ğėķĘŬǤė ķĘĤċ ŲŬ
ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺒﺪﻳﺔ – اﻟﻔﺠرية ﻳﻌﺪ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺒﺪﻳﺔ أﻗﺪم ﻣﺴﺠﺪ ﺑﺎﻹﻣﺎرات ،ﺗﻢ ﺑﻨﺎؤه ﰲ ﺣﺪود ﻋﺎم 1446م ،وﻫﻮ أﺣﺪ أﺑﺮز وﺟﻬﺎت اﻟﺴﻴﺎح ،وﻣﺎزاﻟﺖ ﺗﻘﺎم ﻓﻴﻪ اﻟﺼﻼة ﺣﺘﻰ اﻵن ﺑﻌﺪ أن ﺷﻬﺪ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺮﻣﻴﻢ منﻮذﺟﻴﺔ.
د .راﺷﺪ أﺣﻤﺪ اﳌﺰروﻋﻲ
ĝĹĸĚ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺗﺮاﺛﻴﺔ
ﺣﻴﻨﻤﺎ
ﻳﻬﺐ اﻟﻠﻪ وﻃﻨﺎً ﻗﻴﺎدة ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺗﺮاﺛﻪ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪه وﺗﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺑﻪ ﺣﺎﺿﺮه ،ﻓﺈن ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ أﺑﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أﻛﺜﺮ إﺷﺮاﻗﺎً وازدﻫﺎرا ً. وﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺨﺘﺎر اﻷﻗﺪار رﺟﺎﻻً ﺗﻤﺴﻜﻮا ﺑﺘﺮاﺛﻬﻢ وﺣﺎﻓﻈﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻷﺳﺎس ﻟﺼﻨﻊ ﺣﺎﺿﺮ ﻣﺰدﻫﺮ وﻏﺪ ﻣﺸﺮق ،ﻓﺈن اﻟﺘﻔﺎف اﻟﺸﻌﺐ ﺣﻮﻟﻬﻢ وﺗﻘﺪﻳﺮه ﻟﻬﻢ ﻳﺼﺒﺢ أﻣﺮا ً ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً. واﻟﻤﺘﺘﺒﻊ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎرات ،واﻟﻨﺎﻇﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ وﺣﻴﺎدﻳﺔ واﻟﻤﺘﻌﻤﻖ ﻓﻴﻪ ﺑﺮوﻳّﺔ ﻻﺑﺪ أن ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻗﻠﻴﻼً ﻣﻊ رؤﻳﺔ ﻫﺆﻻء اﻟﺮﺟﺎل ﻟﻠﻤﻮروث واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺠﻞ ﺑﺄﺣﺮف ﻣﻦ ﻧﻮر ﻟﺘﻜﻮن ﻣﻨﺎرات ﻫﺪاﻳﺔ ﻟﻸﺑﻨﺎء اﻟﺬﻳﻦ رﺑﻤﺎ ﺷﻐﻠﺘﻬﻢ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺑﺄدواﺗﻬﺎ واﻟﻌﺼﺮ ﺑﻤﻔﺮداﺗﻪ ﻋﻦ ﺗﺮاﺛﻬﻢ اﻟﺘﻠﻴﺪ. ﻓﻠﺒﺎﻧﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ وﻣﺆﺳﺴﻪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻛﻠﻤﺎت ﻣﺄﺛﻮرة ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث وﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ »ﻣﻦ ﻻ ﻣﺎﺿﻲ ﻟﻪ ﻻ ﺣﺎﺿﺮ ﻟﻪ وﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ«. وﻟﻘﺎﺋﺪ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ »ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ« ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت داﺋﻤﺔ ﺣﻮل أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮروث اﻟﺘﺮاﺛﻲ. وﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﻳﺪ ﻋﻠﻴﺎ ﻓﻲ دﻋﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ اﻟﻘﺎﺻﻲ واﻟﺪاﻧﻲ. وﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ دﻋﻢ ﻗﻴﺎدة اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﺘﺮاث ﻋﻨﺪ ﺣﺪود اﻟﻜﻠﻤﺎت أو اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت ،ﺑﻞ ﺗﺨﻄﻰ ذﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮا ً. واﻟﻤﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺸﺄن اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻗﻠﻴﻼً ﻣﻊ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻻﻓﺘﺔ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺧﻼل اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ؛ ﻓﻔﻲ ﺳﻮﻳﺤﺎن ﺗﺮك ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ 2014م ﺑﺼﻤﺎت واﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث ورﺳﺎﻟﺘﻪ ﻋﺒﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ
130
اﻹﺑﻞ وﻣﺴﺎﺑﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ )ﻣﺰاﻳﻨﺔ /ﻣﺤﺎﻟﺐ( وأﻣﺴﻴﺎت ﻓﻨﻴﺔ ﻋﺒﺮ »ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺳﻮﻳﺤﺎن« وﺳﻮق ﺷﻌﺒﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت. وﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ أﻋﺎد ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ ﻓﻲ دورﺗﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﻵﺑﺎء اﻷواﺋﻞ اﻟﺬي ﺟﺴﺪه ﺑﺼﺪق ﻓﻲ أرﻛﺎﻧﻪ اﻷرﺑﻌﺔ :اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ،ورﻛﻦ اﻟﺼﺤﺮاء ،ورﻛﻦ اﻟﻮاﺣﺎت ،ورﻛﻦ ﺟﺰﻳﺮة أﺑﻮﻇﺒﻲ. وﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻮذﻳﺐ اﻛﺘﻤﻞ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﺑﻤﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ وﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن اﻟﺨﻴﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ. اﻷﺣﺪاث اﻟﺜﻼﺛﺔ -وإن ﺗﻨﻮﻋﺖ أﻣﺎﻛﻨﻬﺎ -اﻟﺘﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺪف واﺣﺪ واﺑﺘﻐﺖ ﺗﺤﻘﻴﻖ رﺳﺎﻟﺔ واﺣﺪة ﻧﺒﻴﻠﺔ ،ﺗﻘﻮل ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺑﻮﺿﻮح )اﻟﺘﺮاث أﻣﺎﻧﺔ وﻧﻘﻠﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ واﺟﺐ وﺿﺮورة ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره إﺣﺪى ﻣﻔﺮدات اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ( ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻌﺖ ﻗﻴﺎدة اﻹﻣﺎرات ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ. ﻓﺎﻟﻤﻔﺮدة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﻓﻘﻂ ﻧﺸﻴﺪا ً ﻳﺆدى ﻓﻲ ﻓﻨﺎء اﻟﻤﺪارس ﺻﺒﺎﺣﺎً أو ﺳﻼﻣﺎً وﻃﻨﻴﺎً ﻧﻘﻒ ﻟﻪ إﺟﻼﻻً ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ وﻻ زﻳﺎً ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎً ﻧﺮﺗﺪﻳﻪ ﺻﺒﺎﺣﺎً وﻣﺴﺎ ًء ،ﺑﻞ ﻫﻮ إﺣﺴﺎس ﻣﻔﻌﻢ ﺑﺤﺐ اﻟﻮﻃﻦ وﻋﻤﻞ ﺑﺈﺧﻼص ﻟﺘﻘﺪﻣﻪ وﺳﻌﻲ ﺣﺜﻴﺚ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪه، وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺄﺗﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻘﻮل اﻷﺑﻨﺎء ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ أﻇﺎﻓﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺣﺐ اﻟﻮﻃﻦ واﻹﺧﻼص ﻟﻘﻴﺎدﺗﻪ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺮاﺛﻪ دون أن ﻧﺤﺮﻣﻬﻢ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻌﺼﺮ ﻷﻧﻬﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﺿﺮورﻳﺔ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻨﺤﻴﺘﻬﺎ ﺟﺎﻧﺒﺎً
ﺧﺎﻟﺘﻲ ﻳﺎ أﺧﺖ أﻣﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻌﺒﻬﺎ: ﺗﻘﻮم إﺣﺪى اﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ﺑﻤﺴﻚ اﻟﻌﺮوس وﺗﺠﻠﻴﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﺗﻨﻘﺴﻢ اﻟﻄﺎﻟﺒﺎت إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﺘﻴﻦ وﺗﻜﻮن اﻟﻌﺮوس ﻓﻲ اﻟﻮﺳﻂ ﻣﺮﺗﺪﻳﻪ اﻟﺰي اﻹﻣﺎراﺗﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ وﻳﺘﺮدد اﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ..ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺘﻲ ﻳﺎ أﺧﺖ أﻣﻲ..ﻋﻄﻴﻨﻲ ﻣﺮﺻﺪ أﻣﻲ...أﻟﺦ وﺗﻘﻮم إﺣﺪى اﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ﺑﺘﺒﺨﻴﺮ اﻟﻌﺮوس وﺗﻌﻄﻴﺮﻫﺎ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺷﻴﻠﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﺮدد اﻟﻜﻠﻤﺎت:
ﻳـــﺎ ﺧــﺎﻟــﺘــﻲ ﻳـــﺎ أﺧــــﺖ أﻣــﻲ
ﻋــﻄــﻴــﻨــﻲ ﻣـــﺮﺿـــﻊ أﻣـــﻲ
ﺑـــــــﺰوده ﺑــﺮﻓــﺎﻗــــــــــــــــــــﻪ ﻋــــﻠــــﻰ ﺑـــﻌـــﻴـــﺮ اﻟـــﻨـــﺎﻗـــﻪ ﻳـــﺎﻟـــﻨـــﺎﻗـــﻪ ﻳــﺎﻟــﺨــﻔــﺎﻗــﺔ ﺗــﻠــﺼــﻖ ﻋـــﻠـــﻰ ﻋـــﺮﻋـــﻮري ﻳــــﺎ ﺧـــــﻮي ﻗــــﻢ راﻓــﻘــﻨــﻲ ﺑــــــــــﺪور ﻟــــــﻚ ﻋــــــﺮوس ﻋـــﺮوﺳـــﺘـــﻚ ﻫــــﻲ ﺳــﻠــﻮﻣــﺔ ﺻــــﻔــــﺎﻓــــﺔ اﻟــــﻌــــﻘــــﻮص
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
129
Ğƀěŕŀ ęĘŕŨč
b Ø Û p Ù µØ} ,Î #. ] É/# Ùµ( # $Ù . ' Ù# Ù ±# #æ
Ú¦# $# Ù æ Í/ (# p } Û+. ] 2 1$ ), pÉ. / ±# " Ù¢
%¹ # & ( + . % ' 1Ê Ï~ Øp Û, !#¦# ]-Í p .. ±# . Ð Ø b b .% Ê' /+ (# p . 1µ' ' 1$ p+ ° Ð Ð Û$ Û ¸/ } ] 'è Ú Î Û # ± ($# ( Ù ±# #æ Ð' / # . (# Û Ù' #
ﺧﻴﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﻌﻮد ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻟﻠﻌﺒﺔ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺨﻴﺎﻟﺔ ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ أن اﻷداة اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻌﺒﺔ ﺗﺴﻤﻰ ﺧﻴﻼ ..وﻫﺬه اﻟﻠﻌﺒﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺮف ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻓﺤﺴﺐ وإﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ وإن اﺧﺘﻠﻔﺖ اﻟﺘﺴﻤﻴﺎت. وﻫﺬه اﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻳﻤﺎرﺳﻬﺎ اﻟﺼﺒﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﺨﺮﻳﻒ ﺣﻴﺚ ﻳﺄﺧﺪ ﻛﻞ ﺻﺒﻲ )ﺟﺮﻳﺪة( ﻃﺮﻳﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ﺣﻴﺚ ﻳﻀﻌﻬﺎ اﻟﺼﺒﻲ ﺑﻴﻦ ﻓﺨﺪﻳﻪ وﻛﺄﻧﻪ ﻳﻤﺘﻄﻲ ﺣﺼﺎﻧﺎ ،وﻳﻤﺴﻚ ﺑﺈﺣﺪى ﻃﺮﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﻣﺘﻤﺜﻼ ﻟﺪﻳﻪ رأس اﻟﺤﺼﺎن ،ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﻓﻲ اﻷرض ،وﻳﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪه اﻷﺧﺮى ﻋﺼﺎ ﻗﺼﻴﺮة ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺣﻮاﻟﻲ اﻟﻤﺘﺮ ﻟﻴﻀﺮب ﺑﻬﺎ اﻟﺠﺮﻳﺪة أي اﻟﺤﺼﺎن ﻟﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺣﺼﺎﻧﻪ وﻳﻨﻄﻠﻖ ﺑﻬﺎ راﻛﻀﺎ ،وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺮﺑﻂ أﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻬﺎ ) اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ( ﺑﺤﺒﻞ أي ﺧﻄﺎم ﻳﺮﺑﻂ ﺑﻪ ﻓﺮﺳﻪ أو ﺣﺼﺎﻧﻪ،وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻨﻈﻢ ﺳﺒﺎﻗﺎت ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻠﻌﺒﺔ،واﻟﻔﺎﺋﺰ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻘﻄﻊ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ اﻟﻤﺤﺪدة ﻟﻠﺴﺒﺎق ﻗﺒﻞ ﻏﻴﺮه.
128
ĴńĸŭŨė
اﻟﻤﺮﺟﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﺖ أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ ﻟﻤﺪة اﻟﻨﻮاﻓﺬ وﺑﻌﺪ أﺳﺒﻮع ﻟﺘﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻗﻮاﻟﺐ ﺻﻠﺒﺔ. ﺻﻤﻤﺖ اﻟﻨﻮاﻓﺬ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﻈﺎم ﺗﺮﻛﻴﺐ ﻫﺬه اﻷﺣﺠﺎر ،ﻏﻄﻴﺖ اﻟﺠﺪران اﻟﺘﻬﻮﻳﺔ واﻟﺬي ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻢ اﻟﺒﺎرﺟﻴﻞ، ﺑﻄﺒﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻠﺲ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﻢ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ أﻓﻀﻞ ﻧﺤﻮ ،وﻳﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻼط اﻟﺠﺺ اﻟﺒﺤﺮي ،واﻟﺬي ﻳﺼﻨﻊ ﻣﻦ أﻗﺪم أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ واﻟﺘﻬﻮﻳﺔ اﻟﻤﺮﺟﺎﻧﻴﺔ، ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺧﻠﻂ اﻷﺣﺠﺎر اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ،وﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻨﺴﺎﺋﻢ واﻷﺻﺪاف واﻷﺣﺠﺎر اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻘﻮس اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﻮق اﻟﻨﺎﻓﺬة ﻃﺤﻦ ﻫﺬا اﻟﺨﻠﻴﻂ وﻣﺰﺟﻪ ﻣﻊ اﻟﻤﺎء إﻟﻰ داﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻟﻴﻮﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺒﺮودة، ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ اﻟﻤﻌﺠﻮن ،وﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ اﻷوﺗﺎد وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻮاﻓﺬ ﻗﺪ وﺿﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻣﻦ اﻷرض ﻟﺘﺴﺎﻫﻢ ﺑﺈدﺧﺎل أﻗﻞ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺪران اﻟﻐﺮف ﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻣﺼﺎﺑﻴﺢ اﻹﺿﺎءة اﻟﻀﻮء اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ إﻟﻰ اﻟﺪاﺧﻞ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ واﻟﻜﺴﺎء. اﻟﻨﻮاﻓﺬ ﺑﺸﺒﻜﺔ ﻗﻀﺒﺎن ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ وأﻗﻔﺎل داﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ،وﺗﻮﺟﺪ ﻧﻮاﻓﺬ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺮدﻫﺔ ﻟﻬﺎ ﺷﺒﻜﺔ ا ﻋﻤﺪة اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﻗﻀﺒﺎن ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ وأﻗﻔﺎل داﺧﻠﻴﺔ أﻳﻀﺎً، ﻹﻧﺸﺎء اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ،ﻗﺎم اﻟﺒﻨﺎؤون وﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﺘﺢ اﻟﻨﺎﻓﺬﺗﻴﻦ اﻟﻤﺘﻘﺎﺑﻠﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻮﺿﻊ ﺟﺬع ﺷﺠﺮة اﻟﻐﺎف ﻋﺒﺮ اﻟﻔﺠﻮة اﻟﺼﻴﻒ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﺗﻴﺎر ﻫﻮاﺋﻲ ﻳﻤﻨﺢ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻟﺘﻜﻮن اﻟﻌﻤﻮد اﻷﺳﺎﺳﻲ وﻟﺘﺘﺸﺎﺑﻚ ﻣﻊ اﻟﺒﺮودة اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ. أﻋﻤﺪة ﺧﺸﺐ أﺷﺠﺎر اﻟﻘﺮم )اﻟﻤﺎﻧﻐﺮوف( واﻟﺘﻲ ﻏﻤﺮت ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺮ اﻟﻤﺴﺤﻮق ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﻄﺒﺦ واﻟﺴﻤﻚ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺸﺮات ،ﺛﻢ ﻛﺎن اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻠﻤﻄﺒﺦ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ اﺳﺘﺨﺪم اﻟﺒﻨﺎؤون ﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻴﻞ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﻨﻮر )ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺤﻔﻮرة ﻟﻠﻄﻬﻲ(. ﺣﺼﺎﺋﺮ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻌﺮﻳﺾ واﻟﺤﺼﻴﺮ، اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻛﻤﺎ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ أﻋﻤﺪة ﺧﺸﺐ أﺷﺠﺎر اﻟﻘﺮم اﺳﺘﺨﺪم اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ اﻟﺴﻘﺎﻻت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﺒﺮج واﻟﺘﻲ ﺷﺨﺒﻮط ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﻣﺎﺗﺰال ﻣﻮﺟﻮدة أﺳﻔﻞ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻘﺮﻣﻴﺪي ﺛﺮاه ،ﻫﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻹﺟﺮاء اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﺣﺘﻰ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم. اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺤﻘﻮق أﺑﻮﻇﺒﻲ واﻣﺘﻴﺎزاﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﻂ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪت ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻣﺪاﺧﻞ اﻟﺤﺼﻦ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرة. ﺗﺘﻤﻴﺰ اﻟﻤﺪاﺧﻞ ﺑﻜﺜﺮة اﻟﺰﺧﺎرف ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺠﺪران اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ،وﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻣﻮاد أﻛﺜﺮ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﻟﺘﺸﻴﻴﺪ ﻫﺬه اﻟﻤﺪاﺧﻞ وزﻳﻨﺖ ﻣﺠﻠﺲ اﻻﺳﺘﺸﺎرات اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﻘﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﺒﻼط اﻟﻤﻄﻠﻲ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺟﻤﻴﻞ ،ﻛﺎن اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻨﻲ اﻟﻘﺼﺮ ﻛﺎن اﻟﺮﺟﺎل ﻳﺪﺧﻠﻮن زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه، ﻣﻦ اﻟﺒﻮاﺑﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻤﻤﺮ ﻣﺆﺳﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ورﺋﻴﺴﻬﺎ اﻷول ،ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﺨﺼﺼﺎً ﻟﺪﺧﻮل اﻟﻨﺴﺎء. ﻫﺬا اﻟﻤﺒﻨﻰ اﻹداري ﻻﺳﺘﻀﺎﻓﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت
وإﺟﺮاء اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﻬﻤﺔ. وﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪم اﻟﺒﺮج اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻘﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ ﻓﻲ رﻓﻊ اﻷذان ﻗﺒﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺂذن ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ )1795 – 1750م(. اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺘﺼﺎﻣﻴﻢ اﻟﻤﻌﻤﺎرﻳﺔ ﻟﻠﻘﺼﺮ وﻗﺪ ﺷﺮﻋﺖ ﻫﻴﺌﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺣﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع ﻻﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺘﺼﺎﻣﻴﻢ اﻟﻤﻌﻤﺎرﻳﺔ ﻟﻠﻘﺼﺮ ،وﺷﻜﻠﻪ اﻷﺛﺮي ،ﻹﺑﺮاز أﺻﺎﻟﺔ ﺗﺎرﻳﺦ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،واﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻘﺪم وﻧﻬﻀﺔ وﻋﻤﺮان ﻓﻲ وﻗﺘﻨﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮ .وﻳﺘﻮﻟﻰ ﻣﺎرك ﺑﻮﻳﻞ ﻛﻴﻔﻴﻦ ،ﻣﺪﻳﺮ ﻗﺴﻢ اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﻌﻤﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺣﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻤﺸﺮوع ﻣﻨﺬ اﻧﻄﻼﻗﺘﻪ ،وﻫﻮ ﻋﻠﻰ دراﻳﺔ ﺑﺎﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﻣﻮﻗﻊ ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ ،وﺣﻮل ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل ﻣﻮﺿﺤﺎ" :إن اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ أﺿﻴﻔﺖ إﻟﻰ ﺟﺪران اﻟﻘﺼﺮ ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺗﺴﺒﺐ ﺧﻨﻖ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺠﺪران اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻌﺮض اﻟﻤﺒﻨﻰ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﻜﻴﻴﻒ داﺧﻠﻲ ﻳﺒﺮد اﻟﻤﺒﻨﻰ إﻟﻰ 24درﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ .وﻳﺴﺎﻫﻢ ﻫﺬا اﻟﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﺒﺮودة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺤﺮارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻃﺒﻘﺎت ﺗﻜﺎﺛﻒ ﻣﺤﺘﺒﺴﺔ داﺧﻞ اﻟﺠﺪران وﻋﻠﻰ ﺳﻄﻮح اﻟﺤﺠﺮ اﻟﻤﺮﺟﺎﻧﻲ
İŀĴũŤē
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
127
ŮŁĩŤē ĴŁŜ ūĔĤĴŲŨ
126
ĴńĸŭŨė وﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ،ﻗﺎم اﻟﺸﻴﺦ وﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪ اﻟﺸﻴﺦ ﺷﺨﺒﻮط ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل واﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ .ﻛﻤﺎ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﻳﺎس ﻧﻬﻴﺎن ﺣﺎﻛﻢ أﺑﻮﻇﺒﻲ )1928م – 1966م( إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﺎﺣﻞ ،وﻗﺮر اﻟﺸﻴﺦ ﺷﺨﺒﻮط ﻃﺤﻨﻮن ﺑﻦ ﺷﺨﺒﻮط ﺣﺎﻛﻢ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺪات اﻟﻨﻔﻂ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﻘﺼﺮ اﻟﻤﻬﻴﺐ )1818م – 1833م( ﺑﺘﻮﺳﻴﻊ اﻟﺤﺼﻦ، ﺑﻦ ذﻳﺎب ﺣﺎﻛﻢ ﻷﺑﻮﻇﺒﻲ )1795م – اﻟﺬي أﺣﺎط ﺑﺎﻟﺤﺼﻦ اﻟﻘﺪﻳﻢ. 1816م( ،ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺑﺮج اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ إﻟﻰ ﺣﺼﻦ ﻟﺘﺘﺤﻮل اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻢ ﻗﺮر ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺪدا ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ اﻷﻛﻮاخ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻴﻊ. ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻣﺆﺳﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ورﺋﻴﺴﻬﺎ ﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻴﻞ إﻟﻰ ﺑﻠﺪة ﻛﺒﻴﺮة ﻳﻘﻄﻨﻬﺎ ﺑﻨﻲ اﻟﺤﺼﻦ ﻣﻦ اﻷﺣﺠﺎر اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻷول ،إﺟﺮاء أﻋﻤﺎل ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ آﻻف ﺷﺨﺺ .وﺑﻌﺪ واﻟﻤﺮﺟﺎﻧﻴﺔ ،وﻏﻄﻴﺖ ﺟﺪراﻧﻪ ﺑﺨﻠﻴﻂ ﻣﺒﻨﻰ ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ ،ﻟﻴﺤﻮﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﺎم اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻃﺤﻨﻮن ﺣﺎﻛﻢ ﻣﺼﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻜﻠﺲ واﻟﺮﻣﺎل اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ )1845م – 1855م( ﺑﺎﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮ إﻗﺎﻣﺔ ﻟﻸﺳﺮة اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ إﻟﻰ ﻣﺘﺤﻒ واﻷﺻﺪاف اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﻤﻄﺤﻮﻧﺔ .وﺑﻔﻀﻞ وﻣﻌﺮض ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ واﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺗﻮﺳﻌﺔ أﺧﺮى إﻟﻰ اﻟﺤﺼﻦ وإﺿﺎﻓﺔ ﻣﻴﺰة اﻧﻌﻜﺎس اﻹﺿﺎءة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺘﺎرﻳﺦ أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺴﻴﻨﺎت واﻟﺘﻄﻮﻳﺮات ﻓﻲ اﻷﺻﺪاف ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺪران اﻟﺤﺼﻦ اﻟﺨﻠﻴﺞ. ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. ﺗﺘﻸﻷ ﺗﺤﺖ أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻋﻼﻣﺔ وﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﺎﻃﺌﻴﺔ ﻣﻤﻴﺰة ﺗﺮﺣﺐ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎر اﻟﻘﺎدﻣﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .وﻗﺪ اﺧﺘﻴﺮ ﺧﺸﺐ أﺷﺠﺎر ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻻﻧﺤﺪار واﻟﺘﺮاﺟﻊ اﻟﺠﺪران اﻟﻘﺮم )اﻟﻤﺎﻧﻐﺮوف( ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻷرﺿﻴﺎت وﺑﻨﺎء اﻟﺬي ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﺗﺠﺎرة اﻟﻠﺆﻟﺆ ،ﻋﺎد اﻟﺤﺼﻦ ﺷﻴﺪت اﻟﺠﺪران ﻣﻦ اﻷﺣﺠﺎر اﻟﻤﺮﺟﺎﻧﻴﺔ اﻟﺴﻘﻮف ﻟﻤﺎ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺻﻼﺑﺔ وﻗﺪرة ﻟﻴﺘﻮﺳﻊ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ واﻟﺒﺤﺮﻳﺔ وﻗﻄﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻗﻮاﻟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻤﻞ واﻟﺪوام ﻟﻤﺪة زﻣﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ .اﻟﻨﻔﻂ واﻛﺘﺸﺎﻓﻪ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ 1939و .1950ﻣﻜﻌﺒﺔ اﻟﺸﻜﻞ ،وﺗﺮﻛﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﻄﻊ
İŀĴũŤē
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
125
ﻟﻤﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ
ﻣﺸﺎﻫﺪة ﻋﺮوض ﺗﺤﻀﻴﺮ اﻟﻌﺮس اﻹﻣﺎراﺗﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي وﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ﻣﻦ أزﻳﺎء وﻣﻮﺳﻴﻘﻰ وﻓﻨﻮن ﺷﻌﺒﻴﺔ. وﻓﻲ رﻛﻦ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﺘﻘﻰ اﻟﺰوار ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ إﻋﺪاد اﻟﻘﻬﻮة اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ﻓﻲ "اﻟﺤﻈﻴﺮة" وﻫﻲ ﺟﻠﺴﺔ إﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﺴﻌﻒ اﻟﻨﺨﻴﻞ ،وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺰﺑﺪة ،وﺗﺬوق أﺻﻨﺎف اﻟﻤﺄﻛﻮﻻت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ .وﺷﺎﻫﺪ اﻟﺰوار ﻋﺮوض اﻟﻴﻮﻟﺔ ،وﺗﻌﺮﻓﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺒﺪوﻳﺔ ،وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﺮوج. وﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﺿﻢ رﻛﻦ اﻟﺼﺤﺮاء ﺣﻈﻴﺮة ﻟﻠﻄﻴﻮر واﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﺿﻤﺖ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻃﻴﻮر اﻟﺤﺒﺎرى اﻟﻤﻬﺪدة ﺑﺎﻻﻧﻘﺮاض ،ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺰوار ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺬﻟﻬﺎ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ أﺻﻨﺎف اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﻤﻬﺪدة ﺑﺎﻻﻧﻘﺮاض. ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻤﻦ اﻟﺮﻛﻦ ﻋﺮوﺿﺎً ﻟﻠﻜﻼب اﻟﺴﻠﻮﻗﻴﺔ وﻋﺮوﺿﺎً ﻟﻠﺼﻘﺎرة واﻹﺑﻞ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬﺎ. وﺗﻀﻤﻨﺖ ورش اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ داﺧﻞ ﺧﻴﻤﺔ ﺑﺪوﻳﺔ ﻃﺮق ﺻﺒﺎﻏﺔ اﻟﻜﻨﺪورة وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺒﺮﻗﻊ ،وﺣﻴﺎﻛﺔ ﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻴﻞ )اﻟﺨﻮص(، وإﻋﺪاد اﻟﻘﻬﻮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،واﻟﺮﺳﻢ ﺑﺎﻟﺤﻨﺎء وإﻋﺪاد اﻟﺪﺧﻮن واﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ. ورﻛﺰ رﻛﻦ اﻟﺒﺤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺑﻴﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ واﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﺻﻴﺪ اﻟﺴﻤﻚ
124
ŮŁĩŤē ĴŁŜ ūĔĤĴŲŨ
ﻣﻦ واﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻠﺆﻟﺆ .وﺷﺎﻫﺪ اﻟﺰوار اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻦ اﻟﺸﺎﺷﺔ اﻟﻌﺮوض اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻗﻮارب ﺔ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ واﻟﻤﺠﺎدﻳﻒ واﻷﺷﺮﻋﺔ واﻟﻘﻮارب ﺔ )اﻟﻘﺮﻗﻮر( وﺷﺒﺎك اﻟﺼﻴﺪ وﻣﺼﺎﺋﺪ اﻷﺳﻤﺎك ( ﻋﻠﻰ وﺗﻤﻠﻴﺢ اﻷﺳﻤﺎك .ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮف اﻟﺰوار ﻰ وﺗﻀﻤﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﻔﺘﺢ اﻟﻤﺤﺎر. ﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺮﻛﻦ ﻣﻌﺮﺿﺎً ﻟﻠﺆﻟﺆ اﺳﺘﻌﺮض ت اﻟﺰوار ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،ﺗﻌﺮف ر ﻋﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻫﺬه اﻟﻤﻬﻨﺔ ﻦ وﻣﺼﺎﺋﺪ ﻛﺜﺐ وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺷﺒﺎك اﻟﺼﻴﺪ ﺪ اﻷﺳﻤﺎك. ﻋﺠﺎﺋﺐ أﻣﺎ رﻛﻦ اﻟﻮاﺣﺔ ﻓﻘﺪ اﺣﺘﻮى ﻋﻠﻰ ﺐ اﻟﺰوار اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ،ﺣﻴﺚ ﺗﻤﻜﻦ ر اوﻳﺔ ﻣﻦ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ أﺻﻨﺎف اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﺼﺤﺮ ﺔ وﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ،واﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ أﺳﺮارﻫﺎ ﺎ اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻟﻌﻼﺟﻴﺔ. ﻣﺜﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻤﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ﻞ )اﻟﺨﻼﺑﺔ(، ﺣﻴﺎﻛﺔ اﻟﺨﻮص وﺗﺴﻠﻖ اﻟﻨﺨﻴﻞ ، ﻋﻠﻰ وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺤﺒﺎل ،وﺗﻌﺮف اﻟﺰوار ﻰ وﺷﺎﻫﺪوا اﻟﻄﺮق اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻹﻋﺪاد اﻟﺘﻤﻮر، ا اﻟﻤﺎﻋﺰ أﻧﻮاﻋﺎً ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻣﺜﻞ ﺰ "ﻫﻮﻛﺴﺒﻴﻞ" وﺳﻼﺣﻒ ﻣﻨﻘﺎر اﻟﺼﻘﺮ " اﻟﻤﻬﺪدة ﺑﺎﻻﻧﻘﺮاض. اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺿﻢ اﻟﻤﺠﻤﻊ ﻲ ﺣﻮل ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ورش اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻸﻃﻔﺎل ل واﻷزﻳﺎء اﻟﻤﻬﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ء اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻔﺨﺎر.
ﻳﻤﺜﻞ ﻣﺒﻨﻰ ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ رﻣ ًﺰا ﻟﻨﺸﺄة أﺑﻮﻇﺒﻲ وﻣﺜﺎﻻً ﻟﻠﺸﻤﻮخ واﻷﺻﺎﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ، وﻫﻮ أول ﻣﺒﻨﻰ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﻴﻴﺪه ﻓﻲ اﻹﻣﺎرة، ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻘﺮا ً ﻹﻗﺎﻣﺔ أﺟﻴﺎل ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻣﻦ أﺳﺮة آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ. ﻧﺸﺄ ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن ﺪه ﺷﻴﺪه اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻛﺒﺮج ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒﺔ ﺷﻴّﺪ ﺷﻴﺦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﻳﺎس اﻟﺸﻴﺦ ذﻳﺎب ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎم 1793م ،ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﻤﺮﺟﺎﻧﻲ اﻟﺒﺤﺮي .وﺑﻤﻮﻗﻌﻪ اﻟﻤﺘﻤﻴﺰ اﻟﻤﻄﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺮ ،ﺣﻤﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻤﺖ ﺣﻮل ﻣﺼﺎدر اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺘﻲ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮة. وﻣﻊ اﻛﺘﻤﺎل ﺑﻨﺎء ﺑﺮج اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ، اﺳﺘﻘﻄﺒﺖ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ أﻋﺪادا ً ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن اﻟﺠﺪد ،ﻟﺪوره ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻷﻣﺎن وإﺿﻔﺎء أﺟﻮاء اﻻﺳﺘﻘﺮار
ĴńĸŭŨė
اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة(. وأﻛﺪ ﺳﻤﻮه )ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻘﺪﻣﻨﺎ وﺗﻄﻮرﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺘﻤﺴﻚ أﻛﺜﺮ وأﻛﺜﺮ ﺑﻤﺎﺿﻴﻨﺎ وﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ اﻟﻌﺮﻳﻖ، ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﺈﻋﺠﺎب وﻧﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻪ ﻗﻮﺗﻨﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ(. وأﺿﺎف) :إن أﺟﺪادﻧﺎ أﺳﺴﻮا ﺑﻜﻞ ﻫﻤﺔ وﺻﺒﺮ وﻋﺰﻳﻤﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺒﻨﺎء اﻟﺸﺎﻣﺦ اﻟﺬي ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﻓﺨﺮ واﻋﺘﺰاز، وﻗﺪ ﻋﺎﻫﺪﻧﺎﻫﻢ وﻧﺠﺪد ﻋﻬﺪﻧﺎ اﻟﻴﻮم ﺑﺈن ﻫﺬه اﻟﻤﺴﻴﺮة ﺳﺘﺒﻘﻰ ﺷﺎﻣﺨﺔ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ وﺳﻴﻮاﺻﻞ أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات ﺗﺤﻘﻴﻖ رؤﻳﺔ أﺟﺪادﻫﻢ وﺳﻴﺤﻤﻠﻮن راﻳﺔ وﻃﻨﻬﻢ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ(. وأﺷﺎر ﺳﻤﻮه إﻟﻰ إن ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ ﻳﻤﺜﻞ ﻣﺒﺎدرة ﺣﻴﻮﻳﺔ وﻧﻤﻮذﺟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ وﻣﻤﺘﺪة إﻟﻰ وﻗﺘﻨﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﺗﻌﻜﺲ اﻟﻤﻨﺠﺰات واﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻋﻠﻰ أرض اﻹﻣﺎرات وﺗﺮﺳﻢ اﻟﺨﻄﻮات اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ
واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ. ﺗﻀﻤﻦ اﻟﻴﻮم اﻷول ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻋﺮض ﻟﻔﺮﻗﺔ )ﻛﻔﺎﻟﻴﺎ اﻻﺳﺘﻌﺮاﺿﻴﺔ( اﻟﻜﻨﺪﻳﺔ ،ﻣﻦ إﺧﺮاج ﻧﻮرﻣﺎﻧﺪ ﻻﺗﻮرﻳﻞ وﺗﺼﻤﻴﻢ ﻛﻴﺮوﻏﺮاﻓﻲ ورﻗﺼﺎت وﺣﺮﻛﺎت ﺑﻬﻠﻮاﻧﻴﺔ ﻟـ)آن ﻏﻮﺛﻴﻴﺮ(، وﻫﻮ أﺣﺪ وأﻫﻢ اﻟﻤﺒﺘﻜﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ. ﺗﺘﺤﺪث ﻓﻜﺮة اﻟﻌﺮض ﻋﻦ ﺗﻄﻮر ﻋﻼﻗﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻟﺨﻴﻞ ،وﻫﻲ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻤﺨﺮج ﺿﻤﻦ ﺻﻮر دراﻣﻴﺔ رﺻﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻷﺑﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ رﺑﻄﺖ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺸﺮ واﻟﺨﻴﻞ ،ﻫﺬا اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﻮﻓﻲ واﻟﺠﻤﻴﻞ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﺻﺒﻮر وﺑﻨﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺳﺮﻳﻊ اﻟﻐﻀﺐ ،وﺗﺎرﻳﺨﻴﺎً ﺷﺎرك اﻹﻧﺴﺎن أﻫﻢ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻤﺼﻴﺮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻔﺮح واﻟﺤﺮوب واﻟﺴﻔﺮ. اﺷﺘﺮك ﻓﻲ اﻟﻌﺮض اﻟﺬي اﺣﺘﻀﻨﻪ ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ ﺧﻤﺴﻮن ﺣﺼﺎﻧﺎً ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ إﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﺳﻼﻟﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ واﻟﺒﻮﻧﻲ ذات اﻟﺤﺠﻢ اﻟﺼﻐﻴﺮ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ راﻗﺼﺎً وراﻗﺼﺔ وﻓﺎرﺳﺎً
وﻓﺎرﺳﺔ وﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ،ﻗﺪﻣﻮا اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺑﻠﻐﺔ اﻟﺠﺴﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻠﺖ أﺑﺠﺪﻳﺘﻬﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﺘﺪرﻳﺒﺎت اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ﻟﻠﺨﻴﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺪرﺑﻴﻦ. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷرﻛﺎن اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﺎرﻳﺦ أﺑﻮﻇﺒﻲ وﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ)اﻟﺼﺤﺮاء، واﻟﻮاﺣﺔ ،واﻟﺒﺤﺮ وﺟﺰﻳﺮة أﺑﻮﻇﺒﻲ( ،ﺷﻬﺪ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن أﻧﺸﻄﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ورش ﻋﻤﻞ وﻋﺮوض ﺷﻌﺒﻴﺔ اﺣﺘﻔﺖ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ واﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺤﺮﻓﻴﺔ. ﺗﻀﻤﻨﺖ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ رﻛﻦ ﺟﺰﻳﺮة أﺑﻮﻇﺒﻲ ورش ﺣﻔﺮ أﺛﺮﻳﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ وورﺷﺎً أﺧﺮى ﻓﻲ ﺗﺤﻀﻴﺮ اﻟﺪﺧﻮن واﻟﻌﺠﻔﺔ واﻟﺮﺳﻢ ﺑﺎﻟﺤﻨﺎء وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻠﻲ واﻟﺴﺪو ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﻠﻢ أﺳﺎﻟﻴﺐ إﻋﺪاد ﻣﺄﻛﻮﻻت إﻣﺎراﺗﻴﺔ ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف ﻃﻬﺎة إﻣﺎراﺗﻴﻴﻦ ،وﺟﻠﺴﺎت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺤﺮﻓﻴﺎت ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺮوض ﻟﺮﻛﻮب اﻟﺨﻴﻞ واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ داﺧﻞ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ﻳﺤﺎﻛﻲ اﻟﻤﺪارس اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ وأﺳﺎﻟﻴﺒﻬﺎ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ. ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮف اﻟﺰوار ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﺰﻫﺒﺔ )ﺑﻴﺖ اﻟﻌﺮوس( ﻋﻠﻰ أﺟﻮاء اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت ﻣﻦ ﺧﻼل
İŀĴũŤē
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
123
ﻟ ّ ﺨﺺ ﺣﻀﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ
ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﺨﺺ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ ﻓﻲ دورﺗﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ -اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺘﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻷول ﻣﻦ ﻣﺎرس اﻟﺠﺎري ،ﺣﻀﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﻬﺎ اﻵﺑﺎء اﻷواﺋﻞ؛ ﺣﻴﺚ ّﺟﺴﺪ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﺼﺪق ﻓﻨﻲ ﻓﻲ أرﻛﺎﻧﻪ اﻷرﺑﻌﺔ :رﻛﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﺬي ﺗﺤﺪث ﻋﻦ ﺻﻴﺪ اﻷﺳﻤﺎك وروى ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻠﺆﻟﺆ وﻗﺼﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻔﻦ واﻷﻫﺎزﻳﺞ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ،ورﻛﻦ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﺬي رﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻌﺎدات وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ أﻫﻞ اﻟﺼﺤﺮاء ،ورﻛﻦ اﻟﻮاﺣﺎت اﻟﺬي ﻋﺮض ﺑﻴﺌﺔ اﻟﻮاﺣﺎت وﺣﻴﺎة اﻷﺟﺪاد اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻜﻨﻮﻫﺎ وأﺑﺮز ﻋﺎداﺗﻬﻢ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ وﺳﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺨﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،ورﻛﻦ ﺟﺰﻳﺮة أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﺬي ﻗﺪّ م ﻟﻤﺤ ًﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ وﻣﻼﻣﺢ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ وأﻫﻢ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺠﺰﻳﺮة. ųřʼnŐ ĚũňĔŘ ± ŽėŌŵĖĉ.
واﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﺬي ﺗﻨﻈﻤﻪ ﻫﻴﺌﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺣﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ أﻗﻴﻢ ﻓﻲ رﺣﺎب ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﻨﺬ ﺗﺎرﻳﺦ 20ﻓﺒﺮاﻳﺮ اﻟﻤﺎﺿﻲ وﺗﻨﺘﻬﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻷول ﻣﻦ ﻣﺎرس اﻟﺠﺎري ،ﻫﻮ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻨﻮي دﺷﻨﺘﻪ أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻔﺎﺋﺖ اﺣﺘﻔﺎﻻً ﺑﻤﺮو 250ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺋﻪ ،وأﻗﺮﺗﻪ ﺣﺪﺛﺎً ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻳﺤﺘﻔﻲ ﺑﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻌﺮﻳﻖ وﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ واﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺘﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ اﻷﺻﻴﻠﺔ، ﻫﺎدﻓﺎً ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﺲ إﻟﻰ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻫﻮﻳﺔ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات واﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻳﺸﺘﻤﻞ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎرض وورﺷﺎت اﻟﻌﻤﻞ واﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ أﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ، واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ،وزوارﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻫﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻﺗﻪ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ. وﻳﺆﻛﺪ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ ﻛﺠﺰء أﺳﺎﺳﻲ ﺿﻤﻦ ﻧﺴﻴﺞ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ.
122
ŮŁĩŤē ĴŁŜ ūĔĤĴŲŨ
ﻛﺎن اﻓﺘﺘﺎح اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺴﻴﺮة وﻇﻨﻴﺔ ﻛﺒﺮى ،ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟﻔﺮﻳﻖ أول ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن وﻟﻲ ﻋﻬﺪ اﺑﻮﻇﺒﻲ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ،إﻳﺬاﻧﺎ ﺑﺎﻧﻄﻼق اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻓﻲ دورﺗﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،وﻗﺎل
ﺳﻤﻮه ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ) :إن اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﻳﺦ وإرث آﺑﺎﺋﻨﺎ وأﺟﺪادﻧﺎ واﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﻪ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،ﻓﻲ
ĞƀšĚ ĦſĴĭũŨ
)ﻛﻴﻤﻴﺎ( ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ
ŮŻİŤē ĆǙŐ İżŤŴ
ﺧﻼل
ﺗﺠﻮﻟﻲ ﻓﻲ رﻛﻦ اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ واﻟﺨﻀﺮاوات ﺑﺎﻟﺴﻮق ،ﻟﻔﺖ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻋﺪدا ً ﻣﻦ اﻹﺷﺎرات اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻞ ﻓﻲ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻣﻨﺘﺞ إﻳﺮاﻧﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ )ﺗﻤﺮ أﺳﻤﺮ( ،ﻛﻨﺖ ﺗﺬوﻗﺘﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ وﺟﻮدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺬاﻛﺮة ﻣﺮة دون أن أﻧﺘﺒﻪ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ اﺳﻢ )ﻛﻴﻤﻴﺎ( ،وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻨﻲ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﻟﻴﺲ اﻟﺬاﻛﺮة ذاﺗﻬﺎ. اﻟﺘﻤﺮ إﻟﻰ اﻟﺴﺆال :ﻣﺎ اﻟﺬي ﺗﻘﻮﻟﻪ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ ﻋﻦ )ﻛﻴﻤﻴﺎ(؟ ﻛﺎﻟﻌﺎدة -ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺈﻳﺮان -ﻟﺠﺄت إﻟﻰ اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟﺮواﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﻆ )ﻛﻴﻤﻴﺎ( أﻓﻀﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ واﻹﻋﻼﻣﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ أﺣﻤﺪ ﺣﻴﺪري وﻧﺎﻗﺸﺖ اﻷﻣﺮ ﻣﻌﻪ ،ﻣﻦ اﻟﻠﻄﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﺣﻈﻬﺎ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻓﻘﺪ ﻏﺎﺑﺖ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻋﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺼﺎدر ﻣﺎ ﻋﺪا ﻣﺎ اﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﺑﻬﺎ أن اﺳﻢ )ﻛﻴﻤﻴﺎ( ﻣﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ إﻳﺮان ،ﻳﻄﻠﻘﻪ اﻷﻫﻞ أورده )ﻛﺮﻳﻢ زﻣﺎﻧﻲ( اﻟﻤﻌﺮوف ﺑـ)ﻣﻮﻟﻮي ﺷﻨﺎس( ،وﻫﻮ ﻟﻘﺐ ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺗﻬﻢ ،وﻫﻮ ﻋﻨﺪ ﺗﺤﻮﻟﻪ إﻟﻰ اﺳﻢ ﻓﺘﺎة ﻻ ﻳﻌﻮد ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻔﻬﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،وﺗﻘﺎﺑﻞ ﻓﻲ )اﻟﻜﻴﻤﻴﺎء( ،وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻇﻼل ﻣﻌﺎﻧﻲ )اﻟﻨﺎدرة( ﻣﻦ اﻟﻨﺪرة أو اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )اﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﻻﻧﺎ( وﻫﻮ ﻣﺘﺮﺟﻢ وﻣﻔﺴﺮ ﻟﻠﻘﺮآن ،اﻧﺸﻐﻞ )اﻟﻘ ّﻴﻤﺔ( أي ذات اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ،وﻳُﺤﻴﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎه اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﺑﺸﺮح ﻛﺘﺐ ﺟﻼل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺮوﻣﻲ ﻛﺎﻟﻤﺜﻨﻮي اﻟﻤﻌﻨﻮي ،وﻛﺘﺎب )ﻓﻴﻪ ﻣﺎ اﻟﺬﻫﺐ وﻛﺄﻧﻚ ﺗﺴﻤﻲ اﺑﻨﺘﻚ )ذﻫﺐ(. ﻓﻴﻪ( ،وﻏﺰﻟﻴﺎت دﻳﻮان ﺷﻤﺲ. ﻣﻤﺎ أﺣﺰﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﻴﺪري ،ﺗﺄﻛﻴﺪه ﻋﻠﻰ أن اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻻ وﻟـ)ﻣﻮﻟﻮي ﺷﻨﺎس( رأي ﻻﻓﺖ ﺣﻮل )ﻛﻴﻤﻴﺎ ﺧﺎﺗﻮن( ورد ﺿﻤﻦ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺄي ﺷﻲء ﺣﻮل ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺎة ،ﻫﻲ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﻟﻠﻨﺎس ﺷﻴﺌﺎً ،ﻓﻘﺪ ﻣﺪوﻧﺘﻪ ردا ً ﻋﻠﻰ زاﺋﺮ ﺳﺄﻟﻪ أن ﻳﻮﺿﺢ ﻗﺼﺔ ﺷﻤﺲ وﻛﻴﻤﻴﺎ ﺧﺎﺗﻮن، ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﺛﻘﻮب ذاﻛﺮﺗﻬﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻛﻤﺎ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﺛﻘﻮب ﻧﺼﻮص وﻛﺎﻧﺖ إﺟﺎﺑﺘﻪ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،واﻟﺸﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻟﻠﺮواﺋﻲ أﺣﻤﺪ ﺣﻴﺪري: ﻣﻮﻻﻧﺎ وﺛﻘﻮب ﻋﺒﺎءة ﺷﻤﺲ. ﻳﺠﺐ ﺑﺪاﻳﺔ أن أذﻛﺮ أن اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻴﺎة ﺷﻤﺲ وﻛﻴﻤﻴﺎ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﺣﻴﺪري أن ﻳﺘﺮﻛﻨﻲ ﺣﺰﻳﻨﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻤﻴﺎ ،ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ أن ﺛﻤﺔ ﺑﺎﺣﺜﺎً ﺧﺎﺗﻮن ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﺼﺪرﻳﻦ أﺻﻠﻴﻴﻦ؛ اﻷول )رﺳﺎﻟﺔ ﻓﺮﻳﺪون ﺑﻦ إﻳﺮاﻧﻴﺎً ﻣﺸﻐﻮل ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻗﺒﺮ )ﻛﻴﻤﻴﺎ( ،وﻫﻮ ﻳﺤﺎول ﺟﺎﻫﺪا ً أن أﺣﻤﺪ( اﻟﻤﻌﺮوف ﺑـ)ﺳﺒﻬﺴﺎﻻر( ،واﻵﺧﺮ ﻣﻨﺎﻗﺐ اﻟﻌﺎرﻓﻴﻦ ﺷﻤﺲ ﻳﻌﺜﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ أﺛﺮ ،وﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﺣﻴﺪري ﻋﻨﻪ أن ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺪل ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ ﻟﻬﺎ اﻟﺪﻳﻦ أﻓﻼﻛﻲ ...وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻮف ﻧﺴﺘﻌﺮﺿﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﺘﻰ اﻵن ،وأﻧﻪ ﻳُﺮﺟﻊ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺘﻴﻤﺔ ،وﻳﺮى ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺑﻘﻴﺔ أﻧﻬﺎ – ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ -ﻗﺪ ﻋﻮﻣﻠﺖ ﺑﺸﺪة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻻﻧﺎ وﺷﻤﺲ!! ﻛﻼم ﻳُﻮﺟﻊ اﻟﻘﻠﺐ وﻳﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ،إن ﻛﺎن ﺻﺤﻴﺤﺎً. اﺗﻔﻘﺖ ﻣﻊ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﺣﻴﺪري ،ﺑﻌﺪ أن اﻧﺸﻐﻞ ﻣﺜﻠﻲ ﺑﻬﺬه اﻟﺮوح اﻟﻤﻌﺬﺑﺔ )ﻛﻴﻤﻴﺎ( ﻋﻠﻰ أن ﻧﻮاﺻﻞ اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ أﺛﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻓﻲ إﻳﺮان ،وﻗﺪ اﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
121
ĜġťŨė şŹļ
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ »اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ«، ﻫﻮ ﻋﻨﻮان ﻛﺘﺎب ﺻﺪر ﻋﻦ دار اﻟﻬﺪى ﻣﺆﺧﺮا، ﻳﻘﻊ ﻓﻲ 771ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ ذات اﻟﺤﺠﻢ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ،ﻳﺘﻨﺎول اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻮﻧﻪ ﻇﺎﻫﺮة ذات أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺎدﻳﺔ وﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ،ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺄﺑﻌﺎد ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﻣﺤﻠﻴﺔ ووﻃﻨﻴﺔ، ﺗﺘﺨﺬ أوﺟﻬﺎً ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﺻﻔﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ وﻏﻴﺮ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ،ﻣﺎدﻳﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﺎدﻳﺔ ،ﻋﻘﺎرﻳﺔ وﻣﻨﻘﻮﻟﺔ ،ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وأﺛﺮﻳﺔ ،ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ وﻓﻜﺮﻳﺔ، ﻓﻨﻴﺔ وأدﺑﻴﺔ ،ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ودﻳﻨﻴﺔ ،ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ أﺻﻮل وأﺳﺒﺎب ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻀﺎرﻳﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،....ﻛﻴﻒ ﻻ وﻫﻲ -ﻛﻤﺎ وﺻﻔﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ -ﺣﻀﺎرة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ ﻣﺎ ﺗﻠﺒﺚ أن ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ وﺗﻘﻔﺰ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺒﻠﺪان ذات اﻟﺴﻤﻌﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ واﻟﺼﻴﺖ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ .وﻗﺪ ﻗﺴﻢ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺟﺰاء. ﻋﺎﻟﺞ اﻟﺠﺰء اﻷول ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﺼﻮل، ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﺸﻌﻮب واﻷﻣﻢ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم ،أﻫﻤﻴﺔ ﺗﺮاث ورﻣﻮز ﺛﻮرة اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ وﻛﻴﻔﻴﺔ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻪ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص ،ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث وﻛﻴﻔﻴﺎت ذﻟﻚ ،واﻗﻊ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ ،ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ وﺑﻴﺎن ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ، أﻧﻮاع اﻟﺘﺮاث وأﺻﻨﺎﻓﻪ ،ﻣﺒﺮرات اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻵﺛﺎر ،ﻣﻜﺎﻧﺔ وأﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺮاث ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ ﻣﻊ ﻋﻴﻨﺎت ﻣﻦ ذﻟﻚ ،اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت
120
اﻟﻤﻘﺮرة ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺮﺗﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ وذﻟﻚ اﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﻗﻮاﻧﻴﻦ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﺄن. وﻓﻲ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ،وﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻓﺼﻠﻴﻦ ،ﻋﺮج ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻜﺮﺳﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻮﺟﻪ ﺷﺎﻣﻞ ،واﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول، واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣﺎت اﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ »اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ« أو »اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ« ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺎت ودواوﻳﻦ ووﻛﺎﻻت وﻣﺆﺳﺴﺎت،... وﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ أو »ﻏﻴﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ« ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺎت وﻣﻨﻈﻤﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ،وﻋﺒﺮ ﻓﺼﻠﻴﻦ أﻳﻀﺎً، اﺳﺘﻌﺮض اﻵﻟﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻤﻜﺮﺳﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم وﻟﻠﺘﺮاث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﺜﻮرة اﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ اﻟﻤﺠﻴﺪة ورﻣﻮزﻫﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ أﺧﺺ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻢ اﻟﺘﻌﺮض ﻓﻲ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻔﺼﻠﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻫﺬا ،ﻟﻠﻌﺸﺮات ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ واﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ »ﻓﻘﺮات ﻣﻦ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺠﻴﻦ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ واﻟﺤﻜﻮﻣﻲ« واﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ »اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ واﻷواﻣﺮ« واﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ »اﻟﻤﺮاﺳﻴﻢ واﻟﻘﺮارات« )اﻟﻔﺼﻞ اﻷول( ،وﻛﺬا اﻟﻌﺸﺮات أﻳﻀﺎً ﻣﻦ اﻵﻟﻴﺎت اﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ »اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ« أو »اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ« و«ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ« أو »ﻏﻴﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ« اﻟﻤﻜﺮﺳﺔ
ŽŭňŵŤē ğēĴĝŤē ĚŻĔũĩŤ ŽŬŵŬĔŝŤē ŧĔōŭŤē
ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻨﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ )اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ(. ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺑﻌﺾ اﻵراء واﻻﻗﺘﺮاﺣﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻔﻌﻴﻞ اﻵﻟﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ أﻋﻼه ،ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺪﻋﻴﻤﻬﺎ ﺑﺼﻼﺣﻴﺎت أوﺳﻊ وﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ أﻓﻀﻞ ﻣﻊ اﻹﺳﺮاع ﻓﻲ ﺗﻨﺼﻴﺐ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺼﺐ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺬاﻛﺮة واﻟﺪﻳﻮان اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﻬﺮﻳﺐ وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ .وﻫﻲ آراء واﻗﺘﺮاﺣﺎت ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﺬوي اﻟﺸﺄن وأﻫﻞ اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻋﻠّﻬﻢ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪون ﻣﻨﻬﺎ وﻟﻮ ﻗﻠﻴﻼً ،ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ أو ﻓﻲ ﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻷﺧﺮى ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً
اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ، ﺿﻢ ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ،ﻧﺼﻮﺻ ًﺎ ّ ﺷﻌﺮﻳّﺔ وﻧﺜﺮﻳّﺔ واﻓﺮة، ﺗﻬﺎﺟﻢ اﻟﺒﺨﻞ واﻟﺒﺨﻼء، ورﺳﻤﺖ ﻟﻨﺎ أﺑﺸﻊ ﺻﻮرة روﻳﺖ ﻋﻦ ﺑﺨﻠﻬﻢ وﺗﻘﺘﻴﺮﻫﻢ اﻟﻐﺮﻳﺐ واﻟﻌﺠﻴﺐ
ﻤ ْ ﻜﺪي ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﺎت اﻟ ُ اﻟﻬﻤﺬاﻧﻲ ﻗ ّﺪم ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺜﺎﻧﻲ " ﻧﻤﻮذج اﻟ ُﻤﻜْﺪي ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﺎت اﻟﻬﻤﺬاﻧﻲ"، ﻣﻮﺿﺤﺎً ﻓﻴﻪ ﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﻜﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻻﺻﻄﻼح ﻗﺎﺋﻼً ﺑﺄنّ" اﻟ ُﻜ ْﺪﻳَﺔ" :ﻫﻲ ﺷ ّﺪة واﻟﺼﻔﺎة اﻟﺪﻫﺮ ،وﻫﻲ اﻷرض اﻟﻐﻠﻴﻈﺔ، ﱠ اﻟﺼﻠْﺐ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة واﻟﺸﻲء َ اﻟﺤﺠﺎرة واﻟﻄﻴﻦ ،ﻓﻴﻘﺎل :إﻧّﻪ أﻛْ َﺪى ،واﻟ ُﻤﻜْﺪي ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل :اﻟﺬي ﻻ ﻳﺜﻮب ﻟﻪ ﻣﺎل وﻻ ﻳَ ْﻨ ِﻤﻲ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﺮض ﻟﻠﻜُﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻤﺎذج ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء واﻟﺤﻜﺎﻳﺎت ،ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻜﻮى وﺗﺬﻣﺮ اﺑﻦ ﺳﻜﺮة اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ وﺗﺬﻣﺮه ﻣﻦ اﻟﺪﻫﺮ وﺗﻔﺠﻌﻪ، وأن ﻋﻴﺸﻪ ﻇﻠﻢ وﻋﺪوان ﻓﻴﻘﻮل: ُﺟﻤﻠﺔ أﻣﺮي أﻧّﻨﻲ ُﻣ ْﻔﻠِ ٌﺲ وﻟﻴﺲ ﻟﻠ ُﻤ ْﻔﻠِ ِﺲ إﺧﻮانُ َ ﻋﻴﺶ ﺑِﻼ ِد ْرﻫ ٍَﻢ وﻛﻞ ذي ٍ ّ ﻠﻢ وﻋﺪوانُ ﻓﻌﻴﺸﻪ ﻇُ ُ
إﺛﺮ ذﻟﻚ ﻋﺮض ﻟﻤﺼﺎدر ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﻤﻮذج اﻟ ُﻤﻜْﺪي ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﻣﺎت ﻟﻠﻬﻤﺬاﻧﻲ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻘﺎﻣﺎت اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ واﻟﻘﺮﻳﻀﻴﺔ واﻷﺳﺪﻳﺔ واﻟﺠﺎﺣﻈﻴﺔ ،واﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﺔ ،واﻟﻤﻀﻴﺮﻳﺔ واﻟﻤﺎرﺳﺘﺎﻧﻴﺔ ،ﺛﻢ ﻋﻨﺪ اﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻷﻏﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺪﻳﺚ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺻﻔﻮان، وﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﻋﺒﺪ رﺑﻪ ﻓﻲ" اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻔﺮﻳﺪ"، واﻟﺜﻌﺎﻟﺒﻲ ﻓﻲ" ﻳﺘﻴﻤﺔ اﻟﺪﻫﺮ" ،واﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ" اﻟﻤﺤﺎﺳﻦ واﻟﻤﺴﺎوئ" وﻓﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ أﺑﻲ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺒﻐﺪادي ،ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎول ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻜﺪﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﻤﻮذج اﻟ ُﻤﻜْﺪي ،ﻣﻊ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻠﻤﺢ اﻟ ُﻤﻜْﺪي اﻟﺨﻠﻘﻴﺔ واﻟﺨﻠﻘﻴﺔ، واﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻟﻐﺔ اﻟ ُﻤﻜْﺪي ،وﻣﻮﻗﻒ اﻟﻬﻤﺬاﻧﻲ ﻣﻦ ﻧﻤﻮذﺟﻪ ،ﻣﻊ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻧﻤﻮذج اﻟ ُﻤﻜْﺪي.
ﻧﻤﻮذج اﻟﺒﻄﻞ اﺧﺘﺘﻢ ﺳﻴﻒ اﻟﻤﺤﺮوﻗﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ -اﻷﺧﻴﺮ -وﻫﻮ " ﻧﻤﻮذج اﻟﺒﻄﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ" ،ﻟﻴﺸﻴﺮ ﻓﻴﻪ إﻟﻰ أ ّن اﻟﺴ ّﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻗﺪ ﻧﺸﺄت ﻓﻲ ﻇﺮوف ﺻﻌﺒﺔ، وﻋﺎﺷﺖ ﺣﻴﺎة أﺻﻌﺐ؛ ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﻌﻮام اﻟﺨﺎﺻﺔ ،اﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﺣﺎب ،وﺗﺤﻤﺴﺖ ﻟﻬﺎ ،ﻓﺈ ّن أﻏﻠﺐ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب ،اﺳﺘﻘﺒﻠﻮﻫﺎ ﺑﺎﺳﺘﻬﺠﺎن وﻧﺒﺬوﻫﺎ ،وﻟﻢ ﻳﻘﻊ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ إﻻّ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮة .وﻳﻌﺰو ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻜﺘﺎب ﻫﺬا إﻫﻤﺎل اﻟﺴ ّﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ أﻧّﻬﺎ ﻛُﺘﺒﺖ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ أوﻻً ،وﻟﻢ ﺗ ُﻜﺘﺐ ﻟﻠﺨﺎﺻﺔ ،ﻛﻤﺎ أﻧّﻬﺎ ﻛُﺘﺒﺖ ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻌﻮام ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﺑﻴﺔ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗُﻜﺘﺐ ﺑﻠﻐﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة. ﻛﺬﻟﻚ ﺑ ّﻴﻦ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷﺧﻴﺮ إﻟﻰ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﻄﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺬي ﻳﻌﻨﻲ: اﻟﺸﺠﺎع ،وﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ" ﺷﺎﻛﻲ اﻟﺴﻼح ﺑﻄﻞ ُﻣﺠ ﱠﺮب" .أﻋﻘﺒﻪ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮم ٌ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻓﻜﺮة ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻀﺮورة ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،وذﻛﺮ ﻣﺼﺎدر اﻟﺮواة ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﻤﻮذﺟﻬﻢ ﻛﺎﻟﻤﺼﺪر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،واﻟﺪﻳﻨﻲ ،واﻷﺳﻄﻮري /اﻟﺸﻌﺒﻲ، ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﺷﺎر إﻟﻰ ﻣﺮاﺣﻞ ﻧﻤﻮ ﺗﻄﻮر اﻟﺒﻄﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل :ﺑﺸﺎرة ﻧﺒﻮءة ﻧﻤﻮذج اﻟﺒﻄﻞ ،واﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻟﺒﺎﺋﺴﺔ ﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺒﻄﻞ ،وﻣﺮﺣﻠﺔ اﻹﻋﺪاد واﻟﺘﻜﻮﻳﻦ واﻟﻌﻘﻠﻲ ﻟﻠﻨﻤﻮذج ،وﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﻀﺎل اﻟﺠﺴﺪي ّ ّ واﻧﺘﺼﺎرات اﻟﻨﻤﻮذج ،وﻣﻮت اﻟﻨﻤﻮذج/ اﻟﺒﻄﻞ .ﺛﻢ ﻗ ّﺪم ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺒﻄﻞ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﻌ ّﻴﺎر واﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﺴ ّﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﺨﻠﻘﻴﺔ واﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ،وﻟﻐﺔ اﻟﻘﺎص ﻣﻦ ﻧﻤﻮذﺟﻪ، اﻟﺒﻄﻞ ،وﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻒ ّ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أﺧﺘﺘﻢ اﻟﻤﺤﺮوﻗﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷﺧﻴﺮ واﻟﻜﺘﺎب ﺑﺬﻛﺮه إﻟﻰ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻧﻤﻮذج اﻟﺒﻄﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ
ĘĝšŤē śŵĸ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
119
ĜġťŨė şŹļ
ﻧﻤﺎذج إﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﺴﺮد ّ ﻓﻲ ّ Ú / # 1Ù Ø h
ﻳﺤﺘﻮي ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﺴﺮدﻳﺔ واﻟﻤﻼﻣﺢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﻋﺼﻮره اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ،ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺬه اﻟﺼﻮر اﻟﺴﺮدﻳﺔ ﻣﻦ دور ﻓﺎﻋﻞ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺠﻠﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دورﻫﺎ ّ اﻟﺘﻄﻬﻴﺮ. وﻗﺪ ﺟﺎء ﻛﺘﺎب" ﻧﻤﺎذج إﻧﺴﺎﻧ ّﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ" ﻟﻤﺆﻟﻔﻪ اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﺴﺮد ّ ّ ﺳﻴﻒ ﻣﺤ ّﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻤﺤﺮوﻗﻲ" اﻟﺬي ﺻﺪر ﻣﺆﺧﺮا ً ﻋﻦ دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ وﺑﺼﻔﺤﺎﺗﻪ اﻟـ" "314ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ اﻻﻋﺘﻴﺎدي، ﻣﺘﻀﻤﻨﺎً ﻣﻘﺪﻣﺔ وﺗﻤﻬﻴﺪا ً وﺛﻼﺛﺔ ﻓﺼﻮل، وﺧﺎﺗﻤﺔ وﻗﺎﺋﻤﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ. ﻳﻘﻮل ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ":رﻛﺰت ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﺎذج اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺮد اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،واﺧﺘﺮت ﻟﻜﻞ ﻧﻤﻮذج ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻤﻼً ﺳﺮدﻳﺎً واﺣﺪا ً ،ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻨﺎ دراﺳﺔ اﻟﻨﻤﻮذج اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ وﻓﻖ إﻃﺎر ﻣﺤﺪد، ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻼﻣﺢ ﻫﺬه اﻟﻨﻤﺎذج ،وﺗﻌﺮف اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ ﻣﺒﺪﻋﻴﻬﺎ ،وﻣﺪى ﻗﺪرة اﻟﻤﺒﺪع ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺜﻤﺎر ﻧﻤﻮذﺟﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺴﺮدي ،ﻫﺬا ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺗﻌﺮف ﻣﺪى ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﺴﺮدي". ﺛﻢ أﺷﺎر إﻟﻰ ﺳﺒﺐ اﺧﺘﻴﺎره ﻟﻤﺎدة ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻗﺎﺋﻼً ":وﻛﺎن وراء اﺧﺘﻴﺎري ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع
1118 118
رﻏﺒﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻤﺎذج اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،وﺗﻌﺮف أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺮد اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ ،ودورﻫﺎ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻴﻪ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺘﺼﻮر ﻛﺘﺎب " اﻟﺒﺨﻼء" ﻣﻦ دون وﺟﻮد ﻧﻤﻮذج اﻟﺒﺨﻴﻞ ،أو أن ﻧﺘﺼﻮر "اﻟﻤﻘﺎﻣﺎت" ﻣﻦ دون ﻧﻤﻮذج اﻟ ُﻤﻜْﺪي ،ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻔﻨﻲ ﻟﻠﺴﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ دون ﻧﻤﻮذج اﻟﺒﻄﻞ ،اﻟﺬي ﺗﺄﻛﺪ ﺣﻀﻮره ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ،ﺛﻢ أﺷﺎر إﻟﻰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﻛﺘﺎﺑﻪ. اﻟﺒﺨﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﺨﻼء ﻋﻘﺪ اﻟﻤﺤﺮوﻗﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول" ﻧﻤﻮذج اﻟﺒﺨﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﺒﺨﻼء ﻟﻠﺠﺎﺣﻆ" ،ﻟﻴﻮﺿﺢ ﻟﻠﻘﺎرئ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺒﺨﻞ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﺄورد ﻟﺬﻟﻚ ﻗﻮﻻً اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻓﻲ ُﻣﻌﺠﻤ ِﻪ ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب ":اﻟ ُﺒﺨﻞ واﻟ َﺒﺨَﻞ :ﻟﻐﺘﺎن وﻗﺮئ ﺑﻬﻤﺎ .واﻟﺒَﺨﻞ واﻟﺒُﺨﻮل :ﺿ ّﺪ اﻟ َﻜ َﺮم ،وﻗﺪ ﺑَ ِﺨ َﻞ ﻳَﺒﺨ َُﻞ ﺑُﺨﻼً وﺑَ َﺨﻼً ،ﻓﻬﻮ ﺑﺎﺧﻞ :ذو ﺑُﺨﻞ ،واﻟﺠﻤﻊ ﺑُﺨّﺎل" .ﻛﻤﺎ ﻋﺮض ﻟﻠﺒﺨﻞ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ ،وﻓﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ، اﻟﻘﺪﻳﻢ ،اﻟﺬي ﺿﻢ ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺼﺮ ّ ﻧﺼﻮﺻﺎً ﺷﻌﺮﻳّﺔ وﻧﺜﺮﻳّﺔ واﻓﺮة ،ﺗﻬﺎﺟﻢ اﻟﺒﺨﻞ واﻟﺒﺨﻼء ،ورﺳﻤﺖ ﻟﻨﺎ أﺑﺸﻊ ﺻﻮرة ،روﻳﺖ ﻋﻦ ﺑﺨﻠﻬﻢ وﺗﻘﺘﻴﺮﻫﻢ اﻟﻐﺮﻳﺐ واﻟﻌﺠﻴﺐ،
ŪŻİŝŤē ŽĖĴőŤē įĴ ĹŤē ŽŘ Ě żŬĔĹŬč ģıĔũŬ ǁ ǁ ǁ
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ رﺳﻤﺖ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺻﻮرة ُﻣﺸﺮﻗﺔ ﻟﻠﻜﺮم واﻟ ُﺠﻮد واﻟﺴﺨﺎء واﻟﻌﻄﺎء وأﻫﻠﻪ .ﺛﻢ ﺗﺤﺪث ﻋﻦ أﺷﻬﺮ اﻟ ُﻤﺼﻨﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻟﺠﺖ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺒﺨﻞ ،وﻗﺪ ﻛﺎن ﻟﻸدﻳﺐ اﻟﺠﺎﺣﻆ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ اﻟﺼﺪارة ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮ" اﻟﺒﺨﻼء" ﻓﻜﺎن ﻓﺘﺤﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻴﺪان ،وﺟﺎء ﺑﻌﺪه ﻣﺆﻟﻔﻮن ﺗﺼﺪوا ﻟﻠﺒﺨﻞ واﻟﺒﺨﻼء ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻬﻢ ،ﻧﺤﻮ ﻛﺘﺐ اﺑﻦ ﻋﺒﺪ رﺑﻪ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ" اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻔﺮﻳﺪ" ،وأﺑﻮ ﺣﻴّﺎن اﻟﺘﻮﺣﻴﺪي ﻓﻲ" اﻹﻣﺘﺎع واﻟﻤﺆاﻧﺴﺔ" ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ أﺑﻲ اﻟﻔﺮج اﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ ﻓﻲ" اﻷﻏﺎﻧﻲ" ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ُﻋ ّﺪ اﻟﺨﻄﻴﺐ اﻟﺒﻐﺪادي ﺻﺎﺣﺐ" ﺗﺎرﻳﺦ ﺧﺼﻮا اﻟﺒﺨﻼء ﺑﻜﺘﺎب ﺑﻐﺪاد" ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ّ ﻣﺴﺘﻘﻞ أﺳﻤﺎه" اﻟﺒﺨﻼء" أﻳﻀﺎً ،وﻫﻨﺎك اﻟﻨﻮﻳﺮي ﻓﻲ" ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷرب" ،واﻷﺑﺸﻴﻬﻲ ﻛﻞ ﻓ ﱟﻦ ُﻣﺴﺘﻈ َﺮف"، ﻓﻲ" اﻟ ُﻤﺴﺘﻄﺮف ِﻣﻦ ّ وأﻟﻒ اﺑﻦ اﻟ ُﻤﺒ ّﺮد ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻓﻲ اﻟﺒﺨﻞ واﻟﻜﺮم، ّ ﺳ ّﻤﺎه" إﺗﺤﺎف اﻟﻨﺒﻼء ﺑﺄﺧﺒﺎر وأﺷﻌﺎر اﻟﻜﺮﻣﺎء واﻟﺒﺨﻼء" .وﺧﺘﻢ اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺑﺬﻛﺮ ﻣﺼﺎدر اﻟﺠﺎﺣﻆ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﻤﻮذج اﻟﺒﺨﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﺒﺨﻼء ،ﺣﻴﺚ ﺣﻠﻞ ﻓﻴﻪ ﻧﻔﺴﻴﺔ اﻟﺒﺨﻴﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪة ﻣﻮاﻗﻒ ،ﺛﻢ ﺗﻌﺮض ﻟﻤﻼﻣﺢ اﻟﺒﺨﻴﻞ اﻟﺨﻠﻘﻴﺔ واﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ،وﻟﻠﻐﺔ ﻧﻤﻮذج اﻟﺒﺨﻴﻞ ،ﺛﻢ ﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺠﺎﺣﻆ ﻣﻦ ﻧﻤﻮذﺟﻪ ،وﺗﻮﻇﻴﻒ ﻧﻤﻮذج اﻟﺒﺨﻴﻞ.
اﻟﺰﻣﻦ ﺑﻮﻋﻴﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻫﺬا؟ ﻳﺴﻴﺮ اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﺸﺎب ﺗﺤﺖ اﻟﻤﻄﺮ ﻓﻲ ﺷﻮارع ﺑﺎرﻳﺲ اﻟﻔﺎﺗﻨﺔ ﻣﺴﺘﻤﺘﻌﺎ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻗﻞ أن ﻳﺸﻌﺮﻫﺎ ﻏﻴﺮه ،ﻟﻴﻠﺘﻘﻲ ﻓﺘﺎة ﻛﺎن ﻗﺪ ﻗﺎﺑﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﺒﻴﻊ اﻟﺘﺤﻒ ﻓﺈذا ﻫﻲ أﻳﻀﺎ ﺗﻌﺸﻖ اﻟﻤﺸﻲ ﺗﺤﺖ اﻟﻤﻄﺮ ،ﻟﻴﺒﺪأ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﺼﺮه اﻟﺬﻫﺒﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ. ﺗﺸﻴﺮ ﻣﻐﺎﻣﺮة اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﺸﺎب ﻋﺒﺮ اﻷزﻣﺎن ﺑﻮﺿﻮح إﻟﻰ ﻧﺴﺒﻴﺔ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺘﻲ ﻧﺼﺪرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮات زﻣﻨﻴﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺤﻞ ﺑﺼﻮرة ﺑﺴﻴﻄﺔ وﻣﺪﻫﺸﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ وﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺴﻔﺮ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ :أﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺸﻪ ،وﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺼﻨﻊ ذﻫﺒﻴﺘﻪ وأن ﻧﻜﺘﺸﻔﻬﺎ ﻓﻲ آن ﻣﻌﺎ .وأﻣﺎ اﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ ﻓﺄﻣﺮه أﺳﻬﻞ ،ﻷﻧﻚ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﺴﺎﻓﺮ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻋﺒﺮ وﺳﺎﺋﻂ ﻋﺪة ﻓﻲ أزﻣﺎن ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺘﻚ اﻵﻧﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﻴﺪا ﻫﻨﺎك ﻓﻲ ﻓﻘﺎﻋﺔ ﻣﺘﺨﻴﻠﺔ ،إﻧﻪ ﻗﺎﺋﻢ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ وﻋﻴﻨﺎ وﻣﻤﺎرﺳﺎﺗﻨﺎ؛ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻤﺎرس ﻋﺎدات أﺑﺎﺋﻨﺎ وأﺟﺪادﻧﺎ وﻧﻘﺮأ اﻵداب ﻣﻦ أﻳﺔ ﻓﺘﺮة ﻧﺸﺘﻬﻲ ،وﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺻﻮرا وﺗﺴﺠﻴﻼت ﻣﻦ ﻓﺘﺮات ﻣﻀﺖ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻨﺎ ﻧﺘﺼﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻊ ﻛﻞ آﺛﺎر اﻟﻘﺪﻣﺎء اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ،وﻧﺤﻴﻲ ﻣﺎ ﻧﺸﺎء ﻣﻦ أﻓﻜﺎرﻫﻢ ،ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺑﺘﺄوﻳﻼﺗﻨﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ .أﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ وﺟﻮد ﻓﻌﻠﻲ ﻓﻲ زﻣﻦ ﻣﻀﻰ ،ﻓﻴﺆﺳﻔﻨﻲ أن أﺑﻠﻐﻪ ﺑﻜﻞ اﻷﺳﻰ أن اﻟﺰﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻮراء.
وﺑﺪاﻳﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺮاه اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﻨﻰ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ .وﺑﺒﺴﺎﻃﺔ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺒﻄﻞ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻛﻼﻫﻤﺎ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺣﻴﺚ أﻋﻼﻣﻪ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﻓﻴﻜﺘﻮر ﻫﻮﺟﻮ وﺑﻮل ﺟﻮﺟﺎن وإﻣﻴﻞ ﺑﺮﻧﺎرد وﻏﻴﺮﻫﻢ .ﻳﻠﺘﻘﻮﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻠﻬﻰ اﻟﻄﺎﺣﻮﻧﺔ اﻟﺤﻤﺮاء اﻟﺸﻬﻴﺮ .وﻳﺪور ﺣﻮار ﺗﻘﺮر ﺑﻌﺪه اﻟﻔﺘﺎة أن ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻫﺎ اﻟﺬﻫﺒﻲ وأﻻ ﺗﻌﻮد ﻣﻊ اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﺸﺎب إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻬﺎ .ﻫﻨﺎ ﻳﺸﺮق وﻋﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ رأس اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﺸﺎب وﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﺎﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﻤﺎل وروﻧﻖ وﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮه ﻣﻦ ذﻫﺒﻴﺔ ﺳﻴﻜﺘﺸﻔﻬﺎ ﺟﻴﻞ ﻻﺣﻖ ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻣﻌﻪ ،وﻳﻘﺮر اﻟﻌﻮدة ﻟﻌﺎﻟﻤﻪ. ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻪ/ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺗﺒﺪو ﻓﻜﺮة اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻣﺨﺒﺄة ﺗﺤﺖ ﻃﺒﻘﺎت ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ واﻟﻤﺒﺎﺷﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺣﺠﺎﺑﺎ ﻟﻠﺮؤﻳﺔ، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ وﻋﻴﻨﺎ ﻣﻨﻘﺎة ﻣﻦ اﻟﺸﻮاﺋﺐ ،ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻛﺼﻔﺎء اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺴﺮدﻳﺔ ﻋﻨﻬﺎ .ﻳﻨﻘﺐ اﻟﺒﻄﻞ ﻋﻦ ذﻫﺒﻴﺔ ﻋﺼﺮه ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ أن ﺗﻜﻮن ،أو ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻣﻮﺟﻮد اﻵن وﻫﻨﺎ وﻫﻮ اﻟﻤﺘﺤﻜﻢ – ﻛﻜﻞ أﺑﻨﺎء ﻋﺼﺮه -ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻘﻴﻴﻤﺎت .ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﺸﺎب إﻟﻰ ﻋﻤﻖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻴﻜﺘﺸﻒ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺐ ﺧﻄﻴﺒﺘﻪ وأﻧﻬﻤﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎن ﺣﺪ اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ .وﻳﻜﺘﺸﻒ أن ﺑﺎرﻳﺲ اﻵن ﻫﻲ ﺣﻠﻤﻪ اﻟﺬي ﻗﺮر أن ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺴﺎﻃﺔ اﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ ،وﻣﻦ ﻗﺎل إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻣﻮس: آﻟﺔ اﻟﺰﻣﻦ :ﻫﻲ أول رواﻳﺔ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﻫﺮﺑﺮت ﺟﻮرج وﻳﻠﺰ ﺻﺪرت ﺳﻨﺔ ،1895ﻋﻦ ﻋﺎﻟِﻢ اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺒﻌﻴﺪ )ﺣﻮاﻟﻲ 802,701ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻴﻼد( ووﺟﺪ ﻛﻴﻒ أن ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻈﻠﻢ ،ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ اﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء واﻟﻔﻘﺮاء، ﺳﻴﻈﻬﺮ ﺟﻨﺴﺎن ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ،ﻛﻞ ﺟﻨﺲ أﺣﻔﺎد ﻟﻤﻦ ﺳﺒﻘﻮه ﻓﺄﺣﻔﺎد اﻷﻏﻨﻴﺎء ﺳﻴﻜﻮﻧﻮن ﺟﻨﺴﺎَ ﻏﺒﻴﺎَ ﺿﻌﻴﻔﺄ ﻳﺴﻤﻰ )اﻷﻳﻠﻮ( وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻄﻮرﻫﻢ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ وﻣﺎ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻮة أو اﻟﺬﻛﺎء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ أو ﻵﺑﺎﺋﻬﻢ أو ﻷﺟﺪادﻫﻢ ﺣﻴﺚ أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻨﻌﻤﻴﻦ أﻣﺎ أﺣﻔﺎد اﻟﻔﻘﺮاء ﻓﺴﻴﺘﺤﻮﻟﻮن إﻟﻰ ﺣﻴﻮاﻧﺎت ﻻ ﺗﻤﺖ إﻟﻰ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﺼﻠﺔ )اﻟﻤﻮروﻟﻮك( ﻓﻬﻢ ﻳﺤﻴﻮن ﺗﺤﺖ اﻷرض وﻳﻌﻤﻠﻮن وﻳﻜﺪون داﺋﻤﺎً ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﻴﻰ آﺑﺎؤﻫﻢ وأﺟﺪادﻫﻢ وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺰﻳﺪون ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ أﻧﻬﻢ ﺗﻜﻴﻔﻮا وﺗﻄﻮروا ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻤﺰري وﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺷﻴﺌﺎً ﻗﺪ ﻳﻌﻴﺪ إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺲ اﻟﻤﺘﺪﻧﻲ اﻟﺤﻴﻮاﻧﻲ ﻫﺬا ﺑﻌﺾ ﻛﺮاﻣﺘ ِﻪ وﻫﻮ أﻧ ُﻪ ﺳﻴﺴﺘﻐﻞ ﺿﻌﻒ اﻟﺠﻨﺲ اﻷﺧﺮ )اﻷﻳﻠﻮ( وﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺳﻴﺪﻋﻮﻧﻬﻢ ﻳﺄﻛﻠﻮن وﻳﺸﺮﺑﻮن وﻳﻨﻌﻤﻮن إﻟﻰ أن ﻳﺄﺗﻲ اﻟﺪور ﻋﻠﻰ أﺣﺪﻫﻢ ﻓﻴﺨﻄﻔ ُﻪ اﻟﻤﻮروﻟﻮك وﻳﺄﻛﻠﻮه *ﻧﺎﻗﺪ وﺷﺎﻋﺮ ﻣﺼﺮي
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
117
ģėĸġŨė ǩŔ ĝĶŜĘŰ
اﻟﻌﻮدة ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ ĴšĖ ŮũŻĉ į
اﻻﻓﺘﺘﺎن
ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﻗﺪم اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ اﻟﺬي وﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻷﻃﻼل ﺑﺎﻛﻴﺎ ﻋﻠﻰ زﻣﻦ ﻣﻀﻰ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻓﻲ ﻋﺠﺰ وﺣﺴﺮة: "ﻓﻬﻞ ﻋﻨﺪ رﺳﻢ دارس ﻣﻦ ﻣﻌﻮل؟ .وأﺗﺨﻴﻞ أن اﻣﺮأ اﻟﻘﻴﺲ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺣﻠﻢ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﺂﻟﺔ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻓﻲ أﻓﻼم اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ. ﻏﻴﺮ أن اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻓﺘﺮاض ﻓﻠﺴﻔﻲ ﻳﺘﺼﻮر اﻟﺰﻣﻦ ﻣﻜﺘﻤﻼ وﻳﺘﺼﻮرﻧﺎ ﻣﺠﺮد أﺷﺒﺎح ﺗﻤﺮ ﻋﺒﺮه ﻟﺘﻠﻌﺐ أدوارﻫﺎ ﺑﻼ زﻳﺎدة أو ﻧﻘﺼﺎن .ﻣﻦ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺂﻟﺔ اﻟﺰﻣﻦ ﻻ ﻳﻈﻦ أن اﻟﺰﻣﻦ ﻫﻮ ﻓﻌﻞ إرادة ﺑﺸﺮي ﻣﺘﺼﻞ وﻳﻨﺘﺞ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎ ،ﺑﻞ ﻟﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﻈﻦ أن وﺟﻮدﻧﺎ ﻫﻮ وﺟﻮد ﻣﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. وﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻌﻮدة ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ أرﻳﺪ أن أﻋﺮض ﻫﻨﺎ ﻟﻔﻴﻠﻢ ﺣﺪﻳﺚ اﺳﺘﺨﺪم ﻓﻜﺮة اﻟﻌﻮدة ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ ﻟﻴﻘﺎوم ﺳﺤﺮ اﻟﻌﻮدة ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ .ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى اﺳﺘﺨﺪم اﻟﻔﻜﺮة ﻟﻴﻨﻔﻲ داﻓﻊ اﻟﺠﺮي وراءﻫﺎ. اﻟﺪاﻓﻊ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺼﻪ ﻓﻲ ﻓﻜﺮة "اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ" ﻟﻜﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ أو رﺑﻤﺎ ﻟﻜﻞ ﻓﺮد. اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻫﻮ "ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ" Midnight in Parisاﻟﺬي ﺗﻢ ﻋﺮﺿﻪ اﻷول ﻋﺎم 2011ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ وإﺧﺮاج وودي آﻟﻦ. ﻳﺒﺪأ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺑﻤﺸﺎﻫﺪ أﺷﺒﻪ ﺑﻠﻮﺣﺎت ﻓﻨﻴﺔ ﺑﺪﻳﻌﺔ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎرﻳﺲ، ﻣﻀﻔﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﺸﺎء ﻣﻦ اﻷﻟﻮان اﻟﺤﺎدة اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺘﺤﻤﻴﺾ اﻷﻓﻼم ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ،ﻟﻜﻨﻪ ﺳﻴﻜﺘﺸﻒ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻫﻲ ﻟﺒﺎرﻳﺲ اﻟﻴﻮم ،وﻟﻬﺬا دﻻﻟﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﺎﻗﺸﻪ اﻟﻔﻴﻠﻢ .اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻣﻄﻮﻟﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺑﺼﻮرة ﺗﺠﺒﺮ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺮﻳﻎ ذﻫﻨﻪ واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻓﻲ ﺟﻤﺎل ﺑﺎرﻳﺲ اﻷﺧﺎذ :اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻟﻄﺮز اﻟﻤﻌﻤﺎرﻳﺔ اﻟﻔﺮﻳﺪة واﻷﻣﺎﻛﻦ اﻷﺛﺮﻳﺔ، ﻣﺘﺎﺣﻒ اﻟﻔﻨﻮن وﻟﻮﺣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺒﺪﻳﻌﺔ وأﻣﺎﻛﻦ اﻟﺴﻬﺮ اﻟﻠﻴﻠﻲ واﻟﺸﻮارع اﻟﻤﻤﻄﺮة وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﺗﺸﺘﻬﺮ ﺑﻪ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺠﻦ واﻟﻤﻼﺋﻜﺔ. ﻧﻌﺮف ﻣﻦ اﻟﺤﻮارات اﻷوﻟﻰ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻄﻞ واﻟﺒﻄﻠﺔ أﻧﻬﻤﺎ ﺧﻄﻴﺒﺎن
116
أﻣﺮﻳﻜﻴﺎن ﻳﻘﻀﻴﺎن إﺟﺎزة ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ اﺳﺘﻌﺪادا ﻟﻠﺰﻓﺎف واﺳﺘﻜﻤﺎﻻ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺤﻔﻞ .اﻟﺒﻄﻞ ﻛﺎﺗﺐ ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺎﺳﺘﻜﻤﺎل رواﻳﺘﻪ اﻷوﻟﻰ ﻋﻦ ﻓﻜﺮة ﻓﺎﻧﺘﺎزﻳﺔ ﺗﺼﻮر ﻣﺘﺠﺮا ﻟﺒﻴﻊ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت .ﻫﻮ أﻳﻀﺎ ﻋﺎﺷﻖ ﻟﺒﺎرﻳﺲ ﺟﺎءﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ وﻛﺎن ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻸﺑﺪ ،ﻟﻜﻨﻪ اﺳﺘﺴﻠﻢ ﻟﻤﻌﺎدﻻت اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻂ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻓﺠﺮى وراء اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺮﺑﺢ رﻏﻢ أﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺒﻊ ﻟﻤﻮﻫﺒﺘﻪ .ﻫﻮ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺮى ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺎت اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻟﻠﻔﻦ واﻷدب واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪا. أﺗﻴﺢ ﻟﻬﺬا اﻟﺒﻄﻞ ﺑﻼ ﺗﻌﻘﻴﺪات أن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻓﺘﺮة اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺎت اﻟﺒﺎرﻳﺴﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﺳﻴﺎرة ﻋﺘﻴﻘﺔ وﻗﻔﺖ أﻣﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﻴﻠﺘﻘﻲ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ اﻟﻤﺸﻬﻮرﻳﻦ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﺳﻜﻮت ﻓﻴﺘﺰﺟﻴﺮاﻟﺪ وزوﺟﺘﻪ زﻳﻠﺪا ،واﻟﻨﺎﻗﺪة اﻷدﺑﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ ﺟﻴﺮﺗﺮود ﺷﺘﺎﻳﻦ واﻟﺮواﺋﻲ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ اﻷﺷﻬﺮ إرﻧﺴﺖ ﻫﻴﻤﻨﺠﻮاي ورﻣﻮز اﻟﻔﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ اﻟﺴﻮرﻳﺎﻟﻲ أﻣﺜﺎل ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ وﺳﻠﻔﺎدور داﻟﻲ .ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺮق اﻟﻔﻴﻠﻢ وﻗﺘﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﻓﻲ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل وﻻ ﻓﻲ اﺳﺘﻌﺮاض دﻫﺸﺔ اﻟﺒﻄﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺮك ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ ،ﺑﻞ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﺤﺎﻟﺔ اﻻﻧﺪﻣﺎج اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻘﻘﻬﺎ اﻟﺒﻄﻞ ﻣﻊ ﻋﺼﺮه اﻟﺬﻫﺒﻲ. ﻳﺒﺪو اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺳﻬﻼ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ،واﻟﺒﻄﻞ اﻟﺸﺎب ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ أن ﻳﺤﻘﻖ ﺣﻠﻤﺎ ﻋﺰﻳﺰا وﻫﻮ أن ﺗﻘﺮأ رواﻳﺘﻪ ﺟﻴﺮﺗﺮود ﺷﺘﺎﻳﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎ واﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﻣﺮﻛﺰا ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﻟﻜﻞ رﻣﻮز اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ .وﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﻳﻘﺎﺑﻞ إﺣﺪى ﻣﻮدﻳﻼت اﻟﻔﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ اﻟﺘﻲ أﻟﻬﻤﺖ ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ وﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ،ﺗﻘﻊ اﻟﻔﺘﺎة ﻓﻲ ﺣﺐ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﻤﺘﺤﺮك ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ ،وﺳﻴﺘﻌﺮف ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺬﻛﺮات ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺎة ﻓﻲ ﻣﺮة ﻣﻦ ﻣﺮات ﻋﻮدﺗﻪ ﻟﻠﻘﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،ﺛﻢ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻳﺮﺟﻊ ﻟﻠﻌﺸﺮﻳﻨﺎت ﻛﻲ ﻳﺤﺎول ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎﻋﺮﻓﻪ ،وأﺛﻨﺎء ﺟﻠﻮﺳﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻳﻜﺘﺸﻒ أﻧﻬﺎ ﻣﻐﺮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻔﺘﺮة اﻟﺮوﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ
ůŹűŜ ﻗﺒﻌﺔ ﻣﺴﻄﺤﺔ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﻠﻮن وﺳﺘﺮة ﻣﻮﺷﺎة ﺑﺎﻟﻔﻀﺔ ،وﺳﺮواﻻً ﻣﻦ ﺟﻠﺪ اﻟﺸﺎﻣﻮاه .وﻳﺤﻤﻲ ﺳﺎﻗﻴﻪ ﺑﺪرﻋﻴﻦ ﻗﻮﻳﻴﻦ .وﻳﻮﺟﻪ اﻟﻔﺎرس ﺛﻼث ﻃﻌﻨﺎت إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻮد اﻟﻔﻘﺮي ﻟﻠﺜﻮر ﺑﺮﻣﺢ ﺣﺎد ﻹﺿﻌﺎﻓﻪ ،ﺛﻢ ﻳﺄﻣﺮ راﻋﻲ اﻟﺤﻔﻞ ﺑﺈﻃﻼق اﻷﺑﻮاق ،ﻓﻴﺘﻘﺪم اﻟﻤﺴﺎﻋﺪون اﻟﻤﺸﺎة ﻣﻦ اﻟﺜﻮر ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺤﺮﻛﺎت رﺷﻴﻘﺔ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻐﺮس ﻗﺼﺒﺎت ذات أﺷﺮﻃﺔ ﻣﻠﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ورأس ﺷﺎﺋﻚ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﻇﻬﺮه ،ﻓﻴﻀﻌﻒ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﻀﻼت اﻟﺮﻗﺒﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺜﻮر وﻳﺠﻌﻞ رأﺳﻪ ﻣﻨﺤﻨﻴﺎً إﻟﻰ أﺳﻔﻞ اﺳﺘﻌﺪادا ً ﻟﻠﻘﺘﻞ. وﻳﻠﺒﺲ اﻟﻤﺼﺎرﻋﻮن اﻟﻤﺸﺎة أزﻳﺎء ﺗﺸﺒﻪ زي اﻟﻤﺼﺎرع ،وﻟﻜﻦ ﺳﺘﺮاﺗﻬﻢ وﺳﺮاوﻳﻠﻬﻢ ﻣﻮﺷﺎة ﺑﺎﻟﻔﻀﺔ. ﻳﺒﺪأ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎرﻋﺔ ﺑﺎﻧﻄﻼق أﺻﻮات اﻷﺑﻮاق ،وﻣﻊ أن اﻟﺜﻮر ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻓﻘﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪم وﻏﺪا أﺿﻌﻒ وأﺑﻄﺄ ﺣﺮﻛﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺰال ﺷﺮﺳﺎً وﺑﺎﻟﻎ اﻟﺨﻄﻮرة .وﻳﺘﻌﺮض ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎرﻋﻴﻦ ﻟﺤﻮادث ﻗﺪ ﺗﻮدي ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ ،وﻻ ﻳﺰال ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮر اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺄن ﻋﺪوه ﻣﺘﺮﺑﺺ ﻟﻪ ﺧﻠﻒ اﻟﺴﺘﺎرة اﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ .وﻫﻨﺎ ﻳﺤﺮص اﻟﻤﺼﺎرع ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻴﺰ اﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺮ
اﻟﺠﺎﺛﻢ أﻣﺎﻣﻪ وﺿﺮورة اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻪ، ﻣﺤﺘﻔﻈﺎً ﺑﺘﻮازن ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻴﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ أن ﻳﻨﻘﺾ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺜﻮر ﻓﻴﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ ورﻏﺒﺔ ﺟﺎﻣﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺠﺎة ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت. وﻳﺘﻔﻨﻦ اﻟﻤﺼﺎرع ﻓﻲ اﻟﻠﻌﺐ ﻣﻊ اﻟﺜﻮر ﻓﻴﻘﻮم ﺑﺤﺮﻛﺎت ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺨﻄﻮرة ،ﻛﺄن ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ إﺣﺪى رﻛﺒﺘﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺜﻮر اﻟﺬي ﻳﺤﺪق إﻟﻴﻪ ،أو ﻳﺤﺮك اﻟﺴﺘﺎرة أﻣﺎم أﻧﻒ اﻟﺜﻮر ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻈﻞ واﻗﻔﺎً دون ﺣﺮاك ،أو ﻳﺪﻳﺮ ﻇﻬﺮه ﻟﻠﺜﻮر وﻳﺴﻴﺮ ﻣﺒﺘﻌﺪا ً ﻋﻨﻪ ﺑﺨﻄﻰ واﺛﻘﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ درس ﻣﺎ ﻳﺪور ﻓﻲ ذﻫﻦ اﻟﺜﻮر وﻋﺮف ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﻮم ﺑﻪ .واﻟﻬﺪف ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺎت ﻫﻮ اﺳﺘﻌﺮاض ﺑﺮاﻋﺘﻪ وإﺛﺎرة اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﻤﺘﻔﺮج ،وﺑﻌﺪ ﻋﺪة دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺤﺮﻛﺎت ﻳﺴﺘﻞ اﻟﻤﺼﺎرع اﻟﺴﻴﻒ وﻳﻘﻒ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺜﻮر اﻟﺬي ﺑﻠﻎ ﺑﻪ اﻵن اﻹرﻫﺎق ﻛﻞ ﻣﺒﻠﻎ ،وﻓﻘﺪ ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺪم ،ورﺑﻤﺎ ﻓﻘﺪ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺼﺮاع. وﻳﺼ ّﻮب اﻟﻤﺼﺎرع اﻟﺴﻴﻒ ﻧﺤﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻈﻤﻲ اﻟﻜﺘﻒ ﻓﻴﻐﻮص اﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎق وﻳﺼﻴﺐ اﻟﻘﻠﺐ ﻓﻴﻨﺰف اﻟﺜﻮر ﻧﺰﻓﺎً داﺧﻠﻴﺎً إﻟﻰ أن ﻳﻨﻔﻖ. إن ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان أﺷﺒﻪ ﺑﺮﻗﺼﺔ ﺑﺎﻟﻴﻪ ﻣﻊ اﻟﻤﻮت ،ﻓﻔﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﺼﺎرع أن ﻳﺴﻴﻄﺮ ﺳﻴﻄﺮة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﺑﺈﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺪﻗﺔ. وإذا أﺧﻄﺄ راﻗﺺ اﻟﺒﺎﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺸﺒﺔ ﻓﺈن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﺼﺤﺢ وأن ﻳﻮاﺻﻞ اﻟﺮﻗﺺ ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻠﺒﺔ ﻓﺈذا أﺧﻄﺄ اﻟﻤﺼﺎرع ﻓﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻮت ﻧﺠﻢ اﻟﺪراﻣﺎ ،وﻳﻨﺒﺜﻖ اﻟﻠﻮن اﻟﻔﻨﻲ ﻟﻠﻤﺼﺎرﻋﺔ ﻣﻦ ﺑﺮاﻋﺔ اﻟﻤﺼﺎرع ﻓﻲ ﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﻴﺪ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﺜﻮر ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺘﻤﻜّﻦ اﻟﺜﻮر ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة. و ﻟﻘﺪ ﺳﺠﻞ ﻓﻨﺎﻧﻮن ﺗﺸﻜﻴﻠﻴﻮن ﻣﻦ أﻣﺜﺎل اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ دا ﻏﻮﻳﺎ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺎت ﺧﺎﻟﺪة ،وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻞ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ادوارد ﻣﺎﻧﻴﻪ ،واﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﺑﺎﺑﻠﻮ ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ ،ودون ﻛﺘﺎب رواﺋﻴﻮن ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﻤﺼﺎرﻋﺔ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﻓﻴﻨﺜﻴﺖ ﺑﻼ ﺳﻜﻮ اﻳﺒﺎﻧﻴﺚ ﻓﻲ رواﻳﺘﻪ "اﻟﺪم واﻟﺮﻣﻞ". وﻟﻘﺪ ﻣﺜﻠﺖ ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎً ﻣﺜﻴﺮة ﻟﺠﺪل واﺳﻊ وﻫﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ اﺳﺒﺎﻧﻴﺎ وﺧﺎرﺟﻬﺎ اﻧﺘﻘﺎدا ً ﺷﺪﻳﺪا ً وﻣﺘﺰاﻳﺪا ً ،وأﺻﺒﺤﺖ ﺗﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻬﺎ رﻳﺎﺿﺔ دﻣﻮﻳﺔ ،وﺗﻘﻮم ﺟﻤﻌﻴﺎت اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻟﺤﻴﻮان ﺑﺤﻤﻼت ﺿﺪﻫﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﺴﺒﺒﻪ ﻣﻦ ﻣﻮت ﺑﻄﻲء وﻣﺆﻟﻢ ﻟﻠﺤﻴﻮان ،وﺗﺸﻴﺮ ﺟﻤﻌﻴﺎت اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻟﺤﻴﻮان إﻟﻰ أﻧﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻪ اﻟﺜﻮر ﻣﻦ أﻟﻢ وﻣﻌﺎﻧﺎة داﺧﻞ اﻟﺤﻠﺒﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﺘﻌﺮض ﻵﻻم ﻣﺒﺮﺣﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ ﺑﻘﻠﻴﻞ ،ﻓﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﺎدة اﻟﻔﺎزﻟﻴﻦ ﻹﺿﻌﺎف ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺼﺎر وﻳﺒﺮد ﻗﺮﻧﺎه ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﻮﻳﺐ اﻟﺼﺤﻴﺢ، وﺗﺮﻣﻰ أﻛﻴﺎس ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻴﺘﻴﻪ ﻟﺠﻌﻠﻪ أﻛﺜﺮ ﺷﺮاﺳﺔ ،وﻳﻌﻄﻰ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻬﺪﺋﺎت ﻛﻴﻤﺎوﻳﺔ. وﺟﻤﻌﻴﺎت ﺣﻘﻮق اﻟﺤﻴﻮان ﺟﺎدة ﻓﻲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إﻟﻰ زوال ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺮﻳﺐ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ůŹűŜ
2014
115
وﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﻋﻬﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﻠﻴﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ أﺻﺪر ﺑﺎﺑﺎ اﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎن ﺑﻴﻮس اﻟﺨﺎﻣﺲ ﺣﻈﺮا ً ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان ﻣﻌﺘﺒﺮا ً إﻳﺎﻫﺎ رﻳﺎﺿﺔ دﻣﻮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ، وﻟﻜﻦ اﻷﺳﺒﺎن ﺗﺠﺎﻫﻠﻮا اﻟﺤﻈﺮ وواﺻﻠﻮا إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺒﺎرﻳﺎت اﻟﻤﺼﺎرﻋﺔ ﻣﻤﺎ اﺿﻄﺮه إﻟﻰ إﻟﻐﺎء اﻟﻤﺮﺳﻮم ﺑﻤﻨﻊ اﻟﻤﺼﺎرﻋﺔ ﻋﻤﻼً ﺑﻨﺼﻴﺤﺔ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻟﻮﻳﺲ دو ﻟﻴﻦ اﻟﺬي ﻗﺎل ﻟﻪ "إن ﺣﺐ ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان ﻳﺠﺮي ﻓﻲ دم اﻟﺸﻌﺐ اﻷﺳﺒﺎﻧﻲ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻨﻊ اﻟﻤﺼﺎرﻋﺔ دون اﻟﺘﺴﺒﺐ ﺑﻮﻗﻮع ﻣﺸﻜﻼت ﻛﺒﻴﺮة". وﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ﺗﺨﻠﺖ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻷرﺳﺘﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺼﺎرﻋﺔ ﻛﻠﻮن ﻣﻦ أﻟﻮان اﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﺘﻠﻘﻔﺘﻬﺎ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﻣﺎرﺳﺘﻬﺎ ﺑﺤﻤﺎﺳﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﻣﻌﺘﺒﺮة إﻳﺎﻫﺎ رﻣﺰا ً ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻮز اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻷﺳﺒﺎﻧﻴﺔ. وﻟﻢ ﻳﻄﺮأ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﺗﻌﺪﻳﻼت ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻨﺬ ﺣﻮاﻟﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻣﻴﻼدي ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﺤﺪث ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ روﻣﻴﺮو ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ روﻧﺪا اﻷﺳﺒﺎﻧﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ اﻟﺜﻮر، وﺗﺤﻮل روﻣﻴﺮو ﻣﻦ إﻧﺴﺎن ﺑﺴﻴﻂ إﻟﻰ أﺳﻄﻮرة ﺗﺘﻐﻨﻰ ﺑﻪ اﻷﻏﻨﻴﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ،وﻳﺬﻛﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ أﻳﻀﺎ ﻣﺼﺎرﻋﻴﻦ آﺧﺮﻳﻦ ﺳﺎروا ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻰ روﻣﻴﺮو ﻣﻦ أﻣﺜﺎل رﻓﺎﺋﻴﻞ ﻣﻮﻟﻴﻨﺎ وﺑﻴﻠﻤﻮﻧﺘﻲ وﻣﺎﻧﻮﻟﻴﺘﻲ اﻟﺬﻳﻦ دﻓﻌﻮا ﺑﻤﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﺎل وﺳﺎﻫﻢ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻌﻞ اﻟﻤﺼﺎرﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ وﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ واﻟﺒﺮﺗﻐﺎل وﻓﻲ دول أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ. ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﺳﺒﺎن ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان ﺟﺰءا ً ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺒﻼدﻫﻢ، وﻫﻲ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻋﺮض ﻟﻠﺒﺮاﻋﺔ واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻞ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ -ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺜﻮر -وﻣﻊ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻻ ﻳﺸﻚ أﺣﺪ
114
ūēĴżġŤē ĚŐijĔŁŨ
ﻓﻲ أن اﻟﻤﺼﺎرع ﺳﻴﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮر وأن اﻟﻤﺼﺎرﻋﺔ ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ ﺑﻤﻘﺘﻞ اﻟﺜﻮر ،إﻻ أن اﻟﺜﻮر ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺿﺤﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻓﻲ اﻟﺤﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺼﺎرع ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻻﺣﺘﺮام ،وإذا ﻛﺎن اﻟﻤﺼﺎرع ﺿﻌﻴﻔﺎً ﻓﺈن اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻻ ﻳﺠﺪ ﺑﺄﺳﺎً ﻓﻲ ﻣﻨﺢ ﺗﻌﺎﻃﻔﻪ ﻟﻠﺜﻮر ،ﺑﻞ إن اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻳﺼﻔﻖ ﻟﻪ وﻳﺸﺠﻌﻪ، أﻣﺎ اﻟﻤﺼﺎرع ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺘﻮﺑﻴﺦ واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺧﺮوﺟﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﺒﺔ. وﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﺠﻤﻬﻮر أن ﻳﻘﺪم اﻟﻤﺼﺎرع ﻋﺮﺿﺎً ﺑﺄﺳﻠﻮب رﻓﻴﻊ وﺷﺠﺎﻋﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ،وأن ﻳﺘﺴﻢ أداء اﻟﺜﻮر ﺑﺎﻟﺸﺮاﺳﺔ واﻟﺘﺼﻤﻴﻢ واﻟﻌﻨﺎد ،وإذا ﻛﺎن اﻟﻬﺪف ﻓﻲ أي رﻳﺎﺿﺔ ﻫﻮ اﻟﻔﻮز ،ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻳﺜﺎر ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺠﻠﻪ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﻮن ﻣﻦ ﻧﻘﺎط ،ﻓﻲ ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻧﻘﺎط ،ﺑﻞ ﺗﻜﻤﻦ اﻟﻤﺘﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻗﺐ اﻟﻔﻮز اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ أو اﻟﻤﺮﺟﻮ ﻟﻠﺤﻴﻠﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮة اﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﺔ
اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ،وﻳﺼﻔﻖ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻋﻨﺪ ﻣﻘﺘﻞ اﻟﺜﻮر ﻟﻴﺲ ﻟﻔﻮز اﻟﻤﺼﺎرع ،وﻟﻜﻦ ﻟﻸداء واﻟﺮﺷﺎﻗﺔ واﻟﺒﺮاﻋﺔ اﻟﺘﻲ أﺑﺪاﻫﺎ اﻟﻤﺼﺎرع ﻓﻲ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮر. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺜﻮر اﻟﻬﺎﺋﺞ ﻣﻦ ﺑﻮاﺑﺔ اﻟﺤﻈﻴﺮة إﻟﻰ اﻟﺤﻠﺒﺔ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻪ اﻟﻤﺼﺎرع ﺑﺠﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﻤﺘﺴﻤﺔ ﺑﺎﻟﺨﻔﺔ واﻟﺮﺷﺎﻗﺔ ،وﺗﺰداد ﺣﻤﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮب اﻟﻤﺼﺎرع ﻣﻦ ﻗﺮﻧﻲ اﻟﺜﻮر ﺑﺠﺮأة وﺷﺠﺎﻋﺔ ،وﻳﻬﺎﺟﻢ اﻟﺜﻮر ﺑﺸﻜﻞ ﻏﺮﻳﺰي اﻟﺴﺘﺎرة اﻟﺤﻤﺮاء ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻬﺎ ﺣﻤﺮاء وﻟﻜﻦ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﺤﺮك ،وﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﺻﻔﺮاء أو ﺧﻀﺮاء أو ﺑﺄي ﻟﻮن آﺧﺮ، وﻟﻜﻦ ﺟﺮت اﻟﻌﺎدة ﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻮن ﺣﻤﺮاء. ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎرﻋﺔ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻔﺮﺳﺎن )اﻟﺒﻴﻜﺎدور( إﻟﻰ اﻟﺤﻠﺒﺔ ،ﻣﻤﺘﻄﻴﻦ ﺻﻬﻮات ﺟﻴﺎد ﻣﻌﺼﻮﺑﺔ اﻟﻌﻴﻮن وﻣﺪرﻋﺔ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﻧﻲ اﻟﺜﻮر .وﻗﺪ اﺳﺘﺤﺪﺛﺖ ﻫﺬه اﻟﺪروع ﺑﻤﺮﺳﻮم ﺻﺪر ﻋﺎم 1930م ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺠﻴﺎد ،وﻳﺮﺗﺪي اﻟﻔﺎرس
ůŹűŜ ﺣﻮﻟﻬﺎ اﻟﻌﺮب ﻣﻦ ﺻﺮاع دﻣﻮي إﻟﻰ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻃﻘﺴﻴﺔ
ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان أﺣﺪ رﻣﻮز اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ا\ﺳﺒﺎﻧﻴﺔ
ﻳﻌﻮد ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان إﻟﻰ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎرﻳﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﺘﻤﻴﺰة ﻓﻲ روﻣﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻄﻮر ﺗﻄﻮراً ﻛﺒﻴﺮاً إﻻ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻻﻳﺒﻴﺮﻳﺔ ذﻟﻚ أن اﻟﻌﺮب اﻟﺬﻳﻦ ﻓﺘﺤﻮا اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻴﻼدي أدﺧﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎرﻋﺔ ﺗﺤﺴﻴﻨﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻓﺤ ّﻮﻟﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺻﺮاع دﻣﻮي وﺣﺸﻲ ﻻ ﺷﻜﻞ ﻟﻪ ،إﻟﻰ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻃﻘﺴﻴﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄﻳﺎم اﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎت واﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﻔﺮﺳﺎن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺜﻴﺮان وﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻬﺎ. İũĩŨ ŮĖ ŮĹĨ
ūēĴżġŤē ĚŐijĔŁŨ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ůŹűŜ
2014
113
ůŹűŜ واﺻﻞ اﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ رﻛﻮﺑﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ ،وﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺠﺢ ﻓﻴﻬﺎ اﻧﺪﻓﻊ اﻟﺤﺼﺎن راﻛﻀﺎً وﺳﻘﻂ آﺳﺘﻠﻲ. ﺗﻄﻮر اﻟﺴﻴﺮك ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ووﻇﻒ آﺳﺘﻠﻲ ﻣﻬﺮﺟﻴﻦ آﺧﺮﻳﻦ ودرﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ أداء ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ رﻛﻮب اﻟﺨﻴﺎط إﻟﻰ ﺑﺮﻳﻨﺘﻔﻮرد .ﺛﻢ أﺻﺒﺢ ذﻟﻚ اﻟﻤﺸﻬﺪ ﺟﺰءا ً أﺳﺎﺳﻴﺎً ﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﻴﺮك ﻟﻤﺪة 100ﻋﺎم. ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﻮاع اﻟﺴﻴﺮﻛﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ،اﺷﺘﻬﺮ ﺳﻴﺮك ﺑﺎرﻧﻮم وﺑﺎﻳﻠﻲ ،وﻫﻮ ﻧﺘﺎج ﻓﻜﺮة ﺷﺨﺼﻴﻦ ﻣﺒﺪﻋﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﻓﻴﻨﻴﺎس ﺗﻲ ﺑﺎرﻧﻮم وﺟﻴﻤﺲ آي ﺑﺎﻳﻠﻲ. إﻻ أﻧﻪ وﺑﻌﺪ أن ﺗﻮﻓﻲ ﺑﺎﻳﻠﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم ،1906 ﻗﺎم ﺳﻴﺮك اﻷﺧﻮة رﻳﻨﺠﻠﻴﻦ اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻋﺮوﺿﻪ ﻓﻲ ﺧﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم 1884ﺑﺸﺮاء ﺳﻴﺮك ﺑﺎرﻧﻮم أﻧﺪ ﺑﺎﻳﻠﻲ ﻋﺎم 1919و ُد ِﻣﺞ اﻟﺴﻴﺮﻛﺎن ﺿﻤﻦ ﺷﺮﻛﺔ واﺣﺪة ﻫﺎﺋﻠﺔ .وﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم 1950 أﺻﺒﺢ اﻟﻌﺮض ﻳﻘﺪم ﻓﻲ ﺻﺎﻻت ﻣﻐﻠﻘﺔ ﺗﺤﺖ إدارة وﺗﺮوﻳﺞ اﻳﺮﻓﻴﻦ ﻓﻴﻠﺪ وأﺧﻴﻪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﺻﺒﺢ ﺳﻴﺮك ﺑﺎرﻧﻮم وﺑﺎﻳﻠﻲ اﻷﺧﻮة رﻳﻨﺠﻠﻴﻦ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ آﻟﺔ اﻟﺘﻔﺮﻳﺦ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ ﻣﻬﺮﺟﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﺜﻞ ﻻو ﺟﺎﻛﻮﺑﺲ ،إﻳﻤﻴﺖ ﻛﻴﻠﻲ
112
ūŵĤĴŲũŤē
اﻟﻤﻬﺮج اﻟﻤﺘﺸﺮد ،ﻓﻴﻠﻴﻜﺲ آدﻟﺮ اﻟﻤﻮﺻﻮف ﺑﺎﻟﻜﺌﻴﺐ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أوﺗﻮ ﺟﺮﻳﺒﻠﻨﺞ ،ﻣﺎرك أﻧﺘﻮﻧﻲ واﻟﻜﺜﻴﺮ ﻏﻴﺮﻫﻢ .ﺛﻢ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ روﺳﻴﺎ ﻳﻮري ﻟﻨﻜﻮﻟﻦ وﺑﻮﺑﻮف ،وﻣﻦ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﻓﺮاﺗﻴﻠﻴﻨﻲ ،وﺟﺮوك ﻣﻦ أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ،وﺗﺸﺎرﻟﻲ راﻳﻔﻞ ﻣﻦ اﺳﺒﺎﻧﻴﺎ .وﺗﻄﻮل ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺳﻔﺮاء اﻟﻀﺤﻚ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ. ﻓﻲ ﻋﺎم 1910ﺑﺪأت ﺷﻌﺒﻴﺔ اﻟﻌﺮوض اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ واﻟﺴﻴﺮك ﺗﺰدﻫﺮ ،ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺤﺖ ﺑﺪاﻳﺔ ﻷﻋﻤﺎل ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة .وﻛﻞ ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎع ﻋﺪد اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ اﻹدارﻳﻴﻦ ،وزﻳﺎدة أوﻗﺎت اﻟﻔﺮاغ واﻹﻧﻔﺎق ،وﺗﻐﻴﺮ أذواق ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ .ﻟﺬﻟﻚ أﺻﺒﺢ ﻣﻤﻜﻨﺎً ﻟﺮواد اﻟﻤﺴﺎرح اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ أن ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻮا ﺑﻌﺮض ﻣﺴﺮﺣﻲ ﻟﺸﻜﺴﺒﻴﺮ ،واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺒﻬﻠﻮاﻧﻴﺔ، واﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﻟﻤﻐﻨﻴﻦ وﻋﺮوض اﻟﺮﻗﺺ واﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﻓﻲ أﻣﺴﻴﺔ واﺣﺪة .اﺳﺘﻤﺮ اﻟﻤﻬﺮﺟﻮن ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﺮوﺿﻬﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ وأﺳﺎﻟﻴﺒﻬﻢ اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺔ اﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎرح اﻻﺳﺘﻌﺮاﺿﺎت اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ .ﻣﻦ ﻫﻨﺎك ﻛﺎن أول ﻇﻬﻮر ﻟﺘﺸﺎرﻟﻲ ﺷﺎﺑﻠﻦ وﻫﻮ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ 18ﻋﺎﻣﺎً ،ﺣﻴﺚ ﺣﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻓﺮﺻﺔ اﻻﻧﻀﻤﺎم
ﻟﻔﺮﻗﺔ ﻣﺘﻌﻬﺪ اﻻﺳﺘﻌﺮاض اﻟﻤﺴﺮﺣﻲ ﻓﺮﻳﺪ ﻛﺎرﻧﻮ .ﻓﺤﻴﻦ وﺻﻠﺖ ﻓﺮﻗﺔ ﻓﺮﻳﺪ إﻟﻰ أﻣﺮﻳﻜﺎ وﻋﺮﺿﺖ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ إﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻻﻗﺖ اﺳﺘﺤﺴﺎﻧﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻣﻦ اﻟﻨﺎس، وﻛﺎن ﺗﺸﺎرﻟﻲ ﺗﺸﺎﺑﻠﻦ ﻋﻀﻮا أﺳﺎﺳﻴﺎً ﻓﻲ اﻟﻔﺮﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺪﻳﻞ ﺟﺎﻫﺰ ﻫﻮ ﺳﺘﺎن ﻟﻮرﻳﻞ. اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻓﺮﻗﺔ ﻛﺎرﻧﻮ ﻣﻨﺤﺖ ﻟﺘﺸﺎرﻟﻲ وﻟﻮرﻳﻞ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮر ،وﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ واﻟﺘﻬﺮﻳﺞ واﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻹﻳﻤﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﺗُﺮﺟﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ إﻟﻰ ﻋﺮوض ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ. إذن ﻇﻬﺮ اﻟﻤﻬﺮﺟﻮن واﻟﺒﻬﻠﻮاﻧﺎت ﻓﻲ أﺷﻜﺎل ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وأُﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﺴﻤﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻤﺮور اﻟﺰﻣﺎن ،إﻻ أن ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﺎﻣﻼً ﻣﺸﺘﺮﻛﺎً واﺣﺪا ً ،وﻫﻮ رؤﻳﺘﻬﻢ اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺔ ،وﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻹﺿﺤﺎك وﻃﺮاﻓﺘﻬﻢ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻓﻲ اﻟﺒﻼط اﻟﻤﻠﻜﻲ أو اﻟﻤﺴﺮح أو اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ أو ﺑﻴﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء واﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أو اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ .أﺳﺎﺗﺬة اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﻫﺆﻻء ﺳﺎﻫﻤﻮا ﻓﻲ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻜﺎﻧﺎً أﻛﺜ َﺮ إﺷﺮاﻗﺎً وﺑﻬﺠﺔ .ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ اﻟﻤﻬﺮﺟﻮن داﺋﻤﺎً ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻨﺎ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮن ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﺨﻮف إﻟﻰ ﺿﺤﻚ، وﺑﺘﺨﺪﻳﺮ اﻷﻟﻢ ﻋﻨﺪ اﻻﺑﺘﻬﺎج * ūĔũŐ Ěŭʼnťĸ ŮŨ ĚũĤĴĝŨŴ ĚėĜĔŠ
1520م وﺟﺪ أن ﺑﻼط ﻣﻮﻧﺘﻴﺰوﻣﺎ ﻳﻮﻇﻒ ﻣﻬﺮﺟﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﻣﻬﺮﺟﻲ أوروﺑﺎ .ﻇﻬﺮ ﻣﻬﺮﺟﻮ اﻷزﺗﻴﻚ واﻷﻗﺰام واﻟﺒﻬﻠﻮﻧﺎت ﻓﻲ ﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺎ دﻳﻼرﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ،واﻟﺘﻲ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺳﻴﻄﺮت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺮح اﻷوروﺑﻲ .ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺎ دﻳﻼرﺗﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺎ اﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻓﻦ ﻣﺮﺗﺠﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺮح ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ واﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت .ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻤﺮﺗﺤﻠﺔ ﻟﻔﻨﺎﻧﻲ ﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺎ دﻳﻼرﺗﻰ اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻇﻬﺮ أرﻟﻴﺘﺸﻴﻨﻮ وﻫﻮ أﻛﺜﺮ اﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ ﺷﻬﺮة ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻌﺼﻮر ،واﻟﻤﻌﺮوف أﻳﻀﺎً ﺑﺎﺳﻢ اﻟ ُﻤﻀﺤﻚ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﺨﺎدم اﻟﻔﻜﺎﻫﻲ أو "اﻟﻬﺰﻟﻲ" وﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻄﻮر ﺑﻌﺪ أن اﺑﺘﻜﺮ ﺣﺮﻛﺎت ﺑﻬﻠﻮاﻧﻴﺔ ،ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ وﻫﻮ ﻳﺮﺗﺪي ﻗﻨﺎع دوﻣﻴﻨﻮ أﺳﻮد ،وﻳﺤﻤﻞ ﻋﺼﺎ ﻳﻠﻮح ﺑﻬﺎ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺗﻬﺮﻳﺠﻴﺔ ﺻﺎﺧﺒﺔ وﻳﻀﺮب ﺑﻬﺎ ﺿﺤﺎﻳﺎه .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ أﺗﻰ أﺻﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﺗﻬﺮﻳﺠﻴﺔ. ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺎ دﻳﻼرﺗﻲ أﺑﻜﺮ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻜﻮﻣﻴﺪي اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻮرت إﻟﻰ اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻀﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻬﺰﻟﻴﺔ اﻟﻤﻀﺤﻜﺔ اﻟﻤﻘﺴﻤﺔ إﻟﻰ أﺳﻴﺎد وﺧﺪم. ﻳﻨﺤﺪر اﻟﻤﻬﺮج اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺨﺎدﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺎت اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ،وﻗﻴﻞ إن اﻟﻤﻬﺮج أو اﻟﻤﺨﺎدع ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﻄﻠﻲ ﺧﺪﻋﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻴﻄﺎن .ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﻤﻠﻜﺔ إﻟﻴﺰاﺑﻴﺚ ،أﺻﺒﺢ اﻟﺘﻬﺮﻳﺞ ﺷﻜﻼً أﺳﺎﺳﻴﺎً ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻔﻦ اﻟﻤﺴﺮﺣﻲ .ﻛﺎن ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ ﻛﺎﺗﺐ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎت ﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﻠﻮرد ﺗﺸﺎﻧﺪﻟﺮ ،وﻣﻨﻬﺎ ﻇﻬﺮ وﻳﻠﻴﺎم ﻛﻴﻤﺐ ﻛﺄول ﻣﻬﺮج ﻣﻊ اﻟﻔﺮﻗﺔ. وﻗﺪ ﺗﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﻟﻌﺐ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﻳﻔﻲ اﻟﻐﺒﻲ )اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻻﺣﻘﺎَ ﻳُﻌﺮف أﻳﻀﺎً
ﺑﺎﺳﻢ اﻷب( .ﻛﻤﺎ أن ﻟﺮوﺑﺮت آرﻣﻴﻦ دورا ً ﻫﺎﻣﺎً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ اﻟﺤﻤﻘﺎء. ﻳُﻌﺪ ﺟﻮزﻳﻒ ﻏﺮﻳﻤﺎﻟﺪي أب اﻟﺒﻬﻠﻮاﻧﻴﻴﻦ اﻟﺤﺪﻳﺜﻴﻦ ﻷﻧﻪ اﻟﻤﺮﻓﻪ اﻟﺬي ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻹرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻟﻠﻤﻬﺮج إﻟﻰ ﻟﻌﺐ اﻟﺪور اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ .وﻟﺪ ﻏﺮﻳﻤﺎﻟﺪي ﻓﻲ ﻟﻨﺪن وﻛﺎن أﺑﻮه ﻣﻤﺜﻼً إﻳﻄﺎﻟﻴﺎً .ﺑﺪأ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎرح وﻫﻮ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ .وﻷﻧﻪ ﺗﺮﺑﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎرح ،ﻓﻘﺪ ﺑﺮع ﻓﻲ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺧﺪع ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺑﻤﺆﺛﺮات ﺧﺎﺻﺔ .ﻛﻤﺎ أﻧﻪ أﻧﺘﺞ وﻣﺜﱠﻞ دور اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ اﻟﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻗﺎت ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﻀﺤﻚ ﻣﺆدﻳﺎً اﻟﻜﺜﻴﺮﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻤﻄﺎردة وﺣﺮﻛﺎت اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻬﺰﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﻗﻮﻳﺔ وﻟﻜﻦ ﻣﺆﻗﺘﺔ .ﻳُ َﻌ ﱡﺪ ﻏﺮﻳﻤﺎﻟﺪي أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻹﻳﻤﺎﺋﻲ .وﺗﻜﺮﻳﻤﺎً ﻟﻪَ ،ﺳ ﱠﻤﻰ ﻣﻬﺮﺟﻮ اﻟﺴﻴﺮك أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﺳﻤﻪ اﻟﺤﺮﻛﻲ ﺟﻮي ،إﻻ أن ﻛﻠﻤﺔ ﻏﻮي أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺮادﻓﺎً ﻟﻠﻤﻬﺮج .وﻓﻲ أول ﻳﻮم أﺣﺪﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻓﺒﺮاﻳﺮ ﻛﻞ ﻋﺎم ﻳُﻌﻘﺪ ﺗﺠﻤﻊ ﺳﻨﻮي ﻓﻲ ﻛﻨﻴﺴﺔ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ﻓﻲ داﻟﺴﺘﻮن ﺷﺮق ﻟﻨﺪن ﻟﺘﻜﺮﻳﻢ ﺟﻮزﻳﻒ ﻏﺮﻳﻤﺎﻟﺪي أﻛﺒﺮ ﻣﻬﺮج ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ )-1778 .(1837 وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺴﻴﺮك ﻟﻪ أﺻﻮل ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، وأﺻﺒﺢ ﻣﻌﺮوﻓﺎً ﻓﻲ روﻣﺎ ،إﻻ أن ﻓﻴﻠﻴﺐ ٍ ﺳﻴﺮك آﺳﺘﻠﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ اﺑﺘﻜﺮ ﻣﺎ ﻳُﻌﺘﺒﺮ أول ﻓﻲ ﻋﺎم 1768ﻓﻲ إﻧﺠﻠﺘﺮا .ﻛﻤﺎ أﻧﻪ اﺧﺘﺮع أول دور ﺗﻤﺜﻴﻠﻲ ﻟﻤﻬﺮج اﻟﺴﻴﺮك ﻋﻨﻮاﻧﻪ أزرار ﺑﻴﻠﻲ أو رﻛﻮب اﻟﺨﻴﺎط إﻟﻰ ﺑﺮﻳﻨﺘﻔﻮرد. ﻛﺎن اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻟﺨﻴﺎط ﻓﺸﻞ ﻓﻲ رﻛﻮب اﻟﺤﺼﺎن ﻟﻜﻲ ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ ﺑﺮﻳﻨﺘﻔﻮرد ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .وﻗﺪ ﺗﻘﻤﺺ آﺳﺘﻠﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺨﻴﺎط ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ رﻛﻮب اﻟﺤﺼﺎن، ﺣﻴﺚ وﺟﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻟﻜﻨﻪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺄن اﻟﻀﺤﻚ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﺨﺎﻟﻖ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﺸﺮون اﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس \ﺿﺤﺎﻛﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺑﺪء اﻟﻄﻘﻮس اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ůŹűŜ
2014
111
ůŹűŜ ūŵĤĴŲũŤē
110
ﺑﻄﺎﻗﺎت اﻟﺘﺎروت إﻟﻰ ﺑﻼد ﻓﺎرس ﻋﺒﺮ اﻟﻐﺠﺮ اﻟﺠﻮاﻟﻴﻦ ﻣﻦ أﺻﻮل ﻣﺼﺮﻳﺔ. ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻮر اﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ اﻟﺘﻲ ﺗُﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﺎﻗﺎت اﻟﺘﺎروت ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ داﺋﻤﺎً ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺮﻣﺰ ﻟﻤﻌﺎن ﺟﺪﻳﺪة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً .وﻫﻲ اﻗﺘﻨﺎص ﻓﺮص ﻋﻴﺶ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ وﺗﺠﺎوز اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺆﺳﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮﻫﺎ .إﻣﺎ أن اﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ ﻳﻤﺜﻠﻮن اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺤﺪودة ﻟﺘﻄﻮر اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ أو اﻧﻜﺎر ﺗﻠﻚ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت .إﻻ أﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﻤﺜﻠﻮن روح اﻟﻤﻐﺎﻣﺮة اﻟﻤﺴﺘﻌﺪة داﺋﻤﺎً ﻟﺘﺮك اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻵﻣﻨﺔ واﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻛﺘﺸﺎف ﻓﺮص ﺟﺪﻳﺪة. ﻓﻲ ﺣﻮاﻟﻲ 300ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻴﻼد ،ﻛﺎن ﻳﺸﺮف ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء ﺳﻮر اﻟﺼﻴﻦ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر ﺷﻲ ﻫﻮاﻧﺞ ﺗﻲ ،وﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﺑﻨﺎء اﻟﺴﻮر
ﻗُﺘﻞ آﻻف اﻟﻌﻤﺎل ،وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻤﻠﻚ أﺣﺪ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﻮف ﻓﻲ وﺟﻬﻪ، ﻣﺎ ﻋﺪا ﻳﻮ زي ﻣﻬﺮج اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر اﻟﺬي ﺗﺠﺮأ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻘﺎد ﺧﻄﺔ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر ﻓﻲ رﺳﻢ اﻟﺴﻮر اﻟﻌﻈﻴﻢ .ﻟﺬﻟﻚ ﻳُﻌﺮف ﻳﻮ زي ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﻴﻮم ﺑﺄﻧﻪ ﺑﻄﻞ وﻃﻨﻲ ﻷن ﻃﺮاﻓﺘﻪ ﻓﻲ اﻧﺘﻘﺎد اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر أﻗﻨﻌﺘﻪ ﺑﻌﺪم رﺳﻢ اﻟﺴﻮر اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺳﻴﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻣﻮت آﻻف آﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل. ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻳﻠﻌﺐ اﻟﻤﻬﺮﺟﻮن دورا ً ﻫﺎﻣﺎً ﻓﻲ أﻣﻮر اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺤﻴﺎة .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪراﻣﺎ اﻟﺴﻨﺴﻜﺮﻳﺘﻴﺔ اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺺ ﻣﻠﺤﻤﺔ "اﻟﻤﻬﺎﺑﻬﺎراﺗﺎ" و"راﻣﺎﻳﺎﻧﺎ" ﺣﻮاﻟﻲ 100م وﻛﺎن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺤﻮارات ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺴﻨﺴﻜﺮﻳﺘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺘﺤﺪث ﺑﻬﺎ اﻵﻟﻬﺔ واﻟﻤﻠﻮك واﻟﻮزراء واﻟﺠﻨﺮاﻻت واﻟﺤﻜﻤﺎء ﻓﻘﻂ .وﻛﺎن ﻓﻴﺪوﺳﻜﺎ وﻫﻮ اﻟﺒﻬﻠﻮان واﻟﺨﺎدم
اﻟﻤﻘﺮب ﻳﺘﺤﺪث ﻟﻐﺔ اﻟﺒﺎرﻛﺮﻳﺖ وﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ ،ﻟﺬا ﻛﺎن اﻟﺒﻬﻠﻮان ﻳﻠﻌﺐ دور اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ .وﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ ،ﻇﻬﺮ أﺳﻼف اﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎن اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﻴﺰوا ﺑﺮؤوﺳﻬﻢ اﻟﺼﻠﻌﺎء اﻟﻤﺤﺸﻮة ﻟﻜﻲ ﺗﺒﺪو أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﺎد .ﻛﻤﺎ أﻧﻬﻢ أﻋﻄﻮا اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ أدوارا ً ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺎت اﻟﻬﺰﻟﻴﺔ واﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺎت اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺨﺮون ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮن أﺣﻴﺎﻧﺎً ﺑﺈﻟﻘﺎء اﻟﻤﻜﺴﺮات ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﻔﺮﺟﻴﻦ .ﻇﻬﺮ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ أدوار اﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ أﻳﻀﺎً ﻓﻲ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺎت اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮﺗﺪون ﻗﺒﻌﺎت ﻣﺪﺑﺒﺔ، وأردﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ اﻷﻟﻮان ،وﻫﻢ اﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﻮن ﻟﻜﻞ أﻧﻮاع اﻟﺤﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ زﻣﻼﺋﻬﻢ اﻟﻤﻤﺜﻠﻮن. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺰا ﻛﻮرﺗﻴﺰ ﺷﻌﺐ اﻷزﺗﻴﻚ ﻓﻲ ﻋﺎم
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ůŹűŜ
2014
109
ůŹűŜ ﺟﻌﻠﻮا اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻛﺜﺮ إﺷﺮاﻗ ًﺎ وﺑﻬﺠﺔ
اﻟﻤﻬﺮﺟﻮن..
أﺳﺎﺗﺬة اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ ،ﺛﻢ أﺻﺒﺤﻮا ﻣﻦ ﻰ، ﺑﺪأ ﻇﻬﻮ ُر اﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ ﻓﻲ اﻷدب واﻟﻔﻠﻜﻠﻮر اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺧﻼل اﻟﻘﺮون ﺦ. اﻟﺘﺎرﻳﺦ .أدى اﻟﻤﻬﺮﺟﻮن اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎً واﺳﺘﺨﺪاﻣﺎً ﻓﻲ اﻷدب ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺳﻲ، واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،وﻋﻠﻰ أﻏﻠﺐ أدواراً ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻛﺜﻴﺮة ﺷﻤﻠﺖ اﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ،واﻟﻨﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻈﻦ ﻛﺎن دورﻫﻢ اﻷﻫﻢ ﻳﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل أﻫﻤﻴﺘﻬﻢ ﻛﻌﻨﺎﺻﺮ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ .ﻛﺎن ﻤﻬﺮﺟﻮن اﻟﻤﻬﺮﺟﻮن ﻳﻤﻠﻜﻮن ﻴﺔ واﻟﻤﺒﺎدئئ اﻟﺪﻳﻳﻨﻴ ﻣﻬﺎرات ﻋﺪﻳﺪة ﻣﺜﻞ اﻟﻄﺮاﻓﺔ واﻟﻔﻜﺎﻫﺔ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻘﻴﻢ واﻟﻤﺒﺎد اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ĴšżĖ ūĔĠĔŬŵĤ İũĨĉ ijĔűĵĉ ĚũĤĴĜ
ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﻳﻌﻮد ﺑﻌﻀﻬﺎ إﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ آﻻف ﺳﻨﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﻴﻦ وﻇﻴﻔﺔ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ ،ﻓﻐﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻬﻢ دو ٌر ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ وﻗﺪرة ﻋﻠﻰ ﻛﺸﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺷﺨﺺ أو وﺿﻊ ﻣﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﺎﺧﺮة .ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺄن اﻟﻀﺤﻚ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﺨﺎﻟﻖ، ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﺸﺮون اﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﻹﺿﺤﺎﻛﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺑﺪء اﻟﻄﻘﻮس اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دورﻫﻢ ﻓﻲ ﻓﺮض اﻟﻨﻈﺎم واﻻﻧﻀﺒﺎط. وﻛﺎن ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺮﺟﻲ ﺷﻌﺐ اﻟﻬﻮﺑﻴﺖ "ﺻﺎﻧﻌﻮ اﻟﻔﺮح وﺣﻔﻈﺔ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ" .وﺗﻌﺘﻘﺪ ﻗﺒﺎﺋﻞ أﺧﺮى أن ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﻴﻦ دورا ً ﻓﻲ ﻋﻼج ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺮاض .أﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺷﺎﻳﺎن ﻓﻜﺎن
108
ūŵĤĴŲũŤē
ﻣﻬﺮﺟﻮﻫﻢ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮن ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻨﺎﻗﺾ أﺳﻠﻮب اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ. ﻓﻤﺜﻼً ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻤﺸﻮن ﻋﻠﻰ أﻳﺪﻳﻬﻢ وﻳﺮﻛﺒﻮن اﻷﺣﺼﻨﺔ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ وﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺈﻃﻼق اﻷﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ أﻛﺘﺎﻓﻬﻢ ،وﻳﺘﻌﻤﺪون اﻟﺘﺼﺮف ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺘﺎدة .أﻣﺎ إذا ذﻫﺒﻮا إﻟﻰ ﺟﺪول ﻣﺎء ﻓﻴﻘﻮﻣﻮن ﺑﺨﻠﻊ ﻓﺮدة ﺣﺬاء واﺣﺪة وﻳﻤﺴﻜﻮن ﺑﻘﺪﻣﻬﻢ اﻟﻌﺎرﻳﺔ وﻳﻘﻔﺰون ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎء ﺑﺎﻟﻘﺪم اﻷﺧﺮى .ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻲ وﻗﺖ اﻟﺤﺮوب واﻟﻤﻌﺎرك ﻳﻌﻮدون ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻬﻢ وﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎدي ﻣﺜﻞ اﻵﺧﺮﻳﻦ .ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﺨﺸﺎه اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻷﺧﺮى ﺗﺼﺮف اﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﻜﺴﻴﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﻤﻌﺎرك ﻷﻧﻬﻢ أﻛﺜﺮ اﻟﻤﺤﺎرﺑﻴﻦ ﻣﻬﺎرة.
ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﻬﺮﻳﺞ واﻟﺪﻋﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺟﺪا ً اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت أﺛﻨﺎء اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻓﻲ أوروﺑﺎ .إﻻ أن ﻓﻦ اﻟﺘﻬﺮﻳﺞ ُﻋﺮف ﻋﻤﻮﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻴﻼد ﻓﻲ ﺑﻼد ﻓﺎرس .وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻬﻴﺮوﻏﻠﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺴﻼﻟﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﺣﻮاﻟﻲ 2500ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻴﻼد ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ واﻟﺒﻬﻠﻮاﻧﺎت .ﻛﻤﺎ ﻇﻬﺮت ﺻﻮر اﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ ﻓﻲ أﻧﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺑﻄﺎﻗﺎت اﻟﺘﺎروت اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺸﺮت ﻓﻲ أوروﺑﺎ وﺟﺬﺑﺖ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻨﺎس ﺧﻼل ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ .وﺗﺸﻴﺮ اﻷﺑﺤﺎث إﻟﻰ أن اﻟﺼﻮر واﻟﺮﻣﻮز ﻓﻲ ﺑﻄﺎﻗﺎت اﻟﺘﺎروت اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻬﻴﺮوﻏﻠﻴﻔﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻟﺤﻔﻆ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت .وﻗﺪ ﺗﻢ إدﺧﺎل
107
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
œǟōġļė
Ù # Ð' */ .
وﻳﻐﺮﻗﻮن ﻓﻲ اﻟﻀﺤﻚ ،أو ﻳﻌﺒﺮون ﻋﻦ ﻏﻀﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﻛﻢ إن ﻛﺎن ﻟﻘﺒﻪ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ أو اﻟﺴﻠﻄﺎن او اﻟﻮاﻟﻲ ،أو اﻟﻤﻨﺪوب اﻟﻌﺎﻟﻲ، أو ﻳﺤﻠﻤﻮن ﺑﻌﺎﻟﻢ أﻓﻀﻞ ،ﻟﻴﺲ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺨﻴﻞ«. ﻟﻌﻞ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ وﺟﻮد ذﻟﻚ اﻟﻜﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻜُﺘﺎب ﻣﻦ أﺟﻴﺎل ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻜﺘﺎﺑﺎﺗﻬﻢ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة. وﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ » ﺷﻴﻠﻜﻪ« -ﻛﻌﺎﻟﻢ اأﺛﺮﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ- ﻳﺘﺴﺎءل» :ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﺎﺋﻦ ﻣﺎ اﻟﺴﺮ وراء اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،وﻻ ﺗﻠﺒﺲ أوﻻده اﻹﺑﺪاع ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ أﻇﻔﺎرﻫﻢ ،وﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻣﺘﺪاد ﻷﺟﻴﺎل ﺗﺴﺒﻘﻬﻢ ﻓﻲ ﻓﺘﻨﺔ اﻷداء اﻷدﺑﻲ ،واﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻓﻨﻮن اﻟﺤﻜﻲ واﻟﻤﻮال وﻧﺴﺞ اﻟﺨﻴﺎل اﻵﺳﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻌﺮ
106
İļĴũŤē ĚżŭŨ ĚŻĴŜ
واﻟﺰﺟﻞ واﻟﻘﺼﺔ واﻟﺮواﻳﺔ« .وﻻ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻤﻘﺎل ﺣﻴﻦ ﻳﻈﻨﻬﺎ »ﺑﺮﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ« ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ اﻟﺴﻤﺎء ﻟﻬﺬه اﻟﺒﻘﻌﺔ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ دو ًﻣﺎ ﻣﺤﻂ أﻧﻈﺎر اﻟﻜﺜﻴﺮ ،وﻛﻤﺎ ذﻛﺮ اﻟﻤﺆرﺧﻮن زارﻫﺎ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻗﻼوون ﻻﺳﺘﺸﺎرة ﺷﻴﺨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن »ﻗﺪوة اﻟﺪﻳﺎر اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﻛﺎن ﻛﺜﻴﺮ اﻟﻨﻔﻘﺎت ،وﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻦ أﺣﺪ ﺷﻴﺌﺎ، وﻛﺎن ﻛﻞ ﻣﻦ أﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻟﻪ إذا اﺟﺘﻤﻊ ﺑﻪ زال ﻋﻨﻪ ذﻟﻚ ،ﻣﻨﻬﻢ اﺑﻦ ﺳﻴﺪ اﻟﻨﺎس وﻏﻴﺮه ،وﻛﺎن إذا ﺟﺎء أﺣﺪ إﻟﻰ زاوﻳﺘﻪ وﺟﺎء وﻗﺖ اﻟﺼﻼة أﺷﺎر ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻷذان أن ﻳﺆذن ،وﻟﻤﻦ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻹﻣﺎﻣﺔ أن ﻳﺆ ّم ،وﻟﻤﻦ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﺨﻄﺎﺑﺔ أن ﻳﺨﻄﺐ ،ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﻌﺮف أﺣﺪا ﻣﻨﻬﻢ ،وﻛﺎن ﺣﺴﻦ اﻟﺸﻜﻞ، ﻣﻨ ّﻮر اﻟﺼﻮرة ،ﺟﻤﻴﻞ اﻟﻬﻴﺌﺔ ،ﺣﺴﻦ اﻷﺧﻼق،
ﻛﺜﻴﺮ اﻟﺘﻼوة ،وﻛﺎن ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻮاﻃﺮ ﻓﻼ ﻳﺨﻄﺊ ،وﻛﺎن ﻗﻠﻴﻞ اﻟﺸﻄﺢ ،ﺣﺴﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪ، وﻋﻈُﻢ ﺷﺄﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺟﺪا ،وﻣﺎ ﻳﺤﻜﻰ ﻋﻨﻪ ﻟﻢ ﻳُﺴﻤﻊ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﺎﻟﻒ اﻟﺪﻫﺮ« ﻟﻢ ﺗﻘﻒ روﻋﺔ ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎن وﻟﻢ ﺗُﺨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪوده ،ﺑﻞ اﻣﺘﺪت ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺘﺮﻓﺔ ﺑﺄﺣﻜﺎم اﻟﺠﻮازات واﻟﺘﺄﺷﻴﺮات ،ﻓﻌﺒﺮت إﻟﻰ اﻟﻤﺪن واﻟﻌﻮاﺻﻢ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺑﻘﺎع اﻷرض ،ﻟﻴﺤﻤﻞ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ وأﺳﺎﻃﻴﺮﻫﺎ ﻛﻞ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ اﻟﻤﻐﺘﺮﺑﻴﻦ واﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ ﻫﻨﺎك ،ﻟﺘﺘﺄﻛﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻨﻴﺔ اﻟﻤﺮﺷﺪ ،ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﺎﻣﺶ، وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺮأ اﻟﻬﻮاﻣﺶ ﺳﻴﻨﻘﺼﻪ ﻓﻬﻢ اﻟﻤﺘﻮن ،وﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺗﻠﻚ )اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺴﺮﻳﺔ( ،ﻓﺄﺑ ًﺪا ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ
Ù # ÛÂ Ï. Ù
ﻧﻈﺮﻫﺎ ،وﻗﻒ ﻣﺤﺘﺎر ..وﺷﺎﺑﻜﻬﺎ ﻃﺮﺣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﺰﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل وﺷﺒﻜﻬﺎ.. ﻣﻠﻘﺎش ﻣﻌﺎه وﻗﺖ ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ وﻻ ﻳﻮم ...زاد اﻧﺸﻐﺎﻟﻪ وزاد ﺣﺐ اﻟﻮﻟﺪ اﻟﻴﻮم... ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﻗﻮﻟﻲ ﻷﺑﻮﻛﻲ ..ﻳﺤﺠﺰك ف اﻟﺪار دا أﻧﺎ ﺟﺪع ﺻﻐﻴﺮ ..واﻟﻌﻘﻞ ﻣﻨﻲ ﻃﺎر ﺷﻂ اﻟﺒﺤﻮر ﻣﺮﻗﺪي ..واﻟﻤﻮج ﺑﻨﻰ ﻟﻲ دار«.. ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻫﻨﺎك ﻓﻲ إﻧﺘﺎج أﺳﺎﻃﻴﺮﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﻗﺪﻳﻢ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻌﺎرف ،وﺣﻜﺎﻳﺎت اﻟﺼﻴﺪ وﻣﻐﺎﻣﺮاﺗﻪ ،وﺗﻤﺰﺟﻪ ﺑﺘﺎرﻳﺨﻬﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ وﺗﺆرخ ﻷﺣﺪاﺛﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻮادث ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ،ﻟﻌﻞ أﺷﻬﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬﺎ ﻫﻨﺎك »ﻋﺮﻛﺔ اﻟﻬﺪار« ،واﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻲ ﺑﻄﻮﻻت اﻟﻘﺮﻳﺔ ﺿﺪ »اﻟﺒﺎﺷﺎ« أو »ﻋﺴﻜﺮ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰ«، ﺛﻢ ﺗﻤﺰﺟﻪ ﺑﺄﺣﺪاث أﺧﺮى أﻛﺜﺮ ﺣﺪاﺛﺔ ﻋﻦ ﻃﻴﺮان اﻟﻌﺪو اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺮوب ،48 و ،56و67م ،وﻛﻴﻒ أﺳﻘﻄﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺑﺒﺮﻛﺘﻪ، ﻟﻴﺤﻤﻲ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ ﻟﻸﺑﺪ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺑﺎت ﻣﻮﺿﻊ ﺗﻨﺪر وﺳﺨﺮﻳﺔ اﻷﺟﻴﺎل اﻵﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﻤﻦ ﻋﺮف اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻲ ،وﺻﺎر رﺑﻴﺐ اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺪﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﺜﻘﻔﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻋﺪو ﺗﺮاﺛﻬﻢ ﻫﻨﺎك. واﻟﻤﺮدة ،وﻛﻠﻬﺎ ﺣﻜﺎﻳﺎت ﺗﺘﻨﺎﻗﻠﻬﺎ اﻷﺟﻴﺎل ﻫﻨﺎك ،وﻳﺴﺮﻓﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ،وﻳﺒﺪو أن ذﻟﻚ ﻣﺸﻬﻮر ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻧﺰﻟﻬﺎ اﻟﻘﻄﺐ اﻟﻌﺎرف ﺑﺎﻟﻠﻪ »ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﺮﺷﺪي« ،وﻫﻮ ﻣﺎ دﻋﺎ »اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ« ﻻﺗﻬﺎﻣﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺨﺪوم، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻹﻣﺎم اﻟﻴﺎﻓﻌﻲ اﻟﻴﻤﻨﻲ ﺑﻘﻮﻟﻪ» :ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪوﻧﻪ ،وﻳﺤﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺄوﻳﻼت ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻧُﻘﻞ ﻋﻦ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ أﻧﻪ ﻗﺎل :ﻫﻮ ﻣﺨﺪوم، ﻟﻤﺎ اﺷﺘﻬﺮ ﻋﻨﻪ ،واﺳﺘﻔﺎض ﻣﻦ ﻛﺜﺮة ﺧﻮارﻗﻪ.. ﻓﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻈﻦ اﻟﻜﺎذب ،واﻟﺘﺄوﻳﻞ اﻟﻔﺎﺳﺪ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺈن اﻟﺠﺎن ﻟﻴﺲ ﻟﻪ اﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﺑﻮاﻃﻦ اﻟﻌﺒﺎد ،وﻣﺎ ﻳﺨﻄﺮ ﻓﻲ ﺑﻮاﻃﻨﻬﻢ،
ﻧﻌﻮذ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺳﻮء اﻻﻋﺘﻘﺎد «..ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻫﻨﺎك ﺣﺎﻟﻬﻢ ﺣﺎل ﺷﻴﺦ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ اﻟﻮﺳﻄﻲ اﻟﻤﻌﺘﺪل ،ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻋﻦ ﺗﺸﺪد اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﻪ ،وﻻ ﻳﺸﻐﻠﻬﻢ ﻗﺪر ﻣﺎ ﻳﻨﺸﻐﻠﻮن ﺑﺄﺳﺎﻃﻴﺮﻫﻢ وﺷﻴﺨﻬﻢ ﻫﻨﺎك ،وﻳﺮﺣﺒﻮن ﺑﻜﻞ زوارﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻮا ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻘﻄﺐ، ﻳﻔﻴﻀﻮن ﻣﻦ ﺣﻜﻴﻬﻢ اﻟﻤﻤﺘﻊ وﺣﺪﻳﻬﻢ اﻟﺮاﺋﻊ ﻣﺎ ﻳﺴﻠﺐ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﻌﻘﻞ روﻋﺔ وإﻣﺘﺎ ًﻋﺎ. ﻓﻘﻂ ﺗﺄﻣﻞ ﻋﺠﺎﺋﺰﻫﻢ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺤﻠﻘﻮن ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﻤﻮﻟﺪ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻘﻄﺐ ،وأرﻫﻒ ﺳﻤﻊ ﻗﻠﺒﻚ وﺧﻴﺎﻟﻚ ﻟﺤﺪﻳﻬﻢ اﻟﻤﺎﺗﻊ: »وﻫﻮ ﻓﺎﻳﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻮم ..وﺷﺎﺑﻜﻬﺎ ...ﻟﻤﺎ
ﻓﻨﻮن اﻟﺤﻜﻲ واﻟﻤﻮال وﻧﺴﺞ اﻟﺨﻴﺎل ﻗُ ْﻢ ﺑﺰﻳﺎرة اﻟﻤﻜﺎن ﻫﻨﺎك ،وﺟﺮب أن ﺗﺴﺄل ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺐ اﻟﺸﻌﺮ ،وﻻ ﺗﺴ ِﻤﻪ ﻟﻬﻢ، وﺳﺘﻨﺪﻫﺶ ﻣﻦ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻌﻔﻮﻧﻚ ﺑﻬﺎ ﻟﺘﺘﺬﻛﺮ ﻫﺬا اﻟﺬي ﺗﺴﺄل ﻋﻨﻪ ،ﻓﺎﻟﻘﺮﻳﺔ وﺑﻼ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ -ﺗﻌﺞ ﺑﺎﻟﻤﻮﻫﻮﺑﻴﻦ أدﺑ ًﻴﺎ وﻓﻨ ًﻴﺎوﻋﻠﻤﻴًﺎ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺼﻮره ) ﺷﻴﻠﻜﻪ( اﻣﺘﺪا ًدا ﻟﺠﻴﻞ اﻷﺟﺪاد اﻷول اﻟﺬي ﺳﻜﻦ اﻟﻘﺮﻳﺔ، ورﺣﺐ ﺑﻨﺰول ﺷﻴﺨﻬﺎ وﺳﻜﻨﻪ وزواره إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ،ﻳﻘﻮل ﻋﻦ ﻫﺆﻻء اﻷﺟﺪاد: »أﺗﺼﻮرﻫﻢ راﻗﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻄﺒﺔ دار ﻣﻦ ﻗﺼﺼﺎ ﺧﺮاﻓﻴﺔ، اﻟﻄﻴﻦ اﻟﻨﻲ ،وﻳﺨﺘﺮﻋﻮن ً
ŏǙʼnĝĸē
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
105
œǟōġļė
Ú/ Î# p#/(# ÐØ Ù # 2 Ã 2 /
أو ﺗﺮى اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺤﺘﻔﻞ ﺑﻤﺰاج ﺧﺎص –وﺑﻜﻞ ﻃﻮاﺋﻔﻬﺎ -ﺑﺬﻛﺮى ﻣﻴﻼد رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ،ﻓﺘﺨﺮج اﻟﻌﺮﺑﺎت ﻳﺠﺮﻫﺎ اﻷﻫﺎﻟﻲ ،وﻗﺪ ﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﺮاﻛﺒﻬﻢ ،وزﻳﻨﻮﻫﺎ ﺑﺴﻌﻒ اﻟﻨﺨﻴﻞ وﻓﺮوع اﻟﺸﺠﺮ ،ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ وﺣﺪة ﺻﻴﺎدي وﻓﻼﺣﻲ اﻟﻤﻜﺎن ،وﻳﺨﺮج أﺻﺤﺎب اﻟﻄﺮق اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻫﻨﺎك ،وأﺗﺒﺎع اﻟﺸﺎذﻟﻴﺔ ،وﻛﻞ ﻛﺒﻴﺮ وﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ ،وﻳﺒﺪؤون ﻛﺮﻧﻔﺎﻻً ﺷﻌﺒﻴًﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﻛﺐ ﻳﺪور ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻮارع اﻟﻘﺮﻳﺔ ،وﻳﻀﻢ ﻛﻞ أﺻﺤﺎب اﻟﻤﻬﻦ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ ،وﻳﻐﻨﻮن اﻷﻫﺎزﻳﺞ ،وﻳﻤﺎرﺳﻮن ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎره –ﺑﺄرﻳﺤﻴﺔ» -ﻣﺴﺮح اﻟﺸﺎرع«؛ ﻓﻴﻌﻴﺪون ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺼﺮ
104
İļĴũŤē ĚżŭŨ ĚŻĴŜ
وﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺮﻳﺔ ،وﻛﻔﺎح اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻧﺼﺮ أﻛﺘﻮﺑﺮ 1973م ،ﺑﻌﺒﻘﺮﻳﺔ وﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ، وﺳﺘﺴﻤﻌﻬﻢ ﻳﻐﻨﻮن: »اﻟﻌﺎدة ..اﻟﻌﺎدة ﻳﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ..اﻟﻌﺎدة اﻟﻌﺎدة ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺐ اﻟﻠﻪ.. ﻳﺎ اﻟﻠﻲ ﺟﻮزك ف اﻟﻤﺎﻟﺢ ..ﻃﺎﺑﺨﻪ اﻟﺤﻤﺎم ده ﻟﻤﻴﻦ؟!... ﻃﺒﺨﺎه ﻷﻣﻲ وﻷﺑﻮﻳﺎ ...ورب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.... اﺳ َﻊ وﺻﻞِ ..ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ..اﻟﺼﻼة ﺗﺤﻠﻰ ..ع اﻟﻨﺒﻲ.«.... وﻟﻴﺲ أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺤﺪي وﺣﺪﻫﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﻗﻔﻚ ﺣﻴﻦ ﺗﺮى اﻟﺼﻴﺎدﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﻮارﻳﻬﺎ ﻳﻨﺴﺠﻮن ﺷﺒﺎك ﺻﻴﺪﻫﻢ ،أو ﻳﻌﻴﺪون رﺗﻘﻬﺎ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ،
ﺑﻞ ﺳﺘﺴﻤﻊ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت ﻋﻦ »ﺳﻴﺪي اﻟﻤﺮﺷﺪي« ،ﺗﻠﻚ ﻟﻔﺘﺖ اﻧﺘﺒﺎه اﻹﻣﺎم »اﻟﻴﺎﻓﻌﻲ اﻟﻴﻤﻨﻲ« ﻓﻘﺎل» :ﻛﺎن ﻟﻪ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺗ ُﺤ ّﻴﺮ اﻟﻌﻘﻮل ،وﻏﺮاﺋﺐ ِذﻛﺮﻫﺎ ﻳﻄﻮل .ﻛﺎن ﻟﻮ اﺟﺘﻤﻊ ﻋﻨﺪه أﻛﺜﺮ ﻋﺴﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﻮرى ﻟﻌ ّﺠﻞ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل ﻣﺎ أﺣﺐ ﻣﻦ اﻟ ِﻘﺮى )أي ﻃﻌﺎم اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ( ،ﻳُﺨﺮج ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﺰاﻧﺔ ﻟﻪ ﺻﻐﻴﺮة ،ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲء ﻳُﺮى .ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻨﻪ ﺤﺼﻮن. ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺮاﻣﺎت اﻟﺒﺎﻫﺮات ﺧﻼﺋﻖ ﻻ ﻳُ َ ﺣﻜﻰ ﻟﻲ ذﻟﻚ )ﻛﺜﻴﺮ( ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎت ..ﺑﻞ رأﻳﺖ ذﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﻣﺸﺎﻫﺪة ﻋﻴﺎﻧﺎ ،«..وﻣﺎ دﻣﺖ ﻓﻲ ﺣﻀﺮة اﻟﻘﺮﻳﺔ؛ ﻓﺄﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺴﺤﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ وﺣﻜﺎﻳﺎت اﻟﺨﻴﺎل واﻟﺠﺎن ،واﻟﻐﻴﻼن
# # Ù ÛÂ Ï. Ù
ﻟﻌﻞ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻟﻔﺮﻳﺪ زادت ﻋﺒﻘﺮﻳﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﺳﻜﻨﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻘﻄﺐ، واﻟﺬي ﻳﻔﺮد ﻟﻪ اﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ ﺻﻔﺤﺎت ﻓﻲ رﺣﻠﺘﻪ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻠﻮرة ﺳﺤﺮﻳﺔ ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ وﺻﻞ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء وا رض ﻣﻦ اﻟﻜﺮاﻣﺎت
ﺻﺎﻣﻮﻟﻲ ﺷﻴﻠﻜﻪ )ﻋﺎﻟﻢ أﻧﺜﺮﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﻤﻌﻬﺪ » «ZOMﺑﺒﺮﻟﻴﻦ /أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ( ﺑﻘﻮﻟﻪ» :ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ )ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻤﻜﺎن( ﻗﺒﻞ أن أﺗﻌﺮف ﺑﺤﻲ اﻟﻨﺰﻟﺔ وﻣﻨﻴﺔ اﻟﻤﺮﺷﺪ وﺳﻜﺎﻧﻬﺎ« .وﻗﺪ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺮى ﻣﺼﺮ ﺣﻴﺚ اﻟﺒﻴﻮت اﻟﻀﻴﻘﺔ واﻟﻤﺘﺮاﺻﺔ واﻟﻤﺘﺰاﺣﻤﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻔﺮد ﻓﻲ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺑﺘﺮاﺛﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻲ و)ﺣﺪي( اﻟﺼﻴﺎدﻳﻦ، وﺗﻤﺰﺟﻪ ﺑﺄﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﻤﻜﺎن ﺣﻴﺚ ﻣﺴﺠﺪ ﻗﻄﺒﻬﺎ »اﻟﻤﺮﺷﺪي« ،وﺻﻔﺤﺔ ﺑﺤﻴﺮﺗﻬﺎ، واﻟﻤﺰارع اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻔﻬﺎ ﺑﺎﺣﺘﻀﺎن ﻻﻓﺖ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪه ﺷﻴﻠﻜﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ» :ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻴﻮت اﻟﻤﺰدﺣﻤﺔ ﺣﻮل ﺣﻮا ٍر ﺿﻴﻘﺔ –اﻟﺒﺎردة
واﻟﺮﻃﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺘﺎء -واﻟﻔﻘﻴﺮة ﻃﻮال اﻟﺴﻨﺔ، ﺗﻮﻟﺪ وﺗﺴﻜﻦ ﻧﺎس ﻓﻮق اﻟﺨﻴﺎل ..ﻳﺒﺪو أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﺤﺎء ﻣﺼﺮ واﻟﺸﺎم« .وﻛﺄن ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻘﻌﺔ ﻫﻲ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻮﺣﻴﺪ ﺣﻴﻦ ﺗﻀﻴﻖ اﻟﺪﻧﻴﺎ –ﻋﻠﻰ اﺗﺴﺎﻋﻬﺎ- ﺑﺄﺣﻼﻣﻚ ،وﺣﺪﻫﺎ ﺷﻮارﻋﻬﺎ وﺣﻮارﻳﻬﺎ اﻟﻀﻴﻘﺔ ﺗﻔﺎﺟﺌﻚ ﺑﺎﺗﺴﺎﻋﻬﺎ اﻟﻐﺎﻣﺮ. اﻟﺤﻜﻲ وا ﺳﻄﻮرة ﻫﻨﺎك ﻟﻢ ﻳﻮﺛ ْﱠﻖ –ﻟﻸﺳﻒ -ﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﻤﻜﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻠﻤﻲ ﺣﻘﻴﻘﻲ ،وﻻ ﻟﻠﻤﻮروث اﻟﻀﺨﻢ ﻣﻦ )ﺣﺪي اﻟﺼﻴﺎدﻳﻦ( ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ ،رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎوﻻت ﻓﺮدﻳﺔ ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ وﻣﺜﻘﻔﻴﻬﺎ
ﻹﻧﻘﺎذ ﺗﺮاﺛﻬﻢ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻫﻨﺎك ،واﻟﺬي ﻳﺤﻜﻲ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺼﺮ ﻛﻠﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺰﻟﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﺑﺘﻔﺮد ﻋﺠﻴﺐ ،ﻓﺘﺠﻲء أﻏﺎﻧﻴﻬﻢ ﻫﻨﺎك ﺻﻮرة ﻟﻮاﻗﻌﻬﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،ﻳﻌﻜﺲ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻟﺴﻴﺮة اﻟﻨﺒﻲ »ﻣﺤﻤﺪ« –ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ -ﺣﻴﻦ ﺗﺴﻤﻊ اﻟﺼﻴﺎدﻳﻦ ﻳﻐﻨﻮن: »أول ﻛﻼﻣﻲ ﻣﺪﻳﺢ اﻟﺰﻳﻦ ﺑﺰﻳﺎدة ..ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺰﻳﻦ ﻛﺤﻴﻞ اﻟﻌﻴﻦ ﺑﺰﻳﺎدة.. ﻛﺎﻣﻞ وﻃﺎﻫﺮ اﻟﻘﺪﻳﻦ ﺑﺰﻳﺎدة ..أوﻻد ﺑﻨﺖ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻤﺨﺘﺎر وﺷﺎﻓﻴﻌﻲ.. ﺟﺪ اﻟﺤﺴﻦ واﻟﺤﺴﻴﻦ واﻟﺴﻴﺪة ..ﻧﻈﺮة.. راﺿﻮا ﺑﻌﻴﻦ اﻟﺮﺿﺎ ..ﻳﺎ أﻫﻞ اﻟﺮﺿﺎ ﻧﻈﺮة«.
ŏǙʼnĝĸē
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
103
œǟōġļė
ذﻛﺮﻫﺎ اﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ ﻓﻲ رﺣﻠﺘﻪ
»ﻣﻨﻴﺔ اﻟﻤﺮﺷﺪ«.. ورﻳﺜﺔ ﻓﻨﻮن اﻟﺤﻜﻲ واﻟﻤﻮال وﻧﺴﺞ اﻟﺨﻴﺎل ﻻ ﺗﻌﺮف ﻛﻴﻒ ﺗﻐﺰوك ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ،وﻛﻞ ﺣﻜﺎﻳﺎﺗﻬﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻠﻬﺎ وﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ،وﻳﺨﺘﻠﻂ اﻟﺴﺮد ﻓﻲ ﻧﺴﺒﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﻄﺒﻬﺎ اﻟﻤﺸﻬﻮر ،وﻓﻲ ﻧﺴﺒﺘﻪ إﻟﻴﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻀﻦ أﺑﺪً ا ﺑﺮﻳﺢ ﺑﺮﻛﺔ ﻗﻄﺒﻬﺎ ،وﻟﻦ ﺗﺤﺮﻣﻚ ﺧﻴﺮ ﺑﺤﻴﺮﺗﻬﺎ وﻣﺰارﻋﻬﺎ ،اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻬﺮت ﺑﺨﻴﺮﻫﺎ وﺛﻤﺮﻫﺎ ﺻﻴﻔًﺎ وﺷﺘﺎ ًء ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ ﻳﺼﻒ ﻫﺬا اﻟﺨﻴﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺣﻴﻦ ﻧﺰﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ "وأﺿﺎﻓﻨﻲ ﻧﺎﻇﺮﻫﺎ زﻳﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ اﻟﻮاﻋﻆ وﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﺑﻠﺪي وﻋﻦ ﻣﺠﺒﺎه ،ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ أن ﻣﺠﺒﺎه ﻧﺤﻮ اﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ أﻟﻔًﺎ ﻣﻦ دﻳﻨﺎر اﻟﺬﻫﺐ .ﻓﻌﺠﺐ وﻗﺎل ﻟﻲ :رأﻳﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﺈن ﻣﺠﺒﺎﻫﺎ اﺛﻨﺎن وﺳﺒﻌﻮن أﻟﻒ دﻳﻨﺎر ذﻫ ًﺒﺎ .وإﻧﻤﺎ ﻋﻈﻤﺖ ﻣﺠﺎﺑﻲ دﻳﺎر ﻣﺼﺮ ﻷن ﺟﻤﻴﻊ أﻣﻼﻛﻬﺎ ﻟﺒﻴﺖ اﻟﻤﺎل". ĚĜĔĩļ İőĸ ijĔĝĭŨ -
ųšťżļ ŽŤŵŨĔŀ ĴŻŵŁĜ
ُﻋﺮﻓﺖ ﻗﺪﻳ ًﻤﺎ ﺑﺎﻻﺳﻢ »ﺗﺮوﺟﺔ« وﺿﺒﻄﻬﺎ ﺑﻔﺘﺢ واﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ،واﻟﺼﻮﻓﻴﻴﻦ ،واﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ اﻟﺘﺎء اﻟﻔﻮﻗﻴﺔ وواو وﺟﻴﻢ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ،اﺷﺘﻬﺮت اﻟﻠﻪ ،إﻧﻬﺎ »ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻨﻴﺔ اﻟﻤﺮﺷﺪ«. ﺑﻤﺮﺳﻰ ﻣﺮاﻛﺐ ﺻﻴﺎدﻳﻬﺎ ﻓﻲ أﻗﺼﻰ اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﺒﺤﻴﺮة اﻟﺒﺮﻟﺲ ،ﻓﻌﺮف أول اﻟﻤﻮﻗﻊ واﻟﻤﻜﺎن أﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﺑـ»اﻟﻨﺰﻟﺔ« ،واﻟﺬي اﺳﺘﻮﻃﻨﻪ اﻟﻌﺎرف ﺗﻘﻊ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻠﺚ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻷرض، ﺑﺎﻟﻠﻪ » ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻤﺠﺪ وﻣﺤﺼﻮرة ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻓﺮع رﺷﻴﺪ ﻣﻦ ﻧﻬﺮ اﻟﻨﻴﻞ، إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻤﺮﺷﺪي« ،واﻟﻤﺸﻬﻮر ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ وﺟﻨﻮب ﻏﺮﺑﻲ ﺑﺤﻴﺮة اﻟﺒﺮﻟﺲ ،وﺗﺘﺒﻊ إدارﻳًﺎ اﻟﺼﺎﻟﺢ ذي اﻷﺣﻮال ،واﻟﻤﺸﻬﻮر ﺑﻜﺮﻣﻪ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﻄﻮﺑﺲ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻛﻔﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ وﻛﺮاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ »واﺗﻔﻖ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻟﻮ أﻗﺼﻰ ﺷﻤﺎل دﻟﺘﺎ ﻣﺼﺮ ،وﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ورد ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻌﺪد اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺪن اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﺜﻞ )ﻓُ ّﻮﻩ( و«دﺳﻮق«، اﻟﺨﻠﻖ ﻟﻜﻔﺎﻫﻢ ﻗﻮت ﻳﻮﻣﻬﻢ وأﻃﻌﻤﻬﻢ ﻣﺎ و»دﻣﻨﻬﻮر« ،و»رﺷﻴﺪ« ،و»اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ«. ﻳﺸﺘﻬﻮﻧﻪ« ،واﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﺳﻨﺔ 737وﻳﺬﻛﺮﻫﺎ اﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ ﻓﻲ رﺣﻠﺘﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻫﺠﺮﻳﺔ .إﻧﻬﺎ ﻗﺮﻳﺔ اﻟﺼﻴﺎدﻳﻦ ،واﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ،اﻟﺸﻬﻴﺮة ﺣﻴﻦ ﻧﺰل ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ،وﻳﺤﺪد
102
İļĴũŤē ĚżŭŨ ĚŻĴŜ
ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺟﻐﺮاﻓﻴًﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ »وﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻴﺮة ﻧﺼﻒ ﻳﻮم ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ،وﻫﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺑﻬﺎ ﻗﺎض ووا ٍل وﻧﺎﻇﺮ« .وﻟﻌﻞ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻟﻔﺮﻳﺪ زادت ﻋﺒﻘﺮﻳﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﺳﻜﻨﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻘﻄﺐ ،واﻟﺬي ﻳﻔﺮد ﻟﻪ اﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ ﺻﻔﺤﺎت ﻓﻲ رﺣﻠﺘﻪ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻠﻮرة ﺳﺤﺮﻳﺔ ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ وﺻﻞ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ﻣﻦ اﻟﻜﺮاﻣﺎت ،ووﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ ،ﻓﺤﻮت ﻧﻤﺎذج ﻣﻦ إﺑﺪاع أﺑﻨﺎء ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ وﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻔﻦ واﻷدب واﻟﻤﺮح واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،وﻟﻌﻞ زﻳﺎرة اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻗﻼوون ﻟﻘﻄﺒﻬﺎ –ﻗﺪﻳﻤﺎً -ﻟﻤﺮات ،ﻳﺆﺳﺲ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﻤﻴﺰ، واﻟﺬي وﺻﻔﻪ ﻋﺎﻟﻢ اﻷﻧﺜﺮﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر
ĸſĸĭŨė ŢſĸŌ ǩŔ
زﻳﺪ! ﻃﻌﺎم ٍ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺮﺣﺎﻟﺔ أن ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺄدواﺗﻪ وﻣﻼﺑﺴﻪ، وﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺎدر أن ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﻄﻌﺎم ﺟﻠﺒﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺳﻔﺮه.
ﻳﺤﻜﻲ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﻋﺼﺮي ﻛﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﺐ اﻟﺒﻘﻮل اﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺔ ،وﺣﺒﺎت اﻟﻠﻴﻤﻮن اﻟﻄﺎزﺟﺔ ،وﺑﻌﺾ اﻷﺟﺒﺎن، ذاﻫﺐ إﻟﻰ اﻟﺼﺤﺮاء؛ ﻳﺒﺮر ذﻟﻚ ﺑﺨﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﻏﺮﻳﺐ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺬي وﻛﺄﻧﻪ ٌ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮ. ﻟﻜﻦ اﻟﻄﻌﺎم ـ اﻵن ـ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﻓﻲ أي وﻃﻦ ،ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻌﺎرت اﻟﻤﻄﺎﻋﻢ؛ ﺻﻐﻴﺮﻫﺎ وﻛﺒﻴﺮﻫﺎ ،اﻟﻮﺟﺒﺎت اﻟﻘﺎرﻳﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺤﺪود اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ إﻧﻚ ﺗﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪﺗﻚ ،ﻓﻲ أﻗﺼﻰ اﻟﺸﺮق ،ﻣﺎ اﻋﺘﺪت ﺗﻨﺎوﻟﻪ ﻓﻲ ﺷﺮﻗﻚ اﻷوﺳﻂ .ﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﺴﺎﻓﺮ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻴﺎل ﻟﺘﺴﺘﻨﺴﺦ ﻃﺒﻘﻚ اﻟﻤﻔﻀﻞ ،أﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،أن ﺗﺘﺬوق ﺟﺪﻳ ًﺪا ،ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻤﻐﺎﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ وإﺑﺤﺎر ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ. ﻫﺬا ﻳﺤﺪث ﻣﻊ أﺷﻬﺮ اﻟﻮﺟﺒﺎت اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﺮق اﻷﻗﺼﻰ، اﻟﺴﻮﺷﻲ ،ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ اﻟﻄﻌﺎم ﻫﻮ اﺑﻦ اﻟﻴﺎﺑﺎن وﺣﺪﻫﺎ ،ﻓﻠﻜﻞ ٍ ﺑﻠﺪ ﺳﻮﺷﻴﻪ، أﺻﻠﻪ ﻓﻲ ﻃﻮﻛﻴﻮ ،وﻓﺮﻋﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺌﻮل. ذات رﺣﻠﺔ ،ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺑﻨﺎ ﻃﺎﺋﺮة ﻓﻲ رﺣﻠﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻜﻮرﻳﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ وأﺣﺪ ﻣﺪﻧﻬﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،واﺿﻄﺮ اﻟﻄﻴﺎر إﻟﻰ اﻟﻬﺒﻮط ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﺎر ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺘﻴﻦ ،وﻛﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺿﻴﺔ ﻋﻦ رﻋﺐ اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﺤﺎب ،وﺣﺘﻰ ﻳﻤﻀﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﻈﺎر ،دﻋﻴﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﻌﻢ اﻟﺠﻮي ،وﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻗﺴﻴﻤﺔ ﻳﺨﺘﺎر ﺑﻬﺎ وﺟﺒﺔ ،ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻴﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ اﻟﻮﺟﺒﺎت ﻣﺠﺴﻤﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻠﺼﺎل ،ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن ﻧﻤﻮذﺟﺎً ﻣﺜﺎﻟﻴﺎ "ﻟﺸﻜﻠﻬﺎ" ،وﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﻛﺐ ﻫﻮ أن ﻳﺤﺪد رﻗﻤﻬﺎ، ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻮﺻﻒ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻌﺴﺮ أن ﻳﻜﺘﺸﻒ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻤﻜﻮﻧﺎت. ﺗﻘﻒ اﻟﻠﻐﺔ ﻋﺎﺟﺰة ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎﻋﻢ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ واﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻟﺬﻟﻚ اﻋﺘﺎد أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ أن ﻳﺨﺘﺮﻋﻮا اﻟﺒﺪﻳﻞ ،وﻣﺜﻞ ﻣﺠﺴﻤﺎت اﻟﻄﻌﺎم ،اﺑﺘﺪع أﺻﺤﺎب ﻣﻄﻌﻢ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻏﺮب اﻟﺼﻴﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻃﻌﺎم ﻣﺼﻮرة ،ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺴﺘﻨﻬﺾ ذاﻛﺮﺗﻚ ،وﺣﺒﺬا ﻟﻮ اﺧﺘﺮت ﻣﺎ ﺗﻌﺮف ،وأﻛﺪت ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ واﻟﻤﺼﻮر اﻟﻤﺮاﻓﻖ ﻟﻲ اﺧﺘﺮﻧﺎ ﻃﺒﻘﺎً ،وﻳﺒﺪو أن اﻟﻨﺎدل ﻟﻤﺢ أن أﺻﺒﻌﻨﺎ أﺷﺎر ﻟﻠﺼﻮرة أﻋﻼه ،ﻓﻔﻮﺟﺌﻨﺎ ﺑﻮﻟﻴﻤﺔ ﺗﻜﻔﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﺟﻴﺎﻟﻬﺎ اﻟﺜﻼﺛﺔ ،وﻛﺎن أن ﺗﺸﺎرﻛﻨﺎ ﻣﻊ ﻛﻞ اﻟﺤﻀﻮر ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻌﻢ ،اﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ ﻟﻪ واﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻴﻪ .ﺷﺎرﻛﻮﻧﺎ
*İŻĶżŤē ŵĖĉ ŗĴļĉ
اﻟﻄﻌﺎم وﻟﻢ ﻳﺸﺎرﻛﻮﻧﺎ اﻟﻔﺎﺗﻮرة ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ. ﺳﺘﻐﻴﺮ ﻟﻚ اﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ﻋﺎداﺗﻚ أﺣﻴﺎﻧﺎً ،ﺧﺎﺻﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﻜﺘﺸﻒ أن اﻟﻄﻌﺎم ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ اﻋﺘﺪﺗﻪ :اﻷرز ،ﻣﺜﺎﻻً ،ﻫﻮ آﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﻬﺒﻂ إﻟﻰ ﻣﺪرج اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﻜﻮرﻳﺔ ،وﺣﻴﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﺗﻌﺮف أﻧﻚ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﺧﻂ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ. ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﺘﱡﺮك؛ أﺟﺪاد وأﺳﻼف اﻷﺗﺮاك واﻟﻄﺎﺟﻴﻚ واﻟﺘﺘﺎر واﻟﻘﺎزاق وﺳﻮاﻫﻢ ،ﺗﻔﺎﺟﺄ ﺑﺸﻬﻲ اﻟﻄﻌﺎم ،وﻛﺄﻧﻪ ﻣﺼﻨﻮع ﻓﻲ اﻟﺮﻳﻒ اﻟﻤﺼﺮي، ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻨﻊ أن ﺗﺠﺪ ﻏﺮﻳﺒﻪ ،ﻓﺘﺠﺪ اﻟﻜﺎﻓﻴﺎر اﻟﻤﻠﻮن ،وﺗﺠﺪ اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﺳﻮى ﺻﻮرﻫﺎ ،وﻻ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻤﻌﺠﻨﺎت ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻢ وﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺗﻪ. اﻟﻤﺸﺎوي ،ﻫﻲ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷﺻﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻛﻦ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻌﺘﻘﺪﻳﻦ أﻧﻬﺎ اﻵﻣﻨﺔ؛ ﻓﺎﻟﻨﺎر ﺗﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﺿﺎر وﻣﻀﺮ وﺗﺒﻘﻲ اﻟﻨﺎﺿﺞ اﻟﻠﺬﻳﺬ .ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﺬوق اﻟﻠﺤﻮم ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ ،وﻛﺜﻴﺮون ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮون أن ﻳﺘﺬوﻗﻮا. ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌﺎً ،ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﻳﻐﺮﻳﻨﻲ اﻟﺸﻜﻞ ﺑﻌﻴﺪا ً ﻋﻦ أﺣﺒﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ ﻣﺤﺘﻮاه ،وﻻ ﻳﺒﻌﺪﻧﻲ اﻟﻤﻈﻬﺮ ﻋﻦ ﺟﻮﻫﺮ ﻣﺒﻨﺎه ،ﻟﺬﻟﻚ ُ وﺟﺒﺔ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ ﻫﻨﺎك )ﺗﺸﻴﻜﻦ ﻣﺎﻛﻨﻲ( ،وﻳﺨﻔﻔﻮن وﻗﻊ اﺳﻤﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن اﻟﺪﺟﺎج ﺑﺎﻟﺰﺑﺪ ،ﻫﺬا اﻟﻄﺒﻖ ﻳﺨﺘﺰل ﻓﻲ ﻃﻌﻤﻪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻬﻨﺪ ﻣﻦ أﻳﺎم ﺑﻮذا ﻣﺮو ًرا ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺴﻠﻄﺎن أﻛﺒﺮ ،وﺻﻮﻻً إﻟﻰ أﻣﻴﺘﺎ ﺑﺎﺗﺸﺎن وﺻﻮت ﻣﻄﺮﺑﺘﻬﺎ اﻟﻌﺬب آﺷﺎ ﺑﻮﺳﻠﻲ اﻟﺘﻲ اﻓﺘﺘﺤﺖ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻄﺎﻋﻢ ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ! اﻟﻤﻘﺒﻼت اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺳﺘﻠﻬﻴﻚ ،وﻗﺪ ﺗﻐﻨﻴﻚ ﻋﻦ ﻃﺒﻖ اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺮﺋﻴﺲ .ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎﻋﻢ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻠﻴﺔ واﻷﻧﺎﺿﻮﻟﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪا ً ﻳﺄﺗﻴﻚ اﻟﻤﻘﺒﻞ ﻋﺴﻼً ﺑﺎﻟﺰﺑﺪ. ﻓﻲ ﻛﻮرﻳﺎ ﻳﻬﻞ اﻟﻜﻴﻤﺘﺸﻲ ﻣﻘﺒﻼ ًوﻣﺪﺑﺮا ً ،ﻓﻬﻮ اﻟﻤﺨﻠﻞ اﻟﺬي ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق ،ﻳﺮﻛﺰون ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ورق اﻟﻜﺮﻧﺐ ﺑﻌﺪ ﺗﺘﺒﻴﻠﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺪﻣﺮ، وﻳﺨﺰﻧﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﺮاﻣﻴﻞ ﻣﺘﺠﺎورة ،ﺗﺬﻛﺮك ﺑﻘﺼﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺑﺎ واﻷرﺑﻌﻴﻦ ﺣﺮاﻣﻲ. وﺣﺪﻳﺜﺎ ً ﻗﺎﻟﻮا :ﻃﻌﺎم زﻳﺪ ،ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺠﺮﺑﻪ ﻋﻤﺮو! * ' Ð' Ûã . . °
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
101
ęŹŕŁŨė ğėĴšġŕŬ اﻟﻄﺒﻖ اﻟﻌﺬرة. ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﻄﺒﻖ ﺟﺎﻫﺰا ً ،ودرﺟﺖ اﻟﻌﺎدة ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ِﻗﺪرا ً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻧﻮﻋﺎً ّﻣﺎ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﺒ ّﺤﺎرة اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ إﻟﻰ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ وﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ،أي ﺻﺎرت ﻋﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ اﻟﻤﺎء ﻳﺮﻛﺐ اﻟﻨﻮﺧﺬة وﻳﻮزع اﻷرز ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ أﺟﺰاء اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ، واﻟﺒﻘﻴﺔ ﻳﺪﻋﻮ اﻟﺒ ّﺤﺎرة اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ ،أو اﻟﺬﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﻛﺐ اﻷﺧﺮى. وﺑﻌﺾ اﻟﺒ ّﺤﺎرة أﻓﺎدوﻧﺎ ﺑﺄن ﻃﺒﻖ اﻟﻌﺬرة ﻳﻮزّع ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺤﺮ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪ إﻧﺰاﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮ ،وﻫﺬا ّ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﻣﻮﺟﻮدﺗﺎن ،ﻋﻠﻰ أ ّن ﺑﻌﺾ اﻟﺒ ّﺤﺎرة ﻗﺎﻟﻮا إن ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺬرة ﻟﻠﺒ ّﺤﺎرة ﻃﻠﺒﺎً ﻟﻠﺘﻮﻓﻴﻖ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺗﻨﺎول اﻷرز ﺑﺎﻟﺪﻋﻮات اﻟﺼﺎدﻗﺔ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﻣﺮﻛﺒﻪ ﻣﻮﻓّﻘﺎً. إﺷﺎرات: ` l /sLʜ ͧ pker ͅ09 a` f\ ͅ f4 lɇ !a إﺑﻠﻴﺲ ،ﺛﺒﺮ ﺑﻦ إﺑﻠﻴﺲ ،ﻣﺴﻮط ﺑﻦ إﺑﻠﻴﺲ، داﺳﻢ ﺑﻦ إﺑﻠﻴﺲ ،زﻟﻨﺒﻮر ﺑﻦ إﺑﻠﻴﺲ.
100
ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺠ ّﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ّ ﺳﻠﻴﻤﺎن )ع( :ﻣﻬﺮ ﺑﻦ ﻫﻔﺎن ﺑﻦ ﻓﻴﻼن، اﻟﻬﻠﻬﺎل ﺑﻦ اﻟﻤﺤﻮل ،ﻣ ّﺮة ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث. وﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺠ ّﻦ :اﻟﻐﻮل ،وﻧﺴ ّﻤﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻼة ،اﻟﺪﻟﻬﺎب ،أ ّم اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻃﻨﻄﻞّ ، اﻟﺼﺒﻴﺎن ،اﻟﺸّ ﻖ ،اﻟﻌﻔﺮﻳﺖ ،اﻟﻘﺮﻳﻦ. اﻟﺮواة اﻟﻤﺸﺎرﻛﻮن ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﻮل اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات وﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻤﺎرﺳﺘﻬﺎ: -1اﻟﺤﺎج إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن اﻟﺪرورة، اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﺟﺰﻳﺮة ﺗﺎروت1342 ،ﻫـ ،ﻋﻤﻞ ﻣﻼﺣﺎً ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ،ﻣﺘﻘﺎﻋﺪ. -2ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ آل إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ،اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﺟﺰﻳﺮة ﺗﺎروت1375 ،ﻫـ ،ﻋﻤﻞ ﻣﻼﺣﺎً وﻣﺎ زال. -3راﺷﺪ ﻋﺒﻴﺪ راﺷﺪ ﺷﻄﺎف ،اﻹﻣﺎرات، ﻋﺠﻤﺎن1320 ،ﻫـ ،ﻋﻤﻞ ﻗﻼﻓﺎً ﻣﻨﺬ ﺻﻐﺮه. -4ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺑﺪر ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻤﺎدي ،اﻹﻣﺎرات، ﺟﺰﻳﺮة دﻟﻤﺎ1371 ،ﻫـ ،ﻣﻮﻇّﻒ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء. -5ﺟﺎﺳﻢ ﺟﻤﻌﺔ اﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ،اﻹﻣﺎرات ،ﺟﺰﻳﺮة دﻟﻤﺎ1345 ،ﻫـ ،ﻋﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ﻣﻌﻈﻢ
ĦżťĭŤē ęijĔĩėŤ ĚżĤŵŤŵġżũŤē ĴżňĔĸǜē
ﺳﻨﻮات ﺣﻴﺎﺗﻪ ،واﻵن ﻳﻤﺎرس أﻋﻤﺎﻻً ﺣ ّﺮة، وﻫﻮ ﺿﺮﻳﺮ. -6ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ اﻟ ّﻨﺠﺎر ،اﻹﻣﺎرات، ﺟﺰﻳﺮة دﻟﻤﺎ1342 ،ﻫـ ،ﻋﻤﻞ ﻓﻼﺣﺎً ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ.
اﻟﻤﺮاﺟﻊ ` / + M D ͅ o.` r0e x+sM5f اﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﺑﻴﺮوت ،ج ،2ص 139و .140 ` 3sYE` r ,Y Mf` ͨ{aL ͅ /r/, اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ ،س 2001م) ،ﻣﺨﻄﻮط(. ` $ r ͨͨVzEY` ͨ,zM4 ,fɇ %e ͧga5f ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎف اﻟﺨﻠﻴﺞ ،ط ،2س 1411ﻫـ- 1991م ،اﻟﺮﻳﺎض. `3 ɇ L l ,fɇ %e l qa` , L ͧ,o 2 ﻋﺠﺎﺋﺐ اﻟﻤﻠﻜﻮت ،دار اﻟﻤﺤ ّﺠﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء، دار اﻟﺮﺳﻮل اﻷﻛﺮم )ص( ،ط ،4س 1421- 2001م ،ﺑﻴﺮوت *ﺑﺎﺣﺚ وأدﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ
وﺑﻌﺪ أن ﻳﻘﻮم ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ اﻟﻨﻮﺧﺬة وﻳﺸﻌﺮه ﺑﺎﻧﺘﻬﺎء اﻟﻤﻬ ّﻤﺔ ،وﺗﻜﻮن ﻟﻪ ﻋﺎدة ﻣﻜﺎﻓﺄة ﻻ ﺑﺄس ﺳﺄﻟﺖ اﻟﺒ ّﺤﺎرة :ﻫﻞ ﻫﻨﺎك وﻗﺖ ﺑﻬﺎ ،وﻗﺪ ُ ﻣﻌ ّﻴﻦ ﻟﺬﻟﻚ؟ ﻓﻘﺎل اﻟﺮواة :ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك وﻗﺖ ﻣﺤ ّﺪد ،ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ أو ﺑﺎﻟﻨﻬﺎر. وﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﺮواة أن ﻫﻨﺎك ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﻔﺘﺮات ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺴﺎء ﺗﻘﻮم ﺑﺬﻟﻚ أﺛﻨﺎء اﻟﻠﻴﻞ ،وأﻧﻬ ّﻦ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻳﺄﺗﻲ دور ﻳﻘﻤﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﺛﻼث ﻟﻴﺎلّ ، اﻣﺮأة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻋﻠﻰ أ ّن اﻟﺮواة ﻻ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪون أن ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﺤﺪث ﻟﻠﻤﺮﻛﺐ )اﻟﻮﺷﺎر( ،أي اﻟﺠﺪﻳﺪ.
