Workshop Magazine Conflict Sensitive Journalism, Cairo Egypt (Part I)

Page 1

‫أرابيسك‬ ‫لقطات حساسة‬

‫صـــــــــــيد‬ ‫بال سمك‬ ‫ال��ش��رك��ات ال��ك��ب��رى ت��دم��ر ال��م��ش��روع��ات‬ ‫ال�����ص�����غ�����ي�����رة ع�����ل�����ى ب�����ح�����ي�����رة ن����اص����ر‬ ‫ي��ق��ف��ون ع��ل��ى ق��وارب��ه��م ال��ص��غ��ي��رة‪،‬‬ ‫بأجسادهم النحيلة شبه العارية فى‬ ‫عرض بحيرة شاسعة مترامية األطراف‪،‬‬ ‫وهى أكبر بحيرة صناعية فى العالم‬ ‫أنشأت بعد بناء السد العالى ‪1958‬م‪،‬‬ ‫والتى تقع جنوبه بأسوان ( حوالى‬ ‫‪ 950‬كم جنوب القاهرة)‪ ،‬يكاد ال تدرك‬ ‫العين لها منتهى وال شاطئ‪ ،‬يلقون‬ ‫الشباك فى أصيل النهر وقرب ضفافه‪،‬‬ ‫لكنها تخرج بيضاء بال حسك‪ ,‬تسمع‬ ‫احيانا أحدهم يقول “ األسماك لم تعد‬ ‫تخدعها الشباك “‪ ،‬يفاجئنا آخر بقوله‬ ‫“الشباك هى التى ال تجد السمك “ ‪.‬‬

‫تقرير وصور‪ :‬إبراهيم زايد‬ ‫رجال وشباب هنا للصيد ىف البحرية وعائالتهم ىف املدن حيث املنازل‬ ‫واملرافق أما هنا فال بيوت وال مواصالت مريحة‪.‬‬ ‫“البس الصياد “‪ ,‬كام ينادونه‪ ,‬وهو احد صيادى بحرية نارص‪ ,‬مل‬ ‫يتجاوز عمرة الثالثني عاماً ‪ ,‬ويحمل ترصيح صيد ورثه عن جده الذى‬ ‫توىف عندما كان صغريا ً‪ ,‬تاركاً له قارب صيد وبعض الشباك‪,‬وكان يعمل‬ ‫مع والده بعد بناء السد العاىل‪.‬‬ ‫يقول “ ‪ 9‬أو ‪ 10‬كيلو من السمك‪ ,‬هام حصيلة اليوم بعد قضاء‬ ‫‪ 6‬ساعات ىف البحرية ونحن نسري بالقارب ميينا ويسارا فيام هو متاح‬ ‫لنا من مساحة ال تتعدى الكيلو مرت أو أكرث بقليل مبحاذاة الشاطئ‪,‬‬ ‫بالرغم من أننا كنا نجنى ىف كل فرتة – صباحية أو بعد الظهرية – أكرث‬ ‫من ‪ 80‬كيلو من االسامك كبرية الحجم ‪ ,‬مختلفة األنواع‪.‬‬ ‫ويستكمل” العبد حسني “وهو رجل طاعن ىف السن قائالً “ الهيئة‬ ‫مل تعد تضع لنا أجنة األسامك الصغرية بالبحرية؛ قبل شهور منع الصيد‬ ‫كام كان ىف السابق”‪ ,‬خالفه الرأى إبنه أحمد حني أشار لتلك الشباك‬ ‫املحظورة التى يستخدمها بعض الصيادين وطرق الصيد الجائر سواء‬

