مجلة من أوروبا البلد - عدد 2

Page 1

‫من أوروبا البلد‬ ‫أوراق مسافر لم يصل بعد‬ ‫‪https://www.facebook.com/mneuropa‬‬

‫عدد ‪ 2‬مارس ‪2102‬‬

‫ماذا أفعل “اآلن” لو كنت مرشحا للرئاسة؟‬ ‫مصر هي بنتي‬

‫فكراطية‬ ‫األبلة لسه متت‬ ‫خزعبالت‪ :‬استشعارات االشارات العصبية‬ ‫علي باب الحبيب‬ ‫يقين‬ ‫كتب الشهر‬ ‫دولة الحرب‬ ‫في فقه الصراع علي القدس و فلسطين‬ ‫‪1‬‬


‫محتويات العدد‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪16‬‬

‫كلمة محرر العدد‬ ‫علي خطي الحبيب‬ ‫فكراطية‬ ‫األبلة متت المهاردة‬ ‫صادفتك‬ ‫ماذا أفعل االن لو كنت مرشحا‬ ‫مصر هي بنتي‬ ‫يفين‬ ‫وهم المرشح االسالمي‬ ‫كتاب دولة الحرب‬ ‫ما هو الفرق بين التعليم في مصر و أوروبا ؟‬ ‫في حمالت التعريف بالدين اإلسالمي في الغرب‬ ‫في فقه الصراع علي القدس و فلسطين‬ ‫خزعبلة استشعار االشارات العصبية‬

‫كلمة محرر العدد‬ ‫إنتي فوده‬ ‫لقد واجهنا صعوبة بالغة في إصدار هذا العدد بسبب ظروف شخصية طارئة‪ ،‬و لكن ألننا اتفقنا علي صدور المجلة‪ ،‬بذلنا كل ما‬ ‫نستطيع لنحافظ علي كلمتنا و نحمد هللا انه أعاننا علي ذلك‪ .‬و النعكاس حالتنا النفسية علي كل ما نقوم به و نظرا للتغيرات السريعة‬ ‫المتالحقة في مصر قد تغيرت محتويات هذا العدد و لن يحتوي علي كل ما تم نشره علي الصفحة‪ ،‬لكونها غير موائمة لألحداث‬ ‫الجارية أو لكونها قد أدت غرضها و أرسلت محتواها لألشخاص المعنيون و تم تحقيق هدفها و الحمد هلل‪ .‬نسأل هللا أن ينفعنا و ينفع‬ ‫بنا‪.‬‬ ‫كان والدي رحمة هللا عليه دائما يوصيني النجاز أي شئ أو النجاح في أي امتحان ب‪:‬‬ ‫‪.1‬الصالة‬ ‫‪.2‬التركيز‬ ‫نسأل هللا تعالي أن ينال اعجابكم في النهاية و في انتظار مقترحاتكم‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫علي خطي الحبيب‬

‫لن تجد الراحة في منزلك الذي نسيت مكانه‪ ،‬لن‬ ‫تجد الراحة في سفرة مع األصدقاء‪ ،‬أو ليلة تبيتها‬ ‫تشكي ألي منهم‪ .‬لن تجد الراحة في الزوجة أو‬ ‫الحبيبة‪ .‬لن يأخذ آالمك قبلة ليد أمك أو دعوة من‬ ‫أبوك‪ .‬لن تجد الراحة في أي مكان‪ .‬و سيأخذك‬ ‫الشوق له‪ ...‬له وحده دون غيره‪ .‬ستظن أن األسللة‬ ‫التي تدور في عقلك هو وحده يملك اإلجابة‪ ،‬هو‬ ‫دون غيره‪ .‬و أن لقائك به قادر على أن يخرجك‬ ‫من هذا السجن‪.‬‬ ‫ستسير آالف األميال‪ ،‬ستعبر بحار و محيطات و‬ ‫جبال و صحاري و أنهار‪ ...‬ستسير ولو حبوا‪ ،‬إلى‬ ‫أن تصل‪ .‬سترتفع دقات قلبك لتصم أذنك‪ ،‬لتسكت‬ ‫آالف األصوات في رأسك‪ ،‬لتخرس كل روح‬ ‫شريرة فيك‪ .‬ستسكن سكون المحارب وأنت مقبل‬ ‫على جلسته‪ ،‬ستشعر بأنك مقبل على الراحة التي‬ ‫طالما تمنيتها‪ ،‬على تلك اللذة التي يسمونها‬ ‫السعادة‪ ...‬بحق‪ .‬وستقف أمامه و أنت ”تغض‬ ‫صوتك“ ألنه امتحان‪ .‬و ستكتشف الفاجعة‪ .‬أن من‬ ‫سرت إليه كل هذه األميال و هو الحبيب الذي‬ ‫تتمنى لقياه‪ ،‬و هو الرفيق الذي حرمت رفقته‪ ،‬و‬ ‫هو سيدك الذي تمنيت التراب الذي سار عليه‪......‬‬ ‫هو شخص ميت‪ .‬و ستعرف أنك ال تحظى بهذه‬ ‫الرفقة التي تمنيت‪ ،‬و أن حبيبك غائب‪ ،‬و التراب‬ ‫مفقود‪ ...‬فقط أنت اآلن ورفيقك الصمت أمام‬ ‫قبره‪.‬‬ ‫ستحيه بما في نفسك‪ ،‬و سيرد هللا له روحه ليرد‬ ‫عليك السالم أو يقيد هللا ملكا يبلغه سالمك‪ ...‬ال‬ ‫يهم‪ ،‬المهم أن يصله شوقك‪ .‬و ألنك مؤمن فإن‬ ‫قلبك سيهدأ‪ ،‬ولكن لوعة البعد هي ما سيحرق‬ ‫وجدانك‪ ،‬و ستفيض عيونك أنهارا حسرة على‬ ‫البعد و شوقا له‪ .‬و ستخبره أنك تحبه‪ ،‬تحبه حقا‪...‬‬ ‫حبا كثيرا‪ .‬و ستخبره من أنت‪ ،‬و ستقرؤه سالم من‬ ‫حملك السالم‪ ،‬و سيرد هو السالم و لن تعيه‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫س تقف عند حافة العامل وحدك‪ .‬ستشعر‬ ‫ابلوحدة‪ ,‬ابألمل‪ ,‬ابلشقاء‪ .‬ستشعر بأنك فقري‬ ‫ولو ملكت ادلنيا‪ ,‬بأنك جاهل ولو تعلمت‬ ‫أرسار الكون‪ .‬س تعييك ادلنيا بتفاصيلها‪ .‬لن‬ ‫خييفك املس تقبل‪ ,‬فقد زهدت يف ادلنيا‬ ‫بكنوزها‪ .‬لن يؤملك املايض فقد تبت عن لك‬ ‫ما فيه و أنت صادق‪ .‬ستبحث عن الراحة‬ ‫يف لك ماكن‪.‬‬

‫و ستحكي له ما شلت أن تحكي‪ ،‬و ستعاهده‪.‬‬ ‫و ستسلم على صاحبيه على يمينه‪ .‬و ستشتاق‬ ‫لرفقتهم‪ .‬ستسأل نفسك لماذا لم أكن أي منهم؟‬ ‫لماذا خلقني هللا في هذا الزمان؟ أال يحبني‬ ‫هللا؟!! أم هو اختيار منه لزماني؟ أزماني هذا‬ ‫تكليف أم عقوبة؟!‬ ‫ماذا لو لم أكن على القدر الكافي من الصالح‬ ‫لصحبتهم في اآلخرة‪ ،‬أيحرمني هللا رؤيتهم‬ ‫في الدنيا و صحبتهم في اآلخرة؟ أشقي أنا؟ و‬ ‫ستبكي أكثر‪ .‬ستبكي ضعفك و جهلك‪ .‬ستبكي‬ ‫خوفا مع انك مطملن‪ ،‬و ستبكي طمعا في‬ ‫حكمة هللا‪ .‬و سيضطرك البعض للمرور‪.‬‬ ‫فلست وحدك من يزور الحبيب‪ .‬و ستكمل ما‬ ‫تعرف من سنن‪ .‬ستعطيه ظهرك‪ .‬نعم‬ ‫ستعطيه ظهرك‪ .‬و ستستقبل القبلة‪ .‬ستتوجه‬ ‫فقط هلل‪ .‬ستعرف إنه ما كان ”إال رسول“‪ ،‬و‬ ‫أنه ”مات“‪ ،‬و أنه أخبر أصحابه بذلك في‬ ‫حياته‪ ،‬و أنك ال تنقلب على عقبيك‪ ،‬و إنما‬ ‫تدع الشخص الذي هو عليه ”محمد“‬ ‫”الحبيب“ و ستعلي الفكرة التي حملها هو‬ ‫ليس إال‪ .‬ستذكره بأن محمد الحبيب حامل‬ ‫اإلسالم‪ .‬و ستصلي ركعتين من السنة و‬ ‫ظهرك لمحمد و ووجهك هلل‪ ...‬هلل فقط‪ .‬و‬ ‫ستعرف وقتها أن ”هللا“ وحده حررك من‬ ‫عبادة األشخاص لعبادة رب األشخاص‪ .‬و أن‬ ‫محمد –صلى هللا عليه و سلم‪ -‬كان رسوال‬ ‫لهذا التحرير‪ .‬تحرير من عبادة األصنام و‬ ‫األشخاص و األفكار‪ ...‬لعبادة هللا‪.‬‬ ‫ربما لحظتها ستتفهم‪ ،‬أن من البشر من يجعل‬ ‫مثله من البشر أصناما تعبد‪ .‬و أن من البشر‬ ‫من يجعل من األفكار أو الجماعات أصناما‬ ‫تعبد‪ .‬و أنها كلها ”وثنية“ و أنك تحررت‬ ‫لحظتها من كل ذلك‪ .‬ربما ستفهم أن سيرك‬

‫آالف األميال للقيا الحبيب نفسه كان درسا‪ .‬ربما‬ ‫تعيه وقتها‪.‬‬ ‫و ستؤمن‪ .‬و ستشتاق للقا ٍء من جديد‪ ،‬و ربما‬ ‫ستبقى على ما عاهدت‪ .‬و ستمني نفسك بأن‬ ‫تكون من ”أحبابه“ الذين بكاهم‪ ...‬لكم تتمنى‬ ‫ذلك‪ ،‬و ستصدق هللا في وعدك‪ ،‬و ستأخذ نفسا‬ ‫عميقا‪ ،‬و ستشعر بنفس نقية‪ ،‬و أنفاس منتعشة‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬قد غسلتك دموعك و حررتك‪.‬‬ ‫أنت اليوم حر‪ .‬ال تعبد إال هللا‪.‬‬ ‫وستعود للدنيا مجددا‪ ...‬فال يفتنك شخص‪ ،‬أو‬ ‫فكرة‪ .‬ال يُعبد إال هللا‪ .‬ال تعبد إال هللا‪.‬‬

‫أحمد عبد الحميد‬


‫فكراطية‬

‫أحمد عبد الحميد‬ ‫ربما شخص مجهول ال يتحدث كثيرا… ولكنه ال يملك اآللية التي يجعل فكرته‬ ‫الرائعة تصل لآلفاق‪ .‬ربما شخص في مكان بعيد وانطوائي ولكنه عبقري‪.‬‬ ‫النظام الديمقراطي فكرة فاشلة‪ .‬ال تجادل كثيرا‪ ,‬أن تعرف الحقيقة‪.‬‬ ‫ال يعقل أن يتساوى صوت العالم بصوت العامي‪ ,‬ولن تصل لمبتغاك‬ ‫حتى ولو سميتها “ديمقراطية تشاركية” فيها يشارك الشعب صناع‬ ‫القرارأو اسم آخر تحاول أن تجعل منها منظومة ناجحة لتلقي األفكار!‬ ‫الشورى؟‬ ‫كيف نبني على الشورى في هذا العصر الحديث‪ .‬أنختار من كل قطر‬ ‫رجل أو عشرة بشكل جغرافي؟ ماذا لو كان أحد األقطار أذكى من‬ ‫غيره؟ أو أفضل تعليما؟ هل يعقل أن تساوي بينهم عدديا وكفى؟‬ ‫دعنا نفكر إذا في شيء آخر غير الديمقراطية التي تبنى على‬ ‫االختيار الجغرافي (من كل دائرة رجل‪).‬‬ ‫من الذي يحمل الفكرة التي ستغير وجه الوطن؟‬ ‫ربما شخص مجهول ال يتحدث كثيرا… ولكنه ال يملك اآللية التي‬ ‫يجعل فكرته الرائعة تصل لآلفاق‪ .‬ربما شخص في مكان بعيد‬ ‫وانطوائي ولكنه عبقري‪.‬‬ ‫إن النظام الذي نبغيه إذا هو نظام يعالج أزمة الديمقراطية‪ ,‬و هو نظام‬ ‫يسمح بتداول و تصعيد األفكار بشكل مؤسسي ولو كان صاحبها‬ ‫شخص عادي‪ .‬وعليه البد أن نفرق ابتداءا بين نوعين من‬ ‫الديمقراطية‪:‬‬ ‫ديمقراطية التمثيل و ديمقراطية التفويض‪.‬‬ ‫ديمقراطية التمثيل و ديمقراطية التفويض‪:‬‬ ‫جرت العادة أن تختار كل دائرة “رجل” و من ثم توكله بكل أمورها‪,‬‬ ‫فهو إذن “مفوض” لكي يتحدث باسم منطقته الجغرافية بشكل‬ ‫مطلق و بدون محاسبة مجتمعية‪ ,‬أو حتى آلية لسحب هذه الثقة‬ ‫المجتمعية منه‪ .‬و عليه فله الصالحيات المطلقة في خالل فترة‬ ‫“تفويضه”‪ .‬ولو خرج أي شخص في دائرته بفكرة صالحة‪ ,‬فإن القرار له‬ ‫وحده في تنفيذها من عدمه‪ .‬وديمقراطية التفويض هذه (ديمقراطية‬ ‫الشيك على بياض) هي بالضبط ما يجب أن نتخلص منه‪ .‬وربما‬ ‫يحسنها فكرة “الديمقراطية التشاركية” وفيها يشارك المجتمع‬ ‫بالرقابة مع تمكينه من سحب الثقة بآليات محلية‪.‬‬ ‫ديمقراطية التمثيل ‪,‬أن يكون الرجل “ممثال” للجماعة وال يحق له‬ ‫اتخاذ قرار بدون الرجوع إلى الجماعة(التي يمثلها) مالم يكن في‬ ‫اإلطار المحدد سلفا و متفق عليه من الجماعة‪ .‬وعليه فإن مسؤولية‬ ‫الجماعة تأطير آلية لتصعيد األفكار بينهم حتى ولو لم يكن صاحبها‬ ‫هو “الممثل”‬

‫‪4‬‬

‫الديمقراطي في مجلس الشعب مثال‪ .‬إذا ما نريد هو هذا النوع‪:‬‬ ‫ديمقراطية التمثيل‪ .‬حتى يتسنى لنا تصعيد األفكار بشكل منهجي‪.‬‬ ‫ما هي اآللية التي تسمح بتداول األفكار و تصعيدها إلى‬ ‫الممثل؟ و بحيث تكون “ملزمة” له؟‬ ‫يتم تكوين مجلس الشورى أو مجلس الحكم من عدد من الممثلين‬ ‫من جهات و جماعات مختلفة و مؤسسية بشكل منهجي‪ .‬لدينا مثال‪:‬‬ ‫المجالس القومية المتخصصة‬‫الكليات المتخصصة‬‫نقابات مهنية‬‫تجمعات طالبية أو عمالية‪ ..‬إلخ‬‫المهم أن نخرج من حيز “األفراد” إلى حيز “المؤسسات”‪ .‬وأن تمكن‬ ‫اآللية أي فرد في أي مؤسسة من إيصال فكرته ألعلى الدرجات‪ ,‬ولو‬ ‫كان مهمش أو غير معروف‪ .‬المهم لديه الفكرة الالزمة لعالج أحد‬ ‫المشاكل‪.‬‬ ‫حين نخرج من حيز اختيار األشخاص و حكمهم “ديموقراطية” أو حكم‬ ‫الشعب‪ ,‬إلى حيز انتخاب األفكار أو حكم األفكار… أو كما أسميها أنا‬ ‫اآلن“ فكراطية ”فإننا ننتقل بالبشرية خطوة كبرى لألمام‪ .‬إذ نؤسس‬ ‫آلليات انتخاب فكرية وليست شخصية‪ .‬ولو فرضنا جدال أن األفكار‬ ‫مصدرها دائما مؤسسات‪ ,‬فإن ذلك يضمن رافدا مستداما من األفكار‬ ‫المبنية على علم والتي بالضرورة تعني رؤية واقعية للمستقبل الذي‬ ‫نحلم به‪ .‬بينما في الحالة األولى فإننا نسير مع “شخص” أو “حزب”‬ ‫على أفضل تقدير في دورته الحضارية من البداية إلى االنحدار و‬ ‫التحلل‪.‬‬ ‫قد يبدو ما كتبت جنونا‪ ,‬ولكن أظن أن من وضعوا فكرة النظام‬ ‫الديمقراطي األساسي بهيئاته التشريعية و التنفيذية و القضائية أيضا‬ ‫أرادوا أن يأخذوا خطوة في الحضارة البشرية تنظيميا‪ .‬و أحسب أننا –‬ ‫المسلمين أو العرب‪ -‬إذا أردنا أن نعبر للمستقبل‪ ,‬فالبد لنا من‬ ‫استقالل حضاري عن أفكار الغرب‪.‬‬ ‫الفكرة التي ستنهض بنا هي فكرة مستقلة‪ ,‬تعبر عن هويتنا و تستمد‬ ‫روحها من ثقافتنا‪ .‬هذه مجرد محاولة‪ .‬لقد أضفت كلمة للغة‬ ‫العربية ‪:‬فكراطية ‪:‬انتخاب األفكار بشكل منهجي من مؤسسات‬ ‫مختلفة‪ .‬أصل الفكرة‪ :‬م‪ .‬محمد سامي‪ ,‬حزب النهضة‪.‬‬ ‫‪http://bit.ly/GEbmhp‬‬ ‫أحمد عبد الحميد ‪:‬كتبها و نظر لها و سماها في الشكل أعاله‬


‫األبلة متت‬

‫النهاردة‬

‫رأيتها جالسة على سلم دار رسالة تبكى فى حرقة‪...‬تبدو فى العاشرة من عمرها على األكثر‪..‬مالبسها تدل على فقر الحال‪..‬ظننتها‬ ‫جاءت للحصول على مساعدة مالية فردها الموظفون‪...‬سألتها "بتعطيى ليه يا حبيبتى؟"‪...‬قالت لى‬ ‫"أصل األبلة مجتش النهاردة"‬ ‫ظننت أنها أحدى الفتيات التى تحضر دروس التقوية التى تعطيها رسالة مجانًا ألبناء الفقراء وربما كان امتحانها قريبًا وخايفة تسقط‬ ‫سألتها‪ ":‬هو امتحانك أمتى؟"‬ ‫قالت لى‪" :‬مفيش امتحان يا أبلة ‪..‬أنا بأجى هنا أتعلم القراءة والكتابة فى محو األمية"‬ ‫قلت لها‪" :‬طيب متزعليش إن شاء هللا األبلة هتيجى المرة الجاية وتكملوا الدرس"‬ ‫"قالت لى وهى ما تزال تبكى ‪ ":‬يا أبلة أنا فاتنى كتير قوى ‪..‬ونفسى أتعلم بسرعة ‪..‬أنا بحب العالم قوى‬ ‫نظرت إليها ودارت مقارنة سريعة فى ذهنى بينها وبين أطفال عائلتى والذين يدفع آبائهم بضعة آالف كل عام من أجل مصاريف‬ ‫المدرسة والزى المدرسى والباص والرحالت والكتب إلى آخره‪...‬ثم تعانى األم األمرين كل صباح من أجل أن تتحايل على االبن أو‬ ‫االبنة حتى يتكرم ويتعطف ويقوم من النوم ليذهب للمدرسة‬ ‫حقًا ال يشعر بقيمة الشىء إال من حُرم منه أو شاهد من حرُم منه‬ ‫ولماذا أيعد بعيدًا وأفكر فى أطقال العائلة؟ ماذا عنى أنا شخصيًا؟‬ ‫عندما كنت فى عمر هذه الفتاة كنت أذهب لمدرسة خاصة وأتعلم دروس الموسيقى وأقرا من مكتبة بيتنا لمصطفى محمود ونجيب‬ ‫محفوظ وإحسان عبد القدوس هذا غير ما يقرأه أبناء جيلى من رجل مستحيل وملف المستقبل وزهور وسماش ‪..‬إلخ‬ ‫ال أتذكر أنى مرة طلبت من والدى أو والدتى نقودًا لشراء كتب وقاال ال‬ ‫وكنت كلما ذهب لزيارة احد أقرابى المثقفين أعطانى كتبًا من عنده ألقرأها فأحملها وكأنى أحمل كنز ثمين وأغرق فيها فى المنزل‬ ‫حتى‬ ‫انتهى منها‬ ‫هذا غير المكافات التى كان أبى يعطيها إلينا كلما حصلنا على درجات جيدة‬ ‫هل اخترت أن أُولد فى عائلة ميسورة الحال تقدر العلم والقراءة وتشجع أوالدها عليهما؟‬ ‫بالطبع ال‬ ‫وهل اختارت هذه المسكينة أن تُولد لعائلة تجعلها تترك التعليم لتعمل فى خدمة البيوت؟‬ ‫بالطبع ال‬ ‫أنه فضل هللا يؤتيه من يشاء ‪...‬ولكن أال من شكر لهذه النعمة؟‬ ‫نعمة العلم التى من هللا بها علينا من غير أن نطلبها‬ ‫لماذا ال يفترض أى أب أن مصاريف مدرسة أوالده قد زادت ‪ 055‬جنيه ويتبرع بهذه النقود لتعليم طفل آخر؟‬ ‫لماذا ال يفترض كل شاب أن له أخ أو ابن عم صغير يذهب إليه كل أسبوع ساعتان أو ثالثة ويقوم بمحو أمية طفل آخر؟‬ ‫لماذا ال ننفق مما أعطانا هللا ( ً‬ ‫ماال وعل ًما ووقتًا)؟‬ ‫أتذكر أنى قرأت أن الشيخ الشعراوى ‪-‬رحمه هللا ‪ -‬كان يتكفل بتعليم بعض األوالد الفقراء فى حلوان وكان يعطى عائلتهم مبلغ من‬ ‫المال شهريًا حتى يتركوا األطفال فى التعليم وال يسرحوهم عمال‪..‬ومن هوالء األطفال خرج المهندس والطبيب والمحامى‬ ‫أليس هذا ثواب إحياء نفس الذى قال فيه هللا عز وجل‬ ‫"ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا"‬ ‫؟‬ ‫ً‬ ‫طويال ‪..‬أمامنا أمية قراءة وكتابة وأمية ثقافية وأمية سياسية وأمية أخالقية وأمية تكنولوجية وأمية‬ ‫أن المشوار فى مصر ما زال‬ ‫علمية وأمية دينية‬ ‫وكما قال أحد أصدقائى (كل ُ‬ ‫ُ​ُ على ثغر)‪....‬فليتخير كل مننا ثغره ولنبدأ المشوار‬ ‫وفق هللا صناع الحياة ودكتور عمرو خالد فى محو أمية القراءة والكتابة فى مصر‬ ‫ولنشاركهم بالمال أو الجهد أو الدعاء‬ ‫أو دعوة اآلخرين لالنضمام إليهم‬ ‫‪5‬‬

‫إمضاء‬ ‫دينا سعيد‬


‫صادفتك ‪ ...‬دينا سعيد‬ ‫صادفتك ثانية ‪...‬وكالعادة كلما تصادفنا يجرى هذا الحوار السريع بيننا ‪...‬سؤال عن األحوال‬ ‫ثم يمضى كل مننا فى طريقه‬ ‫وكالعادة ظللت طيلة اليوم أتجرع مرارة الذكرى وأتساءل كيف وصل الحال بيننا أن يكون‬ ‫حديثنا هو ابتسامة مجاملة وحوار بارد بين أغراب‬ ‫يعلو بداخلى صوت يقول أن هناك أشياء ما أن تُكسر فال أمل فى إصالحها وتكون كل‬ ‫محاوالت ترميمها هى مجرد لحام لكسور على السطح ولكن ما أن تمسك بمجهر حتى‬ ‫ما كان مجرد طالء يكسب بنا ًءا ً‬ ‫آيال‬ ‫تكتشف أن الشرخ يمتد لألعماق وأن ما ظننته ترمي ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جميال ليدارى عيوبه عن الناس‬ ‫شكال‬ ‫للسقوط‬ ‫ال أتكلم عن الصفح والعفو‪....‬فقد سامحتك وأشهد هللا أنى ال أحمل لك أى بغضاء أو‬ ‫كراهية وأنى أتمنى لك الخير كما أتمناه لنفسى‬ ‫ولكنى لست من الغباء أن أثق فيك ثانية وأن أقربك منى مرة آخرى ألجازف بتلقى طعنة‬ ‫آخرى قد تكون فيها نهايتى‬ ‫أتخيلك بعد أن صادفتنى وقد أجتاحك بعض مشاعر الذنب‪...‬ربما ال تشعر بالراحة عندما‬ ‫ترانى فأنا أذكرك بللحظات التى أرتديت فيها ثياب الذئاب لتمكر بى فى منتهى الخسة‬ ‫والوضاعة‬ ‫ليس منا من يحب أن يتذكر لحظات ضعفه اإلنسانى! ورؤية ضحايانا تثير فى أنفسنا هذا‬ ‫الجدال المقيت‬ ‫بين ضميرنا الذى نحاول أن نسكته وبين أهوائنا التى تبرر لنا ظلم الغير‬ ‫أتراك ح ًقا تشعر بالذنب؟‬ ‫أم أنى كنت بالنسبة لك مجرد حشرة وضيعة سحقتها فى طريقك ومضيت غير عاب ًئا إذا‬ ‫كانت ضربة حذائك قتلتها أم أنها تحاول ما زالت على قيد الحياة تحاول أن تتعافى من أثر‬ ‫الصدمة؟‬ ‫يا هللا! ما كل هذه األفكار التى تفسد عليا يومى وحياتى! أكل هذا من أجل ‪ 5‬دقائق‬ ‫صادفتك فيهم!‬ ‫لماذا يا ربى؟ لماذا أصادفك كثي ًرا هكذا؟ أنى لم أكن أصادفك ولو مرة واحدة من قبل‬ ‫كم أتمنى أال أصادفك ثانية‪..‬لعلى جرحك يدمل‪..‬ولعلى أنسى‬ ‫ولكن أعرف فى أعماق نفسى أن خطاى هى التى تدفعنى دفعًا إلى أماكن تواجدك لعلى‬ ‫أصادفك فيهم!!‬ ‫‪6‬‬


