ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ وﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ
ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﻮﻳﻜﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس
اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ 2002م – 1422هـ
اﻟﺼﻔﺤﺔ
اﻟﻤﻮﺿــــــﻮع اﻟﻮﺟﻪ اﻷول ﻓﻲ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ ﻣﻦ زﻋﻢ أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ
2
اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﺘﻮاﺗﺮ
2
اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻷدﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ وإﺟﻤﺎع اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد
4
ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ واﻻﻋﺘﻘﺎد اﻷدﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب
4
اﻷدﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ
5
اﻷدﻟﺔ ﻣﻦ إﺟﻤﺎع اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
6
اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺮدود اﺧﺘﻼف اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وﻣﻦ ﺑﻌﺪهﻢ ﻓﻲ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد
9
ﻟﻴﺪل دﻻﻟﺔ واﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻴﻘﻴﻦ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺮاﺑﻊ :ﻻ ﻳﺠﻮز اﻻﺧﺘﻼف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
23
أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﺠﺮي ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم
25
ﻼ وﻟﻴﺲ ﺑﺪﻟﻴﻞ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺨﺎﻣﺲ وهﻮ ﻣﺎ ﻇﻨﻮﻩ دﻟﻴ ً
44
أﻗﻮال اﻷﺳﺎﻃﻴﻦ ﻓﻲ أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻴﻘﻴﻦ
56
أﻗﻮاﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﺪم اﺳﺘﺪﻻﻟﻬﻢ ﺑﺎﻵﺣﺎد ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ
76
اﻟﺮد ﻋﻠﻰ ﻣﻦ زﻋﻢ أن هﺆﻻء ﻋﻠﻤﺎء آﻼم
80
اﻟﺮد ﻋﻠﻰ ﻣﻦ زﻋﻢ أن هﺆﻻء أﺷﺎﻋﺮة
80
ﻓﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻈﻦ واﻟﻴﻘﻴﻦ ﻓﻲ آﻼﻣﻬﻢ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع
80
2
ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ واﻟﺼsﻼة واﻟﺴsﻼم ﻋﻠsﻰ أﺷsﺮف اﻷﻧsﺎم وﻋﻠsﻰ ﺁﻟsﻪ وﺻsﺤﺒﻪ واﻟﺘﺎﺑﻌﻴsﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎن اﻟﻰ ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ. أﻣﺎ ﺑﻌﺪ: ﻳssﺰﻋﻢ ﻣssﻦ ﺷssﺬ ﻋssﻦ ﻗﻮاﻋssﺪ اﻷﺻssﻮل وﺟﻤﻬssﺮة أهssﻞ اﻟﻌﻠssﻢ ﻣssﻦ اﻟﻔﻘﻬsﺎء واﻟﻤﺤﺪﺛﻴsﻦ واﻷﺻsﻮﻟﻴﻴﻦ ،ﺑsﺄن ﺧsﺒﺮ اﻵﺣsﺎد ﻳﻔsﻴﺪ اﻟﻌﻠsﻢ وﻳﺆﺧsﺬ ﻓﻲ اﻟﻌﻘssﺎﺋﺪ ﻋssﻨﺪ أهssﻞ اﻟﺴssﻨﺔ ﻗﺎﻃssﺒﺔ ،وأﻧssﻪ ﻟssﻢ ﻳﻘssﻞ ﺧssﻼف ذﻟssﻚ إﻻ اﻟﺠﻬﻤssﻴﺔ واﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ واﻟﺠﺒﺮﻳﺔ واﻟﺨﻮارج. ﻏsﻴﺮ أﻧsﻪ ﺑﻌsﺪ اﻟﺘﺪﻗsﻴﻖ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﺒﻴﻦ أﻧﻪ زﻋﻢ ﺑﺎﻃﻞ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ دﻟssﻴﻞ ﻻ ﻣssﻦ اﻟﻜssﺘﺎب وﻻ ﻣssﻦ اﻟﺴssﻨﺔ وﻻ ﻣssﻦ إﺟﻤssﺎع اﻟﺼssﺤﺎﺑﺔ ،ﺑssﻞ ﺗﻜﺬﺑssﻪ اﻷدﻟssﺔ واﻟﺒﺮاهﻴssﻦ ،وﻗssﺪ أوردت ﻓssﻲ ﻋﺠﺎﻟﺘssﻲ هssﺬﻩ ﺳssﺒﻌﺔ وﺟssﻮﻩ آssﻞ وﺟssﻪ ﻓﻴﻬﺎ آﻔﻴﻞ ﺑﺄن ﻳﺮد زﻋﻤﻬﻢ هﺬا.
اﻟﻮﺟﻪ اﻷول-: وهﻮ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﺒﺮ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ وﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺮﻳﻒ آﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ وﻣﻦ ﺣﻴﺚ واﻗﻌﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻋﻨﺪ آﻞ ﻣﻦ ذآﺮ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ واﻵﺣﺎد ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ،ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﺑﺄن اﻟﺨﺒﺮ إﻣﺎ أن ﻳﻜﻮن آﺬﺑًﺎ ﻗﻄﻌًﺎ وهﻮ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺨﺘﻠﻖ اﻟﻤﻮﺿﻮع ،وإﻣﺎ أن ﻳﻜﻮن ﺻﺪﻗًﺎ ﻗﻄﻌًﺎ وهﻮ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ،وأﻣﺎ أن ﻳﺤﺘﻤﻞ أن ﻳﻜﻮن ﺻﺪﻗًﺎ أو آﺬﺑًﺎ وهﻮ ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد. ﻓﺎﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﺜﺎﻟﺚ هﻤﺎ ﻣﺤﻞ اﻟﺒﺤﺚ هﻨﺎ.
3
أﻣ55ﺎ اﻟﺨ55ﺒﺮ اﻟﻤ55ﺘﻮاﺗﺮ ﻟﻐ55ﺔ :ﻓﻬssﻮ اﻟﺘssﺘﺎﺑﻊ أي ﺗssﺘﺎﺑﻊ ﺷssﻴﺌﻴﻦ ﻓﺄآssﺜﺮ ﺑﻤﻬﻠsﺔ أي واﺣsﺪ ﺑﻌsﺪ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﺗﺮ ،وﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﺛﻢ أرﺳﻠﻨﺎ رﺳﻠﻨﺎ ﺗﺘﺮى{.1 وأﻣsﺎ ﻣﻌsﻨﺎﻩ ﻓﻲ اﻻﺻﻄﻼح :ﻓﻬﻮ ﺧﺒﺮ ﻋﺪد ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻋﺎدة ﺗﻮاﻃﺆهﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺬب.2 وأﻣssﺎ ﺣﻜﻤssﻪ ﻓﺈﻧssﻪ ﻳﻔssﻴﺪ اﻟﻌﻠssﻢ واﻟﻴﻘﻴssﻦ ﻋssﻨﺪ آﺎﻓssﺔ اﻟﻔﻘﻬssﺎء ،3وﻳﻜﻔssﺮ ﻣsﻨﻜﺮ اﻟﺨsﺒﺮ اﻟsﺬي ﺛﺒsﺖ ﺗﻮاﺗﺮﻩ ،وﻗﺪ اﻋﺘﻨﻰ ﻏﻴﺮ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺠﻤﻌﻪ وﺗﺪوﻳﻨﻪ آﺎﻟﺴﻴﻮﻃﻲ واﻟﺰﺑﻴﺪي واﻟﻜﺘﺎﻧﻲ. أﻣ5ﺎ ﺧ5ﺒﺮ اﻵﺣ5ﺎد :ﻓﻬﻮ ﺟﻤﻊ أﺣﺪ وهﻮ ﺧﺒﺮ رواﻩ واﺣﺪ ﻋﻦ واﺣﺪ ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ اﺳﻤﻪ.4 وﻓ5ﻲ اﻻﺻ5ﻄﻼح :ﺧsﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﺎ اﻧﺤﻂ ﻋﻦ ﺣﺪ اﻟﺘﻮاﺗﺮ وهﻮ أن ﻳﻔﻘﺪ ﻓﻴﻪ ﺷﺮط ﻣﻦ ﺷﺮوط اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ.5 أﻣ5ﺎ ﺣﻜﻤ5ﻪ :ﻓﻬsﻮ أﻧsﻪ ﻻ ﻳﻔsﻴﺪ اﻟﻌﻠsﻢ واﻟﻴﻘﻴsﻦ وﻻ ﻳﻜﻔsﺮ ﻣﻨﻜﺮﻩ ﻷﻧﻪ اﻧﺤssﻂ ﻋssﻦ اﻟﻤssﺘﻮاﺗﺮ وهssﻮ ﻗssﻮل اﻟﻐﺎﻟﺒssﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤssﻰ ﻣssﻦ اﻟﻌﻠﻤssﺎء ﺑﻤssﻦ ﻓssﻴﻬﻢ اﻷﺋﻤsﺔ اﻷرﺑﻌsﺔ آﻤsﺎ ﺳsﻨﺒﻴﻨﻪ ﻓsﻲ ﻣﻮﺿsﻌﻪ إن ﺷsﺎء اﷲ ﺗﻌsﺎﻟﻰ ،وهﺬا ﻳﻜﺬب ادﻋsﺎء ﻣsﻦ ﻧﻔsﻰ ﻋsﻨﻬﻢ وﻋsﻦ ﺗﻼﻣﺬﺗﻬsﻢ ذﻟsﻚ ،ﻓﻘsﺪ وﻗﻊ ﻟﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻘﻮل ﺑﻬﺬا اﻟﻘﻮل ،وﻟﻘﺪ أﻓﺮدت ﻟﻬﻢ ﺑﺎﺑًﺎ ﺧﺎﺻًﺎ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﺒﺤﺚ.
1آﺬا ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻜﻮآﺐ اﻟﻤﻨﻴﺮ 323/2وﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ آﺘﺐ اﻻﺻﻮل ﻋﻨﺪ آﻞ ﻣﻦ ذآﺮﻧﺎ ﻋﻨﻬﻢ 2اﻻﻳﺎت اﻟﺒﻴﻨﺎت ﻟﻠﻌﺒﺎدي 272/3 3آﺬا ﻓﻲ ﻣﻴﺰان اﻻﺻﻮل ﻟﻠﺴﻤﺮﻗﻨﺪي ص 423وﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺴﺆال 69/3 4آﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺰان اﻻﺻﻮل ص431 5آﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻠﻤﻊ ﻟﻠﺸﻴﺮازي 578/2 4
اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺜﺎﻧﻲ-: اﻷدﻟsﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ وإﺟﻤﺎع اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻴﻘﻴﻦ. أﻣ55ﺎ اﻟﻜ55ﺘﺎب :ﻓﻘﻮssﻟﻪ ﺗﻌssﺎﻟﻰ }ان ﺟ55ﺎءآﻢ ﻓﺎﺳ55ﻖ ﺑﻨ55ﺒﺄ ﻓﺘﺒﻴ55ﻨﻮا أن ﺗﺼ55ﻴﺒﻮا ﻗﻮﻣ ً5ﺎ ﺑﺠﻬﺎﻟ55ﺔ ﻓﺘﺼ55ﺒﺤﻮا ﻋﻠ55ﻰ ﻣ55ﺎ ﻓﻌﻠ55ﺘﻢ ﻧﺎدﻣﻴ55ﻦ{ ﻗssﺎل أﺑssﻮ ﺑﻜssﺮ اﻟﺠﺼsﺎص اﻟﺤﻨﻔsﻲ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ :وﻓﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺧsﺒﺮ اﻟﻮاﺣsﺪ ﻻ ﻳﻮﺟsﺐ اﻟﻌﻠsﻢ إذ ﻟsﻮ آsﺎن ﻳﻮﺟsﺐ اﻟﻌﻠsﻢ ﺑﺤﺎل ﻟﻤﺎ اﺣﺘﻴﺞ ﻓﻴﻪ اﻟsﻰ اﻟﺘﺜﺒsﺖ ،وﻣsﻦ اﻟsﻨﺎس ﻣsﻦ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺟﻮاز ﻗﺒﻮل ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻌﺪل ﻼ ﻋﻠssﻰ أن اﻟﺘﺜﺒssﺖ ﻓssﻲ وﻳﺠﻌssﻞ ﺗﺨﺼﻴﺼssﻪ اﻟﻔﺎﺳssﻖ ﺑﺎﻟﺘﺜﺒssﺖ ﻓssﻲ ﺧssﺒﺮﻩ دﻟssﻴ ً ﺧsﺒﺮ اﻟﻌsﺪل ﻏsﻴﺮ ﺟﺎﺋsﺰ ،وهﺬا ﻏﻠﻂ ،ﻷن ﺗﺨﺼﻴﺺ اﻟﺸﻲء ﺑﺎﻟﺬآﺮ ﻻ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ ﻋﺪاﻩ ﻓﺤﻜﻤﻪ ﺑﺨﻼﻓﻪ". ﺛsﻢ هsﺬﻩ اﻵﻳsﺔ ﻣsﻦ اﻟﺤﺠsﺞ ﻋﻠsﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻤﻔﻬﻮم اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻣﻦ أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻔﺎﺳﻖ أو اﻟﻌﺪل ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ. وﻗsssﻮل اﷲ ﺗﻌsssﺎﻟﻰ} :واﻟﺬﻳ555ﻦ ﻳ555ﺮﻣﻮن اﻟﻤﺤﺼ555ﻨﺎت ﺛ555ﻢ ﻟ555ﻢ ﻳ555ﺄﺗﻮا ﺑﺄرﺑﻌﺔ ﺷﻬﺪاء ﻓﺎﺟﻠﺪوهﻢ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺟﻠﺪة{. ﻓﺎﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻲ إﺛﺒﺎت اﻟﺰﻧﺎ ﺑﻞ اﺷﺘﺮط أرﺑﻌﺔ ﺷﻬﻮد آﻤﺎ دﻟﺖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن ﺷﻬﺎدة اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﺗﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ وﻟﻮ آﺎن ﻋﺪﻻً ،ﺑﻞ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺟﻤﻊ ،واﺣﺪ ﺑﻌﺪ واﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ.
5
وﻗsﺪ اﺣsﺘﺞ ﺑﻬsﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻣﻦ اﺷﺘﺮط أرﺑﻌﺔ ﻓﻲ أﻗﻞ اﻟﺠﻤﻊ اﻟﺬي ﻳﻔﻴﺪ ﺧﺒﺮهﻢ اﻟﻌﻠﻢ وهﻮ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ.1 ﻓsﺈن ﻗsﻴﻞ ﺑsﺄن هsﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﻮد اﻟﺰﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﺪﻟﻴﻞ ان اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻃﻠﺐ ﻓﻲ إﺛﺒﺎت اﻟﻘﺘﻞ أو اﻟﺴﺮﻗﺔ ﺷﺎهﺪﻳﻦ اﺛﻨﻴﻦ. اﻟﺠ5ﻮاب :ان هsﺬﻩ ﺣﺠsﺔ أﺧsﺮى ﻟsﻨﺎ ،ﻓsﺈن اﷲ ﻋsﺰ وﺟﻞ ﻃﻠﺐ ﻓﻲ إﺛsﺒﺎت اﻟﻘﺘﻞ أو اﻟﺴﺮﻗﺔ ﺧﺒﺮ ﺟﻤﻊ أﻳﻀًﺎ ﻻ ﺧﺒﺮ واﺣﺪ ،واﻻﺛﻨﺎن ﺟﻤﻊ ،ﻗﺎل ﻋﻠsﻴﻪ اﻟﺼsﻼة واﻟﺴsﻼم "اﻻﺛsﻨﺎن ﻓﻤsﺎ ﻓsﻮق ﺟﻤﺎﻋsﺔ" ،2وﺑﻬsﺬا أﻳﻀًsﺎ اﺣﺘﺞ ﺑﻌsﺾ اﻟﻌﻠﻤsﺎء ﻋﻠsﻰ أن اﻗsﻞ ﻋﺪد ﻹﺛﺒﺎت اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ اﺛﻨﺎن .3وهﻮ ﺧﺒﺮ واﺣﺪ ﺑﻌﺪ واﺣﺪ. وآﺬﻟﻚ ﻃﻠﺐ اﻟﺸﺮع ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻴﺔ أن ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻤﻊ وهﻮ اﺛﻨﺎن وآﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻄﻼق واﻟﺰواج وﻓﻲ إﺛﺒﺎت اﻟﻬﻼل ﻓﻲ اﻟﺮأي اﻟﺮاﺟﺢ وﻓﻲ إﺛﺒﺎت اﻟ ّﺪﻳْﻦ. ﻻ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ آsﻞ هsﺬا ﻣsﻦ اﻷدﻟsﺔ ﻋﻠsﻰ أن ﺧsﺒﺮ اﻟﻮاﺣsﺪ وﻟsﻮ آﺎن ﻋﺪ ً اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻴﻘﻴﻦ وان أﻓﺎد اﻟﻌﻤﻞ. وأﻣﺎ اﻟﺴﻨﺔ-: ﻓﻌsﺪم ﻗﺒﻮsﻟﻪ ρﺑﻤsﺎ أﺧsﺒﺮﻩ اﻟﻮﻟsﻴﺪ ﺑsﻦ ﻋﻘsﺒﺔ ﺑsﻦ أﺑsﻲ ﻣﻌsﻴﻂ ﺑﺸﺄن ﺑﻨsﻲ اﻟﻤﺼsﻄﻠﻖ ،ﺣsﺘﻰ أرﺳsﻞ ﺧsﺎﻟﺪ ﺑsﻦ اﻟﻮﻟsﻴﺪ ﻟﻴﺘﺜﺒsﺖ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﻩ وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻧﺰﻟﺖ ﺁﻳﺔ اﻟﺘﺜﺒﺖ ﻓﻲ ﺳﻮرة اﻟﺤﺠﺮات.4 1راﺟﻊ إن ﺷﺌﺖ آﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻟﻠﻜﻠﻮذاﻧﻲ 28/3وﻧﻔﺎﺋﺲ اﻻﺻﻮل ﻟﻠﻔﺮاﻓﻲ 2967/6وﻣﻘﺪﻣﺔ ﻧﻈﻢ اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮ ﻟﻠﺰﺑﻴﺪي وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ آﺘﺐ اﻻﺻﻮل ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪد اﻟﺬي ﺛﺒﺖ ﺑﻪ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ 2رواﻩ اﻟﻄﺤﺎوي ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻻﺛﺎر 308/1و 334/4وﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪرك ﻟﻠﺤﺎآﻢ واﺑﻦ ﻣﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﻨﻪ ﺑﺮﻗﻢ 972واﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ ﺳﻨﻨﻪ اﻟﻜﺒﺮى 69/3 3آﻤﺎ ذآﺮﻩ اﻟﻜﻠﻮذاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ 29/3واﻟﻘﺮاﻓﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺎﺋﺲ اﻻﺻﻮل 2967/6 4راﺟﻊ إن ﺷﺌﺖ ﺗﻔﺴﺒﺮ اﻟﻄﺒﺮي ﻵﻳﺔ ا ﻟﺤﺠﺮات رﻗﻢ 6 6
وﻻ ﻳﻘsﺎل إﻧﻤssﺎ أﻣssﺮ ﺑﺎﻟﺘﺜﺒssﺖ ﻷن اﻟﻤﺨsﺒﺮ ﻓﺎﺳssﻖ ﻻ ﻳﻘssﺎل ذﻟssﻚ ﻷن اﻟﻤﺨssﺒﺮ ﺻssﺤﺎﺑﻲ واﻟﺼssﺤﺎﺑﺔ آﻠﻬssﻢ ﻋssﺪول ،وﻻ ﻋssﺒﺮة ﺑﻤssﻦ ﺷssﺬ ﻋssﻦ هssﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋﺪة. وﻋssﺪم ﻗﺒﻮssﻟﻪ ρﻟﻘssﻮل ذي اﻟﻴﺪﻳssﻦ ﻟﻤssﺎ ﻗ sﺎل ﻟﻠﻨﺒssﻲ ρوﻗssﺪ ﺻssﻠﻰ رآﻌﺘﻴssﻦ ﻓssﻲ ﺻssﻼة ﻇﻬssﺮ ﻓﻘssﺎل ﻟﻪ ﻳssﺎ رﺳssﻮل اﷲ "أﻗﺼssﺮت اﻟﺼssﻼة أم ﻻ ﺛﻢ ﺳﺄل اﻟﻘﻮم "ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ذو اﻟﻴﺪﻳﻦ" ﻧﺴsﻴﺖ" ،ﻓﺎﻟﺘﻔsﺖ اﻟﻨﺒﻲ ρﻳﻤﻴﻨًﺎ وﺷﻤﺎ ً ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﺻﺪق ﻟﻢ ﺗﺼﻞ إﻻ رآﻌﺘﻴﻦ".1 واﻟﺸsﺎهﺪ ﻓsﻲ آsﻼم ذي اﻟﻴﺪﻳsﻦ أﻧsﻪ ﺟsﺎء ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻳﻘﻴﻦ رﺳﻮل اﷲ ρواﻟﻴﻘﻴsﻦ ﻻ ﻳﻘﺎوﻣsﻪ ﻇsﻦ أو ﺷsﻚ ﺑsﻞ ﻻﺑsﺪ ﻟﻪ ﻣsﻦ ﻳﻘﻴsﻦ ،وﻟﺬﻟsﻚ ﺳsﺄل اﻟﻨﺒssﻲ ρاﻟﻘssﻮم ﻓﻘssﺎﻟﻮا ﻟﻪ :ﺻssﺪق ذو اﻟﻴﺪﻳssﻦ ﻓﻘssﺎم ﻳﻘﻴssﻦ ﻋssﻨﺪﻩ ﻣﻜssﺎن ﻳﻘﻴssﻦ، وﻟﺬﻟﻚ ﺻﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻬﻰ ﻋﻨﻪ وﺳﺠﺪ ﻟﻠﺴﻬﻮ. وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺜﺒﺖ أن ﻗﻮل اﻟﻮاﺣﺪ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ρﻻ ﻳﻔﻴﺪ ﻳﻘﻴﻨًﺎ. وﻣﻦ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺪﻟﻴﻞ أﺧﺬت ﻗﺎﻋﺪة "اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻻ ﻳﺰول إﻻ ﺑﻴﻘﻴﻦ" أو "اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻻ ﻳﺰول ﺑﺎﻟﻈﻦ أو ﺑﺎﻟﺸﻚ" واﷲ أﻋﻠﻢ. وأﻣﺎ إﺟﻤﺎع اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ-: ﻓﻘsﺪ دل إﺟﻤﺎع اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ أن ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﻔsﻴﺪ اﻟﻌﻠsﻢ واﻟﻴﻘﻴsﻦ وﻻ ﻳﺆﺧsﺬ ﻓsﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ،وإﻻ ﻷﺛﺒﺘﻮا اﻟﻘﺮﺁن ﺑﻘﻮل اﻵﺣﺎد وهﻮ أﺣﺪ أرآﺎن اﻟﻌﻘﻴﺪة.
1أﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري 182/1وﻣﺴﻠﻢ 403/1وﻏﻴﺮهﻤﺎ ﻣﻦ آﺘﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎب اﻟﺴﻬﻮ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة 7
ﻓﻘﺪ روى أﺣﻤﺪ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ واﺑﻦ ﻣﺮدوﻳﺔ واﻟﺒﺰار ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﻴﺢ ﻋsﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد آﺎن ﻳﺤﺬف اﻟﻤﻌﻮذﺗﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺤﻒ وﻓﻲ ﻚ اﻟﻤﻌﻮذﺗﻴsﻦ" وﻳﻘsﻮل "ﻻ ﺗﺨﻠﻄsﻮا اﻟﻘsﺮﺁن ﺑﻤsﺎ ﻟsﻴﺲ ﻣﻨﻪ رواﻳsﺔ "آsﺎن َﻳﺤُ sﱡ إﻧﻬﻤﺎ ﻟﻴﺴﺘﺎ ﻣﻦ آﺘﺎب اﷲ إﻧﻤﺎ أُﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ρأن ﻳﺘﻌﻮذ ﺑﻬﻤﺎ". ﻗﺎل اﻟﺒﺰار :ﻟﻢ ﻳﺘﺎﺑﻊ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ.1 ﻓﻔsﻲ هsﺬا دﻟﻴﻞ واﺿﺢ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺘﻮا اﻟﻘﺮﺁن أو ﺷﻴﺌًﺎ ﻣsﻨﻪ ﻋﻠsﻰ أﻧsﻪ ﻗﺮﺁن ﺑﺎﻵﺣﺎد آﻘﻮل اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ واﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ. وروى اﻟﺤsﺎآﻢ ﻓsﻲ اﻟﻤﺴsﺘﺪرك وﻏsﻴﺮﻩ ﻋﻦ آﺜﻴﺮ ﺑﻦ اﻟﺼﻠﺖ ﻗﺎل :آﺎن اﺑﻦ اﻟﻌsﺎص وزﻳsﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻳﻜﺘﺒﺎن اﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ﻓﻤﺮوا ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻓﻘﺎل زﻳﺪ ﺳsﻤﻌﺖ رﺳsﻮل اﷲ ρﻳﻘsﻮل "اﻟﺸsﻴﺦ واﻟﺸsﻴﺨﺔ إذا زﻧsﻴﺎ ﻓﺎرﺟﻤﻮهﻤﺎ اﻟﺒﺘﺔ" ﻓﻘsﺎل ﻋﻤﺮ" :ﻟﻤﺎ أﻧﺰﻟﺖ هﺬﻩ أﺗﻴﺖ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻘﻠﺖ أُآﺘﺒﻨﻴﻬﺎ" ﻗﺎل ﺷﻌﺒﺔ: ﻓﻜﺄﻧssﻪ آssﺮﻩ ذﻟssﻚ ،ﻓﻘssﺎل ﻋﻤssﺮ أﻻ ﺗssﺮى أن اﻟﺸssﻴﺦ إذا ﻟssﻢ ﻳُﺤﺼssﻦ ﺟﻠssﺪ وان اﻟﺸﺎب إذا زﻧﻰ وﻗﺪ أﺣﺼﻦ رﺟﻢ".2 وﻓssﻲ رواﻳssﺔ اﻟﻤﻮﻃssﺄ :ﻗssﺎل ﻋﻤssﺮ رﺿssﻲ اﷲ ﻋssﻨﻪ "ﻟssﻮﻻ أن ﻳﻘssﺎل ﺑﺄﻧsﻲ زدت ﻓsﻲ اﻟﻘsﺮﺁن ﻟﻜﺘﺒsﺘﻬﺎ" وﻓsﻲ رواﻳsﺔ أﺧsﺮى ﻟﻪ "ﻟsﻮﻻ أن ﻳﻘsﻮل اﻟﻨﺎس زاد ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﻓﻲ آﺘﺎب اﷲ ﻟﻜﺘﺒﺘﻬﺎ ﻓﺈﻧﺎ ﻗﺪ ﻗﺮأﻧﺎهﺎ".3 وﻣsﻊ ذﻟsﻚ ﻓsﺈن اﻟﺼsﺤﺎﺑﺔ رﺿsﻲ اﷲ ﻋsﻨﻬﻢ ﻟsﻢ ﻳﺜﺒsﺘﻮا هﺬﻩ اﻟﺠﻤﻠﺔ ﺁﻳﺔ ﻓﻲ آﺘﺎب اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ ﺑﻞ ﺑﺎﻵﺣﺎد وهﻮ ﻇﻦ. 1راﺟﻊ إن ﺷﺌﺖ ﻓﺘﺢ اﻟﻘﺪﻳﺮ ﻟﻠﺸﻮآﺎﻧﻲ 518/5 2أﻧﻈﺮ اﻟﻤﺴﺘﺪرك ﻟﻠﺤﺎآﻢ 360/4 3آﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﻃﺄ ﻣﺎﻟﻚ آﺘﺎب اﻟﺤﺪود ﺑﺎب اﻟﺮﺟﻢ ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ 10 8
وروى اﻹﻣsﺎم ﻣsﺎﻟﻚ ﻓsﻲ اﻟﻤﻮﻃsﺄ ﻋsﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ أم اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ" :آﺎن ﻓﻴﻤﺎ أﻧﺰل ﻋﺸﺮ رﺿﻌﺎت ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺎت ﻳُﺤﺮﻣﻦ ﻓﻨﺴﺨﻦ ﺑﺨﻤﺲ رﺿﻌﺎت ﻓﺘﻮﻓﻲ رﺳﻮل اﷲ ρوهﻮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن".1 ﻏssﻴﺮ أن هssﺬﻩ اﻟﺠﻤﻠssﺔ أﻳﻀًsﺎ ﻟssﻢ ﺗﺜﺒssﺖ ﺁﻳssﺔ ﻓssﻲ آssﺘﺎب اﷲ ﻷﻧﻬssﺎ ﻟssﻢ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ ﺑﻞ ﺑﺎﻵﺣﺎد وهﻮ ﻇﻦ. وﻗsﺪ ﺟﻤﻊ اﺑﻦ أﻻﻧﺒﺎري واﺑﻦ أﺑﻲ داوود ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻴﻬﻤﺎ اﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ﻋﺸsﺮات اﻟﺠﻤsﻞ اﻟﺘsﻲ وردت ﻓsﻲ ﻣﺼsﺎﺣﻒ ﺁﺣﺎد اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وﻟﻢ ﺗﺜﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺤﻒ اﻹﻣﺎم. وﻣsﻦ ذﻟsﻚ ﻣsﺎ ﺟsﺎء ﻓsﻲ ﻣﺼsﺤﻒ اﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ "ﻻ ﺟﻨﺎح ﻋﻠﻴﻜﻢ ان ﻼ ﻣﻦ رﺑﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﻮاﺳﻢ اﻟﺤﺞ". ﺗﺒﺘﻐﻮا ﻓﻀ ً وﻣsﻦ ذﻟsﻚ ﻣsﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﺼﺤﻒ ﻋﺎﺋﺸﺔ "ﺣﺎﻓﻈﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻮات واﻟﺼﻼة اﻟﻮﺳﻄﻰ وﺻﻼة اﻟﻌﺼﺮ". وﻣsﻦ ذﻟsﻚ ﻣsﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﺼﺤﻒ أﺑﻲ ﺑﻦ آﻌﺐ "ﻓﺼﻴﺎم ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺎت ﻓﻲ آﻔﺎرة اﻟﻴﻤﻴﻦ". وﻏssﻴﺮ ذﻟssﻚ ﻣssﻦ اﻟﺠﻤssﻞ ،إﻻ أن اﻟﺼssﺤﺎﺑﺔ رﺿssﻲ اﷲ ﻋssﻨﻬﻢ ﻗssﺪ أﺟﻤﻌsﻮا ﻋﻠsﻰ أﻧﻬsﺎ ﻟﻴﺴsﺖ ﻗﺮﺁﻧًﺎ ﺑﺪﻟﻴﻞ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺘﻮهﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺤﻒ اﻻﻣﺎم وهsﻮ اﻟﺬي ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻨﺎ وﻻ ﻳﺼﺢ أن ﻧﻘﻮل ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺮﺁن ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﺎﻟﺘﻮاﺗﺮ واﻟﻘﻄﻊ ﺑﻞ ﺑﺎﻵﺣﺎد واﻟﻈﻦ. ﺛsﻢ ﻗsﺎﻣﻮا ﺑﺘﺼsﺮف ﻻﻓsﺖ ﻟﻠsﻨﻈﺮ ﻳﺒﻴsﻦ ﻟsﻨﺎ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﺮﺁﻧﺎً ،أﻧﻬﻢ واﻓﻘsﻮا ﻋsﺜﻤﺎن ﺑsﻦ ﻋﻔsﺎن رﺿsﻲ اﷲ ﻋsﻨﻪ ﻋﻠsﻰ ﺣsﺮﻗﻪ آsﻞ ﻣﺼﺎﺣﻒ ﺁﺣﺎد اﻟﺼsﺤﺎﺑﺔ اﻟﺘsﻲ ﺧﺎﻟﻔsﺖ ﻓsﻲ ﺟﻤﻠﻬﺎ اﻟﻤﺼﺤﻒ اﻹﻣﺎم اﻟﺬي أﺟﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ أﻧﻪ 1أﻧﻈﺮ اﻟﻤﻮﻃﺄ آﺘﺎب اﻟﺮﺿﺎع ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ 17 9
هssﻮ اﻟﻘssﺮﺁن اﻟﻜssﺮﻳﻢ .وﻋﻠssﻰ هssﺬا أهssﻞ اﻟﺴssﻨﺔ ﻗﺎﻃ sﺒﺔ ،ﻗssﺎل ﺻssﺎﺣﺐ ﻣﺴssﻠﻢ اﻟﺜsﺒﻮت :ﻣsﺎ ﻧﻘﻞ ﺁﺣﺎدًا ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻘﺮﺁن ﻗﻄﻌًﺎ وﻟﻢ ﻳﻌﺮف ﻓﻴﻪ ﺧﻼف ﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ أهﻞ اﻟﻤﺬاهﺐ.1 وﻓssﻲ هssﺬا اﻹﺟﻤssﺎع اﻟﻔﻌﻠssﻲ واﻟﻘﻮﻟssﻲ ﻣssﻦ أﺻssﺤﺎب رﺳssﻮل اﷲ ρ وﻣssﻦ أهssﻞ اﻟﻤﺬاهssﺐ ﻷآssﺒﺮ دﻟssﻴﻞ ﻋﻠssﻰ أن ﻋﻘssﺎﺋﺪ اﻟﻤﺴssﻠﻤﻴﻦ ﻻ ﺗﺜﺒssﺖ إﻻ ﺑﺎﻟﻴﻘﻴssﻦ ،وآssﺘﺎب اﷲ ﻋssﺰ وﺟssﻞ هssﻮ أﺣssﺪ أرآssﺎن اﻟﻌﻘssﻴﺪة اﻹﺳssﻼﻣﻴﺔ اﻟssﺬي اﺳﺘﺸsﻬﺪﻧﺎ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺘﻨﺎ وهﻮ آﺎف ﻓﻲ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺎل أن اﻵﺣﺎد ﺗﻔﻴﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ وأﻧﻬﺎ ﺗﺆﺧﺬ ﻹﺛﺒﺎت اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ.
اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺜﺎﻟﺚ -:اﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد: وﻣssﻦ اﻷدﻟssﺔ ﻋﻠssﻰ أن ﺧssﺒﺮ اﻵﺣssﺎد ﻻ ﻳﻔssﻴﺪ إﻻ اﻟﻈssﻦ ،اﺧssﺘﻼف اﻟﺼsﺤﺎﺑﺔ وﻣsﻦ ﺑﻌﺪهsﻢ ﻓsﻲ إﺛsﺒﺎت ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻜﺮ وﻣﺘﻘﺒﻞ ،ﻓﻠﻮ آﺎن ﻳﻔsﻴﺪ اﻟﻌﻠsﻢ واﻟﻴﻘﻴsﻦ ﻟﻤsﺎ آsﺎن ﻻﺧsﺘﻼﻓﻬﻢ ﻋﻠsﻴﻪ ﻣﻌsﻨﻰ وﻷﻧﻜsﺮ ﺑﻌﻀsﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ذﻟﻚ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ دل ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺛﺒﺘﻨﺎﻩ.
