان إﻟﻰ ﻏﺮب اﻟﻘﺎرة اﻟﺴﻤﺮاء، اﻧﺘﻈﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ أراﺋــﻜــﻪ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﺧﻤﺲ ﺳﺎﻋﺎت ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﺑﻴﻦ رﺣﻠﺘﻨﺎ اﻷوﻟﻰ واﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﺎﻟﻲ .وﺟﻮه ﻛﺜﻴﺮة ﺗﻤ ﱡﺮ ،دﻣﻮع وﺿﺤﻜﺎت ،ارﺗﻌﺎﺷﺎت وداع ﻛﺎﻣﻨﺔ ،وﻫﺰات ﻃﺮب ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ؛ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺰرﻛﺶ ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻷﻟﻔﺔ واﻟﺠﻬﺎﻣﺔ ،ﻳﻤ ﱡﺮون ﺑﻚ ﻓﻼ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﻮﺟﻮدك ،وﺗﺮى أﻧﻚ ﻣﺘﻐﻠﻐﻞ داﺧﻞ ﺷﻐﺎﻓﻬﻢ أﻳﻀً ﺎ؛ ﻓﺄﻧﺖ ﻫﻨﺎك ،ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻌﺎﺑﺮﻳﻦ، ﻛﻤﺎ ُوﺟﺪوا ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﻌﺎﺑﺮة داﺧﻠﻚ. ﻛﻨﺖ ﻗﺪ أﻋﺪدت اﻟ ُﻌ ﱠﺪة ﺟ ﱢﻴ ًﺪا ﻫﺬه اﻟﻤﺮة، ﺣﺴﺐ اﻟ ُﻤﺘﺎح وﻗﺘﻬﺎ .أدوات اﻟﺮﺣﻠﺔ ﺣﺎﺿﺮة دو ًﻣﺎ ،ﻟﻜﻨﻲ أﺗﺤﺪث ﻫﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت، رﻏﻢ أن اﻟﺴﻴﺪ ﺟﻮﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﺎﺿ ًﺮا ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻬﺪ ﺣﻴﻨﻬﺎ؛ إﻻ أن اﻟﻔﻀﺎء ﻛﺎن ﻣﻔﺘﻮ ًﺣﺎ - ﺣﺴﺐ اﻟﺤﺎﺟﺔ -ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ
óčíĎĘĿí
وأﺳﻘﻂ اﻟﺠﺒﻮري ،ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺣﻴﺘﻪ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ »اﻟﺸﺮارة« ،ﺟﺎﻧﺒﺎً ﻣﻦ أﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺿﺮ ،ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ أﻛﺜﺮ ﺟﻼء .وﻗﺪ ﻗﺴﻤﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﺴﻌﺔ ﻣﺸﺎﻫﺪ وﺧﻤﺴﺔ ﻓﻀﺎءات ﻫﻲ» :إﻳﻮان ﻛﺴﺮى«» ،ﺣﺎﻧﺔ ﻓﺎرﺳﻴﺔ«» ،ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻌﻤﺎن«، »ﺧﻴﺎم اﻟﻌﺮب« ،و»ﺧﻴﻤﺔ ﻫﺎﻧﻲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد اﻟﺸﻴﺒﺎﻧﻲ«، ﻗﺎﺋﺪ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ »ذي ﻗﺎر« ﻣﻊ اﻟﻔﺮس ،وﺟﻌﻞ ﻟﻜﻞ ﻓﻀﺎء دﻻﻟﺔ ووﻇﻴﻔﺔ اﻟﺪراﻣﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﺸﺎﻫﺪ اﻟﺨﻤﺴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺪور أﺣﺪاﺛﻬﺎ ﻓﻲ إﻳﻮان ﻛﺴﺮى ذي اﻟﻄﺮاز اﻟﻔﺨﻢ واﻟﻤﻼﻣﺢ اﻻﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ،ﺗﺤﻴﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﺪﻟﻮﻻت ﻣﻌﺎﺻﺮة، ﺣﻴﺚ اﻟﺪﺳﺎﺋﺲ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻴﻜﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺨﻮص ،واﻟﻌﻨﺠﻬﻴﺔ واﻟﺤﻘﺪ واﻻﺳﺘﺨﻔﺎف واﻷﻃﻤﺎع اﻟﺘﻮﺳﻌﻴﺔ ﻟﻜﺴﺮى ،وﺧﻴﺎﻧﺔ زﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺪي ﻟﻘﻮﻣﻪ وارﺗﻤﺎﺋﻪ ﻓﻲ أﺣﻀﺎن ﻛﺴﺮى ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ إﻻ إﺳﻘﺎﻃﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺜﻴﺎت اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﺻﺎغ اﻟﺠﺒﻮري اﻟﺼﺮاع اﻟﺪراﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻋﻠﻰ رؤﻳﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ واﺿﺤﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ رؤﻳﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺎﻟﻨﻌﻤﺎن ﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬر ﻣﻠﻚ اﻟﺤﻴﺮة ﻻ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ذﻛﺮ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﻏﻀﺎﺿﺔ ،وﻻ ﻳﺮى ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺳﺠﺎﻳﺎﻫﻢ اﻟﺨﻴّﺮة وﺻﻔﻮ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ أﻣﺎم ﻛﺴﺮى أي إﺷﺎرة ﻟﻼﻧﺘﻘﺎص ﻣﻦ اﻟﻔﺮس أو اﻷﻣﻢ اﻷﺧﺮى ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺸﻴﺪ ﻛﺴﺮى ،ﻓﻲ رده ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻌﻤﺎن، ﺑﻔﻀﺎﺋﻞ ﻗﻮﻣﻪ اﻟﻔﺮس ،ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ اﻟﺴﺎدة ،وﻳﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﺔ اﻟﻬﻨﺪ وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺼﻴﻦ وﻣﺪاﺋﻦ اﻟﺮوم ،أﻣﺎ اﻟﻌﺮب ﻓﻴﺴﻤﻴﻬﻢ »ﻋﺮب اﻟﺼﺤﺮاء« ،وﻻ ﻳﺮى ﻓﻴﻬﻢ ﺧﺼﻠﺔ ﺧﻴﺮ. ľòĤĿíō IJŔĔĿí
وﻓﻲ ﺳﻴﺎق دﻻﻟﻲ /إﺳﻘﺎﻃﻲ ﻣﻘﺎرب اﺳﺘﻮﺣﻰ اﻟﺠﺒﻮري أﺣﺪاث ﻣﺴﺮﺣﻴﺘﻪ اﻟﺮاﺑﻌﺔ »اﻟﺴﻴﻒ واﻟﻄﺒﻞ« ﻣﻦ اﻟﺼﺮاع اﻟﺬي ﻛﺎن داﺋﺮا ً ﺑﻴﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﻴﻼﻣﻴﺔ واﻟﺪوﻟﺔ اﻵﺷﻮرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻴﻼد ،ﻓﻲ 15ﻣﺸﻬﺪا ،ﻣﻮﻇﻔﺎ إﻳﺎه ﺗﻮﻇﻴﻔﺎ دراﻣﻴﺎ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻨﻤﺎ ﻳﻜﻨﻪ اﻟﻌﻴﻼﻣﻴﻮن ﻣﻦ ﺣﻘﺪ وﻣﻜﺮ ﺗﺠﺎه ﺑﻼد ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻬﺮﻳﻦ .ﻓﻔﻲ ﺣﻴﻦ ﻏﻔﻠﺔ ﻳﻬﺎﺟﻢ
ƾƬƗ ŵřƺƗ @ ﻛﺎﺗﺐ ورواﺋﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق
اﻟﻤﻠﻚ »ﺗﻴﻮﻣﺎن« ﺟﺰءا ً ﺻﻐﻴﺮا ً ﻣﻦ ﺟﻨﻮب اﻟﻌﺮاق ﺑﺠﻴﺶ ﻛﺒﻴﺮ ،ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻠﻚ اﻵﺷﻮري ﻳﺘﺼ ّﺪى ﻟﻪ وﻳﻮﻗﻊ ﺑﻪ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻣﻨﻜﺮة وﻳﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻳﺴﺘﻌﻴﺪ اﻟﺠﺰء اﻟﻤﻐﺘﺼﺐ. ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻤﺤﻮر اﻷﺳﺎس اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ،وﺛﻤﺔ ﻣﺤﻮران آﺧﺮان ﻫﻤﺎ ﻣﺤﻮر اﻟﺘﻔﻜﻚ واﻟﺴﻠﺐ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﺑﻼد ﻋﻴﻼم ،وﻣﺤﻮر اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﻄﻮر واﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﻓﻲ ﺑﻼد ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻬﺮﻳﻦ. ﻋﻦ ﻣﺴﺮﺣﻪ اﻟﺸﻌﺮي ،ﻳﻘﻮل اﻟﺮاﺣﻞ ﻣﻌﺪ اﻟﺠﺒﻮري ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟﻨﺼﻮﺻﻪ اﻟﺘﻲ ﺿﻤﻬﺎ ﻛﺘﺎب ﺑﻌﻨﻮان »ﻓﻀﺎء ﺑﻴﻦ ﺟﻤﺮﺗﻴﻦ :أرﺑﻊ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﺷﻌﺮﻳﺔ«» :إن اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻐﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺼﻮﺻﻲ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ،ﻫﻲ اﻟﻨﺴﻎ اﻟﺬي ﻳَ ْﻨﺒﺚﱡ ْ ﻓﻲ ﺧﻼﻳﺎ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﺪراﻣﻲ ..ﻫﻲ اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﺬي ﺗﺘﺸ ﱠﺮب ﻓﻴﻪ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﺪراﻣﺎ أﻧﻔﺎس اﻟﺸﻌﺮ وﻃﺎﻗﺎﺗﻪ اﻟﺨﻼّﻗﺔ ﺗﺸ ّﺮﺑﺎً ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﻪ ّ ﻓﻚ اﻟﻠّﺤﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳَﻲ اﻷداء ،ﻣﻦ دون أن ﻳﺸﻴﺮ أﺣﺪﻫﻤﺎ إﻟﻰ اﻵﺧﺮ ..ﻓﺎﻟﻤﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺪراﻣﺎ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ أَﻻّ ﻳﺘﺨﻠﺨﻞ اﻹﻳﻘﺎع اﻟﻌﺎم ،ﻓﻴﻄﻐﻰ اﻟﻨﺜﺮ ،أو ﻳﺴﻮد اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻴﺨﻔﺖ اﻟﻔﻌﻞ .اﻟﺘﻨﺎﻏﻢ واﻟﺘﺸﺎﺑﻚ واﻻﻧﺪﻏﺎم ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻌﺮ واﻟﻤﺴﺮح ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮ اﻟﺪراﻣﺎ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ .وﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ أﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ ﻋﻨﺎق اﻟﺸﻌﺮ واﻟﺪراﻣﺎ ،وﻟﻴﺲ ﻛﺎﻓﻴﺎً ﻟﻤﻦ ﻳﺘﺼﺪى ﻟﻬﺬا اﻟﺠﻨﺲ ﻣﻦ اﻹﺑﺪاع أن ﻳﻜﻮن ﺷﺎﻋﺮا ً ﻣﻘﺘﺪرا ً ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ أن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﺪرة دراﻣﻴﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ«
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
59
ęĆĔńč
ƾŴƿŹŚŤƫřƹ ƽŹƺƐſǃř ťřźŤƫř ƽźƘƄƫř ŭźƀưƫř ƾƟ ƶŬţřاﻟﻤﺴﺮح اﻟﺸﻌﺮي اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻓﻲ أﻏﻠﺐ ﻧﻤﺎذﺟﻪ ،إﻟﻰ اﺳﺘﻴﺤﺎء ﺷﺨﺼﻴﺎت ووﻗﺎﺋﻊ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﺮاث اﻷﺳﻄﻮري، واﺟﺪا ً ﻓﻴﻬﺎ ﺿﺎﻟﺘﻪ .وﻳﺮى اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ ،ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﻟﻤﺴﺮح اﻟﺸﻌﺮي اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻴﻦ اﻷزﻣﺔ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ« أن ﻋﻮدة ﻛﺘّﺎب اﻟﻤﺴﺮح اﻟﺸﻌﺮي اﻟﻌﺮﺑﻲ إﻟﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﺮاث ﺗﺸﻴﺮ ﺑﻮﺿﻮح ﺷﺪﻳﺪ إﻟﻰ ﻏﻴﺎب اﻟﻬﻮﻳﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺣﻀﻮر اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﺮاث ،أو ﺑﺸﻜﻞ أدق أﻧﻬﻢ ﻳﺴﻌﻮا إﻟﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻴﺮوا اﻟﺬات ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﻌﻮن إﻟﻰ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﺬاﺗﻲ. ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﻌﺮب ،اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻮﺣﻮا ﻛﻞ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﺮاث اﻷﺳﻄﻮري ،اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﺮاﺣﻞ ﻣﻌﺪ اﻟﺠﺒﻮري ،وﻫﻮ ﻳُﻌ ّﺪ ﻣﻦ أﺑﺮز ﻛﺘﺎب اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺻﻼح ﻋﺒﺪ اﻟﺼﺒﻮر وﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺸﺮﻗﺎوي وﻣﻌﻴﻦ ﺑﺴﻴﺴﻮ وﻧﺠﻴﺐ ﺳﺮور وﻣﺤﻤﺪ اﻟﻔﻴﺘﻮري وﺧﺎﻟﺪ ﻣﺤﻴﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺒﺮادﻋﻲ .ﺻﺪرت ﻟﻪ 4ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﻫﻲ» :آداﺑــﺎ«» ،ﺷﻤﻮﻛﻴﻦ«» ،اﻟﺸﺮارة«، و»اﻟﺴﻴﻒ واﻟﻄﺒﻞ« .ﻧﺎﻟﺖ ﻣﺴﺮﺣﻴﺘﻪ اﻷوﻟــﻰ »آداﺑــﺎ« ﺷﻬﺮ ًة واﺳﻌﺔً ،وﺗ ُﺮﺟﻤﺖ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺎت اﻷﺳﺒﺎﻧﻴﺔ واﻟﻜﺮدﻳﺔ واﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺘﻨﺎول إﺳﻄﻮرة ﺑﺎﺑﻠﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻠﺨﺼﻬﺎ: أﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻮاﺑﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﻓﻲ ﺟﻨﻮب اﻟﻌﺮاق اﻟﻘﺪﻳﻢ ،ﻗﺎم اﻹﻧﺴﺎن آداﺑﺎ ،ﻣﺨﻠﻮق اﻵﻟﻬﺔ ،ﺻﻴﺎد اﻟﺴﻤﻚ ،ﺑﻜﺴﺮ أﺟﻨﺤﺔ اﻟﺮﻳﺢ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، واﻧﺤﺎز إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻜﺎدﺣﺔ ،ﻣﻦ اﻟ ُﻤﺬﻟﻴﻦ واﻟ ُﻤﻬﺎﻧﻴﻦ واﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻌﺒﻴﺪ، ﺣﻴﻨﻤﺎ دار اﻟﺼﺮاع اﻟﻌﻨﻴﻒ ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑﻴﻦ اﻟﻜﻬﻨﺔ واﻹﻗﻄﺎﻋﻴﻴﻦ ،وأﺻﺤﺎب اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ واﻟﻨﻔﻮذ اﻟﻤﺎدي واﻟﻤﻌﻨﻮي. وﻳﺤﻘﻖ آداﺑﺎ ﻧﺼﺮا ً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻫﺬا، ﻣﻤﺎ ﻳﻐﻀﺐ »أﻧﻠﻴﻞ« إﻟﻪ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ، اﻟﺬي ﻳﻄﺮح اﻷﻣﺮ أﻣﺎم ﻛﺒﻴﺮ اﻵﻟﻬﺔ »آﻧﻮ« وﻣﺠﻤﻊ اﻵﻟﻬﺔ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻠﻘﻮن ﻣﻦ ﻗﻮة آداﺑﺎ وﻧﻔﻮذه وﻗﻴﺎدﺗﻪ ﻟﻠﻨﺎس« ﻓﻴﻌﻤﺪ »آﻧــﻮ« إﻟــﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻛﺴﺒﻪ
58
اﻟﺘﺮاث ا\ﺳﻄﻮري واﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺮح اﻟﺸﻌﺮي
وﺷﺮاﺋﻪ ،وﻳﺪﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ،ﻟﻜﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ إﻟﻬﺎ، وﻳﻨﻀﻢ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻊ اﻵﻟﻬﺔ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﺤﻮل ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺑﺸﺮا ً، ﻳﺴﺎﻧﺪ ﺛﻮرة اﻟﻔﻘﺮاء ،إﻟﻰ إﻟﻪ ﻳﺴﺎﻧﺪ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻵﻟﻬﺔ ،ﻓﻲ إﺑﻘﺎء ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ .ﻟﻜﻦ آداﺑﺎ ﻳﺮﻓﺾ ذﻟﻚ، ﻣﻔﻀﻼً اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺛﻮرة اﻹﻧﺴﺎن ،واﻧﺘﺼﺎره ﻋﻠﻰ ﺟﻼدﻳﻪ .وﺣﻴﻦ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﻣﻦ أﺣﺪاث اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻤﺴﺮﺣﻲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻳﺘﺤﻮل إﻟﻰ وﺟﻮد ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻣﻨﻈﻢ ﻳﺤﻘﻖ اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻬﻨﺔ واﻹﻗﻄﺎﻋﻴﻴﻦ. ņŔĻŎńė
وﻃﺮق اﻟﺠﺒﻮري ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ »ﺷﻤﻮﻛﻴﻦ« ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﺣﺴﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﺷﻤﻮﻟﻴﺔ ،وﺑﻄﺎﺑﻊ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﺷﻌﺮي .ﻟﻘﺪ أﺑﺼﺮ ﺑﺮؤﻳﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ– دراﻣﻴﺔ اﻟﺠﺪل اﻟﺤﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ ،ﻓﻘﺪم ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺎدﺛﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ،ﺗﺠﺴﻴﺪا ﻧﺎﺑﻀﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ﻟﻠﻤﺼﻴﺮ اﻟﻤﺄﺳﺎوي اﻟﺤﺘﻤﻲ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻛﻞ اﻧﻔﺼﺎﻟﻲ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻌﺪو اﻷﺟﻨﺒﻲ. اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺻﻮت اﻟﺸﺎﻋﺮ »دﻧﺠﺮ أداﻣﻮ« ،اﻟﺬي ﺑﻠﻐﻪ ﻧﺪاء ﻳﺴﺘﻨﻬﻀﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﺮوي ﻷﺣﻔﺎده، ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺷﺎﻫﺪا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﺪث ،وإن ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ اﻷﺣﺪاث ﻣﺸﺎرﻛﺎ ﻟﺸﻤﻮﻛﻴﻦ ،وﻋ ّﺮاﻓﺎ ﺗﻜﻠﻢ وﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺟﻤﺮة ،وﻓﻮق رأﺳﻪ ﺳ ّﻴﺎف ،وإﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺻﻮت اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺪراﻣﻲ ﻣﻌﺪ اﻟﺠﺒﻮري، إﻟﻰ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ واﻟﻘﺎدﻣﺔ ،ﻷن وراء اﻟﺼﻤﺖ اﻟﺬي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﺄﺿﺮاب اﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻲ »ﺷﻤﻮﻛﻴﻦ« زﻣﺎﻧﻨﺎ )دﻣﺎ ﻳﺤﺘﺞ وﺗﺤﺖ رﻣــﺎد اﻟﺨﻴﺒﺔ ﺟﻤﺮا ﻳﺘﻮﻗﺪ( .وﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻳﺴﻜﺖ )أي ﺷﻤﻮﻛﻴﻦ( ﻧﺒﺾ اﻟﺪم ،أو ﻳﻄﻔﺊ ﺟﻤﺮ اﻟﺮﻓﺾ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺠﻌﻞ اﻷرض ﺧﺮاﺑﺎً.
»ﺗْﺮﺑّﻌﻲ واﻟﺤــﻮل ﻋـــــﻮدي ﺗﺴﻘﻴﻚ اﻟـــــــــــﺮواﻳﺢ واﻟﺮﻋﻮدي ﺗﺮﺑّﻌــــــــــــــﻲ ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻤـﻪ واﻟﺤــــــــــﻮل ﺳ ّﻮي وﺿﻴﻤـــــــﻪ رﺑّﻌﻚ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻞ واﻷﻣـــﺎن وﺳﻠّﻤﻚ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺿﻌﺎﻳﻒ اﻟﻘﻴﻤﺎن« وﻫﺬه اﻟﺤﺪوة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﻘﺎل ﻓﻲ أﻳﺎم اﻟﻘﻴﻆ ،وأﻛﻞ اﻟﺮﻃﺐ ،ﺣ ًﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺨﻠﺔ وﺗﻜﺮﻳ ًﻤﺎ ﻟﻬﺎ ،رﻏﻢ أﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ اﻟﻴﻮم .وﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ »اﻟﻤﺮﺑﻌﺎﻧﻴﺔ« ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻘﻴﻆ ،وﻳﻘﻮل اﻟﻤﺰارﻋﻮن ﻟﻠﻨﺨﻠﺔ »ﺗﺮﺑّﻌﻲ« ،أي ﺣﺎن وﻗﺖ ﺣﺼﺎدك أﻳﺘﻬﺎ اﻟﻨﺨﻠﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ،وﻋﻮدي ﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎدم أﻗﻮى ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ ،وﻧﺪﻋﻮ ﻟﻚ اﻟﻠﻪ ﺑﺄن ﻳﻨﺰل ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻤﻄﺮ وﺗﺴﻘﻴﻚ »رواﻳﺢ اﻟﺼﻴﻒ« ،أي اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ،ﻓﻴﺰﻳﺪ ﺣﻤﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺬوق .ﺣﻤﺎك اﻟﻠﻪ وآﻣﻨﻚ ،وﺣﺮﺳﻚ ﻣﻦ »اﻟﻘﻴﻤﺎن« ،أي اﻷﻗﻮام اﻟﻐﺰاة اﻟﺴﺎﻋﻴﻦ ﻟﻨﻬﺐ ﺧﻴﺮاﺗﻚ .وﻟﺨﱠﺼﺖ ﻣﺄﺛﻮرات اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﻠّﻘﻪ اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻣﻦ أﻣﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻄﺮ ﻓﻲ أﻳﺎم اﻟﺸﺘﺎء ،ﻷن اﻟﺠﻔﺎف ﻳﻤﺲ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻤﺤﻞ ،ﺑﻞ ّ أﺑﺮزت اﻟﻤﺄﺛﻮرات ﻗﻴﻤﺔ ﺑﻌﺾ أﺷﺠﺎر وﺛﻤﺎر وﻧﺒﺎﺗﺎت ﺑﻴﺌﺎﺗﻬﻢ. Ü aĶŔñ ĶŔć õĉîœ îŃ Ņçō iŊīîñĎĿí îňŔijō iŊīíčĐĿí õĉîœ Ņçd
ﻳﻀﺮب ﻫﺬا اﻟﻘﻮل اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻧﺘﻘﺎ ًدا ﻓﻲ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺸﺮوط واﻟﻮﻋﻮد؛ ﻓﺈن ﺟﺎدت زراﻋﺘﻨﺎ أ ْوﻓﻴﻨﺎ ﺑﻮﻋﻮدﻧﺎ ﻟﻠﺮﺑﺎﻋﺔ ،وﻫﻢ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎرﻛﻮﻧﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺮث واﻟﻐﺮس واﻟﺤﺼﺎد ،وإن ﻛﺎن ﻣﺤﺼﻮل اﻟﺰراﻋﺔ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ،ﻓﺎﻟﺨﺴﺎرة ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ،واﻟﺤﺮﻣﺎن ﺳﻮف ﻳﻌﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،وﺳﻴﻜﻮن »ﺧﻴﻖ ﺑﻴﻖ« أي ﻻ ﺷﻲء. aôĠĴĿí ýĎī ¸öĀĿíd
ﻳﻀﺮب ﻫﺬا اﻟﻘﻮل اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﻧﺒﺎت اﻟﺒﺮﺳﻴﻢ »اﻟ َﺠ ّْﺖ« وﻓﺎﺋﺪﺗﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺰارﻋﻴﻦ وأﺻﺤﺎب اﻟﻤﺰارع وﻣﺮﺑﻲ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت، ﻓﻬﻮ أﺣﺪ أﻓﻀﻞ أﻋﻼف ﺗﻐﺬﻳﺔ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ،ﻟﺬﻟﻚ وﺻﻔﻮا اﻟﺒﺮﺳﻴﻢ ﺑﺄﻧﻪ ٌ وﻣﻌﺮوف ﻋﻦ اﻟﺒﺮﺳﻴﻢ ﺟﺬر »ﻋﺮج« اﻟﻔﻀﺔ،أي أﻧﻪ ﻛﻤﻌﺪن اﻟﻔﻀﺔ. أﻧﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﺘﺮ ًة ﻃﻮﻳﻠﺔ ،وﺑﻌﺾ ﺳﻼﻻﺗﻪ ﺗﻌﻴﺶ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات.
aĎń÷ łŌŀĻãō iĎńē łŌòĤăd
وﻫﺬا ﻗﻮل ﺷﻌﺒﻲ ﻳﻀﺮب ﻓﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﺷﺠﺮة اﻟﺴﻤﺮ ﻛﻮﻗﻮد ،ﻓﺎﻟﺴﻤﺮ ﺷﺠﺮة ﻣﻌ ّﻤﺮة ،وﻫﻲ ﺗﻨﻤﻮ ﻓﻲ اﻟﺠﺒﺎل واﻟﻮدﻳﺎن واﻟﺴﻴﻮح اﻟﺤﺼﻮﻳﺔ واﻟﺮﻣﻠﻴﺔ .وﺟﺬوﻋﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻮد أﻧﻮاع اﻟﺤﻄﺐ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻀﺮب ﻓﻲ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻤﺮ ﻛﻐﺬاء ﻣﻔﻀﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
• أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻧﺒﻴﻠﺔ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺰﻳﺪة وﻣﻨﻘﺤﺔ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة :دار ﻧﻬﻀﺔ ﻣﺼﺮ1974 ،م. • اﻷﻟﻌﺎب واﻷﻟﻐﺎز اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة، ﻧﺠﻴﺐ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ ،اﻟﻌﻴﻦ :ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ2000 ،م.
• اﻷﻣﺜﺎل واﻷﻟﻐﺎز اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻋﺒﻴﺪ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺻﻨﺪل ،اﻟﻌﻴﻦ :ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺘﺎرﻳﺦ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ، 2001م. • اﻷﻣﺜﺎل اﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ،أﺣﻤﺪ ﺗﻴﻤﻮر ﺑﺎﺷﺎ ،ﻣﺼﺮ :ﻟﺠﻨﺔ ﻧﺸﺮ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت اﻟﺘﻴﻤﻮرﻳﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ1956 ،م. • اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ اﻟﻬﺠﺮي ،ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،أﺑﻮﻇﺒﻲ2014 :م. • ﺟﻤﻬﺮة اﻷﻣﺜﺎل ،أﺑﻮﻫﻼل اﻟﻌﺴﻜﺮي ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻔﻀﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ وﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﻴﺪ ﻗﻄﺎﻣﺶ ،ﺑﻴﺮوت :دار اﻟﻔﻜﺮ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ1988 ،م. • دﻳﻮان اﻷدب ،أﺑﻮ إﺑﺮاﻫﻴﻢ إﺳﺤﻖ ﺑﻦ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻔﺎراﺑﻲ ،ﺗﺤﻘﻴﻖ أﺣﻤﺪ ﻣﺨﺘﺎر ﻋﻤﺮ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة ) ،د.ن(1947 ،م. • ﻣﺠﻤﻊ اﻷﻣﺜﺎل ،أﺑﻮ اﻟﻔﻀﻞ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﺑﻦ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮري اﻟﺴﻌﺎدة، اﻟﻤﻴﺪاﻧﻲ ،ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ ،ﻣﺼﺮ :ﻣﻄﺒﻌﺔ ّ اﻟﺠﺰء اﻷول ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ1959 ،م. • ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ اﻷﻣﺜﺎل واﻷﻗﻮال اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،راﺷﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ،اﻟﺠﺰء اﻷول ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ، أﺑﻮﻇﺒﻲ :اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻧﻔﺴﻪ2016 ،م.
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
57
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
ﻋﺬوﻗﻬﺎ ،وﺗﺮﺗﺎح اﻷرﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮ ًﻣﺎ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﺛﻢ ﺗﺒﺪأ ﺑﻌﺪﻫﺎ أرﺑﻌﻮن ﻳﻮ ًﻣﺎ اﻟﻨﺠﻢ ﺧﻴ ًﺮا ،وﻳﻘﺎل أﻳﻀﺎ» :ﻟﻲ ﻃﻠﻌﺖ اﻟﺜﺮﻳّﺎ ،ﻫ ّﻴﺎ ﻳﺎ زراع اﻟﺒﺮ ﻫ ّﻴﺎ«، أﺧﺮى ﺗﻜ ّﺪ وﺗﺘﻌﺐ »ﺗ ْﺰازي« ،وﻫﻮ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﻜ ّﻮن اﻟﻄﻠﻊ ﻟﻴﻜﻮن ﺟﺎﻫ ًﺰا وﺗﻀﺮب ﻫﺬه اﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﻓﺮ ًﺣﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺒﺸﺎر ﺑﺎﻟﺼﻴﻒ .وﺷﻮب ﻛﻠﻤﺔ ﻹﻧﺘﺎج اﻟﺮﻃﺐ ،وﻫﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﻤﻞ اﻟﻨﺨﻠﺔ وإﻧﺘﺎﺟﻬﺎ. ﻋﺎﻣﻴﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻟﻠﻮاﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﻛﻪ اﻟﻨﺎﺿﺠﺔ ﻟﺘ ّﻮﻫﺎ وﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺘﻴﻦ واﻟﻄﻤﺎﻃﻢ واﻟﺮﻣﺎن .ﻛﻤﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﺷﻮب ﻋﻠﻰ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺰ ﻳُﺨﺒﺰ ﻣﻦ اﻟﺒﺮ أو اﻟﺪﻗﻴﻖ اﻷﺳﻤﺮ ،وذﻟﻚ ﻋﻨﺪ أﻫﺎﻟﻲ اﻟﺠﺒﺎل. «Łîňœ îŃ ýĎĬĿíō iŁîŇō ĩčďí d ﻫﺬه ﺣﻜﻤﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ ،وﺗﻘﻮل :ازرع اﻟﺸﺠﺮة واﺳﻘﻬﺎ وﻧﻢ ﻣﻄﻤﺌ ًﻨﺎ .ﻓﺠﺬرﻫﺎ »ﻋﺮﺟﻬﺎ« ﺳﻴﻨﻤﻮ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺸﻴﺌًﺎ وﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ،وﻣﺎ ačîŌňĿíō ľŔŀĿí ŏōîĔ÷ ičîňļĿí Įŀñ íċçd ﻫﻲ إﻻ أﺷﻬﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺒﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺠﺮة وﺗﺜﻤﺮ .ﻓﻔﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﻜﻤﺔ ﺣﺚﱞ ﻳﻀﺮب ﻫﺬا اﻟﻘﻮل اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﺴﻨﺔ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ وﺗﺤﻔﻴ ٌﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ ،واﻧﺘﻈﺎر اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ.ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻐﻔﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﺄﺛﻮرات ﻳﺘﺴﺎوى ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻠﻴﻞ واﻟﻨﻬﺎر .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻀﺞ ﺛﻤﺎر اﻟﺴﺪر »اﻟﻨﺒﻖ« ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﻔﻠﻜﻴﺔ اﻟﺸﺘﻮﻳﺔ اﻟﺒﺎردة اﻟﺘﻲ ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮن اﻷول )دﻳﺴﻤﺒﺮ( ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎم ،ﻳﺘﺴﺎوى اﻟﻠﻴﻞ واﻟﻨﻬﺎر. اﻟﻌﺸﺐ ،ﻓﺘﺴﻤﻦ اﻹﺑﻞ وﺻﻐﺎرﻫﺎ ،وﻳﺼﺎد ﻓﻴﻪ اﻟﻄﻴﺮ ،وﻳﻨﺸﻂ اﻟﻨﺤﻞ ،وﻣﻌﺮوف أن ﺷﺠﺮة اﻟﺴﺪر ﻣﻦ اﻷﺷﺠﺎر اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ وأﺗﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺪرور ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺣﺴﺎﺑﺎ ﻓﻠﻜﻴﺎ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ،وﻫﻲ ﺗﻨﺒﺖ ﻏﺎﻟ ًﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﻮدﻳﺎن واﻟﺠﺒﺎل .وﻗﺪ ﺗﻢ اﻹﻛﺜﺎر ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﺠﻮم اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ زراﻋﺘﻬﺎ ﺣﺎﻟﻴًﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪن واﻟﺸﻮارع ﺑﺠﺎﻧﺐ أﺷﺠﺎر اﻟﻐﺎف واﻟﺴﻤﺮ. وﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ؛ ﻓﺜﻤﺮﻫﺎ ﻳﺄﻛﻠﻪ اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺤﻴﻮان ،ﻛﻤﺎ أن اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻘﺲ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮرﻫﺎ وزواﻟﻬﺎ. أزﻫﺎرﻫﺎ ﻣﺮﻏﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺤﻞ ،وﻋﺴﻞ اﻟﺴﺪر ﻣﻌﺮوف ﺑﺠﻮدﺗﻪ وﻧﻘﺎﺋﻪ. أﻣﺎ أوراﻗﻬﺎ ﻓﺘﺄﻛﻠﻬﺎ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﺑﺠﺎﻧﺐ اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. aņœčîÿ śçō ņŔ÷ ïŎė Őŀī îœĎüĿí ĎŌĨ÷d ﻫﺬه ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺗﻘﺎل ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻔﺼﻮل اﻟﺴﻨﺔ واﻟﻨﺠﻮم اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪم أﺧﺸﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻔﻦ ﻗﺪﻳ ًﻤﺎ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﺪﻓﺌﺔ ﻳﻬﺘﺪي ﺑﻬﺎ اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ أﻣﻮر ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ .وﻧﺠﻢ اﻟﺜﺮﻳﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﻮم واﻟﻔﺤﻢ .واﻧﺘﺸﺮت ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺤﺪوات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺮ ّددﻫﺎ اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ أﻣﻮر ﺣﻴﺎة اﻟﻨﺎس ﺳﺎﺑﻘًﺎ ،ﺣﻴﺚ إن ﻟﻬﺎ اﻟﻤﺰارﻋﻮن ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺨﻴﻞ ،ﻛﻤﺎ أﺗﺖ ﻣﻌﻬﺎ أﻳﻀﺎ اﻷﻗﻮال اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﺄﺛﻴ ًﺮا ﻛﺒﻴ ًﺮا ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻘﺲ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮرﻫﺎ وزواﻟﻬﺎ .وﺗﻘﻮل ﻫﺬه اﻟﻤﻘﻮﻟﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ وﺑﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻨﻬﺎ .واﻟﺤﺪوة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ أن اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر ﻧﺠﻢ اﻟﺜﺮﻳﺎ ﻫﻮ ﺑﻠﻮغ ﺛﻤﺮ ﺷﺠﺮة اﻟﺘﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻮن ﻣﻦ أﻟﺤﺎن اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻋﺪد ﻣﻦ ﻧﻀﺠﻬﺎ ،أو ﺑﺪاﻳﺔ ﻧﻀﺞ اﻟﺮﻃﺐ ،واﻟﺬي ﻳﺴﻤﻰ »اﻟﺒﺸﺮة« ،و»ﺟﺎرﻳﻦ« اﻷﺑﻴﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺗﻐ ﱠﻨﻰ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺰارع ﻋﻨﺪ ﺳﻘﻲ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﺮﻃﺐ .وﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮوف أن اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻳﺴﺘﺒﺸﺮون ﺑﻄﻠﻮع ﻫﺬا أو ﻋﻨﺪ ﺳﻘﻲ اﻹﺑﻞ ،أو ﻋﻨﺪ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄي ﻣﺠﻬﻮد ﻓﺮدي أو ﺟﻤﺎﻋﻲ.