‫باستخدام الديناميت او التيار الكهريب‪ ,‬ملجابهة التكاليف وزيادة الشاطئ‪ ,‬وملا انتبه اآلخرون كانت املصيبة قد حدثت”‪ ,‬فاملستشفى‬ ‫األعباء املادية‪ ,‬ويعد نقص املياه بالبحرية ومشاكل منابع النيل مانعاً الوحيد هنا عىل بعد ‪ 14‬كم‪ ,‬ليس لديهم عربات وال يسمح بإقامة أى‬ ‫مبنى بجوار البحرية‪ ,‬حتى األكواخ ليس لها تصاريح ويعتمدون عىل‬ ‫لتدفق األسامك من الجنوب‪.‬‬ ‫العشش الصغرية التى تجمعهم آخر النهار لنقضاء ساعات الليل بها‬ ‫يشري إلينا حسن املغرىب وهو رجل كهل أصابه الوهن بقوله “ انظروا وعند طلوع الفجر يعاركون املاء من جديد”‪.‬‬ ‫اىل هذه املراكب ذات املحركات الرسيعة والشباك الكبرية والكثري من‬ ‫الصيادين عىل متنها‪,‬هى ملك للرشكات الكبرية والجمعيات العاملة وبالرجوع لهيئة تنمية بحرية نارص أحالتنا إلدارة الرثوة السمكية‬ ‫بالصيد ‪ ,‬أما نحن فلم نزل نصطاد بالطرق القدمية والقوارب الصغرية‪ ,‬والتى تخىل مسئوليتها عن هؤالء الصيادين ومشاكلهم كلياً ورفضت‬ ‫وليس لدينا اإلمكانية لرشاء محركات وقوارب كبرية حتى نحصل عىل مناقشة املوضوع من أساسه‪ ,‬إال بخطاب رسمي‪ ,‬واعتربوا أ ّن هؤالء‬ ‫الصيادين ذوى القوارب الصغرية وما يقومون به هو كسب للعيش‪,‬‬ ‫أى مناقصات صيد من الهيئة‪.‬‬ ‫وليس لديهم أى مانع ىف ذلك‪ ,‬ومعاملتهم تتم عن طريق الجهات‬ ‫يتابع املغرىب “العام املاىض هجم أحد التامسيح عىل قارب صغري‪ ,‬األمنية فقط والهيئة غري مختصه ىف إعطاء أى نوع من التصاريح لهم‪.‬‬ ‫كان بجوار الشاطئ به شخصان ومل يكن لديهم أى أسلحة الستخدامها هكذا يعيش صغار الصيادين تحت وطأة األعباء املالية والصحية‬ ‫ىف الدفاع عن انفسهم وانقلب القارب وسقطا ىف املياه الضحلة وعدم تأمينهم من األزمات‪ ,‬وهم يعودون كل مساء اىل أكواخهم‬ ‫وقد لقى أحدهم حتفه ولوال عناية الله لكان أخيه اآلخر ىف عداد الصغرية عىل شاطئ البحرية بشباك خاوية إال من القليل من األسامك‬ ‫املوىت غري أنه استطاع االحتامء بالقارب املقلوب ثم جرى بعيدا ً عن والتى قد تكفيهم لصنع مائدة صغريه آخر النهار ‪.‬‬


‫تقــــرير‬

‫الغناء‬

‫وسط المدافع‬

‫نضـــــــــــال السمسميـــــــــــة‬

‫فى حلقة دائرية يتجمع حولها العشرات من األهالى ‪ ،‬وفى منتصفها يقف العازف‪ ..‬يبدأ الغناء والرقص‬ ‫على نغمات السمسمية ‪ ،‬وهى آلة مطورة من آلة الكنارة الفرعونية والتى تشبه إلى حد كبير آلة‬ ‫الهارب ‪ ..‬ومنذ عشرات السنين ‪ ،‬ونغمات السمسمية تمتزج بأحزان وأفراح أبناء مدن القناة ‪ -‬السويس ‪،‬‬ ‫اإلسماعيلية ‪ ،‬بورسعيد ‪ -‬فقد كانت المتنفس آلالم عمال السخرة خالل حفر قناة السويس فى الفترة من‬ ‫‪ 1859‬إلى ‪ ..1869‬واليوم يتجلى ظهور السمسمية فى المناسبات‬

‫كتب‪ :‬محمد دنيا‬

‫الصور‪www.masrzaman.com :‬‬

‫ساعتها تتحول شوارع السويس واإلسامعيلية وبورسعيد‪ ،‬إىل‬ ‫كرنفاالت فنية ‪ ،‬ميتد فيها الرقص والغناء حتى الساعات األوىل‬ ‫من الصباح ‪ ..‬وىف كل هذه االحتفاالت تردد السمسمية واحدة‬ ‫من أشهر أغانيها ‪ “ :‬غنى يا سمسمية لرصاص البندقية ولكل إيد‬ ‫قوية حاضنة زنودها املدافع “‪ ..‬وهى األغنية التى طاملا رددها‬ ‫املاليني من املرصيني خالل حرب أكتوبر عام ‪ ، 1973‬فعىل امتداد‬ ‫سنوات الكفاح املسلح ضد االحتالل ‪ ،‬ظل صوت السمسمية مع‬ ‫رجال املقاومة ‪ ،‬يغازل شجاعة الجنود الرابضون بجوار املدافع‬ ‫عىل الجبهة ‪ ..‬نرصد من خالل تلك السطور حكاية الذين «غنوا‬ ‫وسط املدافع»‪.‬‬ ‫ترك احتالل إرسائيل لسيناء ىف ‪ 5‬يونيو‪ ،1967‬جرحا غائرا ىف‬ ‫قلوب املرصيني ‪ ..‬وألن منطقة القناة هى خط الدفاع األول‬ ‫لحامية مرص‪ ،‬تبدلت روح املرح فيها إىل روح املسؤولية ‪ ،‬وانضم‬ ‫املئات من ابنائها ىف املقاومة الشعبية ‪ ..‬ومن رحم املقاومة‬ ‫تكونت ثالث فرق للسمسمية هى ‪ “ :‬أوالد األرض “ ىف السويس ‪،‬‬ ‫“ شباب النرص” ىف بورسعيد وفرقة “ الصامدين “ ىف اإلسامعيلية‪،‬‬