أﻣﺎ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ: ﻓﺠﻤsﻴﻌﻬﻢ ﻟsﻢ ﻳﻘsﺒﻞ رواﻳsﺔ ﻋsﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻋsﺪم اﻋﺘsﺒﺎر اﻟﻤﻌﻮذﺗﻴsﻦ ﻣsﻦ اﻟﻘsﺮﺁن آﻤsﺎ أﺛﺒﺘsﻨﺎﻩ ﺁﻧﻔًsﺎ ﻣsﻦ إﺟﻤsﺎع اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠssﻰ ﻋssﺪم اﻋﺘssﺒﺎر ﺧssﺒﺮ اﻵﺣssﺎد ﻓssﻲ اﻟﻘssﺮﺁن اﻟﻜssﺮﻳﻢ وهssﻮ ﻣﺼssﺪر اﻟﻌﻘssﺎﺋﺪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. 1آﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺷﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺼﻔﻰ ﻟﻠﻐﺰاﻟﻲ 9/2 10
ﻣﺜﺎل ﺁﺧﺮ: وﻣsﻦ اﻷﻣsﺜﻠﺔ اﻟﺸsﺮﻋﻴﺔ ﺑsﻞ ﻗﻞ اﻷدﻟﺔ ﻣﻦ أﻓﻌﺎل وأﻗﻮال أﺻﺤﺎب رﺳsﻮل اﷲ ρدون إﻧﻜsﺎر ﻣsﻦ أﺣsﺪ ﻣsﻨﻬﻢ ﻣﻤsﺎ ﻳsﺪل ﻋﻠsﻰ ﺟﻮاز اﻻﺧﺘﻼف ﻓsﻲ ﻗsﺒﻮل ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد أو ﻋﺪﻣﻪ ،ﻣﺎ أُﺛﺮ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋsﻨﻪ ﻓsﻲ ﻋsﺪم ﻗsﺒﻮل رواﻳsﺔ ﺣﻔﺼsﺔ أم اﻟﻤﺆﻣﻨﻴsﻦ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﺣﺎﻓﻈﻮا ﻋﻠssﻰ اﻟﺼssﻠﻮات واﻟﺼssﻼة اﻟﻮﺳssﻄﻰ{ ﻓssﺰادت رﺿssﻲ اﷲ ﻋssﻨﻬﺎ "وﺻssﻼة اﻟﻌﺼssﺮ" ﻓﻘssﺎل ﻋﻤssﺮ :أﻟssﻚ ﺑﻬssﺬا ﺑﻴssﻨﺔ ﻗﺎﻟssﺖ :ﻻ ،ﻗssﺎل :ﻓssﻮاﷲ ﻻ ﻧﺪﺧssﻞ ﻓssﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﻪ اﻣﺮأة ﺑﻼ إﻗﺎﻣﺔ ﺑﻴﻨﺔ.
1
ﻣﺜﺎل ﺁﺧﺮ: ر ﱡد ﻋﻤsﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﺨﺒﺮ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻗﻴﺲ ﻓﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﻨﻔﻘﺔ واﻟﺴsﻜﻨﻰ ﻟﻠﻤﺒsﺘﻮﺗﺔ ،ﻓﻘsﺪ روى اﻹﻣsﺎم ﻣﺴsﻠﻢ وﻏsﻴﺮﻩ ﻋsﻦ اﻟﺸﻌﺒﻲ أﻧﻪ ﺣﺪث ﺑﺤﺪﻳsﺚ ﻓﺎﻃﻤsﺔ ﺑﻨsﺖ ﻗsﻴﺲ أن رﺳsﻮل اﷲ ρﻟsﻢ ﻳﺠﻌsﻞ ﻟﻬﺎ ﺳﻜﻨﻰ وﻻ ﻧﻔﻘﺔ. ﻗssﺎل ﻋﻤssﺮ :ﻻ ﻧssﺘﺮك آssﺘﺎب رﺑ sﻨﺎ وﺳssﻨﺔ ﻧﺒﻴssﻨﺎ ﺑﻘssﻮل اﻣssﺮأة ﻻ ﻧssﺪري ﻟﻌﻠﻬssﺎ ﺣﻔﻈsﺖ أو ﻧﺴsﻴﺖ ﻟﻬsﺎ اﻟﺴsﻜﻨﻰ واﻟﻨﻔﻘﺔ وﺗﻼ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﻻ ﺗﺨﺮﺟﻮهﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻬﻦ وﻻ ﻳﺨﺮﺟﻦ إﻻ أن ﻳﺄﺗﻴﻦ ﺑﻔﺎﺣﺸﺔ ﻣﺒﻴﻨﺔ{. وآﺬﻟﻚ أﻧﻜﺮﺗﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ.
2
ﻣﺜﺎل ﺁﺧﺮ-: أﻧﻜsﺮت ﻋﺎﺋﺸsﺔ رﺿsﻲ اﷲ ﻋsﻨﻬﺎ ﺧsﺒﺮ اﺑsﻦ ﻋﻤsﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ "ﻓsﻲ ﺗﻌﺬﻳsﺐ اﻟﻤﻴsﺖ ﺑsﺒﻜﺎء أهﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ" ﻓﻘﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑssﻦ ﻋﻤssﺮ رﺿssﻲ اﷲ ﻋssﻨﻬﻤﺎ أن رﺳssﻮل اﷲ ρﻗssﺎل :ان اﻟﻤﻴssﺖ ﻟssﻴﻌﺬب 1أﻧﻈﺮ إن ﺷﺌﺖ اﻟﺪر اﻟﻤﻨﺜﻮر ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻵﻳﺔ اﻟﻤﺬآﻮرة 2آﻞ هﺬا ﻓﻲ ﺻﺤﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺷﺮح اﻟﻨﻮوي 104/-1 11
ﺑsﺒﻜﺎء أهﻠsﻪ ﻋﻠﻴﻪ" ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ذﻟﻚ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ :واﷲ ﻣﺎ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ρﻗﻂ أن اﻟﻤﻴﺖ ﻳﻌﺬب ﺑﺒﻜﺎء أﺣﺪ. وﻓsﻲ رواﻳsﺔ ﻟﻠsﺒﺨﺎري ﻋsﻦ ﻋﻤsﺮ رﺿsﻲ اﷲ ﻋsﻨﻪ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿssﻲ اﷲ ﻋssﻨﻬﺎ :ﻳssﺮﺣﻢ اﷲ ﻋﻤssﺮ واﷲ ﻣssﺎ ﺣssﺪث رﺳssﻮل اﷲ " ρأن اﷲ ﻳﻌﺬب اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺒﻜﺎء أهﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ".1 ﻣﺜﺎل ﺁﺧﺮ: روى اﻟsﺒﺨﺎري رﺣﻤsﻪ اﷲ ﻋsﻦ ﺣﺬﻳﻔsﺔ ﺑﻦ اﻟﻴﻤﺎن رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ل ﻗﺎﺋﻤ ًsﺎ ﺛssﻢ دﻋssﺎ ﺑﻤssﺎء ﻓﺠﺌssﺘﻪ ﺑﻤssﺎء ﺳssﺒﺎﻃﺔ ﻗssﻮم َﻓssﺒﺎ َ ﻗssﺎل" :أﺗssﻰ اﻟﻨﺒssﻲ ُ ρ ﻓﺘﻮﺿًsﺎ" ﻟﻜsﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ أﻧﻜﺮت ذﻟﻚ :ﻓﻘﺪ روى اﻟﺤﺎآﻢ واﺑﻦ ل رﺳsﻮل اﷲ ρﻗﺎﺋﻤًsﺎ ﻣsﻨﺬ أﻧﺰل ﻋﻮاﻧsﻪ ﻓsﻲ ﺻsﺤﻴﺤﻴﻬﻤﺎ أﻧﻬsﺎ ﻗﺎﻟsﺖ :ﻣsﺎ ﺑsﺎ َ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁن ،وﻗﺎﻟﺖ :ﻣﻦ ﺣﺪﺛﻜﻢ أﻧﻪ آﺎن ﻳﺒﻮل ﻗﺎﺋﻤًﺎ ﻓﻼ ﺗﺼﺪﻗﻮﻩ.2 ﻣﺜﺎل ﺁﺧﺮ: ﻓsﻲ رؤﻳsﺔ اﻟﻨﺒsﻲ ρرﺑsﻪ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻤﻌﺮاج وهﻮ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﻴﺒﺎت ﻋﻨﺎ ﻓﻘﺪ روى اﻟﻨﺴsﺎﺋﻲ واﻟﺤsﺎآﻢ ﺑﺈﺳsﻨﺎد ﺻsﺤﻴﺢ ﻋsﻦ اﺑsﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗsssﺎل" :أﺗﻌﺠsssﺒﻮن أن ﺗﻜsssﻮن اﻟﺨﻠsssﺔ ﻹﺑﺮاهsssﻴﻢ واﻟﻜsssﻼم ﻟﻤﻮﺳsssﻰ واﻟsssﺮؤﻳﺔ ﻟﻤﺤﻤﺪ". ﻒ أن ﻣﺤﻤﺪًا وﺣﻜsﻰ ﻋsﺒﺪ اﻟsﺮزاق ﻋsﻦ ﻣﻌﻤﺮ ﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ أﻧﻪ ﺣﻠ َ رأى رﺑﻪ. وأﺧsﺮج اﺑsﻦ اﺳsﺤﻖ أن اﺑsﻦ ﻋﻤsﺮ أرﺳsﻞ اﻟsﻰ اﺑsﻦ ﻋsﺒﺎس" :هﻞ رأي ﻣﺤﻤﺪ رﺑﻪ؟ ﻓﺄرﺳﻞ اﻟﻴﻪ :ﻧﻌﻢ".
1آﺬا هﻮ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ﻟﻠﻌﺴﻘﻼﻧﻲ 152/3وﻓﻲ ﺷﺮح ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻮوي 232/6ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 2راﺟﻌﻪ إن ﺷﺌﺖ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 330/1وﻓﻲ ﺷﺮح ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻮوي 165/3ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 12
ﻏsssﻴﺮ أن ﻋﺎﺋﺸsssﺔ رﺿsssﻲ اﷲ ﻋsssﻨﻬﺎ أﻧﻜsssﺮت ذﻟsssﻚ إﻧﻜsssﺎرًا ﺷsssﺪﻳﺪًا ﻓﻘﺎﻟﺖ" :ﻣﻦ ﺣﺪﺛﻜﻢ أن ﻣﺤﻤﺪًا رأى رﺑﻪ ﻓﻘﺪ آﺬب".1 ﻣﺜﺎل ﺁﺧﺮ: روى اﻹﻣsﺎم ﻣﺴsﻠﻢ وﻏsﻴﺮﻩ ﻋsﻦ اﻟﻨﺒsﻲ ρأﻧsﻪ ﻗﺎل "ﻳﻘﻄﻊ اﻟﺼﻼة اﻟﻤﺮأة واﻟﺤﻤﺎر واﻟﻜﻠﺐ". ﻓsﺒﻠﻎ ذﻟsﻚ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺄﻧﻜﺮﺗﻪ وﻗﺎﻟﺖ" :ﻗﺪ ﺷﺒﻬﺘﻤﻮﻧﺎ ﺑﺎﻟﺤﻤsﻴﺮ واﻟﻜﻼب" وﻓﻲ رواﻳﺔ "ﻋﺪﻟﺘﻤﻮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼب واﻟﺤﻤﻴﺮ" وﻓﻲ رواﻳﺔ "ﺟﻌﻠﺘﻤﻮﻧﺎ آﻼﺑًﺎ".2 ﻣﺜﺎل ﺁﺧﺮ: روى اﻟssﺒﺨﺎري وﻣﺴssﻠﻢ ﻋssﻦ ﻋﺎﺻssﻢ ﻗssﺎل :ﻗﻠssﺖ ﻷﻧssﺲ ﺑssﻦ ﻣssﺎﻟﻚ: أﺑﻠﻐsﻚ أن اﻟﻨﺒsﻲ ρﻗsﺎل ﻻ ﺣﻠsﻒ ﻓsﻲ اﻹﺳsﻼم؟ ﻓﻘﺎل :ﻗﺪ ﺣﺎﻟﻒ اﻟﻨﻲ ρﺑﻴﻦ ﻗﺮﻳﺶ واﻷﻧﺼﺎر ﻓﻲ داري .وﻓﻲ رواﻳﺔ ﻣﺴﻠﻢ "ﻓﻲ دارﻩ". ﻗssﺎل اﺑssﻦ ﺣﺠ sﺮ اﻟﻌﺴssﻘﻼﻧﻲ :وﺗﻀssﻤﻦ ﺟssﻮاب أﻧssﺲ إﻧﻜssﺎر ﺻssﺪر اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻷن ﻓﻴﻪ ﻧﻔﻲ اﻟﺤﻠﻒ وﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ هﻮ إﺛﺒﺎﺗﻪ.3 ﻓﻬsﺬﻩ اﻷﻣsﺜﻠﺔ آﺎﻓsﻴﺔ ﻓsﻲ اﻻﺳsﺘﺪﻻل ﻋﻠsﻰ أن أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ﻻ ﺗﻔﻴﺪ ﻋsﻨﺪ اﻟﺼssﺤﺎﺑﺔ إﻻ اﻟﻈssﻦ وإﻻ ﻟﻤssﺎ ﺳssﺎغ ﻟﻬsﻢ اﻻﺧssﺘﻼف ﻓssﻲ ﻗssﺒﻮﻟﻬﺎ وردهssﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮأى وﻣﺴﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ دون إﻧﻜﺎر ﻣﻦ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ذﻟﻚ. ﺛsﻢ هsﻨﺎك أﻣsﺜﻠﺔ أﺧﺮى آﺜﻴﺮة أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﻋﺪم ﻗﺒﻮﻟﻬﻢ رواﻳﺔ اﻟﻮاﺣﺪ إﻻ ﺑﺒﻴﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺪل أﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ ﻋﻨﺪهﻢ إﻻ اﻟﻈﻦ. 1أﻧﻈﺮ ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻓﻲ ﺷﺮح ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻮوي 3/4ﻓﻤﺎ ﻓﻮق وﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 606/8ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 2آﺬا ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺷﺮح اﻟﻨﻮوي 228/4ﻓﻤﺎ ﻓﻮق وﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ﺷﺮح ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎري 589/1 3اﻧﻈﺮﻩ إن ﺷﺌﺖ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 502-501/10 13
ﻣﻦ ذﻟﻚ: ﻣsﺎ رواﻩ اﻟsﺘﺮﻣﺬي وأﺑsﻮ داوود وﻏsﻴﺮهﻤﺎ واﻟﻠﻔsﻆ ﻟﻪ ﻋsﻦ ﻗﺒﻴﺼsﺔ ﺑsﻦ أﺑsﻲ ذؤﻳsﺐ ﻗsﺎل ﺟsﺎءت اﻟﺠsﺪة اﻟsﻰ أﺑsﻲ ﺑﻜsﺮ اﻟﺼsﺪﻳﻖ ﺗﺴsﺄﻟﻪ ﻣﻴﺮاﺛﻬﺎ: ﻓﻘsﺎل :ﻣsﺎﻟﻚ ﻓsﻲ آﺘﺎب اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺷﻲء ،وﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻲ اﷲ ρ ﺷsﻴﺌﺎً ،ﻓﺎرﺟﻌsﻲ ﺣsﺘﻰ أﺳsﺄل اﻟsﻨﺎس ،ﻓﺴsﺄل اﻟﻨﺎس ،ﻓﻘﺎل اﻟﻤﻐﻴﺮة ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ: ﺣﻀsﺮت رﺳsﻮل اﷲ ρأﻋﻄﺎهsﺎ اﻟﺴﺪس ،ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ :هﻞ ﻣﻌﻚ ﻏﻴﺮك؟ ﻓﻘsﺎم ﻣﺤﻤsﺪ ﺑsﻦ ﺳsﻠﻤﺔ ﻓﻘsﺎل ﻣsﺜﻞ ﻣsﺎ ﻗsﺎل اﻟﻤﻐsﻴﺮة ﺑsﻦ ﺷﻌﺒﺔ ،ﻓﺄﻧﻔﺬﻩ ﻟﻬﺎ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ."1 وﻣﻦ ذﻟﻚ: ﻣﺎ رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮي رﺿﻲ اﷲ ﻻ ﻋﻨﻪ أﻧﻪ اﺳﺘﺄذن ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﺛﻼﺛًﺎ ﻓﻜﺄﻧﻪ وﺟﺪﻩ ﻣﺸﻐﻮ ً ﻓﺮﺟﻊ ،ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ :أﻟﻢ أﺳﻤﻊ ﺻﻮت ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ،إﺋﺬﻧﻮا ﻟﻪ ،ﻓﺪﻋﻲ ﻟﻪ ﻓﻘﺎل ﻣﺎ ﺣﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﻓﻘﺎل :إﻧﺎ آﻨﺎ ﻧﺆﻣﺮ ﺑﻬﺬا ،ﻓﻘﺎل :ﻟﺘﻘﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ هﺬا ﺑﻴﻨﺔ أو ﻷﻓﻌﻠﻦ ﺑﻚ ،ﻓﺨﺮج ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر، ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻻ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ هﺬا إﻻ أﺻﻐﺮﻧﺎ ،ﻓﻘﺎم أﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪري رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎل :آﻨﺎ ﻧﺆﻣﺮ ﺑﻬﺬا ،ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ :ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻲ هﺬا ﻣﻦ أﻣﺮ رﺳﻮل اﷲ ρأﻟﻬﺎﻧﻲ ﻋﻨﻪ اﻟﺼﻔﻖ ﺑﺎﻷﺳﻮاق.2 وﻣﻦ ذﻟﻚ: ﻣﺎ رواﻩ اﻹﻣﺎم اﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود وﻏﻴﺮهﻤﺎ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻼ إذا ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ ρﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻃﺎﻟﺐ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل :آﻨﺖ رﺟ ً 1آﺬا هﻮ ﻓﻲ ﺳﻨﻦ أﺑﻲ داود 121/3ﺑﺎب ﻓﻲ اﻟﺠﺪة وﻓﻲ ﺳﻨﻦ اﻟﺘﺮﻣﺬي 283/3ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻴﺮاث اﻟﺠﺪة 2آﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 320/13ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 27/11وﻓﻲ ﺷﺮح ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻮوي 130/14 14
ﻧﻔﻌﻨﻲ اﷲ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺷﺎء إن ﻳﻨﻔﻌﻨﻲ ،وإذا ﺣﺪﺛﻨﻲ أﺣﺪ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ اﺳﺘﺤﻠﻔﺘﻪ ،ﻓﺈذا ﺣﻠﻒ ﻟﻲ ﺻﺪﻗﺘﻪ ،وﺣﺪﺛﻨﻲ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ وﺻﺪق أﺑﻮ ﺑﻜﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ.1 إذن ﻓﻜﻤﺎ ﺗﺮى ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﻋﺪم إﻓﺎدة ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻟﻤﺎ آﺎن هﻨﺎﻟﻚ داع ﻟﻄﻠﺐ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ وﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ أﺟﻤﻌﻴﻦ اﻟﺒﻴﻨﺔ واﻹﺳﺘﻴﺜﺎق وﻟﻮ ﺑﺎﻟﺤﻠﻒ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻬﻢ ،وهﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮن ﻳﻘﻴﻨًﺎ أﻧﻬﻢ ﺻﺎدﻗﻮن واﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻜﺬﺑﻮن ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ρﻷﻧﻬﻢ آﻠﻬﻢ ﻋﺪول ﺑﺈﺟﻤﺎﻋﻬﻢ. ﻓﺈن ﻗﻴﻞ :ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﺒﻠﻮا آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺎت دون ﻃﻠﺐ اﻟﺒﻴﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻳﻘﻴﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪهﻢ وﻟﻮ آﺎﻧﺖ أﺧﺒﺎر ﺁﺣﺎد. اﻟﺠﻮاب :أن ﻗﺒﻮﻟﻬﻢ ﻟﻠﺮواﻳﺎت دون ﻃﻠﺐ اﻟﺒﻴﻨﺔ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻲ رﺳﻮل اﷲ ρوهﺬﻩ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﻨﺪهﻢ ،إﻣﺎ ﺳﻤﺎﻋﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ ﻓ ّ ﻟﺴﺎﻣﻌﻬﺎ ﺗﻔﻴﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻋﻨﺪﻩ ،وإﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻮاﺗﺮت ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﻳﺔ وﻟﻮ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺴﺄﻟﻮا اﻟﺒﻴﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻻ ﺗﺴﻤﻰ هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺎت أﺧﺒﺎر ﺁﺣﺎد ﻋﻨﺪهﻢ وﻻ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺣﻜﺎﻣﻬﺎ. ﺛﻢ ان اﺳﺘﺪﻻﻟﻨﺎ ﺑﺎﻷﻣﺜﻠﺔ اﻵﻧﻔﺔ ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ وﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻬﻢ اﻟﺒﻴﻨﺔ واﻻﺳﺘﻴﺜﺎق ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﻹﺛﺒﺎت أن ﺧﺒﺮ اﻟﺮﺟﻠﻴﻦ أو اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻴﻘﻴﻦ ﻓﻠﻴﺲ هﺬا ﻣﻮﺿﻌﻪ ،ﺑﻞ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن آﻞ ﺧﺒﺮ واﺣﺪ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻋﻨﺪهﻢ ﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﻮا اﻟﺒﻴﻨﺔ ﻋﻠﻴﻪ وﻟﻤﺎ ﺳﻜﺘﻮا ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،وهﺬا هﻮ ﻣﺤﻞ اﻟﺸﺎهﺪ اﻟﺬي أردﻧﺎﻩ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻷﺧﻴﺮة.
1آﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪ اﺣﻤﺪ 10/1وﺳﻨﻦ أﺑﻲ داوود 86/2ﺑﺎب ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﻘﺎر واﺑﻦ ﺣﺒﺎن ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ 10/2 15
اﺧﺘﻼف اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ: أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﺤﺪث وﻻ ﺣﺮج ﺣﻮل اﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺒﻮل ورد أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد واﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺒﻠﻎ اﻟﺘﻮاﺗﺮ واﻟﻴﻘﻴﻦ اﺗﻔﺎﻗﺎً، ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ هﻮ ﺧﺒﺮ ﺁﺣﺎد وأﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻴﻘﻴﻦ، وهﻮ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﻻ اﻻﻋﺘﻘﺎد وإﻻ ﻟﻤﺎ ﺟﺎز ﻟﻬﻢ أن ﻳﺨﺘﻠﻔﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وهﺬﻩ آﺜﻴﺮة ﺟﺪًا ﻳﻠﺰﻣﻬﺎ ﻣﺠﻠﺪات وهﻲ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻨﺪ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ وﻋﻨﺪ أهﻞ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺳﻨﻀﺮب ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺬآﺮ واﻻﺳﺘﺸﻬﺎد. ﻣﻦ ذﻟﻚ: أﻧﻬﻢ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "ﻻ ﻳﺆﻣﻦ أﺣﺪآﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن هﻮاﻩ ﺗﺒﻌًﺎ ﻟﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﺑﻪ" أوردﻩ اﻟﻨﻮوي ﻓﻲ اﻷرﺑﻌﻴﻦ وﻗﺎل ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ روﻳﻨﺎﻩ ﻣﻦ آﺘﺎب اﻟﺤﺠﺔ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﻴﺢ. وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ :أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎن وﻏﻴﺮﻩ ورﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎت.1 وﻗﺎل اﺑﻦ رﺟﺐ اﻟﺤﻨﺒﻠﻲ :ﺗﺼﺤﻴﺢ هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻌﻴﺪ ﺟﺪًا.2 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "ان اﷲ ﺗﺠﺎوز ﻟﻲ ﻋﻦ أﻣﺘﻲ اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻨﺴﻴﺎن وﻣﺎ اﺳﺘﻜﺮهﻮا ﻋﻠﻴﻪ" ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي :ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ رواﻩ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ واﻟﺒﻴﻬﻘﻲ وﻏﻴﺮهﻤﺎ. وأﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﺎآﻢ وﻗﺎل :ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻃﻬﻤﺎ.
1أﻧﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 289/13 2ﺣﻜﺎﻩ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺤﻜﻢ ص521 16
وﻗﺎل أﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﺮازي :وﻻ ﻳﺼﺢ هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ وﻻ ﻳﺜﺒﺖ إﺳﻨﺎدﻩ وأﻧﻜﺮﻩ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ،وﻗﺎل اﺑﻦ آﺜﻴﺮ :إﺳﻨﺎدﻩ ﺟﻴﺪ.1 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "ﻻ ﺿﺮر وﻻ ﺿﺮار". ﻗﺎل اﻟﺤﺎآﻢ ﺻﺤﻴﺢ اﻹﺳﻨﺎد ،وﺣﺴﻨﻪ اﻟﻨﻮوي. وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ :ﻟﻢ ﻳﺼﺢ ﺣﺪﻳﺚ "ﻻ ﺿﺮر وﻻ ﺿﺮار ﺳﻨﺪا".2 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "اﻹﻣﺎم ﺿﺎﻣﻦ واﻟﻤﺆذن ﻣﺆﺗﻤﻦ". ﻗﺎل ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﻲ :اﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ،وﺻﺤﺤﻪ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن
3
واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "ﻻ ﺗﻘﺎم اﻟﺤﺪود ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ وﻻ ﻳﺴﺘﻘﺎد ﻓﻴﻬﺎ" رواﻩ اﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود ﺑﺴﻨﺪ ﺿﻌﻴﻒ. وﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﺨﻴﺺ :ﻻ ﺑﺄس ﺑﺈﺳﻨﺎدﻩ.4 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﻗﺎﺿﻴًﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻘﺪ ذﺑﺢ ﺑﻐﻴﺮ ﺳﻜﻴﻦ" ﺣﺴﻨﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﺻﺤﺤﻪ اﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ،وﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﺠﻮزي :هﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺼﺢ.5 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻗﺒﻠﺔ اﻟﺼﺎﺋﻢ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﺑﺎﻟﻤﻀﻤﻀﺔ" رواﻩ اﻟﺤﺎآﻢ واﺑﻦ ﺣﺒﺎن واﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺣﻬﻢ. وﻗﺎل اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ :هﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻨﻜﺮ ،وآﺬﻟﻚ ﻗﺎل اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ.6
1راﺟﻊ ذﻟﻚ آﻠﻪ إن ﺷﺌﺖ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺤﻜﻢ ص 501وﻓﻲ ﺗﺤﻔﺔ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻻﺑﻦ آﺜﻴﺮ ص 271ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 2اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص410 3آﺬا ﻓﻲ ﻧﻴﻞ اﻷوﻃﺎر ﻟﻠﺸﻮآﺎﻧﻲ 13/2 4آﺬا ﻧﻘﻠﻪ اﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻞ اﻟﺴﻼم 155/1 5ﻧﻴﻞ اﻻﻃﺎر 1163/9 6آﻤﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﻔﺔ اﻻﺷﺮاف 17/8وﻓﻲ ﻋﻮن اﻟﻤﻌﺒﻮد 12/7وﻓﻲ ﺗﺤﻔﺔ اﻟﻄﺎﻟﺐ ص425 17
واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "ﺗﻠﻘﻴﻦ اﻟﻤﻴﺖ" ﻓﻘﻮاﻩ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ وﺿﻌﻔﻪ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ.1 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "ﻧﻬﻰ رﺳﻮل اﷲ ρﻋﻦ ﺻﻮم ﻋﺮﻓﻪ" ﺻﺤﺤﻪ اﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ واﻟﺤﺎآﻢ وﺿﻌﻔﻪ اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ.2 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "اﺳﺘﻔﺖ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﺒﺮ ﻣﺎ اﻃﻤﺄﻧﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﻨﻔﺲ…" ﺣﺴﻨﻪ اﻟﻨﻮوي وﺿﻌﻔﻪ اﺑﻦ رﺟﺐ.3 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "أﻓﻌﻤﻴﺎوان أﻧﺘﻤﺎ". ﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺠﺮ :ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻪ ،وﻗﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬي :ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ.4 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "إذا رأﻳﺘﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﺘﺎد اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻓﺎﺷﻬﺪوا ﻟﻪ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎن". ﻗﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬي :ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ،وﺻﺤﺤﻪ اﻟﺤﺎآﻢ واﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ وﺿﻌﻔﻪ اﻟﻌﺮاﻗﻲ وﻣﻐﻠﻄﺎي.5 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "ﺗﻔﺘﺮق أﻣﺘﻲ إﻟﻰ ﺑﻀﻊ وﺳﺒﻌﻴﻦ ﻓﺮﻗﺔ" ﻗﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬي :ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ،وﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺰم :اﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﺢ.6 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻋﻠﻰ آﻞ ﻣﺴﻠﻢ". ﻓﺼﺤﺤﻪ اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ،وﻗﺎل اﻟﺴﺨﺎوي ﻟﻪ ﺷﺎهﺪ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﺷﺎهﻴﻦ ﺑﺴﻨﺪ رﺟﺎﻟﻪ
1آﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻞ اﻟﺴﻼم 113/2ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 2اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ 172/2 3آﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺤﻜﻢ ص147 4آﻼم اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ،550/1وآﻼم اﻟﺘﺮﻣﺬي آﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﻨﻪ ﺑﺎب اﻻﺳﺘﺌﺬان واﻵداب 192/4 5آﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﻴﺾ اﻟﻘﺪﻳﺮ ﻟﻠﻤﻨﺎوي 358/1ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 6آﻼم اﻟﺘﺮﻣﺬي ﻓﻲ ﺳﻨﻨﻪ 124/4وآﻼم اﺑﻦ ﺣﺰم ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻞ واﻟﻨﺤﻞ292/3 18
ﺛﻘﺎت ،وﺣﺴﻨﻪ اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﻤﺰي ،وﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﻄﺎن :ﻻ ﻳﺼﺢ ﻓﻴﻪ ﺷﻲء. وﻗﺎل اﻟﻨﻮوي :ﺿﻌﻴﻒ.1 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ أﺣﺎدﻳﺚ ﺗﺤﺮﻳﻢ اﻟﻐﻨﺎء ،ﻓﻀﻌﻔﻬﺎ اﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﺑﻦ ﺣﺰم وﺻﺤﺤﻬﺎ ﻏﻴﺮهﻤﺎ.2 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "أﻳﻤﺎ اﻣﺮأة ﻧﻜﺤﺖ ﺑﻐﻴﺮ إذن وﻟﻴﻬﺎ ﻓﻨﻜﺎﺣﻬﺎ ﺑﺎﻃﻞ ﺑﺎﻃﻞ ﺑﺎﻃﻞ". ﻗﺎل اﺑﻦ آﺜﻴﺮ وﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﻌﺾ أهﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ،ﻗﺎل اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ :ﺛﻢ ﻟﻘﻴﺖ اﻟﺰهﺮي ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻓﺄﻧﻜﺮﻩ ،ﻓﻀﻌﻔﻮا هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ أﺟﻞ هﺬا اﻟﺤﺮف ،ﺛﻢ ﻗﺎل :وﻗﺪ ﺻﺤﺢ هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﻲ أﺣﺪ اﻷﺋﻤﺔ.3 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "ﻣﺜﻞ أﻣﺘﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻄﺮ ﻻ ﻳُﺪرى أوﻟﻪ ﺧﻴﺮ أم ﺁﺧﺮﻩ" رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ وﻏﻴﺮهﻤﺎ. ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ :ان اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ،وﺿﻌﻔﻪ اﻟﻨﻮوي،4 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ "ﺗﺮى اﻟﺸﻤﺲ؟ ﻗﺎل ﻧﻌﻢ ،ﻗﺎل :ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﺎﺷﻬﺪ أو دع" ﺻﺤﺤﻪ اﻟﺤﺎآﻢ وﺿﻌﻔﻪ اﺑﻦ ﻋﺪي.5 واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ أﺣﺎدﻳﺚ ﺻﺤﻴﺤﻲ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ رﻏﻢ ﻣﺎ زﻋﻤﻪ أﺑﻮ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﺼﻼح رﺣﻤﻪ اﷲ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﺗﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻴﻘﻴﻦ واﻟﻘﻄﻊ ﺑﺼﺤﺘﻬﺎ.