ﻛﺴﺮ ﺑﻴﻀﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ: ﻳﺆﻣﻦ اﻟﺒ ّﺤﺎرة ﻗﺪﻳﻤﺎً ﺑﻮﺟﻮد اﻟﺠ ّﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،وأﻧﻬﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎد ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ وﻟﻄﺎﻗﻤﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ درﺟﺖ اﻟﻌﺎدة ﺑﺄن ﻳﻘﻮم اﻟﺒ ّﺤﺎرة ﺑﺈرﺿﺎء اﻟﺠﺎ ّن ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺴ ِﺪر، ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﻴﻀﺘﻴﻦ :واﺣﺪة ﺗﻜﺴﺮ ﻓﻲ ّ واﻷﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺮ .وﻫﺬا اﻟﻤﻌﺘﻘﺪ ﻳﻤﺎرس ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪ ﺳﺎﻋﺔ إﻧﺰال اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮ، وذﻟﻚ ﺑﺪﻓﻌﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺒ ّﺤﺎرة اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎؤوا إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻤﻬ ّﻤﺔ ﺑﺪﻋﻮة اﻟ ّﻨﻮﺧﺬة. واﻟﺒﻴﻀﺘﺎن ﻻ ﺗﻜﺴﺮان إﻻ ﻗﺒﻞ اﻹﻧﺰال وﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻨﻮﺧﺬة ،وﻫﻨﺎك ﺷﺮط آﺧﺮ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺎﻟﺒﻴﺾ ،وﻫﻮ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ دﺟﺎﺟﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ
اﻟﻠﻮن ،إ ّﻣﺎ ﺳﻮداء ﺧﺎﻟﺼﺔ ،أو ﺑﻴﻀﺎء ﺧﺎﻟﺼﺔ، أو ﺑﻨ ّﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ؛ ﻷ ّن ﺑﻌﺾ اﻟﺪﺟﺎج ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠ ّﻮﻧﺎً ،أي ﻟﻴﺲ ﺧﺎﻟﺼﺎً ﺑﻠﻮن واﺣﺪ. وﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒ ّﺤﺎرة ﻗﺎﻟﻮا إن ﻫﺬا ﻟﻴﺲ إرﺿﺎء اﻟﺠﺎ ّن وإﻧﻤﺎ ﻫﻮ اﺗ ّﻘﺎء اﻟﺤﺴﺪ ،وإن اﺧﺘﻼف اﻟﻬﺪف ﻫﻨﺎ ﻳﺪﻟّﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ ﻛﻼ اﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ. ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺬرة ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ: ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻌﺬرة؟ ﻃﺒﻖ ﻣﻦ اﻷرز اﻷﺑﻴﺾ اﻟﻤﺴﻠﻮق ﻣﻊ اﻟﺴﻜﺮ، وﻳﺮش ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻦ اﻟﺒﻘﺮي ﻋﻨﺪﻫﺎ ّ ﻳﻜﻮن ﻳﻜﻮن ﺟﺎﻫﺰا ً ،وﻗﺪ اﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ęŹŕŁŨė ğėĴšġŕŬ
2014
99
ęŹŕŁŨė ğėĴšġŕŬ ﺗﻜﻔّﻦ اﻷﻣﻮات ،وأن ﻳﺪﻓﻨﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﺳﻮف ﻳﺒﻨﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،وأن ﻻ ﻳﻘﻮم اﻟﻨﻮﺧﺬة ﺑﻨﻔﺴﻪ ،وﻻ ﺑ ّﺪ ﻣﻦ رﺟﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻌﺮوف ﺑﺎﻟﺘﻘﻮى ﻛﺄن ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺮﺋﺎً ﻟﻠﻘﺮآن، أو ﻣﺆذّﻧﺎً أو إﻣﺎﻣﺎً ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ،وﻫﻜﺬا. وﻫﺬه اﻟﻄﻘﻮس اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرس ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ إرﺿﺎء ﻟﺴﻜّﺎن اﻷرض ﻣﻦ اﻟﺠ ّﻦ اﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﻳﺒﻨﻲ اﻟﻨﻮﺧﺬة ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻔﻴﻨﺘﻪ ،ﻓﺈن ﻫﺬه )اﻟﻬﺪﻳﺔ( ﻛﻤﺎ ﺗﺴ ّﻤﻰ :ﺗﻤﻨﻊ أذى اﻟﺠ ّﻦ؛ ﻷن اﻟﻄﺮق ﻋﻠﻰ أرﺿﻬﻢ ﺳﻮف ﻳﺰﻋﺠﻬﻢ ،ورﺑﻤﺎ ﺳ ّﺒﺐ ﻟﻬﻢ آﻻﻣﺎً ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻓﻴﺆذي اﻟﻨﻮﺧﺬة ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻵﻻم ،وﻛﺬﻟﻚ إذا واﻟﻤﻌﺘﻘﺪ ﻫﺬا ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ أ ّن اﻟﻔﺘﻴﺎت ﻣﺎت أﺣﺪ أﺑﻨﺎء اﻟﺠ ّﻦ ﺑﺴﺒﺐ أﻋﻤﺎل ﺑﻨﺎء ﻃﺎﻫﺮات ،وأن ﻗﺪوﻣﻬ ّﻦ إﻟﻰ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺳﻮف اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﺈ ّن أﺣﺪ أﺑﻨﺎء اﻟﻨﻮﺧﺬة ﻳُﻘﺘﻞ أو ﻳﻜﻮن ﻗﺪوﻣﺎً ﻣﺸ ّﺮﻓﺎً ﺧﺼﻮﺻﺎً وأﻧﻬ ّﻦ ﻗﺪ اﻟﻨﻮﺧﺬة ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻤﻮت. ﺗﺤ ّﻨﻴﻦ ،وأﻳﻀﺎً ﻫﻮ ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻟﻔﺮح واﻟﺴﻌﺎدة، وﻛﺬﻟﻚ وﺿﻊ ﺧﻀﺮ اﻟﻨﺨﻴﻞ اﻟﺬي ﻫﻮ رﻣﺰ وﺿﻊ اﻟﺨﻀﺮ واﻟﻔﺘﻴﺎت إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺴﻌﺎدة؛ ﻓﺎﻟﻐﺼﻦ اﻷﺧﻀﺮ ﻫﻮ اﻟﻤﺘﺤﻨّﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ رﻣﺰ ﻟﻠﺴﻼم واﻟﺤﻴﺎة اﻟﺮﻏﻴﺪة ،وﻗﺪ اﻧﺪﺛﺮت أي ﻣﻦ ﻧﻮاﺧﺬة اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ: ﻫﺬه اﻟﻌﺎدة ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ّ إذا ﺑﻨﻰ أﺣﺪ رﺑﺎﺑﻨﺔ اﻟﺒﺤﺮ ﻣﺮﻛﺒﺎً ﺟﺪﻳﺪا ً أو اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﺘﻘﺪ. ﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺴ ّﻤﻰ )وﺷﺎر( ﻓﺈ ّن اﻟﻨﻮﺧﺬة ﻳﻌﻤﺪ إﻟﻰ وﺿﻊ ﻓﺘﻴﺎت ﻗﺪ ﺗﺤ ّﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺒﺨﻴﺮ اﻟﻤﺮﻛﺐ: ﺣﺎﺳﺔ أﻳﺪﻳﻬ ّﻦ وأرﺟﻠﻬ ّﻦ وإﻟﻰ وﺿﻊ ﺧﻀﺮ اﻟﻨﺨﻴﻞ ﻛﺎن ﻟﺮﺑﺎﺑﻨﺔ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺣﺪس ّ ﻗﻮي ،أو ّ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،وﻳﺮﻣﻲ ﻫﺬا اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺳﺎﺑﻌﺔ ،ﻓﻜﺎﻧﻮا ﺣﺮﻳﺼﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻼﻟﻬﻢ ،وإذا إﻟﻰ رﻣﺰ اﻟﻠﻮن اﻷﺧﻀﺮ ﻛﻤﻘ ّﺪﻣﺔ ﻣﺒﺎرﻛﺔ. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺎدة ﻗﺪ درﺟﺖ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﻤﺮﻛﺐ وﻳﺮﻛﺐ اﻟﻔﺘﻴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮات إﻟﻰ ﺳﻄﺢ أﻳٍّﺎ ﻛﺎن ﻧﻮﻋﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﺒﻞ إﻧﺰاﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻐﻮص ،ﻓﺈن اﻟﻨﻮﺧﺬة ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻬﻴﺰه دﻓﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ إﻟﻰ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ ،وﻋﻨﺪ وإﻋﺪاده ﻟﻠﻤﻮﺳﻢ اﻟﻘﺎدم ،وﻋﻨﺪ ﺣﻠﻮل ﻣﻮﻋﺪ اﻹﻧﺰال ﻳﻮﺿﻊ أﺳﻔﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪ )اﻟﺒﻴﺺ( ،أي )اﻟ ّﺪﺷﺔ( ﻟﻺﺑﺤﺎر ﺣﻴﺚ أﺷﺒﻪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ اﻟﻘﺎﻋﺪة دﻋﻮن وﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﻟﺒﺴﺖ ُﺣﻠﱠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ اﻟﺮﺟﺎل اﻷﺷ ّﺪاء ﺣﻴﺚ ﻳُ ْﺪ َﻋ ْﻮن ﻟﻬﺬه اﻟﻤﻬ ّﻤﺔ اﻟﺘﻲ أوﻻﻫﺎ إﻳّﺎﻫﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ،أي ﻣﺎﻟﻜﻬﺎ. ﻛﻌﻤﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺗﻌﺎوﻧﻲ. ﺣﺪب وﺻﻮب وﺑﻤﺎ أن اﻟﻨﺎس ﻳﺄﺗﻮن ﻣﻦ ّ ﻛﻞ ٍ
98
ĦżťĭŤē ęijĔĩėŤ ĚżĤŵŤŵġżũŤē ĴżňĔĸǜē
وﻳﻨﺎﻣﻮن ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﻛﺐ وﻋﻠﻰ رﻣﺎل اﻟﺸﺎﻃﺊ أو ﻋﻨﺪ )اﻟ ُﻌ ْﺮش( أو )اﻟﻌﺸﻴﺶ( اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻮاﻃﺊ ،ﻓﺈن اﻟﻨﻮاﺧﺬة ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺘﺨﻴﺮ اﻟﻤﺮاﻛﺐ ﺣﻴﺚ ﻳﺄﻣﺮون رﺟﻼً ﺻﺎﻟﺤﺎً أو أﻳٍّﺎ ﻣﻦ اﻷﻗﺮﺑﺎء أو أﺣﺪ اﻟﺒ ﱠﺤﺎرة، وﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﺑـ )اﻟﺠﺰوى( ،ﺑﺄن ﻳﺄﺧﺬ ﻣﺒﺨﺮا ً وﻳﻄﻮف ﺑﻪ ﺣﻮل اﻟﻤﺮﻛﺐ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺤﺴﺪه ﺣﺎﺳﺪ ،أو ﻳﺼﺎب ﺑﻨﻈﺮة ﻧﺎﻇﺮ ،ﻓﻴﻄﻮف ﺣﻮل اﻟﻤﺮﻛﺐ وﻫﻮ ﻳﺮ ّدد) :ﻋﻤﺖ ﻋﻴﻦ اﻟﺤﺴﻮد، أي اﻟﻠﻬ ّﻢ ّ ﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤ ّﻤﺪ وآل ﻣﺤ ّﻤﺪ( أو ّ ﻋﺒﺎرة أﺧﺮى ﻟﺪرء اﻟﺤﺴﺪ ،وﻳﻨﻬﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻮل )ص( ،أ ّﻣﺎ ﻋﺪد اﻟ ّﺪورات ﺣﻮل اﻟﻤﺮﻛﺐ ﻓﻬﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺤ ّﺪد ،ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺮﺗﻴﻦ أو ﺛﻼث ﻣﺮات.
واﻟﺤﺠﺎب ﻋﺎدة ﻳﻜﻮن ﻣﻦ آﻳﺎت ﻛﺮﻳﻤﺔ وأدﻋﻴﺔ ،ورﺑﻤﺎ ﺣﻮى ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺴﻢٍ ّﻣﺎ ذي ﺧﻄﻮط ﻣﺒﻬﻤﺔ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺳﻮى ﻛﺎﺗﺒﻬﺎ. ّ ﺗﻨﻂ اﻟﺒﻴﺺ: اﻟﻌﺎﻗﺮ أي ﻣﺮﻛﺐ آﺧﺮ. اﻟﺒﻴﺺ ﻫﻮ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ أو ّ وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻳﺸﻴﺮون ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة اﻟﻌﺎﻗﺮ إذا أرادت أن ﺗﺮزق ﺑﻤﻮﻟﻮ ٍد، ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻮى أن ﺗﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻘﻤﺮة وﺗﻘﻔﺰ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة ﻣﺮﻛﺐ )ﺑﻴﺺ( ﺟﺪﻳﺪ ﺣﻴﺚ اﻟﺒﻨﺎء )ﻓﻲ ﻃﻮر اﻟﺒﻨﺎء( ،ﻓﺈذا ﻗﻔﺰت ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﻮف )ﺗﺤﺒﻞ( ،أي )ﺗﺤﻤﻞ(، ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻬﺎ ﺳﻮف ﺗﺮزق ﺑﻤﻮﻟﻮد ،وﻗﺪ ﻛﺎن
أﺑﺪا ً ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ أ ّن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻤﺪن اﺧﺘﻔﻰ ﻫﺬا اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺳﺎرﻳﺎً. وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬا اﻻﻋﺘﻘﺎد ،ﻫﻨﺎك اﻋﺘﻘﺎد آﺧﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﻈﺮ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻔﻦ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﻣﺘ ّﻤﻢ ﻟﻪ ،وﻫﻮ أن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺮﻛﺐ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﺨﻮاﻟﻲ ،واﻗﺘﺼﺮت اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ أن اﻟﻤﺮأة إذا وﺛﺒﺖ )ﻧﻄّﺖ( ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﺪن اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ. اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﺈن ﻣﺮﻛﺒﻪ ﺳﻮف ﻳﻤﻨﻰ ﺑﺎﻟﺨﺴﺎرة أو ﻳﻔﻘﺪ ﺣﻴﺎﺗﻪ أو ﻳﺼﺎب ﺑﻤﺮض ﻋﻀﺎل ،ﻟﺬﻟﻚ ذﺑﺢ دﻳﻚ ﻟﻠﺼﺎﻟﺤﻴﻦ: ﻳﻌﻤﺪ إﻟﻰ وﺿﻊ ﺣ ّﺮاس ،وﻳﻜﻮﻧﺎ رﺟﻠﻴﻦ ﻳﻮﻛﻞ إذا أراد أﺣﺪ رﺑﺎﺑﻨﺔ اﻟﺒﺤﺮ أن ﻳﺒﻨﻲ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﻬ ّﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺗﻲ ّ أي اﻣﺮأة ﻟﻬﺬا ﻓﺈ ّن ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺨﺘﺎر ﻣﻮﻗﻌﺎً ﺟ ّﻴﺪا ً ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﻐﺮض ،وذﻟﻚ ﻟﺤﻴﻦ ﻗﻴﺎم اﻟﻘﻼﻟﻴﻒ )ﺻ ّﻨﺎع ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ ،وﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮوع ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ أن اﻟﻤﺮﻛﺐ( ﺑﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﻘﺎﻋﺪة )اﻟﺒﻴﺺ( ﻣﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ذات أﺑﻌﺎد وﻣﻌﺘﻘﺪات إﻳﻤﺎﻧﻴﺔ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﺑﺎﻷﺧﺸﺎب ﻓﻴﺘﻌﺬّر وﺛﺒﻪ. راﺳﺨﺔ ،وﻫﻮ أن ﻳﺬﺑﺢ دﻳﻜًﺎ أﺑﻴﺾ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ اﻟﺬي اﻻﻋﺘﻘﺎد أ ّﻣﺎ اﻟﻴﻮم ،ﻓﻘﺪ اﻧﺘﻬﻰ ﻫﺬا أي أي ﻟﻮن آﺧﺮ ،أو دﻳﻜًﺎ أﺳﻮد ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ّ ّ ﻛﺎن ﺳﺎﺋﺪا ً ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ وﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻪ ّ أي وﺟﻮد ﻟﻮن آﺧﺮ ،وأن ﻳﻘﻮم ﺑﺘﻜﻔﻴﻦ اﻟﺪﻳﻚ ﻛﻤﺎ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ęŹŕŁŨė ğėĴšġŕŬ
2014
97
ęŹŕŁŨė ğėĴšġŕŬ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت. وﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺳﻤﺎء ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت، ﻣﺜﻞ) :أ ّم ﺣﻤﺎر ،اﻟﻄﻨﻄﻞ ،اﻟﺴﻌﻠﻮ ،اﻟﺪﻋﻴﺪع( وﻏﻴﺮﻫﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ،وﻫﺬه ﻟﻦ ﻧﺘﻌ ّﺮض ﻟﻬﺎ، وإﻧﻤﺎ ﺳﻮف ﻧﺘﻄ ّﺮق إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻋﻨﺪ ﺑ ّﺤﺎرة اﻟﺨﻠﻴﺞ أﺛﻨﺎء ﺻﻨﺎﻋﺘﻬﻢ ﻟﻤﺮاﻛﺒﻬﻢ ،وﻣﺎ راﻓﻖ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻃﻘﻮس ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻔﻦ وإﻧﺰاﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ واﻹﺑﺤﺎر ﺑﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪا ً ﻓﻲ ﻏﺒﻴﺐ اﻟﺒﺤﺮ. ذﺑﺢ ﺧﺮوف ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻗﺪ ﺑُﻨﻴﺖ ﻟﻠﺘ ّﻮ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺴ ّﻤﻰ )وﺷﺎر( ،أي ﺟﺪﻳﺪة ،وإﻧﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺰﻟﻮﻫﺎ اﻟﺒﺤﺮ ﻳﺬﺑﺤﻮن ﺧﺮوﻓﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺤﻬﺎ اﻋﺘﻘﺎدا ً أن أﺣﺪ اﻟﺠ ّﻦ ﻗﺪ ﺳﻜﻨﻬﺎ ،وﻫﻮ إرﺿﺎء ﻟﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺘﺼ ّﺮف ﺑﺴﻮء ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ أو ﻟﻄﺎﻗﻤﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﻻﻧﺘﻬﺎء اﻟﻐﻮص ﺻﺎروا ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺬﻟﻚ وﻋ ّﺪوه ﻣﻦ اﻟﺨﺮاﻓﺎت ،وﺻﺎروا ﻳﺬﺑﺤﻮن ﺧﺮوﻓﺎً ﻟﻠﺒﺤﺎرة اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎؤوا ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ إﻧﺰال اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ إﻟﻰ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ ،ﺣﻴﺚ إ ّن ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺳﻤﺎت اﻟﺸﻬﺎﻣﺔ أو اﻟﺨﺼﺎل اﻟﺤﻤﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻬﺎ أﻫﻞ اﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﺣﻴﺚ إﻧﻬﻢ ﻳﺄﺗﻮن ﺑﻤﺠ ّﺮد ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻨﻮﺧﺬة ﻹﻧﺰال ﻣﺮﻛﺒﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮ وﻫﻮ ﺑﺪوره ﻳﻘﻮم ﺑﺬﺑﺢ ﺧﺮوف أو اﺛﻨﻴﻦ وﻳﻘ ّﺪﻣﻪ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺔ اﻟﻐﺪاء، وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻐﺪاء ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻤﻌﺘﻘﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ. وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺎدة أن ﻳُﻨﺰل اﻟﻤﺮﻛﺐ ﻓﻲ ﻳﻮم
96
ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ،أو ﻓﻲ رأس اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ّ اﻟﻌﺮﺑﻲ؛ ﻷن ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ ﻓﻲ أوج ﻗ ّﻮﺗﻬﺎ ،وأن ﺗﻴﺎراﺗﻬﺎ ﻗﻮﻳﺔ ،ﺑﻞ إن اﻟﻤﺎء ﻳﺨﺮج ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻗﻪ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﺣ ّﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ. أ ّﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺮاﻛﺐ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﺈن ذﺑﺢ اﻟﺨﺮوف درﺟﺖ ﻛﻌﺎدة ﻋﻨﺪﻫﻢ أﺛﻨﺎء اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﻐﻮص ﺣﻴﺚ ﻳُﺬﺑﺢ ﺧﺮوف )اﻟﺴ ِﺪر( وذﻟﻚ ﻃﻠﺒﺎً ﻟﻠﺘﻮﻓﻴﻖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﱠ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ،وﻫﻮ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻟﻠﺒ ّﺤﺎرة أﻳﻀﺎً؛ ﻷن اﻟﻨﻮﺧﺬة اﻟﺬي ﻻ ﻳﺬﺑﺢ ﺧﺮوﻓﺎً ﻟﺒﺤﺎرﺗﻪ ﻳﻜﻮن وﺧﺎﺻﺔ إذا ﻟﻢ ﻳﻮﻓّﻖ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﻣﻜﺎن اﻟﺘﺬﻣﺮ ّ ﻳﻈﻞ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻮص ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻮف ّ ﺑﺨﻠﻪ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻮﻓّﻖ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻶﻟﺊ ،وﻳﺆﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ اﻟﻐﻮص ﺑﺄن ذﺑﺢ ﺧﺮوف ﻋﻠﻰ َﺳ ِﺪر اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺳﻮف ﻳﺠﻠﺐ اﻟﺤ ّﻆ وﻳﻜﻮن اﻟﺮزق وﻓﻴﺮا ً. ﺣﺠﺎب اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ: ﻳﺆﻣﻦ رﺑﺎﺑﻨﺔ اﻟﺒﺤﺮ ﺑﺄ ّن اﻟﺮزق ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﻟﻜﻦ ﺗﺼﻞ اﻟﺸﻜﻮك ﻋﻨﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ إﻟﻰ أن ﻋﻴﻦ اﻟﺤﺴﻮد ﻗﺪ أﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﻓﻲ رزﻗﻬﻢ ،وﺧﺼﻮﺻﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤ ّﺮ ﻣﻮﺳﻢ
ĦżťĭŤē ęijĔĩėŤ ĚżĤŵŤŵġżũŤē ĴżňĔĸǜē
اﻟﻠﺆﻟﺆ وﻟﻢ ﻳﺤﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﻮﺳﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،وﻫﻜﺬا ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮ ،ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻘﻮم اﻟﻨﻮﺧﺬة وﺑﺘﺼ ّﺮف ﻣﻨﻪ أو ﺑﺈﻳﻌﺎز ﻣﻦ أﺣﺪ ﺟﺰواه )ﺑﺤﺎرﺗﻪ( ﺑﻌﻤﻞ ﺣﺠﺎب ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ، ﻓﻴﻮﻛﻞ اﻟﻤﻬ ّﻤﺔ إﻟﻰ أﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺪﻳﻦ ،أو إﻟﻰ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ اﻷﺣﺠﺒﺔ ﻟﺪرء اﻟﺤﺴﺪ، ّ ﻓﻴﺄﺧﺬ اﻟﺮﻗﻴﺔ وﻳﻐﻠّﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻠﺪ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻤﺎء أو اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ،وﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎنٍ ّﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻪ ﻳﺪ أو أن ﻳﻌﺮف ﻣﻜﺎﻧﻪ أﺣﺪ ﺳﻮاه ،إذ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺳ ّﺮﻳﺔ ،واﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ﻓﺤﻮاﻫﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻄﻼن ﻣﻔﻌﻮﻟﻬﺎ.
ﺑﺄن ﻳﺆﻣﻦ رﺑﺎﺑﻨﺔ اﻟﺒﺤﺮ ّ
واﻟﺴﻠﻮك ﻓﻲ اﻟﻘﻔﺎر اﻟﻤﻮﺣﺸﺔ؛ ﻷن اﻹﻧﺴﺎن إذا ﺻﺎر ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ وﺗﻮ ّﺣﺪ ﺗﻔﻜّﺮ، اﻟﺮزق ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ا pﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وإذا ﻫﻮ ﺗﻔﻜّﺮ وﺟﻞ وﺟﺒﻦ ،وإذا ﻫﻮ ﺟﺒﻦ وﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﻟﻜﻦ ﺗﺼﻞ داﺧﻠﺘﻪ اﻟﻈﻨﻮن اﻟﻜﺎذﺑﺔ واﻷوﻫﺎم اﻟﻤﺆذﻳﺔ اﻟﺸﻜﻮك ﻋﻨﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ إﻟﻰ واﻟﺴﻮداوﻳﺔ اﻟﻔﺎﺳﺪة ،ﻓﺼ ّﻮرت ﻟﻪ اﻷﺻﻮات، وﻣﺜّﻠﺖ ﻟﻪ اﻷﺷﺨﺎص ،وأوﻫﻤﺘﻪ اﻟﻤﺤﺎل أن ﻋﻴﻦ اﻟﺤﺴﻮد ﻗﺪ أﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺑﻨﺤﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮض ﻟﺬي اﻟﻮﺳﻮاس ،وﻗُﻄ ُْﺐ وأﺳﻪ ُﺳ ْﻮء اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ،وﺧﺮوﺟﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻓﻲ رزﻗﻬﻢ ،وﺧﺼﻮﺻ ًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ذﻟﻚ ﱡ ﻧﻈﺎم ﻗﻮي أو ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﺳﻠﻴﻢ؛ ﻷ ّن اﻟﻤﺘﻔ ّﺮد ﻓﻲ اﻟﻘﻔﺎر واﻟﻤﺘﻮاﺟﺪ ﻓﻲ اﻟ َﻤ َﺮ ْو َراة ﻳﻤﺮ ّ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻠﺆﻟﺆ وﻟﻢ ﻣﺴﺘﺸﻌﺮ ﻟﻠﻤﺨﺎوف ،ﻣﺘﻮ ّﻫﻢ ﻟﻠﻤﺘﺎﻟﻒ، ﻳﺤﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﺘﻮﻗّﻊ ﻟﻠﺤﺘﻮف ،ﻟﻘ ّﻮة اﻟﻈﻨﻮن اﻟﻔﺎﺳﺪة ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﻫ ّﻦ واﻧﻐﺮاﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﺘﻮ ّﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺤﻜﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺘﻒ اﻟﻬﻮاﺗﻒ ،واﻋﺘﺮاض اﻟﺠﺎ ّن
ﻟﻪ(. وﻛﻼم اﻟﻤﺴﻌﻮدي اﻟﺬي ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن أي ﻏﺒﺎر ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺻﺤﻴﺤﺎً وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ّ ﻣﺮور أﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﺑُ ّﺪ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻮﺟﻮد ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻛﻤﺎ ذﻛﺮﻫﺎ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﻛﺘﺎﺑﻪ ،ﻓﻬﻨﺎك ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﻌﻠﻤﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﻻ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ. ﻧﻌﻠﻤﻬﺎ ﻣﺼﺪاﻗﺎً ﻟﻜﺘﺎب اﻟﻠﻪ ّ إن ﺑ ّﺤﺎرة اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻛﺎن ﻟﻬﻢ ﻫﺬه اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﻤﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺑﺮزت وﺳﻴﻄﺮت ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ،ﺑﻞ إﻧﻬﻢ آﻣﻨﻮا أﻧﻬﺎ دﺧﻠﺖ ﻓﻲ أﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ،وﻋﺎﻳﺸﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻛﻨﻬﻢ، وﺷﺎرﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻃﻌﺎﻣﻬﻢ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ اﻟﻜﺜﻴﺮ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ęŹŕŁŨė ğėĴšġŕŬ
2014
95
ęŹŕŁŨė ğėĴšġŕŬ
ّ ﺗﻨﻂ اﻟﺒﻴﺺ اﻟﻌﺎﻗﺮ
ا ﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﻤﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺤﺎرة اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻟﺒ ّ ﻣﻌﺘﻘﺪات وﻃﻘﻮس ﺑﻨﺎء اﻟﺴﻔﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺟﻴﻞ اﻟﻐﻮص ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات ﺗﺒﺮز ﻟﺘﺄﺧﺬ ﻓﻲ ّ ﻛﻞ ٍ ﺷﻜﻼً ﻣﻦ رﺗﺎﺑﺔ اﻟﺤﻴﺎة ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺸﻌﺶ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻞ راﺳﺨﺔ وﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ أﻳﱠﻤﺎ إﻳﻤﺎن، وﻣﺘﻰ ﻣﺎ وﺟﺪت اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات وﺟﺪت اﻟﻄﻘﻮس ﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻫﺎ. * ęijŴijİŤē ŪżűēĴĖč ŮĖ ŽťŐ -
وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻔﻦ ﻣﻬﻨ ًﺔ ﻋﺮﻳﻘ ًﺔ ﻣﻨﺘﺸﺮ ًة ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﻐﻮص ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺪن اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﺘﻲ راﻓﻘﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات ،إ ّن اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻐﻴﺒﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﺤﺎرة اﻟﺨﻠﻴﺞ إﻧﻤﺎ ﻳﻌﻮد ﻟﻌﺮاﻗﺘﻬﺎ ﻛﻤﻮروث ﻣﺎرﺳﻪ اﻷﺟﺪاد اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺑﺪورﻫﻢ أﺧﺬوه ﻣﻦ أﺟﺪادﻫﻢ ﻋﻦ ﺗﺠﺎرب ﻣﺤﻀﺔ أﻛّﺪﺗﻬﺎ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻷﺣﻔﺎد ﻋﺒﺮ أﺟﻴﺎل ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﺘﻰ وﺻﻠﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم. وﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﻧﺴﺎن اﻟﺨﻠﻴﺞ وﺣﺪه ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﻌﻮب ﺟﻤﻌﺎء ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻇﻞ ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻬﺎ وﻃﻘﻮﺳﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرس ﻓﻲ ّ وﺟﻮد ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات ،وإ ّن اﻹﻳﻤﺎن ﻟﺪى
94
اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻟﺨﺮاﻓﺎت واﻟﺸﻌﻮذات واﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﻤﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ؛ ﻛﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ أو ﻣﺸﺎﻫﺪة اﻷﻃﺒﺎق اﻟﻄﺎﺋﺮة أو رؤﻳﺔ اﻟﺠ ّﻦ واﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ واﻟﺴﻌﺎﻟﻲ وﻣﻌﺎﻳﺸﺘﻬﺎ ﻟﻠﺒﺸﺮ ،وﻣﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻪ ّ ﻣﻦ ﺧﻮارق ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ. أ ّﻣﺎ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻠﻪ ﻣﻮﻗﻒ ﺗﺠﺎه ﻫﺬه اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت، ﻓﻴﺮاﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ أوﻫﺎم ،وﻳﺮﺟﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﺎﻣﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺼﺪره اﻟﺨﻮف واﻟﺘﺼﻮرات اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻳﻈﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﺎﻃﻦ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ّ ﻣﺤﻞ ﻣﻮﺣﺶ ،أو ﻣﻜﺎن ﻣﻘﻔﺮ ﻳﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻴﻪ ّ اﻟﺮﻋﺐ واﻟﻮﺟﻞ ،وﺗﺴﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﻮره اﻟﻤﺨﺎوف ،وﻫﻨﺎ ﻳﻠﻌﺐ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﺎﻃﻦ دوره ﻓﻴﺨﺮج ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ﻛﻞ اﻟﺼﻮر اﻟﻤﺨ ّﺰﻧﺔ ﻓﻴﺠﺴﺪﻫﺎ أﻣﺎم ﻋﻴﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة، ّ
ĦżťĭŤē ęijĔĩėŤ ĚżĤŵŤŵġżũŤē ĴżňĔĸǜē
أﺷﺒﺎ ًﺣﺎ ﻣﺮﻋﺒﺔ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﻨﻴﻞ ﻣﻨﻪ ،ﻓﻴﺮى ﻣﺎ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻪ ،وﻳﺴﻤﻊ أﺻﻮاﺗﺎً ﻻ أﺻﻞ ﻟﻬﺎ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ أن اﻟﺨﺮاﻓﺎت واﻷﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻰ ﻟﻪ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﺎﻃﻦ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺟﺒﺎﻧﺎً ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﻛﻠﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﻤﺮﻋﺒﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻮارث ﻫﺬه اﻟﻤﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻛﺎﺑﺮا ً ﺑﻌﺪ ﻛﺎﺑﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﺨﻮاﻟﻲ. وﻗﺪ ذﻛﺮ اﻟﻤﺆرخ اﻟﻤﺴﻌﻮدي اﻟﻤﺘﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ 346ﻫﺠﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﻣﺮوج اﻟﺬﻫﺐ( ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﺑﻘﻮﻟﻪ) :أ ّﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮه اﻟﻌﺮب وﺗﻨﺒﺊ ﺑﻪ ﻣﻦ ذﻟﻚ إﻧﻤﺎ ﻳﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻮ ّﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﻔﺎر واﻟﺘﻔ ّﺮد ﻓﻲ اﻷودﻳﺔ،
ĝĸőŰ
)ﺳﻮﻳﺤﺎن(.. واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ * ŮĹĩŤē ŪżűēĴĖč
ﻳﺄﻣﻞ
أﺻﺤﺎب اﻟﺸﺄن ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،أن ﺗﺘﺒﻮأ دوﻟﺘﻬﻢ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻟﻼﺋﻖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﺣﻴﺚ ﺟﺎءت اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻨﺪ ﺣﻜﻴﻢ اﻟﻌﺮب اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ،وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﺗﻮارﺛﻬﺎ اﻷﺑﻨﺎء ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ،ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻗﻮة ﻳﺴﻴﺮون ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺠﻪ ﻟﺒﻨﺎء ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﺑﻮاﺑﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ. وﻳﺠﻲء اﻫﺘﻤﺎم ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث ،ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ إﺣﺴﺎﺳﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ إزاء اﻟﺸﻌﺐ واﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ واﻟﻜﻮﻧﻲ ،ﻟﻬﺬا ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄﺎن ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ،وﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،أﺟﻬﺰة ﺗﺮﻋﻰ ﺧﻄﻂ وﺑﺮاﻣﺞ وﻣﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻋﺒﺮ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﺗﺮاﻋﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻟﺤﻀﺎري ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﺑﻮﺳﺎﺋﻂ ﻓﻨﻴﺔ ذات أﺑﻌﺎد ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺑﻘﻴﻢ اﻟﺤﻖ واﻟﺨﻴﺮ واﻟﺠﻤﺎل. وﻷن اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺮاث ﻣﺘﻌﺪد اﻟﻤﺸﺎرب ،ﻛﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﻧﺘﺎﺟﻪ ﻹﺛﺮاء اﻟﺘﺮاث اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﺳﻌﻰ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﻣﺴﺘﺼﺤﺒﺎ اﻻﺳﺘﻨﺎرة ﺑﻮﻫﺞ اﻹرث اﻟﻘﻴﻤﻲ اﻟﻤﻌﻨﻮي ،ﻛﺄﺳﺎس ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺑﺤﺴﺒﺎن أن ﻫﺬا اﻹرث ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﻤﻴﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺆﻛﺪا ً ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ رﺑﻂ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﻬﺬا اﻹرث ،وﺿﺮورة ﺗﺤﺴﺲ ﺑﻌﺾ إﻳﻘﺎﻋﻬﻢ ،واﻹﻧﺼﺎت إﻟﻰ ﺣﺴﻬﻢ اﻷدﺑﻲ ،ﻟﻴﺴﻬﻤﻮا ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ واﻗﻊ اﻷﻣﺔ ،ﻓﺎﻷوﻃﺎن ﻻ ﻋﺰة ﻟﻬﺎ إﻻ
ﺑﺴﻮاﻋﺪ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ وأن إﺣﺪى اﻟﻤﻬﺎم اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ واﻟﻤﻠﺤﺔ ،ﻫﻲ إﻋﺎدة اﻟﺒﻌﺚ ﻓﻜﺮﻳﺎً وﺛﻘﺎﻓﻴﺎً ﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﻃﺎﻗﺎت اﻷﻣﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ وﺗﺜﺒﻴﺖ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ. وﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺬي اﺧﺘﺘﻢ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ أرض ﺳﻮﻳﺤﺎن اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻤﺎﺿﻲ ،واﻟﺬي أﻋﻘﺒﻪ ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻗﻼﺋﻞ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻤﻮه ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ ،ﻳﺆﻛﺪان ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺷﺒﺎع اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻈﻢ ﻛﺎﻓﺔ إﻣﺎرات اﻟﺪوﻟﺔ ،ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ اﻣﺘﺰاﺟﺎً اﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺎً وإﻧﺴﺎﻧﻴﺎً رﻓﻴﻌﺎً ،ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻐﺎﻳﺎت ،وﻳﺤﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻔﻬﻮم ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺜﺒﺎت واﻟﺸﻤﻮل ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺿﺮورﻳﺎً ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺒﻮاﺑﺎت أراد ﺳﻠﻄﺎن ﻷﻣﺘﻪ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ روح اﻷﻣﺔ ،وﺗﻌﺒﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ذاﺗﻬﺎ وﺗﻤﻴﺰﻫﺎ ﻟﺘﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻌﺒﻮر إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،واﻟﺘﺠﺎوب ﻣﻊ إﻳﻘﺎع اﻟﻌﺼﺮ دون أن ﺗﻨﻔﺼﻢ رواﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ. ﻓﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ،ﺷﻴﺦ ﻓﺎرس ﻳﺘﺠﻮل ﺑﺈﻳﻘﺎع اﻟﻌﺼﺮ ،وﻳﻘﻒ داﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻠﻘﻲ ،ﻳﺘﻘﻦ ﻓﻦ اﻹﻧﺼﺎت وﻳﻌﻄﻲ ﺑﻮﻋﻲ ﺷﺪﻳﺪ * ﺑﺎﺣﺚ وإﻋﻼﻣﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻮدان
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
93
)وﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻟﻠﻔﺎراﺑﻲ( وﻓﺼﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب »اﻟﺸﻔﺎء« ﻻﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﺑﻬﺪف ﺗﺪﻋﻴﻢ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺴﺎدس ﻟﻠﻔﺎراﺑﻲ وﺗﺤﺪﻳﺪا ً اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻠﻢ اﻟﻤﻌﺎدن. وﺑﺪوره ﺗﺮﺟﻢ أﻟﻔﺮﻳﺪ ﻛﺘﺎب »» De Plantis ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻧﻜﻮﻻ ،واﻟﺬي ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻟﻠﻔﺎراﺑﻲ .وأﺧﻴﺮا ً أﻧﺠﺰ ﻣﺎﻳﻜﻞ ﺳﻜﻮت ﺗﺘﻤﺔ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺣﻮل اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻷرﺳﻄﻮ
ﺳﺎﻫﻤﺖ ا ﻋﻤﺎل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﻨﻬﺞ واﺿﺢ ﻟﻠﻔﻠﺴﻔﺔ ا رﺳﻄﻴﺔ، وﻇﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد ﻗﺮون ﻋﻨﺼﺮ ًا أﺳﺎﺳﻴ ًﺎ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ
92
اﻟﻤﺘﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ 19ﻛﺘﺎﺑﺎً ﺣﻮل اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت )أي اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻟﻠﻔﺎراﺑﻲ( وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل أرﺳﻄﻮ ﺗﻤﻜﻦ ﺟﻴﺮار ﻣﻦ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﺸﺮوﺣﺎت ﺳﻮاء اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﺷﺮوﺣﺎت اﻟﻜﺴﻨﺪر وﺗﻤﺴﺘﻴﻮس ،واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ اﻟﻜﻨﺪي واﻟﻔﺎراﺑﻲ .وﻣﻦ اﻟﻤﺆﻛﺪ أن ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ وﻓﺮت ﺑﺪورﻫﺎ ﻣﻨﺎﺧﺎً ﻣﻼﺋﻤﺎً ﻹﻧﺘﺎج اﻟﺸﺮوﺣﺎت ﺣﻮل اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ )وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺘﺮﺟﻤﺔ واﻟﻤﺬﻳﻠﺔ ﺑﺸﺮوﺣﺎت ﻟﻠﻤﺼﻄﻠﺤﺎت واﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻄﺐ وﻋﻠﻢ اﻟﻔﻠﻚ ﺧﻴﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ(. وﻛﺎن اﻟﻔﺮاد ﺷﺎرﺷﻴﻞ أول ﻣﻦ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﺷﺮح اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ) Meteoraأي اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء( وOn stones ) and Mineralsﺣﻮل اﻷﺣﺠﺎر واﻟﻤﻌﺎدن( و) Plants Onﺣﻮل اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت( .وأﺿﻴﻔﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎً ﺗﺮﺟﻤﺎت ﻟﺸﺮوﺣﺎت اﺑﻦ رﺷﺪ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻘﺮﻃﺒﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻓﻴﻪ ﺟﻴﺮارد ﺑﻄﻠﻴﻄﻠﺔ ﺑﺼﺪد إﻋﺪاد ﻋﻤﻞ ﺿﺨﻢ ﻋﻦ أرﺳﻄﻮ ﺑﻌﻨﻮان )(lemmata ﺟﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺗﺮﺟﻤﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻷﻋﻤﺎل ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻛﺘﺐ PhysicsوDe Caleoو De Animaو Metaphysicsﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟـ .13وﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﻴﺰﻳﺎء واﻟﻤﻴﺘﺎﻓﺰﻳﻘﻴﺎ ﺗﺤﻮل اﻻﻫﺘﻤﺎم إﻟﻰ ﻣﺠﺎﻻت أﺧﺮى ﻣﻦ أﻋﻤﺎل أرﺳﻄﻮ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻟﺒﻼﻏﺔ واﻷﺧﻼق وﻓﻦ اﻟﺸﻌﺮ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺎم اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻫﺮﻣﺎن ﺑﻴﻦ ﺳﻨﺘﻲ 1240و 1256ﺑﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺎب ) Nicomachean Ethicsوﻫﻮ أﺷﻬﺮ ﻋﻤﻞ ﻷرﺳﻄﻮ ﻋﻦ اﻷﺧﻼق ( و) Rhetoricاﻟﺒﻼﻏﺔ(. ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻫﻤﺖ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﻨﻬﺞ واﺿﺢ ﻟﻠﻔﻠﺴﻔﺔ اﻷرﺳﻄﻴﺔ وﻳﺘﺠﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﻌﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار
ĚżĖĴőŤē ęijĔŅĩťŤ ŽřĹťřŤē ğēĴĝŤē
corpus recentuisوcorpus vetustuis واﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد ﻗﺮون ﻋﺪﻳﺪة ﻋﻨﺼﺮا ً أﺳﺎﺳﻴﺎً ﻓﻲ ﺻﻠﺐ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ .ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻄﺮح إﺷﻜﺎﻻً ﻓﻲ ﺗﻘﺒﻠﻬﺎ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أو ﻣﻦ ﺑﻼد اﻹﺳﻼم ،ﺑﻞ ﻣﺜﻠﺖ أﻓﻀﻞ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺰﻣﻦ ،وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻗﺪم اﺑﻦ رﺷﺪ أﻓﻀﻞ اﻟﺸﺮوﺣﺎت اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة واﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﺣﻮل أﻋﻤﺎل أرﺳﻄﻮ .وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﻟﺪى ﻃﻼب اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﻛﺎن ﻳﻔﻀﻞ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﺟﻤﺎت واﻟﺘﺄوﻳﻼت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻨﺺ اﻟﻮاﺣﺪ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺆدي – ﺑﻄﺮق ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ -إﻟﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ »ﺣﻘﻴﻘﺔ« أرﺳﻄﻮ .وﻗﺪ ﻟﻌﺐ اﻟﻤﺘﺮﺟﻤﻮن أﻣﺜﺎل ﺟﻴﺮارد ﻣﺮورا ﺑﺄﻟﻔﺮاد وﻣﺎﻳﻜﻞ وﻫﺮﻣﺎن ﺑﺄﻟﻤﺎﻧﻴﺎ دورا ً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻓﻲ ﻧﻘﻞ اﻻﻓﻜﺎر ،وأﻛﻤﻠﻮا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻨﻘﺺ اﻹﻏﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻣﻌﺎرف وﺗﺠﺎرب ،وﺳﺎﻫﻤﻮا ﺑﻔﻀﻞ ﺗﺮﺟﻤﺎﺗﻬﻢ وﺗﻔﺎﺳﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﻷﺑﺪﻳﺔ اﻟﻤﻨﺸﻮدة .وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﻈﻮر ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺘﺒﻴﻦ أن اﻹﺳﻬﺎم اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ إﻋﺎدة إﺷﻌﺎع أﻋﻤﺎل أرﺳﻄﻮ– ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ -ﻛﺎن ﺣﺎﺳﻤﺎً ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ. وﻟﺌﻦ ﻣﺜﻠﺖ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟﻨﺼﻮص »اﻟﺨﺎم« ﻷﻋﻤﺎل أرﺳﻄﻮ ،ﻓﺎن اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺠﺮد إﺣﻴﺎء ﻟﺮوح ﻓﻠﺴﻔﺔ أرﺳﻄﻮ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻴﻼد ﻓﻘﻂ ،وإﻧﻤﺎ وﺿﻌﺖ ﺑﺪورﻫﺎ اﻷﺳﺲ ﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻷﻓﻼﻃﻮﻧﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ * ﺑﺎﺣﺚ وﻣﺘﺮﺟﻢ ﺗﻮﻧﺴﻲ
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
ﺑﻌﻨﻮان »ﺣﻮل اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ« وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺎبNemesuis »ﺣﻮل ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن« وآﺧﺮ ﺣﻮل اﻟﻤﻌﺎدن وﻛﺘﺎب ﻗﺴﻄﺎ اﺑﻦ ﻟﻮﻗﺎ ﺑﻌﻨﻮان »اﻟﺮواﺑﻂ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ« .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ،اﺳﺘﻨﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻐﺮب ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﺑﺮﻧﺎردﻳﺲ ﺳﻠﻔﺮﺳﺘﺮي ووﻳﻠﻴﺎم ﻛﻮﻧﺸﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺎت اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ وﺑﺎﻟﺨﺼﻮص ﻋﻠﻰ »اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻠﻜﻲ« ﻟﻌﻠﻲ ﺑﻦ إﺳﺤﺎق اﻟﻤﺠﻮﺳﻲ )وﻳﻌﺮف ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان (Pantegniواﻋﺘﻤﺪت
اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﺻﻤﺪت ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﺒﺮز ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻐﺮﺑﻲ وﺗﻌﻜﺲ ﻣﺪى ﺛﺮاء اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ
ﻫﺬه اﻟﺘﺮاﺟﻢ ﻛﻤﺼﺎدر ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﻢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ. إن اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﺘﺰاﻳﺪ ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﻗﺪ اﻧﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺠﺎل ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﺟﺪﻳﺪ وﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮق ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ،وﺟﺎء ﻟﻴﺪﻋﻢ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻟﻠﻔﻨﻮن اﻟﺴﺒﻌﺔ :ﻋﻠﻮم اﻟﻜﻼم )اﻟﻨﺤﻮ واﻟﻤﻨﻄﻖ واﻟﺒﻼﻏﺔ( واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت )ﻋﻠﻢ اﻟﺤﺴﺎب واﻟﻬﻨﺪﺳﺔ واﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ وﻋﻠﻢ اﻟﻔﻠﻚ( ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻷرﺳﻄﻮ اﻟﻤﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎدر اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﻣﺼﺪر ﻣﻌﻈﻢ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ وﺟﻮد أﻫﻢ اﻟﻤﺘﺮﺟﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﺟﻴﻤﺲ ﻣﻦ ﻓﻨﻴﺲ وﺑﺮﻏﺎﻧﺪﻳﻮ ﻣﻦ ﺑﻴﺰا اﻻﻳﻄﺎﻟﻴﺔ )ت (1193أﺛﻨﺎء اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ واﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺟﻮد ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺟﻨﻮب اﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وﺻﻘﻠﻴﺔ وإﻧﻄﺎﻛﻴﺎ. ﻛﻤﺎ ﺗﺮﺟﻤﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺘﺐ »Libri » Naturalesﻣﻦ اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ .أﻣﺎ اﻟﺘﺮﺟﻤﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ إﻃﺎر ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻨﻬﺠﻲ وﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﻄﻠﻴﻄﻠﺔ. وﻳﻌﻮد إﺷﻌﺎع ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ ﻛﻤﺮﻛﺰ أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن 12إﻟﻰ ﻋﻮاﻣﻞ ﻛﺜﻴﺮة .ﻓﻘﺪ ﻣﺜﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺸﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮة أﻳﺒﻴﺮﻳﺎ وﻣﻮﻃﻦ اﻟﻘﺴﺎوﺳﺔ اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ .وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻐﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ واﻹﻧﺘﺎج اﻟﻔﻜﺮي اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ وﺷﻴﺪت ﻣﻜﺘﺒﺎت ﺿﺨﻤﺔ ﺣﻮت اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻤﻌﻘﻞ اﻷﻗﺮب واﻷﻧﺴﺐ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء اﻟﻴﻬﻮد اﻟﻔﺎرﻳﻦ ﻣﻦ ﻧﻈﺎم اﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ اﻟﻤﺘﺸﺪد اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻜﻤﻮا اﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﺟﺪ ﺳﻼﻟﺔ ﻣﻠﻮك
ﺳﺮﻗﺴﻄﺎ :ﺟﻌﻔﺮ أﺣﻤﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺳﻴﻒ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺬي اﺳﺘﻀﻴﻒ ﻓﻲ ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ ﺳﻨﺔ 1140 وﺣﻈﻲ ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﻛﺒﻘﻴﺔ ﺳﻜﺎن اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻔﺘﺢ ﺑﺪوره ﻣﻜﺘﺒﺘﻪ أﻣﺎم اﻟﻌﺎﻟﻢ واﻟﻤﺘﺮﺟﻢ اﻻﻧﻜﻠﻴﺰي ﻣﺎﻳﻜﻞ ،أﺳﻘﻒ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺗﺎرزوﻧﺎ وأﺷﺮف ﺑﺪوره ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﻫﻴﻐﻮ ﻣﻦ ﺳﺎﻧﺘﻴﻼ اﻻﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ. وﻟﻢ ﺗﻌﺮف ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ إﻻ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت وﻋﻠﻢ اﻟﻔﻠﻚ وﻛﺘﺐ اﻟﻜﻬﺎﻧﺔ. واﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن أﺑﺎ ﻳﺤﻲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﻦ ﻳﺤﻲ ﺟﺒﻴﺮول اﻟﺬي ﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1058واﺑﻦ ﺑﺎﺟﺔ )ﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ (1139ﻗﺪ أﻗﺎﻣﺎ ﺑﻤﻤﻠﻜﺔ ﺳﺮﻗﺴﻄﺎ وأﺳﻬﻤﺎ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻤﺎ ﻓﻲ إﺛﺮاء اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ. وﺗﻌﻠﻢ ﺟﻴﺮارد ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﻟﻔﺎراﺑﻲ »ﻓﻲ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﻌﻠﻮم« ﻓﺘﺮﺟﻤﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ .ﻛﻤﺎ ﺗﻢ وﺿﻊ ﻣﻼﻣﺢ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺤﻮ واﻟﻤﻨﻄﻖ ﻣﺮورا ً ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻗﻴﺎ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻟﻘﻀﺎء وﻋﻠﻢ اﻟﻼﻫﻮت .وﻛﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻗﺎم ﺟﻴﺮارد ﺑﺘﺮﺟﻤﺔ ﻛﺘﺎبPosterior Analytics ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان » ﻛﺘﺎب اﻟﺒﺮﻫﻨﺔ« وﻳﺘﻄﺮق اﻟﻤﺆﻟﻒ إﻟﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ إﺟﺮاء اﻟﺒﺮﻫﻨﺔ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ. وﻗﺪ ارﺗﺄى ﺟﻴﺮارد ﻋﺪم ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻛﺘﺎب »اﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﺎ« ﻷرﺳﻄﻮ واﺳﺘﺒﺪﻟﻪ ﺑﻌﻤﻞ ﻋﺮﺑﻲ ﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ ﻛﺘﺎب »ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻼﻫﻮت » ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﺑﺮوﻛﻠﻴﺲ ،اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻳﻌﺮف ﻻﺣﻘﺎً ﻓﻲ اﻟﻐﺮب ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﻓﻲ اﻷﺳﺒﺎب«. وﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻳﺒﺪو أن ﺟﻴﺮارد ﻗﺪ اﻗﺘﻔﻰ أﺛﺮ اﻟﻔﺎراﺑﻲ ؛ ﻓﻘﺪ ﻗﺴﻢ ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ اﻟﻘﺪرة اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ إﻟﻰ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﺟﺰاء أو ﻣﺒﺎﺣﺚ ،ﻗﺎم ﺟﻴﺮارد ﺑﺘﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﻤﺎﺗﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﺗﻤﺎﻣﻬﺎ ،ﻓﺨﻠﻔﻪ ﺷﺎرﺷﻴﻞ ﻟﻴﻜﻤﻞ اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻣﻘﺘﻨﻌﺎً ﺑﻘﻴﻤﺔ أﻋﻤﺎل اﻟﻔﺎراﺑﻲ، وﺗﺮﺟﻢ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺑﻊ ﺑﻌﻨﻮان Meteora
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
2014
91
أﻫﻤﻠﻪ اﻟﺸﺮق وﻧﻬﻞ ﻣﻨﻪ اﻟﻐﺮب
اﻟﺘﺮاث اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ*
ﻟﻌﺒﺖ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ دوراً ﺣﺎﺳﻤﺎً ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،وﻳﺘﺠﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﻤﺠﺮد ﺗﺼﻔﺢ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺘﺮﺟﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﻌﺮب ،وﺑﺎﻋﺘﺮاف ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ أﺳﺎﺗﺬة اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ واﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ .ﻓﻘﺪ ﺗﺤﺪث اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي أدﻳﻼر ﻋﻦ دراﺳﺘﻪ ﻟﻞ أﻫﻤﻠﻬﺎ اﻟﺸﺮق وﻧﻬﻞ ﻣﻦ ﺗﺮاﺟﻤﻬﺎ اﻟﻐﺮب ﻋﺮﺑﻴﺔ )ﻓﻲ إﺷﺎرة ﻟﻠﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ( ﻋﻠﻰ ّ اﻷرﺟﺢ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب اﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وﺻﻘﻠﻴﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ اﻻﻳﻄﺎﻟﻲ ﺳﺘﻴﻔﺎن ،اﻟﺬي ﺗﺮﺟﻢ ﻋﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻛﺘﺐ ﻋﻦ اﻟﻜﻮزﻣﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻟﺪى إﻗﺎﻣﺘﻪ ﺑﺄﻧﻄﺎﻛﻴﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ اﻣﺘﻨﺎﻧﻪ »ﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻌﺮب« .وأﺻﺒﺢ ﻛﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ اﻟﻤﻮﺻﻠﻲ ) ،(1242ﻣﻦ أﻛﺒﺮ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ وﻣﻦ اﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻼط اﻟﻤﻠﻚ ﻓﺮﻳﺪرﻳﻚ اﻟﺜﺎﻧﻲ وأﻟﻒ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻄﻖ وأﻫﺪاه ﻟﻬﺬا اﻷﺧﻴﺮ .وﻧﻬﻞ أﻧﺪرﻳﺎس أﻟﺒﺎﻏﻮ )ﺗﻮﻓﻲ ﻗﺒﻞ (1546ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﻻﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺤﻤﺪ اﺑﻦ ﻣﻜﻲ ﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺪﻣﺸﻘﻲ )اﻟﺬي ﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1531ﺑﺪﻣﺸﻖ( .وﺑﻔﻀﻞ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﻤﺪت ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﻛﺘﺐ اﻟﺘﺮاﺟﻢ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺎت اﻷﺧﺮى ﻳﺒﺮز ﻣﺪى ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻐﺮﺑﻲ وﺗﻌﻜﺲ ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺘﺮﺟﻤﺔ ﺛﺮاء اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ.
وﻗﺪ اﻧﺘﺸﺮت اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ وﻻﻗﺖ إﻗﺒﺎﻻً ﻛﺒﻴﺮا ً ،وﻳﻈﻬﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﺘﺰاﻳﺪ ﺑﻤﻴﺎدﻳﻦ اﻟﻄﺐ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺟﻨﻮب اﻳﻄﺎﻟﻴﺎ .وﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض أُﺳﺴﺖ ﻣﺪرﺳﺔ ﻟﻠﻄﺐ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻼرﻧﻮ ) (Salernoاﻻﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم
90
ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻟﻰ أﻟﻔﻨﻴﺲ ،ﻛﺒﻴﺮ أﺳﺎﻗﻔﺔ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ،ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻛﺘﺎب »ﺣﻮل ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن« ﻣﻦ اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ Nemesius ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »اﻟﺠﺬع« .واﻟﻰ ﺳﻼرﻧﻮ وﺻﻞ ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻦ اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﻗﺎدﻣﺎً ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﺤﻤﻼً ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ أﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻣﺜﺎﻟﻲ
ĚżĖĴőŤē ęijĔŅĩťŤ ŽřĹťřŤē ğēĴĝŤē
ﻓﻲ دﻳﺮ ﻣﻮﻧﺘﻜﺎﺳﻴﻨﻮ ،ﻣﻘﺮ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺮاﻫﺐ اﻟﺒﻴﻨﺪﻛﺘﻲ .وﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﺘﺎﺟﺎً ﻟﻨﺠﺎح ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻄﺐ ﺑﺎﻟﻘﻴﺮوان واﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮص ﻓﻲ ﻋﻤﻞ إﺳﺤﺎق اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ وﺗﻠﻤﻴﺬه اﺑﻦ اﻟﺠﺰار .وﺗﺮﺟﻢ ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻦ ﺑﻤﻌﻴﺔ زﻣﻼء ﻟﻪ أﻋﻤﺎﻻً ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺠﺎل اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء :ﻛﺘﺎب إﺳﺤﺎق اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
ﻫﺬه اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻣﺘﻴﺎزا ﻳﺨﺺ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ دون أﺧﺮى. اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﺳﻮء اﻟﻨﻴﺔ إن ﻟﻬﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻋﻨﻬﺎ اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ اﻣﺘﺪادات ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ ،وذﻟﻚ ﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎء ﻣﻌﻄﻴﺎت اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﺛﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،وﻫﻲ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﺣﺼﻴﻔﺔ وﻣﻼﺋﻤﺔ ﻇﺎﻫﺮﻳﺎ .ﺑﻴﺪ أﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻼﺣﻆ أن ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت وﻣﺒﺎدئ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑــ »اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ« إﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻌﺰوة ﻟﺘﺤﻮل ﻣﻔﺎﺟﺊ ،ﻋﺮﻓﺘﻪ وﺿﻌﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻤﻜﻨﺎ اﻟﻴﻮم، ﻻ ﻣﺒﺎﺷﺮة وﻻ »ﻋﻠﻤﻴﺎ« ،أﻻ وﻫﻲ :وﺿﻌﻴﺔ اﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﻨﻮﻋﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻟﻴﺲ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ،إﻻ ﺻﻮرة ﻣﻌﻜﻮﺳﺔ ﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ واﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ .ﻟﻤﺎذا؟ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎن وﺟﻮدﻧﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻧﻐﻼﻗﻨﺎ ﻓﻲ »ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻨﺎ« ،ﻓﻜﻴﻒ ﺳﻨﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة ﺧﺎرج ﻫﺬه اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎت ،وﻣﻦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺿﻤﻦ ﺗﻤﺎﻳﺰات وﺗﺠﺎﻧﺴﺎت ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻨﺎ وﻟﻐﺎﺗﻨﺎ وﺗﻮارﻳﺨﻨﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ؟ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻫﺬا إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻧﺰﻋﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ ﺗﻼزم ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺗﻨﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ؟ إن أول ﺿﻤﺎﻧﺔ ﺿﺪ اﻟﺘﺸﻮﻳﻬﺎت واﻟﺘﻌﺴﻔﺎت واﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ اﻟﺼﺮﻳﺤﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﻫﻲ ﺿﻤﺎن ﻓﻬﻢ»اﻵﺧﺮﻳﻦ« ،ﻻ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ »آﺧﺮﻳﻦ« ،أي ﻛﻤﻐﺎﻳﺮة ،وﻟﻜﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ »آﺧﺮﻳﻦ« داﺧﻞ »اﻷﻧﺎ« ،أي ﻛﻤﺠﺎل ﻟﻘﺎء وﺗﺒﺎدل أﺳﺎﺳﻴﻴﻦ. واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت واﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ،ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أوﻟﻰ ﺗﺠﺎوز ﻛﻞ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻘﺪﺣﻴﺔ واﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ،وﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ إﻧﺠﺎز أﻋﻤﺎل ﺗﻌﻴﺪ إﻟﻰ اﻟﺸﻌﻮب
وإﻟﻰ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻬﺎ وﻟﻐﺎﺗﻬﺎ وﺗﻮارﻳﺨﻬﺎ وﻋﻘﺎﺋﺪﻫﺎ .وﺑﺪون ذﻟﻚ ،ﻓﺈن أﻋﻤﺎل ذوي اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻔﻠﻮﻛﻠﻮرﻳﺔ واﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ أي أﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺎﻫﻤﺎت اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ ﺳﻮى اﻷﺛﺮ اﻟﺬي ﻳﺨﻠﻔﻪ ﺳﻘﻮط ﺟﺴﺪ ﻓﻲ ﻗﺎع ﺑﺌﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻔﺎف واﻟﻤﺤﺎﺑﺎة .ﻟﻜﻞ ﻫﺬه اﻻﻋﺘﺒﺎرات ﻓﺈن أﻫﻤﻴﺔ »ﻓﻼدﻣﻴﺮ ﺑﺮوب« ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ زﻋﺰع ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﻤﻐﻠﻮﻃﺔ ،ودﺷﻦ أﻋﻤﺎﻟﻪ ﺑﻨﻘﺪ أﺳﺎﺳﻲ ﻷﺳﻼﻓﻪ »اﻟﻤﺸﻬﻮرﻳﻦ« ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻘﺼﺮﻳﻦ. اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ :ﺗﻌﺮﻳﻒ ودراﺳﺎت ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﺘﺬﻛﻴﺮﻳﺔ واﻟﻤﻮﻗﻔﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻵن أن ﻧﻘﺪم ﺑﻌﺾ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت واﻟﺘﻤﻬﻴﺪات اﻟﺘﺴﺎؤﻟﻴﺔ ﺣﻮل أﻧﻤﺎط اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ. وﺳﻌﻴﺎ وراء ﻫﺬا ،ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ أﻻ ﻧﺘﺮدد – وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﻣﺰﻋﺠﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ- ﻓﻲ اﻻﻧﻄﻼق ﻣﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ذاﺗﻬﺎ ،أي أن ﻧﻼﺣﻖ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺤﻜﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻇﻬﻮرﻫﺎ وﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ واﺷﺘﻐﺎﻟﻬﺎ .ﻳﺠﺐ اﻻﻧﻄﻼق إذن ﻣﻦ اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﻮﺟﻮدﻳﺔ ﻟﻠﺤﻜﺎﻳﺔ :ﻇﻬﻮرﻫﺎ أو ﺗﺠﻠﻴﻬﺎ – ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ – اﺷﺘﻐﺎﻟﻬﺎ. ﻓﺎﻟﻤﻌﻄﻴﺎن اﻷوﻻن )اﻟﻈﻬﻮر– اﻟﺘﻘﺪﻳﻢ( ﻳﺘﻌﻠﻘﺎن ﺑــ«ﺧﺎرج« اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ،واﻟﻤﻌﻄﻰ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺨﺺ »داﺧﻠﻬﺎ« واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑــ »اﻟﺨﺎرج« ﻫﻮ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ واﻟﻠﻐﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﺖ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ،واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑــ»اﻟﺪاﺧﻞ« اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ. وﻓﻲ ﺿﻮء ﻫﺬه اﻟﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻘﺪم ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ» :اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻧﺘﺎج ﻟﻐﺔ وواﻗﻊ وﺧﻴﺎل« ،وﺑﻬﺬا اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ دراﺳﺎت :ﻟﺴﺎﻧﻴﺔ – ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ – ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ. وﺗﺄﺳﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﻬﺎم
اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﺠﻴﻞ وﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺤﻜﺎﺋﻲ ،وﻛﺬا اﻟﻤﻬﺎم اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ اﻷﺷﻜﺎل واﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ .وﻫﺬا ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻀﻤﻦ ﻻ ﺗﺤﺼﻴﻞ أﻓﻜﺎر ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑـــ....ﺑﻞ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﺗﺴﻬﻞ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ،وﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺎ وﺗﺸﺨﻴﺼﻬﺎ ﻋﻠﻤﻴﺎ .وﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ – وﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر أﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻲ، أي ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮﻳﺔ اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ – أن ﻳﺤﺪد ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻻرﺗﻴﺎد واﻷﺑﺤﺎث ﺿﻤﻦ ذﻟﻚ اﻟﻔﺎرق اﻟﻤﻮﺟﻮد دوﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﻈﺎﻫﺮة اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺎﺿﺮ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،وﺿﻤﻦ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺠﻮﻫﺮي ﻟﻜﻞ ﺗﺤﻮل ﺗﺎرﻳﺨﻲ ،واﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻻ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺣﻠﻤﺎ ﺑﺴﻴﻄﺎ، ﺑﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺻﻨﻌﻪ وﺿﺒﻄﻪ ﻓﻲ اﻧﻔﺘﺎح اﻟﻤﺎﺿﻲ وإﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. وﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس وﺣﺪه ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﺠﺪﻳﺎ وذا ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺎﻣﺶ: - 1ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺘﻀﺢ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن ﻛﻠﻤﺔ » ﺗﻌﺒﻴﺮ« ) (expressionﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ اﺻﻄﻠﺢ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑـــ» اﻷدب اﻟﺸﻌﺒﻲ« ،اﻟﺬي ﻳﺸﻤﻞ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت واﻟﻘﺼﺎﺋﺪ واﻷﻧﺎﺷﻴﺪ ...إﻟﺦ. *ﻧﺎﻗﺪ وﻣﺘﺮﺟﻢ ﻣﻐﺮﺑﻲ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
2014
89
ﺣﺮﻳﺼﻴﻦ ﻋﻠﻰ إرﺟﺎع أﻏﻠﺐ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺸﻌﺐ ﻣﺎ إﻟﻰ ﻣﺼﺎدر ﻣﻌﺮوﻓﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ »اﻷﺻﻞ« ،ﻣﺜﻞ ﺣﻜﺎﻳﺎت »اﻟﺒﺎﻧﺠﺎﺗﻨﺘﺮا« اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ،أو ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﻤﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ .وﻻ ﻏﺮو أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺮﻓﺾ ﻟﺘﻘﻌﻴﺪ اﻻﺳﺘﻨﺒﺎط ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﻨﺰﻋﺔ ﻋﺮﻗﻴﺔ ﻣﺸﺒﻮﻫﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺣﻜﺎﻳﺎت »اﻵﺧﺮﻳﻦ« ﺻﻴﻐﺎ ﺣﺜﺎﻟﻴﺔ أو ﻣﺸﻮﻫﺔ ﻟﺤﻜﺎﻳﺎت ﻣﻌﺘﺮف ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺎت »اﻟﺮوﺣﻴﺔ« ﻟﻠﻬﻨﺪ. ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺻﺪور ﻛﺘﺎب ﺑﺮوب »ﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ« ﻗﻄﻴﻌﺔ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﻤﺮﻳﺒﺔ واﻟﻤﺘﺄﺛﺮة ﺑﺸﻮﻓﻴﻨﻴﺔ روﺣﺎﻧﻴﺔ ،ودﻋﻮة إﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺰ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻮص اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﻤﺪوﻧﺔ ودﻻﻻﺗﻬﺎ، دون ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺮوﺣﻴﺔ أو أﺻﻮﻟﻬﺎ اﻟﻤﺒﺘﺬﻟﺔ ،وإن ﻛﺎن ﺗﻜﺮﻳﺲ أﻋﻤﺎل ﺑﺮوب ﻟﻢ ﻳﺘﻢ إﻻ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،ﻧﻈﺮا ﻷﻫﻤﻴﺔ ﻣﻨﻬﺠﻬﺎ ،وﻟﻠﺜﻮرة اﻟﺘﻲ أﺣﺪﺛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻛﺎن ﻳﺤﺘﻜﺮﻫﺎ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻔﻠﻮﻛﻠﻮر واﻹﺛﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ. ﻓﻮﻟﻜﻠﻮر – إﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ -ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺷﻌﺒﻲ وﻳﺤﻖ ﻟﻨﺎ اﻵن أن ﻧﺒﺎﺷﺮ ﺗﺤﻠﻴﻼ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻔﻠﻜﻠﻮري واﻟﻮاﻗﻊ اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻲ واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺸﻔﻬﻲ ،ﺗﺤﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺮﻓﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻻﻟﺘﺒﺎﺳﺎت اﻟﺘﺤﻘﻴﺮﻳﺔ أو اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻤﺠﺎل ﻣﻮﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻟﻤﻌﺎرف. وﻫﻜﺬا ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎك أي اﺧﺘﻼف ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮى »اﻟﻮاﻗﻊ« اﻟﺬي اﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮر ،وﺑﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮى آﺧﺮ ﻳﺴﻤﻰ اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ ،ﻓﺎﻟﻮاﻗﻊ واﺣﺪ ،ﺑﻞ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺼﺪر ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺘﺴﺮﻋﺔ ﻋﻦ أﺷﺨﺎص ﻳﻬﺘﻤﻮن ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻲ،
88
ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻌﻠﻨﻮن ﻓﻴﻪ ﻋﻦ اﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻔﻮﻟﻜﻠﻮر ،ﺑﻞ وﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ إﻟﻰ ﻧﺰﻋﺔ ﻓﻠﻜﻠﻮرﻳﺔ ﻓﺎﻟﻮاﻗﻊ إذن واﺣﺪ ،ﻷن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ – ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ ﻣﻦ ﺑﺤﺜﻨﺎ – ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺴﻬﺎ أﻧﻤﺎط اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ، وﻫﻲ وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة – وﻻ ﺗﺰال – ﻓﻲ أﺷﻜﺎل ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. إن ﺗﻌﻤﻴﻢ أﺷﻜﺎل اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،وﻛﺬا اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ وﺟﺪت ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﺗﺰال اﻷﻧﻤﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﺟﻌﻠﺖ ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ ﻳﺒﺪو وﻛﺄﻧﻪ ﺣﺜﺎﻻت ﺷﻜﻞ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ أﻧﺘﺠﺘﻪ ﻫﻮﻳﺎت ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻤﺴﺴﻬﺎ اﻟﺜﻮرات اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺑﻌﺪ .وﻣﻦ ﺛﻢ وﺻﻔﺖ أﻧﻤﺎط اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ »ﻣﺨﻠﻔﺎت« ،ﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻮاﻗﻌﻴﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﻟﺠﻲ ،ﻓﺈن ﺗﻘﺪم ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻠﺪان ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ اﻟﺒﻠﺪان اﻷوروﺑﻴﺔ ،وﻛﺬا اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﺖ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﺪم ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺮاﻣﻴﻪ اﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ، ﻗﺪ أدى ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى »اﻟﻌﻠﻤﻲ« إﻟﻰ ﻇﻬﻮر ﻣﺎ اﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑــ»اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ«، ﻛﻤﺎ أدى ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻠﻮﻛﻠﻮر– أي ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ »ﺣﺜﺎﻻت« داﺧﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﺼﻨﻌﺔ – وﺑﻴﻦ اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ – أي ﻣﺎ ﻫﻮ داﺧﻞ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮة ،اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻴﻮم ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ. وﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ ،ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻮﻟﻜﻠﻮرا ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻛﺎن ﻳﺴﻤﻰ إﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﻬﺬه اﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ .وﻫﺬا ﺗﺤﺪﻳﺪ إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺧﻄﻴﺮ ﺑﻤﺎ أن اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﻨﺠﺰة ﻋﻜﺴﺖ -وﺑﺎﻟﺬات ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى »اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ« اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﻫﺬه اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ – ﻗﺼﻮرا وﻋﺠﺰا ﻋﻦ ﺿﺒﻂ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻷﻧﻤﺎط اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ
ĚżŲřĽŤē ĚżėőĽŤē ěēĴżėőĝŤē Ěĸēijį ĚżřżŠ ŽŘ
وﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻮن دراﺳﺘﻬﺎ. وﻫﻜﺬا ،ورﻏﻢ ﺟﻮدة ﺑﻌﺾ اﻷﻋﻤﺎل، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﺪروﺳﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ داﺋﻤﺎ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻋﻨﻔﻴﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ وﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ،ﻷن ﻫﺪﻓﻬﺎ ﻫﻮ دراﺳﺔ »اﻵﺧﺮﻳﻦ« ﻛﻈﺎﻫﺮة ﻣﻐﺎﻳﺮة ،أي ﺗﺄﻃﻴﺮﻫﻢ ﺿﻤﻦ ﺗﻤﺎﻳﺰ ﺟﻮﻫﺮي ،ﻣﻊ اﺣﺘﻜﺎر ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ واﻟﻌﻠﻢ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺻﺪور ﻛﺘﺎب ﺑﺮوب »ﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ« ﻗﻄﻴﻌﺔ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ ا ﺑﺤﺎث اﻟﻤﺮﻳﺒﺔ واﻟﻤﺘﺄﺛﺮة ﺑﺸﻮﻓﻴﻨﻴﺔ روﺣﺎﻧﻴﺔ ،ودﻋﻮة إﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺰ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻮص اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﻤﺪوﻧﺔ ودﻻﻻﺗﻬﺎ ،دون ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺮوﺣﻴﺔ أو أﺻﻮﻟﻬﺎ اﻟﻤﺒﺘﺬﻟﺔ
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
اﻟﻐﺎﺋﺐ » ،و»اﻟﻤﻨﻔﻰ واﻟﻘﻠﻖ«. وﻗﺪ ﻧﺸﺮ اﻷﺻﻞ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﺑﺎﻟﻌﺪد 22ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ » Revue de l’Occident Musulman et de la » « Méditerranéeﻣﺠﻠﺔ اﻟﻐﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ« اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪرﻫﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ ) Aix-en Provenceإﻳﻜﺲ أون ﺑﺮوﻓﺎﻧﺲ( ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة » اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ«. د .رﺷﻴﺪ ﺑﻨﺤﺪو اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﺸﻔﻬﻲ ﺑﺨﺼﻮص دراﺳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺸﻔﻬﻲ)(1 ﻫﻨﺎك ،ﻣﻄﻠﺐ ﻣﺴﺘﻌﺠﻞ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺿﺮورة إﻋﺪاد دراﺳﺎت ﺗﻌﺮﻳﻔﻴﺔ وﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻻ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﻓﻘﻂ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ أﻧﻤﺎط ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،ﺑﻞ ﻛﺬﻟﻚ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﻫﺬه اﻷﻧﻤﺎط ﻋﻨﺪ وﻻدﺗﻬﺎ وأﺛﻨﺎء ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ وﻣﻮﺗﻬﺎ أو ﺧﻠﻮدﻫﺎ .وﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ﻣﺠﺮد ﺟﺪاول ﺗﻔﻬﺮس ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻧﺘﺎﺟﺎت ،ﻳﻨﺒﻐﻲ إﻧﺠﺎز ﺑﺤﻮث ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺣﻮل ﻧﺼﻮص اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة ،وﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﺆﺛﺮات اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ واﻟﻠﻐﻮﻳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،وﻛﺬا وﺿﻊ ﻣﻨﺘﺨﺒﺎت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ، دون أن ﺗﻜﻮن ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ أﻳﺔ آراء ﻣﺴﺒﻘﺔ ﺣﻮل ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ أو أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ. ﻓﻔﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ أوﻟﻰ ﻳﻨﺒﻐﻲ إﻟﻐﺎء ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺞ ﻳﺘﻨﺎول اﻟﻨﺼﻮص ﺗﻨﺎوﻻ »ﺧﺎرﺟﻴﺎ« ،ﻻ ﺑﺎﺳﻢ ﻧﺰﻋﺔ ﺗﺸﺒﺜﻴﺔ ﻣﺎ ،وﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ واﻟﻤﻮاد اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ أﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺬه اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺿﻤﻦ »رؤﻳﺔ ﻛﻠﻴﺔ« ﺗﺘﻮﺧﻰ
اﺳﺘﻌﺎدة »دﻻﻻت« و«ﺧﻴﺎل« اﻟﻨﺼﻮص، دﻻﻻت وﺧﻴﺎﻻت ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺎل اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ أو ﻓﻲ ﺗﻄﻮراﺗﻪ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﻴﺔ، وذﻟﻚ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺒﻠﻎ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ﻧﻼﺣﻆ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻫﺪﻓﻬﺎ ،وﺣﺘﻰ ﺗﺘﺠﺎوز ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮد اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺷﺒﻪ ﻋﺮوض ﺻﺮﻓﺔ ﻟﻠﻨﺼﻮص .وﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻳﻠﺰم ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺨﻴﺎل .وﻫﺬه اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻓﻲ ﺻﻠﺘﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻤﺰﻋﻮم اﻟﺬي ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻟﺬﻟﻚ:
أﻧﺘﺠﻪ ﻋﻠﻤﺎء ﻓﻠﻜﻠﻮر
ﺗﻌﺒﻴﺮ – ﺑﺤﺚ – وﺟﻮد ﺗﻨﺘﻤﻲ اﻻﺳﺘﻌﺎدات اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ إﻟﻰ ﻧﻤﻂ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ اﻷﺑﺤﺎث ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻄﺮح ﺿﻤﻨﻪ – ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ – ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻮﺟﻮد أو »اﻷﻧﻄﻮﻟﻮﺟﻴﺎ« ،ذﻟﻚ ﻷن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺳﻨﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﻟﺪى ﺗﺤﺪﻳﺪﻧﺎ ﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷﺳﺒﻘﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﺳﺘﻌﺎداﺗﻬﺎ ،أي اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ »راﻫﻨﺎ« ،وﻛﺬا ﻃﺮﺣﻨﺎ ﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت ﻫﺬه اﻟﻨﺼﻮص ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺘﻐﻴﺮاﺗﻬﺎ وأﺻﺎﻟﺘﻬﺎ وﺗﻮارﻳﺨﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ. وإن اﺳﺘﻌﺎدة ﻫﺬه اﻟﺨﻴﺎﻻت – أو ﺑﺎﻷﺣﺮى ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ اﻟﺪﻻﻟﻴﺔ -ﺗﻜﺘﺴﺐ أﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ، ﻧﻈﺮا ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻘﻂ ﻣﻮﻃﻨﺎ ﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺸﻔﻬﻲ ﺑﺎﻟﺬات ﺑﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻨﺒﻊ ﻷﻧﻤﺎط اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺳﻮاء اﻋﺘﺮف ﺑﻬﺎ ﺻﺮاﺣﺔ أو ﺿﻤﻨﺎ. وﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ أن ﻫﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ أو »اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ« ﺗﺤﻮل دون وﻗﻮﻋﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺎت وﺻﻔﻴﺔ ﺗﻤﻴﺰت ﺑﻬﺎ ﻣﺪارس ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻮﻟﻜﻠﻮرﻳﺔ وإﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻜﻔﻞ ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ أن ﺗﺘﺠﺎوز ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮد ﻓﻬﺎرس ﻣﻤﻠﺔ ﻟﻠﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة. وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﺳﻨﺘﻌﺮض ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ أوﻟﻰ إﻟﻰ أﺑﺤﺎث ﻓﻼدﻣﻴﺮ ﺑﺮوب VLADIMIR ، PROPPﺛﻢ ﺳﻨﺤﺎول ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻘﺪﻳﻢ
ﻏﺮﺑﻴﻮن ﺣﻮل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ أﻗﻄﺎر اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ وإﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﺴﻮداء واﻟﺸﺮق ا ﻗﺼﻰ وﺳﻮاﻫﺎ ،وﻫﻮﺧﻄﺎب اﺳﺘﻌﻼﺋﻲ وﻋﻨﺼﺮي وﺗﺤﻘﻴﺮي
ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺟﻮﻫﺮي ﻟﻠﺤﻜﺎﻳﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﻛﺬا اﻗﺘﺮاح ﻣﻨﻬﺞ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. ﺑﺮوب واﻟﺘﻘﻠﻴﺪ دﺷﻦ ﺑﺮوب أﻋﻤﺎﻟﻪ ﺑﻘﻄﻴﻌﺔ ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ ﻣﻊ أﺑﺤﺎث ﺳﺎﺑﻘﺔ أﻧﺠﺰﻫﺎ ﻋﻠﻤﺎء ﻓﻠﻜﻠﻮرﻳﻮن أو أﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﻮن وإﺛﻨﻮﻟﻮﺟﻴﻮن ،ﺗﺘﺤﺪد ﺣﺮﻛﺘﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﺎﻫﺞ أﻧﺜﺮوﻣﻮرﻓﻴﺔ وإﺛﻨﻮﻣﺮﻛﺰﻳﺔ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
2014
87
واﻟﻨﻤﺬﺟﺔ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻟﺘﺄوﻳﻞ .ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮط أﻻ ﺗﺘﻢ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﺤﻀﺔ ﻟﻐﻴﺮة ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻋﻤﻴﺎء ،أو ﺑﺈﻳﻌﺎز ﺻﺮف ﻣﻦ ﻧﻌﺮة ﺷﻮﻓﻴﻨﻴﺔ ﻫﻮﺟﺎء ،أو ﺗﺒﻌﺎً ﻟﻤﺠﺮد ﻧﺰوة ذاﺗﻴﺔ رﻋﻨﺎء! ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ إﺣﺎﻃﺘﻬﺎ )أي ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت( ﺑﻀﻮاﺑﻂ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ﺗﺴﺘﻤﺪ آﻟﻴﺎﺗﻬﺎ اﻹﺟﺮاﺋﻴﺔ وأﺟﻬﺰﺗﻬﺎ اﻟﻤﻔﻬﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ أﻧﺴﺎق اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻟﺘﺄوﻳﻞ اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ واﻹﺛﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ.
ﻳﻨﺒﻐﻲ إﻟﻐﺎء ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺞ ﻳﺘﻨﺎول اﻟﻨﺼﻮص ﺗﻨﺎوﻻ »ﺧﺎرﺟﻴﺎ« ،ﻻ ﺑﺎﺳﻢ ﻧﺰﻋﺔ ﺗﺸﺒﺜﻴﺔ ﻣﺎ ،وﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ واﻟﻤﻮاد اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ أﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ. ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ﺿﻤﻦ »رؤﻳﺔ ﻛﻠﻴﺔ« ﺗﺘﻮﺧﻰ اﺳﺘﻌﺎدة »دﻻﻻت« و»ﺧﻴﺎل«اﻟﻨﺼﻮص،
86
ﻟﻤﺎذا ﻫﺬا اﻟﺸﺮط ﺑﺎﻟﺬات؟ إن ﻣﺎ دﻓﻌﻨﻲ إﻟﻰ اﻹﻟﺤﺎح ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺸﺮط اﻟﻀﺮوري ﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﻼﺣﻈﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺷﺒﻪ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻤﺰﻋﻮم اﻟﺬي أﻧﺘﺠﻪ ﻋﻠﻤﺎء ﻓﻠﻜﻠﻮر ﻏﺮﺑﻴﻮن ﺣﻮل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ أﻗﻄﺎر اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ وإﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﺴﻮداء واﻟﺸﺮق اﻷﻗﺼﻰ وﺳﻮاﻫﺎ ،واﻟﺬي أﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﻋﻨﻪ ﻫﻮ أﻧﻪ ﺧﻄﺎب اﺳﺘﻌﻼﺋﻲ وﻋﻨﺼﺮي وﺗﺤﻘﻴﺮي ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺛﻘﺎﻓﺎت »اﻵﺧﺮﻳﻦ« ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﻋﻠﻤﻲ ﺟﺪﻳﺮ ﻛﻞ اﻟﺠﺪارة ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﺤﻴﺰة ﻷﻓﻜﺎر ﻣﺴﺒﻘﺔ وﻣﻐﻠﻮﻃﺔ ،ﺑﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﻣﺠﺮد ﺗﻌﻠﺔ ﻟﺘﻮﻛﻴﺪ »ﻓﻮﻟﻜﻠﻮرﻳﺘﻬﺎ« ،أي وﺿﺎﻋﺘﻬﺎ وﺗﺨﻠﻔﻬﺎ .وﻫﻲ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ واﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﻗﻄﺎر ﻻ أن ﻳﻔﻀﺤﻮا ﻓﺤﺴﺐ ﺧﻠﻔﻴﺎت ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻤﻐﺮض وﻣﻘﺎﺻﺪه ﻏﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ،ﺑﻞ أﻳﻀﺎ وﺧﺎﺻﺔ أن ﻳﻮاﺟﻬﻮا اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺮﻗﻴﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﻫﺬه اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ ﺧﻄﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻛﻔﻴﻠﺔ وﺣﺪﻫﺎ ﺑﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺸﻔﻬﻲ اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻣﻦ دوﻧﻴﺔ ﻧﻈﺮة اﻟﻐﺮب إﻟﻰ اﻟﺤﻀﺎرات اﻷﺧﺮى. ﺗﺮى ﻣﺎ ﻫﻲ اﻷﺳﺲ اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ واﻟﻤﻨﻄﻠﻘﺎت اﻹﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻴﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﺨﻄﺔ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ؟ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال اﻟﻤﻬﻢ ،ﻳﺤﺎول د .ﻧﺒﻴﻞ ﻓﺎرس أن ﻳﺠﻴﺐ ،ﻣﻌﺘﻘﺪا ً ﺑﺄن ﺗﺪوﻳﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺸﻔﻬﻲ -أو ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺑـ«اﻟﺘﻌﺒﻴﺮات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ« -ﻳﺮﺗﻬﻨﺎن ﺑﻀﺮورة رﻓﺾ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﻔﻠﻜﻠﻮرﻳﺔ واﻹﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ذراﺋﻊ إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،وﻛﺬا اﻟﺘﻨﺪﻳﺪ ﺑﻤﻨﺎﻫﺞ اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺪو ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻧﻘﻼ ﻟﻺﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺎل »اﻟﻌﻠﻤﻲ« .وﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮه أن ﻫﺬه اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻀﺮورة أﺧﺮى
ĚżŲřĽŤē ĚżėőĽŤē ěēĴżėőĝŤē Ěĸēijį ĚżřżŠ ŽŘ
ﻫﻲ أن ﻣﻌﺮﻓﺔ »اﻵﺧﺮ« اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ أو اﻟﻌﺮﺑﻲ أو اﻷﺳﻴﻮي ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻮﻧﻪ »اﺧﺘﻼﻓﺎ«، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ »ﻏﻴﺮﻳﺔ« ﺿﻤﻦ »اﻟﺬاﺗﻴﺔ«، ﻛﻔﻴﻠﺔ وﺣﺪﻫﺎ ﺑﺈﻧﺠﺎز دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ورﺻﻴﻨﺔ ﺗﺘﻨﺎول ﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﺸﻌﻮب اﻷﺧﺮى ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺗﺰال ﻓﻲ ﻃﻮر اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ. وﻳﺒﺮﻫﻦ د .ﻧﺒﻴﻞ ﻓﺎرس ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ،اﻟﺬي ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺮﺟﻤﺘﻪ ﻋﻦ أﺻﻠﻪ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻟﻘﺮاء ﻣﺠﻠﺔ »ﺗﺮاث« اﻟﻐﺮاء ،ﻋﻦ دراﻳﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻜﻮت ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻧﻈﺮة اﻟﻐﺮب إﻟﻰ ﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﺸﻌﻮب اﻷﺧﺮى ،ﻣﺎ ﺧﻮﻟﻪ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﻣﺠﺎدﻟﺘﻪ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ أﻳﻀﺎ وﺧﺎﺻﺔ اﻗﺘﺮاح ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻟﻠﻤﺮوﻳﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ ﻳﺴﺘﻮﺣﻲ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻪ اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ وآﻟﻴﺎت ﻣﻘﺎرﺑﺘﻪ ورﻫﺎﻧﺎﺗﻪ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻣﺎ أﻧﺠﺰه اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﻠﻜﻠﻮري اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﻳﺎﻛﻮﻓﻠﻴﻔﺘﺶ ﺑﺮوب )(1970-1895 ﻣﻦ أﺑﺤﺎث راﺋﺪة ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ ﺣﻮل اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﺎ دراﺳﺘﻪ ذاﺋﻌﺔ اﻟﺼﻴﺖ »ﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ« اﻟﺘﻲ أﻟﻔﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ،1928وﺗﺮﺟﻤﺖ إﻟﻰ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ،1958وﺗﺮﺟﻤﺖ إﻟﻰ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ،1970وﻟﻢ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ إﻻ ﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ! 1986 ود .ﻧﺒﻴﻞ ﻓﺎرس ﺑﺎﺣﺚ أﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ورواﺋﻲ ﺟﺰاﺋﺮي ،ﻳﻌﻴﺶ وﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﻳﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ .ﻣﻦ أﺑﺤﺎﺛﻪ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ: »دﻻﻟﺔ اﻟﻐﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺨﻴﺎل اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي« و»اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻷﻧﺘﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ« و»ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ« و »ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻐﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺸﻔﻬﻲ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ« .وﻣﻦ رواﻳﺎﺗﻪ» :ﻳﺤﻴﻰ اﻟﻤﻨﺤﻮس« ،و»اﻟﻌﺎﺑﺮ إﻟﻰ اﻟﻐﺮب« ،و»ﺣﻘﻞ أﺷﺠﺎر اﻟﺰﻳﺘﻮن« و »ذاﻛﺮة
ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
وﻫﺬا اﻟﺒﻌﺪ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ،وﻫﻮ ﻳﺘﺨﺬ ﺑﺪوره ﻋﻼﻣﺎت ﻣﻤﺎ ﺗﻔﺮزه اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻣﺎ ﻳﻤﻮر ﺑﻪ اﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻇﻞ ﻳﺤﺠﺐ أي إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮر ﻓﻲ ﻓﻬﻢ اﻟﺘﺮاث وﻗﺮاءﺗﻪ اﻟﻘﺮاءة اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ .ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،وﺑﺴﺒﺐ ارﺗﺒﺎﻃﻪ ﺑﺘﺤﻮﻻت اﻟﻮاﻗﻊ، وﻋﺠﺰه ﻋﻦ ﺗﻤﺜﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﺮاث ،ﻇﻞ ﻋﺎﺟﺰا ﻋﻦ ﻓﻬﻢ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺬي ﻇﻞ ﻳﺮﺗﻬﻦ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻘﺮاءة واﻟﺘﺄوﻳﻞ. إن اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ـ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻟﻴﺪ ﺷﺮوط ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ .ﻛﻤﺎ أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﻟﻴﺪة ﺻﻴﺮورة ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ. وﺑﺪون وﺿﻊ ذاك اﻟﺘﺮاث وﻫﺬه اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﺎﺗﻬﻤﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﻤﺘﻌﺪدة ،واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻤﻬﻤﺎ ﻓﻬﻤﺎ ﻳﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ رؤﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ واﻟﻌﺼﺮ ،ﺳﺘﻈﻞ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻫﺰ اﻟﺮؤﻳﺎت واﻟﺘﺼﻮرات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪدﻫﺎ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ .إن اﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻔﻬﻢ ﻫﻮ اﻟﺴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪد ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﺑﺘﺮاﺛﻨﺎ .ﻛﻤﺎ أن اﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﻤﻬﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﺑﻬﺎ .وﻫﺬا اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻤﺮﻛﺐ وﻟﻴﺪ ﺗﺼﻮر ﻣﺸﺘﺮك ﻷن ﻗﻮاﻣﻪ ﻫﻮ اﻟﺘﺄوﻳﻞ .وأي ﺗﺄوﻳﻞ، ﻓﻲ ﻏﻴﺎب اﻟﻔﻬﻢ اﻟﻤﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻳﻈﻞ ذاﺗﻴﺎ وﻋﺎﺟﺰا ﻋﻦ ﺗﻤﺜﻞ اﻷﺷﻴﺎء ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ أي ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺘﻬﺎ * أﻛﺎدﻳﻤﻲ وﻧﺎﻗﺪ -اﻟﻤﻐﺮب
ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ دراﺳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎت ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ أوﻟﻴﺔ د .ﻧﺒﻴﻞ ﻓﺎرس ﺗﺮﺟﻤﻪ ﻋﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ وﻗﺪم ﻟﻪ:
د .رﺷﻴﺪ ﺑﻨﺤﺪو *
ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ أن ﺗﺤﺮص ﻛﻞ أﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﺗﺮاﺛﻬﺎ اﻟﺸﻔﻬﻲ .ﻟﻜﻦ اﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻫﻮ أن ﻳﻘﻮم اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن اﻟﻤﺤﻠﻴﻮن ذوو اﻻﺧﺘﺼﺎص ﺑﻔﺤﺺ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺗﺠﻤﻴﻌﻪ ﻓﻲ ﺿﻮء ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻋﻠﻤﻴﺔ دﻗﻴﻘﺔ .ﺑﻴﺪ أن اﻷﻫﻤﻴﺔ ﺳﺘﺒﻠﻎ ﻣﺪاﻫﺎ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ اﻷﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﺘﻬﻞ ﻫﺆﻻء ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺑﻮﺿﻊ ﻣﺎ أﻧﺠﺰه ﻋﻠﻤﺎء أﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ دراﺳﺎت ﺣﻮل ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﻣﻮﺿﻊ ﻣﺴﺎءﻟﺔ وﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺻﺎرﻣﺘﻴﻦ. ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻓﺈن ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺠﺪل اﻟﻴﻮم ﻫﻮ أن ﻛﻞ ﺷﻌﺐ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎدرة إﻟﻰ ﺗﺪوﻳﻦ ﺗﺮاﺛﻪ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻜﺘﻮب اﻟﺬي ﺗﻜﻮن ذاﻛﺮﺗﻪ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﻗﺪ راﻛﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﻷﺣﻘﺎب اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﻣﺴﺘﻮدﻋﺎً رﻣﺰﻳﺎً ،ﻏﻨﻴﺎً وﺣﻴﺎً ،ﻟﻤﺎ ﻳﻤﺜﻞ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺤﻘﺔ ،أي ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻤﻤﺄﺳﺴﺔ .ﻛﻴﻒ ﻻ وذﺧﺎﺋﺮ ﻫﺬه اﻟﺬاﻛﺮة وﻣﻜﻨﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺪوﻧﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪد رؤﻳﺔ أﻓﺮاد اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺒﺴﻄﺎء اﻟﻄﻴﺒﻴﻦ
ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻜﻴﻒ ﺳﻠﻮﻛﺎﺗﻬﻢ واﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻢ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻃﺮ ﻣﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻘﻮق وﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ واﺟﺒﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ؟ ﻏﻴﺮ أن ﻣﻄﻠﺐ اﻟﺘﺪوﻳﻦ ﻫﺬا ،ﻋﻠﻰ رﻏﻢ ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺸﻔﻬﻲ ﻣﻦ آﻓﺎت اﻟﻨﺴﻴﺎن واﻟﻀﻴﺎع ،ﺳﻴﻈﻞ ﻧﺎﻗﺼﺎً ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ذوو اﻟﺨﺒﺮة ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﻢ أن ﻳﺨﻀﻌﻮا اﻟﻤﺪوﻧﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ اﻟﻤﺠﻤﻌﺔ إﻟﻰ اﻟﻮﺻﻒ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ
2014
85
ğėķėĴŬ اﻟﺘﺮاث ،اﻟﻘﺮاءة ،اﻟﺘﺄوﻳﻞ
اﻟﺘﺮاث
اﻟﻌﺮﺑﻲ ـ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻏﻨﻲ وﻣﺘﻌﺪد وﻣﺘﻨﻮع .ﺗﺸﻜﻞ ﺧﻼل ﺣﻘﺒﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،واﻣﺘﺪ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ ﻟﻴﺘﺴﻊ ﻣﻦ اﻟﻬﻨﺪ ﺷﺮﻗﺎ إﻟﻰ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻏﺮﺑﺎ .ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻴﻪ أﻣﻢ وﺷﻌﻮب ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻷﻋﺮاق وﺛﻘﺎﻓﺎت ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ .ﺗﻔﺎﻋﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ـ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﻲ ﺻﻴﺮورﺗﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻣﺘﺪاده اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ، ﻣﻊ ﺛﻘﺎﻓﺎت ﺗﻠﻚ اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ اﻹﻏﺮﻳﻘﻲ ،ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة، ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ. ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺗﻨﻮع اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ـ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺗﻌﺪده وﻏﻨﺎه ﻓﻲ ﻛﻮن اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻋﺮﺑﺎ ﻓﻘﻂ ،أو ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﻻ ﻏﻴﺮ .ﻟﻘﺪ ﺷﺎرك ﻓﻴﻪ اﻟﻤﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﺛﻘﺎﻓﺎت وﻟﻐﺎت ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺮب ،وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺗﺘﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺴﻴﺤﻴﻮن وﻳﻬﻮد وأﺻﺤﺎب ﻣﻠﻞ وﻧﺤﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻬﻢ ﺗﺘﻢ إﻻ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق »اﻟﻤﺸﺮوع« اﻹﺳﻼﻣﻲ .ﻻ ﻏﺮو أن ﻧﺠﺪ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﺰﺧﺮ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻧﺠﺪه ﻓﻲ أي ﺗﺮاث آﺧﺮ .ﻟﻘﺪ ﻇﻞ ﺧﻼل اﻣﺘﺪاده ﻣﺘﺼﻼ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻛﺎن إﻧﺴﺎﻧﻴﺎ ﻳﺘﻌﺪى اﻟﺮﻗﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎد ﻓﻴﻬﺎ اﻹﺳﻼم. ﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ ﺑﺪأ ﻳﻄﺮح اﻟﺴﺆال ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ـ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻋﻦ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﺼﺮ ﺗﺎرة ،وﺑﺎﻟﺤﺪاﺛﺔ ﻃﻮرا ،وﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ أﺣﻴﺎﻧﺎ .وواﺿﺢ أن ﻣﺪﻟﻮل »اﻟﺘﺮاث« ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻤﺎ أﻧﺠﺰ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ .ﻛﺎﻧﺖ دواﻓﻊ ﻃﺮح اﻟﺴﺆال داﺧﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﺘﺤﻘﻖ
84
ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ أﻓﻖ ﻓﻜﺮي ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﺗﻮﻟﺪ ﻫﺬا اﻷﻓﻖ ﻣﻊ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻟﻐﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﻬﺪف ﻓﺮض ﺗﺼﻮره ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ورؤﻳﺘﻪ ﻟﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻮاﻓﻖ وﻣﺼﻠﺤﺘﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ .وﻛﺎن ﻟﺰاﻣﺎ ،ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻌﺎرض اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺮق »اﻟﻌﺮﺑﻲ ـ اﻹﺳﻼﻣﻲ« ،واﻟﻐﺮب »اﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ـ اﻟﻤﺎدي« أن ﺗﺘﻌﺪد اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻣﻦ اﻟﻮاﻓﺪ اﻟﻐﺮﺑﻲ. ﻛﺎن اﻫﺘﻤﺎﻣﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ـ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﺸﺮاق ،ذات ﻣﻘﺎﺻﺪ وﻏﺎﻳﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ،وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺘﻌﺎرﺿﺔ. ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ اﻟﻌﺮب ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺼﺪد ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ،ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺪ اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ،وﻣﺘﻀﺎرﺑﺔ .ﻇﻬﺮ اﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﺟﻠﻴﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺪاﻓﻌﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﺘﺮاث وﻫﻢ ﻳﺮوﻧﻪ ﺑﺪﻳﻼ ﻋﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،واﻟﻤﻌﺎرﺿﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ اﻋﺘﺒﺮوه ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﺘﺨﻠﻒ .ووﻗﻒ آﺧﺮون ﻣﻮﻗﻔﺎ وﺳﻄﺎ. ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﻮاﻗﻒ ،وﻫﻲ ﺗﺘﺤﻘﻖ داﺧﻞ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺗﺸﺘﺮك ﻓﻲ ﺳﻤﺔ واﺣﺪة ،رﻏﻢ اﻟﺘﻌﺎرض واﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺑﻴﻨﻬﺎ .ﺗﻜﻤﻦ ﻫﺬه اﻟﺴﻤﺔ ﻓﻲ اﻋﺘﻤﺎد »اﻟﺘﺄوﻳﻞ« ﻣﻨﻄﻠﻘﺎ ﻟﻘﺮاءة اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ـ اﻹﺳﻼﻣﻲ .ﻳﺘﺒﺪى اﻟﺘﺄوﻳﻞ ﺑﺠﻼء ﻓﻲ ﻛﻮن اﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻳﻨﻄﻠﻘﻮن ﻣﻦ أﻓﻜﺎر ﺟﺎﻫﺰة ،وﻣﻦ ﺗﺼﻮرات ﻣﺴﺒﻘﺔ .وﻛﻞ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر واﻟﺘﺼﻮرات وﻟﻴﺪة ﻣﺎ ﻳﻔﺮﺿﻪ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ـ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،وﻣﺎ ﺗﻔﺮﺿﻪ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺮب، ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ أو اﻟﻮاﻗﻌﻲ ،ﻣﻦ
ŮżʼnŝŻ İżőĸ į
ﺟﻬﺔ أﺧﺮى .ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺎرض ﺑﻴﻦ اﻟﻮاﻗﻌﻴﻦ دﻓﻊ اﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ،ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف أﻃﻴﺎﻓﻬﻢ ،إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن »اﻟﻮاﻗﻊ« اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺘﺨﻠﻒ ،وأن »اﻟﻮاﻗﻊ« اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﺘﻘﺪم .ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻻﺗﻔﺎق، ﻟﻢ ﻳﻠﻎ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻠﻒ ﻋﺒﺮ اﻟﻨﻤﻮذج .رأى اﻟﻤﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻦ اﻟﺘﺮاث أن اﻟﻨﻤﻮذج ﻛﺎﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻻ ﺗﺘﻼءم ﻣﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ .وﻳﺮى اﻟﻤﻌﺎرﺿﻮن ﻓﻲ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻐﺮﺑﻲ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻤﺜﻠﻬﺎ وﻣﻤﺎرﺳﺘﻬﺎ ﺧﺮوج اﻟﻌﺮب ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻠﻒ .وﻇﻞ اﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﻗﺎﺋﻤﺎ إﻟﻰ اﻵن ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺼﻮرﻳﻦ. ﻫﺬا اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺘﺄوﻳﻠﻲ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻣﺒﺮراﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﻐﺮب .ﻟﻜﻦ اﺳﺘﻤﺮار ﻫﻴﻤﻨﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور أزﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﺮن ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎرﺳﺘﻪ ﻻ ﻳﺪل إﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺮاوﺣﺔ اﻟﻤﻜﺎن ،وﻋﺪم ﺗﺠﺎوز ﻧﻔﻖ اﻟﺒﺤﺚ اﻹﺷﻜﺎﻟﻲ ﻋﻦ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻠﻒ .إن اﻟﻘﺮاءات اﻟﺘﺄوﻳﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺳﻮاء ﻣﻦ ﻟﺪن اﻟﻤﺪاﻓﻌﻴﻦ أو اﻟﻤﻌﺎرﺿﻴﻦ ،إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ واﻷﺧﻴﺮة .وﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ »اﻹﻗﻨﺎع« أو »اﻹﻓﺤﺎم« ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻈﻞ ﻣﺤﺪودة وﻋﺎﺑﺮة أﻣﺎم ﺗﻄﻮرات اﻟﺰﻣﺎن. ﻟﻘﺪ ﺗﻐﻴﺮت ﺻﻮر اﻟﺘﺄوﻳﻞ ،ﺳﻮاء ﻟﺪى اﻟﻤﻨﺎﻓﺤﻴﻦ أو اﻟﻤﻌﺎرﺿﻴﻦ ،ﺑﺘﻐﻴﺮ اﻟﺤﻘﺐ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ .ﻟﻜﻦ اﻟﺒﻌﺪ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﺪدﻫﺎ ﻇﻞ اﻟﺮﻛﻴﺰة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ اﻻﻧﻄﻼق ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻪ.