‫‪2‬‬

‫لتنطلق أغاىن الصمود ‪ ،‬وترانيم البطولة تشد عىل سواعد الجنود وعالجهم ‪ ..‬وبالنسبة لنا كشعراء نعيش عىل خط النار‪ ،‬كتبنا وغنينا‬ ‫العديد من القصائد التى كانت مبثابة ساعد قوي‪ ،‬يساند الجنود‬ ‫البواسل ‪.‬‬ ‫عىل جبهة القتال ىف معاركهم “ ‪ ..‬وهكذا تحولت األغنية عىل يد‬ ‫كابنت غزاىل ملك السمسمية ورمز املقاومة الشعبية ليس ىف الذين “ غنوا وسط املدافع “ إىل سالح جديد ىف معركة استعادة‬ ‫السويس فحسب ‪ ،‬بل ىف سائر مدن القناة ‪ ،‬فقد جاءت أشعاره االرض املحتلة ‪.‬‬ ‫وأغانيه خالل سنوات الهزمية مبثابة ترنيمة ممتدة ىف حب مرص‬ ‫‪ ..‬ولشحذ الهمم وبث روح األمل والتخلص من آثار الهزمية ‪ ،‬قام السمسمية مل تفقد بريقها بعد ‪ ،‬فامزالت تلعب دورها كوسيلة‬ ‫الكابنت غزاىل بعمل األمسيات الثقافية والفنية مبدينة السويس للتعبري عن حالة الغضب واالحتقان لدى أهاىل القناة عند وقوع اى‬ ‫لتوعيه الجامهري ‪ ..‬ومن هنا جاءت فكرة تكوين “ أوالد األرض ظلم عليهم ‪ ،‬فقد وحدتهم من جديد خالل املواجهة التى حدثت‬ ‫“اول فرقة سمسمية من املقاومني والتى غنت ‪..‬وغنت خلفها مرص منذ أسابيع بني املحافظات الثالث والنظام املرصى الحاىل ‪ ،‬بعد ان‬ ‫كلها ‪ ”:‬وعضم والدنا نلمه نسنه ‪ ،‬ونعمل منه مدافع وندافع ‪ ،‬اتخذ الرئيس محمد مرىس قرارا ً بفرض حالة الطوارئ وحظر التجول‬ ‫من ‪ 9‬مسا ًء حتى ‪ 6‬صباحاً ‪ ،‬مربرا ذلك بسوء األوضاع السياسية‬ ‫ونجيب النرص هدية ملرص “‪.‬‬ ‫واألمنية باملدن الثالث ‪ ..‬وكانت السمسمية هى املالذ االخري ألهل‬ ‫يقول كابنت غزاىل واسمه الحقيقى “ محمد أحمد غزاىل” ‪ “ :‬القناة للتعبري عن غضبهم تجاه تلك القرارات‪.‬‬ ‫كانت فرق املقاومة الشعبية بعد هزمية ‪ ،1967‬تتوىل بعض املهام‬ ‫إىل جانب القيام ببعض العمليات العسكرية‪ ،‬مثل توصيل الذخائر‬ ‫إىل الجيش املرصى عن طريق معرب السويس ‪ ،‬وتضميد الجرحى‬


‫تقـــــرير‬

‫منذ عملية اختطاف الجنود السبعة في شمال سيناء‪،‬‬ ‫األسبوع الماضي‪ ،‬وال حديث للشارع السيناوى‪ ،‬إال عن غياب‬ ‫حول مدن محافظة شمال سيناء إلى مناطق‬ ‫األمن الذي ّ‬ ‫مستباحة لجماعات وحركات أصولية مسلحة‪ ،‬تنتهك حرمة‬ ‫بقايا الدولة فى تلك المنطقة‪ ،‬دون أن يراجعها أحد‪.‬‬ ‫كتب‪ :‬مصطفى هاشم‬