‫ماذا أفعل “اآلن” لو كنت‬ ‫مرشحا للرئاسة؟‬ ‫أحمد عبد الحميد‬

‫‪7‬‬


‫ماذا أفعل “اآلن” لو كنت مرشحا للرئاسة؟‬ ‫أتعجب كثيرا من موقف اإلخوان من أبو الفتوح‪ .‬أعرف أنهم وعدوا ولن يخلفوا‬ ‫وعدهم‪ .‬ولكن أرض الواقع بعيدا عن الفيس بوك و التي فيها ‪ %09‬من الشعب‬ ‫المصري ال تملك بدائل كثيرة… يا أبو الفتوح يا أبو إسماعيل… وأحيانا يذكرون‬ ‫العوا‪.‬‬ ‫صحيح في انتخابات الشعب حزب النور حصل تقريبا على ‪ %09‬من المقاعد…‬ ‫ولكن الكتلة التصويتية الحقيقية لحزب النور أكبر من ذلك بكثير ولو تصور البعض‬ ‫غير ذلك‪ .‬صحيح الشعب اختار بغزارة اإلخوان المسلمين لثقتهم بشكل أو بآخر في‬ ‫“تنظيم” الحزب أو فكره… أو غيره‪ .‬لكن في الرئاسة األمر مختلف‪ .‬ال أعتقد الناس‬ ‫تنتظر رأي اإلخوان كما يظنون!‬ ‫أعتقد أن الكل في القرى خارج صفحات الفيس بوك الموقر قد حسم أمره أو كاد يحسم‬ ‫أمره بأبو إسماعيل‪ ،‬وفي المدن أميل ألبو الفتوح‪ ،‬هناك الكثير يحكم قلبه‪ ،‬ولعمرو‬ ‫موسى نصيب األسد في ذلك‪ .‬أعرف أن الخبر صادم‪ .‬ولكنها الحقيقة… تعامل معها!‬ ‫تأخر ا إلخوان المسلمين أكثر من ذلك سيحرج مرشحهم أيا كان‪ ,‬ظني الشخصي أن‬ ‫المخرج ألي مرشح رئاسي هو اآلتي‪:‬‬ ‫‪ .1‬أن يعلن عن اسم نائب أو أكثر (حبذا من المرشحين انفسهم)‬ ‫مثال أن يكون أبو الفتوح و حمدين أو غيره (أستبعد أن يتنازل العوا ألي شخص…‬ ‫حتى اللحظة األخيرة)‬ ‫‪ .2‬أن يعلن المرشح عن اسماء مستشارين ومساعدين من اآلن‬ ‫مثل‪ :‬هبة رؤوف‪ ،‬معتز عبد الفتاح… وسائر الشخصيات العامة‪.‬‬ ‫‪ .3‬أن يخرج المرشح عن دور الشخص لدور المؤسسة أو المشروع التامع‪ ،‬وبدال من ذكر مساعدين أو مستشارين يذكر “مؤسسة‬ ‫دعم قرار” مثل مؤسسة دكتور المصري عصر‪ ،‬أو مؤسسة بيت الحكمة لمعتز عبد الفتاح‪ ،‬أو غيرها… المهم شيء يبث الثقة‬ ‫“المؤسسية” في نفس الناس‪ .‬أنه ال ينتخب فرد… و إنما “مشروع قومي للنهضة بحق”‪.‬‬ ‫‪ .4‬أن يتم توزيع التدل المتتمعي من شخص الرئيس إلى مؤسساته أو إلى مستشاريه‪ .‬بمعنى‪ ،‬نرى في التلفاز مستشار الرئيس‬ ‫الفالني يتحدث في امر االقتصاد أو آلياته… وكذا مشاكل البحث العلمي … إلخ‪.‬‬ ‫وكلما كان اإلطار مؤسسيا‪ ،‬كلما أثقل هذا المرشح وزاد أسهمه‪.‬‬ ‫‪ .5‬أن يثبت المرشح أنه ال يقصي أي فصيل من هيئاته‪ .‬ال يعقل أن ترى مرشح يعلي “عقيدته” على غيره‪ .‬في األخير هو حاكم لتشكيلة‬ ‫من ألوان الطيف الديني و السياسي‪.‬‬ ‫عدم إعالن أي مرشح من مرشحي الرئاسة إلى اآلن عن مستشاريه‬ ‫أو مؤسسات دعم قراره مثير للسخرية‪ ،‬إذ في جميع األمم مؤسسات‬ ‫دعم القرار تكون في الحزب‪ .‬و الحزب له مرشح‪ .‬و المرشح يطبق‬ ‫“سياسة” الحزب في المستقبل‪ .‬و الناخبون يختارون بحسب سياسة‬ ‫الحزب‪ .‬إذ السياسية باألساس هو فن رؤية الممكن مستقبال و العمل‬ ‫عليه من اآلن‪ .‬القرار الذي سيؤخذ اليوم لن نرى رجعه إال ربما بعد‬ ‫عشرة سنين‪ ،‬وكذلك الخطأ‪ .‬و الرؤية المستقبلية هنا هي رؤية‬ ‫“مؤسسية” ليست رؤية “شخص”… وهذا هو الفرق بين أحالم‬ ‫األفراد و السياسات‪ .‬وبما أن “أحالم” أو سياسات المرشح المحتمل‬ ‫ستؤثر فينا في خالل بضعة أعوام فإن أثر الرئيس القادم ربما لن‬ ‫نراه في فترته الرئاسية األولى واألخيرة‪.‬‬ ‫ال أتصور أن يتبع الناس مرشح رئاسة لطول ذقنه أو لوسامته أو‬ ‫لشخصه… هم في األخير بشر‪ .‬لن نحيا كراما ألن أبو اسماعيل قال‪ ،‬ولن نحصل على “مشروع وطن” ألن أبو الفتوح يتمنى‪ ،‬أمنيات‬ ‫المرشحين ال تتحقق وحدها… البد إذا أن تعينه مؤسسات الدولة (ال أن يعادي أفرادها) و أن يجهر بفريق معاونين جامع… وإال لن‬ ‫نحيا من األساس… ولن نحصل ال على مشروع وال على‬ ‫وطن…‪ .‬ربما “مشروع كراما”‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬المؤسسة الوحيدة المستقلة عن النظام السابق‪ ،‬و التي‬ ‫تملك سبل دعم القرار السياسي حاليا (كأي حزب طبيعي) هي‬ ‫اإلخوان المسلمين‪ .‬بقية األحزاب هي إما أفراد (مثل حزب‬ ‫العدل أو الوسط) أو حديثة العهد بالعمل السياسي (مثل النور)‬ ‫أو ال تملك أصال مؤسسات دعم القرار وإن كانت قديمة(مثل‬ ‫الوفد)‪ .‬و عليه فإن دعم اإلخوان أمر ال يمكن أيضا إغفاله‬ ‫بالنسبة للرئيس نفسه ‪-‬ال أقول للناس‪ . -‬الرئيس يحتاج دعم‬ ‫اإلخوان و إال سيبدأ من الصفر في مواجهة الجميع‪ .‬وال‬ ‫أتصور أن يظن “أوالد” أي مرشح أن لهم دور في تنظيم‬ ‫الدولة بعد االنتخابات‪ .‬هم قوة تصويتية دعائية نظامية قبل…‬ ‫ولكن بعد االنتخابات‪ ،‬المرشح في حاجة ل بيوت خبرة و آراء‬ ‫بحق على علم‪ ،‬لنبني الدولة التي نحلم بها‪ .‬الحماس و الشباب وحدهما هنا بغير فائدة!‬ ‫أتمنى أن يبدأ كل رجل من المرشحين في اإلعالن عن أسماء فريقه… هذه وحدها ستغير اللعبة كلية‪.‬‬ ‫من فضلك ادفع مرشحك ليخبرنا من سيعمل معه… كي نحظى بمشروع وطن… نحيا فيه كراما‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫ال أعلم لماذا يصر المصريون على قول‬ ‫"مصر هى أمى" فإذا تضايق أحدهم من‬ ‫ظروف معيشته ومما يحدث فى البلد‬ ‫وجدته يقول "على فكرة مصر دى مش‬ ‫أمى ‪..‬دى مراة أبويا"‪....‬فى رأيى أن‬ ‫تشبيه مصر باألم تشبيه خاطىء فهو‬ ‫ما أن مصر‬ ‫يجعلك "ال إراديًا" تفكر دائ ً‬ ‫مسئولة عندك ويرسخ فى نفوس‬ ‫المصريين ذلك اإلحساس بالسلبية‬ ‫والتواكل على األم التى من المفترض أن‬ ‫تعمل لهم كل شىء‪...‬‬ ‫ولذلك فأنا ال أرى أن مصر أمى بل فى‬ ‫الواقع هى ابنتى‪..‬ابنتى التى تزوجت‬ ‫قس ًرا من رجل ظالم لفترة طويلة‬ ‫ج ًدا‪...‬كان يهينها ويضربها ‪...‬كان يمنعها‬ ‫من الكالم ومن الخروج‪...‬جعل سمعتها‬ ‫سيئة فى كل مكان بعد أن كانت ُيضرب‬ ‫بها المثل فى الشرف والمرؤة ‪....‬أصيبت‬ ‫معه بكل ألوان األمراض النفسية‬ ‫والعضوية‪ ...‬منعها من أى شىء ال يتوافق‬ ‫مع هواه‪...‬كان يختار لها ما تلبس وما‬ ‫تأكل وما تقرأ وما تشاهد فى‬ ‫التليفزيون‪....‬‬ ‫كان يخبرها ليل نهار‬ ‫ً‬ ‫رجال فى‬ ‫أنها لن تجد‬ ‫مثل حكمته وأنها لو‬ ‫طُلقت منه فلن تجد‬ ‫إال الشارع لتعيش‬ ‫فى فوضويته‪....‬‬ ‫ولم يكتف بكل هذا‬ ‫بل استولى على كل‬ ‫ميراثها ولم يترك لها‬ ‫إال الفتات الذى بالكاد‬ ‫يسد جوعها‪.‬‬ ‫تسألوننى وأنتى كأم‬ ‫أين كنتى من كل‬ ‫هذا؟ ماذا فعلتى من‬ ‫أجل ابنتك؟ وهللا لقد‬ ‫حاولت كثي ًرا أن أخفف‬ ‫‪9‬‬ ‫عليها‪...‬كنت‬ ‫من أذاه‬

‫اقتطع من قوتى وأعطيها‪......‬كنت أصرخ فى‬ ‫كل مكان بأنه ظالم‪....‬حاولت معها كثي ًرا أن‬ ‫تتركه ولكنها كانت تخشى المستقبل‬ ‫المجهول‪....‬حتى جاء اليوم الذى جاوز فيه‬ ‫الظالمون المدى وفاض الكيل بابنتى وطلبت‬ ‫الخلع وخلعت والحمد هلل‪...‬لقد ساعدتها حاولت‬ ‫كثي ًرا أن أخفف من أذاه عليها‪...‬كنت اقتطع من‬ ‫قوتى وأعطيها‪......‬كنت أصرخ فى كل مكان‬ ‫بأنه ظالم‪....‬حاولت معها كثي ًرا أن تتركه ولكنها‬ ‫كانت تخشى المستقبل المجهول‪....‬حتى جاء‬ ‫اليوم الذى جاوز فيه الظالمون المدى وفاض‬ ‫الكيل بابنتى وطلبت الخلع وخلعت والحمد‬ ‫هلل‪...‬لقد ساعدتها‬ ‫ووقفت بجوارها من أول يوم‬ ‫أعلنت فيه عن نيتها فى طلب‬ ‫الخلع‪...‬كنت أشجعها بكل‬ ‫قوتى أن تتخلص من الظالم‬ ‫الطاغى‪....‬وطوال معركة الخلع‬ ‫لم أكن أنام أو أكل أو أشرب‬ ‫قل ًقا عليها‪..‬حسبته مجنونًا قد‬ ‫يحرقها أو يقتلها حتى ال تتركه وتهينه أمام كل الناس‪....‬كان‬ ‫المعركة محطمة لألعصاب وكفيلة بأن نتراجع فى أى لحظة‬ ‫ولكن كان هناك شىء من اليقين باهلل أنها ستنتصر فى‬ ‫النهاية وتخلص منه لألبد‬ ‫كم فرحت بها وقتها‪..‬كنت فخورة أنها قدرت أخي ًرا على‬ ‫مواجهة الظلم‪....‬وعلى قول كلمة "ال"‪....‬تخيلت المستقبل‬ ‫فى أبهى صوره‪.. ...‬تخيلتها وهى تزف إلى رجل أمين‬ ‫يراعاها ويخشى هللا فيها ‪..‬تخيلتها وهى تعيش معه‬ ‫سعيدة إلى آخر العمر وقد استعادت مجدها وسمعتها‬ ‫الطيبة‪...‬وتخيلت وتخيلت‬

