جملة دورية ت�صدر عن طلبة املدار�س يف منطقة �ضواحي القد�س ملحق خا�ص ب�صحيفة �صوت ال�شباب الفل�سطيني العدد الثالث -نوفمرب 2015 الهيئة الفل�سطينية للإعالم وتفعيل دور ال�شباب بدعم من �أكادميية "دوت�شيه فيله" الأملانية
كلمتـن ـ ــا
أطفالنا يكبرون ...ينضجون ...تتشكل أفكارهم وتتعدد انتماءاتهم ،يعيشون في حالة من االستقطاب ،هم خير الشهود على فصول معاناتنا والعنف الذي ميارس ويعصف بقضيتنا الوطنية ،ومهما اختلفنا فإن القواسم التي جتمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا؛ جتمعنا همومنا املشتركة ،وتوحدنا التطلعات املشروعة. وحتى ال جند أنفسنا في قائمة املتشائمني سنبقى نغرد للعالم حتى يسمعنا ،ونراهن على الضياء الذي يخترق الغيوم السوداء ،ونعلم أن مطرا وفيرا وأمال كبيرا سيحالن بعد السواد الطارئ ،إننا منلك اإلصرار والعزمية لنخرج من عنق الزجاجة ،ونخترق العالم البراني رغم أنف الصخر والزجاجة ،ونعلم أن بعد اخلريف ربيعا، وإن اصفرت أوراق الشجر؛ فهي بداية جديدة ومرحلة جديدة ،هي فصول الدولة املنشودة ،نحبها بكل ألوان الطيف وإن تساقطت أوراق الشجر فرهاننا على الزيتونة وجذور النخيل الوفية ...وحقا نراهن على قلوب أطفالنا وعقولهم املبدعة ،فالتفكير «باملقلوب» صار مسموحا، ألننا تعلمنا أن السائد واملألوف ال يقودان إلى االبتكار الذي نحتاجه. تتشابك أيادينا شيبا وشبانا وأطفاال ،ذكورا وإناثا ،منا من يحمل لواء التعليم ،ومنا من يحمل لواء العمل ،منا األطباء واملهندسون ،حدادون وجنارون ومنا املصممون؛ مرة على بناء الصرح وأخرى على تزيينه ،حتى تكتمل كل األركان ،فنرفع عود الدالية ونصنع منه واسطا للخيمة ،وما أرحبها من خيمة نستظل حتتها بال خوف وال هروب ...والطريق التي يشقها الشهداء يعبدها العلماء.
تصوير :غدير منصور