ﺷﻚ أن اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺳﺘﺨﻠﻖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﺘﺄﻣﻞ واﻟﻨﻈﺮ. ﻛﺘﻔﻲ ،وﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﻌﻀﻼت ﻣﺘﻜﻠﺴﺔ ﻣﺸﺪودة ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺮرت ﺑﻜﻔﻲ ﻋﻠﻰ ّ ﻛﺘﻞ ﻣﻦ اﻷﺳﻤﻨﺖ .وﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮت أﻧﻴﻦ .ﻫﻞ ﻫﺬا أﻧﺎ أم ﺟﺴﺪي؟ ﻫﻤﺴﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ "أﻧﺎ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﺟﺪا .أﺷﻌﺮ ﺑﻄﻦ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﻞ ﻓﻮق ﻇﻬﺮي. أﻋﺎﻧﻲ اﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﻲ ِ ﺑﺪأت ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻣﻴﻦ .وﻫﻨﺎك ﻣﻬﺎم اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻌﺘﺎدة اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻨﻲ أﺣﻤﻞ ﻫﻢ أﺣﻮال ﻣﺼﺮ .وﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻣﻮﺟﺎت اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺮﺑﻨﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت ﻻ أﻓﻌﻞ أي ﺷﻲء ﺧﺎرج ﺻﻨﺪوق اﻟﺮوﺗﻴﻦ وﻣﺎ ﻋﻠﻲ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻨﻪ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻗﺮب إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺘﺤﺘﻢ ّ ﻣﺜﻞ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ .وﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﺎ ﻣﻤﺮورا ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ :ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ آﺧﺮ ﻣﺮة ِ ِ ذﻫﺒﺖ ﻟﻤﺸﺎﻫﺪة ﻓﻴﻠﻢ؟ ﻣﺘﻰ ﻓﻌﻠﺖ ﺷﻴﺌﺎ رأﻳﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻚ أو ﻣﺠﻨﻮﻧﺎ وﺧﺎرج اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ؟ ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺎﻛﻴﻨﺔ ﺗﺪور ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ،
دون راﺣﺔ أو وﻗﺖ ﻟﻼﻓﻌﻞ. ﻗﻤﺖ ﻣﻦ ﺟﻠﺴﺔ ﺗﻮﺑﻴﺦ اﻟﺬات ﻫﺬه وأﺣﻀﺮت زﺟﺎﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺎه وﺑﺪأت أﺷﺮب .ﻫﻞ ﺳﻴﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﺎء أن ﻳﺰﻳﺢ ﺳﻤﻮم اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻊ داﺧﻠﻲ؟ أدرت أﻏﺎﻧﻲ ﻟﻴﻠﻰ ﻣﺮاد وﺟﻠﺴﺖ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ. اﻧﺴﺎب ﺻﻮﺗﻬﺎ اﻟﺮﺧﻴﻢ ﻓﻲ أرﻛﺎن اﻟﺒﻴﺖ وﺑﻴﻦ ﺧﻼﻳﺎي "ﻳﺎ ﻣﺴﺎﻓﺮ وﻧﺎﺳﻲ ﻫﻮاك ..راﻳﺪاك واﻟﻨﺒﻲ واﻟﻨﺒﻲ راﻳﺪاك" .ﺗﺘﺎﺑﻌﺖ اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﺑﺒﻂء وﻋﻘﻠﻲ ﻳﻬﺪأ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ .اﻟﺠﻠﺒﺔ ﺗﺨﻔﺖ واﻷﺻﻮات ﺗﺒﻌﺪ وﺗﺒﻌﺪ أﻛﺜﺮ ﺛﻢ ﺗﺘﻼﺷﻰ ،وﻋﻀﻼت ﺟﺴﺪي اﻟﻤﺸﺪودة ﺗﺮﺗﺨﻲ ﺑﻬﺪوء .ﻓﻜﺮت أﻧﻨﻲ أﺣﺘﺎج ﻟﻠﺼﻤﺖ -اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ -أرﻳﺪ أن أﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮن اﻟﺘﺎم .وﻣﺮ أﻣﺎم ﻋﻴﻨﻲ ﺟﺰءا ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻂ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة، وﻣﻊ ﺗﺘﺎﻟﻲ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ أدرﻛﺖ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺒﺮتُ ﻋﺎﻣﺎ ﺷﻌﺮتُ ﺑﺎﺣﺘﻴﺎج ﻟﻤﺴﺎﺣﺔ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻤﺖ واﻟﻼﺣﺮﻛﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺎل ﺗﺘﺤﺮك اﻷﻓﻜﺎر داﺧﻠﻲ ،ﻓﺈذا ﻛﻨﺖ ﻣﺜﻼ أﻛﺘﺐ ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ أرى اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﺑﻮﺿﻮح وأﺳﻤﻊ أﺻﻮاﺗﻬﻢ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮن وﻳﺘﺄﻟﻤﻮن ،وإذا ﻛﻨﺖ أﻗﺮأ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻲ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﺄﺻﺒﺢ واﺣﺪة ﻣﻦ ﺷﺨﻮﺻﻪ ،وﻟﻮ ّ ﻛﻨﺖ أﺗﺤﺮك ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺳﻬﻠﺔ وﺧﻔﻴﻔﺔ ﻓﺄﻓﻌﻞ ﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻲ .أﺣﻀﺮت ﻛﺮاس ﺑﺼﺪده ﺑﺤﻤﺎس وﻣﺤﺒﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ أﻋﻤﻖ ﻣﻜﺎن ّ ﻳﻮﻣﻴﺎﺗﻲ وﺑﺪأت أﺣﺪث أﺟﺰاء ﻣﻦ ﺟﺴﺪي ،أﻧﺎ اﻟﺴﺎﺋﻞ وأﻧﺎ ﻣﻦ ﻳُﺴﺄل واﻹﺟﺎﺑﺎت ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺴﻴﻄﺔ وﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ .اﺷﺘﻜﺖ رﻗﺒﺘﻲ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﻓﻲ دﻣﺎﻏﻲ .ﻗﺎﻟﺖ" :ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ وأﻧﺖ ﺗﺘﺮﻛﻴﻦ اﻷﻓﻜﺎر ﺗﺘﺮاﻛﻢ داﺧﻠﻚ ﻛﻜﻮﻣﺔ ﻧﻔﺎﻳﺎت ﻻ ﻳﺒﻴﻦ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻐﺚ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﻴﻦ؟ وﻫﻞ ﺳﺘﺘﻤﻜﻨﻴﻦ ﻣﻦ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮار ﺻﺎﺋﺐ ورأﺳﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺤﺎل ﻣﻦ اﻟﻔﻮﺿﻰ؟ وﺑﺪأت ﻳﺪي ﺗﺨﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق ﻣﺼﺎدر اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ :اﻟﺨﻮف- اﻟ ُﺠﺒﻦ -اﻟﺘﺮدد -اﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﻐﺪ .ﻳﺎاااه ﻳﺒﺪو أن أﻣﺎﻣﻲ واﺟﺐ ﻫﺎﺋﻞ اﻟﺤﺠﻢ .ﻟﻜﻨﻨﻲ -وﻳﺎﻟﻠﻐﺮاﺑﺔ -ﻟﻢ أﻛﻦ ﺗﻌﺴﺔ .ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ،ﻓﻘﺪ ﺷﻌﺮت ﻛﺄن ﺣﺠﺮا ﻛﺎن راﺳﺨﺎ ﻓﻮق ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺪأ ﻳﺘﺰﺣﺰح .أﻋﺮف أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻘﻊ ﻓﻮرا وﻟﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ذاﺗﻪ ،ﻓﺒﻘﺪر ﺟﺪﻳﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺿﻌﻔﻲ ﺳﻮف أﻧﺠﺢ. ﻛﺎن ﻟﻘﺎء ﻫﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺟﺴﺪي .ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺠﺮد ﻟﻘﺎء أول ﺳﺘﺘﺒﻌﻪ ﻟﻘﺎءات أﺧﺮى *} ÚªÙ$ Íè ±# ¥ smougy@gmail.com
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
83
ţĘűŵŸ Ęűŵ
وﻗﻠﺖ ﻟﺠﺴﺪي »أﻧﺎ آﺳﻔﺔ« ŽĤŵũŤē Ĵĩĸ į
ﺗﻨﻔﺴﺖ
ﺑﻌﻤﻖ وﻗﻠﺖ ﻣﻮﺟﻬﺔ اﻟﻜﻼم إﻟﻰ ﺟﺴﺪي: "أﻧﺎ آﺳﻔﺔ .أﻋﺮف أﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﺗﻮﺗﺮت ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ اﻟﺸﻬﻮر اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻌﺎم .أﻋﺮف أﻧﻨﻲ ﻗﺪ أﺛﻘﻠﺖ ﻋﻠﻴﻚ ،وأﻋﺮف أن ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻟﻚ -ﻓﻴﻚ- إﻟﻲ .ﺣﺎﺿﺮ ﺳﺄﺣﺎول أن أﻓﻬﻤﻬﺎ .وأﻧﺖ ﺣﺎول أن ﻫﻮ رﺳﺎﺋﻞ ﻣﻮﺟﻬﺔ ّ ﺗﺴﺎﻣﺤﻨﻲ" .ﻛﺘﺒﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻤﻠﺔ وﻛﻞ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺟﺴﺪي ﻳﺆﻟﻤﻨﻲ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﻠﻘﻴﺖ ﻣﻦ أﺣﺪﻫﻢ ﻋﻠﻘﺔ ﺳﺎﺧﻨﺔ .ﻓﻜﺮت أن ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻫﻮ ﻋﻠﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻜﺎت ذروة ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺑﺪأت ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﺣﻴﻦ ﺗﻨﺎوب ّ اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻷﻣﺮاض اﻟﺼﻐﻴﺮة .ﺗﺄﺗﻲ أدوار اﻟﺒﺮد ﻛﺎﻟﻀﻴﻒ اﻟﺜﻘﻴﻞ وﺗﺮوح ﺛﻢ ﺗﻌﻮد ﻣﺮة أﺧﺮى ،وﻧﻮﺑﺎت ﺻﺪاع ﺗﺪاﻫﻤﻨﻲ ﻓﺠﺄة ﻓﺘﻔﺴﺪ اﻟﻴﻮم، ﻫﺬا ﻏﻴﺮ ﻋﺴﺮ اﻟﻬﻀﻢ اﻟﺪاﺋﻢ واﻟﺘﺸﻨﺞ اﻟﺴﺨﻴﻒ ﻓﻲ ﻋﻀﻼت اﻟﺮﻗﺒﺔ. أﺷﻌﺮ ﻛﺄن ﺟﺴﺪي ﻫﻮ ﺟﻬﺎز ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺿﺮﺑﺘﻪ ﻓﻴﺮوﺳﺎت دﺧﻴﻠﺔ ﻋﻠﻲ -ﻓﻲ ﻓﺎرﺗﺒﻚ ﻧﻈﺎﻣﻪ وﺑﺪأ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﺠﺰه ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﻔﺎءة .وﻛﺎن ّ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ -ﺑﻌﺪ ﻣﻜﺎﺑﺮة وﺗﻄﻨﻴﺶ ﻃﻮﻳﻞ أن أﻋﺘﺮف أن ﺟﺴﺪي ﻏﺎﺿﺐ ﻣﻨﻲ وﺣﺰﻳﻦ ،وإﻻ ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻹرﻫﺎق اﻟﺪاﺋﻢ وﺗﻌﻜﺮ اﻟﻤﺰاج؟ أﻛﺎد ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن أﺷﻌﺮ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن أﺟﺮ ﺟﺴﺪي ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ .ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﺑﺪﻫﺸﺔ :ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻬﺎر ﺟﺴﺪي ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ إدراﻛﻲ ﻻرﺗﺒﺎط اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﻀﻮﻳﺔ؟ ﻓﻠﻮ ﺗﺤﻤﻠﺖ اﻟﻨﻔﺲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ ،أو أﺟﺒﺮت ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻻ ﺗﺮﻏﺐ ،ﺗﻌﺐ اﻟﺠﺴﺪ وأﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﺗﻤﺮده وﺷﻜﻮاه ،ﻓﺎﻟﺠﺴﺪ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﻣﺎﻛﻴﻨﺔ ﺗﻨﻘﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻵﺧﺮ وﻟﻜﻨﻪ ﻛﻴﺎن ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻳﻜﺎد أن ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﻘﻼ ﻋﻨﺎ ﺑﻌﻘﻞ ﺧﺎص ﺑﻪ .ﺛﻢ رددت ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻗﺎﺋﻠﺔ أن اﻹدراك رﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﻳﺤﻤﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮع اﻟﻤﺘﻜﺮر ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ِ ﺿﻐﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ وﺣﻤﻠﺘﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ اﻟﻔﺦ ،ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﺮة ِ أﻟﺰﻣﺘﻚ اﻟﻔﺮاش ،ﻛﺄن ﺟﺴﺪك ﻛﺎن ﻟﺪرﺟﺔ أن وﻗﻌﺖ ﻓﺮﻳﺴﺔ وﻋﻜﺎت ﻳﻘﻮل ﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة" :ﻃﺎﻟﻤﺎ أﻧﻚ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ ﺣﺠﻢ ﻃﺎﻗﺘﻚ وﻻ ﻣﺘﻰ ﺗﺘﻮﻗﻔﻲ ﻋﻦ اﻟﺮﻛﺾ ،ﻓﺴﺄوﻗﻔﻚ أﻧﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻲ".
82
ذﻫﺒﺖ إﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﺘﻲ وأﺧﺮﺟﺖ ﻛﺘﺎب ﻣﺎرك ﺟﺮزون "اﻹﻧﺼﺎت إﻟﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻌﻤﺮ" .أﺗﺬﻛﺮ ﺟﻴﺪا اﻗﺘﺮاﺣﻪ اﻟﺬي ﺳﺒﻖ وأن ﺿﺤﻜﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮل أن ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻌﻘﺪ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﺟﺴﺪﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﺠﺴﺪ ﺿﻴﻔﺎ ﻧﺴﺘﺠﻮﺑﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻮار ﺻﺤﻔﻲ ،ﻓﺒﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻬﻤﻪ واﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﻴﻖ .ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ أﻧﺖ ﻣﻦ ﻳﻄﺮح اﻟﺴﺆال وأﻧﺖ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻨﺼﺖ ﺟﻴﺪا إﻟﻰ اﻟﺠﺴﺪ .واﻟﻐﺮض ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ اﻟﻤﻤﺘﺪة )ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺔ واﺣﺪة( ﻫﻮ ﺗﺪﻋﻴﻢ وﻋﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﺠﺴﺪ اﻟﺬي ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻧﻨﺴﻰ وﺟﻮده .ﺳﻴﻘﻮدﻧﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻪ إﻟﻰ اﻛﺘﺸﺎف ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻘﻮة ،واﻻﻋﺘﺮاف ﺑﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻀﻌﻒ أﻳﻀﺎ واﻹﻧﺼﺎت إﻟﻰ ﻣﻮاﻗﻊ اﻷﻟﻢ .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﺎرك ﺟﺮزون ﻣﻨﺎ أن ﻧﻜﻮن ﺻﺮﺣﺎء ﻣﻊ أﺟﺴﺎدﻧﺎ وأن ﻧﺴﺄﻟﻬﺎ أن ﺗﺒﺎدﻟﻨﺎ اﻟﺼﺮاﺣﺔ ،ﻓﻬﺬا اﻟﺠﺴﺪ ﻫﻮ أرﺷﻴﻒ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻔﻆ داﺧﻞ أﻧﺴﺠﺘﻪ وﺧﻼﻳﺎه ﺑﻜﻞ ﻟﺤﻈﺎﺗﻨﺎ :اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ واﻟﻤﺆﻟﻢ. ﻷﺟﺴﺎدﻧﺎ ذاﻛﺮة ﺗﺨﺼﻬﺎ وﺣﺪﻫﺎ ،وﻫﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺎت اﻟﺼﺪاع اﻟﻤﺘﻜﺮرة ،ﻓﻲ ﺗﻮﺗﺮ ﻋﻀﻼت اﻟﺮﻗﺒﺔ أو اﻟﻈﻬﺮ ،وﻓﻲ اﻷﻣﺮاض اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﻴﻦ وآﺧﺮ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺠﺮوح واﻟﻨﺪوب اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك .ﺑﻌﺪ أن أﻋﺪت ﻗﺮاءة ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻘﺮة ﻗﻠﺖ إن رﺑﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن أﺣﻀﺮ ﻧﻔﺴﻲ ﻹﺟﺮاء ﻫﺬه اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ! أﺣﻀﺮت أوراﻗﺎ ﺑﻴﻀﺎء وﻗﻠﻢ رﺻﺎص وﻓﻜﺮت ﻣﻦ أﻳﻦ أﺑﺪأ .ﻫﻞ أﺳﺄل ﺟﺴﺪي :ﻟﻤﺎذا أﻧﺖ ﻏﺎﺿﺐ ﻣﻨﻲ؟ وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﺳﻴﺠﻴﺐ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال .ﻻﺑﺪ أن أﺑﺪأ ﺑﺴﺆال أﻛﺜﺮ دﻗﺔ .ﻟﻤﺴﺖ رﻗﺒﺘﻲ ﻓﻮﺟﺪﺗﻨﻲ أﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺪة اﻟﺘﻲ أﻋﺎﻧﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﻮر اﻷﺧﻴﺮة .ﻫﻨﺎك ﺿﻐﻮط اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ وأزﻣﺎت ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ أﻫﺮب ﻣﻦ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ ،وﻫﻨﺎك ﻗﺮارات ﺻﻌﺒﺔ أﺳﻮف ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻲ أن أﻛﺘﺐ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻤﻞ داﺧﻠﻲ ﻣﻦ ﺻﺮاﻋﺎت وأﻫﺮب ﻣﻨﻬﺎ .واﻵن ّ وأﻓﻜﺎر ﻣﺘﺼﺎدﻣﺔ .ﻓﻸﻟﻘﻲ أﻣﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق ﺑﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا ،وﻻ
ارﺗﻴﺎد ا|ﻓﺎق
ﺗﻘﺪﻣﺎً ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻷوروﺑﻴﻮن ،ﻓﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ ﺑﻨﺠﺎح ورﺳﺎ ﺑﺴﻔﻨﻪ ﻓﻲ )ﻛﻠﻜﺘﺎ( ﺑﻌﺪ ﻣﺮور 22ﻳﻮﻣﺎً ﻓﻲ ﻳﺴﺮ وﺳﻬﻮﻟﺔ. اﻟﺨﻼﺻﺔ ،أﻧﻨﺎ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﺮى أن أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ اﻟﺬي أرﺷﺪ دي ﺟﺎﻣﺎ إﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻬﻨﺪ ،إﻧﻤﺎ أرﺷﺪه رﺟﻞ ﻳﺪﻋﻰ )ﻛﺎﻧﻜﺎ( ،أو ﻏﻴﺮه ﻣﻤﻦ اﺳﺘﻌﺎن ﺑﻬﻢ ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ أﺛﻨﺎء رﺣﻠﺘﻪ ،وﻗﺪ ﻳﺠﺪ اﻟﺒﻌﺾ أن إرﺷﺎد اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻟﻔﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﺰﻫﻮ ،وﺳﺒﻘﻪ ﻓﻀﻞ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،إﻻ أﻧﻨﻲ أرى أن ﺗﻠﻚ وﺻﻤﺔ ﻋﺎر أراد اﻟﺒﻌﺾ اﻟﺼﺎﻗﻬﺎ ﺑﺎﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ زورا ً وﺑﻬﺘﺎﻧﺎً وذﻟﻚ ﻻ ﻳﺮﺿﻲ ﻣﺤﺒﻲ اﻟﺤﻖ وﻃﻼﺑﻪ. اﻟﻤـﺮاﺟﻊ -1د .أﻧﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ ،أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ،
اﻟﻤﻼح اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﻔﺘﺮى ﻋﻠﻴﻪ ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪوﺣﺔ اﻟﻌﺪد 120دﻳﺴﻤﺒﺮ 1985م. -2د .اﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﺟﻼل ،ﻓﻀﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﺸﻒ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺒﺤﺮي إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ، اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻌﺪد 512اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب اﻟﻘﺎﻫﺮة 1995م. -3زﻫﻴﺮ اﻟﻜﺘﺒﻲ ،اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ ﺳﻌﻰ ﻟﻠﺘﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻬﺠﻮم ﻋﻠﻰ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ، ﻣﻨﺘﺪى اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻌﺪد 513 أﻏﺴﻄﺲ 2001م. -4أﻧﻮر ﻋﺒﺪاﻟﻌﻠﻴﻢ ،اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ اﻟﻤﻼح، ﺳﻠﺴﻠﺔ أﻋﻼم اﻟﻌﺮب ،63دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة 1976م. -5ﺟﻮرج ﻓﻀﻠﻮ ﺣﻮراﻧﻲ ،اﻟﻌﺮب واﻟﻤﻼﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي ،ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﻳﻌﻘﻮب ﺑﻜﺮ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻷﻧﺠﻠﻮ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة 1958م.
-6ﻳﺎن ﺗﺸﺎﻧﻎ زون ،اﻻﺗﺼﺎﻻت اﻟﻮدﻳﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﻴﻦ وﻋﻤﺎن ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺗﺮاﺛﻨﺎ ،21وزارة اﻟﺘﺮاث اﻟﻘﻮﻣﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن 1981م. -7د .أﻧﻮر ﻋﺒﺪاﻟﻌﻠﻴﻢ ورﺟﺐ ﺳﻌﺪ اﻟﺴﻌﻴﺪ، وﺟﻬﺎً ﻟﻮﺟﻪ ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻌﺪد 404ﻳﻮﻟﻴﻮ 1992م. -8أﺣﻤﺪ ﻣﺪﺣﺖ إﺳﻼم ،ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وإﻧﺠﺎزاﺗﻬﻢ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﺤﻀﺎرة اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة 1999م. -9ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺸﺎروﻧﻲ ،ﺳﻨﺪﺑﺎد ﻓﻲ ﻋﻤﺎن، اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ،اﻟﻘﺎﻫﺮة 1986م. -10د .إﻣﺎم إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﺣﻤﺪ ،ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ،ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،25 دار اﻟﻘﻠﻢ اﻟﻘﺎﻫﺮة 1960م.
اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ][6 وﻻﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ إﻧﺠﺎزات ﻣﻼﺣﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ واﺑﺘﻜﺎرات ﻓﻲ ﻓﻨﻮن اﻟﻤﻼﺣﺔ وﻓﻲ ﺿﺮوب اﻵﻻت اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻟﻪ ﻣﺆﻟﻔﺎت ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﺸﺮوح ﻟﻬﺬه اﻹﻧﺠﺎزات ،ﻛﻤﺎ أن ﻟﻪ إﺳﻬﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﺤﺴﺎب )وﻫﻮ ﻋﻠﻢ وﺛﻴﻖ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﻼﺣﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺴﺎر اﻟﺴﻔﻦ إﺟﺮاء اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ( ،وﻗﺪ ﻗﺎل )ﺳﺒﻂ اﻟﻤﺎردﻳﻨﻲ( ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺘﻪ )رﻗﺎﺋﻖ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺪرج واﻟﺪﻗﺎﺋﻖ( إن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﻤﺮﺿﻲ ﻓﻴﻤﺎ رآه ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺤﺴﺎب اﻟﺴﺘﻴﻨﻲ ﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﻟﻤﻌﻠﻤﻪ ﺷﻬﺎب اﻟﺪﻳﻦ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ. ﻣﺆﻟﻔﺎت اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ
ﺗﻌﺪ ﻣﺆﻟﻔﺎت أﺳﺪ اﻟﺒﺤﺎر أﻫﻢ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻠﻐﺎت ،ﻗﺒﻞ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻷورﺑﻴﺔ ،ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻤﻼﺣﺔ واﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟﻔﻠﻜﻴﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ،وﺑﻬﺎ ورد ﻷول ﻣﺮة ﻣﺼﻄﻠﺢ )ﻋﻠﻢ اﻟﺒﺤﺮ( اﻟﻤﻌﺮوف اﻵن ﺑﺎﺳﻢ )ﻷوﻗﻴﺎﻧﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ .(Oceanographyوﺗﺸﻤﻞ ﻣﺆﻟﻔﺎت اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﺣﻮاﻟﻲ 40ﻋﻤﻼً أﻫﻤﻬﺎ: ﻛﺘﺎب )اﻟﻔﻮاﺋﺪ ﻓﻲ أﺻﻮل ﻋﻠﻢ اﻟﺒﺤﺮ واﻟﻘﻮاﻋﺪ( ،وﻫﻮ ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻤﻼﺣﺔ وﻓﻨﻮﻧﻬﺎ ،أﻟﻔﻬﺎ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻋﺎم 895ﻫـ 1490 /م وأﻓﺮغ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺒﺮة ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻼﺣﺔ وﺟﻮب اﻟﺒﺤﺎر اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ. وﻛﺘﺎب )ﺣﺎوﻳﺔ اﻻﺧﺘﺼﺎر ﻓﻲ أﺻﻮل ﻋﻠﻢ اﻟﺒﺤﺎر( وﻫﻮ أرﺟﻮزة -أي ﻗﺼﻴﺪة ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﺮﺟﺰ -ﻋﻠﻰ ﻏﺮار أرﺟﻮزة اﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻄﺐ ،وﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﻮاﻟﻲ أﻟﻒ ﺑﻴﺖ وﺗﺘﻀﻤﻦ ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻼﺣﺔ .وﻛﺬﻟﻚ )اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ( ،وﻓﻴﻬﺎ ﺳﺮد اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ اﺑﺘﻜﺎراﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﻼﺣﺔ ،و)اﻷرﺟﻮزة اﻟﺴﻔﺎﻟﻴﺔ( وﻫﻲ أرﺟﻮزة ﺗﻨﺴﺐ إﻟﻰ ﻣﻴﻨﺎء )ﺳﻔﺎﻟﺔ( ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ اﻟﺰﻧﺞ ،و)اﻷرﺟﻮزة اﻟﻤﺨﻤﺴﺔ( و)أرﺟﻮزة ﻣﻴﻤﻴﺔ اﻹﺑﺪال( ،و)اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻤﻜﻴﺔ(.
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
81
ﺑﻜﻞ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ، ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﺼﺮاع ﻛﺎن ﻋﻠﻰ أﺷﺪه ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ﺑﻴﻦ اﻹﺳﺒﺎن واﻟﻌﺮب. وﻣﻦ ﻧﺎﻓﻠﺔ اﻟﻘﻮل أن اﻟﻴﻬﻮد ﻟﻌﺒﻮا دورا ً ﺧﻄﻴﺮا ً ﻓﻲ ﻧﻘﻞ أﻓﻜﺎر وﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻌﺮب إﻟﻰ اﻷوروﺑﻴﻴﻦ ،ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ وﻳﺘﺤﺪﺛﻮن اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ واﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة ﺟﺎﻟﺒﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب اﻟﺠﻮاري واﻟﻐﻠﻤﺎن واﻟﺪﻳﺒﺎج واﻟﺴﻴﻮف وﻳﺘﺤﺮﻛﻮن ﺑﺘﺠﺎرﺗﻬﻢ ﻋﺒﺮ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻀﻮا إﻟﻰ اﻟﺴﻨﺪ واﻟﻬﻨﺪ ،وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻴﻮﻧﺎً وﺟﻮاﺳﻴﺲ ﻟﻠﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﻓﻤﻜﻨﻮﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻫﻤﺎﻧﺠﺎت واﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﻼﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻜﻨﺖ اﻷوروﺑﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺗﻬﻢ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ.
وﻗﺪ ﻇﻞ ﻓﻀﻞ اﻟﻌﺮب ﻋﻠﻰ أوروﺑﺎ ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻼﺣﺔ ﺑﺸﻬﺎدة اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ اﻟﺒﺤﺎر اﻟﻤﺮاﻓﻖ ﻟﺮﺣﻠﺔ -دي ﺟﺎﻣﺎ -واﻟﺬي اﺳﺘﻌﺎن ﻛﻤﺎ ذﻛﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻤﻼﺣﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ وﺻﻞ إﻟﻰ -ﻣﺎﻟﻨﺪي -وﺗﺼﺎدق ﻣﻊ ﻣﻠﻜﻬﺎ ﺑﺎﻟﻬﺪاﻳﺎ -ﻛﺎﻟﻌﺎدة -ﺑﻐﻴﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗﻮﺻﻠﻪ إﻟﻰ ﺳﻮاﺣﻞ اﻟﻬﻨﺪ، وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ -ﻛﻌﺎدﺗﻪ أﻳﻀﺎً -أن ﻳﺪﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺷﺪ ﻳﺼﺤﺒﻪ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ ﻓﺄرﺳﻞ إﻟﻴﻪ رﺑﺎﻧﺎ ﻣﺴﻠﻤﺎً -وﻳﺬﻛﺮ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﻛﻴﻒأن -دي ﺟﺎﻣﺎ-أﺻﺎﺑﺘﻪ اﻟﺪﻫﺸﺔ ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺮﺑﺎن اﻟﻤﺴﻠﻢ وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ أن أﻃﻠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺮاﺋﻂ وآﻻت ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ رﺻﺪ اﻟﻨﺠﻮم ،واﻟﻄﺮﻳﻒ أن دي ﺟﺎﻣﺎ أراد أن ﻳﺘﺒﺎﻫﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ أﻣﺎم ﻫﺬا اﻟﺮﺑﺎن ﻓﺄﻃﻠﻌﻪ ﻋﻠﻰ إﺳﻄﺮﻻب ﺧﺸﺒﻲ ﻗﻄﺮه ﻧﺤﻮ 0.6ﺳﻢ
ﻛﺎن ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻪ أرﺻﺎده وﻋﻠﻰ ﺑﻮﺻﻠﺔ ﻣﻼﺣﻴﺔ ورﺑﻌﻴﺔ ،إﻻ أن اﻟﺮﺑﺎن ﻟﻢ ﻳﺒﺪ أي دﻫﺸﺔ، ﺑﻞ إن دي ﺟﺎﻣﺎ ﻓﻐﺮ ﻓﺎه ﺣﻴﻨﻤﺎ أﻃﻠﻌﻪ ﻫﺬا اﻟﺮﺑﺎن ﻋﻠﻰ إﺳﻄﺮﻻب ﻋﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺪن وﻋﻠﻰ آﻻت ﻣﺮﺑﻌﺔ وأﺧﺮى ﻣﺜﻠﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺸﺐ ﻛﺎن ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻬﺎ أرﺻﺎده ،وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﺮاﺋﻂ ﻣﻼﺣﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﻤﺘﺎزة ﻣﻮﺿﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﻄﻮط اﻟﻄﻮل واﻟﻌﺮض ،ﻣﻤﺎ دﻓﻊ دي ﺟﺎﻣﺎ ﺑﺄن ﻳﺴﺮع ﻓﻲ اﻹﺑﺤﺎر ﺑﻬﺬا اﻟﺮﺑﺎن اﻟﻤﺎﻫﺮ اﻟﺬي وﺟﺪه ﻣﺘﻔﻮﻗﺎً ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﻓﻪ وﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻪ ﻣﻌﺘﻤﺪا ً ﻓﻲ إﺑﺤﺎره ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ وأدوات أﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﻫﻮ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ
ﻫﻮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻓﻀﻞ ﺑﻦ دوﻳﻚ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﺣﺴﻴﻦ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻣﻌﻠﻖ ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﺮﻛﺎﻳﺐ .وﻛﻨﻲ ﺑـ»اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ« و»اﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﺮﻛﺎﺋﺐ«. وﻟﻘﺐ ﺑـ»اﻟﺸﻬﺎب« ،و»ﺷﻬﺎب اﻟﺤﻖ« و»ﺷﻬﺎب اﻟﺪﻳﻦ« دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻳﻨﻪ .ﻛﻤﺎ ﻟﻘﺐ ﺑـ»راﺑﻊ اﻟﺜﻼﺛﺔ« و»اﻟﻤﻌﻠﻢ أﺳﺪ اﻟﺒﺤﺎر« و»رﺑﺎن اﻟﺠﻬﺎزﻳﻦ« و»ﻣﻌﻠﻢ ﺑﺤﺮ اﻟﻬﻨﺪ« ﻛﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻪ. ﺗﺤﺪث اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻋﻦ أﻧﻪ ﻳﻨﺘﺴﺐ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻌﺪﻧﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻬﺎﻣﺔ وﻧﺠﺪ واﻟﺤﺠﺎز، واﺧﺘﻠﻒ اﻟﻤﺆرﺧﻮن ﻓﻲ )ﻧﺴﺒﻪ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ( إذ ﻧُﺴﺐ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﻠﻔﺎر اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻫﺮﻣﺰ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن )إﻣﺎرة رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ( .ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺑﻌﻀﻬﻢ إﻧﻪ ﺗﻤﻴﻤﻲ ﻣﻦ ﺛﺎدق ﻓﻲ ﻧﺠﺪ ﻣﻊ أن اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ أﻧﻪ ﺗﻤﻴﻤﻲ .ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ أﻧﻪ ﻇﻔﺎري ﻣﻦ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن] [13أو أﻧﻪ ﻧﺠﺪي ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻦ. وﻗﺪ ورد ذﻛﺮه ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ )ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎرس ،ص (48ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻌﺪي اﻟﻨﺠﺪي 821) ،ﻫـ 906 -ﻫـ( ،ﻣﻊ إﺷﺎرة إﻟﻰ أن »اﻟﻨﺠﺪي« ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ!. إﻧﺠﺎزات ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ وﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ
ﻳﻨﺴﺐ ﻻﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ إرﺳﺎء ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻤﻼﺣﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ،وﻗﺪ ﺑﻘﻴﺖ آراؤه وأﻓﻜﺎره ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﻼﺣﺔ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ واﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺑﺤﺮ اﻟﺼﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺳﻨﺔ 903ﻫﺠﺮﻳﺔ ] [5وﻫﻮ أول ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻤﺮﺷﺪات اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ
80
İĤĔŨ ŮĖē ijĔĩėŤē İĸĉ
ارﺗﻴﺎد ا|ﻓﺎق
وﻻﺋﻢ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم وﻛﺎن ﻻ ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺴﻼح إﻻ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣﻦ زﻋﻤﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺪن. وﻣﻤﺎ ﻳﺆﺳﻒ ﻟﻪ أن ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﻻ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺑﻮﺻﻮل دي ﺟﺎﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ وإﻻ ﻗﺪ ﻛﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﻼﺑﺴﺎت ﺑﻌﺾ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ أﺛﺎرت ﺟﺪﻻً ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ إرﺷﺎد اﻟﻤﻼح اﻟﻌﺮﺑﻲ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻟﻠﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﻓﻲ وﺻﻮﻟﻬﻢ ﻟﻠﻬﻨﺪ ،إﻻ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت اﻟﻤﻮﺟﺰة ﻛﺸﻔﺖ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎﻫﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﺢ ﺑﺠﻼء ﻣﺪى ازدﻫﺎر ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻼﺣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻓﻀﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ أوروﺑﺎ آﻧﺬاك. وﻳﺘﺴﻢ ﻧﺺ اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت ﺑﺎﻹﻳﺠﺎز اﻟﺸﺪﻳﺪ؛ إﻣﺎ ﻷن ﻛﺎﺗﺒﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﺮﻓﺔ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺎع ﻃﻮﻳﻞ ،وإﻣﺎ ﻷن اﻟﻈﺮوف ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻀﻲ ذﻟﻚ ﻣﺨﺎﻓﺔ وﻗﻮع اﻟﻨﺺ أﺛﻨﺎء اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ أﻳﺪي أﻃﺮاف ﻣﻌﺎدﻳﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﻟﻄﺮق اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ وﺧﺮاﺋﻄﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺤﻈﻮر ﺗﺪاوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻨﺎً ،ﺑﻞ ﻟﻘﺪ أﺻﺪر اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﻗﺮارا ً ﺑﻔﺮض اﻟﺴﺮﻳﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮق اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ وأﻣﺮ ﺑﺈﺣﺮاق اﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺪاوﻟﻬﺎ اﻟﻨﺎس ،واﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﺑﺄرﺷﻴﻔﺎت اﻟﺪوﻟﺔ. وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﺴﻠﻤﻮن ﻛﺜﻴﺮون ﺳﺎﻋﺪوا دي ﺟﺎﻣﺎ ﻣﻨﺬ اﻧﻄﻼق رﺣﻠﺘﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺪو واﺿﺤﺎً أﻧﻪ ﺗﻼﻋﺐ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﺮق إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻮﻫﻤﺎً إﻳﺎﻫﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺎﻛﻢ ﺗﺮﻛﻲ
ﻣﻮﻓﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ؛ وﺑﻨﺎ ًء ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎن ﻳﻄﻠﺐ اﻹﻣﺪادات داﺋﻤﺎً ﺑﺎﻟﻤﻼﺣﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻧﻈﺮا ً ﻟﺠﻬﻠﻪ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻬﺪف اﻷﻛﺒﺮ وﻫﻮ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺳﻮاﺣﻞ اﻟﻬﻨﺪ. أﻳﻀﺎً ﻣﻦ اﻟﺪﻻﺋﻞ اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ أوردﺗﻬﺎ اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت ﻋﻦ ازدﻫﺎر ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻼﺣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ ﻧﺸﺎط ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺘﻲ اﻧﻌﻜﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺑﺴﻬﻢ ﺣﻴﺚ وﺻﻔﺖ اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت ﻣﻼﺑﺲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺄﻧﻬﺎ )ﻣﻼﺑﺲ ﻓﺎﺧﺮة وﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﻣﺤﻼة ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ واﻟﻔﻀﺔ( ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ﻣﻊ ﺑﻼد اﻟﻤﻐﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺰدﻫﺮة ﺟﺪا ً ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ وﺻﻒ اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت ﻟﺬﻟﻚ. زد ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أن ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت أﻗﺮ ﺑﻮﺟﻮد أرﺑﻊ ﺳﻔﻦ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ واﻟﻔﻀﺔ واﻟﻤﻼﺑﺲ واﻟﻘﺮﻧﻔﻞ واﻟﻔﻠﻔﻞ واﻟﺰﻧﺠﺒﻴﻞ وأﻃﻮاق ﻓﻀﻴﺔ ﻣﺤﻼة ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻶﻟﺊ واﻟﻴﻮاﻗﻴﺖ وﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻣﻮﺿﺤﺎً أن ﺳﻜﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺪن اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻷﺛﺮﻳﺎء ،وﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ؛ ﺑﻞ زادت ﺣﻤﺎﺳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﻋﻠﻤﻮا أن ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻣﻦ إﻧﺘﺎج اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺼﺪوﻧﻬﺎ :اﻟﻬﻨﺪ ،ﺑﻞ أﺻﺎﺑﻬﻢ اﻟﻌﺠﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮا أن ﻣﻌﻈﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻻ ﻳﺘﺎﺟﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻳﻤﻠﺆون ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺴﻼل ﻟﻔﺮط ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ! وﻳﻨﺴﺐ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت ﻫﺬه اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺎر اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺬي ﺻﺎﺣﺒﻬﻢ واﻟﺬي ﻛﺎن واﻗﻌﺎً ﻓﻲ أﺳﺮﻫﻢ، وﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﺻﺎﺣﺒﻬﻢ ﻛﺮﺑﺎن ﺑﺤﺮي ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ إﻃﻼق ﺳﺮاﺣﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ.
ووﺻﻒ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت ﻣﺮاﻛﺐ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻀﺨﻤﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ )ﺳﻔﻦ ﺿﺨﻤﺔ ﺑﻼ ﺳﻄﺢ، وﻫﻲ ﺑﺪون ﻣﺴﺎﻣﻴﺮ وإﻧﻤﺎ ﻣﺮﺑﻮﻃﺔ ﺑﺎﻟﺤﺒﺎل واﻷﻟﻴﺎف ،وأﺷﺮﻋﺘﻬﺎ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻴﺮ وﺳﻌﻒ اﻟﻨﺨﻴﻞ(. وﻣﻦ أﺑﺮز اﻟﺪﻻﺋﻞ ﻋﻠﻰ ازدﻫﺎر ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻼﺣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﻢ ﻟﻶﻻت اﻟﻤﻼﺣﻴﺔ واﻟﺘﻲ أﻗﺮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت ﺑﻮﺟﻮدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ اﻟﺴﻔﻦ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ ،وﻋﺒﺮ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻗﺎﺋﻼً إن) :ﻟﺪى ﺑﺤﺎرﺗﻬﻢ إﺑﺮا ً ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻳﻮﺟﻬﻮن ﺑﻬﺎ ﺳﻔﻨﻬﻢ وﻟﺪﻳﻬﻢ رﺑﻌﻴﺎت وﺧﺮاﺋﻂ ﺑﺤﺮﻳﺔ(، وﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﺑﺸﻬﺎدة ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت ﻳﻌﻜﺲ ﻣﺪى اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻤﻼﺣﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺸﻬﺎدة اﻟﻐﺮب اﻷوروﺑﻲ ﺑﻮﺟﻮد اﻵﻻت اﻟﻤﻼﺣﻴﺔ واﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻟﺪى اﻟﺮﺑﺎﺑﻨﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ. واﻟﻤﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﺺ اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻪ أن دي ﺟﺎﻣﺎ اﻋﺘﺎد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻤﻼﺣﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ رﺣﻠﺘﻪ ﺣﻮل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه؛ ﺧﺎﺻﺔ وأن ﺳﻮاﺣﻞ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي وﺟﺰره وﺳﻮاﺣﻞ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺟﻴﺪا ً ﻟﻠﻌﺮب وﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸوروﺑﻴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﺘﻰ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ اﻟﻤﻴﻼدي؛ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎت اﻟﻤﺴﻌﻮدي واﺑﻦ اﻟﻮردي ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ أن اﻟﻌﺮب ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﺧﺮاﺋﻂ وﻣﺮﺷﺪات ﻣﻼﺣﻴﺔ ﺗﻔﻮق ﻓﻲ وﻗﺘﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻌﻤﻼً ﻋﻨﺪ اﻷوروﺑﻴﻴﻦ. وﻳﺒﺪو واﺿﺤﺎً أن اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﻗﺪ ﺑﺬﻟﻮا ﺟﻬﻮدا ً ﻣﻀﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻮم اﻟﻌﺮب اﻟﻤﻼﺣﻴﺔ واﻹﻓﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﺪﻣﻮا ﻋﻠﻰ اﻛﺘﺸﺎﻓﻬﻢ اﻟﻬﺎم ،وﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﻌﻮن ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻹرﺷﺎدات
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
79
ﻗﺒﻞ اﻹﻗﻼع ﺗﺮﺣﻤﺎً ﻋﻠﻰ روح اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺎﺟﺪ.
أرﺷﺪﻫﻢ ﺑﺎﺳﻢ )اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﺠﺮات( ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻋﺮﺑﻲ ،ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻤﻴﺰون ﺑﻴﻦ ﻣﺴﻠﻤﻲ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﻠﻮ ﻛﺎن اﻟﻤﺮﺷﺪ ﻋﺮﺑﻴﺎً ﻟﺬﻛﺮوا أﻧﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. واﻟﻤﺮﺟﺢ أن اﻟﻤﺮﺷﺪ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻛﺎن ﻫﻨﺪﻳﺎً ﻣﻘﻴﻤﺎً ﻓﻲ ﺳﺎﺣﻞ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﺸﺮﻗﻲ ،وأﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺄﻣﻞ ﻣﻦ وراء ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻤﻜﻴﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ وﻃﻨﻪ ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ اﻟﻤﺮﺷﺪ ﻋﺮﺑﻴﺎً ﻣﻦ ﻃﺮاز اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ،اﻟﺬي ﻳﺪرك دون ﺷﻚ اﻟﻌﻮاﻗﺐ اﻟﻮﺧﻴﻤﺔ اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ وﺻﻮل اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ وﻣﻨﺎﻓﺴﺘﻬﻢ ﻟﻠﺘﺠﺎر اﻟﻌﺮب. ﻣﻦ واﻗﻊ ﺳﺠﻼت ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ )ﺳﺎن ﺟﺒﺮﻳﻞ( ﻧﻄﺎﻟﻊ) :ﻓﻲ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ 22 إﺑﺮﻳﻞ ،ﺑﻌﺚ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻠﻚ )زاﻓﺮا( واﺣﺪا ً ﻣﻦ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ اﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ،وﻟﻤﺎ ﻣﺮ ﻳﻮﻣﺎن دون أن ﻳﺤﻀﺮ زوار إﻟﻰ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،اﻋﺘﻘﻞ دي ﺟﺎﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ وأرﺳﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﻠﻚ ﻳﻄﺎﻟﺒﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺷﺪ اﻟﺬي وﻋﺪه ،وﻟﻤﺎ ﺗﺴﻠﻢ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ أرﺳﻞ إﻟﻴﻪ ﻣﺮﺷﺪا ً ،ﻓﺄﻃﻠﻖ دي ﺟﺎﻣﺎ ﺳﺮاح اﻟﺮﺟﻞ(.
وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﺮﺷﺪ ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ؟ ﺗﺬﻛﺮ اﻟﻤﺼﺎدر أن ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﺮﺣﻠﺘﻪ اﻷوﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ )ﻓﻲ ﻋﺎم -1497 903ﻫـ ( ﺑﺄﺳﻄﻮل ﻣﻜﻮن ﻣﻦ ﺛﻼث ﺳﻔﻦ، ﻗﺎد إﺣﺪاﻫﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،وﻗﺎد أﺧﻮه )ﺑﺎوﻟﻮدي ﺟﺎﻣﺎ( أﺧﺮى ،واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أﺳﻠﻢ ﻗﻴﺎدﺗﻬﺎ ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ ﺳﻨﻴﻘﻮﻻ ﻛﻮﻟﺨﺎ. ﻛﺎن ﻋﺪد ﺑﺤﺎرة اﻟﺴﻔﻦ اﻟﺜﻼث 150ﺑﺤﺎرا ً، ﺑﺪأت اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻳﻮم 25ﻣﺎرس 1497م ﻣﻦ ﻟﺸﺒﻮﻧﺔ وأﺑﺤﺮت ﺑﻤﺤﺎذاة اﻟﺸﺎﻃﺊ اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﺮورا ً ﺑﻤﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺛﻢ اﻟﺴﻨﻐﺎل ﺛﻢ ﺧﻠﻴﺞ ﻏﻴﻨﻴﺎ ﻓﺨﻂ اﻻﺳﺘﻮاء ﻓﺄﻧﺠﻮﻻ ﺣﺘﻰ وﺻﻠﺖ ﺳﻮاﺣﻞ ﻏﺮب إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻓﺎﺟﺘﺎزت رأس اﻟﺮﺟﺎء اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ 22ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﻋﺎم 1497م وﺗﺎﺑﻌﺖ ﺳﻴﺮﻫﺎ ﺷﻤﺎﻻً ﻟﺘﺼﻞ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ اﻟﻤﻴﻼد إﻟﻰ ﺷﻮاﻃﺊ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ )إﻗﻠﻴﻢ اﻟﻤﻴﻼد( وﻫﻲ إﻗﻠﻴﻢ )ﻧﺎﺗﺎل( ،وﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1498م ﻏﺮﻗﺖ إﺣﺪى اﻟﺴﻔﻦ اﻟﺜﻼﺛﺔ وﺗﺎﺑﻊ ﻓﺎﺳﻜﻮدى ﺟﺎﻣﺎ ﺳﻴﺮه ﺷﻤﺎﻻً ﺑﻤﺤﺎذاة اﻟﺴﺎﺣﻞ ﺣﺘﻰ وﺻﻞ إﻟﻰ )ﻣﺎﻟﻨﺪى( ﺣﻴﺚ اﺳﺘﻘﺮ ﺑﻬﺎ واﻟﺘﻘﻲ ﺑﻤﻠﻜﻬﺎ اﻟﺬي وﻋﺪه ﻣﺎذا ﺗﻘﻮل ﻳﻮﻣﻴﺎت دي ﺟﺎﻣﺎ؟ واﻟﺜﺎﺑﺖ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل )ﻳﻮﻣﻴﺎت دي ﺟﺎﻣﺎ( ﺑﺈﻋﻄﺎﺋﻪ ﻣﺮﺷﺪا ً. اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻤﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ وﻳﺬﻛﺮ اﻟﻤﺆرخ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ )ﺧﻮاد ﺑﺎروش( أن ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ ،ﻓﻲ ﻃﺒﻌﺔ ﺻﺪرت ﻋﻦ اﻟﻬﻴﺌﺔ ﻣﻠﻚ ﻣﺎﻟﻨﺪة أرﺳﻞ إﻟﻰ دي ﺟﺎﻣﺎ رﺑﺎﻧﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﺳﻨﺔ 1995م ،أن )وﺟﺰرات( ﻳﺪﻋﻰ اﻟﻤﻌﻠﻢ ﻛﺎﻧﻜﺎ ،واﻟﻜﺜﻴﺮ دي ﺟﺎﻣﺎ اﺻﻄﺤﺐ ﻣﻌﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺮﺣﻠﺔ، ﻣﻦ اﻟﻤﺆرﺧﻴﻦ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﻳﺸﻴﺮون إﻟﻰ ﻣﻦ أي ﻣﻨﺬ ﺧﺮوﺟﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل ،ﺑﺤﺎرا ً أو رﺑﺎﻧﺎً أرﺷﺪﻫﻢ ﺑﺎﺳﻢ )ﻣﺎﻟﻴﻤﻮ ﻛﺎﻧﻜﺎ Malemo ﻣﺴﻠﻤﺎً؛ ﺗﻘﻮل اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت) :وﻛﺎن اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﺎم ،(Gnaquaأﻣﺎ)ﻣﺎﻟﻴﻤﻮ( ﻓﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺣﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺎر ﻣﻌﻪ ،وﻛﺎن أﺳﻴﺮا ً ﻣﻦ )ﻣﻌﻠﻢ( أي رﺋﻴﺲ اﻟﺒﺤﺎرة ،وﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﺋﻌﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻘﺪ ﻓﻘﻪ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي ،وأﻣﺎ أوﻟﺌﻚ اﻟﺒﺸﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺑﻠﻨﺎﻫﻢ ﻫﻨﺎ ،وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ )ﻛﺎﻧﻜﺎ( ﻓﻬﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻫﻨﺪﻳﺔ ﺑﻤﻌﻨﻲ )ﻣﻨ ّﺠﻢ(. ﻫﺬا ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ﻫﺆﻻء اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن )اﻟﺴﻮد( إﻧﻨﺎ ﻛﻤﺎ أن اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﻳﺸﻴﺮون إﻟﻰ ﻣﻦ ﺳﻨﻮاﺟﻪ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ(.
78
İĤĔŨ ŮĖē ijĔĩėŤē İĸĉ
وﻳﺒﺪو ﺑﺠﻼء ﻣﻦ اﻟﻨﺺ أن اﻷوروﺑﻴﻴﻦ - ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ -ﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪوا ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺑﺎﺑﻨﺔ اﻟﻌﺮب اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﻣﺮوا ﺑﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻣﻨﺬ ﻗﻴﺎم رﺣﻠﺘﻬﻢ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺧﺒﺮﺗﻬﻢ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻼﺣﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،وﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﻢ أﻳﻀﺎً ﻛﻤﺘﺮﺟﻤﻴﻦ إﻳﻤﺎﻧﺎً ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄن أﻏﻠﺐ اﻟﻤﺪن اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻤﺮون ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻺﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺘﺮاﻣﻴﺔ اﻷﻃﺮاف. زد ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أﻳﻀﺎً أن ﺳﻜﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺪن اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ دأﺑﻮا ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﺑﺘﺮﺣﺎب وﻗﺪﻣﻮا ﻟﻬﻢ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﻼﺣﻴﺔ ﺗﻄﻮﻋﺎً أو ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻬﺪاﻳﺎ، ﻧﻈﺮا ً ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻊ اﻟﻐﺮﺑﺎء ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺑﺎﻷﻫﺪاف اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ رﺣﻼﺗﻬﻢ. وﺣﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎن ﻟﻠﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﺳﻴﺎﺳﺘﺎن ﻣﺘﻨﻮﻋﺘﺎن ﻗﺒﻞ وﺑﻌﺪ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻠﻬﻨﺪ؛ ﻓﻘﺒﻞ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻠﻬﻨﺪ دأﺑﻮا – ﻛﻤﺎ ﺗﻜﺸﻒ اﻟﻴﻮﻣﻴﺎت -ﻋﻠﻰ إﻏﺪاق اﻟﻬﺪاﻳﺎ واﻟﻤﻨﺢ ﻋﻠﻰ زﻋﻤﺎء اﻟﻤﺪن اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮﻛﻨﻮن إﻟﻴﻬﺎ ﻟﻼﺳﺘﺮاﺣﺔ واﻟﺘﺰود ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ إﻛﻤﺎل رﺣﻠﺘﻬﻢ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻓﺎﺳﻜﻮ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ إﻟﻰ
ارﺗﻴﺎد ا|ﻓﺎق
ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎب )اﻟﻤﺤﻴﻂ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻷﻓﻼك واﻷﺑﺤﺮ( اﻟﻤﺄﺧﻮذ ﻣﻌﻈﻤﻪ ﻋﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻒ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ وذﻟﻚ ﻋﺎم 1557م ،وﻛﺎن ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻼح ﺷﺮف ﻗﻴﺎدة ﺣﻤﻠﺔ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻛﺒﺮي ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻮﻳﺲ ﻓﻲ ﻋﺎم 1554م وﻗﻮاﻣﻬﺎ ﻋﺸﺮون ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻟﻤﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي ،وﺗﻘﺎﺑﻞ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﻌﺮب ﻣﻊ 34ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺑﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ وﺟﺮت ﺑﻴﻦ اﻷﺳﻄﻮﻟﻴﻦ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺣﺎﻣﻴﺔ زاد ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻫﺒﻮب اﻟﻌﻮاﺻﻒ اﻟﺘﻲ ﺷﺘﺖ ﻣﺮاﻛﺐ اﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ، ﻓﻠﺠﺄ اﻷﻣﻴﺮال اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺑﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ أﺳﻄﻮﻟﻪ وﻗﻮاﻣﻪ ﺗﺴﻊ ﺳﻔﻦ إﻟﻰ ﻣﻴﻨﺎﺋﻲ)دﻳﻮ( و)ﺳﻮرات( ﺑﺎﻟﻬﻨﺪ .وﻗﻀﻰ اﻷﻣﻴﺮال ﺳﻴﺪي ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻴﻦ ،ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻗﻒ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﻟﻔﺎت اﻟﺸﻴﺨﻴﻦ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ،و ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﻤﻬﺮي ،وﺿﻤﻨﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﻪ )اﻟﻤﺤﻴﻂ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻷﻓﻼك واﻷﺑﺤﺮ(. وﻣﻤﺎ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﺪﻫﺸﺔ أن اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﺮي اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ،ﻓﻘﺪ وﻟﺪ ﺑﻌﺪ وﺻﻮل ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ ﺑﻨﺤﻮ أرﺑﻊ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ،وﻋﺎش ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ )1511م- 1582م( ،إذا ً ﻓﻘﻄﺐ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ، ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬه اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ وﻟﺪ ﺑﻌﺪ ،ﻳﻮم أن دﺧﻞ ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ إﻟﻰ ﺑﺤﺮ اﻟﻬﻨﺪ وﻻ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻗﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻤﻼت اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، واﺳﺘﻄﺎﻋﻮا ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ اﻟﻬﻨﺪ اﻟﻐﺮﺑﻲ .ﺛﻢ أن ﻛﺘﺎﺑﻪ آﻧﻒ اﻟﺬﻛﺮ ﻳﺮﺟﻊ ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﺄﻟﻴﻔﻪ ﻟﻌﺎم 1577م أي ﺑﻌﺪ دﺧﻮل اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل إﻟﻰ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي ﺑﻨﺤﻮ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺳﻨﺔ، ﻓﻤﻦ أﻳﻦ اﺳﺘﻘﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻪ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ وإرﺷﺎده ﻷﺳﻄﻮل اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل ورواﻳﺘﻪ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ أي ﻣﺼﺪر ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻪ! وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺮواﻳﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ وﻣﺘﺪاوﻟﺔ ﻟﻜﺎن اﻷﺟﺪر ﺑﺎﻟﺮﺑﺎن اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺳﻴﺪي ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻴﻦ أن
ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﻛﺎن أﻗﺮب ﻓﻲ ﺗﺴﻠﺴﻞ اﻟﺤﻮادث ﻣﻦ اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ ﺑﻨﺤﻮ رﺑﻊ ﻗﺮن. ﺛﻢ إن اﻷﻣﻴﺮال اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺳﻴﺪي ﻋﻠﻲ ﺷﻠﺒﻲ، ﻗﺎﺋﺪ اﻷﺳﻄﻮل اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ اﻟﺬي أُرﺳﻞ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ ﻟﻄﺮد اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ،وﻛﺎن ﻣﻌﺎﺻﺮا ً ﻟﻠﻨﻬﺮواﻧﻲ ،ﻳﺬﻛﺮ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﺑﻜﻞ إﺟﻼل، وﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ،وﻳﺼﻔﻪ ﺑﻤﻌﻠﻢ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي ،وﻫﻮ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺷﻴﺌﺎً إﻃﻼﻗﺎً ﻋﻦ إرﺷﺎد اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻟﻠﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ. واﻟﻐﺮﻳﺐ أن اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻫﺬه اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻪ وأﺳﻔﺎره اﻟﻜﺜﻴﺮة ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ دوﻧﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﺜﻞ أرﺟﻮزﺗﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮة )اﻟﺴﻔﺎﻟﻴﺔ( ،وﻫﻮ اﻟﻤﻌﺮوف ﻋﻨﻪ ﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺪوﻳﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ اﺧﺘﺮﻋﻪ واﺑﺘﺪﻋﻪ ﻓﻲ ﻓﻦ اﻟﻤﻼﺣﺔ ،ﺻﻐﻴﺮا ً ﻛﺎن أم ﻛﺒﻴﺮا ً .ﺣﻴﺚ ذﻛﺮ ﺑﺸﺪﻳﺪ اﻟﻔﺨﺮ أﻧﻪ ﻗﺎد ﻣﺮاﻛﺐ ﻣﻦ اﻟﻬﻨﺪ إﻟﻰ ﺟﺪة ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮاﺳﻢ اﻟﺴﻔﺮ ،وﺳﻠﻚ ﺑﻬﺎ ﻃﺮﻗﺎً ﻏﻴﺮ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ ﻟﺪي ﺑﺤﺎرة زﻣﺎﻧﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻐﻔﻞ ذﻛﺮ اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻷﻫﻢ واﻷﺧﻄﺮ إن ﻛﺎن ﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ! أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أن اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻛﺎن ﻻ ﻳﺤﺘﺮم اﻹﻓﺮﻧﺞ )اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل( ،وﻗﺺ ﻓﻲ أرﺟﻮزﺗﻪ )اﻟﺴﻔﺎﻟﻴﺔ( ﺧﺒﺮ وﺻﻮﻟﻬﻢ إﻟﻰ ﺳﻮاﺣﻞ ﺷﺮق إﻓﺮﻳﻘﻴﺔ واﻟﻬﻨﺪ وﻏﺮق ﺑﻌﺾ ﺳﻔﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻴﺎه ﻣﻮزﻣﺒﻴﻖ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺮى أﻧﻬﻢ ﺳﺎروا دون ﺧﺒﺮة ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎه ﺳﻔﺎﻟﺔ ،ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺴﻔﺮ ،ﻓﻘﺎم ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻤﻮج ﻓﺎﻧﻘﻠﺒﺖ ﺳﻔﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء رأﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ. أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أن اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻳﺘﺄﺳﻒ ﻟﻈﻬﻮر اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي وﻻ ﻳﻠﻘﻲ اﻟﻠﻮم ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ ،وﻟﻢ ﻳُﺸﺮ إﻃﻼﻗﺎً إﻟﻰ أﻧﻪ ﻗﺪ اﺗﺼﻞ ﺑﻬﻢ وﻋﺎﺷﺮﻫﻢ.
وﻛﻴﻒ ﻻﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ،وﻫﻮ اﻟﺮﺑﺎن اﻟﻤﺜﻘﻒ اﻟﻮاﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺮف ﺟﻴﺪا ً أن ﺗﺠﺎرة اﻟﺘﻮاﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ أﻳﺪي اﻟﻌﺮب وﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﺑﺎﻧﺘﺰاع ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎدة ﻣﻨﻬﻢ ،أن ﻳﺪﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ ﺑﻬﺬه اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ! ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ، ﺑﻤﻠﻚ)ﻣﻠﻨﺪي( وﻣﻤﻠﻜﺘﻪ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﺷﺮق إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺪوﻧﻪ ﻣﻦ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ وﻳﺠﻌﻠﻪ ﻣﺮﺷﺪا ً ﻟﻠﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ! وأﺧﻴﺮا ً ،ﻫﻞ ﻛﺎن اﻟﺮﺑﺎن اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﺬاﺟﺔ – إذا ﺻﺪﻗﻨﺎ رواﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ -ﺑﺤﻴﺚ ﻳُﺴﻠﻢ ﻗﻴﺎدة ﺳﻔﻴﻨﺘﻪ ﻟﺮﺟﻞ ﻟﻌﺒﺖ اﻟﺨﻤﺮ ﺑﺮأﺳﻪ! ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻳﺆﻛﺪ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺪع ﻟﻠﺸﻚ ﻣﺠﺎﻻ أن إرﺷﺎد اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻟـ)دي ﺟﺎﻣﺎ( رواﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ ،وأن اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ اﺧﺘﻠﻘﻬﺎ ﺗﺰﻟﻔﺎً ﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﻣﺒﺮرا ً ﺑﻮاﺳﻄﺘﻬﺎ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ اﻟﺘﻲ ﺣﻠﺖ ﺑﻬﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ وﺻﻮل اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ واﺣﺘﻜﺎرﻫﻢ أﺳﻮاق اﻟﺘﻮاﺑﻞ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﺄﻟﻘﻰ ﺑﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻮل ﻋﻠﻰ أﻛﺒﺮ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻼﺣﺔ زورا ً وﺑﻬﺘﺎﻧﺎً. وﻣﻦ اﻟﻤﺆﻛﺪ أن ﺷﻬﺮة اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ،ﻟﺪى اﻟﺒﺤﺎرة ،ﺑﺎﻟﻤﻘﺪرة واﻟﺠﺮأة ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻮاﺳﻢ واﻟﻄﺮق اﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ ،ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ ﻳﻠﻔﻖ ﻟﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ رواﻫﺎ وﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﻏﻴﺮه ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻇﻞ اﺳﻢ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻳﺘﺮدد ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨﺔ اﻟﺒﺤﺎرة ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻬﻨﺪي ﻗﺮوﻧﺎً ﻋﺪﻳﺪة ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ، ﺣﺘﻰ إن )ﺳﻴﺮ رﺗﺸﺎرد ﺑﻴﺮﺗﻮنSir Richard ( Burtonﻳﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )اﻟﺨﻄﻮات اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺷﺮق إﻓﺮﻳﻘﻴﺎFirst Footsteps in East ( Africaأﻧﻪ ﻟﻤﺎ أﺑﺤﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﻋﺪن ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1854م ﺗﻼ اﻟﺒﺤﺎرة ﺳﻮرة اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
77
اﻟﻬﻨﺪ ﻓﻼ زاﻟﻮا ﻳﺘﻮﺻﻠﻮن إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺮ إﻟﻰ أن دﻟﻬﻢ ﺷﺨﺺ ﻣﺎﻫﺮ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺒﺤﺮ ﻳﻘﺎل ﻟﻪ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ،ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻛﺒﻴﺮ اﻟﻔﺮﻧﺠﺔ ،وﻛﺎن ﻳﻘﺎل ﻟﻪ اﻷﻣﻠﻨﺪي -ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻤﻠﻨﺪي-أي اﻷﻣﻴﺮال .وﻋﺎﺷﺮه ﻓﻲ اﻟﺴﻜﺮ ﻓﻌﻠّﻤﻪ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺳﻜﺮه ،وﻗﺎل ﻟﻬﻢ ﻻ ﺗﻘﺮﺑﻮا اﻟﺴﺎﺣﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻤﻜﺎن وﺗﻮﻏﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ﺛﻢ ﻋﻮدوا ﻓﻼ ﺗﻨﺎﻟﻜﻢ اﻷﻣﻮاج ،ﻓﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮا ذﻟﻚ ﺻﺎر ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﺴﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺮاﻛﺒﻬﻢ ﻓﻜﺜﺮوا ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﻬﻨﺪ وﺑﻨﻮا ﻓﻲ ﻛﻮة -ﺑﻀﻢ اﻟﻜﺎف اﻟﻌﺠﻤﻴﺔ وﺗﺸﺪﻳﺪ اﻟﻮاو ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻫﺎء اﺳﻢ ﻟﻤﻮﺿﻊ -ﻣﻦ ﺳﺎﺣﻞ اﻟﺮﻛﻦ ﻫﻮ ﺗﺤﺖ اﻹﻓﺮﻧﺞ اﻵن -ﻳﻘﺼﺪ ﺟﻮا -ﻣﻦ ﺑﻼد اﻟﺮﻛﻦ ﻗﻠﻌﺔ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ ﻛﻮﺗﺎ -اﺳﻢ اﻟﻘﻠﻌﺔ ﺑﺎﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ -ﺛﻢ أﺧﺬوا ﻫﺮﻣﻮز وﺗﻘﻮا ﻫﻨﺎك وﺻﺎرت اﻷﻣﺪاد ﺗﺘﺮادف ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺮﺗﻘﺎل ﻓﺼﺎروا ﻳﻘﻄﻌﻮن اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أﺳﺮا وﻧﻬﺒﺎً وﻳﺄﺧﺬون ﻛﻞ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻏﺼﺒﺎً إﻟﻰ أن ﻛﺜﺮ ﺿﺮرﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻋﻢ أذاﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ(... ..وﺟﺎﺑﺮﻳﻴﻞ ﻓﺎن ﻳﺴﺘﻨﺴﺨﻬﺎ ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬه اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﺿﻤﻦ ﻛﺘﺎب )اﻟﻔﺘﻮﺣﺎت اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﻸﻗﻄﺎر اﻟﻴﻤﺎﻧﻴﺔ( ،ﺳﻨﺔ1573م اﻟﺬي ﻃﻮره اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ وﺳﻤﺎه )اﻟﺒﺮق اﻟﻴﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ( ﺳﻨﺔ 1577م ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﺪﻣﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻣﺮاد ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ ،وﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ -ﺟﺎﺑﺮﻳﻴﻞ ﻓﺮان ،اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي أﺧﺬ رواﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ وﺗﺒﻨﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ دون ﺗﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﻧﺸﺮه ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ﺣﻮﻟﻴﺎت اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ ﺑﺒﺎرﻳﺲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 1922م ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان )اﻟﺮﺑﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻔﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ اﻟﻤﻴﻼدي( ذﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻟﺮﺑﺎن اﻟﻤﻌﻨﻲ
76
İĤĔŨ ŮĖē ijĔĩėŤē İĸĉ
اﻟﺬي أرﺷﺪ ﺳﻔﻴﻨﺔ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل. إﻻ اﻧﻪ ﻋﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼً) :إﻻ أن ﻫﺬه اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ أن أﻣﻴﺮال اﻟﺸﺮق )ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ( ﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ،ﺑﻌﺪ أن دﻋﺎه إﻟﻰ اﻟﻄﻌﺎم وأﺳﻜﺮه ﺗﺒﺪو ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ ،وﻓﻲ رأﻳﻲ أن ﺧﺒﺮ اﻟﺴﻜﺮ ﻣﺨﺘﻠﻖ ﺑﺤﺬاﻓﻴﺮه وأﻛﺬوﺑﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو(. ﺗﻔﻨﻴﺪ رواﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ ﻣﻤﺎ ﻳﻀﻌﻒ رواﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ ،أن اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ ﻧﻔﺴﻪ أﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﻣﺨﻄﻮﻃﺘﻪ )اﻟﺒﺮق اﻟﻴﻤﺎﻧﻲ( ﻓﺠﻌﻞ وﺻﻮل دي ﺟﺎﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ ﻋﺎم 1495م ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄن وﺻﻮﻟﻪ اﻟﻤﺤﻘﻖ ﻛﺎن ﺳﻨﺔ 1498م ،وﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻛﺎن أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻗﺪ اﻋﺘﺰل اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺒﺤﺮي إذ ﻛﺎن ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﺤﻮ 75 ﺳﻨﺔ أو أﻛﺜﺮ ﺑﻘﻠﻴﻞ ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ أن اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﺼﺎدره اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﺮواﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺎل اﻟﻤﺼﺪاﻗﻴﺔ. ﻛﻤﺎ أن اﺗﻬﺎم اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ ﻻﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﺑﺎﻟﺴﻜﺮ أﻣﺮ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺒﺸﺎﻋﺔ واﻻﻓﺘﺮاء ،ﻓﺎﻟﻤﻌﺮوف ﻣﻦ ﺧﻼل ﺳﻴﺮة اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﺘﺪﻳﻨﺎً ورﻋﺎً ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﻔﺎت اﻟﺮﺑﺎن اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻨﺔ اﻟﺮﺑﺎن ﺻﻔﺔ اﻟﻘﺪﺳﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺨﺮوج إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ رﺣﻠﺔ ﻛﺄداء ﻓﺮﻳﻀﺔ اﻟﺤﺞ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻃﻬﺎرة اﻟﺒﺪن واﻟﺮوح وﻫﻮ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺣﺎوﻳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻓﻲ أﺻﻮل ﻋﻠﻢ اﻟﺒﺤﺎر() :إن ﺗﻜﻦ ﺳﺎﻓﺮت ﻛﻤﻦ ﺣﺞ( .ﻛﻤﺎ أن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻻﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﺗﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﺎﻷﺧﻼق اﻟﺤﻤﻴﺪة اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ وﺗﺼﻒ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ دﻳﺎﻧﺔ وورع وﺧﺸﻴﺔ ﻟﻠﻪ ،ﺧﺎﺻﺔ وﻫﻮ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺒﻪ:
وﻫﻮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻻ ﻳﺨﺮج إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺠﺪ ﺷﻜﺮا ً ﻟﻠﻪ ،وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ اﻟﻤﻜﻴﺔ: رﻛﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﺳﻢ اﻟﻠﻪ ﻣﺠﺮي ﺳﻔﻴﻨﺘﻲ وﻋﺠﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻣﺒﺎدرا وﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﺾ اﻟﺮﺑﺎﺑﻨﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ دوام اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ واﻟﻄﻬﺎرة ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻛﺘﺎب )اﻟﻔﻮاﺋﺪ() :وﻳﻨﺒﻐﻲ أﻧﻚ إذا رﻛﺒﺖ اﻟﺒﺤﺮ ﺗﻠﺰم اﻟﻄﻬﺎرة ﻓﺈﻧﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺿﻴﻒ ﻣﻦ أﺿﻴﺎف اﻟﺒﺎري ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻼ ﺗﻐﻔﻞ ﻋﻦ ذﻛﺮه(. ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺒﺮق اﻟﻴﻤﺎﻧﻲ، ﻻ ﻧﺠﺪ ذﻛﺮا ً ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬا ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺻﺮ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ أو اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ ،أﻣﺜﺎل ﻋﻔﻴﻒ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻄﻴﺐ )1465م-1540م( ،و وﺟﻴﻪ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺸﻴﺒﺎﻧﻲ )ت1537 :م(. ﺧﻒ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ وﻻ ﺗﺆذ أﺣﺪ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺸﺮ إﻟﻰ ذﻟﻚ أﻣﻴﺮ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﻣﻴﺮال ﻫﺬا ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻖ ﻻ ﺗﺨﺶ أﺣﺪ ﺳﻴﺪي ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ ،اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺘﺮﻛﻲ
ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻛﺪ أن ﺷﻬﺮة اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻟﺪى اﻟﺒﺤﺎرة ﺑﺎﻟﻤﻘﺪرة واﻟﺠﺮأة ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻮاﺳﻢ واﻟﻄﺮق اﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ ،ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻨﻬﺮ واﻧﻲ ﻳﻠﻔﻖ ﻟﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ رواﻫﺎ وﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﻏﻴﺮه
أﺳﻤﺎﻫﺎ رأس اﻟﺮﺟﺎء اﻟﺼﺎﻟﺢ ،ﺗﻴﻤﻨﺎً ﻟﺮﺣﻠﺔ ﻗﺎدﻣﺔ ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ أن اﻟﻤﻀﻲ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ ﻛﺎن ﻳﺴﺘﻠﺰم اﺳﺘﻌﺪادات أﺧﺮى ﻟﻢ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻟﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،ﺣﺘﻰ ﺟﺎء )ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ( ﻓﻲ ﺳﻨﻮات ﻻﺣﻘﺔ وأﺗﻢ ﻣﺎ ﺑﺪأه ﺑﺎرﺗﻠﻤﻴﻮ دﻳﺎز. رواﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ ﻣﻤﺎ ﻳﺬاع وﻳﻨﺸﺮ أن اﻟﺒﺤﺎر اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ )اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ( ﻛﺎن ﻣﺮﺷﺪ)ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ( ﻓﻲ رﺣﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻨﺪي Malindi ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ إﻟﻰ ﻛﻠﻜﺘﺎ Calicutﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ ﻋﺎم 1498م ،وﻫﻲ رواﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺆرﺧﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﻌﺼﻮر ﺳﻮى )اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ( أو)اﻟﻨﻬﺮواﻟﻲ( ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺼﺎدر ﻗﻄﺐ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻨﻬﺮواﻧﻲ )ﺗﻮﻓﻲ 990ﻫـ1582 /م( ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )اﻟﺒﺮق اﻟﻴﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ( ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎل:
)وﻗﻊ ﻓﻲ أول اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺎﺷﺮ ) اﻟﻬﺠﺮي( ﻣﻦ اﻟﺤﻮادث اﻟﻔﻮادح اﻟﻨﻮادر دﺧﻮل اﻟﻔﺮﺗﻘﺎل اﻟﻠﻌﻴﻦ -ﻳﻘﺼﺪ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ -ﻣﻦ ﻃﺎﺋﻔﺔ اﻟﻔﺮﻧﺞ اﻟﻤﻼﻋﻴﻦ ،إﻟﻰ دﻳﺎر اﻟﻬﻨﺪ، وﻛﺎﻧﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﻛﺒﻮن زﻗﺎق ﺳﺒﺘﻪ - ﻣﻀﻴﻖ ﺟﺒﻞ ﻃﺎرق -ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ وﻳﻠﺠﻮن ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺎت -أي ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﻈﻠﻤﺎت وﻫﻮ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻷﻃﻠﺴﻲ -وﻳﻤﺮون ﺧﻠﻒ ﺟﺒﺎل اﻟﻘﻤﺮ – ﺑﻀﻢ اﻟﻘﺎف وﺳﻜﻮن اﻟﻤﻴﻢ وﺟﻤﻊ أﻗﻤﺮ أي أﺑﻴﺾ وﻫﻲ ﻣﺎدة أﺻﻞ ﺑﺤﺮ اﻟﻨﻴﻞ وﻳﺼﻠﻮن إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺮق وﻳﻤﺮون ﺑﻤﻮﺿﻊﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺣﻞ ﻓﻲ ﻣﻀﻴﻖ أﺣﺪ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ ﺟﺒﻞ واﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﻈﻠﻤﺎت ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻛﺜﻴﺮ اﻷﻣﻮاج ﻻ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﺑﻪ ﺳﻔﺎﺋﻨﻬﻢ وﺗﺘﻜﺴﺮ وﻻ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻨﻬﻢ أﺣﺪ .واﺳﺘﻤﺮوا ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﺪة وﻫﻢ ﻳﻬﻠﻜﻮن ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻜﺎن وﻻ ﻳﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﻔﺘﻬﻢ أﺣﺪ إﻟﻰ ﺑﺤﺮ اﻟﻬﻨﺪ إﻟﻰ أن ﺧﻠﺺ ﻣﻨﻬﻢ ﻏﺮاب )ﺳﻔﻴﻨﺔ( إﻟﻰ ﺑﺤﺮ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
75
ﻗﺎل ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ أن وﺻﻞ إﻟﻰ أﻃﺮاف ﺷﺮق إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﺗﺤﺪﻳﺪ ًا ﻣﻮزﻣﺒﻴﻖ: »ا|ن ﻃ ّﻮﻗﻨﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﻟﻢ ﻳﺒﻖ إﻻ أن ﻧﺸﺪ اﻟﺨﻴﻂ«
ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻌﺎﻟﻤﻲ رواﻳﺔ ﺧﻄﻴﺮة ذاﻋﺖ واﻧﺘﺸﺮت ،ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﻤﻼح واﻟﺮﺑﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ )اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي وﺿﻊ أﺻﻮل ﻋﻠﻢ اﻟﺒﺤﺎر واﺧﺘﺮع اﻟﺒﻮﺻﻠﺔ ورﺳﺦ ﻗﻮاﻋﺪ اﻷﻣﺎن ﻟﻠﺴﻔﻦ اﻟﻤﺒﺤﺮة ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮاﻧﺊ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ( ﻫﻮ ﻣﺮﺷﺪ ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ ّ ﻓﻲ رﺣﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻨﺪي Malindiﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ إﻟﻰ ﻛﻠﻜﺘﺎ -Calicut-ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ ﻋﺎم 1498م. وﻫﻲ رواﻳﺔ -ﻋﻠﻰ ﻓﺮض ﺣﺪوﺛﻬﺎ -ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺪﻋﺎة ﻟﺰﻫﻮ اﻟﻌﺮب ،وإﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،ﻟﻤﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻏﺰوات اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺂس ﻣﺎ ﻳﺰال أﻫﻞ اﻟﺨﻠﻴﺞ وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻳﺘﺬﻛﺮوﻧﻬﺎ. واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن أي ﻣﻼح ﻋﺮﺑﻲ أﻗﺼﺮ ﻗﺎﻣﺔ ﻣﻦ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻛﺎن ﺑﻤﻘﺪوره أن ﻳﻨﻬﺾ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻤﻬﻤﺔ ،ﺧﺼﻮﺻﺎً وأن اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ ﺑﻼد اﻟﻬﻨﺪ وإﻟﻰ ﺑﻼد أﺧﺮي أﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻬﻨﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻄﺮوﻗﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺮب ﻣﻨﺬ آﻣﺎد ﺑﻌﻴﺪة وﻟﺪﻳﻬﻢ ﺧﺒﺮة ودراﻳﺔ ﺑﻬﺎ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮاﺑﻞ وﺑﻬﺎرات اﻟﻬﻨﺪ – اﻟﻔﺮدوس اﻷرﺿﻲ اﻟﻜﺎﺋﻦ ﺑﺎﻟﺸﺮق اﻟﺒﻌﻴﺪ -اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻗﻴﺎم رﺣﻠﺘﻴﻦ ﻟﻬﻤﺎ اﻷﺛﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،اﻷوﻟﻲ ﻫﻲ رﺣﻠﺔ -ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﺲ 1492م)897ﻫـ( ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﻓﺮدﻳﻨﺎﻧﺪ وإﻳﺰاﺑﻴﻠﻼ ،ﻣﻠﻜﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ،ﺑﺎﻹﺑﺤﺎر ﻏﺮﺑﺎً إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ ﺑﺪءا ً ﻣﻦ ﺟﺰر اﻟﻜﻨﺎري ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻷﻃﻠﻨﻄﻲ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ -ﻓﻴﻤﺎ ﻇﻦ- إﻟﻰ ﺳﻴﺒﺎﻧﺠﻮ ﺑﺎﻟﻴﺎﺑﺎن واﻟﺼﻴﻦ وﺟﺰاﺋﺮ اﻟﻬﻨﺪ واﻹﻧﺪﻳﺰ ﺷﺮﻗﺎً. أﻣﺎ اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻷﺧﺮى ﻓﻬﻲ رﺣﻠﺔ ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ ﺣﻮل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﺻﻮﻻً إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ ﻋﺎم 1498م ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ رأس اﻟﺮﺟﺎء اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻚ ﺟﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻠﻚ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل. وﺳﺒﺐ ذﻟﻚ أن دوﻗﻴﺔ اﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ واﻷﺳﺎﻃﻴﻞ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺳﻴﻄﺮت ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎرة ﺷﺮق اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ وﻣﻨﻌﺖ ﺗﻮاﺑﻞ وﺑﻬﺎرات اﻟﻬﻨﺪ ﻋﻦ اﻟﻐﺮب ﻣﻦ أوروﺑﺎ :اﺳﺒﺎﻧﻴﺎ
74
İĤĔŨ ŮĖē ijĔĩėŤē İĸĉ
واﻟﺒﺮﺗﻐﺎل ،وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف واﻵﻣﺎل اﻷورﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﺣﺘﻜﺎر ﺗﺠﺎرة ﺳﻠﻊ اﻟﺸﺮق ﻣﻦ اﻟﺒﻬﺎرات واﻟﺬﻫﺐ ،وﺗﻄﻮﻳﻖ ﺑﻼد اﻹﺳﻼم ﺑﺎﻻﺗﺼﺎل ﺑﻘﻮي أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻌﻬﻢ ﺿﺪ اﻹﺳﻼم ﻣﺜﻞ اﻟﺼﻴﻦ ﻓﻲ آﺳﻴﺎ واﻟﺤﺒﺸﺔ ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ. رﺣﻠﺔ ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪاﻳﺔ ﻗﺼﺔ رﺣﻠﺔ ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ ﻋﺎم 1488م ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻬﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﺟﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻣﻠﻚ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل ،إﻟﻰ اﻟﺘﺎﺟﺮ اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﺮﻳﺮ دي ﻛﻮﻓﻴﻼن ﺑﺄن ﺑﻘﻮم ﺑﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﻗﺼﺮ اﻟﻄﺮق اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ ،ﻣﻊ ﺗﺠﻨﺐ اﻟﻤﺮور ﺑﺠﻨﻮة أو اﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ، ﻓﻘﺎم ﺑﻴﺮﻳﺮ دي ﻛﻮﻓﻴﻼن و ﻣﻐﺎﻣﺮ آﺧﺮ ﻣﻌﻪ ﻳﺪﻋﻲ ﺑﺎﻓﻴﺎ ﺑﺎﻹﺑﺤﺎر ﻣﻦ ﻟﺸﺒﻮﻧﺔ رأﺳﺎً إﻟﻰ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ،وﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻴﻨﺎء واﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ ﺛﻢ إﻟﻰ ﻋﺪن ،وﻫﻨﺎك اﻓﺘﺮق اﻟﻤﻐﺎﻣﺮان
ﺣﻴﺚ اﺗﺠﻪ ﺑﺎﻓﻴﺎ إﻟﻰ اﻟﺤﺒﺸﺔ ﺛﻢ اﺧﺘﻔﺖ أﺧﺒﺎره ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ واﺻﻞ دي ﻛﻮﻓﻴﻼن اﻟﺴﻔﺮ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ ﻣﻦ ﻋﺪن ،ﺣﻴﺚ وﺻﻠﻬﺎ وﺗﺠﻮل ﻓﻲ أﻗﺎﻟﻴﻤﻬﺎ اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﻰ ﻋﺪن وﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﻟﺸﺒﻮﻧﺔ ﺑﻌﺪ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ،وﻗﺪم ﺗﻘﺮﻳﺮا ً ﺑﺸﺄن رﺣﻠﺘﻪ واﻟﻤﺸﺎق واﻟﻤﺰاﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻨﺘﻬﺎ ،ﻏﻴﺮ أن ﻫﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻢ ﻳﺮض اﻟﻤﻠﻚ ﺟﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،ﻟﻤﺮوره أﻳﻀﺎً ﻋﺒﺮ ﻣﺼﺮ ،وﻛﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎً ،ﻓﺄرﺳﻞ ﺣﻤﻠﺔ اﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺪوران ﺣﻮل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻦ ﻏﺮب اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ إﻟﻰ ﺟﻨﻮﺑﻪ ،ﺛﻢ ﻣﻨﻪ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ ،أﺳﻠﻢ ﻗﻴﺎدﺗﻬﺎ إﻟﻰ )ﺑﺎرﺗﻠﻤﻴﻮ دﻳﺎز( وﻟﻤﺎ ﻋﺎد دﻳﺎز ﻗﺪم إﻟﻰ اﻟﻤﻠﻚ ﺗﻘﺮﻳﺮا ً ﻳﺸﻴﺮ ﻓﻴﻪ إﻟﻰ ﻧﺠﺎح ﻣﻬﻤﺘﻪ ،وأﻧﻪ ﻗﺪ وﺟﺪ أﺧﻴﺮا ً اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ ،وإن ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أن ﻳﻜﻤﻞ رﺣﻠﺘﻪ ﻟﻠﻌﻮاﺻﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ واﺟﻬﺘﻪ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب إﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،وﺑﺪﻻً ﻣﻦ أن ﻳﺴﻤﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ رأس اﻟﺮﺟﺎء اﻟﻌﺎﺻﻒ،
ارﺗﻴﺎد ا|ﻓﺎق ﻳُ ﻨﴩ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮيب ﻟﻸدب اﻟﺠﻐ ﺮاﰲ "ارﺗﻴﺎد اﻵﻓﺎق" -أﺑﻮﻇﺒﻲ -ﻟﻨﺪن اﻟﺬي ﻳﺮﻋﺎه اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻮﻳﺪي
واﺿﻊ أﺻﻮل ﻋﻠﻢ اﻟﺒﺤﺎر وﻣﺨﺘﺮع اﻟﺒﻮﺻﻠﺔ
ﺻﻼح ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر اﻟﻟﺸﻬﺎووي
ĻķĘŬ ĻķĘŬ 173 117 73 73 ijĴŕŨė ijĴŕŨė
20 201 2 2014 014 01
73 73
ĸŔĘŀ ğĘƀŬŹſ
أﻳﻦ ذﻫﺐ ﺷﻌﺐ )ﻛﻤﻴﺖ(؟ źİŻŵĹŤē İũĨĉ İũĩŨ
ﻓﻲ
ﻛﺘﺎب ﺷﻮق اﻟﻤﺴﺘﻬﺎم ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ رﻣﻮز اﻷﻗﻼم ﻗﺮأ اﺑﻦ وﺣﺸ ّﻴﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴﻨﻰ ﺑﺎﻟﻬﻴﺮوﻏﻠﻴﻔﻴﺔ ،وﻣﺎ دار ﻓﻲ ﺧﻠﺪه أن ﻗﺮﻧﻲ اﻹﺳﻜﻨﺪر ﻫﻤﺎ ﻗﺮﻧﺎ اﻟﻜﺒﺶ آﻣﻮن اﻟﺬي ﻳﺘﻤ ّﺪد ﻓﻲ اﻟﺼﺎﻟﻮن اﻟﻤﺼﺮي ﻓﻲ اﻟﻤﺘﺤﻒ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ .ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻴﺤﻞ اﻧﺘﻈﺎر ﺷﺎﻣﺒﻠﻴﻮن اﻟﺬي ﻋﻜﻒ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺮ رﺷﻴﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ّ اﻟﺸﻔﺮة اﻟﻌﺼ ّﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﺧﻤﺴﺔ وﺛﻼﺛﻴﻦ ﻗﺮﻧﺎً ﻋﻠﻰ وﻓﺎة اﻟﻔﺮﻋﻮن وﻳﻬﻤﺲ ﻓﻲ أذﻧﻪ :رﻣﺴﻴﺲ ،ﻟﺘﻨﺘﻔﺾ اﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﻟﻤﻌﺒﺪ )أﺑﻮ ﺳﻤﺒﻞ( ﻗﺮب أﺳﻮان. ﻧ ّﺤﻴﺖ ﻛﺘﺎب اﺑﻦ وﺣﺸﻴّﺔ ﺟﺎﻧﺒﺎً وﺷﺮﻋﺖ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻣﺎرك ﻛﻮﻟﺮ وﺑﻴﻞ ﻣﻴﻨﻠﻲ )ﻛﻴﻒ ﺗﻘﺮأ اﻟﻤﺼﺮﻳّﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ( ،وﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ: ﻫﻜﺬا ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺒﻴﻮت ،إﻧّﻪ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﺷﺬّﺑﺘﻪ اﻷﻧﺎة اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳّﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﻠّﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺗﻌﻮد رﻣﻮزا ً وﻃﻼﺳﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ،ﺑﻞ ﻟﻐﺔ رﻓﻴﻌﺔ ذﻛ ّﻴﺔ رﺷﻴﻘﺔ أﻧﺘﺠﻬﺎ ﺷﻌﺐ ﻣﺨﺘﺎر ﻛﺎن ﻳﻨﻘﺶ اﻟﺤﺠﺮ ﻟﻴﺴ ّﺠﻞ ﺗﺎرﻳﺨﻪ وﻋﻠﻮﻣﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻛﻼم اﻷﻣﻢ ﺗﺬروه اﻟﺮﻳﺎح. أﺗﺴﺎءل اﻟﻴﻮم :أﻳﻦ ذﻫﺐ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ ،وإﻟﻰ أﻳﻦ آﻟﺖ ﻃﻘﻮﺳﻪ اﻟﻤﻘ ّﺪﺳﺔ وﻟﻐﺘﻪ وﻋﺎداﺗﻪ؟ وﻻ أﺟﺪ ﻟﻬﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺳﻮى ﺟﻮاب واﺣﺪ ،أ ّﻣﺎ اﺳﻢ اﻟﺒﻠﺪ )ﻛﻤﻴﺖ( وﺗﻌﻨﻲ اﻷرض اﻟﺴﻮداء ﻓﻘﺪ ﻃﻤﺲ وﺗﺒ ّﺪل ﺑـ)ﻣﺼﺮﻳﻢ( اﻟﻌﺒﺮﻳّﺔ ﺛ ّﻢ ﻣﺼﺮ ،وأ ّﻣﺎ اﻟﻄﻘﻮس ﻓﻘﺪ ﺗﺤ ّﻮﻟﺖ إﻟﻰ اﻷدﻳﺎن اﻟﺠﺪﻳﺪة :ﻛﺎﻟﺒﻌﺚ ،واﻟﺤﺴﺎب ،واﻟﻤﻴﺰان ،واﻟﻤﻼﺋﻜﺔ اﻟﻜﺘﺒﺔ ،واﻟﺮوح اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺎرق اﻟﺠﺴﺪ ﻛﻞ ﻳﻮم ﻟﺘﻌﻮد إﻟﻴﻪ ،واﻟﺼﻠﻮات اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻋﻦ ﺻﻠﻮاﺗﻨﺎ واﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد .واﻷﺳﻤﺎء ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻘﻴﺖ ﻛﺎﻟﺤﺮ)اﻟﺸﺎﻫﻴﻦ( واﻟﺤﻮر اﻟﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻮرس، واﻟﺤﻢ أي اﻟﺤﻤﻮ ،واﻟﺨﺘﻢ ،واﻟﻨﺠﺲ ،وأﻣﺎ ﺳﻮﻛﺮ اﻹﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳّﺔ ﻓﻼ أﺳﺘﺒﻌﺪ ﻛﻮﻧﻪ ﺻﻘﺮ ،وﻫﻮ اﺳﻢ ﻟﻢ ﻳﺰل ﻣﺘﺪاوﻻ ﻓﻲ
72
اﻟﺠﺰﻳﺮة. ﻛﺎن )دﻳﺎﻧﺔ ﻣﺼﺮ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ( ﻷدوﻟﻒ إرﻣﺎن ،واﻟﺬي اﻗﺘﻨﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 2009م ،ﻫﻮ اﻟﺸﺮارة اﻟﺘﻲ وﻟّﺪت ﻫﺬا اﻟﺤﺮﻳﻖ ،ﻟﻢ أزل أﻗﺮأ ﻫﺬا اﻟﺴﻔﺮ ،وأﻫﺪﻳﻪ إﻟﻰ اﻷﺻﺪﻗﺎء ،واﺑﺸّ ﺮ ﻋﻨﻪ ،ﺣﺘّﻰ ﺳﺎﻗﺘﻨﻲ اﻷﻗﺪار ﻫﺬا اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻹﺳﻜﻨﺪر ﻓﻲ اﻟﻤﺘﺤﻒ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺛ ّﻢ إﻟﻰ ﺗﺼﻮر اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻤﻘﺪوﻧﻲ ﺑﻘﺮﻧﻴﻦ، آﻣﻮن وﻗﻄﻌﺔ اﻟﻨﻘﻮد اﻟﻔﻀ ّﻴﺔ اﻟﺘﻲ ّ وﻟﻜﻦ إذا أردﻧﺎ أن ﻧﺮد اﻟﻔﻀﻞ إﻟﻰ أﻫﻠﻪ ،ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ إﻻ أن ﻧﺬﻛﺮ اﻟﺸﺎب اﻟﻨﺎﺣﻞ ﺷﺎﻣﺒﻠﻴﻮن اﻟﺬي أﺧﺮج ﻣﻠﻮﻛﺎً ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ وﺣﺒﻼً ﻃﻮﻳﻼً ﻣﻦ اﻷﺳﺮات اﻟﻤﻠﻜ ّﻴﺔ واﻟﻜﻬﻨﺔ وﺑﻴﻮﺗﺎت اﻟﻌ ّﻤﺎل وﺧﻄﻂ اﻟﻤﺪن وﻣﻌﺎرف ﺟ ّﻤﺔ ودﻓﻊ ﻫﺬا ﻛﻠّﻪ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺲ ،ﻟﻘﺪ أﺧﺮﺟﻬﻢ - اﻟﺠﺐ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻳﻮﺳﻒ -ﻣﻦ ﻏﻴﺎﺑﺔ ّ
'è Ð' . ° (Ë Âê Ù ) ÛÂ ½ # ç# Û # ª (# . ±' Û .
