أﻝﻌﺎب اﻷطﻔﺎل اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﺒﻴن اﻻﻨدﺜﺎر واﻝﺒﻘﺎء ﻗﻴل ﻋن اﻝﻠﻌب ﻓﻲ ﻤوﺴوﻋﺔ وﻴﻜﻴﺒﻴدﻴﺎ :ﻨﺸﺎط ﺤر ﻏﻴر ﻤﻔـروض ،أي ﻴﻘـوم ﺒـﻪ اﻝﻔـرد ﻤـن ﺘﻠﻘـﺎء ﻨﻔـﺴﻪ ﺤـ ار ﻤﺨﺘـﺎ ار ﺒﺤﻴث ﻴﻤﻜﻨﻪ اﻝﺘوﻗف ﻋﻨﻪ ﺒﺈرادﺘﻪ ،وﻫو ﻨﺸﺎط ﻻ ﻴﻬدف إﻝﻰ ﻏﺎﻴﺔ أو ﻨﺘﻴﺠﺔ وﻫـو أﻴـﻀﺎ ﻨـﺸﺎط ﻤوﺠـﻪ أو ﻏـﻴر ﻤوﺠـﻪ ﺘﺴﺘﻐل ﻓﻴﻪ طﺎﻗﺔ اﻝﺠﺴم اﻝﺤرﻜﻴﺔ واﻝذﻫﻨﻴﺔ وﻴﻤﺘﺎز ﺒﺎﻝﺴرﻋﺔ واﻝﺨﻔﺔ واﻝﻔرق ﺒﻴن اﻝﻠﻌب واﻝﺠـد ﻴﻜـون ﻓـﻲ ﻤوﻗـف اﻝﻔـرد وﻝﻴـس ﻓــﻲ ﻨـوع اﻝﻨــﺸﺎط ﻓﻤﺜــﻼ ﺘـﺴﻠق اﻝﺠﺒــﺎل ﻗـد ﻴﻜــون ﻝﻌﺒــﺎ وﺘـﺴﻠﻴﺔ أو ﻗــد ﻴﻜـون ﻋﻤــﻼ ﻴﺄﺨــذ اﻝـﺸﺨص ﻋﻨــﻪ ﻤﻘﺎﺒــل ﻴﺨـﻀﻊ ﻝﻠﻨظــم وﻗـواﻨﻴن ﻤــﺸﺘﻘﺔ ﻤــن ﻨﻔـس طﺒﻴﻌــﺔ ﻫــذﻩ اﻝﻨـﺸﺎطﺎت وﻻ ﻴﻤﻜــن اﻝﺘﻨﺒـؤ ﺒﻨﺘــﺎﺌﺞ اﻝﻠﻌــب وذﻝـك طﺒﻘــﺎ ﻝﻤﻬــﺎرة اﻝﻼﻋب
وﺨﺒراﺘﻪ.
ﻓﺎﻷﻝﻌﺎب اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ popular gamesظﺎﻫرة ﻤـن ظـواﻫـر اﻝـﻨـﺸـﺎط اﻻﺠـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ ،ﻋـرﻓـﺘـﻬـﺎ ﺸـﻌـوب اﻷرض ﺠﻤﻌﺎء .وﻫﻲ إرث ﺸﻌﺒﻲ ﺘﺘﻌﺎﻗب ﻋﻠﻴﻪ اﻷﺠﻴﺎل. وﻗد ﻤﺎرس اﻹﻨﺴﺎن اﻝﻘدﻴم اﻷﻝﻌﺎب ﻋﻔوﻴﺎً ،وأﺤﻜم ﺘوظﻴﻔﻬﺎ ﻝـﺘـﻜـون أداة ﻤـن أدوات اﻻﺴـﺘـﻤـﺘـﺎع واﻝـﺘـروﻴـﺢ ﻋـن اﻝﻨﻔس ،وﻝدﻓﻊ اﻝﺴﺄم واﻝرﺘﺎﺒﺔ. واﻝــﺘراث اﻝﻤــﺼري ﺤﺎﻓــل ﺒﻬــذﻩ اﻷﻝﻌــﺎب ،وﻝﻬــﺎ ﻋﻤوﻤ ـﺎً ﺨــﺼﺎﺌص ﻤــﺸﺘرﻜﺔ ،ﻜﺎﻋﺘﻤﺎدﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ رﺸــﺎﻗﺔ اﻝﺤرﻜــﺔ،
وﺴرﻋﺔ ﺘﺒدﻴل اﻝﻤراﻜز ،واﻻﺴﺘﻌراض اﻝﺒﺴﻴط وﺴرﻋﺔ اﻝﺒدﻴﻬﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺴﻬم ﻓﻲ ﺘطوﻴر اﻝﻠﻴﺎﻗﺔ اﻝﺒدﻨﻴـﺔ ٕواﻜـﺴﺎب اﻝﻤروﻨـﺔ أداء ﻏﻨﺎﺌﻴﺎً ﺘﻌﺒﻴرﻴﺎ. واﻝﻘوة وﻏﻴرﻫﺎ،وﻗد ﻴﺼﺎﺤب اﻷداء اﻝﺤرﻜﻲ ﻝﺒﻌض اﻷﻝﻌﺎب ً
وﺘﻤﺎرس ﻫذﻩ اﻷﻝﻌﺎب ﻋﻠﻰ ﺼور ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻗد ﺘﻜون ﻓردﻴﺔ أو زوﺠﻴﺔ أو ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،وﺒـﻌـﻀـﻬـﺎ ﻴـؤدى ﻋـﻠـﻰ أﺴـطـﺢ ﺨﺎﺼﺔ )ﻜﺎﻝﺴﻴﺠﺔ واﻝﺒﻠﻲ( ،و ﺒﻌﻀﻬﺎ أﻴﻀﺎً ﻴﺤﺘﺎج أدوات ﻜﺎﻝﻜرات واﻝﻌﺼﻲ واﻝﺤﺠﺎرة )اﻝﺴﺒﻊ ٧طوﺒﺎت(وﻜرات اﻝزﺠﺎج اﻝﻤﻠون )اﻝﺒﻠﻲ( واﻝﺤﺒﺎل وﻏﻴرﻫﺎ. أﻤﺎ أﻤﻜﻨﺔ ﻤﻤﺎرﺴﺔ ﻫذﻩ اﻷﻝﻌﺎب وأزﻤﻨﺘﻬﺎ ﻓﻠﻴﺴت ﻤﺤددة ،إذ ﻴﻤﻜن ﻤﻤﺎرﺴﺘﻬﺎ ﻓﻲ أي ﻤﻜﺎن ﻴﺼﻠﺢ ﻝـﻠـﻌـﺒـﺔ اﻝـﻤـﺨـﺘـﺎرة، ّ ﻤﺘدرﺠﺔ ﻤن اﻷﺴﻬل ﻨﺤو اﻷﺼﻌب ،وﻴﻤﻜن أن ﺘﻜون ﻓﻲ اﻝﻠﻴل أو ﻓﻲ اﻝﻨﻬﺎر. وﻴﺴﺎﻋد ﻋﻠﻰ أن ﺘﻜون اﻝﻠﻌﺒﺔ ﻴرﺒط اﻝﻴوم ﻜﺜﻴر ﻤن اﻝﻤﺘﺨﺼﺼﻴن وﻋﻠﻤﺎء اﻝﺘرﺒﻴﺔ واﻝﺘﻨﺸﺌﺔ اﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﻠﻌب ﻋﻨد اﻷطﻔﺎل ﺒطـرق اﻝـﺘـﻌـﻠـم اﻷوﻝـﻰ، ﺘﺄﺴﻴﺴﺎً ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة أن اﻝﻠﻌب ﻴﺴﻬم ﺒﺸﻜل ﻓﺎﻋل ﻓﻲ ﻨﻤو اﻹدراك وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻝﺘﺨﻴل ﻋﻨد اﻝﻨشء ،ﻜﻤﺎ ﻴـﻌـطـﻲ ﻋـﻠـﻤـﺎء اﻝﻨﻔس اﻝﺘرﺒوي ﻝﻠﻌب أﻫﻤﻴﺔ ﻜﺒﻴرة ﻓﻲ ﺘرﺴﻴﺦ ﻗﻴم وﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﻤﻨﺎﻫﺞ اﻝدراﺴﻴﺔ ،ﻨظ ارً ﻷﻫﻤﻴﺔ اﻝﻠﻌب ﻓﻲ ﺤﻴﺎة اﻷطﻔـﺎل وﺴﻨواﺘﻬم اﻷوﻝﻰ ،واﻝﻴوم ﺘؤﺴس دروس وﻓﺼول ﻓﻲ اﻝﻤدارس اﻷﻜﺜر ﺤداﺜﺔ ﻻﻋﺘﻤﺎد اﻝﻠﻌب ﻜﺄﺴﻠـوب ﺘـﻌـﻠـﻴـم وﺘـﻌـﻠـم ﻤﺜﺎﻝﻴﻴن.