56
ﺣﻜﻤﺔ اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺄﺛﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ا ﻣﺎراﺗﻴﺔ
وﺳﺄﻋ ّﻮﺿﻚ ﻛﻤﻴﺔ اﻟﺘـﻤﺮ اﻟﺬي ﺗﺘﻮﻗّﻌﻪ ﻣﻨﻬﺎ. ﺗﻠﻘﻴﺢ اﻟﻨﺨﻞ ،وﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ إزﻫﺎر وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ ﺗ ُﻜﺘﺸﻒ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﺮك أﻫﻞ ا>ﻣﺎرات ﻣﻮﻟﻌﻮن ﺑﺄﻟﻮان أدﺑﻬﻢ اﻟﻨﺨﻠﺔ ﺑـ »اﻟﻄﻠﻊ« ،وﻳﻘﻮﻟﻮن ﻃﻠّﻊ اﻟﻨﺨﻞ، اﻟﻤﺴﺎﻓﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻰ ﺗﺘﺮك ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺨﻴﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ وﻟﻌﻬﻢ ﺑﺘﺮاﺛﻬﻢ وأﺻﺎﻟﺔ وﻳﺴﺘﺒﺸﺮون ﺑﺬﻟﻚ .وﻣﻮﺳﻢ اﻟﻄﻠﻊ ﻳﺴﻤﻰ ﻋﻨﺪ ﻓﺴﻠﻬﺎ أو زراﻋﺘﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ أﺣﻴﺎﻧًﺎ إﻟﻰ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ،واﻟﻤﺜﻞ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻫﻮ اﻟﺴﺎﺋﺮ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻨﺒﺎت أو وﻗﺖ اﻟﻨﺒﺎت .وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺤﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﻞ ﻓﻴﺴﻤﻰ ﻃﻠﻌﻪ أو إزﻫﺎره ﻋﺸﺮة أﻣﺘﺎر .وﻳﻔﻴﺪ ذﻟﻚ اﻟﻨﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﺻﻄﻼﺣﺎﺗﻬﻢ ،ﻳﻨﻘﻠﻮن ﺑﻪ ً ﺗﺮاﻛﻤﺎ »ﻧﺒﺎت« ،وﻫﻮ اﻟﻄﻠﻊ اﻟﺬﻛﺮي .وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺟﺬﻋﻬﺎ وﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺬاء اﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﺑﺪون ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ أﺷﺠﺎر اﻟﻨﺨﻴﻞ اﻷﺧﺮى ،ﻓﻴﻌﻮد ذﻟﻚ ﻣﻌﺮﻓ ًﻴﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﺎﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ،وﻗﺪ ﺗﻠﻘﻴﺢ اﻟﻨﺨﻠﺔ اﻟﻤﺆﻧﺜﺔ ﻣﻦ ﻓﺤﻞ اﻟﻨﺨﻠﺔ ﺗﺴﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﺎر ﻓﻴﻐﺰر إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ،وﻳﺠﻮد ﺟﻌﻠﻮه ﻣﻦ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺴﻠﻮك ،ﻓﺎﻟﻤﺜﻞ »اﻟﻨﺒﺎت« ،أو »اﻟﺘﻨﺒﻴﺖ« .وﻳﻌﻨﻲ اﻟﻴﺪاد ،أو »اﻟﺠﺪاد« ،ﺟﻨﻲ اﻟﺘﻤﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﻠﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻏﺮس اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﺤﺼﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﻃﺐ واﻟﺘﻤﺮ. ﻗﻄﻊ اﻟﻌﺬوق ﻓﻲ ٍ وﻗﺖ واﺣﺪ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺸﺘﺮط أن ﺗﻜﻮن ﻛﻠﻬﺎ ﻧﺎﺿﺠﺔ .وﻳﺘﻢ ذﻟﻚ ﻋﺎد ًة ﻓﻲ aĉíĊŔĿí Ċňī ðŔįō iõîòňĿí Ċňī ĎĠăíd ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺮﻃﺐ .وﺗﺴﻤﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﻮل ﺷﻌﺒﻲ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻨﺨﻴﻞ ،ﻳﻌ ّﺪ ﻧﺼﻴﺤﺔ »اﻟﺠﺪاد« ،وﻓﻌﻠﻬﺎ »ﻳﺠﺪ« أي ﻳﻘﻄﻊ .أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﻨﻲ اﻟﺘـﻤﻮر زراﻋﻴﺔ ﻷﺻﺤﺎب ﻣﺰارع اﻟﻨﺨﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮوﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﻠﻊ اﻟﻨﺨﻠﺔ .ﻓﺘﻠﻘﻴﺢ أو ﻣﺮﺣﻠﺔ »اﻟﻴﺪاد« ﻓﺈن وﺟﻮد ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺰرﻋﺔ ﻏﻴﺮ ﺿﺮوري وﻳﻜﻔﻲ اﻟﻨﺨﻴﻞ أو ﺗﻨﺒﻴﺘﻬﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﻋﺘﻨﺎء ﺑﺎﻟﻨﺨﻠﺔ ﻟﺘﻨﺘﺞ وﺟﻮد اﻟﻌ ّﻤﺎل؛ ﻷن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﺪو أن ﺗﻜﻮن ﺟﻨﻲ اﻟﻤﺤﺼﻮل .وﻫﺬا ً ﻣﺤﺼﻮﻻ ﺟﻴ ًﺪا .وﻳﺘﻄﻠّﺐ ذﻟﻚ وﺟﻮد ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻨﺨﻞ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ اﻟﻤﺜﻞ أﻋﻼه وﻫﻮ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻨﺒﻴﺖ ﻓﻬﻮ أﺳﺎس اﻹﻧﺘﺎج ،أﻣﺎ إﺷﺮاﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮ اﻟﺘﻨﺒﻴﺖ؛ ﻷن ﻟﻬﺎ ﺷﺮوﻃًﺎ أﻫﻤﻬﺎ اﺧﺘﻴﺎر ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻄﻠﻊ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻷﺧﺮى ﻓﻼ ﺿﺮورة ﻟﺤﻀﻮر ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺎل ﻓﻴﻬﺎ. اﻟﺬﻛﺮي اﻟﻤﻤﺘﺎز ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻔﺎوت ذﻟﻚ ﺑﺪرﺟﺎت .ﻛﻤﺎ أن ﻛﻞ ﻧﻮع أو ﺻﻨﻒ ﻣﻦ اﻟﻨﺨﻴﻞ ﻳﻌﻄﻰ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ وﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻠﻊ .ﻛﺬﻟﻚ aĂœĎńĿîñ őďíе÷ ņŔĬñčãō ĂœĎøĔ÷ ņŔĬñčãō ĂœĎœ ņŔĬñčãd ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻄﻠﻊ ﺑﺎﻟﻐًﺎ وﺟﺪﻳ ًﺪا ،ﻓﺎﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻨﻪ ﻳﻔﻘﺪه ﺻﻼﺣﻴﺘﻪ ﻳﺼ ّﻮر ﻫﺬا اﻟﻘﻮل اﻟﺸﻌﺒﻲ ،رﻏﻢ ﻗﻠﺔ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﺣﺎﻟﻴًﺎ ،ﻣﺪى اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺄي ﻣﻦ ﻫﺬه ﺑﻴﻦ إﻧﺴﺎن اﻹﻣﺎرات وﺷﺠﺮة اﻟﻨﺨﻴﻞ ،وﻛﺎن ﺳﺎﺋﺪا ﻗﺪﻳ ًﻤﺎ ﻟﺪى أﻫﺎﻟﻲ وﻳﺴﻤﻰ »راي« ،وﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﺘﻨﺒﻴﺖ .وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﻼل ٍ اﻟﺸﺮوط ﻳﻜﻮن إﻧﺘﺎج اﻟﻨﺨﻠﺔ ﺿﻌﻴﻔًﺎ ،أو »ﺷﻴﺺ« ﻛﻤﺎ ﻳﺴ ّﻤﻮﻧﻪ ،ﻣﻤﺎ اﻟﻮاﺣﺎت واﻟﺠﺒﺎل وﻣﺰارﻋﻲ اﻟﻨﺨﻴﻞ ﻫﻨﺎك ،وﻣﻌﻨﺎه أن اﻟﻨﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﻳﻔﻘﺪ اﻟﻤﺰارع ﺗﻌﺒﻪ وﻳﺨﺴﺮ إﻧﺘﺎﺟﻪ .واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻨﺒﺎت ﻫﻨﺎ ﻣﻮﺳﻢ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻘﻴﻆ أو اﻟﺮﻃﺐ ﺗﻜﻮن ﺟﺮﻳﺤﺔ أرﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮ ًﻣﺎ ﺟﺮاء ﻗﻄﻊ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
55
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
»إن ﻳﺎدت اﻟﺰراﻋﻪّ ، وﻓﻴﻨﺎ اﻟﺮﺑﺎﻋﻪ«
ŠǀţřŹŚƯDžř ŠǀŞƘƄƫř šřŹƺŧŐưƫř ƾƟ ƲǀƗŹřżưƫř Šưƨů őōîļŀŃ ĂĿîě ĊĿîć ŪŲőŤŴ ŽėőĽŤē ŪŲĖįĉ ūēŵŤĊĖ ūŵőŤŵŨ ěēijĔƸƸŨǞē Ŧűĉ
ĴĐĔĹŤē ŵű ŪŲŻİŤ ŦġũŤēŴ ȕŪŲĝŘĔŝĠ ĚŤĔŀĉŴ ŪŲĠēĴĝĖ
ųŤĔŨ ŦšŤ ĔżŘĴőŨ ĔũŠēĴĜ ųĖ ūŵťŝŭŻ ȕŪŲĜĔĨǙʼnŀē ŽŘ ƻ ƻ ŦġũŤĔŘ ȕşŵťĹŤē İŐēŵŜ ŮŨ ůŵťőĤ İŜŴ ȕŪŲĜĔżĩĖ Ěťŀ
ūŵŁŝŻ ĔũťŝŘ ȕęĴėĭŤē ĞėŬŴ ȕĚũšĩŤē ķĴŔ ŪűİŭŐ ǎ ƾ ƻ ĢŻİĩŤē ęİĖĵ ŵŲŘ ȕŦġũĖ ůŴİ Żĉ ǘč ȕē ĴŨĉ ūŵńĴőŻ Ŵĉ ȕĔ ġŻİĨ Ǎ ƻ
ĔŲőńēŵŨ ŽŘ ţĔġŨǜē ŒƸƸńŴ ŽŘ ŪŲŤŴ ȕĴƸƸŨǜē ĴűŵĤŴ ęĴűĔĖ ĚũšĨ
اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ واﻟﻮاﺣﺎت ،ﻣﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﻤﺄﺛﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ وأﺻﺤﺎب اﻟﻤﺰارع ﻣﻦ ﺷﺆون اﻟﻐﺮس واﻟﻔﻼﺣﺔ. ﺳﻴﻤﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺸﺠﺮة اﻟﻨﺨﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺼﺐ ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ،ﻓﻘﺪ ﺗﺤﺪﺛﺖ اﻟﻤﺄﺛﻮرات ﻋﻦ اﻟﻤﻘﻴﻆ ﻓﻲ اﻟﻮاﺣﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻘﻴﻆ ،وﻗﺪﻣﺖ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﺣﻮل زراﻋﺔ اﻟﻨﺨﻴﻞ واﻻﻋﺘﻨﺎء ﺑﻪ، ﻋﺒﺮ ﻧﺼﺎﺋﺢ زراﻋﻴﺔ ﻷﺻﺤﺎب ﻣﺰارع اﻟﻨﺨﻴﻞ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﻋﺘﻨﺎء ﺑﺎﻟﻨﺨﻠﺔ ،ﻣﻦ ﺗﻠﻘﻴﺢ اﻟﻨﺨﻠﺔ ،وﺗﻨﺒﻴﺘﻬﺎ ،وﺟﻨﻲ اﻟﺘﻤﺮ ،وﺧﻄﻮات اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻤﻮﺳﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺠﺪاد ﻋﺬوق اﻟﻨﺨﻠﺔ وﺗﺠﻬﻴﺰﻫﺎ واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻤﺄﺛﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﻨﻬ ًﺠﺎ ﻋﻠﻤ ًﻴﺎ ﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻨﺨﻴﻞ. Þ aŒ¸ňŃ îŋĎń÷ Č´ćō iŒ¸ňī îŋĊĬñíd
وﻳﺤﻀﺮ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺰراﻋﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛًﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻫﺬا اﻟﻤﺜﻞ ،ﻛﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﻤﺰارﻋﻴﻦ ﻋﻨﺪ زراﻋﺔ ﻓﺴﺎﺋﻞ اﻟﻨﺨﻞ اﺧﺘﺼﺖ ﺑﻬﺎ اﻷﻣﺜﺎل واﻷﻗــﻮال اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺤﺪوات واﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪة .وﻗﺪ ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻟﻨﺨﻠﺔ وﻫﻲ ﺗﻘﻮل ﻟﻤﺎﻟﻜﻬﺎ أو اﻟﻤﺰارع اﻹﻣﺎرات ،ﻓﻘﺪﻳ ًﻤﺎ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺰراﻋﺔ ﻣﺼﺪر اﻟﺪﺧﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻸﻫﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﻠّﻒ ﺑﻔﺴﻠﻬﺎ :أﺑﻌﺪ اﻟﻨﺨﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﻓﺴﻠﻬﺎ ،ﻣﺴﺎﻓ ًﺔ ﻛﺎﻓﻴ ًﺔ ﻋ ّﻨﻲ،
54
ﺣﻜﻤﺔ اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺄﺛﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ا ﻣﺎراﺗﻴﺔ
اﻟﻬﻮاﻣﺶ واﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺼﻮر ،ﻋﺪد 13 ،2505أﻛﺘﻮﺑﺮ 6 ) 1972رﻣﻀﺎن .(1392 ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺼﻮر ،ﻋﺪد 16 ،2427أﺑﺮﻳﻞ 20) 1971ﺻﻔﺮ (1391 ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺼﻮر ،ﻋﺪد 8 ،2513دﻳﺴﻤﺒﺮ 3) 1972ذو اﻟﻘﻌﺪة (1392 - 1اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﻒ اﻟﺸﺮﻗﻲ وﻟﺪ ﻓﻲ ﻋﺎم 1938وﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ 29ﻣﺎرس .2017ﺣﻔﻞ ﺳﺠﻠﻪ ﺑﺼﻔﺤﺎت ﻣﺸﺮﻗﺔ وﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺠﺰات اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺨﺎﻟﺪة اﻟﺘﻲ أﺛﺮت ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ إﻣﺎرة اﻟﻔﺠﻴﺮة .ﺑﺪأﻫﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﻴﻦ »وزﻳﺮ دوﻟﺔ« ﺑﻤﺮﺳﻮم اﺗﺤﺎدي رﻗﻢ 3ﻟﺴﻨﺔ 1971ﻣﻦ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺮاح ﻣﻦ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ،ﺛﻢ أﺻﺒﺢ ﻧﺎﺋﺒﺎً ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﺮﻗﻲ ،ﻋﻀﻮ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﻔﺠﻴﺮة ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺎم .1976 وﺧﻼل ﺗﻮﻟﻴﻪ ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﻔﺠﻴﺮة ،ﺗﺴﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 1984 ﻣﻨﺼﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺒﻠﺪي ،ﻟﻴﻠﻌﺐ دورا ً ﻓﺎﻋﻼً ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺨﺪﻣﻴﺔ ﻟﻠﻔﺠﻴﺮة .اﻧﻈﺮ: HYPERLINK«http://www.albayan.ae/across-the-«1.2902964 -31 -03 -uae/news-and-reports/2017 http://www.albayan.ae/across-the-uae/news-and1.2902964-31-03-reports/2017 http://www.emaratalyoum.com/local-section/1.982708-30-03-other/2017 - 2ﺗﻤﺎم ،ﺣﻤﺪي ،ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ زاﻳﺪ ،أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ج 1992 ،1ص .111 - 3اﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن ﻣﺤﻄﺔ اﻟﺪﻗﺪﻗﺔ أﻧﺸﺌﺖ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎم ،1956وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻲ ﻗﺮرﻫﺎ ﻣﺠﻠﺲ ﺣﻜﺎم اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺘﺼﺎﻟﺤﺔ ،وﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ إدﺧﺎل اﻟﻤﻜﻴﻨﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺮي ،وزراﻋﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﻛﻪ واﻟﺨﻀﺮوات. اﻟﻔﺎرس ،ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎرس ،ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻣﺎرات واﻟﺨﻠﻴﺞ ﻗﺮاءة ﻓﻲ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ،ج ،2اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ ،ط،2014 ،1
ص .427-425 - 4ﻛﺎن ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﻴﺎه ﻓﻲ واﺣﺔ اﻟﻌﻴﻦ ،ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮزﻳﻊ ﻣﻴﺎه اﻷﻓﻼج ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺰارع ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮات زﻣﻨﻴﺔ ،أي أن ﻟﻜﻞ ﻣﻠﻚ ﻣﺰرﻋﺔ ﻓﺘﺮة ﻳُﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮي ﻣﺰرﻋﺘﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ دﻓﻊ اﻟﺜﻤﻦ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺣﺼﺺ اﻟﻤﺎء ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻳﻤﻜﻦ ﺷﺮاؤﻫﺎ أو ﺑﻴﻌﻬﺎ أو رﻫﻨﻬﺎ ،ﻓﻈﻬﺮت ﻇﺎﻫﺮة )ﺗﺠﺎرة اﻟﻤﺎء( ،وﻛﺎن اﻷﻏﻨﻴﺎء ﻫﻢ اﻟﻤﺴﺘﻔﺪﻳﻦ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻔﻘﺮاء .وأﻣﺎم ﻧﻈﺎم اﻟﺴﻘﺎﻳﺔ اﻟﻤﺠﺤﻒ ،ﺟﻤﻊ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ أﺻﺤﺎب اﻟﻤﺎل واﻷرض اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﻜﻤﻮن ﻓﻲ ﻣﻴﺎه اﻷﻓﻼج ،وﻋﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺴﻘﺎﻳﺔ ﺣﺮة ﻣﺸﺎﻋﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺑﻼ اﺳﺘﺜﻨﺎءات ،وﺑﺪأ ﺑﻨﻔﺴﻪ وأﺳﺮﺗﻪ .وأﺻﺒﺢ ﻧﻈﺎم اﻟﺮي ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷﻓﻼج دورﻳﺎً ،ﻛﻞ ُﻣﺰارع ﻳﻨﺘﻈﺮ دوره ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻘﻲ ﺛﻢ ﻳﻌﻄﻲ اﻟﻤﺠﺎل ﻟﻐﻴﺮه ﻣﻦ اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ﻟﻜﻲ ﻳﺄﺧﺬوا دورﻫﻢ .اﻟﻜﻌﺒﻲ ،ﻫﻼل ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﻋﺪ ،ﻋﻘﺒﺮﻳﺔ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ ،أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ،دﻳﻮان ﺳﻤﻮ وﻟﻲ ﻋﻬﺪ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ،ط ،2008 ،1ص .65 - 5أول ﺧﺒﻴﺮ زراﻋﻲ اﺳﺘﺪﻋﺎه -اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ –اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،ﻫﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻔﻴﻆ ﺧﺎن وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎم 1962ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮر ﺗﺸﺠﻴﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ .وﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻋﺎم 1965اﺳﺘﻘﺪم اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ أول ﻣﻬﻨﺪس زراﻋﻲ وﻫﻮ ﻣﺠﺪي ﺷﻌﺚ .اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ،ص .74واﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻔﻴﻆ ﺧﺎن ،ﻗﺪ دون ذﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﻋﻦ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﺑﻌﻨﻮان» :ﺧﻤﺴﻮن ﻋﺎﻣﺎً ﻓﻲ واﺣﺔ اﻟﻌﻴﻦ« ،ﻗﺪ ﺻﺪر اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷرﺷﻴﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم .2015 - 6ﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ – رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ )ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﻴﻦ( ﻣﻦ .1966-1946 - 7أﻧﺸﺌﺖ داﺋﺮة اﻟﺰراﻋﺔ ﻋﺎم 1967واﺗﺨﺬت ﻣﻘﺮﻫﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ، وﻗﺪ اﺳﺘﻨﺪت ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻃﺤﻨﻮن ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﺣﺎﻟﻴﺎً .دار اﻟﻬﻼل ،أﺑﻮﻇﺒﻲ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة، ،1969ص .115 ،73 - 8اﻟﻤﻘﺼﻮد داﺋﺮة اﻟﺰراﻋﺔ.
ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻃﺤﻨﻮن ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻤﺜﻞ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﻳﺮاﻓﻘﻪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺰﻳﺰ ﺻﺪﻗﻲ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻟﻤﺼﺮي ﻓﻲ زﻳﺎرة ﻟﻤﺤﻄﺔ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ ﻋﺎم 1972
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
53
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
ﺛﺎﻧﻴﺎً :ﻋﻤﻞ ﻣﺴﺢ وﺣﺼﺮ وﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﺘﺮﺑﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ،ﺑﻘﺪر اﻟﻄﺎﻗﺔ، ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺎه اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ أﺟﻮد اﻟﺘﺮب اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻌﻼً. ﺛﺎﻟﺜﺎً :ﻋﻤﻞ ﻣﻘﺪار زراﻋﻲ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻺﻣﺎرات ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻋﻤﻞ ﺣﺼﺮ ﻟﻠﺤﻴﺎزات اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،ﺛﻢ ﻟﻠﻤﻮﺟﻮد ﻣﻦ اﻷﺷﺠﺎر واﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،واﻷراﺿﻲ اﻟﺒﻮر ،واﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ﺛﻢ ﻋﻤﻞ ﺣﺼﺮ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻠﺤﻴﻮاﻧﺎت واﻟﺪواﺟﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺜﺮوة اﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ. راﺑﻌﺎً :اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻌﻤﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ رﻳﻔﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻼﻓﻲ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮة إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻴﺎه، واﻟﻤﻜﺴﺐ اﻟﺴﺮﻳﻊ وذﻟﻚ ﺑﻌﻤﻞ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ وﻗﺮى ﻧﻤﻮذﺟﻴﺔ ووﺣﺪات ﻣﺠﻤﻌﺔ ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟﺬب ،ﻻ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻃﺮد. ﺧﺎﻣﺴﺎً :ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺜﺮوة اﻟﺴﻤﻜﻴﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎه اﻟﺨﻠﻴﺞ وﺷﻮاﻃﺊ اﻹﻣﺎرات. • ﻧﺄﺗﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﻴﺎه..ﻣﺎذا ﻋﻦ اﻵﺑﺎر..وﻋﻦ اﻟﻤﻠﻮﺣﺔ ..وﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻘﺪر اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺎه ﻟﻠﺰراﻋﺔ؟! ﺣﻮل ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﻗﺎل اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ :اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ ﻣﺘﻮﻓﺮة ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ،وﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺤﻔﺮ اﻵﺑﺎر ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺰﻳﺪ ﻛﻤﻴﺎت اﻟﻤﻴﺎه .وﺑﻌﺾ اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ اﻷرض ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ »رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ« ،واﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﺸﺮﻗﻲ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻔﺠﻴﺮة، وﻗﺴﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺎرﻗﺔ .ﻓﻬﻨﺎك ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻤﻖ اﻟﻤﻴﺎه ﻋﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﺘﺮا ً.
52
اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﻒ اﻟﺸﺮﻗﻲ وﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ا ﻣﺎرات
وﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻣﺎ ﻳﺘﺮاوح ﻋﻤﻖ ﻣﻴﺎﻫﻬﺎ ﻣﺎﺑﻴﻦ 150و250 ﻗﺪﻣﺎً .أﻣﺎ ﻋﻦ ﻣﻠﻮﺣﺔ اﻟﻤﻴﺎه ﻓﻬﻲ ﺗﺘﺮاوح ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺎﻟﺤﺔ ﻣﻠﻮﺣﺔ اﻟﺒﺤﺮ، وﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻴﺎه ﻋﺬﺑﻪ ﺟﻴﺪة ،واﻟﻤﻌﺮوف أن أﻋﺬب اﻟﻤﻴﺎه ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻫﻮ ﻓﻲ »اﻟﻌﻴﻦ« ....وﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻓﺈن اﻟﻤﻠﻮﺣﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ اﻗﺘﺮﺑﻨﺎ إﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ اﻟﺨﻠﻴﺞ..وأن ﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﺳﺘﺜﻨﺎء ﻟﻬﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة.. ﻳُﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻣﺤﻄﺎت ﺗﻘﻄﻴﺮ اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻫﻲ أﻣﻞ ﻣﻦ آﻣﺎل زﻳﺎدة رﻗﻌﺔ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﺨﻀﺮاء. • ﺳﺆال أﺧﻴﺮ :ﻣﺎﻫﻲ ﻧﺘﺎﺋﺢ ﻣﺒﺎﺣﺜﺎﺗﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة؟! اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻘﺪ ﺟﺌﻨﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ اﻟﺸﻘﻴﻘﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻟﺮاﺋﺪة اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﻣﺼﺮ ﻟﺪﻳﻬﺎ أﻛﺒﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺮاء واﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ. وﻟﻘﺪ دار اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﻮل اﺳﺘﻌﺪاد اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ اﻟﻤﺼﺮﻳﻦ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻷخ وزﻳﺮ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺠﺒﻠﻲ ﻟﺘﺰوﻳﺪ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺑﺎﻟﺨﺒﺮات اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،واﻟﺘﻌﺎون إﻟﻰ أﻗﺼﻰ ﻣﺪى ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻼت اﻟﺰراﻋﻴﺔ، واﺳﺘﻴﺮاد دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺪات وأﺟﻬﺰة. وﻗﺪ أﺑﺪى اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺠﺒﻠﻲ اﺳﺘﻌﺪاد ﻣﺼﺮ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ﺷﺒﺎب دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات وﺗﺪرﻳﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻫﺪﻫﺎ ..وأﻋﺪادﻫﻢ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﻛﻮادر زراﻋﻴﺔ ﺑﻨﺎءة..وﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮوف أن دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺗﺤﻮي ﻣﻴﺎﻫﺎ أﺿﺨﻢ ﺛﺮوة ﺳﻤﻜﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ..وﻗﺪ أﺑﺪى اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﺠﺒﻠﻲ اﺳﺘﻌﺪاد اﻟﻮزراة ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺜﺮوة اﻟﺴﻤﻜﻴﺔ..واﺳﺘﻴﺮاد اﻷﺳﻤﺎك ﻣﻦ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات. ﺑﻬﺬه اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻧﺘﻬﻰ اﻟﺤﻮار اﻟﺬي أﺟﺮﺗﻪ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺼﻮر اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﻊ وزﻳﺮ اﻟﺪوﻟﺔ ووزﻳﺮ اﻟﺰراﻋﺔ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات آﻧﺬاك اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﻒ اﻟﺸﺮﻗﻲ ،واﻟﺬي ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ واﻟﻤﺴﺎﻋﻲ اﻟﺠﺎدة واﻟﻄﻤﻮﺣﺎت اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ،وﻋﻦ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ وﺗﺬﻟﻴﻞ ﻛﻞ اﻟﺼﻌﺎب واﻟﻌﻘﺒﺎت أﻣﺎﻣﻬﺎ ،واﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﻜﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﺟﻨﺔ وارﻓﺔ اﻟﻈﻼل @ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث
ﻣﺰارع ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﻮار ﻣﻴﺎه ﻓﻠﺞ اﻟﺼﺎروج
ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ،1963وﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻻ ﻳﺰال ﺣﺎﻛﻤﺎ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ،اﺳﺘﻘﻞ ﺑﻤﺤﻄﺔ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،وأﺷﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻤﺤﻄﺔ ﻧﻮاة ﻟﺪاﺋﺮة اﻟﺰراﻋﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺑﺪورﻫﺎ ﻧﻮاة ﻟﻮزارة اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ .ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﻳﻀﻊ اOﺳﺲ ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻗﺼﺮ ا>ﻣﺎرة ﻓﻲ ﻋﺎم .1966
اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ دﺑﻲ..ﻫﺬا ﺑﺠﺎﻧﺐ أن زراﻋﺔ اﻟﺰﻫﻮر واﻟﺘﺸﺠﻴﺮ ،وﺗﺠﻤﻴﻞ اﻟﺸﻮارع واﻟﻤﺪن ،ﻓﻴﺸﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺧﺼﺎﺋﻴﻮن زراﻋﻴﻮن ﻳﺘﺒﻌﻮن دواﺋﺮ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ،وﻧﺤﻦ ﻛﻮزارة اﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻓﻠﻦ ﻧﺒﺨﻞ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ،ﻋﻠﻰ أي ﺧﺒﺮات ﺗﻄﻠﺐ. • وﻣﺎذ ﻋﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ ..ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﺗﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻦ وزارة اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،واﻟﻮزارة اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ؟! رد وزﻳﺮ اﻟﺪوﻟﺔ ﻗﺎﺋﻼً :ﻫﺬا ﺷﻲء ﻃﺒﻴﻌﻲ..ﻋﻠﻰ اﻷﻗــﻞ ﻓــﺈن أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺻــﺎر ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺧﺒﺮة واﺳﻌﺔ وﺧﺒﺮاء..وﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ﻓﻬﻨﺎك ﻟﺠﻨﺔ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻦ
ﺻﻮرة ﻟﻤﺰرﻋﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ 1968
اﻟﻮزارة اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ،ووزارة اﻟﺰراﻋﺔ ) (8ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ..و ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﺎر اﻟﻮزارة اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ،وﻣﺪﻳﺮ داﺋﺮة اﻟﺰراﻋﺔ واﻹﻧﺘﺎج اﻟﺤﻴﻮاﻧﻲ، وﻣﺪﻳﺮ ﻣﺤﻄﺔ اﻻﺑﺤﺎث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ .وﻣﻬﻤﺔ ﻫﺬه اﻟﻠﺠﻨﺔ ،ﺗﻨﺴﻴﻖ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻬﺪر اﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺎت. • ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺰراﻋﻲ..ﻛﻴﻒ ﺗﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻮزارة اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ؟! أﺟﺎب اﻟﺸﺮﻗﻲ :اﻟﻮاﻗﻊ أﻧﻨﺎ رأﻳﻨﺎ أن ﻧﺒﺪأ ﺑﺪراﺳﺔ أوﻟﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﺛﻢ وﺿﻊ ﺑﺮاﻣﺞ ﻟﻠﺘﻄﻮﻳﺮ ،وأوﻟﻮﻳﺎت اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻟﻠﺴﻨﻮات اﻟﻘﺎدﻣﺔ..وﻧﺤﻦ اﻵن ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﺳﺘﻘﺒﺎل ﺑﻌﺜﺔ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﺘﻘﻮم ﺑﻬﺬه اﻟﻤﻬﻤﺔ. • ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺬﻛﺮ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ..وﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﻬﺪف ﻣﻨﻬﺎ؟! ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻷوﻟﻴﺔ ﺳﺘﻜﻮن اﻷﺳﺎس اﻟﺬي ﺗﺒﺪأ ﻣﻨﻪ اﻻﻧﻄﻼﻗﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،وﻫﻲ ﺗﺸﻤﻞ اﻵﺗﻲ: أوﻻً :ﻋﻤﻞ ﻣﺴﺢ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﻴﺎه اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﻤﻴﺎه ﻫﻲ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﺤﺪد ﻷي ﺗﻄﻮر زراﻋﻲ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات.