1أﻧﻈﺮ ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻓﻲ ﻓﻴﺾ اﻟﻘﺪﻳﺮ 267/4وﻓﻲ ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﺮاوي 149/1 2أﻧﻈﺮ ﻧﻴﻞ اﻻوﻃﺎر 264/8ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 3هﻜﺬا آﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻔﺔ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ أﺣﺎدﻳﺚ اﺑﻦ اﻟﺤﺎﺟﺐ ص352 4آﻤﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﻓﻲ آﺸﻒ اﻟﺨﻔﺎء ﻟﻠﻌﺠﻠﻮﻧﻲ 197/2 5آﺬا ﻓﻲ ﺳﺒﻞ اﻟﺴﻼم ﻟﻠﺼﻨﻌﺎﻧﻲ 130/4 19
ﻓﻤﻨﻬﺎ :ﺣﺪﻳﺚ "اﻻﺳﺘﺨﺎرة" رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ وﺿﻌﻔﻪ اﻻﻣﺎم أﺣﻤﺪ.1 وﻣﻨﻬﺎ :ﺣﺪﻳﺚ "اﻳﻤﺎ أهﺎب دﺑﻎ ﻓﺪ ﻃﻬﺮ" رواﻩ اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ، وﺿﻌﻔﻪ اﻹﻣﺎم اﺣﻤﺪ. وﻣﻨﻬﺎ :ﺣﺪﻳﺚ "أﻧﻪ ρﺻﻠﻰ اﻟﻜﺴﻮف ﺛﻼث رآﻮﻋﺎت وأرﺑﻊ رآﻮﻋﺎت" رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ،وﺿﻌﻔﻪ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ. وﻣﻨﻬﺎ :ﺣﺪﻳﺚ "أن اﷲ ﺧﻠﻖ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ وﺧﻠﻖ اﻟﺠﺒﺎل ﻳﻮم اﻷﺣﺪ وﺧﻠﻖ اﻟﺸﺠﺮ ﻳﻮم اﻻﺛﻨﻴﻦ وﺧﻠﻖ اﻟﻤﻜﺮوﻩ ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء ،وﺧﻠﻖ اﻟﻨﻮر ﻳﻮم اﻻرﺑﻌﺎء ،وﺑﺚ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺪواب ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ ،وﺧﻠﻖ ﺁدم ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ" رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ،وﺿﻌﻔﻪ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ.2 واﻟﻤﻼﺣﻆ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ أن ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺼﻔﺎت اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وهﻲ اﻟﺨﻠﻖ واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻹﻳﺠﺎد ﻣﻦ اﻟﻌﺪم ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ اﺧﺘﻠﻒ ﻋﻠﻴﻪ. وﻣﻨﻬﺎ :ﺣﺪﻳﺚ "أن اﺑﻨﻲ هﺬا ﺳﻴﺪ وﺳﻴﺼﻠﺢ اﷲ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﻓﺌﺘﻴﻦ ﻋﻈﻴﻤﺘﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ" رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري وﺿﻌﻔﻪ أﺑﻮ اﻟﻮﻟﻴﺪ اﻟﻴﺎﺟﻲ.3 وهﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ أﻳﻀًﺎ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻏﻴﺐ ،وﻗﺪ وﺟﺪ ﻣﻦ ﺿﻌﻔﻪ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﻪ. وﻣﻨﻬﺎ :ﺣﺪﻳﺚ "ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻨﺎر ﻓﻼ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻊ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ رﺟﻠﻪ ﻓﺘﻘﻮل ﻗﻂ ﻗﻂ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ. ﻗﺎل اﻟﺠﺰاﺋﺮي :ﻓﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ وﻧﻈﺎﺋﺮﻩ وهﻲ آﺜﻴﺮة ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻼ ﻋﻦ أن ﻳﺠﺰم ذﻟﻚ.1 اﻟﻤﺘﻜﻠﻢ أن ﻳﻘﻮل ﺑﺼﺤﺘﻬﺎ ﻓﻀ ً 1ﻧﻘﻞ ﺗﻀﻌﻴﻒ اﻹﻣﺎم اﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻟﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﺗﺤﻔﺔ اﻟﺬاآﺮﻳﻦ ص133 2هﺬﻩ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ذآﺮهﺎ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻋﻠﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ ص 70ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 3اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ 20
وهﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ أﻳﻀًﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ وﺑﺎﻟﺬات اﻹﻟﻬﻴﺔ .وﻣﻊ ﺻﺤﺘﻪ ﻓﻮﺟﺪ ﻣﻦ أﻧﻜﺮﻩ. وﻣﻨﻬﺎ :ﺣﺪﻳﺚ" آﺎن ﻟﻠﻨﺒﻲ ρﻓﺮس ﻳﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﻠﺤﻴﻒ" رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ،وﻗﺪ ﺿﻌﻔﻪ اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ وأﺣﻤﺪ واﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ.2 وﻣﻨﻬﺎ :ﺣﺪﻳﺚ "ﻳَﻠﻘﻰ إﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أﺑﺎﻩ ﺁزر ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﺁزر ﻗﺘﺮﻩ :رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ،ﻗﺎل اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻲ :هﺬا ﺧﺒﺮ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻪ ﻧﻈﺮ.3 وﻣﻨﻬﺎ :ﻗﻮل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﺣﻮل أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻘﺪهﺎ اﻟﺤﻔﺎظ ﻗﺎل" :وﻋﺪ ُة ﻣﺎ اﺟﺘﻤﻊ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻓﻲ آﺘﺎب اﻟﺒﺨﺎري وان ﺷﺎرآﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻪ ،ﻣﺎﺋﺔ وﻋﺸﺮة أﺣﺎدﻳﺚ، ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ واﻓﻘﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﺮﻳﺠﻪ وهﻮ اﺛﻨﺎن وﺛﻼﺛﻮن ﺣﺪﻳﺜًﺎ وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ اﻧﻔﺮد ﺑﺘﺨﺮﻳﺠﻪ وهﻮ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ وﺳﺒﻌﻮن ﺣﺪﻳﺜًﺎ".4 ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﻒ اﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ هﺬا اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻼف ﻓﻲ ﺻﺤﺔ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ﺳﻮاء ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ أو ﻓﻲ ﻏﻴﺮهﻤﺎ ،ﺑﻞ ﺗﻌﺪاﻩ اﻟﻰ اﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻓﻤﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ أﻧﻜﺮ ﺻﺮاﺣﺔ أﺣﺎدﻳﺚ ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻨﺪ ﻏﻴﺮهﻢ ﻷﻧﻬﻢ اﻋﺘﺒﺮوهﺎ ﻣﻜﺬوﺑﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ρوﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ هﻮ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻲ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ.
1ﺣﻜﺎﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻰ أﺻﻮل اﻷﺛﺮ ص130 2اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ص332 3اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ص334 4ذآﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ آﺘﺎﺑﻪ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ص246 21
ﻓﻤﻦ ذﻟﻚ :ﻣﺎ رواﻩ اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ "أن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﻠﻖ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ وﺧﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺠﺒﺎل ﻳﻮم اﻷﺣﺪ وﺧﻠﻖ اﻟﺸﺠﺮ ﻳﻮم اﻻﺛﻨﻴﻦ وﺧﻠﻖ اﻟﻤﻜﺮوﻩ ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء وﺧﻠﻖ اﻟﻨﻮر ﻳﻮم اﻷرﺑﻌﺎء وﺑﺚ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺪواب ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ وﺧﻠﻖ ﺁدم ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺼﺮ ﻣﻦ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺼﺮ إﻟﻰ اﻟﻠﻴﻞ". ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻧﻘﺪ اﻟﻤﻨﻘﻮل :ﻓﺼﻞ :ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻟﺼﺮﻳﺢ اﻟﻘﺮﺁن ،ﻗﺎل :وﻳﺸﺒﻪ هﺬا ﻣﺎ وﻗﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﻐﻠﻂ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ أﺑﻲ هﺮﻳﺮة "ﺧﻠﻖ اﷲ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ …".1 وﻣﻦ ذﻟﻚ :ﻣﺎ رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎل :آﺎن اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻻ ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻰ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن وﻻ ﻳﻘﺎﻋﺪوﻧﻪ ﻓﻘﺎل ﻟﻠﻨﺒﻲ ρﻳﺎ ﻧﺒﻲ اﷲ ﺛﻼث أﻋﻄﻨﻴﻬﻦ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ ،ﻗﺎل :ﻋﻨﺪي أﺣﺴﻦ اﻟﻌﺮب وأﺟﻤﻠﻪ أم ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ،أزوﺟﻜﻬﺎ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ ﻗﺎل: وﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ آﺎﺗﺒًﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ،ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ ،ﻗﺎل :وﺗﺆﻣﺮﻧﻲ ﺣﺘﻰ أﻗﺎﺗﻞ اﻟﻜﻔﺎر آﻤﺎ آﻨﺖ أﻗﺎﺗﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺎل ﻧﻌﻢ…" ﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺰم :هﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮع ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ وﺿﻌﻪ.2 وﻣﻦ ذﻟﻚ أﻳﻀًﺎ :ﻣﺎ رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ "أن اﻟﻨﺒﻲ ρﻗﺎل: ان ﻃﺎﻟﺖ ﺑﻚ ﻣﺪة أوﺷﻜﺖ أن ﺗﺮى ﻗﻮﻣًﺎ ﻳﻐﺪون ﻓﻲ ﺳﺨﻂ اﷲ وﻳﺮوﺣﻮن ﻓﻲ ﻟﻌﻨﺘﻪ ﻓﻲ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﺜﻞ أذﻧﺎب اﻟﺒﻘﺮ". أوردﻩ اﺑﻦ اﻟﺠﻮزي ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻪ ﻋﻦ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن ﻗﺎل :هﺬا ﺧﺒﺮ ﺑﻬﺬا اﻟﻠﻔﻆ ﺑﺎﻃﻞ.3 1ذآﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻤﺬآﻮر ص78 2ﻧﻘﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻰ أﺻﻮل اﻻﺛﺮ ص137 3ذآﺮﻩ اﺑﻦ اﻟﺠﻮزي ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻜﺒﺮى 101/3 22
وﻣﻦ ذﻟﻚ :ﻣﺎ رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻬﻤﺎ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ρﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }أن ﺗﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﺮة ﻓﻠﻦ ﻳﻐﻔﺮ اﷲ ﻟﻬﻢ{ ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم :ﺳﺄزﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﻌﻴﻦ". ﻗﺎل اﻟﻐﺰاﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺼﻔﻰ" :إن هﺬا ﺧﺒﺮ واﺣﺪ ﻻ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ ﺣﺠﺔ ﻓﻲ إﺛﺒﺎت اﻟﻠﻐﺔ". وﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺨﻮل" :ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻓﻲ ﺁﻳﺔ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر آﺬب ﻗﻄﻌﺎً ،إذ اﻟﻐﺮض ﻣﻨﻪ اﻟﺘﻨﺎهﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻴﺄس ﻣﻦ اﻟﻤﻐﻔﺮة ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻈﻦ ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ρذهﻮﻟﻪ ﻋﻨﻪ".1 هﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﻮاهﻤﺎ ﻓﺤﺪث وﻻ ﺣﺮج ﻋﻦ اﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻜﺮ ﻟﻬﺎ وﺑﻴﻦ ﻣﺜﺒﺖ ،ﺣﺘﻰ وﻟﻮ آﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺋﺪ آﺄﺣﺎدﻳﺚ ﻣﻌﺠﺰة ر ّد اﻟﺸﻤﺲ ﻟﻠﻨﺒﻲ ρﺑﻌﺪ ﻏﺮوﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺰوة ﺧﻴﺒﺮ. ﻗﺎل ﻋﻨﻪ اﻟﺠﻮزﻗﺎﻧﻲ :ﻣﻨﻜﺮ ﻣﻀﻄﺮب ،وأوردﻩ اﺑﻦ اﻟﺠﻮزي ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻪ وﻗﺪ ﺻﺤﺤﻪ اﻟﻄﺤﺎوي ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻞ اﻵﺛﺎر واﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎض ﻓﻲ اﻟﺸﻔﺎ.2 وﻣﻦ أراد اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﺻﺪق ﻣﺎ ﻧﻘﻮل ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﻓﻲ آﺘﺎب اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻟﻠﺸﻮآﺎﻧﻲ ﻓﻔﻴﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ واﻟﺤﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﻜﺮهﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء وﻋﺪوهﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت وﻗﺪ ﻧﺒﻪ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻪ. وآﺬﻟﻚ آﺘﺎب اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ "اﻟﻶﻟﺊ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ" اﺳﺘﺪرك ﻓﻴﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﻋﻠﻰ اﺑﻦ 1آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺼﻔﻰ ﻟﻪ 195/2واﻟﻤﻨﺨﻮل ﻟﻪ ص 212ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 2أﻧﻈﺮ ذﻟﻚ إن ﺷﺌﺖ ﻓﻲ اﻟﻶﻟﺊ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻟﻠﺴﻴﻮﻃﻲ 336/1 23
اﻟﺠﻮزي ﻓﻴﻤﺎ أوردﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻜﺒﺮى ،وأﺛﺒﺖ أﻧﻬﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ أو ﺣﺴﻨﺔ ﻋﻨﺪ ﻏﻴﺮﻩ. آﻤﺎ وﻗﺪ اﺳﺘﺪرك اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻋﻠﻰ اﺑﻦ اﻟﺠﻮزي ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻪ ﻣﺎ أوردﻩ ﻋﻦ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﻨﺪﻩ ،ﺑﻠﻐﺖ أرﺑﻌﺔ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺣﺪﻳﺜﺎً، وذﻟﻚ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻘﻮل اﻟﻤﺴﺪد ﻓﻲ اﻟﺬب ﻋﻦ ﻣﺴﻨﺪ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ. وآﺬﻟﻚ آﺘﺎب اﻟﻤﺴﺘﺪرك ﻟﻠﺤﺎآﻢ أورد ﻓﻴﻪ أﺣﺎدﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ أو أﺣﺪهﻤﺎ آﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻓﻴﻪ ،إﻻ أن اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﺬهﺒﻲ ﺗﻌﻘﺒﻪ واﺳﺘﺪرك ﻋﻠﻴﻪ أﺣﺎدﻳﺚ آﺜﻴﺮة ﻋﺪهﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت. وﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ذآﺮﻧﺎهﺎ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﺎب ﻣﻦ اﺧﺘﻼف اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﻟﺪن أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ ρإﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ هﺬا ﻓﻲ رواﻳﺎت اﻵﺣﺎد وﻟﻮ آﺎﻧﺖ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻟﻴﺪل دﻻﻟﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻘﻄﻊ واﻟﻴﻘﻴﻦ وإﻻ ﻟﻤﺎ ﺳﺎغ ﻟﻬﻢ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ أو ردﻩ وﻷﻧﻜﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ إﻧﻜﺎرًا ﺷﺪﻳﺪًا آﺈﻧﻜﺎرهﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻒ اﻟﻘﻄﻌﻲ واﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ،وﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ ،ﻋﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨًﺎ أﻧﻪ ﻻ ﻳُﻔﻴﺪ إﻻ اﻟﻈﻦ .ﺑﻞ وأآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ وﺟﺪﺗﻬﻢ ﻣﺘﻔﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻣﻨﻜﺮ اﻵﺣﺎد ﺑﺨﻼف اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذآﺮﻩ ﻋﻨﻬﻢ اﻟﺴﺮﺧﺴﻲ واﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ وﺻﺎﺣﺐ ﻓﻮاﺗﺢ اﻟﺮﺣﻤﻮت 1آﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺑﻴﺎﻧﻪ ،ﺑﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﺴﻖ ﻣﻨﻜﺮ اﻵﺣﺎد آﺎﻟﻘﺎﺿﻲ أﺑﻲ ﻳﻌﻠﻰ إﻻ إذا اﻧﻌﻘﺪ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻴﻪ.2
1ﻧﻘﻞ هﺬا اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ﻓﻲ أﺻﻮﻟﻪ 112/1و 292وﻋﺒﺪ اﻟﺸﻜﻮر ﻓﻲ ﻓﻮاﺗﺢ اﻟﺮﺣﻤﻮت آﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺷﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺼﻔﻰ ﻟﻠﻐﺰاﻟﻲ 111/2واﻟﺤﺮﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺗﻪ ص102 2آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻮدﻩ ﻓﻲ اﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ص223 24
اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺮاﺑﻊ-: ﻻ ﻳﺠﻮز اﻻﺧﺘﻼف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ هﺬﻩ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺎت ﻋﻨﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ واﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺎﻓﺤﺔ وﻗﻄﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :إن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﻔﺮون ﺑﺎﷲ ورﺳﻮﻟﻪ وﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﻔﺮﻗﻮا ﺑﻴﻦ اﷲ ورﺳﻠﻪ وﻳﻘﻮﻟﻮن ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺒﻌﺾ وﻧﻜﻔﺮ ﺑﺒﻌﺾ وﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﺘﺨﺬوا ﺑﻴﻦ ذﻟﻚ ﺳﺒﻴﻼ أوﻟﺌﻚ هﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮون ﺣﻘًﺎ واﻋﺘﺪﻧﺎ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﺬاﺑًﺎ ﻣﻬﻴﻨﺎ{. وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ }أﻓﺘﺆﻣﻨﻮن ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻜﺘﺎب وﺗﻜﻔﺮون ﺑﺒﻌﺾ ﻓﻤﺎ ﺟﺰاء ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻨﻜﻢ إﻻ ﺧﺰي ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺮدون اﻟﻰ أﺷﺪ اﻟﻌﺬاب وﻣﺎ اﷲ ﺑﻐﺎﻓﻞ ﻋﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮن{. وﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ أﺑﻲ هﺮﻳﺮة ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ρأﻧﻪ ﻗﺎل: "اﻟﺠﺪال ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن آﻔﺮ" وﻓﻲ رواﻳﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ أﻳﻀًﺎ "اﻟﻤﺮاء ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن آﻔﺮ". ﻗﺎل اﻹﻣﺎم أﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ رﺣﻤﻪ اﷲ واﻟﻤﻌﻨﻰ أن ﻳﺘﻤﺎرى اﺛﻨﺎن ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﻳﺠﺤﺪهﺎ أﺣﺪهﻤﺎ وﻳﺪﻓﻌﻬﺎ أو ﻳﺼﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﺸﻚ ﻓﺬﻟﻚ هﻮ اﻟﻤﺮاء اﻟﺬي هﻮ اﻟﻜﻔﺮ ،وأﻣﺎ اﻟﺘﻨﺎزع ﻓﻲ أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺮﺁن وﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎزع أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وهﺬا ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻚ أن اﻟﻤﺮاء اﻟﺬي هﻮ اﻟﻜﻔﺮ هﻮ اﻟﺠﺤﻮد واﻟﺸﻚ آﻤﺎ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ }وﻻ ﻳﺰال اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا ﻓﻲ ﻣﺮﻳﺔ ﻣﻨﻪ{ وﻗﺎل :وﻧﻬﻰ اﻟﺴﻠﻒ رﺣﻤﻬﻢ اﷲ ﻋﻦ اﻟﺠﺪال ﻓﻲ اﷲ ﺟﻞ ﺛﻨﺎؤﻩ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺗﻪ وأﺳﻤﺎﺋﻪ ،وأﻣﺎ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﺄﺟﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪال ﻓﻴﻪ 25
واﻟﺘﻨﺎﻇﺮ ﻷﻧﻪ ﻋﻠﻢ ﻳﺤﺘﺎج ﻓﻴﻪ إﻟﻰ رد اﻟﻔﺮوع ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻮل ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ وﻟﻴﺲ اﻻﻋﺘﻘﺎدات آﺬﻟﻚ".1 وﻗﺎل اﻟﻘﺎﺿﻲ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ :اﻟﺘﻔﺮق اﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺛﻼﺛﺔ أوﺟﻪ وذآﺮ اﻟﻮﺟﻪ اﻷول :اﻟﺘﻔﺮق ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }أن أﻗﻴﻤﻮا اﻟﺪﻳﻦ وﻻ ﺗﺘﻔﺮﻗﻮا ﻓﻴﻪ{.2 أﻣﺎ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد :ﻓﻼ ﻳﺠﺮي ﻋﻠﻴﻬﺎ هﺬا اﻟﺤﻜﻢ أي ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ،وﻣﺎ زﻋﻤﻮﻩ أﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ أو ﺗﺄﺧﺬ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻓﺰﻋﻢ ﺑﺎﻃﻞ وﻣﺮدود ﻟﻌﺪة أﺳﺒﺎب: اﻷول :ﻻ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻻ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن وﻻ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ وﻻ ﻣﻦ إﺟﻤﺎع اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﻞ ﻗﺪ أﺛﺒﺘﺖ اﻷدﻟﺔ ﺁﻧﻔًﺎ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ. اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ :إﻧﻜﺎر ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وﻣﻦ ﺟﺎء ﺑﻌﺪهﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ،واﺧﺘﻼﻓﻬﻢ أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺛﺒﻮﺗﻬﺎ آﻤﺎ أﺳﻠﻔﻨﺎﻩ ﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﻟﻤﺘﻘﺪم ،ﻓﻠﻮ آﺎن آﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻤﺎ ﺟﺎز ﻷﺣﺪ أن ﻳﺨﺘﻠﻒ أو ﻳﺠﺎدل ﻓﻴﻬﺎ ،وﻟﺨﻄﺄﻧﺎ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻘﻠﻮا ﻟﻨﺎ اﻟﺪﻳﻦ ،وﻟﻮﻗﻊ اﻟﺨﻄﺄ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺟﺮاء ذﻟﻚ ،وهﺬا ﻣﺤﺎل ﺗﺮدﻩ اﻷدﻟﺔ اﻟﻘﻄﻌﻴﺔ. اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ :أﻧﻪ ﻟﻮ آﺎﻧﺖ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ أو أدﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻟﺘﻀﺎرﺑﺖ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وأدى ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﻤﺬﻣﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﻬﻨﺎك أﺧﺒﺎر ﺁﺣﺎد ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺗﺼﻄﺪم ﻣﻊ ﺁﻳﺎت ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ أو ﺗﺘﻀﺎرب ﻣﻌﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي رواﻩ اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ "ان اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ 1ذآﺮ ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻴﺎن اﻟﻌﻠﻢ وﻓﻀﻠﻪ 92/2ﺑﻌﺪ رواﻳﺘﻪ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺬآﻮر 2ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺮﺁن 291/1 26
ﺧﻠﻖ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ وﺧﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺠﺒﺎل ﻳﻮم اﻷﺣﺪ وﺧﻠﻖ اﻟﺸﺠﺮ ﻳﻮم اﻻﺛﻨﻴﻦ وﺧﻠﻖ اﻟﻤﻜﺮوﻩ ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء وﺧﻠﻖ اﻟﻨﻮر ﻳﻮم اﻷرﺑﻌﺎء وﺑﺚ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺪواب ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ وﺧﻠﻖ ﺁدم ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺼﺮ ﻣﻦ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺼﺮ إﻟﻰ اﻟﻠﻴﻞ".1 ﻓﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﻀﻤﻦ أن ﻣﺪة اﻟﺘﺨﻠﻴﻖ ﺳﺒﻌﺔ أﻳﺎم وهﺬا ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻘﺮﺁن ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }اﻟﺬي ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض وﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﺘﺔ أﻳﺎم{. وﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻐﺮاﻧﻴﻖ اﻟﻌُﻠﻰ :ﻓﻘﺪ روى ﻏﻴﺮ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ واﻟﺤﻔﺎظ ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ وﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ رواﻳﺔ ﺑﻌﺪة أﻟﻔﺎظ ﺻﺤﺤﻬﺎ ﻏﻴﺮ واﺣﺪ وردهﺎ ﻏﻴﺮ واﺣﺪ ،ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ :أن رﺳﻮل اﷲ ρآﺎن ﺑﻤﻜﺔ ﻓﻘﺮأ ﺳﻮرة "واﻟﻨﺠﻢ" ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻰ اﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }وﻣﻨﺎة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻷُﺧﺮى{ ﻓﺠﺮى ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ :ﺗﻠﻚ اﻟﻐﺮاﻧﻴﻖ اﻟﻌﻠﻰ وان ﺷﻔﺎﻋﺘﻬﻦ ﻟﺘﺮﺗﺠﻰ ،ﻓﻘﺎل آﻔﺎر ﻣﻜﺔ :ﻣﺎ ذآﺮ ﺁﻟﻬﺘﻨﺎ ﺑﺨﻴﺮ ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم ،ﻓﺴﺠﺪ وﺳﺠﺪوا ،ﺛﻢ ﺟﺎء ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﻘﺎل :اﻋﺮض ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺟﺌﺘﻚ ﺑﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ "ﺗﻠﻚ اﻟﻐﺮاﻧﻴﻖ اﻟﻌﻠﻰ وان ﺷﻔﺎﻋﺘﻬﻦ ﻟﺘﺮﺗﺠﻰ" ﻗﺎل ﺟﺒﺮﻳﻞ :ﻟﻢ ﺁﺗﻚ ﺑﻬﺬا هﺬا ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن ،ﻓﺄﻧﺰل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ }وﻣﺎ أرﺳﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻣﻦ رﺳﻮل وﻻ ﻧﺒﻲ إﻻ إذا ﺗﻤﻨّﻰ أﻟﻘﻰ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻓﻲ أﻣﻨﻴﺘﻪ{.2 ﻓﻬﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ وﻣﺎ ﺷﺎآﻠﻬﺎ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }وﻣﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ اﻟﻬﻮى{ ﻓﺘﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻋﺼﻤﺘﻪ ρﻓﻲ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ.
1راﺟﻊ ان ﺷﺌﺖ آﺘﺎب ﻧﻘﺪ اﻟﻤﻨﻘﻮل ﻻﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ص 78ﺣﻴﺚ اﻋﺘﺒﺮﻩ ﻣﺨﺎﻟﻔًﺎ ﻟﺼﺮﻳﺢ اﻟﻘﺮﺁن 2راﺟﻊ إن ﺷﺌﺖ ﻇﻔﺮ اﻻﻣﺎﻧﻲ ﺑﺸﺮح ﻣﺨﺘﺼﺮ اﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ ص 270ﻓﻘﺪ ذآﺮ أآﺜﺮ ﻣﻦ رواﻳﺔ ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻊ آﻼم اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ 27
وﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي رواﻩ اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ وﻏﻴﺮﻩ "أن أﺑﻮي رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻲ اﻟﻨﺎر" .1ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }وﻣﺎ آﻨﺎ ﻣﻌﺬﺑﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻧﺒﻌﺚ رﺳﻮﻻ{. وﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺒﺮ ان رﺳﻮل اﷲ ρﻗﺪ ﺳﺤﺮ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻳﻬﻮدي.2 ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }واﷲ ﻳﻌﺼﻤﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس{ وﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻌﺼﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻻن اﻟﻤﺴﺤﻮر ﻻ ﻳﻌﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﻮل وﻻ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ. وﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ رواﻩ اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ وﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻗﻴﺲ ﻓﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﺴﻜﻨﻰ واﻟﻨﻔﻘﺔ ﻟﻠﻤﺒﺘﻮﺗﺔ ﻓﻘﺎﻟﺖ" :إن رﺳﻮل اﷲ ρﻟﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻬﺎ ﺳﻜﻨﻰ وﻻ ﻧﻔﻘﺔ" وهﺬا ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﻻ ﺗﺨﺮﺟﻮهﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻬﻦ وﻻ ﻳﺨﺮﺟﻦ إﻻ أن ﻳﺄﺗﻴﻦ ﺑﻔﺎﺣﺸﺔ ﻣﺒﻴﻨﺔ{. وﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ذآﺮﻩ ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻻ ﻳﺼﺢ أن ﻳﻘﺎل ﺑﺄن أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ﺗﻔﻴﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ واﻻﻋﺘﻘﺎد ،وإﻻ ﻟﺘﻀﺎرﺑﺖ وﺗﻨﺎﻗﻀﺖ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وهﻮ ﻣﺪﻋﺎة ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﺮﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ وهﺬا ﻣﺬﻣﻮم ﺷﺮﻋًﺎ ﺑﻼ ﺧﻼف. واﻟﻤﺬهﺐ اﻟﺼﺤﻴﺢ أن اﻵﺣﺎد إذا ﺗﻌﺎرﺿﺖ ﻣﻊ اﻟﻘﺮﺁن ﺗﺮد ﻷﻧﻬﺎ أﺧﺒﺎر ﻇﻨﻴﺔ واﻟﻘﺮﺁن ﻗﻄﻌﻲ وﻻ ﻳﻘﺎوم اﻟﻈﻨﻲ اﻟﻘﻄﻌﻲ إذا ﻣﺎ أﻣﻜﻦ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. 1ﻟﻘﺪ أورد اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻓﻲ ﺣﺎوﻳﻪ ﺑﺎﺑًﺎ أﺳﻤﺎﻩ :ﻣﺴﺎﻟﻚ اﻟﺤﻨﻔﺎ ﻓﻲ واﻟﺪي اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ" أورد ﻓﻴﻪ آﻼﻣًﺎ ﻣﻔﻴﺪًا ﻓﻲ ذﻟﻚ وأﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻘﻄﻌﻲ 2راﺟﻊ إن ﺷﺌﺖ ﻓﻲ أي ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺳﻴﺮ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮهﻢ ﻟﻠﻤﻌﻮذﺗﻴﻦ ﺳﺘﺠﺪ أن ﺳﺒﺐ ﻧﺰوﻟﻬﻤﺎ هﻮ ذاك 28
أﻣﺎ ﺗﻌﺎرض أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ أو ﻣﻊ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻬﻲ آﺜﻴﺮة أﻳﻀًﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ﻟﻴﺴﺖ ﻳﻘﻴﻨﻴﺔ وﻻ ﻋﻘﺪﻳﺔ وﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪة وإﻻ ﻟﺘﻀﺎرﺑﺖ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﻓﻤﻦ هﺬﻩ اﻷﺧﺒﺎر ﻣﺎ رواﻩ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻨﺪ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ :أن ﻳﻬﻮدﻳﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺨﺪﻣﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﺼﻨﻊ ﻋﺎﺋﺸﺔ إﻟﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮوف إﻻ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ :وﻗﺎك اﷲ ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ ﻗﺎﻟﺖ :ﻓﺪﺧﻞ ﻲ ﻓﻘﻠﺖ :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ هﻞ ﻟﻠﻘﺒﺮ ﻋﺬاب ﻗﺒﻞ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ رﺳﻮل اﷲ ρﻋﻠ ّ ﻗﺎل :ﻻ ،وﻋﻢ ذاك ،ﻗﺎﻟﺖ :هﺬﻩ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻻ ﻧﺼﻨﻊ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮوف ﺷﻴﺌًﺎ إﻻ ﻗﺎﻟﺖ وﻗﺎك اﷲ ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ ،ﻗﺎل :آﺬﺑﺖ ﻳﻬﻮد وهﻢ ﻋﻠﻰ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ أآﺬب ﻻ ﻋﺬاب دون ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﻗﺎﻟﺖ ﺛﻢ ﻣﻜﺚ ﺑﻌﺪ ذاك ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ أن ﻼ ﺑﺜﻮﺑﻪ ﻣﺤﻤﺮة ﻋﻴﻨﺎﻩ وهﻮ ﻳﻤﻜﺚ ﻓﺨﺮج ذات ﻳﻮم ﻧﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎر ﻣﺸﺘﻤ ً ﻳﻨﺎدي ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ،أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس أﻇﻠﺘﻜﻢ اﻟﻔﺘﻦ آﻘﻄﻊ اﻟﻠﻴﻞ اﻟﻤﻈﻠﻢ أﻳﻬﺎ ﻼ أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس اﻟﻨﺎس ﻟﻮ ﺗﻌﻠﻤﻮن ﻣﺎ أﻋﻠﻢ ﻟﺒﻜﻴﺘﻢ آﺜﻴﺮًا وﺿﺤﻜﺘﻢ ﻗﻠﻴ ً اﺳﺘﻌﻴﺬوا ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ ﻓﺈن ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ ﺣﻖ.1 ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ اﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ رواﻩ أﺣﻤﺪ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺒﺨﺎري.2 ﻓﻬﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺣﺎد ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﻴﺢ ،ﻣﺮة ﻳﻨﻔﻲ ﻋﺬاب اﻟﻘﺒﺮ وﻣﺮة ﻳﺜﺒﺘﻪ ،ﻓﻠﻮ آﺎن ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻻﻋﺘﻘﺎد آﻤﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮن ﻟﻜﺎن ﻣﻌﻨﺎﻩ أن ﻧﺆﻣﻦ ﻼ وﺷﺮﻋًﺎ. ﺑﺎﻟﻀﺪﻳﻦ ﻣﻌًﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ وهﺬا ﻣﺤﺎل ﻋﻘ ً ﻓﺈن ﻗﻴﻞ ﺑﺄن اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻷول ﻗﺪ ﻧﺴﺦ ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻼ ﺗﻌﺎرض. 1رواﻩ اﻻﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪﻩ 81/6 2ذآﺮﻩ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 236/3 29
اﻟﺠﻮاب ﻋﻠﻴﻪ :إن هﺬا ﻣﻦ اﻷﺧﺒﺎر ﻻ ﻣﻦ اﻻﺣﻜﺎم ،ﻓﻼ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﺴﺦ ﻷﻧﻪ إن وﻗﻊ ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ أن أﺣﺪ اﻟﺨﺒﺮﻳﻦ آﺬب وهﺬا ﻣﺤﺎل ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻋﺼﻤﺘﻪ ρﻓﻲ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ. ﻗﺎل اﻟﺰرآﺸﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ :واﻟﺜﺎﻧﻲ… وهﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﻤﻠﻘﺒﺔ ﺑﻨﺴﺦ اﻷﺧﺒﺎر ﺑﻴﻦ اﻷﺻﻮﻟﻴﻴﻦ ،ﻓﻨﻨﻈﺮ ﻓﺈن آﺎن ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮﻩ ﺑﺄن ﻻ ﻳﻘﻊ إﻻ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ واﺣﺪ ،آﺼﻔﺎت اﷲ وﺧﺒﺮ ﻣﺎ آﺎن ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء واﻷﻣﻢ وﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ وﺁﻳﺎﺗﻬﺎ آﺨﺮوج اﻟﺪﺟﺎل ،ﻓﻼ ﻳﺠﻮز ﻧﺴﺨﻪ ﺑﺎﻹﺗﻔﺎق آﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ أﺑﻮ اﺳﺤﻖ اﻟﻤﺮوزي واﺑﻦ ﺑﺮهﺎن ﻷﻧﻪ ﻳﻔﻀﻲ إﻟﻰ اﻟﻜﺬب.1 وﻣﻦ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد اﻟﻤﺘﻀﺎرﺑﺔ أﻳﻀًﺎ ﻣﺎ رواﻩ اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ واﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع أن اﻟﻨﺒﻲ ρﺗﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻳﻮم اﻟﻨﺤﺮ ﻓﻄﺎف ﻃﻮاف اﻹﻓﺎﺿﺔ ﺛﻢ ﺻﻠﻰ اﻟﻈﻬﺮ ﺑﻤﻜﺔ ﺛﻢ رﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﻨﻰ. وﻓﻲ رواﻳﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ أﻳﻀًﺎ "أﻧﻪ ρﻃﺎف ﻃﻮاف اﻹﻓﺎﺿﺔ ﺛﻢ رﺟﻊ ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻈﻬﺮ ﺑﻤﻨﻰ".2 ﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺰم :إﺣﺪى هﺎﺗﻴﻦ اﻟﺮواﻳﺘﻴﻦ آﺬب ﺑﻼ ﺷﻚ.3 وإﻧﻤﺎ ﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺰم هﺬا اﻟﻜﻼم ﻷﻧﻪ ﻳﻘﻮل ﺑﺄن ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ وﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﺈن اﻟﺮواﻳﺘﻴﻦ ﺗﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻴﻘﻴﻦ وﻣﻌﻨﺎﻩ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺎﻟﻨﻘﻴﻀﻴﻦ ،وﻟﻜﻲ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ذﻟﻚ آﺬّب إﺣﺪى اﻟﺮواﻳﺘﻴﻦ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ دﻟﻴﻞ.
1آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ 98/4 2رواهﻤﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ آﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻪ ﻟﻠﻨﻮوي 194/8وﻓﻲ 58/10 3آﻤﺎ ﺣﻜﺎﻩ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ذﻳﻞ اﻟﺠﻮاهﺮ اﻟﻤﻀﻴﺔ ﻷﺑﻲ اﻟﻮﻓﺎء 428/2 30
وﻣﻨﻬﺎ أﻳﻀًﺎ :ﻣﺎ رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ اﻹﺳﺮاء "واﻧﻪ آﺎن ﻗﺒﻞ أن ﻳﻮﺣﻰ إﻟﻴﻪ .1" ρ وﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ أو ﻻ ﻳﺠﻮز أن ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أن ﺣﺎدﺛﺔ اﻹﺳﺮاء إﻧﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﻌﺜﺔ وﻗﺒﻞ اﻟﻬﺠﺮة ﺑﻌﺎم واﺣﺪ ﻓﻴﻜﻮن هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺪ ﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻘﻄﻌﻲ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪﻩ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻘﻴﻀﻴﻦ وهﺬﻩ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﺠﺎهﻠﻴﻦ. وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻗﺪ وﺿﻌﻮا ﻗﺎﻋﺪة ﻟﻤﺜﻞ ذﻟﻚ وهﻲ أﻧﻪ إذا ﺗﻌﺎرض اﻟﻈﻨﻲ ﻣﻊ اﻟﻘﻄﻌﻲ ،ﻳﺮد اﻟﻈﻨﻲ وﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﻄﻌﻲ. وﻣﻦ اﻷﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎدﻳﺔ اﻟﻤﺘﻀﺎرﺑﺔ أﻳﻀًﺎ :ﻣﺎ رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﻻ" :أﺻﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ρﻓﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ؟ ﻗﺎل: ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أﻧﻪ ﺳﺄل ﺑﻼ ً ﻧﻌﻢ ،رآﻌﺘﻴﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﺎرﻳﺘﻴﻦ اﻟﻠﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﺎرﻩ… ﺛﻢ ﺧﺮج ﻓﺼﻠﻰ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﻜﻌﺒﺔ رآﻌﺘﻴﻦ".2 ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺎرﺿﻪ ﻣﺎ رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري أﻳﻀًﺎ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل" :ﻟﻤﺎ دﺧﻞ اﻟﻨﺒﻲ ρاﻟﺒﻴﺖ دﻋﺎ ﻓﻲ ﻧﻮاﺣﻴﻪ آﻠﻬﺎ وﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺣﺘﻰ ﺧﺮج ﻣﻨﻪ". وﻓﻲ رواﻳﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺒﺨﺎري أﻳﻀًﺎ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل" :ﻓﺪﺧﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻜﺒﺮ ﻓﻲ ﻧﻮاﺣﻴﻪ وﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﻓﻴﻪ".3 وﻣﻦ اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻤﺘﻀﺎرﺑﺔ ﻣﺎ رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ رﺟﻢ ﻣﺎﻋﺰ ،ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ" :ﻓﻠﻤﺎ أذﻟﻔﺘﻪ اﻟﺤﺠﺎرة ﻓ ﱠﺮ ﻓﺄدرك ﻓﺮﺟﻢ ﺣﺘﻰ ﻣﺎت، ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﻨﺒﻲ ρﺧﻴﺮًا وﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ".1 1راﺟﻊ ﻓﻲ ذﻟﻚ إن ﺷﺌﺖ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 478/13ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 2آﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 500/1ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 3ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 468/3 31
ﻏﻴﺮ أن هﺬا اﻟﺨﺒﺮ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺨﺒﺮ اﻟﺬي رواﻩ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ ﺳﻨﻨﻪ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ "أﻧﻪ ρﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ". ﻗﺎل اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ :ورواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ ﻣﺤﻤﻮد ﺑﻦ ﻏﻴﻼن ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ،وﻗﺎل ﻓﻴﻪ ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ :وهﻮ ﺧﻄﺄ.2 وﻣﻨﻬﺎ أﻳﻀًﺎ :ﻣﺎ رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ أﺑﻲ هﺮﻳﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ρأﻧﻪ ﻗﺎل" :اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻀﻊ وﺳﺘﻮن ﺷﻌﺒﺔ".3 ﻏﻴﺮ أن اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ رواﻩ ﻋﻨﻪ ﺑﻠﻔﻆ "اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻀﻊ وﺳﺒﻌﻮن ﺷﻌﺒﺔ".4 ﻓﻬﺬا ﺗﻌﺎرض واﺿﺢ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﺒﺮﻳﻦ أو اﻟﺮواﻳﺘﻴﻦ وهﺬا ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﺿﻄﺮاب اﻟﻤﺘﻦ. وﻣﻨﻬﺎ أﻳﻀًﺎ :ﻣﺎ رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ρﺻﻠﻰ ﺑﻬﻢ ﺻﻼة اﻟﻜﺴﻮف أرﺑﻊ رآﻌﺎت ﻓﻲ ﺳﺠﺪﺗﻴﻦ.5 ﻏﻴﺮ أن اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ روى ﻣﺎ ﻳﻌﺎرض ذﻟﻚ ﻋﻨﻬﺎ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ أن اﻟﺸﻤﺲ اﻧﻜﺴﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻘﺎم ﻗﻴﺎﻣًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ﻳﻘﻮم ﻗﺎﺋﻤًﺎ ﺛﻢ ﻳﺮآﻊ ﺛﻢ ﻳﻘﻮم ﺛﻢ ﻳﺮآﻊ ﺛﻢ ﻳﻘﻮم ﺛﻢ ﻳﺮآﻊ رآﻌﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺛﻼث رآﻌﺎت وأرﺑﻊ ﺳﺠﺪات.
1ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 130/12ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 2ﺳﻨﻦ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ اﻟﻜﺒﺮى 218/9 3رواﻩ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ 51/1 4رواﻩ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ آﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻪ ﻟﻠﻨﻮوي 3/2 5آﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 548/2 32
وﻓﻲ رواﻳﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻋﻨﻬﺎ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﻠﻢ أﻳﻀًﺎ: أن اﻟﻨﺒﻲ ρﺻﻠﻰ ﺳﺖ رآﻌﺎت وأرﺑﻊ ﺳﺠﺪات.1 وﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ هﺬا اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﺈن ﻋﺪة ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻻ ﻳﺼﺤﺤﻮن رواﻳﺔ ﻣﺴﻠﻢ :آﺎﻟﺸﺎﻓﻌﻲ واﻟﺒﺨﺎري واﺣﻤﺪ.2 وﻣﻨﻬﺎ اﻳﻀًﺎ :ﻣﺎ رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس أن اﻟﻨﺒﻲ ρ "ﺗﺰوج ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ وهﻮ ﻣﺤﺮم". ﻏﻴﺮ أن هﺬا ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﺎ رواﻩ اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ زﻳﺪ ﺑﻦ اﻷﺻﻢ ﻗﺎل ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ أن رﺳﻮل اﷲ ρﺗﺰوﺟﻬﺎ وهﻮ ﺣﻼل. ﻗﺎل اﻟﻄﺒﺮي :وأﻣﺎ ﻗﺼﺔ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ﻓﺘﻌﺎرﺿﺖ اﻷﺧﺒﺎر ﻓﻴﻬﺎ.3 وﻣﻦ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد اﻟﻤﺘﻀﺎرﺑﺔ أﻳﻀًﺎ :ﻣﺎ رواﻩ اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ وﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ρاﻧﻪ ﻗﺎل :إن أول اﻵﻳﺎت ﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ وﺧﺮوج اﻟﺪاﺑﺔ ﺿﺤﻰ ،ﻓﺂﻳﺘﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ ﺻﺎﺣﺒﺘﻬﺎ ﻓﺎﻷﺧﺮى ﻋﻠﻰ إﺛﺮهﺎ."4 ﻏﻴﺮ أن هﺬا ﻳﻌﺎرﺿﻪ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺬآﺮ ﻓﻴﻬﺎ أن أول اﻵﻳﺎت ﻇﻬﻮر اﻟﺪﺟﺎل ،ﻓﻘﺪ روى اﻟﺘﺮﻣﺬي ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻦ أﺑﻲ هﺮﻳﺮة ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ρأﻧﻪ ﻗﺎل" :ﺛﻼث إذا ﺧﺮﺟﻦ ﻟﻢ ﻳﻨﻔﻊ ﻧﻔﺴًﺎ إﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺁﻣﻨﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أو آﺴﺒﺖ ﻓﻲ إﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺧﻴﺮاً ،اﻟﺪﺟﺎل ،واﻟﺪاﺑﺔ ،وﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ
1آﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﺮح ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻮوي 203/6ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 2ذآﺮ ذﻟﻚ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ زاد اﻟﻤﻌﺎد 124/1وآﺬﻟﻚ ذآﺮ ﺗﻀﻌﻴﻔﻪ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻋﻨﻬﻢ آﻤﺎ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻋﻠﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ ص70 3راﺟﻊ ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 165/9ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 4آﻤﺎ ذآﺮﻩ ﻋﻨﻪ اﺑﻦ آﺜﻴﺮ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﻦ واﻟﻤﻼﺣﻢ 217/1 33
ﻣﻐﺮﺑﻬﺎ" وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺄن ﻇﻬﻮر اﻟﺪﺟﺎل هﻮ أول اﻵﻳﺎت.1 ﺛﻢ ﻟﻮ آﺎﻧﺖ أول اﻵﻳﺎت ﺧﺮوﺟًﺎ ﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﻣﻐﺮﺑﻬﺎ، وﻣﻌﻠﻮم أﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻃﻠﻮﻋﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮب ﻳُﻘﻔﻞ ﺑﺎب اﻟﺘﻮﺑﺔ ،ﻟﻤﺎ آﺎن ﻟﻔﺘﻨﺔ اﻟﺪﺟﺎل ﻓﺎﺋﺪة ﺑﻌﺪﺋﺬ وﻧﺰول ﻋﻴﺴﻰ وﻇﻬﻮر اﻟﻤﻬﺪي وﻗﺘﻠﻬﻤﺎ ﻟﻠﺪﺟﺎل وﺣﻜﻢ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم اﻷرض ﺑﺎﻟﺸﺮع آﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻵﺣﺎدﻳﺔ. ﻓﺎﻧﻈﺮ إﻟﻰ هﺬا اﻻﺿﻄﺮاب ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﻘﻄﻊ واﻟﻴﻘﻴﻦ واﻻﻋﺘﻘﺎد وهﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻀﺪﻳﻨ؟!!. أﻣﺎ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﺑﻦ آﺜﻴﺮ رﺣﻤﻪ اﷲ ﻣﻦ أن ﻇﻬﻮر اﻟﺪﺟﺎل أول اﻵﻳﺎت اﻷرﺿﻴﺔ وان ﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﻣﻐﺮﺑﻬﺎ أول اﻵﻳﺎت اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ، هﻮ ﺗﺄوﻳﻞ ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻀﺪﻳﻦ وﻟﻜﻨﻪ ﺗﺄوﻳﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ دﻟﻴﻞ. واﻷﺳﻠﻢ أن ﻳﻘﺎل :إن هﺬﻩ آﻠﻬﺎ أﺧﺒﺎر ﺁﺣﺎد وهﻲ ﻇﻨﻴﺔ وﻟﻴﺴﺖ ﻋﻘﻴﺪة وﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﻘﺎﺋﺪ ،ﻓﺤﻴﻨﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺄوﻳﻠﻬﺎ أو ر ﱡد ﺑﻌﻀﻬﺎ. وﻣﻦ اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻤﺘﻀﺎرﺑﺔ اﺧﺘﻼف اﻟﺮواﻳﺎت ﻓﻲ آﻮن اﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن ﻓﻲ آﻞ ﺳﻮرة أم ﻻ؟ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ رواﻩ اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل :ﺑﻴﻨﻤﺎ رﺳﻮل اﷲ ρ ذات ﻳﻮم ﺑﻴﻦ أﻇﻬﺮﻧﺎ إذ أﻏﻔﻰ إﻏﻔﺎءة ﺛﻢ رﻓﻊ رأﺳﻪ ﻣﺒﺘﺴﻤًﺎ ﻓﻘﻠﺖ :ﻣﺎ أﺿﺤﻜﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ؟ ﻗﺎل :ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻲ ﺁﻧﻔًﺎ ﺳﻮرة "ﻓﻘﺮأ ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ }إﻧﺎ أﻋﻄﻴﻨﺎك اﻟﻜﻮﺛﺮ ﻓﺼﻞ ﻟﺮﺑﻚ واﻧﺤﺮ إن ﺷﺎﻧﺌﻚ هﻮ اﻷﺑﺘﺮ{
1راﺟﻊ ﻓﻲ ذﻟﻚ ان ﺷﺌﺖ ﺳﻨﻦ اﻟﺘﺮﻣﺬي آﺘﺎب اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ 326/3واﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﻦ واﻟﻤﻼﺣﻢ ﻻﺑﻦ آﺜﻴﺮ 166/1 34
ﻳﻌﺎرﺿﻪ ﻣﺎ رواﻩ اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ أﻳﻀًﺎ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ :آﺎن رﺳﻮل اﷲ ρﻳﺴﺘﻔﺘﺢ اﻟﺼﻼة ﺑﺎﻟﺘﻜﺒﻴﺮ واﻟﻘﺮاءة ﺑﺎﻟﺤﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ. وﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ أﻳﻀًﺎ ﻋﻦ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎل" :ﺻﻠﻴﺖ ﺧﻠﻒ اﻟﻨﺒﻲ ρوأﺑﻲ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ ،ﻓﻜﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﻔﺘﺤﻮن ﺑﺎﻟﺤﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻻ ﻳﺬآﺮون ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ ،ﻻ ﻓﻲ أول ﻗﺮاءة وﻻ ﻓﻲ ﺁﺧﺮهﺎ".1 وﻋﻠﻰ أﺛﺮ ذﻟﻚ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﺧﺘﻼﻓًﺎ ﺑﻴﻨًﺎ ﻓﻠﻮ آﺎﻧﺖ ﺗﻔﻴﺪ أﺣﺎدﻳﺜﻬﺎ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﺟﺎز ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻻﺿﻄﺮاب ،وﻟﻤﺎ ﺟﺎز اﻻﺧﺘﻼف ﻓﻴﻬﺎ. ﻟﺬا ﻓﺈن أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﺁﺣﺎدﻳﺔ ﻻ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ واﻻﻋﺘﻘﺎد ،وإﻻ آﺎﻧﺖ ﻳﻘﻴﻨًﺎ واﻋﺘﻘﺎدًا أﻧﻬﺎ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن ،وﻳﻘﻴﻨًﺎ واﻋﺘﻘﺎدًا أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن ﻓﻲ ﺁن واﺣﺪ ،وهﺬا ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻷﺿﺪاد واﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت وهﻮ ﻣﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،وهﻮ ﻣﺬهﺐ ﻓﺎﺳﺪ. اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮاﺑﻊ :أﻧﻪ ﻟﻮ آﺎﻧﺖ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ﻋﻘﻴﺪة أو ﺗﺜﺒﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﻘﻴﺪة ﻟﻜﻔﱠﺮوا ﻣﻨﻜﺮ ﺁﺣﺎدهﺎ ،ﺑﻞ ﺻﺮﺣﻮا ﺑﻌﺪم ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻣﻨﻜﺮ اﻵﺣﺎد ﺑﺨﻼف اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ وﻗﺪ ﻧﻘﻞ هﺬا ﺑﺈﺗﻔﺎق اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذآﺮﻩ اﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ﻓﻲ أﺻﻮﻟﻪ 2واﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺗﻪ 3وﺻﺎﺣﺐ ﻓﻮاﺗﺢ اﻟﺮﺣﻤﻮت.4 وﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﺴﻖ ﺟﺎﺣﺪﻩ آﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ،إﻻ إذا اﻧﻌﻘﺪ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺴﻖ ﺟﺎﺣﺪﻩ .5وهﺬا ﻣﻌﻨﺎﻩ أﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻣﻜﻠﻔﻴﻦ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎن 1راﺟﻊ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺮواﻳﺎت واﺧﺘﻼف اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻻﺣﻜﺎم اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻠﻘﺮﻃﺒﻲ 91/1ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 2آﻤﺎ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﺴﺮﺧﺴﻲ 112/1و292 3ذآﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺗﻪ ص102 4ﻣﻠﺤﻖ ﻓﻲ آﺘﺎب ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺼﻔﻰ ﻟﻠﻐﺰاﻟﻲ 111/2 5آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻮدة ﻵل ﺗﻴﻤﻴﺔ ص223 35
ﻼ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺛﻢ ﻻ ﺑﺄﺣﺎدﻳﺚ اﻵﺣﺎد ،ﻷﻧﻪ آﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻋﻘﻴﺪة أو دﻟﻴ ً ﻼ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﻜﻔﺮ ﻣﻨﻜﺮﻩ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻌﻠﻤﺎء ،إﻻ أن ﻳﻜﻮن ﻏﻴﺮ ﻋﻘﻴﺪة وﻻ دﻟﻴ ً ﻳﺄﺧﺬ ﺣﻜﻤﻬﺎ. اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺨﺎﻣﺲ :هﻮ اﻧﻪ ﻟﻴﺲ آﻞ اﻹﺳﻼم أﺣﻜﺎﻣًﺎ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن اﻵﺣﺎد ﺟﺰءًا ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ،ﺑﻞ اﺣﺘﻮى اﻹﺳﻼم أﺣﻜﺎﻣًﺎ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺟﻨﺎﺋﻴﺔ وﻗﻀﺎﺋﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻋﺴﻜﺮﻳﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ،ﻓﻬﺬﻩ اﻷﺣﻜﺎم ﻳﻜﻮن ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺠﺔ ﺑﺨﻼف اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ. وهﺬا اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ وﺑﻴﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻐﻴﺮ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ واﻗﻊ وﺣﻜﻢ ودﻟﻴﻞ آﻞ ﻣﻨﻬﺎ. ﻓﺎﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎن وﻣﻌﻨﺎﻩ ﻟﻐﺔ: اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ،واﺻﻄﻼﺣًﺎ :اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ اﻟﺠﺎزم اﻟﻤﻄﺎﺑﻖ ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﻋﻦ دﻟﻴﻞ.1 ﻓﺈذا آﺎن اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ دﻟﻴﻞ ﻗﻄﻌﻲ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺟﺎزﻣًﺎ ﺑﻞ ﻇّﻨًﺎ أو ﺷ ّﻜﺎً ،ﻷن اﻟﺠﺰم ﻟﻐﺔ :اﻟﻘﻄﻊ ،ﻳﻘﺎل :ﺟﺰم اﻷﻣﺮ ﻗﻄﻌﻪ ﻗﻄﻌًﺎ ﻻ ﻋﻮدة ﻓﻴﻪ.2 ﻼ. وإن ﻟﻢ ﻳﻄﺎﺑﻖ اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﻜﻮن ﺟﻬ ً ﻟﺬا ﻻﺑﺪ ﻣﻦ هﺬﻳﻦ اﻟﺸﺮﻃﻴﻦ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد ،اﻟﺠﺰم ،واﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ وإﻻ آﺎن اﻻﻋﺘﻘﺎد أو اﻹﻳﻤﺎن ﻓﺎﺳﺪًا.
1راﺟﻊ ان ﺷﺌﺖ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ اﻟﻤﺤﺼﻮل ﻟﻠﺮازي 12/1واﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻟﻼرﻣﻮي 169/1 واﺟﺎﺑﺔ اﻟﺴﺎﺋﻞ ﻟﻠﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ص 60وﺣﺎﺷﻴﺘﺎ اﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ واﻟﺘﻔﺘﺎزاﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﺑﻦ اﻟﺤﺎﺟﺐ 61-60/1 وﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﺮازي 61-27/2واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻨﺒﻬﺎﻧﻲ19/1 2آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻣﻮس اﻟﻤﺤﻴﻂ 89/4 36
وأﻣﺎ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻐﻴﺮ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ،ﻓﻬﻲ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أي اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻓﻌﺎل اﻟﻌﺒﺎد ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺤﻞ واﻟﺤﺮﻣﺔ ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻜﻔﺮ واﻹﻳﻤﺎن. واﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ آﻠﻬﺎ أﻓﻜﺎر إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻼ إﻟﻪ إﻻ اﷲ،ﻓﻜﺮ} ،وﺣﺮﻣﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﻤﻴﺘﺔ{ ﻓﻜﺮ أﻳﻀًﺎ واﻟﻔﺮق ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ أن "ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ" ﻋﻘﻴﺪة أو أﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻳﻖ و "ﺣﺮﻣﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﻤﻴﺘﺔ" ﺣﻜﻢ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﻌﻞ. ﻟﺬا ﻓﻤﺎ ﻃﻠﺐ اﻹﻳﻤﺎن أو اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﻪ هﻮ ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ وﻣﺎ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻩ أو ﺑﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. وﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﻘﺮاء ﻟﻠﻨﺼﻮص اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﺑﻮﺿﻮح اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻃﻠﺐ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻪ وﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ،ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﺁﻣﻨﻮا ﺑﺎﷲ ورﺳﻮﻟﻪ{ وﻗﻮﻟﻪ }وﺁﻣﻨﻮا ﺑﻤﺎ ﻧﺰل ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وهﻮ اﻟﺤﻖ ﻣﻦ رﺑﻬﻢ{ وﻗﻮﻟﻪ }واﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻤﺎ أﻧﺰل إﻟﻴﻚ وﻣﺎ أﻧﺰل ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ وﺑﺎﻵﺧﺮة هﻢ ﻳﻮﻗﻨﻮن{. هﺬﻩ اﻟﻨﺼﻮص واﺿﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻠﺐ اﻹﻳﻤﺎن ﻓﻘﻂ أي إﻳﻤﺎن دون ﻋﻤﻞ. وﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }وأﻗﻴﻤﻮا اﻟﺼﻼة وﺁﺗﻮا اﻟﺰآﺎة{ وﻗﻮﻟﻪ }آﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺼﻴﺎم{ وﻗﻮﻟﻪ }وﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﺣﺞ اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ اﺳﺘﻄﺎع إﻟﻴﻪ ﺳﺒﻴﻼ{ وﻗﻮﻟﻪ }إذا ﺗﺪاﻳﻨﺘﻢ ﺑﺪﻳﻦ ﻓﺎآﺘﺒﻮﻩ{ وﻗﻮﻟﻪ }ﻓﺎﻧﻜﺤﻮا ﻣﺎ ﻃﺎب ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء{ وﻗﻮﻟﻪ }آﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﻘﺘﺎل وهﻮ آﺮﻩ ﻟﻜﻢ{ وﻗﻮﻟﻪ }وﺑﺎﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ إﺣﺴﺎﻧﺎ{ وﻗﻮﻟﻪ }ﻗﻞ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﻐﻀﻮا ﻣﻦ أﺑﺼﺎرهﻢ{.
37
إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎهﺎ، ﻓﺴﻤﻴﺖ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻨﺼﻮص أﺣﻜﺎﻣًﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ وﺳﻤﻴﺖ ﺗﻠﻚ أﺣﻜﺎﻣًﺎ ﺗﺼﺪﻳﻘﻴﺔ أو ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ أو ﻋﻠﻤﻴﺔ. ﺛﻢ هﻨﺎك ﻧﺼﻮص أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﺗﺒﻴﻦ هﺬا اﻟﻔﺮق أﻳﻀﺎً، ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ان اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا وﻋﻤﻠﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت{ وﻗﻮﻟﻪ }إﻻ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا وﻋﻤﻠﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت{ ﻓﻌﻄﻒ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻹﻳﻤﺎن دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، وﻧﻈﻴﺮ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ارآﻌﻮا واﺳﺠﺪوا{ وﻗﻮﻟﻪ }وأﻗﻴﻤﻮا اﻟﺼﻼة وﺁﺗﻮا اﻟﺰآﺎة{ وﻗﻮﻟﻪ }إن اﷲ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪل واﻹﺣﺴﺎن{ ﻓﻮاﺿﺢ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﺮآﻮع واﻟﺴﺠﻮد وﺑﻴﻦ اﻟﺼﻼة واﻟﺰآﺎة وﺑﻴﻦ اﻟﻌﺪل واﻹﺣﺴﺎن ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻌﻨﻰ وﻟﻮ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﻮاو اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ،ﻓﺬﻟﻚ آﺬﻟﻚ. وﻟﻠﻌﻠﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ اﻟﻌﻄﻒ ﺑﻴﻦ اﻹﺳﻤﻴﻦ وﻻ ﻳﻘﺘﻀﻲ اﻟﻤﻐﺎﻳﺮة أو اﻟﻔﺮق وﻟﻜﻦ ﺑﻘﺮﻳﻨﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ آﺎﻧﺖ أو ﻧﻘﻠﻴﺔ ،ﺗﺼﺮﻓﺔ ﻋﻦ ذﻟﻚ ،آﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }رب اﻟﻤﺸﺮﻗﻴﻦ ورب اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﻦ{ ﻓﺈن هﺬا ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻨﻘﻞ ﻣﻦ أن اﻟﺮب واﺣﺪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ،ﻟﺬا ﻓﻼ ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻮاو هﻨﺎ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻵﻳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ واﷲ أﻋﻠﻢ. وﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﻓﺎﻋﻠﻢ أﻧﻪ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ واﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﺬﻧﺒﻚ{ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺮﻳﻖ أﻳﻀًﺎ ﺑﻴﻦ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ،وﺑﻴﻦ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر وهﻮ ﻋﻤﻞ، ﻟﻨﻔﺲ اﻟﺴﺒﺐ. وآﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }هﻞ أدﻟﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎرة ﺗﻨﺠﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻋﺬاب أﻟﻴﻢ ﺗﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﷲ ورﺳﻮﻟﻪ وﺗﺠﺎهﺪون ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ﺑﺄﻣﻮاﻟﻜﻢ وأﻧﻔﺴﻜﻢ ذﻟﻜﻢ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ إن آﻨﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮن{ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺠﻬﺎد ﻋﻤﻞ وﻟﻴﺲ إﻳﻤﺎﻧًﺎ. ﻓﻴﺜﺒﺖ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﻨﻔﺲ اﻟﺴﺒﺐ.
38
أﻣﺎ اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻔﻴﻬﺎ أﻳﻀًﺎ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ،ﻓﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﺬي ﺳﺄل ﻓﻴﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم: "ﻋﻦ اﻹﺳﻼم واﻹﻳﻤﺎن واﻹﺣﺴﺎن" ﻓﻜﺎن ﺟﻮاﺑﻪ ρﻋﻦ اﻹﺳﻼم :أن ﺗﺸﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ،وﺗﻘﻴﻢ اﻟﺼﻼة وﺗﺆﺗﻲ اﻟﺰآﺎة وﺗﺼﻮم رﻣﻀﺎن وﺗﺤﺞ اﻟﺒﻴﺖ إن اﺳﺘﻄﻌﺖ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺳﺒﻴﻼ .وﻗﺎل ﻋﻦ اﻹﻳﻤﺎن :ان ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ وﻣﻼﺋﻜﺘﻪ وآﺘﺒﻪ ورﺳﻠﻪ وﺑﺎﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ ،وﺑﺎﻟﻘﺪر ﺧﻴﺮﻩ وﺷﺮﻩ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ. وﻋﻦ اﻹﺣﺴﺎن :أن ﺗﻌﺒﺪ اﷲ آﺄﻧﻚ ﺗﺮاﻩ ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮاﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮاك.1 ﻓﻮاﺿﺢ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺎدة واﻟﺼﻼة واﻟﺰآﺎة واﻟﺼﻮم واﻟﺤﺞ واﻹﺣﺴﺎن ﻓﻲ أداﺋﻬﺎ ،وﺑﻴﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺘﺼﺪﻳﻘﻴﺔ :اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺎﷲ وﻣﻼﺋﻜﺘﻪ وآﺘﺒﻪ ورﺳﻠﻪ وﺑﺎﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ وﺑﺎﻟﻘﺪر ﺧﻴﺮﻩ وﺷﺮﻩ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :ﻓﻠﻤﺎ ذآﺮ اﻹﻳﻤﺎن ﻣﻊ اﻹﺳﻼم ﺟﻌﻞ اﻹﺳﻼم هﻮ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻈﺎهﺮة :اﻟﺸﻬﺎدﺗﺎن واﻟﺼﻼة واﻟﺰآﺎة واﻟﺼﻴﺎم واﻟﺤﺞ ،وﺟﻌﻞ اﻹﻳﻤﺎن ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺎﷲ وﻣﻼﺋﻜﺘﻪ وآﺘﺒﻪ ورﺳﻠﻪ واﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ وهﻜﺬا ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي رواﻩ أﺣﻤﺪ ﻋﻦ أﻧﺲ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ρﻗﺎل "اﻹﺳﻼم ﻋﻼﻧﻴﺔ واﻹﻳﻤﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ"2 وﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﻣﺎ رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ :إﻧﻤﺎ ﻧﺰل أول ﻣﺎ ﻧﺰل ﻣﻨﻪ –أي اﻟﻘﺮﺁن -ﺳﻮرة ﻣﻦ
1رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ 144/6 2ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻹﻳﻤﺎن ص14 39
اﻟﻤﻔﺼّﻞ ،ﻓﻴﻬﺎ ذآﺮ اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺎر ،ﺣﺘﻰ إذا ﺛﺎب اﻟﻨﺎس إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ﻧﺰل اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام. ﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ :أﺷﺎرت إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﺘﻨﺰﻳﻞ وان أول ﻣﺎ ﻧﺰل ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﺪﻋﺎء إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ واﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ واﻟﻤﻄﻴﻊ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ،وﻟﻠﻜﺎﻓﺮ واﻟﻌﺎﺻﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎر ،ﻓﻠﻤﺎ اﻃﻤﺄﻧﺖ اﻟﻨﻔﻮس ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أﻧﺰﻟﺖ اﻷﺣﻜﺎم وﻟﻬﺬا ﻗﺎﻟﺖ :وﻟﻮ ﻧﺰل أول ﺷﻲء ﻻ ﺗﺸﺮﺑﻮا اﻟﺨﻤﺮ ﻟﻘﺎﻟﻮا ﻻ ﻧﺪﻋﻬﺎ.1 ﻓﻜﻼم ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﺄﺧﺬ ﺣﻜﻢ اﻟﻤﺮﻓﻮع إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ρوواﺿﺢ ﻓﻴﻪ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ أﺣﻜﺎم اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺎر وهﻮ أﺣﻜﺎم ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ وﺗﻮﺣﻴﺪ ،وﺑﻴﻦ اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام وهﻮ أﺣﻜﺎم ﻋﻤﻠﻴﺔ. ﻓﻬﺬا اﻟﺬي ذآﺮﻧﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺘﺼﺪﻳﻘﻴﺔ أو اﻻﻋﺘﻘﺎدﻳﺔ وﺑﻴﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ واﺿﺢ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻬﺎء واﻷﺻﻮﻟﻴﻴﻦ واﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ وهﻮ ﻇﺎهﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺑﺎب ﻇﻬﻮرًا ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺣﺒﺎﻩ اﷲ ﻋﻠﻤًﺎ وورﻋًﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ. ﻓﻘﺪ ﻗﺎل اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮي "اﻹﻳﻤﺎن ﻣﺎ وﻗﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ وﺻﺪﻗﻪ اﻟﻌﻤﻞ".2 وﻗﺎل اﺑﻦ رﺟﺐ اﻟﺤﻨﺒﻠﻲ :ﻓﺎﻟﺬي ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ آﻞ ﻣﺴﻠﻢ اﻻﻋﺘﻨﺎء ﺑﻪ واﻻهﺘﻤﺎم أن ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻤﺎ ﺟﺎء ﻋﻦ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ρﺛﻢ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ذﻟﻚ واﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ،ﺛﻢ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﺬﻟﻚ إن آﺎن ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،وان آﺎن ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺬل وﺳﻌﻪ ﻓﻲ اﻻﺟﺘﻬﺎد ﻓﻲ
1ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 40/9 2رواﻩ ﻋﻨﻪ اﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﻨﻒ189/7 40
ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻪ ﻣﻦ اﻷواﻣﺮ واﺟﺘﻨﺎب ﻣﺎ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﻓﺘﻜﻮن هﻤﺘﻪ ﻣﺼﺮوﻓﺔ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻻ إﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ."1 ﻞ أﺻﻮل اﻟﺪﻳﻦ وهﻲ أﻣﻮر ﺗﻌﻠﻢ وﻻ وﻗﺎل اﻟﻘﺮاﻓﻲ" :وآﺬﻟﻚ ﺟ ّ ﺗﻌﻤﻞ".2 وﻗﺎل اﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ" :اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ هﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﺼﺪ ﻣﻨﻪ ﻧﻔﺲ اﻻﻋﺘﻘﺎد دون اﻟﻌﻤﻞ".3 وﻗﺎل ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪي :وﻣﻨﻬﺎ" :أن ﻳﺮد اﻟﺨﺒﺮ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﻌﻤﻞ ﻓﺄﻣﺎ إذا ورد ﻓﻲ ﺑﺎب اﻻﻋﺘﻘﺎدات وهﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﻜﻼم ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺣﺠﺔ".4 وﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﺒﺎﻗﻼﻧﻲ" :إن اﻹﻳﻤﺎن ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ هﻮ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ دون ﺳﺎﺋﺮ أﻓﻌﺎل اﻟﺠﻮارح واﻟﻘﻠﻮب".5 وﻟﻌﺪم اﻹﻃﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺳﺮد أﻗﻮاﻟﻬﻢ ،ﺳﺄآﺘﻔﻲ ﺑﺬآﺮ ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻟﺬﻟﻚ آﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻬﻢ وهﻲ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﺎهﺮ اﻟﻜﻒ ﻟﻤﻦ أرادهﺎ. ﻣﻦ ذﻟﻚ: •
ﺗﻔﺮﻳﻘﻬﻢ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪة وﻟﻠﺤﻜﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ .ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ-
ﻓﺎﻟﻌﻘﻴﺪة :هﻲ اﻹﻳﻤﺎن. واﻟﺤﻜﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ :هﻮ ﺧﻄﺎب اﻟﺸﺎرع اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻓﻌﺎل اﻟﻌﺒﺎد. •
إﻗﺮارهﻢ اﻻﺧﺘﻼف ﻓﻲ اﻟﻔﺮوع اﻟﻈﻨﻴﺔ دون اﻷﺻﻮل اﻟﻘﻄﻌﻴﺔ.
1آﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺤﻜﻢ ﻟﻪ ص118 2آﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺎﺋﺲ اﻻﺻﻮل 121/1 3آﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺗﻪ ص196 4آﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺰان اﻻﺻﻮل ﻟﻪ ص434 5ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻻﻧﺼﺎف ص34 41
•
إﻗﺮارهﻢ اﻻﺧﺘﻼف ﻓﻲ ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد دون اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ اﻟﻤﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ آﻤﺎ أﺛﺒﺘﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺻﺪر اﻟﻜﺘﺎب.
•
ﺗﻔﺮﻳﻘﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻔﻘﻪ واﻷﺻﻮل.
•
ﺗﻔﺮﻳﻘﻬﻢ ﺑﻴﻦ أدﻟﺔ اﻷﺻﻮل ووﺟﻮب أن ﺗﻜﻮن ﻗﻄﻌﻴﺔ ،وﺑﻴﻦ أدﻟﺔ اﻟﻔﺮوع ﻓﻴﻜﺘﻔﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻈﻦ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﻄﻊ ،وهﻮ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪهﻢ.
•
ﺗﻜﻔﻴﺮهﻢ ﻟﻤﻨﻜﺮ أﺻﻞ ﻗﻄﻌﻲ أو ﻟﻤﺎ هﻮ ﻣﻌﻠﻮم ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﺿﺮورة دون اﻟﻔﺮع اﻟﻈﻨﻲ.
•
ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﻢ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ أﺣﻜﺎم وﻋﻘﺎﺋﺪ أو أﺣﻜﺎم ﻋﻤﻠﻴﺔ وأﺣﻜﺎم ﻋﻠﻤﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ذآﺮﻩ اﺑﻦ رﺟﺐ وﻏﻴﺮﻩ ﺁﻧﻔًﺎ.
•
ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﻢ ﻟﻠﻘﺮﺁن :ﺁﻳﺎت أﺣﻜﺎم ،ﺁﻳﺎت ﻗﺼﺺ ،ﺁﻳﺎت ﻋﻘﺎﺋﺪ وﻏﻴﺒﻴﺎت.
•
ﻳﻔﺮﻗﻮن ﺑﻴﻦ اﻟﻜﺎﻓﺮ واﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺧﻄﺎب اﻟﺘﻜﻠﻴﻒ أي هﻞ اﻟﻜﻔﺎر ﻣﺨﺎﻃﺒﻮن ﺑﺄﺻﻮل اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ وﻓﺮوﻋﻬﺎ أم ﺑﺄﺣﺪهﻤﺎ دون اﻵﺧﺮ.