وﻴذﻜر اﻝﻜﺒﺎر ﻤﻨﺎ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻜﻨﺎ أطﻔﺎﻻ ﻜﺎن ﻤﺎ ﺤوﻝﻨﺎ ﻴﺸﺒﻪ ﺤﻠم اﻝﻴﻘظﺔ اﻝذي ﻨـﻌـﻴـش ﺘـﻔـﺎﺼـﻴـﻠـﻪ ،وﻜـﺎن ﺴـﻌـﻴـﻨـﺎ اﻝـﺤـﺜـﻴـث ﻻﻜﺘﺸﺎف اﻝﻐرف اﻝﻤﻐﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺨﻴﺎل ،ﻝﻬذا ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻨﻌود اﻝﻴوم إﻝﻰ أﻤﻜﻨﺔ ﻜﻨﺎ ﻗد ﻋﺸﻨﺎ وﻝﻌﺒﻨـﺎ ﻓـﻴـﻬـﺎ ،ﻨـدرك ﻜـم ﻫـﻲ ﺼﻐﻴرة ﻓﻲ اﻝﻤﺴﺎﺤﺔ ،وﻜم ﻜﺎن ﺨﻴﺎﻝﻨﺎ ﻴﻔﺘﺤﻬﺎ وﻴوﺴﻌﻬﺎ ﻜﻌﺎﻝﻤﺎً ﻜﺒﻴر. وﺤﻴﻨﻤﺎ ﻨدﻗق أﻜﺜر ﻓﻲ ﺘﻔﺎﺼﻴل اﻷﻤﻜﻨﺔ اﻝﺘﻲ ﺸﻬدت ﺴﻨوات طﻔوﻝﺘﻨﺎ اﻝﻤﺒﻜرة ،ﻨـﻜـﺘـﺸـف ﺤـﻘـﻴـﻘـﺔ أﻨـﻬـﺎ ﻝـم ﺘـﻜـن ﻤـﻠـﻴـﺌـﺔ
ﺒﺎﻝﺘﻔﺎﺼﻴل أﺼﻼً ،وﻝﻜن ﺨﻴﺎﻝﻨﺎ اﻝواﺴﻊ ﻓﻲ ﺘﻠك اﻝﻤراﺤل اﻝﻌﻤرﻴﺔ اﻷوﻝﻰ ،ﻜﺎن ﻴﻤﻠؤﻫﺎ ﺒﺎﻝﺘداﻋﻴﺎت اﻝﻼ ﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ. ﻜﺎن اﻝﻠﻌب واﻷﻝﻌﺎب ﻴﺸﻜﻼن اﻷﺴﺎس ﻓﻲ ﺘﻜوﻴن ﻤﺨﻴﻠﺘﻨﺎ ،وﻫﻤﺎ اﻝﻠذان ﻴﺤﻔزاﻨﻬﺎ ﻝﺘﺠﻌل ﻤـن اﻷﺸـﻴـﺎء اﻝـﺒـﺴـﻴـطـﺔ، ﻜﺄﻋواد اﻝﺜﻘﺎب وﺒﻘﺎﻴﺎ اﻝﺜﻴﺎب واﻷوراق اﻝﻤﻠوﻨﺔ ﻜﻤﺎ اﻝﺤﺼﻰ واﻝطﻴن واﻝﻤﺎء وأﻏﺼـﺎن اﻷﺸـﺠـﺎر ،ﺒـﻴـوﺘـﺎً وﺠـﺒـﺎﻻ وﺴـﻴـوﻓـﺎً ورﺒﻤﺎ طﺎﺌرات و طﻴﺎرﻴﻬﺎ اﻝﺨوارق ! وﻴﺠﻌﻼن ﻤن ﻗطﻌﺔ ﺨﺸﺒﻴﺔ ،أو ﻗطﻌﺔ ﻤﻠﻴﺌﺔ ﺒﺎﻝﻘطن ،دﻤﻴﺔ رﺠل أو اﻤـرأة ﻨـﺠـﻠـس
ﻝﺴﺎﻋﺎت أﻤﺎﻤﻬﺎ ﻨﺨﺎطﺒﻬﺎ وﻨﺤﻜﻲ ﻗﺼﺼﺎ ﻝﻬﺎ وﻨﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ﺘﺠﻴﺒﻨﺎ وﺘﺤﻜﻲ ﻝﻨﺎ. وﻤﺎ ﺒﻴن ﺤﻴﺎة أطﻔﺎل اﻝرﻴف واﻝﺤﻀر واﻝﺒدو ،اﻷطﻔﺎل اﻝذﻴن ﻜﺎﻨوا ﻴﺴﺘﻠﻬﻤون ﻤن ﺒﻘﺎﻴﺎ اﻝﺤﻴﺎة أﻝـﻌـﺎﺒـﺎ ﻴـﺒـﺘـﻜـروﻨـﻬـﺎ وﻴﺨﺘرﻋون ﻝﻬﺎ ﻨظﻤﺎ وﻗواﻨﻴن وﻤﺴﻤﻴﺎت ﻴﺘﻌﺎرﻓون ﻋﻠـﻴـﻬـﺎ ،وﻤـﺎ ﺒـﻴـن أطـﻔـﺎﻝـﻨـﺎ اﻝـﻴـوم اﻝـذﻴـن ﻴـﺘـرﺒـﻌـون أﻤـﺎم ﺸـﺎﺸـﺎت اﻝﻜﻤﺒﻴوﺘرات ﺼﻐﻴرة اﻝﺤﺠم ،وﻴدﺨﻠون إﻝﻰ ﻋﺎﻝم أﻝﻌﺎب اﻝﻔﻴدﻴو اﻝﺤدﻴﺜﺔ ذات اﻷﺒﻌﺎد اﻝﺜﻼﺜﺔ واﻝﻤؤﺜـرات اﻝﺼـوﺘـﻴـﺔ ﻋـﺎﻝـﻴـﺔ اﻝﺘﻘﻨﻴﺔ ،ﻓﺎﺘﺤﻴن ﺨﻴﺎﻻﺘﻬم ﻋﻠﻰ ﻋواﻝم اﻓﺘراﻀﻴﺔ ﺠﺎﻨﺤﺔ اﻝﺨﻴﺎل ..ﻤـﺎ ﺒـﻴـن ذﻝـك اﻝـطـﻔـل اﻝـﻌـﻔـوي اﻝـﻤـﺒـدع وﻫـذا اﻝـطـﻔـل اﻝﻌﺼري ﻤﺘﻠﻘﻲ اﻹﺒداع واﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ اﻝﺤدﻴﺜﺔ ،ﻻ ﻴوﺠد ﻓﺎرق ﺴوى رﺒﻤﺎ ﻓﻲ اﺨﺘﻼف اﻷﺴﺎﻝﻴب. رﺒﻤﺎ ﺘﺘﺸﺎﺒﻪ ﻫذﻩ اﻷﻝﻌﺎب – ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻝﻔﻜرة ﻤﻨﻬﺎ – ﻤﻊ ﻝﻌﺒﺔ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺸـﻬـﻴـرة )ﻝـﻌـﺒـﺔ ﻋﺴـﻜـر وﺤـراﻤـﻴـﺔ( اﻝـﺘـﻲ ﻴﻠﻌﺒﻬﺎ ِ اﻝﺼﺒﻴﺔ ﻤن اﻝذﻜور ﺒﺨﺎﺼﺔ؛ ﺤﻴث ﻴﻜون اﻝﺼراع ﺸﺒﻪ اﻝﻌﻨﻔﻲ ﻫو اﻝﺒطل ﻋﻠﻰ اﻷرض ،وﻴـﻜـون ﻫـﻨـﺎك طـرﻓـﻴـن واﻀﺤﻴن اﻝﻤﻌﺎﻝم ﻓﻲ اﻝﺼراع ﺒﻴن اﻝﺨﻴر واﻝﺸر ،ورﺒﻤﺎ ﻴﺄﻨف اﻝﻤﺘﺼﺎرع ﻤن ﻓرﻴق )اﻝﺤراﻤﻴﺔ( ﻓرﻴق اﻝﺸر ﻓﻲ اﻝﻠﻌﺒﺔ ﻤـن ﻫذا اﻝدور اﻝﺘﻤﺜﻴﻠﻲ ،ﻝﻜﻨﻪ ﻴذﻋن ﻝﻘواﻋد اﻝﻠﻌﺒﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻌدﻩ ﺒﺘﺒﺎدل اﻷدوار إذا ﻤـﺎ أﻨـﺠـز دورﻩ ﺒـﺈﺘـﻘـﺎن ...