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
51
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
ﻣﺘﻮاﻟﻴﺔ ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ أن اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺰراﻋﻲ ﻛﺎن ﻳﺘﻀﺎﻋﻒ ﻣﺮات ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎم ،وﻫﻮ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ إﻧﺘﺎج ﺗﺮﻛﺰ ﺣﻮل ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺰراﻋﻴﺔ. • اﻟﺒﺪوي ﺑﻄﺒﻌﻪ ﻣﻴﺎل إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻘﻞ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻏﺮاؤه ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﻷرض وزراﻋﺘﻬﺎ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺟﻬﻮد ﻛﺜﻴﺮة..ﻣﺎﻫﻲ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﺖ ،وﺗﺒﺬل ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻﺳﺘﻘﺮار أو اﻟﺘﻮﻃﻴﻦ؟! أﺟﺎب اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻗﺎﺋﻼً :اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﺗﻮﻃﻴﻦ اﻟﺒﺪو ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻛﺎن ﻋﻤﻼً اﺣﺘﺎج وﻣﺎ زال – إﻟﻰ ﺟﻬﻮد ﻛﺒﻴﺮة ،ﺑﻞ ﻗﻞ ﻫﻲ ﺟﻬﻮد ﻣﻀﻨﻴﺔ .ﻓﻔﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﺜﻼً ،ﻛﺎﻓﺢ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن ﻣﻦ أﺟﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ.. وﻛﺎن اﻗﺘﻨﺎﻋﻪ ﺑﻬﺎ ﺣﺎﻓﺰا ً ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺪ واﻟﻌﺮق ،ﻣﻨﺬ أن ﻛﺎن ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ .وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﻛﺎن ﻗﺮاره ﺑﺠﻌﻞ ﺣﻖ »اﻟﺴﻘﺎﻳﺔ« ) .(4ﻣﺸﺎﻋﺎً ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ اﻷﻓﻼج .وﺣﻔﺮ ﻓﻠﺞ »اﻟﺼﺎروج« ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻤﻴﺎة .ﺛﻢ ﺷﺠﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺰراﻋﺔ واﺳﺘﻘﺪام ﺧﺒﺮاء) ،.(5وﻗﺪم ﻣﻌﻮﻧﺎت ﻣﻦ أﺟﻞ اﺧﻀﺮار اﻷرض وﻟﻜﻲ ﺗﺼﺒﺢ »اﻟﻌﻴﻦ« ﺑﺴﺘﺎن اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻮارف اﻟﻈﻼل. وﻓﻲ ﺳﻨﺔ ،1963وﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻻ ﻳﺰال ﺣﺎﻛﻤﺎ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ) ،.(6اﺳﺘﻘﻞ ﺑﻤﺤﻄﺔ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،وأﺷﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،وﻛﺎﻧﺖ 50
اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﻒ اﻟﺸﺮﻗﻲ وﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ا ﻣﺎرات
ﻫﺬه اﻟﻤﺤﻄﺔ ﻧﻮاة ﻟﺪاﺋﺮة اﻟﺰراﻋﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺑﺪورﻫﺎ ﻧﻮاة ﻟﻮزارة اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ) .(7ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﻳﻀﻊ اﻷﺳﺲ ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻗﺼﺮ اﻹﻣﺎرة ﻓﻲ ﻋﺎم .1966وﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،ﺑﺪأ ﺷﻴﻮخ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻳﺘﻨﺎﻓﺴﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺰراﻋﺔ ،وﻋﻠﻰ اﺧﻀﺮار اﻷرض ،ﺣﺘﻰ أن اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ،ﺣﻴﻦ ﻛﺎن ﻧﺎﺋﺒﺎ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ ،ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻪ ﺧﺒﻴﺮ زراﻋﻲ ﻳﺤﻤﻞ ﺷﻬﺎدة دﻛﺘﻮراه. ﺳﺎرت اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻫﺘﻤﺎﻣﺎت اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ اﻟﻤﺮﺳﻮم..وﻳﺪل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻄﻤﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺗﺮى اﻟﻨﻮر ،ﻟﺘﺸﺠﻴﺮ اﻟﺼﺤﺮاء ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ »ﻟﻴﻮا« و«ﻃﺮﻳﻒ« .ﺑﻞ أن ﻓﻲ ﺻﺤﺮاء ﻟﻴﻮا ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺪأت اﻟﻤﻜﺎﺋﻦ ﺗﻌﻠﻮ اﻵﺑﺎر..ﺑﺪأت اﻟﺨﻀﺮة ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ .وﻫﻨﺎك ﻣﻨﺎﻗﺼﺔ ﻟﺘﺸﺠﻴﺮ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻴﻦ -أﺑﻮﻇﺒﻲ..ﺛﻢ ﻫﻨﺎك ﻣﺸﺮوع »ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت« ﻹﻧﺘﺎج اﻟﺨﻀﺮوات واﻟﻔﻮاﻛﻪ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ .وﻫﺬا اﻟﻤﺸﺮوع ﺑﺪأ ﻋﺎم ،1968وﻫﻮ ﻣﺸﺮوع ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎخ واﻟﺘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺮﻛﺰ اﺑﺤﺎث اﻷراﺿﻲ اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ..وﻫﻮ ﺳﻴﻨﺘﺞ 170ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ اﻟﺨﻀﺮاوات واﻟﻔﺎﻛﻬﺔ واﻟﺒﻘﻮﻟﻴﺎت واﻟﺤﺒﻮب. وﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﻫﺬه اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت دراﺳﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﺴﺘﺄﻧﻴﺔ ،رﻋﺎﻫﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،وﺳﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻮن ﻋﻦ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﻣﻦ ﻣﺴﺢ ﻟﻸراﺿﻲ ،إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﻤﻴﺎه ،وﺣﻔﺮ اﻵﺑﺎر ،وﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﺮﺑﺔ ،واﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﺠﻮي..إﻟﻰ اﻹرﺷﺎد اﻟﺰراﻋﻲ..ﻛﻞ ذﻟﻚ ،ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻌﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﻣﺰرﻋﺔ ﺗﻜﻔﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ودوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺢ واﻟﺸﻌﻴﺮ واﻟﺘﺒﻎ ،واﻟﺨﻀﺮاوات واﻟﻔﺎﻛﻬﺔ..واﻟﻠﺤﻮم واﻷﺳﻤﺎك أﻳﻀﺎً..ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎت ﺑﺎﻟﺜﺮوة اﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ واﻟﺴﻤﻜﻴﺔ. • ﻫﺬا ﻋﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻛﻤﺜﺎل..وﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﻋﻦ اﻹﻣﺎرات اﻷﺧﺮى اﻟﺴﺖ ﻋﻀﻮ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة؟! ﻗﺎل اﻟﺸﺮﻗﻲ :اﻟﺬي ﺣﺪث وﻳﺤﺪث ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﻊ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ،ﻳﺤﺪث ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات اﻷﺧﺮى ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ. • ﻧﺄﺗﻲ إﻟﻰ دور اﻟﻮزارة اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ..ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺒﺪأ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﺮاع ،ﻫﻨﺎك ﺟﻬﻮد زراﻋﻴﺔ ﺳﺒﻘﺖ اﻧﺸﺎءﻫﺎ؟! رد اﻟﺸﻴﺦ :ﻫﺬا ..ﺻﺤﻴﺢ • ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺮﺳﻢ ﻟﻨﺎ دور اﻟﻮزارة اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ اﻵن؟! أﺟﺎب اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﻗﺎﺋﻼً :اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﻮزارة اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﺗﺸﺮف ﻓﻌﻠﻴﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات اﻟﺨﻤﺲ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،وﻫﻲ :اﻟﺸﺎرﻗﺔ ،ﻋﺠﻤﺎن، أم اﻟﻘﻴﻮﻳﻦ ،رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ ،اﻟﻔﺠﻴﺮة ،وأﻳﻀﺎً ﺗﺸﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺰراﻋﺔ ﺳﺎرت اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻫﺘﻤﺎﻣﺎت اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ اﻟﻤﺮﺳﻮم..وﻳﺪل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻄﻤﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺗﺮى اﻟﻨﻮر ،ﻟﺘﺸﺠﻴﺮ اﻟﺼﺤﺮاء ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ »ﻟﻴﻮا« و»ﻃﺮﻳﻒ« .ﺑﻞ أن ﻓﻲ ﺻﺤﺮاء ﻟﻴﻮا ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺪأت اﻟﻤﻜﺎﺋﻦ ﺗﻌﻠﻮ اIﺑﺎر..ﺑﺪأت اﻟﺨﻀﺮة ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ
ﻓﻤﻌﻈﻢ أراﺿﻲ ﺳﺎﺣﻞ ﻋﻤﺎن ،ﻫﻲ أراﺿﻲ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ،ﺣﻴﻦ ﺗﺘﻮﻓﺮ رد اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﻗﺎﺋﻼً :اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻨﺎ ﻧﺤﺎول اﻵن أن ﻧﻌﻴﺪ ﺳﻴﺮة اﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻟﻬﺎ اﻟﻤﻴﺎه ،واﻟﻤﻴﺎه أﻳﻀﺎً ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺘﻮﻓﺮة ،ﺣﻴﻦ ﻳﺒﺬل اﻟﺠﻬﺪ وﻟﻜﻦ ﺑﺎدئ ذي ﺑﺪء أﺣﺐ أن ﺗﻌﺮف أن وزارة اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺮاﺟﻬﺎ .وﻳﺆﻛﺪ وزﻳﺮ اﻟﺰراﻋﺔ ﻟﻤﻨﺪوب اﻟﻤﻨﺼﻮر ﻗﺎﺋﻼً :إن ﻧﻈﺮة اﻹﻣﺎرات ،ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺣﺪﻳﺜﺔ ،ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻋﺸﺮة أﺷﻬﺮ ،ﻓﻬﻲ ﻗﺪ أﻧﺸﺌﺖ ﻓﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﺎﺿﻲ ،إﻟﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﺜﺒﺖ ﻫﺬا اﻟﺬي أٌﻗﻮﻟﻪ ﻟﻚ .ﻓﺴﺎﺣﻞ ُﻋﻤﺎن أول ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺑﺪأ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ ﻛﺎن ﺟﻨﺔ ﺧﻀﺮاء وارﻓﺔ اﻟﻈﻼل ،ﺣﻴﻦ ﻛﺎن اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ واردا ً ،اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻠﻬﺎ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ُﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎً ﺟﺎء ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎدر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﺛﻢ أﺧﺬ اﻟﺸﻴﺦ رﻏﻢ ﻗﺴﻮة اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،ورﻏﻢ أن ﻋﺎﺋﺪات اﻟﻨﻔﻂ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ وﺻﻠﺖ ﺣﻤﺪ ﻳﺬﻛﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺼﺎدر ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﺼﺎدر إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺬي ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻵن .ﻛﺎن اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً اﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﺾ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺴﺎﺋﺪة وﻣﺆﻛﺪا ً ﻋﻠﻰ ﻛﺜﺮة اﻟﻤﻴﺎه ،ﻓﺮدﻳﺎً أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﺟﻤﺎﻋﻲ ،وﺑﺎﻟﻄﺮق اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ .وﺗﺮﻛﺰت اﻟﺰراﻋﺔ ﺣﻮل اﻵﺑﺎر ،وﻣﻨﺎﻃﻖ اﻷﻓﻼج واﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﺗﻴﻦ واﻟﺨﻀﺮة اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ،وأﺿﺎف ﻗﺎﺋﻼً :ﻫﺬا ﻓﻀﻼً ﻋﻦ أﺳﻤﺎء ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺨﻴﻞ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻀﺮاوات ﻣﺜﻞ أن اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺼﺒﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ )اﻟﻤﺪام( ﻓﻲ اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ واﻟﺒﺼﻞ واﻟﺜﻮم اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻟﺠﺰر إﻣﺎرة اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،وﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﻫﺬا اﻻﺳﻢ اﻷﺳﻮد اﻟﻠﻮن. ﻣﻦ زراﻋﺎت اﻟﻜﺮوم واﻟﻌﻨﺐ..ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻮﺟﺪ ﺛﻢ ﺑﺪأ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم 1956اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ ﺑﻘﺎﻳﺎ أﻓﻼج ﻛﺜﻴﺮة ،وﻗﺪ أﺣﺼﺘﻬﺎ اﻟﻤﺼﺎدر ﺑﺸﻜﻞ ﺟــﺪي ،ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻣﺖ أول ﻣﺤﻄﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺒﻠﻎ ﻋﺪدﻫﺎ 360ﻓﻠﺠﺎً ﺗﺤﻤﻞ ﻟﻠﺘﺠﺎرب اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ ،وأﻧﺸﺌﺖ اﻟﻤﻴﺎه إﻟﻰ اﻟﻤﺰروﻋﺎت واﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ واﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻬﺎ ﻓﺮوع ،أﺣﺪﻫﺎ ﻓﻲ »اﻟﻌﻴﻦ« وأﺧﺮى ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ،آﺛﺎر ﺣﻮاﻟﻲ 80ﻓﻠﺠﺎً .وﻓﻲ أم اﻟﻘﻴﻮﻳﻦ ﺣﻮل ﻓﻠﺞ »اﻟﻤﻌﻼ« ،ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻘﺪ دﻟﺖ اﻟﺼﻮر ﻣﻦ اﻟﺠﻮ اﻧﺸﻰء ﻓﺮع ﻋﺎم 1962ﻓﻲ »ﻛﻠﺒﺎ« اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﺣﺪﻳﺜﺎً ،أن ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜﻴﺮﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻹﻣﺎرة اﻟﺸﺎرﻗﺔ .ﻫﺬه اﻟﻤﺤﻄﺎت اﻷرﺑﻊ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺪود ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻟــﺰراع ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﻟﺤﻔﻆ ﻣﻴﺎه اﻟﺴﻴﻮل وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎً اﻟﻮاﻗﻊ ).(3 ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻨﺨﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﻞ. • ﻣــﺎذا ﺣــﺪث إذن..ﻣـــﺎ ﻫﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻗﻴﺎم وﺧﺘﻢ اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻛﻼﻣﻪ ﺣﻮل ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﻗﺎﺋﻼ: ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺰراﻋﻴﺔ؟ إذن اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺴﺎﺋﺪة ﺑﺄن اﻷرض ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻗﺎل وزﻳﺮ اﻟﺪوﻟﺔ وزﻳﺮ اﻟﺰراﻋﺔ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ،ﻫﻲ ﻓﻜﺮة ﻻ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أي أﺳﺎس. ﺣﻤﺪ :ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻃﻴﺒﺔ ،ﺑﻼ • ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻨﺴﺤﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺷﻚ ،ﻓﺎﻟﻤﻼﺣﻆ أﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﺣﺼﺎءات وﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻌﺮف اﻟﺤﺎﺿﺮ..ﻣﺎذا ﺣﺪث اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ 1962و1964 ﻣﻦ ﺟﻬﻮد ﻟﻜﻲ ﺗﺨﻀﺮ اﻷرض؟! اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﻒ وزﻳﺮ اﻟﺰراﻋﺔ اﻻﺗﺤﺎدي ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻛــﺎن اﻟﺘﻄﻮر اﻷﻓﻘﻲ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
49
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
وزﻳﺮ اﻟﺪوﻟﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ووزﻳﺮ اﻟﺰراﻋﺔ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم
1972
ƾƣźƄƫř ƞǀſ Ʋŝ Ŷưů ŲǀƄƫř šřŹŚƯDžř Šƫƹŵ ƾƟ ŠƗřŹżƫř ƲƗ ŦƿŶůƹ ŒīčĊĿí Œŀī ĚœŎī óďŎŃ ŽŜĴĽŤē Śżĸ ŮƸƸĖ İũĨ ĮżĽŤē ŦƸƸŀŴ 1972 ŧĔƸƸŐ ŽƸƸŘ
ĚŐēijĶŤē ĴƸƸŻĵŴŴ ȕĚŤŴİŤē ĴƸƸŻĵŴŴ ©ęĴżĥřŤē ŪŠĔĨ ĘĐĔŬª ± ŮŨ ęŵŐİĖ ŢŤıŴ ȕęĴűĔŝŤē ŹŤč 1 ĚŤĔŠŵŤĔĖ źįĔĩĜǘē ħǙŁĝĸēŴ ĚƸƸŐēijĶƸƸŤē ĴƸƸƸŻĵŴ ŽťėĥŤē ŹřʼnŁŨ ijŵƸƸĝƸƸŠİƸƸŤē
ijİĥĜŴ ĚżĖĴőŤē ĴŁŨ ĚŻijŵŲĤ ŽƸƸŘ ĚƸƸżƸƸŐēijĶƸƸŤē ŽƸƸƸńēijǜē
İũĩŨ ŮĖ İũĨ ĮżĽŤē ŵũĹŤē ĘĨĔŀ ūĉ ŹŤč ęijĔƸƸļǞē ŧĔŐ IJŭŨ ęĴżĥřŤē ŪŠĔĨ ŹťŐǜē ĺťĥũŤē ŵŅŐ ŽŜĴĽŤē ƿ
ţŴĉ ŽŘ ĚżšũĹŤē ęŴĴġŤēŴ ĚŐēijĶťŤ ĴƸƸŻĵŴ ţŴĉ ūĔŠ 1974
ěĴũĝĸē İŜŴ 2 İŲőťŤ ĔżŤŴ ĔŲŭżĨ ūĔŠŴ ȕĚŻįĔĩĜē ĚŨŵšĨ
ŞŘēĴũŤē İŘŵŤēŴ ŽŜĴĽŤē Śżĸ ŮĖ İũĨ ĮżĽŤē ęijĔƸƸŻĵ ěĔŐĔũĝĤē ęİƸƸŐ ĔŲŤǙĬ ěijēį ȕŧĔƸƸŻĉ ĚĹũĬ ęĴűĔŝťŤ ųŤ
ĔũŠ ȕĚŐēijĶŤē ŮŐ ŮżŻĴŁũŤē ŮżŤŴČĹũŤē ŒŨ ěĔġĨĔėŨŴ ĴŻİĥŤēŴ ĚőżėʼnŤē ŹťŐ ěēİűĔĽŨ ęİŐ ęijĔŻĶŤē ĞŭũŅĜ
ĴŅĨ İŜ ūĔŠ ȕ ųŤ ŞŘēĴũŤē İŘŵŤēŴ İũĨ ĮżĽŤē ūĉ ţŵŝŤĔĖ ĴũĜČũŤē ěĔŐĔũĝĤē ȕŧŵňĴĭŤē ȕĚżŬēįŵĹŤē ĚũŀĔőŤē ŽŘ ŽŘ şijĔƸƸļŴ ȕĚżŐēijĶŤē ĚżũŭĝťŤ ĚżĖĴőŤē ĚũōŭũťŤ ţŴǜē
ŮňŵŤē ŽŘ ĚŐēijĶŤē ĚżũŭĜ ţŵĨ ěijēį ŽĝŤē ěĔĽŜĔŭũŤē ŽĖĴőŤē
48
اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﻒ اﻟﺸﺮﻗﻲ وﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ا ﻣﺎرات
وأﺛﻨﺎء ﺗﻮاﺟﺪ اﻟﻮﻓﺪ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ،اﻟﺘﻘﺖ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻤﺼﻮر« اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ،ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﻒ اﻟﺸﺮﻗﻲ ،وأﺟﺮت ﻣﻌﻪ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺻﺤﻔﻴﺔ ﺗﺮﻛﺰت ﺣﻮل اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣــﺎرت ،ودور اﻟــﻮزارة اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﺠﺎل ،وﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻋﻦ اﻫﺘﻤﺎم أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن – ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه -اﻟﺬي آﻣﻦ ﺑﺄن اﻟﺼﺤﺮاء ﻻﺑﺪ أن ﺗﻘﻬﺮ ،وﻻﺑﺪ أن ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻟﻮﻧﻬﺎ إﻟﻰ ﺧﻀﺮة وارﻓﺔ اﻟﻈﻼل ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻄﻠﺐ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﻬﺪ وﻣﺎل. وﻳﺒﺪو ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ ،أن ﻧﺴﺘﺬﻛﺮ وﻧﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺪاﻳﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻨﻬﻀﺔ دوﻟﺘﻨﺎ وﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺠﻼت، ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺪاﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗ ُﻮﺿﺢ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺬل واﻟﺨﻄﻂ اﻟﺘﻲ ُرﺳﻤﺖ ﻟﺘﻌﻴﺶ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻴﺸﻪ اﻵن ﻣﻦ رﺧﺎء وﻧﻬﻀﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺠﺎﻻت ،وﻟﻴﺘﻌﺮف اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ ﺗﻌﻴﺸﻪ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ دون ﺟﻬﺪ وﺗﻌﺐ ،ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻨﺎ اﻟﺸﻜﺮ واﻻﻋﺘﺰار واﻟﻔﺨﺮ وﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺪرب .وﻧﻘﺘﺒﺲ ﻫﻨﺎ ذﻟﻚ اﻟﺤﻮار اﻟﺼﺤﻔﻲ اﻟﺬي ﺟﺮى ﻓﻲ ﻋﺎم 1972ﻣﻊ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﻒ اﻟﺸﺮﻗﻲ ،واﻟﺬي ﻧﺸﺮﺗﻪ اﻟﻤﺼﻮر ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ ﺑﺘﺎرﻳﺦ 13 أﻛﺘﻮﺑﺮ وﺑﺪﺋﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﻮل اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻻﺗﺤﺎد، ﺣﻴﺚ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺴﺎﺋﺪة ،أن ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﺎﺣﻞ ُﻋﻤﺎن ،ﻛﻠﻬﺎ ﺻﺤﺮاء..وأن اﻟﺸﺠﺮة اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺗﺘﻜﻠﻒ ﺛﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ..ﻧﻈﺮاً ﻟﻨﺪرة اﻟﻤﻴﺎه، وﻗﺴﻮة اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ.. أﺟﺎب اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ -وزﻳﺮ اﻟﺰراﻋﺔ اﻻﺗﺤﺎدي ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ -ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺘﺴﺎؤل ﻗﺎﺋﻼً :اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻣﻊ اﻷﺳﻒ ،ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ أﺳﺎس ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔ.
ﺣﺼﺎد ﻣﺤﺼﻮﻟﻬﺎ ،وﺗﺘﻄﻠﺐ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﺑﺘﻨﻮﻳﻊ اﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﻋﺎ ًﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺎم، ورﺑﻂ اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺑﺮﻋﻲ اﻟﻤﺎﺷﻴﺔ وﺗﺸﺠﻴﻊ ﻃﺮق ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻵﻓﺎت اﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ وﺟﻮد واﻧﺘﺸﺎر اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺤﻴﺔ اﻟﺘﻰ ﺗﻤﺜﻞ اﻷﻋﺪاء اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻶﻓﺎت اﻟﻀﺎرة اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻣﺮ اﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ،وﺿﻤﻦ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر أﺻﺪرت وزارة اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﺧﻲ واﻟﺒﻴﺌﺔ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎت وﻃﻨﻴﺔ ﺗﻀﻤﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻤﻨﺢ ﺷﻬﺎدات اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻌﻀﻮي ،وﻫﺬه اﻟﺸﻬﺎدات ﺗﻘﻮم ﻫﻴﺌﺔ اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﻤﻮاﺻﻔﺎت واﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﺑﻤﻨﺤﻬﺎ ﻟﻠﻤﺰارﻋﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮن ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ،وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺠﻬﻮد اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ
اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﻋﺪد اﻟﻤﺰارع اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻋﺎ ًﻣﺎ ﺑﻌﺪ آﺧﺮ ،وﺗﻨﻮﻋﺖ اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ 60 ﺻﻨﻔًﺎ ﺗﺘﺼﺪرﻫﺎ اﻟﺘﻤﻮر واﻟﻄﻤﺎﻃﻢ واﻟﺸﻤﺎم ،وﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺪاﻗﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ ﻟﻬﺎ اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺑﺎﻹﻣﺎرات أن ﻣﺰارع أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺣﻘﻘﺖ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻷول ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻌﺴﻞ اﻟﻌﻀﻮي اﻟﺘﻲ أﻗﻴﻤﺖ ﺧﻼل ﺷﻬﺮ ﻓﺒﺮاﻳﺮ 2011ﺑﺠﺰﻳﺮة ﺻﻘﻠﻴﺔ ﺑﺈﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ،وﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 186دوﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﺎ ﺑﻌﺴﻞ اﻟﺴﺪر اﻟﻌﻀﻮي اﻟﺬي ﺗﻨﺘﺠﻪ ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺎم .2007 ôŔĿōĉ óĉîėçō ľòĸøĔńĿí Őŀī óĎĨŇ
ﺗﺴﻌﻰ اﻷﺟﻨﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﻣﺎرات 2021ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺟﻮدة اﻟﻬﻮاء ،واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ،وزﻳﺎدة اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻨﻈﻴﻔﺔ ،وﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺨﻀﺮاء ،وﻟﺪى وزارة اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﺧﻲ واﻟﺒﻴﺌﺔ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄن أي اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻻﺑﺪ وأن ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ،وﻓﻲ إﺷﺎدة دوﻟﻴﺔ ﻣﻦ أﻛﺒﺮ ﻣﻨﻈﻤﺔ دوﻟﻴﺔ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ واﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻫﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻔﺎو ،أﺷﺎدت اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺑﺠﻬﻮد دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻣﺤﻠ ًﻴﺎ وإﻗﻠﻴﻤ ًﻴﺎ وﻋﺎﻟﻤ ًﻴﺎ ،ودﻋﻤﻬﺎ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﻴﻦ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ واﻟﺪوﻟﻲ ،ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺰز دور اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ أزﻣﺎت اﻟﻔﻘﺮ واﻟﺠﻮع ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ،واﻋﺘﺒﺮﺗﻬﺎ ﻧﻤﻮذ ًﺟﺎ ﻣﺘﻤﻴ ًﺰا ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
47
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
ôŔĄŀńĿí ôīíčĐĿí
ﻓﻲ ﻋﺎم ،1996أُﺑﺮﻣﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﺗﻔﺎﻗًﺎ ﻣﻊ اﻟﺒﻨﻚ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺰراﻋﺔ اﻟﻤﻠﺤﻴﺔ »إﻛﺒﺎ« واﻋﺘﺒﺎره ﻛﻴﺎﻧًﺎ رﺳﻤﻴًﺎ ﻏﻴﺮ رﺑﺤﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺪم اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،وﺻﻨﺪوق أوﺑﻚ دﻋ ًﻤﺎ ﻣﺎﻟ ًﻴﺎ ﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻪ ،وﻳﺴﻬﻢ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاف اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ )وﻣﻨﻬﺎ اﻟﻤﻴﺎه اﻟﻤﺎﻟﺤﺔ ،واﻟﻤﻴﺎه اﻟﻌﺎدﻣﺔ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ، واﻟﻤﻴﺎه اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،وﻣﻴﺎه اﻟﺼﺮف اﻟﺰراﻋﻲ ،وﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ( وﺗﻘﻨﻴﺎت إدارة اﻟﻤﻴﺎه واﻷراﺿﻲ ،واﻻﺳﺘﺸﻌﺎر ﻋﻦ ﺑُﻌﺪ ،وﻧﻤﺬﺟﺔ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﺧﻲ. ﺧﺲ ﻣﺰروع وﻓﻖ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ إﺣﺪى ﻣﺰراع اﻟﻌﻴﻦ
ﻟﺘﺮﺷﻴﺪ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻤﻴﺎه ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ،ﻛﻤﻨﻊ ﺗﺴﻮﻳﻖ أﻋﻼف اﻟﺮودس اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﻠﻚ ﻛﻤﻴﺎت ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ ،وﻧﺸﺮ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﺠﻴﺪة وﻓﻖ ﻣﻮاﺻﻔﺎت ﺗﻌﺮف ﺑـ»ﺟﻠﻮﺑﺎل ﺟﺎب« ،وﺗﻘﻨﻴﻦ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻤﻴﺎه ﻓﻲ ري اﻟﻨﺨﻴﻞ ،وﺗﺤﺪﻳﺚ ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺮي ،وﺗﻔﻌﻴﻞ ﺗﻘﻨﻴﺎت ذﻛﻴﺔ ﻟﺤﺴﺎب اﻻﺳﺘﻬﻼك اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻤﻴﺎه داﺧﻞ اﻟﻤﺰارع ،وإﺟﺮاء دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺎه اﻟﺼﺮف اﻟﺼﺤﻲ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻟﺮي 143 ﻣﺰرﻋﺔ ،وذﻟﻚ ﻟﻜﺒﺢ اﺳﺘﻨﺰاف ﻣﺨﺰون اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ ﺑﺎﻹﻣﺎرة. ôŔëîńĿí ôīíčĐĿí
ﺗﻤﺎﺷ ًﻴﺎ ﻣﻊ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﺗﺒﻨﺖ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﺧﻼل وزارة اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﺧﻲ واﻟﺒﻴﺌﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ،وﻫﻲ أﺳﻠﻮب ﻻﺳﺘﺰراع اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻣﻦ دون ﺗﺮﺑﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﺘﺒﺪال اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﺄوﺳﺎط ﻧﻤﻮ ﻣﺎﺋﻴﺔ أو ﺻﻠﺒﺔ ،ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻔﺎءﺗﻪ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺷﻴﺪ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﻴﺎه ﻟﻠﺮي ﺑﻨﺴﺒﺔ 70ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺋﺔ ،واﻹﻧﺘﺎج اﻟﻌﺎﻟﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﻘﻘﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺤﺪودة ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ إﻧﺘﺎج ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﺑﺪاﺧﻞ رﻓﻮف ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻣﺘﺪرﺟﺔ أو أﻧﺎﺑﻴﺐ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻼﻓﻲ ﻣﺸﻜﻼت ﻓﻘﺮ اﻟﺘﺮﺑﺔ أو ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ﺗﺮﺷﻴﺪ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﺒﻴﺪات واﻷﺳﻤﺪة ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﺟﻮدة اﻟﻤﺤﺼﻮل وﺣﻤﺎﻳﺔ ﺻﺤﺔ اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻛﻤﺎ أن أﺳﻠﻮب اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮاﺳﻤﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻜﻮن ﻣﺮدودﻫﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻋﺎﻟﻴًﺎ .وﻗﺪ ﺗﺒﻨﺖ اﻟﻮزارة ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ وﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ وﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ،2009وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻹﻧﺸﺎء اﻷﻧﻈﻤﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ وﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت اﻹﻧﺘﺎج ﺑﻨﺼﻒ اﻟﺴﻌﺮ، وﺗﺸﻤﻞ اﻷﺳﻤﺪة ،واﻟﻤﺒﻴﺪات ،واﻟﺒﺬور ،واﻟﺒﻴﻮت اﻟﻤﺤﻤﻴﺔ واﻟﻤﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﺸﺒﻚ ،ﻣﻤﺎ زاد ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ﺑﻬﺎ وﺗﺰاﻳﺪ ﻋﺪد اﻟﻤﺰارع اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ وﺗﻨﻮﻋﺖ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ ،وﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺾ ﺗﺠﺎرب أﺻﺤﺎب اﻟﻤﺰارع اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ إﺗﻀﺢ أن ﻛﻤﻴﺔ إﻧﺘﺎج اﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻧﻈﻴﺮﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺰارع اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ 300ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺼﻮل اﻟﺨﻴﺎر. 46
ٌ ﺗﺮاث ﻋﺮﻳﻖ وﻣﻮاﻛﺒﺔ \ﺣﺪث ا ﺑﺘﻜﺎرات ا ﻣﺎرات اﻟﺨﻀﺮاء
ôœŎĠĬĿí ôīíčĐĿí
ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺒﺎدرات اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻓﻰ اﻟﺰراﻋﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ وﺗﻬﺪف إﻟﻰ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﻮاد اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ﻛﺎﻷﺳﻤﺪة واﻟﻤﺒﻴﺪات ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺒﻴﺌﺔ واﻻﺳﺘﺨﺪام اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﻮارد ،وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ واﻟﺤﻴﻮاﻧﻲ ،وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ وﺿﻤﺎن اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ داﺧﻞ اﻟﻤﺰرﻋﺔ ،وﻗﺪ ﺣﻈﻴﺖ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﻓﻔﻲ 19ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 2006أﺻﺪر ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻗﺮا ًرا ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺮه إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻳﺘﺒﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﺪﻳﻮان وﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ. وﻳﺮى ﻣﺮﻛﺰ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ﺑﺄﺑﻮﻇﺒﻲ أن اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺗﻌﺰز اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ وﺧﺼﻮﺑﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﺘﻨﻮع اﻟﺤﻴﻮي واﻟــﺪورات اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻈﺮوف اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،وﻋﺪم اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﺒﻴﺪات اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ واﻷﺳﻤﺪة اﻟﻤﺮﻛﺒﺔ واﻟﻤﺪﺧﻼت اﻟﻤﻌﺪﻟﺔ وراﺛ ًﻴﺎ ،واﺳﺘﺒﺪاﻟﻬﺎ ﺑﺎﻷﺳﻤﺪة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﻼت اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ واﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻜﻤﺒﻮﺳﺖ اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﺗﺼﻨﻴﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻔﺎت اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻛﺎﻟﺠﺬور واﻟﺴﻴﻘﺎن ﺑﻌﺪ
ﻣﺰرﻋﺔ ﻟﻠﺨﻀﺮوات ﺑﻨﻈﺎم اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﺘﻢ
÷ôŃíĊøēśí ĶŔĸĄøĿ ôüœĊĄĿí õîŔňĸøĿí ĶŔòĤ
ﻫﻨﺎك ﺛﻤﺔ ﺗﻨﺎمٍ ﻹدراك ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻧﺪرة اﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻹﻣﺎرات وﺿﺮورة اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺨﺰون اﻟﺠﻮﻓﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻣﻨﺴﻮب اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ ﺑﺪأ ﻳﺘﺮاﺟﻊ ،ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻛﺎن ﻳﺘﻢ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ 400ﻗﺪم ،أﻣﺎ اﻵن ﻓﻴﺘﻢ ﺳﺤﺐ ﻫﺬه اﻟﻤﻴﺎه ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ 600إﻟﻰ 700ﻗﺪم ،ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﺮﺷﻴﺪ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻤﻴﺎه ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ ،واﻟﺒﺤﺚ اﻟﺪاﺋﻢ ﻋﻦ وﺳﺎﺋﻞ ﺗﻀﻤﻦ اﺳﺘﺪاﻣﺔ اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﺪأ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺘﺮﺷﻴﺪ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻤﻴﺎه ﻣﻦ ﺧﻼل إﻧﺸﺎء اﻟﺴﺪود اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻣﻴﺎه اﻟﺴﻴﻮل واﻷﻣﻄﺎر اﻟﻤﻮﺳﻤﻴﺔ، وﺗﺒﻨﻲ اﻷﻧﻤﺎط اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ وذات اﻹﺳﺘﻬﻼك اﻟﻤﻨﺨﻔﺾ ﻟﻠﻤﻴﺎه واﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻬﺎ ﻛﺎﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ واﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ،وإﺟﺮاء اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﺰراﻋﺔ ﻣﺤﺎﺻﻴﻞ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﻴﺎه اﻟﻤﻤﻠﺤﺔ وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ .وﻷن اﻟﻤﻌﺪل اﻟﻤﻄﺮي ﻓﻲ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ 100ﻣﻠﻴﻤﺘﺮ ﺳﻨﻮﻳًﺎ ،وﻣﻌﺪل ﺗﺠﺪد اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ 4ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﻮﻳًﺎ ،ﻳﺘﺒﻨﻰ ﺟﻬﺎز أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻣﺒﺎدرات ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
45
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
وﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ أراﺿﻴﻬﻢ ،ﻛﻤﺎ ﺗ ّﻢ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرب ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ اﻟ ّﺰراﻋﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﺮاﻛﺰ ﺗﻢ إﻧﺸﺎؤﻫﺎ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﺰراﻋﻴﺔ ً اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ .وﺗﻢ إﻧﺸﺎء اﻟﻤﺰارع اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ اﻟ ُﺠ ُﺮف ّ ﺗﺤ ّﻮﻟﺖ ﻟﻐﺎﺑﺔ ﺧﻀﺮاء .أ ّﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة ﺻﻴﺮ ﺑﻨﻲ ﻳﺎس؛ ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﺤﻤﻴﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺗ ّﻤﺖ زراﻋﺔ اﻷﺷﺠﺎر اﻟﻤﺜﻤﺮة ﻓﻴﻬﺎ وأﺷﺠﺎر اﻟﻤﻮاﻟﺢ. kôĬŔòĤĿí õîœĊĄ÷ Őŀī ðŀİøĿí ł÷ IJŔĻ
ﻃﻤﺎﻃﻢ ﻣﺰروﻋﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺰرﻋﺔ ﺣﺴﻦ اﻟﺰﻋﺎﺑﻲ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﺘﻢ
ﻣﺤﺼﻮل ﺧﻴﺎر ﺗﻤﺖ زراﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﻮت ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ وﻳﺘﻢ رﻳﻪ ﺑﻤﻴﺎه ﻣﻦ أﺣﻮاض ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻷﺳﻤﺎك
اﻟﺸﻌﻴﺮ واﻟﻘﻤﺢ ﺣﻮل أﺷﺠﺎر اﻟﻨﺨﻴﻞ وﻳﺤﻘﻘﻮن اﻛﺘﻔﺎ ًء ذاﺗﻴًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺼﻮﻟﻴﻦ وﻳﺼﺪروﻧﻬﻤﺎ إﻟﻰ دﺑﻲ وأﺑﻮﻇﺒﻲ .وﻣﻊ ﺗﺄﺳﻴﺲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻋﺎم ،1971وﻧﻈ ًﺮا ﻟﻠﺪور اﻟﺮاﺋﺪ ﻟﻠﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﺗﻄﻮرت اﻟﺰراﻋﺔ ﺣﻴﺚ وﻓّﺮ ﻟﻬﺎ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻼزم ﻓﺎزداد ﻋﺪد اﻟﻤﺰارع ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ آﻻف ﻣﺰرﻋﺔ ﻋﺎم 1971إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 35أﻟﻒ ﻣﺰرﻋﺔ ﻋﺎم .2011وﺗﻨﻮﻋﺖ اﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﻟﺘﺸﻤﻞ اﻟﺨﻀﺮ واﻟﻔﺎﻛﻬﺔ واﻷﻋﻼف .وﺗﺼﺪرت اﻟﺘﻤﻮر أﻫﻢ اﻟﺤﺎﺻﻼت اﻟﺰراﻋﻴﺔ. إذ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻗﺮاﺑﺔ 120ﻧﻮ ًﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻮر ،ووﺻﻞ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻋﺎم 2011إﻟﻰ 6.8ﻣﻠﻴﻮن ﻃﻦ ،وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن أﺷﺠﺎر اﻟﻨﺨﻴﻞ ﺗﻤﺜﻞ ﻋﺼﺐ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺣﺘﻰ أﻧﻬﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﺻﺪارة اﻟﺪول اﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﺘﻤﻮر ﻋﺎﻟﻤﻴًﺎ .وﻳﺸﻴﺮ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﻮزارة اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﺧﻲ واﻟﺒﻴﺌﺔ إﻟﻰ ﻧﻤﻮ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ اﻟﺤﻘﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ 28221 دوﻧ ًﻤﺎ ﻋﺎم 2009إﻟﻰ 45278دوﻧ ًﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم .2012وأﺳﺴﺖ اﻹﻣﺎرات ﻗﺎﻋﺪ ًة ﻗﻮﻳّ ًﺔ وأﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻨﻬﻀﺘﻬﺎ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺨﺼﻴﺺ اﻷراﺿﻲ اﻟ ّﺰراﻋﻴﺔ وﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﻣﺠﺎﻧًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ،وﺗﺴﻬﻴﻞ اﻟﻘﺮوض اﻟ ّﺰراﻋﻴﺔ واﻟﻤﻌﺪات ،ﻣﻤﺎ اﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ وﺗﻔﺮﻏﻬﻢ ﻟﺰراﻋﺔ أراﺿﻴﻬﻢ وﺗﻮﻗﻒ اﻟﻬﺠﺮة اﻻﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ .وﺗﻢ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺴﺎﻛﻦ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ
44
ٌ ﺗﺮاث ﻋﺮﻳﻖ وﻣﻮاﻛﺒﺔ \ﺣﺪث ا ﺑﺘﻜﺎرات ا ﻣﺎرات اﻟﺨﻀﺮاء
ﺗﻘﻊ اﻹﻣﺎرات ﺿﻤﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺪارﻳﺔ اﻟﺠﺎﻓﺔ؛ ﻟﻬﺬا ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺮﻃﻮﺑﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ وارﺗﻔﺎع درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ﺻﻴﻔًﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮن أﺟﻮاؤﻫﺎ ﻟﻄﻴﻔﺔ ُﻣﻌﺘﺪﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺘﺎء ،وﺗﺘﺄﺛ ّﺮ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮات اﻟ ُﻤﺤﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي ﻋﻠﻰ ﺳﻮاﺣﻠﻬﺎ؛ وﻟﺬا ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ أراﺿﻴﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺼﺤﺮاوﻳّﺔ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺷُ ﺢ اﻷﻣﻄﺎر وﻗﻠﺔ ﻣﺼﺎدر ﻣﻴﺎه اﻟﺮي واﻟﻤﻨﺎخ اﻟﺤﺎر .وﻋﻠﻰ اﻟ ّﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻧﺠﺤﺖ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ أراﺿﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ إﻟﻰ أر ٍ اض زراﻋﻴﺔ ﻏﺰﻳﺮة اﻹﻧﺘﺎج وأﺻﺒﺤﺖ ﺗﻨﺘﺞ وﺗﺼﺪر اﻟﻔﻮاﻛﻪ واﻟﺨﻀﺮ إﻟﻰ ﺧﺎرج ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ. وﻗﺎﻣﺖ اﻹﻣﺎرات ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﺪة ﻣﺒﺎدرات ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻄﺎع اﻟﺰراﻋﺔ ،وﻣﻦ أﻫﻢ ﻫﺬه اﻟﻤﺒﺎدرات رﻓﻊ ﻛﻔﺎءة اﺳﺘﺨﺪام ﻣﻴﺎه اﻟﺮي ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺒﺪال أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮي اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﻨﻈﻢ ﻣﺘﻄﻮرة ﻛﺎﻟﺮي ﺑﺎﻟﺮش واﻟﺘﻨﻘﻴﻂ .وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ وﺻﻠﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ رﻳﻬﺎ ﺑﺎﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ إﻟﻰ 91ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ 33ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎم .1999وﻗﺪ اﺣﺘﻠﺖ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑﺈﻧﺠﺎزاﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺰراﻋﻲ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ وﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻮة اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ وﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﺼﺤﺮاء إﻟﻰ ﻣـﺰارع ﻣﻨﺘﺠﺔ .وﺣﺴﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﻤﺮﻛﺰ اﻹﺣﺼﺎء ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﻓﺈن ﻋﺪد اﻟﺤﻴﺎزات اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺑﺎﻹﻣﺎرة ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ 38ﻣﺮة ﻣﻦ ﻋﺎم 1971إﻟﻰ ﻋﺎم 2015وﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ 33 ﻣﺮة ﻣﻦ 22.377دوﻧﻢ ﻋﺎم 1971إﻟﻰ 749.869دوﻧﻢ ﻋﺎم .2015 وﺗﺘﺮﻛﺰ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺤﻴﺎزات اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺑﺎﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﺑﻨﺴﺒﺔ 60ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺋﺔ.
وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ ﺛﻮرة زراﻋﻴﺔ ﺑﻜﻞ اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺪوﻟﻴﺔ، ﺣﻴﺚ اﻫﺘﻢ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﻐﺎﺑﺎت واﻟﻤﺤﻤﻴﺎت ،وزراﻋﺔ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺠﺎر اﻟﺤﺮاﺟﻴﺔ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﺼﺤﺮ وﺗﺜﺒﻴﺖ اﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﺪن واﻟﻘﺮى واﻟﺰراﻋﺎت واﻟﻄﺮق ﻣﻦ زﺣﻒ اﻟﺮﻣﺎل اﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ وﺗﺜﺒﻴﺖ اﻟﺘﺮﺑﺔ وﺻﺪ اﻟﺮﻳﺎح اﻟﺴﺎﺧﻨﺔ وﺗﻠﻄﻴﻒ اﻟﺠﻮ وإﺿﻔﺎء اﻟﺠﻤﺎل واﻟﺒﻬﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ. ﻛﻤﺎ أﻗﺎم -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ -ﻋﺪة ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻟﻠﺰراﻋﺎت اﻟﻤﺤﻤﻴﺔ أﺷﺮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ أرﻳﺰوﻧﺎ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻹﻧﺘﺎج اﻟﺨﻀﺮ .وﺑﺪأ ﻓﻲ ﻋﻬﺪه اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﻢ اﻟﺮي اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﺘﺮﺷﻴﺪ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﻴﺎه ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺮي ﺑﺎﻟﺘﻨﻘﻴﻂ واﻟﺮش ،ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻷﻓﻼج واﻵﺑﺎر ﺳﻮاء اﻻرﺗﻮازﻳﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ أو اﻟﻤﺤﻔﻮرة ،وذﻟﻚ ﻓﻲ ﺿﻮء ﻧﺪرة اﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﻧﺨﻔﺎض ﻣﻨﺴﻮب اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ وﺗﺰاﻳﺪ اﻟﻤﻠﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻵﺑﺎر واﻟﻬﺪر اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﻹﻧﺴﻴﺎب اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻟﻤﻴﺎه اﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ واﻷﻓﻼج .ﻛﻤﺎ ﺗﻢ إﻧﺸﺎء »اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻠﺰراﻋﺎت اﻟﻤﻠﺤﻴﺔ« ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺳﻴﺢ اﻟﺮوﻳﺔ ،ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺎه ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﻠﻮﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ ﺿﻤﻦ ﺧﻄﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻧﺘﺨﺎب وﺗﺤﺴﻴﻦ اﻟﺴﻼﻻت اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻤﻞ وﺣﺔ. õíčîŃří Œij îŋčŎĤ÷ō ôīíčĐĿí óäĘŇ
ﻇﻬﺮت اﻟﺰراﻋﺔ ﻛﻨﺸﺎط ﻗﺪﻳﻢ ﺗﻤﺖ ﻣﻤﺎرﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻣﺜﻞ رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ واﻟﻔﺠﻴﺮة واﻟﻌﻴﻦ وﺑﻌﺾ اﻟﻮاﺣﺎت ،وارﺗﻜﺰ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻋﻠﻰ زراﻋﺔ اﻟﻨﺨﻴﻞ .واﺷﺘﻬﺮت ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﺑﺒﺴﺎﺗﻴﻦ اﻟﻨﺨﻴﻞ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪت ﻓﻲ رﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ .وﻛﺎن ﻣﺰارﻋﻮ اﻟﻌﻴﻦ ﻳﻨﺘﺠﻮن
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
43
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
ŌřźƌŴƫř šřŹŚƯDžř ٌ ﺣﺪث اﻻﺑﺘﻜﺎراتO ﺗﺮاث ﻋﺮﻳﻖ وﻣﻮاﻛﺒﺔ ņœĊñîĬĿí ņœď ĊńĄŃ ƿ ĔŲťűǜ 忍 ȕŏŵĥŤē ŹťŐ ĆĔŅŝŤēŴ ȕŃijǜē ĆĔżĨǞ İŻĴŘ źijĔŅĨ ģıŵũŬ ȕĆĔʼnőŤēŴ ĴżĭŤē ěēijĔŨč Ƽ Ƽ Ƽ ęįĔļǞē ŞĩĝĹĜ ĚżŬĔĹŬč ěēijįĔėŨ ĴėŐ ŪŤĔőŤē ŮŨ ęİŻİŐ ŞňĔŭŨ ŽŘ ĚżŬĔĹŬǟŤŴ ŦĖ ŊŝŘ
ŢŬĉ ĘĹĩĜ ŹŤŴǜē ĚťűŵťŤŴ ěĔřŻŵŕŤĔĖ ŽŤŴİŤē źĴėŤē IJřŭũŤē ŮŨ ěēijĔŨǞē Ńijĉ ŢŤŵĬį İŭŐ ƿ ŽĹŭĜ ĔŲńijĉ ŮŨ ĚőĸēŴ ĆēĶĤĉ ŽʼnŕĜ ŽĝŤē ĆēĴŅĭŤē ěĔĨĔĹũŤĔŘ ȕĚżŐēijĶŤē ţŴİŤē ŶİĨč ŹŤč ŦĬēį ĺĸČŨ İŻēĵ ĮżĽŤē ųŤ ijŵřŕũŤē ŒńŴ İŜŴ ǘ ŚżŠŴ ȕĆēįĴĥŤē ŽŤĔĭŤē ŒĖĴŤē ĆēĴĩŁŤ ůijŵėŐ ĴĐēĶŤē
ŪżťőĝŤēŴ ūĔĹŬǞĔĖ ŃŵŲŭŤē Žű ĚŤŴİŤē ĚżũŭĝŤ ĶĐĔŠij ğǙĠ ĚġŻİĩŤē ĔŲĝŅŲŬ ŽŬĔĖŴ ěēijĔŨǞē ĚŤŴį
ŮżĜĔĹĖ ŮŨ ĚŭĤ ĔŲťőĤ ĢżĨ ŮżőŤē ĚŭŻİũŤ ĔũŠĔĨ ūĔŠ IJŭŨ ē ĴšėŨ ĚŐēijĶŤĔĖ ųŨĔũĝűē ĴŲŌŴ ĚŐēijĶŤēŴ ƻ ƻ ůijĔőļ ūĔŠŴ ȕĔŲĖ źĴŤē ģǙŘĉ ĢŻİĩĜŴ ĔŲżńēijĉ ħǙŁĝĸĔĖ ŧĔŝŘ ȕŦżĭŭŤēŴ ęĴũġũŤē ijĔĥļǜē ©ēĴŅĩĝŨ Ĕ őũĝĥŨ ŪšŤ Ůũńĉ ĚŐēijĵ ŽŬŵʼnŐĉª ƻ ƻ
ٌ ﺗﺮاث ﻋﺮﻳﻖ وﻣﻮاﻛﺒﺔ \ﺣﺪث ا ﺑﺘﻜﺎرات ا ﻣﺎرات اﻟﺨﻀﺮاء
42
أﻧﻬﻢ ﻗﺪﻳ ًﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺨﺮﺟﻮن اﻟﺼﺪﻗﺎت وزﻛﺎة اﻟﻔﻄﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺮ .ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺮﻛﺖ اﻟﻨﺨﻠﺔ أﺛﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت واﻷﻣﺜﺎل واﻷﺷﻌﺎر اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﻫﻲ آﺛﺎر ﺗﻮازي أﺛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻨﺎس اﻗﺘﺼﺎدﻳًﺎ واﺟﺘﻤﺎﻋ ًﻴﺎ وﺛﻘﺎﻓ ًﻴﺎ .إﻧﻪ اﻟﻔﻀﻞ اﻟﺬي ﻳﻌﺮف أﻫﻞ اﻹﻣــﺎرات ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮن ﺑﻪ وﻳﺤﺴﻨﻮن ﻓﻨﻮن رده .ﻟﺬا ﻇﻠﺖ اﻟﻨﺨﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات -ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻨﺬ آﻻف اﻟﺴﻨﻴﻦ -رﻣ ًﺰا ﻟﻠﺤﻴﺎة واﻟﻌﻄﺎء واﻟﻜﺮم ،ﻳﺘﻐ ّﻨﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮاء ،وﺗﺤﺎك ﺣﻮﻟﻬﺎ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت واﻟﺮواﻳﺎت واﻷﻣﺜﺎل، إﺟﻼﻻ وﺗﻌﻈﻴ ًﻤﺎ وﺗﻘﺎم ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت واﻟﺠﻮاﺋﺰً ، واﻋﺘﺮاﻓﺎ ﺑﻘﻴﻤﺘﻬﺎ @ ﺑﺎﺣﺚ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واOﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،ﻣﺼﺮ
اﻟﻤﺼﺎدر - 1ﻣﻨﺘﺪى اﻟﻨﺎدي اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻜﻮﻳﺘﻲ – .2008 - 2ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻤﺴﺎﻟﻚ.
- 3اﻟﻨﺨﻠﺔ وﻗﻮد اﻟﺤﻴﺎة ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻔﻂ -ﺟﺮﻳﺪة اﻟﺒﻴﺎن اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ -ﻣﻤﺪوح ﻋﺒﺪاﻟﺤﻤﻴﺪ – أﺑﻮﻇﺒﻲ – 22ﻳﻮﻧﻴﻮ .– 2013 - 4ﻧﺤﻮ ﺗﺄﺻﻴﻞ أﻟﻔﺎظ اﻟﻨﺨﻞ ﻓﻲ اﻟﻠﻬﺠﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ- ﺟﺮﻳﺪة اﻻﺗﺤﺎد اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ -ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺒﺪان 10 -ﻣﺎرس .- 2016 - 5اﻟﺮﻃﺐ زﻳﻨﺔ رﻣﻀﺎن ..و»اﻟﻨﻐﺎل« و»اﻟﺨﻨﻴﺰي« ﻓﻲ اﻟﺼﺪارة -ﺟﺮﻳﺪة اﻟﺒﻴﺎن اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ -اﻟﻌﻴﻦ – داوود ﻣﺤﻤﺪ 17 -ﻳﻮﻧﻴﻮ .2017 - 6زاﻳﺪ واﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ -ﺷﺒﻜﺔ ﻋﻴﻮن دﺑﻲ – .2009/12/8 - 7اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ -ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺮﻛﺰ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ﺑﺄﺑﻮﻇﺒﻲ. - 8ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻴﺪاﻧﻴﺔ – اﻟﻤﻬﻨﺪس /ﻋﺎرف ﺑﺸﻠﻲ –ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻟﻴﻮا– أﺑﻮﻇﺒﻲ– أﻏﺴﻄﺲ .2017 - 9ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﺒﻴﺎن ،ﻋﺪد 1ﻳﻨﺎﻳﺮ.-2017
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
41
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
اﻟﻄﻴﺮ واﻟﺤﻴﻮان ،ﻛﺄﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﻌﻄﺎء وﻛﺄروع ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺨﻴﺮ. وﻛﺜﻤﺮة ﻟﻬﺬه اﻟﺠﻬﻮد أﻳﻀً ﺎ ،ارﺗﺒﻂ اﺳﻢ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻞ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺑﻨﺨﻴﻞ اﻟﺘﻤﺮ ،وﻣﻦ ذﻟﻚ إﻋﻼن ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻸﻏﺬﻳﺔ واﻟﺰراﻋﺔ »اﻟﻔﺎو« ﺧﻼل ﺷﻬﺮ ﻣﺎرس ﻣﻦ ﻋﺎم 2015 أﻧﻪ ﺗﻢ إﺿﺎﻓﺔ واﺣﺘﻴﻦ ﻣﻦ واﺣﺎت ﻧﺨﻴﻞ اﻟﺘﻤﺮ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات إﻟﻰ اﻟﻨﻈﻢ اﻹﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺑﺄﻫﻤﻴﺘﻬﺎ رﺳﻤ ًﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﻣﺴﺘﻮدﻋﺎت ﺣﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮارد اﻟﻮراﺛﻴﺔ واﻟﺘﻨﻮع اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ واﻟﺘﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ .وأﺷﺎدت اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن ﻣﻤﺜﻠﻬﺎ ﻣﻬﺪي اﻹدرﻳﺴﻲ ﺑـ»اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻟﺘﻨﺸﻴﻂ واﺣﺎت اﻟﻨﺨﻴﻞ« اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺪاﺑﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﺣﻒ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ واﺳﺘﻌﺎدة اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﺮي »اﻷﻓﻼج« وإﻋﺎدة ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﻢ اﻹدارة اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ .وﻗﺎل اﻹدرﻳﺴﻲ »إن ﺷﺠﺮة ﻧﺨﻴﻞ اﻟﺘﻤﺮ أﺻﺒﺤﺖ ﺟﺰ ًءا ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ«. وﻟﻢ ﺗﻘﺘﺼﺮ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺨﻴﻞ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻓﻘﻂ، إﻧﻤﺎ وﺻﻞ اﻷﻣﺮ ﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﺟﻮاﺋﺰ وﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺨﻠﺔ ﻣﻨﻬﺎ »ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻟﻴﻮا ﻟﻠﺮﻃﺐ« ،و»ﺟﺎﺋﺰة ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻨﺨﻴﻞ اﻟﺘﻤﺮ« ،وﻫﻲ اﻟﺠﺎﺋﺰة اﻟﺘﻲ ﺛﻤﻨﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻔﺎو دورﻫﺎ ووﺻﻔﺘﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ »أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﺻﺪارة اﻟﺠﻮاﺋﺰ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺪورﻫﺎ اﻟﺒﺎرز ﻓﻲ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ وﺗﻄﻮﻳﺮ ﻃﺮق وأﺳﺎﻟﻴﺐ زراﻋﺔ وإﻧﺘﺎج ﻧﺨﻴﻞ اﻟﺘﻤﺮ«. وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻠﻤﺲ أﺛﺮ اﻟﻨﺨﻠﺔ وﺛﻤﺎرﻫﺎ وﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺟﻮاﻧﺐ ﺣﻴﺎة اﻹﻣﺎراﺗﻲ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ،ﻓﺘﻈﻞ اﻟﺮﻃﺐ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻓﻲ اﻗﺘﺮاﻧﻬﺎ اﻟﺒﺪﻳﻊ ﺑﻔﻨﺠﺎن اﻟﻘﻬﻮة واﻟﺪﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﻟﻠﻀﻴﻮف. وﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻘﻴﻆ اﻟﺬي ﻳﻤﺘﺪ ﻷرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ ﻻ ﺗﻐﻴﺐ اﻟﺮﻃﺐ ﻋﻦ ﻓﻮاﻟﺔ اﻟﻀﻴﻮف ،واﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻹﻣــﺎرات ﻳﻔﻀﻠﻮﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ أﺻﻨﺎف اﻟﻔﻮاﻛﻪ ﻓﻬﻲ رﻣﺰ اﻟﻜﺮم ،وﺧﻴ ُﺮ ﻣﻤﺜﻞ ﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﻛﻤﺎ
40
ŠƬŴƴƫř
ﺷﻌﺎ ًرا ﻟﻌﺎم اﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ا>ﻣﺎرات
Œŀī Ŋ÷îĄė ĊńĄŃ ĔűijĔőļ ęİĩĝũŤē ĚżĖĴőŤē ěijĔƸƸŨǞē ĚŤŴį ěijĔĝĬē ĔũŭżĨ
2017 ŧĔŐ ĚŻēİĖ ĔŲŜǙňč ŪĜ ŽĝŤē ©ĴżĭŤē ŧĔŐª ĚťũĩŤ
ĚżŭřŤēŴ ĚżŘĔŝġŤē ĚżőĤĴũŤē Žű ĚťĭŭŤē ĞŬĔŠ ŽńĔũŤē
ijĔőĽŤē ŮŻŵšĜ ĔŲŭŨ ŞťʼnŬē ŽĝŤē
ŧĔŐªƸŤ ĔżťőŤē ĚżŭňŵŤē ĚŭĥťŤē ĺżĐij ţĔŜ ŢŤı ūĔżĖ ŽŘŴ
©ĴżĭŤēª ĚũťŠ ūčª źŴĔŜĴŝŤē ųťŤēİėŐ ŮĖ İũĩŨ ȕ©ĴżĭŤē ĔŲżŘ ©ĆēĴƸƸŤēª ŗĴĨ Ūũŀ ĢżĨ ȕijĔőĽŤē ĶšĜĴŨ ŦšĽĜ ŮŨ ĚťĭŭŤē ųťġũĜ ĔũŤ ȕŦżĭŬ ęĴĥļ Ěřőĸ Ěđżű ŹťŐ ĔŲŬēĴĝŜēŴ ěēijĔŨǞē ĚŤŴį ŽŘ ęĴżėŠ ĚżŘĔŝĠŴ ĚŻŵŭőŨ ĚũżŜ
ĔŲĠēĴĜŴ ĔŲĝżŘēĴŕĤŴ ĚŤŴİŤē ĚŻŵŲĖ
وأﺿﺎف أن »اﻟﻨﺨﻠﺔ ﺗﺤﺪﻳ ًﺪا اﺣﺘﻠﺖ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ راﺋﺪ اﻟﺨﻴﺮ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن »ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه« ﺣﻴﺚ اﻫﺘﻢ ﺑﻬﺎ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ وﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ زراﻋﺔ اﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ أﺷﺠﺎر اﻟﻨﺨﻴﻞ ﻓﻲ واﺣﺎت اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﺪﻧﻬﺎ وﺻﺤﺎرﻳﻬﺎ ﺣﺘﻰ أن دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺳﺠﻠﺖ رﻗ ًﻤﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴًﺎ ﺧﻼل ﻋﺎم 2009ﺑﻮﺟﻮد أﻛﺒﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ أﺷﺠﺎر اﻟﻨﺨﻴﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺴﺎﺣﺘﻬﺎ«. وﻗﺎل» :ﻟﻘﺪ ﺗﻢ اﺧﺘﻴﺎر ﺳﻌﻔﺔ اﻟﻨﺨﻴﻞ رﻣ ًﺰا ﻟﻌﺎم اﻟﺨﻴﺮ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺬه اﻟﺸﺠﺮة اﻟﻤﺒﺎرﻛﺔ؛ ﻓﺸﺠﺮة اﻟﻨﺨﻴﻞ ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاع اﻷﺷﺠﺎر اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺠﻮد ﺑﻪ :ﻓﺜﻤﺎرﻫﺎ ﻏﺬاء وﺟﺬﻋﻬﺎ وﺳﻌﻔﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺎء ،وﺧﻮﺻﻬﺎ وﻟﻴﻔﻬﺎ ﻣﺎدة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻴﺪوﻳﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻜﺮس ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻛﺸﺠﺮة ﻣﻌﻄﺎءة وﻣﺼﺪر رزق وﺣﻴﺎة ﻟﻠﺒﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻌﺼﻮر .وﻻ أدل ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺰﻟﺘﻬﺎ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ذﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 20ﻣﺮة وﺗﺸﺒﻴﻪ اﻟﺮﺳﻮل »ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ« ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺬي ﻳﻨﻔﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻛﻞ أﺣﻮاﻟﻪ«. ﻟﻘﺪ ُوﺟﺪت ﻧﺨﻠﺔ اﻟﺘﻤﺮ ﺑﺎﻹﻣﺎرات ﻣﻨﺬ آﻻف اﻟﺴﻨﻴﻦ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺟﺰ ًءا أﺳﺎﺳ ًﻴﺎ وﻣﻬ ًﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰء اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،واﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻧﺘﺸﺮ اﻟﻨﺨﻴﻞ إﻟﻰ أرﺟﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻓﻬﻲ ﻣﻦ أﻗﺪم
أﺷﺠﺎر اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﻬﺎ إﻧﺴﺎن ﻫﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. وﻗﺪ أﺳﻬﻤﺖ اﻟﻨﺨﻠﺔ ﺑﺪور ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻔﻂ؛ إذ ﺷﻜﻠﺖ اﻟﻤﺤﻮر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺤﻴﺎة .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺤﻖ ﺷﺠﺮة ﻣﻌﻄﺎء وﻣﺼﺪر رزق ﻟﻠﻤﺰارﻋﻴﻦ .ﻟﺬا ﻓﻘﺪ ﻟﻌﺒﺖ -وﻣﺎ زاﻟﺖ -دو ًرا اﺟﺘﻤﺎﻋﻴًﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳًﺎ ﻣﻬ ًﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ. وﻗﺪ ﻋﺮف اﻟﻤﺰارع اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻨﺨﻠﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم ،وﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﻨﺎء ﺑﻬﺎ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وورث اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺮة ﻣﻦ أﺟﺪاده وﻣﻦ ﺧﺒﺮاﺗﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،وﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﺒﺮات إﻟﻰ ﺗﺮاث ﺗﻨﺎﻗﻠﻪ اﻷﺑﻨﺎء واﻷﺣﻔﺎد ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺤﻬﺎ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻤﻮروﺛﻬﺎ ﺑﺸﻘﻴﻪ اﻟﻤﺎدي واﻟﻤﻌﻨﻮي ،وﻫﻮ اﻟﻨﻬﺞ اﻟﺬي أﺳﺲ ﻟﻪ اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،اﻟﺬي ﺧﺎﺻﺎ ،وﻣﻦ أﺑﺮز اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺸﻬﻮدة ﻟﻪ ،رﺣﻤﻪ أوﻟﻰ اﻟﻨﺨﻠﺔ اﻫﺘﻤﺎ ًﻣﺎ ً اﻟﻠﻪ ،ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد أﻧﻪ أﻣﺮ ﺑﺰراﻋﺔ 200ﺷﺠﺮة ﻧﺨﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺰرﻋﺔ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﻣﻮاﻃﻦ. وﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﻬﺞ أﺻﺒﺤﺖ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة أﻛﺒﺮ دوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل زراﻋﺔ اﻟﻨﺨﻴﻞ ،إذ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ أرﺟﺎﺋﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 50ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺨﻠﺔ .واﻷﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا أن ﻋﺬوق اﻟﻨﺨﻴﻞ ﺗﺘﺪﻟﻰ أﻣﺎم ﻧﺎﻇﺮﻳﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻟﺘﻘﻄﻒ ﻣﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻼ ﺣﺴﺎب وﻟﻴﺄﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
39
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
وأﻋﺮب ﺧﺎن ﻋﻦ ﺳﻌﺎدﺗﻪ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺟﺪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻳﺸﺎرﻛﻪ ﻓﻲ ﻋﺸﻖ ﻧﺨﻴﻞ اﻟﺘﻤﺮ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﺳﻬﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺮوع اﻟﺘﺸﺠﻴﺮ ،وﺣﻤﻞ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﻔﻜﺮة إﻟﻰ ﺑﻼد ﻣﺠﺎورة ﻣﺜﻞ ﺳﻠﻄﻨﺔ ُﻋﻤﺎن واﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،وأرﺳﻞ ﺷﺤﻨﺎت ﻟﻐﺮﺳﻬﺎ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،وﻟﺸﺪة ﺣﺒﻪ ﻟﻸﺷﺠﺎر وﺟﻪ إﻟﻰ ﺷﺮﻛﺎت ﺷﻖ اﻟﻄﺮق ورﺻﻔﻬﺎ ﺑﺄﻻ ﺗﻘﺘﻠﻊ ﺷﺠﺮة واﺣــﺪة .وﻳﺸﻴﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻔﻴﻆ ﺧﺎن ﻓﻲ ﻛﺘﺎب )ﺧﻤﺴﻮن ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻓﻲ واﺣﺔ اﻟﻌﻴﻦ( إﻟﻰ أﻧﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻧﺠﺢ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﺗﻮﺣﻴﺪ إﻣﺎرات اﻟﺴﺎﺣﻞ ،وأﻗﺎم دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻋﺎم 1971م ،ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﻣﻠﻴﻮﻧﻲ ﺷﺠﺮة ﻧﺨﻴﻞ ،ووﺻﻞ ﻛﺎﻣﻼ إﻟﻰ ﻋﺪدﻫﺎ ﻋﺎم 2000م إﻟﻰ 47ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺠﺮة ،وﻳﺮﺟﻊ اﻟﻔﻀﻞ ً ﻋﺸﻖ رﺟﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺸﺠﺮة ،وإﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻊ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﺜﻤﺎرﻫﺎ ﻟﻺﻧﺴﺎن واﻟﺤﻴﻮان. óčîĠĄĿí àîňñ Ēēã ņŃ ôīíčĐĿí
38
ﻣﺰارع اﻟﻨﺨﻴﻞ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ
ﻟﻘﺪ أدرﻛﺖ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ أﻧّﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻧﺸﺮ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﺤﻀﺎرة ،وأﺳﻔﺮ ذﻟﻚ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻖ ٍ ﻃﺒﻘﺎت ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻢ ﻓﺘﺤ ّﻮﻟﺖ اﻟﻮاﺣﺎت إﻟﻰ ﺑﺴﺎﺗﻴﻦ ،ﻛﻤﺎ ﺗ ّﻢ ﻓﺮش اﻟﻄﻴﻦ ﻓﻮق اﻟﺮﻣﺎل وﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻟﺰراﻋﺘﻬﺎ ،وﺑﻌﺪ أن ﺗﻤﺖ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎح وﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺼﺪر ري ﻟﻬﺬه اﻷراﺿﻲ ،ﺗﻢ وﺿﻊ اﻟﺨﻄﻂ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﺑﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ أﻳﻀً ﺎ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻌﺠﺰة ،وﻟﺬا ﻗﺮر ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻗﺼﻰ اﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷﻣﻮال اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﻪ، وﻣﺎ ﻛﺎد ﻳﻨﺠﺰ ﻣﺸﺮوع ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻷﻓﻼج ﻛﻤﺼﺪر ﻟﻠﺮي ،ﺣﺘﻰ ﺑﺪأ ﺑﻮﺿﻊ ﻧﻈﺎم ﻟﻠﺮي ﻳﻨﺼﻒ اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻳﺘﻴﺢ ﻟﻬﻢ اﻟﻔﺮﺻﺔ. وأﻓﻀﻰ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ إﻟﻰ أن ﺻﺎرت اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ ﻫﺪﻓًﺎ واﺿ ًﺤﺎ ﻟﺪى اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ،وﺻﺎر ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺤﻴﻮي اﻟﻤﻨﻮط ﺑﻪ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻣﺤﻂ اﻫﺘﻤﺎم ﺣﻘﻴﻘﻲ، وﻫﺬا ﻣﺎ أﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻟﻔﺠﻮة اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ،وراﻓﻖ ذﻟﻚ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ وﻋﻲ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﻴﺎه ﺳﻮاء اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ أو ﻣﺎ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻣﻦ ﻣﻴﺎه اﻷﻣﻄﺎر ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺜﺎﻟﻲ ،وﻟﻢ ﺗﻘﻒ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ وﻻ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺑﺸﺢ اﻟﻤﻴﺎه وﻗﻠﺔ اﻷﻣﻄﺎر وارﺗﻔﺎع درﺟﺎت اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ ﺳﻮاء ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ّ اﻟﺤﺮارة وﺿﻌﻒ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻋﺎﺋﻘًﺎ أﻣﺎم اﻟﻮﻋﻲ واﻹرادة. ﻟﻘﺪ ﺣﺮﺻﺖ اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء ﻗﺎﻋﺪ ًة ﻗﻮﻳّ ًﺔ وأﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ﺑﺘﺤﻀﻴﺮ اﻷراﺿﻲ اﻟ ّﺰراﻋﻴﺔ وﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﻣﺠﺎﻧًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ،وﺗﺴﻬﻴﻞ اﻟﻘﺮوض اﻟ ّﺰراﻋﻴﺔ واﻟﻤﻌﺪات؛ ﻣﺎ اﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ وﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ زراﻋﺔ أراﺿﻴﻬﻢ ،وﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ أراﺿﻴﻬﻢ اﻟ ّﺰراﻋﻴﺔ ،وﺑﻌﺪﻣﺎ وﺿﻌﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﺨﻄﻂ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻻﺳﺘﻔﺎدة اﻟﻘﺼﻮى ﻣﻦ ﻣﻴﺎه اﻷﻣﻄﺎر ،ﻓﺘﻢ ﺑﻨﺎء اﻟﺴﺪود ،وﺣﻔﺮ اﻟﺒﺮك اﻟﻜﺒﻴﺮة ،وﻗﺪﻣﺖ ﻛﻞ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻤﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻦ اﻟﺬي ﻳﺮﻏﺐ ﺑﺰراﻋﺔ اﻷرض .وﺑﻠﻎ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ ﺣ ّﺪ إﺟﺮاء اﻟﺘﺠﺎرب اﻟ ّﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮاﻛﺰ اﻷﺑﺤﺎث ،وأﻧﺸﺎء اﻟﻤﺰارع اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤ ّﻮﻟﺖ ﻟﻐﺎﺑﺔ ﺧﻀﺮاء ،وأﺻﺒﺤﺖ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺮف ّ
ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ ،إذ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ أﺳﺎﺳﻴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات واﻗ ًﻌﺎ ً ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﺗﻲ ،وﺗﻀﺎﻋﻔﺖ اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ وزُرﻋﺖ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاع اﻟﻔﻮاﻛﻪ ﻣﻌﺘﻤﺪ ًة ﻋﻠﻰ اﻟﺮي ،وﻋﺎد ًة ﻣﺎ ﺗ ُﺮﺑﻰ أﺻﻨﺎف ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺰراﻋﺔ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ.وأﻛﺪ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون ﻟﺪول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻋﺎم ،2011ﺣﻮل اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ دول اﻟﻤﺠﻠﺲ -أن دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻧﺴﺒﺔ اﻛﺘﻔﺎء ذاﺗﻲ ﻣﻦ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺰراﻋﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٪ 50ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ اﻻﺳﺘﻬﻼك اﻟﻤﺤﻠﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ وﺻﻠﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﻛﻪ إﻟﻰ ٪ 36ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ ،وأﻇﻬﺮ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ زﻳﺎدة ﻧﺴﺒﺔ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﻀﺮاوات ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ ٪ 60ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻬﻼك اﻟﻤﺤﻠﻲ، وﻳﺘﻮﻟﻰ ﻣﺼﻨﻊ ﺗﻌﻠﻴﺐ اﻟﺨﻀﺮاوات ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ ﺗﻌﻠﻴﺐ اﻟﻔﺎﺋﺾ ﻣﻦ إﻧﺘﺎج اﻟﺨﻀﺮاوات ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺳﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ. وﺗﻤﺎﺷﻴًﺎ ﻣﻊ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﺗﺒﻨﺖ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،ﻣﻦ ﺧﻼل وزارة اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﻤﻴﺎه ،ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ )ﻣﻦ دون ﺗﺮﺑﺔ( ،وﻫﻲ أﺳﻠﻮب ﻻﺳﺘﺰراع اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻣﻦ دون ﺗﺮﺑﺔ ،ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﺘﺒﺪال اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﺄوﺳﺎط ﻧﻤﻮ ﻣﺎﺋﻴﺔ أو أوﺳﺎط ﺻﻠﺒﺔ ،ﻟﻤﺎ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﻞ اﺳﺘﻬﻼك اﻷﺳﻤﺪة اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ،وﻳﺤ ّﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﺒﻴﺪات اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،ﻣﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎب ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت
ﻗﻠﻌﺔ اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ -اﻟﻌﻴﻦ
ﻋﻨﺪ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻟﺸﻮارع ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﺸﺎرع ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺧﻀﺮاء ﻳﺎﻧﻌﺔ ،وﺑﻠﻎ ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ – رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ – ﺑﺎﻟﺸﺠﺮة أﻧﻪ ﺗﻮﻗﻒ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ ﻳﻮ ًﻣﺎ ﻣﻊ ﺿﻴﻔﻪ أﻣﻴﻦ اﻟﺠﻤﻴﻞ -اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻷﺳﺒﻖ -اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺮاﻓﻘﻪ ﻋﻨﺪ أﺣﺪ اﻟﻤﻨﻌﻄﻔﺎت ،ﻓﺮأى ﺷﺠﺮة ﻛﺒﻴﺮة وارﻓﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺎد ﺗﻬﻮي ﻋﻠﻰ اﻷرض ،ﻓﺎﺗﺼﻞ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﻒ ﺳﻴﺎرﺗﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺮ ﻃﺎﻟ ًﺒﺎ إرﺳﺎل ﻣﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺸﺠﺮة وﻳﻘﻮﻣﻬﺎ ﻟﺘﻈﻞ راﻛﺰة ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ وزﻳﺎدة اﻟﺮﻗﻌﺔ اﻟﺨﻀﺮاء اﻟﻬﺎﺟﺲ اﻷول ﻟﻠﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺸﺠﻊ ﺳﻜﺎن ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﻻﺳﺘﻐﻼل ﻣﺼﺎدر اﻟﻤﻴﺎه اﻟﻮﻓﻴﺮة واﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﺨﺼﺒﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﺴﻴﻦ
اﻟﻤﻨﻐﺮوف -ﺳﻮاﺣﻞ ﺟﺰﻳﺮة أﺑﻮﻇﺒﻲ
وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ وزع ﻣﻀﺨﺎت ﻟﻠﻤﻴﺎه وﻛﺎن ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ إدﺧﺎل أﻧﻮاع ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ أﺷﺠﺎر اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻼﺋﻢ اﻟﺒﻴﺌﺔ ً اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،وﻳﺬﻛﺮ أﻧﻪ ﻃﻠﺐ ﺑﺬور وأﺷﺘﺎل ﺑﻌﺾ أﺷﺠﺎر اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻟﻬﻨﺪ ﻟﺰراﻋﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﺨﺮﻳﻒ ،وﻛﺎن ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻳﺸﺮف ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺸﺠﻴﺮ ،واﺳﺘﺪﻋﻰ ﺧﺒﻴ ًﺮا زراﻋﻴًﺎ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻴًﺎ ﻳﺪﻋﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻔﻴﻆ ﺧﺎن ،وﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1962وﺑﺎﺷﺮ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﺸﺠﻴﺮ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺈﺷﺮاف اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ.وﻳﺤﻜﻲ اﻟﻤﻬﻨﺪس اﻟﺰراﻋﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻔﻴﻆ ﺧﺎن ﻋﻦ ﺧﻄﺔ اﻟﺘﺸﺠﻴﺮ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ واﻟﺘﺤﺪي اﻟﺬي واﺟﻬﻪ ﻓﻲ ري اﻷﺷﺠﺎر وﺳﻂ اﻟﺼﺤﺮاء ،وﻛﻴﻒ وﺟﺪوا ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺮﻳﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻬﺎرﻳﺞ اﻟﻤﺼﻨﻌﺔ ﻣﺤﻠ ًﻴﺎ واﻟﻤﻘﻄﻮرة ﺧﻠﻒ ﺳﻴﺎرات اﻟﻼﻧﺪروﻓﺮ،
ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺰراﻋﻴﺔ -اﻟﺨﺘﻢ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
37
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
أﺑﻮ ﻇﺒﻲ أﺷﺠﺎر اﻟﻤﻨﻐﺮوف اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ
ﻣﻘﺘﺼﺮة ﻋﻠﻰ أﻧﻮاع ﻗﻠﻴﻠﺔ ،وﻫﻨﺎك ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ،واﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺨﺰﻳﻦ واﻟﺘﺒﺮﻳﺪ. وﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﺒﺮﻳﺔ ﻋﻨﺼ ًﺮا أﺳﺎﺳﻴًﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ وﺗﻤﺜﻞ رﻛ ًﻨﺎ ﻣﻦ أرﻛــﺎن اﻟﺜﺮوة اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﺬا ﻋﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ وﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ واﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﺑﺤﻜﻤﺔ ،وﻇﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﻣ ّﺮ اﻟﺴﻨﻴﻦ ﻣﻬﺘ ًﻤﺎ ﺑﻨﺒﺎﺗﺎﺗﻪ اﻟﺒﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻼج أﻣﺮاﺿﻪ ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻐﺬاء ﻟﻪ وﻟﺤﻴﻮاﻧﺎﺗﻪ.وﻇﻠﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻐﺬاء وﺗﻨﻮﻳﻊ ﻣﺼﺎدر اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻘﻮﻣﻲ واﺳﺘﻐﻼل ﻛﺎﻓﺔ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﺣﺴﻦ وﺟﻪ ﻣﺎ دﻓﻊ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺰراﻋﺔ وﺗﺤﺪﻳﺜﻬﺎ وﻣﻴﻜﻨﺘﻬﺎ وﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﻇﻞ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻹﻧﺘﺎج واﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ اﻻﻧﺪﻓﺎع ّ
36
أﺑﻨﺎء اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻳﻬﺠﺮون اﻟﺰراﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ واﻟﺸﺮﻛﺎت ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﻓﺮاﻏًﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺰراﻋﻲ ،وأﺻﺒﺢ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺟﺎﻧﺐ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﺨﻄﻂ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺗﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،وﺑﻬﺪف ﺷ ّﺪ اﻟﺴﻜﺎن إﻟﻰ أراﺿﻴﻬﻢ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺗﻢ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ أﻳﻀً ﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻓﻲ اﻷرض اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،وﻣ ّﺪ اﻟﺸﻮارع وﺑﻨﺎء اﻟﻤﺪارس ،واﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ،وﻣﺮاﻛﺰ اﻟﻌﻤﺮان اﻟﺠﺪﻳﺪة ،وﻣﻨﺢ ﻣﺴﺎﻛﻦ ذوي اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻤﺤﺪود ﻟﻠﺴﻜﺎن ﻣﺠﺎﻧًﺎ ،وذﻟﻚ ﺑﻤﺠﻤﻠﻪ ﻟﻜﻴﻼ ﻳﻬﺠﺮ اﻟﺴﻜﺎن اﻟﻤﺰارع وﻳﻬﻤﻠﻮا اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ. ﺟﺎء ﻋﻬﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن – ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه -اﻟﺬي أﻃﻠﻖ ﻣﻘﻮﻟﺘﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮة »أﻋﻄﻮﻧﻲ زراﻋﺔ أﺿﻤﻦ ﻟﻜﻢ ﺣﻀﺎرة« واﻟﺘﻲ ﻳﻠﺨﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺪى اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﺔ ﻛﻤﺤﻮر اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ،ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ ،وﻗﺪ ﺗﺮﺟﻢ ﻫﺬا اﻟﻘﻮل إﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﺑﻤﻨﺢ اﻟﺰراﻋﺔ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎم وإﻋﻄﺎء اﻟﺸﺠﺮة ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ. ﻳﺆﻛﺪ ﺟﻴﻞ اﻵﺑﺎء ﻣﻦ اﻹﻣﺎراﺗﻴﻴﻦ أن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻛﺎن ﻣﺪرﺳﺔ ﺗﻌﻠﻤﻮا ﻣﻨﻪ ﺣﺐ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺨﻀﺮة ،وﺗﻌﻠﻤﻮا ﻣﻨﻪ ﺣﺐ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺠﺮ واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ وﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎدت ﺑﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺣﻈﻴﺖ اﻟﺸﺠﺮة ﺑﺎﺣﺘﺮام ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺬي دﻋﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ، وأواﻣﺮه وﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ واﺿﺤﺔ وﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﻌﺪم ﻗﻄﻊ اﻷﺷﺠﺎر ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐ ،ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﻧﻘﻞ اﻟﺸﺠﺮة ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ آﺧﺮ
ﻣﺰرﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء
وﻗﺪ ﺣﻔﻠﺖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ إﺻــﺪارات اﻷرﺷﻴﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﻔﺼﻮل ﻋﻦ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،ﻣﺜﻞ ﻛﺘﺎب )زاﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪي إﻟﻰ اﻻﺗﺤﺎد(، وﻛﺘﺎب )زاﻳﺪ ..رﺟﻞ ﺑﻨﻰ أﻣﺔ( وﻛﺘﺎب )اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﻴﺎم دوﻟﺔ اﻹﻣــﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة( ،وﻛﺘﺎب )زاﻳﺪ واﻟﺒﻴﺌﺔ( ،وﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻣﺠﻠﺔ اﻷرﺷﻴﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ )ﻟﻴﻮا( اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ أوﻻﻫﺎ إﻳﺎﻫﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻧﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﺤﺎﺿﺮ. وﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺮاﺟﻊ ّîńœĊķ õíčîŃří Œij ôīíčĐĿí
ﺗﻘﻊ أﻏﻠﺐ أراﺿﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﻤﻨﺎخ ِ ﻟﻠﻤﻘﻮﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ،ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺠﻔﺎف اﻟﺼﺤﺮاوي ،وﻫﻲ ﺗﻔﺘﻘﺮ
ﺷﺠﺮة اﻟﻐﺎف
وارﺗﻔﺎع درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة ،وﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺘﻞ ﻗﻄﺎع اﻟﺰراﻋﺔ ﻗﺪﻳ ًﻤﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﺘﺠﺎرة اﻟﻤﻘﺎم اﻷول –وﺧﺎﺻﺔ ﺗﺠﺎرة اﻟﻠﺆﻟﺆ -ﻳﻠﻴﻬﺎ ﺻﻴﺪ اﻟﺴﻤﻚ ،ﺛﻢ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﻮاﺷﻲ ،وﻛﺎن اﻟﻤﻌ ّﻮق اﻷول ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ اﻟﺰراﻋﻲ ﻫﻮ ﻧﺪرة اﻟﻤﻴﺎه ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺰراﻋﺔ ﻛﺎﻧﺖ داﺋ ًﻤﺎ دﻋﺎﻣﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ دﻋﺎﺋﻢ اﻗﺘﺼﺎد اﻟﺒﻼد وﻻ ﺳﻴﻤﺎ زراﻋﺔ اﻟﻨﺨﻴﻞ .وﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن وﻃﻴﺪة اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺤﻴﺎة اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ،ﻓﻘﺪ ﻏﺪت اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻀﺮورﻳﺎت اﻟﺤﻴﺎة ﻛﺎﻟﻐﺬاء واﻟﻜﺴﺎء واﻟﻤﺄوى واﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ وﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤ ّﻂ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻨﺎس وﻟﻜﻦ أﺳﺎﻟﻴﺒﻬﺎ اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪﻳﻤﺔ ،واﻵﻻت اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ ﺑﺪاﺋﻴﺔ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ،وﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻵﻓﺎت واﻟﺤﺸﺮات أﻳﻀً ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻄﺮق ﺑﺪاﺋﻴﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ،واﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
35
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
šřŹŚƯDžř ƾƟ ŠƗřŹżƫř رﺷﻴﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲOﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﺎﻫﺮة وﺛﻘﺘﻬﺎ إﺻﺪارات ا ľīîĘŃ Ľîńÿ ŽűŴ ĔŲĖ ěĴŨ ŽĝŤē ŦĨēĴũŤē İŀĴŻŴ ȕĚżĖĴőŤē ěēijĔŨǞē ĚŤŴį ŽŘ ĚŐēijĶŤē ĮŻijĔĜ ųĜēijēİŀč ŽŘ ŽŭňŵŤē Śżļijǜē ŞĠŵŻ ƻ ĕĔĝŠ ŽŭňŵŤē Śżļijǜē łŁĬ İŝŤŴ ĔĖĔĥŐčŴ ē ijŴĴĸ ŮżťŨĊĝũŤē ĕŵťŜ ǝũŻ ĴŅĬĉ Ĕ ŝŘĉ ěēijĔŨǞē ŮŨ ŦőĥĝŤ ijŵʼnĝĜ ƻ ƻ
Ŧĥĸ ıč ȖĿĔĬ ŦšĽĖ ŮżőŤē ĚŝʼnŭŨ ŽŘŴ ĚŨĔŐ ĚŤŴİŤē ŽŘ ĚŐēijĶŤē ĮŻijĔĜ ŞżĠŵĝŤ ©ŮżőŤē ĚĨēŴ ŽŘ Ĕ ŨĔŐ ūŵĹũĬª ǁ ƻ
ěĔŻĴŠı ĕĔĝšŤē ŧİŝŻŴ ȕĔŲĝŨĴĖ ĦżťĭŤē ĚŝʼnŭŨ ŽŘ ĴũĝŤē ŦżĭŬ ijĔĥļĉ ĴĽŬŴ ȕŮżőŤē ŽŘ ĚżŐēijĶŤē ĚżũŭĝŤē ěĔŻİĖ
ūĔʼnťĸ ŮĖ İŻēĵ ĮżĽŤē ĺĸČũŤē İĐĔŝŤĔĖ ųňĔėĜijĔĖ ŞťőĝŻ ĔũżŘ ůĴňēŵĬŴ ūĔĬ ŎżřĩŤē İėŐ İżĹŤē ŽŐēijĶŤē ķİŭŲũŤē ƻ ŊĸŴ ęĴŅĭŤē ĴĽŭŤŴ ĆēĴĩŁŤē ņŻŴĴĝŤ ĔġżġĨ ŹőĹŻ ŵűŴ ȕųŭŨ ĔŲũťőĜ ŽĝŤē ķŴijİŤēŴ ůēĴĠ ųťŤē Ężň ± ūĔżŲŬ ţć ĆēĴĩŁŤē ūĔėġŠ
34
ęĆĔńč
ƶƿŶƿ ƼƬƗ ŌřźŰƈƫř šźƋƺƌųř ƽŸƫř ƪūźƫř Ŷūƹŏاﺧﺘﻼف اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ واﻟﺒﻴﺌﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات، ﺗﻨﻮ ًﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻬﻦ واﻟﻤﻬﺎم واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ إﻧﺴﺎن ﻫﺬه اﻷرض ،ﺣﻴﺚ ﺗﺠﺪ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ واﻟﻮاﺣﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻷرض اﻟﺨﺼﺒﺔ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ،وﺗﺠﺪ اﻟﺒﺤﺮ وﺻﻴﺪ اﻻﺳﻤﺎك واﻟﻠﺆﻟﺆ ،وﺗﺠﺪ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ واﻟﺴﻬﻮل اﻟﺘﻲ ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﻋﻲ وﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت. وﻗﺼﺼﺎ ﺗ ُﺮوى وﻓﻲ ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺒﻴﺌﺎت ﺳﺘﺠﺪ ﻣﻠﺤﻤﺔ ً ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم .إﻧﻪ ﺗﺮاث اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ﻓﻲ ﻋﻤﻞ دوؤب وﻣﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة وﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﻌﻴﺶ .وإذا ﻋﺪﻧﺎ ﻟﻠﻮراء ﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﻘﻮد ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،وﻫﻮ ﺗﺎرﻳﺦ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﺬاﻛﺮة، ﺳﻨﺠﺪ ﻣﻼﻣﺢ ﻟﻦ ﺗﺨﻄﺌﻬﺎ اﻟﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺠﺒﺎرة واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺘﻘﻦ اﻟﻤﻀﻨﻲ اﻟﺬي ﺑﺬﻟﻪ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ اﻵﻣﻨﺔ ،وأﻗﺼﺪ ﺑﺎﻵﻣﻨﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻮﻓﺮ اﻟﻐﺬاء واﻟﻜﺴﺎء واﻟﻤﺄوى .وإذا اﺳﺘﺤﻀﺮﻧﺎ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻫﻢ ﻫﺬه اﻟﻤﻬﻦ وأﻛﺜﺮﻫﺎ ﻗﺴﻮة وأﻛﺜﺮﻫﺎ أﻳﻀً ﺎ ﺣﺎﺟﺔ ،واﻟﺘﻲ ﻣﺎرﺳﻬﺎ إﻧﺴﺎن ﻫﺬه اﻟﺒﻼد ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺟﺎﻓﺔ وأرض ﻣﻠﺘﻬﺒﺔ، وﻫﻲ اﻟﺰراﻋﺔ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﺪرك ﺣﺠﻢ اﻟﺠﻬﺪ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﺗﻢ ﺑﺬﻟﻪ .وإذا اﻃﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎت واﻟﻤﺒﺘﻜﺮات اﻟﺘﻲ أوﺟﺪﻫﺎ إﻧﺴﺎن ﻫﺬه اﻷرض ﻟﺘﺴﺎﻋﺪه ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻓﺈﻧﻨﺎ أﻳﻀﺎ ﻧﻌﻠﻢ أن ﻫﺬا اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﻋﺎﺟ ًﺰا وﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺄن ﻳﺘﺴﺮب اﻟﻴﺄس إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ. ﻟﻘﺪ اﺧﺘﺎر اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻀﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﻗﻒ أو ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻ. ﻣﻐﺎدرة اﻷرض وﻣﺤﺎوﻟﺔ إﻳﺠﺎد ﺑﻘﻊ وﻣﻜﺎن أﻓﻀﻞ ً اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻣﺆﺳﺲ دوﻟﺔ اﻻﻣﺎرات ،أوﻟﻰ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ واﻻﻫﺘﻤﺎم ﻣﻨﺬ أن ﻛﺎن ﻣﻤﺜﻞ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ ﺛﻢ ﺣﺎﻛ ًﻤﺎ ﻹﻣﺎرة أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ،ﺣﺘﻰ ﻗﻴﺎم اﺗﺤﺎد اﻻﻣﺎرات ﻓﻲ ﻋﺎم 1971م ﻓﻬﻮ اﻟﻘﺎﺋﻞ» :أرﻧﻲ ﺑﻠﺪا ً ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﺎﻋﺪة زراﻋﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ، أرك ﺑﻠﺪا ً ﻗﻮﻳﺎً راﺳﺨﺎً«. ﻟﺬا ﻓﻘﺪ ﻗﺎم ﺑﺠﻬﻮد ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺰراﻋﺔ وإدﺧﺎل اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺼﻼح أراض ﺟﺪﻳﺪة ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺮف ﺑﺄﻧﻬﺎ زراﻋﻴﺔ أو ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ .ووﺿﻊ ﺑﺮاﻣﺞ وﺧﻄﻄًﺎ ﺑﻬﺪف إﺻﻼح وﺗﺠﺪﻳﺪ اﻷﻓﻼج اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ اﻟﺮي .وﻫﺬه اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺻﺪى ﻛﺒﻴﺮ ﺟ ًﺪا ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻟﻨﺠﺎﺣﺎت اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺑﻘﻊ ﺻﺤﺮاوﻳﺔ واﺳﻌﺔ ﻷراض زراﻋﻴﺔ أﺻﺪاء ﻟﺪى اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﺴﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء .ﻟﺬا ﻟﻢ ﻳﺘﺮدد اﻟﺨﺒﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺑﺮﻧﺎرد ﻻﻓﻴﺮي ،وﻫﻮ
ƾƗƹŹżưƫř ŠưƏŚƟ @ ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻣﻦ ا ﻣﺎرات
اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻧﺠﺢ ﻓﻲ اﺳﺘﻨﺒﺎت ﺛﻤﺎر ذات أرﻗﺎم ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﻢ ،ﻣﺜﻞ ﻋﺮﻧﻮس اﻟﺬرة ﺑﻄﻮل 36ﺑﻮﺻﺔ ،وزﻫﺮة اﻟﺒﺘﻮﻧﻴﺎ ﺑﻄﻮل 19 ﻗﺪﻣﺎً ،ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﺪ زﻳﺎرﺗﻪ إﻟﻰ أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺠﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺰارع ورؤﻳﺘﻪ ﻟﻠﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ وﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ واﺣﺎت زاراﻋﻴﺔ ﺧﻀﺮاء ﻗﺎل ﻋﻦ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ» :اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي اﺧﻀﻮﺿﺮت اﻟﺼﺤﺮاء ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ« و»اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ر ّوض اﻟﺼﺤﺮاء«. أﻣﺎ إذا ﻋﺪﻧﺎ ﻟﻠﻮراء وﻗﺒﻞ ﻗﻴﺎم اﺗﺤﺎد اﻹﻣﺎرات ﻓﺴﻨﺠﺪ أن اﻫﺘﻤﺎم ﻣﺎﺛﻼ، اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،ﺑﻤﻠﻒ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ً ﻓﻬﺬا ﻫﻮ أﻧﺘﻮﻧﻲ راﻧﺪل ،اﻟﺬي ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﻮة اﻟﺴﺮﻳﺔ اﻟﻤﺘﻤﺮﻛﺰة ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻳﻤﻲ ،ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة ،1962 - 1960ﺗﺤﺪث ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ ﺗﺤﺪﻳ ًﺪا ﻓﻘﺎل» :ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻐﺬاء ﻟﻠﺒﺸﺮ واﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ،وﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺮوح اﻟﻤﺤﺮﻛﺔ ﻟﻤﺸﺮوع زراﻋﺔ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻟﻘﻠﻌﺔ اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﺪ ﻗﻮة ﺳﺎﺣﻞ ُﻋﻤﺎن ،ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وﻗﺪ اﻋﺘﺎد زﻳﺎرة اﻟﻤﻜﺎن ﻣﻦ دون ﺳﺎﺑﻖ إﻧﺬار ﻟﻴﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺮزه اﻟﻤﺸﺮوع ﻣﻦ ﺗﻘﺪم ،وﻛﺎن ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ وﻫﻲ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺮﻣﺎل ،وﻳﻮاﺻﻞ ﺗﺄﻣﻼﺗﻪ ﺑﺸﺄن إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺨﻀﻴﺮ أﺑﻮﻇﺒﻲ« .واﻟﻴﻮم ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻹﻣﺎرات واﺣﺪة ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﻔﺨﺮ واﻹﻋﺘﺰاز ،ﻛﻮن ﺑﻠﺪا ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﻴﺌﺘﻪ ﺻﺤﺮاوﻳﺔ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻟﺒﻘﻊ ﺧﻀﺮاء ﻓﻲ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮات ﻓﻘﻂ ،ووﻓﻖ ﻟﻐﺔ اﻷرﻗﺎم ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات 750أﻟﻒ ﻫﻜﺘﺎر ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل 7500ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ أي ﻣﺎ ﻳﺘﺠﺎوز ﻣﺴﺎﺣﺔ وﻻﻳﺔ دﻳﻼوﻳﺮ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ،وﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﺒﻨﺎن .إﻧﻬﺎ ﺛﻤﺎر ﺟﻬﺪ ورؤﻳﺔ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،وﻫﻲ إرث اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد اﻟﺬي ﺳﻄﻊ وﻧﻤﺎ وﻛﺒﺮ ﻣﻊ ﺑﺰوغ ﻓﺠﺮ اﺗﺤﺎدﻧﺎ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
33
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
• ﺗﺸﻴﻴﺪ ﻣﺴﺎﺑﺢ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎل وأﺧــﺮى ﻟﻠﻨﺴﺎء ﻹﺿﻔﺎء ﺻﻔﺔ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻟﺰوار اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﺑﻤﺎ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. • إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﺮﺻﻮﻓﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﻬﺎ أﺷﺠﺎر اﻟﻨﺨﻴﻞ واﻟﺰﻳﻨﺔ، ﻛﻤﺎ أﻗﻴﻤﺖ اﻟﺪوارات ﻟﺘﻮزﻳﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺮق إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻤﻬﺎ اﻟﻤﺸﺮوع. • ﺻﻤﻤﺖ ﻣﻮاﻗﻒ ﻟﻠﺴﻴﺎرات واﺳﺘﺮاﺣﺎت ﻣﻨﻮﻋﺔ. • زراﻋﺔ اﻟﺠﺒﺎل اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،وذﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ أوﻻً وﺿﻊ ﻃﺒﻘﺔ ﺗﺮاﺑﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻢ ﺗﻮﺻﻴﻞ ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺮي ﻋﺎﻟ ًﻴﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎت ،وﺗﺰوﻳﺪﻫﺎ ﺑﻨﻮاﻓﻴﺮ اﻟﺮي اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻐﻄﻲ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻛﺒﻴﺮة ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻢ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﺧﺘﻴﺮ ﻧﺒﺎت )ﺻﺒﺎح اﻟﺨﻴﺮ(.
• إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺸﻠﻴﻬﺎت اﻟﻤﺠﻬﺰة ﺑﻤﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺴﻜﻦ اﻟﻌﺼﺮي ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻎ ﻋﺪدﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم 200 ،2006ﻣﺴﻜﻦ ،وذﻟﻚ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻘﺎدﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﺎرج ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ. • إﻧﺸﺎء ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ،2004ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻗﺪرﻫﺎ 7آﻻف دوﻧﻢ ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ إﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪرﻫﺎ 7ﻣﻼﻳﻴﻦ درﻫﻢ ،وﻫﻲ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺴﺘﻮن اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺎف إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺤﺪاﺋﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ. ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺒﺰرة اﻟﺨﻀﺮاء اﻟﻴﻮم ﻣﻦ أﻫﻢ وأﻛﺜﺮ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻤﺴﺘﻘﻄﺒﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎح ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻹﻣــﺎرات ودول اﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﻣﺘﻴﺎزات اﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﻓﻴﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻈﻰ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ﻛﺒﻴﺮ إﺧﻼﺻﺎ ووﻓﺎء ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﻨﺎس أو اﻟﺤﻜﺎم واﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ وذﻟﻚ ً ﻟﻤﺆﺳﺴﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن -رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ @ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث
ﻫﻮاﻣﺶ - 1أرﺿﻨﺎ اﻟﺨﻀﺮاء ،ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺘﻨﺴﻴﻖ واﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ،دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻣﺎرس.2003 ، -2ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻫﻼل ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﻋﺪ اﻟﻜﻌﺒﻲ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻹﻣــﺎرات ،دﺑﻲ ،ط،2008 ،1 ص.230 - 3ورد ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺨﺎﻟﺪي )أﺑﻮ راﻛﺎن( ،اﻟﻤﺼﻮر اﻟﺨﺎص ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ،اﻧﻈﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﺘﺎب :زاﻳﺪ ..ﺗﺎرﻳﺦ إﻧﺴﺎن وﺣﻀﺎرة وﻃﻦ ،ﺷﻴﺨﺔ اﻟﻐﺎوي ،وزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺸﺒﺎب وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ط ،2012 ،1ص.294 - 4ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ، ص.232
32
ﻣﺒﺰرة اﻟﺨﻀﺮاء ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ زاﻳﺪ
ﻣﻨﺘﺠﻊ ﻣﺒﺰرة اﻟﺨﻀﺮاء ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﺣﻔﻴﺖ -اﻟﻌﻴﻦ
àíĎĠć ĪœčîĘŃō õîŔĀŔ÷íĎøēí
ﻣﻨﺬ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ ﻇﻬﻮر اﻟﻤﻴﺎه اﻟﻜﺒﺮﻳﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺒﺰرة اﻟﺨﻀﺮاء ،أﻣﺮ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻠﺪﻳﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﺑﺄن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ أﺗﻢ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺸﺮوع ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﻘﺼﻮى ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ):(4 • إﻧﺸﺎء ﺑﺤﻴﺮة ﻛﺒﺮى رﺋﻴﺴﺔ أﺳﻔﻞ ﻣﻨﺎﺑﻊ اﻵﺑﺎر ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﻐﺮب ،وﻳﺼﺐ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺤﻴﺮة ﻣﻴﺎه اﻵﺑﺎر ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻗﻨﻮات واﺳﻌﺔ ﻣﻨﺤﺪرة ﻣﻦ
أﻋﻠﻰ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ أﻓﻼج ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺄﻓﻼج واﺣﺎت اﻟﻌﻴﻦ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وزﻳﻨﺖ اﻟﺒﺤﻴﺮة ﺑﻨﺎﻓﻮرة ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ وﺳﻄﻬﺎ ،وزودت ﺑﻘﻮارب ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ ﻛﻤﺎ دﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ أدﺧﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺳﻤﺎك اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎﺛﺮت أﻋﺪادﻫﺎ وذﻟﻚ ً اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺤﻴﺮة وﻗﻨﻮاﺗﻬﺎ اﻟﻮاﺳﻌﺔ. • إﻗﺎﻣﺔ ﺑﺤﻴﺮات أﺧﺮى ﺻﻐﻴﺮة )ﺑﺮك( ،ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻟﺰوار ﻟﻠﺴﺒﺎﺣﺔ واﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺎﻟﻤﻴﺎه اﻟﻜﺒﺮﻳﺘﻴﺔ اﻟﺤﺎرة. • إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪاﺋﻖ واﻟﻤﺴﻄﺤﺎت اﻟﺨﻀﺮاء وزودت ﺑﺄﻟﻌﺎب اﻷﻃﻔﺎل ووﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺴﻠﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
31
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
ﺳﻄﺢ اﻷرض ،وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻮر ،ﺻﺎدف وﺟﻮد ﻣﺨﺰون ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺎه ﺑﻴﻦ اﻟﺠﺒﺎل ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺸﻌﺎب واﻷﻣﻄﺎر اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﺟﺒﺎل ﻋﻤﺎن وﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻓﻴﺰداد ﻣﺨﺰون اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺠﻮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﺒﺰرة اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﺟﺒﻞ ﺣﻔﻴﺖ).((3 óčĐòŃ ʼnîŔŃ čŎŌħ ņī ŅŜīří
ﻛﺸﻔﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﺴﺢ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ إﻟﻰ وﺟﻮد اﻟﻤﻴﺎه ﺑﻌﻤﻖ ﻳﺘﺮاوح ﻣﻦ ) ،(600 - 320ﻗﺪم ﺗﺤﺖ ﺳﻄﺢ اﻷرض وﺑﻜﻤﻴﺎت ﺿﺦ ) (25أﻟﻒ ﺟﺎﻟﻮن ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ وﺗﺘﻔﺎوت درﺟﺔ اﻟﻌﺬوﺑﺔ ﻣﻦ
30
ﻣﺒﺰرة اﻟﺨﻀﺮاء ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ زاﻳﺪ
) (6000 - 1800ﺟﺰء ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻴﻮن .ﻓﻲ 4ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻓﻲ ﻋﺎم 1995ﺗﻮﺟﻪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ إﻟﻰ ﻣﺒﺰرة ﻟﻴﺮى ﺗﺪﻓﻖ اﻟﻤﻴﺎه اﻟﻜﺒﺮﻳﺘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺠﺮت ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻧﺎﻓﻮرة ﺑﻴﻀﺎء ،وﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺠﻞ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ،ﻓﺮﺣﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻜﻠﻤﺎت أن ﺗﺼﻔﻬﺎ ،وﻗﺪ أﻣﺮ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﻨﺼﺐ ﺧﻴﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻜﺎن اﺑﺘﻬﺎ ًﺟﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪث وﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﻤﺸﺮوع اﻟﺰراﻋﻲ اﻟﻤﻬﻢ وﻫﻮ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ، ﻓﺒﺪأت ﻗﺼﺔ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ ﻋﺒﻘﺮﻳﺎت زاﻳﺪ ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺮة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻜﺜﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﺠﺒﺎل واﻟﺼﺨﻮر واﻟﻮدﻳﺎن.