‫مصر هي بنتي‬ ‫دينا سعيد‬


‫ولكن يبدو أن ما حسبته أصعب المعارك هو أهونها‪...‬إن ابنتى تبدو وكأنها فقدت‬ ‫القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب وبين ما يصح وال ما يصح‪....‬وبين ما تريده‬ ‫المعارك هو أهونها‪...‬إن ابنتى‬ ‫أن ما‬ ‫ولكن يبدو‬ ‫يوما فى‬ ‫أصعبنقا ًبا‪...‬‬ ‫حسبتهترتدى‬ ‫لها‪....‬يو ًما‬ ‫اآلخرون‬ ‫وبين ما يريده‬ ‫ويوما ترتدى مينى جيب‪ُ ...‬‬ ‫ُ‬ ‫غريبةوبين‬ ‫والصواب‬ ‫الخطأ‬ ‫تمييز بين‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫فقدت‬ ‫وكأنها ال‬ ‫أصبحت‬ ‫سلوكيتها‬ ‫كثي ًراال‪....‬‬ ‫صوتها‬ ‫يعلو‬ ‫وكأنهالبار‪....‬‬ ‫تبدوا فى ا‬ ‫ويوم‬ ‫الجامع‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫اآلخرون‬ ‫وبين‬ ‫ما تريده‬ ‫وبين‬ ‫يصح‬ ‫وال ما‬ ‫تعمل ما‬ ‫مشوشة‬ ‫يريده‪....‬تبدو‬ ‫أنهاماتحررت‬ ‫لنفسها‬ ‫تثبت‬ ‫‪....‬أن‬ ‫تريد‬ ‫وكأنها‬ ‫يصححد‬ ‫حساب أل‬ ‫يوما‬ ‫مينى‪...‬جيب‬ ‫نقابًا‪...‬‬ ‫يو ًما‬ ‫لها‪....‬‬ ‫فهى‪...‬ما ُ‬ ‫يتهافت ُ‬ ‫فىجميلة وبهية‬ ‫زالت‬ ‫ترتدىالخطاب‬ ‫ويوماعليها‬ ‫ترتدىذلك‬ ‫‪....‬ورغم‬ ‫تائهة‬ ‫‪...‬مضطربة‬ ‫صوتها كثي ًرا‪....‬سلوكيتها أصبحت‬ ‫يخلبيعلو‬ ‫وصيتهمالبار‪....‬‬ ‫ويوما فى‬ ‫الجامع‪..‬‬ ‫أهلها ُ‬ ‫األلباب‬ ‫وما زالت ثروة‬ ‫لنفسها‬ ‫هوالءثبت‬ ‫تريد أن ت‬ ‫أخافوكأنها‬ ‫حسابال ألحد‬ ‫وكأنها‬ ‫وهذا ما غريبة‬ ‫الذين يعرف‬ ‫الخطاب‬ ‫عليها من‬ ‫تعملبشدة‪...‬‬ ‫قلق العليها‬ ‫يجعلنى أ‬ ‫ذلك‬ ‫ورغم‬ ‫تائهة‪....‬‬ ‫مضطربة‬ ‫مشوشة ‪...‬‬ ‫‪....‬تبدو‬ ‫تحررت‬ ‫القاصى أنها‬ ‫جل ما أخشاه‬ ‫ولكن‬ ‫فيها‪...‬‬ ‫الطامعين‬ ‫المرتزقة‬ ‫مجموعة من‬ ‫أنهم‬ ‫والدانى‬ ‫الذينزالت‬ ‫وبهية وما‬ ‫جميلة‬ ‫زالت‬ ‫يظهرونفهى‬ ‫الخطاب‪...‬‬ ‫عليها‬ ‫هم هوالءيتهافت‬ ‫يمطرونها ليل‬ ‫‪....‬هوالء‬ ‫يبطنون‬ ‫ما ما‬ ‫عكس‬ ‫الذين‬ ‫المنافقون‬ ‫األلباب‬ ‫والوعود يخلب‬ ‫الكالموصيتهم‬ ‫بمعسول أهلها‬ ‫ثروة‬ ‫والتى أعلم بخبرتى كامرأة عجوز أن كثي ًرا‬ ‫البارقة‪....‬‬ ‫نهار‬ ‫عليها من‬ ‫كلأخاف‬ ‫ستتاقط‪...‬ال‬ ‫عليها بشدة‬ ‫منها لن وهذا‬ ‫هوالءعلى‬ ‫ل‬ ‫األقنعة‬ ‫أقلقالعسل‬ ‫يجعلنىشهر‬ ‫يتحققماوأن بعد‬ ‫وسيظهر ك ٌ‬ ‫بأى انسان يبدو‬ ‫أنهم فى‬ ‫اإلنبهار‬ ‫عندما أرى‬ ‫يعرفهلعًا‬ ‫ينخلع‬ ‫الخطابقلبى‬ ‫حقيقته‪....‬يكاد‬ ‫عينيهامن‬ ‫مجموعة‬ ‫والدانى‬ ‫القاصى‬ ‫الذين‬ ‫هوالءحديث‪....‬تبدو‬ ‫طريقة‬ ‫مجرد مظهر‬ ‫الفارق‬ ‫الطامعين ولو‬ ‫السابق حتى‬ ‫عكس زوجها‬ ‫أخشاه أوهم‬ ‫جل ما‬ ‫كانولكن‬ ‫فيها‪...‬‬ ‫المرتزقة‬ ‫الذينعندما أحاول‬ ‫وأكاد أجن‬ ‫فىما"دحديرة‬ ‫يظهرونليقع‬ ‫الذين "حفرة"‬ ‫يطلع من‬ ‫لى أحيانًا كمن‬ ‫"‪....‬هوالء‬ ‫يبطنون‪....‬‬ ‫عكس‬ ‫المنافقون‬ ‫اختيار أحد‬ ‫إلى‬ ‫الكالموقد‬ ‫المخادعين أو‬ ‫تخيلها وقد‬ ‫والتى‬ ‫اليأس‪....‬‬ ‫دفعهاالبارقة‬ ‫والوعود‬ ‫هوالءبمعسول‬ ‫أحد نهار‬ ‫اختارت ليل‬ ‫يمطرونها‬ ‫هوة سحيقة‬ ‫عينى‬ ‫أمام‬ ‫الفاسدين ‪...‬‬ ‫إلى بعد‬ ‫تنحدر وأن‬ ‫وهىيتحقق‬ ‫منها لن‬ ‫كثي ًرا‬ ‫أراهاأن‬ ‫أكادعجوز‬ ‫كامرأة‬ ‫زوجها بخبرتى‬ ‫أصحاب أعلم‬ ‫عن رؤية عيوب حبيبها‬ ‫امراة‬ ‫وسعادة كأى‬ ‫ابتسامة رضا‬ ‫وعلى وجهها‬ ‫الحبلى‬ ‫لع‬ ‫وسيظهر‬ ‫األقنعة‬ ‫ستتاقط كل‬ ‫شهر العسل‬ ‫عماها ك ٌ‬ ‫حقيقته‪....‬يكاد قلبى ينخلع هلعًا عندما أرى اإلنبهار فى عينيها‬ ‫ما‬ ‫أراه‪...‬‬ ‫حتى ًئاولوكما‬ ‫يبدوسي‬ ‫زوجهااألمر ال‬ ‫عكسأم وأن‬ ‫هواجس‬ ‫بأىأنها‬ ‫يقولون لى‬ ‫وأنها حت ً‬ ‫الفارق‬ ‫كان‬ ‫السابق‬ ‫مجرديبدو‬ ‫انسان‬ ‫من أملك حق‬ ‫ننى ال‬ ‫وأساعدها أل‬ ‫‪....‬أن‬ ‫سوى‬ ‫علي‬ ‫‪....‬وما‬ ‫مجردكف ًئا‬ ‫جا‬ ‫ستختار زو ً‬ ‫يطلع‬ ‫أنصحهاأحيانًا كمن‬ ‫تبدو لى‬ ‫حديث‬ ‫طريقة‬ ‫لهاأو‬ ‫مظهر‬ ‫حياتها أى‬ ‫أحاولفى‬ ‫ستختار‬ ‫أجنمرة‬ ‫أنها أول‬ ‫كل هذا‬ ‫ليقعأعرف‬ ‫‪"...‬نعم‬ ‫عليها‬ ‫تخيلها‬ ‫عندما‬ ‫أعلموأكاد‬ ‫دحديرة‪...."...‬‬ ‫فى "‬ ‫حفرة‬ ‫الوصاية "‬ ‫إلىفسوف تتعلم‬ ‫سي ًئا‬ ‫انسانًا‬ ‫اختارت‬ ‫فسى بأنها‬ ‫وأحاول أن‬ ‫اليأس‬ ‫دفعها‬ ‫حتىأولووقد‬ ‫المخادعين‬ ‫أصبر نهوالء‬ ‫اختارت أحد‬ ‫شىء ‪....‬وقد‬ ‫عينىكل من‬ ‫أمام"ليس‬ ‫ستعلم أنه‬ ‫‪.......‬‬ ‫أفضل‬ ‫القادمة من هو‬ ‫وستختار المرة‬ ‫من خطأها‬ ‫أكاد أراها‬ ‫الفاسدين‬ ‫أصحاب زوجها‬ ‫اختيار أحد‬ ‫رضاسوء‬ ‫ابتسامةثمن‬ ‫ربما دفعت‬ ‫وتتدقق‪.....‬‬ ‫تبحث وتحقق‬ ‫وستتعلم أن‬ ‫يبرق ذهبًا"‪...‬‬ ‫وجهها‬ ‫سحيقة وعلى‬ ‫إلى هوة‬ ‫وهى تنحدر‬ ‫اختيارها سنوات آخرى من عمرها‪...‬ربما خسرت المزيد من ثروتها‪...‬ربما اختل‬ ‫وسعادة كأى امراة عماها الحب عن رؤية عيوب حبيبها‬ ‫ً‬ ‫قليال ‪...‬ولكنها فى النهاية ستتعلم وستعرف الحق يو ًما ما ‪..‬وإنى أثق أن‬ ‫توازنها‬ ‫هللا الذى خلصها من زوجها األول لن يضيعها أب ًدا‪...‬‬ ‫وأن األمر ال يبدوسي ًئا كما‬ ‫يقولون لى أنها مجرد هواجس أم‬ ‫جا كف ًئا لها‪....‬وما علي سوى أن‬ ‫ما ستختار زو ً‬ ‫أراه‪...‬وأنها حت ً‬ ‫أما أنا فحتى لو اختارت من ال أرضى عنه سأظل كأى أم لو احتاجت ابنتى لكل‬ ‫أنصحها وأساعدها ألننى ال أملك حق الوصاية عليها‪...‬نعم أعرف‬ ‫أموالى فسأعطيتها إياها وسأضحى بحياتى من أجل حياتها‪...‬وحتى لو تنكرت لى‬ ‫كل هذا‪...‬أعلم أنها أول مرة ستختار فى حياتها أى شىء‬ ‫االبنة وأصبحت ابنة عاقة فإنى لن أقدر أال أحبها وأن أقف بجوارها فى كل شدة‬ ‫سي ًئا‬ ‫انسانًا‬ ‫أقلقحتى لو‬ ‫نفسىأنبأنها‬ ‫ال أصبر‬ ‫هذاأن‬ ‫وأحاول‬ ‫قلب األم‬ ‫أفعل؟‬ ‫اختارتماذا‬ ‫وأخاف عليها‪..‬‬ ‫استطيع أال‬ ‫‪ ....‬كل‬ ‫ولكنى رغم‬ ‫فسوف تتعلم من خطأها وستختار المرة القادمة من هو‬ ‫أفضل‪....‬ستعلم أنه "ليس كل من يبرق ذه ًبا"‪...‬وستتعلم أن‬ ‫تبحث وتحقق وتتدقق‪.....‬ربما دفعت ثمن سوء اختيارها سنوات‬ ‫آخرى من عمرها‪...‬ربما خسرت المزيد من ثروتها‪...‬ربما اختل‬ ‫ً‬ ‫قليال ‪...‬ولكنها فى النهاية ستتعلم وستعرف الحق يو ًما‬ ‫توازنها‬ ‫‪10‬‬


‫أحمد عبد الحميد | يقين‬ ‫لم يؤمن أبدا من لم يسأل نفسه‪ :‬هل هللا حقا موجود؟ لم يعرف لذة "اليقين" بالوجود من لم يسأل‬ ‫نفسه‪ .‬ما الفرق بينه إذا و من قالوا ‪ { :‬بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا‪ ....‬أولو كان آباؤهم ال يعقلون شيئا وال‬ ‫يهتدون} (البقرة‪ .)071:‬ماذا لو كان أبوك و أمك مخطئين؟ ماذا لو لم يكن الدين الذي اختاروه لك هو‬ ‫الحق؟ ماذا لو كانت كل القرية التي تحيا فيها مخطئة؟ ماذا لو كان أهل األرض جميعا على خطأ؟ أال‬ ‫تبحث عن الحق؟ ماذا لو كان كل ما تفعله بال قيمة‪ .‬كيف لك أن تؤمن بوجود مالئكة من نور و لم ترى أي‬ ‫منهم‪ .‬كيف تؤمن بالجان و النار و غيرها من الغيبيات؟ كيف لك أن "تعمل" لحياة أخرى ال يوجد دليل في‬ ‫يدك على وجودها‪ .‬لماذا كل هذا الجهد؟ و الجنون؟ نعم الجنون‪ ...‬أليس جنونا أن أن تذهب مسافرا آالف‬ ‫األميال لتدور حول غرفة مربعة فارغة و أنت شبه عاري؟ أو تسافر بحثا عن "الخالص" على طريقه؟ أليس‬ ‫ذلك "بجنون" بين؟ أتفعله ألن أبويك فعلوه و كفى؟‬ ‫بدون سؤال الوجود‪ ,‬تصبح خطواتك في الطريق مظلمة‪ ...‬تصبح صلواتك تكرار و ملل‪ ,‬بدون اإلجابة على‬ ‫هذا السؤال فإن حياتك نمطية‪ ,‬فارغة‪ ,‬معتادة‪ ,‬ال هدف منها‪ ,‬أتيت بدون اختيار منك‪ ,‬و ستذهب أيضا بال‬ ‫اختيار وال هدف‪ .‬كيف تأمل في بيت بني لك في الجنة إن لم تكن تراه حقا رؤيا اليقين‪ ...‬هل حقا ما تريد‬ ‫هذا البيت؟ أكبر منه؟ ربما "رضوان هللا أكبر"؟‬ ‫ربما بإجابتك "لنفسك" عن السؤال تعرف ما الذي "يجب أن تفعله" ‪ ...‬ليس "ما ال يجب أن تفعله" ؟ ربما‬ ‫تدرك سر الوجود وحدك‪...‬‬ ‫اليقين أغلى نعمة يملكها المتدين‪ .‬بدونها دينه فارغ المحتوى‪ .‬و لكن أي يقين؟‬ ‫ليس اليقين المبني على "جهل" و خزعبالت المشايخ أو القساوسة أو الكهنة‪ .‬إذ الدين في ذاته‬ ‫مجموعة من األعمال الغير عقالنية (تقبيل حجر‪ ,‬الدوران حول حجر‪ ,‬حركات الصالة‪ ,‬التجمع للصالة‪)...‬‬ ‫هي عقالنية فقط بعد أن تضيف "اليقين" إليه بأن هللا موجود و أنه يراك و أن تسير فيما أمرك النك‬ ‫"استسلمت" ألوامره‪" ...‬اليقين"‪ .‬اليقين الذي ينفذ لقلبك كما الرصاصة من السماء‪ .‬اليقين الذي يحرك‬ ‫قلبك و يشعرك بتلك القشعريرة التي تفقتقدها ألنك ولدت في زمن غير الزمن‪ .‬هو هذا اليقين الذي يدفع‬ ‫الدموع من عينيك أمال في أن يغفر "الموجود" لك ذنوبك أو أن تكون على يقين أنه سيغفر‪ ...‬فتبكي طلبا‬ ‫لرضوانه‪ .‬و رضوانه أكبر‪ .‬أكبر من كل ملذات الجنة التي تطمع فيها‪.‬‬ ‫اليقين‪ :‬هو هذا السؤال الذي يرتج في رأسك و أنت ساجد‪ :‬أتراني؟‬ ‫اليقين ‪:‬هو هذا السؤال الذي يتردد في أذنك و أنت تدعو‪ :‬أتسمعني‪ ...‬إلهي؟‬ ‫بدون السؤال لن ت درك اليقين‪ ,‬وبدون اليقين‪ ...‬لن تعرف أنه يراك‪ ,‬و بدون اليقين لن تعرف أنه حقا‬ ‫يستمع إليك‪ .‬و أنك لست وحدك‪ .‬بدون اليقين دموعك ماء مالح و كفى و صلواتك ألعاب بهلوانية ال طائل‬ ‫منها‪ .‬بدون اليقين‪ ...‬ال معنى ألي شيء‪ ..‬في الدنيا‪ .‬و اليقين ال يبنى على خزعبالت و جهل‪ ...‬اليقين‬ ‫يبنى على علم‪ ,‬يبنى فقط لمن ساروا إليه‪ ...‬وإال فهو بناء هش‪ ...‬وصاحبه أيضا يجهل‪.‬‬ ‫محظوظ ذلك الذي اختاره االسالم فولد فيه‪ ,‬ولكن األسعد حظا هو من اختاره بنفسه ولو ولد فيه‪ .‬هكذا‬ ‫إيماني‪ ,‬عقيدتي‪ ,‬و يقيني‪ .‬ولكن يقيني أيضا أنه مادام يسأل السؤال فسيجد اإلجابة‪ ...‬سيصل لهذا‬ ‫اليقين‪ ...‬للحقيقة التي يبحث عنها في اإلسالم أو غيره‪ .‬المهم أن يسأل‪ ...‬هل أنا على الحق؟ لماذا؟‬ ‫لقد أتيت إلى هذا العالم‪ ,‬في هذا الزمان‪ ,‬في هذا التاريخ‪ ,‬لهدف‪ ...‬و سأموت لهدف‪ .‬سأصنع في األرض‬ ‫جنتي‪ ,‬و أملي جنتي سجود عند ساقه يوم يدعون للسجود‪ .‬سأخطو على األرض بيقين أنه يراني‪ ..‬ألنه‬ ‫حق‪ .‬و ألني أعرفه بعلم‪ ...‬وال أعبده بجهل‪ .‬سأدعو أن يجعل من سيري هداية‪ ,‬و من خطواتي أمل‪ ,‬ومن‬ ‫قلبي نورا‪ ,‬و في عقلي ثورة‪ ...‬عن يميني عملي و عن يساري أملي و من خلفي ذنوبي و إليه قبلتي و‬ ‫رجائي‪ ...‬و رضوانه أكبر‪ ...‬و سأرى أمره في‪ ...‬له األمر من قبل و من بعد‪.‬‬ ‫هللا موجود‪.‬‬ ‫أشهد أنك وحدك ال شريك لك‪ .‬عبدك محمد آمنت به و لم أراه‪ ,‬و أحببته ألنك أمرت فال تحرمني بعده‬ ‫لقلة عملي‪ ...‬وارزقني بره و رضاك‪ .‬رضاك وكفى‪.‬‬ ‫يقين‬