وﻫـﻨـﺎ ﺘـﻜـﻤـن ﺠﻤﺎﻝﻴﺔ اﻷﻝﻌﺎب اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻜوﻨﻴﺔ أﻋﻤق وأﺸﻤل ﻤﻔﺎدﻫﺎ ﺒﻘﺎء اﻝﺤﺎل ﻤن اﻝﻤﺤﺎل... وﻤﻊ أﻨﻨﺎ ﻨﺘﺤﺴس ﻤن اﻝﻌﺎب اﻝﻴوم اﻹﻓﺘراﻀﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺘﺘﻜﺊ ﻋﻠﻰ أﻓﻜﺎر اﻝﺤرب اﻝـدﻤـوﻴـﺔ اﻝـﺘـﻲ ﻴـﺘـﻌـﻠـم ﻤـﻨـﻬـﺎ اﻷطﻔﺎل ﻜﻴف ﻴﺴﺘﺨدﻤون اﺤدث أﺴﻠﺤﺔ اﻝدﻤﺎر اﻝﺸﺎﻤل ﻝﻘﺘل اﻝﻔرﻴق اﻝﻤﻨﺎﻓس ،وﻴﻌﻴﺸون ﻋﺒر ﻤـؤﺜـرات ﺒﺼـرﻴـﺔ ﻋـﺎﻝـﻴـﺔ اﻝﺘﻘﻨﻴﺔ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝدم ﺒﺎﻝدم وﻴﺼطﺒﻎ ﺒﺸﺎﺸﺔ اﻝﻤﺸﺎﻫدة ،ﻝﻜن ﻴﺒﻘﻰ اﻝﻠﻌب ﻫو اﻝـﻠـﻌـب ،ﻴـﺜـﻤـر ﻓـﻲ اﻷدﻤـﻐـﺔ واﻝـﻤـﺨـﻴـﻼت اﻝﺼﻐﻴرة وﻴؤﺜر ﻓﻲ اﻝﻨﻔس ،ﺴﻠﺒﺎ أ ٕواﻴﺠﺎﺒﺎ أو ﻜﻼﻫﻤﺎ ﻤﻌﺎ .
ﻝﻜن ﻫل ﻜﺎﻨت اﻷﻝﻌﺎب اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﻴوﻤﺎً ﺤﻜ ار ﻋﻠﻰ اﻷطﻔﺎل ﻓﻘط ؟ أﻋﺘﻘد ﻻ ..ﺒدﻝﻴل ﻝﻌﺒﺔ اﻝﺘﺤـطـﻴـب واﻝﺴـﻴـﺠـﺔ اﻝـﺘـﻲ ﻤﺎزال ﻴﻠﺘف ﺤول دواﺌرﻫﺎ اﻝﻜﺒﺎر واﻝﺼﻐﺎر وﻫم ﻴﺸﺎﻫدون اﻝﺸﺒﺎب ورﺒﻤﺎ ﻜﺒﺎر اﻝﺴن ﻴﺘﻨﺎﻓﺴون ﻓﻲ ﻤﺒﺎرﻴﺎﺘـﻬـﺎ ﺘـﻨـﺎﻓﺴـﺎً ﻻ ﻴﻌرف اﻝﻤﻬﺎدﻨﺔ ﻴﻨﺘﻘل إﻝﻰ اﻝﻤﺸﺎﻫدﻴن ﻓﻨﺠدﻫم ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﻴﻨظﻤون أﻨﻔﺴﻬم ﻓﻲ ﻓرﻴﻘﻴن ورﺒﻤﺎ ﻋـدة ﻓـرق ﻤـن اﻝـﻤـﺸـﺠـﻌـﻴـن ﻷطراف اﻝﻤﺒﺎرﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﻻﻴزال ﻴﺸﻬدﻫﺎ ﺒﻜﺜرة أﺒﻨﺎء اﻝﺠﻨوب ﺨﺎﺼﺔ ﺼﻌﻴد ﻤﺼر.
أﻨواع اﻷﻝﻌﺎب اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ
وﻫﻨﺎ ﻴﺠب أن ﻨﻔرق ﺒﻴن أﻝﻌﺎب اﻷطﻔﺎل اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ واﻷﻝﻌﺎب اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﻝﻸطﻔﺎل ...ﻓـﺎﻷوﻝـﻰ ﻴـﻜـون اﻝـطـﻔـل ﻫـو اﻝـﻤـﺨـطـط واﻝﻤدﺒر واﻝﻤﻨﻔذ ﻝﻠﻌب ﺒﺤﺴب اﺨﺘﻴﺎرات ﺠﻤﺎﻋﺔ اﻝﻠﻌب وﺘﻌﺘﻤد ﺒﺎﻷﺴﺎس ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻝﺤرﻜﻲ واﻝﻘوﻝﻲ واﻝﺘـﻔـﻜـﻴـر اﻝـذﻫـﻨـﻲ اﻝﻠﺤظﻲ ﻝﻠطﻔل ﻜﺄﻝﻌﺎب )ﻨطﺔ اﻹﻨﺠﻠﻴز – ﻋﺴﻜر وﺤراﻤﻴﺔ (..وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻷﻝﻌﺎب ﻤن ذات اﻝﻨﻤـط ،أﻤـﺎ اﻝـﺜـﺎﻨـﻴـﺔ ﻓـرﺒـﻤـﺎ ﺘﻜون ﻋﺒر )اﻝدﻤﻰ( و)اﻝﻌراﺌس( و)اﻷدوات( ﺴﺎﺒﻘﺔ اﻝﺘﺠﻬﻴز واﻝﺘﺼﻨﻴﻊ ﺒﻌﻴداً ﻋن ﺨطوط اﻹﻨﺘﺎج اﻝـﻜـﺒـﻴـرة ،ﺤـﻴـث ﻨـﺠـد اﻷم ﺘﺼﻨﻊ ﻹﺒﻨﺘﻬﺎ أو اﻝﺒﻨت ﺘﺼﻨﻊ ﻝﻨﻔﺴﻬﺎ دﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﺤﻴوان – ﺠﻤل ،أرﻨب ،ﺤﺼﺎن -ﺘﻠﻬو ﺒﻬـﺎ ،أو ﺘﺼـﻨـﻊ )ﻋروﺴﺔ( ﺘﻠﻬو ﻤﻌﻬﺎ وﺒﻬﺎ ﻋﺎدة ﺘﻜون ﻤﺼﻨﻌﺔ ﻤن ﺒﻘﺎﻴﺎ اﻝﺨﻴوط ورﺒﻤﺎ ﻤن أﺜﻤﺎل اﻝﻘﻤﺎش واﻝﻤﻼﺒـس واﻝـﻘـطـن ،أو أن ﻴﺼﻨﻊ اﻝﺼﺒـﻴـﺔ )ﻜـرة ﺸـراب( ﻤـن ﺒـﻘـﺎﻴـﺎ اﻷﺤـذﻴـﺔ اﻝـﺒـﻼـﺴـﺘـﻴـك وﺨـﻴـوط اﻝـﻜـﺘـﺎن اﻝﺴـﻤـﻴـﻜـﺔ واﻝـﺠـوارب اﻝـﻘـدﻴـﻤـﺔ ﻏـﻴـر اﻝﻤﺴﺘﺨدﻤﺔ،وﻤﺜﻠﻬﺎ ﻝﻌﺒﺔ )ﻨط اﻝﺤﺒل( اﻝﺘﻲ ﺘﺒرع ﻓﻴﻬﺎ اﻝﺒﻨﺎت ﻤﺴﺘﺨدﻤﻴن رﺒﻤﺎ أﺤﺒﺎل اﻝﻐﺴﻴل اﻝﻘدﻴﻤﺔ ،أو ﻝﻌﺒﺔ اﻝﺤـﺠـﻠـﺔ )اﻷوﻝﻰ( اﻝﺘﻲ ﻴﺴﺘﺨدﻤن ﻓﻴﻬﺎ )ﺸﻘﻔﺔ ﻓﺨﺎر أو ﺤﺠر ﺼﻐﻴر( ﻜﺄدوات ﻹﺘﻤﺎم اﻝﻠﻌب. واﻷطﻔﺎل اﻝذﻜور ﻴﺘﻨﺎﻓﺴون ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺼﻨﻊ اﻝﻌﺠل ﺒﺄﺸﻜﺎل ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤن اﻝﻜﺎزوز)أﻏطﻴﺔ زﺠﺎﺠـﺎت اﻝـﻤـﻴـﺎﻩ اﻝـﻐـﺎزﻴـﺔ(، وأﺤﻴﺎﻨﺎ ﻴﺜﺒت ﻝوح ﻤن اﻝﺨﺸب ﻋﻠﻰ أرﺒﻊ ﻋﺠﻼت ﻝﺘﺸﺒﻪ اﻝﻌرﺒﺔ وﻴﺴﻴر ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗدم واﺤدة او ﻴـﺠـﻠـس أﺨـﻴـﻪ اﻝﺼـﻐـﻴـر ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺤﻴث ﻴﻘوم اﻷطﻔﺎل ﺒﺎﻝدق ﻋﻠﻰ اﻝﻜﺎزوز ﺒواﺴطﺔ ﺤﺠر أو زﻝطﺔ ﻝﻴﺼﺒﺢ ﻤﺴطﺢ اﻝﺸﻜـل ﺴـﻬـل اﻝـﺘـﺸـﻜـﻴـل ،ﺜـم وﺒواﺴطﺔ ﻤﺴﻤﺎر ﻴﺘم ﻋﻤل ﺜﻘب ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼف اﻝﻤﺴطﺢ اﻝداﺌري )اﻝﻜﺎزوزة( اﻝﺘﻲ ﺘﺸﻜل ﻨواة أﺸﻜﺎل ﻋـدﻴـدة ﻤـن اﻷﻝـﻌـﺎب أﺸﻬرﻫﺎ اﻝﻌﺠﻠﺔ اﻝﻜﺎزوز .وﻜﺎﻨت ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻻﻝﻌﺎب ﺘﺴﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻨﻤو روح اﻝﺠﻤﺎﻋﺔ واﻻﻨدﻤﺎج داﺨﻠﻬﺎ وﻜـذﻝـك اﻝـﻤـﻨـﺎﻓﺴـﺔ واﻝﺘﻌﺎون ﺒﻴن اﻻطﻔﺎل ﻋﻠﻰ اﺨﺘﻼف أﻋﻤﺎرﻫم. وﻤن اﻷﻝﻌﺎب اﻝﺘﻲ ﻴﺸﺘرك ﻓﻲ ﻝﻌﺒﻬﺎ اﻷطﻔﺎل وﺒﺨﺎﺼﺔ اﻝﺒﻨﺎت ﻝﻌﺒﺔ «واﺤد اﺘﻨﻴن »وﻫﻲ ﻝﻌﺒﺔ ﺘﺼﻠﺢ ﺒﺄي ﻋدد زوﺠﻲ وﻻ ﺘﺤﺘﺎج أدوات.ﺤﻴث ﺘﻘف ﻜل ﻻﻋﺒﺔ ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ ﻨظﻴرﺘﻬﺎ ،وﺘﺼﻔق ﺒﻴدﻫﺎ اﻝﻴﻤﻨﻰ ﻴد ﻨظﻴرﺘﻬﺎ اﻝﻴﺴرى ﺜم ﺒﺎﻝﻴد اﻝﻴﺴرى ﺘﺼﻔق ﻴد ﻨظﻴرﺘﻬﺎ اﻝﻴﻤﻨﻰ ،وﻴﺴﺘﻤر ﻫذا اﻷداء اﻝﺤرﻜﻲ ﻤﺼﺤوﺒﺎ ﺒﺄداء ﻗوﻝﻲ ﻏﻨﺎﺌﻲ ﺒﺄﻏـﻨـﻴـﺔ ﺸـﻌـﺒـﻴـﺔ ﺘـﻘـول ) :واﺤـد اﺘﻨﻴن ..ﺴرﺠﻲ ﻤرﺠﻲ ..اﻨت ﺤﻜﻴم ..وﻻ ﺘﻤرﺠﻲ ..أﻨﺎ ﺤﻜﻴم اﻝﺼﺤﻴﺔ ..واﻝﻌﻴﺎن أدﻴﻠﻪ ﺤﻘﻨﻪ ..واﻝﻤﺴﻜﻴن أدﻴـﻠـﻪ ﻝـﻘـﻤـﺔ.. ﺴ َﻤﺘُﻪ ﻋﺒد اﻝﺼﻤد ..ﺤد ﻴﺎﺤد ..إﻨت وﻝد ﻨﺒﻲ ﻴﺎ ﻨﺒﻲ ..ﻴﺎﻝﻠﻲ ﺒﻼدك ﺒﻌﻴدة ..ﻓﻴﻬﺎ أﺤﻤد وﺤﻤﻴدة ..ﺤﻤﻴدة ﺨﻠﻔت وﻝدَ .. وﻻ ﺒﻨت ..أﻨﺎ وﻝد زي اﻝﻘرد(. وﻫﻰ أﻝﻌﺎب ﻤﻬﻤﺔ ﻝﻸطﻔﺎل ،ﻝﻜوﻨﻬﺎ وﺴﻴﻠﺔ ﺘﻌﺒﻴر ﻋن أﻨﻔﺴﻬم ،وﺘﺴﻬم ﻓﻲ ﺘﻘوﻴـﺔ اﻝـﻌـﻀـﻼت ،وﻴﺴـﺘـﺨـدﻤـون ﻓـﻴـﻬـﺎ أذﻫﺎﻨﻬم ﻝﻤﺴﺎﻋدﺘﻬم ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻔﻜﻴر،ﻓﺎﻝﻠﻌب ﻋﻨد اﻷطﻔﺎل ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺘﻜوﻴن ﻝﻘدراﺘﻬم اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻝﺒدﻨـﻴـﺔ واﻝـﻌـﻘـﻠـﻴـﺔ واﻝﻨﻔﺴﻴﺔٕ ،واﻋدادﻩ ﻝﻤﻬﺎﻤﻪ اﻝﺘﻲ ﺴﻴﻘﺎﺒﻠﻬﺎ ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﻜﺒر.