‫الصور‪www.youm7.com :‬‬

‫سيناء‬ ‫نار تحت الرماد‬ ‫رحلة البحث عن “الدولة” فى شمال سيناء‬

‫تجولت ىف شوارع سيناء قبل يومني من عملية تحرير الجنود‪،‬‬ ‫التى أعلن عنها صباح أمس‪ ،‬ورصدت استقبال األهاىل لآلليات‬ ‫العسكرية‪ ،‬التى متثل للبعض عودة الدولة عرب رحلة بدأت من‬ ‫العريش وحتى مدينة رفح‪ ،‬بعد انتهاء أزمة احتجاز الجنود‪.‬‬ ‫«انعدام األمن»‬ ‫ىف محطتنا األوىل ىف مدينة العريش‪ ،‬قال مينا جميل‪ ،‬صاحب محل‪:‬‬ ‫«مشكلتنا األوىل واألهم هو انعدام األمن ىف شامل سيناء‪ ،‬حيت أصبح‬ ‫خطف السيارات أم ًرا عاديًا ومتكر ًرا كل يوم»‪ ،‬مش ًريا إىل أن السالح ىف‬ ‫يد شباب صغري السن‪ ،‬ولسان حاله يقول إنه طاملا أن معه سالح آىل‬ ‫فهو يستطيع أن يفعل ما يشاء ويحصل عىل ما شاء”‪.‬‬ ‫وأكد محمد عيد عواد‪ ،‬وهو يقود سيارته األجرة‪ ،‬التى تقلنا من‬ ‫العريش إىل الشيخ زويد‪« :‬ال نشاهد أخبار سيناء ىف التليفزيون‪،‬‬ ‫فهى تشعرك أن األمن كله ىف سيناء والعكس هو الصحيح متا ًما»‪،‬‬ ‫وأضاف‪« :‬الضباط ليسوا من سيناء وهم يخافون عىل أنفسهم‪،‬‬ ‫ويريدون أال يدخلوا ىف صدامات مع أحد‪.‬‬ ‫«اختطاف املجندين»‬ ‫ىف سيارة ميكروباص أخرى‪ ،‬أوضح لنا محمد آدم‪ ،‬سائق‬

‫امليكروباص‪ ،‬ونحن نعرب من أم��ام كمني الريسة‪ ،‬أنه تم‬ ‫اختطاف املجندين من عىل بعد أقل من ‪ 4‬كيلومرتات من‬ ‫هذا الكمني‪ ،‬ولكن مل يتحرك أحد‪ ،‬وتابع‪« :‬املواطن هنا هو‬ ‫الحكومة»‪.‬‬ ‫«هذه السيارات تابعة لألهاىل تحرس الطريق وتحصل عىل‬ ‫إتاوات من السيارات التى تنقل الطوب‪ ،‬ألنه ىف الغالب يهرب إىل‬ ‫غزة»‪ ،‬يقولها «آدم» وهو يشري إىل ‪ 3‬سيارات نصف نقل تقف‬ ‫بجانب الطريق الدوىل املؤدى إىل رفح‪.‬‬ ‫ىف حني ذكر‪ ،‬مصطفى األطرش من الشيخ زويد‪« :‬مرىس بدأ‬ ‫حكمه باملشاكل مع أهاىل سيناء‪ ،‬بالرغم من أن حزب الحرية‬ ‫والعدالة كان يغازل أهاىل سيناء بتخصيص برنامج لتنمية سيناء‪،‬‬ ‫لكننا مل نر أى تنمية »‪.‬‬ ‫وأضاف «األطرش» محذ ًرا الحكومة‪« :‬صرب أهل سيناء لن يطول‪،‬‬ ‫فنحن ننتظر منذ ‪ 30‬عا ًما‪ ،‬وهناك بوادر إلعالن سيناء إمارة‬ ‫إسالمية أو إعالن انفصالها عن مرص‪.‬‬ ‫هنا تجدر اإلشارة إىل أن الكمني الوحيد الذى تم إيقافنا فيه هو‬ ‫كمني “املاسورة”‪ ،‬الذى يسبق معرب رفح بنحو ‪ 2‬كيلومرت فقط من‬ ‫معرب رفح‪ ،‬حيث تم االطالع عىل هوياتنا الشخصية‪.‬‬ ‫وىف رفح قالت الناشطة السيناوية منى برهوم حول مختطفى‬