‫‪11‬‬


‫ في ترشيح إخواني‪:‬‬‫لم يخطئ اإلخوان في ترشيح شخص منهم‪ ...‬ال يعقل أن‬ ‫يعيدوا سيناريو الخمسينات‪ .‬لكن ماال يعقل أال يتم دعم أحد‬ ‫الموجودين حاليا (أبو الفتوح مثال) كما نصح الشيخ القرضاوي‪.‬‬ ‫ في خيارات الجماعة‪:‬‬‫أبو إسماعيل لم يكن أبدا خيار للجماعة و األسباب هنا تطول‪,‬‬ ‫بينما أبو الفتوح لم يكن خيارا ليس ألنه خرج على الجماعة‬ ‫(كما يعلن) ولكن ألنه خرج على خيرت الشاطر‪ ...‬األمر هنا‬ ‫شخصي بحت‪ ,‬وربما أعيا الرجل أن يرى أبو الفتوح يتقدم‬ ‫للترشح و هو حي يرزق‪ ,‬روبما لم يعينه صبره ل ‪ 4‬أعوام أخرى‪.‬‬ ‫‪-‬في خطأ الجماعة‪:‬‬‫جماعة نادت لوقت بتنظيم التظاهر‪ ,‬و تكالبت على الثوار إلرضاء‬ ‫المجلس العسكري أو إلرضاء صفقتهم معه‪ ...‬أخشى أن تنفرد‬ ‫بكل السلطة في مصر‪.‬‬ ‫في موقف المجلس العسكري‪:‬‬‫أظنه سيدفع بمرشح ‪ ...‬هي مسألة وقت‪ .‬و ربما يتم التزوير‬ ‫له‪ .‬و ربما يبدأ في اللعب بأوراق في يده‪ :‬إبطال ترشيح‬ ‫الشاطر‪ ,‬حل الجماعة‪ ...‬إلخ‪ .‬الجماعة اآلن في صدام مباشر‬ ‫مع المجلس‪.‬‬ ‫السلفيين‪:‬‬‫المأزق األكبر اآلن لإلخوة السلفيين‪ .‬ال جدل‪ ...‬ال جدال أن‬‫الشاطر أفضل من أبو إسماعيل (تنفيذيا و تعليميا و سياسيا‪...‬‬ ‫‪12‬‬


‫إلخ) ليس أمرا مطروحا للنقاش‪ .‬قامة الرجل طويلة تجعل من‬ ‫أبو إسماعيل مبتدئ ذو صوت عال‪ .‬و اآلن لدينا جماعة‬ ‫منقسمة بين علماء (أفراد) يدعمون صديقهم القديم أبو‬ ‫إسماعيل في شكل مجلس شورى العلماء بينما تتحرج الدعوة‬ ‫السلفية في دعم الرجل‪ ,‬و بين حزب (جماعي) يحدث فيه‬ ‫تضارب حول الشاطر و أبو إسماعيل‪ .‬بحكم المصلحة (السلفية)‬ ‫يبقى العلماء على أبو إسماعيل‪ ,‬بينما اختيار األكفأ يميل ناحية‬ ‫الشاطر‪...‬‬ ‫ترشح الشاطر فعال قسم الدعوة و الحزب‪ ,‬وربما يتم فصل‬ ‫الحزب عن بعض قواعده االنتخابية لو اختلف الحزب و الدعوة‬ ‫السلفية‪.‬‬ ‫شباب اإلخوان‪:‬‬‫أرى في عيون الكثير منهم حسرة و نكد‪.‬‬ ‫أبو الفتوح‬‫أصبح أبو الفتوح فجأة وبال سابق إنذار مرشح الكتلة التي ال‬ ‫تحب اإلخوان‪ ,‬أو تحب اإلخوان وال تحب استئثارهم بالسلطة‪ ,‬أو‬ ‫ال تميل للتيار اإلسالمي أساسا‪ ....‬المفاجأة ليست أن أي من‬ ‫هؤالء تغير‪ ,‬ولكن المفاجأة أنه لم تعد لهم خيارات أخرى‪ .‬أعني‪,‬‬ ‫يتعين عليهم اتباع منهج أبو إسماعيل في التعصب لمرشحهم‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ,‬ال أظن أن أبو الفتوح سيتنازل للشاطر‪ ...‬بين‬ ‫الرجلين كثير قد منع الجماعة أن تميل ألبو الفتوح و أظن أصبح‬ ‫ألبو الفتوح فرصة كبيرة ألن يمر لإلعادة‪.‬‬ ‫العوا‬‫سيتنازل للشاطر‪ .‬ال أظنه يصمد أمام هؤالء‪.‬‬ ‫الشاطر‪:‬‬‫شئت أم أبيت‪ ,‬المرشح الوحيد الذي يملك حزب مؤسسي‬ ‫واضح في مصر‪ ,‬وفكر نظامي مستقر (ولو اتهمته بالبراجماتية)‪,‬‬ ‫و من خلفه عدد ليس بالقليل من مراكز دعم القرار (في‬ ‫اإلخوان) وربما بغض النظر عن كم االمتعاض الذي يملئ نفوسنا‬ ‫من أن تعلي الجماعة مصلحتها على مصلحة مصر (التي كانت‬ ‫تقتضي دعم أحد المرشحيين الحاليين)‪ ,‬فإن ترشيح الشاطر‬ ‫‪13‬‬


‫يغير المعادلة كلها‪...‬‬ ‫يصبح السؤال‪:‬‬ ‫‪ .0‬هل أنت على استعداد أن تخاطر بأن تعطي اإلخوان كل‬ ‫شيء؟‬ ‫مع العلم أن أغلب القوى العظمى تمتعت بقدر من الدكتاتورية‬ ‫في مراحل النمو السريعة(الصين أنموذجا)‬ ‫‪ .2‬حال وقوف العسكر أمام اإلخوان و حدوث صدام حتمي‪ ,‬في‬ ‫أي جانب ستقف؟ حكم عسكري‪ ...‬أم حكم ديكتاتوري ديني‬ ‫(أو شبه ثيوقراطي)؟‬ ‫من الخطأ أن تعيد سيناريو قديم و تتوقع نتائج مختلفة‪ ,‬اآلن‬ ‫لدينا سيناريو جديد‪ ...‬استمتعوا بكتابة التاريخ!‬ ‫‪--‬أحمد عبد الحميد‬

‫‪14‬‬


‫أحمد عبد الحميد‪ :‬عن كتاب دولة‬ ‫الحرب لجيمس رايسن‬ ‫الكتاب يعج بالمعلومات التي ليست قيمة في ذاتها‬ ‫ألنها غير محققة بذكر المصادر‪ ,‬ولكن لقيمة "إمكانية‬ ‫الفعل" نفسه‪ .‬أو اختالف آليات الفعل‪ .‬إذ يحتفظ‬ ‫الكاتب لنفسه بالمصادر المخابراتية‪.‬‬ ‫يلقي الكتاب الضوء على الجانب اإلنساني في‬ ‫العالقات‪ ,‬فمثال إحباط عمالء المخابرات الذين تحولوا‬ ‫إلى "سجانين" لم يكن هذا هو ما تمنوه في حياتهم‪,‬‬ ‫وكذا عالقة بوش األب بابنه‪ ...‬والتي لم يكن ليغفلها‬ ‫الكاتب‪ ,‬في األخير هو والده ولو كان بوش الصيغر‬ ‫رئيس أكبر دولة في العالم‪ .‬مشاعر الغيرة و الحقد و‬ ‫الوقيعة في الطبقة الحاكمة في أمريكا‪ ...‬كلها أشياء‬ ‫ال تكتب في كتب التاريخ كأحداث أو وقائع غيرت‬ ‫مجرى األحداث‪ ,‬ولكنها كذلك‪ .‬شخصية رامسفيلد و‬ ‫‪15‬‬


‫كونداليزا و تنت و محاوالت االستئثار بالرئيس كلها‬ ‫مؤثرات يغفلها الكثير عند تحليل التاريخ عموما‪.‬‬ ‫على سبيل المعلومات و إمكانية الفعل هناك أمثلة و‬ ‫معلومات كثيرة‪ ,‬في األسطر القادمة أهمها في رأيي‪:‬‬ ‫‪ .0‬عمل موظفي السفارات الغير أمريكية مع‬ ‫المخابرات األمريكية في العراق‪.‬‬ ‫‪ .2‬طريقة توظيف العراقيين في المخابرات عن طريق‬ ‫اإلخوة و األقارب المهاجرين‬ ‫‪ .3‬إنهيار فكرة المؤسسية إلرضاء شخص بعينه‪.‬‬ ‫كإرضاء المخابرات لجورج تنت بشأن أسلحة الدمار‬ ‫الشامل‬ ‫‪ .4‬توزيع القوى اإلرهابية في أنحاء المعمورة و انهيار‬ ‫متابعة المخابرات لهم‬ ‫ربما لذلك السبب حبذا خلق بيئة مضطربة كالصومال‬ ‫أو أفغانستان‬ ‫‪ .5‬في االختالف القانوني بين استجواب المساجين‬ ‫في أمريكا نفسها أو في أبو غريب‬ ‫حيث يتطلب األول تصاريح عدة‪ ,‬بينما الثاني ال يحتاج‬ ‫أي شيء تقريبا‪.‬‬ ‫‪ .6‬في إدارة كلينتون كان االستجواب يتم توكيله ل إف‬ ‫بي أي‪ ,‬بينما في عهد بوش تم الزج بالمخابرات‪ .‬ومن‬ ‫ثم فإن اآللة القانونية و التصاريح كانت دائما الزمة في‬ ‫عهد كلينتون‪ ,‬بينما في عهد بوش فإن التصاريح لم‬ ‫تكن الزمة بالضرورة‪ ,‬حتى تم خلق معسكر جوانتانامو‬ ‫لتجاوز أمر التصاريح القانونية‬ ‫‪ .7‬يتم احتجاز الكثير من المساجين في بالد مثل‬ ‫مصر بحسب ص ‪ ,22‬لغياب القانون في المقام األول‬ ‫وكذا المثل في بولندا و رومانيا باالسم‬ ‫‪16‬‬


‫‪.8‬‬

‫‪NSA == 2 CIA‬‬

‫عن وكالة االمن القومي و حجمها و حجم عمالئيها‬ ‫الذي هو ضعف المخابرات في الواقع‪ .‬تم تدشينها في‬ ‫عام ‪ 0252‬على يد الرئيس هاري ترومان بعد عام‬ ‫‪ 2112‬و أحداث سبتمبر سمح لها بوش االبن بمراقبة‬ ‫كل االتصاالت داخل أمريكا‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫دعم فكرة الحرب على العراق تمت بدواعي شخصية‬ ‫بالدرجة األولى‪ ,‬دعمها جيش المخابرات في دول‬ ‫العالم المختلفة‪ ,‬وعارضته بعض الدول مثل هولندا ‪-‬‬ ‫ص‪ -78‬على الرغم من فشل المخابرات تماما في‬ ‫العمل داخل العراق و الحصول على معلومات ذات أي‬ ‫قيمة إلثبات أو نفي ادعائات اسلحة الدمار الشامل‬ ‫‪.01‬‬ ‫في الفترة بين ‪ 0228‬و حتى ‪ 2113‬تم استخدام‬ ‫موظفي وكالة الطاقة الذرية انفسهم بشكل مباشر‬ ‫للتخابر لصالح المخابرات األمريكية‪ .‬حيث اصبحوا‬ ‫المصدر الرئيسي لمعرفة العلماء العراقيين العالملين‬ ‫على مشاريع األسلحة أو العلمية اجماال‪.‬‬ ‫‪.00‬‬ ‫تم أيضا تجنيد عدد من العراقيين‪ ,‬سيعين أحدهم‬ ‫الحقا وزيرا للداخلية‪ .‬المسمى إياد عالوي‪.‬‬ ‫بمعنى آخر‪ ,‬أن االحتالل حتى لو نزع يده فإن‬ ‫القائمين بأعمال الحكومة أنفسهم عمالء لحساب‬ ‫جهاز المخابرات بشكل أو بآخر‬ ‫راجع ص ‪82‬‬ ‫‪.02‬‬ ‫في ‪ 7‬يونيو عام ‪ 0280‬نفذت إسرائيل عملية لقذف‬ ‫‪17‬‬


‫مفاعل نووي عراقي تحت اإلنشاء‪ .‬كانت هي الضربة‬ ‫األولى وتم استخدام اراضي السعودية فيها‪.‬‬ ‫‪.03‬‬ ‫اعتمد العراقيون على مشروع مانهاتن األمريكي وهو‬ ‫باكورة األعمال النووية‪ ,‬و ملفاته موجودة ولكن ابرز‬ ‫عيوبه هو الحاجة لمساحة واسعة و طاقة كبيرة‬ ‫للتخصيب‪ .‬ومع ذلك يتعذر اخفاء العمل‪ .‬ولكن‬ ‫العراقيين انطالقا من مبدأ ‪:‬‬ ‫الفكرة دي اتهرست قبل كدة!‬ ‫قاموا بها‪ ...‬مرتين‪ .‬حتى بعد ضرب المفاعل المرة‬ ‫االولى‪.‬‬ ‫‪.04‬‬ ‫احتاجت امريكا ‪ 00‬عالم حامل لنوبل للقيام بمشروع‬ ‫مانهاتن‪ .‬في حين استعانت العراق بعالم واحد فقط‬ ‫‪.05‬‬ ‫في عام ‪ 0287‬بدأ العمل مرة أخرى على مفاعل‬ ‫ثاني‪ ,‬و استمر العمل ل ‪ 6‬سنوات بدون علم أي‬ ‫جهة‪-- ,‬ارقام غير مؤكدة‪--‬‬ ‫‪.06‬‬ ‫أوكل صدام حسين مشروعه النووي لحسين كامل‬ ‫أحد أزواج بناته‪ .‬ولم يتفهم الطبيعة العلمية للبحث‬ ‫العلمي‪ .‬اذ كان يظن انه باإلمكان شراء أي شيء‪.‬‬ ‫وهو ما أوقع المشروع في حيص بيص لما تم القبض‬ ‫على ‪ 2‬من رجاله في مطار هيثرو وهم يحاولون شراء‬ ‫محفزات نووية امريكية‬ ‫ص ‪.22‬‬ ‫وهو األمر الذي نبه أمريكا و اصدقائها لنوايا العراق‬ ‫المتجددة‪.‬‬ ‫على القادة أن يتفهموا أن األبحاث العلمية دائما تأخذ‬ ‫‪18‬‬


‫من ‪ 8‬ل ‪ 05‬عام لتصل لنتائج مرجوة من العمل في‬ ‫صمت و ثبات‪.‬‬ ‫‪.07‬‬ ‫في عام ‪ 0220‬كانت طائرة أمريكية في حرب الخليج‬ ‫عائدة لقواعدها محملة بقنبلتين‪ .‬و قرر الطيار أن‬ ‫يلقي بهما على أكبر المباني الموجودة في أحد‬ ‫المصانع الحربية وقد كان‪ .‬ولكنه كان المشروع‬ ‫النووي‪ ,‬و تجمع العراقيون بكثافة حول المباني‪ ,‬بينما‬ ‫يتابع اقرانهم األمريكان األمر من األقمار الصناعية‪.‬‬ ‫هذا الزحام و الزخم أجبر األمريكان على قصف الموقع‬ ‫مجددا حيث تفهموا اهميته للعراقيين‪.‬‬ ‫الدرس المستفاد‪ :‬لو لديك موقع هام تم قصفه‪ .‬ال‬ ‫تهرع إليه!‬ ‫ص‪011‬‬ ‫‪.08‬‬ ‫بعد هذه الواقعة تم االتصال بعشرات األسر العراقية‬ ‫لمحاولة الوصول لمعلوات عن النشاط العراقي و‬ ‫اسلحة الدمار الشامل‪.‬‬ ‫‪.02‬‬ ‫يذكر الكتاب "احمد شلبي" احد الساسة العراقيين‬ ‫فيما بعد الغزو والذي انخرط في اعمال سرقات‬ ‫منظمة بعلم من المخابرات األمريكية‬ ‫‪.21‬‬ ‫ينهي الكاتب قصة العراق ولم يتطرق تقريبا إلى‬ ‫انتهاكات ابو غريب‪ .‬و يذكر احيانا كثيرة المقاومين‬ ‫العراقيين على انهم "إرهابيين" وليسوا مدافعين عن‬ ‫‪19‬‬


