مجلة من أوروبا البلد - العدد الأول

Page 1

‫ ‬ ‫أوراق مسافر لم يصل بعد‬ ‫‪https://www.facebook.com/mneuropa‬‬

‫عدد ‪ 1‬فبراير ‪2012‬‬

‫حلم بدأ يري النور‬ ‫مساعد مجتمعي‬

‫قصة الغالف‬ ‫المقامة الكينية‬

‫كتب الشھر‬ ‫‪The Narrow Road‬‬ ‫‪Revolution 2.0‬‬ ‫من الديكتاتورية إلي الديموقراطية‬

‫‪1‬‬


‫محتويات العدد‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬

‫حلم بدأ يري النور‬ ‫الغيث‬ ‫السعادة‬ ‫درس من معركة عين جالوت‬ ‫قتل الحلم‬ ‫المقامة الكينية‬ ‫عيش باألمل‬ ‫خاطرة رياضية لحياة ذھنية سليمة!‬ ‫مساعد مجتمعي‬ ‫و إن تتولوا‬ ‫الثورة و مجلس الشعب و عمار بن ياسر‬ ‫أحلم بوطن‬ ‫االختزال‬ ‫الفرسان‬ ‫الطريق الضيق‬ ‫ال تبيع عقلك‬ ‫ﷲ موجود‬ ‫أعلم من ﷲ‬ ‫العقول و األفكار‬ ‫الجزيرة‬ ‫اعرف عدوك‬ ‫ورقة اليانصيب‬ ‫مراتي مدير عام‬ ‫التحرش الجنسي‬ ‫ثورة ‪2.0‬‬ ‫قدوة الممكن‬ ‫من الدكتاتورية إلي الديموقراطية‬


‫كلمة محرر ھذا العدد‬ ‫إنجي فوده‬

‫حلم بدأ يري النور‬ ‫أوال ً من نحن؟‬ ‫أحمد عبد الحميد‬ ‫مؤسس من أوروبا البلد‬ ‫بكالوريوس ھندسة إتصاالت و إلكترونيات ‪-‬‬ ‫جامعة اإلسكندرية‬ ‫ماجيستير أنظمة مدمجة و إدارة أعمال ‪--‬‬ ‫جامعة لوجانو بسويسرا‬ ‫باحث نانو إلكترونيات بمركز األبحاث إيمك و‬ ‫مدرس مساعد بجامعة بروكسل ببلجيكا‬ ‫‪www.ahmedabdelhamid.com/arblog‬‬ ‫دينا سعيد‬ ‫بكالوريوس وماجستير ھندسة الحاسبات ‪-‬‬ ‫جامعة القاھرة‬ ‫طالبة دكتوراة وباحث مساعد فى علوم‬ ‫الحاسب بجامعة كالجرى بكندا‬ ‫المدونة الشخصية‪:‬‬ ‫‪/http://dinasaid.blogspot.com‬‬ ‫أحمد عبد الصمد‬ ‫بكالوريوس ھندسة االتصاالت و االلكترونيات‬ ‫ جامعة اإلسكندرية‬‫دبلومه فى امن الفضاء االلكترونى وتأمين‬ ‫المعلومات‬ ‫إنجي فوده‬

‫بكالريوس وماجستير ھندسة الحاسبات ‪-‬‬ ‫جامعة القاھرة‬ ‫باحثة و مبرمجة)حاليا‪ :‬لألجھزة و البرمجيات‬ ‫للمكفوفين العرب( و كاتبة‪ ،‬صدر لھا مؤخرا‬ ‫كتاب بعنوان‪ :‬حكايات من األحالم‬ ‫قامت بالتدريس في جامعات‪:‬القاھرة و‬ ‫األمريكية و األلمانية بالقاھرة‬ ‫‪www.engyfoda.com‬‬ ‫رسالة عرفان‬ ‫يتقدم الفريق بخالص الشكر لھند شرف‬ ‫على مساعدتھا في إدارة أوروبا البلد‪ .‬و‬ ‫كذلك كل اللذين دعمونا بمواد للنشر على‬ ‫حائط الصفحة وقت الثورة‪.‬‬ ‫ثانياً ھدف الصفحة‬ ‫تأسست الصفحة باألساس كآداة إتصال‬ ‫وتواصل لمدونة‪ :‬من أوروبا البلد وكاتبھا‬ ‫أحمد عبد الحميد‪.‬و تطور آداءھا بعد عام‬ ‫تقريبا ليساھم فيھا دينا سعيد و أحمد عبد‬ ‫الصمد وإنجى فوده و آخرون‪ .‬حيث كان‬ ‫واضحا اتفاق الجميع على مشاركة ما يفيد‬ ‫مجتمعنا بھدف واحد "نھضة فكرية و‬ ‫علمية ‪".‬‬ ‫و عليه فكل إھتمامات الصفحة‪ :‬مقاالت‬ ‫الفكر و التاريخ و التراث و اللغة‪ .‬باإلضافة لما‬ ‫يصدر من مقاالت في الصحافة العالمية من‬ ‫مقاالت تھتم بالشأن الداخلي أو المقاالت‬ ‫العلمية المختلفة و كل ما يخدم الھدف‬ ‫السابق ذكره‪ .‬تدعم الصفحة بشكل‬

‫رئيسي مقاالت المدونة الرئيسية "من‬ ‫أوروبا البلد"‪ .‬و أيضا تدعم الصفحة مقاالت‬ ‫مدونة دينا سعيد "معا نبحر في الحياة" و‬ ‫مشاريع أخرى كمشروع نقطة لترجمة‬ ‫العلوم و مشروع خبرة علمية للتعليم في‬ ‫الخارج و آخرون‪.‬‬ ‫كل اآلراء و التوجھات ألي مدير في الصفحة‬ ‫تعبر عنه شخصيا وال تمثل اآلخرين و ال‬ ‫تمثل جھات العمل التي يعمل بھا بأي حال‬ ‫من األحوال‪ .‬لذا لزم التنويه‪.‬‬ ‫ثالثاً ھدف المجلة‬ ‫ھو حلم طالما تمنيناه و سعينا لتحقيقه‪ .‬أن‬ ‫يكون لنا مجلة أو جريدة تصدر عن الصفحة‬ ‫لتجميع و توثيق كل مقالتنا و حكايتنا و‬ ‫أحالمنا حتي ال تذھب أدراج الرياح و تدخل‬ ‫في تيه صفحات اإلنترنت‪ .‬حاولنا سابقا‬ ‫علي تويتر و لكنھا لم تكن ناجحة‪.‬‬ ‫و أخيراً بدأ حلمنا يري النور و الحمد ‪،‬‬ ‫فلنترك الحلم يقودنا‪ ،‬ھذا الشھر اقتصرت‬ ‫أبواب المجلة علي تجميع ما كتبناه و لكن‬ ‫ربما ضمت المجلة أبواباً جديدة كل شھر‪.‬‬ ‫ستصدر المجلة ان شاء ﷲ بصورة شھرية و‬ ‫رقمية‪.‬‬ ‫شاركنا رأيك و مقترحاتك و نقدك "البناء"‬ ‫علي الصفحة‪.‬‬ ‫جزاكم ﷲ الجنة و جمعنا و إياكم علي‬ ‫الحق و الخير‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫الغيث‬ ‫خواطيت أحمد عبد الحميد‬

‫منذ عام تقريبا ساعدتني شابه اسمھا "إيمان"‪ ,‬ال‬ ‫أعرفھا‪ ,‬على عمل عرض لعدد من طلبة أحد‬ ‫المدارس األمريكية ھنا في مدينة قريبة من‬ ‫بروكسل‪ .‬تعرفت على مدرس الفصل و قدمت‬ ‫الدرس عبارة عن فيلم ‪ 1001‬اختراع ‪ +‬عرض بسيط‬ ‫عن اساسيات الدين اإلسالمي و الحضارة اإلسالمية‬ ‫إجماال‪ .‬و يبدو أن الحصة القت استحسان ال ‪18‬‬ ‫طالب في الفصل )ومتوسط أعمارھم ‪ 18-16‬عام‪).‬‬ ‫بعد عام اتصل بي مدير المدرسة وقال نريد زيارة‬ ‫المسجد‪ .‬وقد رتب صديقنا يونس )الجزائري( الزيارة‬ ‫للمركز اإلسالمي الرئيسي في بروكسل‪ ,‬و تابعت‬ ‫مع الرجل المسؤول من طرف المدرسة الذي لم أكن‬ ‫أعرفه و سأكتشف الحقا أنه مدرس الفصل الذي‬ ‫حاضرته‪ ...‬و سأعرف أن المدرس قرر أن يضم كل‬ ‫المدرسة لزيارة المسجد و ھي إجمالي ‪ 5‬فصول‬ ‫)‪ 76‬طالب( يرافقھم ‪ 5‬أساتذة‪ .‬ثم يتبع الزيارة‬ ‫بحصص منفصلة تعريفية عن الدين اإلسالمي في‬

‫كل فصول المدرسة‪ .‬على أن أھب للمدرسة في‬ ‫وقت الحق لزيارة المسجد‪.‬‬ ‫األمر بدأ بمقابلة عرضية )على حد علمي( بين مدير‬ ‫المدرسة الساكن في مدينتنا الصغيرة )لوفن(‬ ‫ببلجيكا بأحد أصدقائنا في المسجد )محمد‬ ‫السعيد(‪ .‬وتم ترتيب األمر بترشيح ذھابي أنا لھم‬ ‫في مدينتھم )واتر‪-‬لو( التي تبعد بضعة كيلومترات‬ ‫عن مدينتنا ‪.‬‬ ‫صادف اليوم أن المسؤول في المركز اإلسالمي‬ ‫مريض‪ ,‬فحل محلة شاب اسمه "عبد القادر“‬ ‫)مغربي(‪ ,‬له لحية خفيفة‪ ,‬يرتدي طاقية بيضاء‪ ,‬طوله‬ ‫أقل من المتوسط‪ ,‬نحيل الجسد‪ ...‬من االنطباع األول‬ ‫تتوقع شخص مخيف أو غريب‪ .‬و الحاصل أنه في‬ ‫خالل ‪ 10‬دقائق‪ ...‬سمح للطلبة )الغير مسلمين(‬ ‫بالدخول للمسجد كيفما يشاؤون‪ ,‬لم يفصل بين‬

‫الشباب و البنات‪ ,‬لم يطلب من البنات اتباع أي‬ ‫ارشادات صارمة )مثل الجلوس بشكل معين‪ ,‬او عدم‬ ‫فرد األرجل‪ ,‬تغطية الشعر‪ ...‬إلخ(‪ .‬و ستمر الساعة‬ ‫وھو يحظى بإعجاب الجميع بطريقة عرضه وھو‬ ‫يسألھم بمزاح كطلبة صغار عن آرائھم إلخ‪ .‬و أنا فقط‬ ‫أساعده بكسر حاجز الخوف بينھم ‪...‬‬ ‫مثال كان يسأل نعرف أن المسيحية من المسيح‪...‬‬ ‫البوذية من بوذا‪ ...‬اإلسالم ما ھو إذن؟‬ ‫فأقول‪ :‬فريق كرة؟‬ ‫فيضحك الشباب‪ .‬ثم يمضي في شرح معنى‬ ‫التسليم‪ ..‬و يقاطعه الطلبة بين الفينة و األخرى عن‬ ‫النساء‪ ,‬و اإلمامة‪ ,‬الجھاد‪ ,‬طالبان‪ ...‬سائر األسئلة‬ ‫المعتادة‪ .‬و يقص عليھم اسس الدين مرورا بالصوم‪...‬‬ ‫ويقول يمتنع المسلمين عن الطعام و الشراب طول‬ ‫النھار‪ ...‬فيقول أتعرفون لماذا؟‬ ‫أقول‪ :‬ألنھم مجانين؟‬ ‫فإذا بالطبة يتجرأون على الحديث‪ ...‬و تكسر ‪-‬ربما‪-‬‬

‫‪4‬‬


‫كل الحواجز‪ ...‬و يحتدم الوقت ويغادرون ولديھم‬ ‫أسئلة كثيرة‪ ...‬سألھا البعض على الدرج‪ ,‬أو في‬ ‫الطريق للحافلة‪.‬‬ ‫سيأتي األستاذ ليتحدث معي بعد الزيارة‪ ,‬و يقول‪:‬‬ ‫أنا سعيد بالنتيجة اليوم‪ ,‬و لم أكن أتصور ھكذا‬ ‫انفتاح‪ ,‬و األستاذ )اإلمام( كان منفتحا جدا و شيقا‬ ‫في حديثه و عرضه و مشاكسته لألوالد‪ .‬و يتحدث‬ ‫بسرعة جدا!!‪. ..‬ال أخفيه عليك سرا العام الماضي‬ ‫ذھبنا لدير يھودي أرثودكس و قرر الراھب فصل‬ ‫البنات عن األوالد و إجبارھم على ارتداء زي معين‪,‬‬ ‫حتى تأفف الجميع‪ ...‬ھذا العام سنزور معبد يھودي‬ ‫ليبرالي تقدمي‪ ...‬ربما الحال سيكون أفضل!‬

‫و الخالصة‪ ,‬حين تتحدث لغير المسلم أو‬ ‫المسلم ھناك أولويات‪ ,‬أحسب أن كثيرا منا ال‬ ‫يعرفھا! أذكر أن أحد رفقاء الشيخ محمد‬ ‫الغزالي في زيارتھم للناجين من البوسنة‬ ‫حاول أن ينصح أحد الناجين النساء بالحجاب‬ ‫فنھره الشيخ‪ ,‬ألنھا مصابة فيمن فقدت من‬ ‫أعزاء‪ ...‬و األولى تطمينھا و استيعاب نكبتھا‬ ‫بدال من التعليق على “زيھا ‪“.‬‬ ‫حين أنظر لما مضى‪ ,‬أعرف أن ما تزرع اليوم لن ترى‬ ‫نتيجته ربما بعد عام أو بضعة أعوام حتى‪ .‬ھؤالء‬ ‫ال‪ 80‬ھم أبناء ربما نخبة النخبة في بلجيكا‪...‬‬ ‫مصاريفھم الدراسية ‪ 30‬ألف يورو في العام و أكثر‪ ,‬أثر‬ ‫الواحد فيھم‪ ...‬أحسبه كبير‪ .‬وربما لن يظھر أثر ھذه‬

‫الزيارة قبل عدة أعوام‪ .‬إلى ذلك الحين‪ ...‬عليك أن‬ ‫تزرع فقط‪ ...‬لست مسؤوال عن النتائج أو حتى‬ ‫مراعاتھا‪ .‬المھم أن “تخلص” وقت العمل‪ .‬كن‬ ‫صحابي في موقعة أحد‪ ...‬فقط إلزم موقعك!‬ ‫العام القادم‪ ,‬إن شاء ﷲ‪ ,‬لن أكون في بلجيكا وربما‬ ‫كثير ممن وردت أسماؤھم‪ ...‬لكني أحسب أنه‬ ‫سيأتي بعدنا من ھو أخلص منا ليكمل ما بدأناه‪ ,‬أما‬ ‫نحن‪ ...‬ف “نحن من المسلمين” و المسلم كالغيث‪,‬‬ ‫أينما حل نفع‪.‬‬ ‫وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم ال يكونوا‬ ‫أمثالكم ‪)--‬سورة محمد‪)38:‬‬

‫السعادة‬

‫خواطيت أحمد عبد‬ ‫الحميد‬

‫حضرت محاضرة من فترة لطارق رمضان في جنت‪-‬‬ ‫بلجيكا‪ ,‬واحدة سألته سؤال غريب‪ ...‬قالت له ‪ :‬ھي‬ ‫ايه السعادة؟‬ ‫و بما إنه سؤال فلسفي عويص‪ ,‬و الراجل كان‬ ‫مستني أسئلة في الدين‪ ...‬فكر شوية صغيرين ‪-‬‬

‫ھنيھه يعني‪ -‬و قال لھا‪:‬‬ ‫أظن السعادة إن اإلنسان يبقى‪:‬‬ ‫‪Consistent with himself‬‬ ‫متسق مع نفسه‬ ‫و سكت‪.‬‬ ‫بس من ساعتھا وانا دماغي بتلف‪ ,‬في ماتش بينج‬ ‫بونج في راسي عن السعادة‪ ,‬عشان افھم اللي‬ ‫قاله‪ .‬انت تبقى مبسوط بس لو اللي انت بتقوله‬ ‫على لسانك ھو اللي انت بتعمله ھو اللي في‬ ‫قلبك و ھو اللي الناس تعرفه عنك‪ ...‬أو حتى ما‬ ‫تعرفوش‪ ,‬في عالقاتك مع أھلك و أصحابك و كل‬ ‫اللي حواليك‪ .‬المھم انت تبقى نفسك‪ ,‬مش أي حد‬ ‫تاني‪ .‬متسق‪ ...‬يعني متناغم‬ ‫ما اظنش الحياة كاملة عشان الواحد يبقى سعيد‬ ‫بشكل كامل‪ ...‬بس أظن لو اليوم عدى على الواحد‬ ‫وھو راضي يموت فيه كأنه آخر يوم في عمره‪...‬‬ ‫يبقى أكيد ده يوم سعيد في عمره ‪.‬‬ ‫ساعات الناس بتشوف الموت على إنه حاجة‬ ‫وحشة‪ ,‬بس الشيخ محمد الغزالي ﷲ يرحمه بيقول‬ ‫في كتاب جدد حياتك‪ ,‬إن الموت فرح و صحبة األحبة‬ ‫و نقله من ضيق لسعة‪ ...‬يعني الموت مش "ھرب"‬ ‫من الدنيا‪ ...‬قد ما ھو مكافئة و بھجة أو‬ ‫‪Rendez vous‬‬ ‫مع السعادة األبدية‪ ,‬بس يبقى الواحد جاھز للميعاد‬ ‫ده‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫درس من معركه عين جالوت‬ ‫‪ ..‬أحمد عبد الصمد‬ ‫اقترح قطز أن تفرض على الناس ضرائب لدعم الجيش‪،‬‬ ‫وھذا قرار يحتاج إلى فتوى شرعية‪ ،‬ألن المسلمين في‬ ‫دولة اإلسالم ال يدفعون سوى الزكاة‪ ،‬وال يدفعھا إال القادر‬ ‫عليھا‪ ،‬وبشروط الزكاة المعروفة‪ ،‬أما فرض الضرائب فوق‬ ‫الزكاة فھذا ال يكون إال في ظروف خاصة جداً‪ ،‬والبدّ من وجود‬ ‫سند شرعي يبيح ذلك‪.‬‬ ‫فاستفتى قطز الشيخ العز بن عبد السالم فأفتى قائال ً ‪:‬‬ ‫""إذا طرق العدو البالد وجب على العالم كلھم قتالھم‪ ،‬وجاز‬ ‫أن يؤخذ من الرعية ما يستعان به على جھازھم بشرط أن‬ ‫ال يبقى في بيت المال شيء وأن تبيعوا مالكم من‬ ‫الممتلكات واآلالت‪ ،‬ويقتصر كل منكم على فرسه وسالحه‪،‬‬ ‫وتتساووا في ذلك أنتم والعامة‪ ،‬وأما أخذ أموال العامة مع‬ ‫بقاء ما في أيدي قادة الجند من األموال واآلالت الفاخرة فال‪.‬‬ ‫"‬ ‫قبل قطز كالم الشيخ العز بن عبد السالم‪ ،‬وبدأ بنفسه‪,‬‬ ‫فباع كل ما يملك‪ ،‬وأمر الوزراء واألمراء أن يفعلوا ذلك‪ ,‬فانصاع‬ ‫الجميع‪ ,‬وتم تجھيز الجيش كله‪.‬‬

‫قتل الحلم‬ ‫إنجي فوده‬

‫أي انجاز = حلم ‪ +‬ھمة ‪) +‬تواصل مع آخرين لھم نفس الحلم(‬ ‫فالتواصل أھميته األساسية ھو إعالء الھمة حين تنفص ھند البعض فتكون المحصلة للھمة عند الجميع ثابتة‬ ‫قبل الثورة‪ :‬كانوا يقتلون الھمة و التواصل و يتركوا الحلم علي نظام‪" :‬خليھم يتسلوا"‬ ‫و طبعا قانون الطوارئ ومنع تجمع أكثر من خمسة و الحبس االنفرادي و التعذيب كانوا أفضل طرق لقتل الھمة و التواصل‬ ‫أثناء الثورة علموا أنه كان يجب عليھم وأد الحلم و قتله‬ ‫بعد الثورة بدأوا يعملوا علي قتل الحلم مع قتل الھمة و منع التواصل‬ ‫يتوجب توضيح ماذا كان الحلم أصال‪ :‬الحلم "كان"‪ :‬التغيير إلي الديومقراطية تتمثل في ‪ 3‬كلمات‪:‬عيش حرية عدالة اجتماعية‬ ‫الخطوات لذلك‪:‬‬ ‫‪.1‬استبدال الحلم بحلم دخيل‪ :‬أصبح بدل من الحلم للتغيير ھو حلم االستقرار متمثل بعجلة التنمية!!!!!!!!‬ ‫‪.2‬شخصنة الحلم تمھيدا لقتل ھؤالء األشخاص فيتبعه قتل الحلم‬ ‫يتحقق ذلك ب‪ :‬اللي في التحرير ال يمثلوكم يمثلون الفوضي و األناركية‪ ،‬ثم تلميع أحدھم بشدة ثم االنقضاض عليه بعنف و رأينا‬ ‫بعض ھذا يتحقق تدريجيا حتي اآلن مع‪ :‬وائل غنيم ‪ ،‬العليمي‪ ،‬عمرو خالد‪ 6،‬ابريل‪،‬البرادعي‪ ، ،‬أبو اسماعيل‪ ،‬أبو الفتوح‪،‬‬ ‫ألتراس‪،‬الشيخ القرضاوي‪ ،‬عمرو حمزاوي ‪،‬و غيرھم‬ ‫ھؤالء السابقين و التالي ھم التابعين‪:‬النجار‪،‬عمرو سالمة‪ ،‬الصاوي‪،‬البلتاجي‪،‬عبد الرحمن يوسف القرضاوي‪ ،‬و غيرھم إلي أن تصل‬ ‫لك أنت شخصيا ان لم ترض بالرضوخ و التنازل عن الحلم‬ ‫‪.3‬تقسيم الحلم‪:‬ما يجمع الناس أساسا ھو الحلم ما داموا ال يستطيعون قتله اذن نقسمه فيتبع كل فيلق جزء و يضعه األول‬ ‫فيضعف الحلم األصلي و يخبو مع الزمن‬ ‫بدال من التحول للديموقراطية أسبح لدينا من ينادوا بالقصاص أوال و الرئيس أوال و الدستور أوال و الجديد المفتكس بقي‪ :‬الوزارة‬ ‫أوال!!!!!!!!!!!!!!!!!!‬ ‫و توقعاتي أن الجديد سيكون‪ :‬األمن أوال‬ ‫‪.4‬اثارة القتل و السرقة و الرھبة و الخوف و الرعب و "الجوع مثلما يحدث ببورسعيد"‪ :‬لعبة تافھة علي المثلث لالحتياجات‬ ‫األساسية لالنسان‬ ‫‪.5‬القتل سياسيته معروفة و مطبقة من أيام الكفار في قتل سيدنا محمد و فرقة دمه بين القبائل فيصبح ال جدوي من ايجاد القاتل‬ ‫الحقيقي و تبعھم أمن الدولة‪ :‬اقتل و المقتول و الحاضرين مغمضي العيون فيموت المقتول دون معرفة القاتل للقصاص و الحاضرين‬ ‫يتم رعبھم و ارھابھم لمالقاة نفس المصير أيضا دون االلتفات لمن القاتل‬ ‫في الثورة فتل المئات و يناقشوا من أصدر األمر بالقتل و ليس من المسئول عن األمن و قصر‬ ‫‪6‬‬ ‫كالكيت للمرة الترليون في األلتراس‪ :‬قتل العشرات و يظھر الوزير و رئيس الوزراء يقولوا نحن مسئولون سياسيا و ليس جنائيا‬