رﺒﻤﺎ ﻜﺎن اﻨﺨراط اﻝﻜﺒﺎر ﻓﻲ اﻻﻫﺘﻤﺎم وﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻷﻝﻌﺎب اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺒل واﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ ﻓـﻲ إﻋـداد دﻤـﻰ وأدوات اﻝـﻠـﻌـب ﻝﻸطﻔﺎل داﻓﻌﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﻀﻤن دواﻓﻊ أﺨرى ﻻﺴﺘﻤرار اﻝﺼﻐﺎر ﻤن اﻷطﻔﺎل واﻝﺼﺒﻴﺔ ﻓـﻲ اﻫـﺘـﻤـﺎﻤـﻬـم ﺒـل واﺤـﺘـﻔـﺎﺌـﻬـم ﺒـﺘـﻠـك اﻷﻝﻌﺎب. ﻝﻤﺎ ﻻ وﻗد ﺘﻌﻠم اﻷطﻔﺎل اﻝﻠﻌب ﻓﻲ أﺤﻀﺎن أﻤﻬﺎﺘﻬم وأﻗﺎرﺒﻬم ﻤﻨذ ﻝﺤظﺔ اﻝوﻻدة ﺤﺘﻰ ﺴن ﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻷﻝﻌﺎب ﺒﻤـﻔـردﻫـم – أي ﺒﻌﻴداً ﻋن أﺤﻀﺎن اﻷﻤﻬﺎت – وﺤﻴﻨﻬﺎ ﻴﻜون ﺘرﺒﻰ ﻝدى اﻝطﻔل ﻏرﻴزة اﻝﻠﻌب اﻝﺠﻤﺎﻋﻲ ﻤﻨذ اﻝﻠﺤظﺔ اﻷوﻝﻰ ﻝﺘـﻌـﻠـﻤـﻪ ؛ ﻓﻨﺎد ارً ﻤﺎ ﻨﺠد أﻝﻌﺎب ﺸﻌﺒﻴﺔ ﻏﻴر ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،وﻫذﻩ اﻝﺘﺸﺎرﻜﻴﺔ أو اﻝﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﻌد ﻝدى ﺨﺒراء اﻝـﺘـرﺒـﻴـﺔ ﻤـن أﻫـم إﻴـﺠـﺎﺒـﻴـﺎت اﻷﻝﻌﺎب اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺸﺠﻊ اﻝطﻔل ﻋﻠﻰ اﻻﻨﺨراط ﺒﺈﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻤﻊ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻨذ اﻝﺼﻐر.
ﻫل اﻷﻝﻌﺎب اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﺘواﺠﻪ ﺨطر اﻹﻨدﺜﺎر؟
اﻝﺴؤال اﻝﻤطروح ﺒﻘﻠق اﻵن ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ أوﺴﺎط اﻝﻤﻬﺘﻤﻴن ﺒﺎﻝﺜﻘﺎﻓﺔ اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ اﻝﻤﺼرﻴﺔ ﻫل ﺴﺘﻨدﺜر أﻝﻌﺎب اﻷطﻔﺎل اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﺴواء ﻜﺎن اﻹﻨدﺜﺎر ﺴرﻴﻊ اﻝﺨطﻰ أو ﺒﺘﺒﺎطؤ؟ ٍ ﺒـﺒـطـﺊ ﺸـدﻴـد ﺨـﺎﺼـﺔ ﻓـﻲ أوﺴـﺎط ﻓﻲ ظﻨﻲ ﻝن ﺘﻨدﺜر أﻝﻌﺎب اﻷطﻔﺎل اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ٕواﻨﻤﺎ ﻗد ﺘﺘﻐﻴر أﻨﻤﺎطﻬﺎ وﻴـﻘـل ظـﻬـورﻫـﺎ اﻷﻏﻨﻴﺎء ،ورﺒﻤﺎ ﺴﺘﺸﻬد ﻜﺜﺎﻓﺔ وﻨﻤو ﻓﻲ أوﺴﺎط اﻝﻔﻘراء وﺴط أﺠواء اﻝرﻜود اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻝﻌﺎﻝﻤﻲ ،ﻓﻼ ﻴﺴﻊ اﻝطﻔل إﻻ أن ﻴﻠﻌب وﻴﻠﻬو إﻤﺎ ﻝﻠﺘﺴﻠﻴﺔ أو اﻝﺘﺴرﻴﺔ ﻋن اﻝﻨﻔس ،أو ﻻﺨﺘـﺒـﺎر اﻝـﻘـدرات اﻝـﺤـرﻜـﻴـﺔ واﻝـﺘـواﻓـق اﻝـذﻫـﻨـﻲ اﻝـﺤـرﻜـﻲ ،أو ﻝﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺎت اﻝﺒرﻴﺌﺔ ﺒﻴن اﻝﺼﻐﺎر. ٕواذا ﻝم ﻴﺠد اﻝطﻔل ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻝﻌب ﻴﺘﻌﻠم ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻬو ﻝن ﻴﻌدم اﻝﻤﻌﻠم اﻷول اﻝذي ﻴﺸﺠﻌـﻪ ﻋـﻠـﻰ اﻝـﻠـﻌـب وﻴـﺄﺨـذ ﻋـﻨـﻪ أوﻝـﻰ ﺤرﻜﺎﺘﻪ ﻤﻨذ وﻻدﺘﻪ )اﻷم(. ﻓﻠﻴس ﻏرﻴﺒﺎً أن ﻨﻌرف أن اﻷم ﻫﻲ اﻝﻤﻌﻠم اﻷول ﻝﻠطﻔل ﻓﻲ ﻜل اﻝﻤﻨﺎﺤﻲ وﺒﺨﺎﺼﺔ اﻝﻠﻌب ﺴواء ﻓﻲ اﻹﻴﻘﺎع اﻝﺤرﻜﻲ اﻝذي ﺘﺘﻠﻘف ﺒﻪ اﻝﻤوﻝود ﻝﺘﻬﻨﻴﻨﻪ أو ﻫدﻫدﺘﻪ. وﻝدى اﻷم ﺴﻴﻨﺎرﻴو ﺠﺎﻫز ﻝﻠﻌب ﻤﻊ اﻝطﻔل -ذﻜر أو أﻨﺜﻰ -ﻤﻨذ ﻴوم وﻻدﺘﻪ ورﺒـﻤـﺎ ﻗـﺒـل اﻝـوﻻدة ؛ أﻻ ﻴـﻨـﺼـﺢ اﻷطـﺒـﺎء وﺨﺒراء اﻝﺘرﺒﻴﺔ ﻤﻨذ ﻋﻘود اﻷﻤﻬﺎت ﺒﺎﻝﺘواﺼل ﻤﻊ أﺠﻨﺘﻬم ﻤﻨذ اﻝﺸﻬور اﻷوﻝﻰ ﻝﻠﺤﻤل؟!
ﻓﻬﺎ ﻫﻤﺎ ﻨﺼﺎن ﺘؤدﻴﻬﻤﺎ أم اﻷﻨﺜﻰ وأم اﻝذﻜر ﺒﻌد اﻝﻤﻴﻼد ﻤﺒﺎﺸرة وﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺘوﻀﺤﺎن ﻤﻜﺎﻨﺔ اﻝﻤوﻝود ﺴواء ذﻜر أم أﻨﺜﻰ واﻝﻨص ﻴؤدى ﻤﻊ إﻴﻘﺎع ﺤرﻜﻲ ﻤن اﻷم ﺘﻬدﻫد ﺒﻪ ﻤوﻝودﻫﺎ ،وﻝﻴﺴﺘﻤر ذﻝك اﻹﻴﻘﺎع ﻋﺎﻝﻘﺎ ﺒﺎﻝطﻔل ﺒﺎﻝـﻤـﺴـﺘـﻘـﺒـل .ﻓـﺘـﻘـول اﻷم :
ــــــــــــــــــــت َﻴﺎﻝﻴﻠَـــــــــــــــــــــﻪ َﻫﻨﻴـــــــــــــــــــــﻪ ﻝَ ﻤـــــــــــــــــــــﺎ ﻗَـــــــــــــــــــــﺎﻝوا ِدي ْﺒ َﻨ ﻴـــــــــــــــــــــﻪ ُﻗﻠـ ْ ﻝَ ﻤـــــــــﺎ أﻗـــــــــول ﻴﺎراﺴـــــــــﻲ ِ ..ﺘﻤﻠّـــــــــﻰ اﻝ ُﻘﻠﻴـــــــــ ل َ◌ه وﺘـــــــــو ِ ار ْب اﻝﺒـــــــــﺎب َﻋﻠَ ّﻴـــــــــﺎ َ ﻀــــــــــــــــــــﻼّ ْم و ﻝَ ﻤـــــــــــــــــــﺎ ﻗَــــــــــــــــــــﺎﻝوا َدا ُﻏــــــــــــــــــــﻼّم ُﻗ ْ ﻠـــــــــــــــــــت َﻴﺎﻝﻴﻠَــــــــــــــــــــﻪ َ ــــــــــــدﻩ اﻝﻤـــــــــــــرﻩ ..ﻴـــــــــــــﺎ ﻴ ْطﻠُﺒـــــــــــــوﻩ ﻓـــــــــــــﻲ ِ ــــــــــــﺎم ظـ اﻝﻨ َ ــــــــــــرﻩ ﻴـــــــــــــﺎ ﺘَ ْ ْ َ ُﺒﻜـ َ ﺎﺨـ ُ َ *** ــــــــــــــــــرد ــــــــــــــــــﻬري وِاﻨﻔَـ ﻀـ و ﻝَ ﻤـــــــــــــــــــﺎ ﻗَـــــــــــــــــــﺎﻝوا َدا َوﻝـ ــــــــــــــــــد ِاﻨـــــــــــــــــــ َ ْ ْ ﺸ ْد َ ْ وﺠـــــــــــــــــﺎﺒوﻝﻲ اﻝﺒﻴـــــــــــــــــض ِﻤﻘَـــــــــــــــــ ﺴﻤن ﻋـــــــــــــــــﺎم وﻋﻠﻴـــــــــــــــــﻪ اﻝـــــــــــــــــ ﺸر َ َ ــــــــــــــت ي اﻝزﻓـ و ﻝَ ﻤـــــــــــــــﺎ ﻗَـــــــــــــــﺎﻝوا دي ِﺒﻨـ ْ ْ ــــــــــــــت ﻗـــــــــــــــﺎل ﻴـــــــــــــــﺎ ﻝﻴﻠـــــــــــــــﻪ َز ّ ﺴﻤن َﻤ ّﻴـــــــــــــــــﻪ وﺒـــــــــــــــــدال اﻝـــــــــــــــــ وﺠـــــــــــــــــﺎﺒوﻝﻲ اﻝﺒﻴـــــــــــــــــض ِﺒ ِﻘـــــــــــــــــ ْ ﺸ ُرﻩ َ َ