‫ارضهم‬ ‫‪.20‬‬ ‫في صفحة ‪ 055‬يبدأ الحديث عن تجارة األفيون و‬ ‫الهروين في أفغانستان‪ ,‬بمعلومات عامة مثل‪:‬‬ ‫األفيون ‪ 0278‬طن مجفف في عام ‪ 2112‬و سيتضاعف‬ ‫االنتاج عام ‪ 2113‬و مرة أخرى يتضاعف ‪ 2114‬حتي‬ ‫يصبح انتاج افغانستان ‪ %87‬من المنتج العالمي‪.‬‬ ‫و تتحدث التقارير عن تصدير واسع برعاية األمريكان‬ ‫انفسهم‪.‬‬ ‫‪.22‬‬ ‫ضرب اإلنجليز مصنع لألفيون في يناير ‪ 2114‬وهو ما‬ ‫أدى ألزمة عالمية وارتفاع اسعار األفيون ب ‪ %05‬و‬ ‫بالتبعية معدل الجرائم‪.‬‬ ‫‪.23‬‬ ‫أين يذهب مال األفيون؟‬ ‫يتم توزيعه بين ساسة أفغان و حركات إرهابية‪ ,‬و‬ ‫بعض المال للقاعدة ‪-‬بدون تأكيد‪ -‬و الحركة اإلسالمية‬ ‫في أوزبكستان‪ .‬كانت المخابرات على علم باألموال و‬ ‫سيرها إلى الحركات اإلرهابية إجماال بحسب زعم‬ ‫الكاتب‪.‬‬ ‫الجزء األغرب في القصة‪ ,‬هو عدم تعرض القوات‬ ‫األمريكية للتجارة بشكل جدي‪ .‬إذ يبدو أن التجارة‬ ‫نفسها تقوم برعاية أمريكا و حمايتها‪.‬‬ ‫‪ -‬عن الدولة السعودية و اإلرهاب‬‫‪.24‬‬ ‫خمسة عشر رجالم من أصل ‪ 02‬متهمين في هجوم‬ ‫‪ 00‬سبتمبر كانوا سعوديين‪.‬‬ ‫‪.25‬‬ ‫‪20‬‬


‫تظن المخابرات أن بن الدن كان ينفق ‪ 31‬مليون دوالر‬ ‫سنويا على القاعدة‬ ‫‪.26‬‬ ‫هناك خط واضح بزعم الكاتب بين الحكومة السعودية‬ ‫أو الطبقة الحاكمة و بن الدن من أوائل الثمانينات‪.‬‬ ‫حتى حين تم القبض على أبو زبيدة و وجد معه كارت‬ ‫بنكي سعودي وقت القبض عليه فإن المخابرات‬ ‫تجاوزت عن تتبع الكارت‪ .‬يرجح الكاتب أن هناك‬ ‫عالقات أو اتفاقات خفية بين المخابرات و األسرة‬ ‫الحاكمة‪ ,‬وأو أن المخابرات على استعداد لتجاوز‬ ‫العالقة السعودية بالقاعدة ألسباب سياسية‪.‬‬ ‫‪.27‬‬ ‫في ‪ 082‬معلومة في غاية األهمية‪:‬‬ ‫في كتابه خطة الهجوم ل بوب وودوارد يقول‪:‬‬ ‫أن عالقة الساسة األمريكان بنظرائهم السعوديين‬ ‫كانت أقوى حتى من عالقتهم بالمخابرات األمريكية أو‬ ‫بجورج تنت‪ ,‬و يضرب المثل بالهجوم على العراق حيث‬ ‫أخبر جورج بوش األمير بندر عام ‪ 2113‬بموعد الحرب‬ ‫قبل أن يعلمه سكرتير الدولة كولن باول نفسه‪.‬‬ ‫‪.28‬‬ ‫في ص ‪ 021‬جملة مضحكة‪:‬‬ ‫يستحق جورج بوش التقدير على اهتمامه بنشر‬ ‫الديمقراطية في الشرق األوسط كحجر اساسي في‬ ‫أجندته الرئاسية خالل فترة حكمه‬ ‫‪ ---‬إيران‬‫‪.31‬‬ ‫‪21‬‬


‫كشف عميل إيراني مزدوج إليران عن شبكة‬ ‫التجسس االمريكية كاملة داخل إيران‪ .‬ربما هنا حلقة‬ ‫جديدة من فشل المخابرات األمريكية‬ ‫ص ‪023‬‬ ‫ومنذ العام ‪ 2114‬و بإمكاننا الزعم ان السي آي أيه‬ ‫عمياء داخل إيران‪.‬‬ ‫‪.30‬‬ ‫روسيا ترى في إيران عميل مهم بالدرجة األولى‬ ‫وعليه فهي على استعداد لمساعدة إيران في‬ ‫مشروعها النووي‬ ‫‪.32‬‬ ‫مشروع‬ ‫‪MERLIN‬‬

‫هو مشروع أمريكي مخابراتي كان الهدف منه هو‬ ‫توصيل معلومات علمية و خرائط و رسومات للعلماء‬ ‫اإليرانيين القائمين على المفاعل و القنبلة النووية‬ ‫اإليرانية‪ .‬حيت يتم الزج بأخطاء صغيرة داخل‬ ‫التصميمات تعيق عمل اإليرانيين لبضعة سنوات أو‬ ‫تقضي على احالمهم باألساس‪.‬‬ ‫تم الزج بالمشروع عن طريق عالم روسي بعد عمل‬ ‫بعض مراكز الخبرة و العلم علي المشروع في أمريكا‪.‬‬ ‫تقدم احدهم بالفكرة ل بيل كلنتون ووافق على‬ ‫المشروع‬ ‫‪.33‬‬ ‫دعم صدام حسين حركة ‪:‬‬ ‫‪MEK‬‬

‫في إيران‪ ,‬و أبقت أمريكا على دعم لنفس الحركة‬ ‫داخل إيران الستغاللها الحقا‬ ‫‪22‬‬


‫ص ‪.205‬‬ ‫‪-----------------‬‬‫أعتقد أني لخصت أهم أفكار الكتاب‪ .‬و أحسب أن‬ ‫هناك عددا غير محدود من األفكار و المالحظات‬ ‫الممكن تجنبها مستقبال أو التعلم منها تاريخيا‪:‬‬ ‫‪ .0‬قد تستخدم إسرائيل أرض السعودية في ضربة‬ ‫على إيران‬ ‫‪ .2‬قبل البدء في بناء مفاعل نووي يجب بناء البنية‬ ‫العلمية للدولة‬ ‫وقد يأخذ هذا ‪ 21‬عاما ولكنه أفضل من البدء مباشرة‪.‬‬ ‫‪ .3‬يجب مراقبة السفارات األخرى وموظفيها من باب‬ ‫الحيطة‬ ‫‪ .4‬يتم استخدام موظفي األمم المتحدة في األعمال‬ ‫االستخباراتية األمريكية‬ ‫‪ .5‬ال ينزع االستعمار يده من أي دولة إال ويترك جيش‬ ‫من العمالء كأذرع خبيثة في الدولة بينما يبقى العقل‬ ‫في الخارج‬ ‫‪.6‬على دعاة حقوق اإلنسان مالحقة مؤسسات و‬ ‫عمالء أمريكا خارج أرض أمريكا كما بولندا و مصر و‬ ‫رومانيا‬ ‫‪ .7‬ال يتم توكيل سياسي بأمر علمي‪ .‬إذ العقلية‬ ‫مختلفة تماما وقت تؤدي بمشاريع قومية للهالك كما‬ ‫كان في مشروع العراقيين‬ ‫‪ .8‬العالقة األمريكية بالساسة السعوديين عالقة‬ ‫منفعة بالضرورة‪ .‬يبقى آل سعود في الحكم في‬ ‫مقابل وجود األموال و المنافع االقتصادية لصالح‬ ‫أمريكا‪.‬‬ ‫السعودية دولة محتلة بشكل مختلف‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫ما هو الفرق بين التعليم في مصر و أوروبا ؟‬

‫سئلت و بما أن الوقت ال يسع‪ ,‬و أظنك تعرف النتيجة مسبقا‪,‬‬ ‫فربما أشير ألفكار أراها جوهرية ولكن في نقاط السريعة‪:‬‬

‫‪ .1‬في نشر األبحاث العلمية‬ ‫في مصر يوضع اسم االستاذ ك كاتب أول ولو لم يقم بالعمل‪ ,‬وهو‬ ‫ما يعده األوروبيون ”سرقة باإلكراه“‪ ,‬إذ المفترض أن اسم الكاتب‬ ‫األول في البحث هو الذي قام بالعمل وغالبا هو الطالب و ليس‬ ‫األستاذ‪ .‬على أن تكتب األسماء بترتيب العمل‪ ,‬وال غضاضة في‬ ‫أن يكون األستاذ آخر اسم في البحث المنشور‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫و الخالصة هنا‪ ,‬أن هذه تشعر الطالب بملكية عمله و بإنجازه في‬ ‫أوروبا‪ ,‬بينما في مصر يحترف األستاذ ”الترقي“ و ”السرقة“ من‬ ‫الطالب ”المقهورين“ بوضع اسمه على رأس القائمة‪.‬‬

‫‪ .2‬في نظام االمتحانات‬ ‫غالبا ما يكون ‪ %21‬من الدرجة بحد أقصى على االمتحان‬ ‫النظري‪ ,‬بينما بقية الدرجة على االمتحان العملي و عرضه لبقية‬ ‫الطالب‪ .‬بمعنى آخر لو المادة مثال من ‪ 5‬درجات‪ ,‬فإن درجة منهم‬ ‫لالمتحان النظري‪ ,‬و ‪ 3‬درجات على محتوى المشروع العملي و‬ ‫جدواه‪ ,‬و درجة على طريقة عرضه‪ .‬و أحيانا كثيرة تكون الدرجة‬ ‫كاملة على القدرة العملية‪.‬‬

‫‪ .3‬في ترتيب االمتحانات و المواد‬ ‫يسمح للطالب بالتقدم ألي امتحان طالما أنهى الطالبا لمواد‬ ‫المؤهلة لتلك المادة‪ ,‬ولو كانت من سنة متقدمة دراسيا على‬ ‫التي هو فيها‪ .‬فمثال يسمح لطالب السنة األولى أن يمتحن مع‬ ‫طلبة السنة الثانية طالما أنهى المواد المؤهلة لهذا االمتحان‪ .‬و‬ ‫بالتبعية يفرز النظام طلبة لديهم القدرة على انهاء البرامج‬ ‫الدراسية في مدة أقل كثيرا قد تصل ل ‪ %51‬من الوقت‪ ,‬متفوقين‬ ‫بذلك على أقرانهم من الطلبة العاديين‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫‪ .4‬في أهداف التعليم‬ ‫قبل بداية دراسة المادة‪ ,‬يجبر المدرس على توفير المعلومات‬ ‫االزمة للتطبيقات المختلفة للعلم المنوط بدراسته‪ ,‬و كيفية‬ ‫تشابكه مع بقية العلوم‪ ,‬و كيفية تكاملهم للحصول على‬ ‫التطبيقات العملية‪ .‬و بالتبعية‪ ,‬يعي الطالب من اليوم األول‬ ‫لدراسة المادة أهميتها في مستقبله المهني او فوائدها الحياتية‪.‬‬ ‫بحيث ال تبدو المادة مفصولة عن الواقع‪.‬‬

‫‪ .5‬في حداثة التعليم‬ ‫تجد األساتذة في أوروبا يعتذرون عن معلومة متأخرة عام‪ ,‬أو‬ ‫إحصائية لم يتم تحديثها في شهور قليلة‪ ,‬بينما ال يجد األساتذة‬ ‫المصريون غضاضة بالفخر بأن المادة يتم تدريسها على تلك‬ ‫الشاكلة ل ‪ 41‬عاما و ربما أكثر‪ .‬بمعنى آخر‪ ,‬التعليم الغربي‬ ‫مواكب للصناعة و للتطورات البحثية‪ ,‬بينما التعليم المناظر له قد‬ ‫علته األتربه هو واساتذته (إال من رحم هللا)‬

‫‪ .6‬في احتياجات سوق العمل‬ ‫معدل زيادة راتب الخريج في اوروبا و الغرب إجماال ال تصل بالكاد ل‬ ‫‪ %5‬و ذلك بعد تقييم و مراجعة ألعماله في العام السابق‪ .‬بينما‬

‫‪26‬‬


‫في بالدنا العربية قد يصل معدل الزيادة في الراتب ل ‪ 01‬أو ‪.%02‬‬ ‫و السبب يرجع في األساس لسوء التعليم‪ ,‬إذ في الحالة األولى‬ ‫يضمن صاحب العمل الحصول على متعلم كفؤ من النظام‬ ‫التعليمي و عليه ال يجد حاجة في رفع المرتب بشكل كبير‪ ,‬بينما‬ ‫في الحالة العربية هو يدرك أن الشخص الذي عمل معه لعام هو‬ ‫طالب تدرب في األساس على القيام بالمهنة‪ ...‬ألنه حينما انضم‬ ‫للعمل معه لم يكن يملك إال شهادة محو امية باألساس‪ ,‬وفقدان‬ ‫العامل يعني بالضرورة البدء من الصفر‪.‬‬

‫‪ .7‬في التجربة العملية للطلبة‬ ‫يعتاد الطلبة على عمل مشاريع بحثية و عملية منذ العام األول‬ ‫في دراستهم‪ ,‬بينما في مصر ال يقوم الطلبة بعمل مشاريع إال‬ ‫في أعوامهم األخيرة‪ ...‬وربما مشروع واحد عند التخرج و كفى‪.‬‬

‫‪ .8‬في الترابط الصناعي التعليمي‬ ‫أبحاث الطلبة في مشاريعهم النهائية في الغالب بدعم مباشر‬ ‫من شركات‪ ,‬و بالتبعية المشاريع في األصل موجهة ألحدث‬ ‫الصناعات و آخر المشكالت التي تواجه الصناعة‪ .‬في حين يطلب‬ ‫من طلبتنا في الغالب مشاريع نظرية أو ”معادة“ آالف السنوات‬ ‫من باب قضاء الحاجة‬