•
أن اﻟﻤﺨﻄﺊ ﻓﻲ اﻟﻔﺮوع ﻣﺄﺟﻮر ﺑﺨﻼف اﻷﺻﻮل وان اﻟﻤﺼﻴﺐ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﻌﻴﺎت واﺣﺪ .وأن اﻟﻤﺨﻄﺊ ﻓﻴﻬﺎ ﺁﺛﻢ.
•
ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻳﺆﺧﺬ ﻓﻲ اﻷﺣﻜﺎم دون اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ آﻤﺎ أﺛﺒﺘﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻜﺘﺎب.
•
اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻳﺮد ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﺴﺦ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻻ ﻳﺮد ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﺴﺦ.
•
ﻳﻔﺮﻗﻮن ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻳُﻘﺘﻞ ﺣﺪا وﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻞ ارﺗﺪادًا.
•
ﻳﻤﻨﻌﻮن اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﺪﻳﻦ وﻳﺠﻴﺰوﻧﻪ ﻓﻲ ﻓﺮوع اﻟﺪﻳﻦ. إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻔﻮارق اﻟﺘﻲ ﺗﺪل ﻗﻄﻌًﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﻳﻔﺮﻗﻮن ﺑﻴﻦ
اﻟﻌﻘﻴﺪة وﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ وﺑﻴﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ. 42
أﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ أن ﻗﺴﻤﺔ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ إﻟﻰ أﺻﻮل وﻓﺮوع هﻮ ﺑﺪﻋﺔ ﻟﻢ ﺗﺄت ﺑﻬﺎ ﺳﻨﺔ ،ﻓﻜﻼم ﻏﺮﻳﺐ ﻳﺄﺑﺎﻩ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﻠﻤﺎء، ﻷﻧﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﺮد ﻋﻠﻰ آﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻤﻬﻢ واﻧﻪ ﺑﺪﻋﺔ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻗﺴﻤﻮا اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ إﻟﻰ ﻓﻘﻪ وأﺻﻮل ﻓﻘﻪ ،وﻗﺴﻤﻮهﺎ إﻟﻰ ﺣﺪﻳﺚ وﻓﻘﻪ وﻗﺴﻤﻮا اﻟﻔﺮض إﻟﻰ آﻔﺎﻳﺔ وﻋﻴﻦ ،وﻗﺴﻤﻮا اﻟﻘﺮﺁن إﻟﻰ ﺁﻳﺎت أﺣﻜﺎم وﺁﻳﺎت ﻗﺼﺺ ،وﻗﺴﻤﻮا اﻷواﻣﺮ إﻟﻰ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻗﺴﻤﺎً ،وﻗﺴﻤﻮا اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ إﻟﻰ ﺗﻜﻠﻴﻔﻲ ووﺿﻌﻲ ،وﻗﺴﻤﻮا اﻟﺴﻨﺔ إﻟﻰ ﻣﺘﻮاﺗﺮ وﺁﺣﺎد، وﻗﺴﻤﻮا اﻵﺣﺎد إﻟﻰ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮة أﻧﻮاع ،وﻗﺴﻤﻮا اﻟﻘﻮاﻋﺪ إﻟﻰ آﻠﻴﺔ وﻋﺎﻣﺔ ،وﻗﺴﻤﻮا اﻟﻠﻐﺔ إﻟﻰ ﻧﺤﻮ وﺻﺮف وﺑﻼﻏﺔ ،وﻗﺴﻤﻮا اﻟﺴﻨﺔ إﻟﻰ ﻓﻌﻠﻴﺔ وﻗﻮﻟﻴﺔ وﺗﻘﺮﻳﺮﻳﺔ وﺻﻔﺔ ،وﻗﺴﻤﻮا اﻹﺟﻤﺎع إﻟﻰ ﻓﻌﻠﻲ وﻗﻮﻟﻲ وﺳﻜﻮﺗﻲ ،وﻗﺴﻤﻮا اﻟﻌﻠﻮم إﻟﻰ ﺳﻤﻌﻴﺔ وﻋﻘﻠﻴﺔ ،وﻗﺴﻤﻮا اﻷدﻟﺔ إﻟﻰ ﺳﻤﻌﻴﺔ وﻋﻘﻠﻴﺔ وﻗﺴﻤﻮا اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ إﻟﻰ ﻟﻔﻈﻲ وﻣﻌﻨﻮي ،وﻗﺴﻤﻮا اﻟﺪﻻﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺰام وﺗﻀﻤﻦ وﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ،إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎت. ﻓﻜﻞ هﺬا ﻟﻢ ﺗﺮد ﻓﻴﻪ ﺳﻨﺔ وﻻ آﺘﺎب وﻻ إﺟﻤﺎع ﺻﺤﺎﺑﺔ ،ﻓﻬﻞ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﺑﺪﻋﺔ،؟!! ﻓﺈن آﺎن آﺬﻟﻚ ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ ﻧﺴﻒ ﻟﻜﻞ اﻟﻌﻠﻮم وﺗﺠﻬﻴﻞ ﻟﻜﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء وهﺬا ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻮل ﺑﻪ ﻋﺎﻗﻞ. واﻟﺼﺤﻴﺢ أن هﺬﻩ اﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎت إﻧﻤﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻘﺮاء ﻟﻮاﻗﻌﻬﺎ واﻟﺒﺪﻋﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪة ،وﻻ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻣﻊ أﺣﻜﺎﻣﻬﺎ وﺗﻌﺎرﻳﻔﻬﺎ. وأﻣﺎ ﻣﺎ ﻳُﻘﺎل ﻣﻦ أن اﻹﻳﻤﺎن ﻗﻮل وﻋﻤﻞ ،ﻓﺼﺤﻴﺢ ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أن اﻹﻳﻤﺎن ﻋﻤﻞ ﻷن هﺬا ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻘﺮﺁن واﻟﺴﻨﺔ آﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺁﻧﻔﺎً ،ﺑﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أن اﻟﻌﻤﻞ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد اﻹﻳﻤﺎن ﻟﺪى اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت وﻳﺪل ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ " ρإذا رأﻳﺘﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺮﺗﺎد اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻓﺎﺷﻬﺪوا ﻟﻪ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎن" واﻗﺮأوا إن ﺷﺌﺘﻢ وﺗﻔﻘﻬﻮا ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ 43
ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﻗﺎﻟﺖ اﻷﻋﺮاب ﺁﻣﻨﺎ ﻗﻞ ﻟﻢ ﺗﺆﻣﻨﻮا وﻟﻜﻦ ﻗﻮﻟﻮا أﺳﻠﻤﻨﺎ وﻟﻤﺎ ﻳﺪﺧﻞ اﻹﻳﻤﺎن ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ وإن ﺗﻄﻴﻌﻮا اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﻻ ﻳﻠﺘﻜﻢ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﺷﻴﺌًﺎ إن اﷲ ﻏﻔﻮر رﺣﻴﻢ{. وﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎل اﻟﺤﺴﻦ "ﻟﻴﺲ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻲ وﻻ ﺑﺎﻟﺘﻤﻨﻲ وﻟﻜﻦ ﻣﺎ وﻗﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ وﺻﺪﻗﻪ اﻟﻌﻤﻞ" ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﻳﺼﺪق اﻹﻳﻤﺎن ﻻ أن اﻟﻌﻤﻞ هﻮ اﻹﻳﻤﺎن. وآﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم "اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻀﻊ وﺳﺒﻌﻮن ﺷﻌﺒﺔ أﻋﻼهﺎ ﻗﻮل ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ وأدﻧﺎهﺎ إﻣﺎﻃﺔ اﻷذى ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ" ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎﻩ أﻳﻀًﺎ أن اﻹﻳﻤﺎن واﻟﻌﻤﻞ ﺷﻲء واﺣﺪ ،ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻘﺮﺁن واﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ اﻹﻳﻤﺎن واﻟﻌﻤﻞ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ إﻻ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻨﺎﻩ أن إﻣﺎﻃﺔ اﻷذى ﺛﻤﺮة ﻣﻦ ﺛﻤﺮات اﻹﻳﻤﺎن ودﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ. وأﻗﺮب ﺷﻲء ﻟﻠﻔﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻘﻴﺪة واﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ واﻗﻌًﺎ وﺣﻜﻤًﺎ ودﻟﻴﻼً ،أن ﻣُﺨﺎﻟﻒ اﻟﻌﻘﻴﺪة وﻣﻨﻜﺮهﺎ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻼ ﺧﻼف ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﺨﺎﻟﻒ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام أو ﻣﻨﻜﺮهﺎ ﻓﻼ ﻳﻜﻔﺮ وإﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﺎﺻﻴًﺎ ﻓﻘﻂ ،إﻻ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ آﻔﺮوا ﻣﺮﺗﻜﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮة. وﻣﻦ ذﻟﻚ أﻳﻀًﺎ أن ﺗﻌﻠﻢ أﺣﻜﺎم اﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام ﻣﻄﻠﻮب ﺷﺮﻋًﺎ وهﻮ ﻋﻤﻞ وﻻ ﻳﺴﻤﻰ إﻳﻤﺎﻧًﺎ وإﻻ آﺎن اﻟﺠﻬﻞ ﺑﻬﺎ أو ﻋﺪم ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ آﻔﺮًا وﻻ ﻼ ﻋﻦ أن ﻳﻘﻮل ﺑﻪ ﻋﺎﻟﻢ. ﻳﻘﻮل ﺑﻬﺬا ﺟﺎهﻞ ﻓﻀ ً
اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺴﺎدس: وﻣﻦ اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ وﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎد :أن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ روي ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ أي أن اﻟﺮاوي اﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟﻨﺒﻲ ρﺛﻢ ﻧﻘﻠﻪ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺣﺴﺐ ﻓﻬﻤﻪ وهﺬا ﻇﻦ ﻗﻄﻌﺎً ،ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﺎل 44
ﺑﺄن اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي رواﻩ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ أﻧﻪ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ أو أﻧﻪ ﻳﺼﻠﺢ ﻻ آﺎن اﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﻳﻔﻴﺪﻩ وهﺬا ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﺼﺮﻳﺢ ﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻴﺪة وإ ّ دﻟﻴ ً اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل ﺑﺄن اﻻﺟﺘﻬﺎد ﻓﻴﻪ ﺧﻄﺄ وﻓﻴﻪ ﺻﻮاب ،ﻓﻼ ﻳﺼﺢ إﺛﺒﺎت اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺑﻪ. وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ آﻴﻔﻴﺔ رواﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﺎ رواﻩ أﺣﻤﺪ وﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒَﺮ وﻏﻴﺮهﻤﺎ ﻋﻦ ﻣﻜﺤﻮل ﻗﺎل :دﺧﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ واﺛﻠﺔ ﺑﻦ اﻷﺳﻘﻊ ﻓﻘﻠﻨﺎ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺗﻘﺪﻳﻢ وﻻ ﺗﺄﺧﻴﺮ ،ﻓﻐﻀﺐ وﻗﺎل :ﻻ ﺑﺄس إذا ﻗﺪﻣﺖ وأﺧﺮت إذا أﺻﺒﺖ اﻟﻤﻌﻨﻰ.
وروى اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ وﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ أﻧﺲ τ
ث ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ آﺎن إذا ﺣ ﱠﺪ َ
ρﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻗﺎل" :أو آﻤﺎ ﻗﺎل" .وﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ أﻳﻀًﺎ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد τ
أﻧﻪ
ث ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ρﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻓﻘﺎل :أو ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،أو ﻓﻮق ذﻟﻚ ،أو دون ﺣ ﱠﺪ َ ذﻟﻚ. هﺬا ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻬﻢ رواﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ.
اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺨﺎﻣﺲ: ﻼ وﻟﻴﺲ ﺑﺪﻟﻴﻞ- وهﻮ ﻣﺎ ﻇﻨﻮﻩ دﻟﻴ ًﻼ ﻋﻠﻰ أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ وﻳﻔﻴﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ أﻣﺎ ﻣﺎ ﻇﻨﻮﻩ دﻟﻴ ً ﻓﻬﻮ وهﻢ ﻻ ﻳﺮﺗﻘﻲ ﺣﺘﻰ إﻟﻰ اﻟﻈﻦ ،ﻣﻊ أن اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ دﻟﻴﻞ ﻗﻄﻌﻲ ﻻ ﻇﻨﻲ وﻳﺸﺘﺮط أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺜﺒﻮت واﻟﺪﻻﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻄﺮق إﻟﻴﻪ اﻟﻈﻦ أو اﻟﺸﻚ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻋﻘﻴﺪة أو ﻳﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻘﻴﺪة. 45
ﻼ :ﻣﺎ روي ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎري ﻋﻦ ﻓﻤﻤﺎ ﻇﻨﻮﻩ دﻟﻴ ً اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎل :ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺚ اﻟﻨﺒﻲ ρﻣﻌﺎذًا إﻟﻰ اﻟﻴﻤﻦ ﻗﺎل ﻟﻪ :اﻧﻚ ﺗﻘﺪم ﻋﻠﻰ ﻗﻮم ﻣﻦ أهﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻠﻴﻜﻦ أول ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮهﻢ إﻟﻰ أن ﻳﻮﺣﺪوا اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻓﺈذا ﻋﺮﻓﻮا ذﻟﻚ ،ﻓﺄﺧﺒﺮهﻢ أن اﷲ ﻓﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺧﻤﺲ ﺻﻠﻮات ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻬﻢ وﻟﻴﻠﺘﻬﻢ.1 ﻼ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺪة وﺟﻮﻩ: ﻓﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ دﻟﻴ ً أوﻟﻬﺎ :أﻧﻪ ﺧﺒﺮ ﺁﺣﺎد وﻻ ﻳﻔﻴﺪ إﻻ اﻟﻈﻦ ،ﻓﻼ ﻳﺼﻠﺢ أن ﻳﻜﻮن ﻼ ﻋﻠﻴﻬﺎ آﻤﺎ أﺛﺒﺘﻨﺎﻩ ﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ. ﻋﻘﻴﺪة وﻻ دﻟﻴ ً ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ :أن اﻟﺮواﻳﺔ ﻓﻲ دﻋﻮﺗﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،ﻻ ﻓﻲ إﺛﺒﺎت اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،ﺑﺪﻟﻴﻞ أﻧﻪ ﻗﺎل ﻟﻪ" :ﻓﺈذا ﻋﺮﻓﻮا ذﻟﻚ" وﻓﻲ رواﻳﺔ ﻣﺴﻠﻢ "ﻓﺈذا ﻋﺮﻓﻮا اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ" وﻣﻌﻠﻮم أن ﻣﻌﺮﻓﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺗﻨﺎل إﻻ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻷﻧﻪ ﻻ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ،ﻓﻘﺪ ﻧﻌﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﻠﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ وذﻣﻪ ذﻣًﺎ ﺷﺪﻳﺪًا ﻓﻘﺎل ﻋﺰ وﺟﻞ }إﻧﺎ وﺟﺪﻧﺎ ﺁﺑﺎءَﻧﺎ ﻋﻠﻰ أُﻣﺔ وإﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎرهﻢ ﻣﻘﺘﺪون ﻗﺎل أوﻟﻮ ﺟﺌﺘﻜﻢ ﺑﺄهﺪى ﻣﻤﺎ وﺟﺪﺗﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺑﺎءَآﻢ ﻗﺎﻟﻮا إﻧﺎ ﺑﻤﺎ أرﺳﻠﺘﻢ ﺑﻪ آﺎﻓﺮون{ وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ }ﻗﺎﻟﻮا أﺟﺌﺘﻨﺎ ﻟﺘﻠﻔﺘﻨﺎ ﻋﻤﺎ وﺟﺪﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺑﺎءﻧﺎ وﺗﻜﻮن ﻟﻜﻤﺎ اﻟﻜﺒﺮﻳﺎء ﻓﻲ اﻷرض وﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻟﻜﻤﺎ ﺑﻤﺆﻣﻨﻴﻦ{ وﻗﺎل }وﻟﻘﺪ ﺁﺗﻴﻨﺎ إﺑﺮاهﻴﻢ رﺷﺪﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وآﻨﺎ ﺑﻪ ﻋﺎﻟﻤﻴﻦ ،إذ ﻗﺎل ﻷﺑﻴﻪ وﻗﻮﻣﻪ ﻣﺎ هﺬﻩ اﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ اﻟﺘﻲ أﻧﺘﻢ ﻟﻬﺎ ﻋﺎآﻔﻮن ،ﻗﺎﻟﻮا وﺟﺪﻧﺎ ﺁﺑﺎءﻧﺎ ﻟﻬﺎ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﻗﺎل ﻟﻘﺪ آﻨﺘﻢ أﻧﺘﻢ وﺁﺑﺎؤآﻢ ﻓﻲ ﺿﻼل ﻣﺒﻴﻦ{ إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ. ﺛﻢ ﺑﻴﻦ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أن ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺗﻜﻮن ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ واﻟﺘﺪﺑﺮ واﻟﺘﻔﻜﺮ ﻻ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻘﺎل ﻋﺰ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻞ }ﺳﻨﺮﻳﻬﻢ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ اﻵﻓﺎق وﻓﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ أﻧﻪ اﻟﺤﻖ{ وﻗﺎل }وﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض 1أﻧﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 347/13 46
واﺧﺘﻼف أﻟﺴﻨﺘﻜﻢ وأﻟﻮاﻧﻜﻢ ان ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻵﻳﺎت ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ{ وﻗﺎل }ان ﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض واﺧﺘﻼف اﻟﻠﻴﻞ واﻟﻨﻬﺎر ﻵﻳﺎت ﻷوﻟﻲ اﻷﻟﺒﺎب{ وﻗﺎل }أﻓﻼ ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻰ اﻹﺑﻞ آﻴﻒ ﺧﻠﻘﺖ واﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء آﻴﻒ رﻓﻌﺖ واﻟﻰ اﻟﺠﺒﺎل آﻴﻒ ﻧﺼﺒﺖ واﻟﻰ اﻷرض آﻴﻒ ﺳﻄﺤﺖ{ وﻗﺎل }ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻢ ﺧﻠﻖ{ إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎت اﷲ واﻟﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻋﻘﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ وﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪهﺎ ﺗﻘﻮل }ﻟﻘﻮم ﻳﻌﻘﻠﻮن{ }ﻟﻘﻮم ﻳﺘﻔﻜﺮون{ وهﺬا ﻏﻴﺮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻗﻄﻌًﺎ. ﺛﻢ إن اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺬآﻮر ﻗﺪ ﻓﺮق ﺑﻴﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺑﻴﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺘﻜﻠﻴﻔﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻗﺎل: :ﻓﺈذا ﻋﺮﻓﻮا اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺄﺧﺒﺮهﻢ ان اﷲ ﻓﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺧﻤﺲ ﺻﻠﻮات ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻬﻢ وﻟﻴﻠﺘﻬﻢ…" ﻓﺎﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺨﻼف اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ وهﺬا ﺑﺈﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذآﺮﻩ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﻪ.1 ﺛﺎﻟﺜﻬﺎ :أن اﻟﺮواﻳﺔ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﺿﻄﺮاب ﻓﻲ اﻟﻤﺘﻦ ،ﻓﻤﺮة روﻳﺖ آﻤﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺨﺎري :ﻓﻠﻴﻜﻦ أول ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮهﻢ إﻟﻰ أن ﻳﻮﺣﺪوا اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﻣﺮة روﻳﺖ آﻤﺎ ﻋﻨﺪ اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ: ﻓﻠﻴﻜﻦ أول ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮهﻢ إﻟﻴﻪ ﻋﺒﺎدة اﷲ ،وروﻳﺖ "ﻓﺎدﻋﻬﻢ إﻟﻰ ﺷﻬﺎدة أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ وأﻧﻲ رﺳﻮل اﷲ". وهﻨﺎك اﺿﻄﺮاب ﺁﺧﺮ وﻗﻊ ﻓﻲ إﺳﻨﺎد رواﻳﺔ ﻣﺴﻠﻢ :ﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ :رﺑﻤﺎ ﻗﺎل وآﻴﻊ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس …… ..اﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﻓﻤﺮة روي ﻼ آﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ،وﻓﻲ ﻋﺮف أهﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ وﻣﺮة ﻣﺮﺳ ً اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻮﺻﻮ ً
1ذآﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ 212/2 47
أن اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻤﻀﻄﺮﺑﺔ ﻣﻌﻠﻮﻟﺔ ﻻ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﻬﺎ ﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﺬهﺒﻲ: اﻟﻤﻀﻄﺮب واﻟﻤﻌﻠﻞ :ﻣﺎ روي ﻋﻠﻰ أوﺟﻪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.1 راﺑﻌﻬﺎ :ﻟﻘﺪ ﺗﻜﻠﻢ أﺋﻤﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ إﺳﻨﺎد اﻟﺒﺨﺎري ﻟﻪ ﻓﺈن ﻓﻲ ﺳﻨﺪﻩ اﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ اﻟﻌﻼء ،ﻗﺎل ﻋﻨﻪ اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ" :آﺜﻴﺮ اﻟﻮهﻢ".2 ﻓﻌﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺪارﻗﻄﻨﻲ ﻳﻜﻮن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺿﻌﻴﻔًﺎ ﻋﻨﺪﻩ ،ﻓﻼ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻴﻘﻴﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺑﺎب أوﻟﻰ. ﺧﺎﻣﺴﻬﺎ :أن هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻌﻬﺎ ﺧﺒﺮ اﻟﺘﻮاﺗﺮ إذ ﻻ ﻳﻠﺰم اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺷﻲء أن ﻳﺄﺗﻴﻪ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ أو أآﺜﺮ ﻓﻴﺨﺒﺮوﻧﻪ أن ﻣﺤﻤﺪًا ρ ﻧﺒﻲ ورﺳﻮل أو أن ﻳﺨﺒﺮوﻩ أن اﻟﻘﺮﺁن آﻼم اﷲ وأﻧﻪ أﻧﺰﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ،ρ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ اﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ. ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ إذن ﻓﻲ إﺛﺒﺎت آﻮن اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻋﻘﻴﺪة ﻻ ﻓﻲ ﻣﺠﺮد اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ أو اﻷﺧﺒﺎر ﻋﻦ وﺟﻮدهﺎ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ اﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﻰ آﻔﺎر ﻣﻜﺔ ﻟﻤﺠﺮد ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﺑﻨﺒﻮة ﻣﺤﻤﺪ ρﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﻞ ﺟﺎؤوهﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺠﺰة اﻟﺘﻲ أﺛﺒﺘﺖ ﻟﻬﻢ ﻧﺒﻮﺗﻪ ρوﺣﺎﺟﻮهﻢ ﺑﻬﺎ ،ﻓﺂﻣﻦ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﻣﻨﻬﻢ وآﻔﺮ ﻣﻦ آﻔﺮ. ﺳﺎدﺳﻬﺎ :ﻋﻠﻰ ﻓﺮض ﺧﻠﻮ اﻟﺮواﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻌﻒ واﻻﺿﻄﺮاب واﻟﺘﺄوﻳﻞ ،ﻓﺈن إرﺳﺎل اﻟﻨﺒﻲ ρﻣﻌﺎذًا إﻟﻰ اﻟﻴﻤﻦ آﺎن ﻣﺮة واﺣﺪة ،وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع آﻤﺎ ذآﺮﻩ اﻟﻤﺆرﺧﻮن ،3وﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ أﺟﻤﻌﻴﻦ وهﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻴﻤﻦ آﺎﻧﺖ دار إﺳﻼم ﻓﻘﺪ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ وﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ وﻣﻌﻬﻢ ﺟﻴﺸﻬﻢ 1أﻧﻈﺮ ان ﺷﺌﺖ آﺘﺐ اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ آﺎﻟﻤﻮﻗﻈﺔ ﻟﻠﺬهﺒﻲ ص 51وﻇﻔﺮ اﻻﻣﺎﻧﻲ ص 240ﻓﻤﺎ ﻓﻮق ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻔﻴﺪ ﻓﻲ ذﻟﻚ 2آﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 347/13 3راﺟﻊ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻻﺑﻦ آﺜﻴﺮ 198/4ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 48
اﻟﺬي ﺑﻠﻎ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻮاﺗﺮ ﻓﻠﻢ ﻳُﺮﺳﻞ ﻣﻌﺎذًا إﻟﻴﻬﺎ إﻻ ﻗﺎﺿﻴًﺎ وﻣﻌﻠﻤًﺎ وآﺎن ﻋﻠﻰ راس وﻓﺪ وآﺎن ﺑﻬﺎ ﻣﺴﻠﻤﻮن آﺜﺮ ،ﻓﻴﺮﺗﻔﻊ اﻷﺷﻜﺎل وﻳﺴﻘﻂ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﺎﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻤﺬآﻮرة ،ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻷن ﻋﺪد اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻀﺮوا اﻟﻴﻤﻦ ﻣﻀﺎﻓًﺎ إﻟﻰ ﻗﺎدﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ واﻟﻰ ﻣﻌﺎذ ووﻓﺪﻩ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻮاﺗﺮ ،وﺧﺒﺮهﻢ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻘﻄﻊ ،ﻓﻼ ﻣﻌﻨﻰ ﺑﻌﺪ هﺬا ﻟﻘﻮﻟﻬﻢ أﻧﻪ دﻋﺎهﻢ ρإﻟﻰ اﻟﻌﻘﻴﺪة ﺑﺨﺒﺮ واﺣﺪ –واﷲ أﻋﻠﻢ.- ﻼ وﻟﻴﺲ ﺑﺪﻟﻴﻞ أﻳﻀًﺎ هﻮ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﻮل ﻋﻦ وﻣﻤﺎ ﻇﻨﻮﻩ دﻟﻴ ً اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻘﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﻴﺮهﻤﺎ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎل :ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻨﺎس ﺑﻘﺒﺎء ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ إذ ﺟﺎءهﻢ ﺁت ﻓﻘﺎل :إن اﻟﻨﺒﻲ ρﻗﺪ أﻧﺰل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻗﺮﺁن ،وﻗﺪ أُﻣﺮ أن ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﻮهﺎ ،وآﺎﻧﺖ وﺟﻮهﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺸﺎم ﻓﺎﺳﺘﺪاروا إﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﺔ".1 ﻓﻬﺬا اﻻﺳﺘﺪﻻل ﻣﺮدود أﻳﻀًﺎ ﻣﻦ ﻋﺪة وﺟﻮﻩ: اﻷول :أﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮض أن اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻳﻘﻴﻨﻴﺔ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ آﺬﻟﻚ ،ﻓﺎﻟﻴﻘﻴﻦ واﻻﻋﺘﻘﺎد ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ،واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ آﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻦ آﻮن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﻗﺪ أﺟﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﻗﺒﻮل ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻲ إﺛﺒﺎت اﻟﻘﺮﺁن وهﻮ أﺳﺎس اﻟﻌﻘﻴﺪة وﻻ أﻋﻠﻢ ﺧﻼﻓًﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻘﻬﺎء واﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ واﻷﺻﻮﻟﻴﻴﻦ. اﻟﺜﺎﻧﻲ :أن ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﻋﻦ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ إﻳﻤﺎﻧﻴﺔ أو ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﺑﻞ هﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﻠﺰﻣﻬﺎ اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻘﻄﻌﻲ ﺑﻞ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻈﻨﻲ آﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ،وأآﺒﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺼﺪﻳﻘﻴﺔ
1أﻧﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﻧﻴﻞ اﻻوﻃﺎر 176/2 49
أو ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ أن ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﺴﺨًﺎ واﻟﻨﺴﺦ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺑﻞ ﻓﻲ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. اﻟﺜﺎﻟﺚ :إن اﺳﺘﺪﻻﻟﻬﻢ ﺑﺨﺒﺮ واﺣﺪ ﻹﺛﺒﺎت أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻴﻘﻴﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ دورًا وﻻ ﻳﺼﺢ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ دﻟﻴﻞ ﻗﻄﻌﻲ آﺎﻟﻘﺮﺁن واﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ﻹﺛﺒﺎت آﻮن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻴﻘﻴﻦ. اﻟﺮاﺑﻊ :أن ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ وﻧﺴﺨﻬﺎ آﺎن ﺑﺎﻟﻘﺮﺁن ﻻ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ آﻤﺎ ﻳﺘﻮهﻢ اﻟﺒﻌﺾ ،وان ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﺒﺎء آﺎن ﻋﻠﻰ هﺬا اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻓﻘﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺮواﻳﺔ "ﻗﺪ أﻧﺰل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻗﺮﺁن وﻗﺪ أﻣﺮ أن ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ" وﻓﻲ رواﻳﺔ اﻹﻣﺎم اﺣﻤﺪ وأﺑﻲ داوود ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل :إن رﺳﻮل اﷲ ρآﺎن ﻳﺼﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس ﻓﻨﺰﻟﺖ} ،ﻗﺪ ﻧﺮى ﺗﻘﻠﺐ وﺟﻬﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻠﻨﻮﻟﻴﻨﻚ ﻗﺒﻠﺔ ﺗﺮﺿﺎهﺎ ﻓﻮل وﺟﻬﻚ ﺷﻄﺮ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام{ ﻓﻤﺮ رﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺳﻠﻤﺔ وهﻢ رآﻮع ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ وﻗﺪ ﺻﻠﻮا رآﻌﺔ ﻓﻨﺎدى أﻻ أن اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻗﺪ ﺣﻮﻟﺖ ﻓﻤﺎﻟﻮا آﻤﺎ هﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﻜﻌﺒﺔ.1 اﻟﺨﺎﻣﺲ :أن اﻟﻨﺒﻲ ρﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ وإﻧﻤﺎ اﻟﺬي ﺣﺼﻞ أﻧﻪ ﺗﻄﻮع ﺑﺬﻟﻚ وﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻨﻴﻌﻪ ،وﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ أهﻞ ﻗﺒﺎء هﻮ أﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﺗﻤﺎﻣًﺎ أن ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﻩ هﻮ ﺣﻜﻢ ﺷﺮﻋﻲ ﻋﻤﻠﻲ وﻟﻴﺲ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳًﺎ وﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ دﻟﻴﻞ ﻗﻄﻌﻲ ﻓﺎآﺘﻔﻮا ﺑﻨﻘﻞ ﺁﺣﺎدهﻢ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع وان ﻟﻢ ﻳﺆﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻐﻠﺒﻮن ﺻﺪﻗﻪ ﻋﻠﻰ آﺬﺑﻪ وﻟﺬﻟﻚ آﺎن ﻣﺎ آﺎن ﻣﻨﻬﻢ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ أﺟﻤﻌﻴﻦ. ﻟﺬا ﻓﺎﻻﺳﺘﺪﻻل ﺑﺨﺒﺮ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع اﺳﺘﺪﻻل ﻣﻦ ﻏﻴﺮ دﻟﻴﻞ ﻓﻤﻮﺿﻮﻋﻨﺎ هﻮ ﻓﻲ إﺛﺒﺎت أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻔﻴﺪ ﻋﻠﻤًﺎ 1آﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻴﻞ اﻻوﻃﺎر 177-176/2 50
ﻼ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺪ ﻋﻘﻴﺪة ،ﻓﻠﻮ وﻋﻘﻴﺪة ،وﺧﺒﺮ اﻟﺮﺟﻞ وﻳﺴﻤﻰ ﻋﺒﺎدًا ﻟﻢ ﻳﻔﺪ إﻻ ﻋﻤ ً أن أﺣﺪًا ﻣﻦ أهﻞ ﻗﺒﺎء ﻟﻢ ﻳﻄﻌﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﺪﻟﻴﻞ أن اﻟﻨﺒﻲ ρﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮ أﺣﺪًا ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺈﻋﺎدة ﻣﺎ ﺻﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻼة ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻼغ وﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮهﻢ ﺑﺄن ﻳﺘﻮﺑﻮا وﻳﺴﺘﻐﻔﺮوا ،واﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠﻰ واﻋﻠﻢ وإﻟﻴﻪ اﻟﻤﺼﻴﺮ. ﻼ وﻟﻴﺲ ﺑﺪﻟﻴﻞ أﻳﻀًﺎ :ﺣﺪﻳﺚ "إﻧﻤﺎ اﻷﻋﻤﺎل وﻣﻤﺎ ﻇﻨﻮﻩ دﻟﻴ ً ﺑﺎﻟﻨﻴﺎت" ﻓﻘﺎﻟﻮا ﺑﺄن هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ وهﻮ ﺧﺒﺮ ﺁﺣﺎد ﻗﺪ اﺣﺘﺞ ﺑﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻣﻌﺘﺒﺮﻳﻦ أن اﻟﻨﻴﺔ ﻣﺤﻠﻬﺎ اﻟﻘﻠﺐ وان اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻣﺤﻠﻬﺎ اﻟﻘﻠﺐ إذن ﻓﺎﻟﻨﻴﺔ هﻲ اﻟﻌﻘﻴﺪة أو ﺗﺄﺧﺬ ﺣﻜﻤﻬﺎ. ﻏﻴﺮ أن هﺬا ﻣﺮدود وﺑﺎﻃﻞ ﻟﻌﺪة وﺟﻮﻩ أﻳﻀًﺎ: اﻷول :ﻟﻢ ﻳﻘﻞ أﺣﺪ ﻣﻦ أهﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أن اﻟﻨﻴﺔ هﻲ اﻟﻌﻘﻴﺪة أو أﻧﻬﺎ اﻹﻳﻤﺎن ﻻ ﻟﻔﻈًﺎ وﻻ ﻣﻌﻨﻰ ،وإﻧﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮا إﻧﻬﺎ :اﻟﻘﺼﺪ وﻣﺤﻠﻬﺎ اﻟﻘﻠﺐ. اﻟﺜﺎﻧﻲ :إن اﻟﻌﻘﻴﺪة إذا اﻧﻌﻘﺪ اﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﺎرت إﻳﻤﺎﻧًﺎ وﻻ ﻳﺼﺢ اﻟﺮﺟﻮع ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻞ اﻟﺮﺟﻮع ﻋﻨﻬﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ آﻔﺮاً ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ اﻟﺮﺟﻮع ﻓﻲ اﻟﻨﻴﺔ آﻔﺮًا وﻻ ﻣﻌﺼﻴﺔ ،ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﻳﺒﺎح اﻟﺮﺟﻮع ﻓﻲ اﻟﻨﻴﺔ أﺣﻴﺎﻧًﺎ وﻟﻮ آﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدات ،آﺼﻼة وﺻﻮم اﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ،آﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﻼ أن ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺻﺤﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﻴﺔ آﻔﺮا ،ﺑﻞ ﺑﺎﻃ ً وﺻﺤﻴﺤًﺎ إذا ﻟﻢ ﺗﺸﺘﺮط ﻓﻴﻪ اﻟﻨﻴﺔ آﺮد اﻟﻤﻐﺼﻮب واﻷﻣﺎﻧﺎت وآﺎﻟﻄﻼق واﻟﻌﺘﺎق واﻟﻨﻜﺎح. اﻟﺜﺎﻟﺚ :أﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺣﺬف ﻣﻀﺎف وﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ اﺷﺘﺮﻃﻮا اﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل ﻗﺪروﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ" :إﻧﻤﺎ ﺻﺤﺔ اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺎﻟﻨﻴﺎت" واﻷﻋﻤﺎل آﻤﺎ هﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﻘﻠﺐ هﻲ أﻳﻀًﺎ أﻋﻤﺎل اﻟﺠﻮارح واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻣﺠﺎل إذن ﻟﺤﺼﺮهﺎ ﻓﻲ
51
أﻋﻤﺎل اﻟﻘﻠﺐ ،1ﺑﻞ ﻗﺪ ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ رﺣﻤﻪ اﷲ ﺑﺄن هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺑﺎﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻪ.2 ﻓﻌﻠﻰ هﺬا اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺗﺘﻌﻠﻖ اﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ اﻷﻋﻤﺎل ﻻ ﻓﻲ آﻤﺎﻟﻬﺎ وهﺬا ﻻ ﻳﺼﺢ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎد إذ ﻋﺪم اﻟﻜﻤﺎل ﻓﻴﻪ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻨﻘﺺ وهﺬا آﻔﺮ واﻟﻌﻴﺎذ ﺑﺎﷲ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ إﻻ أن ﻧﻘﻮل ﺑﺄن هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻴﺲ ﻋﻘﻴﺪة وﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﻪ ﻋﻘﻴﺪة ﻣﻦ هﺬا اﻟﻮﺟﻪ أﻳﻀًﺎ. اﻟﺮاﺑﻊ :إن اﻹﺧﻼص ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻞ ﻣﻦ اﻹﺣﺴﺎن آﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺣﻴﺚ ﺳُﺌﻞ ﻋﻦ اﻹﺣﺴﺎن ﻓﻘﺎل: "أن ﺗﻌﺒﺪ اﷲ آﺄﻧﻚ ﺗﺮاﻩ ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮاﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮاك" هﻜﺬا هﻲ ﺻﻮر اﻹﺧﻼص. وﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :ﻓﻤﻦ ﻗﺎل إن اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻈﺎهﺮة اﻟﻤﺄﻣﻮر ﺑﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ اﻹﺳﻼم ،ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺑﺎﻃﻞ ،ﺑﺨﻼف اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ اﻟﺬي ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ،ﻓﺈن هﺬا ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻮص ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻹﺳﻼم ،ﺑﻞ هﻮ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎن، وإﻧﻤﺎ اﻹﺳﻼم :اﻟﺪﻳﻦ آﻤﺎ ﻓﺴﺮﻩ اﻟﻨﺒﻲ ρﺑﺄن ﻳﺴﻠﻢ وﺟﻬﻪ وﻗﻠﺒﻪ ﷲ، ﻓﺈﺧﻼص اﻟﻨﻴﺔ ﷲ إﺳﻼم وهﺬا ﻏﻴﺮ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ،ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻋﻤﻞ اﻟﻘﻠﺐ، وهﺬا ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻋﻠﻢ اﻟﻘﻠﺐ.3 اﻟﺨﺎﻣﺲ :آﻴﻒ ﻳﻜﻮن هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻘﻴﺪة أو ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ وهﻮ ﺧﺒﺮ ﺁﺣﺎد وﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﻣﻨﻜﺮﻩ ﺑﺨﻼف اﻟﻘﺮﺁن واﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ،ﻓﻤﻨﻜﺮ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن واﻟﺴﻨﺔ ﻳﻜﻔﺮ ،ﻷن هﺬا ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ واﻟﻴﻘﻴﻦ ﻓﻬﻮ ﻋﻘﻴﺪة ،وذاك ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻈﻦ ﻓﺎﻓﺘﺮﻗﺎ. 1راﺟﻊ إن ﺷﺌﺖ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺷﺮح ﻋﻤﺪة اﻷﺣﻜﺎم ﻻﺑﻦ دﻗﻴﻖ اﻟﻌﺒﺪ 9/1ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 2ذآﺮﻩ اﻟﻄﻮﻓﻲ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻻرﺑﻌﻴﻦ ص34 3ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻹﻳﻤﺎن ص284 52