‫قصة الغالف‬

‫المقامة الكينية‬ ‫بقلم أحمد عبد الحميد‬

‫‪7‬‬


‫قالت‪ :‬إذن تعاني الھلوسة؟‬ ‫قلت‪ :‬نعم؟‬ ‫قالت‪ :‬ھل بدأت الكوابيس أم ليس بعد؟‬ ‫قلت‪ :‬عما تتحدثين؟‬ ‫قالت‪ :‬ھي أعراض الدواء… ھل تشعر بالحمى؟‬ ‫ألم تبدأ في أخذ دواء المالريا؟!‬ ‫أجبت ال‪ .‬و ألني تأخرت في أخذ الدواء فقد‬ ‫حضر بعدھا أستاذ في الطب و جلس معي في‬ ‫المستشفى ألكثر من ‪ 40‬دقيقة و معه ملزمة من‬ ‫‪ 30‬ورقة يشرح فيھا كل أنواع البكتريا و‬ ‫التطعيمات التي أنا مقبل عليھا و على رأسھا‬ ‫فيروسات الكبد الوبائي أ و ب و ج‪ ,‬و الصفراء‬ ‫و الكوليرا… إلخ‪ .‬وراجع التحليالت التي‬ ‫أجريتھا وفي األخير نصح بدواء آخر للمالريا‬ ‫أعراضه الجانبية أقل‪ ,‬ھكذا قال‪ .‬بعدھا‬ ‫بإسبوعين سأعود للمنزل من عاصمة المالريا‬ ‫في العالم و ستخبرني زوجتي أني أمنعھا النوم‬ ‫لساعتين ألني ”أھلوس“ وكأن أسدا يركض‬ ‫خلفي!‬ ‫و الحق أوال أنھم أخبروني بأشياء ممثالة لما‬ ‫أخبرتھم أني ذاھب لمصر في رحلة وصرت‬ ‫أضحك في نفسي‪ ,‬و الحق أيضا أني كل يوم‬

‫أحلم أجمل أحالم بسعة األفق وألوان الحشائش‬ ‫السھلة ورائحة الھواء الذي شممته ھناك‪ .‬وكأن‬ ‫الدنيا رحبة في كل صباح منذ عدت من كينيا‬ ‫إلى أوروبا‪ ,‬أنا قبل و بعد السفر تماما كما الفرق‬ ‫بين الكاميرا العادية و الكاميرا ال ‪Wide‬‬ ‫…‪Frame‬أنا أرى مساحة أكبر من العالم‬ ‫الرحب‪.‬‬

‫االستعداد للسفر‬ ‫حتى لحظة السفر لنيروبي لم يكن األمر واضحا‬ ‫في رأسي‪ ,‬لماذا نذھب لنيروبي‪-‬كينيا للقاء طلبة‬ ‫و أعضاء ھيئة تدريس و إدارة جامعة مقديشيو‪-‬‬ ‫الصومال؟! على كل حال كلھا مجاھل أفريقيا‪.‬‬ ‫منذ الحظة األولى التي سألت صديقي الحميم‬ ‫جوجل عن نيروبي وھو يخبرني أن اسمھا‬ ‫الحقيقي ليس ‪ : Nairobi‬و إنما‪Nai-‬‬ ‫‪robbery‬أي مدينة السرقات‪ .‬و جوجل يقول‬ ‫أنھا عاصمة المالريا ھي و السفاري المحيطة‪.‬‬ ‫فاطمة المنظمة للدورة التي سنلقيھا بنيروبي‪-‬‬ ‫كينيا‪ ,‬قالت أيضا أننا سنذھب للسفاري في‬ ‫الماساي مارا و جوجل يقول أنھم أكلة لحوم‬ ‫بشر و يعيشون على الحدود مع تنزانيا بعد خط‬ ‫االستواء جنوبا‪ ,‬و أن صحفية قتلت ھناك في‬ ‫البراري منذ بضعة أعوام‪ ,‬و أن أھل الماساي‬

‫من أطول أھل األرض‪ .‬حتى ليلة السفر‪ ,‬وإذ بي‬ ‫أشاھد خبر تفجير لفندق في مقديشيو… حتى‬ ‫وأنا في الطائرة أشاھد فيلم ‪ Contagion‬أي‬ ‫”مرض وبائي“‪ .‬حسنا‪ ,‬كتبت وصيتي فعال قبل‬ ‫الرحلة!‬ ‫وحزمت حقائبي و أنا أذكر كل حرف مما كتبته‬ ‫فاطمة صديقتنا الجميلة التي نظمت لنا رحلتنا‪:‬‬

‫“إن كنت من سكان مقديشو‪ ،‬ستتعلم ‪ --‬شئت أم‬ ‫أبيت ‪ --‬فنّ المراوغة‪ ،‬والسخرية الالذعة من‬ ‫الموت‪..‬والدوس على األلم‪..‬وكيف تعطي أجوبة‬ ‫ھالمية ألسئلة محددة وأنت تعلم أنك تتغابى‬ ‫وتتعامى‪..‬ستتعلم قائمة من الشتائم‬ ‫اإليطالية‪..‬وكيف تضحك ملء شدقيك من‬ ‫نكسات ”الساسة“ و“الزعماء“‪..‬وكيف تفرق بين‬ ‫أنواع األسلحة المختلفة من خالل الصوت‬ ‫فقط‪..‬وكيف تتقن رياضة الجري والقفز‬ ‫والزحف على البطون‪..‬وكيف تدمن االستماع‬ ‫إلى القسم الصومالي إلذاعة البي بي سي كل‬ ‫مساء كي ”تطمئن“ على عالقات الصومال‬ ‫بالعالم الخارجي‪..‬وقبل ذالك‪ ،‬كيف تدمن سماع‬ ‫اإلذاعات المحلية كل صباح كي تطلّع على‬ ‫الطرق ”الصالحة“ للمغامرة‪..‬وكيف تضبط‬

‫‪8‬‬


‫وتجمع أعمالك ومواعيدك في فترة النھار فقط!‬ ‫ستتعلم كيف تحتفظ بمخزون من اللعنات لكل‬ ‫فصيل‪/‬جماعة‪/‬جبھة‪/‬قبيلة الستخدامھا وقت‬ ‫”الحاجة“‪..‬ستكون عدة أشخاص في شخص‬ ‫واحد يفكر بالنجاة أوال‪..‬وستھزأ من قلق أقربائك‬ ‫وأصحابك الذين يتصلون بك من خارج‬ ‫الحدود‪..‬ليطمأنوا على سالمتك عقب كل خبر‬ ‫عاجل سئ يأتيھم من مقديشو‪..‬ألنك ‪ --‬ومن‬ ‫تحبھم أكثر من غيرھم‪ -‬ال تزال على قيد الحياة!‬ ‫وألنك ‪ --‬أيضا ‪ --‬اعتدت األخبار العاجلة‬ ‫السيئة!‬ ‫ستتعلم كيف تتقن صلوات األمل في أخطر‬ ‫الظروف‪..‬فال بد أن ”المعجزة“ في طريقھا‬ ‫إليك‪..‬‬ ‫ستتعلم كيف تتقن الدعاء كل صباح‪..‬وتمضي‬ ‫وأنت نصف شارد إلى مشوارك‪..‬وكيف تتقن‬ ‫الدعاء كل مساء‪..‬وتنام مبكرا لتحلم بشروق‬ ‫الشمس”‪..‬‬ ‫بعد رحلة تجاوزت السبعة آالف كيلومتر‬ ‫صاحبني فيھا السيد قطب و كتابه معالم على‬ ‫الطريق و مالك بن نبي و كتابه مشكلة األفكار‬ ‫في العالم اإلسالمي و كتاب إختراع الدولة‬ ‫اليھودية ألستاذ يھودي وصلت لنيروبي‪ ,‬بعد‬

‫استراحة طويلة في اسطنبول‪-‬تركيا و بعد أن‬ ‫تأخرت كل الطائرات‪ ,‬وبدأت الرحلة في اليوم‬ ‫التالي وقد أنيھت فعال كتابنين منھم‪.‬‬

‫األھم فالمھم‬ ‫ال أظنك تنتظر مني في ھذا المقام أن أحكي لك‬ ‫عن ھواء كينيا العليل‪ ,‬وال طبيعتھا البكر‪ ,‬وال‬ ‫وجوه أھلھا الصافية برغم سمرتھا‪ .‬ال أظن‬ ‫أيضا أنك تتوقع مني أن أقول لك أن مناخھا‬ ‫أفضل من مصر و أنھا ليست بالحارة و أن‬ ‫سمار أھلھا ليس متعلقا بدرجة الحرارة األكثر‬ ‫اعتداال من درجات الحرار في شمال أفريقيا‪,‬‬ ‫وكل ما سبق حقيقي جدا‪ .‬ال أظن أيضا أنك‬ ‫تنتظر مني في ھذا المقام ”دليل السائح العربي“‬ ‫ولو كنت تنتظر ذلك‪ ,‬وال أظنك أيضا تنتظر‬ ‫مني أن أخبرك أن عدد المدخنين اللذين رأيتھم‬ ‫في أسبوع في كينيا لم يتجاوز الخمسة مدخنين‪.‬‬

‫ربما ندردش فيه في المقال السياحي القادم‪ ,‬اآلن‬ ‫أنا أريد أن أقص عليك شيئا أخطر و أھم… في‬ ‫نظري‪.‬‬ ‫بقايا االستعمار… أم استعمار جديد؟‬ ‫منذ اللحظة األولى في كينيا تعرف أنھا كانت‬ ‫مستعمرة إنجليزية‪ ,‬السيارات كلھا ذات مقود‬ ‫على اليمين بعكس كل بالد الدنيا تماما كما في‬ ‫إنجلترا‪ .‬بعد مدة ليست بالطويلة قابلنا مصادفة‬ ‫حافلة بريطانية عسكرية في الطريق في شوارع‬ ‫نيروبي‪ ,‬فإذا بالصحبة يخبرونا بوجود جالية‬ ‫فيھا أكثر من ‪ 500‬ألف بريطاني‪ ,‬من بينھم‬ ‫‪ 100‬ألف عسكري يساعدون الجيش الكيني في‬ ‫حماية الحدود من شباب المجاھدين في‬ ‫الصومال من ناحية و يراعون المصالح‬ ‫البريطانية من جھة أخرى‪ .‬في الوقت الذي يتم‬ ‫تدريب العسكر و المخابرات في إسرائيل‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫كل ما قاله الطبيب و أطلقت لنفسي العنان‬ ‫مستمتعا بملذات أفريقيا!‬

‫صور الرئيس الكيني موزعة على العمالت‬ ‫المعدنية‪ ,‬على رأس الفندق و في كل شيء من‬ ‫حولك‪ .‬كلھا أمور تنطق باالستبداد في الدولة‬ ‫وربما بضعف شخص الرئيس نفسه‪.‬‬

‫انطباعات أولية‬ ‫ربما لم نرى أبدا في كل شوارع نيروبي أي‬ ‫قمامة‪ ,‬ولكن على مدخل كل مطعم و كل فندق‬ ‫دخلناه كان ھناك رجل أمن يبحث عن مفرقعات‬ ‫معك‪ .‬ربما يتحفظ كل سائق سيارة بسالح للدفاع‬ ‫عن نفسه ولو عصاة‪ .‬واضح جدا في الشوارع‬ ‫شريحة غنية جدا من الكينيين‪ ,‬و الباقي من‬ ‫الشعب من الطبقة المتوسطة… وأحيانا ترى‬ ‫معدمين أشد من كل الفقراء و البؤساء الذين‬ ‫رأيتھم في كل أرجاء الكون‪ .‬في المحال‬ ‫التجارية ترى كل ماھو غربي بالدرجة األولى‬ ‫ماركات فيرزاتشي و دي آند جي و اآلي فون و‬ ‫آي باد … إلخ وكأنك في الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫المھم ھي ثالثة أيام األولى التي لم أكن أشعر‬ ‫فيھا باألمان حتى زال ذلك‪ ,‬و شرعت في نسيان‬

‫أحالم صعبة‬ ‫لم أكن أتوقع مستوى تعليم كھذا‪ .‬الشباب‬ ‫الصومالي اللذين قابلناھم كانوا جد متعلمين‬ ‫وواعين‪ .‬بالطبع لم يخلو األمر من طلبة عاديين‪,‬‬ ‫ولكن في المجمل ترى في عيونھم جميعا أحالم‬ ‫لم تكتمل‪ .‬أحالم في مجملھا بسيطة… من جد‬ ‫بساطتھا كنت أجد عناءا كبيرا في فھمھا‪ .‬خذ‬ ‫مثال في نھاية الدورة التي أعطيناھا لھم‪ ,‬كان‬

‫يتعين على كل مجموعة عمل مشروع فيديو‬ ‫يعالج مشكلة في المجتمع الصومالي‪ .‬خرجت‬ ‫جماعة منھم بمشروع ”إنارة الشوارع“ ألن‬ ‫الشوارع المظلمة أقل أمانا‪ .‬بذلت مجھودا‬ ‫مضنيا و أنا أتابع على الطريق من لحظتھا مع‬ ‫وائل عادل الشوارع المظلمة و كيف يسير فيھا‬ ‫صاحبنا محمد الذي صحبنا طوال الطريق و‬ ‫الذي يعمل مديرا لمكتب تواصل جامعة‬ ‫مقديشيو‪-‬الصومال بنيروبي‪-‬كينيا‪.‬‬ ‫احتالل اقتصادي و أكثر…‬ ‫لم يمض وقت طويل حتى مررنا على أول‬ ‫”كبري علوي ”في كينيا وھو ”صيني الصنع“‪,‬‬ ‫لم يكن صعبا جدا أن تخمن الحرب االقتصادية‬ ‫داخل الدولة‪ .‬سألت صاحبنا محمد طاھر وھو‬ ‫صومالي كيني و يعمل صحفيا في عدة جرائد‬ ‫محلية و أمريكية عن الحال االقتصادي فكانت‬ ‫مفاجئات عدة‪ .‬بريطانيا تقريبا تسيطر على‬

‫أغلب الشركات الكبرى بالتعاون مع أمريكا‪,‬‬ ‫فھناك الشركة البريطانية األمريكية للتبغ‪,‬‬ ‫الشركة البريطانية األمريكية للشاي و المثل في‬ ‫القھوة و الزھور التي تشتھر بھا كينيا… إلخ‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫ليس كل شيء بعد!‬ ‫األمريكان )إسرائيل( تشتري مساحات واسعة‬ ‫من األرض اآلن في الصومال بحسب أصدقائنا‬ ‫الصوماليين‪ .‬و الشباب جد قلق‪ .‬الصومال التي‬ ‫يسيطر عليھا اآلن على أرض الواقع شباب‬ ‫المجاھدين )القاعدة( بينما ھناك نظام سياسي‬ ‫ھش من رئيس تقريبا معين من أمريكا و‬ ‫أصدقائھا و بعض تحالفات القبائل مع اإلخوان‬ ‫المسلمين‪ .‬اإلخوان المسلمون مع القبائل في‬ ‫الصومال يحاولون بشتى الوسائل لم شمل الدولة‬ ‫و تكوينھا في الوقت الذي يواجھون فيه‬ ‫عصابات مسلحة من شباب المجاھدين تخطف‬ ‫أوالدھم في عمر ‪ 10‬ل ‪ 15‬عام ليكونوا ضمن‬ ‫جيش المجاھدين ھناك في الصومال‪ .‬أحد‬ ‫النوادر التي يحكيھا الشباب عن أب حضر له‬ ‫شباب القاعدة ألخذ أحد ولديه‪ ,‬و إذ بھم يقنعونه‬ ‫أن الولد إن مات فإنه سيشفع ل ‪ 70‬من أھله…‬ ‫فإذا باألب يخبرھم ببساطة‪ :‬ال نحتاج ذلك‪ ,‬نحن‬ ‫أسرة من ‪ 4‬أشخاص فقط!!‬

‫لماذا الصومال مفككة؟‬ ‫لست في حاجة لدكتوراه في العلوم السياسية‬ ‫لتفھم ما الذي يحدث في القرن األفريقي‪ .‬أمريكا‬ ‫ال تستطيع أن تواجه كل جموع ھؤالء‬ ‫اإلرھابيين التي خلقتھم بيديھا‪ .‬أمريكا تعلم حتما‬ ‫أنھا ستخسر‪ .‬بحسب مايكل شوير وقد كان‬ ‫رئيسا للمكتب المسؤول عن أسامة بن الدن في‬ ‫المخابرات المركزية األمريكية في كتابه ”السير‬ ‫نحو الجحيم“ يقول أن معضلة أمريكا اليوم أنه‬ ‫لو أصابھا عمل إرھابي جديد داخل أمريكا فلن‬ ‫تستطيع الرد‪ .‬ببساطة ألنھا فعال تحتل أفغانستان‬ ‫و العراق‪ ,‬و ستكون المرة األولى في التاريخ‬ ‫التي يتم صفع القوة العظمى في العالم وال‬ ‫تستطيع الرد‪.‬‬

‫أمريكا أيضا تعرف ما الذي حدث في حرب‬ ‫العصابات للملكة البريطانية في حربھا مع‬ ‫الفالحين في جنوب أفريقيا‪ ,‬وخسرت على إثرھا‬ ‫بريطانيا مملكتھا ھناك‪ .‬حرب الغوريال… أو‬ ‫الضرب و الھروب كما كان في حرب فيتنام ھو‬ ‫أمر ال تتحمله أمريكا‪ .‬لذا األفضل خلق ”عش‬ ‫النمل“ دائما‪ .‬كان العش في أفغانستان و اليوم‬ ‫العش الذي يتجمع فيه كل من لھم أفكار متطرفة‬ ‫في الصومال‪ .‬و حدودھا مفتوحة ”على‬ ‫البحري‪”.‬‬ ‫بحث قليل وتعرف أن بجانب مطار مقديشيو‬ ‫مساحات واسعة مغلقة من مكاتب و مباني‬ ‫مرتفعة لصالح المخابرات المركزية‬ ‫األمريكية ‪ CIA‬و بحسب الشباب فإن كل ملذات‬ ‫التعذيب ھناك‪ .‬الصومال إذن على تلك الشاكلة‬ ‫ألن أمريكا تريدھا كذلك… بلد ھش وغير‬ ‫مستقر… عش للنمل و دولة في طريقھا للتقسيم‬ ‫أيضا‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫تقسيم الصومال أيضا لم يبدأ في يوم وليلة‪,‬‬ ‫فجيبوتي المقتطعة بعد الصومال بعد احتالل‬ ‫الطالينة و اإلنجليز و الفرنسيين أيضا حاربت‬ ‫الصومال في وقت من األوقات‪ .‬أثيوبيا أيضا‬ ‫بعد تھديد أحمق من شباب المجاھدين بأنھم‬ ‫سيصلون العيد في أديس أبابا في عام ‪ 2006‬و‬ ‫استمر االحتالل لعامين‪ .‬لذا يبدوا األمر مبررا‬ ‫بوجود ‪ 3‬قواعد بريطانية في كينيا… ھي‬ ‫المصالح االقتصادية‪.‬‬ ‫تقسيم عش النمل‬ ‫سمعنا عن مجاھدين من الجزائر حضروا‬ ‫لتحرير الصومال‪ .‬والشباب يقولون من من؟؟‬ ‫القوات األمريكية طبعا تسيطر على السواحل‬ ‫سواء في كينيا أو الصومال‪ .‬وھو نفس الفكر‬ ‫االستعماري البريطاني القديم‪ ,‬و السبب ھذه‬ ‫األيام و سبب زيادة االھتمام ھو المخاوف من‬ ‫غلق مضيق ھرمز مع تزايد احتماالت الحرب‬ ‫مع إيران‪ .‬في القديم كانت بريطانيا تستعمر‬ ‫السواحل من أجل التجارة و اليوم تستعمرھا‬ ‫أمريكا من أجل البترول‪ .‬ربما أمريكا تتحايل‬ ‫قليال بجعل الفرنسيين يتحكمون في السواحل‬ ‫بالنيابة عنھم!‬

‫حرب خفية‬ ‫الصين ال تشاھد مكتوفة األيدي‪ ,‬خصوصا‬ ‫وھناك أعمال تجارية إسرائيلية في كينيا‪ .‬أكبر‬ ‫األسواق التجارية ”مول“ كان إسرائيليا‪ ,‬وقد بني‬ ‫على الطراز الخليجي من حيث الفخامة و‬ ‫الضخامة و البذخ المادي‪ .‬أول قناة تصل لكينا‬ ‫كانت ‪CCTV‬الصينية وليست الجزيرة‬ ‫سواحيلي‪ .‬وكنا قد سمعنا بفكرة إنشاء قناة باللغة‬ ‫السواحيلية من شعب قناة الجزيرة القطرية قبل‬ ‫عام‪ .‬األتراك أيضا لھم دور‪ ,‬رحالت تجارية‬ ‫لتجارة ”المالبس“ و األقمشة في المقام األول‬ ‫للصومال و كينيا‪ .‬وكذا قيل أن أھم مدرسة‬ ‫”أكاديمية النور“ في كينيا ھي مدرسة تركية‪.‬‬ ‫ولكن شباب المجاھدين أيضا لم يدعوا تركيا…‬