‫‪27‬‬


‫‪ .9‬في القوانين المصاحبة لعمل الطالب‬ ‫تفرد الدولة مساحة واسعة ألوضاع الطلبة العاملين‪ ,‬إذ يسمح‬ ‫للطالب بالعمل كجزء من دراسته‪ ,‬فمثال في دولة كألمانيا تجد‬ ‫أوضاع عمالية للطلبة إليفادهم من الجامعات للشركات ك ‪ :‬طالب‬ ‫عامل ‪ ,‬طالب باحث‪ ,‬طالب متدرب‪ .‬و الطالب العامل هو الذي‬ ‫يعمل في شركة مقابل أجر و ال يسمح له بالعمل أكثر من ‪3‬‬ ‫شهور في العام‪ ,‬بحيث يعمل بالتجزءة بمعدل ‪ 21‬ساعة اسبوعيا‬ ‫كحد أقصى‪ .‬و الطالب الباحث هو الطالب الذي تسمح له الشركة‬ ‫باستخدام برامجها و أجهزتها لعمل بحثه‪ .‬و الطالب المتدرب هو‬ ‫الطالب الذي تستقدمه الشركة لعمل بحث أو جزء من مشروع‬ ‫موجه لخدمة الشركة باألساس‪ .‬و بالتبعية يتخرج الطالب وهو‬ ‫فعال منغمس في العمل الصناعي في الدولة‬

‫‪ .11‬في القوانين المصاحبة لعمل األساتذة‬ ‫يحصل األستاذ على راتب ثابت قليل و يضاف عليه متغير بحسب‬ ‫مشاركته الصناعة في أبحاث ومشاريع صناعية‪ .‬بمعنى آخر يجبر‬ ‫األستاذ على العمل بما يواكب الصناعة (وبالتبعية الطلبة) حتى‬ ‫يحصل على الراتب الذي يتمناه‪ .‬و أيضا يخلق ذلك روح تنافسية‬ ‫بين األساتذة نفسهم‪ .‬يتمكن بعض األساتذة أحيانا كثيرة من‬

‫‪28‬‬


‫دعم أبحاثهم حتى تصل ألن تكون ”معمل بحثي“ أو ”مركز بحثي“‬ ‫مصغر‪ ,‬يأخذ دعمه بشكل قانوني من الشركات و عالقاته‬ ‫الصناعية‪.‬‬

‫‪ .11‬في نموذج االمتحانات‬ ‫ال يعتمد على الحفظ مطلقا‪ ,‬و أحيانا كثيرة يكون االمتحان ”كتاب‬ ‫مفتوح“ أي باإلمكان اصطحاب ما شئت من الكتب‪ ,‬و شخصيا‬ ‫حضرت امتحانات ”انترنت مفتوح“ أي بإمكانك االستعانة باإلنترنت‪,‬‬ ‫و أحيانا يسمح لك بعدد من األوراق البحثية في االمتحان‪ ,‬و في‬ ‫أكثر الحاالت قسوة على عقلي‪ ,‬سمح أحد األساتذة بأن يتشارك‬ ‫كل صف من ‪ 4‬طلبة حل االمتحان‪ .‬و بالتبعية فإن االمتحان ال‬ ‫يقيس أي قدرات ذاكرة بقدر قدرات التحليل و استغالل الوقت‬ ‫الضيق و المصادر المتاحة إلنجاز مهمة االمتحان في وقتها‪.‬‬

‫‪ .12‬في تكامل العمل‬ ‫يبني الطالب على عمل كثير ممن سبقوه‪ ,‬أو على عمل موجود‬ ‫باألساس في الشركة أو الجامعة‪ .‬و بالتبعية يشارك في ”نهضة“‬ ‫جامعته أو شركته أو الدولة‪ .‬بينما في بالدنا‪ ,‬الطالب مطالب أن‬ ‫يبدأ دائما من الصفر‪ ,‬ربما عليه أن يضيع عاما حتى يجد النقطة‬ ‫التي سيبدأ منها‪ ,‬حتى يقرر المشكلة التي يريد أن يقوم بحلها و‬

‫‪29‬‬


‫من ثم يبدأ لعام أو ‪ 2‬آخرين‪ .‬بينما قرينه األوروبي يصل لنتيجة‬ ‫تعادل ‪ 01‬أضعاف نتيجته في أقل من ‪ 6‬أشهر‪.‬‬

‫و أخيرا أذكر‪ ,‬لكل قاعدة شواذ‪ ,‬وفي كل مكان نماذج تخرج على‬ ‫المعتاد‪ .‬كنت أحب أيضا أن أقص بعض القصص كأمثلة على ما‬ ‫سبق‪ ,‬ربما يتبع‪ ...‬ربما ال!‬

‫و الخالصة‪ ,‬أن الحضارة ”بناء“ يضع كل جيل فيه ”طوبة“ (درجة)‬ ‫واحدة ال غير‪ ,‬و يكمل كل جيل ما بدأه من سبقوه‪ ,‬ولو كان معدل‬ ‫البناء بطيئا‪ ,‬و المحصلة نهضة‪ .‬رحم هللا المجددون في بالدنا‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫في حمالت التعريف بالدين اإلسالمي في الغرب‬ ‫أحمد عبد الحميد‬ ‫في خالل ‪ 4‬أيام وزع الشباب هنا في لوفن‪-‬‬ ‫بلجيكا أكثر من ألف و ستمائة كتاب عن اإلسالم‪.‬‬ ‫في موقعين مختلفين‪.‬‬ ‫الموقع األول و الذي أثار جدال واسعا بيننا‪ ,‬كان‬ ‫يوم تجمع ثقافي في النهار و حفل من السادسة‬ ‫للعاشرة‪ .‬و أصر الشباب على االنتظار و توزيع‬ ‫الكتب ولو في خالل وقت الحفل ‪.‬‬ ‫الموقع اآلخر‪ ,‬في وسط المدينة‪ ,‬في وسط أكثر‬ ‫شوارعها التجارية زخما‪ ,‬تماما كما فعلنا العام‬ ‫الماضي‪ .‬ربما هذا العام أفضل كثيرا‪.‬‬ ‫لي بضع تعليقات أتمنى أن يفهمها أو يتفكر فيها‬ ‫كثير‪:‬‬

‫أوروبا قارة فقدت دينها ولكنها لم‬‫تفقد آدميتها‬ ‫على كل حال‪ ,‬سمحت لنا البلدية بالوقوف في‬ ‫وسط الشارع‪ ,‬و سمحت لنا الجامعة بالترويج‬ ‫لعقيدتنا كنشاط طالبي‪ .‬بدون أي قيود تقريبا‬ ‫(بخالف االبتعاد عن المواد التي تبث كراهية بين‬ ‫األديان)‪ .‬و السؤال الذهبي هو‪:‬‬ ‫هل يسمح لطلبة "مسيحيين" أن يقفوا في‬ ‫محطة مصر مثال للترويج لدينهم الذي يؤمنون به؟‬ ‫(بإمكانك أن تتفكر في اإلجابة‪ ...‬خذ وقتك‪!).‬‬ ‫ولكن ما أريد أن أقول‪ ,‬أن مكافحة "التنصير" أو‬ ‫حمالت البهائيين‪ ...‬إلخ‪ ,‬ال تكون "بكتم" األصوات‪.‬‬ ‫و إنما باألساس ب "تعليم" الناس دينهم بالشكل‬ ‫الصحيح‪ .‬و في األخير هي "حرية العقيدة" و‬ ‫اختيار الدين بال إكراه‪ .‬أكثر من قدموا للسؤال‬ ‫كانوا يعرفون فعليا الكثير عن الدين ولو بشكل‬ ‫خاطئ‪ .‬و آخرين لم يكلفوا أنفسهم العناء بسبب‬ ‫عدم اهتمامهم بالدين باألساس‪ .‬و الخالصة ‪:‬‬ ‫إذا كنت تؤمن أن عقيدتك هي "األصح" أجدر بك‬ ‫أال تخاف من قضيتك الرابحة‪ .‬و إنما عليك أن‬

‫تحذر كونك محامي فاشل‬

‫‪31‬‬

‫‪.‬‬

‫‪-‬لألوروبيين "مساحة راحة "‬

‫أحيانا يخطئ البعض ”باصراره“ على‬ ‫تعريف شخص أوروبي بفكرته‪ ...‬أكثر مما‬ ‫ينبغي‪ ,‬كأن يالحقه بعد رفض مبدئي‪.‬‬ ‫تفهم باألساس أن للغربيين مساحة‬ ‫راحة‪ ...‬لدى الغربي "ال" األولى تعني‬ ‫"ال" فعال‪ ,‬والغرب ال يعرف ثقافة "عزومة‬ ‫المراكبية ‪".‬‬ ‫و باإلصرار على التحدث معه مغامرة‬ ‫كبيرة‪ ,‬إذ لو لم تكسب دقائق ليتعرف‬ ‫فيها على فكرتك (عقيدتك) فستخسره‬ ‫ربما لألبد‪ ...‬إن لم تعطي إنطباع سيء‬ ‫باألساس و تنقله لمعسكر الكراهية‪.‬‬ ‫وهو ما أكده بعض األصدقاء المقربين‬ ‫(من غير العرب‪).‬‬ ‫وعليه‪ ,‬أرى (على خالف البعض) أن‬ ‫يحترم المرء مساحة الراحة هذه‪ .‬ال أن‬ ‫يضغط المرء على غير المسلم كما‬ ‫يضغط بائع "الزنقة" على المارين‪.‬‬ ‫و أرى المثل‪ ,‬في الذي يمتهن إرسال‬ ‫"سبام ‪" Spam‬أو فيض من الرسائل‬ ‫دعما للرسول‪ ,‬أو دعما ألي "عقيدة"‬ ‫على أي صفحة‪ .‬لكل شيء حدود‬ ‫لألوروبيين "فهم مختلف للدين "‬‫ال يصح مع األوروبي أن تقول له‪ :‬أنا هنا‬ ‫ألنقذك‪ .‬أنا هنا ألساعدك‪ .‬ألنه أصال يرى‬ ‫أن حياته جميلة ناعمة و هادئة و صاخبة‬ ‫لياليها بملذات الدنيا‪ .‬لماذا يحتاج إله‬ ‫يعكر علي صفو هذه الحياة؟! (هكذا‬ ‫يفكر)‬ ‫األوروبي غالبا دينه األصلي المسيحية‪.‬‬ ‫ربما تركه و ألحد أو اعتنق االأدرية‪ ..‬أو‬ ‫غيرها‪ .‬و المسيحية كدين قائمة على‬


‫األوروبي غالبا دينه األصلي المسيحية‪.‬‬ ‫ربما تركه و ألحد أو اعتنق االأدرية‪ ..‬أو‬ ‫غيرها‪ .‬و المسيحية كدين قائمة على‬ ‫"الحب"‪ .‬ومثل ذلك عندنا في اإلسالم‬ ‫نزعات التأمل في أهل األندلس لما هي‬ ‫عليه من بهاء و خضرة‪ .‬و أفكار الصوفية ‪.‬‬ ‫ما أقصده هنا‪ ,‬أن العربي الذي اعتاد الحياة‬ ‫في الصحراء هو أميل بطبعة "للخوف" و‬ ‫"للوحشة" لذا ربما يؤثر فيه خطاب الخوف‪,‬‬ ‫أو خطاب التحذير من العذاب‪ ,‬أو خطاب النار‬ ‫مثوى الظالمين‪ .‬وكذا من عايشوا مناطق‬ ‫فيها أنهار و زراعة هم أميل "للرجاء"‪ .‬هم‬ ‫يرجون رحمة هللا‪ ...‬وربما طابع الصحاري‬ ‫بحكم الشرق األوسط يعطيهم الجانب‬ ‫الشعوري من "الخوف"‪ .‬فهم في ذلك بين‬ ‫"الرجاء و الخوف‪".‬‬ ‫بينما أهل األندلس مالوا كثيرا عن ذلك‬ ‫لمفهوم "الحب" و كذا أهل جنوب أمريكا‪ .‬ما‬ ‫أقصده هنا أن مفهوم "الخوف" و "العذاب"‬ ‫أصال غائب عن العقلية الغربية‪ ,‬و أن‬ ‫المدخل الروحي لقلب الغربي ال يحتوي‬ ‫على فكرة "الخوف" و إنما فكرة "الحب"‬ ‫أو"الرحمة" باألساس‪.‬‬ ‫وقد تضطر سلفا للبناء على قاعدة "علمية"‬ ‫إلثبات الوجود اإللهي‪ .‬فالروحانيات هنا‬ ‫عموما ال معنى لها قبل أن يعرف أصال أن‬ ‫اإلله حق‬

‫‪32‬‬

‫الخالصة‪ ,‬الحديث للغربي في‬ ‫الدين‪:‬‬ ‫‪1.‬مبني على علم إلثبات‬ ‫الوجود‬ ‫‪2.‬مبني على روحانيات الحب‬ ‫و الرحمة ال أفكار الخوف و‬ ‫العذاب‬ ‫ال يفل الحديد إال الحديد‬‫على الرغم من وجود الكثير من‬ ‫الشباب من جنسيات مختلفة‪ ,‬إال أن‬ ‫الشباب البنات و من جنسية أهل‬ ‫الدولة هم األكثر تلقيا لألسئلة‪.‬‬ ‫وعليه فكلما كثير المسلمين من أهل‬ ‫الدولة (الغربية) كلما كان أفضل ‪.‬‬ ‫ربما يستشعر الغربيين فيهم شيء ال‬ ‫يعرفونه في العرب‪ ,‬أقصد "الثقافة ‪".‬‬ ‫أهم الكتب التي تلقى رواجا‬‫المرأة و اإلسالم‪ ,‬و القرآن (كترجمة)‪,‬‬ ‫المعجزات العلمية للقرآن‪ ,‬الحوار‬ ‫المسيحي المسلم‪.‬‬ ‫عمل فيما سبق أكثر من ‪ 21‬شاب‪ ,‬و‬ ‫أظن أن العمل هذا العام أفضل كثيرا‬ ‫من العام السابق (كما و نوعا و‬ ‫نظاما)‪ .‬كل شيء في الكون يحتاج‬ ‫أعوام للبناء‪ .‬فقط دائما تحتاج لشخص‬ ‫واحد لديه القدرة على دفع البقية‪...‬‬ ‫كبداية‪( .‬مثل مروة‪).‬‬