ﻼ وﻟﻴﺲ ﺑﺪﻟﻴﻞ أﻳﻀًﺎ :ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﻓﻠﻮﻻ ﻧﻔﺮ وﻣﻤﺎ ﻇﻨﻮﻩ دﻟﻴ ً ﻣﻦ آﻞ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻟﻴﺘﻔﻘﻬﻮا ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ وﻟﻴﻨﺬروا ﻗﻮﻣﻬﻢ إذا رﺟﻌﻮا إﻟﻴﻬﻢ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺤﺬرون{ .ﻣﻌﺘﺒﺮﻳﻦ أن أﻗﻞ ﻋﺪد اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ واﺣﺪ واﻹﻧﺬار ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺬآﺮ اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺎر وهﻤﺎ ﻋﻘﻴﺪة ﻓﻴﻜﻮن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻗﺪ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ،وهﺬا اﻟﻘﻮل ﻣﺮدود أﻳﻀًﺎ ﻣﻦ وﺟﻬﻴﻦ. اﻷول :أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ أن أﻗﻞ ﻋﺪد اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ واﺣﺪ ﺑﻞ ﻗﺎﻟﻮا ﺑﺄن أﻗﻞ ﻋﺪدهﺎ اﺛﻨﺎن ﻓﻤﺎ ﻓﻮق ،ﻓﺎﺿﻄﺮب اﻻﺳﺘﺪﻻل ﺑﻬﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع. اﻟﺜﺎﻧﻲ :إن اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻋﺪد ﻳﻔﻴﺪ اﻟﺠﻤﻊ ﻻ ﺷﺨﺼًﺎ واﺣﺪًا ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺿﻤﻴﺮ اﻟﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ "ﻟﻴﺘﻔﻘﻬﻮا" وﻗﻮﻟﻪ "ﻟﻴﻨﺬروا". ﻼ وﻟﻴﺲ ﺑﺪﻟﻴﻞ :ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }وﻻ ﺗﻘﻒ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ وﻣﻤﺎ ﻇﻨﻮﻩ دﻟﻴ ً ﻟﻚ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ{ ﻣﻌﺘﺒﺮﻳﻦ أن آﻞ ﻣﺎ ﺟﺎءﻧﺎ ﺑﻪ اﻟﻨﺒﻲ ρهﻮ ﻋﻠﻢ وﻗﻄﻊ ﻓﻲ ﺣﻘﻨﺎ ﻻ ﻇﻦ ﻓﻴﻪ. ﻏﻴﺮ أن هﺬا اﻻﺳﺘﺪﻻل ﻣﺮدود أﻳﻀًﺎ ﻣﻦ ﻋﺪة وﺟﻮﻩ: اﻷول :إن هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻇﻨﻴﺔ اﻟﺪﻻﻟﺔ ،ﻓﻤﻦ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻣﺎ رواﻩ اﻟﻄﺒﺮي ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ" :ﻻ ﺗﺮم أﺣﺪًا ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ". وﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ أﻳﻀًﺎ ﻋﻦ اﺑﻦ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻗﺎل :ﺷﻬﺎدة اﻟﺰور. ﻗﺎل اﻟﻄﺒﺮي :وهﺬان اﻟﺘﺄوﻳﻼن ﻣﺘﻘﺎرﺑﺎ اﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻷن اﻟﻘﻮل ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺷﻬﺎدة اﻟﺰور ،ورﻣﻲ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ وادﻋﺎء ﺳﻤﺎع ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻪ ورؤﻳﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺮﻩ.1 1ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻄﺒﺮي 110/9 53
وﻋﻠﻴﻪ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻻ ﺗﻜﻮن اﻵﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻋﻦ اﻟﻮﺣﻲ ﺑﻞ هﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺎدات وﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ. اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻋﻠﻰ ﻓﺮض أن اﻵﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ أو ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻓﻬﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻘﻄﻊ آﺄﺻﻮل اﻟﺪﻳﻦ ،ﻻ ﻓﻲ آﻞ أﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺪﻟﻴﻞ أن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﺮوع اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻳﻜﺘﻔﻰ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻈﻦ آﺎﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺘﻬﺎد واﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎس ،ﻓﻬﺬا آﻠﻪ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﻈﻦ أو ﻋﻠﻰ اﻷآﺜﺮ ﻏﻠﺒﺔ اﻟﻈﻦ. اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻋﻠﻰ ﻓﺮض أﻳﻀًﺎ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻓﻴﺤﺘﻤﻞ أن ﺗﻜﻮن ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ρأي ﻻ ﺗﻘﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﺮأﻳﻚ واﺟﺘﻬﺎدك وهﺬا ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ آﻮﻧﻪ ρ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ اﻟﻬﻮى ،ﺑﺨﻼف ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻷُﻣﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﺸﺮع ﺑﺎﺟﺘﻬﺎدﻩ ،وﻟﻮ أﺧﻄﺄ ﻓﻼ ﺷﻲء ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﻞ ﻟﻪ اﻷﺟﺮ ،ﻓﻔﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ "إذا اﺟﺘﻬﺪ اﻟﺤﺎآﻢ ﻓﺄﺻﺎب ﻓﻠﻪ أﺟﺮان وان اﺟﺘﻬﺪ ﻓﺄﺧﻄﺄ ﻓﻠﻪ أﺟﺮ" 1وهﺬا آﻠﻪ ﻇﻦ ﻻ ﻗﻄﻊ وﻻ ﻳﻘﻴﻦ ﻓﻴﻪ. ﻼ وﻟﻴﺲ ﺑﺪﻟﻴﻞ أﻳﻀًﺎ :اﻧﻬﻢ ادﻋﻮا أن اﻟﺴﻨﺔ آﻠﻬﺎ وﻣﻤﺎ ﻇﻨﻮﻩ دﻟﻴ ً أﺧﺒﺎر ﺁﺣﺎد ﻟﻴﺜﺒﺘﻮا أن اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﺎﻵﺣﺎد ﻻ ﺑﺎﻟﺘﻮاﺗﺮ وهﺬا اﺳﺘﺪﻻل ﻣﺮدود أﻳﻀًﺎ ﻟﻌﺪة وﺟﻮدﻩ: اﻷول :أن اﻵﺣﺎد هﻮ ﻣﺎ رواﻩ واﺣﺪ ﻋﻦ واﺣﺪ ،واﻟﺘﻮاﺗﺮ :هﻮ ﻣﺎ رواﻩ واﺣﺪ ﺑﻌﺪ واﺣﺪ.2 وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ واﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﻧﺠﺪ أﻧﻬﺎ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻨﻔﻴﻦ، ﻓﻬﻨﺎك أﺣﺎدﻳﺚ ﻟﻢ ﻳﺮوهﺎ إﻻ واﺣﺪ ﻋﻦ واﺣﺪ آﺤﺪﻳﺚ "إﻧﻤﺎ اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺎﻟﻨﻴﺎت" وهﻨﺎك أﺣﺎدﻳﺚ رواهﺎ واﺣﺪ ﺑﻌﺪ واﺣﺪ آﺤﺪﻳﺚ "ﻣﻦ آﺬب ﻋﻠﻲ 1رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ آﺘﺎب اﻻﻋﺘﺼﺎم ﺑﺎب 21 2أﻧﻈﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺻﺪر اﻟﻜﺘﺎب 54
ﻣﺘﻌﻤﺪًا ﻓﻠﻴﺘﺒﻮأ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر" ﻓﻘﺪ رواﻩ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺘﻴﻦ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎً ،ﻓﻜﻠﻬﻢ رووﻩ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ρوﻟﻢ ﻳﺮوﻩ واﺣﺪ ﻋﻦ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ. اﻟﺜﺎﻧﻲ :أن اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ واﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ واﻷﺻﻮﻟﻴﻴﻦ ﻗﺪ أﺛﺒﺘﻮا وﺟﻮد اﻟﺘﻮاﺗﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ وﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﺨﻠﻮ ﻣﺼﻨﻒٌ ﻣﻦ ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ذآﺮهﺎ أو اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻬﺎ ،وﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﺘﺘﺒﻌﻬﺎ وﺟﻤﻌﻬﺎ ﻏﻴﺮ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ،آﺎﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻷزهﺎر اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮة ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮة ،وآﺎﻟﻜﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻧﻈﻢ اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ، وآﺎﻟﺰﺑﻴﺪي ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻶﻟﺊ اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮة ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮة ،أﻣﺎ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن ﻣﻦ أن اﻟﺴﻨﺔ آﻠﻬﺎ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ﻓﻬﻮ ﻗﻮل ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ دﻟﻴﻞ، وﻳﺨﺎﻟﻒ واﻗﻊ اﻟﺴﻨﺔ وﻳﺨﺎﻟﻒ اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء. اﻟﺜﺎﻟﺚ :أن ﻏﻴﺮ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻗﺪ أﺛﺒﺖ وﺟﻮد اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻴﺪة ،آﺤﺪﻳﺚ "ﻣﻦ ﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ وﺟﺒﺖ ﻟﻪ اﻟﺠﻨﺔ" ﻗﺎل ﺑﺘﻮاﺗﺮﻩ اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻓﻲ اﻷزهﺎر اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮة واﻟﻜﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﻈﻢ اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮ. وآﺤﺪﻳﺚ "اﻟﺤﻮض" واﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ورؤﻳﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﻗﺎل ﺑﺘﻮاﺗﺮهﺎ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ واﺑﻦ اﻟﺠﻮزي. وﺣﺪﻳﺚ اﻹﺳﺮاء وان إدرﻳﺲ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺮاﺑﻌﺔ وﺣﺪﻳﺚ اﻧﺸﻘﺎق اﻟﻘﻤﺮ واﻟﻨﺰول ﻗﺎل ﺑﺘﻮاﺗﺮهﺎ اﻟﺤﺎآﻢ. وﺣﺪﻳﺚ اهﺘﺰاز اﻟﻌﺮش ﻟﻤﻮت ﺳﻌﺪ ﻗﺎل ﺑﺘﻮاﺗﺮﻩ اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ. وﺣﺪﻳﺚ ﺣﻨﻴﻦ اﻟﺠﺬع ﻗﺎل ﺑﺘﻮاﺗﺮﻩ ﻋﻴﺎض. وآﺤﺪﻳﺚ "اﻟﺠﻤﻞ اﻟﺬي ﺷﻜﺎ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﺎﺣﺒﻪ" ﻗﺎل ﺑﺘﻮاﺗﺮﻩ اﻟﻜﺘﺎﻧﻲ.1
1راﺟﻊ ﻓﻲ ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻧﻈﻢ اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮ ﻟﻠﻜﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ 55
وآﺤﺪﻳﺚ "ﻋﻠﻮﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻮق ﺳﻤﺎواﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ" وآﺤﺪﻳﺚ "إﺛﺒﺎت اﻟﻌﺮش وآﺤﺪﻳﺚ "إﺛﺒﺎت اﻟﺼﻔﺎت ﻟﻠﺮب ﺗﻌﺎﻟﻰ" ﻗﺎل ﺑﺘﻮاﺗﺮهﺎ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻮاﻋﻖ.1 ﻼ وﻟﻴﺲ ﺑﺪﻟﻴﻞ أﻳﻀًﺎ :أﻧﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮا ﺑﺄن ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻪ اﻟﻨﺒﻲ وﻣﻤﺎ ﻇﻨﻮﻩ دﻟﻴ ً ρﻋﻦ اﻟﻮﺣﻲ هﻮ ﺧﺒﺮ ﺁﺣﺎد ،وهﺬا اﺳﺘﺪﻻل ﻻ ﻳﻘﻮل ﺑﻪ ﻣﻦ ﻟﺪﻳﻪ أدﻧﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ واﻷﺻﻮل واﻟﺤﺪﻳﺚ ،وهﻮ ﺗﻤﻮﻳﻪ ﺑﻞ ﺟﺮأة ﻓﻲ دﻳﻦ اﷲ ،وﻳﻜﻔﻲ أن ﻧﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﻨﺒﻲ ρﻣﻌﺼﻮم ﻓﻲ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻋﻦ اﻟﻜﺬب واﻟﺨﻄﺄ وأﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ اﻟﻬﻮى ،وهﺬﻩ اﻟﺼﻔﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ أﺣﺪ ﺑﻌﺪﻩ ﻓﻼ ﻣﺠﺎل اﻟﺒﺘﺔ ﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﻪ . ρ ﻼ وﻟﻴﺲ ﺑﺪﻟﻴﻞ أﻳﻀًﺎ :أﻧﻬﻢ ﻗﺎرﻧﻮا اﻟﺮواة وﻣﻤﺎ ﻇﻨﻮﻩ دﻟﻴ ً ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وهﻮ اﺳﺘﺪﻻل ﻣﺮدود ،ﻓﺎﻟﺼﺤﺎﺑﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ هﻢ أول ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ρأﻗﻮاﻟﻪ وهﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﻢ ﻗﻄﻌﻴﺔ ﻻ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﻈﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ دام ﻗﺪ ﺳﻤﻌﻮهﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻨﻪ . ρ أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻦ ﺑﻌﺪهﻢ ﻓﻘﻮل اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﻬﻢ ﻟﻴﺲ ﻗﻄﻌﻴًﺎ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮا ﻣﻌﺼﻮﻣﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺄ إﻻ ﺑﺈﺟﻤﺎﻋﻬﻢ ،وهﻜﺬا ﻣﻦ ﺑﻌﺪهﻢ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻋﺼﺮ اﻟﺘﺪوﻳﻦ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻧﺸﺄ ﻋﻠﻢ اﻟﺠﺮح واﻟﺘﻌﺪﻳﻞ وﻋﻠﻰ ﺿﻮﺋﻪ ﺻﺤﺤﺖ وﺿﻌﻔﺖ اﻷﺣﺎدﻳﺚ. ﻼ وﻟﻴﺲ ﺑﺪﻟﻴﻞ أﻳﻀًﺎ :ادﻋﺎؤهﻢ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ أن وﻣﻤﺎ ﻇﻨﻮﻩ دﻟﻴ ً ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ ،وادﻋﺎؤهﻢ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ أن اﻵﺣﺎد ﻳﺆﺧﺬ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻴﺪة ،ﻏﻴﺮ أن هﺬا زﻋﻢ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ اﻟﺘﺪوﻳﻦ وﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ 1ﻣﺨﺘﺼﺮ اﻟﺼﻮاﻋﻖ اﻟﻤﺮﺳﻠﺔ ﻟﻪ ص517 56
اﻷﺋﻤﺔ اﻷرﺑﻌﺔ ﺑﺄن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ إﻻ اﻟﻈﻦ ،وأﻧﻪ ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻴﺪة وﻗﺪ أوردت ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻌﺠﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻳﺜﺒﺖ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﻟﺘﺎﻟﻲ.
اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺴﺎدس: أﻗﻮال اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ وإﻟﻴﻜﻬﻢ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺬاهﺐ اﻟﻤﺸﻬﻮرة ﻋﻨﺪ أهﻞ اﻟﺴﻨﺔ
اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﻤﺎﻟﻜﻲ: أول ﻣﺎ ﻧﺒﺪأ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻧﺴﺐ إﻟﻰ اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ رﺣﻤﻪ اﷲ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع .ﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﻮﻟﻴﺪ اﻟﺒﺎﺟﻲ :وﻣﺬهﺐ ﻣﺎﻟﻚ رﺣﻤﻪ اﷲ ﻗﺒﻮل ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻌﺪل وأﻧﻪ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻤﻞ دون اﻟﻘﻄﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻪ وﺑﻪ ﻗﺎل ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻔﻘﻬﺎء.1 •
وﻗﺎل ﻓﻲ إﻳﺼﺎل اﻟﺴﺎﻟﻚ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ :واﻟﻨﻄﻘﻲ ﻋﻠﻰ
ﻗﺴﻤﻴﻦ ،ﻗﻄﻌﻲ وﻇﻨﻲ ،ﻓﺎﻟﻘﻄﻌﻲ ﻣﻨﻪ هﻮ اﻟﻤﺸﺎهﺪ أو اﻟﻤﻨﻘﻮل ﺑﺎﻟﺘﻮاﺗﺮ واﻟﻈﻨﻲ هﻮ اﻟﻤﻨﻘﻮل ﺑﺨﺒﺮ اﻵﺣﺎد اﻟﺼﺤﻴﺢ وهﻮ ﺣﺠﺔ ﻇﻨﻴﺔ واﻟﻘﻄﻌﻲ ﺣﺠﺔ ﻗﻄﻌﻴﺔ.2 ﻓﺎﺋﺪة: 1ذآﺮﻩ ﻓﻲ اﻻﺷﺎرة ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ص203 2هﺬا اﻟﻜﺘﺎب هﻮ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﻤﺨﺘﺎر ﺑﻦ اﻟﻄﺎﻟﺐ ص17 57
وﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ اﻧﻪ آﺎن ﻳﺮدﻩ إذا ﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻋﻤﻞ أهﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذآﺮﻩ ﻋﻨﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎض وﺳﺤﻨﻮن ،وﻣﺜﻠﻮا ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺤﺪﻳﺚ " اﻟﺒﻴﻌﺎن ﺑﺎﻟﺨﻴﺎر ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻔﺮﻗﺎ" ﻓﺮدﻩ ﻟﺘﻌﺎرﺿﻪ ﻣﻊ ﻋﻤﻞ أهﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.1 •
وﻗﺎل اﺑﻮ اﺳﺤﻖ اﻻﺳﻔﺮاﺋﻴﻨﻲ ﻋﻦ اﺑﻦ ﺧﻮﻳﺰ ﻣﻨﺪاد أن ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻮاذ ﻋﻦ
ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻌﺮج ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺬاق اﻟﻤﺬهﺐ وذآﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ :أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻔﻴﺪ ﻟﻠﻌﻠﻢ.2 •
وﻗﺎل أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﺸﺎﻃﺒﻲ :وأﻣﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ وهﻮ اﻟﻈﻨﻲ اﻟﺮاﺟﻊ إﻟﻰ
أﺻﻞ ﻗﻄﻌﻲ ﻓﺈﻋﻤﺎﻟﻪ أﻳﻀًﺎ ﻇﺎهﺮ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﻣﺔ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد. وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ :رﺗﺒﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر، واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أﻣﻮر: أﺣﺪهﺎ :أن اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻘﻄﻮع ﺑﻪ ،واﻟﺴﻨﺔ ﻣﻈﻨﻮﻧﺔ واﻟﻘﻄﻊ ﻓﻴﻬﺎ إﻧﻤﺎ ﻳﺼﺢ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻠﺔ ﻻ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ،ﺑﺨﻼف اﻟﻜﺘﺎب ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻘﻄﻮع ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻠﺔ واﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ،واﻟﻤﻘﻄﻮع ﺑﻪ ﻣﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻈﻨﻮن.3 •
وﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎس اﻟﻘﺮاﻓﻲ :ﺑﺎب ﻓﻲ ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ :وهﻮ ﺧﺒﺮ اﻟﻌﺪل
اﻟﻮاﺣﺪ أو اﻟﻌﺪول اﻟﻤﻔﻴﺪ ﻟﻠﻈﻦ. وﻗﺎل :وﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ إﻻ اﻟﻈﻦ. وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ :وﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻈﻨﻮن.1 1أﻧﻈﺮ إن ﺷﺌﺖ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻤﺪارك وﺗﻘﺮﻳﺐ اﻟﻤﺴﺎﻟﻚ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎض 70/2 2آﻤﺎ ذآﺮﻩ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﻟﺴﺎن اﻟﻤﻴﺰان 291/5 3ﻗﺎل ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺎت ﻟﻪ 16/3و 7/4 58
•
وﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ :أﻣﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻤﻞ دون اﻟﻌﻠﻢ
ﻓﻬﻮ ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻤﻄﻠﻖ ﻋﻤﺎ ﻳﻨﻔﺮد ﺑﻌﻠﻤﻪ ،وﻗﺎل ﻗﻮم :إﻧﻪ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﻤﻞ آﺎﻟﺨﺒﺮ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ،وهﺬا إﻧﻤﺎ ﺻﺎروا اﻟﻴﻪ ﺑﺸﺒﻬﺘﻴﻦ دﺧﻠﺘﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ، إﻣﺎ ﻟﺠﻬﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ،وإﻣﺎ ﻟﺠﻬﻠﻬﻢ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ،ﻓﺈﻧﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻧﻌﻠﻢ اﻣﺘﻨﺎع ﺣﺼﻮل اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ وﺟﻮاز ﺗﻄﺮق اﻟﻜﺬب واﻟﺴﻬﻮ ﻋﻠﻴﻪ.2 •
وﻗﺎل أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ اﻟﻤﻔﺴﺮ :واآﺜﺮ أﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﻏﻠﺒﺔ اﻟﻈﻦ آﺎﻟﻘﻴﺎس وﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ.3 •
وﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎس اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻔﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ:
"ﻓﺘﺮآﻮا اﻟﺘﻮاﺗﺮ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ وهﻮ ﻣﻈﻨﻮن".4 •
وﻗﺎل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﺑﻦ اﻟﺒﺎﻗﻼﻧﻲ :واﻵﺣﺎد ﻻ ﺗﻔﻀﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﻠﻢ .وﻗﺎل
أﻳﻀًﺎ :أﻋﻠﻢ وﻓﻘﻚ اﷲ أن آﻞ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻓﻼ ﻳﻘﺒﻞ ﻓﻴﻪ أﺧﺒﺎر اﻻﺣﺎد.5 •
وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ :اﺧﺘﻠﻒ أﺻﺤﺎﺑﻨﺎ وﻏﻴﺮهﻢ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻌﺪل:
هﻞ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﻤﻞ ﺟﻤﻴﻌﺎً؟ أم ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻤﻞ دون اﻟﻌﻠﻢ؟ •
ﻗﺎل :واﻟﺬي ﻋﻠﻴﻪ أآﺜﺮ أهﻞ اﻟﺤﺬق ﻣﻨﻬﻢ أﻧﻪ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻤﻞ دون اﻟﻌﻠﻢ،
وهﻮ ﻗﻮل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وﺟﻤﻬﻮر أهﻞ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻨﻈﺮ.6 •
وﻗﺎل اﻟﺤﺠﻮي :واﻟﺼﻮاب أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ إذا ﺗﺠﺮد ﻋﻦ اﻟﻘﺮاﺋﻦ
ﻣﻔﻴﺪ ﻟﻠﻈﻦ ﺧﻼﻓًﺎ ﻟﻠﻈﺎهﺮﻳﺔ اﻟﺬﻳﻦ ادﻋﻮا إﻓﺎدﺗﻪ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻴﻘﻴﻨﻲ.1 1آﺬا ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﺷﺮح ﺗﻨﻘﻴﺢ اﻟﻔﺼﻮل ص 356ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 2ذآﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺼﻮل ﻟﻪ ص115 3ذآﺮﻩ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﻪ ﻻﺣﻜﺎم اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ "ان ﺑﻌﺾ اﻟﻈﻦ إﺛﻢ" 4ذآﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﻔﻬﻢ ﺷﺮح ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻪ 125/2 5ذآﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﺨﻴﺺ 430/34/2وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻟﻪ ص164 6آﻤﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻮدة ﻵل ﺗﻴﻤﻴﺔ ص220 59
•
وﻗﺎل اﻟﺰرﻗﺎﻧﻲ :ﻓﺎﻟﺤﻖ ﻋﺪم ﺟﻮاز ﻧﺴﺦ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﻪ –أي ﺑﺨﺒﺮ
اﻵﺣﺎد -ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﺬآﻮر وهﻮ أﻧﻪ ﻇﻨﻲ واﻟﻘﺮﺁن ﻗﻄﻌﻲ واﻟﻈﻨﻲ أﺿﻌﻒ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻌﻲ ﻓﻼ ﻳﻘﻮى ﻋﻠﻰ رﻓﻌﻪ ،واﻟﻘﺎﺋﻠﻮن ﺑﺠﻮاز ﻧﺴﺦ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ اﻵﺣﺎدﻳﺔ اﻋﺘﻤﺎدًا ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻇﻨﻲ اﻟﺪﻻﻟﺔ ،ﺣﺠﺘﻬﻢ داﺣﻀﺔ ،ﻷن اﻟﻘﺮﺁن إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﻄﻌﻲ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻓﻬﻮ ﻗﻄﻌﻲ اﻟﺜﺒﻮت ،واﻟﺴﻨﺔ اﻵﺣﺎدﻳﺔ ﻇﻨﻴﺔ اﻟﺪﻻﻟﺔ واﻟﺜﺒﻮت ﻣﻌًﺎ ﻓﻬﻲ أﺿﻌﻒ ﻣﻨﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺮﻓﻌﻪ.2
اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﺤﻨﻔﻲ: وأول ﻣﺎ ﻧﺒﺪأ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻧﺴﺐ إﻟﻰ اﻹﻣﺎم أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ رﺣﻤﻪ اﷲ ﻓﻲ ذﻟﻚ: •
ﻓﻘﺪ روى اﻟﺤﺴﻦ ﻋﻦ أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ رﺣﻤﻬﻤﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ آﻔﺎرة
ﻋﻠﻴﻪ وان ﺑﻠﻐﻪ اﻟﺨﺒﺮ ﻷن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻢ اﻟﻴﻘﻴﻦ وإﻧﻤﺎ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﺗﺤﺴﻴﻨًﺎ ﻟﻠﻈﻦ ﺑﺎﻟﺮاوي ﻓﻼ ﺗﻨﺘﻔﻲ اﻟﺸﺒﻬﺔ ﺑﻪ.3 •
وﻣﻤﺎ اﺷﺘﻬﺮ ﻋﻦ أﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ أﻧﻪ آﺎن ﻳﺮد ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ إذا ﺗﻌﺎرض ﻣﻊ
اﻟﻘﻴﺎس أو آﺎن ﻣﻤﺎ ﻋﻤﺖ ﺑﻪ اﻟﺒﻠﻮى. •
وﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﺒﺮآﺎت اﻟﻨﺴﻔﻲ ﻓﻲ آﺸﻒ اﻷﺳﺮار ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎر" :وأﻣﺎ
دﻋﻮى ﻋﻠﻢ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﻪ ﻓﺒﺎﻃﻞ ،ﻷﻧﺎ ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ أن اﻟﻤﺸﻬﻮر ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻢ اﻟﻴﻘﻴﻦ ،ﻓﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ أوﻟﻰ وهﺬا ﻷن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ، وآﻴﻒ ﻳﺜﺒﺖ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻣﻊ وﺟﻮد اﻻﺣﺘﻤﺎل".4
1ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺴﺎﻣﻲ 111/1 2ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻣﻨﺎهﻞ اﻟﻌﺮﻓﺎن 173/2 3آﻤﺎ ذآﺮﻩ اﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ﻓﻲ ﻣﺒﺴﻮﻃﻪ 80/3 4آﺸﻒ اﻻﺳﺮار ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎر ﻟﻪ 19/2 60
•
وﻗﺎل اﻟﻜﻤﺎل ﺑﻦ اﻟﻬﻤﺎم ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ،وﺻﺎﺣﺐ ﺗﻴﺴﻴﺮ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ:
"واﻷآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻬﺎء واﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ،ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻄﻠﻘًﺎ أي ﺳﻮاء أآﺎن ﺑﻘﺮاﺋﻦ أم ﻻ .ﺛﻢ ﻗﺎل إن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻗﺪ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺮاﺋﻦ".1 •
ﻼ" :أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﻞ ﺛﻢ ﻗﺮر ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﻘﺪﻳﺮ ﻗﺎﺋ ً
اﻟﻈﻦ".2 •
وﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ اﻻﺳﻤﻨﺪي :ذهﺐ أآﺜﺮ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ
اﻟﻌﻠﻢ أﺻﻼً ،وذهﺐ أﺻﺤﺎب اﻟﻈﺎهﺮ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ. وﻗﺪ ﻧﺎﻗﺶ اﻻﺳﻤﻨﺪي هﺬﻩ اﻟﻤﺬاهﺐ ،وذهﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ اﻷآﺜﺮﻳﺔ آﻤﺎ وﻣﻨﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻮل اﻵﺣﺎد ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ آﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ذآﺮﻩ ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻪ إن ﺷﺎء اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ.3 •
وﻗﺎل اﻟﺴﺮﺧﺴﻲ :ﻗﺎل ﻓﻘﻬﺎء اﻷﻣﺼﺎر رﺣﻤﻬﻢ اﷲ" :ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ
اﻟﻌﺪل ﺣﺠﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ أﻣﺮ اﻟﺪﻳﻦ وﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ ﻳﻘﻴﻦ". ﺛﻢ ﻗﺎل" :وﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ أن ﻋﻠﻢ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺎﻟﻤﺸﻬﻮر ﻣﻦ اﻷﺧﺒﺎر ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ".4 •
وﻗﺎل اﻟﺨﺒﺎزي" :وﻷن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻔﻴﺪ ﻏﻠﺒﺔ اﻟﻈﻦ وأﻧﻪ ﻳﻮﺟﺐ
اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻌﺪم ﺗﻮﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﻴﻘﻴﻦ".5 •
وﻗﺎل ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪي :وﻣﻨﻬﺎ –أي أﻗﺴﺎم اﻵﺣﺎد -أن ﻳﺮد
اﻟﺨﺒﺮ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﻌﻤﻞ ﻓﺄﻣﺎ إذا ورد ﻓﻲ ﺑﺎب اﻻﻋﺘﻘﺎدات وهﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ
1آﺬا ﻓﻲ ﺗﻴﺴﻴﺮ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ 76/3 2آﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﻘﺪﻳﺮ ﻟﻪ 159/3 3راﺟﻊ ان ﺷﺌﺖ ﻓﻲ ذﻟﻚ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻤﻮﺳﻮم ﺑﺬل اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻻﺻﻮل ص393 4آﺬا ذآﺮﻩ ﻓﻲ اﺻﻮﻟﻪ 329/1و 112/1و 321/1 5ذآﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﻐﻨﻲ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ﻟﻪ ص195 61
اﻟﻜﻼم ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺣﺠﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻈﻦ وﻋﻠﻢ ﻏﺎﻟﺐ اﻟﺮأي ﻻ ﻋﻠﻤًﺎ ﻗﻄﻌﻴًﺎ.1 •
وﻗﺎل أﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ اﻟﺴﺠﺴﺘﺎﻧﻲ :وﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ :ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ
وﻳﺠﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﺗﺒﺮآًﺎ ﺑﻨﺴﺒﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ .2 ρ •
وﻗﺎل ﻓﺨﺮ اﻹﺳﻼم اﻟﺒﺰدوي :وهﺬا أي ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻤﻞ وﻻ
ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨًﺎ. •
ﺛﻢ ﻗﺎل :اﻧﺎ ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ أن اﻟﻤﺸﻬﻮر ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻢ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻓﻬﺬا أوﻟﻰ ،وهﺬا
ﻷن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ وﻻ ﻳﻘﻴﻦ ﻣﻊ اﻻﺣﺘﻤﺎل ،وﻣﻦ أﻧﻜﺮ هﺬا ﻓﻘﺪ ﺳﻔﻪ ﻧﻔﺴﻪ وأﺿﻞ ﻋﻘﻠﻪ.3 •
وﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻪ ﻟﻜﻼم اﻟﺒﺰدوي :أي ﻻ ﻳﻮﺟﺐ
ﻋﻠﻢ ﻳﻘﻴﻦ وﻻ ﻋﻠﻢ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ،وهﻮ ﻣﺬهﺐ أآﺜﺮ أهﻞ اﻟﻌﻠﻢ وﺟﻤﻠﺔ اﻟﻔﻘﻬﺎء.4 وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ :ﻓﺈن اﻷدﻟﺔ اﻟﺴﻤﻌﻴﺔ أﻧﻮاع أرﺑﻌﺔ :ﻗﻄﻌﻲ اﻟﺜﺒﻮت واﻟﺪﻻﻟﺔ آﺎﻟﻨﺼﻮص اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮة ،وﻗﻄﻌﻲ اﻟﺜﺒﻮت ﻇﻨﻲ اﻟﺪﻻﻟﺔ آﺎﻵﻳﺎت اﻟﻤﺆوﻟﺔ ،وﻇﻨﻲ اﻟﺜﺒﻮت ﻗﻄﻌﻲ اﻟﺪﻻﻟﺔ آﺄﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد اﻟﺘﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﻗﻄﻌﻲ ،وﻇﻨﻲ اﻟﺜﺒﻮت واﻟﺪﻻﻟﺔ آﺄﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد اﻟﺘﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﻇﻨﻲ .5وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ. •
وﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﺜﻨﺎء اﻟﻤﺎﺗﺮﻳﺪي :وﺣﻜﻤﻪ –أي ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد -أﻧﻪ ﻳﻮﺟﺐ
اﻟﻌﻤﻞ دون اﻟﻌﻠﻢ.6 1آﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺰان اﻷﺻﻮل ﻟﻪ ص430 2ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻐﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﺻﻮل ص38 3آﻤﺎ ﻓﻲ آﺸﻒ اﻻﺳﺮار ﻋﻠﻰ أﺻﻮل اﻟﺒﺰدوي 370/2 4اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ 376/2 5آﻤﺎ ﻓﻲ آﺸﻒ اﻻﺳﺮار ﻋﻠﻰ أﺻﻮل اﻟﺒﺰدوي 28/1ﻗﻮل اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺷﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ رد اﻟﻤﺨﺘﺎر 95/1 6ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ص148 62
•
وﻗﺎل ﻧﻈﺎم اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻧﺼﺎري :اﻷآﺜﺮ ﻣﻦ أهﻞ اﻷﺻﻮل وﻣﻨﻬﻢ اﻷﺋﻤﺔ
اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ان ﻟﻢ ﻳﻜﻦ هﺬا اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻤﺨﺒﺮ ﻣﻌﺼﻮﻣًﺎ ﻧﺒﻴًﺎ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻄﻠﻘًﺎ ﺳﻮاء اﺣﺘﻒ ﺑﺎﻟﻘﺮاﺋﻦ أو ﻻ.1 •
وﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺠﺼﺎص ﻓﻲ آﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }إن ﺟﺎءآﻢ
ﻓﺎﺳﻖ ﺑﻨﺒﺄ ﻓﺘﺒﻴﻨﻮا{ ﻗﺎل :وﻓﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ إذ ﻟﻮ آﺎن ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺤﺎل ﻟﻤﺎ اﺣﺘﻴﺞ ﻓﻴﻪ اﻟﻰ اﻟﺘﺜﺒﺖ.2 •
وﻗﺎل اﻟﻜﺎﺳﺎﻧﻲ :وإﻧﻤﺎ ﺳﻤﻴﻨﺎ هﺬا اﻟﻨﻮع واﺟﺒًﺎ ﻻ ﻓﺮﺿًﺎ ﻷن اﻟﻔﺮض