‫فأعلنوا الجھاد عليھا!‬

‫جيبوتي أصبحت مستعمرة فرنسية‪ ,‬ھناك‬ ‫حفالت تعذيب تجرى لبعض شباب المجاھدين‬ ‫ھناك‪ .‬ھناك حالة غريبة من التعتيم اإلعالمي‬ ‫على كل القرن األفريقي و كأنه غير موجود‬ ‫باألساس‪ .‬الشباب الذين قابلناھم أحالمھم جد‬ ‫بسيطة كانت تؤلمني‪.‬‬

‫السخرية و التعامل مع الواقع‬ ‫أحد الشباب يعمل عميدا لكلية االقتصاد وھو‬ ‫طالب دكتوراه‪ ,‬في عشاء أحد األيام ظل‬ ‫يخبرني عن الحيل التي يستخدمھا الناس في ظل‬ ‫ھذا الوضع األمني‪ .‬مثال كيف تحمل نقود معك‬ ‫في ظل ھذه األوضاع األمنية؟ الحل في برنامج‬ ‫على الھاتف النقال –الموبايل‪ -‬تضع فيه المال و‬ ‫من ثم تحول لرصيد المطعم أو السوبر ماركت‬

‫‪12‬‬


‫بعد شرائك‪ .‬ھكذا بمنتھى البساطة‪ .‬و السبب‬ ‫اآلخر ألھمية ھذه الحيلة أن واحد دوالر يساوي‬ ‫تقريب ‪ 33‬ألف شلن صومالي‪ .‬بمعنى آخر قد‬ ‫تذھب لشراء كيلو فاكھة و معك حقيبة نقود‬ ‫كبيرة!‬ ‫وبما إن شباب المجاھدين أيضا يسيطرون على‬ ‫وسائل اإلعالم أيضا في الصومال فإنھم أجبروا‬ ‫المذيعين على عدم استخدام موسيقى قبل نشرات‬ ‫األخبار… ھذه الموسيقى المفجعة‪ ,‬فكيف كان‬ ‫تصرف شباب الصومال؟ غيروا الموسيقى‬ ‫بصوت حيوانات… نھيق حمار و زئير أسد …‬ ‫إلخ‪ .‬ترى في كل أزمة أراھم يختلقون بابا من‬ ‫الضحك‪ .‬أخبرنا صديقنا محمد الفاتح وھو شاب‬ ‫في أوائل العشرينات ربما لم يكملھا بعد‪ ,‬نحيف‬ ‫و طويل و أسمر بسرة خفيفة و يتحدث العربية‬ ‫كما أغلب الشباب قال أنه كان يجلس بجوار‬ ‫والدته ذات الخمسين أو األربعين ربيعا في‬ ‫السيارة فإذا بأحد شباب المجاھدين طفل عمره‬ ‫‪ 15‬عاما يوقفه بسالح آلي طالبا منه أن تجلس‬ ‫والدته بالخلف ألنھا ”فتنة“ وألن المار في‬ ‫الشارع لن يعرف أنھا أمه‪ .‬أي عقل لھؤالء؟‬ ‫اآلن عرفنا لماذا لم تتم دعوتنا في مقديشيو‪ .‬كان‬ ‫الشباب حريصا على أمننا… قد نكون نحن و‬

‫ھم أيضا مستھدفين بال سبب‪.‬‬

‫استعدادا ألن ينتقلوا لفندق آخر‪ .‬في الوقت الذي‬ ‫فيه يحظر التجوال من بعد المغرب‪ .‬و الشباب‬ ‫الصومالي يضحك …‪ .‬األتراك ال يعرفون‬ ‫مقديشيو بعد!‬ ‫الزرافة بتحك‬ ‫أحمد عاشور صديقنا في الجزيرة توك يقول أننا‬ ‫رأينا علم ”باتا“ شركة األحذية أكثر مما رأينا‬ ‫علم كينيا‪ ,‬و وائل عادل يقول أنه لم يعرف أبدا‬

‫مزاح أفريقي‬ ‫مع الوقت تعودنا على الشباب‪ ,‬صاروا يحكون‬ ‫لنا القصص و يضحكون‪ .‬أخبرونا مثال أن‬ ‫المعاكسة في القرن األفريقي كانت بالقول لألنثى‬ ‫يا ”كالنشو“ و الكالنشو ھي أنثى الفيل… كما‬ ‫يقول البعض يا … ”أمورة“ مثال‪ .‬وتعلمنا بعض‬ ‫الكلمات األفريقية مثل ”جوبا“ مرحبا‪ ,‬أو ھاكونا‬ ‫ماطاطا أي ال مشكلة‪ .‬وحكوا لنا بعض القصص‬ ‫األخرى مثال‪ :‬حضر وفد تركي شبابي‬ ‫لمقديشيو‪-‬الصومال و استضافھم الشباب في‬ ‫أفضل الفنادق‪ .‬وإذ بھم يتلقون رسالة من أحدھم‬ ‫أن يحضروا على الفور ألمر مفجع‪ .‬واألمر‬ ‫المفجع كان أن وجد أحدھم صرصار في‬ ‫غرفته… و بالتبعية حزم جميع الوفد حقائبه‬

‫معنى كلمة ھواء ”عليل“ حتى اشتم رائحته في‬ ‫نيروبي… حتى إذا سافرنا إلى البراري و‬ ‫أسكرتنا رائحة الھواء النقي ھناك و سعة األفق‬ ‫و الخوف من األسود التي كنا على بعد ‪ 5‬أمتار‬ ‫منھا قال عبد اللطيف صاحبنا أن الزرافة التي‬ ‫قابلناھا ”بتحك“ فأخبرته أن يشد من أزره و‬ ‫يذھب ل“يھرش“ لھا!‬

‫‪13‬‬


‫كيال كيتو سوا سوا‬ ‫في الوقت الذي يشتري في اإلنجليز أغلى‬ ‫أراضي كينيا )الناكورو و النيفاشاش( و في‬ ‫نفس الوقت الذي يشتري فيه األمريكان مساحات‬ ‫واسعة من الصومال )مع الحلفاء‬ ‫االستراتيجين(‪ ,‬و في الوقت الذي تدرب فيه‬ ‫إسرائيل الجيش الكيني و تحاول الصين التدخل‬ ‫بالمشاريع االقتصادية الكبرى ‪ ,‬و يتدخل‬ ‫األتراك بالتجارة‪ .‬وجدت أننا نقف مشاھدين ولم‬ ‫أستطع أن أقول كما يقول الشباب دائما ”كيال‬ ‫كيتو سوا سوا“ أي كل شيء تمام‪….‬‬

‫منابع النيل و البحار المحيطة‪ ,‬وعليه فإن الدولة‬ ‫المصرية منذ قديم األزل كانت تمتد لما بعد‬ ‫البحر األحمر ألرض الحجاز‪ .‬لذا لم يكن‬ ‫مستغربا بالنسبة إلي منذ بضعة أعوام أن يوجد‬ ‫آثار فرعونية في الحجاز‪ .‬فكلھا بعد استراتيجي‬ ‫ألمن الدولة المصرية‪ ,‬لذا لم يفرط فيھا‬ ‫المصريين أبدا‪ .‬المستشار طارق البشري أيضا‬ ‫ذكرته في مستھل الھواء العليل و حشائش‬ ‫السافانا في مھبط الطائرات الصغير الذي كنا‬ ‫نلھو عليه بالقرب من تنزانيا… وضحك الشباب‬ ‫من ”ملل“ ذكر الرجل في مثل ھذا المكان‬ ‫الساحر‪ .‬حتى سؤلت ماذا تتمنى أو ماذا تغير‬ ‫فيك بعد الرحلة فأجبت‪:‬‬ ‫أعد أني سأعمل على أن يتعلم الكثير من أبناء‬ ‫الصومال في مصر بمنح مستدامة‪ ,‬ولو مكنني‬ ‫‪ F‬سأفعل أكثر من ذلك‪.‬‬

‫ما أتمناه…‬ ‫في آخر ليالينا سويا في نيروبي تذكرت‬ ‫المستشار طارق البشري‪ ,‬و كيف ذكر أن األمن‬ ‫القومي االستراتيجي المصري كان دائما يشمل‬

‫أثيوبية و أن الصوماليين سيقومون بعمل‬ ‫”مليونية“ لمنع العبث األمريكي البريطاني‬ ‫بمقدرات وطنھم… ألنھم يؤمنون فعال أن كل‬ ‫شيء ”كيال كيتو ھا إيكو سوا سوا“ )ليس‬ ‫على ما يرام‪).‬‬ ‫دمتم‪.‬‬ ‫عن مذكرات كينيا‪-‬نيروبي ‪1‬‬ ‫فبراير ‪2012‬‬ ‫لوفان ‪ --‬بلجيكا‬ ‫للحديث عن ”الكالنشو“ و األسطورة التي فيھا‬ ‫غضب ‪ F‬على اإلنسان األصلي ”األسمر“‬ ‫وسخطه بأن جعل جلده أبيضا‪ ,‬وعن الرسول‬ ‫عيسى األسمر و قصته و ماساي مارا ودليلك‬ ‫السياحي للعب مع األسد… مقام آخر‪.‬‬

‫كنت أرى أن التعليم وحده كفيل بأن يخلق‬ ‫العديد من الجنود المخلصة لنھضة ھذه البالد‬ ‫وتخليصھا من االستعمار و جھل الدين و‬ ‫االستبداد الطائفي‪ .‬وفي آخر جلسة لنا في‬ ‫البراري‪ ,‬علمت أن ثمة مؤتمرا سيعقد عن‬ ‫قريب في لندن لتحديد رئيس الصومال‬ ‫”التوافقي“ القادم برعاية أمريكية إنجليزية و‬

‫‪14‬‬


‫أنظر اآلن لرسالة وقد امتد فروعھا فى جميع أنحاء‬ ‫مصر فى خالل ‪ 13‬عام وأقول سبحان ﷲ لو كنا‬ ‫استمعنا للكالم الھادم وقتھا لم‬ ‫نكن لنعمل فرع فيصل والذى انتشرت بعده سلسلة‬ ‫فروع رسالة‬ ‫واآلن أتذكرأن يوم ‪ 22‬يناير ‪ 2011‬وضعت صورة‬ ‫بروفيل دعوة ل‪ 25‬يناير وقلت أنھا بداية النھاية لحكم‬ ‫مبارك وقابلت نفس الكالم‪ :‬لن يحدث ‪...‬أنتم‬ ‫بتحلموا! مبارك أكبر من أن توقعه مظاھرة مھما كان‬ ‫حجمھا!! مفيش فايدة‬

‫عيش باألمل‬ ‫دينا سعيد‬ ‫عندما كنت فى السنة األولى الجامعية انضممت‬ ‫ألسرة رسالة فى الكلية وكنا وقتھا نزور دور األيتام‬ ‫الخارجية ونشعر بالعجز عن معالجة الوضع المتردى‬ ‫ھناك ومن ھنا جاءت فكرة أن نبنى دار األيتام الخاص‬ ‫بنا خاصة مع تبرع قريب ألحدى الطلبات بقطعة أرض‬ ‫فيصل‬ ‫أتذكر أنى كنت أتكلم مع زمالئى فى المدرج‬ ‫وأدعوھم لالنضمام لرسالة وأقول لھم أننا سنكون‬ ‫جميعة خيرية ونبنى دار أيتام ‪...‬وكان رد الغالبية‬ ‫العظمى "أنتم ‪...‬بتھرجوا؟" "شباب ‪ 18‬سنة وتبنوا‬ ‫دار أيتام" "دى حاجة كبيرة قوى صعب قوى أنھا‬ ‫تتعمل وأنكم تقدروا عليھا"‬

‫وبقراءتى لكتاب وائل غنيم فكرت أنه لو كان‬ ‫استسلم أيضًا لكل التعليقات التى صاحبت كلنا خالد‬ ‫سعيد من اتھام بالعمالة واشاعة الفوضى إلى‬ ‫"مفيش فايدة" أكيد كان وائل قفل الصفحة من أول‬ ‫يوم‬ ‫والغريب أن لسه فى ناس كتير برضه بتقول "مفيش‬ ‫فايدة"‪....‬أنا عارفة أن الوضع صعب وسيطرة العسكر‬ ‫وأداء مجلس الشعب الذى لم يكن على قدر‬ ‫الطموحات ولكن مھما يكن الوضع صعبًا ھو أفضل من‬ ‫عصر مبارك وقطعًا أفضل مما كان سيكون عليه‬ ‫الوضع فى عھد جمال ومرشحي الرئاسة كلھم بما‬ ‫فيھم عمرو موسى وأحمد شفيق )مع اعتراضى‬ ‫الشخصى عليھما( أفضل من جمال مبارك بكثير‬ ‫‪..‬على األقل أى رئيس سيأتى لن يتصرف فى البلد‬ ‫كأنھا عزبة السيد الوالد ‪...‬وعلى الرغم على‬ ‫تحفظاتى الكثيرة على أداء مجلس الشعب ولكنه‬ ‫أفضل بمراحل من مجلس أحمد عز ‪...‬فقل لى لماذا‬ ‫ترى أن "مفيش فايدة"؟‬ ‫لماذا ال ترى الجانب المضىء وھو أننا فعال نتغير‬ ‫لألحسن؟‬

‫ربما بخطوات بطيئة ‪..‬ربما ليس كنا نأمل ولكننا‬ ‫والحمد حققنا الكثير والحمد مما لم نكن‬ ‫ً‬ ‫أصال قبل الثورة‬ ‫نحلم به‬ ‫ھل تعتقد سيدى الفاضل أن جمعية رسالة مثال‬ ‫لجنة ﷲ فى أرضه كما يصورھا اإلعالم؟‪..‬أسأل أى‬ ‫متطوع فى رسالة وخاصة الناس القديمة سيقولون‬ ‫لك عن مشاكل ال تحصى وھناك فعال من ترك‬ ‫الجمعية والعمل التطوعى كله بسبب ھذه‬ ‫المشاكل‪..‬ولكنى أحاول كلما ازدادت المشاكل أن‬ ‫اتخيل ماذا لو لم توجد رسالة؟ وأنسى اليأس بمجرد‬ ‫أن أتخيل أى بنت أو ولد عندنا فى مكان األوالد التى‬ ‫كنا نراھم فى دور األيتام اآلخرى وما كانوا يالقونه‬ ‫من سوء معاملة يفوق الوصف‬ ‫عندھا أقول أن األمر ليس بھذا السوء الذى يصوره‬ ‫لى عقلى أو الشيطان‪..‬أنھا حقًا ليست ما كنت‬ ‫أحلم به وأتمناه ولكنه أفضل بكثير مما كان سيكون‬ ‫عليه الوضع بدونھا‬ ‫أن األمر يبدو لى غريبًا حقًا ‪...‬وكأن لديك حلم صعير‬ ‫جدًا تشك أنت نفسك فى إمكانية تحقيقه فإذا فتح‬ ‫ﷲ عليك وأعطاك فوق ما كنت تحلم به مع بعض‬ ‫المشاكل والصعوبات شعرت باليأس واإلحباط وقلت‬ ‫مفيش فايدة‪..‬بدل أن تشكر ﷲ على نعمته وتكمل‬ ‫طريقك ليفتح ﷲ عليك أكثر وأكثر‪..‬ھل ھو عيب فى‬ ‫التخطيط وعدم امتالك المرونة الكافية لتغيير الخطة‬ ‫على حسب الظروف؟ أم ھى قصر نفس؟‬ ‫أوعى تصدق أن فى حد بيكون عارف بالظبط ھو رايح‬ ‫فين لما بيبدأ أى عمل‪...‬ففى رسالة عندما أنشأنا‬ ‫أسرة الكلية لم نكن نحن وال دكتور شريف نتخيل أن‬ ‫نحولھا لكيان خارج الكلية وعندما بنينا فرع فيصل لم‬ ‫نخطط أنه خالل ‪ 10‬سنوات سنتوسع بالشكل الذى‬ ‫حدث‪...‬وعندما أنشأ وائل غنيم "كلنا خالد سعيد"‬

‫‪15‬‬


‫كان يفكر فقط فى االنتصار لشخص مظلوم ولم يكن‬ ‫ھناك أى تخطيط أن يحدث ما حدث فيما بعد وأن‬ ‫تكون الصفحة موجھة للثورة وداعية لھا‬

‫النوع التاني‪,‬‬ ‫ھو نوع الرياضات اللي بيساعدك تفكر‪ .‬ألنك محتاج‬

‫تاخد قرار في مسألة مھمة في شغلك أو حياتك عموما‪.‬‬ ‫أو عندك حاجة "إبداعية" محتاج تخرجھا من دماغك‬ ‫"تصميم" أو مشكلة مكلكعة‪ .‬وھي بالتبعية كل رياضات‬

‫التخطيط مھم بالطبع ولكن صعب قوى أن تضع خطة‬ ‫لحياتك محددة تلتزم بھا وال تحيد عنھا‪...‬ھناك عوامل‬ ‫كثيرة قد تجعل الخطة تتغير لألسوأ أو األحسن ھناك‬ ‫بركة ربنا التى تحل على عملك كلما كانت نيتك خير‬ ‫فيوفقك ﷲ لما لم تكن تحلم به‪..‬ھناك معوقات كثيرة‬ ‫قد تحدث فى الطريق قد تجعلك تغير من خطتك أو‬ ‫طريقك‬ ‫خطط سيدى الفاضل لحياتك ولكن‬ ‫)‪1‬استحضر نيتك فى كل مرحلة من مراحل الخطة‬ ‫)‪2‬أحلم حلم كبير وتأكد إن ﷲ تعالى سوف يوفقك‬ ‫له‬ ‫)‪3‬ال تستلم لألصوات السلبية داخلك أو‬ ‫خارجك‪..‬مفيش حاجة اسمھا مفيش فايدة‬ ‫)‪4‬تحلى بالمرونة التى تجعلك تكبر حلمك أو تعدله‬ ‫حسب ما يتيسر لك‬ ‫)‪5‬وجود مشاكل أو ظھور عيوب ال تعنى فساد‬ ‫الحلم أو فساد الفكرة بالكلية‬ ‫تخيل ما الذى يمكن أن يكون عليه الوضع بدون ھذا‬ ‫الحلم لترى الجانب المشرق‬ ‫ً‬ ‫عمال فانتظر‬ ‫)‪6‬لتعلم أن ﷲ ال يضيع أجر من أحسن‬ ‫األجر فى اآلخرة وليس فى الدنيا‬

‫التأمل ‪:‬‬ ‫‪meditation‬‬ ‫زي الجري )على البحر( أو ركوب العجل‪ ....‬بعد وقت‬ ‫قليل جري أو ركوب عجل حتالقي فكرة ‪ ...‬أو أكتر ‪.‬‬ ‫خاطرة رياضية لحياة ذھنية سليمة!‬ ‫خواطيت أحمد عبد الحميد‬ ‫بشوف الرياضات نوعين في تأثيرھم على الحالة‬ ‫الذھنية‪:‬‬ ‫‪1.‬رياضة تخلصك من ضغط ذھني‬ ‫‪2.‬رياضة تساعدك على التفكير‬

‫اتأكد إن "القوة الذھنية و العقلية" غير مرتبطة بالقوة‬ ‫الجسدية‪ .‬يعني ممكن جسمك يبقى مدغدغ بس ذھنك‬ ‫صافي و عقلك واعي وقادر على اإلبداع‪ ,‬و العكس‪.‬‬ ‫باتباع النصيحتين أعاله ممكن تساعد الحالة الذھنية‬ ‫لعقلك تبقى منتعشة دايما ‪...‬‬ ‫و خليك فايق على طول!‬

‫النوع األول‪,‬‬

‫ھو النوع اللي الزم تلجأ ليه لما ضغط الشغل يزيد‬ ‫عليك‪ ,‬أو المشاكل تبقى كتير‪ ,‬أو تبقى مش مالحق تعمل‬ ‫أي حاجة و حاسس الدنيا كلھا بتقع على دماغك‪ .‬في‬ ‫الحالة دي حضرتك محتاج "تفقد تركيزك لشيء واحد"‬ ‫وده ببساطة بإنك تلعب لعبة تخلي دماغك مربوطة‬ ‫بحاجة واحدة بس ولو تافھة‪ ...‬من اآلخر كل الرياضات‬ ‫اللي فيھا "كورة" زي الباسكت أو كرة القدم أو البينج‬ ‫بونج أو التنس‪ .‬تركيزك على الكورة لمدة ساعة حيصفي‬ ‫ذھنك‪ ...‬وحترجع لحالة التركيز المعتادة‪.‬‬

‫‪16‬‬


17


‫الجزء األول‬ ‫احضر اآلن فى جامعتى تدريب اسمه‬ ‫‪Community Helper‬‬ ‫أو مساعد مجتمع‬

‫ناقشنا أھم المشاكل التى يلجأ فيھا الناس‬ ‫للمشاكل كالقلق والتوتر والضغط العصبى والعالقات‬ ‫العاطفية والصراعات مع األقران‬ ‫واألسئلة الوجودية مثل لماذا أفعل ذلك؟‬

‫بدأت الفكرة بعمل استفتاء بين الطالب عن من‬ ‫يلجأوا إليه فى حل مشاكلھم فوجدوا فيه أن نسبة‬ ‫بسيطة حوالى ‪ %1‬تلجأ لحد متخصص )إخصائى أو‬ ‫مستشار أو دكتور نفسى( فى حين أن نسبة‬ ‫حوالى ‪ %5‬تلجأ ألحد من األھل ونسبة حوالى‬ ‫ال‪ %40‬تلجأ لألصدقاء‬ ‫وبقية الناس ال يلجأون ألى أحد‬

‫وكذلك ناقشنا العالمات التى تجعلك تشك فى أن‬ ‫شخص ما يحتاج لمساعدة‬ ‫كتغير ملحوظ فى نشاطه أو طريقة أكله أو لبسه أو‬ ‫أصحابه أو عمله لساعات أطول من الالزم )ليھرب‬ ‫من المشكلة( أو عمله أقل من الالزم أو تأخره‬ ‫وخالفه‬