‫في فقه الصراع علي القدس و‬ ‫فلسطين‬ ‫دينا سعيد‬ ‫فى هذا الكتاب يستعرض د‪ .‬محمد عمارة تاريخ الصراع على القدس وفلسطين بداية من الحمالت الصلبية‬ ‫ووجهة نظر الكنائس المختلفة من فلسطين‪....‬وكيف أن البروتستات يؤمنون بأن المسيح سيعود ليحكم األرض‬ ‫ألف سنة وأنه لعودته يجب حشد كل اليهود فى األرض المقدسة وإعادة بناء الهيكل‪...‬أما المسيحيون الشرقيون‬ ‫أو األرزوذكس فإنهم يؤمنون أن الهيكل سيبقى منهدمًا ولن يُعاد بنائه حيث أنهم يؤمنون أن المسيح قد قطع‬ ‫بخرابه لألبد فى قوله "هو ذا بيتكم يترك لكم خرابًا‪...‬لن يترك حجر على حجر ال يهدم"‬ ‫كما يستعرض الكاتب تاريخ نشأة الواليات المتحدة األمريكية وكيف أن هدف كولومبس األصلى كان إيجاد‬ ‫طريق آخر للتجارة من أجل إضعاف العالم اإلسالمى اقتصاديًا ولكنه ضل طريقه إلى أمريكا وهناك أرسل إلى‬ ‫ملك أسبانيا أن هذه األرض الجديدة بما فيها من خيرات ستكون خير معين على استرداد األرض المقدسة والدفع‬ ‫بمزيد من الحمالت الصلبية‬ ‫وضح الكاتب أن األوربيين عند دخولهم أمريكا وإبادتهم شعبها كانوا مستهلمين روح اليهود عتد دخولهم أرض‬ ‫كنعنان (فلسطين) وإبادتهم الشعوب التى كانت تعيش هناك وأنهم أطلقوا األسماء اليهودية على بعض الشوارع‬ ‫والمعالم الرئيسية وأن أول دكتوراة من هارفورد كانت "اللغة العربانية هى اللغة األم" وغيرها من المظاهر‬ ‫التى حاول الكاتب أن يربط بها تغلل اليهودية فى المجتمع األمريكى منذ نشأته‬ ‫وكذلك تحدث الكاتب عن سيطرة اليهود أو المسيحيين الصهيونيين كما أسماهم على المناصب القيادية ووسائل‬ ‫اإلعالم وكيفية نشأة ما يسمى باللوبى الصهيونى فى أمريكا‪..‬كذلك اقتطف بعض مقاطع من خطب الروساء‬ ‫األمريكان وكيفية تأثرهم بالفكر والثقافة الصهيونية‪...‬كما أوضح أن الساسة األمريكان يؤمنون أن إسرائيل هى‬ ‫دولة الرب وبذلك ال تسرى عليها األحكام وال القوانين الدينوية ألن هللا أرادها كذلك وقال أن هذا هو سبب الفيتو‬ ‫األمريكى الذى ال يدين إسرائيل ً‬ ‫أبدا مهما اقترفت من مجازر‬ ‫كذلك استعرض الكاتب بع ً‬ ‫ضا من تاريخ الهجرة إلسرائيل وبعض المساعى التى حاولت تحييد يهود الشرق فى‬ ‫هذه الفترة والحيلولة دون انضمامهم لخطة االستعمار بإعطائهم حقوق أن يعيشوا فى بالد المسلمين لهم ما لهم‬ ‫وعليهم ما عليهم‪...‬ولكنهم فضلوا الهجرة ألرض الميعاد ورفضوا اليد الممدوة لهم على حد قول الكاتب‬ ‫ثم ينتقل الكاتب فى لغة خطابية حماسية للحديث عن نشأة فكرة الجهاد فى فلسطين مقتط ًفا مقاطع من القرآن‬ ‫والسنة التى تبرز أن الجهاد فى فلسطين فرض عين ‪...‬وكذلك يتحدث الكاتب عن نشأة كتائب عز الدين القسام‬ ‫وباستفاضة عن تاريخ الشيخ أحمد ياسين وتاريخ جهاده واستشهاده‬ ‫لدى عدة مالحظات على الكتاب بداية من عنوان "فقه الصراع على القدس وفلسطين" فالكتاب أقرب ما يكون‬ ‫من سرد أحداث تاريخية أكثر منه كتاب "فقه"‪..‬وفى هذا معضلة كبيرة فإذا كان الكتاب يتحدث عن الفقه وعن‬ ‫وجهة نظر الكاتب فى فرضية الجهاد فى فلسطين فأرى أن كان من األولى دعم وجهة النظر هذه بفتاوى آخرى‬ ‫لعلماء يرون مثل ما يرى الكاتب ويرون أن العمليات الفدائية هى عمليات استشهادية‪..‬أما إذا كان الكتاب كتاب‬ ‫تاريخ فأرى أنه البد من كاتب التاريخ من الحياد ورواية األحداث عن طريق "ويرى أحمد ياسين أن الجهاد‬ ‫فرض ألن‪ ".....‬وليس لكاتب التاريخ أن يقول هو رأيه‬

‫‪33‬‬


‫المالحظة اآلخرى أن الكاتب بدأ الكاتب ببداية دموية بالحديث عن مذابح الصلبيين فى الحمالت الصلبية بشكل‬ ‫أرى فيه استفزاز عاطفى لتأجيج مشاعرالمسلمين ضد المسيحيين بصفة عامة ومسيحيى الغرب بصفة‬ ‫خاصة‪...‬وكان من األولى بالكاتب أن يتحدث ولو لفصل عن مذابح إسرائيل المختلفة ومنها مذبحة قانا على‬ ‫سبيل المثال التى لم يتم ذكرها فى الكتاب وكذلك كان من الممكن دعم الكتاب بإحصائيات عن عدد القتلى من‬ ‫الجانبيين وخاصة األطفال ونسبة االعتقاالت وتفتيت دولة فلسطين من ‪ 84‬إلى وقت كتابة الكتاب ونسبة‬ ‫األراضى الفلسطنية إلى األراضى اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫كان من الغريب ح ًقا أن يغفل الكاتب تمامًا ذكر حركة "فتح" وكيفية نشأتها وال أعرف كيف ال يحتوى كتاب‬ ‫يتحدث عن فلسطين اسم "ياسر عرفات"‪..‬ال توجد مشكلة أال يوافق الكاتب على مواقف حركة فتح فهذا رأيه‬ ‫ولكن كان من األولى أن يتم كتابة هذا فى الكتاب‪..‬وكذلك لم يحتوى الكاتب أى معلومات عن موقف الشيعة‬ ‫وإيران من القضية الفلسطنية كما لم يتم ذكر "حزب هللا" ولو لمرة واحدة ‪...‬مما يجعل الكاتب يبدو وكأنه ينتقى‬ ‫من التاريخ واألحداث ما يشاء وما يتوافق مع وجهة نظره وفقط‪.‬‬ ‫أكثر شىء لم يعجبنى فى الكاتب هو عندما تحدث الكاتب عن دخول اليهود ألرض كنعان قديمًا وتصويرهم على‬ ‫ً‬ ‫متخدا مقاطع من التوارة للداللة على ذلك ويبدوأن هدف الكاتب من هذا‬ ‫أنهم ذخلوا غزاة ليبيدوا الشعوب هناك‬ ‫الطرح أن يبرز أن ليس لليهود حق أن يطالبوا بفلسطين بحجة أنها كانت لهم وط ًنا قديمًا‪...‬وفى هذا تجنى‬ ‫واضح فى وجهة نظرى فطب ًقا للقرآن دخل اليهود فلسطين لتحريرها من قوم جبارة وأن دخلوهم فلسطين كان‬ ‫بأمر من هللا تعالى على لسان سيدنا موسى‬ ‫"وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة هللا عليكم إذ جعل فيكم أنبئاء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا‬ ‫من العالمين يا قوم ادخلوا األرض المقدسة التي كتب هللا لكم وال ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا‬ ‫موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون‬ ‫ثم كتب هللا التيه عليهم أربعين سنة ليدخلوا بعدها فلسطين بقيادة يوشع بن نون ليقاتلوا جالوت وجنوده ويقتل‬ ‫داود جالوت ويأته هللا الملك‪..‬‬ ‫هذه هى القصة المذكورة فى القرآن وكنت أتوقع من الكاتب الذى يبرز اسمه كمفكر إسالمى أن يورد هذه‬ ‫اآليات طالما أن كتابه يتحدث عن فقه الصراع على القدس ويفسر معنى قوله تعالى "األرض المقدسة التى‬ ‫كتب هللا لكم" كما كنت أتوقع شي ًئا من اإلنصاف فى الحديث عن هذه الواقعة التاريخية ً‬ ‫بدال من تصوير اليهود‬ ‫فى دخولهم األول للقدس وكأنهم غزاة محتليين وهى رؤية عكس ما جاء به القرآن فى وجهة نظرى‬

‫ً‬ ‫متحيزا ج ًدا لوجهة نظر واحدة يريد الكاتب أن يصل بالقارىء لها وهو فى‬ ‫فى النهاية يبدو الكتاب بالنسبة لى‬ ‫ذلك ال يعرض وجهات نظر مختلفة ويناقشها ويوضح لماذا هو مؤمن بوجهة النظر هذه بل على العكس يغفل‬ ‫ذكر وجهات النظر اآلخرى تمامًا وكأنها غير موجودة‪...‬ولكن كان من الممتع قراءة مقتطفات من خطابات‬ ‫كولومبس وبعض روساء أمريكا ومعرفة بعض الحقائق عن جهود البعض المشكورة مثل الشيخ رشيد الذى يعى‬ ‫لتحييد يهود الشرق وكذلك موقف السلطان عبد الحميد من محاولة شراء فلسطين وغيرها من األمور التى ربما‬ ‫ليست معلومة عند البعض‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫أحمد عبد الحميد || خزعبلة‬ ‫استشعار االشارات العصبية‬ ‫ربما فكرت يوما كيف "نفكر"؟ أو كيف تتحرك أصابعك؟ أو كيف تتحرك يدك؟‬ ‫األمر ببساطة إشارات عصبية‪ ،‬وهذه اإلشارات العصبية هي كما موجات الكهرباء‪.‬‬ ‫وماذا نفعل بذلك خارج المعتاد؟‬ ‫تخيل أوال أنك لتحرك يدك فإن أمرا خرج من عقلك عن طريق شبكة عصبية معقدة‬ ‫لتصل للعصب الذي يتحكم في حركة اليد فتتحرك كيفما تشاء‪ .‬ماذا لو عرفت هذا‬ ‫العصب؟ ماذا لو أصبح بإمكانك أن "تستشعر" هذه الموجة الكهربية‪ ...‬ما الذي يمكن‬ ‫أن تفعله بهذا؟ ماذا لو أدركت أيضا العصب المسؤول في عقلك عن األمر؟‬ ‫أبسط فكرة‪ :‬بمعرفة العصب فإن كل األشخاص ذوي األطراف المقطوعة بإمكاننا‬‫استبدالها بماكينة (روبوت) بدال من اليد الطبيعية ‪ ،‬و بحيث يتم التحكم فيها بمجرد‬ ‫التفكير‪ ...‬بعد التدريب على التحكم عليها عصبيا‪( .‬حقيقة وليست خزعبلة‪ ،‬انظر‬ ‫الصورة)‬ ‫باإلمكان أن تفكر في اطفاء النور‪ ،‬فتحفز عصبا بعينه‪ ،‬فيتم إطفاء النور (حقيقة‬‫وليست خزعبلة‪ ،‬باستخدام طاقية كما الصورة)‬ ‫باإلمكان أن تقود السيارة بدون أن تمسك مقود السيارة‪ ...‬فقط بمجرد التفكير (ذلك‬‫ألن هناك شريحة موصلة على عدد من األعصاب تمثل االتجاهات بالنسبة لك‪ ،‬ومن‬ ‫ثم تستطيع القيادة) (في طور التجريب)‬ ‫باإلمكان أن تستغني عن الكيبورد و تكتب بمجرد النظر لشاشة الحاسب (تجارب‬‫مبدئية ناجحة)‬ ‫بمعرفة عصب السمع‪ ،‬باإلمكان تحفيز هذا العصب للمصابين بالطرش أو بضعف‬‫السمع‪ .‬هناك اآلن عدد ليس بالقليل من الشركات يبيع مثل هذه المنتجات‪ .‬و الفكرة‬ ‫ببساطة تركيب مايكروفون يلتقط الصوت‪ ،‬ثم متحكم يحفز العصب بحسب الصوت‪،‬‬ ‫و من ثم يسمع الشخص ضعيف السمع‪ .‬و مثل هذه األجهزة تعمل لعدد ‪ 05‬سنة‬ ‫ببطارية صغيرة‪ ،‬و باإلمكان زراعتها بداخل األذن فال يراها الناس‪( .‬حقيقة وليست‬ ‫خزعبلة)‬ ‫أن يكون هناك نوع جديد من ألعاب الكمبيوتر‪ ،‬لست في حاجة ألن تمسك ذراعا‬‫لتلعب‪ ،‬إنما هي تستشعر مراكز عصبية في العقل‪ ،‬و بالتبعية تستطيع أن تلعب اللعبة‬ ‫بشكل مباشر بمجرد التفكير فيما تريد أن تفعل (نماذج مبدئية موجودة)‬ ‫‪35‬‬


‫أن تعزف الموسيقى بعقلك بمجرد التفكير (حضرت شخصيا تجربة عملية لذلك)!‬‫بعد ‪ 155‬سنة من اليوم ‪,‬‬ ‫ماذا يمكن أن نصل له؟‬ ‫آالت حربية أضخم من جسم االنسان‪ ،‬و يتم التحكم فيها بمجرد التفكير‬‫آلعاب كمبيوتر قتالية كاملة بمجرد التفكير‬‫تضيء و تطفي أنوار المنزل وأنت في مكانك‪ ،‬تجيب على الهاتف‪ ...‬تتحكم تقريبا‬‫في كل شيء بمجرد التفكير فيه‬ ‫أطراف صناعية تعمل بكفاءة و بعدة زوايا مثلها في ذلك مثل األطراف الطبيعية‬‫يتم قراءة افكارك وانت تدخل للمحل فتجد قائمة بما تريد فقط‬‫بعد ‪ 255‬سنة من اآلن‪,‬‬ ‫يتم قراءة أفكارك بشكل كامل‪ ،‬اآلن لدينا خريطة كاملة وواضحة لكل األعصاب في‬‫الجسد‬ ‫يتم بث أفكار لرأسك بدون أن تعرف‬‫سيرتدي اإلنسان قباعة تحمي رأسه من سرقة األفكار‬‫ستصبح هناك بصمة فكرية‪ ،‬كلمة السر في رأسك هي فكرة‪.‬‬‫سنصبح شيء قريب من بروفيسور إكس (في فيلم) ‪X men‬‬‫الحقيقة‪ ،‬المعوق الحقيقي اآلن (‪ )2512‬هو كم التعقيد في الشبكة العصبية لإلنسان‪.‬‬ ‫أغلب األبحاث تقوم على التعرف على عدد محدود جدا من األعصاب و من ثم‬ ‫تدريب اإلنسان على التحكم فيها ومن ثم استشعارها و استخدام ذلك للتحكم في شيء‬ ‫آخر (كيبورد‪ ،‬إضاءة‪ ،‬سيارة‪ .) ... ،‬وهناك نموذج آخر كما نموذج "تحفيز"‬ ‫األعصاب لمن أصابهم شلل أو طرش أو أي مشاكل مماثلة في األعصاب‪ .‬و‬ ‫إمكانيات الفعل بذلك غير محدودة ‪...‬‬ ‫الحد هنا هو عقلك انت‪ ...‬خيالك‪ ...‬وقدراتك العقلية‪.‬‬ ‫كل ما رود هنا هو حقيقة‪ ...‬ليست خزعبلة‬

‫‪36‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.