اﺳﻢ ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻟﺰوﻣﻪ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻣﻘﻄﻮع ﺑﻪ وﻟﺰوم هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺰآﺎة ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻣﻘﻄﻮع ﺑﻪ ﺑﻞ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻓﻴﻪ ﺷﺒﻬﺔ اﻟﻌﺪم وهﻮ ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ.3 وﻗﺎل ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ" :ووﺟﻮب اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﺎﺋﺮ ﺛﺒﺖ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ واﻧﻪ ﻣﻦ اﻵﺣﺎد ﻓﻴﻮﺟﺐ اﻟﻌﻤﻞ دون اﻟﻌﻠﻢ".4 •
وﻗﺎل أﺑﻮ زﻳﺪ اﻟﺪﺑﻮﺳﻲ :ﻓﺄآﺜﺮ اﻷهﻮاء واﻟﺒﺪع آﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻤﻞ
ﻼ ﺑﻼ ﻋﺮض ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ وﻗﺒﻮﻟﻪ اﻋﺘﻘﺎدًا أو ﻋﻤ ً اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ،ﺛﻢ ﺗﺄوﻳﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ وﺟﻌﻞ اﻟﻤﺘﺒﻮع ﺗﺒﻌًﺎ وﺑﻨﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨًﺎ ﻓﻴﺼﻴﺮ اﻷﺳﺎس ﻋﻠﻤًﺎ ﺑﺸﺒﻬﺔ ﻓﻼ ﻳﺰداد ﺑﻪ إﻻ ﺑﺪﻋﺔ وآﺎن هﺬا اﻟﻀﺮر ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺿﺮر ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ….5
1ذآﺮﻩ ﻓﻲ ﺷﺮح ﻣﺴﻠﻢ اﻟﺜﺒﻮت آﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺷﺒﺔ اﻟﻤﺴﺘﺼﻔﻰ 121/2 2ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺮﺁن 279/5 3آﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﺪاﺋﻊ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﻟﻪ 69/2 4اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ 14/1 5ذآﺮﻩ ﻋﻨﻪ اﻟﺴﻤﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﻮاﻃﻊ اﻻدﻟﺔ 366/1 63
اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: وأول ﻣﺎ ﻧﺒﺪأ ﺑﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﺴﺐ اﻟﻰ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ رﺣﻤﻪ اﷲ •
ﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﻴﺮﻓﻲ :ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻤﻞ دون اﻟﻌﻠﻢ وﻧﻘﻠﻪ
ﻋﻦ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ.1 وأﻳﻀًﺎ ﻣﺎ ذآﺮﻩ اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ اﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ وﻧﺴﺒﻪ اﻟﻰ ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء وﻗﺎل :وهﻮ ﻗﻮل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ. وﻣﺎ ﻧﺴﺒﻪ أﻳﻀًﺎ اﻷﻧﺼﺎري ﻣﻦ اﻷﺣﻨﺎف ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ اﻟﻰ اﻷﺋﻤﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻳﻌﻨﻲ :ﻣﺎﻟﻜًﺎ وأﺑﺎ ﺣﻨﻴﻔﺔ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ. •
وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ اﻟﻤﻌﺮوف ﺑﺎﻟﺨﻄﻴﺐ اﻟﺒﻐﺪادي ﻓﻲ
آﺘﺎﺑﻪ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان :ذآﺮ ﺷﺒﻬﺔ ﻣﻦ زﻋﻢ أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ وإﺑﻄﺎﻟﻬﺎ. ﻓﻘﺎل :وأﻣﺎ ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﻗﺼﺮ ﻋﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ وﻟﻢ ﻳﻘﻄﻊ ﺑﻪ اﻟﻌﻠﻢ وان روﺗﻪ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ. وﻗﺎل :وأﻣﺎ اﻟﻀﺮب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻨﺪ ﻓﻤﺜﻞ اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻤﺮوﻳﺔ ﻓﻲ آﺘﺐ اﻟﺴﻨﻦ اﻟﺼﺤﺎح ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻮﺟﺐ اﻟﻌﻤﻞ وﻻ ﺗﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ.2 •
وﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﻤﻌﺎﻟﻲ اﻟﺠﻮﻳﻨﻲ اﻟﻤﻌﺮوف ﺑﺈﻣﺎم اﻟﺤﺮﻣﻴﻦ :ذهﺒﺖ
اﻟﺤﺸﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ وآﺘﺒﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ إﻟﻰ أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻌﺪل ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ،وهﺬا ﺧﺰي ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻣﺪرآﻪ ﻋﻠﻰ آﻞ ذي ﻟﺐ. 1ﻧﻘﻠﻪ ﻋﻨﻪ اﻟﺰرآﺸﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﺤﻴﻂ 262/4 2ذآﺮﻩ ذﻟﻚ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﺮواﻳﺔ ص 16و 18و 25وﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻔﻘﻴﻪ واﻟﻤﺘﻔﻘﻪ /1 96 64
وﻗﺎل :أﺗﺠﻮزون أن ﻳﺰل اﻟﻌﺪل اﻟﺬي وﺻﻔﺘﻤﻮﻩ وﻳﺨﻄﺊ؟ ﻓﺈن ﻗﺎﻟﻮا :ﻻ، آﺎن ذﻟﻚ ﺑﻬﺘًﺎ وهﺘﻜًﺎ وﺧﺮﻗًﺎ ﻟﺤﺠﺎب اﻟﻬﻴﺒﺔ وﻻ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ اﻟﺒﻴﺎن ﻓﻴﻪ ،واﻟﻘﻮل اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻓﻴﻪ أﻧﻪ ﻗﺪ زل ﻣﻦ اﻟﺮواة واﻷﺛﺒﺎت ﺟﻤﻊ ﻻ ﻳﻌﺪون آﺜﺮة ،وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻐﻠﻂ ﻣﺘﺼﻮرًا ﻟﻤﺎ رﺟﻊ راو ﻋﻦ رواﻳﺘﻪ ،واﻷﻣﺮ ﺑﺨﻼف ﻣﺎ ﺗﺨﻴﻠﻮﻩ. وﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻮرﻗﺎت :واﻵﺣﺎد وهﻮ اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻤﻞ وﻻ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻻﺣﺘﻤﺎل اﻟﺨﻄﺄ ﻓﻴﻪ •
1
وﻗﺎل اﻟﻨﻮوي ﻓﻲ ﺷﺮح ﻣﺴﻠﻢ :وهﺬا اﻟﺬي ذآﺮﻩ اﺑﻦ اﻟﺼﻼح ﻓﻲ ﺷﺄن
ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﺿﻊ ﺧﻼف ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟﻤﺤﻘﻘﻮن واﻷآﺜﺮون ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮا :أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻤﺘﻮاﺗﺮﻩ إﻧﻤﺎ ﺗﻔﻴﺪ اﻟﻈﻦ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺁﺣﺎد ،واﻵﺣﺎد إﻧﻤﺎ ﺗﻔﻴﺪ اﻟﻈﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺮر وﻻ ﻓﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وﻏﻴﺮهﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ،وﺗﻠﻘﻲ اﻷﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل إﻧﻤﺎ أﻓﺎدﻧﺎ وﺟﻮب اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ وهﺬا ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺈن أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻏﻴﺮهﻤﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ إذا ﺻﺤﺖ أﺳﺎﻧﻴﺪهﺎ وﻻ ﺗﻔﻴﺪ إﻻ اﻟﻈﻦ ﻓﻜﺬا اﻟﺼﺤﻴﺤﺎن. وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ :وأﻣﺎ ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺷﺮوط اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ﺳﻮاء آﺎن اﻟﺮاوي ﻟﻪ واﺣﺪًا أو أآﺜﺮ واﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻪ ،ﻓﺎﻟﺬي ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻤﺎهﻴﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻓﻤﻦ ﺑﻌﺪهﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ واﻟﻔﻘﻬﺎء وأﺻﺤﺎب اﻷﺻﻮل ان ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺜﻘﺔ ﺣﺠﺔ ﻣﻦ ﺣﺠﺞ اﻟﺸﺮع ﻳﻠﺰم اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ وﻳﻔﻴﺪ اﻟﻈﻦ وﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ.2 1ذآﺮ ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺮهﺎن ﻟﻪ 606/1وﻓﻲ اﻟﻮرﻗﺎت ص12 2هﺬا آﻠﻪ ﻓﻲ ﺷﺮح ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻮوي 20/1و 131/1 65
•
وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ اﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﺨﺒﺔ اﻟﻔﻜﺮ ﻋﻨﺪ آﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ :ﻓﻜﻠﻪ ﻣﻘﺒﻮل ﻹﻓﺎدﺗﻪ اﻟﻘﻄﻊ ﺑﺼﺪق ﻣﺨﺒﺮﻩ ﺑﺨﻼف ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد.1 •
وﻗﺎل اﻟﺮازي ﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﻓﻠﻮﻻ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ آﻞ
ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ{ ﻗﺎل :وإﻧﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ إن اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ هﺎهﻨﺎ ﻋﺪد ﻻ ﻳﻔﻴﺪ ﻗﻮﻟﻬﻢ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻷن آﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﺮﻗﺔ ،واﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أوﺟﺐ ﻋﻠﻰ آﻞ ﻓﺮﻗﺔ أن ﺗﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﻃﺎﺋﻔﺔ ،واﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻼﺛﺔ ،واﺣﺪ أو اﺛﻨﺎن ،وﻗﻮل اﻟﻮاﺣﺪ أو اﻻﺛﻨﻴﻦ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ. وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ :ﻓﻸﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أن ﻗﻮل اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ. وﻗﺎل :وأﻣﺎ اﻟﻨﻘﻞ :ﻓﻬﻮ إﻣﺎ ﺗﻮاﺗﺮ أو ﺁﺣﺎد واﻷول ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻈﻦ.2 •
وﻗﺎل اﻻﺳﻨﻮي :وأﻣﺎ اﻟﺴﻨﺔ ﻓﺎﻵﺣﺎد ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﻴﺪ إﻻ اﻟﻈﻦ.
وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ :ﻷن رواﻳﺔ اﻵﺣﺎد ان أﻓﺎدت ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺗﻔﻴﺪ اﻟﻈﻦ.3 •
وﻗﺎل اﻟﺰرآﺸﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ :ان ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ وهﻮ ﻗﻮل
أآﺜﺮ أهﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ وأهﻞ اﻟﺮأي واﻟﻔﻘﻪ.4 •
وﻗﺎل اﺑﻦ اﻷﺛﻴﺮ :وﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ وﻟﻜﻨﺎ ﻣﺘﻌﺒﺪون ﺑﻪ.
1آﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﺨﺒﺔ اﻟﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت أهﻞ اﻻﺛﺮ ص38 2راﺟﻊ ذﻟﻚ آﻠﻪ ان ﺷﺌﺖ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻤﺤﺼﻮل 172-123/2وﻓﻲ ﻧﻔﺎﺋﺲ اﻻﺻﻮل ﺷﺮح اﻟﻤﺤﺼﻮل ﻟﻠﻘﺮاﻓﻲ 531/2 3ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺴﺆال 41/1و 270/2 4ذآﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ 262/4ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 66
وﻗﺎل :وﻣﺎ ﺣﻜﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﻣﻦ أن ذﻟﻚ ﻳﻮرث اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻠﻌﻠﻬﻢ أرادوا أﻧﻪ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻮﺟﻮب اﻟﻌﻤﻞ ،أو ﺳﻤﻮا اﻟﻈﻦ ﻋﻠﻤﺎً ،وﻟﻬﺬا ﻗﺎل ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻮرث اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻈﺎهﺮ ،واﻟﻌﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻇﺎهﺮ وﺑﺎﻃﻦ ،وإﻧﻤﺎ هﻮ اﻟﻈﻦ.1 •
وﻗﺎل أﺑﻮ اﺳﺤﻖ اﻟﺸﻴﺮازي :ﻟﻨﺎ :هﻮ أﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻮﺟﺐ
اﻟﻌﻠﻢ ﻷوﺟﺐ ﺧﺒﺮ آﻞ واﺣﺪ ،وﻟﻮ آﺎن آﺬﻟﻚ ﻟﻮﺟﺐ أن ﻳﻘﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺨﺒﺮ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ،وﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ هﺬا أﺣﺪ ،دل ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ اﻟﻨﺒﻮة وﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﻣﺎ ً ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ.. •
ﺛﻢ ﻗﺎل :وﻷﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻮﺟﺐ إذا ﻋﺎرﺿﻪ ﺧﺒﺮ ﻣﺘﻮاﺗﺮ
أن ﻳﺘﻌﺎرﺿﺎ ،وﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ أﻧﻪ ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ دل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﺐ ﻟﻠﻌﻠﻢ.2 •
وﻗﺎل أﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ اﻟﻐﺰاﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺼﻔﻰ :وإذا ﻋﺮﻓﺖ هﺬا ﻓﻨﻘﻮل:
ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ وهﻮ ﻣﻌﻠﻮم ﺑﺎﻟﻀﺮورة وإﻧﺎ ﻻ ﻧﺼﺪق ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻊ ،وﻟﻮ ﺻﺪﻗﻨﺎ وﻗﺪرﻧﺎ ﺗﻌﺎرض ﺧﺒﺮﻳﻦ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺼﺪق ﺑﺎﻟﻀﺪﻳﻦ وﻣﺎ ﺣﻜﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﻣﻦ أن ذﻟﻚ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻠﻌﻠﻬﻢ أرادوا أﻧﻪ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻮﺟﻮب اﻟﻌﻤﻞ….3 •
وﻗﺎل ﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ اﻻﺻﻔﻬﺎﻧﻲ :اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻤﺮوﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﺮﺳﻮل ρإﻣﺎ
ﻣﺘﻮاﺗﺮة أو ﺁﺣﺎد واﻟﻤﺘﻮاﺗﺮة اﺳﺘﺤﺎل أن ﺗﻜﻮن آﺬﺑﺎً ،وأﻣﺎ اﻵﺣﺎد ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ آﺬب ﻗﻄﻌًﺎ. ﺛﻢ ﻗﺎل :أﻣﺎ اﻟﻤﻼزﻣﺔ :ﻓﻸن ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﻔﻴﺪ إﻻ اﻟﻈﻦ. وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ :وأﻣﺎ اﻟﺴﻨﺔ ﻓﺎﻵﺣﺎد ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ إﻻ اﻟﻈﻦ.4 1آﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ اﻻﺻﻮل ﻣﻦ اﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻪ 69/1 2ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺒﺼﺮة ﻟﻪ ص299 3ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺼﻔﻰ 145/1 4ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻪ ﻟﻤﻨﻬﺎج اﻻﺻﻮل 544-536/2و 41/1 67
•
وﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﺴﺒﻜﻲ ﻓﻲ اﻻﺑﻬﺎج :واﻟﻨﺺ ﻗﺴﻤﺎن :ﺁﺣﺎد ﻻ ﻳﻔﻴﺪ إﻻ
اﻟﻈﻦ.1 •
وﻗﺎل ﻓﻲ ﺟﻤﻊ اﻟﺠﻮاﻣﻊ :ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ إﻻ ﺑﻘﺮﻳﻨﻪ ﺛﻢ ﻗﺎل:
اﻷآﺜﺮون ﻻ ﻳﻔﻴﺪ ﻣﻄﻠﻘًﺎ.2 •
وﻗﺎل اﻟﺒﻴﻀﺎوي :ﻻ ﻳﻨﺴﺦ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ﺑﺎﻵﺣﺎد ﻷن اﻟﻘﺎﻃﻊ ﻻ ﻳﺮﻓﻊ
ﺑﺎﻟﻈﻦ.3 •
وﻗﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻓﻮرك :واﻣﺎ ﻣﺎ آﺎن ﻣﻦ ﻧﻮع اﻵﺣﺎد ﻣﻤﺎ ﺻﺤﺖ
اﻟﺤﺠﺔ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ وﺛﺎﻗﺔ اﻟﻨﻘﻠﺔ وﻋﺪاﻟﺔ اﻟﺮواة واﺗﺼﺎل ﻧﻘﻠﻬﻢ ،ﻓﺈن ذﻟﻚ وان ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻘﻄﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﻇﻦ وﺗﺠﻮﻳﺰ ﺣﻜﻢ.4 •
وﻗﺎل اﻟﺒﻐﺪادي اﻻﺳﻔﺮاﺋﻴﻨﻲ :وأﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ﻣﺘﻰ ﺻﺢ إﺳﻨﺎدهﺎ وآﺎﻧﺖ
ﻣﺘﻮﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻞ آﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﺒﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ دون اﻟﻌﻠﻢ.5
•
وﻗﺎل اﻟﻤﺎوردي ﻓﻲ اﻟﺤﺎوي :وإذا آﺎن آﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ وان أوﺟﺐ اﻟﻌﻤﻞ
ﻓﻐﻴﺮ ﻣﻮﺟﺐ ﻟﻠﻌﻠﻢ اﻟﺒﺎﻃﻦ ﺑﺨﻼف اﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺾ واﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ.6 •
وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ زﻳﻦ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﺮاﻗﻲ :أي ﺣﻴﺚ ﻗﺎل أهﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ هﺬا
ﻼ ﺑﻈﺎهﺮ اﻻﺳﻨﺎد ﻻ اﻧﻪ ﻣﻘﻄﻮع ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻤﺮادهﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻋﻤ ً ﺑﺼﺤﺘﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻷﻣﺮ ﻟﺠﻮاز اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻨﺴﻴﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺔ ،هﺬا هﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﺬي ﻋﻠﻴﻪ أآﺜﺮ أهﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺧﻼﻓًﺎ ﻟﻤﻦ ﻗﺎل ان ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻈﺎهﺮ آﺤﺴﻴﻦ اﻟﻜﺮاﺑﻴﺴﻲ وﻏﻴﺮﻩ.7 1آﻤﺎ ﻓﻲ اﻻﺑﻬﺎج ﺷﺮح اﻟﻤﻨﻬﺎج 38/1 2آﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ اﻟﺠﻮاﻣﻊ ﻣﻊ ﺷﺮح ﻟﻠﺠﻼل اﻟﻤﺤﻠﻲ 130/2 3آﻤﺎ هﻮ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻬﺎج ﻣﻊ ﺷﺮﺣﻪ ﻟﻠﺠﺰري 443/1 4ﻗﺎل ذﻟﻚ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻣﺸﻜﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ وﺑﻴﺎﻧﻪ ص44 5ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ أﺻﻮل اﻟﺪﻳﻦ ص 12وﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮق ص250 6ذآﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﺤﺎوي اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻪ 144/20 7آﺬا ذآﺮﻩ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻪ ﻷﻟﻔﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ 15/1 68
•
وﻗﺎل ﺻﻔﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻻرﻣﻮي :واﻣﺎ اﻟﻨﻘﻞ ﻓﻬﻮ إﻣﺎ ﺁﺣﺎد أو ﺗﻮاﺗﺮ،
واﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﻔﻴﺪ إﻻ اﻟﻈﻦ.1 •
وﻗﺎل اﻟﻌﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ ردﻩ ﻋﻠﻰ اﺑﻦ اﻟﺼﻼح ﻓﻲ ﺟﻌﻠﻪ
أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﺗﻔﻴﺪ اﻟﻘﻄﻊ ﻗﺎل :ان اﻟﻤﻨﻘﻮل ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ :ان اﻷﻣﺔ إذا ﻋﻤﻠﺖ ﺑﺤﺪﻳﺚ ،ﻳﻘﺘﻀﻲ اﻟﻘﻄﻊ ﺑﺼﺤﺘﻪ ،ﻗﺎل :وهﺬا ﻣﺬهﺐ رديء.2 •
وﻗﺎل اﻟﻬﻴﺜﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﻮاﻋﻖ اﻟﻤﺤﺮﻗﺔ :واﻳﻀًﺎ ورد ﻓﻲ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ
وﻏﻴﺮﻩ آﻌﻠﻲ ﻧﺼﻮص ﻣﺘﻌﺎرﺿﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺴﻄﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ وهﻲ ﻻ ﺗﻔﻴﺪ اﻟﻘﻄﻊ ﻷﻧﻬﺎ ﺑﺄﺳﺮهﺎ ﺁﺣﺎد وﻇﻨﻴﺔ اﻟﺪﻻﻟﺔ. وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ :ﻷن ﻣﻔﺎد اﻹﺟﻤﺎع ﻗﻄﻌﻲ وﻣﻔﺎد ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻇﻨﻲ وﻻ ﺗﻌﺎرض ﺑﻴﻦ ﻇﻨﻲ وﻗﻄﻌﻲ ﺑﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﻄﻌﻲ وﻳﻠﻐﻰ اﻟﻈﻨﻲ.3 •
وﻗﺎل اﺑﻦ دﻗﻴﻖ اﻟﻌﻴﺪ :اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﻧﺴﺦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮة
هﻞ ﻳﺠﻮز ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ أم ﻻ؟ ﻣﻨﻌﻪ اﻷآﺜﺮ ون ،ﻷن اﻟﻤﻘﻄﻮع ﻻ ﻳُﺰال ﺑﺎﻟﻤﻈﻨﻮن. وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ :وأﻣﺎ اﻟﻤﻘﺎم اﻟﺜﺎﻧﻲ وهﻮ ان ﻣﺎ آﺎن ﻣﻦ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ﻣﺨﺎﻟﻔًﺎ ﻟﻘﻴﺎس اﻷﺻﻮل اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ،ﻓﻸن اﻷﺻﻮل اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻘﻄﻮع ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺮع وﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻈﻨﻮن واﻟﻤﻈﻨﻮن ﻻ ﻳﻌﺎرض اﻟﻤﻌﻠﻮم.4 1ذآﺮﻩ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻮﺻﻮل 104/1 2ﻧﻘﻠﻪ ﻋﻨﻪ اﻟﺰرآﺸﻲ ﻓﻲ ﺳﻼﺳﻞ اﻟﺬهﺐ ص 321واﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﻴﻴﺪ واﻻﻳﻀﺎح ص 42-41 3آﻤﺎ ذآﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﺼﻮاﻋﻖ اﻟﻤﺤﺮﻗﺔ -110/1و174/1 4ﻗﺎل هﺬا آﻠﻪ ﻓﻲ إﺣﻜﺎم اﻷﺣﻜﺎم ﺷﺮح ﻋﻤﺪة اﻷﺣﻜﺎم ﻟﻪ 189/1و 121/3 69
•
وﻗﺎل اﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ :وﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد هﻮ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻪ واﺣﺪ ﻋﻦ واﺣﺪ وهﻮ اﻟﺬي
ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ اﻻﺷﺘﻬﺎر وﺣﻜﻤﻪ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻤﻞ دون اﻟﻌﻠﻢ.1 •
وﻗﺎل أﺑﻮ زرﻋﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻲ :اﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ هﻞ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ أم
ﻻ؟ ﻋﻠﻰ أﻗﻮال: أﺣﺪهﺎ :أﻧﻪ ﻳﻔﻴﺪ إذا اﺣﺘﻔﺖ ﺑﻪ اﻟﻘﺮاﺋﻦ. ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ :أﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻄﻠﻘًﺎ وﻟﻮ اﺣﺘﻔﺖ ﺑﻪ ﻗﺮاﺋﻦ وﺑﻪ ﻗﺎل اﻷآﺜﺮون. اﻟﺜﺎﻟﺚ :أﻧﻪ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻄﻠﻘًﺎ. وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ :ﻟﻤﺎ ذآﺮ اﻟﻤﻘﻄﻮع ﺑﻜﺬﺑﻪ واﻟﻤﻘﻄﻮع ﺑﺼﺪﻗﻪ ذآﺮ ﻗﺴﻤًﺎ ﺛﺎﻟﺜﺎً، وهﻮ :ﻣﻈﻨﻮن اﻟﺼﺪق ،وهﻮ ﺧﺒﺮ اﻟﻌﺪل اﻟﻮاﺣﺪ.2 •
وﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﺘﻠﻤﺴﺎﻧﻲ :أﻋﻠﻢ أن اﻟﻤﺮاد ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ:
اﻟﺨﺒﺮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻴﻘﻴﻦ.3 •
وﻗﺎل ﻋﻀﺪ اﻟﻤﻠﺔ اﻻﻳﺠﻲ :ﻟﻨﺎ ان اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ﻗﺎﻃﻊ واﻵﺣﺎد ﻣﻈﻨﻮن،
واﻟﻘﺎﻃﻊ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ اﻟﻤﻈﻨﻮن.4
اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﺤﻨﺒﻠﻲ: وأول ﻣﺎ ﻧﺒﺪأ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻧﺴﺐ اﻟﻰ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ رﺣﻤﻪ اﷲ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻟﺘﻜﺘﻤﻞ اﻟﺤﻠﻘﺔ. ﻓﻘﺪ روي ﻋﻨﻪ رواﻳﺘﺎن إﺣﺪاهﻤﺎ ان ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﻧﻪ ﻳﻔﻴﺪﻩ واﻷول هﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪ ﻓﻘﻬﺎء ﻣﺬهﺒﻪ. 1آﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺗﻪ 131/1 2ذآﺮﻩ آﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﻴﺚ اﻟﻬﺎﻣﻊ ﺷﺮح ﺟﻤﻊ اﻟﺠﻮاﻣﻊ 492-491/2 3ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﺷﺮح اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ 167/2 4ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﺷﺮح اﻟﻌﻀﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﺼﺮ اﺑﻦ اﻟﺤﺎﺟﺐ ص278 70
•
ﻗﺎل ﻣﻮﻓﻖ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ اﻟﻤﻘﺪﺳﻲ :اﺧﺘﻠﻔﺖ اﻟﺮواﻳﺔ ﻋﻦ إﻣﺎﻣﻨﺎ
رﺣﻤﻪ اﷲ –ﻳﻌﻨﻲ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ -ﻓﻲ ﺣﺼﻮل اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ،ﻓﺮوي أﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻪ وهﻮ ﻗﻮل اﻷآﺜﺮﻳﻦ واﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻷﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺿﺮورة أﻧﺎ ﻻ ﻧﺼﺪق آﻞ ﺧﺒﺮ ﻧﺴﻤﻌﻪ وﻟﻮ آﺎن ﻣﻔﻴﺪًا ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﺻﺢ ورود ﺧﺒﺮﻳﻦ ﻣﺘﻌﺎرﺿﻴﻦ ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻀﺪﻳﻦ.1 •
وﻗﺎل اﺑﻦ ﺑﺪران ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ روﺿﺔ اﻟﻨﺎﻇﺮ :ﻓﺈﺳﻨﺎد اﻟﻘﻮل اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻰ اﻹﻣﺎم ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﻓﻴﻪ ﻧﻈﺮ وآﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﺴﺐ اﻟﻴﻪ اﺑﻦ اﻟﺤﺎﺟﺐ واﻟﻮاﺳﻄﻲ وﻏﻴﺮهﻤﺎ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻗﺎل ﻳﺤﺼﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ آﻞ وﻗﺖ ﺑﺨﺒﺮ آﻞ ﻋﺪل وان ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺛﻢ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ أﺻﻼً ،وآﻴﻒ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻤﺜﻞ اﻣﺎم اﻟﺴﻨﺔ أن ﻳﺪﻋﻲ هﺬﻩ اﻟﺪﻋﻮى وﻓﻲ أي آﺘﺎب روﻳﺖ ﻋﻨﻪ رواﻳﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ورواﻳﺎﺗﻪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ آﻠﻬﺎ ﻣﺪوﻧﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻬﺎﺑﺬة ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ واﻟﻤﺼﻨﻒ رﺣﻤﻪ اﷲ ﻣﻦ اوﻟﺌﻚ اﻟﻘﻮم ،وﻣﻊ هﺬا أﺷﺎر اﻟﻰ أﻧﻬﺎ رواﻳﺔ ﻣﺨﺮﺟﺔ ﻋﻠﻰ آﻼﻣﻪ ﺛﻢ اﻧﻪ ﺗﺼﺮف ﺑﻬﺎ آﻤﺎ ذآﺮﻩ هﻨﺎ ،ﻓﺤﻘﻖ ذﻟﻚ وﺗﻤﻬﻞ أﻳﻬﺎ اﻟﻤﻨﺼﻒ.2 •
وﻗﺎل ﺻﻔﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺒﻐﺪادي :واﻵﺣﺎد ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻮاﺗﺮ واﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ
ﺑﻪ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺮواﻳﺘﻴﻦ وهﻮ ﻗﻮل أﻻ آﺜﺮﻳﻦ وﻣﺘﺄﺧﺮي أﺻﺤﺎﺑﻨﺎ.3 •
وﻗﺎل ﻣﻮﻓﻖ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ اﻟﻤﻘﺪﺳﻲ :وﺣﺪ اﻟﺨﺒﺮ هﻮ اﻟﺬي ﻳﺘﻄﺮق
اﻟﻴﻪ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ واﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ،وهﻮ ﻗﺴﻤﺎن :ﺗﻮاﺗﺮ وﺁﺣﺎد ﻓﺎﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ وﻳﺠﺐ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ وان ﻟﻢ ﻳﺪل ﻋﻠﻴﻪ دﻟﻴﻞ ﺁﺧﺮ ،وﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻷﺧﺒﺎر ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ
1ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ روﺿﺔ اﻟﻨﺎﻇﺮ وﺟﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻇﺮ 260/1 2ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻧﺰهﺔ اﻟﺨﺎﻃﺮ ﻋﻠﻰ روﺿﺔ اﻟﻨﺎﻇﺮ ﻟﻪ 261/1ﻣﻠﺤﻘﻪ ﻓﻲ آﺘﺎب روﺿﺔ اﻟﻨﺎﻇﺮ 3ﺣﻜﺎﻩ ﻓﻲ ﻗﻮاﻋﺪ اﻷﺻﻮل وﻣﻌﺎﻗﺪ اﻟﻔﺼﻮل ص16 71
ﺻﺪﻗﻪ ﻟﻤﺠﺮدﻩ إﻻ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ وﻣﺎ ﻋﺪاﻩ إﻧﻤﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺻﺪﻗﻪ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺁﺧﺮ ﻳﺪل ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻮى ﻧﻔﺲ اﻟﺨﺒﺮ.1 •
وﻗﺎل اﻟﻘﺎﺿﻲ أﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ :أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻟﻮ آﺎن ﻣﻮﺟﺒًﺎ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻷوﺟﺒﻪ
ﻋﻠﻰ أي ﺻﻔﺔ وﺟﺪ.2 •
وﻗﺎل ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﻄﻮﻓﻲ :اﻟﺨﺒﺮ اﻣﺎ ﺗﻮاﺗﺮ ﻓﻬﻮ ﻣﻔﻴﺪ ﻟﻠﻌﻠﻢ أو ﺁﺣﺎد ﻣﺠﺮد
ﻓﻼ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﻗﻄﻌًﺎ آﻤﺎ ﺗﻘﺮر هﺎهﻨﺎ.3 •
وﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻜﻠﻮذاﻧﻲ :ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻘﺘﻀﻲ اﻟﻌﻠﻢ وﺑﻪ ﻗﺎل
ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء.4 •
وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ :ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻻ اﻟﻀﺮوري وﻻ
اﻟﻤﻜﺘﺴﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺘﻴﻦ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ.5 •
وﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :وﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻤﺘﻠﻘﻰ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ
ﺟﻤﻬﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء… ﺛﻢ ﻗﺎل :ﻓﺈﻧﻪ وإن آﺎن ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ إﻻ اﻟﻈﻦ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ اﻗﺘﺮن ﺑﻪ إﺟﻤﺎع أهﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻳﻖ آﺎن ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ إﺟﻤﺎع أهﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﻣﺴﺘﻨﺪﻳﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻰ ﻇﺎهﺮ أو ﻗﻴﺎس أو ﺧﺒﺮ واﺣﺪ ،ﻓﺈن ذﻟﻚ اﻟﺤﻜﻢ ﻳﺼﻴﺮ ﻗﻄﻌﻴًﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﻬﻮر ،وإن آﺎن ﺑﺪون اﻹﺟﻤﺎع ﻟﻴﺲ ﺑﻘﻄﻌﻲ.6
1ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ روﺿﺔ اﻟﻨﺎﻇﺮ 243/1 2ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺪة ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ﻟﻪ 901/1 3ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻪ ﻟﻤﺨﺘﺼﺮ اﻟﺮوﺿﺔ 108/2 4ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ 78/3 5ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻮاﺿﺢ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ 403/4 6آﺬا آﻠﻪ ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻋﻠﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ ص100 72
•
وﻳﻘﻮل أﻳﻀًﺎ :ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻞ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻼء أن آﻞ ﺧﺒﺮ واﺣﺪ أو ﺧﺒﺮ آﻞ
واﺣﺪ ﻳﻜﻮن ﺻﺪﻗًﺎ أو ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ وﻻ اﻧﻪ ﻳﻜﻮن آﺬﺑًﺎ.1
اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﺰﻳﺪي: •
ﻗﺎل اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻹرﺷﺎد :اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻵﺣﺎد وهﻮ ﺧﺒﺮ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ
ﻼ أو ﻳﻔﻴﺪﻩ ﺑﺎﻟﻘﺮاﺋﻦ اﻟﺨﺎرﺟﺔ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻼ ﺑﻨﻔﺴﻪ اﻟﻌﻠﻢ ﺳﻮاء آﺎن ﻻ ﻳﻔﻴﺪﻩ أﺻ ً واﺳﻄﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ واﻻﺣﺎد ،وهﺬا ﻗﻮل اﻟﺠﻤﻬﻮر.2 •
وﻗﺎل اﻻﻣﻴﺮ اﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﺳﺒﻞ اﻟﺴﻼم :وﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ
ﻓﻴﻜﻮن ﻗﻴﺎس اﻷﺻﻮل ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻘﻄﻊ وﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ إﻻ اﻟﻈﻦ. •
وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ :وإن اﻷﺻﻮل ﺗﻔﻴﺪ اﻟﻘﻄﻊ وﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻈﻦ
واﻟﻤﻘﻄﻮع ﻣﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻈﻨﻮن.3 •
وﻗﺎل ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ :ان اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﺬي ﻋﻠﻴﻪ أآﺜﺮ أهﻞ اﻟﻌﻠﻢ أن
ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد وهﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻘﻄﻮﻋًﺎ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻷﻣﺮ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻜﻠﻒ أﺣﺪًا إﻻ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ دون اﻟﻌﻠﻢ •
4
وﻗﺎل ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إﺑﺮاهﻴﻢ اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﻴﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻮاﺻﻢ واﻟﻘﻮاﺻﻢ ﻓﻲ
ردﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺪ :ان اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﻨﺼﻮص إﻧﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻟﻮ وﺟﺐ ﻟﺘﺮﺟﻴﺢ
1آﺬا ﻓﻲ اﻟﺠﻮاب اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻤﻦ ﺑﺪل دﻳﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ 481/6واﻧﻈﺮ ﻧﺤﻮﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻮدة ﻵل ﺗﻴﻤﻴﺔ ص220 2ذآﺮﻩ ﻓﻲ ارﺷﺎد اﻟﻔﺤﻮل ﻟﻪ ص92/1 3ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﺣﻜﺎم اﻷﺣﻜﺎم ﺷﺮح ﻋﻤﺪة اﻷﺣﻜﺎم ﻻﺑﻦ دﻗﻴﻖ اﻟﻌﻴﺪ 57-53/4 4ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﺗﻮﺿﻴﺢ اﻻﻓﻜﺎر 25-24/1 73
اﻟﻘﻮل :ﺑﺄن اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻈﻦ ﺣﺮام وﻟﻮ ﺣﺮم اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻈﻦ ﻟﺤﺮم اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ وﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﺠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد.1 وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ :ﺳﻠﻤﻨﺎ ان اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺁﺣﺎدي ﻇﻨﻲ واﻟﺴﻴﺪ ﻗﺪ ادﻋﻰ أن اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻗﻄﻌﻴﺔ.2 وﻗﺪ آﺮر ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻣﺮارًا وﻟﻴﺮﺟﻊ اﻟﻰ آﺘﺎﺑﻪ ﻣﻦ ارادهﺎ.