وﻋﻨدﻤﺎ ﻴﻜﻤل اﻝطﻔل ﻴوﻤﻪ اﻝﺴﺎﺒﻊ ﺘﺘﻠﻘﻔﻪ ﻝﻌﺒﺔ أﺨرى ﺘﻨﺸط ﺴﻤﻌﻪ واﺤﺴﺎﺴـﻪ ﺒﻤـن ﺤوﻝـﻪ ﻓﺘﻜـون اﺤﺘﻔﺎﻝﻴـﺔ ﺴـﺒوع اﻝطﻔـل ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻝﻌﺒﺔ أﺨرى ﻴﻠﻌﺒﻬﺎ اﻝﻜﺒﺎر ﻤﻊ اﻝﻤوﻝود ﻓﻲ ﻴوﻤﻪ اﻝﺴﺎﺒﻊ ،ﺒل ﻴﻘﻴم اﻝﻜﺒﺎر ﺤوا ارً ﻤﻊ اﻝﻤوﻝود أﻴﻀﺎً ﻓﻴﻘوﻝون:
ــــــــك ودا ﻨﺎﺘَـ ْ ــــــــك َ ..ﺒ ْر َﺠﺎﻻّ ﺘـ ْ َﺒ ْر َﺠﺎﻻّ ﺘـ ْ ــــــــك َ ..ﺤﻠَـ ْ ــــــــب ﻓـــــــــﻲ َ ــــــــق َد ﻫـ ْ ﻴﺎرِﺒ َﻨـــــــــــــــــــــﺎ ِﺘ ْﻜ َﺒـــــــــــــــــــــر وِﺘ ْﺒﻘـــــــــــــــــــــﻰ ﻗَِد ﻨـــــــــــــــــــــﺎ ﻴـ ــــــــــــــــــــﺎرب ْ ﺴـــــــــــــــــــــــــــﻪ وِﺘ ْﺒﻘـــــــــــــــــــــــــــﻰ َزّﻴﻨـــــــــــــــــــــــــــﺎ وح وﺘْـ اﻝﻤدر ــــــــــــــــــــــــــر ْ َ ُ
ِ ـــــــــوك ﺴ َﻤﻌــــــــــﺸﻲ َﻜــــــــــﻼّم اَﺒـ ْ ـــــــــﻤ ْﻊ َﻜــــــــــﻼّم اُﻤـ ْ ـــــــــك ..ﻤــــــــــﺎ ﺘ ْ إِ ْ ﺴـ َ
وﻋﻨد ﻫدﻫدة طﻔل ﺒﻌﻴﻨﻪ ﺘؤدي اﻷم ذﻝك اٌﻴﻘﺎع اﻝرﺘﻴب ﺤرﻜﻴﺎً ﻝﻤـﺴﺎﻋدة اﻝطﻔـل) -ﻴوﺴـف( ﻓـﻲ اﻝﻨـص -ﻋﻠـﻰ اﻻﺴﺘـﺴﻼم ﻝﻠﻨوم ﺒﻤﺴﺎﻋدة اﻷداء اﻝﻘوﻝﻲ اﻝﻐﻨﺎﺌﻲ اﻝذي ﻴﺴﻌﻰ ﻝﺘﻌرﻴف اﻝطﻔل ﺒﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻋن اﻝطﻴور)اﻝﺤﻤﺎم(واﻝﺤـﺸرات )اﻝﺨﻨﻔـس(. ﻓﺘﻘول:
ِ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــس ..ﻴـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎﻝﻼّ ِﺘﻨـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎم ﻨﻌ ْ ﻴـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎﻝﻼّ ﺘ َ
ﻷِ ِ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــوزﻴن َﺤ َﻤــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــب ﻝﻴوﺴــــــــــــــــــــــــــــــــــــف ﺠـ َﺠﻴـ ْ ِ ﺤﻤـــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــﻀ َﺤ ْك َﻋﻠﻴـ َﺒـ ْ ْ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــك ﻴـــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎ دي اﻝَ َ ور ﻴوﺴـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف وﻴﻨـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎم ﻝَ ﻤـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎ ِﻴـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد َ
ِ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــس ..ﻴـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎﻝﻼّ ِﺘﻨـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎم ﻨﻌ ْ ﻴـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎﻝﻼّ ﺘ َ ــــــــــــــــــــــــــــــــــوزﻴن ُﺨ ِ ﻷِ ِ ﻨﻔـــــــــــــــــــــــــــــــــــس ــــــــــــــــــــــــــــــــــب ﻝﻴوﺴـــــــــــــــــــــــــــــــــــف ﺠـ َﺠﻴـ ْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــك ﻴــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎ ِدي اﻝَ ُﺨ ِ ﻨﻔــــــــــــــــــــــــــــــــــــس ـــــــــــــــــــــــــــــــــــﻀ َﺤ ْك َﻋﻠﻴـ َﺒـ ْ ْ ﻝَ ﻤـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎ ِﻴـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدور ﻴوﺴـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف وِﻴ ِ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــس ﻨﻌـ ْ َ
ﻨص آﺨر ﻝﻠﻌﻠب ﻤﻊ طﻔل ﺒﻌﻴﻨﻪ – أﺴﺎﻤﺔ -ﺘﺴﻌﻰ ﻓﻴﻪ ﺨﺎﻝﺘﻪ ﺼﻐﻴرة اﻝﺴن ﻝﻠﺘروﻴﺢ ﻋﻨﻪ وﻤﻼطﻔﺘﻪ ﻓﺘﻘول:
روح ﻝﻠﻌ ﺠﺎﻨــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺔ ِ ..ﺘ ِ ﺼﻪ ﻌﻤﻠــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك ﻗُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
ٕوان ﻤـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎ ﻋ ِ ﺠﻨﺘْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺸﻲ .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﻤر ٕوادﻴﻬـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎ ﺸـ َ َ ِ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎﺘم ﻓﻴﻬــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎ ﺒﺈﻴــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدﻴك اﻝﺤﻠــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة ..واﻝﺨـ
وﻤن اﻷﻝﻌﺎب اﻝﺒﺴﻴطﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻠﻌﺒﻬﺎ اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻓظﺔ اﻝﺴوﻴس )اﻝﺴﺒﻊ طوﺒﺎت(:
ﻝﻌﺒﺔ اﻝﺴﺒﻊ طوﺒﺎت : ﺒﺄن ﻴﺘم رص ﻋدد ٧طوﺒﺎت ﻓوق ﺒﻌﻀﻬﺎ واﻝﺘﻨﺸﻴن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻜرة ،ﻓﺈذا اﺴﺘطﺎع أن ﻴﺴﻘط ال ٧طوﺒﺎت ،ﻴﻜﺴب ،أﻤﺎ إذا ﻝم ﻴﺴﺘطﻊ اﺴﻘﺎطﻬم ﻜﻠﻬم ،ﻴﻠﺘﻘط اﻝﻜـرة أﺤـد أﻓـراد اﻝﻔرﻴـق اﻝﻤـﻀﺎد ،وﻴﺠـرى وراء ﻫـذا اﻝﻔرﻴـق ،وﻝـو أﺼـﺎب واﺤـد ﻤﻨﻬــم ﻴﻘــﻊ ﻓرﻴــق ﻫــذا اﻝــذى أﺼــﻴب ،وﻴﺨــﺴروا ﻨﻘطــﺔ ،وﺘﻌــﺎد اﻝﻜــرﻩ ﺒﺎﻝﺘﺒــﺎدل وﻫﻜــذا ،وﻴﻘــﺎل أﻨﻬــﺎ أﺼــل ﻝﻌﺒــﺔ اﻝﺒوﻝﻨــﺞ اﻝﺤﺎﻝﻴﺔ .