‫ثم وجدوا أنه فى كل شلة أصدقاء يكون ھناك‬ ‫شخص ما ھو من يحكى له الناس مشاكلھم‬ ‫ويفضفضوا معه ربما ألنه عنده استعداد طبيعى‬ ‫لمساعدة الغير أو ألنه حكيم‪..‬المھم فكروا لماذا ال‬ ‫نعطى لھوالء األشخاص تدريب خاص ليساعدوا‬ ‫أقرانھم بطريقة أكثر مھنية ورما يرشدوھم للجوء‬ ‫للمتخصصين إذا استدعى األمر‬ ‫ولكن المشكلة كيف يتم تحديد ھوالء األشخاص؟‬

‫ناقشنا كذلك ميثاق الشرف للمساعد وأھم‬ ‫شىء كان الحفاظ على سرية وخصوصية‬ ‫الشخص الذى يلجأ إليك أال لو شعرت أنه‬ ‫سوف يأذى نفسه أو غيره عندھا البد من‬ ‫إخبار الشرطة وكذلك احترام الشخص‬ ‫ومساعدته أن يجد الحل بنفسه بدال من فرض‬ ‫وجھة نظر معينة عليه وكذلك البعد عن إصدار‬ ‫األحكام على النوايا واألشخاص والتعامل فقط‬ ‫مع الموقف الحالى‬

‫ومن ھنا عملوا استفتاء وطلبوا من كل طالب أن‬ ‫يدخل اسم شخصين يلجأ إليھم للمساعدة والناس‬ ‫التى تم ذكرھا أكثر من مرة عرضوا‬ ‫عليھا االنضمام للتدريب‬ ‫التدريب عبارة عن ‪ 20‬ساعة )يومين ونصف( ‪...‬اليوم‬ ‫كان أول أيام التدريب وكالعادة الفصول الكندية يكون‬ ‫عرض الموضوع عبارة عن مناقشة بين المتدربين‬ ‫ويقوم المدرب بإدارة الحوار‬

‫من أھم األشياء التى لفتت انتباھى ھى ضرورة أن‬ ‫يكون المساعد قادرًا على مساعدة نفسه وذلك ألنه‬ ‫أحيانًا يغرق الشخص فى مشاكل اآلخرين بصورة‬ ‫تورثه ھو شخصيًا االكتئاب وعندھا يصبح غير قادر‬ ‫على مساعدة نفسه أو غيره‪...‬‬ ‫كان ھناك تمرينات بسيطة تتخلل التدريب فمثال‬ ‫طلب من كل اثنين أن يقوم أحدھما بغلق عينيه‬ ‫واآلخر يقوده حول الحجرة ثم يتم تبادل‬ ‫األدوار‪...‬الھدف من ھذا التدريب كان أن تشعر‬ ‫بالمسئولية أنك تقود شخصًا ال يرى مطلقًا وفى‬ ‫نفس الوقت الشخص الذى ال يرى وجد صعوبة فى‬

‫البداية فى الثقة بمن يقوده وكان يتحسس طريقة‬ ‫بنفسه حتى تم بناء الثقة‪.‬‬ ‫التمرين اآلخر قامت فيه المدربة بلصق ورق معين‬ ‫على جبھة كل واحد فينا بدون أن يشاھد الشخص‬ ‫الورقة الملصقة عليه وكان مطلوب منه أن يخمن من‬ ‫ھو عن طريق المناقشة مع اآلخرين‪...‬كان الورق‬ ‫مكتوب عليه كالم مثل )شخص جذاب اخرج معه‪،‬‬ ‫شخص قائد اتبعه‪ ،‬ضحية اسخر منه‪ ،‬شخص تافه‬ ‫أھمله( الغرض من ھذا التدريب كان أن نرى كيف‬ ‫نتصرف مع الناس عندما نحاول أن نصنفھم‬ ‫‪stereotyping‬‬ ‫(ھذا ذكرنى بحوار سلفى وليبرالى وعلمانى)‬ ‫ھناك تمرين كان مطلوب مننا أن نتحدث مع شخص‬ ‫آخر بدون أن ننظر فى عينيه على اإلطالق‬ ‫والشخص اآلخر لم يكن يعرف ھذا ‪...‬ومن ھنا‬ ‫ناقشنا طرق التواصل المختلفة التى تجعلك تشعر‬ ‫محدثك أنك تستمع إليه حتى لو لم تنظر إلى عينيه‬ ‫من طريقة الجلسة وميل الجسم وحركات الوجه‬ ‫وترديد الكالم بصيغة آخرى أو اللمس‪.‬‬ ‫فى اليومين القادمين إن شاء ﷲ سيحضر مدربين‬ ‫متخصصين إلرشادنا عن كيفية التعامل مع الحاالت‬ ‫التى ربما ليس ألكثرنا خبرة فيھا )اإلدمان ‪ -‬محاولة‬ ‫االنتحار ‪ -‬المواقف الجنسية المختلفة كالتحرش‬ ‫واالغتصاب ‪ -‬االكتئاب وخالفه)‬ ‫أتمنى أن نجد شي ًئا قريبًا كھذا فى بالدنا‬

‫‪18‬‬


‫الجزء الثاني‬

‫كيفية مساعدة نفسك واآلخرين‬ ‫سبب لى التدريب اليوم نوع من الصدمة‪..‬فقد‬ ‫تعودت عندما أساعد أحد من األصدقاء أن‬ ‫اقترح عليه حلول لمشكلته وكنت دائمًا ما‬ ‫أقول إذا كنت مكانك فى ھذه المشكلة كنت‬ ‫سأفعل كذا وكذا‪...‬وألن عقلى متركب‬ ‫بطريقةحالل المشاكل )ربما نابع من دراسة‬ ‫البرمجة( فعادة أنا ال أعطى فرصة كبيرة لالستماع‬ ‫للطرف اآلخر وأقفز مباشرة للحلول‬ ‫واتضح لى اليوم أن كل ما أفعله طوال حياتى‬ ‫خطأ كبير‬ ‫إن كل شخص مسئول عن أفعاله وھو أكثر شخص‬ ‫يعرف كل الظروف المحيطة بمشكلته كما أن‬ ‫حكمى على األمور من خالل قيمى واألشياء‬ ‫المھمة عندى قد يختلف عن الشخص اآلخر‬ ‫الذى قد تختلف أولوياته عنى تمامًا‬ ‫ودورى المفروض أال يكون الحكم على األشخاص‬ ‫أكثر من ھو مساعدتھم للوصول لحل‬ ‫لمشكلتھم‬ ‫كمثال‪ :‬نفترض صديقة تزوجت حديثًا تكلمت معى‬ ‫أنھا تريد أن تؤجل اإلنجاب حتى تنتھى من الدكتوراة‬ ‫ولكن أھلھا رافضين‬ ‫قد أفكر أن الدكتوراة أھم وفاضل سنة وتخلص بدل‬ ‫ما تتلخم بالعيال وتسيب الدكتوراة خالص ومتعرفش‬ ‫ترجع تانى‬ ‫وقد أفكر أن سنھا يقترب من األربعين واألحسن أن‬ ‫تنجب حتى ال يكون األمر صعبًا فيما بعد‬ ‫ولكن أصل الموضوع أنه ليس مھمًا فيم أفكر أنا كدينا‬ ‫سعيد ألنھا ليست مشكلتى وليست حياتى‬

‫المھم ھى‪...‬ما القرار الذى تريد أن تفعله حقًا‬ ‫بداخلھا؟‬ ‫ومن ھنا تكون وظيفتى ھى مساعدتھا على النظر‬ ‫لألمور من كل الزوايا حتى تأخذ قرارًا سليمًا‬ ‫وذلك عن طريق األسئلة وقد أكتب معھا مزايا وعيوب‬ ‫كل قرار ولكنھا ھى التى يجب أن تقول المزايا‬ ‫والعيوب‬ ‫وھناك عدة خطوات أساسية يجب أن يتبعھا‬ ‫المساعد فى حل المشكلة‪:‬‬ ‫‪ .1‬إذا لم يأتى إليك الشخص لطلب المساعدة‬ ‫ولكنك الحظت عليه أعراض ضيق أو اكتئاب أو‬ ‫توتر‬ ‫ممكن أن تسأله كمثال‪ :‬يا فالن أنت شكلك األيام‬ ‫دى مش تمام؟ خاسس كده ومش بتاكل زى عادتك‬ ‫ومش بتنام كويس؟ فى حاجة‬ ‫‪ .2‬بعد أن يعرض عليك الشخص المشكلة تحاول‬ ‫أن تفتح مخه لحلول بدون أن تعرضھا عليه يعنى‬ ‫الحل يجى من جواه‬ ‫مثال‪ :‬فى المثال السابق بتاع البنت المحتارة بين‬ ‫اإلنجاب وتكملة الدكتوراة‬ ‫ممكن أسئلة مثل طيب تفتكرى إيه اللى ھيحصل لو‬ ‫وقفت الدكتوراة؟‬ ‫طيب إيه اللى ھيحصل لو كملتى وأجلت اإلنجاب؟‬ ‫ويفضل الحوار شغال بيننا‬ ‫ولكن عن طريق محاولة أن تجعل الشخص يفكر فى‬ ‫كل االحتماالت الممكنة‬ ‫‪ .3‬ھنا تحاول أن تجعل الشخص يأخذ قرار ما لعالج‬ ‫مشكلته بعد أن يرى األمر من جميع جوانبه‬ ‫فمثال‪ :‬طيب قررتى تعملى إيه فى المشكلة؟‬

‫‪ .4‬بعد أن يخبرك الشخص بقراره البد أن يجد منك‬ ‫المساندة للقرار أيا ما كان‬ ‫مثل‪ :‬إن شاء ﷲ األمور كله ھيمشى تمام‬ ‫لو محتاجة تتكلمى تانى أنا موجودة‬ ‫وھنا يجب التوضيح أن الدعم ال يعنى بالضرورة‬ ‫الموافقة على القرار فلنفرض أن ھناك صديقة قررت‬ ‫تقلع الحجاب حتى بعد المناقشة والتى أجابت فيھا‬ ‫على سؤال "طب إيه اللى ھيحصل لو عملتى‬ ‫كده؟" بأنھا عارفة أنھا ترتكب معصية‬ ‫ھنا فى مرحلة الدعم قد أقول لھا "فى النھاية القرار‬ ‫قرارك وأنتى قلتى أن مزاياه كذا وعيوبه كذ وكذا‬ ‫وعاوزك تعرفى أن صدقاتنا لن تتأثر بھذا القرار مثال‬ ‫الفكرة فى الموضوع أن البنت عارفة أنھا معصية‬ ‫وھى قالت بلسانھا أنھا معصية وأنا لم أوافق على‬ ‫ما تريد أن تفعله‬

‫ولكنى استمرت فى دعمھا النفسى عن‬ ‫طريق وجودى بجوارھا‬

‫وكذلك تستطيع أيضًا أن تقدم بعض األمثلة أو‬ ‫المعلومات التى تساعد الشخص على اتخاذ قراره أو‬ ‫تدعميه مثل تجربتك الشخصية أو تجربة شخص آخر‬ ‫ثم أعطاتنا المدربة قصاصات ورقية فيھا بعض‬ ‫المشاكل وقام كل اثنين مع بعض بممارسة األمر‬ ‫مثال القصاصة التى جاءت لى كانت عن طالب يشعر‬ ‫أنه ال يحب الكلية ودرجاته سيئة ولكنه مضطر‬ ‫لالستمرار ألن أھله يريدونه أن يصبح طبيبًا‬ ‫وطبعًا كعادتى الخرافية فكرت فى بالى فى حلول‪:‬‬ ‫طيب نحاول نخلى حد من أقربايه يتكلم مع والديه أو‬ ‫أخليه يلجأ لإلخصائى االجتماعى وھو يتكلم مع‬ ‫والديه )بعد استئذانه( وفى النھاية أھم حاجة أن‬ ‫الواحد يدرس حاجة بيحبھا سأحاول أن أجعله يحول‬ ‫من الكلية حتى ولو ضد رغبة والديه وممكن يحصل‬ ‫على قرض طالبى إذا رفض والديه دفع المصاريف‬

‫‪19‬‬


‫كل ھذه الحلول جاءت فى مخى فى أول ‪ 2‬دقيقتين‬ ‫من استالم القصاصة‬ ‫وعندما بدأت أتكلم مع زميلتى التى تمثل ھذا‬ ‫الطالب حاولت أن أدفعھا للتفكير فى ھذه الحلول‬ ‫ً‬ ‫عمال ببما تعلمناه‬ ‫بدون أن أخبرھا بھا مباشرة‬ ‫مثال سألتھا ھم والديك بيخدوا قرارات حياتھم أزاى‬ ‫ھل بيستشاروا حد ما )عشان أخليھا تفكر أنھا‬ ‫ممكن تكلم الحد ده)‬ ‫وتسأله أن يتكلم مع والديھا)‬ ‫وھنا وجدت المدربة تتدخل وتقول لى أنه من األفضل‬ ‫أن أقضى بعض الوقت مع الشخص أسأله فيه عن‬ ‫مشكلته بتفاصيل أكثر‬ ‫وأن أظھر تعاطفى مع مشكلته قبل مع أقفز لمحاولة‬ ‫الحل‬ ‫يعنى مثال ممكن فى ھذا المثال الشخص يكون‬ ‫طول عمره بيحب كلية الطب ودى حالة طارئة عليه‬ ‫بسبب مشكلة آخرى‬ ‫وممكن يكون الشخص معندوش استعداد حقيقى‬ ‫لترك الدراسة وتضييع كل جھده ومواجھة غضب‬ ‫أھله‬ ‫يعنى من اآلخر مش المفروض أبنى حلولى على‬ ‫افتراضات قد تكون غير صحيحة‬ ‫وأحاول أن أدفع الشخص لھذه الحلول ولو بطريق‬ ‫غير مباشر‬ ‫قعدت أفكر فى الموضوع ولقيت أن ھناك أشخاص‬ ‫ممن تعاملت معھم فى الجامعة يطبقون معى ھذا‬ ‫األسلوب عندما أتحدث معھم عن مشاكلى وأن ھذا‬ ‫األسلوب يعجبنى فعال أكثر بكثير من األسلوب‬ ‫العربى المعتاد‬ ‫"الزم تعملى كذا"‬ ‫"الزم متعمليش كذا"‬ ‫"إزاى أصال تفكرى فى حاجة زى دى؟"‬ ‫"أنت أكيد أتجننتى؟"‬

‫وخالفه من المورثات الثقافية التى تجعلنا نتدخل فى‬ ‫حياة األشخاص زيادة عن الالزم‬ ‫ربما نابع ھذا التدخل من رغبتنا األكيدة فى‬ ‫المساعدة وحرصنا على الشخص‬ ‫ولكن فى النھاية ھى حياته ھو وليست حياتنا حتى‬ ‫نأخذ له قرارات ربما تجعله تعيسًا ألنھا غير متسقة‬ ‫مع ما يريده حقًا‬ ‫أعطت لنا المدربة مثال أن صديقة لھا كانت تعانى‬ ‫من مشكلة ما مع خطيبھا واتصلت بكل صديقاتھا‬ ‫وحكت لھن المشكلة وقعدت تسب وتعلن فيه فقلن‬ ‫لھا جميعھن متكلمھوش تانى خالص وأقطعى‬ ‫عالقتك به أال المدربة التى سألتھا‬ ‫أنت عاوزة تعملى إيه فعال من جواك دلوقتى؟‬ ‫فبكت وقالت عاوزة أكلمه‬ ‫قالتھا خالص كلميه‬ ‫ثم كلمتھا الصديقة بعد حوالى ساعة وقالت لھا أنه‬ ‫كان سوء تفاھم وأنھم اتصلحوا وشكرتھا ألنھا‬ ‫الوحيدة التى سألتھا ھى عاوزة تعمل إيه ‪..‬ولم‬ ‫تخبرھا بما يجب أن تفعله‬ ‫أعلم أن األمر يبدو محيرًا فى ثقافتنا التى تقوم على‬ ‫اقتراح وأحيانًا فرض اآلراء على الغير‬ ‫بل أن االنسان قد يشعر بعدم المسئولية لو لم يخبر‬ ‫صديقه بما يجب أن يفعله‬ ‫ولكن الثقافة ھنا تتعامل مع أى واحد فوق ‪ 18‬سنة‬ ‫أن شخص بالغ وعاقل ومسئول عن أفعاله‬ ‫ھناك الكثير من الناس التى تساعدك بشكل حرفى‬ ‫ولكنھم جميعًا يساعدوك أن تصل بنفسك إلى ما‬ ‫يجب أن تفعله أنت كشخص‬ ‫ثم يدعموك فى ھذا القرار الذى أتخذته‬

‫اعتقد أن األمر بحاجة لممارسة مستمرة حتى‬ ‫يستطيع االنسان أن يطبق ھذا األسلوب بدل من‬ ‫أسلوب النصائح والوعظ المعتاد‬ ‫ربما يجب إدخال بعض التعديالت الخاصة بثقافتنا‬ ‫مثال إرشاد الشخص إلى االستخارة قبل أخذ القرار‬ ‫أيضًا من المفترض الحفاظ على سرية الحديث إال‬ ‫فى حالة أن يكون الفرد ھيأذى نفسه أو غيره ففى‬ ‫ھذه الحالة يجب إبالغ الشرطة‬ ‫ولو نظرنا لواقع مصر وثقافتنا ربما وجدنا أشياء ال‬ ‫تعتبر فى كندا كوارث ولكنھا فى مصر كوارث‬ ‫مثل ھرب بنت من أسرتھا أو زواجھا عرفيًا‪...‬ففى‬ ‫ھذه الحالة يجب أن نبلغ أسرتھا لكى يمنعوھا‬ ‫والسؤال اآلن كيف تساعد أنت نفسك فى حل‬ ‫مشاكلك؟‬

‫تتبع نفس الخطوات السابقة ‪ :‬تحدد األعرض التى‬ ‫تشعر بھا من توتر وضيق وخالفه‬ ‫ثم تحدد المشكلة‬ ‫وتفكر فى كل الحلول الممكنة ومزايا وعيوب كل حل‬ ‫ثم تتخذ قرار ما‬ ‫وتعطى لنفسك الدعم لھذا القرار‬ ‫وطبعا يمكنك أن تلجأ ألحد األشخاص لمساعدتك‬ ‫ثم أعطتنا المدربة ورقة لنفكر فيھا فى مشكلة ما‬ ‫تواجھنھا ونحاول نمشى على الخطوات السابقة‬ ‫بالنسبة لى كان الموضوع سھل ألنى متعودة أعمل‬ ‫كده مع نفسى‬ ‫باكتب لنفسى كأنى شخص تانى وأفعد أعمل حوار‬ ‫مع نفسى على الورق لحد ما أوصل لقرار ما بشأن‬ ‫المشكلة‬ ‫ولكن بعض األشخاص فى التدريب وجدوا الموضوع‬ ‫صعب قليال أن يكتبوا لنفسھم عن نفسھم‬

‫‪20‬‬


‫ولكنه وجدوه مفيدًا جدًا‬ ‫خاصة عندما تقف مع نفسك وتسأل نفسك عم‬ ‫تشعر به‬ ‫ھل ھو إحباط؟ ھل ھو حزن؟ ھل ھو ألم؟ ھل ھو‬ ‫تعب؟‬ ‫ثم تحاول أن تحدد السبب لھذا الشعور‬ ‫كثيريين مننا ال يقفون ھذه الوقفة ويجدون أنفسھم‬ ‫مثال يأكلون أو يدخنون بشراھة أو يتعصبون على من‬ ‫حولھم‬ ‫ويستمرون فى ھذا ليشعروا بتحسن فى المود‬ ‫لكنھم ال يفتشون فى أنفسھم عن الشىء الذى‬ ‫جعلھم يتصرفون ھكذا وكيف يواجھنوه ً‬ ‫بدال أن يھربوا‬ ‫منه‬ ‫وكذلك تكلمنا فى كيفية أن تعتنى بنفسك وھنا‬ ‫سألتنا المدربة عن األشياء تجعل كل واحد مننا‬ ‫ريكالس وتراوحت الردود بين الرياضة والصالة والكتابة‬ ‫والقراءة والخروج ومشاھدة فيلم والطبيخ وقص‬ ‫الشعر واالستحمام وخالفه‬ ‫وطبعا ھذه األمور تختلف من شخص لشخص فھناك‬ ‫ناس تشعر بالراحة عندما تخرج وھناك ناس يزيد‬ ‫عليھا الخروج كآبة ومن ھنا جاءت الفكرة أن يكتب‬ ‫كل مننا لستة باألشياء التى تجعله مبتھج وتريحه‬ ‫نفسيًا ويحرص على ممارستھا بصفة دورية مھما‬ ‫كانت المشاغل‬ ‫وذلك ألنك ال تستطيع أن تساعد غيرك إذا لم‬ ‫تساعد نفسك ً‬ ‫أوال‬ ‫كان ھذا ملخص الجزء األول من اليوم الثانى من‬ ‫تدريب مساعد مجتمع‬ ‫فى الجزء الثانى والثالث تعرضنا لعالج الكوارث‬ ‫والتعامل مع حاالت محاولة االنتحار‬

‫اللھم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا‬

‫وكبيرة ‪...‬لكن ھذا يحول البنت النسان عاجز عن‬ ‫اتخاذ أى قرار وغير قادر على التصرف فى حياته‬ ‫بمفرده )طيب لو األم ماتت البنت ھتعمل إيه؟‬

‫ھل ممكن أن تضر اآلخرين‬ ‫بمساعدتھم‬

‫مثال آخر‪ :‬المدرس الذى يعد مع طالبه ساعات‬ ‫طويلة ليشرح لھم أكثر من مرة ويحل لھم كل‬ ‫المشاكل التى يواجھونھا‪....‬المدرس ممكن يكون‬ ‫فاكر أنه بيعمل حاجة كويسة جدًا لكن فى الواقع ھو‬ ‫بيسقى الطلبة بالملعقة بدل ما يربى فيھم أنھم‬ ‫يفكروا ويحاولوا ويدوروا على المعلومة ويتعذبوا‪ .‬أنا‬ ‫شخصيًا اتعذبت أكثر من الالزم فى كلية ھندسة‬ ‫لكن ھذا جعلك إلى حد ما قادر تمشى فى بقية‬ ‫حياتك العلمية بقدر كبير من االستقاللية‪ .‬طبعا خبرة‬ ‫اآلخرين مطلوبة ولكنھا مطلوبة لحد معين‬