وﺻﻌﻮﺑﺎت اﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﺤﺎﺿﺮ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ) .(1وﻟﻌﻞ ﻣﺸﺮوع ﻣﺒﺰرة اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﺑﺠﻮار ﺟﺒﻞ ﺣﻔﻴﺖ ﻟﻬﻮ ﺧﻴﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎل اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﺤﻔﻴﺖ ﺟﺒﺎﻻ ﻋﺎرﻳﺔ ﺗﻤﺎ ًﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﻮن اﻷﺧﻀﺮ وﺗﻨﻌﺪم ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة ً ﺟﺒﺎﻻ ﺻﻤﺎء وﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺠﺮ اﻟﺒﺮﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ً ﺳﻮى ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺠﻴﺮات ﻣﻨﺘﺸﺮة ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك أﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺮ ،وﻟﻢ ﻳﻴﺄس اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻴﺎه ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻣﺤﺎوﻻﺗﻪ اﻟﻤﺘﻜﺮرة ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻗﺪ ﺟﺎءت ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ ،إﻻ أن ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﺜﻨﻪ ﻋﻦ إﻋﺎدة اﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻣﺮة ﺑﻌﺪ أﺧﺮى ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻬﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻘﺪ ارﺗﺒﻄﺖ ﺑﺠﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ذﻛﺮﻳﺎت اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ واﻟﺸﺒﺎب، ذﻛﺮﻳﺎت اﻟﻔﺮوﺳﻴﺔ ورﻳﺎﺿﺔ اﻟﺼﻴﺪ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن زاﻳﺪ ﻳﺨﺮج ﻫﻮ ورﻓﺎﻗﻪ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﻠﺼﻴﺪ ،وﻗﺪ اﻫﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،وﻳﺴﺘﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ اﻟﺴﻴﺪ ﺑﻼل ﺧﻤﻴﺲ ﺑﻦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺪرﻣﻜﻲ أن»:اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ وﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم ﻳﻮﻟﻲ اﻟﻤﺒﺰرة ﻋﻨﺎﻳﺘﻪ ،وﻓﻲ ﻋﺎم 1964ﺑﻨﻰ ﻟﻬﺎ ﺳ ًﺪا ﻣﻦ ﻃﺎﺑﻮق وﺣﺼﻰ ﻟﺠﻤﻊ اﻟﻤﻴﺎه اﻟﻤﻨﺤﺪرة ﻣﻦ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﺠﺒﻞ ،وﻋﻠﻰ ﻣﺎ أذﻛﺮ ﻗﺪ ﺟﺎءﻧﺎ ﺑ ّﻨﺎء ﺑﺎرع ﻣﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ ً ﻫﺬا اﻟﺴﺪ وﻧﺤﻦ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻣﻌﻪ).«(2
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ووﺟﻪ إﻟﻰ ﺣﻔﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻵﺑﺎر اﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ودﻳﺎﻧﻬﺎ وﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺳﻔﻮح ﺟﺒﺎﻟﻬﺎ ،وﻫﻲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻻ ﺗﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎل، واﺳﺘﻘﺪم ﻟﻬﺬا اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻤﻬﻢ اﻟﺤﻔﺎرات اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻟﻤﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ .ﻓﺎﺳﺘﻌﺎن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﺎﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ وﺑﺎﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺤﻔﺮ آﺑﺎر اﻟﻤﻴﺎه ،وﻳﺬﻛﺮ أﺣﺪ اﻟﺮواة اﻟﺸﻔﻬﻴﻴﻦ ) :ﺑﺄن ﻫﻨﺎك ﺷﺨﺺ ﻳﺴﻤﻰ »ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ« ،وﻫﻮ ﺷﺨﺺ أﻓﻐﺎﻧﻲ وﻟﺪﻳﻪ ﺟﻨﺴﻴﺔ أﻟﻤﺎﻧﻴﺔ وﻛﺎن ﻳﺤﻀﺮ ﺧﺒﺮاء أﻟﻤﺎن ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ، ŅîńĿŗí àíĎòĈĿí ôĜķō ŒŇîİijŗí ņńăĎĿí Ċòī ﻋﺎد اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت ﺑﺤﺜﻪ ﻋﻦ اﻟﻤﺎء وﻳﺼﻮرون اﻷرض ﻣﻦ اﻟﺠﻮ ﻟﺤﺼﺮ أﻣﺎﻛﻦ ﺗﺠﻤﻊ وﺗﻮاﺟﺪ اﻟﻤﻴﺎه ﺗﺤﺖ
ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻣﺒﺰرة
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
29
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
ŌřźƌŴƫř şŹżË ŞƯ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ زاﻳﺪ
őčŎĜňńĿí ĉŎĬĔŃ ôńģîij
ŹťŐ ĚżĨĔżĹŤē ŮŠĔŨǜē ŦũĤĉ ŮŨ ĆēĴŅĭŤē ęijĶėŨ ĴėĝőĜ ĚŝʼnŭŨ ŽŘ ŒŝĜ ȕĚŨĔŐ ěēijĔŨǘēŴ ŽėŌŵĖĉ ęijĔŨč ŶŵĝĹŨ
ęijĶėŨ İĹĥĜ ȕĞżřĨ ŦėĤ ĘťŜ ŽŘ İŻİĩĝŤĔĖŴ ŮżőŤē
İĹĥĜŴ ȕĚėżʼnŤē Ńijǜē ůIJŲĖ ūĔĹŬǞē ĚŜǙŐ ĆēĴŅĭŤē ūĔšũŤē ěĔřŀēŵŨŴ ěĔżŤĔũĤ ijĔũġĝĸǘ ĚėŜĔġŤē ĚŻċĴŤē ŢťĜ ųŬĔĩėĸ ŞŤĔĭŤē ĔŲĖ ĔŲŁĬ ŽĝŤē ȕĚőżėʼnŤē ěĔżʼnőŨŴ ĚŻijĔŅĩŤē ŒŻijĔĽũŤē ŪƸƸűĉ İƸƸĨĉ ĴėĝőĜ ŽƸƸűŴ ŹƸƸŤĔƸƸőƸƸĜŴ
ijŵřŕũŤē ĔŲőŭŀ ŽĝŤē ěēĵĔƸƸĥƸƸŬǞē ̝ŝĸ ŽŘ ĚżŐēijĶŤē ķİŭŲŨ ȕūĔżŲŬ ţć ūĔʼnťĸ ŮĖ İŻēĵ ĮżĽŤē ųťŤē ūıĎĖ ųŤ ĚŨĔŐ ěēijĔŨǘē ĚŤŴį ĔŲżťŐ ĞŨĔŜ ŽĝŤē ĚżŐēijĶŤē ęijĔŅĩŤē
ĚŀĔĬ ŽėŌŵĖĉŴ
28
ﻣﺒﺰرة اﻟﺨﻀﺮاء ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ زاﻳﺪ
Ċœíď ĆŔĘĿí ŊĿ čŎĴİńĿí Łîńøŋí Œij àíĎĠĈĿí óčĐòŃ
ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ اﺛﻨﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺠﺰات اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻓﻬﺬا اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺬي ﺧﻠّﺪه اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺄﺳﻄﺮ ﻣﻦ ذﻫﺐ ﻟﻢ ﺗﻘﻒ ﻋﻮاﺋﻖ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺣﺎﺋﻼ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ رﻣﺎل اﻟﺼﺤﺮاء أو اﻟﺼﺨﻮر أو اﻟﺠﺰر وﺻﻌﺎﺑﻬﺎ ً إﻟﻰ ﺟﻨﺎن ﺧﻀﺮاء ،ﻓﻘﺪ ﺣﻘﻘﺖ دوﻟﺔ اﻻﻣﺎرات ﻓﻲ ﻋﻬﺪه إﻧﺠﺎزات راﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺰراﻋﻲ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻞ وﻓﻖ ﻣﻌﻄﻴﺎت اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺻﺤﺮاوﻳﺔ ﺣﺎرة وﺟﺎﻓﺔ أﺟﻤﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺮاء اﻷﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺑﻞ اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻧﻤﻮ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻏﻴﺮ أن اﻹرادة ﻛﺎﻧﺖ أﻗﻮى واﻟﺤﻜﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ أﻋﻠﻰ واﻟﺨﺒﺮة ﻛﺎﻧﺖ أوﺳﻊ ،إﻧﻬﺎ ﺣﻜﻤﺔ وﺧﺒﺮة وإرادة اﻟﻘﺎﺋﺪ زاﻳﺪ اﻟﺨﻴﺮ ،وﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﺳﻤﻮه رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ اﻟﺮاﺋﺪة ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ واﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻈﺮوف وﻣﻌﻄﻴﺎت ﺑﻼده وإﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﺷﻌﺒﻪ،
ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻟﻠﻤﺤﻄﺎت اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ
ﺳﺎدت ﻣﺪة زﻣﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﻣﻴﻦ أﻧﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻀﺮاوات ﻟﺴﻜﺎن اﻹﻣﺎرة وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﻴﺎع ﻓﻲ أﺳﻮاﻗﻬﺎ ﺑﺄﺛﻤﺎن ﺑﺎﻫﻀﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺣﺮم اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺻﻴﻞ اﻟﺨﻀﺎر اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ وأﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻨﺸﻴﻂ اﻗﺘﺼﺎد ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت؛ ﻓﺰادت ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﻬﺎ ،وأﻗﻴﻤﺖ اﻟﻤﺴﺎﻛﻦ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ واﻟﻌﻴﺎدات اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻟﻤﺪارس وﺗﻢ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻤﻴﺎه واﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻓﺘﺤﺴﻨﺖ أﺣﻮال اﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻟﺴﻜﺎﻧﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺘﻤﺪون ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺪ اﻷﺳﻤﺎك ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﺤﻮل ﺟﺰﻳﺮﺗﻬﻢ إﻟﻰ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﻟﻤﺰارع اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﺳﺪ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﻀﺮ واﻟﻔﺎﻛﻬﺔ
.Ali”, The National, Abu Dhabi, 1 May 2009 • اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻣﺴﻴﺮة رﺑﻊ ﻗﺮن ﻣﻊ :اﻟﺤﻴﺎة..واﻟﻨﺎس واﻟﻮﺣﺪة ﻓﻲ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻛﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ .1984 • اﻟﺒﺪو واﻟﺜﺮوة واﻟﺘﻐﻴﺮ :دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺮﻳﻔﻲ ﻟﻺﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة وﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن ،راﻳﻨﺮ ﻛﻮردس وﻓﺮي ﺷﻮﻟﺰ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺒﺪ اﻹﻟﻪ أﺑﻮ ﻋﻴﺎش ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ ،اﻟﻜﻮﻳﺖ.1969 ، • ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ :دراﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﺘﺴﻠﺴﻠﺔ ﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻫﻼل ﺣﻤﻴﺪ اﻟﻜﻌﺒﻲ ،دﻳﻮان ﺳﻤﻮ وﻟﻲ ﻋﻬﺪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،أﺑﻮﻇﺒﻲ.2008 ،
@ ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
• From The Big Green House in Tucson to the Sands of .Abu Dhabi”, The Arizona Republic, 2,11,1969 • UA Vegetable - Raising system might Solve Shiek’s .problem”, The Arizona Republic, 25 May, 1969 •UA Team to Build Arabian Plant, Tucson Daily Citizen, .Feb. 27,1969 •James E. Cook, “Conflict of interest denial”, The .Arizona Republic, Oct., 19, 1969 •Felicity Campbell, “A cherished memory of Muhammad ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
27
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
واﻟﻄﻤﺎﻃﻢ ،ﺑﻌﺪ أن ﺛﺒﺖ أن ﻫﺬه اﻷﺻﻨﺎف ﻗﺪ ﺳﺪت ﺗﻜﺎﻟﻴﻔﻬﺎ، ﻓﺎﻟﺨﻴﺎر ﻳﻌﻄﻲ إﻧﺘﺎﺟﺎً ﻟﻤﺪة ﺛﻼﺛﺔ ﺷﻬﻮر ،واﻟﻄﻤﺎﻃﻢ ﺗﻨﺘﺞ ﻟﻤﺪة ﺧﻤﺴﺔ ﺷﻬﻮر ،وﻗﺪ ﻟﻮﺣﻆ أن اﻷرض ﺗﺼﻠﺢ ﻟﺰراﻋﺘﻬﺎ ﻟﻤﺪة ﺳﻨﺘﻴﻦ أو ﺛﻼث ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ .أﻣﺎ وﻋﻦ وإﻧﺘﺎج اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻴﻮﻣﻲ ﻓﻘﺪر ﺑﺜﻼﺛﺔ أرﺑﺎع اﻟﻄﻦ ﻣﻦ اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ ،وﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺎر و 250ﻛﻴﻠﻮ ﺟﺮاﻣﺎً ﻣﻦ اﻟﻔﻠﻔﻞ .واﻟﺘﻘﺖ اﻟﺒﻌﺜﺔ أﻳﻀﺎً ﺑﺎﻟﻤﻬﻨﺪس اﻟﺰراﻋﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻔﻴﻒ اﻟﺬي ﻗﺪم ﻟﻬﻢ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﺷﺮﺣﺎً ﻣﻮﺟﺰا ً ﻋﻦ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻤﺮﻛﺰ وﻗﺎل :إﻧﻬﺎ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﺮﺑﺔ واﻟﻤﺎء واﻟﻨﺒﺎت، ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺪى ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ،وﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻧﻘﺺ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ واﻷﻣﺮاض ﻓﻲ أوراق اﻟﻨﺒﺎت ،وﻛﺬﻟﻚ دراﺳﺔ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﻣﻼح اﻟﻤﺘﺮاﻛﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺑﺎﻟﻤﺤﻠﻮل اﻟﻤﻐﺬي ﻟﻠﻨﺒﺎت ،وﻣﻌﺮﻓﺔ أﻧﻮاع اﻵﻓﺎت اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻮ اﻟﺨﻀﺮاوات وﻣﻘﺎوﻣﺘﻬﺎ ،وﻳﻘﺪم اﻟﻤﺨﺘﺒﺮ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻤﺰارﻋﻴﻦ ﺳﻮاء ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹرﺷﺎد واﻟﺘﻮﺟﻴﻪ أو إﻣﺪادﻫﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺣﻠﻮل ﻟﻤﺸﺎﻛﻠﻬﻢ اﻟﺰراﻋﻴﺔ. أﻣﺎ وﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮﺣﻼت ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻟﻮﺟﻮد ﺳﻔﻦ ﺑﺨﺎرﻳﺔ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺰوار وﺑﺄﺳﻌﺎر رﻣﺰﻳﺔ ،ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻮﺟﺪ أﻧﻮاع أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺴﻔﻦ ﻟﺤﻤﻞ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻴﻮﻣﻲ اﻟﺬي ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت إﻟﻰ اﻷﺳﻮاق اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ.
وﻗﺖ ﺣﻴﺖ ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻣﺘﻮﻓﺮة ،ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﺴﻨﺔ وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺸﻤﺲ وﺣﺮارﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ ،وﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻷرض اﻟﻤﻘﺎم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﺸﺮوع ﺧﻤﺴﺔ أﻓﺪﻧﻪ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺪان واﺣﺪ ﻟﻠﺘﺠﺎرب وﻳﻄﺮح اﻹﻧﺘﺎج ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺒﻠﺪﻳﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ .«...أﺛﺒﺘﺖ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ أﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ »ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث اﻷراﺿﻲ اﻟﺠﺎﻓﺔ« ﻧﺠﺎﺣﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً؛ وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻤﻢ ﻫﺬا اﻟﻤﺸﺮوع ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺤﺎء اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮل ﻣﺪﻳﺮ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺬي ذﻛﺮ ﺑﺄن اﻟﻤﺸﺮوع ﻗﺪ اﻧﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم: اﻷول ﻟﻠﺘﺠﺎرب واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻺﺷﺮاف واﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹﻧﺘﺎج .وأﺿﺎف ĩōĎĘńĿí þëîøŇ اﻟﻤﺪﻳﺮ ﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ :أن ﻣﺸﺮوع اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ أﺳﻬﻢ ﻣﺸﺮوع »ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث اﻷراﺿﻲ اﻟﺠﺎﻓﺔ« ﺑﺴﺪ ﻧﻘﺺ اﻟﻤﻮاد اﻟﺨﻀﺮوات ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﺣﻴﺚ زرع اﻟﺨﻴﺎر واﻟﻔﻠﻔﻞ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،واﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﺤﻞ اﻷزﻣﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ
26
ﻣﺸﺮوع »ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث ا\راﺿﻲ اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ«ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت
ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻟﻠﻤﺤﺎﺻﻴﻞ اﻟﺰراﻋﻴﺔ
ﻣﺨﻄﻂ ﻣﺸﺮوع اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻻٔﻣﺮﻳﻜﻴﺔ
اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺪرﻳﺒﻴﺔ اﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺤﺎﺿﺮات اﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ وﻣﺤﺎﺿﺮات أﺧﺮى ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻹﻃﻼع ﻣﻮاﻃﻨﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺮوع، ﻻﺳﻴﻤﺎ وﺗﻘﺮر ﻻﺣﻘﺎ اﺑﺘﻌﺎث ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻼب إﻟﻰ ﺟﺎﻣﻌﺔ أرﻳﺰوﻧﺎ ﻓﻲ Puerto Penascoﻷﻏﺮاض اﻟﺪراﺳﺔ واﻟﺘﺪرﻳﺐ .واﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ،ﻛﺎن ﻟﺪى ﺣﻜﻮﻣﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﺸﺎرﻳﻊ أﺧــﺮى ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت ﻛﻨﻘﻞ ورﻓﻊ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ وﺗﺤﻠﻴﺘﻬﺎ ﺑﻤﺤﺮﻛﺎت ﻗﻮﻳﺔ رﻏﻢ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ،ﻓﻘﺪ رأي اﻟﺨﺒﺮاء ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﻌﻄﻞ وﺗﺼﺒﺢ ﺻﺪﺋﺔ ﻟﻘﻠﺔ ﺧﺒﺮة ﻣﻮاﻃﻨﻲ اﻹﻣﺎرة؛ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻮﻟﺖ ﺟﺎﻣﻌﺔ أرﻳﺰوﻧﺎ ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ إدارة ﻣﺸﺮوع ﻣﺤﻄﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ أﻳﻀﺎً .وﻛﺎن ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﻄﻼب اﻟﺬﻳﻦ اﺑﺘﻌﺜﻮا إﻟﻰ ﺟﺎﻣﻌﺔ أرﻳﺰوﻧﺎ وﺗﺨﺮﺟﻮا ﻣﻬﻨﺪﺳﻮن زراﻋﻴﻮن وﺗﺴﻠﻤﻮا ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ إدارة اﻟﻤﺸﺮوع ،ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﻛﺪاس اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ وﺣﻤﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ وﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ ،وﻗﺪ اﻟﺘﻘﺖ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﻌﺜﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ »اﻟﻌﺮﺑﻲ« اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺧﻼل ﺟﻮﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ واﻃﻼﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ »ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث اﻷراﺿﻲ اﻟﺠﺎﻓﺔ« وﻗﺪ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﻣﺪﻳﺮ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ اﻟﺬي ﺗﺤﺪث ﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻧﺸﺄة اﻟﻤﺸﺮوع ﻗﺎﺋﻼً» :ﺗﻌﻮد ﻓﻜﺮة ﻗﻴﺎم ﻫﺬا اﻟﻤﺸﺮوع إﻟﻰ ﻋﺎم 1968ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ ﺟﺎﻣﻌﺔ أرﻳﺰوﻧﺎ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺜﻤﺎر اﻷراﺿﻲ اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﺨﻴﺮ اﻟﺴﻜﺎن ،وذﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﺟﺮاء اﻷﺑﺤﺎث اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ اﻹﻧﺘﺎج وﺗﻄﻮﻳﺮه ،ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ اﻟﺼﺤﺎرى إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﻫﻠﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﺎن...واﻟﻬﺪف ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮوع ﻫﻮ إﺟ ـﺮاء ﺗﺠﺎرب واﺛﺒﺎت أن اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺰرع ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ،وﻓﻲ أي ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
25
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﻔﻨﻲ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ .واﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺧﻤﺴﺔ أﻓﺪان ،أرﺑﻌﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺰراﻋﺔ اﻟﺨﻀﺮاوات ﻟﻠﺘﺴﻮﻳﻖ، أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي اﻟﻤﻌﻴﻦ ﻹدارة اﻟﻤﺸﺮوع ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻓﺪان ﻷﻏﺮاض اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ .وﻓﻲ ﻋﺎم 1977 أرﻳﺰوﻧﺎ ﻣﻊ ﻋﺪد ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﻤﺨﺘﺒﺮات ﻟﻺﺷﺮاف ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ أﺿﻴﻔﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﺰراﻋﺔ اﻟﺨﻀﺮاوات ﺧﺎرج اﻟﺒﻴﻮت اﻟﻤﺤﻤﻴﺔ. اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت. ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ وﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻋﺎم 1970ﺑﺪأت ôœĊňĿŎŌĿíō ôŔĔŇĎĴĿíō ôŔŇîñîŔĿí čōČòĿí ﺑﻌﺪ إﺗﻤﺎم إﻧﺸﺎء اﻟﺒﻴﻮت اﻟﻤﺤﻤﻴﺔ ،أﻣﺎ وﻋﻦ اﻟﻤﺮﻛﺰ ،وﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﻓﻘﺪ ﻳﻤﻜﻦ وﺻﻒ اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ اﻟﺬي اﺗﺨﺬ ﻓﻲ »ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث اﻷراﺿﻲ ﺗﻢ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ إﻧﺸﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ ﻋﺎم ،1972وأﻗﻴﻤﺖ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ« ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: اﻟﺴﻨﺘﻴﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺸﺂت ﻣﻨﻬﺎ أرﺑﻌﺔ ﺑﻴﻮت ﻣﺤﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة .1اﻧﺘﻘﺎء اﻟﺒﺬور اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ إﻧﺘﺎﺟﺎً ﺟﻴﺪا ً ﺗﺤﺖ اﻟﻈﺮوف اﻹﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ أﻧﺸﺄت ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻓﻮﻻذﻳﺔ ﻣﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﺒﻮﻟﺜﻴﻦ و 48ﻗﺒﺔ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ ﻷﺑﻮﻇﺒﻲ وﻷﻏﻠﺐ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻹﻣﺎرات. ﺻﻐﻴﺮة ،وﻣﺤﻄﺔ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺑﻄﺎﻗﺔ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ ﺗﻘﺪر 12أﻟﻒ ﻛﻴﻠﻮا .2اﺳﺘﻨﺘﺞ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﺑﺄن اﻟﺒﺬور اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺪارﻳﺔ ﻟﻬﺎ واط ،وﻣﺤﻄﺔ ﺗﺤﻠﻴﻪ ﻟﻠﻤﻴﺎه ﻳﻘﺪر إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺑﺤﻮاﻟﻲ 60أﻟﻒ ﺟﺎﻟﻮن ،ﻗﺪرة ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﻇﺮوف اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﻹﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻷﺑﻮﻇﺒﻲ. وورﺷﺔ وﺑﻨﺎﻳﺔ ﻣﺘﻌﺪدة اﻷﻏﺮاض .وﻗﺪ رﺑﻂ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﻤﻴﻨﺎء اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻋﻦ .3أﻓﻀﻞ أﻧﻮاع اﻟﺒﺬور اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﺖ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت ﺟﺎءت ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ُﻣﻌﺒﺪ ﺑﻤﺴﺎﻓﺔ اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮﻳﻦ .أﻣﺎ وﻋﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺒﻴﻮت اﻟﻤﺤﻤﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻫﺎواي وﻛﺎﻧﺖ ﻟﺒﺬور اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ ،وﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻳﺎﺑﺎﻧﻴﺔ وﻓﺮﻧﺴﻴﺔ وﻫﻮﻟﻨﺪﻳﺔ ﺑﺘﺰوﻳﺪ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻓﻘﺎً ﻷﺟﻮد أﻧﻮاع اﻟﺒﺬور. ņŔňģíŎńĿí IJŔħŎ÷ō ðœčĊøĿ ôŀŃîļøŃ þŃíĎñ
ﻣﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﺸﺮوع ﻣﻦ وﺿﻊ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻟﻤﻮاﻃﻨﻲ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ وأن ﺗﺴﻨﺪ إﻟﻴﻬﻢ إدارة »ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث اﻷراﺿﻲ اﻟﺠﺎﻓﺔ« ﻻﺣﻘﺎً .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﻬﺎم اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻠﻒ ﺑﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﻲ اﻟﻤﺮﻛﺰ وﺿﻊ
24
ﻣﺸﺮوع »ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث ا\راﺿﻲ اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ«ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت
àíĎòĈĿí óčîœďō ĩōĎĘńĿí ıíĊŋã
ﺣﺪدت ﺣﻜﻮﻣﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ أﻫﺪاﻓﺎً ﻟﻨﺠﺎح اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺮوع »ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث اﻷراﺿــﻲ اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ« وﺻﻴﻐﺖ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ: اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻔﻨﻲ واﻟﺰراﻋﻲ ﻣﻊ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ اﻟﺨﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺮوفاﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻷﻳﻜﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة. إرﺷﺎد وﺗﺪرﻳﺐ ﻣﻮاﻃﻨﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻋﻠﻰ آﺧﺮ اﻟﺘﻄﻮرات ﻓﻲﻣﺠﺎل أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺒﻴﻮت اﻟﻤﺤﻤﻴﺔ وﺗﻨﻈﻴﻢ وإدارة ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث اﻷراﺿﻲ اﻟﺠﺎﻓﺔ. إﻧﺘﺎج ﻧﻮﻋﻴﺎت وﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺨﻀﺮاوات ﻟﻬﺎ إﻣﻜﺎﻧﺎتﺗﺴﻮﻳﻘﻴﺔ ﺟﻴﺪة. وﺿﻊ اﻟﺒﺮاﻣﺞ ﻟﺤﻞ اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎﺑﻪ اﻟﻤﺰارع. وﺿﻊ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻤﻴﺎه وإﺗﺒﺎعاﻟﻄﺮق اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺮي. وﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﻊ ﺟﺎﻣﻌﺔ أرﻳﺰوﻧﺎ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺮوع ﻋﺎم 1969إﻟﻰ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮر ﻓﻴﻪ ﺗﺴﻠﻴﻢ »ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث اﻷراﺿــﻲ اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ« ﻋﺎم ،1971ﺑﻨﻴﺖ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻮﺳﺎن Tucsonﺑﻮﻻﻳﺔ أرﻳﺰوﻧﺎ
اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻋﺮﺿﺎ ﺳﻨﻤﺎﻳٔﻴﺎ ﻟﻨﺸﺎﻃﺎت ﺧﺒﺮاء ﺟﺎﻣﻌﺔ أرﻳﺰوﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ
اﻷﺟ ـﺰاء اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮوع وﻣﻦ ﺛ َ ّﻢ ﺷُ ﺤﻨﺖ إﻟﻰ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﺗﻮﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺗﻠﻚ اﻷﺟﺰاء ﻣﻘﺎول اﺳﺘﻘﺪم إﻟﻰ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺧﺼﻴﺼﺎً ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻐﺮض .وﺗﻮاﻟﺖ زﻳﺎرات ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺮاء واﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ أرﻳﺰوﻧﺎ إﻟﻰ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت ﻹﺗﻤﺎم ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ وﻣﺎﺋﻴﺔ وﻏﺬاﺋﻴﺔ ،وأﺷﺮف ﻣﺨﺘﺒﺮ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﺒﻴﺌﻲ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ،واﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺸﺮف ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺑﻮرﺗﻮرﻳﻜﻮ ﺑﺎﻟﻤﻜﺴﻴﻚ ،ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺸﺂت ﻣﺸﺮوع
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
23
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
اﻛﺜﺎر اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﺒﺮﻳﺔ
nŠƬůŚƤƫř ƾƋřŹǃř ťŚŰŝŏ żƧźƯ~ ƕƹźƄƯ šŚƿŶƘƀƫř şźƿżū ƾƟ őĎŋîĨĿí Ċńă ŊĔńė ŽėŌŵĖĉ ęijĔŨč ŪŠĔĨ Œũĸ ŽńĔũŤē ūĴŝŤē ěĔżŭżĝĸ ŽŘ (2004-1966 ūĔżŲŬ ţć ūĔʼnťĸ ŮĖ İŻēĵ ĮżĽŤē ųŤ ijŵřŕũŤē
ŵšĸĔŭĖ ŵĜijŵĖ ĚŭŻİŨ ŽŘ ĿĔƸƸĬ ŏŴĴĽŨ ĚĖĴĥĜ ħĔĥŭĖ ŽŐēijĵ ģĔĝŬč ĴżŘŵĜ ųĜĴšŘ ȕ޿ŚũŤĔĖ ȕPuerto Penasco
ĊĤĔřĝŘ ȖŧĔőŤē ijēİŨ ŹťŐ ĚĤĵĔň ěēŴēĴŅĬŴ ųŠēŵŘ ŮŨ
ůēĴĠ ųťŤē Ężň± İŻēĵ ĮżĽŤē Ęťň ŮŨ ŏŴĴĽũŤē ŵĹĸČŨ ƻ ĚũűĔĹũťŤ ųĜijĔŨč ŽŘ ǙĠĔũŨ ĔŐŴĴĽŨ ğİĩĝĹŻ ūĊĖ ƻ
İĹŤŴ ŽėŌŵĖĉ ĚŭŻİŨ ūĔšĹŤ ŽĐēIJŕŤē ŮŨǜē ŞżŝĩĜ ŽŘ
ĚĤĔĩŤē ūŴį ŮŨŴ ŽťĩũŤē śŵĹŤē ĘťʼnŨ ŮŨ ĴżėŠ ĆĶĤ ŚťšŻ ūĔŠ ŽĝŤēŴ ĚĤĵĔʼnŤē ijĔŅĭŤē ŮŨ ŏŵŬ źĉ įēĴżĝĸē ŹŤč
ŮŨ ŵĥŤē ŞŻĴň ŮŐ ěĔŻŴĔĨ ŽŘ ĔŲŭŨ İĨēŵŤē ŦňĴŤē Ůĩļ
ijǘŴį 1.50 ţįĔőŻ ĔũĖ ūĔŭėŤ
22
ﻣﺸﺮوع »ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث ا\راﺿﻲ اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ«ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت
وﺟﺎء ﺧﺒﺮ ﻧﺸﺮﺗﻪ » «The Arizona Republicﻓﻲ ﻋﺪدﻫﺎ اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ » :1969ﺳﺘﻈﻬﺮ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﻟﺸﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أﻧﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻀﺎر اﻟﻄﺎزﺟﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﺸﺮوع ﺿﺨﻢ ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف وﻗﻴﺎدة ﺧﺒﺮاء ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ أرﻳﺰوﻧﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺮر ﺑﻨﺎء ﻣﺼﻨﻊ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﺘﺤﻠﻴﻪ اﻟﻤﻴﺎه وإﻧﺘﺎج اﻟﻄﺎﻗﺔ واﻟﻐﺬاء ﻓﻲ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ....وﺳﻴﺸﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ –اﻟﻤﻬﻨﺪس اﻟﺰراﻋﻲ واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺒﻴﺌﻲ- ﻛﺎرل ﻫﻮدﺟﺰ«Hodges وﻓﻲ 22ﻣﺎرس ﻋﺎم 1969ﻗﺪﻣﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ أرﻳﺰوﻧﺎ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻗﻄﻌﺔ أرض ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت ،اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺷﻤﺎل ﺷﺮق أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﻣﻨﺤﺔ ﺗﻘﺪر ﺑﺜﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ وﻣﺎﺋﺔ وﺳﺘﻮن أﻟﻒ دوﻻر ﻧﻈﻴﺮ إﻗﺎﻣﺔ ﻫﺬا اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻐﺬاﺋﻲ ،وﺳﻤﻲ ﺑـ »ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث اﻷراﺿﻲ اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ« .ﻻﺳﻴﻤﺎ وزود اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﻤﺤﻄﺔ ﺗﺤﻠﻴﺔ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ ﻷﻏﺮاض اﻟﺰراﻋﺔ وﻣﺤﻄﺔ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ وﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﻮت اﻟﻤﺤﻤﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ اﻋﺘﺒﺎرات اﻟﻄﻘﺲ أو ﻓﺼﻮل اﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺰراﻋﻴﺔ، وﻟﻀﻤﺎن اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﻹﻧﺘﺎج ﻟﻠﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﺴﻨﺔ.