‫الجنود‪« :‬أرى أن املوساد يعبث ىف سيناء بشكل كبري وهذا معلوم‬ ‫للجميع‪ ،‬ويجب أن نسأل الرئيس مرىس ماذا فعل حيال هذا‬ ‫األمر؟»‬ ‫«شهادة وفاة للرشطة»‬ ‫ورصدت حالة أقسام الرشطة‪ ،‬ىف العريش والشيخ زويد‪ ،‬حيث‬ ‫تتواجد مدرعات أمام األقسام‪ ٬‬ويؤكد بدر املنيعي‪ ،‬من منطقة‬ ‫الشيخ زويد أنه إذا حدث اشتباك باأليدى أو السالح بني عائلتني‬ ‫أمام قسم الرشطة فلن يخرج أحد من ضباط أو عساكر القسم‪،‬‬ ‫ألنهم يخافون من االصطدام بأى شخص»‪.‬‬ ‫أما قسم رفح فمعطل منذ أكرث من سنتني‪ ،‬بعد احرتاقه بالكامل‬ ‫وقت اندالع الثورة‪ ،‬وىف سياق ذلك هاجم املجند أحمد رمضان‬ ‫من مجندى معرب رفح‪ ،‬ىِ‬ ‫تخل الدولة عن تطهري سيناء‪ ،‬قائال‪« :‬ليس‬ ‫هناك أمر برضب النار عىل أى شخص‪ ،‬وليس معنا سالح جيد وإذا‬ ‫رضب طلقة فلن يرضب األخرى‪ ،‬كام أن رجل الرشطة يخاف أن‬ ‫يتحرك من مكانه ألنه لو تم خطفه أو أصيب لن يسأل عنه أحد‬ ‫مثلام حدث مع باقى زمالئه»‪.‬‬ ‫وأضاف مداف ًعا عن الرشطة‪« :‬رجل األمن يأىت إىل العمل وال‬ ‫يدرى هل سريجع سامل ًا إىل بيته أم ال؟»‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫مقـــــال‬

‫المرابطون‬

‫العالم السرى لكتائب القسام‬ ‫تالحقه نظراتها أينما ذهب ‪ ،‬تتأمل خطواته ‪ ،‬إبتسامته ‪ ،‬انشغاله بجمع‬ ‫متعلقاته ‪ ،‬فهي تحاول أن تشبع عينيها من رؤيته ‪ ،‬لكنها ‪ ،‬ال يمكن أن‬ ‫تشبع أبدًا من النظر إليه ‪ ،‬فهي تعلم انه ربما يخرج وال يعود ثانية ً ‪ ،‬أو‬

‫يعود في لفافة بيضاء تحوي بضع أجزاء من جثته ‪ .‬إنها الحال المتكررة‬ ‫ألمهات عناصر “القسام” كل ليلة ‪.‬‬