‫الجزء الثالث‬

‫جزء اليوم سبب لى صدمة أشد من جزء أمس ألنه‬ ‫نبھنى أنى أحيانًا أضر الناس بمساعدتى لھم ورغم‬ ‫أن نواياى تكون طيبة وأنى أقضى وقت كبير وجھد‬ ‫أكبر لمساعدتھم أال أننﯩقد أسبب لھم الضرر‬ ‫كيف؟‬ ‫ھناك مصطلح اسمه‬ ‫‪enabling‬‬ ‫وھو تشجيعك لسلوك سيىء وأنت تقصد‬ ‫مساعدة غيرك‬ ‫كمثال لو صديق لك طلب تمضى مكانه ألنه‬ ‫ھيتأخر‪....‬ممكن تعملھا مرة ألن عنده ظروف ‪..‬لكن‬ ‫لو استمريت فى عمل ذلك فأنك تشجع ھذا الصديق‬ ‫على التأخر دومًا عن العمل ألن فى اللى بيغطى‬ ‫عليه‬ ‫مثال آخر لو أخوك دائمًا ما يستلف منك نقود وأنت‬ ‫تعطى له ثم يبذرھا يمين وشمال ألن كل مرة أنت‬ ‫بتعطى له النقود‪..‬بالطريقة دى عمره ما ھيفكر‬ ‫يحوش أو يأخد باله من مصاريفه‬ ‫مثال آخر لو فتاة تحطى لوالدتھا كل صغيرة وكبيرة‬ ‫فى حياتھا مع خطبيھا أو عن مشاكلھا فى‬ ‫العمل‪...‬األم ممكن تكون فرحانة أن بنتھا مش‬ ‫بتخبى عليھا حاجة وأنھا بتنصحھا فى كل صغيرة‬

‫عشان أقرب المعلومة لكم ‪..‬لو شفتم أى واحد‬ ‫بيتعلم ركوب العجلة ‪..‬لو الشخص الذى يعلمه‬ ‫ماسك لو العجلة على طول ‪..‬وكل ما يجى يتحرك‬ ‫لوحده‪..‬يخاف المعلم أحسن الشخص ده يقع‬ ‫فيمسك العجلة بسرعة‪..‬بذمتكم ممكن الشخص ده‬ ‫فى حياته يتعلم ركوب العجل؟ فى لحظة الزم‬ ‫تسيب فيھا العجلة وتعطى للشخص الثقة أنه يقدر‬ ‫يكمل لوحده حتى لو ھتخاطر أنه يقع‬ ‫ويتعور‪..‬فمفيش مشكلة ‪..‬كل اللى بيركبوا عجل‬ ‫وقعوا أكثر من مرة فى حياتھم ‪...‬عادى‬ ‫لو فكرنا فى ھذه األمثلة‪..‬سنجد أن ھناك‬ ‫لحظة ما البد أن نقول فيھا للشخص "ال" لن‬ ‫أستطيع أن أساعدك‬ ‫وال يجب أن نشعر بتأنيب الضمير أننا نقول "ال"‬ ‫فمتى نقول "ال"؟‬ ‫لو تعارض الطلب مع قيمى التى أؤمن بھا‬‫كشخص يطلب منى أن أكذب‬

‫‪21‬‬


‫عندما أشعر عن ھذا الطلب فيه استغالل لى‬‫بشكل مبالغ فيه‬ ‫لو شعرت أنى بإجابتى ھذا الطلب ھأكون بأضر‬‫الشخص أكثر مما أفيده‬ ‫لو عاوز أعلم الشخص درس ما‬‫لو عندى أولويات تانية فى حياتى اآلن تتعارض مع‬‫ھذا الطلب‬ ‫طيب ليه ممكن نوافق على الطلب رغم رغبتنا أن‬ ‫نقول "ال"؟‬ ‫كسل ‪..‬أحيانا األسرع أنى أنفذ الطلب ا‬‫بدل ما أقعد معاه أعلمه إذا يعملھا لوحده‬ ‫عدم ثقة فى ما الذى سيحدث لو قلت "ال"‬‫يعنى ممكن الشخص يكتأب‪ ،‬ينتحر‪ ،‬يقطع عالقته‬ ‫بيا‪ ،‬يفتكر أنى أنانى‬ ‫ممكن أنا شخص طيب قوى ومش بأعرف أرفض‬‫طلب لحد‬ ‫ممكن شعور بالذنب‬‫ممكن أن الشخص يقعد يلح عليك بملل لحد ما‬‫تزھق وتعمل له اللى ھو عاوزه‬ ‫ممكن أخاف أن بعد كده أقع فى مشكلة وال‬‫يساعدنى ھذا الشخص كمعاملة بالمثل‬ ‫ومن ھنا نجد أن أفضل طريق ممكن لرفض طلب ما‬ ‫تريد أن ترفضه أن تتمتع بالشفافية مع الشخص‬ ‫يعنى‬ ‫)‪1‬تقوله أنك فعال تود أن تساعده‬ ‫)‪2‬لكنك مش ھتقدر عشان كذا وكذا وكذا‬ ‫)‪3‬ممكن تحاول أن ترشده لطرق ثانية‬ ‫يحصل بھا على المساعدة‬ ‫يعنى مثال الراجل اللى عاوزك تمضى مكانه‪...‬ممكن‬ ‫تسأله ھو ليه بيتأخر؟ ولو المشكلة أنه بتروح عليه‬ ‫نومة‪..‬تعرض عليه أنك تصحيه مثال بالتليفون‬

‫)‪4‬بعد رفضك للطلب حاول أال تشعر بأى ذنب‬ ‫بسبب ھذا الرفض‬ ‫وقارن بين النتائج قصيرة المدى أنك تساعد‬ ‫الشخص‬ ‫والنتائج طويلة المدى برفضك للطلب مما قد‬ ‫يجعل الشخص أفضل على المدى الطويل‪.‬‬

‫أترى أن من حرك األمر "بنت" و أن العاملين كلھم‬ ‫من الشباب؟‬ ‫الخالصة‪:‬‬ ‫‪1.‬ال تستصغر الفكرة‬ ‫‪2.‬قد تكون سببا في أمر كبير‪ ,‬عليك أن تؤمن‬ ‫بأھمية فعلك ولو كان صغيرا‬ ‫‪3.‬الثمر ال يأتي في يوم وليلة‪ ...‬وربما لن تشھده‬ ‫‪4.‬ال تتولى ‪...‬‬ ‫(وَإِن تَتَوَلﱠوْا َيسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْ َر ُكمْ ثُمﱠ َال يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ(‬ ‫]محمد ‪]. 38 :‬‬

‫منذ عام تقريبا‪ ,‬خرجت "مروة" جارتنا بفكرة‪ .‬الفكرة‬ ‫ببساطة أن نقيم في وسط الشارع بمدينتنا‬ ‫األوروبية عرضا لكتب تدعو لإلسالم و نوزعھا مجانا‪.‬‬ ‫قامت بعد ذلك مروة بعمل دؤوب للحصول على‬ ‫التصريحات من البلدية‪,‬الكتب من مصر‪ ,‬و دفع‬ ‫الشباب في المسجد )وأنا منھم( للعمل و قد كان‪.‬‬ ‫وقد كتبت مذكرات ھذا اليوم منذ عام في المقال‬ ‫أدناه }‪ {1‬عن دور “النساء” و الدين‪ .‬و الحاصل اليوم‬ ‫أني علمت من األصدقاء أن شابتين حضرتا إلى‬ ‫المسجد وقالتا أنھما أسلما بسبب بعض الكتب‬ ‫التي وزعناھا منذ عام‪) .‬بسبب فكرة مروة‪).‬‬

‫الحمد ‪.‬‬ ‫المقال المذكور‪:‬‬ ‫‪1.‬‬ ‫‪http://www.ahmedabdelhamid.com/arblog/?p‬‬ ‫‪=1232‬‬ ‫‪2.‬‬ ‫بالمناسبة‪ ...‬مروة ال تعرف الخبر أعاله!‬

‫لم أسعد يوما في أوروبا مثل سعادتي اليوم‪ .‬و ﷲ‬ ‫تمنيت أن ينتھي عمري اليوم و أنا على ذلك و‬ ‫كفى‪ .‬أترى حين بدئنا‪ ...‬ال أظن أن أي منا كان‬ ‫يتخيل أن يؤتي اليوم ثماره بعد عام‪ ...‬ولكنه أمر ﷲ‪.‬‬ ‫أترى إن تولينا يومھا‪ ...‬ما الذي سنخسر؟ )خير من‬ ‫الدنيا و ما فيھا)‬ ‫أترى أن الفائز منا من بذل أكثر من غيره‪ ...‬وخسر‬ ‫الباقون؟‬

‫‪22‬‬


‫الثورة و مجلس الشعب و عمار بن ياسر‬ ‫إنجي فوده‬ ‫باألمس شعرت باالحباط الشديد بعد مشاھدة بعض‬ ‫المقاطع من مجلس الشعب‬ ‫أكثر ما أحبطني ھو أداء النواب‪ ،‬انطباعي انه لم تكن‬ ‫جلسة مجلس من األساس بل كان أقرب لفصل‬ ‫روضة و ربما أسوأ‪ ،‬و تحول الدكتور الكتاتني لمدرس‬ ‫ألطفال يوجھھم‪ :‬اجلس ايھا النائب‪ ،‬ال تقاطع زميلك‬ ‫ايھا النائب‪ ،‬التزم بالالئحة أيھا النائب‪ ،‬كان ناقص‬ ‫يقولھم اسمعوا زميلكم يا أوالد و عيب كده‪ ،‬اسكتوا‬ ‫و اللي ھيتكلم ھذنبه و اللي ھيشاغب ھطرده برة‬ ‫شعب عنده أعرق حضارة و لكنه ينقصه التحضر‬ ‫‪ ،‬و صدمتي الكبري كانت عند التأكد ان اغلب‬ ‫المجلس لألسف ذوي عقول بسيطة عمال ً بمقولة‪:‬‬ ‫األشخاص العظماء يناقشون األفكار‪ ،‬األشخاص‬ ‫العاديين يناقشون األشياء و األشخاص البسطاء‬ ‫يناقشون األشخاص!!‬

‫اعتقد و ﷲ أعلم ان اغلب الذين صوتوا لصالح بكري‬ ‫كان دافعھم األساسي كرھھم لشخص البرادعي‬ ‫مثلما كان خوفھم من شخص المشير!!‬ ‫لو كانوا حقاً يناقشون األفكار و ليس األشخاص لنال‬ ‫الجميع نفس المصير‪ ،‬ھذا مخطئ سب المشير و‬ ‫ھذا مخطئ سب البرادعي العقاب واحد جزاءا علي‬ ‫السب‪.‬‬ ‫(يعرف الرجال بالحق وال يعرف الحق بالرجال)‬ ‫فذھبت ابحث في السيرة النبوية ما يروي ظمأي و‬ ‫يعطني األمل بدال ً من االحباط‬ ‫و وجدتني ابحث عن آل ياسر‪ ،‬لقد عانوا من‬ ‫العذاب ألواناً بما ال يطيق آدمي‬ ‫دعونا ننظر للدنيا من عيني عمار بن ياسر‪ ،‬ذھب‬ ‫لحضور درس في بيت األرقم فأسلم و عاد بيته‬ ‫فأسلموا جميعاً و بعد قليل جھروا باسالمھم‬ ‫فعذبھم الكفار و اذاقوھم من األلم ما ال يقدر عليه‬ ‫بشرلتخويف المسلمين خاصة المستضعفين منھم‪،‬‬ ‫و ربط عمار و ياسر للعذاب و كان يذھب رسول ﷲ‬ ‫لمكان تعذيبھم و يشد من ازرھم و يقول لھم‪ :‬صبراً‬ ‫آل ياسر ان موعدكم الجنة‪ ،‬و استشھدت السيدة‬ ‫سمية بضربة من ابو جھل في مكان عفتھا و‬ ‫استشھد بعدھا بايام زوجھا ياسر و رُكز العذاب علي‬ ‫عمار حتي انه من العذاب اصبح يقول ما يطلبوه و‬ ‫عند سبه لرسول ﷲ افرجوا عنه و لما تيقن مما قال‬ ‫جري علي رسول ﷲ و قال له‪ ،‬سأله عن حال قلبه‬ ‫فاجاب‪ :‬مطمئن بااليمان‪ ،‬فقال صلي ﷲ عليه و‬ ‫سلم ان عادوا فعد‬

‫طبعا لو كنا نحن ھناك ألسمع بعضنا عمار بن‬ ‫ياسر أبشع التھم و أقذع االتھمات و أسوأ‬ ‫الكلمات‪ ،‬الحمد اننا لم نكن ھناك‬

‫ه مِن بَعْدِ إيمَانِهِ‬ ‫و نزلت اآلية الكريمة‪ ):‬مَن َكفَرَ بِاللّ ِ‬ ‫ن)‬ ‫ِاإليمَا ِ‬ ‫إِال ﱠ مَنْ أُكْرِهَ وَ َقلْبُهُ مُطْمَئِنﱞ ب ِ‬ ‫لم ييأس عمار بعد كل ما شھد بل ثبت فاثبتوا و‬ ‫رابطوا انتم علي الحق‬

‫تذكروا ان من أسماء ﷲ الحق و العدل و تذكروا شيئ ًا‬ ‫آخر ان الجسد فاني و لكن الروح خالدة ربما لن‬ ‫تنصرنا محاكمنا و ال قوانينا فأي قانون علي‬ ‫األرض يُنفذ بيد بني آدم يرد حق عمار بن ياسر و‬ ‫يقتص ألمه و أبيه و نفسه‬ ‫حدث له مثلما يحدث في سوريا و فلسطين‪ ،‬حتي‬ ‫لو أعطوا له ابو جھل و قالوا له افعل به ما شئت‬ ‫لتشعر بالقصاص اتظنون ماذا كان سيفعل عمار؟‬ ‫أعتقد كان سيتركه لحكم ﷲ الجبار المنتقم‬ ‫و بعدھا مر المسلمون و ھم علي الحق بفترة حصار‬ ‫دام ثالث سنوات ‪ -‬أليس ھذا مثل الذي تعرضت له‬ ‫غزة‪ -‬و قبلھا ھجرة و بعدھا عام الحزن‬ ‫و ظل عمار بن ياسر ثابتا علي ايمانه و لم‬ ‫يتزعزع و شھد الغزوات مع رسول ﷲ و‬ ‫قطعت أذنه يوم اليمامة و ظل يحارب و أذنه‬ ‫المقطوعة تتأرجح و ينادي بالمسلمين و‬ ‫يشجعھم و يثبتھم‬ ‫و ظل علي حاله و شھد المؤمرات تدبر و تنجح‬ ‫و يستشھد سيدنا عمر ‪-‬ربما لو كنا ھناك‬ ‫النھارت قوانا بموت الرسول و موت أبو بكر و‬ ‫فزعت قلوبنا بمقتل عمر‪ -‬و بعده مقتل سيدنا‬ ‫عثمان و تقوم الفتنة و يقف لجانب سيدنا علي و‬ ‫يحارب معه و ھو عنده ثالث و تسعين أو اربع و‬ ‫تسعين عاما !! و تتحقق نبوءة رسول ﷲ حيث قال‪:‬‬ ‫و تقتله الفئة الباغية‬ ‫و يتوقف القتال ھذا اليوم عند استشھاده لعلم‬ ‫الجميع بقول رسول ﷲ‬ ‫و كان صلي ﷲ عليه و سلم يقول‪ :‬اشتاقت الجنة‬ ‫لعمار‬

‫فيارب اجعلني و شبابنا كلنا عمار و اجعل‬ ‫الجنة تشتاق إلينا‬ ‫ما حلمنا سوي بالحق و العدل فأقمھم في‬ ‫بالدنا اللھم آمين‬

‫‪23‬‬


‫نحن قوم اعزنا ﷲ باالسالم فثبته في قلوبنا و‬ ‫طمئنا به‪ ،‬فاليقين بااليمان الذي في القلوب‬ ‫فزد يقيننا و ايماننا‬ ‫إنا اليوم مستضعفين في األرض و لكن غداً ان‬ ‫شاء ﷲ سيعلو صوتنا ب‪ :‬ظھر الحق و زھق‬ ‫الباطل ان الباطل كان زھوقا‪ ،‬لقد قلناھا يوم‬ ‫انخلع المخلوع‪ ،‬الناس ھنا بأمريكا كانوا يسألون‬

‫ءأنتم مجانين أتعتقدون انه سيرحل و نحن بمنتھي‬ ‫الثقة و اليقين و االيمان كنا متأكدين انه سيرحل و‬ ‫أنا اآلن متأكدة و علي يقين ان الثورة ستنجح‬ ‫ان شاء ﷲ حتي لو قتلوا فينا أضعاف ما قتلوا‬ ‫و جوعوا فينا أضعاف ما جوعوا و افقروا فينا‬ ‫أضعاف ما أفقروا‬ ‫( اللھم اجعلني أخشاك حتى كأني أراك‪ ،‬وأسعدني‬ ‫بتقواك وال تشقني بمعصيتك وخر لي في قضائك‬ ‫وبارك لي في قدرتك حتى ال احب تعجيل ما أخرت‬ ‫وال تأخير ما عجلت واجعل غناي في نفسي‬ ‫ومتعني بسمعي وبصري واجعلھما الوارث مني‪،‬‬ ‫وانصرني على من ظلمني وأرني فيه ثأري وأقر‬ ‫بذلك عيني(‪) .‬اللھم اجعلني من الذين إذا أحسنوا‬ ‫استبشروا وإذا أساءوا استغفروا‬

‫المراجع‬ ‫‪http://majdah.maktoob.com/vb/majdah50955/‬‬ ‫‪http://ar.wikipedia.org/wiki/‬عمار_بن_ياسر‬ ‫‪http://www.islamweb.net/newlibrary/display_u‬‬ ‫&‪mma.php?lang=A&BabId=10&ChapterId=19‬‬ ‫‪BookId=254&CatId=201&startno=0‬‬ ‫?‪http://www.nourallah.com/azkar.asp‬ورد‪-‬يوم‪-‬‬ ‫االثنين=‪&c=2&articleid=59350‬‬ ‫‪http://almeske.net/vb/showthread.php?t=2584‬‬ ‫‪5‬‬

‫يجعل من استقبال أقسام الشرطة‬ ‫مكان راحة و لعب لألطفال كما نرى في‬ ‫أوروبا‪ ,‬ال مكان رھبة و تعذيب‪.‬‬ ‫أحلم أن يعتلي األكفأ دائما المناصب‪...‬‬ ‫ألنه األفضل بغض النظر عن جماعته‪ ,‬أو‬ ‫توجھه الديني‪ ,‬أو فكره‪ ...‬لمجرد أنه‬ ‫كفؤ‪ .‬ال ألنه "يوالي" رجل بعينه ‪.‬‬

‫أحلم بوطن‬ ‫خواطيت أحمد عبد الحميد‬

‫أحلم بوطن‪ ...‬يستوعب أحالمي إن‬ ‫تفوقت‪ ,‬يعاقبني بالعدل إن أخطأت‪ ,‬و‬ ‫يقتص لي إن ظلمت‪ .‬أحلم بوطن‪ ....‬فيه‬ ‫األمان وكفى‪.‬‬

‫أحلم أن أرى وزير اإلعالم رجل مدني ‪,‬‬ ‫عالم مثقف و اعي بأفكار "توجيه‬ ‫الثقافة" بدال من "لواء" عسكر أو شرطة‬ ‫مثقف و واعي بأساليب التعذيب و الحيل‬ ‫النفسية العسكرية‪.‬‬ ‫أحلم أن أرى محافظ مدينتي رجل مدني‬ ‫يخدم الناس بعد انتخابه‪ ,‬ال رجل "لواء"‬ ‫عسكر أو شرطة يدين بالوالء للحاكم‬ ‫العام و كل ھمه ھو حفظ "قطيع"‬ ‫المواطنين صامتين كما العبيد لرئيسه‬ ‫العسكري‪.‬‬ ‫أحلم أن أرى وزير الداخلية رجل مدني‪,‬‬

‫‪24‬‬


‫استمتع بثراء روحك‪ ,‬أطلق لھا العنان‪ ...‬وال‬ ‫تختزلھا ليرتاح الناس و تسجن أنت في‬ ‫قوالبھم!‬

‫االختزال‬ ‫خواطيت أحمد عبد الحميد‬ ‫آفة اإلنسانية "االختزال"‪ .‬لسنا وحدنا مصابين بھا‪...‬‬ ‫كل بالد العالم لديھا ھذا المرض‪ .‬األمس حضرت‬ ‫محاضرة ل د‪ .‬طارق رمضان‪ ...‬يشتكي اختزال‬ ‫شخصه في صفة و احدة‪ ,‬في حين أنه بحسب‬ ‫وصفه لنفسه‪ :‬سويسري الجنسية‪ ,‬مسلم الدين‪,‬‬ ‫أوروبي الثقافة‪ ,‬مصري الذاكرة ‪ ......‬إلخ‪ ,‬ھو محصلة‬ ‫ثقافات عدة ‪.‬‬ ‫مشكلة "المختزلين" أنه يصنفك‪ :‬أنت دائما إما‬ ‫"معنا" أو ضدنا‪ ...‬أنت مثلنا أو لست منا‪ .‬أنت‬ ‫تحب السلفيين أو تكرھھم ‪,‬أنت تحب اإلخوان‬ ‫أو تكرھھم‪ ,‬و أنت تحب الكتلة أو تكرھھا‪ ,‬إو‬ ‫أنت مع الثورة أو ضدھا‪ ...‬أنت دائما بين اختيار‬ ‫من اثنين‪) .‬اسمه مرض الصرامة العقلية)‬ ‫ال تكن ممن يختزلون الناس‪ ...‬ال يوجد شخصي أو‬ ‫جماعة حية ستوافقھا دائما أو تنكر أفعالھا دائما‪.‬‬ ‫في األخير أنت كإنسان‪ ...‬محصلة الكثير من التجارب‬ ‫و العالقات المتشابكة و األحداث و األماكن‪ ....‬أنت‬ ‫"ثري" بما لديك من تنوع في ذاتك‪ ,‬لست مطالبا أن‬ ‫تكون متسقا مع جماعة أو شخص آخر طوال الوقت‪,‬‬ ‫أين ھويتك إذا؟ إذا كنت محاصرا بشكل واحد من‬ ‫الناس‪ ,‬أو بجماعة بذاتھا طوال الوقت‪ ...‬كنت‬ ‫"سجينا" لنفسك ‪.‬‬