ĸŕŁŨė ĝĸʼnĬ ǝ
ﻓﺄﺑﺪى ﺷﺠﺎﻋﺔ وﺑﺴﺎﻟﺔ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ اﻟﻨﻈﻴﺮ، وﻣﻦ ﻛﻬﺎﻧﺘﻪ ،أﻧﻪ ﻟﻤﺎ اﺣﺘﻀﺮ ﻧﺰار ﺑﻦ ﻣﻌﺪ ﻓﻜﺎن أﺣﺪ ﻓﺮﺳﺎن اﻟﻌﺮب اﻟﻤﺸﻬﻮرﻳﻦ (12).اﺑﻦ ﻋﺪﻧﺎن ﺗﺮك أرﺑﻌﺔ ﺑﻨﻴﻦ :ﻣﻀﺮ ورﺑﻴﻌﺔ وأﻧﻤﺎر وإﻳﺎد ،وأوﺻﻰ أن ﻳﻘﺴﻢ ﻣﻴﺮاﺛﻬﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺳﻄﻴﺢ اﻟﻜﺎﻫﻦ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎت ﻧﺰار ﺻﻔﻬﻢ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻣﻪ ﺳﻄﻴﺢ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ،ﺛﻢ أﻋﻄﺎﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮاﺳﺔ، ﻓﺄﻋﻄﻰ رﺑﻴﻌﺔ اﻟﺨﻴﻞ ،ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ رﺑﻴﻌﺔ ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ):(13 اﻟﻔﺮس ،وأﻋﻄﻰ ﻣﻀﺮ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺤﻤﺮاء ،ﻓﻴﻘﺎل ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﻓﻌﻮل اﻟﺠﻤﺎﻟﻪ ﻳﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﻓﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻌـﻮن ﻋــ ّﻮاد ﻟﻪ ﻣﻀﺮ اﻟﺤﻤﺮاء ،وأﻋﻄﻰ أﻧﻤﺎرا اﻟﺤﻤﺎر، ﻛﺎن ﻛﻌﺐ ﻣﻦ ﻣﺎﻣﺔ اﻻﻳﺎدي ،أﺣﺪ أﺟﻮاد وأﻋﻄﻰ إﻳﺎدا أﺛﺎث اﻟﺒﻴﺖ(18). اﻟﻌﺮب ،وﺧﺮج ﻓﻲ رﻛﺐ ﻣﻦ إﻳﺎد ورﺑﻴﻌﺔ اﺑﻨﻲ ﻧﺰار ،ﺣﺘﻰ إذا ﺗﻮﺳﻄﺎ اﻟﺼﺤﺮاء ،وﻛﺎﻧﻮا اﻟﺒﺮّاق وﻟﻴﻠﻰ اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ ﻓﻲ أﺷﺪ اﻷوﻗﺎت ﺣﺮارة ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ،ﻓﺎﻗﺘﺴﻤﻮا ،ﺣﺘﻰ إذا ﺗﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮة ،ﻓﺘﺎة اﻟﻌﺮب):(19 ﺟﺎءت ﻗﺴﻤﺘﻪ ،ﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ رﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻧﻤﺮ، ﻟﻲ ﻋﻠﻴﻪ آﻧﻮح ﻓﻲ وﺟﺪ ْﺳﻤﻬﺎن ﻓﻘﺎل ﻛﻌﺐ :إﺳﻖِ أﺧﺎك اﻟﻨﻤﺮي ،ﻓﺬﻫﺒﻮا، ﻟﻴﺘـﻪ اﻟﺒـ ّﺮاق ﻳﻨﻈـﺮ ﺑﺎﻟﻌﻴـﻮن ﺣﺘﻰ إذا ﺟﺎء اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻌﻠﻮا ﻓﻌﻠﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺒ ّﺮاق اﻟﻤﺬﻛﻮر ،ﻫﻮ اﻟﺒﺮاق ﺑﻦ روﺣﺎن اﻟﻴﻮم اﻷول ،وﻓﻌﻞ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻣﺔ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺑﻦ أﺳﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺮة ،ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺟﺸﻢ، اﻷوﻟﻰ ،ﺣﺘﻰ إذا ﺟﺎء اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻧﻔﺪ ﻣﺎ أﺣﺪ ﻓﺮوع ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﻐﻠﺐ ﺑﻦ واﺋﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ،ووردوا ﻋﻠﻰ ﺣﻮض ﻣﺎء ،رﺑﻴﻌﺔ ﺑﻦ ﻧﺰار ،ﻛﺎن ﻓﺎرس رﺑﻴﻌﺔ وﻓﺎﺗﻜﻬﺎ وﻟﺸﺪة ﺗﻌﺒﻪ وﻋﻄﺸﻪ ،ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﺤﺮاك ،اﻟﻤﻘ ّﺪم ،ﻗﺎل ﻋﻨﻪ اﻟﻤﺆرﺧﻮن "إﻟﻴﻪ اﻧﺘﻬﻰ ﻋ ّﺰ وﻣﺎت ﻗﺒﻞ أن ﻳﺮد اﻟﺤﻮض ،ﻓﻀﺮب ﺑﻪ اﻟﻤﺜﻞ رﺑﻴﻌﺔ وﺷﺮﻓﻬﺎ" ،وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ واﺋﻞ رﺑﻴﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺮم واﻹﻳﺜﺎر(14). اﻟﻤﻌﺮوف ﺑﻜﻠﻴﺐ واﺋﻞ(20). ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺤﺐ اﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ ﻟﻴﻠﻰ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮف ﺑـ "ﻟﻴﻠﻰ اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ" وأﺣﺒﺘﻪ ،ﻟﻜﻦ واﻟﺪﻫﺎ ﻛﺎن اﻟﻜﻬﺎن اﻟﺴﻄﻴﺢ! ّ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺰوﺟﻬﺎ ﺑﺄﺣﺪ اﻟﻤﻠﻮك ،ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻘﺬا ً ﻟﻘﻮﻣﻪ ،وﻣﻼذا ً ﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺪاﺋﺪ، وﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ ،ﺳﺎﻟﻢ اﻟﺪﻫﻤﺎﻧﻲ):(15 وﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﻰ ﺗﻮد ﻟﻮ أن اﺑﺎﻫﺎ ز ّوﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﺮاق، ﺟﺎﻫــﻢ اﻟﻜ ّﻬـﺎن ﻣﺬﻟــﻮل ْوﻛﺴﻴـــﺮ ِ ﻣﺎ ﻧﺠـﺢ ﻟﻘﻤـﺎر ﺣﻠّﺖ ﺑﻪ ﻧﻘـــﺎم 16إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺺ أﻣﺮ أﺑﻴﻬﺎ ،وﺻﺎﻧﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺒﺮاق ﺗﻌﻔﻔﺎً ،ﻓﻠُﻘﺒﺖ ﺑﺎﻟﻌﻔﻴﻔﺔ ،وﻗﻌﺖ اﻟﺴﻄﻴﺢ ﻟﻲ ﻳﻨﻄﻮي ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺼﻴﺮ ﺑﺮﺑﺮه ﻣﺎﻟﻪ ﻋﺼﺎب وﻻ ﻋﻈﺎم أﺳﻴﺮة ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻮم ،ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻗﺼﻴﺪة أﺣﺪ ﻛﻬﺎن اﻟﻌﺮب ،ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ذﺋﺐ ،ﻛﺎن ﺗﺴﺘﻨﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﺮاق ،وﻫﻲ: ﻳﺘﻜﻬﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﺳﻤﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻟﻴﺖ ﻟﻠﺒﺮاق ﻋﻴﻨـﺎً ﻓـﺘـﺮى ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﻔﺎﺻﻠﻪ ﻗﺼﺐ ﺗﻌﻤﺪه ،ﻓﻜﺎن ﻣﺎ أﻻﻗﻲ ﻣﻦ ﺑـﻼء وﻋـﻨـﺎ أﺑﺪا ً ﻣﻨﺒﺴﻄﺎً ﻣﻨﺴﻄﺤﺎً ﻋﻠﻰ اﻻرض ﻻ ﻳﻘﺪر وﻫﻮ ﺑﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺬي ﻗﺼﺪﺗﻪ ﻓﺘﺎة اﻟﻌﺮب ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎم وﻻ ﻗﻌﻮد ،وﻳﻘﺎل :ﻛﺎن ﻻ ﻋﻈﻢ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻬﺎ "ﻟﻴﺘﻪ اﻟﺒﺮاق ﻳﻨﻈﺮ ﺑﺎﻟﻌﻴﻮن". ﻓﻴﻪ ﺳﻮى رأﺳﻪ17.
اﻟﻬﻮاﻣﺶ 1ـ دﻳﻮان أﻋﺬب اﻷﻟﻔﺎظ ﻓﻲ ذاﻛﺮة اﻟﺤﻔﺎظ، ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺣﻤﺎد اﻟﺨﺎﻃﺮي ،ج 2ص .219 2ـ ﻗﺼﺺ اﻷﻧﺒﻴﺎء ،ﻻﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ. 3ـ دﻳﻮان أﻋﺬب اﻷﻟﻔﺎظ ،ج 2ص .525 4ـ اﻷﻏﺎﻧﻲ ،ﻷﺑﻲ اﻟﻔﺮج اﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ. 5ـ دﻳﻮان أﺣﺎﺳﻴﺲ ﺷﺎﻋﺮ ،ص .49 6ـ ﺗﺰﻳﻴﻦ اﻷﺳﻮاق ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ أﺷﻮاق اﻟﻌﺸّ ﺎق ﻟﺪاود اﻷﻧﻄﺎﻛﻲ. 7ـ دﻳﻮان أﻋﺬب اﻷﻟﻔﺎظ ،ج 3ص .213 8ـ اﻷﻏﺎﻧﻲ ،ﻷﺑﻲ اﻟﻔﺮج اﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ. 9ـ دﻳﻮان أﻋﺬب اﻷﻟﻔﺎظ ،ج 3ص .447 10ـ أﺷﻌﺎر اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺴﺘﺔ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻦ ﻟﻸﻋﻠﻢ اﻟﺸﻨﺘﻤﺮي. 11ـ دﻳﻮان رﻳﻒ اﻟﺼﺒﺎ ،ص .244 12ـ أﻳﺎم اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﺟﺎد اﻟﻤﻮﻟﻰ ،وﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺒﺠﺎوي ،وﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ اﻟﻔﻀﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ 13ـ دﻳﻮان اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ ص .73 14ـ أﻣﺜﺎل اﻟﻌﺮب ،ﻟﻠﻤﻀﻞ اﻟﻀﺒﻲ. 15ـ دﻳﻮان اﻟﺪﻫﻤﺎﻧﻲ ،ص .59 16ـ ﺟﺎﻫﻢ ،أي أﺗﻰ إﻟﻴﻬﻢ. 17ـ ﻣﻌﺠﻢ ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب ،ﻻﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر. 18ـ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻔﺮﻳﺪ ،ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺪ رﺑﻪ. 19ـ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ واﻟﺴﻴﺮة اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮة ﻋﻮﺷﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪي. 20ـ اﻷﻏﺎﻧﻲ ،ﻷﺑﻲ اﻟﻔﺮج اﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ĸŕŁŨė ĝĸʼnĬ ǝ
2014
71
e' -Ï/Î (# . 1$Ù# (¼l 'Ú/ Î # Û' ¹Îg# ' £# Ä#Č /(# Ð Ù Â (Î(Î k Č
70
ﻋﻨﺘﺮ ﺑﻦ ﺷﺪاد
اﻣﺮؤ اﻟﻘﻴﺲ ..وﻋﻨﻴﺰه
ﺟﺴﺎس واﻟﺰﻳﺮ
ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ ،أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﻒ ﺑﻦ زﻋﻞ اﻟﻔﻼﺣﻲ):(7 وﻋﻨﺘﺮ ﻓﻲ ﻫﻮى ﻋﺒﻠﻰ ْﻣﺘﺤ ّﻨﺎ ﻛـــﻞ ﻳـﻮم ﻳْﻄـﺎردوﻧـﻪ ﺟﻴﻮش ّ ٍ ﻫﻮ ﻋﻨﺘﺮ ﺑﻦ ﺷﺪاد ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﻳﺔ، ﻳﻨﺘﺴﺐ إﻟﻰ ﺟﺪ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻋﺒﺲ ،وﻳﻨﺘﻬﻲ ﻧﺴﺒﻪ إﻟﻰ ﻗﻴﺲ ﻋﻴﻼن ،وﻳﻨﺎدي أﻳﻀﺎ ﻋﻨﺘﺮة ،وﻟﺪ ﻣﻦ أم ﺣﺒﺸﻴﺔ ﺗﺴﻤﻰ زﺑﻴﺒﺔ، ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺘﺮف ﺑﻪ أﺑﻮه ،ﻟﻌﺎدة اﻟﻌﺮب آﻧﺬاك، وﻟﻤﺎ ﺷﺐ ،وأﺑﺪى ﻣﻦ اﻟﻘﻮة واﻟﺒﺴﺎﻟﺔ وﻧﺒﻞ اﻷﺧﻼق ،واﻟﺬود ﻋﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ،أﻟﺤﻘﻪ واﻟﺪه ﻓﻲ ﻧﺴﺒﻪ ،ﻛﺎن ﺷﺎﻋﺮا ﻣﺠﻴﺪا ،وأﺣﺪ ﺷﻌﺮاء اﻟﻤﻌﻠﻘﺎت ،ﺿﺮب ﺑﻪ اﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﺼﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل ،ﻛﺎن ﺳﻤﺤﺎ ﺟﻮادا ،دﻣﺚ اﻷﺧﻼق ،ﺗﻮﻓﻲ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻌﺜﺔ ﺑﺴﺒﻊ ﺳﻨﻮات، وﻋﻤﺮه 93ﺳﻨﺔ ،أﻣﺎ ﻋﺒﻠﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻋﺒﻠﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ،وﺑﺎﻗﻲ ﻧﺴﺒﻬﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻨﺴﺐ ﻋﻨﺘﺮة ،ﻷﻧﻬﺎ اﺑﻨﺔ ﻋ ّﻤﻪ ﻟﺤﺎ ،ﻓﺎﺗﻨﺔ اﻟﺠﻤﺎل، أﺣﺒﻬﺎ ﻋﻨﺘﺮة ،وﻓﻌﻞ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ،وﻟﻢ ﺗﺜﺒﺖ أﺷﻌﺎره ،وﻻ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،أﻧﻪ ﺗﺰوﺟﻬﺎ، ﺑﻞ ﻳﻘﻮل ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺷﻌﺮه أﻧﻬﺎ ﺗﺰوﺟﺖ ﺑﺮﺟﻞ ﻏﻴﺮه(8).
ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ ،راﺷﺪ اﻟﺨﻀﺮ):(9 ﻛ ّﻨﻪ ﻋﻨﻴﺰه ﺑﻬﻮدﺟﻪ ﻛﺎن وﻧﺎ اﻣﺮئ اﻟﻘﻴﺲ اﻧﺘﻌﺎﺷﺎ ﻫﻮ أﻣﺮؤ اﻟﻘﻴﺲ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث اﻟﻜﻨﺪي ،ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻧﺴﺒﻪ إﻟﻰ اﻟﺤﺎرث اﻷﻛﺒﺮ، وﻗﻴﻞ اﺳﻤﻪ ﺣﻨﺪج ،واﻣﺮؤ اﻟﻘﻴﺲ ﻟﻘﺒﻪ، وﻣﻌﻨﺎه رﺟﻞ اﻟﺸ ّﺪﻩ ،ﻛﺎن ﻫﻮ وأﺑﻮه وﺟ ّﺪﻩ ﻣﻠﻮك اﻟﻌﺮب ،ﻟﺬا أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻀﻠّﻴﻞ ،ﻣﻦ أﻗﺪم اﻟﺸﻌﺮاء ،واﻟﺒﻌﺾ ﻳﻌﺪه أول ﺷﺎﻋﺮ د ّون ﺷﻌﺮه ،ﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺸﻌﺮ ،ورﻗﻘﻪ ،وﺳﺒﻖ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺎن ،واﻟﺒﺪﻳﻊ ،واﻟﺒﻼﻏﺔ ،وﺣﺴﻦ اﻟﻌﺒﺎرة ،واﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ،واﻟﻜﻨﺎﻳﺎت اﻟﺮاﺋﻌﺔ، واﻟﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟﻌﻘﻴﻢ ،ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻣﻠﻚ واﺳﻊ اﻟﺠﺎه ،واﺗﻔﻖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻘﺎد ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ وأﻧﻪ ﺳﻴّﺪ اﻟﺸﻌﺮاء دون ﻣﻨﺎزع، وﻗﺎل ﻋﻦ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ: إﻧﻪ ﻳﻘﺪم ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺎﺑﺾ ﺑﻠﻮاء اﻟﺸﻌﺮاء ﻳﺪﺧﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﻨﺎر ،ﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ 80ﻗﺒﻞ اﻟﻬﺠﺮة. أﻣﺎ ﻋﻨﻴﺰة اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻫﻨﺎ ،ﻓﻴﻘﺎل إﻧﻬﺎ إﺣﺪى اﻟﺠﺎرﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎن داﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻬﻮ ﻣﻌﻬ ّﻦ أﻣﺮؤ اﻟﻘﻴﺲ ،وﻗﻴﻞ ﻫﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ اﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ ،وذﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻠﻘﺘﻪ(10).
ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ ،ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻔﺎن اﻟﻤﻄﻴﻮﻋﻲ):(11 ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺗـﺮف اﻟﺼﺒﺎﻳـﺎ ﻋﻨﺎﻳـﺎ ﺳ ّﻮﻳﺖ ﺑﻲ ﻗﺼﺔ اﻟﺠﺴﺎس واﻟﺰﻳـﺮ ﺟﺴﺎس ،ﻫﻮ ﺟﺴﺎس ﺑﻦ ﻣﺮة ﺑﻦ ذﻫﻞ ّ اﻟﺸﻴﺒﺎﻧﻲ ،ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻧﺴﺒﻪ إﻟﻰ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ﺑﻦ ﻧﺰار ،وﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺣﺮب اﻟﺒﺴﻮس ،ﺣﻴﺚ ﻗﺘﻞ واﺋﻞ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ،اﻟﻤﺸﻬﻮر ﺑﻜﻠﻴﺐ واﺋﻞ، وﻛﺎن ﺳﻴﺪ اﻟﺤﻴﻴﻦ ،ﺗﻐﻠﺐ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ وﺑﻜﺮ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺟﺴﺎس ،وﻋﻠﻰ أﺛﺮ ﻫﺬه اﻟﻤﻘﺘﻠﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺣﺮب اﻟﺒﺴﻮس ،واﻣﺘﺪت ﻷرﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ، ﺗﺨﻠﻠﺘﻬﺎ ﺧﻤﺴﺔ أﻳﺎم ﻃﺎﺣﻨﻪ ،أرﺑﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺘﻐﻠﺐ ،واﻟﻴﻮم اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻷﺧﻴﺮ وﻫﻮ ﻳﻮم ﺗﺤﻼق اﻟﻠﻤﻢ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻐﻠﺒﺔ ﻓﻴﻪ ﻟﺒﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻠﺐ ،وﺑﻪ اﻧﻔﻀّ ﺖ ﺟﻤﻮع ﺗﻐﻠﺐ ،واﻧﺘﻬﺖ اﻟﺤﺮب ،وﺧﻼل اﻷرﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ،ﻧﺸﺄت ﻗﺼﺔ اﻟﺠﺴﺎس واﻟﺰﻳﺮ. واﻟﺰﻳﺮ ﻫﻮ ﻋﺪي ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ،ﺷﻘﻴﻖ ﻛﻠﻴﺐ واﺋﻞ اﻟﻤﻘﺘﻮل ،ﻓﻨﻬﺾ ﻟﻠﺤﺮب ،وأﺿﺮم ﻧﺎرﻫﺎ، ﻟﻸﺧﺬ ﺑﺜﺄر أﺧﻴﻪ ،وﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﻴﺎة أﺧﻴﻪ ﻛﻠﻴﺐ، ﺻﺎﺣﺐ ﺧﻤﺮٍ ،وﻟﻬﻮٍ ٍ، وﻗﻨﺺ ،وزﻳﺎرة اﻟﻨﺴﺎء، ﻓﺄﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﻴﺐ ﻟﻘﺐ اﻟﺰﻳﺮ ،وﻋﺮف ﺑﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،وﻗﺎد ﺟﻤﻮع ﺗﻐﻠﺐ ﻟﻠﺤﺮب،
ŽĜēijĔŨǞē ŽėőĽŤē ĴőĽŤē ŽŘ ĕĴőŤē ŧǙŐĉ
ĸŕŁŨė ĝĸʼnĬ ǝ
وﻛﺎن اﻟﻨﻤﺮود ﺟﺒﺎرا ً ﻋﺎﺗﻴﺎً ،وﻫﻮ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻓﻲ زﻣﻦ ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم، وﻫﻮ اﻟﺬي ﺣﺎﺟﻪ ﻓﻲ رﺑﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ اﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ ،أﻣﺮ ﺑﺤﺮﻗﻪ ،وﺿﺮب اﻟﻨﻤﺮود ﻣﺜﻼً ﻟﻜﻞ ﻃﺎﻏﻴﺔ وﺟﺒﺎر(2).
źĴũőũŤē İŲŘ
ﺷﺪاد وﻧﻤﺮود ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ ،ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻠﻤﻤﻄ ّﻮع اﻟﻜﺘﺒﻲ):(1 ﻣﺎ داﻣﺖ ﻟﺸﺪاد ﻣﻊ ﻗﻮم ﻧﻤﺮود ﻫﻞ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ واﻷﻣﻮر اﻟﻌﻈﺎﻣﻲ ﺷﺪاد ،ﻫﻮ ﺷﺪاد ﺑﻦ ﻋﺎد ،ﻣﻠﻚ ﻗﻮم ﻋﺎد، وﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﻮم ﻫﻮد ،اﻟﺬي دﻋﺎه ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ ﻫﻮد إﻟﻰ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺎﻟﻠﻪ ،ﻓﺎﺣﺘﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺑﺄن ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻜﺎﻓﺄة اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺎﻟﻠﻪ ،ﻓﻜﺎن ﺟﻮاب ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ ﻫﻮد ،ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﻬﺎ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض ،وﻫﻨﺎ أراد ﻋﺎد ،أن ﻳﺘﺤﺪى اﻟﻠﻪ وﻧﺒﻴﻪ ﺑﺄن ﻳﺒﻨﻲ ﺟﻨﺔ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺟﻨﺔ اﻟﻠﻪ، واﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﻫﺬه اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﻓﺰرع ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺎﻛﻬﺔ وﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺠﺮة ،وﺑﻨﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺼﻮرا ً ﻣﻦ ذﻫﺐ ،وﻧﺜﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﺠﺎر اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ أﺻﻨﺎﻓﺎً ﻋﺪﻳﺪة ،ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻬﺰت اﻟﺠﻨﺔ ،ﺟﺎء ﻣﻊ ﺟﻴﺸﻪ ﻟﻴﺮاﻫﺎ وﻳﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻠﻪ ﻗﺒﺾ روﺣﻪ ،ﻓﻤﺎت ﻋﻨﻬﺎ ،وﻫﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮف ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ أرم. أﻣﺎ ﻧﻤﺮود ،ﻓﻬﻮ ﻧﻤﺮود ﺑﻦ ﻛﻨﻌﺎن ﺑﻦ ﻛﻮش ﺑﻦ ﺳﺎم ﺑﻦ ﻧﻮح ،وﻛﺎن أﺣﺪ ﻣﻠﻮك اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻗﻴﻞ ﻣﻠﻮك اﻷرﺿﺔ أرﺑﻌﺔ :ﻣﺆﻣﻨﺎن وﻛﺎﻓﺮان ،ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻨﺎن ذو اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ،وﺳﻠﻴﻤﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،واﻟﻜﺎﻓﺮان ،اﻟﻨﻤﺮود ،وﺑﺨﺘﻨﺼﺮ،
اﺑﻦ اﻟﻤﻠﻮح واﺑﻦ ذرﻳﺢ .. وﺗﻮﺑﺔ ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ ،اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﺴﻴﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻬﺎﺷﻤﻲ):(3 وﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﻴﺲ اﻟﺬي ﻫﺎم ﻣﺠﻨﻮن ﺣﺐ ﻟﻴﻠﻰ ﻣﻔﺎرق ﻃﻴﺐ ﻟﻮﻃﺎن ﻓﻲ ّ ﻗﻴﺲ ،ﻫﻮ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ اﻟﻤﻠ ّﻮح ﺑﻦ ﻣﺰاﺣﻢ، ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻧﺴﺒﻪ إﻟﻰ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺻﻌﺼﻌﺔ ،ﻟﻘّﺐ ﺑﺎﻟﻤﺠﻨﻮن ،ﻟﺠﻨﻮن أﺻﺎﺑﻪ ﺟﺮاء ﺣ ّﺒﻪ ﻟﻠﻴﻠﻲ اﻟﻌﺎﻣﺮﻳﺔ ،وﻫﻲ ﻟﻴﻠﻲ ﺑﻨﺖ ﻣﻬﺪي ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، وﻳﻨﺘﻬﻲ ﻧﺴﺒﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺻﻌﺼﻌﺔ ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺟﺎء ﻟﻘﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﺮﻳﺔ ،وﻛﺎن ﻳﻬﻮاﻫﺎ ﻣﻨﺬ
ﺻﻐﺮه ،ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺒﺮ ،وﺷﺐ ﺑﻬﺎ ـ أي ﺗﻐﺰل ﺑﻬﺎ ـ ﺣﺠﺒﻬﺎ أﺑﻮﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﻟﻌﺎدة اﻟﻌﺮب آﻧﺬاك، ﻓﺰاد ﺑﻬﺎ ﺣﺒﺎ ،وﺟ ّﻦ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ أن ﻣﺎت ﻣﺠﻨﻮﻧﺎ، وﺣﻴﺪا ﻓﻲ ﺻﺤﺮاء ﻧﺠﺪ(4). وﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اﻟﻌﺎﻣﺮي):(5 واﻟﻬـﻮى راﻋﻴﻪ ﻣﺮﺑﻮﺷـﻲ ﺻﺎب ﻗﻴﺲ وﻣﻦ ﻋﻘﺐ ﺗﻮﺑﻪ وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ اﻟﻤﻠﻮح ،ﻫﻨﺎك ﻗﻴﺲ آﺧﺮ ﻫﻮ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ذرﻳﺢ ،وﻳﻨﺘﻬﻲ ﻧﺴﺒﻪ إﻟﻰ ﺧﺰاﻋﺔ ،وﻫﻮ رﺿﻴﻊ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ،وﻗﺪ ﻓﺘﻦ ﻗﻴﺲ ﻫﺬا ﺑﻠﺒﻨﻰ ﺑﻨﺖ اﻟﺤﺒﺎب اﻟﻜﻌﺒﻴﺔ. أﻣﺎ ﺗﻮﺑﺔ ،ﻓﻬﻮ ﺗﻮﺑﺔ ﺑﻦ اﻟﺤﻤﻴّﺮ ﺑﻦ ﺣﺰم ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﺧﻔﺎﺟﺔ ،ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻧﺴﺒﻪ إﻟﻰ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺻﻌﺼﻌﺔ ،وﻛﺎن ﺷﺠﺎﻋﺎ ﻣﺒﺮزا ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ، ﻛﺜﻴﺮ اﻟﻐﺎرات واﻟﺤﺮوب ،ﺳﺨﻴﺎ ،ﻓﺼﻴﺤﺎ، وﻳﻌﺪ أﺣﺪ ﻋﺸﺎق اﻟﻌﺮب ،وﻗﺪ ﻋﺸﻖ ﻟﻴﻠﻰ اﻷﺧﻴﻠﻴﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻔﺼﺎﺣﺔ واﻟﺸﻌﺮ ،واﻟﺒﻌﺾ ﻳﻘ ّﺪم ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮ اﻟﺨﻨﺴﺎء(6).
$ - Ù % ÊØ Ï Î Ï~ " ÊØ Ù Ø / # ] / # Ê Î' ÛÂ £ # Øp /
ĴőĽŤē ęĴŅĨ ŽŘ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
69
وﻋﻤﻘﺖ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﺧﺪﻣﺖ اﻟﻔﻜﺮة ّ
أﻋﻼم اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ا\ﻣﺎراﺗﻲ ﺗﻌﺪدت ﻣﺼﺎدر اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ،وﻛﺎن ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻧﺼﻴﺐ واﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ. وﻟﻢ ﻳﻘﻒ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺸﻌﺒﻴﻮن اﻹﻣﺎراﺗﻴﻮن ﻋﻨﺪ ﻣﺼﺪر واﺣﺪ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﺑﻞ ﻧﻬﻠﻮا ﻣﻦ ﻣﺼﺎدره اﻟﻌﺪﻳﺪة ﻛﺄﺧﺒﺎر اﻟﻌﺮب وﺣﻜﺎﻳﺎﺗﻬﻢ وﺳﻴﺮﻫﻢ وأﻳﺎم ﺣﺮوﺑﻬﻢ وأﻧﺴﺎﺑﻬﻢ وأﻣﺜﺎﻟﻬﻢ وأﻋﻼﻣﻬﻢ. ﻫﻨﺎ وﻗﻔﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻣﻊ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ أﺳﻤﺎء اﻷﻋﻼم اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪه، ﻣﺴﺘﻠﻬﻤﺎً ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ اﻻﺳﻢ ،أو اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺬي ارﺗﺒﻂ ﺑﻪ ،أو اﻟﺪﻻﻟﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ذاﻛﺮة اﻟﻌﺮب.
68
ĞŰĹŸķ
ﻣﻬﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث )(2
ّ اﻟﺼﻔﺎر واﻟﻠﻴﻼم
ﻣﻦ
اﻟﻤﻬﻦ اﻟﻘﻴﻤﺔ أﻳﻀﺎً ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻣﻬﻨﺔ )اﻟﺼﻔﺎر( ،وﻣﻬﻨﺔ )اﻟﻠﻴﻼم(. أﻣﺎ )اﻟﺼﻔﺎر( ﻓﻬﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﺟﺪا ً ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮم ﻣﻤﺘﻬﻨﻮﻫﺎ ﺑﺘﻠﻤﻴﻊ اﻷواﻧﻲ اﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻼﻫﺎ دﺧﺎن اﻟﻤﻮاﻗﺪ وأﺻﺒﺤﺖ ﺳﻮداء ﻓﺎﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﺜﺮ اﻻﺳﺘﺨﺪام ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺄﻧﻒ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻟﻠﻄﻬﻲ. وﻳﻘﻮم اﻟﺼﻔﺎر ﺑﺘﻨﻈﻴﻒ ﻫﺬه اﻷواﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻧﺤﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ،وﺗﺆدي ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻠﻤﻴﻊ واﻟﺘﻨﻈﻴﻒ إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗﻠﻚ اﻷواﻧﻲ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺟﺪﻳﺪة، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮم اﻟﺼﻔﺎر ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻠﻤﻴﻊ ﺑﺈﺻﻼح اﻟﻄﻌﺠﺎت )اﻟﺨﺸﻮف وﻣﻔﺮدﻫﺎ ﺧﺸﻒ( ،وﺗﻘﻮﻳﻢ اﻻﻋﻮﺟﺎج ﻓﻴﻬﺎ ،وﻫﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ أﻫﻞ اﻟﺒﻼد وأﻏﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ اﻷﻓﺎرﻗﺔ أو اﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻴﻴﻦ واﻹﻳﺮاﻧﻴﻴﻦ اﻷواﺋﻞ ،وأذﻛﺮ أﺣﺪ ﻫﺆﻻء ﻓﻲ واﺣﺔ اﻟﻘﻄﺎرة ﻳﺪﻋﻰ )ﻫﻨﻮه اﻟﺼﻔﺎر(. وﻣﻊ ﺗﻄﻮر اﻟﺰﻣﻦ ،اﻧﻘﺮﺿﺖ ﻣﻬﻨﺔ )اﻟﺼﻔﺎر( وأﺻﺒﺢ اﻟﻨﺎس ﻳﺮﻣﻮن ﻣﺎ ﻳﺨﺮب ﻣﻦ أواﻧﻴﻬﻢ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﺘﺮف اﻟﺬي وﺻﻠﻮا إﻟﻴﻪ. أﻣﺎ )اﻟﻠﻴﻼم( ﻓﻬﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻟﺒﺮاءة اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ وﺷﻘﺎوﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،وﻫﻲ ﻣﻬﻨﺔ اﻟﺒﺎﺋﻊ اﻟﻤﺘﺠﻮل اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ دﻛﺎﻧﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮه ﻣﻠﻔﻮﻓﺔ ﺑﺸﺎدر ﻛﺒﻴﺮ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻘﻮى ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻠﻪ ،ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﺸﻲ ﻣﻨﺘﺼﺒﺎً أﺑﺪا ،وﻫﻲ ﻣﻬﻨﺔ اﻣﺘﻬﻨﻬﺎ أﻫﻞ اﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮا ﻟﻠﺒﻼد ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،وﻳﺤﻤﻞ )اﻟﻠﻴﻼم( ﻓﻲ ﺻﺮﺗﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻮر أن اﻟﻨﺎس ﺳﻮف ﺗﺸﺘﺮﻳﻪ ﻣﻨﻪ ،وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ اﻷواﻧﻲ واﻟﺜﻴﺎب واﻟﻌﻄﻮر وأدوات اﻟﺰﻳﻨﺔ.
ŽėőšŤē ĚřżťĬ ijŴĴĸ
وﻗﺪ ﻛﺎن ﻫﺬا )اﻟﻠﻴﻼم( ﻳﻼﻗﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮده ﻗﺪﻣﺎه إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ )اﻟﻘﻄﺎرة( أو )اﻟﺠﻴﻤﻲ( ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ، ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﺗﻘﺎء اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻣﻰ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ اﺗﺠﺎه ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺘﻴﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻌﺒﻮن ،وﻛﺎﻧﻮا داﺋﻤﺎً ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻠﻬﺮب ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﻘﻲ )اﻟﻠﻴﻼم( ﺑﺼﺮﺗﻪ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻋﻦ ﻋﺎﺗﻘﺔ وﻳﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻌﺪو ﺧﻠﻒ أوﻟﺌﻚ اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻣﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻮب وﻫﻮ ﻳﺼﺐ ﻟﻌﻨﺎﺗﻪ وﺟﺎم ﻏﻀﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ. رﺣﻢ اﻟﻠﻪ ﺻﺪﻳﻖ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻟﺬي ﻛﻨﺎ ﻧﺪﻋﻮه )ﻛ ّﻤﺪه( اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﺑﺎﻟﻘﺪر اﻟﻜﺎﻓﻲ وﻟﻢ ﺗﺴﻌﻔﻪ ﻗﺪﻣﺎه ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ ﺣﺎرة )اﻟﻤﺰارﻳﻊ( ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻜﻦ ،ﻟﻴﻬﺮب ﻣﻦ )اﻟﻠﻴﻼم( اﻟﺬي أوﺳﻌﻪ ﺿﺮﺑﺎً وأﺷﻔﻰ ﻏﻠﻴﻠﻪ ﻓﻴﻪ وﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻪ إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺪﺧﻞ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺳﺎرع ﻟﻨﺠﺪة اﻟﻔﺘﻰ ﻣﻦ ﻳﺪي )اﻟﻠﻴﻼم(. وﻗﺪ أﺻﺒﺢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ )اﻟﻠﻴﻼﻣﺎت( اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺮﻓﺘﻬﻢ وﻗﺘﺬاك ،ﻣﻦ ﻛﺒﺎر ﺗﺠﺎر اﻻﻗﻤﺸﺔ واﻷدوات اﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ وأﺻﺤﺎب رؤوس اﻷﻣﻮال ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا * ' 'è Ð
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
67
ķėŹĬ ŽťŲŤē İżőĸ İũĩŨ ĴŐĔĽŤē
ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻨﻬﻢ -ﻟﻤﻮاﺻﻠﺔ ﻣﺸﻮاراﻹﺑﺪاﻋﻲ .وﻗﺪ أﺿﺎﻓﺖ ﻫﺬه اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﻜﺜﻴﺮ إﻟﻰ ﻣﺸﻬﺪﻧﺎ اﻟﺸﻌﺮي ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ أﺳﻤﺎء ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺟﺎدة وﻣﻮاﻫﺐ واﻋﺪة إﻟﻰ اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ .ﻛﻤﺎ أن ﻫﺬه اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت ﺧﻠﻘﺖ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻳﺤﺎول اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ اﻟﻔﻮز ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻤﺎدي وإﻧﻤﺎ أﻳﻀﺎً ﻹﻟﻘﺎء اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ وﻋﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻣﻦ ﺧﻼل وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. وﻗﺪ ﺑﺮز ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ﺷﻜﻠﺖ ﺗﺠﺎرﺑﻬﻢ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﺑﺎرزة ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻨﺎ أن ﻧﻌﺮﻓﻬﻢ ﻟﻮﻻ ﻫﺬه اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت. ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻹﻋﻼم ..ﻣﺎذا أﺿﺎﻓﺖ ﻟﻚ؟ اﻟﻤﺮﺣﻮم اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ رﺣﻤﺔ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ، ﻫﻮ أول ﻣﻦ أدﺧﻠﻨﻲ ﻣﺠﺎل اﻹﻋﻼم ،وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ "ﻓﻲ أﺣﻀﺎن اﻟﺒﺎدﻳﺔ" اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺒﺚ ﻣﻦ إذاﻋﺔ اﻟﺸﺎرﻗﺔ
66
ijēĴļ İļēij ĴŐĔĽŤē
.ﺛﻢ ﺷﺎرﻛﺖ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻬﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺸﻌﺮاء وﺑﻌﺪ اﻋﺘﺬاره ﺗﻢ ﺗﻜﻠﻴﻔﻲ ﺑﺈﻋﺪاد وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ واﻟﺬي اﺳﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم 1995م .وﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺸﻌﺮاء ﻗﺪﻣﺖ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ إذاﻋﻲ ﻣﻦ إذاﻋﺔ دﺑﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﺟﻠﺴﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ،ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻳﺬاع ﻣﺴﺠﻼً ،وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ آﺧﺮ ﺑﻌﻨﻮان "ﻫﻤﺴﺎت ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ" ،إﻟﻰ أن ﺟﺎء اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﻧﻲ آل ﻣﻜﺘﻮم ﻟﻺذاﻋﺔ وﺑﺪأ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ وﻃﻠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ "ﺟﻠﺴﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ" ﻣﺒﺎﺷﺮ وﻟﻤﺪة ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ أﺳﺒﻮﻋﻴﺎً. وﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻫﻮ أول ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺷﻌﺮ ﺷﻌﺒﻲ ﻳﺒﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮاء ﻣﺒﺎﺷﺮةً ،وﺣﻘﻖ ﻧﺠﺎﺣﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻟﻴﺲ اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﻓﻘﻂ .ﻛﻤﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻣﻦ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮن دﺑﻲ ﺑﺮاﻣﺞ :ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺸﻌﺮاء، ﺳﻮاﻟﻒ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻧﺎ ،اﻟﺤﺞ أﻳﺎم زﻣﺎن .وﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ "ﺟﻠﺴﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ" ﻓﻲ إذاﻋﺔ وﺗﻠﻔﺰﻳﻮن دﺑﻲ ﻛﻠﻔﻨﻲ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ ﺣﺎﻛﻢ ﻋﺠﻤﺎن ﺑﺈﻋﺪاد وﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﻗﻨﺎة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ،ﻓﻘﺪﻣﺖ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ "دﻳﻮان اﻟﻘﺼﻴﺪ" اﺳﺘﻤﺮ ﻟﻤﺪة ﻋﺎﻣﻴﻦ. وﻓﻲ ﻋﺎم 2005م ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻤﺮض ﻋﻀﺎل أدﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ أﺛﺮه إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ،وﻣﺮرت ﺑﻈﺮوف ﻋﻼﺟﻴﺔ ﺣﺮﺟﺔ .وﺑﻌﺪ أن ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎء ﺟﺎءﺗﻨﻲ ﻋﺪة ﻋﺮوض ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺮض ﺷﺒﻜﺔ ﻧﺠﻮم واﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻤﺪة ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻗﺪﻣﺖ ﺧﻼﻟﻬﻤﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ "ﺑﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮ" ،وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ "ﺣﺼﺎﺑﻲ" .وﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻟﻤﺪة ﻋﺎم ﺟﺎءه ﻋﺮض ﻣﻦ ﻗﻨﺎة ﺳﻤﺎ دﺑﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻴﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﻨﺼﻮري وﻛﺎن ﻋﺮﺿﺎً ﻣﻐﺮﻳﺎً ﻟﻴﺲ ﻣﺎدﻳﺎً ﻓﻘﻂ وﻟﻜﻦ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎً أﻳﻀﺎً .وﻓﻲ ﺳﻤﺎ دﺑﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ "ﺑﻴﺖ اﻟﻘﺼﻴﺪ". وﻗﺪ أﺗﺎﺣﺖ ﻟﻲ رﺣﻠﺘﻲ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻓﺮﺻﺔ اﻹﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﻧﻤﺎذج وﻣﺪارس ﺷﻌﺮﻳﺔ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺸﻌﺮاء اﻹﻣﺎرات اﻟﺸﻌﺒﻴﻴﻦ. وﺳﺎﻋﺪﺗﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻜﺎك ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺮواد واﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ آن واﺣﺪ واﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎً ﻟﺠﻤﻊ وﺗﺪوﻳﻦ وﺷﺮح ﻧﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ وﺗﻘﺮﻳﺒﻪ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﻤﺘﺬوﻗﻴﻦ، وﺑﻴﺎن ﺟﻤﺎﻟﻴﺎت ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺮ ﻛﻤﺎ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻫﺬه اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ واﻟﺠﻤﻬﻮر داﺧﻞ وﺧﺎرج اﻹﻣﺎرات .ﻛﻤﺎ أﻛﺴﺒﺘﻨﻲ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎس اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻮق اﻟﻨﺠﺎة واﻟﺪاﻓﻊ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ وراء ﺗﺤﻔﻴﺰي واﻟﺸﺪ ﻣﻦ أزري ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻤﺮض. ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ وﺟﻮد ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺠﺪد ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ؟ اﻟﺸﻌﺮ ﻫﻮ روح اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﺬي ﻧﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ ﻛﻠﻤﺎ زادت ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻟﺤﻴﺎة، إذ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ دون ﺷﻌﺮ ،ﻷﻧﻪ ﺧﺒﺰ اﻟﺮوح ،واﻟﺮوح ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺒﺰ ﻛﺎﻟﺒﺪن. وﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ وأﻛﺮرﻫﺎ أن اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓ ّﻦ أدﺑﻲ ﺿﺎرﺑﺔ ﺟﺬوره ﻓﻲ أﻋﻤﺎق وأﺻﺎﻟﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻳﻨﻤﻮ وﺗﺘﻔﺮع أﻏﺼﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻓﻀﺎء ﻣﻔﺘﻮح ،وﻣﻊ ﻛﻞ ﻏﺼﻦ ﺗﻨﻤﻮ وﺗﻜﺜﺮ اﻟﺜﻤﺎر .وﻣﻊ ﻛﻞ ﺛﻤﺮة ﺗﺘﺠﺪد اﻹﺑﺪاﻋﺎت وﺗﺘﻨﻮع وﺗﺘﻌﺪد اﻟﻤﻮاﻫﺐ وﺗﺴﺘﻤﺮ اﻟﺤﻴﺎة. واﻟﻤﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ إﻧﺘﺎج ﻫﺆﻻء اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺸﻌﺮاء ﻳﻠﻤﺢ ﻓﻴﻪ ﺻﻮرا ً وﻟﻐﺔ وﻣﻮﻗﻔﺎً ﻓﻜﺮﻳﺎً ﻧﺎﺿﺠﺎً ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﺛﺮاء اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻓﻀﻞ
ﻓﺘﻐﻨﻰ رﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻳﺎﻗﻮت ﺑﺎﻻﺗﺤﺎد ﻗﺎﺋﻼً: ﺑﺎﻟﻮﻓﺎ واﻟﺠﻬﺪ ﺣﻘﻘﻨﺎ اﻟﻤﻨﺎل ﻋﻘﺐ ذاك اﻟﻀﻴﻢ واﻟﺼﺒﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ وﺑﺎﻟﻌﺰم واﻟﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺤﺎل واﻻﺗﺤﺎد اﻟﻴﻮم ﻟﻠﻨﺎﻇﺮ دﻟﻴﻞ دوﻟﺘﻲ ﻧﻔﺪﻳﻚ ﺑﺎرواح وﻣﺎل وﺑﺎﻟﺪﻣﺎ ﻧﺮوﻳﻚ واﻧﺼﺪ اﻟﺪﺧﻴﻞ
ŽĹŨĔĽŤē ĚũĨij ŮĖ ŽťŐ ĴŐĔĽŤē
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ رﺣﻤﺔ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ ﻫﻮ أول ﻣﻦ اﻛﺘﺸﻒ ﻣﻮﻫﺒﺘﻲ وأدﺧﻠﻨﻲ ﻣﺠﺎل ا\ﻋﻼم وﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺸﻌﺮاء
ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻴﺰ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ﺑﻄﺎﺑﻌﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻷﻧﻪ ﻋﻜﺲ ﺗﻄﻠﻌﺎت وآﻣﺎل اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ .ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻄﺎﺑﻌﻪ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ .ﻓﻬﻮ ﻳﺨﺎﻃﺐ اﻟﻘﻠﻮب واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻘﻮل ،وﻳﺆرخ ﻷﺣﺪاث ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﺎدة ﺗﻮﺛﻴﻘﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ .ﻓﻬﺬا ﻋﻠﻲ ﺑﻦ رﺣﻤﺔ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﻨﻔﻖ دﺑﻲ اﻟﺬي أﻧﺸﺊ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ﻗﺎﺋﻼُ: اﻟﻨﺎس ﺗﺤﺖ اﻟﺒﺤﺮ ﺗﻤﺸﻲ اﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻫﺬي ﻋﺠﻮﺑﺎت اﺗﺸﺎﺑﻜﺖ دﻳﺮه ﻣﻊ دﺑﻲ ﺗﺤﺖ اﻟﺒﺤﺮ ﺑﻤﻴﺎﺗﻠﻔﻮاد
وﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت اﻫﺘﻢ اﻟﺸﻌﺮاء ﺑﺘﻮﻋﻴﺔ اﻟﻨﺎس وﺗﻮﺟﻴﻬﻬﻢ وﺗﺮﻏﻴﺒﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ واﻋﺘﻤﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﻧﻘﺪ ﺳﻠﺒﻴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺎﻫﺎ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺧﻀﻢ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻮاﺳﻊ اﻷرﺟﺎء. وﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ اﻷﻟﻔﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺄﺛﺮ اﻟﺸﻌﺮاء ﺑﺎﻟﺤﺪاﺛﺔ وﺑﻜﻞ أﻧﻤﺎط اﻟﺤﻴﺎة ،ﺣﻴﺚ اﻣﺘﻠﻜﻮا اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻫﻠﺘﻬﻢ ﻟﺘﻨﺎول اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻮﻫﺒﺘﻬﻢ اﻟﺜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺨﺮت ﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر .وﻛﺎن ﻣﻦ أﺑﺮز ﻣﺎ ﺗﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺸﻌﺮي اﻟﻤﻔﺮدة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ أﻛﺜﺮ ﻗﺮﺑﺎً ﻣﻦ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺼﺤﻰ وﻫﻲ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﺸﻌﺮ أﻛﺜﺮ اﻧﺘﺸﺎرا ً وﺗﻘﺒﻼً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺠﻤﻬﻮر ..واﻫﺘﻢ اﻟﺸﻌﺮ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ أدوات اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ واﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﻤﺠﺮﻳﺎت اﻷﺣﺪاث اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻤﺠﺘﻤﻌﻬﻢ واﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻴﻪ.
وﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت اﻫﺘﻢ اﻟﺸﻌﺮاء ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻌﺮ وا\ﻋﻼم ﺑﺈﺑﺮاز ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ ﺣﻜﺎم اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ إﻧﺠﺎزات ﻛﻮﻧﻚ ﺷﺎﻋﺮا ً وإﻋﻼﻣﻴﺎً ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ.. وﺑﻨﺎء ﻓﻲ ﻇﻞ اﻻﺗﺤﺎد .ﻓﻬﺬا اﻟﺠﻤﺮي ﻳﺘﻐﻨﻰ ﻛﻴﻒ ﺗﺮى ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﺎ ﺣﻘﻘﻪ اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ اﻟﺸﻴﺦ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ،وﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ ﻣﻨﺤﺖ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ دﻓﻌﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ؟ راﺷﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم ،ﻳﻘﻮل: ﺷــــــﻴﺦ دﺑﻲ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ﻓﻜﺮة اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻨﺬ أن اﻟﺪار ﻋﻤـــــﺎر راﺷﺪ ُوﺟﺪ اﻟﺸﻌﺮ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮة اﻷﺳﻮاق اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻋــــﻄﺎه اﻟﻬـــــﻴﺒﻪ ﻛﺴﻮق ﻋﻜﺎظ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮاء ﻟﻌﺮض وﻧﺸﺮ واﻟﻤــــﺠﺪ واﻟﻌﺘﺒﺎر ﻧﺘﺎﺟﺎﺗﻬﻢ وإﺑﺪاﻋﺎﺗﻬﻢ ،وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻧﻔــﺬ ﺧــــﻄﺔ ﻋﺠﻴﺒﻪ ﺗﻘﺼــــﺮ ﻋﻨﻪ ﻟﻨﻈﺎر ﻇﻬﺮت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ إﺛﺮاء وﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻷدﺑﻴﺔ ،ﻓﻬﻨﺎك اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻲ أرﺿﻰ اﻟــﻮﻟﺪ واﻟﺸـﻴﺒﻪ ﻛﺒﺎرﻧﺎ وﺻﻐــــــــــﺎر ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺈﺑﺪاﻋﺎت اﻟﺸﻌﺮاء ﻋﻠﻰ ﻛــــــﻞ ﺣﺼﻞ ﻧﺼﻴﺒﻪ اﺧﺘﻼف ﻓﺌﺎﺗﻬﻢ .واﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻣــﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻋﻤﺎر ﻟﻬﺎ دور ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺗﻨﺸﻴﻂ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ودﻓﻌﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻷﻣﺎم ﺑﺘﺤﻔﻴﺰ اﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ķėŹĬ
2014
65
ķėŹĬ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺘﺎﺑﻊ اﻷﻟﻔﺎظ ،واﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ آﺧﺮ ﺷﻄﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﺴﻢ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﻐﻢ. أﻣﺎ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻓﺘﻜﻮن ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ اﻷﺑﻴﺎت ﻣﻮزوﻧﺔ وﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﻘﺎﻓﻴﺔ واﺣﺪة وﻟﺤﻦ واﺣﺪ إﻟﻰ آﺧﺮ اﻷﺑﻴﺎت. واﻗﻊ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ
źĴũĥŤē ŪŤĔĸ ĴŐĔĽŤē
واﻟﻮﺟﺪاﻧﻴﺎت واﻟﻮﻃﻦ واﻟﺮﺛﺎء واﻟﻤﺸﺎﻛﺎه واﻷﻣﺎﻛﻦ واﻟﺘﺮاث وﻏﻴﺮ ذاﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﺷﻌﺮ اﻟﺤﻮار واﻟﺮدود وﻫﻮ ﺷﻌﺮ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻪ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ وأﻋﺮاف اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺑﻴﺌﻴﺔ ،ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺒﺪﻳﻬﺔ واﺳﺘﺤﻀﺎرا ً وﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻹﻳﺤﺎء. ﻟﺪﻳﻚ ﺗﺠﺎرب ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﻤﻐﻨﺎة.. ﻓﻲ ﻣﺎذا ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻤﻐ ّﻨﺎة ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ؟ ﻫﻨﺎك ﺷﻌﺮاء ﻛﺜﻴﺮون ﻣﻌﺮوﻓﻮن ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻳﻜﺘﺒﻮن اﻟﻘﺼﻴﺪة ،وﻫﻨﺎك رواد وﻋﻤﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻘﺼﻴﺪة وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮن ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻤﻐﻨﺎة .اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻤﻐﻨﺎة ﻟﻬﺎ أﺳﻠﻮب وﺳﻤﺎت وﻃﺒﻴﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻓﻴﻬﺎ ﺷﺮوط ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻟﺘﻜﻮن ﻣﺘﻮاﺋﻤﺔ وﻣﻨﺴﺠﻤﺔ ﻣﻊ اﻟﻠﺤﻦ واﻟﻨﻐﻢ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ، ﻣﻦ ﺳﻤﺎت اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻤﻐﻨﺎة أن ﺗﻜﻮن ﻗﺼﻴﺮة وﻣﻘﺴﻤﺔ ،وﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ اﻷﺑﻴﺎت
64
ijēĴļ İļēij ĴŐĔĽŤē
ﻛﻴﻒ ﺗﺮى واﻗﻊ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ؟ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻗﺎﻣﺎت ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻣﺸﻬﻮد ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن – رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ،وﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ راﺷﺪ، وإﺑﺪاﻋﻬﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺘﺎج ﻟﺘﻘﻴﻴﻤﻲ ،وإذا اﺳﺘﻤﻌﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺎﻧﻊ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻌﺘﻴﺒﺔ وإﻟﻰ رواد اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ أﻣﺜﺎل اﻟﺠﻤﺮي واﻟﺨﻀﺮ وﻋﻠﻲ ﺑﻦ رﺣﻤﻪ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ وﻃﻨﺎف وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻬﻢ أﻳﻀﺎً ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻣﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة .وﻧﺤﻦ ﻣﻨﺬ ﺻﺒﺎﻧﺎ ،وﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻧﻘﺮأ ﻧﺼﻮﺻﺎً ﻣﻦ رواﺋﻊ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﻠﻤﺎﺟﺪي ﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ وﻣﺤﻴﻦ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ ،وأﺑﻮ ﺳﻨﻴﺪة وﻏﻴﺮﻫﻢ ،وﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻧﺼﻮص ﻛﺘﺒﻬﺎ وأﺑﺪﻋﻬﺎ أﺑﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ ،ﻋﺎﺷﻮا وﺗﺮﺑﻮا ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻷرض اﻟﻄﻴﺒﺔ ..إن اﻹرث اﻟﺸﻌﺮي اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻫﻮ إرث ﺿﺎرب ﻓﻲ اﻟﻘﺪم، وﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻓﺈن اﻷﺣﻔﺎد ﻫﻢ ﺣﺎﻣﻠﻮ رﺳﺎﻟﺔ اﻷﺟﺪاد وﻗﻴﻤﻬﻢ وﻗﺪرﺗﻬﻢ ،وﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻚ أن اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم -ﻛﺎن وﻻزال -ﻟﻪ دوره اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﻓﻲ ﺗﺴﺠﻴﻞ وﺗﻮﺛﻴﻖ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻣﺎراﺗﻲ. وﻗﺪ ﺷﻬﺪت اﻹﻣﺎرات ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻻﺗﺤﺎد ﻧﻬﻀﺔ واﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ واﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻹذاﻋﻴﺔ واﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ،وﻣﻼﺣﻖ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻤﻬﺘﻤﺔ
ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ وﺷﻌﺮاﺋﻪ. وﻗﺪ ﻛﻨﺖ أﺣﺪ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻓﻲ إﺑﺮاز ﻗﻴﻤﺔ ودور اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻹذاﻋﻴﺔ واﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻲ إﻋﺪادﻫﺎ وﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻜﺎك ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺮواد واﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ آن واﺣﺪ واﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎً ﻟﺠﻤﻊ وﺗﺪوﻳﻦ وﺷﺮح ﻧﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ وﺗﻘﺮﻳﺒﻪ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﻤﺘﺬوﻗﻴﻦ ،وﺑﻴﺎن ﺟﻤﺎﻟﻴﺎت ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺮ. وﻓﻲ ﻧﻈﺮة ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﻨﺘﺎﺟﺎت ﺷﻌﺮاء اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺸﺒﺎب ﻧﺠﺪ أن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺄﺛﺮ ﺑﻤﻨﻬﺞ اﻟﺮواد وﺳﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﺨﻂ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ وﻣﻮﺿﻮع اﻟﻘﺼﻴﺪة .وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ واﻗﻌﻬﺎ وﺑﻴﺌﺘﻬﺎ وﺗﺮاﺛﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ أوﻟﺖ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺟﻞ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ، دون ﻏﻴﺎب اﻟﻤﻼﻣﺢ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ. ﺑﺮأﻳﻚ ،ﻫﻞ اﺧﺘﻠﻔﺖ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻴﻮم ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،وﻛﻴﻒ ﺗﺼﻨﻒ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻼف؟ ﺷﻬﺪت اﻹﻣﺎرات ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ﻧﻬﻀﺔ واﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻇﻬﺮت ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻮادر اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ أﺷﻜﺎل وأﻧﻤﺎط وأﺷﻜﺎل وﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻟﺠﺖ ﻣﺠﻤﻞ اﻟﻘﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺗﺸﻜﻼﺗﻬﺎ. وﻇﻬﺮت ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﺰاوﺟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮروث ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﺮؤى اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺛﺮ ﺑﻬﺎ أوﻟﺌﻚ اﻟﺸﻌﺮاء ﻣﻦ اﻟﻤﺪارس اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. وﻗﺪ أﻟﻬﻢ اﺗﺤﺎد اﻹﻣﺎرات اﻟﺴﺒﻊ اﻟﺸﻌﺮاء ﻓﺘﻔﺎﻋﻠﻮا ﻣﻌﻪ وأﺑﺪﻋﻮا ﻓﻲ ﺗﻤﺠﻴﺪه وإﺑﺮاز ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ ﻷﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ ﻣﻦ أﻣﻦ ورﺧﺎء وﻋﺰة، وﺣﺸﺪوا اﻟﻘﻠﻮب ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺮت وﺗﺪﻋﻴﻤﻪ.
أﻋﺸﻖ اﻟﻔﺼﺤﻲ وﻟﻜﻨﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻧﻄﻼق وأرﻳﺤﻴﺔ وﻳﺴﻌﻔﻨﻲ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﺼﻮر ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻛﺘﺐ ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ
أﺷﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ دواوﻳﻦ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ دﻳﻮان اﻟﺸﺎﻋﺮة اﻟﺸﻴﺨﺔ ﺻﻨﻌﺎء ﺑﻨﺖ ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻤﻜﺘﻮم "ﻟﻤﻴﺎء دﺑﻲ" – رﺣﻤﻬﺎ اﻟﻠﻪ -أﺣﻤﺪ اﻟﻔﻼﺣﻲ، رﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻳﺎﻗﻮت وأﺻﺪرت ﻛﺘﺎب ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻮﺳﻨﻴﺪة .ﻛﻤﺎ ﻟﻲ دﻳﻮان ﺗﺤﺖ اﻟﻄﺒﻊ "ﻏﺼﻦ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ" أﻣﺎ دﻳﻮان "ﻋﺬب اﻟﺒﻴﺎن ﻓﻲ آل ﻧﻬﻴﺎن" ﻓﻬﻮ ﻛﺎن ﺣﻠﻤﺎً ﺗﻤﻨﻴﺘﻪ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺗﻮﺛﻴﻖ وﺗﺴﺠﻴﻞ ﻷﺣﺪاث وﻃﻨﻴﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻛﺒﺖ اﻻﺗﺤﺎد، ﻓﻬﻮ دﻳﻮان ﻳﺤﻤﻞ رﺳﺎﻟﺔ إﺑﺪاﻋﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ رﺳﺎﻟﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﻬﻀﺔ واﻟﺘﻄﻮر .ﻳﻀﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺨﺘﺎرة ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺖ ﻓﻲ آل
ﻧﻬﻴﺎن اﻟﻜﺮام ﺟﺴﺪت ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺪوة اﻟﺤﺴﻨﺔ واﻟﺪور اﻟﺮﻳﺎدي ﻟﻬﻢ وﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ .ﺷﺎرﺣﺎً وﻣﻮﺛﻘﺎً اﻷﻓﻜﺎر واﻟﻤﺒﺎدئ واﻟﺮؤى ﻟﺘﻜﻮن ﻣﺮﺷﺪة ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺠﺎﻻت .ورﻏﻢ أن ﺷﺮﻛﺔ ﺗﻮاﺻﻞ أﺻﺪرت ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻮان إﻻ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻃﺒﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻄﻤﻮح ،ﻟﺬا ﻓﺈن أﻣﻠﻲ أن ﻳﻌﺎد ﻃﺒﺎﻋﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﺎدة ﺗﻮﺛﻴﻘﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ. ﻣﺎ أﻛﺜﺮ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻔﺰك ﻛﺸﺎﻋﺮ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ؟ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻴﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮه أﻳﺎً ﻛﺎﻧﺖ ،واﻟﺸﻌﺮ ﺣﺎﻟﺔ وﺟﺪاﻧﻴﺔ ﺗﻤﺮ ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻴﺴﺠﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻔﺮدات اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻜﻠﻬﺎ ﺗﺒﻌﺎً ﻟﻤﺸﺎﻋﺮه ﻋﻨﺪ
ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﻟﻠﻨﺺ اﻟﺸﻌﺮي .ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ذاﺗﻲ وﺷﺨﺼﻲ وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ وﻣﻮاﻛﺐ ﻟﻸﺣﺪاث ،ﻓﺘﺴﺘﻔﺰ اﻟﺸﺎﻋﺮ وﺗﺪﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﺑﻌﻴﻨﻪ .واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺠﻴﺪ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻘﺪم إﺑﺪاﻋﺎً ووﻋﻴﺎً ﻣﻐﺎﻳﺮا ً ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﺎح ،وﻧﺸﺮ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﺘﺠﺎوب ﻣﻊ اﻷﺣﺪاث، وﺗﺤﻔﺰ ﻋﻠﻰ ﺑﺬل اﻟﺠﻬﺪ اﻟﺬي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ اﻟﺮﻗﻲ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺗﺤﻘﻴﻖ أﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪﻻت ﻓﻲ اﻷداء ،وﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺬاﺋﻘﺔ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺪى أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. وﻗﺪ ﻛﺎن ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ وﻣﺎ ﺗﺨﻠﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وأﺣﺪاث وﻣﻮاﻗﻒ أﺛﺮﻫﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻜﺘﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺪح، ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻬﺎ ُ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ķėŹĬ
2014
63
ķėŹĬ
رأى أﻧﻬﺎ ا ﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﻨﺎس
اﻟﺸﺎﻋﺮ راﺷﺪ ﺷﺮار:
اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻨﺖ واﻗﻌﻬﺎ ا\ﻣﺎراﺗﻴﺔ ُ وﺑﻴﺌﺘﻬﺎ وﺗﺮاﺛﻬﺎ ĪŤĔŀ ūĔĹŔ ± ůijŴĔĨ
راﺷﺪ ﺷﺮار ﺷﺎﻋﺮ إﻣﺎراﺗﻲ أﺣﺐ وﻋﺸﻖ اﻟﻤﻔﺮدة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ،ﻋﺎﻳﺶ ﻣﻨﺎﺧﺎت وأﺟﻮاء وأﺣﺪاﺛﺎً ﻣﺘﻌﺪدة ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﻫﻲ رﻓﻴﻘﺔ أﻳﺎﻣﻪ وﺷﺠﺮة اﻟﻌﻄﺎء اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻀﺐ ،ﻓﻜﺎن اﻟﺸﻌﺮ ﻋﻨﻘﻮد ﻓﺮح وأداة ﺗﻌﺒﻴﺮ وﺣﻴﺎة ﺟﺪﻳﺮة أن ﺗﻌﺎش. ﻳﺪﻳﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ راﺷﺪ ﺷﺮار ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ،وﻳﻨﺴﻖ ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺬي ﺣﻘﻖ ﻧﺠﺎﺣﺎً ﻛﺒﻴﺮاً ﻣﻨﺬ اﻧﻄﻼﻗﺘﻪ إﻟﻰ اﻵن. وﻫﻮ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄن ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻨﺎس وﻣﺨﺎﻟﻄﺘﻬﻢ واﻟﻘﺮب ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻨﺼﺮان ﺟﻮﻫﺮﻳﺎن وأﺳﺎﺳﻴﺎن ﻓﻲ اﻹﺑﺪاع اﻟﺸﻌﺮي. ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ،وﻋﻦ أول ﻗﺼﻴﺪة ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ، وأﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ رواد اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺬﻳﻦ اﺟﺘﻤﻌﺖ ﺑﻬﻢ وﺗﺄﺛﺮت ﺑﻤﺴﻴﺮﺗﻬﻢ؟ أول ﻣﻦ اﻛﺘﺸﻒ ﻣﻮﻫﺒﺘﻲ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻫﻮ اﻟﻤﺮﺣﻮم اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ رﺣﻤﺔ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ، ﻓﻬﻮ أول ﻣﻦ أدﺧﻠﻨﻲ ﻣﺠﺎل اﻹﻋﻼم وأﻟﺤﻘﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺸﻌﺮاء ﺑﺪﺑﻲ ،وﻛﺎن ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﻳﺒﺚ ﺑﺎﻷﺑﻴﺾ واﻷﺳﻮد وﻛﺎن ﻓﻘﻂ ﻟﺤﻠﻘﺔ واﺣﺪة. وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺣﺎدﺛﺔ ﻟﻦ أﻧﺴﺎﻫﺎ ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻲ وﻫﻲ أن اﻟﻤﺮﺣﻮم اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﺠﻤﺮي ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﻠﻘﺔ ﻧﺎداﻧﻲ وﺳﺄﻟﻨﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻧﺴﺒﻚ؟ وﺑﻌﺪ أن ﻋﺮف اﻟﺠﻤﺮي
62
ijēĴļ İļēij ĴŐĔĽŤē
ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ ﻗﺎل ﻟﻲ إﻧﻚ ﺷﺎﻋﺮ وﺳﻴﻜﻮن ﻟﻚ ﺻﻴﺖ وﻣﻦ ﻗﺎل ﻟﻚ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ دﻋﻪ ﻳﻘﺎﺑﻠﻨﻲ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎت ﺳﺎﻟﻢ اﻟﺠﻤﺮي داﻓﻌﺎً ﻗﻮﻳﺎً وﺣﺎﻓﺰا ً ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻌﻄﺎء". وﻓﻲ رﺣﺎب ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ "ﻓﻲ أﺣﻀﺎن اﻟﺒﺎدﻳﺔ" اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﺪه وﻳﻘﺪﻣﻪ اﻟﻤﺮﺣﻮم ﻋﻠﻲ ﺑﻦ رﺣﻤﺔ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ ،واﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺒﺚ ﻣﻦ إذاﻋﺔ اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻟﺘﻘﻴﺖ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺮواد ﻣﺜﻞ اﻟﺸﺎﻋﺮ راﺷﺪ اﻟﺨﻀﺮ ،رﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻳﺎﻗﻮت. وﻗﺪ ﺷﻬﺪت ﻣﺴﻴﺮﺗﻲ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺗﻄﻮرا ً وﺗﺠﺪﻳﺪا ً ﻣﻊ اﻷﻳﺎم. ﻟﻤﺎذا اﺧﺘﺮت اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ؟
ﻋﺸﻘﺖ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻔﺼﺤﻰ وﻛﻨﺖ أﺗﻮق ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺑﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ أﺣﺴﺴﺖ أن اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺎﻣﻲ ﻫﻮ اﻷﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﻨﺎس، وﻋﻨﺪﻣﺎ أﻛﺘﺐ ﺑﺎﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻧﻄﻼق أﻛﺜﺮ وأرﻳﺤﻴﺔ أﻛﺒﺮ وﺑﺨﻴﺎل أوﺳﻊ وﻛﺜﻴﻒ وﺻﻮر ﻗﺪ أﺟﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺼﺤﻰ .وﻻ أﻧﻜﺮ ﺗﺄﺛﺮي ﺑﺮواد اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ أﻣﺜﺎل اﻟﻤﺎﺟﺪي ﺑﻦ ﻇﺎﻫﺮ .وأﻧﺎ ﻣﻦ أﻧﺼﺎر ﻗﺼﻴﺪة اﻟﺘﻔﻌﻴﻠﺔ ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي وﻻ أﺷﻌﺮ ﺑﻘﺮب ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة اﻟﻨﺜﺮ. ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ أﺑﺮز أﻋﻤﺎﻟﻚ ودواوﻳﻨﻚ وﻻﺳﻴﻤﺎ دﻳﻮاﻧﻚ اﻷﺧﻴﺮ "ﻋﺬب اﻟﺒﻴﺎن ﻓﻲ آل ﻧﻬﻴﺎن"؟
أﻣﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻜﺎس وﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﻘﺒﻞ ﺿﻴﻮﻓﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺐ ،ر ّد ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻬﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة وﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﻮزن واﻟﻘﺎﻓﻴﺔ وﺗﻤﺠﻴﺪ اﻟﺠﻴﺐ وﺗﺮ ّﺣﺐ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺎل اﻟﻜﺎس:
ﻣــــﺮﺣــــﺒــــﺎ ﺑــــﻠّــــﻲ ﺗــــﻌــــ ّﻨــــﺎ وارﺗــــﺤــــﻞ
ــﻢ ﻃــﻮﻳــﻞ ﻓــــﻮق م اﻟــﺠــﻴــﺒــﺎت ﺑـــﻮ ﺣـــﺠـ ٍ
ر ّوﺣـــــــﻪ ﻣــــﻦ ﺑــــﺮ «دﻳـــــــــﺮه» ﺑــﺎﻟــﻌــﺠــﻞ
ﻣـــﺮﺣـــﺒـــﺎﺑـــﻪ ﻋــــــﺪّ ﻣـــــﺎ وﺑـــــــﻞٍ ﻫــﻤــﻴــﻞ
ﺷــــﻞ ﻣـــﻈـــﻨـــﻮﻧـــﻪ ب ﻧــــ ّﻴــــﻪ واﺣـــﺘـــﻔـــﻞ
«ﺳـــﺎﻟـــﻢ اﻟــﺠــﻤــﺮي» ﻓـــﻲ ﻣـــﺮﺿـــﺎة اﻟﺨﻠﻴﻞ
ّ ﻳــــﺪل ر ّوﺣــــــــﻪ ﻟـــ ْﻌـــﺼـــﻴـــﺮ واﻟــــﺴــــﺎﻳــــﻖ
ٍ ﻃــــﺮف ﻛﺤﻴﻞ واﻟــﺤــﻤــﻞ ﻓـــﻲ اﻟــﺠــﻴــﺐ ﺑـــﻮ
ــﻞ ﺗـــــﻞ اﻟـــﻘـــﻠـــﺐ ﺗـ ّ ّ أﻋـــﻔـــﺮ اﻟــــﻮﺟــــﻨــــﺎت
ﻟــﻲ دﻋـــﺎ «اﻟــﺠــﻤــﺮي» ﻣــﻦ ﻓْـــــﻮاده ﻋﻄﻴﻞ
ﻣـــﺮ ﺑـــﻪ «ﻟـــ ْﺤـــﺼـــﻮن» واﻟـــﺴـــﻴـــﺮ اﺑــﺘــﺪل
ﻣــــﺎ ﻳــﺼــﻴــﺢ اﻟـــﮕـــﻴـــﺮ ﻓـــﻴـــﺪه ﻣــﺴــﺘــﺤــﻴــﻞ
وﺻـــــــﻞ اﻟـــﻤـــﺮﻛـــﺰ وو ّﻗــــــــﻒ وا ْﻣـــﺘـــﺜـــﻞ ّ
ﻳـــﻨـــﺘـــﻈـــﺮ ﻣــــ ّﻨــــﻪ اﻻﺷــــــــــﺎره ﻟــﻠــﺮﺳــﻴــﻞ
ﺷـــﺎﻓـــﻪ اﻟـــﻤـــﺎﻣـــﻮر وﻣـــــﻦ ﻧــــــﻮره ذﻫـــﻞ
واﻧــــــــﺪرى ﺣـــﺎﻟـــﻪ ﺷـــــﺮا ﻟـــــﻮن اﻟــﺒــﺘــﻴــﻞ
واﺳـــﻤـــﺤـــﻮا ﻟــــﻪ ﺑـــﺎﻟـــﻤـــﺮور ﺑْـــــﻼ َﺳـــــ َﻮل
ﻣـــﻦ ﺟــــﺪا اﻟــﻤــﻀــﻨــﻮن ﻻ ﺗــﺸــﻜــﻲ ﻋﻀﻴﻞ
د ّوﺳـــــــﻪ «زاﺧــــــــﺮ» وﻋــــﺸّ ــــﻖ ﻟــــﻪ دﺑـــﻞ
ﻛــــﺎﻣــــﻞ اﻵﻻت ﻟــــﻮ ﻣــــﺎ ﺻــــــﺎح وﻳـــﻞ
ﺑـــﺎﻟـــﻜـــﺮاﻣـــﻪ واﻟـــــﻔـــــﺮاش أﻧــــــــﻮاع ّزل
ﻳــﺠــﻠــﺲ «اﻟـــﺠـــﻤـــﺮي» وﻣــﻀــﻨــﻮﻧــﻪ ﻋــﺪﻳــﻞ
ﺷـــﺮﺑـــﺔ «اﻟـــــﺼـــــﺎروي» ﻛــﺎﻟــﻘــﻨــﺪ اﻟــﻌــﺴــﻞ
أو ﻟـــﺒـــﻦ ﺑـــﻜـــ ٍﺮ دوأ اﻟـــﻘـــﻠـــﺐ اﻟــﻌــﻠــﻴــﻞ
ﻓــﻲ ﻓــﺮاﻳــﺎ « ْﻋـــﻤـــﺎن» ﻫــﻴــﺎ «اﻟــﺠــﻤــﺮي» ﻧــﺰل
ﻓـــﻲ ﺣــــﺪود «اﻟـــﻌـــﻴـــﻦ» ﻣــﻨــﺴــﻮع اﻟــﻴــﺪﻳــﻞ
ﻛـــــﺎﻟـــــﻮرد ﺧـــــــﺪّ ﻩ وﺑــــﺎﻟــــﻨــــﻮر اﺷــﺘــﻌــﻞ
ﻳـــﺎ ﻛـــﻮاﻛـــﺐ ﺷــﻤــﺲ ﺷــــﻮف ﺑـــﻼ ﺣﺠﻴﻞ
ــﻞ ﻳـــــﺎ رﺑــــــﺎ دا ٍر ﻫـــــﻮاﻫـــــﺎ ﻣـــــﺎ ﻳـــﻤـ ّ
دار ﻣـــﻦ ﻳــﻌــﻔــﻲ ﻋـــﻦ اﻟـــﺬﻧـــﺐ اﻟــﺜــﺠــﻴــﻞ
دار «آل ﻧـــﻬـــﻴـــﺎن» ﻳـــﺎ ﺻــﺨــﺮ اﻟــﺠــﺒــﻞ
ﺷــﻴــﺨــﻨــﺎ «زاﻳـــــــﺪ» ﻋــﺴــﻰ ﻋـــﻤـــﺮه ﻃــﻮﻳــﻞ
واﻓــــﻘــــﻮﻟــــﻪ ﻣـــــﻦ إﻣـــــــــــﺎرات ودول
و ّﻗــــﻌــــ ْﻮا ﻓـــﻲ اﻟــﻤــﺠــﻠــﺲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻲ اﻟﻨﺒﻴﻞ
ﻣــــﺎ ﻳـــﺨـــﻮن اﻟـــﻌـــﻬـــﺪ وﺑـــﺎﻟـــﻠـــﻪ اﺗّـــﻜـــﻞ
ﻣــﻌــﺘــﺼــﻢ ﺑـــﺎﻟـــﻠـــﻪ ﻳــــﺎ ﻧـــﻌـــﻢ اﻟـــﻮﻛـــﻴـــﻞ
واﻧـــــﺎ «ﻳـــﺎﻟـــﺠـــﻤـــﺮي» ﺗــــﺮى ﺣـــﺎﻟـــﻲ ﻧﺤﻞ
ﻣـــﺜـــﻞ ﻣــــﺎ ﺻـــﺎﺑـــﻚ واﻧــــــﺎ ﻗــﺒــﻠــﻚ ﻋــﻠــﻴــﻞ
اﻧـــﺘـــﻪ اﻟــــ ْﺮﺑــــﺤــــﺎن ﻟــــﻲ ﻗـــﻠـــﺖ اﻟــﻤــﺜــﻞ
ﻋــﻨــﺪ «ﺑــــﻦ روﻏــــــﻪ» وﻟــــﻲ ﻣــﺜــﻠــﻪ ﻧﺠﻴﻞ
ĻķĘŬ ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ijĴŕŨė
20114 2014
61 61
ĊėĸŕŁŨė ğĘſĘťĬ
وإﻟﻴﻜﻢ ﻣﺎ دار ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﺠﻤﺮي واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻜﺎس ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة اﻟﺠﻴﺐ وﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺤﺒﻴﺐ: ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﺠﻤﺮي
ﻣــــﻦ ﺿـــﻤـــﻴـــﺮي دار دوﻻب اﻟــﻤــﺜــﻞ
ـــﻲ ﻳــــﺎ ﻣــــﻼ ﻣــــﺎﻟــــﻪ ﻣــﺜــﻴــﻞ ﺷـــﻔـــﺖ ﻇــــﺒـ ٍ
ﻫــــﻮ ﺧـــﺸـــﻒ ﻟــــﻮ ﺳـــﻮﻟـــﻌـــﻲ واﻻ وﻋـــﻞ
ﻟــــﻮ دﻣــــﺎﻧــــﻲ ﻓـــــ ّﺰ ﻣــــﻦ ﻋـــﻘـــﺐ اﻟــﻤــﺠــﻴــﻞ
ﻫــــﻮ ﺷـــﻌـــﺎع اﻟـــﺸـــﻤـــﺲ ﻟــــﻮ ﺑــــــﺪ ٍر ﻛــﻤــﻞ
ﻟـــﻮﺿـــﻴـــﺎ ﺟـــﻨـــﺪﻳـــﻞ و ْﻣـــــﺴـــــ ّﻮي ﺷــﻌــﻴــﻞ
إﻟـــﺘـــﻤـــ ْﺤـــﺘـــﻪ ﻣــــﻦ ورا ذاك اﻟــﻐــﺘــﻞ
واﺑْـــﺘـــﻬـــﺖ ﻋــﻘــﻠــﻲ وﺿـــ ّﻴـــﻌـــﺖ اﻟــﺪﻟــﻴــﻞ
ﺧـــــ ّﺰﻧـــــﻲ ﺑـــﺎﻟـــﻌـــﻴـــﻦ ﻋــــ ّﻨــــﻲ ﻣـــــﺎ ﻳــﻔــﻞ
ﺻــﺎﺑــﻨــﻲ ﻓـــﻲ اﻟــﻘــﻠــﺐ وادْﻋــــﺎﻧــــﻲ ﻋﻄﻴﻞ
واﻟــــﻠــــﻪ اﻧّــــــﻲ ﻣــــﻦ ﺻــــﻮاﺑــــﻪ ﻓــــﻲ وﺟـــﻞ
آﻧــــــﺲ ْﻓــــــــــﻮادي ﺗـــﻌـــﻠّـــﻖ ﺑــﺎﻟــﺸــﻠــﻴــﻞ
ﺟـــﺎﻋـــﺪ اﻟـــﻨـــﻬـــﺪﻳـــﻦ واﻟــــﻮﺟــــﻪ اﻛْــﺘــﻤــﻞ
ﻫـــﺎﻳـــﻒ اﻟــﺨــﺼــﺮﻳــﻦ واﻟــﻤــﻀــﻤــﺮ ﻧﺤﻴﻞ
ﻟـــﻴـــﺖ ﻣــــﻦ ﺷــــﻠّــــﻪ وﻗــــﻔّــــﺎ وارﺗْــــﺤــــﻞ
ﻓـــﻲ ﺧــﻄــﺎت «اﻟــﺠــﻴــﺐ» ﻟـــﻲ ﻣــﺎﻟــﻪ ﻣﺜﻴﻞ
ﻣــــ ّﺮ ﺑـــﻪ «ﻟــــﻘْــــﺮن» و َع اﻟــﺒــﻄــﺤــﺎ ﻧــﺰل داس ﺑـــﻪ «ﺣــــﻤــــﺪه» وﺟــــﺮﻳــــﺎن اﻟــﺴــﻬــﻞ
و«اﻟــﻔــﻠــﻲ» و«اﻟـــﺬﻳـــﺪ» ﻣـــ ّﺮ اﻟــﻮﻗــﺖ ﻟﻴﻞ١ ْ ﻓــﻲ «اﻟـــﻤـــﺪام» اﺻــﺒــﺢ وﻗــ ّﻴــﻞ ﺑــﻪ ﻣﺠﻴﻞ1
واﻟـــﻌـــﺼـــﺮ ر ّوح وﺳــــﻴــــﺮه ﻣـــ ْﻌـــﺘـــﺪل
ﻳـــﻤـــﺸـــﻲ ﺑْـــــﺮاﺣـــــﻪ وﻓــــﺎﻳــــﺰ ﺑــﺎﻟــﺨــﻠــﻴــﻞ
ﻋـــﻦ «ﻃـــــﻮي ﻟـــ ْﺤـــﺼـــﻮن» ﻳــ ّﻨــﺒــﺖ اﻟــﻤــﺸــﻞ
ﻗــــﺎﺻــــ ٍﺪ ﺳـــﻴـــﺮي ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــﻄــﻠــﻊ ﺳــﻬــﻴــﻞ2
ﺟـــﻴـــﺖ ﺑـــﺎﻟـــﻤـــﺮﻛـــﺰ وﻻ ﻋــــﻨــــﺪي ﺣــﻤــﻞ
ﻏــﻴــﺮ ﻣــﻀــﻨــﻮﻧــﻲ ﺷــــﺮا ﻇـــﺒـــﻲ اﻟــﻤــﺴــﻴــﻞ
ﺷــــﺎﻓــــﻪ اﻟــــﻤــــﺎﻣــــﻮر وآزم ﻣــﺨْــﺘــﺠــﻞ
ﻗـــــﺎل ر ّوح ﺑــــﻪ ﻋـــﺴـــﻰ ﻋـــﻤـــﺮه ﻃــﻮﻳــﻞ
ﻣـــــ ّﺮ ﺑــــﻪ «زاﺧــــــــﺮ» ﻋـــﻠـــﻰ ذاك اﻟـــﺮﻣـــﻞ دﺳــــﺖ ﺑـــﺘـــﺮوﻟـــﻪ وﻓــــﻲ اﻟـــﺤـــﺎل اﺷــﺘــﻐــﻞ
ﻣـــﺎﻟـــﻚ ْﻣــــﻌــــﺎرض ﻋــﻠــﻰ ﻫــــﺬا اﻟــﺴــﺒــﻴــﻞ3
«اﺻـــــﻌـــــﺮأ» واﻟـــﻌـــﻴـــﻦ ﻗـــﺼـــﺪي واﻷﻣــــﻞ ْ
ﻛـــﺴـــﺎب اﻟــﺠــﻤــﻴــﻞ5 دار «ﺑـــﻮﺳـــﻠـــﻄـــﺎن» ّ «ﺳـــﺎﻟـــﻢ» اﻟــﺸــﺎﻋــﺮ وﻫــــﻮ ﻧــﻌــﻢ اﻟــﺰﻣــﻴــﻞ
ﻗـــــﺎم ﺑــــﺎﻟــــﻮاﺟــــﺐ ور ّﺣـــــــﺐ وا ْﺣـــﺘـــﻔـــﻞ
ﺣــﻄّــﻨــﻲ ﻓـــﻲ وﺳــــﻂ ﻏــــﺮس وﻓــــﻲ ﻇﻠﻴﻞ
واﺳــــﺘــــﺮاح اﻟــﻘــﻠــﺐ ﻣـــﻦ ﻋــﻘــﺐ اﻟــﻮﺟــﻞ ﻧـــﻠـــﺖ ﻣـــﻄـــﻠـــﻮﺑـــﻲ وﻛـــــﻞ ﺷـــــــﻲ ٍء ﻛــﻤــﻞ
ـــﻞ ﻻ ﺣــــﺴــــﻮد وﻻ ﻋــﺬﻳــﻞ ﻓــــﻲ ﻣــــﺤـ ﱟ
ﺑـــﺄﻟـــﺘـــﻘـــﻲ ﺑـــﺎﻟـــﻜـــﺎس ﺑــــــــﺪّ اع اﻟــﻤــﺜــﻞ
60 6 0
ﻳــــﻮم ﻃــــﺎح اﻟــﺴــﻴــﺢ ّﺳـــــﻮى ﻟـــﻪ ﻛــﻮﻳــﻞ4
ĚŅŲŭŤē ĮŻijĔĜ źŴĴĜ ěēijĔŨǞē ŽŘ ěēijĔżĹŤē
واﻟـــﺨـــﺘـــﻢ ﺻــــﻠّــــﻮا ﻋـــﻠـــﻰ ﻃــــﻪ اﻟــﺮﺳــﻴــﻞ
ĊėĸŕŁŨė ğĘſĘťĬ
وﺑﻌﺪ دﺧــﻮل اﻟــﺴــﻴــﺎرات ﺗﻮﻗّﻔﺖ ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ واﺳﺘﺮاﺣﺖ اﻹﺑــﻞ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﻟﻴﻬﺎ وﻣﺮاﻋﻴﻬﺎ ،واﺳﺘﺒﺪﻟﺖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻣﺜﻞ اﻟﺠﻴﺒﺎت واﻟﺸﺎﺣﻨﺎت اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺒﻴﺪ ﻓﻮرد أو اﻟﻔﺮت ،أو اﻟﺪوﺟﺎت، واﺳﺘﺮاﺣﺖ اﻟﻌﻮاﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر اﻟﺠﻤﺎل ،ورﻛﺒﺖ اﻟﺴﻴﺎرات واﻟﺸﺎﺣﻨﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة واﻟﺠﻴﺒﺎت ﻟﻠﺬﻫﺎب إﻟﻰ أﻗﺼﻰ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﻤﻘﻴﻆ. وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﺸﻌﺮاء ﻟﻠﺘﻐ ّﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﺑﺘﻌﺎد اﻹﺑﻞ ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺣﺔ ،ﻓﺒﻌﺪ أن ﻛﺎن اﻟﺸﻌﺮاء ﻳﻔﺘﺘﺤﻮن ﻗﺼﺎﺋﺪﻫﻢ ﺑﺘﻤﺠﻴﺪ اﻹﺑﻞ ،أو ﺑﺈرﺳﺎل ﻣﻨﺪوﺑﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻮق اﻷﺻﻴﻠﺔ ،أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺗﺒﺪأ ﺑﺘﻤﺠﻴﺪ وﻣﺪح ﺗﻠﻚ اﻵﻻت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ أﻟﻬﺒﺖ أﻟﺒﺎب اﻟﻨﺎس وﺗﻌﻠّﻘﺖ ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ وأﻋﺠﺒﻮا ﺑﻬﺎ أﻳّﻤﺎ اﻋﺠﺎب ﻓﺒﻌﺪ أن ﻛﺎن اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﻞ ﻳﺄﺧﺬ ﻳﻮﻣﺎً ﻛﺎﻣﻼً ﻣﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ إﻟﻲ اﻟﻌﻴﻦ أو اﻟﺒﺮﻳﻤﻲ أو ﻋﺸﺮ ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺴﺎﻓﺎت ﺗﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺸﺎﻋﺮة اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻋﻮﺷﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪي »ﻓﺘﺎة اﻟﻌﺮب«
ﻓﻲ ذﻟﻚ: وإﻻ »اﻟﺪﻣﻨﺘﻲ« ﺳﻴﺮه أ ْﺧ َﻴﺮ ﻳﺎﺧﺬ ﻣﺴﻴﺮ اﻟﻌﺸﺮ ﺳﺎﻋﺎت و»اﻟﺪﻣﻨﺘﻲ« ﻫﻲ ﺳﻴﺎرات اﻟﻨﻘﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻄﻠﻘﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻳﻀﺎً »اﻟﻌﺮﻳﺒﻲ« وﻫﻲ ﺗﻘﻮل إن اﻟﺴﻔﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺄﺧﺬ ﻋﺸﺮة أﻳﺎم ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر اﻹﺑﻞ ،أﺻﺒﺢ ﻳﺄﺧﺬ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﻌﺪودة ،واﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻌﻮد ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ. ﻛﻤﺎ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻠﺘﻐ ّﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ واﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ ﺑﺴﺮﻋ ٍﺔ ﺑﻞ ﻧﻘﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ،وﻫﺬا ﺑﺤ ّﺪ ذاﺗﻪ ﻛﺎن ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ اﻷﻫﺎﻟﻲ واﻓﺘﺨﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮاء ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻳﻨﻘﻠﻮن أﺣﺒﺎءﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺼﺎﻏﻮا اﻷﺷﻌﺎر واﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻗﺪ اﺷﺘﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﺮﺣﻮم اﻟﺸﺎﻋﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻜﻨﺪي ،واﻟﺸﺎﻋﺮ راﺷﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠّﻢ اﻟﻤﻨﺼﻮري ،واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻜﺎس وﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ وﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻫﻼل اﻟﻈﺎﻫﺮي ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﺎﺷﺘﻬﺮ ﻛﺜﻴﺮا ً اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﺠﻤﺮي واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ
اﻟﺪﻫﻤﺎﻧﻲ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ رﺣﻤﻪ اﻟﺸﺎﻣﺴﻲ واﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺷﻤﺴﺔ اﻟﺴﻮﻳﺪي واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﻠﻴﻔﻲ وﺑــﻦ ﺷﻘﻮي واﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﻮس وﻛﺜﻴﺮون ﻏﻴﺮﻫﻢ. إﻻ أن أﺷﻬﺮ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺻﺪى واﺳﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﺟﻨﺎﺳﻬﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﺠﻤﺮي ﻓﻲ ﻋﺎم 1968م وﻏ ّﻨﺎﻫﺎ اﻟﻔﻨﺎن ﻋﻠﻲ ﺑﻦ روﻏﻪ وﻗﺪ اﺷﺘﻬﺮت ﺗﻠﻚ اﻷﻏﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ وﻗﺖ ﻇﻬﻮر اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺼﺎﻋﺪ »ﺑﻦ روﻏــﻪ« وﻗﺘﻬﺎ ،وﻗ ّﺪﻣﺘﻪ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر وأﺻﺒﺢ أول ﻣﻄﺮب ﺷﻌﺒﻲ ﻳﺸﻬﺮ اﻷﻏﻨﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞٍ واﺳﻊ وﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻮﻳﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﻤﻐ ّﻨﺎة ٍ وﺻﻒ ﺟﻤﻴﻞ ﻟﺘﻠﻚ اﻵﻟﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﻫﻲ ﻣﻦ ﺳﻴﺎرة اﻟﺠﻴﺐ واﻟﺘﻲ ﻣ ّﺮت ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻛﺜﻴﺮة ﺑﺪءا ً ﻣﻦ ﺻﺤﺮاء أم اﻟﻘﻴﻮﻳﻦ وﺣﺘﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮب ،وﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺠﻤﺮي ﻣﻊ ذﻟﻚ اﻟﺤﺒﻴﺐ اﻟﺬي أﺑﻰ إﻻ وﻳﻨﻘﻠﻪ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻜﺎس ﻫﻨﺎك ،وﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺎس إﻻ أن ﻳﺮ ّد ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺠﻤﺮي ﺑﻘﺼﻴﺪة أﺧﺮى ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗﻤ ّﺠﺪ ﺗﻠﻚ اﻵﻟﺔ واﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﻫﻲ اﻟﺠﻴﺐ.