3.4ﻫﻜﺘﺎرات ،وﺗﻮزﻋﺖ اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﻤﺰروﻋﺔ إﻟﻰ ٪ 21.7ﻹﻧﺘﺎج اﻟﺨﻀﺮاوات ،و ٪ 2ﻹﻧﺘﺎج اﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ،و ٪ 3.7ﻹﻧﺘﺎج اﻷﺷﺠﺎر اﻟﻤﺜﻤﺮة، و ٪ 44ﻹﻧﺘﺎج اﻟﻨﺨﻴﻞ .ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 2006؛ ﺗﻢ إﻧﺸﺎء وزارة اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﻤﻴﺎه، وأﺳﻨﺪت إﻟﻴﻬﺎ اﺧﺘﺼﺎﺻﺎت وزارة اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺜﺮوة اﻟﺴﻤﻜﻴﺔ واﻟﻬﻴﺌﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ واﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺎت ﺑﻌﺪ إﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ،ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاف اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ﺑﺈﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ .وﺗﻄ ّﻮر ﻫﻴﻜﻞ اﻟﻮزارة اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺧﻤﺴﺔ ﻗﻄﺎﻋﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻫﻲ :ﺷﺆون اﻟﺒﻴﺌﺔ ،واﻟﺸﺆون اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ ،واﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ،واﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻤﺴﺎﻧﺪة. وﺣﺮﺻﺖ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻋﻠﻰ اﺗﺒﺎع أﺣﺪث اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺰراﻋﺔ واﺳﺘﺼﻼح اﻷراﺿﻲ ،وﺗﻤﺎﺷﻴﺎً ﻣﻊ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﺗﺒﻨﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل وزارة اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﻤﻴﺎه ،ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ )ﻣﻦ دون ﺗﺮﺑﺔ( ،وﻫﻲ أﺳﻠﻮب ﻻﺳﺘﺰراع اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻣﻦ دون ﺗﺮﺑﺔ ،ﻳﺘﻢ
ﻓﻴﻬﺎ اﺳﺘﺒﺪال اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﺄوﺳﺎط ﻧﻤﻮ ﻣﺎﺋﻴﺔ أو أوﺳﺎط ﺻﻠﺒﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟﺒﻴﺮﻻﻳﺖ أو اﻟﻜﻮﻛﺎﺑﻴﺖ أو اﻟﺮﻣﻞ أو ﻏﻴﺮه ﻣﻊ إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ إﻟﻴﻬﺎ ،ﻛﻨﻤﻂ زراﻋﻲ ﺟﺪﻳﺪ ،وذﻟﻚ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺤﺪودﻳﺔ اﻟﻤﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﻤﺘﺰاﻳﺪة ﻣﻦ ﺿﻌﻒ اﻟﺘﺮﺑﺔ وﺷﺢ اﻟﻤﻴﺎه ،وﺑﺴﺒﺐ اﻟﻜﻔﺎءة اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﻴﺎه ﻟﻠﺮي واﻹﻧﺘﺎج اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻣﻊ ﺗﻼﻓﻲ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺘﺮﺑﺔ .ﻛﻤﺎ أن اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ اﺳﺘﻬﻼك اﻷﺳﻤﺪة اﻟﻜﻴﻤﺎوﻳﺔ ،وﻳﺤ ّﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﺒﻴﺪات اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،ﻣﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎب ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت ﻣﻦ ﻣﺘﺒﻘﻴﺎت اﻟﻤﺒﻴﺪات
ﺑﻌﺪ أن ﺟﺎل اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اOﻣﺎﻛﻦ وﺗﺤﺪث إﻟﻰ اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ،وأﺟﺮى ﺗﻘﻴﻴﻤﺎ ﻟﺤﺎﺟﺎﺗﻬﻢ وأوﺿﺎع ﻣﺰارﻋﻬﻢ ،أﻣﺮ ﺑﻮﺿﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺤﻔﻴﺰي ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ .وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﻘﻮل إن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻫﻮ اﻟﺬي رﺳﻢ ﻟﻮزارة اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻤﻜﻴﺔ وﺟﻬﺔ ﺳﻴﺮﻫﺎ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
21
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اOراﺿﻲ اﻟﻤﺴﺘﺼﻠﺤﺔ واﻟﻤﺰروﻋﺔ ﺗﺘﺠﺎوز % 1 ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ،وارﺗﻔﻌﺖ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ إﻟﻰ % 5ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ ا>ﻣﺎرات ﻛﻜﻞ ﻋﺎم 1977
ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ،1962 - 1960ﻓﻲ ﺷﻬﺎدﺗﻪ ﻋﻦ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ» :ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻐﺬاء ﻟﻠﺒﺸﺮ واﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ،وﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺮوح اﻟﻤﺤﺮﻛﺔ ﻟﻤﺸﺮوع زراﻋﺔ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻟﻘﻠﻌﺔ اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﺪ ﻗﻮة ﺳﺎﺣﻞ ُﻋﻤﺎن ،ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وﻗﺪ اﻋﺘﺎد زﻳﺎرة اﻟﻤﻜﺎن ﻣﻦ دون ﺳﺎﺑﻖ إﻧﺬار ﻟﻴﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺮزه اﻟﻤﺸﺮوع ﻣﻦ ﺗﻘﺪم ،وﻛﺎن ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ وﻫﻲ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺮﻣﺎل، وﻳﻮاﺻﻞ ﺗﺄﻣﻼﺗﻪ ﺑﺸﺄن إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺨﻀﻴﺮ أﺑﻮﻇﺒﻲ«. ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ؛ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻌﺒﻴﺪ ،وﻫﻮ ﻣﺰارع ﻳﻤﻠﻚ ﻣﺰرﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺑُﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ،ﻋﻦ أﺣﻮال اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة» :ﺳﺎﻋﺪت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ إﻃﻼق ﻣﺰروﻋﺎت ﺟﺪﻳﺪة، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺰروﻋﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ،ود ّﻋﻤﺘﻬﻢ وﺷﺠﻌﺘﻬﻢ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ،اﺗﺠﻪ اﻟﺒﻌﺾ ﻟﺰراﻋﺔ أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻷزﻫﺎر ،وﻟﻮ ﻋﺪﻧﺎ ﻟﻠﻮراء ﺟﻴﻼً واﺣﺪا ً ﻓﻘﻂ ،ﻟﻜﺎن ﻫﺬا ﺑﺪﻋﺔ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ رأس أﺣﺪ« ،أﺿﺎف: »اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻛﺎن ﻣﻌﺮوﻓﺎً ،ﻣﻨﺬ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت واﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ،أﻧﻪ ﻧﺼﻴﺮ اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ وﺻﺪﻳﻘﻬﻢ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﻴﻦ ،وﻗﺪ ﺑﺬل ﺟﻬﻮدا ً ﻛﺒﻴﺮة ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺛﺮﻳﺎً ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﺳﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﻮال ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ،واﻟﻴﻮم ﻗﺪ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺗﺨﻴﻞ أن ﺗﻜﻮن دوﻟﺔ اﻹﻣــﺎرات ﺑﻠﺪا ً ﻣﺼﺪرا ً ﻟﺠﺰء ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ اﻟﺰراﻋﻴﺔ« .وﻣﻨﺬ ﺗﻮﻟﻴّﻪ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد؛ أوﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ
20
زاﻳﺪ »ﻣﺮ ّوض اﻟﺼﺤﺮاء«
زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﻜﺴﻪ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون ﻟﺪول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻋﺎم ،2011ﺣﻮل اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ دول اﻟﻤﺠﻠﺲ ،ﺑﺄن دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻧﺴﺒﺔ اﻛﺘﻔﺎء ذاﺗﻲ ﻣﻦ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺰراﻋﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٪ 50ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ اﻻﺳﺘﻬﻼك اﻟﻤﺤﻠﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ وﺻﻠﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﻛﻪ إﻟﻰ ٪ 36ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺑﻌﺪ زﻳﺎدة ﻋﺪد اﻷﺷﺠﺎر اﻟﻤﻨﺘﺠﺔ إﻟﻰ ﻧﺤﻮ 74أﻟﻒ ﺷﺠﺮة ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ،ﺗﻨﺘﺞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ 40143ﻃﻨﺎً .ﻛﻤﺎ أﻇﻬﺮ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ،زﻳﺎدة ﻧﺴﺒﺔ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﻀﺮاوات ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ ٪ 60ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻬﻼك اﻟﻤﺤﻠﻲ ،ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ واﻟﻘﺮﻋﻴﺎت واﻟﺒﺎذﻧﺠﺎن ،ﺣﻴﺚ وﺻﻞ ﺣﺠﻢ ﻣﺤﺎﺻﻴﻞ اﻟﺨﻀﺮاوات إﻟﻰ 719756ﻃﻨﺎً ،وﻳﺘﻮﻟﻰ ﻣﺼﻨﻊ ﺗﻌﻠﻴﺐ اﻟﺨﻀﺮاوات ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ اﻣﺘﺼﺎص اﻟﻔﺎﺋﺾ ﻣﻦ إﻧﺘﺎج اﻟﺨﻀﺮاوات ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺳﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ .وﻗﺪر اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻋﺪد اﻟﻌﻤﺎل اﻟﺰراﻋﻴﻴﻦ داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻨﺤﻮ 70أﻟﻒ ﻋﺎﻣﻞ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺪر ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﻨﺤﻮ 74.172ﻫﻜﺘﺎرا ً ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﺰروﻋﺔ ﻓﻌﻼً ﻫﻲ 68.440ﻫﻜﺘﺎرا ً ،ﺗﺘﻮزع ﻋﻠﻰ أرﺑﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ رﺋﻴﺴﺔ ﻫﻲ :اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،٪ 13.1واﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ ،٪ 21واﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ،٪ 8.2وﻣﻨﻄﻘﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،٪ 57.7 ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑـ 26785ﻓﻲ ﻋﺎم ،1985وﺑﻠﻎ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺤﻴﺎزات اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺰارﻋﻴﻦ ﻧﺤﻮ 21.700ﺣﻴﺎزة ﺑﻤﺘﻮﺳﻂ ﻣﺴﺎﺣﺔ
اﻟﺘﻄ ّﻮر ﺗﻤﺖ إﺿﺎﻓﺔ ﺳﺒﻞ اﻟﺮي اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻤﺘﻄ ّﻮرة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،وﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻜﺒﺮى ،ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻄﻮﻳﺮ زراﻋﻲ ﻛﺎن ﻳﺠﺮي ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻮاﺣﺔ ﻟﻴﻮا ،اﺳﺘﻌﺎدت ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻣﺴﺎﺣﺎت واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻷرض ﺑﻌﺪ أن أﺻﺎﺑﻬﺎ اﻟﺠﻔﺎف اﻟﺼﺤﺮاوي ،وﺑﺪأت ﺗﺰدﻫﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻓﻲ ﺳﻮاﻫﺎ ﻣﻦ أرض اﻹﻣﺎرات ،ﺑﺴﺎﺗﻴﻦ وأﺷﺠﺎر وﻣﻮاﺳﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﻮب واﻟﺨﻀﺮاوات واﻷزﻫـــﺎر واﻟﻔﺎﻛﻬﺔ وﺳﻮاﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻴﺮات اﻷرض .وﻳﻀﻴﻒ اﻟﺮﻗﺒﺎﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺿﻤﻪ ﻛﺘﺎب »زاﻳﺪ رﺟﻞ ﺑﻨﻰ أﻣﺔ« اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻷرﺷﻴﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ» :ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وﺑﻌﺪ أن ﺟﺎل اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ وﺗﺤﺪث إﻟﻰ اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ،وأﺟﺮى ﺗﻘﻴﻴﻤﺎ ﻟﺤﺎﺟﺎﺗﻬﻢ وأوﺿﺎع ﻣﺰارﻋﻬﻢ ،أﻣﺮ ﺑﻮﺿﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺤﻔﻴﺰي ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ .وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﻘﻮل إن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻫﻮ اﻟﺬي رﺳﻢ ﻟﻮزارة اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺜﺮوة اﻟﺴﻤﻜﻴﺔ وﺟﻬﺔ ﺳﻴﺮﻫﺎ ،وﻓﻲ أواﺳﻂ ﻋﻘﺪ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت أﻃﻠﻖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻﺗﺰال ﻗﺎﺋﻤﺔ« .ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ ،وﺣﺮﺻﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ زراﻋﺔ أﻛﺒﺮ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻣﻦ اﻹﻣﺎرات ،ﻳﺬﻛﺮ اﻟﺮﻗﺒﺎﻧﻲ، أﻧﻪ »ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ أي ﺷﺨﺺ أو ﺟﻬﺔ أن ﻳﻌﻄﻲ رﻗﻤﺎً وﻟﻮ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺎً ﻟﻌﺪد اﻷﺷﺠﺎر اﻟﺘﻲ ﻧﺜﺮﻫﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳــﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﺑﺄرﺟﺎء اﻹﻣــﺎرات وﺧﺎرﺟﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻟﻌﺪد ﻗﺪ ﻳﺮاوح ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 100 و 150ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺠﺮة ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻟﺪﻳﻪ ﻗﻨﺎﻋﺔ راﺳﺨﺔ ﺑﺄن اﻷﺷﺠﺎر ﻟﻴﺴﺖ أﻗﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻗﺎت واﻷﺑﻨﻴﺔ« .وﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻳﺘﺠﻨﺐ اﻟﻤﺨﻄﻄﺎت اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻌﺎم، وﻛﺎن ﻳﻔﺴﺢ اﻟﻤﺠﺎل أﻣﺎم ﻧﺸﻮء ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ،ﻛﻤﺎ رﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ اﻟﻤﺰارع اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺑﻤﺒﺎدرات ﺗﺸﺠﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺰارﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺪﻋﻢ ﻫﺬه اﻟﻤﺒﺎدرات ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻧﺸﺮ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ
اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﻦ دون اﻟﺘﺨﻠﻲ ،ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت ،ﻋﻦ اﻟﺴﺒﻞ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﻤﺰارﻋﻮن ﻋﺒﺮ ﻣﺌﺎت اﻟﺴﻨﻴﻦ ورﺑﻤﺎ أﻛﺜﺮ. وﺑﺤﻠﻮل ﻣﻄﻠﻊ اﻷﻟﻔﻴﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ
اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣــﺎرات 750 أﻟﻒ ﻫﻜﺘﺎر ،ﺗﻢ اﺳﺘﺼﻼﺣﻬﺎ وزراﻋﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺮداء ﻳﺎﺑﺴﺔ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل 7500 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ ،أي ﻣﺎ ﻳﺘﺠﺎوز ﻣﺴﺎﺣﺔ وﻻﻳﺔ دﻳﻼوﻳﺮ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ،وﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﺒﻨﺎن. ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ ،زار أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﺨﺒﻴﺮ ذو اﻟﺸﻬﺮة اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺑﺮﻧﺎرد ﻻﻓﻴﺮي ،وﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ وﻳﻠﺰ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، اﻟﺬي اﺳﺘﻨﺒﺖ ﺛﻤﺎرا ً ذات أرﻗﺎم ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﻢ ،ﻣﺜﻞ ﻋﺮﻧﻮس اﻟﺬرة ﺑﻄﻮل 36ﺑﻮﺻﺔ ،وزﻫﺮة اﻟﺒﺘﻮﻧﻴﺎ ﺑﻄﻮل 19ﻗﺪﻣﺎً ،وﺑﻌﺪ أن ﺟﺎل ﻓﻲ ﻣﺰارع أﺑﻮﻇﺒﻲ ،أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻟﻘﺐ »اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي اﺧﻀﻮﺿﺮت اﻟﺼﺤﺮاء ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ« ،أو »اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ر ّوض اﻟﺼﺤﺮاء« .ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮل أﻧﺘﻮﻧﻲ راﻧﺪل، اﻟﺬي اﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﻮة ﺳﺎﺣﻞ ُﻋﻤﺎن، وﺗﺤﺪﻳﺪا ً ﻓﻲ اﻟﺴﺮﻳﺔ اﻟﻤﺘﻤﺮﻛﺰة ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻳﻤﻲ، ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
19
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻀﻤﺎر ،وﺗﻌﻤﺪ إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮا ً ﻣﺴﺘﺪاﻣﺎً ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻪ اﻟﻈﺮوف اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ .وﻓﻖ ﻣﺎ ذﻛﺮه وزﻳﺮ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺜﺮوة اﻟﺴﻤﻜﻴﺔ ﻓﻲ ذاك اﻟﻮﻗﺖ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺮﻗﺒﺎﻧﻲ ،اﻟﺬي ﻋ ّﻴﻦ ﻋﺎم ،1977ﻣﻮﺿﺤﺎً أﻧﻪ »ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ،وﺣﺘﻰ إذا أﺧﺬﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺒﺎن اﻟﺰﻳﺎدة اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻟﻲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ اﻟﺤﻜﻢ ،ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎوز ﻧﺴﺒﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﻤﺰروﻋﺔ أو اﻟﻤﺴﺘﺼﻠﺤﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ % 1ﻣﻦ أراﺿﻲ اﻹﻣﺎرة ،وﻓﻲ ﻋﺎم ،1977ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺰارع واﻟﻐﺎﺑﺎت اﻟﻤﺸﺠﺮة ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب % 5ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻹﻣﺎرات ،وﻫﺬه اﻟﺰﻳﺎدة اﻟﻤﺬﻫﻠﺔ ﻫﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺑﺪأت ﻋﺎم 1971ﻋﻠﻰ ﻳﺪي راﺋﺪﻫﺎ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ«. واﻋﺘﻤﺪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﺧﻄﻄﻪ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ إﺣﻴﺎء ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺮي اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻷﻓﻼج ،وﻫﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ُﻋﻬﺪ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻣﻨﺬ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت ،ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻟﻰ وﻗﺘﻬﺎ ﺗﺮﻣﻴﻢ ﻫﺬه اﻟﻘﻨﻮات وﺗﻮﺳﻴﻊ ﻣﺪاﻫﺎ وﻣﺪ ﺷﺒﻜﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﺒﺮ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻣﻦ اﻷرض .وﻣﻊ
اﻋﺘﻤﺪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻓﻲ ﺧﻄﻄﻪ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ إﺣﻴﺎء ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺮي اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اOﻓﻼج ،وﻫﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ُﻋﻬﺪ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻣﻨﺬ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت، ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻟﻰ وﻗﺘﻬﺎ ﺗﺮﻣﻴﻢ ﻫﺬه اﻟﻘﻨﻮات وﺗﻮﺳﻴﻊ ﻣﺪاﻫﺎ وﻣﺪ اﻟﺘﻄﻮر ﺷﺒﻜﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﺒﺮ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻣﻦ اOرض .وﻣﻊ ّ اﻟﻤﺘﻄﻮرة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻤﺖ إﺿﺎﻓﺔ ﺳﺒﻞ اﻟﺮي اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت ّ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،وﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻜﺒﺮى
18
زاﻳﺪ »ﻣﺮ ّوض اﻟﺼﺤﺮاء«
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
17
ĆēĴŅĭŤē ěēijĔŨǞē
ﻛﺎن ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄن زراﻋﺔ ا\ﺷﺠﺎر ﻻ ﺗﻘﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ
nŌřźŰƈƫř ƉƹźƯ~ ŶƿřŻ Ë ĊńĄŃ đîňœç ŒòħŎñã ً وﺗﺤﺪﻳﺪا،1971 ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎم دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ أﻋﻠﻨﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺧﻄﺘﻬﺎ اﻟﺜﻼﺛﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ1977 ﻓﻲ ﻋﺎم ﻣﻠﻴﺎر23.8 وﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺮﻗﻢ اﻟﻤﺨﻄﻂ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺒﺎﻟﻎ، اﻷوﻟﻰţć ūĔʼnťĸ ŮĖ İŻēĵ ĮżĽŤē ųŤ ijŵřŕũŤē şijįĉ ȖĚŻēİėŤē IJŭŨ ، ﻣﻠﻴﺎرات درﻫﻢ ﻟﻠﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ9.3 رﺻﺪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻣﺒﻠﻎ،درﻫﻢ ﻛﻤﺎ، ﻣﻠﻴﺎرا ً درﻫﻢ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ5.7 وěēijĔŨǞē ĚŤŴį ĚżũŭĜ ŽŘ ĚŐēijĶŤē Ěżũűĉ ȕųťŤē ųũĨij ȕūĔżŲŬ ǁ ęİĩĝũŤē ĚżĖĴőŤē ﺣﺮص اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺤﺬو اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﺣﺬو أﺑﻮﻇﺒﻲĶĐĔŠij ŪƸƸűĉ ŮŨ ĔűijĔėĝŐĔĖ ȕĔűijŵʼnĜŴ ŊʼnĭŤē ŽŘ ĺšőŬē ĔŨ ŵűŴ ęİżŤŵŤē ĚŤŴİŤē ŽŘ ĚżũŭĝŤē
ŧĔżŜ İőĖ ŊŝŘ ĺżŤ ŒŜēŵŤē Ńijĉ ŹťŐ ĔűİũĝŐē ŽĝŤē ųżŤŵĜ ţǙĬŴ ȕįĔĩĜǘē ŧĔżŜ ŦėŜ ĔŅŻĉ ŮšŤŴ ȕįĔĩĜǘē ĚŤŴį
ȕŽėŌŵĖĉ ęijĔŨč ŪšĨ ŪĠ ȕŮżőŤē ŽŘ ŪŠĔĩŤē ŦġũŨ ĘŁŭŨ ƻ Ńēijĉ ħǙŁĝĸēŴ ĚŐēijĶŤē ĴŻŵʼnĝŤ ůįŵŲĤ ŮŨ ēĴżġŠ ų ĤŴ ǁ ŧİĭĝĹĜ ĞŬĔŠ ŽĝŤē ģǙƸƸŘǜē İŻİĥĜŴ ħǙƸƸŀčŴ ȕęİŻİĤ ƻ ěĔżĥżĜēĴĝĸēŴ ŊʼnĬ ŹťŐ ŢŤı ŽŘ ēİũĝőŨ ȕźĴŤē ŽŘ
ēIJű ŽŘ ěĔżŭŝĝŤē ğİĨĊĖ ĚŬĔőĝĸǘē ŹťŐ ŧŵŝĜ ĚĨŵũň ĚŻİżťŝĝŤē śĴʼnŤē ŹťŐ ŋĔřĩŤē ĞŜŵŤē ĺřŬ ŽŘŴ ȕţĔĥũŤē
ĆĔĖǚēŴ įēİĤǜē ĔŲŨİĭĝĸē ŽĝŤē
«زاﻳﺪ »ﻣﺮ ّوض اﻟﺼﺤﺮاء
16
ŌřźƌŴƫř šřŹŚƯDžř ƞƬƯ »ﻣﺮوض اﻟﺼﺤﺮاء« – p( ' ÎØ 16زاﻳﺪ ّ » 22ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث اOراﺿﻲ اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ« ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت – Ú + ¹# p( - (°
28
ﻣﺒﺰرة اﻟﺨﻀﺮاء،
ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ زاﻳﺪ – Ú / Î(# / ' ( Â
33اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي اﺧﻀﻮﺿﺮت اﻟﺼﺤﺮاء ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ – Û . ª(# ( Â 34اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ ا>ﻣﺎرات ﻣﻦ اOرﺷﻴﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ – ( " '% ± 39اﻟﻨﺨﻠﺔ ﺷﻌﺎ ًرا ﻟﻌﺎم اﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ا>ﻣﺎرات – ' (Û$ - ° p
42ا>ﻣﺎرات اﻟﺨﻀﺮاءٌ : ﺗﺮاث ﻋﺮﻳﻖ وﻣﻮاﻛﺒﺔ Oﺣﺪث اﻻﺑﺘﻜﺎرات – ' (ÐØp # ÐØ© p 48
اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﻒ اﻟﺸﺮﻗﻲ
وﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ا>ﻣﺎرات – 'Û p# Ø/ ©/
54ﺣﻜﻤﺔ اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺄﺛﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ا>ﻣﺎراﺗﻴﺔ – Ú. $' p# ¢
219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018 ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 9
15
ęİżŁŜ
ĘŵĸŌŸ ǣĭŬ ĘƀŰij دﻧـــﻴـــﺎ ﻣــﺤــﻼ وﻃــﺮﻫــــــــــــــــــــــــــــــــﺎ
ﻓــﻴــﻬــﺎ زﻫـــــــــــﺖ اﻷﻧــــــــــــــــــــﻮار
ﻛــــﺜــــﺮ اﻟــــﺨــــﻴــــﺮ أو ﺷـــﺠـــﺮﻫـــﺎ
وﺗـــﻮ ّﻓـــــــــــﺮت اﻷﺛــﻤــــــــــــــــــــــــــﺎر
ﻳـــــﺎﻫـــــﺎ اﻟــــﺴــــﻌــــﺪ وﻏـــﻤـــﺮﻫـــﺎ
ﻣــــﻦ واﻟــــــﻲ اﻷﻗـــــــــــــــــــــــــــــﺪار
ﻋــــﻢ اﻟـــﺒـــﺮ أو ﺑــﺤـــــــــــــــــــــــﺮﻫــﺎ
وﻓــــــﺎﺿــــــﺖ ﺑــــﻬــــﺎ اﻷﻧـــــﻬـــــﺎر
ﺗــــﺘــــﻮاﻓــــﺪ اﻟـــﻘـــﻄـــــــــــــــــــﺮﻫـــﺎ
ﻋـــﺎﻟـــﻢ ﻣــــﻦ اﻟـــــــــــــــــــــــــــــﺰوار
ﺗــــﺘــــﻔــــﺴــــﺢ ﻓـــــــﻲ ﺷـــﺠـــﺮﻫـــﺎ
وورودﻫـــــــــﺎ واﻷزﻫـــــــــــــــــــــــﺎر
ﻓــﻴــﻬــﺎ اﻟـــﻤـــﻬـــﺎ ﻣــﻜــﺜـــــــــــــــــﺮﻫــﺎ
وارﻳـــﻮﻣـــﻬـــﺎ واﻷﻣــﻬـــــــــــــــــــــــــــــﺎر
ﻳـــــﺎ ﺳــــﻌــــﺪ اﻟــــﻠــــﻲ ﻧـــﻈـــﺮﻫـــﺎ
وﺗـــــﺤـــــﻒ ﺑــــﻬــــﺎ اﻷﺳــــــــــــــﺮار
ﻧـــﺤـــﻤـــﺪ ﻟـــــــﺬي ﺻـــﻮرﻫـــــــــــــــﺎ
واوﻫـــــــــــــﺐ ﻟـــــﻬـــــﺎ ﻟـــﺨـــﻴـــﺎر
أو ﻋـــﻈـــﻤـــﻬـــﺎ ﻓـــــﻲ ﻗــــﺪرﻫــــﺎ
إﺑــــــﺠــــــﺎه واﻋـــﺘـــﺒـــــــــــــــــــــــﺎر
Û ) # pÙ# Ê' 1#/ (ÎÙ Â ]-* -$# Ù – (2004-1966) Ï Ù,Í " Ï $ Ð pØ © ¤Ù±# -# /ý($# } ± Í ^ 'è Û '3(# $' ' ÙäÙ '/¹Î' Ù ~ Û Ù$  °. 1966 & Û ¸/
ÛÂ. . ª$# Ú # Ä ª# ' à æ " ' # Ï/# . £ # Ì Î' µ¢æ Ï/$# . ª#
pÉ. ]Ï Ù $# /¹Î(# , É . Û Û+ ( pØ © ¤Ù±# -# /ý(# ±# ' Ùã ' 1$ pÙ Ê# *¦+ ¼ Ø (# , Í/ÎÙ Û ٠# p 1 # ±( ( Ã' ($ . Ï/ ° Ú¥ Øp Ä / , b b '.Û p è -# Ù£# (,$ (# ] Ø ± # .
14
دﻧﻴﺎ ﻣﺤﻼ وﻃﺮﻫﺎ
وﻳﺸﻜﻞ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ أﺣﺪ أﻫﻢ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺸﺘﺎء ﻫﻲ اﻟﻨﺎر ،اﻟﺘﻲ داﺋﻤﺎ ﻧﺘﺤﻠﻖ ﺣﻮﻟﻬﺎ اﻷﻟﻐﺎز اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻓﻨﻔﺮح اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،أﻧــﺎ وأﻗــﺎرﺑــﻲ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء اﻟﺠﻤﻴﻞ ،ﺑﻬﺎ وﻧﺜﺮي ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻨﺎ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺪف ﻏﺮس روح اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ ﻟﺪى اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ وﻧﺘﺴﺎﻣﺮ ﺣﻮﻟﻬﺎ وﻳﻄﺮح واﻟﺪي داﺋﻤﺎً ﻋﻠﻴﻨﺎ ورﺛﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ آﺑﺎﺋﻨﺎ وأﺟﺪادﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺴﻨﻴﻦ واﻟﺸﺒﺎب ،وﺗﺮﺳﻴﺦ ﻗﻴﻢ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ وﻳﺄﺗﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻓﺎﻛﻬﺔ اﻟﺸﺘﺎء واﻟﺬي أﻗﺎﻣﻪ ﻣﺮﻛﺰ أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺿﻤﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ ﻟﻴﻀﻴﻒ إﻟﻰ اﻷﻧﺸﻄﺔ ﺑﻌﺪا ﺗﺮاﺛﻴﺎً آﺧﺮ .ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮل اﻟﺴﻴﺪة ﻇﺒﻴﺔ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ –ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ -ﻋﻦ ﻣﺴﻤﻰ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن«: ﺗﻢ ﺗﺸﺒﻴﻪ اﻟﻨﺎر ﺑﺎﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﺑﺄن اﻟﻤﺘﺤﻠﻘﻴﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻳﺠﺪون ﺣﻼوة وﻣﺘﻌﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﺣﻼوة اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ،واﻟﻨﺎر ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎل ﻋﻨﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﻘﺮاء ﻫﻲ ﻓﺎﻛﻬﺔ اﻟﺸﺘﺎء .وﻗﺼﺘﻲ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﻓﺎﻛﻬﺔ اﻟﺸﺘﺎء ﺟﻤﻴﻠﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن واﻟﺪي ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ أﻧﺎ وإﺧﻮﺗﻲ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻓﺎﻛﻬﺔ اﻟﺸﺘﺎء ،ﻓﻜﻨﺎ ﻧﻔﻜﺮ وﻧﻄﻴﻞ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ وﻻ ﻧﺠﺪ إﺟﺎﺑﺔ ﻣﻊ دﻫﺸﺘﻨﺎ وﺗﻌﺠﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻻﺳﻢ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ أﺧﺒﺮﻧﺎ اﻟﻮاﻟﺪ أن ﻓﺎﻛﻬﺔ
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
13
ĴŲĽŤē ğēĴĜ
ﻣﻨﺼﻮر ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻤﻨﺼﻮري ﻳﻜﺮم اﻟﺼﻘﺎرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ
ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة.وﺟﺎءت ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻨﺎدي ﺑﺠﻨﺎح أﺷﺮف ﻋﻠﻴﻪ »ﻣﺮﻛﺰ اﻹﻣــﺎرات« وأﻫﻢ اﻹﺑﻞ اﻟﻤﻤﻠﻮﻛﺔ ﻟﻠﻌﺰﺑﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺖ إﻧﺠﺎزات زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث« اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻨﺎدي ،ﺿﻢ ﺷﺮﺣﺎً ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ أﻧﺸﻄﺔ ﻣﺸﻬﻮدة ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺦ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﻈﻔﺮة. اﻟﻨﺎدي ،و ُﻋﺮض ﻓﻴﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻪ وﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺗﻪ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ وﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺰءا ً ﻣﻬﻤﺎً ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪوﻟﺔ. ŒňģŎĿí ŒĬŔñĎĿí ôŔĿîńĔĿí اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻠﻪ اﺷﺘﻤﻞ اﻟﺠﻨﺎح ﻋﻠﻰ ﺻﻮر ﺗﻮﺛ ﱢﻖ ﻟﻤﺴﻴﺮة اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮﺑﻴﻌﻲ اﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻓﻲ ) 17دﻳﺴﻤﺒﺮ( زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،وﻣﻘﺘﻨﻴﺎت ﻟﻠﻤﻐﻔﻮر اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وﺗﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻳﻨﺎﻳﺮ اﻟﺠﺎري ،ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻟﻪ ،ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻜﺎﻣﻴﺮا اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺨﻄﻮﻃﺎت إﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﻋﺪد اﻟﻤﻨﺘﺴﺒﻴﻦ إﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﻨﺎدي ،واﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺔ ﻣﺒﺎدرة ﻣﻦ إﺻﺪارات اﻟﻤﺮﻛﺰ .ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ إﻧﺠﺎزات »ﻋﺰﺑﺔ رﺣﻠﺔ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﻤﻮاﻫﺐ »رواﺋﻊ« ﺑﻮزارة اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ.