‫الفرسان‬ ‫خواطيت أحمد عبد الحميد‬ ‫كان يعوزني ذلك االيمان‪ ,‬اإليمان الذي تنام كل ليلة‬ ‫لتحلم بأسمى أمانيه "التمكين"‪ .‬اإليمان الذي‬ ‫يدفعك كل صباح للعمل ألنك على الطريق‪ .‬اإليمان‬ ‫الذي يوم استيقظت ولم أجده شعرت بلذة القول‬ ‫"ففروا إلى ﷲ"‪ .‬ولكني استيقظت يومھا على‬ ‫وحدة و بعد و غربة‪ .‬و لم أجد ذلك اإليمان في البلدة‬ ‫التي ولدت فيھا‪ ,‬و ال في المدينة التي ترعرعت‬ ‫فيھا‪ ,‬و ال في بالد األرض التي أقمت و طوفت بھا‪.‬‬ ‫لم أجد ھذا اإليمان" اإلسالم" ألني لم أقابل إال‬ ‫مسلمين قالئل من أولئك الذين تربيت أقرأ عنھم و‬ ‫أعشق أساطيرھم‪.‬‬

‫لم أقابل ھؤالء الفرسان الشجعان القادمون‬ ‫من زمان غير ھذا الزمان‪ ...‬وھم من قوم غير‬ ‫من قابلت‪ .‬لم أقابل جواھر كل زمن‪ ,‬الذين‬ ‫يتجاوزن حد اإليمان باألفراد لإليمان بالفكرة‬ ‫المجردة‪ ...‬بالوجود‪ ,‬بالعدل ‪ ,‬بالحرية‪ ,‬بالحق‬ ‫في الحياة و كل معاني السماء‪ .‬اإليمان قبل‬ ‫كل شيء‪ :‬با ‪.‬‬ ‫كنت أحس "بالوحدة" بوحشة الفرد في الدنيا بأحالم‬ ‫ال تمت لألرض‪ ...‬بأحالم تمنعك النوم لعجز اليد و‬ ‫محدودية القدرة و العمر‪ .‬إلى أن من ﷲ علينا بقوم‬ ‫يموتون ألجل الحرية‪ ,‬و كأني بھم يھتفون "لست‬ ‫وحدك‪ ...‬لست وحدك"‪ ,‬وإذ بي أعرف أننا "نحن"‬ ‫كثيرون‪ ...‬كثيرون جدا‪ .‬نحن نملئ الشوارع‪ ,‬نملئ‬ ‫صمت الدنيا بھتافنا‪ .‬وھم السابقون‪ ...‬وھم جواھر‬ ‫ھذا الزمان‪ ,‬ھم فرسان ھذا العصر‪ ,‬ھم على‬ ‫الصراط‪ ...‬الصراط الذي تدعو ﷲ كل صالة أن يجعلك‬ ‫من أھله‪.‬‬ ‫إذا اسعدك العمر بلقيا ھؤالء‪ ...‬فصاحبھم في الدنيا‪,‬‬ ‫ألنھم على الدرب‪ ...‬ھم من يملك ھذا الكنز‬ ‫المفقود‪ :‬اإليمان‪ ...‬اليقين‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫رياضي رائع‪ ,‬ولكن وحده العداء الجيد ھو الذي‬

‫في األخير ينصح الكاتب كل شخص بالقول أنه يتعين‬

‫يتمكن من الفوز بالسباق‪ ,‬الحذاء يساعده‪ .‬في‬

‫عليك أن تشتري لنفسك نمر و تسميه “أمبو” من‬

‫األخير الفائز ھو العداء وليس حذاء نايك‬

‫‪Ambition‬‬

‫و عليه فإن أي فكرة تستمد قوتھا من التنفيذ‬

‫طموح‪ ,‬و أن تربط أمبو بكعبك أينما ذھبت‪ .‬و تغذيه و‬

‫باألساس‪.‬‬

‫تعمل على رعايته ألنه الوحيد القادر على حمايتك و‬

‫‪ .2‬فكرة الملكية‬

‫الوحيد القادر على إنماء ثرواتك و قدراتك!‬

‫اإلنسان وحده من دون المخلوقات أميل لالمتالك‪.‬‬ ‫الحيوانات تدافع عن مسكنھا‪ ,‬عن كھوفھا‪ ,‬عن‬ ‫عشھا‪ ...‬و كفى‪ .‬وحده االنسان يحب امتالك المنزل‬ ‫و األرض و الجبل و البحيرة‪ ...‬و أحيانا كثيرة ما في‬ ‫باطن األرض أيضا‪ .‬على أن المالك الحقيقي ھو‬ ‫"المنتفع"‪ .‬يقول مثال‪ :‬أنا أملك فيال كبيرة كمصيف‪,‬‬ ‫ولكن المالك الحقيقي لھا ھو من له حق االنتفاع‪:‬‬

‫الطريق الضيق‬ ‫عرض أحمد عبد الحميد‬ ‫قرأت مؤخرا أحد الكتب "الطريق الضيق" لفيلكس‬ ‫دينيس وھو شاعر و كاتب إنجليزي و أعجبني فيه‬ ‫عدة أفكار‪ .‬سآخذ منھم ثالثة في عجالة‪:‬‬ ‫‪ .1‬عن الفكرة الرائعة‬ ‫الفكرة الرائعة اسطورة وال قيمة لھا بدون‬ ‫التنفيذ‪ .‬تذكر دائما أن حذاء نايك الشھير ھو حذاء‬

‫‪Access‬‬ ‫ھو الجنايني الذي يرعاھا وليس أنا‪ .‬ألنه ينتفع بھا‬ ‫كل يوم‪ .‬و الخالصة ال تحلم كثيرا بالتملك‪ ,‬ببساطة‬ ‫ألنك فقط تحتاج "االنتفاع" وھو مؤقت‪.‬‬ ‫‪ .3‬عن الحظ‬ ‫الحظ ھو تقابل االستعداد و الفرصة‪ .‬أي أنه الشيء‬ ‫الذي يأتيك بسبب استعدادك اصال له‪ .‬ويقول أن‬ ‫الحظ يساعد فقط‪ ...‬لو لم تضيع وقتك بحثا عنه!‬

‫‪26‬‬


‫ال تبيع عقلك‬ ‫خواطيت أحمد عبد الحميد‬ ‫منذ بضعة أعوام كنت أحيا في جنوب سويسرا‬ ‫)لوجانو(‪ ,‬لم يكن لدي الكثير من األصدقاء‪ ,‬مصطفى‬ ‫صديقي الذي يسكن في الشمال )برن( على بعد ‪4‬‬ ‫ساعات بالقطار اتصل بي و أخبرني أنه يتعين علي‬ ‫أن آتي لزيارته ألن ھناك ضيف يريدني أن أقابله‪ .‬لم‬ ‫يذكر االسم‪ ,‬و لكني كنت أثق فيه‪ ,‬أخبرته أن لدي‬ ‫امتحان‪ ,‬فقال‪ :‬تعال ذاكر في الغرفة ھنا‪ ...‬وقد كان‪,‬‬ ‫حزمت األمتعة و ذھبت لقضاء الليلة لديه للقاء‬ ‫الضيف المجھول ولقاؤه شخصيا قبل الضيف! في‬ ‫صباح اليوم التالي ذھبنا لمدينة في جانب سويسرا‬ ‫الفرنسي الغربي‪ ...‬لنقابل دكتور زغلول النجار ‪.‬‬ ‫لم أكن أعرف الرجل كثيرا وقتھا‪ ,‬لم أكن وقتھا اسمع‬ ‫كثيرا له‪ ,‬ولكن لفت نظري استغالله لكل ثانية من‬ ‫وقته في القراءة و في تدبر ما حولنا من صخور في‬ ‫اليومين التاليين‪ .‬و سمعته ألول مرة يتحدث في‬ ‫السياسة‪ ...‬و الحاصل أني نسيت كل شيء متعلق‬ ‫به‪ ...‬إال شيء واحد ال أنساه أبدا‪ ,‬شيء واحد لفت‬

‫نظري في محاضرته لم أنساه‪ ,‬الدكتور لم يعرض‬ ‫كلمة واحدة عن "معجزات القرآن" إال وذكر في نفس‬ ‫الشريحة مرجع من المراجع العلمية‪ ,‬أو ورقة بحثية ‪,‬‬ ‫و مدون تاريخ البحث و في أي المؤتمرات كان‬ ‫نقاشھا‪ ,‬و ھل كانت مراجعة من قبل علماء آخرين‬ ‫أم ال؟‪ Peer reviewed‬و إن كان حققھا آخرون أم ال‪.‬‬ ‫الخالصة‪ ,‬لم أسمع من الرجل طوال الساعة إال ربع‬ ‫وقت محاضرته إال كالم علمي بحت‪ ,‬لم يكن فيه‪:‬‬ ‫قال لفيف من العلماء‪ ,‬أو اكتشف الناس أن حركة‬ ‫السبابة تنشط القلب‪ ,‬أو أن الصالة تزيد من حركة‬ ‫الدم‪ ,‬أو صالة الفجر تنقذك من السرطان‪ ,‬إلخ ‪.‬‬ ‫كل حرف نطق به كان محققا علميا بشكل واضح‪,‬‬ ‫بأسماء العلماء و روابط لمواقعھم الشخصية أو‬ ‫تاريخھم المھني العلمي ‪.‬‬ ‫جميل أن تحب عقيدتك‪ ,‬ولكن من التخلف أن تشارك‬ ‫أي شيء بدون تحقيقه‪ ,‬وليس السبب فقط أن‬ ‫عليك تحقيقه )التأكد من صحته( ألنك بذلك تعمل‬ ‫على تضييع العلم و األخبار المعجزة فعال في وسط‬ ‫كم التراھات التي تشاركھا ‪.‬‬ ‫من فضلك لو قرأت المرة القادمة شخصا يكتب مثل‪:‬‬ ‫"الصالة تشفي من السرطان" أو غيرھا من الجمل‬ ‫االعتراضية‪ ,‬اسأل صاحبھا مباشرة‪:‬‬ ‫من قال ذلك؟ في أي مؤتمر؟ من راجعه من‬‫األطباء؟ ھل نشر ھذا البحث؟ ومن ثم ضم المصدر‬ ‫العلمي للخبر‪.‬‬ ‫ثم لو صحت المعلومة‪ ,‬لماذا لدينا مسلمين يصلون‬‫مصابين بالسرطان؟ لماذا لم يؤخذ ھذا االكتشاف‬ ‫على محمل الجد من دول العالم؟‬ ‫ال تبيع عقلك بالساھل‪ .‬خلق ﷲ الرأس فوق القلب‬ ‫لتعقل أوال!‬

‫ﷲ موجود‬ ‫خواطيت أحمد عبد الحميد‬ ‫ابتالني ﷲ بشابين من األصدقاء‪ ,‬صاحباني السكن‬ ‫لعام أو أكثر قليال‪ ,‬كليھما تركي‪ ,‬و كليھما ارتد عن‬ ‫اإلسالم‪ .‬غير أن أحدھما كفر مطلقا بالوجود‬ ‫‪Atheist‬‬ ‫و اآلخر من "االأدرية"‬ ‫‪Agnostic‬‬ ‫و الفرق أن األول ينكر وجود الذات اإللھية نفسھا‪ ,‬و‬ ‫الثاني "غير مھتم" بمسألة الوجود من عدمه أصال‪,‬‬ ‫بخالف صاحبينا اآلخرين و أحدھما كان شيوعيا و‬ ‫اآلخر كاثوليكي متشدد‪ .‬وقد آثرت في أحد مشاھد‬ ‫حياتي السنيمائية أن يكون رفيق غرفتي الشيوعي‬ ‫ألنه ال يتحدث كثيرا!‬

‫‪27‬‬


‫كانت ھناك حفلة يومية للجدل الفكري بيننا‪ .‬لعام‬

‫األشجار‪ ,‬و تتكون أيضا بالصدفة‪ ,‬فعالم يدلل ذلك؟‬

‫بالضرورة شخص على خلق‪ ) .‬و األمثلة ھنا كثيرة!(‪.‬‬

‫على األقل كان يدور ما بيننا سجال ال ينقطع في كل‬

‫االستنتاج‪ :‬الطبيعة خالقة‪ ,‬كل شيء يمكن أن‬

‫و الدين المقصود ھنا ھو‪ :‬أي دين‪ ,‬وليس الدين‬

‫األمور السياسية و الدينية من حرب األناضول‬

‫يحدث‪ ,‬بما فيه رسم صورة المسيح على السماء أو‬

‫اإلسالمي فقط‪ .‬إذ كل األديان بطبيعتھا الفطرية تدعو‬

‫للحروب العالمية و انيھار الدولة العثمانية و الفتوحات‬

‫الصليب )كذلك يناطح المسيحيون أيضا فيما بينھم‪,‬‬

‫لعدد من األخالق السامية)الحرية‪ ,‬العدل‪ ,‬الكرامة‪,‬‬

‫اإلسالمية‪ ...‬و بالتأكيد شبھات األديان كلھا‪ ,‬بما‬

‫تماما كما يفعل المسلمين ( وعليه فال يمكن االرتكاز‬

‫الصدق‪ ( ... ,‬والحكم على أي دين أو فكر في الواقع‬

‫يحمل ذلك من تھجم على كل األصول و الثوابت‬

‫في أمور العقيدة على مثل تلك الصورة كسبب‬

‫ھو تصرفات حملة ھذا الفكر ومدى اتساقھم مع ما‬

‫الدينية‪ .‬و الحاصل أن أحد المواضيع الساخنة كان‬

‫لإليمان بوجود ﷲ‪ .‬وذلك ألن أصول ھذا الفعل متكررة‬

‫يدعون إليه‪.‬‬

‫دائما على أمر "الوجود" نفسه‪ .‬ھل ﷲ موجود؟‬

‫في كل العقائد )وليس فقط عند عقيدة المسلمين(‪.‬‬

‫)سؤال جانبي‪ :‬ھل ترى في نفسك ممثل للدين‬

‫وھو السؤال األساسي قبل بداية االعتقاد في ﷲ‬

‫وال يمكن أيضا الترويج لمثل ھذه الصور و الخوارق أو‬

‫الذي "تدين" به؟(‬

‫سبحانه و تعالى‪ .‬قد أكتب كتبا فيما دار بيننا‪ ,‬إلى‬

‫الصدف على أساس أنه جزء من "اإليمان" أو‬

‫و الخالصة‪:‬‬

‫أن انتھى بي الحال لدراسة الدين المقارن في‬

‫"اليقين" بوجود ﷲ عز وجل‪.‬‬

‫الدين يھذب أخالق صاحبه‪ ,‬اليقين بالوجود )وجود‬

‫الجامعة الكاثوليكية ببلجيكا بعدھا بعامين‪ .‬ولكن‬

‫‪ .2‬في شأن األخالق و الدين‬

‫ﷲ( عن تعقل و تدبر فريضة‪ ,‬أنت ال تحتاج لصورة في‬

‫ھناك عدة نقاط )في مسألة االعتقاد بالوجود و‬

‫األخالق شيء مفصول عن الدين‪ ,‬و الحديث "من‬

‫السماء‪ ,‬أو على سمكة‪ ...‬لتؤمن‪ .‬آيات ﷲ أعمق‬

‫األخالق و الدين( تغيرت بشكل جذري في رأسي‪,‬‬

‫ترضون دينه و خلقه فزوجوه" أبلغ دليل على فصل‬

‫من ذلك بكثير لقوم يفقھون‪.‬‬

‫أحب أن أشارككم إياھا في عجالة‪:‬‬

‫الدين عن األخالق في عقيدة المسلم‪ .‬ليس كل‬

‫من فضلك للمرة الثانية‪,‬‬

‫‪ .1‬في شأن الصور المأخوذة من الفضاء لمكة و أن‬

‫متدين ذي خلق أو العكس‪ .‬قد يكون على "غير دين"‬

‫لو شاھدت صورة عن خلق غريب‪ ,‬أو كلمة "محمد"‬

‫مكة أكثر إنارة مما حولھا‬

‫أصال و مع ذلك ھو صاحب خلق)ال يذكر اآلخرين في‬

‫في السماء‪ ,‬أو كلمة "ﷲ" في الماء‪ ,‬أو "صليب"‬

‫الصور التي كتب فيھا "ال إله إال ﷲ" في قلب سمكة‬

‫غيابھم‪ ,‬ال يسب‪ ,‬يحفظ األمانة‪ ,‬يحفظ العھد و الوعد‪,‬‬

‫على شجرة ‪ ...‬اعلم أن ھناك صور مماثلة عند أقوام‬

‫‪ ...‬أو على األشجار‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫ال ينافق(‪ ,‬في حين قد يكون المرء على دين و جبان‬

‫آخرين‪ .‬ھذا ليس سبب إسالمك و ال إيمانك‪ ,‬من‬

‫كنت أستعين أحيانا ‪-‬وقتھا‪ -‬بمثل ھذه الصور‪ ,‬فأجد‬

‫أو فيه من النفاق )يخلف الوعد‪ ,‬يكذب أحيانا‪ ,‬ينم و‬

‫عدمه‪.‬‬

‫المثل فيه صورة المسيح أو الصليب على أوراق‬

‫يستغفر‪ ...‬إلخ(‪ .‬قد يكون المرء كافرا وعلى خلق‪,‬‬

‫أنت ال تبحث عن وجود ﷲ في صورة تراھا بعينك‪,‬‬

‫الشجر‪ ,‬وفي السماء‪ ,‬و كذا صور مماثلة ألعضاء‬

‫وقد يكون متدينا ال خلق له‪.‬‬

‫ألنك لم ترى ﷲ عز وجل نفسه بعينك‪ ,‬ولكن سترى‬

‫جنسية موجودة بالصدفة على الصخور و في شكل‬

‫وعليه‪ ,‬فال يجوز أن تربط في عقلك أن كل متدين ھو‬

‫آياته‪ ...‬و آياته ليست صورة عينية واضحة كتب ﷲ‬

‫‪28‬‬


‫لك فيھا بخط عربي واضح "ﷲ موجود‪ ,‬ﷲ واحد‪ ,‬و‬

‫بباخرة‪ .‬و علمنا بعدھا أننا من الناجحين‪ ,‬ولم نكن‬

‫محمد رسوله" و إال فأين الترجمة؟! ولو كان األمر‬

‫لسنافر ألمانيا وإال أخطرونا بالھاتف‪ .‬و ذھبت أنا‬

‫كذلك لكن أولى بھا محمد صلى ﷲ عليه و سلم‬

‫وحمزة للقاھرة من االسكندرية لنأخذ مالنا‪ .‬فإذا بنا‬

‫في حياته‪ ,‬وإنما عليك قدر من البحث لتصل إليه‪.‬‬

‫نعرف أننا مسافرين إلى تونس‪ ,‬و أن رأفت وحده‬

‫البحث مبني على علم‪ ,‬ومن ثم تبني اليقين‪.‬‬

‫مسافر إلى "السعودية" التي لم تكن ضمن قائمة‬

‫خواطيت أحمد عبد الحميد‬ ‫"وفي األرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفال‬

‫االختيارات أصال‪.‬‬ ‫رأفت صمم على السفر أللمانيا وقد كان له ما أراد‬

‫تبصرون" )الذاريات ‪(21-20‬‬

‫في عام ‪ 2004‬و أنا ربما ابن ‪ 21‬ربيعا‪ ,‬تم ترشيحي‬

‫عن طريق منظمة أمريكية للطلبة المھندسين‪ ,‬و‬

‫سنريھم آياتنا في اآلفاق وفى أنفسھم حتى يتبين‬

‫مع ‪ 2‬من األصدقاء )حمزة و رأفت( ضمن أفضل ‪40‬‬

‫صممت أنا و حمزة على السفر للسعودية و اتفقنا‬

‫لھم انه الحق أو لم يكف بربك انه على كل شيء‬

‫طالب بجامعة االسكندرية‪ .‬األفضلية كانت ل ‪20‬‬

‫أن نأخذ المال من "أسفار الشباب" و نسافر‬

‫شھيد‪ ) .‬فصلت‪(53 :‬‬

‫طالب مثالي على مستوى كل كلية‪ ,‬ثم ‪ 20‬طالب‬

‫للسعودية بأي شكل‪ .‬ولما اكتشفنا أن صديقنا وحده‬

‫من أوائل األنشطة بعد تصفيات بينھم‪ .‬الجائزة كانت‬

‫مذكور بجانبه دولة السعودية‪ ,‬طلبنا تغيير الدولة‪ .‬لم‬

‫سترى ھذه اآليات بالعلم‪ ,‬وليس بعينك‪ .‬ﷲ جل‬

‫التواجد بين ‪ 1500‬شابا على مستوى مصر يحق‬

‫ال؟‬

‫وعلى يُعرف و يُعبد بالعلم‪.‬‬

‫لھم التقدم ل"أسفار الشباب" و السفر على حساب‬

‫وبعد جدال مع المدير بأننا نريد استبدال تونس‬

‫الدولة المضيفة‪ .‬بالطبع فقط محافظتنا ‪-‬كما بدا لنا‪-‬‬

‫بالسعودية‪ ,‬ورفضه ألن المجموع المؤھل للسعودية‬

‫التي التزمت بالقواعد‪ ,‬بينما البقية من شباب "جيل‬

‫أكبر‪ ...‬بينما نحتج نحن بأن مجموعنا أكبر من صديقنا‬

‫المستقبل" )جمال مبارِك(‪ .‬المھم سافرنا للتصفيات‬

‫المتأھل لنفس الدولة‪ .‬وبعد شرب الشاي‪ ...‬و جدال‬

‫في القاھرة‪ ,‬وكتبنا أمنياتنا بأن نسافر إلى "ألمانيا"‪,‬‬

‫لساعة ربما‪ ...‬تم ضم أسمائنا للسفر للسعودية بعد‬

‫و دفعنا مقدم تأمين السفر‪.‬‬

‫أن قال المدير بنفسه "أنتم شباب جدعان‪...‬‬

‫استقيموا يرحمكم ﷲ‪.‬‬

‫حتسافروا معايا"‪.‬‬ ‫كان والدي يعرف أني أتوق لزيار ة مكة و الرسول‪,‬‬ ‫فنصحني بسحب المال على كل حال و يكمله و‬