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ĊėĸŕŁŨė ğĘſĘĬ
2014
59
ﺣﻠﺖ ﻣﺤﻞ ا\ﺑﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﻞ وﻓﻲ اﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺎت اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ
اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ ا\ﻣﺎرات اﻟﺠﻤﺮي واﻟﻜﺎس ﻳﺘﻐﻨﻴﺎن ﺑﺎﻟﺠﻴﺐ وﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺤﺒﻴﺐ
ŽŐŴijĶũŤē İũĨĉ İļēij į
ﻟﻌﺒﺖ اﻟﺴﻴﺎرات ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎت دﺧﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻹﻣﺎرات دوراً ﻛﺒﻴﺮاً ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،إذ ﺣﻠّﺖ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎرات ﻣﺤﻞ اﻹﺑﻞ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻟﻠﻨﻘﻞ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺒﺮ واﻟﺒﺎدﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ وﺳﻴﻠﺔ ﻧﻘﻞ اﻟﻤﺼﻄﺎﻓﻴﻦ ﻋﺒﺮ اﻟﺼﺤﺎرى واﻟﺒﺮور إﻟﻰ أﻣﻜﻨﺔ اﻟﺼﻴﻒ واﻟﻤﻘﻴﻆ واﻟﺮﻃﺐ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻴﻦ واﻟﺒﺮﻳﻤﻲ واﻟﺬﻳﺪ وﻓﻠﺞ اﻟﻤﻌﻼ وﻣﺴﺎﻓﻲ وﺧﺖ ،أﻣﺎ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻓﻜﺎن اﻟﺴﻔﺮ ﻳﺘﻢ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺒﺤﺮ وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺴﻔﻦ ﻣﺜﻞ ﺧﺼﺐ واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،واﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﺑﺴﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن.
58 8
ĚŅŲŭŤē ĮŻijĔĜ źŴĴĜ ěēijĔŨǞē ŽŘ ěēijĔżĹŤē
ķėŹĬ
واﻟﻮﻳﻠﻲ ،ﺛﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت وﺻﻠﺖ اﻻوﺳﺘﻴﻦ واﻟﻼﻧﺪروﻓﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ واﻟﺒﺴﻄﻪ وﻏﻴﺮﻫﺎ. وﻛﺎﻧﺖ أﺷﻬﺮ اﻟﺴﻴﺎرات ﺟﻴﺐ ،57واﻟﻌﺮﻳﺒﻲ واﻟﻘﺒﺮﺻﻴﺎت واﻟﺠﻴﺸﻴﺎت ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺨﺺ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﺟﻴﺶ ﻗﻮة ﺳﺎﺣﻞ ﻋﻤﺎن ،وﻛﺎن اﻟﺠﻴﺐ أو اﻟــﻼﻧــﺪروﻓــﺮ ﻣــﻦ ﻣــﻮدﻳــﻞ 57ﻣــﻦ أﺷﻬﺮ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺘﻲ أﻋﺠﺒﺖ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ،واﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﺑﺴﻴﻂ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﺎ وﺗﺼﻠﻴﺤﻪ ﺳﻬﻞ ،واﺷﺘﻐﺎﻟﻪ ﺑـ)ﻫﻨﺪل( أي ﻳﺪوي )ﻣﺐ ﻣﻔﺘﺎح أو ﺳﻮﻳﺞ( ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ،ﺣﺘﻰ إﻧﻚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺑﻴﺪﻳﻚ وﺳﻴﺸﺘﻐﻞ ،أﻣﺎ اﻟﻬﻮاء وﺗﻌﺒﺌﺘﻪ ﻓﻜﺎن ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺒﻤﺐ اﻟﻌﺎدي ،وﺧﻔﻴﻒ ﻟﻠﺮﻣﻞ واﻟﺠﺒﺎل واﻟﻄﺮق اﻟﺼﻌﺒﺔ ،وﻟﻬﺎ د ّواﺳﺎت ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ وﻓﻲ اﻟﺮﻣﻞ ﻓﻘﻂ ادﻓﻌﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼً وﺗﻌﺒﺮ اﻟﻌﺎﺋﻖ ﺑﺲ ﻳﻜﻮن ﺗﺨﻒ اﻟﻬﻮاء ﻓﻲ اﻹﻃﺎرات ،ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻴﻪ ﻋ ّﺪة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﺘﺼﻠﻴﺤﻪ ﻣﺜﻞ ﺗﺼﻠﻴﺢ اﻟﺘﺎﻳﺮ واﻟﻜ ّﺰﻣﺎت ﻣﺎل اﻟﺘﻴﻮب ،ﺣﺘﻰ أن اﻟﺴﺎﺋﻖ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺎً وﺳﺎﺋﻘﺎً وﻛﻞ ﺷﻲء، ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮم ﺑﺪور اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻚ.
ذﻟﻚ ﻫﻮ ﻫﺎﺟﺲ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎً ،ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻨﻘﻞ ﻛﺎن ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻳﺘﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻹﺑﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء ،وﻗﺲ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪ ﺳﻔﺮﻫﻢ ،ﻓﻤﺜﻼً اﻟﺤﻀﺎر اﻟﻠّﻲ ﻳﺮوﺣﻮن ﻣﻦ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻠﻌﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر اﻟﺠﻤﺎل ،أو ﻣﻦ دﺑﻲ ﻟﺮوس اﻟﺠﺒﺎل أو اﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﻛﺎن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﺎل واﻟﺒﻌﺾ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺴﻔﻦ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ وﻋﺒﻮر ﻣﻀﻴﻖ ﻫﺮﻣﻮز ﺣﺘﻰ ﺑﺤﺮ اﻟﻌﺮب، وﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻮاﻃﻨﻮ رأس اﻟﺨﻴﻤﺔ وﻋﺠﻤﺎن واﻟﺸﺎرﻗﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ .ﻓﺒﻮﺻﻮل ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎرات ﺗﺴ ّﻬﻠﺖ أﻣﻮر اﻟﻨﺎس وﺗﺮﻛﻮا اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻋﻠﻰ اﻹﺑﻞ وﺑﺪأوا ﻳﺴﺘﺄﺟﺮون اﻟﺴﻴﺎرات ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت ﺗﺘﺰاﻳﺪ أﻋﺪادﻫﺎ وﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﺰﻳﺎدة أﻋﺪاد ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎرات ،ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻟﻨﻘﻞ اﻷﺣﻤﺎل ﻣﻦ اﻟﺒﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺪن أو اﻟﻌﻜﺲ ﻣﺜﻞ ﻧﻘﻞ »اﻟﺤﻀّ ﺎر« وﻫﻢ اﻟﻤﺼﻄﺎﻓﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻮاﺣﺎت وإﻟﻰ اﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎرات
ﻣﺜﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻮرد أو اﻟﺒﻴﺪ ﻓﻮرد )وﺗﺴﻤﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﻨﻴﺎت( ﻣﻔﺮد )ﻋﺮﻳﺒﻲ( ،واﻟﺪوﺟﺎت وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﺠﻴﺒﺎت اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،وﻫــﺬه أﻫﻢ اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن. وﻷي ﻏــﺮض ﻳﺸﺘﺮي ﻣﻨﻚ اﻟــﻨــﺎس ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎرات اﻵن؟ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮون اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻧﻔﺲ اﻟﻬﻮاﻳﺔ ،ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎرات ﻻ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﺣﺎﻟﻴﺎً إﻻ ﻟﻠﻌﺮض أو ﻟﻠﺮاﺣﺔ ،ﻓﻘﻂ ﻛﻤﻨﻈﺮ ،وﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻟﻬﻮاة ﻳﺸﺘﺮون ﺳﻴﺎرات ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻷﺧﺮى ،وﻳﻐﻴﺮون ﻗﻄﻊ ﻏﻴﺎرﻫﺎ أو ﻳﻄﻠﺒﻮن ﺻﻴﺎﻧﺘﻬﺎ ﻫﻨﺎ
͉ r,` ,M e,Y 4 { ` / z5` er اﻻوﺳﺘﻴﻦ ،وﻫﻮ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ،وﻣﻨﻪ أﻧــﻮاع ﻛﺒﻴﺮة ﻣﺜﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻓــﻮرد ،وﺻﻐﻴﺮ، وﻗﺪ أﺧﺬ وﻛﺎﻟﺘﻪ اﻟﻌﻮﻳﺲ ﻓﻲ ﻋﺎم 63م. وﺑﻌﺪﻳﻦ وﺻﻠﺖ ﺳﻴﺎرات اﻟﻤﻮرﻳﺲ وﺑﻌﺪﻫﺎ وﺻﻞ اﻟﻮﻳﻠﻲ ،وﻳﻘﺎل ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ آل ﻣﻜﺘﻮم ﻓﻲ دﺑﻲ ،ﺛﻢ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت وﺻﻠﺖ اﻟﻼﻧﺪروﻓﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻗﻮة ﺳﺎﺣﻞ ﻋﻤﺎن واﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ،وﻛﺎن ﻫﺬا ﺑﺪاﻳﺔ ﻟﻘﺪوم اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت واﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ. / z5` m.o e ,) 4 0p8 {o e ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ؟ أﻫﻢ اﺳﺘﺨﺪام ﻟﻬﺎ ﻛﺎن اﻟﻨﻘﻞ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
57
ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎرات. `͉ / z5` m.p` ɀ z o- ɀ 0=L zkzM 5` 0 M - f ﻗﺒﻞ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ،ﻛﺎن ﻋﺪد اﻟﺴﻴﺎرات ﻣﺤﺪودا ً ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺪرة اﻟﻨﺎس -وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﻮام -ﺷﺮاءﻫﺎ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻃﺮق وﻻ أﻋﻤﺎل. وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ اﻻﺗﺤﺎد اﻧﻬﻤﺮ اﻟﺨﻴﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪب وﺻﻮب، وﻛﺜﺮت اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻤﻌﺎﺷﺎت ،و ُرﺻﻔﺖ اﻟﺸﻮارع ﻓﻲ اﻟﻤﺪن وﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﻓﺘﺤﺖ اﻟﻤﺪارس .وﻋﻠﻴﻪ أﻧﺸﺌﺖ اﻟﺸﺮﻛﺎت ووﻓﺪت إﻟﻰ اﻹﻣﺎرات ﺷﺮﻛﺎت ﺟﺪﻳﺪة ،ﻓﻜﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ وﺟﻮد اﻟﺴﻴﺎرات. وﺑﺪأت ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻨﺎ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﻗﺘﻬﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﻼﻧﺪروﻓﺮ واﻟﺪوج واﻟﻔﻮر واﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺼﻐﻴﺮة )اﻟﺼﺎﻟﻮن( وﻏﻴﺮﻫﺎ ،واﺷﺘﻬﺮت اﻟﻼﻧﺪروﻓﺮات واﻟﺠﻴﺒﺎت وﺳﻴﺎرات اﻟﺪﻓﻊ اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ واﻟﺸﺤﻦ، واﻧﺘﺸﺮت ﺑﺼﻮرة ﻛﺒﻴﺮة وﺣﺼﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺗﻌﻠﻤﻮا اﻟﺴﻴﺎﻗﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ اﻟﻤﻔﺘﺎح اﻟﺬي أدﺧﻞ ﺑﻘﻴﺔ اﻷﺻﻨﺎف واﻟﻤﻮدﻳﻼت ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ إﻟﻰ اﻟﺪوﻟﺔ. 5$ / eʞ {@ / w` / z4 _r a<r k4 x {Tr اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺗﻌﺮﻓﻬﺎ؟ أﻋﺘﻘﺪ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎت اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ،وﺻﻠﺖ أوﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎرات وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻣﻦ ﺳﻴﺎرات اﻟﻔﻮرد اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ واﻟﺪودج ،واﻟﺪﻟﻴﻞ »اﻟﺴﺮﻛﺎل« اﻟﻮﻛﻴﻞ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻟﻠﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻛﺎن »اﻟ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات وﻛﺎن ﻣﻘﺮه ﻓﻲ اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ ،ووﺻﻠﺖ ﻋﻨﺪه أول ﺳﻴﺎرة »دوج« ،ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ أﻋﻄﻰ اﻻﻧﺠﻠﻴﺰ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻷرﺑﻌﻴﻨﻴﺎت ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً أو ﻣﻨﺘﺼﻔﻬﺎ ﻛﻞ ﺣﺎﻛﻢ إﻣﺎرة ﺳﻴﺎرة وأﻧﺎ اﻹﻣﺎرات اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،أﻣﺎ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﺄﻋﺘﻘﺪ أن أﺗﻜﻠﻢ ﻃﺒﻌﺎً ﻋﻦ اﻹ ﺷﺮﻛﺎت اﻟﺒﺘﺮول ﻛﺎﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ إدﺧﺎل اﻟﺴﻴﺎرات ﻫﻨﺎك. b$ 5` {T +s se j \ { ` / z5` K sj 10 e أﻳﺎم زﻣﺎن وﻛﺎن اﻟاﻟﻨﺎس ﻳﻌﺘﻤﺪون ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻹﻣﺎرات؟ وﻣﻮدﻳﻼت ﻛﺜﻴﺮة أﻋﺠﺐ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻮن واﻗﺘﻨﻮﻫﺎ ﻫﻨﺎك ﺳﻴﺎرات وﻣﻮ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺒﺮ أو ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﺎﺣﻞ ،ﻣﺜﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻮرت )اﻟﻌﺮﺑﻲ(، اﻟﺪﻣﻨﺘﻲ ،اﻟﺪوج ﻣﻣﺜﻞ اﻟﻔﺮﻛﻮ اﻟﺒﻮر وت ،وﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺒﺮﻳﺔ )ﺻﺎﻟﻮن( ،ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺳﻴﺎرات اﻟﺠﻴﺐ اﻟﻮﺳﻂ اﻻﻣﺒﺮﻳﺎل )ﺻﺎﻟﻮن
56 5 6
ĚŅŲŭŤē ĮŻijĔĜ źŴĴĜ ěēijĔŨǞē ŽŘ ěēijĔżĹŤē
ķėŹĬ
وﻗﺪ راﻓﻖ ذﻟﻚ دﺧﻮل ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ﻓﻤﺎ ﻓﻮق. اﻟﺘﻲ ﻛــﺎن ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﻮن واﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻮن واﻟﻌﻤﺎل ﻟﻠﺬﻫﺎب إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ إﻋﺎدة إﺣﻴﺎء ﺗﺮاث اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺤﻔﺮ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺷﺮﻛﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻘﺪﻣﺖ ﺗﻠﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻨﺎ زﻳﺎرة اﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ﻷﺣﺪ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺑﺪأ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎر وﻛﺒﺎر اﻟﻤﻬﺘﻤﺔ ﺑﻬﺬه اﻟﺴﻴﺎرات ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ )ﻓﻠﺞ اﻟﻘﻮم وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪن اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﺑﺎﻗﺘﻨﺎء اﻟﻤﻌﻼ( ،ﺗﻠﻚ اﻟﻮاﺣﺔ اﻟﻬﺎدﺋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎرات ﻣﺜﻞ اﻟﻮﻛﻴﻞ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ اﻟﺪاﺧﻞ ﻣﻦ ﺑﺮ )أم اﻟﻘﻴﻮﻳﻦ( ﻋﻞ ﺑﻌﺪ 50 وﻣﻤﺜﻞ اﻟﻮﻛﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﻞ وﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎر ﻛﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ،ﻫﻨﺎك ،ﻋﻠﻰ ﻃﺮف اﻟﺒﻄﺤﺎء ،أو اﻟﻤﺸﻬﻮرﻳﻦ .وﻗــﺪ ﻣﺜﻞ دﺧــﻮل ﻫﺬه »اﻟﻌﺎرض« ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ذﻟﻚ اﻟﻤﻮﻗﻊ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎرات ﺗﻄﻮرا ً ﻏﺮﻳﺒﺎً أﺛﺎر دﻫﺸﺔ وإﻋﺠﺎب اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ )اﻟﺬﻳﺪ( ﻳﻘﻊ )ﻣﺮﻛﺰ ﻓﻠﺞ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرات ،وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﻘﻮد ﻫﺬه اﻟﻤﻌﻼ ﻟﻠﺴﻴﺎرات اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ(. اﻟﺴﻴﺎرات ﻣﻦ اﻷﺟﺎﻧﺐ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪوﻧﻬﻢ ﺳﻮف ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮف اﻟﺸﺎرع ﺳﻴﺎرة ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎرى اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺠﺒﺎل ،ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﻃﺮاز ﻻﻧﺪروﻓﺮ ،57ﻣﺮﻓﻮﻋﺔ إﻻ أن اﻟﻜﺮم اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻃﻴﺒﺔ ﺷﻌﺐ اﻹﻣﺎرات ،ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺪة ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 10أﻣﺘﺎر ﻃﻐﺖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻹﻋﺠﺎب وﻗﺮﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮﺣﻴﺐ إﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﺘﺮﺷﺪك إﻟﻰ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﻌﺪ 500 ﺑﻬﺆﻻء اﻟﻀﻴﻮف واﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺣﻔﺎوة ﻣﺘﺮ إﻟﻰ اﻟﻐﺮب ﻣﻨﻬﺎ ،ﻟﺘﺮى ﺗﻠﻚ اﻷﻋﺪاد وﺗﺮﺣﺎب. اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﺎرات اﻟﺠﻴﺒﺎت واﻟﺒﻴﺖ ﻓﻮرد ﻓﻲ ﺳﺎﻫﻢ ـﺬي ـ واﻟاﻟﻤﻬﻢ اﻟﺤﺪث وﻛــﺎن واﻟﻮﻳﻠﻲ واﻟﺪوﺟﺎت واﻟﻼﻧﺪروﻓﺮات ،وﻏﻴﺮﻫﺎ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪام واﺳﺘﻘﺪام أﻧــﻮاع ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻷﻟــﻮان ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎرات -ﻫﻮ إﻧﺸﺎء واﻷﺷﻜﺎل. اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎم م 1949م ﻧﻮاة ﻗﻮة ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﻴﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻣﺮزوق اﻟﻐﻔﻠﻲ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻃﻠﻘﻮا ﺳﺎﺣﻞ ﻋﻤﺎن واﻟﺘﻲ ﻛﺸﺎﻓﺔ ﻠﻴﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎﺷﻖ ﻟﻠﺘﺮاث ﻣﻤﺜﻼً ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرات ﺳﺎﺣﻞ ﻋﻤﺎن. اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،ﻗﻀﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﻫــﺬه اﻟﻘﻮة ﺖ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﺈدﺧﺎل ﻋﺸﺮات اﻟﺴﻴﺎرات ﻣﺎ ﻦ واﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ وذﻟﻚ ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺎ ﻫﺬه اﻟﻘﻮة ،وﺗﻨﻮﻋﺖ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎرات ﻣﺎ ﺑﻴﻦ وﻏﻴﺮﻫﺎ. اﻟﺠﻴﺐ واﻟﺒﻴﺖ ﻓﻮرت واﻟﻠﻮري ﻏﻴﺮﻫﺎ. وﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت ﻓﻤﺎ ﻓﻮق ﻮق ازدادت اﻟﺴﻴﺎرات وﻛﺜﺮت وﺗﻨ ّﻮﻋﺖ ﻣﻮدﻳﻼﺗﻬﺎ ﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ وأﺻﺒﺤﺖ ﺟﺰءا ً ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ راﻓﻘﺖ ﻧﻤﻮ اﻹﻣﺎرات وازدﻫﺎرﻫﺎ ﺑﺪءا ً ﻣﻦ
ﻋﻨﻬﺎ إﻟﻰ أن ﻧﺠﺢ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء ﻫﺬا اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﻗﺒﻠﺔ ﻫﻮاة اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن. ﺑﻌﺪ أن ر ّﺣﺐ ﺑﻨﺎ ﺿﻴﻔﻨﺎ ،اﺻﻄﺤﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻟﺔ اﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ﻟﻤﺸﺎﻫﺪة ﻫﺬا اﻟﻜﻢ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮوﺿﺎت اﻟﺘﻲ ذﻛّﺮﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎرات ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎت وﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وﻛﺎن ﻟﻨﺎ ﻣﻌﻪ ﻫﺬا اﻟﺤﻮار. ͅ fy,Y` / z5` ^D / , w e واﻧﺘﺒﻬﺖ إﻟﻰ أن رﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻧﻮع ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﺗﺮاث اﻟﻤﻜﺎن؟ ﻗﻤﺖ ﺑﺴﻴﺎﻗﺔ أول ﺳﻴﺎرة -وﻛﺎﻧﺖ ﻻﻧﺪروﻓﺮ- ﻋﺎم 1967م ،وﻛﺎن ﻣﻮدﻳﻠﻬﺎ أﻗﺪم ﻣﻦ ذﻟﻜﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻛــﺎن ﻋﻤﺮي آﻧــﺬاك ﻓﻲ ﺣﺪود اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ،ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺳﺮت ﻫﺬه اﻟﻬﻮاﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻲ ،وأﺣﺒﺒﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎرات وﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﻬﺎ ،وﺑﻌﺪ ﻣﺎ اﺷﺘﻐﻠﺖ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻗﻤﺖ ﺑﺸﺮاء واﺣﺪة ،ﻓﺰاد ﺣ ّﺒﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﺘﻲ أﻋﺘﺒﺮﻫﺎ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ
ĻķĘŬ ĻķĘŬ 173 173 73 ijĴŕŨė ijĴŕŨė žŸėĸŨė ŧĘŠ
201 20 2 2014 014 01
55 5 5
ﺗﺮاث ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻓﻴﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﺎﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﻔﻨﻲ
ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﻴﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻣﺮزوق اﻟﻐﻔﻠﻲ: ﺔ
اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ ﻳﺮوي ﺗﻄ ّﻮر ا\ﻣﺎرات ŽŐŴijĶũŤē İũĨĉ İļēij į Ž ŽŐ ŴijĶũ Ŵij ĶũŤē Ťē İũĨĨĉ ĉ İļ İļēij ēij į
دﺧﻮل اﻟﺴﻴﺎرات إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﺪﻳﻨﺎﺎ أأنن دﺧﻮل اﻟﻤﺘﻮﻓﺮةة ﻟﺪﻳﻨ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﺘﻮﻓﺮ ﺗﺴ ّﺠﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وﺗﺰاﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﻊ ﺛﻼﺛﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤ ﺑﺪاﻳﺎت ﺛﻼﺛﻴﻨﻴﺎت ﻓﻲ ﺑﺪﺪاﻳﺎت ﻛﺎن ﻓﻲ ﻛﻛﺎن اﻟﻨﻔﻂ إﻟﻰ أراﺿﻲ اﻹﻣﺎرات اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﻨﻔ ﺷﺮﻛﺎت اﻟﺘﺘﻨﻘﻴﺐ دﺧﻮل ﺷﺮﺮﻛﺎت دﺧﺧﻮل ﻂ ))اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﻤﺘﺼﺎﻟﺢ(. اﻟﻨﻔﻂ ﺷﺮﻛﺔ ﺮﻛﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻨﻔ وأﻫﻤﻬﺎﺎ ﺷﺮ وأﻫﻤﻬ ﻣﻦ اﺳﺘﻘﺪام ﺳﺳﻴﺎرات ذات دﻓﻊ ﻗﻮي ﻻﺑﺪ ﻣﻦ وﻛﺎن ﻻﺑﺪ واﻟﺮﻣﺎل اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ واﻟﺴﺒﺨﺎت اﻟﺼﺤﺎرىى وواﻟﺠﺒﺎل واﻟ ﻟﻌﺒﻮرر اﻟﻟﺼﺤﺎر ﻟﻌﺒﻮ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟإﻟﻰﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺑﻬﺪف وذﻟﻚ ﻟﻚ ﻟﻠﻮﺻﻮل اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ،وذﻟ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ، وﺧﻼل ﺳﺳﻨﻮات اﻣﺘﺪ ﻋﻤﻞ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺒﺘﺮول ،وﺧﺧﻼل اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻟﺒﺘﺮﺮول، اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻤﺘﺼﺎﻟﺢ. ت اﻟاﻟﺴﺎﺣﻞ ﺟﻤﻴﻊ إﻣﺎراات ﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﻤﻤﺘﺼ إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ
54 5 4
ĚŅŲŭŤē ĮŻijĔĜ źŴĴĜ ěēijĔŨǞē ŽŘ ěēijĔżĹŤē
وﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ وﻧﺤﻮ وﻟﻐﺔ وﺑﻼﻏﺔ وﻟﻴﺲ اﻧﺘﻬﺎء ﺑﺎﻟﺘﺄرﻳﺦ ﻟﻠﺤﻮادث وأﺧﺒﺎر اﻟﻨﺎس ﺑﺪءا ً ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ وﻟﻴﺲ اﻧﺘﻬﺎء ﺑﺎﻟﺤﻤﻘﻰ واﻟﻤﻐﻔﻠﻴﻦ ،واﻫﺘﻤﻮا ﺑﺘﺪون اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺪءا ً ﺑﺎﻟﻄﺐ وﻟﻴﺲ اﻧﺘﻬﺎ ًء ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﻳﺎت ،واﻧﺘﺒﻬﻮا إﻟﻰ ﺗﺪوﻳﻦ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺑﺪءا ً ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ وﻟﻴﺲ اﻧﺘﻬﺎء ﺑﺎﻷﺣﺎﺟﻲ واﻷﻟﻐﺎز، ود ﱠوﻧﻮا اﻟﻔﻨﻮن واﻟﻤﻼﻫﻲ ﺑﺪءا ً ﺑﺎﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ وﻟﻴﺲ اﻧﺘﻬﺎ ًء ﺑﺎﻟﺮﻗﺺ واﻟﻐﻨﺎء! وﻻ ﱠ أدل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﻬﺎ اﻟﻌﺮب، ﻓﻈﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﻠﻴﻞ وﻫﻲ ﻛﺜﻴﺮة ،وﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺧﺰاﺋﻦ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻻ ﱠ أدل ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻵﺛﺎر واﻟﻤﺘﺎﺣﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ أﻗﻄﺎر اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وأﻗﻄﺎر اﻷرض ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﻌﺮب ﻓﻴﻬﺎ آﺛﺎر أﻗﺪام!
وﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻐﻨﻰ ﻣﺘﱠﺴﻊ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﺨﻮض ﻓﻴﻪ واﺳﺘﺨﻼص ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻨﺸﺮه ﻣﻨﻪ ،أو اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻬﺎ اﻟﻴﻮﻣﻲ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ،وﻗﺪ اﻣﺘﺪت رﻗﻌﺘﻪ ﻟﻴﺸﻐﻞ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﻠﻪ ،وﻳﻤﻸ اﻟﻤﻜﺎن ﻛﻠﻪ ،ﻓﻔﻲ اﻟﺪراﻣﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ،ﻳﺠﺪ اﻟﻤﺆﻟﻔﻮن ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻔﻮن ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ اﻟﺘﺮاث وﺗﺎرﻳﺨﻪ وﻓﻨﻮﻧﻪ وأﻋﻼﻣﻪ ِ وﺣﻜَﻤﻪ ،وﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻳﻘﺎل ﻓﻲ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺬﻫﻨﻴﺔ، ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻄﺎت اﻹذاﻋﻴﺔ اﻟﻤﺮﺋﻴﺔ واﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺐ أو اﻟﻤﺆﻟﻔﻴﻦ وأﻋﻼم اﻟﻔﻜﺮ، أو ﺑﺎﺳﺘﻀﺎﻓﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﺑﺸﺆون اﻟﺘﺮاث ﻣﻦ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻴﻦ وﺳﻮاﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻣﻦ ذوي اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ. ﺎب ﺑﺤﺮا ً واﺳﻊ اﻟﺴﻮاﺣﻞ ﻣﻦ وﻓﻲ اﻟﻨﺸﺮ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﻳﺠﺪ اﻟﻜُـﺘﱠ ُ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﺮاث اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺗﺰال ﺑﻜﺮا ً ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻻﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎم وإﻋﺎدة ﻧﻈﺮ ،وﺑﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ إﻟﻰ ﺗﻨﺎول ﻣﻦ زواﻳﺎ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ واﻟﺮؤى اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،وﻃﺮاﺋﻖ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، وﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺻﺤﺎﻓﻴﺔ ﺗﺤﻴﻞ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث ﻋﻤﻼً ﻣﺴﺘﺴﺎﻏﺎً ﻳﺠﺪ اﻟﻘﺎرئ ﻗﻴﻪ اﻟﻤﺘﻌﺔ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻤﺮﺟﻮة. إن ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻻ ﻳﻘﻮم ﺑﺬاﺗﻪ ﻣﻦ دون أن ﻳﻜﻮن وراءه ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻴﺌﺎت ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻢ ،وﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻬﻴﺌﺎت ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻮن ﻣﻦ رﻋﺎﻳﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻬﺬا اﻟﻤﺸﺮوع، ودﻋﻢٍ ﻟﻤﻦ ﻳُﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ إدارﺗﻪ أو اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ أو اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﺴﺘﻌﺎن ﺑﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،دون أن ﻳُﺘﺮك ذﻟﻚ ﻟﻠﻤﺼﺎدﻓﺔ واﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ واﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ، وﺑﻌﺾ ﻫﺬا ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ دﻋﻮات ﺻﺮﻳﺤﺔ إﻟﻰ اﻟﻜﺘﱠﺎب واﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﺑﺸﺆون اﻟﺘﺮاث واﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻴﻪ واﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﻪ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺒﻮن أو ﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮﺣﻮن ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﻜﺎﻓﺂت ﻣﺎدﻳﺔ ُﻣﺠﺰﻳﺔ ،وﻫﺬا ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ اﻟﺒﻼد اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ،وﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺸﺆون ،وﻻ ﻳﺘﻨﺎﻓﻰ وﺟﻤﻴﻊ اﻷﻋﺮاف واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﻌﻘﺎﺋﺪ. إن اﻹﻋﻼم ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺄ ْن ﻳﺄﺧﺬ دوره اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻛﺎﻣﻼً ﻟﻴﻜﻮن رﺳﻮﻻً ﻣﺨﻠﺼﺎً ،وراﺋﺪا ً ﺻﺎدﻗﺎً ﻟﻠﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻓﻀﻼً ﻋﻦ دوره ﻓﻲ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ اﻵﻓﺎق ﻛﺎﻧﺘﺸﺎر اﻟﻨﺎر ﻓﻲ اﻟﻬﺸﻴﻢ * أﺳﺘﺎذ اﻷدب اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ -اﻟﻌﺮاق
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
53
şėķŹŨė
اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎب ا\ﻋﻼﻣﻲ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻣﺎ
ﻳﺆﺳﻒ ﻟﻪ أن وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،ﻋﻠﻰ ﻛﺜﺮﺗﻬﺎ وﺗﻨﻮﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ وﻣﺮﺋﻴﺔ وﻣﻘﺮوءة ،ﻟﻢ ﺗﺘﺠﻪ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث اﺗﺠﺎﻫﺎً ﻣﺪروﺳﺎً و ُﻣـﻤﻨﻬﺠﺎً ،ﺑﻞ ﻳﺘﻢ ﺗﻨﺎول اﻟﺘﺮاث ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺸﻮاﺋﻲ أو ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ، وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﻊ ﻓﻲ أذﻫﺎن اﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ إدارة ﻫﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ أن اﻟﺘﺮاث ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮا ً ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟـ َﻤﻌﻴﺶ ،وأن ﻫﻨﺎك ﺷﻌﻮرا ً ﺳﺎﺋﺪا ً ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﻤﺘﻠﻘﻴﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ وﺣﺴﺐ، وأن ﻣﻜﺎﻧﻪ اﻟﺮﻓﻮف اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ. إن اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ ﻋﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺑﺸﺘﻰ ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﺎ وأﻧﻮاﻋﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺑـ "دراﺳﺔ اﻟﺠﺪوى" ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ،ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ، ﻳﻔﻜﺮون ﺑﺘﻠﺒﻴﺔ اﻟﻤﺘﺬوق ،أو اﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ "اﻟﺰﺑﻮن داﺋﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﻖ" ﻣﺘﺨﻠﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺒﻨﻲ اﻟﺘﺮاث وﺷﺆوﻧﻪ ،وإﺷﺎﻋﺘﻪ ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب، واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ذوق اﻟﻤﺘﻠﻘﻲ وﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮه إﻟﻰ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺸﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاث ﺑﻮﺻﻔﻪ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺼﺪى اﻷول ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ. وﺧﻄﻮرة ﻫﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﻗﺪرﺗﻬﺎ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺘﻠﻘﱢﻴﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮا ً ﻛﺒﻴﺮا ً ،وﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻬﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وأﻋﻤﺎرﻫﻢ، ﻧﻈﺮا ً إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺄﺛﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺛﻘﺘﻬﻢ ﺑﻬﺎ ،وﺣﺒﻬﻢ ﻟﻬﺎ ،وﻣﻴﻠﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﻬﻢ، ﻟﻴﻜﻮن ﻟﻬﺎ اﻷﺛﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. وﺗﺴﺘﻨﺪ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ واﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ اﻟﻠﺘﻴﻦ أﺷﺮﻧﺎ إﻟﻴﻬﻤﺎ إﻟﻰ اﻫﺘﻤﺎم ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ اﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺪون ﻓﻲ اﻧﻔﺴﻬﻢ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺑﺎﻟﺘﺮاث دون ﺳﻮاﻫﻢ ،أو ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﺑﻮﻋﻲ ﺑﻀﺮورة ﺗﺒﻨﻲ اﻟﺘﺮاث وﻧﺸﺮه ،وﺣﺮص ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎوﻟﻪ ﻓﻲ إﻃﺎر واﺟﺒﺎﺗﻬﻢ
52
ŪżĨij įēİŝŨ į
اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ،وﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا ذﻟﻚ ﻳﻜﻮن اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺮاث أو ﺑﺘﻨﺎول ﺑﻌﺾ ﺷﺆوﻧﻪ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻮﻳﻊ وﻃﻠﺒﺎً ﻟﺪﻓﻊ اﻟﻤﻠﻞ ﻋﻦ اﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻟﻴﺲ ﻏﻴﺮ. وإذا دﻗﻘﻨﺎ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻌﺪم أن ﻧﺮاﻫﺎ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ إدارﺗﻬﺎ وﺗﻤﻮﻳﻠﻬﺎ ،و َﻣﺴﻮﻗﺔ ﺑﺘﻮﺟﻬﺎﺗﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ ،وﺳﻴﻜﻮن اﻟﺨﻄﺎب اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﻌﺒﺮا ً ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت ﺑﻼ أدﻧﻰ ﺷﻚ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ اﻹﻣﻜﺎن اﻟﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎب إﻋﻼﻣﻲ ﻳﺘﺒﻨﻰ اﻟﺘﺮاث ﺧﺎﻟﺼﺎً ﻟﻮﺟﻬﻪ. وﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺤﻆ أن ﻧﺠﺪ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻹﻋﻼم اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ إدارﺗﻬﺎ ورﻋﺎﻳﺘﻬﺎ وﺗﻤﻮﻳﻠﻬﺎ ،ﺗﻠﺘﺰم ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﺮاث ﺧﺎﻟﺼﺎً ﺑﻮﺻﻔﻪ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،وﺗﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ اﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﺗﺴﺘﺠﻠﻴﻬﺎ وﺗﻨﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺸﺆون ،وﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺑﺮاﻣﺞ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺮﺋﻴﺔ أو ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ ،أو دورﻳﺎت ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﺸﺆون اﻟﺘﺮاث. وﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﺗﻨﺄى ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﺴﺎب اﻟﺮﺑﺢ واﻟﺨﺴﺎرة، و"دراﺳﺔ اﻟﺠﺪوى" دون أن ﺗﻜﻮن اﻟﺠﺪوى ﻫﻲ اﻟﺘﺜﻘﻒ ﺑﺎﻟﺘﺮاث، واﻟﺘﺰود ﺑﻪ ﻟﻴﻜﻮن داﻋﻤﺎً ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻣﺮﺳﺨﺎً ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، وﻣﻌﺒﺮا ً ﻋﻦ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻣﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ أن ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وأن ﺗﻄﻌﻤﻬﺎ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺟﻴﻼً ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ زادا ً ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ. أﻣﺎ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﺈن ﻓﻴﻪ زادا ً ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ ،وﻻ ﻳﻔﻨﻰ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أن اﻟﻌﺮب اﻫﺘﻤﻮا ﺑﺎﻷﺧﺒﺎر اﻋﺘﻤﺎدا ً ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻲ واﻟﺮواﻳﺔ واﻟﺤﻔﻆ ﻓﻲ اﻟﺼﺪور ،ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﺮﺳﺦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،وﻗﺒﻞ أن ﻳﺸﻴﻊ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﺘﺪوﻳﻦ ،وﺑﻌﺪ أن ﺗﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻧﻜـ ﱡﺒﻮا ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻛﻞ ﺷﺎردة وواردة ﺑﺪءا ً ﺑﻌﻠﻮم اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ واﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺸﺮﻳﻒ
b b ¦#. ] Ù äÙ° Ù Ï} Ø Û # ]Static /+ ]" 44 44(44# ¦444+ Û44Â Ä44 44 44(44# . Ï 444Â
ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ
Û # Ã$ £' É "3¢ Ð' Ã#
ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺑﻨﻮك ﺑﻴﺎﻧﺎت
Ð' ÙÎÂ É 144# ,$Ø/ . & £# /44(44#
ﺗﻮﺛﻖ ﻣﻬﺎرات ﺻﻨﺎﻋﺔ
Ï/ (Ø )44+. ÐÙ($ (# /,( # p+ ±Ø
Ù Î+ Ð' ]ÐÙÙÂ $# ÙÎÃ# ,(# "3¢
É3 /,( # . ÙÎÃ# Ê# ÐÙ É3 #
اﻟﻘﻄﻊ اﻟﻔﻨﻴﺔ وﺗﺴﻠﺴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ
. Ù$ Ã 44Ø 44±44' Ð44' p44Øp44 44# -44 p44Ê44 44Â .p4444# ¦444+
.www Ù(# # ±#
اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ﺑﻨﻮك ﺑﻴﺎﻧﺎت
b b ] / ±# Ù Û ' + . Ä (# 0 Õ b #/ % ] ÙÎÃ# Ê$# ͪ£' Ù# Û,Â Â Ê # Î # Ð44 44'} 1444# Ð44'ª44# . 44(44
. Ø/,# ¤Ù . )44# 44 44# Û444Â Á 444 444# Ä44 44 44' 444# © 444' Ð44 44#
] + Ê# ÛÂ Ú /½# # / Ø.pÙ# Á #
أﻧﺘﺠﺖ وﻓﻖ ﻇﺮوف ﺑﻴﺌﻴﺔ
 ])44Øp44Ê44 Ð44 44 .} 444° Ï. Ù $#
وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ
ºÃ Ä (# & ,' )44+} p44 } Ï ] 444´ .
]-44 44' %44 44Ã44 44Ø Ï} Ï. *p44+ 44±44Ø 44ã 44 44#
ﻋﻠﻴﻪ،وﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ
- . /' ÛÂ /Î -Øp# ° Ú} p . & ÙÉ
Î(# $ # ÐÙ ' &344 è " 44 0p44#
ً ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺪ ﺳﺠ ﻼ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ
Ï Â ] , ÃÍ Û44+ , £ / ' Ù£Ø
³. (# - Î'. ÛÂ # ÐÙ $ Â Û #
° (# " 2 Û+ *¦+ % Ã # Ù$( . .!$, (# . Â Ù 44Ê44 44 44# %44 44Ã44 44# Ù$( Ï
Ã# Î# Ù ( ] ,(# ÐÙ($ ($# %(
ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺪوﻧﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮب
.
Ð' Ù Ã$ £' . ÛÂ &p£ pÉ
³ (# # }. ]Post Card ØpØ # É #
Ä # . © Ã$ # . Í Íè %¸ ÛÂ 1
, Í ³ (# *¦+ % ' } pÊ# . ' +
] ,' p£ Ð } ¥ Õ'. Ø/É " b Ù 3 ÙÎÂ Ã !$ (Ø Ú¦444# Ä (# Â
} Ä (# Ï} } ÛÎÍ Â ¦#. ] 3 (# .
] Ù Ø 'æ p (# Ø2/# ¼ 1# Ù
p44±44 444Î444# Û444 444 Õ444 ] 444$444Ù444 } 4444 4444 æ b ~±ÎØ ' # ¼. ]Ú Ã# + . , # ~
Ø Û44 44 44# )44# 44 44# p, ' Û44Â 44(44Ù44É}
¼ Ì$£Ø -44 44 . . ³ 44 44# Ï} Ð44
* Ù¼. Ð(Ù# ³ (
*
< Ø pÎ è ( ]&3444 è Øp'
'
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
Ð Ú 444(444# 44Ù44 44 44 44$44# %4444Éæ 144$44 Archives
Û # 44(44# ºÃ ¥ ]Data Bank 44Í 44Ù44
%ã . ÛÂ Ù'3 Ø Ð' , Ø '
Û # ³ (# Ð' pØp # Í Ð b3µÂ
ÛÎ /# Ä44Ù44° æ ÃÙ¸/ &/Ê Ä (#
/Î 44Í 44 44 Û44Â Ä44 44 44(44# 44 44 44 } p44Ê44#
' ] # Â ÙÂ Ê }. ] ØpÙ$Ê # Á $#
p,± Û # (ØpÊ# Ø (# ê " ' ÛÂ b b b Ë ° Ð' & p b' pØ ª ' Ù#. $
' 44'} -44Ø} pÊ Â 44' ¥ . ]ÛÂ Ê #
. #pÍæ 1# ÐÙ #
Ø. # ÛÂ # Â } p Û # $ÊÎ (#
Ù Ø. Ù'3 . } ,$ . C.D . DVD .
ÛÂ & 444+ Î /44+ Ú¦444# Û44Â 44Ê44 44# 44 44#
Ð' -ã . - /Î Ù'3 è µ # ÛÂ
³ 44 44(44# 44Ù44(44+} %44Ã44½44Í 2. .),ØpØ} 144$44
% ' / ' Ð b3µÂ ] Ã$ £(# &3 è
Ù¼ 44+ .p44Â , $É 444'. ] $Ù$É Û44'344 è
ÛÂ # Î(# Î# (Â ]ÛÂ Ê # ,Ù´ '
ÐÙÙÂ # 44,44' Ð44' p44Øp44 %Ù 44Ø p44 44#
51
.} ʱ' Ï.p pÙ Ï (# ت
b3µÂ ]*p+ ±'. p+ ±(# Û±# ÐÙ /
0/ Ê# Ù(+æ Û ~ Î+ Ð' ] # . Ï} Ð (Ø ¥ ]Á 44 44# " 44 44' Û44Â Ä ($#
% $ . ÙÎÃ# Ê# Î ,' Ì / Á. ¸ Ì44Â. Í} Û # ] Î # Ù$(
] ÎÙ ' Ù ½ . Ø É . ÙÂ Ê . ÙäÙ Í.p(# Ù¼ Â Ê $# b3 p Û, -Ù$ . / ±$#
Î# (Â ]³. (# !$( ÛÂ £±# 0p#
ﻟﻤﺎذا ﺗﻌﺪ اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ أداة..ﻟﻜﻦ إﻋﻼم وﺗﺴﻮﻳﻖ ﺟﻴﺪة؟
ÛÂ Ä (# Û ÐØp° (# . Ð b3µÂ
ÛÂ Ð( "Ô 44 44 44# ¦444+ 144$44 44 44 è Ï
]Ä (# /Í ÛÂ Ø - ¥/(Í p+ ° ¥ . Ù£Ø # * ~ ³. (# Û±# )ØpÊ Á $# Á # ³ # Ù# Ä (# . Ï
0/É} ° (# " 2 &3 è ¢ b &3 è . " 2 %ã . Ð' * Ù¼ Ð Ù ~
, Û½ ÎØ Û # ÊÎ# Ð44' p444 . Ï
' * ÛÂ / ¢ p ¥ £
Ð' ÐÙ /Í "3¢ Ð' web ±# 1$ , '
ØpÙ$Ê # Á $# %' ° % ' ] ØpÙ$Ê #
%' Ø Ï} Ð (Ø ØpÙ$Ê # Á # Ï} Û+ Ù ] ÙÊØ/ # É /(# (,#.} : É /(# 1$ ,# 4b 4 44É/44' 444° . .} 44Â 44 %44 )ÙÊ . /,( $# , Î' ÌØ/ Áp44,44 ] ±#
Ä ' Û+. : Ù´ Â2 Ä (# ¢ê . ÄØ # Áp, Í Í2 ° 1$ ~±Î
]ÛÊÙÊ /44 . -# Ï/ Ø 2 pÉ ] 44' Ä ( ] ÙÃ ' / ' /( ' ³ Áp,
' Û ª (# # .} Áª£$# Ä ( É/($# ã ª# ¦ / Í Í2 1$
Á # Û44 Ï/$( Ø Ð44ئ44# ÐÙÙ $# & 44
] , Î'. p (# .} (ØpÊ# /44
ÐÙÙÂ $# Ù±Ù (# Ø/ (# %Ù$ .
] ØpÙ$Ê # Á $# ÙÊÙ / )ٹΠ.
Á $# ÙÊØ/ # ÙÎÊ # 3 ±(# © .
ﺗﺆدى اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ دور ًا ﻫﺎﻣ ًﺎ
¢ p ÐÙÙÂ # ¯ . Û44Â Û44Â 44 44#
،ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﺸﻌﻮب
Ð (Ø Í Ù p /É Â/ !#¦ . . Ùã p 2
ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺨﺰﻧ ًﺎ
44Ø p44 44# 44 Á 444 444 2 !444#¦444 . ] 44Øp44Ù44$44Ê44 44#
Ù p(# ,±$# $( ' Ù(Ù$ ~44 .* .p &3 è &/ÊØ Ï} +p
ﺑﻞ،ﻟﻠﻘﻄﻊ اﻟﻔﻨﻴﺔ
)ØpÊ # . } ÙÂ/ 44+© 44 } Á p444+} p44
:ﻣﻮاﻗﻊ اﻻﻧﺘﺮﻧﺖ
] /44,44(44 44# Ð44' 4444 .} 44 44 44° 44 44Ø 44 44Â
Ù'3 ' } Í Íè É /' % ( b 4Øp4444 /44 b 4,444(444 ¦444 444 ] 444Ø/444É Á 44 44$44# p444
ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺑﻤﺮور اﻟﺰﻣﻦ إﻟﻰ
Ù´ Â2 Ä (# ÌÊ . . , p+ ±(# 1Î ( è ÐÙ . ] Ù(Ù$ 'p¢ .1$ ' %¢ Ø 1#  ´è ê . Ù # ٱΠäÙ+ . Û ~Ø Î+ .Ä (# *¦444+ %44 44' )44Øp44Ê44 Û44 )Ù$ # .
] 'p£# *¦+ % (# Ú Ù¼ Ù ~ Î,Â Ú /444 444# 444Ù444 ~444 444# 444 444 444# 444 444 444 } p444Ê444Â
])# # Ð' 1 ° Ð '} ÛÂ 3ã ÐÙ ( #
ÐÙ( ,(# Ð44Ø 44ã ª44# . £# . ÐØp° (# . b /'/ÊØ Ï} Ð' ])# # Í} Ù( ÛÂ '
www. 44Â/44$44# Ä44 44 44' 44É/44(44Â ] 44Øp44Ù44$44Ê44 44#
44 44 è Ð44' Á2 p444 44(44 p44É louvre.fr
أﻣﺎﻛﻦ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ .وﺗﺮﺳﻴﺦ اﻟﻬﻮﻳﺔ
ı . ]Ð44Ø 44ã ª44# ÐÙ Ú 44 } Ï Ù 1$
-25 Ð' ( æ /( ' Ï} Ð Ï Ù 2
] É/($# 44 44 æ Û44+ Í Î 45
])44+Ô $ Ðئ# $ pÊ Ø (ÎÙ Ù Ø -Î #. ]Ä (# % ' % Ø 2 É/(# Ï} .- Ø© Û (# ¼
ĞſĴƀũšġŨė śĸĭũŨ ĪſŸĸġŨė ǝ ūǟŔǤė ķŸij
50
ijĴŕŨė ŞũŬ 3 # ¢ £ Î ' Í Ù¹Í
ØpÙ$Ê # Á # Í % / - &/ÊØ ' Ï
Ù¼ .} . ±' Ë / , ¢ $ÊÍ
Ð' 'æ Î Ù$( /+ ]ÐØ Ù # Ð' p' b Ù ] / ' ÚpÙ$Ê # , ºÃ "3¢
Û # . ] Ù$ æ Ê# *¦+ ,ÙÂ Í} Û # . . ±'
ا\ﻧﺘﺎج اﻟﻜﻤﻲ واﻟﻨﻮﻋﻲ
Ù¼ / Ê Î' Ú} ÛÂ %Ù # %Ù Ð'
b b ÄÙ° ~ ] ÙÂ Ê # Ø/,$# Ùã
Í/ ' p Ø . 'ç# ÛÂ Ê # Û´ ($# Ú ' archives
É Ã # &p Û+ ã ±# ¢æ } Ï
/+ ØpÙ$Ê # Á # /+p } p } Ï
] ,# ÛÂ # Û /Î# 44 44Íè . ] 44Ù44'344 è
} '/$ (# Ù /#/Î . Ù Î #
Û( # Íè Ù(+} pØ )# ] ÊÂ ÙÍ #
Ð' p( (# 44Ù44 . 44# . 44Ù44Í 44 44Íè )ÙÊ#
ÙÎÃ# Ê$# Û Î # Û( # Íè ÐÙ
#ê Ûà]Ú.pÙ# %( # Á ã 2
1$ p( Ø Û'3 è )# # " © ' Ä ç#.
ÛÂ pØp # " Ù æ 0p# / É Î+
Û .p44 44' 2. 444 444'. 44ت44Ù44# 44' p444 44' b (ã É Ù # Í (ØpÊ ] Ù . Ï Ø
ÛÎÂ %( % Ä$¢ ÄÊ Û # &3 è .
])# # Í} Ù( ÛÂ / (# Ê #
& Ê# ¢ ,# )£µ# Û Î # ) # Û+.
- / $ ±' Î+ Ï} ( .Ï/ÙÂ # - ÎØ
Ù /(Í ' Ð # ] Ø æ Ð' Ê 1$
Ù'3 è Ï p44$44 44# Û44Â ØpÙ$Ê # Á 44 44#
] ÙÎÂ Î' Ð' ), $ ' ),# 2Õ+ Ï Â
. Â Î' ~ ÐÙ # Ð'
] Î(# # . Î(# /44 ÛÂ % ( Áp,# /+ Î+ Û( # Íè Ø -Ù$ .
ﺗﺴﺠﻴﻞ اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ
%44¢p44 -444# ¯ . 444' 444É /4444+. ] /44$44 44(44#
ÐÙÍ /Ê# Ð(´ Î+ Ï/ Ø Ï} . 44´ (
ÛÂ ±# Ð' } p } %Ù½± Ù
Ä (# Û44Â Ù'3 è ÙÎÃ# ÙÎ Ê(#
¦+ ] ,# °}. , Ø/ ' Â Ù /#/Î # ÛÂ , (+ ' Ð' Â Ø. ] Î # *¦44+ .Û'/Ê# Î#
Í ( Ø 2 Í ê Ø ( £# Î' Ú} ". p4444 44¹44 44' ] 444+ 3444 444¢
Ù¹Í &/444 444 Ï. 44,44# p$Ê' /44 44 44' .pÙ$Ê #
اﻟﺪور اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟ ﻋﻼم / Î# ¦44+ Û44Â &344 é44# Û Ùã # .p444# Ï
44Ù44Î44Ã44# 44 44Ê44$44# 444 /444 444 444' 4444 /4444# 4444 4444 .
44ØÔ Ì44Â. 2 ¦44+ Û44 44Ø Ð44#. ] ØpÙ$Ê #
,°} ÙÉ/ Á Ø ( ]ÐÙÙÂ # % É
&3 è %( ÌÙ Ù } $ ±' ] Í Ù
% 44Ù44 144$44 44Ø/44ä44' Í ³ 444Â 44 44Ê44Í.
, #ª Ð444' 44É344£44# Á 444 444# 44444¢ /444+
p /É Â/ &p $ ±' 1Ê Ð # ] $' '
Ð' p 2 ¦# ] ØpÙ$Ê # Á $# pÍ ' ~
49
Ù(É 344 44 p4444 . 4444´ ,¹ 44(44
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
Ð' +pÙ$Ê ( Ø ,# ÌÙ / ] Ù'3 è .ÐÙÙ'3 è Î # Ù$ æ Ê# #.p# # # É
اﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ﺑﻨﻮك ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺗﻔﺎﻋﻠﻴﺔ
دور ا\ﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻠﺤﺮف اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ &/Ù# 1# . ]Û'3 è )# # ÛÂ ØpÙ$Ê # Á $# Ø. # ) Ø -#3¢ Ð' ¥ ] ' + " } &3 è % (Ø
¶ # / (# ,±# ) Á # *¦+ Ð' Á ' 1$ 'æ ÊØ ¥ ]pØp° / É - .p# ¦+ " © '
Ù'3 ¢ Û ,# Ø. # ) Á # *¦+ %Ù ~ 1# Í )# ÎÎ # ] + Ê# Û Û$Ù$£# Ï £ ]Ð 'æ b b /+. ] Ù( '} ØpÙ$Ê # Á $# Ø. # Û Ù'3 è ã /#  & p£ Û ٠à # ¦# ] $' ' b Á # *¦+ Ð' / (# Ï} Ð b3µÂ ]ÐÙÙ # . Á # *¦+ + © . /(Î# pã  ¥ pØp } Ì$£Ø b Ù # Á # Ù # %¸ Û Ù'3 è ( ($# Ù$ (# Ø/,# Ù / ¢ 1$ pÙ ~ p Ø ]-# Ø. # . . Ø p # % ÊØ 2 µ # Ð' p . (Í 1# -$Ø/ #. )# #
ĕĶŐ İŤĔĬ į
ĞſĴƀũšġŨė śĸĭũŨ ĪſŸĸġŨė ǝ ūǟŔǤė ķŸijv
48
ﻫﻨﺎ إﻟﻰ دراﺳﺎت ﺟﺎدة وﻧﺪوات ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﺪرس ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ اﻹذاﻋﺎت واﻟﺘﻠﻔﺰة ،وﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ واﻟﻤﺠﻼت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،وﻟﻌﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮ اﻟﻨﺪوة اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻔﺎﺋﺖ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان )اﻟﺘﺮاث واﻹﻋﻼم( ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ أﻧﻤﻮذج ﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻤﺎذج ﺗﻠﻚ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺪوات اﻟﺘﻲ ﻧﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ اﻹﻋﻼم ﻟﻠﺘﺮاث. وﻟﻌﻞ ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻫﻨﺎ أن ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ دور اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ذات اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻤﺸﺘﺮك أو ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺎﻳﺰ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ وﺿﻊ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﻣﻘﻨﻨﺔ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺮاث ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺬا اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻮاﺻﻞ دور ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ وﺗﺸﺠﻴﻊ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻣﻦ ﺧﻼل دﻋﻢ ﻣﺆﻟﻔﻲ وﻛﺘﺎب اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺠﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ وإﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺎت اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺨﺎص واﻟﻤﺤﻄﺎت اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ. وأﻋﺘﻘﺪ أن اﻹﻋﻼم اﻟﻤﺮﺋﻲ واﻟﺴﻤﻌﻲ ﻣﺜﻼً ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ ﺧﻄﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ إﻋﺪادﻫﺎ وﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻣﺘﺨﺼﺼﻮن؛ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ زﻳﺎدة اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮاد واﻟﺒﺮاﻣﺞ واﻟﻔﻘﺮات اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺚ ﻋﺒﺮ اﻟﺪورات اﻟﺒﺮاﻣﺠﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪدة ،وﺗﺤﺪد اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت واﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮح واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻤﺴﺘﻀﺎﻓﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،واﺳﺘﺨﺪام اﻷﺷﻜﺎل واﻟﻘﻮاﻟﺐ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮا ً ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض وﺗﻘﺪم ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻤﻮاد واﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻛﺎﻷﺷﻜﺎل اﻟﺪراﻣﻴﺔ واﻟﻜﺮرﺗﻮن ﻟﻸﻃﻔﺎل ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ إﺛﺮاء اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻋﺪاد وﺗﺪرﻳﺐ ،وﺗﺄﻫﻴﻞ اﻟﻜﻮادر اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم واﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل إﻋﺪاد وﺗﻘﺪﻳﻢ وإﺧﺮاج اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺘﺜﻘﻴﻒ واﻹﻟﻤﺎم ﺑﺎﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺑﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ. وﻷن اﻟﺘﺮاث وﺑﺮاﻣﺠﻪ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻔﺮق ﻫﺬه اﻟﻤﻮاد وﺗﺸﺘﺘﻬﺎ ،ﻓﺈن ﻋﻠﻰ اﻟﺪول ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﺎﻓﺔ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻹﻧﺘﺎج ،ﺑﺈﻧﺸﺎء اﺳﺘﻮدﻳﻮﻫﺎت ﻟﻺﻧﺘﺎج ﺑﺎﻟﻜﻢ واﻟﻜﻴﻒ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﻴﻦ ،وﻟﻌﻞ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺑﻌﺾ اﻟﺪول ﻗﻨﻮات أو ﻣﺠﻼت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ أو ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﻣﺪى وﻋﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺮاث وأﻫﻤﻴﺔ ﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ورﻋﺎﻳﺘﻪ. وﻳﺠﺐ أن ﻻ ﻧﻐﻔﻞ ﻫﻨﺎ أن ﻛﻞ ذﻟﻚ اﻻﻫﺘﻤﺎم وﻣﺎ ﻧﺪﻋﻮ إﻟﻴﻪ ﻟﻦ ﻳﺤﻘﻖ ﻗﻴﻤﺘﻪ إﻻﱠ إذا ﻗُ ﱢﺪم ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ وﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاءﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﺧﻄﺎب اﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﻤﻌﺎﺻﺮة؛ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻮاﻛﺐ اﻟﺘﻘﺪﻳﻢ واﻹﻧﺘﺎج واﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،وﻋﺪم إﻇﻬﺎره ﻣﻈﻬﺮ اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﻐﺎﺑﺮ ،ﺑﻞ ﺗﻜﻴﻴﻔﻪ وإﻋﺎدة ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ وإﺧﺮاﺟﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ روح اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ؛ ﻓﺘﻐﺪو ﻣﻮاده ﻣﺤﺒﺒﺔ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪة ﻟﺪى أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺟﻤﻴﻌﺎً، وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ ﺟﺪا ً أن ﻳُﺸﺮك اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ وإﻋﺎدة إﻧﺘﺎج ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاد وإﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻟﺘﺘﻨﺎﺳﺐ وروح ﻋﺼﺮﻫﻢ وﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻪ، وﺗﻘﺘﺮب ﻣﻦ ﻓﻜﺮﻫﻢ وﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ؛ ذﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺬاﻛﺮة ﻳُﺼﻨﻊ اﻟﺨﻴﺎل؛ ﻓﻤﻦ )ﻻ ذاﻛﺮة ﻟﻪ ﻻ ﺧﻴﺎل ﻟﻪ( ،وﻫﻢ ﻳﺼﻨﻌﻮن ﻣﻦ ذاﻛﺮة اﻟﻤﺎﺿﻲ أﻓﻘﺎً ﺟﺪﻳﺪة وﻣﺮﺗﻜﺰات ﺣﻀﺎرﻳﺔ ﻻ ﺗﻨﻔﺼﻢ ﻋﻨﻪ، ﻓﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﺮاث اﻟﺘﻲ ﺗُﺒﺚ ﻓﻲ اﻟﻘﻨﻮات اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ أو ﺗﻜﺘﺐ وﺗ ُﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ اﻟﺼﺤﻒ ﺗﺴﻬﻢ إﺳﻬﺎﻣﺎً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻓﻲ ﺗﻌﺪﻳﻞ ،وﺗﻐﻴﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت، واﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻤﺘﺴﺎرﻋﺔ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎً أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺬاﻛﺮة ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،وﻫﻲ وإن أرادت أن ﺗﺤﻮل ﻫﺬا اﻟﻮﻋﻲ إﻟﻰ ﺳﻠﻮك إدراﻛﻲ ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻮى أن ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺗﺮﺳﻴﺦ ذﻟﻚ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺑﺘﻌﺪدﻫﺎ * ﺑﺎﺣﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻤﻴﺎء ﻣﻦ ﻋﻤﺎن aishaaldarmaki@hotmail.com
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
47
ĊĘƀŭƀļ
اﻟﺬاﻛﺮة ﺻﺎﻧﻌﺔ اﻟﺨﻴﺎل ŽšŨijİŤē ĚĽĐĔŐ į
ﻳﺬﻛﺮ
اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺎﺑﺪ اﻟﺠﺎﺑﺮي ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )اﻟﺘﺮاث واﻟﺤﺪاﺛﺔ( أن اﻟﺘﺮاث ﻗﺪ وﻇﱠﻒ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻨﻬﻀﻮي اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﻮﻇﻴﻔﺎً ﻣﻀﺎﻋﻔﺎً؛ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻷﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث واﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻷﺻﻮل ﻣﻜﺎﻧﻴﺰﻣﺎً ﻧﻬﻀﻮﻳﺎً ،ﻋﺮﻓﺘﻪ اﻟﻴﻘﻈﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ اﻟﻴﻘﻀﺎت اﻟﻨﻬﻀﻮﻳﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎً؛ وﺑﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث واﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻷﺻﻮل ﻟﻼرﺗﻜﺎز ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻘﺪ اﻟﺤﺎﺿﺮ واﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﻘﻔﺰ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪﻋﻮة ﻧﻔﺴﻬﺎ رد ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﺨﺎرﺟﻲ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﺘﺮاث واﻷﺻﻮل ﺗﺘﺨﺬ ﺻﻮرة ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﺰم ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﺬات .وﻟﻌﻞ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺠﺎﺑﺮي ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻨﻬﻀﻮي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮاث وﻣﻔﻬﻮﻣﻪ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﺪﻣﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﺄﻣﻞ ذﻟﻚ اﻟﻤﻔﻬﻮم ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺮﺗﻜﺰا ً ﻣﻦ ﻣﺮﺗﻜﺰات اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻨﻬﻀﻮي ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ اﻟﺬاﺗﻮﻳﺔ واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺎب ﻳﻌﻴﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﻤﺮﺟﻌﻲ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺘﺨﺬ أﺷﻜﺎﻻً ﻋﺎﺋﺪة إﻟﻰ اﻷﺻﻮل ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى .إﻻﱠ أﻧﻪ وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺳﻨﺠﺪ أن ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺎب ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺳﻴﺄﺧﺬ ﺟﺎﻧﺒﻴﻦ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﺤﺎﻓﻈﺎً واﻵﺧﺮ ﻋﺼﺮي ،وﻗﺪ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﺤﺎول اﻟﺘﻮﺳﻂ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎً ،وﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﺳﻴﻮﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ اﻹﻋﻼم ﺑﻮﺻﻔﻪ اﻟﻮﺟﻬﺔ اﻟﻤﺮﺋﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺨﻄﺎب ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻹﻋﻼم ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻮﺻﻒ ﺳﻴﺤﺎول ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺧﻄﺎﺑﻪ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ أو اﻟﻤﺤﺎﻳﺪ ﺑﺤﺴﺐ رؤﻳﺔ ﻣﺆﺳﺴﻴﻪ وﻣﻨﺘﺠﻴﻪ وﻓﻬﻤﻬﻢ ﻟﻬﺬا اﻟﺨﻄﺎب. إن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ وﺗﺠﻠﻴﺎﺗﻪ وﺗﻤﻈﻬﺮاﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم ﻻ ﻳﻤﻜﻦ إﻧﺼﺎﻓﻪ دوﻧﻤﺎ دراﺳﺔ ﻣﻌﻤﻘﺔ وﻛﺎﺷﻔﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺎت
46
اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻜﺔ؛ ذﻟﻚ ﻷن اﻟﺘﺮاث ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﻣﺔ وﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ اﻟﻤﺘﺄﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻳﻠﺰم ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﺘﻐﻴﺮات اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺷﺮوط ﻣﻌﺎﺷﻪ وﺗﺪﺑﻴﺮ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎﺗﻪ وﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ أﻓﺮاده ورﻏﺒﺎﺗﻬﻢ أو ﻣﻜﺒﻮﺗﺎﺗﻬﻢ ،ﻓﺎﻹﻋﻼم ﺑﻮﺳﺎﺋﻠﻪ اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻟﻴﻮم ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺘﻐﻴﺮات ﻛﺜﻴﺮة وﻣﺘﻌﺪدة ،وﻫﻮ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﻤﺨﺎﻃﺒﺔ ﺷﺮاﺋﺢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ، وﻟﻌﻞ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﻘﺎﻃﻊ ﻓﻲ أﺣﻴﺎن ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪه اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ أو ﺑﻌﺾ أﻃﻴﺎﻓﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﻮاﺑﺖ واﻟﺴﻨﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ. وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻹﻋﻼم ﺑﻮﺳﺎﺋﻠﻪ اﻟﻤﺘﻌﺪدة ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﻐﻞ ذﻟﻚ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻣﺎ ﺗﻄﺮأ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮات ﺑُﻐﻴﺔ ﻣﻮاﻛﺒﺔ ﻣﺘﻄﺎﻟﺒﺎﺗﻪ وﻣﺘﻐﻴﺮاﺗﻪ؛ إﻻﱠ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ذﻟﻚ ﺳﻴﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات وﻣﺎ ﻳﻄﺮأ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻻﻣﻌﺔ ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻮاﺑﺖ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات ﺗﺴﻄﻮ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ اﻹﻋﻼم ﺑﻮﺳﺎﺋﻠﻪ اﻟﻤﺘﻌﺪدة ﻣﺤﻔﺰا ً وﻣﻌﺰزا ً ﻣﺒﺎﺷﺮا ً ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات ﻟﺘﺤﻞ ﻣﺤﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ .وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﺠﺪ أن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺳﻴﻨﻘﺴﻢ ﺑﻴﻦ ﻣﺆﻳﺪ أو ﻣﻌﺎرض أو ﻣﺤﺎﻳﺪ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ .وﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻌﺪد وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم وﺗﻨﻮﻋﻬﺎ ﻓﺈن اﻟﻨﺎﻇﺮ إﻟﻰ ﻗﻨﻮات اﻟﺘﻠﻔﺎز اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎوزت اﻷﻟﻒ ﻗﻨﺎة ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳُﺪرك ﻣﺎ ﻧﻘﺼﺪ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﺘﻐﻴﺮات اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪا ً. وﺑﻌﻴﺪا ً ﻋﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻏﺎﻳﺎت وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻟﺘﺮوﻳﺠﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﺘﺤﺪث ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺘﺮاث واﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﺣﺪود اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ،وﻫﻮ دور ﻣﻬﻢ ﻳﻬﺪف إﻟﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺘﺮاث ﺑﻜﺎﻓﺔ أﺷﻜﺎﻟﻪ ودﻋﻢ ﺗﺄﺻﻴﻠﻪ وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ﻣﺮﺋﻴﺎً وﺳﻤﻌﻴﺎً ،وﻟﻌﻞ أﻫﻤﻴﺘﻪ ﺗﺘﺄﺗﻰ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﻜﺰ ذﻟﻚ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻨﻬﻀﻮي ،وﻟﻬﺬا ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ
тАлтАк─Э─╕┼С┼░тАмтАм
тАля╗зя║дя╗о я║Чя║к┘Ия╗│я╗ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪ея╗Яя╗Ья║Шя║о┘Ия╗зя╗┤ ┘Ля║ОтАм тАлтАк ┼║─┤┼╗─░─н┼д─У ─░┼╝─╝─│тАмтАм
тАля╗│я║╕я╗Ья╗ЮтАм
тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ ╪▒╪зя╗Уя║к╪з ┘Л я╗гя╗мя╗дя║О я╗гя╗ж ╪▒┘И╪зя╗Уя║к ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║ФтАк ╪МтАмя║Ся╗Ю я╗ля╗о я╗гя╗мя║к ╪зя╗Яя║дя╗Ая║О╪▒╪й ┘Ия╗Ля╗ия╗о╪з┘Ж ╪зя╗Яя╗мя╗оя╗│я║ФтАк ╪МтАмя╗Яя║мя╗Яя╗Ъ ┘Ия║Яя║РтАм тАл╪зя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘Е я║Ся╗мя║м╪з ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗╗я║│я╗┤я╗дя║О ┘И╪гя╗зя╗ия║О я╗зя╗Мя╗┤я║╢ я╗Уя╗▓ ╪▓я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║оя╗Чя╗дя╗ия║Ф ┘Ия║Чя╗Мя║к╪птАм тАл┘Ия║│я║Оя║Ля╗Ю ╪зя╗╗я║Чя║╝я║О┘Д ┘И╪зя╗Яя║Шя╗Ья╗ия╗оя╗Яя╗оя║Яя╗┤я║ОтАк ╪МтАмя╗Уя╗Шя║к ╪в┘Ж ╪зя╗╡┘И╪з┘Ж я╗Яя║Шя║дя╗оя╗│я╗Ю ╪зя╗Яя║м╪зя╗Ыя║о╪йтАм тАл╪зя╗Яя╗о╪▒я╗Чя╗┤я║Ф ╪ея╗Яя╗░ ╪░╪зя╗Ыя║о╪й ╪ея╗Яя╗Ья║Шя║о┘Ия╗зя╗┤я║Ф я║гя╗Фя║Оя╗Зя║О┘Л я╗Ля╗ая╗░ я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ┘Ия║┐я╗дя║Оя╗зя║О┘ЛтАм тАля╗╗я║│я║Шя╗дя║о╪з╪▒я╗│я║Шя╗к ┘И╪зя╗зя║Шя║╕я║О╪▒┘З я║Ся║╕я╗Ья╗Ю я║│я║о┘КтАк.тАмтАм тАл┘И╪▒я╗Чя╗дя╗ия║Ф ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ ╪▒я╗Пя╗в я╗гя║О я╗│я╗Мя║Шя║оя╗│я╗к я╗гя╗ж я║╗я╗Мя╗оя║Ся║О╪ктАк ╪МтАмя╗│я║Тя╗Шя╗░ я║┐я║о┘И╪▒╪йтАм тАля╗гя╗ая║дя║Ф я║Ся║Оя╗Яя╗ия╗Ия║о ╪ея╗Яя╗░ ╪гя╗ля╗дя╗┤я║Шя╗к ┘Ия╗Чя╗┤я╗дя║Шя╗к ╪зя╗Яя╗дя╗Мя║оя╗Уя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║О╪▒я╗│я║ия╗┤я║ФтАк ╪МтАм┘Ия║гя╗Шя╗┤я╗Шя║ФтАм тАл╪зя╗╖я╗гя║о ╪гя╗зя╗ия║О я║Ся║Шя╗ия║О я╗Уя╗▓ я║гя║Оя║Яя║Ф ╪ея╗Яя╗░ я║Чя║к┘Ия╗│я╗ия╗к ╪ея╗Яя╗Ья║Шя║о┘Ия╗зя╗┤я║О┘ЛтАк ╪МтАмя╗╖┘Ж я╗Чя╗┤я╗дя║Ф ╪зя╗╖я╗гя║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ я║Чя║О╪▒я╗│я║ия╗мя║О ┘Ия║Чя║о╪зя║Ыя╗мя║ОтАк ╪МтАм┘Ия╗╗я╗Чя╗┤я╗дя║Ф я╗Яя╗╕я╗гя╗в я║Ся║к┘И┘Ж я║Чя║о╪з╪л я║Чя║┤я║Шя╗ия║ктАм тАл╪ея╗Яя╗┤я╗к ┘Ия║Чя║┤я║Шя║оя╗Уя║к я╗гя╗ия╗к я╗Ыя║Шя║о╪зя╗Ыя╗в я╗гя║Оя║┐я╗о┘К я╗│я║дя╗Фя║о я╗Ля╗дя╗┤я╗Шя║О┘Л я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║дя║Оя║┐я║отАк╪МтАмтАм тАля╗гя║Шя╗Дя╗ая╗Мя║О┘Л ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗Яя╗дя║┤я║Шя╗Шя║Тя╗ЮтАк.тАмтАм тАля╗Яя╗Ья╗ж я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗Дя╗дя╗о╪н я╗зя║дя╗о я║Чя║к┘Ия╗│я╗ж ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ ╪ея╗Яя╗Ья║Шя║о┘Ия╗зя╗┤я║О┘Л я║Чя╗Мя║Шя║оя║┐я╗ктАм тАля╗гя║ая╗дя╗оя╗Ля║Ф я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║╝я╗Мя╗оя║Ся║О╪ктАк ╪МтАм╪гя╗ля╗дя╗мя║О я║Ч ┘Оя║╕┘О я╗Мя║Р я╗гя║┤я║Оя╗Яя╗Ъ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓тАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗зя╗Мя╗ия╗▓ я║Ся║мя╗Яя╗Ъ я╗Ля╗дя╗ая╗┤я║Ф я╗зя╗Шя╗Ю ╪зя╗Яя╗дя║╝я║О╪п╪▒ ╪зя╗Яя╗Шя║кя╗│я╗дя║Ф ╪░╪з╪к ╪зя╗Яя╗Дя║Оя║Ся╗К ╪зя╗Яя║╕я╗дя╗оя╗Яя╗▓тАм тАл╪ея╗Яя╗░ я╗гя║оя║Яя╗К я╗гя║Шя╗Фя║о╪╣ я╗Ля╗ж ╪зя╗╖я║╗я╗ЮтАк ╪МтАм╪░я╗Яя╗Ъ ╪гя╗зя╗ия║О я╗зя╗Мя║Оя╗зя╗▓ я╗гя╗ж я║зя║╝я║О╪╡ я╗Уя╗▓тАм тАля╗ля║м╪з ╪зя╗Яя║Тя║О╪и ╪г┘К ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║О╪и ┘И╪зя╗Яя╗ия╗Шя║О╪п ╪зя╗Яя╗дя╗оя║│я╗оя╗Ля╗┤я╗┤я╗жтАк ╪МтАмя╗Яя╗Ья╗ж я╗ля║м╪з я╗╗ я╗│я╗дя╗ия╗Мя╗ия║ОтАм тАл╪зя╗Яя╗Шя╗о┘Д ╪е┘Ж ╪зя╗Яя║Шя║к┘Ия╗│я╗ж я╗Яя╗ая║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ я╗Уя╗▓ я╗гя║о╪зя║гя╗ая╗к ╪зя╗╖┘Ия╗Яя╗░тАк ╪МтАмя╗зя╗Шя║╝я║к я║Ся║мя╗Яя╗ЪтАм тАл╪зя╗╣я╗зя║Шя╗Шя║О┘Д я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ╪зя╗Яя║╕я╗Фя╗оя╗│я║Ф ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗Яя║Шя║к┘Ия╗│я╗ж я╗Яя╗в я╗│я╗Ья╗ж я║Ся║Шя╗ая╗Ъ ╪зя╗Яя║┤я╗мя╗оя╗Яя║ФтАк╪МтАмтАм тАля║Ся╗Ю я║Чя╗Дя╗ая║Р ╪зя╗╖я╗гя║о ╪▒╪пя║гя║О┘Л я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║░я╗гя╗жтАк.тАмтАм тАл┘Ия╗зя╗Ия╗ж ╪г┘Ж я╗зя║╕я║о ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪ея╗Яя╗Ья║Шя║о┘Ия╗зя╗┤я║О┘Л я║│я╗┤я╗Мя╗в я║Ся║Оя╗Яя╗ия╗Фя╗К ╪зя╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║о я╗Ля╗ая╗░ я╗гя║┤я║Шя╗Шя║Тя╗ЮтАм тАл╪гя║Яя╗┤я║Оя╗Яя╗ия║О ┘Ия║Чя║О╪▒я╗│я║ия╗ия║ОтАк ╪МтАмя║гя╗┤я║Ъ я╗│я╗дя╗Ья╗ж я║Чя║дя╗оя╗│я╗Ю ╪зя╗Яя╗дя╗Ья║Шя║Тя║Ф ╪зя╗Яя╗о╪▒я╗Чя╗┤я║Ф ╪ея╗Яя╗░ я╗гя╗Ья║Шя║Тя║ФтАм тАл╪▒я╗Чя╗дя╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ я╗Зя║о┘Б ┘Ия║Яя╗┤я║░тАк ╪МтАм┘Ия╗ля╗ия║О я╗│я╗Ия╗мя║о ╪зя╗Яя║дя╗┤я║░ ╪зя╗Яя╗дя╗Ья║Оя╗зя╗▓ ╪зя╗Яя║м┘К я║│я╗┤я╗дя╗Ья╗жтАм тАля╗гя╗ж я║Чя║ия║░я╗│я╗ж ╪зя╗Яя╗дя║╝я║О╪п╪▒тАк ╪МтАмя║зя║╝я╗оя║╗я║О┘Л ╪г┘Ж я╗гя║ая║о╪п я╗Чя║о╪╡ я║╗я╗Ря╗┤я║о я║│я╗┤я╗дя╗Ья╗ия╗ия║О я╗гя╗жтАм тАля║гя╗Фя╗Ж я╗гя║ая╗дя╗оя╗Ля║Ф я╗Ыя║Тя╗┤я║о╪й я╗гя╗ж ╪гя╗гя╗мя║О╪к ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║Р ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗┤я║ФтАк ╪МтАм╪ея╗Яя╗░тАм
тАля║Яя║Оя╗зя║Р ╪зя╗Яя║дя╗┤я║░ ╪зя╗Яя╗дя╗Ья║Оя╗зя╗▓ я║│я║Шя╗дя╗Ья╗ия╗ия║О ╪▒я╗Чя╗дя╗ия║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ я║Чя║ая╗ия║РтАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗Ья║Оя╗Яя╗┤я╗Т ╪зя╗Яя║Тя║Оя╗ля╗Ия║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я║Шя╗Дя╗ая║Тя╗мя║О ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║О╪и ╪зя╗Яя╗о╪▒я╗Чя╗▓тАк ╪МтАмя║зя║╝я╗оя║╗я║О┘Л я╗Уя╗▓тАм тАля╗Зя╗Ю ╪з╪▒я║Чя╗Фя║О╪╣ ╪гя║│я╗Мя║О╪▒ ╪зя╗Яя╗о╪▒┘В ┘Ия║Чя║кя╗зя╗▓ я╗зя║┤я║Тя║Ф ╪зя╗Яя╗Шя║о╪з╪б╪й я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗в ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓тАк╪МтАмтАм тАл╪ея║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ ╪ея╗гя╗Ья║Оя╗зя╗┤я║Ф я║Чя║Тя║О╪п┘Д ╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ая╗оя╗гя║Ф я║Ся╗дя║ая║о╪п я╗зя╗Шя║о╪й я║╗я╗Ря╗┤я║о╪й я╗Ля╗ая╗░тАм тАл╪зя╗Яя║╕я║Тя╗Ья║ФтАк ╪МтАмя║Ся╗Ю я╗│я╗дя╗Ья╗ж ╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя║Ф я╗Уя╗▓ я║Чя║Шя║Тя╗К я║Чя╗ая╗Ъ ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║Р ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф я╗Уя╗▓тАм тАля║Яя╗Ря║о╪зя╗Уя╗┤я║О╪к я║Ся╗Мя╗┤я║к╪й ┘И╪гя╗гя║Оя╗Ыя╗ж я╗гя║Шя╗Мя║к╪п╪йтАк ╪МтАмя║│я╗о╪з╪б ╪зя╗Яя║Тя╗┤я║Ц ╪г┘И ╪зя╗Яя╗дя╗Шя╗мя╗░ ╪г┘ИтАм тАля╗зя║О╪п┘К ╪зя╗╣я╗зя║Шя║оя╗зя║ЦтАк.тАмтАм тАля╗│я╗дя╗Ья╗ж ╪зя╗Яя╗Шя╗о┘Д я╗Уя╗▓ я║┐я╗о╪б я╗ля║м┘З ╪зя╗╣я╗зя║╕я╗Ря║Оя╗╗╪к я╗зя║дя╗о я║Чя║к┘Ия╗│я╗ж ╪гя╗гя╗мя║О╪к ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║РтАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪ея╗Яя╗Ья║Шя║о┘Ия╗зя╗┤я║О┘ЛтАк ╪МтАм╪гя╗зя╗ия║О я╗зя║┤я║Шя║Ья╗дя║о ┘Ия║│я║Оя║Ля╗Ю ╪зя╗Яя║Шя╗Ья╗ия╗оя╗Яя╗оя║Яя╗┤я║О ╪зя╗Яя║дя║кя╗│я║Ья║Ф я╗Уя╗▓тАм тАля║гя╗┤я║░ я║Ыя╗╝я║Ыя╗▓ ╪зя╗╖я║Ся╗Мя║О╪птАк ╪МтАмя╗│я╗мя╗в я║Чя║ия║░я╗│я╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ая╗оя╗гя║Ф ╪г┘Ия╗╗┘Л я║Ся║Оя╗╗я╗Ля║Шя╗дя║О╪п я╗Ля╗ая╗░ я╗Ля║к╪птАм тАля╗ля║Оя║Ля╗Ю я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Ья║Шя║Р ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАк ╪МтАмя║Ыя╗в ╪зя╗Яя║кя╗Чя║Ф я╗Уя╗▓ я╗зя║╕я║оя╗ля║О я╗Ля╗ая╗░ я╗зя╗Дя║О┘В ┘И╪зя║│я╗КтАм тАля║Ыя║Оя╗з┘Ля╗┤я║ОтАк ╪МтАмя║Ыя╗в ╪зя║│я║Шя╗Мя╗дя║О┘Д ╪зя╗Яя╗дя╗Мя╗ая╗оя╗гя║Ф я╗Ыя║ия╗┤я║О╪▒ я║Ыя║Оя╗Яя║Ъ я╗│я╗дя╗Ья╗ия╗ия║О я╗гя╗ж ╪зя╗╗я║│я║Шя╗Фя║О╪п╪йтАм тАл┘И╪зя╗╣я╗Уя║О╪п╪йтАк ╪МтАм┘Ия║гя║Шя╗░ ╪зя╗╡┘Ж я╗╗ я║Чя╗оя║Яя║к я╗гя╗Мя║Оя╗│я╗┤я║о я╗гя║дя║к╪п╪й я╗Яя╗ия║╕я║о ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓тАм тАл╪зя╗Яя╗Ья║Шя║о┘Ия╗зя╗┤я║О┘ЛтАк ╪МтАмя╗зя╗Ия║о╪з ┘Л я╗╖┘Ж ╪зя╗Яя║Шя║к┘Ия╗│я╗ж ╪зя╗╣я╗Яя╗Ья║Шя║о┘Ия╗зя╗▓ я╗│┘Пя╗Мя║к я║╖я╗Ья╗╝┘Л я║Яя║кя╗│я║к╪з ┘Л я╗Уя╗▓тАм тАл╪зя╗Яя╗оя║│я╗В ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓тАк ╪МтАм╪▒я╗Пя╗в ╪гя╗зя╗ия║О я║Ся║к╪гя╗зя║О я╗зя╗ая║дя╗Ж я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║┤я╗ия╗о╪з╪к ╪зя╗╖я║зя╗┤я║о╪йтАм тАля╗Гя╗Фя║о╪й я╗зя╗оя╗Ля╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя╗ия║╕я║о ╪зя╗╣я╗Яя╗Ья║Шя║о┘Ия╗зя╗▓ я║│я╗о╪з╪б ╪зя╗Яя╗дя║к┘Ия╗зя║О╪к ╪зя╗Яя║оя╗Чя╗дя╗┤я║Ф ╪г┘ИтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗о╪зя╗Чя╗К ╪г┘И ╪зя╗Яя║╕я║оя╗Ыя║О╪к ╪зя╗╣я╗Яя╗Ья║Шя║о┘Ия╗зя╗┤я║Ф ╪г┘И ╪зя╗Яя╗дя╗Ья║Шя║Тя║О╪ктАк ╪МтАмя╗Яя╗Ья╗ж я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗оя║│я║Оя║Ля╗ВтАм тАля╗гя║О╪▓╪зя╗Яя║Ц я╗Пя╗┤я║о я╗Чя║О╪п╪▒╪й я╗Ля╗ая╗░ ╪зя║│я║Шя╗┤я╗Мя║О╪и я╗гя║╝я║О╪п╪▒ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓ я║Ся║Дя╗Ыя╗дя╗ая╗ктАк╪МтАмтАм тАля╗Яя╗Ья╗ж я╗гя╗К ╪░я╗Яя╗Ъ я║Чя║Тя╗Шя╗░ я║Яя╗мя╗о╪п╪з ┘Л я╗гя║дя╗дя╗о╪п╪й я╗Уя╗▓ я║│я║Тя╗┤я╗Ю я║гя╗Фя╗Ж я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪лтАм тАл┘Ия║гя╗дя║Оя╗│я║Шя╗к я║гя║Шя╗░ я╗│я║Тя╗Шя╗░ я║╖я║Оя╗гя║ия║О┘ЛтАк ╪МтАмя╗зя║Оя╗Гя╗Шя║О┘Л я║Ся║дя╗Ая║О╪▒я║Чя╗ия║О ┘Ия╗ля╗оя╗│я║Шя╗ия║ОтАм тАл* тАк┬Е ┬╜(# ├Р' p├Й ├Н. ┬░тАмтАм
тАлтАк ─╗─╖─Ш┼м 173 ─│─┤┼Х┼и─ЧтАмтАм
тАлтАк2014тАмтАм
тАлтАк45тАмтАм
1# # "/ Ø 2 1 ]Û % ± -Í Ù Í. - ) Ø Û'3 /´/' ' %44ã 44 . Ï/444 444 Ï} 44 44Ø 44(44 ]!44444#¥ p44 44
Ù# Ã Ê 2 ÛÂ $ Â , &344 è
". Î .} ]0 44¢} 144#  Ð' ÙÍ/تÃ$ #
pØ ÛÂ Û Ï ,' "/ ' /´/' ÙÍ/تÃ$ ÎÉ Â É} % .. $ ' .}
" 444Ù444 æ ~44±44Î44 44Ù44 44 ] 444 444# 444 444 444¢
." ²Î# ,Î' pÙà Ù# ] (ã - ° ' .
- 2 . # ¦+ 1$ pØp # b b Ù ÛÂ Ù } Ã' Ù# ] # É. $É
p44 æ 44 & 44(44 44+2 . 4444´. " 44Ù44 æ ÐÙ
/ . Ð' p 2 ] # " :Ï $ ´/Ø !#¦#
/' /44 ÛÂ + / ' Ø/ . 44 44#
% / # Ù(+} 1# # Ï $ Ù±Ø. Ð' p 2 ] $# ÐÙ p# Í " :b3ã É
# /44 . Ðئ# Ð # Í 2 - Ï/¹Ã Ø )44+. ]ÐÙÎ # 44±44 ¦Î'
- / ), ]),#/Ê . ),Í p . %44¢ b Û´ (# ÌØ 1$ ' ±Ù Ù# ]), . ), & 44(44 44+2 Ð44' p44 2 2Õ4444+. ]%44Ù44(44 44#
¦# Ð' & + ª ,Íæ ), Ø ¥ ÐØ.p . " ÙÎ /#
ÙØ ' ( . 44´ "/ . ."Ð /' %
1 ] 44 44# 44' %' $# p44 44' ÙØ '
"/ /$# +© 1$ %( # . +p Ð (Ø 1$ · 44Ã44 44# /444+. ]1444(444 æ Áp444,444# 1444#
ÌÙ Î # Ù(+} "/ . ." pÍ2 Ð' #
.% Ê (# %Ù 1# -$Ù / . $ # . ÙÍê p44 æ 44 &344 è " ½±Í
Áp,# Ïæ ]Á p444+} 44´/44# 44 44Â Ù Ø 2 b ( / ئÙÃÎ ¢ $ Ø b b b Ï Ï . ] Õ'. Ø/É .p Ø ª Î' ÌÊ .
$# - Ì$ Î' Ð' %( Ø. 1 Ø &3 è
Ð # ] # ¦+ . µ /# -  '. Á p+æ ÛÊ £# Ïæ ÛÃ Ø 2 ¦44+ ¥ 44 44¢. 0/4444É}. p444°} ¦ÙÃÎ # %44 44 44 . 'p£ . 444¢ê 44' 44Í 44Ê44(44# p444 .
% } Ð' ¹Î# 44 . ÙÊ$# (# .%µÂæ
pÉ" :"/ÊØ 44 44# 44 £(# , # 44'
p , ÐÙ ÌÙ Î # ¶ Î+ Ï/ Ø ÛÃ Ø 2 ¦+ Ð # ] #.p# Û # ) , .} 44' Ù# à ) , 44,44 %44 Ï}. 44 44¢ Ú¦44# 444'æ ]Ú 444 % ± Ï 44 44,44' )Ù¹Î
# Ï/ Ù# ] Â /, # Â µ Û p Ø "/ . ."Û ±# . Û( # & ( +2 Õ ÛÂ 144# 144 44 44Ø Û44 44# Á p44444+æ . &34444 è .
&3 è " :p ÕØ ] # / ' 1$ ,ÊÙÊ
"ا\ﻋﻼم ﻳﻠﻘﻲ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت وا ﺣﺪاث وﻻ ﻳﺠﺐ أن،اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﺤﺪث ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﺤﻮل،ﺳﻄﺤﻲ اﻟﺘﺮاث إﻟﻰ ﻣﺠﺮد ﻣﻮﺿﻮع إﻋﻼﻣﻲ ﻳﺘﻢ ﻃﺮﺣﻪ وﻧﺴﻴﺎﻧﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ
p4444 æ . 44Ù44# 44 44Ã44# 144$44 /44µ44# Û44Ê44$44Ø
p # Ù ½ ÛÃ Ø Ï} Ø 2. ] Ù #
:ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺤﺠﺎر أﻗﺘﺮح اﻓﺘﺘﺎح ﻗﻨﺎة ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث ". Î Ø ] 44Ù44'344 è -44 44 44 44 "3444¢ Ð44' ". Î Ø
/´/' # Ï $ Ú (# Û44ã . 44#
Ú ØpÊ Ú ØpÊ '" :b3ã É Í / p Ð' #
1$ /µ Ê# ÛÂ &344 è %ã . .p44# 1$ /µ#
Ø ' Ø 'æ Ï} 2 ]Û 'è ÛÎ /# # Ø 2. ] Ø/ # . p, # Ð' pت(# 144#
.} 44Ù44 ¥ ¥è ' # ¶ à 2
ƁĚĸŕŨė ūǟŔǤė ǝ ģėĸġŨė
44
ijĴŕŨė ŞũŬ
\ Î 3 ( ÛÂ. Î ÎÙ
ÌÙ Î # &p .} Ù Ù / . · Ã # Ù Ù p ¢ 1# ' h
)Ù$ #~ ' $ ]!444#¥ Ï/44 44Ø 144 44 . b b 4 44' Ù(# ÐÙ ¦¢~Ø 4b 4 44 . Ù# 4
Ù 44' ±ÎÍ Ï} ÛÃ Ø 2 ¥ ]" 44Ù44 æ
& p44£44 44 44 444 444# "/4444 . Û44Â Û444'3444 è
Û44'344 è 44 44£44# Ï .!#¥ 44Ù44¼.
£# pØp # pØp # + Î(# 2
0p# *ªØª . *© 44 . -ÊÙ / . # 1$
-Ù$ Ì$ Ø ' ,Î' /Î ' Ù Ù
)44'æ Ïæ ]pÙ# Ê . 444 Ð44 p Í .}
ÛµÊ Û # . Ë # 1Ê $' Ù Ù
Ð' Ê$ Í , ºÃ 1$ '©} 'pÎ
) /(# 44Ù44 44¢2 44'/44 44' ¢ Ù ¢
¢. Ù# ÙÂ , p Ê( ' ØÔ
h
Ð' p444 44 44 } ,ÙÂ ÛÊ $Ø Û44 44# Ð444 444'æ .
." + ½ ' 1# % Û # . p' Ù$Ù½±
pØp # ÐÙ ÌÙ Î # # Ù(+} Ûµ Ê Ù¼ !#¥ Ï} pÊ }. ] £(# , # Ð'
0/ (# 44Ù44# /44,44Â p444 . Ï . ] /444 /444' /+ -44Ù44# Áp44,44Í Ú¦444# ÌÙ Î # Â ] /$ (# ¢. 44Ù44 44Ù44 44 44 44 44Í Û44 ~44Ø Ú¦4444#
1# "/ /# ,Î' Ø ½# ] Â}. '. ' %44' 44 44 44# Û44Â æ 44Ø/44 44 44' %44µ44Â}
pÎ, £' , 1# $ Í ÎÍ ] # 44 44 44Î44# 444ØÔ 444# 44µ44 . Ì44Ù44 /44 44# /444$444 } - & 44(44 44+2 . * 44±44Í. 44 44# 1$ · Ã $#
اﻟﺨﻄﺎب: ﻫﻴﺜﻢ اﻟﺨﻮاﺟﺔ.د ا\ﻋﻼﻣﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺧﻄﻂ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاث / p# Û (# # . # "/ÊØ b ÛÂ p, &pÊØ &3 è Ï : /£# ) Ù+
1# 1É Ø 2 p, # ¦+ Ð # ] # ,¸
$£(# /, # *¦+ Ïæ !#¥ ] # Ù(+}
Ù$( Ð' Û /Í %( 1# " Ê Í2 . Î#
'/¹Î' 1# Ø/,# )ÙÉ 1# . Ø ¢ Û ,ÙÙ . )Ù+ Ã(# *¦+ ¦ Ù# ±# 0p# / £# . É /# ' Ë
( (# )ÙÉ. (#/ # )ÙÉ - ¥ Ú¦44#
Ù Ø. Ù$( ÛÂ -(( . p # Ì$£
,ÙÂ pØp # p Ø. ,(# ' ) Ø/,#
Ù'3 2 Ù$( # Ï ] /,( # ,Î Ø. . Õ Ù# 2 Ù$( # . £
&p .} ØÔ # Ù ´ p
Û(# # $# / Í/Ù# - !Í # p ' ] É2 ] ' ] ÙÊØ Â}
43
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ŞũŬ
2014
b 4 44 44# Ð' ª44 44 ! Ã# & 444'} 4b 4 44Í 44' p44
)Ø/ # p´ Ï '} & ( # Â ] Ø/,#
Ê ÛÂ. Â (# Ù$Ê ÛÂ +/#
Ø Ê# -Ù$ Ì$ Ø ' ÛÂ ,(ÙÉ. / ±# 0 ¢} , Ð' %ã /# *¦,# Ï Â - ÙÍ/ #
ئ 144# Î ,$ Í Ï} 1$ p44Ê44#
ÛÍ Í % Ã # 44Ê44 2 . Ø/,# ÛÂ /( (# . 44Ã44# -Î Ø Û44£44Ø 44
&3444 è . 44 44¢è ©. 44 44 44 Ù# Ù$( £'. p4444° Û44# 44 44 44 44(44# 44 Õ44 44#
. ( '. Ð ÌÙ / . ¢ . &344 /+ -±Ø Í ( /44 ,Ù /44$44 44Ø 44 44 44Î44'. 2 44Ã44 44
- ¥ p ÛÂ © Í ¦+. ]p$ # 1# ( Í2 ÛÂ p44 44' Ù$( Ï/ Ø Ï} .p Ø 2 -Î #
3 . Ø/,# ¥ (ÎÙ ]Ï (# . Ï 'ª# $$Â ]-# Ï '© 2 # pØp . ,Í~° ÊÙ # Ì Î(# . Ù æ ÛÂ -( ± ..-Ê
ÛÂ 44,44$44 44 44Í Ä44Ù44 44Â Ä44444Íæ 44,44ä44 44£44Ø 3444Â ..
: ﺻﺒﺎح آل ﻣﺤﻤﻮدي.د اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺼﺎل وﻟﻴﺲ ا\ﻋﻼم
Ù ¢ ]Ú /( ' " / p# p Õ
ÎØp(# "3 } :Ï Î # ] Î
ÙÎÙ # ¦Î' " 2 %ã /# ( - Ï} 2
Ù /#/Î $# 4444'2 ' Û44Â &3444 2
^Ú µ # ( Í2 ) ¢ # Ï} Û ¸/ } b Û ° / . Ð' , . # "ª £Ø ¥ /+. ]Û ( # . Ú 44Ã44# * /44µ44 . ¤Ø #
Û# # . Û´ (# - É . ' Ú ± "p Í
. Ê # Ú . ÛÂ ÐÙØ/'æ Ð' (ØpÊ#
-ÙÂ ! ± Û(# ( ' Û44Â %$ # . b . / ¢ " 2 %ã . % Ã Ø/,#
Î Ù ¾Ù Ø ÎÙ # ÎÙ 44´ 44 /44+. .* Σ Ï ÎÃÉ /'. Ë Ù Û 44 44# µ Ï :ÄÙµ . Û (#/ #  ] 4b 4 44 44 444'æ % Ø Û44(44#/44
])ÙÊ# . )Ù+ Ã(# pÙ / 1$ ª ,,Î
Ùã (# Ù¼. Ùã (# 44,44 . }
% . Ø/,# )# ' Ù p 1# ( # b ]-44 . Û44 ¤ÃÎ# pÊ ÃØ Ø /$ $ 44 44# . ¢ 1# ÐÙ Ð' * ¦ Í. * Í
b )ÙÉ )Ù( ÛÂ . (#/ # $ ' pÊ . ÄÊØ 44Ù44Î44 /44# 44Ø/44,44# 444¢ Ð44' ,ÎÙ
ƁĚĸŕŨė ūǟŔǤė ǝ ģėĸġŨė
42
ijĴŕŨė ŞũŬ
,¹ 2 44 44# 44 /44´/44' :ÄÙµØ.