ﻣﺸﺎﻳﺦ اﻟﻌﺼﺮ: •
ﻗﺎل اﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻨﺒﻬﺎﻧﻲ :ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ :وهﻮ ﻣﺎ رواﻩ ﻋﺪد ﻻ
ﻳﺒﻠﻎ ﺣﺪ اﻟﺘﻮاﺗﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﺜﻼﺛﺔ وﻻ ﻋﺒﺮة ﺑﻤﺎ ﺑﻌﺪهﺎ ،وهﻮ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻈﻦ وﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ.3 •
وﻗﺎل اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﻮد ﺷﻠﺘﻮت :هﺬا هﻮ اﻟﺘﻮاﺗﺮ اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻴﻘﻴﻦ
ﺑﺜﺒﻮت اﻟﺨﺒﺮ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ρأﻣﺎ إذا روى اﻟﺨﺒﺮ واﺣﺪ ،أو ﻋﺪد ﻳﺴﻴﺮ وﻟﻮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻃﺒﻘﺎﺗﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻮاﺗﺮًا ﻣﻘﻄﻮﻋًﺎ ﺑﻨﺴﺒﺘﻪ اﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ ρوإﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﺁﺣﺎدﻳﺎً ،ﻓﻲ اﺗﺼﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮل ﺷﺒﻬﺔ ﻓﻼ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ.4 •
وﻳﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ أﺑﻮ زهﺮة :وﺣﺪﻳﺚ اﻵﺣﺎد ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻈﻨﻲ اﻟﺮاﺟﺢ
وﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻘﻄﻌﻲ ،إذ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ρﻓﻴﻪ ﺷﺒﻬﺔ.5 •
وﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻮهﺎب ﺧﻼف :وﺳﻨﺔ اﻵﺣﺎد ﻇﻨﻴﺔ اﻟﻮرود ﻋﻦ اﻟﺮﺳﻮل
ﻷن ﺳﻨﺪهﺎ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻘﻄﻊ.1 1ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻌﻮاﺻﻢ واﻟﻘﻮاﺻﻢ 286/1 2ذآﺮﻩ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺼﺪر 235/2 3ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎب اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ 78/3 4ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻹﺳﻼم ﻋﻘﻴﺪة وﺷﺮﻳﻌﺔ ص59 5ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ص108 74
•
وﻗﺎل اﻟﺨﻀﺮي :أﻣﺎ ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻬﻮ ﺧﺒﺮ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺳﻮاء
ﻼ.2 أﻓﺎدﻩ ﺑﺎﻟﻘﺮاﺋﻦ أم ﻟﻢ ﻳﻔﺪﻩ أﺻ ً •
وﻗﺎل اﻟﻤﺒﺎرآﻔﻮري :إذ اﻟﺤﺎﺻﻞ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻈﻦ وهﻮ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﺒﻞ
اﻟﻀﻌﻒ واﻟﺸﺪة.3 •
وﻗﺎل اﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ :ﻓﺎﻟﺬي ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻤﺎهﻴﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
واﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻓﻤﻦ ﺑﻌﺪهﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ واﻟﻔﻘﻬﺎء وأﺻﺤﺎب اﻷﺻﻮل :ان ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺜﻘﺔ ﺣﺠﺔ ﻣﻦ ﺣﺠﺞ اﻟﺸﺮع ﻳﻠﺰم اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ وﻳﻔﻴﺪ اﻟﻈﻦ وﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ. ﺛﻢ ﻗﺎل :وأﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺎل :ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻌﻠﻢ :ﻓﻬﻮ ﻣﻜﺎﺑﺮ ﻟﻠﺤﺲ.4 •
وﻳﻘﻮل اﺣﻤﺪ إﺑﺮاهﻴﻢ ﺑﻚ :وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﺁﺣﺎدًا وﻟﻢ ﻳﺸﺘﻬﺮ آﺎﻷول وﻗﺪ
ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻮاﺗﺮًا ﻓﻲ اﻷول ﺛﻢ ﻳﻨﻘﻞ اﺣﺎدًا وهﺬا اﻟﻘﺴﻢ ان آﺎن ﺟﻤﻴﻊ رواﺗﻪ ﻻ ﺿﺎﺑﻄﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻌﻮﻩ، ﻣﻦ ﻟﺪن اﻟﺮﺳﻮل ﺣﺘﻰ وﺻﻮﻟﻪ إﻟﻴﻨﺎ ﺛﻘﺎت ﻋﺪو ً آﺎن ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻮﻩ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻔﻴﺪًا ﻟﻠﺤﻜﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ دون اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ، ﺑﻨﺎء ﺛﺒﻮﺗﻪ ﺛﺒﻮﺗًﺎ ﻇﻨﻴ ًﺎ راﺟﺤﺎً ،واﻟﻈﻦ اﻟﺮاﺟﺢ آﺎف ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت دون اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ اﻷدﻟﺔ اﻟﻘﻄﻌﻴﺔ.5 •
وﻳﻘﻮل ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ رواهﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻓﻲ
أن اﻟﻨﺒﻲ ρﻗﺪ ﺳﺤﺮﻩ ﻟﺒﻴﺪ ﺑﻦ أﻻﻋﺼﻢ اﻟﻴﻬﻮدي :ﻳﻘﻮل :وﻟﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺎت ﺗﺨﺎﻟﻒ أﺻﻞ اﻟﻌﺼﻤﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻌﻞ واﻟﺘﺒﻠﻴﻎ وﻻ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﻣﻊ 1ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ص42 2ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ص 216و 228 3ذآﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﺤﻔﺔ اﻻﺣﻮذي ﻟﻪ 367/2 4ذآﺮﻩ ﻓﻲ ﻣﺬآﺮﻩ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻪ ص 37ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 5ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻋﻠﻢ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ وﻣﻌﻪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻟﻪ ص19-18 75
اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن آﻞ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ أﻓﻌﺎﻟﻪ ρوآﻞ ﻗﻮل ﻣﻦ أﻗﻮاﻟﻪ ﺳﻨﺔ وﺷﺮﻳﻌﺔ، آﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺼﻄﺪم ﺑﻨﻔﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻦ اﻟﺮﺳﻮل ρأﻧﻪ ﻣﺴﺤﻮر وﺗﻜﺬﻳﺐ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ آﺎﻧﻮا ﻳﺪﻋﻮﻧﻪ ﻣﻦ هﺬا اﻻﻓﻚ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺴﺘﺒﻌﺪ هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺎت ،وأﺣﺎدﻳﺚ اﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ أﻣﺮ اﻟﻌﻘﻴﺪة واﻟﻤﺮﺟﻊ هﻮ اﻟﻘﺮﺁن واﻟﺘﻮاﺗﺮ ﺷﺮط ﻟﻶﺧﺬ ﺑﺎﻷﺣﺎدﻳﺚ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻻﻋﺘﻘﺎد.1
اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺴﺎﺑﻊ: أﻗﻮاﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﺪم اﻻﺳﺘﺪﻻل ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ •
ﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎس اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ رؤﻳﺔ اﻟﻨﺒﻲ
ρرﺑﻪ ﻟﻴﻠﺔ اﻹﺳﺮاء واﻟﻤﻌﺮاج :ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻓﻴﻜﺘﻔﻰ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﻈﻨﻴﺔ ،وإﻧﻤﺎ هﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات ﻓﻼ ﻳﻜﺘﻔﻰ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻘﻄﻌﻲ.2 •
وﻗﺎل ﺻﻔﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻻرﻣﻮي :وهﺬا ﻷن اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻓﻲ اﻷﺻﻮل اﻟﻌﻠﻢ
واﻟﻴﻘﻴﻦ ،وﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪﻩ آﻤﺎ ﺗﻘﺪم ،ﺑﺨﻼف اﻟﻔﺮوع ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻈﻦ وﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻔﻴﺪﻩ.3 وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ :وﻗﺪ أﺟﻤﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮل ﻓﻲ أﺻﻮل اﻟﺪﻳﻦ.1 1ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻇﻼل اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻪ 4008/6ﻋﻨﺪ آﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻮرة اﻟﻔﻠﻖ 2آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻔﻬﻢ ﺷﺮح ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻪ 402/1وﻧﻘﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻇﻔﺮ اﻻﻣﺎﻧﻲ ص120 ﺑﺘﺼﺮف 3آﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻮﺻﻮل ﻓﻲ دراﻳﺔ اﻻﺻﻮل ﻟﻪ 2811/7 76
•
وﻗﺎل ﺟﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﻻﺳﻨﻮي :ﻷن رواﻳﺔ اﻵﺣﺎد إن أﻓﺎدت إﻧﻤﺎ ﺗﻔﻴﺪ
اﻟﻈﻦ ،واﻟﺸﺎرع إﻧﻤﺎ أﺟﺎز اﻟﻈﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وهﻲ اﻟﻔﺮوع دون اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ آﻘﻮاﻋﺪ أﺻﻮل اﻟﺪﻳﻦ.2 •
وﻗﺎل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﺑﻦ اﻟﺒﺎﻗﻼﻧﻲ :ﻓﺨﺮج ﻟﻪ ﻣﻦ هﺬﻩ أن ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻻ
ﻳﻘﺒﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻠﻴﺎت وأﺻﻮل اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ وآﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻠﻢ. وﻗﺎل أﻳﻀًﺎ :اﻋﻠﻢ وﻓﻘﻚ اﷲ ان آﻞ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻓﻼ ﻳﻘﺒﻞ ﻓﻴﻪ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد.3 •
وﻗﺎل ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪي :وﻣﻨﻬﺎ –أي أﻗﺴﺎم اﻵﺣﺎد -أن ﻳﺮد
اﻟﺨﺒﺮ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﻌﻤﻞ ﻓﺄﻣﺎ إذا ورد ﻓﻲ ﺑﺎب اﻻﻋﺘﻘﺎدات وهﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﻜﻼم ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺣﺠﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻈﻦ وﻋﻠﻢ ﻏﺎﻟﺐ اﻟﺮأي ﻻ ﻋﻠﻤًﺎ ﻗﻄﻌﻴﺎً ،ﻓﻼ ﻳﻜﻮن ﺣﺠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺘﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻘﻄﻌﻲ واﻻﻋﺘﻘﺎد ﺣﻘﻴﻘﺔ.4 •
وﻗﺎل اﻟﺴﺒﻜﻲ :ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺮﻃﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺎﻃﻌًﺎ ﻣﺘﻮاﺗﺮاً ،ﺑﻞ
ﻣﺘﻰ آﺎن ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﺻﺤﻴﺤًﺎ وﻟﻮ ﻇﺎهﺮًا وهﻮ ﻣﻦ رواﻳﺔ اﻵﺣﺎد ﺟﺎز أن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻷن ذﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﺘﻲ ﻳﺸﺘﺮط ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻄﻊ.5 •
وﻗﺎل اﺑﻮ اﻟﺜﻨﺎء ﻣﺤﻤﻮد اﻟﻤﺎﺗﺮﻳﺪي :وﻟﻬﺬا ﻻ ﻳﻜﻮن ﺣﺠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ
اﻻﻋﺘﻘﺎدﻳﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻘﻄﻌﻲ وﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻢ ﻏﺎﻟﺐ اﻟﺮأي وأآﺒﺮ اﻟﻈﻦ ﻻ ﻋﻠﻤًﺎ ﻗﻄﻌﻴًﺎ.6 1اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ 2834/7 2آﺬا ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺴﺆال 270/2 3آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﺨﻴﺺ 430/2 4آﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺰان اﻻﺻﻮل ﻟﻪ ص430 5ﻧﻘﻠﻪ ﻓﻲ ﻇﻔﺮ اﻻﻣﺎﻧﻲ ﺷﺮح ﻣﺨﺘﺼﺮ اﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ ص120 6آﻤﺎ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ص148 77
•
وﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ اﻻﺳﻤﻨﺪي :وان أردﺗﻢ إﺛﺒﺎت اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺻﻔﺎﺗﻪ،
ﻓﻨﻘﻮل :ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻓﻴﻪ ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ،ﻷﻧﺎ ﻟﻮ ﻗﺒﻠﻨﺎﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻘﺒﻠﻨﺎﻩ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎدات وﻻ ﻳﺠﻮز ﻗﺒﻮل ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎدات.1 •
وﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎس اﻟﻘﺮاﻓﻲ ﻓﻲ ﺟﻮاﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻣﻨﻊ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺨﺒﺮ
اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻘﺎل :وﺟﻮاﺑﻬﺎ :أن ذﻟﻚ ﻣﺨﺼﻮص ﺑﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت وأﺻﻮل اﻟﻌﺒﺎدات اﻟﻘﻄﻌﻴﺎت.2 •
وﻗﺎل أﺑﻮ اﻟﺨﻄﺎب واﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ :اﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺄﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ﻓﻲ أﺻﻮل
اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت.3 •
وﻗﺎل اﺑﻮ اﺳﺤﻖ اﻟﺸﻴﺮازي ردًا ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺎل ﻟﻮ ﺟﺎز أن ﻳﻘﺒﻞ ﺧﺒﺮ
اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﻔﺮوع ﻟﺠﺎز ﻓﻲ اﻷﺻﻮل ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ واﺛﺒﺎت اﻷﺻﻮل. ﻓﻘﺎل :اﻟﺠﻮاب :ان ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻷﺻﻮل أدﻟﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﻮﺟﺒﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻟﻠﻌﺬر ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻨﺎ اﻟﻰ ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ.4 •
وﻗﺎل اﻟﺒﺰدوي :ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺣﺠﺔ ﻓﻴﻤﺎ
ﻳﺮﺟﻊ اﻟﻰ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﻷﻧﻪ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻘﻴﻦ وإن آﺎن ﺣﺠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺼﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻤﻞ.5 •
وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ اﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ :اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺼﺮف
اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ آﺘﺎب اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،أﻧﻪ ﻳﺴﻮق اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ وردت ﻓﻲ 1آﺬا ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﺑﺬل اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻻﺻﻮل ص406 2آﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﻘﻴﺢ اﻟﻔﺼﻮل ﻟﻪ ص358 3آﻤﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ اﺑﻦ اﻟﻨﺠﺎر ﻓﻲ اﻟﻜﻮآﺐ اﻟﻤﻨﻴﺮ 352/2 4آﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻠﻤﻊ ﻟﻪ 601/2 5آﻤﺎ ﻓﻲ آﺸﻒ اﻻﺳﺮار ﻋﻠﻰ أﺻﻮل اﻟﺒﺰدوي 27/3 78
اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻓﻴﺪﺧﻞ آﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺎب وﻳﺆﻳﺪﻩ ﺑﺂﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻺﺷﺎرة اﻟﻰ ﺧﺮوﺟﻬﺎ ﻋﻦ أﺧﺒﺎر اﻵﺣﺎد ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻨﺰل ﻓﻲ ﺗﺮك اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎدات….1 •
وﻗﺎل اﻟﻌﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺷﺮح ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻟﻪ "ﻓﻲ اﻵذان" ﻗﺎل:
إﻧﻤﺎ ذآﺮ هﺬﻩ اﻷﺷﻴﺎء ﻟﻴﻌﻠﻢ أن إﻧﻔﺎذ اﻟﺨﺒﺮ إﻧﻤﺎ هﻮ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻻ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎدات.2 •
وﻗﺎل اﻟ ُﻤﻼّ ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺎري ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ أﺑﻮي رﺳﻮل اﷲ ρﻓﻲ اﻟﻨﺎر:
ﻓﻘﺎل :إﻻ أن ﻳﻜﻮن ﻗﻄﻌﻲ اﻟﺪراﻳﺔ ﻻ ﻇﻨﻲ اﻟﺮواﻳﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻻﻋﺘﻘﺎد ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻈﻨﻴﺎت وﻻ ﻳﻜﺘﻔﻰ ﺑﺎﻵﺣﺎد.3 •
وﻗﺎل ﺑﺨﻴﺖ اﻟﻤﻄﻴﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﺮح اﻻﺳﻨﻮي :وﺣﺎﺻﻞ اﻟﺠﻮاب أﻧﻨﺎ
ﻧﻤﻨﻊ أن اﻟﻌﻠﺔ اﻟﺘﻲ اﻗﺘﻀﺖ وﺟﻮب اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎدات ،ﻷن اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت هﻮ اﻟﻌﻤﻞ ،وﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻈﻦ ،واﻟﻤﻘﺼﻮد ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎدات اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﻤﻄﺎﺑﻖ ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﻣﻦ ﻣﻮﺟﺐ ﻓﻼ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻈﻦ.4 •
وﻗﺎل ﻣﺤﻤﻮد ﺷﻠﺘﻮت :وﻣﻦ هﻨﺎ ﻳﺘﺄآﺪ أن ﻣﺎ ﻗﺮرﻧﺎﻩ ﻣﻦ أن أﺣﺎدﻳﺚ
اﻵﺣﺎد ﻻ ﺗﻔﻴﺪ ﻋﻘﻴﺪة وﻻ ﻳﺼﺢ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺄن اﻟﻤﻐﻴﺒﺎت ،ﻗﻮل ﻣﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ وﺛﺎﺑﺖ ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻀﺮورة اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﺨﻼف ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻘﻼء.5
1آﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري 359/13 2آﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﺪة اﻟﻘﺎري ﻟﻠﻌﻴﻨﻲ 12/25 3ﻗﺎل ﻓﻲ آﺘﺎب أدﻟﺔ ﻣﻌﺘﻘﺪ اﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻓﻲ أﺑﻮي رﺳﻮل اﷲ ρص62 4آﺬا ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺮح اﻻﺳﻨﻮي ﻟﻤﻨﻬﺎج اﻟﺒﻴﻀﺎوي 270/2 5ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻹﺳﻼم ﻋﻘﻴﺪة وﺷﺮﻳﻌﺔ ص61 79
•
وﻗﺎل ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ :وأﺣﺎدﻳﺚ اﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ أﻣﺮ اﻟﻌﻘﻴﺪة
واﻟﻤﺮﺟﻊ هﻮ اﻟﻘﺮﺁن ،واﻟﺘﻮاﺗﺮ ﺷﺮط ﻟﻸﺧﺬ ﺑﺎﻷﺣﺎدﻳﺚ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻻﻋﺘﻘﺎد.1 •
وﻳﻘﻮل ﻋﺒﺪ اﻟﻮهﺎب اﻟﻨﺠﺎر :اﻟﺨﺒﺮ إذا آﺎن رواﺗﻪ ﺁﺣﺎدًا ﻓﻼ ﻳﺼﻠﺢ أن
ﻼ ﻋﻠﻰ ﺛﺒﻮت اﻷُﻣﻮر اﻻﻋﺘﻘﺎدﻳﺔ ﻷن اﻷُﻣﻮر اﻻﻋﺘﻘﺎدﻳﺔ اﻟﻐﺮض ﻳﻜﻮن دﻟﻴ ً ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﻄﻊ واﻟﺨﺒﺮ اﻟﻈﻨﻲ اﻟﺜﺒﻮت واﻟﺪﻻﻟﺔ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻘﻄﻊ.2 •
وﻳﻘﻮل ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺠﺰﻳﺮي :ﻣﻌﻠﻘًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺴﺤﺮ :وﻟﻢ ﻳﺒﻖ
ﻟﻠﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﺄن اﻟﺴﺤﺮ ﻟﻪ أﺛﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲ إﻻ اﻻﺳﺘﺪﻻل ﺑﺤﺪﻳﺚ اﻟﺒﺨﺎري اﻟﺬي رواﻩ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ أن اﻟﻨﺒﻲ ρﻗﺪ ﺳﺤﺮ وأﻧﻪ آﺎن ﻳُﺨﻴﻞ ﻟﻪ أﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ اﻟﺸﻲء وﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻪ ،وهﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺮض أﺣﺪ ﻟﻠﻘﺪح ﻓﻲ أﺣﺪ ﻣﻦ رواﺗﻪ ،وﻣﻦ اﻟﺤﺴﻦ أن ﻳﻘﺎل :ان ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﺗﺠﺰئ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻻ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻻﻋﺘﻘﺎدﻳﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻻ ﺗﺒﻨﻰ إﻻ ﻋﻠﻰ اﻷدﻟﺔ اﻟﻴﻘﻴﻨﻴﺔ وهﺬﻩ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻓﻬﻲ أﺣﺎدﻳﺚ ﺁﺣﺎد ﻻ ﺗﻔﻴﺪ إﻻ اﻟﻈﻦ
3
هﺬا ﻣﺎ وﻗﻊ ﻟﻲ ﻣﻦ أﻗﻮال اﻟﻌﻠﻤﺎء ،وأآﺘﻔﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺪر ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻌﺠﺎﻟﺔ ﻟﻠﺮد ﻋﻠﻰ اﻓﺘﺮاﺁت اﻟﻤﻔﺘﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ أﺋﻤﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﺗﻼﻣﺬﺗﻬﻢ، وﻟﻮ أراد اﻟﻤﺮء أن ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﺌﻴﻦ أو أآﺜﺮ ﻟﺤﺼﻞ ﻟﻪ ذﻟﻚ إذا ﺗﺤﺼﻠﺖ ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻤﻜﻨﺔ وﺗﻮﻓﺮت ﻋﻨﺪﻩ اﻟﻤﺮاﺟﻊ. وﻟﻠﻌﻠﻢ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﺟﺪ أﺣﺪًا ﻗﺎل ﺑﺄن ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻄﻠﻘًﺎ ﺳﻮى اﻟﻤﺬهﺐ اﻟﻈﺎهﺮي ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذآﺮﻩ اﺑﻦ ﺣﺰم ﻓﻲ أﺣﻜﺎﻣﻪ ،أﻣﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﻦ 1ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻇﻼل اﻟﻘﺮﺁن 4008/6 2ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻗﺼﺺ اﻻﻧﺒﻴﺎء ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻧﻘﻄﺔ رﻗﻢ 4 3ذآﺮﻩ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ اﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺬاهﺐ اﻻرﺑﻌﺔ 391/5ﻓﻤﺎ ﻓﻮق 80
ﻗﺎل أﻧﻪ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻘﻴﺪوا ذﻟﻚ ﺑﻘﺮﻳﻨﺔ ﺗﺮﺟﺢ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻦ آﺈﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ واﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ واﻟﻨﻈﺎم أﺣﺪ رؤوس اﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ وﻏﻴﺮهﻢ ،وﻻ ﻳﺨﻔﺎك أﻧﻪ إذا إﻧﻌﺪﻣﺖ اﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﻓﻼ ﻳﻔﻴﺪ ﺧﺒﺮ اﻟﻮاﺣﺪ إﻻ اﻟﻈﻦ. ﻓﺈن ﻗﻴﻞ ﺑﺄن هﺆﻻء اﻟﺴﺒﻌﻴﻦ وﻏﻴﺮهﻢ هﻢ ﻋﻠﻤﺎء آﻼم وﻟﻴﺴﻮا ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺴﻨﺔ. ﻳﻘﺎل ﺑﺄﻧﻜﻢ ﺷﻐﺒﺘﻢ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻓﺎﺋﺪة ﻓﻴﻪ إذ هﻞ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ واﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺸﺎﻃﺒﻲ واﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ واﻟﺰرﻗﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻜﻼم؟! أم هﻞ اﻟﺨﻄﻴﺐ اﻟﺒﻐﺪادي اﻟﻤﺤﺪث ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ واﺑﻦ ﺣﺠﺮ واﺑﻦ دﻗﻴﻖ اﻟﻌﻴﺪ واﺑﻦ اﻷﺛﻴﺮ واﺑﻦ اﻟﺠﺰري واﻟﻨﻮوي واﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم واﻟﻤﺎوردي واﻻﺳﻨﻮي ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻜﻼم؟! أم هﻞ اﻟﻜﻤﺎل ﺑﻦ اﻟﻬﻤﺎم ﻣﻦ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ واﻟﺴﺮﺧﺴﻲ واﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ واﻟﻜﺎﺳﺎﻧﻲ واﻟﻨﺴﻔﻲ واﻷﻧﺼﺎري واﻟﺠﺼﺎص ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻜﻼم؟! أم هﻞ اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ اﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ﻣﻦ اﻟﺤﻨﺒﻠﻴﺔ واﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ واﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ وأﺑﻮ اﻟﺨﻄﺎب واﺑﻦ اﻟﻤﻨﻴﺮ واﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻜﻼم؟! أم هﻞ اﻷﺋﻤﺔ اﻷرﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻜﻼم؟!! ﻻ ﻳﻘﻮل ﺑﻬﺬا إﻻ ﻣﻜﺎﺑﺮ ﻣﻌﺎﻧﺪ واﻟﻌﻴﺎذ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ذﻟﻚ. وإن ﻗﻴﻞ ﺑﺄن هﺆﻻء اﺷﺎﻋﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﻬﻤﺔ وآﺄن اﻻﺷﻌﺮﻳﺔ ﺗﻬﻤﺔ ،ﻳﻘﺎل :ﺑﺄن ﻣﺎ أﺛﺒﺘﻨﺎﻩ ﺁﻧﻔًﺎ وهﻮ أﻗﻮال ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻤﺬاهﺐ اﻟﻤﻌﺘﺒﺮة واﻟﻤﺸﻬﻮرة ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺈن آﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﺬاهﺐ أﺷﻌﺮﻳﺔ ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ أﻧﻬﻢ ﻋﺮﻓﻮا أن اﻻﺷﺎﻋﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ﻓﺴﺎروا ﻣﻌﻬﻢ ،ﻓﺈن ﻗﺎﻟﻮا :ﺑﺄن هﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻟﻴﺴﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺬهﺐ اﻻﺷﺎﻋﺮة ،ﺗﺮاﺟﻌﻮا ﻋﻦ اﺗﻬﺎﻣﻬﻢ ﻟﻬﻢ. ﻓﺎﺋﺪة :ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻈﻦ واﻟﻴﻘﻴﻦ ﻓﻲ آﻼﻣﻬﻢ ﺁﻧﻔًﺎ.
81
واﻟﻌﻠﻢ :هﻮ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﺠﺎزم اﻟﻤﻄﺎﺑﻖ ﻟﻠﻮاﻗﻊ .1وهﻮ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ آﻼﻣﻬﻢ "ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ" وﻳﻄﻠﻖ اﻟﻌﻠﻢ وﻳﺮاد ﻣﻨﻪ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم "ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﺮﻳﻀﺔ" وﻗﻮﻟﻪ "ان اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻟﻢ ﻳﻮرﺛﻮا درهﻤًﺎ وﻻ دﻳﻨﺎرًا وإﻧﻤﺎ ورﺛﻮا اﻟﻌﻠﻢ" أﻣﺎ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻓﻬﻮ ﻟﻔﻆ ﻣﺸﺘﺮك أﻳﻀﺎً ،ﻓﻴﻄﻠﻖ وﻳﺮاد ﻣﻨﻪ اﻟﻤﻮت آﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ "واﻋﺒﺪ رﺑﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻴﻚ اﻟﻴﻘﻴﻦ" وﻳﻄﻠﻖ وﻳﺮاد ﻣﻨﻪ ﻧﻘﻴﺾ اﻟﺸﻚ آﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ان هﺬا ﻟﻬﻮ ﺣﻖ اﻟﻴﻘﻴﻦ{ وﻳﻄﻠﻖ وﻳﺮاد ﻣﻨﻪ ﻋﻜﺲ اﻟﻈﻦ آﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }وﻣﺎ ﻟﻬﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ إﻻ اﺗﺒﺎع اﻟﻈﻦ وﻣﺎ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﻳﻘﻴﻨﺎ{ وهﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻷﺧﻴﺮ هﻮ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ آﻼﻣﻬﻢ "ان ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻴﻘﻴﻦ" اﻟﻈﻦ :ﻟﻔﻆ ﻣﺸﺘﺮك ﻳﻄﻠﻖ وﻳﺮاد ﻣﻨﻪ اﻟﻴﻘﻴﻦ آﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻈﻨﻮن اﻧﻬﻢ ﻣﻼﻗﻮا رﺑﻬﻢ واﻧﻬﻢ اﻟﻴﻪ راﺟﻌﻮن{ وﻳﻄﻠﻖ وﻳﺮاد ﻣﻨﻪ اﻟﻜﺬب آﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ان ﻳﺘﺒﻌﻮن إﻻ اﻟﻈﻦ وان هﻢ إﻻ ﻳﺨﺮﺻﻮن{ وﻳﻄﻠﻖ وﻳﺮاد ﻣﻨﻪ اﻟﺸﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }اﺟﺘﻨﺒﻮا آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻈﻦ{ وﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم "إﻳﺎآﻢ واﻟﻈﻦ ﻓﺈن اﻟﻈﻦ أآﺬب اﻟﺤﺪﻳﺚ" وﻳﻄﻠﻖ وﻳﺮاد ﻣﻨﻪ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﺮاﺟﺢ آﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ان ﻇﻨﺎ ان ﻳﻘﻴﻤﺎ ﺣﺪود اﷲ{ وذآﺮ هﺬا اﻷﺧﻴﺮ اﻟﺰرآﺸﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺮهﺎن 2واﻟﻐﺰي ﻓﻲ اﺗﻘﺎﻧﻪ.3
1آﻤﺎ ذآﺮﻩ اﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺗﻪ ص 135وذآﺮ ﻧﺤﻮﻩ اﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﺮح ﺑﻐﻴﺔ اﻻﻣﻞ ص 22 2اﻟﺒﺮهﺎن ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻠﺰرآﺸﻲ 156/4 3اﺗﻘﺎن ﻣﺎ ﻳﺤﺴﻦ ﻣﻦ اﻻﺧﺒﺎر اﻟﺪاﺋﺮة ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺴﻦ 476/1 82
وﻗﺎل اﻟﺸﻴﺮازي :اﻟﻈﻦ ﺗﺠﻮﻳﺰ أﻣﺮﻳﻦ أﺣﺪهﻤﺎ أﻇﻬﺮ ﻣﻦ اﻵﺧﺮ وذﻟﻚ آﺨﺒﺮ اﻟﺜﻘﺔ ﻳﺠﻮز أن ﻳﻜﻮن ﺻﺎدﻗًﺎ وﻳﺠﻮز أن ﻳﻜﻮن آﺎذﺑًﺎ ﻏﻴﺮ أن اﻷﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻪ اﻟﺼﺪق.1 وهﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻷﺧﻴﺮ ﻟﻠﻈﻦ هﻮ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ آﻼﻣﻬﻢ ﺑﺄن ﺧﺒﺮ اﻵﺣﺎد ﻻ ﻳﻔﻴﺪ إﻻ اﻟﻈﻦ وﻻ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻴﻘﻴﻦ واﷲ أﻋﻠﻰ وأﻋﻠﻢ واﻟﻴﻪ اﻟﻤﺼﻴﺮ. ﺗﻢ واﻟﺤﻤﺪ ﷲ أو ًﻻ وﺁﺧﺮًا وﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ وﺁﻟﻪ وﺻﺤﺒﻪ أﺟﻤﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﻟﻤﺒﺎرك 2001م – 1422هـ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس
1ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻠﻤﻊ 150/1 83