‫بعد بضعة أشھر سنعرف أن السعودية رفعت من‬

‫أذھب مع أصدقائي للسعودية كما تمنيت ولو‬

‫على القائمة ألن الفائزين بھا سينزلون ضيوفا على‬

‫‪29‬‬


‫أحد األمراء‪ ,‬و العدد جد محدود عشرة طالب‪ .‬و في‬

‫بعده‪ ,‬أجد أن مربط الفرس كان في "إخالص النية"‬

‫الغالب "تظبيط" من بدري‪.‬‬

‫في "لحظة صدق"‪ .‬كنا قد أخلصنا النية أن نسافر‬ ‫لمكة‪ ...‬مھما يكن‪ ,‬ولو زحفا‪ .‬كان ھناك "يقين" بأننا‬

‫وقد كان‪ ,‬سافرنا السعودية ألول عمرة‪ ,‬ودخلنا من‬

‫نفعلھا على صغر سننا أيامھا ومھما كانت العقبات‪...‬‬

‫قاعة كبار الزوار‪ ,‬وفتح لكل شاب منا شباك ليمر‬

‫وبعد أن تم ﷲ نعمته علينا و دخلناھا منعمين‬

‫بدون وقوف‪ ,‬و استقبلنا ممثل من السفارة و بعض‬

‫أصبحت أذكر دائما قول أبو يوسف كلما اشتد بأس‬

‫صحفيين‪ ,‬وكذا في جميع تنقالتنا‪ .‬و ربما لم نترك‬

‫الدنيا علي‪" :‬أعلم من ﷲ ماال تعلمون" و أرددھا في‬

‫قصرا إلى و دخلناه‪ ,‬وال ناديا ملكيا إال و مررنا عليه‪,‬‬

‫نفسي‪" ...‬أعلم من ﷲ ماال تعلمون"‪.‬‬

‫وال جريدة إال وظھرنا على صفحاتھا‪ ...‬حتى نزلنا‬

‫العقول و األفكار‬ ‫دينا سعيد‬

‫"العقول الصغيرة تناقش المواقف والعقول المتوسطة‬

‫أسفل الحرم ورأينا البنية التحتية له‪ .‬و أمضينا ‪10‬‬

‫ھو ھذا اليقين بأن ﷲ ال يضيعك ما دمت تسير إليه‪,‬‬

‫تناقش األشخاص والعقول الكبيرة‬

‫أيام في السعودية نعامل كما األمراء و نتنقل بطيران‬

‫ھو شيء وقر في القلب‪ ...‬أحيانا أبكي بعده‪ ,‬ولكن‬

‫تناقش األفكار"‬

‫داخلي ما بين المدن األربعة التي زرناھا‪ ,‬وتم تدليلنا‬

‫في األخير أذكر نفس اآلية‪ ...‬ألنه حتى ولو تغيرت‬

‫نقضى الكثير من أوقاتنا نناقش قبلة البرادعى‬

‫أيما تدليل‪ ,‬حتى كان الواحد منا يستحي أن يمد يده‬

‫أنا‪ ...‬فإن ربي لم يتغير‪.‬‬

‫وسالم المرشد وخرطوش أبى حامد وأذان أبى‬

‫لطبق الخبز على الطاولة‪ ...‬من كثرة تدليل الخدم‬ ‫لنا‪ .‬وحتى كانت زيارة مكة األولى في أجمل فنادقھا‬

‫إسماعيل وفستان بسمة وسجائر غادة ونستخلص‬ ‫ربنا كريم‪.‬‬

‫من ھذه المواقف أحكامًا على األشخاص ومن ثم‬

‫بمضمار خيل و حمام سباحة‪ ...‬و كريم كرامل‬

‫أحكامًا على أفكارھم وما يدعون إليه‬

‫)الكثير منه(‪ ,‬و شربة بسك‪ ,‬و عصارة كابوريا‪ ...‬و‬

‫ھذا فى الوقت الذى يضج فيه وطننا بالفقر ونحتاج‬

‫أشياء لم أرى مثلھا إلى اليوم ‪ .‬لم تكن الملذات جل‬

‫فيه لكل مجھود للتخلص من حكم العسكر ومؤامرات‬

‫ما نحلم به‪ ,‬ولكنھا بدت كھدية جميلة من ﷲ لنا‪...‬‬

‫الفلول‪..‬ھذا فى الوقت الذى لم نعرف فيه بعد‬

‫أنا و صديقي حمزة‪.‬‬

‫المسئول عن مذبحة بورسعيد وال محمد محمود وال‬

‫ستمضي األعوام‪ ,‬وسيقيم رأفت في مكة‪ ,‬و أقيم أنا‬

‫مجلس الوزراء وال موقعة الجمل‪..‬حتى كنيسة‬

‫كذلك في ألمانيا‪...‬‬

‫القديسين التى تم تفجيرھا فى مطلع العام‬

‫حين أتذكر كيف سار األمر كله و أشياء أخرى من‬

‫الماضى لم نعرف إلى اآلن من مفجرھا وبالتالى لم‬

‫‪30‬‬


‫نحاسبه‬

‫موقف ألحد أفراد عائلتك وأنك قد تضر الفكرة التى‬

‫عائلة منصور الحفني لم ترضى بسھولة ألن ثمن‬

‫طاقات مھدرة ووقت ضائع فى اللت والعجن‪..‬اختلف‬

‫تدعو إليھا إذا لم تلتزم بتقاليد وآداب المجتمع ‪..‬ال‬

‫الطن كان أصال ب ‪ 2‬أو ‪ 3‬مليون‪ ...‬حتى إن واحد‬

‫معى كيفيما تشاء ولكن ھناك شىء اسمه فقه‬

‫أريد منك أن تكون منافقًا ولكن أريد منك أن تشعر‬

‫منھم قال نرميه في البحر أحسن‪ .‬و الحاصل إن‬

‫األولويات‪..‬ما أعرفه أن الرسول )صلى ﷲ عليه‬

‫أنك قد أصبحت بمثابة القدوة وأن ﷲ قد رفعك فى‬

‫"الكبير" وافق على مليون‪ ...‬ليه؟‬

‫ً‬ ‫رجال ليخبره أنه أصاب من امراة‬ ‫وسلم( عندما جاءه‬

‫مكانة عالية بدعوتك للحق فال تسقط من مكانتك‬

‫الكبير قال‪ :‬إن كلھا سنة وال اتنين و أرضھم تبور‬

‫قبلة فنزلت " أقم الصالة طرفي النھار وزلفا من الليل‬

‫بتصرفات غير مسئولة وإذا حدث وأخطأت )كما يخطأ‬

‫ألنھم بياخدوا مننا بسعر أقل و أرخص من زرعھم‪ .‬و‬

‫إن الحسنات يذھبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين "‬

‫أى إنسان( فعليك االعتذار ً‬ ‫بدال من المكابرة والعناد‬

‫ساعتھانعمل اللي احنا عايزينه‪ .‬وقد كان‪.‬‬

‫فقال الرجل "ألي ھذه يا رسول ﷲ؟" قال "لمن‬

‫حتى ال تسن سنة خلق سيىء فى المجتمع‬

‫عمل بھا من أمتي" ‪..‬وانتھى األمر عند ذلك‪..‬‬

‫ً‬ ‫باطال‬ ‫"اللھم أرنا الحق حقًا وارزقنا أتباع وارنا الباطل‬

‫و بالمثل‪ ,‬في حرب ‪ 73‬كنا بناخد سالح من روسيا‬

‫ھذه ليست دعوة للمعاصى بالطبع ولكنھا دعوة أن‬

‫وارزقنا اجتنابه"‬

‫بشكل رئيسي و بنصنع معدات عسكرية على قدنا‪,‬‬

‫نختار معاركنا ونركز جھودنا فيما ھو أولى‪...‬معصية‬

‫و كان الجيش المصري مليون و ‪ 200‬ألف و أكبر من‬

‫ً‬ ‫دليال على فساده المطلق وال‬ ‫أحد األشخاص ليست‬

‫الجيش البريطاني و الفرنسي‪ ,‬في الوقت اللي‬

‫دليل على فساد أفكاره بالكلية‪...‬‬

‫تعداد المصريين فيه كان تقريبا ‪ 30‬مليون و تعداد‬

‫وحتى لو تبين أن فالن الذى يدعو للحق منافق أو‬

‫سكان فلسطين المحتلة )إسرائيل( ‪ 3‬مليون‪.‬‬

‫كاذب فھذا ال يجعلنا نترك الحق فقد كان ھناك‬ ‫في حرب ‪ :73‬في‪ 400‬ألف عسكري اشتركوا بشكل‬

‫منافقون فى عھد رسول ﷲ )ص( فما أثنى ذلك‬ ‫المسلمون عن االستمرار فى طريق الحق ألن بينھم‬ ‫منافقون‪...‬الحق أحق أن يُتبع ولو كان الداعى إليه‬ ‫كافرًا أو صھيونيًا أو شاذ جنسيًا‪.‬‬ ‫أما أنت عزيزى الذى اخترت أن تكون مدافعًا عن‬ ‫الحق وداعيًا إليه‪...‬فأرجوك أن تفھم أن اإلعالم‬ ‫والتعليم قد أثروا على عقول كثير من المصريين وأن‬ ‫معظمھم سيقيموك بناء على موقف لك أو حتى‬

‫رئيسي في الحرب‪ ,‬منھم ‪ 200‬ألف عبروا القناة و‬ ‫الجزيرة‬ ‫خواطيت أحمد عبد الحميد‬ ‫لما زار كامل بيه النجار )عضو مجلس الشعب( الكبير‬ ‫)محمود يس( بعد ‪ 4‬سنين من غير انتخابات‪ ,‬كان‬

‫زيھم في النسق التاني‪ .‬ولوال تدخل السادات بتقدم‬ ‫النسق الثاني لما انكشفت دفاعتنا و حدثت الثغرة‪.‬‬ ‫وبقية ال ‪ 800‬ألف عسكري يؤمنون المواقع الحيوية‬ ‫في مصر‪.‬‬

‫عايز ياخد طن األفيون بمليون بدل مليون و نص‪ .‬أھل‬ ‫و الحاصل في كامب دافيد‪ ,‬إننا طردنا الروس‪ ,‬و‬

‫‪31‬‬


‫اترمينا في حضن أمريكا مقابل ‪ 1.3‬مليار دوالر‬

‫المصريين بدل المعونة اللي جاية من الخارج بضحك‬

‫حاجة أخيرة‪ ,‬امتى نبتدي نقلل األفيون؟‬

‫للمساعدات العسكرية و ‪ 250‬مليون دوالر‬

‫برضه!! مش عشان فكرة استبدال مال أجنبي ب‬

‫راجعت مقال الشروق المنشور بتاريخ ‪ 24‬فبراير‬

‫للمساعدات االقتصادية ‪ +‬تخفيض تعداد الجيش‬

‫مال محلي )العملة األجنبية بتأثر في الناتج الكلي‬

‫‪ 2012‬عن المعونة وفيه‪ " :‬وحصلت مصر على معونة‬

‫ألقل من نص مليون) ‪ 540‬الف جندى منھم ‪ 322‬الف‬

‫للدخل القومي( و لكن عشان أصال المعونة كلھا‬

‫اقتصادية بقيمة ‪ 815‬مليون دوالر سنويا من الواليات‬

‫جندى عامل والباقي احتياط (‪.‬‬

‫عسكرية في المقام األول في الوقت اللي الجيش‬

‫المتحدة‪ ،‬منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد وحتى عام‬

‫ايه اللي حصل بقى في ال ‪ 40‬سنة اللي فاتت؟‬

‫مسيطر على ‪ %40‬من اقتصاد مصر‪ ,‬يعني بتطلب‬

‫‪ ،1998‬قبل أن يتم االتفاق على تخفيضھا تدريجيا‬

‫كنا بناخد األفيون‪ ,‬قصدي السالح )المعونة( من‬

‫من الشعب المھضوم حقه أصال في إنه يدفع للي‬

‫بنسبة ‪ %5‬سنويا‪ ،‬لتصل إلى ‪ 415‬مليون دوالر عام‬

‫أمريكا‪ ,‬تعداد مصر السكاني زاد ل ‪ 80‬مليون )تقريبا‬

‫ماسك البلد اقتصاديا‪ .‬بخالف إن الجزء المدني في‬

‫‪ ،2008‬ثم قامت إدارة بوش بتخفيضھا بأكثر من ‪%50‬‬

‫زدنا ‪ 3‬أضعاف( ‪ ...‬بس الجيش تعداده ثابت و أقل‬

‫المعونة ال ‪ 250‬مليون دوالر‪ ...‬ما يجوش الفلوس‬

‫فى موازنة عام ‪ ،2009‬لتصبح ‪ 200‬مليون دوالر‪،‬‬

‫بكتير من العدد الكافي لتأمين المواقع الحيوية من‬

‫اللي اخدتھا سوزان مبارك عشان تخرب تعليم مصر‬

‫باإلضافة للمعونة العسكرية البالغة نحو ‪ 1.3‬مليار‪".‬‬

‫‪ 40‬سنة‪ ..‬سنة ‪) 73‬نص العدد تقريبا(‪ ,‬في الوقت‬

‫)وماحدش حاكمھا‪ ...‬عادي( أو حتى الفلوس اللي‬

‫يعني ‪...‬الكبير بيقول كفاية كدة ‪(-:‬‬

‫اللي الصناعة العسكرية بقت في األلمونيوم و الحلل‬

‫اكلتھا –برضه سوزان‪ -‬من شركات البترول‪ ,‬أو‬

‫صحيح‪ ...‬الكبير مجرم و قتال قتلة و شغال في‬

‫وبيع أراضي الساحل و المكرونة‪ ,‬و الحرب اإللكترونية‬

‫الفلوس اللي مع مبارك و لوحدھا ‪ 70-30‬سنة‬

‫السالح و المخدرات‪ ...‬بس كبيرنا و بيعلم اخواتنا و‬

‫معناھا التجسس السلكيا على ليبيا‪ .‬صحيح ميزانية‬

‫معونة!‬

‫حامينا‪ .‬الكبير قال عن "منصور"‪ :‬العالم بيفتح المخ‪...‬‬

‫الجيش مش كلھا من أمريكا )سنة ‪ 2009‬كانت ‪6,5‬‬

‫لو راجعت حرب اكتوبر و مذكرات الشاذلي‪ ,‬حتالقي‬

‫أمال أنا علمته ليه ؟! علمته ليه ؟!!‬

‫مليار دوالر‪ ,‬منھا ‪ 1,3‬مليار من أمريكا(‪ ,‬بس احنا‬

‫إن أكبر مشكالت الحرب كانت "الكوادر"‪ ,‬الشاذلي‬

‫أنا عايز منصور وانت في كتفه‪ ...‬و األرض الواحدة‬

‫اتعودنا على األفيون‪ .‬و في نفس الوقت اللي‬

‫ابتدع في نظم التعليم‪ ,‬وكان عايز يجند البنات‪...‬‬

‫تبقى أرضين!‬

‫إسرائيل زاد سكانھا ل تقريبا ‪ 8‬مليون )تقريبا برضه ‪3‬‬

‫واستخدمھم فعال في أعمال إدارية بعيد عن خط‬

‫أضعاف(‪ ,‬و خطت ال ‪ 10‬سنين نكسة اقتصادية‬

‫المواجھة‪ ,‬عملية الحشد نفسھا أخدت ‪ 3‬سنين‬

‫بسبب الحرب و بقت "المعجزة االقتصادية الناشئة"‪.‬‬

‫لتجھيز الجيش "عدديا“ لمجرد فكرة العبور و االرتكاز‪,‬‬

‫لما المشير بيقول‪ :‬سينا ‪ ... %100‬بضحك‪ .‬ببساطة‬

‫لدرجة إن المصريين كانوا بيسافروا روسيا يتعلموا‬

‫استقيموا يرحمكم ﷲ و يرحم موتاكم!‬

‫ألن تعداد الجيش دلوقتي ثلث اللي كنا عليه من ‪40‬‬

‫الطيران بجوازات سفر ليبي! بمعنى تاني لو قامت‬

‫)في آخر الفيلم الكبير بيموت‪ ,‬و منصور بينفد بجلده‬

‫سنة‪ .‬لما بيتقال إن الشيخ حسان بيجمع مال من‬

‫حرب النھاردة‪ ...‬مصر عريانة‪ ...‬ملط كمان!‬

‫بالعافية!(‬

‫استقرار بسرعة == رئيس مدني منتخب‪ ,‬بسرعة‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫كإسرائيل ‪ ,‬ولكن المالحظ ان الجيش ھو‬ ‫بمثابه الصقل وتنميه المواھب والتأھيل للحياه‬ ‫العمليه‬

‫اعرف عدوك‬ ‫أحمد عبد الصمد‬ ‫أمنون بارليف )‪(Amnon Bar-Lev‬‬ ‫ھو رئيس واحدة من أكبر الشركات اإلسرائيلية‬ ‫فى أمن المعلومات تدعى )‪(CheckPoint‬‬ ‫باالطالع على سيرته الذاتيه‬ ‫‪/corporate/http://www.checkpoint.com‬‬ ‫‪amnon_bar-lev.html‬‬ ‫لفت نظرى سيناريو متكرر فى معظم‬ ‫الشخصيات اإلسرائيليه العاملة فى مجال‬ ‫التكنولوجيا عموما وأمن المعلومات خصوصا‬ ‫)مع المعلوم ان إسرائيل تحتل مركز متقدم‬ ‫جدا فى صناعات أمن المعلومات(‬ ‫وھو ان بدايه معظم العاملين تكون فى‬ ‫الجيش ‪ ,‬وھو سلوك ليس بغريب فى بلد‬

‫إيه الفكرة ؟‬ ‫الفكرة إن الجيش المصرى منذ ‪ 60‬سنة وھو‬ ‫يقوم بدور ليس دوره ويترك دور من أھم ادوارة‬ ‫االساسيه والفاعله والماسه للمجتمع‬ ‫الجيش ليس له ان يتدخل فى السياسه بأى‬ ‫حال من االحوال ‪ ,‬ھذا خارج نطاق مھام‬ ‫الجيش‬ ‫الجيش ھو أحد أسس النھضه العلميه فى كل‬ ‫بالد العالم ‪ ,‬ومعقل وقلعه من قالع االبحات‬ ‫العلميه فى كل دول العالم المتقدمه‬ ‫الجيش والجامعه ھما قالع البحث العلمى فى‬ ‫اى بلد فى العالم‬ ‫كلنا يعرف مثال ان االنترنت بدأ كمشروع فى‬ ‫وزاره الدفاع االمريكيه‬ ‫وتكنولوجيا التليفون المحمول ‪CDMA‬‬ ‫بدأت ايضا فى الجيش االمريكى كمشروع‬ ‫لحمايه إتصاالت الجيش االمريكى وإخفائھا‬ ‫يصيبنى الحزن الشديد عندما يلتحق اصدقائى‬ ‫المھندسون بالجيش ويكون اقصى إستخدام‬ ‫لمھاراتھم ھو إستخدام برامج الورد واالكسيل‬ ‫الجيش المصرى البد ان يقود النھضه العلميه‬ ‫فى مصر يدا بيد مع الجامعات من اجل تطور‬ ‫علمي عسكري ومن اجل جيش وطنى قوى‬ ‫كما نتمناه جميعا‬

‫ورقة اليانصيب‬ ‫خواطيت أحمد عبد الحميد‬ ‫كنت أحب أن أكتب عن زويل‪ ,‬ولكن ربما "إيتو" أولى‬ ‫اآلن!‬ ‫أحيانا كثيرة كنت أقارن ما بين "إيتو" و "روني"‪ .‬األول‬ ‫ترعرع في براري الكاميرون‪ ,‬حافيا يجري‪ ,‬حافيا‬ ‫يلعب‪ ,‬حافيا ينمو‪ ...‬فإذا به يثبت أن لديه موھبة‬ ‫ويخرج من قلب األدغال من ماليين مثله و ينتھي‬ ‫الحال به إلى برشلونة‪ ,‬ربما قمة الكرة في زماننا‪.‬‬ ‫وربما مثله "ميسي" الذي ولد باألرجنتين بمرض‬ ‫عضال في ھرمونات نموه إلى أن تبناه برشلونة عام‬ ‫‪ 2000‬لينضم للفريق و يعالج على نفقته!‬ ‫في المقابل روني ولد مدلال‪ ,‬ولد ليكون العب كرة‪,‬‬ ‫ربما لم يعرف أبدا معنى أن تلھو حافيا‪ ,‬أن تنام تحلم‬ ‫بأن ترتدي حذاء‪ ...‬ال أن تكون ضمن نخبة الكرة في‬ ‫العالم‪ ,‬ألن طريقه مرسوم منذ مولده‪ .‬وال أظنه أبدا‬ ‫نام خائفا من مرضه المزمن ك "ميسي" وفي األخير‬ ‫ھو أيضا في النخبة "الكروية"‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫حين أقارن بين الشابين )إيتو وروني(‪ ,‬أقارن من أين‬

‫الزمان فما ينطقن أال لو انقلبت المناقشة ألى شىء‬

‫بدئا‪ ...‬وإلى أين انتھى كل منھما‪ .‬أحب أن أعرف‬

‫تافه ‪...‬ولكن إذا رحل الرجال عن المجلس وجدتھن‬

‫"المسافة" التي سارھا كل منھم على طريق‬

‫يتكلمن فى كل القضايا بوعى شديد فإذا سألتھن‬

‫حلمه‪ .‬وحين أنظر ل "إيتو" يلعب الكرة‪ ...‬أعرف أن‬

‫لماذا لم تقلن ھذه اآلراء أمام الرجال يقلن لك‬

‫فيه آالف األرواح تسري بين جنبيه‪ ,‬أعشق نظرة‬

‫الراجل يا حبيبتى مش بيحب الست التى بتناقش "‬

‫التحدي في عينيه و في جسده النحيل‪ ,‬ولو انتھى‬

‫وتقعد تاخد وتدى معاه فى الكالم فھذه تشعره أنھا‬

‫به الحال لنادي روسي‪.‬‬

‫أذكى منه أو أكثر وعيًا وثقافة منه‪...‬ممكن يتكلم‬ ‫ويتناقش معھا بس مش ممكن يحبھا ويتزوجھا‬