‫كتب‪ :‬عبده مغربى‬

‫الصورة‪ :‬المركز اإلعالمى لكتائب القسام‬

‫يرافقنى ىف “غزة” ثالثة من حركة حامس ‪ ،‬ال أعرف تصنيفهم “كتائب القسام “ ‪ ،‬وبدوره يقوم بتوزيعه عىل السالح املناسب‬ ‫بالضبط داخل الحركة ‪ ،‬سألت أحدهم عن الكيفية التى ينضم بها حسب التقارير الواردة عنه من “جهاز الفرسان” ‪.‬‬ ‫املقاتل إىل صفوف “كتائب القسام” فقال ‪ ..“ :‬ال يتم ذلك باإلعالن‬ ‫ىف املساء نزلت ىف بيت أحدهم ‪ ،‬وفيه قابلت بعض القادة‪ ،‬أخربوىن‬ ‫عن قبول دفعة جديدة ‪ ،‬وال بإبداء رغبة الشخص التطوع ىف صفوفها‬ ‫‪ ،‬فقط “جهاز الدعوة” هو الذى يختارهم ‪ ،‬يعتمد ىف ذلك عىل عدة أنهم حصلوا عىل موافقة ىل بزيارة مواقع “الرباط” عىل الحدود مع‬ ‫صفات يجب توافرها فيه ‪ ،‬أهمها الجوانب التعبدية ‪ ،‬كأن يحافظ إرسائيل ‪ ،‬أحرضوا ىل زياً عسكرياً ‪ ،‬وبندقيه “كالشينكوف” رسيعة‬ ‫مثالً عىل الصالة باملسجد ىف مواعيدها ‪ ،‬وأن يكون لديه عقيدة قوية الطلقات ‪ ،‬قالوا أنها رضورية لحاميتى هناك ‪ ،‬إذا ما حدث اشتباك‬ ‫ىف “فقه الجهاد”‪ ،‬أى الفكر الذى يرشح فريضة “الجهاد” ‪ ،‬ويرشح ‪ ،‬وطلبوا منى أن أكتب وصيتى ‪ ،‬قالوا أنه سيتم إرسالها مع جسامىن‬ ‫الجوائز التى تنتظر “املجاهد “ ىف اآلخرة إذا استشهد” أثناء أو ما يتبقى منه إىل أهىل ‪ ،‬إذا ما حدث اشتباك وقُدر ىل أن اموت‬ ‫القتال ‪ ،‬إميانه بـ “فقه الجهاد “ تظهره رغبته الشديدة أن يقاتل فيه ‪ .‬كتبت وصيتى وسلمتها لهم ‪ ،‬ثم ذهبت للنوم بتوجيه منهم‬ ‫ضد اإلرسائيليني‪ ،‬باإلضافة إىل عوامل أُخرى تتعلق بالبنية الجسدية فقد بدا التعب يرسم مالمحه عىل وجهى من عناء الرحلة تحت‬ ‫‪ ،‬والتاريخ “الجهادى” ألرسته ‪ ،‬فمن يصلح لإلنضامم وتتوافر فيه األنفاق أثناء النهار‪ ،‬بعد أقل من ‪ 4‬ساعات وبني اليقظة والنوم‬ ‫الرشوط يتم دعوته ‪ ،‬فإن وافق ‪ ،‬يخصص له موعد لجلسة “اإلقرار سمعت صوتاً من شخص يناجى ربه ‪ ،‬وقد اجهش بالبكاء من‬ ‫واملبايعة “ وفيها يتعرف ألول مرة عىل مسئول املنطقة ىف “جهاز فرط الخشوع وهو يدعو أن يقبله الله شهيدا ً وقت “النزال” أى‬ ‫الدعوة “ ومسئولها “العسكرى” ‪ ،‬ثم يتلو امامهام قسم املبايعة ‪ ،‬إذا ما حدث إشتباك ‪ ،‬ىف هذه اللحظة تحديدا ً أحسست ألول مرة‬ ‫ويقر لهام بالوالء ‪ ،‬بعدها يتسلمه جهاز آخر اسمه “جهاز الفرسان” أن املهمة الصحفية لن تتوقف عند حد اإلثارة بل هى محفوفة‬ ‫‪ ،‬وفيه يحصل عىل دورة تدريبية مغلقة متتد من أسبوعني إىل شهر ‪ ،‬باملخاطر فعالً ‪ .‬وأن املهمة رمبا تنتهى فعالً بإرسال ما تبقى منى ىف‬ ‫ينقطع خاللها عن أهله ‪ ،‬حيث يتم إعداده بدنياً وعسكرياً وروحانياً صندوق إىل أهىل ‪.‬‬ ‫عىل “الجهاد “ ‪.‬‬ ‫خرجنا ىف جنح الظالم بالسيارة ‪ ،‬الطائرات بدون طيار تجوب‬ ‫خالل فرتة الفرز والتصنيف يقدم “جهاز الفرسان” نقاريره‬ ‫إىل جهازى “الدعوة” و”القسام” ‪ ،‬فإن كان صالحاً يتم ضمه إىل الفضاء ‪ ،‬ال أسمع لها صوتاً ‪ ،‬لكنهم لخربتهم الطويلة معها ‪،‬‬