¥ ¥è .} Ï/تÃÙ$ # .}  # Û ,° 4 44 44¢ Û44(44 /44' %44 44±44 2 ,° Û44
à à ¢ 4 4,44±44# 144µ44Ê44Í ¥ 444 ]Ï 44µ44'
b ! /´/(# *¦+ ' (
Ð44Ù44#.Õ4 #. 4 44(44# " 444(444+ Ï} %44Ù44$44¢ 0 4444Ø. Ð4
Ø µ Ã$ £(# &3444 2 %44ã 44 . Ð44 Ø µÊ#
Ù Ù ] ØÔ # -Ø/± ÛÂ ), Ø # Ï} Ï Ï} Ï. Ø Ð(# Ø Â - ÃÍ â Ê# p Ø ( ( Ã # # Ù ' # .0. Â. Â} Ð' -Ø/ &3 &3 è %ã . & Ï} %Ù$¢ p ÕØ.
# (# Ù £ Ð ) eØ ]Û44'344 è 44 44# ¢. ÛÂ ), # 4$44Ê44 44# 44 44 44 44# 44# 44 Ì44Ù44(44 44 Û44 44# Û4
±Í 1Î( Ø. .ÐØ Ù # ), 1$ 1½ ±Í
:ﻋﻴﺴﻰ اﻟﻤﻴﻞ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪى وﺳﺎﺋﻠﻨﺎ ا\ﻋﻼﻣﻴﺔ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ واﺿﺤﺔ اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث Û # ' ] 444'è -Û ¸/ } Ï/تÃ$ ÎÉ Øp' ]%Ù(# 1 Ù ³ Ø b Û # '3(# Î# " :& ,# Ï~±# ¦+ Û * ¹Í , . ÎÙ ' Û'3 è " (# p+ ±(# Û Õ' Ù¼. $Ù$É ' Û 2 ,¹ 2 '3' Û, Û$ (# Î'3
ÛÂ Ù ÊÂ Î+ Ï/ Ï} .} ( ±# ' Í % ') Ù # Ê (# ' % ' ÛÂ Õ(# . £ (# Ù # ' # ¢ ... # ÛÂ £ ' Ù¼ ' Í
."ÛÊÙÊ # ,$ ± / /' Ù¼ p+ ±(# b b Ð'" :- & ( +2 . 44´. $# } /µ Ê' / # 44É . %Ù(# Ø.
, p+} )+} Ð' Ï/ Ø. # ' %' $# ´ . ÙØ ' Î+ Ï/ Ï} ³. Ã(# 1$ %( # $ Ø ¦+. . pÎØ 2 1 pØp # " Ù æ 1# -# Ø . # ºÃ
Á ±Ø. +p Ø # Û £ ' Ù'3 /' Í . pÙ# Ê # . # Ù
p / 2 Ä ç# Ð #. ... Ù # Â Ê # . Û /# Ï/ ( Ø Ï/Ù$ ' Ï/ £ ' ,Ù$ ." # ' %' $# )# (# ´ . ÙØ ' Ù'3 è Î$ã . 0p# 1 Ù ´/Ø ] # £(# , # . &3 è %ã . ÐÙ ÌÙ Î # . ´ "/ . b Ù # Ù'3 è /(# Í pÎ# Õ' Ù¼ -Î #. ] Í Ù } ÌÙ Î p /Ø" :%Ù(#
1$ ,ÊÙÊ 1# &3 è 1 Ø ´ . Ù'3 Á p+} p / 2 Ä ç#. ] £ (# ... £ ' Ù ' / . Ð' Ù$ (# Î ° ° )¹ ' /$¢ %Ù#p ] # / ' ÛÂ Ê # p,±(# %Ù(# %'~ Ø. ."Ï/Ù # Û ' # ¦# Û, ٠" ( } p . ¥ . b & % ± ÙÂ Ê # Ù'3 è " ( æ Ï " : p Õ' & ( +2 1# / pØ. -$'
] Ù # " ( æ , 'pÊ' ÛÂ Û ~Ø. . ÙÂ Ê ÙÃ$¢ ),# à } ÐÙ £ ' 1# ."Û ' .} Û$Ù .} ÛÍ/تÃ$ Û' .} Ûã . Ûã (ÎÙ % ± Í /
41
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ŞũŬ
2014
Û+. ]Ï~44±44# ¦44+ Û44Â £ ' 344 44' 0/ (# 1$ 44´ 44Ê44Í 44,44Í} 0 44Ø
,Î'. Ù Ù$£# ".p# ¶ ÛÂ 2 Û # . 'è . Ø/ # . Ø / # . Ï ( ÛÂ 44 44$44# £(# 44 44 44# "/444 .
,Í %Ù$¢ "/ÊØ ]Ú (# &3444 2 %44ã 44 .
/ Ê# Ð' ÛÍ ,Í Â ] , $É 1#  ´è ,Î'. Ì Î( # Ø µÉ ". Î Ù
] Î(# Ù'3 è . æ Ù#. # % ± 44 44# 444' &p44Ê44 ,Í Â Û44# 44 44# 44 .
] 'è Ð' /Í Ú} -ÙÂ Ù# p' ÚpÙ$Ê h
% / # Ð ÛÊ$ (# & 1# Ú ÕØ ('
Û 44ØÔ 44# 144# Ê Â2 144# 44 44´ ] , ' (# 1$ (ã É Ù¼ 44,44Íæ # (# / /(# ¡ Î 1$ (ã É Û+ ' pÊ .* ±Í. 3 ' / . ) . µ %Ù$¢ ÎØ.
Ù £ . ] 44 44# Ï/ä° ÛÂ £ ' 1$ .344 ] £ ' /44 } .} Ã
/´/(# & ( +3# ' p# / # ($# $ Û44 44# 44 44 44£44# 44Ù44 44 44#
Ê ) Ø Ù Ù ¥è . ÙÍ/تÃÙ$ # ÛÊ$ (# # ´ # 1$ Û´ (# Ø µÉ .-£Ø
b b3Ùä´ . p
: ﻣﺤﻤﻮد ﺧﻠﻴﻞ.د ا\ﻋﻼم ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ أدوات ﻣﺒﺘﻜﺮة وﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد اﺳﺘﻨﺴﺎخ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﻜﺘﺐ Â # ¥ 44 44 } ]%Ù$¢ /( ' /44 44 p44# -Ã } Úp Ø ] + Ê# ' &344 è Ù$
'– * ¹Í ÛÂ Ø (#  # Ïæ pØp±# b ' %' # Ù %(, - Ù Î
à ٠£ ) , 2. # Ø µÉ
.} ]Û # . Ú (# # Ø µÊ# / }. .Û'3 è . Û Ê#
4 Ø.pÙ# /Î (# ³ ( Î# ) ,Ù
$# Ú (# &344 è 67 Í p Â
± } Ï/( ,Ù &} \ $ ' .} pØ .} &344 è 44Â \)44 44Í .} Ú /444Î444 æ %44 44' Û44 44 44°
pÎ '. Ê(# Â Ù Ù# ..¤# ..Û /$((# b *¦44+ Û44Â (,' . 44 44# 44(44 ]Ð44Ù44Ø 44 44(44#
( + Û # ".p44# } Ð' '. ]- Ù
' Ù £° Ä $Â Ù ' Ù £°
ÛÍ/تÃÙ$ ' Í -Î p ¥ " "
(Ø ' -(,Ø /,( # . /,( # ' %' Ø h ( ´ É Â) Û+ , ]- /Î 1$ #
Ð /# ÛÂ ± Î' Ù ±# Ï/ÎÃ# É Â.
.} ÛÍ/ Ã# Ï 44 /444 &. 44Ê44(44# Ú (#
- Û44Â Ï p44(44 " 44(44 %44 44Â 44(44 44 44Ã44#
] ±# . Ï 44 44(44# . Ï 44'ª44# Ø Ê 'pÊ' ".} Ï 44 Ú (# $# p 2 ¦44+.
/44,44(44 44# . /44,44(44 44# 44 44£44Ø &34444 è 4444Â
/ 1 ] '. Ê(# . # Â p# (# b . µ,Î# . ' Ø ÎØ
p æ . £°æ %(±Ù# # &/,Ã'
/( # & ( + 44ã Û 0/ -# ¹ÎÍ 2}
..Ú (# Û # É # Ï/ÎÂ % ( # Û # Ù / ÎÙ$ ¦# .&/ Î# & ½' % "/½±'
# pÙ p Î )Ù( # ¦+ Ù½ -Íæ b 4Ù44 44 44 Ú 44 44(44# &344444 2 44 44Ø 44¢ 144$44 p4
ÎÙ$ # ±Î &3 è & ( +2 ¹ÎÍ ÐÙ .
' ( + Ð '. Ø &3 è Â ] Ù ±# %+ Ù Í Ê( . ..Ï ' % ÛÂ ± #
ƁĚĸŕŨė ūǟŔǤė ǝ ģėĸġŨė
40
ijĴŕŨė ŞũŬ
. ° ' Ù¼ c ÊØ
1$ # Ã' % 1$ Ì ÎØ !#¥ Ï} .Û # . Û$ (# ÐÙØ/ (#
: ﻓﺎروق أﺑﻮ زﻳﺪ.د ،ا\ﻋﻼم ﻳﺨﺎﻃﺐ اﻟﺠﻤﻬﻮر (واﻟﺠﻤﻬﻮر ﻣﻐﺮم ﺑـ)اﻟﻨﺠﻮم !وﻟﻴﺲ اﻟﺘﺮاث & ( +2 Í Ï} pØ© / } Ë.  / p# 0 Ø Ä$ £ Û # . Ú (# &3 è Û #
] '©æ Û ¢ 0 ¢æ ÙÎ'©  Ð'
: ﻋﻠﻲ ﻋﺠﻮة.د ﺿﺮورة وﺟﻮد رؤﻳﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ ا\ﻋﻼم ﻻ أن ﻳﺘﻢ ا ﻣﺮ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺎ Ì # pÙ( # ] /44 44 1$ /44 44 p44# Ð$ Ø ³
c Ù¼ -Í} + Ê# ' &344 è Ù$ # Ð Ã$ £(# &34444 è %44ã 44 . -44'p44Ê44 44(44
&344 è %44ã 44 . )44+} Ð44' Ï} 0 444Ø. ] 44 44#
p # !44#¥ Û44 .p44 &/Ê Ï} Ø Û # b Â2  # (,Ù$ ¥è ) Ï/تÃÙ$ # 1# Ù$ (# /ÎÊ# à $ Ï} . ´ 1# -'pÊ Ï}. Ã$ £(# )44Ù44# 44Éæ Û44 44 44# b Ï/ Ï} . ´ 1# Ù±' ] ÊÙ° ÊØ
%ã . ÛÂ 44 44# ' %' $# 44ØÔ Î+
] ($# ÊÂ. Ùã /± 'æ ) Ø Ï} 2 &3 è b pØp  # Û / /' Ù¼ '} /+. ,#3¢ Ð44' &p44Ê44 444Ø .© 1$ Ú/ Û44 44#
.Ï æ ]Ï ( ÛÂ $Ê# % 1$ %É + p '
# ' ( Û # /´/(# ¶
: ﺻﻔﻮت اﻟﻌﺎﻟﻢ.د ا\ﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ دون ﺟﻬﺪ ﺗﻮﺛﻴﻘﻲ ﺣﻘﻴﻘﻲ /44Ã44 /444 444 p444# Û444'3444 è 44Ù44 44£44# 0 4444Ø ÛÊ$ # 0/ ' 1$ # # Ï} )# # 44# 44 14444# 444$444 . p444É Û44 44 44# Û444'3444 è
*¦44+ 44 p44Í 44 p44,44Ø % ± ] p44Øp44° Ê,Ê
!44#¥ Û444Â 44 44 44# )44# 44 44# 444 444 eØ. ]Ï/44Î44Ã44#
1# Ï. ¹ÎØ &344 è 1$ ÐÙ(ã Ê# Ï} 144# Ù¼ 44' ]"Ë © 4444 4444 2 " Ð44' /44Î44 4444'æ
'æ ÊÙÂ ] Ù'/ # Õ(# ) ( ÛÃ Ø Ú¦44# Ú £# &344 è 1$
. Ù # Í ,(# . 2 à 2 b b 4Ù44 44Ê44 44(44 Ï} )44# 44 44# p44 Õ44Ø. Û 44Ù44 44 4 * ±Í. - & ( +2 . -$Ù ~ . # ÄØ )# # / pØ. ] Ã$ £(# &3 è %ã .
ÙÂ Ê # Õ(# . Ù # '/ # -´ . 44 44# 44 £Ø 44' %44 ( 144#
Ù /#/Î p ' 44 44 3 ' 44µ44Ø. ]-44Ù44$44 º44Â 44 44
¶ ÛÂ Û Î# ±# !#¦#
-$ÊÍ /44444 .. 44Ù44$44£44# ".
Ð(' Ú} ( + ñ# ) $ ' Ð44'
. } -$Ø/ . -Í/¹Ã Ø
Ûã '" 1# Ù /#/Î %ã ..
b 1# Â2 ]" /( '. . 44Ê44'.
39 9
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ŞũŬ
2014
:ﺻﺎﻟﺢ ﻛﺮاﻣﺔ إﻋﻼﻣﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻤﺤﺘﻮاه ا ﺳﻄﻮري وا\ﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﻌﻤﻴﻖ Ù±Ø. ]&3 %ã . Û+ p è " °} Ù( Ï} ' # Û 'è Û (# 0 Ø
Ù Ê# Ê# ÛÂ. Ø . # Û ]Û 'è p44 è Û ´ # (Ù Ï} 1# b b3( ÐØ ± Ð' } Î+ Ï É "3£Â ] (# Û !#¦ . %Ù ± # ÛÂ. Ù '
Ø /$ #/Ã# Ø # 1$ .} ( # Ð44' ª44 Û+.) Ù (# ½$# 1$ p(
p ~ # Ù Í 0 ¢} ]Û # / Øp# p . Û # / # &pÉ ( ] Ù ±# . h
Û ±# Û 'è # Ï}. ]Û 'è (# Û $# pØp° # / . Ð' . p è 2 ' Ð' " ' Ú} ÛÂ Û 'è p (# $Ù£' 1$ /Ê ½µØ ]% ( # ) æ # ½# Û ©. Ø )# ] ½µ# ¦+. /µ # ¦+ Ï} 2 : ' ÄÙµØ.
. Û° % Ù# -Î # ]pÙ '. ),' . /+. ]ÛÂ # %ÊÎ# - °} /+. b b e ". Î } ÛÎÎ # ] # / Í / ÎØ Ø Ê Û ' ] # ÛÂ Ù pÊ# :"/ÊØ
b Ù' Ïæ ] p è Øp Ù¼ ÛÂ # %ÊÎ# ] ÙÂ -$ÊÍ} 2. -Î' '3'. (#
". Î Ð ]- ' Û 'è Ï Íè É3 Ð p } ]!#¦ $Ùà Ù ¼/ /Ã# .Ú / æ . ÛÍ Íè *p Û # ÛÍ Íè . Ú / æ * / ( ÌÙ$Ø ( # ' -$ã .  Î'3 %' Ø )# ,$ ± / æ ¦¢~Í )# Ú} ] Î ÛÂ Ú / æ 1 Î(# )ØpÊ Û ÎÍ )# ]ÌÙ( #
]( ¦¢/Î# ) ¦+ Ð' ] ÙÍ Íè * ~ ( ¦¢/Î# ) ¦¢~Í )# " (# %Ù 1$ ]ÛÊÙÊ #
° ' Ù Ø 2 ( ¦¢/Î# ) Ï !Ï/ /½# -Ã Ø ( ] £# £±# ¦+ ]Ë3( # ¦+
Ď Ðئ# ÐÙ /½# Á } 1$ b2/( ' +¦Ø Ï % (å ±# ) ÄÙ # Ð' ÎÙà # 1# b Û *p Û ~Ø ] Ù ' Ï ÄÙ . / } Ï ÄÙ ]- Ù,# Á æ 1$ -Í/$( Ø /+. ] , '3 #. ÎÙà $# & +. ¢ % $ -Í ](p (# ) /+. (Û'p (# ) Ù #
Ï/$( Ø Ðئ# ½ # £°æ )+. ]( # ) Û ~Ø !#¥ p ]Ú # % $ $# É} b ÊØ Ú¦# ( /½# ) µØ}. ] (# % # Û' Ø Ú¦# /+. ]( Ù # ) ) ] ÎÙà # ÛÂ
/½# ( ¦¢/Î# ) ¦ Ø ÐÙ ]() )4# / } %Ù ( ÛÂ Î Í %+ .%( # % -Ù$ b Ï} % É -$+æ ,Ù Ø (& p# )4 1( -# ÐØ ,Í~ . ÉÕ' " (# Ð' '© -Ù Ø. p 1 ] ÎÙ+ Ø. Ï/Øp# *¦+ -Ù$ ) Õ#Õ$# £ Ø )# Ï . . ½Ø
/½# )# ÛÂ (£µ# pÙ# Ê *¦+. Ú/ $ # % $ # ¦+ ] ÎÙ+ -Î Ï/ Ø - /'
% ÕÍ Ï} ÎÙ$ Ø ] Ùã ±Í ¸/à ' ,Í~ . Ú % ± . Ú/à % ± ,Ù# ¹ÎÍ b µØ} Î+ .Ïê 1 -Ù ÎÍ )# ' /+. ] p ' Ù'3 /ÎÉ # ¦,# Ä$ £Ø μ ,#. É Î# ÛÊ pÎ (" /,# ) 1( Û # ( Ø # .p # ) Ú # #
# Û ), Ù±' ] μ ,# ), $ . ] (# / Í % è Ï. p Ø 'pΠν# Ð
*/ Ø 'pÎ , % # É3 . # ] ÎÙ ' ÊØ -# ), # ] ÎÙ ' ÊØ ,# b ]¤# .. Ø.p # 3 $ (# Û ¦¢Õ )# µØ} *¦+ ]-ÊØ 1$ "p Ø ÄÙ ] # \ Î'3 Û /+ ÐØ} Ú / æ # ¦+ %
ƁĚĸŕŨė ūǟŔǤė ǝ ģėĸġŨė
38
ijĴŕŨė ŞũŬ :ﻫﺪى اﻟﺒﺎدي ا\ﻋﻼم ا\ﻣﺎراﺗﻲ أﺑﺪع ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺘﺮاث وﺳﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟ ﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ¦+ ÛÂ " Â Û Ø .p44 & 44É. 44 &344 è Ï} Ú # 0p44+ Ù'3 è 0 44 ÛÂ p . # )ØpÊ ÛÂ p } Û '2 &3 è Ï} pÊ }" :"/Ê ]" (#
Î ³ # £ ' /ÎÉ. ' / / !#¥. ] pØp # " Ù ç# -(ØpÊ (' ' ,$ . (# ³ ÊØ Ï} 0 } 0 ¢} Ù Í Ð'. .- Ã 2 .
ÐÙÙ 'è Ù¼ )ØpÊ Ð' Í ' Ú} 0 } 2 Í}. . (,' #~ ' *¦+ ] Ù( $# ÊÙ°. b ,# Ù # ".p# Ù( ]Û 'è # ($' Ï/ Ø Ï} ± # ' # .0 ¢æ Ê Î' Ð' Ù # Â3 ¢2 / . ' Â Ê # ÃÍ. ¤Ø # ÃÍ
2 44 44# Ï} 0 44 ] Ù ±# Ï/ÎÃ$# Û# # &3 è Ø ¢ 1$ Ìã3# & ( +2 1¹ Ø
/ (# . Ûã (# -44 /44Í} Ä$ £( Û # " Ù æ Ð44' pØp # Ï} p44 Õ44 . . /( (# .
+ 3 44 Ð Ù # Á 2 (# b ´. (# Ù($ # (# # ´. Ä µ# ¹Í 1# Ù± ( . pØp # - 2 ( # Ð 44 44# 44' %' $# p44 44' ÙØ ' 44Ù44¼
&344 è ÐÙ ÌÙ Î # Ä ´. ]&3444 è Û44Â ª ( 44 44# Û44Â £ (# 44,44 44# .
Ù ±# Ï/ÎÃ# Ä44Ù44° }. Ù ±# Ï/ÎÃ# + Ù¼. Ù ±# Ï/ÎÃ$# Û44# 44 44# p44,44 44(44# .
 ' %' Û # Ù # , # Ð' . # Í / 2 (# Ð' pØp # /44 . )¼ :ÄÙµ .
,#3¢ Ð44' &34444 è 1 Ø Ï} Ð (Ø Û44 44# 44(44# Ï} 2 ] 44 44# . 44 44' ÌÙÊ 144#
44 /44´/44(44# Ð444 44´. 44 44(44# 444Ù444'3444 è
.} p4444 . /444Í Û44Â 44 44Î44 44 44 44Ù44 44 44#
Û ±# ν# (+ Ù ±# Ï/ÎÃ# Ð' ÐÙÎ
2 (# . /Íæ %(, . ]Û ±# É # . *¦+ &p£ 44,44Í} ( ]0 444¢æ Ã$ £(#
( Ù#. Ù,Ù /( /´/(# . Ã$ £(# äÃ# &p£ Ù(Ù$ .} Ù($ /44Î44Ê44# Ï} 14444# /44(44 44' 2. 44Ù44±44 .
% ' Ï} + Ê 2 44 44# %(, Ùã µÃ# ( .} ]p+ ±(# ¦ 2 /´/(# *¦+
(# &p£ pÙ %( Ù# /44 . &p # . ´. (# Ù # (,' 44' , 1#/ Ï~44 /( ' Û44 /44 . ª (# . 44Ù44'344 è , # ÐÙ ÌÙ Î #
Ð' /( ' Íè ] £ (# Ù # ". Î Û # ' # . Ù$Ù # &344Âæ 444 444' 444' ]-444 2 444 444' Ä44$44 44£44(44 4444 4444#
) Ø Ï}. ]p44+ 44±44(44# pÙ 1$ ÄÙÎ # *¦+ Ø©/ ) Ø. . ('. ÌÙ° /$ ~ !#¥ Ù'3 è Ø £# 1$ ' # . &344Âæ
# %ÊÍ. ºÃ # Ù Ù ¢ Ð(´
(Ù$ Ù($ ÊØ pØp # " Ù æ 1# . , è . (# 1# pÊ Ã 2 ÙÎÂ.
37
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ŞũŬ
2014
Ú¦# /+. ] + ´ . ,£Ø ÛÂ Ø µ #
+ /µ ¤ Ø. , Ù ¥ pÙ ~ 1$ %( Ø . Ù(# # ÙÂ Ê # # ÛÂ /Î '. p ' # Ï~ Ù ¦ # Ø. . # . )# (# ÊÂ Ì$ Ø 2 Ê# /+. 44'æ *p 44' %44 /44+ 4b 4µ44Ø} %44 4444 ê . Ï 44¼}. /$ #/Â Ð44' ]Ú 444' Ù¼ Ù Ð44' Á 444 444'. 444Ø 444 444 . 44Ù44 44 44° 144Ê44Ù44 /44'.
] / . " Ù } 'æ , / ØpÙ$Ê p (# 44Ø 44(44 44(44# . 44 44# !44$44 !44#¦44
-Ù$ · Ã # Ø (' + Ù¼. ] Ã$ £(# . .- Ø ( . -Í/ . ¤44Ø 44 44 Ì$ Ø &/44,44Ã44' %44 Û44Î44 44Ø 444 444#
ÛÂ -±Ù . ]-44Ù44´ 44' 44 44 Û44Â Ï 44 44Íè Ú µ # 44 44# 44'} .-$ Ê '. * 44´ 44
Û # ©/44Î44 44# . $ ((# Û44,44Â Û44Â 44Ê44 44# .
Ù¼. Ú 44(44# pÎ # Û44+. ]Ï/4444#.æ , Ð' p( Û44 44# ] /44 44±44# . )44'ç44# Ú 44(44#
Î # ,# ÄÙµ # ] , # }. + .¦ ,#3¢ 1$ ºÂ # ] Ø µ # , Ù ' Û 0 ¢} . , # }. , Ø/+ Ï~44±44 * . 444Ø ~444 Û444 &344444 è %44±44 Ï
Ø Û # 0 # / # Ð' /,# #
¦# Ï pÊÂ 1# Ú ÕØ ( . ] ,Ù# * Í2 Ï} ( Â .Ð /# . ±# . 'ç# Ù ( #
"p Ø Ï} Ù Ø 2 - ¦# pÉ Ã# Ã# % Ø Ï} ¦ + " # . ÄÙ Â ]- Ù 1$ / Ø. ]-$ Ê ' Î Ø . Ù# # - 3 ±'
/ ±# . )'ç# Î# 'æ !#¦ Â ]- ¥ . Ù ( # , ¥ pÊÂ Û # ] ( (# .
: وﻻء ﻣﺤﻤﻮد.د ﻣﻄﻠﻮب ﺧﻄﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﺤﻔﻆ وﻧﻘﻞ اﻟﺘﺮاث ﻋﺒﺮ وﺳﺎﺋﻞ ا\ﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ p, (# 44 44 44 44# /44(44 44' 2. /44 44 p44#
:ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﺸﻞ ا\ﻋﻼم ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻘﺪان اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ 1# + ¹# p( ' Û'3 è . # ¹ÎØ Ðµ Ø 4b 4Ø 44µ44 4b 4Í/44 44' -44Ã44 /44 444 444#
: ﻋﻄﺎرد ﺷﻜﺮي.د اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ اﻟﻤﺮاد ﻣﻦ ﻧﺸﺮ اﻟﺘﺮاث %44' 44 44 Ï} Ú 444 444° 444 444 /444 444 p444# 0 4444Ø
%Ù 1444# %44Ù44 Ð44' %Ê Î /44 44±44# 4444 ¥
# 44' ' Û44 Ï/تÃÙ$ # . 444 ¥2 b 4 ÄÙ ´ 2 -!#¥ Ð' )¼ # 1$ - -Î # ] p4
. ªÙ( (# Ù'/Ê#
% Ù$ (# ¥è . /ÎÊ# Û ¢
( /+. ] Ø (# Ù¼. Ø (# " °æ , ( . ÙÎ /# Ù £±# '3( ª (Ø. Ù'/É. ÙÎ . Ù#.Õ ( $ µØ &344 è
Âp# 1Î Ø 2.} /, # Û ] Ù } Ù'/Ê# - ÙÎ /# 444 ¦444# 44Í/44 44' Ð444 *¦44+ 44Í/44 44' 144$44 ª44Ù44 44 44# . ] 44Ù44 44(44 44#
Ï/تÃÙ$ # ÛÂ Í /44 . ÎØ Û ±# # )ØpÊ &/Ê Û # ¹Â '
#/ Â ]ÛÂ ½ # , Ù ' ÛÂ / /(#
/ ' ' 1# (ÐÃ# ) Û ±# # '
/,( # ¹Â ¸/à '. /( ' )
Û44# 44 44# 44 . ]Ð444 /444$444# Ú 444µ444 444# . Û44Â 44Ê44 44#
Ù # (# Ú} ]ÄÙ° æ ¹Â . b b .ÐÙ $# ª+ ÃÎ '
´ . 44 44Ù44 . Ù'3 Ù Ù
-Î # ] 44Ê44# Ð44' Ù 44 44 } p44+ 44±44(44# .
44 44# . . /44(44# , 'pÊ' Û44Â. ] 44 ¦44# $ Ø ¦44+. ÙÎ /# Ø/,# Ð44 44Âp44# 1$ · 44Ã44 44# * 444 444 444Ù444 444É .. p444 444'.
$ Ø. Ù # / # -$ÊÍ. # b ÛÂ Ù ~ . Ù$ Â }. } /, ÄÙ¸/
( # 1$ Ï/$ ÊØ Î# Ï} Ú ° p ÕØ. Ù 2 ÙÍ/تÃÙ$ # /44Î44Ê44# Ï} 0 44Ø Ð' 44(44# ÛÊÙÊ # 1Î (# Ð44' 44 44É2
] , Ð' -ÊÙ / . Ú µ # Î ÄØ #
pÙ Ù(Ø æ p# Ïæ ] # ±Í b Ù# %ã /# *¦+ -'pÊ ( p # % b Ø}
Û # ] $' (# . p (# Ø µ #
Ð' /Î ( # ÐÙÙ'3 è . ÐÙ # /( '
+ Î . ÙÂ Ê # Î Ø/+ Ð44 44Âp44# . ( (# Í/ ' Ä$ £' Ð ã / .0 ¢} , Ð' '} Ú} 444 Ï~44 Ù ¦ # ] 44Î44+ ),(# Ð44' , Ø/+ ª44ã 44 Ð44' 44Ù44 44 } ª44Ù44 % ±Ø 44,44 44Ù44 ¦44 444+© ª444 444 Ï /4444Î4444 . ] 44Ù44 44Ê44 44#
ÐÙ Û '/$ ' " Î+ Ï 44 /$Â ] Í
,Î' Î % Ïæ ] 'pÊ(# (# ٱΠb Ï Íè  ] Â Ê # Î Ð' Î %( Ø
% ' Ù # # Ð' Ù (Ø
&3 è . ] ((# 1 . 3Ù(# ¦Î' - Ù . Ù( $# # !$ %Ù / - % /(# /+
ƁĚĸŕŨė ūǟŔǤė ǝ ģėĸġŨė
36
ijĴŕŨė ŞũŬ ÐÙ p(# 1# ÊÂ #/ Ù ±# Ï/ÎÃ#
% ± pÊ Ã(Â ÙÊÙÊ # - (ÙÉ. . /($#
Û44Í 44¼æ 44(44$44 144 44 ] 44$44Ù44 æ 44Ù44 44 44±44# b 1$ ©. 44 4 444 . ~44 44¢ 44'p44£44 44 Ù ±#
.Û # .
Ï/ÎÃ# 1# $ (Ø 2 É Ûã μ # É.
b Ð' . p Û # ,# ÛÍ ¼æ )¹ '
Â/± (# ($ # 1$ p( Û # . ' # . ¢ # Ï #æ . ÛÂ Ï/44 44 44£44(44# &/44Ê44Ø Ï} 44 44° 44 44Ê44Ø.
/444 }. 44 44Ã44 . 44' 44 p44 44 44 44#
] . /44(44# . /$ $Ã# 1Î (# Ù .. (+ Â b b Ù(Ø }. Ù($ ,ÙÂ Û° % Ï/ Ø Ï} 1$
44,44¸ Û44Â (+ ($# ". 44Î44 44# 44 44 44 44'
. $# % 'æ . ÛÊÎ# - /#
Û44$44 44(44# Ð44Ù44Ø/44 44 44(44# 144$44 444 444¢. & 4444
pÎ 44 44# p( Í 2} ³ Ã(# Ð44'.
É /# ' )$É~ Ø. - ÃÍ p Ø /, ÐÙ '
: ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺎﻛﺮ.د ا\ﻋـــﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﺮاث ﺑﺸﻜﻞ )ﻓﺎﻧﺘﺎزي( وﺗﻐﻴﺐ ﻋﻨﻪ ﻗﻴﻤﺘﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ÛÊ$Ø Ï} -Ù$ &344 è . Ï Â ¦# ]pØp #
ÐÙ+ Î+ Ï} ° p( ' / p# 0 Ø.
44 %44 44' 44Ø 44Ã44 44 44' -444Í} 144$44 -44Ù44#
-ÃÙ¸. -Í} (,ÙÍ . ]Ú Ã % ± p44 æ
¹Î# Ð' 2p ]-ã Ù &/ÊØ. -Ù$ /µ#
Ð . /44444' -444Í} 44(44,44#.} ] 444 444# ". 44Î44 44#
. Î Ã#
-Î' Ã 3# Ù' p# " ( æ ¶ ÛÂ
Ê#è &3 é# ÙÍ Î+ Ï} /# ° 1Î( . # !44#¥ %(±Ø Ï} 44 44# 1$ /µ#
²É ÎØ Ï~444 ]Ï/44(44µ44(44# . 44444 è -44Ù44Ê44±44 b b Ï Â !#¦ ] Ø . $ pÙ# Ê # . #
),Ù Ø -Í Ù . /(# . pÊ (# %¢ b . (#/ # - /Ø. ]%µÂ} p ' # 144# ¹ÎØ 44'æ # ¼ Û &344 è 44 ÙÊÙÊ # 44¹44Î44# 44(44Í ]Ú© 444 444Í 444 %44 44±44
Ù ]Û ÃÍ Ð p } 44Í}. ]Û44 44'è ±Ù (# %44 44 Ð44 44(44ã " 444 444 } 44Î44
]), Ø ( Í ]Ì # ÛÂ Ù # Ë . ÎÎÙ ~ )+ Í Ï} Î# Ù Ø )# Ä ç# Ð # %Ù ] /444 444 444# . 44µ44,44Î44# 44Í 44 44 44Ù44 Ð' /444 444# ¶44 44 444Î444Ø} ] 44Ù44Î44Ù44Í 44(44 44#
Í}. .!#¥ Ð' } Ù# Ð #. ÙÎÙ # Ø 1$ ¹Â (# 1$ Ø ]b3 '
Ð' ] (# ÛÃ + ÛÂ $ (# Û p . Ù # , . Ð - . ' %( } "3¢ Ð' Ù É. ³. 44 ÛÂ * 44Í #
Ð' ÐØp+ ±(# ÄÊ ÙÍ/تÃ$ 44' 44 – Û44 44 + / ' Ê ' "344¢ b Ù 0p ÛÉ3 ' # *¦+ .Û(Ù$
!$ Û44Â 2 Û444 444'è 44 44# p44+ 44±44(44#
2 "3¢ Û 'è Ï} ( ]), Ø ¥
- äÙ, Áp44,44 44 44 . ]p444+ 444±444(444# "/444µ444Â
44 44# 1$ ¹Â (# 1$ - Ù ± .
Ã$# '. /Î ' ' "3¢ Ð' .% Ã # . * Í2
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ŞũŬ
:)# 0p444Í 444Ù444'3444 è . 44 44 44 44# "/44Ê44
/ Ø /, ] 44 44# Û44 44'è &pÊØ ÐÙ
Î ¢ &3 è p Ø Ï} Ø ] Ã#
2014
ﺗﻨﺎﺳﺐ ﻓﻀﻮل اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻟﺘﺮاﺛﻪ
p444 . 44$44 44' Û44Â Ð44 44# ] /44,44(44 44# 0p444#
²Ù Ø 2 44Ù44 ]& 444 444# Û44Â .p444 444' .}
35
:ﻧﺪى ﺳﺎﻟﻢ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻌﺪ ا\ﻋــﻼم ﺧﻄﺔ
Ø. *p44 . - p Ø . ¤Ø Ð44'© Û44 " © 444'. ¯ 444 444 444 2 %44 44É.
'2 Ù ] , ± . Â Ê # . # (' "344¢ Ð44' -44Í 44Ù44 . -444 . . - $É
. ,# * p } "/µÂ ¦44+ Û44# 44 44# 44É/44# 1444# . 4b 4Ê44 44
b ] µØ} Ù Ù # . Ù Âp# . Ø ( (# . #.p# Î # pÎ4+. Р% ( . b . (ØpÉ
%Ù Ã ÛÂ - ~ 2 .p &/ÊØ &3 è
:راﺷﺪ اﻟﺰﻋﺎﺑﻲ دور ا\ﻋﻼم ﻓﻲ ﺗﻮﺛﻴﻖ وﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث
%Ù 44Ù44$44(44 Ð444' 4444 4444# 44Ù44 44 44 .
".Õ ' ]Û ª# p° Û'3 è . ±#
¦# Øp # Ð' Ð #. ] 44#.p44# Ì Î'
!$ ( :"/ÊØ ] # . Ù ±# Ï/ÎÃ# .
ÛÂ )44Ù44$44 44 44# . 44Ù44 44 44# ©. 44,44(44 p44
Ù# Ù # Ù(+æ ¥ Ø æ É /(#
% Û444Â 44Ù44Â 44 44# 44 44Î44 44# Ì44Ù44 /44 .
Â Ê $# Ï Â /¢ Ù ( ÙÂ Ê # Î $#
# Â. Ø . ´ / ¢ 1# Í ÎÍ
Ð' pØp # p (# Ù # 'è #.
¯ /444# ¶44 44 Ì44 44 44 44Ù44 44 44,44 44+ 44Î44'
Ø Î # . Ù # Î # 1$ · Ã $#
1$ Ð #. Û44 44'è pÙ # 1$ ÊÂ %Ù ) p44É. ] 4b 4µ44Ø} Û(# # pÙ #
] ÙÂ # Î # . ØpÙ$Ê # Á #
, Ù(+æ Û(# # 4444444 # (ã É Ð(´
Ù ÛÂ & , è Û Ù # ¦ #
Ï/44Î44Ã44$44# ª44Î44 144$44 4444444'è Ú/44 44 44 .
. , ¢. #.p#
- /'. -44 ¥ Ð ,#3¢ Ð' Û 'è
³/,Î$# 44Ù44Î44 . Ù Ù ] 44,44Ù44Â
44Ù44 44'è 44Ø 44 æ 44É /44(44# Ð44' p44Øp44 44#
44 44Î44 p4444 } 44 44 44 } 444,444Í}. 444 444¢.
] 44Ø 44±44 44$44# Ú 444µ444 444# 0/44 44 44(44# 144$44
%44¢ ,(ٹΠ) Ø Û44 44# ³ 44 44(44# Ð44'
Ï Íè Û # . Ù ±# . ØpÙ$Ê #
/ Í Ù Ø %+ ] Ù Ø ' Ú} ÛÂ Ú (# / b % % ' ' ( ] Ù°ç# Ù Ù½# ØÔ # . p° # Ï Ï pÊÂ ]Ï Íè ÛÂ Õ ÄÙ . ³ 'æ ) ) Ø 44' Û44+ Ù Ù¼ 44Î44ã 44 Ï} / Ø
.³ '} Ð' *p Ù Ø (ÙÂ ÕØ. 2 ),ÃØ 2 Ú¦44# ±# Ï} Ï3 ° p44 Õ44Ø. Ù(Î # % Ď Ãd eØ Ú¦44# % ±# - Ù(Î Ð (Ø p p Ø pÉ Ú¦# 'æ ] Ù # + ' ÛÂ
) , É ¥ £ Û Ø/(Î # ª, æ ),Ã# 44' Ù(Î . Ú 44 44(44# ±# Ù Ø " " (+ Ð' Ù# } :ÄÙµØ. ]1(ÎØ Ï}
/ p# " (+ Ð' % ] ÊÂ $# &3 è / :Û ê 44 44# Á h 444 Ù ] 4b 4µ44Ø} -44# /+ ] ]"Û'3 è . Û Ê# . ÛÍ/ Ã# # " ) 4Ù44 Û444Â ] 44b 4 444 44Ù44#. ¤444Ø 444 ¦4444+. )# Ð4
Ð Ð' )+} ÚpÎ /+. Û+ ñ# $# ³ Ø - pÉ. ] ±# %Ê -44Íæ ]¤Ø #
22 . )Ù+ Ã' Â. ¢ê Ù 1$
´/Ø Ú¦# Û ( # %Ê $# Ù(+æ pØp°
1$ /44µ44# 44Ù44$44 44 . &34444 è /44µ44
Ð Í. ] p444444 æ . 4444 ê 44Ù44 44(44Í}.
±(# "344¢ Ð44' ÙÂ # /44(44# .
Ù ±# Ï/ÎÃ# Ï} p Í # . Ù ±#
Á/44 Ð44Ù44Ù44'344 é44# ( (# p44 /44 44# . b 0p# Ø/Î (# . 44# 1$ Ù Ø ÕØ
. Ú/44Ê44 44,44Í} 44(44 ]Ï 444 444Íè . Ï 44 44(44#
-Ã / Ù# -$Ø. /'. - Ø / . -ÙÍ ¼} b ' b -Ã / Ð #. Ù É .} b3Ù( b3(
ÐÙ#.Õ (# p Í. #.p# ( (# äÂ
3 . ÎÙ 1$ Ï/ Ø Ï} &3 è 1$ ¦#
Ù ±# Ï/ÎÃ# Ð44' Ï 44 /444 44 44#
Ï/ÎÃ# . Â Ê $# Ï 44 44Â /44¢ Ù ( Û44Â
/µ # ( (# ä Ù( ' # Ã#
Ù / ¢ Ð #.p# - Ê % ÛÂ
. /44(44# ¦44,44 ÐÙ( ,(# Ð44' ÐØ Ù # .)Ù¹ #
% # ÛÎÃ# . ÛÍ p /# ! ( # . ( # ¤44Ù44 44 144$44 )44,44' 44(44 44+ %444 Ï/44 44 44Ø
Ø &3444 è Ï} 0 } Ú 44¹44Í 44,44 . Ð44'
Ø Ã# '/¹Î(# 1$ ¹Â (# Â
ÛÂ * . © Ù# -44 /44Í} Ù( 44 44# 44
44 44 44Î44(44# Û444Â Ï/44Î44Ã44# *¦444+ 44 44(44'
ÙÎ (# , # ¶ ¦£ )# Ï ³ ÊÎØ
/ æ . æ . Ï/ # . 3Ê#
44$44¢ }. ÙÊÂ } Ù ° Ï/4 e 4Î44Â
#.p# Ì Î' Ð' Ù # % ÛÂ £' °
Û # ,Ê Ð44' 444 44,44Í} 0 } 444Í .
,#. ÙÍ Íè 44µ44 44# ©/444' Ð44' ª44'
£(# , # ' % / # Ä Ø Ï}
%Ù Ã . /(# 1$ ¹Â (# . $#
Á/ Ú¦# p æ . ê ¤Ù
. Ã$ £(#
Î, ] -° Í Ù#  æ / £#
ÄÊ Û44 44# 44Ø 44 æ p (# . /44Ù44 44# .
ÙÂ ´è ÙÊÙ /(# . æ ¶ ,Ù$
Û+. ] Î #. Û ¤Ø # p+ /° © } Ð'
. Ê $# %Ù æ
Ù pÎ,# . ÙÂ Ê # . Ù£Ø # , Ù(+}
Ø/,# Ïæ ]Ú (# ±#  + ,¹Ø Ù ]Û+ ñ# ¤Ø # Û+ ÙÊÙÊ #
Û ,¹ Û # Ú (# ±# Ù / ¢ ÛÂ
. Î# & ,Â} Ð # ¦+ Ã( .. Û /´/' %'~ . c
Û Û# # p, (# . ]Û$Ù( % ° ' Ù#. h £Ø Ù ±# Ï/ÎÃ$# Û Û ٠. / Ïê
æ . Ù ±# 1ÊÙ /(# ÛÂ 2 (# % É # . ] pÊ (# . 44 44# . ]Û ±# 4(44 44# . ]Û44 44 44±44# %44Ù44 44±44 44# . ]Û44 44 44±44# 4 p pØ &344 4 è ª44,44 } Í ¥ 44Â ]Á 44 44# .
à 2 ,Ù$ Ìã2 % ± # )ØpÊ . Ù($ # / # !$ Ð'
ƁĚĸŕŨė ūǟŔǤė ǝ ģėĸġŨė
34
ijĴŕŨė ŞũŬ
:ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﻔﻀﺎءات ا\ﻋﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ا\ﻣﺎرات ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ أﻣﺎم اﻟﺘﺮاث .- ªÙ( Ú¦# Û # )Ù( # . Ù# Ã# É ±# 44 44# Û44Â Î# 44Í 44 p44É.
É ±# ª ' ' Ï. # ÛÂ (,'
. Ù # É ±# & Ø~ . #
44 44# .p444Í )ٹΠpÎ !444#¥. Û44'344 è
¢. #.p# Õ' ºÂ Ï} p 2.
¤Ù±# p444 }. Õ(# *¦44+ 44' Ï. 44 44 44# .
Û½ ÎØ . ] Ø # 44Í344 è ÛÂ ¢.
)44 p44# . . 44 44 44# %44 44Íp44 . ¥ &34444 2 .
Õ' Ùã ]Û( Ê# p( } Ð Ï $ 44É 44±44# ª44 44' 44Ù44ã ]&3444 é444# 44É 44±44#
.p44 344 Ï. 44 44 44# . 444´ 1$ Û44'344 2
Á p+} Ð(´ Û ~Ø !#¥ Ïæ è ¦+ ÛÂ
#.p$# ÙÎ /# Ø/,# 1$ ,Î' Ù'3 è )ÙÉ Û44 44 Ï} Ù'/ Õ' Ú} 1$ .} 44,44 44 44 44Î44' Ð444 Ð44$44 44 44'p44Î44 44(44 44 44(44#
Ø/,# Ð44 Ù # pÎ 44 44¢. , 'p¢ . Ù$ (#
Û'3 è % / # .} Ø© ÛÂ ª (#
b É ±# ÛÂ. ] '/( 'è ÛÂ # Ï
Ä$ £' ±É Î(# Î . Á 44+ /44 Ð(´
b2 É p,±Ø Û # Í # . ]ÛÂ Ê # Î(# b ". Ä$ £' Ð'. ã ±# Ä$ £' Ð' Ù
ê " # ÙÎ (# , # Ä$ £' '
. Ù´ /(# ÛÂ 44Ù44'344 è 444µ444Ã444# Ï} 44Ê44Ù44Ê44 44# .
Ù$£# Ê Î'. p (# Ù # 44'è Ù # Ï p44$44 44# Ð44' 44Ù44 44 44# Û444Â. Û44 44 44#
Ù # Ù# Ã# . ' # & 44'} / Ã' % Ê ' 1$ Á £Í 2 Î$ Ø Ù % ±
Ð(´ Ù } ª44Ù44 % ±Ø ] / £#
Ù £# É ±# ±' "344¢ )# #
Ù(# # ³ (# . Øp Î(# . % (# Û ªã # 1$ 44É 44±44# 44Î44 % Ù
ÛÂ Ù´ (# 3 # /Î # "3¢ 144#.æ Ä#} 11 ÐÙ Ð' Ã $# ÐÙ# / . ³ '
. Î
!#¥. ]³ (# ¦+ ÛÂ ±' Î
1# / $# Ï. )+ ¹Í , . Ð Ï. Ø
/ p# Ù ±# Ï/ÎÃ$# Û# # p, (# pÙ(
Á 44 44# ^" 444 444(444# %44Ù44 44 144$44 44,44 44Ã44(44#
44 44# 44Ã44' 44' %' )44# Ã$ £(#
)+ Ù ¢ . ,# ),'/,Ã'. Â Ê # *¦+ Î ,Ù$ } Ø Ú¦# ÙÙ½ # . + Î '. ØpÙ$Ê # .- }. + Í . )# &344 è %ã . Ï} Ð' Ï3 ° Ø.
Û # ÙÂ Ê # Î Ø/+. Î Ù / ¢ ,¹
Ù ±# Â Ê # Ã' ÛÂ ,¹ . 1$
.} ] ÙÂ # .} ] Ù æ .} Ù$Ù ± # / . )Ù+ Ã' 1$ ÙÎ ' pÊ ' /+ ' Û ( # %44Ê44 44# %44'~44 44Ù44# 44+p44Î44 Á/444É/444#
33
Ù# Ã$# ± Ø # .p# "3¢ &3 è b b Ù / # . ÄØ # ÛÂ Ø / ' . $Ø
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė ŞũŬ
2014
&3444 è Ð44Ù44 44 44±44# 44Ù44(44+} ÎØ p444 } 2 Ø µÊ# 44Ù44+ 44(44 44# 44Ù44 /44 Û44 444 444# .
44 44# 144$44 · 44Ã44 44# . 44444´. 44Ù44 44 44#
Û'3 Î' )ØpÊ . pÙ# Ê # . 44 44# .
# (# Ù$ à # É3 # Ð' p 2 ]ªÙ( ' (,Î' % &p£Ø Ú¦44# &344 è . # ÐÙ
&3 è Ð' pÙÃ Ø # Ï Ù 44¢ê Ù+ ( # 1444# 444 .} % ± "/44 /44# Û44Â
ÛÂ &344 è -Î' pÙÃ Ø É/# ÃÍ ÛÂ. & Ø~Â ]ªÙ(' Û44'344 Î' 1$ "/ # ±( Ê$ Í b344 44' 44Ù44 44 44# 44É 44±44#
ÙÍ # .p# ¦Î' }p . ] .p ' Ù'3 b æ # " Øè Ø ° &3 è ¥ £
} Ù Ù+ ( # Ð44' Î (' Ø °
&3444 è ª444,444 } Ï :"/ÊØ Ï344 44° 44Ù44(44
'3(# ³ Ø Ú¦# ÛÂ # p° # Û ±#
, pÉ Ð Ä± Ø Ú¦# % ±# Â Ê # *¦+
Ï/تÃÙ$ #  ] , ( Ð Ù # Ð Êã Ã# ¥ 44 Ù¼ % ± 44 44# 44' %' ]b344 44'
1$ . ] , Î# É3 pÙ Ø 2 Û .
p Ø )# -Í 2 % µ# ". Î # !#¥ Ð' )¼ #
Ð' 2 ]Û´ (# pÊ # "3¢ ¢ / . -# Ðئ# ÐÙ # Û ~  ] Ù#.} ' "3¢
: ﺳﻤﻴﺢ ﺷﻌﻼن.د ﻋﻠﻰ ا\ﻋــﻼم أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻨﺔ واﻃﻼع ﺑﻤﻔﺮدات اﻟﺘﺮاث
!إﺿﺎﻓﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ أم ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺣﻀﻮر
اﻟﺘﺮاث
ﻓﻲ ا\ﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ ا ﻟﻔﺎﻗﺪ ﻟﺬاﻛﺮﺗﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺴﺘﺪل ﻋﻠﻰ ﺑﺎب ﺑﻴﺘﻪ
] ÙÂ Ê # , Ø/+ ªã Ð' Ù } ªÙ '} Ú} % ±Ø
/+. ] + ´ . ,£Ø ÛÂ Ø µ # , Ù ¦ +© ª Ï /Î .
ÙÂ Ê # # ÛÂ + /µ ¤ Ø. , Ù ¥ pÙ ~ 1$ %( Ø Ú¦# . Ù(# # ] ( (# Âæ ªÙ # *¦+ " Ø /ÎÉ )+} p } &3 è p Ø.
Ù /Í. Ù ÛÂ */± 1# Ú ÕØ ÎÊ# ÛÂ */± Ú} Ï Â Û# # .
.), " Ù æ  ' 0 # / # Ð' /,# # Ï~± * . Ø ~ Û &3 è %±Â Ï Ù ( # ¦# Ï pÊ 1# Ú ÕØ ( . ] ,Ù# * Í2 Ø Û # 2 - ¦# pÉ Ã# Ã# Ï} (  .Ð /# . ±# . 'ç#
Ï} ¦ + " # . ÄÙ Â ]- Ù 1$ "p Ø Ï} Ù Ø
!#¦ Â ]- ¥ / Ø. ]-$ Ê ' Î Ø . Ù# # - 3 ±' % Ø
, ¥ pÊÂ Û # ] ( (# . / ±# . )'ç# Î# 'æ . Ù ( #
ŚťũŤē İŐĉ ŽťżėŤē ĆĔřŀ ȕĪŤĔŀ ūĔĹŔ ȕĚřʼnŐ ĚũňĔŘ
ƁĚĸŕŨė ūǟŔǤė ǝ ģėĸġŨė
32
إﺿﺎﻓﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ أم ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺣﻀﻮر!
اﻟﺘﺮاث
ﻓﻲ ا\ﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﺴﻠﻢ د .ﺳﻤﻴﺢ ﺷﻌﻼن راﺷﺪ اﻟﺰﻋﺎﺑﻲ
د .ﻋﻠﻲ ﻋﺠﻮة د.ﻓﺎروق أﺑﻮ زﻳﺪ د .ﻣﺤﻤﻮد ﺧﻠﻴﻞ
د .ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺎﻛﺮ ﻧﺪى ﺳﺎﻟﻢ
ﻋﻴﺴﻰ اﻟﻤﻴﻞ د .ﺻﺒﺎح آل ﻣﺤﻤﻮدي د .ﻫﻴﺜﻢ اﻟﺨﻮاﺟﺔ
د .ﻋﻄﺎرد ﺷﻜﺮي ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻈﺎﻫﺮ د .وﻻء ﻣﺤﻤﻮد د .ﻫﺪى اﻟﺒﺎدي ﺻﺎﻟﺢ ﻛﺮاﻣﺔ
ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺤﺠﺎر رﺷﻴﺪ اﻟﺨﺪﻳﺮي د .ﻋﺎﺋﺸﺔ اﻟﺪرﻣﻜﻲ د.ﺧﺎﻟﺪ ﻋﺰب
د .ﺻﻔﻮت اﻟﻌﺎﻟﻢ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
31
ǍƯŵ
Įżļ ųťŤēİėŐ źįŵőĹŤē ūĔŭřťŤ ĺũĽŤē ĞĩĜ ŦũĤ
30
اﻟﻔﺎﺋﺰ اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﻣﺪي ﻋﺮ /ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻧﺎﻳﻒ اﻟﻐﺎﻣ اﻟﺸﺎﻋ ﻟﻠﺸﻌﺮ ﰲ اﻟﺤﻤﺮ اﻻﺻ ــﺎﻳ ــﻞ ﻣــﺪارات ﺧ ــرية ﺣ ــﻼل اﻫ ــﻞ اﻟﻔﺨﺮ واﻟﺒﻄﻮﻻت ﻣ ــﻦ دوﻧ ــﻬ ــﺎ ﻗ ــﺎﻣ ــﻮا ﺷﻴﻮخ اﻻﻣـــﺎرات ﺣ ــﻤ ـ ٍﺮ ﻳ ـــﺮدد راﻋ ـــﻲ اﻟـــﺬوق ﻫﻴﻬﺎت ﺗ ــﺎﺧ ــﺬ ﻣ ــﻦ اﻟ ــﺒ ــﻴ ــﺪاء ﻟﻬﻠﻬﺎ ﻋﻼﻣﺎت واﻟ ــــﺮاس واﰲ واﻟ ــﻠ ــﻮاﺣ ــﻲ ﻋﺮﻳﻀﺎت وﻋ ــﻴ ــﻮن وآذان اﻟ ــﺴ ــﺒ ــﺎع اﳌﺠﻴﻌﺎت ﻣﺘﺴﻨﺪ اﻟ ــﻐ ــﺎرب ﻋﻦ اﻟﻈﻬﺮ ﻗﺎﻣﺎت ﻓﺠﺎ ﻧﺤﺮ وﻋ ــﻀ ــﻮدﻫ ــﺎ ﻛﺒﺎر ﻻﺟ ــﺎت وﻓــﺨــﻮذﻫــﺎ ﻣ ـــﱪوﻣ ـــ ٍﺔ ﺑ ــﺎﳌ ــﻘ ــﺎﺳ ــﺎت اﻟﻴﺎ اﻗﺒﻠﺖ ﺗﺮﺿﺦ ﻟﻬﺎ اﳌﺴﺘﺤﻴﻼت واﻣﻦ اﻻداﻣ ــﻲ ﺗﺎﺧﺬ اﺻﻔﺎت واﺻﻔﺎت ﻣﻦ ﻛرث ﻣﺎﺗﺤﺬر ﻫﻞ اﻟﻘﻨﺺ ﺑﺎﻟﺬات ﺟ ــامﻟ ــﻬ ــﺎ ﻳﺴﺒﻲ ﺟ ـــامل اﻟ ــﺨ ــﻮﻧ ــﺪات ﻣ ــﻦ ﻛ ــﻒ اﺑــﻮ ﻫ ـــﺰاع ﺷﻴﺦ اﳌ ـــﺮوات
ﻳ ــﺨ ــﺘ ــﺎل ﻣــﻦ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﻻﺻﻔﺘﻬﺎ اﻟـــﲇ ﻋــﲆ ﻣــﺮ اﻟ ــﺴ ــﻨ ــني اﺣﺘﻤﺘﻬﺎ وﻋ ـــــ ّﺰوا ﻣ ــﺰاﻳ ــﻨ ــﻬ ــﺎ وﻋ ـــﻠّ ـــﻮا ﺑﺨﺘﻬﺎ ﻻﻋـــ ّﺮﺿـــﺖ وﻗــﻠــﻮﺑــﻨــﺎ ﺻﺎﻓﺤﺘﻬﺎ وﳌــﻊ اﻟ ــﺬﻫ ــﺐ ﺗ ــﻘ ــﻮل ﻟــﻮن اوﺑﺮﺗﻬﺎ واﻟﺨﺸﻢ ﺧﺸﻢ اﻟ ــﲇ ﺗﻔﻮح اﻗﻬﻮﺗﻬﺎ ﻳ ــﺰﻓ ــﻬ ــﺎ ﻟ ــﻠ ــﻤ ــﺠ ــﺪ ﻃـــﻮل ارﻗ ــﺒ ــﺘ ــﻬ ــﺎ وﻣــﺘــﻔــﻬــﻖٍ ﺳ ــﻨ ــﺎﻣ ــﻬ ــﺎ وﺷﻌﻔﺘﻬﺎ وﺗ ـــﺸّ ـــﻮق اﻻﻧ ـــﻈ ـــﺎر ﻻﻣـــﻦ ﻗﻔﺘﻬﺎ وﺧ ـ ٍ ـــﻒ ﻛ ـــام اﻟــﺮﺑــ ّﻴ ــﻪ وداﻳ ــﺮﺗ ـــ ــﻬ ــﺎ متــﴚ وﻛ ـــﻦ اﻻرض متــﴚ ﺗﺤﺘﻬﺎ اﻟـــﺸـــﺎرده واﻟــﻀــﺎﻣــﺮه ﰲ ﺳﻤﺘﻬﺎ ﺗ ــرث ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟ ــﺮﻳ ــﺢ ﻣ ــﻦ وﻳــﻦ ﺟﺘﻬﺎ واﻟــﺠــﺎﻳــﺰه ﰲ ﻛــﻞ ﺟــﻮﻟــﻪ ﺧﺬﺗﻬﺎ اﻟ ـــــﲇ ﺗــﺒــﻨــﺎﻫــﺎ وﻋ ــــــﺰز ﺛ ــﻘ ــﺘ ــﻬ ــﺎ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
29
28
اﻟﻔﺎﺋﺰ اﻟﺮاﺑﻊ
ﺼﻮري ﻋﻔﺼﺎن اﻟﻤﻨﺼ ﺸﺎﻋﺮ – ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋ اﻟﺸ ﺻﻐﺖ اﳌﺜﻞ ﻳ ــﻮم ﻛﻠﻦ ﻳﺒﺪع اﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻗﺎل ﺻﺢ ﻟﺴﺎن ﻣﻦ ﻗﺎﻟﻪ ﰲ وﺻﻒ ﺷﻘﺮن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻮﺻﻒ ﺗﺰﻫﺎﻟﻪ ﻣﻨﺠﻮﺑنت ﻣﻦ ﻧﺴﻞ ﺻﻮﻏﺎن واﻧﺠﺎﻟﻪ رﻛ ــﻴ ــﺒ ــﻬ ــﺎ ﻓ ــﺎﻟ ــﻘ ــﻮد ﺳ ــﻠ ــﻜ ــﻪ وﺗــﱪاﻟــﻪ ﺷــﺪادﻫــﺎ ﻣ ــﻦ ﻳ ــﻨ ــﻮيب ﺿﻨﻚ وﻳﺒﺎﻟﻪ وﻳﺎﻣﺎ ﺣﲆ اﻟﺨﺪ واﻟﻌﺮﻧني وﺳﺒﺎﻟﻪ ﻧ ـــﺎيب اﻟ ــﻘ ــﺤ ــﺪ واﳌــﻌــﺬر ﻛــﻦ ﻋ ــﺪاﻟ ــﻪ وﻋﻈﻢ رﻗﺒﺘﻬﺎ ﻳﺮﻳﺪن وﻗ ــﻒ ﻇﻼﻟﻪ وﺳ ــﻊ اﻟﻨﺤﺮ ﺑ ــﺎب ﺑﻴنت ﻓﻜﺖ اﻗﻔﺎﻟﻪ واﻟ ـــﺰور داﻳــﻢ وﺻــﻮف اﻟﺒﺪو ﺗﻌﻨﺎﻟﻪ وﻣ ـــﺬار ﻋ ــﻦ ﻣﺎﺗﻌﴚ اﻟﻄري وﻋﻴﺎﻟﻪ زاﻟﻴﻮف ﻣﺤﻨﺎي ﺿﻠﻌﻪ ﻋﻘﺐ ﻣﻨﺰاﻟﻪ واﻟﻐﺎرب ان ﻗﺎد ﺣﻲ اﻟﻔﺎل ﻣﻦ ﻓﺎﻟﻪ واﳌ ــﺮﻛ ــﺐ اﻟ ــﲇ ﻳﺒﺎ وﺻﻔﻪ ﻋﲆ ﺣﺎﻟﻪ ﻻﻫــﺐ ﻗﺼرين ﻳﻀﻴﻖ ﺧﻠﻖ رﺣﺎﻟﻪ ﺷﻮﻓﻮ اﳌﻘﻔﺎ وﻛﻠﻦ ﻋﻴﻨﻪ اﺷﻔﺎﻟﻪ ﴍوا ﻛ ــﻦ ذﻳﻠﻬﺎ راس ﺑﻨنت ﻓﻜﺖ اﺣﺒﺎﻟﻪ واﻟ ــــﻮرك ﻣ ـــﱪوم واﻟ ــﻌ ــﺮﻗ ــﻮب ﺗﺨﺘﺎه واﻟﺨﻒ ﻣﺤﺰوم واﻟﻔﺮﺳﻦ ﺑﺮي ﺣﺎﻟﻪ
ﻳﺒﻄﻮن ﻣ ــﺘ ــﺬوﻗ ــني اﻟﺸﻌﺮ ﻣﺎﻳﻮﺑﻪ ﺗﺮﺿﺎﺑﻪ اﻟ ــﻨ ــﺎس واﻻرزاق ﻣﻜﺘﻮﺑﻪ وﻧﻔﴘ ﻋﲆ وﺻﻔﻬﺎ ﻋﻴﻠﻪ وﻣﺸﻐﻮﺑﻪ واﻻم ﺿﻨﻲ ﻋ ــﲆ ﺷ ــﺎﻫ ــني ﻣﻨﺴﻮﺑﻪ ﺗﻘﴫ ﺧﻄﺎﻫﺎ وﻟ ــﻮ ميﴚ ﻋﲆ دوﺑﻪ ﻣﺤﲆ اﻟﺴﻠﻴﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳ ــﻮم ﺷﺪوﺑﻪ واﻻذن ﺣﺮﺑﺖ ﻋﻘﻴﺪن دوم ﻣﻨﺼﻮﺑﻪ ﻫﺪوب زرﻳﻦ ﻣﻦ اﻗﴡ اﻟﻬﻨﺪ ﻣﻄﻠﻮﺑﻪ وﻣ ــﻦ اﻟﻠﺤﻢ ﻋﺎرﻳﻪ ﻧﺸﻠﻪ وﻣﻴﺬوﺑﻪ ﻳﻠﻘﺎﺑﻪ اﻟﻀﻴﻒ ﻣ ــﻘ ــﺪاره وﻣﺎﻳﻮﺑﻪ ﻗﻤﻌﺖ رﺻﺎص ﻣﻊ اﻟﻘﻠﻴﺺ ﻣﺰﻫﻮﺑﻪ وﻋﻀﻮدﻫﺎ ﻣﺒﻌﺪه ﻣ ــﺎﻋ ــﻮدت ﺻﻮﺑﻪ ﻣ ــﺎ ﻳﻬﻤﻬﺎ ﻟ ــﻮ ﻳ ــﺰﻳ ــﺪ اﻟ ــﺤ ــﺮ ﻻﻫﻮﺑﻪ وﺳﻨﺎﻣﻬﺎ ﻣﻨﻔﻪ ﻗﻴﺎﺣﻲ ﺷﻨﺬوﺑﻪ ﻳﻬﻞ اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺰﻛﻴﻪ ﻃﺎﻟﻌﻮ ﺻﻮﺑﻪ وﻻﻫــﺐ ﻃﻮﻳﻠﻦ ﻳﺒني ﻓﻴﻪ ﻋﺬروﺑﻪ اﻟ ــﺮﻣ ــﻚ ﱄ ﻣﺸﺖ واﻻرض ﻣﺨﺼﻮﺑﻪ ﻋﺬرن ﻋﲆ ﻧﻈﺮت اﻟﺨﻄﻴﺐ ﻣﺤﺠﻮﺑﻪ ﻳﻨﺒﻴنت ﻣ ــﻦ ﻋــﺪن ﻟ ــﺴ ــﻮق ﻣﻴﻠﻮﺑﻪ ﱄ درﻫﻤﺖ ﻣﺎﺗﺤﻂ اﻟﺮﻳﻞ ﻣﻘﻠﻮﺑﻪ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
27
26
اﻟﻔﺎﺋﺰ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻜﻴﺒﺎﻟﻟﻲ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻜ ﺣﻤﺪ ﻋ اﻟﺸﺎﺎﻋﺮ -ﺣ ﺑــﺪﻳــﻨــﺎ ﺑ ـــﺎﻟ ـــﻮﺻ ـــﻮف وﺑــﺎﳌــﺜــﺎﻳــﻞ ﺗ ـــــﺮا ﻛ ــــﻞ اﻻﺑ ــــــﻞ اﻟـــﻬـــﻦ ميــﺎﻳــﻞ ﺣــﻼﻫــﺎ ﻣ ـــﻦ ﻓ ــﻄ ــﻴ ــﻤ ــﺔ ﻟ ـــني ﺣ ــﺎﻳ ــﻞ ﻟ ــﻬ ــﺎ وﺟــﻬــﻦ ﺟ ــﻤ ــﻴ ــﻞ وﺧـــﺪ ﻃ ــﺎﻳ ــﻞ وﻋــﻴــﻮﻧــﻦ ﻣ ــﺴ ــﺘ ــﻔ ــﻴ ــﺠ ــﺎت ﻛﺤﺎﻳﻞ واذاﻧـــﻴـــﻬـــﺎ ﺷــﻠــﺤــﺮاب اﻟ ــﺴ ــﻼﻳ ــﻞ وﻋ ــﻠ ــﺒ ــﺎﻫ ــﺎ ﻛ ــﺴ ــﺎﻫ ــﺎ اﻟ ــﺸ ــﻌ ــﺮ ذاﻳــﻞ ورﻗ ـــﺒ ـــﻪ ﻃــﺎﻳــﻠــﻪ واﻟــﻨــﺤــﺮ ﺷ ــﺎﻳ ــﻞ وﻓ ـــﺠ ـــﺔ ﻣــﻨــﺤــﺮن واﺳ ـــــﻊ وﻫــﺎﻳــﻞ وﻗــﺎرﺑــﻬــﺎ اﺧـــﺬ ﻣ ـــﻦ اﻟــﺸــﺪ ﻧ ــﺎﻳ ــﻞ وﺳ ــﻨ ــﺎﻣ ــﻦ ﻣ ــﻌ ــﺘ ــﲇ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﻋﺎﻳﻞ وﺣــﻴــﺒــﻪ ﻧــﺎﺑــﻴــﻪ وﻟ ـــﻬ ـــﺎ ﻋــﺰاﻳــﻞ وﺳــﻔــﺔ ذﻳـــﻞ ﻋ ـــﲆ اﻟ ــﻌ ــﺮﻗ ــﻮمب ــﺎﻳ ــﻞ وﺑـــﻦ ﻣ ــﻨ ــﺴ ــﺎح ﻟ ـــني اﻟ ـــﺒ ـــﺎط داﻳ ـــﻞ وﺧ ــــﻒ اﺻ ـــﻐ ـــري ﺗـــﻮﻃـــﺎه مب ــﻬ ــﺎﻳ ــﻞ وﻫ ـــــﺬه ﻫـــﻲ اوﺻ ــــــﻮف اﻻﺻ ـــﺎﻳ ـــﻞ واﺧــﺘــﻢ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ راﻋـــﻲ اﻟﻔﻀﺎﻳﻞ اﱃ ﺳــﻠــﻄــﺎن ﺑـــﻦ زاﻳ ـــــﺪ ﺗ ــﻬ ــﺎﻳ ــﻞ ﻋــﺴــﺎك ادوم ﻳـــﺎراﻋـــﻲ اﻷﺻــﺎﻳــﻞ وﻋ ـــﴗ ﺳ ــﻮﻳ ــﺤ ــﺎن ﻣــﺮﻛــﻮم اﳌﺨﺎﻳﻞ
ﰲ ﺣــﻠــﻮات اﻟــﻮﺻــﺎﻳــﻒ واﻟﻴﻤﻴﻠﻪ ﻟ ــﻜ ــﻦ اﻟــﻮﺻــﻒ ﻳ ــﻌ ــﻨ ــﻰ ﻟﻠﺠﻤﻴﻠﻪ ﻳ ـــﺬﻳ ـــﺮﻫ ـــﺎ اﻟــﻨــﺴــﻴــﻢ وﺗ ــﺴ ــﺨ ــﻴ ــﻠ ــﻪ وﻣــﻠــﻬــﻤــﻬــﺎ ﺗــــــﻮرد ﻟ ــﻠ ــﻨ ــﺰﻳ ــﻠ ــﻪ ورﻣ ـــــﺶ ﻳ ــﺒ ــﻬ ــﺮ اﻟ ـــﻨ ـــﺎﻇ ـــﺮ ﺛﻠﻴﻠﻪ ﺗــﻼﻗــﻦ ﻣ ـــﻦ ﻋ ـــﲆ راس اﻟﺴﻠﻴﻠﻪ ﺗ ـــﻔ ـــﺮق ﻋـــﻦ ﻣ ــﻌ ــﻨ ــﻘ ــﻬ ــﺎ ﺷﻠﻴﻠﻪ ﺗــﻘــﻮل اﻧــﻬــﺎ ﺗ ــﻨ ــﺎﻇ ــﺮ ﰲ اﳌﺨﻴﻠﻪ ﻳــﻌــﱪ وادﻳــــــﻦ ﻣـــﺎوﻗـــﻒ ﺳﻴﻠﻪ ﺗ ـــﻌ ـــﺪى ﻋـــﻦ ﻣــﺮاﻓــﻘــﻬــﺎ وﺗ ــﻴ ــﻠ ــﻪ وﻣــﺮﻛــﺒــﻬــﺎ ﺗــــﺮا ﺷــــﱪن ﻳﺠﻴﻠﻪ ﻛ ــــام ﺧــﻴــﻠــﻦ ﻣــﻘــﺎﻓــﻬــﺎ ﻣ ــﺜ ــﻴ ــﻠ ــﻪ ﻋــﺮﻳــﺾ وﻛ ــــﺎﳼ اﻟ ـــــﻮرك اﺑﻬﻠﻴﻠﻪ وزورن ﻣ ــﺎﺷ ــﻜ ــﺎ ﻫ ــﻀ ــﻤ ــﻪ وﻣﻴﻠﻪ ﻋـــﲆ ﻣ ـــﺠ ـــﺪم ﺑــﻼﺳــﻤــﻬــﺎ ﻳﻔﻴﻠﻪ ﻫــﺠــﻨــﺎ اﻟــﻴــﻌــﺮﺑــﻴــﺎت اﻷﺻــﻴــﻠــﻪ ﻟـــﺮاﻋـــﻲ اﻟــﺤــﻔــﻞ ﳌــﺎﻓــﻴــﻪ ﺣﻴﻠﻪ ﺑــﻴــﻮت اﻟ ــﺸ ــﻌ ــﺮ واﻣــﺜــﺎﻟــﻦ ﺟﺰﻳﻠﻪ وﻋــﺴــﺎ ريب ﻟــﻨــﺎ ﻋــﻤــﺮك ﻳﻄﻴﻠﻪ وﻳــﺰﻫــﻰ ﺑــﺮﻫــﺎ اﺑــﺨــﴬ اﻟﺨﻤﻴﻠﻪ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
25
اﻟﻔﺎﺋﺰ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﺸﺎﺎﻋﺮ /أﺣﻤﺪ ﺧﻠﻠﻴﻔﺔ ﺑﺑﻦ ﻣﺘﺮف ﺗﺠﺎري اﻟﻘﻮاﰲ ﻏﻔﻮة اﻟﺬﻳﺐ ﻓﻤﺴﻴﺎن ﻧﻌﺪ اﻟﻘﺼﻴﺪ اﻟ ﺮاﺟﺢ ﻓﺨرية اﻷوزان منﴘ ع ﺑﻮ ﻫ ــﺰاع ﺑﺎ اﻟﺨري واﻟﻌﺮﻓﺎن ّ ﻟﻔﻴﻨﺎ ﻓــﺪاره ﰲ ﺗﺒﺎﺷريﻫﺎ ﺳﻮﻳﺤﺎن ﺗﺒﺎﻫﺎ ﺑﺰﻳﻦ ٍ ﻛ ّﻨ ﻬﺎ ﻻﺑﺴﻪ ﺗﻴﺠﺎن ﺷﺒﻴﻬﺔ ذﻫ ــﺐ ﰲ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻧــﺎدره ﻟﻠﻮان ﻳ ــﲇ ﻋ ـ ّﺮﺿ ــﺖ ﺟ ـــ ّﺪام ﻟﻌﻴﺎن ﺑ ﺘّ ﺒﻴﺎن ﺗ ﺮاﻗﺺ ﻃﺮب ﺷﻤﻘﻪ وﺳﻂ ﳌﺔ اﻟﻌﺮﺑﺎن ﻟﻬﺎ ﻋني ذﻳﺐ ٍ ﻗﺎﻃﻊ ٍ دﻳﺮﺗﻪ ﺷﻤﻘﺎن ﻟﻬﺎ ﺧﺪ ﺻﺎﰲ زان وﺻﻔﻪ ﻋﻼ ﻟﻮﺟﺎن ﻃ ــﻮال اﻟﺮﻗﺎب ﻓﻮﺻﻔﻬﺎ دﻟﺔ اﻟﺮﺳﻼن ﺑﺪﻧﻬﺎ ﻣﺪﻳﺪ وﻏ ـــﺎرب ٍ ﻣ ـ ّﺪﺗ ــﻪ ﺷ ﺘّ ﺎن وﺳﻴﻌﺔ ﻧﺤﺮ واﻟﻴﻮف وﺳﻌﻪ ﺑﺰوره زان ﻋﻼ وﺻﻒ ﺧﻴﻠﻦ ﻓﺎ اﳌﻮرك وذﻳﻞ اﺣﺼﺎن ﺗﺸﺪ اﻧﺘﺒﺎﻫﻚ ﻻ اﻗﺒﻠﺖ ﻫﻴﺒﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﺑﺸﻮرك ﺑﻐﻴﺖ اﻣﺰاﻳﻦ اﺗﺰﻳﻦ وﺳﻂ اﻋﻴﺎن ﺑﺘﺴﺒﻖ وﺗﻜﴪ ﰲ ﺗﻮاﻗﻴﺘﻬﺎ ﻟﺰﻣﺎن ﻓﻼ ﺧﻮف ﻳﻠﺤﻘﻬﺎ ﺑﺤﻔﻆ اﻟﻮﱄ ﺳﺒﺤﺎن ﺗﺒﺎﻫﺎ ﻋ ــﻼ ﺷ ــﺎﻫ ــني وﻻ ﻋ ــﲆ ﻇﺒﻴﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻣﺎن اﻟ ﻠّﻪ ﻳﺤﻤﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺪوان
24
واذا ﺣﺎن وﻗﺖ اﻟﺼﻴﺪ ﺑﺎﻧﺖ ﻣﺨﺎﻟﺒﻬﺎ وﻧ ــﻘ ــﴫ ﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ اذا ﺑــﺎن ﻋﺎﻳﺒﻬﺎ ﺣﻼ اﻟﺠﻮ ﻳ ــﻮم اﻟــﺪار ﻃﻴﻔﻪ ﻳﺤﻠﺒﻬﺎ وﺷﻔﻨﺎ ﺧﻴﺎر اﻟﻬني ﻋﺠﻼ ﻣﻮاﻛﺒﻬﺎ ﺣﻼﻫﺎ ﺣ ــﻼ ﺑﻨﺖ ٍ ﻏﻨﺠﻬﺎ ﻳﺸﻄﺒﻬﺎ ﻋﻦ اﺧﻮك ﺗﺨﻔﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﻦ ﱄ ﻳ ّﺒ ﻬﺎ وﺣﺸﻮد اﻟﻌﺮب ﺗﺮﺷﻴﺤﻬﺎ دوم ﺻﺎﻳﺒﻬﺎ ﺗﺜري اﻟﻌﻴﻮن اﻟــﲇ ﺑﻠﻬﻔﻪ ﺗ ﺮاﻗﺒﻬﺎ وﻟﻬﺎ ﺣﺮب ﺗﺘﺬﻳّ ﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻮت ﻳﺠﺬﺑﻬﺎ وﺗ ــﺤ ــﻼ ﺗﺒﺎرﻳﺞ اﻟ ــﺨ ــﺪود ﺑﺸﻮارﺑﻬﺎ ﺗــﺰاﻳــﺪ ﺣ ــﻼﻫ ــﺎ ﰲ ﻣــﻌــﺎرف متﻴﻠﺒﻬﺎ ﻋ ــﻦ اﻟﺴﻨﺎم وﻣ ــﺮﻛ ــﺐ ٍ ﻣ ــﺎ ﻳﻘﺎرﺑﻬﺎ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺷﻬﺮ ﺑﻴﻄﺎﻧﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻛﺒﻬﺎ ﺿﻐرية ﺧﻔﻮف ﻓﻮﻃّﻴﻬﺎ ﻣﺎﺗﺤﺴ ّﺒ ﻬﺎ وﱄ ﻣﻨﻚ ﻗ ّﻔ ﺖ ﻣﻬﺠﺔ اﻟ ــﺮوح ﺗﺘﻌﺒﻬﺎ واذا ﻋــ ّﻮدت ﻟﻠﺮﻛﺾ ﺗﺮﺳﻞ ﻛﺘﺎﻳﺒﻬﺎ ﻋﴗ اﻟﺮب ﻳﺤﻔﻈﻬﺎ وﻳﺒﻌﺪ ﻣﺼﺎﻳﺒﻬﺎ وراﻫ ـــﺎ ﺳﻼﻟﻪ ﻣ ــﻦ ﺳﻼﻳﻞ ﺗﺴﻴﻠﺒﻬﺎ ﺣــﻞ ﺻ ــﻮﻏ ــﺎن ﺑﺪﻣﺎﻫﺎ ﻳﺮﺗﺒﻬﺎ ّ واذا ﻋﴗ اﻟ ــﺮب ﻳﺮزﻗﻨﺎ مبﺜﻠﻬﺎ وﻧﻜﺴﺒﻬﺎ
اﻟﻔﺎﺋﺰ اﻷول
ﻼﻧﻲ ﻤﻴﺲ ااﻟﻐﻴﻼ ﺻﺮ ﺧﻤ ﻋﺮ /ﻧﺎﺻ اﻟﺸﺎﻋ ﻳﺎﺣﻲ اﻟﺬي ﻃ ﺒّ ﺖ وﺟﺎﻟﺖ ﻋﲆ اﳌﻴــــﺪان ّ ذﻟﻮل ٍ ﻟﻬﺎ ﺻﻔ ـّ ﻖ ﺿﻤري اﻟﻌﺮب ﻃﺮﺑــﺎن وﺣﻲ زول ٍ ﻟﻬﺎ ﺑﻄــــــ ﺮان ﻳﺎﺣﻲ ّ اﻟﻘﺒﺎل ّ ﻟﻬﺎ ﺧﺸﻢ ﴍوى ﻧﺼﻠ ٍﺔ ﺟـــــ ّﺮﻫﺎ زَﻓ ﱠـ ــﺎن ﺻﻔﺎوة ﻋﻴـﻮن ٍ ﻛﻨ ـّ ﻪ اﳌــﺎ وﺳﻂ ﻓﻨﺠـــﺎن ﺗـﻄـــﻮل ْرﻗﺒﺘﻬﺎ ﺑني ﺳـ ْﻤ ــﻚ ٍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑــﺎن ﺳﺪﻳّ ـــﺔ ﺑﻬـﺎ ﺧﻔﺔ رﺷﺎ واﻟﻌﻀــﺎ ﻣﻠﻴـﺎن ﺗﺒﺎدى ﻧﺤ ْﺮﻫﺎ ﻛـ ّﻦ ﺑﺎب ﺑﻘﺼـﺮ ﺳﻠﻄـــﺎن ﻣﺎﺑني اﻟﺤﺮﻳﺸﺎ وﺑﺎﻃﻬﺎ متﺮح اﻟﺮﻛﺒــــﺎن واذا درﻫﻤﺖ ﻓﻮق اﻟرثى واﻟﻨﺪى ﻟﻪ ﺷﺎن ﺷﻜﺎ ﻃﻮﻟﻬــﺎ اﻟ ﺮاﻛﺐ اذا ﻫ ّﺒ ــﻪ اﻟﺬﻧّــﺎن دﻗﻴﻘﺔﺳﻮاﻋــﺪﻣﺎزرهﻣ ّﻨ ﻬـــﺎاﻟﺬرﻋــــﺎن ﻋﺴﻴﻤﺔاﻳﺎديواﻟﻘﻮاﻳــﻢﴍىاﻟﻌﻤـــﺪان ﺳﻼﻣﻲ ﻋﲆ ْﺣ ﻴﺎب ٍ ﻟﻬﺎ وﻏﺎرب ٍ ﻣﺰدان زﻫﻰ ﺷﺪادﻫﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻛﻨ ّـ ﻪ اﻟﺘﻴﺠــﺎن رﻓﻴﻌــﺔ ﺳﻨـــﺎم وﺣﻮﻟﻪ اﻟﻀﺎﻣﺮ اﻟﺠﻮﻋﺎن ﻣﺘﻴﻨﺔ ﻋﺴﻴﺐ ٍ ﺑﻪ ﺳﺒﻴﺐ ٍ ﻋﻠﻴﻬـﺎ زان.. ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺤﻴﻠﻮن اﻟﺼـــــــﺪارة ﻗﺒﻞ اﻻﻋﻼن وﻟﻮﺟﻴﺖ ﺑــ ْﻮﺻﻔ ْـ ـﻬﺎ مبﻮﻃﻦ ﻣﻦ اﻻوﻃﺎن ﻋﲆ دار زاﻳـﺪ ﻳﻌﻠﻖ اﻟﻮﺻﻒ واﻟﺘﺒﻴـــــﺎن
ﻣﺤﻠﻴ ـّ ٍﺔ ﺑني اﻻﺻﻴــــﻼت ﻣﻔﻨـــﻮدة ﺗﺰﻳﻦ اﻟ ﱰاب ﻟ ـْ ﻴﺎ ﺗﻬﺎدت ﻋﲆ ْﻣ ﻬــــــﻮده اذا ﺟﻴﺖ ﺑـ ْﻮﺻـﻒ ﺗﺒﻬﺮ اﻟﺸﻌـﺮ وﺑﻨــﻮده وراس ٍ » ْﺟ امﱄ« واذﻧﻬﺎ ْﺣ ﺮاب ﻣﺤﺪودة وﻛ ّﻦ اﺣﻤ ﺮار ﺟﻨﻮﺑﻬﺎ ﺑْ ــ و ْرس ﻣﻤﺴــﻮدة ﺣﺮﻳﺮ »اﳌﻌﺎرف« ﻣﻠﻤﺴﻪ ﻓﺎﺧـﺮ اﻟﺠـﻮدة ﺗﺸﻮف اﻟﺤﺸﺎ ﻣﻨ ْـ ﻬﺎ ﺗﻘـﻞ ﺷﺒـﻪ ﻣﻠﻬﻮدة وﺟﻮف ٍﻛام »ﻗﻮس اﻟﻨﴫ«ﺑﺎين ْﻋ ﻀﻮده! واذا ﺟﺎت ﺗﺒــﺮك رزّﻫﺎ اﻟــﺰور ﻣﺴﻨــﻮدة ﺗﻜـﺎد اﻻﺛﺮ ﻋﻦ ﳌﺴـﺔ اﻟﻘـﺎع ﻣﺠﺤـﻮدة ﺧﻄــﺮﻟﻮﻳﻄﻴﺢوﺗﺤﺘﻪاﻻرضﻣﺸـــﺪودة وﺧــﻒ ٍ ﻣﺪ ّور ﻟﻮﺻﻐﺮ ﺑـﺎن ﻣﺠﻬــــــﻮده وﻋﺮﻗـــﻮب ٍﻣﻘـ ّﻮسﻋﻠـﻰﺳـﺎقﻣﻤـﺪودة ﻋﲆ ﺣـﺪ ﻃـــﻮل اﻟﺒﺎﻫـﺮ ﻟ ـْ ﻗﺎﴆ ﺣـﺪوده وﻛــ ّﻦ اﻟﻮﺑـــﺮ ﺑـﻪ ﳌﻌﺔ اﻟــﺪر ﻣﻨﻀـﻮدة وﺷﺒـــﺮ ٍﻳﻀﻴﻖﺑ ْـ ـــﻪاﳌﻐـ ّﺮدوﺗﻐـــﺮوده ﺗﺤــ ّﺪر ﻳﺎدوب اﻟﺮﻳـﺢ ﺗﻨﺜــ ْﺮﻩ وﺗـﻌﻮده ﺗﺜﻴـﺮ اﻟﺤﻤـﺎس وﺗﺬﻫﻞ اﻟﺠﻤـﻊ وﺗﻘــﻮده ﺟﺬﺑﻨﻲ ﺳﻨــﺎ اﻟﺒــ ّﺮاق واﳌـﺰن ورﻋــﻮده واذا ﻗﻠﺖ زااااﻳﺪ ﻋﺎﻧﻖ اﻟﻘﺎف ﻣﻘﺼــــﻮده
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
23
22
اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﻔﺎﺋﺰة ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻔﺎﺋﺰ اﻷول :اﻟﺸﺎﻋﺮ /ﻧﺎﺻﺮ ﺧﻤﻴﺲ اﻟﻐﻴﻼﻧﻲ اﻟﻔﺎﺋﺰ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺸﺎﻋﺮ /أﺣﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﻣﺘﺮف اﻟﻔﺎﺋﺰ اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﻟﺸﺎﻋﺮ -ﺣﻤﺪ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻜﻴﺒﺎﻟﻲ اﻟﻔﺎﺋﺰ اﻟﺮاﺑﻊ :اﻟﺸﺎﻋﺮ – ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻔﺼﺎن اﻟﻤﻨﺼﻮري اﻟﻔﺎﺋﺰ اﻟﺨﺎﻣﺲ :اﻟﺸﺎﻋﺮ /ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻧﺎﻳﻒ اﻟﻐﺎﻣﺪي
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
21
اﻻﻣﺎرات وﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ ،واﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ آراﺋﻬﻢ ﺣﻮل ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ وﺳﻴﺮ إﺟﺮاءات اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،اﻧﻌﻜﺲ ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻤﻠﺤﻮظ اﻟﺬي ﺷﻬﺪه اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،ﻛﻤﺎ ﺗﺠﻠﻰ ﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺂراء اﻟﻤﻼك إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺎت وﺗﻤﻴﺰﻫﺎ ﻛﻤﺎً وﻛﻴﻔﺎً. ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻤﺤﺎﻟﺐ ﻣﻦ روح اﻟﺒﺪاوة ا ﺻﻴﻠﺔ
وﺣﻮل ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻤﺤﺎﻟﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،ﻗﺎل :ﺗﻨﺒﻊ ﻫﺬه اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ روح اﻟﺒﺪاوة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺴﺘﺤﻀﺮ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﻤﺮﻣﻮﻗﺔ ﻟﻺﺑﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﺒﺪوي اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ. وأﻛﺪ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ أن اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاف ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻤﺤﺎﻟﺐ ،ﺣﻴﺚ أﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺴﻮق اﻟﺘﺠﺎري ﻟﻤﻼك اﻹﺑﻞ، وﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ دﻋﻢ ﻣﺼﺎﻧﻊ اﻷﻟﺒﺎن ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ. ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ا\ﺑﻞ اﻟﺘﺮاﺛﻲ )اﻟﻤﺮﻛﺎض(
وأﺿﺎف اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ أن ﺳﺒﺎق اﻹﺑﻞ اﻟﺘﺮاﺛﻲ )اﻟﻤﺮﻛﺎض( ﻫﻮ أﺣﺪ أﻫﻢ اﻟﺴﺒﺎﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،وﻗﺎل :ﻟﻘﺪ ﺟﺮت اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎت وﺳﻂ أﺟﻮاء ﺗﺮاﺛﻴﺔ وﺗﻨﺎﻓﺲ ﺳﺎﺧﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺸﺎرﻛﻴﻦ ﺑﺬﻟﻮا أﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻟﻠﻔﻮز ﻓﻲ رﻳﺎﺿﺔ أﺟﺪادﻫﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﻣﻠﻤﺤﺎً ﻣﻬﻤﺎً ﻓﻲ اﻟﻤﻮروث اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎن اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻳﻤﺘﺪ إﻟﻰ ﻣﺌﺎت اﻟﺴﻨﻴﻦ. اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ ﺟﺰء أﺻﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ
وﺣﻮل اﻫﺘﻤﺎم ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮﻗﻲ ،ﻗﺎل رﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﺎن :إن اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ ﺟﺰء ﻫﺎم ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﻴﺎة اﻟﺒﺪو ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ،
20
وﻟﺬا ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﺮﻛﺾ وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎت اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ وﻓﻘﺎً ﻟﻠﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﺠﻤﺎل اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وأﺿﺎف اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ :إن اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎء اﻟﺤﺎد واﻟﻮﻓﺎء ،وﻟﻪ ﻣﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻴﺪ ﻓﻲ أﺻﻌﺐ اﻟﻈﺮوف ،وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﻗﺪم أﻧﻮاع اﻟﻜﻼب، إذ وﺟﺪت ﺳﻼﻟﺘﻪ ﻣﻨﺬ 13أﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺑﺸﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ
ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺮأة
وأﺷﺎد رﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﺎن ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻼﻓﺘﺔ ﻟﻠﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،،وﻗﺎل إن ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ ﻣﺰاﻳﻨﺔ اﻹﺑﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﺗﺆﻛﺪ ﻧﺠﺎح اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻓﻲ أن ﻳﻌﻜﺲ ﺻﻮرة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺘﺮاث اﻟﻤﻜﺎن وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ،آﻣﻠﻴﻦ أن ﺗﺘﻮﺳﻊ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﺪورات اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻟﺘﺄﺧﺬ دورﻫﺎ وﻓﺮﺻﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻟﻔﻮز .وأﻛﺪ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت راﻋﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺪاﺋﻤﺔ إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﻓﺌﺎت وﺷﺮاﺋﺢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻻﻣﺎراﺗﻲ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ إﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث ﺑﺘﻌﺪد أﻟﻮاﻧﻪ ،وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ وﻛﺎﻓﺔ اﻟﺘﺴﻬﻴﻼت اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ.
وﻣﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﻗﻴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺎرى ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮاء ﻟﻠﺘﻐﻨﻲ ﺑﺠﻤﺎل اﻹﺑﻞ اﻟﻤﺤﻠﻴﺎت اﻷﺻﺎﻳﻞ ﺿﻤﻦ ﺑﺤﻮر اﻟﻮﻧّﺔ واﻟﺮدﺣﺔ واﻟﺘﻐﺮودة ،وﻫﻲ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺷﻌﺮﻳﺔ إﻣﺎراﺗﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ،ﺑﺮع ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء )اﻟﺰﻣﻮل وإﻧﺘﺎﺟﻬﺎ( ﺟﺪﻳﺪ اﻟﺪورة اﻻﻣﺎرات ﻋﺒﺮ اﻟﺰﻣﻦ. اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ وﺣﻮل اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﺳﻮف ﺗﺸﻬﺪه اﻟﺪورة اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،ﻗﺎل رﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺴﻮق اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﻌﻜﺲ ﺛﺮاء اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﺎن :إن ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺘﺮاث ا\ﻣﺎراﺗﻲ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ وﻗﺪ ﺳﺎدت أﺟﻮاء ﺳﻮﻳﺤﺎن ﻃﻮال ﻓﺘﺮة اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ،رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن روح اﻟﺘﺮاث ،ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺢ اﻟﺴﻮق اﻻﻣﺎرات وﺟﻪ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺷﻮط ﺟﺪﻳﺪ ﻷﺷﻮاط اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻤﺰاﻳﻨﺔ ،ﻳﺨﺼﺺ ﻟﻠﻔﺤﻞ واﻧﺘﺎﺟﻪ »اﻟﺰﻣﻮل وﺟﺒﺔ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺄﻟﻮان اﻟﺘﺮاث اﻹﻣﺎراﺗﻲ واﻧﺘﺎﺟﻬﺎ« وذﻟﻚ ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺘﻲ ُﻋﺮﺿﺖ ﺑﻄﺮق ﻣﺒﺪﻋﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺮاﺻﺖ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺎت. اﻟﻤﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺟﻨﺒﺎً إﻟﻰ وﻗﺎل إن ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ ﺟﻨﺐ ﻟﺘﻌﺮض أدوات وﻟﻮزام اﻟﻬﺠﻦ ،ﻣﻦ زاﻳﺪ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺷﻮط ﺟﺪﻳﺪ ﻷول ﻣﺮة ﻟﻠﺰﻣﻮل ﺷﺪات وأدوات زﻳﻨﺔ اﻹﺑﻞ ،واﻷواﻧﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ إﺿﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ اﺛﺮاء ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻟﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻷﺣﺠﺎم واﻷﺷﻜﺎل ،ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﺰاﻳﻨﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺘﺬب اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ واﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻣﻦ أزﻳﺎء اﻟﻤﻼك واﻟﺰوار ،وأﺷﺎر إﻟﻰ أن ﻣﻦ ﺷﺄن ذﻟﻚ أﻛﻼت ﺷﻌﺒﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻋﺮﺿﺖ ﻣﺸﻐﻮﻻت اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﺷﺮح ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺳﻮق اﻹﺑﻞ وﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻤﻼك وﺗﺤﻔﻴﺰﻫﻢ اﻧﺠﺎزﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﻠﻲ وﻣﺒﺎﺷﺮ أﻣﺎﻣﻬﻢ ،ﻣﺜﻞ ﻋﻠﻰ اﻗﺘﻨﺎء اﻟﺴﻼﻻت اﻷﺻﻴﻠﺔ ﻟﻠﻔﺤﻮل ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻔﺨﺎر واﻟﺴﺠﺎد اﻟﻴﺪوي ،وﺻﻨﺎﻋﺔ وﻳﻀﻤﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻻﻟﺘﻬﺎ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ وﻳﻌﺰز اﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت اﻹﺑﻞ.