ﻨﻤط اﻷﻝﻌﺎب واﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻨﻔﺴﻲ وﻷن "اﻝﻤﻤﻨوع – ُﻋرﻓﺎً -ﻤرﻏوب" و "اﻝﻤﺤظـور ﻤﻨظـور" ﻓـﺈن اﻝﺒﻨـﺎت ﻴﻠﻌﺒـن ﻝﻌﺒـﺔ " ﺼـﻴﺎد اﻝـﺴﻤك " ﺘﺄﻫﺒـﺎً واﻨﺘظـﺎ ار إﻝـﻰ ﺤﻴــن ُﻴرﻓــﻊ ﻋﻨﻬــم ﻫــذا اﻝﺤظــر – ﺼــﻴد اﻝــﺴﻤك ﻓــﻲ اﻝﺒﺤــر-؛ ﻓﻬــن ﻴﻌــددن أﻨﻔــﺴﻬن ﻝﻴــﺼﺒﺤن ﺼــﻴﺎدات اﻝــﺴﻤك ﻓــﻲ اﻝﻤﺴﺘﻘﺒل . إن ﻝﻌﺒﺔ "ﺼﻴد اﻝﺴﻤك" أو " ﺼﻴﺎدﻴن اﻝﺴﻤك " ﻤن اﻷﻝﻌﺎب اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻠﻌﺒﻬﺎ اﻝﺒﻨـﺎت واﻝـﺼﺒﻴﺎن ﻋﻠـﻰ ﺤـد ﺴـواء ﻓـﻲ ﻜﺜﻴر ﻤن اﻝﻤﺎﻓظﺎت اﻝﻤﺼرﻴﺔ ،ﻝﻜن رﺒﻤﺎ ﻋﻨدﻤﺎ ﺘﻤﺎرﺴﻬﺎ اﻝﺒﻨت ﻓـﻲ ﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﺘطـل ﻋﻠـﻰ ﺴـﺎﺤل اﻝﺒﺤـر ﻴﻜـون ﻝﻬـﺎ أﺒﻌـﺎد ﻨﻔﺴﻴﺔ وﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻗﻠﻴﻼً. وﻫﻲ ﻝﻌﺒﺔ ﺘُﻤﺎرس ﻓﻲ أي ﻤﻜﺎن ﻤﻔﺘوح ﻴﺘﺴﻊ ﻝوﺠود ﻋدد ﻜﺒـﻴر ﻤـن اﻝﻼﻋﺒـﺎت ﻓﻬـن ﻴﺤﺘﺠـن إﻝـﻰ ٥ﻤـﺘر ﻤرﺒـﻊ ﻋﻠـﻰ أﻗل ﺘﻘدﻴر ﻝﺘﻤﺜل ﻤﺴﺎﺤﺔ "اﻝﺒﺤر"؛ ﻝذا ﻫن ﻴﻠﻌﺒﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﺤﺎرة أو ﻓﻲ ﻓﻨﺎء اﻝﻤدرﺴﺔ أو ﺤﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺸﺎطﺊ اﻝﺒﺤر،وﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﺒﻨـﺎت ﻫـﻲ ﻝﻌﺒﺘـﺎن ﻓــﻲ ﻝﻌﺒـﺔ واﺤـدة ؛ ﺤﻴــث ﺘﺒـدأ ﺘﻘـﺴﻴم اﻝﻔـرق اﻝﻤــﺸﺎرﻜﺔ وﺘﺤدﻴـد اﻝﻔرﻴـق اﻝﺒــﺎدئ ﺒﻠﻌﺒـﺔ ﻤـن أﻝﻌــﺎب اﻝـ )ﻗُرﻋﺔ( ،ﺘﻠﻴﻬﺎ ﻝﻌﺒـﺔ "ﺼـﻴﺎدات اﻝـﺴﻤك" .وﺘـﺼف ﻝـﻲ اﻝطﻔﻠـﺔ "اﻝﻤﺒدﻋـﺔ" ﺴـﺎرة ﻜﻴـف ﺘﻠﻌـب اﻝﺒﻨـﺎت ﻫـذﻩ اﻷﻝﻌـﺎب اﻝـﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﺘوﻀﺢ:
اﻝﻘطﺔ اﻝﻌﺎﻤﻴﺔ(
ﻫﻲ ﻝﻌﺒﺔ ﺒﻴن ﻓرﻴﻘﻴن أو ﻻﻋﺒﺘﻴن ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻴﻬﺎ اﻷداء اﻝﺤرﻜﻲ واﻝﻘوﻝﻲ ،وﺘُﻌـد ﻝﻌﺒـﺔ اﻓﺘﺘﺎﺤﻴـﺔ ﻝﻜﺜـﻴر ﻤـن اﻝﻠﻌﺒـﺎت ،وﺘﻤﺜـل ) ﻗُرﻋﺔ ( ﻻﺨﺘﻴﺎر اﻝﻼﻋﺒﺔ أو اﻝﻔرﻴق اﻝذي ﻴﺒدأ اﻝﺘﺒﺎري ﻓﻲ اﻝﻠﻌﺒﺔ اﻝﻼﺤﻘﺔ. ﻋدد اﻝﻼﻋﺒﺎت٣ : ﺸﺔ( ﻷﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺘﺒﺎرى ﻝﻠﻤﻜﺴب أو اﻝﻔوز ﻤﻊ أي ﻤن اﻝﻔرﻴﻘﻴن ،ﻓﻬﻲ ﻤﺠرد )دﻝﻴـل( )اﻝﺤ َﻜ ْم( ،و ﺘُﺴﻤﻰ )اﻝطﻴ َ ﺘﻤﺜل اﺤداﻫن َ ُﻴﻘﺎس ﻋﻠﻰ آداﺌﻬﺎ ،وﺘﺤدد اﻝﻔﺎﺌزة أي اﻝﺒﺎدﺌﺔ ﻝﻠﻌب. ﺜم ﻻﻋﺒﺘﻴن ﺘﻤﺜل ﻜل واﺤدة ﻓرﻴﻘﻬﺎ أو ﻨﻔﺴﻬﺎ إذا ﻜﺎﻨت اﻝﻠﻌﺒﺔ ﺒﻴن ﺸﺨﺼﻴن ﻓﻘط. اﻷداء: ﺘﻀﻊ ﻜل ﺒﻨت ﻜف ﻴدﻫﺎ اﻝﻴﻤﻨﻰ ﻤﻘﻠوب -أي ﺒﺎطﻨﻪ ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻷرض -ﻓﻲ ﻓوق ﻴد اﻝطﻴﺸﺔ وﻴرددن : ﻜﻴﻠو ﺒﺎﻤﻴﻪ ...اﻝﻘطﻪ اﻝﻌﺎﻤﻴﻪ ﺜم ﻴﻘﻠﺒن أﻴدﻴﻬن ﺒﺴرﻋﺔ ،وﻤن ﺘﺘطﺎﺒق وﻀﻌﻴﺔ ﻴدﻫﺎ ﺒﻌد ﺘﺤرﻴك اﻝﻜف )ظﻬ ارً أم ﺒﺎطﻨﺎً( ﻤـﻊ وﻀـﻌﻴﺔ ﻴـد "اﻝطﻴـﺸﺔ" ﻴﺒـدأ ﻓرﻴﻘﻬﺎ اﻝﻠﻌب ،وﻴﺼﺒﺤن ﺼﻴﺎدات ،أﻤﺎ اﻝﻔرﻴق اﻵﺨر ﻓﻴﻤﺜل "اﻝﺴﻤك" وﻤن ﺜم ﺘﺒدأ اﻝﻠﻌﺒﺔ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ.