‫‪4‬‬

‫يسمعونه ‪ ،‬فهى حينام تجد هدفاً يستحق ‪ ،‬تصوب حمولتها‬ ‫نحوه بدون الحاجة إىل قرار ‪ ،‬إلرسائيل قوائم لإلغتيالت ‪ ،‬وعرفت‬ ‫أن من يرافقنى عىل رأس هذه القوائم ‪ ،‬توقفنا بالسيارة عند‬ ‫نقطة ومنها توجهنا سريا ً باألقدام إىل “ األحراش” ‪ ،‬وسط أشجار‬ ‫الزيتون ‪ ،‬وصلنا إىل واحدة من نقاط “ الرباط “ ‪ ،‬وعندها فهمت‬ ‫معنى الكلمة “ الرباط “ تعنى الحراسة واإلستطالع ‪ ،‬وكل نقطة‬ ‫تضم مجموعة من املقاتلني ‪ ،‬مدججني مبختلف أنواع األسلحة ‪،‬‬ ‫من السالح األبيض وحتى الصاروخ ‪ ،‬مهمتهم حراسة الحدود‬ ‫ورصد تحركات الجيش اإلرسائيىل ‪.‬‬ ‫عند نقطة معينة قريبة جدا َ من الحدود رأينا الجنود االرسائيليني‪،‬‬ ‫كان واضحاً أن كال الطرفني يشعر بوجود اآلخر ‪ ،‬لكن االشتباك‬ ‫ال يتم بدون قرار ‪ ،‬االشتباك بدون قرار كلفته باهظة ‪ ،‬فقط‬ ‫يحدث إذا توافرت فرص بعينها ‪ ،‬مثل فرصة اكتشاف هدف من‬ ‫املحددين ىف قوائم اإلغتياالت بالنسبة إلرسائيل ‪ ،‬فإنها تصطاده‬ ‫عىل الفور ‪ ،‬أو فرصة اصطياد مجند إرسائيىل تحرك بعيدا ً عن‬ ‫رسيته وأصبحت عمليه أرسه ممكنة ‪ ،‬كال ُهماَ يبحث عن هدف‬ ‫مثني ‪ .‬أحسست بخطورة اللحظة لو أن احد الفريقني اآلن وجد‬ ‫هذا الهدف الثمني الذى يبحث عنه ‪ ،‬هل سألقى بنفىس خلف‬ ‫شجرة ‪ ،‬أم أفر ببدىن خارج األحراش ‪ ،‬خياران أحال ُهماَ ُمر ‪ ،‬خاصة‬ ‫لشخص مثىل ‪ ،‬اليفهم تضاريس املكان ‪ ،‬وال يجيد لعبة الجرى ‪.‬‬


‫تقــــرير‬ ‫اليمكن تصور حياه دون أمن ‪ ..,‬وال دون أناس يضعون لنا ممشى‬ ‫تستقر عليه أرجلنا فى مشيها ‪..‬من الممكن أن نعتبر ذلك‬ ‫الممشى بمثابه “السجاده التى نقف عليها ‪ ..‬آمنين ‪ ..‬نفترشها‬ ‫ونزهو بها ‪..‬تلك السجاده هى التى تجعلنا نحس باالستقرار‬ ‫وبالطمأنينه وال يمكن أن نرضى بمن يسحب تلك السجاده أو هذا‬ ‫البساط من األمن من تحت أرجلنا بأى حال من األحوال ‪ ,‬وال أن يتنازعه‬ ‫معنا آخرون بين شد وجذب فتاره نلقى األمن والطمأنينه وتاره أخرى‬ ‫نفقد تلك الطمأنينه وتتحول حياتنا الى هالك ‪.‬‬ ‫كتب‪ :‬على الشوكى‬

‫سجـــادة‬ ‫بين ثورتين‬

‫م������ص������ر ول����ي����ب����ي����ا‬ ‫ناس الحدود يتبادلون‬ ‫عواصف االربيع العربى‬ ‫لكن هناك مكان واحد يتأرجح فوق هذا البساط وتلك السجاده‬ ‫‪ ..‬املنطقه الواقعه جغرافيا بني مرص وليبيا أو باألحرى ناس تلك‬ ‫املنطقه املشرتكه التى تتصل بني البلدين ويفصلهام مراسم الحدود‬ ‫بني الدولتني من مباىن وجنود وتذاكر سفر وسيارات ودموع وعرق‬ ‫يختلطان عىل تلك األرض ‪ ...‬كل ىشء ىف تلك املنطقه الحدوديه بني‬ ‫مرص وليبيا مشرتك‬

‫السلوم وتذهب به ملده تقل عن نصف الساعه لتصل به اىل بيت‬ ‫ابنتها ىف مدينه مساعد الليبيه لتتغذى معها وتطمنئ عليها وترشب‬ ‫“الشاهى” األحمر وتتبضع ببعض السلع من الصلصه وزيت الطعام‬ ‫واملكرونه التى تعد ىف ليبيا وقتها باملجان تقريبا لدعم نظام القذاىف‬ ‫لهذه السلع عىل عكس ماكانت اسعارها ىف مرص وتعود األم آخر‬ ‫النهار بنفس الحامر ‪ ..‬املسافه صغريه ولكنه كان عبور بني بلدين‬ ‫ودولتني ويضيف حمد قائال أنه بعد “قفله الخط” احبت ابنه عمه‬ ‫أن تذهب لزياره ابنتها “مربوكه” مبساعد التى التفرقها عنها غري‬ ‫نصف ساعه بالحامر فسافرت ألول مره اىل مطار القاهره استغرق‬ ‫‪ 8‬ساعات برا ومنه اىل مطار أثينا باليونان ساعتان ونصف ومنه‬ ‫اىل طرابلس عاصمه ليبيا لساعتني أخرتني وبعدها برا سافرت داخل‬ ‫ليبيا من الغرب اىل “مساعد” أقىص رشق ليبيا حواىل ‪ 1650‬كيلومرتا‬ ‫لرتى ابنتها التى التبعد عنها ‪ 10‬كيلومرتات بالكاد وهى املسافه‬ ‫الفاصله بني السلوم املرصيه ومساعد الليبيه ‪.‬‬