12
ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت »ﻧﺎدي ﺗﺮاث ا ﻣﺎرات« ﻟﺸﻬﺮ دﻳﺴﻤﺒﺮ
ﺣﻤﺪان ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ وزاﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ وﺳﻨﺎن اﻟﻤﻬﻴﺮي ﻳﻜﺮﻣﻮن اﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ
وﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻣﻤﺜﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻞ ﺛﺎﻟﺜﺎً اﻟﻔﺎرس ﻧﻮف ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻨﻘﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻬﻮة اﻟﺠﻮاد ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣــﺎرات .وﺷﺎرك »ﺗﻤﺎرا دﻳﺰﻳﺮت ﻣﻮن« ﻣﻦ إﺳﻄﺒﻼت دﺑﺎوي. ﺳﻤﻮﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﺎق ﺗﺪرﻳﺒﻲ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت. وﻛ ﱠﺮم اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪان ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن واﻟﺸﻴﺦ óĎĴĨĿí ŅîÿĎŌŃ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،اﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﻈﻔﺮة ) 23 – 14دﻳﺴﻤﺒﺮ(، اﻟﻴﻮم اﻟﺨﺘﺎﻣﻲ ﻟﻠﻜﺄس ،وذﻟﻚ ﺑﺤﻀﻮر ﺳﻌﺎدة ﺳﻨﺎن أﺣﻤﺪ اﻟﻤﻬﻴﺮي ﻋﺮض ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣــﺎرات ﻣﻌﺮوﺿﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻗ ﱠﺪم اﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻸﻧﺸﻄﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﻨﺎدي ،ﺣﻴﺚ ﺗﻮج أﻧﺸﻄﺔ ﻣﺘﻮاﻓﻘﺔ ﻣﻊ ﻣﻀﻤﻮن وأﻫﺪاف اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﻮﻫﻤﺎ اﻟﻔﺎرس »ﺳﻮﻣﻴﺮ ﺳﻨﺞ« ،ﻋﻠﻰ ﺻﻬﻮة اﻟﺠﻮاد »ﻛﺎﺳﺘﻠﺒﺮ« ،ﻣﻦ ﺻﻮن اﻟﺘﺮاث ،وﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻣﻜﺎﻧﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻛﻮﺟﻬﺔ ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ إﺳﻄﺒﻼت زﻋﺒﻴﻞ ﺑﻄﻼً ﻟﻠﻜﺄس وﻓﻘﺎً ﻟﺒﺮوﺗﻮﻛﻮل ﺑﻮذﻳﺐ ،واﺣﺘﻞ اﻟﻔﺎرس ﺣﻤﺪ ﺳﻠﻤﺎن اﻟﺼﺎﺑﺮي ،ﻋﻠﻰ ﺻﻬﻮة اﻟﺠﻮاد »إن ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﺷﺎرن« ﻣﻦ إﺳﻄﺒﻼت اﻟﺒﺮاري اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻓﺎز اﻟﻔﺎرس »ﺟﻮﻧﺘﺎن ﻟﻮﺑﻴﺰ« ﻋﻠﻰ ﺻﻬﻮة اﻟﺠﻮاد »رﻳﺎﻧﺎ ﻫﺎران« ﻣﻦ إﺳﻄﺒﻼت اﻟﻜﻤﺪة ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﺎﻟﺚ، وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن أﻧﻬﻮا اﻟﺴﺒﺎق اﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻲ »ﻧﺠﻤﺘﺎن« ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 120.7 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ،اﻟﺬي ﺗﻢ ﻋﻠﻰ أرﺑﻊ ﻣﺮاﺣﻞ.ﻛﻤﺎ ﻛﺮﻣﺎ ﺳﻤﻮﻫﻤﺎ اﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺎق اﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻲ »ﻧﺠﻤﺘﺎن« ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 120.7ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ وﻓﻘﺎً ﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺣﻞ اﻟﻔﺎرس »ﺟﻮﻧﺎﺗﺎ رﻳﻔﻴﺮا« ﻋﻠﻰ ﺻﻬﻮة اﻟﺠﻮاد »إس إم ﻣﻴﺪﻧﺎﻳﺖ ﺑﻮي« ،ﻣﻦ إﺳﻄﺒﻼت اﻟﻌﻴﻦ ﻟﻠﻘﺪرة ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﺟﺎء اﻟﻔﺎرس أﺣﻤﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺮزوﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻬﻮة اﻟﺠﻮاد »ﺟﻴﺮﻳﻼﻣﺒﻮن آﺗﻮﻣﻴﻚ« ﻣﻦ إﺳﻄﺒﻼت ﺣﺪﻳﺒﺔ اﻟﺴﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
11
ĴŲĽŤē ğēĴĜ
اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﺎن .ﺣﻴﺚ ﻧُﻈﱢﻢ ﻟﻘﺎء ﻣﻔﺘﻮح ﺑﻴﻦ اﻟﺼﻘﺎرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ وﻧﻈﺮاﺋﻬﻢ اﻹﻣﺎراﺗﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﺒﺤﺮ ،ﺷﻬﺪ ﺣﻀﻮرا ً ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً. وﻗﺪﻣﺖ اﻟﺼﻘﺎرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ »ﻛﺎرﻳﻦ« ،ﺷﺮﺣﺎً واﻓﻴﺎً ﻟﻤﻬﻨﺔ اﻟﺼﻘﺎرة ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،وﻃﺮق ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻟﺼﻘﻮر وﺗﺪرﻳﺒﻬﺎ ،واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻓﻴﻬﺎ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر .وﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ أﻧﻮاع اﻟﺼﻘﻮر وأﻟﻮاﻧﻬﺎ وﻣﺠﺎﻻﺗﻬﺎ ،ﻣﺸﻴﺮة إﻟﻰ ﺗﺸﺎﺑﻪ وﺗﻘﺎرب ﻣﻔﺮداﺗﻬﺎ ﻣﻊ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات. وﻋﺒﺮ اﻟﺼﻘﺎرون اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮن ﻋﻦ ﻋﻈﻴﻢ اﻣﺘﻨﺎﻧﻬﻢ ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات، ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻠﻔﺘﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ،وﻋﺒﺮوا ﻋﻦ ﺳﻌﺎدﺗﻬﻢ ﺑﺰﻳﺎرة اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ ﺑﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﺼﺪاﻗﺔ اﻟﺮاﺑﻊ ﻟﻠﺒﻴﺰرة ،وﺗﺜﻤﻴﻨﻬﻢ ﻟﻔﺮﺻﺔ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻘﺎرة ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،وﺗﺒﺎدل اﻟﺨﺒﺮات واﻟﺘﺠﺎرب ﻣﻌﻬﻢ ﺣﻮل ﻫﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ. ôŔńĿîĬĿí ðœċŎñ ôœĎķ
ﺗ ﱠﻮج اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪان ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن واﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻮذﻳﺐ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺪرة ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﺘﻢ ،اﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﺑﻜﺄس ﺳﻤﻮﻫﻤﺎ ﻟﺮﻛﻮب اﻟﻘﺪرة واﻟﺘﺤﻤﻞ ،اﻟﺬي ﻧﻈﻤﺘﻪ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ) 15 – 13دﻳﺴﻤﺒﺮ( ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﺗﺤﺎد اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ،
10
ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت »ﻧﺎدي ﺗﺮاث ا ﻣﺎرات« ﻟﺸﻬﺮ دﻳﺴﻤﺒﺮ
ﺣﻤﺪان ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ وزاﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎر ﺧﻼل رﻛﻮب اﻟﻘﺪرة واﻟﺘﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻨﺎدي ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺼﺪاﻗﺔ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻟﻠﺒﻴﺰرة
واﻟﻬﻴﺌﺎت اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ واﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ؛ ﺗﺸ ﱠﺮف ﺟﻨﺎح »ﻧﺎدي ﺗﺮاث وﻋﺮوض اﻟﺨﻴﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﺳﺎن اﻟﻨﺎدي ،اﻟﺘﻲ درﺟﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻓﺘﺘﺎح اﻹﻣﺎرات« ﺑﺰﻳﺎرة ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ دﻳﻮان اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن وﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻜﺒﺮى. وﻟﻲ ﻋﻬﺪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،وﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻮخ ,ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﺎﺳﺘﻘﻄﺎﺑﻪ ﻟﺰوار اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻣﻦ ﻓﺌﺎت وﺟﻨﺴﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ŅŎŔĔŇĎĴĿí óčîĸĜĿí ﻓﻴﻪ ﺷﺎرﻛﺖ ﻣﺘﻨﻮع ﺑﺠﻨﺎح ﺟﺎءت ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻨﺎدي ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن وﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺼﺪاﻗﺔ اﻟﺮاﺑﻊ ﻟﻠﺒﻴﺰرة ) -9 8دﻳﺴﻤﺒﺮ(؛ زار ﻣﻌﻈﻢ إدارات ووﺣﺪات اﻟﻨﺎدي ،ﺣﻴﺚ ﺷﻤﻞ رﻛﻨﺎً ﻟﻠﻜﺘﺐ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻣﻦ وﻓﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﻘﺎرة اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ،اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ،ﺿﻤﻦ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ إﺻﺪارات »ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث« اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻨﺎدي ،أﺑﺮزﻫﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﺰرة وﻋﻠﻢ اﻟﺼﻘﻮر، وﺑﺎﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ اﻟﺨﺼﻮص ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺻﻮر ﺗﺒﺮز دور »ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات« ﻓﻲ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻟﺼﻘﻮر ﻟﻠﻨﺎﺷﺌﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﻀﻊ اﻟﻨﺎدي ﻫﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺿﻤﻦ أﻫﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ. ﺷﺎرك اﻟﻨﺎدي ،أﻳﻀﺎً ،ﺑﺮﻛﻦ ﻟﻠﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ ،وﻓﻴﻪ ﻗﺪﻣﺖ ﻧﺴﻮة ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻓﻴﺎت ﻋﺮﺿﺎً ﺣﻴﺎً ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻬﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪم ﺻﻘﺎرة اﻟﻨﺎدي ﻋﺮوﺿﺎً ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر ،أﺗﺎﺣﺖ ﻟﻬﻢ ﺣﻤﻞ اﻟﺼﻘﻮر وأﺧﺬ اﻟﺼﻮر اﻟﺘﺬﻛﺎرﻳﺔ ﻣﻌﻬﺎ ،واﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻋﻦ ﻗﺮب ،وإﺟﺎﺑﺎت ﻻﺳﺘﻔﺴﺎراﺗﻬﻢ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮل اﻟﺼﻘﻮر .ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻋﺮوض اﻟﻬﺠﻦ،
ﺗﺮاث /اﻟﻌﺪد 219ﻳﻨﺎﻳﺮ 2018
9
ĴŲĽŤē ğēĴĜ
nšřŹŚƯDžř ťřźţ ƽŵŚƳ~ šŚǀƫŚƘƟ źŞưƀƿŵ źƸƄƫ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎت ﺟﺎ ّدة وإﺛﺮاء ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻞ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ÷ŒòħŎñã ? ùíĎ ƻ ūĔżŲŬ ţć İƸƸŻēĵ ŮĖ ūĔʼnťĸ ĮżĽŤē ŵũĸ ĚŻċĴŤ ēIJżřŭĜ
ğēĴĜ źįĔŬ ĺżĐij ȕĚŤŴİŤē ĺżĐij ŵũĹŤē ĘĨĔŀ ŦġũŨ
ţĔżĤǝŤ ųťŝŬŴ ŽƸƸĜēijĔƸƸŨǞē ğŴijŵƸƸũƸƸŤē ŎřĩĖ ȕěēijĔƸƸƸƸŨǞē ȖųĖ ŮƸƸŻĴƸƸĬǚē ŚŻĴőĜŴ ĔŲĸŵřŬ ŽŘ ųĭżĸĴĜŴ ęİŻİĥŤē
ŦŘĔĩũŤĔĖ ŧĔũĝűǘē ŹťŐ ©ěēijĔƸƸŨǞē ğēĴƸƸĜ źįĔƸƸŬª ģijį
ěĔżŤĔőřťŤ źįĔŭŤē ŪżōŭĜ ūŵšżŤ ȕĚřťĝĭũŤē ěĔżŤĔőřŤēŴ
ﻛﺎن ﻟﻨﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣــﺎرات ،ﺣﻀﻮر ﻻﻓﺖ ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ﺧﻼل ﺷﻬﺮ دﻳﺴﻤﺒﺮ اﻟﻤﻨﺼﺮم ،ﺣﻴﺚ ﻧﻈﱠﻢ اﻟﻨﺎدي ﻋﺒﺮ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻮذﻳﺐ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﺳﺒﺎق اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪان ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن واﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻟﺮﻛﻮب اﻟﻘﺪرة واﻟﺘﺤ ﱡﻤﻞ ،ﻃﺒﻘﺎً ﻟﺒﺮوﺗﻮﻛﻮل ﺑﻮذﻳﺐ ،وﻣﻠﺘﻘﻰ اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮﺑﻴﻌﻲ اﻟﻮﻃﻨﻲ .ﻛﺬﻟﻚ ﺷﺎرك اﻟﻨﺎدي ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺼﺪاﻗﺔ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻟﻠﺒﻴﺰرة ،وﻛﺎن ﺣﺎﺿﺮا ً أﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﻛﺮﻧﻔﺎل ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻈﻔﺮة اﻟﺘﺮاﺛﻲ »ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﻈﻔﺮة«.
ŹōĩŻ ĢżĨ ȕųĜĔŻŵŤŴĉ ęijēİŀ ŽŘ ȕĔŲżŘ ųĝŠijĔĽŨŴ ĚżĠēĴĝŤē
ĪñíĎĿí óčĐŔòĿí ŦżŀĔřĜ ŃĴőŻ ŽƸƸĠēĴƸƸĜ źŵĝĩŨ ŮƸƸŨ źįĔƸƸŭƸƸŤē ųŨİŝŻ ĔƸƸŨ
ěĔŬĔĤĴŲũŤē ijēŴĵ ŮŨ ĆēĴňǞēŴ ĴŻİŝĝŤĔĖ ȕĚżťĩũŤē ĚŘĔŝġŤēﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺼﺪاﻗﺔ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻟﻠﺒﻴﺰرة )9 – 8دﻳﺴﻤﺒﺮ(، اﻟﺬي ﻧﻈﻤﻪ ﻧﺎدي ﺻﻘﺎري اﻹﻣﺎرات ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻮزارات ěĔżŤĔőřŤēŴ
اﻟﻄﻼب ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﻧﺸﺎط اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ
8
ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت »ﻧﺎدي ﺗﺮاث ا ﻣﺎرات« ﻟﺸﻬﺮ دﻳﺴﻤﺒﺮ
тАля╗гя╗ж ╪г╪▒я║╖я╗┤я╗Т ╪зя╗Яя║╕я╗о╪зя╗Гя║КтАм
90 ┼Г─Ш─░ ─╖─Ч┼╣─м
─Ю┼Ф┼╣┼▒┼м ─Ю╞А┼Ь─Ш┼б─д ─Ю╞А─д─Ч─╕─а :тАля║Чя║╝я║к╪▒ я╗Ля╗жтАм тАл ╪гя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓тАм╪МтАл я╗зя║О╪п┘К я║Чя║о╪з╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАм- тАля╗гя║оя╗Ыя║░ ╪▓╪зя╗│я║к я╗Яя╗ая║к╪▒╪зя║│я║О╪к ┘И╪зя╗Яя║Тя║дя╗о╪лтАм
"тАл"╪зя╗Яя║╕я║О╪▒┘Ия╗зя╗▓тАм тАля║╗я║Оя║гя║Р ╪гя║Яя╗дя╗Ю ╪зя╗Яя║дя╗Ья║Оя╗│я║О╪к ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║ФтАм
├Ш/ ┬Ж " ├Г ├ж ┬И┬П # ├Ы(# # $┬Я(# ┬П┬в
├П/┬З┬П ├Ш ├Р' %┬╡├В}" ├Р├Щ┬Ж ├Ы├Н. ┬▒# ├Д /├Ш ┬И┬О # d
%(┬Ю}" -44┬Ж 44┬П44 %44 44 44,44$44┬З44├Й. ]")# # ├Ы44├В " 44├Г44 ├з44#
├Р' ")# # 1├В ┬Е ┬П %(┬Ю}" ┬Щ┬к├г ┬Ю 1$ "┬Ъ├Щ┬З ┬▒# ┬Н ├Ш #
├Р├Ш┬ж+ 1$ % ├Р' ├Ы┬Ж # )# # ├Ы├В p┬Ю/├Ш 2. .┬Е ┬П $# ├Ы#.p# ├Щ├Н/#/┬Ж ┬│ ' * ( ├Р' b' 87 %┬З├К(# ,┬▒# )┬П e├Ш ├Ъ┬ж# "├Ы├Н. ┬▒# " 2 b ' ├Р├Щ├Щ(# # ├Р├Ш ├Шp├К┬П# %├К . ┬Ъ ├О ├Ы├В ┬Р(, } ┬Н ├Ш # . ├К# ┬Н ├д(┬Ж -#3┬в ├О├Г ┬О} ├Ъ┬ж# (┬У(#
.p ├Л - / ." ├Г ├ж "/├К . ┬Ъ$├Щ┬г'
тАл╪▒я║Ля╗┤я║▓ ╪зя╗Яя║Шя║дя║оя╗│я║отАм
┼║─┤┼▒─Ф┼Н┼д─У ─░┼й─и ─Ъ─╣┼й─╝
102
тАля╗гя║кя╗│я║о ╪зя╗Яя║Шя║дя║оя╗│я║отАм
┼о┼╗─░┼д─У ─Ж╟Щ┼Р ─░┼╝┼д┼┤
─Ю╞А─а─Ч─╖─Ш┼м─Ч ─Я─Ш─╝─Ч─╖─│
тАл╪зя╗╣я┤Н╪з┘Б ╪зя╗Яя╗Мя║О┘ЕтАм
тАл╪зя╗Яя╗дя║о╪г╪й ╪з>я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗┤я║ФтАм тАля╗Уя╗▓ я║│я║Шя╗┤я╗ия╗┤я║О╪к ╪зя╗Яя╗Шя║о┘Ж ╪зя╗Яя╗дя║Оя║┐я╗▓тАм
┼║─│┼╡┼Б┼н┼й┼д─У ─п┼╡┼С─╣┼и ─Ъ┼й┼И─Ф┼Ш ┼╜┼Р─│─░┼д─У ┼╜┼е┼Р ┼В┼╗┼╡┼Р ─Щ─╡┼╡┼и
тАл╪зя╗╣я║зя║о╪з╪м ┘И╪зя╗Яя║Шя╗ия╗Фя╗┤я║мтАм ─г─Ф─е─и ─Щ─п─Ф┼Ф
тАля╗гя║дя║о╪▒ ┘Ия╗гя║┤я║Ж┘И┘Д ╪зя╗Яя║Шя╗о╪зя║╗я╗Ю ╪зя╗╗я║Яя║Ш╪з┘Ея╗Ля╗▓тАм
├Р,'/├Ш ├П}p44┬З44├Ш ├Р44 ├Р44,44├Н} ├Д44├Щ44 ├Ы44┬Оp44┬Ю ├Ы├Н ┬З┬г┬О
┬И┬▒ # (┬Ю. ]├Р44,44 .├Ф 1$ -$( . ]┬И # (┬Я┬Ж
┬Щ ├Щ┬З ┬Ъ├Щ( (┬Ю p ┬Ж. ]├Б ┬г# . & ├О┬╝├з# ┬ж4 b 4┬╝ ├П ├Ъ┬ж#
├Р,# ( ~┬Ж & ├Щ├К# ├Р$ /├Ш %┬Ж ] +p ┬Ж ├Р ┬О ├Ш 2. ]"┬к├О(# 1# ├Р+ /,┬╕ 1$ ,├О$( ├Ш
.├Ы . ┬к(# )├Ш ' ... (┬▒# ┬Е. ┬╝ %┬З├Й ,├О├Щ,├О├Ш 1┬П
─Ъ┼е┼Ь─Ф┼Р ┼╡─Ц─Й ┼ж┼Д─Ф┼Щ┼д─У
┼л─Ф─Ч┼С─╝ ┼╣┼Щ┼Й┼Б┼и :тАля╗гя║╝я╗о╪▒тАм
:тАл╪зя│Мя╗оя╗Чя╗К я╗Ля▓Ж ╪зя╗╣я╗зя▒░я╗зя║ЦтАм www.mags.ae
96
тАля╗Ля╗ия║О┘Ия╗│я╗ж ╪зя│Мя║ая╗ая║ФтАм : ├Ш ┬П# . ┬Щ 2 ├Ы┬З┬╕/┬Ж - ┬Щp ┬П(# ┬Ъ├Щ┬Ж # ┬Н '2
turath@sbzc.ae : ├Ш ┬П# ├Шp' 026666130 :├Д┬О + ┬З p( } : ├Ш┬й/┬П# ".├Х ' marketing@cmc.ae +971 56 3150303 ├Ш┬й/┬П$# ┬Н '├и
7
2018 тАл я╗│я╗ия║Оя╗│я║отАм219 тАл ╪зя╗Яя╗Мя║к╪птАм/ тАля║Чя║о╪з╪лтАм
тАл╪зя╗╗я║╖я║Шя║о╪зя╗Ыя║О╪ктАм b ┬Э ┬в ├Р' ├В├з# / (+ 150 :┬Н '├и ┬Ъ#. %┬в ├В├з# b / (+ 150 :┬Ъ#.p# %┬в ┬Н ├Х($# - 2. 200 :┬Ъ#.p#
. 2. 200 ┬Ъ#.p# ┬Э ┬в ┬Н ├Х($#
ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﻌﺪد 8ﻧﺎدي ﺗﺮاث ا>ﻣﺎرات ﻣﺴﺎﻫﻤﺎت ﺟﺎدة وإﺛﺮاء ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻞ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ
اﻟﺘﺮاث اOﺳﻄﻮري واﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺮح اﻟﺸﻌﺮي – Û$ /
58 60ﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻟﺮﺣﻠﺔ – ' (Á ° / 68اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻓﻲ اOﻟﻔﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة – +/ ÌØp . 76ﺻﻼح ﻟﺒﻜﻲ ..وﺷﺨﺺ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن  p( } - » 78ﻛﻠﻴﻤﻮﻧﺘﻴﻦ« أﻣﻞ ﺧﻠﻴﻒ – ' ()Ù+ pÙ p )اﻟﺴ َﻨﻊ( ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ا>ﻣﺎراﺗﻲ – "/ p( ' "/ . 79أﻣﺜﺎل ﱠ 82ﺣﺴﻴﻦ ﻧﺼﺎر ..ودرس اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ – 3(# ,Ø 84اﻟﺮﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﺑﻼد ا| – 1$½# pØ©/ . 87ﻏﺮﻓﺔ ﺗﺨﺺ اﻟﻤﺮء وﺣﺪه! – ' Ù( Ð'Õ » 88اﻟﺒﻴﺎﺗﻲ« ﺷﺎﻋﺮ اﻟﻤﻨﺎﻓﻲ اﻟﺒﻌﻴﺪة – Ú. ªÙ # %Ù$¢ 93ﺻﺤﺮاء اﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺔ – Í ° / } )# 94ﺧﻄﺎب اﻟﺘﺤﺮر ﻓﻲ ﺷﻌﺮ آﻧﺎ ﺟﺮﻳﻜﻲ # pØ/+ . - 96ﻃﻘﻮس اﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﻮﻻدة ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ )Ù # p Ï/ Ù' - 100اﻟﺼﻘﺎرة؛ ﻣﺪﺧﻞ إﻟﻰ ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎت اﻟﺼﻴﺪ – ÛÍ Ù° )Ù,Â. 107اﻟﻘﺼﻴﺪة ـ اﻟﻘﺼﺔ ـ اﻟﻤﺮأة )ÐÙ ÊØ pÙ . – (3/3 108ا>ﺑﺮﻳﻖ – ' (ÛÍ /$ # / 110ﻗﺒﺔ وﻣﺴﺠﺪ »ا>ﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ« – ' ( É p 113اﻟﻘﺎرئ واﻟﺨﻄﺎب اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ –  (# Ù, . 114ﻋﻴﺪ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻦ* É pÙ * pÍ} - ﻧﺄﻳﺖ ﻓﺮأﻳﺖ )Ú. ÎÉ ª( – (3/3 ُ 117 118اﻟﻌﺸﺮ اﻟﻴ ّﻔﺎﻓﺔ وﻋﺸﺮ اﻟﺨﺎدمÚ ( (# p, - » 120ﻟﺌﻼ ﻧﻨﺴﻰ« زﻳﻨﺔ وﺧﺰﻳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮروث ا>ﻣﺎراﺗﻲ – Ú ' # ÙÊ ﺺ! – Ð Û$ ( . ُ 123 اﻟﺨ ّ »اﻟﻔﻠﻮرﻧﺴﻴﺔ« وأﺻﺎﺑﻊ أﺟﺪادي – ' (ÚpØ/ # p( } p ِ 124ﻋ ْﻘ ُﺪ ّ 126ﺗﻮﺻﻴﺔ ﺑﺈﻧﺸﺎء اﺗﺤﺎد ﻋﺮﺑﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﻠﻤﻲ وﻧﺸﺮه – ' (ÐØp # ÐØ© p 129ﻗﺼﻴﺪة اﻟﻨﺜﺮ اﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ – Ú / Î(# /#/# 130ﻓﻲ ﺣﻀﺮة اﻟﺠﻤﺎل واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ – Û . ª(# p( ( Â.
108
أﺳﻌﺎر اﻟﺒﻴﻊ ÐØ # $(' - Ù 800 Ï ( Î $ - p . ÎØ Ø/ # - 2 Ø 10 Ø / # Ù # $((# - )+ 10 : p (# Ù # 'è b Ï ÎØ Ù(° ,# ÙÍ æ $((# - Ù# 100 Ø / - Ù# 5000 Ï Î # - ,ÙÎ 250 Ï / # - ,ÙÎ 5 ' - " Ø 200 Ð(Ù# - p . ÎØ b 20 Ù ½(# $((# - Ï ÎØ ÐÙ $Â - ÎØ 2500 Ë # 3 ÙÍ Ø - Ï ÎØ Ù Í/ # Ø /,( # - ÙÍ Í 4 Ù Ù$# Ø Ù+ ( # - (+ . 2. 5 pÎ . Ù Ù'æ p (# Ø2/# - . /Ø 4 Û . .æ 2 ". - Í Â 7 Ø/ - ,ÙÎ
6
ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﻌﺪد
ķĸĭŭŨė ŲŬ
šřŹŚƯDžř ƾƟ ŠƗřŹżƫř Ù # 'è #.p# Ù ¼/ # . Ù¢ Î(# Á. ¹# 1# ¹Î# pÎ b $½ Ù ] Ø ½$# b Û ª# ±Î# % Â. ¸ +p Í ] p (#
. / # . # ,¢ Î' 1$ . hØ. # Ù # ,Ù´ } 1$
] 'è Û µ¢æ ½# Ï} p Í ] É/ (# *¦+ Ð' )¼ # 1$ Ð # Ď b pØ © ¤Ù±# -$# Ï¥ -# /ý(# #.p# Õ' ØÔ ÊÊ ' ] Ø 3 # ªã # 0p Ù ª# / # Ì$ } Ú¦# ]Ï Ù,Í " Ï $ Ð
])Ù$ # . ]Ï Íè ³/,Î# :Û+. ] Øp # µ,Î# . Ù(Î $# + p Û # - Ø . ](1971) p (# Ù # 'è #. Ù ~ '.. ª# . h Ù ] ª# / ]-' ( + . ª(# p © 1 ]) p# ,# Â. Î ]2011 & ª' Ä#} 35 Ð' } 1# 1971 & ª' Á2 } Ð'
61
şĘŜǠė ijĘƀĠķė
«ﻳﻮﻣﻴﺎت »ﺿﺎﺑﻂ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك Ð / 144# +¥» :- ÃÍ Ð44 44 44 44# 44 44 "/44Ê44Ø h b e # *¦, - É. pÊÂ ¦# .« b($É Ù#. ÃÙ %( } / £' :1885 Ð / » /+ # . .« Î+ Ï ´»
/+. .&1885 & تÙ$ Íè ½$# p .«& # ¦+ $( # - $ "344¢ Ú 44 Ù ' ¼ ÛÍ Ø # µ# Ù'/Ø
Û # ÙÍ Ø # $( # Ð(´ ]Ï /44 44# 144# ]Úp,(# p( ' p( } /É " ä Áp, «Ð / » 1#
/Û # ) # p44´ /44 44# Ð$ } Ú¦44# ÛÎØp# )Ù ª#
. $É / } %´ Ã# .Ú (#
/( # Á3£ ¦+ ]Á3 æ . , Ã# . µ£# %(± /Î ' %Ù ' ½# ' É Á3£ ¦+ .Ð Ï/Ù$' 6.8 1# 2011 & , Í % . Û #
#  (# °æ Ð' ° ' ©. ] Ù( (# . Ä © Ð' Ë # . ª# . 0 Ê# . Ïp(# Ø ( . Ù$' # Ï # Ù . / # ÄÙ $ . ] ΢ # Ø # p . ] # Ù . ] (# " ' #
Ù Ú¦# /(Î# 0p' Ø Ê # ÎØ . . äÙ # 1$ , # . " ( # ô .
äÙ # . Û¢ Î(# Ù½ # ©/# Ø Ê Ù±Ø Ù ] 'è ª# -ÙÂ
2009 & b(Í. 28221 Ð' #.p# ÛÂ Ù$Ê # %Ù (# ' /(Í 1# ª (# Ø Ê . ]Û ¸/ } ' ÛÂ '} .2012 & ÛÂ b(Í. 45278 1#
1971 & Ð' ' 38 Ä µ 'è Ù ª# © Ù # p Ï Â ] è
1971 Û' ÐÙ ' 33 Ù ª# Û´ æ ' à µ . 2015 & 1# ^. Ã# (¹Î' Ð' ° 'è #. /, p Ï} b Ø ¼ Ù# ¦# .2015.
70 ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
.)# # Û Ûã ¦½# Ð'æ . ª# ÙÎ ' (¹Î' } Î# 'è #. */ . © } 1$ /µ# $ Í p # Ä$' ÛÂ
ØÔ ÌÂ. ] Íè ت¼ Ù © Ï Î 1# $ Ê# Û´ æ %Ø/ Û (ã3' äÙ Î . ] ÙÍp(# )ã Ù Û µ£# Ù(+} Û Ù$ Ê '
. $ Ê(# " Ù æ % } Ð' Ù $# 1#  ´ " µ£# 'è " Ä$' Û ªÙ((# " " â É p Ø Ï} %'~Í h µÂ Û Ì$ £' Ð' p # -Î(µ Ø ( ( Ø Ï}. ]- ' . Ã# . Â Ê # . #
5
2018 ﻳﻨﺎﻳﺮ219 اﻟﻌﺪد/ ﺗﺮاث
ﻫﻞ ﻳﺘﻢ إدراج اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ؟ 1# «Ë3444¢æ » p (# Ù # 444'è 44#. 444 }
( + , /(# Ø . ´ / ¢ Û+. ] p# + Î'
%, . pØp # " Ù æ Û # (#/ # . Ø ½ # + Î' Ð(´ « # » ) Ø Ï} «pØ © & » Û ¹ ÎÍ
b 4 . 144#.æ -$ ' Ð' Ø p Û 'è )Ù$ # 1# 2/4
.Û # . \ £ (# Ù(Ø æ p#
ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﻌﺪد
اﻟﻤﻠﻒ :ا>ﻣﺎرات اﻟﺨﻀﺮاء »ﻣﺮوض اﻟﺼﺤﺮاء« – p( ' ÎØ 16زاﻳﺪ ّ » 22ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث اOراﺿﻲ اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ« ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت – Ú + ¹# p( - (°
28
ﻣﺒﺰرة اﻟﺨﻀﺮاء،
ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ زاﻳﺪ – Ú / Î(# / ' ( Â
33اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي اﺧﻀﻮﺿﺮت اﻟﺼﺤﺮاء ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ – Û . ª(# ( Â 34اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ ا>ﻣﺎرات ﻣﻦ اOرﺷﻴﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ – ( " '% ± 39اﻟﻨﺨﻠﺔ ﺷﻌﺎ ًرا ﻟﻌﺎم اﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ا>ﻣﺎرات – ' (Û$ - ° p
42ا>ﻣﺎرات اﻟﺨﻀﺮاءٌ : ﺗﺮاث ﻋﺮﻳﻖ وﻣﻮاﻛﺒﺔ Oﺣﺪث اﻻﺑﺘﻜﺎرات – ' (ÐØp # ÐØ© p 48
اﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﻒ اﻟﺸﺮﻗﻲ
وﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ا>ﻣﺎرات – 'Û p# Ø/ ©/
54ﺣﻜﻤﺔ اﻟﻤﺰارﻋﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺄﺛﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ا>ﻣﺎراﺗﻴﺔ – Ú. $' p# ¢
16
4
ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﻌﺪد
28
34
39
ğēĴĜ ēĴżŨĔŠ
ﻗﺒﺔ وﻣﺴﺠﺪ»ا>ﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ« ﺗﺎرﻳﺦ ﺛﺮي واﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﺟﺪﻳﺪة
ص 110
ﺪان ﻣـﻴـ
ﺎﻳــ ﺻــ ا
ﻞ
زاﻳ
AN LT
نﺳ AL ED HERITAGE FESTIV
ZAY
SU
ــ ﺪ ا ﻟ ﺘ ﺮ اﺛ ﻲ
ﻣﻬ
ــ ﺮ ﺟ ــ ﺎ
ﻠﻄﺎ
ن ﺑـ
ﻦ
N
BI
اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ 2018
اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﺑﻘﺼﻴﺪة ﻧﺒﻄ ّﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ 15ﺑﻴﺘﺎً وﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﲆ 20ﺑﻴﺘﺎً ،مل ﻳﺴﺒﻖ ﻧﴩﻫﺎ أو اﻻﺷﱰاك ﺑﻬﺎ ﰲ أي ُﻣﺴﺎﺑﻘﺔ أﺧﺮى. أن ﺗﻜﻮن اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻋﻦ ) زاﻳﺪ واﻹﻣﺎرات( ،وﻟﻦ ُﻳﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول أﻏﺮاﺿﺎً أﺧﺮى. ﺗُﺴﺘﺒﻌﺪ ا ُﳌﺸﺎرﻛﺎت ﻏري ا ُﳌﺘﻘ ّﻴﺪة ﺑﺎﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﻘﺼﻴﺪة اﻟﻨﺒﻄ ّﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳌﻮﺿﻮع واﻟﻮزن واﻟﻘﺎﻓﻴﺔ. ﺳﻦ 16ﺳﻨﺔ ﻓام ﻓﻮق ،ﻷﺑﻨﺎء دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات وﻣﻮاﻃﻨﻲ دول ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون اﳌﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﺸُ ﻌﺮاء واﻟﺸﱠ ﺎﻋﺮات ﻣﻦ ّ ﻟﺪول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﺳﻴﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎر أﻓﻀﻞ ﺧﻤﺲ ﻗﺼﺎﺋﺪ ُﻣﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ا ُﳌﺴﺎﺑﻘﺔ ودﻋﻮة اﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﻹﻟﻘﺎء ﻗﺼﺎﺋﺪﻫﻢ أﻣﺎم اﻟﻔﺮﻳﻖ ا ُﳌﴩف ﻋﲆ ا ُﳌﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ. ﺗﺨﺼﺺ ﺟﻮاﺋﺰ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻠﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ،ﺑﺤﻴﺚ ُميﻨﺢ اﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑﺎﳌﺮﻛﺰ اﻷول رﻣﺰاً وﺳﻴﺎرة ﻓﺎﺧﺮة ،وﻳﺤﺼﻞ اﻷرﺑﻌﺔ اﻵﺧﺮون ﻋﲆ ﺟﻮاﺋﺰ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻗ ّﻴﻤﺔ. ﺗُﻘﺒﻞ اﳌﺸﺎرﻛﺎت ﻋﱪ اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوين ﻓﻘﻂ ،admin@swaihaan.ae :ﻋﲆ أن ُﻳﺤﺪد ﻓﻴﻬﺎ اﻹﺳﻢ واﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ورﻗﻢ اﻟﻬﺎﺗﻒ اﳌﺘﺤﺮك ،وﺗﺴﺘﺒﻌﺪ اﳌﺸﺎرﻛﺎت ﻏري اﳌﺴﺘﻮﻓﻴﺔ ﻟﻠﴩوط أﻋﻼه.
swaihaan.ae
swaihaan
sbzc.ae
@sbzc_ad
turath_cmc turath_cmc
2018 ﻳﻨﺎﻳﺮ219 ﻧﺎدي ﺗﺮاث ا>ﻣﺎرات اﻟﻌﺪد
ŌřźƌŴƫř šřŹŚƯDžř : اﻟﻤﻠﻒ
ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ
nŌřźŰƈƫř ƉƹźƯ~ Ë ŶƿřŻ ƲǀƗŹřżưƫř Šưƨů ﻓﻲ اﻟﻤﺄﺛﻮرات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ا>ﻣﺎراﺗﻴﺔ
ťřźŤƫř ũřŹŵœ ƮŤƿ ƪƷ ƮǀƬƘŤƫř ŪƷŚƴƯ ƾƟ ŠǀţřŹŚƯDžř şŏźưƫř ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ
Šƴƿżųƹ ŠƴƿŻ ƾţřŹŚƯDžř ťƹŹƺưƫř ƲƯ ƭŵŚŴƫř źƄƗƹ ŠƟŚƠǀƫř źƄƘƫř Ë