ﻝﻌﺒﺔ )ﺼﻴﺎدات اﻝﺴﻤك( ﻴﻜون اﻝﺒﻨﺎت ﻓرﻴﻘﻴن ﻜل ﻓرﻴق ٣ﻓﺘﻴﺎت ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ )اﻝطﻴـﺸﺔ( وﻫـﻲ اﻝﺒﻨـت اﻝـﺘﻲ ﺘﻠﻌـب ﻝـﺼﺎﻝﺢ اﻝﻔـرﻴﻘﻴن ﻓﻘـط ﺘراﻗـب ﺴﻴر اﻝﻠﻌﺒﺔ ﺒﺤﺴب ﻗواﻨﻴﻨﻬﺎ اﻝﻤﻌروﻓﺔ ﻝدى اﻷطﻔﺎل ،ﺒﻌد أن ﺘم ﺘﺤدﻴد ﻓرﻴق )اﻝﺼﻴﺎدات( وﻓرﻴـق )اﻝـﺴﻤﻜﺎت( واﻝﻤـﺴﺎﺤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘُﻤﺜل اﻝﺒﺤر ﻻ ﺘﻘل ﻋن ٥ﻤﺘر ،وﻻﺒد ﻤن وﺠـود ) ُﻜـرة( ﺼـﻐﻴرة ﻤـن اﻝﺒﻼﺴـﺘﻴك – ﺘﺘﻨﺎﺴـب ﻤـﻊ ﻜـف ﻴـد اﻝﻼﻋﺒـﺎت- )اﻝﺼﻨﺎرة(. ﺘﻤﺜل
اﻷداء: ﺘﻘف إﺤدى اﻝﺼﻴﺎدات ﻋﻠﻰ اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻴﺴرى ﻤن ﺸط اﻝﺒﺤر – اﻝوﻫﻤﻲ – ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﺼﻴﺎدة ﻋﻠﻰ اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻴﻤﻨﻰ و ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ )اﻝـﺼﻨﺎرة /اﻝ ُﻜـرة( ﻨﺤـو ﻓرﻴـق ) اﻝﺒﺤر( اﻝـذي ﻴﻘـف ﻓﻴـﻪ ﻓرﻴـق )اﻝـﺴﻤك ( ،ﺜـم ﺘﻘـذف اﻝـﺼﻴﺎدة اﻝـﺘﻲ ﻓـﻲ اﻝﺠﻬـﺔ اﻝﻴﻤـﻨﻰ ﺒﺎﻝﺼﻨﺎرة ،وﻋﻠﻰ اﻝﺼﻴﺎدة ﻓﻲ اﻝﺠﻬﺔ اﻷﺨرى إﻝﺘﻘﺎط اﻝﻜرة ﻗﺒل أن ﺘﻘﻊ ﻓـﻲ اﻝﺒﺤـر ، اﻝﺴﻤك اﻝذي ﻴﺤﺎول ﺘﺠﻨب إﺼﺎﺒﺘﻪ وﻜل "ﺴﻤﻜﺔ" ﺘﺼﺒﻬﺎ اﻝﻜرة ﺘﺘﻨﺤﻰ ﺠﺎﻨﺒﺎً إﻝـﻰ أن ﺘﻨﺘﻬـﻲ اﻝﺠوﻝـﺔ ﺒﺈﺼـﺎﺒﺔ اﻝﺜـﻼث ﺴـﻤﻜﺎت ﻓﻴﻜـون ﻓرﻴـق اﻝـﺼﻴﺎدات ﻜـﺴب اﻝﺠوﻝﺔ ،وﻴﺒدأ رﺤﻠﺔ ﺼﻴد ﺠدﻴدة إﻝﻰ أن ﻴﻔﺸل ﻓﻲ اﻻﺤﺘﻔﺎظ ﺒـﺎﻝﻜرة ،أو أن ﻻ ﻴـﺼﻴب أﺤـدى اﻝـﺴﻤﻜﺎت ؛ ﻓﺘﻨﺘﻘـل اﻝﺠوﻝـﺔ
ﺤﻴﻨﺌذ إﻝﻰ ﻓرﻴق اﻝﺴﻤﻜﺎت وﺘﺘﺒـﺎدل اﻝﻼﻋﺒـﺎت اﻷدوار وﻫﻜـذا ﺤـﺘﻰ ﺘﻨﺘﻬـﻲ اﻝﻔـﺘرة اﻝﻤﺤـددة ﻝﻠـﺼﻴد أو أن ﻴﻔﻠـﺢ ﻓرﻴـق ﻓـﻲ اﻝوﺼول ﻝﻌدد رﺤﻼت اﻝﺼﻴد اﻝﻨﺎﺠﺤﺔ اﻝﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻬﺎ -ﻗد ُﻴﺘﻔق ﻋﻠﻰ أن "اﻝﻔورة" ﻤن ﺨﻤﺴﺔ ﻤﺜﻼً .
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺜﻨﺎء ﺘﻜون اﻝطﻴﺸﺔ ﺘﺤﺴب ﻋدد اﻝﺠوﻻت اﻝﺘﻲ ﻓﺎز ﺒﻬﺎ ﻜل ﻓرﻴق .
ﻏــﻴر أﻨــﻪ -وﺤــﺴب ﻜــﻼم اﻝﻤــﺼدر -ﻫﻨــﺎك أﻝﻌــﺎب ﺸــﻌﺒﻴﺔ أﺨــرى ﺘﻤﺎرﺴــﻬﺎ اﻝﻔﺘﻴــﺎت ﺤــﺘﻰ ﺴــن ١٤ﺴــﻨﺔ ﻋﻠــﻰ أﻗــﺼﻰ ﺘﻘـدﻴرﻤﺜل ﻝﻌﺒــﺔ " اﻷوﻝـﺔ /اﻝﺤﺠﻠــﺔ " ﺒﺄﻨواﻋﻬـﺎ )ﻋﺎدﻴــﺔ -ﺴــﻼﻝم -أوﻝـﺔ اﻷﺼــدﻗﺎء( ،ﻜـذا دواﺌــر ﺘﻔﺘـﺢ اﻝزﻫــور اﻝﻤﻌروﻓــﺔ ﺒﻠﻌﺒﺔ "ﻓﺘﺤﻲ ﻴﺎوردة".
اﻝﺨﻼﺼﺔ
أﻝﻌﺎب اﻷطﻔﺎل اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ظﻨﻲ ﻝن ﺘﻨدﺜر ﻓﻬﻲ ﺒﺎﻗﻴﺔ ﺒﻘﺎء اﻷﻤﻬﺎت اﻝﻶﺌﻲ ﻴﻨﻘﻠن ﻷوﻻدﻫن ﻤﻌﺎرف وﺨﺒرات ﺤﻴﺎﺘﻴﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﻤﻨﻬﺎ اﻝﻠﻌب ﻓﻬو ﻨﺸﺎط ﺤر ﻏﻴر ﻤﻔروض ،أي ﻴﻘوم ﺒﻪ اﻝﻔرد ﻤن ﺘﻠﻘﺎء ﻨﻔﺴﻪ ﺤ ار ﻤﺨﺘﺎ ار ﺒﺤﻴث ﻴﻤﻜﻨﻪ اﻝﺘوﻗف ﻋﻨﻪ ﺒﺎرادﺘﻪ ،وﻫل ﻴﺘوﻗف اﻻﻨﺴﺎن ﻋن ﻓﻌل ﻴﺠﻠب ﻝﻪ اﻝﻤﺘﻌﺔ اﻝﺒرﻴﺌﺔ؟! اﻝﺒﺎﺤﺜﺔ :دﻋﺎء ﺼﺎﻝﺢ إﺒراﻫﻴم ﻤدﻴر إدارة اﻝرﺴوم واﻝﺨراﺌط واﻹﺼدارات ﺒﺎﻹدارة اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻷطﻠس اﻝﻤﺄﺜورات اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