‫لن تصل أبدا ألحالمك بورقة يانصيب‪ ,‬أو بأن تتمنى‬

‫‪..‬خلى النقاشات دى بينا وبين بعضينا لكن أمامھم‬

‫أن تولد "روني" من جديد‪ ,‬أو تستيقظ فتجد نفسك‬

‫البد أن نتصنع الغباء حتى يشعروا بتفوقھم علينا‬

‫في أحسن جامعات العالم‪ ,‬أو أعرق شركاتھا‪ ,‬و أن‬

‫"وأنھم ھم اللى ينورنا ويفھمونا‬

‫تكون أغنى أغنياء الدنيا‪ ,‬و أعلم أھل األرض‪ ,‬أو سائر‬ ‫ما في الدنيا من مطالب‪ .‬لكل شيء "طريق" البد أن‬

‫شعرت باألسف الشديد أن تضطر بعض النساء فى‬

‫تسير فيه‪ ,‬ولكل عمل "درجات" البد أن تصعد عليھا‪,‬‬

‫ثقافتنا أن تمارس النفاق فى الوقت الذى صاحت فيه‬

‫ونجاح المرء ال يقاس بأين وصل و كفى‪ ,‬و إنما أيضا‬

‫سيدة فى أوائل اإلسالم أثناء الخطبة معترضة على‬

‫يقاس بالظروف التي تغلب عليھا ليصل‪ ,‬بنقطة‬

‫سيدنا )عمرو بن الخطاب( فقال أصابت المرأة وأخطأ‬

‫البدء‪.‬‬

‫عمرو ‪...‬كيف تدھور حالنا ليصبح كذا؟ ھل المشكلة‬

‫ال يھم متى تبدأ‪ ,‬ال يھم من أين تبدأ‪ ...‬ال يھم أن‬

‫مراتي مدير عام‬ ‫دينا سعيد‬

‫ثقة بعض الرجال بأنفسھم تجعلھم يرون رجولتھم‬

‫تصل‪ ,‬المھم أن تبدأ‪ ,‬البدأ وحده "نجاح"‪.‬‬

‫يلتزمن الصمت الشديد أمام الرجال عند مناقشة أى‬

‫فى ارتباطھم بمن أقل منھم فكريًا وثقافيًا )حتى لو‬

‫قضية سياسية أو اجتماعية أو دينية‪..‬حتى تظن‬

‫بتمثل( ‪..‬ما زال الكثيرون ينظرون للمرأة أنھا البد أن‬

‫أنھم يعشن فى كوكب غير الكوكب وزمان غير‬

‫تكون فى مرتبة أقل من زوجھا حتى ال يحدث أى‬

‫فى التعليم أم فى التربية؟ اعتقد أن ھناك خلل فى‬

‫نوع من العقد عنده‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫القضايا التى كانت تعالجھا األفالم المصرية القديمة‬ ‫مثل "مراتى مدير عام" ما زالت موجودة لألسف فى‬ ‫ثقافتنا وإن غلفھا أحيانًا إطار دينى حتى ال يظھر‬ ‫الرجل بالرجعية والتخلف ‪..‬فمن األفضل له أن يظھر‬ ‫وكأنه يمارس السنة فيمنع االختالط تارة ويفرض‬ ‫النقاب تارة آخرى‪...‬ال أقول أن كل من يقول أن‬

‫التحرش الجنسي ‪ :‬ھو ُمضايقة‪ ،‬تحرش أو فعل غير‬ ‫مرحب به من النوع الجنسي‪ .‬يتضمن مجموعة من‬ ‫األفعال من االنتھاكات البسيطة إلى المضايقات‬ ‫الجادة التي من الممكن أن تتضمن التلفظ بتلميحات‬ ‫جنسية أو إباحية‪ ،‬وصوال إلى النشاطات الجنسية‪،‬‬ ‫ويعتبر التحرش الجنسي فعال مشينآ بكل المقاييس‪.‬‬

‫االختالط حرام والنقاب فرض ھكذا فھناك من ھو‬ ‫مقتنع بھم من الناحية الدينية وھوالء ليس عندى‬ ‫خالف معھم ولكن خالفى مع ھوالء الذين يأخذون‬ ‫بھذه الفتاوى ألغراض فى أنفسھم وحتى يمارسوا‬ ‫عقدھم على نسائھم‬

‫التحرش الجنسي‬ ‫أحمد عبد الصمد‬

‫التحرش الحنسى فى مصر فى نقاط‬ ‫‪ -1‬نسبة الرجال الذين اعترفوا بارتكابھم التحرش‬ ‫الجنسي ‪. %62‬‬ ‫‪ -2‬نسبة النساء اللواتي قلن إنھن تعرضن لھذه‬ ‫الممارسات ‪ %83‬نصفھن قلن إن ذلك يحدث يوميا‪.‬‬ ‫‪ -3‬معظم النساء اللواتي ذكرن أنھن تعرضن‬ ‫للتحرش قلن إنھن كن يرتدين مالبس محافظة‪ ،‬وإن‬ ‫غالبيتھن ترتدين الزي اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪ -4‬نسبة النساء اللواتي قمن بالتبليغ عن محنتھن‬ ‫للشرطة عن ‪ ،%2.4‬وذلك ألنھن ال يرون جدوى‬ ‫في ذلك‪ ،‬أو يخشين من ايذاء سمعتھن‬ ‫‪ -5‬وألقى ‪ %53‬من الرجال باللوم على المرأة ألنھا‬ ‫تستدعي ھذا السلوك‪ ،‬فھي تستمتع به ‪ ،‬أو ترتدي‬ ‫مالبس غير محتشمة‪ .‬وتوافق بعض النساء الرجال‬ ‫في ھذا الرأي‪.‬‬

‫مصادر ‪:‬‬ ‫‪/www.egyptianinitiatives.com//:http‬‬ ‫‪stopsexualharassment.html‬‬ ‫‪/http://news.bbc.co.uk/hi‬‬ ‫‪/arabic/middle_east_news‬‬ ‫‪newsid_7512000/7512184.stm‬‬ ‫‪www.almasry-//:http‬‬ ‫‪article2.aspx?ArticleID=116/alyoum.com‬‬

‫‪822‬‬ ‫‪//:http‬‬ ‫‪insidethemiddleeast.blogs.cnn.com/2010/1‬‬ ‫‪egypt--why-is-sexual-harassment-in/1/01‬‬ ‫‪/so-rampant‬‬ ‫‪/2010/http://arabic.cnn.com‬‬ ‫‪/entertainment/12/18‬‬ ‫‪harassmap.egypt/index.html‬‬ ‫‪/http://harassmap.org‬‬ ‫‪/debat/http://www.ahewar.org‬‬ ‫‪show.art.asp?aid=156254‬‬ ‫‪a-look-/43200/http://bikyamasr.com‬‬ ‫‪/inside-sexual-harassment-in-egypt‬‬

‫‪35‬‬


‫معظم األحداث التي أدت إلى الثورة و تنحي مبارك‪.‬‬ ‫وتتبع وسائل االعالم االجتماعية واالنترنت وكيف‬ ‫غيرت بالتدريج رؤية المصريين مما أدى إلى‬ ‫احتجاجات واسعة في جميع أنحاء البالد‪.‬‬ ‫أكثر شيء اعجبني في الكتاب ھو أن وائل حاول أال‬ ‫يصدر أحكامًا على األحداث التى لم يكن جزءا منه‪.‬‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬أشار إلى ثالثة أسباب محتملة‬ ‫للھجمات على مكاتب الشرطة خالل االحتجاجات‪،‬‬ ‫وقال إنه حتى اليوم ال نعرف على وجه اليقين أين‬ ‫ھو الحقيقة‪ .‬كما أنى لمست أيضا الصدق في‬ ‫الكتاب وال استطيع أن أجزم بعدم صحة أى واقعة أنا‬ ‫على علم بھا‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫ثورة ‪2.0‬‬ ‫عرض دينا سعيد‬ ‫في ھذا الكتاب‪ ،‬وائل غنيم يتحدث عن مشاركته‬ ‫في الحياة السياسية المصرية حتى تنحى مبارك‬ ‫في فبراير ‪ .2011 ،11‬ويقدم الكتاب خلفية جيدة عن‬

‫الكتاب فى مجمله سھل القراءة وشيق وخاصة وأن‬ ‫وائل قد اقتطع مقاطع كثيرة من صفحة )كلنا خالد‬ ‫سعيد( منذ يدايتھا وبين عدد المتفاعلين مع كل مقطع‬ ‫كما أنه أورد بعض التعليقات والمقاالت التى أثرت فى‬ ‫الثورة مثل مقالة المخرج عمرو سالمة والتى وثق فيھا‬ ‫لواقعة ضربه من األمن المركزى والتى انتشرت انتشارًا‬ ‫واسعًا على الفيس بوك وكان حافزًا أن ينزل المزيد من‬ ‫الناس للمظاھرات‪.‬‬

‫المشھد حدث أثناء المظاھرات وربما كان من األفضل‬ ‫مجرد وضع صورة لھذا المشھد‪.‬‬ ‫أما مالحظتي الثانية أن الكتاب يفتقر إلى إحصاءات عن‬ ‫الحياة السياسية واالجتماعية خالل عصر مبارك‪.‬‬ ‫وأعتقد أنه كان سيكون داعما جدا ذكر احصاءات‬ ‫التعذيب و االعتقالت ألسباب سياسية‪ ،‬و ذكر معدل‬ ‫البطالة‪ ،‬ونسبة األميين والفقر‪ .‬أيضا‪ ،‬أعتقد أنه كان من‬ ‫الجدير ذكر أمثلة لتوضيح لماذا يشعر المصريون بالظلم‬ ‫مثل غرق عبارة السالم والتي تسببت في فقد ‪1400‬‬ ‫مصرى لحياتھم ولكن الحكومة سھلت لمالك السفينة‬ ‫الھروب بسبب عالقته بنظام مبارك ومثل حريق قطار‬ ‫الصعيد وغيرھا من المآسى التى لم يكن تفاعل‬ ‫الحكومة معھا على مستوى الحدث وضاع دم الضحايا‬ ‫بسبب عدم الرغبة فى حساب المسئولين الحقيقيين‬ ‫وراء ھذه الكوراث‪ .‬اعتقد أن استخدام إحصاءات وأمثلة‬ ‫مثل ھذه ربما أظھرت للعالم لماذا ضحى الكثيرون‬ ‫بحياتھم إلنھاء نظام مبارك‪.‬‬ ‫فى النھاية اعتقد أن ھذا الكتاب ذو أھمية خاصة ألنه‬ ‫أول توثيق حى لدور الشبكات االجتماعية واالنترنت فى‬ ‫ثورات الربيع العربى‪...‬كما أنه يبرز الكثير مما وراء‬ ‫األحداث وتفاعل األمن ورجال النظام مع االحتجاجات‬ ‫وكيفية تفاعلھم معھا‪.‬‬

‫واحدة من مالحظاتي حول الكتاب ھو أن وائل ذكر في‬ ‫الكتاب أنه يستخدم كثيرًا الصور ومقاطع الفيديو على‬ ‫صفحة الفيس بوك )كلنا خالد سعيد( وأنه يرى أن‬ ‫الصورة تُوزن ب‪ 1000‬كلمة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن كتابه لم‬ ‫يتضمن أي صور‪ .‬وكتب في بعض االحيان فقرتين لوصف‬

‫‪36‬‬


‫عفوا لقد اخترت القدوة الخطأ!‬ ‫لو سألت أي طالب رياضيات ما ھي احتماالت أن‬ ‫تكون أنت “أحمد زويل” حامل نوبل القادم‪ ,‬أو الشيخ‬ ‫“الحويني” عالم الحديث‪ ,‬أو الناصر صالح الدين فاتح‬ ‫القدس‪ ,‬أو غيرھم سيخبرك الحقيقة مطلقة‪ :‬لن‬ ‫تكون أبدا أي من ھؤالء‪ .‬فرصك في أن تكون أي‬ ‫منھم ھي واحد في بضعة ماليين‪ ...‬و الحق سيقال‪,‬‬ ‫لو كنت “فلتة” عصرك‪ ,‬فستكون شخص غيرھم‪.‬‬ ‫ستكون أنت! و ستكتب سطرا جديدا في التاريخ‪...‬‬ ‫باسمك‪.‬‬ ‫كم شخص في ذكاء ابن سينا‪ ,‬و قدرة الغزالي على‬ ‫التحليل‪ ,‬و قدرات ابن خلدون على التوقع الحضاري‬ ‫خارج زمنه؟“واحد”؟!‬ ‫أحد مناھج التغيير تتبع اسلوب تلقين المجتمع‬ ‫األفكار “المطلقة” كالصدق و العدالة و الرحمة ‪ ...‬في‬ ‫ھيئة مثل عليا منقحة من كل نقص‪ ,‬تماما كما في‬ ‫الخطاب الديني المحافظ )ألي دين(‪ ,‬حتى ولو انعزل‬

‫ھذا عن الواقع تماما‪ .‬كل ذلك أمال في أن تجر ھذه‬

‫أين القدوة إذا؟‬

‫األفكار الحسنة المجتمع لألفضل مع الوقت ولو بأمل‬

‫القدوة التي يجب أن تجدھا إذن‪ ,‬ھو شخص قريب‬

‫“كاذب” أو مفصول عن الواقع كلية‪ .‬و المجتمع ھنا‬

‫منك في الظروف‪ ,‬و األحالم و اإلمكانات‪ ,‬و يسبقك ‪-‬‬

‫ھو كل الناس بخالف ھذا ال “واحد”‪ .‬وكذلك أرى‬

‫ربما‪ -‬بعدة أعوام في العمر‪ .‬ھو شخص تحب فيه‬

‫نفس المنھج في الشخص القدوة المطلقة‪ ,‬العالم‬

‫“عمله” و ترى فيه “الممكن” الذي ستحققه‪ .‬أنت‬

‫العظيم‪ ,‬الفاتح الكبير‪ ,‬الالعب الفذ‪ ....‬ھو مجرد فكرة‬

‫تعرف أنك لست أحمد زويل أو محمد حسان أو عمرو‬

‫ستحاول أن تصل إليھا‪ ...‬وربما تنسى في الطريق‬

‫خالد أو عمر‪ ,‬ولكنك بالتأكيد تحتاج “كشاف” نور‬

‫أنك “أنت” شخص آخر‪.‬‬

‫على الطريق‪ ...‬وھذا الكشاف ھو صاحبك ھذا‪ .‬فقد‬

‫من ھو القدوة إذا؟‬

‫تخرج من الكلية قبلك ببضعة أعوام‪ ,‬و ووجد عمله و‬

‫ولو شئت الدقة‪ :‬القدوة ھي التي توضع في طريقك‬

‫ربما تزوج و ربما يصارع ليثبت نفسه‪ ...‬ھو باختصار‬

‫بغير اختيار منك‪ ,‬ھي صديقك المقرب منك الذي‬

‫أنت بعد بضعة أعوام‪ .‬خبرته ھي كل ما تحتاجه أنت‬

‫يصلي السنة و تضيعھا‪ ,‬ھو زميلك األكبر منك في‬

‫لكي ال تقع في نفس أخطاؤه‪ ,‬وھو مرآة لما قد تصل‬

‫الجامعة الذي تفوق وحصل على الوظيفة التي‬

‫إليه في بضعة أعوام‪ .‬فقط تذكر كلما نظرت إليه و‬

‫تتمناھا أنت‪ ,‬ھو رجل قابلته في الشارع مصادفة‪,‬‬

‫إلى عمله‪ :‬ھل ھذا ما تريد؟‬

‫ھو ھذا الشاب الذي مات أمام ناظريك‪ .‬القدوة‬

‫فاروق الباز و مشرفة و زويل و شيخ األزھر وسائر‬

‫الحقيقية أيضا ھي التي توضع أمام نصب عينينك‬

‫كبرائنا عملوا بكد لعشرات األعوام‪ ,‬ربما لم تسمح‬

‫رغما عنك‪ ,‬ھي جارك الذي سافر و اغتنى في‬

‫الفرصة أن ترى ما مروا به ليكونوا ما ھم عليه إال في‬

‫الخليج‪ ,‬أو قريبك الذي اشترى كذا و كذا‪ ,‬أو حتى‬

‫الكتب‪ ...‬ولكن األكيد أن لكل منھم على الطريق‬

‫صاحبك اللعوب‪ .‬على أرض الواقع أنت اخترت عدد‬

‫قدوة مصغرة‪ ...‬تضيء الطريق‪ .‬و القدوة المصغرة‬

‫من األشخاص ك “كقدوة” غير كل ھؤالء الذين‬

‫ھي ببساطة “عمل ممكن” على درج المجد الذي‬

‫تتغنى بأسمائھم صباح مساء‪ ,‬و المجتمع أيضا يضغط‬

‫تمنوه‪ ...‬وتتمناه؟ ھو “عمل ممكن” من شخص‬

‫عليك بنماذج قد ال تكون على ھواك‪ ,‬أو باألحرى‬

‫قريب‪ .‬و في األخير‪ ,‬لن يسع المرء إال أن يكون‬

‫تكرھھا!‬

‫نفسه‪ ...‬و ھو نفسه‪ ...‬قدوة آلخرين‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫و لمنع ھذا االنقالب‪ ،‬يذكر جين شارب أنه يتعين‬

‫‪.3‬يجب تقييد أعمال الشرطة و المخابرات و الجيش‬

‫من الديكتاتورية‬

‫علي منفذو االنقالب ان يكونوا واعيين لذلك و أن‬

‫بشكل قوي يمنع أي تدخل قانوني سياسي‪.‬‬

‫إلي الديموقراطية‬

‫يبدأوا فورا لغطاء شرعي يوفر لھم حقھم السياسي‬

‫‪ .4‬مشاركة الجماھير عند عمل الدستور و ضرورة‬

‫عرض إنجي فوده‬

‫و األخالقي في الحكم حيث يلجأ أعضاء النظام‬

‫موافقتھم علي تصديق أو تعديل أي نص‪ .‬و لھذا‬

‫ھو كتاب يسرد نظريا‬

‫القديم للقضاء عليھم سريعا بإنكار الشرعية عنھم‪.‬‬

‫يجت أن تكون لغة الدستور سھلة الفھم من قبل‬

‫الطرق و األساليب‬

‫و عليه يجب منفذو االنقالب أن تأتي مطالبھم‬

‫غالبية الشعب‪ ،‬فال يجب أن يكون الدستور معقدا أو‬

‫السلمية المختلفة إلنھاء‬

‫بخضوع مؤسسات المجتمع و االقتصاد و الشرطة و‬

‫غامضا لدرجة أن المجامون أو النخب األخري فقط‬

‫أي نظام ديكتاتوري مع‬

‫الجيش بنتفيذ أعمالھم المعتادة حسب التعديالت‬

‫تستطيع فھمه‪.‬‬

‫عرض التطبيقات المختلفة و نتائجھا من خالل ثورات تمت‬

‫التي تفرضھا سياسات منفذي االنقالب‪.‬‬

‫و الجدير بالذكر أيضا جملة أھم النتائج المفيدة‬

‫عمليا بالفعل في العالم‪.‬‬

‫أو أن يستمروا من خالل الالتعاون و التحدي و‬

‫للنضال الال عنيف ھو ان المجتمع يصبح أكثر قدرة‬

‫الكتاب فقط ‪ 60‬صفحة و عشنا بالفعل أفلب صفحاته من‬

‫أساليب النضال السلمي المختلقة ضد التھديدات‬

‫علي معالجة المشاكل مستقبلية التي قد تشمل‬

‫خالل الثورة المصرية و لكننا اآلن محشورون في الفصل‬

‫الجديدة فيموت النظام الدكتاتوري الجديد من الجوع‬

‫فساد الحكومة أو ممارستھا القمع ضد مجموعات‬

‫األخير من الكتاب‪ .‬و الفصل األخير بعنوان أسس ثوابت‬

‫السياسي و نستعيد فرصة بناء مجتمع ديموقراطي‪.‬‬

‫معينة أو عدم وجود عدالة اقتصادية‪ .‬فالشعوب التي‬

‫الديموقراطية‪ ،‬و يتحدث ھذا الفصل عن خطر نشوء‬

‫و أسس ثوابت الديموقراطية تتلحص فيما‬

‫لديھا خبرة في ممارسة التحدي السياسي أقل‬

‫دكتاتورية جديدة حيث قد يحاول بعض أعضاء النظام‬

‫يلي‪:‬‬

‫عرضة ألنظمة حكم دكتاتوري دون اللجوء لالرھاب و‬

‫الحكم القديم و حتي قبل انھيار نظام الحكم‬

‫‪.1‬كتابة دستور يعمل علي تأسيس إطار الحكومة‬

‫حرب العصابات التي قد تمارسھا بعض مجموعات‬

‫الدكتاتوري أن يقطعوا الطريق أمام نضال التحدي نحو‬

‫الديموقراطية المرغوب فيھا‪ .‬و يحتوي الدستور علي‬

‫المعارضة الموالية لألنطمة الدكتاتورية التي سقطت‪.‬‬

‫الديموقراطية من خالل شن انقالب عسكري‬

‫أھداف الحكومة و محددات سيطرتھا و أساليب و‬

‫و الخاتمة كانت جملة من أروع ما تكون‪:‬‬

‫لالستيالء علي النصر الذي حققته المقاومة‬

‫أوقات االنتخبات ‪.‬‬

‫"ال تأتي الحرية مجاناً" ال يوجد قوة خارجية تمنح الشعوب‬

‫الشعبية‪ .‬و قد يدعي ھؤالء األعضاء بأنھم يطردون‬

‫‪.2‬يجب فصل السلطات التشريعية و التنفيذية و‬

‫المضطھدة الحرية التي تطمح إليھا‪ ،‬و علي الناس أن‬

‫نظام الحكم الدكتاتوري و لكن في الواقع تجدھم‬

‫القضائية عن بعضھا بشكل واضح لكي تبقي‬

‫يتعلموا كيف يحصلون عليھا و يحافظوا عليھا‪.‬‬

‫يسعون لفرض نموذج مطور ھن النموذج القديم ‪.‬‬

‫الحكومية المركزية ديومقراطية‪.‬‬

‫لقراءة مقتطفات أخري من الكتاب‪:‬‬ ‫‪http://engyfoda.com/?p=856‬‬

‫‪38‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.