‫تعقدت األمور بني مرص وليبيا بعد توىل الرئيس السادات الحكم‬ ‫ىف مرص نظرا الختالف ال��رؤى بني الرئيسني السادات والقذاىف‬ ‫ووصلت ذروتها بقطع العالقات ىف ‪.1977‬‬

‫مازالت الحياه بعد الثوره الثانيه ‪ 25‬يناير مبرص و‪ 17‬فرباير بليبيا‬ ‫تتأرجح باألرض املشرتكه وتسحب سجاده األمن من تحت أرجل‬ ‫قاطنى املدينتني فامزالت الحدود تفتح يوما وتغلق اسابيع بسبب‬ ‫غياب األمن بني البلدين وانتعاش تجاره تهريب السالح واملخدرات‬ ‫وخاصه “الرتامادول” بعد الثورتني ىف كل من مرص وليبيا ومازالت‬ ‫املعاناه ألهاىل املدينتني الذين يتفقون ىف اللغه والدين والقبيله‬ ‫بعاداتها وتقاليدها وتسحبهام التوترات بني البلدين وغياب األمن‬ ‫بينهام اىل الوقوع من عىل سجاده الحياه وحني تسحب السجاده أو‬ ‫البساط من تحت قدم أى منا فالسقوط المحاله هو النتيجه الحتميه ‪.‬‬

‫اللغه والدين والقبيله واألرض والعادات والتقاليد مشرتكات بني‬ ‫ناس الحدود ىف مرص وليبيا ‪ ..‬يفصل بينها فقط سياج أمنى وضعه‬ ‫االستعامر األوروىب ىف بدايات القرن املاىض ‪ .‬فساكنو الحدود‬ ‫ىف البلدين يدينون باالسالم كديانه واحده مشرتكه فيام بينهام‬ ‫ويتحدثون اللغه العربيه وتجمعهام نفس القبائل تقريبا “قبائل‬ ‫القطعان واملعابده وجزء من قبائل السننه وقبائل الحبون “ ىف كل‬ ‫من مرص وليبيا ‪.‬‬

‫يحىك الباحث ىف الفلكلور حمد خالد شعيب من أهاىل السلوم‬ ‫تلك الواقعه قائال ‪:‬كان الفريق محمد عبد الغنى الجمىس وزير ا‬ ‫لدفاع وقتها ىف زياره ملدينه السلوم الحدوديه فقام جنوده احتفاءا‬ ‫بقدومه أطلقوا ‪ 21‬طلقه مدفعيه ىف الهواء ىف وقت كان التوتر‬ ‫السياىس سائدا بني البلدين وظن الجنود الليبيون عىل الحدود أنهم‬ ‫مستهدفون من املدفعيه املرصيه فبادروا باطالق النريان عىل معرب‬ ‫السلوم املرصى وبدأت حرب مل تستمر عسكريا طويال لكنها تركت اللغه والدين والقبيله والعادات والتقاليد هم مبثابه الصوف‬ ‫آثارا نفسيه عىل ناسنا ف السلوم وىف مساعد أيضا ‪ ,‬ويشري حمد والخيوط املشرتكه التى صنعت نسيج السجاده املشرتكه التى‬ ‫اىل أنه يتذكر واقعه لبنت عمه فاطمه شعيب التى توفيت منذ عام يعيش عليها أهاىل املدينتني الحدوديتني ىف استقرار ‪.‬‬ ‫تقريبا أنه ىف سبعينيات القرن املاىض وقبل الحرب بني مرصوليبيا‬ ‫والتى كان يسميها بدو السلوم “قفله الخط” أى اغالق الحدود لكن حني تتوتر العالقات بني البلدين تبدأ تلك السجاده املشرتكه‬ ‫كانت تعتاد قبل “قفله الخط “ كل اسبوع أن تركب حامرا من بني املدينتني ىف االهتزاز واسقاط كل من يعيش فوقها ‪.‬‬

‫‪5‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.