тАл (тАк ├Щ$ # ┬Ъ├О┬Я$# ├Щ├г & ├Ш p├Ш ┬й ├Р┬Ж ├П $ ┬д├Щ┬▒# /тАмтАм
тАля║гя╗Ая╗о╪▒ я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║жтАм тАля║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя╗┤я╗оя╗гя╗▓тАм тАля╗Ыя║О┘Ж я║гя║Оя╗Уя║░ ┘Л╪з я╗Яя╗дя╗╝┘Г ╪з\я║Ся╗ЮтАм тАля╗Яя╗ая╗дя║░я╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘ЕтАм тАля║Ся║┤я╗╝я╗╗╪к ╪з\я║Ся╗ЮтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗┤я║О╪к ╪з я║╗я║Оя╗│я╗ЮтАм
тАля╗Яя╗ая║Шя╗Мя║оя╗│я╗Т я║Ся║Ья╗Шя║Оя╗Уя║Ф ┘Ия║гя╗Ая║О╪▒╪й ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАк.тАмтАм тАл┘Ия╗Чя║О┘Д ╪зя╗Яя║оя╗гя╗┤я║Ья╗▓ ╪е┘Ж я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗жтАм тАл╪▓╪зя╗│я║к я║гя║о╪╡ я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗Мя║О┘Е я╗Ля╗ая╗░ ╪зя║│я║Шя╗Шя║Тя║О┘Д я╗Уя║Мя║О╪ктАм тАля╗Ля║кя╗│я║к╪й я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя║ая║Шя╗дя╗КтАк ╪МтАмя║гя╗┤я║Ъ ╪зя║│я║Шя╗Шя║Тя╗Ю я║│я╗дя╗о┘ЗтАм тАля╗Ля║к╪п╪з ┘Л я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗зя╗┤я╗ж ┘И╪зя╗╣я╗Ля╗╝я╗гя╗┤я╗┤я╗ж ┘И╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о╪з╪бтАк╪МтАмтАм тАл┘И┘Ия║Яя╗к я║Ся║Ия║гя╗┤я║О╪б я╗Яя╗┤я║Оя╗Яя╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║Ся║Дя╗Яя╗о╪з┘Ж ╪зя╗Яя╗Фя╗ия╗о┘ЖтАм тАл╪зя╗Яя║╕я╗Мя║Тя╗┤я║Ф ┘И╪зя╗╖я╗гя║┤я╗┤я║О╪к ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║╖я╗мя║к╪ктАм тАл╪ея╗Чя║Тя║Оя╗╗┘Л я╗Ыя║Тя╗┤я║о╪з ┘Л я╗гя╗ж ╪зя╗Яя║░┘И╪з╪▒ я╗гя╗ж ╪зя╗╖я║│я║о ┘И╪зя╗Яя╗Мя║Оя║Ля╗╝╪ктАм тАля╗гя╗ж ╪гя╗ля║Оя╗Яя╗▓ ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ╪г┘И ╪зя╗Яя╗дя╗Шя╗┤я╗дя╗┤я╗жтАк.тАмтАм тАл┘И╪гя╗Ля║о╪и ╪зя╗Яя║оя╗гя╗┤я║Ья╗▓ я╗Ля╗ж я║Чя╗Шя║кя╗│я║о┘З я╗Яя║ая╗мя╗о╪п ╪гя╗Ля╗Ая║О╪бтАм тАл╪зя╗Яя╗ая║ая╗ия║Ф ╪зя╗Яя╗Мя╗ая╗┤я║О ╪зя╗Яя╗дя╗ия╗Ия╗дя║Ф я╗Яя╗ая╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ┘Ия╗Ыя╗ЮтАм тАл╪зя╗Яя╗ая║ая║О┘Ж ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗гя╗ая║Ф я╗Уя╗┤я╗ктАк ╪МтАм┘Ия╗Ыя║Оя╗Уя║Ф я╗гя╗ж я║│я║Оя╗ля╗в я╗Уя╗▓тАм тАл╪ея╗зя║ая║О╪н ╪п┘И╪▒╪й я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗Мя║О┘ЕтАк ╪МтАмя╗╗я╗Уя║Шя║О┘Л ╪ея╗Яя╗░ я║гя║┤я╗жтАм тАл╪зя╗Яя║Шя╗ия╗Ия╗┤я╗в ╪зя╗Яя╗дя║Тя╗мя║о ╪зя╗Яя║м┘К я║Яя╗Мя╗Ю я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘ЖтАм тАля║Чя╗Ия║Оя╗ля║о╪й я║Ыя╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф я║╖я╗Мя║Тя╗┤я║Ф я║Чя╗ая╗┤я╗Ц я║Ся║Оя║│я╗в ╪▒╪зя╗Ля╗┤я╗мя║ОтАк╪МтАмтАм тАл┘Ия║Ся╗дя╗Ья║Оя╗зя║Ф ╪ея╗гя║О╪▒╪й ╪гя║Ся╗оя╗Зя║Тя╗▓ ┘Ия║Ся╗дя║┤я║Шя╗о┘Й ╪зя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘ЕтАм тАля║Ся║Оя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗Уя╗▓ ╪п┘Ия╗Яя║Ф ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪ктАк.тАмтАм
тАл┘Ия╗Чя║О┘Д ╪▒я║Ля╗┤я║▓ ╪зя╗Яя╗ая║ая╗ия║Ф ╪зя╗Яя╗Мя╗ая╗┤я║О я╗Яя╗ая╗дя╗мя║оя║Яя║О┘ЖтАк :тАм╪е┘ЖтАм тАля║гя╗Ая╗о╪▒ я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя╗┤я╗оя╗гя╗▓тАм тАля╗Ыя║О┘Ж я║гя║Оя╗Уя║░╪з ┘Л я╗Яя╗дя╗╝┘Г ╪зя╗╣я║Ся╗Ю я╗Яя╗ая╗дя║░я╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗╗я╗ля║Шя╗дя║О┘ЕтАм тАля║Ся║┤я╗╝я╗╗╪к ╪зя╗╣я║Ся╗Ю ╪зя╗Яя╗дя║дя╗ая╗┤я║О╪к ╪зя╗╖я║╗я║Оя╗│я╗Ю ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗дя║Ья╗ЮтАм тАл╪зя╗Яя╗Ья║Ья╗┤я║о я║Ся║Оя╗Яя╗ия║┤я║Тя║Ф я╗╖я║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ┘Ия║Чя║о╪зя║Ыя╗мя╗втАк╪МтАмтАм тАля║│я╗о╪з╪б я╗Уя╗┤я╗дя║О я╗│я║Шя╗Мя╗ая╗Ц я║Ся║Оя╗Яя╗дя║░╪зя╗│я╗ия║О╪к ╪г┘И ╪зя╗Яя║┤я║Тя║Оя╗Чя║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║Ф ╪г┘И я║│я║Тя║Оя╗Чя║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║дя║Оя╗Яя║Р ╪г┘И я╗Пя╗┤я║о ╪░я╗Яя╗ЪтАм тАля╗гя╗ж я╗зя║╕я║Оя╗Гя║О╪к я║Чя║Шя╗Мя╗ая╗Ц я║Ся║Оя╗╣я║Ся╗ЮтАк ╪МтАм┘И╪гя║┐я║О┘БтАк :тАмя╗Яя╗Шя║ктАм тАля╗Ыя║О┘Ж я║│я╗дя╗о┘З я║гя║оя╗│я║╝я║О┘Л я╗Ля╗ая╗░ ╪г┘Ж я╗│я║Шя║Оя║Ся╗К я║Ся║╕я║ия║╝я╗ктАм тАл╪зя╗Яя╗Ья║оя╗│я╗в я║│я╗┤я║о ╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю я╗Уя╗▓ я╗гя║ия║Шя╗ая╗Т я╗гя╗о╪зя╗Чя╗КтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘ЖтАк ╪МтАм┘И╪ея║Ся║к╪з╪б ╪зя╗Яя╗дя╗╝я║гя╗Ия║О╪к ┘И╪зя╗Яя║Шя╗оя║Яя╗┤я╗мя║О╪ктАм тАля╗Яя╗ая║дя╗Ья║О┘Е ┘И╪зя╗Яя╗дя╗╝┘Г я╗гя╗ж я║зя╗╝┘Д я║зя║Тя║оя║Чя╗к ╪зя╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║о╪йтАм тАля╗Уя╗▓ я╗гя║ая║О┘Д ╪ея╗Ля║к╪з╪п ┘Ия║Чя╗мя╗┤я║Мя║Ф ╪зя╗╗я║Ся╗ЮтАк ╪МтАмя║гя║оя║╗я║О┘Л я╗Ля╗ая╗░тАм тАл╪зя╗Яя╗Мя╗дя╗Ю ╪зя╗Яя║ая║О╪п ┘И╪зя╗Яя╗дя║ия╗ая║║ я║Ся╗дя║О я╗│я║дя╗Шя╗Ц ╪зя╗Яя║╕я╗Фя║Оя╗Уя╗┤я║ФтАм тАл┘И╪зя╗Яя╗ия║░╪зя╗ля║Ф ┘И╪зя╗Яя║Шя║дя╗Ья╗┤я╗в ╪зя╗Яя╗Мя║О╪п┘ДтАк.тАмтАм тАл╪гя╗Ыя║к ╪зя╗Яя║оя╗гя╗┤я║Ья╗▓ ╪г┘Ж я║гя║о╪╡ я║│я╗дя╗о ╪▒╪зя╗Ля╗▓ ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘ЖтАм тАля╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗╗я╗Яя║Шя╗Шя║О╪б я║Ся╗Ья║Тя║О╪▒ я╗гя╗╝┘Г ┘Ия╗гя║оя║Ся╗▓ ╪зя╗╗я║Ся╗Ю я╗Уя╗▓тАм
тАлтАк ─╗─╖─Ш┼м 173 ─│─┤┼Х┼и─ЧтАмтАм
тАлтАк2014тАмтАм
тАлтАк19тАмтАм
ķėŹĬ
رﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ
أﺣﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ:
ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﺻﻮرة ﻣﺸﺮﻓﺔ ﻟﺘﺮاث ا\ﻣﺎرات ا ﺻﻴﻞ ğēĴĜ ŽėŌŵĖĉ
ﺗﻮﺟﻪ رﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﺳﻌﺎدة أﺣﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ ،ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ إﻟﻰ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن راﻋﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻟﺠﻬﻮد ﺳﻤﻮه اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺻﻮن وﺗﻨﻤﻴﺔ وﺗﻮﺛﻴﻖ ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﻳﻖ. وأﻛﺪ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ ﻓﻲ ﺣﻮاره ﻣﻊ )ﺗﺮاث( ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻧﺘﻬﺎء ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺬي اﺣﺘﻀﻨﺘﻪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮﻳﺤﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺪار 14ﻳﻮﻣﺎً اﻧﺘﻬﺖ 15ﻓﺒﺮاﻳﺮ اﻟﻔﺎﺋﺖ ،أن دورة ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﻧﺒﺾ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﻔﺮداﺗﻪ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،وأﻋﺎدت ذﻛﺮى اﻷﺟﺪاد اﻟﻌﻈﻤﺎء وﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ اﻟﺜﺮﻳﺔ. وﻗﺎل :ﻟﻘﺪ ﺗﺤﻮل اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ إﻟﻰ ﻋﺮس وﻃﻨﻲ ﺷﻌﺒﻲ وﻣﻠﺘﻘﻰ ﻟﻤﺤﺒﻲ رﻳﺎﺿﺔ اﻟﻬﺠﻦ ،وﻣﺜﺎﻻً ﻟﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻒ أن ﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﻪ اﺣﺘﻔﺎ ًء ﺑﻤﻮروث اﻟﺴﻠﻒ، وﻓﻘﺎً ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﻌﺮﻳﻖ اﻟﺬي أرﺳﻰ ﻗﻮاﻋﺪه اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ،وﺳﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺠﻪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ. وأﺷﺎر اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ إﻟﻰ إن دورة ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﺣﻘﻘﺖ ﻧﻘﻠﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت، ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻤﻴﺰت ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﻨﻮع ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت وﻛﺜﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ، ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪت زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻷﺷﻮاط )اﻟﺬﻫﺒﻲ واﻟﻔﻀﻲ( ،وزﻳﺎدة ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺠﻮاﺋﺰ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ،وﺛﺮاء ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ
18
اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺰز ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻓﻲ إﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث ودﻣﺠﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة. ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺷﺎﻣﻞ اﻟﺮؤﻳﺔ وا ﻫﺪاف
ووﺻﻒ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﺑﺎﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﺸﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺮؤﻳﺔ واﻷﻫﺪاف؛ ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ اﺣﺘﻔﺎﻻً ﺗﺮاﺛﻴﺎً ﻳﺤﻴﻲ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ أﺑﺮز اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺰز -ﺑﻤﺤﺘﻮاه اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺘﺮاﺛﻲ -ﺟﻬﻮد ﺣﻤﺎﻳﺔ وﺻﻮن ﺗﺮاث وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺒﺪاوة ،ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات وﺣﺪﻫﺎ وإﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﻜﻞ ،ﻛﻤﺎ أن ﻣﺴﺎﺑﻘﺘﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﺗﻐﻨﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺸﻌﺮ ﺑﺄﻟﻮﻟﻦ ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻲ وﺻﻒ ﺟﻤﺎل اﻹﺑﻞ اﻟﻤﺤﻠﻴﺎت اﻷﺻﺎﻳﻞ.
وﻗﺎل إن دور اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ )ﺑﻴﺖ ﺳﻮﻳﺤﺎن( ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺒﺔ واﻹﺧﺎء واﻟﻮﺣﺪة ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻳُﺤﺎﻛﻲ اﺗﺤﺎد اﻟﻌﺰة ،أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺑﻌﺪه اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﻣﻊ ﺳﻮق اﻹﺑﻞ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺘﻌﺶ اﻟﺴﻮق اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻟﻺﺑﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﺰاﻳﻨﺎت اﻷﺻﺎﻳﻞ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺟﻬﻮد اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼﻻت اﻷﺻﻴﻠﺔ وإﻛﺜﺎرﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻻ ﻧﻐﻔﻞ دوره ﻓﻲ دﻋﻢ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ﻓﻲ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺣﺪﺛﺎً ﻣﺸﻬﻮدا ً ﻋﻠﻰ أﺟﻨﺪات اﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮاث واﻹﺑﻞ ورﻳﺎﺿﺎت اﻟﻬﺠﻦ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻓﺤﺴﺐ وإﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻫﻮ واﺟﻬﺔ ﻣﺸﺮﻓﺔ
тАл (тАк┬И# (# ┬Ъ├К┬Ж (# *p├К├Г┬О "3┬в ├П $ ┬д├Щ┬▒# /тАмтАм
тАл┘Ия╗гя║┤я║Шя╗ая║░я╗гя║О╪к ╪зя╗╣я║Ся╗ЮтАк ╪МтАм╪ея║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗Яя╗Мя╗Дя╗о╪▒ ┘И╪зя╗Яя╗дя║Дя╗Ыя╗оя╗╗╪к ┘И╪зя╗Яя╗дя╗╝я║Ся║▓тАм тАл┘И╪зя╗Яя╗дя║╕я╗Ря╗оя╗╗╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАк ╪МтАм╪е╪░ я╗Ыя║О┘Ж ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║Ся║Оя╗Яя╗ия║┤я║Тя║Ф я╗╖я║╗я║дя║О╪и ╪зя╗Яя║дя║о┘БтАм тАля╗гя╗ж я║Ся╗Мя║╛ ╪п┘И┘Д я╗гя║ая╗ая║▓ ╪зя╗Яя║Шя╗Мя║О┘И┘ЖтАк ╪МтАмя║│я╗оя╗Чя║О┘Л ╪▒╪зя║Ля║ая║Ф я╗Яя║Шя║╝я║оя╗│я╗Т я║Ся╗Ая║Оя╗Ля║Шя╗мя╗втАк.тАмтАм тАля║│я╗оя╗│я║дя║О┘Ж тАк ..тАмя╗Яя╗ж я╗зя╗Шя╗о┘Д ┘И╪п╪зя╗Л ┘Ля║ОтАм тАля╗Яя╗Шя║к ╪зя║│я║Шя║кя╗Ля║Ц я║│я╗оя╗│я║дя║О┘Ж я╗Ля║Тя║о я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪зя╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║о я╗гя║Оя║┐я╗▓ ╪зя╗╖я║Яя║к╪з╪птАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗Ля║Оя║╖я║Ц я╗гя╗Мя╗к я╗Уя╗▓ я╗Ля║о╪│ я║Яя╗дя╗К я║Ся╗┤я╗ж ╪зя╗╖я║╗я║Оя╗Яя║Ф ┘И╪зя╗Яя╗дя╗Мя║Оя║╗я║о╪й я║Ся╗Мя║к ╪г┘Ж ╪зя╗Ыя║Шя║┤я║ЦтАм тАл╪гя║Ся╗мя╗░ я║гя╗ая╗ая╗мя║О ┘Ия╗ля╗▓ я║Чя║┤я║Шя╗Шя║Тя╗Ю ╪▓┘И╪з╪▒я╗ля║О я╗гя╗ж ╪гя║Ся╗ия║О╪б ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║Ф ┘И╪зя╗Яя╗дя╗Шя╗┤я╗дя╗┤я╗ж я╗Ля╗ая╗░тАм тАл╪г╪▒я║┐я╗мя║О ┘Ия╗гя╗ж я║Яя╗дя╗┤я╗К ╪гя╗Чя╗Дя║О╪▒ я╗гя║ая╗ая║▓ ╪зя╗Яя║Шя╗Мя║О┘И┘Ж ╪зя╗Яя║ия╗ая╗┤я║ая╗▓ ┘И╪п┘И┘Д ╪зя╗Яя╗Мя║Оя╗Яя╗втАм тАл╪зя╗Яя║╝я║кя╗│я╗Шя║ФтАк ╪МтАмя║гя╗┤я║Ъ я╗╗я║гя╗Ж я╗Ыя╗Ю я╗гя╗ж ┘Ия╗Гя║Д╪к я╗Чя║кя╗гя║О┘З я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗дя║кя╗│я╗ия║Ф ╪гя╗зя╗мя║О я╗Чя║ктАм тАля╗зя║ая║дя║Ц я╗Уя╗▓ я╗гя║░╪м ╪зя╗Яя╗дя║Оя║┐я╗▓ ╪зя╗Яя╗Мя║оя╗│я╗Ц я╗Яя╗╕я║Яя║к╪з╪п я║Ся║Оя╗Яя║дя║Оя║┐я║о ╪зя╗Яя║░╪зя╗ля║о я╗Яя╗╕я║Ся╗ия║О╪бтАм тАля╗Уя╗▓ я╗Яя╗оя║гя║Ф я╗Уя╗ия╗┤я║Ф ╪▒╪зя║Ля╗Мя║Ф я║Чя╗Мя║ая║░ я║гя║о┘И┘Б ╪зя╗Яя╗Ая║О╪п я╗Ля╗ж ╪зя╗Яя║Шя╗Мя║Тя╗┤я║о я╗Ля╗ия╗мя║ОтАк.тАмтАм тАл┘Ия╗Яя╗┤я║▓ я║Ся╗Ря║оя╗│я║Р ╪г┘Ж я╗│я╗╝я║гя╗Ж ╪зя╗Яя║░╪зя║Ля║о я╗Яя╗мя║м┘З ╪зя╗Яя╗дя║кя╗│я╗ия║Ф я╗Уя║оя║гя║Ф ╪гя║Ся╗ия║Оя║Ля╗мя║О я║Ся╗мя║м╪зтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ┘И╪зя║гя║Шя╗Фя║Оя║Ля╗мя╗в я║Ся║Шя║о╪з╪л ╪вя║Ся║Оя║Ля╗мя╗в ┘И╪гя║Яя║к╪з╪пя╗ля╗в ┘И╪ея╗Чя║Тя║Оя╗Яя╗мя╗в ╪зя╗Яя╗Ья║Ья╗┤я╗ТтАм тАля╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя║Ф я╗Уя╗▓ я╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ я╗Уя╗▓ ╪п┘И╪▒я║Чя╗ктАм тАл╪зя╗╖я║зя╗┤я║о╪йтАк.тАмтАм тАл┘Ия╗Яя╗мя║м╪з я╗│я╗дя╗Ья╗ж ╪зя╗╡┘Ж я╗Уя╗мя╗в ╪зя║зя║Шя╗┤я║О╪▒ я║│я╗оя╗│я║дя║О┘Ж я╗гя╗Ья║Оя╗зя║О┘Л я╗╣я╗Чя║Оя╗гя║Ф я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘ЖтАм
тАлтАк├П ┬Ю ,(# ├Й/' ├Ы├В *p┬Ю /┬О "3┬в ├Р # ┬З p } -┬П ├В ' "3┬в╚╢тАмтАм
тАл╪зя╗Яя║┤я╗ия╗о┘К ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я║ая║┤я║к я║Чя║О╪▒я╗│я║ж ╪зя╗╖я║Яя║к╪з╪птАк ╪МтАм┘Ия╗│я║дя║О┘И┘Д я╗гя║дя║Оя╗Ыя║О╪й ╪зя╗Яя╗дя║Оя║┐я╗▓ ┘Ия╗зя╗Шя╗ая╗ктАм тАля║Ся║Дя╗гя║Оя╗зя║Ф ╪ея╗Яя╗░ ╪зя╗╖я║Ся╗ия║О╪б я║Чя║оя║Яя╗дя║Ф я╗Яя╗дя╗Шя╗оя╗Яя║Ф ╪зя╗Яя╗дя╗Ря╗Фя╗о╪▒ я╗Яя╗к я║Ся║И╪░┘Ж ╪зя╗Яя╗ая╗к я║Чя╗Мя║Оя╗Яя╗░ ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║жтАм тАл╪▓╪зя╗│я║к я║Ся╗ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж "я╗гя╗ж я╗╗ я╗гя║Оя║┐я╗▓ я╗Яя╗к я╗╗ я║гя║Оя║┐я║о я╗Яя╗к ┘Ия╗╗ я╗гя║┤я║Шя╗Шя║Тя╗Ю"тАк.тАмтАм тАл┘Ия╗╗ я╗│я╗дя╗Ья╗ж я╗Яя╗Мя╗┤я╗ж ╪зя╗Яя╗дя║о╪зя╗Чя║Р ╪г┘Ж я║Чя║ия╗Дя║К ╪г┘И я║Чя╗дя║о я╗гя║о┘И╪▒ ╪зя╗Яя╗Ья║о╪з┘Е я╗Ля╗ая╗░ я╗Ыя╗ЮтАм тАля╗гя╗Ия║Оя╗ля║о ╪зя╗Яя║дя╗Фя║О┘И╪й ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗Яя╗Шя╗┤я╗мя║О я╗Ыя╗Ю ╪▓╪зя║Ля║о я╗Яя║┤я╗оя╗│я║дя║О┘Ж тАк -тАм╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗оя║Яя║к я║Ся╗мя║ОтАм тАля╗Ыя╗Ю я╗гя╗Шя╗оя╗гя║О╪к ╪зя╗Яя╗дя║кя╗│я╗ия║Ф ╪зя╗Яя╗Мя║╝я║оя╗│я║Ф ┘Ия║Чя║Шя╗оя╗Уя║о я╗Уя╗┤я╗мя║О ╪зя╗Яя║Тя╗ия╗░ ╪зя╗Яя║Шя║дя║Шя╗┤я║Ф ╪зя╗╖я║│я║Оя║│я╗┤я║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗╝╪▓я╗гя║Ф я╗гя╗ж я╗гя║к╪з╪▒╪│ ┘Ия╗гя║оя╗Ыя║░ я║╗я║дя╗▓ ┘И╪п╪зя║Ля║о╪й я╗Яя╗ая║Тя╗ая║кя╗│я║Ф ┘Ия╗Уя║о┘И╪╣ я╗Яя╗дя║Жя║│я║┤я║О╪ктАм тАл╪зя╗Яя╗дя║О╪б ┘И╪зя╗Яя╗Ья╗мя║оя║Ся║О╪б ┘И╪зя╗╗я║Чя║╝я║Оя╗╗╪к ┘И╪зя╗Яя║Тя╗ия╗о┘ГтАк ╪МтАмя║Ся║Оя╗╣я║┐я║Оя╗Уя║Ф ╪ея╗Яя╗░ я╗гя║оя╗Ыя║░ я║╖я║оя╗Гя║ФтАм тАл┘И╪ея╗Гя╗Фя║О╪б ┘Ия╗Чя║Оя╗Ля║Ф ╪гя╗Уя║о╪з╪н тАк -тАмя╗╗ я╗│я╗дя╗Ья╗ж я╗Яя╗мя║м┘З ╪зя╗Яя╗Мя╗┤я╗ж ╪г┘Ж я║Чя║ия╗Дя║К ┘Ия║Яя╗о╪п ╪зя╗Яя╗дя║оя╗Ыя║░тАм тАл╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ия╗▓ я╗Яя║Тя║дя╗о╪л ╪зя╗Яя╗Дя╗┤я╗о╪▒ я║Ся║Оя╗Ля║Шя║Тя║О╪▒┘З ╪гя║гя║к ╪гя╗ля╗в я╗гя║о╪зя╗Ыя║░ я║Ся║дя╗о╪л ╪зя╗Яя╗Дя╗┤я╗о╪▒тАм тАля╗Уя╗▓ ╪зя╗Яя║к┘Ия╗Яя║ФтАк ╪МтАм╪зя╗╖я╗гя║о ╪зя╗Яя║м┘К я╗│я║ая║┤я║к я║гя║о╪╡ ┘И╪зя╗ля║Шя╗дя║О┘Е я╗Чя╗┤я║О╪пя║Чя╗ия║О я║Ся║Оя╗Яя║Тя╗┤я║Мя║Ф ╪г┘Ия╗╗┘ЛтАм тАл┘Ия║Ся╗дя║Оя║┐я╗▓ ╪зя╗╡я║Ся║О╪б ┘И╪зя╗╖я║Яя║к╪з╪п я║Ыя║Оя╗зя╗┤я║О┘ЛтАк.тАмтАм тАля║│я╗оя╗│я║дя║О┘Ж ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я║╕я╗Мя║о я╗Ыя╗Ю я╗гя╗ж ╪▓╪з╪▒я╗ля║О я║Ся╗Мя║Тя╗Ц ╪зя╗Яя╗дя║Оя║┐я╗▓ я╗Чя║Оя╗Яя║Ц я╗Яя║╝я║Оя╗зя╗КтАм тАл╪зя╗Яя║дя║к╪л ┘И╪▒╪зя╗Ля╗┤я╗к я║│я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж я║╖я╗Ья║о╪з ┘Л я╗Яя╗Ья╗ЮтАм тАля╗гя║О я╗Чя║кя╗гя║ЦтАк ╪МтАм┘Ия║╖я╗Ья║о╪з ┘Л я╗Яя║дя║о╪╡ я║│я╗дя╗оя╗Ыя╗в я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║дя╗Фя║О╪╕ я╗Ля╗ая╗░ я╗гя║Оя║┐я╗▓ ╪зя╗╡я║Ся║О╪бтАм тАл┘И╪зя╗╖я║Яя║к╪з╪птАк ╪МтАм┘Ия║│я╗ия╗Ия╗Ю ╪п┘Ия╗гя║О┘Л я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║Шя║о╪з╪л я╗гя║дя║Оя╗Уя╗Ия╗┤я╗ж ┘Ия╗Ля╗ая╗░ ╪п╪▒╪и ╪зя╗╖я║Яя║к╪з╪птАм тАля║│я║Оя║Ля║оя╗│я╗ж ┘Ия╗Уя╗▓ я╗Зя╗Ю я╗Чя╗┤я║О╪пя║Чя╗ия║О я╗гя║Оя║┐я╗┤я╗жтАм
тАлтАк ─╗─╖─Ш┼м 173 ─│─┤┼Х┼и─ЧтАмтАм
тАлтАк2014тАмтАм
тАлтАк17тАмтАм
ĸŶŁŨė Ï ,(# ±Í Ð(´ £Ã# Í
ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺠﺎﻻت ﺑﺎﻹﻣﺎرات ،ﺣﻴﺚ أﻛّﺪ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ "ﻣﻴﺮاث وﺗﺮاث" ،أن اﻷﺻﻮات اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺿﺮ ًة ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻤﺸﻬﺪ ﻟﻴﺘﻢ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﺤﻴﻮي ﻣﻊ ﻋﺸﺎق ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث وﻟﺘﻜﺘﻤﻞ اﻟﺼﻮرة اﻟﺰاﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻤﻌﻄﺎء. ا ﺳﻮاق اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﺎﺿﻲ ا ﺟﺪاد ﻟﻘﺪ ﺗﺠﻠﺖ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﺑﻨﺔ اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﺳﻮاق اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﺣﺮﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ اﻷﺻﻴﻠﺔ وﻋﺎداﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ اﻛﺘﺴﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﺰﻣﻦ ،ﺣﻴﺚ أﺛﺒﺘﺖ ﺗﻠﻚ اﻷﺳﻮاق أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺪ إﺣﺪى اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ، ﻟﺪورﻫﺎ اﻟﻔﻌﺎل واﻟﻤﻠﻤﻮس ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﻤﻮروث وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻷﺑﻨﺎء ﺑﻤﺎﺿﻲ اﻷﺟﺪاد. ﻓﺎﻟﺴﻮق اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﺬي ﺿﻢ اﻟﻌﺸﺮات ﻣﻦ اﻟﺨﻴﻢ واﻟﻤﺤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﺖ ﺗﺮاﺛﻴﺎت اﻷواﻧﻲ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺒﻬﺎرات واﻷزﻳﺎء واﻟﻤﺸﻐﻮﻻت واﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ ،أﺣﺪث ﻧﺸﺎﻃﺎً ﺗﺠﺎرﻳﺎً ﻃﺎﻟﻤﺎ اﻧﺘﻈﺮه اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﺳﻮﻳﺤﺎن واﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ واﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ دول ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ واﻟﺴﻴﺎح ،ﺑﻤﺎ وﻓﺮه ﻣﻦ
16
ﻓﺮص اﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ وﺗﺴﻮﻳﻘﻴﺔ ﻟﺒﻀﺎﺋﻊ وﺣﺮف وﻣﺸﻐﻮﻻت وﺧﺪﻣﺎت ﻣﺌﺎت اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎت ﻧﺸﺎﻃﻬﻢ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎً ﺑﻪ ،ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺢ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث وﺗﺴﻮﻳﻘﻪ ،وﺗﺤﺮﻳﻚ اﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وإﻣﺘﺎع اﻟﺰاﺋﺮ واﻟﺴﺎﺋﺢ. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ﻟﻴﺲ ﺑﻐﺮﻳﺐ أن ﻳﺆﻛﺪ اﻟﺠﻤﻴﻊ أن اﻷﺳﻮاق اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﻓﺮت ﻓﺮﺻﺎً ذﻫﺒﻴﺔ ﻟﻺﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، واﻟﺘﻲ اﺣﺘﺎج إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ وزواره ،ﺑﻌﺪ أن أﺻﺒﺢ ﻓﺮﺻﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻹﻧﺘﺎج اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻟﺨﻠﻴﺠﻲ وﺗﺴﻮﻳﻘﻪ، وﺧﺼﺺ أﻣﺎﻛﻦ وأرﻛﺎﻧﺎً ﻟﺒﻴﻊ أدواﺗﻪ ،ﺿﻤﻦ أﺟﻨﺤﺔ وﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻫﺬا اﻟﺤﺪث. وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻟﻤﺸﻐﻮﻻت واﻟﻌﻄﻮر واﻟﻬﺪاﻳﺎ ،ﻓﺈن ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،وﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﺳﻮاق اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻨﺢ اﻟﻤﺮأة ﻓﺮﺻﺔ ﻻ ﺗﻌﻮض ﻓﻲ زﻳﺎدة دﺧﻠﻬﺎ وﻋﺮض اﻟﺘﺮاث اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎً ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻳﺘﻨﺎﻓﺴﻦ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﺤﻒ ﻳﺪوﻳﺔ راﺋﻌﺔ. وﺛﻤﻨﺖ اﻟﻤﻮاﻃﻨﺎت اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺎت ﻓﺘﺢ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن أﻣﺎم ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺮأة، ﻷن ذﻟﻚ ﺳﻤﺢ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﻋﻤﻠﻬﺎ وﺗﺴﻮﻳﻘﻪ ،وأﺷﺪن ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ﻓﻲ دورﺗﻪ اﻷﺧﻴﺮة ،واﻟﺬي اﻧﺘﺸﺮت ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺸﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﻢ أﻏﻠﺒﻬﺎ ﻟﻨﺴﺎء ﻋﺮﺿﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت
тАлтАкbтАмтАм тАл (тАк├П ┬Ю ,(# .┬й ┬Е # ├Р├Щ├Н ├О├Г# ├Р' p %┬З├К┬П ├Ш p├Ш ┬й ├Р┬Ж ├П $ ┬д├Щ┬▒# /тАмтАм
тАля╗зя╗Шя╗Ю я║Чя║о╪зя║Ыя╗ия║О я╗Яя╗ая╗Мя║Оя╗Яя╗дя╗┤я║Ф тАк ..тАмя╗Ля║о┘С┘БтАм тАл╪з я║Ся╗ия║О╪б я║Ся╗дя║Оя║┐я╗┤я╗мя╗в тАк ..тАм╪▒я╗Уя╗К я║Ся╗┤я║О╪▒┘ВтАм тАл╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о тАк ..тАм╪гя╗Ыя║к я║Яя║к╪з╪▒╪й ╪зя║Ся╗ия║Ф ╪з\я╗гя║О╪▒╪з╪ктАм
тАл┘Ия╗Чя║О┘Д я║│я╗дя╗о┘З "╪ея╗зя╗ия║О я║│я╗ия╗Ья╗о┘Ж я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя╗Мя╗мя║ктАк ╪МтАмя╗зя╗Мя║Шя║░ я║Ся║Шя║о╪з╪л ╪зя╗╡я║Ся║О╪б ┘И╪зя╗╖я║Яя║к╪з╪птАм тАл┘Ия╗зя╗Шя║к┘Е я╗Ыя╗Ю я╗зя╗Фя╗┤я║▓ ┘Ия╗Пя║О┘Д я╗гя╗ж я║╖я║Дя╗зя╗к ╪г┘Ж я╗│я║дя║Оя╗Уя╗Ж я╗Ля╗ая╗░ я╗Ыя╗Ю я╗гя║О я╗│я║Шя╗Мя╗ая╗ЦтАм тАля║Ся║Оя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓ ╪зя╗Яя╗Мя║оя╗│я╗Ц я╗Уя╗▓ я║Яя╗дя╗┤я╗К я╗гя║ая║Оя╗╗я║Чя╗к ┘И╪гя║╖я╗Ья║Оя╗Яя╗к я║зя║Оя║╗я║Ф я╗Уя╗▓тАм тАля╗гя║ая║О┘Д ╪зя╗╣я║Ся╗Ю ┘И╪гя╗зя║╕я╗Дя║Шя╗мя║О ╪зя╗Яя╗дя║Шя╗Мя║к╪п╪й"тАк.тАмтАм тАл╪гя╗Яя╗дя╗К я║╖я╗Мя║о╪з╪б ╪зя╗Яя║ия╗ая╗┤я║ЮтАм тАл┘Ия╗Уя╗▓ я╗ля║м╪з ╪зя╗Яя║┤я╗┤я║О┘В я╗Яя╗┤я║▓ я║Ся╗Ря║оя╗│я║Р ╪г┘Ж я╗│я║┤я║Шя╗Ая╗┤я╗Т я║Ся║оя╗зя║Оя╗гя║Ю "я╗гя╗┤я║о╪з╪л ┘Ия║Чя║о╪з╪л"тАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗Ля║Тя║о я║Чя║┤я╗К я║гя╗ая╗Шя║О╪к ┘Ия║Ыя╗╝╪л ╪гя╗гя║┤я╗┤я║О╪к ╪гя╗Ыя║Ья║о я╗гя╗ж я║Чя║┤я╗Мя╗┤я╗ж я║╖я║Оя╗Ля║о╪з ┘Л я╗зя║Тя╗Дя╗┤я║О┘ЛтАм тАля╗гя╗ж ╪гя╗Яя╗дя╗К я║╖я╗Мя║о╪з╪б ╪п┘И┘Д я╗гя║ая╗ая║▓ ╪зя╗Яя║Шя╗Мя║О┘И┘Ж ╪зя╗Яя║ия╗ая╗┤я║ая╗▓ я╗Уя╗▓ ╪ея╗Гя║О╪▒ "я╗Яя╗┤я║Оя╗Яя╗▓тАм тАля║│я╗оя╗│я║дя║О┘Ж" ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗Фя║Оя╗Ля╗Ю я╗гя╗Мя╗мя║О ╪зя╗Яя║ая╗дя╗мя╗о╪▒ ╪зя╗╣я╗гя║О╪▒╪зя║Чя╗▓ ┘И╪зя╗Яя║ия╗ая╗┤я║ая╗▓ я╗Ыя║Ья╗┤я║о╪з ┘ЛтАк.тАмтАм тАл┘Ия║зя╗╝┘Д я║гя╗ая╗Шя║О╪к ╪зя╗Яя║Тя║оя╗зя║Оя╗гя║Ю ╪зя╗Яя║Шя║┤я╗К ╪гя╗Яя╗Шя╗░ ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о╪з╪б я╗гя║ая╗дя╗оя╗Л ┘Ля║Ф я╗Ыя║Тя╗┤я║о ┘Л╪йтАм тАля╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Шя║╝я║Оя║Ля║к ╪зя╗Яя╗дя╗дя╗┤я║░╪й ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗Ря╗ия║Ц я║Ся║дя║Р ╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ж ┘Ия╗Чя╗┤я║О╪пя║Чя╗к ╪зя╗Яя║дя╗Ья╗┤я╗дя║ФтАм тАл┘Ия║Чя╗ия║О┘Ия╗Яя║Ц ╪зя╗Яя╗Мя║кя╗│я║к я╗гя╗ж ╪зя╗╖я╗Пя║о╪з╪╢ ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║оя╗│я║ФтАк ╪МтАмя║гя╗┤я║Ъ ╪гя║╖я║О╪п ╪зя╗Яя║ая╗дя╗┤я╗КтАм тАля║Ся║Оя╗Яя╗дя║Тя║О╪п╪▒╪й ╪зя╗Яя╗Ья║оя╗│я╗дя║Ф я╗Яя║┤я╗дя╗о ╪зя╗Яя║╕я╗┤я║ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪в┘Д я╗зя╗мя╗┤я║О┘Ж ┘И╪пя╗Ля╗дя╗ктАм тАля╗Яя╗ая║╕я╗Мя║о╪з╪б ┘Ия║Чя╗оя╗Уя╗┤я║о ╪зя╗Яя╗дя╗ия║Тя║о ╪зя╗Яя╗дя╗ия║Оя║│я║Р я╗Яя╗ия║Ья║о ╪ея║Ся║к╪зя╗Ля╗мя╗в я╗гя╗ж я║зя╗╝┘Д я╗ля║м╪зтАм тАл╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж ╪зя╗Яя╗Ая║ия╗в ╪зя╗Яя║м┘К ╪гя║╗я║Тя║в я╗Ыя║оя╗зя╗Фя║Оя╗╗┘Л я║│я╗ия╗оя╗│я║О┘Л ┘Ия╗Ля║оя║│я║О┘Л ┘Ия╗Гя╗ия╗┤я║О┘Л я╗│я║дя╗Ия╗░тАм тАля║Ся╗дя║╕я║О╪▒я╗Ыя║Ф ┘Ия║гя╗Ая╗о╪▒ я╗гя╗дя╗┤я║░я╗│я╗жтАк ╪МтАмя║гя╗┤я║Ъ я║Ся║О╪к я╗гя╗ж ╪гя╗ля╗в ╪зя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗зя║О╪к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗┤я║ФтАм
тАл┘И╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф я╗Ля╗ая╗░ я╗гя║┤я║Шя╗о┘Й ╪зя╗Яя╗дя╗ия╗Дя╗Шя║Ф ┘И╪зя╗Яя╗оя╗Гя╗ж ╪зя╗Яя╗Мя║оя║Ся╗▓тАк.тАмтАм тАл┘Ия╗╗ я║╖я╗Ъ ╪г┘Ж ╪зя╗Яя║Тя║оя╗зя║Оя╗гя║Ю ╪гя║Ыя║Тя║Ц ╪гя╗ля╗дя╗┤я║Шя╗к ┘Ия╗гя╗Ья║Оя╗зя║Шя╗к я╗Ля╗ая╗░ ╪зя╗Яя║┤я║Оя║гя║Ф ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║оя╗│я║ФтАм тАля║Ся║Оя╗╣я╗гя║О╪▒╪з╪к ┘И╪зя╗Яя║ия╗ая╗┤я║Ю я╗зя╗Ия║о╪з ┘Л я╗Яя╗Дя║Тя╗┤я╗Мя║Ф ╪зя╗Яя╗Шя╗Ая║Оя╗│я║О ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я╗│я╗ия║Оя╗Чя║╕я╗мя║О я║гя╗┤я║Ъ я║Чя╗Дя║оя╗Чя║ЦтАм тАля║Ся╗Мя║╛ я║гя╗ая╗Шя║Оя║Чя╗к ╪ея╗Яя╗░ я╗гя║ая╗дя╗оя╗Ля║Ф я╗гя╗ж ╪зя╗Яя╗Шя╗Ая║Оя╗│я║О ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗мя╗в ╪зя╗Яя║┤я║Оя║гя║Ф ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║оя╗│я║ФтАм тАл┘И╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о╪з╪б я╗гя║Ья╗Ю я╗Чя╗Ая╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗Ия╗мя╗о╪▒ ╪зя╗╣я╗Ля╗╝я╗гя╗▓ я╗Яя╗ая║╕я║Оя╗Ля║отАк ╪МтАм┘И╪п┘И╪▒ ┘Ия║│я║Оя║Ля╗Ю ╪зя╗╣я╗Ля╗╝┘ЕтАм тАля╗Уя╗▓ я╗зя╗Шя╗Ю я╗зя║Шя║О╪м ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о╪з╪бтАк ╪МтАм┘И╪п┘И╪▒ ╪зя╗Яя╗дя║Жя║│я║┤я║О╪к ╪зя╗Яя║Ья╗Шя║Оя╗Уя╗┤я║Ф я╗Уя╗▓ ╪пя╗Ля╗в ╪зя╗Яя║╕я║Оя╗Ля║отАм тАл┘Ия╗гя╗ия║дя╗к я╗Уя║оя║╗я║Ф ╪зя╗Яя╗Ия╗мя╗о╪▒тАк.тАмтАм тАля╗Ыя╗дя║О я║Чя╗Дя║о┘В ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о╪з╪б я╗Яя╗ая║дя║кя╗│я║Ъ я╗Ля╗ж ╪зя╗Яя╗дя║┤я║Оя║Ся╗Шя║Ф ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║оя╗│я║Ф ╪зя╗Яя║ия║Оя║╗я║ФтАм тАля║Ся╗дя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ ┘И╪зя╗Яя╗дя║дя║к╪п╪й я╗Уя╗▓ я╗Пя║о╪╢ ┘Ия║╗я╗Т ╪зя╗╣я║Ся╗ЮтАм тАл╪зя╗╖я║╗я║Оя╗│я╗ЮтАк ╪МтАмя║гя╗┤я║Ъ ╪гя║Ыя╗ия╗░ ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о╪з╪б я╗Ля╗ая╗░ я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗дя║Тя║О╪п╪▒╪й ╪зя╗Яя╗Ья║оя╗│я╗дя║Ф ╪зя╗Яя║Шя╗▓тАм тАля║Чя║╝я║Р я╗Уя╗▓ я╗гя║╝я╗ая║дя║Ф ╪пя╗Ля╗в ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о╪з╪б ┘И╪зя╗Яя╗дя╗о╪▒┘И╪лтАк ╪МтАмя╗Ыя╗дя║О я║Ся╗┤┘Ся╗ж ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о╪з╪б ╪г┘ЖтАм тАл╪гя╗ля╗дя╗┤я║Ф я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗дя║┤я║Оя║Ся╗Шя║Ф я║Чя╗Ья╗дя╗ж я╗Уя╗▓ я║зя║╝я╗оя║╗я╗┤я║Шя╗мя║О я╗Уя╗▓ ┘Ия║╗я╗Т ╪зя╗╣я║Ся╗ЮтАк ╪МтАмя║гя╗┤я║ЪтАм тАля║Чя╗Фя║Шя╗Шя║о ╪зя╗Яя║┤я║Оя║гя║Ф я╗Яя╗дя║Ья╗Ю я╗ля║м┘З ╪зя╗Яя╗Шя║╝я║Оя║Ля║к ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗оя║Ыя╗Ц я╗Яя║ая║░я║Ля╗┤я║Ф я╗гя╗мя╗дя║Ф я╗гя╗жтАм тАля╗гя╗о╪▒┘И╪л ╪зя╗Яя╗дя╗ия╗Дя╗Шя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя║оя╗│я╗ЦтАк.тАмтАм тАля╗Уя║Оя╗Яя║ая║Оя╗зя║Р ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о┘К я╗Уя╗▓ я╗гя╗мя║оя║Яя║О┘Ж я║│я╗ая╗Дя║О┘Ж я║Ся╗ж ╪▓╪зя╗│я║к ╪зя╗Яя║Шя║о╪зя║Ыя╗▓ тАк2014тАмтАм тАля║Ся║┤я╗оя╗│я║дя║О┘Ж я╗Чя║к ╪гя╗Ыя╗дя╗Ю ╪зя╗Яя╗Мя╗Шя║к ╪зя╗Яя╗Фя║оя╗│я║к я╗Яя╗дя╗ия╗Ия╗оя╗гя║Ф ╪зя╗Яя╗Фя╗Мя║Оя╗Яя╗┤я║О╪к ╪зя╗╖я║зя║о┘ЙтАм тАля║Ся║Оя╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║О┘ЖтАк ╪МтАмя╗Яя╗┤я╗Ья╗о┘Ж ╪зя╗Яя║╕я╗Мя║о ╪зя╗Яя╗ия║Тя╗Дя╗▓ я╗гя║┤я║Оя╗ля╗дя║О┘Л ╪▒я║Ля╗┤я║┤я║О┘Л я╗Уя╗▓ я║Чя╗оя╗Яя╗┤я╗Фя║Ф ╪зя╗Яя╗Мя╗Дя║О╪бтАм тАл╪зя╗Яя║┤я║ия╗▓ я╗Яя╗ая║╕я╗Мя║о╪з╪б ┘Ия╗Яя║Шя╗дя╗Ая╗▓ я╗гя║┤я╗┤я║оя║Чя╗к я║┐я╗дя╗ж я╗гя║Шя╗о╪зя╗Яя╗┤я║Ф ╪зя╗Яя╗ия╗дя║О╪б ╪зя╗Яя║╝я║Оя╗Ля║к я╗Уя╗▓тАм
тАлтАк ─╗─╖─Ш┼м 173 ─│─┤┼Х┼и─ЧтАмтАм
тАлтАк2014тАмтАм
тАлтАк15тАмтАм
ĸŶŁŨė
وﻟﻬﺬا ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻐﺮﻳﺐ أن ﻳﺰور ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،اﻟﻌﺮﻳﻖ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ،وﻫﻮ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻻ ﻳﻘﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﻦ دور اﻵﻻف ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ واﻟﺨﻠﻴﺠﻴﻴﻦ واﻷﺟﺎﻧﺐ اﻟﺬﻳﻦ اﻟﺮﺟﻞ ،ﻣﻮﺿﺤﺎً أن اﻷم ﻫﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ واﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ أﺑﻬﺮﻫﻢ ﻫﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻷﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﺑﻌﻤﻖ رﺳﺎﻟﺘﻪ وﻧﺒﻞ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻷﺑﻨﺎء واﻷﺣﻔﺎد ﻣﻴﺮاﺛﻬﻢ وﻋﺎداﺗﻬﻢ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ ،ﻣﻨﻮﻫﺎً ﺑﺪور اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ ﻫﺬا اﻟﻤﻮروث وﻫﺬه اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ. ﻏﺎﻳﺘﻪ وﺣﺴﻦ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ. اﺑﻨﺔ ا\ﻣﺎرات وﻣﺰاﻳﻨﺔ ا\ﺑﻞ واﻟﻤﺘﺎﺑﻊ ﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺤﺎن ﻻﺣﻆ دور اﻟﻤﺮأة اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺪث اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،ﺣﻴﺚ ﺣﺮﺻﺖ اﺑﻨﺔ اﻹﻣﺎرات ﻋﻠﻰ أن ﺗﺸﺎرك ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،ﻓﺎﺧﺘﺎرت ﻣﺰاﻳﻨﺔ اﻹﺑﻞ ﻟﺘﻜﻮن ﺑﺬﻟﻚ أول اﻣﺮأة ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﻘﺘﺤﻢ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻟﻘﻲ ﺗﺮﺣﻴﺒﺎً ودﻋﻤﺎً ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن، ﺣﻴﺚ أﺷﺎد ﺳﻤﻮه ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﻴﺪة ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻬﺎﻣﻠﻲ ﺑﻤﺰاﻳﻨﺔ اﻹﺑﻞ ،ﻣﺆﻛﺪا ً ﺿﺮورة ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺮأة اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ،ﺣﺮﺻﺎً ﻣﻦ ﺳﻤﻮه ﻋﻠﻰ دﻋﻤﻬﺎ وﺗﺸﺠﻴﻌﻬﺎ ﻟﺘﺴﺎﻫﻢ ﺑﺪورﻫﺎ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ. ﻛﻤﺎ دﻋﺎ ﺳﻤﻮه اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ دورﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺣﻔﻆ اﻟﻤﻮروث
14
ﻟﻠﺸﻌﺮ ﺑﻴﺎرق وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻌﻴﻦ اﻟﻤﺮاﻗﺐ أﻳﻀﺎً أن ﺗﻤﺮ ﻣﺮور اﻟﻜﺮام ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺴﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﻄّﺮت ﺳﻤﺎء ﺳﻮﻳﺤﺎن ﺷﻌﺮا ً وﻓﻨﺎً وﻃﺮﺑﺎً ﻋﺒﺮ "ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺳﻮﻳﺤﺎن" اﻟﺘﻲ أﻛﺪت أن ﺑﻴﺎرق اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ ﺳﺘﻈﻞ ﻣﺮﻓﻮﻋ ًﺔ ﻣﺤﻠﻴﺎً وﺧﻠﻴﺠﻴﺎً وﻋﺮﺑﻴﺎً وﺣﺘﻰ دوﻟﻴﺎً ﻃﺎﻟﻤﺎ وﺟﺪت ﻗﺎﻣﺎت ﻣﺎزاﻟﺖ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻠﻮن ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ورﺳﺎﻟﺘﻪ وﺗﻘﺪر أﺻﺤﺎب اﻟﻤﻮاﻫﺐ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل. ﻓﻘﺪ ﺣﺮص ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ "ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺳﻮﻳﺤﺎن" وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ "ﻣﻴﺮاث وﺗﺮاث" ،إﻳﻤﺎﻧﺎً ﻣﻦ ﺳﻤﻮه ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺸﻌﺮ ودوره ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺣﻴﺚ ﻗ ّﺪم ﻛﻞ اﻟﺪﻋﻢ ﻟﻠﺸﻌﺮاء ﺧﻼل ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،واﻟﺘﻘﻰ ﺑﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﺮة ﻟﻴﺆﻛﺪ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺪور اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﺸﻌﺮاء ﻓﻲ ﺗﻮﺛﻴﻖ وﺗﺄﺻﻴﻞ ﻗﻴﻢ اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺘﻌﺪدة واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ وﺻﻮﻧﻪ وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ﻟﺪى ﺷﺮاﺋﺢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ.
ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ :اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺗﺮﺟﻢ رؤﻳﺔ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﻤﻮروث وﻧﻘﻠﻪ ﻟ ﺟﻴﺎل
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
13
ĸŶŁŨė وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻤﺼﺎدﻓﺔ أن ﻳﺤﻘﻖ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻫﺬه اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺎءﺗﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺼﻤﻴﻢ وإرادة اﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﺟﺴﺮا ً ﻣﻦ ﺟﺴﻮر اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﺮﺑﻂ اﻹﻣﺎرات وﺷﻌﺒﻬﺎ ﺑﺪول وﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺟﺎذﺑﺎً اﻻﻧﺘﺒﺎه اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ واﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﺘﺮاث ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ وﻟﻺﺑﻞ اﻟﺘﻲ رﻓﻊ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺣﻴﺚ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن أن ﻳﻔﺮض ﻧﻔﺴﻪ إﻗﻠﻴﻤﻴﺎً وﻋﺎﻟﻤﻴﺎً ﻓﺎﺳﺘﺤﻖ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﺘﻤﻴﺰه وﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺘﻪ وارﺗﻘﻰ إﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻇﺎﻫﺮ ًة ﺗﺮاﺛﻴ ًﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴ ًﺔ وﺳﻴﺎﺣﻴ ًﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳ ًﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻹﺷﺎدة. اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ واﺿﺤﺔ وﻋﻤﻞ ﺿﺨﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى أرﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎً أﺛﺒﺖ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺘﺮاﺛﻲ 2014أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺎﺑﻘ ًﺔ ﻋﺮﺿﻴﺔً ،ﺑﻞ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ وﻋﻤﻞ ﺿﺨﻢ ،ﻳﺠﺴﺪ ﺑﺼﺪق ﺗﺎرﻳﺦ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ،وﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ اﻷﺑﻨﺎء ،وﺗﻠﻚ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ رؤﻳﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ وﺗﺨﻄﻴﻂ ﻋﻠﻤﻲ واﻗﺘﻨﺎع ﺗﺎم ﺑﻬﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺤﺮص ﻋﻠﻴﻪ وﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺴﻴﺪه ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن. وإذا ﻛﺎن ﺑﻌﺾ ﻣﻴﺴﻮري اﻟﺤﺎل ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎزاﻟﻮا ﻳﺘﻤﺴﻜﻮن ﺑﺘﺮاث اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ﻣﻦ ﺧﻼل اﺣﺘﻔﺎﻇﻬﻢ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎت اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻬﺎ ﺗﺬﻛّﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﺘﻠﻴﺪ رﻏﻢ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ واﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ واﻟﺤﻀﺎري واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺬي ﺗﻌﻴﺸﻪ اﻹﻣﺎرات ،ﻓﺈن اﻷﻫﻢ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﺗﺬﻛﻴﺮ اﻷﺑﻨﺎء ﺑﻬﺬا اﻟﻤﺎﺿﻲ وﻣﺤﺎوﻟﺔ إﻋﺎدة ﻧﺸﺮه وﻣﺤﺎﻛﺎﺗﻪ ﻋﺒﺮ اﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﻬﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ. ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺮاءة ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ 2014ﺑﺴﻮﻳﺤﺎن اﻟﺬي ﺗﻨﻮﻋﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﺰاﻳﻨﺔ اﻹﺑﻞ، وﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻤﺤﺎﻟﺐ وﺳﺒﺎق اﻹﺑﻞ اﻟﺘﺮاﺛﻲ واﻟﺴﻮق اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ واﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ وﺳﺒﺎق وﻣﺰاﻳﻨﺔ اﻟﺴﻠﻮﻗﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻛﻠﻬﺎ أﻧﺸﻄﺔ ﻟﻘﻴﺖ إﻗﺒﺎﻻً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات واﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ أرﺿﻬﺎ واﻟﺨﻠﻴﺠﻴﻴﻦ واﻷﺟﺎﻧﺐ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﺮﺻﺪ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻻﻫﺘﻤﺎم.
وﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻓﺈن اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن
12
ﺟﺎء ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻠﺮؤﻳﺔ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ واﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ "ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ" ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﻤﻮروث وﻧﻘﻠﻪ ﻟﻸﺟﻴﺎل ﺑﻜﻞ أﻣﺎﻧﺔ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ رؤﻳﺔ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﺆﺳﺲ اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن "ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه" ﺑﺄن ﺗﻜﻮن دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣﺼﺎف اﻟﺪول اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺠﺎﻻت. وﻟﻘﺪ أﺣﺴﻦ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﺻﻨﻌﺎً ﺣﻴﻨﻤﺎ رﻋﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻫﺬا اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،ووﻓﺮ ﻟﻪ ﻛﻞ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﻨﺠﺎح ،ووﺟﻪ ﺑﻀﺮورة ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﻞ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر واﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ ،وﺗﺬﻟﻴﻞ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻘﺒﺎت ﻟﻀﻤﺎن ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﻤﺴﺘﻮاه ،وﺗﺤﻘﻖ رﺳﺎﻟﺘﻪ ورؤﻳﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﻗﻴﻤﺎً وﻃﻨﻴﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﺗﻐﺮس ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻷﺑﻨﺎء، وﺗﺜﺮي ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﺻﻔﺤﺎت ﻣﺠﻴﺪة ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ وﺗﺮاﺛﻪ وﺗﻌﺮف اﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ اﻟﻌﺮب واﻷﺟﺎﻧﺐ ﻋﺒﺮ ﻟﻮﺣﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ راﺋﻌﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺮاث. ﻓﻄﻮال أﻳﺎم اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،ﺣﺮص ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺤﺪث ﺷﺨﺼﻴﺎً ،وأن ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻛﺒﻴﺮة وﺻﻐﻴﺮة ﻓﻴﻪ، ﺑﻌﺪ أن وﻓّﺮ ﻟﻪ ﻛﻞ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﻨﺠﺎح ،ووﺟﻪ ﺑﻀﺮورة ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﻞ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻟﻠﺠﻤﻬﻮر واﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ ،وﺗﺬﻟﻴﻞ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻘﺒﺎت ﻟﻀﻤﺎن ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﻤﺴﺘﻮاه وﺗﺤﻘﻖ رﺳﺎﻟﺘﻪ ورؤﻳﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﻗﻴﻤﺎً وﻃﻨﻴ ًﺔ ﻋﻠﻴﺎ ،ﺗﻐﺮس ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻷﺑﻨﺎء وﺗﺜﺮي ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﺻﻔﺤﺎت ﻣﺠﻴﺪة ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ وﺗﺮاﺛﻪ وﺗ ّﻌﺮف اﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ اﻟﻌﺮب واﻷﺟﺎﻧﺐ ﻋﺒﺮ ﻟﻮﺣﺎت ﺗﺮاﺛﻴﺔ راﺋﻌﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺮاث. ﻛﻤﺎ ﺣﺮص ﺳﻤﻮه ﻋﻠﻰ أن ﻳﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ،اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎءات ﻣﻊ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺰوار ،وﻣﻨﻬﻢ اﻟﻔﻨﺎﻧﻮن واﻟﺸﻌﺮاء واﻟﻜﺘﺎب واﻟﺼﺤﻔﻴﻮن ،إدراﻛﺎً ﻣﻦ ﺳﻤﻮه ﻷﻫﻤﻴﺔ دور اﻟﻔﻦ ورﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﻣﺎﺿﻲ وﺗﺮاث اﻷﺟﺪاد ،ﻋﺒﺮ أدوات اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ وﺗﺄﺻﻴﻞ ﻗﻴﻢ اﻟﺘﺮاث اﻟﻤﺘﻌﺪدة واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ وﺻﻮﻧﻪ وﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ﻟﺪى ﺷﺮاﺋﺢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ. وﻋ ّﺒﺮ ﺳﻤﻮه ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻠﻘﺎءات ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎل "إن دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات زاﺧﺮة ﺑﺘﺮاث ﻣﺘﻌﺪد اﻟﻤﺰاﻳﺎ ﻣﺘﻮارث ﻣﻦ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ،وأن دورا ً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ واﻟﻤﻮﻫﻮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻓﻨﺎﻧﻴﻦ وﺷﻌﺮاء وإﻋﻼﻣﻴﻴﻦ ﻷداء رﺳﺎﻟﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث اﻟﻮﻃﻨﻲ، ﺑﻤﺎ ﻳﻀﻤﻦ اﺳﺘﻤﺮاره ﺟﻴﻼً ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ".
Û +¦# /±# Û ".æ ª (# ªã Ã# / Ø pØ © Ð Ï $
Ë # Ð' Í
11
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
ĸŶŁŨė ﺗﺮﺟﻢ رؤﻳﺔ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﺘﺮاث
ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺮاﻋﻲ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﺘﺮاث إذا ﻛﺎن اﻟﺘﺮاث أﻣﺎﻧﺔ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ وﺗﻌﺮﻳﻒ اﻷﺟﻴﺎل ﺑﻪ واﺟﺒﺎً ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره إﺣﺪى ﻣﻔﺮدات ﻫﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻦ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل وﺑﺎﻃﻤﺌﻨﺎن إن ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ 2014ﻗﺪ أدى ﺗﻠﻚ اﻷﻣﺎﻧﺔ وﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻋ ّﺮف اﻷﺑﻨﺎء ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى أرﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎً اﺳﺘﻌﺎدت ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺳﻮﻳﺤﺎن ﻣﺎﺿﻲ اﻷﺟﺪاد وﻋﺎﺷﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﺮس ﺗﺮاﺛﻲ وﺛﻘﺎﻓﻲ وﻓﻨﻲ ﻣﺰج ﺑﻴﻦ اﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻋﺒﺮ ﻟﻮﺣﺔ ﻓﻨﻴﺔ راﺋﻌﺔ ،ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﺘﻠﻴﺪ واﻟﺤﺎﺿﺮ اﻟﻤﺰدﻫﺮ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات. وﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﻄﺎﻟﻊ أن وﻫﺐ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ أﺑﻨﺎء اﻹﻣﺎرات ﻗﻴﺎدة أدرﻛﺖ ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻟﻴﻬﺎ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، وﻋﻤﻠﺖ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ،وﻧﻘﻠﻬﺎ ﻟﻸﺑﻨﺎء ﻛﻲ ﻳﺘﻌﺮﻓﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺿﻲ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد ،وﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،وﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ. ŦũĥŤē ŽŬĔű
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻌﻴﻦ اﻟﻤﺮاﻗﺐ أن ﺗﻐﻔﻞ اﻫﺘﻤﺎم ﻗﻴﺎدة اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻤﺎﺿﻲ اﻷﺟﺪاد وﺗﺮاﺛﻬﻢ وﺣﺮﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ اﻷﺑﻨﺎء ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره أﻣﺎﻧ ًﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ رﻏﻢ ﻣﻮاﻛﺒﺘﻬﺎ ﻟﻠﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﻘﺪم ،ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﻛﺰ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻣﺘﻌﺪدة ﻛﺎﻟﻔﻮز ﺑﺎﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﻣﻌﺮض إﻛﺴﺒﻮ ،2020واﺣﺘﻀﺎﻧﻬﺎ ﻟﻤﻘﺮ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﺘﺠﺪدة "اﻳﺮﻳﻨﺎ" واﺳﺘﻌﺪادﻫﺎ ﻹﻃﻼق ﻗﻤﺮ ﺻﻨﺎﻋﻲ ﺑﺄﻳﺪ إﻣﺎراﺗﻴﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ "ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺳﺎت" وﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻷول ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى رﺿﺎ اﻟﺸﻌﻮب ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ أﻫﻤﻴﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻛﻞ ﺗﺤﻴﺔ وﺗﻘﺪﻳﺮ.
واﻷﻳﺎدي اﻟﺒﻴﻀﺎء وراءه ،ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻘﻔﻮن إﻻّ وراء اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﻗﻴﻤﺎً وﻣﺜﻼً ﺗﻌﻴﺪ ﺗﺎرﻳﺦ وﻣﺎﺿﻲ اﻷﺟﺪاد ،وﺗﺬﻛّﺮ وﺗﻌ ّﺮف ﺑﺘﺮاﺛﻬﻢ ،ﻓﻬﻢ ﻳﻌﻄﻮن ﺑﺴﺨﺎء وﻳﺪﻋﻤﻮن ﺑﻼ ﺗﺮدد ،وﻳﻘﻴﻠﻮن اﻟﻌﺜﺮات ،وﻳﻌﺒﺪون اﻟﻄﺮق ﺣﺘﻰ ﺗﺆدي ﺗﻠﻚ اﻷﻋﻤﺎل رﺳﺎﻟﺘﻬﺎ.
وإذا ﻛﺎن ﻧﺠﺎح اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻳﻘﺎس ﻋﺎدة ﺑﻤﺪى ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻟﺮﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ،ﻓﺈن ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺘﺮاﺛﻲ ،2014ﻗﺪ أدى ﺗﻠﻚ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻛﻤﻞ وﺟﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻣﻤﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات؛ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺘﺮاﺛﻲ أن ﻳﻨﺠﺢ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز ﻓﻲ أداء رﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﺎﻟﻤﻬﺮﺟﺎن وﺑﺸﻬﺎدة اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﺤ ّﻮل إﻟﻰ ﺣﺪث ﻟﻠﺬﻛﺮى واﻟﺘﺎرﻳﺦ، إﻻّ ﻣﻦ ﺧﻼل دﻋﻢ ووﻗﻮف أﺻﺤﺎب اﻟﻬﻤﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮة واﻟﻌﺰاﺋﻢ اﻟﻘﻮﻳﺔ ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﺟﺴﺮا ً ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﻴﻦ ﻣﺎﺿﻲ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد وﺗﺮاﺛﻬﻢ اﻟﺜﺮي وﺣﺎﺿﺮ اﻷﺑﻨﺎء وﻣﻮاﻛﺒﺘﻬﻢ ﻷدوات اﻟﻌﺼﺮ.
10
ﺛﻼث درﺟﺎت ﻟﺆﻟﺆ ﻟﻤﺘﺤﻒ زاﻳﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ
ﺳﺒﺎق اﻟﻬﺠﻦ ﻓﻲ ﻟﻌﺒﺔ اﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ
ﻳﺴ ﻋﻠ ﻣﻨ اﻟﻌ ﻳﻤ وأ وﻳ ﻳﺴ اﻟﺴ ﻧﻈ اﻟﻌ اﻻ وﻳ ﻣﻦ وا اﻷ اﻟﺜ اﻟﺴ
pØ © Ð ÄÙ ¤Ù±# /( ÌØ Ã# а
" Ø©. ©/# $ ' Ùã ã Í Ï Ù,Í
Ë " Ø/ / # ÙÍ. #è $# Ù$¢ p# % / . " / % } ÛÉ/ "Ð ,#
%' (# Ù ¦# Ù / # ' Í Ð(´ "Ú3
ﺣﺼﻞ ﻣﺘﺤﻒ زاﻳﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة »ﺛﻼث درﺟﺎت ﻟﺆﻟﺆ« ﺿﻤﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ درﺟﺎت اﻟﻠﺆﻟﺆ ﻟﻠﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﻤﺴﺘﺪام اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﻣﺠﻠﺲ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ ﻛﺠﺰء ﻣﻦ »ﻧﻈﺎم ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ« ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ »اﺳﺘﺪاﻣﺔ« . وﺗﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﺸﺄة ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﺪﻳﺎت ﺑﻌﺪ أن ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺘﺤﻒ »اﻟﻠﻮﻓﺮ أﺑﻮﻇﺒﻲ« ،ﻣﺎ ﻳﻌﻜﺲ اﻟﺘﺰام إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﺗﺘﺒﻊ ﺗﺼﺎﻣﻴﻤﻬﺎ أﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ . ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻤﺘﺤﻒ ،اﻟﺬي ﺻﻤﻤﻪ اﻟﻤﻌﻤﺎري اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي اﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑﺠﺎﺋﺰة ﺑﺮﺗﺰﻛﺮ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﻠﻮرد ﻧﻮرﻣﺎن ﻓﻮﺳﺘﺮ ،ﺗﺨﻠﻴﺪا ً ﻟﺬﻛﺮى اﻟﻤﻐﻔﻮر ﻟﻪ ،ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن آل ﻧﻬﻴﺎن ،ﻃﻴﺐ اﻟﻠﻪ ﺛﺮاه ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ 5أﺑﺮاج ﻋﻤﻼﻗﺔ ﺗﺤﺎﻛﻲ ﻓﻲ ﺗﺼﻤﻴﻤﻬﺎ أﺟﻨﺤﺔ اﻟﺼﻘﺮ ،اﻟﺮﻣﺰ اﻟﺬي ﻳﻌﻜﺲ ﻏﻨﻰ وﻋﺮاﻗﺔ اﻹﻣﺎرات.
3 # ÐÙ ( # ÃÙ$¢ ' Í *¦ÃÎØ Ú¦#
$ ' Ùã ã Í /( Ï /Øp# # . Ù$¢ p# Ø©. ©/#
b b b b pØ Â ÙÍ. # . Ù(Ù$ ¥/(Í $# p
Ð' ÛÎ /# Û /# ªØª 1# Áp, .
ÙÂ Ê # Ã(# ÛÂ (# 2 "3¢
p } Ð ,# Ë p Ø. ] Ù£Ø # . Ù # } ÐÙ' µ(# ±Í Û ), ( ] ,Í } )+
Ø p . Ù # Ùã ¦½# Â Ê # . Ø/ # ,'. Ù £±# ,(# Ø/ .
.Û ( 2 % / # . /$ # . % Ã # b Ø/ # ÐÙ' µ(# Ð' p Ð(µ
ªØª 1$ %( . Ù /$ # ,(# .
ÄØ # "3¢ Ð' ÛÎ /# Û /# .-Ù$ · Ã # 1$ # . Ð ,# É
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
9
ĘŬėķŹŰĘĚ
ﺗﻔﻘﻴﺲ أول أﻓﺮاخ اﻟﺤﺒﺎرى ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺳﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺗﺮاث ا\ﻣﺎرات ﻳﻨﻴﺮ ﺳﻤﺎء اﻟﺠﻨﺎدرﻳﺔ
أﺿﺎء اﻟﻤﻮروث اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﺳﻤﺎء اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﺮاث واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ »اﻟﺠﻨﺎدرﻳﺔ« ﻓﻲ دورﺗﻪ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺘﻤﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﻳﺎض اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻤﺎﺿﻲ. وﻛﺎﻧﺖ اﻹﻣﺎرات ﺿﻴﻒ ﺷﺮف » اﻟﺠﻨﺎدرﻳﺔ » 29واﺣﺘﻞ ﺟﻨﺎﺣﻬﺎ اﻟﺬي أﺷﺮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻴﺌﺔ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺣﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺠﻬﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺣﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺮاث ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺼﺪارة ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن. وأوﺿﺢ ﻣﺪﻳﺮ ﺟﻨﺎح اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺎدرﻳﺔ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻜﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ أﻧﺒﺎء اﻹﻣﺎرات أن زاﺋﺮي ﺟﻨﺎح اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن اﺳﺘﻤﺘﻌﻮا ﺑﺠﻮﻟﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟﺘﺎرﻳﺦ داﺧﻞ ﺳﺎﺣﺔ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﺷﺎﻫﺪوا ﻋﺮوﺿﺎً ﻟﻔﺮق اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﺗﺠﻮﻟﻮا ﻓﻲ ﻣﻌﺮض اﻟﻠﺆﻟﺆ وأدوات اﻟﻐﻮص وﻣﻌﺎرض اﻟﺼﻮر واﻟﺴﻮق اﻟﺸﻌﺒﻲ وﻣﻌﺮض اﻟﺤﺮف اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﺪﻫﺸﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ اﻟﺠﻨﺎح ﻋﻠﻰ ﻣﺪار أﻳﺎم اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن. وأﺷﺎر إﻟﻰ أن ﺟﻨﺎح اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺮﺟﺎن ﻋﻜﺲ اﻟﺤﻀﻮر اﻹﻣﺎراﺗﻲ اﻟﻘﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ .
} 1$ · Ã $# Û#.p# Ë.pÎ # " Ð$ 0 # ¡ Â} ".} ÊÂ "0 #
¦,# + &/ÊØ Û # Ø/Ù ê .) /(#
4 ÛÂ ( Û # . ] ÙÊÃ # Ù$( p . ' ÃÙ$¢ ¤Ù±# ª '" ÛÂ Ú # # Û ¸/ } ÛÂ "0 # è
b ã Ð' Á2ê è 'pÊ' ]Ë.pÎ $#
& # ¦+ Û ¸/ } ÛÂ 0 #
' 1$ · Ã $# Û#.p# Ë.pÎ # " $¹ ."0 #
b h p Í ¦Ø ÙÊà # Ù$( % ( ± ' ¤Ù±# ' Í " Û pØp $
Ú¦# "0 # ÐÙ / è ÃÙ$¢
0 # Ë3 . 1# Áp,Ø
Ù Ù # Ø # , äÙ 1# Ø/Ù ê ' Ø # , /( ' % } Ð
#.p Û Ù # ,Î /' Û ' p (# .0 ¢æ ± Í2 ". . 'è
8
ﺗ ﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻧﺎدي ﺗ ﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺪد 173ﻣﺎرس 2014
ķėŹĬ 54
ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺮاﻋﻲ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻣﺎﻧﺔ اﻟﺘﺮاث
اﻟﺴﻴﺎرات ﺗﺮوي ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ ﻳﺮوي ﺗﻄﻮّر اﻻﻣﺎرات
ﺗﺴﺠﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة ﻟﺪﻳﻨﺎ أن دﺧﻮل ّ اﻟﺴﻴﺎرات إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎت ﺛﻼﺛﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وﺗﺰاﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﻊ دﺧﻮل ﺷﺮﻛﺎت اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﻂ إﻟﻰ أراﺿﻲ اﻹﻣﺎرات وأﻫﻤﻬﺎ ﺷﺮﻛﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻨﻔﻂ )اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﻤﺘﺼﺎﻟﺢ(. إﻧﻬﺎ رﺣﻠﺔ ﻣﺜﻴﺮة وﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ،ﻳﺮوي ﻟﻨﺎ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﻴﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻣﺮزوق اﻟﻐﻔﻠﻲ، اﻟﻌﺎﺷﻖ ﻟﺘﺮاث اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ.
اﻷﺳﺎﻃري اﳌﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﺒ ّﺤ ﺎرة اﻟﺨﻠﻴﺞ اﳌﻬﺮﺟﻮن ..أﺳﺎﺗﺬة اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﻣﻠﻒ
اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ا\ﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ
اﻟﺸﺎﻋﺮ راﺷﺪ ﺷﺮار:
اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ا\ﻣﺎراﺗﻴﺔ ﺑﻨﺖ واﻗﻌﻬﺎ وﺑﻴﺌﺘﻬﺎ وﺗﺮاﺛﻬﺎ ُ
ﺗﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ: ﻣﺮﻛﺰ زاﻳﺪ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث -ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻹﻣﺎرات ،أﺑﻮﻇﺒﻲ
ﻫ
ﻣﻊ ﻣ
ﺪﻳﺔ
ﺠﻠﺔ
ģėĸĠ ęĘġŤ ģėĸġŨė ŞƀŐŹĠ ƁĠėķĘŬǤė ƁĬĸĽŭŨė ņűŨė ǝ
اﻟﺠﻤﺮي واﻟﻜﺎس ﻳﺘﻐﻨﻴﺎن ﺑـ)اﻟﺠﻴﺐ( وﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺤﺒﻴﺐ )اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ( ..ﻫﻞ أرﺷﺪ ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ ﰲ رﺣﻠﺘﻪ؟
ﻛﺘﺎب
26
اﳌﴩف اﻟﻌﺎم ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ اﻟﻨﺺ اﻟﻤﺴﺮﺣﻲ اﻹﻣﺎراﺗﻲ د .ﻳﺤﻴﻰ اﻟﺒﺸﺘﺎوي
žŸĘġŁěŨė Žƀĭſ ùij
ijĴŕŨė Ċėĸŕŀ
ƁŔŸķĺŭŨė ĴŭĬč Ĵŀėķ ùij ﻣﺪﻳﺮ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
ŲſĴŨė ĊǟŔ ĴƀŨŸ اﻻﺧﺮاج واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ
ﻧﺎﺻﺮ ﺧﻤﻴﺲ اﻟﻐﻴﻼﻧﻲ ،أﺣﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﻣﺘﺮف ،ﺣﻤﺪ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻜﻴﺒﺎﻟﻲ ،ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻔﺼﺎن اﻟﻤﻨﺼﻮري ،ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻧﺎﻳﻒ اﻟﻐﺎﻣﺪي
øijĴŕŨė ęĘDžġŤ
ﻧﺎﺻﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﻏﺎدة ﺣﺠﺎج
اﳌﻮﻗﻊ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ: www.mags.ae
د .راﺷﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺰروﻋﻲ ،ﺳﺮور ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﻜﻌﺒﻲ ،ﻓﻬﺪ اﻟﻤﻌﻤﺮي ،ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻮﻳﺪي، ﺻﻼح ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر اﻟﺸﻬﺎوي ،د .ﺳﺤﺮ اﻟﻤﻮﺟﻲ ،د .ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻘﻄﻴﻦ ،د .رﺷﻴﺪ ﺑﻨﺤﺪو ،ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ،ﻋﻠﻲ ﺑﻦ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺪرورة ،أﺷﺮف أﺑﻮ اﻟﻴﺰﻳﺪ ،ﻣﺨﺘﺎر ﺳﻌﺪ ﺷﺤﺎﺗﺔ ،أزﻫﺎر ﻣﺤﻤﺪ، ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ،د .أﻳﻤﻦ ﺑﻜﺮ ،ﺳﺎرة ﻳﺤﻴﻲ اﻟﺠﺒﻮري ،وﻟﻴﺪ ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ.
øijĴŕŨė ĸſĸĭĠ Ğĕƀŵ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﻄﻔﻪ ،ﻏﺴﺎن ﺻﺎﻟﺢ ،ﺻﻔﺎء اﻟﺒﻴﻠﻲ
śǟřŨė
-$# p % / ($# Ï Ø/ Û # pØ © Ð Ï $ Ï ,' Ð' /
ğĘŤėĸġŀǞė : #.p# ¢ Ð' Âç# /)+ 100 : 'è #. %¢ Âç# Õ($# /)+ 150 : #.p# %¢ Õ($# - )+ 150
.)+ 200 #.p# ¢
ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﳌﺠﻠﺔ : Ø # . 2 Û ¸/ - p (# Ù # '2 'waleedalaa@hotmail.com : Ø # Øp
'00971556929190 :%Ø / 026666130 :Ä + ' p( } : Ø©/ # ".Õ marketing@cmc.ae +971 56 3150303
} Ø©/ -&3 é# Û ¸/
02 4145050 : Â 8002220 : ÛÍ (# )É # +971 02 4145000 : £# Ð' " 3# distribution@admedia.ae
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
7
ﺗ ﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ
اﻟﻌﺪد 173ﻣﺎرس 2014
ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻧﺎدي ﺗ ﺮاث اﻹﻣﺎرات
ijĴŕŨė ğĘſŹġĭŬ ĊėķċŸ ĘſĘʼnŠ 85
ﻣﻘﺘﺮﺣﺎت ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ دراﺳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮات
32
اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺸﻔﻬﻴﺔ.
90
اﻟﺘﺮاث اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
ęŹŕŁŨė ğėĴšġŕŬ 94
ﺤﺎرة اﻟﺨﻠﻴﺞ.. ا ﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﻤﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﺒ ّ
œǟōġļė 102
ůŹűŜ 108 113ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان ..رﻗﺼﺔ اﺳﺘﻌﺮاﺿﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﻮت اﻟﻤﻬﺮﺟﻮن ..أﺳﺎﺗﺬة اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ
)ﻣﻨﻴﺔ اﻟﻤﺮﺷﺪ( ..
ورﻳﺜﺔ ﻓﻨﻮن اﻟﺤﻜﻲ واﻟﻤ ّﻮال
ģėĸġŨė ĴńĸŬ
وﻧﺴﺞ اﻟﺨﻴﺎل
122
ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻗﺼﺮ اﻟﺤﺼﻦ ﻳﻠ ّ ﺨﺺ ﺣﻀﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ
ŖƀěŨė ķĘŕļč 2 Ø 10 É - Ù 800 Ï ( Î $ - p . ÎØ Ø/ # - 2 Ø 10 Ø / # Ù # $((# - )+ 10 : p (# Ù # 'è b ÙÍ æ $((# - Ù# 100 Ø / - Ù# 5000 Ï Î # - ,ÙÎ 250 Ï / # - ,ÙÎ 5 ' - " Ø 200 Ð(Ù# - p . ÎØ ÐØ # $(' -
b Ù Í/ # Ø /,( # - ÙÍ Í 4 Ù Ù$# Ø Ù+ ( # - (+ 20 Ù ½(# $((# - Ï ÎØ ÐÙ $Â - ÎØ 2500 Ë # - Ï ÎØ Ù(° ,# . 2. 5 pÎ . Ù Ù'æ p (# Ø2/# - . /Ø 4 Û . .æ 2 ". - Í Â 7 Ø/ - ,ÙÎ 3 ÙÍ Ø - Ï ÎØ
6
ķĸĭŭŨė ŲŬ şĘŜǠė ijĘƀĠķė 73 أﺳﺪ اﻟﺒﺤﺎر )اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ(.. ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻌﺎﻟﻤﻲ رواﻳﺔ ﺧﻄﻴﺮة ذاﻋﺖ واﻧﺘﺸﺮت ،ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﻤﻼح واﻟﺮﺑﺎن واﻟﻌﺎﻟﻢ ﻌﺮﺑﻲ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ ﻫﻮ ﻣﺮﺷﺪ ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺟﺎﻣﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻓﻲ رﺣﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻨﺪي ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴ ﻋﻠﻰإﻟﻰ ﻛﻠﻜﺘﺎ ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ ﻋﺎم 1498م .وﻫﻲ رواﻳﺔ -ﻋﻠ ﻟﻰ ﻓﺮض ﺣﺪوﺛﻬﺎ -ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺪﻋﺎة ﻟﺰﻫﻮ اﻟﻌﺮب ،وإﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،ﻟﻤﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻏﺰوات اﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺂس ﻣﺎ ﻳﺰال أﻫﻞ اﻟﺨﻠﻴﺞ وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﻳﺘﺬﻛﺮوﻧﻬﺎ.
ƁĚĸŕŨė ūǟŔǤė ǝ ģėĸġŨė ( Û # ) ÙµÊ# p # ¦+ Ä$' Î ¢ ]Û # . Û$ (# # Ø µÊ Î' ( +2 b2 %ã . Û # / . ٠Рı # -#3¢ Ð' Î#. Ùã " Õ (Û # &3 è /+. ! /µ %Ù ' &} Ù /Í Â ´ % ±Ø %+. ] , /Í} Á3 ¢ 1$ Û # &3 è
'è ÛÂ # . &3 è Ï.Õ± ÐÙÙÎ (# Ð' Ù p -#/ Î $ Ú¦# " Õ # Û # / # !$ '3' ) # #. ' ÛÂ ]), É /'. ), £ Á3 ¢ 1$ Û # )# # .
# Ù ÛÂ #.¦ (# Ù$+æ . Ù( # /, # ÐÙ Ùã # % /# ª(+. )+æ ÎÊ# p
ÛÂ */± 1# !° 3 Ú ÕØ ÎÊ# !$ ÛÂ */± Ú} Ï Â Û# # . ] Âp, (# " Ù æ ÐÙ . .), " Ù æ Â ' Ù /Í. Ù
ĊėĸŕŁŨė ğĘſĘťĬ 58
³ } 1$ - ±Í} ) ¢ Ú¦# Û # pØ © Ð Ï $ Ï ,' !#¦ ÎÙà p # ¦+ ÛÂ
اﻟﺠﻤﺮي واﻟﻜﺎس
-Ê#}. -( - Ù# ´ # Ù Í Û 'pÎØ Ï} Ð (Ø Ú µ Î' /+ (Í ] p æ ¤Ø
وﺳﻴﺎرة اﻟﺠﻴﺐ
Ù # ((# . ´ Ø # pÙ 1$ ÊÂ Ù# ]%Ù æ # Ã( (#
) Ð + Í ($ ' Ù# # Ï} Ã } Ú¦# . ]Û´ (# ,±# Ä Î' (Ï Ø/
Ù # Ù Í Î¼ ÛÂ Ï ,(# Í pÊ .³ æ / ° ÐÙ *ªÙ(Ø Ú¦# £# -É ¦'. ªØª ,Î' Ì$ (# Ù p } 1$ !#¦ (Í ]ÛÉ/$ # . Ð ,# ÎØ ª'. É
ﻟﻌﺒﺖ اﻟﺴﻴﺎرات ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎت دﺧﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻹﻣﺎرات دورا ً ﻛﺒﻴﺮا ً ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،إذ ﺣﻠّﺖ ﻣﺤﻞ اﻹﺑﻞ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻨﻘﻞ ،وأﺻﺒﺤﺖ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﺸﻌﺮاء ﻟﻠﺘﻐ ّﻨﻲ ﺑﻬﺎ. ﻓﺒﻌﺪ أن ﻛﺎن اﻟﺸﻌﺮاء ﻳﻔﺘﺘﺤﻮن ﻗﺼﺎﺋﺪﻫﻢ ﺑﺘﻤﺠﻴﺪ اﻹﺑﻞ أو ﺑﺈرﺳﺎل ﻣﻨﺪوﺑﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻮق اﻷﺻﻴﻠﺔ ،أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺗﺒﺪأ ﺑﺘﻤﺠﻴﺪ وﻣﺪح ﺗﻠﻚ اﻵﻻت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ أﻟﻬﺒﺖ أﻟﺒﺎب اﻟﻨﺎس وﺗﻌﻠّﻘﺖ ﺑﻬﺎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ وأﻋﺠﺒﻮا ﺑﻬﺎ أﻳّﻤﺎ اﻋﺠﺎب ،وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﻣﺎ دار ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﺠﻤﺮي واﻟﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﻜﺎس ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪة اﻟﺠﻴﺐ وﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺤﺒﻴﺐ.
Î'. ÙÍ /Ù . Ð' , Ì$ Ø ' Ù(Î . ] , 23 ) . %Ø æ Ù$ (# % è Ù . ¼¦ Ï/ÎÃ# . ªØª Û * . !#¥ 1# Ä´} ] ª# . äÙ # Ì$ Ø ' !#¦ . ] Ù Î . Ùã
pØp Ø ° / } Ð -ñ . ] / ±$# Ú (# # " °} © } p ~ Ù ±# ÛÂ Û Ï/# /+. ]%Ø æ Ù$ (# % è Ä / ÙÎ (# Ù # pÙ Ê# Ï/# Û b '. Ù # Ù½ # ¹Í ·/ $
b b Â Ê # ÐÙ ( Ø b3' ° Ø µ p Û # pØ © Ð Ï $ Ï ,' } ] ½Ù # *¦,
% ± # Ù ÙÃÙ 1$ b2 ' )# $# &pÊÙ# Ù$ # . -Ù # . ´ Ø # . # . æ . ( # ~ ¦¢æ ÐÙ . p æ , Í} Û # Ë3¢æ . )ÙÊ# '/¹Î' p+~ ! ( Ø Û$
.% Ê (# ÌÙ$ µ,Í Î # -'/$ . Øp # b ' ªã Ã# (£# pã Ê# ÎÙà ( ]Ï ,(# ±Í} Ù ½ # Ã$ Î ¢ p # ¦+ ÛÂ
Á Î# Ï ,($# (¹Î(# Ù$ # Î $# Ùã ÎÙÊ # . ] Ø ±# - Ê ' Û 1#.æ ª (# '. .p# *¦+ ªÙ' Ú¦# Ù # Î# '/Ê' 1$ -Î .ªØª # â É ´ " Î Ï} / Í Û # /Î (# /´/(# Ð' É 1#  ´è
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
5
ﺗ ﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ
ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻧﺎدي ﺗ ﺮاث اﻹﻣﺎرات
اﻟﻌﺪد 173ﻣﺎرس 2014
ijĴŕŨė ğĘſŹġĭŬ ĸŶŁŨė ģėĸĠ 10 ت ا ﺻﻴﻞ 18أﺣﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺮﻣﻴﺜﻲ :ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺻﻮرة ﻣﺸﺮﻓﺔ ﻟﺘﺮاث ا\ﻣﺎرات 21اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺨﻤﺲ اﻟﻔﺎﺋﺰة ﺑﻤﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ ..اﻟﺮاﻋﻲ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻣﺎﻧﺔ اﻟﺘﺮاث
ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ
ƁĚĸŕŨė ūǟŔǤė ǝ ģėĸġŨė ŞũŭŨė ﻳﺸﻜﻞ ﺗﺮاث أي أﻣﺔ رﻛﻴﺰة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ رﻛﺎﺋﺰ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،وﻋﻨﻮان اﻋﺘﺰازﻫﺎ ﺑﺬاﺗﻴﺘﻬﺎ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ وﺣﺎﺿﺮﻫﺎ ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ ذاﺗﻴﺘﻬﺎ وﻳﺮﺳﺦ ﺣﻀﻮرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ. وﻳﻌﺪ اﻹﻋﻼم أﺣﺪ أﻫﻢ ﻗﻨﻮات إﻳﺼﺎل ﻫﺬه اﻟﺮﻛﻴﺰة ﻷﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن أي ﺗﺸﻮه ﻓﻲ اﻟﻘﻨﺎة ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﺸﻮه ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ وﻧﻮﻋﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻷﺟﻴﺎل ﺑﺘﺮاﺛﻬﻢ. إن ﻓﺸﻞ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﺗﺄدﻳﺔ دوره ﺑﺸﺄن اﻟﺘﺮاث ﻟﻬﻮ ﻣﻦ اﻟﻜﻮارث اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﻻﻧﺘﺒﺎه إﻟﻴﻬﺎ ،ورﺑﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻓﻘﺪان اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﻟﻸﻣﺔ واﻟﺸﻌﺐ واﻟﻮﻃﻦ .ﻓﻜﻤﺎ أن اﻟﻔﺮد اﻟﻔﺎﻗﺪ ﻟﺬاﻛﺮﺗﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺴﺘﺪل ﻋﻠﻰ ﺑﺎب ﺑﻴﺘﻪ ،ﻓﻜﻴﻒ واﻟﺤﺎل ﻫﻜﺬا أن ﻳﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼﺗﻪ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ وﻳﺼﻨﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ،وﻳﻄﻮر ذاﺗﻪ ،ﻓﻜﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ،اﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪت ذاﻛﺮﺗﻬﺎ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ. ﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻒ :ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ،راﺷﺪ اﻟﺰﻋﺎﺑﻲ ،ﻧﺪى ﺳﺎﻟﻢ ،ﻫﺪى اﻟﺒﺎدي ،ﻋﻴﺴﻰ اﻟﻤﻴﻞ ،ﺻﺎﻟﺢ ﻛﺮاﻣﺔ ،د.ﺳﻤﻴﺢ ﺷﻌﻼن ،د .ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺎﻛﺮ ،د .ﻋﻄﺎرد ﺷﻜﺮي ،ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻈﺎﻫﺮ، د .وﻻء ﻣﺤﻤﻮد ،د .ﺻﻔﻮت اﻟﻌﺎﻟﻢ ،د .ﻋﻠﻲ ﻋﺠﻮة ،د .ﻓﺎروق أﺑﻮ زﻳﺪ ،د .ﻣﺤﻤﻮد ﺧﻠﻴﻞ، د .ﺻﺒﺎح آل ﻣﺤﻤﻮدي ،د .ﻫﻴﺜﻢ اﻟﺨﻮاﺟﺔ ،ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺤﺠﺎر ،رﺷﻴﺪ اﻟﺨﺪﻳﺮي ،د .ﻋﺎﺋﺸﺔ اﻟﺪرﻣﻜﻲ ،د .ﺧﺎﻟﺪ ﻋﺰب ،د .ﻣﻘﺪاد رﺣﻴﻢ.
4
ĸŕŁŨė ĝĸʼnĬ ǝ 68 أﻋﻼم اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ا\ﻣﺎراﺗﻲ ﻧﻬﻞ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺸﻌﺒﻴﻮن اﻹﻣﺎراﺗﻴﻮن ﻣﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻫﻨﺎ وﻗﻔﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻣﻊ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ أﺳﻤﺎء اﻷﻋﻼم اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻨﺒﻄﻲ اﻹﻣﺎراﺗﻲ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪه ،ﻣﺴﺘﻠﻬﻤﺎً ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻔﻜﺮة أو اﻟﻤﻮﻗﻒ أو اﻟﺪﻻﻟﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ذاﻛﺮة اﻟﻌﺮب.
ėĸƀŬĘŤ
اﻟﺼﻮرة ﻣﻦ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺪوﱄ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ
ĻķĘŬ 173 ijĴŕŨė
2014
3
اﻗﺮأ ﻓﻲ اﻟﻌﺪد اﻟﻤﻘﺒﻞ
ğĘƀŨĘŕŝŨ ĞũŬĘŀ ĞƀōřĠ
ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ )(2014 / 3/ 15 – 2 / 26 ĞƀŜĘšĤ ĞƀĤėĸĠ ĞƀňĘſķ ĞƀŨĘŝġĬė ĞƀŜĘšĤ ĞƀĤėĸĠ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺨﺘﻢ ،أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻮذﻳﺐ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺪرة ﻳﻨﺔ ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ ﻧﺎدي ﺗﺮاث اﻻﻣﺎرات ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ اﺗﺤﺎد اﻻﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻻﺗﺤﺎد اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮوﺳﻴﺔ وﺟﻤﻌﻴﺔ اﻻﻣﺎرات ﻟﻠﺨﻴﻮل ﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ŮŨĘŕŨė ǝ ĞƀļŸĸŝ ŮŨĘŕŨė ǝ ĞƀļŸĸŝŨė ğĘŰĘĨĸŶŬ ĹĸĚč ĴĬč ƁĚĸŕŨė ůĘŅĭũŨ Ğ ƁĚĸŕŨė ůĘŅĭũŨ ĞŭŔėij ĞĭňėŸ Ğſďķ ﻧﺪوات ﻋﻠﻤﻴﺔ ،ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺟﻤﺎل اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ،ﺳﺒﺎق ﻛﺄس ﺳﻤﻮ ﻟﻠﻘﺪرة ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 240ﻛﻢ ،ﺳﺒﺎق اﻟﺨﻴﻮل اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن ﻟﻠﻘﺪررة ﻢ ،ﺳﺒﺎق اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻨﺎﺷﺌﻴﻦ ﻛﻢ، ذات اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 120ﻛﻢ ﺒﺎق اﻟﻘﺪرة اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ اﻟﻤﺤﻠﻲ ﺳﺒﺎق ﻟﻠﻘﺪرة ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 120ﻛﻢ )ﻧﺠﻤﺘﺎن( ،ﺳﺒ اﻟﻘﺪرة اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 80ﻛﻢ، اﻟﻤﻔﺘﻮح ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 120ﻛﻢ ،ﺳﺒﺎق اﻟﻘﺪررة ﺳﺒﺎﻗﺎت ﺗﺄﻫﻴﻠﻴﺔ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 40ﻛﻢ و 80ﻛﻛﻢ ،ﻣﻨﺎﻓﺴﺎت ﺑﻄﻮﻟﺔ ﻗﻔﺰ اﻷوﺗﺎد ،ﺑﻄﻮﻟﺔ ﺳﻤﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺤﻮاﺟﺰ ،ﻣﻨﺎﻓﺴﺎت ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻘﺎط اﻷﻷوﺗﺎد، اﻟﻌﺮب ،ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﺮوﻳﺾ اﻟﺨﻴﻮل. ﺑﻦ زاﻳﺪ آل ﻧﻬﻴﺎن اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻤﺮﺑﻴﻦ اﻟﻌﺮﺮب، واﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﻤﻤﻴﺰة. اﻟﻤﻐﺮب، ب ،ﻣﺼﺮ ،ﻗﻄﺮ، ﻣﺸﺎرﻛﺎت واﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻓﺮق ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ﺑﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﻣﺎرات. ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻣﺎ
2
ﺗ ﺮاﺛﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻧﺎدي ﺗ ﺮاث اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺪد 173ﻣﺎرس 2014
ﻫ ﻛﺘ ﺪﻳ ﺔ ﺎ ا ب ﻟﻌ
ﺪد
26
ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻦ زاﻳﺪ اﻟﺘﺮاﺛﻲ اﻟﺮاﻋﻲ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻣﺎﻧﺔ اﻟﺘﺮاث
اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ ﻳﺮوي ﺗﻄ ّﻮر اﻻﻣﺎرات
اﻟﺠﻤﺮي واﻟﻜﺎس ﻳﺘﻐﻨﻴﺎن ﺑـ)اﻟﺠﻴﺐ( وﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺤﺒﻴﺐ )اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺪ( ..ﻫﻞ أرﺷﺪ ﻓﺎﺳﻜﻮ دي ﺟﺎﻣﺎ ﰲ رﺣﻠﺘﻪ؟ اﻷﺳﺎﻃري اﳌﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﺒ ّﺤ ﺎرة اﻟﺨﻠﻴﺞ اﳌﻬﺮﺟﻮن ..أﺳﺎﺗﺬة اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﻣﻠﻒ
اﻟﺘﺮاث ﻓﻲ ا\ﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻲ
اﻟﺸﺎﻋﺮ راﺷﺪ ﺷﺮار:
اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ا\ﻣﺎراﺗﻴﺔ ﺑﻨﺖ واﻗﻌﻬﺎ وﺑﻴﺌﺘﻬﺎ وﺗﺮاﺛﻬﺎ ُ